· Web viewأخرجه أحمد في مسنده 45/207 رقم 27232، وأبو داوود في سننه في كتاب الصيام، باب متى يفطر المسافر إذا خرج

1

تابع الجديد والحصري على شبكة www.alukah.netاأللوكة

المسائل الفقهية المعاصرة المتعلقة بميقات ذي الحليفة

جمعا ودراسة

إعداد الدكتور عبد الله بن محمد بن حمد

الجرفالي

هـ1437

2


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الحمد لله الذي أسبغ علينا نعم��ه، حيث ه��دانا لإلس��الم، ووفقنا لتعلم أحك��ام دين��ه ال��ذي أكمل��ه على أكم��ل التم��ام، وأشهد أن ال إله إال الله الواحد األحد الفرد الس��الم، وأش��هد

.أما بعد:أن نبينا محمدا عبده ورسوله فمسائل الحج من األهمية بمكان؛ بس��بب تعلقه��ا ب��ركن من أركان اإلسالم؛ ونظرا لتجدد المسائل في هذه الشعيرة

العظيمة رأيت أن أتط��رق إلى موض��وع ال أع��رف أن أح��دا أف��رده بدارس��ة فقهي��ة تأص��يلية، وعن��ونت ل��ه بعن��وان: "

المسائل الفقهية المتعلقة بميقات ذي الحليفة". أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العال أن يب��ارك في هذا الجهد المتواضع، وأن يعفو عن تقص��يري، فم��ا في ه��ذا البحث المبسط من خير فهو من توفيقه س��بحانه، وم��ا في��ه

من خطأ فهو مني. والحمد لله رب العالمين.أهمية الموضوع وأسباب اختياره

تلخصت دوافــع االختيــار لهــذا الموضــوع فيمــا:يلي

أهمية الموضوع، وعظيم الفائ��دة العلمي��ة المترتب��ة1على بحثه؛ لتعلقه بأمر جديد.

أن بحث المس��ائل الفقهي��ة المتعلق��ة بميق��ات ذي2 إثراء للمكتبة اإلسالمية.الحليفة

يع�د ه�ذا الموض�وع من المواض�يع المهم��ة؛ لتعلق��ه3بشعيرة الحج.

خطة البحث وتتكون من مقدمة، وتمهيد، وثالثة فصــول، وخاتمــة،

وفهارس. التمهيد: التعريف بالمواقيت، وبعض النصوص الواردة

فيها، وفيه مبحثان:المبحث األول: التعريف بالمواقيت المكانية.

ــواردة في ــ ــ ــوص ال ــ ــ ــاني: بعض النص ــ ــ المبحث الث

3


المواقيت.الفصل األول: أحكام العبادات، وفيه مبحثان:

المبحث األول: قصر الصالة في ميقات ذي الحليفة. تعدد صــالة الجماعــة في مســجدالمبحث الثــاني:

.الميقاتالفصل الثاني: أحكام اإلحرام، وفيه مبحثان:

المبحث األول: اإلحـــرام من المواقـــف األماميـــة منمسجد الميقات.

المبحث الثاني: إحرام سائقي الباصات. الفصــل الثــالث: أحكــام متعلقــة بغــير العبــادة، وفيــه

مبحثان:المبحث الثاني: شحن الجوالت من مسجد الميقات.

المبحث الثالث: مفقودات الحجاج والمعتمرين.

4


التمهيد: التعريف بالمواقيت، وبعضالنصوص الواردة فيها، وفيه مبحثان:

المبحث األول: التعريــــــف بــــــالمواقيتالمكانية.

المبحث الثاني: بعض النصوص الواردة فيالمواقيت.

المبحث األولالتعريف بالمواقيت المكانية

أوال: ذو الحليفة، وهو ميق��ات أه��ل المدين��ة، ومن م��ر به��ا من غ��ير أهلها، بينه وبين مكة نحو عشر مراحل أو تسع وبين��ه وبين المدين��ة

ستة أميال. ثاني�ا: الجحف�ة، وه��و ميق�ات أه�ل الش�ام، ومن ج�اء من قبله�ا من مصر، والمغرب، واسمها في األصل مهيع��ة ن��زل به��ا س��يل جح��ف أهلها أي استأصلهم فسميت جحفة، بينه��ا وبين مك��ة ثالث مراح��ل، وهي قرية بين المغرب والش��مال من مك��ة من طري��ق تب��وك وهي

طريق أهل الشام ونواحيها اليوم. وتقع قبل الجحف��ة، إلى جه��ة البح��ر، لكن الن��اس الي��وم تح��رم من رابغ، وهو قبل الجحف��ة، ف��المحرم من راب�غ مح��رم قب��ل الميق�ات.

وقد قيل: إن اإلحرام منها أحوط لعدم التيقن بمكان الجحفة. ثالثا: وهو قرن المنازل، ويقال: له " قرن " أيضا، وهو ميقات أه��ل نجد. " وقرن " جبل مطل على عرفات . وهو أقرب المواقيت إلى

".مكة، وتسمى اآلن " السيل رابعا: يلملم، وهو ميقات باقي أهل اليمن وتهامة، والهند. وهو جبل

من جبال تهامة جنوب مكة، وعلى مرحلتين منها. خامسا: ذات عرق، وهو ميقات أهل العراق، وسائر أهل المشرق،

وهي بين المشرق والمغرب من مكة قيل وبينها وبين مكة.1 مرحلتان

اختلف في دليل توقيته، ه��ل وقت ب��النص، أموهذا الميقات األخير باالجتهاد، واإلجماع؟.

،3/205، وال�ذخيرة 2/341، والبح�ر الرائ�ق 2/6 ينظر: تب�يين الحق�ائق 1 ، والمغ��ني7/193، والمجم��وع 4/63، والح��اوي 4/43وم��واهب الجلي��ل

.1/524، وشرح منتهى اإلرادات 3/2135


فقال جماع��ة من العلم��اء، ومنهم الش��افعي، ومال��ك: ثبت باجته��اد ، وأقره الص��حابة، فك��ان إجماع��ا، وذهب الحنفي��ة، وجمه��ورعمر

الشافعية، والحنابلة أن توقيت ذات عرق منصوص علي��ه من الن��بي وأن عمر ، لم يبلغ��ه تحدي��د الن��بي فح��دده باجته��اده فواف��ق ،

.1النص

المبحث الثانيبعض النصوص الواردة في المواقيت

ــال: إن1 ــا ق ــه عنهم ــاس رضــي الل ــديث ابن عب حــه ــة،رســول الل ــة ذا الحليف ــل المدين وقت أله

وألهل الشام الجحفة، وألهل نجد قــرن المنــازل،ــال:" هن لهن، ولمن أتى وألهل اليمن يلملم، وق عليهن من غــير أهلهن، ممن أراد الحج والعمــرة، ومن كــان دون ذلــك فمن حيث أنشــأ، حــتى أهــل

.2"مكة من مكة حديث عبــد اللــه بن عمــر رضــي اللــه عنهمــا أن 2

قــال:" يهــل أهــل المدينــة من ذيرســول اللــه الحليفة، وأهل الشام من الجحفة، وأهل نجــد من قرن . قال عبد الله - يعني ابن عمر - وبلغني أن

قـــال :" ويهـــل أهـــل اليمن منرســـول اللـــه .3يلملم"

حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يسأل 3 عن المهل فقال: سمعت أحسبه رفع إلى النــبي

« :مهــل أهــل المدينــة من ذي الحليفــة، فقــال والطريق اآلخر الجحفة، ومهــل أهــل العــراق من

، ومهل أهل نجد من قرن، ومهــل أهــلذات عرق.4"اليمن من يلملم

،2/207، ورد المحت��ار 2/131، والهداي��ة 4/166المبس��وط ينظ��ر: 1.3/257، و المغني 7/194والمجموع

أخرج�ه البخ�اري في ص�حيحه في ب�اب مه�ل أه�ل مك�ة للحج والعم�رة2 ، ومس��لم في ص��حيحه في ب��اب م��واقيت الحج1524 رقم 2/134

.1181 رقم 2/839والعمرة أخرجه البخاري في صحيحه في باب ميقات أهل المدينة وال يهلوا قب��ل3

، ومسلم في ص��حيحه في ب��اب م��واقيت1525 رقم 2/134ذي الحليفة . 1182 رقم 2/839الحج والعمرة

رقم2/841 ومس��لم في ص��حيحه في ب��اب م��واقيت الحج والعم��رة 46


عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قــال:" حديث 4 لما فتح هذان المصران أتوا عمر، فقالوا: يا أمــير

حد ألهل نجــد قرنــا"،المؤمنين: إن رسول الله وهو جــور عن طريقنــا، وإنــا إن أردنــا قرنــا شــق علينا، قال: فــانظروا حــذوها من طــريقكم، فحــد

.5ذات عرق"لهم

الفصل األول: أحكام العبادات، وفيه مبحثان:ــات ــالة في ميق ــر الص المبحث األول: قص

ذي الحليفة. تعـــدد صـــالة الجماعـــة فيالمبحث الثـــاني:

مسجد الميقات.المبحث األول

قصر الصالة في ميقات ذي الحليفة بعيــدا عنكان ميقات ذي الحليفــة في عهــد النــبي

قصــر أن النــبي المدينة، وثبت كما في حــديث جــاير ــفره، لكن ــرع في س ــه ش ــة؛ ألن ــالة في ذي الحليف الص الوضع في هذا الزمن اختلــف حيث اتســع البنيــان حــتى أصبح بنيان المدينة شــبه متصــل بأبيــار علي الــتي فيهــا ميقــات ذي الحليفــة؛ ولــذلك يتســاءل الكثــير عن قصــر الصالة في ذي الحليفــة ألهــل المدينــة ومن في حكمهم

هذه المسألة داخلــةإذا أرادوا النسك، ومروا بالمسجد؟. قصر الصالة قبل تجاوز بنيان البلدة لمن أرادتحت مسألة اختلف العلماء فيها على قولين:السفر التي

أن العازم على السفر ال يقصر الصالةالقول األول: إال بعـد خروجــه من البلــدة الــتي هـو فيهــا، وبــروزه عن بنيانها، وعلى هذا المذاهب األربعة، وبه قال: األوزاعي،

1183. 2/135 أخرجه البخاري في صحيحه في ب�اب ذات ع�رق أله�ل الع�راق 5

.1531رقم 7


ــزم ــور، وابن ح ــو ث ــزم وأب ــة، إال أن ابن ح من الظاهري.1اشترط مجاوزة ميل بعد الخروج من آخر بيوت البلدة

له أن يقصر الصالة قبل أن يخــرج منالقول الثاني: وعطاء، وإســحاق بن البلدة، وإليه ذهب الحسن البصري،

بن أبي موسى. راهويه، وسليمان:األدلة

:استدل أصحاب القول األول بما يلي.: - تعالى- قول الله - 1

ــة من اآلية ــه الدالل ــرب،وج ــر على الض ــه رتب القص : أن. 2والكائن في البيوت ليس بضارب في األرض فال يقصر

ــديث أنس -2 ــبي ح ــع الن ــليت م ــال: "ص ــر ق الظهبالمدينـــة أربعـــا، وصـــليت معـــه العصـــر بـــذي الحليفة

. 3ركعتين"ــديث ــة من الح ــه الدالل ــديث دل على أن: وج أن الح

لم يقصر حتى رأىالقصر يشرع بفراق الحضر، وكونه ذا الحليفة، إنمــا هــو لكونــه أول مــنزل نزلــه ولم يحضــر

.4قبله وقت صالة:واستدل أصحاب القول الثاني بما يلي

قـــال: كنت مـــع أبي بصــرة مــا رواه عبـــيد بن جــبر في شـــهر في ســـفينة من الفســـطاط الغفـــاري

ب غــداؤه فلم يجــاوز الــبيوت رمضان، فــدفع ثم قــر حتى دعا بالسفرة ثم قال: اقترب، قلت: ألست ترىــه البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الل

5 فأكل. ، وبداي��ة المجته��د1/94، وب��دائع الص��نائع 1/433ينظ��ر: المبس��وط 1

، والمجم��وع4/456، وفتح العزي��ز 2/60، وش��رح الخرش��ي 1/169..5/30، والمحلى 2/224، واإلنصاف 2/97، والمغني4/349

،1/93، وب��دائع الص��نائع 3/230ينظ��ر: أحك��ام الق��رآن للجص��اص 2.2/366والذخيرة

أخرجه البخاري في ص�حيحه في كت�اب تقص�ير الص�الة، ب�اب يقص�ر إذا 3 ، ومس��لم في ص��حيحه في كت��اب1089 رقم 2/43خ��رج من موض��عه

.690 رقم 1/480المسافرين، باب صالة المسافر وقصرها .2/570ينظر: فتح الباري 4 ، وأبو داوود في سننه في27232 رقم 45/207أخرجه أحمد في مسنده 5

،2414 رقم 2/292كت��اب الص��يام، ب��اب م��تى يفط��ر المس��افر إذا خ��رج والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب الصيام، باب من قال: يفطر وإن خرج

رقم3/265، وابن خزيمة في ص��حيحه 8178 رقم 4/414بعد طلوع الفجر ، وقال عنه: "لست أعرف كليب ابن ذهل وال عبي�د بن ج�بر، وال أقب�ل2040

دين من ال أعرفه بعدالة ". وكليب قال عنه الحافظ في تق��ريب الته��ذيب ص.4/64: " مقبول من السادسة ". وصححه األلباني في إرواء الغليل 462

8


أنــه أفطــر قبــل الخــروج من: وجــه الداللــة من األثرالبيوت، فكذلك له أن يقصر الصالة.

ــدليل ــدل على قصــر: ويجــاب عن هــذا ال ــه ال ي بأن الصالة قبل الخروج من البلد، بل يدل على جواز القصــرــد ألبي وإن لم يبعد من البيوت، ويدل على هذا قول عبي

بصرة: ألست ترى البيوت؟. القياس على المقيم.-2

أن النــازل في بلــد يصــير مقيمــا: مفهــوم القيــاس بمجرد النية من غير فعل، فكذا المسافر يصــير مســافرا

بمجرد النية، فيقصر الصالة وإن كان في منزله. بأنه قياس مع الفارق، يبينه أنه إنما: ويجاب عن هذا

ــا في ــل معه ــترط العم ــة واش ــة في اإلقام اكتفي بالني السفر، ففي السفر يحتاج إلى الفعل، فال يكفيــه مجــرد النية مالم يقارنها عمل من ركوب أو مشي، كالصائم إذاــة نوى اإلفطار ال يكون مفطرا ما لم يفطر، وفي اإلقام

.1إلى ترك الفعل الحاجة الذي يترجح في نظري هو القـول األول الـذي: الراجح

يرى أن العازم على السفر ال يقصر الصالة إال بعد خروجـه من البلدة التي يقيم فيها وبـروزه عن بنيانهـا؛ وذلـك لمـا

يلي:ــنةأوال ــاب والس ــة في الكت ــريحة الثابت ــة الص : لألدل

الدالة على عدم مشروعية ذلك. أنــه قصــر الصــالة، أو أنــه: لم يثبت عن النبي ثانيا

أفطر من صوم واجب قبل خروجه..: على هذا جل أصحاب النبي ثالثا : أن األصل في المقيم أن يصلي الصــالة تامــة،رابعا

فنبقى عليه حتى يدل الدليل على عدمه.ــا ــلم فيخامس ــة للمس ــه حيط ــول في ــذا الق : أن ه

عبادته. وعليه فإنه على القــول باتصــال بنيــان أبيــار ببنيــان المدينة وهو األقوى فال يجوز لمن كان في ميقــات ذي الحليفة أن يقصر الصالة، ولو كــان عازمــا على الســفر.

والله تعالى أعلم.

.2/139ينظر: البحر المحيط 19


المبحث الثانيتعدد صالة الجماعة في مسجد الميقات

بصفتي إمام لهــذا المســجد المبــارك، كنت أرى أكــثر من صالة جماعة تقام خاصة بين األذان واإلقامة؛ بسبب استعجال قائدي الباصـات للحجــاج والمعتمـرين، وأحيانـا

تقام أكثر من صالة جماعة في آن واحد. فأما إقامة أكثر من صالة جماعة في آن واحد ال يشك

أحد بتحريمه؛ وذلك لألدلة التالية: ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ) قول الله تعالى :1

. 1(ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ــه ذلك ــودووج ــع وج ــة م ــالة الثاني ــة الص : أن إقام

األولى ضرار بها، كحال مسجد الضرار. أن ذلك فيه من الفرقة، واختالف الكلمــة مــا-2

يكفي للقول بحرمته. وأما إقامــة أكــثر من صــالة جماعــة في مســجد واحــد لكنها ليست متوافقة، بل تصلي جماعة، ثم تأتي جماعة أخرى وتصلي، وهكذا، فهــذه اختلــف العلمــاء فيهــا على قولين إذا كــانت بعــد الجماعــة األولى الــتي يــؤم النــاس

فيها اإلمام الراتب: القول األول: يجــوز تعــدد الجماعــات في المسـجد إذا كانت كل واحدة مستقلة عن األخــرى في مســجد واحــد، وبهــذا قــال ابن مســعود، وعطــاء، والحســن، والنخعي، وقتادة، وإسحاق، وبه قال بعض الشافعية، وهــو مــذهب

.2الحنابلة، ومذهب الظاهرية ال يجوز إعادة الجماعــة في مســجد لــهالقول الثاني:

إمـام راتب، وليس في طريـق عـام، وبـه قـال الحنفيـة،.3ومالك، والشافعي، وروي عن جمع من السلف

.107 سورة التوبة، اآلية:1 ، والمحلى2/219، واإلنصاف 1/583، والفروع 2/180المغني ينظر: 2

4/236. 1/89، والمدونة1/552، وحاشية ابن عابدين1/135المبسوط ينظر: 3

.1/582، والفروع 2/180، والمغني 1/154، واألم��90 10


األدلـة:استدل أصحاب القول األول بما يلي:

عن أبي سعيد قال : " جاء رجل وقد صــلى رســول1 : " أيكم يتجر على هذا ؟ فقام رجل فصلىالله فقال

.1معه" : أنــه قــام رجــل قــد صــلى مــع النــبي وجــه الداللة

،وصلى معه، فكانا جماعة ثانية بالمسجد أمام الرسول فدل ذلك على مشروعيتها.

ال يوجد دليل يمنع من إقامة الجماعة الثانية بعــد 2ــالة ــالة، وص ــان ألداء الص ــاجد مك ــراغ األولى، فالمس ف

الجماعة أفضل من صالة الفذ لوحده.: استدل أصحاب القول الثاني بما يلي و خرج ليصلح بين األنصار، فاستخلف عبد أن النبي 1

الرحمن بن عوف، فرجع بعدما صلى، فدخل رسول اللــه.بيته وجمع أهله فصلى بهم بأذان وإقامة

ــه الداللة ــة فيوج ــة الثاني ــة الجماع ــان إقام ــو ك : ل.المسجد مشروعة لفعلها النبي

كــان ال يحب إحــراج أحــد: بأن النبي ويجاب عن هذا من أصحابه، فلــو دخــل المســجد وصــلى ألحــرج اإلمــام،رت الصالة كثيرا فيما لو تأخر وكذلك من صلى، وربما أخ

مرة أخرى؛ رغبة في إمكانية مجيئه. أننا مــأمورون بتكثــير الجماعــة، وفي تكرارهــا في2

المسجد الواحــد تقليــل للجماعــة األولى؛ ألن النــاس إذا عرفــوا أن الجماعــة ســتفوتهم يعجلــون للحضــور فتكــثر الجماعة، وإذا علمــوا أنهم يمكنهم إقامــة جماعــة أخــرى

.عند فوات األولى تباطؤا عن التبكير : الذي يترجح في نظري هو القول األول الذيلراجحا

يــرى جــواز إقامــة جماعــة ثانيــة للصــالة، وكــذلك ثالثــة،ورابعة بشرط انتهاء صالة الجماعة التي قبلها تماما.

وعليه، فإنــه ال مــانع من تعــدد الجماعــات في مســجدالميقات بشرطين:

األول: أن ال تتوافق، حيث يجب على الجماعة الثانيــة أخرجه الترمذي في جامعه في باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد1

. وق��ال: ح��ديث حس��ن، وابن خزيم��ة في220 رقم 1/427ص��لي في��ه صحيحه في باب الرخصة في الصالة جماعة في المسجد الذي ق��د جم��ع

. 2/250. وصححه األلباني في إرواء الغليل 1632 رقم 3/63فيه 11


الدخول مع األولى، وعدم اعتزالها.ــات بين األذان ــ ــك الجماع ــ ــون تل ــ ــاني: أن ال تك ــ الثــة؛ ألن ذلـــك تعـــدي على الجماعـــة األم، وعلى واإلقامـ قائدي الباصــات أن يعطــوا فرصــة للحجــاج والمعتمــرين بانتظار إقامة الصالة، خاصة وأن مسجد الميقات يراعىــارق بين األذان ــ ــام بتقليص الف ــ ــه وقت ذروة الزح ــ في

واإلقامة. والله تعالى أعلم.

12


الفصل الثاني: أحكام اإلحرام، وفيه مبحثان:ــف ــ ــرام من المواقـ ــ المبحث األول: اإلحـ

األمامية من الميقات.المبحث الثاني: إحرام سائقي الباصات.

المبحث األول اإلحرام من المواقف األمامية من مسجد

الميقات هذه المسألة متوقف الحكم فيهــا على معرفــة حــدود ذي الحليفــة من جهــة الجنــوب؛ ألن النصــوص حــددت ذا الحليفة ميقاتا ألهل المدينة ومن مر عليه من غير أهــل

المدينة.س بــذي الحليفــةوحيث إن النبي ثبت عنــه أنــه عــر

في مكــان هــو جنــوب شــرق مســجد الشــجرة الــذي هــوــه بن عمــر مسجد الميقات اليوم، كما في حديث عبد الل

يخـرج من كــانرضـي اللــه عنهمــا : "أن رسـول اللــه ، وأن رســولالمعرسطريق الشجرة، ويدخل من طريق

كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مســجد الشــجرة،الله ببطن الــوادي، وبــات حــتىوإذا رجع صلى بذي الحليفــة

أتي وهو في معرســه" أن النبي ، وعنه كذلك 1يصبح" من ذي الحليفــة في بطن الــوادي، فقيــل: إنــك ببطحــاء مباركة "، قال موسى: وقد أنــاخ بنــا ســالم بالمنــاخ من

بــه، يتحــرى معــرسالمســجد الــذي كــان عبــد اللــه يــنيخ ــه ــذي ببطنرســول الل ــو أســفل من المســجد ال ، وه

ــك" ــطا من ذل ــة، وس ــه وبين القبل ــوادي، بين ــذا2ال . وهــبي ــه الن س في ــر ــذي ع ــان ال ــا من ذيالمك ــو قطع ه

الحليفة، ويبعد رمية سهم، أو قرابة مائة وخمسين مــترا الذي شــملتهجنوبا من مسجد الشجرة الذي أحرم منه

التوسعة فيما بعد، والمعروف بمسجد الميقات الموجــود على طري��قخ��روج الن��بي أخرج��ه البخ��اري في ص��حيحه في ب��اب 1

مس��لم في ص��حيحه في ب��اب اس��تحباب،�� 1533 رقم 2/135الش��جرة .1257 رقم 2/918دخول مكة من الثنية العليا

أخرجه مسلم في صحيحه في باب التعريس بذي الحليف�ة والص�الة به�ا2.1346 رقم 2/981

13


اآلن. قال صاحب كتاب الوفا بأخبار دار المصــطفى:" قــال أبو عبد الله األسدي: بذي الحليفة مسجدان لرسول الله

ــجد ــر مس ــه، واآلخ ــاس من ــرم الن ــذي يح ــالكبير ال ، ف المعرس، وهو دون مصعد البيداء ناحية عن هذا المسجد. قلت: وليس هناك غــير المســجد المتقــدم أنــه في قبلــة

". وقــال صــاحب كتــابرمية سهمالمسجد الكبير بينهما (، وقــد كــان مســجد المعــرس الثــاني: ):"منار القــاري

ينزل فيه إذا عاد إلى المدينة آخر الليل، ولــذلك ســمي "س " من التعــريس، وهــو الــنزول في آخــر الليــل. المعرــتاذ ولم يبق منه سوى بعض آثار، عثر عليها المؤرخ االس

1376إبراهيم العياشي أثناء بحثه في تلك الناحيــة عــام هـــ حيث قــال: "وجــدت األساســات بأحجــار ضــخمة في قســميه الــداخلي والخــارجي، ويقــع في جنــوب مســجد

.1"المحرم بنحو مائة وخمسين مترا وقد وقفت على آثار لمسجد المعرس الذي صلى فيه

، وهــو يقــع جنــوب شــرق مســجد الميقــات اآلنالنــبي ــق ــا جــدا من الجســر المعــترض، وعلى حافــة طري قريب السيارات المــار بالجهــة الشــرقية من مســجد الميقــات، وفعال المســافة تقــارب المائــة والخمســين مــترا، وهــذا

قطعا من ذي الحليفة. وبسؤال عدة رجال ثقات من كبار الســن، وبــالوقوفــتي ثبت ذكرهــا في ــوادي ال على األرض البطحــاء من ال األحـــاديث الصـــحاح تـــبين لي والعلم عنـــد اللـــه أن ذا الحليفة يمتــد جنوبــا إلى مــا بعــد الجســر المعــترض بعــدــة ــات إلى قراب ــجد الميق ــوب مس ــات جن ــف الباص مواق

مائتين وخمسين مترا. وعليــه، فــإن من أحــرم من مواقــف الباصــات جنــوبــرة مسجد الميقات، أو من على الجسر الذي بعدها مباش من جهة الجنوب، أو حتى بعــد ذلــك في حــدود المــائتينــه ــأس علي والخمسين مترا، زاد قليال، أو أنقص قليال ال ب

في ذلك. والله تعالى أعلم.

ش��رح، ومن��ار الق��اري 280 ص خالص��ة الوف��ا بأخب��ار دار المص��طفى1.2/44 مختصر صحيح البخاري

14


المبحث الثانيإحرام سائقي الباصات

ذكرت هذه المســألة في أحكــام ميقــات ذي الحليفــة؛ ألنهم يتواجــدون فيــه بكــثرة دون غــيره من المــواقيت؛ بسبب ترددهم بين مكة والمدينة، وســائقو الباصــات هم كغيرهم من حيث األصل ممن يمــر بالميقــات على ثالثــة

أحوال: الحالة األولى: أن يكونوا بقصدهم مكة ناوين النســكــة إلى مكــة، فيجب في تلك السفرة التي هي من المدين عليهم اإلحــرام من ميقــات ذي الحليفــة، وال يجــوز لهم

هن لهن، ولمن:"مجاوزتــه دون إحــرام؛ لقــول النــبي ــرة ــير أهلهن، ممن أراد الحج والعم ،1"أتى عليهن من غ

وهذا باالتفاق. الحالة الثانية: أن يكونوا بقصدهم مكــة ليســوا نــاوين للنسك، وإنما لتوصـيل حجــاج، أو معتمــرين فقــط، فهي داخلة تحت مسألة دخول مكة لحاجة تتكــرر بغــير إحــرام، وهـــذه كـــذلك يجـــوز لهم دخولهـــا؛ ألن حـــالهم كحـــال الحطابين المرخص لهم بذلك؛ وألن إيجــاب اإلحــرام في حقهم فيـــه مشـــقة، والمشـــقة منعت منهـــا الشـــريعة

اإلسالمي.ــدا، وهي أن ســائقي ــة ج لكن ينبه على مســألة مهمــا، فتخــبرهم الشــركة ــا تتضــح لهم الرؤي الباصــات أحيان

.5 تقدم تخريجه ص115


ــتكون المستأجرة لهم بأن هذه الحملة التي يوصلونها ســاوزا هي األخيرة إلى مكة، وعندها يجب عليهم أن ال يتج الميقات بدون إحرام في سفرتهم تلك إذا كانوا يريدون

النسك. الحالــة الثالثــة: أن يكونــوا مــترددين بين أخــذ النســك وعدمه؛ وذلك ألن الشركة التي تستأجر الســائقين ربمــا ال تمكنهم من ذلك، ففي هذه الحالة لم يكونــوا عــازمين على النســك، والنيــة في حقهم ليســت متمحضــة، فال

ــايلزمهم الدخول في النسك؛ ألن النبي كما تقدم معن قال:"ممن أراد الحج والعمــرة"، أي عــزم عليهمــا، وهــذا

ــق عليهم في هــذه الحالة ــد ال ينطب ــالى1القي ــه تع . واللأعلم.

الفصل الثالث: أحكام متعلقة بغير العبادة،وفيه مبحثان:

المبحث الثاني: شحن الجوالت من مســجدالميقات.

ــاج ــ ــودات الحجـ ــ ــالث: مفقـ ــ المبحث الثـوالمعتمرين.

المبحث الثانيشحن الجوالت من مسجد الميقات

مــع ظهــور أجهــزة الجــوال، ومــع حاجــة النــاس لهــا، وأحيانــا تنتهي بطاريــة شــحن جــوال الحــاج أو المعتمــر، فهل يحق له شــحن بطاريــة جوالــه من المســجد خاصــة في مسجد ذي الحليفة؛ بسبب أنه يستقبل أعدادا كبــيرة

جدا من الحجاج والمعتمرين ؟. اختلــف العلمــاء المعاصــرون في هــذه المســألة على

قولين: ،195/1، والمه��ذب 24/2، والشرح الص��غير 212/2الدر المختار ينظر: 1

.268/3، والمغني 16-10/7والمجموع 16


القول األول: يجوز شحن الجوالت من المساجد بقدر الحاجــة إلى ذلــك، وممن قــال بــذلك: الشــيخ اللحيــدان،

والشيخ البراك. القول الثاني: ال يجــوز شــحن الجــوالت من المســاجد مطلقا، وممن قال بــذلك: الشــيخ محمــد بن إبــراهيم آل

.1الشيخ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين:األدلة

:استدل أصحاب القول األول بما يليــلحة1 ــيه المص ــا تقتض ــف بم ــرف في الوق أن التص

موكــل إلى نــاظر الوقــف، وحيث إن الجهــات المشــرفة على المساجد ترى الناس يفعلون ذلــك بكــثرة، كمــا فيــدرتها على ــع ق ــك م ــع من ذل ــاف، وال تمن الحج، واالعتك

المنع دل ذلك إلى إذنها لهم. أن مصالح الناس من حجاج، ومعتمرين، ومعتكفين،2

ــتخدام ــاجد تتوقـــف على اسـ ــل المسـ ــوظفين داخـ ومـ الجوالت في هذا الــزمن؛ ممــا يجعــل الــترخيص لهم في

شحنها من المساجد من القوة بمكان. :واستدل أصحاب القول الثاني بما يلي

أنه البد من إذن األوقاف الصريح بذلك.1 : بأن األوقاف مطلعة على ذلك، لكنهاويجاب عن هذا

ــع من ساكتة، ولو أنها كانت غير راضية لعرفت كيف تمنذلك. أن شحن الجواالت يعتبر عبئا على الوقف، ويكلف2

الوقف سداد فواتير الكهرباء بزيادة. : بــأن الزيــادة ال تكــاد تــذكر، ثم حــتىويجاب عن ذلك

وإن كانت فعال كــانت زيــادة مــؤثرة، فإنــه يــترتب عليهــاــك أن من ــف؛ وذل ــف والوق ــدة على الموق ــلحة عائ مصــاس من شــحن ــع الن ــر، ومن ــد األج أوقــف المســجد يريــا من البقــاء في جواالتهم يجعلهم يمتنعون كليا أو جزئيــتي من المساجد، وبهذا تتعطل كليا أو جزئيا المصلحة ال أجلها أوقف الموقف، وهو حصــوله على األجــر، وكــذلكــع النــاس من ــترك المســاجد، ولــو بعض الــوقت إذا من تــا ــا معنوي تحقيق مصالحهم فيها، وهذا يؤثر على عمارته

بذكر الله. ، ولق�اء الب�اب المفت�وح9/70 ينظر: فت�اوى ورس�ائل محم�د بن إب�راهيم 1

ه.22/6/1418 في يوم الخميس 168رقم 17


: الذي يترجح في نظري هو القول األول الذيالراجح يرى جواز شــحن الجــوالت من الكهربــاء داخــل المســجد بقدر الحاجــة؛ لمــا في ذلــك من التســهيل على الحجــاج، والمعتمرين، والمعتكفين، وطالب العلم؛ ألن البقــاء في المساجد لعلم، أو اعتكاف، أو لإلحرام، ونحوه، كل ذلــك بعلم الجهة الموقفة، أو المشرفة وأخذ اإلذن منها، فإن سكوت الموقف، أو ناظر الوقف يعد إذنا لمن هـو داخــل المسجد، ولــو كــان ال يرضــى بــذلك الســتطاع أن يحبســحن، أو ــتطيعوا الش ــدها لن يس ــائي، وعن ــار الكهرب التي بالتنبيه على النــاس، ســواء كــان قــوال، أو كتابــة. واللــه

تعالى أعلم.

المبحث الثالثمفقودات الحجاج والمعتمرين

لمت تلــك المفقــودات إلدارة المســجد، ســواء إذا ســ كان ذلك عن طريق العــاملين في المســجد، أو كــان عن طريق غيرهم تكون تلك المفقودات أمانة عندهم؛ ألنهم ليســوا مســؤولين عنهــا من حيث األصــل، فتكــون هــذه

ــة، ــألة اللقطـ ــة تحت مسـ ــألة داخلـ ــد اتفقتالمسـ وقـــط إذا المذاهب األربعة على أن اللقطة أمانة عند الملتق أخذها وأشهد عليها ليحفظها لصاحبها، فإن تلفت عنده،

18


ــبيل ــذها على س ــه أخ ــه؛ ألن ــيء علي ــاعت، فال ش أو ضــه يجب على الملتقــط1األمانة ــذلك على أن ــوا ك ، واتفق

،2تعريف اللقطة، سواء أراد تملكها، أو حفظها لصــاحبهاومن أدلتهم على ذلك ما يلي:

ســأله رجــل أن النــبي بن خالد الجهني حديث زيد1 ، أو قــال وعاءهــا،عن اللقطة، فقال: "اعــرف وكاءها

فـها سنة، ثم استمتع بها، فــإن جـــاء وعفاصها، ثم عر.3ربها فأدها إليه"

ق بين من أرادوجه الداللة من الحــديث : أنــه لم يفــرحفظها، ومن أراد تملكها.

- أن حفظهـــا لصـــاحبها إنمـــا يقيد بإيصـــالها إليـــه2بطريقة التعريف.

- أن إمساكها من غير تعريف تضييع لها عن صاحبها3فلم يجز.

لكن العلماء اختلفوا في مدة التعريف على قولين:ف ســنة كاملــة، روي ذلــك القول األول: يجب أن تعر

، وبــه قــال ابن المســيبعن عمــر وعلي وابن عبــاس .4والشعبي، وعليه عامة العلماء

القول الثاني: ال يجب تعريفها سنة كاملة، حكي ذلك.5 والثوري وإسحاقعن عمر

:األدلةاستدل أصحاب القول األول بما يلي:

المتقدم. حديث زيد بن خالد الجهني -1 ، وبداية المجتهد125، وبداية المبتدئ ص 6/201ينظر: بدائع الصنائع 1

،8/9، والح��اوي 135، ومختص��ر الم��زني ص 9/106، وال��ذخيرة 2/308.2/399، واإلقناع 6/346والمغني

المدون��ة، و3/303، وتب��يين الحق��ائق 6/202ب��دائع الص��نائع ينظ��ر: 2 ، ومغ��ني5/406، وروض��ة الط��البين 7/124، وش��رح الخرش��ي 4/455

.4/209، وكشاف القناع 6/346، والمغني 2/406المحتاج أخرج��ه البخ��اري في ص��حيحه في كت��اب العلم، ب��اب الغض��ب في 3

، ومسلم في ص��حيحه91 رقم 1/30الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره .1722 رقم 3/1346في كتاب اللقطة

المدون��ة، و3/303، وتب��يين الحق��ائق 6/202ب��دائع الص��نائع ينظ��ر: 4 ، ومغ��ني5/406، وروض��ة الط��البين 7/124، وش��رح الخرش��ي 4/455

.4/209، وكشاف القناع 6/346، والمغني 2/406المحتاج ، وروض��ة15/355، والبي��ان والتحص��يل 3/303ينظ��ر: تب��يين الحق��ائق 5

.6/347، والمغني 5/410الطالبين 19


ف اللقطة ســنة: أن النبي وجه الداللة أمره أن يعر.1من غير تفصيل بين القليل والكثير

-ــ 2 نة ال تتــأخر عنهــا القوافــل، ويمضــي فيهــا أن الســــبرد، ، والـ ر ــ ــه البالد من الحـ ــد فيـ ــذي تقصـ ــان الـ الزمـ

واالعتدال، فصلحت قدرا.واستدل أصحاب القول الثاني بما يلي:

ةبن كعب حديث أبي ـ- 1 - مائة دينار- قال: أخذت صرفهــا حــوالفأتيت النبي "، فعرفتهــا حــوال،، فقال: "عر

فهــا حــوال "،فلم أجد من يعرفها، ثم أتيتــه، فقــال: "عر فعرفتها، فلم أجد، ثم أتيته ثالثا، فقال: "احفظ وعاءها،

.2وعددها، ووكاءها، فإن جاء صاحبها، وإال فاستمتع بها" : أن التقــدير بــالحول ورد فيوجــه الداللــة من الحــديث

.3لقطة كانت مائة دينار، فما دونها ال يلزم فيه الحولويجاب عن هذا من وجهين:

ــة ــال: "ال أدري ثالث ــك حيث ق ــراوي ش األول: أن ال.أعوام، أو عام واحد"

.4الثاني: أن هذا يحمل على مزيد الورعة أن النــبي - حديث يعلى2 من التقــط: " قــالبن مــر

فه ثالثة لقطة يسيرة درهما، أو حبال، أو شبه ذلك، فليعر.5أيام، فإن كان فوق ذلك فليعرفه ستة أيام"

: أنه نص على ما هو أقل منوجه الداللة من الحديثنة. الس

:ويجاب عن هذا من وجهينة. األول: أن الحديث ضعيف، فال تقوم به حج

الثاني: على القول بثبوته، فإنه معارض بما هو أصح.6منه، أو مقيد باليسير

.5/81ينظر: فتح الباري 1 أخرج�ه البخ�اري في ص�حيحه في كت�اب اللقط�ة، ب�اب إذا أخ�بره رب 2

، ومس��لم في ص��حيحه في2426 رقم 3/124اللقطة بالعالمة دفع إلي��ه .1723 رقم 3/1350كتاب اللقطة

.5/79ينظر: فتح الباري 3ينظر: المصدر السابق. 4 ، والط��براني في17566 رقم 29/108أخرج��ه أحم��د في مس��نده 5

، وال��بيهقي في الس��نن الك��برى في700 رقم 22/273المعجم الكب��ير ، وقال:12459 رقم 6/195كتاب اللقطة، باب ما جاء في قليل اللقطة

تف��رد ب��ه عم��ر بن عب��د الل��ه بن يعلى، وق��د ض��عفه يح��يى بن معين".".3/173وضعف الحديث ابن حجر في التلخيص الحبير

.6/347ينظر: المغني 620


الــذي يــترجح في نظــري هــو القــول األول: الــراجح الذي يرى وجوب تعريف اللقطة سنة كاملــة؛ وذلــك لمــا

يلي:صحة أدلتهم، وقوتها في الداللة.: األول أن المخالف إمــا اســتدل بــدليل صــحيح ليس: الثاني

ة. صريحا في داللته، أو بدليل ضعيف ال تقوم به الحج وعليــه، فإنــه يجب على من وجــد مفقــودات الحجــاجفها سنة كاملة قبل أن يتصرف فيها، والمعتمرين أن يعرــل ــاجد، ب ــؤولين عن المس ــذا الحكم ال يختص بالمس وهــو أن مســلما وجــد لقطــة لمســافر يشــمل األفــراد، فل

إال إذا كان المفقــود ال تتشــرف لــه مسلم، فالحكم واحدــون النفوس، فمثله له أن يتملكه مباشرة، وينبغي أن يك التعريف بالمفقودات واضـحا، ســواء كــان بــاإلعالن عنـه بين الفينـــة واألخـــرى، أو كـــان عن طريـــق الشاشـــات الضــوئية، أو عن طريــق اإلعالنــات الكتابيــة بحيث تكــون واضحة الخط وبلغــات مختلفــة، أو غــير ذلــك. وينبه علىــاكن مخصصــة في خــارج مســجد ذي الحليفــة وجــود أم لالحتفــاظ بمفقــودات الحجــاج والمعتمــرين ممــا تشــكر عليه الجهات المعنية، ولكن ال تــبرأ الذمــة إال بــالتعريف.

والله تعالى أعلم.

21


الخاتمـة حــرص الشــريعة اإلســالمية على تحديــد المــواقيت1

المكانية. ال يجوز لمن كان في ميقات ذي الحليفة أن يقصر 2

الصالة، ولو كان عازما على السفر. ال مــانع من تعــدد الجماعــات في مســجد الميقــات3

بشرطين: األول: أن ال تتوافق، حيث يجب على الجماعة الثانيــة

الدخول مع األولى، وعدم اعتزالها.ــات بين األذان ــ ــك الجماع ــ ــون تل ــ ــاني: أن ال تك ــ الثــة؛ ألن ذلـــك تعـــدي على الجماعـــة األم، وعلى واإلقامـ قائدي الباصــات أن يعطــوا فرصــة للحجــاج والمعتمــرين بانتظار إقامة الصالة، خاصة وأن مسجد الميقات يراعىــارق بين األذان ــ ــام بتقليص الف ــ ــه وقت ذروة الزح ــ في

واإلقامة. ال بـــأس بـــاإلحرام من المواقـــف األماميـــة من4

الميقات؛ ألنهــا داخلــة في ذي الحليفــة الــذي يعــبرميقاتا بأكمله لظاهر النصوص.

أن سائقي الباصــات هم كغــيرهم من حيث األصــل5ممن يمر بالميقات على ثالثة أحوال:

الحالة األولى: أن يكونوا بقصدهم مكة ناوين النســكــة إلى مكــة، فيجب في تلك السفرة التي هي من المدين عليهم اإلحــرام من ميقــات ذي الحليفــة، وال يجــوز لهم

مجاوزته دون إحرام. الحالة الثانية: أن يكونوا بقصدهم مكــة ليســوا نــاوين للنسك، وإنما لتوصيل حجاج، أو معتمــرين فقــط، وهــذه كــذلك يجــوز لهم دخولهــا؛ ألن حــالهم كحــال الحطابينــه المرخص لهم بذلك؛ وألن إيجاب اإلحرام في حقهم في

مشقة، والمشقة منعت منها الشريعة اإلسالمي.ــدا، وهي أن ســائقي ــة ج لكن ينبه على مســألة مهمــا، فتخــبرهم الشــركة ــا تتضــح لهم الرؤي الباصــات أحيانــتكون المستأجرة لهم بأن هذه الحملة التي يوصلونها ســاوزا هي األخيرة إلى مكة، وعندها يجب عليهم أن ال يتج الميقات بدون إحرام في سفرتهم تلك إذا كانوا يريدون

النسك.

22


الحالــة الثالثــة: أن يكونــوا مــترددين بين أخــذ النســكــازمين على ــوا ع ــة لم يكون ــذه الحال ــه، ففي ه وعدم النســـك، والنيـــة في حقهم ليســـت متمحضـــة، فال

يلزمهم الدخول في النسك. يجوز شحن الجــوالت من الكهربــاء داخــل المســجد6

بقدر الحاجة. يجب على من وجد مفقودات الحجاج والمعتمرين 7

فها سنة كاملة قبل أن يتصرف فيهــا، وهــذا أن يعرــل ــاجد، بـ ــؤولين عن المسـ الحكم ال يختص بالمسـ يشمل األفراد، فلو أن مسلما وجد لقطــة لمســافر

إال إذا كان المفقود ال تتشرف مسلم، فالحكم واحدله النفوس.

23


Documents

· Web viewأخرجه أحمد في مسنده 45/207 رقم 27232، وأبو داوود في سننه في كتاب الصيام، باب متى يفطر المسافر إذا خرج