146

تأويل القرآن العظيم- موسوعة عمّ

Embed Size (px)

DESCRIPTION

دعوة للمفكّرين بتأويلٍ عالٍ يبهر العقول والقلوب والعواطف جميعاً ويغرز فيها الإجلال للعظمة الإلهيّة والإيمان ، ذلك لأنّ روعة جلالها وباهر ضيائها جلالاً وضياءً يتوارى دونهما كلّ ما سواهما فما كان أعظم تاليها !. وأعظم به. كان عالماً: (جبلاً) حجب ما سواه. غطّت دلالته الأجيال ويحقّ أن تفاخر به الأجيال، فطوبى لمن استظلّ بجلال عظمتها واستضاء بباهر لألائها. فيها براءة الإسلام العظيم من دسوس المغرضين، فيها براءة قلوب السالكين من أهواء الشياطين. بها سعادة الحياة العظمى أبد الآبدين. تنزيل من حضرة الله العلي الرحيم ورسوله الكريم.

Citation preview

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘‹éÑÜa

٢

����� ���� ��� ������� ��

���� ��� ����� ��� ����� ��� ����� ��� �

هس سر قد

��������� ���� االء الرمحن يف تاويل القران

ا�� االول

مجعه وحققه املريب األستاذ

�������� �!"�� #$ %&�'�� � � ðäa‹î‡Üa@‡á«@„ï“Üa@ãíy‹¾a@Ö“à†@t‡«@óÝï›Ð@Óa‹’hi@ @

@ @

www.amin-sheikho.com

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘‹éÑÜa

٣

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘‹éÑÜa

٤

٥ .............................................................................................................................................................. هداءاإل

٦ ...............................................................................................................................................................املقدمة

٧ ...........................................................................................................................................سورة الناس تأويل

٣٧ ............................................................................................................................................سورة الفلق تأويل

٥٦ .................................................................................................................................... سورة اإلخالص تأويل

٧٣ ............................................................................................................................................سورة املسد تأويل

٩١ ...........................................................................................................................................سورة النصر تأويل

١٠٧ ......................................................................................................................................سورة الكافرون تأويل

١٢٤ ..........................................................................................................................................سورة الكوثر تأويل

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @öa‡èfia

٥

ijk

اإلهداء

����د����� ��وא �����א ���ل��������ل����و�����و�"�ز� ����وא ��א�و����1%$(��0و�'�/ن�ذ -�وא&,�ن،�א&(�'� ��)�'�א&%$ل�#���

����=�)>��9ن�#���;�א1���:����9دو�8������א�70و3��3�4$%�56����2�>���.I;�א�:��BFBGH)�%�$:�(�A�B��9��ن��@�و=�?)>

KLM�@� ��.א/%��ل��@�<���P=ن�و�NOא/%��ل�د4Q��L#��R�S�(�;ل�א$T�����(��6�U�;��1������24وא/.����.א�X3�"Rد;�س�:��א �)�>�א&;$م���א#��6��� Y�X������א#��6����Z ��X=�1א�6:��א��[ ��.א��.א^�[���=�[�א �)��Qא\����;��د�����

��_`>��:���UH�a�� ��א ��>�و0;� @�א �H�>�א

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @óà‡Õà

٦

عظمى، كونية حبية قوة أقوى من احلمد، حبار من ي،هل اإل العشق ووديان الشوق شواطئ من جبني عرق كد بناء من اجلنان، رياض من املرسلني، سيد قلب على يةهل اإل احلضرة لسان من

نبعها، يقرت ال غدقا ماء شالالت نفوسهم بركات تفيض حيث املتحفني واملرسلني األنبياء يةهل اإل املعرفة حبار يف بنفوسهم لتغوص دينء كل عن احلق طريق سالكي قلوب تـفنت بشرا

يومنا إىل السحيق األزل غور من املرسلني سيد يتلوها املثاين من سبعا بقلوم فـتفيض العظمى . القيمة دين ذلك... هذا

حبرا ليكون املعاين ترتادف حيث ني،العامل الصديقني الصادقني قلوب منارة الرب بيت قلبه هي هلا، انتهاء ال مبعان ترتدد ) اهللا إال إله ال( نواا أحبر، سبعة ورائه ومن ربه لكلمات مدادا .املرسلني سيد يا اهللا رسول يا مبعيتك مرتفني غامنني نعود وبشهودها الوجود، نواة

ربه على العايل إقباله أنوار عظائم يف املرسلني بسيد اجتمعوا كما حقا لنجتمع تعالوا... تعالوا .األعلى باألفق رآه حني أدىن أو قوسني قاب كان حىت

مع لنصبح بنا فهيا حنيفا، إبراهيم ملة واتبع املهلك اهلوى هجر مفكرا، إال عليه يدخلن فلن كانوا كما فنكون والتابعني الصحابة برك لنرفد العظيم، والفوز باجلنات املبشرين العاملني سادة لنكون برمتها تظلم الدنيا كادت حينما خبيالء أنوارها تعكس احملمدية للشموس وأقمارا منارا

ومن.. فال وإال الوجود، وليتصل احلياة فلتمتد هذا أجل ومن الدهور ودهر اآلباد أبد كالنجوم .العاملون فليعمل هذا أجل

تقديم

القادر الديراني األستاذ عبد

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٧

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٨

ijk

ö≅è% èŒθããr& Éb> t�Î/ Ĩ$Ψ9 $# ∩⊇∪ Å7Î= tΒ Ä¨$Ψ9 $#

∩⊄∪ ϵ≈s9 Î) Ĩ$Ψ9 $# ∩⊂∪ ÏΒ Ìh� x© Ĩ#uθó™uθø9 $#

Ĩ$Ψsƒø:$# ∩⊆∪ “ Ï%©!$# â Èθó™uθム†Îû

Í‘ρ߉ ß¹ ÄZ$Ψ9 $# ∩∈∪ z ÏΒ ÏπΨÉf ø9 $#

Ĩ$Ψ9 $#uρ ∩∉∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٩

القبائل من عاصرها ومن قريش، تساءلت وقدميا زمان، كل يف الناس ويسأل وأسأل تسأل

به جاء مبا ،� حممد سيدنا به وأعين الكرمي، والسيد العظيم الرجل هذا جاء أين من واألقوام، بشجاعته يفوق والصفات، الشمائل وعايل األخالق وسامي الداللة، ورفيع القول بليغ من

احلكماء، وأكرب الساسة أعظم وراألم تدبره وحسن الثاقب برأيه ويبذ واألبطال، الصناديد ورفقه حبلمه ويسمو انتهاء، له وليس حد عند يقف ال الزاخر البحر كأنه علمه يف ويبدو

اية يدرك أن وال بشر يدانيه أن يستطيع فليس ومقام، مكانة ذي كل فوق معاملته ولطيف .إنسان وكماله لسموه وال فيه مدارس ال جو ويف العلم، معاهد من ملعهد فيها أثر ال مقفرة أرض يف نشأ رجل

ويقارع فاضل، خلق ذي كل على العايل خبلقه ويسمو عامل، كل علمه يف فيفوق علماء، وتزهق بباطل، صلة هلا مناقشة كل حججه أمام فتتحطم ومعاند، معارض كل الدامغة باحلجة

املدهلم الظالم يف الساطع والكوكب السافر كالصبح ويبدو ويلمع احلق، وينبلج املعارضة، .املقام؟ ذلك له أين ومن مسو، من بث ما نفسه يف بث الذي فمن. احلالك

ويقوم اآلراء، وحتتك املؤامرات وحتاك املعارضات، وجهه يف فتقف احلق، إىل يدعو قام رجل ملونوحي الضالل، أهل جهود وتتضافر األحزاب، وتتحزب األقوام وتتحد بالشر، للشر جناة نار وإشعال احلق رد على اجلمع ويتعاون ونبال، وسيوف رماح وهلم جيوش وهلم الباطل، لواء

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠

حزم بكل املعركة يدير القيادة مبىن يف العظيم الرجل هذا ويقف أوار، وهلا تضطرم مث احلرب، وميسك األقدام، ويزلزل األبطال يقارع امليدان، إىل بنفسه فينزل الوطيس وحيمى وأناة، وحكمة

ويهزم القوم يندحر حىت جوالت إال هي وإن وأذاه، قتله يبغون بعض بأيدي بعضهم احلاسدون ونورا بشرا وجهه يقطر منتصرا، ظافرا املعركة من العظيم السيد هذا وخيرج الدبر، ويولون اجلمع احلق ركائز ركز قدو ويسطع، يشرق ال وكيف ويلمع، وجهه ينري ال وكيف وحبورا، سرورا ويلمع

. واألزمان العصور كر على العثار ويقيل الضال ويرشد التائه يهدي منارا هلا وأقام القرى، أم يف هذا على حصل وكيف البالغة، احلكمة هذه له أين ومن الرائعة، الشجاعة هذه له أين فمن

.إنسان؟ شأوه دركي وال مدان، فيه يدانيه ال الذي والكمال الرابط واجلأش الثابت القلب املقام ذلك يرمقون الرجال، من العظماء ويتطلع املفكرون الساسة ويعجب وأعجب تعجب اجلواب، إىل القلوب وفو األبطال أبطال ويتساءل العظيم، اإلنسان هذا به حل الذي الرفيع

آيات من عبده على تعاىل اهللا نزله مبا السبب، ويتبني العجب ويبطل املشكلة، تنحل مث اإلنساين السمو هذا سر مبينة فجاءت احلكيم، الذكر ا ونطق الكرمي القرآن تضمنها بينات، : تعاىل قوله يف العظيم الرجل هذا لدى البليغ،

}�� ��� ���� ������ ، ������ ������ ، ���� ������ ، !�� ��" ���� #���� ����$�� ، %�&'�� �� #��( )�* +,-. ������ ، �!� �/��0�� �������,{.

ومسا، شرف الناس، برب العايل وبعياذه بلجوئه ،� اهللا رسول أن لنا تبني الناس فسورة وهكذا .إنسان وأرفع خملوق أكرم وصار

:تقول فهي وبيانا تعريفا ) قل( كلمة وتفيد عنه الذي واملورد لت، منه الذي العايل املنبع ذلك ومبينا معرفا لالرسو أيها لعبادي اذكر

وتعرفت، وشرفت فسموت أويت، إليها اليت واجلهة تعلمت، منه الذي واملعهد صدرت، ساميا إنسانا البشر، من كغريك ال بشرا فأصبحت عذت، وبه جلأت إليه الذي واملوئل وامللجأ

سار لكل ميسرة والسبيل راغب، لكل ممهدة سالكة والطريق وإنسان، خملوق كل فوق .العظيم الفضل ذو واهللا سعيه، حسب على كال يؤيت عميم، واسع تعاىل اهللا وفضل وطالب،

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١١

:الناس أيها فيا وإن كبريا، راجحا وعقال بصريا، ثاقبا ورأيا ساميا وخلقا كثريا، وحلما غزيرا علما شئتم إن

واملؤامرات احلوادث عزماته من تفل ال رابطا وجأشا اخلطوب، تزلزله ال ثابتا وقلبا شجاعة أردمت ومتتعا يهل اإل احلب كأس من وشربا دائمة نفسية وراحة طيبة هنيئة حياة رمتم وإن واحلروب،

ذلك: التجأت ليهإ من إىل والتجؤوا عذت، به الذي الناس برب فعوذوا خالدة، أبدية بسعادة

�� ��{ كلمة من جممال نفهمه ما بعض� كلماا بعض لك ونفصل ،}������ ���� :فنقول تفصيال املثال وجه وعلى مستجريا، معتزا وأحتمي ألتجئ: مبعىن عاذ لفعل مصدران: والعياذ العوذ : نقول

به السوء إيقاع يريد حيوان أو انإنس من عدو به فلحق الطريق، يف يسري كان طفال أن لو واحلالة أفرتاه حنوه، قادما أباه ألفى والذعر، اخلوف من يكون ما أشد على هو وفيما وأذاه، وإخالصه حبه يعلم ألنه به يعوذ إنه. أبيه؟ بغري أيعوذ فقل شئت وإن وحيتمي، يلتجئ هذه وهنالك بنفسه، عليه ويقبل بربه عوذي أن إال عليه ما املؤمن وكذلك عنه، عدوه دفع على وقوته رسول يف له ويكون ويرقى، يسمو ذلك جانب وإىل واألذى، الشر عنه ويندفع ويوقى حيفظ

. حسنة أسوة اهللا فيه لنا مبينا أعلى، ومثال حيا، منوذجا الكرمية السورة ذه أمامنا وضع سبحانه فاهللا وهكذا

عائذ هو إمنا ،� رسوله أن تعاىل فعرفنا به، والعياذ عليه إلقبالا ونتائج تعاىل، به اإلميان آثار خلقيا، وكرما رفعة رام فمن العظيم، الشرف هذا وشرف السمو، هذا مسا وبذلك دوما، بربه عاذ كما الناس برب فليعذ نفسيا، ومسوا كماال أراد ومن واألذى الشر من حفظا شاء ومن

وحفظا تأييدا ينال وعياذه التجائه وبقدر رفعة يكتسب إقباله بنسبةو وهنالك ،� اهللا رسول .عليم واسع واهللا كافة، اخللق يسع تعاىل اهللا وفضل ألن عظمتها، لنا يبني وأن ا، نعوذ أن جيب اليت اجلهة هذه بشأن يعرفنا أن تعاىل اهللا وأراد

أن جيب إمنا العوذ أن لنا فذكر دير،ق لقوي إال تطمئن وال لعظيم، إال تستسلم ال األنفس .الناس برب يكون

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢

:فنقول اآليت املثل نضرب الرتبية معىن لك وليتبني املريب، هو: والرب . اخلصوص؟ ذا يفعل أن عساه فما صغرية نبتة تربية على يسهر امرأ أن هب الوسط يف يضعها ذلك جانب وإىل آخر، حينا والغذاء وبالسماد حينا، باملاء ميدها إنه

) ينبش( يعزق وتراه ومشس، نور إىل وظل يفء ومن وظل، يفء إىل مشس من فينقلها املناسب، وأغصاا أوراقها يغسل األحيان بعض ويف النبتة، جذور إىل ويصل ذراا، اهلواء ليتخلل الرتبة .ساقها عليها تنساب) شبك( اخليوط هلا وميد ماا، عنها ليزيل

املناسب الوسط وتأمني الدائم، واإلشراف التامة العناية تتضمن) التربية( فكلمة وهكذا كلمة من نفهمه ما بعض ذلك. معينة ونسب شرائط وفق للحياة، ضروري هو مبا واإلمداد

ذكرناه ما على البحث يف اآلن ونقتصر ومعان، أخرى نواح وللرتبية املادي، مظهرها يف الرتبية :فنقول تأويل من دهبصد حنن ما إىل ونعود

كلمة أن أوردناه الذي املثال هذا خالل من لنا يتبني } الذي املمد معىن تفيد }������ +�� وهواء، وأمطار وضياء، وحرارة وكساء، وملبس، وغذاء، ماء، من للحياة يلزمهم مبا الناس ميد

.احلياة روس احلياة أصل هي وروح وتغريات، تبدالت ذات وفصول وار وليل هذا يف لإلنسان تعاىل اهللا أوجده عما لسان يعرب أن يستطيع وال القلم، ويعجز الكتب وتضيق .حلياته يلزم ما توفري سبيل يف متضامنة متضافرة تعمل وكلها ضرورية، كلها أشياء من الكون، احلياة عوامل من عامال السحيقة أبعادها يف السماوية واألجرام العظيمة النجوم هذه أوليست

أوليس. احلياة؟ انتظام يف سببني والقمر الشمس أوليست. األرضية؟ الكرة هذه سطح على مدد ضمن والنهار، الليل توليد يف عامال نعهده الذي الرتتيب ذا األرضية الكرة دوران

األرضية بالكرة حتيط اليت الغازية الطبقة تلك أليست. احلياة؟ متكن ال بدوا معينة وأوقات دون من يعيش أن لإلنسان ميكن وهل. للحياة؟ ضروريا سببا تفارقها وال سبحها يف ترافقها ...هواء؟

األساسية العوامل من عامال كله جتده حوهلا، وما األرض سوى فيما شئت ما ففكر وهكذا .وحني حلظة كل يف ووجودك حياتك عليها تتوقف اليت

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣

فرتى مبائها مألى واحمليطات البحار تواجهك ذاا، األرضية لكرةا إىل شئت إن معنا انتقل مث الصخور كتلتها يف تضم اجلبال من الراسيات لك وتعرض العجاب، العجب عظمتها من

العيون عينيك أمام وترتاءى واألمالح، واملعادن األتربة من منوعة أنواع على وتشتمل املختلفة وتبدو النظام، هذا على وأجراها سلكها ملن تعظيما نفسك ااجري ودوام بغزارا متأل واألار

وعظيم الرتتيب حسن من عليه هي وما واألزهار، واألمثار والفواكه واألشجار النباتات لك انطلقت قد وكبريها، صغريها احليوانات صنوف وترى اجلمال، يف والروعة الرائحة وبديع الفائدة

النباتية اجلراثيم حىت وأعمال، وظائف من به خصص فيما دهاأفرا من فرد وكل منها فصيلة كل .ار ليل أخرى وتطرح مادة وجتتذب وتركب حتلل عملها يف ناشطة جتدها

وظائفه له ذلك ومجيع يفرت، ال دائب الكون يف ما وكل يعمل، الكون يف ما كل وهكذا لك هي إمنا مجيعها، لوقاتاملخ هذه مساعي ونتائج كلها األعمال وعائدات وخصائصه،

به لتقوم به ميدك ربك، لك يؤمنه إمنا كله وذلك يلزمك، مبا وإمدادك وحياتك وجودك ولدوام .اإلنسان أيها حياتك

من جمال هذا. سواه؟ دون إليه وتلتجئ سبحانه به تعوذ أن بك احلقيق من هذه واحلالة أليس أمك بطن يف كنت ملا تربيتك جمال منها أخرى االتجم وللرتبية احلياة، هذه يف الرتبية جماالت لك حيمل نقيا صافيا بالدم ميدك كان الذي فمن مذكورا، شيئا تكون تكاد ال صغريا، خملوقا

يف املناسب الوسط ذلك لك جعل الذي من. للحياة؟ الضرورية املواد أنواع أمك جسم من املشحون الفلك ذلك يف حمموال أمك بك وتسري برد، الو حر فيه ميسك ال املكني، القرار ذلك

الظهور عامل إىل وانتقلت الوجود هلذا خرجت وعندما. شيء؟ يزعجك وال أذى يصيبك ال أمك، ثديي يف مهيئا غذاءك وجدت أما غذاء، من أمك بطن يف يأتيك كان ما عنك وانقطع

ا دتهوج أما. وجميئك؟ خروجك إعداده وسبق نضجه مت وقد ما معريال سائغا وشرابا منظ . وطلبت احتجت كلما فرتات يف معقما يتجدد هو وإذا حره، فمك حيرق وال برده يزعجك

ه هيأه الذي فمن مه وعريمه وعقره نسبة يف لك يزيد جعل مث التنظيم، ذلك لك ونظسك معدتك قويت ما فإذا جسمك، اجاتواحتي سنك تقدم مع متوافقة زيادة وأمالحه ودمسه

مبا متالحقة تظهر األسنان وبدت التسنن بدأ األطعمة هضم على قادرة وأضحت وأمعاؤك

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤

العمر من السابعة بلغت ما إذا حىت وخصائصه، وصفاته أبعاده منها ولكل احلال، يقتضيه مع قوا تتناسب قوية، صلبة بأسنان الضعيفة اللبنية أسنانك من أبدلك عودك، يشتد وبدأ

عليك وأشرف التنظيم، هذا ونظم رتب الذي فمن وتطحن، ومتزق فتقطع للغذاء، حاجتك .إليه؟ حتتاج ما ومبقدار يلزمك ما بنسبة به أمدك مبا وأمدك اإلشراف، هذا

بل ال أعضائك، من عضو كل ميد الذي من ترى. الرتبية جماالت من آخر جمال وهذا واآلن دوما الساهر من. احلياة؟ تتطلبه وما يلزم مبا حجرياتك، من حجرية وكل راتك،ذ من ذرة كل .انقطاع؟ بال جسمك نواحي من ناحية كل إىل الغذاء حيمل الدم، وسري أجهزتك ترتيب على

املريب، هذا عظمة من شيئا وأدركت معان، من الرتبية يف مما طرفا عرفت هذا بعد أتراك

تعوذ أن جيب به الذي ،}������ +�� { كلمة إليها تشري اليت بيةالرت نواحي بعض وشاهدت واكتسب السمو هذا فسما حلظاته، من حلظة كل يف � اهللا رسول عاذ به والذي وحتتمي،

.العاملني وسيد اخللق أشرف فأصبح الكمال، ذلك تعاىل منه التفصيل بعض الرتبية التجما من األخري اال هذا يف لك نفصل أن من لنا البد وإنه هذا

:فنقول الكاسرة الزجاجية واألجسام والعضالت واألعصاب والطبقات األنسجة، من فيها وما العني

.وصفاء بوضوح الرؤية على به تستعني ما وكل واألقنية، واملخاريط والعروق والغدد لألشعة أغماد، من األعصاب هذ حييط وما اآلالف تتجاوز عصبية وحزم أغشية من فيها وما واألذن

داخلي سائل من باألذن وما األبعاد، خمتلفة الرتكيب دقيقة عظيمات من األذن هلذه وما .الدماغ يف الرئيسية املراكز إىل الصوت نقل على يساعد

وأوردة شرايني من به يتعلق وما ودسامات، أربطة من له وما أجواف، من فيه وما والقلب .واالنزالق احلركة على يساعده لزج سائل بينهما وغشاء شغاف من به حييط وما وأوتار،

االمتصاص، وأوعية الغدد مئات من ما يرتبط وما طبقات، من فيهما وما واملعدة واألمعاء من فيهما ما ومجيع واملخيخ واملخ. أحشاء من سوامها وما والكليتان والطحال الكبد وكذلك ومن عضو، إىل عضو من ننتقل معي فسر شئت وإن كة،واحلر والنطق واملشي للتوازن مراكز والنواة، احلجرية إىل نصل حىت فقل شئت وإن نقطة، أصغر إىل نصل حىت جهاز، إىل جهاز

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٥

األجهزة من جهاز وال األعضاء من عضو من فما ية،هل اإل الرتبية بتلك مشموال ذلك مجيع جتد إال فكرك، يدركه أو خيالك يتصوره أن كنمي ال مما ودقت، صغرت مهما الذرات من ذرة وال

.املتواصل واإلمداد يةهل اإل الرتبية بتلك وتكوينه كيانه ويبقى بقاؤه ويستمر وجوده ويقوم وال ينقطع ال دائمي لك تعاىل وإمداده كبريا، أو صغريا منك يغادر ال كلي لك تعاىل وإمداده

مبا }������ +�� { بكلمة التعريف يف لك فصلنا وقد. اللحظات من حلظة عنك يتوقف

����{ بكلمة التعريف إىل فلننتقل تفصيل، من الوقت به يسمح�� هلا مهدت وقد }������ :فنقول معانيها، من طرف إدراك علينا اليسري من وأضحى سابقتها،

ما وفقو الوضع يناسب مبا األمور يصرف التصرف، يف األمر يعود إليه الذي هو: الملك : نقول التفصيل من وبشيء. احلال تقتضيه

آخرين، على إنسان إلشراف وبالنسبة الناس، لدى املشهور مبعناها) الملك( كلمة تفيد ما حسب على حاجام، ويدبر الشعب شؤون وينظم الرعية، أمور يصرف الذي احلاكم من فرد لكل يضمنها كما ع،للمجمو العامة املصلحة يضمن ومبا واألحوال الظروف تتطلبه

وهلم كانوا وإن إشرافه، إىل مفتقرون بتوجيهه سائرون لتدبريه، خاضعون عامة هم فإذا األفراد، واحملاطة قبله من العريضة خطوطها املرسومة أشغاهلم وآفاق أعماهلم جماالت يف االستقالل

.تنظيمه وحسن إشرافه من واسع بإطار مجيعها الذي املعىن ذلك تتناول إنسان على إنسان إلشراف بالنسبة) الملك( كلمة كانت وإذا

����{ كلمة فإن وتدبريه، رئيسهم إشراف حسن إىل املرؤوسني افتقار إىل مشرية ذكرناه،�� يضيق عديدة نواحي على وتشتمل أدق، معان على وتنطوي أوسع، جماالت تتضمن }������ :فنقول لتفصيلا بعض املعىن لك ونفصل احلصر عنها

حيام، شؤون من شأن كل يف بل ال احتياجام، وسائر وشرام طعامهم يف الناس هؤالء حياة وال موتا وال رزقا هلم ميلك وليس بيده، كلها أمورهم إليه، ومفتقرون تعاىل اهللا إىل مدينون

.تعاىل سواه نشورا وال

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٦

واليومني اليوم هدوؤها ويستمر ربوضها ويطول هادئة، ساكنة تربض الرياح هذه إىل أرأيت من ب ار، أو ليل من هدأة ويف قياما، تستطيع وما حركة هلا ترى فال واألسابيع، واألسبوع هي وإن بسحاب، سحابا وتصك الغيوم وتلبد السحب تسوق هائجة وتثور عاصفة مرابضها

الرعد ويدوي متتاليا، ملعا الربق ويلمع ،ومدرارا سحا غزيرا املطر يهطل حىت وحلظات، ثواين إال رابية، وتز موات، بعد من األرض فتحيا يدوم، أن له اهللا شاء ما ذلك ويدوم وهدير، أزيز وله

فتمزق الرياح تعود طال، يف والثلوج واألمطار حمتجبة، والشمس مكتئبة، السماء وفيما تعود أو أخرى، جهة إىل به وتذهب األجزاء، قمفر األوصال، مقطع شتيتا وجتعله السحاب،

من شيء صفاءها يعكر ال الصافية، اجلميلة بزرقتها السماء لك وتبدو جاء، حيث من به الناس من ألحد هل. السماء؟ من الرزق لك وأنزل التدبري، هذا لك دبر الذي فمن األشياء،

وسقاهم أغاثهم الذي من. ألنفسهم؟ رزقا مجيعا الناس هؤالء ميلك وهل. كله؟ ذلك يف يد الزاهي األخضر بلونه يسرت والعشب الكأل هلم أنبت الذي من. الفضل؟ ذا عليهم وتفضل يسدون الزرع هلم أخرج الذي من. أنعامهم؟ فيه يسيمون اجلبال وسفوح الرباري فسيح اجلميل

وأطرافها األرض أصقاع يف جالثلو هلم ركم الذي من. طعامهم؟ منه ويؤمنون حاجام فيه ظاهرا سريا وتسري تتحرك كربى جليدية جباال منه فجعل وأركمه ومسكه وجلده ومجده

من كربى صحار وأجرى واألار الينابيع به فأخرج ورفيقا عظيما عميقا وسريا كاألعالم كيف الكربى القطبية تاجلموديا هذه واملسري، احلركة عن تنفك وال وتسري جتري اجلموديات

جزيرة وكل أجراها األرض بطن ويف دفاقة رقراقة عيونا سلكها فأجراها، مسكها ورفع غذاها وإن وأارا، ينابيع أسراها بنظام مث وأوعاها خزا اجلبال وببطون وأرواها أسقاها ومدينة وقرية تلك سلك وثلوجها، األمطار ياهم من شاء مبا أرفقها لكنه غورا مياهها وجعل أذهبها شاء أو تصرف أدىن ذلك يف ألحد هل. العام؟ طوال خبرياا متدهم ،)١(األرض يف ينابيع املياه

اهللا هو واملدبر املتصرف ذلك أليس. تغيري؟ أو نقص أو زيادة يف ملك منهم ألحد هل. تدبري؟ مجيعا الناس أليس. بالرزق؟ هموإمداد اخللق شؤون املتويل هو أليس. له؟ شريك ال وحده

ملك امللك هو أليس. إليه؟ إال ملجأ وال سواه مرجع من هلم فما منع فإن إلحسانه، مفتقرين

.للعالمة حممد أمني شيخو) املعجزة العلمية اجلبارة(انظر كتاب مصادر مياه الينابيع يف العامل )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٧

وله امللك وله األمر بيده وحده، تعاىل فمنه نعمة من كان فما. وإحسانه؟ بفضله الناس .احلمد وتواتيك السفر لك طيبوي ا، وتفرح طيبة بريح الفلك بك وجتري البحر، يف وتركب

ويضطرب رياح، ا وتلحق رياح تساندها رياح ب وسرور، متعة من فيه أنت وفيما األحوال، اخلضم هذا يف انصبت قد املاء من جببال فإذا املوج ويعلو بعض، يف بعضه وميوج ويهيج البحر

وبني بينها يبق مل كأن مة،والق الذروة يف السفينة وإذا السحاب، تناطح أن تريد كأا الواسع، سفينتك حول جتمعت أسود وكأنه الرعد ويدوي ويكفهر، اجلو ويظلم أميال، إال السماء حىت لفتة إال هي وإن وحني، حني بني الربق ويلمع الشديد، النوء هذا كف على احملمولة

موجات بني الغور بعيدة جتاويف إىل وي سحيق وادي إىل ذراها، من السفينة هذه وي ترى. أحاط قد اهلالك وأنه املوت أنه مجيعا الناس وحيسب السماء، من خرت فكأمنا البحر،

الرياح وتلك املكفهرة األنواء هذه بيده الذي امللك ومن. اآلن؟ امللك بيده الذي من .فيها؟ ومن السفينة هذه بيده الذي من. املائج؟ اهلائج البحر هذا بيده الذي من. اهلائجات؟

به ونستغيث. اهللا؟ إىل إال ملجأ من هل أو قوة، أو حول من وهل تصرف ذلك يف ألحد هل النداء ربك ويسمع الرياح، به تالعبت قفص يف عصافري كأننا السفينة هذه يف وحنن ونستجري،

على تعود السفينة وإذا غضبها، يهدأ األمواج وإذا غلوائها من ختفف الرياح فإذا الصادق وللسفينة سكونه، للجو ويعود أمتا، وال عوجا العظيم اخلضم ذلك يف ترى فال املاء، صفحة ألحد تصرف من وما الناس ملك تعاىل اهللا أن الناس ويعلم طمأنينتها، ولألنفس اهلادئ سريها .سواه وصفاء، هدوء بعد من البحر وهياج وجفاف، إمساك بعد من األمطار هطول مثاالن، هذان

اهللا هو بشؤونك املتصرف أن لك لنبني إال أوردنامها ما. اضطراب بعد من هدوء إىل عودة مث .املبني احلق امللك هو وأنه له، شريك ال وحده

وإن ذلك ومع وجملدات، كتب هلا تتسع وال احلصر، عنها يضيق ولمع أخرى نواح وهنالك نظرك نلفت أن من لنا بد ال اية، التفصيل يف يبلغ أن أحد يستطيع وليس نستطيع ال كنا

����{ بكلمة تعرفك أخرى، جماالت إىل�� : فنقول }������

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٨

ال فضاء يف ساحبة عظيمة كرة إال هي إن سطحها على حنن اليت األرض أن يعلم كلنا روحنف حقولنا، ونزرع وحنرث أعمالنا، يف ونسعى ونروح، نغدو عليها حممولون وحنن يتناهى،

ونتعلم، ونعلم ونشرب، ونأكل وطائراتنا، سفننا ونركب وسياراتنا، حيواناتنا ونقود آبارنا فيها السفينة هذه ملك بيده الذي فمن املدى، بعيد سفر يف الكربى الفضائية السفينة هذه يف وحنن أن جيب به الذي الناس، ملك هو وقيادها ملكها بيده الذي أليس. مجيعا؟ الناس حتمل اليت .� اهللا رسول به عاذ كما الناس، وحيتمي يعوذ فقل شئت وإن وكواكب، مشس من به مرتبطة هي وما قمرها، مع األرض هذه أن يعلم وكلنا يف ساحبة جنوم من اخلضم البحر ذلك يف النقاط من نقطة إال هي إن الشمسية اموعة هذه

يسري فيه ما وكل ويسبح يدور فيه ما وكل بحوتس فيه تدور فهي اهللا، إال بعظمته يعلم ال فضاء يكاد ال الذي األجرام، ماليني من السماء يف ما ملك بيده الذي فمن بنظام، أفالكه يف

جنوم من فيها وما السموات ملك بيده الذي أليس. إنسان؟ بعظمتها حييط أو عد حيصرها .لناس؟ا ملك هو عليها حممولون والناس األرض بينهن جتري ساحبات،

واألمطار، والرياح والقمر والشمس والسماء، األرض عن الكالم يف كثريا بك أباعد أن أريد ال إن يعرفك مما حياتك، عليه تتوقف ما كل عن أحدثك وال واملزروعات، والنباتات واملاء واهلواء أريد بل الناس، مجيع وأمر أمرك بيده الذي الناس، ملك إىل الدائم بافتقارك حقا به فكرت

أعضائك من عضو كل إىل وروحك، جسمك إىل وجودك، وإىل ذاتك إىل بك أنتقل أن اآلن ومالك بك يتصرف وحده تعاىل بيده وأنك هللا، ملك أنك ألعرفك أجهزتك، من جهاز وكل .سواه معاذ من

الكون يف ننظر وهلم كله، الكون واترك والشمس، القمر واترك واألرض، السماء فاترك القلب إىل ننظر هلم . األكوان هذه من منوذجا ومثل حوى الذي جسمك به وأريد القريب،

من عضو كل إىل واألوردة، الشرايني يف الدم منه ينساق وانبساط، انقباض بني خيفق .احلركات؟ هذه حيركه القلب بيده الذي فمن. األعضاء

إىل الدم من لرت آالف مخسة على يربو ما يدفع واحدال باليوم يقوم بالقوة، ميده الذي ومن .األحناء؟ كافة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

١٩

قلوب بيده الذي هو اإلنسان، هذا ملات حلظة أسكته لو الذي القلب هذا بيده الذي أليس . الناس؟ ملك وهو مجيعهم، الناس الرئيسية، األجهزة من وغريه القلب هذا ا حيرك الكهربائية، بتياراته يرسل الدماغ إىل ولننظر

من. التيارات؟ هذه فيه يبعث الذي ومن القوة هذه له أين من ترى. احلياة عليها تتوقف اليت احلموضة مولد إليه وحتمالن سامة، غازات من به مما الدم تصفيان الرئتان هاتان بيده الذي ما على بواا ينغلق املعدة، هذه بيده الذي من. احلياة؟ أمكنته وملا امرؤ عاش ملا لواله الذي

ال مستمرة وبصورة منتظمة، حبركات منبسطة منقبضة عضالا وتتحرك وطعام، شراب من ا حيث األمعاء إىل فانساق البواب مرره صاحلا، وأضحى الطعام نضج ما إذا حىت تعيا، وال تفرت

مث كيماويا، تكثيفا فهويكث السكر من الدم يف زاد ما خيزن الكبد بيده الذي من.االمتصاص؟ ويولد نقصان، وال فيها زيادة ال منتظمة بصورة حاجته اجلسم إىل حني كل يف منه يرسل

الذي من. بنظام؟ األمعاء على تنصب جيعلها مث الدهنية، واملواد للشحوم اهلاضمة الصفراء إىل جثثها وبقايا رممها فريسل امليتة، الدموية الكريات حيلل كيماويا، معمال الكبد من جعل أعماهلا، يف تنشط جديدة وكريات فتية، خملوقات أنقاضها على يصنع مث يطرحها، البول جهاز

يولد حلظة كل يف هو وإذا منها، املاليني حيلل عني طرفة من وبأقل حلظة كل يف هو فإذا .اآلالف؟ آالف ويصدر

ودم حلم من قطعة إال هو وإن وظيفة، مخسني من أكثر يقولون كما للكبد جعل الذي من وتولد وتفرز وختزن وتركب حتلل هي فإذا اإلنسان، هذا منها تكون اليت النطفة تلك من خلقت ذلك وتقدم الالزمة، الذرات من األعداد ووفق النسب ضمن الكيمائية بعملياا وتقوم وتصدر

وعمل، راحة يف ونوم، يقظة يف أعماله انتظامو ونشاطه حيويته بقاء على وتسهر للجسم كله عليها اإلشراف يف يبذل ال وهو شيئا، أمرها من اإلنسان هذا يدري وما وحني، حلظة كل يف

.جهدا هو اإلنسان هذا ملات عمله عن قليال توقف لو الذي العظيم اجلهاز هذا على املشرف أليس واحلمر، البيض الكريات تلك إليه، نظرك ألفتو عنه أحدثك أن أحب ما وآخر . الناس؟ ملك أعدادا الدم يف هلا جعل الذي ومن مدافعة، جنودا البيض الكريات من جعل الذي فمن

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٠

يف هلا جعل الذي من. ترياق؟ من تفرز ما الضارة اجلراثيم على تفرز جعلها الذي ومن. معينة؟ إذا باخلطر تشعر جيعلها الذي من. صون؟واحل القالع هلا وبىن للتجمع، مراكز اإلنسان جسم تقف هي وإذا العدو، ا نزل اليت اجلهة إىل مستنفرة جتري هي فإذا. النواحي؟ من ناحية داهم

مالزمة تزال وما أمم، نشأت أمة خلت وكلما وتقتل، تقاتل مث باملرصاد، الدفاع خطوط وراء له لتسرتيح ال األوىل مواقعها إىل تعود مث بني،امل النصر هلا يكتب حىت وجتاهد تناضل اخلطر مواقع

.جديد من للعدو وترابط وترقب حترس لتعود بل ال كما النوى، وكثريات النوى وحيدات عن بالكالم أفصل وال احلمر الكريات عن أحدثك وال

أن أحب وال ووظائفها، وأنواعها والغدد وأعماهلا، واألعصاب وتشكلها العظام عن أحدثك وحتاكم بذاتك، تفكر بأن لك وأدع بصددها، حنن اليت اآلية عن كثريا بك أبتعد لئال أطيل

وتلك العديدة األجهزة هذه بيده الذي أليس: نفسك يف تقول مث وتقدر، وتقارن وتقايس الذي أليس. وكريات؟ حجريات من يوجد ما عني طرفة كل يف يوجد الذي أليس األعضاء،

ما ويرسل يتلقى ما اإلشارات من يتلقى والدماغ ويهبط، يعلو والصدر ينبض، القلب بيده .يرسل؟

اإلنسان جسم يف ما وكل والدوران، والبويل اهلضمي واجلهاز والطحال الكبد بيده الذي أليس ملك امللك هو احلياة، وحده وبيده النفس وبيده الروح بيده الذي أليس. وأكوان؟ عوامل من

����{ و }������ +�� { كلمة عن به حدثتك مبا دثتكح وقد أما. الناس؟�� مبا }������ .اال له انفسح

: فنقول }������ ����{ كلمة إىل اآلن فلننتقل

من حيام عليه تتوقف مبا الناس ميد الذي املريب إىل تشري }������ +�� { كلمة كانت إذا

����{ وكلمة حاجات،�� نفس من فيه وما اإلنسان، هذا قبضته يف من إىل ريتش }������

��{ كلمة فإن اإلنسان، هذا من ذرة وكل عضو كل بيده من فقل شئت وإن وجسد، وروح�� .حال إىل حال من وحتويله اإلنسان هذا أمور تؤول إليه من إىل تشري }������

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢١

يف ما كل بيده الذي بضالقا هو: والملك. باحلاجات واملمد املريب هو: فالرب وهكذا للرتبية كان وإذا. أمورك مجيع تؤول وحده إليه والذي بشؤونك املتصرف هو: لهواإل اإلنسان،

:فنقول ببعضها نعرفك وجماالت نواح فلأللوهية خمتلفات، ونواح جماالت بيناه كنا كما هذه حركات يف ولندقق وأعضاء، أجهزة من فيه ما إىل وننظر اإلنسان جسم إىل لنرجع

حياة تأمني على متكافلة متضامنة تعمل وكوا بعضا، ببعضها ارتباطها مث وسريها، األجهزة وإذا تعمل هي فإذا. املنظم؟ التصرف هذا ا ويتصرف مجيعا يديرها الذي فمن. اإلنسان هذا .وانسجام اتساق يف بوظائفها تقوم هي وإذا تتحرك هي

من اثنني قطرها يتجاوز ال قد اليت املظلمة الغرفة هذه الصغرية، كرةال هذه العني أرأيت ظالل احلساسة صفحتها على ترتسم وكيف الرؤية، فيها جتري كيف ترى السنتيمرتات،

ضئيال كان إذا ويوسعها شديدا، النور كان إذا منها األشعة مداخل يضيق الذي من. األشياء؟ فإذا أمرها، يضطرب وال شعورها خيتل ال البصرية، لالحساسات الناقلة األعصاب جتعل بنسبة .احلاجة عن ينقص وال يزيد ال مناسب عدد يف الغرفة تلك إىل الداخلة الضوئية احلزم احلساسة صفحتها على يرتسم اخليال جتعل بصورة مركزا ضغطا الكرة هذه يضغط الذي من

بعده على هو بل شعرية من ألف من جزءا عنها يتأخر وال البؤرة يتقدم ال هو فإذا بدقة، تتقدم وقد األشياء من وتتقدم والوضوح، الصفاء يف غاية هي وإذا منرية الرؤية فإذا املطلوب،

معك وتتجاذب وميني، مشال عن وتلتفت قريب، إىل وأخرى تارة بعيد إىل وتنظر األشياء منك ال بني ظاهر إليه وتنظر تراه ما كل فإذا يلالقل من وبأقل العني، أجهزة مجيع نظراتك وحبسب

.زوغان وال فيه اضطراب مصور، جهاز كل من أدق هي فإذا العني هذه يف التصرف له اللحظات على الذي فمن

ذلك يف لك هل. حلظة؟ كل يف أمورها ويصرف يركزها الذي من. بصرية؟ آلة كل من وأسرع هو أليس. وحده؟ اهللا هو الدوام على اجلهاز ذا تصرفامل أليس. إرادة؟ أي أو إشراف أي .الناس؟ إله لهاإل الدقيقة يف خيفق إليه انظر احلمر، العضالت من اجلوفاء القطعة هذه القلب إىل ارجع مث

.وانبساط انقباض بني ما خفقة مثانني الواحدة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٢

بني تنصب املصل من املناسبة الكمية تلك له ويسوق املنظمات، احلركات هذه حيركه الذي من ألحد وهل تصرف، ذلك يف لك هل. عناء؟ أو تعب دون وينبسط وينقبض فينزلق شغافيه،

يصرف الذي سبحانه اهللا هو به املتصرف أليس. إشراف؟ أو تصرف قلبك يف العاملني من .سواه؟ إله وال ككل والكون اجلسم ويدبر الذي من والقصيبات، احلويصالت ذوايت اإلسفنجيتني لقطعتنيا هاتني الرئتني إىل وانظر

.هواء؟ من فيهما ما مرة عشرة ست يبدالن الواحدة الدقيقة يف جيعلهما ال متتاليان عمالن والزفري الشهيق فإذا يبسطها، مث ألمرمها الناظمة العضالت يقبض الذي من

مولد وجتتذب الفحم غاز تطرح الذي أأنت. املنظم؟ أأنت. منام؟ أو يقظة يف ينقطعان إىل حمضا نقيا ليسوقه القلب، إىل منهما املصفى الدم تعيد الذي أأنت. اهلواء؟ من احلموضة .الناس إلهو كإهل سبحانه اهللا يد تلك أم. تصرف؟ أو إرادة ذلك يف ألك. اجلسم؟

وليس التفصيل، يف أتغلغل أن الو والرئتني، القلب حركات توافق يف لك أفصل أن أريد وال بعملية تقومان الرئتان فإذا الرئيسيني، العضوين ذانيك بني التوافق ذلك لذكر كثريا اال يتسع

ولو نبضة، مثانني املدة بنفس ينبض القلب وإذا الدقيقة، يف مرة عشرة ست مبعدل التصفية فمن. النظام وفسد خلل لوقع نقصتاأ أو الرئتان زادت ولو خفف، أو نبضاته من القلب أكثر التوازن يقيم الذي من. املقتضيات؟ ويؤمن جسومنا، يف السري حيكم الدائم بإشرافه الذي

.الناس؟ إله وحده اهللا بيد هو ذلك أليس األعضاء، حركات بني والتوافق يف جتد حشاء،وأ غدد من البطن يف ما ومجيع واألمعاء، واملعدة والطحال الكبد إىل اآلن ولنسر

عن بعضه مبختلف كله ذلك ما مثيالا، ومن منها العضو يف وانسجاما انتظاما ذلك كل متكافال، متضامنا يعمل ذلك وكل متعاونا، يعمل ذلك كل بل بعمله، وقيامه سريه يف بعض إلنسانا فإذا وانسجاما، وحدة األعضاء من اموعة هلذه فقل شئت وإن اجلسد هلذا ليؤمن من صناعته يف حيتاجه ما وكل واآلالت، واملصانع الكيماوية، املختربات ذو العظيم املعمل هذا

يتطلبه ما كل احلاوية والعنابر املخازن ذات اجلارية املدينة هذه اإلنسان وإذا وخامات، وسائل العامة اراتواإلد اجلنود ذات السيارة الدولة هذه اإلنسان وإذا احلياة، ضرورات من سكاا على جتري اليت الذات هذه الصغري، املخلوق هذا اإلنسان وإذا واملعسكرات، املختلفة واملصاحل

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٣

معادالت ووفق وحدود نسب ضمن جيري فيه ما كل األكوان، من كون إال هي إن األرض، تصرف، من فيه له أحد من وما ويتجاذب يتعاون فيه ما وكل بنظام، يعمل فيه ما وكل

.الناس إله وهو وحده اهللا هو واملتصرف الذي النسق على وتتعمق تدقق جلست أنك لو اإلنسان، جسم يف ونظرات جوالت هذه له الذي كإهل ولعرفت أمرك، يؤول وحده إليه من عظمة قلبك مبجامع ألخذت لك، بينته

القليل إال يعلمون ال الذي الناس إله سبحانه اهللا هو ذلك شؤونك، جبميع التصرف وحده له زدت علما به زدت فكلما أنت أما أمورهم، وتدبريه ولطفه م عنايته من اليسري والنزر

وأفضل أعظم عليه اهللا رسول منه امتأل كما خشية تعاىل منه قلبك وامتأل وإجالال، تعظيما :تعاىل قال اهللا، من واخلشية واإلجالل التعظيم

ا{ ه ال خيشى إمنالعلماء عباده من ل ه إن١(}غفور عزيز الل(. فيه معي جتول آخر جمال إىل بك أنتقل أن من يل البد ذكرت ما لك ذكرت أن وبعد هذا

األمر كان إذا: فنقول }������ ����{ كلمة معىن من آخر طرف إىل لنتعرف معك وأجول اللطيفة وتصرفاا احلكيمة بعنايتها ترعى تعاىل اهللا عني أن وأدركت قبل، من ذكرناه كما

هذا بعد أفتظن اإلنسان، جسم يف تعمل اليت واملصانع األجهزة وسائر األعضاء مجيع الرحيمة يدك وأن كلمة، يلفظ أن على يقوى لسانك وأن طرفة، تطرف أن تستطيع عينك أن كله

:فقل شئت وإن واحدة، خطوة طوخت رجلك وأن حركة، تتحرك أن على تقدر تعاىل منه وقوة وحبول اهللا بإذن إال األعمال من عمل بأي تقوم أن اإلنسان أيها تستطيع هل

.واحلياة؟ واحلركة الروح بيده الذي وهو يلزمها ما بكل دوما ميدها هو مث وبيناه، رأيناه ما وفق بأجهزا يتصرف عينك بيده الذي أليس

فإن بإذنه، إال شيئا ترى أن العني تستطيع ال الذي لهاإل هو ومواد وأغذية وإفرازات، سوائل من ال ما احلقائق من أراها شاء وإن وقواها، خصائصها كل من وجردها منعها شاء وإن أراها شاء الصادقني، املخلصني احملسنني من تابعه ومن الرحيم له احملب رسوله أرى كما مجيعا الناس يراه

).٢٨(اآلية : سورة فاطر )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٤

شاء وإن وزاا، األشياء نظرها يف حسن شاء وإن غريها، يراه ما رؤية عن حجبها شاء وإن اخلري بالنتيجة فيه وملا وهواه اختياره وحمض إنسان كل مسري حسب على وذلك وشاا قبحها مسراه حسب وعلى لكل.!

البيان على ا تستعني اليت األعضاء من به مرتبط هو وما اللسان إىل ولننتقل العني ولندع :فنقول خالطه ما عنه وحيسر الصايف الدم له فيجري غذاء، من به ميده مبا اللسان هذا ميد الذي أليس

.الفساد من مث األمام، إىل اخللف ومن أسفل، إىل أعلى ومن لشمال، ميني من اللسان حيرك الذي أليس

به أخرى ويرسله تارة يقبضه حينا وحيد جممعا، وغليظا مؤنفا دقيقا جيعله مث آخر، حينا رهويقع املختلفات احلركات هذه حيركه الذي أليس طورا، األضراس ومن طورا العلوية الثنايا من ويدنيه

من كلمة أو اجلمل من جبملة النطق يتطلبه ما بعدد بعضها يكرر أو ويكررها مجيعا حيركها اليت خمتلف وتتحركان وتتأخران وتتقدمان وتنفتحان تنضمان الشفتني معه يسخر مث الكلمات،

الكلمة، لفظ يقتضيها اليت اجلهة إىل األسفل الفك حركة وتعضدها األسنان تساعدها احلركات الذي أليس املختلفات، واألوتار اخلاصة العضالت ذات واحلنجرة واللهاة احللق ذلك يؤيد مث

التعبري ليحصل معدودات وبثوان بعضا بعضه يساعد تضامنا م متعاونا يعمل كله ذلك يدبر اللسان ذا يتصرف الذي أليس اخليال، يف وارتسم اخلاطر يف ودار النفس يف جال عما

يرجع وحده وإليه اللسان هذا يعود إليه الذي لهاإل هو السريع الدقيق التصرف هذا وتوابعه هو تعاىل أوليس. ؟!الناس إله لهاإل وهو بعده، من هل مرسل فال وأسكنه أمسكه فإن أمره، !.البيان؟ بليغ من به أنطقه مبا رسوله أنطق الذي الشرايني يف رائحا غاديا عروقها يف الدم ويسري وتتغذى تنمو اليد هذه على املشرف أليس

منطقة كل إىل فيها الغذاء ويصل واحلركة، احلس ذات أعصاا يف األمر وينتقل دوما، واألوردة هو وأعصاا، وأغشيتها وأوتارها العضالت هذه بيده الذي أليس. وذرة شعرية كل إىل بل ال

البأس من منحها شاء وإن قبضها، شاء وإن بسطها شاء فإن اليد ذه وحده يتصرف الذي وال ختطو ال الرجل وكاليد. الناس؟ إله لهاإل هو وحركة، تصرف كل من منعها شاء وإن والقوة،

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٥

وبقوة اهللا بإذن إال انتقال، على تقوى وال متقدمة تنبسط وال متأخرة ترتفع وال حركة، تتحرك وهو سواه إله فال. اإلنسان يف ما وكل والرجل اليد وكذلك واللسان واألذن فالعني وهكذا. منه

.استعاذ رسوله تعاىل به ومن الناس إله سبحانه هذا بعد أفتظن وحده، تعاىل اهللا بيد اإلنسان أن وعرفت إلدراك،ا حق وأدركته هذا عرفت أما .وتصرفا؟ فعال الناس من ألحد أن

بعد من إال بشيء يضرك أو بشيء ينفعك أن يستطيع البسيطة وجه على إنسانا أن أتظن ال وحده اهللا إال إله وال باهللا، إال قوة وال حول وال يكن مل يشأ مل وما كان شاء فما. اهللا؟ إذن

.الناس إله لهاإل سبحانه وهو له، شريك

فأنت اإلميان حق ذا آمنت فإن ،}������ ����{: آية الكرمية اآلية هذه ا عرفتنا معاين هذه إذ العباس عمه البن � قوله ذلك ومن الشريفة األحاديث أشارت ذلك وإىل حقا، مؤمن : � فيقول يوصيه

وإذا تجاهك، تجده اهللا احفظ يحفظك، اهللا احفظ: كلمات مكأعل إني غالم يا« أن على اجتمعت لو األمة أن واعلم باهللا، فاستعن استعنت وإذا اهللا، فاسأل سألت لم يضروك أن على اجتمعوا وإن لك، اهللا كتبه قد بشيء إال ينفعوك لم بشيء ينفعوك .)١(»عليك اهللا كتبه قد بشيء إال يضروك

إال تصرف هلم ليس الناس وأن تعاىل، اهللا بيد كلها األمور أن لنا يبني أن � بذلك يريد ما وفعل نفسه صلحت فإن اإلنسان، هذا على أمرمها متوقف والشر اخلري وأن اهللا، بإذن

وفعل نفسه فسدت وإن باخلري، فعاملوه الناس له تعاىل اهللا سخر واخلري، النفع عليه يستحق منهم ألحد وما يستحق، مبا فعاملوه أناسا له تعاىل اهللا ساق واألذى، ضررال عليه يستحق ما

.جناه وما يده كسبته ما على بناء اإلنسان، هلذا اهللا كتبه فيما تبديل أو تغيري على قدرة : � له قول يف بصدده حنن الذي املعىن هذا إىل أيضا � وأشار

.الرتمزذي )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٦

ليخطئه، يكن لم أصابه ما أن يعلم حتى اإليمان حقيقة عبد بلغ وما حقيقة شيء لكل« .)١(»ليصيبه يكن لم أخطأه وما

من عده مواضع يف الكرمي القرآن أشار ذلك وإىل.. اهللا بيد واالستحقاق باحلق كلها فاألمور : تعاىل قوله ذلك

.)٢(}..فال راد لفضله وإن ميسسك الله بضر فال كاشف له إال هو وإن يردك خبري { نفوسهم يف استقرت اليت احلقيقة هذه عن أمجعني عليهم اهللا صلوات الكرام الرسل أعرب وقد

وعرفوا إميام، وظهر للمأل بطوالم فظهرت أقوامهم، وبني بينهم جرت ووقائع مبناسبات إله ،لهاإل سبحانه اهللا بيد كله فعلال أن هلم وبينوا اهللا، إال أحدا خيشون ال بأم أعداءهم

.الناس ما للناس يبني أن تعاىل اهللا وأمره قومه، من � اهللا رسول موقف إىل الكرمي القرآن أشار وقد

:تعاىل فقال إميان من نفسه يف استقر، تجيبوا لكم إن كنتم صادقني إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فـليس {

ان يسمعون ا أهلم أرجل ميشون ا أم هلم أيد يـبطشون ا أم هلم أعني يـبصرون ا أم هلم آذ .)٣(}قل ادعوا شركاءكم مث كيدون فال تنظرون

األصنام من بآهلتها اخلبيثة أحالمها ويسفه ويتحداها أمة يواجه أن واحد وهو له أمكن يففك : بقوله هلا أيد وال أبصار وال أمساع وال أعني ال ملن األلوهية بنسب سخافتهم من باهلزء

عني يـبصرون ا أم هلم آذان يسمعون أهلم أرجل ميشون ا أم هلم أيد يـبطشون ا أم هلم أ { .}..ا كما يتحداهم األبطال سيد وقوف جتاههم ووقف هدا هدهم ضده بالوقوف قاموا ماـل مث

والله { بسوء ملسا يلمسه أو ميسه أن منهم أحد يستطع ومل وجبنوا فعجزوا السابقة باآلية .)٤(}لناس ا من يـعصمك

).١٠٧(اآلية : سورة يونس )٢( .الدرداء أيب عن الكبري يف والطرباين مسنده يف أمحد رواه )١(

). ٦٧(اآلية : سورة املائدة )٤( ).١٩٥-١٩٤(اآلية : سورة األعراف )٢(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٧

لوجه وجها � وهو وهم ألسنتهم فانعقدت اجلنب وأصام قواهم واحنلت عزائمهم خارت بل أمت العظيم الشامخ البشري اجلبل هذا أمام واستكانتهم وضعفهم وخيبتهم عجزهم رأوا فلما

: تعاىل بقوله ومقل أرهب مبا أمده الذي املنيع العظيم اجلانب هلم مبينا معهم الشريف حديثه} ه ولـي إنذي اللل الالكتاب نـز{)دين الذي فهو. )١اين ودعمين أيوأنطقين وقو } وهو يـتـوىل

.وأهله الباطل ضد ويدعمكم فيؤيدكم صاحلني لتصبحوا اهلداية سبل فاسلكوا. }الصاحلني حاجوه وقد قومه من موقفه مبينا ،� إبراهيم يدناس إميان إىل أيضا الكرمي القرآن وأشار

:تعاىل فقال وهددوه شيئا ريب يشاء أن إال به تشركون ما أخاف وال هدان وقد الله يف أحتاجوين قال قـومه وحاجه {

أشركتم أنكم ختافون وال أشركتم ما أخاف وكيف ، كرون تـتذ أفال علما شيء كل ريب وسع آمنوا الذين ، تـعلمون كنتم إن باألمن أحق الفريقني فأي سلطانا عليكم به يـنـزل مل ما بالله .)٢(}مهتدون وهم األمن هلم أولئك بظلم م إميانـه يـلبسوا ومل

هود سيدنا به أجاب ما إىل فانظر }������ ����{ بكلمة إميانك مدى تعرف أن شئت وإن : تعاىل قوله يف الكرمية اآلية تضمنته مبا ديدهم على يرد وهو قومه

نـقول إن ، مبؤمنني لك حنن وما قـولك عن آهلتنا بتاركي حنن وما ببـيـنة جئتـنا ما ياهود قالوا{ دونه من ، تشركون مما بريء أين واشهدوا الله أشهد إين قال بسوء آهلتنا بـعض اعتـراك إال

يعا فكيدوين آخذ هو إال دابة من ما وربكم ريب الله على تـوكلت إين ، تـنظرون ال مث مج .)٣(}مستقيم صراط على ريب إن بناصيتها

ديدا ختاف ال كنت وإن اهللا، إال ترجو ال كنت وإن اهللا، إال أحدا ختشى ال كنت فإن فقد باهللا إال قوة وال منهم ألحد حول ال وإنه اهللا، بيد كلهم الناس أن ترى كنت نوإ ووعيدا،

به عاذ كما الناس إله بربه العائذ مقام يف حقا وأنت ،}������ ����{ بكلمة حقا آمنت إىل فانظر اإلنسان، نفس يف الكلمة ذه اإلميان أثر ترى أن شئت وإن. � اهللا رسول إمامك

). ٨٢- ٨٠(اآلية : سورة األنعام )٢( ).١٩٦(اآلية : سورة األعراف )١(

).٥٦- ٥٣(اآلية : سورة هود )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٨

القرآن إليه أشار مما املؤمنني، من تابعهم من ومواقف والسالم، الصالة عليهم اهللا رسل فمواق .عدة مواضع يف الكرمي وحيدا وقف كيف األصنام، يعبدون كانوا الذين قومه من � اهللا رسول موقف إىل انظر

يوم � إليه وانظر اهللا، إال أحدا خيشى وال اعتقادام، وفساد مزاعمهم بطالن هلم يبني فيهم، اآلالف، عشرات حنوه اجلبال سفوح من انصبت وقد وحيدا، املعركة ساحة يف بقي يوم حنني،

وأنه وحده تعاىل اهللا بيد الفعل أن يعلم ألنه مجيعا، يقابلهم أن وبنفسه اجلأش رابط ثابت وهو .الناس إله

يعود مث هلم، كبريا إال جذاذا لهافيجع األصنام، معبد على يدخل � إبراهيم سيدنا إىل وانظر .الناس من أحد من خبوف خاطر منه يتحرك ال أتى، حيث من

فرعون له أخفى ما يعلم وهو طويل، غياب بعد من عائذا مصر إىل ينقلب موسى سيدنا وإىل ا حيطم مناقشة الطاغية ذلك ويناقش جياهد ويقف بأحد يبايل فال ضغينة، من وقومه

ديد من منه يسمعه مبا عابئ غري الناس كسائر رجل أنه له ويبني ربوبيته، ا ويبطل كربياءه، ياموسى ألظنك إين { فرعون له قال حني وذلك الناس، إله اهللا بيد الفعل أن يعلم ألنه

أوج يف وهو األلوهية مدعي الطاغية امللك وهو( أجابه أن إال جوابه كان فما. }مسحورا .)١(}مثبورا يافرعون ألظنك وإين {: له قال) ورجاله جنوده وحوله وجربوته سلطانه فيا جائر، سلطان ضد حق كلمة. جمنون شخص أنت بل لك دماغ وال فكر ال أي: ومثبورا

.مثيلها عن اهللا رسل باستثناء األبطال كافة تعجز شجاعة من هلا بيده والفعل الناس إله تعاىل اهللا أن إىل تشري أخرى، وأمثلة ذجمنا على تتطلع أن شئت وإن

ة احلقيقة هذه لك تبدو فيها، ما وتدبر يوسف سورة فاقرأ وحده، تعاىل أراد لقد. جلية نري على غالب واهللا ورفعة، عزا له اهللا وأراد اجلب، غيابة يف فألقوه كيدا له وكادوا هالكا له إخوته .يعلمون ال الناس أكثر لكنو أمره،

).١٠٢- ١٠١(اآلية : سورة اإلسراء )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٢٩

انظر مث إسرائيل، بين أبناء يذبح فرعون إىل انظر فيها، ما وتدبر القصص سورة أيضا واقرأ على املراضع وحرم أحضانه، يف يرىب وجعله فرعون، إىل موسى سيدنا ساق تعاىل اهللا أن كيف !.هأمر على غالب واهللا أمه إىل رده حىت الصغري، املولود هذا أجل بل ال عمران، وآل والبقرة الفيل وسورة ومرمي، الكهف وسورة واألنبياء، النمل سورة واقرأ

اهللا هو كله الكون ذا املتصرف أن ومبينا به داعيا � جتده كله، الكرمي القرآن يف نظرك .الناس إله وحده تعاىل

املتصرف أن لك وتبني }������ ����{ ةكلم عليه تنطوي الذي املعىن من طرفا عرفت وقد أما إذنه، بعد ومن بعلمه إال واقع يقع فما وحده، تعاىل اهللا هو العاملني بأمور بل ال الناس بأمور

سبحانه مبشيئته إال وضرا سوءا عنك يدفع أو وخريا نفعا لك جيلب أن أحد يستطيع وما أن هذا بعد أفتظن ووضحناه، بيناه ما حقا وهو اهووضحن بيناه كما األمر كان وإذا. وإرادته يتفوه بأن الناس من لزيد يأذن تعاىل اهللا أن أتظن. حساب؟ وبغري جزافا جتري الكون يف األمور

ألحد بالسوء يده يبسط أن إنسانا ميكن تعاىل أنه أو اآلخرين، شعور ا جيرح مؤملة بكلمات سكاا قلوب يف فيلقي مطمئنة، آمنة مدينة على يغري أن على عدوا نييع أنه أو العاملني، من

واستلزمت احلوادث هذه وقوع اقتضت أسباب هنالك تكون أن دون اآلمنني، ويروع الرعب العقول، ا حتار اليت العناية تلك بك يعىن أن املعقول من وهل املنطق أمن. املداواة؟ هذه

ذلك بعد من يعرضك مث الدقيق، الدائم اإلشراف ذلك هزتكأج من جهاز كل على ويشرف يف العظيم الرب هلذا يكون أن دون الفتاكة، واجلراثيم للعلل بة ويدعك العضالة لألمراض

واحلنان الرأفة اقتضتها وحكمة رفيع، قصد على مبنيا ذلك يكون أن ودون وغاية مراد ذلك الصعب وهذا املر العالج هذا اقتضى أفعال وسيء لأقوا حصاد من مالك أفتدري. والرمحة؟

!.األحوال؟ من ويد جنينا، أمه بطن يف كان يوم القريب، اإلنسان ماضي إىل عودة إن التفكري، من ذرة إن

يةهل اإل العناية تلك دوام يف نظرة مث ورمحتها، بعطفها وترعاه وفضلها بعنايتها تكلؤه يةهل اإل الرتبية كامال، وخملوقا سويا إنسانا أضحى حىت الدنيا هذه إىل خرج منذ الصغري، فلالط هلذا

نظرت إن كله ذلك طرفة، أو حلظة خريها ينقطع ما اليت يةهل اإل الرتبية بتلك النظر يف واستمرار

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٠

أذنك يف ويهمس يناديك صوتا سرك يف لسمعت مدققا ممعنا تفكر وذهبت اإلنسان، أيها فيه : قائال

من وأحزان، مهوم من وأمراض، علل من وأحوال حوادث من اإلنسان هلذا يعرض ما مجيع إن كلها الوقائع هذه مجيع املال، يف بسطة أو العيش يف ضيق من ويسر، عسر من وأمان، خماوف

هذا خري يف كلها هي ذلك جانب وإىل ونظام، قانون وضمن احلكمة ضمن جتري إمنا الرأفة واستلزمتها الرمحة وكتبتها يةهل اإل العناية اقتضتها مصلحته يف مجيعها وهي اإلنسان،

.واحلنان واقع من ما فكذلك ونظام، قانون وفق وأعضاء أجهزة من فيه ما جبميع جسمك يعمل فكما نفسك، هلا تتعرض اليت األحوال من حال من وما وتنتابك، تواجهك حادثة من وما لك، يقع لع سبحانه فهو. ونظام قانون وفق وتقع ريجت وهي إاللع نفسك على مطتنويه ما على يط

عالج من لنفسك مناسبا يراه ما سبحانه بك ينزل ولذا اللحظات، من حلظة كل يف وتعتزمهوا حىت بقوم ما يغري ال تعاىل اهللا فإن بنفسك، ما فغري احلال تغري شئت فإن ودواء، ما يغري

مثاال تتطلب وقد. وإحسان وخري فضل حمض تعاىل منه هو لعباده يسوقه ما ومجيع .بأنفسهم هذا يف األمثلة أكثر وما حال، كل على حيمد تعاىل اهللا أن كيف ترى أن وتريد هذا على كما حولك، من وواقع واقعك من األمثلة من الكثري تنتزع أن بذاتك تستطيع إنك. اال

إسرائيل بين من نفر هؤالء. األقوام من الكرمي القرآن يف ذكرهم ورد ممنو التاريخ من تنتزعهاثنا ا القوم أولئك أن لنا فتذكر البقرة، سورة عنهم حتدوطاعة اهللا طاعة عن منحرفني فسقوا مل بل أعماهلم، سوء إىل ينبههم أن دون ضالهلم يف يتمادون تعاىل اهللا يدعهم مل الكرمي، رسوله وذه وهنا. اآلفاق يف وشردهم أبناءهم وذبح ديارهم من أخرجهم جبارا عدوا عليهم سلط تسليطه وكان الشدة، هذه فكانت وبارئهم رم إىل وتابوا أنابوا م تعاىل اهللا أنزهلا اليت الشدةوا رجعوا فلما نفوسهم، صالح يف وسببا م تعاىل اهللا من رمحة عليهم، العدو بأنفسهم ما وغري إليه وبانضمامهم كلمتهم، ووحد مشلهم فجمع نبيا، ملكا داوود سيدنا هلم تعاىل اهللا أرسل

يقاتلون داوود سيدنا م وخرج ومكانتهم، عزهم هلم تعاىل اهللا أعاد لوائه حتت وسريهم : تعاىل قال. املؤمنني هلؤالء النصر تعاىل اهللا وكتب وجنوده جالوت

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣١

دفع ولوال يشاء مما وعلمه واحلكمة الملك الله وآتاه جالوت داوود وقـتل الله بإذن وهم فـهزم { .)١(}العالمني على فضل ذو الله ولكن األرض لفسدت ببـعض بـعضهم الناس الله

على اجلبار الظامل امللك ذلك تعاىل اهللا سلط لقد اإلنسان، ذا تعاىل اهللا رمحة إىل فانظر حىت ورجعوا تابوا أن وما إليه وأنابوا اهللا إىل تابوا حىت م زال وما احلق طريق تنكبوا الذين

فرين،الكا أولئك على التأييد هلم وكان عليهم النصرة هلم وكانت الكافرين، أولئك لقتال ساقهم .وضالل عمى من فيه هم مما وخيرجون رشدهم إىل يؤوبون فلعلهم

كافة الناس على فضله إىل بل الفريقني هذين على تعاىل اهللا فضل وإىل الناحية، هذه وإىل :تعاىل قوله يف الكرمية اآلية أشارت أحوال من هلم يسوقه فيما

} ه إناس على فضل لذو اللولك الن اس أكثـر ن٢(}يشكرون ال الن(. هم من بك ينزل ما ومجيع ويسر عسر وكل املرض، بعد والصحة الصحة، بعد فاملرض وهكذا

يف هو إن املعامالت، صنوف من عباده تعاىل اهللا به يعامل ما وسائر وضراء وسراء وغم رقاد، من فيه هو مما وإيقاظه اإلنسان هذا تنبيه تعاىل به يريد وإحسان، فضل حمض إال احلقيقة

من أمر أي يف الناس وعلى عليك يشدد وما واملآل، احلال يف له أحسن هي اليت إىل ورده .يشكرون ولعلهم عليهم نعمته وليتم م لريقى إال األمور،

ال أنه واعلم الناس، إله الناس ملك الناس برب وعذ بك خالقك رمحة قدر اإلنسان أيها فيا نظر على مبين حقيقي إميان بعد إال يكون ال وذلك حقا به عذت فإن اخلري، إال لك يريد

من الناس صدور يف يوسوس الذي اخلناس الوسواس شر من ختلص فعندئذ واستدالل، وتفكر . والناس اجلنة

} !�� ��" ���� #���� ����$�� ، %�&'�� �� #��( )�* +,-. ������ ، �!� �/��0�� �������,{. مبا وسواس فهو. صفاته من صفتني إىل يشريان الشيطان أمساء من امسان: الخناس والوسواس

وارتكاب الفسوق له وتزين املعصية، على حترضه سيئة خواطر من اإلنسان نفس يف يلقيه هذه منك وتقع. ورمحته لرأفته سالمواالست به الظن وحسن اهللا حمبة عن تبعده أو اجلرائم،

). ٢٤٣(اآلية :سورة البقرة )٢( ).٢٥١(اآلية : سورة البقرة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٢

الدنيوية األمور إىل انصرافها عند أو اهللا، عن انقطاعها حال النفس يف ويلقيها الوسوسة .اهللا عن الغفلة من حال ترافقه اماكا ا واالماك

ث،اخلبي الوسواس ذلك خينس فهنالك عليه، بنفسه مقبال إليه ورجع ربه اإلنسان تذكر ما فإذا الكيد ضعيف فالشيطان وهكذا. اهللا بنور حيرتق أن خائفا اإلنسان عن متباعدا يرتاجع أي

العدو ذلك منك دنا ونسيت، غفلت أنت فإذا اإلنسان، عاتق على ملقاة كلها والتبعة اهللا علمنا ولذا. خانسا متأخرا تراجع إقبالك إىل وعدت اهللا ذكرت أنت وإذا يوسوس، اخلبيث تعاىل أراد وقد. الناس صدور يف يوسوس الذي اخلناس الوسواس شر من دوما به نعوذ أن تعاىل

وساوس حمل هي واليت الصدر يف املستقرة النفس إىل اإلشارة }������ .-,+{ بكلمة اجلنة بواسطة خفية تكون أن فإما النفس، إىل الشيطان منها يصل اليت الطريق أما الشيطان،

.الناس من اهللا عن البعيدين بواسطة جلية ظاهرة تكون أن وأما اجلن من اهللا عن البعيدون همو يقدم اليت الطرق مجيع وجهه يف وانسدت عدوك من خلصت إليه، ملتجئا باهللا عذت أنت فإن .إليك منها ا يقتض أو شديدا شعورا ا وتشعر األحيان، بعض يف الوساوس عليك تسيطر قد أنه على البحث يف جتد وقد والكفر، القطيعة من نفسك على وختشى املوت تتمىن أنك لدرجة ذرعا لك وتطمينا األمر، عليك ويشتد صعبا املسلك وجتد الوساوس هذه من للخالص طريق عن

الضيق هذا وما الصادق اإلميان عالمة إال بالوساوس الشعور ما: أقول احلال هلذا وتوضيحا .احلياة من قلبه يف ما على دليل إال انقطاعه ساعات يف املرء يعانيه الذي السمكة إىل أرأيت. األشياء؟ من بشيء حيس وال برد أو حبر يشعر ال امليت العضو إىل أرأيت

هي فإذا احلياة، بانقطاع مهددة وأضحت املاء من خرجت هي إذا صدرا وتضيق تضطرب ميت فهو اإلميان طعم جيد مل الذي وكذلك. اضطراب؟ ىنأد منها يبد ومل سكنت ماتت من إدبارا وصال من جفاء يعرف وال بعد أو بقرب يشعر وال حال من حاال مييز ال القلب النار حترق لو أن ويتمىن الوساوس بتلك يضيق تراه ولذا وشعوره، متييزه فله املؤمن أما. إقبال

صلته، له وتعود إقباله له يعود حىت الشدة به تزال وما اهللا، نع البعد نار قلبه حيرق وال جسده الضيق وذلك الوساوس ذه شعرت أنت فإذا. حبياة يعدهلا ما وحياة ورحيان روح يف هو فإذا

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٣

ال قوم بأم والكافرين املنافقني تعاىل اهللا وصف وقد حقا، مؤمن فأنت عينا وقر قلبا فاطمئن إىل الصايف املؤمن القلب مبيل تكون أن فإما والبعد، الوساوس أسباب أما. نيشعرو وال يعلمون

إليه، ومالت به تعلقت من أحوال املؤمنة النفس مرآة يف تنطبع وهنالك والبعد الوساوس أهل تعاىل اهللا وتشكر اهللا عن البعيد ذلك عن صلتك تقطع أن إال احلال هذا مثل يف يسعك وما ومبجرد احلال ويف واجلفاء، البعد أهل أحوال من باهللا وتعوذ اك،وجن ذلك من حفظك أن

باهللا، وأنسه صفاؤه له ويرجع بربه، طمأنينته لقلبك تعود اهللا عن البعيد ذلك عن انقطاعك من لشيء ميل عن ناشئة الوساوس تكون أن وإما. واخلطرات الوساوس مجيع منه وتنمحي وصرفه فيه الشيء هذا حل إليه ومال شيئا استحسن إذا القلب فإن الدنية، الدنيوية الشهوات

.جوفه يف قلبني من لرجل اهللا جعل وما اهللا، عن وتيسرت إليك الشيطان هرع الدنية، الدنيوية الشهوات من شيء إىل بقلبك ملت أنت فإذا

أن بك طامعا ا كل ويوسوس الشهوة يزين خرطومه إليها فمد نفسك، إىل السبل أمامه منه يدنو حينما املؤمن أن غري. عليه وإقبال باهللا صلة من فيه كنت عما وخيرجك فيها، يوقعك

يقول إذ له تعاىل اهللا وصية يتذكر ما وسرعان ونزغه، بوساوسه يشعر موسوسا، الشيطان : الكرمي كتابه يف سبحانه

.)١(}عليم مسيع إنه بالله فاستعذ غ نـز الشيطان من ينزغنك وإما{ وتطهر مدحورا، ويرتاجع خانسا، الشيطان فيخنس عليه مقبال تعاىل اهللا إىل يلتجئ وهنالكا على بإقباهلا النفس ا را، علق مم يندم وعندئذ سابقا، عليها كانت مما أعلى لدرجة وتسمو

أن فهو دوما، تعاىل اهللا لك يريده الذي احلال أما. مطلقا منها يدن مل أنه لو ويتمىن الشيطان وحصن حريز حرز يف تظل وبذا إليه، املستمر وااللتجاء عليه الدائم اإلقبال من حال يف تكون

: تعاىل بقوله الرفيع املقام هذا بلغوا الذين اإلميان أهل تعاىل اهللا وصف وقد حصني فيه تـتـقلب يـوما خيافون الزكاة وإيتاء الصالة وإقام الله ذكر عن بـيع وال جتارة يهم تـله ال رجال {

.)٢(}واألبصار القلوب

). ٣٧(اآلية : سورة النور )٢( ). ٢٠٠(اآلية : سورة األعراف )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٤

حنن اليت الكرمية السورة إليه وأشارت ،� اهللا رسول نفس به اصطبغت الذي احلال هو وذلك : اىلتع قوله يف بصددها

}�� ��� ���� ������ ، ������ ������ ، ���� ������ ، !�� ��" ���� #���� ����$�� ، %�&'�� �� #��( )�* +,-. ������ ، �!�� �/��0�� �������,{.

النفس، يف قعت اليت الوساوس عن تكلمت ملا األمر يف كثريا بالغت يقول أن ولقائل هذا نفس يف الوساوس تقع فهل. احلق املؤمن ودليل الصادق اإلميان عالمة ا الشعور أن فذكرت

ما اإلنسان نفس صفحات على تبدو وأعراض علل أا أم ورسوله، باهللا صميمه يف آمن امرئ االستقرار كل نفسه يف واستقر اإلميان إىل انتهى ما إذا حىت اإلميان، إىل طريقه يف سائرا دام

.ووجود؟ أثر من النفس يف هلا يبقى وال وتزول، الوساوس تنعدم فهنالك : نقول هذا عن الجواب وفي

الكرمية اآلية نذكر لكننا تفصيال الناحية هذه يف فصلنا أن بعد كثريا الكالم نطيل أن نريد ال :الكرمي تابهك يف يقول تعاىل فاهللا. جلية بصورة اجلواب لنا توضح اليت} ذين إنقوا الهم إذا اتـيطان من طائف مسروا الش١(}مبصرون هم فإذا تذك(.

حال التقوى درجة إىل الواصلة حىت املؤمنة النفس يف تقع قد الوساوس أن لنا يتبني هنا ومن اآلية تفيد كما املؤمن لكن أيضا، اهللا عن البعيدة النفس يف تقع كما تعاىل اهللا عن انقطاعها

ويلتجئ ربه إىل فريجع احلال يف يتذكر إنه بل نفسه، يف يلقيه فيما الشيطان مع يسرتسل ال نفسه يف الشيطان ألقاها اليت الوساوس هذه يف ما ويبصر ويرى اهللا بنور يستنري وهنالك إليه، تنطلي ما أسرع فما اإلميان، حبلية قلبه يتحل مل الذي اهللا عن البعيد خبالف وهالك، أذى من

إهانة من األعمال تلك له ستجره ما يدري وال فيه، يقع فيما فيقع ومكره الشيطان حيل عليه الفرق لكن كافرة، أو مؤمنة كانت سواء نفس كل يف تقع فالوساوس وهكذا. واحنطاط ودناءة

باهللا تعوذ وهنالك الوساوس، تلك منها وردت اليت ةباجله تشعر املؤمنة النفس أن النفسني، بني البعيدة النفس أما. وضرر أذى من إليها جتره وما خطر من الوساوس تلك يف ما فرتى منها،

). ٢٠١(اآلية : سورة األعراف )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٥

وتالعبه هلا الشيطان تزيني من الرغم على أا حىت أصال، ذلك من بشيء تشعر فال الكافرة إال هي إمنا هلا، زينها اليت األعمال تلك أن موتزع بالكلية ا الشيطان وجود تنكر قد ا،

ما تفعل أن يف هلا بل ا، تتقيد دينية قيود من النفس على وما حمضة نفسية وميول انفعاالت .واحلرية اإلطالق ملء وتريد تشاء فيعوذ موسوسا الشيطان منه يدنو هذا ومكائده، الشيطان وساوس جتاه الرجلني حال هو ذلك فيهفو الشيطان له يوسوس وذلك. خاسرا ويرده خائبا يصده وبذلك خائفا لتجئا م منه باهللا

با لوساوسه وصاحبا قرينا وساء قرينا له فيكون مرح. تتشابه اخلواطر من نوعا هنالك أن على منها، األنفس وحال) الوساوس( عن كلمة هي تلك يستحيل بل ال تقع ال إا حيث من عنها وختتلف النفس، يف وقوعها حيث من الوساوس معا اخلواطر من النوع وهذا اإلميان، أهل نفس يف تقع أن ى إمنواالرتياب، الشك خبواطر يسم

: يقول أن له وحق بسؤاله السائل عىن اليت هي النفس يف تقع اليت اخلواطر هذه ولعل لإلميان سريه يف انتهى ما إذا حىت مياناإل إىل طريقه يف املرء جيدها قد اخلواطر هذه مثل إن

.البتة نفسه يف تقع أن هلا يـتأتى وال بالكلية تنعدم فهنالك فيه، منزلة وتبوأ الصحيح اهللا وجود يف الشكوك تساوره املرء دام فما واالرتياب، الشك مع كليا يتناىف اإلميان أن واحلقيقة

إىل بعد ينته مل أنه على دليل فذلك حينا ويرتاب ينا ح يصدق ال دام وما أحيانا، تعاىل حسبوا أناسا معرفا تعاىل قال ارتياب، أو شك من ذرة صادق إميان بعد ليس إذ اإلميان، :تعاىل قوله يف الكرمية اآلية إليه أشارت مبا إليه، بعد انتهوا وما اإلميان مراتب وصلوا أنفسهم

وإن قـلوبكم يف اإلميان يدخل ولما أسلمنا قولوا ولكن تـؤمنوا مل قل ناآم األعراب قالت {ا ، رحيم غفور الله إن شيئا أعمالكم من يلتكم ال ورسوله الله تطيعوا ذين المؤمنون إمنآمنوا ال

.)١(}الصادقون هم أولئك الله سبيل يف وأنفسهم بأمواهلم وجاهدوا يـرتابوا مل مث ورسوله له بال القرآن وبينها رمسها واليت قبل من عنها نوهنا اليت اإلميان طريق تسلك مل دمت فما وهكذا على بأنك تشعرك شكوك من خواطر نفسك تساور أن بد فال منه، عدة مواضع يف الكرمي .الصحيح اإلميان إىل بعد تصل مل وأنك عظيم، خطر

).١٥-١٤(اآلية : سورة احلجرات )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‘båÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٦

املتتايل التفكري من لك بد وال الكون، يف تباعا النظر من لك بد ال وإنه السري ولتغذ فلتسارع .اخلاسرين ميتة فتموت املوت بساحتك وينزل املنون ريب يوافيك أن قبل بآياته

أن بد وال بغيتهم إىل يصلوا أن بد فال اجلهاد حق اهللا يف وجاهدوا وفكروا نظروا الذين أما : تعاىل قال اهللا، يهديهم

.)١(}المحسنني لمع الله وإن سبـلنا لنـهديـنـهم فينا جاهدوا والذين {

����� � �� � �� �� ���� ������ �� ��� �� ����� �� ��� � � !" �� �

). ٦٩(اآلية : سورة العنكبوت )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٧

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٨

ijk

ö≅è% èŒθããr& Éb> t�Î/ È, n= x�ø9 $# ∩⊇∪ ÏΒ Îh�Ÿ° $ tΒ

t, n= y{ ∩⊄∪ ÏΒuρ Îh�Ÿ° @,Å™% yñ #sŒ Î) |=s%uρ ∩⊂∪

ÏΒuρ Ìh� x© ÏM≈ sV≈ ¤�Ζ9 $# †Îû ω s)ãè ø9$# ∩⊆∪

ÏΒuρ Ìh� x© >‰ Å™% tn #sŒÎ) y‰ |¡ym ∩∈∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٣٩

يف التدرج يف تبدأ أنك الناس برب وإميانك الناس، بسورة تفكريك بعد من جتنيها مثرة أول لعل الناس تربية عند يقف يعود ال نظرك إن . الرتبية هذه مشول ورؤية املريب معرفة املعرفة، طريق

العناية أو والدم، بعد من طفولتهم أو أمهام بطون يف خلقهم جماالت يف سواء م والعناية أخرى جماالت إىل ينقلك هذا إميانك إن بل. احتياجام يعمج وتأمني أشدهم بلوغهم عند م

.بال على لك لتخطر تكن ومل قبل من تعهدها كنت ما جديدة وآفاق بطن يف جنينا تربيتك أمر يف تفكر جلست إذا تشاهد الناس برب إميانك وبعد اآلن إنك

اليد هذه وأن كلها، نةاألج تشمل إمنا بل وحدك، عليك قاصرة ليست الرتبية هذه أن أمك، وهي أمهاتكم، بطون خلقت اليت هي جنينا، وركبتك وصورتك فخلقتك عليك أشرفت اليت بوظيفته، القيام على يساعده ما واألعضاء واألشكال اهليئات من حيوان كل ومتنح منحت اليت

.فيه سيعمل الذي الوسط يف به أنيط الذي والعمل األجنة، جلميع الرتبية هلذه اية إدراك عن عاجزا فرتجع ويتوسع، لديك التفكري أفق ويتسع تعاىل اهللا أن فتشهد آفاقها، وسعة الرتبية هذه عظمة ترى أنك هي جديدة، نتيجة إىل وختلص

. عليم وواسع حكيم عزيز

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٠

بوباحل وتشاهد بذورا فيه فتشاهد النبات، عامل إىل إميانك وينقلك احليوان، عامل من تنتقل مث ونبتة، شجرة وكل حبة وكل بذرة بكل حتوط يةهل اإل الرتبية وتشاهد األرض، باطن يف مستكنة النبتة جذور حيوط بالرتبية يهل اإل اإلمداد فتشاهد الرؤية وتتوسع لديك التفكري أفق ويتسع

التنفس يف حتتاجه مبا فيمدها واألوراق الساق حيوط كما لالمتصاص، الالزمة املواد هلا فيحضر النبتة يف ومثرة وجذر ساق كل ومع وزهرة برعم كل ومع ورقة كل مع هو بل ال والتمثيل .الواحدة واجلراثيم أجوائها، يف والطيور وأارها، حبارها يف باألمساك املشاهدة وتبصرك التفكري وينقلك

يف والرياح ستودعاا،وم منابعها يف واملياه وجماريها، أفالكها يف والنجوم وأعماهلا، أوساطها يف وما صنعها، وبديع هطوهلا يف والثلوج واألمطار وتفرقها، تألفها يف والسحب وسكوا، جرياا

وتعظم الرتبية، ذه املعرفة من خضم يف نفسك وتسبح وتشاهد وتعقل وتعقل تشاهد تزال الكون تشمل بل فقط، اسالن على وال عليك تربيته تقتصر ال تعاىل اهللا أن وترى وتستعظم

سيظهر، أو ظهر كائن من وما سيوجد أو وجد خملوق من فما الفلق، رب سبحانه وأنه كله، . يةهل اإل والعناية اإلمداد ذا حموط الرتبية ذه مشمول وهو إال

: قائال يبلغك � اهللا رسول مسعت أنت إذا وهكذا .}الناس برب أعوذ قل { فهنالك الناس، برب آمنت حىت والتفكر والنظر والتدبر التأمل من حقها السورة هذه توأعطي

الفلق سورة يف عليك يتلوه ما � منه تسمع ألن أهال وتغدو أعلى، درجة إىل إميانك ينقلك .عقال وعقلتها شهودا شهدا أن بعد من) الفلق( الكلمة هذه إليه تشري ما فتدرك

تنشق الصبح على قاصرة أا ويظنون واحدا، معىن ) الفلق( كلمة من يدركون اسالن كان وإذا يف) الفلق( كلمة فإن الضياء، ظاهر باد هو فإذا البهيم، الليل ظلمات الساطع نوره عن

له شقت خملوق كل تشمل إا نعم املوجودات، من موجود وكل خملوق كل تشمل حقيقتها قبل من يكن مل أن بعد من للعيان ظاهرا كالصبح فبدا الوجود، إىل ا طريق يةهل اإل العناية يد

. املخلوقات من أحد بوجوده يعلم وال نفس به تشعر وال عني تراه ال مذكورا، شيئا

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤١

والضياء، النور منها لك فيبدي الليل ظلمات لك يشق اإلصباح، فالق وتعاىل سبحانه فاهللا فالق تعاىل واهللا ،"فلقا " يسمى للعيان وأظهرها الظلمات عنه تعاىل اهللا شق الذي بالصبح فإذا

وجذورا صغرية، سويقات ذات خضراء نبتة منها لك فيبدي والنواة احلبة يشق والنوى، احلب يف منطوية كانت أن بعد من وأظهرها الوجود إىل طريقها تعاىل اهللا شق اليت النبتة فإذا وأوراقا، ". فلقا " سمىت تعاىل علمه خفايا مث األوراق، عن تتفتح كما الرباعم عنها تتفتح واألزهار األغصان، على تبدو الرباعم وكذا

إىل معي فانتقل شئت وإن الثمرات، باطن يف تتكون والبذور األمثار، منها تنعقد األزهار تكوينها فاملختل واملواد واأللوان واخلصائص واألشكال، العطرة والروائح واملذاقات، الطعوم أو وسهول أار أو حبار على ومصر حصر دون واألوساط، األقاليم شىت يف يةهل اإل بالرتبية حلظة كل يف الوجود إىل طريقه يةهل اإل الرتبية يد له تشق مبا ذلك كل مساء، أو وأرض جبال،

إىل طريقه يةهل اإل الرتبية يد له تشق الذي الصبح مع الوصف يف الشرتاكه فلقا، يسمى وآن . العدم بطون يف واختفائه الظلمات غياهب يف امنحائه بعد ومن الوجود، لك تعاىل اهللا يظهره ما كل يشمل وهو. العيان إىل اخلفاء من يظهر شيء كل هو: فالفلق

عامل إىل الغيب عامل ومن والعيان الوجود حيز إىل واخلفاء الغيب ظلمة من حياتك أجل ومن .الشهود

إىل تنظيمه، حسن إىل تكوينه دقة إىل الشيء، هذا عظمة إىل نظرك تلفت إمنا) الفلق( مةوكل : تقول اآلية هذه وموجده، خالقه على الدالة اآليات من فيه يتبدى ما كل إىل خالقه حكمة

رفك مث وبقاؤك، حياتك ا اليت واألمثار املواد من ويظهر خيرج ما كل إىل اإلنسان أيها انظر خترج مبوجبه الذي القائم والنظام الدائمة احلركة هذه يف فكر ذلك، يف التفكري يف وتعمق ودقق

يوجد وموجد خيلق خالق يكن مل لو إنه آن، بعد وآنا ففرتة فرتة أيضا الثمرات وتتولد النباتات ذلك يف فكر حالل،اضم إىل كله العامل لصار بل واخللق، الظهور والنقطع السري استمر ملا

.خالقه إىل منه تدي كله يف النظر أن غري وطال، امتد مهما الوقت وسعنا ملا ،)الفلق( كلمة يف التوسع أردنا أننا ولو وإعمال آن، بعد آنا خملوقات من فيه يظهر فيما والتدقيق النظام، هذا على القائم الكون هذا

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٢

علم من اخللق هذا عليه يدل وما املخلوقات، من رالنظ عليه يقع فيما الطرف وإجالة الفكر ويزيدنا )الفلق رب ( كلمة الكلمة، ذه علما يزيدنا ذلك كل وحنان، ورمحة وفضل وحكمة ما فإذا � اهللا برسول مقتدين حقا به نعوذ أن نستطيع وهنالك الرتبية هذه بصاحب تعظيما

: عاىلت قوله عليه يتلو � اهللا رسول أحدنا مسع

}�� ��� ���� �����{ النفس نظر كان حتصى ال أشياء وذكر شهدا، نفسه كانت معان الكلمات هذه من عرف

عياذه يف سببا التالوة هذه وكانت وذكرى، تذكرة له التالوة هذه فكانت مجيعها، ا سرى قد . أخرى مرة يهل اإل القرب حضرة يف النغماسه ووسيلة جديد، من الفلق برب ما كلها اخلالئق تشمل) الفلق( كلمة أن لك ويبني ذكرناه الذي املعىن هذا لك يؤيد ومما

:سبحانه قال إذ الثانية اآلية يف تعاىل ذكره

}���� ��� ��� �����{ ةاآلي هذه يف وأما. اهللا عن إعراضه عند املخلوق نفس يف تتولد اليت اخلبيثة الشهوة هو: والشر

حيز إىل النفس من خروجها بعد عنها الناشئ والضرر الشهوة عن املتولد األذى تعين فإا .العمل الوجود، إىل النفس يف ما خروج يكون أي اخللق، يكون تعاىل فباهللا. اهللا على تعود هنا: وخلق من اخللق لحيص ذلك وبعد نفسه يف وخيتار يشتهي فاملخلوق بالفعل، اإلمداد يتم تعاىل ومنه

����{: تعاىل قوله يف املعىن جممل ويكون تعاىل، اهللا ��� ��� �����{ : املخلوق هذا شهوة عند اهللا خلقه وضرر أذى من املخلوق عن ينبعث مما باهللا أعوذ: أي

.واختياره نفهمه مما طرف وذلك كلها، اخلالئق شر من وحفظ خالص به اخلالئق برب فالعياذ وهكذا

:سبحانه يقول إذ الكرمي رسوله ا تعاىل اهللا خياطب اليت السورة هذه مطلع نم

}�� ��� ���� ����� ، ���� ��� ��� �����{.

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٣

أحد يستطيع فما خملوق، كل شر من به وحمتم الفلق برب عائذ أنك وبلغهم عبادي عرف أي الرمحن أصابع من أصبعني بني كلهم اخللق احلقيقة يفو وضرر، بأذى ميسك أن مجيعا اخللق من

منهم أحد يقوم أن يستطيع وليس تصرف، وال منهم ألحد حول فال تعاىل، قبضته يف ومجيعهم فمن به حمتميا باهللا عذت أنت فإذا وإمداد، وقوة تعاىل منه حبول إال األعمال من عمل بأي

. قوة؟ ملخلوق أن أتظن. فعال؟ ألحد أن نأتظ. ضرر؟ أو بسوء يدا لك ميد أن يستطيع أو قوال يقول أو حركة يتحرك أو خطوة خيطو أن يستطيع املخلوقات من خملوقا أن أحتسب .وإرادته؟ تعاىل إذنه بعد من إال بأذى يتسلط

يده ميد أن من أحدا ميكن الفلق رب وهو تعاىل أنه تظن فهل باهللا العائذ مقام يف كنت وإذا .عظيم جبانب لذت لقد. حبماه؟ واحتميت به وعذت تعاىل كنفه يف دخلت وقد بالسوء، لك واالستقرار، الطمأنينة نفسك يف تبعث إا نفسك، يف الكرمية اآلية هذه تبعثه أن تريد ما هذا اهللا هو الكون هذا يف املتصرف أن تعرفك إا واألمان، والشجاعة السكينة قلبك يف تبعث إا بذلك حل كما وأمان أمن يف وحللت منيع حصن يف دخلت حقا به عذت فإن وحده، اىلتع

: كلمة من نفهمه ما بعض وذلك ،� اهللا رسول

}�� ��� ���� ����� ، ���� ��� ��� �����{. باهللا عياذي أن أم الشر، من أخلص باهللا عياذي مبجرد أين الكرمية اآلية من املراد هل لكن .شر؟ كل من اهللا حيفظين أن ضروراته من يكون أثرا نفسي يف ينتج

يف الدخول وهذا وحرزه، تعاىل اهللا كنف يف يدخل جيعله الفلق رب بربه املرء عياذ أن احلقيقة تلوثها دون حيول فإنه نقية كانت وإن درن ا كان إن درن كل من النفس يطهر اهللا كنف ألن كان، أيا عليها ألحد سلطان فال األدران من نقية النفس دامت وما األدران، من بشيء

أو تأديب إىل حباجة ليست أا مبا الطاهرة النقية النفس تعاىل، بإذنه إال يكون ال التسلط هذا نفس أنقى � اهللا رسول نفس أن ومبا. تسلط أو أذى كل من حتفظ فإا لذلك تنقية

أو اإلنس من خملوقا ميكن أن هللا فحاشا اهللا عن أبدا انقطاعها وعدم اهللا ذكر على مبداومتها

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٤

بكاف الله أليس { فكفاه اهللا إىل الكلي اللتجائه أذى بلمسة � يلمسه أو ميسه أن اجلن .)١(}دونه من بالذين وخيوفونك ..{ .؟}..عبده

.)٢(}الناس من يـعصمك والله ..{ .)٣(}تنظرون فال كيدون مث شركاءكم ادعوا قل ..{

أحد يف كسرت الشريفة رباعيته أن أو سحرنه اليهودي لبيد بنات أن من � عنه قيل ما فكل اجلزيرة من إياهم طرده بسبب األذالء اليهود دسوس من إال هي إن الطائف، يف أحد ضربه أو أعداء الدين أعداء كلهم بل قلوم، تشات منهم فهو اخلبيثة بأقواهلم يأخذ من وكل عربيةال

دوما � اهللا رسول وألن أكاذيبهم نسف القرآن ألن عليهم مردودة ودسوسهم ورسوله، اهللا .العقد يف النفاثات شر ومن وقب إذا غاسق شر ومن خلق ما شر من الفلق برب مستعيذ

:تعاىل لقوله عليهم للشيطان سلطان ال حقا نونفاملؤمم وعلى آمنوا الذين على سلطان له ليس إنه { لون را ، يـتـوك ذين على سلطانه إمنونه اليـتـول

.)٤(}مشركون به هم والذين ويفر بل املؤمن، على يتسلط أن من أخسأ الشيطان دام فما: اهلمل مع ترعى أن بنفسك فاربأ : الشريف للحديث اخلطاب بن عمر من هربا

.)٥(»عمر من فروا قد والجن اإلنس شيطاني إلى ألنظر إني« فجا سلك إال فجا سالكا الشيطان لقيك ما بيده نفسي والذي الخطاب ابن يا«

.)٦(»غيره .)٧(»عمر يا منك ليفر الشيطان إن «: اآلخر ديثاحل ويف

رسول على ال املشركني وعلى ،� اهللا رسول على ال يتواله من على الشيطان فسلطان وباآلية .املوحدين

). ٦٧(اآلية : سورة املائدة )٢( ). ٣٦(اآلية : سورة الزمر )١(

).١٠٠-٩٩(اآلية : سورة النحل )٤( ). ١٩٥(اآلية : سورة األعراف )٣(

.٣١١ص ٣ج لألصول اجلامع التاج )٦( .١٢٤ص ١٠ج ٣٩٣٨ رقم سننه يف الرتمذي رواه )٥(

.٣٩٣٧ رقم الرتمذي رواه )٧(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٥

هذه أدخلوا حىت غباء املضلني أفكار يف هل عماء، اهللا رسول على الداسني عقول يف فهل زعمهم حد على" يدري فال ميرضه حىت سبيل � اهللا سولر على للشيطان أن من الدسوس ال أم الطاهرات نسائه على يدخل كان الشيطان أن اليهودي لبيد بنات برواية" الباطل اخلبيث/ ١٨/ وشياطينه السحر تأثري حتت بقي � أنه روايام يف الصفاقة م بلغت بل يدخل،

: تعاىل الق أما املدة، ذه الوحي انقطع فهل ،شهرا .)١(}رجيم شيطان بقول هو وما{

الشياطني ولكن الشياطني، وحي من بأنه العظيم بالقرآن طعن وهذا. ..شيطانيا؟ الوحي أفكان .أمثاهلم على تتنزل

.)٢(}أثيم أفاك كل على تـنـزل ، الشياطني تـنـزل من على أنـبئكم هل { .� اهللا رسول جمالس حضور أبدا الشياطني تستطيع ال حقا أنه مع.. )٣(}لمعزولون السمع عن إنـهم ، يستطيعون وما هلم يـنبغي وما ، الشياطني به تـنـزلت وما{

.العظيم اهللا صدق وفر فرائصه ارتعدت معه واملؤمنني � اهللا رسول رأى امل ذاته الشيطان أن قلناه ما يؤيد ومما

والله الله أخاف إين تـرون ال ما أرى إين منكم بريء إين وقال عقبـيه على نكص { و. هاربا .)٤(}العقاب شديد

� اهللا رسول أصحاب مذكرا الكرمي تابهك يف تعاىل اهللا ذكره ما قلناه ما أيضا لك يؤيد ومما بالسوء أيديهم يبسطوا أن املشركون فيها أراد اليت التارخيية الواقعة بتلك عامة، واملؤمنني خاصة

ونقاوا يومئذ املؤمنني أنفس لطهارة إال ذاك وما عنهم، أيديهم تعاىل فكف املؤمنني إىل فمن معه ورسوله اهللا كان ومن العظيم بربه قلوم ثبت الذي � حممد اهللا حببل بارتباطها

..!.ضده؟

.)٢٢٢-٢٢١( اآلية: الشعراء سورة )٢( ). ٢٥( اآلية: سورة التكوير )١(

). ٤٨(اآلية : سورة األنفال )٤( .)٢١٢-٢١٠( اآلية: الشعراء سورة )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٦

فكف أيديـهم إليكم يـبسطوا أن قـوم هم إذ عليكم الله نعمت اذكروا آمنوا الذين ياأيـها{ .)١(}المؤمنون تـوكل فـلي الله وعلى الله واتـقوا عنكم أيديـهم

: تعاىل قوله ذلك من عدة مواضع يف املعىن هذا الكرمي القرآن أيد وقد .)٢(}عليما شاكرا الله وكان وآمنتم شكرمت إن بعذابكم الله يـفعل ما{ .)٣(}الكفور إال جنازي وهل كفروا مبا جزيـناهم ذلك { من حتفظ وبذا ملداواة، حمتاجا تعود فال الدرن من نفسك وتطهر ختلص الفلق برب فبعياذك لذا

طهارة يف دوما نفسه كانت بربه الدائم � اهللا رسول وبعياذ وأذى، شر ذي كل تسلط برب بعياذه وهكذا وأذى، شر كل من دوما حمفوظة فكانت ملداواة حباجة كانت فما وصفاء،

مرض وكل وهزمية ذل وكل وأذى شر كل من مبعيته حفظوا � به الصحابة وبعياذ الفلق . وبالء

هذا يف � اهللا رسول قول أمجل وما خلق، ما شر من ووقاية وقاء الفلق برب فبالعياذ وهكذا : يقول إذ املعىن

على ربي إن ا،بناصيته آخذ أنت دابة كل شر ومن نفسي شر من بك أعوذ إني اللهم« .)٤(»مستقيم صراط

. مستقيما كنت إن وتوقى حتفظ لنفسك بنفسك وكرره الدعاء هذا فاحفظ أال نفس أن ،� اهللا رسول به يدعو كان الذي الشريف الدعاء هذا خالل من ترى وأنت

إال املخلوقات من علينا يقع الذي الشر فما به ينزل شر كل يف السبب هي ذاته اإلنسان من غرينا وآذينا ا فقمنا الشيطان لنا زينها اليت اخلبيثة األعمال عن ومنبعث ناشئ وهو

عليه نستحق ما فعلنا حنن فإن اهللا، وبإذن احلق ضمن إال شيء يصيبنا فال املخلوقات األرض على يدب خملوق أي يد على أي الدواب، من دابة بواسطة أذانا علينا أعاد التأديب،

.الشريف احلديث هذا يف الواردة )بناصيتها آخذ أنت دابة( كلمة يهتعن ما وذلك . غرينا على حنن وأوقعناه منا صدر شر سبقه وقد إال علينا يقع شر من وما

). ١٤٧(اآلية : سورة النساء )٢( ). ١١(اآلية : سورة املائدة )١(

.٢/٣٥٨٣/ ج العمال كنز )٤( ). ١٧(اآلية : سورة سبأ )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٧

ها أصبتم قد مصيبة أصابـتكم أولما{ على الله إن أنـفسكم عند من هو قل هذا أىن قـلتم مثـليـ ١(}قدير شيء كل(. � اهللا رسول كالم فجاء آياته، من عدة مواضع يف احلقيقة هذه الكرمي القرآن أعلن وقد

: تعاىل بقوله ومبينا ذلك لنا موضحا رسوال للناس أرسلناك و نـفسك فمن سيئة من أصابك وما الله فمن حسنة من أصابك ما{

.)٢(}شهيدا بالله وكفى .)٣(}كثري عن ويـعفوا أيديكم كسبت فبما مصيبة من أصابكم وما{

تعاىل فاهللا شائبة، كل من سليمة شر، كل من نقية دامت وما طاهرة، طيبة نفسك دامت فما .واثقا شر كل من إياك ووقايته تعاىل اهللا حبفظ ولتكن قلبا ولتطمئن ومؤيدك، حافظك

وتكتلوا مكروا مهما األعداء وال املفرتسة، والسباع الضارية الوحوش وال واحلية العقرب فما نوعها كان أيا دابة من ما فقل شئت وإن السارية، األمراض جراثيم وال حىت عدة، من وأعدوا بالسوء إليك يدها تبسط أن ميكن كيف أم بأذى، متسك أن مبستطيعة شرها استشرى ومهما

ميكنها كيف أم. بناصيتها؟ آخذ سبحانه وهو ويده، تعاىل اهللا قبضة يف وهي شرها يصيبك أو إال أحدا يؤاخذ ال مستقيم، صراط على سبحانه وهو طاهر، طيب وأنت أذاك من تعاىل

له مذكرا التسليط ذلك فكان شر، من نفسه يف تولد مبا إال دابة عليه يسلط وال بذنبه، . احنرافه عن له ورادعا بشذوذه

املرء عياذ أن أيضا نفهم كما اخلصوص، ذا � اهللا رسول كالم من نفهمه مما طرف ذلك أن أو سيئة نية فيها تتولد أن من ومحايتها النفس وقاية يف سببا يكون عليه، وإقباله تعاىل باهللا

. شر فيها ينبت ووجدت بشيء نفسك حدثتك ما وإذا نقية طاهرة نفسك ظلت دوما باهللا عذت أنت فإذا هذا. وتوقى الشر من حتفظ وذا وتتزكى نفسك تطهر وهنالك فورا، تعاىل باهللا فعذ شرا فيها

:كلمة به لنا توحي مما فيض من غيض

.)٧٩( اآلية: النساء سورة )٢( .)١٦٥( ةاآلي: عمران آل سورة )١(

.)٣٠( اآلية: الشورى سورة )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٨

}�� ��� ���� ����� ، ���� ��� ��� �����{ . ومن بك، واملعتصم بكالمك املتمسك أسعد وما داللتك أعظم ما وحبمدك اللهم فسبحانك

.مستقيم صراط إىل هدي فقد باهللا يعتصم فقال الكرمية السورة هذه مطلع إليه أشار فيما التفصيل، بعض يفصل أن تعاىل أراد وقد هذا

: تعاىل

}�����" ��� #��%� ��& �'��"{ إذ: القمر ظلمته،وغسق اشتدت أي: الليل غسق: يقال الظلمة، الشديد املظلم هو: والغاسق

.حماق أو خلسوف وجهه أظلم نوره وعن خالقه عن وببعده بإعراضه نفسه ظلمة اشتدت الذي الشيطان: هنا بالغاسق واملراد .النفس مظلم أصبح تعاىل

العظيمة الكوة هو والوقب الوقب، ظل يف دخل: مبعىن أيضا وقبو وجاء، أقبل: مبعىن ووقب صدر هو القرينة، عليه تدل ما حسب وعلى هنا والوقب اجلسد، يف النقرة: والوقب ظل، فيها

ثا بالنفس موسوسا فيه الشيطان يدخل حيث اإلنسان عن اإلنسان غفل فإذا بالشر، إياها حمد وجعل صدره، يف ووقب الشيطان أي الغاسق جاءه خالقه، عن بعيدا وأضحى أعرض أو اهللا،

اإليذاء أو اآلخرين، على العدوان حب من تولد ما نفسه من ليخرج له ويزين إليه يوسوس اهللا عن وبعدها غفلتها بسبب النفس يف جرثومها ينبت اليت الرديئة األعمال من ذلك وغري إعراضها، على النفس استمرت فإذا الشهوة، يذتنف على العزم حيصل والتزيني التخييل وذا

ء اخلبيث فعلها عليها يعود فهنالك الشيطان هلا زينه ما ففعلت شهواا على وأصرت بسي فبااللتجاء. الغاسق عن يتسبب الذي هو واألمل والضيق العذاب وذلك الوجع وأليم العذاب

الشيطان تزيني عن والناشئ اخلبيث الفعل عن داملتول والشقاء العذاب من النفس ختلص اهللا إىل اليت اخلبيثة األعمال عن ومنبعث ناشئ املخلوقات من غرينا من علينا الواقع فالشر . وختييله اآلية ذه لنا يبني إمنا تعاىل فاهللا وهكذا. اخللق من غرينا وآذينا ا فقمنا الشيطان لنا زينها

ألنه ،� اهللا لرسول بالسوء يده ميد أن صدره يف الشيطان بوق امرؤ يستطيع ال أنه الكرمية : كلمة فإن باهللا، عائذ دوما �

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٤٩

}�����" ��� ��%� : تقول }"��'� &�� # له يوسوس وأخذ صدره، يف الشيطان وقب اهللا عن بعيد امرؤ يؤذيين أن من باهللا أعوذ إين

وتبني ،� اهللا رسول حبال تعرفنا كانت وإن ةالكرمي اآلية هذه أن على واإليذاء، بالشر وحيدثه نعوذ أن خفي طرف من إلينا تطلب إمنا فهي وقب، إذا غاسق شر من الفلق برب عائذ أنه لنا

شر من الوقاية وهذه احلفظ هذا ليكون ،� اهللا برسول وارتباطا إقتداءا سبحانه، به أيضا حنن لنا يده ميد أو بسوء، ينالنا أن منهم امرؤ جيرؤ فال اهللا، عن املعرضني صدور يف وقب إذا غاسق املكر وجهه يف وعرفت صدره، يف احلقد ويتلجلج بالشر عيناه تلمع امرءا رأيت ما فإذا بأذى،

ويفر نفسك تطهر وهنالك به وتعوذ تعاىل اهللا إىل تلتجئ أن إال لك فما باإليذاء، والتعرض وحتفظ شره من فتتخلص عليك، احلقد نار قلبه يف ويشعل بأذاك، يغريه كان الذي الشيطان

: اآلية إىل وننتقل التأويل ونتابع. تنتصر وعليه كيده من

}�����" ��� �(�)�*�+,�� -�. �/01��{ :فنقول

: أي فيه، من البصاق فالن نفث: يقال واإللقاء، الرمي وهو النفث، من مأخوذة: النفاثات أردت وإذا نافثة، هذه واحلالة فاألفعى امللدوغ، جسم يف ألقته: أي السم، احلية ونفثت رماه،

واملراد امللقيات،: إذا والنفاثات نفاثات، ومجعها نفاثة، فهي منها الفعل صدور وتكرر املبالغة : الكرمية اآلية هذه يف النفاثات من وبث التفرقة اءإلق إال عمل من هلم فليس وحرفة مهنة السحر اختذوا الذين السحرة فسأن

واالبن وشريكه، الشريك وبني وأخيه، واألخ وزوجه، املرء بني يفرقون الناس، بني اخلصومات .وأبيه

: فأقول. اإليذاء؟ هذا حيصل وكيف التفريق، هذا يتم كيف: تقول ولعلك بفيه، عليها ينفث عقدا فيها فيعقد ثيابه من خيوطا أو املسحور شعر من شيئا الساحر يأخذ

هو وذلك عقدها اليت العقدة على به ويرمي اهلواء، من بشيء مقرونا فمه من الريق خيرج أي . عمله ظاهر

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥٠

ووسيطا له قرينا الشيطان اختذ اهللا، عن بعيد كافر، امرؤ الساحر أن فهي: الساحر حقيقة أما الشعاع هذا مسري الشيطان يتبع املسحور حنو بنفسه العقدة يف ينفث عندما فهو عمله، يف له

.إليه ويصل املسحور على يستدل حىت ويقتفيه اليت زوجه من ينفر مثال جيعله ما الوساوس، من صدره يف ويلقي اخلياالت من له خييل فيبدأ حتبه ال زوجه أن املسحور نفس يف يلقي مثال الشيطان فتجد وبينها، بينه يفرق أن الساحر أراد كذبا له خيل وابتسمت أمر يف سرا والدا مع تتحدث رآها وإذا ه،طعام حتضري يف تأخرت ملا

التخيالت من ذلك غري إىل منه، سخرية ابتسامتها وأن عنه، تتحدثان أما نفسه يف وألقى املسحور، على متسلطا الشيطان هذا يزال وما احلقيقة، مع متطابقة وليست هلا أصل ال اليت الفراق، ويقع الزوجني بني والشحناء اخلصومة تقع حىت زوجه صوصخب ويوسوس خييل يزال وما

. وأذاه عمله يف له وسيطا الشيطان متخذا بغيته إىل وصل قد الساحر يكون وبذلك حنو ويوجهه الشيطان يسوق الساحر األذية، هذه يف شريكان والشيطان فالساحر وهكذا

. بغيتهما إىل يصال حىت الباطلة التخيالت يلوخي باخلواطر ويلقي يوسوس والشيطان املسحور، : صورتني على يكون الساحر فنفث

ويكون وشخص، شخص بني واجلمع التقريب أي ،إيجابيا نفثه من مراده يكون أن فإما - ١ . الرابطة وإنشاء العقدة، عقد إىل منصرفا مهه وفرد، فرد بني والبغضاء العداوة لقاءوإ بالتفريق وذلك ،سلبيا نفثه من مراده يكون أن وإما - ٢

هما فـيتـعلمون ..{ القائمة العالقة وإفساد العقدة حل إىل هادفة احلالة هذه يف بغيته وتكون منـ .)١(}وزوجه المرء بـني به يـفرقون ما

أحد على التأثري اثاتالنف تستطيع وكيف املسحور، إىل الساحر من األذى ينبعث كيف ولكن . األشخاص؟

التخييل يف ويستخدمه املسحور حنو الشيطان يسوق نفثه يف الساحر: الظاهر حيث فمن - ١ .اخلياالت من يرغب مبا إليه

.)١٠٢( اآلية: البقرة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥١

إليه وخييل املسحور، إىل بواسطته فيتوصل الساحر يستخدم الشيطان: الباطن حيث ومن - ٢ .ررالض وإنزال األذى إيقاع فيه مما يشاء ما

به يتالعبان ألذامها، وموضعا هدفا شخص أي جيعال أن والشيطان الساحر يستطيع هل ولكن ...يريدان؟ كما : نقول هذا عن الجواب وفي : تعاىل قوله وهي بصددها حنن اليت الكرمية السورة إىل رجعنا حنن إذا

}�� ��� ���� ����� ، ���� ��� ��� ����� ، �����" ��� ��%�# ��& �'��" ، �����" ��� �(�)�*�+,�� -�. �/01��{. سبيل فال العقد، يف النفاثات شر من ووقي حفظ إمنا الفلق برب بعياذه � اهللا رسول أن جند

يتعرض أن ساحر يستطيع وكيف إليه، فيخيل منه يدنو أن شيطان جيرؤ وال عليه لساحر ..باألذى؟ � اهللا لرسول

.لفوره الحرتق دنا ولو. ؟� منه يدنو أن شيطان جيرؤ كيف أم مقتديا باهللا يعوذ الذي املؤمن أن لنعلم إليه، وترشدنا السورة هذه به تعرفنا أن تريد ما هذا

.إليه خييل أن شيطان جيرؤ وال بسوء، له يتعرض أن ساحر يستطيع ال ،� اهللا برسول .به يعوذ له ملجأ وال بيده سالح ال إذ وأذى، شر لكل عرضة وفه اهللا عن البعيد الكافر، أما

واخللق املسحور، إيذاء على التعاون من والشيطان الساحر تعاىل اهللا ميكن كيف تقول ولعلك . إذنه؟ بعد ومن باهللا إال ألحد قوة وال حول وال بيده كله والكون تعاىل، اهللا عباد كلهم : نقول هذا عن الجواب وفي

منه بدر مبا إال عليه والتسلط امرئ على التعاون من والشيطان، الساحر تعاىل اهللا ميكن ما رشده، إىل ويؤوب يتوب فلعله الدواء، ذا يداوى أن عليها استحق رديئة، أفعال من وسبق رتأشا وقد اخلبيثني، الشريكني هذين منه تعاىل اهللا مكن ملا بغريه األذى وإيقاعه ظلمه ولوال : تعاىل فقال الناحية، هذه إىل البقرة سورة يف الكرمية اآلية

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥٢

هما فـيتـعلمون ..{ بإذن إال أحد من به بضارين هم وما وزوجه المرء بـني به يـفرقون ما منـ .)١(}الله

يف النفاثات شر من ووقاية شر كل من حفظ إليه الدائم والتجائه بربه املؤمن فبعياذ وهكذا خيشى وال بساحر، يبايل ال إنه سالحه، أمضى وما بربه، العائذ املؤمن قلب أثبت فما. العقد

شر من خيلصنا إذن الفلق رب إىل فااللتجاء. إنسان مكيدة عزمه من تفل وال شيطان، من .العقد يف النفاثات

من أيضا حمفوظ سبحانه به العائذ بأن الكرمية، السورة هذه يف أيضا يعرفنا أن تعاىل أراد وقد : تعاىل قال ولذلك بسوء، احلاسد عني تصيبه أن

}�����" ��� 2/�%��3..{: زواهلا ويتمىن ويستحبها فيستهويها غريه على النعمة يرى اهللا عن معرض امرؤ هو: والحاسد

.إليه وجميئها عنه

}..��& �/�4�3{: حال يف وهو النعمة لتلك واالستحباب االستهواء هذا منه صدر فإذا باحلسد، قام إذا يأ

الناس يسميه ما هو األذى وذلك احملسود، على األذى وقوع يف سببا ذلك كان اهللا عن الغفلة . بالعني باإلصابة

احملسود، على سداحلا من بالعني واإلصابة األذى ا يقع اليت الكيفية وبيان الحسد تفصيل أما : يلي مبا فنوضحها

قد أناسا جند ما كثريا إذ وولد، مال أو صحة من ويريد حيب ما مجيع مبالك الناس كل ما احلرمان وهذا ورمحة، خريا حبقهم احلرمان فكان تعاىل، اهللا أرادها حلكمة النعم من نعمة حرموا : أنواع على

.)١٠٢( اآلية: البقرة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥٣

واحد، ولد ولو له يكون أن على هلفان كله العمر هوف واألوالد، الذرية حرم من الناس فمن حرم من ومنهم أنثى، له تكون أن ويتمىن يرجو فهو ذكورا رزق من ومنهم أنثى، أو كان ذكرا

وآخر صحة، يؤت ومل وافرا وماال واسعا رزقا أعطي من وهنالك إناثا، إال يوهب ومل الذكور عليم حكيم تعاىل فاهللا وهكذا ووى، نفسه حتب اكم ومتاع مال له وليس وقوة صحة أويت

ورأى الغطاء انكشف ولو العطاء، عني احلقيقة يف وهو ودواء، عالج إال منعه وما ومينع يعطي فضله على سبحانه تعاىل اهللا يشكر بل له، تعاىل اهللا اختاره ما إال اختار ملا احلقيقة اإلنسان

مجيع بل ال الناس سائر وحتوط حتوطه يةهل اإل رمحةال ولرأى إياه، منعه الذي املنع ذا .املخلوقات

على بأذاها احلاسد عني ا تقع اليت الكيفية بيان إىل فلننتقل الكلمة، ذه لك مهدنا وقد أما ونقدم األذى، ذلك من حفظ يف دوما وتظل تطبيقها جيب اليت الطريقة لك ولنوضح احملسود،

: فنقول اآليت املثال وأعياه، قواه حل حىت به زال وما وأضناه، جسمه فاحنل حينا، املرض الزمه عليال امرؤا أن هب

السقم من احلال هذا على هو وفيما السرير، مغادرة يستطيع وال السري على يقوى ال فأضحى نشاطا وجهه ويفيض وعافية، صحة يف جسمه ميوج آخر يرى به إذا والبالء، واجلهد والعياء

ويستغرق الصحة تلك ويستحب نعمة، من صاحبه على يراه ما املريض هذا فيستهوي حيوية،و وللنفس سيالتها، وللنفس احملسود، إىل نفسه من شعاع معه يسري كليا، استغراقا تلك بنظرته به فيصطك احملسود، على احلاسد نفس عن الصادر الشعاع هذا يقع وسرياا، أشعتها

وفيما اهللا، عن بالغفلة املقرون االستغراق من احلال هذا يف احلاسد وفيما يه،ف وينفذ ويالمسه يشم إمنا أعمى الشيطان ألن الفرصة الشيطان ينتهز فيه، نافذة باحملسود متصلة نفسه أشعة

شعاع من ويتخذ احملسود، إىل النفوذ استطاع ملا اهللا عن املعرض نفس شعاع ولوال مشا اخلبث حممولة الكهربائية القوة تسري كما الشعاع، هذا يف حمموال فيسري وحممال مركبا داحلاس نفس

يصعق جعلته أو هزا السلك المسه من هزت وقد السلك محلها قد ا وإذا املعدين، السلك يف .بأذى مسته وال وصوال إليه الكهربائية السيالة استطاعت ملا السلك ولوال ميتا،

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥٤

أن فما االنطباق، متام هذا سريانه يف الشيطان على ينطبق اآلن قدمناه الذي املثال هذا إن ميتا صريعا بسببها يقع مهزة فيهمزه بأذى يصيبه حىت به، ويصطك احملسود إىل الشيطان يصل

ذلك إىل الكرمي القرآن يف تعاىل أشار وقد أعضائه، من عضو يف ووجعا أملا يشكو مريضا أو : بقوله

.)١(}الشياطني مهزات من بك أعوذ رب وقل { ولو احملسود أن على بأذى، أصابه وال وصوال احملسود إىل الشيطان استطاع ملا احلاسد ولوال الشيطان استطاع ملا الكرمي وبرسوله سبحانه به عائذا تعاىل، اهللا على مقبال احلني بذلك كان

الكرمي وبرسوله به والعياذ تعاىل، اهللا على اإلقبال ألن ذلك به، راراإلض من متكن وملا إيذائه ويكون منيع حرز يف يضحي وبذا ي،هل اإل النور من الة جهاته مجيع من حماطا اإلنسان جيعل فاهللا وهكذا واحرتق، هلك اخرتاقه أراد فإذا الشيطان، وبني بينه حيول خفيا سورا يهل اإل النور عني تصيبه أن من بربه عائذ � أنه الفلق، سورة يف لنا يبني أن الكرمي رسوله أمر إمنا تعاىل

الوقاية، وهذه احلفظ هذا لنا فيكون ،� اهللا رسول مبعية سبحانه باهللا لنعوذ بأذى، احلاسد .وبني أرشد ما على هللا واملنة والفضل

ما إذا عليك وما دوما، سبحانه به تعوذ أن إال وتوقى، حتفظ أن أردت إذا عليك فما وإذا اهللا وتذكر تتذكر أن إال وشرا، أذى نظرته من وخشيت استهواء، حاسد من ورأيت ناسيا كنت حيفظ فكذلك احلاسد، شر من به عذت إذا تعاىل اهللا حيفظك وكما هذا. فورا به وتعوذ

إليه، ومتجهة به مرتبطة نفسك كانت من أو بك، مرتبطة نفسه كانت من كل سبحانه احملبة، رابطة بك تربطهم من مجيع وكذلك لك، التابعة والدواب الزرع حىت وأوالدك فأهلك نفس حمبة ألن ذلك احلاسدة، بالعني اإلصابة من به وعياذك تعاىل اهللا إىل بوجهتك حيفظون

نفسك أن ومبا النفسني، أشعة والتقاء حيبه من إىل هلا احملب نفس أشعة سريان: معناه لنفس وحيث انقطاع، دون م اتصال على دوما فهي أشعتها من الة حتبهم من ومجيع أهلك حتيط

أي إيذاء وال أيضا منهم دنوا الشيطان يستطيع ال لذلك تعاىل، اهللا بنور حمصنة نفسك إن .منهم

.)٩٧( اآلية: املؤمنون سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @ÖÝÑÜa@òŠí�@Þîìdm

٥٥

: فيقول عنهما اهللا رضي واحلسني احلسن سبطيه حيصن � اهللا رسول كان ولذا .)١(»المة عين كل ومن وهامة، شيطان كل من التامة اهللا بكلمات اأعيذكم«

عن بالغفلة مقرونة استحسان نظرة إليه نظر أي بالعني، آخر أصاب امرءا إن ،� له قيل وقد وقال أخاه إيذائه على الناظر والم � فغضب أذى، من أصابه ما منها احملسود فأصاب اهللا،

:له» يذكر أن واستحسنها غريه على نعمة رأى إذا اإلنسان، من � بذلك يريد ،»باركت هال

وحممال مركبا نفسه تعود فال الناظر، عن الغفلة لتندفع إال ذاك وما احلال، يف تعاىل اهللا اسم .سبيل من احملسود على للشيطان يبقى وال للشيطان،

: فنقول الكريمة السورة هذه تأويل من فصلناه ما لك نجمع واآلن تعاىل، اهللا على بنفسه أقبل فمن الشرور، سائر من وحيفظها النفس يطهر الفلق برب العياذ . العاملني عن غين واهللا والفضل املنة ورسوله وهللا ووقاه، شر كل من تعاىل اهللا حفظه به عائذا

����� � �� ، ���� ��� ، ����� ���� ������ ��� ��� ����� ������ �

.٣٩٧٢ رقم ٢/ ج العمال كنز )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٥٦

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٥٧

ijk

ö≅è% uθèδ ª!$# î‰ym r& ∩⊇∪ ª!$# ߉yϑ¢Á9 $#

∩⊄∪ öΝs9 ô$Î#tƒ öΝs9 uρ ô‰ s9θム∩⊂∪ öΝs9 uρ ä3tƒ

…ã& ©! #�θà�à2 7‰ym r& ∩⊆∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٥٨

تعرف أن تريد وهل ،الناس إله ،الناس ملك ،الناس رب هو من اإلنسان أيها تعرف أن أتريد من فما كلها، اخلالئق وإمداده بفضله وعم كله الكون ربيتهت مشلت الذي الفلق رب هو من

.إمداده دوام إىل مفتقر به قائم بعنايته مشمول وهو إال خملوق فما الشرور، عنه فاندفعت � اهللا رسول عاذ به الذي الرب هذا هو من تعرف أن أتريد

العقد، يف النفاثات وال وقب، إذا الغاسق وال الناس، صدور يف يوسوس الذي اخلناس الوسواس أحد من ما مجيعا، األرض أهل وال حىت املخلوقات من خملوق أي وال حسد، إذا احلاسد وال

. بأذى يدا العظيم الرب ذا عياذه بسبب الكرمي الرسول هلذا ميد أن مبستطيع منهم ،الناس رةسو قبلها ومن الفلق سورة رسوله على أنزل الذي الرب هذا هو من تعرف أن أتريد واليت احلياة، هذه يف تنتابك قد اليت والشرور املهالك من ويوقيك السعادة طريق ما لك يرسم

. وشقاء وبؤسا تعاسة كلها حيام فكانت املعرضني انتابت إال لك يريد ال الذي بك، الرحيم الرؤوف هدايتك على احلريص الرب هذا تعرف أن أتريد

يف وجيعلك إليك وحيسن فضله من ليمنحك إال الوجود هذا إىل أخرجك ما والذي السعادة .نعيم وجنة ورحيان روح يتلوها سعادة يف احلياة هذه

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٥٩

بك ليصل احلق، ودين باهلدى رسوله أرسل الذي العظيم الرب هذا تعرف أن تريد كنت إذا أبدية، سعادةو مقيم نعيم يف الدنيا احلياة هذه بعد وجيعلك اإلنسانية الكماالت أمسى إىل

:الكرمي رسوله خماطبا الكرمي كتابه يف تعاىل يقول إذ العلية بذاته يعرفك تعاىل قوله إىل فاستمع

}�� �� �� �� ����� ، �� �� ������� ، ��� ��� �� ����� ����� ، ����� ����� �� � �!" �����{. أن جيب به الذي الناس إله الناس، ملك الناس، رب بالر هذا أن مبينا عبادي عرف أي

الشرور من يعوذوا أن جيب به الذي الفلق رب الرب هذا وأن. اخلناس الوسواس شر من يعوذوا . أحد اهللا هو إنه اهللا، هو كلها عرفته إن أنك لك ويبني جالله، جل املسمى على لفظها يدلك الذات اسم هي): اهللا( كلمة

الناس، فرب وحبا، شغفا وفضله إكرامه من تشهده ملا نفسك وطارت عشقا، به تتوهل ورب .اهللا هو الفلق إىل آل ما شاهدت لو: أي) وله ( و) أله ( كلميت من مشتقة) اهللا( اجلاللة لفظ كلمة ومعىن

عمقت ولو اإلنسان اأيه عليك واحلنان واحملبة الرمحة وعظيم واإلكرام الفضل مزيد من تعاىل اهللا اجلالل حبور يف عارجة نفسك ولطارت وهياما حبا به لتوهلت عليك ونعمه اهللا بآالء بالتفكري مقبال واإلكرام اجلالل بذي وحبا واحتماء التجاء بنفسك وحللقت يةهل اإل والعظمة واجلمال

. األول باحلبيب إال وقلبا فكرا تنشغل وال بسواه تنطق وال إاله ترى ال عليه هو إذا كماله شهود يف العقل وحيار عليه، أقبلت هي إذا به األنفس تتوله الذي هو اهللا: إذا

يتناهى، ال الذي بالكمال املتصف سبحانه وهو احلكيم، العليم سبحانه تعاىل فهو إليه نظر .احلسىن امساؤه عليه تدلك والذي كلمة كانت وإذا ية،هل اإل األمساء لسائر اجلامع االسم وهي العلية لذاتا اسم هي) اهللا( وكلمة

املخلوقات كل قبل من رأينا كما ميد الذي املريب وهو تعاىل اهللا أمساء من اسم إىل تشري) رب ( . احتياجات من حيام عليه تتوقف مبا

القابض هو سبحانه أنه نةمبي تعاىل أمسائه من آخر باسم عرفتنا قد) ملك( كلمة كانت وإذا أمساء من ثالث اسم إىل تشري) إله( كلمة كانت وإذا. املوجودات مجيع قبضته يف الذي

سائر أمور بل ال الناس أمور إليه تؤول الذي هو العظيم املريب هذا أن مبينة يةهل اإل احلضرة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٠

تصرف من ألحد وما هو الإ إله وال أمورها املدبر بشؤوا املتصرف وحده فهو املخلوقات .سواه كلمة فإن معان من عرفتنا مبا عرفتنا قد أوردناها اليت يةهل اإل األمساء هذه كانت إذا: أقول

. يةهل اإل األمساء سائر على تشتمل وأا معا الثالثة األمساء هلذه جامعة هي إمنا) اهللا( كلها هلا واجلامع احلسىن األمساء على يشتمل الذي األعظم االسم هي) اهللا( فكلمة وهكذا

وإذا. البصري السميع احلكيم والرب الرحيم الرمحن اخلالق ذكرت فقد تعاىل اهللا اسم ذكرت فإذا املؤمن والسالم املصور، والبارئ القدير والقوي العظيم العلي ذكرت فقد تعاىل اهللا اسم ذكرت

:فقل شئت وإن املهيمن، على يشتمل الذي األعظم اهللا اسم العلية الذات اسم ذكرت فقد اىلتع اهللا اسم ذكرت إذا

إليها أشار واليت امسا وتسعني تسعة تبلغ اليت الكمال صفات على والدالة احلسىن يةهل اإل األمساء :بقوله �

.)١(»الجنة دخل أحصاها من اسما وتسعين تسعة وجل عز هللا إن« فواحدا واحدا ألفاظها معددا حفظها من أي ،)الجنة دخل اأحصاه من( بكلمة املراد وليس شيء له صار من أي ،)أحصاها( من بكلمة � أراد إمنا بل امسا، وتسعني تسعة يذكر حىت .تعاىل اهللا أمساء من اسم كل إليه يشري مما طرفا وشهد منها واحد بكل العلم من من رأيته مبا الرمحة هذه من طرفا قلتوع اخللق بسائر تعاىل رمحته من شهدت أنت فإذا

اهللا برمحة آمنت فقد اآلخرة يف خبلقه رمحته من شيئا وأدركت الدنيا يف لعباده سبحانه معاملته وعرضت خلقه يف اهللا عدالة من طرفا شهدت أنت وإذا الرمحن، تعاىل بامسه علم لك وصار

فقد حقه حق ذي كل تعطي وأن بد ال يةهل اإل العدالة أن معها نفسك عقلت وقائع لك .العادل تعاىل بامسه علم لك وصار اهللا بعدالة آمنت

تنظيم يف القائمة احلكمة وشهدت خملوقات، من نظرك عليه يقع فيما الطرف أجلت أنت وإذا الكون يف التفكري تابعت مث أجلها من خلق اليت وظيفته مع أعضائه وتناسب خملوق كل

.ومسلم البخاري رواه )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦١

زيادة أو احنراف دون املطلوب ومبقداره املناسب موضعه يف وضع قد شيء كل أن وأدركت . الحكيم تعاىل بامسه علم لك وصار اهللا حبكمة آمنت قد هذه واحلالة فأنت ونقصان

كالشهود ليس والبيان الشرح ألن يةهل اإل األمساء هذه من اسم كل يف لك أفصل أن أريد وال خالل من إال يةهل اإل األمساء هذه من طرفا تعقل أو اهدتش أن تستطيع ال وإنك والعيان تشاهد أن تستطيع ال فقل شئت وإن وحكمة وترتيب تنظيم من فيه وما الكون ذا تفكريك ا مررت اليت األطوار يف النظر وتتابع بدايتها، منذ نفسك يف تنظر مل ما مجيعها يةهل اإل األمساء

. سويا انا إنس أصبحت حىت نطفة كنت أن منذ لهواإل العليم الرب هذا وعلم احلكيم وحكمة القدير قدرة من طرفا تشهد أن أردت أنت وإن

من عضو كل يف مفكرا النظر وتتابع نفسك يف تنظر أن إال سبيل من لك فما الرحيم الرؤوف شؤون وتدبريها تصرفها يف يةهل اإل القدرة لك وتتجلى وامللك الرتبية تشاهد وهنالك أعضائك

رحيم وعادل عليم واسع تعاىل اهللا بأن وتؤمن واحلكمة العلم رؤية إىل ذلك من وتتدرج اخللق وال واألرض السموات يف ذرة مثقال من عنه يعزب ال بصري ومسيع خبري حكيم سبحانه وأنه

. مبني كتاب يف إال أكرب وال ذلك من أصغر الملك، تعاىل، أمسائه من طرفا تشهد حىت اسم بعد امسا يةهل اإل األمساء رؤية يف تتدرج تزال وما

يف متدرجا ترقى تزال وما ،المتكبر الجبار، العزيز، المهيمن، المؤمن، السالم، القدوس، فيه أنت ما ومع حالك مع متناسبة رؤية يةهل اإل األمساء سائر رؤية إىل تصل حىت الشهود هذا البشرى ولك مؤمن فأنت كلها يةهل اإل األمساء من طرفا وعقلت شهدت أنت فإذا إميان، من

.� األمني الصادق السيد بذلك أخرب كما باجلنة ال دمت وما أذاك وفالنا ظلمك فالنا أن ترى دمت وما ذاك، ومل هذا مل : تقول دمت ما أما

وإذا إنسان، منها يتخلف أن يستطيع وال خملوق تصرفها عن خيرج ال اليت يةهل اإل اليد تلك ترى وإن ونعمة، وخريا وأدوية عالجا والغموم واهلموم ومنة فضال والفقر رمحة املرض ترى ال كنت ويف به تصرفاا يف مجعت واحدة يد به تتصرف كله الكون أن تعرف مل أنت إذا فقل شئت بعد وصلت فما ومنة وإحسانا ورمحة وحنانا ورأفة وعدالة وحكمة علما حوادثه من حادثة كل ولتجد احلسىن، تعاىل اهللا أمساء مجيع بعد أحصيت وما � اهللا رسول حبديث التام اإلميان إىل

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٢

والراحة األمن إال اإلميان هذا بعد وما والسكينة، الطمأنينة إال الوصول بعد وما الطلب يف نفسك يف لتشعر وبيناه إليه أشرنا الذي اإلميان ذلك آمنت أنت إذا هذه واحلالة وإنك واألمان

ا ا إهل و حكيما عادال وربا عظيما خالقا ذكرت قد أنك اهللا اسم ذكرت إذا وموىل عليما مسري ).اهللا( كلمة من نفهمه ما بعض وهذا رحيما، رؤوفا :تعاىل قوله يف الواردة) أحد ( كلمة من نفهمه ما لك ونشرح التأويل ونتابع

}�� �� �� �� �����{: : فنقول

األمساء سائر على قبل من ذكرنا كما يشتمل) اهللا( كلمة به وأعين اجلاللة لفظ كان إذا تعاىل وهو" متعددا يكون ال الذي الواحد" سبحانه أنه إىل تشري) أحد ( كلمة فإن يةهل اإل

خلقه يف أحد وملكه، ربوبيته يف دأح سبحانه فهو األمساء، هذه من اسم كل يف املتفرد يف أحد وقدرته، وقوته عدالته يف أحد ورأفته، رمحته يف أحد وحكمته، علمه يف أحد وألوهيته،

.فيه ومتفرد احلسىن أمسائه من اسم كل ويف ذاته، يف أحد تعاىل اهللا أن فيه نبني اآليت املثل لك نضرب ذكرناه ملا وبيانا اإليضاح يف وزيادة هذا : فنقول قوته على غرام كيلو مخسون زنتها حجر من كرة محل من متكنه درجة منا الواحد قوة تبلغ قد

حجمها يف جتاوز صخرة محل عن القوة من أوتوا مهما رجل ألف ويعجز يعجز لكنه التقريب من كتلة محل عن ظهريا لبعض بعضهم كان ولو مجيعا الناس ويعجز الغرف من كبرية غرفة

طاقة املخلوقات لسائر بل ال اإلنسان فلبين وهكذا الكبرية، اجلبال من جبال تساوي األرض بالعجز باء يطيقه مما بأكثر اإلنسان هذا كلفت أنت فإذا معينا، حدا تتجاوز ال حمدودة وقوة

.والفشل يف مبا وحبار، لجبا من حوت مبا الكرة هذه األرضية الكرة إىل ننظر وتعال اآلن اإلنسان ودع

محلت مبا وأار، وآبار عيون من عليه اشتملت مبا وأحجار وصخور ذائبة معادن من باطنها زنتها جتاوزت وقد الكرة هذه إىل ننظر تعال وأشجار، ونبات وحيوان، إنسان من ظهرها على :األطنان من مرة آالف مخسة مكررة مليار مليار الفلك علماء يقول كما تقريبا

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٣

).طن ٥٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠ ٠٠٠( عمد فال الفضاء هذا يف بنا تقف ظهرها على حممولون وحنن العظيمة الكرة هذه نتصور تعال من فيها معه اخللق من ألحد وليس وحده تعاىل اهللا بقوة تقف إمنا بل يسندها، سند وال تقيها وار ليل بني نفسها حول دائرة الفضاء هذا يف تقف إا نعم. ظهري من منهم وماله شرك وال حلظة جريها يف تتأخر ال ثقالتها من الرغم وعلى احنراف، أدىن دون فلكها يف جتري وهي الدقة ذه جتريها اليت القوة وهذه متسكها اليت اليد هذه أعظم فما أمنلة، طريقها عن خترج

طلقة السيطرة وهذه العجيبة !.النظام وهذا امل

) أحد ( كلمة إليه تشري مما مدركا إال النظر هذا ونظرت التفكري هذا رتفك إذا أخالك ما تراه ما خالل من إال يةهل اإل األمساء معاين من طرفا مبدرك أنت وما القوي، تعاىل المسه بالنسبة

.خملوقات من فيه فيما النظر وبعد آيات من الكون يف وأكثر أكثر تعمقت وكلما املعاين هلذه اإلدراك يف زدت التفكري يف تتعمق ذهبت إذا أنك على هذا يف حوهلا الدائر قمرها إىل األرض وجاوزت النظر تابعت أنت فإذا التقدير، يف زدت

زنة جتاوز واليت السماء متأل اليت النجوم ماليني إىل انتقلت مث الشمس إىل نظرت مث الفضاء بقوة الفضاء يف حممولة تقف وزا عظيم لىع أا وعلمت الشمس وزن من مرة مليون بعضها

. قوته يف أحد سبحانه أنه وتعلم وتقديرا تعاىل هللا تعظيما تزداد أنك بد فال وحده تعاىل اهللا فإذا وتعظمه، ربك وتقدر تعاىل اهللا قدرة من طرفا تدرك أن تستطيع ذاته الكون فمن وهكذا

أنواعها اختلف ومهما مظاهرها تعددت مهما قوة من الكون يف ما كل أن علمت ما .القوي اهللا قوة من حبر من وذرة تعاىل اهللا قوة من منبعث أثر إال هي إن ومصادرها

مبا الشمس حىت خملوقات من فيه ما مجيع وأن تعاىل باهللا قائم كله الكون أن علمت ما وإذا قوة من فيها مبا والنجوم ماء،العل رأي حسب على درجة املليوين تتجاوز حرارة من باطنها يف

تستطيع فهنالك تعاىل اهللا من قوته يستمد كله ذلك أن علمت إذا ومغناطيسية، ودفع جذب .سواه قوي من وما القوي سبحانه فهو قوته يف أحد تعاىل اهللا أن تدرك أن عليك اليسري فمن القوي تعاىل المسه بالنسبة) أحد ( كلمة إليه تشري ما لك وضحنا وقد أما وامسه واحلكيم، العظيم، امسه القوي تعاىل امسه خالل من فتعلم األمساء بقية يف أنت تتوسع أن

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٤

األمساء من ذلك وغري العادل تعاىل وامسه الرحيم، والرؤوف واخلبري والعليم والقدير الواسع تعاىل . احلسىن يةهل اإل

تعاىل اهللا إال أحد بكلمة صفيو فال األمساء هذه من اسم كل يف أحد تعاىل أنه وتعلم .له املتعايل الشريف االسم هذا خللوص بواسطة باالتصال إال يهل اإل الشهود عن للمنقطعني يتم ال يةهل اإل للحضرة الوصول أن واحلقيقة

األمني الوعد الصادق اهللا رسول وهو أال األزل عامل منذ عني طرفة اهللا حضرة عن ينقطع مل من ينفك مل الذي فهو الكرمي اهللا لوجه املتسامية ببصريته والشاخص السرمدي البقاء باهللا الباقي

من املتني اهللا حبل وهو العلى اهللا جنات فيه ترتاءى أبدي شهود يف اهللا حضرة عن ينفك وال اهللا لوجه األعظم والشهود الدائمة واالستنارة والنعيم للسعادة به عرج قلبه وسلمه به متسك احلق وأمي وتلك الرحيم لرسوله وأخلص اهللا مع صدق ملن حقا هي اإلخالص وسورة ،الكرمي اإلخالص( � ربه باهللا عذنا إن مجيعا خلقنا للسعادة اإلنسان، خلق من املىن وأقصى غاية

بسورة السورة هذه تسمية سبب وذلك). ربنا اهللا حضرة مع والصدق مرشدنا اهللا لرسول .اإلخالص

: تعاىل قوله وهي الكرمية السورة هذه من الثانية اآلية إىل اآلن وننتقل

}�� �� �������{ :فنقول

ويف ذاته يف متفرد أي أحد، تعاىل اهللا بأن تعرفنا الكرمية السورة هذه من األوىل اآلية كانت إذا أثر إال هي إن خملوق ا اتصف قوة وكل سواه قوي من وما القوي فهو أمسائه، من اسم كل وهي إال خملوق قلب خالطت رمحة من وما تعاىل اهللا ا أمده اليت يةهل اإل القوة تلك آثار من

سبحانه أنه وهو جديد مبعىن تعرفنا أن تريد إمنا ،}������� �� ��{ كلمة فإن اهللا من مستمدة إىل حيتاج وال أحد، من ستمدي ال الذي الرفيع الدائم وهو وأمسائه، ذاته يف تفرده إىل باإلضافة

باحلياة ميده حمي وإىل ويربيه، يوجده موجد إىل وجوده يف حيتاج املخلوق كان فإذا غريه، اإلمداد هذا عن انقطع ما إذا حىت فيه، ويبعثها القوة مينحه قوي إىل قوته ويف عليه، وحيفظها

خلق كل وافتقد موهبة، كل عنه لتوزا وجوده، وامنحى حياته، وانقطعت قوته، انعدمت حلظة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٥

يف الصمد هو بل أحد، إىل حيتاج وال أحد، من يستمد ال تعاىل فاهللا لديه، كانت صفة أو .صفاته من صفة كل ويف ذاته،

هو بل سواه، من تأت مل سبحانه حياته أن: أي حياته، يف الصمد وهو ذاتية، تعاىل وحياته الكون هذا ذرات من ذرة كل ويف كلها، األكوان يف احلياة يبعث يالذ وهو احلياة، مصدر يف صمد هو بل غريه، من يستمدها مل ذاتية تعاىل صفاته من صفة وكل األكوان، من وغريه يعرتيها وال تتبدل وال أمساؤه تتغري فال أمسائه من اسم كل ويف ذاته يف صمد . وصفاته ذاته

.زوال أو نقصان :نقول) الصمد ( كلمة ملعىن وتوضيحا وتعريفا التفصيل من وبشيء وال فيه ضعف ال املتني الصلب: شيء كل من والصامد. يستمد وال ميد الذي هو: الصمد املؤثرات، جتاه تتزلزل وال تتزعزع ال هي فإذا راسخة ثبتت أي الصخرة صمدت: يقال خور،

وال قوة ترهبه ال الراسخ كاجلبل هو فإذا املعركة يف ثبت: أي العدو، وجه يف القائد وصمد الذي السيد هو القوم من والصمد حيلة، أو مكيدة عزمه من تفل وال عدة أو عدد كثرة تزلزله

وال مشورته دون أمرا يربمون فال م ينزل فيما إليه ويلجؤون أمورهم يف الناس عليه يعتمد .وقدره قوته وعظيم رأيه وثاقب علمه راسخ على منهم اعتمادا رأيه عن إال يصدرون

: فنقول وأمثلة شرح من أوردناه مبا للمعىن مهدنا وقد أما من فيه اعتمدوه ما على بناء األشخاص من شخصا ) الصمد ( بكلمة يصفون أناس كان إذا

الوصف هذا فإن احلياة، مصاعب أمام والصمد اخلطوب جماة على قدرة وعظيم وقوة علم أمساء من اسم هو والصمد ومغاالة، غلو احلقيقة يف هي بل مبالغة من ختلو ال التسمية وهذه

البشر من بشرا ميد قد تعاىل اهللا إن نعم. سواه أحد االسم ذا يسمى أن جيوز وليس اهللا العزم وهذا العظيمة القوة هذه ولكن إنسان كل من أقوى تراه بك فإذا والعزم القوة من بطرف قوته يف صمد الرجل هذا أن نقول أن لنا يسوغ ال اإلنسان هذا به تعاىل اهللا أمد الذي الشديد

قد الرجل وهذا ونقصان، خور أو ضعف عليه يطرأ ال الذي املتني رأينا كما معناه الصمد ألن ال حىوأض قواه احنلت وقد به فإذا املؤثرات من ملؤثر يتعرض قد أو األمراض من مرض يصيبه

اهللا أمد اليت القوة ألن ذلك املؤثرات، ومقاومة اخلطوب جماة عن فضال نفسه، محل يستطيع

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٦

منها طرفا أو اسرتدها شاء فلما فيه، تعاىل اهللا أودعها وديعة هي إمنا اإلنسان هذا ا تعاىل .اهللا إىل الدائم وافتقاره ضعفه املخلوق هلذا يبدو وهنالك بالنسبة فهي املعاين، من ذلك وغري والرمحة، واحلنان والرأفة واحلكمة والعلم احلياة: وكالقوة

عليه، اإلمداد ا مواصلة يةهل اإل احلضرة دامت ما للمخلوق تدوم وأعراض صفات للمخلوق أن ميكن وليس إياه، مفتقدا منه حمروما أضحى به أمده ما املخلوق عن تعاىل اهللا زوى ما فإذا

.اهللا إال أحد إليه يعيده صمد تعاىل هو بل منه، فيسرتدها أحد من تأته مل: أي ،ذاتية فهي تعاىل هللا بالنسبة القوة أما ضعف عليها يطرأ أن ميكن وال تعاىل قوته تزول أن ميكن فال متينها القوة، باقي: أي قوته، يف هللا بالنسبة كلها فهي املعاين، من ذلك وغري والرمحة والرأفة والعلم احلياة وكذلك نقصان، أو

وال تتغري ال ثابتة واألمساء تعاىل، أمسائه إىل تشري إمنا بل أعراض، وال بصفات ليست تعاىل وهو والرحيم، والرؤوف واحلكيم العليم تعاىل أمسائه ومن واحلي القوي تعاىل أمسائه فمن تتبدل

اسم أي على يطرأ فال هأمسائ من اسم كل يف صمد وحكمته، رأفته يف قوته، يف صمد سبحانه . نقصان أو تبدل أو ضعف يةهل اإل األمساء من

.أبدا يستمد وال دوما ميد الذي هو: فالصمد املخلوقات فما املمد وحده وهو واحلنان، والرمحة الرأفة تعاىل منه يستمد الكون يف ما مجيع االشتعال له يبقى كاملصباح إال ائهاوبق قوا يف كلها املخلوقات وما ووجودها حياا يف كلها .وزال نوره وامنحى انطفأ اإلمداد عنه انقطع ما فإذا اإلمداد له دام ما اإلنارة فيه وتدوم فإذا أمسائه سائر يف الصمد هو سبحانه واهللا تعاىل، اهللا إىل دائم افتقار يف كله فالكون وهكذا

سند من ومالك متني قوي سند ىعل اعتمدت فقد األمور من أمر أي يف عليه اعتمدت .سواه معتمد من ومالك

: فنقول التالية الكلمة نسوق أن من فصلناه ما فصلنا أن بعد لنا بد ال وإنه هذا يف جهدا نأل فلم واإليضاح، الشرح من ضروب على) الصمد ( بكلمة التعريف يف أتينا لقد

الذي املعىن لذلك تبيانا األقوال من عديدة بنماذج وجئنا األمثلة خمتلف وضربنا اللغوي الشرح مل ما املعىن حقيقة إىل بك يصل أن ميكن ال كله ذلك ولكن ،)الصمد ( كلمة عليه اشتملت

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٧

تتعرف مل أنت فإذا الكرمي، رسوله لسان على لك تعاىل اهللا شرعه الذي اإلميان طريق تسلك طور من متر أمك بطن يف وأنت والرتبية إلمدادبا عليك يده حنت الذي ومربيك خالقك إىل .الكمال من احلال هذا يف صرت حىت بك تعىن زالت ما مث طور إىل فما واالستدالل، والنظر التفكر على املبين اإلميان هذا تؤمن ومل احلقيقة هذه تعقل مل أنت وإذا

إياك معرفة وال عنك مبغنية عتوتنو تعددت مهما األمثلة وال اللغوي البيان وال الطويل الشرح املعىن تتذوق أن مبستطيع ولست اللغوية والشروح األلفاظ عامل يف تظل إنك املعىن، حبقيقة .النفسية واملشاهدة الرؤية عامل إىل واللغة األلفاظ عامل جتوز أن وال نفسيا تذوقا له تصف أن أردت أنت إذا وقالذ حاسة حرم عمن اللغوية الشروح تغين ماذا احلقيقة ويف

أعمى من البليغة والبيانات العديدة األمثلة تغين وماذا واألمثار، الفواكه بعض أو العسل مذاق ببديع تعرفه وأن احلدائق من حديقة مجال له تصف أن أردت أنت إذا الرؤية، حاسة من حمروم

ال الظن وإن والظن، اخليال عامل يف وإنه والرؤية املشاهدة عامل يف إنك. خلقها وعظيم تناسقها فيها السري وتابعت ربك لك شرعها اليت الطريق سلكت أنت إذا أما شيئا، احلق من يغين

املشاهدة، بنور بصريتك عني تكتحل فهنالك احلق اإلميان إىل وصلت حىت خطوة إثر خطوة تسبح مجة معاين مثاهلاوأ) الصمد ( كلمة من فرتى األلفاظ إىل تشري اليت احلقائق مشاهدة يف أنت فإذا عظيما استغراقا املشاهدة هذه يف وتستغرق طويال، سبحا مشاهدا يف نفسك تقرؤه حينما القرآن من تتذوق وهنالك النفسية السعادة متازجها اليت الرؤية من واسع خضم

عينيك يف ويتضاءل ،تعظيما وله حبا بربك تزداد وطالوة حسنا تسمعه حينما له وجتد حالوة، مهة وتستصغر الكتب بطون يف باحثني القرآن معاين إىل التعرف يف يتيهون الذين أولئك سعي أم حيسبون وهم سعيهم ضل وقد األوهام، يف يتخبطون األلفاظ حواجز وراء من وقفوا الذين

من القرآن نم به عرفك ما على وحتمده فضله على تعاىل اهللا تشكر إنك صنعا، حيسنون : تعاىل قال أمسائه، وعظيم وجالله تعاىل كماله

.)١(}خسارا إال الظالمني يزيد وال للمؤمنني ورمحة شفاء هو ما القرآن من ونـنـزل {

.)٨٢( اآلية: اإلسراء سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٨

إلسهابا عن اإلجياز يغنيه الصادق ألن أطيل وال كثريا، الناحية هذه يف أسهب أن أريد وال الثالثة اآلية إىل منتقال التأويل أتابع بل العبارة، طويل عن اإلشارة لطيف ويكفيه واإلطناب،

:تعاىل قوله وهي الكرمية، السورة هذه من

}��� ��� �� ����� �����{ :أقول يف له ثال ومما والده، نظري يكون الولد أن ومبا ولد، له صار مبعىن) ولد ( كلمة من مأخوذة: يلد

وكيف صفاته، يف وال ذاته يف مياثله ولد له يكون أن ميكن ال أي يلد، مل سبحانه واهللا صفاته، .احلسىن األمساء هي واليت والصفات، الوجود الذايت هو: والصمد!.الصمد وهو ولد له يكون

صفاته مثل له دول له يكون أن هذه واحلالة ميكن فال. غريه من متولدا يكون فإمنا الولد أما .أبدا يكن ومل يكون ال وهذا الولد ألن ذلك. ولد هللا يكون أن تنفي إا تعاىل اهللا عن الولد تنفي أن) يلد لم ( كلمة وتريد

تعاىل اهللا أن ومبا الصفة، يف الزوج مع متماثلة تكون أن جيب والزوجة الزوجة، وجود يقتضي أن إذن املعقول من فليس أمسائه، من اسم أي يف وال اتهذ يف ال شيء يشاه وليس مياثله ليس

يف تعاىل اهللا به يعرفنا أن يريد ما وذلك ولد له يكون أن ميكن ليس وبالتايل زوجة، له تكون

��� ���{: تعاىل قوله وهو بصددها حنن اليت الكرمية اآلية من األول الشطر هذا��..{. : تعاىل قوله ذلك فمن منه أخرى مواضع يف هذا إىل الكرمي القرآن أشار وقد بكل وهو شيء كل وخلق صاحبة له تكن ومل ولد له يكون أىن واألرض السماوات بديع {

.)١(}عليم شيء على القضية نعرض لألفهام املعىن توضيح يف وزيادة األذهان من احلقيقة هلذه وتقريبا هذا

: فنقول التايل الشكل الشريك ونفي بالوحدانية تعاىل هللا اإلقرار عن بعد من به أوقعهم فيما الناس من كثريا أوقع ما

أن ولوازمه دالئله من الذي اإلميان ذلك احلقيقي اإلميان عن والبعد تعاىل باهللا اجلهل إال والولد

.)١٠١( اآلية: األنعام سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٦٩

العظمة لتلك سرها يف ساجدة النفس ختر وأن لهوجال تعاىل اهللا عظمة من طرفا املرء يشهد ينفي أن إميانه مقتضيات من كان اإلميان من احلال هذا إىل املرء وصل فإن ي،هل اإل واجلالل

. اهللا عن الولد بذاته هذا دام وما الكتب، يف قرأ أو مسع مما أكثر شيئا تعاىل اهللا عن يعرف ال املرء مادام أما

األمساء هذه من طرفا يشهد مل دام وما احلسىن اهللا أمساء األمساء إىل بذاته يتعرف مل اإلنسان .األقوال من عليه ميلى ما لتصديق وعرضة لألوهام بة يظل أنه ريب فال نفسه يف العلية العظيم، الكون هذا إىل بالنسبة ذرة يعد ال الذي الضعيف املخلوق هذا اإلنسان إىل أرأيت املخلوقات من نوع من وصاحبة زوجة له تكون أن املعقول من ترى ولست قتصد ال إنك كيف أم يتصور كيف: وتقول ذلك عن وتنزهه اإلنسان جتل إنك والرتبة، املنزلة يف منه أدىن يف متاثل وال مناسبة من شيء بينهما وليس جنسه، غري من زوجة لإلنسان تكون أن يعقل وما الصفة يف متاثله أن جيب اإلنسان زوجة أن وتقرر جازما لتقو إنك الصفات، من صفة .منطق به يرضى وال عقل يقره ال وهم ذلك سوى ذلك ترى ال حينما وخملوق خملوق بني الزوجية وتنفي إليه تطمئن وال هذا تقر ال كنت فإن

وتطمئن هذا تقر أن يمالسل املنطق من وهل املعقول أمن والتوافق والتماثل النوع يف التناسب ال تعاىل فاهللا وهكذا... شيء كمثله وليس يشاه ليس تعاىل واهللا!. وخملوق خالق بني إليه

مفتقر وكلهم خملوقات ذلك كل وذوات، أنفس من الوجود يف ما كل بل ولد، وال له صاحبة عنده عباده وأكرم وعباده خلقه الكون يف ما كل. واحلياة والرتبية الوجود يف تعاىل اهللا إىل

.نفسا وأنقاهم عمال أصلحهم زلفى إليه وأقرم وأحبهم أتقاهم،

�����..{ كلمة إىل اآلن وننتقل ����� :فنقول}

�����..{ كلمة فإن ولد تعاىل هللا يكون أن تنفي) يلد لم ( كلمة كانت إذا �����: يولد: } وجود يف وسببا أصال يكون إمنا الوالد أن ومبا هذا. هغري عن تولد مبعىن أيضا، ولد من مأخوذة

يف ذايت رأينا كما الصمد ألن: والد له يكون أن ميكن ال كما يولد مل سبحانه فاهللا ابنه، . صفاته ويف وجوده

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٧٠

أحد كان وما غريه من يأت مل تعاىل اهللا أن تعرفنا أن تريد إا الوالد، تنفي إمنا :يولد ولم .غريه إىل وجوده يف حيتاج ال واألمساء الوجود ذايت سبحانه إنه. وجوده يف أصال وال ا سبب قلت ومهما األول القدمي هو إنه بداية، وال له أول ال قدمي أزيل تعاىل اهللا أن لنا يتضح هنا ومن . وأول بداية أمسائه وسائر لوجوده وليس وأول أول فهو أول، هو

:تعاىل فقال وجيزة بكلمة سبحانه به ويعرفنا املقول لنا جيمع أن تعاىل أراد وأخريا

}����� ����� �� � �!" �����{ فيها يكون اليت النواحي من ناحية أية من والنظري الصفة يف املماثل والنظري، املماثل هو: الكفو العلم من حدةوا بدرجة كانا إذا علمه يف لفالن كفو هذا: تقول والتفاوت، للتباين جمال

.باحلجة واحلجة الرأي مقابلة على متماثلة ومقدرة واملعرفة اخلطة رسم يف صاحبه عن معرفة يقل ال أحدمها كان إذا القائد، هلذا كفو القائد هذا: ونقول التنظيم من لديه ما مبثل اخلصم ومقارعة والتعبئة السوق يف األمر تدبر وحسن املناسبة احلربية .بسالةوال والرأي. الفكرة وإصابة الرأي نفاذ يف يتكافآن وقد والقوة العلم يف شخصان يتكافأ فقد وهكذا

اليت الطريق سلك هو إذا يكافئه أن أو ويقاربه غريه يداين أن يف اإلمكانيات دوما وللمخلوق . وآثاره خطاه واقتفى صاحبه سلكها

التفكري فكرت أنت إذا أما ر،وآخ وخملوق وشخص شخص بني التكافؤ أمر من كان ما هذا تكن مل الدهر من حني عليك أتى وقد بدايتك يف ونظرت اإلنسان به يقوم أن جيب الذي قبل من كنت ما شأنك وكبري رأيك وعظيم وقوتك علمك من ترى ما على وإنك مذكورا شيئا : أقول ربك إىل كله بذلك مدين وإنك نطفة إال طرفا وشاهدت ضعفك أدركت أن إىل األمر بك وانتهى لنظرا هذا ونظرت فكرت أنت إذا

إليه تشري مما طرفا تعلم فهنالك نفسية رؤية هذا ورأيت مربيك وعظمة خالقك جالل من : كلمة

}����� ����� �� � �!" �����{.

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٧١

وأنك علمك ضآلة ترى واية، حدا له تدرك أن تستطيع ال ما خالقك عظمة من ترى إنك وترى قليال إال العلم من أوتيت وما صغرية ناحية إال أدركت فما العلم من بشيء أحطت امهم للكون ترى ال كنت وإن الكون يف ما جبميع وإحاطته تعاىل اهللا علم سعة ذلك جانب إىل

.اية الرب يف وكم والبحر الرب يف ما يعلم سبحانه أنه ترى حينما تعاىل اهللا علم نفسك يف يعظم إنه ترى حينما تعاىل اهللا علم نفسك يف يعظم إنه نعم!. خملوقات من البحر يف وكم خملوقات من كتاب يف إال يابس وال رطب وال األرض ظلمات يف حبة وال يعلمها إال ورقة من تسقط ما أنه

يف من مجيع شؤون وتدبريه الكون يف ما بكل تعاىل اهللا علم إحاطة من طرفا ترى إنك مبني، أن عن حسريا خاسئا البصر إليك ينقلب وهنالك الكون هذا يف موجود كل يلزم وما كونال

�����{ كلمة إليه تشري ما بعض تفهم وهنالك اية أو حدا تعاىل اهللا لعلم يدرك ����� �� ��!" . العليم تعاىل امسه ناحية من إليها نظرت أنت إذا }�����

قامت تعاىل بقوته الذي القوي هو سبحانه أنه ترى حينما إجالال هوجتل تكبريا ربك وتكرب وبقوته األجرام من غريها مع الفضاء يف ساحبة األرض هذه جتري وبقوته واألرض السموات

ويف والنجوم الشمس يف ومغناطيسية وكهربائية حرورية آثار من تعطي ما فتعطي الذرات تتفجر بعض يف بعضها البحار ومتوج الشديد عصفها عاصفة الرياح ب تعاىل وبقوته جمال، كل

. أمر كل ينتظم سبحانه وبقوته السماء يف الغيوم وتسبح املياه وجتري حال يف وأنت تنقلب املشاهدات هذه نفسك وشاهدت التفكري هذا فكرت أنت وإذا هنالك

�����{ كلمة إليه تشري مما طرفا معه أدركت قد ����� من إليها نظرت أنت إذا ،}����� "!�� �� . القوي تعاىل امسه ناحية

األمساء من ذلك وغري الخبير والحكيم الرحيم الرحمن تعاىل المسه بالنسبة األمر وكذلك يف عظمت املشاهدات يف وتوسعت التأمل وتابعت ااالت من جمال يف دخلت وكلما احلسىن وحكمته وعلمه قوته يف أحد كفوا له يكن مل سبحانه أنه لمتوع تعاىل اهللا أمساء نفسك . أمسائه وسائر ورمحته ورأفته

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @fia@òŠí�@Þîìdm™þ‚

٧٢

�����{ كلمة عند تقف ال أنك على ����� من اية أو احلدود من حد أمام }����� "!�� �� شاهدتو رأيت ومهما ونظرت فيها توسعت ومهما اية هلا ليس تعاىل اهللا أمساء فإن النهايات

.مبثال متثل أن من وأعظم أعظم واحلقيقة مثال وهذا حبر، من ذرة مبدرك أنت فما أمسائه من اسم أي يف أحد كفوا له وليس الرحيم والرؤوف والعليم القوي سبحانه فهو وهكذا والرمحة والرأفة والقوة واحلكمة العلم منه يستمدون وخملوقات عباد الوجود يف ما كل بل تعاىل

رمت وإن وحكمة علما شئت فإن كمال، كل ومصدر فضيلة كل منبع سبحانه وهو واحلنان ومالك معاذ، من ومالك إليه وتقرب تعاىل عليه فأقبل ورمحة رأفة تنال أن أردت وإن وعزة شأنا يولد ولم يلد لم الذي الصمد وهو كماالته، وسائر رمحته يف أحد اهللا وهو سواه، ملجأ من يف مياثله أن ميكن وال ولد، وال والد له فليس نظري، وال له مثيل ال أي: أحد كفوا له يكن ولم السورة هذه يف بيانه تقدم ما كل يف األحد وهو ذاته، يف املتفرد هو بل أحد، الصفات هذه بصبغة النفس تصطبغ عليه وباإلقبال الكمال تعاىل فمنه كله الكمال مصدر وهو صفاته، من

اية وال له، بداية فال كله، ذلك يف أحد سبحانه وهو الكمال، وحده منه وتشتق لكمال،ا .لوجوده

����� � �� ������ �� ����

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٣

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٤

ijk

ôM¬7s? !#y‰ tƒ ’Î1r& 5=yγs9 ¡=s?uρ ∩⊇∪ !$ tΒ 4 o_øîr&

çµ ÷Ψtã …ã& è!$tΒ $ tΒuρ |=|¡Ÿ2 ∩⊄∪ 4’n?óÁu‹y™

#Y‘$ tΡ |N#sŒ 5=oλm; ∩⊂∪ …çµ è?r&t� øΒ$#uρ s's!$£ϑym

É=sÜys ø9 $# ∩⊆∪ ’Îû $ yδ ω‹Å_ ×≅ö7ym ÏiΒ

¤‰ |¡Β ∩∈∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٥

إىل يتعرف ومل الدنيا، هذه إىل جاء امرئ حال عليه يكون اماذ تعلم أن اإلنسان أيها أتريد به حيل ماذا تعلم أن أتريد واإلخالص، والفلق الناس سورة يف جاء ما يطبق فلم ومربيه، خالقه

جديرا يكون حىت نفسه ا تتحلى أن جيب اليت الرفيعة، املعرفة تلك وراء السعي أمهل هو إذا .نسان؟اإل بين من يعد بأن

هذه ويودع الدنيا هذه يفارق يوم الرحيل ساعات يف وهو آالم من به ينزل ما تعلم أن أتريد به فإذا حسرات، من نفسه خيامر وما أحزان من القيامة يوم هنا تفريطه يتبع ماذا مث احلياة،

.النار؟ يف الفراش تقاحم السعري ويقتحم اجلحيم يف يتهافت عن لك تذكر فهي وإمعان، بتدبر لتقرأها املسد سورة إىل فانظر لكذ تعلم أن تريد كنت إن

.حيا ومثال ظاهرا منوذجا كله هذا وما ،� اهللا رسول من نسبه قرب أفاده ما الذي املسكني، ذلك هلب أيب حبال تذكرك إا

اليت الطريق يسلك مل دام ما � اهللا رسول من نسبا قربه عنه يغين وماذا. شيئا ماله عنه أغىن .الكرمي رسوله لسان على ا تعاىل اهللا أمر

كسب مبا امرئ وكل بعمله جمزي كل بل ونسب، مال على موقوفا ليس تعاىل اهللا عند واألمر . رهني

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٦

نـهم أنساب فال الصور يف نفخ فإذا{: تعاىل قال .)١(}يـتساءلون وال يـومئذ بـيـ ربه من رسول جاءه وقد وحسرات، أحزان من الوفاة ساعة به نزل مما اإلنسان خيلص الذي وما . إليه يصغ ومل إنذاره اتبع فما

طرفا لنوضح آياا بأوىل ونبدأ نفوسنا، إىل الكرمية السورة هذه به توحي أن تريد مما طرف ذلك : فنقول معان من إليه تشري مما

:تعاىل قوله وهو الكرمية السورة هذه من األوىل اآلية يف تعاىل اهللا يريد

}����� �� �� ��� ����{: من الرسول به يأتيه ما يدرك أن ميكن ال اإلميان طريق يسلك ال الذي اإلنسان أن لنا يبني أن

.العداء � اهللا رسول ويناصب ويعاند يعارض تراه ولذا اهللا، عن احلق .وماله دنياه على خوفا ودحضه احلق رد يف يسعى هإن

يف الوسع يبذل ولذا موهومة، سعادة من فيه هو ما سيخسر باحلق سار إن أنه يظن إنه أن ودبر كاد مهما امرؤ يستطيع فما ويتوهم، يظن ما خبالف واحلقيقة وأهله، احلق معارضة

. باهللا إال قوة وال حول وال رسوله ناصرو نوره متم واهللا اهللا، نور ويطفئ احلق يرد ربك وأراد جهدا، اهللا رسول معارضة يف يأل ومل احلق رد يف وسعى كثريا، هلب أبو كاد لقد

خريا ينالوا مل بغيظهم كفروا الذين اهللا ورد الباطل، أهل وخذالن الكرمي رسوله ونصر احلق تأييد

�����{ كلمة أشارت ذلك وإىل�� �� ��� ��� وخاب احلق رد عن يداه عجزت: أي ،}� ورجوع العجز هو: والتتبيب والتباب وخسر، عجز: مبعىن تب من مأخوذ واللفظ مسعامها،

.تابا فصرت شابا كنت: ويقال مبني، خبسران مسعاه عن املرء إىل تتعرف ومل إليه، اىلتع اهللا أرشدك الذي اإلميان طريق تسلك مل أنت إذا اإلنسان أيها فيا

وأهله احلق معارضة شأنك ومن نفسك، يف الشهوات استحكام لوازمك فمن ومربيك، خالقك إال تبوء ال هذه معارضتك لكن ببعيد، عنك ذلك وما سننه، على ومن هلب أبو عارض كما

.وللمؤمنني ولرسوله العزة وهللا بالفشل

.)١٠١( اآلية: املؤمنون سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٧

أبو وخسر: تقول) تب( كلمة. أبديا خسرانا هلب أيب سارةخ إىل تشري فإا) وتب( كلمة أما .سبيل من اخلريات من فاته ما تدارك إىل وماله يعوض، ال أبديا خسرانا هلب

إال الدنيا هذه إىل أخرجه وما عليه، وليتفضل ليكرمه إال اإلنسان تعاىل اهللا خلق ما واحلقيقة ليس اليت األبدية والسعادة املقيم للنعيم أهال القيامة يوم ويكون الفضل، هذا لنيل نفسه ليعد والبصر السمع له فجعل حواس من به جهزه مبا اإلنسان تعاىل اهللا جهز وقد انتهاء، أو حد هلا

إىل يتوصل أن به يستطيع ما واآليات الدالئل من الكون هذا يف له وجعل الفكر ومنحه والفؤاد احلق فأيد نفسه صلحت اهللا إىل واهتدى فكر هو فإن اإلميان، قيقةح إىل ويهتدي اهللا معرفة

هو فإذا املخلوقات سائر إىل واإلحسان كافة اخللق خدمة مهه إنسانيا إنسانا وكان وأهله، ياإلهل الفضل لنيل أهال يكون وهنالك إنسان، عليه ميوت ما خري على ميوت فإنه مات

.النعيم يف واخللود .والدينار الدرهم مجع يف احلياة وقضى كله ذلك أمهل فقد املسكني، الرجل ذلك هلب أبو أما إنه ايته، يف يفكر مل كما أمه، بطن يف نطفة كان يوم ببدايته األيام من يوم يف يفكر مل إنه وبذا الشهوات، يف واالنغماس � اهللا رسول معارضة إال منه كان ما ولذا خالقه، إىل يهتد مل

.أبديا خسرانا خسر يعود أن وفرط أمهل وقد الدنيا من خرج ملن يكون ما إذ تعوض، ال خسارة هلب أبو خسر لقد ).وتب( كلمة عليه انطوت مما طرف وذلك فات، ما ويتالىف إليها

}�� ���� ���� ����� ��� �"#{: يفده مل: أي املريض، عن الدواء هذا أغىن ما تقول. أجداه وما نفعه ما أي: عنه أغنى وما .راحة له جيلب ومل أملا عنه يدفع فلم

�{ كلمة وتريد� ���� ���� ���� واقعة حقيقة لنا تقرر أن الكرمية اآلية هذه يف الواردة }..� دنياه أن حسب لقد شيئا، ماله من يفد مل هلب أبا أن لنا تقرر إا غافلة، نفوسا توقظ وأن

.وسيبقى عليه ستدوم املرء فيها جيرد اليت الساعة تلك عن غفل لقد آخرة، الدنيا ومع موتا، احلياة مع أن نسي لقد غفل لقد وحيدا، فريدا القرب إىل يساق مث جسده، على اليت مالبسه حىت ميلك ما مجيع من

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٨

مما شيئا عنه يدفع وال همال املرء عن يغين ال وساعتئذ روحه، لقبض ستأتيه املالئكة أن عن به سيحل.

شئت وإن أمواهلا، ومن الدنيا حطام من شئت ما وامجع غنيا، شئت مهما اإلنسان أيها كن ما روحك، لقبض املالئكة جاءتك إذا كله مالك عنك يغين ما ولكن فيها، امرئ أغىن فكن .وغمراته املوت سكرات من يدفع وما املال عنك يغين أن وذووك أهلك بك أحاط وقد الرهيبة الساعة تلك يف لتتمىن ربك، إىل تتعرف مل إن إنك

ذهبا األرض ملء لك كان لو أن تتمىن إنك متلك، كنت ما جبميع اآلالم تلك من تفتدي إا املوت، إنه وتتمىن، تريد ملا هيهات هيهات ولكن بك، نازل هو مما وتتخلص به فتفتدي

قال يفرطون، ال واملالئكة يؤخر ال جاء إذا واألجل وجاء، حل قد األجل إنه الرحيل، ساعة : تعاىل

} ة ولكل١(}يستـقدمون وال ساعة يستأخرون ال أجلهم جاء فإذا أجل أم(. الغين كان إذا وصفا، به حتيط أن من ساعتئذ أعظم واملصيبة وقعا، النفس على أشد والداهية

للبشرى ال جاؤوه وقد يومئذ املالئكة يرى وصدودا، للحق معارضة به وأشبه تفريطا، هلب كأيب الرجوع ويرجو سبيل، من اخلالص إىل وما اخلالص فيتمىن املقيم، والعذاب باجلحيم بل بالنعيم

من الذي ماله إىل يومئذ ينظر إنه مث عليه، يومئذ الرجوع ويتعذر التفريط ذلك لتاليف الدنيا إىل هنالك فيه، هو مما خيلصه وال عنه يغين ال باملال فإذا نعيم، من فيها ومبا باآلخرة ضحى أجله

.أشقاه وما ذاك إذ اإلنسان هذا أتعس وما تصاعدا، والزفرات األنات وتزداد أملا يصيح وقدمنا ، حمجورا حجرا ويـقولون للمجرمني مئذ يـو بشرى ال المالئكة يـرون يـوم {: تعاىل قال ، مقيال وأحسن مستـقرا خيـر يـومئذ اجلنة أصحاب منثورا، هباء فجعلناه عمل من عملوا ما إىل

على يـوما وكان للرمحن احلق يـومئذ الملك ، تنزيال المالئكة زل ونـ بالغمام السماء تشقق ويـوم ياويـلىت ، سبيال الرسول مع اختذت ياليتين يـقول يديه على الظامل يـعض ويـوم ، عسريا الكافرين

لإلنسان الشيطان وكان جاءين إذ بـعد الذكر عن أضلين لقد ، خليال فالنا ذ أخت مل ليتين .)٢(}خذوال

.)٢٩-٢٢( اآلية: الفرقان سورة )٢( .)٣٤( اآلية: األعراف سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٧٩

ماله فكان اإلميان طريق سلوك عن أعرض بل ربه، إىل يتعرف مل امرئ حال من طرف ذلك .وخسرا عليه وباال

عليه شيء أعز وكان املال يفارق الساعة تلك يف به فإذا وت،امل ساعة املال إىل ينظر إنه أملا فيزداد به، أوبقه مبا فأوبقه وأهله احلق أجله من عارض وقد املال إىل وينظر حسرة، فيموت خماوفها القرب يف وللنفس ووحشة، وحدة من فيه ما القرب ويف القرب، إىل به يصار مث وشقاوة كان فإذا ووحشة، وفزعا خوفا يزيده العكس على بل شيئا عنه يغين ال باملال فإذا وروعها،

من يزال وما سافرة، حقيقته له وتتبدى ظاهرا لدودا عدوا ماله له يتمثل فهنالك القيامة يوم الكفر اشرتى من التعاسة كل والتعيس والفقري وتعاسة، بالء يف منه يزال وما شقاوة يف ماله

: تعاىل قال باهلدى، لةوالضال باإلميان كمثل مثـلهم ، مهتدين كانوا وما جتارتـهم رحبت فما باهلدى الضاللة اشتـروا الذين أولئك {

ال ظلمات يف وتـركهم بنورهم الله ذهب حوله ما أضاءت فـلما نارا استـوقد الذي .)١(}يـبصرون

�{ كلمة من نفهمه ما بعض ذلك� ���� ���� ����� ��� � أبو إليه صار ملا بالنسبة }#" .الدنيا هذه وفارق األجل به حل عندما هلب، نكا أنه أفتظن شيئا، احلياة هذه بعد ومن املوت عند هلب أيب عن يغن مل املال كان وإذا هذا

: فنقول اآلن نبينه أن نريد ما ذلك. منه؟ بغيته إىل وصل وأنه دنياه يف به سعيدا .عليه؟ هو مما وضعا أحسن يكون أن حيب ال اإلنسان بين من الذي ذا من

استقرارا وأكثر باال وأهدأ حاال أسعد فيها يكون حياة حنو منهم يسعى ال الذي ومن .وطمأنينة؟

من كثري عن به ويتميز قاطبة، اإلنساين النوع له خيضع شامل قانون مالالك حنو السعي إن الطيبة واحلياة الكاملة السعادة أن حيسبون الناس من الساحقة األكثرية إن وحيث املخلوقات،

قصارى ويبذلون مجعه يف يتبارون تراهم لذلك كبري، وغىن وفري مال ذا أصبح إذا املرء حيققها

.)١٧-١٦( اآلية: البقرة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٠

يتحملون وحبار، براري يف األرض يف ويضربون واملشاق املخاطر يركبون عليه، احلصول يف اجلهد يرغبون ما به ويؤمنون يشاؤون ما على باملال حيصلون بأم منهم ظنا يتحملون ما سبيله يف

.وحيبون ما وزاد كثر مهما فاملال يظنون، ما خبالف األمر وجدت وحتقق تبحث ذهبت إذا أنك على الدنانري، من املاليني على حصلوا أغنياء من فكم ويتمناه، حيبه ما مجيع لإلنسان مبؤمن هو

ما والنشاط الصحة من وهلم املال من لشيء مالكني يكونوا مل لو أن صميمهم من يتمنون .املعوزين الفقراء من لآلخرين

كم بل الفقراء، هؤالء من حاال أسعد األغنياء أولئك وجدت ملا الفريقني بني قارنت أنك ولو من احلياة يف مؤملة أوضاع عن منبعثة واألحزان، اهلموم تؤرقهم ليلهم باتوا املثريني األغنياء من

ينغص ال جفوم، ملء اآلخرون بات حني على استقرار، وعدم خماوف أو أوالد أو زوجات .نقري شرو ميلكون ال كانوا وإن أكدار أو مهوم من شيء صفوهم رضى الرضى، يف السعادة أن احلقيقة كل واحلقيقة دينار، وال درهم يف السعادة فليست وهكذا

.الزمان ودار األحوال وتبدلت األيام تقلبت كيفما فيه هو مبا املرء ال معدما فقريا أو حراكا، تستطيع ال مدنفا مريضا كنت إن فيه، أنت مبا ترضى أن السعادة

. كثريا وال قليال متلك وجاه كبري سلطان عن نزولك إىل األمر بك أدى ولو حىت إليه صرت مبا ترضى أن السعادة . عريض

عسرها ومرها، حلوها احلياة، أحوال من لك يعرض ما بكل نفسا وتطمئن ترضى أن السعادة فيماو السعادة، على حصلت فقد مجعا ا ورضيت األحوال، لديك استوت ما فإذا ويسرها،

.شيء يف السعادة من أنت فما فيه أنت مبا ترضى ال الدنيا أحوال يف دمت ما ذلك سوى راضيا املرء يكون أن املعقول من وهل املمكن أمن: مستنكرا فتتساءل هذا قويل من وتعجب

بعد من وذهلا يسرها، بعد من عسرها وأصابه سهلها، بعد من احلياة حزن يف أضحى وقد يكون أن أو الصخر، صلب من قلبه قد مجادا يكون أن إال تقول مبا يرضى الذي نوم. عزها؟ .ويسر؟ وسعة بسطة من فيه كان ما أضعاف تفوق رفعة من والعسر الشدة هذه يتلو مبا متيقنا

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨١

:نقول هذا عن الجواب وفي حيل مبا املرء ضىير أن اليسري وال السهل من ليس وأنه واعرتاض، قول من قدمت فيما احلق لك الكون هذا يف تتصرف واحدة يدا هنالك أن متيقنا علم إذا لكنه وشدائد، مكاره من به

ه ة اليد هذه وأن والرمحة، واحلنان الرأفة ووفق واحلكمة يةهل اإل العدالة ضمن وتسري واإلرادة املسري اليت نفسه ومن حىت وبنيه، احبتهوص وأبيه أمه من باإلنسان وأرحم أرأف هي املدبرة احلكيمة

ما وإن العميم باخلري عليه يعود ومبا صالحه يف سببا يكون ما إال له تسوق ال وأا جنبيه، بني إذا بل ال املعرفة، حق هذا اإلنسان عرف إذا أقول ميينه، قدمت ما بسبب أصابه إمنا أصابه رب هللا احلمد بكلمة حقا اإلنسان آمن إذا فقل شئت وإن اإلميان، حق ذا اإلنسان آمن

ويرضى االستسالم، كل ويستسلم باال ويهدأ قلبا يطمئن فهنالك الرحيم، الرمحن العاملني، يضطرب وكيف الزمان، تبدالت من يتأمل وال حلال يضطرب ال جيعله رضى القضاء بتصاريف

وما لتعطيه، إال عنه منعت ما حلكيمةا العطوفة واإلرادة الرحيمة اليد هذه أن يرى وهو يتأمل أو الذات تلك من قربه يرى وهو ويضطرب يتأمل كيف مث الكثري، لتمنحه إال القليل منه أخذت وصلها، ولذيذ قرا بنعيم ويشعر ومجيلها، أمسائها جالل من ويرى كماهلا من يشهد العلية، .مذكورا شيئا إليه بالنسبة جانبه إىل كلها احلياة لذائذ تعد ما شعورا يكون أن إال حقا يرضى وليس راضيا، كان إذا إال احلقة السعادة املرء يسعد فليس وهكذا . قريبا ومنه ورمحته حبنانه شاعرا إليه، مستسلما خبالقه مؤمنا

م وكفروا خالقهم عن أعرضوا الذين أما فليس والدينار، الدرهم جبمع هلب بأيب واحتموا بر تعاىل أشار وقد ونغص، وأحزان شقاء كلها وحيام السعادة، من يتطلبون ما هلم ؤمن مب املال : الكرمي بقوله ذلك إىل .)١(}أعمى القيامة يـوم وحنشره ضنكا معيشة له فإن ذكري عن أعرض ومن {نـيا احلياة يف عذاب هلم { اآلخرة عذاب ول الد ه من هلم وما أشق٢(}واق من الل(.

:تعاىل قوله يف بصددها حنن اليت الكرمية السورة إليه أشارت ما أيضا وذلك

.)٣٤( اآلية: الرعد سورة )٢( .)١٢٤( اآلية: طه سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٢

}�� ���� ���� �����{: اإليضاح بعض لك نوضحه جديدا، معىن سبق ما إىل تضيف فإمنا) كسب وما( كلمة أما

:فنقول اآليت املثل نضرب األذهان، من هلا وتقريبا الكلمة هذه لفهم متهيدا لفنقو كانت املدرسة هذه وأن الراقية، النموذجية املدارس من مدرسة إىل ابنه أرسل والدا أن هب من الطالب يلزم ما جبميع مكتباا زودت أن بطالا عنايتها كبري من وكان ممتازة، إدارة ذات

على يعني ما بكل خمترباا وجهزت واملطالعة، التعلم على تساعدهم اليت املفيدة لقيمةا الكتب الظليلة األشجار من صنوفا وحدائقها باحاا يف وغرست املعرفة، إىل والوصول العلمي البحث

نفس شينع مما العطر األريج ذات اجلميلة األزهار أنواع مبختلف وزينتها النقي، اهلواء باعثة األشربة من وجبات معينة فرتات على لطالا تقدم وكانت الدراسة، على ويساعده الطالب وخضر حلم من املنوع املغذي الطعام من ووقعات ،)الفيتامينات( احليوينات مبختلف املزودة هي مث األغذية، من لذيذ طيب كل حوت وموائد متعددة، وأمثار وفواكه وعسل وبيض وزبد العايل االختصاص ذوي معلمني إىل وتعليمهم طالا تربية أمر وكلت قد كله ذلك جانب إىل خلقا وأعظمهم مادة وأوسعهم علما املعلمني أغزر إال ختتار كانت فما والتعليم، الرتبية يف

ال مما ذلك غري إىل وغرية، حرصا عليهم وأكثرهم وعطفا، رأفة لطالم وأشدهم نفسا وأزكاهم .بيانه يف والتفصيل فيه لإلفاضة اال يتسع مذلال مهيأ كان ذكرناه مما ذلك وكل لطالا، احلكيمة املدرسية اإلدارة هذه أعدته ذلك كل ما يف االبن هذا يكون أن يف وسعيا به حبا املدرسة، هذه إىل أبوه أوفده الذي الطالب هلذا الرفيعة املقامات ذوي مبعاشرة الئقا املستقبل، بسعادة ظافرا املنزلة ميسا الشأن عظيم بعد

البيان به حيط مل وما به أحاط مما عرضت ما لك عرضت أن بعد أفتظن والسلطان، الكبرية .ولده؟ جتاه حق من عليه مما شيء يف قصر الوالد أن والوصف،

واحلنان العطف هذا قابل ومباذا الوافرة، ةالعناي هذه بعد االبن هذا فعل ماذا أتدري ولكن . واألدوات؟ بالكتب فعل وماذا. املدرسية؟ حياته خالل منه كان الذي وما. األبوي؟

فكفر احلركة، وتقييد العقوبة من نوعا املدرسة إىل إرساله فعد أبيه، على النقمة شديد كان لقد وعدم كفره نتائج من وكان عليه، فضله وعظيم به بعنايته األيام من يوم يف يفكر ومل أبيه بنعمة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٣

بل ال للند الند وقفة وجههم يف ويقف العداء، ويناصبهم املعلمني يشاكس جعل أن تفكريه وكان درس، إىل يلتفت وال كتاب يف يقرأ وال نصيحة إىل يصغي ال اخلصم، من اخلصم موقف حظا بأسعد جماوروه حىت وغلى عز مهما أحد كان فما رفاقه، على والبغي اإليذاء شديد وصاحبه عاشره من مجيع على كتب كأنه للجميع مسيئا كان لقد األباعد، من معاملة وأكرم

.خبري يرجع أال والتفوق والتعليم البحث على يساعده ما ومجيع واألقالم الكتب وكذلك والوسائل األدوات أماذ فقد اية ويف أجله، من وضعت ما غري يف يستعملها وأخذ وهلوه، لعبثه وسيلة منها اخت

يشاقق وقف أن إال منه كان ما املخالفات، بشىت املمتلئة املدرسية احلياة هذه من النهايات وحنانا، ورأفة وعطفا علما كلهم املعلمني فاق الذي معلمه ويناجز خياصم وانربى ويعارض، وذا ذا أضحى حىت ضحاها أو يوم عشية إال هي وإن رجعة، غري إىل املدرسة من طرد وهنالك

واملهندس واحلاكم املعلم وفيهم والوزير، األمري فمنهم املناصب، أعلى يف الدراسة أيام رفاقه من القوم، من الكرباء هؤالء وبني واملعرفة بالعلم الزاخر اتمع هذا يف هو وإذا والطبيب، والتاجر

أيب مثل هو وذلك الدنيا احلياة مثل هو ذلك وشأنا، مكانة وأسفلهم منزلة الناس أحط من .فيها املعرضني من وأمثاله هلب

ذكرنا كما فيها نفسه ليعد إليها اإلنسان تعاىل اهللا أرسل مدرسة، إال الدنيا احلياة ما وباحلقيقة وعظيم اإلنسان ذا تعاىل عنايته كبري ومن اآلخرة، احلياة تلك إىل وجيزة فرتة وخالل قبل، من

من تعاىل له أراد ما إىل الوصول على ويساعده يلزمه ما جبميع الدنيا هذه يف جهزه أن رمحته العظيم واجلهاز الثمينة اجلوهرة بتلك خصه أن ذلك فمن الدنيوية، احلياة هذه بعد من السعادة

وسائر والبصر السمع له لجع كما احلقائق، عقل إىل يتوصل بواسطته الذي الفكر، به وأعين .احلقيقة إىل الوصول وطلبه العلمي حبثه يف اجلهاز هلذا ومعينة خادمة احلواس،

فيهن وما ومساء، أرض من الكون يف ما مجيع بل ال الكون هذا يف جعل أن تعاىل عنايته ومن اىلتع جعل ذلك كل وأعضاء، أجهزة من جسمه احتوى وما ذاته، اإلنسان حىت خملوقات من املنشود، اهلدف إىل الوصول على اإلنسان يساعد ما اآليات وبالغ الدالئل عظيم من فيه

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٤

يناهلا أن ميكن وال السعادة، عليه تتوقف الذي األساسي الركن هو الذي اإلميان منازل وبلوغ .أعمال من قدم ومهما وكد جهد مهما دونه من امرؤ أغدق ما عليه وأغدق النعيم صنوف من به أكرمه مبا ،دنياه يف اإلنسان تعاىل اهللا أكرم وقد .لألعباء وختفيفا سريه يف الطريق عليه وتيسريا مهمته على له عونا وخريات نعيم من قدوة سبحانه اهللا جعلهم وهدايته، وحيه تعاىل اهللا عن مبلغون إال الكرام والرسل األنبياء وما

تعاىل اهللا اختارهم ومربون معلمون إال الصراط سواء إىل ةاهلدا املرشدون وما. للعاملني حسنة الناس، على وأعطفهم زلفى إليه وأقرم خبالقهم وأعلمهم خلقا وأكرمهم الناس أنبل من

وكذلك احلياة، هذه يف اإلنسان به تعاىل اهللا ميد الذي املال املال، أما ورمحة، رأفة م وأشدهم به يتفضل ما ومجيع العالية واملناصب والوظائف والقوة والعلم والسلطان هواجلا واألزواج البنون

لتتوصل ا وأكرمك يديك بني تعاىل اهللا جعلها أسباب إال ذلك كل ما عليك، تعاىل اهللا اآلخرة الدار يف تأوي ألن أهال تكون وعندئذ واإلحسان املعروف فعل إىل وواسطتها بسببها

.انتهاء هلا وليس حد هلا ليس اليت السعادة تلك يف تغرقوتس الرحيم كنف إىل احلياة، هذه إىل إياه تعاىل اهللا إرسال من املراد يعرف باإلميان قلبه تعاىل اهللا نور الذي واملؤمن

علم أو وسلطان، وجاه عز أو وأوالد مال من أنعم مبا عليه تعاىل اهللا أنعم ملاذا يعرف كما اإلميان إىل وصلت أنت وإن ربك، لك شرعها اليت الطريق لكتس أنت فإن بيان، وحسن

.وذكرناه بيناه ما صدق وترى احلقائق لك تنكشف فهنالك منازله، يف وحللت احلق الدنيا، احلياة هذه إىل اإلنسان إرسال من والغاية الكون هذا خلق من يهل اإل املراد تدرك إنك املال يف ما ترى إنك وأعطاك، منحك مبا عليك لهفض وكبري بك تعاىل عنايته عظيم ترى إنك وما السعادة من والبنات البنني تربية يف ما وجتد اهللا ترضي اليت األوجه يف بذله ملن اخلري من سبل إىل بأيدهم وأخذ أوالده تربية فأحسن األمانة، أدى ملن احلسن اجلزاء من تعاىل اهللا عند

ملن عميم خري من واملناصب الوظائف يف ما يدرك من ل ق وإن تدرك إنك. واإلميان السعادة من أعطاك ما على تعاىل اهللا تشكر وهنالك الناس، إىل واإلحسان اخللق خدمة يف سخرها

. وسلطان جاه أو علم أو منصب من عليك به تفضل وما وأوالد زوج من به أكرمك وما مال من أحد وليس احلقيقية، السعادة السعيد ألنت اإلميان حق به وآمنت تعاىل اهللا عرفت إذا إنك

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٥

يد مبد أو املال بذلك سواء اخلريات من يوم كل جتنيه مبا عامل ألنك مثلك بسعيد الدنيا أهل سبل إىل أصحاا بيد واألخذ التائهة العقول ذوي بإرشاد أو واالحتياج، الضرورة لذوي املعونة

السعيد ألنت اإلميان، حق باهللا آمنت إذا إنك نعم ن،واحلنا الرمحة بصاحب وتعريفهم اإلميان، ووظيفتك، عملك يف سعيد وأوالدك، زوجك يف سعيد وأهلك، دارك يف سعيد احلقة، السعادة

.وأخراك دنياك يف سعيد موتك، بعد ومن حياتك يف سعيد أبو مات ا،كثري وال قليال احلياة من كسب فما هلب، أيب وأمثال هلب أليب وتعسا هلب أبو أما

يف منه ينفق مل إذ شيئا منه هو أفاد وما بعده من وبنيه لورثته خلفه وفريا ماال مجع وقد هلب .وارثوه وسيرتكه املال وترك مات درمها، اخلري سبيل من لعاجز ميد ومل أحدا، يساعد مل إذ قومه، يف ومكانته جاهه من كسب وما هلب أبو مات هذه يف وجوده فرصة أضاع بل الثمني، الغايل عمره من كسب وما هلب أبو مات. يدا معونة وإحسان، عطف كل عن بعيدا كان لقد املعروف، فعل يف نفسه على خبل لقد سدى، احلياة مما طرف وذلك خري، أو صاحل عمل من شيئا فيها كسب وما الدنيا احلياة هذه أضاع لقد

أعظم فما املوت، به وحل احلياة مرحلة هلب بأيب توانته). كسب وما( كلمة من نفهمه من يكون أن باستطاعته كان لقد والرحيل، الفراق ساعة يف أشقاه وما عليه، املوت ساعة فما باآلخرة الدنيا حياة واشرتى الفرصة أضاع لكنه املقيم، النعيم من وأظفرها املخلوقات أسعد .املهتدين من كان وما جتارته رحبت

:آية تقرأ أن ويكفيك سدى، العمر أضاعوا ممن وأمثاله هلب أيب آالم عظيم عن تسأل ال

}�%�&'( *�+ ,- ���{ .وحسرات أحزان من خيامرها وما آالم من نفسه يالزم مما طرفا لتدرك

أليب تعاىل اهللا أعدها هلب ذات نار إا االشتعال، شديدة نارا موقدة، نارا هلب أبو سيصلى .صنعا حيسنون أم حيسبون وهم الدنيا احلياة يف سعيهم ضل ممن وأمثاله هلب

:تقول ولعلك ال الذي الضعيف اإلنسان هلذا اللهب ذات النار هذه الرحيم الرمحن وهو تعاىل اهللا يعد كيف . احلريق؟ باحتمال له طاقة وال النار على يقوى

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٦

:أقول هذا عن الجواب وفي ما على اطلعت أنك ولو سدى، احلياة وضيعوا فرطوا ممن وأمثاله هلب أيب حال عرفت أنك لو

رأيتهم أنك ولو اخلريات، من أنفسهم على ضيعوه ما بسبب واحلسرات الندم من قلوم حيرق الشهوات عنهم وذهبت ماتوا األعمال دينء من كسبوه مما والعار املذلة ثوب لبسوا وقد

فاحرتقت ارتدوها اليت االحنطاط بأثواب وخجلوا دناءام فعلموا الكمال فطرة إىل ورجعوا من أضاعوا وكم املال سبيل يف فرطوا ما على باحلسرات وفاضت والعار الذل بلهيب نفوسهم :أقول الكربى، السعادات من خسروا وكم اخلالدات اجلنات

هي هلؤالء اهللا أعدها اليت احملرقة رالنا أن لعلمت به وحتققت كله هذا على اطلعت أنك لو من الصغري اجلامع كتاب يف جاء ما على تطلع أن وحسبك وعالج دواء خري النفسية آلالمهم : � يقول إذ هذا مفسرا � اهللا رسول عن ورد شريف حديث

» يا: يقول حتى القيامة يوم المرء ليلزم العار إن أيسر النار إلى بي إلرسالك رب مما علي .)١(»العذاب شدة من فيها ما ليعلم وإنه ألقى، للهيب أنفسهم هؤالء تعريض أن علمت فيه وأمعنت الشريف احلديث هذا قرأت إذا وإنك ال الوجدان وأمل النفس تعذيب أن وعرفت النفسية، آالمهم من عليهم أهون وحريقها النار

إال نفسيا املعذب هلذا وما عالج، من النفسي بالعذا هلذا وما يطاق، وليس متحمل حيتملها تنسيه النار، أن من باهللا ونعوذ وتعذيبها، النفس آالم حريقها وأمل شد ونعوذ وخنزى، نذل ذلك إىل تعاىل أشار وقد فيها، ونعذب النار إىل ننساق أن إىل يضطرنا ما نعمل أن من باهللا

فـقد يـومئذ عنه يصرف من ، عظيم يـوم عذاب ريب عصيت إن أخاف إين قل {: الكرمي بقوله .)٢(}المبني الفوز وذلك رمحه لرؤوف بالناس تعاىل أنه واعلم بك، رأفته قدر عليك، وعطفه ربك حبنان ثق اإلنسان أيها فيا

عن لك يذكر إنه واقعية، قصة يديك بني يضع إنه مثاال، بهل أيب من لك يسوق إنه. رحيم وحرصه بك حبه من إال ذلك كل وما عربة، الثمني عمره أضاع وقد مثاال، هلب أيب موت

.)١٦-١٥( اآلية: األنعام سورة )٢( .)ح( جابر عن) ك). (٢٠٥٩: (الصغري اجلامع )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٧

كتب تقول هذا أبعد األعمال، لصاحل يوفقين ومل اهللا خلقين: تقول هذا وبعد هدايتك، على !.واهلالك الشقاء علي القدر فإن عليك، وقف هي إمنا املشيئة أن تعلم أفال. حمسنا؟ لكنت اهللا شاء لو تقول هذا أبعد

سنن هلا يةهل اإل املشيئة أن تعلم أن لك يأن أمل وأراك، اهللا هداك طريقه وسلكت اهلدى شئت اهلدى املخلوق شاء فإن. احلقيقة؟ طلب يف وصدقه ذاته العبد سعي قوانينها من وأن وقوانني، .عليه وفتح تعاىل اهللا هداه فيه وأحل ذلك يف وصدق

بقوانني فيها أعرفك أخرى ملناسبة التفصيل وأدع فيه أتوسع وال هذا يف اآلن عليك أطيل ال تعاىل جالله مع وتسايرا ورمحته، تعاىل اهللا عدالة مع متوافقا تعريفا وسننها، يةهل اإل املشيئة

.بكماله يليق وما وعظمته

�{ بكلمة املبدوءة التالية اآلية إىل وأنقلك التأويل وأتابع���.�� :فأقول }..� من شيئا فيها كسب وما احلياة فارق الذي املفرط الرجل ذلك امرأة أن الكرمية اآلية هذه تفيد ذه أدى الذي السبب لنا تعاىل أبان وقد هلب، ذات نارا أيضا معه ستصلى املرأة هذه خري، : تعاىل فقال النار، إىل املرأة

}../���01 �23�{ خريا إن عمله على املبين جزاؤه منهما ولكل سيان، يةهل اإل العدالة أمام واملرأة فالرجل وهكذا .فشر شرا وإن فخري، يف تفكريها تعمل ال اليت املرأة فيها، وجودها فرصة تكتسب وال سدى احلياة تضيع اليت فاملرأة يف تنظر ال اليت املرأة ا، تعاىل اهللا أكرمها اليت الثمينة اجلوهرة تلك من تفيد وال احلقيقة طلب يف أودعت يوم بدايتها يف تنظر ال اليت املرأة ومربيها، خالقها إىل منه تتعرف وال الكون هذا سوى رفيق وال هلا أنيس ال حيث قربها يف تودع يوم ايتها يف تنظر ال كما نطفة، أمها بطن

عمياء تظل باهللا اإلميان إىل حقا تصل وال اهللا آيات يف النظر عن تستكرب اليت املرأة عملها، ال سعادا، طريق عن ضالة شرها، من خريها مدركة غري جهالتها يف تتخبط جاهلة القلب إن زوجها جيرها ريها،غ يد يف آلة هي فإذا وشهواا رغائبها على احلصول إال الدنيا من تعرف .ا يسري أين إىل تدري ال الضالل، مهاوي يف معه فتنساق ضاال كان

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٨

ا وعرفت خبالقها آمنت أا ولو القرار، وبئس النار إىل معه هلب أيب امرأة سارت وهكذا ملا ر تعاىل اهللا ظلمها وما األنعام، يمة تنساق كما اهلالك، مهاوي إىل يسوقها زمامها أعطته : الكرمي بقوله الناحية هذه إىل تعاىل اهللا أشار وقد نفسها، ظلمت ولكن

صاحلني عبادنا من عبدين حتت كانـتا لوط وامرأت نوح امرأت كفروا للذين مثال الله ضرب {هما يـغنيا فـلم فخانـتامها مثال الله وضرب ، الداخلني مع النار ادخال وقيل شيئا لله ا من عنـ

وعمله فرعون من وجنين اجلنة يف بـيتا عندك يل ابن رب قالت إذ فرعون امرأت آمنوا للذين روحنا من فيه فـنـفخنا فـرجها أحصنت اليت عمران ابـنت ومرمي ، المني الظ القوم من وجنين

.)١(}القانتني من وكانت وكتبه ربـها بكلمات وصدقت الذي السيء، أةاملر هذه عمل إىل) الحطب حمالة ( بكلمة الكرمية اآلية تشري: تقول ولعلك حمالة ( كلمة من نفهمه أن نستطيع وماذا السيء، العمل هذا هو فما النار بسببه ستصلى .؟)الحطب

: نقول هذا عن الجواب وفي فالنار وتوقد النار به تضرم وقودا بعد فيما ليكون الشجر من أعد ما األصل يف: الحطب

.واضطرام هلب هلا كان ثقابا منه وأدنيت احلني حان ام فإذا اشتعال، بذي وليس فيه كامنةت وقد فيه، املبالغة احلمل، كثرية: تعين وهي املبالغة، صيغ من صيغة: والحمالة اآلية عرب

ذلك وغري اهللا سبيل عن والصد احلق معارضة من الكافرة املرأة هذه به تقوم كانت عما الكرمية بعد فيما سيوقد حطب هي إمنا احلياة، هذه يف اإلنسان من تصدر اليت السيئة، األعمال من يباشرون ما احلياة هذه يف يباشرون اآلن املعرضني فرتى واشتعال، اضطرام له وسيكون نفسه يف احلياة، غرور من إليه يصلون وما الدنيئة، الشهوات من ينالون مبا فرحني وتلقاهم املوبقات، من نزل ما إذا حىت األعمال، على احلساب مناقشة من سيصلونه امب يكرتثون وال يبالون ال

عمله سوء منهم لكل ويبدو احلقائق تنكشف اللحظة هذه ومبثل فهنالك املوت بساحتهم من العمر مدى مجعه ما نفسه يف ويلتهب واحنطاط، دناءة من منه بدر مما وخيزى فيخجل وما داخلي، حال يف وغدت نارا عليها عماهلاأ انقلبت قد ارمة بالنفس فإذا األعمال، حطب

.)١٢- ١٠( اآلية: التحرمي سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٨٩

بأشد النريان هذه ما: أقول فيها به وألقيت مجيعها أنت أضرمتها إذا الدنيا يف اليت املادية النريان نفسه يف يؤججها اليت واحلسرة، الندامة نار والعار، املذلة نار املعنوية، النار تلك من أثرا عليه

.الكمال لفطرة والعودة الشهوات زوال بعد الاألعم دينء من قدمه ما كان فما النار فيه كمنت حطبا السيئة بأعماله وحياته عمره طوال لنفسه ارم هذا مجع لقد

هذا يصحو فهنالك املوت، وحل األجل جاء ما فإذا ويلقاه، به سيحل مما بشيء يشعر :احلديث يف وجاء غفلته، من وينتبه سكرته من اإلنسان

.»انتبهوا ماتوا إذا نيام، الناس « .احتمال وال عليه صرب ال وأملا، نارا نفسه أهلبت قد ارم هذا بأعمال وإذا

كلمة إليه تشري ما التقريب بعض لك قربت أين أعتقد قدمت، ما لك قدمت أن وبعد واآلن الدنيا يف يباشرها اليت السيئة املرء لأعما تعاىل اهللا مسى ملاذا وعرفتك ،)الحطب حمالة (

مع تتناسب النار هذه فقل شئت وإن األعمال، هذه وتضرم توقد نار أي وعرفت. حطبا ء أوزار من اإلنسان حيمله ما مقدار األعمال وسي. .احلالة؟ هذه مثل يف أصبح وقد القيامة يوم نفسا املعذب هذا يف العمل ما ولكن دناءة من عليه هو ما اخلالئق مجيع رأت وقد وعار، ذل من فيه هو امم يتخلص كيف

كيف.يطاق؟ ال الذي النفسي العذاب هذا من اخلالص إىل السبيل وما الطريق ما.واحنطاط؟ .واهلوان؟ واخلجل احلسرة نار من فيها يتأجج ما نفسه عن اإلنسان يسرت حلال إا حتريقا، وحترقها تفتيتا، النفس تفتت ةمعنوي لنار إا سحقا، النفس تسحق آلالم إا

.صرب من عليها ألحد ما نفسية .ومداواة؟ عالج دون املريض اإلنسان ذلك الكرمي الرب هذا أفيدع .آالم؟ من فيه هو ما عنه يسرت أن دون الضعيف املعذب املخلوق ذلك الرحيم الرمحن أيرتك ربه رمحة له تبدو والذروة، النهاية النفسي أمله به بلغ وقد نساناإل وفيما اللحظة، هذه ويف هنا

اإلنسان ذا فإذا سعريها، واشتد نرياا تلظت وقد هلم تربز للغاوين، اجلحيم وتـبـرز الرحيم، أو العمليات، ودور املستشفيات على الدنيا يف املتأملون املرضى يتهافت كما حنوها يتهافت

ت وقد النار، على الضعيف الفراش يتهافت كما عن بصددها حنن اليت الكرمية السورة هذه عرب

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‡�¾a@òŠí�@Þîìdm

٩٠

أشارت مبا النار إىل النفسية آالمها اجتذبتها وقد هلب، أيب امرأة وضع وصفت إذ احلال، هذا :تعاىل قوله يف الكرمية اآلية إليه

} 45 �64�'7 9��1 �:4� ;�"�{ .الفتل احملكم املتني احلبل هو: المسد من بلوالح العنق، هو: الجيد إذ

هو فإذا النار، إىل ا جير الذي هو هلب أيب امرأة يالزم الذي الشديد املعنوي األمل فهذا .احلريق عذاب إىل قويا جذبا منجذبة بسببه هي وإذا املتني، كاحلبل

: فنقول التالية الكلمة نسوق أن من الكرمية السورة هلذه تأويلنا خنتم أن قبل لنا بد ال وإنه هذا وامرأته هلب أيب ليذم العامة بعض يفهم كما الكرمي، كتابه يف السورة هذه تعاىل اهللا أورد ما

هي فإذا ،� اهللا رسول يعارض جعل الذي هلب أيب من فيها لينتقم ساقها وما فيه، ويسبهما هدى تعاىل جعلها بل إليه، ويرجع به ينتفع مغزى هلا يبقى وال وامرأته هلب أيب بزوال تزول

.األرض وجه على احلياة دامت ما للبشر تدوم ونرباسا ذه مير امرئ لكل رمزا ظل لكنه فيها، يغن مل فكأن احلياة، من وخرج هلب أبو مات لقد

ما األعمال نم جيمع معرض لكل رمزا امرأته وظلت شيئا، يكسب مل خاسرا منها وخيرج احلياة هلب أبو املذكوران الشخصان فإذا إليها، وجتتذبه النار إىل به جتر معنوية نارا نفسه يف يشعل يف جيتمعان الرمزان وإذا واإلعراض، الكفر أهل أحوال من حاالن ما يتمثل رمزان وامرأته يتلوها اإلنسان هلذا تعاىل اهللا أنزهلا معانيها، يف خالدة الكرمية السورة وإذا اهللا، عن املعرض : تعاىل قال. عليه وعطفا اإلنسان ذا تعاىل اهللا من ورمحة وذكر موعظة ا له فتكون

} يت يـهدي القرآن هذا إنر أقـوم هي للذين المؤمنني ويـبشاحلات يـعملون الالص أجرا هلم أن .)١(}كبريا

.)٢(}خسارا إال الظالمني يزيد وال للمؤمنني ورمحة شفاء هو ما القرآن من ونـنـزل {

����� � �� �� �� ������ � ����� ���� ����� ��� ���� ������ %"�ـ#�"� ! ����

.)٨٢( اآلية: اإلسراء سورة )٢( .)٩( اآلية: اإلسراء سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩١

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٢

ijk

#sŒÎ) u!$ y_ ã�óÁtΡ «!$# ßx ÷Gx�ø9 $#uρ ∩⊇∪ |M÷ƒr& u‘uρ

} $Ψ9 $# šχθè=ä{ ô‰ tƒ ’Îû ǃϊ «!$# % [`#uθøùr&

∩⊄∪ ôx Îm7|¡sù ωôϑpt¿2 y7În/u‘ çνö�Ï�øó tGó™ $#uρ 4 …çµ ‾ΡÎ)

tβ% Ÿ2 $R/#§θs? ∩⊂∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٣

بعطف لنا تعريف فيها أن كما عليه، فضلهل وبيان لرسوله اهللا من تعزية الكرمية السورة هذه يف حيث هلب أيب عمه على حزن ملا وسلم عليه اهللا صلى فالرسول خلقه، على وحنانه تعاىل اهللا

عن تعاىل اهللا عزاه آمن، لو إميانه بسبب يناله كان قد الذي الفضل ذلك وخسر عارضه، اخللق داللة وجعل بنصره، أيده إذ ليه،ع به تفضل الذي العظيم الفضل ذلك له وبني ذلك،

: تعاىل قال ولذلك وبواسطته، بسببه، احلق طريق إىل وهدايتهم

}��� ��� � ��� ������ ��������{: رسوله على ا تعاىل اهللا أنعم كربى نعم اهللا دين يف أفواجا الناس ودخول والفتح والنصر على زادت مدة خالل مكة، يف وأمثاله هلب أبو ا قام رضاتومعا كبري جهاد بعد من الكرمي .سنني عشر

على اخلري وفتح اإلميان طريق إىل به الناس اهتداء مثل املؤمن على أكرب نعمة من ما وباحلقيقة اليت الطريق له بني مث املبني، الفضل وهذا النعمة ذه � رسوله تعاىل اهللا ذكر ولذا يديه، تلك إىل م ويسمو املؤمنني ؤالء لريقى يطبقها أن جيب اليت والتعاليم هايسلك أن جيب

السعادة من هلم هيأه مبا وليفوزوا عليهم نعمته ليتم لعباده، تعاىل اهللا أعدها اليت العليا املنازل .واخلري

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٤

:نقول التوضيح في وزيادة أوجزناه لما وتفصيال على فالن انتصر: يقال املعونة، وحسن التأييد هو أيضا : والنصر والغلبة، الفوز هو): النصر(

احلق أظهر بأن لرسوله اهللا معونة أي: هنا اهللا بنصر واملراد رده، يف وفاز عليه تغلب أي عدوه معارضيه حجج ويدحض خصومه أقوال به يدفع ما والداللة البيان من وأهلمه لسانه، على

. وأعدائه من فيها له وجعل املدينة إىل باهلجرة أمره إذ لرسوله اهللا معونة أي: أيضا تعاىل اهللا بنصر واملراد املشركني، رقاب له ذلت تأييدا واملهاجرين األنصار من املؤمنني أولئك وأيد وأيده والقوة املنعة

: تعاىل قال. املعارضني شوكة أمامه وانكسرت .)١(}يـعلمون ال المنافقني ولكن وللمؤمنني له ولرسو العزة ولله ..{

.خفاء بعد من والتعريف والكشف واستغالق، غموض بعد اإلظهار هو: والفتح غموض ال بني واضح هو فإذا وكشفه احلق أظهر: أي باحلق، اخلصمني بني احلاكم فتح يقال .له وأظهره عليه، وأطلعه به فهعر أي فالن على تعاىل اهللا وفتح فيه،

اإلميان وذلك الناس، على تعاىل اهللا ا فتح اليت واملعرفة العالية اهلداية تلك: بالفتح واملراد من به جاءهم مبا ،� األمين اهللا رسول الرسول، جاءهم ملا قلوم له تفتحت الذي والعلم . والبيان الداللة خطط من له كشف وما أصول، من الكرمي رسوله به تعاىل اهللا فعر ما: أيضا بالفتح واملراد .والتأييد الفوز معها له وحصل النصر، بسببها رافقه حصول يتوقف أن هو والشرط شرط، أداة فهي السورة هذه أول يف الواردة) إذا( كلمة أما

: كقولك آخر شيء حصول على شيء . عليه ومتوقف بايء متعلق واإلكرام اإلكرام، لحلصو الزم شرط فايء فأكرمه زيد جاء إذا

قدمناه، الذي املثال يف واضح هو كما املستقبل الزمن اللغوي وضعها أصل يف) إذا( وتفيد .اإلكرام حصل ووقع املستقبل يف ايء حصل فإذا : تعاىل لهكقو الكالم سياق وأفاد ذلك على القرائن دلت إذا فيما املاضي للزمن تأيت وقد

.)٨( اآلية: املنافقون سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٥

ها انفضوا هلوا أو جتارة رأوا وإذا{ التجارة ومن اللهو من خيـر الله عند ما قل قائما وتـركوك إليـ .)١(}الرازقني خيـر والله

جاءت وقد ،� الرسول على ةاآلي نزول قبل وقعت إمنا الكرمية، اآلية هذه يف املذكورة فالرؤية . إليها ومشرية الواقعة تلك مبينة اآلية كما للحال وتأيت ووقوعه، األمر ثبوت لتقرر وتأيت واملستقبل املاضي الزمن عن) إذا( خترج وقد ):٢-١( الليل سورة يف تعاىل قوله يف اآلية ذه الواردة الشرطية) إذا( معىن فهمن ومنها: }جتلى إذا والنـهار ، يـغشى إذا والليل {

: الكرمية ربك حبمد فسبح ، أفـواجا الله دين يف يدخلون الناس ورأيت ، والفتح الله نصر جاء إذا{

.}تـوابا كان إنه واستـغفره ذلك وقع إمنا بل املستقبل، زمن يف اهللا لرسول سيحصل والفتح النصر أن هذا من املراد فليس

ا اهللا تفضل اليت الكربى النعمة بتلك � رسوله تعاىل اهللا وتذكري األمر تقرير واملراد وحصل، . عليه

}������ �� �!"#�� �$%��'�(�� )�* +��, ������ ���%*�{: لسان على لعباده اهللا بينه الذي احلق طريق: اهللا بدين واملراد والطريقة، الشريعة هو: والدين . لإلنسان واخلري السعادة من فيه مما رسوله

: بآية واملراد والطائفة، اجلماعة هو: والفوج فوج، مجع: واألفواج

}������ �� �!"#�� �$%��'�(�� )�* +��, ������ ���%*�{: ذلك، حصل وقد أما يديك، على احلق على الناس هداية جعل يف عليك فضلي اذكر: أي

.وفضله ربك نعمة يف مسرتسال فاسبح : آية من نفهمه ما ويكون

}��� ��� � ��� ������ �������� ، ������ �� �!"#�� �$%��'�(�� )�* +��, ������ ���%*�{.

.)١١( اآلية: اجلمعة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٦

ودحضت البيان، من ربك أهلمك ما للناس فبينت ي،هل اإل التأييد لك حصل وقد أما: أي تعاىل اهللا ونصرك واإلميان، للهدى قلوم وتفتحت الناس، لك أذعن حىت معارض، كل حجة من إليك وانضم املبني، الفتح ذلك عليك وفتح والضالل، الكفر أهل من معارضيك على

قلوم وتفتحت أفواجا، اهللا دين يف دخلوا الذين العرب وقبائل واألنصار املهاجرين من انضم يف واسرتسل. عليك به تفضل الذي الفضل هذا يف نفسك فسبح واإلميان، للهدى مجيعا فتسبحها بنفوسهم وتسمو م ترقى أن إال اآلن عليك وما إليك ساقه الذي اإلحسان تذوق : كلمة أفادته ما ذلكو اهللا، على اإلقبال يف النفسية الصحبة تلك معك وتصطحبها اهللا، حبمد

}��01�2* �(�3�45 �605� �7� ��8��9���{: :نقول منها نفهمه لما وتبيانا الكلمة هذه لمعنى وتفصيال

منه أكثر: الكالم ويف وبالغ، تقدم أي: السري يف وسبح وانبسط، فيه عام: مبعىن املاء يف سبح .واسرتسل فيه أمعن: األمر ويف وأسهب،

فالن سبح : فقلت الباء شددت اللغة أوجه من وجه وهو بالتضعيف الفعل تعدية رأيت ذاوإ .األمور من أمر يف يسبح جعله: أي فالنا،

قال إذ فيه الناس يسبح أن جيب الذي اال ،� اهللا لرسول مبينة الكرمية اآلية جاءت وقد :تعاىل

}��01�2* �(�3�45 �605� ..{. من ساقه وما اخلري من قدمه ما بسبب احملسن جتاه الرضا من النفس يف ينشأ ما هو: دوالحم اهللا فضل املؤمنني من اتبعه ملن يبني أن الكرمي رسوله من يطلب إمنا تعاىل واهللا والنعمة، الفضل .به يعاملهم ما وسائر هلم يسوقه ما جبميع عباده على الكبري تعاىل والصحة الكرب، بعد من الفرح العكس وعلى والعسر، والشدة والفقر، رضوامل والغم، فاهلم فقل شئت وإن والعسر، الشدة بعد من واليسر والرخاء الفقر، بعد من والغىن املرض، بعد من أم سرته سواء اإلنسان، هلذا تعاىل اهللا ينزهلا اليت األمور من أمر وال األحوال من حال من ما

يلزمك مما به أمدك مبا وأمدك ورباك أنشأك الذي ربك من وهي إال أحزنته، أم أفرحته ساءته، .وإحسان ورمحة فضل حمض إال ربك من ذلك كل ما: أقول احلياة، هذه يف

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٧

ومتنع، تعطي وهي أخرى، وتلني تارة عليه تشد إا الصغري، طفلها تربيتها يف األم إىل أرأيت األمور من ذلك غري إىل اللذيذ، السائغ والشراب الكريه املر الدواء قيوتس وتقطب، وتبتسم صغريها األم تعامل ما مجيع إىل رجعت إذا لكنك أوضاعها، املتعاكسة مظاهرها، املختلفة إذا إنه حىت والرمحة، العطف يف ممزوجا والرأفة احلنان من بصبغة مصطبغا كله ذلك وجدت . والتقطيب واالبتسام واملنع، العطاء وكذلك واللني، الشدة يكلد لتستوي وتعمقت نظرت إن وارتياب، شك أدىن ذلك يف يساورك وليس ورمحة عطف حمض األم من ذلك ترى إنك

حسنا، تأويال طفلها به تعامل ما مجيع تـؤول جيعلك عطفها، إىل واطمئنانك األم برمحة ثقتك املخلص، الطيب واملعلم العاقل، الناصح األب وكاألم عليه، هاوحتمد دوما عملها لتقدر وإنك

به يقومون ما كل على وحتمدهم مجيعا هؤالء إىل لتستسلم إنك املاهر، اإلنساين والطبيب والطبيب، واملعلم واألم األب مع حالك هذا كان وإذا فيه، يفيضون ما مجيع إىل وتطمئن وهو العاملني برب ظنك فما مثلك بشر إال هؤالء وما ؤالء، ظنك وحسن ثقتك هذه وكانت إن حىت وحنان، ورمحة ورأفة عطف من أودعه ما قلوم يف أودع واألمهات اآلباء خلق الذي احلياة، هذه يف وإكرام وعطف لطف من الناس من نلقاه ما ومجيع إحسان من نراه ما مجيع .ورمحته فضله رآثا من أثر ومجيعه تعاىل منه أصله ذلك كل

تعاىل اهللا هو أوال بالشكر فاحلقيق واألمهات، اآلباء نشكر أن علينا الواجب من كان وإذا حق تعاىل اهللا فلنحمد إحسان، من إلينا أجرى ما وأجرى خري من صدر ما عنه صدر الذي .حال كل على احملمود وهو وحده احلمد فله حبمده، دوما نفوسنا ولنسبح احلمد

سبحانه اهللا أن للناس يبني أن ،� اهللا رسول من تطلب: }.. ��605 �3�45)� *��01�2{ وكلمة هذا على فضله وبالغ تعاىل عطفه بعظيم يذكرهم وأن واملآل احلال يف اخلري إال لعباده يريد ال

التعريف وهذا والبيان التذكري هذا ومبثل وهنالك املخلوقات، سائر على بل ال اإلنسان، فضله، مشاهدة يف طويال سبحا وتسبح وحنانه تعاىل اهللا رمحة إىل األنفس تطمئن والتسبيح، .وإحسانه عطفه رؤية يف وتسرتسل

استغرقت وقد حال يف لتضحى النفس أن حىت ويتكرر، ويتواصل اإلنسان من ذلك ويتكرر يف حقا لتسبح إا الكرمي الرب هذا ةعناي ولطيف العظيم، اخلالق هذا بر من تراه فيما متنعمة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٨

الذي التذكري بسبب إال ذلك كل وما صاحبه، حال أسعد وما السبح هذا أمجل وما ذلك كلمة من نفهمه مما طرفا وذلك به، العباد يذكر أن الكرمي رسوله من تعاىل اهللا يطلب

}��01�2* �(�3�45 �605� ..{.

� ���{: وكلمة�� � ��� ������ �������� ، ������ �� �!"#�� �$%��'�(�� )�* +��, ������ ���%*� ، ��01�2* :� اهللا رسول خماطبة تقول ،} ��605 �3�45)�

أفواجا ودخوهلم بك الناس اهتداء من فتح مبا عليك اهللا وفتح والتأييد النصر جاءك وقد أما وهنالك م، عناييت وكبري عليهم بنعميت عبادي تذكر أن إال اآلن عليك فما الدين، هذا يف

قد ذاك إذ وتكون وإحساين، بري رؤية يف وتستغرق ولطفي فضلي شهود يف نفوسهم تسبح .أمسائي من بطرف وعرفتهم حبمدي، حقا سبحتهم

عرف الذي المؤمن هذا نفس في نتائجه هي وما والتسبيح، السبح هذا أثر هو ما ولكن . عليه؟ بنفسه وأقبل ربه ونعمه، اهللا فضل مشاهدة يف السبح هذا أن ريب ال: فنقول اآلن نبحثه أن نريد ما هذا

تعاىل، اهللا على إقباهلا بسبب النفس جيعل وحنانه، خالقه بعطف العبد ثقة على املبين واإلقبالا وصلتها صالا بسبب: فقل شئت وإن انطباعات فيها فتنطبع ،كماال تعاىل منه تكتسب بر

ية،هل اإل الكماالت من ذلك غري إىل والعطف، واللطف واحلكمة والعلم والرمحة الرأفة من عالية وإنسانا الكمال، حبلية متحلية نفس ذا امرءا ربه، حبمد بتسبيحه املؤمن العبد ذلك يغدو وذا .اإلنسان بين من كغريه ال عاليا

:فنقول ذلك إلى ونضيف ساعات يف النفس من ينمحي خالقه من اإلنسان هذا يكتسبه الذي الكمال هذا جانب إىل

كلمة من نفهمه ما جممل وذلك أدران، من ا علق ما ويزول الكدورات، من ا ما إقباهلا اهللا حبمد إياهم تسبيحه آثار من أثر املؤمنني من معه ملن � اهللا رسول واستغفار). واستغفره(

. اهللا على إقباهلم نتائج من ةونتيج

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

٩٩

اللغوي الشرح من بشيء ممهدين املعىن من نفهمه ما لك ونبني التفصيل بعض اآلن ونفصل :فنقول

اإلصالح مبعىن تأيت أيضا واملغفرة والتغطية، السرت هي: واملغفرة املغفرة، طلب هو: االستغفار الرأس وغفر وسرته، غطاه أي باخلضاب، الشيب فالن غفر: يقال الفساد، وإزالة اخللل حمو أي

به، يصلح أن ينبغي مبا أصلحه: أي األمر وغفر. أصلح: مبعىن أيضا وغفر. غطاه: أي باملغفر،. طاهرة طيبة فغدت األدران من ا علق مما وشفاها نفسه له أصلح: أي للمسيء، اهللا وغفر

أن ومبا وفساد، خلل من فيها ما وحمو النفس إصالح: مبعىن جاءت إمنا هنا فاملغفرة وهكذا لذلك به، وصلتها اهللا على بإقباهلا إال يكون ال وأدران، علل من ا مما وشفاءها النفس صالحم العباد يعرف أن الكرمي رسوله من تعاىل يطلب حهم وأن برولتحصل به ليؤمنوا حبمده يسب

دينء من ا علق ما أنفسهم من ويزول املغفرة هلم حتصل وهنالك تعاىل، به الصلة تلك هلم . وأدران علل من خالطها وما الشهوات

هلم فيصلح سبيله واتبعوا آمنوا للذين يغفر أن ربك من اطلب أي: هنا) استغفره( معىن فيكون .ضأمرا من فيها وما عللها من يشفيها وأن الشهوات، دينء من ا علق قد كان مما نفوسهم،

:فنقول قليال نقف أن من قدمناه ما على وبناء لنا بد ال وهنا منه صدر ما بسبب املسيء مؤاخذة عن وعفوا صفحا العامة بعض يفهم كما املغفرة ليست

ذكرنا كما يكون ال الشفاء هذا أن ومبا وصالحها، النفس شفاء املغفرة إمنا وآثام، خطايا من من لك بد وال خبالقك النفسية الصلة من لك بد ال لذلك اهللا، على العبد بإقبال إال قبل من

.تعاىل عليه اإلقبال ويدلك خطواته لك ويوضح الطريق، هذا إىل يرشدك الذي هو احلق، والدليل الناصح واملرشد

الشفاء للنفس ويكون املغفرة حتصل بتطبيقها واليت تعاىل، اهللا سنها اليت والقواعد األصول على باألماين مينيك مث واآلثام املعاصي من فيه أنت فيما تتخبط يدعك الذي أما والصالح،

بك، وغرر غشك فقد اهللا، من الصفح لك وسيطلب لك سيتوسط بأنه ويومهك الباطلة، :وجل عز قوله وقرأت تعاىل اهللا كتاب إىل رجعت إذا وإنك

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٠

وال وليا الله دون من له جيد وال به جيز سوءا يـعمل من الكتاب أهل أماين وال بأمانيكم ليس { .)١(}نصريا

حمياهم سواء الصاحلات وعملوا آمنوا كالذين جنعلهم أن السيئات اجتـرحوا الذين حسب أم { .)٢(}حيكمون ما ساء ومماتـهم

.)٣(}النار يف من تنقذ أفأنت العذاب كلمة عليه حق أفمن { وال باألماين ليست األمور أن وجدت وأمثاهلا الكرمية اآليات هذه إىل رجعت إذا إنك: أقول

.بعمله جمزي رئ ام وكل رهني، كسب مبا امرئ كل بل الوساطات، .)٤(}يـره شرا ذرة مثـقال يـعمل ومن ، يـره خريا ذرة مثـقال يـعمل فمن { .)٥(}يظلمون ال وهم كسبت مبا نـفس كل ولتجزى باحلق واألرض السماوات الله وخلق {

ال الشهوات ودينء العلل من ا علق مما النفس وخالص وقوانني، ثابتة أصول ةفللمغفر وهكذا . القوانني هذه واتباع األصول هذه بتطبيق إال يكون : تعاىل قال والقوانني األصول هلذه يرشدك إمنا احلق االستغفار لك يستغفر أن يريد والذي

من أنا وما الله وسبحان اتـبـعين ومن أنا بصرية ىعل الله إىل أدعوا سبيلي هذه قل { .)٦(}المشركني

آثار نبني أن من لنا بد ال واالستغفار، اهللا حبمد التسبيح عن بيناه ما لك بينا أن وبعد واآلن : فنقول النفس يف ونتائجه االستغفار هذا غفران، من اهللا على اإلقبال ينتجه وما وجل، عز باخلالق النفسية الصلة أثر أن عرفنا وقد أما .أدران من ا مما وخالصها النفس طهارة من فقل شئت وإن

ذلك ويف خطوات اال هذا يف له أن أم. يعدوه؟ ال احلد هذا عند اإلنسان يقف هل نتساءل .ومقامات؟ درجات السامي السلوك

:نقول هذا عن الجواب وفي

.)٢١( اآلية: اجلاثية سورة )٢( .)١٢٣( اآلية: النساء سورة )١(

.)٨-٧( اآلية: الزلزلة سورة )٤( .)١٩( اآلية: الزمر سورة )٣(

.)١٠٨( اآلية: يوسف سورة )٦( .)٢٢( اآلية: اجلاثية سورة )٥(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠١

:فاعةالش من يتطلب والتعظيم التقدير هذا لكن الكمال تقدير على جمبولة بفطرا البشرية النفس إن

األنوار بواسطة الظاهرة األشياء نرى الرأس بعني إذ وتشاهد، ا ترى أن تستطيع عينا النفس .اإلنارة ووسائط والكهرباء والقمر الشمس كنور املادية

ما متعاظم أبدي دائمي نور رسوله، ونور اهللا بنور ترى فإمنا النفس، قلب القلب، عني أما أثر وهي مذكورا، شيئا تكون ال جتاهه تكاد ضئيلة بسيطة أنوارا إال جتاهه املادية األنوار هذه

املدسم نوره سناء ألالء وباهر سلطانه وعظم عظمته جلت العظيم اخلالق أنوار من بسيط بالصالة اهللا على النفس أقبلت فإذا. املذاق الطيب العذب النفسي فاءوالش يةهل اإل بالغبطة

اليت العني تلك فيها وتفتحت اإلمكانية هذه هلا أضحت فقد به، وحتلت بالكمال واصطبغت الكمال أهل على عينه وتقع حوله فيمن املؤمن هذا وينظر ومشاهدته، الكمال رؤية من متكنها يف منه أكثر أحدا رأى وكلما فيحبهم، السامي الطريق هذا يف له مسايرة من فيه هم ما ويرى

� اهللا رسول إن وحيث وعشقا، حبا له وأكثر وتعظيما تقديرا له أكثر كان سبقا الكمال مقاما وأعالهم قاطبة الكاملني سيد � إنه وحيث املضمار، هذا يف كافة املؤمنني أسبق هو

حيب ربه من الكمال من اكتسبه ومبا به اصطبغ مبا املؤمن هذا جتد لذا زلفى، هللا إىل وأقرم أجل وال مقاما أمسى وال منزلة أرفع لديه خملوق من فليس ويوقره، ويعزره ويقدره � اهللا رسول قالرب كوميض وسرت قلبه يف احملبة كوامن هاجت بذكره مسع فإذا ،� اهللا رسول من شأنا أعظم احملبني وأحوال الشريفة، لنفسه ومرافقة له مصاحبة هي فإذا ،� اهللا رسول حنو نفسه

.به متثل أو بشيء تشبه أن من يف عليه وصالته � به صلته تزال وما ،� اهللا رسول حب يف يتدرج املؤمن هذا يزال وما

يكون حلال يصل حىت واإلجالل، والتعظيم التقدير طريق يف متقدما يزال وما وارتقاء، ازدياد بنور يرى اللحظة هذه مثل ويف وهنالك اهللا، على � اهللا رسول مبعية يدخل ألن أهال معه

به الذي اهللا نور للعاملني، ورمحة منريا سراجا تعاىل اهللا أرسله مبن فقل شئت وإن اهللا، رسول رؤية يف ويفىن ساجدا تعاىل اهللا حضرة يف خير و حبا رأى مبا فيهيم اهللا أمساء من طرفا يرى

الكائنات هلا اية ال اليت برمحته غمر وقد الرحمن اسم يرى إنه كليا، فناء يةهل اإل األمساء

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٢

تعاىل امسائه من ويرى كلها، باملخلوقات رأفته أحاطت وقد الرؤوف اسم ويرى مجيعها، استغراقا، ا يستغرق جيعله ما األمساء من ذلك وغري ،الكبير والعلي والعليم الحكيم

عليه وصالته � اهللا برسول صلته وتكون كليا، استسالما الرحيم الرؤوف الرب هلذا ويستسلم . هذا إىل أوصلته قد

الكرمية العالية النفس لتلك نفسية وصحبة حب شفاعة إا احلقة، الشفاعة هي تلك فلعمري النفسية الصلة هذه وإىل إياه، مالزما ويزاوجه شيئا شيء يقارن أن وهو: الشفع من مأخوذة :الكرمية اآلية إليه أشارت االرتباط وهذا احلقة الشفاعة هذه وإىل � اهللا برسول

} ه إنون ومالئكته اللعلى يصل يبها النذين ياأيـوا آمنوا الموا عليه صل١(}تسليما وسل(. املؤمن هلذا كان ملا عليه الصالة ولوال ،� اهللا برسول النفسية والصحبة الصلة تلك لوال وأنه . تسليما هللا سلم وملا والشهود الرؤية هذه له حصلت وملا والعروج السمو هذا

حبه قلبه يف أوقده اهللا نور من قبس نفسه يف أضاء وقد النفسية الرحلة تلك من املؤمن ويرجع بسائر ورمحته ورأفته وحنانه عطفه من شاهده وما تعاىل، اهللا كمال من رآه ما بسبب خلالقه، من املؤمن يفيد ماذا أتدري ولكن ،والرؤية الشهود بعد إال تكون ال احملبة أن واحلق عباده،

. قلبه؟ يف سطع الذي يهل اإل النور هذا ختدعه وال األشياء مبظاهر يغرت ال هو فإذا الصور وراء نم املستكنة احلقائق النور ذا يرى إنه

بني يفرق فاروق هو فإذا اهللا، بنور ينظر وأضحى البصرية عني منه تفتحت لقد الرجال، صور فيعافه شرا والشر إليه، ومييل ويهواه فيحبه خريا اخلري يرى الباطل، من احلق ومييز والشر، اخلري

هي وتلك إنسان كل يتبوأها أن جيب اليت السامية املنزلة هي وتلك يه،ف ويزهد منه ويأنف : تعاىل قال. عليها وحضهم املؤمنني تعاىل اهللا حث اليت التقوى

به متشون وران لكم وجيعل رمحته من كفلني يـؤتكم برسوله وآمنوا الله اتـقوا آمنوا الذين ياأيـها{ .)٢(}رحيم غفور والله لكم ويـغفر

.)٢٨( اآلية: احلديد سورة )٢( .)٥٦( اآلية: األحزاب سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٣

ذو والله لكم ويـغفر سيئاتكم عنكم ويكفر فـرقانا لكم جيعل الله تـتـقوا إن آمنوا الذين ياأيـها{ .)١(}العظيم الفضل اهللا برسول استشفاعك آثار من وأثر اهللا بنور استنارة هي إمنا فالتقوى ذاوهك: التقوى

يهل اإل النور هذا وكان اهللا بنور مستنرية نفسك أضحت لقد اهللا، حضرة يف � مبعيته ودخولك نورا له اهللا جيعل مل ومن والشرور، املهالك يف والوقوع الضالل مهاوي يف السقوط من لك وقاية

8��9�� �7� ��605 �3�45)� *��01�2{: كلمة به لنا توحي إمنا كله وذلك ر،نو من له فما���{. . للناس؟ اهللا وسلم عليه اهللا صلى رسول من االستغفار يكون كيف ولكن � فالرسول. النفسية األحوال من حال هو بل قوليا، استغفارا االستغفار ذلك ليس: أقول اهللا، من جتل أعظم عليه يتوارد الذي الرسول هذا إقبال، ىوأمس أعظم ربه على أقبل الذي به جاءهم ومبا برسالته وصدقوا عليه أقبلوا الذين ألصحابه بنفسه توجه إذا وإمداد، نور وأشد ويكون به، واملؤمنني أصحابه إىل الرسول بواسطة ي،هل اإل النور ذلك يسري فهنالك اهللا، عن

التجلي، ذلك شدة من ختفف ووسيلة وخلقه، اهللا بني وسيطا الاحل ذا العظيم الرسول .الشفاعة حقيقة هي وهذه. وحتمله تقبله من األنفس فتتمكن

لتصدعت ،� الرسول وساطة دون ومن الناس، قلوب على مباشرة جتلى تعاىل اهللا أن ولو كما.النور ذلك من وهلمعق واجنذبت ولصعقوا التجلي، ذلك حتمل على تقو فلم نفوسهم،

انتخب ولذلك ،حكيم وربك. بامليقات � يقدروه مل الذين موسى سيدنا أصحاب صعق ومن. عباده وبني بينه وسطاء لنوره، حتمال وأكثرهم له، حبا الناس أشد كانوا الذين الرسل آمنوا الذين إىل الشريفة بنفسه يتجه بأن ،� الرسول أمر أن خلقه على وحنانه اهللا رمحة

وذا وهنالك رم، وبني بينهم ووسيطا قلوم، إىل يهل اإل النور ذلك سريان يف سببا فيكون : تعاىل قال النفسي، الشفاء وينالون واملغفرة التزكية هلم حتصل النور

}.. عليهم وصل ه هلم سكن صالتك إن٢(}عليم مسيع والل(.

.)١٠٣( اآلية: التوبة سورة )٢( .)٢٩( اآلية: األنفال سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٤

:كلمة إىل منه وصلنا وقد التأويل اآلن ونتابع

}����� �$: 5�"%;{ :فنقول

طاعته، إىل وعاد معصيته عن رجع: أي ربه، إىل العبد تاب: يقال تاب، من مشتقة: التواب .عليه بنعمته رجع: أي العبد، على اهللا وتاب

هلم يسوق العباد، على التوبة يف ملبالغةا: نفهم كما تعين وهي اهللا أمساء من اسم: والتواب ليظفروا منه قرم وزيادة إليه رجوعهم يف سببا يكون ما والعالجات األدوية من دوما تعاىل

من الصفة هذه أن تفيد): كان( وكلمة. واخلريات النعيم من هلم أعد ما وينالوا بالسعادة هلا حد وال الصفة هلذه أول ال أنه يعين وهذا. ةالعلي ذاته ا اتصفت اليت الذاتية، اهللا صفات

.اخللق كل تشمل بل الناس، من فئة على وال ومكان زمان على تقتصر ال وهي

$� �����{: آية من نفهمه ما ويكون: 5�"%;{ : ومهما واستكرب، كفر ومهما العبد، أعرض فمهما عباده، عن أبدا يتخلى ال اهللا إن: أي

يكون مما تارة، واإلحسان الرب ومن تارة، الشدائد من له يسوق بل ربه، يرتكه ال وأخطأ عصى ليتمتع ومواله، وخالقه سيده كنف إىل والعودة الرجوع إىل يدعوه وداعيا ربه، فضل له مذكرا .إحسانه وكمال بره، عايل لتذوق أهال وليكون بفضله

املخلوق تقلب واحلنان الرمحة يد تزال وما اإلنسان ذا حميطة يةهل اإل العناية لتزا ما وباحلقيقة فقر ومن فقر، إىل غىن ومن مرض، إىل صحة ومن صحة، إىل مرض فمن حال، إىل حال من : فقل شئت وإن يسر، إىل عسر ومن عسر، إىل يسر ومن غىن، إىل شىت اإلنسان على ورمحتها رأفتها وعظيم مهاوعل حبكمتها تطبق الرحيمة اليد هذه تزال ما

أو ويؤوب يتوب حىت األحوال من بالكثري وتواجهه العرب خمتلف له تسوق تزال وما العالجات،. وفاز بالسعادة ظفر فقد وأناب العبد هذا تاب فإن احلياة، مراحل من مرحلة آخر إىل يصل أهوال بعد الربزخ يف وأمراضه إعراضه عن ويكف ربه إىل ويؤوب يتوب عله بدنياه يتب مل فإن

رهيبة عالجات بعد ولعله وعماه، خسرانه ومزيد إعراضه هليب تطفئ النار فهناك وإال وأهوال . النار من خيرج

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٥

قال .� اهللا رسول صدق )١(»إيمان من ذرة مثقال قلبه في كان من النار من يخرج « : تعاىل

} ي مثذين نـنجقوا ال٢(}..اتـ(. تعاىل اهللا سلط كيف تعاىل، اهللا أوامر عن وحادوا احلق، عن أعرضوا ملا إسرائيل بين إىل أرأيت يوسف إخوة وكذلك اهللا، إىل ورجعوا تابوا حىت العذاب سوء يسومهم زال وما فرعون عليهم�.

على كل وعالجه دواؤه تعاىل اهللا عند امرئ لكل واألشخاص، واألفراد واجلماعات وكاألمم وعناية فضل حمض إال هو إن لعباده تعاىل اهللا ينزله ما ومجيع نفسه، يف استقر وما حاله حسب

.واخلريات السعادة إىل ويصل العبد ليتوب العبد على تعاىل يتوب إنه وإحسان، السوء سلوك عن نيته تغيريه مبجرد التائب العبد على يؤوب الذي هو وتعاىل سبحانه: والتواب

الصحيحة والتوبة. والعز واملال واجلاه بالصحة باخلريات، عليه فيؤوب فقط بالنية الصادقة بتوبته .اخلطايا متحو وقد اجلنتني صاحب قصة ومن ،)القلم سورة( لك فصلتها وقد اجلنة أصحاب قصة من ولك

ذا عنايته إىل وتركن ،تعاىل اهللا رمحة إىل تطمئن جيعلك ما) الكهف سورة( عنها حدثتك أن القصتني، هاتني يف الكرمي القرآن ذكرهم ملن تعاىل اهللا معاملة نتائج من كان لقد اإلنسان،

. إنسان كل ومع عباده سائر مع تعاىل اهللا معاملة هي وتلك اهللا، إىل ورجعوا مجيعا تابوا الذين املؤمنني بأيدي يأخذ أن الكرمي، رسوله من السورة هذه يف يطلب إمنا تعاىل فاهللا وهكذا والسعادة، املغفرة معه هلم حتصل تسبيحا رم حبمد فيسبحهم أفواجا اهللا دين يف دخلوا

حضرة يف � مبعيته ودخوهلا � اهللا رسول بنفس نفوسهم استشفاع إىل م ينتهي تسبيحا . اهللا بنور احلقائق رؤيةو التقوى إىل والوصول يةهل اإل لألمساء العايل الشهود حيث اهللا إىل لتصل اهللا، على اهللا رسول مبعية الدخول لك وحصل اهللا حبمد نفسك سبحت وإذا هذا وتؤوب لتتوب إال به عاملك ما جبميع عاملك ما تعاىل اهللا أن فرتى السامية، املشاهدة تلك

.)٧٢( اآلية: مرمي سورة )٢( .١١٦ص ٣ج أمحد اإلمام ندمس )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @@‹—åÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٦

كان إنه ( لمةك معىن من طرفا تدرك هنالك ونعيم، سعادة من إليه وصلت ما إىل وتصل . الرحيم التواب هو سبحانه وأنه حكيم عليم تعاىل اهللا أن وتعلم) تـوابا

����� � �� �� � ��� ���� �� �����

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٧

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٨

ijk

ö≅è% $ pκ š‰r'‾≈ tƒ šχρã� Ï�≈ x6ø9 $# ∩⊇∪ Iω ߉ ç6ôãr&

$ tΒ tβρ߉ ç7÷è s? ∩⊄∪ Iωuρ óΟçFΡr& tβρ߉Î7≈ tã !$tΒ

߉ ç7ôãr& ∩⊂∪ Iωuρ O$tΡr& Ó‰ Î/% tæ $Β ÷Λ –n‰t6tã ∩⊆∪

Iωuρ óΟçFΡr& tβρ߉Î7≈ tã !$tΒ ß‰ ç6ôãr& ∩∈∪ ö/ ä3s9

ö/ ä3ãΨƒÏŠ u’Í<uρ ÈÏŠ ∩∉∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٠٩

وحسن له، � اهللا رسول استغفار من للمؤمن بينه ما النصر سورة يف تعاىل اهللا بني أن بعد

املقبل املؤمن حال عليه يكون ما السورة هذه يف لنا ذكر عليه، عطفه وكمال به، اهللا عناية .وإعراضه كفره يف الكافر وحال إقباله، بسبب، يواقع ال فاملؤمن ما اصي،املع يقارف وال الشر والكافر إقباله، على استمر متلبسا يظل

: تعاىل قال ولذلك وإعراضه، كفره على مقيما دام ما الشر عن ينزع وال باملعاصي،

}�� ��� ��� �����������{: جيمع واملبىن، اللفظ يف تقارما املعىن يف تقاربا مصدران وضمها الكاف بفتح: والكفر والكفر الثاين خيتص كما املادية، باألشياء خيتص األول كان وإن والتغطية، السرت معنامها يف بينهما .املعنوية باألمور

: األرض العشب وكفر وغطاه، سرته أي: الكاف بفتح كفرا بالرتاب احلب الزارع كفر : يقال بعمل قام: أي: ذنبه عن فالن وكفر ه،بظلمت سرتها أي: املدينة الليل وكفر خبضرته، غطاها أي

اخلطيئة سرت يف سببا الطيب العمل هلذا النفس رؤية فكانت معروف أو صدقة من طيب بأن تقصريه عن يكفر أن تقصري أو خطأ بادرة منه بدرت إذا املؤمن الشارع أمر ولذا والذنب، .صوما يباشر أن أو بصدقة يتصدق

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٠

أن تستطيع ال أا عليها تعاىل اهللا فطرها اليت سننها ومن البشرية النفس قوانني من وباحلقيقة حيجبها وإساءا تقصريها ترى دامت ما خملوق أي على وال جالله جل اخلالق على تقبل

عملها أصلحت هي إذا أما إليه، أساءت من وبني بينها اخلجل وحيول البعد يف وتقع الذنب اإلنسان فإذا عنها، اهللا برضاء الثقة وتتولد اخلجل يزول فهنالك نباإلحسا اإلساءة وأتبعت الذنب أمام اإلحسان وقف لقد والتقصري، الذنب يرى يعود ال إحسان من به قام ما برؤيته إال يكون ال السيئات عن التكفري هو وذلك ومعروفه، إحسانه إال يرى ال اإلنسان فإذا وسرته

.واإلحسان الصاحلة باألعمال .)١(}أجرا له ويـعظم سيئاته عنه يكفر الله يـتق ومن ..{هم ألكفرن وقتلوا وقاتـلوا سبيلي يف وأوذوا ديارهم من وأخرجوا هاجروا فالذين ..{ سيئام عنـ

.)٢(}الثـواب حسن عنده والله الله عند من ثـوابا األنـهار حتتها من ريجت جنات وألدخلنـهم :� له يقول إذ أصحابه أحد ا يوصي وصية يف ذلك إىل � وأشار

.)٣(»تمحها الحسنة السيئة وأتبع « بتأويل فلنبدأ اللغوي، الوضع أصل ا بينا أمثلة نم عرضناه مبا املعىن من طرفا لنا تبني وقد أما

: فنقول الكاف بضم الكفر من املراد ولنبني الكرمية السورة الذي الساتر مبعىن، فاعل اسم العريف االشتقاق حسب على والكافر كافر، مجع: الكافرون

ء الظن من بربه ظنه مبا يهل اإل اإلحسان رؤية نفسه عن سرت ه فكان ،السيساترا السيء ظن طعم تذوقه وعدم خالقه عن بعده يف سببا وبالتايل والنعمة، الفضل رؤية وبني بينه حيول ومانعا اخلالق وجود نفي معناه ليس الكفر أن لنا يتبني هنا ومن. اهللا من القرب وحالوة اإلميان

.كافرا اإلقرار هذا مع ويكون به، معرتفا و ومربيه خالقه بوجود مقرا املرء يكون فقد وإنكاره، مقر ذلك مع وهو كافر وأعظم كافر، أول وهو الكافرين من كان لقد إبليس إىل أرأيت : آية يف كما تصرحيا ذا الكرمية اآليات وصرحت وربه خالقه بوجود

.)٤(}طني من وخلقته نار من خلقتين منه خيـر أنا قال {

.)١٩٥( اآلية: عمران آل سورة )٢( .)٥( اآلية: الطالق سورة )١(

.)٧٦( اآلية: ص سورة )٤( ./١٥٣/ص ٥/ج أمحد ماماإل مسند )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١١

:آية يف وكما باخلالق، مقرا إبليس يعرتف اآلية هذه ففي .)١(}أمجعني وألغويـنـهم األرض يف هلم ألزيـنن أغويـتين مبا رب قال {

:آية يف وكما بربه، مقرا إبليس يعرتف اآلية هذه ففي فـلما لكم جار وإين الناس من اليـوم لكم غالب ال وقال أعماهلم الشيطان هلم زين وإذ {

والله الله أخاف إين تـرون ال ما أرى إين منكم بريء إين وقال عقبـيه على نكص الفئتان تـراءت .)٢(}العقاب شديد املالئكة بنزول للمؤمنني يهل اإل التأييد رأى ملا إبليس أن اآلية، هذه خالل من ترى وأنت

إبليس جعل الذي لكن اهللا، من خائفا مرتاجعا عقبيه على نكص الكافرين، أعناق يضربون ءالسي الظن ذلك اهللا، حضرة يف الدخول من واحلرمان اهللا، عن البعد ذلك له وسبب كافرا وهو أغواه تعاىل اهللا أن يظن السابقة اآليات إليه أشارت ما حسب على فهو بربه، ظنه الذي عليه آلدم أعطاه الذي املقام ذلك يعطه مل تعاىل اهللا أن ويظن اخلري، له يريد ال اهللا أن يظن

مقام يعطى أن تحقيس كان وأنه آدم من خري أنه يرى إنه حلقه، وغمطا له حرمانا السالم الظنون هذه نتائج من كان وقد. األرض يف خليفة وجعله عليه آدم فضل اهللا لكن اخلالفة كان وقد اهللا، على اإلقبال عن حمتجبة اهللا عن نفسه تباعدت أن بربه إبليس ظنها اليت السيئة

له أن ظانا م الشر عوإيقا إغواءهم يريد العداء، آدم بين يناصب وقف أنه ذلك نتائج من ألحد حول ال وأنه اهللا بيد كله الفعل أن عامل غري كفره، إىل الشرك قرن وبذلك وفعال، تصرفا

سبب هو وذلك إبليس، كفر من نراه ما بعض ذلك. إذنه بعد ومن تعاىل باهللا إال تصرف وال أنت إذا به، الظن وأساؤوا فضله اوأنكرو برم كفروا الذين اليهود وكذلك. وبغضه بعده

برم ويعرتفون اخلالق بوجود يقرون قوما وجدت عنهم حتدثك اليت اآليات إىل رجعتنزلة والتوراة رسوهلم برسالة ويعتقدون

النار، وال اجلنة وال اآلخر اليوم ينكرون ال وهم عليهم، امل :تعاىل قوله يف هذا إىل الكرمي القرآن أشار وقد

.)٤٨( اآلية: األنفال سورة )٢( .)٣٩( اآلية: احلجر سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٢

أم عهده الله خيلف فـلن عهدا الله عند أختذمت قل معدودة أياما إال النار متسنا لن وقالوا{ .)١(}تـعلمون ال ما الله على تـقولون

كنتم إن بـرهانكم هاتوا قل أمانيـهم تلك نصارى أو هودا كان من إال اجلنة يدخل لن وقالوا{ .)٢(}صادقني

يؤمنون فقل شئت وإن بأنفسهم، أنفسهم يناقضون اليهود جتد الكرميتني اآليتني هاتني ففي ما إىل رجعت إذا لكنك والنار، واجلنة اآلخر باليوم يقرون إم قلوم، تؤمن أن دون بأفواههم

إىل واحنرافا احلق عن شذوذا وجدت سريم، وتتبعت أعماهلم من الكرمية اآلية إليه تشري واملؤمن وخيالفه، اإلميان يناقض ما كله وذلك األماين على اعتمادا مث باملعاصي وتلبسا الباطل،

. األماين اهللا ىعل يتمىن مث إمثا يباشر أن ميكن وال معصية على جيرؤ ال احلق خشيته زادت اآلخر باليوم املرء إميان ازداد وكلما النار، وحيذر اآلخر اليوم خياف احلق املؤمن وأعظمهم إميانا، املؤمنني وأول إطالقا، املرسلني سيد وهو � اهللا رسول فهذا. خوفه وعظم

وأتقاهم اهللا عدالة من خوفا الناس أشد كان كله ذلك جانب إىل لكنه وشأنا، مكانة اهللا عند . اهللا أمر على استقامة وأعظمهم هللا، هللا خوف من � نفسه عليه انطوت مبا يعرفنا بأن � الكرمي رسوله آمرا تعاىل قوله تسمع أمل

:تعاىل يقول إذ وخشية .)٣(}عظيم يـوم عذاب ريب عصيت إن أخاف إين قل { ومن ورساالته الله من بالغا إال ، ملتحدا دونه من أجد ولن أحد الله من جيريين لن ين إ قل {

.)٤(}أبدا فيها خالدين جهنم نار له فإن ورسوله الله يـعص املخافة عليه تدلك اآلخر باليوم اإلميان أن تنيالكرمي اآليتني هاتني خالل من ترى وأنت

إن إميان من ذلك سوى وما معصية، أو إمث على جرأة لك تـعد وال االستقامة، وتثبته واخلشية، بين عن اإلميان تعاىل اهللا نفى وقد. شيئا احلق من يغين ال الظن وإن وأقوال، ظنون إال هو

:تعاىل فقال دعاءهم،ا أعماهلم ناقضت الذين إسرائيل

.)١١١( اآلية: البقرة سورة )٢( .)٨٠( اآلية: البقرة سورة )١(

.)٢٣-٢٢( اآلية: اجلن سورة )٤( .)١٥( اآلية: األنعام سورة )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٣

ناكم ما خذوا الطور فـوقكم ورفـعنا ميثاقكم أخذنا وإذ { عنا قالوا وامسعوا بقوة آتـيـ نا مس وعصيـ كانت إن قل ، مؤمنني كنتم إن م إميانك به يأمركم بئسما قل بكفرهم العجل قـلوم يف وأشربوا

ولن ، صادقني كنتم إن الموت فـتمنـوا الناس دون من خالصة الله عند اآلخرة الدار لكم ومن حياة على الناس أحرص ولتجدنـهم ، ني بالظالم عليم والله أيديهم قدمت مبا أبدا يـتمنـوه بصري والله يـعمر أن العذاب من مبزحزحه هو وما سنة ألف يـعمر لو أحدهم يـود أشركوا الذين

.)١(}يـعملون مبا أن اآلخر باليوم الكفر إمنا بل ونفيه، اليوم ذلك إنكار خراآل باليوم الكفر فليس وهكذا

العظيم اليوم ذلك رؤية عن اخلادعة وزخارفها الزائفة ودنياها الباطلة بشهواا النفس حتتجبفرطة، األنفس حسرات ترى فال الرهيبة، مواقفه وشهود

اجلرائم ذوي خزي تشهد وال امل

ذه أريد وال ونعيمها، اجلنة على وشهواا الدنيا وتـؤثر قهاحري وآالم النار ترهب وال املنحطة، نارا، ترهب أو خزيا تشهد أو حسرة ترى أن العني هلذه يكون ما إذ املادية، العني رؤية الرؤية

يقوم ما بسبب الرؤية، تلك عن النفس احتجاب إال الكفر وما النفسية، الرؤية أريد إمنا بل . ساترة وموانع حجب من تراه أن ميكن ما وبني بينها باهللا كفرهم لك نبني أن نريد اآلخر، باليوم اليهود كفر عن شيئا لك أحملنا أن وبعد واآلن : فنقول

م إىل مقرونا خبالقهم اليهود يعرتفه الذي االعرتاف هذا إنم، السيئة ظنوحجب الذي هو بر لكنهم اخلالق بوجود يعرتفون فهم اهللا، عن والبعد بالكفر أوقعهم الذي وهو اهللا، عن نفوسهم

مؤامرام بأسرار يبوحوا ال بأن بعضا بعضهم ويوصي اهللا رسول ضد املؤامرات حييكون كانوا علمه عن يعزب ال رقيب، ناظر تعاىل اهللا أن لعلموا حقا آمنوا أم ولو الناس، من أحد أمام

عن احتجبت نفوسهم لكن اخلالق، بوجود يقرون وهم. ءالسما يف وال األرض يف ذرة مثقال .شؤونه وتصريف الكون أمور تسيري على تسهر اليت يةهل اإل اليد تلك رؤية

كيف ينفق مبسوطتان يداه بل قالوا مبا ولعنوا أيديهم غلت مغلولة الله يد اليـهود وقالت { .)٢(}شاء ي

.)٦٤( اآلية: املائدة سورة )٢( .)٩٦-٩٣( اآلية: البقرة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٤

الكون، هلذا يهل اإل التسيري رؤية عن نفوسهم احتجبت وقد اخلالق بوجود يقرون الذين فاليهود األقوى وأن والبقاء، الوجود يتنازعون واملخلوقات الناس وأن بذاته، يسري الكون أن منهم زعما كفر إنه باأللوهية، صرحيا ا كفر وجدته هذا زعمهم يف دققت أنت إذا. والفوز الغلبة له منهم اعرتاف كل عن رغما هذا زعمهم بسبب اليهود، كفر لقد ،"اهللا إال إله ال" وبكلمة باهللا

فامجع شئت وإن واليهود إبليس عن وآيات حديث من لك سقناه ما على وبناء واآلن وإقرار، :فنقول القول جنمع أن نستطيع واهلم،وأح أقواهلم الكرمي القرآن لك فصل الذين املنافقني إليهماا بل وينفيه اخلالق بوجود يعرتف ال الذي هو فقط الكافر ليس عن ستـر الذي هو: الكافر إمن ء ظن من بربه ظنه مبا احلسىن، وأمسائه اهللا كمال رؤية نفسه يزعم فالذي. سي يسري الكون أن وما ي،هل اإل والتسيري باأللوهية كافر هو إمنا البقاء، فيه ونيتنازع الناس ترك تعاىل اهللا وأن بذاته، إال واقع يقع فال اهللا، إال إله ال وأنه اهللا، بيد كله الفعل أن تشهد أن إال باهللا احلق اإلميان وأن واألوالد، نفسه يرزق وحده بسعيه أنه يزعم والذي. باهللا إال قوة وال حول وال بإذنه

حوائج تتأمن بسببها اليت احلوادث من ذلك وغري النباتات وخروج اجلوية األحوالو األمطارا املخلوقات، واإلمداد بالرتبية كافر الرجل هذا. نفسها تلقاء من جتري طبيعية موجودات هي إمن

.يهل اإل وال عنك تغفل ال بالعطاء، عليك مبسوطة بالرتبية اإلمداد يد تشهد أن إال احلق اإلميان وما فالنا أعطى تعاىل اهللا أن يزعم والذي. ار أو ليل حلظة تنقطع وال املخلوقات، سائر عن

اهللا بعدالة كافر هو إمنا الرجل هذا حق، بغري وحرمانا ظلما بل لسبب ال وحرمه فالنا ومنح .اهللا بوجود يقر كان وإن وإحسانه تعاىل بفضله كافر ورمحته، يقع وأن بد ال اجلنة وسيدخله غدا عنه سيعفو تعاىل اهللا أن زاعما املعاصي باشري الذي واملنافق

: الشريف احلديث ويف اهللا على اإلقبال عن نفسه والذنب اخلجل وسيحجب الكفر، يف . »الكفر بريد المعاصي«

: أنواع على فالكفر وهكذا أنواع من ذلك غري إىل ي،هل اإل واإلحسان بالعدل وكفر ية،هل اإل بالرتبية وكفر باأللوهية، كفر

النفس بني سرتا املوانع بعض ووقوع اهللا عن النفس احتجاب هو واحد، شيء يف كلها جتتمع

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٥

بنعيم والتنعم عليه، اإلقبال وبني بينها سرتا واحلجب املوانع وتقف تعاىل بوجوده تقر اهللا، وبني .أمسائه وسائر ورأفته تهرمح ورؤية وإحسانه، فضله وتذوق قربه

تفكريه يتوغل أن دون املقر، املعتقد موقف اإلميان من اإلنسان يقف أن كله الكفر يف والسبب الرتبية فتعقل للنفس، ظاهرة تبدو احلقائق حيث العقل إىل يصل حىت والتدقيق، البحث يف

مجيع بل ال ي،هل اإل التسيري وتعقل والرأفة والرمحة واإلحسان العظمة وتعقل ي،هل اإل واإلمداد . اجلنة ودخل إال فعقلها حمص أحصاها ما اليت احلسىن األمساء

صدق موقف ومربيهم خالقهم معرفة من يقفون الذين أن على منهم يسمعون فيما لآلخرين امل

وحينا يوم إثر يوما تفكريهم يعملون ال الذين هؤالء فقل شئت وإن وتدقيق، وتعمق حبث دونصدق، مرتبة من وينتقلوا الرتبية يعقلوا حىت حني، بعد

للحقائق، املشاهد املؤمن مرتبة إىل امل

والصيام، الصالة يرتك وقد عقبيه، على أحدهم ينقلب فقد عظيم، خطر على دوما يظلون أموال وزكاة وزيارة حج بعد ومن احلميدة وخطته املستقيمة سريته عن يرتاجع ما وكثريا

طويلة صحبة بعد من احلق أهل يشاقق وقد للحق، معارضا يغدو قد أنه حىت كثرية، وصدقات النقل على اعتمد والتحقيق، التعمق دون بالتصديق اكتفى ألنه ذلك املتتالية، جمالسهم ولزوم على بواانقل الذين من مجاعة إىل الكرمي القرآن أشار وقد والعقل، اليقني إىل يعدوه أن دون

هم {: تعاىل فقال تصديقهم بعد من أعقام قن فضله من آتانا لئن الله عاهد من ومنـ دلنص احلني من ولنكوننا ، الصوا به خبلوا فضله من آتاهم فـلمقا نفا فأعقبـهم ، معرضون وهم وتـول

.)١(}يكذبون كانوا ومبا وعدوه ما الله أخلفوا مبا يـلقونه يـوم إىل قـلوم يف واكتفاؤهم اإلميان، طريق سلوكهم عدم إال ونفاق كفر من به أوقعهم فيما هؤالء أوقع وما

واليقني، العقل إىل منه وصل حىت اإلميان طريق اإلنسان سلك ولو واالعتقاد، بالتصديق :تعاىل قال ارتياب، أو شك أدىن قلبه إىل تسرب وملا وأمان، أمن يف ألضحى

ا{ ذين المؤمنون إمنه آمنوا الورسوله بالل ه سبيل يف وأنفسهم بأمواهلم وجاهدوا يـرتابوا مل مثالل .}الصادقون هم أولئك

.)١٥( اآلية: احلجرات سورة )٢( .)٧٧- ٧٥( اآلية: التوبة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٦

وما ،له دين ال له عقل ال ومن العقل هو والدين ،العقل هو إمنا كله عليه فاملعول وهكذا العلماء من واهلداة، املرشدين من وأمهاتنا، آبائنا من اآلخرين من نسمعه ما على نعتمد دمنا

بنا تبلغ أن أو علم إىل بنا صلت أن ميكن ال والبيان، الوضوح يف أقواهلم بلغت مهما واحلكماء، إياها ورؤيتها احلقائق، بذاا النفس شهود نتائج من نتيجتان والعلم العقل ألن العقل، منازل والشهود وصورا، بعينها تراه مما لديها أوضح بذاا احلقائق النفس ورؤية عيان، رؤية اهللا بنور

ألن باليد، واللمس باألذن والسماع بالعني الرؤية من وأثبت بالنفس ألصق والعقل النفسيا احلواس ذه النفس ا األشياء، ظواهر تدرك إمنا مباشرة، غري بصورة تدركها إالصورة تدرك إ منها ووقوفها بالذات إياها إدراكها بسبب يكون فإمنا العقل وأما احلقيقة، عن معزل يف وتظل .لوجه وجها يف حمتفظة النفس تستمسك أن: العقل إدراكا، اهللا بنور احلقائق النفس تدرك أن: العقل

منها ينمحي وال يزول ال واحتفاظا استمساكا حقيقته، شهدت ومبا ذاا، يف رأته مبا سويدائها تعاىل، اهللا عظمة من طرف إىل النفس نظرات من واحدة ولنظرة الدهور، ودهر اآلباد أبد

األعمى يستوي وما وتبينها، هلا تشرح شروح أو تسمعها أقوال من مؤلفة بآالف لديها أعظم اإلميان إىل وصلت فما تعقل أن دون تسمع دمت ما وإنك. النور وال الظلمات وال والبصري

.واالعتقاد التصديق دور يف تزال وما وإن قـلوبكم يف اإلميان يدخل ماول أسلمنا قولوا ولكن تـؤمنوا مل قل آمنا األعراب قالت {

.)١(}رحيم غفور الله إن شيئا أعمالكم من يلتكم ال ورسوله الله تطيعوا وال شك خيالطه أن وال يزول، أن ميكن ال الحقائق وشهود العقل على املبين فاإلميان وهكذا

فيميز اهللا بنور األشياء يرى بصريا، مسيعا أضحى فقد التقوى منازل بلغ ومن ،ارتياب ميازجه أن وهو إمث أو معصية يف يقع وكيف إمث، أو معصية يف يقع أن ميكن ال وبذلك شرها، من خريها

له تبدى وقد املعروف فعل يف يقصر كيف أم. شرور؟ من حتته انطوى وما أذى من فيه ما يرى . ومسو؟ ورفعة خري من عليه اشتمل ما

. )١٤( اآلية: احلجرات سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٧

عن واألصم البصري عن األعمى حال أبعد وما حمجوب، وكافر مشاهد مؤمن بني ما وشتان :تعاىل قال السميع،

.)١(}تذكرون أفال مثال يستويان هل والسميع والبصري واألصم كاألعمى الفريقني مثل { الذين املشركني، من عارضه ومن لقومه احلقيقة هذه يعلن أن الكرمي رسوله تعاىل اهللا أمر ولذا

اهللا رسول يقنعوا أن يستطيعون أم وظنوا كفارا، املؤمنني يردوا أن ومناقشام، بأذاهم طمعوا :� هرسول خماطبا سبحانه فقال وانتشارا ظهورا تزداد فال دعوته، عن بالتوقف �

}�� ��� ��� ����������� ، � ������ ��� �������� !{. ألمره خضع: أي ربه فالن عبد : يقال لألمر، واخلضوع الداللة تطبيق يف الطاعة هي: والعبادة . رسوله لسان على تبلغها اليت داللته تطبيق يف وأطاعه

.)٢(}ليـعبدون إال نس واإل اجلن خلقت وما{ :تعاىل قال ليصلوا هلم، شرعتها اليت دالليت ويطبقوا أمري ليطيعوا إال الوجود هذا إىل أخرجتهم ما: أي

اليت بالغاية لك وتعريفا هلذا وتفصيال . املقيم والنعيم السعادة من هلم أعددته ما إىل بواسطتها :الشريفة القدسية األحاديث يف جاء: نقول الوجود ذاه إىل أجلها من اإلنسان تعاىل اهللا أخرج

.)٣(»عرفوني فبي بي، وعرفتهم الخلق، فخلقت أعرف أن فأحببت مخفيا كنزا كنت« امرؤ عليه عثر ما فإذا واملشاهدة، األنظار عن خفي الذي الثمني الغايل الشيء هو: والكنز

. يموالنع اخلري من فيه يراه ملا وسعد فرح له، وظهر استغراقا مشاهدا يف نفسه واستغرقت إال مشاهد شاهدها ما كنز، يةهل اإل فالكماالت وهكذا كل من أعظم مبعاينتها وتستأنس شيء، كل من أكثر ا وتفرح شيء كل عن تغيب جيعلهالك وال واجلنان احلدائق وال احلسان الزوجات وال والبنون املال فما شيء،

لسلطان،وا العظيم امل

وغري والرأفة واحلنان والرمحة العظمة رؤية يف واالستغراق اهللا لكمال املشاهدة من للنفس بأحب :الشريف القدسي احلديث ويف األمساء، من ذلك

). ٥٦(اآلية : سورة الذاريات )٢( .)٢٤( اآلية: هود سورة )١(

: وقد وافق على صحة احلديث الشيخ علي مال القاري مستندا إىل تأويل ابن عباس رضي اهللا عنه لقوله تعاىل. }عبدون ليـ إال واإلنس اجلن خلقت وما{: قال تعاىل )٣( .وقد اعتمده الصوفية وابن عريب وبنوا عليه أصوال . ليعرفوين: أي} ليـعبدون إال واإلنس اجلن خلقت وما{

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٨

وأنا شيء، كل فاتك فتك وإن شيء، كل وجدت وجدتني فإذا تجدني اطلبني آدم ابن« .)١(»شيء كل من إليك أحب

آثار من أثر بل ال حبر من ذرة إال ومجال، ومتعة حسن من فيه مبا كله لكونا ما وباحلقيقة ال وكمال، ومجال حسن من فيها مبا كلها املخلوقات كانت وإذا. والكمال اجلمال صاحب

من خملوق نال ماذا أم واحد، شيء حوى فماذا األصل، ذلك من ذرة مثقال حسنها يعدل .األصل؟ وذلك الكنز ذلك أن وعلمت والفرع، األصل بني الفرق من طرفا أدركت األمر، يف وتتعمق تفكر ذهبت إذا إنك

ا الصحيح التسبيح أن وعلمت باملخلوق، يقارن أو يقاس لن تعاىل جالله جل اخلالق هو إمن وأن انتهاء، هلا ليس وعظمة يإهل كمال من املخلوق، يراه أن ميكن ما مشاهدة يف سبح

إليه أحب ألنه شيء، كل عن به واستغىن عنده رحاله حط األصل ذلك إىل وصل إذا نساناإل ألنك ،»..مخفيا كنزا كنت« الشريف احلديث معىن من تدرك أنك كما شيء، كل من

.الكنز هذا من عليه حصلت مبا وسعدت الكنز هذا من بشيء ظفرت عن تغفل وال منام، أو يقظة ويف ار، أو ليل يف قلوم تنام وال األنبياء أعني تنام مل وتعلم

. مقام إىل مقام ومن حال، إىل حال من رؤيته يف والرتقي والتمتع الكنز هذا مشاهدة :تعاىل قوله معىن تدرك إنك

.)٢(}ليـعبدون إال واإلنس اجلن خلقت وما{ إىل بك تنتهي اليت األوامر لتلك واخلضوع الداللة تلك تطبيق: هي إمنا العبادة أن وتعلم

متزايدا شهودا شهوده يف والتنعم واالستغراق به والتمتع إليه والوصول الكنز، هذا مشاهدة : تعاىل قال عني، طرفة فيه واملتمكن إليه الواصل عن ينقطع أن ميكن وال ينقطع ال متتاليا،

فيه تـتـقلب يـوما خيافون الزكاة وإيتاء الصالة وإقام الله ذكر عن بـيع وال ارة جت تـلهيهم ال رجال { .)٣(}واألبصار القلوب

يقول �أشهد أين لسمعت رسول اهللا : من طلبين وجدين ومن طلب غريي مل جيدين، فقال أبو الدرداء(بلفظ ) ٤٦٩(ص -اجلزء الرابع : لدينإحياء علوم ا -الزبور )١(

).هذا

).٣٧( اآلية: النور سورة )٣( ).٥٦(اآلية : سورة الذاريات )٢(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١١٩

ا لك وتبني اهللا، عبادة معىن عرفت وقد أما باملرء تنتهي اليت داللته وتطبيق ألمره اخلضوع أ قوله معىن تدرك أن عليك اليسري من أضحى فقد واملقيم العايل النعيم بذلك لتمتعوا تعاىل، إليه

الكافرين من احلقيقة تلك عن بصريته عميت ملن نفسه يف ما يعلن أن الكرمي، رسوله آمرا تعاىل : يقول إذ

}�� ��� ��� ����������� ، � ������ ��� �������� !{ . عبادة أن يعلم ألنه اهللا، إال يـعبد ال هداه على سائر مؤمن كل وكذلك � اهللا رسول إن نعم .واآلخرة الدنيا سعادة والسعادة، النعيم إىل بصاحبها تنتهي اليت هي وطاعته وحده اهللا ولو النواحي، من وناحية يسريا طرفا إال سعادة من تعاىل اهللا عبادة يف مما لك ذكرت أراين وما ق ذهبت كأنق تدقلوجدت وحتق تضمن داللته تطبيق: فقل شئت وإن تعاىل، اهللا عبادة أن

الدنيوية أحواله مجيع يف سعادة ونعيم، نفسية سعادة من ذكرناه ما جانب إىل لصاحبهاا وظروفه، طعامه يف سعادة وأوالده، زوجه يف سعادة وأهله، ماله يف سعادة له تضمن إ ا ويقظته، منامه يف سعادة ومهنته، عمله يف سعادة وشرابه، ها السعادة له تضمن إوذلك كل

:اهللا حضرة عن � أورده الذي الشريف القدسي احلديث إليه أشار ما بعض .»شيء كل فاتك فتك وإن شيء، كل وجدت وجدتني فإذا«

جوانبها من عليك تفوحو السعادة، دروب الدروب على تسري تعاىل اهللا بعبادتك إنك نعم حضرة يف غدوت فقد احلياة، هذه مرحلة وانقضت املسري بك انتهى ما فإذا عطرة، زكية روائح عنه تبغ فال واجلمال الكمال شهود ويستهويك اخلطاب لك يلذ تربح، ال مقيما يهل اإل القرب .الرمحن الرحيم كنف يف وأنت واإلحسان الفضل ويغمرك بديال،

.)١(}مقتدر مليك عند صدق مقعد يف ، ونـهر جنات يف المتقني إن {: اىلتع قالم عظموا ما الذين الكافرون هؤالء خالقهم، عن ببعدهم أنفسهم ظلموا الذين أما روا وما رقد

م، الدائمة وعنايته يهمعل فضله مشاهدين غري تعاىل به الظن أساؤوا بل املتواصل، إحسانه مشاهدة وعدم اهللا عن بعدهم بسبب فقل شئت وإن والتقدير، التفكري عدم بسبب هؤالء

.)٥٥- ٥٤( اآلية: القمر سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٠

أنفسهم يف تتولد وأن بد ال ي،هل اإل الكمال ذلك رؤية عن أنفسهم واحتجاب والعظمة الرتبية هلم يزين إليهم الشيطان هرعي لذا الدنية، الدنيا حمبة قلوم يف وتنبت الدنيئة الشهوات جراثيم والشقاء، الضالل مهاوي يف م ويلقي الرذائل، يف االنغماس إليهم وحيبب والفجور، الفسق

م ومبا مع يتجاوبون ما سرعان لذلك اهللا، بنور هلا استنارة وال اهللا على لنفوسهم إقبال ال أ ما عرفوا وما والشقاء، اهلالك أنه رونيد وما به يأمرهم فيما ويسريون داللته، يف الشيطان

م ولو وحسرات، آالم من سيتلوه قوا أوا ملا هداه على وساروا تعاىل اهللا داللة طبهذه ضل نفسية علل من واإلعراض الكفر سيتتبع ما ألبعدوا بل االحنراف، هذا احنرفوا وملا الضاللة

ا كله ذلك. وبالء وتعاسة شقاوة من الشيطان عبادة يف ما وألدركوا وأمراض، من نفهمه إمن : كلمة

}�� ��� ��� ����������� ، � ������ ��� �������� !{. . تعاىل اهللا سوى ما ذلك وغري ونفس، وشيطان أصنام من تطيعونه ما أطيع ال: أي: أعبد وال ما أفعل ال فأنا وهدى، يبر من نور على أسري بصرية، ذا أصبحت ريب على بإقبايل أنين إذ

، من تفعلون وأذى هالك من ذلك يف ما رأيت ألنين اهلوى، أتبع وال الشر . وختصيصا الراهن للحال بيانا املضارع بصيغة) تعبدون( و) أعبد ( بكلمة هنا التعبري جاء وقد

لالستمرار ا بيان) وعابدون عابد( الفاعل اسم بصيغة التالية وباآليات. املتكلم بوقت لذلك . األزمان من بزمن مقيدة غري الصفة ثبوت تعين الفاعل اسم. والدوام

القلب، سليم أضحى بنوره واستنارته اهللا على بإقباله � اهللا رسول بأن تعرفنا الكلمة وهذه إليه يتطلع ما إىل يتطلع أن املشاهد للمؤمن ينبغي وما وشر، أذى من الدنيا يف مبا بصريا

ال اهللا على إقباله بسبب املقبل فاملؤمن. يعبدون ما يعبد أن وال يقعون فيما يقع أو الكافرون،): أي ( و) أيها يا( بـ الكافرين ونداء. إقباله على استمر ما املعاصي، يقارف وال الشر يواقع املعرف االسم نداء إىل ا توصال هنا ذكرت وقد معينا، شخصا تعين ال األصل يف وهي نكرة

. بعدها كل تشمل بل العصور، من عصر يف الكافرين ختصص ال اجلنس بأل تعريفها يف: والكافرون

: الكفر إذ. متناسيا منكرا ونعمه، اهللا لفضل جاحدا كان من كل أي الصفة، ذه اتصف من

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢١

هو الذي: الشكر نقيض هذه احلالةو وهو. وسرتها بالنعمة نكران وهو أيضا، باخلالق جحود . املنعم نعمة وشهود اإلحسان رؤية ما رؤيتهم بعدم: فقل شئت وإن اهللا بنور قلوم استنارة وعدم اهللا عن فببعدهم الكافرون أما فليس واهلالك، والشقاء األذى من خمالفته يف وما واخلريات، السعادة من تعاىل اهللا طاعة يف

وقد واحنراف، شذوذ من فيه هو ما يفارق أن أو السعادة طريق همأحد يسلك أن مبمكن :سبحانه قوله يف الكرمية اآلية عنه أعربت مبا احلقيقة هذه تعاىل لنا وضح

}��� �#$% �����'��� ��� ������ {. هلا يضيء الذي يهل اإل النور ذلك فاقدة نفوسكم أصبحت خالقكم عن بإعراضكم وأنتم: أي لكم، وبينت نصحتكم، مهما لذلك. سعادا سبل تريها اليت البصرية تلك من حمرومة قها،طري . اإلعراض ذا متلبسني دمتم ما الشر عن تنزعون ال

اهللا عن بإعراضه وللكافر وهداه، وسعادته استقامته ربه بنور قلبه باستنارة فللمؤمن وهكذا . وعماه ضالله على وإصراره احنرافه

أمران الشقاء، أو السعادة طريق يف السري وأن االحنراف أو االستقامة أن تعاىل لنا بني مث : تعاىل قال ولذلك اإلنسان على كله بذلك املعول وأن ثابتة وقوانني مطردة بسنن منوطان

}��� �% (�'��� ��� �#)!�����{. ميكن فال احلق طريق به أرى الذي اهللا بنور ريا ومستن اهللا على بنفسي مقبال دمت ما أنين: أي .فيه أنا ما أفارق أن وال عليه، أنا عما أحتول أو أنتم تفعلونه ما أفعل أو سلوككم أسلك أن

}��� �#$% �����'��� ��� ������ {. جلحودوا اهللا، بنعم كفر من فيه أنتم ما ومالزمني احلال هذا على مستمرين أنتم دمتم ما

لكم ميكن فال تعاىل عليه بنفوسكم إقبال وعدم إعراض من عليه أنتم ما على مصرين لفضله، ولن بل إليه، اهتديت ما إىل تدوا أن وال فيه سائر أنا فيما تسريوا أن وال طريقي تسلكوا أن

فةمقار من عليه أنتم ما على تظلون بل الصاحلات، وعمل اخلري فعل إىل نفوسكم تطمئن .والشر األذى

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٢

اهللا عن واإلعراض وللكفر واستقامة، هدى من وآثاره نتائجه عليه واإلقبال باهللا فلإلميان وهكذا :تعاىل قال. وضاللة عمى من وآثاره نتائجه

.)١(}فـليكفر شاء ومن فـليـؤمن شاء فمن ربكم من احلق وقل {له للكافر أن اىلتع لنا بني وأخريا له وللمؤمن ودينه، ميـ :النهاية ويف ودينه، ميـ

}�#�� �#��*��+ �,���� -��+{. املسلمني حلكم األمم دانت: تقول وانقاد، خضع مبعىن: دان من مأخوذة ،)الدين( وكلمة

منهم وجدت وملا عدالة من حكمهم يف رأت لما وانقياد طوع عن هلم خضعت: مبعىن األولني ذلك عن خترج ال مجلتها يف وهي عدة معان ،)الدين( ولكلمة. رعاية وحسن ورمحة عطف من

واجلزاء، احلساب مبعىن تأيت فهي واالنقياد، اخلضوع به وأعين أوردناه الذي العام املعىن: أي اخلصم، احلاكم أدان: يقال ولذا وتدين، النفس له ختضع عادال كان إن واجلزاء واحلساب

. إليه وخيضع احلق فيه يرى جعله عادل حبكم عليه حكم ألحكامه النفس خلضوع دينا مسي وقد واملذهب، الشريعة مبعىن ،)الدين( كلمة وتأيت

.مبادئه تطبيق يف والسعادة اتباعه يف اخلري أن لديها حتقق أن بعد من ألوامره واستسالمها فيها يرى ألنه والرذيلة والفجور للفسق نفسه تدين افرالك دين، وللمؤمن دين، فللكافر وهكذا

بنور لرأى اهللا على وأقبل آمن أنه ولو والفائدة، اخلري املنكوس وقلبه املعكوس نظره حسب على ألنه والفضيلة والنبل للشرف نفسه تدين واملؤمن. وهلكة وضرر أذى من الرذيلة يف ما ربه

إال مييل ال أضحى الكمال صبغة من نفسه طبغتاص ما حسب وعلى خالقه من قربه بسبب . والكمال والنبل الشرف إىل

اهللا أمر ولذا خالقه، من قربه أو بعده مع متناسبا وميله دينه له مؤمنا أو كان كافرا امرىء وكل ةالكرمي اآلية به صرحت مبا للعاملني، بل ال للمشركني احلقيقة هذه يعلن أن الكرمي رسوله تعاىل

:تعاىل قوله يف

}�#�� �#��*��+ �,���� -��+{ .

.)٢٩( اآلية: الكهف سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @çì‹ÐbÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٣

عملكم عن ينتج ما لكم وخضوعي، ميلي أي ديين ويل وخضوعكم، ميلكم لكم: أي أنتم. اخلري من أقدم ما على وسأكافأ عملي نتاج ويل أفعالكم، من قدمتم ما على وستجزون

على بإقبايل وأنا له، خاضعة واألذى لللباط ميالة نفوسكم أضحت وكفركم اهللا عن ببعدكم .إليه مذعنة للحق خاضعة والكمال للفضيلة ميالة نفسي أضحت ريب

: السورة هذه من نفهمه ما مجمل ويكون استمر ما فيه الوقوع من حمفوظا ودام الشر، عمل من حفظ ربه، على أقبل إذا اإلنسان أن

. تعاىل عليه إقباله على املعاصي يقارف أن من له بد فال قدرها حق نعمه يقدر ومل ربه، على يقبل مل هو إذا أما

بكفره متلبسا دام ما اخلري يفعل ولن احلق، طريق إىل يهتدي ال هذه واحلالة وهو الناس ويؤذي . وإعراضه وسبب شر كل ومبعث واحنطاط رذيلة كل سبب إال تعاىل عنه واإلعراض الكفر فما وهكذا

. وإحسان خري وكل وكمال، ومسو فضيلة كل مصدر إال واإلقبال اإلميان وما وشقاء، أذى لك

����� � �� �� ���� ��� ������ ������ � � ����� !"�# !$�%�" &� '���)� *+ ��,�.

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٤

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٥

ijk

!$‾ΡÎ) š�≈oΨø‹sÜ ôãr& t� rOöθs3ø9 $# ∩⊇∪ Èe≅|Ásù

y7În/t� Ï9 ö� ptùΥ$#uρ ∩⊄∪ āχÎ) š�t∞ÏΡ$ x© uθèδ

ç� tIö/F{$# ∩⊂∪

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٦

هذه تشري مما بشيء تلم أن شئت وإن ،)الكوثر( كلمة معىن من طرفا تدرك أن أردت إذا

نقاوة وأشدها ماء الدنيا أار أغزر من هدار، عظيم ر أمام نفسك فتصور إليه، الكلمة أن يستطيع ال الثلج، كأنه كبري شالل يف ينصب مث سريع، قوي تيار يف ماؤه يتدافع وصفاء،

رأت التصور، هذا تصورت أنت فإن عني، طرفة الناظر عنه ينقطع أن وال مجاله، الرائي يفارق تزايدا املتزايد املتتايل الكثري هو: الكوثر أن وعلمت ،)الكوثر( كلمة معىن من طرفا نفسك

.باخلريات كبريا غىن الغين باستمرار، متصاعدا ذلك إىل تضم إمنا بل فحسب الكثري على معناها يف تقتصر ال ،)الكوثر( فكلمة وهكذا العظيم واخلري املتتايل دوالتزاي والتوايل التواصل الكثرة جانب إىل جتمع فهي عدة، أوصافا من را ا نصف أن أردنا إذا ،)الكوثر( كلمة من نفهمه ما ويكون انقطاع، بال املستمر ال تزايدا املتزايد للنبات، النافعة باملواد ماؤه الغين اجلريان املتواصل املاء الغزير النهر إنه األار،

. إدراك به حييط أو فكر به يلم أن ميكن أن فاعلم ،)الكوثر( كلمة معىن من طرفا لك أوضحنا قد وبيان متثيل من أوردناه مبا كنا اوإذ

العظيم يهل اإل الفضل ذلك إىل تشري إمنا بل كبريا، جاريا را وال غزيرا ماء تعين ال هنا الكوثر منريا، وسراجا اهللا إىل وداعيا نذيرا للعاملني فكان ،� حممد سيدنا على تعاىل اهللا به من الذي

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٧

جعل إذ الكرمي، رسوله على تعاىل اهللا به تفضل الذي العظيم يهل اإل الفضل ذلك إىل تشري إا .للعاملني ورمحة كافة الناس إىل رسوال واصطفاه يديه على البشرية هداية

من لصاحبها خري ن،اإلميا سبيل إىل تائه إنسان بيد واألخذ ضال امرئ هداية أن واحلقيقة :� عنه ورد مبا الشريف احلديث ويف وفري، ومال عظيم وسلطان ونعيم متعة من فيها مبا الدنيا

.)١(»وغربت الشمس عليه طلعت مما لك خير رجال يديك على اهللا يهدي ألن« وكم وخريات، وأموال وزروع كنوز من فيها وكم وجنات، حدائق من البسيطة ظهر على فكم

كله الدنيا بنعيم حظيت أنت فإن وشهوات، ولذائذ وسلطان عالية مناصب من الدنيا يف بالعز وتتمتع تشاء حيث منها تتبوأ األرض يف لك اهللا ومكن بأسرها، الدنيا مال وملكت

ربك به يكرمك وما والثواب، األجر من اهللا عند غدا تناله ما يعدل ال كله ذلك والسلطان، إىل بيده وأخذك اهللا، على إياه وداللتك واحدا امرءا هدايتك بسبب املقيم، األبدي مالنعي من

تعدل وكيف. مقيما؟ أبديا نعيما الفاين الدنيوي النعيم يعدل وكيف واإلميان، السعادة طريق .األار؟ حتتها من جتري عدن جنات ار، من ساعة متعة

اجلمال، ومفيض الكون خالق مجال وشهود مبرأى متعالت املخلوق، مجال شهود يعدل كيف أم إنسان داية تعاىل اهللا أكرمه ممن كنت فإن!. ورضاه بإكرامه والفوز العايل جنابه من والقرب عينا بذلك فقر واهلالك، الرذيلة مهاوي يف يهوي فكاد القدم به زلت امرىء بيد واألخذ ضال، خريا أعطاك، فقد وأعطاك، عليك به وتفضل تكرم ما على ربك حبمد وسبح نفسا وطب وفريا حظا ماهلا من متلك ال عليال مريضا دنياك يف كنت وإن كبريا، غىن وأغناك كثريا

عملت مما بأحسن اهللا وسيجزيك وأبقى خري اهللا عند وما تبور، لن اهللا عند هذه فتجارتك .شكور غفور إنه فضله من ويزيدك

يكون فماذا واحدا، امرءا هدايته على عطاء من يهبه ما غدا اإلنسان يهب تعاىل اهللا كان وإذا من أخرجهم األجيال تلو األجيال به تعاىل اهللا هدى وقد الثواب من � اهللا رسول نصيب

ومن امليامني، الغر أصحابه من آالفا بل ال ومئات وجنات، جنات وكسبهم النور إىل الظلمات وصالة به نفسية صلة وحني يوم كل يف هلم ممن العصور وكر الدهور مر على املاليني ماليني مث

/.ح/ رافع أيب عن طب/ ٧٢١٩/ الصغري اجلامع )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٨

يف بصحبتها ودخول الزكية الطاهرة النفس لتلك ورفقة اهللا على مبعيته وإقبال عليه، وسالم من نقف هذا أبـعد الرحيم، الرمحن من بالقرب وفوز املعني ذلك من وارتشاف اهللا، حضرة تعاىل خطابه من طرفا نفقه وال معىن، من مطلعها يف إليه تشري ما ندرك ال وقفة الكوثر سورة : الكرمية اآلية إليه أشارت مبا العظيم الرسول هلذا

}���� ��� ���� �������{. ومل اجلمع صيغة يف الكرمية اآلية هذه يف واملنفصل املتصل الضمري ورد ملاذا يقول أن ولقائل هذا . ؟)أعطيتك( يقل ومل) أعطيناك( وقال ،)إني( يقل ومل) إنا( تعاىل فقال املفرد صيغة يف يرد

: نقول هذا عن الجواب وفي العايل املقام ذلك إىل إشارة اجلمع، صيغة يف الضمري ويرد مفردا املخاطب أو املتكلم يكون قد

تكلم به يقوم الذي العظيم العمل أو له، الذي الكبري الشأن ذلك إىل وداللة ،املخاطب أو امل

أو تسمحون هل: قلت عظيما سلطانا أو أمريا ختاطب أن أردت فإذا يديه، على جيري الذي حنن أو نرغب أو نسمح نعم: يقول إذ اجلمع صيغة يف لك جوابه يكون ما وكثريا . ترغبون؟ .وكذا كذا منك نتطلبا مبفرده، ا يضطلع اليت اجلسام واألعمال األعباء لكن ذاته يف واحد فرد فاملتكلم يعجز إمن

والنواحي العديدة، أعماله جوابه يف متثلت اجلمع بصيغة خاطبك فإذا الناس، من مجع عنها واطالع رأي وواسع وقوة، قدرة وعظيم وحكمة علم كبري من عليها، خطابه يقوم اليت اجلمة

الشخص، هذا يف اجتمعت إن اليت النواحي من ذلك غري إىل وتصرفها، األمور تدبر وحسن من به يقوم فيما يضاهونه ال مجيعا، اجتمعوا لو ممن كثري عن فرد وهو به تستغين جعلتك نسكن وكنا املخلوقات، من وخملوق األشخاص من شخص على ينطبق هذا كان وإذا. أعمال

الكالم، صيغة إليها أشارت اليت النواحي تلك فيه ونتمثل اجلمع، غةصي يف إيانا خطابه إىل :تعاىل قوله من ندرك أن بنا احلري فمن

}���� ��� ���� �������{. وإحسان وعطف وتفضل وحنان رمحة من عدة معاين تشمل ألا اجلمع صيغة يف وردت وقد

وألوهية. وآن حني كل يف املخلوقات مجيع تعم شاملة وتربية وعدالة وحكمة وقدرة وعلم

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٢٩

تنطوي اليت احلسىن األمساء من ذلك غري إىل بأمرها سائر لتصرفها خاضع الكون يف ما كل . اخلطاب هذا حتت

� ����{ كلمة�� ���� :تقول }������� وغري تقائيوان اصطفائي وحسن ورمحيت ورأفيت وحكميت وعداليت وخربيت علمي اقتضى لقد

احلقيق وحدك ألنك خلقي، إىل ونذيرا وهاديا عبادي، إىل رسويل أجعلك أن: أمسائي من ذلك رساالته لتبليغ اختار ما تعاىل اهللا أن واحلق. لرسااليت مبلغا تكون وأن املقام، هذا يف تقوم بأن ما حسب وعلى واستحقاق، ليةأه من فيهم رآه ما على بناء إال عباده، إىل اهلداة اصطفى وما

بين حنن كنا وإذا. الكمال منازل إىل ا ومسوا الشوائب، من هلا تنقية من إليه أنفسهم هيأوا وجدنا إذا إال املهمات، من مهمة يف نوكله وال األعمال، من بعمل امرءا نكلف ال اإلنسان

يرسل أن يعقل وهل يتصور فهل ومهمته، لهعم منه يتطلبها اليت والصفات التامة األهلية منه تلك بتبليغ خليقا املقام بذلك كان من إال عباده، وبني بينه وسيطا وجيعل خللقه تعاىل اهللا

.وحقيقا جديرا السامية الرسالة مبا إال مجعاء، والبشرية العاملني رسول جعله وما أعطاه، ما الكرمي رسوله اهللا أعطى فما وهكذا

دونه الذي املقام لذاك واستعداد جدارة من نفسه عليه اشتملت ومبا أهلية، من � لديه انك .مقام كل

اهللا يتخذ ال اإلرشاد، ملقام تعاىل اهللا اصطفاه من وكل وهاد رسول لكل بالنسبة األمر وكذلك هداية على أشدهمو نفسا، وأزكاهم قلبا وأطهرهم خلقا البشر أكرم إال خلقه، من وليا تعاىل تعاىل اهللا بأوامر وأفقههم صولة، الباطل على وأجرأهم ورمحة، رأفة م وأكثرهم حرصا اخللق

اهللا وفضل فاألمثل األمثل وهكذا ومعرفة، علما وحكمة معان من عليه انطوت مبا وأوسعهم . العظيم الفضل ذو واهللا يشاء، من يؤتيه واسع تعاىل

وجمرد جزافا يكن مل إسرائيل بين من واهلداة األئمة اختياره أن مبينا اىلتع قوله إىل تسمع أمل : تعاىل قال إذ تكليف،

هم وجعلنا{ .)١(}يوقنون بآياتنا وكانوا صبـروا لما بأمرنا يـهدون أئمة منـ

).٢٤( اآلية: السجدة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٠

األمر وكذلك االختيار ذلك سبب} يوقنون بآياتنا انواوك صبـروا لما{ بكلمة تعاىل اهللا بني إذا السور، فواتح من كثري يف فنا وأحرف بكلمات الكرمي رسوله تعاىل اهللا خياطب إمنا يعر بأهلية

رسوله اهللا خياطب فتارة عليه، الكتاب ينزل بأن جديرا جعله الذي العايل واستعداده رسوله، :تعاىل بقوله

.)١(}لتشقى القرآن عليك أنـزلنا ما ، طه{ إىل السعادة، سبيل إىل اخللق هاديا يا الذنوب، كل ومن شائبة كل من النفس طاهر يا: أي

وحزن دائم أمل يف اهتدائهم وعدم معاندم بسبب لتظل القرآن عليك أنزلنا ما الغيوب عالم .متواصل

:بقوله رسوله تعاىل اهللا خياطب وتارة .)٢(}المبني الكتاب آيات تلك الر{ نفس ا حتلت اليت الصفات تلك إىل) الر( كلمة تضمنتها اليت األحرف ذه تعاىل يشري إذ

وهو) الر( كلمة من األول واحلرف. الكتاب آيات عليه تـنـزل ألن أهال فجعلته � رسوله ومبا كمايل، من عرفت مبا عبادي محد فيه فقت محدا محدتين ،الخلق أحمد يا: يقول األلف يا: يقول) الالم( وهو) الر( كلمة من الثاين واحلرف إحساين، وعظيم ورأفيت رمحيت من رأيت شعور وبغري بصحبتها عرجت الطاهرة الزكية نفسك نفسه رافقت امرئ فكل ،بعبادي لطيفا رحيما يا: يقول) ر( األخري واحلرف حضريت، يف معا النفسان ذافإ بقريب، وفازت إيل منها

رسوال تكون وأن كتايب، عليك ينزل ألن أهال جعلك صفات من فيك مما ذلك كل ،بعبادي .خلقي إىل وهاديا عبادي إىل

ه،صفات وعظيم � أهليته إىل تشري إمنا رموز، من فيها مبا وفواحتها السور أوائل مجيع وهكذا ومبا أهلية، من عليه هم مبا إال املرسلني وسائر � حممدا الرسول اختار ما عليم حكيم وربك العلمي التفكري وما مبجهول، لديك" حراء غار" أمر وما حني، بعد حينا أنفسهم له هيأوا .ببعيد منك املريب عن البحث يف � إبراهيم سيدنا به قام الذي

.)١( اآلية: يوسف سورة )٢( ).٢-١( اآلية: طه سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣١

� ����{ كلمة إليه تشري مما طرفا عرفنا وقد أما�� ���� من الثانية اآلية إىل فلننتقل ،}������� :تعاىل قوله وهو الكرمية السورة هذه

}���� �� �!� ��"��#{. :فنقول صالة أم العشاء، أم املغرب أم العصر أم الظهر صالة. الكرمية؟ اآلية هذه تعين صالة أي ترى وأفعال أقوال بأا أناس عرفها اليت الصورية الصالة تلك تعين تراها وهل. األضحى؟ عيد

.الناس؟ من فريق عنه غفل آخر معىن إىل تشري أا أم بالتسليم، وخمتتمة بالتكبري مبتدأة الكالم سياق إىل نظرنا حنن وإذا منها، املراد وتتبعنا بالصالة األمر سبب إىل رجعنا إذا إننا

يفهمه الذي غري آخر معىن إىل تشري الكرمية اآلية هذه وجدنا ببعض، بعضها ياتاآل وارتباط إىل النفسية والوجهة اإلقبال ذلك إىل الصالة، حقيقة إىل تشري إا الناس، عامة من فريق

كل إليها يسعى أن جيب اليت بربه العبد صلة املعنوية الصلة تلك إىل تشري إا وجل، عز اخلالق منازل يبلغ أن وال النفسي، الرقي معارج يف يعرج أن لإلنسان ميكن ال دوا من واليت امرئ،

.ربه بأمر الكرمي الرسول عليه يتلوها اليت احلقائق فريى قلبه يستنري لن دوا من بل الكمال،ا كان إنسان أي نفس البشرية، النفس أن واحلق كل من خالية الدنيا هذه إىل جاءت إمن يف وتباينها األخالق يف األنفس هذه اختالف لكن البيضاء، بالصفحة أشبه وهي ،شيء

ا الكمال، على أنفس امتازت وما. وعدمه خالقها على األنفس إقبال حسب على نشأ إمن ولكل ودرجته، مقامه فلكل إقباله، حبسب إال الكمال يف اآلخرين منها فريق سبق وال أنفس، بالكمال أحظاها عليه، وإقباال به صلة وأكثرها تعاىل اهللا إىل األنفس أسبقو ومنزلته، سبقه

:تعاىل قال به، واصطباغا منه حظا وأكربهاغة { غة الله من أحسن ومن الله صبـ .)١(}عابدون له وحنن صبـ وقت يف ال لربه يصلي أن ،� اهللا رسول إىل تطلب بصددها حنن اليت الكرمية اآلية جتد لذا

الكمال من ليزداد باهللا دوما صلته جيعل أن إليه تطلب بل األوقات، من غريه دون معني

).١٣٨( اآلية: البقرة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٢

كمال من عرفه ملا الصالة ذه حقيق اهللا رسول ومثل ومسوا، ارتقاءا باهللا العلم ويف ارتشافا، ذا رسوله تعاىل اهللا أمر وما وحنانه، عطفه يموعظ ورمحته تعاىل رأفته من لديه حتقق وملا ربه، ما، إقباال الصالة بتلك ليزداد إالكبريا ارتشافا يهل اإل الكمال ذلك من ولريتشف وتقد

املراد أن لنا تبني وقد أما. العظيم الفضل ذو واهللا يشاء، من يؤتيه واسع اهللا وفضل متواصال، وإن منها، املصلي يفيده وما آثارها لك فلنبني وجوهرها، الصالة حقيقة هنا بالصالة األمر من

يصفها أو لسان، عنها يعرب أن من وأعظم حتصى أن من أكرب النفس يف الصالة آثار كانت إا حال، إىل حال ومن طور إىل طور من البشرية النفس هذه تقلب إا. بيان ا ويعرف قلم

مبثال ذلك متثل أن أردت وإذا البشر، من كغريه ال بشر هو فإذا ساناإلن أخالق من تبدل المعا براقا ماسا والفحم صافيا ياقوتا احلجر تقلب الكيمياء بأن مسعت أنت إذا: فأقول

تقلب اليت هي وحدها احلقيقية الصالة وأن وإشارة، رمز ذلك أن فاعلم خالصا، ذهبا والنحاس صفاء كالياقوت فتجعله كاحلجر منه النور نفوذ وعدم كثافته يف هو الذي جراملتح القلب

صفات حتول اليت وهي وإشراقا، ملعانا كاملاس املظلم األسود القلب جتعل اليت وهي ونقاوة، مما عليه وأغلى مالكها لدى بأمثن الذهب وال اجلواهر ما عالية، بصفات فتبدهلا عامة اإلنسان

.كمال من به فاز وما صفات من اكتسب وما أخالق، من قلبه به لىحت بالرسل وكفى حال، إىل حال من اإلنسان أخالق حتول اليت الصحيحة الكيمياء هي الصالة دليل لك كان الصالة حقيقة صليت أنت وإن. ودليال شاهدا ذلك على وصحابتهم الكرام

اجلريء املغوار الشجاع اإلنسان ذلك أنت فإذا يل،دل كل من أقوى لديك وهو نفسك، من الكرمي اإلنسان ذلك أنت وإذا األشياء، أبسط من ختاف كنت أن بعد من يهاب ال الذي

الزاخر البحر ذلك أنت وإذا قتورا، خبيال كنت أن بعد من الريح واجهته إذا كالغيث السخي النزر إال اهللا كالم من تفقه ال كنت أن بعد من شيء فهم عليك يعسر ما واملعرفة بالعلم

" الصالة حقيقة" املصلي جتد ومعاليها واألخالق وأضدادها الصفات من عدد وهكذا اليسري، ا وعناية لصالته إتقانا ازداد وكلما صالته، مع متناسبا فوزا كرمي خلق كل من باملعايل فاز

.انتهاء الو حد اهللا لفضل وليس تقدما، الكمال يف ازداد

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٣

أن علينا اليسري من أجد اإلنسان، نفس يف الصالة أثر من طرفا لك قدمت أن وبعد واآلن من طرفا نفهم وأن) وانحر ( كلمة وهي بعدها مبا) لربك فصل ( كلمة اقرتان سبب ندرك :فنقول ،)وانحر ( كلمة حتت املنطوي املعىن فإن جزور، أو شاة حنر قاصدا اآلية هذه يف الواردة) وانحر ( ةكلم إليه تشري الذي النحر ليس كلمة وبني الصالة، حقيقة تعين وهي) لربك فصل ( كلمة بني ارتباط أي جيعل ال املعىن هذا

كلمة إليه تشري الذي النحر إمنا واألغنام، األضاحي ذبح مبعىن فهمناها حنن إذا ،)وانحر ( وجولته، صولته له فالباطل. واخليبة باخلسران أهله ورد الباطل صد الرد، و الصد وه) وانحر (

وبالصالة اإلنسان، يصليها اليت احلقيقية وبالصالة وأهله، للحق معارضات الباطل وألهل وحججا ومعرفة علما تعاىل اهللا من يكتسب كان � اهللا رسول يصليها كان اليت احلقيقية حنره قد واحلق زهق قد بالباطل وإذا زاهق، هو فإذا فيدمغه الباطل على ا قذفي دامغة،

احلق حنر: ويقال خائبا، ورده حنره يف ضربه: أي عدوه، فالن حنر: يقال مقاتله، وأصاب يصلي أن ورسوله نبيه يأمر إمنا الكرمية اآلية ذه تعاىل واهللا صولته، وأزهق أمخده: أي الباطل،

ذلك وغري واحلكمة واحللم واملعرفة العلم ينابيع � قلبه يف تتفجر الصلة ذه إذ وينحر، لربه أهله ورد وإزهاقه، الباطل لنحر اإلمكانيات � لديه تصبح وهنالك الكاملة، الصفات من

.باخليبة: لفق شئت وإن اهللا، من يستمدها � اهللا رسول كان اليت احلكمة ولوال باهللا العلم هذا ولوال هلم كان ملا الكرام أصحابه معه ويصليها يصليها، � اهللا رسول كان اليت احلقيقية الصالة لوال :تعاىل قال الدامغات، احلجج وهذه املؤزر النصر هذااء معه والذين الله رسول حممد { ار على أشدنـهم رمحاء الكف فضال يـبتـغون سجدا عا رك تـراهم بـيـ

يف ومثـلهم التـوراة يف مثـلهم ذلك السجود أثر من وجوههم يف سيماهم ورضوانا الله من يل الكفار م ليغيظ الزراع يـعجب سوقه على فاستـوى فاستـغلظ فآزره شطئه أخرج كزرع اإلجن

هم الصاحلات وعملوا آمنوا الذين الله وعد .)١(}عظيما وأجرا مغفرة منـ :تعاىل قوله وهي الكرمية السورة هذه من آية آخر إىل اآلن ننتقل

).٢٩( اآلية: الفتح سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٤

}$%� �&!��' �() (�*� +�{. :فنقول

الفضل من رسوله على به تفضل ما السورة هذه من األوىل اآلية يف تعاىل لنا ني ب أن بعد خبالقه، صلته يدمي أن الثانية اآلية يف � رسوله إىل تعاىل طلب أن وبعد الكبري واخلري العايل، النهوض من متكنه اليت الرفيعة، والصفات واملعرفة العلم السامي املصدر ذلك من ليستمد اخللق هداية على حرص من ،� نفسه يف استكن ما مع متناسبا وضا الرسالة تلك بأعباء

: اآلية هذه يف يعرفنا أن تعاىل اهللا أراد إليه، بأيديهم واألخذ برم وتعريفهم

}$%� �&!��' �() (�*� +�{ اإلميان على ودليل عالمة وطاعته، وتقديره � اهللا رسول حب أن عنه، منقطع اهللا عن بعيد هو إمنا اهللا لرسول طاعة وال حب وال لديه تقدير ال الذي وأن باهللا . إنسان كل إليه يسعى أن جيب الذي احلق اإلميان إىل يصل مل بعد وهو

من مأخوذة) الشانئ: (نقول للمعىن وتفصيال اللغة زاوية من الكرمية اآلية هذه أللفاظ وتبيانا الذين ياأيـها{: تعاىل قال الشنآن ومنه عداوة، عن املبغض هو: والشانئ ض،أبغ مبعىن شنأ، أقـرب هو اعدلوا تـعدلوا أال على قـوم شنآن جيرمنكم وال بالقسط شهداء لله قـوامني كونوا آمنوا

.)١(}تـعملون مبا خبري الله إن الله واتـقوا للتـقوى فيهم، العدل وعدم حقوقهم من حرمام على إياكم ومعادام هلم بغضكم حيملنكم ال أي

سيء مع العدل فإن معاملتهم يف اعدلوا أكثر اهللا من قربا تزداد جيعلك باإلحسان، ومعاملته امل

. هللا خالصا يكون عندها عملك ألن كأقارب من قريب أو لك صديق إىل أحسنت لو مما املريض، يد الطبيب برت: يقال أصله، عن وفصله الشيء قطع مبعىن بـتـر، من مأخوذة: واألبتر

واألبتر. قاطعا ماضيا كان إن للسيف وصف وهو: البتار ومنه برتاء، فهي وفصلها قطعها: أي بقرارة تشعر ال كنت فإذا عليه، له إقبال الو خبالقه له صلة ال الذي اهللا عن املنقطع هو: هنا

� بأخالقه تسمع عندما يهيج ال قلبك كان وإذا ،� اهللا لرسول الكمني احلب ذا نفسك الكهرباء سريان إليه تسري � يذكر حينما نفسك جتد ال كنت وإذا لذكراه، حتن وال العالية

).٨( اآلية: املائدة سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٥

الطاهرة الزكية بنفسه اجتمعت وقد هي افإذ النبات، من األخضر العود يف واملاء األسالك، يف :تعاىل قوله من تفهم ال كنت وإذا املسافات، وشاسع القرون بعد على واملكان الزمان طاوية

} ه إنون ومالئكته اللعلى يصل يبها النذين ياأيـوا آمنوا الموا عليه صل١(}تسليما وسل(. إليه ترمز وما معىن من وراءها األلفاظ هذه تكنه مبا تشعر أن دون ألفاظا بلسانك تردد أن إال: أقول اهللا على السامية النفس تلك مبعية وإقبال، نفسية صلة من منك تتطلبه وما حقيقة من جاءك ما يف � اهللا رسول تطع ومل قليال، شعورا ولو به تشعر ومل كله هذا تعرف مل أنت إذا تشعر بدأت حقا باهللا آمنت فإذا باهللا احلق اإلميان إىل تصل مل بعد أنك فاعلم اهللا، عن به

من حال يف أنت فإذا وتزداد تتولد النفسية الصلة وتلك اهللا رسول مبحبة الشعور هذا وجعل من فيها مبا بادلي وال ذهبا الدنيا مبلء يباع ال: املعنوي النعيم من حال ويف النفسي، الذوق

.وسلطان وجاه مناصب قلبك يطمئن الذي وهو عليه، الساطع والربهان اإلميان نرباس هو الشعور هذا إن نعم

.واالزدياد التقدم على الطريق هذا يف املضي على ويستحثك � حمبته أن يف السبب وما ،� اهللا رسول حمبة وبني اإلميان بني العالقة هذه ما: تقول ولعلك

.ونفاق؟ كفر تقديره وعدم بغضه وأن احلق، اإلميان على دليل : نقول هذا عن الجواب وفي من ومجيع وحيبه به يلوذ من كل أحبت شخصا أحبت إذا أا الثابتة وسننها النفس قوانني من أشعة وتتواصل تتداخل كما وتتداخل نفوسهم أشعة تتواصل احملبني ألن ذلك فيه، تعلق هلم

اهللا رسول أحب حقا ربه املرء أحب فإذا حجاب، أو حاجز بينها ليس اليت املضيئة املصابيح� ه العايل � اهللا رسول حلبلرسول حمب كل حيب أنه كما باهللا، دوما نفسه وصلة لرب تبادل يف واملؤمنون اهللا، برسول قليل تعلق ولو له مؤمن أي حىت جليل صحايب أعظم من اهللا،

: رسوله وحب اهللا حب على جمتمعة عامة وقلوم األجزاء، متصل كل احملبة قلوميعا األرض يف ما أنفقت لو { نـهم ألف الله ولكن قـلوم بـني ألفت ما مج عزيز إنه بـيـ

.)٢(}حكيم

.)٦٣( اآلية: األنفال سورة )٢( ).٥٦( اآلية: األحزاب سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٦

هو إن اهللا، عند العايل شأنه يعرف وال اهللا رسول حيب ال الذي شانئال أن لنا يتبني هنا ومن بل رسوله ألحب باهللا آمن أنه ولو اهللا، حمبة إىل وال اإلميان إىل يصل مل اهللا عن بعيد رجل إال

كل ألحب بل السنية، سنته إىل املرشدين الكرام وأصحابه الطاهرين الطيبني بيته آل ألحب . ستثناءا بال مؤمن

على القاطع الدليل وهي اهللا، حمبة عنوان هي � اهللا رسول حمبة أن عرفت وقد وتسألين . إليها؟ الوصول كيف ،)١(اإلميان

:التوفيق وأسأل أرجو ومنه أستعني تعاىل وبه فأقول. الطريق؟ أين ومن مبا ورياح، بوسح وثلوج أمطار من فيه مبا وأجرام، وكواكب وقمر مشس من فيه مبا الكون هذا األربعة والفصول ودوراا، جرياا يف األرضية الكرة حىت ونبات، وحيوان ومساء أرض من فيه : فقل شئت وإن وتالحقهما، اختالفهما يف والنهار والليل وتعاقبها، تبدهلا يف

همن تألف وما جسمك حىت كائنات، من فيه ما وجبميع باملخلوقات الزاخر اخلضم العامل هذا من يتطلبه مبا غدده وقيام وتركيب وحتليل مبادالت من فيه جيري وما وأعضاء، أجهزة من

ضمن جيري إمنا تعلمه ال وما تعلمه مما كله ذلك خمتلفات، مواد من يلزمه ما ويئة إفرازات، .نظام ووفق ثابت قانون يسري ونظاما قانونا قاتخملو من فيه ما جبميع الكون هلذا جعل قد العظيم اخلالق كان وإذا يتصور فهل اإلنسان، هلذا وذلله الكون هذا سخر قد العظيم اخلالق كان وإذا يتعداه، وال عليه

اخلالق نظم هل. ونظام؟ قانون وأفضلها املخلوقات أكرم وهو اإلنسان هلذا يكون ال أن ويعقل اخلالق نظم هل. ونظام؟ هدى غري على احلياة هذه يف يسري اإلنسان وترك كله الكون العظيم وال شره من خريه يعرف فال الظلمات يف يتخبط وتركه اإلنسان، هذا وأمهل كله الكون العظيم السليم، والوعي الصحيح واملنطق املستقيم الفكر. احلياة؟ هذه جماهل يف يسري كيف يدري القانون ذلك ترى يا فأين اإلنسان، هلذا املرسوم النظام هذا بوجود مقرا حيكم هذا كل

. والنظام؟

.قدس سره محمد أمين شيخووأثر حمبته يف رقي النفس املؤمنة للعالمة اجلليل �انظر كتاب زيارة الرسول )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٧

ا أوحى كلمة أول إىل نستمع تعال اهللا، عن عامة الكرام الرسل به جاء فيما ننظر معي تعال : تعاىل قال إذ للناس ليبلغها � الرسول إىل تعاىل اهللا بالقلم علم الذي ، األكرم وربك اقـرأ ، علق من اإلنسان خلق ، خلق الذي ربك باسم اقـرأ { .)١(}يـعلم مل ما اإلنسان علم ،

تعال العاملني، وجلميع كافة للعرب � حممد الرسول بلغها اليت الكلمة هذه يف لندقق تعال يتلوه كان ما إىل ننظر تعال الكرام، بهأصحا عليها الرسول دل اليت الداللة تلك يف ننظر

نظرات ننظر تعال اهللا، عند من منزل قرآن من � بعثته من األوىل األيام ويف مكة يف عليهم من خنرج تعال تفكري، أو وعي دون األولني آباءه عليه وجد مبا املتمسك ال احلقيقة إىل الظامئ

أحق واحلق احلق إىل نرجع تعال والضالالت، هواءاأل ذوي من فئات ركبتها اليت اجلهاالت هذه املنشود النظام جتد كافة عليه ساروا الذي القومي النهج ولنتبع الكرام بالرسل ولنقتد يـتبع، أن

الكرام، صحابته تطبيقه إىل ودعا بذاته اهللا رسول طبقه والذي القرآن، يف املرسوم والقانون . واخلريات السعادة من به فازوا مبا وفازوا اخلافقني، ذكرهم مأل حىت شأن من كان ما هلم فكان فمن اإلنسان، أيها بدايتك يف وتنظر أصلك إىل تتعرف أن هو والنظام القانون ذلك: أقول ومن والضالل، الشقاوة من وحفظه السعادة طريق هداه ربه عرف ومن ربه، عرف نفسه عرف أصلك، يف اإلنسان أيها فكر. دونه من أولياء هلم جتد فلن ليضل ومن املهتدي، فهو اهللا يهد

ال وكيف فكر اهللا، لك شرعه الذي والنظام القانون هذا مواد أول وبـدايتك أصلك يف وتفكريك إىل بك وتصل التفكري على تساعدك اليت الثمينة اجلوهرة بتلـك ربك عليك تفضل وقد تفكر العظيمة اآليات من الكون هذا يف لك جعل وقد تفكر ال وكيف فكر يك،ومرب خالـقك معرفة

تفكر ال وكيف فكر التفكري، فيها وجيول يرتع كربى وجماالت واسعة مراتع البديع والنظام أمرك يتول مل ولو معلم، يعلمك مل ولو فيه تقرأ أن تستطيع مفتوح كتاب أمامك والكون ظهر يف نطفة كنت يوم أصلك يف فكر ودليل، معلم خري صدقت إن لك ىلتعا فاهللا أحد، وضعت أين النطفة هذه يف فكر تركبت، ومم تكونت كيف النطفة هذه يف فكر أبيك،

فكر األمني، املستودع ذلك ويف الرحم ظلمات يف أصبحت وقد نفسك يف فكر. واستقرت؟

).٥-١( اآلية: العلق سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٨

عظام، إىل مضغة ومن مضغة إىل علقة ومن علقة إىل نطفة فمن ا مررت اليت األطوار تلك يف واآلذان وللعني الدماغ جتويف منها وخلق العضالت عليها ركبت واتساق، بنظام مركبات عظام .واألوتار للعروق ومراكز حوامل منها ولألحشاء قفصهما والرئتني وللقلب مكان، منه والفم أن كيف وترى لتشاهد اال لك أدع بل التفصيل، كل هذا يف لك أفصل أن أريد وال فكر

اليت اليد تلك عظمة وقدر فكر كرمي، وخملوق سوي إنسان إىل حتولت األمشاج النطفة وما الرئيسية، واألجهزة والقلب الدماغ وجعلت األعضاء هذه لك وسوت وصورتك أوجدتك

تسوق كانت اليت اليد تلك يف فكر حريز، وحرز أمني مكان يف وأجزاء أعظم من منه تتألف رزقا لنفسك متلك وما قوة، وال لك حول ال فريدا وحيدا الدنيا إىل طريقك يف وأنت الغذاء لك ترزقك، كانت اليت هي خلقك على سهرت اليت اليد تلك لكن رزقا، أحد لك ميلك وما

.مواد من يلزمه مبا ئكأعضا من عضو كل ومتد الغذاء لك فتسوق تأخر فما إنسان، إىل نطفة من نقلك أشهر بضعة خالل استطاعت اليت اليد تلك يف فكر

موعد أزف أن فما املعينة، مدته يف اإلنسان وتركيب اخللق إجناز عن مبسبوقة هي وما خلقها رأسك فجعلت عقب، لىع رأسا أمك بطن يف وأنت قـلبتك حىت الدنيا إىل واخلروج الوالدة

: تعاىل قال الوالدة، إىل السبيل لك ويسرت أعلى إىل وأرجلك أسفل إىلره خلقه نطفة من ، خلقه شيء أي من ، أكفره ما اإلنسان قتل { فـقد ، بيل مثره السيس ، مث

بـره أماته .)١(}أمره ما يـقض لما كال ، أنشره شاء إذا مث ، فأقـ يف وبث ولطفها أمك بعطف فأحاطك جديدة، أرض يف اجلديد العامل هذا إىل نزلت وقد فكر مغذ طعمه، لذيذ شرابه، سائغ هو فإذا ثدييها يف طعامك لك وهيأ حناا وأودعه حمبتك قلبها اليت الغذاء من الوجبات تلك يف فكر. يتطلبه ما ومجيع مواد من جسمك حيتاجه ما كل حاو

ووجبة حلظة بعد حلظة الغذائية معايريها يف لك فتزيد بك، الرحيمة اليد تلك لك يئها كانت من مزيدا جسمك احتاج ما إذا حىت السن، يف وتقدمك منوك مع متناسبة زيادة وجبة بعد

سن بعد سنا اللبنية األسنان لك أنبت األطعمة، هضم على قادرة معدتك وأصبحت التغذية .احلاجة وتتطلبه النماء يقتضيه حسبما

).٢٣-١٧( اآلية: عبس سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٣٩

أ جسم أجل ومن احلياة، سين من خلت سبع ولسنوأعمال هامة بأمور يضطلع ألن سيهي يئ أن تستطيع دائمة بأسنان اللبنية األسنان تلك لك بدل جليلة أمورا يدبر وفكر عظيمة

احلارة الشمس بأشعة فرتسل اآلن تربيك اليت اليد تلك يف فكر غذاء، من يتطلبه ما اجلسم هلذا بينها تؤلف مث مكامنها من وتثريها السحب فتسوق الرياح ومتر مياهها، تبخر البحار على

من وارتوت موا بعد من األرض حييت ما إذا حىت خالله من خيرج الودق فرتى ركاما وجتعلها مناء يف الزرع فإذا إشراقها وللشمس صفاءها السماء إىل وأعادت الغيوم كشفت عطشها بعد : تعاىل قال باخلريات، جتود األرض وإذا تـفكهون فظلتم حطاما اه جلعلن نشاء لو ، الزارعون حنن أم تـزرعونه ءأنـتم ، حترثون ما أفـرءيـتم{ أم المزن من أنزلتموه ءأنـتم ، تشربون الذي الماء أفـرءيـتم ، حمرومون حنن بل ، لمغرمون إنا ،

.)١(}ن تشكرو فـلوال أجاجا جعلناه نشاء لو ، المنزلون حنن يف فكر وطعومها، وألواا والفواكه وروائحها، وأشكاهلا واألزهار وأنواعها، األغذية يف فكر

فكر معاشا، النهار ويف سباتا لك تعاىل اهللا جعله وقد النوم يف فكر وتقلبها، األربعة الفصول الشمس يف فكر حرتاق،اال على يساعد وما واالستنشاق التنفس يف ما لك يقدم اهلواء يف

احليوان يف واجلبال، السهول يف األار، يف البحار، يف فكر والضياء، باحلرارة متدك وهي لك تؤمن اليت اليد هذه يف فكر والكتان، القطن و الصوف يف والثياب املالبس يف والنبات،

وتواصل بفضلها وتغمرك اخريا من عليك تغدق هي فإذا تربيتك على وتسهر حتتاج، ما مجيع .انقطاع أدىن دون وآن حلظة كل يف إمدادها عليك يف سائرا خطواته أوىل إبراهيم سيدنا بدأ التفكري هذا فبمثل الرتبية وذه النمط هذا على فكر حممد سيدنا حىت آدم سيدنا لدن من الكرام الرسل سائر بدأ التفكري هذا ومبثل اإلميان، طريق عنك يغفل ال عليك ساهرا عظيما مربيا لك أن وعرفت اهتديت فكرت أنت فإن فكر ،�

عليك إمداده يزال ما كامال وإنسانا رجال مث صغريا، وطفال مولودا مث جنينا أمدك عني، طرفة نالكفه فيه، فتحققت وعقلته نفسك يف استقر ما إذا حىت متواصال، جاريا إليك وخريه دائما،

. التفكري من آخر ومنط جديد أفق أمامك سينفتح

).٧٠-٦٣( اآلية: عةالواق سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٠

فهذا خملدا، احلياة يف تعيش ال سوف وأنك جلدا قويا يبقى ال سوف جسمك أن سرتى يتمتع ومل حنبه، وقضى أطفاال وبنيه زوجه فارق قد جارك وهذا ومات، احلياة ودع قد قريبك وبناه، شاده الذي ببيته وال مبتجره يفرح مل يقكصد وذاك معدودات، أعوام سوى الدنيا باحلياة

مريضا مات وذا. حلظات ينظره ومل األجل ووافاه احلياة يف له أمل كل اللذات هازم قطع بل على بذهنك لتمر أنك حىت وذاك، هذا إىل وتنظر استعداد، أدىن دون فجأة وهذا عليال وذا

أحدا، أبقى املوت جتد فما الكرام الرسل حىت والفقراء، واألغنياء العظماء والقواد واألمراء امللوك فال قبلك كان من مصري هو كما احملاوالت، كل رغم احملتوم مصريك املوت أن تعلم وهنالك

.والفناء الرحلة دار أا وتعلم الدنيا، احلياة هذه من آمالك تنقطع وهنا خالص، وال منه جناة تبحث وب املريب، معرفة يف الصدق ويولد والرهبة نفسك يف اخلشية املوت يف التفكري ويبعث مذكورا، شيئا قبل من أكن ومل نطفة، من خلقين الذي املريب هذا هو من وتتساءل عنه صادقا

سابقتها، من أوسع أخرى نظرة جديد من الكون يف وتنظر. كبريا؟ فرجال طفال جعلين مث أجل من فيه مبا كله الكون ويدير والقمر، الشمس يسري الذي املسري هو املريب هذا أن فتجد

. هو إال إله ال وحده اهللا وهو لغريه، تصرف وال معه ألحد يد فال يلزمك، ما وتأمني تربيتك لهاإل هو املريب هذا بأن اإلميان وهي أخرى، جديدة خطوة إىل باملريب اإلميان من تنتقل وهنا

، بأشعتها ترسل الشمس وتشهد وأفالكها، مساحبها يف جارية السماوية األجرام فرتى املسري والبحار اجتاهاا، يف عاصفة جتري وهي والرياح مكامنها، من ثائرة هبت وقد والغيوم وحرارا،

مصباا إىل سائرة منابعها من منطلقة واألار بأمواجها، متالطمة مياهها متدافعة الزاخرة نفسها حول الدائرة فلكها يف اجلارية فضائها يف الساحبة األرضية الكرة حىت ا،شالال منحدرة

.وقدرته تعاىل بأمره سائرا كله ذلك ترى ظهرها، على اليت املخلوقات من فيها مبا حركة، يتحرك وال يدا يرفع وال خطوة خملوق خيطو ال أنه فرتى تعمقا وتزداد النظر يف وتتعمق

تشهد درجة إىل تصل حىت متساميا مرتقيا التفكري يف وتنتقل وإرادته، تعاىل نهإذ بعد من إال وانسجام، اتساق يف كله يعمل الذرات مرتابطة األجزاء متصلة وحدة كله الكون أن معها، كله، الكون هلذا املسري لهاإل هو املريب وذلك عليه، والقائمة املشرفة هي يةهل اإل اإلرادة وتلك

.سواه إله وال غريه مسري فال

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤١

شهدا أن بعد من بلسانك اهللا، إال إله ال أن تشهد وهنالك اهللا هو ربك أن تعلم إنك ال عقال عقلتها وقد بلسانك تقوهلا صميمك، يف مشاهدا بعد ومن كله، الكون يف نفسك

كإميان إميانا ال الكرام، والصحابة الصاحل السلف آمن كما ا وتؤمن وتقليد، مساع عن صدقا، الكلمة بتلك آمنت قد هذه واحلالة أنت وإذا وأوهام، خرافات على مبنيا العجائز .)١(}الله إال إله ال أنه فاعلم {: تعاىل قوله من نفهمه ما بعض وذلك حقا اهللا إال إله ال وقلت أن: قال. إخالصها؟ وما: قيل لجنة،ا دخل مخلصا اهللا إال إله ال قال من«: � وقوله

.)٢(»اهللا محارم عن تحجزه كيفما رقيبا مشاهدا معه تعاىل اهللا يرى حال يف أضحى وقد اهللا حمارم عن حتجزه ال وكيفه؟ وأىن سار اجت .

مبرحلة بك وصلت أن بعد من اهللا إال إله بال اإلميان مرحلة املرحلة، هذه باـغتك أن وبعد واآلن أريد إبطاء، دون بسرعة معي السري يستطيع ممن أضحيت وقد املسري يف سأسرع باملريب، اإلميان

إذا: فأقول � اهللا رسول حمبة إىل أنقلك وأن ،)اهللا إال إله ال( بكلمة اإلميان آثار لك أبني أن اهللا، بيد كله نالكو سري أن يرى ممن وأصبحت اهللا، إال إله بال اإلميان إىل وصلت أنت

، رياح ال أنه ترى فصرت املشاهدة ذه نفسك وانغمرت ب د غيوم والع، تتلبوال وتتجم فيعلو بعض يف بعضه ميوج حبر وال ويزأر، يدوي رعد وال ويومض يلمع برق وال طل، أمطار

يف جيري سيل وال غضب، يف يثور بركان وال متواصل، تدفق يف ماؤه يتدافع ر وال ويهبط، يف تدور أرض وال الهية، غافلة قلوب يف الذعر فيلقي هزا األرض يهز زلزال وال وشدة، عنفوان : فقل شئت وإن منظمة، أفالك يف المعة جتري جنوم وال أربعة، وفصول وار ليل توليد سبيل

عزيز يد تصرفه وحدة خملوقات، من فيه ما جبميع الكون أن يشاهد ممن أصبحت أنت إذا ال وأذنك بنظرة، تطرف ال وعينك حبركة تتحرك ال يدك أن حىت خبري، عليم وإرادة حكيم تفرز ال معدتك وأن وانبساط، انقباض بني نابضا خيفق ال وقلبك جلبة، أو صوت إىل تستمع

منظمة، ريمعاي وفق مواد وإفراز مواد بتخزين يقوم ال وكبدك أطعمة، من فيها ما على عصاراا ال احلمر والكريات وأوردة، شرايني يف جيري ال ودمك وزفري، شهيق يف وتنقبض تتسع ال ورئتك

.الكبري األوسط يف الطرباين رواه )٢( ).١٩( اآلية: حممد سورة )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٢

واجلراثيم وعراك، صراع يف اجلراثيم مع تقف ال البيض والكريات ورواح، غدو يف تنقل ما تنقل :أقول وشدة، عنفوان يف اجلسم اجم ال ذوي من السماع طريق عن ال النفسية، واملشاهدة العقل طريق عن هذا إىل وصلت أنت إذا

الناس وأن اهللا، بيد كله األمر أن ترى وصرت والكتب، الدات عن والنقل االختصاص ال كلها اخلالئق بل ال وضعيفهم، قويهم وبعيدهم، قريبهم وعامتهم، خاصتهم مجيعهم أو أذى، أو بسوء يده لك ميد أو شرا عنك يدفع أو خريا لك جيلب أن منها أحد يستطيع

خترج أن تستطيع وال االستقامة حصن يف تدخل: اهللا إذن بعد من إال تغيريا، شأنك من يغري املنكر هجرت أا ومبا عمل، بال هادئة تظل أن تستطيع ال النفس أن ومبا اهللا، حدود عن

مساعدة يف وتشتغل واإلحسان، ملعروفا فعل يف جاهدة تنطلق تراها لذلك اهللا إىل وهاجرت .اهللا إىل بفعلها تقربا حاجة ذي كل تتولد اهللا، إىل زلفى املعروف بفعل والتقرب اهللا، أمر على االستقامة مرحلة املرحلة هذه ويف هنا على النفس تقبل الثقة هذه ومبثل وهنالك عنها، اهللا برضاء والثقة بإحساا الثقة النفس يف

ال القرب حال يف أا فرتى صالا، وتصلح صلتها وتنعقد وجهتها إليه وتستقيم قهاخال الصلة وذه وعندئذ والرحيان، والروح الطيبة واحلياة واجلفاء، البعد ال والصفاء والوداد البعد،

صلتها لوال لتجنيهما كانت ما مثرتني على النفس حتصل الطيبات الصلوات وبتلك والوجهة .اهللا على إقباهلا لوال ما لتظفر كانت وما ا،خبالقه

ما بالذنوب وأعين الذنوب، منها تتساقط خالقها إىل بوجهتها أا فهي: األولى الثمرة أما هذه تنحت باهللا، الصلة فبهذه. أدران من فيها متكن وما دنيئة شهوات من بالنفس عـلق

طهارة اكتسبت وقد صالا من فتخرج أدراا، نم النفس وتنغسل متساقطة، الدنيئة الشهوات وال جنب وال خبل فال تلوثها، كانت وأدران تنغصها كانت شهوات من وخلصت ونقاوة، وال ذل وال إيذاء، حب وال قلب قساوة وال غالظة، وال فظاظة وال شح، وال الدنيا على حرص أي وال حىت وسلطان، جاه من الدنيا يف مبا مطمع وال عدوان، وال بغي إىل ميل وال خنوع،

.اهللا وعند الناس بني شأنه من وحتط اإلنسان قيمة من تنقص رديئة صفة

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٣

أثر فيه مبينا � عنه ورد شريف حديث ويف تعاىل، عليه واإلقبال باهللا الصلة متحوه كله ذلك : � يقول إذ اإلنسان نفس يف الصالة

يبقي ذلك. تقولون؟ ما مرات خمس يوم كل فيه يغتسل أحدكم بباب نهرا أن لو أرأيتم« يمحو الخمس الصلوات مثل فذلك: قال شيئا، درنه من يبقي ال: قالوا. شيئا؟ درنه من .)١(»الخطايا بها اهللا

.الصحيحة الصالة ونتائج تعاىل اهللا على اإلقبال مثرات أوىل هي تلك خبالقك نفسك صلة حالة ويف إنك نلتها، إن مغتبط أنت وكم فإليكها: الثانية الثمرة أما

الشديد الربد أيام يف املنعش الشمس بدفء املرء يشعر كما أعماقها يف تسري باحلياة لتشعر جلس إذا العليل الرطب اهلواء بنسيم املرء يشعر كما نفسك يف تسري باحلياة وتشعر القارس،

كما نفسك يف تسري باحلياة وتشعر قيظ،ال الشديدة الصيف أيام يف ظالهلا يتفيأ شجرة حتت جسمه وينعش ظمأه فيطفئ عروقه يف ريها يسري البارد املاء جبرعة اهليمان الظامئ يشعر

يف جيده الذي الشعور ذلك من بأمجل املؤمن لدى شعور من وليس وتشعر وتشعر وروحه، الرفيع، السامي الشعور نم احلال ذا منغمس أنت وفيما ومربيه، خالقه على إقباله ساعات

النفس جتنيها اليت الثانية الثمرة هي وتلك الكمال من عالية معان نفسك صفحات على تنطبع به اصطبغت الذي الكمال هذا آثار ومن. اهللا على اإلقبال وذلك الصحيحة الصالة تلك من

: املضمار ذلك يف السائر املؤمن هذا نفس يف مظاهره ومن اهللا، على اإلقبال ساعات يف النفس احلديث وصدق للمحتاج، املعونة يد ومد واملروءة والسخاء واجلود والكرم واحلنان، الرمحة

والشجاعة واحلياء، واألناة واحللم األخالق ودماثة والرقة واللطف األقوال، يف والصراحة ما عـدد وهكذا واإلباء، النفس وعزة واإلنصاف والعدل األبطال، وقفة الباطل وجه يف والوقوف

شطرا تعاىل اهللا على إقباهلا حال يف نالت قد النفس جتد ومظاهره الكمال صفات من شئت :تعاىل قال به، واصطبغت منه

غة { غة الله من أحسن ومن الله صبـ .)٢(}عابدون له وحنن صبـ

.)١٣٨( اآلية: البقرة سورة )٢( .ومسلم البخاري أخرجه )١(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٤

وخلق كمال ذات وأصبحت املنزلة، تلك يف أضحتو املرحلة هذه النفس بلغت وقد واآلن من فيها ما بسبب كمال ذي كل حتب إا عال، وخلق كمال ذي كل حتب جتدها عال،

أهل رأت فإذا الكمال، أهل إال الكمال يعرف وال الفضل أهل إال الفضل يقدر ال إذ كمال، قدرت واحلنان الرمحة أهل شاهدت نوإ واجلود، الكرم يف إياها سبقهم قدرت واجلود الكرم

تقدر فهي واألخالق، الصفات لسائر بالنسبة األمر وكذلك واحلنان، الرمحة يف عليها تفوقهم صادق مبرشد اجتمعت وإن أحبته، كامال مؤمنا وجدت فإن إياها، وسبقه عليها متفوق كل

هذا يف قاطبة العاملني وأسبق الكمال، أهل سيد هو � اهللا رسول أن ومبا وصاحبته، عشقته من حظ أوفر يةهل اإل احلضرة تلك من اكتسب خالقه من العايل بقربه � إنه وحيث املضمار، رسول يقدر املؤمن هذا جتد لذلك إنسان، وال ملك املقام ذلك يف يدانه مل إنه حىت الكمال،

أمسى إنسانا جيد وال نظره يف أعظم لوقا خم يرى فال وجوارحه، قلبه ميأل عظيما تقديرا � اهللا مشائله وذكرت امسه ذكر ما وإذا قلبه، إليه حن بذكره مسع ما فإذا ،� اهللا رسول من مكانة

القرون البصر ملح من وبأقل متخطية املسافات شاسع قاطعة نفسه إليه سرت وأعماله الوثقى العروة بتلك متمسكة هي وإذا العالية، النفس تلك مع صحبة يف هي فإذا واألجيال، .انفصام وال له انقطاع ال استمساكا

نفس ا وأعين النفس، لتلك والصحبة املعنوي االرتباط وبذلك النفسي السريان وذا هنا دون ومن بلطف املقام هذا إىل وصل ممن كنت إن نفسك تعرج الطاهرة، الزكية اهللا رسول وهنا اهللا، حضرة يف معا النفسان فإذا اهللا، على دوما املقبلة � اهللا رسول نفس مصاحبة شعور اهللا كماالت من طرف عن � اهللا رسول نور وهو املنري بالسراج تعاىل اهللا مساه ما لك يضيءشاهدته أهل أنت ما تشاهد ما فتشاهد تعاىل

ورأفة ولطف وعطف وحنان يةإهل رمحة من مل

وحياة، روح ذي لكل برزق وإمداد وتربية فضل وواسع وحكمة، موعل وقدرة وعدل وإحسان عشقا ا وهام إال راء منها طرفا رأى ما اليت يةهل اإل األمساء من ذلك غري إىل شامل وتسيري . حبا ا وشغف

احلسىن األمساء تلك رؤية عن املنبعث واحلب يهل اإل الكمال لذلك العشق هذا ومبثل وهنا يةهل اإل األمساء رؤية عن املنبعث احلب ولدها صلة خبالقها، عالية صلة على فسالن حتصل

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٥

فتحبه خريا اخلري به ترى تعاىل اهللا من نورا النفس تكتسب الصلة وذه وهنالك والكمال، تعاىل اهللا حث اليت التقوى هي تلك ولعمري فيه، وتزهد منه فتأنف شرا والشر إليه، ومتيل :تعاىل قال إذ املؤمنني عباده إليها دبون عليها

. )١(}الصادقني مع وكونوا الله اتـقوا آمنوا الذين ياأيـها{ به شون مت نورا لكم وجيعل رمحته من كفلني يـؤتكم برسوله وآمنوا الله اتـقوا آمنوا الذين ياأيـها{

.)٢(}رحيم غفور والله لكم ويـغفر ذو والله لكم ويـغفر سيئاتكم عنكم ويكفر فـرقانا لكم جيعل الله تـتـقوا إن آمنوا الذين ياأيـها{

.)٣(}العظيم الفضل ذنوبكم لكم ويـغفر أعمالكم لكم يصلح ، سديدا قـوال وقولوا الله اتـقوا آمنوا ن الذي ياأيـها{

.)٤(}عظيما فـوزا فاز فـقد ورسوله الله يطع ومن ورؤية املهالك اتقاء اإ تعاىل، اهللا بنور الشرور اتقاء إا حقيقتها، على التقوى هي تلك نعم ارتباط لوال إليه تصل أن تستطيع كنت ما الذي ي،هل اإل النور بذلك مفاسد من الدنيا يف ما

.� اهللا رسول بنفس نفسك من به بدأنا كنا ما لنا يتوضح بيان، من قدمناه وما آيات، من ذكرناه ما ضوء وعلى هنا ومن

: تعاىل قوله وهي الكوثر، سورة الكرمية السورة يف الواردة األخرية اآلية هلذه تأويل

}$%� �&!��' �() (�*� +�{ . إىل يصل مل الذي األبرت اهللا، على اإلقبال عن نفسه املنقطعة األبرت اهللا، عن البعيد: فاألبتر وال اهللا رسول حيب ال تراه لذلك باهللا، حقيقية صلة األيام من يوم يف له حتصل ومل احلق اإلميان اليت النفسية الصلة بتلك يشعر وال العايل، اهللا رسول شأن يعرف ال مبغضا شانئا تراه يقدره، . � اهللا رسول وبني بينه تكون أن جيب

دوما مقرتن � اهللا رسول وحب باهللا، اإلميان نتائج من نتيجة اهللا برسول فاإلميان وهكذا إذ � عنه ورد الذي الشريف احلديث ويف باهللا، قيقيةاحل الصلة مع مرتافق الصحيح باإلميان

.)٢٨( اآلية: احلديد سورة )٢( .)١١٩( اآلية: التوبة سورة )١(

.)٧١- ٧٠( يةاآل: األحزاب سورة )٤( .)٢٩( اآلية: األنفال سورة )٣(

şâŽÈ@�óŽÈíž�ĆíŽà@ @‹qíÙÜa@òŠí�@Þîìdm

١٤٦

ال لمن إيمان ال أال له، محبة ال لمن إيمان ال أال له، محبة ال لمن إيمان ال أال «: يقول .»له محبة

����� � �� �� ���� ���� �� ��� ����� ���� ��� �� !" �� #� � $�%& '() �� �*+%� ,-.�/ 012