مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - محمد المهنا PDF

خمتصركتاب الصيام

من الشرح املمتع للشيخ ابن عثيمني

بقلمحممد بن سليمان بن عبداهلل املهنا

@almohannam

تصميم

00201019530152

3خمتصر كتاب الصيام من الشرح املمتع للشيخ ابن عثيمني

كتاب الصيام الصيام يف اللغة: مصدر صام يصوم، ومعناه أمسك.

الصيام يف الشرع: التعبد هلل سبحانه باإلمساك عن األكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وحكمه: الوجوب بالنص واإلجماع.

قول املؤلف : )يجب صوم رمضان برؤية هالله، فإن �لم ُير مع صحو ليلة الثالثين أصبحوا مفطرين(.

ذكر أن صوم رمضان جيب بأحد أمرين : �ہ ﴿ۀ تعالى: لقوله رمضان هالل أي هالله رؤية - 1 : وقوله ]185 ]البقرة: ہ﴾ ہ ہ »إذا رأيتموه فصوموا«)1(. وُعلم منه أنه ال يجب الصوم بمقتضى الحساب فلو قرر علماء الحساب أن الليلة من رمضان ولكنهم لم يروا الهالل فإنه ال يصام ألن الشرع

عّلق هذا الحكم بأمر محسوس وهو الرؤية.

متفق عليه. )1(


الهالل مع صحو ُير لم فإن يومًا، ثالثين إتمام شعبان - 2السماء ليلة الثالثين من شعبان أصبحوا مفطرين.

قوله: )وإن حال دونه غيم أو قتر(. �دونه: أي دون رؤية الهالل.

والقرت: التراب الذي يأتي مع الرياح، وكذلك غيرهما مما يمنع رؤيته.

قوله: )ويصام برؤيته عدل(. �ولم كبيرة يفعل ولم بالواجبات قام من : الشرع يف العدل يصر على صغيرة، ويشترط مع العدالة أن يكون قوي البصر

فإن كان ضعيف البصر لم تقبل شهادته وإن كان عدالً .

قوله: )ومن رأى وحده هالل رمضان، وُردَّ قوله، أو رأى �هالل شوال صام(.

]185 ]البقرة: ہ﴾ ہ ہ ہ ﴿ۀ تعالى: لقوله لرؤيته« وأفطروا لرؤيته »صوموا : ولقوله على يترتب ما وكل الصوم عليه فوجب رآه الرجل وهذا

دخول الشهر ألنه رآه.


وقال بعض العلماء: )لو رأى هالل رمضان وحده لم يلزمه �الصوم ألن الهالل هو ما هل واشتهر ال ما ُرئي(.

قوله: )أو رأى هالل شوال(. �بينهما أن هالل شوال ال يثبت شرعًا فإنه يصوم والفرق إال بشاهدين وهنا رآه واحد فال يكون داخالً شرعًا فيلزمه

الصوم مع أنه رآه.

لقوله � سرًا الفطر عليه يجب )بل العلماء: بعض وقال وهذا لرؤيته« وأفطروا لرؤيته »صوموا :الرجل قد رآه فيلزمه الفطر ولكن يلزمه سرًا لئال يخالف الجماعة. والذي يظهر لي يف مسألة الصوم ما ذكره المؤلف

أنه يصوم سرًا(.

أما يف مسألة الفطر: )فإنه ال يفطر تبعًا للجماعة وهذا من �باب االحتياط فنكون قد احتطنا يف الصوم والفطر(.

قوله: )ويلزم الصوم لكل مسلم مكلف قادر(. �إذا رأيت كلمة مكلف يف كالم الفقهاء فالمراد بها: البالغ

العاقل.


وقوله قادر: أي على الصيام احترازًا من العاجز فليس عليه �صوم.

وتبني بالتتبع واالستقراء أن العجز ينقسم إىل قسمني: �* قسم دائم. * قسم طارئ.

ے ھ ھ ﴿ھ تعالى: قوله المذكور هو فالطارئ: ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ﴾ ]البقرة: 185[.

والدائم: هو المذكور يف قوله تعالى: ﴿ڇ ڍ ڍ ُيرجى ال عجزًا 184[ كالعاجز ]البقرة: ڎ﴾ ڌ ڌ

زواله عليه اإلطعام عن كل يوم مسكينًا.

كيفية اإلطعام: �له كيفيتان:

أن يصنع طعامًا فيدعوا إليه المساكين بحسب األيام التي -1عليه كما كان أنس بن مالك يفعله لما كبر.

أن يطعمهم طعامًا غير مطبوخ ، يطعمهم مد بر أو نصف -2من معه يقدمه ما يجعل أن ينبغي لكن غيره. من صاع

لحم أو نحوه.


أما وقت اإلطعام : �فبالخيار إن شاء فدى عن كل يوم بيومه وإن شاء أّخره إلى

. آخر يوم لفعل أنس

أيهما أفضل للمريض واملسافر: أن يصوما أو يفطرا ؟ �إن كان يف األيسر، لكن المسلم يفعل أن نقول: األفضل

الصوم ضرٌر كان الصوم حرامًا.

هل األوىل للمسافر أن يصوم أو األوىل أال يصوم ؟ �الحنابلة إن بل ، يصوم أال األولى أن احلنابلة: مذهب نقول:

كرهوا الصوم .وقال الشافعية: األولى أن يصوم .

والصحيح التفصيل: فإن كان الفطر والصيام سواء فالصيام أولى، وإذا كان يشق عليه الصيام فالفطر أولى.

إال يفطر ولم السفر يف كان )أنه والدليل: وينتظرون الصيام عليهم شق قد الناس إن له قيل حين العصر ورفعه على بعد الماء بقدح من ما ستفعل. فدعا فخذه حتى رآه الناس فشرب والناس ينظرون إليه ليقتدوا به فجيء إليه وقيل إن بعض الناس قد صام فقال: أولئك


العصاة أولئك العصاة()1( ألنهم صاموا مع المشقة.

وأما قوله : »ليس من البر الصوم يف السفر«)2( الذي استدل به الحنابلة فهذا خاص بالرجل الذي رآههذا؟ »ما : فقال حوله والناس عليه ُضلل قد

فقالوا: هذا صائم فقال: ليس من البر الصوم يف السفر«.فنقول: هذا خاص بهذا الرجل، فيقال ليس من البر الصوم يف

السفر لمن شق عليه كهذا الرجل وال يعم كل إنسان صام.

قوله: )وإذا قامت البينة يف أثناء النهار(. �إلى بعيد وحضر الذي رآه يف مكان أن يكون وذلك مثل

القاضي يف النهار وشهد برؤية الهالل.

قوله: )وجب اإلمساك والقضاء(. �أما وجوب اإلمساك: فال شك فيه وال أعلم فيه خالفا.

وأما القضاء: فإنه يلزم ألن من شروط صيام الفرض أن ينوي قبل الفجر.

وذهب شيخ اإلسالم إلى أنه ال قضاء عليه فيجب اإلمساك دون القضاء.

)1( أخرجه مسلم.)2( متفق عليه.


لكن نقول .. كون اإلنسان يقضي يومًا ويبرئ ذمته على يقين خيرًا من كونه يأخذ بقول شيخ اإلسالم وإن كان له حظ قوي

من النظر.

قوله: )وكذا حائض ونفساء طهرتا(. �إذا طهرت الحائض والنفساء أثناء النهار فيقول المؤلف:

إنه يلزمهما شيئان:

الثاني: القضاء. األول: اإلمساك.

. هذا قول المؤلف

يف النهار ألن اإلمساك يلزمهما ال أنه الثاني: والقول حقهما غير محترم إذ أنه يجوز لهما الفطر يف أول النهار ظاهرًا وباطنًا وهذا هو القول الراجح والصحيح ، وعليه

فيلزمهما القضاء فقط.

قوله: )ومسافر قدم مفطرا(. �أي المسافر إذا رجع إلى بلده وكان مفطرا يف سفره ، فإنها

إذا رجع يف النهار وجب عليه اإلمساك والقضاء.

والقول الثاين: يف المسألة أنه ال يلزمه اإلمساك ألنه يجوز له الفطر يف أول النهار ظاهرًا وباطنًا وهذا القول هو الصحيح.


قوله: )ويسن لمريض يضره(. �أي يسن له الفطر، والصحيح أن المريض إذا كان الصوم

يضره أن الصوم حرام .

والصواب أن املسافر له ثالث حاالت: �على مزية لفطره وال فطره على مزية لصومه يكون أال -1صومه ففي هذه الحال يكون الصوم أفضل وهذا ما ذهب

. إليه الشافعي

أن يكون الفطر أرفق به فهنا نقول: الفطر أفضل. -2

أن يشق الصيام عليه مشقة شديدة غير محتملة فهنا يكون -3الصوم يف حقه حرامًا.

قوله: )وإن أفطرت حامل أو مرضع خوفًا على أنفسهما قضتاه �فقط وعلى ولديهما قضتاه وأطعمتا عن كل يوم مسكينا(.

أفاد املؤلف: أنه يجوز للحامل والمرضع أن تفطرا وإن لم تكونا مريضتين وذلك ألن الحامل يشق عليها الصوم من أجل الحمل وألن صيامها يمكن أن يؤثر على نمو الطفل، بذلك فيتضرر لبنها يقل إذا صامت المرضع وكذلك يف


الطفل ولهذا كان من رحمة اهلل أن رّخص لهما يف الفطر، فيجب عليهما القضاء.

وأما اإلطعام فله ثالث حاالت : �

أن تفطرا خوفًا على أنفسهما فتقضيان فقط وال زيادة على -1ذلك.

عن وتطعمان فتقضيان ولديهما على خوفًا تفطرا أن -2وأما أفطرتا ألنهما فواضح القضاء أما مسكينا، يوم كل اإلطعام فألنهما أفطرتا لمصلحة غيرهما فلزمهما الطعام.

أن تفطرا خوفًا على نفسيهما وعلى ولديهما معًا فالمؤلف -3سكت عن هذه الحالة.

وأرجح األقوال عندي يف هذه املسألة أنه يلزمهما القضاء فقط دون اإلطعام، ألن غاية ما يكون أنهما كالمريض والمسافر

فيلزمهما القضاء فقط.

قوله: )ومن نوى الصوم ثم ُجّن أو أغمي عليه جميع النهار �النهار ، ولم ُيفق جزءًا منه لم يصح صومه ال إن نام جميع

ويلزم المغمى عليه القضاء(.


هذه أشياء متشابهة وأحكامها ختتلف:1 – الجنون : إذا ُجّن من قبل الفجر حتى غربت الشمس فال يصح صومه وال يلزمه القضاء ألنه ليس أهالً للوجوب.

المغمى عليه : إذا أغمي عليه جميع النهار فال يصح صومه -2قول وهذا مكلف ألنه القضاء يلزمه لكن بعاقل ليس ألنه

جمهور العلماء.

النائم : صومه صحيح وال قضاء عليه. – 3

قوله: )ويجب تعيين النية من الليل لصوم كل يوم واجب(. �أفادنا املؤلف أن النية واجبة وأنه يجب تعيينها أيضًا فينوي الصيام عن رمضان أو عن كفارة أو عن نذر أو ما

أشبه ذلك.

وقوله: )من الليل لصوم كل يوم واجب(. �بعد نوى فمن بهذا إال يتحقق ال كامالً اليوم صوم ألن لصوم يجب فلذلك يومًا صام انه يقال ال الفجر طلوع

كل يوم واجب أن ينويه قبل طلوع الفجر.

تّبيت أن بالزم وليس الليل( )من املؤلف: وهذا معنى قول


وقد إال الفجر يطلع ال أن الواجب بل تنام أن قبل النية نويت ألجل أن تشمل النية جميع أجزاء النهار.

ودليل ذلك حديث عائشة مرفوعًا: )من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فال صيام له( )1( والمراد صيام الفرض.

وقوله: )لصوم كل يوم واجب(. �رمضان يف فمثالً الليل من يوم كل ينوي أن يجب أي يحتاج إلى ثالثين نية، وبناء على ذلك لو أن رجالً نام بعد من الفجر طلوع بعد إال يستيقظ ولم رمضان يف العصر الغد لم يصح صومه ألنه لم ينو هذا اليوم من ليلته. وهذا

المشهور من المذهب.

وذهب بعض أهل العلم إلى أن ما يشترط فيه التتابع تكفي فيه النية يف أوله ما لم يقطعه لعذر فيستأنف النية. وعلى هذا فإذا نوى اإلنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كله فإنه يجزئه عن الشهر كله ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع كما لو سافر يف أثناء رمضان فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النية للصوم ، وهذا هو األصح وهو الذي تطمئن إليه النفس.

)1( أخرجه الدارقطني والبيهقي.


قوله: )ويصح النفل بنية من النهار قبل الزوال وبعده(. �صيام النفل يصح بنية أثناء النهار .

مثال ذلك : رجل أصبح ويف أثناء النهار نوى الصوم فصام وهو لم يأكل ولم يشرب ولم يجامع ولم يفعل ما يفّطر

بعد الفجر فصومه صحيح مع أنه لم ينو من قبل الفجر. ودليله: أنه دخل على أهله فقال: »هل عندكم

من شيء؟ قالوا، ال قال فإين إذن صائم«)1(

و)إذن( ظرف للزمان الحاضر، فأنشأ النية من النهار فدل ذلك على جواز إنشاء النية يف النفل يف أثناء النهار.

قوله: )ولو نوى إن كان غدًا من رمضان فهو فرضي لم يجزه(. �ليلة نام مبكرًا هذه مسألة مهمة ترد كثرياً مثال ذلك: رجل الليلة هي الثالثين من شعبان وفيه احتمال أن يكون هذه فأنا رمضان من غدًا كان إن فقال: رمضان من ليلة أول

صائم. فأنا إن كان غدًا من رمضان فاملذهب أنه ال يصح ألن قوله

صائم وقع على سبيل التردد.

)1( أخرجه مسلم.


بعد طلوع إال يستيقظ لم فلو والنية ال بد فيها من اجلزم الفجر ثم تبين أنه من رمضان فعليه قضاء هذا اليوم.

والرواية الثانية عن اإلمام أمحد أن الصوم صحيح إذا تبين . أنه من رمضان واختار ذلك شيخ اإلسالم ابن تيمية

فهذا الرجل تردده مبني على التردد يف ثبوت الشهر ال على التردد يف النية.

قوله: )ومن نوى اإلفطار أفطر(. �قطع نوى لو كما يومه وفسد نيته انحلت أفطر: معنى

الصالة فإنها تنقطع.


بابما يفسد الصوم ويوجب الكفارة

املفسد للصوم يسمى عند العلماء: املفطرات.

قول املؤلف : )من أكل(. �األكل إدخال شيء إلى المعدة عن طريق الفم، ويشمل ما ينفع وما يضر وما ال ينفع فما ينفع كالخبز واللحم وما ال ينفع كالحشيشة والخمر وما ال يضر وال ينفع كأن يبتلع

خرزة سبحة أو نحوها

ي ال فطر بأكله كابتالع وقال بعض أهل العلم: إن ما ال يغذِّالخرزة

والصحيح أنه عام وأنه مفطر إلطالق آية ﴿ڄ ڃ ﴾.

قوله: )أو شرب أو استعط(. �استعط أي تناول السعوط وهو ما يصل إلى الجوف عن طريق األنف فإنه مفطر لحديث »وبالغ يف االستنشاق إال

أن تكون صائمًا«)1(.

)1( أحرجه أحمد واألربعة.


قوله : )أو احتقن(. �االحتقان هو إدخال األدوية عن طريق الدبر وهو معروف وال يزال ُيعمل. فإذا احتقن فإنه يفطر بذلك. هذا المشهور

من المذهب وعليه أكثر أهل العلم

عليه يطلق ال ألنه الحقنة يف فطر ال اإلسالم: شيخ وقال دليل هناك وليس عرفًا وال لغة ال والشرب األكل اسم إلى الشيء وصول الحكم مناط أن والسنة الكتاب يف

. الجوف، والراجح قول شيخ اإلسالم

ثم لدينا قاعدة مهمة لطالب العلم وهي أننا إذا شككنا يف الشيء مفطٌر هو أم ال؟ فاألصل عدم الفطر فال نجرؤ على أن نفسد

. عبادة إال بدليل واضح يكون لنا حجة عند اهلل

قوله : )أو اكتحل بما يصل إلى حلقه(. �فإذا اكتحل بما يصل إلى حلقه فإنه يفطر.

إلى الكحل طعم وصل ولو يفطر ال اإلسالم شيخ وقال الحلق، وهذا هو الصحيح.

وبناًء عليه لو قطر يف عينيه وهو صائم فوجد الطعم يف حلقه فإنه ال يفطر بذلك.


قوله : )أو أدخل إلى جوفه شيئًا من أي موضع إن كان غير إحليله(. �فلو أن إنسانًا أدخل منظارًا إلى المعدة حتى وصل إليها

فإنه يكون بذلك مفطرًا.والصحيح : أنه ال يفطر إال أن يكون يف هذا المنظار دهن يصل

إلى المعدة بواسطة هذا المنظار فإنه يكون بذلك مفطرًا.وال يجوز استعماله يف الصوم الواجب إال للضرورة.

قوله: )أو استقاء(. �أي استدعى القيء فيفسد صومه إذا استقاء فقاء لحديث »من عليه«)1( قضاء فال القيء ذرعه ومن فليقض عمدًا استقاء

معنى ذرعه: أي غلبه.

قوله )أو استمنى(. �المني بأي وسيلة حتى أنزل فإن صومه أي طلب خروج

يفسد بذلك.

قوله )أو باشر فأمنى(. �أي باشر زوجته باليد أو بتقبيل أو بالفرج فإنه إذا أنزل أفطر

وإن لم ينزل فال فطر بذلك.

)1( أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.


قوله: )أو أمذى(. �اختلفوا يف المذي على قولين :

فاملذهب أنه يفطر ، وال دليل له صحيح.والصواب أنه إذا باشر فأمذى أو استمنى فأمذى أنه ال يفسد صومه . وأن صومه صحيح وهذا اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية

قوله )أو حجم أو احتجم وظهر دم(. �معنى حجم : أي حجم غيره.

ومعنى احتجم : أى طلب من غيره أن يحجمه.والدليل قول النيب : »أفطر الحاجم والمحجوم«)1( ال فإنه ضعفه فمن العلم أهل بعض ضعفه الحديث وهذا يستدل به ألنه ال يجوز االحتجاج بالضعاف على أحكام اهلل

.ابن اإلسالم وشيخ أحمد كاإلمام صححه من العلماء ومن يكون هذا وعلى الحفاظ، من وغيرهما تيمية

الحديث حجة. أمحد اإلمام مذهب هو مفطرة احلجامة بأن والقول وهو منفرد به عن المذاهب وانفراده عن المذاهب ال يعني

)1( أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.


أن قوله ضعيف ألن المسألة ليست باألكثرية بل المسألة تعود إلى ما دل عليه الشرع.

قوله )عامدًا ذاكرا(. �اشرتط املؤلف لفساد الصوم شرطني :

أن يكون عامدًا وضده غير العامد. -1أن يكون ذاكرًا وضده الناسي. -2

مسألة : لو أكل أو شرب ناسيًا ثم ذكر أنه صائم واللقمة �يف فمه فهل يلزمه أن يلفظها؟اجلواب : نعم يلزمه أن يلفظها.

قوله: )أو مكرهًا(. �أي إذا كان مكرهًا فإنه ال يفطر فيشترط أن يكون عمدًا.

قوله: )أو احتلم(. �أي فال يفطر حتى ولو نام على تفكير واحتلم أثناء النوم

ألن النائم غير قاصد.

قوله: )أو أصبح يف فيه طعام فلفظه(. �أي ال يفسد صومه ألنه لم يبتلع طعامًا بعد طلوع الفجر.


قوله: )أو اغتسل(. �أي اغتسل فدخل الماء إلى حلقه فإنه ال يفطر لعدم القصد.

قوله )أو تمضمض(. �أي فدخل الماء إلى حلقه لم يفطر لعدم القصد.

قوله: )أو استنثر(. �المراد استنشق فدخل الماء لم يفطر لعدم القصد.

قوله: )أو زاد على الثالث(. �يفسد لم الماء فدخل االستنشاق أو المضمضة يف أي

صومه.

قوله: )أو بالغ فدخل الماء إلى حلقه(. �أي بالغ يف االستنشاق أو المضمضة لم يفطر مع أنه مكروه

للصائم أن يبالغ فيهما.

هل جيوز للصائم أن يستعمل الفرشاة واملعجون؟ �اجلواب: يجوز لكن األولى أال يستعملها لما يف المعجون

من قوة النفوذ والنزول إلى الحلق.


L َفْصٌل J

قوله: )ومن جامع يف نهار رمضان فعليه القضاء(. �

ألنه أفسد صومه.

وقوله )والكفارة(. �أي ويجب عليه الكفارة احترامًا للزمن وبناء على ذلك لو واجب فالقضاء رمضان يف وليس رمضان قضاء يف جامع إذا ما بخالف رمضان شهر خارج ألنه كفارة عليه وليس

كان يف الشهر فعليه الكفارة.

المرأة � كانت أو فأنزل الفرج دون جامع )وإن قوله معذورة(.

أي أفطر وال كفارة إن جامع دون الفرج كما لو جامع بين كفارة وال القضاء فعليه فأنزل ذلك أشبه ما أو فخذيها

عليه.

وُعلم من قوله: )أو كانت المرأة معذورة(. �أنه لو كانت المرأة مطاوعة فعليها القضاء والكفارة.


فإن قال قائل ما الدليل على وجوب الكفارة؟ �اهلل رسول أتى رجالً »أن هريرة أبي حديث اجلواب: قال أهلكك؟ وما فقال: هلكت، فقال وقعت على امرأتي يف رمضان. قال: هل تستطيع أن تصوم تطعم أن تستطيع هل قال: ال، قال متتابعين؟ شهرين ستين مسكينا؟ قال ال، ثم جلس الرجل فجيء إلى النبي بتمر فقال: خذ هذا تصدق به قال: أأتصدق به على أفقر مني يا رسول اهلل؟! واهلل ما بين البتيها أهل بيت

أفقر مني، فضحك ثم قال: أطعمه أهلك«)1(

المرأة � الكفارة على الدليل على وجوب ما فإن قال قائل والنبي لم يذكر يف هذا الحديث أن على المرأة

كفارة مع أن تأخير البيان عن وقت الحاجة ال يمكن؟اجلواب: أن هذا الرجل استفتى عن فعل نفسه والمرأة لم تستفت وحالتها يحتمل أن تكون معذورة ومكرهة وتحتمل أن تكون مطاوعة. فلما لم تأت وتستفت سكت عنها النبي ولم يذكر أن عليها كفارة واالستفتاء ال يشترط

فيه البحث عن حال الشخص اآلخر.



واألصل تساوي الرجال والنساء يف األحكام إال بدليل.

قوله: )أو جامع من نوى الصيام يف سفره أفطر وال كفارة(. �أثناء يف ثم فصام الفطر يبيح سفرًا مسافر إنسان : مثاله النهار جامع زوجته فهذا يفطر وليس عليه كفارة ويلزمه

القضاء.

يكفر � ولم يوم يف كرره أو يومين يف جامع )وإن قوله: ثم كفر ثم جامع وإن اثنتان. األولى ويف واحدة فكفارة

جامع يف يومه فكفارة ثانية(.

ذكر املؤلف مسألتني:

من األول اليوم يف جامع بأن يومين يف جامع إذا األوىل: رمضان ويف اليوم الثاين فإنه يلزمه كفارتان.

وإن جامع يف ثالثة أيام فثالث كفارات وهكذا.

األول يكفر عن لم إذا واحدة كفارة إال يلزمه وقيل : ال ألنها كفارات من جنس واحد فاكتفى فيها بكفارة واحدة وهذا القول وإن كان له حظ من النظر والقوة لكن ال تنبغي الفتيا به ألنه لو ُأفتى به النتهك الناس حرمات الشهر كله.


املسألة الثانية : إذا جامع يف يوم واحد مرتين فإن كّفر عن الجماع األول لزمه كفارة ثانية عن الجماع الثاين.

وإن لم يكّفر عن األول أجزأه كفارة واحدة.

بالجماع يومه فسد الثاين ألن يلزمه كفارة عن وقيل : ال األول فهو يف الحقيقة غير صائم وإن كان يلزمه اإلمساك له القول وهذا صحيحًا صومًا أفسد إذا تلزم والكفارة

وجه من النظر

قوله )وكذا من لزمه اإلمساك إذا جامع(. �فالمذهب: بلده إلى رجل مسافر وكان مفطرًا فقدم مثاله : هذا أن مع الكفارة عليه فإن جامع ولو يمسك أن يلزمه

اإلمساك ال يعتبر له.والقول الثاني : أنه ال يلزمه اإلمساك وهو القول الراجح.

قوله )ومن جامع وهو معايف ثم مرض أو جن أو سافر لم تسقط(. �أي: جامع وهو معاىف ثم مرض يف أثناء النهار بمرض يبيح له الفطر فتلزمه الكفارة مع أنه يف آخر النهار يباح له أن يفطر بالفطر له يؤذن لم الجماع كان ممن نقول هو حين لكن

فلزمته الكفارة.


قوله )وال تجب الكفارة بغير الجماع يف صيام رمضان(. �

فال تجب يف صيام النفل وال صيام كفارة اليمين وال النذر ليس ألنه مباشرة أو بقبلة اإلنزال يف تجب وال ونحوها

بجماع.


بابما يكره ويستحب وحكم القضاء

أي ما يكره في الصيام وما يستحب وحكم قضاء رمضان

قوله )يكره جمع ريقه فيبتلعه(. �هذا قول المؤلف.

والصواب أن لو جمع ريقه فابتلعه ففعله ليس بمكروه.

قوله )ويحرم بلع النخامة(. �بلع النخامة حرام على الصائم وغير الصائم ألنها مستقذرة إلى فإن رددتها البدن أمراضًا خرجت من وربما تحمل المعدة فقد يكون يف ذلك ضرر عليك. لكنها تتأكد على

الصائم ألنها تفسد صومه.

قوله: )ويفطر بها فقط إن وصلت إلى فمه(. �فإن لم تصل بأن أحس أنها نزلت من دماغه وذهبت إلى جوفه فإنها ال تفطر فإذا وصلت إليه ثم ابتلعها بعد ذلك

أفطر.


الفم، إلى صلت ولو تفطر ال أنها : آخر قول املسألة ويف وهذا القول أرجح ألنها لم تخرج من الفم وال يعد بلعها

أكالً وال شربا.

مسألة: إذا خرج دم من لسانه أو من أسنانه فهل يجوز بلعه؟ � اجلواب: ال يجوز بلعه ال للصائم وال لغيره لعموم قوله تعالى:

﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ﴾.

قوله )وُيكره ذوق طعام بال حاجة(. �إذا إال والمرق والخبز كالتمر يذوق طعامًا أن يكره أي طباخًا يكون أن مثل والحاجة بأس، فال لحاجة كان

يحتاج لينظر ملحه أو حالوته أو ما أشبه ذلك.

قوله )وتكره القبلة لمن تحرك شهوته(. �القبلة تنقسم إىل ثالثة أقسام :

أوالده اإلنسان كتقبيل مطلقًا. شهوة يصحبها أال -1الصغار فهذه ال تؤثر

فهذا صومه إفساد من يأمن ولكنه شهوته تحرك أن -2يقول المؤلف إن القبلة تكره يف حقه.


إن ظن القبلة تحرم فهذه الصوم أن يخشى من فساد -3اإلنزال.

لكنه قبل تحركت شهوته إذا الذي و هو الثاني أما القسم يأمن على نفسه فالصحيح أن القبلة ال تكره وأنه ال بأس

بها ألنه )كان يقبل وهو صائم()1(وأما ما يروى من أن النبي سأله رجل عن القبلة فأذن له وسأله آخر فلم يأذن له فإذا الذي أذن له شيخ والذي

لم يأذن له شاب)2( فهذا حديث ضعيف ال تقوم به حجة.فنقول ونحوه كالضم الجماع دواعي من القبلة غير وأما

حكمها حكم القبلة وال فرق.

قوله )ويجب اجتناب كذب وغيبة وشتم(. �األشياء هذه يجتنب أن وغيره الصائم على يجب على يتأكد ألنه التوكيد باب من هذا ذكروا ولكنهم الصائم من فعل الواجبات وترك المحرمات ما ال يتأكد

على غيره.

متفق عليه. )1()2( أخرجه أبو داود.


قوله: )وُسّن لمن ُشتم قوله : إين صائم(. �لقول النبي : »إن امرؤ شاتمة أو قاتله فليقل

إين امرؤ صائم« )1(

قال بعض العلماء: يقولها سرًا، وقال بعضهم يقولها جهرًا. عن لُبْعده جهرًا يقولها الفرض يف فقال: بعضهم وفّصل الرياء، ويف النفل يقولها سرًا خوفًا من الرياء ، والصحيح

أنه يقولها جهرًا يف الفريضة والنافلة.

قوله : )وتأخير سحور(. �أي ويسّن له تأخري السحور، فمثالً إذا كان يكفيه ربع ساعة

يف السحور.فالسنة أن يتسحر إذا بقي ربع ساعة وإذا كان يكفيه خمس

دقائق فإنه يتسحر إذا بقي خمس دقائق.

قوله: )وتعجيل فطر(. �ودليل سنية املبادرة إىل اإلفطار قوله : »ال يزال

الناس بخير ما عجلوا الفطر«)2(.

متفق عليه. )1()2( متفق عليه.


قوله: )على ُرَطب(. �الُرَطب هو التمر اللّين الذي لم ييبس ، وكان يف زمن مضى ال يتسنى إال يف وقت معين من السنة أما اآلن ففي كل وقت

يمكن أن تفطر على الرطب والحمد هلل.

قوله: )فإن ُعدم فتمر(. �الذي المكنوز يعني: والمجّبن المجّبن أو اليابس وهو

صار كالجبن مرتبطا بعضه ببعض.

قوله: )فإن ُعدم فماء(. �أي إن ُعدم التمر فالماء ألنه قال: »إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور«)1( فإن

لم يجد ماء وال شرابًا آخر وال طعامًا فإنه ينوي الفطر بقلبه.

قوله: )ويستحب القضاء متتابعًا(. �يستحب التتابع لثالثة أوجه :

أن هذا أقرب إلى مشابهة األداء. -1أنه أسرع يف إبراء الذمة. -2

أنه أحوط. – 3وينبغي أن يبادر به بعد يوم العيد ألن هذا أسرع يف إبراء الذمة وأحوط.

)1( أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.


قوله )وال يجوز إلى رمضان آخر من غير عذر(. �أي تأخير القضاء إلى رمضان آخر )من غير عذر( مثل أن

يكون مريضًا أو مسافرًا ونحو ذلك.

هل يصح صيام التطوع قبل القضاء؟ �المذهب : ال يصح التطوع قبل أن يقضي اإلنسان ما -1

عليه بل يأثم.

لم يضق ما إلى جواز ذلك العلم أهل وذهب بعض -2الوقت، وهذا القول أظهر وأقرب للصواب.

ذي عشر عليه مر لو حتى بالقضاء يبدأ أن األولى لكن الحجة أو يوم عرفة فإننا نقول صم القضاء يف هذه األيام وعلى األيام هذه صيام وأجر القضاء أجر تدرك وربما من أفضل القضاء فإن القضاء إال تدرك ال أنك فرض

تقديم النفل.

وهنا مسألة ينبغي التنبه هلا : �وهي أن األيام الستة من شوال ال تقدم على قضاء رمضان فلو قدمت على القضاء صارت نفالً مطلقًا ألن الحديث: كصيام كان شوال من ستًا وأتبعه رمضان صام »من


أنه عليه يصدق ال فإنه قضاء عليه كان ومن الدهر«)1( صام رمضان وهذا واضح، وقد يظن بعض طلبة العلم أن الخالف السابق يف صحة صوم التطوع قبل القضاء ينطبق

على هذا وليس كذلك.

قوله )فإن فعل فعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم(. �كان الثاين رمضان بعد ما إلى القضاء صوم أّخر لو أي:

آثمًا وعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم.فلزمه يقضه لم ذمته يف َدين فألنه القضاء وجوب أما

قضاؤه.وأما اإلطعام فجبرًا لما أخّل به من تفويت الوقت المحدد

فيطعم عن كل يوم يقضيه مسكينًا.وقد روي عن النبي أنه أمر باإلطعام مع القضاء

فيمن أّخر إلى ما بعد رمضان )2( لكنه ضعيف جدًا. لذا فالصحيح يف هذه املسألة : أنه ال يلزمه إال الصيام فقط

وال كفارة عليه إال أنه يأثم بالتأخير.

)1( أخرجه مسلم.)2( أخرجه الدارقطني والبيهقي


قوله : )وإن مات ولو بعد رمضان آخر(. �أي إن مات من عليه القضاء بعد أن أخره فإنه ليس عليه إال

إطعام مسكين ألن القضاء يف حقه تعذر.

قوله : )ومن مات وعليه صوم(. �أي ومن مات وعليه صوم نذر اسُتحب لوليه قضاؤه وال

يجب ، وإمنا يستحب أن يقضيه ملا يلي:

قوله »من مات وعليه صوم صام عنه وليه«)1( -1وهذا خبر بمعنى األمر.

وسألته أن أمها ماتت أن امرأة أتت النبي -2 : :وعليها صوم نذر فهل تصوم عنها فقال

»نعم«.)2(

يقتضي � واألمر أمر وليه« عنه »صام حديث قائل قال فإن الوجوب، فما الذي صرفه عن الوجوب ؟

ک ڑ ڑ ﴿ژ تعالى: قوله الوجوب عن صرفه اجلواب: ک﴾.

متفق عليه )1()2( أخرجه مسلم.


مسألة : إذا مات وعليه صوم فرض فهل ُيقضى عنه ؟ �الصحيح أن من مات وعليه صيام فرض بأصل الشرع فإن وليه يقضيه عنه لحديث )من مات وعليه صوم صام عنه

وليه(.

يلزمه � متى لكن معني، بصوم مقيدة غري نكرة )صوم( وكلمة الصوم؟

قلنا فإذا مات يفعل فلم القضاء أمكنه إذا يلزمه اجلواب: لوليه صم عنه، والولي : األقرب أنه الوارث.

قوله )أو حج(. �أي ومن مات وعليه حج نذر فإن وليه يحج عنه.

قوله )أو اعتكاف(. �أي اعتكاف نذر ، واالعتكاف ال يكون واجبًا إال بالنذر.

قوله )أو صالة نذر(. �كرجل نذر أن يصلي هلل ركعتين ثم مات ولم يصل يستحب

لوليه أن يصلي عنه على ما ذهب إليه المؤلف.


بابصوم التطوع

قوله )يُسنَّ صيام أيام البيض(. �عشر الثالث اليوم ُيصام أن »أمر النبي ألن

والرابع عشر والخامس عشر«.)1(

ومسيت بيضًا البيضاض لياليها بنور القمر، وهي ُتغني عن عنها قال التي من كل شهر أيام ثالثة صيام

»صيام ثالثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله«.)2(

قوله )واالثنين والخميس(. �وصوم االثنين أوكد من الخميس، وأما الجمعة فال يسن

صوم يومها ويكره أن يفرد صومه )3( والدليل:أن إال الجمعة يوم تصوموا »ال : قوله -1

تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده«)4(.

)1( أخرجه أحمد والترمذي والنسائي.)2( أخرجه مسلم.

انظر كالمًا على صيام الجمعة ص 23. )3(متفق عليه. )4(


كانت المؤمنين أمهات إلحدى قوله -2قال: ال. قالت: أمس؟ »أصمت الجمعة: يوم صامت

أتصومين غدًا؟ قالت: ال ، قال فأفطري«)1(.

قوله : »ال تخصوا يوم الجمعة بصيام وال – 3ليلتها بقيام«)2(.

أما السبت فقيل يباح صومه، وقيل ال يجوز إال يف الفريضة وقيل يجوز لكن بدون إفراد وهو الصحيح.

وأما الحديث الذي رواه أبو داود )ال تصوموا يوم السبت لحاء إال أحدكم يجد لم ولو عليكم افترض فيما إال هو هل فيه مختلف الحديث فهذا فيأكله، يعني شجر( منسوخ؟ غير أو منسوخ هو وهل ضعيف؟ أو صحيح وهل هو شاذ أو غير شاذ؟ وهل المراد بذلك إفراده دون

الجمعة أو األحد؟

أما األحد فاستحب صومه بعض العلماء وكرهه بعضهم ، أما من يوم يكون العيد ويوم للنصارى عيد يوم هو فقال استحبه

)1( أخرجه البخاري.)2( أخرجه مسلم.


أكل وسرور وفرح فاألفضل مخالفتهم وصيام هذا اليوم فيه مخالفة لهم ، وأما من كرهه فقال: الصوم نوع تعظيم للزمن

وإذا كان يوم األحد يوم عيد للكفار فصومه تعظيم له.

واخلالصة : * أن الجمعة والسبت واألحد يكره إفرادها.

* واالثنين والخميس صومهما سنة.يسن ال الجواز صومهما فحكم واألربعاء الثالثاء وأما *

تعيينهما وال يكره.

قوله )وصوم ست من شوال(.)1( �من ستًا وأتبعه رمضان صام »من : لقوله

شوال فكأنما صام الدهر كله«)2(.قال الفقهاء: واألفضل أن تكون بعد يوم العيد وأن تكون ويتابعها الثاين اليوم يف يصوم أن ُيَسّن .. فعليه متتابعة عندنا العامة ويسميه شوال من الثامن اليوم يف وستنتهي عيد األبرار ولكن هذه التسمية بدعة فهذا اليوم ليس عيدًا

لألبرار وال للفجار.

انظر مسألة مهمة تتعلق بصيام ست شوال ص 18 من هذا المختصر . )1()2( أخرجه مسلم.


قوله : )وصوم شهر اهلل المحرم(. �بعد الصيام »أفضل : قال ، صيامه يسن أي

رمضان شهر اهلل المحرم«)1(.

قوله: )وآكده العاشر ثم التاسع(. �وهو قبله ويوما عاشوراء يوم يصوم أن السنة هي هذه

التاسع.

مسألة : هل يكره إفراد العاشر؟ �قال بعض العلماء يكره إفراد اليوم العاشر "يوم عاشوراء" بعده يومًا أو قبله يومًا »صوموا : لقوله

خالفوا اليهود«)2(

التام وقال بعض العلماء: ال يكره ولكنه ال يحصل على األجر إذا أفرده.

قوله : )وتسع ذي الحجة(. �العمل أيام من »ما : قوله استحبابها ودليل

)1( أخرجه مسلم.

)2( أخرجه أحمد.


العشر«)1( األيام هذه من اهلل إلى أحب فيهن الصالح والصوم من العمل الصالح.

يصوم يكن )لم : النبي أن من روي ما فأما وقول ، علمه عن الراوي إخبار باب من فهذا العشر(

الرسول مقدم على شيء لم يعلمه الراوي.

قوله: )وآكده عرفة(. �أي آكد تسع ذي الحجة ، صيام يوم عرفة لغير حاج فيها.

قوله: )لغير حاج فيها(. �ألنه : )نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة()2( وهذا صوم يف شكوا الناس )أن يؤيده لكن نظر فيه الحديث فشربه لبن من بقدح إليه فأرسل عرفة يوم ضحى يوم عرفة والناس ينظرون إليه( )3( حتى يتبين أنه لم اليوم يوم دعاء وعمل وال سيما أن أفضل يصم وألن هذا فسوف اإلنسان صام فإذا اليوم هذا آخر هو الدعاء زمن

)1( أخرجه البخاري.)2( أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.



يأتيه آخر اليوم وهو يف كسل وتعبوهلذا نقول: صوم يوم عرفة للحاج مكروه ولغيره سنة مؤكدة.

قوله : )وأفضله صوم يوم وفطر يوم(. �التطوع صوم يوم وفطر يوم ودليل ذلك أي أفضل صيام قوله لعبداهلل بن عمرو بن العاص: )... صم يومًا وأفطر يومًا فذلك أفضل الصيام وهو صيام داود...(

قوله: )ويكره إفراد رجب بالصوم(. �هم الجاهلية أهل وأن اجلاهلية شعائر من بأنه هذا عللوا

الذين يعظمون هذا الشهر.

إن : قالوا وهلذا شيء تعظيمه يف فيها يرد فلم الُسنة أما كل ما يروى يف فضل صومه أو الصالة فيه من األحاديث

فكذب باتفاق أهل العلم بالحديث.

قوله )والجمعة(. �فيكره إفرادها، فإن صامها مع غيرها فال يكره، وإن صامها وحدها ال للتخصيص لكن ألنه وقت فراغه فعندي أن فيه

ترددًا والظاهر إن شاء اهلل أنه ال يكره وأنه ال بأس.


قوله: )والسبت(. �أي ُيكره إفراده بالصوم ، وأما جمُعُه مع يوم الجمعة فال بأس.

قوله: )والشك(. �يوم الصواب القول على وهو الشك يوم صوم ُيكره أي الثالثين من شعبان إذا كان يف السماء ما يمنع رؤية الهالل

وأما إذا كانت السماء صحوًا فليس بشك.

وهل صومه مكروه كما قال املؤلف أو حمرم ؟ �يف هذا خالف:1- أنه محرم.

2- أنه مكروه.

والصحيح أن صومه محرم إذا قصد به االحتياط لرمضان، ودليل ذلك:

الذي اليوم صام )من : ياسر بن عمار قول -1.)1( ) ُيشك فيه فقد عصى أبا القاسم

يوم بصوم رمضان تقدموا »ال : قوله -2

)1( أخرجه البخاري معلقًا بصيغة الجزم.


وال يومين إال رجل كان يصوم صوما فليصمه«)1(.

قوله : )ويحرم صوم العيدين(. �والدليل :

1- أنه )نهى عن صوم يومي العيدين(.)2(2- أجمع العلماء على أن صومهما محرم.

قوله: )ولو يف فرض(. �فلو كان على إنسان قضاء من رمضان وقال أحب أن أبدأ

بالقضاء من أول يوم من شوال ، قلنا له : هذا حرام.

قوله: )وصيام أيام التشريق إال عن دم متعة وقران(. � قال : »أيام أكل وشرب وذكر هلل عز النبي ألنَّ وجل«)3( وهذا يدل على أن هذه األيام ال يصلح أن تكون أيام

إمساك .عشر الحادي هي: النحر، يوم بعد ثالثة التشريق وأيام

والثاين عشر والثالث عشر.


متفق عليه. )2()3( أخرجه مسلم.


قوله: )ومن دخل يف فرض موسع حُرم قطعه(. �مثال ذلك : لما أذن لصالة الظهر قام يصلي الظهر ثم أراد أن يقطع الصالة ويصلي فيما بعد فإنه ال يحل له ذلك مع أن الوقت موسع إلى العصر ألنه واجب شرع فيه فيلزمه أن يتم ، ومن دخل يف فرض ُمضيَّق حرم قطعه من باب أولى.

قوله : )وال يلزم يف النفل(. � أي: ال يلزم اإلتمام يف النفل ودليل ذلك: )أنهقالوا: فقال هل عندكم شيء؟ يوم أهله ذات دخل على نعم عندنا َحْيٌس، قال : أرينيه فلقد أصبحت صائمًا فأرته

إياه فأكل«)1(

صحيح لغرض إال يقطعه أن ينبغي ال يقولون العلماء ولكنَّ واستدلوا:

بعموم قوله تعالى: ﴿ڎ ڈ ڈ ژ ﴾ . -1

العاص: بن عمرو بن لعبداهلل قال أنه -2الليل«)2( قيام فترك الليل يقوم كان فالن مثل تكن »ال

)1( أخرجه مسلم.متفق عليه. )2(


ولهذا نقول لإلنسان إذا شرع يف النافلة يقطعها إال لغرض صحيح.

قوله: )وال قضاء فاسده(. �أي لو أفسد النفل فإنه ال يلزمه القضاء وإن شرع يف صوٍم

منذور لم يُجز قطعه ألنه واجب فإن قطعه لزمه القضاء.

قوله : )إال الحج(. �فاسده، قضاء ويجب نفال كان ولو إتمامه يلزمه فإنه

والعمرة مثل الحج.

قوله : )وترجى ليلة القدر يف العشر األواخر من رمضان(. �اختلف العلماء يف تعيني ليلة القدر على أكثر من أربعين قوالً.

أو عام كل واحدة ليلة يف القدر ليلة هل العلماء واختلف إحدى ليلة عامًا فتكون تنتقل أنها والصحيح تنتقل؟ خمس ليلة وعامًا وعشرين تسع ليلة وعامًا وعشرين

وعشرين وهكذا.

وسبب تسميتها ليلة القدر ملا يلي:

أنه يقدر فيها ما يكون يف تلك السنة. -1


وقيل سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف، كما -2تقول فالن ذو قدر أي ذو شرف.

وقيل ألن للعبادة فيها قدرًا عظيمًا. -3

قوله : )وأوتاره آكد(. �أي وأوتار العشر األواخر آكد لقوله : »التمسوها يف كل وتر« وأوتاره هي إحدى وعشرون وثالث وعشرون

وخمس وعشرون وسبع وعشرون وتسع وعشرون.

وليس معناه أنها ال تكون إال يف األوتار بل تكون يف األوتار وغير األوتار.

قوله: )وليلة سبع وعشرين أبلغ(. �أي أبلغ األوتار وأرجاها.

فإن قال قائل هل ينال أجرها وإن لم يعلم بها؟ �اجلواب: نعم وال شك يف ذلك.

عالمات ليلة القدر: �لليلة القدر عالمات مقارنة وعالمات متابعة »الحقة«.


أما العالمات املقارنة فهي :

يف العالمة وهذه الليلة، تلك يف والنور اإلضاءة قوة -1الوقت الحاضر ال يحس بها إال من كان يف البر بعيدًا

عن األنوار.

طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن. -2

أن الرياح تكون فيها ساكنة أي ال يأتي فيها عواصف -3وال قواصف بل يكون الجو مناسبًا.

أن اإلنسان قد يجد يف القيام لذة أكثر مما يف غيرها من -4الليالي.

أما العالمات التابعة »الالحقة« فمنها:أن الشمس تطلع يف صبيحتها ليس لها شعاع صافية.

قوله: )ويدعو بما ورد(. �انك عفو تحت »اللهم : منه الذي ورد عنه

العفو فاعف عني«)1(.

)1( أخرجه أحمد والترمذي.


باب االعتكاف

قوله: )هو لزوم مسجد(. �الدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ڎ ڎ ڈ ڈ ژ

ژ﴾.

قوله: )لطاعة اهلل تعالى(. �أي أنه لزمه لطاعة اهلل.

قوله: )مسنون(. �مكان دون بمكان وال زمن دون بزمن المؤلف يقيده لم

وعلى هذا فيكون مسنونًا يف كل مكان ويف كل وقتولكن نقول: ليس مسنونًا يف كل مكان ألنه قال : )لزوم مسجد( فكل مساجد الدنيا يسن فيها االعتكاف، وليس االعتكاف خاصًا بالمساجد الثالثة كما روي ذلك عن حذيفةالمساجد يف إال اعتكاف )ال قال: النبي أن به: فالمراد صح وإن ، ضعيف الحديث هذا فإن الثالثة( فيها االعتكاف األخرى المساجد أن أي تام، اعتكاف ال دون المساجد الثالثة يف الفضل كما أن الصالة يف المساجد

األخرى دون الصالة يف المساجد الثالثة.


﴿ڎ تعالى: قوله مسجد كل يف عام أنه على ويدل المساجد: يف فقوله ژ﴾ ژ ڈ ڈ ڎ لكن مسجد كل يف عام أنه فالصواب للعموم هنا )ال( أن كما أفضل الثالثة المساجد االعتكاف يف أن شك ال

الصالة يف المساجد الثالثة أفضل.

أنه مسنون كل وقت ويف العلم املؤلف وغريه من أهل ويرى غير اعتكف يف لو اإلنسان أن يظهر لي: والذي نظر، هذا : رمضان فإنه ال ينكر عليه بدليل أن الرسول

)أذن لعمر بن الخطاب أن يويف بنذره(.

لكننا ال نطلب من كل واحد أن يعتكف يف كل وقت بل نقول خير الهدي هدي محمد ولو كان يعلم أن يف االعتكاف يف غير رمضان بل ويف غير العشر األواخر

منه مزية وأجرًا لبينه لألمة.

وعلى هذا فإنه ال يسن االعتكاف: أي ال يطلب من الناس أن يعتكفوا إال يف العشر األواخر فقط.

لكن من تطوع وأراد أن يعتكف يف غير العشر األواخر فإنه استئناسًا بحديث عمر ال ننهاه عن ذلك وال نقول إن فعله

. بدعة لكن نقول األفضل أن تقتدي بالرسول


قوله : )ويصح بال صوم(. �الضمري يعود على االعتكاف ويف هذه املسألة خالف:

1- أنه ال يصح االعتكاف إال بصوم.2- أنه ال يشترط له الصوم، وهو الصحيح

لكن ما الفائدة من قولنا يصح بال صوم وقد قلنا : إنه ليس �مشروعًا إال يف رمضان يف العشر األواخر ؟

اجلواب: لو كان اإلنسان مريضًا يباح له الفطر ولكن أحب أن يعتكف فال بأس لكونه يصح بال صوم.

قوله : )ويلزمان بالنذر(. �الضمير يعود على الصوم واالعتكاف فيلزمان بالنذر.

قوله : )وال يصح إال يف مسجد يجمع فيه(. �أي تقام فيه الجماعة وال يشترط أن تقام فيه الجمعة.

قوله: )إال المرأة ففي كل مسجد(. �فيصح اعتكافها ويسن يف كل مسجد ما لم يكن يف اعتكافها فتنة، فلو اعتكفت يف مسجد ال تقام فيه الجماعة فال حرج

عليها ألنه ال يجب عليها أن تصلي مع الجماعة.


قوله: )سوى مسجد بيتها(. �الذي المكان هو بيتها ومسجد فيه، اعتكافها يصح فال

اتخذته مصلى.

قوله: )ومن نذره أو الصالة يف مسجد غير الثالثة وأفضلها �الحرام فمسجد المدينة فاألقصى لم يلزمه(.

أي من نذر االعتكاف أو الصالة يف أي بلد فإنه ال يلزمه أن يعتكف فيه. أي ال يلزمه أن يعتكف يف المسجد الذي

عّينه.

ال عينه إذا الثالثة المساجد غير أن املسألة يف والصحيح يتعين إال لمزية شرعية ككثرة الجماعة وقدم المسجد فإن عينه لمزية شرعية فإنه يتعين ألن النذر يجب الوفاء به وال

يجوز العدول إلى دونه.

قوله: )وإن عّين األفضل لم يجز فيما دونه وبعكسه(. �بيت يف وال المدينة يف يجز لم الحرام المسجد عين أي المقدس وإن عين المدينة جاز فيها ويف المسجد الحرام ويف المدينة ويف فيه جاز األقصى المسجد عين وإن

المسجد الحرام.


يف جاز األدنى نذر من أي بعكسه( )وعكسه قال: وهلذا األعلى. والدليل على هذا: أن رجالً جاء يوم فتح مكة وقال أين نذرت إن فتح اهلل عليك مكة أن أصلي يف بيت المقدس شكرًا هلل فقال : »صل ها هنا فسأله فقال: صل

ها هنا. فسأله الثالثة فقال: شأنك إذن«)1(.

قوله: )ومن نذر زمنًا معينًا دخل معتكفه قبل ليلته األولى �وخرج بعد آخره(.

رمضان من األواخر العشر يعتكف أن نذر إذا مثاله: ليلة عشرين من رمضان الشمس فإنه يدخل عند غروب الذي الزمن من يوم آخر من الشمس إذا غربت ويخرج

عينه.

فإنه القادم األسبوع أعتكف بأن نذر قال هلل علي مثاله: عند ويخرج الجمعة يوم الشمس غروب عند يدخل غروب الشمس ليلة السبت ألنه ال يتم أسبوعًا إال بتمام سبعة وال يتم سبعة أيام إال إذا بقي إلى غروب الشمس من

ليلة الجمعة.

)1( أخرجه أحمد وأبو داود.


يعود � وال منه البد لما إال المعتكف يخرج )وال قوله: مريضًا وال يشهد جنازة إال أن يشترطه(.

أي ال يعود مريضًا وال يشهد جنازة إال أن يشرتطه بأن يقول قبل شهود أو المريض عيادة رب يا أستثني االعتكاف: دخول الجنازة، ولكن االشتراط ال ينبغي إال إذا كان المريض أو

من يتوقع موته له حق عليك فهنا االشتراط أولى.

قوله: )وإن وطئ يف فرج فسد اعتكافه(. �لقوله تعالى: ﴿ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ﴾.

قوله: )ويستحب اشتغالة بالُقَرب(. �كقراءة القرآن والذكر والصالة وما أشبه ذلك، ال بالعلم

إال شيئًا نادرًا يفوته إن لم يبادر فال بأس.

قوله: )واجتناب ما ال يعنيه( �وهذا سنة لمعتكف ولغيره.

مسألة : هل جيوز أن يزوره أحٌد من أقاربه ويتحدث إليه ساعة �من الزمان ؟

زارت النبي اجلواب : نعم ألن صفية


وهو به بأس ال وهذا )1( ساعة إليه وتحدثت معتكفه يف السرور عليهم أدخل تحدث إذا ألنه اإلنسان يعني مما

وحصل بينهم األلفة وهذا أمر مقصود للشرع .

والحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

)1( متفق عليه.

Spiritual

مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - محمد المهنا PDF