22
قراءات26 بؤونة] قراءات22 يھك ك ك غبريال عيد الم[ عشيــــــــة باكــــــــــــرراءات القــــــداس ق ﻣز34 : 7 ، 8 ﻣت16 : 24 - 28 ﻣز97 : 7 ، 8 ﻣت18 : 10 - 20 عب2 5 18 1 بط1 3 - 12 أع10 21 33 ﻣز138 : 1 ، 2 لو1 : 26 38 نكسار س26 بؤونه ئكة غبريالة رئيس الم كنيس تكريس تذكار) 26 بؤونة( الفيومون بنقل اللجبر ب المبشلل جبرائيجلي ك ال المة باسم كنيس تكريسليوم تذكار في مثل ھذا ا. ونه تكفاعت ش معنا. ئما دا المجد ولربنا. آمين. النبىون نحة يشوع ابن نيا) 26 بؤونة( سنة من ھذا اليوم في مثل2570 ل لون نم يشوع بن العظيح النبي عالم تني. ولد في مصر سنة2460 عالمل ل) ل أي قب سنة ث وخمسينودية فرعون بثلي من عب سرائي خروج الشعب ا( د أنذي بعي ال لموسى النب وخادمان تلميذا كاى الجبعد إلينا صل س جبربى قھم إلعظيمة وأوصلئب اللعجا لھي وا ﷲ بقوة الذراع ا أخرج شعبهذا مع ل آخلوصايا م احي واستع الوه لسما يشوع خادم. اود، فلملجندا لوع قائق كان يش ضد عماليء حرب إسرائيل وفي أثنادنھم وقدا مع واحوعاد كان يش ليتجسسوا أرض المي سبط وأرسلھم ، واحدا من كل رجتخب موسى اثني عشر ان خبار ا وكالب وحدھمار ھو خدمته بكل أمانة، وقر أتمادن أرض الميعلصادقة ع ا. كط تلان فق ثنل اذلك دخ ولد مواعيد ﷲ فقشكوا في صدق تذمروا و لكونھم خرج من مصر الذين الذيلي سرائي الشعب ا رض دون جميع اكوا تلذين دخلصر ھم ال من مم الذين ولدوا لھم بعد خروجھم دھ إلى راحته، ولكن أو يدخلونقسم تعالي أنھم ا ا رضع وكالب مع يشو. موسى سنة تنيح العظيم ولما2553 الم خاطب ﷲ يشوع قائلع ل" ددي قى عب أن موس إسرائيل كل موضع لبنيھا لھم أي أنا معطي رض التي ھذا الشعب إلى ا أنت وكل ردن ن قم أعبر ھذا ا مات فان ھذالبرية ولبنات موسى من ا أعطيته كما كلمكم لكمسه بطون أقدام تدوات جميع أرضھر الكبير نھر الفر إلى النعت ما كن كمكام حيات كل أيسان في وجھك يقف إنكمغرب الشمس يكون تخم البحر الكبير نحو من والي الحثييون معك عبدي موسى أك. بائھمي حلفت رض الت تقسم لھذا الشعب ا نك أنتد وتشجعك تشد أترك أھملك وا كن متش إنم أن أعطيھمل تمديى عبا موسعة التي أمرك بھ الشريعمل حسب كللتحفظ لع جدا لكي تدا وتشج دتحفظ لكي ترا ولي تلھج فيه نھان فمك بل يبرح سفر ھذه الشريعة م حيثما تذھبكي تفلح لمينا و شما عنھا يل ما ھو مكتوب فيهعمل حسب كل ل. حذ تفلك وحينئنئذ تصلح طريق نك حي) " ش ي1 : 1 8 ( وعب يشوي قل فتقانا ك ن بيتھوةن الكا م أنزلتھمما ثة فخبأتھمب الزانيحا بيت را رض ودخ ا تجسساسوسين سرا وأرسل جال بيتھاي كل أھا علي نفسھا وعل أمناھر وذلك بعد أنئط السو بحا) يش2 : 1 15 ( . فأنھدمو يھتفدة وھ متعد مراترھاف حول أسوا أريحا بعد أن طا ثم فتح العظيمةرھا ت أسوا. ى وصعد الشعب إلان لھل ما وكاخوتھا وا وأمھ وأباھابوا راحا أخرجد موان بعان وحي إنسنا مان فيھن كوا كل ممدينة وقتل المحلةرج ال وعشيرتھا خا. ةب الزانياوع راحا يشتحيرب واس خزانة بيت النار فقد جعلوھا فيلمدينة بالأحرقوا ا و نھا خبأ وكل بيت أبيھا ت الرسولين. واون فلبسل جبعال أھوف احتم الخم، ولعظ مفته اكا وفتح مدنا كثيرة فخا ملو فقتلن الرب مع ھذا الصديق وكااتا زادھم فت مرقعة وصيروا خبز ثيابا بالية ونعا. ددة نرين أرض بعيا من جيئه نحلوا لاع وقوى يشمضوا إل وخ بني إع ومشايلعھد فأجابھم يشون وا ما منك ا سرائيل" : رضن في ھذه ا ساكني تكونوا انظروا لئ" فأجابوھم: " ي اسم الرب إلھكميدة جئنا عل من أرض بع. نسير إليكمم خروجنا لكيوتنا يواه من بيا تزودنا سخن ھذا خبزن: ا وھاتا ن يابس قد صار فت ھو ا. الطريق جدايت من طولنا قد بلا ونعال وھذه ثيابن" فوا لھمھم وحل فأمنو ثة أيام وبعد ثيت الرب لخدمة بون الحطبدا ينقللھم عبي وجعنھم يشوعن في وسطھم فلعھم ساكنو إليھم وأنھم قريبون سمعوا أن.

قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

Embed Size (px)

DESCRIPTION

http://www.jesusloves-you.com

Citation preview

Page 1: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

]عيد الم�ك غبريال –كيھك 22قراءات [بؤونة 26قراءات

قراءات القــــــداس باكــــــــــــر عشيــــــــة

8، 7: 34مز

28 - 24: 16مت

8، 7: 97مز

20 - 10: 18مت

2عب

5 – 18

1بط 1

3 - 12

10أع

21 – 33

2، 1: 138مز

38 – 26: 1لو

بؤونه 26سنكسار

)بؤونة 26(تذكار تكريس كنيسة رئيس الم�ئكة غبريال ش�فاعته تك�ون . في مثل ھذا اليوم تذكار تكريس كنيسة باسم الم��ك الجلي�ل جبرائي�ل المبش�ر بجب�ل النقل�ون ب�الفيوم

.آمين. ولربنا المجد دائما. معنا

)بؤونة 26(نياحة يشوع ابن نون النبى أي قب�ل (للعالم 2460ولد في مصر سنة . عالم تنيح النبي العظيم يشوع بن نونلل 2570في مثل ھذا اليوم من سنة

كان تلميذا وخادما لموسى النب�ي ال�ذي بع�د أن ) خروج الشعب اBسرائيلي من عبودية فرعون بث�ث وخمسين سنة�ل آخ�ذا مع�ه أخرج شعب هللا بقوة الذراع اBلھي والعجائب العظيمة وأوصلھم إل�ى ق�رب جب�ل س�ينا ص�عد إل�ى الجب

وفي أثناء حرب إسرائيل ضد عماليق كان يش�وع قائ�دا للجن�ود، فلم�ا . يشوع خادمه لسماع الوحي واست�م الوصاياانتخب موسى اثني عشر رج�، واحدا من كل سبط وأرسلھم ليتجسسوا أرض الميعاد كان يش�وع واح�دا م�نھم وق�د

ول�ذلك دخ�ل اUثن�ان فق�ط تل�ك . الصادقة عن أرض الميع�ادأتم خدمته بكل أمانة، وقرر ھو وكالب وحدھما اSخبار اSرض دون جميع الشعب اBسرائيلي الذي خرج من مصر الذين لكونھم تذمروا وشكوا في صدق مواعيد هللا فق�د اقسم تعالي أنھم U يدخلون إلى راحته، ولكن أوUدھم الذين ولدوا لھم بعد خروجھم من مصر ھم ال�ذين دخل�وا تل�ك

أن موس�ى عب�دي ق�د " للعالم خاطب هللا يشوع قائ� 2553ولما تنيح العظيم موسى سنة .مع يشوع وكالباSرض مات فا]ن قم أعبر ھذا اSردن أنت وكل ھذا الشعب إلى اSرض التي أنا معطيھا لھم أي لبني إسرائيل كل موضع

إلى النھر الكبير نھر الفرات جميع أرض تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى من البرية ولبنان ھذاالحثيين والي البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم U يقف إنسان في وجھك كل أيام حيات�ك كم�ا كن�ت م�ع

U أھملك وU أتركك تشدد وتشجع Sنك أنت تقسم لھذا الشعب اSرض التي حلفت ]بائھم . عبدي موسى أكون معكددا وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بھ�ا موس�ى عب�دي U تم�ل أن أعطيھم إنما كن متش

عنھا يمينا وU شماU لكي تفلح حيثما تذھب U يبرح سفر ھذه الشريعة من فمك بل تلھج فيه نھارا ولي� لكي تتحفظ فتق�وي قل�ب يش�وع ) 8 – 1: 1ي�ش " (Sنك حينئذ تصلح طريق�ك وحينئ�ذ تفل�ح. للعمل حسب كل ما ھو مكتوب فيه

وأرسل جاسوسين سرا تجسسا اSرض ودخ� بيت راحاب الزاني�ة فخبأتھم�ا ث�م أنزلتھم�ا م�ن الك�وة Uن بيتھ�ا ك�ان .)15 – 1: 2يش (بحائط السور وذلك بعد أن أمناھا علي نفسھا وعلي كل أھل بيتھا

وصعد الشعب إل�ى . ت أسوارھا العظيمةثم فتح أريحا بعد أن طاف حول أسوارھا مرات متعددة وھو يھتف فأنھدمالمدينة وقتلوا كل م�ن ك�ان فيھ�ا م�ن إنس�ان وحي�وان بع�د م�ا أخرج�وا راح�اب وأباھ�ا وأمھ�ا واخوتھ�ا وك�ل م�ن لھ�ا

وأحرقوا المدينة بالنار فقد جعلوھا في خزانة بيت ال�رب واس�تحيا يش�وع راح�اب الزاني�ة . وعشيرتھا خارج المحلة .ت الرسولينوكل بيت أبيھا Sنھا خبأ

وكان الرب مع ھذا الصديق فقتل ملوكا وفتح مدنا كثيرة فخافته اSم�م، ولعظ�م الخ�وف احت�ال أھ�ل جبع�ون فلبس�وا ومضوا إل�ى يش�وع وق�الوا ل�ه نح�ن جيئ�ا م�ن أرض بعي�دة نري�د . ثيابا بالية ونعاU مرقعة وصيروا خبز زادھم فتاتا

: فأجابوھم" انظروا لئ� تكونوا ساكنين في ھذه اSرض : "سرائيلمنك اSمان والعھد فأجابھم يشوع ومشايخ بني إوھ�ا : ھذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير إليكم. من أرض بعيدة جئنا علي اسم الرب إلھكم"

وبعد ث�ثة أيام فأمنوھم وحلفوا لھم " وھذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا. ھو ا]ن يابس قد صار فتاتا .سمعوا أنھم قريبون إليھم وأنھم ساكنون في وسطھم فلعنھم يشوع وجعلھم عبيدا ينقلون الحطب لخدمة بيت الرب

Page 2: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

وحارب يشوع خمسة ملوك اSموريين حيث ساعدته يد الرب بنزول الحجارة كالمطر علي اSع�داء وك�ان الش�عب �اد الخمس�ة المل�وك م�ع ك�ل عس�اكرھم وحس�ب أوام�ر هللا قس�م يقاتلھم أمام مدين�ة جبع�ون ف�أوقف الش�مس إل�ى أن أب

اSرض بين بني إسرائيل وأعطي الكھنة ب�دا لسكناھم وأرضا لمواشيھم ثم افرد خمس مدن يلتج�ئ إليھ�ا ك�ل قات�ل بغير قصد ولما أكمل نح�و مئ�ة وعش�ر س�نين ووص�ل إل�ى ش�يخوخة ص�الحة اس�تدعي الش�يوخ والرؤس�اء والقض�اة

�ووض�ع لھ�م الرس�وم والف�رائض ال�زم�ة ث�م تن�يح . م ون�بھھم أن U يحي�دوا ع�ن عب�ادة هللا تع�اليوالمعلمين ووعظھ .آمين. ص�ته تكون معنا. بس�م

)بؤونة 26(استشھاد القديس ايسنت حاجب ترجان

..ص�ته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين. في مثل ھذا اليوم استشھاد القديس ايسنت حاجب ترجان + + +

18 – 5: 2البولس من عبرانيين

فإنه لم�ئكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه 5 ما ھو اEنسان حتى تذكره؟ أو ابن اEنسان حتى تفتقده : لكن شھد واحد في موضع قائ� 6 يديك بمجد وكرامة كللته، وأقمته على أعمال . وضعته قلي� عن الم�ئكة 7على أننا اQن لسنا نرى . Oنه إذ أخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. أخضعت كل شيء تحت قدميه 8

الكل بعد مخضعا له ولكن الذي وضع قلي� عن الم�ئكة، يسوع، نراه مكل� بالمجد والكرامة، من أجل ألم الموت، لكي يذوق 9

بنعمة هللا الموت Oجل كل واحد Yق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل، وھو آت بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يكمل رئيس خ�صھم Oنه 10

باYQم Oن المقدس والمقدسين جميعھم من واحد، فلھذا السبب Y يستحي أن يدعوھم إخوة 11 أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك : قائ� 12 ھا أنا واOوYد الذين أعطانيھم هللا : وأيضا. أنا أكون متوك� عليه: وأيضا 13فإذ قد تشارك اOوYد في اللحم والدم اشترك ھو أيضا كذلك فيھما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان 14

الموت، أي إبليس كانوا جميعا كل حياتھم تحت العبودية -خوفا من الموت -ويعتق أولئك الذين 15 ك الم�ئكة، بل يمسك نسل إبراھيم Oنه حقا ليس يمس 16من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيما، ورئيس كھنة أمينا في ما _ حتى يكفر 17

خطايا الشعب Oنه في ما ھو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين 18

تواضع المسيح عن الم�ئكة

قد سلم إليھم بيد م�ئكة، فإن شريعة العھد الجديد قد أعلنت خ�ل تجسد اUبن إن كان اليھود يفتخرون بأن ناموسھم

لكن ھ�ذا ل�يس ض�عفا ب�ل ف�ي أعماق�ه . وآUمه حتى الموت موت الصليب، اSمر الذي به ظھر كأنه أقل من الم�ئكة

Page 3: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

الس�يد ع�ن الم�ئك�ة ھ�و ك�أن تواض�ع. يمثل الطريق الوحيد للتقديس، أي إعادة اBنسان الساقط إلى المجد الس�ماوي

لھ�ذا يق�ول . طريق خضوع العالم x، خضع كنائب عنا ورأسنا، فيرتفع المؤمنون ب�ه وفي�ه إل�ى المس�توى الس�ماوي

].٥[" فإنه لم�ئكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه ": الرسول

Uد إ��الم العتي��ى م�اذا يعن�ي بالع��دا أو عالم�ا عل��ارت عالم�ا جدي��ذه الت�ي ص��ي المس�يح يس�وع، ھ��رية المتج�ددة ف�البش

ھذا العالم لم يخضع x في طاعة له خ�ل الناموس المسلم بيد م�ئك�ة، وإنم�ا خ��ل ". المقبل"أي " العتيد"مستوى

�|ب��ين ل��بنا مطيع��ه حس��ذي في��يح ال��ا]تي . المس��ي ب��د دع��يح ق��ان المس��د ) ٤: ٥رو (إن ك��آدم اSول، فق��ه ب�بمقارنت

.خاضعة x أبيھا) العتيد(صارت الكنيسة المتحدة به، جسده المقدس، العالم ا]تي

إذن، تواضع المسيح عن الم�ئكة حقق ما لم يكن ممكنا للم�ئكة تحقيقه، فقد خضع العالم، من يھود وأمم، لملكوت�ه

ھنا جاءت في مقابل الفكر اليھ�ودي ال�ذي ك�ان س�ائدا ب�أن هللا ولعل كلمات الرسول . وصار الكل كنيسة هللا المطيعة

�ا ��ة م�كھ��ل أم��ان لك��ا ك��ودي، بينم��عب اليھ��ل بالش��ة ميخائي��يس الم�ئك��اختص رئ��ه، ف��ه لحفظ��الم لم�ئكت��لم الع��د س�ق

لكن السيد المسيح وقد صار بالتجسد كمن ھو أقل من الم�ئكة حفظ الجمي�ع دون تحي�ز Sم�ة معين�ة، ل�يس . الخاص

، مقدما عم� إلھيا "عالما عتيدا"لى مستوى الحفظ الجسدي أو نوال بركة أرضية، وإنما أعاد تجديد العالم فجعله ع

.فريدا في نوعه

يليق بنا نحن أيضا وقد دخلنا إلى عضوية ھذا العالم العتي�د باتحادن�ا م�ع اUب�ن المتواض�ع، ف�ي مي�اه المعمودي�ة، أن

�ا ق�د ص�ار عالم�ا عتي�دا، ف�إذ تتح�د ال�روح وال�نفس والجس�د بك�ل طاق�اتھم وأحاسيس�ھم ندرك أن كل عضو فين�ا أيض

وإمكانياتھم الداخلية والظاھرة، يصير اBنسان عالما عتيدا أي عالما أخرويا يعيش على مس�توى س�ماوي، عروس�ا

!للمسيح السماوي

في خضوع العالم x، سواء على مستوى في أكثر وضوح يتحدث الرسول بولس عن تواضع المسيح كطريق فريد

:جميع اSمم أو على مستوى اBنسان في كليته، قائ�

:لكن شھد واحد في موضع قائ� "

ما ھو اEنسان حتى تذكره، أو ابن اEنسان حتى تفتقده؟

,وضعته قلي� عن الم�ئكة

.بمجد وكرامة كللته، وأقمته على أعمال يديك

.أخضعت كل شيء تحت قدميه

,Oنه إذ أخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له

,ا له على أننا اQن لسنا نرى الكل بعد مخضع

ولكن الذي وضع قلي� عن الم�ئكة، يسوع،

Page 4: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

نراه مكل� بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت

].٩-6[ "لكي يذوق بنعمة هللا الموت Oجل كل واحد

من ھو اBنس�ان حت�ى ت�ذكره، أو اب�ن آدم حت�ى تفتق�ده، وتنقص�ه قل�ي� ع�ن ": اقتبس الرسول كلمات المرتل النبوية

�ديك��ال ي��ى أعم��لطه عل��ه، تس��اء تكلل��د وبھ��ة وبمج��ه. الم�ئك��ت قدمي��يء تح��ل ش��ت ك��ز( "جعل��ل )٦-٤: ٨م�، ويكم

-٧: ٨م�ز " (الغنم والبقر جميعا وبھائم البر أيضا، وطيور السماء وسمك البح�ر الس�الك ف�ي س�بل المي�اه"المزمور

٨.(

يرى الرسول بولس أن كلمات المرتل كلمات نبوي�ة تتح�دث ع�ن اUب�ن المتجس�د ال�ذي تواض�ع قل�ي� ع�ن الم�ئك�ة،

وي�رى الق�ديس أغس�طينوس أن . خ�ل ھذا التواضع تسلط روحيا على الخليقة التي ھي عمل يدي هللا، مج�ددا إياھ�ا

وكأن�ه ف�ي ھ�ذا يتف�ق . ى السماوي والبشري ل�بن المتجسدالمزمور ھنا يشير إلى خضوع الخليقة كلھا على المستو

مع الع�مة أوريجينوس الذي يرى أن السيد وقد تواضع وحد السمائيين مع اSرضيين، الطغمات الم�ئكية مع بني

!فھو رأس الكنيسة التي جمعت السماء مع اSرض بروح واحد. البشر، ليضم الكل كأعضاء في جسد واحد له

رتل إنه قد خضع له الغنم والبقر جميعا، فإن كان آدم يمثل الخروف الضال الذي من أجله ت�رك هللا التس�عة يقول الم

والتسعين ليبحث عنه، فإن التسعة والتسعين إنما يشيرون إلى الخليق�ة الس�ماوية الت�ي تم�� الس�ماء، فق�د ن�زل الس�يد

ي�رده إل�ى القطي�ع، فيجتم�ع بإخوت�ه الس�مائيين مع�ا، إلينا متجسدا كمن ت�رك اSب�رار ليبح�ث ع�ن الخ�روف الض�ال و

لقد تحدث الع�مة أوريجينوس كثيرا عن خلطة السمائيين بالمؤمنين في المسيح . يشتركون معا في التسبيح والشكر

يسوع، حتى قال انه إذ يجتمع المؤمنون معا في كنيس�ة هللا تف�رح الم�ئك�ة وتتھل�ل، Sنھ�ا تجتم�ع ھ�ي أيض�ا، حي�ث

فتكون ھناك كنيسة منظورة مجتمعة معا وكنيسة م�ئكية غير منظورة مجتمعة معا . تقي الم�ئكة والمؤمنون معايل

!إننا نشاركھم تسابيحھم العلوية، وھم يشاركوننا فرحنا بالخ�ص اBلھي! أيضا

ل�ذاك ال�ذي ف�ي تواض�عه يقول المرتل أن الغنم والبقر جميعا وبھائم البر وطيور الس�ماء وأس�ماك البح�ر يخض�عون

ماذا يعن�ي الغ�نم والبق�ر إU رم�زا للقطي�ع الن�اطق، الش�عب الق�ديم ال�ذي قب�ل بعض�ه . صار كمن ھو أقل من الم�ئكة

الخضوع لمملكة المسيح الروحية وسيقبل بقية القطيع ھذا الخض�وع، بينم�ا بھ�ائم البري�ة يش�ير إل�ى جماع�ات اSم�م

�ة، محرو��ي البري��ن ف��ت كم��ي عاش��ود الت��اء والوع��اموس واSنبي��ل الن��عب هللا مث��ا ش��ع بھ��ي تمت��ي الت��ن المراع��ة م�م

، طيور السماء تشير إلى النفوس المتعجرفة ھائمة في اSمور العالية فإنھا بروح الحب تخضع للس�يد، .والعھود الخ

ج�اء كلم�ة هللا ھك�ذا. بينما أس�ماك البح�ر تش�ير إل�ى النف�وس المرتبك�ة بھم�وم الحي�اة كم�ن يس�لك ف�ي وس�ط اSم�واج

!اليھودي واSممي، المتكبرين والمحطمين: متجسدا لكي يقتنص في شبكة محبته كل إنسان

Page 5: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

�ا �م�ا نقول�ه ع�ن الع�الم الخ�ارجي يتحق�ق أيض�ا ف�ي الع�الم ال�داخلي ف�إن وج�دنا ف�ي داخلن�ا قطيع�ا م�ن الغ�نم أو وحوش

�اه، فلن��ي المي��بح ف��ماكا تس��و أو أس��ي الج��يم ف��ورا تھ��ة، طي��عھا مفترس��لطان أن يخض��ه الس��ده ل��ذي وح��ذاك ال��لمھا ل�س

.لملكوته، مقدسا أعماقنا الداخلية وتصرفاتنا الخارجية لتصير كلھا لحسابه

: على أي اSحوال تواضع السيد حتى م�وت الص�ليب ھ�و طري�ق الملك�وت، وكم�ا يق�ول الق�ديس يوحن�ا ال�ذھبي الف�م

�ده بن�ا، ص�ار أعظ�م م�ن الك�ل) ناس�وتنا( افتقدنا ابن هللا حين كنا U ش�يء، وإذ حم�ل م�ا لن�ا[ ھ�ذا ھ�و طري�ق .] ووح

. خضوعنا لملكه، فكنائب عنا خضع بإرادت�ه ل�|ب ح�ام� ا]Uم حت�ى الم�وت، فص�رنا خاض�عين Sبي�ه، ول�ه أيض�ا

خضوعنا ا]ب إنما خ�ل خضوع اUبن له، ويتحقق خ�ل خضوعنا نحن أيض�ا ل�ب�ن، غي�ر أن�ه يوج�د ف�ارق ب�ين

.نحن ل|ب واUبن، وخضوع اUبن نفسه Sبيهخضوعنا

وبعlد ذلlك متlى سlلم الملlك _ : "يليق بنا أن نميز بين أن�واع مختلف�ة للخض�وع خاص�ة ف�ي عب�ارة الرس�ول ب�ولس

اQب، متى أبطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة، Oنه يجب أن يملك حتى يضع جميع اOعداء تحت قدميlه، آخlر

O ،ه عدو يبطل ھو الموتlح أنlع، فواضlد أخضlيء قlل شlول إن كlنه أخضع كل شيء تحت قدميه ولكن حينما يق

غير الذي أخضع له الكل، ومتى أخضع له الكل فحينئذ اYبن نفسlه سيخضlع للlذي أخضlع لlه الكlل كlي يكlون هللا

).٢٨-٢٤: ١٥كو ١( "الكل في الكل

الھزيم�ة الكامل�ة الت�ي تتحق�ق ف�ي ي�وم ال�رب خض�وع: في ھذه العبارة يميز الرسول بين ث�ثة أنواع م�ن الخض�وع

العظيم حيث يخضع إبليس وجنوده وينھدم الموت تماما تحت ق�دمي الس�يد، وخض�وع طاع�ة الخليق�ة لخالقھ�ا حي�ث

.تنعم بإكليلھا اSبدي، أما ما ھو أعظم وأسمى فھو خضوع اUبن Sبيه على مستوى فريد

���ن خض��ة ع��يوس باستفاض��ديس أمبروس��دث الق��د تح��وعنا لق��ن خض��ا ع��ف تمام��ه يختل��دا أن��ه مؤك��ن Sبي�وع اUب

، أو خضوع الزوج�ة لرجلھ�ا )١٣: ٢بط ١(ل�مبراطور أو الملك، أو خضوعنا لكل ترتيب بشري من أجل الرب

.، أو خضوعنا نحن ل|ب في خوف المسيح)٣: ٥أف (

ف�ي ال�ھ�وت U يحم�ل إرادة مخالف�ة الجانب اSول أنه كابن واحد م�ع ا]ب: يخضع السيد المسيح ل|ب من جانبين

�ه��ع أبي��دة م��ل إرادة واح��نس يحم��د الج��ابن وحي��ا ك��أمور وإنم��د م��ع U كعب��ل ذات إرادة ا]ب، يخض��|ب، ب��ن . ل�وم

الجانب ا]خر، إذ حمل طبيعتنا البشرية وصار ممث� لنا، خض�ع ف�ي طاع�ة كامل�ة Sبي�ه لنحس�ب في�ه أبن�اء طاع�ة،

.تي ورثناھا عن آدم اSولوتنزع عنا طبيعة العصيان ال

فحينئ�ذ اUب�ن نفس�ه : "وقد Uحظ القديس أمبروس�يوس أن خض�وع اUب�ن Sبي�ه يتحق�ق ف�ي المس�تقبل كق�ول الرس�ول

�ل��ع ل�ه الك��ذي أخض��و ١" (سيخض�ع لل��ا؟ )٢٨: ١٥ك��ن ل�|ب حالي��ع اUب��يح [، فھ�ل U يخض��م يخض�ع المس��ل (ل�بك

لكن حينما نصير ليس أعضاء كثيرين بل روح�ا واح�دا، عندئ�ذ . ..بعد Sن أعضاؤه لم تجلب بعد للخضوع) كنيسته

.]يخضع ھو أيضا خ�ل خضوعنا نحن

Page 6: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

كأن خضوع الكنيسة كلھا حين تكتمل بأعضائھا في يوم الرب العظيم بروح واحد ھو خض�وع جس�د المس�يح ل�|ب

!خ�ل الرأس فيحسب المسيح خاضعا Sبيه فينا

ضع Sبيه منذ اSزل، قبل التجسد، لكنه إذ قبل المؤمنين به جسدا له يخضع ل�ه بمعنى آخر، السيد المسيح كرأس خا

.فينا، أو نخضع نحن ل|ب باسم ابنه ولحسابه وإمكانياته

�ى ا]ب ��ؤمنين إل��ب الم��ي يجل��ة، لك��ن الم�ئك��ل م��عا كأق��ن متواض��ار اUب��ه ص��ي، خ�ل��د اBلھ��ة التجس��و غاي��ذا ھ�ھ

: وكما يقول الرسول. يبقى عام� خ�ل أعماله الخ�صيةاSمر الذي تحقق جزئيا و. بالخضوع

ولك�ن ال�ذي وض�ع قل�ي� ع�ن الم�ئك�ة، يس�وع، ن�راه مكل�� بالمج�د . على أننا ا]ن لسنا نرى الكل بعد مخض�عا ل�ه "

".وت، لكي يذوق بنعمة هللا الموت Sجل كل واحد والكرامة، من أجل ألم الم

: ويعلق القديس يوحنا الذھبي الفم على العبارة الرسولية السابقة، قائ�

.]إن كان يجب أن تخضع كل اSشياء له، لكنھا لم تخضع بعد، ف� تحزن وU تضطرب[

حق�ا لق�د م�ات ع�ن . يس Sجل المؤمنين فق�ط، وإنم�ا م�ن أج�ل الع�الم كل�هيذوق بنعمة هللا الموت Sجل كل واحد، ول[

!]الجميع، ولكن ماذا إن كان ليس الجميع قد آمنوا؟ لقد تمم ما ھو من جانبه

، كما لو كان بالحقيقة يتذوق الم�وت حي�ث قض�ي في�ه "يموت"، ولم يقل "يذوق الموت Sجل كل واحد : "قال بحق[

أما علة تذوقه الموت Sجل كل واحد منا فھو دخوله إلى الموت قدام كل واح�د من�ا حت�ى U .] زمانا قصيرا حتى قام

كما أن الطبيب وھ�و ف�ي غي�ر حاج�ة إل�ى ت�ذوق الطع�ام المع�د : [يقول القديس يوحنا الذھبي الفم. نرھب الموت بعد

�ة، ھك�ذا ك�ان ك�ل الن�اس يھ�ابون للمريض، لكنه من أجل اھتمامه بالمريض يتذوقه أوU ليحثه على التن�اول من�ه بثق

رئ�يس ھ�ذا الع�الم : "بنفسه، وإن كان ليس في حاجة إليه، إذ يق�ول) السيد(الموت، فلكي يشجعھم ضد الموت تذوقه

).]٣٠: ١٤يو " (يأتي، وليس له في شيء

لسيد تواضع عن الم�ئكة قاب� قائ� أن ا "وضع قلي� عن الم�ئكة ": ھذا وقد علق القديس نفسه على قول الرسول

للموت لكنه تواضع قلي�، أي لمدة ث�ثة أيام حيث قام معلنا مجده، أما نحن فق�د س�قطنا تح�ت س�لطان الم�وت زمان�ا

.طوي� بسبب الخطية حتى جاء من أقامنا منه

:بعد أن تحدث عن دور اUبن في خ�صنا خ�ل تجسده وآUمه أوضح دور ا]ب، قائ�

، وھlو آت بأبنlاء كثيlرين إلlى المجlد، أن " lل رئlيس خ�صllھم Oنlه Yق بlذاك الlذي مlن أجلlه الكlل وبlه الكlل يكم

]. ١٠[ "باYQم

ق بحب�ه للبش�رية، مق�دما ابن�ه إنه يعمل ما يلي: [وللقديس يوحنا الذھبي الفم تعليق رائع على ھذه العبارة، حيث يقول

إن�ه رئ�يس خ�ص�ھم، أي عل�ة . البكر أكثر مجدا من الجميع، إذ يعلنه كمثال ل|خرين، كمجاھ�د ش�ريف يف�وق الك�ل

Page 7: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

انظر كي�ف ... أما نحن فنخلص) ا]خرين(Uحظ الفارق بينه وبيننا، فھو ابن ونحن أبناء لكن ھو يخلص . خ�صھم

.]وھو آت بأبناء كثيرين إلى المجد: يفصل بينه وبيننا، قائ�

إن كان اUبن الوحيد الجنس قد وضع قلي� ع�ن الم�ئك�ة لك�ي يكل�ل بالمج�د والكرام�ة خ��ل خ��ص ك�ل واح�د من�ا

بآUمه المخلصة، فإن ھذا العمل U يخص اUبن وحده، بل ھ�و عم�ل ا]ب أيض�ا ال�ذي ق�دم لن�ا ابن�ه كقائ�د خ�ص�نا،

تى الموت ليحقق خ�صنا ويھبنا في ابنه البنوة له، وكأن ا]ب يعمل فينا ب�آUم ابن�ه لنتمت�ع بمج�د باذU إياه با]Uم ح

.البنوة له

، ف�إن تجدي�د خلقتن�ا "به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مم�ا ك�ان"بمعنى آخر إن كان ا]ب قد أوجدنا بابنه، إذ

يق�ارن الق�ديس يوحن�ا ال�ذھبي الف�م ب�ين . أيض�ا خ��ل آUم�ه وخ�صنا من اBنسان العتيق الفاسد اBيمان حقق�ه بابن�ه

لق�د ... الخ��ص وعلت�ه Perfectingا]Uم ھ�ي تكمي�ل : [العمل اBلھي في الخلقة والعمل اBلھي في تجديدنا، قائ�

�دم��ن الع��الم م��ه للع��ن خلقت��ر م��م بكثي��ذا أعظ��ل ا]Uم وھ��د ليحتم��ل الجس��ل ح. قب��ن قبي��و م��ة ھ��ل الخلق��ا إن عم��ه حق�ب

ليظھlر ": لھو أعظم من ذلك بكثير، ھذا ما أش�ار إلي�ه الرس�ول بقول�ه) الخ�ص بآUمه(المترفق، لكن العمل ا]خر

أف ( "في الدھور اQتية غني نعمته الفائق لص�حه، أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات فlي المسlيح يسlوع

٦، ٧: ٢[.(

إلى ا]Uم من أجل خ�صنا، والدخول بنا إل�ى ملكوت�ه، ليتمج�د فين�ا نعود إلى تواضع اUبن بقبوله التجسد، ودخوله

وننعم نحن بشركة أمجاده، أما السبب الثاني لتجسده أو تواضعه قل�ي� ع�ن الم�ئك�ة فھ�و ص�يرورته أخ�ا بك�را لن�ا،

:رسول، قائ� لھذا يكمل ال. يحل في وسطنا بكوننا إخوته اSصاغر، فنلتحم به بكونه القدوس لنصير فيه مقدسين

س والمقدسين جميعھم من واحد،" Oن المقد

فلھذا السبب Y يستحي أن يدعوھم إخوة،

].١٢-١١[" أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك : قائ�

، مكرما إياھم واھبا إياھم )المؤمنين والسيد المسيح(انظر أيضا كيف جلبھم معا : [لفميقول القديس يوحنا الذھبي ا

.]لكن ھو يقدس وھم يتقدسون، عظيم ھو الفارق بينھم... راحة، إذ يجعلھم إخوة المسيح

�اھم إمكان��ا إي��م، واھب��اSخوة لھ��ف ب��ا التح��د إنم��ف بالجس��ه إذ التح��وة، فإن��دعوھم إخ��تحي أن ي��ه U يس��ة إن��ه اBلھي�يات

بالتجسد اBلھي ص�رنا مش�ابھين إي�اه م�ن جھ�ة : [وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي. ليمارسوا الحياة المقدسة فيه

بھذا تقدس جسدنا الذي ك�ان ق�ب� ميت�ا ). ١٦: ١يو (الجسد، صرنا أغصانا في الكرمة، متحدين به، متمتعين بملئھا

!]لخ�ص خ�ل إخوتنا بالسيد المسيح الحامل لجسدناوفاسدا، إذ صار له حق القيامة وا

في شيء من التفصيل نقول أن اUبن الكلمة إذ صار جسدا، صار أخا بكرا لنا، U يستحي أن يدعونا إخوة ل�ه، Sن�ه

ھ�و أخ�د جس�دنا ال�ذي عل�ى ش�به جس�د الخطي�ة، لك�ن ل�م يك�ن ممكن�ا للخطي�ة أن. فيما ھو نزل إلينا إذ به يرفعنا إلي�ه

Page 8: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

ص�رنا أعض�اء ف�ي ". Sن المقدس والمقدس�ين جم�يعھم م�ن واح�د: "تقترب إليه، إنما رفعنا نحن الخطاة إلى قداسته

.جسده فنحمل العضوية في جسده المقدس، لنا شركة سماته الفائقة

لتمت�ع بمعنى آخر، تواضع السيد عن الم�ئكة، أي تجسده فتح لنا ب�اب اSخ�وة ل�ه، وص�ار لن�ا بآUم�ه وقيامت�ه ح�ق ا

بروحه الق�دوس س�اكنا فين�ا، ھ�ذا ال�ذي يأخ�ذ مم�ا للمس�يح ويخبرن�ا، أي يأخ�ذ س�ماته المقدس�ة ليس�كبھا فين�ا، لنص�ير

�ه��ين في��ر . مقدس��ة غي��راره اBلھي��درك أس��ماوي ون��ا الس��ه أبان��دوس بكون��ى ا]ب الق��رف عل��ي نتع��ل اBلھ��ذا العم�بھ

أخبlر باسlمك ": ا ين�اجي اUب�ن الوحي�د أب�اه الق�دوس، ق�ائ� بھ�ذ. فينطل�ق لس�اننا ال�داخلي بالتس�بيح والحم�د. المدركة

]. ١٢[ "إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك

�ه ��ي ابن��ع ا]ب ف��اد م��ى اBتح��دس إل��روح الق��ا ال��ث ي�دخل بن��ل حي���ل العم��ا خ���م، إنم��رد الك��يس بمج��ا ل�اBخب�ار ھن

مجرد ألفاظ ننطق بھا وإنما بتمتعنا بالعضوية الكنسية وإتحادنا بالمسيح والتسبيح ليس. فنتعرف على اUسم القدوس

كل ما في داخلنا يلھج فرحا ويترنم بالحمد لذاك الذي قدم لنا ھذا العم�ل . رأس الكنيسة يصير التسبيح طبيعة داخلية

!الخ�صي العجيب

:يكمل الرسول حديث اUبن مع ا]ب القدوس ھكذا

, كون متوك� عليه أنا أ : وأيضا"

].13[ "ھا أنا واOوYد الذين أعطانيھم هللا : وأيضا

كنائب عن البشرية وكأخ بكر للمؤمنين اتكل اUبن في طاعة ل|ب، فنحسب نحن جميعا أبناء طاع�ة x بع�د أن كن�ا

طري�ق طاع�ة اUب�ن Sبي�ه، طاع�ة الح�ب الفري�د، طاع�ة اBرادة يدخل بنا اUبن إلى حضن أبيه خ��ل . عبيدا عصاة

والعجيب أنه وھو يقدمنا Sبي�ه أبن�اء طاع�ة . الواحدة مع أبيه، اSمر الذي تعجز كل الخليقة أن تعبر إليه بدون اUبن

الجدي�دة الت�ي لن�ا له، يقدمنا أيضا كأبناء طاعة ل�بن نفسه، Sنه ما كان يمكننا أن نطيع ا]ب ما لم ندخل ف�ي الحي�اة

خ�ل ھذه الطاعة التي صارت لنا ! طاعتنا ل|ب إنما خ�ل طاعتنا ل�بن فاتح طريق الطاعة. في اUبن مطيعين له

ھlا أنlا واOوYد ": نحو اUبن، أصبح اUبن ليس أخا بكرا فحسب وإنما أبا أيضا، إذ يقول الرسول على لس�ان الس�يد

"الذين أعطانيھم هللا

.]ھنا يظھر نفسه أبا كما أظھر نفسه قب� أخا: [القديس يوحنا الذھبي الفم على ذلك، قائ� ويعلق

أخوته لنا وأبوته تعلنان شركتنا فيه لكي ننعم بالغلبة على الموت الذي ساد علينا، وذلك بقبوله الم�وت عن�ا، فبموت�ه

: أمات موتنا، يقول الرسول

" YوOلط فإذ قد تشارك اlه سlذي لlالموت، ذاك الlد بlي يبيlا، لكlذلك فيھمlا كlو أيضlترك ھlدم، اشlان د في اللحم وال

].١٤[ "الموت، أي إبليس

Page 9: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

مس�يح إذن تواضع المسيح عن الم�ئكة ھو طريق تمتعنا بملكوته اBلھي، وھو طريق خ�صنا خ�ل أخ�وة الس�يد ال

لنا وأبوته أيضا، أخيرا فإن ھذا التواضع كان الباب للدخول إلى الموت لكي يبيد س�لطان الم�وت أي إبل�يس مح�ررا

ھنا يش�ير إل�ى م�ا ھ�و عجي�ب، فق�د انھ�زم إبل�يس ب�ذات اSم�ر ال�ذي ب�ه : [وكما يقول القديس يوحنا الذھبي الفم. إيانا

�أتري�د أن ت�رى أي ! بھ�ذا ظھ�رت عظم�ة الغال�ب. ربه ب�ه المس�يحھزمنا، بالس�ح القوي ضد الع�الم أي الم�وت، ض

ويعتق أولئlك الlذين خوفlا مlن المlوت كlانوا جميعlا كlل حيlاتھم تحlت ": ص�ح عظيم جلبه الموت؟ يقول الرسول

مرعب�ا، إنم�ا ) إبل�يس أو الم�وت(ع�د بع�د ل�م ي! لماذا ترتجفون لماذا تخ�افون م�ن ص�ار ك�� ش�يء]. ١٥[ "العبودية

.]صار تحت اSقدام، محتقرا تماما

يق�ول . ھذا ھو غاية التجسد اBلھي، يحمل جسدنا لكي بموته يميت موتنا، واھبا إيانا ق�وة الخ��ص والقيام�ة اSبدي�ة

.]ا خ�صا لجميعناصار إنسانا في جسد خ�صنا، لكي يكون لديه ما يقدمه عن: [البابا أثناسيوس الرسولي

: يعلق القديس أمبروسيوس على العبارة الرسولية التي بين أيدينا قائ�

كي�ف ص�ار ش�ريكا لن�ا إU ب�اللحم، وكي�ف ! من ھو ھذا الذي يريدنا أن نشاركه في لحمه ودمه؟ إنه بالتأكيد ابن هللا[

.]مات الموتكسر قيود الموت إU بموته الجسدي؟ فإن احتمال المسيح للموت أ

كنا جميعا تحت العبودية، ليس منا من ل�ه س�لطان أن ي�دوس عل�ى الم�وت وU أن يتح�رر م�ن أس�ر إبل�يس، ل�ذا ج�اء

حطم حكم الموت علينا ومزقه، . القادر وحده أن يدخل إلى طريق الموت ويقوم، فيقيمنا معه متحررين من العبودية

لقيامة المجيدة كحياة نعيشھا كل يوم حت�ى نلتق�ي مع�ه ف�ي ي�وم القيام�ة وأفسد سلطان إبليس علينا، واھبا إيانا حرية ا

.اSخير

إنه يقول عنه أنه أباد الذي ل�ه ! أي قيامة الرب... ليتنا U ننسى ما قد سلمه بولس: [يقول البابا أثناسيوس الرسولي

ة، منحن�ا الف�رح ع�وض ح�ل رباط�ات الم�وت، ووھبن�ا البرك�ة ع�وض اللعن�. سلطان الموت أي إبليس، وأقامنا مع�ه

.] الحزن، وقدم لنا العيد عوض النوح، أعطانا فرح عيد القيامة المقدس، العيد الدائم في قلوبنا لنفرح به على ال�دوام

ال�ذي ك�ان ض�دنا وذل�ك بذبيح�ة جس�ده، واھب�ا إيان�ا بداي�ة ) الحكم(وضع نھاية للناموس : [كما يقول في موضع آخر

لقد أظھر أيضا أنه ليس فق�ط : [كما يقول القديس يوحنا الذھبي الفم.] ة التي منحھا لناجديدة للحياة على رجاء القيام

فم�ن U يخ�اف الم�وت . أبطل الموت وإنما صار إبليس بھذا ك� ش�يء، ھ�ذا ال�ذي ك�ان ف�ي ح�رب ب�� ھ�وادة ض�دنا

U يبالي . رية من الجميعمن U يخاف أحدا وU يرتعب يكون فوق الكل، أكثر ح... يصير خارج دائرة طغيان إبليس

ھك�ذا، ... متى وجد إبليس نفسا كھذه U يقدر أن يقيم فيھا عم�� م�ن أعمال�ه. فباSولى U يھاب شيئا) الزمنية(بحياته

.]فإنه بنزع طغيان الموت عنا تكون لنا النصرة على قوة إبليس

Page 10: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

إب�راھيم حس�ب الجس�د، ص�ار أخ�ا بك�را مرة أخرى بالتجسد اBلھي، إذ تواضع اUبن ع�ن الم�ئك�ة ص�ار م�ن نس�ل

مشابھا لنا في كل شيء، حتى فيما ھو مجرب يقدر أن يعين المجربين، وكأن�ه ص�ار كواح�د من�ا يش�عر بإحساس�اتنا

:يقول الرسول. ويشفع فينا لدى أبيه

Oنه حقا ليس يمسك الم�ئكة،"

. بل يمسك نسل إبراھيم

ن ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، م

لكي يكون رحيما،

حتى يكفر خطايا الشعب . ورئيس كھنة أمينا في ما _

با يقدر أن يعين المجر ].18-١٦[ "بين Oنه في ما ھو قد تألم مجر

.]لم يأخذ طبيعة الم�ك بل طبيعة اBنسان: [يفسر القديس يوحنا الذھبي الفم ھذه العبارة، قائ�

؟ Sن طبيعة اBنسان كانت ھاربة منه بعيدا U تريد اUلتقاء به، فاقتفى أثرھا وأمسك بھا "يمسك"لماذا قال الرسول

وكما يق�ول الق�ديس يوحن�ا . إذ حمل ناسوتنا فيه ليعطيه إمكانيات جديدة في محبته ورعايته أمسك بطبيعتنا! بتجسده

إنن�ي أرى . من جھتي فإني إذ أفكر في ھذا أدھش، وأتخيل أمورا عظيمة بخص�وص الج�نس البش�ري: [الذھبي الفم

.]عطايا عظيمة وسامية، وأن x غيرة عظيمة لحساب طبيعتنا

دخل إلى ا]Uم مجربا لكي يقدر أن يعين . رنا من خطايانا بذبيحة الصليبتقدم إلينا كرئيس كھنة أمين قادر أن يحر

يق�ول الق�ديس يوحن�ا . عالج آUمنا وتجاربنا U بانتزاعھا عنا وإنم�ا بحمل�ه إياھ�ا ومش�اركتنا وس�ط آUمن�ا. المجربين

تألم كثيرا، لذا يعرف . ا قد جربإنه U يجھل آUمنا، بل يعرفھا ليس فقط بكونه هللا، وإنما بكونه إنسان : [الذھبي الفم

لھ�ذا يبس�ط ... يعرف ما ھي ا]Uم، وما ھي التجربة، ليس بأقل منا نح�ن المت�ألمين، إذ ت�ألم ھ�و أيض�ا... كيف يحنو

حقا إنه لم يأخذ طبيعة الم�ئكة ب�ل طبيع�ة نس�ل : [وأيضا يقول البابا أثناسيوس الرسولي.] يده بغيرة عظيمة ويحنو

ذلك Uق به أن يشبه إخوته في كل ش�يء، لك�ي يك�ون رحيم�ا ورئ�يس كھن�ة أمين�ا فيم�ا يخ�ص هللا، محقق�ا إبراھيم، ل

فإنه في ھذا تألم بكون�ه مجرب�ا يق�در أن يع�ين المج�ربين، لھ�ذا فلت�حظ�وا أيھ�ا اBخ�وة . مصالحة عن خطايا الشعب

.]، الذي كان أمينا للذي أقامهالقديسين، شركاء الدعوة اBلھية رسول اعترافنا ورئيس كھنته يسوع

في إيجاز يمكننا أن نقول بأن التجس�د اBلھ�ي، حي�ث ب�ه تواض�ع اUب�ن قل�ي� ع�ن الم�ئك�ة، حق�ق م�ا ل�م يك�ن ممكن�ا

:للخليقة السماوية تحقيقه، أU وھو

.فتح باب الملكوت، فخضع الكل لrب في ابنه. أ

.قديسين وھب البشرية إتحادا مع القدوس، فصاروا فيه. ب

.حسبنا إخوة له، يخبرنا عن اسم أبيه، ونمارس حياة التسبيح وسط الكنيسة المقدسة. ج

Page 11: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

.صار أبا يقدمنا أبناء للطاعة لدى أبيه. د

.حطم بموته موتنا، وحررنا من سلطان إبليس. ه

.تفيما ھو مجرب يقدر أن يشفع في المجربين، فيتقدم عنا كرئيس كھنة وذبيحة في نفس الوق. و

+ + +

Page 12: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

33 – 21: 10اOبركسيس من أعمال

فنزل بطرس الى الرجال الذين ارسلوا اليه من قبل كرنيليوس و قال ھا انا الذي تطلبونه ما ھو السبب الذي 21 حضرتم Yجله

ي اليه بم�ك فقالوا ان كرنيليوس قائد مئة رج� بارا و خائف هللا و مشھودا له من كل امة اليھود اوح 22 مقدس ان يستدعيك الى بيته و يسمع منك ك�ما

فدعاھم الى داخل و اضافھم ثم في الغد خرج بطرس معھم و اناس من اYخوة الذين من يافا رافقوه 23 و في الغد دخلوا قيصرية و اما كرنيليوس فكان ينتظرھم و قد دعا انسباءه و اصدقاءه اYقربين 24 تقبله كرنيليوس و سجد واقعا على قدميهو لما دخل بطرس اس 25 فاقامه بطرس قائ� قم انا ايضا انسان 26 ثم دخل و ھو يتكلم معه و وجد كثيرين مجتمعين 27فقال لھم انتم تعلمون كيف ھو محرم على رجل يھودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه و اما انا فقد 28

دنس او نجس اراني هللا ان Y اقول عن انسان ما انه فلذلك جئت من دون مناقضة اذ استدعيتموني فاستخبركم Yي سبب استدعيتموني 29فقال كرنيليوس منذ اربعة ايام الى ھذه الساعة كنت صائما و في الساعة التاسعة كنت اصلي في بيتي و اذا 30

رجل قد وقف امامي بلباس Yمع ك امام هللاو قال يا كرنيليوس سمعت ص�تك و ذكرت صدقات 31فارسل الى يافا و استدع سمعان الملقب بطرس انه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر فھو متى جاء 32

يكلمكفارسلت اليك حاY و انت فعلت حسنا اذ جئت و اYن نحن جميعا حاضرون امام هللا لنسمع جميع ما امرك به 33 هللا

ا إليه من قبل كرنيليوس، فنزل بطرس إلى الرجال الذين أرسلو"

ھا أنا الذي تطلبونه،: وقال

]21[ "ما ھو السبب الذي حضرتم Oجله؟

لم يسمع أحد طرقات الرجال، ولعلھم لم يطرقوا الباب نھائيا فق�د ن�زل إل�يھم الق�ديس بط�رس بن�اء عل�ي أم�ر ال�روح

صدھم انكشف له لغز الرؤيا، وأدرك أن ربما نزل من السلم الخارجي من السطح إلى الباب، وإذ أخبروه بق. القدس

.هللا يدعوه لرسالة يتممھا خارج دائرة اليھود، أسمى من البحث في طعام طاھر أو غير طاھر

.استقبلھم القديس بطرس ھم ورسالتھم، واستفسر منھم عن سبب مجيئھم الذي أخفاه عنه الروح القدس لسمعه منھم

ھذه ھي الطريق�ة الت�ي ". أنا قد أرسلتھم، فنزل بطرس: "بل قال" الرؤيالھذا السبب أظھرت لك : "لم يقل الروح +

يكفي أن يتأكد تماما بأن اSمر صادر م�ن ال�روح، وعلي�ه أن ي�ؤمن . بھا يجب أن يطاع الروح دون طلب المسببات

Uبھذا، ليس إ.

القديس يوحنا الذھبي الفم

فقالوا أن كرنيليوس قائد مئة،"

Page 13: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

،رج� بارا وخائف هللا

ومشھودا له من كل أمة اليھود،

أوحى إليه بم�ك مقدس أن يستدعيك إلى بيته،

]22[". ويسمع منك ك�ما

قدموا له شخصية قائد المئة كرجل بار يخاف هللا، ومع كون�ه ل�يس يھودي�ا تش�ھد ل�ه ك�ل أم�ة اليھ�ود ع�ن تق�واه، ب�ل

يس�تدعي الق�ديس بط�رس، وأن�ه ا]ن مس�تعد أن يس�مع للق�ديس وتشھد له السماء حيث بعثت إلي�ه م�ك�ا مقدس�ا لك�ي

.ويتعلم منه

فدعاھم إلى داخل وأضافھم،"

ثم في الغد خرج بطرس معھم،

]23[ ".وأناس من اEخوة الذين من يافا رافقوه

ساعات، لكي ما يذھب ٦استضافھم القديس بطرس كمن ھو صاحب البيت، وقضوا معه اليوم بعد سفر دام حوالي

استضافھم مع أنھم أمميون ولم يستنكف م�ن أن يأك�ل معھ�م، وك�ان م�ن بي�نھم خادم�ان وك�ان . عھم في اليوم التاليم

.لقد بدأ يدرك ما وراء الرؤيا التي شاھدھا. الثالث جنديا

ك لك�ن ب�� ش�. لم نسمع عن معارضة أبداھا رب البيت، وU الجماعة التي كانت تجتمع معا ھناك بكونھا كنيسة يافا

كان هللا يعد اSذھان . وقف الكل في دھشة يسمعون ما يقوله الرجال عن كرنيليوس ورؤياه وU يفھمون ماذا يحدث

.مع القلوب لقبول انفتاح باب اBيمان ل�مم تدريجيا

، )12: 11أع (مسيحيين م�ن ياف�ا 6انطلق في اليوم التالي، بعد أن قضى معھم ليلة، إلى قيصرية وكان في رفقتھم

وإذ كان لھذه الرحلة أھميتھا الخاصة أمام التاريخ ك�ان . فقد كان من عادة الرسل أن يكون معھم رفقاء في رح�تھم

.U بد من أن يشھد ھذا الحدث بعض المؤمنين ليعلنوا اSحداث كشھود عيان

لقاء مع كرنيليوس

وفي الغد دخلوا قيصرية،"

وأما كرنيليوس فكان ينتظرھم،

]24[". سباءه وأصدقاءه اOقربينوقد دعا أن

فق�د دع�اھم . إذ قطع ھذه الرحلة غالبا على قدميه دخل بيت كرنيليوس ليجده ھ�و وأس�رته وأقرب�اءه يترقب�ون مجيئ�ه

.كرنيليوس ليتمتعوا معه بالبركات اBلھية التي كان يتوقعھا بناء على حديث الم�ك معه

.توجد البركات، يھتم بأصدقائه المقربين ليكونوا شركاء معه فيھاھذا ھو دور الصديق، دور التقي، فإنه حيث +

Page 14: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

القديس يوحنا الذھبي الفم

ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس،"

]25[". وسجد واقعا على قدميه

تطلع إلي�ه كرنيلي�وس كس�فير x، ل�ذلك س�جد عن�د قدمي�ه، فق�د اعت�ادوا ف�ي الش�رق ق�ديما الس�جود عن�د أق�دام المل�وك

.ولعله ظن في بطرس أن ال�ھوت قد تجسد أو أنه المسيا الذي يترقبه اليھود. الكرامة العظيمة وأصحاب

.فعل ھذا ليعلم ا]خرين، ويعبر عن شكره x، ويظھر تواضعه +

القديس يوحنا الذھبي الفم

:فأقامه بطرس قائ� "

]26[". قم أنا أيضا إنسان

���اء رأس��و انحن��يش ھ��د الج��ه قائ��ا يقدم��ى م��هأقص��واء كرامت��ل ل��وره الحام��ان إمبراط��ن أھ��ب كم��ن . ه وإU يحس�لك

فأس�رع . كرنيليوس انحنى حتى السجود إلى اSرض، وإن كان قد اختلط في ذھنه، فلم يميز ب�ين الراس�ل والمرس�ل

رف�ض الق�ديس بط�رس مث�ل ھ�ذه التك�ريم، . القديس، وأقامه ليسجد الكل بالروح والحق لمن له حق السجود والعبادة

: 19رؤ (U يحتم�ل اBنس�ان المق�دس وU الم��ك أن يتقب�ل س�جودا للعب�ادة . ك احتضنه بيديه، ورفعه كصديق ل�هلذل

: كأنه يقول ل�ه. إنه إناء خزفي يحمل في داخله الكنز السماوي. لقد أوضح لقائد المئة أنه أيضا إنسان). 9: 22؛ 10

.ق بي قبول تكريم كھذاأنا في ذاتي لست بشيء، إني مثلك إنسان مجرد، U يلي

.أU ترون أنه قبل كل شيء يعلمنا الرسل ھذا الدرس أU نظن فيھم أنھم شيء عظيم +

القديس يوحنا الذھبي الفم

◌ه + . U يعبد المخلوق مخلوقا آخر، بل يعبد العبد الرب، والمخلوق الل

]. 26[ "أنا أيضا إنسان": لذا عندما أراد كرنيليوس أن يسجد لبطرس منعه الرسول بطرس قائ�

أنظ�ر U تفع�ل ف�إني عب�د مع�ك، وم�ع إخوت�ك : "وعندما أراد يوحنا أن يس�جد للمل�ك ف�ي الرؤي�ا منع�ه الم��ك، ق�ائ�

). 9: 22رؤ " (اسجد x . اSنبياء، ومع الذين يحفظون أقوال ھذا الكتاب

فھم جميع�ا . ا بالرغم من أنھم يفوقون غيرھم في المجدوقد عرف الم�ئكة أنفسھم ھذ. لذلك فالسجود يكون x وحده

.مخلوقات، وليسوا من الذين يسجدون لھم، بل ھم من بين الذين يسجدون للرب

البابا أثناسيوس الرسولي

ثم دخل وھو يتكلم معه،"

]27[ ".ووجد كثيرين مجتمعين

Page 15: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

وإذ رآه الق�ديس . ضوره، واستعداده ل�ستماع إلي�هلعله التقى به عند الباب، فقد خرج إليه يعبر عن فرحه الشديد بح

فوجئ القديس بكثرة عدد الحاضرين، اSم�ر ال�ذي ل�م يك�ن . بطرس وقفا لحظات يتحدثان، ثم انطلقا معا إلى الداخل

يتوقعه، فقد عمل الروح القدس في قلب كرنيليوس حت�ى قب�ل قبول�ه اBيم�ان لك�ي يجت�ذب الكثي�رين، ليس�معوا مع�ه،

.بما دعته السماء إليهويتمتعوا

: فقال لھم"

م على رجل يھودي، أنتم تعلمون كيف ھو محر

أن يلتصق بأحد أجنبي، أو يأتي إليه،

]28[ ".وأما أنا فقد أراني هللا أن Y أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس

؛ U18 :24- 30 (المحيط�ة بھ�م لقد منعت الشريعة اليھودية من الدخول في ع�قات زوجية أو معاھدات مع اSمم

�ث ��ز 12-3: 7ت��ات )12-11: 9؛ ع��م أو الع�ق��داقة معھ��ات الص��ن ع�ق��ى ع��اع حت��ود باUمتن��رھا اليھ��د فس�، وق

.التجارية

حدثھم الرسول عن الرؤي�ا الت�ي ش�اھدھا كي�ف أراد هللا أن يزي�ل الحج�اب الح�اجز ب�ين اليھ�ود واSممي�ين ب�الكرازة

حسب القديس بطرس أنه يلزم ان يكشف لھ�م أن تغيي�ر نظرت�ه لھ�ذا اSم�ر ل�م يك�ن م�ن .بإنجيل الخ�ص للعالم كله

.فكره الخاص بل بدعوة إلھية

ھك�ذا . بدأ حديثه بالكشف عن مراحم هللا الغنية لكل البشرية، وأن ما حدث من غنى نعمة هللا، U فضل لبط�رس في�ه

.تحدث بروح التواضع، ما يفعله إنما بكونه أداة في يد هللا

أراني هللا أن U أقول ع�ن إنس�ان م�ا أن�ه دن�س أو "تعلم القديس بطرس مبدأ إلھي كان يصعب جدا عليه قبوله، وھو

ھكذا يعترف القديس بطرس أنه قد جاء بناء على إع�ن إلھي، حاسبا تلك اللحظات ھي ب�دء افتت�اح طري�ق ". نجس

.ود بالوعود اBلھيةاBيمان ل�مم، كي يتمتعوا على قدم المساواة مع اليھ

.كان الذين مع القديس بطرس يشكون إن كان يمكنه أن يعمد الغرل +

القديس أغسطينوس

فلذلك جئت من دون مناقضة إذ استدعيتموني،"

]29[ ".فاستخبركم Oي سبب استدعيتموني

بط�رس كغي�ره م�ن الرس�ل حتم�ا ك�ان قل�ب الق�ديس . جاء إليھم دون مقاومة أو تردد، وأنه مستعد لتقديم كل مساعدة

��يشتھي خ�ص العالم كل�ه، لك�ن ك�ان يص�عب علي�ه اUلتص�اق ب�اSمم، حت�ى ق�دمت ل�ه الس�ماء تص�ريحا بالعم�ل ب

ولعل الرسل في البداية ظنوا أن تحقيق ما أمرھم به السيد المسيح أن يكرزوا للخليقة كلھ�ا يتحق�ق . تخوف وU تردد

Page 16: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

بطوا بحرف الناموس، لكن ا]ن أدرك القديس أن الباب مفتوح دون حاجة إلى بعدما يدخل اSمم إلى اليھودية، ويرت

ا]ن فمن جانب الرسول صار من حقه أن يعلن الحق، فماذا من جانبھم ھم، لماذا استدعوه؟. ذلك

حقا لق�د ض�يقت الش�ريعة عل�ى اليھ�ودي ف�ي تعامل�ه م�ع اSمم�ي، Sن عب�ادة اSم�م ل�وث�ان وممارس�تھم للرجاس�ات

Sؤمنينوا�أم�ا ا]ن وق�د ح�ل ال�روح الق�دس عل�ى الكنيس�ة، . مور المخل�ة باSخ�قي�ات، كان�ت تمث�ل خط�را عل�ى الم

فصار واجبھا الشھادة للسيد المسيح أمام اSم�م حت�ى ينض�م الك�ل إل�ى ال�رأس، كأعض�اء ف�ي جس�ده الواح�د، ل�م تع�د

ن كل خطية، وذراعاه مبسوطتان لتضم ك�ل الكنيسة تخشى النجاسات والرجاسات، Sن دم المسيح قادر أن يطھر م

.اSمم معا بروح الحب والوحدة في حياة مقدسة طاھرة

:فقال كرنيليوس"

منذ أربعة أيام إلى ھذه الساعة كنت صائما،

وفي الساعة التاسعة كنت أصلي في بيتي،

]30. ["وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس Yمع

.من اSسبوع، وليس منذ أربعة أيام" منذ اليوم الرابع"لنص ھو يرى القديس يوحنا الذھبي الفم أن ا

يا كرنيليوس،: وقال"

سمعت ص�تك،

]31[ ".وذكرت صدقاتك أمام هللا

ھناك أنقذ العط�اء م�ن الم�وت المؤق�ت، وھن�ا . وھنا) ٩أصحاح (انظروا عظمة فضيلة العطاء في المقال السابق +

. اءمن الموت اSبدي، وفتح أبواب السم

ھكذا ھو العطاء، بجانب ھذا الينبوع U تجد شجر الس�نديان والص�نوبر والس�رو، ب�ل نبات�ات أخ�رى تختل�ف ع�ن +

الص�داقة م�ع هللا، م�ديح الن�اس، مج�د x، مس�رة للجمي�ع، مح�و : ھذه، أفضل منھا بكثير لھا مكانتھ�ا الفاض�لة، وھ�ي

فإنه ليس شيء اعت�اد أن يرت�وي . الذي يروي نبات الحب ھذا ھو الينبوع. للخطايا، دالة عظيمة واستخفاف بالثروة

��ھ�ذا الينب�وع أفض�ل م�ن ذاك . به الحب مثل أن يكون الشخص رحيما، يجع�ل ف�روع ش�جرة الح�ب ترتف�ع إل�ى الع

، فإن�ه ل�يس ب�الينبوع ال�ذي ينقس�م إل�ى أربع�ة رؤوس، ب�ل يص�عد إل�ى الس�ماء )١٠: ٢ت�ك (الذي كان ف�ي الف�ردوس

).١٤: ٤يو (ذلك النھر الذي ينبع إلى حياة أبدية إنه يلد . عينھا

القديس يوحنا الذھبي الفم

، وواضح من الكتاب المقدس أنه قد تبرر + .كرنيليوس اSممي الذي لم يتھود قبل عطية هللا

أمبروسياستر

فأرسل إلى يافا، واستدعي سمعان الملقب بطرس،"

Page 17: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

البحر،إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند

]32[". فھو متى جاء يكلمك

"،Yفأرسلت إليك حا

وأنت فعلت حسنا إذ جئت،

واQن نحن جميعا حاضرون أمام هللا

]33[ ".لنسمع جميع ما أمرك به هللا

بدأ أول اجتماع لكنيسة اSمم في قيصرية بقي�ادة قائ�د مئ�ة روم�اني م�ع ك�ل بيت�ه وأص�دقائه ليس�مع الك�ل م�ا أم�ر ب�ه

.على لسان القديس بطرس، ويتمتعوا باBيمان ونوال المعموديةالرب

.والعجيب لم يقتحم الرسل اSمم ليكرزوا لھم، بل اقتحم اSمم الرسل، وطلبوا أحدھم ليأتي إليھم ويبشرھم

لقد سبق فطلب السيد المسيح أن يشھدوا له بين اSمم، إذ تأخر الرس�ل ع�اتبھم اSم�م عل�ى ت�أخيرھم، وحث�وھم عل�ى

ا]ن نحن جميعا حاضرون أمام هللا لنسمع جميع ما أم�رك ب�ه : "إتمام رسالتھم، إذ يقول قائد المئة باسم جميع اSمم

.، وكأنه يعاتب الرسل بطريقة مھذبة عن تأخيرھم في الكرازة لھم، وإغفالھم حقھم في التمتع بالوعود اBلھية"هللا

+ + +

38 – 26: 1إنجيل القداس من لوقا

و في الشھر السادس ارسل جبرائيل الم�ك من هللا الى مدينة من الجليل اسمھا ناصرة 26 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم 27 فدخل اليھا الم�ك و قال س�م لك ايتھا المنعم عليھا الرب معك مباركة انت في النساء 28 اضطربت من ك�مه و فكرت ما عسى ان تكون ھذه التحيةفلما راته 29 فقال لھا الم�ك Y تخافي يا مريم Yنك قد وجدت نعمة عند هللا 30 و ھا انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع 31 ھذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب اYله كرسي داود ابيه 32 اYبد و Y يكون لملكه نھايةو يملك على بيت يعقوب الى 33 فقالت مريم للم�ك كيف يكون ھذا و انا لست اعرف رج� 34فاجاب الم�ك و قال لھا الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى 35

ابن هللا الشھر السادس لتلك المدعوة عاقراو ھوذا اليصابات نسيبتك ھي ايضا حبلى بابن في شيخوختھا و ھذا ھو 36 Yنه ليس شيء غير ممكن لدى هللا 37 فقالت مريم ھوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندھا الم�ك 38

البشارة بالتجسد اEلھي

وفي الشھر السادس أرسل جبرائيل الم�ك من هللا "

إلى مدينة من الجليل اسمھا ناصرة،

Page 18: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

لرجل من بيت داود اسمه يوسف إلى عذراء مخطوبة

]. 27-26[..." واسم العذراء مريم

Yريم، :أو��ر القديس�ة م منذ خمسة أشھر سبق فبشر الم�ك زكريا الكاھن، وا]ن مع بداية الشھر الس�ادس ج�اء يبش

�ت داخ�ل الھيك�ل أثن�اء العب�ادة الجما. لكن ش�تان ب�ين البش�ارتين عي�ة، رافقھ�ا زكري�ا أم�ام حق�ا إن البش�ارة اSول�ى تم

الجميع وتحدث عنھا الكھنة، إذ تمت مع زميلھم الكاھن، لكن كانت بشارة بمي�د أعظم مواليد النساء يوحنا الس�ابق

خادم الكلمة؛ أما البشارة الثانية فتمت في بيت مجھول في قرية فقيرة بطريقة سرية لم يلمس�ھا حت�ى ص�احب البي�ت

لقد أخلى اUبن ذاته، حتى في البشارة به لم تتم ب�ه ب�ين ! ، وقد كانت بشارة بتجسد الكلمة ذاته"اريوسف النج"نفسه

. كھنة، وU في داخل الھيكل، وU على مستوى الجماعة، إنما تمت مع فتاة فقيرة في مكان بسيط

مخطوبة؟ لماذا لم يرسل إلى عذراء غير ،"عذراء مخطوبة لرجل"أرسل الم�ك إلى :ثانيا

يجيب الع�مة أوريجينوس بأن وجود الخاط�ب أو رج�ل م�ريم ين�زع ك�ل ش�ك م�ن جھتھ�ا عن�دما تظھ�ر ع�م�ات . أ

ولق�د وص�فھا الكت�اب بص�فتين ف�ي آن . ربم�ا لك�ي U يظ�ن أنھ�ا زاني�ة: [ويقول القديس أمبروسيوسالحمل عليھا،

�ا ق�د يش�وب س�معتھا، فانتف�اخ فھي عذراء Sنھا لم تعرف رج� . واحد، أنھا زوجة وعذراء ، وزوجة حتى تحفظ مم

ھذا وق�د اخت�ار ال�رب أن يش�ك ال�بعض ف�ي نس�به الحقيق�ي ع�ن أن ). في نظر الناس(بطنھا يشير إلى فقدان البتولية

وا في طھارة والدته .]لم يجد داعيا للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته... يشك

".امرأة يوسف"ليا في كل شيء ماخ� الع�قات الجسدية، لھذا دعيت القديسة مريم كانت الخطبة تعادل الزواج حا

يرى الع�مة أوريجينوس نق� عن القديس أغناطيوس أن وجود يوسف يشكك الشيطان في أمر المولود ويربكه . ب

ن�اك س�بب آخ�ر U يمك�ن إغفال�ه ھ: [وقد قدم لنا الق�ديس أمبروس�يوس ذات الفك�ر ح�ين ق�ال. من جھة التجسد اBلھي

وھو أن رئيس ھذا العالم لم يكتشف بتولي�ة الع�ذراء، فھ�و إذ رآھ�ا م�ع رجلھ�ا ل�م يش�ك ف�ي المول�ود منھ�ا، وق�د ش�اء

مت (ھذا ظھر عندما أوصى السيد ت�ميذه أU يقولوا Sحد أنه المسيح . الرب أن ينزع عن رئيس ھذا العالم معرفته

). 35: 4ل�و (وأم�ر الش�ياطين أU ت�تكلم ع�ن اب�ن هللا ) 4: 5م�ت (ن شفاھم من إظھار اس�مه ، كما منع الذي)22: 16

ب�ل ن�تكلم بحكم�ة هللا ف�ي س�ر، الحكم�ة المكتوم�ة الت�ي س�بق هللا فعينھ�ا قب�ل ال�دھور : "يؤيد م�ا ذك�ره الرس�ول أيض�ا

إذن لقد )... 8-7: 2كو 1" (ا صلبوا رب المجدلمجدنا، التي لم يعملھا أحد من عظماء ھذا الدھر، Sن لو عرفوا لم

توارى لكي ينتصر عليه، توارى عنه في التجربة، وحين كان يصرخ إليه . توارى الرب عن إبليس Sجل خ�صنا

د له حقيقة Uھوته" ابن هللا"ويلقبه وب�الرغم م�ن ت�ردد إبل�يس ح�ين . توارى الرب أيض�ا ع�ن رؤس�اء البش�ر. لم يؤك

�ال��فلإن ك: "ق��ى أس��ك إل��اطرح نفس��ن هللا ف��ت اب��ت " (ن��ه ) 6: 4م��د عرفت��اه، فق��ه إي��ى بمعرفت��د انتھ��ر ق�إU أن اSم

بنا؟": الشياطين حين ص�رخت لق�د ). 29: 8م�ت ( !"م�ا لن�ا ول�ك ي�ا يس�وع اب�ن هللا أجئ�ت إل�ى ھن�ا قب�ل الوق�ت لتع�ذ

Page 19: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

استطاع الش�يطان بمك�ر أن يكش�ف اSم�ور ... يعرفوه عرفته الشياطين إذ كانت تترقب مجيئه، أما رؤساء العالم فلم

.]المكتوبة أما الذين اقتنصتھم كرامات ھذا العالم فلم يستطيعوا أن يعرفوا أعمال هللا

ر اBنجيلي كلمة :ثالثا ھ�ذا م�ا . وكأنه أراد تأكيد عذراويتھا ليعلن أن السيد المسيح ليس من زرع بشر" عذراء"كر

ھذا الباب يكون مغلقا U يفتح، وU يدخل من�ه إنس�ان، Sن ال�رب إل�ه : "بي بقوله عن الباب الشرقيأعلنه حزقيال الن

ولذلك جاء في الطقس البيزنطي ). 3-2: 44حز " (إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا، الرئيس، الرئيس ھو يجلس فيه

.]الكلمة وحده الس�م لك، أيھا الباب الفريد الذي عبر منه: [عن السيدة العذراء

في نفس الوقت، إذ تمثل العض�و اSول ف�ي الكنيس�ة الع�ذراء ع�روس المس�يح، وكم�ا ) عروس(إنھا عذراء وزوجة

�يوس��ديس أمبروس��ول الق��ب: [يق��� عي��ي ب��روس الت��ة الع��د الكنيس��ي آن واح��ل ف��ذراء تمث��ة الع��ريم الزوج��ت م�. كان

�الزواج، فالكنيس�ة ع�روس المس�يح البت�ول، حبل�ت بن�ا ب�الروح ال��دس وول�دتنا بغي�ر أل�م، وم�ريم حبل�ت ب�الروح U ب�ق

.]وھكذا صارت تمثل كل الكنائس التي تثمر بالروح والنعمة، وإن كانت تتحد ظاھريا تحت لواء راع بشري

كما ولدت مريم ذاك الذي ھو رأسكم، ھكذا ولدتكم الكنيس�ة، Sن الكنيس�ة ھ�ي أيض�ا أم : [يقول القديس أغسطينوس

ھ�ي أم Sم�م كثي�رة ال�ذين يمثل�ون جس�دا واح�دا، . ذارء، أم في أحشاء حبنا، وع�ذراء ف�ي إيمانھ�ا غي�ر المزع�زعوع

.]وذلك على مثال العذراء أم الكثيرين وفي نفس الوقت ھي أم للواحد

ب مريم دائمة البتولية بتسابيح الفرح، التي ھي نفسھا الك: [يقول القديس كيرلس الكبير .]نيسة المقدسةلنطو

مدين�ة ف�ي ". ناص�رة"يحدد اBنجيل اسم المدينة التي جاء إليھا الم�ك ليلتق�ي بالقديس�ة الع�ذراء م�ريم، وھ�ى : رابعا

ع�اش فيھ�ا الق�ديس يوس�ف . مي� جن�وب غرب�ي طبري�ة 15مي� شمال أورشليم، و 88الجليل بشمال فلسطين، تبعد

؛ 23: 3ل�و (السيد المسيح القسط اSوفر من الث�ثين عاما اSولى في حياته فيھا والقديسة العذراء مريم، وقد قضى

؛ 31-28: 4ل�و (إذ ب�دأ رس�الته رفض�ه أھلھ�ا م�ر◌تين ). 24: 1؛ م�ر 11: 12م�ت (، فدعي بالناص�ري )9: 1مر

ذكر، فل�م ت�رد ف�ي العھ�د ، ول�م يك�ن لھ�ا أھمي�ة ت�)29: 4ل�و (تقع على تل ). 6-1: 6؛ مر 58-54: 13؛ 13: 4مت

خ اليھ�ودي يوس�يفوس لع�ل كلم�ة . القديم، وU في وثائق الدول العظم�ى قب�ل مج�يء المس�يح، وU ف�ي كتاب�ات الم�ؤر

. ولھذا السبب كثيرا ما دعي السيد المسيح بالغصن"... غصن"أو " قضيب"تعني " ناصرة"

]. 28[" لممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساءس�م لك أيتھا ا": جاءت تحية الم�ك :خامسا

الت�ي ترجم�ت " ش�يريه"لم تكن بالتحية العادية وإنما جاءت تحية فريدة، حملت كل معن�ى الف�رح، فالكلم�ة اليوناني�ة

نص�ف ا]خ�ر وال" يف�رح"مرة في الترجمة السبعينية للعھد القديم، ت�رجم نص�فھا 80ورد فعلھا حوالي " س�م"ھنا

وكأن القديسة مريم قد نال�ت باس�م الكنيس�ة كلھ�ا الت�ي . استخدم للتعبير عن فرح شعب هللا بعمل مثير يمس خ�صھم

.ھي عضو فيھا فرحا فائقا خ�ل تجسد هللا الكلمة وحلوله فيھا

: فيما يلي بعض التعليقات ل|باء على ھذه التحية الفريدة

Page 20: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

، إذ وحدھا نال�ت النعم�ة الت�ي ل�م يقتنيھ�ا أح�د آخ�ر غيرھ�ا، إذ ام�ت�ت بمواھ�ب "نعمة الممتلئة"انفردت بدعوتھا +

.النعمة

القديس أمبروسيوس

لم تكن اSعم�ال الص�الحة ھ�ي ... ھذا المي�د مطلقا ھو نعمة، فيه تم اUتحاد، اتحاد اBنسان باx، والجسد بالكلمة +

. اUستحقاق لتحقيقه

القديس أغسطينوس

التحفت بالنعمة اEلھية كثوب، +

امتyت نفسھا بالحكمة اEلھية،

في القلب تنعمت بالزيجة مع هللا،

!وتسلمت هللا في أحشائھا

اOب ثيؤدسيوس أسقف أنقرة

، وك�ان لھ�ذا التعبي�ر مفھوم�ه الخ�اص بالنس�بة لھ�ا، فق�د ذاق�ت "ال�رب مع�ك : "سمعت القديسة مريم الم�ك يقول لھا

!هللا على مستوى فريد، إذ حملت كلمة هللا في أحشائھا، وقدمت له من جسدھا ودمھا معية

ق ب�ه جبرائي�ل لم�ريم ن�زع حك�م : [وكم�ا يق�ول الع�م�ة أوريجين�وس"... مباركة أنت فlي النسlاء" الف�رح ال�ذي ب�و

ل، ھك�ذا ب�دأت البش�ارة كما بدأت الخطية ب�المرأة وبع�د ذل�ك عب�رت إل�ى الرج�[، ]الحزن الصادر من هللا ضد حواء

).]مريم واليصابات(بالنسوة

Y تخlافي يlا : فقlال لھlا الم�lك. فلما رأته اضطربت من ك�مlه وفكlرت مlا عسlى أن تكlون ھlذه التحيlة": سادسا

].30-29[ "مريم، Oنك قد وجدت نعمة عند هللا

لھا أن قدمت تحي�ة لرج�ل م�ن قب�ل، لكنھ�ا لقد اضطربت ولم تستطع أن تجاوبه، إذ لم يسبق [ :يقول القديس جيروم

.]إذ عرفته من ھو أجابته، ھذه ھي التي كانت تخاف الحديث مع رجل، صارت تتحدث مع م�ك ب� خوف

Uديد، و�سن للعب�ادة يس�لكن بحي�اء ش ھكذا يرى كثير من ا]باء أن السيدة العذراء كنموذج حي للعذارى اللواتي تكر

لكنن�ا U نس�تطيع أن . بل يقضين حياتھن في بي�وتھن أو ف�ي بي�وت الع�ذارى، U يتع�املن م�ع الرج�ال يلتقين برجال،

ننكر أن مع ما اتسمت به العذراء م�ن حي�اء ش�ديد وتك�ريس كام�ل لحس�اب ال�رب، وع�دم رغبتھ�ا ف�ي ال�زواج، كم�ا

كان�ت اBنس�انة الفعال�ة ف�ي الجماع�ة لكنھ�ا" كيف يكون ل�ي ھ�ذا وأن�ا لس�ت أع�رف رج�� : "يظھر من قولھا للم�ك

، وفعال�ة ف�ي )تجس�د الكلم�ة ف�ي أحش�ائھا(فعالة بصلواتھا وتقواھا، وفعالة أيض�ا بقبولھ�ا عطي�ة هللا الفائق�ة . المقدسة

، ورافقت السيد حتى الص�ليب، وبع�د )3: 2يو " (ليس لھم خمر"الخدمة، ففي أول معجزة للسيد المسيح طلبت منه

فالبتولية U تعني السلبية، إنما إيجابية الحب الباذل المعلن خ�ل العبادة والعمل، . عود كانت مع الت�ميذ تسندھمالص

Page 21: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

U تكرم البتولي�ة م�ن أج�ل : [لذلك يقول القديس أغسطينوس. في حدود مواھب اBنسان التي يتسلمھا من الرب نفسه

x نتسابھاU ذاتھا، وإنما [.

: جاء الوعد اEلھي للقديسة مريم على لسان الم�ك: سابعا

ينه يسوع" .وھا أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسم

ھذا يكون عظيما وابن العلي يدعى،

ويعطيه الرب اEله كرسي داود أبيه،

ويملك على بيت يعقوب إلى اOبد،

].33-31[ "وY يكون لملكه نھاية

حبل اBلھي، إذ تجسد ابن العلي فيھا، ھذا ال�ذي ترقب�ه رج�ال العھ�د الق�ديم كمل�ك يجل�س تمتعت القديسة مريم بھذا ال

".يھوه خ�صي"الذي يعني " يسوع"على كرسي داود ويملك أبديا، وكمخلص لذا يدعى

.ليس من يشبه والدة اBله، فإنك وأنت تسكنين اSرض صرت أما للخالق +

لحن البركة ) بارالكس(

.كان ابن هللا قد صار ابنا لداود، ف� تشك يا ابن آدم أنك تصير ابنا _ إن +

!إن كان هللا قد نزل أعماقا كھذه، فإنه لم يفعل ھذا باط�، إنما ليرفعنا لyعالي

.ولد بالجسد، لكي تولد أنت ثانية حسب الروح

.ولد من امرأة، لكي تصير أنت ابنا _

الفمالقديس يوحنا ذھبي

إذ سمعت القديسة مريم الوعد اBلھي بروح التواضع وفي إيم�ان، دھش�ت إذ ك�ان الوع�د فري�دا ل�م يس�مع ف�ي : ثامنا

: الكتب المقدسة إنسانا ناله، لھذا تساءلت

!.كيف يكون ھذا وأنا لست أعرف رج�؟"

: فأجاب الم�ك، وقال لھا

للك، الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظ

].35-34" [فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن هللا

مت�ى يك�ون : "يظھر من حديث العذراء أنھا قد نذرت البتولية، فلو أنھا كانت تود الزواج لما قالت ھكذا، بل تقول. أ

البت�ول فيھ�ا، ليق�دس لقد وضعت في قلبھا أن تك�ون بت�وU لل�رب، فح�ل . منتظرة تحقيق الوعد خ�ل الزواج!" ھذا؟

فق�د ... الي�وم تحتف�ل الكنيس�ة البت�ول ب�المي�د البت�ولي: [وكما يقول القديس أغسطينوس. فيھا بتولية الكنيسة الروحية

Page 22: قراءات 26 بؤونة - عيد الملاك غبريال

فالكنيسة وحدھا ھي الت�ي تس�تطيع . أكد السيد المسيح بتولية القلب التي يريدھا للكنيسة أوU خ�ل بتولية جسد مريم

م له ذاتھا تماماأن تكون بت .]وU فقط حين ترتبط بعريس، أU وھو ابن البتول، إذ تقد

�دت [ :يقllول القllديس أمبروسllيوس. ب��ل أب��ه، ب��ن قبول��ذرت ع���ك، وU اعت���م الم��ان بك��ريم اBيم��رفض م��م ت�ل

ي�ة إتم�ام فل�ن ت�نم ع�ن الش�ك ف�ي اSم�ر ق�ط، إنم�ا ھ�و تس�اؤل ع�ن كيف" كي�ف يك�ون ھ�ذا؟: "استعدادھا له، أما عبارة

ل�ذلك ج�اءت .] فمن حقھا أن تعرف كيف تتم الوUدة اBعجازي�ة العجيب�ة... إنھا تحاول أن تجد ح� للقضية... اSمر

الروح القدس يحل عليك، وق�وة العل�ي تظلل�ك، : "إجابة الم�ك لھا تكشف عن سر عمل هللا فيھا لتحقيق ھذه الوUدة

". ود منك يدعى ابن هللافلذلك أيضا القدوس المول

حق�ا . الروح القدس يحل عليھا لتقديسھا، روحا وجسدا، فتتھيأ لعمل ا]ب الذي يرسل ابنه في أحش�ائھا يتجس�د منھ�ا

!يا له من سر إلھي فائق فيه يعلن هللا حبه العجيب ل�نسان وتكريمه له

]. 38[ "أنا أمة الرب ليكن لي كقولكھوذا ": أما ھذا اBع�ن أحنت رأسھا بالطاعة لتقول

�ديس ���ول الق���ا يق���ل هللا، وكم���ت عم���ا قبل���ي طاعتھ���ت، وف���ول آمن���ه، والبت���اب زوجت���ي إنج���اھن ف���ا الك���ك زكري��ش

ھك�ذا .] لقد س�مت بإيمانھ�ا عل�ى الك�اھن؛ فالك�اھن أخط�أ وت�وارى، والع�ذراء قام�ت بإص��ح الخط�أ: [أمبروسيوس

.العذراء بالكلمة المتجسد أو النطق اBلھي الذي لن يصمتصمت زكريا بسبب شكه وحملت

ھ�ا ح�واء؛ اSخي�رة بعص�يانھا عق�دت يرى الق�ديس إيرين�اؤس أن طاع�ة القديس�ة م�ريم ق�د حل�ت موض�ع عص�يان أم

. اSمر، وجاءت ابنتھا تحل العقدة بالطاعة

x ة��د، إذ ل�م يك�ن ممكن�ا أن ي�تم ويرى ال�ھوتيون أنه في ھذه اللحظ�ات الت�ي ق�دمت الطاع والخض�وع قبل�ت التجس

. التجسد بغير إرادتھا وقبولھا للعمل، إذ يقدس هللا الحرية اBنسانية

إنھا تصف نفسھا أم◌ة للرب مع أنھا اختيرت أما له، فإن الوعد الذي تحقق لم يسقطھا : [يقول القديس أمبروسيوس

.] في الكبرياء

!الكبرياء بل التواضع -في الحبل به -قديس أغسطينوس أن السيد المسيح المتواضع U يعلم أمة ويقول ال

+ + +