دثابت عي - ١الصراع بين المعتزلة واألشاعرة ة ى الزندق سبوهم إل روهم، ون شدة، وآف ة ب اجموا المعتزل ذين ه ى ال وحتذين م ال ة ه شهرتهم، ألن المعتزل ة ب دينون للمعتزل إنهم م اد، ف واإللحسبقهم م ي سائل ل ي موضوعات وم وا ف الم، وبحث م الك وضعوا أسس عل

ة، صنفات المختلف وا الم دعوا وألف م أب وال أنه د؛ فل ا أح ي إليه وا ف وبحثده ه، وينق اجمهم شيئا يبحث في ا وجد من ه ومن . مسائل علم الكالم، لم

ينكر أنه لوال ظهور المعتزلة، لما سمعنا عن شخصيات آبيرة في اإلسالم اليوم، مثل أحمد بن حنبل، واألشعري، والباقالني، والبغدادي، والجويني،

والغزالي، بل وابن الريوندي الملحد؟

د ١ ر :ـ تمهي ور الفك ة تط ي رحل ا ف سيا وهام ة دورا رئي ت المعتزل لعبدارس . اإلسالمي على مر التاريخ ونظرة سريعة إلى معتقدات الفرق والم

اء ا عظم ي ترآه صمات الت ار والب ا اآلث دة ترين ال العقي ي مج ة ف المختلفدارس رق والم ذه الف م ه ى معظ ة عل سون . المعتزل ك نيكل ظ ذل د الح وق

Nicholson ه ي آتاب ة ف اريخ اآلداب العربي ن ت A Litrary: عHistory of the Arabsول ث يق ت : "، حي د رفع ة ق إن المعتزل

ار ستحق االعتب ة ت ى درج المي إل ر اإلس رة الفك ر مباش ة غي ". بطريقوامتدح دورهم اإلمام أبو زهرة في آتابه تاريخ المذاهب اإلسالمية، حيث

ول ؤالء : "يق ة[= إن ه فة ] المعتزل دون فالس ا يع الم حق ى ". اإلس وحتدة ه العقي ي آتاب رف ف د اعت الم ق ه لإلس روف بعدائ سيهر المع جولدت

ائال ي، ق ر العرب ى الفك يم عل ة العظ أثير المعتزل شريعة بت ن ال : "وال نحفقد ساعدوا في جعل . نستطيع نكران أنه آان لنشاط المعتزلة نتيجة نافعة

ان ذا هو . العقل ذا قيمة، حتى في مسألة اإليم ذي ال يجحد، وه الفضل الة دين والثقاف والذي له اعتباره وقيمته، والذي جعل لهم مكانا في تاريخ ال

المية ا . اإلس ل م ذهبهم، وآ ا م ي أثاره صعوبات الت ل ال رغم آ ه ب م إن ثسبة احهم بن ر آف ى إث أنكروه على خصومهم، فإن حق العقل قد انتصر عل

م ي سني، ول اده صغيرة أو آبيرة، حتى في اإلسالم ال ذا إبع د ه ا بع كن هينول ". تماما ين، فيق د أم ة الفضل : "أما العالم المصري أحم ان للمعتزل وآ

ان ا آ األآبر في علم الكالم، ألنهم آانوا أآبر المدافعين عن اإلسالم ضد موب صارى من هب ود والن ره اليه ا روي يرسلون . يثي انوا فيم د آ ى لق حت

دان األخرى ل ى البل ا أتباعهم الكثيرين إل ذا الهجوم ردا عقلي وهو ". رد ه

ول ر مصائب : "يأسف على زوال المعتزلة، حيث يق في رأيي أن من أآب ".المسلمين موت المعتزلة، وعلى أنفسهم جنوا

ة ى الزندق سبوهم إل روهم، ون شدة، وآف ة ب اجموا المعتزل ذين ه ى ال وحتذين م ال ة ه شهرتهم، ألن المعتزل ة ب دينون للمعتزل إنهم م اد، ف واإللحسبقهم م ي سائل ل ي موضوعات وم وا ف الم، وبحث م الك وضعوا أسس علي وا ف ة، وبحث صنفات المختلف وا الم دعوا وألف م أب وال أنه د؛ فل ا أح إليه

ده ه، وينق اجمهم شيئا يبحث في ا وجد من ه ومن . مسائل علم الكالم، لمينكر أنه لوال ظهور المعتزلة، لما سمعنا عن شخصيات آبيرة في اإلسالم

م، مثل أحمد بن حنبل، واألشعري، والباقالني، والبغدادي، والجويني، اليوصيات ذه الشخ ل ه ف آ د؟ إن موق دي الملح ن الريون ل واب ي، ب والغزالب ن الكات د م و موقف الناق ة ه ن المعتزل اريخ اإلسالم م ي ت ة ف المعروف

دع اتهم، . المب ة اإلسالمية بكتاب روا الثقاف ة، وأث رو المعتزل دع مفك د أب لقه و وا إلي . تصانيفهم العديدة، وأخطأوا قليال، ولكنهم أصابوا آثيرا فيما ذهب

ي، دادي، والجويني، والغزال اقالني، والبغ أما ابن حنبل، واألشعري، والبدعين ا مب نهم آتاب ر م ادا أآث انوا نق د آ يس . وابن الريوندي الملحد، فق ول

ع وأسمى من م داع أرف ة األصالة واإلب د يشك أحد في أن مرتب ة النق رتبة … : "يقول المستشرق السويدي نيبرج . والتجريح م تكن المعتزل و ل ول

دمهم ل تق ن، مث ذا الف دم في ه سنة تق م . مهدت الطريق، لما آان ألهل ال ثوقفهم إزاء ذا شأنهم وم ا ه ى شيء آخر، وهو أن قوم شير إل د أن ن نري

د و ه، ال ب اظرة ب ى المن ة عل أن يكون أعداء آثيرين، ونحل مختلفة متدربسبيل دول عن سواء ال ردد، والع إذ . في أسلوبهم شيء من الضعف والت

ال، شروط القت د ب ه، مقي وط ب من نازل عدوا عظيما في معرآته، فهو مربه كناته، وقيام ه وس ي حرآات دوه ف ق ع زم أن يالح ه، ويل ب أحوال وتقل

ه دو وحيلت ه روح الع ؤثر في ا ت وده، وربم ار . وقع ة األفك ي معرآ ذلك ف آ ".ضاأي

: ـ المعتزلة تتلقى ثالث ضربات حاسمة من الخصوم٢

آان على المعتزلة أن تتماسك وتدافع عن األصول والمبادئ التي وضعها الث ة ث ى المعتزل ا إل ة وجهه ربات موجه الث ض د ث ا ض ار مفكريه آب

ي المي، ه اريخ اإلس ي الت ة ف صيات معروف ن : شخ ل، واب ن حنب د ب أحمثالث . سن األشعري الريوندي الملحد، وأبو الح ذه الشخصيات ال ل إن ه ب

ا مع ة، وخالفه وال صلتها بالمعتزل ه، ل اريخ من أوسع أبواب دخل الت لم ت

سه، . فلسفتهم أر لنف ل، ليث وجه الضربة األولى إلى المعتزلة أحمد بن حنبة في د المعتزل ى ي ذاب عل ا أصابهم من سوء الع وألصحاب الحديث، مم

صم أمون والمعت م الم نوات حك قس إن . والواث ل، ف ن قب ا م ا أوجزن وآمل م بقلي ل الحك ولي المتوآ د ت ع بع د وق ة ق ى المعتزل ل عل ن حنب . هجوم اب

ة، ى المعتزل ة عل ا هجوم الحنابل ع به ي وق صورة الت ا ال ا ذآرن وحيث أنند ة بع ا المعتزل فعلينا اآلن أن نستعرض ظروف الضربة الثانية التي تلقته

.ضربة ابن حنبل

: الريوندي الملحد على المعتزلة ـ هجوم ابن٣

) هـ ٢٩٨ – ٢١٥(آانت الضربة الثانية موجهة من ابن الريوندي الملحد ر العصور ى م أآبر ملحد عل اريخ اإلسالم آ ن . الذي اشتهر في ت وجه اب

رن الثالث الهجري وبعكس . الريوندي ضربته إلى المعتزلة في أواخر القار ابن حنبل الذي آان محدثا، يكره علم ال دي من آب ن الريون ان اب كالم، آ

: يقول البلخي عنه في آتابه محاسن خرسان . مفكري المعتزلة في عصره ين " الكالم، وال أعرف . آان من المتكلم ه ب ه أحذق من م يكن في زمان ول

ر . بدقيقه وجليله ذاهب، آثي د الم سيرة، حمي ره حسن ال ان في أول أم وآه الحياء، ثم انسلخ من ذلك آله ألسباب عر ر من . ضت ل ه أآث ان علم وآ

دم، … عقله وقد حكى جماعة أنه تاب عند موته مما آان منه، وأظهر الناه تهم إي ه، وتنحي واعترف بأنه صار إليه حمية وأنفة من جفاء أصحابه ل

ة، وخرج عنهم، وآتب ". من مجالسهم ى المعتزل دي عل تمرد ابن الريونا ى آت ه ردا عل ود فضيلة آتابه فضيحة المعتزلة الذي ألف ب الجاحظ المفق

دي، ورد . المعتزلة ن الريون ي الب اط المعتزل و الحسين الخي وقد تصدى أب .على آتابه هذا بكتاب االنتصار والرد على ابن الريوندي الملحد

ك د ذل آان هجوم ابن الريوندي على المعتزلة شرسا عنيفا، استفاد منه بعشرق . األشاعرةآل من أراد أن يهاجم المعتزلة من الحنابلة و ول المست يق

ا … : "نيبرج ر م ين الفرق أخذ أآث إن البغدادي في تأليف آتاب الفرق بدي ن الريون اب اب ة من آت ة [ نقله عن المعتزل ا … ]فضيحة المعتزل وأم

اب ه بكت ى معرفت الشهرستاني، فقد ورد في آتاب الملل والنحل ما يدل علدي في بع ن الريون ر اب ة، إذ ذآ ه فضيحة المعتزل ل عن ض المواضع، ونق

ن . أشياء نجد بعضها في آتاب االنتصار ى أن اب ك إل ويرجع السبب في ذلات ة بالخالف الريوندي آان ملما بقواعد وأصول االعتزال، على علم ودرايت، ة وفالسفتهم، والتي آان ين مفكري المعتزل واالنقسامات التي آانت ب

زال إلى حد ما، راجعة إلى حرية الرأي والفكر الت . ي سادت مدرسة االعتفلما انفصل ابن الريوندي عن المعتزلة، لم يكن جاهال بمواضع الضعف، ة ى دراي ان عل ل آ والمسائل التي يمكن أن يهاجمها في الفكر المعتزلي، بفتهم ة وفالس ري المعتزل د مفك راف عن ضعف واالنح اط ال ل نق ة بك . آامل

صدى ل ا ت ا، لم امال ودقيق ان ش ده آ وال أن نق اط ول ر آالخي ر آبي ه مفكدي ن الريون ه اب م في المعتزلي، حيث رد عليه في آتابه االنتصار الذي اتهم ذين قطعه شيوخ الرافضة ال أر ل نهم، والث ام م ة، لالنتق بأنه شتم المعتزل

.علماء المعتزلة

ه ة، فإن ى المعتزل دي وشدته عل ن الريون وعلى الرغم من قسوة هجوم ابسنة والحديث، لم يالق القبول المنتظر، دى أهل ال واالستحسان المتوقع ل

داد ا . أعداء المعتزلة الل دي لم ن الريون ى أن اب ك إل سبب في ذل ويرجع التمرد على المعتزلة، وخرج عنهم، وانتقدهم، ارتمى في أحضان الرافضة م ة، ث راهيتهم للمعتزل ر من آ أوال، وآان أهل السنة يكرهون الرافضة أآث

ابن ال ر ب ى األم ب انته ف الكت ث أل ة، حي اد والزندق ى اإللح دي إل ريون، ويحاول في آخر أن )صلعم(الكفريات يطعن في أحدها في نبوة الرسول

ى الرسل ن . يثبت عدم حاجة البشر إل ات اب فال عجب إذن أن ال تجد آتابانوا ذين آ ديث ال سنة والح ل ال دى أه ول ل سان والقب دي االستح الريون

اربون روافض، ويح ة، يكرهون ال رون المعتزل ة، ويكف المالحدة والزنادقن ا اب سب إليه ات انت رق وجماع ا ف ي آله ذهبهم، وه ب م ن ذه ل م وآ

.الريوندي الملحد

األسباب والخلفيات: ـ انقالب األشعري على المعتزلة٤

ر ن مفك ضا م ي أي ت ه ة، فكان ا المعتزل ي تلقته ة الت ضربة الثالث ا ال أمسن ا الح ه أب ي ب ر، ونعن ي آبي عري معتزل ماعيل األش ن اس ي ب عل

ي ) ٣٢٤/٩٣٥ – ٢٦٠/٨٧٣( الذي تتلمذ على زوج أمه األستاذ أبي علي ائي المعتزل نة (الجب وفي س ـ ٣٠٣ت ى ). م٩١٥ه عري عل ل األش وظ

ة في حدود سنة ى المعتزل رد عل م تم ين، ث االعتزال حتى بلغ سن األربعديني ). م٩١٢هـ ٣٠٠( د : "يقول مؤلفا آتاب فلسفة الفكر ال يح ألبي لق أت

ا الحسن األشعري الذي اعتزل المعتزلة أن يجهز عليهم بأشد ضربة، ربمذات مذهب أهل . آانت هي الحاسمة فأصبح المذهب الذي خرج به هو بال ".السنة في اإلسالم

ة ابن . وذآرت آتب التاريخ أسبابا مختلفة النفصال األشعري عن المعتزل فذب المفت ين آ ه تبي ي آتاب ي عساآر يحكي ف ام أب ى اإلم سب إل ا ن ري فيم

ه ) صلعم(الحسن األشعري قوال لألشعري مضمونه أن الرسول د ظهر ل قى أن ينصر األحاديث . ثالث مرات في شهر رمضان فأمره في المرة األول

): صلعم (، وفي المرة الثاني قال له الرسول )صلعم(النبوية المروية عنه ري على ترك الكالم، ودراسة فعزم األشع ". انصر المذاهب المروية عني "

ه رسول اهللا . الحديث والقرآن ى ) صلعم (فلما آانت الرؤية الثالثة، الم عله ة عن ذاهب المروي رة أخرى بنصرة الم )". صلعم (ترك الكالم، وأمره م

ه ى، في حين أن ة من معن ذه الرواي ه ه ا تحمل ى تصديق م ويميل وات إلاورة المشهورة الت ي صحة المح شكك ف ذب وي ين األشعري يك ي جرت ب

ة ائي حول نظري صالح واألصلح"والجب الي" ال ي دارت آالت سأل : "والتائال : الشيخ أبو الحسن أستاذه يوما عن ثالثة ا : مؤمن وآافر وصبي، ق م

ائال اب ق اقبتهم؟ فأج ن : ع افر م درجات، والك ل ال ن أه ؤمن م الماة ل النج ن أه صبي م ات، وال ائال . أهاللهلك ه ق عري علي رد األش ل : ف ه

ال درجات؟ فق ل ال ن أه ون م صبي أن يك ستطيع ال عري. ال: ي ال األش : فقائي رد الجب م؟ ف ه: ول ال ل ه يق ة : ألن ذه الدرج ال ه ا ن ؤمن إنم إن الم

لم أقصر، : فإن قال الصبي: فرد األشعري قائال . بالطاعة، وليس لك مثلها ا ل أن أتمكن من عمله ي مت قب ائي. ولكن ول ل: فأجاب الجب : هإن اهللا يق

رد . آنت أعلم أنك لو بقيت، لعصيت، فكانت مصلحتك في الموت صغيرا فه األشعري افر: علي ال الك إذا ق ا : ف راع مصلحتي أن م ت ا رب، ل اذا، ي ولم

م يحر ر سأآونكافرا؟ فل ي حين أآب م أن أموت صغيرا، وأنت تعل اآلخر، ف ".الشيخ جوابا

ه ة بقول ذه الرواي حة ه دم ص ى ع شرق وات عل رهن المست إن رأي ويبوارد رأي ال الجبائي الحقيقي في مسألة الصالح واألصلح يختلف عن الفي هذه الرواية والذي آانت تقول به مدرسة االعتزال في بغداد، في حين

صرة ي الب ة ف ام المعتزل ان إم ائي آ ة . أن الجب روف أن المعتزل ن المع فمداد، وأنحاء ظهرت أوال في مدينة البصرة بالعراق، ثم انطلقت منها إلى بغ

وقد آانت هناك اختالفات بين فرعي البصرة . مختلفة من العالم اإلسالمي سابوري وفي سنة (وبغداد، جمعها لنا المعتزلي أبو رشيد الني ) م١٠٦٨ت

ستدل . في آتابه الخالف بين البصريين والبغداديين ذي ي اني ال والسبب الثة هو أن المصادر ال ذه الرواي ذآر به وات على عدم صحة ه م ت ة ل متقدم

أخرة فحسب ابن عساآر . هذه الرواية، بل إنها وردت في المصادر المت فري ذب المفت ين آ ه تبي ي آتاب ة ف ذه الرواي ى ه شر إل م ي ساآر . ل ن ع واب

وفي سنة ة عن ٥٧١/م١١٧٦ت م المراجع القديم ر من أه ـ، وهو يعتب هعري ذهبي . األش ان أورد ال ن الزم رنين م والي ق د ح نة (وبع وفي س تـ٧٤٨/م١٣٤٧ نة ) ه وفي س ذه المت ه تلمي ا عن ي نقله ة الت ذه الرواي هشافعية ١٣٧٠ ات ال ي طبق د . م ف د الحمي د عب الل محم ث ج ول الباح ويق

ة ذه الرواي ى ه ا عل ا، معلق عرية وتطوره شأة األش ه ن ي آتاب ى ف : موسوقول الجبائي في هذه الرواية هو أن اهللا ال يجب عليه أن يترك األصلح "

يس بأص ا ل رك . لحلم ي ت ببا ف ذه س سألة آه ون م ل أن تك ل العق وال يقبا ين عام ان عجز . مذهب اعتنقه األشعري أربع ة وضعت لبي ا الرواي وإنم

".الجبائي، وتفوق األشعري عليه

ة هو أن شرق وات أن سبب انفصال األشعري عن المعتزل ويعتقد المستائي، أدرك بحسه ى الجب درس عل ا ي المرهف األشعري عندما آان معتزلي

د انوا ق أن العصر الذهبي لالعتزال قد انقضى، وأن المعتزلة في عصره آذهبي، ازاتهم في العصر ال ى إنج انطووا على أنفسهم، وآانوا ينظرون إلاة المسلمين ويعيشون على الماضي، دون أن يكون لهم دور فعال في حي

ست نهم، ألن الم صال ع ى االنف عري إل ع األش ا دف ت، مم ك الوق ي ذل قبل فففضل األشعري . الذي آان ينتظر المعتزلة حينئذ لم يكن مستقبال مشرقا

ك ي ذل ع اإلسالمي ف شغل المجتم ت ت ي آان ة الت سائل الملح الج الم أن يع .الوقت، وأن يترك االعتزال، ويؤسس مذهبا جديد

ه األشعري ذي أعلن ا هو الهجوم ال ا هن ا يهمن إن م ومهما يكن من أمر فزوج ] األشعري [ تلمذ … : "ل المقريزي في الخطط يقو. على المعتزلة ل

زال ه في االعت دى برأي ائي، واقت أمه أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبق ول بخل ن الق ع ع م رج ة، ث ة المعتزل ن أئم ار م ى ص نين، حت دة س عصرة امع الب ة بج وم الجمع عد ي ة، وص ن آراء المعتزل ره م رآن، وغي الق

ي، من: آرسيا، ونادى بأعلى صوته م يعرفن ي، ومن ل د عرفن عرفني، فقرآن، وإن اهللا ال . فأنا أعرفه بنفسي أنا فالن بن فالن، آنت أقول بخلق الق

ا ا أفعله رد . يرى باألبصار، وإن أفعال الشر أن د ال ع، معتق ب، مقل ا تائ وأنسفة ". على المعتزلة، مبين لفضائحهم معابيهم اب فل ا آت وقد وصف مؤلف

ول األ ديني تح ر ال ه الفك ة بأن ول عنيف"شعري عن المعتزل ث "تح ، حيوالن حابه األول : "يق ى أص ول عل األمس تح ائي ب ابع الجب ع أن ت والواق

دوا ا عب راق م ى إح ين عل ه ردة المنقلب ضي إلي ذي تف ا، آال وال عنيف تح ".لقد جعله اطالعه على قضايا المعتزلة خصما خطرا. باألمس

ذي اتخذه األشعري ه ة للتوفيق إن الموقف الجديد ال ع محاول و في الواقود، ى الجم شوية إل ة والح ل الحنابل ة، ومي ة العقالني ة المعتزل ين نزع بة راهين العقلي الم والب م الك . ووقوفهم عند ظاهر النصوص، ورفضهم لعل

رمين ام الح ول إم ري ق ذب المفت ين آ ه تبي ي آتاب ن عساآر ف ل اب د نق وقويني نة (الج وفي س ـ٤٧٨ت عر) م١٠٨٥/ه ب : "يإن األش ي آت ر ف نظ

الوا وا، فق وا وابطل م هللا، : المعتزلة والجهمية والرافضة، وأنهم عطل ال علاء، وال إرادة اة، وال بق صر، وال حي مع، وال ب درة، وال س ت . وال ق وقال

درة العلوم، وق ا آ ددة إن هللا علم ة المح سمة والميكف شوية والمج الحة فسلك ر . آالقدر، وسمعا آاألسماع، وبصرا آاألبصار ه طريق ضي اهللا عن

ا ذهب ". بينهم اد م ي االعتق صاد ف ه االقت ي صدر آتاب ي ف شرح الغزال ويائال ذي وضعه األشعري، ق ذا ال ى من : "الوسطية ه ذي اجتب د هللا ال الحم

ين ]األشاعرة [= صفوة عباده عصابة الحق وأهل السنة ، وخصهم من بور هد ن ن يهم م اض عل ة، وأف ا اللطف والمن رق بمزاي ائر الف ا س ه م ايت

ا ضالل ه التي قمع به سنتهم بحجت آشف به عن حقائق الدين، وأنطق ألالملحدين، وصفى سرائرهم من وساوس الشياطين، وطهر ضمائرهم عن ى ا إل دوا به ى اهت ين، حت أنوار اليق دتهم ب ر أفئ زائغين، وعم ات ال نزعه وسلم، سيد أسرار ما أنزله على لسان نبيه وصفيه محمد صلى اهللا علي

ات ال شرائع وموجب مرسلين، واطلعوا على طريق التلفيق بين مقتضيات الد ى التقلي ود عل وب الجم شوية وج ن الح ن م ن ظ وا أن م ول، وعرف العقصائر، وأن من ة الب ول وقل واتباع الظواهر، ما أتوا به إال من ضعف العقه ى صادموا ب ل حت ة في تصرف العق ل من الفالسفة وغالة المعتزل تغلغ

ريط، . رع ما أتوا به إال من خبث الضمائر قواطع الش ى التف ك إل ل أولئ فمي ".وميل هؤالء إلى اإلفراط وآالهما بعيد عن الحزم واالحتياط

ين ا ب عري بأنه ة األش ان طريق ري آورب ف هن د وص رف … "وق تطل ن أه ين م ديث، وتطرف العقلي ل الح ن أه نص م ة ال سكين بحرفي المتم

زال ة األ". االعت ك أن محاول ة وال ش ر المعتزل ين فك ق ب عري للتوفي شم تكن د، ل ود والتقلي ى الجم ون إل ذين يميل ة ال ي، وأسلوب الحنابل العقالن

ذي . لتنال رضى المعتزلة، أو قبول الحنابلة والحشوية سبب ال وهذا هو السينك ل وين ه Wensinckجع ي آتاب ساءل ف The Muslim يت

Creed : ين؟ ا أن . هل آان األشعري رجال ذا وجه م آم د اته ور ق دي باريخ ي ت ول ف ث يق اقض، حي ه بالتن ب إلي ذي ذه ه ال ي مذهب عري ف األش

را من أي : "الفلسفة اإلسالمية ه مبتك لم يكن األشعري في تفصيله لمذهب

ا، . وجه ه، والتوفيق بينه ولم يفعل أآثر من جمع اآلراء التي وصلت إلي ".ولم يسلم في هذا من التناقص

وم ا ور الهج ف تط ن آي عري أوال ولك ام األش ة؟ ق ى المعتزل عري عل ألشي سميت دة الت م وضع أسس المدرسة الجدي ة، ث باالنفصال عن المعتزل

ة . باسمه ة والحنابل ى المعتزل الهجوم عل ه . وبعد ذلك قام ب م جاء تالمذت ثي صر الغزال ي ع مل ف ى ش وم، حت ذا الهج وروا ه ده، وط ن بع وفي (م ت

ك الهجوم . يضاالهجوم على الفالسفة أ ) م١١١١/هـ٥٠٥ د ذل ثم حدث بعة ة والظاهري ة والحنابل ب المعتزل ن جان اعرة م ى األش ضاد عل وم م هج

.والفالسفة

: ـ فحوى هجوم األشعري على المعتزلة٥

يهم ل عل ن حنب د . آان هجوم األشعري على المعتزلة مشابها لهجوم اب فقوا إل ا ذهب ه في شمل هذا الهجوم سب ولعن المعتزلة أوال، ثم مهاجمة م ي

م ة له ادئ وأصول مخالف ول بمب سفتهم، والق ا عن سب . أصولهم وفل أمالي ول الت ري الق األشعري، ولعنه للمعتزلة، فقد ورد في تبيين آذب المفت

ه اهللا، ورأسه في : "لعلي ظاهر بن أحمد مات أبو الحسن األشعري، رحمري ه . حج ت إلي ه، فأدني ل حلق ن داخ ه م ال نزع ي ح يئا ف ول ش ان يق وآ

ول . سي وأصغيت إلى ما آان يقرع سمعي رأ ان يق ة، : فك لعن اهللا المعتزلوا وا، ومخرق ه ". موه ي آتاب ة ف ى المعتزل ه عل عري هجوم ز األش ورآ

م . اإلبانة عن أصول الديانة ة ه ذا أن المعتزل فهو يعلن في مقدمة آتابه هم المقصودون بحديث الرسول "الزائغون عن الحق " ): صلعم (، وأنهم ه ". مجوس هذه األمةالقدرية"

اهم ه إي وقبل أن نستعرض بعض ردود األشعري على المعتزلة، ومهاجمتفي ذلك الكتاب، علينا أن نالحظ أن األشعري في آتابه هذا لم يقتصر على ر مباشر الهجوم المباشر على المعتزلة، ولكنه قاد بجانبه هجوما آخر غي

ه ن أن ل، وأعل ن حنب ام الفا "عندما امتدح اب رئيس الكامل اإلم ". ضل، والة، حيث ل والمعتزل وقد استعرضنا من قبل العداوة التي آانت بين ابن حنب

ر ر اآلخ ا يكف ل منهم ان آ ة، . آ دو المعتزل ل، ع ن حنب دح األشعري اب ومنهم ريء م ه . يعني ضمنيا ذم المعتزلة والتب ول ب ان يق ا آ ول م ا أن قب آم

ة، و ه المعتزل ول ب ا تق ض م ضمن رف ل، يت ن حنب ه اب دم قبول أن . ع وآه شاء ة، أو أن ى حساب المعتزل ة عل األشعري أراد أن يتقرب إلى الحنابل

ل من "عدو عدوي صديقي : "أن يعلن، ويطبق المثل القائل ى أن آ ، بمعن .يهاجم المعتزلة يحظى بقبول الحنابلة ومدحهم

ه اإلسالم، اني من آتاب يقول المستشرق مونتجومري وات في الجزء الثDer Islam II" : الم الم [= على الرغم أن األشعري قبل الك م الك ، ]عل

رآن اقض مسألة لفظ الق ه رفض أن ين وق أم ال [= إال أن د ]. أهو مخل وقالذي عرف عنه آراهيته [ آان هذا بال شك بسبب إعجابه بأحمد بن حنبل

أما عن لهجة ]". لعلم الكالم، واستنكاره الخوض في مسألة خلق القرآن ة األشعري ى مقدم سيهر عل ة، فيعلق جولدت اب اإلبان ضد المعتزلة في آت

اني –إذا : "ذلك الكتاب، قائال ه اإليم دء قانون ذ ب سه -األشعري من ن نف يعلا نفترض استعداده للتوسط . حنبليا ا جاء . وهذا ما ال يجعلن ة، حينم حقيق

سخرية ن ال يال م صب س راه ي سمة، ن ات المج ن نزع الم ع ى الك إلابير واالستهزاء عل ة للتع سيرات مجازي ون عن تف ذين يبحث ين ال ى العقلي

سيهر في موضع آخر ". …المادية في النصوص المقدسة ويحذر جولدتة ين المعتزل ط ب ذهب وس و م عري ه ذهب األش شائع أن م رأي ال ن ال م

دعون األشعري رجال ذا مذهب متوسط : "والحنابلة، حيث يقول ا ي حينمم ذا الحك م ه ة، بتوسيعه معتدل، يجب أال نعم ه الكالمي ل نزعات ز لك الممي

الم ي الع ا ف ن أجله اح م شب الكف ي ن ذهب الت سائل الم ل م ضم آ ى ي حتة ين اآلراء المتعارض ع، ب امن والتاس رنين الث ي الق المي ف اإلس

ضة أليف ". والمتناق ى ت ديني عل ر ال سفة الفك اب فل ا آت ق مؤلف ويعلا ة، بقولهم اب اإلبان عري آت ة] إن : "[ األش ساوئهم الرغب ي رد م [= ف

ه ] مساوئ الحنابلة والحشوية هي التي دفعت األشعري إلى أن يضع إبانته في مستهله يحاول استعطافهم، . عن أصول الديانة عند قدومه بغداد إن

سلم ه، أن الم ت ألتباع ي أن يثب ا ف ل، راغب ابن حنب ه ب ن إعجاب ر ع فيعبيهوى إلى الغلو في يستطيع أن يكون في إسالمه من األبرار، من غير أن

".التأويل بالظاهر

يهم ه عل ة، وهجوم ى المعتزل إذا عدنا إلى الحديث عن ردود األشعري علدور ان ي في آتابه اإلبانة، فعلينا أن نكتفي بذآر بعض أهم المسائل التي آة اهللا حولها الجدال في ذلك الوقت، ونعني بذلك مسألة خلق القرآن، ورؤي

رآن، . قبر، والشفاعة، والقول في الشر يوم القيامة، وعذاب ال ا عن الق أمال رآن، فق ق الق ول بخل ت تق ة آان حنا أن المعتزل بق أن أوض د س فق

ال بخلق : "األشعري في اإلبانة نقول إن آالم اهللا غير مخلوق، وإن من قوبينما أنكرت المعتزلة عذاب القبر، قال األشعري في ". القرآن، فهو آافر

ة ذ: "اإلبان ؤمن بع رن ة، ". …اب القب وم القيام ة اهللا ي ة رؤي ت المعتزل نفه ا : "وأقرها األشعري بقول صار، آم رى في اآلخرة باألب أن اهللا ي دين ب ن

ة شفاعة رسول اهللا ". يرى القمر ليلة البدر لمن ) صلعم (أنكرت المعتزلة استحق العقاب من المؤمنين، وقالت إن هذه الشفاعة ال تتفق مع العدال

ه اإللهية، ورد ة بقول ول إن اهللا عز وجل يخرج : " األشعري في اإلبان نقشوا د أن امتح ار بع ن الن ا م رب، [= قوم سان الع ر ل وا، انظ احترق

ول ". …، بشفاعة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ]٤١٤٤ص أما عن القفي الشر والمعاصي، فقد ذهبت المعتزلة إلى القول بأن اإلنسان هو خالق

شر والمعاصي، وأن الى ال دا للمعاصي "اهللا تع ون مري وز أن يك ". ال يج وعارض

ى أن ذهب إل ذا، ف ة ه ول المعتزل عري ق ضاء اهللا "األش شر بق ر وال الخيدره ب اآلن ". وق ن المناس عري –وم حاب األش ى أص ل إل ل أن ننتق قب

وأتباعه من األجيال التالية، ونوضح آيف طوروا، ووصلوا

ة ى المعتزل ومهم عل ستعرض أوال-هج ث أن ن عري باألحادي ة األش عالق .النبوية الشريفة، ومدى اختالفه في ذلك مع المعتزلة

: ـ األحاديث النبوية بين المعتزلة واألشعري٦

ي ستخدمها ف م ت شريفة، ول ة ال ث النبوي ة األحادي ن قيم ة م ت المعتزل قللة أسباب . مصنفاتها، إال في حدود ضيقة ى ثالث ك إل ا أن نرجع ذل ويمكنن

سية، ا شرق رئي فهم المست ا وص انوا، آم ة آ و أن المعتزل سبب األول ه لي، اط المعتزل صار للخي اب االنت ة آت ي مقدم رج ف سويدي نيب د "ال أش

ضد أعدائه من الزنادقة، وأصحاب الديانات " المسلمين دفاعا عن اإلسالم صحة . األخرى ل ب ؤمن باإلسالم أصال، وال تقب ع جماعات ال ت دل م والج

ول وة الرس لعم(نب راهين )ص ة آب ث النبوي تخدام األحادي سمح باس ، ال يم تكن ا ل ذه الجماعات، ألنه ة له ه المعتزل وأدلة على صحة ما آانت تقول

إذ آيف نطالب . تؤمن أصال باإلسالم، وال تعتبر القرآن آتابا سماويا منزال ا نجد أن ه أصال؟ من هن ون بصحة نبوت ول من ال يؤمن ا بتصديق ق قوم

ت ال ة آان دل المعتزل الس الج ي مج شريفة ف ة ال ث النبوي ستخدم األحادي تسفة التي جمعتهم بهذه الجماعات، ولكنهم آانوا يستخدمون المنطق والفل

ة ذه المجالس . والحجج العقلي ة في ه ا طرق الجدل المتبع د وصف لن وقال ا، المسلمين … : "أحد مرتاديها، فق د جمع الفرق آله سا ق رأيت مجل

ة سنة والبدع ل ال ن أه ة، م ة، والزنادق وس، والدهري ن المج ار م ، والكف

تكلم عن . واليهود، والنصارى، وسائر أجناس الكفر يس، ي ة رئ ولكل فرقان، قامت الجماعة . مذهبه، ويجادل عنه ة آ فإذا جاء رئيس، من أي فرق

ه سون بجلوس س، فيجل ى يجل دامهم، حت ى أق ا عل ه قيام إذا غص . إلي فار المجلس بأهله، ورأوا أنه لم يبق : لهم أحد ينتظرونه، قال قائل من الكف

ول ابهم، وال بق سلمون بكت ا الم تج علين ال يح اظرة، ف تهم للمن د اجتمع قه ر ب ذلك، وال نق ا . نبيهم، فإنا ال نصدق ب ل، وم اظر بحجج العق ا نتن وإنم

ك : فيقولون. يحتمله النظر والقياس ثال أن ". نعم، لك ذل ك م تج عن ذل ونن م عالما آأبي الحسين ب رة، ل صانيف الكثي ي، صاحب الت الطيب المعتزل

!!.يكن يحفظ سوى حديث واحد

ا أورده : ثانيا ا م انتشار الوضع والكذب في الحديث، حيث سبق أن ذآرنه تحذير الخواص من أآاذيب ) هـ ٩١١المتوفي سنة (السيوطي في آتاب

ة آالف حديث ه وضع أربع ن أبي العرجاء أن . القصاص عن عبد الكريم بى وقد ن يحي د ب أورد أحمد أمين في فجر اإلسالم ما رواه مسلم عن محم

ال ه ق ه، أن صالحين في شيء أآذب : "بن سعيد القطان عن أبي ر ال م ن لديث ي الح نهم ف ن الجوزي ". م ر اب وفي سنة (وذآ ـ٥٩٧ت اب ) ه ي آت ف

ضة د شيوخ الراف ول أح ا إذا: "الموضوعات ق ا آن يئا، … إن استحسنا شديثا اه ح ن وق". جعلن شددا م ا مت ة موقف اذ المعتزل ى اتخ ك إل د أدى ذل

ذآرنا اهره، ف ديث، سبق أن أوضحنا بعض مظ صاص، وأصحاب الح القا أورده ن مسعود، آم موقف النظام المتشدد تجاه أبي هريرة، وعبد اهللا بام راهيم النظ البغدادي في الفرق بين الفرق، وآما جاء في آتاب النكث الب

م أب ن مسعود، المعتزلي، حيث اته اجم اب اس، وه ه أآذب الن رة بأن ا هريإنهم : "يقول زهدي جار اهللا في آتابه المعتزلة . وسخر منه أما الحديث، ف

ة[= اجموهم ] المعتزل عواء، وه ارة ش دثين غ ى المح ه، وعل نوا علي شا ا عنيف ساؤل ". هجوم ل ت ة واألم ه المني ي آتاب ضى ف ن المرت وأورد اب

ون ": النظام العنيف عن المحدثين ذبون وال يجهل وآيف ال يغلطون وال يك ".وال يتناقضون؟

د وضعوا أصولهم الخمسة، انوا ق ة آ ث، فهو أن المعتزل أما السبب الثالة ات القرآني ع اآلي ل جمي وا بتأوي يهم أن يقوم آما أوضحنا سالفا، فكان علدل التي يتعارض ظاهرها مع أصولهم الخمسة، فتأولوا مثال اآليات التي ي

ا أن ظاهره ا على أن اإلنسان مجبر في أعماله، واآليات التي قد يفهم منها مع ا األحاديث التي ال يتفق معناه المؤمنين سيرون اهللا يوم القيامة؛ أمر أصول المعتزلة، فقد رفضت المعتزلة قبولها والعمل بها، وقالت إنها غي

ذي . صحيحة ة بتك ب وقد سبق أن أشرنا إلى بعض من اشتهر من المعتزلد، ن عبي رو ب ذآرنا عم ولهم، ف ع أص ا م ق معناه ي ال يتف ث الت األحادي

ال بيل المث ى س احظ، عل ام، والج راهيم النظ ي . وإب سيهر ف ول جولدت ويقى ا عل دل ظاهره ة التي ي ات القرآني ة لآلي سياق حديثه عن تأويل المعتزل

سيم ك : "التج ي ذل وا ف انوا أتم د آ ة ق إن المعتزل رآن، ف سبة للق ا بالن أمة ا ذه الناحي د . لزمان إتماما آافيا العمل الضروري في ه ا الحديث، فق وأم

سورة، آان اهتمامهم من أجله أقل، إذ آان لديهم هنا الوسيلة السهلة الميابير ا تع د فيه ي توج ث الت حة األحادي دم ص ساطة ع وا بب ي أن يعلن وهل سير والتأوي شيء من التف ذا ب د ه سهم بع شغلون أنف ذلك ال ي شائكة، وب

شريفة ". العقلي ة ال ة األحاديث النبوي وتشبه المعتزلة في تقليلها من قيمود صدوقيين من اليه ة ال ي . فرق ي ف د واف د الواح ي عب دآتور عل ول ال يق

ة ذه الفرق ن ه ود، ع ة واليه اب اليهودي د : "آت رف إال بالعه ا ال تعت إنه ".القديم، وترفض األخذ باألحاديث الشفوية المنسوبة إلى موسى

ن ل م ى التقلي ة إل ت المعتزل ي دفع ي الت ة ه باب الثالث ذه األس ت ه آانأن . استعمال األحاديث الشريفة ول ب ى الق شرق وات ذهب إل : ولكن المست

ى " ة عل ة مبني راهين معتزلي د ب ه ال توج ة أن اع حقيق ن إرج ن الممك مه م تكن األحاديث في األحاديث، إلى أن آراء المعتزلة قد تكونت في وقت ل

ونحن نعتبر أن هذا الكالم باطل، ". لة عامة، آأساس للبراهين عامة مقبول وات اج مث ر اإلنت د استخدم األشعري . ال يليق بعالم غزي ا يكن فق ومهم

رب من اول التق ان يح ه آ را ألن ة، نظ ر من المعتزل ة أآث ث النبوي األحادي .الحنابلة وأهل الحديث

دثابت عي - ٢الصراع بين المعتزلة واألشاعرة

ة ه بمهاجم م قيام ة، ث ن المعتزل عري ع صال األش ا تلخيص انف د حاولن قة وأهل الحديث م يكن . المعتزلة، ولعنهم، ومحاولته التقرب من الحنابل ل

دة ة الجدي ذه النزع ي –له ين ف ين ممثل ين العقالني ط ب ة التوس أي محاولة المعتزلة، والالعقليين ممثلين في أصحاب الحديث ستمر، -والحنابل أن ت

ة ال التالي ي األجي رة ف صيات آبي ور شخ وال ظه دوام، ل ا ال ب له ويكتا، عها فيه عري، وتوس عها األش ي وض ول الت ا األص عري، وتبنيه لألش

ا ا عنه ا، ودفاعه ر . وتطويرها إياه و بك ذه الشخصيات أب م ه ان من أه آاقالني نة (الب وفي س ـ٤٠٣ت دادي )ه اهر البغ د الق وفي (، وعب نة ت س

ي )هـ٤٧١توفي سنة (، وأبو المظفر االسفرايني )هـ٤٢٩ ام الغزال ، واإلم .، وغيرهم)هـ٥٤٨توفي سنة (، والشهرستاني )هـ٥٠٥توفي سنة (

رون ؤالء المفك ه ه ا آتب ض م ر بع و ذآ سياق ه ذا ال ي ه ا ف ا يهمن ومعري ذهب األش صارهم للم ة، وانت ى المعتزل ومهم عل ي هج اعرة ف . األش

ا أن نالحظ وقبل أن نحاول اب الخمسة، علين تلخيص ما ذآره هؤالء الكتنهم، هو ة، ولع ى المعتزل ا في الهجوم عل أن أآثر هؤالء األشاعرة تطرفذا ألبي إسحاق ان تلمي ه آ ان أن ن خلك ر اب ذي ذآ دادي ال اهر البغ د الق عب

اد ن عب صاحب ب ان ال فرايني، وآ نة (األس وفي س ـ٣٨٥ت د ) م٩٩٥/ه قه وصف أبا إسحاق هذا بأ ار تحرق "ن ى سرعة "ن دل عل ، وهو وصف ي

.البديهة، وقوة الجدل، وفصاحة اللسان

: ـ أبو بكر الباقالني يتولى الهجوم على المعتزلة٨

ى دفاع عن األشعرية، والهجوم عل ه لل ا آتب اقالني، وم ذآر الب دأنا ب إذا بل من المعتزلة، سنالحظ أن الباقالني في آتابه إعجاز القرآن يحاول التقليه ي آتاب ود ف ب محم ي نجي دآتور زآ ذي وصفه ال و ال احظ، وه ة الج قيم

ه ى اإلطالق "هموم المثقفين بأن ين العرب عل ول ". أعظم المثقف ذلك يق آ… : "زآي نجيب محمود في آتابه المعقول والالمعقول في تراثنا الفكري

ا ر جميع ة الفك ر عصره حيث يوضع عمالق ي ألضع الجاحظ من فك وإنن ".ى عصورهم الفكرية، وذلك على امتداد التاريخبالنسبة إل

اره ة إظه احظ، ومحاول ريح الج ى تج اقالني إل ع الب ذي دف ك أن ال وال شاقالني ان الب ذين آ ة ال ى المعتزل اء الجاحظ إل بصورة غير الئقة، هو انتم

ل من شأنهم يهم، والتقلي اقالني، . يستغل آل مناسبة للهجوم عل ول الب يقه ي آتاب از ال: ف احظ إعج ده للج ياق نق ي س رآن، ف ن … : "ق ر م ى ذآ مت

ى ه صفحة، بن ر من ا، وإذا ذآ اس أوراق الم الن ه من آ ه سطرا، أتبع آالما ره آتاب ول غي ن ق ه م ل ". علي وعي، يمي ر موض د غي الطبع نق ذا ب وه

د . بوضوح إلى التجريح ن العمي ول اب وفي سنة (ويكفي الجاحظ فخرا ق تـ٣٦٠ ل "إن ) ه م العق احظ تعل ب الج اآت يح ". أوال، واألدب ثاني ولتوض

ل في . سخافة هذا النقد نذآر هنا مالحظتين هامتين ى تتمث المالحظة األولع األدب ن المقف اب اب ي آت ل ف ه من قب ردود علي ذا م اقالني ه الم الب أن آ

ول ث يق صغير، حي ي : "ال ه ف تكلم ب ره، ف سنا عن غي ا ح ذ آالم ن أخ وم

ى –ك ضؤلة موضعه على وجهه، فال يرين عليه في ذل ه من أعين عل فإنن ذ ع ق لألخ صالحين، ووف داء بال دي لالقت صيبين، وه ول الم ظ ق حف

ة -الحكماء، فال عليه أن ال يزداد غ الغاي د بل ه، . فق يس بناقصه في رأي وله بق إلي ك، وس تحدث ذل و اس ون ه ه أن ال يك ن حق ضه م ا ". وال بغائ أم

ة للجاحظ ن قتيب ة من ف. المالحظة الثانية، فتخص نقد اب ن قتيب ان اب د آ قددوا مساوئه وا الجاحظ، ويع ضا أن يجرح اولوا أي ذين ح . أهل الحديث ال

اقالني د الب ل نق ة في . ولكن نقده آان واهيا ضعيفا، مث ن قتيب م اب د اته فقول … : "آتابه تأويل مختلف الحديث، الجاحظ بالعبث والمجون، حيث يق

د ب ث، يري ذلك استمالة األحداث، وتجده يقصد في آتبه للمضاحيك، والعبار ". …وشراب النبيذ ون األخب ذهب في عي ثم يناقض ابن قتيبةنفسه، وي

ار ون األخب : مذهب الجاحظ الذي انتقده من قبل، حيث يقول في مقدمة عية، وأخرى " ة معجب ة، وآلم ة لطيف ادرة وفطن ن ن ك، م ع ذل ه، م م أخل ول

ضحكة اب ا … م د، وأتع د الج ن آ ارئ م ن الق ذلك ع قوألروح ب … لحا ا، أو مقارب ان حق ر، وال … والمزح إذا آ بح، وال من المنك يس من الق ل

".من الكبائر، وال من الصغائر، إن شاء اهللا

ا أن ذي يمكنن د ال اب التمهي ة في آت ى المعتزل ويتابع الباقالني هجومه علة دارس المخالف رق والم ى الف ه ردود عل ي معظم ه ف ه أن ول عن نق

ين . ةلألشعرية، وخاصة المعتزل ذا لتبي ه ه فهو يكرس بابا خاصا في آتابة ي . آراء المعتزل سة الت يئا عن األصول الخم ذآر ش ن أن ي دال م ن ب ولك

روع وضعها المعتزلة آأساس لمدرستهم وفلسفتهم، ويشرح شيئا عن الفذآر بعض ي ب ده يكتف ا، نج ي عالجوه سائل الت ا، والم دثوا فيه ي تح الت

ه المسائل التي خالفت المعتزلة ف اب بقول ذا الب م ينهي ه : يها األشعرية، ثدين، " وا في ال ا أدخل ذهبهم، وشنيع م بح م ولو تتبعت ذآر ضاللتهم، وق

ذلك … وخالفوا به صالحين، لطال ب قول آافة المسلمين، وسائر السلف الصدنا ه ق ا ل ذآره عم ا ب اب، ولخرجن اقالني أشهر ". …الكت اول الب م يتن ث

ا مسائل الخالف بين المعتزلة وا ه أن هللا وجه ألشاعرة، فيعقد بابا يثبت فية ا للمعتزل دين، خالف ى . وي رد عل شفاعة، وي ديث ال صحة ح ر ب ه يق م إن ث

الفا ا س ا ذآرن دل، آم افي الع ا تن شفاعة، ألنه روا ال ذين أنك ة ال . المعتزله " باب الكالم في جواز رؤية اهللا باألبصار "ويعقد بابا آخر بعنوان يرد في

ه . ة أن اهللا ال يرى باألبصار على مذهب المعتزل ويخصص بابا آخر يرد في .على المعتزلة في قولهم إن العباد يخلقون أفعالهم

ة دما يتحدث عن المعتزل د بعض حدتها، عن وتخف لهجة الباقالني، وتفقه اريخ تأليف ارثي عن ت ول األب مك ذي يق ان ال ه البي ي آتاب د أن : "ف أعتق

ه آتاب البيان من الكتب التي صنفها اقالني في أواخر حيات ل ". … الب ولعل في ا فع ذا، مثلم ه ه سبب عدم مهاجمة الباقالني المعتزلة بحدة في آتابه ه عن شرق الفرنسي ماسنيون، ونقل ا الحظه المست آتاب التمهيد، هو معه اب، ووض ذا الكت أليف ه ى ت اقالني إل ع الب ذي دف ارثي، أن ال األب مك

و زات ه ي المعج ه ف ب "لنظريت الجأعاجي اقالني ". الح ك فالب ع ذل ومك ه ذل ان –يخصص بابا في آتاب اب البي وان -آت ة " بعن ى المعتزل رد عل ال

ة دح ". القدري يس الم دح، ول ذم والق اب ال ن ب ا م ة هن ره للقدري وذآ .والتقدير

: ـ عبد القاهر البغدادي يواصل هجوم األشاعرة على المعتزلة٩

اقالني تولى عبد القاهر . البغدادي مهمة مهاجمة المعتزلة وشتمهم بعد البى وم عل ي الهج دة ف ا وح اعرة تطرف ر األش الفا أآث ا س ا ذآرن و آم وه

عرية ن األش دفاع ع ة، وال ين . المعتزل رق ب روف الف ه المع ف آتاب د أل فقافترقت ): "صلعم (الفرق على أساس حديث موضوع، وهو قول الرسول

ين وسبعين اليهود على إحدى وسبعين ف ى اثنت رقة، وتفرقت النصارى علة الث وسبعين فرق ى ث ي عل رق أمت ة، وتفت ذا الحديث ". فرق ذب ه د آ وق

: وانتقده ابن حزم في آتابه الفصل في الملل واألهواء والنحل، حيث يقول ة " ة والمرجئ ه وسلم أن القدري ذآروا حديثا عن رسول اهللا صلى اهللا علي

ة، وحديث آخر ذه األم ى بضع وسبعين :مجوس ه ة عل ذه األم رق ه تفتة ار، حاشى واحدة، فهي في الجن ذان حديثان ال … فرقة، آلها في الن ه

ناد ق اإلس صحان أصال من طري د ". ي دآتور عب ديث ال ذا الح د ه ا انتق آمداد ذه األع ر أن ه ث ذآ ذاهب اإلسالميين، حي ه م ي آتاب دوي ف رحمن ب ال

ة ل، ال يم ٧٣-٧٢-٧١المتتالي ر مفتع ي أم ي ه ه النب ول ب ن أن يق كلعم( ث )ص اني، أو الثال رن الث ع الق ذآره مراج م ت ديث ل ذا الح ، وأن ه

ليس في ) صلعم(ثم إن النبي . الهجري، ولو آان صحيحا، لجاء ذآره بها ود ا اليه يتفرق عليه ي س رق الت دد الف ستقبل، وبع أ بم عه التنب وس

ي وقد انتقد هذا الحديث أيضا الشيخ . والنصارى والمسلمون د الغزال محماب في آتابه دفاع عن العقيدة والشريعة، والشيخ الكوثري في مقدمته لكت

.التبصير في الدين ألبي المظفر االسفرايني

ين الفرق دادي الفرق ب اهر البغ د الق ان –ومهما يكن فإن آتاب عب وإن آدح -فيه بعض المعلومات المفيدة عن الفرق اإلسالمية وء بالق ه ممل إال أن

شت ة وال ة المعتزل عرية، وخاص ة لألش رق المخالف ل الف ي آ صف . م ف وينعم إن البغدادي قد ذآر معلومات عن : "المستشرق وات هذا الكتاب قائال

يس بأسلوب، الفرق المختلفة، ولكنه يفعل ذلك عادة بأسلوبه الخاص، ولم ل آراءه ذين نق رين ال ار اآلراء . واصطالحات المفك ى إظه ل إل و يمي وه

ي يعتب ة الت ة، أو مريب ا إلحادي ل . ره ة، مث رق الهام ة بعض الف ي حال وفرد ل ف سية لك المدارس الفرعية للمعتزلة، فإنه يضع قائمة باألخطاء الرئي

".منهم

ا سبق رر م ا أن نالحظ، أو نك ك علين وقبل أن نذآر بعض األمثلة على ذلا أن ذآرناه من قبل، أن معلومات البغدادي عن المعتزلة قد استقى معظمه

من آتاب ابن الريوندي الملحد فضيحة المعتزلة، وهو آما أوردنا قد آذب وه م يقول ا ل يهم م ذا، ونسب إل ه ه دادي في . على المعتزلة في آتاب والبغ

سة، دث عن أصولهم الخم ه ال يتح ة، فإن ذآر المعتزل دما ي ذا عن ه ه آتابل في تماما آما فعل الباقالني من –والفروع التي أتبعوها لهذه األصول قب

د ه التمهي رة -آتاب صورة الكف ة ب ري المعتزل ار مفك اول إظه ه يح ولكنن صح م ا ال ي ه م وا في الم، أو أدخل ن اإلس وا ع ذين خرج دين ال الملح

.األصول واألفكار اإللحادية

دع، اد، وفضائح، وب ر وإلح فكل ما تقوله المعتزلة، في رأي البغدادي، آفام وفي أحد المواضع . وضالالت، وجهاالت راهيم النظ نجده يتحدث عن إبول ي، فيق ات، : "المعتزل ازير، والحي الب، والخن ع الك شرك اهللا م ح

ا ى مأواه ارب، إل ه ". والعق ي، ألن احظ المعتزل ذم الج ر ي ي موضع آخ وفان إال دون : "قبيح الخلقة، فيقول فيه ا آ لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا، م

احظ بح الج ول ". ق ث يق ي موضع ثال داديون والب: "وف ة[ غ ن المعتزل ] مر الفريق اآلخر ريقين صادق في تكفي رون البصريين، وآال الف ". …يكف

وء اب ممل ه آت رق أن ين الف رق ب دادي الف اب البغ ي آت ول ف ة الق وجمله األسلوب العلمي الصحيح في بالطعن والسب والشتم، لم يتبع فيه مؤلف

ى ر موضوعي عل اإلطالق في عرض آراء الفرق المختلفة، وأسلوبه غي .هذا الكتاب

أما آتابه اآلخر أصول الدين، فهو وإن آان أخف حدة في لهجته وهجومه اب ذا الكت ة في ه . على المعتزلة، إال أن البغدادي لم يغير رأيه في المعتزل

ل : "فنجده يتحدث عنهم في أحد فصول آتابه هذا، فيقول ر آ اعلم أن تكفية واجب من وجو اء المعتزل ول في موضع آخر ". هزعيم من زعم : ويق

وفي سياق ". ال يحصيها، إال اهللا تعالى ] آفر المعتزلة [= وأنواع آفرهم "ول نهم، يق ة م ر المعتزل ث يعتب واء، حي ل األه ن أه ه ع ع : "حديث أجم

حابنا اعرة[= أص ائحهم ] األش ل ذب ل أآ ه ال يح ى أن ل [= عل ائح أه ذب) …..( من واحد منهم وال يجوز عندنا تزويج المرأة المسلمة … ]األهواء

سنة ل ال ن أه ون م واء ال يرث ل األه ى أن أه ع أصحابنا عل ي ". وأجم وفذين سماهم م ال ه، وه ل مخالفي ر آ دادي في تكفي ادى البغ موضع آخر يتم

وأما الشاك في آفر أهل األهواء، فإن شك في : "أهل األهواء، حيث يقول افر و آ د أم ال، فه و فاس ل ه ولهم ه رى أن ا". ق ذا ن ار المتطرف وهك لتي

دادي اهر البغ د الق ات عب شيء . والمتشدد جدا قد وصل ذروته في آتاب والدادي د البغ وسنرى . المقلق حقا هنا هو نزعة التكفير هذه التي نجدها عن

ا الفين جميع ر المخ في السطور التالية أن هذه النزعة المتطرفة جدا لتكفير ى وضع ش عى إل ذي س ي ال دى الغزال دتها ل ت ح د خف ا ق ل تطرف وط أق

.لتكفير المخالفين

: ـ أبو حامد األسفرايني يستأنف هجوم األشاعرة على المعتزلة١٠

دادي الفين لألشعرية عن البغ ى المخ شدة عل ذه ال ورث هذا التطرف، وهد االسفرايني و حام د ). هـ ٤٧١ت سنة (تلميذه وصهره أب ه الوحي وآتاب

صير اب التب ة آت ة العربي ا باللغ ي لن ذي بق أثير ال دى ت ا م دين يرين ي ال فين الفرق ات ب ه للخالف و . البغدادي على أسلوبه، وطريقة فهم دع أب م يب ل

د الغ . حامد االسفرايني في هذا الكتاب، ولم يأت فيه بأي شيء جدي وال نبإذا قلنا إن آتاب التبصير في الدين هو مختصر لكتاب البغدادي الفرق بين

ه الفرق، حيث نقل االسفرايني منه م ا في آتاب عظم المعلومات التي أوردهاالت، . هذا نقال يكاد يكون حرفيا ة جه ه المعتزل ا قالت ل م إن آ ا ف ومن هن

اد دح ". وضالالت، وفضائح، وبدع، وآفر، وإلح د امت ك فق ى جانب ذل وإله ال عن ه، : "االسفرايني البغدادي آثيرا في هذا الكتاب، وق رد زمان ان ف آ

ه وع ه وواحد أقرانه في معارف دادي ". لوم وخص االسفرايني أستاذ البغه ول في ديره، حيث يق ه وتق ساء : "أبا إسحاق االسفرايني بثنائ عقمت الن

".عن أن يلدن مثله

: ـ الغزالي وموقفه من المعتزلة١١

ي ه )م١١١١/هـ ٥٠٥ت (قبل أن نتحدث عن الغزال ام ب ذي ق دور ال ، والة، ى في الدفاع عن األشعرية، والهجوم على المعتزل شير أوال إل ود أن ن ن

ى أن الغزالي يعتبر من أهم الشخصيات التي ظهرت في تاريخ اإلسالم علاالت . اإلطالق ه عشرات الكتب والمق ا . وقد ألفت في سع المجال هن وال يت

ا رة، آم دات الكبي ه المجل د ال تكفي ك ق ه، ألن ذل للتحدث عن حياته وأعمالا الرئيسي ي وال يه . أن هذا ليس موضوع بحثن ا، إال موقف الغزال ا هن من

الم م الك ة، وعل ن المعتزل اق . م معته اآلف غ س شتهر وتبل م ي ي ل إن الغزالى ا إل د والهجوم، ولكن شهرته ترجع أساس عندما تعرض للمعتزلة بالنق

ه وا إلي ا ذهب ي بعض م اهم ف ره إي فة، وتكفي ى الفالس ه عل ن . هجوم ومو اء عل اب إحي ر آت رة يعتب ي الكثي ات الغزال ت مؤلف اب تهاف دين وآت م ال

ا هرة ورواج ه ش ر مؤلفات فة أآث ر . الفالس سفة الفك اب فل ا آت ول مؤلف يقالغزالي –فالغزالي الذي أجمع المسلمون على مدحه وتأييده … : "الديني

دة في وجه -حجة اإلسالم ع عن العقي ذي داف إنما هو صاحب التهافت السد اآر المف م الم فة، وعقله احب … الفالس ة ص ه خاص ذي إن اء ال اإلحي

ة ه في المجادل ة ل سقطوا سقوطا ال إقال استطاع أن يرد العلماء عن أن ي ".المميتة، ووفق بين السنة والتصوف

ووصفه فيليب . ألف الغزالي عددا آبيرا من الكتب في شتى الموضوعات سه ". أعظم علماء الكالم في اإلسالم "حتى بأنه ان في الوقت نف ه آ ولكن

ذين ي اب ال سهولةمن الكت م ب تاذ . صعب فهمه ول األس F.Rahmanيقي : "Prophecy in Islamفي آتاب النبوة في اإلسالم ر الغزال يعتب

أي صورة -إن لم يكن من المستحيل آلية –مؤلفا من الصعب جدا ه ب فهمه ". مترابطة دم النزاهة في حكم دآتور مصطفى غالب بع ه ال ذلك اتهم آ

ي ه الغزال ي آتاب ول ف ث يق ا، حي ة شعواء : "أحيان ي حمل ل الغزال أن يحماولهم ة، فيتن ى الباطني ا، يلتفت إل على الفالسفة، وآفة الفالسفة، وغائلتهة دل دالل لوب ي ارهم بأس دا أفك دهم، ومفن ا عقائ ريح، عارض د والتج بالنقدون إدراك، أو واضحة على مدى تعصب الغزالي، وإطالقه التهم جزافا، ب

ول إن موق ". تعقل ا أن نق ى ويمكنن شبه إل ان ي ة آ ي من المعتزل ف الغزالدآتور مصطفى ول ال ة، إذا افترضنا صحة ق ه من الباطني ر موقف د آبي ح

ى . غالب ه عل ا في حكم م يكن متطرف ي ل ا أن نعترف أن الغزال نعم، علين في آتابه أصول -آما أشرنا سابقا –المعتزلة مثلما آان البغدادي الذي قال

، "م من زعماء المعتزلة واجب من وجوه اعلم أن تكفير آل زعي : "الدينز ن التحي دا ع ا بعي دا إيجابي ة نق د المعتزل ه نق ك أن ى ذل يس معن ن ل ولك

.والتعصب لألشعرية

رام ل االحت ة آ ن للمعتزل ان يك ي آ أن الغزال ول ب ى الق ب إل ي أذه إننة الهم الجليل تهم، وأعم درآا لعظم ان م ذي . والتقدير، وآ ذا هو ال ل ه ولع

دم ى ع ه إل هدفع ي أي من آتب رهم ف ي . تكفي صاد ف اب االقت ي آت ده ف فنجول ث يق رين، حي ه اآلخ ر بموجب ذي يكف شرط ال دد ال اد يح … : "االعتق

و لم فه ه وس دا صلى اهللا علي ذب محم ن آ ل م ه أن آ وع ب األصل المقطافر وس ". آ صارى والمج ود والن ر اليه د آف ل فق ذا األص ى ه اء عل وبن

فة ة والفالس ة والبراهم ظ أن . والدهري ة، نالح ر المعتزل اء ذآ ا ج ولمأهم ه خط ارا، ولكن رهم آف ذين اعتب ؤالء ال من ه ضعهم ض م ي ي ل الغزالة الفرق التي ل بقي ك مث ثلهم في ذل فحسب في طريقتهم لتأويل القرآن، م

ا ا ال يتفق مع مبادئه ل م ل آ ى تأوي ذا . آانت تميل إل ي في ه ول الغزال يقسياق رهم … : "ال ن تكفي ع م ل المن رق [= ودلي ل الف ة وآ أي المعتزل

ر المكذب ] اإلسالمية األخرى عدا األشاعرة النص تكفي دنا ب أن الثابت عنل . للرسول، وهؤالء ليسوا مكذبين أصال أ في التأوي ولم يثبت لنا أن الخط

ويشير الغزالي إلى المعنى نفسه في آتابه المنقذ من ". …موجب للتكفير ه عن ك : " الفالسفة الضالل، حيث يقول في سياق حديث ا وراء ذل ا م وأم

يهم ه ] الفالسفة[= من نف ولهم إن صفات، وق ذات، ال ] اهللا [= ال الم بال عبعلم زائد، وما يجري مجراه، فمذهبهم فيه قريب من مذهب المعتزلة، وال

".…يجب تكفير المعتزلة بمثل ذلك

: ـ من مسائل الخالف بين المعتزلة والغزالي١٢

ه ي معظم سائل المتفرعة دار الخالف ف ة حول الم ي والمعتزل ين الغزال باد " أصل العدل "من ن عب ر ب وال لمعم ذلك بعض أق ي، وآ وفي (المعتزل ت

دل "أما عن . ، وإلبراهيم النظام المعتزلي )م٨٣٥/هـ٢٢٠سنة " اصل العن سألة م ه م ت من د تفرع ة، فق سة للمعتزل د األصول الخم و أح ذي ه ال

ذهب إل ة ت ل أشياء المسائل جعلت المعتزل أن اهللا يعجز عن فع ول ب ى القمعينة، وأنه تعالى عليه واجبات تجاه عباده، آما أن عباده عليهم فروض

ارئ اه الب ات تج ا -وواجب ل م ات، وأن آ ذه الواجب ل به الى ال يخ ه تع وأن .يفعله اهللا، ويقدمه لعباده هو أفضل وأصلح ما عنده تبارك وتعالى

ة ا أما األشياء التي قالت المعتزل د عالجه ا، فق الى عاجز عنه أن اهللا تع بالم Wolfsonولفسون سفة الك ه فل The fphilosophy في آتاب

of the kalamي الجزء الخاص بالمحاالت االت . ف ذه المح وأول هاد ال العب ول االسفرايني . على اهللا تعالى أنه ال يقدر على شيء من أفع يق

ة الخ ذهب المعتزل ن م دين ع ي ال صير ف ي التب ة اإلرادة ف اص بحريالهم، … إن أفعال العباد مخلوقة لهم : "اإلنسانية ا ألفع ارئ خالق وليس الب

أن ". وال قادرا على شيء من أعمالهم ول ب ى الق اد إل ن عب وذهب معمر بل أن يخلق ان قب اهللا تعالى ال يقدر أن يفني خلقه، حتى يبقى وحده، آما آ

م : ؤالآذلك فإن المعتزلة، لما تعرضت للس . العالم ى الظل در اهللا عل هل يقسؤال ذا ال ى ه ة عل ي اإلجاب نهم ف ا بي وا فيم ذب؟، اختلف و . والك ذهب أب ف

أن ) م٨٤٠/ هـ ٢٢٦ت سنة (الهذيل العالف ول ب ى الق ة إل ومعظم المعتزلا ا، ألنه ه ال يفعله شرور والمعاصي، ولكن اهللا قادر على الظلم والكذب وال

لمعتزلي آان يرى أن اهللا ال يفعل الشر في حين أن إبراهيم النظام ا . قبيحةا أصال در عليه ه ال يق ذهب . والمعاصي، ألن ا م شهرستاني حاآي ول ال يق

شرور : "إبراهيم النظام في هذه المسألة ى ال درة عل إن اهللا ال يوصف بالقالى ارئ تع درة للب ست هي مق ي ..". والمعاصي، ولي ذا ف ام ه ول النظ وق

شر ا أورده ولفسون نفي قدرة اهللا على الظلم وال شبه م Wolfsonور يالم سفة الك ه فل ي آتاب عن The philosphy of the kalamف

ل شيء : أوريجن الذي يقول في هذه المسألة درة اهللا، فك ا يخص ق ا م أمن ه . ممك ا يخص عدل ا م ضا –وأم ه أي ا، ولكن ط قوي يس فق ه ل را ألن فنظادل ي -ع و األش ا ه ن هن ن الممك ا، ولك يء ممكن ل ش يس آ ة فل اء العادل .فحسب

يح شر والقب آان هذا ما قاله إبراهيم النظام والمعتزلة في قدرة اهللا على الا من األعمال، ولنستعرض اآلن الوجه اآلخر من هذه المسألة، ونعني بهع ي تنف ال الت اده، أي األفع ة عب ن ناحي سنة م ال الح ى األفع درة اهللا عل ق

صالح و ة بال سألة المعروف ي الم اد، وه لحالعب زم . األص ن ح شرح اب يا … : "مضمون هذه النظرية، فيقول ليس عند اهللا تعالى شيء أصلح مم

د هدى أعطاه جميع الناس، آافرهم ومؤمنهم، وال عنده هدى أهدى مما قؤمن افر والم ه الك ل … ب ا فع و أصلح مم ى شيء ه در عل يس يق ه ل وإن

ه حدودا وهذه النظرية قد توحي بأن لقدرة اهللا ". بالكفار والمؤمنين وقوتذه ة به صدته المعتزل ا ق و م ذا ه ن ه م يك داها، وإن ل ستطيع أن يتع ال ي

ال بالصالح . النظرية ان أشهر من ق فالشهرستاني يرى أن النظام الذي آول ا أخذ … : "واألصلح قد أخذ هذه النظرية عن الفالسفة، حيث يق وإنم

الجواد ال يجوز هذه المقالة عن قدماء الفالسفة، حيث قضوا بأن ] النظام[ه يئا ال يفعل دخر ش دور. أن ي و المق ده ه ه، وأوج ا أبدع ي . فم ان ف و آ ول

ا ا وترآيب ه نظام ا أبدع ل مم سن وأآم و أح ا ه دوره م الى ومق ه تع علم ".…وصالحا، لفعله

م ة أنه ذه النظري ول به ى الق ة إل ع المعتزل د دف ل –وق ن قب ا م ا ذآرن -آمال القبيحة ل أرادوا نفي المعاصي واألفع إن آ ا ف الى، ومن هن عن اهللا تع

اده ه لعب ول القاضي . أفعاله حسنة، بل إنها أحسن وأصلح ما يمكنه فعل يقسة ه شرح األصول الخم ي آتاب ي ف ار المعتزل د الجب ونحن إذا … : "عب

يح، وال ل القب ه ال يفع ه أن المراد ب يم، ف ه عدل حك الى بأن وصفنا القديم تع ".يه، وأن أفعاله آلها حسنةيختاره، وال يخل بما هو واجب عل

ى ال إل سموا األفع د أن ق ه، فبع ى نهايت وسار المعتزلة في هذا الطريق حتوا -قبيحة وحسنة ونظرا ألنهم قالوا إن اهللا ال يفعل القبيح من األفعال، ذهب

ه ى اهللا فعل ب إل سن، وج شيء إذا ح أن ال ول ب ى الق ول . إل ك ق ن ذل ما . المعتزلة في الرسل د الجب ول عب … : "ر في شرح األصول الخمسة يق

شايخنا ال م ة ق ذه الجمل ى : وله ى معن ت، عل ى حسنت، وجب ة مت إن البعثة اب، فهو . أنها متى لم تجب، قبحت، ال محال ذا الب الثواب في ه ا آ وإنه

ار ". …أيضا مما ال ينفصل حسنه عن الوجوب د الجب ذآر القاضي عب ويه ر إن ياق آخ ي س شري المح : "ف ل الب ان العق وب إذا آ م بوج دود يحك

".الواجب وحسن الحسن، فبأن تحكم به الحكمة اإللهية أولى

ر ة في الفك سمات الهام ويعتبر هذا المبدأ الذي وضعته المعتزلة إحدى الا سنوضح ا جدل شديد، آم ار حوله المعتزلي، ومن أآثر المسائل التي ث

ة سطور التالي ي ال و رأي . ف سياق، وه ذا ال ي ه ذلك ف اال ل ذآر مث ولنصاة اب الع ي عق ة ف ن المعتزل داديين م ذه . البغ ي ه ار ف د الجب ول عب يق

سألة ذهبنا : "الم ن م صرة [= فم ة الب الى ] معتزل ن اهللا تع سن م ه يح أنة ول القاضي ". …إسقاطه، بل يجب عليه أن يعاقب المستحق للعقوب ويق

ة : "[ عبد الجبار في موضع آخر دخل الجن ة … ]إن الفاسق ال ي ألن إثاب ".…ستحق الثواب، يقبحمن ال ي

ى ه، حت وإذا استثنينا قول معمر السابق إن اهللا ال يقدر أن يفني جميع خلقارآوا د ش سنة ق ل ال ن أه را م اط أن آثي ث أوضح الخي ده، حي ى وح يبقام ل جزءا من نظ ة يمث معمرا في هذا القول، فإن بقية ما ذآرناه من أمثل

ه ال ارب ب ة أن تح ت المعتزل ل حاول م متكام وا محك م يثبت ذين ل رة ال مجبى اهللا، شرور إل ي وال سبوا المعاص ه، ون ي أفعال سان أي إرادة ف لإلن

ه من مسائل رع عن ا تف دل، وم ة بأصل الع دل "فقصدت المعتزل اذ الع إنقأن اهللا ال ". اإللهي من الظلم واضطرهم توسعهم في هذا الباب إلى القول ب

رك ى ت ه صالحا يقدر على الظلم، وأنه تعالى ال يقدر عل م أن في شيء يعل

درة اهللا . للعباد دا لق ا تحدي ا أن فيه دو من ظاهره د يب وال ق ذه األق ل ه وآنهم أرادوا نفي ه، ولك درة اهللا وقوت م يحددوا ق ة ل وقوته، مع أن المعتزل

اد . الظلم عنه، وتنزيهه عن فعل المعاصي والشرور د أساء بعض النق وقا أس " أصل العدل "فهم ع خصوم عند المعتزلة، آم ل جمي ه من قب اء فهم

وا مغزى . المعتزلة م يفهم ذين ل اد ال والدآتور الشابي هو أحد هؤالء النقلح ل، إال األص ه ال يفع ن اهللا، وأن م ع ي الظل ي نف ام ف ول النظ ول . ق يق

ام : "الدآتور الشابي ل، إال األصلح، ضيق النظ دأ أن اهللا ال يفع في ظل مبد تب ى ح ة إل درة اإللهي ال الق ي مج ي ف ة ف درة هزيل ذه الق ه ه دو في

داها ن ". …م د م ذا النق ل ه رض لمث د تع ان ق ام آ ع أن النظ والواقه درة اهللا علي دم ق ه بع ن اهللا، وقول م ع ه الظل ع . معاصريه، لنفي د داف وق

ستحيل أن ول إن اهللا ي ين أن نق رق ب ه ال ف ال إن سه، حيث ق النظام عن نفه، وأن نق م يفعل الظلم، وإن آان في نطاق قدرت ى الظل در عل ه ال يق ول إن

.أصال

ول ى اهللا، والق ات عل دأ فرض واجب صالح واألصلح، ومب ة ال آانت نظريا ي هاجمه سائل الت م الم ن أه ابقا، م حنا س ا أوض ا، آم ل به ه ال يخ بأن

ي ر المعتزل ي الفك ي ف و . الغزال عه أب ذي وض ى األصل ال ك إل ع ذل ويرجذي يقض ة، وال ه اإلبان ي آتاب ة ال الحسن األشعري ف درة اإللهي أن الق ي ب

ه . حدود لها وقد عالج هذه المسألة الدآتور ماجد فخري في جزء من آتابIslamic Occasionalism . ة ضا نظري د أي د انتق اقالني ق وآان الب

ضمن أن ة تت ذه النظري ال إن ه د، وق ه التمهي ي آتاب صالح واألصلح ف الة دورات اهللا متناهي ر . مق و المظف د أب د انتق ذلك فق ول آ فرايني ق االس

صير في ه التب ال في آتاب ى اهللا، وق ال الحسنة عل ة بوجوب األفع المعتزلدين ال : "ال ى اهللا مح وب عل دأ ". إن الوج ن مب دافع ع ي ي ق الغزال انطل

اجم ا، وه دود له ي ال ح ه الت ة، وقدرت وة اهللا المطلق األشعرية الخاص بقى نظرية الصالح واألصلح المعتزلية، وانتقد وضع المعت ات عل ة للواجب زل

ة، . اهللا تعالى فليس هناك واجب على اهللا عند الغزالي، ألن قدرة اهللا مطلقاد، صاد في االعتق ه االقت ويشرح الغزالي موقفه من هذه المسألة في آتاب

ا : "حيث يقول ه ضرر، إم إن المفهوم عندنا من لفظ الواجب ما ينال تارآي ". … تعالى والضرر محال في حق اهللا … عاجال وإما آجال وقاس الغزال

على هذا األصل جميع المسائل التي أوجبتها المعتزلة على اهللا، وقال فيها ة ا ممكن ة، ولكنه ست واجب ا لي صالح . إنه ة ال ده نظري ي نق ول ف و يق فه

ى اهللا [= ندعي أنه ال يجب عليه : "واألصلح في آتابه السالف الذآر ] علل ه أن يفع ل ل اده، ب ا رعاية األصلح لعب د، خالف ا يري م بم شاء، ويحك ا ي م

ة ه رعاي وا علي ه، وأوجب الى في أفعال للمعتزلة، فإنهم حجروا على اهللا تعسياق ". …األصلح ذا ال م : "يقول جميل صليبيا في ه ه ل ي، فإن ا الغزال أم

ة، ] نظرية الصالح واألصلح [= يأخذ بهذا الرأي ه المعتزل ذي أخذت ب الل إرادة اهللا ه، لجع و أخذ ب ره ألنه ل سان وخي ا صالح اإلن ا فيه دة بم . مقي

ى اهللا، ة عل اد واجب ة األصلح للعب ل رعاي ي أن يجع ستطيع الغزال وآيف ي ".…وهو يقول بالقدرة اإللهية المطلقة

ثم عدد الغزالي بعض المسائل التي أوجبتها المعتزلة على اهللا، وهاجمها، ول ا، فيق عرية فيه ع عن رأي األش ة م… : "وداف ت طائف ة قال ن المعتزل

ه ى اهللا[= يجب علي ق ] عل د الخل ف بع ق، والتكلي ذا "الخل ى ه ؛ ورد علولهم . بقوله إن ذلك جائز، وليس واجبا ة في ق ى المعتزل آذلك فإنه رد عل

ال ون، فق ا ال يطيق اد م ف العب ب أن يكل أن اهللا ال يج الى أن : "ب إن هللا تعى مضمون ورد الغ". …يكلف العباد ما يطيقونه، وما ال يطيقونه زالي عل

ة ل المعتزل د "أص د والوعي ي أن " الوع ذي يعن د … "ال الى وع اهللا تعالمطيعين بالثواب، وتوعد العصاة بالعقاب، وأنه يفعل ما وعد به، وتوعد

ه الخلف والكذب ة، وال يجوز علي ول ". عليه، ال محال ا ق وسبق أن ذآرنى اهللا اب العصاة واجب عل ول ال . معتزلة بغداد بأن عق ى يق ي ردا عل غزال

سألة ذه الم ب : "ه م يج اعوه، ل اد، فأط ف العب الى إذا آل دعي أن اهللا تع ناقبهم، وإن شاء أعدمهم، ابهم، وإن شاء ع ل إن شاء أث واب، ب ه الث علي

شرهم م يح د ". …ول سامية عن ل ال ة العق ي مكان اجم الغزال د ه ذلك فق آالمطلقة، وقدرته المعتزلة، ودافع بشدة عن مبدأ األشعري القائل بقوة اهللا

اء " (ال يسأل عما يفعل، وهم يسألون "التي ال حدود لها، وإنه : ٢٣األنبيي ). ٢١ ين الغزال الف ب دى الخ حان م الين يوض ذلك مث ضرب ل ولن

ة . والمعتزلة ه المعتزل ا قالت ولكن قد يكون من المناسب أن نوضح أوال م .في العقل

: ـ مكانة العقل عند المعتزلة١٣

ول القاضي ات يق زال وطبق ضل االعت ه ف ي آتاب ي ف ار المعتزل د الجب عبة ان األدل ن بي ه ع ياق حديث ي س ة ف دة(المعتزل ا ): "الخاصة بالعقي أوله

اب ه يعرف أن الكت يح، وألن ب داللة العقل، ألن به يميز بين الحسن والقباع سنة واإلجم ذلك ال ة، وآ ضهم، . حج ب بع ذا الترتي ن ه ا تعجب م وربم

ة يظن أن األدل اعف سنة واإلجم اب وال ان . هي الكت ل، إذا آ ا أن العق وربمم يخاطب، . يدل على أمور، فهو مؤخر وليس األمر آذلك، ألن اهللا تعالى ل

اع سنة واإلجم ذلك ال اب حجة، وآ ه يعرف أن الكت . إال أهل العقل، وألن بار ". األصل في هذا الباب ] العقل [= فهو د الجب ل القاضي عب وفي (وقب ت

نة ـ٤١٥س دي ) م١٠٢٥/ه ام الزي ال اإلم ان ق ن الزم رنين م والي ق بحوفي (المعتزلي القاسم بن إبراهيم بن اسماعيل الرسي ) م٨٦٠/هـ ٢٤٦ت

د دل والتوحي ول الع اب أص ي آت ر : "ف ك اهللا الخي ي، علم ا أخ م، ي اعلالء اده العق ع عب ق جمي ردى، أن اهللا خل اره وال ك المك دى، وجنب واله

ا ا ق ه، آم ين لعبادت ل المكلف ز وج س، إال : "ل ع ن واإلن ت الج ا خلق ومدون ذاريات" (ليعب وه)٥٦: ال ة وج ى ثالث سم عل ادة تنق ا : ، والعب أوله

اع سخطه، والوجه الثالث اتب ا ي معرفة اهللا، والثاني معرفة ما يرضيه ومسخطه ا ي ادات من ثالث حجج ) …(ما يرضيه واجتناب م ذه ثالث عب فه

د، وهي ى العاب ود عل اب والرسول احتج بها المعب ل والكت ل … العق والعق ".فافهم ذلك. أصل الحجتين األخيرتين، ألنهما عرفا به، ولم يعرف بهما

ي أمون العباس ة الم إن الخليف ذلك ف ـ٢١٨. ت(آ ر ) م٧٣٣/ه ذي ناص الى في ذا المعن المعتزلة، وأيدهم في آل ما ذهبوا إليه، قد عبر عن نفس ه

ل الرؤية التي حكاها عنه ابن النديم في ا آ شهد به الفهرست، والتي استود ر المصري زآي نجيب محم . من المسشرق مونتجومري وات والمفك

ديم إن ن الن ة اب ول رواي يض "تق ال أب أن رج ه آ ي منام أمون رأى ف المرأس، ح ال ب، أجل رون الحاج ة، مق ع الجبه رة، واس شربا حم ون، م الل

ى سريره أ . أشهل العينين، حسن الشمائل، جالس عل ال الم أني : مونق وآفسررت . أنا أرسطاليس : من أنت؟ قال : بين يديه قد ملئت له هيبة، فقلت

ما حسن : ما الحسن؟ قال : قلت. سل: أيها الحكيم، أسألك؟ قال : به، وقلت ا : ثم ماذا؟ قال : قلت. ما حسن في الشرع : ثم ماذا؟ قال : قلت. في العقل م

د . !"ثم ال ثم : ثم ماذا؟ قال : قلت. حسن عند الجمهور وعن مقام العقل عنسيك شرق وين ول المست ة يق ه Wensinckالمعتزل ي آتاب The ف

Muslim Creed" : ان ة آ اه المعتزل شهرستاني أن اتج ظ ال الحى ارهم األعل ان معي ل آ ا، وأن العق ل ". عقالني ي تأوي ة ف ن قتيب ى اب وحك

ام ول النظ ديث ق ف الح ار "مختل سخ األخب د تن ل ق ة العق ذا "إن حج ، وه. أن آل ما قد يخالف العقل من األحاديث، ال يجب قبوله والعمل به يتضمن

اب وق الكت ه ف ت مكانت ل، وجعل أن العق ن ش ة م ت المعتزل ذا رفع وهكه . والسنة ل ومكانت وسنرى في السطور التالية موقف األشاعرة من العق

يح ة الخاصة بالتحسين والتقب ة المعتزل دهم لنظري في فكرهم من خالل نقال العقليين، ى األفع ل أم : أي من خالل رأيهم في معيار الحكم عل أهو العق الشرع؟

: ـ نظرية التحسين والتقبيح المعتزلية١٤

ان ذي آ والمثال األول الذي يوضح مدى الخالف بين المعتزلة والغزالي الالم باسم م الك ممثال للمذهب األشعري، ومدافعا عنه، هو ما عرف في عل

بح، أ يح نظرية الحسن والق ول . و التحسين والتقب ا أعاله ق سبق أن ذآرنرح ه ش ي آتاب دل ف اب الع در ب ي ص ذي أورده ف ار ال د الجب القاضي عب

ول ه عدل : "األصول الخمسة، حيث يق الى بأن ديم تع ونحن إذا وصفنا القا هو واجب حكيم، فالمراد به أنه ال يفعل القبيح، وال يختاره، وال يخل بم

ى لفظي ". حسنة عليه، وأن أفعاله آلها ة أن تحدد معن ى المعتزل ان عل آار في . اللذين وردا في العبارة السابقة " حسن"و" قبيح" د الجب ول عب يق

دين ي أصول ال صر ف ه المخت يح، … : "آتاب م قب م أن الظل ل يعل إن العاقسان م أن اإلح ره، ويعل ادة غي الى، وعب اهللا تع ل ب ة، والجه ر النعم وآف

ل ة، واألآ كر النعم سن، وش د ح م يف شرب إذا ل ى [= وال ؤد إل ] يذه المسألة إن ". …المضرة ويقول الشهرستاني في سياق استعراضه له

فكل ". العقل يستدل به على حسن األفعال وقبحها "المعتزلة ذهبت إلى أن ه حسنا ة، جعلت ه صفة . شيء حسن، فيه صفة ذاتي يح، في ل شيء قب وآ

ا ه قبيح ة، جعلت ة. ذاتي ى معرف صل إل ل ي هوالعاق ك بعقل ع ، ذل ذا ارتف وهكوه ل، وجعل ة العق ثال ". أم األصول "المعتزلة بمكان الوا م ى –فق اء عل وبن

ا ال نكذب -هذه القاعدة ذب، ولكن ا عن الك إننا ال نكذب، ليس ألن اهللا نهانفالوحي في . ألن الكذب في ذاته قبيح، ونظرا لقبحه هذا فقد نهانا اهللا عنه

ه هذه المسألة يقوم بدور المخ يس المثبت ل شيء، ول ر عن ال الي . ب وبالتك يخالف فال يعقل أن يأمرنا الوحي بالكذب، أو ينهانا عن الصدق، ألن ذل

ا " ي عقولن الى ف ه اهللا تع د رآب ا ق ا ". م ة هن ه –ورأي المعتزل ا نقل آمسير اإلسالمي ذاهب التف ه م هو أن -جولدتسيهر عن الزمخشري في آتاب

ل ل "الرس ل العق ط عم ون فق ل يتمم ضا قب ه، أي ب أن يؤدي ذي يج ، الة، . "يقول الزمخشري في الكشاف ". ظهورهم الرسل منبهون عن الغفل

د دل والتوحي ل الع اء أه رى علم ا ت ر، آم ى النظ اعثون عل ان … وب فكوا ئال يقول ة، ل زام الحج ا إلل ة، وتتميم ة للعل الهم إزاح وال أرسلت : إرس ل

".ا لما وجب االنتباه إليهإلينا رسوال، فيوقظنا من سنة الغفلة، وينبهن

ه فالسفة اإلسماعيلية من ت إلي ا ذهب ر م د آبي ى ح شبه إل رأي ي ذا ال وهل دير للعق المية . تق سفة اإلس ي الفل ه ف ي آتاب ذآور ف راهيم م ول إب : يق

فة " اء والفالس ى العلم رب إل ام أق ه ع ماعيلية بوج د أن ". …واإلس فنجد ي ال شيرازي، داع ة اهللا ال دين هب ي ال د ف ماعيلي المؤي عاة اإلس

ى من المجالس ) م١٠٧٧/هـ٤٧٠.ت( ة األول في المجلس األول من المائاول موضوع ب يتن صطفى غال دآتور م شرها ال ا ون ي حققه ة الت المؤيدي

ة رأي المعتزل د أورد . العقل والوحي، ويقول فيهما رأيا مشابها ل ذلك فق آستاني وب السج و يعق ماعيلية أب سوف اإلس نة(فيل ين س وفي ب المت

ـ٣٣١ نة ٩٤٢/ه ـ٣٦١م وس صال ) م٩٧١/ه وءات ف ات النب اب إثب ي آت فوان امال بعن ا هو "آ ى المصنوعين إنم صانع إل في أن أول رسول من ال

.عبر فيه عن آراء مقاربة لما ذهبت إليه المعتزلة" العقل

دة حجج، بح بع ى نظريتهم في الحسن والق واستدل المعتزلة وبرهنوا علو خ : "فقالوا ع في أحدهما إن أحدنا ل ان النف ذب، وآ ين الصدق والك ر ب ي

ه ل ل ر، وقي ي اآلخ النفع ف دقت : آ ا، وإن ص اك درهم ذبت أعطين إن آتغنائه الم باس ه، ع ستغن عن ذب، م بح الك الم بق و ع ا، وه اك درهم أعطين

صدق ى ال ذب عل ار الك ط ال يخت ه ق ه، فإن ه، . عن ه بقبح ك إال لعلم ال ذلا وأوضحوا أنه ل ". …وباستغنائه عنه و لم يكن هناك قبح وحسن، يقرهم

ة شرع والبعث العقل، قبل ورود الشرع، لما استطاع الناس إدراك ما في الذلك . من حسن، ولما تمكن األنبياء والرسل من إقناع من أرادوا إقناعه آ

ر حسن ه تقري فإن العقل آان قبل ورود الشرع هو المقياس الذي يمكن بشيء أو قبحه ان . ال و آ ه ل ا أن شرع، آم يح مصدرهما ال التحسين والتقب

ولهم في مختلف المسائل ال عق اء من إعم ا تمكن الفقه وليس العقل، لمرارات، اذ الق يهم اتخ الي الستحال عل اطع، وبالت ا نص ق رد فيه م ي التي ل

ى . وتبريرها م عل ة؟ وآيف حك ذه النظري ي من ه فماذا آان موقف الغزال لتؤيد بها نظريتها، وتثبت صحتها؟هذه البراهين التي ذآرتها المعتزلة،

: ـ الغزالي يهاجم نظرية التحسين والتقبيح المعتزلية١٥

سلم م ي ة، ول يح المعتزلي سين والتقب ة التح ول نظري ي قب ض الغزال رفرأ معالجة . صحتهابالحجج والبراهين المعتزلية إلثبات والواقع أن من يق

اد، ي االعتق صاد ف ه االقت ي آتابي ة ف ذه النظري ده له ي، ونق الغزالذل ذي ب ي ال ى الغزال فاق عل شعر باإلش م األصول ي ن عل صفى م والمستيح سين والتقب ول بالتح أ الق ات خط ه إلثب ي محاولت خما ف ودا ض مجه

ر من ان أضعف بكثي ة آ ده للنظري سها، أو العقليين، ولكن نق ة نف النظريي في . باألصح آانت هذه النظرية أقوى من نقده بكثير ه الغزال فكل ما فعل

أ ه خط محاولته، لتفنيد هذه النظرية هو أنه ذآر استثناء لقاعدة، ليثبت بدة ذه القاع ول . ه ه أصحاب العق ل، ال يقبل الم باط ال شك آ ذا ب ول . وه يق

ه عصمة وآذلك الكذب، آيف يكون قبحه … : "الغزالي ذاتيا، ولو آان فيدم نبي، بإخفاء مكانه عن ظالم يقصد قتله، لكان حسنا، بل واجبا، يعصى

إن اإلنسان يطلق اسم القبح على ما : "وفي موضع آخر يقول ". …بترآه ".فيقضي بالقبح مطلقا… وإن آان يوافق غرض غيره. يخالف غرضه

ي في درك أن الغزال ا أن ن ول ومهما يكن من شيء، فعلين ه من الق موقفه من معظم بالتقبيح والتحسين العقليين الذي ذهبت إليه المعتزلة، وموقفة ل للمدرس دافع والممث ف الم و موق سائله، ه الم وم م الك ث عل مباحة ى مدرس ضاء عل عها للق ي وس ا ف ل م ذل آ ت تب ي آان عرية الت األش

الميين ين اإلس ة"العقالني ذآر ". المعتزل سالف ال ي ال ول الغزال ذي وق اليح : استخدمه في محاولته إثبات خطأ نظرية المعتزلة في التحسين والتقب

هو قول ينطبق " إن اإلنسان يطلق اسم القبح على آل ما يخالف غرضه "ه مع بصورة أوضح عليه هو شخصيا، ألنه آان ممثال لألشعرية في جدال

راه قبي ة، وي ه المعتزل ا، المعتزلة، ومن هنا فهو يرفض آل ما ذهبت إلي حي في . ألنه يخالف غرضه، وال يتفق مع أصول مدرسته األشعرية والغزال

ه عري، ونقل ره األش ا ذآ ردد م ا ي ين إنم يح العقلي ضه للتحسين والتقب رفشيخ أبي ) م١٠١٥/هـ٤٠٦.ت(عنه ابن فورك االت ال في آتابه مجرد مق

ول ث يق عري، حي سن األش ان : "الح عري [= وآ ول إن دالالت ] األش يقل من العقول ا في بعض المعلومات دون بعض، وإن ال سبيل للعاق حظه

سن بح والح ي الق ال ف ام األفع ة أحك ى معرف ل إل ى التوص ا إل جهتها ". …والوجوب ول فيه شهرستاني شهادة أخرى لألشعري، يق ل ال : ونق

ل ال يوجب شيئا، وال يقضي تحسينا وال " والواجبات آلها سمعية، والعقا ا. تقبيح ة اهللا تع ب فمعرف سمع تج صل، وبال ل تح اب … لى بالعق وعق

ل سمع، دون العق ب بال ي يج ا . العاص يء م الى ش ى اهللا تع ب عل وال يجصالح، وال األصلح، وال اللطف ل، ال ال ل من . بالعق ضيه العق ا يقت ل م وآ

".جهة الحكمة الموجبة، فيقتضي نقيضه من وجه آخر

اجم د ه ذلك فق ويني آ ي الج تاذ الغزال ـ٤٧٨.ت(أس ذه ) ١٠٨٥/ ه هاد ه اإلرش ي آتاب ول ف ث يق ة، حي ارة عن ] إن الحسن: "[ النظري و عب ه

بح ي الق ول ف ذلك الق ه، وآ ى فاعل اء عل شرع بالثن س ورود ال إذا . نف فدير ه تق ا نثبت سنا نعني بم وصفنا فعال من األفعال بالوجوب أو الحظر، فل

راد بالواجب صفة للفعل الواجب، يتميز ب ا الم : ها عما ليس بواجب، وإنما المحظور . الفعل الذي ورد الشرع باألمر به إيجاب راد ب ذي : والم ل ال الفعي، ". ورد الشرع بالنهي عنه حظرا وتحريما وبعد الجويني وتلميذه الغزال

ه ول في آتاب ة، حيث يق تولى الشهرستاني األشعري مهاجمة هذه النظريالطبع [ مذهب أهل الحق : " الكالم نهاية اإلقدام في علم يقصد األشاعرة ب

ه ] شيء وقبح سن ال ى ح دل عل ل ال ي ا ورد … أن العق سن م ى الح فمعنه ذم فاعل شرع ب ا ورد ال يح م ى القب ه، ومعن ى فاعل اء عل شرع بالثن ". ال

وة اهللا ى ق شديدها عل در ت عرية بق وال أن األش ذه األق ن ه ا م ضح لن ويتضع م ي ين، فه ه المطلقت ك وقدرت ي ذل م ف فلى، وه ة س ي مرتب ل ف ون العقذي يوضح مدى الخالف . يشبهون الحنابلة إلى حد آبير والمثال الثاني ال

.بين المعتزلة والغزالي آممثل لألشاعرة، يدور أيضا حول العقل

: ـ الغزالي يرفض رأي المعتزلة في النبوة١٦

وة، هي ة من النب ة مواقف متباين ي، والوجوب، : ثمة ثالث . والجواز النفة، الوجوب والحتمي ة ب النفي واالستحالة، وقالت المعتزل ة ب قالت البراهم

ان الجواز واإلمك ول . وقالت األشعرية ب ى الق وا إل د ذهب ة، فق ا البراهم أمالالمعقول المعقول، أو ب أتي إال ب ول ال ي أن الرس ول، . ب اء بمعق إن ج ف

سن ول، فل ر معق ستقبح غي اء بم ه، وإن ج ا عن ل يغنين هفالعق ة إلي . ا بحاجه : "ويشرح ابن الريوندي الملحد هذا الرأي، قائال ون إن إن البراهمة يقول

ه، ى خلق م اهللا سبحانه عل ل أعظم نع ثبت عندنا، وعند خصومنا، أن العقي، ر والنه ه صح األم ن أجل ه، وم رب ونعم ه ال رف ب ذي يع و ال ه ه وأن

ا في . والترغيب والترهيب دا لم ه من التحسين فإن آان الرسول يأتي مؤآه ة دعوت ه وإجاب . والتقبيح، واإليجاب والحظر، فساقط عنا النظر في حجت

أ . إذ قد غنينا بما في العقل عنه ذا الوجه خط ى ه ان . واإلرسال عل وإن آذ يح، واإلطالق والحظر، فحينئ ل من التحسين والتقب ي العق ا ف بخالف م

ا ذآر ". يسقط عنا اإلقرار بنبوته شيء وقالت المعتزلة، آم ا سالفا، إن ال ند . وآذلك البعثة، متى حسنت، وجبت . متى حسن، وجب يقول القاضي عب

ة ى البراهم رد عل وات، وال الم في : "(الجبار في سياق آالمه عن النب الكم أن ) النبوات الى إذا عل ووجه اتصاله بباب العدل، هو أنه آالم في أنه تع

د من أن يع شرعيات، فال ب ذه ال ا، لكي ال يكون صالحنا يتعلق به ا به رفنه و واجب علي ا ه ه . مخال بم و واجب علي ا ه ل بم دل أن ال يخ ن الع وم

ول) …( اب أن نق ذا الب ي ه ل : واألصل ف ل عاق ل آ ي عق رر ف د تق ه ق إنب، ى الواج دعو إل ا ي ضا أن م ت أي نفس، وثب ضرر عن ال ع ال وجوب دف

ة ه واجب ال محال يح، فإن ن القب صرف ع ب، . وي ن الواج صرف ع ا ي ومإذا صح هذا، وآنا نجوز أن يكون . ويدعو إلى القبيح، فهو قبيح ال محالة

اب ات، واجتن ى أداء الواجب في األفعال ما إذا فعلناه، آنا عند ذلك أقرب إل

وة –المقبحات م يكن في ق ك، ول العكس من ذل ا ب اه، آن ا إذا فعلن وفيها مي ا هو مصلحة ولطف، وب ين م ا ال العقل ما يعرف به ذلك، ويفصل ب ن م

ال، آي ال يكون -يكون آذلك فال بد من أن يعرفنا اهللا تعالى حال هذه األفعالتكليف ى غرضه ب ك، إال . عائدا بالنقص عل ا ذل ان ال يمكن تعريفن وإذا آ

د من أن ى صدقه، فال ب م معجز دال عل دا بعل ا رسوال مؤي بأن يبعث إلينة : ال مشايخنا ولهذه الجملة ق . يفعل ذلك، وال يجوز له اإلخالل به إن البعث

ة . متى حسنت، وجبت ا . على معنى أنها متى لم تجب، قبحت ال محال وأنه ".…آالثواب في هذا الباب، فهو أيضا مما ال ينفصل حسنه عن الوجوب

ال، وال واجب : "قال الغزالي يس بمح ائزة، ول اء ج ة األنبي دعي أن بعث . نيهم . وقالت المعتزلة إنه واجب رد عل ى . "وقد سبق ال ذلك إل شير ب وهو ي

ا … : "الرأي األشعري في استحالة الوجوب على اهللا، حيث يقول فإنا بيندنا وم عن اعرة[= أن المفه د األش ظ الواجب] عن ن لف ه : م ال تارآ ا ين م

والضرر محال في . ضرر، إما عاجال وإما آجال أو ما يكون نقيضه محال ".حق اهللا تعالى

أ أت ب م األشعري لإلسالم والغزالي بموقفه هذا لم ي د في الفه فهو . ي جديه ه علي ا وافق ذلك م يكرر ما سبق أن قرره مؤسس المذهب األشعري، وآ

ويني ك الج د المل الي عب و المع رمين أب ام الح ي–إم تاذ الغزال . -أسائال وات، ق اث : "فالشهرستاني يشرح رأي األشعري في مسألة النب وانبع

اث . ة، وال المستحيلةالرسل من القضايا الجائزة، ال الواجب د االنبع ولكن بع". تأييدهم بالمعجزات وعصمتهم من الموبقات من جملة الواجبات ] يعتبر[

وآان يقول إن إرسال : "ويبين ابن فورك هذا المعنى، بقوله عن األشعري ول ى اهللا عز وجل في العق ر واجب عل ه أن . الرسل إلى الخلق غي ان ل وآ

ه … وال يكون بترك اإلرسال سفيها .يرسل الرسل، وله أن ال يرسل وإن له ه أن ال يفعل ه، ول افر ب ده الك ؤمن عن ذي ي ل اللطف ال ه، . أن يفع إن فعل ف

د الجويني ". وإن ترآه، لم يكن منه جورا . آان منه تفضال د أآ ذلك فق –آي ه اإلرشاد -أستاذ الغزال ول في موضع من آتاب ادئ، حيث يق ذه المب : ه

ة "د أو اهللا ال واجب عقال على العب … " : ، ويقول في آتابه العقيدة النظامياده " ى عب غ رسالته إل أن يبل را ب اده أم دا من عب . إن النبوة تعريف اهللا عب

ول ى ". وهذا ليس من مستحيالت العق ا هو إشارة إل ولفظ مستحيالت هن، "الوجوب "وبصرف النظر عن مظاهر لفظ . موقف البراهمة من النبوات

ة ين المعتزل الف ب ن والخ ه، فم ظ وفهم ذا اللف سير ه ي تف اعرة ف واألشي شا ف هاما فاح اهموا إس د س ا ق اعرة جميع ي واألش ح أن الغزال الواض

اد ذي ق واآلي ال ر الت محاربة االتجاه العقالني في اإلسالم، وفي شيوع الفكوم من تخلف وانحطاط ه المسلمون الي ا يعاني ا . بدوره إلى م ونختم آالمن

ي يجسم ول للغزال ا بق ل، حيث هن د موقف األشاعرة من العق د بعي ى ح إلة اهللا : "يقول اد معرف ى العب ان يجب عل ا آ ندعي أنه لو لم يرد الشرع، لم

". تعالى، وشكر نعمته خالفا للمعتزلة، حيث قالوا إن العقل بمجرده موجب إنه قول ال يمثل قمة انحطاط العقل في التاريخ اإلسالمي فحسب، بل ويرينا

باب ضا أن أس اريخ أي ي الت ا ف ذورها عميق ضرب بج سلمين ت اط الم انحط .اإلسالمي