44
ل ص ف ل ا ه ق ف ل ول ا ص ا مادة ه ي م لا س لا ا ساتك" الدرا ل س م3 ي ن هدا, ج. د1435-1436 ة/2014 - 2015 ِ هْ قِ فْ ل اِ ولُ صُ اُ ف يِ رْ عَ تُ @ ثْ يَ حْ D نِ م اَ لُ , ث يِ كْ رH َ ّ لت اُ @ ثْ يَ حْ D نِ مِ هH ِ اتَ دَ رْ فُ مِ ه فِ رْ عَ م ىَ لَ عُ هH ُ U يَ فِ رْ عَ مُ فH َ ّ قَ وَ تَ U تٌ , بَ ّ كَ رH ُ م: ِ ه قِ فْ ل اُ ولُ H صُ ا. ٍ هْ , جَ وُ ّ لُ كِ لْ صَ اْ الُ ف يِ رْ عَ ت: و ه ، وٍ ل ص اُ ع م, ج: ُ ولُ صُ اْ ال: ً ه غُ ل ء. ش ل ا ا@ س من ى عل ق ل ط ي . وُ ةُ ر ت غ ه ي ل ع ى ن, ب ن ت ما: َ الH َ ، وقِ ةِ رH ْ تَ غْ D نَ عَ عَ ّ رH َ فَ ت اH َ : مُ عْ رH َ فْ ل اَ ، وُ ةُ رH ْ تَ غُ هH ْ يَ عَ عَ ّ رH َ فَ ت اH َ : مُ لْ H صَ اْ : الُ ّ ىِ @ H ش اَ ّ @ س ل اُ الH َ ّ فَ فْ ل اَ الH َ قَ و اَ مُ هْ نَ عُ عَ ّ رَ فَ تَ ت اَ مُ هَ رْ تَ غَ ّ D نَ اِ ، لٌ لْ صَ اُ هَ ّ يُ ّ س ل اَ وُ , اتَ نِ كْ ل اَ و، 1 ى ف ق ل ط ي و لاح صطلا ا ور: م ى ا عل1 - ها. ل ن ل : د ي ا ه ي س ل وا, ات ن ك ل اD ن م له سا م ل ة ا ل هد ص م: ا ه ل و ف ك ل، ن ل الد2 - ها. لن ع س ي ف م ل ا ورة ص ل ا3 - لا ه H ق ت ق ح ل و اH ه ع م اH س ل د ا H ن ع ح, ج راH ل : ا ي ، ا ه H ق ت ق ح لم ا لا لك ا ى ف لH ص لا م: ا ه ل و H ف ك،D انH ح, ج ر ل ا. ار, ح م ل ا4 - وع ف ر مَ ل ع ا ف ل اَ ّ D ن اُ ل ص لاا( : م ه ل و ف ك، رة م ت س م ل ا اعدة ف ل ا1 - ه ق ف ل ول ا ص ا ى ف ط ي ح م ل ر ا ب ل ا1 / 25 . 1

file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

  • Upload
    tranthu

  • View
    226

  • Download
    5

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

الفصل الفقه أصول مادة اإلسالمية الدراسات 3مسلكجهـداني. ذ

2015-2014 ه/1435-1436

الفقه أصول تعريف��ه من حيث ��ه على معرف��ة مفردات ب تتوقف معرفت ول الفق��ه: م��رك أص��

ركيب ال من حيث كل وجه. الت ما ينب��ني علي��ه غ�يره.لغة:األصول: جمع أصل، وهو : تعريف األصل

ويطلق على منشأ الشيء.ع عن ع عنه غيره، والفرع: ما تفر اشي: األصل: ما تفر وقال القفال الش

ع عنهما ة أصل، ألن غيرهما يتفر ن 1،غيره، وقال: والكتاب والس

على أمور: االصطالحويطلق في الدليل، كقولهم: أصل هذه المسألة من الكتاب والسنة أي: دليلها.-1 الصورة المقيس عليها. -2 الرجح��ان، كق��ولهم: األص��ل في الكالم الحقيق��ة، أي: ال��راجح عن��د-�� 3

السامع هو الحقيقة ال المجاز. القاعدة المستمرة، كقولهم: )األصل أن الفاعل مرفوع(-4

الفهم. ومن��ه قول��ه تع��الى:)فم��ال ه��ؤالءلغة:والفقه؛ تعريف الفقه: القوم ال يكادون يفقهون حديثا( أي: ال يكادون يفهمون. ومن ذلك قول��ه تعالى: )واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي( أي: يفهموا قولي. ومن��ه قوله تعالى: )قالوا يا ش��عيب م��ا نفق��ه كث��يرا مم��ا تق��ول( أي: م��ا نفهم كثيرا من قولك، ومنه قوله عليه الصالة والسالم: " نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما وعاها، ف��رب حام��ل فق��ه إلى من ه��و أفق��ه

منه ".ته��ا:اصــطالحاو ة المكتس��بة من أدل ة العملي رعي العلم باألحك��ام الش��

ة. فصيلي التعريف: تفسير الت

األحكام: جمع حكم، وهو: إثبات شيء لشيء.-1ريعة، فتخ��رج منه��ا أحك��ام العق��ل-2 ة: المس��تفادة من الش�� رعي الش��

المحضة.ة-3 فين، فيخرج منه��ا األحك��ام االعتقادي ة: المتعلقة بأفعال المكل العملي

ة. لوكي والسظر واالس��تدالل، فيخ��رج من الفق��ه-4 المكتسبة: المستفادة بطريق الن

نوعان من العلم:.25/ 1البحر المحيط في أصول الفقه - 1

1

Page 2: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

علم الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأما علم الل��ه[1]ق باالس��تنباط لك��ان تعالى فهو وصف الزم له علىوج��ه الكم��ال، ول��و عله عن��ه س��بحانه وتع��الى، وأما علم رس��وله - ص��لى الل��ه علي��ه ��نز نقصا ي

وسلم - فمصدره الوحي الذي هو من علم الله تعالى.ظر واالس��تنباط، إنم��ا حمل��ه عن[�� 2] د، فإنه لم يستفده ب��الن علم المقل

غيره.ة: جمع )دليل( وهو لغة: الهادي.-5 األدل

حيح في��ه على حكم ش��رعي عملي ظر الص�� واصطالحا: م��ا يس��تدل ب��الن. على سبيل القطع أو الظن

ة.-6 ة أو الفرعي ة: الجزئي فصيلي التنة، كاختص��اص قول��ه ة، هي كل دليل يختص بمسالة معي ة التفصيلي واألدل

��وا{ ]اإلس��راء: ن��ا، فه��ذه اآلي��ة دلي��ل32تع��الى: }وال تقرب [ بحرم��ة الزن��ا، وه��و غ��ير قول��ه تع��الى: }وال ن��ة هي الز تفصيلي يختص بمس��ألة معي

[ ، فه��ذا دلي��ل تفص��يلي على مس��ألة34تقربوا مال اليتيم{ ]اإلس��راء: نة أخرى هي حرمة أكل مال اليتيم. معي

فلوال نفــر منواختيارنا لمعنى "الفقه" مستنبط من قول��ه تع��الى: { كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم

(122} )التوبة إذا رجعوا إليهمتي يتوصل بها إلى الفقه. ة العامة ال وأصول الفقه: هي القواعد واألدل

من أمثلة القواعد:ى تصرفه قرينة عن ذلك.-1 األمر للوجوب حتى تصرفه قرينة عن ذلك.-2 حريم حت هي للت النخصيص.-3 العام شامل لجميع أفراده ما لم يرد الت

ة، واإلجماع، والقياس. ن شريع، ك�: الكتاب، والس ة هي مصادر الت واألدلتعريف أصول الفقه

لما عرفنا تعريف األصول، وتعريف الفقه، س��نقوم اآلن بتعري��ف أص��ولالفقه:

لقد اختلفت عبارات األصوليين في تعريف أصول الفقه، ومن اش��هرها: معرفة دالئل الفقه إجماال، وكيفيــة االســتفادة منهــا وحــال

المستفيد.شرح التعريف:

: العلم والتص��ديق، دون التص��ور، حيث إن المعرف��ةبالمعرفةالم��راد تعلقت بالنسبة، ولم تتعلق بالمفرد. والمعرفة جنس دخ�ل فيه�ا معرف��ة

األدلة، ومعرفة األحكام. جمع " دليل "، والدليل لغة هو: المرشد إلى المطل��وب، س��واءاألدلةو

كان حسيا، أو معنويا.2

Page 3: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وهو في االصطالح: ما يمكن التوصل بص��حيح النظ��ر في��ه إلى مطل��وبخبري.

وه��و ش��امل لل��دليل القطعي المفي��د للقط��ع، وش��امل لل��دليل الظ��نيالمفيد للظن عندنا.

مثال القطعي: الداللة على حدوث العالم، فتقول: الع��الم متغ��ير، وك��لمتغير حادث، فالعالم حادث.

ومثال الظني: الغيم الذي إذا نظرنا إليه فإنه يوصلنا إلى وقوع المطر. وليس المراد من معرفة األدلة: حفظها؛ ألن حفظ األدلة ليست من

األصول في شيء. والمقصود باألدلة هنا: األدلة المتفق عليها، والمختلف فيها، والقواعد

الكلية، ولو لم نحمل األدلة على ذلك لخرج كثير من مسائل أصول الفقه عن الحد كقاعدة: " العبرة بعموم اللفظ "، و"األمر المطلق

يقتضي الوجوب "، ونحو ذلك. ومن قال بأن القواعد الكلية ال تسمى أدلة: عرف أصول الفقه بأنه: "

القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط األحكام الشرعية من األدلة "،ولكن ما أثبتناه هو األصح، كما سبق بيانه.

وأضفنا األدلة إلى الفقه؛ إلخراج معرفة أدلة غير الفقه، كصرفه أدلةالتوحيد مثال، فإن ذلك ليس من األصول.

" هو حال من " دالئل "؛ ألن المراد هو: المعرفةإجماال وقولنا: " التفصيلية لألدلة اإلجمالية؛ حيث إن األدلة نوعان " كلية وإجمالية "، و "

جزئية ". فمعرفة أن اإلجماع حجة، والقياس حجة، والنهي يقتضي التحريم تعتبر

أدلة إجمالية؛ ألنها ال تدل على حكم معين. أما األدلة الجزئية: فهي التي تدل على حكم معين في حالة معينة

فقوله تعالى: )وال تقربوا الزنا( ، واإلجماع على أن الخالة ترث، وقياس الجد على ابن االبن، وال نكاح إال بولي، هذه كلها أحكام جزئية؛ ألن كال�

منها يستفاد منه حكم معين. فاألصولي يبحت عن أحوال األدلة الكلية، وال يبحث فيه عن األدلة

الجزئية؛ ألمرين:أولهما: أن األدلة الجزئية غير محصورة.

ثانيهما: أن األدلة الجزئية داخلة تحت األدلة الكلية، فالباحث عن أح��وال األدل��ة الكلي��ة يبحث عن األدل��ة الجزئي��ة بطري��ق التب��ع، وإذا تع��رض

األصولي لدليل جزئي فهو عن طريق ضرب المثال. وقوله: " إجماال " قيد أخرج علم الخالف؛ ألن المقصود منه معرفة أدلة الفقه التفص�يلية ال ألج�ل أن يس�تفيد منه�ا األحك�ام، ب�ل لتك�ون س�الحا

3

Page 4: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

يدافع به كل من��اظر عن وجه��ة نظ�ر إمام��ه، وه��ذا ال ي�دخل في أص��ولالفقه.

" معط��وف على " دالئ��ل " أي:وكيفية االســتفادة منهاوقولن��ا: " معرفة الدالئل، ومعرفة كيفية االستفادة من تلك الدالئل.

أي: أن األصول يبحث عن األحوال التي تعترض لألدلة، وكيف نستفيد الحكم من تلك، فال بد في ذلك من معرفة التعارض بين األدلة، وكيفية

فك هذا التعارض، والترجيح بينها، وذلك ألن الغرض من البحث عن أحوال األدلة إنما هو التوصل إلى استنباط األحكام الشرعية من األدلة،

ومعروف أن األدلة المفيدة لألحكام ظنية، فهي قابلة للتعارض. " معطوف على دالئل، فيكون التقدير:"وحال المستفيدوقولنا: "

ومعرفة حال المستفيد "، والمستفيد هو طالب الحكم من الدليل، وهوالمجتهد، فيكون المراد بالمستفيد هو المجتهد.

والمقصود: أن من مواضع أصول الفقه هو البحث عن حال المجتهدوالشروط التي يجب أن تتوفر فيه.

منهج الستنباط الحكمأما اختيارنا فهو: علم أصول الفقه هو .الشرعي

الفرق بين األصول والفقه بعد ما تبينت لنا حقيقة الفقه، وأصول الفقه: ظهر لنا الفرق بينهما، ولعلي ألخص ذلك وأبين وظيفة الفقيه ووظيفة األصولي فيما يلي،

فأقول: إن أصول الفقه يكون في البحث عن أدلة الفقه اإلجمالية بالتفصيل.

أما الفقه فهو يبحث في العلم باألحكام الشرعية العملية المأخوذةوالمستنبطة من أدلتها التفصيلية.

وعلى هذا تكون وظيفة الفقيه هي: أن يأخذ هذه القواعد واألدلة اإلجمالية التي أغناه عن التوصل إليها األصولي، ويطبقها على

الجزئيات. وبعبارة أخرى: إن أصول الفقه عبارة عن المناهج واألسس التي تبين

الطريق وتوضحه للفقيه، الذي يجب عليه أن يلتزمه في استخراج األحكام من أدلتها، فيرتب األصولي تلك األدلة فيقدم الكتاب على

ة على اإلجماع، وهكذا. ن ة، والس ن الس أما الفقه: فهو عبارة عن استخراج األحكام من األدلة مع التقيد بتلك

المناهج.

استمداد أصول الفقه:يستمد علم أصول الفقه مادته مما يلي:

:الوحي - 14

Page 5: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

هذا المصدر هو أساس العلوم الشرعية كلها، فكل علم ال أص��ل ل��ه فيالكتاب والسنة فليس من علوم الشريعة.

ووجه استمداده من هذين المصدرين أن موضوعات علم أص��ول الفق��ه ثالثة أنواع كما سبق، أهمها أدلة األحكام، والقرآن والسنة ترج��ع إليهم��ا جميع األدلة التي يذكرها األصوليون سواء أكانت نقلية أم عقلي��ة، مح��ل اتف����اق أم مح����ل اختالف، فحجي����ة اإلجم����اع والقي����اس والمص����الح واالستحس��ان والع��رف وش�رع من قبلن��ا وأق��وال الص��حابة، راجع��ة إلى الكتاب والسنة، وطرق الداللة، وطرق دفع التع��ارض بين األدل��ة، وبي��ان منزلة كل دليل، راجع إلى الكتاب والسنة، ولهذا نج��د أن أك��ثر القواع��د

األصولية قد استدل عليها بالقرآن أو بالسنة أو بهما معا.:علم أصول الدين، ويعبر عنه أكثرهم بعلم الكالم - 2

أما أصول الدين - وهو علم الكالم -: فإن علم أصول الفقه قد استمد منه: مسائل، من أهمها: مسألة الحاكم، والتحسين والتقبيح العقليين،

والتكليف بما ال يطاق، وتكليف المعدوم، وحكم األشياء قبل البعثة، والمجتهد يخطئ ويصيب، وخلو الزمان من مجتهد، وشكر المنعم،

وبعض مسائل النسخ، ونحو ذلك. وسبب استمداده من أصول الدين وهو علم الكالم هو: توقف

األدلة الشرعية على معرفة البارئ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المبلغ عنه فيما قال لتعلم حجيتها وإفادتها

لألحكام الشرعية.:اللغة العربية - 3

ووجه استمداده من اللغة العربية: أن اللغة هي وع��اء الكت��اب والس��نة، والكت��اب ن��زل بلغ��ة الع��رب، والس��نة القولي��ة ج��اءت بلس��ان الرس��ول العربي، واالستدالل بهما مب��ني على معرف��ة ط��رق الع��رب في اإلفه��ام

والفهم، ومن جملة أصول الفقه طرق دالل��ة األلف��اظ على المع��اني من عم��وم وخص��وص، وإطالق وتقييد، واشتراك وإجمال، ومنطوق ومفه��وم، وحقيق��ة ومج��از، وهذه كلها إنما يتبع فيها م��ا ج��رى علي��ه ع��رف أه��ل اللغ��ة ال��ذين ن��زل القرآن بلغتهم وتكلم الرسول صلى الله علي��ه وس��لم به��ا، إال أن يك��ون

للشرع عرف حادث فيقدم عند االحتمال. وفي هذا يقول إمام الحرمين: »ومن مواد أص��ول الفق��ه العربي��ة؛ فإن��ه يتعلق طرف صالح منه بالكالم على مقتضى األلفاظ، ولن يك��ون الم��رء

.2على ثقة من هذا الطرف حتى يكون محققا مستقال باللغة العربية«الفقه - 2 اصول في .1/84البرهان

5

Page 6: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

نشأة علم أصول الفقه كان الص��حابة - رض��ي الله عنهم - في زمن - ص��لى الل��ه علي��ه وسلم - إذا حدثت حادثة أخذوا حكمه��ا من ال��وحي، س��واء ك��انة، فك��انوا يلج��أون ن مباشرا وهو القرآن، أو غير مباشر وهو الس��

في هذا كله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - كان الصحابة - رضي الله عنهم - يأخذون حكم أي حادثة من الكتاب، ف��إن لم يج��دواة، ن ة، ف��إذا لم يج��دوا في الس�� ن حكمه��ا في��ه، أخ��ذوه من الس�� اجتهدوا وبحثوا عن األشباه واألمثال، - ومعرفة العلل الشرعية، فيقيسون ما لم يكن بما كان، ويجته��دون في معرف��ة المقاص��د والمصالح، ونحو ذلك، ويحرصون كل الحرص على األخ��ذ ب��رأي

الجماعة.ه - على ه��ذا المنهج، وزاد بعض��هم وس��ار الت��ابعون - رحمهم اللأصال آخر، وهو الرجوع إلى فتاوى الصحابة - رضي الله عنهم -. فكثر االجتهاد، وكثرت طرقه، وتعددت وجوهه، فبعض��هم يكتفي بظاهر النص، وبعضهم ال يكتفي بذلك، بل يغوص على المعاني،

فيرى أن أكثر األحكام معللة، ثم يبنون على هذه العللاألحكام وجودا وعدما.

فلما جاء عصر األئمة المجتهدين: أص��بح لك��ل إم��ام قواع��د ق��داعتمدها في الفتوى واالجتهاد.

ومنه��ا: - األوام��ر والن��واهي، والعم��وم والخص��وص، والمطل��ق والمقي��د، ومع��اني الح��روف، والمجم��ل والم��بين، والحقيق��ة والمجاز، واالستثناء، والمنطوق، والمفهوم، واإلشا رة، والتنبي��ه،

واالقتضاء، واإليماء، ونحو ذلك.ة ن وسبب اس��تمداده من اللغ��ة العربي��ة ه��و: أن كت��اب الله وس�� رسوله قد نزال بلغة العرب، فيحت��اج إلى معرف��ة ق��در كب��ير من اللغة العربية يستطيع بسببها معرفة داللة األدلة وفهمها وإدراك

معانيها.ة، واألق��وال ن فال يمكن��ه فهم دالالت األلف��اظ من الكت��اب والس��لف والخلف إال إذا كان المنقولة عن مجتهدي األمة، وأقوال الس

فاهما للغة العربية، واستعماالتها.

6

Page 7: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وأما األحكام الشرعية، فإن علم أصول الفقه قد استمد منه بسبب: أن المقصود والغرض من هذا العلم هو - إثبات األحكامالفرعية، فال بد لألصولي أن يعرف قدرا ليس بالقليل من الفقه

واألحكام الشرعية، ليتمكن عن طريق معرفته تلك من إيضاح المسائل، وضرب أمثلة لتصوير القاعدة األصولية، وليتأهل

بالبحث فيها للنظر واالستدالل.

الفصل الفقه أصول مادة اإلسالمية الدراسات 3مسلكجهـداني. ذ

2015-2014 ه/1435-1436مناهــــج التــأليف في أصـــول الفقـــه

العلماء والباحثون في أصول الفقه اختلفوا في الطرق التي اتبعوها في التأليف والتصنيف في أصول الفقه، فنشأ عن ذلك كثير من الطرق هي كما

يلي: طريقة الجمهور.- الطريقة األولي: طريقة الحنفية.- الطريقة الثانية: الجمع بين الطريقتين.- الطريقة الثالثة: طريقة تخريج الفروع على األصول.- الطريقة الرابعة:

7

Page 8: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

طريقة عرض أصول الفقه من خالل المقاصد.- الطريقة الخامسة: - فإنهاالطريقة األولى- وهي طريقة المتكلمين/ الشافعيةأما

تتميز بما يلي:

تهتم بتحرير المسائل و تقرير القواعــد، فاألصـل أو القاعـدة - في منطـق هــذه الطريقة - هو ما أيده العقل وسانده البرهان، بغض النظر عن مدى موافقة ذلك للفروع المذهبية أو مخالفتهــا. واألصــول في نظــر أصــحابها فن مســتقل يبــنيــذا ســميت هــذه الطريقــة بطريقــة ــاء الكالم، ل ــك منهج علم ــه الفقــه، وذل علي

وهذه الطريقة قد ســار عليهــاالمتكلمين، كما اشتهرت أيضا بطريقة الشافعية. علماء الشافعية، والمالكيــة، والحنابلــة، والظاهريــة، والمعتزلــة، وذلــك من حيث الترتيب والتنظيم. وإليك ذكر بعض الكتب التي ألفت على هذه الطريقــة، ولقــد

رتبت ذلك على المذاهب:

أوال: بعض الكتب المؤلفة على المذهب الشافعي:ه.206- الرسالة لإلمام الشافعي، تـوفي

ه.462- القواطع، لإلمام أبي المظفر السمعاني، تـوفي ه.476- اللمع، لإلمام أبي إسحاق الشيرازي، تـوفي

ه.478- البرهان، إلمام الحرمين الجويني، تـوفي ه.505- المستصفى، ألبي حامد الغزالي، تـوفي

- شفاء الغليل في بيان مسالك التعليل، للغزالي.- المنخول من تعليقات األصول، للغزالي.3ه.606- المحصول، لفخر الدين الرازي، تـوفي

.ه631- اإلحكام في أصول األحكام، لآلمدي، تـوفي 4 هـ(، 685- منهاج الوصول إلى علم األصول للبيضاوي )ت.

هـ(.794- البحر المحيط للزركشي )ت. ثانيا: بعض الكتب المؤلفة على المذهب المالكي:

التقريب و اإلرشاد في ترتيب طرق االجتهاد للقاضي أبي بكر الباقالني -1ه. )كتاب مفقود(403توفي

إحكام الفصول في أحكام األصول، ألبي الوليد الباجي )ت. (. -2 646 منتهى السول واألمل في علمي األصول والجدل البن الحاجب )توفي: -3

اه: " مختصر المنتهى ". 5هـ(، وقد اختصر هذا الكتاب بكتاب سم

ه.684- تنقيح الفصول في علم األصول، للقرافي، تـوفي 4 نفائس األصول شرح المحصول للقرافي. -5

ثالثا: بعض الكتب المؤلفة على المذهب الحنبلي : ه�(688وقد شرحه كل من القرافي في " نفائس األصول "، وشمس الدين األصفهاني )ت - 3

في:"الكاشف عن المحصول".واختصره كل من: تاج الدين األرموي في كتاب سماه: " الحاصل من المحصول ". سراج الدين األرموي في كتاب سماه: "التحصيل من المحصول ".

والتبريزي في كتاب سماه: " تنقيح المحصول ". وشرحه كثير من العلماء، ومنهم: شمس الدين األصفهاني شرحه بكتاب سماه: " شرح - 4

منهاج البيضاوي ". اإلسنوي شرحه في كتاب سماه: " نهاية السول ". ابن السبكي شرحه في كتاب سماه: " اإلبهاج في شرح المنهاج ". البدخشي شرحه في كتاب سماه: " مناهج العقول

."- وشرح هذا المختصر كثير من العلماء، ومنهم: 5

)أ( عضد الدين اإليجي، شرحه بكتاب سماه: " شرح المختصر".)ب( ابن السبكي تاج الدين شرحه بكتاب سماه: " رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب ".

ه�( شرحه بكتاب سماه: " بيان المختصر ".749)ج( شمس الدين األصفهاني )ت الضياء الالمع شرح جمع الجوامع لحلولو المالكي، طبع بعض المجلدات منه.-)د(

8

Page 9: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

هـ (.458 العدة ألبي يعلى )ت. -1 التمهيد ألبي الخطاب )ت. (. -2 هـ(.513 الواضح البن عقيل )ت. -3 هـ( ،620 روضة الناظر وجنة المناظر البن قدامة، )ت. -4

رابعــا: مذاهب أخرى:..415- العمد للقاضي عبد الجبار بن أحمد المتوفى: سنة

ه.463- المعتمد، ألبي الحسن البصري، تـوفي شرح العمد ألبي الحسين البصري.-،.456اإلحكام في أصول األحكام البن حزم المتوفى: سنة -

الطريقة الثانية: طريقة الفقهاء/ األحنافأما الطريقة الثانية - وهي: طريقة الحنفية - فإنها تتميز بأمرين:

أولهما: أنها تقرر القواعد األصولية على مقتضى ما نقل من الفروع عنأئمتهم.

ثانيهما: أنها تغوص على النكت الفقهية. وسميت هذه الطريقة بطريقة " الفقهاء "؛ ألنها أمس بالفقه، وأليق بــالفروع، وسبب ذلك: أن تلك القواعد قد أخذت من الفروع؛ ذلك ألن الحنفيــة المتــأخرين الحظوا واســتقرأوا وتتبعــوا الفتــاوى الصــادرة عن أئمتهم المتقــدمين، فعمــدوا إلى تلك الفتاوى والفروع واستخلصوا منها القواعد والضوابط، وجعلوها أصــوال

لمذهبهم لتكون لهم سالحا في مقام الجدل والمناظرة.وقد ألف على هذه الطريقة كتب كثيرة، ومنها:

ه.330- مآخذ الشرائع، للما تريدي، تـوفي ه.340- األصول، لإلمام أبي الحسن الكرخي، تـوفي

ه.370- األصول، ألبي بكر الجصاص، تـوفي ه.430- تأسيس النظر، ألبي زيد الدبوسي، تـوفي

ه.483- األصول، للبزدوي، تـوفي ه.490- األصول، للسرخسي، تـوفي

ه.648- المنار، للنسفي، تـوفي

الطريقة الثالثة: الطريقة الجامعة بين الطريقتينالسابقتين:

وهي تجمع بين مزايا الطريقتين بحيث أنها تتجه إلى تقرير القواعد األصولية وفق ما تقتضيه طريقة الشافعية، كما تهتم بتطبيقها على الفروع بمعنى

وأهم الكتب التي ألفت وفقاستخراج األحكام الفقهية من القواعد األصولية. هذه الطريقة:

- بديع النظام، الجامع بين أصول البزدوي واإلحكام، لإلمام مظفر الدينه.694الساعاتي، تـوفي

ه.747- تنقيح األصول، لصدر الشريعة عبيد الله بن مسعود البخاري، تـوفي

ه.771- جمع الجوامع، لإلمام تاج الدين السبكي، تـوفي

ه.861- التحرير، لكمال الدين بن الهمام، تـوفي

9

Page 10: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

ه،1119- مسلم الثبوت، للعالمة محيي الدين بن عبد الشكور الحنفي، تـوفي وعليه شرح يسمى "فواتح الرحموت"، لعبد العلي محمد بن نظام الدين

األنصاري.

الطريقة الرابعة: وهي طريقة تخريج الفروع على األصول فهي تتميز بذكر خالف األصوليين في المسألة، مع اإلشارة إلى بعض أدلة الفرق المختلفة، ثم ذكر عدد من المسائل الفقهية المتأثرة بهذا الخالف،

والغاية منها هو: ربط الفروع باألصول، وال يذكر في الكتب المؤلفة على هذه الطريقة إال المسائل التى اختلف العلماء فيها، والخالف فيها معنوي له ثمرة،

وقد ألف على هذه الطريقةأما إذا كان الخالف لفظيا فال يرد فيها. مؤلفات كثيرة، ومنها:

هـ( ،656تخريج الفروع على األصول للزنجاني تـوفي -هـ، 771ومفتاح الوصول للتلمساني توفي - ، هـ772 تـوفي والتمهيد لألسنوي -ام- القواعد والفوائد األصولية ومايتبعها من األحكام الفرعية البن اللح

هـ.803تـوفي الطريقة الخامسة: طريقة االستقراء الكلي

خالصة هذه الطريقة :إثبات القواعد األصولية بطريق االستقراء ألحكام الشريعة مع التركيز على معرفة كليات الشريعة ومقاصدها باستعمال األدلة النقلية

وبعض القضايا العقلية . وهي طريقة عرض أصول الفقه من خالل المقاصد - فلم تسلك هذه الطريقة مسلك المتقدمين، وهي: ذكر القواعد تحت عناوين

وأبواب معينة، بل سلكت طريقة أخرى وهي: عرض أصول الفقه من خالل مقاصد الشريعة، والمفهوم العام الكلي للتكليف،

وأول من شد معاقل هذه الطريقة أهم الكتاب والمؤلفات في هذههو األمام الشاطبي في كتابه الموافقات .

الطريقة :

هـ.790- الموافقات للشاطبي توفي هـ.660- قواعد األحكام في مصالح األنام للعز بن السالم توفي

- مقاصد الشريعة اإلسالمية البن عاشور)معاصر(.- نظرية المقاصد عند الشاطبي ألحمد الريسوني ) معاصر( .

- مقاصد المقاصد ألحمد الريسوني. المؤلفات الحديثة في علم األصول:

لقد الفت كتب حديثة في علم األصول من قبل علماء لهم وزن في مجال لدراسات الشرعية، وقد ظهرت بأسلوب سهل يتجنب كثيرا من التعقيدات

تيسيرا للدارسين والباحثين في علم األصول، كما تزودهم بمفاتيح أساسيةتمكنهم من فهم أمهات كتب األصول، وأذكر من تلك المؤلفات ما يأتي:

ه.1250- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول، للشوكاني، تـوفي م.1927- أصول الفقه، للشيخ محمد الخضري بك، تـوفي

م.1956- علم أصول الفقه، للشيخ عبد الوهاب خالف، تـوفي - أصول الفقه اإلسالمي، لزكي الدين شعبان.- معالم في أصول الفقه، للعالمة باقر الصدر.- أصول التشريع اإلسالمي، لعلي حسب الله.

- أصول الفقه، لمحمد زكريا البرديسي.

10

Page 11: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

- أصول الفقه اإلسالمي، لمحمد سالم مدكور.- أصول الفقه اإلسالمي، لزكريا البري.

- أصول الفقه اإلسالمي، لوهبة الزحيلي- مباحث الكتاب و السنة، لمحمد سعيد رمضان البوطي.

الفصل الفقه أصول مادة اإلسالمية الدراسات 3مسلكجهـداني. ذ

2015-2014ه/ 1435-1436

مصادر التشريع 1: 6القرآن-

الكتاب ذلك أـ وهو كالم الله تعالى وهو المصدر و المرجع ألحكام الفقه اإلسالمي، فإذا عرض��ت لنا مسألة رجعنا قبل كل شيء إلى كتاب الله ع��ز وج��ل لنبحث عن حكمه��ا في��ه، فإن وجدنا فيه الحكم أخذنا به، ولم نرجع إلى غيره. ولكن القرآن لم يقصد بآيات��ه كل جزئيات المسائل وتبيين أحكامها والنص عليها، وإنما نص القرآن الك��ريم على العقائ��د تفص��يال، والعب��ادات والمع��امالت إجم��اال ورس��م الخط��وط العام��ة لحي��اة المسلمين، وجعل تفصيل ذلك للسنة النبوية. فمثال: أمر القرآن بالصالة، ولم يبين كيفياتها، وال عدد ركعاتها. لذلك ك��ان الق��رآن مرتبط��ا بالس��نة النبوي��ة لتب��يين تل��ك

الخطوط العامة وتفصيل ما فيه من المسائل المجملة.

ه لتنزيل رب العالمين وح(192)عرفه الذي أنزله بقوله تعالى : )وإن ��ه ال��ر ��زل ب ن(.(195) بلسان عربي مبين (194) على قلبك لتكون من المنذرين (193)األمين

وعرفه الذي أنزل عليه بقوله صلى الله عليه وسلم : >> كتاب الل��ه في��ه نب��أ م��ا كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفص��ل ليس ب��الهزل من ترك��ه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حب�ل الل�ه الم�تين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي ال تزيغ به األهواء وال تلتبس به األلسنة وال يشبع منه العلماء وال أصحهما على كثرة ال��رد وال تنقض��ي عجائب��ه ه��و الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآن��ا عجب��ا يه��دي إلى الرش��د، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه ه��دى إلى

.7صراط مستقيم<<

وهو من حيث اللغة مأخوذ من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا... معناه : الجمع والضم.عرفه البعض :� 6 هو الكتاب المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ العربي،المنقول بالتواتر،المتعبد

.بتالوته،المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس172/ �5 سنن الترمذي 7 .

11

Page 12: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

أن يكون جامعا مانعا، وقد يكون م��ا ع��رف ب��ه وإذا كان من شرط صحة التعريف العلماء ما يحقق الشرط الثاني من التعريف، لكن وبكل تأكيد ليس فيه ما يحق��ق الشطر األول،ألن طبيعة ذلك الكتاب المتفردة تتأبى على ذلك. إنه جاء بيان��ا لك��ل شيء فأنى أن يحاط به وبم��ا في��ه؟ وإذا ك��ان البص��ر يرت��د حس��يرا عن أن يحي��ط

بالكون وآفاقه، فأنى لبصر أو بصيرة أن تحيط بالقرآن وآفاقه؟

ــدركإن خصائص��ه من خص��ائص من ص��در عن��ه ) ار وهــو ي ــه األبصــ ال تدركار وهــو اللطيــف الخبــير ميع ،)8( األبصــ يء وهــو الســ ليس كمثلــه شــ

لنا،وما. 9( البصير ينبغي الكتاب،وما هذا شمله ما بيان نحاول ولسنا. التشريعي قدره بيان سنحاول سبيال،لكننا ذلك إلى نستطيع

التشريعي قدره ـ ب

( : األولى وظيفته إلى يشير وهو بمكة الكريم القرآن نزول بدأ إنمنذللـه إال اللـه ، )10 (الحكم إلى فحكمـه يء شـ من فـيه اختلفتم ومـا

الله. 11( � ورسول وسلم عليه الله صلى فيه : >> � الكريم القرآن وظيفة إلى ينبهبينكم <<. ما وحكم بعدكم ما وخبر قبلكم كان ما نبأ

المدينة : ) في الوظيفة هذه كذلك القرآن الكتاب ويؤكد إليك أنزلنا إناالله أراك بما الناس بين لتحكم )بالحق ) الكتاب ، إليك وأنزلنا

فاحكم عليه ومهيمنا الكتاب من يديه بين لما مصدقا بالحقالله أنزل بما ...، )12 (بينهم الله أنزل بما بينهم احكم .13 (وأن

ولقد أدرك السابقون األولون جيدا قدر ذل��ك الكت��اب،وفهم��وا وظيفت��ه األولى منتالوته )تعالى قوله حق : يتلونه عمله،ويحلون >>،فقالوا( حق به يعملون

.14حرامه،ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه<<حالله،ويحرمون

وحكموا كتاب الله في أنفسهم،حتى كانوا قرآنا يتحرك،وحتى قال عائشة � رض��ي الله عنها � عن رسول الله � صلى الل��ه علي��ه وس��لم ��� : >> ك��ان خلق��ه الق��رآن

.>>

�103 سورة األنعام، 8 .�11 سورة الشورى، 9 .

�40 سورة يوسف، 10 .�10 سورة الشورى، 11 .

�48 سورة النساء، 12 .�49 سورة النساء، 13 .

14 �12

Page 13: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وحكموا كتاب الله فيما حولهم، فأقاموا في المدينة >> دول��ة الق��رآن<<، ظلت ش��امخة على الزم��ان واألح��داث أك��ثر من ثالث��ة عش��ر قرن��ا،وم��ا اس��تطاعوا أن يهدموها من الخارج،لكنها هدمت لما امتدت إليها يد الخيانة من الداخل. فما ك��ان كتاب الله ليعيش حبيس الفكر والخيال نظرية أو فلسفة،وما ك��ان ليعيش ح��بيس الص��دور عقي��دة وإيمان��ا،لكن��ه ن��زل ليك��ون منهج��ا للفك��ر،ونظام��ا لحي��اة األف��راد

والمجمعات والدول.

التشريع مجاله ـ ج عرف البشر مجال التشريع الوضعي قاصرا على تنظيم عالقات األفراد سواء كان تشريعا عاديا أم دستوريا،وفي األخير كان قاصرا على المجال السياسي ثم اتس��ع بعض الشيء في دساتير القرن العشرين ليشمل أحكاما اجتماعية أو اقتصادية لم

تكن من قبل ترق إلى مستوى التشريع الدستوري.

وفي تش��ريعنا الس��ماوي وج��دنا الق��رآن يمس ال��دوائر ال��تي تمس��ها التش��ريعات الوضعية يفوقه��ا من حيث حس��ن التنظيم وس��مو اله��دف،وتنزه��ه عن القص��ور أو الجهل أو الهوى،ثم هو وراء ذلك يمس دوائر لم يمسها التشريع الوض��عي،ك��دوائر العقيدة واألخالق والشعائر التي تكاد تخل��و منه��ا التش��ريعات الوض��عية.وذل��ك في أط��ار وح��دة الخ��الق،ووح��دة المش��رع،وأن تجزئ��ة الوج��ود تجزئ��ة لم��ا ال يقب��ل

جعلواالتجزئة،ولذا رفض الوحي أن يجزأ القرآن.وقد عاب الوحي على قوم >> فوربك لنسألنهم أجمعين عما كــانوا،وتوعدهم >> 15<<القرآن عضين

،واعتبرها في أماكن عديدة فتنة وجاهلية وكفرا.16<<يعملون

وكانت هذه اإلحاطة من كت��اب الل��ه م��يزة لم تت��وفر ألي ق��انون أو دس��تور،وه��ذه اإلحاطة شاملة : لكليات الشريعة وأص��ولها،بحيث لم يب��ق أص��ل أو قاع�دة يحت��اج إليها في الضروريات أو الحاجيات أو التحسينات إال نص عليه��ا في الكت��اب. وله��ذا قال أبو ذر : تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وم��ا ط��ائر يقلب جناحي��ه

في الهواء إال وهو يذكرنا منه علما.

وكما أن هذا القرآن قد أحاط بكل شيء، فإن دعوة اإلسالم موجهة لكل إنسان :راني ذي نفس محمد بيده ال يسمع بي أحد من ه��ذه األمة يه��ودي وال نص�� >> وال

ار << ذي أرسلت به إال كان من أصحاب الن .17ثم يموت ولم يؤمن بال

وتعريف القرآن لألحكام أكثره كلي ال جزئي، فيحتاج في الوقوف على حقائقهإلى الرجوع إلى السنة المبينة له الشارحة لما خفي منه.

النبوية - 2 : السنة

. � سورة 15. � سورة 16

مسلم 17 صحيح �1 /134 .13

Page 14: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

لئن كان القرآن العظيم وحي الله لفظا ومعنى،فالسنة النبوية المطهرة وحي الله معنى،واللفظ من عند الرسول ص }وما ينطق عن الهوى إن هو إال وحي

(، }وما يؤكد ذلك أن الله تعالى سوى بين طاعته وطاعة18يوح��ى{) رسوله،وسوى بين معصيته ومعصية رسوله.ومجال الله الطاعة والمعصية هو في مجال األوامر والنواهي التي وردت بالنسبة لله تعالى في كتابه،وبالنسبة لرسوله

،(19){وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}: في سنته. فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم}وقوله:

فال}، وقوله: (21){من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله ،(20){عذاب أليم وربك ال يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في

وما كان} وقوله: ، (22){أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما لمومن وال مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة

وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}. وقوله: (23){من أمرهم

{ولعلهم يتفكرون (24).

والسنة هي كل ما نق�ل عن الن�بي ص�لى الل��ه علي�ه و س�لم من ق�ول أو فع�ل أو تقرير. وتعد في المنزلة الثانية بع�د الق��رآن الك��ريم، ش��ريطة أن تك�ون ثابت�ة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بس��ند ص��حيح، والعم��ل به��ا واجب، وهي ض��رورية

لفهم القرآن و العمل به.

(،25 الطريقة والسيرة، قال تعالى : }فقد مض��ت س��نة اآلولين{)السنة في اللغة: (، وفي الح��ديث: ))لتتبعن س��نن من ك��ان26وق��ال:}ولن تج��د لس��نة الل��ه تح��ويال{)

(. 28(، وفيه أيضا: ))من سن في اإلسالم سنة حسنة(()27قبلكم ....(()18 3سورة النجم، اآلية: () .

19 7سورة الحشر، اآلية: () .

20 63سورة النور، اآلية: () .

21 80سورة النساء، اآلية: () .

22 65سورة النساء، اآلية: () .

23 30سورة األحزاب، اآلية: () .

24 44سورة النحل، اآلية: () .

25 38سورة األنفال، اآلية: () .

26 43سورة فاطر، اآلية: () .

27 7320رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: () .

28 (4/357رواه اإلمام أحمد في مسنده) () .14

Page 15: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

فعند الفقهاء : ما ثبت عن النبي صلى الل��ه علي��ه وس��لم منوأما في االصطالح: غير وجوب ، فهي احد األحكام الخمسة ، وتستعمل في مقاب��ل ) البدع�ة ( فيق�ال طالق السنة وطالق البدعة. وعند األصوليين ما صدر عن الن�بي ص�لى الل��ه علي��ه��ر عن وسلم – غير القرآن – من قول أو فع��ل أو تقري��ر . وعن��د المح��دثين: م��ا أث

النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية.

السنة :حجية اتفق المسلمون على أن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو

فعل أو تقرير في شأن من شئون التشريع أو الرئاسة أو القضاء يكون حجة عند المسلمين تستنبط منه األحكام. والسنة هي األصل الثاني من أصول األدلة

. الشرعية ، ويجب اتباعها كما يجب اتباع القرآن

:والدليل على حجيتها أمور

: أ- نصوص قرآنية كثيرة منها(، وقوله:29قوله تعالى: }وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا{)

(،30}فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم{) (، وقوله: }فال وربك ال يومنون حتى31وقوله }من يطع الرسول فقد أطاع الله{)

يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا(، وقوله: }وما كان لمومن وال مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن32تسليما{)

(. وقوله: }وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما33تكون لهم الخيرة من أمرهم{) .(34)نزل إليهم ولعلهم يتفكرون{

:ب � عمل الصحابة رضي الله عنهم

فهم لم يفرقوا بين ما جاء في القرآن وما جاء في السنة من حيث العمل به ، .(35)قال تعالى: }وما ينطق عن الهوى إن هو إال وحي يوح��ى{

29 7سورة الحشر، اآلية: () .

30 63سورة النور، اآلية: () .

31 80سورة النساء، اآلية: () .

32 65سورة النساء، اآلية: () .

33 30سورة األحزاب، اآلية: () .

34 44سورة النحل، اآلية: () .

35 3سورة النجم، اآلية: () .15

Page 16: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

توقف القيام بفرائض الله المجملة على بيان رسول الله صلى الله عليهج � وسلم مثل الصالة والزكاة والصوم والحج ، فالسنة يجب اتباعها سواء أكانت

.مبينة لحكم مجمل في القرآن ، أو مثبتة لحكم سكت عنه القرآن

وهي على:نسبة السنة إلى القرآن من حيث ما ورد فيها من أحكام : ثالثة أقسام

وموافقة له من كل وجه، فتكون من باب التوارد� إما مقررة الحكام القرآن: 1 والتظافر، ويعنى ذلك أن الحكم له دليالن، وذلك مثل النهي عن الشرك، وعقوق

الوالدين، وشهادة الزور، وقتل النفس، واألمر بالصالة والزكاة والصوم الحج،.واالمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... الخ

وتفسير له مثل تفصيل مواقيت الصالة� وإما بيان لما أجمل في القرآن: 2 وعدد الركعات وبيان مقادير الزكاة وأوقاتها وتفاصيل األنكحة والبيوع والجنايات،

. مما أجمل وبينته السنة القولية والفعلية

: مثل تحريم الجمع بين المرأة� وإما أحكام مستقلة سكت عنها القرآن 3 وعمتها أو خالتها، وتحريم لبس الحرير والذهب بالنسبة للرجال... إلخ، وكذلك

السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد فيها نص من القرآن، فنحن نعمل بها الن الله فرض علينا طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. والسنة

ثروة خصبة في بيان مجمل القرآن وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه، فمن قبل عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعن الله قبل؛ ألن الله افترض طاعته }من

.(36)يطع الرسول فقد أطاع الله{

36 79سورة النساء، اآلية: () .

16

Page 17: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

الفصل الفقه أصول مادة اإلسالمية الدراسات 3مسلكجهـداني. ذ

2015-2014ه/ 1435-1436

الحكم الشرعي التكليفي

عرفنا أن علم أصول الفقه يهدف إلى تحديد الموقف العملي للمكلف، وتعيين الحكم الشرعي له في كل واقعة، لذلك نجد من

.الضروري أن نكون فكرة عامة عن الحكم الشرعي:الحكم الشرعي

: فقد عرف الحكم الشرعي بعدة تعاريف نختار منها هو خطاب الله تعالى،التعريف المتداول بين األصوليين القدامى: -

.المتعلق بأفعال المكلفين المكلف باالقتضاء أو التخيير أو الوضع ما ذكره العالمة باقر الصدر حيث عرفه بأنه : "التشريع الصادر من الله تعالى لتنظيم حياة اإلنسان، سواء كان متعلقا بأفعاله أو بذاته

"أو بأشياء أخرى داخلة في حياته القسم األول : الحكم التكليفي هو : خطاب الله تعالى المتعلق

.بفعل المكلف باالقتضاء أ التخيير وحيث إن الهدف من الحكم هو تنظيم حياة اإلنسان، نالحظ أنه

:يقسم إلى قسمين وهو الحكم الذي يتعلق بأفعال المكلفين،الحكم التكليفي : -1

ويكون له توجيه عملي مباشر، فيوجه سلوكه مباشرة، في مختلف جوانب حياته، الشخصية والعبادية والعائلية واالقتصادية والسياسية،

التي عالجتها الشريعة ونظمتها جميعا، كحرمة شرب الخمر، ووجوب الصالة، ووجوب اإلنفاق على الزوجة، وإباحة إحياء األرض

.الموات، ووجوب العدل على الحاكم17

Page 18: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وهو الحكم الذي يتعلق بذوات المكلفين، أوالحكم الوضعي : -2 بأشياء أخرى ترتبط بهم، فال يكون موجها مباشرا لإلنسان في

أفعاله وسلوكه، نعم يشرع وضعا معنيا يكون له تأثير غير مباشر على سلوك اإلنسان، من قبيل األحكام والخطابات التي تنظم

العالقة الزوجية بين الرجل والمرأة، وتعتبر المرأة زوجة للرجل في ظل شروط معينة. ومن قبيل األحكام التي تنظم عالقة.الملكية، وتعتبر الشخص مالكا للمال في ظل شروط معينة

.فالحكم عند األصوليين هو نفس خطاب الشارع ما ثبت بالخطاب الشرعي، أي: أثرهأما الحكم عند الفقهاء فهو: -

.المترتب عليه، ال نفس النص الشرعي فمثال قوله تعالى: )وأقيموا الصالة( هو الحكم عند.األصوليين.ووجوب الصالة هو: الحكم عند الفقهاء

:والحكم الشرعي ينقسم إلى قسمين هما واعلم أن الحكم الشرعى قسمان: أولهما تكليفى وهو خمسة

.أقسام: الواجب والمندوب والمباح والحرام والثانى وضعي وهو أربعة أقسام )العلل واألسباب والشروط

والموانع( وأدخل بعضهم فيه الصحة والفساد والرخصة والعزيمة .وبعضهم يجعل الصحة والفساد من خطاب التكليف

الحكم الشرعي التكليفي

:التكليف لغة هو الزام ما فيه كلفة أي مشقة. ومنه قول الخنساء وان كان أصغرهم مولدا***يكلفه القوم ما نابهم

وحده فى االصطالح قيل )الزام ما فيه مشقة( وقيل طلب ما فيه مشقة فعلى االول ال يدخل فى حده اال الواجب والحرام اذ ال الزام

18

Page 19: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

بغيرهما. وعلى الثانى يدخل معهما المندوب والمكروه الن االربعة مطلوبة، وأما الجائز فال يدخل فى تعريف من تعاريف التكليف اذ ال

طلب به أصال، فعال وال تركان وانما أدخلوه في أقسام التكليف.مسامحة وتكميال للقسمة المشار إليها

:الواجب -

:الواجب في اللغة واالصطالحمادة )و ج ب( في اللغة تدل على عدة معان،الواجب في اللغة:

منها االستحقاق حين يقال: وجب الحق، واستوجبه بمعنى: استحقه، ومنها اللزوم حين يقال: وجب البيع يجب وجوبا بمعنى:

بي - صلى الله عليه وسلم -: ))أسألك موجبات لزم، وفي دعاء الن.رحمتك((

ومنها السقوط والوقوع، وهذا المعنى هو األصل، فقد جاء في اللسان: "وأصل الوجوب: السقوط والوقوع"، يقال: "وجب الميت: سقط، القتيل واجب فال تبكين باكية"؛ أي: إذا مات، وقال الله في النسائك: }فإذا وجبت جنوبها{، "فالوجبة": "الضربة السقطة مع

."الهدةزوم، فإن ما يسقط يستقر بسقوطه ويلزم وفيه معنى الثبوت والل

الوضع الذي يسقط عليه، ومن ثم قيل: )وجب البيع( أي: ثبت.واستقر ولزم، وهذا أصل معنى الواجب في االصطالح

وبذلك يكون معنى الواجب في اللغة: الحق أو المستحق، وكذلكالث هو األصل كما اقط أو الواقع، والمعنى الث زم، وكذلك الس الال

ن البحث .بي:الواجب في االصطالح

:التعريف ومحترزاته19

Page 20: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وأما الواجب في االصطالح فإن للجمهور تعريفا له في االصطالح وللحنفية تعريف آخر بناء على تفريقهم بينه وبين الفرض.فجمهور

ما يستحق فاعله الثواباألصوليين يعرفون الواجب بأنه: ما ذم. وعرفه بعضهم كالقاضي البيضاوي بأنه: "وتاركه العقاب

،"شرعا تاركه قصدا مطلقا" خير من التعبير بلفظ "ما يعاقب" عبير بلفظ: "ما ذم ذلك أن الت

كما ورد في بعض كتب األصول؛ وذلك لجواز العفو عن تاركه،عريف يشمل بمعنى أن الفعل هو الذي يذم، فالفعل جنس في الت

ه احترز بقوله: أن الواجب والمندوب والمكروه والمباح والحرام، إالها ال ذم فيها " ليخرج الواجب و المندوب والمباح؛ ألن "ما ذم

عبير بلفظ: "شرعا" معناه: ما ورد ذمه في كتاب الله - سبحانه والتة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو في إجماع وتعالى - أو سن

رع بالش – األمة، وألن الذم ال يثبت إالى ه ال يذم فاعله، وحت عبير بلفظ "تاركه" احتراز عن الحرام، فإن والتما بالفعل، رك وإن أن الذم فيه ال يتعلق بالت إن كان داخال فيه يذم إال

.فهو ما يذم شرعا فاعله وتاركه ممدوح شرعا على تركهارك، ه احترز بهذا اللفظ عن الت والتعبير بلفظ: "قصدا" والمعنى أن

ه ال يذم، كمن ترك إيقاع الصالة في وقتها ال على سبيل القصد، فإن.بنوم أو نسيان

والتعبير - أخيرا - بلفظ: "مطلقا" أن "مطلقا" عائد على الترك،ه ع وفرض الكفاية، فإن والتقدير: تركا مطلقا، ليدخل المخير والموس

رك المطلق ما يأثم إذا حصل الت إذا ترك فرض الكفاية ال يأثم، وإنع، ودخل فيه منه ومن غيره، وهكذا في الواجب المخير والموس

م والمضيق وفرض العين؛ ألن كل ما ذم أيضا الواجب المحت."الشخص عليه إذا تركه وحده ذم عليه أيضا إذا تركه هو وغيره

20

Page 21: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

الصيغ الدالة على إفادة الوجوب في نصوص الكتابصيغته: نة كثيرة أهمها :والس

صيغة األمر بلفظ اإلنشاء، بفعل األمر )افعل( كقوله تعالى:-1[ ، أو المضارع المجزوم بالم األمر72}وأقيموا الصالة{ ]األنعام:

ه وليقولوا قوال سديدا{ ]النساء: قوا الل [ ، أو9كقوله تعالى: }فليت ذين آمنوا عليكم أنفسكم ال ها ال اسم فعل األمر كقوله تعالى: }يا أي

كم من ضل إذا اهتديتم{ ]المائدة: ائب105يضر [ ، أو المصدر الن ذين كفروا فضرب عن فعل األمر، كقوله تعالى: }فإذا لقيتم ال

قاب{ ]محمد: [4الر .ه يأمر-2 ف عنها، كقوله تعالى: }إن الل صيغة )أمر( وما يتصر

[ ، وقوله: }إن90بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى{ ]النحل: ه يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها{ ]النساء: [ ، وقوله -58الل

: صلى الله عليه وسلم -: ))وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة(( ، )جزء من حديث

رمذي وغيره( . صحيح أخرجه الت صيغة )كتب( و )كتب( ، كقوله تعالى: }كتب عليكم القتال وهو-3

[ ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ))إن216كره لكم{ ]البقرة: الله كتب اإلحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا

ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته((. ]أخرجه مسلم من حديث شداد بن أوس[

ف عنها، كقوله تعالى: }سورة أنزلناها-4 صيغة )فرض( وما يتصر[ أي: أوجبنا العمل بها1وفرضناها{ ]النور: .

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذ إلى اليمن قال: ))إنك تقدم على

، وجل قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في

21

Page 22: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عيهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن أطاعوا بها فخذ منهم

. وتوق كرائم أموالهم(( ]متفق عليه[5- اس حج ه على الن صيغة )له عليك فعل كذا( كقوله تعالى: }ولل

[ ، وقوله - صلى97البيت من استطاع إليه سبيال{ ]آل عمران: جل على امرأته: ))ولكم عليهن أن ال الله عليه وسلم - في حق الر يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير

ح(( ]أخرجه مسلم من حديث جابربن عبدالله[ ، ومنه قوله مبرذي عليهن بالمعروف{ ]البقرة: [234تعالى: }ولهن مثل ال .

ام الحاصل6 تي فيها تنزيل المطلوب منزلة الت � صيغة الخبر الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا تأكيدا لألمر به، كقوله تعالى: }وال

صن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا{ ]البقرة: [234يترب . � ما ورد فيه ترتيب المؤاخذة على ترك االمتثال، كقوله تعالى:7

ه ورسوله{ ]البقرة: [ ،279}فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الل وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ))من ال يرحم ال يرحم((

. ]متفق عليه من حديث جرير بن عبد الله وأبي هريرة[ � وصف ترك االمتثال بالمخالفة، كحديث أبي هريرة رضي الله8 عنه قال: ))شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها األغنياء ويترك

الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله(( ]متفق عليه[ ، وقوله تعالى: }ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون{

[11]الحجرات: .ب على تركه عدم االعتداد بالعمل، كقوله - صلى الله عليه9 � ما رت

وسلم -: ))ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب(( ]متفق عليه من حديث عبادة بنالصامت[ ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ))النن وغيرهم[ بولي(( ]حديث صحيح أخرجه أصحاب الس . نكاح إال

: الفرض -22

Page 23: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

تعريف الفرض في اللغة الفرض مصدر فرض يفرض فرضا وله في اللغة معان منها الفرض الذي أوجبه الله تعالى له معالم وحدودا، ومن معانيه أيضا: القطع

والتقدير، والتوقيت واإلنزال، واإلباحة وغير ذلك. وأصل الفرض:الثبوت، والفرض يطلق على معان ثالثة

التقدير، يقال: فرض الحاكم النفقة، أي قدرها -ذي فرض عليك القرآن لرادك إلى - اإلنزال. قال تعالى: )إن ال

(، أي أنزل85معاد( )سورة القصص: .بي من حرج فيما فرض - الحل، نحو قوله تعالى: )ما كان على الن

ه له( )سورة األحزاب: (، أي أحل له38الل ..تعريف الفرض في االصطالح

لما كان الفرض والو اجب لدى جمهور العلماء مترادفين لم يكن هناك فرق بينهما في التعريف، لذلك يعرف الفرض والواجب بأنه:

ما يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه، أو ما أمر به الشارع أمر.جازما

وأما عند الحنفية فهم يرون أن الفرض هو ما أمر به الشارع أمرا جازما عن طريق نص قطعي، والواجب ما أمر به الشارع أمرا جازما عن طريق نص ظني. يقول اإلمام السرخسي: فالفرضقصان وهو مقطوع به يادة والن اسم لمقدر شرعا ال يحتمل الز

لكونه ثابتا بدليل موجب للعلم قطعا من الكتاب أو السنة المتواترة أو اإلجماع وفي االسم ما يدل على ذلك كله فإن الفرض لغة

سمية قدير قال الله تعالى }فنصف ما فرضتم{ أي قدرتم بالت الت وقال تعالى }سورة أنزلناها وفرضناها{ أي قطعنا األحكام قطعا

ه مقطوع عاية في الحفظ ألن وفي هذا االسم ما ينبىء عن شدة الره مقدر متناه كيال يصعب علينا أداؤه خفيف ألن به وما ينبىء عن التوح المحفوظ. وبيان ها كتبت علينا في الل ويسمى مكتوبة أيضا ألن

23

Page 24: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

كاة والصوم والحج ه تعالى والصالة والز هذا القسم في اإليمان باللسان بعد المعرفة فرض مقطوع صديق بالقلب واإلقرار بالل فإن الت

صديق مستدام في جميع العمر ال يجوز تبديله بغيره به إال أن الت بحال واإلقرار ال يكون واجبا في جميع األحوال وإن كان ال يجوزتي هي أركان الدين تبديله بغيره من غير عذر بحال والعبادات ال مقدرة متناهية مقطوع بها.وحكم هذا القسم شرعا أنه موجب

... للعلم اعتقادا فأما الواجب فهو ما يكون الزم األداء شرعا والزم الترك فيما يرجع

قوط قال إلى الحل والحرمة واالسم مأخوذ من الوجوب وهو الس الله تعالى }فإذا وجبت جنوبها{ أي سقطت على األرض فما يكوناه من غير أن يكون دليله موجبا ساقطا على المرء عمال بلزومه إي للعلم قطعا يسمى واجبا أو هو ساقط في حق االعتقاد قطعا وإن

كان ثابتا في حق لزوم األداء عمال والفرض والواجب كل واحدة أكثر ومنه سمي الحز في الخشبة منهما الزم إال أن تأثير الفرضي

قوط على األرض وجوبا فرضا لبقاء أثره على كل حال ويسمى السه قد ال يبقى أثره في الباقي فما كان ثابتا بدليل موجب للعمل ألن والعلم قطعا يسمى فرضا لبقاء أثره وهو العلم به أدى أو لم يؤد وما كان ثابتا بدليل موجب للعمل غير موجب للعلم يقينا باعتبار

. شبهة في طريقه يسمى واجباتحرير محل النزاع

ال خالف بين العلماء في أن كال من الفرض والواجب مطلوب الفعل طلبا جازما، وأن هذه المطلوبات ليست في درجة واحدة

في الثبوت، بل منها الثابت بدليل قطعي من الكتاب والسنة، كأركان اإلسالم الخمسة، ومنها الثابت بدليل ظني كالذي ثبت بخبر

.الواحد أو بالقياس، كصالة الوتر عند الحنفية24

Page 25: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

وكذلك ال خالف بينهم في أن من جحد شيئا مما ثبت بدليل قطعي أنه يكفر به، ومن جحد ما ثبت بدليل ظني. وكان محل خالف بين

العلماء فإنه ال يكفر، بل يفسق إذا لم يكن عن تأويل، وإنما الخالف في التسمية واالصطالح، فالثابت بدليل قطعي يسميه الجميع فرضا، لكن هل يسمى أيضا واجبا أم ال؟ وكذلك الثابت بدليل

ظني يسمى واجبا عند الجميع وهل يسمى فرضا؟ ومن هنا نشأالخالف

:ثانيا: األقوال في المسألة اختلف العلماء في هل الفرض والواجب مترادفان أو مختلفان على

:قولين مشهورين هما القول األول: أن الفرض والواجب مترادفان، يطلق أحدهما على اآلخر، وبهذا قال جمهور العلماء: المالكية، والشافعية، واالحنابلة

.في أصح الروايات عنهم القول الثاني: أن الفرض والواجب متباينان، فما ثبت بدليل قطعي

من الكتاب والسنة المتواترة واإلجماع؛ يسمى فرضا، وما ثبت بدليل ظني كخبر الواحد أو القياس يسمى واجبا، وبه قال أبو

.حنيفةوجمهور الحنفية، والحنابلة في رواية أخرى عنهم

:أسباب الخالف هذا الخالف في الحقيقة راجع إلى نظر كال الفريقين وما الحظه

عند التسمية، فاالجمهور الحظوا جانب الطلب الشرعي، فوجدوا أن كال من الفرض والواجب مطلوب الفعل طلبا جازما فجعلوهما

مترادفين، خاصة أن استعمال الفرض بمعنى الوجوب وارد في الشرع واللغة واألصل في ذلك الحقيقة، بينما الحظ الحنفية هذا

25

Page 26: file · Web view3- الرجحان، كقولهم: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز

الجانب وجانبا آخر؛ وهو طريق وصول هذا الطلب إلى المكلف، ففرقوا بين ما وصل إليه بطريق القطع وما وصل إليه بطريق

.الظن، فسموا األول: فرضا، واآلخر: واجباما ال يتم الواجب اال به فهو واجب

:ما ال يتم الواجب اال به ثالثة أقسام قسم ليس تحت قدرة العبد : كزوال الشمس لوجوب الظهر،

وكحضور االمام والعدد الذى ال تصح الجمعة بدونه، فال قدرة للمكلف على قهر االمام على الحضور إلى المساجد، فهذا النوع ال

.يوصف بوجوب اال على قول من جوز التكليف بما ال يطاق وقسم تحت قدرة العبد عادة اال أنه لم يؤمر بتحصيله كالنصاب �

لوجوب الزكاة واالستطاعة لوجوب الحج واالقامة لوجوب الصوم،.وهذان القسمان ال يجبان اجماعا

القسم الثالث ما هو تحت قدرة العبد مع أنه مأمور به كالطهارةللصالة والسعى للجمعة.. الخ.. وهذا واجب على التحقيق

وان شئت قلت: )ما ال يتم الواجب المطلق اال به فهو واجب( كالطهارة للصالة و )ما ال يتم الواجب المعلق � على شرط كالزكاة

معلقة على ملك النصاب، والحج على االستطاعة � اال به فليس ،بواجب( كالنصاب للزكاة واالستطاعة للحج

وأوضح من هذا كله أن نقول: )ما ال يتم الواجب اال به فهو واجب كالطهارة للصالة( وما ال يتم الوجوب اال به فليس بواجب كالنصاب

.للزكاة

26