105
وى ت ح م ل ا ال ى ل و الأ ة عادي ل ا دورة9002 0102 ة ي# ب ا ي لن ا مدة ل ا ة ي ب ا+ ي ل ا رة+ ش ع9002 4102 د عد7 س مي خ ل ا30 ر8 مب س ي د9002 وال ة ي ب ا+ ي ل ا ة ي س ل ا ون? س م خ عة8 ساب ل ا سة ل8 ج ل ا226 226 238 240 244 277 284 287

 · Web viewوالهدف ال ذي هو تطو ر الاستثمارات بـ 4,4 % بالأسعار القار ة، يعتبر هدفا طموحا، لكن الخطة التي تم

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

المحتوى

1) إفتتاح الجلسة.................................

2) عرض ومناقشة مشروعي ميزانيتي وزارة المالية ووزارة التنمية والتعاون الدولي وباب الدين العمومي .............................................

3) بيانات وأجوبة السيد وزير المالية............

4) بيانات وأجوبة السيّد وزير التنمية والتعاون الدّولي...............................................

5)عرض ومناقشة مشاريع ميزانيات وزارة الفلاحة والموارد المائية، وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ووزارة التجارة والصناعات التقليدية..................................

6) بيانات وأجوبة السيد وزير الفلاحة والموارد المائية..............................................

7) استئناف الجلسة وبيانات وأجوبة السيد وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة...

8) بيانات وأجوبة السيد وزير التجارة والصناعات التقليدية..............................................

9) عرض ومناقشة مشروع قانون يتعلّق بالموافقة على اتفاقية الضمان المبرمة في 21 أكتوبر 2009 بين حكومة الجمهورية التونسية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والمتعلّقة بالقرض المسند لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز للمساهمة في تمويل مشروع محطة غنّوش لتوليد الكهرباء بالدورة المركّبة......................

10) إستئناف الجلسة وعرض ومناقشة مشاريع ميزانيات وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية، ووزارة التربية والتّكوين ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا.........................................

11) رفع الجلسة.................................

الأعضاء الحاضرون: 208

الأعضاء المعتذرون: 06

الأعضاء الغائبـون: 00

السادة والسيدات:

1) عبد اللطيف الزيانيمعتذر

2) السيدة العقربي معتذرة

3) وسيلة العياري"

4) مبروك العيونيمعتذر

5) رجاء الكلاعي الفوزاعيمعتذرة

6) الطيب المحسنيمعتذر

عقد مجلس النواب جلسة عامة على الساعة التاسعة وخمس دقائق من صباح يوم الخميس 03 ديسمبر 2009 برئاسة السيد فؤاد المبزّع رئيـس مجلس الـنواب، وذلك لمواصلـة النّظر في مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010.

إفتتاح الجلسة

السيد رئيس مجلس النواب

على بركة اللّه وبعونه، نفتتح هذه الجلسة السابعة من الدّورة العادية الأولى للمدّة النيابية الثانية عشرة، ونرحّب بالسادة أعضاء الحكومة الحاضرين معنا هذا اليوم لمواصلة النّظر في ميزانية الدّولة بالنّسبة لسنة 2010.

وننظر اليوم في تقرير اللّجنة الثالثة حول وزارة المالية ووزارة التّنمية والتّعاون الدّولي والدّين العمومي، ونطلب من الزميل رضا بوعرقوب التفضّل بتقديم تقرير اللّجنة الثالثة.

عرض ومناقشة

مشروعي ميزانيتي وزارة المالية

ووزارة التنمية والتعاون الدولي

وباب الدين العمومي

المقرر

تقديم تقرير

اللّجنة الثالثة

حول

مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010

عملا بالمنشور عدد 269 المؤرخ في 11 نوفمبر 2009 عهد إلى اللّجنة الثالثة بإعداد تقرير حول الأبواب التالية من مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010:

* وزارة المالية (الباب العاشر).

* وزارة التنمية والتعاون الدولي (الباب الحادي عشر).

* الدين العمومي (الباب الواحد والثلاثون).

ضبطت نفقـات التصرّف والتنمية وصناديق الخزينة لوزارة المالية لسنة 2010 في حدود 269,946 م.د مقابل 292,291م.د سنة 2009 أي بنقص بـ 22,345 م.د تمثل نسبـة ـ 7,6%.

وتمّ ضبط نفقات التصرف والتنمية لوزارة التنمية والتعـاون الدولي لسنة 2010 في حدود 177,520م.د مقابل 168,866م.د سنة 2009 أي بزيادة 8,654م.د تمثل نسبة تطوّر بـ 5,1%.

يقـدر مجموع خدمة الدين العمومـي خلال سنـة 2010 بـ 3640 م .د مقابل 3805 م.د محتملة سنة 2009 أي بنقص بـ 165 م.د.

وتجدون في تقرير اللّجنة المعروض عليكم التفاصيل المتعلقة بتوزيع هذه النفقات وتطوّرها مقارنة مع سنة 2009.

ويشرّفني أن أتولّى تقديم تقرير اللّجنة الثالثة الذي يبرز مختلف المحاور التي تمّت إثارتها بمناسبة دراسة هذه الأبواب.

خلال دراستها لمشروعي ميزانيتي وزارة المالية ووزارة التنمية والتعاون الدولي لسنة 2010 وكذلك باب الدين العمومي استندت اللّجنة في أعمالها التحضيرية إلى مضامين البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" كما اعتمدت على ما رسمه المخطط الحادي عشر للتنمية من أهداف وما أقرّه من مشاريع وبرامج تنموية وسياسية واجتماعية، إلى جانب ما تضمّنته الميزانيات المعنية للسنوات السابقة والتقارير السنوية للتنمية وما توفّر من مؤشرات ومعطيات اقتصادية ومالية وذلك بالاعتماد أساسا على وثيقتي مشروع ميزانية الدولة والميزان الاقتصادي لسنة 2010 وانطلاقا من مجمل التوجهات والسياسات الجملية والقطاعية وخاصة تلك المتعلقة منها باستحثاث نسق النمو ومزيد دفع الاستثمار والنهوض بالتشغيل والمحافظة على التوازنات المالية وتدعيم تموقع تونس في الأسواق الخارجية .

I ـ ميزانية وزارة التنمية والتعاون الدولي:

اعتبارا للوظيفة الأفقية التي تقوم بها وزارة التنمية والتعاون الدولي ودورها في متابعة ودفع العمل التنموي، اهتمّ السادة النواب خلال دراستهم لميزانية الوزارة بمحاور تعلّقت أساسا بتأثيرات الأزمة المالية العالمية على النموّ من ناحية والسياسات المعتمدة لدفع قطاع التشغيل والاستثمار وإحداث المؤسسـات. كما استأثرت مسألة التنمية الجهوية والمنظومة الإحصائية والمخطط المتحرّك والتعاون الفني بحيز كبير من النقاش.

وقد تبيّن من خلال ردود السيد الوزير أنّ بلادنا توفّقت بشكل ملموس في تطويق آثار الأزمة ممّا حدا بهيئات دولية إلى الاستئناس بالتجربة التونسية في طريق معالجة ومجابهة الأزمة مؤكّدا أنّ ذلك ما كان ليتحقّق لولا الرؤيا الاستشرافية لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي إذ رغم التقلبات التي شهدها العالم تمكّنت تونس من تحقيق نسبة نموّ بـ 3% وتطوّرا إيجابيا للدخل الفردي كما حافظ اقتصادنا الوطني على حركيته الإيجابية.

وفي ردّه على استفسارات السادة النواب عن نتائج الإجراءات الظرفية التي تمّ إقرارها بموجب القانون عدد 35 لسنة 2009 المتعلق بالإجراءات الظرفية لمساندة المؤسسات الاقتصادية لمواصلة نشاطها، بيّن السيد الوزير أنّ تمديد العمل بهذا القانون استفاد منه زهاء 78 ألف عامل كما ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في المحافظة على 38 ألف موطن شغل حيث كان له انعكاس إيجابي على 400 مؤسسة مبرزا أنّ الجهود ستتواصل في اتجاه تطويق الآثار المحتملة للأزمة في الفترة المقبلة.

وبخصوص قطاع التشغيل وباعتبار التحديات المفروضة على هذا القطاع من جرّاء تواصل ارتفاع طلبات الشغل الإضافية وتطوّر الظرف الاقتصادي الحالي ومستجدّات الفترة المقبلة بيّن السيد الوزير أنّ هذا القطاع يعدّ من أولويات سنة 2010 كما ورد في منوال النموّ والقرارات الرئاسية المعلن عنها إذ سيكون ضمن أولوية هيكلة الاقتصاد الوطني من حيث حجم الاستثمار ونوعيته والترفيع في القيمة المضافة الحاصلة له وتعزيز محتواه التكنولوجـي بشكـل يتجـاوب مع متطلّبات سـوق الشغـل. كما سيشرع في تجسيم البرنامج الرئاسي المتعلق بتطوير تنوّع جودة الاختصاصات، كما سيتمّ تحديث السياسة النشيطة للتشغيل من خلال تحسين مردودية الصندوق الوطني للتشغيل والارتقاء بجودة خدمات مكاتب التشغيل وتفعيل تدخّل الصندوق الوطني للتضامن.

واعتبارا للمكانة التي يحتلّها الاستثمار وإحداث المؤسسات في العمل التنموي، بيّن السيد الوزير أنّ تونس تمكّنت من تحقيق نتائج طيّبة على الصعيد الخارجي عزّز موقعها في الفضاء الدولي كوجهة اقتصادية واعدة مؤكّدا أنّ الجهود ستتواصل خلال السنة المقبلة في إطار تكثيف نسق إحداث المؤسسات في المجالات الواعدة وتعزيز آليات الإحاطة والمساندة ومزيد الرفع من أداء الإدارة إلى جانب تحسين منظومة التمويل وتدعيم البنية الأساسية واللوجيستية والتكنولوجية الموجّهة للمؤسسة ومزيد العمل على دفع الاستثمار الخارجي.

وبخصوص التنمية الجهوية، أبرز السيد الوزير أنّ الجهود ستتواصل خلال سنة 2010 لتحسين القدرة التنافسية للجهات من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية والبنية الأساسية عبر تجسيم سياسة التوازن بين الجهات مؤكّدا أنّ من ضمن أولويات البرنامج الرئاسي مراجعة منظومة التحفيز مع الأخذ بعين الاعتبار أولوية التنمية الجهوية والقطاعات الواعدة لمجابهة ضغوطات التشغيل التي تبقى مطروحة بصورة أحدّ في المناطق الداخلية.

وإجابة عن استيضاحات السادة النواب بخصوص علاقة المخطط المتحرّك بالمخطط الخماسي ، بيّن السيد الوزير أنّ المخطط المتحرّك هو بمثابة آلية تربط بين المخطط الحالي والمخطط الموالي مؤكّدا أنّ هذا المخطط المتحرّك يتوافق مع البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" وسيكون آلية لتكريسه من خلال تجسيم المشاريع والآليات والبرامج.

وبخصوص التعاون الفني واعتبارا للدور الموكول لهذا القطاع في تجسيم إستراتيجية الدولة في مجال التشغيل عموما وتشغيل الكفاءات بصفة خاصة، تبيّن أنّ العمل موصول لتطوير هذا المجال كمّا ونوعا.

أمّا فيما يتعلّق بالمنظومة الإحصائية، فقد شهدت تطوّرا مطردا جعلها تستجيب للمعايير الدولية، وفي هذا الإطار أنجز المعهد الوطني للإحصاء أشغالا هامة تمثّلت أساسا في مراجعة الحسابات علما وأنّه سيتمّ العمل بنظام جديد بداية من سنة 2010 مع المخطط المتحرّك.( وتجدون أكثر تفاصيل عن هذا النظام مضمّنة بالصفحة 9 من التقرير).

II ـ ميزانية وزارة المالية:

ركّز السادة النواب أثناء دراستهم لهذا الباب على المسائل المتصلة أساسا بنشاط الوزارة ومجالات تدخلها وخاصة موضوع الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على التوازنات المالية والديوانة:

وقد تبيّن في جلسة الاستماع إلى السيد وزير المالية أن الأزمة المالية العالمية لم يكن لها تأثير يذكر على قطاعنا المالي نتيجة السياسة المالية الحذرة والمتابعة الدقيقة باعتبار ما يستدعيه التعامل الدقيق مع الوضع الاقتصادي وإحكام التوقّي من الانزلاقات والحرص على المحافظة على التوازنات المالية الجملية، إضافة إلى صلابة القدرات المالية وسلامة طرق تسيير المؤسسات المالية والمصرفية ببلادنا . وهو ما يترجم نجاعة الإجراءات الاستباقية التي أذن بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منذ البوادر الأولى للأزمة ممّا ساهم بصفة جليّة في المحافظة على نسبة نمو إيجابية في حدود 3% رغم صعوبة الظرف العالمي.

وبخصوص الاستعدادات لتطبيق مجلة الديوانة، بيّن السيد الوزير أن إدارة الديوانة قامت بعديد الإصلاحات لتأهيل الإدارة وهيكلتها واعتماد منظومات إعلامية متطوّرة، إلى جانب تركيز أجهزة الكشف بالأشعة، وتطوير منظومتي التكوين والرّسكلة واعتماد منظومة شبكة تونس للتجارة والدفع الالكتروني بهدف تبسيط الخدمات وتسريع نسق إسدائها من أجل تدعيم مناخ الأعمال في تونس واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والرفع من نجاعة الخدمات المسداة للمتعاملين الاقتصاديين.

أمّا فيما يتعلّق بمجال الجباية والعمل على الارتقاء بجودة الخدمات الإدارية وتعصير آليات العمل، تبيّن أن تركيز نظام الجودة والصيانة الدورية للقباضات المالية وتطوير مستوى الخدمات بهدف تحسين آليات العمل وظروف الاستخلاص ساهمت في تحقيق الأهداف المرسومة، حيث تحصّلت 6 قباضات مالية على شهادات الجودة "إيزو 9001"، وتمّ تركيز منظومات الكترونية للدفع والتصريح عن بعد، واعتماد نظام احتساب مبالغ الأداء عن بعد إضافة إلى ما تمّ إنجازه على مستوى تجهيز القباضات المالية بمطرفيات الدفع الالكتروني بما من شأنه تكريس مبدأ السرعة والنجاعة في إسداء الخدمات.

وبخصوص تحسين نسب الاستخلاص على مستوى الجباية، تبيّن أنّه سيتمّ السعي إلى تطوير العمل التحسيسي المبني على قواعد علمية وموضوعية في اتجاه مزيد ترسيخ ثقافة جبائية.

كما استأثرت مسألة منظومة تمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة ومدى استجابتها للأهداف الوطنية في مجالي التشغيل وبعث المؤسسات باهتمام السادة النواب، وفي ردّه أوضح السيد الوزير أن سيادة الرئيس أقرّ عديد الإجراءات على مستوى تطوير منظومة القروض المسندة من قبل البنك التونسي للتضامن والجمعيات التنموية التي تغطّي حاليا كامل معتمديات الجمهورية مؤكّدا على ضرورة الترفيع في نسبة استخلاص الديون بما يضمن ديمومة هذه المنظومة وتوسيع مجالات تدخّلها ويسهم في الإنجاز الفعلي للمشاريع.

وفيما يتعلّق بالتصرّف في الميزانية حسب الأهداف ، تبيّن أن هذا النظام بصدد التقدّم حسب البرنامج المعدّ في الغرض باعتبار التمشّي المرحلي الذي تم اعتماده ، حيث تم تركيز 4 برامج على مستوى 4 وزارات وسيقع الشروع في تعميمها تدريجيا على باقي الوزارات .

III ـ تسديد الدين العمومي:

بخصوص هذا الباب، أثار السادة النواب مسائل تعلقت أساسا بالتحرير التدريجي للدينار والاقتراض الخارجي والمشاريع التنموية المعنية بالقروض الخارجية الموظفة وبرنامج دعم الاندماج الاقتصادي (وتجدون أكثر تفاصيل عن هذه المسائل مضمّنة بتقرير اللجنة الثالثة وكذلك بأجوبة الوزارة في هذا الباب).

وبذلك أنهت اللّجنة الثالثة النظر في أبواب المالية والتنمية والتعاون الدولي والدين العمومي لسنة 2010.

تقريـر

اللّجنـة الثالثـة

حـول

*الباب العاشر: وزارة المالية،

*الباب الحادي عشر: وزارة التنمية والتعاون الدولي،

*الباب الواحد والثلاثون: الدين العمومي.

اختصاص المجلس: مـشترك

تاريخ انتهاء الأشغال: 26 نوفمبر 2009

رئيس اللّجنة: السيد منوّر خميلة

مقرر الأبواب: السيد رضا بوعرقوب

نظر اللّجنة

*جلسات اللجنة*

جلسة 1: 12 نوفمبر 2009

تكوين فرق العمل:

* مشروع ميزانية وزارة المالية: عبد المجيد الحميدي وطارق بن عثمان ومحمد الزعيبي.

*مشروع ميزانية وزارة التنمية والتعاون الدولي: رضا بوعجينة (منسق) وإكرام مقني وسنية عوني وحسن ليتيّم ومحمد البشير دربال ومحمد لطفي عمر وعثمان الفارحي.

*الدين العمومي: الطيب المحسني (منسّق) ومنى الطويل ونوال الهيميسي وطارق بن عثمان.

جلسة 2: 16 نوفمبر 2009

إعداد المحاور الكتابية حول:

*مشروع ميزانية وزارة المالية

*مشروع ميزانية وزارة التنمية والتعاون الدولي

توجيه أسئلة كتابية حول:

*باب الدين العمومي

جلسة 3: 18 نوفمبر 2009

جلسة الاستماع إلى السيد وزير التنمية والتعاون الدولي

*إنهاء النظر في مشروع ميزانية هذه الوزارة.

جلسة 4: 24 نوفمبر 2009

جلسة الاستماع إلى السيد وزير المالية

*إنهاء النظر في مشروع ميزانية هذه الوزارة.

تاريخ إنهاء الأشغال: 26 نوفمبر 2009

رئيس اللّجنة: منوّر خميلة

المقرر: رضا بوعرقوب

التقديم :

عملا بالمنشور عدد 269 المؤرخ في 11 نوفمبر 2009 عهد إلى اللجنة الثالثة بإعداد تقرير حول الأبواب التالية من مشروع ميزانية الدولة لسنة 2010:

-وزارة المالية (الباب العاشر).

-وزارة التنمية والتعاون الدولي (الباب الحادي عشر).

- الدين العمومي ( الباب الواحد والثلاثون).

ضبطت نفقات التصرف والتنمية وصناديق الخزينة لوزارة المالية لسنـة 2010 في حـدود 269,946 م.د مقابل 292,291 م.د سنة 2009 أي بنقـص بـ 22,345 م.د تمثّـل نسبـة ـ 7,6%.

* نفقات التصرف: 235,996 م.د

235,996 م . د

* نفقات التنمية: 141,820 م.د

33,850 م . د

* صناديق الخزينة: 0,100 م. د

وتمّ ضبط نفقات التصرف والتنمية لوزارة التنمية والتعاون الدولي لسنة 2010 في حدود 177,520 م.د مقابل 168,866 م.د سنـة 2009 أي بزيـادة 8,654 م.د تمثّل نسبـة تطـوّر بـ 5,1 %.

* نفقات التصرف: 35,700 م.د

35,700 م . د

* نفقات التنمية: 141,820 م.د

141,820 م . د

يقدّر مجموع خدمة الدين العمومي خلال سنة 2010 بـ3640م.د مقابل 3805م.د محتملة سنة 2008 أي بنقص بـ165 م.د.

أعمال اللّجنة:

خلال دراستها لمشروعي ميزانيتي وزارة المالية ووزارة التنمية والتعاون الدولـي لسنة 2010 وكذلك باب الدي العمومي استندت اللّجنة في أعمالها التحضيرية إلى مضامين البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" كما اعتمدت على ما رسمه المخطط الحادي عشر للتنمية من أهداف وما أقرّه من مشاريع وبرامج تنموية وسياسية واجتماعية، إلى جانب ما تضمّنته الميزانيات المعنية للسنوات السابقة والتقارير السنوية للتنميـة وما توفّر من مؤشرات ومعطيات اقتصادية ومالية وذلك بالاعتماد أساسا على وثيقتي مشروع ميزانية الدولة والميزان الاقتصادي لسنة 2010 وانطلاقا من مجمل التوجهات والسياسات الجملية والقطاعية وخاصة تلك المتعلقة منها باستحثاث نسق النمو ومزيد دفع الاستثمار والنهوض بالتشغيل والمحافظة على التوازنات المالية وتدعيم تموقع تونس في الأسواق الخارجية.

I ـ ميزانية وزارة التنمية والتعاون الدولي:

إعتبارا للوظيفة الأفقية التي تقوم بها وزارة التنمية والتعاون الدولي ودورها في متابعة ودفع العمل التنموي، تناول السادة النواب بالدّرس عديد المواضيع شملت بالأساس مجالات تدخّل الوزارة المتمثلة في الإشراف على إعداد المخططات التنموية الخماسية ومتابعة تنفيذها وتقييمها وإعداد الميزان الاقتصادي باعتباره أداة تنفيذ سنوية للمخطط.

كما أن الوزارة تعنى باستقطاب الاستثمار الخارجي ودفع الاستثمار الداخلي ووضع البرامج الخصوصية للتنمية الجهوية والتعاون المالي والاقتصادي مع الخارج إلى جانب التعاون الفني من خلال وضع البرامج لتوظيف إطاراتنا بالخارج.

وفي هذا الإطار تمّت إثارة عدة مسائل بوّبت في المحاور الأساسية التالية:

1) تأثيرات الأزمة المالية العالمية على النمو:

استأثرت مسألة الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على نمو اقتصادنا الوطني باهتمام السادة النواب نظرا لارتباط اقتصادنا بمحيطه الخارجي، واستفسروا عن نتائج الإجراءات الظرفية التي تمّ إقرارها بموجب القانون عدد 35 لسنة 2009 المتعلّق بالإجراءات الظرفية لمساندة المؤسسات الاقتصادية لمواصلة نشاطها.

وقد بيّن السيد وزير التنمية والتعاون الدولي أن بلادنا توفّقت بشكل ملموس في تطويق آثار الأزمة ممّا حدا بهيئات دولية على غرار البنك العالمي والبنك الأوروبي والبنك الإفريقي إلى الاستئناس بالتجربة التونسية في معالجة ومجابهة الأزمة، كما أكّد أن التوقّي من هذه الأزمة ما كان ليتحقق لولا الرؤية الاستشرافية لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي أذن منذ الثلاثية الأخيرة لسنة 2008 باتخاذ التدابير والإجراءات الظرفية لمساندة المؤسسات المتضررة من الأزمة الاقتصادية العالمية قصد مواصلة نشاطها وتدعيم قدرتها التنافسية لتعويض النقص المسجّل في مستوى الصادرات.

ورغم التقلّبات التي شهدها العالم، تمكّنت تونس من تحقيق نسبة نمو بـ 3% وتطوّرا إيجابيا للدخل الفردي، وحافظ اقتصادنا على حركيته الإيجابية ممّا عزّز الثقة التي تحظى بها تونس في الأوساط الدولية نتيجة السياسة الحكيمة لسيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي .

وبيّن السيد الوزير أن تمديد العمل بالقانون المتعلّق بالإجراءات الظرفية لمساندة المؤسسات الاقتصادية لمواصلة نشاطها استفاد منه زهاء 78 ألف عامل وساهم بشكـل مباشـر أو غير مباشر في المحافظة على 38 ألف موطن شغل كما كان له انعكاس اجتماعي على 400 مؤسسة مؤكّدا أن الجهود ستتواصل في اتجاه تطويق الآثار المحتملة للأزمة في الفترة المقبلة من خلال توخّي الحذر واستباق الأحداث تجسيما للرؤية الاستشرافية الرئاسية السامية.

2) التشغيل:

حظي قطاع التشغيل بحيز هام من النقاش باعتبار التحديات المفروضة على هذا القطاع من جرّاء تواصل ارتفاع طلبات الشغل الإضافية وتطوّر الظرف الاقتصادي الحالي ومستجدّات الفترة المقبلة . وقد أكّد السادة النواب أن هذا القطاع يمثّل أولوية مطلقة ضمن البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحدّيات" بما يسمح بالاستجابة لطلبات الشغل الإضافية وتدارك النقص الحاصل في إحداثات الشغل لفائدة حاملي الشهادات العليا .

وفي هذا الإطار بيّن السيد الوزير أن التشغيل يعدّ من أولويات سنة 2010 كما ورد في منوال النمو والقرارات الرئاسية المعلن عنها إذ سيكون ضمن أولوية هيكلة الاقتصاد الوطني من حيث حجم الاستثمار ونوعيته والترفيع في القيمة المضافة الحاصلة له وتعزيز محتواه التكنولوجي بشكل يتجاوب مع متطلبات سوق الشغل.

كما أوضح السيد الوزير أن الإصلاح المتعلق بتطوير تنوّع وجودة الاختصاصات في المجالات التقنية والهندسية سوف يُشرع في تجسيمه طبقا للبرنامج الرئاسي باعتبار أن الجهاز الهيكلي يتطوّر بتطوّر الكفاءات.

وسعيا لتحسين نسبة التأطير على مدى الخمس سنوات المقبلة، سيتم تحديث السياسة النشيطة للتشغيل من خلال تحسين مردودية الصندوق الوطني للتشغيل ومزيد تصويب تدخلاته والارتقاء بجودة خدمات مكاتب التشغيل والعمل المستقل والإحاطة بالمؤسسات التي تواجه صعوبات والمحافظة على مواطن الشغل بها، كما سيتم العمل على تفعيل تدخّل الصندوق الوطني للتضامن من خلال تجسيم البرنامج الرئاسي للفترة 2009 ـ 2014 القاضي بالترفيع بـ 50 م.د في سقف قروض تمويل المشاريع الصغرى.

كما سيتمّ العمل على تصويب النفقات الاجتماعية والتدخل لفائدة أصحاب الشهادات الذين طالت بطالتهم، حيث من المنتظر أن تبلغ إحداثات الشغل 70 ألف موطن شغل جديـد سنة 2010 ممّا يمكّن من تغطية 83% من الطلبات الإضافية مقابل 57 ألف موطـن شغل وتغطية 64,8 % من الطلبات الإضافية سنة 2009.

وأبرز السيد الوزير أن المجهود متواصل لتحقيق الهدف الرئاسي المتعلق بإحداث 425 ألف موطن شغل خلال الخماسية القادمة بما يقلّص نسبة البطالة بنقطـة ونصـف في موفـى سنة 2014.

3) الاستثمار وإحداث المؤسسات:

واعتبارا للمكانة التي يحتلها الاستثمار وإحداث المؤسسات في العمل التنموي نظرا لدوره في تحقيق الأهداف التنموية على مستوى دفع الإنتاج وخلق مواطن الشغل، اهتمّ السادة النواب بهذا القطاع وبنسبة مساهمته في النمو.

وقد تبيّن أنه بفضل اليقظة المستمرّة والعمل على مواكبة المستجدّات على الصعيدين المحلي والعالمي واتخاذ الإجراءات الملائمة والآليات الكفيلة للرفع من نسق الاستثمار وإحداث المؤسسات تمكّنت تونس من تحقيق نتائج طيّبة على الصعيد الخارجي عزّز موقع بلادنا في الفضاء الدولي كوجهة اقتصادية واعدة إذ تحصّلت في تقرير ممارسة الأعمال لسنة 2010 على المرتبة 69 من بين 183 دولة متقدمة بذلك بأربعة مراتب مقارنـة بسنة 2008 وعلى المرتبة الأولى إفريقيا والمرتبة 40 عالميا من بين 133 بلد كما جاء بالتقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي بـ"دافوس" حول التنافسية الكلية للاقتصاد 2008 -2009.

وبهدف الارتقاء بمجهود الاستثمار والرفع من نجاعة المؤسسات ستتركّز المجهودات سنة 2010 على تكثيف نسق إحداث المؤسسات في المجالات الواعدة وتعزيز آليات الإحاطة والمساندة وتطوير مناخ الأعمال ودعم القدرة التنافسية للمؤسسة ومزيد الرفع من أداء الإدارة إلى جانب تحسين منظومة التمويل وتدعيم البنية الأساسية واللّوجيتسية والتكنولوجية الموجّهة للمؤسسة ومزيد العمل على دفع الاستثمار الخارجي.

4) التنمية الجهوية:

استأثرت مسألة التنمية الجهوية باهتمام السادة النواب باعتبار أن الإستراتيجية التنموية الوطنية ترتكز على دعم وتفعيل دور الجهة في المسار التنموي، فضلا على أن البرنامج الرئاسي تضمّن رؤية متجدّدة للتنمية الجهوية تهدف إلى إدماج مختلف الجهات وتعزيز تكاملها ومواصلة دعم صلوحياتها في مجال دفع التنمية وتوفير فرص الاستثمار الخاص ومزيد تعزيز مقوّمات التنمية بالمناطق ذات الأولوية.

كما أكّد السادة النواب على مزيد الترفيع في حجم الاعتمادات المخصصة لفائدة البرنامج الجهوي للتنمية في إطار دعم الموارد الذاتية للمجالس الجهوية انسجاما مع أهداف المخطط الحادي عشر للتنمية ، واستفسروا عن كيفية ضبط دور الجهات وهياكل الإحاطة والمساندة.

وفي هذا الإطار، أوضح السيد الوزير أن الجهود متواصلة لتحسين القدرة التنافسية للجهات من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية والبنية الأساسية وتحسين نوعية الحياة ودعم المبادرة الخاصة والنهوض بالموارد البشرية مؤكّدا أن سياسة الدولة تعتمد على تحقيق التوازن بين الجهات وأن المجالس الجهوية الممتازة تتبنّى المقترحات الواردة على سيادة رئيس الجمهورية.

وأبرز السيد الوزير أنه من ضمن أولويات البرنامج الرئاسي مراجعة منظومة التحفيز مع الأخذ بعين الاعتبار أولويات التنمية الجهوية والقطاعات الواعدة لمجابهة ضغوطات التشغيل التي تبقى مطروحة في المناطق الداخلية بصورة ملحوظة، مؤكّدا أن الجهود سترتكز على مواصلة تعزيز هياكل الإحاطة والمساندة من خلال تجميعها، مع مزيد تحسين منظومة التمويل وتبسيط إجراءات إحداث المؤسسات وتحسين البنية الأساسية والتكنولوجية الموجهة للمؤسسة.

5 ) المخطّط المتحرّك:

وباعتبار أن سنة 2010 هي سنة الشّروع في إنجاز المخطط المتحرك دار نقاش حول ارتباط المخطط المتحرك بالمخطط الخماسي.

وقد وضّح السيد الوزير أن المخطط المتحرك هو بمثابة آلية تربط بين المخطط الحالي والموالي ويتم اعتماده لمجابهة المتغيرات السريعة لتدارك ما قد يطرأ من سلبيات عند تنفيذ المخطط بإدراج التعديلات اللازمة في الإبّان، ويتوافق هذا المخطط مع البرنامج الرئاسي" معا لرفع التحدّيات"، وسيكون آلية لتكريسه من خلال تجسيم المشاريع والآليات والبرامج.

6) التعاون الفنّي:

اعتبارا للدور الموكول للتعاون الفني في تجسيم إستراتيجية الدولة في مجال التشغيل عموما وتشغيل الكفاءات بصفة خاصة، تناول النقاش موضوع تطوّر عدد الكفاءات التونسية بالخارج حسب الاختصاصات والبلدان المعنية، وأكّد السيد الوزير أنه سيتواصل العمل خـلال السنـة المقبلـة لتطويـر هذا المجال كمّا ونوعا.

7 ) وتعصير المنظومة الوطنية للإحصاء:

أشاد السادة النواب بالمنظومة الإحصائية الوطنية التي شهدت تطوّرا مطردا جعلها تستجيب للمعايير الدولية مثمّنين مجهود الوزارة على مستوى إعداد الدراسات القطاعية بهدف تشخيص فرص الاستثمار الخاص ومتابعة القدرة التنافسية ومناخ الأعمال والإنتاجية.

وفي هذا الإطار، أنجز المعهد الوطني للإحصاء أشغالا هامّة تمثّلت أساسا في مراجعة الحسابات علما وأنه سيتمّ العمل بنظام جديد بداية من سنة 2010 مع المخطط المتحرّك يمدنا في مرحلة أولى وبصفة دورية كل ثلاثة أشهر بتطوّر نتائج التشغيل ونسب البطالة وفي مرحلة ثانية يوفّر إحصائيات شهرية وذلك بفضل الدعم الذي يلقاه المعهد مباشرة من لدن سيادة رئيس الدولة، كذلك سيتم بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تطوير مجال الإحصائيات.

II - ميزانية وزارة المالية:

ركّز السادة النواب أثناء دراستهم لهذا الباب على المسائل المتصلة أساسا بنشاط الوزارة ومجالات تدخلها، وقد تركّزت محاور النقاش المقترحة لجلسة الاستماع على السياسات الجملية عموما والمالية على وجه الخصوص.

1) الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على التوازنات المالية:

تعرّض السادة النواب خلال النقاش إلى تداعيات الأزمة التي يشهدها العالم وانعكاساتها على التوازنات المالية باعتبار تفتّح اقتصادنا على محيطه الدولي.

وقد تبيّن في جلسة الاستماع إلى السيد وزير المالية أن الأزمة المالية العالمية لم يكن لها تأثير يذكر على قطاعنا المالي نتيجة السياسة المالية الحذرة والمتابعة الدقيقة باعتبار ما يستدعيه التعامل الدقيق مع الوضع الاقتصادي وإحكام التوقّي من الانزلاقات والحرص على المحافظة على التوازنات المالية الجمليـة، إضافة إلى صلابة القدرات المالية وسلامة طرق تسيير المؤسسات المالية والمصرفية ببلادنا.

وقد أكّد السيد الوزير أنّ كلّ المؤشرات المتعلقة بالسوق المالية والبورصة في تطوّر إيجابي حيث تجاوزت نسبة مؤشّر تونانداكس 41%.

غير أن اقتصادنا ولئن تأثّر نسبيا من جراء هذه الأزمة إلاّ أن سرعة ونجاعة الإجراءات الاستباقية من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي أذن منذ البوادر الأولى للأزمة بأخذ احتياطات في الغرض، وإقرار برنامج شامل لدفع الحركة الاقتصادية ومساندة المؤسسات والقطاعات المتضرّرة مكّنت من الحدّ من التداعيات الخطيرة للأزمة، فضلا عن ما تمّ إقراره للترفيع بنسبـة 20% في اعتمادات التنمية بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية وإعطاء مزيد من الثقة بين المتعاملين الاقتصاديين، ممّا ساهم بصفة جليّة في المحافظة على نسبة نمو إيجابية في حدود 3% رغم صعوبة الظرف العالمي.

2) الديوانة:

استوضح السادة النواب عن مدى تطبيق أحكام مجلة الديوانة، وتبيّن أن إدارة الديوانة قامت بعديد الإصلاحات لتأهيل الإدارة وهيكلتها واعتماد منظومات إعلامية متطوّرة، إلى جانب تركيز أجهزة الكشف بالأشعة، وتطوير منظومتي التكوين والرّسكلة واعتماد منظومة شبكة تونس للتجارة والدفع الالكتروني بهدف تبسيط الخدمات وتسريع نسق إسدائها من أجل تدعيم مناخ الأعمال في تونس واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والرفع من نجاعة الخدمات المسداة للمتعاملين الاقتصاديين.

3) جودة الخدمات الإدارية وتعصير آليات العمل:

أكّد السادة النواب على ضرورة مزيد تطوير الخدمات داخل القباضات المالية تجنّبا للاكتظاظ خاصة في أوقات الذروة، وتبيّن أن تركيز نظام الجودة والصيانة الدورية للقباضات المالية وتطوير مستوى الخدمات بهدف تحسين آليات العمل وظروف الاستخلاص ساهمت في تحقيق الأهداف المرسومة، حيث تحصّلت 6 قباضات مالية على شهادات الجودة "إيزو 9001"، وتمّ تركيز منظومات الكترونية للدفع والتصريح عن بعد، واعتماد نظام احتساب مبالغ الأداء عن بعد إضافة إلى ما تمّ إنجازه على مستوى تجهيز القباضات المالية بمطرفيات الدفع الالكتروني بما من شأنه تكريس مبدأ السرعة والنجاعة في إسداء الخدمات.

4) منظومة تمويل المشاريع الصغرى:

تعرّض السادة النواب خلال النقاش إلى منظومة تمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة ومدى استجابتها للأهداف الوطنية في مجالي التشغيل وبعث المؤسسات، وفي ردّه أوضح السيد الوزير أن سيادة الرئيس أقرّ عديد الإجراءات على مستوى تطوير منظومة القروض المسندة من قبل البنك التونسي للتضامن والجمعيات التنموية التي تغطّي حاليا كامل معتمديات الجمهورية مؤكّدا على ضـرورة الترفيـع في نسبة استخـلاص الديـون بما يضمن ديمومة هذه المنظومة وتوسيع مجالات تدخّلها ويسهم في الإنجاز الفعلي للمشاريع.

5) التصرف في الميزانية حسب الأهداف:

استفسر السادة النواب عن تقدم إنجاز برنامج التصرف في الميزانية حسب الأهداف ونتائج التجارب النموذجية، وقد تبيّن أن هذا النظام بصدد التقدّم حسب البرنامج المعدّ في الغرض باعتبار التمشّي المرحلي الذي تم اعتماده، حيث تم تركيز4 برامج علـى مستـوى 4 وزارات وسيقع الشروع في تعميمها تدريجيا على باقي الوزارات.

6) الجباية:

أثار السادة النواب المشاغل المتعلقة بتحسين نسب الاستخلاص على مستوى الجباية أساسا، وتمّ التوضيح أن الجباية تمثّل المورد الأساسي لميزانية الدولة. واعتبارا لدورها الهام في تجسيد سياسة الدولة في كل المجالات يتمّ السعي إلى تطوير العمل التحسيسي المبني على قواعد علمية وموضوعية في اتجاه مزيد ترسيخ ثقافة جبائية.

III ـ تسديد الدين العمومي:

ركّز السادة النواب خلال دراستهم لهذا الباب على المحـاور التالية:

1) التحرير التدريجي للدينار والاقتراض الخارجي:

استوضح السادة النواب عن الانعكاسات المرتقبة لتحرير الدينار على الاقتراض الخارجي، وقد تبيّن أن عمليات التحرير الجاري للدينار مكّنت المؤسسة التونسية من إنجاز جانب هام من الدفوعات إلى الخارج بكل حريّة وتدعم ذلك بفضل الإجراءات الإضافية في إطار تجسيم البرنامج الرئاسي 2004 ـ 2009 والتي شملت عمليات رأس المال، وسوف يتواصل العمل على استقطاب الاستثمار الخارجي المباشر لتغطية حاجيات التمويل خاصة بالنسبة للمشاريع الكبرى إلى جانب توفير محيط معاملات مبني على الثقة والشفافية يمكّن من الترفيع في مناب التمويلات عن طريق الأوراق المالية بما من شأنه أن يحدّ من اللجوء إلى الاقتراض الخارجي.

2) المشاريع التنموية المعنية بالقروض الخارجية الموظفة:

اتّضح من خلال الأجوبة الكتابية أنه يتمّ إبرام اتفاقيات قروض مع مؤسسات مالية عالمية ومع دول أجنبية لتمويل هذه المشاريع والبرامج بصفة جزئية.

وقد تمّ إدراج اعتمادات دفع بميزانية الدولة للسنة القادمة في حدود 768م.د تخصّ بالأساس مشاريع تتعلق بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والبرامج التنموية.

3) برنامج دعم الاندماج الاقتصادي:

إستوضح السادة النواب عن مكوّنات برنامج دعم الاندماج الاقتصادي، وتبيّن أن هذا البرنامج يندرج في إطار مواصلة الإصلاحات للاقتصاد التونسي المزمع إنجازها خلال سنتي 2009 و 2010 ويتجزأ هذا البرنامج إلى ثلاث محاور أساسية:

*تقليص كلفة المعاملات وتعميق الاندماج التجاري،

*تحسين محيط ومناخ الأعمال عبر تحسين الآليات الإدارية المتعلقة ببعث المؤسسات ودعم المنافسة والشفافية،

*دعم الانتفاع بالتمويل عبر تحسين جودة التصرف في تطوير سيولة البورصة وأنشطة القروض الصغرى.

ويتعلّق هذا البرنامج بمبلغ إجمالي في حدود 780 مليون دينار يشتمل على قرض بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولي والبنك الإفريقي وهبة بـ 70 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي.

وبذلك أنهت اللّجنة الثالثة النظر في أبواب المالية والتنمية والتعاون الدولي والدين العمومي لسنة 2010.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا للزميل مقرّر الأبواب رضا بوعرقوب، ونمرّ الآن مباشرة إلى المداخلات والمساهمة في إثراء الحوار، والكلمة للزميل المحترم كمال الشريقي.

السيد كمال الشريقي

شكرا سيّدي الرّئيس،

تحيّة وترحابا بالسادة أعضاء الحكومة والمرافقين لهم.

أريد في البداية أن أتوجّه بالسّؤال إلى السيّد وزير المالية، إذ بلغت بلادنا جهودا كبيرة من أجل الحدّ من انعكاسات الأزمة المالية على الاقتصاد الوطني من خلال اعتماد إستراتيجية وضعت برنامجا شاملا لدفع الحركة الاقتصادية ومساندة المؤسّسات والقطاعات المتضرّرة.

ورغم أنّ تونس تمكّنت من التحكّم في نسبة الدّين العمومي لتكون في حدود 48%، أيّ أقلّ من مستوى 50 %المتعهّد به، والمؤمّل أن ينخفض إلى نسبة 47 %في موفّى 2010، فإنّ هذا سيدي الوزير لم يمنع بلوغ عجز الميزانية بنسبة 3.6%. وهنا نتساءل: هل أنّ هذا العجز متأتّ من وضع ظرفي مرتبط بتنشيط الحركة الاقتصادية أو لأسباب أخرى مثل عدم اللّجوء إلى الاقتراض الخارجي لتعبئة موارد لفائدة ميزان الدّفوعات نظرا لارتفاع نسب الفائدة المعتمدة والناتجة عن الاضطرابات التي شهدتها الأسواق المالية العالمية؟

وسؤالي الثاني موجّه إلى السيد وزير التنمية والتعاون الدولي: باعتبار أنّ المؤشرات المالية والاقتصادية القادمة إلينا من "إمارة دبي" تبعث على الانشغال بحكم التطوّرات السلبية "لبورصة دبي" واختلال التّوازن المالي لجلّ شركات الاستثمار الناشطة بهذه الإمارة وبالخصوص العملاق "سما دبي"، وهو المستثمر الذي يهمّنا في المقام الأوّل بحكم ارتباطه بإنجاز مشروع القرن المزمع إنجازه بضفاف البحيرة الجنوبية للعاصمة، لهذا الغرض نلتمس من السيد وزير التنمية والتّعاون الدولي مشكورا إفادتنا بالإيضاحات اللازمة حول انكماش السوق المالية الخليجية وتأثيرها على إنجاز المشاريع التي التزم بها بعض المستثمرين في بلادنا، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة الآن للزميل المحترم رضا بن حسين.

السيد رضا بن حسين

شكرا سيّدي الرّئيس،

السؤال الأوّل موجّه إلى السيّد وزير التّنمية والتعاون الدولي:

كيف سنحقّق نسبة نموّ بـ 4% سنة 2010 في ظلّ تواصل الانكماش الاقتصادي في فضاء الأورو؟ وكيف سنستقطب الاستثمار الخارجي المتأتي جزئيا من دول الخليج في ظلّ تداعيات الأزمة المالية بإمارة دبي" وهل أنّ الإجراءات التحفيزية التي وقع التّمديد بها إلى سنة 2010 كافية لتجاوز آثار الأزمة؟

سؤالي الثاني حول الصّعوبات التي تشهدها المؤسّسات الأجنبية المنتصبة وفق قانون 1972. الرّجاء من السيد الوزير توضيح هذه الصّعوبات.

السؤال الثاالث موجّه إلى السيد وزير المالية حول موضوع سياسة الاقتراض لدى البنوك، حيث لاحظنا تطوّر نسبة القروض الاستهلاكية مثل القروض الشخصية وشراء السيارات وغيرها على حساب الأنواع الأخرى من القروض التي تمنحها البنوك بحذر كبير خصوصا لقطاع الإنتاج، وهو ما يمكن أن يضرّ بهذا القطاع والذي هو في حاجة أكبر للتّمويل البنكي والتأهيل من أجل تخطّي صعوبات الأزمة المالية الحالية، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم محسن عون.

السيد محسن عون

شكرا سيّدي الرئيس،

سؤالي موجّه إلى السيّد وزير المالية:

سيّدي الوزير، إنّ تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثيرها على موارد ميزانية الدّولة أدّت إلى نقص في المداخيل من العملة الصّعبة جرّاء انخفاض الصّادرات. لهذه الأسباب، نسأل السيّد الوزير، وهو سؤال في شكل اقتراح: لماذا لا يتمّ اتّخاذ إجراءات موازية في مستوى المنظومة الجبائية للحفاظ على التوازنات المالية للدولة وذلك بوضع إطار قانوني جديد يتمّ بمقضاه إحداث ضريبة إقامة في تونس للسواح غير المغاربيين بمبلغ رمزي يساوي 20 أورو لحوالي أربعة ملايين سائح، ومع ذلك تبقى الوجهة التونسية الأكثر تنافسية والأقلّ كلفة بالنسبة لمنافسينا في الضفّة الجنوبية للمتوسّط، ممّا سيمكّننا حسابيا من مداخيل سنوية بـ 80 مليون أورو، أي بما يعادل حوالي 150 مليون دينار تونسي، خاصّة أنّ هنـاك ضريبـة لكلّ التّونسيين عند السفر وهو الطابع الجبـائي إلى الخـارج، كما أنّ معظم الدّول الأوروبية تفرض على مواطنينا تأشيرة دخول لأراضيها وتعلمون سيدي الوزير الكلفة الباهظة لهذه التأشيرات، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم محمد رجا ليتيم.

السيد محمد رجا ليتيم

شكرا سيّدي الرّئيس،

مداخلتي بجزأيها موجّهة للسيد وزير المالية.

بالإطلاع على بعض الإعلامات بالمراجعة الجبائية المعمّقة، نتبّين أنّ بعض من يقوم بعملية التحقيق من أعوان الوزارة هم من الوقتيين الذين تعهـد لهم القيـام بعمليـة المراجعـة نظرا لما يتمتّعون به من أقدمية وخبرة مكتسبة والذين لم تسوّ وضعياتهم بعد، وهو ما يطرح مجموعة من التّساؤلات، حيث كيف يمكن لعون وقتي حتى لو كان له من الخبرة والتّجربة ما يجعله مؤهّلا لذلك، أن يقوم بعمله على أكمل وجه وهو غير ضامن لمكانته ومستقبله؟ وهذا ما يدعونا للإشارة إلى أنّه من الضّروري تسوية وضعية هؤلاء أو تكليف أعوان مرسّمين للقيام بهذه العملية.

وفي نفس السّياق، أتساءل عن الحوافز الممنوحة للأعوان الذين يقومون بعملية المراجعة. هل هي في قيمة المجهود المبذول ممّا يجعلهم يقومون بواجبهم بكلّ نزاهة وصدق؟

الموضوع الثاني سيّدي الرئيس يتعلّق بالفقه الجبائي. ففي مادّة الجباية، نلاحظ عدم تطابق بعض الأحكام التي لها نفس الحيثيات والمعطيات. ولذا، نرجو تضمين الفقه الجبائي والإداري في مرجع يمكن اعتماده من طرف العموم ومن أهل القرار أنفسهم حتى يتمّ الانسجام في اتّخاذ القرار وحتى يمكن الرّجوع إليه عند الاقتضاء، وشكرا سيّدي الرئيس.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميلة المحترمة بسمة العطاوي.

السيدة بسمة العطاوي

شكرا سيدي الرئيس،

حضرات السادة أعضاء الحكومة،

حضرات السادة الزملاء والزميلات،

إنّ نجاح تونس العهد الجديد في احتواء الأزمة الاقتصادية والمالية تبرز حكمة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي المصلح الفذّ وحامي تونس من الهزّات. فالنقطة العاشرة من البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس تنبثق منها أبعاد ثلاث تكتسي أهميّة بالغة في مسيرتنا التنمويّة الحديثة.

- أولا، الارتقاء بالقدرة التنافسيّة.

- ثانيا، دفع الاستثمار.

- ثالثا، الاستثمار في اقتصاد المعرفة لخلق فرص عمل جديدة.

إلى جانب ذلك، مزيد تدعيم البحث العلمي لخدمة النسيج الاقتصادي، ممّا يرتقي ببلادنا إلى مراتب متقدّمة. لذا وجب على كلّ التونسيين أن يقفوا جميعا وراء سيادة الرئيس زين العابدين بن علي صفّا واحدا لإنجاح هذا البرنامج الرّائد الذي يبني حضارتنا ومستقبلنا المشرق.

سيّدي وزير التّنمية المحترم، أرجو أن تبيّن لنا ما هو برنامج الوزارة ضمن المخطط المتحرّك لمزيد تدعيم القطاعات الجديدة والأنشطة الواعدة؟ مع الشكر الجزيل.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم الناصر الغربي.

السيد الناصر الغربي

شكرا سيدي الرئيس،

تدخّلي سيكون في نقطة واحدة موجّهة بالأساس إلى وزارة التنمية والتعاون الدولي.

أودّ أن أقدّم اقتراحا وأن أشرح أسبابه.

أقترح أن تعطي الوزارة مكانة أكثر عمقا واتساعا لقطاع الضمان الاجتماعي عند تقديم التحاليل الاقتصادية ومنوال التنمية والميزان الاقتصادي حيث أنّ هذا القطاع معني بالنقاط 2 و3 و4 و5 من برنامج سيادة الرئيس زين العابدين بن علي "معا لرفع التحديات" ويساهم في تحقيقه إمّا كهدف قطاعي في حـدّ ذاتـه أو كآلية لتحقيق أهداف قطاعية أخرى حيث يضخّ قطاع الضّمان الاجتماعي سنويا ما يناهز 3500 مليون دينار في دواليب الاقتصاد الوطني، أي ما يناهز 6 %من الناتج الإجمالي تتوجّه إلى الأفراد والأسر ومسدي الخدمات والمؤسّسات الاقتصادية بصفة عامة.

صحيح أنّ هذا القطاع اجتماعي في أهدافه، ولكن حجم تدخلاته وتوزيعها يجعله في صلب المنظومة الاقتصادية على مستوى الاستهلاك والاستثمار والادّخار الفردي والمؤسّساتي وبالتالي على مستوى السّيولة النقدية.

ثم إنّ منافع قصيرة المدى لهذا القطاع مثل التأمين على المرض والتّعويض عن الأخطار المهنية والمنح العائلية وغيرها تؤثر على حجم الاستهلاك وتساهم في توجيهه بما توفّره من قدرة سداد "Solvabilité" لمواجهة المصاريـف الصّحيـة مثـلا ممّا يؤدّي إلى تنشيط القطاع الصحي باعتباره وبدوره قطاعا له أبعاد اقتصادية في مستوى التشغيل والاستثمار وتساهم في ترشيد النفقات الصحية ثم من توسيع مظلة الضّمان الاجتماعي، سيمكّن عددا متزايدا من الأسر والأفراد من الانتفاع بكلّ أحقية بمنظومة عصرية وقارّة لضمان الدّخل والعلاج عوضا عن الإنتفاع بالمساعدات القارّة والعلاج المجاني.

كما أنّه يمكن استعمال منافع الضّمان الاجتماعي وتصويبها "Ciblage" لتوجيه الإنفاق العائلي. ونذكر في هذا المجال أنّ عددا من البلدان استعملت آليات الضمان الاجتماعي لتنفيذ سياساتها واختياراتها الديمغرافية في اتجاه أو آخر (بالزيادة أو النقصان).

ولا شك أنّكم لاحظتم أن البلدان المصنّعة التي لها منظومة الضمان الاجتماعي في أنموذجها الاجتماعي" Modèle Social" خصوصا إذا توخّت النظام التوزيعي، تمكنت من امتصاص تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في المستوى الاجتماعي. ولا أشك أنّ المسح القادم للاستهلاك العائلي سيبيّن لنا تأثير هذا القطاع على تركيبة استهلاك الأسر، هذا من حيث المصاريف.

أمّا من حيث التمويل، فإن حجم المساهمات وقاعدة استخلاصها "L’assiette" لها تأثير على كلفة الإنتاج وعلى التنافسية وعلى التشغيل، ممّا يجعل من حجم المساهمات وقاعدة استخلاصها آلية من آليات التّحفيز والتّوجيه في السياسات الاقتصادية.

وبصفة عامّة وفي نفس الاتّجاه، فإنّي أقترح إثراء المنظومة الإحصائية بمؤشرات نوعية واجتماعية تعكس مدى تقدّم مجتمعنا نحو الحداثة وتعطي فكرة على الوضع الاجتماعي بصفة عامّة وتطرح هذه المؤشرات في فضاءات اجتماعية وتعطى للصّحافة، حيث أنّنا لا نعتقد أن الصحافة ضعيفة بل أقول أنها وصلت إلى الناس وأصبحوا يتداولونها وذلك طبعا من دورها كآلية إنذار مبكّر وجزء من منظومة اليقظة، وشكرا سيدي الرئيس.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم الكوني شندول.

السيد الكوني شندول

شكرا سيدي الرئيس،

في البداية، أتوجّه إلى السيد وزير التّنمية. أتساءل في البداية عن سير المشاريع الكبرى في بلادنا ومدى تأثير الأزمة المالية العالمية على سير هذه المشايع بدون أن ندخل في التفاصيل.

سيدي الوزير، هناك موضوع يهمّ من ناحية وزارة التنمية ولكن لا يهمّها بطريقة مباشرة.

لقد تمّ إقرار بعث بعض المناطق الصناعية في ولاية مدنين لكن كلفة إيصال الماء إلى هذه المناطق مرتفعة جدّا، وطالبت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بمبالغ كبيرة تفوق ثلاثة ملايين دينار، ممّا سينتج عنه أنّ المتر المربّع الواحد ستفوق كلفته الـ 50 دينارا، ولا يوجد أي مستثمر يقبل أن يقتني المتر المربع في منطقة صناعية بهذه المبالـغ. فالرّجـاء التّنسيـق مع مختلف هذه الأطـراف المتدخّلـة سـواء كانـت SONEDE أو"L’AFI" لإيجاد طريقة عمل لإنجاز هذه المشاريع، و نفس الشيء أيضا ينطبق على بعض المناطق السياحية خاصّة في معتمدية جرجيس في مشروع "للاّ مريم"، نفس العملية.

السيد الوزير، كنّا تساءلنا السّنة الماضية في اللّجنة عن مشروع تنمية مناطق مراعي الوعرة والظاهر. ونظرا لأهمية القطيع بهذه الجهات، وعدتمونا بأن ينطلق إن شاء اللّه الجزء الأوّل من هذه المشاريع خلال سنة 2010، إلا أننا عند تصفّحنا لميزانية وزارة التنمية، لم نجد هذا المشروع. فالرّجاء مدّنا بالإيضاحات اللازمة لذلك.

بالنّسبة للسيد وزير المالية، سيّدي الوزير، هناك بعض المواطنين لديهم خطايا مالية تتراوح ما بين 8 و15 و20 ألف دينار، المواطن مستعدّ ليدفع هذه الخطايا بالأقساط، لكن عندما يتّصل بالقباضات المالية، يجابه بأنّ الأقساط تتراوح بين 300 و250 دينارا وإمكانياتنا لا تسمح، أنا لا أتحدّث عن خطايا الضريبة، السيد الوزير، بل أتحدث عن خطايا المواطن العادي. فالمواطن مستعدّ مثلا أن يدفع 100 دينار في الشهر والقباضة تقول له لا. فماذا استفدنا، إذا كان المواطن لا يدفع ونقوم بعملية الجبر بالسجن؟ يقضي عامه ويخرج ثم تسقط الخطية. ولذا، من الأحسن أن يدفع المواطن بالتقسيط وإذا تخلّف، يقع تحميله المسؤولية. فالرّجاء إعادة النّظر في هذه الأقساط التي يدفعها المواطن المطالب بالخطية، مع الشكر.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل خليفة الطرابلسي.

السيد خليفة الطرابلسي

شكرا السيّد رئيس المجلس،

السيد وزير التّنمية والتّعاون الدّولي:

لا شك أنّ مجالات الاستثمار بالجهات الدّاخلية تحفل بكثير من الإجراءات والقرارات والحوافز التي تشجّع الاستثمار الخاص على التوجّه إلى هذه الجهات، إلا أنّه يلاحظ أنّ هذه الإجراءات لم يكن لها الانعكاس المطلوب على التّنمية الجهوية.

وفي هذا الإطار، وانسجاما مع البرنامج الرئاسي الداعي للنهوض أكثر بالجهات، هل بالإمكان مراجعة هذه الخيارات، بمزيد توفير الحوافز المتعلّقة بالانتصاب للحساب الخاصّ، تنسجم وخصوصية كلّ جهة إنتاجا وتحويلا؟ وهي حوافز ذات صلة، بمزيد تسهيل ولم لا الحدّ من الإجراءات والشروط الإدارية، إلى جانب مرونة الأجور كإجراء مهمّ في باب تشجيع الباعث على التوجّه للمناطق الدّاخلية وفتح المجال للإستثمار في التكوين والتأهيل لفئة الشباب في القطاعات الإنتاجية حتى نضمن استقرار اليد العاملة الشبابية كيد عاملة مستقبلية بجهاتها، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل رضا بوعجينة.

السيد رضا بوعجينة

شكرا سيّدي الرّئيس،

منذ التحوّل المبارك، أعطى سيادة رئيس الجمهورية للتنمية الجهوية مكانة ممتازة ومتميّزة خاصّة للجهات الدّاخلية، هذا لدعم التشغيل وتحسين ظروف العيش ودعم تنمية المناطق ذات الأولوية والتوزيع العادل بين الجهات والفئات.

سيدي الرئيس، إنّ سيادته أكّد مرّة أخرى في برنامجه الانتخابي على البنية الأساسية واللّوجستية والتكنولوجية، وكذلك أثناء الجلسات المتميّزة لمجالس الولاية، فكانت النتائج طيّبة وطيّبة للغاية. ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية، شهدت الكثير من الولايات الداخلية نموّا لا بأس به كقفصة والقيروان وسليانة وباجة وغيرها، إنّما الولاية التي أنتمي إليها هي دائما في انتظار مجهودات وزارة التنمية خاصّة فيما يتعلّق بالبنية الأساسية.

أولا، الطريق السريعة بين تونس ومجاز الباب والكاف وباجة والقصرين.

ثانيا، السكك الحديدية لأن الكثير من مدخّرات ولاية الكاف هي مدّخرات منجمية، فلا يمكن لنا أن ننتج بلا بنية أساسية متطوّرة في السّكك الحديدية خاصّة أن منجم الفسفاط الكبير بصراوتان هو في انتظار الرّدود مع الأجانب وكذلك الاستثمار مع المؤسّسات الكبرى الأجنبية، وأتمنّى أن يشمل برنامج الوزارة المتعلّق بالبنية الأساسية السّدود لأن السدود لها قيمة كبيرة وكبيرة جدّا سواء على المناطق السقوية أو على البيئة وأخصّ بالذكر "سرات"، السّد الكبير الذي سيغيّر المناخ بين ولاية الكاف وولاية القصرين وغير ذلك، مع الشكر سيدي الرئيس.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميلة المحترمة عيشة الخماسي.

السيدة عيشة الخماسي

بسم اللّه الرّحمان الرّحيم،

شكرا سيّدي رئيس المجلس،

مداخلتي موجّهة إلى السيد وزير التنمية والتعاون الدولي:

اسمحوا لي أن أتطرّق في مداخلتي هذه إلى واقع التّنمية الذي ما يزال منقوصا في عدد من جهات الشريط الغربي للبلاد، وأعتقد أنّه لابدّ للحكومة من الإسراع في تنفيذ وتجسيد التوجّهات الرئاسية في هذا الصّدد وخاصّة قرارات سيادته الحكيمة والاستشرافية فيما يخصّ مزيد تطوير البنية التحتية والنّهوض بها وعلى رأسها الطريق السيّارة التي تعتبر الشريان الحقيقي للإستثمار لدفع حركة الاستثمار وتركّز المنشآت وبعث المشاريع الاقتصادية الجديدة.

سيّدي الوزير، إنّ ولاية الكاف وكما أشار من قبلي السيّد النائب رضا بوعجينة -مع الشكر- في حاجة أكيدة إلى طريق سيارة. أظن أنّه ليس بالصّعب على حكومتنا أن تعطي الإشارة للإنجاز. إنّ حال التّنمية في جهة الكاف مثلا ينطوي على مفارقة عجيبة، ذلك أنّه وبرغم ما تزخر به هذه المنطقة من خيرات ورصيد طبيعي وبيئي وأثري هامّ وفرص هائلة للاستثمار وخلق الثروة، فإنّها ما تزال من أقلّ المناطق تنمية. كيف يفسّر السيد الوزير تلك المفارقة الغريبة والعجيبة؟

هناك جانب آخر. أودّ أن أستوضح السيد الوزير عن تطوّر مجالات التّعاون الدّولي ودرجة تنوّعها خلال السّنوات الفارطة وآفاقها خلال السّنة المقبلة وما يليها، وعن الخطط الموضوعة لدعم مجال التّعاون الثلاثي خاصّة في ظلّ الاهتمام المتزايد الذي توليه عدّة دول وهيئات أمميّة لهذا الصّنف من التّعاون عبر تونس مثل البلدان الأوروبيّة واليابان والصّين والتي ترى في تونس شريكا أساسيّا لدعم العديد من البرامج التّنموية والإنسانية والخدماتية في اتّجاه الدّول الإفريقيّة جنوب الصّحراء.

إنّ مجال التّعاون الثلاثي والمرتكز أساسا على تثمين الخبرات والتّجارب التّونسية يحتاج في نظرنا إلى رؤية واضحة وإلى منهجية عمل جديدة تخدم التّنمية في بلادنا عبر ما توفّره من فرص حقيقيّة وهامّة للاستثمار وخلق مواطن شغل جديدة، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم سعيد بوعجيلة.

السيد سعيد بوعجيلة

شكرا سيّدي الرّئيس،

بعد التّرحيب بالسادة أعضاء الحكومة والإطارات السّامية المرافقة لهم، أتوجّه بهذه المداخلة إلى حضرة السيّد وزير التّنمية والتّعاون الدّولي.

سيّدي الوزير، بعد التّنويه والتّقدير الكبيرين للمجهودات المتميّزة المبذولة من طرف وزارة التّنمية والتّعاون الدّولي والتي بدت واضحة المعالم في منوال التّنمية لميزانية سنة 2010 والتي إعتمدت بالأساس على توجّهات وتوجيهات سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وعلى برنامجه الانتخابي، أسأل جنابكم المحترم:

أوّلا، عن الآليات التي جاءت في الإستراتيجية الوطنية للتّنمية لدفع وتفعيل دور الجهات للمساهمة في تحقيق البرنامج الوطني للتّنمية.

ثانيا، أقترح وضع برامج من أجل التّعريف بخصوصية الجهات وبمواردها الطبيعية من أجل جلب الاستثمار الوطني والأجنبي خاصّة، حيث أنّ هذه الجهات الدّاخلية خاصّة لازالت تشكو من عدم إقبال الرّأس المال الأجنبي رغم عديد الحوافز التي وفّرتها الدّولة ورغم ما تزخر به من ثروات وأخصّ بالذكر الموادّ الإنشائية في ولاية تطاوين، حيث كما تعرفون، يحتوي المخزون الإنشائي في هذه الولاية على ثاني أكبر مخزون عالمي من الجبس، ويحتوي كذلك على الطين بكلّ أنواعه الأحمر والأخضر والحجارة الرّخامية بأنواعها وألوانها التي تفوق أكثر من 20 نوعا، كذلك أثبتت الدراسات وجود الأملاح المعدنية وخاصة مادّة الـ Sulfate والـ Sodium التي تستوردها بلادنا والتي أعتقد أنها تزخر بهذه الثروات. فكيف يمكن لنا أن نعرّف بها ونستجلب الرأس المال الأجنبي؟ وشكرا سيدي الوزير.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميل المحترم محمد فتحي العوني.

السيد محمد فتحي العوني

شكرا سيّدي الرّئيس،

يستخلص من الوثائق المعروضة علينا بمناسبة مناقشة ميزانية وزارة التّنمية والتّعاون الدّولي أنّ المجهود الوطني في مجال التنمية الجهوية يهدف إلى جعل الجهة قطبا تنمويّا نشيطا وذلك بالعمل على تحسين نوعيّة الحياة في المناطق الداخلية وتدعيم البنية الأساسية وتطوير محيط الاستثمار والتشغيل ومزيد العمل على تقليص الفوارق الجهوية.

وفي إطار السعي لإيجاد هياكل مساندة لهذا المجهود، تمّ خلال سنة 1994 إحداث ديوان تنمية الشمال الغربي وهي مؤسّسة عمومية تخضع لإشراف وزارة التنمية والتعاون الدّولي، وسطّرت له مهام منها بالخصوص جمع المعلومات اللازمة والقيام بالدّراسات الضّرورية واقتراح التّدابير التي من شأنها أن تمكّن من تحديد السياسات في ميدان التنمية بصفة عامّة واختيار برامج الاستثمار العمومي ودفع الاستثمار الخاص بمناطق تدخّل الديوان وتقييم نتائج هذه السياسات، كما رصدت لهذا الهيكل إمكانيات مالية ووسائل عمل معتبـرة. وبعـد مرور أكثر من 15 عاما من إحداثه، أسأل السيد الوزير عن مدى توفّق هذا الديوان في القيام بالدور الموكول له.

وفي مجال آخر، أسأل السيد وزير المالية عن التمشّي المعتمد لتحقيق الملاءمة بين غايتي تيسير الإجراءات وتخفيف العبء الجبائي وصون حقوق المطالب بالأداء من جهة، ودعم موارد الخزينة المتأتية أساسا من الجباية من جهة ثانية، موصيا في هذا الغرض بتوخّي طريقة في تنمية هذه الموارد، تعتمد توسيع قاعدة المطالبين بالأداء مع تجنّب التّرفيع في نسبه.

وفي نفس الاتّجاه، وتوصّلا لتحقيق توازن العلاقة بين الإدارة والمطالب بالأداء وتمتين الثقة المتبادلة بينهما، أقترح الرّجوع في الإجراء المتمثّل في إخضاع كلّ من طالب باسترجاع مبالغ زائدة سدّدت منه للخزينة، إلى مراجعة معمّقـة لوضعيتـه الجبائية، لما فيه من تضييق غير مبرّر يعيق سعي المواطن في استرداد حقّ مشروع، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا، والكلمة للزميلة المحترمة جميلة مبروكي.

السيدة جميلة مبروكي

شكرا سيّدي الرئيس،

مازلنا نعيش في غمرة الاحتفال والفرحة بالفوز الباهر الذي حقّقه سيادة الرّئيس زين العابدين بن علي في انتخابات أكتوبر 2009. وإنّنا إذ نهنّئ سيادته، فإننا نهنّئ أنفسنا برئيسنا الذي يخطو بنا بخطى ثابتة وحكيمة نحو الرّقي والرّخاء والآمان ويقود تونس لاقتحام مرحلة عالمية صعبة تخوضها تونس بن علي بإصرار على رفع التحدّيات وكسب الرّهانات وتذليل العقبات والسّير إلى الأمام بثقة وثبات.

سيّدي الرئيس، في إطار النقطة 22 للبرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس "رؤية متجدّدة لتنمية جهوية"، تشهد ولاية قفصة كمثال للمناطق الداخلية للبلاد توسيعا وتنويعا في قاعدتها الاقتصادية حيث انطلق المستثمرون المحلّيون والأجانب في بعث استثمارات كبرى مثل يزاكي و"عبد الناظر" وBenetton و"الخميسي" والقائمة تطول.

وإنّ الحوافز والتشجيعات التي تمتّع بها هؤلاء الباعثون، وتوفّر المناخ الملائم من يد عاملة ومناخ اجتماعـي مستقـرّ، لمن الحوافز والتشجيعات الهامّة الأخرى لضمان نجاح هذه التجربة الرائدة والجريئة التي إضافة إلى مساهمتها الفعالة في إحداث مواطن الشغل وموارد الرّزق، ستسهم في تسريع وتيرة التّنمية.

وإنّ هذه النقلة النّوعية التي تؤكّدها المعطيات والمؤشرات بالجهة، تفتح المجال والآفاق واسعة لمزيد استقطاب الباعثين المحلّيين والأجانب تعزيزا لمقوّمات التّنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوسيعا لسوق تشغيلية تستجيب للكفاءات وحاملي الشهادات العليا.

سيّدي الرّئيس، تبقى شركة فسفاط قفصة، هذه المؤسّسة العريقة، رافدا من روافد التّنمية سواء للجهة أو للاقتصاد الوطني. وبقدر ما هي مؤسّسة صناعية اقتصادية تصديرية، تعاضد مجهود الدّولة، بقدر ما هي مؤسّسة تشعّ على محيطها وحتى خارج محيطها، وتجاوزت الآن دورها الصّناعي الاقتصادي إلى دور المنشط والباعث للمشاريع، حتى أنها أحدثت إدارة للافراق للمساعدة على التفريخ وبعث مشاريع خدماتية ومناولة وغيرها.

وإضافة إلى منابها الهام في تمويل صندوق إعادة تنمية المناطق المنجمية، فهي تنفق ما يقارب المليون دينار شهريا في إطار تدخّلاتها للتشغيل (عملة عرضيين). وإذ نثمّن دور هذه الشركة، فإنّنا ندعوها إلى استغلال هذا الصّرف المالي الهام في مشروع مستقرّ دائم، يساهم في دعم الاستثمار في الجهة، عملا بالمثل الصّيني "لا تعطني سمكا بل علّمني كيف أصطاده"، وشكرا.

السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب

شكرا جزيلا، والكلمة للزميل المحترم أنيس الأرياني.

السيد أنيس الأرياني

شكرا سيّدي الرئيس،

السادة أعضاء الحكومة والسادة الإطارات السامية المرافقة لهم،

ممّا لا ريب فيه أنّ قروض الاستهلاك ساهمت وستساهم في ترفيع الاستهلاك الدّاخلي خاصة في ظلّ تراجع الطلب الخارجي وتراجع الصادرات، ولكن الإفراط في إسناد هذه القروض سيؤدي حتما إلى التداين الأسري بالإضافة إلى التداين لدى الباعة في إطار البيع بالتّقسيط، والتّداين الأسري بالتأكيد سيؤثر سلبا على الاستهلاك وبالتالي على الاستثمار وكذلك الادّخار، ودون ادخار سنلتجئ حتما إلى الاقتراض من الخارج. وسيادة الرئيس أكد في عديد من المناسبات أننا نحبّذ عدم اللّجوء إلى التداين من الخارج للمحافظة على استقلالية القرار. لذا، نرى من الضروري اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ على الأقلّ أو عقلنة إسناد هكذا قروض، سواء بالتثبّت من مدى مديونية طالب القرض أو غير ذلك والحدّ منه حتى لا نسقط في هذا المطبّ.

المسألة الأخرى تتعلّق بوزارة المالية وبالتّحديد بالجباية. نرى من الضّروري تحيين التّخفيضات المشتركة بعنوان أب في الكفالة وأبناء في الكفالة التي لم يقـع مراجعتهـا بتاتـا. فإلى حدّ الآن، لا يزال مبلغ 90 دينارا هو تقدير المصاريف بالنسبة إلى الابن الأول للطرح من القاعدة الخاضعة للضّريبة. لذا، نرى من الضروري مراجعة وتحيين هذه التّخفيضات، بالإضافة إلى تحيين سلّم شرائح الدّخل الخاضع للضريبة ليساير مستوى الأسعار.

الملاحظة الأخرى تتعلّق بالانضواء تحت النّظام التّقديري من دون موجب. لعلّ جزءا كبيرا من الأشخاص الطبيعيين الخاضعين للنّظام التقديري، منضوين تحت هذا النّظام، لعدم قدرتهم على مسك محاسبة أو لعدم إمكانية حصر مصاريفهم وضبطها. لذا، نقترح في هذا السّياق تعويض النّظام التقديري بنظام حقيقي مبسّط أو بما يسمّى (Régime réel simplifié)، يقع بهذا النّظام تقدير مصاريف على أساس نسبة مائوية من رقم المعاملات المحقّق به، كما هو معمول به في عديد من الأنشطة الأخرى، وبالتالي توسيع القاعدة وتنمية مواردنا الجبائية.

الملاحظة الأخرى تخصّ مراجعة نظام الأقساط الاحتياطية حتى لا يكون في العديد من الحالات سبب في الحدّ من سيولة مؤسساتنا وجرّها إلى صعوبات مالية واقتصادية، بما أنّ احتسابها لا يستثني أرباحا استثنائية. فعلى سبيل المثال، الباعث العقاري الذي يشيّد بناءات ثم يبيع هذه الشقق في هذه السنة، أكيد سيدفع ضريبة على هذه الأرباح ثمّ سيدفع 90 %من هذه الضريبة تحت عنوان أقساط احتياطية في السّنة الموالية، وأكيد سيقع تأجيل هذه �