365
إﻋﺪاد// م. ﻧﺒﻴﻞ ﺷـــﺮﻳﻒ اﻣﺮؤ اﻟﻘﯿﺲ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺠﺎھﻠﻲ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻋﺎم٥٦٠ م- ٨٠ ق. ه ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ- ١ - ھﻮ اﻣﺮؤ اﻟﻘﯿﺲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺎرث اﻷﻛﺒﺮ. وھﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻠﺔ ﻛﻨﺪة. وﻛﻨﺪة ﻗﺒﯿﻠﺔ ﯾﻤﻨﯿﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻜﻦ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﻏﺮﺑﻲ ﺣﻀﺮﻣﻮت؛ وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺤﻤﯿﺮﯾﯿﻦ. وﻓﻲ ﻋﮭﺪ ﺣﺴﺎن ﺑﻦ ﺗﺒﻊ ﻣﻠﻚ ﺣﻤﯿﺮ ﻛﺎن ﺣﺠﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺳﯿﺪ ﻛﻨﺪة ﻓﻲ ﺣﺎﺷﯿﺔ ﺣﺴﺎن. وﻗﺪ ﺑﻌﺾ ﻗﺒﺎﺋﻠﮭﺎ وداﻧﺖ ﻛﻠﮭﺎً ﻛﺜﯿﺮة ﻓﻲ ﺟﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮب، ﻓﻮﻟﻰ ﺣﺠﺮاً ﻓﺘﺢ ﺣﺴﺎن ﻓﺘﻮﺣﺎ ؛ وﻛﺎن اﻟﻠﺨﻤﯿﻮنً ﻟﺤﺠﺮ اﻟﻜﻨﺪي؛ ﻛﻤﺎ دان ﺣﺠﺮ ﺑﺎﻟﻮﻻء ﻟﺤﻤﯿﺮ، وﻧﺰل ﺣﺠﺮ ﻧﺠﺪا ﻣﻠﻮك اﻟﺤﯿﺮة ﻗﺪ ﺑﺴﻄﻮا ﻧﻔﻮذھﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼ د؛ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻼد ﺑﻜﺮ ﺑﻦ واﺋﻞ؛ ﻧﻔﻮذھﻢ وأزال اﻟﻠﺨﻤﯿﯿﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﺤﺎرب. وﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﺤﺎرث ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﺗﺴﻊ ﺳﻠﻄﺎن ﻛﻨﺪة؛ واﺗﺼﻞ اﻟﺤﺎرث ﺑﻘﺒﺎذ

أشعار الشعراء الستة الجاهليين

Embed Size (px)

Citation preview

نبيل شـــريف. م // إعداد

ه.ق ٨٠ -م ٥٦٠امرؤ القیس الشاعر الجاھلي المتوفي عام

ترجمة الشاعر

ھو امرؤ القیس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن - ١ -

وكندة قبیلة یمنیة، كانت تسكن . وھو من قبیلة كندة. معاویة بن الحارث األكبر

وفي عھد . قبل اإلسالم غربي حضرموت؛ وكانت على اتصال بالحمیریین

وقد . حسان بن تبع ملك حمیر كان حجر بن عمرو سید كندة في حاشیة حسان

فتح حسان فتوحا كثیرة في جزیرة العرب، فولى حجرا بعض قبائلھا ودانت كلھا

لحجر الكندي؛ كما دان حجر بالوالء لحمیر، ونزل حجر نجدا؛ وكان اللخمیون

د؛ وخاصة بالد بكر بن وائل؛ ملوك الحیرة قد بسطوا نفوذھم على تلك البال

.فحارب حجر اللخمیین وأزال نفوذھم

وفي عھد الحارث بن عمرو بن حجر اتسع سلطان كندة؛ واتصل الحارث بقباذ

على - وسط الجزیرة - ملك الفرس فواله الحیرة مكان اللخمیین؛ ونشر نفوذه

أبا (حجرا فولى ابنھ : كثیر من قبائل العرب؛ وفرق الملك في أبنائھ األربعة

بني أسد؛ وابنھ شرحبیل بكر بن وائل؛ وابنھ معد یكرب قبیلة قیس ) امرئ القیس

.وكنانة وابنھ سلمة قبیلتي تغلب والنمر بن قاسط

ولكن ھذا النفوذ لم یدم طویال؛ فقد عاد اللخمیون إلى نفوذھم في الحیرة وقربھم

وشرحبیل وتنكر بنو من ملك فارس؛ ودسوا الدسائس ألوالد الحارث فقتل سلمة

واستعان حجر بجند من . أسد لحجر؛ ونبذوا طاعتھ؛ وأمسكوا عن دفع األتاوة لھ

ربیعة وأعمل في بني أسد السیف؛ واستباح أموالھم؛ وحبس أسرافھم؛ ومنھم

.عبید بن األبرص الشاعر؛ ثم رق لھم وأطلق سراحھم فحقدوا علیھ واغتالوه

معد یكرب قاما ببعض غزوات على حدود وفي أخبار الرومان أن حجرا وأخاه

.المملكة البیزنطیة من أواخر القرن الخامس المیالدي

.وبموت حجر تضعضعت سلطة كندة

نشأ امرؤ القیس في بیت ملك واسع الجاه، وكان من صباح ذكیا متوقد - ٢ -

نشأ نشأت . الذھن فلما ترعرع أخذ یقول الشعر ویصور بھ عواطفھ وأحالمھ

فطرده أبوه . اللھو ویشبب بالنساء ویقول في ذلك الشعر الماجن ترف؛ یحب

وآلى أال یقیم معھ فكان یسیر في أحیاء العرب، ومعھ طائفة من شباب القبائل

األخرى؛ كطیئ وكلب، وبكر بن وائل، یجتمعون على الشراب والغناء عند

وظل كذلك . روضة أو غدیر، ویخرج ھو للصید فیصید ویطعمھم من صیده

: ، فرووا أنھ قال)قریة بالشام وقیل في الیمن(تى جاءه نعي أبیھ وھو بدمون ح

ضیعني أبي صغیرا، وحملني دمھ كبیرا، ال صحو الیوم، وال سكر غدا، الیوم "

".خمر، وغدا أمر

رحل امرؤ القیس یستنصر القبائل لألخذ بثأر أبیھ من بني أسد فاستنجد بقبیلتي

ببني أسد؛ وقتلوا منھم، واكتفت بكر وتغلب بذلك بكر وتغلب فأعانوه وأوقعوا

ولكن امرؤ القیس كان یرید التنكیل ببني أسد . وقالوا لھ قد أصبت ثأرك وتركوه

ویحاول أن یعید لنفسھ ملك أبیھ، فلم یقنعھ ما فعلت بكر وتغلب، فذھب إلى أھلھ

یرة أخذ بالیمن یستنصرھم، فأعانوه بجنود ذھب بھم إلى بني أسد، ولكن ملك الح

وظل شریدا یتنقل بین أمراء العرب .. یؤلب علیھ ویدس الدسائس لھ حتى فشل

وطلب إلیھ امرؤ القیس أن یكتب . حتى نزل أخیرا على السموءل بتیماء فأجاره

لیوصلھ إلى قیصر ملك الرومان ویمھد - أمیر الغساسنة بالشام - إلى الحارث

یة؛ یطلب المعونة منھ لیعید ملكھ المرئ القیس السبیل للسفر إلى القسطنطین

فأجاب السموءل طلبھ فأودعھ امرؤ القیس امرأتھ ودروعا لھ كان یتوارثھا ملوك

).یوستنیانوس(وكان ذلك في عھد القیصر . كندة، ورحل إلى قیصر

أن امرأ - على ما یظھر - ویرى أن القیصر أحسن وفادتھ، وكان السبب في ذلك

والفرس . في الحیرة، وأمراء الحیرة في كنف الفرس القیس كان طرید اللخمیین

أراد أن یعینھ ویجعل منھ ومن أعوانھ جیشا ) یوستنیانوس(فلعل . أعداء الروم

.ینتقم بھم من أمراء الحیرة، ویصطنعھ كما اصطنع غساسنة الشام

" قیسا "وقد ذكر بعض مؤرخي الرومان خبر رحلتھ إلى القسطنطینیة، وسموه

یس، وذكروا أن القیصر وعده بإعادة ملكھ ثم واله فلسطین، ولكن ھذا ال امرأ الق

.لم یرض امرأ القیس فقفل راجعا

ولكن مؤرخي العرب یروون أن القیصر قبل وفادتھ وضم إلیھ جیشا وفیھم

إن العرب قوم : "جماعة من أبناء الملك؛ وأن قوما من أصحاب قیصر قالوا لھ

".ید ثم یغزوك بمن بعثت معھغدر وال تأمن أن یظفر بما یر

وآخرون یروون أن بعض العرب ممن كان مع امرئ القیس ذكروا للقیصر أن

امرأ القیس قال لقومھ إنھ كان یراسل ابنتك ویواصلھا، فأرسل قیصر إلیھ حلة

ذا "مسمومة فلما لبسھا أسرع فیھ السم وسقط جلده؛ ومن أجل ھذا سمي

والظاھر أن امرأ القیس . ن القسطنطینیةومات بأنقرة وھو عائد م" القروح

.أصیب أثناء عودتھ بمرض جلدي سبب لھ قروحا

فقد روي أنھ لما خرج . كان دین امرئ القیس الوثنیة وكان غیر مخلص لھا

فاستقسم بقداحھ وھي . لألخذ بثأر أبیھ مر بصنم للعرب تعظمھ یقال لھ ذو خلصة

فعل ذلك ثالثا فجمعھا . فخرج الناھيفأجالھا . اآلمر والناھي والمتربص: ثالثة

".لو كان أبوك قتل ما عقتني: "وقال. وضرب بھا وجھ الصنم. وكسرھا

وكان امرؤ القیس یلقب بالملك الضلیل؛ وبذي القروح؛ لما أصیب بھ في مرضھ

.على ما ذكرناه

- ٣ -

ألوان من حیاة امرئ القیس

كل سنة مؤقتة فغبر ذلك كان حجر في بني أسد، وكانت لھ علیھم إتاوة في

- وحجر یومئذ بتھامة - دھرا، ثم بعث إلیھم جابیھ الذي كان یجیبھم؛ فمنعوه ذلك

.وضربوا رسلھ؛ وضرجوھم ضرجا شدیدا قبیحا

. فأتاھم وأخذ سراتھم. فبلغ ذلك حجرا، فسار إلیھم بجند من ربیعة وقبس وكنانة

إلى تھامة؛ وآلى با� أال وأباح األموال؛ وصیرھم. فجعل یقتلھم بالعصا

یساكنوھم في بلد أبدا؛ وحبس منھم عمرو بن مسعود األسدي، وكان سیدا؛

.وعبید بن األبرص الشاعر؛ فسارت بنو أسد ثالثا

: أیھا الملك اسمع مقالتي: ثم إن عبید بن األبرص قام فقال

أسد فهم أهـل الـنـدامة یا عین فابكي مـن بـنـي

عم المؤبـل والـمـدامة لحمـر والـنأهل القباب ا

سل المثقفة الـمـقـامة وذوي الجیاد الـجـرد واأل

إن فـیمـا قـلـت آمة حال أبیت الـلـعـن حـال

رب فالقصور إلى الیمامة في كـل واد بـــین یث

ح محرق أو صوت هامة تطـریب عـان أو صـیا

ـهـامةحلو على وجل ت ومنعتهـم نـجـدا فـقـد

برمت ببیضتها الحمـامة برمت بنـو أسـد كـمـا

نشم وآخر مـن ثـمـامة جعلت لهـا عـودین مـن

وا أو قتلت فـال مـالمة إمـا تـركـت عـــف

وهم العبید إلى الـقـیامة أنت المـلـیك عـلـیهـم

ذل األشیقر ذو الخـزامة ذلوا لسوطـك مـثـل مـا

قولھ، فبعث في أثرھم فأقبلوا، حتى إذا كانوا على فرق لھم حجر حین سمع

من الملك األصھب، الغالب : مسیرة یوم من تھامة تكھن كاھنھم فقال لبني أسد

غیر المغلب، في اإلبل كأنھا الربرب، ال یعلق رأسھ الصخب؟ ھذا دمھ ینثعب

.وھذا غدا أول من یسلب

.برتكم أنھ حجر ضاحیةلوال أن تجیش نفس جاشیة؛ ألخ: من ھو؟ قال: قالوا

فركبوا كل صعب وذلول، فما أشرق لھم النھار حتى أتوا على عسكر حجر

فھجموا على قبتھ، وھزموا أصحابھ وأسروه فحبسوه، وتشاور القوم على قتلھ،

ال تعجلوا ! أي قوم: فقال لھم كاھن من كھنتھم بعد أن حبسوه لیروا رأیھم فیھ

.بقتل الرجل حتى أزجر لكم

عن القوم لینظر لھم في قتلھ، فلما رأى ذلك علباء بن الحارث الكاھلي فانصرف

یا : فقال - وكان ابن أختھ - خشي أن یتواكلوا في قتلھ، فدعا غالما من بني كاھل

!.بني، أعندك خیر فتثأر بأبیك، وتنال شرف الدھر، وإن قومك لن یقتلوك؟

ادخل علیھ مع : حذھا وقالفلم یزل بالغالم حتى حربھ، ودفع إلیھ حدیدة وقد ش

.قومك، ثم اطعنھ في مقتلھ

.فعمد الغالم إلى الحدیدة فخبأھا، ثم دخل على حجر في قبتھ التي حبس فیھا

: فلما رأى الغالم غفلة وثب علیھ فقتلھ؛ فوثب القوم على الغالم فقالت بنو كاھل

!.ثأرنا وفي أیدینا

.إنما ثأرت بأبي، فخلوا عنھ: فقال الغالم

ملك شھر، وذل دھر، أما وهللا ال ! قتلتموه! أي قوم: بل كاھنھم المزدجر فقالوأق

.تحظون عند الملوك بعده أبدا

: ولما طعن الغالم حجرا ولم یجھز علیھ، أوصى ودفع كتابھ إلى رجل وقال لھ

فإن بكى وجزع فالھ عنھ؛ واستقرھم - وكان أكبر ولده . انطلق إلى ابني نافع

فأیھم لم یجزع؛ فادفع - وكان أصغرھم - تى تأتي امرأ القیس واحدا واحدا؛ ح

إلیھ سالحي وخیلي وقدوري ووصیتي، وبین في وصیتھ من قتلھ؛ وكیف كان

.خبره

فانطلق الرجل بوصیتھ إلى نافع ابنھ، فأخذ التراب فوضعھ على رأسھ؛ ثم

مع ندیم لھ استقراھم واحدا واحدا، فكلھم فعل ذلك؛ حتى أتى امرأ القیس فوجده

قتل حجر، فلم یلتفت إلى قولھ، وأمسك : یشرب الخمر ویالعبھ بالنرد؛ فقال لھ

ما كنت ألسد : فقال لھ امرؤ القیس، اضرب فضرب، حتى إذا فزع قال. ندیمھ

.علیك دستك

ثم سأل الرسول عن أمر أبیھ كلھ، فأخبره؛ فقال الخمر علي والنساء حرام، حتى

.ز نواصي مائةأقل من بني أسد مائة وأج

- وكان امرؤ القیس قد طرده أبو حجر، وآلى أال یقیم معھ أنفة من قولھ الشعر

فكان یسیر في أحیاء العرب ومعھ أخالط من - وكانت الملوك تأنف من ذلك

من طیئ وكلب وبكر بن وائل، فإذا صادف غدیرا أو روضة أو : شذاذ العرب

وخرج للصید فتصید فأكل وأكلوا موضع صید أقام فذبح لمن معھ في كل یوم؛

.وغنتھ قیانھ. وشرب الخمر وسقاھم. معھ

فأتاه خبر أبیھ . ثم ینتقل عنھ إلى غیره. وال یزال كذلك حتى ینفذ ماء ذلك الغدیر

: فقال. ومقتلھ وھو بدمون من أرض الیمن

دمون إنا معشر یمانون تطاول اللیل على دمون

واننا ألهلنا محـبـون

ال صحو الیوم؛ وال سكر غدا، . ضیعني صغیرا، وحملني دمھ كبیرا : ثم قال

: ثم قال". الیوم خمر، وغدا أمر"

.وال في غد إذ ذاك ما كان یشرب خلیلي ال في الیوم مصحى لشارب

وقدم على امرئ القیس بن حجر الكندي بعد مقتل أبیھ رجاالت من بني أسد،

وكان رجال - األبرص، وقبیصة بن نعیم فیھم المھاجر بن خداش؛ وعبید بن

مقیما في بني أسد ذا بصیرة بمواقع األمور وردا وإصدارا، یعرف ذلك لھ من

.كان محیطا بأكناف بلده من العرب

. فلما علم امرؤ القیس بمكانھم أمر بإنزالھم، وتقدم في إكرامھم واإلفضال علیھم

.واحتجب عنھم ثالثا

ھو في : ما بال الرجل ال یخرج إلینا؟ فقیل لھم: جال كندةفقالوا لمن ببابھ من ر

إنما ! اللھم غفرا: فقالوا! شغل بإخراج ما في خزائن حجر من العدة والسالح

.فلیبلغ ذلك عنا. ونستدرك بھ ما فرط. قدمنا في أمر نتناسى بھ ذكر ما سلف

عتم وكانت العرب ال ت - فخرج إلیھم بعد ثالث في قباء وخف غمامة سوداء

إنك في : وبدر إلیھ قبیصة فقال. فلما رأوه نھضوا لھ - بالسواد إال في التراث

وما تحدثھ أیامھ وتتنقل بھ أحوالھ، . المحل والقدر والمعرفة بتصرف الدھر

ولك من سؤدد منصبك، . وال تذكرة مجرب. بحیث ال تحتاج إلى تبصیر واعظ

ا حمل علیھ من إقالة وشرف أعراقك، وكرم أصلك في العرب محتمل یحتمل م

العثرة، والرجوع عن الھفوة وال تتجاوز الھمم إلى غایة إال رجعت إلیك فوجدت

عندك من فضیلة الرأي وبصیرة الفھم وكرم الصفح ما یطول رغباتھا ویستغرق

.طلباتھا

ولم . وقد كان الذي كان من الخطب الجلیل، الذي عمت رزیتھ نزارا والیمن

للشرف البارع الذي كان لحجر، ولوال كان یفدى ھالك تخصص بھ كندة دوننا

ولكن . باألنفس الباقیة بعده لما بخلت كرائمنا على مثلھ ببذل ذلك، ولفدیناه منھ

.مضى بھ سبیل ال یرجع أواله على أخراه وال یلحق أقصاه أدناه

أن تعرف الواجب علیك في إحدى خالل ثالث إما أن : فأحمد الحاالت في ذلك

ن بني أسد أشرفھا بیتا وأعالھا في بناء المكرمات صوتا فقدناه إلیك اخترت م

رجل امتحن بھلك عزیز : فیقال. بنسعة تذھب مع شفرات حسامك بباقي قصرتھ

فلم تستل سخیمتھ إال بتمكینھ من االنتقام أو فداء بما یروح على بني أسد . علیھ

بھ القضب إلى أجفانھا من نعمھا فھي ألوف تجاوز الحسبة وكان ذلك فداء ترجع

لم یردده تسلیط اإلحن على البراء وإما أن توادعنا حتى تضع الحوامل فتسدل

.األزر وتعقد الخمر فوق الرایات

فبكى امرؤ القیس ساعة ثم رفع طرفھ إلیھم فقال قد علمت العرب أن ال كفء

فت لحجر في دم وأني لن أعتاض بھ ناقة أو جمال فأكتسب بذلك سبة األبد و

العضد وأما النظرة فقد أوجبتھا األجنة في بطون أمھاتھا وإني لن أكون لعطبھا

سبیا وستعرفون طالئع كندة من بعد ذلك تحمل في القلوب حنقا وفوق األسنة

.علقا

تصافح فیه المنایا النفوسا إذا جالت الخیل في مأزق

وبلیة، ومكروه أتقیمون أم تنصرفون؟ قالوا بل ننصرف بأسوأ االختیار لحرب

: ثم نھضوا عنھ وقبیصة یقول متمثال. وأذیة

كتائبنا في مأزق الموت تمطر لعلك أن تستوخم الموت إن غدت

فقال امرؤ القیس ال وهللا ال أستوخمھ ولكن أستعذبھ فرویدا ینكشف لك دجاھا

ولقد كان ذكر غیر ھذا أولى بي، إذ كنت نازال . عن فرسان كندة وكتائب حمیر

.بربعي، ومتحرما بذمامي، ولكنك قلت فأجبت

!.ھو ذاك: قال امرؤ القیس. إن ما نتوقع فوق قدر المعاتبة واإلعتاب: قال قبیصة

ثم شرب امرؤ القیس سبعا، فلما صحا آلى أال یأكل لحما، وال یشرب خمرا، وال

: الیدھن بدھن، وال یصب امرأة حتى یدرك بثأره، فلما جنھ اللیل رأى برقا فق

یضيء سناه بأعلى الجبل أرقت لبرق بلـیل أهـل

بأمر تزعزع منه القلـل أتاني حدیث فـكـذبـتـه

أال كل شيء سواه جلـل بقتل بنـي أسـد ربـهـم

وأین تمیم وأین الخـول فأین ربیعة عـن ربـهـا

كما یحضرون إذا ما أكل أال یحضرون لدى بـابـه

نزل بكرا وتغلب، فسألھم النصر، وبعث العیون على وارتحل امرؤ القیس حتى

یا معشر بني أسد، تعلمون وهللا أن عیون : بني أسد، فلما كان اللیل قال لھم علباء

امرئ القیس قد أتتكم، ورجعت إلیھ بخبركم، فارحلوا بلیل، وال تعلموا بني

.كنانة، ففعلوا

إلى بني كنانة، وھو وأقبل امرؤ القیس بمن معھ من بكر وتغلب، حتى انتھى

. یا لثارات الھمام! یا لثارات الملك: یحسبھم بني أسد، فوضع السالح فیھم، وقال

لسنا لك بثأر، ونحن من ! أبیت اللعن: فخرجت إلیھ عجوز من بني كنانة فقالت

.كنانة فدونك ثأرك فاطلبھم؛ فإن القوم ساروا باألمس

: فتبع بني أسد ففاتوه لیلتھم تلك؛ فقال

هم كانوا الشفاء فلم یصابوا یا لهف هند إثـر قـومأال

وباألشقین ما كان العقـاب وقاهم جدهم ببنـي أبـیهـم

ولو أدركنه صفر الوطاب وأفلتهن علبـاء جـریضـا

وأدركھم ظھرا، وقد تقطعت خیلھ، وقطع أعناقھم العطش، وبنو أسد جامون

الجرحى والقتلى فیھم وحجز اللیل على الماء؛ فنھد إلیھم فقالتھم حتى كثرت

.بینھم وھربت بنو أسد

وهللا : قال. لقد أصبت ثأرك: فلما أصبحت بكر وتغلب أبوا أن یتبعوھم؛ وقالوا لھ

بلى، : قالوا. ما فعلت وال أصبت من بني كاھل وال من غیرھم من بني أسد أحدا

لوجھھ حتى ولكنك رجل مشؤوم، وكرھوا قتالھم، وانصرفوا عنھ، فمضى ھاربا

.لحق بحمیر

فاستأجر من قبائل العرب رجاال، فسار بھم إلى بني أسد، ومر بتبالة وبھا صنم

. اآلمر، والناھي، والمتربص: للعرب تعظمھ، فاستقسم عنده بقداحة، وھي ثالثة

فأجالھا فخرج الناھي، ثم أجالھا فخرج الناھي، فجمعھا فكسرھا وضرب بھا

.ك قتل ما عقني، ثم خرج فظفر ببني أسدلو أبو: وجھ الصنم وقال

وألح المنذر في طلب امرئ القیس، ووجھ الجیوش في طلبھ من إیاد وبھراء

وتنوخ، وأمده أنو شروان بجیش من األساورة فسرحھم في طلبھ، فلم یكن

المرئ القیس بھم طاقة؛ وتفرقت حمیر ومن كان معھ عنھ، فنجا في عصبھ من

بعض رؤساء القبائل یستجیر بھم وصار یتحول عنھم بني آكل المرار؛ ونزل ب

إلى غیرھم؛ حتى نزل برجل من بني فزارة یقال لھ عمرو بن جابر بن مازن،

.فطلب منھ الجوار، حتى یرى ذات عیبھ

یابن حجر؛ إني أراك في خلل من قومك؛ وأنا أنفس بمثلك من : فقال لھ الفزاري

طیئ؛ وأھل البادیة أھل وبر؛ ال أجل الشرف؛ وقد كدت باألمس تؤكل في دار

! أھل حصون تمنعھم، وبینك وبین أھل الیمن ذؤبان من قیس، أفال أدلك على بلد

فقد جئت قیصر، وجئت النعمان، فلم أر لضیف نازل وال لمجتد مثلھ وال مثل

.صاحبھ

السموءل بتیماء، ھو یمنع ضعفك حتى ترى : من ھو؟ وأین منزلھ؟ قال: قال

.صن حصین وحسب كبیرعیبك، وھو في ح

.وكیف لي بھ؟ قال أو صلك إلى من یوصلك إلیھ: فقال لھ امرؤ القیس

فصحبھ إلى رجل من بني فزارة یقال لھ الربیع بن ضبع الفزاري ممن یأتي

.السموءل فیحملھ ویعطیھ

إن السموءل یعجبھ الشعر؛ فتعال نتناشد لھ : فلما صار إلیھ قال لھ الفزاري

: فقال الربیع. قل حتى أقول: رؤ القیسأشعارا؛ فقال ام

بفناء بیتك في الحضیض المزلق قل للمنیة أي حـین نـلـتـقـي

والى السموءل زرته باألبـلـق ولقد أتیت بني المصاص مفاخـرا

إن جئته في غارم أو مـرهـق فأتیت أفضل من تحمـل حـاجة

یسبـق ا لموحوى المكارم سابق عرفت له األقوام كـل فـضـیلة

: فقال امرؤ القیس

وهنا ولم تك قبل ذلك تطرق طرقتك هند بعد طول تجنـب

ثم مضى القوم حتى قدموا إلى السموءل فأنشدوه الشعر؛ وعرف لھم حقھم؛ ثم

. إنھ طلب إلیھ أن یكتب لھ إلى الحارث بن أبي شمر الغساني لیوصلھ إلى قیصر

.كرمھ؛ وكانت لھ عنده منزلةومضى حتى انتھى إلى قیصر؛ فقبلھ وأ

ثم إن قیر ضم إلیھ جیشا كثیفا؛ فیھ جماعة من أبناء الملوك، فلما فصل قال

إن العرب قوم غدر، وال تأمن أن یظفر بما یرید؛ ثم : لقیصر قوم من أصحابھ

.یغزوك بمن بعثت معھ

ك فبعث إلیھ حینئذ بحلة وشى مسمومة منسوجة بالذھب، وقال لھ إني أرسلت إلی

بحلتي كنت ألبسھا تكرمة لك؛ فإذا وصلت إلیك فالبسھا بالیمن والبركة، واكتب

.إلي بخبرك من منزل إلى منزل

: فلما وصلت إلیھ لبسھا، واشتد سروره بھا، فأسرع فیھ السم وسقط جلده، فقال

لیلبسني مما یلبـس أبـؤسـا لقد طمح الطماح من بعد أرضه

أنـفـسـا ولكنها نفس تساقط فلو أنها نفس تـمـوت سـویة

ویروى أن امرأ القیس آلى بألیة أال یتزوج امرأة حتى یسألھا عن ثمانیة وأربعة

.أربعة عشر: واثنتین؛ فجعل یخطب النساء، فإذا سألھن عن ھذا قلن

فبینا ھو یسیر في جوف اللیل إذ ھو برجل یحمل ابنة لھ صغیرة كائنھا البدر لیلة

أما ثمانیة : ما ثمانیة وأربعة واثنتان؟ فقالت! یا جاریة: ل لھاتمامھ، فأعجبتھ؛ فقا

.فأطباء الكلبة؛ وأما أربعھ فأخالف الناقة، وأما اثنتان فثدیا المرأة

فخطبھا إلى أبیھا، فزوجھ إیاھا وشرطت علیھ أن تسألھ لیلة بنائھا عن ثالث

د وعشر خصال، فجعل لھا ذلك، وأن یسوق إلیھا مائة من اإلبل وعشرة أعب

.وصائف وثالثة أفراس، ففعل ذلك

ثم إنھ بعث عبدا لھ إلى المرأة، وأھدى إلیھا نحیا من سمن ونحیا من عسل وحلة

من عصب، فنزل العبد ببعض المیاه فنشر الحلة ولبسھا فتعلقت بعشرة فانشقت؛

.وفتح النحیین فطعم أھل الماء منھما فنقصا

ھا عن أبیھا وأمھا وأخیھا ودفع إلیھا ثم قدم على حي المرأة وھم خلوف فسأل

أعلم موالك أن أبي ذھب یقرب بعیدا ویبعد قریبا، وأن أمي : ھدیتھا، فقالت لھ

ذھبت تشق النفس نفسین، وأن أخي یرعى الشمس؛ وأن سماءكم انشقت، وأن

.وعاءیكم نضبا

ویبعد إن أبي ذھب یقرب بعیدا : أما قولھا: فقال. فقدم الغالم على مواله فأخبره

ذھبت أمي تشق النفس : وأما قولھا. قریبا، فإن أباھا ذھب یحالف قوما على قومھ

إن أخي یرعى الشمس، : وأما قولھا. نفسین، فإن أمھا ذھبت تقبل امرأة نفساء

: وأما قولھا. فإن أخاھا في سرح لھ یرعاه فھو ینتظر وجوب الشمس لیروح بھ

إن وعاءیكم : وأما قولھا. ثت بھ انشقإن سماءكم انشقت؛ فإن البرد الذي بع

!.نضبا؛ فإن النحیین الذین بعثت بھما نقصا فاصدقني

یا موالي، إني نزلت بماء من میاه العرب، فسألوني من نسبي فأخبرتھم : فقال

. أني ابن عمك، ونشرت الحلة فانشقت، وفتحت النحیین فأطعمت منھا أھل الماء

إلبل وخرج نحوھا ومعھ الغالم، فنزال منزال، ثم ساق مائة من ا!. أولى لك: فقال

فخرج الغالم یسقي اإلبل فعجز، فأعانھ امرؤ القیس، فرمى بھ الغالم في البئر،

قد جاء : وخرج حتى أتى أھل المرأة باإلبل وأخبرھم أنھ زوجھا، فقیل لھا

ولكن انحروا لھ جزورا ! وهللا ما أدري أزوجي ھو أم ال: زوجك، فقالت

اسقوه لبنا حازرا، : من كرشھا وذنبھا، ففعلوا فأكل ما أطعموه، فقالتوأطعموه

.افرشوا لھ عند الفرث والدم، ففرشوا لھ فنام: فقالت. فسقوه فشرب

سلي عما شئت، فسألتھ فلم : إني أرید أن أسألك، فقال: فلما أصبحت أرسلت إلیھ

.اعلیكم العبد فشدوا أیدیكم بھ؛ ففعلو: یعجبھا جوابھ، فقالت

ومر قوم فاستخرجوا امرأ القیس من البئر، فرجع إلى حیھ، فاستاق مائة من : قال

وهللا ما أدري أھو : فقالت! قد جاء زوجك: اإلبل وأقبل إلى امرأتھ، فقال لھا

فلما . زوجي أم ال، ولكن انحروا لھ جزورا فأطعموه من كرشھا وذنبھا ففعلوا

اسقوه لبنا : فقالت. وأبى أن یأكل! ملحاءوأین الكبد والسنام وال: أتوه بذلك قال

افرشوا لھ عند : فأین الصریف والرثئة؟ فقالت: حازرا؛ فأبى أن یشربھ وقال

افرشوا لي فوق التلعة الحمراء، واضربوا : الفرث والدم، فأبى أن ینام وقال

ھلم شریطتي علیك في المسائل الثالثة فأرسل إلیھا : ثم أرسلت إلیھ.. علیھا خباء

ھذا زوجي لعمركم؛ علیكم : فسألتھ، فأعجبھا جوابھ فقالت. ن سلي عما شئتأ

.بھ، واقتلوا العبد، فقتلوه ودخل امرؤ القیس بالجاریة

- ٤ -

شعر امرئ القیس

امرؤ القیس أسبق شعراء العربیة إلى ابتداع المعاني والتعبیر عنھا، افتتح

ففتح باب . ات لم یسبق إلیھاأبوابا من الشعر ووفق إلى تشبیھات وطوق موضوع

. الغزل وأطال الوصف، وأمعن فیھ، وأبدع تصویره ھذا إلى لفظ جزل موجز

.وسبك محكم یتخللھ مثل مرسل، وحكمة بالغة

. فقد ذكرنا أنھ كان الھیا مولعا بالشراب. وكان شعره مرآة لحیاتھ، وتاریخ قومھ

.فكذلك كان شعره في شبابھ صورة لحیاتھ

فقد كان یخرج إلى الصید بالطھاة . حیاتھ وترفھ في بدء شبابھیمثل شعره

: یطھون لھ ولصحبھ ما یصید

صفیف شواه أو قدیر معجل وظل طهاة اللحم ما بین منضج

: حتى إذا انتھت حیاة اللھو والترف وحمل عبء أبیھ كان شعره صورة آلمالھ

من المالكفاني، ولم أطلب، قلیل فلو أن ما أسعى ألدنى مـعـیشة

أمثالـي وقد یدرك المجد المؤثل ولكنما أسعى لـمـجـد مـؤثـل

: وتھدیده لقتلتھ بني أسد. وھو یصف حزنھ على أبیھ

ونام الخلى ولـم تـرقـد تطاول لیلـك بـاألثـمـد

كلیلة ذي العائر األرمـد وبات وبـاتـت لـه لـیلة

ـودوخبرته عن أبي األس وذلك من نـبـأ جـاءنـي

وجرح اللسان كجرح الید ولو عن نثا غیره جاءنـي

ل یؤثر عني ید المسنـد لقلت من القـول مـا الیزا

وان تبعثوا الحرب ال تقعد فإن تدفنوا الداء ال نخـفـه

وان تقصدوا لدم نقصـد وان تقتلونا نقتـلـكـمـو

جواد المحثة والـمـرود وأعددت للـحـرب وثـابة

دد في القبائل یتصرخھا، یمدح من نصره، ویذم من خذلھ، فیمدح سعد وھو یتر

: وكان قد نزل بھ فأنجده. بن ضباب اإلیادي

وما یجزیك مني غیر شكري سأشكرك الذي دافعت عنـي

ونصرك للفرید أعز نصـر فما جاء بأوثق مـنـك جـارا

: ویھجو سبیع بن عوف

نك إن عشوت أماميإني كظ أبلغ سبیعا إن عرضت رسالة

مما أالقي ال أشد حزامـي أقصر إلیك من الوغید فإننـي

: ثم ھو یذھب إلى قیصر فیصف ذلك في شعره

وأیقن أنا الحقـان بـقـیصـرا بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

فنـعـذرا نحاول ملكا أو نموت فقلت له ال تبك عـینـك إنـمـا

.ي من حیاتھوھكذا كان شعره صورة لما رو

: وأشھر شعره معلقتھ، ومطلعھا

بسقط اللوى بین الدخول فحومل قفا نبك من ذكرى حبیب ومنزل

وقد نظمھا في أیام شبابھ ولھوه وموضوعھا الغزل . وتقع في واحد وثمانین بیتا

.في بنت عمھ عنیزة

ولھ مطوالت أخرى ذكرت في دیوانھ وھو على كل حال قد امتاز بجودة

كما امتاز بكثرة متشبیھ المبكر فشبھ . ، والسیما النساء والفرس والصیدالوصف

. النساء بالظباء والبیض وشبھ الخیل بالعقبان والعصي إلى كثیر من أمثال ذلك

وكان لرحالتھ الكثیرة إلى الشام والیمن . وقل أن ترى لھ أبیاتا خلت من التشبیھ

عمالھ ألفاظا جدیدة، فشبھ في وغیرھما أثر في سعة خیالھ وحسن تصویره واست

وھي (معلقتھ إشراق محبوبتھ بسراج الراھب، وحسن تصویره، وشبھ ترائبھا

.، وھكذا)وھي كلمة رومیة معناھا المرآة(بالسجنجل ) موضع القالدة منھا

وحسبك من : (وأورث امرؤ القیس األدب العربي أبیانا كثیرة یتمثل بھا كقولھ

: ، وقولھ)غنى شبع ورى

رضیت من الغنیمة باإلیاب قد طوفت في اآلفاق حتىو

: وقولھ

أال كل شيء سواه الجلل بنو أسد قتـلـوا ربـهـم

: وقولھ

ضعیف ولم یغلبك مثل مغلب وانك لم یفخر علیك كفـاخـر

: وقولھ

وتغیرا من الناس إال خانني كذلك جدى ال أصاحب صاحبا

وجمع . روح وطبع في باریس ومصرودیوان امرئ القیس مشروح عدة ش

أشعار امرئ القیس عدة من العلماء، وطبع دیوانھ العالمة دي ستان في باریس

وجمع األب لویس شیخو الیسوعي أھم أخبار . مع ترجمة التینیة ١٨٢٨سنة

وأشعار امرئ القیس من كتب عدیدة وسردھا في كتابھ المعروف بشعراء

.١٨٩٠ النصرانیة المطبوع في بیروت سنة

ویعد امرؤ القیس أفحل شعراء الجاھلیة وإمامھم ویقولون إنھ كان أول من ابتدأ

في شعره بذكر طلول محبوبتھ وبالیقین في األوصاف حتى إنھ بلغ في ذلك مبلغا

عظیما وانھ طبع في كل قصیدة من قصائده صورا كثیرة من حیاة البدو أنشدھا

ھات واستعاراتھ حسنة جدا ولم یصل أحد على نسق واحد بدیع مقبول فإن تشبی

إلى ما وصل إلیھ امرؤ القیس في المدیح والھجو وأحسن صنعة في شعره ھو

وصفھ جواده، فلیس لھ في ذلك مثیل، ولذلك ضرب المثل بامرئ القیس إذا

ركب والنابغة إذا رھب وزھیر إذا رغب وھو أحد األربعة الذین وقع االتفاق

امرؤ القیس والنابغة وزھیر واألعشى واختلفوا : العرب على أنھم أشعر شعراء

.في أیھم أشعر وأحسن دیباجة شعر واألكثرون على أنھ امرؤ القیس

كان الشعر جمال فنحر فجاء : وقال الفرزدق. أشعر الناس ذو القروح: قال لبید

.اتخذ الخبیث الشعر نعلین: وقال جریر. امرؤ القیس فأخذ رأسھ

إنھ یقدم بلواء الشعر إلى : صلى هللا علیھ وسلم في امرئ القیسوقال رسول هللا

رأیت امرأ القیس أحسن الشعراء نادرة وأسبقھم : وقال علي بن أبي طالب. النار

.بادرة وأنھ لم یقل لرغبة وال لرھبة

وقد أجاد امرؤ القیس في الغزل والوصف ووصف الخیل والصید وتشبیھ النساء

ولھ . ذلك مما ابتكره من معان واھتدى إلیھ من أغراض بالظباء والمھا إلى غیر

: أبیات وقصائد غیر صحیحة النسبة إلیھ وینكر بعض الرواة أبیاتھ في معلقتھ

على كاهل مني ذلول مرحل وقربة قوم قد جعلت عصامها

.إلى آخر ھذه األبیات

آراء النقاد في شعره

علیھ وسلم فضلوا الطریق أقبل قوم من أھل الیمن یریدون النبي صلى هللا

ووقعوا على غیرھما ومكثوا ثالثا ال یجدون الماء، ثم أقبل راكب فسمع بعضھم

: ینشد

وأن البیاض من فرائصها دامـي ولما رأت أن الشـریعة هـمـهـا

یفيء علیها الظل عرمضها طامي تیممت العین التي عـنـد ضـارج

. وهللا ما كذب ھذا عارض عندكم: قال .من یقول ھذا؟ قیل امرؤ القیس: فقال

وأشار لھم إلیھ فوصلوه فإذا ماء عذب وإذا علیھ العرمض والظل یفيء علیھ

فشربوا منھ وحملوا ولما أتوا النبي قالوا یا رسول هللا أحیانا هللا عز وجل ببیتین

ذلك رجل مذكور : "فقال صلى هللا علیھ وسلم. من شعر امرئ القیس وأنشدوھما

دنیا شریف فیھا متسي في اآلخرة خامل فیھا یجيء یوم القیامة معھ لواء في ال

".الشعر إلى النار

وسأل العباس بن عبد المطلب عمر بن الخطاب عن الشعراء، فقال امرؤ القیس

.سابقھم خسف لھم عین الشعر فافتقر من معان عور أصح بصر

نادرة وأسبقھم بادرة رأیت امرأ القیس أحسن الشعراء: "وقال علي بن أبي طالب

".وأنھ لم یقل لرغبة وال رھبة

ومر لبید بالكوفة على مجلس وھو یتوكأ على محجن لھ فسألوه عن أشعر العرب

.الملك الضلیل ذو القروح: فقال

، وھذا رأي "اتخذ الخبیث الشعر نعلین: "وسئل جریر رأیھ في امرئ القیس فقال

.ة تمكنھ منھیمثل اقتدار امرئ القیس على الشعر وشد

قیل حین یقول . ذو القروح: وقیل للفرزدق من أشعر الناس یا أبا فراس؟ فقال

: حین یقول: ماذا؟ قال

وباألشقین ما كان العقاب وقاهم جدهم ببني أبـیهـم

أحسن الناس ابتداء : "سمعت من ال أحصى من الرواة یقولون: وقال ابن یحیى

؛ وحیث "أال عم صباحا أیھا الطلل البالي" :في الجاھلیة امرؤ القیس حیث یقول

: ؛ وفي اإلسالم القطامى حیث یقول"قفا نبك من ذكرى حبیب ومنزل: "یقول

: ؛ ومن المحدثین بشار حیث یقول"إنا محیوك فاسلم أیھا الطلل"

وماذا علیه لو أجاب متیما أبى طلل بالجزع أن یتكلما

لقیس في تشبیھھ بشیئین في بیت لم أزل منذ سمعت قول امرئ ا: وقال بشار

: واحد حیث یقول

لدى وكرها العناب والحشف البالي كأن قلوب الطیر رطبـا ویابـسـا

: أعمل نفسي في تشبیھ شیئین بشیئین في بیت واحد حتى قلت

كواكبه وأسیافنا لیل تهاوى كأن مثار النقع فوق رؤوسنا

أنسب بیت قالتھ العرب : محي یقولوكان أبو عبید هللا بن محمد بن صفوان الج

: قول امرئ القیس

بسهمیك في أعشار قلب مقتل وما ذرفت عیناك إال لتضربـي

" بزینب ألمم"وقال حماد بن إسحق قال لي أبو ربیعة لو لم تكن ھذه القصیدة

. ألنھا جزلة الكالم جیدة"شعر امرئ القیس : لنصیب؛ شعر من كانت تشبھ؟ قلت

" سألت أباك عن ھذا فقال لي مثل ما قلت: ما شأنك؟ قال: هللا قلتسبحان : فقال

.فعجبت من اتفاقكما

: وفي أسطورة أدبیة رواھا صاحب الجمھرة سئل جني من أشعر العرب؟ فقال

زیاد ولقد أجاب فمـا یعـاب ذهب ابن حجر بالقریض وقوله

المعاني وفضل امرؤ القیس ألن الذي في شعره من دقیق : "ویقول اآلمدي

وبدیع الوصف ولطیف التشبیھ وبدیع الحكمة؛ فوق ما استعار سائر الشعراء منھ

ولوال لطیف المعاني واجتھاد امرئ القیس فیھا وإقبالھ . في الجاھلیة واإلسالم

أال ترى أن العلماء . علیھا لما تقدم على غیره ولكان كسائر شعراء أھل زمانھ

قالوا ھو أول من شبھ الخیل بالعصا وذكر بالشعر إنما احتجوا في تقدیمھ بأن

.فھل ھذا التقدیم إال ألجل معانیھ. الوحش والطیر وأول من قال قید األوابد الخ

: ومن آثار شعر الطبیعة عند امرئ القیس وصفھ الجمیل الرائع للیل وطولھ

علي بأنواع الهموم لیبتـلـي ولیل كموج البحر أرخى سدوله

وأردف أعجازا وناء بكلكـل صـلـبـهفقلت له لما تمطى ب

بصبح وما األصباح منك بأمثل أال أیها اللیل الطویل أال انحلـي

بیذبـل بكل مغار الفتل شدت فیا لك من لیل كأن نـجـومـه

والقارئ یقف أمام ھذه القطعة الفنیة الجمیلة متأمال معجبا مشدوھا من روعة

تعبیر وقوة التأثیر ومن ھذه الشخصیة الفنیة البیان وجمال التصویر ورقة ال

.الكاملة التي تبرز من ھذه األبیات في وضوح وقوة وجمال

اللیل رھیب، ظلماتھ كالموج، اللجى؛ وقد أقبل على الشاعر، فأثار في نفسھ

الذكریات، وھاج كوامن األحزان وبعث الھموم من مرقدھا، وترك النفس

.موزعة حیرى مفزعة

الماضي وأحداث الحاضر تتراءى أمام عینیھ یتذكرھا واستمرت صور

ویذكرھا، یتذكر حیاتھ الالھیة العابثة في صباح، وھذه اآلمال واآلالم التي تعتلج

.في صدره وذكریات الحب واألحباب المؤثرة الباقیة

وطال اللیل على الشاعر وطال، وامتد وامتد، فرسم لطولھ ھذه الصورة البارعة

البیت الثاني، فكأنھ یتمطى بصلبة، وكأن أعجازه وأواخره یردف التي تجدھا في

بعضھا بعضا، وكأنھ یقع بصدره على المھمومین والمحزونین لیوسعھم ألما

.وشقاء

ویتمنى الشاعر أن یذھب اللیل بظلمتھ ورھبتھ؛ وأن یشرق الصبح بضوئھ

عنھا إشراق وجمالھ ولكنھ یعود فیتذكر أن أحزانھ كامنة في نفسھ فلن یسري

.الصباح وال ضجیج الحیاة في أول النھار

وتستمر الصور والذكریات تطوف بخیال الشاعر وأمام عینیھ الیقظتین واللیل

كما ھو لم یذھب ولم یطلع الصباح الجمیل، وكأنھ ال یرید أن یذھب بل كأنھ

.مشدود بحبال قویة شدت بصخرة من صخور ھذا الجبل الغلیظ

ل جمالھا جمال، وخیال یقظ مشبوب ال یماثلھ في استنباط صور جمیلة ال یعد

.دقائق التصویر خیال

.وھكذا كان امرؤ القیس وبحق ما كان زعیم الشعراء في الجاھلیة

: ویرى األصمعي أن أحسن الناس تشبیھا امرؤ القیس في قولھ

لدى وكرها العناب والحشف البالي كأن قلوب الطیر رطبـا ویابـسـا

: قولھوفي

وأرحلنا الجزع الذي لم یثقب كأن عیون الوحش حول خبائنا

: وفي قولھ

وجرح اللسان كجرح الید ولو عن نثا غیره جاءنـي

: وفي قولھ

سمو حباب الماء حاال على حال سموت إلیها بعدما نام أهـلـهـا

: وأن أبدع تشبیھاتھ قولھ یصف فرسا

أزرق ذي مخلبتشوف كأن تشوفه بالـضـحـى

تقول سلبت ولم تسلـب إذا قرعتـه جـالل لـه

: ھذا حسن؛ وأحسن منھ قولھ: فقال الرشید لألصمعي

تصوب فیه العین طورا وترتقي فرحنا بكابن الماء یجنب وسطنـا

كیف معرفتك باألوابد؟ : واجتمع عبید األبرص وامرؤ القیس یوما فقال عبید

: فقال عبید. كما أحببتفقال قل ما شئت تجدني

درداء ما أنبتت نابا وأضراسا ما حیة میتة قامت بمیتتـهـا

: فقال امرؤ القیس

قد أخرجت بعد طول المكث أكداسا تلك الشعیر تسقى في سـنـابـهـا

: فقال عبید

تمساسـا ال یستطیع لهن الناس ما السرد والبیض واألسماء واحدة

: فقال امرؤ القیس

روى بها من محول األبیض أبیاسا ك السحائب والرحمن أنـشـأهـاتل

: فقال عبید

یقطعن بعد المدى سیرا وأمراسا ما مرتجات على هول مراكبهـا

: فقال امرؤ القیس

شبهتها في سواد اللیل أقباسا تلك النجوم إذا حانت مطالعها

: فقال عبید

ي سراعا وما یرجعن أنكاساتأت ما القاطعات ألرض ال أنیس بها

: فقال امرؤ القیس

كناسـا كفى بأذیالها للترب تلك الریاح إذا هبت عواصفها

: فقال عبید

أشد من فیلق ملمومة باسـا ما الفاجعات جهارا في عالنیة

: فقال امرؤ القیس

یأخذن حمقا وما یبقین أكیاسا تلك المنایا فما یبقین من أحـد

: یدفقال عب

باسا ال یشتكین ولو طال المدى ما السابقات سراع الطیر في مهل

: فقال امرؤ القیس

كانوا لهن غداة الروع أحالسا تلك الجیاد علیها القوم مذ نتجت

: فقال عبید

قرطاسا قبل الصباح وما یسوین ما القاطعات ألرض الجو في طلق

: فقال امرؤ القیس

دون السماء ولم ترفع له راسا تى ملكـاتلك األماني یتركن الف

: فقال عبید

الناسا وال لسان فصیح یعجب ما الحاكمون بال سمع وال بصر

فقال امرؤ القیس

مقیاسا رب البریة بین الناس تلك الموازین والرحمن أرسلها

ومما یتصل بشعر امرئ القیس ما یروى من أنھ وصل إلى حضرة سیف الدولة

ل بغداد، وكان ینقر العلماء والشعراء بما لم یدفعھ الخصم وال ینكره رجل من أھ

أخطأ : فتلقاه سیف الدولة بالیمن، وأعجب بھ إعجابا شدیدا، فقال یوما . الوھم

: امرؤ القیس في قولھ

ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال كأني لم أركب جواد الـلـذة

كرة بعد إجفاللخیلي كرى ولم أسبأ الزق الروى ولم أقل

.وھذا معدول عن وجھھ والشك فیھ

: وكیف ذلك؟ قال إنما سبیلھ أن یقول: فقیل

لخیلي كرى كرة بعد إجفال كأني لم أركب جوادا ولم أقل

ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال ولم أسبأ الزق الروى لـلـذة

ب واللھو فیقترن ذكر الخیل بما یشاكلھا في البیت كلھ، ویقترن ذكر الشرا

فبھت ! في الشرب أطبع منھ في الركوب" للذة"بالنساء؛ ویكون قولھ

فقال لھ بعض !. ھذا النھدي وحق أبي: الحاضرون، واھتز سیف الدولة، وقال

!.أنت أخطأت وطعنت في القرآن إن كنت تعمدت: الحاضرین من العلماء

تجوع فیھا وال إن لك أال: قال هللا تعالى: وكیف ذلك؟ فقال: فقال سیف الدولة

إن لك أن : ، وعلى قیاسھ یجب أن یكون"تعرى، وأنك ال تظمأ فیھا وال تضحى

وإنما عطفھ امرؤ القیس بالواو ! تجوع فیھا وال تظمأ وال تعرى فیھا وال تضحى

!.فخجل وانقطع.. التي ال توجب تعقیبا، وال ترتب

شرح المختار من شعر امرئ القیس

: حجر بن الحارث الكندي من معلقتھ المشھورة قال امرؤ القیس بن - ١ -

بسقط اللوى بین الدخول فحـومـل قفا نبك من ذكرى حبـیب ومـنـزل

لما نسجتها من جـنـوب وشـمـال لتوضح فالمقراة لم یعف رسـمـهـا

وقیعانهـا كـأنـه حـب فـلـفـل ترى بعر اآلرام في عـرصـاتـهـا

لدى سمرات الحي ناقف حـنـظـل لـواكأني غداة الـبـین یوم تـحـمـ

یقولون ال تهلك أسـى وتـجـمـل وقوفا بها صحبي علـي مـطـیهـم

فهل عند رسم دارس مـن مـعـول وان شـفـائي عـبـرة مـهــراقة

وجارتهـا أم الـربـاب بـمـأسـل كدأبك من أم الحریثـرث قـبـلـهـا

نحر حتى بل دمعي مخملـيعلى ال ففاضت دموع العین منـي صـبـابة

والسـیمـا یوم بـدارة جـلـجـل أال رب یوم لك مـنـهـن صـالـح

فیا عجبا من كورها المـتـحـمـل ویوم عقرت للـعـذارى مـطـیتـي

وشحم كهداب الدمقس الـمـفـتـل فظل العذارى یرتمین بـلـحـمـهـا

نك مـرجـلـيفقالت لك الویالت إ ویوم دخلت الخـدر خـدر عـنـیزة

عقرت بعیري یاامرأ القیس فانـزل تقول وقد مال الغبـیط بـنـا مـعـا

وال تبعدیني من جناك الـمـعـلـل فقلت لها سـیري وأرخـى زمـامـه

فألهیتها عن ذي تـمـائم مـخـول فمثلك حبلى قد طرقـت ومـرضـع

م یحـولبشق وشقى تحـتـهـا لـ إذا ما بكى من خلفها انصرفـت لـه

علي وآلت حـلـفة لـم تـحـلـل ویوما على ظهر الكثـیب تـعـذرت

وان كنت قد أزمعت صرمي فأجملي أفاطم مهال بعـض هـذا الـتـدلـل

تـنـسـل فسلي ثیابي من ثـیابـك وان تك قد ساءتـك مـنـي خـلـیقة

وأنك مهما تأمري القلب یفـعـل أغرك مني أن حـبـك قـاتـلـي

بسهمیك في أعشار قلب مقـتـل وما ذرفت عیناك إال لتـضـربـي

تمتعت من لهو بها غیر معـجـل وبیضة خـدر ال یرام خـبـاؤهـا

علي حراصا لو یسرون مقتـلـي تجاوزت أحراسا إلیها ومـعـشـرا

تعرض أثناء الوشاح المفـصـل إذا ما الثریا في السماء تعـرضـت

لدى الستر إال لبسة المتـفـضـل ـوم ثـیابـهـافجئت وقد فضت لن

وما إن أرى عنك الغوایة تنجلـي فقالت یمین الـلـه مـالـك حـیلة

على أثرینا ذیل مـرط مـرحـل خرجت بها نمشي نـجـر وراءهـا

بنا بطن خبت ذي حقاف عقنـقـل فلما أجزنا ساحة الحي وانـتـحـى

علي هضیم الكشح ریا المخلخـل هصرت بفودي رأسها فتـمـایلـت

نسیم الصبا جاءت بریا القرنـفـل إذا التفتت نحوي تضـوع ریحـهـا

ترائبها مصقولة كالسـجـنـجـل مهفهفة بیضـاء غـیر مـفـاضة

غذاها نمیر الماء غیر المحـلـل كبكر مقاناة البـیاض بـصـفـرة

ة مطـفـلبناظرة من وحش وجر تصد وتبدي عن أسـیل وتـتـقـي

إذا هي نصته وال بـمـعـطـل وجید كجید الرئم لـیس بـفـاحـش

أثیث كقنو النخلة المتـعـثـكـل وفرع یغشى المتن أسـود فـاحـم

تضل المذارى في مثنى ومرسـل غدائره مستشزرات إلى الـعـلـى

وساق كأنبوب السقي الـمـذلـل وكشح لطیف كالجدیل مـخـصـر

أساریع ظبي أو مساویك إسـحـل ر شثـن كـأنـهوتغطو برخص غی

منارة ممسى راهب مـتـبـتـل تضيء الظالم بالعشـاء كـأنـهـا

نئوم الضحى لم تنطق عن تفضـل وتضحى فتیت المسك فوق فراشهـا

إذا مااسبكرت بین درع ومجـول إلى مثلها یرنو الحـلـیم صـبـابة

یس صباي عن هواها بمنـسـلول تسلت عمایات الرجال عن الصـبـا

نصیح على تعذاله غـیر مـؤتـل أال رب خصم فـیك ألـوى رددتـه

علي بأنواع الهمـوم لـیبـتـلـي ولیل كموج البحر أرخى سـدولـه

وأردف أعجازا وناء بـكـلـكـل فقلت له لما تمطـى بـصـلـبـه

ح منك بأمـثـلبصبح وما اإلصبا أال أیها اللیل الطویل أال انـجـلـي

بكل مغار القتـل شـدت بـیذبـل فیا لك من لـیل كـأن نـجـومـه

بأمراس كنان إلى صـم جـنـدل كأن الثریا علقت في مصـامـهـا

بمنجـرد قـید األوابـد هـیكـل وقد اغتدى والطیر في وكنـانـهـا

كجلمود صخر حطه السیل من عل مكر مفر مقـبـل مـدبـر مـعـا

كما زلت الصفواء بالمـتـنـزل یت یزل اللبد عن حال مـتـنـهكم

أثرن غبارا بالكـدید الـمـركـل مسح إذا ما السابحات على الـونـى

إذا جاش فیه حمیه غال مـرجـل على العقب جیاش كأن اهتـزامـه

ویلوى بأثواب العنیف المـتـبـل یطیر الغالم الخف عن صهـواتـه

تقلب كفـیه بـخـیط مـوصـل الـولـید أغـرهدریر كخـذروف

وارخاء سرحان وتقریب تتـفـل له أیطال ظبـي وسـاقـا نـعـامة

مداك عروس أو صالیة حنـظـل كأن على الكتفین منه إذا انـتـحـى

وبات بعیني قائما غـیر مـرسـل وبات علیه سـرجـه ولـجـامـه

دوار في المالء الـمـذیلعذارى فعن لنـا سـرب كـأن نـعـاجـه

بجید معم في العشـیرة مـخـول فأدبرن كالجرع المفـصـل بـینـه

جواجرها في صـرة لـم تـزیل فألحـقـنـا بـالـهـادیات ودونـه

دراكا ولم ینضح بماء فـیغـسـل فعادى عداء بـین ثـور ونـعـجة

عـجـلصفیف شواء أو قدیر مـ وظل طهاة اللحم ما بین مـنـضـج

متى ما ترق العین فیه تـسـفـل ورحنا وراح الطرف ینفض رأسـه

عصارة حناء بـشـیب مـرجـل كأن دمـاء الـهـادیات بـنـحـره

بضاف فویق األرض لیس بأعزل وأنت إذا استدبرتـه سـد فـرجـه

كلمع الیدین في حبـي مـكـلـل أحار ترى برقـا أریك ومـیضـه

أهان السلیط في الدبا والمـفـتـل ابـیح راهـبیضيء سناه أو مصـ

وبین إكام بـعـد مـا مـتـأمـل قعدت له وصخبتـي بـین حـامـر

یكب على األذقان دوح الكنهـبـل وأضحى یسج الماء عن كـل فـیقة

وال أطما إال مـشـیدا بـجـنـدل وتیماء لم یترك بهـا جـذع نـخـلة

مـغـزل من السیل والغثاء قلكة دوةكأن ذرى رأس المجـیمـر غـ

كبیر أناس في بجـاد مـزمـل كأن أبانـا فـي أفـانـین ودقـه

نزول الیماني ذي العیاب المخول وألقى بصحراء الغبیط بعـاعـه

بأرجائه القصوى أنابیش عنصل كأن سباعا فیه غـرقـى غـدیة

تـار فـیذبـلوأیسره على الس على قطن بالبشیم أیمن صـوتـه

فأنزل منه الغضم من كل منزل وألقى ببسیان مع اللـیل بـركـه

تحلیل القصیدة

قفا نبك من ذكرى حبیب ومنزل بسیط الورى بین الدخول فحومل مطلع معلقة

امرئ القیس الرائعة الشھرة، والتي تدل على شخصیة صاحبھا المرحة وروحھ

دة أسلوب جزل فیھ أسر وقوة في الموھوب، مجوتھ المأثور، وأسلوب القصی

.عذوبة حینا مع الجمال والصدق والتنقل في الخیال ومع سحر المطلع وفخامتھ

ومعانیھا قریبة ال تعقید فیھا تنكئ على الحسن والمشاھدات، فھو حین یتحدث

عن الحب یصف جمال المرأة ومحاسنھا، وحین یصف الفرس یتحدث عن ساقھ

عن المطر یصف كثرتھ وأنھ ألقى میاھھ على جبل ومتنھ وشعره وحین یتحدث

كذا وكذا ففزعت العصم وھدمت البیوت وسقطت جذوع النخل، دون أن یتحدث

الشاعر عما وراء ھذه األوصاف الحسیة في الخیل والمطر أو عن عواطفھ

.اإلنسانیة في حبھ وغزلھ

یب البیان، ومناھج وتمتاز المعلقة بأنھا مظھر للبالغة العربیة، وبما فیھا من أسال

األداء وصور التعبیر، وألوان الرسم والخیال والتفكیر، فیھا تشبیھات بلیغة عذبة

كثیرة واستعارات جمیلة بالغة، وكنایات أنیقة ساحرة، وسوى ذلك من أدوات

للمعلقة مطلعھا الساحر القوي وأسلوبھا : ولتفصیل ذلك كلھ نقول. التعبیر والبیان

دوي الموھوب وتشبیھاتھا الحسیة الساذجة المكرورة أحیانا، الجزل، وخیالھا الب

وفیھا فوق ذلك وبرغم الكثیر من ألفاظھا البدویة الجافة ورقة النسیب ودقة

الوصف وتنوع األغراض وبراعة التصویر والبیان، وفیھا جل ما ابتكره امرؤ

ھا القیس من المعاني الشعریة التي فضل بھا على غیره من الشعراء وعدب

أمیرھم وقائدھم، ففیھا بكاء للدیار واستیقاف للصحب وتجوید في النسیب

وتصویر الستھتاره ومجونھ، وقص لذكریاتھ وأیامھ، وإبداع في وصف اللیل

".والفرس ومحاسنھ، والبرق، والمطر وآثاره"وطولھ

وفي المعلقة الكثیر من التشبیھات الجمیلة، كتشبیھ موقفھ حین رحیل أحبابھ

ف الحنظل، وغزارة ما ینھمر منھما من دموع، وكتشبیھ عبق الرائحة من بموق

وتشبیھ شحم ناقتھ بھداب الدمقس . حبیبھ بعبق رائة النسیم، قد جاء بریا القرنفل

المفتل، والثغر باألقحوان المنور، وتعرض الثریا في السماء بتعرض أثناء

ة، وجیدھا بجید الظباء، الوشاح المفصل، وتشبیھ ترائب المرأة بالمرآة المجلو

وبنانھا بأساریع الظبي، وجمالھا المشرق بمنارة الراھب المتبتل، وتشبیھ اللیل

فقد أخذ الحسن من جمیع الحیوانات، . بموج البحر واھتزام الفرس بغلي المرجل

أخذ من الظبي خاصرتھ، ومن النعامة ساقھا، ومن الذئب والثعیلب مشیھما، فھو

اد ضافي الذیل مستقیم العسیب، لماع الظھر كما تلمع صالیة جواد ویا لھ من جو

الحنظل مما یعلق بھا من الدھن الالمع، أو صالیة عروس تدق فیھا العطر

والطیب، وكأن دماء ھوادي فرائسھ في نحره المخضوب عصارة حناء في شیب

.مسرح

رف وتمتاز المعلقة بكنایاتھا الساحرة، كنؤوم الضحى في وصف المرأة بالت

في وصفھا بأنھا عزیزة منعمة لم تعز بعد " لم تنتطق عن تفضل"والنعمة وقولھ

یرید إذا بلغت " إذا ما اسبكرت بین درع ومجول"ذل ولم تنعم بعد شقاء، وقولھ

سن الشباب ألنھ الدرع ھو قمیص المرأة والمجول ثوب تلبسھ الفتاة وتجول فیھ

ولم : الفرس بسرعة العدو، وقولھ في وصف" قید األوابد"قبل أن تخدر، وقولھ

ومنھا كثیر من المجازات الجمیلة . ینضح بماء فیغسل في وصفھ بالنشاط

یرید بالثیاب القلب " فسلي ثیابي من ثیابك تنسلي"واالستعارات المبدعة كقولھ

وقولھ في وصف . یرید امرأة كریمة مخدرة" وبیضة خدر"وقولھ . أو الصداقة

وتتقي بناظرة من وحش "وقولھ " لما تمطى بصلبھ فقلت لھ"اللیل بالطول

من أسالیب التجرید أو التشبیھ " لھ أیطال ظبي وساقا نعامة"وكذلك قولھ " وجرة

.الجمیلة

وقد تجد في المعلقة تنقال في الخیال وفي رسم الصور الشعریة، ولكن ال ضیر

فلسفة وحریتھا في ذلك، ألن الشعر فن والفنون تأبى أن تخضع لقیود المنطق وال

في التعبیر والتصویر ھو سر جمالھا وخلودھا وفق ذلك فإن الشعر صورة

للحیاة العربیة في سذاجتھا وبساطتھا فضال عن أثر االرتجال والبدیھة في نظم

.الشعر وإنشاده وخاصة في العصر الجاھلي

وفي المعلقة وصف لما یحبھ العربي من مظاھر الجمال في المرأة وفي الفرس

وفیھا بیان مفصل لزینة المرأة وترفھا وفیھا نواة للقصص الشعري وخاصة في

ولیس فیھا أثر . الغزل، مما نھج نھجھ عمر بن أبي ربیعة ثم بشار وأبو نواس

للمدح ألن شخصیة امرئ القیس العظیمة أرفع من المدح، وألن المعلقة لم تنظم

أنھا نظمت في أیام إال لوصف ذكریاتھ ولھوه وترفھ ومجونھ، مما یرجع

صبواتھ وشبابھ قبل أن یحمل عبء األخذ بثأر والده، حیث تجدھا خالیة من ذكر

وتعدد األعراض والفنون في القصیدة یتفق . األحداث التي طافت بھ بعد ذلك

ونھج العرب والشعراء الجاھلیین في صیاغة قصائدھم؛ حیث كانوا یروحون

الجمیل وبتعدد نواحي القصیدة ومرامیھا عن أنفسھم وسامعیھم بھذا االستطراد

.حتى تكون أشد أثرا وسحرا

وروح الشاعریة في المعلقة متحدة متناسقة إال في أبیات یضیفھا بعض الرواة

: إلیھا وھي

على كاهلي مني ذلول مرحل وقربة أقوام جعلت عصامهـا

ن ھذه األبیات والصحیح أ. وما بعده من أبیات، مما تخالف روحھا روح المعلقة

لتأبط شرا وأنكرھا الكثیر من الرواة، وقیل ھي المرئ القیس في عصر مشیبھ

وكھولتھ وأضیفت إلى المعلقة إضافة، فھي ال تمثل روحھ في فترة شبابھ الالھیة

.الماجنة التي نراھا في معلقتھ

ر حیاة وتمثل ھذه المعلقة الحیاة العربیة في كثیر من نواحیھا المختلفة، كما تصو

امرئ القیس وترفھ وروحھ الالھي المسرف في العبث والمجون أتم التصویر،

فھي صورة جمیلة واضحة لحیاة الشاعر وقومھ، وأثر أدبي كبیر نستطیع أن

.نفھم منھ الكثیر من عادات العرب وأخالقھم

نشأ امرؤ القیس في بیت سؤدد ومجد ونعمة، فخب في سبل اللھو وذاق أفاویق

والحب وقضى أیام شبابھ في مغازلة الغید الحسان؛ فكانت لھ معھن أیام الجمال

وذكریات قص الكثیر منھا في ھذه المعلقة، وما برح في لھوه ومجونھ حتى

ضاق بھ والده ذرعا فأبعده عنھ، فأقام مع أمثالھ من أھل البطالة واللھو حتى قتل

ى قضى علیھ أخیرا أبوه فذھبت سكرتھ وطالت حسرتھ، وھب لألخذ بثأره حت

.إسرافھ في االنتقام

ذلك ھو امرؤ القیس قائد الشعراء في الجاھلیة، وحامل لواء الشعر في ذلك

العصر البعید، والمفتن في أبواب الشعر وأغراضھ، والمجلى في بیان أسرار

الجمال واللھو وفي رقة األسلوب وسحره، وفي جزالة اللفظ وأسره، وفي روائع

ئع الخیال، وفي ابتداع الكثیر من المعاني الشعریة الطریفة التي قلده التشبیھ وبدا

فیھا سواء من الشعراء وتتناول المعلقة كثیرا من فنون الشعر، وتحوي الكثیر

من األفكار المنوعة، ففیھا بكاء لدیار أحبابھ في ثالثة أبیات وتصویر لحیرتھ

ھ عبء الحزن والشجى في وذھولھ یوم رحیلھن واستیقاف ألصحابھ لیحملوا مع

بیتین وفیھا شرح للھوه وعبثھ وقص لذكریاتھ وأشجانھ مع محبوباتھ ووصف

للجمال العربي وزینة المرأة في الجاھلیة وألثر الجمال وسحره في النفوس وذلك

في عشرین بیتا، وفیھا مناجاة اللیل وذكر لطولھ وآالمھ فیھ في خمسة أبیات

ة عشر بیتا، وللبرق والمطر ونشوة الطبیعة في ووصف دقیق لفرسھ في ثمانی

.عشرة أبیات فأبیاتھا تبلغ الستین أو تزید وھي كلھا في درجة عالیة من اإلحسان

السبب في إنشادھا ھو قصة غدیر : "ویقول الزوزني في سبب إنشاد ھذه القصة

دارة جلجل حیث كان امرؤ القیس یحب ابنة عمھ عنیزة فتركھا تستحم في ھذا

لغدیر مع أتراب لھا وجمع مالبسھن ثم لم یعطھا لھن إال بعد مرورھن أمامھ ا

عاریات، ثم ذبح لھن ناقتھ وقسم متاعھ علیھن یحملنھ وركب مع عنیزة في

".ھودجھا

وقد بدأھا ببكاء الدیار بمطلع جمیل ساحر ثم یستمر في وصف الدیار وآثارھا

.وقوفا بھا صحبي على مطیھم: حتى یقول

ثم یصف اللیل وطولھ، وطولھ والفرس . ف ذكریات لھوه وعبثھ وغزلھثم یص

وقوتھ ویذكر الصید الذي صاده وطھى الطھاة لھ وسط الصحراء ویصف البرق

.والمطر في عذوبة وسحر وجمال

: وقال أیضا - ٢ -

وهل یعمن من كان في العصر الخالي أال عم صباحا أیها الطـلـل الـبـالـي

قلیل الهموم مـا یبـیت بـأوجـال إال سـعـید مـخـلـد وهل یعمـن

ثالثین شهرا فـي ثـالثة أحـوال وهل یعمن من كان أحـدث عـهـده

ألح علیها كـل أسـحـم هـطـال دیار لسلمى عـافـیات بـذي خـال

من الوحش أو بیضا بمیثاء شمـالل وتحسب سلمى ال تزال تـرى طـال

بواد الخزامى أو على رس أو عال كـعـهـدنـا وتحسب سلمى ال تزال

وجیدا كجید الرئم لیس بمـعـطـال لیالي سلمى إذ تـریك مـنـصـبـا

كبرت وأن ال یحسن اللهو أمثالـي أال زعمت بسـبـاسة الـیوم أنـنـي

وأمنع عرسي أن یزن بها الخالـي كذبت لقد أصبى على المرء عرسـه

بآنسة كـأنـهـا خـط تـمـثـال ت ولــیلةویا رب یوم قـد لـهـو

كمصباح زیت في قـنـادیل ذبـال یضيء الفراش وجهها لضجـیعـهـا

أصاب غضى جزال وكف بأجـذال كأن على لباتها جمـر مـصـطـل

صبا وشمال في مـنـازل قـفـال وهبت له ریح بمختـلـف الـصـوا

ي إذا قمت سـربـالـيلعوب تنسین ومثلك بیضاء الـعـوارض طـفـلة

تمیل علیه هونة غـیر مـجـبـال إذا ما الضجیع ابتزها من ثـیابـهـا

بما احتسبا من لین مس وتسـهـال كحقف النقا یمشي الولـیدان فـوقـه

إذا انفلتت مرتجة غـیر مـتـفـال لطیفة طي الكشح غـیر مـفـاضة

رهـا نـظـر عـالبیثرب أدنى دا تنورتها مـن أذرعـات وأهـلـهـا

مصابیح رهبان تشـب لـفـقـال نظرت إلیها والـنـجـوم كـأنـهـا

سمو حباب الماء حاال علـى حـال سموت إلیها بعد مـا نـام أهـلـهـا

ألست ترى السماء والناس أحوالـي فقالت سباك اهللا، إنـك فـاضـحـي

دیك وأوصالـيولو قطعوا رأسي ل فقلت یمـین الـلـه أبـرح قـاعـدا

لناموا فما إن من حدیث وال صـال حلفت لها بالـلـه حـلـفة فـاجـر

هصرت بغصن ذي شماریخ مـیال فلما تنازعنا الحـدیث وأسـمـحـت

ورضت فذلت صـعـبة أي إذالل وصرنا إلى الحسنى ورق كالمـنـا

العلیه القتام سیئ الـظـن والـبـ فأبحت معشوقا وأصبـح بـعـلـهـا

لیقتلني والمـرء لـیس بـقـتـال یغط غطیط البكـر شـد خـنـاقـه

ومسنونة زرق كـأنـیاب أعـوال أیقتلني والمشرفـي مـضـاجـعـي

ولیس بذي سیف ولـیس بـنـبـال ولیس بذي رمح فیطـعـنـنـي بـه

كما شغف المهنوءة الرجل الطالـي أیقتلني وقـد شـغـفـت فـؤادهـا

بأن الفتى یهذي ولـیس بـفـعـال لمى وان كان بعـلـهـاوقد علمت س

كغزالن رمل في محـاریب أقـیال وماذا عـلـیه أن ذكـرت أوانـسـا

یطفن بحباء المرافـق مـكـسـال وبیت عذارى یوم دحـن ولـجـتـه

لطاف الخصور في تمام واكـمـال سباط البنان والعـرانـین والـقـنـا

یقلن ألهل الحلم ضل بـتـضـالل وى سـبـل الـردىنواعم یتبعن الهـ

ولست بمقلي الـخـالل وال قـال صرفت الهوى عنهن من خشیة الردى

ولم أتبطن كاعبـا ذات خـلـخـال كأنـي لـم أركـب جـوادا لـلـذة

لخلیلي كري كرة بـعـد إجـفـال ولم أسبإ الزرق الـروى ولـم أقـل

على هیكل عبل الجـزارة جـوال ة بالضـحـىولم أشهد الخیل المغیر

لع حجبات مشرفات على الـفـال سلیم الشظى عبل الشوى شنج النسـا

كأن مكان الردف منه عـلـى رال وصم صالب ما یقین مـن الـوحـي

لغیث من الوسـمـي رائده خـال وقد أغتدي والطیر في وكـنـاتـهـا

وجاد علیه كل أسـحـم هـطـال تحاماه أطراف الرمـاح تـحـامـیا

كمیت كأنـهـا هـراوة مـنـوال بعجلزة قد أترز الجري لـحـمـهـا

وأكرعه وشي البرود من الـخـال ذعرت بها سربـا نـقـیا جـلـوده

على جمزى خیل تجول بـأجـالل كأن الصـوار إذ تـجـهـد عـدوه

روق أخـنـس ذیالطویل الفرا وال فجال الصوار واتقـین بـقـرهـب

وكان عداء الوحش مني على بـال فعادى عـداء بـین ثـور ونـعـجة

صیود من العقبان طأطأت شماللي كأني بفتحاء الـجـنـاحـین لـقـوة

وقد حجرت منها ثـعـالـب أورال تخطف خزان الشربة بالـضـحـى

البالي لدي وكرها العناب والحشف كأن قلوب الطیر رطـبـا ویابـسـا

كفاني ولم أطلب قلیل من الـمـال فلو أن ما أسعـى ألدنـى مـعـیشة

أمـثـالـي وقد یدرك المجد المؤثل ولكنما أسـعـى لـمـجـد مـؤثـل

بمدرك أطراف الخطوب وال آلي وطر المرء مادامت حشاشة نفسه

: وقال امرؤ القیس أیضا - ٣ -

نقض لبانات الفـؤاد الـمـعـذب خلیلي مرا بي عـلـى أم جـنـدب

من الدهر تنفعني لدى أم جـنـدب فإنكمـا إن تـنـظـرانـي سـاعة

وجدت بها طیبا وان لـم تـطـیب ألم تریاني كلـمـا جـئت طـارقـا

وال ذات خلق إن تأملـت جـأنـب عقـیلة أتـراب لـهـا ال دمــیمة

ى وصلة للـتـغـیبوكیف تراع أال لیست شعري كیف حادث وصلها

أمیمة أم صارت لقول المخـبـب أقامت على ما بینـنـا مـن مـودة

فإنك مما أحدثت بـالـمـجـرب فإن تنأ عنها حـقـبة ال تـالقـهـا

یسؤك وان یكشف غرامك تـدرب وقالت متى یبخل علیك ویعـتـلـل

سوالك نقبا بین حزمى شعبـعـب تبصر خلیلي هل ترى من ظـعـائن

كجرمة نخـل أو كـجـنة یثـرب علون بأنطـاكـیة فـوق عـقـمة

أشت وأنأى من فراق المحـصـب وهللا عینـا مـن رأى مـن تـفـرق

وآخر منهم قاطع بحد كـبـكـب فریقان منهم جازع بـطـن نـخـلة

كمر الخلیج في صفیح مـصـوب فعیناك غربا جدول فـي مـفـاضة

ضعیف ولم یغلبك مثل مـغـلـب كـفـاخـروانك لم یفخر عـلـیك

بمـثـل غـدو أو رواح مـؤوب وانك لم تقـطـع لـبـانة عـاشـق

على أبلق الكشحین لیس بمغـرب بأدماء حرجـوج كـأن قـتـودهـا

تغرد میاح الندامى الـمـطـرب یغرد باألسحـار فـي كـل سـدفة

ل في كل مـشـربیمج لعاع البق أقب رباع مـن حـمـیر عـمـایة

مجر جیوش الغـانـمـین وخـیب بمحنیة قد آزر الضـال نـبـتـهـا

وماء الندى یجري على كل مذنـب وقد أغتدي والطیر في وكنـاتـهـا

طراد الهوادي كل شأو مـغـرب بمـنـجـرد قـید األوابـد الحــه

على الضمر والتعداء سرحة مرقب على األین جـیاش كـان سـراتـه

ترى شخصه كأنه عود مشـحـب یباري الخنوف المستاقـل زمـاعـه

وصهوة عیر قائم فـوق مـرقـب له أیطال ظبـي وسـاقـا نـعـامة

حجارة غیل وارسات بطـحـلـب ویخطو على ضم صالب كـأنـهـا

إلى حارك مثل الغبـیط الـمـذأب له كفل كالدعـص لـبـده الـنـدى

لمحجرها من النصیف المنـقـب ع تـدیرهـاوعین كمرآة الـصـنـا

كسامعتي مذعورة وسـط ربـرب له أذنان تعرف العـتـق فـیهـمـا

ومثناته في رأس جـذع مـشـذب ومستفلك الذفـرى كـأن عـنـانـه

عثاكیل قنو من سمیحة مـرطـب وأسحـم ریان الـعـسـیب كـأنـه

ر الریح مرت بـأثـأبتقول هزی إذا ما جرى شأوین وابتل عـطـفـه

إلى سند مثل الغـبـیط الـمـذأب یدیر قطاة كالـمـحـالة أشـرفـت

به غرة من طائف غیر معـقـب ویخضد في االري حتـى كـأنـمـا

ویوما عـلـى بـیدانة أم تـولـب فیوما على سرب نـقـي جـلـوده

المهدب كمشي العذارى في المالء فبینـا نـعـاج یرتـعـین خـمـیلة

وقال صحابي قد شأونك فاطـلـب فكـان تـنـادینـا وعـقـد عـذاره

على ظهر محبوك السراة محنـب فألیا بألي ما حملـنـا غـالمـنـا

ویخرجن من جعد ثراه منـصـب وولى كشؤبوب العـشـي بـوابـل

وللزجر منه وقع أهوج منـعـب فللساق ألـهـوب ولـلـسـوط درة

یمر كخذروف الولید المـثـقـب جهـد ولـم یثـن شـأوهفأدرك لم ت

على جدد الصحراء من شد ملهـب ترى الفأر في مستنقع القاع الجـبـا

خفاهن ودق من عشي مـجـلـب خفاهن من أنفـاقـهـن كـأنـمـا

وبین شبوب كالقضـیمة قـرهـب فعادى عـداء بـین ثـور ونـعـجة

یداعسها بالسمهري الـمـعـلـب اغـموظل لثیران الـصـریم غـمـ

بمذریة كأنـهـا ذاق مـشـعـب فكاب على حر الجـبـین ومـتـق

فعالوا علینا فضل ثوب مطـنـب وقلنا لفـتـیان كـرام أال انـزلـوا

ردینیة فیهـا أسـنة قـعـضـب وأوتـاده مـاذیة وعـــمـــاده

مى مـشـرعـبوصهوته من أتح وأطنابه أشطـان خـوض نـجـائب

إلى كل حاري جدید مـشـطـب فلما دخلناه أضـفـنـا ظـهـورنـا

وأرحلنا الجزع الذي لـم یثـقـب كأن عیون الوحش حـول خـبـائنـا

إذا نحن قمنا عن شواء مضـهـب نمش بأعـراف الـجـیاد أكـفـنـا

ومحـقـب نعالى النعاج بین عدل ورحنا كأنا مـن جـؤائي عـشـیة

أذاة به من صـائك مـتـحـلـب راح كتیس الربل ینفـض رأسـهو

عصارة حناء بشیب مـخـضـب كأن دمـاء الـهـادیات بـنـحـره

بضاف فویق األرض لیس بأصهب وأنت إذا استدبرتـه سـد فـرجـه

: وقال أیضا حین توجھ إلى قیصر - ٤ -

فـعـرعـرا وحلت سلیمى بطن قو سما لك شوق بعدما كـان أقـصـرا

مجاورة غسان والـحـي یغـمـرا كنانیة بانت وفـي الـصـدر ودهـا

لدى جانب األفالج من جنب تیمرى بعیني ظعن الحي لمـا تـحـمـلـوا

حدائق دوم أو سـفـینـا مـقـیرا فشبهتهم في اآلل لمـا تـكـمـشـوا

المشـقـرا دوین الصفا الآللئ یلین أو المكرعات من نخـیل ابـن یامـن

وعالین قنوانا من البسـر أحـمـرا سوامـق جـبـار أثـیث فـروعـه

بأسیافـهـم حـتـى أقـو وأوقـرا حمته بنـو الـربـداء مـن آل یامـن

وأكمامه حتى إذا مـا تـهـصـرا وأرضى بني الربداء واعتـم زهـوه

ـحـیراتردد فیه العـین حـتـى ت أطافت به جیالن عـنـد قـطـاعـه

كسا مزبد الساجوم وشیا مـصـورا كأن دمى شغف على ظهر مـرمـر

یحلین یاقوتـا وشـذرا مـفـقـرا غرائر في كـن وصـون ونـعـمة

تخص بمفروك من المسـك أذفـرا وریح سنـا فـي حـقـه حـمـیریة

اورندا ولبنى والكبـاء الـمـقـتـر وبانـا وألـویا مـن الـهـنـد ذاكـیا

سلیمى فأمسى حبلها قـد تـبـتـرا غلقن برهن من حبـیب بـه ادعـت

یسارق بالطرف الخباء المـسـتـرا وكان لها في سالف الـدهـر خـلـه

كما ذعرت كأس الصبوح المخمـرا إذ نال منهـا نـظـرة ریع قـلـبـه

تراشى الفؤاد الرخص أال تخـتـرا نزیف إذا قامت لـوجـه تـمـایلـت

سنبدل إن أبـدلـت بـالـود آخـرا أأسماء أمسـى ودهـا قـد تـغـیرا

على خملي خوص الركاب وأوجرا تذكرت أهلي الصالحـین وقـد أتـت

نظرت فلم تنظر بعینیك مـنـظـرا فلـمـا بـدا حـوران واآلل دونــه

عشیة جاوزنـا حـمـاة وشـیزرا تقطع أسبـاب الـلـبـانة والـهـوى

أخو الجهد ال یلوى على من تعـذرا ضج الـعـود مـنـه یمـنـهبسیر ی

وخمال لها كالقـر یومـا مـخـدرا ولم ینسى ما قد لـقـیت ظـعـائنـا

ودون الغمیر عامدات لـغـضـورا كأثل من األعراض من دون بـیثـشة

ذمول إذا صام النـهـار وهـجـرا فدع ذا وسل اللهم عنـك بـجـسـرة

إذا أظهرت تكسى مالء مـنـشـرا ـانـا كـأن مـتـونـهـاتقطع غیط

ترى عند مجرى الضفر هرا مشجرا بعیدة بین الـمـنـكـبـین كـأنـمـا

صالب العجى ملثومها غیر أمعـرا تطایر ظران الحصـى بـمـنـاسـم

إذا نجلته رجلهـا حـذف أعـسـرا كأن الحصى من خلفهـا وأمـامـهـا

صلیل زیوف ینتقـدن بـعـبـقـرا ـمـروحـین تـشـدهكأن صلـیل ال

أبر بمـیثـاق وأوفـى وأصـبـرا علیها فتى لم تحمل األرض مـثـلـه

بني أسد حزنا مـن األرض أوعـرا هو المنزل اآلالف من جـونـا عـط

ولكنه عمدا إلـى الـروم أنـفـرا ولو شاء كان الغزو من أرض حمـیر

وأیقن أنـا الحـقـان بـقـیصـرا أى الـدرب دونـهبكى صاحبي لما ر

نحاول ملكا أو نمـوت فـنـعـذرا فقلت له ال تـبـك عـینـك إنـمـا

بسیر ترى منه الـفـرانـق أزورا واني زعیم إن رجعـت مـمـلـكـا

إذا سافه العود النباطـي جـرجـرا على الحب ال یهـتـدى بـمـنـاره

یرید السرى باللیل من خیل بـربـرا ي مـعـاودعلى كل مقصوص الذناب

ترى الماء من أعطافه قد تـحـدرا أقب كسرحان الغضى مـتـمـطـر

مشى الهیدبى في دفه ثـم فـرفـرا إذا زعته من جانـبـیه كـلـیهـمـا

على جلعد واهي األباجـل أبـتـرا إذا قـلـت زوحـنـا أرن فـرانـق

والبن جریج في قرى حمص أنكرا أهـلـهـالقد أنكرتني بـعـلـبـك و

وال شيء یشفي منك یا ابنة عفـزرا نشیم یروق المـزن أین مـصـابـه

من الذر فوق اإلتب منـهـا ألثـرا من القاصرات الطرف لو دب مخول

قریب وال البسباسة ابـنة یشـكـرا له الویل إن أمـسـى وال أم هـاشـم

بكاء على عمرو وما كان أصـبـرا تـحـدراأرى أم عمرو دمعهـا قـد

وراء الحساء من مدافـع قـیصـرا إذا نحن سرنا خمـس عـشـرة لـیلة

آخـرا وقرت به العینـان بـدلـت إذا قلت هذا صاحـب قـد رضـیتـه

من الناس إال خاننـي وتـغـیرا كذلك جدي ما أصاحب صاحـبـا

ورثنا الغنى والمجد أكبر أكبـرا وكنا أناسا قبـل غـزوة قـرمـل

مرابطها في بربعیص ومیسـرا وما جبنت خیلي ولكـن تـذكـرت

بتادف ذات التل من فوق طرطرا أال رب یوم صالح قد شـهـدتـه

كأني وأصحابي على قرن أعفرا وال مثل یوم في قداران ظـلـتـه

أشقـرا ننقادا وحتى نحسب الجو ونشرب حتى نحسب الخیل حولنـا

: قال أیضا - ٥ -

یضيء حبیا في شمـاریخ بـیض أعني عـلـى بـرق أراه ومـیض

ینوء كتعتاب الكسیر المـهـیض ویهـدأ تـارات سـنـاه وتــارة

أكف تلقى الفوز عند المـفـیض وتخرج منه المـعـات كـأنـهـا

وبین تالع یثلـث فـالـعـریض قعدت له وصحبتـي بـین ضـارج

فوادي البدي فانتحـى لـألریض أصاب قطاتین فسـال لـواهـمـا

مدافع غیث في فضـاء عـریض بالد عـــریضة وأرض أریضة

یحوز الضباب في صفاصف بیض فأضحى یسح الماء عن كـل فـیقة

واذ بعد المزار غیر الـقـریض فأسقى به أختي ضـعـیقة إذ نـأت

أقلب طرفي في فضاء عـریض ومرقبة كالزج أشرفت فـوقـهـا

كأني أعدي عن جناح مـهـیض فظلت وظل الجون عندي بـلـبـده

نزلت إلیه قائما بـالـحـضـیض فلما أجن الشمس عنـي غـیارهـا

كصفح السنان الصلبي النحـیض یباري شباة الرمـح خـد مـذلـق

ویرفع عزفا غیر جاف غضیض أخفضه بالنقـر لـمـا عـلـوتـه

بمنجرد عبـل الـیدین قـبـیض وقد أعتدي والطیر في وكنـاتـهـا

كفحل الهجان ینتجى للعـضـیض له قصریا عیر وسـاقـا نـعـامة

جموم عیون الحسى بعد المخیض یجم على الساقین بـعـد كـاللـه

كما ذعر السرحان جنب الربیض ذعرت بها سربا نقـیا جـلـودهـا

وغادر أخرى في قناة الرفـیض ـتـین وأربـعـا ووالى ثالثا واثـن

وأخلف ماء بعد مـاء فـضـیض فآب إیابـا غـیر نـكـد مـواكـل

ذعرت بمدالج الهجیر نـهـوض وسن كسنـیق سـنـاء وسـنـمـا

كإحراض بكر في الدیار مریض أرى المرء ذا األذواد یصبح محرضا

الجـریض اختلف اللحیان عندإذا كأن الفتى لم یغن في الناس سـاعة

: وقال أیضا - ٦ -

فعـارمة فـبـرقة الـعــیرات غشیت دیار الحـي بـالـبـكـرات

إلى عاقل فالـجـب ذي األمـرات فغول فحلیت فنـفـى فـمـنـعـج

أعد الحصى ما تنقضي عبـراتـي ظللت ردائي فوق رأسـي قـاعـدا

تن على ذي الهم مـعـتـكـراتیب أعني على التهـمـام والـذكـرات

مقـایسة أیامـهـا نـكـــرات بلیل التمام أو وصـلـن بـمـثـلـه

على ظهر عیر وارد الخـبـرات كأني وردفي والقراب ونـمـرقـي

كذود األجـیر األربـع األشـرات أرن على عـقـب حـیال طـروقة

ذمـرات شتیم كـدلـق الـزج ذي عنیف بتجمیع الـضـرائر فـاحـش

ویشربن برد الماء في السـبـرات ویأكلن بهمـى جـعـدة حـبـشـیة

یحاذرن عمرا صاحب القـتـرات فأوردهـا مـاء قـلـیال أنـیســه

موازن ال كـزم وال مـعــرات تلت الحصى لتـا بـسـمـر رزینة

عرا خلل مشـهـورة ضـفـرات ویرخین أذنابـا كـأن فـروعـهـا

على الحب كالبرد ذي الخـبـرات لواح اإلران فسـألـتـهـاوعنس كأ

تغالى على عوج لها عود لها كدنات فغادرتهـا مـن بـعـد بـدن ردیة

وهبته في الساق والـقـصـرات وأبیض كالمـخـراق بـلـیت حـده

وقال أیضا یمدح غویر بن شجنة بن عطارد من بني تمیم، وبني عوف - ٧ -

: رھطھ

هم منعوا جاراتكم آل غـدران ن قوما كنتم أمـس دونـهـمأال إ

وأسعد في لیل البالیل صفـوان عویر ومن مثل العویر ورهطـه

وأوجههم عند المشاهد غـران ثیاب بني عوف طهارى نـقـیة

وساروا بهم بین العراق ونجوان هم أبلغوا الحي المضلل أهلهـم

أبر بمیثاق وأوفـى بـجـیران فقد أصبحوا واهللا أصفاهـم بـه

: وقال أیضا - ٨ -

كخط زبور في عصیب بمان لمن طلل أبصرته فشجـانـي

لیالینا بالنعـف مـن بـدالن دیار لهند والرباب وفرتـنـي

وأعین من أهوى إلي رواني لیالي یدعوني الهوى فأجـیبـه

وجه الجـبـان كشفت إذا ما اسود فإن أمس مكروبا فیا رب بـهـمة

منعمة أعمـلـتـهـا بـكـران وان أمس مكروبـا فـیا رب قـینة

أجش إذا ما حـركـتـه الـیدان لها مزهر یعلو الخمیس بصـوتـه

شهدت على أقب رخو الـلـبـان وان أ مس مكروبا فـیا رب غـارة

مسح حثیث الـركـض والـذأالن على ربذ یزداد عـفـوا إذا جـرى

شدیدات عقد لینات الـمـثـانـي دى على صم صالب مالطـسویخ

تبطنتـه بـشـیظـم صـلـتـان وغیث من الوسمي حـو تـالعـه

كتیس ظباء الحـلـب الـغـذوان مكر مفر مقبـل مـدبـر مـعـا

كعرق الرخامى اهتز في الهجالن إذا ما جنـبـنـاه تـأود مـتـنـه

من النشوات والنساء الـحـسـان نـيتمتع من الـدنـیا فـإنـك فـا

حواصنها والمبرقات الـروانـي من البیض كاآلرام واألدم كالدمـى

بجزع المال عینـاك تـبـتـدران أمن ذكر نبهانـیة حـل أهـلـهـا

ورش وتوكـاف وتـنـهـمـالن فدمعهـمـا سـكـب وسـح ودیمة

ـقـا بـدهـانفریان لما تـسـل كأنهـمـا مـزادتـا مـتـعـجـن

: وقال أیضا - ٩ -

ورسم عفت آیاتـه مـنـذ أزمـان قفا نبك من ذكرى حبیب وعـرفـان

كخط زبور في مصاحف رهبـان أتت حجج بعدي علیها فأصـبـحـت

عقابیل سقم من ضمیر وأشـجـان ذكرت بها الحي الجمیع فـهـیجـت

ت سح وتهتـانثكلى من شعیب ذا فسحت دموعي في الرداء كـأنـهـا

فلیس على شيء سـواه بـخـزان إذا المرء لم یحزن علـیه لـسـانـه

على حرج كالقر تخفق أكفـانـي فإما ترینـي فـي رحـالة جـابـر

وعان فككت الغل عنه فـفـدانـي فیا رب مـكـروب كـررت وراءه

فقاموا جمیعا بین عاث ونـشـوان وفتیان صدق قد بعثـت بـسـخـرة

على ذات لوث سهوة المشي مذعان وخرق بعید قد قطـعـت نـیاطـه

تعاون فیه كـل أوطـف حـنـان وغیث كألوان الفنا قد هـبـطـتـه

أفانین جـرى غـیر كـز وال وان على هیكل یعطیك قـبـل سـؤالـه

عقاب تدلت من شماریخ ثـهـالن كتیس الظباء األعفر انضرجـت لـه

قطعت بسام ساهم الوجه حـسـان قفر مـضـلة وخرق كجوف العیر

كما مال غصن ناعم فوق أغصـان یدافع أعطاف المطـایا بـركـنـه

دیار العـدو ذي زهـار وأركـان ومجر كـغـالن األنـیعـم بـالـغ

وحتى الجیاد ما یقـدن بـأرسـان مطوت بهم حتى تكـل مـطـیهـم

لیه عواف من نسور وعقـبـانع وحتى ترى الجون الذي كان بـادنـا

وقال أیضا یمدح جاریة بن مر أبا حنبل، ویذم خالد بن سدوس بن - ١٠ -

: أصمع النبھاني

ولكن حدیثا ما حدیث الـرواحـل دع عنك نهبا صبح في حجـراتـه

عقاب تنوفي ال عقاب القـواعـل كأن دثارا حـلـقـت بـلـبـونـه

وأودى عصام في الخطوب األوائل دتلـعـب بـاعـث بـذمة خـالـ

كمشي أتان حلئت بالـمـنـاهـل وأعجبني مشي الـحـزقة خـالـد

فمن شاء فلینهض لها من مقاتـل أبت أجأ أن تسلم الـعـام جـارهـا

وأسرحها غبا بـأكـنـاف خـائل تبیت لبـونـي بـالـقـریة أمـنـا

رمـاة سـعـد ونـائل وتمنع من بنو ثعل جیرانـهـا وحـمـاتـهـا

دوین السماء في رؤوس المجـادل تالعب أوالد الوعـول ربـاعـهـا

لها حبك كأنـهـا مـن وصـائل مكـلـلة حـمـراء ذات أســرة

: وقال أیضا - ١١ -

ونسحر بالطعام وبالـشـراب أرانا موضعـین ألمـر غـیب

ئابوأجرأ من مجـلـحة الـذ عصـافــیر وذبـــان ودود

ستكفیني التجارب وانتسـابـي فبعض اللوم عاذلـنـي فـإنـي

وهذا الموت یسلبني شبـابـي إلى عرق الثرى وشجت عروقي

فیلحقني وسیكـا بـالـتـراب ونفسي سوف یسلبها وجـرمـي

أمق الطول لماع الـسـراب ألم أفض المطي بكـل خـرق

لقحـم الـرغـابأنال مآكل ا وأركب في اللهام المجر حتـى

إلیه همتي وربه اكتـسـابـي وكل مكارم األخـالق صـارت

رضیت من الغنـیمة بـاإلیاب وقد طوفت في اآلفاق حـتـى

وبعد الخیر حجر ذي القبـاب أبعد الحارث الملك ابن عمـرو

ولم تغفل عن الصم الهضـاب أرجي من صروف الدهر لینـا

سأنشب في شبا ظفـر ونـاب وأعلم أنـنـي عـمـا قـریب

وال أنسى قتیال بالكالب كما القى أبي حجر وجدي

: وقال - ١٢ -

أم الصرم تختارین بالوصل نیأس أماوي هل لي عندكم من معـرس

من الشك ذي المخلوجة المتلبـس أبیني لـنـا إن الـصـریمة راحة

ـوجـسبشربة أوطاف بعرنان م كأني ورحلي فوق أحقـب قـارح

یشیر التراب عن مبیت ومكنـس تعشى قلیال ثم أنحـى ظـلـوفـه

إثارة نباث الهواجر مـخـمـس یهـیل ویذري تـربـهـا ویثـیره

وضجعته مثل األسیر المكـردس فبات على خـد أحـم ومـنـكـب

إذا التقتها غبیة بـیت مـعـرس وبات إلى أرطأة حقف كـأنـهـا

كالب ابن مر أو كالب ابن سنبس وق غـدیةفصبحه عنـد الـشـر

من الذمر واإلیحاء نوار عضرس مغرثة زرقـا كـأن عـیونـهـا

على الصمد واآلكام جذوة مقبـس فأدبر یكسوها الرغـام كـأنـهـا

بذي الرمث إن ماوتنه یوم أنفـس وأیقـن إن القـینـه أن یومـــه

شبرق الولدان ثوب المقـدس كما فأدركنه یأخذن بالساق والـنـسـا

المتشـمـس كقرم الهجان القادر وغورن في ظل الغضى وتركنـه

: وقال - ١٣ -

كأني أنادي أو أكـلـم أخـرسـا ألما على الربع القدیم بعسـعـسـا

وجدت مقیال عندهم ومـعـرسـا فلو أن أهل الدار فیها كـعـهـدنـا

لیالي حل الحي غوال فألـعـسـا فال تنكرونـي إنـنـي أنـا ذاكـم

من اللیل إال أن أكب فأنـعـسـا فإما تریثـي ال أغـمـض سـاعة

أحاذر أن یرتد دائي فـأنـكـسـا تأوبـي دائي الـقـدیم فـغـلـسـا

وطاعنت عنه الخیل حتى تنفـسـا فیا رب مكـروب كـررت وراءه

ض الكواعب أملسـاحبیبا إلى البی ویا رب یوم قـد أروح مـرجــال

كما ترعوي عیط إلى صوت أعیسا یرعن إلى صوتي إذا ما سمعـنـه

وال من رأین الشیب فیه وقـوسـا أراهن ال یحببن مـن قـل مـالـه

تضیق ذراعي أن أقوم فألـبـسـا وما خفت تبریح الحیاة كـمـا أرى

سـاولكنها نفس تسـاقـط أنـفـ فلو أنها نفـس تـمـوت جـمـیعة

فیا لك من نعمى تحولن أبـؤسـا وبدلت قرحا دامـیا بـعـد صـحة

لیلبسني من دائه مـا تـلـبـسـا لقد طمح الطماح من بعـد أرضـه

وبعد المشیب طول عمر وملبسـا أال إن بعد العدم لـلـمـرء قـنـوة

: وقال - ١٤ -

ینـي بـقـروال مقصر یوما فیأتـ لعمرك ما قلبي إلى أهلـه بـحـر

ولیس على شيء قویم بمستـمـر أال إنما الـدهـر لـیال وأعـصـر

أحب إلینا من لـیال عـلـى أقـر لیال بذات الطلح عنـد مـحـجـر

ولیدا وهل أفنى شبابي غـیر هـر أعادي الصبوح عند هر وفرتـنـي

معتقة مما تجيء بـه الـتـجـر إذا ذقت فاه قلـت طـعـم مـدامة

لذي جؤذرین أو كبعض دمى هكر ما نعجتان مـن نـعـاج تـبـالةه

نسیم الصبا جاءت بریح من القطر إذا قامتا تضوع المسك مـنـهـمـا

من الخص حتى أنزلوها على یسر كأن التجار أصـعـدوا بـسـبـیئة

وشجت بماء غیر طرق وال كـدر فلما استطابا صب في الصحن نصفه

إلى بطن أخرى طیب ماؤها خصر متن صـخـرةبماء سحاب زل عن

وأقوالها إال المخـیلة والـشـكـر لعمرك ما إن ضرني وسط حمـیر

أجر لسانـي یوم ذلـكـم مـجـر وغیر الشقاء المستبین فـلـیتـنـي

وال نأنإ یوم الحفـاظ وال حـصـر لعمرك مـا سـعـد بـخـلة آثـم

مرابط لألمهار والعكـر الـدثـر لعمري لقوم قد نرى أمـس فـیهـم

یروح على آثار شأنهم الـنـمـر أحـب إلـینـا مـن أنـاس بـقـنة

بمثنى الزقاق المترعات وبالجـزر یفاكهنا سعد ویغـدو لـجـمـعـنـا

أحب إلینا منك فافـرس حـمـر لعمري لسعد حـیث حـلـت دیاره

ن یزید ومن حـجـرومن خاله وم وتعرف فـیه مـن أبـیه شـمـائال

سـكـر ونائل ذا إذا صـحـا واذا سمـاحة ذا وبـر ذا ووفـــاء ذا

: وقال یجیب سبیع بن عوف بن مالك - ١٥ -

فعمایتین فهضـب ذي أقـدام لمن الدیار غشیتها بـسـحـام

!تمشي النعاج بها مع اآلرام فصفا األطیط فصاحتین فغاضر

وبلیس قبـل حـوادث األیام دار لهند والرباب وفـرتـنـي

نبكي الدیار كما بكى ابن خذام عوجا على الطلل المحیل الننـا

كالنخل من شوكان حین صـرام أو ما ترى أظعانـهـن بـواكـرا

بیض الوجوه نواعم األجـسـام حور تعلل بالعبـیر جـلـودهـا

امنشوان باكـره صـبـوح مـد فظلت في دمن الدیار كـأنـنـي

من خمر عانة أو كروم شـبـام أنف كلون دم الغـزال مـعـتـق

موم یخالط جسمـه بـسـقـام وكأن شاربها أصـاب لـسـانـه

رتك النعامة في طـریق حـام ومجدة نسأتهـا فـتـكـمـشـت

روعاء منسـمـهـا رثـیم دام تخدى على العالت سام رأسـهـا

ي امرؤ صرعي علیك حـرامإن جالت لتصرعني فقلت لها اقصري

ورجعت سالمة القـرا بـسـالم فجزیت خیر جـزاء نـاقة واحـد

وكأنمـا مـن عـاقـل أرمـام وكأنمـا بـدر وصـیل كـتـیفة

إني كهمك إن عشوت أمـامـي أبلغ سبیعا إن عرضـت رسـالة

مما أالقـي ال أشـد حـزامـي أقصر إلیك من الوعید فـإنـنـي

وأنا المعالن صـفـحة الـنـوام منبه بعد مـا قـد نـومـواوأنا ال

ونشدت عن حجر ابن أم قطـام وأنا الذي عرفت معد فـضـلـه

واذا أناضل ال تطیش سهـامـي وأنازل البطل الـكـریه نـزالـه

وأبو یزید ورهطه أعـمـامـي خالي ابن كبشة قد علمت مكانـه

وال أقـیم بـغـیر دار مـقـام واذا أذیت بـبـلـدة ودعـتـهـا

: وقال - ١٦ -

فالسهب فالخبتین من عاقـل یا دار مـاویة بـالـحــائل

واستعجمت عن منطق السائل صم صداها وعفا رسـمـهـا

ما غركم باألسد الـبـاسـل قوال لدودان عبـید الـعـصـا

ومن بني عمرو ومن كاهـل قد قرت العینان مـن مـالـك

نقذف أعالهم على السافـل بني غنـم بـن دودان إذومن

لفتك ألمین عـلـى نـابـل نطعنهم سلكي ومـخـلـوجة

أو كقطا كاظمة الـنـاهـل إذ هن أقساط كرجل الـدبـى

أرجلهم كالخشـب الـشـائل حتى تركناهم لـدى مـعـرك

عن شربها في شغل شاغـل حلت لي الخمر وكنـت امـرأ

إثما مـن الـلـه وال واغـل قى غیر مستحـقـبفالیوم أس

: وقال - ١٧ -

مثلج كفـیه فـي قـتـره رب رام من بـنـي ثـعـل

غیر بانـاة عـلـى وتـره عارض زوراء مـن نـشـم

فتنحى النـزع فـي یسـره قد أتـتـه الـوحـش واردة

بإزاء الحوض أو عـقـره فرماهـا فـي فـرائصـهـا

كتلظي الجمر فـي شـرره ن كـنـانـتـهبرهـیش مـ

ثم أمهاه عـلـى حـجـره راشه مـن ریش نـاهـضة

ماله ال عـد مـن نـفـره فهـو ال تـنـمـى رمـیتـه

غیرها كسب على كـبـره مطعم لـلـصـید لـیس لـه

ثم ال أبكـي عـلـى أثـره وخـلـیل قـد أفـارقـــه

ء الحوض عن كدرهصفو ما وابن عم قـد تـركـت لـه

وحدیث ما علـى قـصـره وحدیث الـركـب یوم هـنـا

: وقال - ١٨ -

علیه عقیقته أحـسـبـا یا هند ال تنكحـي بـوهة

به عسم یبتغي أرنـبـا مرسعة بـین أرسـاغـه

حذار المنیة أن یعطبـا لیجعل في رجله كعبـهـا

اولست بطیاخة أحـدبـ ولست بخزرافة في القعود

إذا قید مستكرها أصحبا ولست بـذي رثـیة إفـر

ولمته قبل أن یشجـبـا وقالت بنفسي شبـاب لـه

تغشى المطانب والمنكبا واذ هي سوداء مثل الفحیم

وقال في قتل شرحبیل بن عمرو بن حجر عمھ ویھجو البراجم من بني - ١٩ -

: تمیم ویربوعا ودارما

وجدع یربوعا وعفر دارما هـاأال قبح اهللا البراجم كـلـ

رقاب إماء یقتنین المفارما وآثر بالملحاة آل مجـاشـع

وال آذنوا جارا فیظفر سالما فما قاتلوا عن ربهم وربیبهـم

لدى باب هند إذ تجرد قائما وما فعلوا فعل العویر بجاره

: وقال یمدح العویر بن شجنة وقؤمة بني عوف - ٢٠ -

ضیعه الدخللـون إذ غـدروا ابتنوا حـسـبـاإن بني عوف

ولم یضع بالمغیب من نصروا إدوا إلى جارهـم خـفـارتـه

إنهم جیر بئس ما ائتـمـروا لم یفعلوا فعل آل حـنـظـلة

وال أست عیر یحكها النفـر ال حمـیري وفـي وال عـدس

ال عور شانـه وال قـصـر لكن عـویر وفـي بـذمـتـه

: وقال حین بلغھ أن بني أسد قتلت أباه - ٢١ -

تاهللا ال یذهب سیخي باطال

حتى أبیر مالكا وكاهـال

القاتلین الملك الحالحـال

خیر معد حسبا ونائال

یا لهف هند إذ خطئن كاهال

نحن جلبنا القرح القوافال

یحملننا واألسل النواهال

مستفرمات بالحصى جوافال

واخر األوائالتستنفر األ

: وقال لما ذھبت إبلھ - ٢٢ -

كأن قرون جلتها العصـي أال إال تكن إبل فـمـعـزى

فآرام وجاد لهـا الـولـي وجاد لها الربیع بواقـصـات

كأن الحي صبحهم نـعـي إذا مشت حوالبـهـا أرنـت

معلقة بأحقبـهـا الـدلـي تروح كأنها ممـا أصـابـت

وحسبك من غنى شبع وري طا وسمـنـا فتوسع أهلها أق

: وقال حین غزا بني أسد فأخطأھم وأوقع ببني كنانة وھو ال یدري - ٢٣ -

هم كانوا الشفاء فلم یصابوا أال یا لهف هند إثـر قـوم

وباألشقین ما كان العقـاب وقاهم جدهم ببنـي أبـیهـم

بولو أدركنه صفر الوطا وأفلتهن علبـاء جـریصـا

ن ثعلبة من جدیلة طیئ وكان - ٢٤ - وقال یمدح المعلى أحد بني تمیم ب - ٢٤ -

: أجاره والمنذر بن ماء السماء یطلبھ فمنعھ ووفى لھ

نزلت على البواذخ من شمام كأني إذ نزلت على المعـلـى

بمقتدر وال مـلـك الـشـآم فما ملك العراق على المعلـى

تولى عارض الملك الهمـام أشد نشاص ذي القرنین حتـى

بنو تیم مصابـیح الـظـالم أقر حشا امرئ القیس بن حجر

: وقال یمدح طریف بن مالك - ٢٥ -

طریف بن مال لیلة الجوع والخصر لنعم الفتى تعشو إلـى ضـوء نـاره

بالشجـر تالوذ من صوت المبسین إذا البازل الكوماء راحـت عـشـیة

: لب الزمان ودورانھوقال یصف تق - ٢٦ -

له ملك العراق إلى عمان أبعد الحارث الملك بن عمرو

هوانا ما أتیح من الهـوان مجاورة بن شمحى بن جرم

معیزهم خانك ذا الحنـان ویمنعها بنو شمحى بن جرم

وقال یصف الغیث - ٢٧ -

طبق األرض تحرى وتدر دیمة هطالء فیهـا وطـف

وتواریه إذا ما تشـتـكـر ـدتتخرج الود إذا ما أشج

ثانیا برثنه مـا ینـعـفـر وترى الضب خفیفا ماهـرا

كروس قطعت فیها الخمر وترى الشجراء في ربـقـه

ساقط األكناف واه منهمر ساعة ثم انتـحـاهـا وابـل

فیه شؤبوب جنوب منفجر راح تمریه الصبا ثم انتحـى

یم فجفاف فیسرعرض خ ثج حتـى ضـاق عـن آذیه

الحق اإلطلین محبوك ممر قد غدا یحملني فـي أنـفـه

أحار ترى بریقا : وقال ینازع الحارث التوءم الیشكري قال امرؤ القیس - ٢٨ -

كنار مجوس تستعر استعارا ثم قال امرؤ : حب وھنا فقال الحارث بن التوءم

لت قد ھدأ استطارا فقال إذا ما ق: أرقت لھ ونام أبو شریح فقال الحارث: القیس

عشار ولھ القت عشارا فقال : كان ھزیزه بوراء غیب فقال الحارث: امرؤ القیس

وھت أعجاز ریقھ فحارا فقال : فلما أن دنا لقفا أضاخ فقال الحارث: امرؤ القیس

- ولم یترك بجلھتھا حمارا : فلم یترك بذات السر ظبیا فقال الحارث: امرؤ القیس

: وقال - ٢٩

ویعدوا على المرء ما یأتمـر بن عمر وكأني خـمـر أحار

ي ال یدعي القوم أنـي أفـر ال وأبـیك ابـنة الـعـامـر

وكندة حولي جمیعا صـبـر تمیم بـن مـر وأشـیاعـهـا

تحرقت األرض والیوم قـر إذا ركبوا الخیل واستـألمـوا

وماذا علیك بأن تنـتـظـر تروح من الحي أم تبـتـكـر

أم القلب في إثرهم منحـدر أمرخ خیامـهـم أم عـشـر

أم الظاعنون بها في الشطـر وفیمن أقام عن الـحـي هـر

وأفلت منها ابن عمرو حجر وهر تصید قلـوب الـرجـال

غداة الرحیل فلم أنـتـصـر رمتني بسهم أصاب الـفـؤاد

أو الدر رقراقه المنـحـدر فأسبل دمعي كفض الجـمـان

ف یصرعه بالكثیب البهـر واذ هي تمشي كمشي النـزي

كخرعوبة البانة المنفـطـر برهـرهة رؤدة رخـــصة

م تفتر عن ذي غروب خصر فتور القیام قـطـیع الـكـال

وریح الخزامى ونشر القطر كأن المدام وصوب الـغـمـام

إذا طرب الطائر المستحـر یعـل بـه بـرد أنـیابـهــا

م والقلب من خشیة مقتشعر بت أكـابـد لـیل الـتـمـاف

فثوبا نسـیت وثـوبـا أجـر فلمـا دنـوت تـسـدیتـهـا

ولم یفش منا لدى البـیت سـر ولـم یرنـا كـالـئ كـاشـح

ه ویحك ألحقت شـرا بـشـر وقد رابني قـولـهـا یا هـنـا

ـقـتـفـروكل بمـربـأة م وقد اغتدى معي القـانـصـان

سمیع بصیر طلـوب نـكـر فیدركـنـا فـغـم داجـــن

تبوع طلـوب نـشـیط آشـر ألص الضروس حتى الضلـوع

فقلت هبلت أال تـنـتـصـر فأنشب أظفاره فـي الـنـسـا

كما خل ظهر اللسان المجـر فكـر إلـیه بـمـبـراتـــه

عـركما یستدیر الحمار الـنـ فظـل یرنـح فـي غـیطـل

كسا وجهها سعف منـتـشـر وأركب في الـروع خـیفـانة

د ركب فیه وظـیف عـجـر لها حافز مثل قعـب الـولـي

ب سـود یفـئن إذا تـزبـئر لها ثنن كـخـوافـي الـعـقـا

ن لحم حماتیهما مـنـبـتـر وساقان كعباهمـا أصـمـعـا

ـرل أبرز عنها جحاف مـض لها عجز كصفـاة الـمـسـي

تسد بها فرجـهـا مـن دبـر لها ذنب مثـل ذیل الـعـروس

أكب على ساعدیه الـنـمـر لها متنتـان خـظـاتـاكـمـا

ء ركبن في یوم ریح وصـر لها عذر كـقـرون الـنـسـا

ن أضرم فیها الغوى السعـر وسالـفة كـسـحـوق الـلـیا

ـتـدرن حذفه الصانع المـق لها جبـهة كـسـراة الـمـج

فمنه تـریح إذا تـنـبـهـر لها منخر كوجـار الـضـبـاع

وشقت مآقـیهـا مـن أخـر وعـین لـهـا حـذرة بــدرة

من الخضر مغموسة في الغدر إذا أقـبـلـت قـلـت دبـاءة

ململـمة لـیس فـیهـا أثـر وان أدبـرت قـلـت أثـفـیة

سـبـطـرلها ذنب خلفها مـ وان أعرضت قلت سـرعـوفة

تنزل ذو بـرد مـنـهـمـر وللسوط فیهـا مـجـال كـمـا

فواد خـطـاء وواد مـطـر لها وثبات كصوب الـسـحـاب

ء أخطأها الحاذف المقـتـدر وتعدو كعدو نـجـاة الـظـبـا

: وقال - ٣٠ -

وحدث حدیث الركب إن شئت واصدق أال انعم صباحا أیها الربـع وانـطـق

كنخل من األعراض غیر مـنـبـق زالت بلـیل حـمـولـهـموحدث بأن

وخففن من حوك العراق المـنـمـق جعلـن حـوایا واقـتـعـدن قـعـائدا

تضمخن من مسك ذكـي وزنـبـق وفـوق الـحـوایا غـزلة وجــآذر

غوارب رمـل ذي أالء وشـبــرق فأتبعتهم طرفي وقـد حـال دونـهـم

فحلوا العقـیق أو ثـنـیة مـطـرق دین لـنـیةعلـى إثـر حـي عـامـ

أمون كبنـیان الـیهـودي خـیفـق فعزیت نفسي حین بانـوا بـجـسـرة

تنیف بعذق من غرس ابن مـعـنـق إذا زجرت ألفـیتـهـا مـشـمـعـلة

بإثـر جـهـام رائح مـتـفــرق تروح إذا راحـت رواح جـهـــامة

بكل طـریق صـادفـتـه ومـأزق ـجـرهكأن بـهـا هـرا جـنـیبـا ت

یرفـئ ذي زوائد نـقـــنـــق كأني ورحلي والقـراب وتـمـرقـي

لذكرة قیض حول بـیض مـفـلـق تروح مـن أرض ألرض نـطـــیة

وتسحقه ریح الصبا كل مـسـحـق یجـول بـآفـاق الـبـالد مـغـربـا

فـات غـیر مـروقبعـید مـن اآل وبیت یفوح المسك فـي حـجـراتـه

تعفى بذیل الدرع إذ جئت مـودقـي دخلت على بیضاء جـم عـظـامـهـا

ركود نوادي الربـرب الـمـتـورق وقد ركدت وسط السماء نـجـومـهـا

شدید مشك الجنب فعم الـمـنـطـق وقد أغتدي قبل العـطـاس بـهـیكـل

ي الضراء ویتقـيكذئب الغضى یمش بعشـا ربـیئا قـبـل ذاك مـخـمـال

وسائره مثل الـتـراب الـمـدقـق فظل كمثل الخـشـف یرفـع رأسـه

ترى الترب منه الصقا كل ملـصـق وجاء خفیا یسـفـن األرض بـطـنـه

یرتـعـي مـتـفـرق.. وخیط نعام وقـال أال هـذا صــوار وعـــانة

ـر لـم یحـرقإلى غصن بان ناض فقمنا بأشـالء الـلـجـام ولـم نـقـد

على ظهر ساط كالصلیف المعـرق نزاوله حتى حـمـلـنـا غـالمـنـا

على ظهر باز في السماء مـحـلـق كأن غالمي إذ عـال حـال مـتـنـه

إلیها وجالها بطـرف مـلـقـلـق رأى أرنبا فانـقـض یهـوى أمـامـه

نـزلـقفیدرك من أعلى القطاه فتـ فقلت لـه صـوب وال تـجـهـدنـه

بجید الغالم ذي القمیص المـطـوق فأدبرن كالجزع المـفـصـل بـینـه

كغیث العشي األقهـب الـمـتـودق وأدركـهـن ثـانـیا مـن عـنـانـه

عداء ولم ینضـح بـمـاء فـیعـرق فصاد لنا عـیرا وثـورا وخـاضـبـا

هـوقلكل مهـاة أو ألحـقـب سـ وظل غالمي یضجع الرمـح حـولـه

الـمـنـطـق قیام العزیز الفارسي وقام طوال الشخص إذ یخضـبـونـه

فخبوا علینا كل ثـوب مـزرق فقلنا أال قد كان صید لـقـانـص

یصفون غارا باللكیك الموشـق وظل صحابي یشتوون بنـعـمة

نعالي النعاج بین عدل ومشنـق ورحنا كأنا من جؤاثـى عـشـیة

تصوب فیه العین طورا وترتقي اء یجنب وسطنـاورحنا بكابن الم

كقدح النضي بالیدین المـفـوق وأصبح زهلوال یزل غـالمـنـا

عصارة حناء بشیب مـفـرق كأن دماء الهـادیات بـنـحـره

: وقال - ٣١ -

فتقصر عنها خطـوة وتـبـوص أمن ذكر سلمى إذ نأتك تـنـوص

وكم أرض جدب دونها ولصوص وكم دونها من مـهـمة ومـفـازة

وقد حان منها رحلة فقـلـوص تراءت لنا یوما بجـنـب عـنـیزة

وذي أشر تـشـوفة وتـشـوص بأسود مـلـتـف الـغـدائر وارد

كشوك السیال فهو عذب یفـیض منابته مثـل الـسـدوس ولـونـه

مداخلة صم العـظـام أصـوص فهل تسلین الهم عـنـك شـمـلة

وال ذات ضغن في الزمام قموص فیها الني ال هـي بـكـرة تظاهر

إذا قیل سیر المدلجین نـصـیص أؤوب نعوب ال یواكل نـهـزهـا

إذا شب للمرو والصغار وبـیص كأني ورحلي والقراب وغـرقـي

بمنعرج الوعساء بیض رصیص على نقنق هیق لـه ولـعـرسـه

حاذر من إدراكـه وتـحـیصت إذا راح لألدحـي أوبـا یفـنـهـا

فأربـى حـمـلـهـن دروص أذلـك أم جـون یطـارد آتـنــا

معالي إلى المتنین فهو خمـیص طواء اضطمار الشد فالبطن شارب

وحاركه من الكـدام حـصـیص بحاجبه كدح من الضرب جـالـب

كنائن یجري بـینـهـن دلـیص كأن سـرتـه وجـدة ظـهــره

تجبر بعد األكل فهـو نـمـیص قـو لـعـاعـا وربةویأكلن مـن

مسدس أطارته الریاح وخـوص تطیر عفاء مـن نـسـیل كـأنـه

حلي بأعلى حـائل وقـصـیص تصیفها حتى إذا لـم یسـغ لـهـا

جنادبها صرعى لهن فـصـیص تغالبن فیه الجزء لـوال هـواجـر

ساغ الـیدین نـحـوصطوالة أر أرن علیها قاربا وانـتـحـت لـه

بالئق خضرا ماؤهـن قـلـیص فأوردها من آخر اللیل مـشـربـا

وترعد منهن الكلى والـفـریص فیشربن أنفـاسـا وهـن خـوائف

أقب كمقالء الولـید خـمـیص فأصدرها تعلو النـجـاد عـشـیة

وجحش لدى مكرهـن وقـیص فجحش على أدبارهن مـخـلـف

أقب كسكر األنـدري مـحـیص النـواجـذ قـارحوأصدرها بادي

: وقال - ٣٢ -

نام الخلي ولـم تـرقـد تطاول لیلـك بـاألثـمـد

كلیلة ذي العائر األرمـد وبات وبـاتـت لـه لـیلة

وحبرته عن أبي األسـود وذلك من نـبـأ جـاءنـي

وجرح اللسان كجرح الید ولو عن نثا غیره جاءنـي

ل یؤثر عني ید المسنـد قـول مـا الیزالقلت من ال

أعن دم عمرو على مرثد بأي عالقتنـا تـرغـبـون

وان تبعثوا الحرب ال نقعد فإن تدفنوا الداء ال تخـفـه

وان تقصدوا لدم نقصـد فإن تقتلونا نـقـتـلـكـم

ة والحمد والمجد والسؤدد متى عهدنا بطعان الكـمـا

ن والنار والحطب المفاد جفـاوبني القباب وملء ال

جواد المحثة والـمـرود وأعددت للـحـرب وثـابة

كمعمعة السعف الموقـد سبوحا جموحا واحضارهـا

تضاءل في الطي كالمبرد ومشدودة السك موضـونة

كفیض األتي على الجدجد تفیض على المرء أردانهـا

األحرد ر من خلب النخلة ومطردا كرشاء الـجـرو

إذا صاب بالعظم لم ینـأد وذا شطب غامضا كلـمـه

: وقال - ٣٣ -

إذ ال یالئم شكلها شكلـي حي الحمول بجانب العـزل

إال صباك وقلة العـقـل ماذا یشق علیك من ظعـن

حتى بخلت كأسوأ البخـل منیتنا بـغـد وبـعـد غـد

رسليومشیت متئدا على یا رب غانیة لهوت بـهـا

قسرا وال أصطاد بالختـل ال استقید لمن دعا لصـبـا

جاوزتها بنجـائب فـتـل وتنوفة جرداء مـهـلـكة

وأبیت مرتفقا على رحلي فیبتن ینهشن الجبوب بـهـا

في متنه كمدبة النـمـل متوسدا عضبا مضـاربـه

عهد بتمویه وال صـقـل یدعى صقیال وهو لیس لـه

ولوت شموس بشاشة البذل ر فما بها أهلـيعفت الدیا

حوراء حانیة علـى طـفـل نظرت إلـیك بـعـین جـازئة

ولها علیه سراوة الـفـضـل فلها مقلدهـا ومـقـتـلـهـا

حلمي وسدد للتقى فـعـلـي أقبلت مقتصـدا وراجـعـنـي

والبر خیر حقـیبة الـرحـل اهللا أنجدح مـا طـلـبـت بـه

قصد السبیل ومنـه ذو دخـل الطـریقة جـائر وهـدىومن

وأجد وصل من ابتغى وصلي إني ألصرم من یصـارمـنـي

سهل الخلیقة ماجـد األصـل وأخي إخـاء ذي مـحـافـظة

في الرحب أنت ومنزل السهل حلـو إذا مـا جـئت قـال أال

أجهل مجدة عذرة الـرجـل نازعته كأس الصـبـوح ولـم

وبریش نبلك رائش نـبـلـي بحبلك واصـل حـبـلـي إني

یقرو مقصك قائف قـبـلـي ما لم أجدك علـى هـدى أثـر

نبحت كالبك طارقا مثـلـي وشمالي ما قد علـمـت ومـا

: وقال - ٣٤ -

وعزیت قلبا بالكواعب مولـعـا جزعت ولم أجزع من البین مجزعا

قب خالت من العیش أربعـاأرا وأصبحت ودعت الصبا غیر أننـي

یداجون نشاجا من الخمر مترعـا فمنهن قولي للندامـى تـرفـقـوا

یبادرن سربا آمنـا أن یفـزعـا ومنهن ركض الخیل ترجم بالقـنـا

تیمم مجهوال من األرض بلقـعـا ومنهن نص العیس واللیل شـامـل

ربن مطمعـایجددن وصال أو یق خوارج من بـریة نـحـو قـریة

تراقب منظوم التمائم مرضـعـا ومنهن سوفي الخود قد بلها النـدى

بكاه فتثنى الجید أن یتـضـوعـا تعز علیهـا ریبـتـي ویسـوءهـا

حذارا علیها أن تقوما فتسمـعـا بعثت إلیها والـنـجـوم طـوالـع

یدافع ركناها كواعـب أربـعـا فجاءت قطوف المشي هیابة السرى

صباب الكرى في مخها فتقطعـا یزجینها مشي النزیف وقـد جـرى

كما رعت مكحول المدامع أتلعـا تقول وقد جردتها مـن ثـیابـهـا

سواك ولكن لم نجد لك مدفـعـا وجدك لو شيء أتـانـا رسـولـه

قتیالن لم یعلم لنا الناس مضرعـا فبتنا تسد الوحش عـنـا كـأنـنـا

وتدنى على السایري المضلـعـا ثور بیني وبـینـهـاتجافى عن الما

بمنكب مقدام على الهول أروعـا إذا أخذتها هزة الروع أمـسـكـت

علقمة الفحل الشاعر الجاھلي

ترجمة الشاعر

ھو علقمة بن عبدة، بن النعمان التمیمي، من نجد وسادات تمیم وشعرائھم

.م ٥٦١المشھورین المتوفي عام

ي بادیة نجد وكان للبیئة أثرھا في الشاعر فأرھفت حسھ وصقلت شب وترعرع ف

خیالھ وجلت قریحتھ، وألھمتھ الشعر الرصین الرائع الدیباجة، الفخم األسلوب

.الذي یمتلك المشاعر ویستلب الحواس الحقیق بأن یلقب صاحبھ بالفحل

تھ بعد أنھ ابن امرأ القیس وخلفھ على زوج- وسبب تلقیبھ بھذا اللقب كما یقال

- وصدیقا لھ - وتفصیل الخبر أن علقمة ضاف امرأ القیس . تحاكمھما إلیھا

أم "فتذاكرا القریض، وادعاه كل منھما على صاحبھ، ولج في ذلك فقالت لھما

قوال شعرا تصفان فیھ الخیل وتذكران الصید على : وكانت سلیمة الذوق" جندب

ضیا بحكمھا وأنشداھا على قافیة واحدة وروى واحد، ألنظر أیكما أشعر فر

: البدیھة قصیدتین كبیرتین وأول قصیدة امرئ القیس

لنقضي لبانات الفؤاد المعذب خلیلي مرابي على أم جنـدب

: وأول قصیدة علقمة

التجـنـب ولم یك حقا كل هذا ذهب من الهجران في غیر مذهب

فقال وھو یكاد . منكولما فرغا من إنشادھما قالت أم جندب لبعلھا علقمة أشعر

: وكیف ذاك؟ قالت ألنك قلت: یتمیز من الغیظ

وللزجر منه وقع أهوج منعب فللسوط ألهوب وللـسـاق ذرة

: فزجرت فرسك وجھدتھ بسوطك ومریتھ بساقك، وقال علقمة

یمر كمر الرائح المتحلب فأدركهن ثانیا من عنـانـه

یضربھ بسوط وال مراه بساق، وال لم. فأدرك الطریدة وھو ثان من عنان فرسھ

وقال لھا ما ھو بأشعر مني ولكنك لھ وامق وطلقھا فخلفھ . زجره فتزبد وجھھ

ویروى أن علقمة لقب بالفحل تمییزا لھ عن . علیھا علقمة وسمي لذلك الفحل

سمي من قومھ ھو علقمة بن سھل أحد بني ربیعة بن مالك التمیمي، وكان

: شاعرا مثلھ، ومن شعره

أراك أبا الوضاح أصبحت ثاویا یقول رجال من صدیق وصاحب

الموالیا ولن یعدم المیراث من فلن یعدم الباقون قبرا لجثـتـي

إلى ما لهم قد بنت عنه بمالـیا وخفت عیون الباكیات وأقبـلـوا

والیا هنیئا لهم جمعي وما كنت حراصا على ما كنت أجمع قبلهم

على الحارث الوھاب سید بني غسان ملك الشام ومدحھ بقصیدتھ وقد وفد علقمة

یعید الشباب عصر حان مشیب طحا بك قلب في الحسان طروب

وكان أخو علقمة شاس أسیرا عند الحارث مع عدة رجال من بني تمیم فطلب

علقمة إطالقھم وكان سبب أسرھم على ما یروى أن الحارث الغساني خطب إلى

ندا فوعده بھا وكانت ھند ال ترید الرجال فصنعت بجلدھا شبھ المنذر ابنتھ ھ

البرص فندم المنذر على تزویجھا وأمسكھا عن ملك غسان فنشبت الحرب بسبب

ذلك وأسر خلق كثیر من أصحاب المنذر منھم شاس بن عبدة أخو علقمة فلما

مدح علقمة الحارث بقصیدتھ المذكورة وطلب منھ فك أسر أخیھ لبى الملك

ومن شعر علقمة الجید قصیدة . عاءه وأطلق لھ أخاه وكل األسرى من قبیلتھد

: مطلعھا

أم حبلها إذ نأتك الیوم مـصـروم هل ما علمت وما استودعت مكتوب

مـشـكـوم أثر األحبة یوم البین أم هل كبیر بكى لم یقض عبرتـه

.والنقاد یعجبون بشعر علقمة إعجابا شدیدا

بن بدر وعمرو بن األھتم والمخبل السعدي وعلقمة الفحل قبل اجتمع الزبرقان

أن یسلموا وبعد مبعث النبي صلى هللا علیھ وسلم، فنحروا جزورا واشتروا خمرا

لو : ببعیر، وجلسوا یشوون ویأكلون، فقال أحدھم وقد لعبت برأسھ سورة الحمیا

ھ أنا أشعر منك، وقال كل منھم لصاحب. أن قوما طاروا من جودة أشعارھم لطرنا

ومن غرائب المصادفات أن یكون أول . ثم تحاكموا إلى أول من یطلع علیھم

ولما طلع . طالع حكم العرب وقاضیھا الحصیف الرأي ربیعة بن حذار األسدي

. فأمنوه من ذلك. أخبرنا أینا أشعر؟ قال أخاف أن تغضبوا: رحبوا بھ وقالوا لھ

لحم ال أنضج فیؤكل؛ وال ترك نیئا فینتفع أما أنت یا زبرقان فإن شعرك ك: فقال

وأما أنت یا عمرو فإن شعرك كبرد حبرة یتألأل فیھ البصر فكلما أعدتھ . بھ

وأما . وأما أنت یا مخبل فشعرك شھب من نار هللا یلقیھا على من یشاء. نقص

وقال . أنت یا علقمة فإن شعرك كمزادة قد أحكم خرزھا فلیس یقطر منھا شيء

لم یصف أحد قط الخیل إال احتاج إلى أبي دؤاد، ) ه ٢٤٠- ١٥٠(بي ابن األعرا

وال وصف الخمر إال احتاج إلى أوس بن حجر وال وصف أحد النعامة إال احتاج

.إلى علقمة بن عبدة وال اعتذر أحد في شعره إال احتاج إلى النابغة الذبیاني

ابھ طبقات ه في كت ٢٣١وقال أبو عبد هللا بن سالم الجمحي المتوفي عام

طحا بك قلب في "األولى : الشعراء البن عبدة ثالث روائع جیاد ال یفوقھن شعر

ھل ما "، والثالثة "ذھبت من الھجران غیر مذھب"والثانیة " الحسان طروب

وقد شارك ابن سالم في رأیھ ھذا ابن رشیق ". علمت وما استودعت مكتوم

في الطبقة الرابعة من شعراء وقد ذكره ابن سالم" العمدة"القیرواني في كتابھ

.الجاھلیة

عنوان المرقصات "في كتابھ ) ه ٦٩٣- ٦١٠(وقال ابن سعید المغربي

: معاني الغوص في شعر علقمة معدومة، وأقرب ما وقع لھ قولھ" "والمطربات

والصبح بالكوكب الدري منحور أوردتها وصدور العبس مسنـفة

حربة طعن بھ فسال منھ دم الشفق وإذا یشیر إلى أن كوكب الصبح مثل سنان ال

: وقولھ.. تبین ھذا المعنى كان من المرقصات

كأن تطیابها في األنف مشموم یحملن أترجة نضح العبیر بهـا

یشیر إلى أن ما نال ھذه المرأة من مضض السیر واصفرار لونھا كاألترجة

شبیھ المرأة ومنھ أخذ ابن الرمى وغیره ت! وأنھا كلما تحركت تزید طیبا

".بالروضة لطیب ثغرھا

أعلم الناس بالنساء علقمة بن عبدة حیث ) ه ١٥٤- ٦٨(وقال أبو عمرو بن العالء

: یقول

بصیر بأدواء النساء طـبـیب فإن تسألوني بالنساء فـإنـنـي

فلیس له من ودهن نـصـیب إذا شاب رأس المرء أو قل ماله

الشباب عندهن عجیبوشرخ یردن ثراء المال حیث علمنـه

تعرض أشعارھا على قریش، فما - كما یقول حماد الراویة - وكانت العرب

قبلوا منھا كان مقبوال، وما ردوا منھا كان مردودا، فقدم علقمة بن عبدة فأنشدھم

: قصیدتھ التي أولھا

مـصـروم أم حبلها إذ نأتك الیوم هل ما علمت وما استودعت مكتوم؟

ثم عاد إلیھم في العام المقبل فأنشدھم درتھ التي .. سمط الدھر ھذا: فقالوا

.ھاتان سمطا الدھر: فقالوا" طحابك"مطلعھا

، ویروي بعض الباحثین أنھ عمر بعد ٥٦١وقد عمر علقمة طویال، وتوفي عام

؛ ولھ أبناء شعراء منھم خالد، وعلي، ولعلي ابن شاعر ٢٦٥ذلك طویال وتوفي

.اسمھ عبد الرحمن

شرح المختار من شعر علقمة

: قال علقمة بن عبدة یمدح الحارث بن أبي شمر الغساني - ١ -

بعید الشباب عصر حان مشـیب طحا بك قلب في الحسان طـروب

وعادت عواد بیننـا وخـطـوب یكلفني لیلي وقـد شـط ولـیهـا

على بابها من أن تـزار رقـیب منعمة ال یستـطـاع كـالمـهـا

وترضى إیاب البعل حـین یؤوب غاب عنها البعل لم تفش سـره إذا

سقتك روایا المزن حیث تصوب فال تعدلي بیني وبـین مـغـمـر

تروح به جنح العشي جـنـوب سقاك یمـان ذو حـي وعـارض

یخط لها من ثـرمـداء قـلـیب وما أنت أم ما ذكـرهـا ربـعـیة

بصیر بأدواء النـسـاء طـبـیب فإن تسألوني بالنـسـاء فـإنـنـي

فلیس له من ودهـن نـصـیب إذا شاب رأس المرء أو قل مالـه

وشرخ الشباب عندهن عـجـیب یردن ثراء المال حیث علـمـنـه

كهمك فیها بالـرداف خـبـیب فدعها وسل الهم عنك بـحـسـرة

وحاركهـا تـهـجـر فـدؤوب وناجیة أفنى ركیب ضلـوعـهـا

مولعة تخشى القنیص شـبـوب عن غب السرى وكأنـهـا وتصبح

رجال فبذت نـبـلـهـم وكـیب تعفق باألرطـى لـهـا وأرادهـا

لكلكلها والقصـر بـین وجـیب إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي

فقد قربتني مـن نـداك قـروب لتبلغنـي دار امـرئ كـان نـائیا

بمشتبهات هو لـهـن مـهـیب اكان وجـیفـهـ" أبیت اللعن"إلیك

على طرق كأنـهـن سـبـوب تتبـع أفـیاء الـظـالل عـشـیة

له فوق أصراء المتان عـلـوب هداني إلیك الفـرقـدان والحـب

فبیض، وأما جلدها فـصـلـیب بها جیف الحسرى فأما عظامـهـا

من األجن حناء معا وصـبـیب فأوردتها مـاء كـأن جـمـامـه

فإن المنـدى رحـلة فـركـوب راد على دمن الحیاض فإن تعـفت

وقبلك ربتني فضـعـت ربـوب وأنت امرؤ أفضت إلیك أمانـتـي

وغودر في بعض الجنود ربـیب فأدت بنو كعب بن عوف ربیبـهـا

آلبـوا خـزایا واإلیاب حـبـیب فواهللا لوال فارس الجون مـنـهـم

وأنت لبیض الدارعین ضـروب تقدمه حتى تـغـیب حـجـولـه

عقیال سیوف مخـذم ورسـوب مظاهر سربالي حدید علـیهـمـا

وقد حان من شمس النهار غروب فجالدتهم حتى اتقوك بكـبـشـهـم

وأنت بها یوم اللـقـاء تـطـیب تجود بنفس ال یجاد بـمـثـلـهـا

وهنب وقاس جالـدت وشـبـیب قاتل من غسان أهل حفـاظـهـا

كما خشخشت یبس الحصاد جنوب تخشخش أبدان الحـدید عـلـیهـم

وما جمعت جل معـا وعـنـیب كأن رحال األوس تحت لـبـانـه

بشكته لم یسـتـلـب وسـلـیب رغا فویهم سقب السماء فداحـض

صواعقها لـطـیرهـن دبـیب كأنهم صابت عـلـیهـم سـحـابة

واال طمر كالـقـنـاة نـجـیب فلم تنج إال شطبة بـلـجـامـهـا

بما ابتل من حد الظبات خضـیب واال كمـي ذو حـفـاظ كـأنـه

فحق لشأس مـن نـداك ذنـوب وفي كل حي قد خبطت بنـعـمة

مسـاو وال دان لـذاك قــریب وما مثله في النـاس إال قـبـیلـه

یبفإني امرؤ وسط القباب غـر فال تحرمني نـائال عـن جـنـابة

تنزل من جو السمـاء یصـوب فلست إلنسـي ولـكـن لـمـالك

: وقال علقمة أیضا - ٢ -

أم حبلها إذ نأتك الیوم مصـروم هل ما علمت وما استودعت مكتوم

إثر األحبة یوم البین مشـكـوم أم هل كبیر بكى لم یقض عبرتـه

ح مزمـومكل الجمال قبیل الصب لم أدر بالبین حتى أزمعوا طعنـا

فكلها بالتـزیدیات مـعـكـوم رد اإلماء جمال الحي فاحتمـلـوا

كأنه من دم األجواف مـدمـوم عقال ورقما تظل الطیر تتبـعـه

كأن تطیابها في األنف مشمـوم یحملن أترجة نضج العبیر بـهـا

للباسط المتعاطي وهو مزكـوم كأن فارة مسك في مفـارقـهـا

دعماء حاركها بالقنب محـزوم كأن غرب تحـط بـهفالعین مني

كتر كحافة كیر القین ملـمـوم قد عریت حقبة حتى استطف لهـا

تلغیم في الخد منها وفي اللحیین كأن غسلة خطمي بمشـفـرهـا

من ناصع القطران الصرف ترسیم قد أدبر العر عنها وهي شامـلـهـا

حدورها من أتي الماء مطـمـوم تسقي مذانب قد زالت عصیفتـهـا

إال السفاه وظن الغـیب تـرجـیم من ذكر سلمى وما ذكرى األوان لها

كأنها رشأ في الـبـیت مـلـزوم صفر الوشاحین ملء الدرع خرعبة

جلذیة كأتان الضحـل عـلـكـوم هل تلحقي بأولي القوم إذ شحطـوا

وي الكشح موشـومكما توجس طا تالحظ السوط شزرا وهي ضامـرة

أجنى له باللوى شـرى وتـنـوم كأنها خـاضـب زعـر قـوائمـه

وما استطف من التنوم مـخـدوم یظل في الحنظل الخطبان ینقـفـه

أسك ما یسمع األصوات مصلـوم فوه كشق العـصـا ألیا تـبـینـه

یوم رذاذ علـیه الـریح مـغـیوم حتى تذكـر بـیضـات وهـیجـه

وال الزفیف دوین الشد مـسـؤوم تـزیده فـي مـشـیه نـفـقفال

كأنه حاذر للنـحـس مـشـهـوم یكاد منسمـه یخـتـل مـقـلـتـه

كأنـهـن إذا بـركـن جـرثـوم یأوي إلى خرق زعر قـرادتـهـا

كأنه یتناهى الروض عـلـجـوم وضاعة كعصي الشرع جـؤجـؤه

حي عرسین فیه البیض مركـومأد حتى تالفى وقرن الشمس مرتـفـع

كما تراطن في أفدانـهـا الـروم یوجي إلیها بإنـقـاض ونـقـنـقة

بیت أطافت به خرقاء مهـجـوم صعل كأن جنـاحـیه وجـؤجـؤه

تجیبـه بـزمـار فـیه تـرنـیم تحفه هقلة سـطـعـاء خـاضـعة

جـومعریفهم بأثافي الشـر مـر بل كل قوم وان عزوا وان كـثـروا

والبخل مبق ألهـلـیه ومـذمـوم والجود نافیة لـلـمـال مـهـلـكة

على نقـادتـه واف ومـجـلـوم والمال صوف قرار یلعـبـون بـه

مما تضن به النفـوس مـعـلـوم والحمد ال یشتـرى إال لـه ثـمـن

والحلم آونة في النـاس مـعـدوم والجهل ذو عرض ال یستـراد لـه

أنى توجه والمحـروم مـحـروم غنم یوم الغنم مطـعـمـهومطعم ال

على سالمـتـه البـد مـشـؤوم ومن تعرض للغربـان یزجـرهـا

على دعـائمـه البـد مـهـدوم وكل بیت وان طـالـت إقـامـتـه

والقوم تصرعهم صهباء خرطـوم قد أشهد الشرب فیهم مزهور رنـم

لغض أربابـهـا حـانـیة حـوما كاس عزیز من األعناب عتـقـهـا

وال یخالطها فـي الـرأس تـدویم تشفى الصداع وال یؤذیك صالبـهـا

یجنها مدمج بالطـین مـخـتـوم عانیة قرقف لـم تـطـلـع سـنة

ولید أعجم بالـكـتـان مـفـدوم ظلت ترقرق في الناجود یصفقـهـا

ن مـلـثـوممقدم بسبا الـكـتـا كأن إبریقهم ظبي عـلـى شـرف

مقلد قضب الریحـان مـفـعـوم أبیض أبرزه لـلـضـح راقـبـه

ماض أخو ثقة بالخـیر مـوسـوم وقد غدوت على قرني یشـیعـنـي

یوم تجيء به الجوزاء مسـمـوم وقد علوت قتود الرحل یسفـعـنـي

دون الثیاب ورأس المرء معمـوم حام كأن أوار الـنـار شـامـلـه

یهدي بها نسب في الحي مغـلـوم أمام الـحـي سـلـهـبةوقد أقود

وال السنابك أفنـاهـن تـقـلـیم ال في شظاها وال أرساغها عـتـب

ذو فیئة من نوى قران معـجـوم سالءة كعصا النهـدي غـل بـهـا

كأن دفا على عـلـیاء مـهـزوم تتبع جونا إذا ما هیجـت زجـلـت

من الجمال كثیر اللحم عـبـثـوم خـتـبـریهدي بها أكلف الخدین م

حنت شغامیم في حافاتـهـا كـوم إذا ترغم مـن حـافـاتـهـا ربـع

خضر المزاد ولحم فیه تـنـشـیم وقد أصاحب فتیانـا طـعـامـهـم

معقب من قداح النبـع مـقـروم وقد یسرت إذا ما الجوع كـلـفـه

ما یسر األقـوام مـغـروم وكل لو ییسرون بخیل قد یسـرت بـهـا

: وقال علقمة أیضا یعارض امرأ القیس - ٣ -

ولم یك حقا كل هذا التـجـنـب ذهبت من الهجران في غیر مذهب

لیالي حلوا بالسـتـار فـغـرب لیالي ال تبلى النصـیحة بـینـنـا

على شادن من صاحة متـربـب مبتلة كـأن أنـضـاء حـلـیهـا

من القلقى والكبیس الـمـلـوب الـجـراد ولـؤلـؤ محال كأحواز

تبلغ رس الحب غیر المـكـذب إذا ألحم الواشون للشـر بـینـنـا

تحل بأیر أو بأكنـاف شـربـب وما أنت أم مـا ذكـرهـا ربـعة

فقد أنهجت حبالها للتـقـضـب أطعت الوشاة والمشاة بصرمـهـا

وعود عرقوب أخاه بـیثـربكم وقد وعدتك موعدا لو وفـت بـه

تشك وان یكشف غرامك تـدرب وقالت متى تبخل علیك بـعـثـلـل

ذوات العیون والبنان المخـضـب فقلت لها فیئ فما تـسـتـفـزنـي

بیشة ترعى فـي أراك وحـلـب ففاءت كما فاءت من اآلدم مغـزل

خـبـبفأنجح آیات الرسول المـ فعشنا بها من الـشـبـاب مـالوة

بمثل بـكـور أو رواح مـؤوب فإنك لم تقطـع لـبـانة عـاشـق

كهمك مرقال على األین دغلـب بمجفرة الجنبـین حـرف شـمـلة

ترقب مني غیر أدنـى تـرقـب إذا ما ضربت الدف أوصلت صولة

لمحجرها من النصیف المنـقـب بعین كمرآة الـصـنـاع تـدیرهـا

عثاكیل عذق من سمیحة مرطـب تـشـذرت كأن بحادتـهـا إذ مـا

كذب البشیر بـالـرداء الـهـذب تذب به طـورا وطـورا تـمـره

وماء الندى یجري على كل مذنب وقد أغتدي والطیر في وكنـاتـهـا

طراد الهوادي كل شأن مـعـرب بمـنـجـرد قـید األوابـد الحـه

اق خشیة العین مجلبعلى نفث ر بغـوج لـبـانـیه ثـم بـریمــه

لمع الرداء في الصوان المكعـب كمیت كلون األرجـوان نـشـأتـه

مع العتق خلق مفعم غیر جأنـب ممـر كـعـقـد األنـدري یزینـه

كسامعتي مذعورة وسط ربـرب له حرتان تعرف العتق فـیهـمـا

من الهضبة الخلقاء زحلوف ملعب وجوف هواء تحت مـتـن كـأنـه

اب١إلى سند مثـل الـغـیط الـم اة تكردس المـحـالة شـرفـتقط

سالم النظى یغشى بها كل مركب وغلب كأعناق الضباع مصیغـهـا

حجارة غیل وارسات بطحـلـب وسمر یفلقن الـظـراب كـأنـهـا

ولكن نادى من بعبـد أال اركـب إذا ما افتصنا لم نخاتـل بـجـنـه

صبورا على العالت غیر مسبـب ـخـصـهأحاتفة ال یلعن الحـي ش

وأكرعه مستعمال حیر مكـسـب إذا انـفـدوا زادا فـإن عـنـانـه

كمشي العذارى في المالء المهدب رأینا شیاها تـرتـعـین خـمـیلة

خرجن علینا كالجمار المـثـقـب فینا تـمـارینـا وعـقـد عـذاره

ثیث كغیث الرائح المتـحـلـبح فأتبـع أدبـار الـشـیاه بـصـادق

على جدد الصحراء من شد ملهب ترى الفأر عن مسترغب القدر الئحا

تجلله شـؤوب غـیث مـنـقـب خفى الفأر من أنفاقه فـكـأنـمـا

یداعسهن بالنضي الـمـعـلـب فظل لنیران الصـریم غـمـاغـم

عـببمدراته كأنها ذلـق مـشـ فهاو على حر الجـبـین ومـتـق

وتیس شبوب كالهشیمة قـرهـب وعادى عداء بـین ثـور ونـعـجة

فخبوا علینا فضل برد مـطـنـب فقلنا أال قد كان صنـد لـقـانـص

إلى جؤجؤ مثل المداك المخضـب فظل األكف یختلـفـن بـحـانـد

وأرحلنا الجزع الذي لـم یثـقـب كأن عیون الوحش حول خـبـائنـا

نعالي النعاج بین عدل ومحـقـب ـؤاثـى عـشـیةورحنا كأنامن ج

أذاة به من صائك مـتـحـلـب وراح كشاة الربل ینغـض رأسـه

المسـبـب عزیزا علینا كالجباب وراح یباري في الجناب قلوصـنـا

كمل جمیع ما رواه األصمعي من شعر علقمة، ونذكر قطعا من : قال األعلم

عن الطوسي وابن ) القالي(یل بن القاسم البغدادي شعره مما رواه أبو علي إسماع

.األعرابي وغیرھما

: وقال في فكھ أخاء شأسا - ٤ -

كان لقومي في الفداء جحـد دافعته عنـه بـشـعـري إذ

تسعین أسرى مقرنین صفـد فكان فـیه مـا أتـاك وفـي

طار ألطراف الطبات وقـد دافع قومي في الـكـتـیبة إذ

أغالل منهم والحدید عـقـد ند ابن جفنة في الفأصبحوا ع

هكة غـي بـادئ ورشــد إذ مخنب في المخنبین وفي الن

: وقال علقمة أیضا - ٤ -

إلینا وحانت غیلة المـتـفـقـد تراءت وأستار من البیت دونهـا

بریمین شتى من دموع واثمـد بعیني مهاة یخدر الدمع منهـمـا

من الحلي سمطى لؤلؤ وزبرجد ـردت لـهوجید غزال شـارد ف

: وقال علقمة أیضا أو علي بن علقمة في یوم الكالب الثاني - ٦ -

بنجدران في شاء الحجار الموقر ود نفیر لـلـمـكـاور أنـهـم

حفاة وأعیا كل أعیس مسـفـر أسعیا إلى نجران في شهرناجـر

شـاء مـعـتـركأنهم تذبـیح وقرت لهم عینـي بـیوم حـذنة

كثیر عظام الرأس ضخم المذمر عمدتم إلى شلو تنوذر قبـلـكـم

: وقال علقمة أیضا - ٧ -

هش جررت له الشواء بمسـعـر وأخي محافظة طـلـیق وجـهـه

بیدي أغر یجر فضـل الـمـئزر من بازل ضربت بأبـیض بـاتـر

رعـرمن نص راكبها سفائف ع ورفعت راحلة كأن ضـلـوعـهـا

األغـبـر واستن في أفق السماء حرجا إذا هاج السراب على الصوى

: وقال في مولى لھ، وینسب ھذا الشعر البنھ خالد - ٨ -

كما دملت ساق تهاض بها وقـر ومولى كمولى الزبرقان دملـتـه

أتى الحول ال برء جبیر وال كسر إذا ما أحالت والجبائر فـوقـهـا

وعینیه إن مواله ثاب لـه وفـر یجـدع أنـفـسـه تراه كأن اللـه

كضب الكدى أفنى أنامله الجفر ترى الشر قد أفنى دوائر وجهـه

: وقال علقمة وینسب ھذا الشعر لحفیده عبد الرحمن بن علي بن علقمة - ٩ -

إذا حمامى ساقته الـمـقـادیر وشامت بي ال تخفـي عـداوتـه

آبوا سراعا وأمسى وهو مهجور ـیةإذا تضمـنـنـي بـیت بـراب

إني امرؤ في عند الجد تشمـیر فال یغرنك جري الثوب معتجـرا

شدوا وال فتیة في موكب سیروا كأنني لـم أقـل یومـا لـعـادیة

حتى بدا واضح األقراب مشهور ساروا جمیعا وقد طال الوجیف بهم

م للخمس تـبـكـیربالقوم ورده ولم أصبح جمام الـمـاء طـاویة

والصبح بالكوكب الدري منحور أوردتها وصدور العیس مسـنـفة

بالصبح لما بدت منه تـبـاشـیر تباشروا بعد ما طال الوجیف بهـم

مسـتـور وكبره في سواء اللیل بدت سوابق من أواله نعـرفـهـا

.كمل المختار من شعر علقمة بن عبدة التمیمي

م ٦٠٤ - ٥٣٥النابعة الذبیاني

ھو زیادة بن معاویة من غیظ بن مرة من ذبیان من قیس من مضر؛ - ١ -

وكنیتھ أبو أمامة، ولقب بالنابغة لنبوغھ في الشعر وھو كبیر دفعة واحدة بعد أن

أحكمتھ التجارب ومشى بھ السن وھو أ حد األشراف الذین غض الشعر منھم،

، وكانت تضرب لھ قبل بسوق ویعد من شعراء الطبقة األولى مع امرئ القیس

.عكاظ فتأتیھ الشعراء تعرض علیھ أشعارھا فیفاضل بینھم

وكان النابغة من أشراف قومھ، ومع تكسبھ بالشعر فإنھ كان یعتز بنفسھ، ال كما

. وكان یقصد الملوك ویمدحھم في غیر صنعة فیجزلون لھ العطاء. صنع األعشى

٥٨٠الحیرة الذي تولى الملك من عام اتصل بالنعمان بن المنذر أبي قابوس ملك

م، ومدحھ بقصائد رائعة كثیرة، فقربھ النعمان إلیھ، وصار أثیرا عنده ٦٠٢ -

ومن ندمائھ، وغمره بعطائھ الجزل، حتى صار النابغة یأكل في صحاف الذھب

.وتختلف الروایات في سبب ذلك.. والفضة، ثم غضب علیھ

یوما في حین غفلة فسقط نصیفھا " المتجردة"قیل إن النابغة رأى زوجة النعمان

: عن وجھھا فاستترت بیدھا وذراعھا، فقال فیھا قصیدتھ

عجالن ذا زاد وغیر مزود أمن آل أمیة رائح أو مغتدي

وقیل إن غضب النعمان علیھ ألن .. فامتأل النعمان غضبا وأوعد النابغة فھرب

ة بن سعد السعدي نظما ھجاء أحد خصوم النابغة وھو عبد القیس التمیمي ومر

: في النعمان على لسان النابغة وأنشد النعمان أبیاتا منھا

وارث الصائغ الجبان الجهوال قبح اهللا ثـم ثـنـى بـلـعـن

ر األقاصي ومن یخون الخلیال من یضر األدنى ویعجز عن ض

فـتـیال ثم ال یرزأ الـعـدو یجمع الجیش ذا األلوف ویغـزو

فنبر النابغة من - بلدة قریبة من المدینة - أم النعمان بنت صائغ من فدك وكانت

.ذلك الشعر، ولكنھ خاف على نفسھ فھرب إلى الشام

وقیل ان سبب وعد النعمان للنابغة أنھ كان ھو والمنخل الیشكري جالسین في

. صفھا في شعرك: مجلس النعمان ومعھم زوجتھ المتجردة، فقال النعمان للنابغة

: قال قصیدتھف

عجالن ذا زاد وغیر مزود أمن آل میة رائح أو مغتدي

ما یستطیع أن یقول ھذا الشعر إال من : فلحقت المنخل غیرة، فقال للنعمان

وقیل إن النابغة . فحقد النعمان على النابغة وعلم بذلك فخافھ وھرب. عرف

عمان أنھ یعني فوشى للن" یا دار میة بالعلیاء فالسند"وصف امرأة بقصیدتھ

وأیا ما كان فقد كان لوشایات خصوم النابغة أثرھا في تغیر .. زوجتھ المتجردة

قلب النعمان وسخطھ علیھ، فھرب وأتى قومھ، ثم شخص إلى ملوك غسان

بالشام، وكانوا أعداء لملوك الحیرة، فاتصل النابغة بعمرو بن الحارث األصغر

لدیھ حتى مات، وملك أخوه ملك غسان ومدحھ ومدح أخاه النعمان وظل

ولكنھ كان یحن إلى بالط النعمان بن المنذر ملك . النعمان، فأقام عنده أثیرا لدیھ

الحیرة، ویرسل إلى الملك قصائد من اعتذاریاتھ الرائعة یتبرأ فیھا مما رمى بھ

وتوالت اعتذاراتھ على النعمان فعفا عنھ فعاد إلیھ وعاشره في . ویعتذر مما كان

ویقال أن النابغة استجار ببعض المقربین لدى النعمان فكلموه في شأنھ، .. ةالحیر

ویقال أن النابغة علم بمرضھ فلم یملك صبره . حتى أمنھ وأمر لھ بمائة بعیر

ثم عوفي النعمان فأمنھ وأقام عنده، وظل . وسار إلیھ فألفاه في مرضھ فمدحھ

.م ٦٠٤اء، وتوفي عام النابغة عظیما شریفا مكرما عند الملوك واألمر

وفي األغاني ترجمة طویلة لھ، وكذلك في الشعر والشعراء البن قتیبة كما - ٢ -

عرض لھ ابن سالم في طبقات الشعراء، وكذلك شعراء النصرانیة، وكذلك

صاحب كتاب تاریخ األدب في العصر الجاھلي، وأخرج األستاذ عمر الدسوقي

وعرض لھ صاحب ".. الروائع"سلة كتابا عنھ، كما نشر عدد عنھ في سل

الجمھرة، والمرزباني في الموشح، وكثیر من العلماء، كما كتب عنھ الزیات

.وجورجي زیدان وأصحاب الوسیط والمفصل، وسواھم

وشعر النابغة لطیف رقیق إذا تملكتھ عاطفة قویة من إشفاق أو حماسة أو رھبة

عنھ أشعر الناس إذا رھب وھو كما ترى في أھاجیھ ومدائحھ واعتذاریاتھ، وقیل

في اعتذاریاتھ حزین عمیق الحزن قلق مضطرب یداخلھ التشاؤم والیأس الشدید

ذلك كلھ ألن خیال الشاعر دقیق واسع، یسمو إلى درجة عالیة في إكمال الصورة

وإیضاح المشابھات، یتوسع بالتشبیھ، ویفسح لھ خیالھ المجال في التصویر، كما

.لغیره في وصفھ للفرات أو

وتمتاز معانیھ بالدقة واالنسجام والتآلف والصدق والقرب من العقل والبعد عن

.التعقید والغموض، مع مراعاة المخاطبین، ومع البصر بمواقع الكالم

وقد أجاد النابغة في المدح واالعتذار والعزل والفخر إجازة بالغة كما أجاد في

.الوصف والرثاء والحكمة إجادة دون ذلك

سباب إجادتھ في المدح معروفة منھا حب المال، وخصب الخیال، وقوة وأ

.الذكاء، ومیلھ إلى التجوید والتنقیح، والتھذیب إلى غیر ذلك من األسباب

وإجادتھ في االعتذار كذلك كان الباعث علیھا الرھبة والخوف مع الرغبة

وصف أما الوصف فقد أجاد في بعض دون البعض اآلخر، فأجاد في . واألمل

.الثور والوحش والفرات وما إلى ذلك

لم یكن النابغة وزھیر وأوس یحسنون صفة الخیل، ولكن طفیل : وقال األصمعي

.الغنوي أحسن في صفة الخیل غایة اإلحسان

ویمتاز شعر النابغة ببلوغھ غایة الحسن والجودة ونقاوتھ من العیوب - ٣ -

أھل الحجاز یحفظون شعره وكان البدو من. وجودة مطالع قصائده وأواخرھا

ویفاخرون بھ لحسن دیباجتھ وجمال رونقھ وجزالة لفظھ وقلة تكلفھ ولیس لھ

.نظیر في وصف اإلحساسات النفسیة كالخوف وما شابھ ذلك

أجاد في المدح كما بلغ الغایة في االعتذار واعتذاریاتھ إلى النعمان من عیون

وتبلغ غایة الجودة . لجاھليالشعر العربي وھي فن جدید من فنون الشعر ا

: واإلحسان ومنھا قولھ

وال قرار على زأر من األسد نبئت أن أبا قابوس أوعـدنـي

ولـد وما أثمر من مال ومن مهال فداء لك األقوام كلـهـم

: وقولھ

وتلك التي تستك منها المـسـامـع أتاني أبیت اللعـن أنـك لـمـتـنـي

وذلك من تلـقـاء مـثـلـك رائع أنـالـه مقالة أن قد قـلـت سـوف

وان خلت أن المنتأى عنـك واسـع فإنك كاللـیل الـذي هـو مـدركـي

وسیف أعیرته الـمـنـیة قـاطـع وأنت ربیع ینعـش الـنـاس سـیبـه

فال النكر معروف وال العرف ضائع أبـى الـلـه إال عـدلـه ووفــاءه

: وقولھ

وتلك التي أهتم منها وأنصـب أنك لمـتـنـيأتاني أبیت اللعن

هراسا به یعلى فراشي ویقشب فبت كأن العائدات فرشـنـنـي

ولیس وراء اهللا للمرء مذهب حلفت فلم أترك لنفسـك ریبة

ترى كل ملك دونها یتذبـذب ألم تر أن اهللا أعطاك سـورة

كوكبإذا طلعت لم یبد منهن فإنك شمس والملوك كواكـب

: وقد عده بعض العلماء من شعراء المعلقات ومطلع معلقتھ

أقوت وطال علیها سالف األمد یا دار میة بالعلیاء فـالـسـنـد

وھي من قصائده االعتذاریات، بدأھا ببكاء . وتقع في واحد وخمسین بیتا

: االطالق كالمألوف من أشعار الجاھلیة، ثم انتقل من ذلك إلى وصف ناقتھ

وانم القتود على عیرانة أجد قد عما ترى إذ ال ارتجاع لهف

وشبھھا بوحش وجرة، ثم أفاض كعادتھ في وصف وحش وجرة، والكالب

: الصائدة، ودخل من ذلك إلى النعمان

فضال على الناس في األدنى وفي البعد فتلك تبلغـنـي الـنـعـمـان إن لـه

أحـد وما أحاشي مـن األقـوام مـن وال أرى فاعال في النـاس یشـبـهـه

ثم طلب إلیھ أن یكون حكیما في أمره، ال یقبل سعایة الساعین، ونفى عن نفسھ

ما اتھم بھ

إذا فال رفعت سوطي إلى یدي ما إن أتیت بشيء أنت تكرهـه

الكبـد كانت نوافذه حرا على هذا ألبرأ من قول قذفـت بـه

نھر الفرات، واسترسل في وصف الفرات كعادتھ ثم مدحھ بالكرم، وأنھ یشبھ

: وختمھا بقولھ.. أیضا

فإن صاحبها قد تاه في البلد ها إن تاعذرة إال تكن نفعت

: ویظھر من شعره التدین والتزام مكارم األخالق، فھو یقول

تغشى متالف لن ینظرنك الهرما قالت أراك أخا رحـل وراحـلة

لهو النساء وان الدین قد عزمـا ل لـنـاحیاك ربي فأنـا ال یحـ

نرجو اإلله ونرجو البر والطعما مشمرین على خوص مـزمـمة

: وقولھ

الحامي وتتقي حومة المستأسد تعدو الذئاب على من ال كالب له

: وقولھ

وعلمته الكر واإلقدامـا نفس عصام سودت عصاما

قوامامن عال وجاوز األ وصیرته ملكا هـمـامـا

وقدم عمر بن الخطاب النابغة على جمیع الشعراء في غیر موضع، وفضلھ

على جمیع شعراء غطفان في موضع آخر، ویروى عن حسان قصة تدل على

. مكان النابغة عند النعمان وفضلھ لدیھ على جمیع الشعراء، وحسان منھم

ون ثم وحضر النابغة سوق عكاظ مرة فأنشده األعشى ثم حسان ثم شعراء آخر

لوال أن أبا بصیر أنشدني لقلت إنك أشعر الجن واإلنس، فقال : الخنساء فقال لھا

یابن أخي إنك ال تحسن أن : فقال لھ النابغة. أنا أشعر منك ومن أبیك: لھ حسان

: تقول

وان خلت أن المنتأى عنك أواسع فإنك كاللیل الذي هـو مـدركـي

: ومن روائع شعره قصیدتھ

ولیل أقاسیه بطيء الكواكب ا أمیمة نـاصـبكلیني لهم ی

: ومن معانیھ المبتدعة قولھ

وال قرار على زأر من األسد نبئت أن أبا قانوس أوعـدنـي

: وقولھ

ال فردت الیمین عن الشمال فلو كفى الیمین بغتك خونـا

: وأخذه عن المثقب العبدي فقال

ا یمینيبنصر لم تصاحبه ولو أني تخالفني شمالـي

: وقولھ

كذي العري یكوي غیره وهو رائع فحملتني ذنـب امـرئ تـركـتـه

: وقد أخذت الكمیت فقال

بهن العر قبلي ما كوینـا وال أكوى الصحاح براتعات

: وقولھ وھو أحسن ما قیل في العفة

یحیون بالریحان یوم السباسب رقاق النعال طیب حجزاتهـم

: عرهوما یتمثل بھ من ش

تنهى الظلوم وال تقعد على ضمد ومن عصاك فعاقبه مـعـاقـبة

: وقولھ

فتبا یعض بغارب ملحاحـا واستبق ودك للصدیق وال تكن

: أخذه ابن میادة فقال

كما یلح بعض الغارب القتب ما إن ألح على اإلخوان أسألهم

: ومما یمثل بھ من شعره قولھ

د اإلله ضرورة متعبـدعب لونها عرضت األشمط راهب

ولخاله رشدا وان لم یرشـد لرنا لبهجتها وحسن حدیثهـا

: أخذه ربیعة بن مقروم فقال

في رأس مشرفة الذرى یتبتل لو أنها عرضت ألشمط راهب

ولهم من ناموسـه یتـنـزل لرنا لبهجتها وحسن حدیثـهـا

قال النابغة - ومن أمثالھا ثم أصدق من قطاة

یا حسنها حین تدعوها فتنسب لقطاویها تدعى إذا نسبتتدعو ا

: ومن حكمھ. أخذه ابو نواس فقال أصدق من قوة قطاة قطا

على شعث، أي الرجال المهذب؟ ولست بمستبق أخـا ال تـلـمـه

: ومما سبق إلیھ قولھ

نظر السقیم إلى وجوه العود نظرت إلیك بحاجة لم تقضها

: فقال وقد أخذه أبو نواس

سقـم قریبة عهد باألفاقة من ضعیفة كر الطرف تحسب أنها

: ومما یستحسن من قولھ

بـالـي هذا علیها وهذا تحتها حسب الخلیلین نأي ألرض بینهما

: وقولھ

ش وطول عیش قد یضره الـمـرء یأمـل أن یعـي

قى بعد حلو العیش مـره تفنـى بـشـاشـتـه ویب

تى ال یرى شـیئا یسـره یام حوتـخــونـــه األ

لـلــه دره: ت وقـائل كم شامت بـي إن هـلـك

: ومما سبق إلیھ ولم یحسن تشبیھھ قولھ

طاوي المصیر كسیف الصیقل الفرد من وحش وجرة موشـى أكـارعـه

فشبھ الثور في بیاضھ والتماعھ بالسیف المجرد من الغمد، ولم تسمع كلمة

: ا الشعر؛ وللطرماح في المعنى نفسھإال في ھذ" الفرد"

سیف على شرف یسل ویغمد یبدو وتضمره البـالد كـأنـه

وھذا أكمل في التشبیھ لداللتھ على االختفاء، والظھور المأخوذ من حركة ھذا

.الثور الوحشي

: وفضل ناقد أمام األصمعي قول النابغة

لعودنظر السقیم إلى وجوه ا نظرت إلیك بحاجة لم تقضها

: وقولھ

وان خلت أن المنتأى عنك أوسع فإنك كاللیل الذي هـو مـدكـي

: وقولھ

طاوي المصیر كسیف الصیقل الفرد من وحش وجرة موشـى أكـارعـه

أما تشبیھھ مرض الطرف فحسن، إال أنھ ھجنھ بذكره العلة : فقال األصمعي

: قاع العامليوتشبیھھ المرأة بالعلیل، وأحسن منھ قول عدي بن الر

عینیه أحور من جآذر جاسم وكأنها بین النساء أعـارهـا

في عینه سنة ولیس بنـائم وسنان أقصدة النعاس فرنقت

وأما تشبیھ اإلدراك باللیل فقد تساوى اللیل والنھار فیما یدركانھ، وإنما كان

إن قول : ائلسبیلھ أن یأتي بما لیس لھ سیم؛ حتى یأتي بمعنى ینفرد بھ ولو قال ق

: في ھذا أحسن لو وجد مساغا إلى ذلك، حیث یقول" النمري"

لخلتك إال أن تصد تراني فلو كنت بالعنقاء أو بسنامها

فالطرماح أحق بھذا المعنى؛ " طاوي المصیر كسیف الصیقل الفرد: "وأما قولھ

: ألنھ أخذه فجوره، وزاد علیھ، وإن كان النابغة اخترعھ، وقول الطرماح ھو

سیف على شرف یسل ویغمد یبدو وتضمره البـالد كـأنـه

وتشبیھھ اثنین " وتضمره البالد"فقد جمع في ھذا البیت استعارة لطیفة بقولھ

.؛ وجمع حسن التقسیم، وصحة المقابلة"یبدو وتضمر، ویسل ویغمد"بقولھ

لست أفص على شاعر واحد أنھ : وقال جعفر أمام األصمعي في مجلس الرشید

: أحسن الناس في بیت تشبیھا، ولكن قول امرئ القیس

على ظهر باز في السماء محلق كائن غالمي إذ عال حال متـنـه

: وقول عدي بن الرقاع

غبراء محكمة هما نسجاها یتعاوران من الغبار مـالءة

واذا السنابك أسهلت نشراها تطوى إذا وردا مكانا خاسـئا

: وقول النابغة

إذا طلت لم یبد منهن كوكب شمس والملوك كواكـب بأنك

قلت ھذا حسن كلھ بارع، وغیره أحسن منھ؛ وإنما یجب أن یقع : قال األصمعي

التعیین على ما اخترعھ قائلھ، ولم یتعرض لھ أحد، أو تعرض لھ شاعر فوقھ

فمن قول أبي ". على ظھر باز في السماء محلق: "فأما قول امرئ القیس. دونھ

.دداو

كما ضم بازي السماء الجناحا إذا شـاء راكـبـه ضـمـه

: فمن قول الخنساء" یتعاوران من الغبار مالءة: "وأما قول عدي

یتعاوران مالءة الحضر جارى أباه فأقبال وهمـا

: وأول من نطق بھ جاھلي من بني عقیل، قال

عفت حجج بعدي لهن ثماني أال یا دار الحي بالـبـرهـان

وغیره أثاف كالركى دفـان لم یبق منها غیر نؤدى مهـدمف

به الریح واألمطار كل مكان وآثار هاب أورق اللون سافرت

ویضحى بها الجنان یعتركان قفار مریرات یحاز بها القطار

قمیص أسـمـاال ویرتـدیان یثیران من نسج الغبار علیهمـا

لفظ، قال یصف عیرا وأتانا، وما وشارك عدیا أبو النجم، وأورده في أحسن

: أثاراه من الغبار بعدوھما

سرباله وانشام في سربالها ألقى بجنب القاع من حبالها

فقد تقدمھ فیھ شاعر قدیم من شعراء " بأنك شمس والملوك كواكب: "وأما قول النابغة : كندة یمدح عمرو بن ھند، وھو أحق بھ من النابغة إذ كان أبا عذرتھ، فقال

لعمرو بن هند غضبة وهو عاتب وكادت تمید األرض بالناس إذ رأوا

عل كل ضوء والملوك كواكـب هو الشمس وافت یوم سعد فأفضلت

فكأني وهللا ألقمت جعفرا حجرا فاھتز الرشید فوق سریره وكاد : قال األصمعي

ن علیھ وهللا � درك یا أصمعي اسمع اآلن ما كا: وقال. یطیر عجبا وطربا

اختیاري لیقل أمیر المؤمنین فقال عینت على ثالثة أشعار أقسم با� أني أملك

السبق بأحدھا ثم قال الرشید أتعرف یا أصمعي تشبیھا أفخر أو أعظم في أحقر

مشبھ وأصغره في أحسن معرض من قول عنترة الذي لم یسبقھ إلیھ سابق وال

شبھ ذباب الروض العازب في نازعھ منازع وال طمع في مجاراتھ طامع حین

: قولھ

غردا كفعل الشارب المترنـم وخال الذباب بها فلیس مبـارح

فعل المكب على الزناد األجذم هزجا یحك ذراعه بـذراعـه

یا أصمعي ھذا من التشبیھات العقم التي ال تنتج، فقلت كذلك ھو یا أمیر : ثم قال

یصف شعره بأحسن من ھذه الصفة المؤمنین وبمجدك آلیت ما سمعت قط أحدا

أتعرف أحسن من قول .. وال استطاع بلوغ ھذه الغایة فقال مھال ال تعجل

: الحطیئة یصف لغام ناقتھ أو تعلم أحدا قبلھ أو بعده شبھ تشبیھھ، حیث یقول

لغاما كنسج العنكبوت الممدد ترى بین لحییها إذا ما ترغمت

ھ إلى ھذا التشبیھ، أو أشار إلیھ بعده وال قبلھ قال فقلت وهللا ما علمت أحدا تقدم

: أتعرف بیتا أبدع وأوقع من تشبیھ الشماخ لنعامة سقط ریشھا وبقي أثره في قولھ

الثـآلـیل من العفاء بلیتیها كأنما منثنى أقماع ما مرطت

فقلت وال وهللا یا أمیر المؤمنین، فالتفت إلى یحیى، فقال أوجب؟ فقال وجب،

: خذ على النابغة بعض مبالغات في معانیھ كقولھویؤ

یفرق ومن یتعلق حیث علق إذا ارتعثت خاف الجبان رعاثها

وتوقد بالصفاح نار الحباحب فقد ذھب =تقد السلوقى المضاعف نسجھ: وكقولھ

إلى أن سیفھ یقطع الدرع المضاعف والفارس والفرس ثم یذھب في الحجارة

: لیھ قولھویؤخذ ع. فیقدح فیھا الشرر

بجاحـد فلست على خیر أتاك وكنت امرأ ال أمدح الدهر سوقه

فتراه یمتن على ممدوحھ بمدحھ إیاه، وجعلھ خیرا أتاه وال یحسد علیھ، وإنما

.یحسن الثناء إذا كان خالصا من كل وجھ

: وأخذوا علیھ الخنونة في بعض معانیھ، كقولھ

واتقـتـنـا بـالـیدفتناولته سقط النصیف ولم ترد إسقاطه

: قال النابغة الذبیاني یمدح النعمان ویعتذر إلیھ - ١ -

أفوت وطال علیهـا سـالـف األبـد یا دار میة بـالـعـلـیاء فـالـسـنـد

عیت جوابا وما بالـربـع مـن أحـد وقفت فـیهـا أصـیالنـا أسـائلـهـا

لحوض بالمظلومة الجـلـدوالنؤى كا إال األوارى ألیا مـا أبـینـــهـــا

ضرب الولیدة بالمسحاة فـي الـثـأد ردت عـلـیه أقـاصـیه ولـبـــده

ورفعته إلى السجفـین فـالـنـضـد خلت سـبـیل أنـي كـان یحـبـسـه

أحنى علیها الذي أحنى عـلـى لـبـد أمست خالء وأمسى أهلها احتـمـلـوا

نم القتـود عـلـى عـیرانة أجـدوا فعد عمـا تـرى إذ ال ارتـجـاع لـه

له صریف صریف القعو بالـمـسـد مقذوفة بدخیس النـحـض بـازلـهـا

یوم الجلیل على مـسـتـأنـس وحـد كأن رحلي وقد زال الـنـهـار بـنـا

طاوي المصیر كسیف الصیقل الفـرد من وحش وجرة مـوشـى أكـارعـه

حالك اللون صـدق غـیر ذي أودفي فظل یعجم أعلى الروق منـقـبـضـا

وال سـبـیل إلـى عـقـل وال قـود لما رأى واشق إقـعـاص صـاحـبـه

وان موالك لـم یسـلـم ولـم یصـد قالت له النفس إنـي ال أرى طـمـعـا

فضال على الناس في األدنى وفي البعد فتلك تبلغـنـي الـنـعـمـان إن لـه

تزجى الشمال علیه جـامـد الـبـرد سـاریةأسرت علیه مـن الـجـوزاء

طوع الشوامت من خوف ومن صـرد فارتاع من صوت كـالب فـبـات لـه

صمع الكعوب بریات مـن الـحـرد فبـثـهـن عـلـیه واسـتـمـر بـه

طعن المعارك عند المحجر الـنـجـد وكان ضمران مـنـه حـیث یوزعـه

طعن المبیطر إذ یشفى من العـضـد اشك الفریصة بالمـدرى فـأنـفـذهـ

سفود شرب نسوه عـنـد مـفـتـأد كأنه خارجا من جنـب صـفـحـتـه

وال أحاشى مـن األقـوام مـن أحـد وال أرى فاعال في النـاس یشـبـهـه

الـفـنـد قم في البریة فاحددها عـن إال سـلـیمـان إذ قـال اإللـه لــه

یبنون تدمر بالصفاح والـعـمـد نـت لـهـموخیس الجن إني قـد أذ

كما أطاعك وادهللا على الـرشـد فمن أطاعك فانفعـه بـطـاعـتـه

تنهي الظلوم وال تقعد على ضمـد ومن عصاك فعاقـبـه مـعـاقـبة

سبق الجواد إذا استولى على األمد إال لمثلك أو مـن أنـت سـابـقـه

من المواهب ال تعطى على نكـد أعطى لفارهة حلـو تـوابـعـهـا

سعدان توضح في أوبارها اللـبـد الواهب المئة المعـكـاء زینـهـا

مشدودة برحال الحـیرة الـجـدد واألدم قد حیست فثال مرافـقـهـا

برد الهواجر كالغزالن بالـجـرد والراكضات ذیول الریط فانـقـهـا

تنجو من الشؤوب ذي البرد كالطیر والخیل تمزع غربا في أعنـتـهـا

إلى حمام شـراع وارد الـثـمـد احكم كحكم فتاة الحي إذ نـظـرت

مثل الزجاجة لم تكحل من الرمـد یحفه جانـبـا نـیق وتـتـبـعـه

إلى حمامتنا ونـصـفـه فـقـد قالت أال لیتما هذا الحـمـام لـنـا

م تنقص ولـم تـزدتسعا وتسعین ل فحسبوه فألفوه كـمـا حـسـبـت

وأسرعت حبسة في ذلك الـعـدد فكملت مئة فیهـا حـمـامـتـهـا

وما هریق على األنصاب من جسد فال لعمر الذي مسحت كـعـبـتـه

ركبان مكة بین الغیل والـسـعـد والمؤمن العائذات الطیر تمسحـهـا

إذن فال رفعت سوطي إلـى یدي ما قلت من سيء ممـا أتـیت بـه

كانت مقالتهم قرعا على الكـبـد إال مقـالة أقـوام شـقـیت بـهـا

قرت بها عین من یأتیك بالـفـنـد إذن فعاقبـنـي ربـي مـعـاقـبة

وال قرار على زأر مـن األسـد أنبـئت أن أبـا قـوس أوعـدنـي

وما أثمر مـن مـال ومـن ولـد مهال فداء لـك األقـوام كـلـهـم

وان تأنفـك األعـداء بـالـرفـد ي بـركـن ال كـفـاء لـهال تقذفن

ترمى غواربه العبرین بـالـزبـد فما الفرات إذا هـب الـریاح لـه

فیه ركام من الینبوت والخـضـد یمـده كـل واد مـتـرع لـجـب

بالخیزرانة بعـد األین والـنـجـد یظل من خوفه المالح معتصـمـا

وال یحول عطاء الـیوم دون غـد سـیب نـافـلة یوما بأجود مـنـه

فلم أعرض أبیت اللعن بالصـفـد هذا الثناء فإن تسمع بـه حـسـنـا

فإن صاحبها مشـارك الـنـكـد ها إن ذي عذرة إال تكن نـفـعـت

: وقال یعتذر إلى النعمان بن المنذر - ٢ -

ـتـالع الـدوافـعفجنبا أریك فال عفا ذو حسا فرتنـي بـالـفـوارع

مصایف مرت بعدنـا ومـرابـع فتجمع األشراج غـیر رسـمـهـا

لستة أعوام وذا الـعـام سـابـع توهمت آیات لها فـعـرفـتـهـا

ونؤى كجذم الحوض أثأم خاشـع رماد ككحل الـعـین ألیا أبـینـه

علیه حصیر نمقته الـصـوانـع كأن مجـر الـرامـیات ذیولـهـا

یطوف بها وسط اللطـیمة بـائع ظهر مبناة جـدید سـیورهـاعلى

على النحر منها مستهـل ودامـع فكفكفت مني عبـرة فـرددتـهـا

وقلت ألما أصح والـشـیب وازع على حین عاتبت المشیب على الصبا

مكان الشغاف تبتغیه األصـابـع وقد حال هـم دون ذلـك شـاغـل

أتاني ودوني راكس فالضواجـع كـنـهـهوعید أبو قابوس في غیر

من الرقش في أنیابها السم ناقـع فبت كأنـي سـاورتـنـي ضـئیلة

لحلي النساء في یدیه قـعـاقـع یسهد من لیل التمـام سـلـیمـهـا

تطلقه طورا وطـورا تـراجـع تناذرها الراقون من سوء سمـهـا

التي تستك منها المسـامـع وتلك أتاني أبیت اللعن أنك لـمـتـنـي

وذلك من تلقـاء مـثـلـك رائع مقالة أن قد قلـت سـوف أنـالـه

لقد نطقت بطال علـى األقـارع لعمري وما عمري علـي بـهـین

وجوه قرود تبتغي مـن تـجـادع أقارع عوف ال أحـاول غـیرهـا

ئعله من عدو مـثـل ذلـك شـا أتاك امرؤ مستبطن لـي بـغـضة

ولم یأت بالحق الذي هو نـاصـع أتاك بقول هلهل النـسـج كـاذب

ولو كبت في ساعدي الجـوامـع أتاك بـقـول لـم أكـن ألقـولـه

وهل یأتمن ذو أمة وهـو طـائع حلفت فلم أترك لـنـفـسـك ریبة

یزرن إالال سیرهـن الـتـدافـع بمصطحبات من لصـاف وثـبـرة

لهـن رذایا بـالـطـریق ودائع یح خوصا عیونهـاسماما تبارى الر

فهن بأطراف الحـي خـواضـع علیهن شعث عامدون لـحـجـهـم

كذي العر یكوي غیره وهـو راتـع لكلفتنـي ذنـب امـرئ وتـركـتـه

وال حلفي على الـبـراءة نـافـع فإن كنت الذ والضعن عني مـكـذب

وأنت بـأمـر ال مـحـالة واقـع هوال أنا مـأمـون بـشـيء أقـولـ

وان خلت أن المنتأى عنـك واسـع فإنك كاللـیل الـذي هـو مـدركـي

تمـد بـهـا أید إلـیك نـــوازع خطاطیف حجن في حـبـال مـتـینة

وتترك عبدا ظالما وهـو ضـالـع أتوعـد عـبـدا لـم یخـنـك أمـانة

سیف أعیرته الـمـنـیة قـاطـعو وأنت ربیع ینعـش الـنـاس سـیلـه

فال النكر معروف وال العرف ضائع أبـى الـلـه إال عـدلـه ووفــاءه

كـانـع بزوراء في حافاتها المسك وتسقى إذا ما شبت غـیر مـصـرد

: وقال أیضا - ٣ -

ولیل أقاسیه بطـيء الـكـواكـب كلینـي لـهـم یا أمـیمة نـاصـب

ولیس الذي یرعى النـجـوم بـآئب ـمـنـقـضتطاول حتى قلت لیس ب

تضاعف فیه الحزن من كل جانـب وصدر أراح اللیل عـازب هـمـه

لوالده لـیسـت بـذات عـقـارب علي لعمر ونعـمة بـعـد نـعـمة

وال علم إال حسن ظن بصـاحـب حلفت یمینـا غـیر ذي مـثـنـویة

صیداء الذي عـنـد حـاربوقبر ب لئن كان للقبـرین قـبـر بـجـلـق

لیلتمسن بالجیش دار الـمـحـارب وللحارث الجفـنـي سـید قـومـه

كتائب من غسـان غـیر أشـائب وثقت له بالنصر إذ قیل قـذ غـزت

أولئك قوم بأسـهـم غـیر كـاذب بنو عمه دنیا وعمـرو بـن عـامـر

بـعـصـائبعصائب طیر تهتدي إذا ما غزوا في الجیش حلق فوقهـم

من الضاریات بالدمـاء الـدوارب یصاحبنهم حتى یغـرن مـغـارهـم

جلوس الشیوخ في ثیاب المرانـب تراهن خلف القوم خزرا عـیونـهـا

إذا ما التقى الجمعان أول غـالـب جوانـح قـد أیقـن أن قـبـیلــه

إذا عرض الخطي فوق الكواثـب لهن علیهم عادة قـد عـرفـنـهـا

بهن كـلـوم بـین دام وجـالـب على عارفات للطـعـان عـوابـس

إلى الموت إرقال الجمال المصاعب إذا استنزلوا عنهن للطعـن أرقـلـوا

بأیدیهم بیض رقاق الـمـضـارب فهم یتساقـون الـمـنـیة بـینـهـم

ویتبعها منهم فراش الـحـواجـب یطیر فضاضا بینهـا كـل قـونـس

بهن فلول من قـراع الـكـتـائب یب فیهم غـیر أن سـیوفـهـموال ع

إلى الیوم قد جربن كل التـجـارب تورثـن مـن أزمـان یوم حـلـیمة

وتوقد بالصفاح نار الـحـبـاحـب تقد السلوقي المضاعـف نـسـجـه

وطعن كإبزاغ المخاض الضوارب بضرب یزیل الهام عن سـكـنـاتـه

من الجود واألحالم غیر عـوازب ا الـلـه غـیرهـملهم شیمة لم یعطه

قویم فما یرجون غیر الـعـواقـب محـلـتـهـم ذات اإللـه ودینـهـم

یحیون بالریحان یوم السـبـاسـب رقاق النعال طـیب حـجـزاتـهـم

وأكسیة اإلضریج فوق المشاحـب نحییهـم بـیض الـوالئد بـینـهـم

بخالصة األردان خضر المنـاكـب ـعـیمـهـایصونون أجسادا قدیما ن

وال یحسبون الشـر ضـربة الزب وال یحسبون الخـیر ال شـر بـعـده

مذاهـبـي بقومي، واذ أعیت علي حبوت بها غسان إذ كنـت الحـقـا

: وقال أیضا - ٤ -

بعض األود حدیثا غیر مـكـذوب إني كأني لدى النعـمـان خـبـره

قاموا فقالوا حمانا غیر مقـروب حیا مـن بـنـي أسـدبأن حصنا و

سن المعیدي في رعي وتعـزیب ضلت حلومهم عنـهـم وغـرهـم

من بین منعلة تزجى ومجـنـوب قاد الجیاد مـن الـجـوالن قـائظة

في منزل طعم نوم غـیر تـأویب حتى استغاثت بأهل الملح ما طمعت

شد الرواة بماء غیر مـشـروب هـاینضحن نضح المزاد الوفر أتأفـ

كالخاضبات من الزعر الظنابـیب قب األیاطل تردى في أعـنـتـهـا

شم العرانین من مرد ومن شـیب شعث علیها مساعیر لـحـربـهـم

أصوات حي األمرار مـحـروب وما بحصن نـعـاس إذ تـؤرقـه

منصوب لدى صلیب على الزوراء ظلت أقـاطـیع أنـعـام مـؤبـلة

فانجى فزار إلى األطواد فاللـوب فإذ وقیت بحمد الـلـه شـرتـهـا

فقد أصابتهم منهـا بـشـؤبـوب وال تالقى كما القـت بـنـو أسـد

وموثق في حبال القد مسـلـوب لم یبق غیر طرید غیر منـفـلـت

فوق المعاصم منها والعراقیب أو حرة كمهاة الرمل قد كبلـت

عض الثقاف على صم األنابیب عینا وقد عض الحدید بهـاتدعو ق

دعاء سوع ودعـمـي وأیوب مستشعرین قد الفوا في دیارهـم

: وقال یھجو زرعة بن عمرو - ٥ -

یهدي إلى غرائب األشـعـار نبئت زرعة والسفاهة كاسمهـا

بما یشق على العدو ضـراري فحلفت یا زرع بن عمر وأننـي

تحت العجاج فما شققت غباري عكاظ حین لقیتـنـي أرأیت یوم

فحملت برة واحتملت فـجـار إذا اقتسمنا خطتـینـا بـینـنـا

جیش إلـیك قـوادم األكـوار فلتأتینك قـصـائد ولـیدفـعـن

فیهم ورهط ربیعة بن حـذار رهط بن كوز محقي أدراعهـم

بمطار في المجد لیس غرابهم ولرهط حـراب وقـد سـورة

آتوك غیر مقلمي األظـفـار وبنو قعین ال مـحـالة أنـهـم

تحت السنور جـنة الـبـقـار سهكین من صدأ الحدید كأنـهـم

جیشا یقودهم أبو المـظـفـار وبنو سواءة زائرك بـوفـدهـم

غلبوا على خبت إلى تعـشـار وبنو جذیمة حتى صـدق سـادة

یدعو بها ولدائهـم عـرعـار متكنفي جني عكاظ كلـیهـمـا

وقرا غداة الروع واإلنـفـار قوم إذا كثر الصـیاح رأیتـهـم

بلوائهـم سـیرا لـدار قـرار والغاضریون الذین تحـمـلـوا

علق هریق على متون صوار تمشي بهم أدم كأن رحـالـهـا

والمحصنات عوازب األطهار شعب العالقیات بین فروجـهـم

من فرج كـل وصـیلة وازار ف من الخدام خـوارجبرز األك

یخلفن ظن الفاحش المـغـیار شمس موانع كـل لـیلة حـرة

یدع اإلكام كأنهن صـحـارى جمعا یظل به الفضاء معضـال

طفحت علیك بناتق مـذكـار لم یحرموا حسن الغذاء وأمـهـم

ـاريوبنو بغیض كلهم أنـص حولي بنو دودان ال یعصونـنـي

وعلى كنیب مالك بن حـمـار زید بن زید حاضر بـعـراعـر

وعلى الذثیمة من بنـي سـیار وعلى الرمیثة من سكین حاضر

ورقا مراقلها من المضـمـار فیهم بنات المسجـدي وال حـق

صفرا مناخرها من الجرجـار یتجلب الیعضید من أشـداقـهـا

بب السباع الولـه األبـكـارخ تشلى توابعـهـا إلـى أالقـهـا

ما كان من سخم بها وصفـار إن الرمیث مانـع أرمـاحـنـا

أعجلنهـن مـظـنة اإلعـذار فأصبن أبـكـارا وهـن بـإمة

: وقال أیضا - ٦ -

واحتلت الشرع فاألجزاع من اضما كانت سعاد وأمسى حبلها انـجـذمـا

السفـاه واال ذكـرة حـلـمـاإال إحدى بلي وما هام الـفـؤاد بـهـا

وال تبیع بجنبي نخـلة الـبـرمـا لیست من السود أعقابا إذا انصرفـت

حسنا وأملح من حاورته الكـلـمـا غراء أكمل من یمشي عـلـى قـدم

تغشى متالف لن ینظرنك الهـرمـا قالـت أراك أخـا رحـل وراحـلة

النساء وان الدین قـد عـزمـا لهو حیاك ربـي فـإنـا ال یحـل لـنـا

نرجو اإلله ونرجو البر والطعـمـا مشمرین علـى خـوص مـزمـمة

إذا الدخان تغشى األشمط البـرمـا هال سألت بني ذبـیان مـا حـسـى

تزجى مع اللیل من صرادها صرما وهبت الریح من تـلـقـاء ذي أرل

قلیال مـاؤه شـبـمـا بزحین غیما صهب الظالل أتین التین عن عرض

ولیس جاهل شيء مثل من علـمـا ینبئك ذو عرضهم عني وعالـمـهـم

الجفنة األدما مثنى األیادي، وأكسوا إني أتمم أیسـاري، وأمـنـحـهـم

بعد الكالل تشكى األین والسـأمـا وأقطع الخرق بالخرقاء قد جعـلـت

ولم تحسن به نـعـمـابذي المجاز كادت تساقطني رحلي ومـیثـرتـي

هل في مخفیكم من یشتـري أدمـا من قول حرمیة قالت وقد ظعـنـوا

ال تحطمنك إن البـیع قـد زرمـا قلت لها وهي تسعى تحت لبـتـهـا

بذي المجاز تراعى منـزال زیمـا باتـت ثـالث لـیال ثـم واحــدة

لقانص اللجماعدو النحوص تخاف ا فانشق عنها عمود الصبـح حـافـلة

مشى اإلماء الغوادي محمل الحزما تحید عن أسـتـن سـود أسـافـلـه

في لیلة من جمادى أحضلت دیمـا أو ذي رشوم بحوضي بات منكرسـا

انـهـدمـا إذا استكف قلیال تربـه بات بحقف من الـبـقـار یحـفـزه

كالهبرقي تنخى ینفخ الفحـمـا الریح روقیه وجبـهـتـه

واألكما یقرو األماعز من لبنان حتى غدا مثل نصل السیف منصلتا

: وقال یعتذر إلى النعمان ویمدحھ - ٧ -

وهمین هما مستكـنـا وظـاهـرا كتمتك لیال بالجـمـومـین سـاهـرا

وورد هموم لن یحـدن مـصـادرا أحادیث نفسي تشتكـي مـا یریبـهـا

وهل وجدت قبلي على الدهر قادرا اتكلفني أن یفعل الـدهـر هـمـهـ

على فتیة قد حاوز الـحـي سـائرا ألم تر خیر الناس أصبـح نـعـشـه

یرد لنا ملكـا ولـألرض عـامـرا ونحن لـدیه نـسـأل الـلـه خـلـده

ونرهب قدح الموت إن جاء قامـرا ونحن نرجي الخلد إن فاز قـدحـنـا

وأصبح جد الناس یطلـع عـاثـرا دالك الخیر إن وارت بك األرض واح

جیادك ال یخفى لها الدهر حـافـرا وردت مطایا الـراغـبـین وعـریت

وتبعث حراسا عـلـي ونـاظـرا رأیتك ترعانـي بـعـین بـصـیرة

ومن دس أعدائي إلیك الـمـآبـرا وذلـك مـن قـول أتـاك أقـولـه

تغي جارا سـواك مـجـاوراوال أب فآلیت ال آتیك إن جـئت مـجـرمـا

تقبل معروفي وسد الـمـفـاقـرا فأهلـي فـداء المـرئ إن أتـیتـه

وان كنت أرعى مسحالن فحامـرا سأكعم كلبـي أن یریبـك نـبـحـه

یخال به راعي الحـمـولة طـائرا وحلت بیوتي فـي یفـاع مـمـنـع

حـاب كـوافـراوتضحى ذراه بالس تزل الوعول العصم عـن قـذفـاتـه

وال نسوتي حتى یمـتـن حـرائرا حذارا علـى أال تـنـال مـقـادتـي

إذا ما لقینا من مـعـد مـسـافـرا أقول وان شطت بي الدار عـنـكـم

فأهدى له اهللا الغیاث الـبـواكـرا ألكنني إلى النعمان حـیث لـقـیتـه

من الناس ظاهراعلى كل من عادى وصبحـه فـلـج وال زال كـعـبـه

وكان له على الـبـریة نـاصـرا ورب علیه اهللا أحـسـن صـنـعـه

وبحر عطء یستخف الـمـعـابـرا فألـفـیتـه یومـا یمـیر عـــدوه

: وقال یعتذر إلى النعمان بن المنذر، ویمدحھ - ٨ -

وتلك التي أهتم منها وأنـصـب أتاني أبیت اللعن أنك لـمـتـنـي

هراسا به یعلى فراشي ویقشب العائدات فـرشـنـنـي فبت كأن

ولیس وراء اهللا للمرء مذهـب حلفت فلم أترك لنـفـسـك ریبة

لمبلغك الواشي أغـش وأكـذب لئن كنت قد بلغت عـنـي خـیانة

من األرض فیه مستراد ومذهب ولكنني كنت امرأ لـي جـانـب

ي أمـوالـهـم وأقـربأحكم ف ملوك واخوان إذا مـا أتـیتـهـم

فلم ترهم في شكر ذلك أذنبـوا كفعلك في قوم أراك اصطنعتهـم

إذا طلعت لم یبد منهن كوكـب فإنك شمس والملـوك كـواكـب

إلى الناس مطلي به القار أجرب فال تتركني بالوعـید كـأنـنـي

ترى كل ملك دونهـا یتـذبـذب ألم تر أن اهللا أعـطـاك سـورة

على شعث أي الرجال المهذب؟ ت بمستبق أخـا ال تـلـمـهولس

وان تك ذا عتبى فمثلك یعـتـب فإن أك مظلوما فعبد ظلـمـتـه

: وقال أیضا - ٩ -

وعن تربهـم فـي كـل أصـفـار لقد نهیت بـنـي ذبـیان عـن أقـر

على براثنـه لـوثـبة الـضـاري وقلت یا قوم إن اللیث مـنـقـبـض

كأن أبـكـارهـا نـعــاج دوار أعرفن ربرجا حورا مدامـعـهـا ال

بأوجه منـكـرات الـرق أحـرار ینظرن شررا إلى من جاء عن عرض

مستمسكـات بـأقـتـاب وأكـوار خلف العضاریط ال یرقین فـاحـشة

یأملن رحلة حصـن وابـن سـیار یذرین دمعا على األشفار مـنـحـدرا

مني اللصاب فجنبا حـرة الـنـار إني غـیر مـنـفـلـتإما عصیت ف

تقید الغیر ال یسري بها الـسـاري أو أضع البیت في سوداء مـظـلـمة

من المظالـم تـدعـى أم صـبـار تدافع الناس عنا حـین تـركـبـهـا

وماش من رهط ربعي وحـجـار ساق الرفیدات من جوش ومن عظـم

مدا عـلـیه بـسـالف وأنـفـار جـرتـهقرمى قضاعة حال حول حـ

ینفي الوحوش عن الصحراء جرار حتى استقل بجـمـع ال كـفـاء لـه

وال یضل عن مصباحه الـسـاري ال یخفض الرز عن أرض ألم بـهـا

وهل علي بأن أخشـاك مـن عـار وعیرتني بـنـو ذبـیان خـشـیتـه

- ١٠ -

ار ویذكر حزیما وزبان ابني سیار بن عمرو وقال النابغة یرد على بدر بن حذ

: بن جابر ألنھ بلغھ أنھما أعانا بدرا ورویا شعره فیھ

وزبان الذي لم یرع صهري أال من مبلغ عني حـریمـا

كأن صالءهن صالء جمر فإیاكـم وعـورا دامــیات

وما وشحتم من شعر بـدر فإني قد أتاني ما صنـعـتـم

ودوني عازب وبالد حجـر تشقـذونـيفلم یك نولكم أن

ألم بأنفس منـكـم ووفـر فإن جوابهـا فـي كـل یوم

بمراله عوان غیر بـكـر ومن یتربص الحدثان تنـزل

: وقال أیضا - ١١ -

یا بؤس للجهل ضرارا ألقـوام قالت بنو عامر خالوا بنـو أسـد

ء بعـد إحـكـاموال نرید خال یأبى البالء فال نبغي بهـم بـدال

وال تقولوا لنا أمثالـهـا عـام فصالحونا جمیعا إن بـدا لـكـم

من أجل بغضائهـم یوم كـأیام إني ألخشى علیكم أن یكون لكـم

ال النور نور وال اإلظالم إظالم تبدو كواكبه والشمس طـالـعة

كاللیل یخلط أصراما بأصـرام أو تزجروا مكفهرا ال كفاء لـه

شم العرانین ضرابون للـهـام مستحقبي خلق المادي یقدمـهـم

ال یقطع الخرق إال طرفه سام لهم لواء بكفي مـاجـد بـطـل

إال ابتدار إلى موت بـإلـجـام یهدي كتائب خضرا لیس یعصمها

للخامعات أكفـا بـعـد أقـدام كم غادرت خیلنا منكم بمعتـرك

وموتمین وكانـوا غـیر أیتـام بـهیا رب ذات خلیل قد فجعن

عند الكعان أولو بؤسي وانعـام والخیل تعلم أنا في تجـاولـهـا

عند الكماة صریعا جوفـه دام ولوا وكبشهم یكبو لـجـهـتـه

: وقال في أمر بني عامر - ١٢ -

خلت لهم من كل مولى وتـابـع لیهنئ بنـي ذبـیان أن بـالدهـم

بألفي كمـي ذي سـالح ودارع ا كـل شـارقسوى أسد یحمونهـ

یقیمون حولیاتها بـالـمـقـارع قعودا على آل الـوجـیه والحـق

بأید طوال عاریات األشـاجـع یهزون أرماحا طواال متـونـهـا

هم ألحقوا عبسا بأرض القعاقـع فدع عنك قوما ال عتاب علـیهـم

عامر عسر المخاض الموانعبنو وقد عسرت من دونهم بأكـفـهـم

وموالهم عبد بن سعد بطـامـع فما أنا في سهم وال نصر مـالـك

یغنیهم فیها نقـیق الـضـفـادع إذا نزلوا ذا ضـرغـد وعـتـائدا

رمى اهللا في تلك األنوف الكوانع قعودا لدى أبیاتهم یثـمـدونـهـا

: ذروقال یصف المتجردة زوج النعمان بن المن - ١٣ -

عجالن ذا زاد وغـیر مـزود أمن آل میة رائح أو مـغـتـد

لما تزل برحالنـا وكـأن قـد أفد الترحل غیر أن ركـابـنـا

وبذاك خبرنا الغداف األسـود زعم البوارح أن رحلتنـا غـدا

إن كان تفریق األحبة في غـد ال مرحبا بغـد وال أهـال بـه

والصبح واإلمساء منها موعدي ـددا حان الرحیل ولم تودع مـه

فأصاب قلبك غیر أن لم تقصد في إثر غانیة رمتك بسهمـهـا

منها بعطف رسـالة وتـردد غنیت بذلك إذ هم لـك جـبـرة

عن ظهر مرنان بسهم مصرد ولقد أصابت قلبه من حـبـهـا

ذهب توقد كالشهاب المـوقـد والنظم في سلك یزین نحـرهـا

كالغصن في غلوائه المتـأود كالسیراء أكمل خلقهـا صفراء

واإلتب تنفجه بثدي مـقـعـد والبطن ذو عكن لطـیف طـیه

ریا الروادف بضة المتجـرد محطوطة المتنین غیر مفـاضة

كالشمس یوم طلوعها باألسعد قامت تراءى بین سجفـي كـلة

ـجـدبهج متى یرها یهل ویس أو درة صدفـیة غـواصـهـا

بنیت بآجر تشـاد بـقـرمـد أو دمیة من مرمر مـرفـوعة

فتناولته واتـقـتـنـا بـالـید سقط النصیف ولم ترد إسقاطـه

عدم یكاد من اللطافة یعـقـد بمخضب رخص كأن بـنـانـه

نظر السقیم إلى وجوه العـود نظرت إلیك بحاجة لم تقضـهـا

أسف لثاتـه بـاإلثـمـد بردا نجلو بقادمتـي حـمـامة أیكة

جفت أعالیه وأسفـلـه نـدى كاألقحوان غداة غب سـمـائه

عذب مقبله شهـي الـمـورد زعم الهمام بأن فـاهـا بـارد

عذب إذا ما ذقته قـلـت ازدد أنـه" ولـم أذقـه"زعم الهمام

یشفى بریا ریقها العطش الصدى أنـه" ولـم أذقـه"زعم الهمـام

من لؤلؤ متتـابـع مـتـسـرد العذارى عقده فـظـمـنـه أخذ

عبد اإلله صرورة مـتـعـبـد لو أنها عرشت ألشمـط راهـب

ولخاله رشـدا وان لـم یرشـد لرنا لبهجتها وحسـن حـدیثـهـا

لدنت له أروى الهضاب الصخد بتكلم لو تستـطـیع سـمـاعـه

ال على الدعام المسنـدكالكرم م وبفـاحـم رجـل أثـیث نـیتـه

متحیزا بمكـانـه مـلء الـید فإذا لمست لمست أخثم جـاثـمـا

رابي المجسة بالعبیر مقـرمـد واذا طعنت طعنت في مستهـدف

نزع الحزور بالرشاء المحصـد واذا نزعت نزعت عن مستحصف

عنها، وال صدر یحور لمـورد ال وارد منها یحور لـمـصـدر

عض الكبیر من الرجال األدرد ض تـشـده أعـضـاؤهواذا یعـ

بلوافح مثل السعیر الـمـوقـد ویكاد ینزع جلد من یصلـى بـه

: وقال یمدح بني عذرة - ١٤ -

یرید بني حن بـبـرقة صـادر لقد قلت للنعـمـان یوم لـقـیتـه

كریه وان لم تلق إال بصـابـر تجنب بني حن فـإن لـقـاءهـم

لهامیم یستلهونها بالـحـنـاجـر لهى أوالد عـذرة إنـهـمعظام ال

بجمع مبیر للعدو الـمـكـاثـر وهم منعوا وادي القرى من عدوهم

بأعجازها قبل استقاء الحناجـر من الواردات الماء بالقاع تستقـى

عفاء قالص طار عنها تواجـر بزاخیة ألـوت بـلـیف كـأنـه

إذا طار قشر التمر عنها بطـائر شرهاصغار النوى مكنوزة لیس ق

بلي بواد مـن تـهـامة غـائر هم طردوا عنها بلیا فأصبـحـت

ومن مضر الحمراء عند التغاور وهم منعوها من قضاعة كلـهـا

جـابـر أبا جابر واستنكحـوا أم وهم قتلوا الطائي بالحجر عـنـوة

: اجعا وقال یمدح غسان حین ارتحل من عندھم ر - ١٥ -

مثل المصابیح تجلو لیلة الـظـلـم ال یبعد اهللا جـیرانـا تـركـتـهـم

برد الشتاء من األمـحـال كـاألدم ال یبرمون إذا ما األفـق جـلـلـه

فضل على الناس في الألواء والنعم هم الملوك وأبناء المـلـوك لـهـم

واإلثـم ـاتمن الـمـعـقة واآلف أحالم عاد وأجـسـاد مـطـهـرة

: وقال أیضا - ١٦ -

أعددت یربوعا لكم وتمـیمـا جمع محاشك یا زید فإنـنـي

وتركت أصلك یا یزید ذمیما ولحقت بالنسب الذي عبرتنـي

فخر المفاخر أن یعد كریمـا عیرتني نسب الكرام وانـمـا

إن ظالما فیهم وان مظلومـا حدبت على بطون ضنة كلهـا

بالنغف أم بني أبیك عقـیمـا عوف بن بهثة أصبحتلوال بنو

: وقال أیضا - ١٧ -

بعبس إذا حلوا الدماخ فأظلمـا أبلغ بني ذبیان أن ال أخـالـهـم

ترى في نواحیه ذهیرا وحذیما بجمع كلون األعبل الجون لونـه

إذا كان ورد الموت البد أكراما هم یردون الموت عنـد لـقـائه

: وقال لعضام بن شھبرة الجرمي حاجب النعمان بن المنذر - ١٨ -

أمحمول على النعش الهمام ألم أقسم علیك لتخـبـرنـي

ولكن ما وراءك یا عصام فإني ال أالم علـى دخـول

ربیع الناس والشهر الحرام فإن یهلك أبو قابوس یهلـك

أجب الظهر لیس له سنـام ونمسك بعده بذنـاب عـیش

وقال أیضا یمدح النعمان بن الحارث األصغر وكان قد خرج إلى بعض - ١٩ -

: متنزعاتھ

ویأت معدا ملكـهـا وربـیعـهـا إن یرجع النعمان نفرح ونبـتـهـج

وتلك المنى لو أننا نستـطـیعـهـا ویرجع إلى غسان مـلـك وسـؤدد

هـاویلق إلى جنب الفناء قطـوعـ وان یهلك النعمان تـغـر مـطـیه

تقضقض منها أو تكاد ضلوعـهـا وتنحط حصان آخر اللیل نـحـطـه

وان كان في جنب الفراش ضجیعها على إثر خیر الناس إن كان هالـكـا

: وقال أیضا - ٢٠ -

فإن مظنة الجهل الشبـاب فإن یك عامر قد قال جهـال

توافقك الحكومة والصواب فكن كأبیك أو كأبـي بـراء

من الخیالء لیس لهن بـاب ذهب بحلمك طـامـیاتوال ت

إذا ما شبت أو شاب الغراب فإنك سوف تحلم أو تنـاهـى

أصابوا من لقائك ما أصابوا فإن تكن الفوارس یوم حسـى

ولكن أدركوك وهم غضاب فما إن كان من نسب بـعـید

ومرة، فوق جمعهم العقاب فوارس من منولة غیر میل

: وقال یھجو یزید بن عمرو بن الصعف الكالبي - ٢١ -

من العحر المضلل ما أتاني لعمرك ما خشیت علـى یزید

ألذواد أصبـن بـذي أبـان كأن التاج معصوبـا عـلـیه

تمر بها الروى على لساني فحسبك أن تهاض بمحكمـات

فما نزر الكالم وال شجاني فقبلك ما شتمت وقاذعـونـي

صدود البكر عن قرم هجان ر الثنیان عـنـيیصد الشاع

كما حاد األزب عن الطعان أثرت الغي ثم نزعت عـنـه

تمط بك المعیشة في هوان فإن یقدر علیك أبو قـبـیس

بأحمر من نجیع الجوف آني وتخضب لحیة غدرت وخانت

ولكن ال أمـانة لـلـیمـان وكنت أمینه لو لم تـخـنـه

: ثي النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغسانيوقال یر - ٢٢ -

وكیف تصابى المرء والشیب شامل دعاك الهوى واستجهلتك المـنـازل

معارفها والساریات الـهـواطـل وقفت بربع الدار قد غیر الـبـلـى

على عرصات الدار سبع كوامـل أسائل عن سعدى وقد مر بـعـدنـا

خب برحلـي تـارة وتـنـاقـلت فسلیت ما عندي بروحة عـرمـس

نعوب إذا كل العتاق المـراسـل موثقة األنساء مضـبـورة الـقـرا

على قارح مما تضمـن عـاقـل كأني شددت الرحل حین تـشـذرت

حزابیة قد كدمته الـمـسـاحـل أقب كعـقـد األنـدي مـسـحـج

الئلیقلبهـا إذ أعـوزتـه الـحـ أضر بجرداء النسـالة سـمـحـج

تساقـط ال وان وال مـتـخـاذل إذا جاهدته الـشـد جـد وان ونـت

وان علوا حزنا تشظـت جـنـادل وان هبطا سهـال أثـار عـجـاجة

وشیبان حیث استبهلتها المـنـازل ورب بني البر شاء ذهل وقیسـهـا

لروعاتها مني القوى والـوسـائل لقد عالني ما سرها وتـقـطـعـت

وما عتقت مـنـه تـمـیم ووائل یهنئ األعداء یصرح ملكـهـمفال

إذا خضخضت ماء السماء القبـائل وكانت لهم ربـعـیة یحـذرونـهـا

تجیش بأسباب المنایا الـمـراحـل یسیر بها النعمان تـغـلـي قـدوره

بقي حاجبیه ما یثیر الـقـنـابـل تحـث الـحـداة جـالـزا بـردائه

غـافـل" ال ابـا لـك"لعل زیادا ینكرون خـلـیقـتـي یقول رجال

تحـرك داء فـي فـؤادي داخـل أبي غفلتي أنـي إذا مـا ذكـرتـه

ومهري وما ضمت لدي األنامـل وان تالدى إن ذكـرت وشـكـتـي

هجان المها تحدى علیها الرحـائل حباؤك والعیس العتـاق كـأنـهـا

أواسي ملك ثـبـتـتـهـا األوائل ذمـمفإن تك قد ودعـت غـیر مـ

وكل امرئ یوما به الـحـال زائل فال تبعدن إن الـمـنـیة مـوعـد

أبـو حـجـر إال لـیال فــالئل فما كان بین الخیر لو جاء سالـمـا

فما في حیاتي بعد موتـك طـائل فإن تحي ال أملل حیاتي وان تمـت

غودر بالجـوالن حـزم ونـائلو فآب مـصـلـوه بـعـین جـلـیة

بغیث من الوسمي قطـر ووابـل سقى الغیث قبرا بین بصرى وجاسم

على منتهـاه دیمة ثـم هـاطـل وال زال ریحان ومسـك عـنـبـر

سأتبعه من خیر مـا قـال قـائل ونبت حـوذانـا وعـوف مـنـورا

ضـائلوحوران منه موحش متـ بكى حارث الجوالن من فقـد ربـه

وكـابـل وترك ورهط األعجمین قعودا له غـسـان یرجـون أوبـه

كمل جمیع ما رواه األصمعي من : قال األعلم الشنتمري في شرحھ للدیوان

.شعر النابغة نصل بھ قصائد متخیرة مما رواه غیر األصمعي إن شاء هللا تعالى

: وقال - ٢٣ -

للحي المبـنفأعلى الجزع غشیت منازال بـعـریتـنـات

عفون؛ وكل منهمـر مـرن تعاورهن صرف الدهر حتـى

وذاك تفارط الشوق المعنـي وقفت بها القلوص على اكتئاب

كأن مفیضهن غروب شـن أسائلها وقد سفحت دمـوعـي

مفجعة على فنن تـغـنـي بكاء حمامة تـدعـو عـدیال

ك عـنـيإلی: سأهدیه إلیك ألكـي یا عـیین إلـیك قـوال

فلیس یرد مذهبها التظـنـي قوافي كالسالم إذا استـمـرت

مداینة المـداین فـلـیدنـي بهن أدین من یبـغـي أذاتـي

أیربوع بن غیظ للـمـعـن أتخذل ناصري وتعز عبـسـا

یقعقع خلف رجلیه بـشـن كأنك من جمال بنـي أقـیش

كـل فـن هوى الریح تنسج تكون نعامة طـورا وطـورا

فإنك سوف تترك والتمـنـي تمن بعادهم واستبق مـنـهـم

ولیس بها الدلیل بمـطـمـئن لدى جرعاء لیس بـهـا أنـیس

فإني لست منك ولست منـي إذا حاولت في أسـد فـجـورا

إلى یوم النسار، وهم مجنـي فهم درعي التي استالمت فیهـا

م أصحاب یوم عكاظ إنـيوه وهم وردوا الجفار على تمـیم

أتیتهم بود الـصـدر مـنـي شهدت لهم مواطن صـادقـات

وكانوا یوم ذلك عند ظـنـي وهم ساروا لحجر في خمـیس

رحیب السرب أرعن مرجحن وهم زحفوا لغسـان بـزحـف

علـى أوصـال ذیال رفـن بكل مجرب كاللـیث یسـمـو

ر أشـبـاه جـنعلیها معشـ وضمر كالمداح مـسـومـات

دفعن إلیه في الرهج المكـن غداة تـعـاورتـه ثـم بـیض

قرعت ندامة من ذاك سنـي ولو أني أطعتـك فـي أمـور

: وقال أیضا - ٢٤ -

وضنا بالتـحـیة والـكـالم أتـاركة تـدلـلـهـا قـطـام

وان كان الوداع فبـالـسـالم فإن كان الدالل فال تـلـجـي

وقد رفعوا الخدور على الخیام غداة البـین مـنـت فلو كانت

تحیت الخدر واضعة القـرام صفحت بنظرة فرأیت منـهـا

كجمر النار بدر بـالـظـالم ترائب یستضيء الحلي فـیهـا

على جیداء فاترة الـبـغـام كأن الشذر والیاقوت مـنـهـا

سنـام أراك الجزع أسفل من خلت بغزالها ودنـا عـلـیهـا

إلى دبر النهار من البـشـام تسـف بـریره وتـرود فـیه

نمته البخت مشدود الخـتـام كان مشعشعا من خمر بصرى

إلى لقمان في سوق مـقـام تمین قاللـه مـن بـیت رأس

یبیس القمحان مـن الـمـدام إذا فضت خـواتـمـه عـاله

ـن الـغـمـامتقبله الجباة م على أنیابها بـغـریض مـزن

بمنطلق الجنوب على الجهـام فأضحت في مداهـن بـاردات

إذا نبهتها بـعـد الـمـنـام تلذ لطعـمـه وتـخـال فـیه

ولجت من بعادك في غـرام فدعها عنك إذا شطت نـواهـا

من الجزم المبین والتـمـام؟ ولكن ما أتاك عن ابـن هـنـد

ى أعلى الذؤابة للـهـمـامإل فداء ما تقل النـعـل مـنـي

على الذهیوط في لجب لهـام ومغـراه قـبـائل غـائظـات

ویعمد للمهمات الـعـظـام یقدن مع امرئ یدع الهـوینـى

وسلهبة تجلل في الـسـمـام أعین على العدو بكـل طـرف

سنان مثل نبراس الـنـهـام وأسمر مـارن یلـتـاح فـیه

حلوال مـن حـزام أو جـذام ن حـیاوأنبـاه الـمـنـبـئ أ

فئام مجلـبـون إلـى فـئام وأن القوم نصرهـم جـمـیع

یصن المشي كالحداء التـؤام فأوردهن بطن األتم شـعـثـا

وخفق الیاجیات من الـشـآم على إثـر األدلة والـبـغـایا

یقربهم لـه لـیل الـتـمـام فباتوا ساكنـین وبـات یسـرى

كأن رؤوسهم بیض النـعـام م بها صهباء صـرفـا فصیحه

وبالناجین أظـفـار دوامـي فذاق الموت من بركت علـیه

یسوین الذیول على الـخـدام وهن كأنهـن نـعـاج رمـل

شعث مكرهین على الفطـام یوصـین الـرواة إذا ألـمـوا

دقاق الترب محتزم القـتـام وأضحى ساطعا بحبال حسمـي

وما راموا بذلك مـن مـرام م الصـالـبـون لـیدركـوهفه

نماه في قروع المجد نامـي إلى صعب المقادة ذي شـریس

بنوا مجد الحیاة علـى إمـام أبـوه قـبـلـه وأبـو أبــیه

یجلل خنـدق مـنـه وحـام فدوحت العراق فكل قـصـر

طـامعلى متنـاذر األكـالء وما تنفك محـلـوال عـراهـا

: وقال یمدح النعمان بن وائل بن الجالح الكلبي - ٢٥ -

بروضة نعمي فذات األسـاود أهاجك من سعدك مغنى المعاهد

وكل ملث ذي أهاضیب راعـد تعاورها األرواح ینسفن تربهـا

إلى كل رجاف من الرمل فارد بها كل ذیال وخنساء تـرعـوي

هادى في جوار خرائدعروب ت عهدت بها سعدى وسعدى غریرة

وأبیاتنا یوما بـذات الـمـراود لعمري النعم الحي صبح سر بنا

وكید یغم الخارجي مـنـاجـد یقودهم النعمان منه بمحـصـف

وجد إذا خاب المفیدون صاعـد وشیمة ال وان وال واهن القـوى

أوانس یحمیها امرؤ غیر زاهد فآب بأبكـار وعـون عـقـائل

ویخبأن رمان الثدي الـنـواهـد بالعیدان في كل مـقـعـد یخططن

حسان الوجوه كالظباء العـواقـد ویضربن بـاألیدي وراء بـراغـز

لدى ابن الجالح ما یثقن بـوافـد غرائر لم یلقین بأسـاء قـبـلـهـا

وحللها نعمى على غـیر واحـد أصاب بني غیظ فأصحوا عـبـاده

إلى ابن الجالح سیرها اللیل قاصد وى بـراكـبفالبد من عوجاء تهـ

فدى لك من رب طریفي وتالـدي تخب إلى النعمان حتـى تـنـالـه

وألبستني نعمى ولست بـشـاهـد فسكنت نفسي بعدما طار روحـهـا

فلست على خیر أتاك بـحـاسـد وكنت امرأ ال أمدح الدهر سـوقة

كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد سبقت الرجال الباهشین إلى العـال

فأنت لغیث الـحـمـد أول رائد علـوت مـعـدا نـائال ونـكـایة

وقال في وقعة عمرو بن الحارث األصغر الغساني ببني مرة بن عوف - ٢٦ -

: بن سعد بن ذبیان

بروضة نعمي فـذات األجـاول أهاجك من أسماء رسم المـنـازل

تهادین أعلى تربها بالمـنـاخـل أنـمـاأربت بها األرواح حتى كـ

كمیش التوالي مرثعن األسـافـل وكل ملث مكفـهـر سـحـابـه

تبعق ثجاج غزیر الـحـوافـل إذا رجفت فیه رحى مـرجـحـنة

حناطیل آجال النعام الـجـوافـل عهدت بها حیا كرامـا فـبـدلـت

الرمل هائل على كل رجاف من ترى كل ذیال یعـارض ربـربـا

إذا الشمس مجت ریقها بالكالكل یثرن الحصى حتى یباشرن بـرده

كسحل الیماني قاصد للمنـاهـل وناجیة عدیت في مـتـن الحـب

إلى كل ذي نیرین بادي الشواكل له خلج تهوى فرادى وتـرعـوي

وهم أتى من دون همك شاغلـي واني عداني عن لـقـائك حـادث

وصاتي ولم تنجح لدیهم وسائلـي فلم یتقـبـلـوانصحت بني عوف

رعابیب من جنبي أریك وعاقـل فقلت لهم ال أعـرفـن عـقـائال

حسان كآرام الصریم الـخـواذل ضوارب بـاألیدي وراء بـراغـز

قنان أبیر دونهـا والـكـواثـل خالل المطایا یتصلـن وقـد أتـت

راق الخلیط ذي األذاة المـزایلف وخلوا له بین الجـنـاب وعـالـج

أجادل یوما في شوي وجـامـل وال أعرفني بعد ما قد نهـیتـكـم

بمستكـره یذرینـه بـاألنـامـل وبیض غریرات تفیض دموعـهـا

على وعل في ذي المطارة عاقل وقد خفت حتى ما تزید مخافـتـي

ونـاعـلیقدن إلینا بـین حـاف مخافة عمرو أن تـكـون جـیاده

تتلع في أعناقها بالـجـحـافـل إذا استعجلوها عن سجیة مشـیهـا

سماحیق صفرا في تلیل وفـائل شوازب كاألجالم قـد آل رمـهـا

تشحط في أسالئها كالـوصـائل ویقذفن باألوالد في كـل مـنـزل

بشبع من السخل العتاق األكـائل ترى عافیات الطیر قد وثقت لهـا

فهن لطاف كالصعاد الـذوابـل ع الصوان حد نسـورهـابرى وق

علیها الحبور محقبات المراجـل مقرنة بالعیس واألدم كـالـقـنـا

ونسج سلیم كـل قـضـاء ذائل وكل صمـوت نـثـلة تـبـعـیة

فهن وضاء صافیات الـعـالئل علین بـكـدیون وأبـطـن كـرة

األعادي واضح غیر خامل طلوب عتاد امرئ ال ینقض البعد هـمـه

تسحان سحا من عطـاء ونـائل تحین بكـفـیه الـمـنـایا وتـارة

كئیبة وجه غبهـا غـیر طـائل إذا حل باألرض البریة أصبـحـت

إذا هبط الصحراء حرة راجـل یؤم بـربـعـي كـأن زهــاءه

: وقال یمدح النعمان بن المنذر - ٢٧ -

بمرفض الحي إلى وعـال ـيأمن ظالمة الدمن البـوال

دوارس بعد أحـیاء حـالل فأمواه الدنا فـعـویرضـات

بمرقوم علیه العهـد خـال تأبـد ال تـرى إال صــوارا

وما تذرى الریاح من الرمال تعاورها السواري والغـوادي

به عوذ المطافل والمتالـي أثیت نـبـتـه جـعـد ثـراه

بغاب ردینة السحم الطـوال ـاتیكشـفـن األالء مـزین

إلى فوق الكعوب برود خال كأن كشوحهن مـبـطـنـات

وخالف بال أهل الدار بالـي فلما أن رأیت الـدار قـفـرا

مذكرة تجل عن الـكـالل نهضت إلى عذافرة صمـوت

بعذرة ربها عمي وخـالـي فداء المـرئ سـارت إلـیه

فلیس كمن یتیه في الضالل ومن یغرف من النعمان سجال

بعبدك والخطوب إلى تبـال فإن كنت امرأ قد سؤت ظنـا

وال تعجل إلي عن السـؤال فأرسل إلى بني ذبیان فاسـأل

وما رفع الحجیج إلـى إالل فال عمر الذي أثنـى عـلـیه

وكیف ومن عطائك جل مالي لما أغفلت شكرك فانتصحنـي

ألفردت الیمین من الشمـال خـونـا ولو كفي الیمین بغتك

وعند اهللا تجـزیة الـرجـال ولكن ال تخان الدهر عـنـدي

وبالخلج المحملة الـثـقـال له بحر یقمص بالـعـدولـي

قراقیر النبیط إلى الـتـالل مضر بالقصور تذود عنـهـا

علیها القانئات من الـرحـال وهوب للمخیسة الـنـواجـي

: ال أیضا وق - ٢٨ -

فقد أصبحت عن منهج الحق جائره أال أبلـغـا ذبـیان عـنـي رسـالة

سفیها ولن ترعوا لذي الود آصـره أجدكم لن تـزجـروا عـن ظـالمة

فتعذرني من مرة المـتـنـاصـره فلو شهدت سهـم وأبـنـاء مـالـك

ئرهتضاءل منه بالعـشـي قـصـا لجاءوا بجمع لم یر النـاس مـثـلـه

مندى عبیدان المـحـلـئ بـاقـره لیهنئ لكم أن قد نـفـیتـم بـیوتـنـا

وما أصبحت تشكو من الوجد ساهره واني أللقى من ذوي الضعن منـهـم

وما انفكت األمثال في الناس سائره كما لقیت ذات الصفا من حلـیفـهـا

لـم بـادرهوال تغشیني منك بالظـ فقالت له أدعوك لـلـعـقـل وافـیا

فكانت تدیه المال غبـا وظـاهـره فوثقهـا بـالـلـه حـین تـراضـیا

وجارت به نفس عن الحق جـائره فلما تـوفـي الـعـقـل إال أقـلـه

فبصبح ذا مـال ویقـتـل واتـره تذكـر أنـي یجـعـل الـلـه جـنة

قـرهوأثل موجـودا وسـد مـفـا فلما رأى أن ثـمـر الـلـه مـالـه

مذكرة من الـمـعـاول بـاتـره أكب على فـأس یحـد غـرابـهـا

لیقتلها أو تخطـئ الـكـف بـادره فقام لها من فـوق جـحـر مـشـید

وللبر عین ال تغـمـض نـاظـره فلما وقاها الـلـه ضـربة فـأسـه

على مالنا أو تنجـزي لـي آخـره فقال تعالى نجعـل الـلـه بـینـنـا

رأیتك مسحورا یمـینـك فـاجـره لت یمین الـلـه أفـعـل أنـنـيفقا

وضربة فأس فوق رأسي فـاقـره أبى لي قبـر ال یزال مـقـابـلـي

: وقال أیضا - ٢٩ -

وما وداعك من قفت به العـیر ودع أمامة والـتـودیع تـعـذیر

یوم النمارة والمأمور مـأمـور وما رأیتك إال نظرة عـرضـت

أمسوا ودونهم ثهالن فـالـنـیر إن إلى الفول حـي وان بـعـدوا

أجد القفار وادالج وتـهـجـیر هل تبلغینهم حـرف مـصـرمة

یسفى على رحلها بالحیرة المور قد عریت نصف حول أشهر جددا

من الفصافص بالنمي سفسـیر وفارقت وهي لم تجرب وباع لها

نشوان في جوة الباغوث مخمور ـالیست ترى حولها إلفا وراكبـه

بیضا وبین یدیها التین منـشـور تلقى اإلوزین في أكناف دارتهـا

لقال راكبها في عصبة سـیروا لوال الهمام الذي ترجى نوافـلـه

قهد اإلهاب تربته الـزنـانـیر كأنها خاضب أظـالفـه لـهـق

الروق مستور صماخها بدخیس أصاخ من نبأة أصغى لهـا أذنـا

كأن أحناكها السفلـى مـآشـیر من حس أطلس تسعى تحته شرع

محـجـور هذا لكن ولحم الشاة یقول راكبها الجني مـرتـفـقـا

.تمت القصائد المختارة من شعر النابغة

زھیر بن أبي سلمى

ترجمة الشاعر

.رھو زھیر بن ربیعة الملقب بأبي سلمى، من قبیلة مزینة من مض - ١ -

كان یقیم ھو وقومھ في بالد غطفان وأسرتھ أسرة شاعرة فكان أبوه شاعرا

شاعرا؛ جمع إلى الشعر الحكمة وجودة - واسمھ بشامة بن الغدیر - وخال أبیھ

الرأي، وكانت غطفان إذا أرادوا الغزو أتوه فاستشاروه وصدروا عن رأیھ، فإذا

ھم، وقد الزمھ زھیر وأخذ رجعوا من الحرب قسموا لھ مثل ما یقسمون ألفضل

وكان أبو . شاعرا - وكان زوج أمھ أوس بن حجر . عنھ الشعر وجودة الرأي

شاعرین، وابن ابنھ - كعب ویجیر - شاعرا وأختھ سلمى شاعرة، وابناه

.المضرب بن كعب بن زھیر كان كذلك شاعرا

ن من وكانت بالد غطفان ساحة للعداء الشدید والحرب المستعرة بین قبیلتی

قبائلھما وھما عبس وذبیان، وكانت ھذه الحروب وھذا العداء سببا في ثروة أدبیة

كبیرة من شعر ملئ بالفخر والھجاء والتحریض على القتال واألخذ بالثأر، ومن

فكثیر من شعر عنترة العبسي . قصص تدور وقائعھا على ما كان بین الفریقین

الغبراء الطاحنة، وكان كثیر من مثال یصف األطوار األخیرة لحرب داحس و

شعر زھیر یدور حول السلم بین القبیلتین والدعوة إلیھ وإظھار نتائجھ،

واإلعجاب برجلین من رؤساء ذبیان، وھما ھرم بن سنان والحارث بن عوف،

سعیا في الصلح بین عبس وذبیان واحتمال دیات القتلى ونشرا السالم في

یصور حبھ للسالم واستفظاعھ للحرب وأھوالھا، غطفان، فكان ھذا داعیا لزھیر ل

ولیمدح ھذین العظیمین على ما قاما بھ من جھود لتوطید دعائم السلم في ھذه

.الجزیرة العربیة المتنافرة المتخاصمة

وقد مدح ھرم بن سنان بمدائح كثیرة، وأجزل ھرم لھ العطاء ولھ نحو العشرین

. سعیھ في الصلح بین عبس وذبیانقصیدة، یمدحھ ھو والحارث بن عوف بھا؛ ل

.ومات قبل البعثة بقلیل

إذا أنا مت : وقالت. وكان سنان أبو ھرم سید غطفان وماتت أمھ وھي حامل بھ

. فإن سید غطفان فیھ، فلما ماتت شقوا بطنھا فاستخرجوا منھ سنانا. فشقوا بطني

: وفي بني سنان یقول زھیر

وطاب من األوالد ما ولدواطابوا قوم أبوهم سنان حین تنسـبـهـم

قدم بأولهم أو مجدهـم قـعـدوا لو كان یقعد فوق الشمس من كرم

مرزؤون بهالـیل إذا قـصـدوا جن إذا فزعوا أنـس إذا أمـنـوا

حـسـدوا ال ینزع اهللا منهم ماله محسدون على ما كان من نـعـم

: وقال زھیر في ھرم بن سنان

على معتفیه ما تغب فواصله وأبیض فیاض یداه غـمـامة

كأنك تعطیه الذي أنت سائله تراه إذا ما جئته مـتـهـلـال

نائلـه ولكنه قد یتلف المال أخو ثقة ال تتلف الخمر مالـه

: وقال زھیر أیضا في ھرم بن سنان وأھل بیتھ

یبني لهم في جنان الخلد مرتـفـق من أهل بیت یرى ذو العرش فضلهم

والطیبین ثیابا كـلـمـا عـرقـوا ین إذا مـا أزمة أزمـتالمطعـمـ

إن الشمائل واألخـالق تـتـفـق كأن آخرهم في الـجـود أولـهـم

أو ناضلوا نضلوا أو سابقوا سبقـوا إن قامروا قمروا أو فاخروا فخروا

الـورق كما تنافس عند الـبـاعة تنافس األرض موتاهـم إذا دفـنـوا

ھو ھرم بن سنان بن : اني في مجمع أمثالھ عند قولھم أجود من ھرمقال المید

: أبي حارثة المري وقد سار بذكر جوده المثل، وقال زھیر بن أبي سلمى فیھ

ولكن الجواد على عالته هرم إن البخیل ملـوم حـیث كـان

فیظـلـم عفوا ویظلم أحیانا هو الجواد الذي یعطیك نائلـه

ما كان الذي أعطى أبوك زھیرا حتى : على عمر، فقال لھا ووفدت ابنة ھرم

أعطاه خیال تنضى، وإبال تتوى وثیابا : قابلھ من المدیح بما قد سار فیھ، فقالت

لكن ما أعطاكم زھیر ال یبلیھ الدھر، وال یفنیھ : فقال عمر. تبلى وماال یفنى

لكن ما أعطاكم : لقا. ما أعطى ھرم زھیرا قد نسي: ویروى أنھا قالت.. العصر

.زھیر ال ینسى

وزھیر من شعراء الطبقة األولى من شعراء الجاھلیة، وفضلھ كثیر ممن - ٢ -

ھو : لھم معرفة بنقد الشعر على امرئ القیس والنابغة وأضرابھما، وقال أناس

أشعر العرب وعده عمر أشعر الشعراء ألنھ ال یعاظل بین الكالم وال یتتبع

كفاك من الشعراء : وذكره األصمعي قال. د بغیر ما فیھحواشیھ وال یمدح أح

زھیر إذا طرب والنابغة إذا رھب واألعشى إذا غضب وعنترة إذا : "أربعة

".كلب

: وكان زھیر یتألھ ویتعفف في شعره، ویدل شعره على إیمانھ بالبعث كقولھ

فینتقم لیوم الحساب أو یعجل یؤخر فیوضع في كتاب فیدخر

: لخطاب یعجب بقولھوكان عمر بن ا

یمین أو نفار أو جالء فإن الحق مقطعه ثالث

ومما جرى من شعره مجرى المثل . یعني یمینا أو مناقرة إلى الحاكم أو برھان

: قولھ

وتغرس إال في منابتها النخل وهل ینبت الخطى إال وشیجه

أسباب شاعریة زھیر

شعراء في الجاھلیة، وكان النقاد كان زھیر شاعرا مجیدا معدودا من فحول ال

یضعونھ مع امرئ القیس والنابغة واألعشى في طبقة واحدة، ھي الطبقة األولى

وكان الذي بلغ بھ إلى ھذه المنزلة الكبیرة في الشعر، ووثق . من شعراء الجاھلیة

ھذه البیئة العربیة البدویة - أوال : أسباب شاعریتھ عدة أسباب كثیرة منھا

.الشاعرة

تلك النھضة األدبیة في الشعر التي كانت تموج بھا نجد والقرى العربیة - ثانیا

.في عصر زھیر

فقد كان خالھ بشامة بن الغدیر شاعرا وكانت . وراثتھ الشعر عن أسرتھ - ثالثا

لم یتصل الشعر في أھل : "أسرة زھیر من ذریتھ من المجیدین في الشعر قالوا

فأبوه وأبناؤه وأحفاده وأختھ الخنساء " بیت زھیربیت من العرب كما اتصل في

.كلھم من الشعراء المجیدین

وفي حرب . اشترك زھیر في المالحم الحربیة في الجزیرة العربیة - رابعا

داحس والغبراء، والحروب تثیر الشاعریة، وتھیج الخیال، وتحرك الشعور،

.وتبعث على الكالم

یر والشعراء المعاصرین لھ، كانت سببا أیضا المنافسات األدبیة بین زھ - خامسا

.من أسباب نضوج شعره وشاعریتھ

قصد زھیر بشعره إلى المدح كان یدفعھ إلى اإلجادة والتھذیب في - سادسا

.شعره، مما رفع من مكانتھ، وقوى أسباب الرغبة في نفسھ وشاعریتھ

أثر حیاة زھیر في شعره

.یجود من شعره ویھذب من شاعریتھ نشأتھ في أسرة شاعرة جعلتھ - أوال

.اتصالھ بھرم وتوالي أیادي ھرم علیھ جعلھ یجود في المدح - ثانیا

مشاھدتھ حرب داحس والغبراء الطاحنة، ومآسیھا الدامیة، دفعھ إلى نظم - ثالثا

.الشعراء في التنفیر من الحرب والدعوة إلى السالم

.ت شعر الحكمة عندهتجارب زھیر وخبرتھ بالحیاة أنضج - رابعا

التنافس األدبي بینھ وبین الشعراء، وتلمذتھ على أوس بن حجر، دفعاه - خامسا

.إلى تجوید شعره والعنایة بتھذیبھ

- ٣ -

خصائص شعره

كان زھیر یختار ألفاظھ اختیار، ویبالغ في اختیارھا : من حیث األلفاظ - أوال

ة حینا، ولكن ال یخلو أغلب شعره بذوقھ وفطرتھ األدبیة، وقد یسرف في الغراب

.من سھولة في اللفظ حینا، وجزالة وقوة غالبتین علیھ أحیانا

وأسلوب زھیر من أسالیب الشعراء المجددین : من حیث األسلوب - ثانیا

المصنعین في شعرھم، وأنتم تعلمون مذھب زھیر في الرویة وتھذیب الشعر

لفني في النظم وإدراكا للمنزلة السامیة وتنقیحھ للوصول بھ إلى منزلة الكمال ا

ومذھب الرویة في شعر زھیر واضح كل الوضوح في جمیع . بین الشعراء

قصائده، ویتجلى في عدة مظاھر في أسلوب زھیر، من إمعان في تنقیح

األسلوب ونفي كل ما یعاب بھ، وإسقاط كل ما یؤخذ علیھ، ومن إدخال الرونق

من أبیات قصیدتھ، ومن قصد للسھولة والوضوح والبھاء والجمال على كل بیت

.واإلمتاع واللذة الفنیة التي تبعث على اإلعجاب والروعة والتأثر

ویغلب على شعر زھیر ألوان كثیرة من الصنعة، یدخلھا فیھ من استعارة وتشبیھ

وكنایة وطباق، ولكن ھذه األلوان الفنیة تجيء في شعره عفو القریحة، من غیر

وتعمل لھا وتكلف فیھا وغلو في طلبھا، وإنما تنبعث من ذوق الشاعر قصد إلیھا

وموھبتھ وروحھ الصناع الموھوب وھذه الخصائص التي امتاز بھا أسلوب

زھیر كانت ھي السبب األھم في تقدیم كثیر من النقاد لھ، ویجمع أغلبھم على

ولة وصف أسلوبھ بالخلو من التعقید والتكلف، وبالمساوقة للطبع وبالسھ

وعلى أي حال، فأسلوب زھیر ذوب شاعریتھ .. والوضوح في قوة وجزالة

وملكاتھ في الشعور، ومذھبھ في الصنعة الذي شھر بھ، والذي أخذه عنھ تالمیذه

.من أمثال الحطیئة، وكعب ابن شاعرنا زھیر

ومعاني زھیر كما قلت تنبع من نفسھ وتصدر عن : من حیث المعاني - ثالثا

مظاھر البیئة في حیاتھ ال یمعن فیھا في طلب المحال، ولكنھ حسھ، وتتصل ب

یعمد إلى الصدق فإذا بالغ في أداء المعنى اختار طریق المبالغة المقبولة فقال

: مثال

ولكن حمد الناس لیس بمخلد فلو كان حمد یخلد الناس أخلدوا

الناس في وإذا أراد أن یجود في المدح اختار ما ھو ألیق بھ وأقرب إلى ذوق

عصره من وصف ممدوحھ بالبطولة والشجاعة والعفة والنائل الكثیر، والتھلل

عند ورود العفاة ولكنھ ال یزعم أبدا أن ممدوحھ فعل المعجزات وصنع

وتشیع . المستحیالت ونالت قدرتھ السموات، كما یزعم المحدثون من الشعراء

، والخبرة الواعیة بالحیاة في معاني زھیر الحكمة الصادقة، والتجربة الصحیحة

.ومن ثم عد من شعراء الحكمة في الشعر الجاھلي. وأحداثھا ومشكالتھا

ومعاني زھیر ال یسوقھا سوق الحس والمشاھدة : من حیث الخیال - رابعا

فحسب، ولكنھ یتكئ فیھا على خیالھ، لیبرزھا في ألوان مجنحة من صنعة الخیال

وھذا الخیال عند زھیر من صنعتھ أن المتصرف في ملكات النفس والشعور

یقرب البعید، ویسھل الصعب من المعاني ویوضح الغامض، وأجنحة ھذا الخیال

في مبالغة مقبولة أو استعارة صادقة، أو كنایة قریبة، أو تشبیھ مستطرف في

.ثنایا شعره

أجاد زھیر إجادة عالیة في الحكمة والمدح : من حیث األغراض - خامسا

وقارب من اإلجادة في الوصف والفخر والعتاب، وكان متوسطا في والغزل،

وقد مضت نماذج لھذه الفنون من شعره، ولكن الذي .. الھجاء والرثاء واالعتذار

: وھذه األسباب من أھمھا.. نرید أن نتحدث عنھ ھو أسباب تجویده في المدح

ھم مكان حرص زھیر على تسجیل بعض مآثر سادات العرب الذین كان ل: أوال

.مرموق في الحیاة الجاھلیة، وأثر واضح في فض مشكالت الحرب بین قبائلھا

.الوفاء الذي طبعت علیھ نفس زھیر وشدة تأثر بأیدي ممدوحیھ علیھ: ثانیا

.اعتزازه بمفاخر القبیلة، ومجدھا ومآثرھا، مما كان یدفعھ إلى مدح قومھ: ثالثا

كل ھذه األسباب جعلتھ جید .. م علیھاتصالھ بھرم وتوالي أیادي ھر: رابعا

كان أشعر الناس امرئ القیس إذا ركب، وزھیر إذا رغب، : "ولذلك قالوا. المدح

ویقصدون من ذلك أن أجود شعر ". والنابغة إذا رھب، واألعشى إذا طرب

امرئ القیس كان في وصف الخیل والصید، وأجود شعر زھیر كان في المدح،

ي االعتذار، وأجود شعر األعشى كان في وصف وأجود شعر النابغة كان ف

.الخمر

، وعد "الحولیات"وكان زھیر ینقح شعره مدة طویلة فتسمى كبار قصائده - ٤ -

أبعد الشعراء عن سخف، وأجمعھم لكثیر "ولذلك كان زھیر .. من عبید الشعر

ي وكان ال یتتبع حوش".. من المعنى في قلیل من اللفظ، وأكثرھم أمثاال في شعره

.الكالم وال یمدح الرجل إال بما یكون فیھ

أحداھا : وھي أربع.. والظاھر أن طول تھذیبھ لشعره إنما كان في طوال قصائده

: مطلعھا

والدیم بلى وغیرها األرواح قف بالدیار التي لم یعفها القدم

: والثانیة

وعلق القلب من أسماء ما علقا إن الخلیط أجد البین فانفـرقـا

: ثالثةوال

سلـكـوا وذودوك اشتیاقا أیة بأن الخلیط ولم یأووا لمن تركوا

: والرابعة

عفا وخال له حقب قدیم لمن طلل برامة ال یریم

تظھر ھذه الرویة في شعره كل الظھور، فھو ھادئ رزین في تفكیره، یتخیر

مواضع المعاني التي تناسب موضوعھ، ویتخیر لھذه المعاني خیر األلفاظ، یرفق

.الرفق، ویشتد في مواضع الشدة

كذلك عرف بالمیل إلى الحكمة، جرب الدھر وحلب أشطره وخبر الناس وعرف

فأتى بما لم یسبق إلیھ - وكان ملھما - نفوسھم فعمد إلى صیاغة ذلك كلھ في شعره

وقد أعجب المسلمون في الصدر األول بحكمھ، وفضلھ بعضھم من أجلھا على

فیھا من صدق القول، وحسن النظر، ولما فیھا من نظرات سائر الشعراء، لما

: تتفق ومبادئ اإلسالم كقولھ

لیخفى ومهما یكتم اهللا یعلـم فال تكتمن اهللا ما في نفوسكم

لیوم حساب أو یعجل فینقـم یؤخر فوضع في كتاب فیدحر

: وخیر شعره ھو في مدح ھرم بن سنان، كقولھ

والسائلون إلى أبوابـه طـرقـا رمقد جعل المبتعون الخیر في هـ

یلق السماحة منه والندى خلـقـا من یلق یوما على عالقة هـرمـا

ما اللیث كذب عن أقرانه صدقـا لیث بعثر یصـطـاد الـلـیوث إذا

ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا یطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنـوا

األفـقـا السماء لنالت كفـه أفق لو نال حي من الدنیا بـمـكـرمة

: وقولھ

خیر البداة وسید الحضـر دع ذا وعد القول في هـرم

كنت المنور لیلة الـبـدر لو كنت من شيء سوى بشر

لشوابك األرحام والصهر وألنت أوصل من سمعت به

دعیت نزال ولج في الذعر ولنعم حشو الـدرع أنـت إذا

ض القوم یخلق ثم ال یفري وأراك تفري ما خلقت وبـع

سلفت في النجدات من ذكر أثنى علیك بما علمـت ومـا

یلقاك دون الخیر من ستـر والستر دون الفاحشـات وال

: ولما مات ھرم رثاه زھیر بقصیدتھ

ما تبتغي غطفان یوم أضلـت إن الرزیة ال رزیة مثـلـهـا

ا الشهور أحلتبجنوب نخل إذ إن الركاب لتبتـغـي ذا مـرة

عظمت مصیبته هناك وجلت ینعین خیر الناس عنـد شـدیدة

نهلت من العلق الرماح وعلت ولنعم حشو الدرع كان إذا سطا

: وأولى قصائده معلقتھ التي مطلعھا

بحومانة الدراج فالمتثلم أمن أم أو في دمنة لم تكلم

بین عبس وذبیان وھي في تسعة وخمسین بیتا وموضوعھا إطراء الصلح

.ومدح ھرم والحارث بن عوف لقیامھما بھذا العمل الجلیل

وقد ظھر منذ حین شرح لدیوان زھیر بن أبي سلمى، ویھو یقع في نحو - ٥ -

وللدیوان - صفحة من القطع الكبیر، وطبع بمطبعة دار الكتب المصریة ٤٦٠

فیشر االطالع قصة فإنھ منذ سنوات أتیح للمستشرق المعروف األستاذ أوجست

على مخطوط قدیم بمكتبة الجمعیة األلمانیة الشرقیة بمدینة ھلة، شرح فیھ

مصنفھ دیوان الشاعر الجاھلي الكبیر زھیر بن أبي سلمى المزني ودیوان ولده

ویمتاز ھذا المخطوط بأنھ نسخة دیوان زھیر فیھ أقدم نسخھ المعروفة . كعب

جریة، كما أن دیوان كعب فرید ال ھ ٥٣٣جمیعا، إذ یرجع تاریخھا إلى سنة

ویقول األستاذ فیشر في وصفھ إنھ مخطوط بقلم لغوي . یعرف لھ نسخة ثانیة

یدیر، یندر أن تفوتھ غلطة، كتبھ بخط واضح كامل الشكل، ومما یذكر أن ھذا

، ١٧٨٣المخطوط كان قد عثر علیھ األستاذ ألبرت سوتسن في زیارة لھ لدمشق

یة األلمانیة بعد وفاتھ ولیس زھیر في حاجة إلى تعرف، وآلت ملكیتھ إلى الجمع

. فھو أحد ثالثة كانوا أقطاب الشعر في الجاھلیة والمقدمین على سائر الشعراء

لكثرة ما یعود إلیھا بالنظر والترویة " الحولیات"وكان یسمي قصائده المطولة

شعراء زھیر والحطیئة وأشباھھما من ال"والتنقیح، حتى كان األصمعي یقول

".عبید الشعر ألنھم نقحوه ولم یذھب فیھ مذھب المطبوعین

ورغم مكانة زھیر ھذه، فإن دیوانھ لم یطبع غیر مرة واحدة منذ قرابة نصف

قرن، وكانت الحاجة ماسة لذلك، إلى إعادة نشره من جدید على طریقة التحقیق

.وھذلت ما تكفلت بھ الطبعة التي بین أیدینھا.. العلمي الحدیث

وروایة زھیر وشارحھ في ھذه الطبعة ھو اإلمام أبو العباس أحمد بن یحیى بن

وقد كان كما یقول عنھ . زید الشیباني المعروف بثعلب اللغوي الكوفي الحجة

من الحفظ والعلم وصدق اللھجة والمعرفة بالغیب وروایة الشعر "القطربلي

ووصفھ " لیھ أحدالقدیم ومعرفة النحو على مذھب الكوفیین على ما لیس ع

وذكر لھ . على رغم ما كان بینھما من تنافس ونزاع" أعلم الكوفیین"المبرد بأنھ

ابن الندیم اثنین وعشرین كتابا في النحو واألدب واللغة، من أشھرھا كتاب

ولھ شرح على دیوان األعشى نشره المستشرق . الفصیح المعروف باسمھ

بصدده، وقد تواتر اإلجماع بروایتھ رودلف جید، وشرح دیوان زھیر الذي نحن

أما شرح دیوان كعب . لھ في سائر نسخ الدیوان المعروفة بغیر شك أو خالف

ویقطع األستاذ فیشر بأنھ للسكري اللغوي . فالمحقق األوجھ لنسبتھ لثعلب

ویرجح ذلك عنده ما ورد في نھایة المخطوط ).. ه٢٧٥المتوفي سنة (البصري

تم شعر كعب في روایة : "اغ من شعر كعبحیث ذكر ناسخھ بعد الفر

، ثم ما ورد في روایة بعض القصائد مما یغلب أن یكون روایة من "السكري

.غیر أھل الكوفة

المختار من شعر زھیر

: قال زھیر بن أبي سلمى - ١ -

بحومانة الدراج فالمـتـثـلـم أمن أم أوفى دمنة لـم تـكـلـم

مراجیع وشم في نواشر معصم ودار لها بالرقمتـین كـأنـهـا

وأطالؤها ینهضن من كل محثم بها العین واآلرام یمشین خـلـفة

فألیا عرفت الدار بعد تـوهـم وقفت بها من بعد عشرین حـجة

ونؤیا كجذم الحوض لم یتثـلـم أثافي سفعا في معرس مرجـل

ع واسلمأال انعم صباحا أیها الرب فلما عرفت الدار قلت لربعـهـا

تحملن بالعلیاء من فوق جرثـم تبصر خلیلي هل ترى من ظعائن

وراد حواشیها مشاكـهة الـدم علون بأنمـاط عـتـاق وكـلة

علیهن دل الناعـم الـمـتـنـعـم ووركن في السوبان یعلون مـتـنـه

أنیق لعین الناظـر الـمـتـوسـم وفیهن ملهى للصـدیق ومـنـظـر

فهن لوادي الرس كالـید لـلـفـم ا واستحـرن بـسـحـرةبكرن بكور

ومن بالقنان من محـل ومـحـرم جعلن القنان عـن یمـین وحـزنـه

على كل قینـي قـشـیب مـفـأم ظهرن من السوبان ثـم جـزعـنـه

نزلن به حب الفـنـا لـم یحـطـم كأن فتات العهن فـي كـل مـنـزل

وضعن عصي الحاضر المتـخـیم جـمـامـهفلما وردن الماء زرقـا

تبزل ما بین الـعـشـیرة بـالـدم سعى ساعیا غیط ابن مرة بـعـدمـا

رجال بنوه من قـریش وجـرهـم فأقسمت بالبیت الذي طـاف حـولـه

على كل حل من سـحـیل ومـرم یمینا لنـعـم الـسـیدان وجـدتـمـا

تفانوا ودقوا بینهم عطـر مـنـشـم اتدار كتما عبسـا وذبـیان بـعـدمـ

بمال ومعروف من األمر نـسـلـم وقد قلتما إن ندرك السـلـم واسـعـا

بعیدین فیها من عـقـوق ومـأتـم فأصبحتما منها على خـیر مـوطـن

ومن یستبح كنزا من المجد یعـظـم عظیمین في علیا مـعـد وغـیرهـا

مغانم شتى مـن إقـال الـمـزنـم مفأصبح یجري فیهـم مـن تـالدكـ

ینجمها من لیس فیهـا بـمـجـرم تعفى الكلوم بالمئین فـأصـبـحـت

ولم یهریقوا بینهم مـلء مـحـجـم ینجـمـهـا قـوم لـقـوم غـرامة

وذبیان هل أقسمتم كـل مـقـسـم فمن مبلغ األحالف عـنـي رسـالة

فى ومهما یكتـم الـلـه یعـلـملیخ فال تكتمن اهللا ما فـي نـفـوسـكـم

لیوم الحساب أو یعجـل فـینـقـم یؤخر فیوضع في كـتـاب فـیدخـر

وما هو عنها بالحدیث الـمـرجـم وما الحرب إال ما علمـتـم وذقـتـم

وتضر إذا أضربتموها فـتـضـرم متى تبعثوها تـبـعـثـوهـا ذمـیمة

شافا ثم تحـمـل فـتـتـئموتلقح ك فنعرككم عرك الرحى بثـقـالـهـا

كأحمر عاد ثم ترضع فـتـفـطـم فنتج لكم غلـمـان أشـأم كـلـهـم

قرى بالعراق من قـفـیر ودرهـم فتعلل لكم مـاال تـغـل ألهـلـهـا

بما ال یواتیهم حصین بن ضمـضـم لعمري لنعم الحـي حـر عـلـیهـم

ولـم یتـجـمـجـمفال هو أبداها وكان طوى كشحا علـى مـسـتـكة

عدوي بألف مـن ورائي مـلـجـم وقال سأقضي حاجتـي ثـم أتـقـي

لدى حیث ألقت رحلها أم قـشـعـم فشد ولـم تـفـزع بـیوت كـثـیرة

له لـبـد أظـفـاره لـم تـقـلـم لدى أسد شاكي الـسـالح مـقـذف

ظـلـمسریعا، واال یبد الظـلـم بـ جريء متى یظلم یعاقب بظـلـمـه

غمارا تسیل بـالـرمـاح وبـالـدم رعوا ما رغوا من ظمئهم ثـم أوردوا

إلى كأل مسـتـوبـل مـتـوخـم فقضوا منایا بـینـهـم ثـم أصـدروا

دم ابن نهیك أو قتـیل الـمـثـلـم لعمرك ما جرت علیهم رمـاحـهـم

ـمـحـزموال وهب منهم وال ابن ال وال شاركوا في القوم في دم نـوفـل

عاللة ألف بعـد ألـف مـصـتـم فكأل أراهم أصبحوا یعـقـلـونـهـم

صحیحات مال طالعات بـمـخـرم تسـاق إلـى قـوم لـقـوم غـرامة

إذا طلعت إحدى اللیالي بمـعـظـم لحي حالل یعصم النـاس أمـرهـم

لدیهم وال الجاني علیهم بـمـسـلـم كرام فـالذوا لـوتـر یدرك وتـره

ثمـانـین حـوال ال أبـالـك یسـأم سئمت تكالیف الحـیاة ومـن یعـش

تمته ومن تخطئ یعمـر فـیهـرم رأیت المنایا خبط عشواء من تصـب

ولكنني عن علم ما فـي غـد عـم وأعلم علم الـیوم واألمـس قـبـلـه

یضرس بأنیاب ویوطأ بـمـنـسـم ومن ال یصانع فـي أمـور كـثـیرة

یفره ومن ال یتق الشـتـم یشـتـم یجعل المعروف من دون عرضه ومن

على قومه یستغـن عـنـه ویذمـم ومن یك ذا فضل فیبخل بفـضـلـه

یهدم ومن ال یظلم الـیأس یظـلـم ومن ال یذد عن حوضه بـسـالحـه

ولو رام أسباب السمـاء بـسـلـم ومن هاب أسباب المـنـیة یلـقـهـا

یطیع العوالي ركبت كـل لـهـدم اف الزجـاج فـإنـهومن یعص أطر

إلى مطمئن البـر ال یتـجـمـجـم ومن یوف ال یذمم ومن یفض قلـبـه

ومن ال یكـرم نـفـسـه ال یكـرم ومن یغترب یحسب عـدوا صـدیقـه

ولو خالها تخفى على الناس تعـلـم ومهما تكن عند امرئ مـن خـلـیقة

یسـأم وال یغنها یوما من الـدهـر الناس نـفـسـه ومن ال یزل یستحمل

تحلیل لمعلقة زھیر

ھذه المعلقة ھي أثر آخر من آثار البالغة العربیة القدیمة، یقع في تسعة

نشأ في . وخمسین بیتا، وصاحبھا ھو زھیر بن أبي سلمى ربیعة بن رباح المزني

مة بن الغدیر، وكان أقاربھ بني غطفان وتخرج في الشعر على خال أبیھ بشا

یروي ألوس بن حجر أیضا وكان أوس زوج أمھ، فكان شاعرا فحال، كما كان

ویدل شعره .. صائب الرأي عاقال حازما حكیما وكان یتألھ ویتعفف في شعره

: على إیمان بالبعث

فینقـم لیوم حساب أو یعجل یؤخر فیوضع في كتاب فیدخر

راء، ألنھ كان ال یعاظل بین القول وال یتبع وفضلھ عمر بن الخطاب على الشع

.حوشي الكالم وال یمدح الرجل إال بما ھو فیھ

وكان زھیر أحكمھم شعرا، وأبعدھم من سخف وأجمعھم لكثیر من المعنى في

.قلیل من المنطق وأشدھم مبالغة في المدح

كانت حرب داحس والغبراء بین عبس وبیان تؤرق زھیرا وتضنیھ، وتثیر

ولما سعى ھرم بن سنان والحارث بن عوف المریان في الصلح وحقن . ریتھشاع

الدماء وتحمال دیات القتلى أنطلقت تلك المأثرة زھیرا، فنظم معلقتھ ھذه یمدح

ھذین السیدین، وینوه بعملھما الجلیل ویدعو إلى السلم وینفر من الحرب ویصف

لكثیرة، وكان زھیر ذا حكمة مآسیھا وآالمھا، وھي قصیدة رائعة، تمتاز بحكمھا ا

وقد بدأ زھیر معلقتھ بذكر الدیار وزیارتھ لھا ووقوفھ فیھا عشرین .. في شعره

: عاما طواال یتذكر ذكریات حبھ ووفائھ، قال

بحوماته الدراج فالمـتـثـلـم أمن أم أوفى دمنه لـم تـكـلـم

مفألیا عرفت الدار بعد تـوهـ وقفت بها من بعد عشرین حـجة

أال أنعم صباحا أیها الربع واسلم فلما عرفت الدار قلت لربعـهـا

ثم أخذ یصف النساء الالتي ارتحلن عنھا، فیتبعن ببصره كئیبا حزینا، ویصف

الطریق التي سلكنھا، والھوادج التي كن فیھا، والمیاه التي نزلنھا، في عذوبة

: وسھولة وجمال، إلى أن یقول

وضعن عصى الحاضر المتخیم زرقا جمامـهفلما وردن الماء

علیه خیاالت األحـبة یحـلـم تذكرني األحالم لیلى ومن تطف

ثم ینتقل إلى مدح ھرم الحارث واإلشادة بمنقبتھما الكریمة في إنقاذ السالم

وإطفاء الحرب بین عبس وذبیان وتحملھما دیات القتلى من ما لھما، وقد بلغت

: لقا. ثالثة آالف بعیر

تبزل ما بین العشیرة بـالـدم بعدما" غیظ بن مرة"سعى ساعیا

رجال بنوه من قریش وجرهم فأقسمت بالبیت الذي طاف حوله

على كل حال من سحیل ومبرم یمینا لنعم السـیدان وجـدتـمـا

تفانوا ودقوا بینهم عطر منشـم تداركتما عبسا وذبیان بـعـدمـا

بمال ومعروف من األمر نسلم السلم واسعـا وقد قلتما إن ندرك

بعیدین فیها من عقوق ومآثـم فأصبحتما منها على خیر موطن

ثم ندد بالحرب ووصف فظائعھا؛ ودعا إلى السلم وأكده وأوجبھ على

: المتحاربین، قال

وما هو عنها بالحدیث المرجم وما الحرب إال ما علمتم وذقتم

وتضر إذا ضربتموها فتضرم ذمـیمة متى تبعثوها تبعثوهـا

ثم ینصح قومھ بأن یبقوا على السلم، ویندد بالحصین بن ضمضم وبآثار عملھ

في تھییج الشر وإعادة نار المحرب، وكان الحصین حین اجتمع القوم للصلح قد

حمل على رجل لھ عنده ثأر في الحرب فقتلھ، ویعید التنویھ بالرجلین اللذین

.لقتلى واحدا واحدا على غیر جریرة كانت منھمااحتمال دیات ا

ثم ینتقل من ھذا المجال الرھیب مجال النصح والتوجیھ وتأكید السالم، إلى مجال

الحكمة اإلنسانیة العامة، حكمة الرجل المجرب للحیاة الذي ذاقھا وخبرھا،

: قال.. وعاش في خضمھا، ثم امتد بھ العمر فزھدھا وانصرف عنھا

على قومه یستغن عند ویذمهم ا فضل فیبخل بفضلهومن یك ذ

: إلى أن قال

ثمانین حـوال ال أبـالـك یسـأم سئمت تكالیف الحیاة ومـن یعـش

ولكنني عن علم ما في غد عـم وأعلم ما في الیوم واألمس قبـلـه

فـیهـرم تمته ومن تخطئ یعمر رأیت المنایا خبط عشواء من تصب

: معروف السیدین الممدوحین علیھ فیقول ویختمھا بتأكید

ومن یكثر التسآل یوما سیحرم سألنا فأعطیتم وعدنا فـعـدتـم

: وقال أیضا یمدح سنان بن أبي حارثة المري - ٢ -

فالثـقـل وأقفر من سلمى التعانیق صحا القلب عن سلمى وقد كاد ال یسلو

أمر ما یمر وما یحلـوعلى صبر وقد كنت من سلمى سبین ثـمـانـیا

مضت وأجمت، حاجة الغد ما تخلو وكنت إذا ما جئت یومـا لـحـاجة

سلو فؤاد غیر حبك مـا یسـلـو وكل محب أحدث الـنـأي عـنـده

هجعت ودوني قلة الحزن فالرمل تأوبني ذكـر األحـبة بـعـده مـا

م والقـمـلوما سحقت فیها المقاد فأقسمت جهدا بالمنازل من مـنـى

إلى اللیل إال أن یعرجني طـفـل ألرتحلن بـالـفـجـر ثـم ألدأبـن

أصاغرهم وكل فحل لـه نـجـل إلى معشر لم یورث اللؤم جـدهـم

وداراتها ال تقو منهم إذن نـخـل تربص فإن تقو المروراة مـنـهـم

ـووجزع الحسا منهم إذن قلما یخل فإن تقویا منهـم فـإن مـحـجـرا

فإن تقویا منهم فإنهـمـا بـسـل بالد بها ندمـتـهـم وألـفـتـهـم

طوال الرماح ال ضعاف وال عزل إذا فزعوا طاروا إلى مستغـیثـهـم

جدیرون یوما أن ینالوا فیستعـلـوا بخیل علـیهـا جـنة عـبـقـریة

ـلوكانوا قدیما من منایاهم الـقـت وان یقتلوا فیشتـفـى بـدمـائهـم

سوابغ بیض ال تخرقها الـنـبـل علیها أسود ضاریات لـبـوسـهـم

ضروس تهر الناس أنیابها عصـل إذا لقحت حرب عـوان مـضـرة

یحرق في حافاتها الخطب الجزل قضاعیة أو أخـتـهـا مـضـریة

وان أفسد المال الجماعات واألزل تجدهم على ما خیلت هـم إزاءهـا

وفتیان صدق ال ضعاف وال نكـل ـیات والـقـنـایحشونها بالمشـرف

لكل أناس من وقائعهـم سـجـل تهامون نـجـدیون كـیدا ونـجـعة

كبیضاء حرس في طوائفها الرجل هم ضربوا عن فرجهـا بـكـتـیبة

هم بیننا فهم رضـا وهـم عـدل متى یشتجر قوم تفل سـرارتـهـم

لعقم ال یلقى ألمثالها فـصـلمن ا هم جددوا أحـكـام كـل مـضـلة

مطاع فال یلقى لحزمهـم مـثـل بعزمة مـأمـور مـطـیع وآمـر

وال سفرا إال له منـهـم حـبـل ولست بالق بالحـجـاز مـجـاورا

مشاربها عذب وأعالمهـا ثـمـل بالد بها عزوا مـعـدا وغـیرهـا

هم فـضـللهم نائب في قومهم ول هم خیر حي من معد علـمـتـهـم

وكانا امرأین كل أرهمـا یعـلـو فرحت بما خبرت عـن سـیدیكـم

فأبالهما خیر البالء الـذي یبـلـو رأى اهللا باإلحسان ما فعـال بـكـم

وذبیان قد زلت بأقدامها الـنـعـل تداركتما األحالف قد ثل عرشـهـم

سـهـلسبیلكما فیه وان أحرثـوا فأصبحتما منها على خیر مـوطـن

ونال كرام المال في الحجرة األكل إذا السنة الشهباء بالناس أجحـفـت

قطینا بها حتى إذا نبت الـبـقـل رأیت ذوي الحاجات حول بیوتـهـم

وان یسألوا یعطوا وان یسروا یغلوا هنالك إن یستخبلوا المال یخـبـلـوا

ل والـفـعـلوأندیة ینتابها القـو وفیهم مقامات حسان وجـوهـهـم

وعند المقلین السمـاحة والـبـذل على مكتریهم رزق من یعتـریهـم

مجالس قد یشفى بأحالمها الجهـل وان جئتهم ألفیت حـول بـیوتـهـم

رشدت، فال غرم علیك وال خـذل وان قام فیهم حامـل قـال قـاعـد

م یألـوافلم یفعلوا، ولم یلیموا، ولـ سعى بعدهم قوم لكـي یدركـوهـم

توارثـه آبـاء آبـائهـم قـبــل فما یك من خـیر أتـوه فـإنـمـا

الـنـخـل وتغرس إال في مناتها وهل ینبت الخـطـي إال وشـیجـه

: وقال یمدح خصن بن حذیفة بن بدر - ٣ -

وعرى أفراس الصبا ورواحـلـه صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله

علي سوى قصد السبیل معـادلـه وأقصرت عما تعلـمـین وسـددت

وكان الشباب كالخـلـیط زایلـه وقال العذارى إنما أنـت عـمـنـا

واال سواد الرأس والشیب شاملـه فأصبحت ما یعرفن إال خلـیفـتـي

عفا الرس منه فالرسیس فعاقلـه لمن طلل كالوحي عاف مـنـازلـه

وضه فأجاولـهح: فشرقي سلمى فرقد فصارات فأكنـاف مـنـعـج

جزعه فأفـاكـلـه: فوادي القنان فوادي البدي فـالـطـوي فـنـادق

أجابت روابیه النجا وهـواطـلـه وغیث من الوسمي حـو تـالعـه

ممر أسیل الخد نهـد مـراكـلـه هبطت بممسود النـواشـر سـابـح

فتـم وعـزتـه یداه وكـاهـلـه تمیم فلوناه فـأكـمـل صـنـعـه

أبـاجـلـه بمنقبة ولم تـقـطـع ین شظاه لـم یخـرق صـفـاقةأم

متى نره فإنـنـا ال نـخـاتـلـه إذا ما غدونا نبتغي الـصـید مـرة

یدب ویخفى شخصه ویضـائلـه فبینا نبغي الصید جـاء غـالمـنـا

بمستأسد القریان حو مـسـائلـه فقال شـیاه راتـعـات بـقـفـرة

قد اخضر من لس الغمیر جحافله سـراء مـسـحـلثالث كأقواس ال

فلم تبق إال نـفـسـه وحـالئلـه وقد خرم الطراد عنه جـحـاشـه

أنختله عن نفسـه أم نـصـاولـه أمیري ما ترى رأي ما نـرى: فقال

یزاولنا عمن نفـسـه ونـزاولـه فبتنا عراة عـنـد رأس جـوادنـا

ولم یطمئن قلبـه وخـصـائلـه ونضربه حتـى اطـمـأن قـذالـه

وال قدماه األرض إال أنـامـلـه وملجمـنـا مـا إن ینـال قـذالـه

على ظهر محبوك ظماء مفاصله فألیا بألي ما حمـلـنـا ولـیدنـا

وما هو فیه عن وصاتي شاغلـه فقلت له سدد وأبـصـر طـریقـه

ـك قـاتـلـهواال تضبعهـا فـإن تعلـم أن لـلـصـید غـرة: وقلت

كشؤبوب غیث یحفش األكم وابلـه فتـمـع آثـار الـشـیاه ولـیدنـا

على كل حال مرة هو حامـلـه نظـرت إلـیه نـظـرة فـرأیتـه

سراع تـوالـیه صـیاب أوائلـه یثرن الحصى في وجهه وهو الحق

على رغمه یدمى نساه وفـائلـه فرد علینا العـیر مـن دن إلـفـه

مخضبة أرساغـه وعـوامـلـه به ینضو الـجـیاد عـشـیةورحنا

لبطء وال ما خلف ذلـك خـاذلـه بذي میعة ال موضع الرمح مسـلـم

على معئفیه ما تغب فـواضـلـه وأبـیض فـیاض یداه غـمــامة

قعودا لدیه بالـصـریم عـواذلـه بكـرت عـلـیه غـدوة فـرأیتـه

وأعیا فما یدرین أین مخـاتـلـه ـنـهیفدینه طـورا وطـورا یلـم

عزم على األمر الذي هو فاعلـه فأقصرن منه عـن كـریم مـرزأ

ولكنه قد یهلك الـمـال نـائلـه أخي ثقة ال تتلف الخـمـر مـالـه

كأنك تعطیه الذي أنـت سـائلـه تراه إذا مـا جـئتـه مـتـهـلـال

ما یدري بأنـك واصـلـهبمال و وذي نسب ناء بـعـید وصـلـتـه

وخصم یكاد یغلب الحق باطـلـه وذي نعمة تممتهـا وشـكـرتـهـا

إذا ما أضل الناطقین مفاصـلـه دفعت بمعروف من القول صـائب

مصیب فما یلمم به فهـو قـائلـه وذي خطل في القول یحسـب أنـه

هوأعرضت عنه وهو باد مقاتـلـ عبأت له حلما وأكـرمـت غـیره

إلى باذخ یعلو على من یطـاولـه حذیفة ینمـیه وبـدر كـالهـمـا

إلنكار ضیم، أو ألمر یحـاولـه؟ ومن مثل حصن في الحروب، ومثله

علیه فأفضى والسیوف معاقـلـه أبي الضیم والنعمان یخـرق نـابـه

بذي لجب لجاتـه وصـواهـلـه عزیز إذا حل الخلـیفـان حـولـه

ومن أهله بالغور زالت زالزلـه دون رمـلة عـالـج یهد لـه مـا

قد احتربوا في عاجل أنا آجـلـه وأهل خباء صالـح ذات بـینـهـم

جاهلـه سؤالك بالشيء الذي أنت فأقبلت في الساعین أسأل عـنـهـم

: وقال یمدح ھرم بن سنان وأباه وإخوتھ - ٤ -

لب من أسماء ما علقـاوعلق الق إن الخلیط أجد البین فـانـفـرقـا

یوم الوداع وأمسى الرهن قد غلقا وفارقتك برهـن ال فـكـاك لـه

فأصبح الحبل واهنـا خـلـقـا وأحلفتك ابنة البكري مـا وعـدت

وال محالة أن یشتاق من عشقـا قامت تراءى بذي ضال لتحزننـي

رقـامن الظباء تراعى شادنا خـ بجـید مـغـزلة أدمـاء خـازلة

من طیب الراح لما یعد أن عتقا كأن ریقتها بعد الكرى اغتبـقـت

من ماء لینة ال طرقا وال زنقـا شج لسقاة على ناجودها شـبـمـا

أیدي الركاب بهم من راكس فلقا مازلت أرمقهم حتى إذا هبـطـت

یسعى الحداة على آثارهم حزقـا دانـیة لـشـروري أو قـفـا أدم

من النواضح تسقى جنة سحـقـا في غربـي مـقـتـلة كأن عیني

من المحالة ثقبـا رائدا قـلـقـا تمطو الرشاء فتجري في ثنایتـهـا

قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا لها متـاع وأعـوان غـدون بـه

منه اللحاق تمد الصلب والعنقـا وخلفها سائق یحـذو إذا خـشـیت

على العراقي یداه قائما دفـقـا درتوقابل یتغنـى كـلـمـا قـ

حبو الجواري ترى في مائه نطقا یحیل في جدول تخبو ضفـادعـه

والغرقـا على الجذوع یخفن الغم یخرجن من شربات ماؤها طحـل

وخیرها نائال وخیرهـا خـلـقـا بل اذكرن خیر قبس كلها حـسـبـا

أحكمت حكمات القـد واألبـقـاقد القائد الخیل منـكـوبـا دوابـرهـا

من بعد ما جنبوها بدنـا عـقـقـا غزت سمانا فآبت ضمـرا خـدجـا

تشكو الدوابر واألنساء والصفـقـا حتى یئوب بها عـوجـا مـعـطـلة

ناال الملوك وبذا هـذه الـسـوقـا یطلب شأو امرأین قدمـا حـسـنـا

تكالیفه فمـثـلـه لـحـقـاعلى هو الجواد فإن یلحق بـشـأوهـمـا

فمثل ما قدما من صالح سـبـقـا أو یسبقاه على ما كان مـن مـهـل

أیدي العناة وعن أعناقها الـربـقـا أغر أبـیض فـیاض یفـكـك عـن

أ من الحوادث عادى الناس أو طرقا وذاك أحـزمـهـم رأیا إذا نـــب

بذلك ممـنـونـا ال نـزقـایعطى فضل الجیاد على الخیل البطاء فـال

والسائلون إلى أبـوابـه طـرقـا قد جعل المبتغون الخیر فـي هـرم

یوما وال معدما من خابـط ورقـا ولیس مانع ذي قـربـى وذي رحـم

تلق السماحة منه والندى خـلـقـا إن تلق یوما على عـالتـه هـرمـا

للیث عن أقرانه صـدقـاما كدب ا لیث بعثر یصـطـاد الـرجـال إذا

ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقـا یطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعـنـوا

وسط الندى إذا ما ناطق نـطـقـا هذا ولیس كمن یعـیا بـخـطـتـه

األفـقـا أفق السماء لنالت كـفـه لو نال حي من الـدنـیا بـمـنـزلة

: وقال أیضا - ٥ -

وزودك اشتیاقـا أیة سـلـكـوا لمن تـركـوابان الخلیط ولم یأووا

إلى الظهیرة أمر بینهـم لـبـك رد القیان جمال الحي فاحتمـلـوا

تخالج األمر إن األمر مشتـرك ما إن یكاد یخلیهم لوجـهـتـهـم

ومنهم بالقسومیات مـعـتـرك ضحوا قلیال قفا كتبـان أسـنـمة

ماء بشرقي سلمى قید أوركـك ثم استمروا وقالوا إن مشـربـكـم

یغشى السفائن موج اللجة العرك یغشى الحداة بهم وعث الكثیب كما

یزحى أوائلها التبغیل والـرتـك هل تبلغني أذني دراهـم قـلـص

إال القطوع على األنساع والورك مقورة تتبـارى ال شـوار لـهـا

ض بینها الشـركعلى الواجب بی مثل النعام إذا هیجتها ارتـفـعـت

قمرا مراتعها القیعان والنـبـك وقد أروح أمام الحي مقتـنـصـا

جرداء ال فحج فیها وال صكـك وصاحبي وردة نهد مراكـلـهـا

حتى إذا ضربت بالسوط تبتـرك مرا كفاتا إذا ما الماء أسهـلـهـا

ورد وأفرد عنها أختها الشـرك كأنها من قطا األجبـاب حـألهـا

بالسي ما تنبت القفعاء والحسـك جونیة كحصاة القسم مرتـعـهـا

ریش القوادم لم ینصب له السبك أهوى لها أسفع الخدین مـطـرق

نفسا بما سوف ینجیها وتـتـرك ال شيء أسرع منها وهـي طـیبة

عند الذنابى، فال فـوت وال درك دون السماء وفرق األرض قدرهما

یكاد یخطفها طورا وتهـتـلـك صـوت وأزمـلة عند الذنابي لها

طارت وفي كفه من ریشها بتك حتى إذا هوت كف الغـالم لـهـا

منه وقد طمع األظفار والحنـك ثم استمرت إلى الوادي فألجـأهـا

من األباطح في حافاته الـبـرك حتى استغاثت بماء ال رشـاء لـه

ریق لضاحي مائه حبـكریح خ مكلل بأصول النبت تـنـسـجـه

خاف العیون فلم ینظر به الحشك كما استغاث بسيء فـز غـیطـلة

كمنصب العتر دمى رأسه النسك فزل عنها وأوفى رأس مـرقـبة

بأي حبل جوار كنت أمـتـسـك هال سألت بني الصیداء كـلـهـم

لو كان قومك في أسبابه هلكـوا فلن یقولوا بحبـل واهـن خـلـق

لم یلقها سوقة قبلي وال مـلـك حار ال أرمین منكـم بـداهـیةیا

تمعك بعرضك إن الغادر المعك فاردد یسارا ال تعـف عـلـي وال

یلوون ما عندهم حتى إذا نهكـوا وال تكونن كأقوام عـلـمـتـهـم

مخافة الشر فارتدوا لما تركـوا طابت نفوسهم عن حق خصمهـم

فاقدر بذرعك وانظر أین تنسلـك ذا قـسـمـا" لعمر اهللا"تعلمن ها

في دین غمرو وحالت بیننا فـدك لئن حللت بجو فـي بـنـي أسـد

باق كما دنس القبطـیة الـودك لیأتینك مـنـي مـنـطـق قـذع

: وقال أیضا - ٦ -

ینادي في شعارهم یسـار تعلم أن شر الـنـاس حـي

منیحة عسب معـاروشر ولوال عسبـه لـرددتـمـوه

أشظ كأنه مسـد مـغـار إذا جمحت نسـاؤكـم إلـیه

إلیها وهو قبقاب قـطـار یبربر حین یغدو من بـعـید

ضئیل الجسم یعلوه انبهـار كطفل ظل یهدج من بـعـید

كما تبزى الصفائد والعشار إذا أبزت به یومـا أهـلـت

نفع الجوار بني الصیداء إن فأبلغ إن عرضت لهم رسوال

إذا ورد المیاه به التـجـار فإن الشعر لـیس لـه مـرد

: وقال أیضا - ٧ -

مني الحفیظة لما جاءني الخبر أبلف بني نوفل عني وقد بلـغـوا

غشا لسیدهم في األمر إذا أمروا القائلـین یسـارا ال تـنـاظـره

لحرب تنتظـرلكن وقائعه في ا إن ابن ورقاء ال تخشى غوائلـه

كانوا قلیال فما عزوا وال كثروا لوال ابن ورقاء والمجد التلید لـه

وصبره نفسه والحرب تستعـر المجد في غیرهم لـوال مـآثـره

مني بواقر ال تبقـي وال تـذر أولى لهم ثم أولى أن تصیبـهـم

بكل قافیة شنعاء تـشـتـهـر وأن یعلل ركبان المطـي بـهـم

: وقال أیضا یمدح الحارث - ٨ -

أن یسارا أتانا غـیر مـغـلـول أبلغ لدیك بني الصـیداء كـلـهـم

وفي حبال وفي غیر مـجـهـول وال مهان ولكـن عـنـد ذي كـرم

بالخیل والقوم في الرجراجة الجول یعطي الجزیل ویسمو وهو مـتـئد

رد أبـابـیلفرسان صدق على ج وبالفوارس من ورقاء قد علـمـوا

ال مقرفین، وال عـزل، وال مـیل في حومة الموت إذ ثابت حالئبهـم

وعثیر من دقاق الترب منـخـول في ساطع من غیابات ومـن رهـج

من حاروا أعذبوا عنه بتـنـكـیل أصحاب زند وأیام لهـم سـلـفـت

وعقد أهل وفاء غـیر مـخـذول أو صالحوا فله أمـن ومـنـتـفـذ

: وقال یمدح ھرم بن سنان المري - ٩ -

بلى وغـیرهـا األرواح والـدیم قف بالدیار التي لم یعفهـا الـقـدم

بالدار لو كلمت ذا حاجة صـمـم ال الدار غیرها بعـدي األنـیس وال

كالوحي لیس بها من أهلـهـا أرم دار ألسماء بالـغـمـریز مـاثـلة

السر منها فوادي الجفر فالـهـدم ةوقد أراها حـدیثـا غـیر مـقـوی

شرقي سلمى، وال قید، وال رهـم فال لكان إلى وادي الـغـمـار، وال

والعالیات، وعن أیسـارهـم خـیم برك بأیمنـهـم: شطت بهم قرقرى

فند الفریات فالعتكان فـالـكـرم عوم السفین، فلمـا حـال دونـهـم

!وعبرة ما هم لـو أنـهـم أمـم كان عیني وقد سال السلـیل بـهـم

في السلك خان به رباته النـظـم غرب على بكرة أو لؤلـؤ قـلـق

زال الهمالیج بالفرسان واللـجـم عهدي بهم یوم بـاب الـقـریتـین

ترعى الخریف فأدنى دارها ظلـم فاستبدلت بـعـدنـا دارا یمـانـیة

د على عـالتـه هـرمكن الجوا إن البخیل مـلـوم حـیث كـان ول

عفوا ویظلم أحـیانـا فـیظـلـم هو الجواد الذي یعـطـیك نـائلـه

یقول ال غاثب مـالـي وال حـرم وان أتـاه خـلـیل یوم مـســئلة

منها الشنون ومنها الزاهق الزهـم القائد الخیل منـكـوبـا دوابـرهـا

لـحـمـهـا زیم على قوائم عوج قد عولیت فهي مرفوع جواشنـهـا

تفتح أعینها العقـبـان والـرخـم تنبذ أفالءهـا فـي كـل مـنـزلة

خلج األجرة في أشداقها ضـجـم فهي تتلع باألعـنـاق یتـبـعـهـا

تحذى وتعقد في أرساغها الـخـدم تخطو على ربـذات غـیر فـائرة

واألكـمأكتاف تنكبها الـحـزان قد أبدأت قطفا في المشي منشرة ال

حتى إذا ما أناخ القوم فاحتزمـوا یهوى بها ماجد سـمـح خـالئقـه

فبال تقلقل في أعناقهـا الـجـذم صدت صدودا عن األشوال واشترفت

قعس الكواهل في أكتافها شـمـم كانوا فریقین یصغون الزجاج علـى

من نسج داود أو مـا أورثـت إرم وآخرین ترى الـمـاذي عـدتـهـم

ال ینكصون إذا ما استلحموا وحموا هم یضربون حبیك البیض إذ لحقـوا

شد السروج على أثباجها الـحـزم ینظر فرسانهم أمـر الـرئیس وقـد

الـنـعـم حتى إذا ما بدا للغـارة یمرونها ساعة مریا بـأسـوقـهـم

متحشك درتها األرسان والـجـذ شدوا جمیعا وكانت كلهـا نـهـزا

بحر یفیض على العافین إذ عدموا ینزعـن إمة أقـوام لـذي كـرم

وال شحیح إذا أصحابه غنـمـوا حتى تآوى إلى ال فـاحـش بـرم

معتدل الحكم ال هار وال هـشـم یقسم ثم یسوي القـسـم بـینـهـم

مالم ینالوا وان جادوا وان كرموا فضلـه فـرق أقـوام ومـجـده

في مواطن لو كانوا بها سئمـوا صهار الملوك وصبرقود الجیاد وا

مما ییسر أحیانا لـه الـطـعـم ینـزع إمة أقـوام ذوي حـسـب

من سیئ العثرات اهللا والـرحـم ومن ضریبته التقوى ویعصـمـه

عن الریاسة ال عجـز وال سـأم مورث المجد ال یغتـال هـمـتـه

ط السیوف إذا ما تضرب البهموس كالهندواني ال یحزنك مـشـهـده

: وقال زھیر أیضا یمدح ھرما - ١٠ -

أقوین من حجج ومن شهر؟ لمن الدیار بقـنة الـحـجـر

بعدى سوافي المور والقطر لعب الزمان بهـا وغـیرهـا

ضفوى أوالت الضال والسدر قفرا بمندفع النـحـائت مـن

وسید الحـضـرحیر البداة دع ذا وعد القول فـي هـرم

ذبیان عام الحبـس واألصـر تاهللا قد علمت سـراة بـنـي

خب السفیر وسابي الخمـر أن نعم معتـرك الـجـیاع إذا

دعیت نزال ولج في الذعـر ولنعم حشـو الـدرع أنـت إذا

جلى أمین مغیب الـصـدر حامي الذمار على محافظة ال

یه نـوائب الـدهـرنابت عل حدب على المولى الضریك إذا

ألواء غیر معلـن الـقـدر ومرهق النیران یحمد فـي ال

حوب تسب به ومـن غـدر ویقیك ما وفى األكـارم مـن

صافي الخلیقة طیب الخبـر واذا برزت به بـرزت إلـى

للنـائبـات یراح لـلـذكـر متصرف للمجد مـعـتـرف

جوامع األمـركره الظنون جلد یحث على الـجـمـیع إذا

ض القوم یخلق ثم ال یفـرى فألنت تفرى ما خلقـت وبـع

أبطال من لیث أبـي أجـر والنت أشجع حین تتـجـه ال

د الناب بین ضراغم غـثـر ورد عراض الساعدین حـدي

تنفك أجریه عـلـى ذحـر یصطاد أحدان الرجال فـمـا

من سـتـر یلقاك دون الخیر والستر دون الفاحشـات ومـا

سلفت في النجدات والذكـر أثنى علیك بما علـمـت ومـا

كنت المنور لـیلة الـبـدر لو كنت من شيء سوى بشـر

: وقال أیضا - ١١ -

فیمن فالقـوادم الـحـسـاء عفا من آل فاطـمة الـجـواء

عفتها الریح بعدك والسـمـاء فذو هاش فمـیث عـریینـات

الطـاویات بـهـا الـمـالء خنس النعاج فذروة فالجناب كأن

جنوب على حواجبها العمـاء یشمن بـروقـه ویرش أرى ال

جرت بیني وبینهـم ظـبـاء فلما أن تـحـمـل آل لـیلـى

نوى مشمولة فمتى البـقـاء؟ جرت سنحا فقلت لها أجـیزي

على آثر من ذهب العـفـاء تحمل أهلها منـهـا فـبـانـوا

هجائن في مغابنها الـطـالء وابـد الـثـیران فـیهـاكأن أ

وان طالت لجاجته انـتـهـاء لقد طالبتـهـا ولـكـل شـيء

حور وشاكهت فیها الظـبـاء تنازعها المها شبهـا ودر الـن

فمن أدماء مرتعها الـخـالء فأما ما فویق العقـد مـنـهـا

حة والـصـفـاءوللدر المال وأما المقلتان فـمـن مـهـاة

وعادى أن تالقیهـا الـعـداء فصرم حبلهـا إذ صـرمـتـه

قطاف في الركاب وال خالء بآرزة الفقـارة لـم یخـنـهـا

من الظلمان جؤجـؤه هـواء كأن الرحل منها فوق صـعـل

له بـالـسـي تـنــوم وآء أصك مصلم األذنـین أجـنـى

ه من عقیقـتـه عـفـاءعلی أذلك أم شتـیم الـوجـه جـأب

فنى الدحالن عنـه واإلضـاء تربع صـارة حـتـى إذا مـا

طباه الرعي منه والـخـالء ترفع لـلـقـنـان وكـل فـج

فألفاهن لـیس بـهـن مـاء فأوردها حیاض صنـیبـعـات

هوي الدلو أسلمها الـرشـاء فشج بها األماعز فهي تـهـوى

وال كنجائها مـنـه نـجـاء فلیس لحاقه كـلـحـاق إلـف

بألواح مفاصلـهـا ظـمـاء وان ماال لوعـث خـازمـتـه

فلیس لوجهه منـه غـطـاء یخر نبیذهـا عـن حـاجـبـیه

صواف لم یكـدرهـا الـدالء یغرد بین خـرم مـفـضـیات

تمام السن منـه والـذكـاء یفضله إذا اجتـهـدا عـلـیه

على أحساء یمـئود دعـاء ـركأن سحیله في كـل فـج

على علیاء لـیس لـه رداء فآض كأنه رجـل سـلـیب

جال عن متنه حرض وماء كأن بریقه برقـان سـحـل

رعیته إذ غفـل الـرعـاء فلیس بغافل عنهـا مـضـیع

نشاوى واجدین لما نـشـاء وقد أغدو علـى ثـبة كـرام

هـم ومـاءتعل به جلـود لهم راح وراووق ومـسـك

حمیا الكأس فیهم والغـنـاء یجرون البرود قد تـمـشـت

نفوسهم ولم تغـرق دمـاء تمشى بین قتلى قد أصـیبـت

أقوم آل حصـن أم نـسـاء وما أدرى وسوف إخال أدرى

فحق لكل محصـنة هـداء النساء مخـبـئات: فإن قالوا

بـراء إلیكـم إنـنـا قـوم واما أن یقول بنـو مـصـاد

بذمتنا فعادتـنـا الـوفـاء واما أن یقولـوا قـد وفـینـا

فشر مواطن الحسب اإلبـاء واما أن یقولـوا قـد أبـینـا

یمین أو نـفـار أو حـالء وان الحق مقطـعـه ثـالث

ثالث كـلـهـن شـفـاء فذلكم مقـاطـع كـل حـق

ـاءواوال تعطون إال أن تش فال مستكرهون لما منعـتـم

وسیان الكفـالة والـتـالء جوار شاهد عدل عـلـیكـم

فلم یصلح لـكـم إال األداء بأي الجیرتـین أجـرتـمـوه

أجاءته المخافة والـرجـاء وجار شار معتمـدا إلـیكـم

دعاه الصف وانقطع الشتاء فجاور مكرما حتـى إذا مـا

النـمـاء علیكم نقصه وله ضمنتم ماله وغدا جـمـیعـا

إسار من ملیك أو لـحـاء ولوال أن ینـال أبـا طـریف

من الكلمـات آنـیة مـالء لقـد زارت بـیوت عـلـیم

بقسمة تمور بهـا الـدمـاء فتجمع أیمن منـا ومـنـكـم

من المثالت باقـیة ثـنـاء سیأتي آل حصن حیث كانـوا

ت یسـتـبـاءولم أر جاء بی فلم أر معشرا أسـروا هـدیا

أمام الحي عقدهمـا سـواء وجار البیت والرجل المنـادي

فلیس لما تدب لـه خـفـاء أبى الشهداء عندك من معـد

أصلت فهي تحت الكشح داء تلجلج مضغة فـیهـا أنـیض

وعندك لو أردت لهـا دواء غصصت بنیئها فبشمت منهـا

ـدیة لـقـاءلكان لكل مـن واني لو لقیتك فاجتمـعـنـا

وقد یشفى من الجرب الهناء فأبرئ موضحات الرأس منه

مخازي ال یدب لها الضراء فمهال آل عبد الـلـه عـدوا

یسوى بیننا فیهـا الـسـواء أرونا سنة ال عـیب فـیهـا

وبینكم بني حصـن بـقـاء فإن تدعوا السواء فلیس بینـي

ما بأنفسهـم أسـاءواإذن قو ویبقى بیننا قـدع وتـلـفـوا

لكم في كل مجمـعة لـواء وتوقد ناركم شـررا ویرفـع

: وقال زھیر أیضا یمدح ھرما - ١٢ -

عفا وخال له حقـب قـدیم لمن طـلـل بـرامة ال یریم

وفي عرصاته منهم رسـوم تحمل أهله منـه فـبـانـوا

ترجع في معاصمها الوشوم یلـحـن كـأنـه یدا فـتـاة

فأكثبة العجالز فالقـصـیم عفا عن آل لیلى بطن سـاق

كما یتطلع الدین الـغـریم تطالعنا خیاالت لـسـلـمـى

بملحي إذا اللؤماء لـیمـوا لعمر أبیك ما هرم بن سلمى

لمسان إذا تشاجرت الخصوم وال ساهى الفؤاد والعبـي ال

ـدیمیلوذ به المخول والـع وهو غبث لنا في كـل عـام

ومن عاداته الخلق الكـریم وعود قومـه هـرم عـلـیه

إذا أزمتـهـم یومـا أزوم كما قد كان عـودهـم أبـوه

تهم الناس أو أمر عـظـیم كبیرة مغرم أن یحمـلـوهـا

إذا شهدوا العظائم لم یلیموا لینجو من سالمتها وكـانـوا

خـیم إذا مستهم الضـراء كذلك خیمهم ولـكـل قـوم

یشار إلیه جانبـه سـقـیم وان سدت به لهوات ثـغـر

عتیق ال ألـف وال سـئوم مخوف بأسه یكـالك مـنـه

وكان لكل ذي حسـب أروم له في الذاهبین أروم صـدق

: وقال أیضا - ١٣ -

وقد تأتیك بالخبر الظنـون أال أبلغ لدیك بنـي تـمـیم

رارة منها نـكـونبكل ق بأن بیوتنا بمـحـل حـجـر

إلى أكتاف دومة فالجحون إلى قلهى تكون الدار مـنـا

وأعالها إذا خفنا حصـون بأودیة أسافـلـهـن روض

جرى منهن باألصالء عون نحل بسهلها فإذا فـزعـنـا

مرا كلها من النعـداء جـون وكـل طـوالة وأقـب نـهـد

ابكها الـقـرونتسن على سن تصمر بـاألصـائل كـل یوم

لجون الخب واللحج الحرون وكانت تشتكي األضغان منها ال

فقد جعلت عرائكهـا تـلـین وخرجهـا صـوارخ كـل یوم

سنابكها وقدحـت الـعـیون وعزتها كواهلـهـا وكـلـت

وذلك من عاللتهـا مـتـین إذا رفع السیاط لها تمـطـت

البقل واللبن الحـقـیننسیف ومرجعها إذا نحن انقـلـبـنـا

متى یدعوا بالدهم یهـونـوا فقري في بـالدك إن قـومـا

فإن الغیث منتجـع مـعـین أو انتجعي سنانا حیث أمـسـى

تقاذف في غواربه السـفـین متى تأتیه تأتـي لـج بـحـر

وكید حین تبـلـوه مـتـین له لقب لباغي الخـیر سـهـل

: وقال أیضا - ١٤ -

إننا نحـن أكـثـر: علینا وقالوا رأیت بني آل امرئ القیس أصفقوا

وسعد بن بكر والنصور وأعصر سلیم بن منصور وأفنـاه عـامـر

أواصرنا والرحم بالغیب تذكـر خذوا حظكم یا آل عكرم واذكروا

إذا ضرستنا الحرب نار تسعـر خذوا حظكم من ودنا إن قربـنـا

لمثالن أو أنتم إلى الصلح أفقـر تـسـومـكـموانا وایاكم إلى ما

إلى صوته ورق المراكل ضمر إذا ما سمعنا صارخا معجت بنـا

نقول جهارا ویلكم ال تنـفـروا وان شل ریعان الجمیع مـخـافة

فتمنعكم أرماحنا أو سـنـعـذر على رسلكم إنا سنعـدي وراءكـم

أمات الـربـاع ونـیسـر نعقر واال فإنا بالشـر بـه فـالـلـوى

: وقال أیضا - ١٥ -

وفي طول المعاشرة التقالي لعمرك والخطوب مغـیرات

ولكن أم أوفى ال تبـالـي لقد بالیت مظعـن أم أوفـى

: وقال أیضا - ١٦ -

ما تبتغي غطفان یوم أضلـت إن الرزیة ال رزیة مثـلـهـا

إذا الشهور أحلت بجنوب نخل إن الركاب لتبتـغـي ذا مـرة

عظمت رزیتهم هناك وجلـت ینعون خیر الناس عند كـریهة

نهلت من العلق الرماح وعلت ولنعم حشو الدرع كان إذا سطا

: وقال زھیر أیضا - ١٧ -

من األمر أو یبدو لهم مـا بـدا لـیا أال لیت شعري هل ترى الناس ما أرى

ى الحق تقوى اهللا ما كـان بـادیاإل بدا لـي أن الـلـه حـق فـزادنـي

وأموالهم وال أرى الـدهـر فـانـیا بدا لي أن الناس تفنـى نـفـوسـهـم

أجد أثرا قبـلـي جـدیدا وعـافـیا واني متى أهبط من األرض تـلـعة

وأني إذا أصبحت أصبحـت غـادیا أراني إذا ما بت بت عـلـى هـوى

یحـث إلـیهـا سـائق مـن ورائیا مةإلى حفرة أهـدى إلـیهـا مـقـی

خلعت بها عن مـنـكـبـي ردائیا كأني وقد خلفـت تـسـعـین حـجة

وال سابقي شيء إذا كـان جـاثـیا بدا لي أني لست مدرك مـا مـضـى

تذكرني بعض الذي كنـت نـاسـیا أرانـي إذا مـا شـئت القــیت آیة

ا إن تقي نفسـي كـرائم مـالـیاوم وما إن أرى نفسي تقیها كـریهـتـي

وال خالدا إال الجـبـال الـرواسـیا أال ال أرى على الـحـوادث بـاقـیا

وأیامـنـا مـعـدودة والـلـیالـیا واال الـسـمـاء والـبـالد وربـنـا

وأهلك لقمـان بـن عـاد وعـادیا ألم تـر أن الـلـه أهـلـك تـبـعـا

وفرعون جبارا طغى والنـجـاشـیا ل مـا تـرىوأهلك ذا القرنین من قب

فتتركـه األیام وهـي كـمـا هـیا أال ال أرى ذا أمة أصـبـحـت بـه

من الشر لو أن امرأ كـان نـاجـیا ألم تر للـعـمـان كـان بـنـجـوة

من الدهر یوم واحـد كـان غـاویا فغیر منه مـلـك عـشـرین حـجة

أقل صـدیقـا بـاذال أو مـؤاسـیا ل مـلـكـهلم أر مسلوبا لـه مـثـ

بأرسائهن والحـسـان الـغـوالـیا فأین الـذین كـان یغـطـى جـیاده

بغالتـهـن والـمـئین الـغـوادیا وأین الذین كان یعطـیهـم الـقـرى

إذا قدمت ألقوا علیها الـمـراسـیا وأین الـذین یحـضـرون جـفـانـه

منـیتـه لـمـا رأوا أنـهـا هـیا بـنـفـوسـهـم رأیتهم لم یشركـوا

وكانوا أناسا یتـقـون الـمـخـازیا خال أن حیا مـن رواحة حـافـظـوا

كرام المطایا والهجان الـمـتـالـیا فساروا له حتـى أنـاخـوا بـبـابـه

تـالقــیا وودعـهـم وداع أن ال فقال لهم خـیرا وأثـنـى عـلـیهـم

وكان إذا ما اخلولج األمر ماضیا أمرا كان ما بـعـده لـه وأجمع

: وقال زھیر أیضا ألم ولده كعب - ١٨ -

فال واهللا مـالـك مـن مـزار قالـت أم كـعـب ال تـزرنـي

فكیف علیك صبري واصطباري رأیتك عبتني وصـددت عـنـي

ـارإلیك من الملمـات الـكـب فلم أفسد بـنـبـك ولـم أقـرب

فإنك ما أقـمـت بـخـیر دار أقیمي أم كـعـب واطـمـئنـي

: وقال زھیر یمدح ھرم بن سنان أیضا عن أبي عمرو المفضل - ١٩ -

دوارس قد أقوین من أم مـعـبـد خشیت دیارا بالبـقـیع فـثـهـمـد

فلم یبـق إال آل خـیم مـنـضـد أربت بهـا األرواح كـل عـشـیة

وهاب محیل هـامـد مـتـلـبـد لـحـمـام خـوالـدوغیر ثالث كـا

نهضت إلى وجناء كالفحل جلـعـد فلما رأیت أنـهـا ال تـجـیبـنـي

على ظهرها من نیها غیر محـفـد جمالیة لم یبق سـیري ورحـلـتـي

فتستعف أو تنهك إلیه فـتـجـهـد متى ما تكلفـهـا مـآبة مـنـهـل

مروحا جنوح اللیل ناجـیة الـغـد وهـابرده ولما یخرج السـوط شـأ

صبورا وان تسترخ عنـهـا تـزید كهمك إن تجهد تجـدهـا نـجـیحة

عصیم كحیل في المراجل معـقـد وتنضح ذفـراهـا بـجـون كـأنـه

على فرج محروم الشراب مجـدد وتلوى بربان الـعـسـیب تـمـره

وي من القـد مـخـصـدعاللة مل تبادر أغوال العـشـي وتـاتـقـي

مسـافـرة مـزؤودة أم فـرقـد كخنساء سفعاء الـمـالطـم حـرة

ویؤمن جأش الخائف المـتـوحـد غدت بسالح مـثـلـه یتـقـى بـه

إلى جذر مدلوك الكعوب مـحـدد وسامعتین تعرف العتـق فـیهـمـا

كأنهما مكـحـولـتـان بـإثـمـد وناظرتین تـطـرحـان قـذاهـمـا

إلي السباع في كـنـاس ومـرقـد طباها ضحاء أو خالء فحـالـفـت

فالقت بیانا عنـد آخـر مـعـهـد أضاعت فلم تغفر لها خـلـونـهـا

وبضع لحام فـي إهـاب مـقـدد دما عند شلو تخجل الطـیر حـولـه

ونخشى رماة الغوث من كل مرصد وتنفض عنها غـیب كـل خـمـیلة

مسربلة في رزاقـى مـعـضـد حشـیهـا وكـأنـهـافجالت على و

وقد قعدوا أنفاقها كـل مـقـعـد ولم تدر وشك البین حتـى رأتـهـم

وحالت وان تجشمنها الشد تجـهـد وثاروا بها من جانبیها كـلـیهـمـا

وان تتقدمها السوابـق تـصـطـد تبذ األلـى یأتـینـهـا مـن ورائهـا

رأت أنها إن تنظر النبل تـقـصـد ـمـوت أنـهـافأنقذها من غمرة ال

وتذیبها عنـهـا بـأسـحـم مـذود نجـاء مـجـد لـیس فـیه وتـیرة

غبارا كما فارت دواخـن غـرقـد وجدت فألقت بـینـهـن وبـینـهـا

إلى جوشن خاطى الطریقة مسنـد بملتئمات كالـخـذاریف قـوبـلـت

تروح من اللیل التمام وتـغـتـدي اإلى هرم تهجـیرهـا ووسـیجـهـ

فنعم مسیر الواثق الـمـتـعـمـد إلى هرم سارت ثالثا مـن الـلـوى

أساعة نحس یتقـي أم بـأسـعـد سواء عـلـیه أي حـین أتـیتـــه

وفكاك أغالل األسـیر الـمـقـید ألیس بضراب الكـمـاة بـسـیفـه

و القـى نـجـدة لـم یعـردإذا ه كلیث أبي شبلین یحـمـي عـرینـه

شدید الرجام بالـلـسـان وبـالـید ومدره حرب حمـیهـا یتـقـى بـه

وحمال أثقال ومأوى الـمـطـرد وثقل علـى األعـداء ال یضـونـه

ثمال الیتامى في السنین مـحـمـد ألـیس بـفـیاض یداه عـمـــامة

یسبق إلـیهـا یسـودمن المجد من إذا ابتدرت قیس بـن عـیالن غـایة

سبوق إلى الغایات غیر مـجـلـد سبقت إلیها كـل طـلـق مـبـرز

راع وان یجهدن یجـهـد ویبـعـد كفضل جواد الخیل یسبق عـفـوه ال

بنهكة ذي القربى وال بـحـقـلـد تقي نـقـي لـم یكـثـر غـنـیمة

هـودوال رهقا مـن عـائذ مـتـ سوى ربع لـم یأت فـیه مـخـونة

على دهش في عارض مـتـوقـد یطیب له أو افـتـراض بـسـیفـه

ولكن حمد الناس لیس بـمـخـلـد فلو كان حمد یخلد الناس لـم تـمـت

فأورث بنیك بعـضـهـا وتـزود ولـكـن مـنـه بـاقــیات وراثة

ولو كرهته النفس آخـر مـوعـد تزود إلـى یوم الـمـمـات فـإنـه

: یمدح سنان بن أبي حارثة وقال - ٢٠ -

بذي حرض ماثـالت مـثـوال أمن آل لیلى عرفت الـطـلـوال

ن عن فرط حولین رقا محـیال بلـین وتـحـســب آیاتـــه

ل أعصى النهاة وأمضى الفئوال إلیك سنـان الـغـداة الـرحـي

بني وائل وازهـبـیه جـدیال فال تأمـنـي غـزو أفـراسـه

ب بالقوم في الغزو حتى یطیال تـقـاء امـرئ ال یئووكـیف ا

غزون مخاضـا وأدین حـوال بشعث معطـلة كـالـقـسـي

وضمرها قـافـالت قـفـوال نواشز أطـبـاق أعـنـاقـهـا

ر لم تلف في القوم نكسا ضئیال واذا أدلجـوا لـحـوال الـغـوا

ـا بـسـیالح لیلة ذلك عـض ولكن جلـدا جـمـیع الـسـال

أناخ فشن علـیه الـشـلـیال فلـمـا تـبـلـج مـا فـوقـه

یرد القواضب عنهـا فـلـوال وضاعف من فوقـهـا نـثـرة

ل تغشى على قدمیه فضـوال مضاعفة كـأضـاة الـمـسـي

ل للوازعین خلوا الـسـبـیال فنهـنـهـهـا سـاعة ثـم قـا

اء تتبع شخـبـا ثـعـوالجأو فأتبعهم فیلـقـا كـالـسـراب

رعاال سراعا تبـارى رعـیال عناجیج في كـل رهـو تـرى

ء یركضن میال وینزعن مـیال جوانـح یخـلـجـن الـظـبـا

طـویال وظل على القوم یوما فظل قصیرا علـى صـحـبـه

طرفة بن العبد @

ترجمتھ والمختار من شعره

م ٥٦٥ - ٥٤٠طرفة الشاعر الشاب

ترجمة الشاعر

تمھید

طرفة شاعر صاحب شخصیة واضحة في شعره، وصاحب مذھب واضح في

حیاتھ، وداعیة من دعاة اللھو واللذة والعبث، وشاب جمع إلى فتوة الشاب

وطیشھ حكمة الشیوخ وتفكیرھم، ویعجب النقاد والمستشرقون بھ وبشخصیتھ

لوضوح، بما كان فیھا وشعره إعجابا شدیدا؛ وشعره صورة واضحة لحیاتھ كل ا

.من مطامح وآمال وآالم وأحداث

أسرة الشاعر وبیئتھ

وطرفة شاعر فحل من أعالم الشعر الجاھلي، وھو من ربیعة من بكر بن - ١

فھو بكري - وھما بكر وتغلب - وائل إحدى قبیلتیھا العظیمتین المشھورتین

.ربعي

وبكر . لقوة والعددوربیعة أخت مضر في الشرف والسیادة وضخامة الحسب وا

ومن شعراء . أخت تغلب في المجد والجاه والعزة واألنفة، وھما جمیعا من ربیعة

الحارث بن حلزة الشاعر الجاھلي المشھور والمعدود من أصحاب : بكر

المعلقات، وتوفي أواخر القرن السادس المیالدي، ومنھم المرقش األكبر

.والمرقش األصغر

لعرب وحسبھ، أما أسرتھ القریبة فھي سعد بن مالك ذلك ھو نسب الشاعر بین ا

إذ ھو طرفة بن العبد بن سفیان بن سعد بن مالك بن ضبیعة بن . من بني قیس

قیس بن ثعلبة من بكر بن وائل من ربیعة بن نزار من عدنان الجد األعلى

.واسم طرفة عمرو، وكنیتھ أبو عمرو.. للعرب الحجازیین العدنانیین كما علمت

ان قومھ في عزة ومنعة بعددھم وحسبھم وشرفھم ومكانتھم بین العرب ك - ٢

وكان جده سفیان موصوفا بالشرف والرئاسة، وكان أبو شابا قویا ظاھر الفتوة

وترك غیر طرفة ابنا آخر اسمھ . والجرأة واإلقدام، مات وطرفة طفل صغیر

: معبد ورد ذكره في معلقة طرفة

وشقي على الجیب یا ابنة معبد ـلـهإذا مت فانعیني بما أنا أه

: وأم طرفة اسمھا وردة، وورد ذكرھا في شعره، قال

صغر البنون ورهط وردة غیب ما تنظرون بحق وردة فیكـمـو

وال نعلم من أمر وردة ھذه شیئا آخر غیر ھذا البیت، ولكننا نعرف أن المتلمس

یھ، وتكون ھي بنت عبد الشاعر خال طرفة، فھو غالبا أخو وردة ألمھ وأب

المسیح من بني ضبیعة من بكر من ربیعة من عدنان، فصلة القرابة واضحة بین

.أسرتي والدتھ وأبیھ

كان طرفة وقومھ یعیشون في البحرین، وھي واقعة في شرق الجزیرة - ٣

العربیة وتمتد من عمان إلى حدود العراق، ومن أشھر مدنھا ھجر التي ضرب

" قطر"، ومن مدنھا كذلك "كناقل التمر إلى ھجر: "ا، فقالواالمثل بكثرة تمرھ

كان یسكن البحرین قبائل كثیرة من العرب، وجوھا جمیل معتدل نوعا لقربھا من

والقبائل التي تعیش فیھا .. البحر، وھي قریبة من الحیرة وكانت تخضع لنفوذھا

الذین والشعراء الذین نشأوا في أرضھا لھم صالت واضحة بملوك الحیرة

.یخضعون لنفوذ أكاسرة الفرس وسلطانھم

وھذه البقعة من أرض الجزیرة العربیة قریبة من العراق وإیران، یمر بھا الكثیر

من المسافرین بین ھذه البالد، وھي خاضعة للحیرة، والحیرة ملتقى األفكار

والدیانات والمذاھب المختلفة، وتعیش في ظالل قسط من الحضارة، والنصرانیة

منتشرة فیھا، فالبد أن یكون لكل ھذه العوامل الظاھرة أثرھا في عقلیة أبنائھا

.وتفكیرھم في الحیاة، وفي عقلیة وتفكیر شاعرنا طرفة بوجھ خاص

وال یفوتنا أن نذكر أن المرقش األصغر والمرقش األكبر من أسرة طرفة - ٤

م عم ٥٥٢والمرقش األكبر . م عم طرفة ٥٦٠فالمرقش األصغر . الشاعر

.المرقش األصغر

ویعد من الطبقة الثانیة عند بعض . م ٥٨٠ومن أقارب طرفة خالھ المتلمس

النقاد، ولھ قصیدة سینیة في الجمھرة وقد نظمھا بعد قتل ابن أختھ طرفة یوقظ

: فیھا بكرا ویدعوھا إلى االنتقام من عمرو بن ھند ملك الحیرة، ویقول فیھا

طال الثواء وثوب العجز مـلـبـوس مـكـمـــویا آل بـكـر أال لـلـه أ

واستحمقوا في مراس الحرب أو كیسوا أغنیت شاتي فأغنوا الیوم تـیسـكـمـو

وتتصل حیاة المتلمس بحیاة طرفة اتصاال وثیقا، كما سترى فیما نقصھ علیك

.وترجم لھ ابن قتیبة. في القریب

اھلیة المغلین المفلسین ویرى وھو من شعراء الج: "ویقول صاحب األغاني عنھ

على مذھبھ من إنكار الشعر الجاھلي أن شعر " األدب الجاھلي"صاحب

، وأنھ قد یكون المتلمس نفسھ أیضا شخصا روائیا "مخترع منحول"المتلمس

.مخترعا وھو رأي غریب

نشأة الشاعر وحیاتھ

عھد عمرو وإن كان قد أدرك. ال ندري متى ولد طرفة على وجھ التحدید - ١

بن ھند ملك الحیرة، وأمر عمرو بقتلھ في أوائل حكمھ، وقد حقق بعض

المؤرخین والمستشرقین أن عمرو بن المنذر الثالث المشھور بابن ھند تولى ملك

م، فإذا كان طرفة قد قتل في مطلع حكمھ، فیكون تاریخ موتھ ٥٦٢الحیرة عام

.م ٥٥٠وفاتھ سنة م، وإن كان جورجي زیدان یذكر أن ٥٦٥نحو عام

وقد قتل طرفة وھو شاب صغیر في العشرین أو الخامسة والعشرین أو السادسة

: والعشرین من عمره على اختالف الروایات، إذ تقول أختھ الخرنق تبكیھ

فلما وتوفاها استوى سیدا ضخما عددنا له ستا وعـشـرین حـجة

ولیدا وال قحماعلى خیر حال، ال فجعنا به لمـا رجـونـا إبـابـه

میالدیة وتكون حیاتھ على الراجح من سنة ٥٤٠فیكون میالد طرفة نحو عام

.م، والرأیان متقاربان ٥٣٨ویجعل باحث آخر میالده عام . م ٥٦٥إلى ٥٤٠

نشأ طرفة في ھذه البیئة العامة من بالده، وتلك البیئة الخاصة من أسرتھ - ٢

في المترامیة القبح ومشاھدھا، ویصعد بفكره وحسنھا، یجول ببصره في ھذه الفیا

في ھذه الحیاة البدویة، وما خالطھا من أفكار وأدیان ومبادئ لیفھمھا ویتمثلھا،

ولكنھ فوجئ وھو طفل . وأخذ یعیش بین حسب كریم وعدد كثیر وحمیة ظاھرة

صغیر بوفاة والده، فكان لذلك أثره البلیغ في نفسھ وحیاتھ، فكفلھ أعمامھ وقاموا

.بواجب تربیتھ

وبعثت بیئتھ وحیاتھ ووراثتھ مواھب الشاعریة في نفسھ، فنظم الشعر وھو

صغیر، یصف فیھ مناظر الصحراء وألوان حیاتھ فیھا، ولذاتھ منھا، وما یجده

من قومھ من تقصیر في حق رعایتھ، ویشید فیھ بمجد قومھ وأحسابھم، ویذود

.عن شرفھم وحیاضھم ویھجو خصومھ وخصومھم

كان لیتمھ أثره الواضح فیھ منذ حداثتھ فشب متوقد الذھن، مضطرم الشعور، و

حاد العاطفة سریع التأثر والغضب قوي الفطرة، صادق النظر یفزع إلى ھجاء

من یشعر منھ بتقصیر نحوه كما كان لحسبھ ومجد قومھ أثره في اعتزازه بنفسھ،

.الشاب المقداموتمجیده لشخصیتھ، وحبھ الظھور بمظھر البطل الشجاع و

وأول شعر قالھ ھو ھذه األبیات التي أنشدھا حین وجد أعمامھ یظلمونھ

ویغتصبون حقا لوردة أمھ إذ أبوا أن یقسموا مال أبیھ، ومنعوا حق أمھ منھ

: فثارت نفسھ واشتعلت شاعریتھ، وقال

صغر البنون ورهط وردة غیب ما تنظرون بحـق وردة فـیكـم

حتى تظل له الدماء تصـبـب ظیم صغـیرهقد یبعث األمر الع

تـغـلـب بكر تساقبها المنـایا والظلم فـرق بـین حـي وائل

: إلى أن قال

إن الكریم إذا یحرب یغضب أدوا الحقوق تفر لكم أعراضكم

وأخذ الشعر یمیل إلى اللھو ویسرف فیھ ویعتنق البطالة والدعة والعبث ویھجو - ٤ویذھب إلى حوانیت الخمر . وفق رغبات نفسھ ونوازعھاقومھ وسواھم، ویسیر

فأخذ أھلھ یلومونھ وینصحونھ ویعاتبونھ، حتى ضاق . ویشربھا مع نداماه وأصدقاء لھوه .بعتابھم، فاقتاد راحلتھ یسیر متنقال بین القبائل واألحیاء

ر فیھا سار إلى الیمامة وأناخ راحلتھ بفناء قتادة بن سلمة الحنفي فمدحھ بقصیدة، ذكطرفة إسراف ابن عمھ عبد عمرو في تنقصھ وشتمھ، ثم افتخر بنفسھ، وخلص إلى مدح قتادة، وذكر ما كان من صنیعھ مع قومھ حین أتوه في قحط أصابھم فأكرم وفادتھم وبذل

: لھم من مالھ وأكرم مثواھم ورفدھم، قال

عسال بماء سحابة شتـمـي إن امرأ سرف الـفـؤاد یرى

ر البادي وأغشى الدهم بالدهم رؤ ألوي من الـقـصوأنا ام

صدت بصفحتها عن السهـم وأصیب شاكلـه الـرمـیة إن

: إلى أن قال

من الثواب وعاجل الشكم أبلغ قتـادة غـیر سـائلـه

جاءت إلیك مرقتة العظم إني حمدتك للـعـشـیرة إذ

تواصت األبواب بـاألزم ففتحت بابك للمكارم حـین

صوب الربیع ودیمه تهمي فسقى بالدك غیر مفسدهـا

: وتعیره حبیبتھ لسیره في البالد وتنقلھ فیھا بعیدا عن أھلھ وبالده فیقول

أال رب دار لي سوى حر دارك تعیر سیري في البالد ورحلتـي

سوى حبه إال كآخـر هـالـك ولیس امرؤ أفنى الشباب مجاورا

نساء كرام من حـي ومـالـك دنـيأال رب یوم لو سقمت لعـا

وطال تنقلھ في البالد فذھب إلى الیمن، ثم رحل منھا إلى النجاشي في الحبشة،

.لخولة باألجزاع من إضم طلل: وقال في اطراده إلى النجاشي قصیدتھ

ولم فزعتھ الغربة وحرق قلبھ الحنین إلى أھلھ وبلده، عاد إلى الموطن الذي

.بمال من مالھ، ولكنھ أتلفھ في لذاتھ ولھوه وعبثھ" بدمع"ھجره، فأمده أخوه

ثم قصد أمال في إصالح حالھ ملك الحیرة عمرو بن المنذر الثالث الذي - ٤

م كما ٥٥٤یلقب باسم أمھ حتى اشتھر بعمرو بن ھند، وتولى ملك الحیرة عام

وكان الشعراء یرحلون. كما یرجح آخرون ٥٦٣، أو ٥٦٢یقول البعض، أو عام

فوفد علیھ طرفة مع خالھ . إلیھ وینشدونھ قصائدھم في مدحھ فیجزل لھم العطاء

المتلمس فأحسن وفادتھما وجعلھما في حاشیة أخیھ قابوس بن المنذر وكان

مرشحا للملك بعده، وكان شابا یمیل إلى اللھو والترف، ویخرج إلى الصید،

ھكذا اطمأن بھ الحال، فكان یخرج معھ طرفة إذا خرج وینادمھ على الشراب، و

ولكن طرفة الشاعر لم یرضھ أن یكون تابعا . واستقرت حیاتھ بعض االستقرار

.ألحد، أو أن یشعر بأنھ أقل شرفا ومجدا من إنسان

كان عبد عمرو بن بشر بن مرثد بن سعد بن : طرفة وابن عمھ عبد عمرو - ٥

ما شجاعا مطاعا في مالك زوجا للخرنق أخت طرفة، وكان عبد عمرو سیدا كری

قومھ، ظاھر الثراء والقوة والفتوة، وكان من أجمل العرب، كما كان أثیرا رفیع

.المنزلة عند عمرو بن ھند یداعیھ وینادمھ، وسید أھل زمانھ كما یقولون

فجاءت أخت طرفة تشكو إلیھ شیئا من أمر زوجھا، فغضب الشاعر وھجاه بعد

: ذلك بقصیدتھ

لقد رام ظلمي عبد عمرو فأنعما بد عمرو وبـغـیهأیا عجبا من ع

وأن له كشحا إذا قام أهضـمـا وال خیر فیه غیر أن له عـنـي

ملهما عسیب من سرارة: یقلن یظل نساء الحي یعكفن حـولـه

وبدأت الخصمة والشحناء بین الشاعر وابن عمھ، وفیھ أیضا یقول من قصیدة

: لھ

وقد یبلغ األنباء عنـك رسـول رسـالةأال أبلغ عبد الـضـالل

وأنت بأسرار الكرام نـسـول دببت بسري بعد ما قد علمـتـه

سـبـیل وللحق بین الصالحین وكیف تضل القصد والحق واضح

: ومنھا

إذا ذل مولى المرء فهو ذلیل وأعلم علما لیس بالظـن أنـه

ه لدلـیلحصاة على عوارت وان لسان المرء ما لم تكن له

كان ملك الحیرة عمرو بن ھند جبارا عنیدا متكبرا، ال یرى في - ١: قتل طرفة

الناس من یدانیھ شرفا ومجدا، وكان لھ یوم بؤس ویوم نعیم كل سنة، یركب یوم

بؤسھ فیقتل أول من یلقاه، وفي یوم نعیمھ یقف الناس ببابھ فإن اشتھى حدیث

وملك ثالثا وخمسین سنة، وكان العرب تھابھ رجل أذن لھ فأصاب مجدا وماال

ولم یرض . ھیبة شدیدة، وكان أخوه قابوس ولي عھده جبارا متكبرا مستبدا كذلك

طرفة الشاعر عن طغیانھما واستبدادھما وكبریائھما، فنظم قصیدة یھجوھما بھا،

: ومنھا.. وھي طویلة

رغوثا حول قبتنا تخـور فلیت لنا مكان الملك عمرو

لیخلط ملكه نوك كثـیر لعمرك إن قابوس بن هند

: ومنھا

مساكنه الخورنق والسدیر ولما أن أنخت إلى مـلـیك

بطي صحیفة فیها غرور لینجزني مواعد كـاذبـات

وبئس خلیقة الملك الفجور فأوعدني فأخلف ثم ظنـي

: ومما ھجاه بھ قولھ. وتمادى طرفة في ھجاء عمرو بن ھند وأسرتھ

وأن له كشحا إذا قام أهضمها وال خیر فیه غیر أن له غنـى

یقلن عسیب من سرارة ملهما تظل نساء الحي یعكفن حولـه

.وبلغ ذلك عمرو بن ھند فامتأل حقدا وغضبا على طرفة وأضمر لھ الشر - ٢

إن الذي نقل إلیھ أھاجي طرفة فیھ ھو عبد عمرو ابن عمر الشاعر، : قالوا

حفیظة الملك علیھ، ولكنھ كره العجلة علیھ لمكان قومھ فتظاھر بالرضا فثارت

عن طرفة والتنویھ بھ وبشعره، حتى أمن الشاعر ولم یخفھ على نفسھ وظن أنھ

قد رضي، فقدم طرفة والمتلمس على عمرو بن ھند یتعرضان لفضلھ ومعروفھ

عره، وكان في وكان المتلمس أیضا قد ھجا عمرو بن ھند الملك في قصیدة من ش

.نفس الملك موجدة علیھ یكتمھا عنھ كذلك

أظھر عمرو بن ھند االحتفاء بالشاعرین، وتلطف معھما تلطفا جمیال وكتب لكل

منھما كتابا إلى عاملھ بالبحرین وأوھمھما أنھ أمر لھما بعطاء كثیر سیدفعھ

لیھ فخذا انطلقا إ: إلیھما ھذا العامل عندما یتوجھان إلیھ بھجر، وقال لھما

.جوائزكما منھ، وكان قد أعطاھما ھدیة من عنده وحملھما

- بكر - ولعل إیثاره لھذا األسلوب في االنتقام من الشاعرین لخوفھ من قبیلتھما

: حتى ال یرمى الملك بقتلھما، أو بمثابة الرد على قول طرفة في ھجائھ

بطي صحیفة فیها غرور لینجزني مواعد كـاذبـات

باسمك اللھم، من عمرو بن ھند إلى : "با في صحیفة المتلمسكان مكتو

، "إذا جاءك كتابي ھذا مع المتلمس فاقطع یدیھ ورجلیھ وادفنھ حیا : المكعبر

.وكذلك كانت صحیفة طرفة

یا طرفة إنك : وخرج الشاعران من بالط الملك، فلما وصال النجف قال المتلمس

غدره، وكالنا قد ھجاه فلست آمنا غالم حدیث السن، والملك من عرفت حقده و

أن یكون قد أمر بشر، فھلم فلننظر في كتبنا ھذه، فإن یكن قد أمر لنا بخیر مضینا

فیھ، وإن تكن األخرى لم نھلك أنفسنا، فأبى طرفة أن یفك خاتم الملك، وعدل

المتلمس إلى غالم من غلمان الحیرة عبادي، فأعطاه الصحیفة لیقرأھا، والغالم

ثكلت المتلمس أمھ، : المتلمس وال من كتب الصحیفة، فقرأھا فقال ال یعرف

.فانتزع المتلمس الصحیفة من یده، واتبع طرفة فلم یلحقھ

: ألقى المتلمس الصحیفة في نھر الحیرة، وسار ھاربا إلى الشام وھو یقول - ٣

كذلك أقنو كل قط مضـلـل وألقیتها بالشنى من جنب كافـر

یجول بها التیار في كل جدول لما رأیتـهـارضیت لها بالماء

وأخیرا استقر بھ المقام عند بني غسان فأكرموا وفادتھ، وأخذ الشاعر یھجو

ملوك الحیرة وبني المنذر، فشق ذلك على عمرو بن ھند، وكان بنو غسان قد

فحلف أال یدخل المتلمس العراق وال یطعم بھا حتى یموت، " أباغ"قتلوا أباه یوم

تب إلى عمالھ بنواحي الریف یأمرھم أن یأخذوا المتلمس إن قدروا علیھ وھو وك

یمتار طعاما أو یدخل الریف، وفي ذلك یقول المتلمس یحرض قومھ بعد قتل

: طرفة

طال الثواء وثوب العجز ملبوس یا آل بكـر أال لـلـه دركـمـو

: ومنھا

قریة السوسوالحب یأكله في ال آلیت حب العراق الدهر أطعمه

: وقال

نازح عن محلتي وصمیمي أیها السائلي فإنـي غـریب

: وقال

فلـیبـعـدوا فإذا نآنا ودهم إن العراق وأهله كانوا الهوى

.م ٥٨٠ومات ببصرى بأرض الشام نحو عام

وأما طرفة فقد سار حتى قدم على عامل البحرین ربیعة بن الحرث العبدي - ٤

ھل تعلم یا طرفة : فدفع إلیھ كتاب عمرو بن ھند فقرأه فقالعلى األرجح بھجر،

یا طرفة بیني : فقال. نعم، أمرت أن تجیرني وتحسن إلي: ما أمرت بھ؟ قال

وبینك خؤولة أنا لھا راع حافظ فاھرب في لیلتك ھذه فإني قد أمرت بقتلك،

دت اشتدت علیك جائزتي فأر: فقال طرفة. فاخرج قبل أن تصبح ویعلم بك الناس

أن أھرب؟ فسكت ربیعة، وأصبح الصباح فأمر بحبسھ ولم یقتلھ، وكتب إلى

عمرو بن ھند ابعث إلى عملك من ترید فإني غیر قاتلھ، فبعث عمرو بن ھند

رجال من تغلب فاستعملھ على البحرین وأمره بقتل طرفة وربیعة بن الحارث

لم تستطع، وجيء العبدي، فاجتمعت بكر ترید الفتك بالعامل الجدید، ولكنھا

إن كان : فقال. إني قاتلك ال محالة فاختر لنفسك میتة تھواھا: بطرفة إلیھ فقال لھ

.ففعل بھ ذلك، فما زال ینزف دمھ حتى مات. والبد فاسقني الخمر وافصدني

ه وقبر طرفة الیوم معروف بھجر بأرض لبنى قیس ٢١٥قال صاحب الجمھرة

: بن ثعلبة، ویروى أنھ قال قبل صلبھ

بأن ابن عبد راكب غیر راجل فمن مبلغ أحیاء بكر بـن وائل

بالـمـنـاجـل مدببة أطرافها على ناقة لم یركب الفحل ظهرها

: وقال أیضا

وال زاجرات الطیر ما اهللا فاعل لعمرك ما تدري الطوارق بالحـا

قم علیھا، وھكذا انتھت حیاة ھذا الشاعر الشاب طرفة، وودع الدنیا وداع النا

.م ٥٦٥الساخط من ظلمھا وآالمھا، وكان قتلھ نحو عام

ورثت الخرنق أخاھا طرفة وبكتھ بكاء شدیدا، وھجت عبد عمرو الذي - ٦

: وشى بھ إلى الملك عمرو بن ھند فقالت

أبا الخزیات وأخیت الملوكـا أال ثكلتك أمك عبـد عـمـرو

ا ضحوكاتظل لرجع مزهره فیومك عنـد زانـیة هـلـوك

: وقال المتلمس یحرض قوم طرفة

خذ لدنیة قبل خطة معضد لم تكن عاداتكم" قالبة"أبني

: وقال

خبرا فتصدقهم بذاك األنفـس من مبلغ الشعراء عن أخویهـم

ونجا حذار حبائه المتلـمـس أودى الذي علق الصحیفة منهـم

باء النقرسیخشى علیك من الح الق الصحیفة ال أبـا لـك إنـه

شعر طرفة

أھم الدراسات عن طرفة وشعره

.والدراسات عن طرفة كثیرة، ولكنھا ال تزال غامضة

".طبقات الشعراء"ه في كتابھ ٢٣١ذكره ابن سالم - ١

.ه في الشعر والشعراء ترجمة صغیرة جدا ٢٧٦وترجم لھ ابن قتیبة - ٢

كتابھ جمھرة أشعار ه في ٢١٥وذكر بعض أخباره أبو زید األنصاري - ٣

.العرب

وذكر أبو الفرج بعض أخباره في األغاني في ترجمتھ للمتلمس وفي - ٤

.مواضع أخرى

كما شرحھا " شرح المعلقات السبع"وشرح الزوزني معلقتھ في كتابھ - ٥

وقد ذكر كل منھما " نھایة األرب في شرح معلقات العرب"النعساني في كتابھ

وقد طبعھا . ض أخباره، ورواھا صاحب الجمھرةتصدیرا للمعلقة ضمنھ بع

.م ١٨٢٩في مدینة بونا " ولیرس"العالمة

وطبع شعره مع شعر خمسة من شعراء الجاھلیة ھم امرؤ القیس والنابغة - ٦

والذي جمعھا ھو " العقد الثمین"وزھیر وعلقمة وعنترة في مجموعة تسمى

ع شعره أیضا مع شعر امرؤ والمستشرق األلماني ولیم بن الورد البروسي، وطب

العقد الثمین : القیس وزھیر في مجموعة أخرى مختصرة من األولى سمیت

، وطبعت ھذه ١٨٧٠أیضا، وھي منقولة عن النسخة المطبوعة في لندرة عام

.١٨٨٦المجموعة في المطبعة اللبنانیة ببیروت سنة

شنتمري، وقد ه، وشرحھ أیضا األعلم ال ٢٤٤وشرح دیوان یعقوب بن السكیت

الذي كتب رسالة " مكس سلغسون"نشر شرحھ مع ترجمة فرنسیة للمستشرق

عن حیاة طرفة ونال بھا درجة علمیة في التاریخ واللغات من جامعة باریس عام

.١٩٠٠م، وطبع ھذا المستشرق أشعار طرفة بشالون بفرنسا سنة ١٨٩٢

ارى وأرخ لھ من شعراء النص" شعراء النصرانیة"وعده صاحب كتاب - ٧

).١ج ٣٢٠ - ٢٩٨(

وكذلك ) ١ - ٤١٤(وترجم لھ البغدادي في خزانة األدب ترجمة موجزة - ٨

).١- ١١٦(ترجم جورجي زیدان

كما ترجم لھ الزیات وأصحابھ الوسیط والمفصل واألستاذ ھاشم في كتاب - ٩

والدكتور طھ حسین في األدب " األدب العربي وتاریخھ في العصر الجاھلي"

.اھلي وسواھم من الباحثین والمؤلفینالج

روضة األدب في طبقات شعراء "وذكره اسكندر ابكاریوس السوري في كتابھ

ولھ ترجمة في حیاة الحیوان للدمیري وفي المجلة اآلسیویة الفرنسیة " العرب

.مقال عنھ وعن المتلمس ١٨٤١عام

طبقتھ وآراء النقاد فیھ

ي الطبقة الرابعة من طبقات شعراء ه ف ٢٣١جعلھ ابن سالم الجمحي - ١

وقال . عبید بن األبرص وعلقمة بن عبدة وعدي بن زبده: الجاھلیة، وعد معھ

.وھو أشعر الناس واحدة: عنھ

ه في الطبقة الثانیة مع األغشى ولبید، أما الطبقة األولى ٢٠٩وجعلھ أبو عبیدة

في ٢١٥و زید ووافقھ على ذلك أب. امرؤ القیس والنابغة وزھیر: عنده فھي

.الجمھرة

ھو أشعر الناس وكذلك یروى عن النضر بن : ویقول ابن مقبل في طرفة - ٢

امرؤ : أشعر الناس أربعة: ه فكان یقول١٥٤شمبل أما أبو عمرو بن العالء

أشعر الجاھلیة امرؤ : ویقول قتیبة بن مسلم. القیس والنابغة وطرفة ومھلھل

: بید بن ربیعة الشاعر الجاھلي المشھورویقول ل. القیس وأضربھم مثال طرفة

وأشاد بھ . أشعر الناس الملك الضلیل ثم الشاب القتیل ثم الشیخ أبو عقیل

كما ذكره المرزباني في كتابھ الموشح والثعالبي في . وبشاعریتھ جریر واألخطل

.كتابھ خاص الخاص

و صاحب فھو أجودھم طویلة وھ: ویقول ابن قتیبة فیھ ما قالھ ابن سالم - ٣

ولیس عند الرواة من شعره وشعر عبید بن األبرص " لخولة أطالل"المعلقة

.القلیل

ھو أشعرھم إذ بلغ بحداثة سنھ ما بلغ القوم في : ویقول فیھ صاحب الجمھرة

.طوال أعمارھم فجب وركض معھم

قیل كالھما قال أما أشعرھم . وسئل حسان من أشعر الناس فقال قبیلة أم قصیدة

.ذیل، وأما أشعرھم قصیدة فطرفةقبیلة فھ

- ستبدي لك األیام ما كنت جاھال : وسئل جریر من أشعر الناس؟ قال الذي یقول

.البیت

وقال القالي في أمالیھ حدثنا أبو بكر بن األنباري، نبأنا أبو حاتم، نبأنا عمارة بن

عن یعني عقیل بن بالل، سمعت أبي یعني بالل بن جریر یقول : عقیل، نبأنا أبي

أبیھ جریر دخلت على بعض خلفاء بني أمیة، فقال أال تحدثني عن الشعراء؟

قال فما تقول . فمن أشعر الناس؟ قلت ابن العشرین، یعني طرفة: فقلت بلى قال

قال فما تقول في . في ابن أبي سلمى والنابغة؟ قلت كانا ینیران الشعر ویسدیانھ

: قال. نعلین یطؤھما كیف یشاء اتخذ الخبیث الشعر: امرئ القیس بن حجر؟ قلت

قال فما . قدر من الشعر على ما لم یقدر علیھ أحد: فما تقول في ذي الرمة؟ قلت

فما : قال. ما باح بما في صدره من الشعر حتى مات: تقول في األخطل؟ قلت

فما أبقیت لنفسك : قال. بیده نبعة الشعر قابضا علیھا: تقول في الفرزدق؟ قلت

ى، وهللا یا أمیر المؤمنین، أنا مدینة الشعر، التي یخرج منھا ویعود بل: قلت. شیئا

.إلیھا

طرفة من المقلین وفضل الناس بواحدة وھي : في المزھر ٩١١ویقول السیوطي

، ولھ سواھا یسیر ألنھ قتل صغیرا حول العشرین فیما "لخولة أطالل"معلقتھ

.روي

إنكار الشعر الجاھلي ویقول فیھ صاحب األدب الجاھلي على مذھبھ في

معلقة طرفة تبدو فیھا شخصیة قویة ومذھب في الحیاة واضح ھو : "وانتحالھ

مذھب اللھو واللذة، وھذه الشخصیة ظاھرة البداوة واإللحاد، وھذا الشعر واضح

ال تكلف فیھ وال انتحال، وفي المعلقة شعر وصفي صنعھ علماء اللغة وشعر

.ل عواطف الشاعر وآراءه في الحیاةصدر عن الشاعر حقا وھو الذي سج

طرفة والشعراء الجاھلیون

الطبقة األولى، ومن - ١: والشعراء الجاھلیون باعتبار أزمنتھم ثالث طبقات

م، وسواھم من ٥٣٠، وتأبط شرا ٥١٠م والشنفري ٥٣٠شعرائھا المھلھل

.الشعراء

م، وعلقمة ٥٦٠م، والسموأل ٥٦٠امرؤ القیس : الثانیة، ومن شعرائھا - ٢

م، ٥٥٢م، والمرقش األكبر ٥٦٠م والمرقش األصغر نحو عام ٥٦١الفحل

م، والمثقب العبدي ٥٨٠م والحارث ابن حلزة ٥٨٠م، والمتلمس ٥٥٥وعبید

م، ولقد عاش طرفة إبان ھذه ٥٦٥م ومنھا طرفة ٥٧٠م، واألفوه األودي ٥٨٧

عاصره أو جاء بعده من النھضة الشعریة التي حمل لواءھا امرؤ القیس ومن

.الشعراء

م، ٦٠٠م، وعمرو بن كلثوم ٦٠٤النابغة : الطبقة الثالثة، ومن شعرائھا - ٣

م، ٦٢٩م، واألعشى ٦٥١م، وعنترة ٥٩٦م، وعروة بن الورد ٦٠٥وحاتم

.م، وسواھم ٦٦٢م، ولبید ٦٣٠وزھیر

أسباب شاعریتھ

- ١: وتكوینھا كانت كل الظروف تعمل عملھا في خلق شاعریة طرفة

فالصحراء تغذي الخیال وتثیر العاطفة والشعور وتلھم الناس بآیات الشاعریة

.فضال عن مشاھدھا المنوعة التي تستثیر المشاعر والملكات. وموھبتھا

وأسرة الشاعر بما كان فیھا من أعالم في الشعر جعلتھ یرث ھذه المواھب - ٢

متلمس، وكانت أختھ الخرنق شاعرة، ومن أسرتھ المرقش األكبر، وخالھ ھو ال

.الحارث بن حلزة، وسواه: كما كان من شعراء بكر قومھ

: ومجد طرفة وحسبھ أنطقاه وألھماه القول والبیان، وكما یقول الشاعر - ٣

نطقت ولكن الرماح أجرت فلو أن قومي أنطقتني رماحهم

ولى وأمده بھذه ویتمھ ألیس ھو الذي أثار فیھ بواعث الشعر وأسبابھ األ - ٤

.العاطفة المتأججة المشتعلة، وتلك الملكة القویة الحادة؟

ورحلة الشاعر في البالد ما بین الیمامة والیمن والحبشة إلى الحیرة وبعض - ٥

أرجاء البالد العربیة أمدتھ بمدد ال ینفذ وبثروة فنیة وفكریة واسعة مما ظھر في

.شعر الشاعر وأفكاره وآرائھ وحكمتھ

والخصومات العنیفة بین قومھ وخصومھم من تغلب وسواھا، وبین الشاعر - ٦

والعاصریة، كابن عمھ عبد عمرو، وكعمرو بن ھند ملك الحیرة وسواھما ھذه

.الخصومات ھي التي أججت شاعریتھ وأحكمت فنھ

یضاف إلى ذلك فطرة الشاعر وخلقھ وصفاتھ من حدة الذھن واضطرام - ٧

اطف والتھاب المشاعر، إلى ما سوى ذلك من أسباب الشعور وثوران العو

.الشعر وبواعثھ في نفس الشاعر

وال عجب ذلك، فقد كانت ملكات البالغة والشعر قویة في نفس طرفة حتى في

طفولتھ، ولقد روي أن المتلمس شاعر ربیعة في زمانھ وخال طرفة وقف على

: شعرا، جاء فیھ مجلس لقومھ من بني قیس بن ثعلبة فاستنشدوه، فأنشدھم

مكـدم بناج علیه الصیعریة وقد أتناسى الهم عند احتضاره

وطرفة ال - سمة تكون لإلناث خاصة فقال لھ طرفة وھو غالم : والصیعریة

استنوق الجمل، أي وصفت الجمل بوصف الناقة وخلطت، فذھبت : - یعرفھ

ویل : وقال كلمتھ مثال، وضحك القوم وغضب المتلمس، ونظر إلى لسان طرفة

ویروى أن تلك القصة كانت مع عمرو بن . یعني رأسھ من لسانھ. لھذا مني

).جمھرة أشعار العرب ٤١و ٤٠(كلثوم ال مع المتلمس

خصائص شاعریتھ

یجمع طرفة بین العذوبة الجمیلة السلسة والوحشیة : أوال، من حیث األلفاظ

بعیدة غریبة قویة ضخمة فإذا وصف رأیت ألفاظا . الغریبة المعقدة في ألفاظھ

مسرفة في حوشیتھا وغرابتھا، وإذا فخر أو ھجا رأیتھ یقرب من السھولة

.والوضوح في لفظھ، وإذا أرسل الحكمة رأیت جماال وسالسة وسھولة

والظاھر أن مرجع ذلك ھو حیاة الشاعر الشعریة، فقد بدأ في صغره ینظم

لة أمام بصره، وكانت شاعریتھ الشعر، یصف بھ مشاھد الطبیعة وروائعھا الماث

في بدء أمرھا قویة خشنة قوة البداوة وخشونة الصحراء، فقوي في ألفاظھ

وأغرب، ثم أخذت شاعریتھ تنضج وبدأ یكثر من قصائده في الفخر بأحسابھ

وھجاء خصومھ فأخذت ألفاظھ تلین وتسھل، ثم خبر الحیاة وطاف في األرجاء

. اھب واآلراء، فكانت شاعریتھ قد كمل نضجھاوشاھد ألوانا من التفكیر والمذ

فبدأت ألفاظھ تسلس وتسھل وتقرب من ذوق البدوي المتحضر الذي یبعد عن

.حیاة الخشونة ومظاھر اإلغراب في البداوة

وأسلوب طرفة قوي جزل رصین، یمتاز بالمتانة، : ثانیا، من حیث األسلوب

.ولتھاوأسر اللفظ وفخامة األسلوب وقوة القافیة مع سھ

تجد فیھ جزالة وقوة في كثیر من شعره، ورقة وسھولة في بعض غزلھ وفي

.حكمتھ وفي عتابھ وفي وصف مطامحھ وآمالھ وآالمھ

والجزالة والرقة تختلف موضعھا باختالف المقام ومواطن الكالم وفنونھ

والمناسبات التي تسنح للشاعر فتجعل نفسھ مرحة فرحة أو تجعلھا مكتئبة كزة

.ةنافر

وفي أسلوبھ معاظلة في التركیب وتعقید في الكالم حینا، وفي غالب األحایین

نجد وضوحا ودقة تصویر وجمال تعبیر وقرب مأخذ وسھولة عرض ورشاقة

.بیان

معاني طرفة تتصل بنفسھ وحیاتھ وقبیلتھ : ثالثا، من حیث المعاني واألخیلة

ھ وأحسابھم وبالحیاة العربیة وبالصحراء والبادیة التي عاش فیھا وبتاریخ قوم

.عامة اتصاال وثیقا

وطرفة في معانیھ قریب، واضح أحیانا، وخفي معقد حینا، یقتصر على بیان

.الحقیقة، قلیلة الغلو والمبالغة، یصور الحقائق والواقع تصویرا قویا

یحلق قریبا من الحیاة والواقع، یظھر في أسلوب . وخیالھ خیال یقظ مشبوب حاد

وفي معانیھ . االستعارة والتشبیھ أحیانا، ویجنح إلى القصد واالعتدال والصدق

وطرفة على أي حال من المقلین في الشعر، . معان مكرورة، متقاربة الخیال

ومعلقتھ سبب شھرتھ وتمتاز بوفرة معانیھا وتنوع أغراضھا وقوة قافیتھا وصدق

.تصویرھا

لقد نظم طرفة الشعر في أغراض و: رابعا، من حیث أغراض الشعر وفنونھ

فقد كان : الھجاء - ١: ومن أھم ھذه األغراض. كثیرة وأجاد فیھا إجادة بلیغة

وھجا . ھجا عمرو بن ھند الملك، كما ھجا ابن عمھ عبد عمرو. طرفة ھجاء

قومھ كما ھجا أعداءھم، وتنبأ لھ المتلمس منذ طفولتھ بالقتل بسبب نشأتھ وفطرتھ

.على الھجاء

أسباب میلھ إلى الھجاء إلى توقد عاطفتھ وحدة شعوره واضطرام حسھ ترجع

وإلى قوة اعتزازه بنفسھ وشدة تأثره مما یشعر بھ من تقصیر في حقھ من قومھ

وسواھم وإلى یتمھ الذي جعلھ یتوھم العداوة من الصدیق والضر حتى من

.القریب

: یقول في قومھ

إذا یحرب یغضب إن الكریم أدوا الحقوق تفر لكم أعراضكم

: ویقول في ابن عمھ

وأن له كشحا إذا قام أهضما وال خیر فیه غیر أن له غنى

: ویقول في عمرو بن ھند

رغوثا حول قبتنا تخـور فلیت لنا مكان الملك عمرو

ولقد كان طرفة یشعر بحسب قومھ ومجدھم بین العرب وكثرة : الفخر - ٢

لك اعتزازا كبیرا، وینظم شرف قومھ في عددھم وقوتھم وشوكتھم، ویعتز بذ

قصائده، فیمدحھم بحمایة الجار، وقرى الضیف والغناء في الحرب وجالل

.المجلس ووقاره، ویسوي ذلك من مظاھر الفخر وألوانھ

: قال في قومھ من قصیدة في الفخر) أ(

وهم أنطارى ذي الحلم الصمد یزعون الجهل من مجلسـهـم

سادة الشیب، مخاریق المـرد د الـغـنـىسماء الفقر أجـوا

: وقصیدتھ) ب(

ومن الحب جنون مستعمر أصحوت الیوم أم شاقتك هر

وھي إحدى قصائده الجیاد وأشاد .. وقف على الفخر بقومھ وأحسابھم ومجدھم

في " ھر"بھا ابن سالم وسواه من النقاد، بدأھا بالنسیب والتغزل في محبوبتھ

كر الناقة في بیتین، ثم التفت إلى نفسھ وقومھ فافتخر ببأسھم أبیات طویلة، ثم ذ

وكرمھم وبطولتھم ومكانتھم بین العرب واعتزازھم بالخیل للحرب والنضال،

: فخرا قویا كثیرا، جاء فیھ قولھ

نسج داود لبأس محـتـضـر وهم ما هم إذا مـا لـبـسـوا

ح یسـرآفة الجزر مسـامـی ولقد تـعـلـم بـكـر أنـنـا

فاضلو الرأي وفي الروغ وقر ولقد تـعـلـم بـكـر أنـنـا

: ثم ختمھا بالرضاء على قومھ وذكر ما آل إلیھ من رشد

فعقبتم بذنوب غـیر مـر ولقد كنت علیكم عـاتـبـا

فانجلى الیوم قناعي وخمر كنت فیكم كالمغطى رأسـه

رفتناهیت وقد صابت بقـ سادرا أحسب غـي رشـدا

ویبدو من ھذه األبیات أنھ نظمھا بعد عودتھ إثر تنقلھ بین األحیاء والبالد، وأن

قومھ أعانوه بمالھم وعطفھم، وأنھ رضي بعد سخط، واطمأن فیھم بعد قلق،

.ورشد بعد غي

: ویقول طرفة من قصیدة في الفخر؛ ختمھا بحكمتھ) ج(

ضربا یطیر خالله شرره إنا لنكسوهم وان كـرهـوا

والحمد في االكفاح ندخره لمجد ننمـیه ونـتـلـدهوا

ویقول یفتخر بقومھ وأبیھ من قصیدة طویلة بدأھا بالحدیث عن نفسھ ) د(

: وغربتھ وتنقلھ بین القبائل

تكون تراثا عند حي لـهـالـك وأنمي إلى مجد تـلـید وسـورة

عن السرج حتى خر بین السنابك أبي أنزل الجبار عامل رمـحـه

ویفتخر بقومھ وبطولتھم وما سجلوه في أمسھم البعید من مجد تلید وبطولة ) ه_

نادرة في حروبھم یوم التحالیق، وھو یوم من أیام حرب البسوس وكان لبكر

: على تغلب، وذلك في قصیدة مطلعھا

بقوانا یوم تحالق اللمم سائلوا عنا الذي یعرفنا

: وھي وقف على الفخر ویقول فیھا

فترى المجلس فینا كالحرم ع الجاهل في مجلـسـنـانز

هامة المجد وخرطوم الكرم وتفرعنا مـن ابـنـي وائل

حین ال یمسك إال ذو كـرم نمسك الخیل على مكروههـا

ویفتخر بنفسھ في قصیدتھ في مدح قتادة الحنفي وقد مضت اإلشارة إلیھا، ) و(

: وكذلك قصیدتھ

م رماد دارس حممهأ أشجاك الربع أم قدمه

أحد قواد " قد ذكر فیھا شیئا من تاریخ قومھ إبان حرب البسوس، وسعى الغالق

ملك الحیرة بین تغلب وقومھ بكر من أجل الصلح، وكان الغالق یمیل إلى تغلب،

وھدد طرفة فیھا تغلبا بالعودة إلى الحرب باللسان وبالسیوف جمیعا، وعلى

.ا في فخره، كما كان الذعا في ھجائھالجملة، فقد كان طرفة مجید

: ویتغزل طرفة في شعره بخولة: الغزل - ٣

تلوح كباقي الوشم في ظاهر الید لخولة أطالل بـبـرقة ثـهـمـد

: وینسبھا إلى قومھا الحنظلیین فیقول من قصیدة بدأھا بذكر خولھ

إلیها فإني واصل حبل من وصل فقل لخیال الحنظلـیة ینـقـلـب

ویذكرھا في معلقتھ بالمالكیة ولعل ذلك نسبة إلى مالك بن ضبیعة من عمومة

لھند "كما یتغزل بھند " أصحوت الیوم أم شاقتك ھر"ویتغزل بھر . الشاعر

: ، وبسلمى"بحزان الشدیف طلول

واذ حبل سلمى منك دان تواصله دیار سلیمى إذ تصیدك بالمـنـى

یھا ویبكیھا كما في معلقتھ، ویذكر خیال وھو في غزلھ یذكر الدیار ویقف عل

الحبیب وسراه إلیھ، ویصف جمال حبیبتھ وتقاطیع جسمھا كما في قصیدتھ

لخولة باألجزاع من "، ویدعو لدارھا بالمطر كما في قصیدتھ "أصحوت الیوم"

".إضم طلل

: ولھ قصیدة مفردة في الغزل قصرھا علیھ، ومطلعھا

كجفن الیماني زخرف الوشي ماثله ـهأتعرف رسم الدار قفرا مـنـازل

: وھي في محبوبتھ سلیمى أو سلمى، بدأھا بذكر دیارھا، ثم قال

واذ حبل سلمى منك دان تواصله دیار سلیمى إذ تصیدك بالمـنـى

لها نظر ساج إلیك تـواغـلـه واذ هي مثل الرئم صید غزالهـا

عم العیش باجلـهكالنا غریر نا غنینا وما نخشى التفرق حـقـبة

ونـجـاولـه یجول بنا ربعانـه لیالي أقتاد الصـبـا ویقـودنـي

: ثم یصف خیالھا الذي سرى إلیھ من مكان بعید ویتعجب الھتدائھ إلیھ، ثم یقول

فهل غیر صید أحرزته حبائله وقد ذهبت سلمى بعقلك كـلـه

بحب كلمع البرق الحت مخایله كما أحرزت أسمـاء مـرقـش

: ثم یذكر قصة المرقش مع محبوبتھ أسماء، ویختمھا بقولھ

بأسماء إذ ال تستفیق عـواذلـه فوجدي بسلمى مثل وجد مرقش

وعلقت من سلمى خباال أماطله قضى نحبه وجدا علیها مرقـش

وبعد، فمعاني طرفة في غزلھ قلیلة بدائیة وشتان بینھ وبین امرئ القیس في ھذا

: ولون إن طرفة ال یحسن العشق، ألیس ھو الذي یقولالباب والنقاد یق

أنني لست بموهون قفر واذا تلسنني ألسـنـهـا

وھو الذي . أي إذا افتخرت علیھ افتخر علیھا ألنھ لیس بضعیف وال دنيء

: یقول

إلیها فإني واصل حبل من وصل فقل لخیال الحنظلـیة ینـقـلـب

: وأین ھذا من قول امرئ القیس

وأنك مهما تأمري القلب یفعل ك مني أن حبـك قـائلـيأغر

وھو كثیر في شعر طرفة، ویمتاز بغرابة اللفظ وقوة األسلوب : الوصف - ٤

وصدق الوصف وصحة التصویر والرسم، ویبدو فیھ أثر بیئتھ واضحا، فوصفھ

للسفینة في معلقتھ یرجع إلى كثرة ما شاھد من سفن تسیر في البحر في البحرین

ووصف الصحراء كما وصف الناقة والفرس ومجالس الشراب، . وسواھا

والغیث والرعد، وسوى ذلك من مشاھد الصحراء ومناظرھا، والشك أن شعره

یتصل بالصحراء اتصاال وثیقا ألنھ صورة منھا ورسم لمناظرھا وألوان الحیاة

.والطبیعة فیھا، ونماذج وصفة في معلقتھ فارجع إلیھا

وھي كثیرة في شعر طرفة، عمیقة رائعة تدل على صدق النظر :الحكمة - ٥

وقوة الفراسة وعلى ثقوب الذھن وحدة الفكر، وھي مبكرة في طرفة الشباب،

ولعل أسفاره ورحالتھ وبیئتھ وقربھ من ألوان الحیاة والتفكیر في الحیرة قد نمتھا

: ولھومن حكمھ ق.. فیھ رغم صغر سنھ، ومعلقتھ فیھا الكثیر من الحكم

والبر برء لیس فیه معطب واألثم داء لیس یرجى بـرؤه

األخیب والكذب یألفه الدني والصدق یألفه اللبیب المرتجى

: ویقول

هـالـك سوى حیه إال كآخر ولیس امرؤ أفنى الشباب مجاورا

: ویقول

حیث تهدى ساقه قدمه للفتى عقل یعـیش بـه

.استھ وتفكیره لألمور وحكمھ علیھاوسوى ذلك من صادق حكمھ وبعید فر

شعر طرفة في میزان النقد

: قال في قصیدتھ. لم یكن طرفة یحسن أن یتعشق: قال األصمعي - ١

ومن الحب جنون مستـعـر أصحوت الیوم أم شاقتك هـر

طاف والركب بصحراء بسر أرق العـین خـیال لـم یقـر

ھذا القول، أنھ لم ینم ولم یھج من أي زار في مكان ال یزار فیھ، فتراه یقول

: حبھا، ثم یقول

إنني لست بموهون غمر واذا تلسنني ألـسـنـهـا

: عاب الناس قول طرفة: وقال المبرد - ٢

وهبوا أمون وطمر أسد غیل فإذا ما شربوا

: فقیل إنما یھبون عند ھذه اآلفة التي تدخل على عقولھم، وفضلوا قول عنترة

مالي وعرضي وافر لم یكلم نني مستهـلـكواذا شربت فإ

وكما علمت شمائلي وتكرمي واذا صحوت فأقصر عن ندى

وقول : قالوا. فخبر عنترة أن جوده باق ألنھ ال یبلغ من الشراب ما یثلم عرضھ

: عنترة حسن جمیل إال أنھ أتى بھ في بیتین، ھال قال كما قال امرؤ القیس

ونائل ذا، إذا صحا واذا سكر اسماحة ذا، وبر ذا، ووفـاء ذ

: وقد تبغ حسان طرفة، فقال وھو أعیب من األول: قال الصولي

وأسدا ما ینهنهنا اللقاء ونشربها فتتركنا ملوكا

فجعل الشجاعة " أسد غیل فإذا ما شربوا"فقول طرفة خیر من ھذا، ألنھ قال

إذا شربنا، فلھذا لھم قبل الشرب، وحساب قال نشرب فنشجع ونھب كأنا ملوك

كان قول طرفة أجود، وقول عنترة أحسن، ألنھ احترس من عیب اإلعطاء على

".البیتین - وإذا شربت فإنني مستھلك : "السكر وأن السكر زائد في سخائھ، فقال

: وقال زھیر

ولكنه قد یهلك المال نائله أخي ثقة ال تهلك الخمر ماله

. یشرب بمالھ الخمر، ولكنھ یبذلھ للحمد فھذا من أحسن الكالم، یرید أنھ ال

: وقال البحتري

فما اسطعن أن یحدثن فیك تكرما تكرمت من قبل الكؤوس علیهـم

: وكان النبي صلى هللا علیھ وسلم یتمثل بقول طرفة، وال یقیم وزنھ - ٣

تزود ویأتیك باألخبار من لم ستبدي لك األیام ما كنت جاهال

.إنھ كالم نبي یجمع الحكمة والمثلوكان ابن عباس یقول

: ویقال إن أمیر شعره قولھ - ٤

حتى تظل له الدماء تصیب قد یبعث األمر الكبیر صغیره

: ویمتثل من شعره قولھ - ٥

كلم األصیل كأرغب الكلم بحسام سیفك أو لسانك وال

: وقال ناقد أمام األصمعي إن طرفة أحسن الناس تشبیھا في قولھ - ٦

یتـخـدد علیه نقي اللون لـم وجه كأن الشمس ألقت رداءهاو

: وفي قولھ

بالید كما قسم الترب المفایل یشق حباب الماء حیزومها بها

فقلت ھذا حسن، وغیره حسن منھ، وقد شركھ في ھذا المعنى : قال األصمعي

ا جماعة من الشعراء، وبعد فطرفة صاحب واحد ال یقطع بقولھ مع التجوز، وإنم

.یعد أصحاب الواحدة

: ومن أصحاب الواحدة؟ قلت الحرث بن حلزة في قولھ: قال

رب ثاو یمل منه الثواء آذنتنا ببینـهـا أسـمـاء

: واألسعر الجعفي في قولھ

مضـى ولقد عنیت بحبها فیما هل دان قلبك من سلیمى فاشتفى

: واألفوه واألودي في قولھ

ى خلة فیها دواروشوات إن ترى رأسي فیها نزع

: وعلقمة في قولھ

بعید الشباب عصر حان مشبب طحابك قلب في الحسان طروب

: وسوید بن أبي كاھل في قولھ

فوصلنا الحبل منها فاتسع بسطت رابعة الحبل لـنـا

: وعمرو بن كلثوم في قولھ

وال تبقى خمور األندرینا أال هبي بصحنك فأصبحینا

: رب في قولھوعمرو بن معد یك

یؤرقني وأصحابي هجوع أمن ریحانة الداعي السمیع

: وقال طرفة - ٧

بالید كما قسم الترب المفایل یشق حباب الماء حیزومها بها

: أخذه لبید فقال یصف ثورا

كما لعب المقامر بالفیال تشق خمائل الدهـنـا یداه

: وقال طرفة - ٨

الحبش تمشى بالعمد كرجال وبالد زعل ظـلـمـانـهـا

غیر أسفار كمخراق وحـد قد تبطنت وتحتـي جـسـرة

: أخذه لبید فقال

كحزیق الحبشیین الزجل وبالد زعل ظلمـانـهـا

حرج في مرفقیها كالقتل قد تبطنت وتحتي جسـرة

: ولطرفة أبیات مشھورة منھا - ٩

ما أشبه اللیلة بالبارحة كلهم أروغ من ثعلـب

: اومنھ

حتى تظل له الدماء تصبب قد یبعث األمر العظیم صغره

: وقولھ

على المرء من وقع الحسام المهند وظلم ذوي القربى أشد مـضـاضة

: وقولھ

تزود ویأتیك باألخبار من لم ستبدي لك األیام ما كنت جاهال

: وقولھ

یلحفون األرض هداب األزر ثم راحوا عبق المسك بـهـم

: ھوقول

ینتقـر ال ترى األدب فینا نحن في المشتاة ندعو الجفلى

: وقولھ

تذكرون زعل نقاتلكم إذا ال یضیر معدما عدمه

: وقولھ

حیث تهدى ساقه قدمه للفتى عقل یعـیش بـه

: وینسب إلیھ شعر منحول، ومنھ قصیدتھ - ١٠

من بعض حنانیك، بعض الشر أهون أبا منذر أفنیت فاستبـق بـعـضـنـا

: ویقول امرؤ القیس في دیار محبوبتھ - ١١

یقولون ال تهلك أسى وتجمل على مطیهم وقوفا بها صحبي

: أخذه طرفة بنفسھ فقال

یقولون ال تهلك أسى وتجلد وقوفا بها صحبي على مطیهم

: ویقول طرفة في الفخر بنفسھ - ١٢

أتـبـلـد كسل ولـمعنیت فلم أ من فتى؟ خلت أنني: إذا القوم قالوا

: أخذه النھشلي فقال في الفخر بقومھ

یعنونـا من فارس؟ خالهم إیاه لو كان في األلف منا واحد فدعوا

أسلوبھ بدوي مطبوع جزل عن أسلوب - أ : ولكن طرفة. فالمعنى واحد

.النھشلي

. عددوھو یشمل القلیل والكثیر مھما تجاوز ال" القوم: "ومعناه أتم، فقال قال - ب

وقال النھشلي " من فتى"وقال طرفة . فقصر بھذا التسدید" األلف"وقال النھشلي

، فشمل كالم طرفة تمیزه علیھم بالشجاعة والجود وكرم الخلق "من فارس"

وسمو النفس وجالل المحتد وسواھا، من حیث قصر النھشلي فخره على

ظیر لھا في بیت وھي زیادة ال ن" فلم أكسد ولم أتبلد"وقال طرفة . الشجاعة

.النھشلي

شرح المختار من شعر طرفة

: قال طرفة بن العبد البكري - ١ -

تلوح كباقي الوشم في ظاهر الـید لخولة أطـالل بـبـرقة تـهـمـد

یقولون ال تهلك أسـى وتـجـلـد وقوفا بها صحبي علي مـطـیهـم

ن ددخالیا سفین بالنـواصـف مـ كأن حـدوج الـمـالـكـیة غـدوة

یجور بها المالح طورا ویهـتـدي عدولیة أو من سـفـین ابـن یامـن

كما قسم التراب المفـایل بـالـید یشق حباب الماء حیزومهـا بـهـا

مظاهر سمطي لؤلـؤ وزبـرجـد وفي الحي أحوى بنفض المرد شادن

تناول أطراف البـریر وتـرتـدي خذول تراعى ربـربـا بـخـمـیلة

تخلل حر الرمل دعص لـه نـدي سم عن ألـمـى كـان مـنـورا وتب

أسف، ولم تكدم علـیه، بـإثـمـد سقته إیاة الـشـمـس إال لـثـاتـه

علیه نقي الـلـون لـم یتـحـدد ووجه كأن الشمس ألقـت رداءهـا

بعوجاء مرقال تروح وتـغـتـدي واني ألمضي لهم عند احتـضـاره

على الحب كأنه ظهـر بـرجـد ن نـصـأتـهـاأمون كألواح اإلرا

سفنـجة تـبـرى ألزعـر أربـد حمالیة وجـنـاء تـردى كـأنـهـا

وظیفا وطیفا فوق مور مـعـبـد تبارى عتاقا نـاجـیات وأتـبـعـت

حدائق مـولـى األسـرة أغــید تربعت القفین في الشول ترتـعـي

خصل روعات أكلفت ملـبـد بذي تریع إلى صوت المهیب وتـتـقـي

حفافیة شكا في العسیب بمـسـرد كان جناحي مضرحـي تـكـنـفـا

على حشف كالشـن ذار مـجـدد فطورا به خلف الـزمـیل وتـارة

كأنهما بـابـا مـنـیف مـمـرد لها فخذان أكمل النحض فـیهـمـا

وأجرنة لـزت بـدأي مـنـضـد وطي محال كالحـنـى خـلـوفـه

وأطر قسي تحت صلـب مـؤبـد كأن كناسي ضـالة یكـنـفـانـهـا

تمر بسلـمـى دالـج مـتـشـدد لها مرفقـان أفـتـالن كـأنـمـا

لتكتنفن حتى تـشـاد بـقـرمـد كقنطرة الرومـي أقـسـم ربـهـا

بعیدة وخد الرجـل مـوارة الـید صهابیة العثنون مـؤجـدة الـقـرا

لها عضداها في سقیف مـسـنـد وأجـنـحـت أمرت یداها فتل شزر

لها ستفاها في معالي مـصـعـد جنوح دفاق عنـدل ثـم أفـرعـت

موارد من خلقاء في ظهر قـردد كأن علوب النسـغ فـي دأیاتـهـا

بنائق غر في قـمـیص مـقـدد تالفى وأحـیانـا تـبـین كـأنـهـا

صي بدجلة مـصـعـدكسكان بو وأتلع نـهـاض إذا صـعـدت بـه

رعى الملتقى منها إلى حرف مبرد وجمجمة مثل الـعـالة كـأنـمـا

كسبت الیمانـي قـده لـم یجـرد وخد كقرطاس الشآمي ومـشـفـر

بكهفي حجاجي صخرة قلت مورد وعینان كالماء بتین اسـتـكـنـتـا

كمكحولتي مذعـورة أم فـرقـد طحوران عوار القذى فتـراهـمـا

لهجس خفي أو لصـوت مـنـدد وصادقتا سمع التوجس لـلـسـرى

كسامعتي شاة بحـومـل مـفـرد مؤللتان تعرف العـتـق فـیهـمـا

كمرداة صخو من صفیح مصمـد وأروع نبـاض أحـذ مـلـمـلـم

وعامت بضبعیها نجاء الـخـفـیدد وان شئت سامي واسط الكور رأسها

مخافة ملوي من القد مـحـصـد قلتوان شئت لم ترقل وان شئت أر

عتیق متى ترجم به األرض تـزدد وأعلم مخزوت من األنـف مـارن

أال لیتني أفریك منهـا وأفـتـدي على مثلها أمضى إذا قال صاحبـي

مصابا لو أمسى على غیر مرصد وجاشت إلیه النفس خوفـا وخـالـه

فلم أكسـل ولـم أتـبـلـد عنیت إذا القوم قالوا من فتى خلت أنـنـي

وقد خب آل األمعز الـمـتـوقـد أحلت علیها بالقطـیع فـأجـذمـت

ترى ربها أذیال سـحـل مـمـدد فذالت كما ذالت ولـیدة مـجـلـس

ولكن متى یسترفد الـقـوم أرفـد ولست بحـالل الـتـالع مـخـافة

الحوانیت تصطـد وان تلتمسني في وان تبغني في حلقه القوم تلـقـنـي

وازدد وان كنت عنهـا ذا غـنـى متى تأتني أصبحـك كـأسـا رویة

إلى ذروة البیت الشریف المصمد وان یلتق الحي الجمیع تـالقـنـي

تروح علینا بین برد ومـجـسـد نداماي بیض كالـنـجـوم وقـینة

دبحس الندامى بضة المـتـجـر رحیب قطاب الجیب منهـا رفـیقة

على رسلها مطروفة لم تـشـدد إذا نحن قلنا أسمعینا انبـرت لـنـا

تجاوب أظآر علـى ربـع ردي إذا رجعت في صوتها خلت صوتها

وبیعي وانفاقي طریقي ومتلـدي وما زال تشرابي الخمور ولـذتـي

وأفردت إفراد البعیر المـعـبـد إلى أن تحامتني العشیرة كـلـهـا

وال أهل هذاك الطراف الممـدد اء ال ینكـرونـنـيرأیت بني غبر

وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي أال أیهذا الزاجري أحضر الوغـى

فدعني أبادرها بما ملـكـت یدي فإن كنت ال تستطیع منع منـیتـي

وجدك لم أحفل متى قام عـودي فلوال ثالث هن من عیشة الفـتـى

كمیت متى ما نعل الماء تـزبـد فنهن سبق الـعـاذالت بـشـربة

كسید الغضى نبهته الـمـتـورد وكرى إذا نادى المضاف محنـبـا

ببهكنة تحت الخباء الـمـعـمـد وتقصیر یوم الدجن والدجن معجب

على عشر أو خروع لم یعـضـد كأن البرین والدمالـیج عـلـقـت

مات مصردمخافة شرب في الم فذرني أرةي هامتي في حیاتـهـا

ستعلم إن متنا غدا أبنا الـصـدى كریم یروي نفسـه فـي حـیاتـه

كقبر غوي في البطالة مفـسـد أرى قبر نحام بـخـیل بـمـالـه

صفائح صم من صفیح منـضـد ترى جثوتین من تراب علـیهـمـا

عقیلة مال الفاحش المـتـشـدد أرى الموت یعتام الكرام ویصطفى

وما تنقص األیام والدهر ینـفـد نزا ناقصا كـل لـیلةأرى العیش ك

لكالطول المرخى وثنـیاه بـالـید لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتـى

ومن یك في حبل المنـیة ینـقـد متى ما یشأ یوما یفده لـحـتـفـه

متى أدن منه ینأ عنـي ویبـعـد فمالي أراني وابن عمي مـالـكـا

كما المني في الحي قرط بن أعید عـالم یلـومـنـيیلوم وما أدري

كأنا وضعناه إلى رمس ملـحـد وأیأسني من كل خیر طـلـبـتـه

نشدت ولم أغفل حمولة معـبـد على غیر شيء قلته غـیر أنـنـي

متى یك عهد للنـكـیثة أشـهـد وقربت بالـقـربـى وجـدك إنـه

یأتك األعداء بالجهد أجـهـد وان وان أدع للجلى أكن من حماتـهـا

بشرب حیاض الموت قبل التهـدد وان یقذفوا بالقذع عرضك أسقهـم

هجائي وقذفي بالشكاة ومطـردي بال حدث أحدثـتـه وكـمـحـدث

لفرج كربى أو ألنظرني غـدي فلو كان موالي امرأ هـو غـیره

مفتـد على الشكر والتسآل أو أنا ولكن موالي امرؤ هو خـانـقـي

على المرء من وقع الحسام المهند وظلم ذوي القربى أشد مـضـاضة

ولو حل بیني نائیا عند ضـرغـد فذرني وخلقي إنني لـك شـاكـر

ولو شاء ربي كنت قیس بن مرثد فلو شاء ربي كنت قیس بن خـالـد

بنون كـرام سـادة لـمـسـود فأصبحت ذا مال كثـیر وزارنـي

خشاش كرأس الحیة المـتـوقـد الضرب الذي تعرفونـهأنا الرجل

لعضب رقیق الشفرتین مهـنـد فآلیت ال ینفك كشـحـي بـطـانة

كفى العود منه البدء لیس بمعضد حسام إذا ما قمت منتـصـرا بـه

إذا قیل مهال قال حاجـزه قـدي أخي ثقه ال ینثنـي عـن ضـریبة

منیعا إذا بـلـت بـقـائمـه یدي تـنـيإذا ابتدر القوم السالح وجـد

بوادیها أمشي بعضـب مـجـرد وبرك هجود قد أثارت مخافـتـي

عقیلة شیخ كـالـوبـیل یلـنـدد فموت كهـاة ذات خـیف جـاللة

ألست ترى أن قد أتیت بـمـؤید یقول وقد تر الوظیف وسـاقـهـا

ـغـیه مـتـعـمـدشدیدا علینا ب وقال أال مـاذا تـرون بـشـارب

واال تكفوا قاصي الـبـرك یزدد وقال ذروه إنمـا نـفـعـهـا لـه

ویسعى علینا بالسدیف المسرهـد فظل اإلماء یمتلـلـن حـوارهـا

وشقي علي الجیب یاابنة معـبـد فإن مت فأنعیني بمـا أنـا أهـلـه

ديكهمي وال یغنى غنائي ومشهـ وال تجعلیني كامرئ لـیس هـمـه

ذلیل باجماع الرجـال مـلـهـد بطيء عن الجلى سریع إلى الخنـا

عداوة ذي األصحاب والمتـوحـد فلو كنت وغال في الرجال لضرني

علیهم واقدامي وصدقي ومحتـدي ولكن نفى عني الرجال جـراءتـي

فما اسطعت من معروفها فتـزود لعـمـرك مـا األیام إال مـعـارة

فإن القرین بالمقـارن مـقـتـدي تسأل وأبصر قـرینـهعن المرء ال

نهاري وال لیلي علي بـسـرمـد لعمرك ما أمري عـلـي بـغـمة

حفاظا على عوراته والـتـهـدد ویوم حبست النفس عنـد عـراكـه

متى تعترك فیه الفرائص ترعـد على موطن یخشى الفتى عنده الردى

على النار واستودعته كف مجمـد وأصفر مضبوح نظـرت جـواره

بعیدا غدا ما أقرب الیوم من غـد أرى الموت أعداد النفـوس وال أرى

ویأتیك باألحبـار مـن لـم تـزود ستبدي لك األیام ما كنـت جـاهـال

بتاتا ولم تضرب له وقت مـوعـد ویأتیك باألخبار من لـم تـبـع لـه

یدي وال سد فقري مثل ما ملكـت الئموما الم نفسي مـثـلـهـا لـي

طرفة بن العبد البكري شاعر جاھلي مشھور، نشأ یتیما في - ١: تحلیل القصیدة

كفالة أعمامھ، یؤثر اللھو والدعة والبطالة ویدمن الخمر ویھجو الناس، حتى

الملك عمرو بن ھند الذي أضمر لھ الشر وأرسلھ لعاملھ بالبحرین فقتلھ ولم

: وتقول أختھ الخرنق في رثائھ. سادسة والعشرینیتجاوز ال

فلما توفاها استوى سیدا فخما عددنا له ستا وعشرین حـجة

وكان طرفة ملتھب المشاعر والعواطف حاد التفكیر واللسان متأجج الشاعریة

نظم الشعر یصور فیھ حیاتھ وآمالھ وبطالتھ یصف فیجید الوصف ویأتي

وھو أجود الجاھلیین طویلة كما یقول ابن قتیلة "لرائعة بالحكمة العالیة والفكرة ا

.وشعره قلیل بأیدي الرواة

: ومطلع ھذه المعلقة الرائعة - ٢

تلوح كباقي الوشم في ظاهر الید لخولة أطالل بـبـرقة ثـهـمـد

وقد عد بھا الشاعر من فحول الشعراء الجاھلیین ومشھوریھم، واستحق من

دة في الطبقة الثانیة منھ وابن سالم في الطبقة الرابعة أجلھا أن یضعھ أبو عبی

وھي أ طول . وأن یذھب بعض الشعراء والنقاد إلى أنھ أشعر الجاھلیین

المعلقات، أبیاتھا خمسة أو عشرة ومائة بیت، وتمتاز بكثرة معانیھا وجزالة

أسلوبھا نظمھا طرفة بعد عودتھ إلى أرض قومھ إثر تنقلھ في األحیاء حین كان

.مغاضبا لقومھ وعشیرتھ وقبل أن یتصل بملوك الحیرة وینادمھم

ویبدو من روح المعلقة ولھجتھا أن الشاعر نظمھا عتابا البن عمھ، ویبدو أیضا

كان لھ إبل یرعاھا ھو وأخوه طرفة " معبدا"أن السبب في عتابھ لھ أن أخاه

م معبد أخاه فأغبھا طرفة في المرعى حتى دخلت مرعى ابن عمھ فحجزھا، فال

وألقى علیھ عبء طلبھا واستردادھا من ابن عمھ فذھب طرفة إلیھ فلم یجد كالمھ

معھ فعاد ثائرا غاضبا، ونظم قصیدتھ یعاتب فیھا عبد عمرو عتابا شدیدا قاسیا

: مما نقرؤه في المعلقة، في قولھ

متى أدن منه ینأ عنـي ویبـعـد فمالي أراني وابن عمي مـالـكـا

كأنا وضعناه على رمس ملـحـد أیأسني من كل خیر طـلـبـتـهو

نشدت فلم أغفل حمولة مـعـبـد على غیر شيء قلته غـیر أنـنـي

وان تأتك األعداء بالجهد أجـهـد وان أدع للجلى أكن من حمـاتـهـا

لفرج كربي أو ألنظرنـي غـدي فلو كان موالي امـرأ هـو غـیره

على الشكر والتسآل أو أنا مفتـدي خـانـقـي ولكن موالي امرؤ هو

على المرء من وقع الحسام المهند وظلم ذوي القربى أشد مـضـاضة

ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد فلو شاء ربي كنت قیس بن خـالـد

لـمـسـود بنـون كـرام سـادة فأصبحت ذا مال كثـیر وعـادنـي

طرفة أرسل إلیھ، فقال لھ أما الولد فا� ولما سمع عبد عمرو بن مرثد معلقة

یعطیكھ وأما المال فال تبرح حتى تكون من أوسطنا فیھ وأمر سبعة من أبنائھ

.وثالثة من بني أبنائھ أن یعطوه عشرا عشرا من اإلبل ففعلوا

ویذكر بعض الباحثین من المستشرقین أن المعلقة لم توضع مرة واحدة، - ٤

: كقولھ

وشقي على الجیب یاابنة معبد ي بما أنا أهـلـهإذا مت فانعین

وما یلیھ من أبیات قالھا وھو في سجن البحرین قبیل موتھ وھذا خطأ في البحث

فلم یقل طرفة ھذه األبیات وھو في سجن البحرین بل نظمھا ونظم القصیدة كلھا

مرة واحدة وھو صحیح مقیم في أرض قومھ والقصیدة قطعة واحدة من الشعر

.حي والتصویر الرائع والدیباجة الساحرة والوصف الصادقال

وتمتاز المعلقة بوفرة معانیھا وتنوع أغراضھا وجمعھا بین السھولة - ٤

والغرابة في اللفظ وبین الرقة والمتانة في األسلوب وبین الحكمة واللھو والجد

.والھزل في النھج والحیاة

ذاتھ ولھوه وبیئتھ والحیاة فیھا وتصور الشاعر وحیاتھ وأمانیھ ومطامحھ ول

.تصویرا جمیال رائعا حد الدقة واإلحكام والجمال

ونحن نقف أمامھا معجبین بجمالھا وانسجامھا وقوة : وحدة القصیدة وفنونھا - ٥

شاعریتھا وتأجج عواطف الشاعر فیھا، وھذه الوحدة التامة الظاھرة على

.أغراضھا وفنون القول فیھا

: اعر بالغزل فذكر أطالل خولة محبوبتھ ووقف علیھا وبكاھابدأھا الش) أ(

تلوح كباقي الوشم في ظاهر الید لخولة أطالل بـبـرقة ثـهـمـد

وتـجـلـد یقولون ال تهلك أسى وقوفا بها صحبي على مطـیهـم

: ثم یذكر قباب خولة وھي ظاعنة ویشبھھا بالسفینة تشبیھا جمیال قویا، فیقول

خالیا سـفـین بـالـــنـــواصـــف مـــن دد ـدوج الـــمـــالـــكـــیة غـــدوةكأن حــ

عدولیة أو من سفین ابن یامنیجور بها المالح طورا ویهتدي

بـــالـــید كمـا قـسـم الـتـرب الـمـفـــایل یشق حباب الماء حیزومها بها

لتي كان یراھا وھو في ھذا الوصف یرسم صورة جمیلة للسفن الكبیرة ا

.ویشاھدھا تسیر في الماء على شواطئ البحرین وسواھا

ثم یصف جمال محبوبتھ وینعتھا نعتا جمیال قویا مؤثرا عذبا، یدل على امتالء

: نفسھ بالحب، وعلى خضوعھ ألسر الجمال

مظاهر شمطي لؤلؤ وزبـرجـد وفي الحي أحوى ینفض المرد شادن

تخلل حر الرمل دعص له نـدى ـورا وتبسم عن ألمـي كـأن مـن

یتـخـدد علیه، نقي اللـون لـم ووجه كأن الشمس حلـت رداءهـا

ثم یأخذ الشاعر في وصف ناقتھ التي یسیر علیھا لیسلي عن نفسھ الھموم ) ب(

واألحزان، ووصفھ لھا طویل في خمسة وثالثین بیتا، ویجيء بھ في لفظ غامض

.صعوبة وعسر ومشقة ومراجعة وطول عناءغریب، ال تكاد تفھمھ إال ب

: قال طرفة فیما قال في وصف ناقتھ

بهوجاء مرفال تروح وتغتدي واني ألمضي الهم عند احتضاره

على الحب كأنه ظهر برجـد أمون كألواح األران نسأتـهـا

: إلى أن یقول

مخافة ملوى من القد مـحـصـد وان شئت لم ترقل وان شئت أرقلت

أال لیتني أفدیك منـهـا وأفـتـدي ثلها أمضى إذا قال صاحبـيعلى م

مصابا ولو أمسى على غیر مرصد وجاشت إلیه النفس خوفـا وخـالـه

ویصف فتوتھ وكرمھ ولذاتھ ومجده، . ثم یفتخر الشاعر بنفسھ ویفرغ لھا) ج(

: ولھوه بشرب الراح، في وضوح وسھولة فیقول

عنیت، فلم أكسل ولـم أتـبـلـد خلت أننـيمن فتى : إذا القوم قالوا

ولكن متى یسترفد القـوم أرفـد ولست بحالل الـتـالع مـخـافة

وان تقتنصني في الحوانیت تصطد وان تأتني في حلقة القوم تلقـنـي

إلى ذروة البیت الرفیع المصمـد وان یلتق الحي الجمیع تـالقـنـي

ویحـسـد تروح علینا بین بـرد راماي بیض كالـنـجـوم وقـینة

ثم یذكر أثر لھوه وشربھ الخمر في حیاتھ وبین قبیلتھ، ویتحدث عن لذاتھ في

إن : الحیاة ویصفھا، ویلوم من یعذلھ في اللھو واإلسراف، ویفند رأیھم ویقول

: الكریم المسرف والبخیل المقتر مآلھما واحد إلى القبر

عي وانفاقي طریقي ومتلـديوبی ومازال تشرابي الخمور ولـذتـي

وأفردت إفراد البعیر المعـبـد إلى أن تحامتني العشیرة كـلـهـا

وال أهل هذاك الطراف الممـدد رأیت بني غبراء ال ینكرونـنـي

وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي أال أیهذا الالئمي أحضر الـوغـى

یدي ما ملكـتفدعني أبادرها ب فإن كنت ال تستطیع دفع منـیتـي

: ویعتد بلذاتھ اعتدادا كبیرا وبذكرھا

وجدك لم أحفل متى قام عـودي فلوال ثالث هن من عیشة الفتـى

كمیت متى ما تعل بالماء تـزید فمنهن سبقي العاذالت بـشـربة

كسید الغضا نبهته الـمـتـورد وكرى إذا نادى المضاف مجنبـا

ببهكنة تحت الطراف المـمـدد وتقصیر یوم الدجن والدجن معجب

: أي شرب الراح وركوب الخیل، واللھو مع امرأة جمیلة

كقبر غوى في البطالة مفـسـد أرى قبر نحام بخـیل بـمـالـه

عقیلة مال الفاحش المـتـشـدد أرى الموت یعنام الكرام ویصطفى

فـدوما تنقص األیام والدهر ین أرى الدهر كنزا ناقصا كل لیلة

بالـید لكالطول المرخى وثنیاه لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى

.ثم ینتقل إلى عتاب ابن عمھ مالك وقد سبق أن ذكرناه في أول المعلقة) د(

ثم یعود إلى التحدث عن نفسھ ووصفھا بالذكاء والشجاعة، ویتنبأ بموتھ ) ه(

: ویطلب من ابنة أخیھ معبد أن تبكیھ إذا مات

وشقي على الجیب یا ابنة معبـد عیني بمـا أنـا أهـلـهإذا مت فان

كهمي، وال یغنى عنائي ومشهدي وال تجعلیني كامرئ لیس هـمـه

.وھو في ھذا البیت یعرض بابن عمھ

ثم ینتقل إلى الحكمة فیأتي منھا بحكم رائعة وأمثال بلیغة رویت على مر ) و(

: الزمان

ویأتیك باألخبار من لـم تـزود ستبدي لك األیام ما كنت جـاهـال

فما اسطعت من معروفها فتزود لعمـرك مـا األیام إال مـعـارة

فكل قرین بالمقـارن یقـتـدى عن المرء ال تسأل وسل عن قرینه

أفي الیوم أقدام المنـیة أو غـد لعمرك ما أدرى وأتى لـواجـل

وك فابـعـدولم تنك بالبؤس عد إذا أنت لم تنفـع بـودك أهـلـه

: وقال یصف أحوالھ وتنقلھ في البالد ولھوه - ٢ -

ومن الحب جنون مـسـتـمـر أصحوت الیوم أم شاقـتـك هـر

لیس هذا منـك مـاوي بـحـر ال یكـن حـبـك داء قـاتـــال

علق القلب بنصب مسـتـسـر كیف أرجو حبها مـن بـعـد مـا

لركب بصحـراء یسـرطاف وا أرق الـعـین خـیال لـم یقــر

آخر اللـیل بـیعـفـور خـدر جازت الـبـید إلـى أرحـلـنـا

في خلـیط بـین بـرد ونـمـر ثم زارتني وصـحـبـي هـجـج

وبـخـدي رشـاء آدم غـــر تخلس الطرف بعـینـي بـرغـز

تقترى بالرمل أفنـان الـزهـر ولها كشحـا مـهـاة مـطـفـل

حسن النبت أثیث مـسـبـكـر هـا واردوعلى المتـنـین مـنـ

تنفض الضال وأفنان الـسـمـر جأبة الـمـدرى لـهـا ذو جـدة

مخرف تحنو لرخص الظلف حر بین أكتاف خـفـاف فـالـلـوى

یا لقومي للشباب المـسـبـكـر تحسب الطرف علـیهـا بـحـدة

قـرحول ذات الحاذ من ثنـي و حیثما قاظـوا بـنـجـد وشـتـوا

صفوة الراح بملـذوذ خـصـر فله منـهـا عـلـى أحـیانـهـا

وتریه النجم یجري بالـظـهـر إن تنـولـه فـقـد تـمـنـعـه

ونأت شحط مـزار الـمـدرر ظل في عسكـرة مـن حـبـهـا

لعلي عهد حبـیب مـعـتـكـر فلـئن شـطـت نـواهـا مـرة

كأقاح الرمـل غـر عن شتیت بادن تجلو إذا مـا ابـتـسـمـت

بردا أبیض مصـقـول األشـر بدلته الشمـس مـن مـنـبـتـه

كرضاب المسك بالماء الخصـر واذا تضحـك تـبـدي حـبـبـا

فسجا وسط بالط مـسـبـطـر صادفته حـرجـف فـي تـلـعة

مال من أعلى كثیب منـقـعـر واذا قامـت تـداعـى قـاصـف

وعكیك القیظ، إن جـاء، بـقـر دقتطـرد الـقـر بـحـر صـا

رقد الصیف مقـالـبـت نـزر ال تلمنـي إنـهـا مـن نـسـوة

أنبت الصیف عسالیج الخـضـر كبنات الـمـخـر یمـأذن كـمـا

برخیم الصوت ملثـوم عـطـر فجعونـي یوم زمـوا عـیرهـم

إنني لست بـمـوهـون فـقـر واذا تلـسـنـنـي ألـسـنـهـا

أرهب اللیل وال كل الـظـفـر بـیر دالـف مـن هــرمال كـ

كالمخاض الجرب والیوم الخـدر وبـالد زعـل ظـلـمـانـهــا

تتقى األرض بملـثـوم مـعـز قد تبطنت وتـحـتـي جـسـرة

عن یدیها كالفراش المشـفـتـر فترى المـرو إذا مـا هـجـرت

وب غـیر سـرنابى العام خطـ ذاك عصـر وعـدانـي أنـنـي

تبتري عود القوي المسـتـمـر من أمور حـدثـت أمـثـالـهـا

فاصبري إنك من قـوم صـبـر وتشكى النفس مـا صـاب بـهـا

فرح الخیر وال نكبـوا لـضـر إن تصادف منفسـا ال تـلـفـنـا

غیر أنكـاس وال هـوج هـذر أسـد غـیل فـإذا مـا فـزعـوا

یصلح اآلبر زرع الـمـؤتـبـر مـثـلـهولي األصل الذي فـي

سبل إن شئت في وحـش وعـر طیبوا الـبـاءة، سـهـل ولـهـم

نسج داود لبأس مـحـتـضـر وهم مـا هـم إذا مـا لـبـسـوا

وعال الخیل دماء كـالـشـقـر وتساقـى الـقـوم كـأسـا مـرة

رغفر ذنـبـهـم غـیر فـخـ ثم زادوا أنهـم فـي قـومـهـم

بسباء الثول والكـوم الـبـكـر ال تعز الخمر إن طـافـوا بـهـا

وهبـوا كـل أمـون وطـمـر فإذا ما شـربـوهـا وانـتـشـوا

یلحفون األرض هـداب األزر ثم راحوا عبق المـسـك بـهـم

ثم سادوا سـؤددا غـیر زمـر ورثوا الـسـؤدد عـن آبـائهـم

ال ترى األدب فینـا یفـتـقـر ـلـىنحن في المشتاة ندعو الجف

أقـتـار ذاك أم ریح قـطـر حین قال الناس في مجلـسـهـم

من سدیف حین هاج الصنبـر بجـفـان تـعـتـرى نـادینـا

لقرى األضیاف أو للمحتضـر كالجوابـي ال تـنـي مـتـرعة

إنما یخزن لحـم الـمـدخـر ثم ال یخزن فـینـا لـحـمـهـا

آفة الجزر مـسـامـیح یسـر تـعـلـم بـكـر أنـنـاولقـد

واضحوا األوجه في األزمة غر ولقـد تـعـلـم بـكـر أنـنـا

فاضلو الرأي وفي الروع وقر ولقـد تـعـلـم بـكـر أنـنـا

صادقو البأس وفي المحفل غر ولقـد تـعـلـم بـكـر أنـنـا

الـمـبـر ویبرون على اآلبي یكشفون الضر عن ذي ضرهـم

رحب األذرع بالخـبـر أمـر فضل أحالمهم عـن جـارهـم

ولدى البأس حماة مـا نـفـر دلق فـي غـارة مـسـفـوحة

حین ال یمسكها إال الـصـبـر تمسك الخیل على مكـروهـهـا

ودعا الداعي وقد لج الـذعـر حین نادى الحي لمـا فـزعـوا

ردوا منهـا ورادا وشـقـرح أیها الفتیان فـي مـجـلـسـنـا

دوخل الصنعة فیها والضـمـر أعـوجـیات طـواال شـربــا

وهضبات إذا ابـتـل الـعـذر من یعـابـیب ذكـور وقـــح

ركبت فیها مالطـیس سـمـر جافالت فـوق عـوج عـجـل

كجذوع شذبت عنها الـقـشـر وأنـافـت بـهـواد تـلـــع

رحب األجواف ما إن تنبـهـر ـهـاعلـت األیدي بـأجـواز ل

طار من إحمائهـا شـد األزر فهي تردى فإذا مـا ألـهـبـت

مسلحبات إذا جد الـحـضـر كائرات وتـراهـا تـنـتـحـي

كرعال الطیر أسرابـا تـمـر دلق الغـارة فـي إفـزاعـهـم

ما یني منهم كمي منـعـفـر تذر األبطال صرعـى بـینـهـا

ما أصاب الناس من سر وضر لـبـنـي قـیس عـلـىففداء

نعم الساعون في القوم الشطـر خالتي والنفـس قـدمـا إنـهـم

أغلت الشتوة أبـداء الـجـزر وهـم أیسـار لـقـمـــان إذا

وعلى األیسار تیسیر العـسـر ال یلحون عـلـى غـارمـهـم

عـي وخـمـرفانجلى الیوم قنا كنت فیكم كالمـغـطـى رأسـه

فعقبتـم بـذنـوب غـیر مـر ولقد كنت عـلـیكـم عـاتـبـا

فتناهیت وقد صـابـت بـقـر سادرا أحـسـب غـیي رشـدا

وقال طرفة أیضا - ٣ -

أم رماد دارس حممـه أشجاك الربع أم قـدمـه

بالضحى مرقش یشمـه كسطور الرق رقـشـه

یق رهمهوجرى في ر لعبت بعدي السـیول بـه

فتناهیه فمرتـكـمـه فالكثیب معـشـب أنـف

لربـیع دیمة تـثـمـه جعلته حم كلـكـلـهـا

لو أطیع النفس لم أرمه حابسي رسم وقفـت بـه

كاإلماء أشرفت حزمه ال أرى إال النـعـام بـه

ال یضر معدما عدمـه تذكرون إذ نقـاتـلـكـم

صطـرمـهفإذا جز ن أنتم نخـل نـظـیف بـه

في دعاع النخل تجترمه وعذاریكـم مـقـلـصة

تصطلي نیرانه خدمـه عجز شمط معـالـكـم

یابس الطحماء أو سحمه خیر ما ترعون من شجر

سعي خب كاذب شیمه بـینـهـم فسعى الغالق

فأتى أغواهما زلـمـه أخذ األزالم مقتـسـمـا

ـهزینت جلهاته أكـم والقرار بطـنـه غـدق

ثم دانى بیننا حـكـمـه ففعلنـا ذلـكـم زمـنـا

من هجاء سائر كلمـه إن تعیدوها نـعـدلـكـم

في جمیع جحفل لهمـه وقـتـال ال یغـبـكــم

ذي زهار جمة بهمـه رزه قدم وهـب وهـال

كمراغ ساطع قتـمـه یتركون القاع تحـتـهـم

زمـهآخذا قرنا كملتـ ال ترى إال أخـا رجـل

والتثبیت ثبته فـهـمـه فالهـبـیت ال فـؤاد لـه

حیث تهدى ساقه قدمـه للفتى عقـل یعـیش بـه

: وقال في عبد عمرو بن بشر بن مرثد - ٤ -

تلوح وأدنى عهدهن محـیل هند بحزان الشریف طـلـول

یمان وشته ریدة وسحـلـول وبالسفح آیات كأن رسومـهـا

وأسحم وكاف العشي هطول ي الحصىأربت بها نتاجة تزده

ولیس على ریب الزمان كفیل فغیرن آیات الدیار مع البـلـى

إذا الحي حي والحلول حلول بما قد أرى الحي الجمیع بغبطة

وقد یبلغ األنباء عنـك رسـول أال أبلغا عبد الـضـالل رسـالة

ـسـولوأنت بأسرار الكرام ن دببت بسري بعدما قد علـمـتـه

وللحق بین الصالحین سـبـیل وكیف نضل المصد والحق واضح

وعوفا وعمرا ما تشي وتقـول وفرق عن بیتیك سعد بن مـالـك

شآمیة تزوى الوجـوه بـلـیل فأنت على األدنى شمـال عـریة

تذاءب، منها مرزغ ومـسـیل وأنت على األقصى صبا غیر قرة

تصوح عنـه والـذلـیل ذلـیل ـرارةفأصبحت فقعا نابـتـا بـق

إذا ذل مولى المرء فهو ذلـیل وأعلم علما لیس بـالـظـن أنـه

حصاة على عوراتـه لـدلـیل وان لسان المرء ما لم تكـن لـه

لمن لم یرد سوءا بها لجـهـول وان امرأ لم یعف یوما فـكـاهة

فمنهم عدو یتـقـى وخـلـیل تعارف أرواح الرجال إذا التقـوا

: وقال حین أطرد فصار في غیر قومھ - ٥ -

وعوجي علینا من صدور جمالك قفي ودعینا الیوم یا ابـنة مـالـك

لبین، وال ذا حظنا من نـوالـك قفي ال یكن هذا تعلة وصـلـنـا

نوى غربة ضرارة لي كـذلـك أخبرك أن الحي فـوق بـینـهـم

من الوجد أني غیر ناس لقـاءك ـیت وشـفـنـيولم ینسني قد لق

قدرن لعیس مسنفات الحـورك وما دونـهـا إال ثـالث مـآوب

أال هل لنا أهل؟ سئلت كـذلـك وال غرو إال جارتي وسـؤالـهـا

أال رب دار سـوى حــرداك تعیر سیري البـالد ورحـلـتـي

آخـر هـالـكسوى حیه إال ك ولیس امرؤ أفنى الشباب مجـاورا

نساء كرام من حـي ومـالـك أال رب یوم لو سقمت لـعـادنـي

ببیئة سوء هالكا أو كـهـالـك ظللت بذي األرطى فویق مثقـب

إلى صدفي كالـحـنـیة بـارك ترد علیها الریح ثوبـى قـاعـدا

فلم تزعیني مثل سعد بن مالـك رأیت سعودا من شعوب كـثـیرة

وخیرا إذا ساوى الدرا بالحوارك مة یعـقـدونـهـاأبر وأوفـى ذ

تكون تراثا عند حي لـهـالـك وأنمى إلى مجد تـلـید وسـورة

على السرج حتى قر بین السنابك أبى أنزل الجبار عامل رمـحـه

قوانس بیض الدار عین الدوارك وسیفي حسام أختلـي بـذبـابـه

: النجاشيوقال أیضا في اطراده إلى - ٦ -

وبالسفح من قو مقام ومحـتـمـل لخلوة باألجزاع من إضـم طـلـل

میاه من األشراف یرمى بها الحجل تربعه مرباعـهـا ومـصـیفـهـا

على دارها حیث استقرت له زجل فال زال غـیث ربـیع وصــیف

إذا مس منها مسكنا عد مال نـزل مرته الجنوب ثم هبت له الـصـبـا

وعوذا إذا ما هزه رعده اجتـفـل الخالیا فیه ضلـت ربـاعـهـا كأن

وكشحان لم ینقض طواءهما الحبل لها كـبـد مـلـسـاء ذات أسـرة

تمر شؤون الحب من خـولة األول إذا قلت هل یسلو اللبـانة عـاشـق

تظل به تبكي ولیس بـه مـظـل وما زادك الشكوى إلى مـتـنـكـر

ولو فرط خول تسجم العین أو تهل عرصة مـن دیارهـامتى تر یوما

إلیها فإني واصل حبل من وصـل فقل لخیال الحنظـلـیة ینـقـلـب

بجرثم قاس كل ما بعـده جـلـل أال إنمـا أبـكـي لـیوم لـقـیتـه

به حین یأتي ال كذاب وال عـلـل إذا جاء ماال بد منـه فـمـرحـبـا

أال بجلى من الشـراب أال بـجـل حـالـكـا أال إنني شربـت أسـود

یمـل كداعي هدیل ال یجـاب وال فال أعرفـي إن نـشـذتـك ذمـي

وقال یھدد المسیب بن علس، ویمدح قتادة بن مسلمة الحنفي وأصاب - ٧ -

: قومھ سنة، فبذل لھم

عسال بماء سحابة شتـمـي امرأ سرف الـفـؤاد یرى إن

بادي وأغشى الدهم بالدهـم لقصر الوأنا امرؤ أكوى من ا

صدت بصفحتها عن السهـم وأصیب شاكـلة الـرمـیة إذ

أنسائه فیظـل یسـتـدمـي وأحر ذا الكفل القداة عـلـى

عریض موضحة عن العظم وتصد عنك مخیلة الرجـل ال

كلم األصیل كأرغب الكلـم بحسام سیفك أو لسـانـك وال

منه الثواب وعاجل الشكـم ئلـهأبلغ قـتـادة غـیر سـا

جاءت إلیك مرقة العـظـم أني حمدتك لـلـعـشـیرة إذ

شعثاء تحمل منقع الـبـرم ألقـوا إلـیك بـكـل أرمـلة

ین تواصت األبواب بـاألزم ففتحت بابك للـمـكـارم ح

ـى الـــنـــعـــموكـذاك یفـعـل مـبـتــنــ وأهـنـت إذ قــدمـــوا الـــتـــالد لـــهـــم

غیر مفسدهاصوب الغمام ودیمة تهمى فســـــــقـــــــى بــــــــــــالدك

: وقال طرفة یھجو عبد عمرو بن بشر وكان وقع بینھما شر - ٨ -

لقد رام ظلمي عبد عمر فانعما یا عجبا من عبد عمرو وبـغـیه

أهضـمـا وأن له كشحا إذا قام وال خیر فیه غیر أن له غـنـى

یقلن عسیب من سرارة ملهمـا یظل نساء الحي یعكفن حـولـه

من اللیل حتى آض سخدا مورما له شربتان بـالـنـهـار وأربـع

وان أعطه أترك لقلبي مجثمـا ویشرب حتى یغمر المحض قلبه

ترى نفخا ورد األسرة أسحمـا كان السالح فوق شـعـبة بـانة

: ضا یھجو عمرو بن ھند وأخاه قابوس بن ھندوقال طرفة أی - ٩ -

رغوثا حول قبتنا تـخـور فلیت لنا مكان الملك عمـرو

وضرتهـا مـركـنة درور من الزمرات أسبل قادماهـا

وتعلوها الكباش فما تنـور یشاركنا لها رخـالن فـیهـا

لیخلط ملكه نـوك كـثـیر لعمرك إن قابوس بن هـنـد

كذاك الحكم یقصد أو یجور ي زمن رخيقسمت الدهر ف

تطاردهن البائسات وال نطیر لنـا یوم ولـلـكــروان یوم

تطاردهن بالحدب الصقـور فأما یومهـن فـیوم نـحـس

وقوفا ما نحل وما نـسـیر وأما یومنا فنـظـل ركـبـا

: وقال یعتذر إلى عمر بن ھند حین بلغھ أنھ ھجاه فتوعده - ١٠ -

أنصاب یسفح بینهـن دم وجدك ما هجوتك وال إني

وأمر دون عبیدة الـوذم ولقد هممت بذاك إذ حبست

أغدر فیؤثر بیننا الكـلـم أخشى عقابك إن قدرت ولم

: قال طرفة في حق ألمھ ظلمتھ - ١١ -

صغر البنون ورهط وردة غیب ما تنظرون بـحـق وردة فـیكـم

حتى تظل له الدماء تـصـبـب هقد یبعث األمر العظیم صـغـیر

بكر تساقیها المنـایا تـغـلـب والـظـلـم فـرق حــیي وائل

ملحا یخالط بالذعاف ویقـشـب قد یورد الظلم الـمـبـین آجـنـا

یعدى كما یعدى الصحیح األجرب وقراف من ال یستـفـیق دعـارة

مـعـطـبوالبر برء لیس فیه واإلثـم داء لـیس یرجـى بـرؤه

والكذب یألفه الدنـيء األخـیب والصدق یألفه الكریم المرتـجـى

ما غال عادا والقرون فأشعبـوا ولقد بدا لي أنـه سـیغـولـنـي

إن الكریم إذا یحرب یغـضـب أدوا الحقوق نفر لكم أعراضـكـم

: وقال یذكر یوم قضة - ١٢ -

تـخـالق الـلـمـم بقوانا یوم سائلوا عـنـا الـذي یعـرفـنـا

وتلف الخیل أعراج الـنـعـم یوم تبدى البیض عن أسـؤقـهـا

حازم األمر شجاع في الوغـم أجدر النـاس بـرأس صـلـدم

نبـه سـید سـادات خـضـم كامـل یحـمـل آالء الـفـتـى

لكفـي والـجـار وابـن عـم خیر حي من مـعـد عـلـمـوا

ببـنـاء وســوام وخـــدم ـهیجبر المحروب فـینـا مـال

عقر للنـیب طـراد الـقـرم نقل للشحم فـي مـشـتـاتـنـا

فنرى المجلس فینا كـالـحـرم نزع الجاهل في مـجـلـسـنـا

هامة العز وخرطوم الـكـرم وتفـرعـنـا مـن ابـنـي وائل

وبني تغلب ضرابي الـبـهـم من بني بكر إذا مـا نـسـبـوا

واضحي األوجه معروفي الكرم الناس نحمي سربـنـاحین یحمى

في الضریبات مترات العصـم بحسـامـات تـراهـا رسـبـا

أعوجیات عـلـى الـثـأو أزم وفـحـول هـیكـالت وقــح

شرب من طول تغالك اللجـم وقـنـا جـرد وخـیل ضـمـر

فهي من تحت مشیحات الحـزم أدت الصنعة فـي أمـتـنـهـا

ورق یقعـرن أنـبـاك األكـم تتـقـي األرض بـرح وقــح

والتغالي فهي قب كالـعـجـم وتفرى اللحـم مـن تـغـدائهـا

شالت األیدي علیها بـالـجـذم خلـج الـشـد مـلـحــات إذا

خلل الداعي بدعـوى ثـم عـم قدما تنضـو إلـى الـداعـي إذا

ن عـریس األجـمكلـیوث بـی بشـبـاب وكـهـول نـهـــد

حین ال یمـسـك إال ذو كـرم نمسك الخیل على مكـروهـهـا

تعكف العقبان فیها والـرخـم نذر األبطال صرعـى بـینـهـا

: وقال طرفة أیضا یھجو بني المنذر بن عمرو - ١٣ -

كثیر وال یعطون في حادث بكرا من الشر والتبریح أوالد معـشـر

مبیر ولو أمسى سوامهم دثـرا آكـل هم حرمل أعیا على كـل

بنات اللبون والسالقمة الحمـرا جماد بها البسباس نرهض مغزهـا

وأن كنتم في قومكم معشرا أدرا فما ذنبنا في أن أداءت خصـاكـم

خرانق توفى بالضغیب لها نـذرا إذا جلسوا خیلت تحـت ثـیابـهـم

بر عني وال تدعن عـمـراأبا جا أبا كرب أبلغ لـدیك رسـالـتـي

من الماء خال الطیر واردة عمرا هم سودوا رهوا تزود في اسـتـه

: وقال طرفة أیضا لعمر بن ھند یلوم أصحابھ في خذالنھم - ١٤ -

لسوءة حلت بهم فادحه أسلمى قومي ولم یغضبوا

ال ترك اهللا له واضحه كل خلیل كنت خاللـتـه

ما أشبه اللیلة بالبارحه كلهم اروغ من ثعـلـب

: وقال طرفة أیضا - ١٥ -

كجفن الیماني زخرف الوشي ماثله أعرف رسم الدار قفرا مـنـازلـه

من النجد في قیعان جاش مسابلـه بتثلیث أو نجران أو حیث تلـتـقـي

واذ حبل سلمى منك دان تواصلـه دیار لسلمى إذ تصیدك بـالـمـنـى

لها نظر ساج إلـیك تـواغـلـه صید غـزالـهـا واذ هي مثل الرئم

كالنا غریر ناعم العیش باجـلـه غنینا وما نخشى التـفـرق حـقـبة

یجول بنا ریعـانـه ونـجـاولـه لیالي أقتـاد الـصـبـا ویقـودنـي

سواد كثیب عرضـه فـأمـایلـه سمالك من سلمى خـیال ودونـهـا

وقف كظهر الترس تجرى أساجله الحمىفذو النیر فاألعالم من جانب

بشاشة حب باشر القلب داخـلـه وأنى اهتدت سلمى وسائل بـینـنـا

یجار بها الهادي الخفـیف ذالذلـه وكم دون سلمى من عـدو وبـلـدة

رقیب یخافى شخصه ویضـائلـه یظل بهـا غـیر الـفـالة كـأنـه

ي اللیل جیبت سرابـلـهإذا قسور وما خلت سلمى قبلهـا ذات رجـلة

فهل غیر صید أحرزته حبـائلـه وقد ذهبت سلمى بعقـلـك كـلـه

بحب كلمع البرق الحت مخایلـه كما أحرزت أسماء قلب مـرقـش

بذلك عوف أن تصاب مقـاتـلـه وأنكح أسماء المـراذي یبـتـغـي

وأن هوى أسماء البـد قـاتـلـه فلـمـا رأى أن ال قـرار یقــره

على طرب تهوى سراعا رواحله ترحل من أرض العراق مـرقـش

ولم یدر أن الموت بالسرو عائلـه إلى السرو أرض ساقه نحوها الهوى

مسیرة شهـر دائب ال یواكـلـه أرض نـطـیة: فغودر بالـفـردین

وما كل ما یهوى امرؤ هو نائلـه فیا لك من ذي حاجة حیل دونـهـا

لذي البث أشقى من هوى ال یزایله ـقـوبة بـعـدهلعمري لموت ال ع

بأسماء إذ ال تستـفـیق عـواذلـه فوجدي بسلمى مثل وجد مـرقـش

أماطـلـه وعلقت من سلمى خیاال قضى نحبه وجدا علیهـا مـرقـش

: وقال طرفة أیضا - ١٦ -

أزم الشتاء ودوخلت حجره إني من الـقـوم الـذین إذا

فثنى قبیل ربیعهم قـرره الـبـیوت لـه یوما ودونیت

في المنقیات یقیمه یسـره رفعوا المنیح وكان رزقهـم

لما تتابع وجهة عـسـره شرطا قویما لیس یحبـسـه

ثمت تردد بینـهـم حـیره تلقى الجفان بكـل صـادقة

متحیرات بینـهـم سـؤره وترى الجفان لدى مجالسنـا

یصفر من أغرابها صقره لـبفكأنها عقرى لـدى قـ

غیث یصیب سوامنا مطره إنا لنعلـم أن سـیدركـنـا

بسعار موت ظاهر ذعره واذا المغیرة للهـیاج غـدت

من بعد موت ساقط أزره ولو وأعطونا الذي سـئلـوا

ضربا یطیر خالله شرره إنا لنكسوهم وان كـرهـوا

ألكفاء ندخرهوالحمد في ا ننـمـیه ونـتـلـده والمجد

عالت والمخذول ال نـدره نعفو كما تعفو الجیاد على ال

یصبح بریق مائه شجـره إن غاب عنه األقربون ولـم

یغنى نوائب ماجد عـذره إن التبالي في الـحـیاة وال

یوما یبین من الغنى فقـره كل امرئ فـیمـا ألـم بـه

: وقال طرفة أیضا - ١٧ -

سما حبق ثرب وهي حمراء حرجف ـغـیم أمـسـى كـأنـهإنا إذا ما ال

خالل البیوت والمنـازل كـرسـف وجاءت بصـراد كـأن صـقـیعـه

من الدفء والراعي لها متـحـرف وجاء قریع الشول یرقص قبـلـهـا

إلى الحي حتى یمرح المتـصـیف ترد العشار المنـقـیات شـظـیهـا

المـتـجـرف ویأوي إلینا األشعث رنـاتبیت إماء الحي تطـهـى قـدو

من الطعن نشاج مخل ومزعف ونحن إذا الخـیل زایل بـینـهـا

توالى صوان واألسنة ترعـف وجالت عذارى الحي شتى كأنهـا

وهم الدعاء المرهق المتلهـف ولم یحم فرج الحي إال ابن حـرة

ر المتعـرفومنا الكمي الصاب ففئنا غداة الغـب كـل نـقـیذة

وأنقذنها والعین بالماء تـذرف وكارهة قد طلقتها رمـاحـنـا

على بطل غادرنه وهو مزعف نرد النجیب في حـیازیم غـصة

: وقال أیضا - ١٨ -

قبل هذا الجیل من عهد أبـد وركوب تعزف الـجـن بـه

غرقت أوالجها غیر السـدد وضباب سفر الـمـاء بـهـا

في غثاء ساقه السیل عـدد الماء بـهـافهي موتى لعب

غیر مرباء وال جأب مكـد قد تبطنت بطـرف هـیكـل

غیر أنكاس وال وغل رفـد قائدا قـدام حـي سـلـفـوا

تترك الدنیا وتنمى للبـعـد نبالء السعي من جـرثـومة

وهم أنصار ذي الحلم الصمد یزعون الجهل في مجلسهـم

البتغاء المجد أو ترك الفنـد یفسحواحبس في المحل حتى

سادة الشیب، مخاربق المرد سمحاء القفر، أجواد الغـنـى

عنترة العبسي

ترجمة الشاعر

عنترة بن شداد العبسي أحد شعراء العرب وفرسانھم وأبطالھم ومن - ١ -

.أصحاب المعلقات

عبید وكان ھو أمھ كانت أمة حبشیة یقال لھا زبیبة، وكان لعنترة أخوة من أمھ

عبدا أیضا ألن العرب كانت ال تعترف ببني اإلماء إال إذا امتازوا على أكفائھم

.ببطولة أو شاعریة أو سوى ذلك

ولكن عنترة سرعان ما اعترف أبوه بھ لبسالتھ وشجاعتھ، وكان السبب في ذلك

أن بعض أحیاء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منھم فتبعھم العبسیون

العبد ال : فقال لھ. كر یا عنترة: لحقوھم فقاتلوھم وفیھم عنترة، فقال لھ أبوهف

فكر وقاتل یومئذ . كر وأنت حر: فقال. یحسن الكر إنما یحسن الحالب والصر

.فأبلى واستنقذ ما في أیدي القوم من الغنیمة، فادعاه أبوه بعد ذلك

ء، وخفاف بن ندبة عنترة وأمھ سودا: وعنترة أحد أغربة العرب، وھم ثالثة

.السلمى وأبوه عمیر وأمھ سوداء وإلیھا نسب، والسلیك بن السلطة السعدي

وكان عنترة من أشجع الفرسان وأجود العرب بما ملكت یداه وكان ال یقول من

الشعر إال البیتین والثالثة حتى سابھ رجل فذكر سواده وسواد أمھ وأنھ ال یقول

لناس لیترافدون الطعمة فما حضرت أنت وال أبوك وهللا إن ا: فقال عنترة. الشعر

وال جدك مرفد الناس وإن الناس لیدعون في الغارات فیعرفون بتسویمھم فما

رأیتك في خیل مغیرة في أوائل الناس قط، وإن اللبس لیكون بیننا فما حضرت

أنت وال أبوك وال جدك خطة فصل، وإني ألحضر اللبس وأوفي المغنم وأعف

ة وأجود بما ملكت یدي وأفصل الخطة الصماء وأما الشعر فستعلم، عند المسأل

: فكان أول ماقالھ معلقتھ المشھورة

أم هل عرفت الدار بعد توهم؟ هل غادر الشعراء من متـردم

وحضر عنترة حرب داحس والغبراء وحسن فیھا بالؤه وحمدت مشاھده

.م ٦١٥وعاش طویال حتى كبر ومات نحو سنة

نترة في شبابھ بنت عمھ عبلة وكان ذلك قبل أن یحرره أبوه ویدعیھ وقد عشق ع

فأبى عمھ أن یزوجھ ابنتھ وھو عبد فحفزه ذلك للمعال وعظائم األمور وھاج

ذلك من شاعریتھ فاجتمع لھ الشعر السلس القوي والشجاعة النادرة والمروءة

.المأثورة

: وكان عنترة ینوه عن نسبھ في شعره، من ذلك قولھ

شطري واحمي سائري بالمنصل ني امرؤ من خیر عبس منصبـاإ

مـخـول ألفیت خیرا من معمم واذا الكتیبة أحجمت وتالحـظـت

وقضى عنترة كل عمره في الحروب والقتال وقول الشعر فصارت العرب تعده

من فحول أبطالھا وأخذت تروى عند النوادر واألحادیث ومازالت الروایة بذلك

جیل إلى آخر ویزداد فیھا حتى صارت مع الزمان روایة كبیرة كتبت تنتقل من

أخیرا وتعرف اآلن بقصة عنترة بن شداد العبسي ویلتذ بقراءتھا إلى اآلن

.كثیرون من أھالي الشام ومصر

ویمتاز شعر عنترة بعذوبة األسلوب وسھولة اللفظ ورقة المعنى ومعلقتھ - ٢ -

اما وأبدعھا وصفا وأشدھا حماسة وفخرا ولھ من أجمل المعلقات وأكثرھا انسج

..حالوة الغزل ومتانة الفخر، ودیوانھ مطبوع ولكن أكثره منحول علیھ

: ومما سبق إلیھ ولم ینازع فیھ قولھ

شطري وأحمي سائري بالمنصل إني امرؤ من خیر عبس منصبـا

ألفیت خیرا من معمم مخول واذا الكتیبة أحجمت وتالحظت

: إقراطھ قولھومن

والطعن مني سابق اآلجال وأنا المنیة في المواطن كلها

: وكثیرا ما یتغنى في شعره بمكارم األخالق كقولھ

المأكـل حتى أنال به كریم ولقد أبیت على الطوى وأظله

: وقولھ

حتى توارى جارتي مـأواهـا وأغض طرفي ما بدت لي جارتي

: ومن محاسن شعره قولھ

المأكـل حتى أنال به كریم أبیت على الطوى وأظله ولقد

ما وصف لي أعرابي : "وأنشد رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم ھذا البیت، فقال

".قط فأحببت أن أراه إال عنترة

وقد أدركنا أكثر أھل : "قال. وعده صاحب الجمھرة ثاني أصحاب المجمھرات

سبعا ما ھن بدونھن ولقد تال ) تالسموط وھي المعلقا(العلم یقولون إن بعدھن

أصحابھم أصحاب األوائل فما قصروا وھن المجمھرات لعبید بن األبرص،

وعنترة بن عمرو وعدي بن زید ونشر بن أبي خازم وأمیة بن أبي الصلت

.وخداش بن زھیر والنمر بن تولب

.وذكره أبو عبیدة في الطبقة الثالثة من الشعراء

یقول من الشعراء إال البیت والبیتین والثالثة حتى سابھ ویقول ابن قتیبة وكان ال

رجل من قومھ فذكر سواده وسواد أمھ وغیره ذلك، وأنھ ال یقول الشعر فقال

عنترة وهللا إن الناس لیترافدون الطعمة فما حضرت أنت وال أبوك وال جدك

تك في مرفد الناس قط وإن الناس لیدعون في الغارات فیعرفون بتسویمھم فما رأی

خیل مغیرة في أوائل الناس قط وإن اللبس لیكون بیننا فما حضرت أنت وال

أبوك وال جدك حطة فصل وإنما أنت فقع بقرقر وإني ألحتضر البأس وأوفى

المغنم وأعف عن المسألة وأجود بما ملكت یدي وأفضل الخطة الصماء وأما

.الشعر فستعلم

.ردم وكانت العرب تسمیھا المذھبةھل غادر الشعراء من مت: فكان أول ما قال

المختار من شعر عنترة العبسي

: قال عنترة العبسي - ١ -

أم هل عرفت الدار بعد توهـم هل غادر الشعراء من مـتـردم

حتى تكلـم األصـم األعـجـم أعیاك رسم الدار لـم یتـكـلـم

أشكو إلى سفـع رواكـد جـم ولقد حبست بها طویال نـاقـتـي

وعمي صباحا دار عبلة واسلمي ا دار عبلة بالجواء تـكـلـمـيی

طوع العناق لذیذة المتـبـسـم دار آلنسة غضیص طـرفـهـا

فدن، ألقضي حاجة المتـلـوم فوقفت فیها ناقـتـي وكـلـهـا

بالحزن فالصمان فالمتـثـلـم وتحل عبلة بالجـواء وأهـلـنـا

أقوى وأقفر بعد أم الـهـیثـم حییت من طلل تـقـادم عـهـده

عسرا علي طالبك ابنة مخـوم حلت بأرض الزائرین فأصبحـت

زعما لعمر أبیك لیس بمزعـم علقتها عرضا وأقتل قـومـهـا

مني بمنزلة المحب المـكـرم ولقد نزلت فال تظـنـي غـیره

بعنیزتین وأهلنـا بـالـغـیلـم كیف المزار وقد تربع أهلـهـا

زمت ركابكم بلـیل مـظـلـم ن كنت أزمعت الفراق فإنـمـاإ

وسط الدیار تسف حب الخمخم ما راعني إال حمولة أهـلـهـا

سودا كخافیة الغراب األسحـم فیها اثنتان وأربـعـون حـلـوبة

عذب مقبله لذیذ الـمـطـعـم إذ تستبیك بأصـلـتـي نـاعـم

من الغزالن لیس بـتـوءمرشإ وكأنما نظرت بـعـینـي شـادن

سبقت عوارضها إلیك من الفـم وكأن فارة تـاجـر بـقـسـیمة

غیث قلیل الدمن لیس بمعـلـم أو روضة أنفا تضمن نبـتـهـا

فتركن كل حدیقة كـالـدرهـم جادت علیهـا كـل عـین ثـرة

یجري علیها الماء لم یتـصـرم سحا وبسكابـا فـكـل عـشـیة

هزجا كفعل الشارب المترنـم باب بها یغـنـي وحـدهفترى الذ

فعل المكب على الزناد األجـذم غردا یسـن ذراعـه بـذراعـه

وأبیت فوق سراة أدهم ملـجـم تمسي ویصبح فوق ظهر حشـیة

نهد مراكله نبـیل الـمـحـزم وجشیتي سرج على عبل الشـوى

الشراب مصـرم لعنت بمحروم هل تبلغـنـي دارهـا شـدنـیة

تطس اإلكام بكل خف مـثـیم خطـارة غـب الـسـرى زیافة

بقریب بین المنسمین مصـلـم وكأنما أقـص اإلكـام عـشـیة

حزق یمانیة ألعجم طـمـطـم یأوي إلى حزق النعام كمـا أوت

زوج على حرج لهن مـخـیم یتبـعـن قـلة رأسـه وكـأنـه

األصلم كالعبد ذي الفرو الطویل صعل یعود بذي العشیرة بیضـه

زوراء تنفر عن حیاض الـدیلـم شربت بماء الدحرضین فأصبـحـت

وحشي من هزج العشـي مـؤوم وكأنما تنأى بـجـانـب دفـهـا ال

غضبى اتقاها بالـیدین وبـالـفـم هر جنیب كلمـا عـطـفـت لـه

ئم الـمـتـخـیمسندا ومثل دعـا أبقى لها طول السفار مـقـرمـدا

بركت على قصب أجش مهضـم بركت على ماء الـرداع كـأنـمـا

حش القیان به جوانـب قـمـقـم وكأن ربـا أو كـحـیال مـعـقـدا

زیافة مثل الفـنـیق الـمـقـرم ینباع من ذفرى غضـوب جـسـرة

طب بأخذ الفارس المـسـتـلـم إن تغد في دوني القنـاع فـإنـنـي

سمح مخالقـتـي إذا لـم أظـلـم علي بما علـمـت فـإنـنـيأثنى

مر مذاقته كطـعـم الـعـلـقـم فإذا ظلمت فإن ظلـمـي بـاسـل

ركد الهواجر بالمشوف المعـلـم ولقد شربت من المدامة بـعـدمـا

قرنت بأزهر في الشمال مـقـدم بزجـاجة صـفـراء ذات أســرة

مالي، وعرضي وافر لـم یكـلـم ـكفإذا شربت فإنني مـسـتـهـل

وكما علمت شمائلي وتـكـرمـي واذا صحوت فما أقصر عـن نـدى

تمكو فریصته بـشـدق األعـلـم وحلیل غانـیة تـركـت مـجـدال

ورشاش نافذة كلـون الـعـنـدم عجلت یداي له بـمـارق طـعـنة

لم تعـلـمـيإن كنت جاهلة بما هال سألت القـوم یا ابـنة مـالـك

نهد تعاوره الـكـمـاة مـكـلـم إذ ال أزال علـى رحـالة سـابـح

یأوي إلى حصد القسي عـرمـرم طورا یعرض للـطـعـان وتـارة

أغشى الوغى وأعف عند المغنـم یخبرك من شهد الـوقـائع أنـنـي

ویصدني عنها الحیا وتـكـرمـي فأرى مغانم لـو أشـاء حـویتـهـا

ال ممعن هربا وال مسـتـسـلـم ج كـره الـكـمـاة نـزالـهومدج

بمثقف صدق الكعـوب مـقـوم جادت یداي له بعـاجـل طـعـنة

باللیل معتس السـبـاع الـضـرم برحیبه الفرغین یهدي جـرسـهـا

لیس الكریم على القنا بـمـحـرم كمشت بالرمح الـطـویل ثـیابـه

ما بین قلة رأسه والـمـعـصـم ـنـهوتركته جزر السـبـاع ینـش

بالسیف عن حامي الحقیقة معلـم ومشك سابغة هتكـت فـروجـهـا

هتاك غایات الـتـجـار مـلـوم ربـذ یداه بـالـقـداح إذا شـتــا

یحذى نعال السبت لـیس بـتـوءم بطل كـأن ثـیابـه فـي سـرحة

ـغـیر تـبـسـمأبدى نواجـذه ل لمـا رآنـي قـد قـصـدت أریده

بمهند صافي الـحـدیدة مـخـذم فطعنته بالـرمـح ثـم عـلـوتـه

خضب اللبان ورأسه بالعـظـلـم عهدي به شد الـنـهـار كـأنـمـا

حرمت علي ولیتها لـم تـحـرم یا شاة ما قنص لمـن حـلـت لـه

فتحسسي أخبارها لـي واعـلـي فبعثت جاریتي فقلت لهـا اذهـبـي

والشاة ممكنة لمن هـو مـرتـم ت رأیت مـن األعـادي غـرةقالـ

رشاء من الغـزالن حـر أرثـم وكأنما التـفـتـت بـجـید جـدایة

والكفر مخبثة لنفس الـمـنـعـم نبئت عمرا غیر شاكر نـعـمـتـي

إذ تقلص الشفتان عن وضح الفـم ولقد حفظت وصاة عمي بالضـحـا

غمراتها األبطال غیر تغـمـغـم تشتـكـي في حومة الموت التي ال

عنها ولم أني تضایق مـقـدمـي إذ یتقـون بـي األسـنة لـم أخـم

یتذامرون كررت غـیر مـذمـم لما رأیت القوم أقبل جـمـعـهـم

أشطان بئر في لـبـنـان األدهـم یدعون عنتر والـرمـاح كـأنـهـا

ه، حتى تـسـربـل بـالـدمولبان مازلت أرمیهم بـثـغـرة نـحـره

وشكا إلي بعبـرة وتـحـمـحـم فازور من وقع القنـا بـلـبـانـه

أو كان یدري ما جواب تكلـمـي لو كان یدري ما المحاورة أشتكـي

ما بین شیظمة وأجـرد شـیظـم والخیل تقتحم الخـیار عـوابـسـا

تـر أقـدمقیل الفوارس ویك عنـ ولقد شفى نفسي وأبرأ سـقـمـهـا

قلبي، وأحفـزه بـرأي مـبـرم ذلل جمالي حیث شئت مـشـایعـي

ما قد علمت وبعض مالم تعلمـي إني عداني أن أزورك فاعـلـمـي

وزرت جواني الحرب من لم یجرم حالت رماح أنني بغـیض دونـكـم

حتى اتقتني الخیل یا بنـي حـذیم ولقد كررت المهر یدمـى نـحـره

للحرب دائرة على ابني ضمضـم یت بأن أمـوت ولـم تـدرولقد خش

والناذرین إذا لم ألقـهـمـا دمـي الشاتمي عرضي ولم أشتمـهـمـا

جزرا لخامعة ونسـر قـشـعـم إن یفعال فلقد تـركـت أبـاهـمـا

تحلیل القصیدة

م أحد فرسان العرب وأبطالھا ٦١٥عنترة بن عمرو بن شداد العبسي - أ

وكان ال یقول من الشعر إال البیتین أو الثالثة، . رائھا، كان عبدا أسودوشع

فقال . فخاصمھ رجل وعیره بسواده وسواد أمھ وسوى ذلك وأنھ ال یقول الشعر

وهللا إن الناس لیترافدون الطعام فما حضرت أنت وال أبوك وال جدك : عنترة

بتسویمھم فما رأیتك مرفد الناس قط، وإن الناس لیدعون في الغارات فیعرفون

في خیل مغیرة في أوائل الناس قط، وإن اللبس لیكون بیننا فما حضرت أنت وال

وإني ألحضر البأس وأوفى المغنم، وأعف عن . أبوك وال جدك خطة فصل

. المسألة، وأجود بما ملكت یدي، وأفصل الخطة الصماء، وأما الشعر فستعلم

: فغاب حینا وعاد إلیھ فأنشده معلقتھ

أم هل عرفت الدار بعد توهم هل غادر الشعر من مـتـردم

.وكان العرب تسمیھا الذھبیة. وھي أجود شعره

وشجاعة عنترة وبسالتھ دفعت أباه إلى أن یستلحقھ بنسبھ، وإلى أن یزوجھ عمھ

ابنتھ عبلة، وكان فارس داحس والغبراء، كما كان فارس عبس، وأحد أغربة

.العرب المشھورین

ھي إحدى المعلقات السبع، ومن روائع الشعر - ١: حلیل ونقد للمعلقةت - ب

: العربي القدیم مطلعھا

أم هل عرفت الدار بعد توهم هل غادر الشعراء من متـردم

وتمتاز بالسھولة واللین البادیین فیھا، والذین قلما یوجدان في الشعر - ٢

لة واضحة جلیة، سھلة اللفظ، النجدي القدیم، والذین ال یخلوان من فخامة وجزا

قریبة المعنى، لیس بینھا وبین النفس حجاب من ھذه الجزالة التي تكاد تبلغ

الغرابة، وإنما تسیر في سھولة ویسر، وترتفع عن اإلسفاف واالبتداء دون تورط

في الغلظة واإلغراب، وعنترة فیھا رقیق في غزلھ واإلشادة ببطولتھ، بل ھو

: ألیس ھو الذي یقول. عدائھرقیق في حدیثھ عن أ

لیس الكریم على القنا بمحرم فشككت بالرمح األصم ثیابـه

بل ھو رقیق على فرسھ، یألم أللمھ، ویشقى لشقائھ، ویرى بكاءه، ویسمع

: توجعھ حین تعبث بھ رماح األعداء

وشكا إلى بعبرة وتحـمـحـم فازور من وقع القنا بلـبـانـه

مكلـمـي ولكان لو علم الكالم اورة اشتكىلو كان یدري ما المح

وعنترة ال تنتھي بھ الرقة إلى الضعف، كما ال تنتھي بھ الشدة إلى العنف، وكما ال ینتھي بھ السكر إلى ما یفسد األخالق والمروءة، أو الصحو إلى التقصیر والعیب والبخل، وھو

صف من أخالقھ ما یشرف مقدم إذا كانت الحرب عفیف إذا قسمت الغنائم، یحاول أن یوكما : "بھ الرجل العربي الكریم، مما یستغنى عن اإلبانة عنھ، فیقول ھذه الكلمة الرائعة

".علمت شمائلي وتكرميالمعلقة تصویر واضح لنفسیة الشاعر ومشاعره وحیاتھ وعواطفھ وبطولتھ وقوتھ وبأسھ

.ا تمام التصویرونضالھ لألعداء، وال عجب فھي تنبع من نفسھ وحیاتھ وتصورھمولو لم نعرف عنترة أو نسمع بأخباره وحیاتھ، لعرفناه من معلقتھ بطال مقداما، وشجاعا فارسا، وعربیا كریم الخلق، رقیق العاطفة، حار الشعور، یضع روحھ في كفھ، ویبذلھا

.مضحیا في سبیل كرامتھ وشرفھ وبطولتھالدیار كما ذكروھا، ووصف الناقة وقد سار فیھا على نھج غیره من الشعراء فذكر - ٣

.كما وصفوھا، وافتخر بالكرم والنجدة والبطولةوفیھا معان قلما انتھى إلى مثلھا غیر عنترة من الشعراء ولم یخطئ ابن سالم حین قال

إن ھذه القصیدة نادرة فھي نادرة حقا، وكأنھا طائفة من األنغام الموسیقیة الكثیرة االختالف، وفیھا نغمة واحدة متصلة منذ بدء القصیدة إلى نھایتھا المختلفة فیما بینھا أشد

وھذه النغمة التي . تظھر واضحة حینا، وتحسھا النفس وإن لم تسمعھا األذن حینا آخرتكون وحدة ھذه القصیدة كما كونت الوحدة في معلقة لبید ھي حدیث الشاعر إلى

ولكن بین ھذه النغمة في . یدةصاحبتھ واستحضار صورتھا في الفسة منذ بدء القصقصیدة عنترة وقصیدة لبید فرقا واضحا جدا، فھي في قصیدة عنترة حلوة رقیقة تمازج

النفس فتمتزج بھا ألن عنترة فیما یظھر كان حلو النفس، رقیق القلب، قوي العاطفة، جاءه ذلك من أنھ عز بعد ذلة، وتحرر بعد رق، فھو قد شقي في صباح وطفولتھ،

. حتمل األذى في شبابھ والذل الذي یمتزج بالنفس فیصفي عواطفھا ویلطف حدتھاواعلى حین نجد ھذه النغمة عند لبید غلیظة خشنة، لبید یتحدث عن صاحبتھ في أول

القصیدة ویذكرھا أثناءھا ولكنھ لیس متھالكا علیھا وال متحرجا من الصد عنھا، فھو : أما عنترة فیقول. جریبادل القطیعة بالقطیعة والھجر بالھ

مني بمنزلة المحب المكرم ولقد نزلت تالفظني غـیره

وفیھا عدة تشبیھات رائقة، كتشبیھ الظلیم وقد تبعتھ النعام بالعبد األسود وقد - ٤

: ثابت إلیھ اإلبل

حزق بجانبه ألعجم طمطم تأوي له قلص النعام كما أوت

ھ النقاد من القدماء ویحبونھ، في األبیات ومثل ھذا التشبیھ الرائع الذي یعجب ب

التي وصف فیھا ثغر صاحبتھ بالجمال وطیب النشر فذكر فأرة المسك وذكر

الروضة األنف التي ألح علیھا الغیث حتى زكا نبتھا وكثر فیھا الذباب مبتھجا

: نشوان مترنما

سبقت عوارضها إلیك من الفم وكأن فأرة تاجـر بـقـسـیمة

غیت قلیل الدمن لیس بمعلـم أنفا تضمن نبتـهـا أو روضة

فتركن كل قرارة كالدرهـم جادت علیه كل بـكـر حـرة

یجري علیها الماء لم یتصـرم سحا وتسكابا فـكـل عـشـیة

غردا كفعل الشارب المترنـم وخال الذباب فیها فلیس ببـارح

جذمقدح المكب على الزناد األ هزجا یحك ذراعه بـذراعـه

وكثیر جدا من أبیات ھذه المعلقة قد ظفر بحظ كبیر من اإلیجاز واالمتالء - ٥

والبراءة من اللغو والفضول، حتى جرى مجرى األمثال، فأي الناس ال یتمثل

: قولھ

مالي وعرضي وافر لم یكلـم واذا شربت فإنني مستـهـلـك

ميوكما علمت شمائلي وتكر واذا صحوت فما أقصر عن ندى

: أو قولھ

أغشى الوغى وأعف عند المغنم ینبئك من شهد الوقـیعة أنـنـي

: أو قولھ

للحرب دائرة على ابني ضمضم ولقد خشیت بأن أموت ولم تـدر

دمـي والناذرین إذا لقیتهـمـا الشاتمي عرضي ولم أشتمهـمـا

: مما احتذاه جمیل فقال

بقتلي یا بثین لقونـي وهموا ولیت رجاال فیك قد نذر وأدمى

: أو قولھ

جزر السباع وكل نسر قشعم إن یفعال فلقد تركت أباهمـا

وجل ھذه القصیدة یجري مجرى المثل وینشد على اختالف العصور والبیئات

فال یمل إنشاده وال تحس النفس نوا عنھ، أو نفورا منھ، وإنما تحس . والظروف

مرآة صافیة صادقة لكل نفس كریمة ولكل كأنھا تجري فیھ أو كأن ھذا الشعور

.قلب ذكي، ولكل خلق نقي

ذلك ألن عنترة بحیاتھ وشخصیتھ ومشاعره وعواطفھ وآمالھ وآالمھ كان كأنما

یتحدث عن النفوس ویصف حیاة الناس، ویأخذ من تجاربھ وخبرتھ ومن فراستھ

مادة بیانھ وذكائھ أسالیبھ وصوره ویستمد من إلمامھ بالحیاة ومعرفتھ ببیئتھ

.وشعوره وشعره

فعنترة في معلقتھ شاعر یتحدث عن البطولة في البدایة وعن المجتمع الذي كان

یعیش فیھ وعن الحیاة التي كان یتأثر بھا وعن عواطف الشاعر وعن دخائل

.نفسھ حدیث المصور الماھر والشاعر العبقري

الوقوف عنده ونفكر فیھ وبعد، فكل ما في المعلقة جید وكل أبیاتھا خلیق أن نطیل

.واإلعجاب بھ، كما یقول الدكتور طھ حسین

.وفنون المعلقة كثیرة) ج(

بدأھا عنترة بالغزل في ابنة عمھ عبلة ومخاطبة دارھا ذات الذكریات - ١

: الجمیلة، قال

أم هل عرفت الدار بعد توهـم هل غادر الشعراء من مـتـردم

عمي صباحا دار عبلة واسلميو یا دار عبلة بالجواء تـكـلـمـي

بالحزن فالصمان فالمتـثـلـم وتحل عبلة بالجـواء وأهـلـنـا

أقوى وأقفر بعد أم الـهـیثـم حبیت من طلل تـقـادم عـهـده

: واسنطرد إلى وصف الروضة - ٢

غیث قلل الدمن لیس بمعلـم أو روضة أنقا تضمن نبتـهـا

كل قرارة كالدرهـم فتركن جادت علیه كل بـكـر حـرة

غردا كفعل الشارب المترنم وخال الذباب بها فلیس ببـارح

قدح لمكب على الزناد األجذم هزجا یحك ذراعه بـذراعـه

: ثم یصف ناقتھ في أبیات كأبیات طرفة تمتاز بالغرابة - ٣

لعنت بمحروم الشراب مصرم هل تبلغنـي دارهـا شـدنـیة

: وشجاعتھثم یفتخر بنفسھ - ٤

سهل مخالطتي إذا لم أظـلـم أثنى علي بما علمت فـإنـنـي

مر مذاقته كطعم العـلـقـم فإذا ظلمت فإن ظلمي بـاسـل

مالي، وعرضي وافر لم یكلم واذا شربت فإنني مستـهـلـك

وتكرمي وكما علمت شمائلي واذا صحوت فما أقصر عن ندى

: یقولویستمر في التنویھ بشجاعتھ إلى أن

مني وبیض الهند تقطر من دمي ولقد ذكرتك والرمـاح نـواهـل

لمعت كبارق ثغرك المتبـسـم فوددت تقبیل الـسـیوف ألنـهـا

یتذامرون كررت غیر مذمـم لما رأیت القوم أقبل جمـعـهـم

أشطان بئر في لبـان األدهـم یدعون عنتر والرماح كـأنـهـا

ولبانه حتى تسـربـل بـالـدم نـحـرةمازلت أرمیهم بثغـرة

وشكا إلى بعیرة وتحـمـحـم فازور من وقع القنا بلـبـانـه

ولكان لو علم الكالم مكلـمـي لو كان یدري ما المحاورة اشتكى

ویك عنتر أقـدم: قیل الفوارس ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمـهـا

دمھ وتربصا لھ ألنھ قتل ثم یختمھا بتھدید ابني ضمضم، وكانا قد نذرا - ٥

: قال. أباھما في الحرب

للحرب دائرة على ابني ضمضم ولقد خشیت بأن أموت ولم تـدر

والناذرین إذا لم ألقهمـا دمـي الشاتمي عرضي ولم أشتمهـمـا

جزر السباع وكل نسر قشعـم إن یفعال فلقد تركت أبـاهـمـا

: وقال عنترة یذكر یوم الفروق - ٢ -

وقاتل ذكراك السنـین الـخـوالـیا قاتل اهللا الـطـلـول الـبـوالـیا أال

إذا ما هو احلولـى أال لـیت ذالـیا وقولك للشـيء الـذي ال تـنـالـه

نطرف عنها مشعـالت غـواشـیا ونحن منعنا بالـفـروق نـسـاءنـا

الـیانزایلكم حتى تـهـزوا الـعـو حلفنا لهم والخیل تردى بـنـا مـعـا

هریر الكالب ینـقـین األفـاعـیا عوالـي زرقـا مـن رمـاح ردینة

على رمة من العـظـام تـفـادیا تفادیتم أسـتـاه نـیب تـجـمـعـت

بقیتنـا لـو أن لـلـدهـر بـاقـیا ألم تعلـمـوا أن األسـنة أحـرزت

على مرشقات كالظبـاء عـواطـیا أبـینـا أن تـضـب لـثـاتـكــم

أال من ألمر حـازم قـد بـدا لـیا وقلت لمن أحضر الموت نـفـسـه

سوابقها وأقبلـوهـا الـنـواصـیا وقلت لهم ردوا المغیرة عـن هـوى

وال كشفـا وال دعـینـا مـوالـیا فما وجـدونـا بـالـفـروق أشـابة

رؤوس نسـاء ال یجـدن فـوالـیا وانا نقود الخیل حـتـى رؤوسـهـا

أرى الدهر ال ینجي من الموت ناجیا لوا إلى ما تعلـمـون فـإنـنـيتعا

: وقال عنترة أیضا في یوم عراعر - ٣ -

شفى سقما لو كانت النفس تشتـفـي أال هـل أتـاهـا أن یوم عـراعــر

بأرعـن ال خـل وال مـتـكـشـف فجئنا على عمیاء ما جـمـعـوا لـنـا

على ظهر مقضي من األمر محصف ـیاضـهـمتماروا بنـا إذ یمـدرون ح

بغیة موت مسبل الـودق مـزعـف وما نذروا حتى غـشـینـا بـیوتـهـم

وخرصان لدن السمهري المثـقـف فظلنا نكـر الـمـشـرفـیة فـیهـم

بأسیافنـا والـقـرح لـم یتـقـرف عاللـتـنـا فـي كـل یوم كــریهة

قیاما بأعضاد السراء الـمـعـطـف ونـاأبینا فال نعـطـى الـسـواء عـد

وسهم كسیر الحمـیري الـمـؤنـف بكل هتـوف عـجـسـهـا رضـوبة

فإن لنـا بـرحـرحـان وأسـقـف فإن یك عز فـي قـضـاعة ثـابـت

لواء كظل الطائر الـمـتـصـرف كتائب شـهـبـا فـوق كـل كـتـیبة

بـرد مـن یمـان مـفـوفشقیقة وغادرن مسـعـودا كـأن بـنـحـره

: وقال عنترة أیضا یھجو عمارة بن زیاد - ٤ -

لتقتلني، فـهـأنـذا عـمـار أحولي تنفض استك مذرویهـا

روانف إلیتیك وتسـتـطـارا ومتى ما تلقني فردین ترجـف

أشاجع ال ترى فیها انتشـارا وسیفي صارم قبضت عـلـیه

ي ال أفل وال فـطـاراسالح وسیفي كالعقیقة وهو كمـعـي

ترى فیها عن الشرع ازورارا وكالورق الخفاف وذات غرب

تخال سنانه بـالـلـیل نـارا ومطرد الكعوب أحض صـدق

إذا دانیت بي األسل الحـرارا ستعلم أینـا لـلـمـوت أدنـى

یمیل إذا عدلت به الـشـوارا ومنجوب له منـهـن صـرع

إذا أصحابـه ذمـروه سـارا یحأقل علیك ضـرا مـن قـر

علیها األسد تهتصر اهتصارا وخیل قد زحفت لهـا بـخـیل

: وقال عنترة أیضا - ٥ -

وأمسى حبلها خلق الرمـام نأتك رقاش إال عـن لـمـام

لدى الطرفاء عند ابني شمام وما ذكرى رقاش إذا استقرت

ـامتبیض به مصاییف الحم ومسكن أهلها من بطن جزع

على أقتاد عوج كالسـمـام ووقفت وصحبتي بأرینبـات

تحل شواحطا جنح الظـالم فقلت تبینوا ظعـنـا أراهـا

لما منتك تغـریرا قـطـام وقد كذبتك نفسك فاكذبنـهـا

وقد همت بإلقاء الـزمـام ومرقصة رددت الخیل عنها

داموقد قرع الرجائز بالخـ فقلت لها اقصري منه وسیرى

قالئده سبائب كـالـقـرام أكر علیهم مهري كـلـیمـا

توارثها منازیع الـسـهـام كأن دفوف مرجع مرفـقـیه

بقارحه على فأس اللـجـام تقعس وهو مضطمر مضـر

أبوه وأمـه مـن آل حـام یقدمه فتى من خیر عـبـس

: وقال عنترة - ٦ -

للكیك وبین ذات الـحـرمـلبین ا طال الثواء على رسـوم الـمـنـزل

أسل الدیار كفعل مـن لـم یذهـل فوقفت في عرصاتـهـا مـتـحـیرا

والرامسات وكل جـون مـسـبـل لعبت بها األنـواء بـعـد أنـیسـهـا

ذرفت دموعك فوق ظهر المحمـل أفمـن بـكـاء حـمـامة فـي أیكة

لـم تـوصـل منه عقائد سلـكـه كالدر أو فضض الجمان تقـطـعـت

ودعاء عبس في الوغى ومحـلـل لما سمـعـت دعـاء مـرة إذ دعـا

وبكل أبیض صـارم لـم ینـحـل نادیت عبسا فاستجـابـوا بـالـقـنـا

بالمشرفي وبـالـوشـیج الـذبـل حتى استباحـوا آل عـوف عـنـوة

شطري، وأحمي سائري بالمنصـل إني امرؤ من خیر عبس منـصـبـا

أشدد، وان یلفوا بـضـنـك أنـزل ن یلحقوا أكرر، وان یستلـحـمـواإ

ویفر كل مضلـل مـسـتـوهـل حین النزول یكون غـایة مـثـلـنـا

حتى أنال بـه كـریم الـمـأكـل ولقد أبیت على الـطـوى وأظـلـه

ألفیت خیرا مـن مـعـم مـخـول واذا الكتیبة أحجمـت وتـالحـظـت

فرقت جمعهم بطـعـنة فـیصـل م والـفـوارس أنـنـيوالخیل تعلـ

وال أركـل بـالـرعـــیل األول إذ ال أبادر في المضـیق فـوارسـي

یوم الهیاج وما غـدوت بـأعـزل ولقـد غـدوت أمـام رایة غـالـب

أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل بكرت تخوفني الحتـوف كـأنـنـي

البد أن أسقى بكـاس الـمـنـهـل ـهـلفأجبتـهـا إن الـمـنـیة مـن

أني امرؤ سأمـوت إن لـم أقـتـل فاقني حیاءك ال أبالـك واعـلـمـي

مثلي إذا نزلوا بضنـك الـمـنـزل إن المنیة لـو تـمـثـل مـثـلـت

تسقى فوارسها نقیع الـحـنـظـل والخیل ساهمة الـوجـوه كـأنـمـا

بعد الكریهة لیتـنـي لـم أفـعـل لواذا حملت على الكـریهة لـم أقـ

عاري األشاجع شاحب كالمنـصـل عجبت عبیلة من فـتـى مـتـهـذل

لم یدهـن حـوال ولـم یتـرجــل شعث المفارق منـهـج سـربـالـه

وكذاك كل مغاور مـسـتـبـسـل ال یكتسي إال الحـدید إذا اكـتـسـى

لحدید بجـلـده لـم یغـسـلصدأ ا قد طال مالبـس الـحـدید فـإنـمـا

ال خیر فیك كأنهـا لـم تـحـفـل فتضاحكت عجـبـا وقـالـت قـولة

عن ماجد طلق الـیدین شـمـردل فعجبت منها كیف زلـت عـینـهـا

في البصیرة نظـرة الـمـتـأمـل ال تصرمیني یا عـبـیل وراجـعـي

ین المـجـتـلـيوأقر في الدنیا لع فلرب أملح منـك دال فـاعـلـمـي

من ودها وأنا رخـي الـمـطـول وصلت حبالي بـالـذي أنـا أهـلـه

بالنفس ماكادت لعمرك تتـجـلـى یا عبل كم من غمـرة بـاشـرتـهـا

لسلوت بعد تخـضـب وتـكـحـل فیها لـوامـع لـو رأیت ذهـاءهـا

لغرضا ألطراف األسـنة ینـحـ إما تریني قد نـحـلـت ومـن یكـن

ضخم على ظهر الجواد مـهـبـل فلرب أبلج مـثـل بـعـلـك بـادن

والقوم بـین مـجـرح ومـجـدل غادرتـه مـتـعـفـرا أرصـالـه

بالمشـرفـي وفـارس لـم ینـزل فیهـم أخـو ثـقة یضـارب نـازال

وسیوفنا تخلى الرقاب فتخـتـلـي ورماحنا تكف النـجـیع صـدورهـا

تلقى السیوف بها رؤوس الحنظـل الـصـعـید كـأنـهـاوالهام تندر ب

متسربال والسیف لـم یتـسـربـل ولقد لقـیت الـمـوت یوم لـقـیتـه

إال المجن ونصل أبیض مفـصـل فرأیتنا مـا بـینـنـا مـن حـاجـز

وأقول ال تقطع یمـین الـصـیقـل ذكر أشق به الجماجم فـي الـوغـى

بمقلص نهد الـمـراكـل هـیكـل عـالـهـاولرب مشعلة وزعـت ر

متقلب عبثا بفـأس الـمـسـحـل سلس الـمـعـذر الحـق أقـرابـه

ملساء یغشاها المسیل بـمـحـفـل نهد القطاة كأنـهـا مـن صـخـرة

جذع أذل وكـان غـیر مـذلــل وكأن هـادیه إذا اسـتـقـبـلـتـه

انا مـولـجـین لـجـیئلسربان ك وكأن مخرج روحـه فـي وجـهـه

ونزعت عنه الـجـل مـتـنـا ایل وكـأن مـتـنـیه إذا جـردتـــه

صم النسور كأنهـا مـن جـنـدل وله حوافر مـوثـق تـركـیبـهـا

مثل الرداء على الغني المفضل وله عسیب ذو سبـیب سـابـغ

قبالء شاخصة كعین األحـول سلس العنان إلى القتال فعـینـه

بالنكل مشیة شارب مستعجـل وكأن مشیته إذا نـهـنـهـتـه

فیها وأنقض انقضاض األجدل فعلیه أقتحم الهیاج تـقـحـمـا

: وقال عنترة - ٧ -

وجرى بینهم الغراب األبقـع ظعن الذین فراقهـم أتـوقـع

جلمان، باألحبار هش مولـع خرق الجناح كأن لحي رأسـه

أبدا، ویصبح واحدا یتفـجـع ـشـهفزجرتـه أال یفـرخ ع

قد أسهروا لیلى التمام فأوجعوا إن الذین نعبت لي بفـراقـهـم

فیها الفوارس حاسر ومقنـع ومغیرة شـعـواء ذات أشـلة

أفخاذهن كلهـن الـخـروع فزجرتها عن نسوة من عامـر

ال ینجني منها الفرار األسرع وعرفت أن منیتي إن تأتـنـي

ترسو إذا نفس الجبان تطلـع برت عارفة لـذلـك حـرةفص

: قال عنترة أیضا - ٨ -

كرجع الوشم في رسغ الهـدي أال یا دار عـبـلة بـالـطـوى

فأهداها ألعجم طـمـطـمـي كوحي صحائف من عهد كسـرى

بنو جرم لحرب بـنـي عـدي أمن رو الحوادث یوم تـسـمـو

خفیا غیر صوت المـشـرفـي یهمإذا اضطربوا سمعت الصوت ف

بطعن مثل أشطـان الـركـي وغیر نوافذ یخرجـن مـنـهـم

سالمـیوهـم والـجـرولـي وقد خذلتهم ثعـل بـن عـمـرو

: وقال عنترة أیضا - ٩ -

لو أن ذا منك قبل الـیوم مـعـروف أمن سهـیة دمـع الـعـین مـذروف

ظبي بعسفان ساجي الطرف مطروف كأنها یوم صـدت مـا تـكـلـمـنـي

كأنهـا صـم یعـتـاد مـعـكـوف تجللتني إذ أهوى العـصـا قـبـلـي

فهل عذابك عني الـیوم مـصـروف المال مالـكـم والـعـبـد عـبـدكـم

تخرج منها الطواالت السـراعـیف تنسى بالئي إذا مـا غـارة لـفـحـت

لماء تركضها المرد الـغـطـاریفبا یخرجن منها وقد بـلـت رحـائلـهـا

تصفر كف أخیها وهـو مـنـزوف قد أطعن الطعنة النجالء عن عـروض

فیه تـفـرق ذو إلـف ومـألـوف الشك للمرء أن الـدهـر ذو خـلـف

: وقال عنترة أیضا - ١٠ -

فیكون جلدك مثل جلد األجرب ال تذكري مهري وما أطعمتـه

فتأوهي ماشئت ثم تحـوبـي وءةإن الغبوق له وأنت مـسـ

إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي كذب العتیق وماء شـن بـارد

إن یأخذوك، تكحلي، وتخضبي إن الرجال لهـم إلـیك وسـیلة

وابن النعامة عند ذلك مركبي ویكون مركبك القعود وزحلـه

أقرن إلى شر الركاب وأجنب وأنا امرؤ إن یأخذوني عـنـوة

هذا غبار ساطع فـتـلـبـب اذر أن تقول ظعـینـيإني أح

: وقال عنترة أیضا - ١١ -

صبر على التكرار والكلـم وفوارس لي قد علمـتـهـم

یتوقدون توقـد الـفـحـم یمشون والماذي فـوقـهـم

حر أغر كـقـوة الـرئم كم من فتى فیهم أخـي ثـقة

دن البـرمسود الوجوه كمع لیسوا كأقوام علـمـتـهـم

والبقع أستاهـا بـنـو ألم عجلت بنو شیبان مـدتـهـم

وبدا لنا أحواض ذي الرضم كنا إذا نفر المـطـي بـنـا

نختار بین القتل والغـنـم نعدى فنطعن في أنوفـهـم

غدر الحلیف نمور بالخطم إنا كـذلـك یا سـهـى إذا

قـدمبین الضلوع كطرة ال وبكل مرهقة لـنـا نـفـذ

: وقال عنترة أیضا - ١٢ -

عصائب طیر ینتحین لمـشـرب كأن الـسـرایا بـین قـو وقـارة

قرائب عمرو وسط نوح مسلـب وقد كنت أخشى أن أموت ولم تقـم

تردیهم من حالق مـتـصـوب شفى النفس مني أو دنا من شفائها

المثقبصیاح العوالي في الثقاف تصیح الردینیات في حجبـاتـهـم

لواء كظل الطائر المتـقـلـب كتائب تزحى فوق كـل كـتـیبة

: وقال عنترة أیضا - ١٣ -

أعف وأوفى بالجوار وأحـمـد هدیكم خـیر أبـا مـن أبـیكـم

غداة الصیاح السمهري المقصد وأطعن في الهیجا إذا الخیل صدها

طة عـصـیدبذمته وابن اللقـی فهال وفي الغوغاء عمرو بن جابر

دخان العلندي دون بیتي مـذود سیأتیكم عنـي وان كـنـت نـائیا

وتقـلـدوا بني العشراء فارتدوا قصائد من قبل امرئ یحتـدیكـم

: وقال أیضا - ١٤ -

شدید العیر معتدل سـدید تركت جریة العمري فـیه

إذا تمضى جماعتهم تعود جعلت بني الهجیم له دوارا

تولى قابعا فـیه صـدود ع الرماح بجـانـبـیهإذا تق

وان یفقد فحق له الفقـود فإن یبرأ فلم أنفث عـلـیه

یكون جفیرها البطل النجید وهل یدري جریة أن نبلـى

لها في كل مدلجة خـدود كأن رماحهم أشطـان بـئر

: وقال عنترة أیضا - ١٥ -

ف واألنس الجمیعورفد الضی خذوا ما أسأرت منها قداحـي

علمت عالم تحتمل الـدروع فلو القیتني وعـلـي درعـي

ببل ثیابـه عـلـق نـجـیع تركت جبیلة بن أبـي عـدي

وفي البجلي معبـلة وقـیع وآخر منهم أجررت رمحـي

: وقال عنترة أیضا - ١٦ -

سود لقطن من الجومان أخالق قد أرعدوني بأرماح مـعـلـبة

أیدي النعام فال أسقاهم الساقي ها ولم یعطوا بها ثمـنـا لم یسلبو

ماء الكالب علیها الظبي معناق عمرو بن أسود فازبـاء قـاربة

: وقال أیضا في قتل قرواش وقتل عبد هللا بن الصمة أخي درید - ١٧ -

على فارس بین األسنة مقصد نجا فارس الشهباء والخیل جنح

سباع تهادى شلوه غیر مسنـد ألصبـحـتولوال ید نالته منا

وال تأمنن ما یحدث اهللا في غد فال تكفر النعمى وأثن بفضلهـا

یردون خال العارض المتوقد فإن یك عبد اهللا القى فوارسـا

فلم نجز إذ تسعى فتیال بمعبد فقد أمكنت منك األسنة عانـیة

: يوقال عنترة وتروى للربیع بن زیاد العبس - ١٨ -

فإني لم أكن ممن جنـاهـا إن تك حربكم أمست عوانـا

وشبوا نارها لمن اصطالها ولكن ولد سـودة أرثـوهـا

سأسعى اآلن إذ بلغت إناها فإني لست خاذلكـم ولـكـن

: وقال عنترة أیضا - ١٩ -

فإني الئم للجـعـد الحـي إذا القیت جمع بـنـي أبـان

هدرجا بین أقلـبة مـالح كأن مؤشر العضدین جحـال

بكورا أو تعجل في الرواح تضمن نعمتي فعدا علـیهـا

أجم إذا لقیت ذوي الرمـاح ألم تعلم لحـاك الـلـه أنـي

سالحي بعد عري وافتضاح كسوت الجعد جعد بني أبـان

: وقال أیضا - ٢٠ -

عند الحروب بأي حي تلحق سائل عمیرة حیث حلت جمعها

رفع اللواء لها وبئس الملحق قیس أم بعذرة بعـدمـا أبحق

حربا ذوائبها بموت تخفـق واسأل حذیفة حین أرث بیننـا

بلوى النجیزة أن غنك أحمق فلتعلمن إذا التقت فرسانـنـا

: وقال في قتل ورد بن حابس نضلة األسدي - ٢١ -

یجر األسنة كالمحتطب غادرن نضلة في معرك

فإن أبا نوفل قد شجـب شأنه سـائال فمن یك عن

وأدركه وقع مرد خشب تذاءب ورد علـى أثـره

بأبیض كالقبس الملتهب تدارك ال یتقي نـفـسـه

: وقال أیضا - ٢٢ -

بضربة فیصل لما دعـانـي ومكروب كشفت الكرب عنـه

فما أدرى أباسمي أم كنانـي دعاني دعوة والخـیل تـردى

ولكن قد أبان له لـسـانـي سمعي إذ دعـانـيفلم أمسك ب

عطفت علیه خوار العـنـان فكـان إجـابـتـي إیاه أنـي

وأبیض صارم ذكـر یمـان بأسمر من رماح الخـط لـدن

علیه سبـائب كـاألرجـوان وقرن قد تركت لـدى مـكـر

كما تردى إلى العرس البواني تركت الطیر عاكـفة عـلـیه

حیاة ید ورجل تـركـضـان ن أن یأكـلـن مـنـهویمنعه

ولكن ما تقادم من زمـانـي فما أوهى مراس الحرب ركني

أهش إذا دعیت إلى الطعـان وقد علمت بنو عبـس بـأنـي

وصلت بنانها بالهـنـدوانـي وأن الموت طوع یدي إذا مـا

علقوا األعـنة بـالـبـنـان ونعم فوارس الهیجـاء إذا مـا

وأردوا حاجبا وابنـي أبـان هم قتلوا لقیطا وابـن حـجـر

: وقال أیضا - ٢٣ -

غدت منـهـا سـنـیح وبـارح طربت وهاجتك الظباء السـوانـح

بزندین في جوفي من الوجد قادح فمالت بي األهواء حتى كـأنـمـا

فبح عنك منها بالذي أنـت بـائح تعزیت عن ذكرى سهیة حـقـبة

وخشنت صدرا غیبة لك ناصـح عمري لقد أعذرت لو تعـذرینـيل

له منظر بادي النواجـذ كـالـح أعادل كم من یوم حرب شهـدتـه

وال كافحوا مثل الذین نـكـافـح فلم أر حیا صابروا مثل صبـرنـا

على أعوجي بالطعان مسـامـح إذا شئت القاني كـمـي مـدجـج

تطاعننا أو یذعر السرح صـائح ي كـتـیبةنزاحف زحفا أو نالقـ

وردت على أعقابهن المسـالـح فلما التقیننا بالجفار تضعـضـعـوا

حدید كما تمشى الجمال الدوالـح وسارت رجال نحو أخرى علیهم ال

سیوال وقد جاشت بهن األبـاطـح إذا ما مشوا في السابغات حسبتهـم

ن القوم أبناء الحروب المراجحم فأشرع رایات وتحت ظـاللـهـا

ودارت على هام الرجال الصفائح ودرنا كما دارت على قطبها الرحى

وأقبل لیل یقبض الطرف سـائح بهاجرة حتـى تـغـیب نـورهـا

حسام یزیل الهام والصف جانـح تداعى بنو عبس بـكـل مـهـنـد

واضح شهاب بدا في ظلمة اللیل وكـل ردینـي كـأن سـنـانــه

عبادید منها مستـقـیم وجـامـح فخلوا لنا عوذ النسـاء وخـبـبـوا

لها منیت في آل ضبة طـامـح وكل كعاب خدلة السـاق فـخـمة

وبین قتیل غاب عنـه الـنـوائح تركنا ضرارا بین عان مـكـبـل

تعودهما فیها الضباع الكـوالـح وغمرا وحیانا تركـنـا بـقـفـرة

تزیل منهن اللحى والـمـسـائح اما فلقتـهـا سـیوفـنـایجرون ه

: وقال أیضا - ٢٤ -

شهباء بـاسـلة یخـاف رداهـا وكتیبة لـبـسـتـهـا بـكـتـیبة

نار یثب وقودهـا بـلـظـاهـا خرساء ظاهـرة األداء كـأنـهـا

والخیل تعشر في الوغى بقناهـا فیها الكماة بنو الكمـاة كـأنـهـم

بأكفهم بهر الظـالم سـنـاهـا بأیدي القابـسـین إذا بـدت شهب

ونجیة ذبلت وخـف حـشـاهـا صبر أعدوا كـل أجـرد سـابـح

قودا تشكى أینـهـا ووجـاهـا یغدون بالمستلثـمـین عـوابـسـا

وقرا إذا ما الحرب خف لواهـا یحملن فتیانا مداعـس بـالـقـنـا

مرس إذا لحقت خصي بكالهـا ـولةمن كل أروع ماجـد ذي ص

لیال وقد مال الكرى بـطـالهـا وصحابة شم األنوف بعـثـتـهـم

حتى رأیت الشمس زال ضحاها وسریت في وعث الظالم أقودهـم

طعـنـت أول فـارس أوالهـا ولقیت في قبل الهـجـیر كـتـیبة

وحملت مهري وسطها فمضاهـا وضربت قربى كبشها فـتـجـدال

حمر الوجوه خضن من جرحاها حتى رأیت الخیل بعـد سـودهـا

ویطأن من حمى الوغى صرعاها یعثرن في نقع النجـیع جـوافـال

وتركتها جزرا لـمـن نـاءاهـا فرجعت محمودا برأس عظیمـهـا

حتى أوفى مهـرهـا مـوالهـا ما استمت أنثى نفسها في موطـن

إال له عندي بـهـا مـتـالهـا عـا ولما رزأت أخا حفـاظ سـلـ

واذا غزا في الحرب ال أغشاهـا أغشى فتاة الحي عند خـلـیلـهـا

حتى یوارى جارتـي مـأواهـا وأغض طرفي ما بدت لي جارتي

ال أتبع النفس اللجوج هـواهـا إني امرؤ سمح الخلـیقة مـاجـد

ـاء سـواهـاال أرید من النـس ولئن سألت بذاك عبـلة أخـبـرت

وأعینها وأكف عـمـا سـاهـا وأجیبها إمـا دعـت لـعـظـیمة

: وقال عنترة أیضا في قتل قراوش العبسي - ٢٥ -

وجروة ال ترود وال تعار ومن یك سائال عني فإنـي

وراء الحي یتبعها المهار مقربة الشتاء وال تـراهـا

ارونیب من رائمها غـز لها بالصیف أصبرة وجـل

عالنیة فقد ذهب السرار أال أبلغ بني العشراء عنـي

خسیال مثلما خسل الوبار قتلت سراتكم وخسلت منكم

عالنیة وقد سطع الغبـار ولم نقتلكم سـرا ولـكـن

بني العشراء إذ جد الفخار فلم یك حقكم أن تشتمـونـا

: بدر وقال یرثي مالك بن زھیر العبسي وتولى قتلھ بنو - ٢٦ -

عقیرة قوم أن حرى فرسـان هللا عینا من رأى مثـل مـالـك

ولیتهما لم یرسـال لـرهـان فلیتهما لم یجریا نصف غـلـوة

وأخطأهما قـیس فـال یریان ولیتهما ماتا جمیعـا بـبـلـدة

تبید سراة القوم من غطفـان لقد جلبا حینا وحربا عـظـیمة

ویضرب عند الكرب كل بنان ارهاوكان فتى الهیجا ویحمى ذم

دراسات لبعض الشعراء الجاھلیین

م ٦٠٠ - ٥٠٠عمر بن كلثوم

- ١ -

حیاتھ

تمھید

ھو عمرو بن كلثوم، أحد شعراء الجاھلیة وفرسانھم وأشرافھم، ومن أصحاب

المعلقات، ومكانتھ في الشعر الجاھلي تضارع مكانة كثیر من الشعراء وإن كان

.شعر معروفلیس لھ دیوان

نسبھ

ھو أبو األسد عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن ربیعة بن زھیر التغلبي،

من تغلب بن وائل، وتغلب ھم من األھم في الشرف والسیادة والمجد وضخامة

وأسرتھ سادات تغلب ورؤساؤھا وفرسانھا حتى . العدد وجالل المحتد واألرومة

كان أبوه كلثوم سید قومھ وأمھ لیلى .. اسلو أبطأ اإلسالم ألكلت تغلب الن: قیل

بنت المھلھل أخي كلیب المشھور، واشتھرت أمھ لیلى باألنفة وعظم النفس، كما

.كانت لجاللة محتدھا من فضلیات السیدات العربیات قبل اإلسالم

بیئتھ وموطنھ

ولد ونشأ عمرو بن كلثوم في أرض قومھ التغلبیین، وكانوا یسكنون الجزیرة

یة وما حولھا، وتخضع قبیلتھ لنفوذ ملوك الحیرة مع استقاللھم التام في الفرات

شؤونھم الخاصة والعامة، والحیرة كما نعلم إمارة عربیة أقامھا الفرس على

.حدود الجزیرة العربیة، وحموھا بالسالح والجنود

نشأتھ وحیاتھ

امعا ولد عمر بین مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعا ھماما خطیبا ج

لخصال الخیر والسؤدد والشرف، وبعد قلیل ساد قومھ وأخذ مكان أبیھ ولھ من

.العمر خمس عشرة سنة، وقال الشعر وأجاد فیھ وإن كان من المقلین

قاد عمر الجیوش وحارب أعداء قومھ وكان مظفرا في كثیر من أیامھم

ئل بسبب وحروبھم، وأكثر ما كانت فتن تغلب وحروبھا مع أختھا بكر بن وا

، وفي آخر األمر أصلح بینھما المنذر ملك الحیرة "البسوس"الحرب المشھورة

وأخذ من كل منھما رھینة من الغلمان مائة غالم من أشرافھم حتى ال یعودوا إلى

م حذا حذو أبیھ، فحدث أن ٥٦٢القتال، ولما تولى الحیرة عمرو بن ھند عام

ى جبل طيء في أمر من أموره، عمرو بن ھند وجھ قوما من بكر وتغلب إل

فنزلوا على ماء لبني شیبان وھم من بكر، فأبعدوا التغلبیین عن الماء حتى ماتوا

عطشا، وقیل بل أصابتھم شموم في بعض مسیرھم فھلكوا وسلم البكریون،

فطلب التغلبیون دینھم من بكر، واختصما وتحاكما إلى عمرو بن ھند، وكان سید

وم، وشاعر بكر ھو الحارث بن حلزة، فتفاخرت القبیلتان تغلب ھو عمرو بن كلث

بین یدیھ، وفي ھذا الموقف قال الحارث بن حلزة معلقتھ یفتخر فیھا ببكر وقال

عمرو بن كلثوم بعض معلقتھ یفتخر فیھا بتغلب، وأثرت قصیدة الحارث بن

حلزة على عمرو بن ھند، فقضى لبكر حقدا على تغلب وحسدا لعمرو، إلداللھ

.بشرفھ وحسبھ ومجده

كان یرید إذالل - وكان جبارا متكبرا مستبدا - ویقال إن عمرو بن ھند الملك

: عمرو وإھانتھ ویضمر ذلك في نفسھ، وأنھ كان جالسا یوما مع ندمائھ، فقال لھم

ھل تعلمون أحدا من العرب تأنف أمھ من خدمة أمي ھند؟ فقالوا نعم، أم عمرو "

ولم؟ قالوا ألن أباھا مھلھل بن ربیعة وعمھا كلیب بن وائل أعز : قال. وبن كلثوم

العرب، وبعلھا كلثوم بن مالك أفرس العرب وابنھا عمرو وھو سید قومھ،

وكانت ھند عمة امرئ القیس بن حجر الشاعر المشھور وكانت أم لیلى بنت

ا مھلھل ھي بنت أخي فاطمة بنت ربیعة التي ھي أم امرئ القیس وبینھما ھذ

النسب، فأرسل عمرو بن ھند إلى عمرو بن كلثوم یستزیره ویسألھ أن یزیر أمھ،

فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزیرة إلى الحیرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت

لیلى بنت مھلھل في ظعن من بني تغلب، وأمر عمرو بن ھند برواقھ فضرب

ھ فحضروا في وجوه بني فیما بین الحیرة والفرات وأرسل إلى وجوه أھل مملكت

ودخلت لیلى وھند . تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على عمرو بن ھند في رواقھ

في قبة من جانب الرواق، وكان عمرو بن ھند أمر أمھ أن تنحي الخدم إذا دعا

ناولیني یا : بالطرف وتستخدم لیلى، فدعا عمرو بمائدة ثم دعا بطرف، فقالت ھند

لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتھا فأعادت علیھا : ىلیلى ذلك الطبق، فقالت لیل

فسمعھا عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجھھ !" واذاله، یا لتغلب: "فصاحت لیلى

ونظر إلیھ عمرو بن ھند فعرف الشرفي وجھھ فوثب عمرو بن كلثوم إلى سیف

لعمرو بن ھند معلق بالرواق لیس ھناك سیف غیره فضرب بھ رأس ابن ھند

م ونادى عمرو في بني تغلب فانتبھوا مافي ٥٦٩ذلك نحو سنة وقتلھ وكان

الرواق وساقوا نجائبھ وساروا نحو الجزیرة وجاشت نفس ابن كلثوم وحمى

غضبھ وأخذتھ األنفة والنخوة فنظم بعض معلقتھ في ھذه الحادثة، یصف فیھا

.حدثھ مع ابن ھند ویفتخر بأیام قومھ وغاراتھم المشھورة

عظیما من عظماء الجاھلیة وأشرافھم وفرسانھم، عزیز وھكذا عاش عمرو

وعمر طویال حتى مات .. النفس مرھوب الجانب، شاعرا مطبوعا على الشعر

.م ٦٠٠نحو سنة

ولعمرو ابن اسم عتاب بن عمرو بن كلثوم، كان كأبیھ شجاعا فارسا وھو الذي

ن كلثوم ھو الذي قتل بشر بن عمرو بن عدس، كما أن مرة بن كلثوم أخا عمرو ب

قتل المنذر بن النعمان بن المنذر ملك الحیرة، ولذلك یقول األخطل التغلبي

: مفتخرا

قتال الملوك وفككـا األغـالال ابني كلـیب إن عـمـى الـلـذا

أم بلت حیث تناطح البـحـران أهجـوتـهـا: ماضر تغلب وائل

ا على النعمانعمرا، وهم قسطو قومي همو قتلوا ابن هند عـنـوة

- ٢ -

شعر عمرو بن كلثوم

أھم الدراسات عنھ

: منھم من المحدثین - أ : كتب عن عمرو بن كلثوم من األدباء والباحثین

جورجي زیدان، وأصحاب الوسیط والمفصل، والزیات وصاحب شعراء

.النصرانیة

أبو زید األنصاري في الجمھرة، وابن سالم في طبقات : ومن القدماء - ب

.لشعراء، وأبو الفرج في األغاني، وابن قتیبة في الشعر والشعراءا

، "شرح المعلقات السبع"الزوزني في كتابھ : وشرح معلقتھ ورواھا - ج

والنعساني الحلبي في كتابھ نھایة األدب في شرح معلقات العرب، ورواھا

نة وقد طبعت المعلقة في مدینة بونا س. صاحب الجمھرة، وھي سبعة ومائة بیت

.مع ترجمتھا الالتینیة بقلم كوزغارتن ١٨١٩

معلقة الشاعر

عمرو بن كلثوم جاھلي قدیم، قتل عمر بن ھند الملك، أمھ لیلى بنت مھلھل - ١

بن ربیعة وعمھا كلیب أعز العرب، ووالده كلثوم بن عتاب فارس العرب، وكان

.المیالدي عمرو سیدا في قومھ من بني تغلب، وتوفي في أواخر القرن السادس

" أال ھي بصحنك فاصبحینا"وعمرو شاعر قوي الشاعریة مجید، ومعلقتھ

مشھورة، وھي من جید شعر العرب وإحدى السبع المعلقات، وكان قام بھا

.خطیبا فیما كان بینھ وبین عمرو بن ھند

. یمتاز عمر في شعره بالبدیھة واالرتجال، وبأسلوبھ الرائق، وأغراضھ العالیة

لم ینظم في فنون الشعر جمیعھا، وكل ما روي عنھ معلقتھ وبعض وھو مقل

.أجاد في الفخر إجادة منقطعة النظیر. مقطوعات ال تخرج من موضوعھا

والمعلقة مشھورة بالرقة والسالسة والسھولة، وفیھا تكریر في بعض - ٢

معانیھا وألفاظھا، ومبالغة واضحة شدیدة في الفخر مما لم یؤلف نظیرھا في

: شعر الجاھلي، مثلال

تخر له الجبابر ساجدینا إذا بلغ الرضیع لنا فطاما

: ومثل

ونبطش حین نبطش قادرینا لنا الدنیا ومن أضحى علیهـا

بدأھا عمر بن كلثوم بوصف الخمر، وھذه المعلقة فریدة في ھذه الناحیة، - ١

لقصیدة، ولعل سر فلم تبدأ معلقة أو قصیدة بوصف الخمر في الجاھلیة إال ھذه ا

ذلك أن تغلب كانت النصرانیة موجودة في بعض ربوعھا، وأن الخمر كانت

: شائعة في ھذه الربوع، قال

وال تبقى خمور األنـدرینـا أال هبي بصحنك فاصبحـینـا

إذا ما الماء خالطها سخینـا مشعشعة كأن الحصى فـیهـا

الیمیناوكان الكأس مجراها صددت الكأس عنا أم عمـرو

بصاحبك الذي ال تصبحینـا وما شر الثـالثة أم عـمـرو

وأخرى في دمشق وقاصرینا وكأس قد شربت ببعـلـبـك

من الفتیان خلت به جنـونـا إذا صمدت حمـیاهـا أریبـا

: ثم یأخذ في الغزل ووصف محبوبتھ وجمالھا - ب

انخبرك الیقین وتخبـرینـ قفي قبل التفرق یا ظعـینـا

لوشك البین أم خنت األمینا قفي نسألك هل أحدثت صرما

واخوتها وهم لي ظالمونـا أفي لیلى یعاتبنـي أبـوهـا

ثم ینتقل إلى الفخر بقومھ ومجدھم وعزتھم، ویھدد الملك عمرو بن ھند - ج

وینذره ویتوعده في أسلوب قوي جزل مع عذوبة وجمال، والظاھر أن ذلك كان

: مام عمر بن ھند والمفاخرة بین تغلب وبكرأیام التحاكم أ

وأنظرنا نخبرك الیقـینـا أبا هند فال تعجل عـلـینـا

ونصدرهن حمرا قد روینا بأنا نورد الرایات بـیضـا

عصینا الملك فیها أن ندینا وأیام لـنـا غـر طـوال

نطاعن دونه حتى یبـینـا ورثنا المجد قد علمت معـد

: ي من المعلقة یبدو أنھ نظم بعد قتل عمرو بن ھند، وھووالجزء التال

تطیع بنا الوشاة وتزدرینا بأي مشیئة عمر بن هـنـد

متى كنا ألمك مقتـوینـا تهددنا وتـوعـدنـا رویدا

على األعداء تملك أن تلینا وأن قناتنا یا عمـر أعـیت

منھا یوم خزاز، ثم یختمھا ثم ینتقل إلى ذكر وقائع قومھ مفتخرا بھا على بكر، و

: بفخر قوي، منھ

وأنا النازلون بحیث شینـا وأنا الحاكمون بمـا أردنـا

یخاف النازلون به المنونـا وأنا النازلون بكـل ثـغـر

أبینا أن نقر الخسف فینـا إذا ما الملك سام الناس خسفا

فنجهل فوق جهل الجاهلینا أال ال یجهلن أحد عـلـینـا

وموج البحر نملؤه سفینـا نا البر حتى ضاق عنـامأل

تخر له الجبابر ساجـدینـا إذا بلغ الفطام لنـا رضـیع

ونبطش حین نبطش قادرینا لنا الدنیا ومن أمسى علیهـا

وبعد، فالمعلقة من روائع الفخر، ویقال إنھا كانت تزید على األلف بیت، وإنما

.س منھاوصل إلینا بعضھا مما حفظھ النا

في مفاخرتھ لیكون عند : أن الشاعر نظمھا على مرتین - كما ذكرنا - والغالب

عمرو بن ھند، وفي حادثة أمھ، ولذلك رأینا فیھا إشارة إلى كلتیھما وقد وقف

عمر بن كلثوم بھذه المعلقة في سوق عكاظ فأنشدھا في موسم الحج وكان بنو

ما حوتھ من الفخر والحماسة مع تغلب یعظمونھا ویرویھا صغارھم وكبارھم، ل

.جزالتھا وسھولة حفظھا

وقد أثرت ھذه القصیدة في نفوس قبیلة تغلب وفخروا بھا، واتخذوھا أنشودتھم،

: حتى قال فیھا بعض البكریین

قصیدة قالها عمرو بن كلثوم إلهي بني تغلب عن جل أمرهم

مسؤوم یا للرجال لشعر غیر یفاخرون بها مذ كان أولـهـم

والمیزة الواضحة فیھا السھولة والقوة، واالعتداد بالنفس والقبیلة، المبالغة في

الفخر، وأنھا شعر صدر عن سید قومھ یعترف فیھ بسیادتھ وسیادة قبیلتھ

.ومجدھا وأیامھا وبطولة أبطالھا وانتصاراتھم

. وبدؤھا بالخمر یرجع إلى انتشار النصرانیة في تغلب وانتشار الخمر بینھم

تكاد تكون ھي القصیدة الوحیدة في بدئھا بالخمر على غیر عادة الشعراء و

.الجاھلیین

وھي من جید شعر : ویعجب النقاد بمعلقة عمرو إعجابا شدیدا ، قال ابن قتیبة

وقدمھ بھا النقاد وقال مطرف عن عیسى بن . العرب وإحدى السبع المعلقات

مرو بن كلثوم في كفة لمالت لو وضعت أشعار العرب في كفة وقصیدة ع: عمرو

.بأكثرھا

آثار من شعر عمرو

روى صاحب دیوان الحماسة لعمرو بن كلثوم أبیاتا لھ من خیر األبیات - ١

: یمتدح فیھا بقومھ، ھي

على هالك، أو أن نضج من القتل معاذ اإلله أن تـنـوح نـسـاؤنـا

ذي أثلبأرض براح ذي أراك و قراع السیوف بالسیوف حـلـنـا

سوى جذم أذواد محذفة النسـل فما أبقت األیام ملمال عـنـدنـا

القـتـل وأقواتنا وما نسوق إلى ثالثة أثالث، فأثمان خـیلـتـنـا

: ولھ یتوعد عمرو بن أبي حجر الغساني - ٢

على عمد سنأتي ما نرید أال فاعلم أبیت اللعن أنـا

كبـتـنـا دیدوأن زیاد تعلم أن محملنـا ثـقـیل

یوزننا إذا لبس الحـدید وأنا لیس حي من مـعـد

: ومعلقتھ مشھورة ومطلعھا - ٣

وال تبقي خمور األندرینا أال هبي بصحنك فاصبحینا

: یبدؤھا بوصف الخمر، وینتقل منھا إلى الغزل إذ یقول

نخبرك الیقین وتخبرینا قفي قبل التفرق یا ظعینا

المعلقة، ویظھر أن ھذا الموضوع مقسم إلى قسمین عمال ثم ینتقل إلى موضوع

في زمنین مختلفین، أولھما عمل أیام التحاكم أمام عمر بن ھند والمفاخر بین

: تغلب وبكر ویبتدئ من قولھ

وأنظرنا نخبرك الیقـینـا أبا هند فال تعجل عـلـینـا

ونصدرهن حمرا قد روینا بأنا نورد الرایات بـیضـا

: ر فیھ بنفسھ وقومھویفخ

نطاعن دونه حتى یبینـا ورثنا المجد قد علمت معد

: والثاني عمل بعد قتلھ عمرو بن ھند، وأولھ

نطیع بنا الوشاة وتزدرینا؟ بأي مشیئة عمرو بن هنـد

نكون لقیلكم فیها قطینـا؟ بأي مشیئة عمرو بن هنـد

ینـامتى كنا ألمك مقتـو رویدا!! تهددنا وتوعـدنـا

على األعداء قبلك أن تلینا فإن قناتنا یا عمرو أعـیت

آراء النقاد في شعره

عمر بن كلثوم أشعر الناس، وذكره في المزھر مع أصحاب : قال الكمیت - ١

الواحدة وأولھم طرفة، ومنھم عنترة، والحارث بن حلزة، وشاعرنا عمرو بن

.كلثوم

من شعراء الجاھلیة، وھم أربعة رھط وجعلھ ابن سالم في الطبقة السادسة - ٢

لكل واحد منھم واحدة، وأولھم عمرو بن كلثوم، ثم الحارث بن حلزة وعنترة،

.وسوید بن أبي كاھل الیشكري

ھو من قدماء الشعراء وأعزھم نفسا وأكبرھم : وقد قدمھ بعض النقاد وقالوا - ٣

ي حلس شعر � در عمر أ: امتناعا وأجودھم واحدة، وقال عیسى بن عمر

وإن واحدتھ .. ووعاء علم، لو أنھ رغب فیما رغب فیھ أصحابھ، من الشعراء

وذكر أبو عمرو بن العالء أن عمرو بن . - یعني السبع المعلقات - ألجود سبعھم

ولوال أنھ افتخر فیھا وذكر مآثر قومھ ما - معلقتھ - كلثوم لم یقل غیر واحدتھ

.من شعراء الطبقة األولى وجعلھ صاحب شعراء النصرانیة. قالھا

وقیل إنھ كان ینشد عمرو بن ھند وھو المحرق الثاني من ملوك الحیرة، - ٤

فبینما ھو ینشده في صفة جمل إذ حالت الصفة إلى صفة ناقة، فقال طرفة

: ، والبیت الذي قالھ عمرو"استنوق الجمل"

مـكـدم بناج علیه الصیعریة واني ألمضي الهم عند احتضاره

سبھ یا : فقال عمرو بن المنذر. وما یدریك یا صبي؟ فتشاتما: ال عمروفق

: طرفة، فقال قصیدتھ

أم سواد دارس حممه أشجاك الربع أم قدمه

: حتى بلغ قومھ

حطب للنار نضطرمه فإذا أنتم وجمعـكـمـو

: فقال عمرو بن كلثوم یتوعد عمرو بن ھند

جهل الجاهلینا فنجهل فوق أال ال یجهلن أحد عـلـینـا

وتزدرینا؟ تطیع بنا الوشاة بأي مشیئة عمرو بن هنـد

ویروى أن ھذه القصة كانت بین طرفة والمتلمس، وأنھ ما كان لیجترئ على

.عمرو بن كلثوم بمثل ھذا لشدتھ في قومھ

.ویروى لعمرو ذي الطوق

وكان الكأس مجراها الیمینا صددت الكأس عنا أم عمرو

تصحبینـا بصاحبك الذي ال الثة أم عـمـرووما شر الث

واالستلحاق أخذ الشاعر بیتا مما سبقھ . فاستلحقھما عمرو بن كلثوم في معلقتھ

).العمدة ٢- ٢١٦(على الجھل المثل

ویرى الدكتور طھ حسین في كتابھ األدب الجاھلي أن عمرو بن كلثوم قد أحیط

تكون ھي أو أكثرھا جاھلیة، وأن بطائفة من األساطیر، وأن معلقتھ ال یمكن أن

والرواة شكوا في بعضھا، وأن معلقة الحارث أمتن وأرصن من معلقة ابن

.وذكر أخیرا أنھ یرجح أن المعلقتان منتحلتان.. كلثوم

خصائص شعر عمرو

وعمرو بن كلثوم شاعر غمر البدیھة رائق األسلوب، نبیھ الغرض وإن - أ

الشعر ولم یرخ العنان لسلیقتھ، شغلتھ الریاسة كان مقال، لم یتقلب في فنون

وخوض الحروب وتكسب الشعراء بالشعر عن أن یفیض في الشعر ویطرق

أكثر أبوابھ، ولذلك لم یشتھر إال بمعلقتھ التي قامت لھ مقام الشعر الوفیر، لحسن

لفظھا وانسجام عبارتھا ووضوح معناھا ورشاقة أسلوبھا وعلو فخرھا ونباھة

ولعل شھرتھ .. ورویت لھ مقطعات، لم یخرج فیھا عن أغراض معلقتھمقصدھا،

.بالخطابة ال تقل عن شھرتھ بالشعر

أسرة الشاعر وكثرة الشعراء منھا ومن - ١: وأسباب شاعریتھ ترجع إلى - ب

.قبیلتھ

بیئتھ في الجزیرة الفراتیة واتصالھا بثقافات كثیرة منھا ثقافة النصرانیة التي - ٢

ھا، ومنھا الثقافة الفارسیة التي البد أن تكون قد أحدثت آثارھا في ھذه انتشرت فی

.النواحي الخاضعة لنفوذ الحیرة وملوكھا

.مجد الشاعر وحسبھ فقد أنطقاه بھذا الشعر الرائع والفخر القوي البلیغ - ٣

كثرة الخصومات والحروب بین تغلب وبكر، وقد شاھدھا الشاعر وأججت - ٤

.في نفسھثورة الشاعریة

الخصومات األدبیة بینھ وبین خصمھ شاعر بكر الحارث بن حلزة، إلى غیر - ٥

.ذلك من بواعث شاعریتھ

وأھم أغراض الشعر عند عمرو ھو الفخر، ومن أولى من عمرو بن كلثوم - ج

بأن یفتخر بمجده ومجد قومھ وحسبھم وشرفھم ومحتدھم الرفیع وفخره في

.الحربي والسیاسيمعلقتھ صفحة من تاریخ قومھ

ومھما كان فأسلوب عمرو یمتاز بقوتھ وسالستھ وحالوتھ، وتمتاز معانیھ - د

.بالوضوح وكثرة المبالغة وبالصراحة وروح الصحراء البادیة فیھ

نثر الشاعر

أما بعد، فإنھ ال یخبر عن فضل المرء أصدق من : قال عمرو من خطبة لھ - ١

تزكیة أصحابھ أصدق من اعتماده إیاھم تركھ تزكیة نفسھ، وال یعبر عنھ في

.برغبتھ وائتمانھ إیاھم على حرمتھ

زوجوا بنات : "وأوصى عمرو بن كلثوم التغلبي بنیھ، فقال من وصیة لھ - ٢

العم بني العم، فإن تعدیم بھن إلى الغرباء، فال تألوا بھن األكفاء، وأبعدوا بیوت

ف للبشر، ومتى كانت المعاینة النساء من بیوت الرجال، فإنھ أغض للبصر، وأع

. واللقاء، ففي ذلك داء من األدواء، وال خیر فیمن ال یغار لغیره، كما یغار لنفسھ

وقل من انتھك حرمة لغیره، إال انتھكت حرمتھ، وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم

فأوجزوا، وموت عاجل خیر من ضنى آجل وما بكیت من زمان، إال دھاني بعده

اني، من لم یكن أمره عناني، وما عجبت من أحدوثة إال رأیت زمان وربما شج

بعدھا أعجوبة، واعلموا أن أشجع القوم العطوف وخیر الموت تحت ظالل

).٣والوصیة بتمامھا في بلوغ األرب ج". (السیوف الخ

الحارث بن حلزة

حیاتھ

من یشكر بن وائل، فارس مقدام وشاعر مجید، وسید من سادات بكر، كما كان

: مرو بن كلثوم سید تغلب وشاعرھا، وھو أحد شعراء المعلقات، ومطلع معلقتھع

رب ثاو یمل منه الثواء آذنتنا ببینـهـا أسـمـاء

وكان جبارا عظیم - وكان سبب إنشاده ھذه القصیدة أن عمرو بن ھند ملك الحیرة كل حي مائة جمع بین بكر وتغلب وأصلح بینھم، وأخذ من الحیین رھنا من - السلطان

فكف بعضھم عن بعض، وكان أولئك الرھن یكونون معھ في سیره یغزون معھ، . غالمفأصابتھم سموم في بعض مسیرھم فھلك عامة التغلبیین وسلم البكریون، فقالت تغلب

أعطونا دیة غلماننا، فأبت بكر ذلك فاجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم : لبكر بن وائلن بن ھرم الیشكري، واجتمع الجمع عند الملك عمرو بن ھند، واجتمعت بكر إلى النعما

وتالحى عمرو بن كلثوم والنعمان بن ھرم أمام الملك فغضب عمرو بن ھند، وكان یؤثر بني تغلب على بكر، واشتد غضبھ على بكر والنعمان صاحبھم فقام الحارث بن حلزة

یسمع قصیدة الحارث من وارتجل قصیدتھ ارتجاال وھو متوكئ على قوسھ، وكان الملكوراء حجاب ألنھ كان ال یحب رؤیة أحد فیھ سوء، وكان الحرث بھ وضح فلما أنشد

ویقال إن الحارث عندئذ كان طاعنا في السن وكان فوق .. القصیدة أدناه حتى خلص إلیھالمائة، وترى أثر السن ونضوجھا وحكمتھا وحلمھا ووقارھا في القصیدة واضحا جلیا

لى تغلب في أناة وھدوء وحملھا تبعة الحرب واستدرج عمرو بن ھند إلى أن حیث رد عیكون في جانب قومھ فمدحھ ومدح قومھ، وبھا قضى عمرو لبكر على تغلب، وأطلق

وقد بدأھا بالغزل ووصف الناقة، ثم وصل . رھنھم وكانوا عدة فتیان من أشراف بكر : إلى غرضھ من الخصومة بین بكر وتغلب

ء، وخطب نعنى به ونساء ن األراقـم أنـبـاوأتانا ع

: ویرد على عمرو بن كلثوم بقولھ

عند عمرو، وهل لذاك بقاء؟ أیها الناطق المرقـش عـنـا

: ثم یأخذ في مدح عمرو بن ھند

ملك المنذر بن ماء السماء فملكنا بذلك الناس حـتـى

؟جد فیها لما لدیه كفـاء ملك أضلع الـبـریة ال یو

وفي المعلقة بعد ذلك أبیات لھا قیمة كبیرة في شرح أحداث تاریخیة وسیاسیة،

: من صلح كان بین تغلب

والـكـنـفـالء م فیه العهود واذكروا حلف ذي المجاز وما قد

أن یغنم : أعلینا جناح كندة: وأیام كانت بین تغلب أخرى غلبت فیھا تغلب

بین المنذر ملك الحیرة والتغلبیین لما غازیھم، ومنا الجزاء؟ وعداء قدیم كان

وینتقل . امتنوا بھ من نصرتھ وعلى العكس من ذلك والء البكریین لملوك الحیرة

: من ذلك إلى مدح عمرو بن ھند وآبائھ

عند عمرو، وهل لذاك انتهاء؟ أیها الناطق المـبـلـغ عـنـا

الثناء؟ شي، ومن دون ما لدیه ملك مقسط وأفـضـل مـن یم

.م ١٨٢٧وطبعت المعلقة في أوربا ألول مرة عام

وعلى الجملة، فقد كان عمرو بن كلثوم في قولھ أعز نفسا وأعلى قدرا، وضع

.وكان الحارث أحكم وأعقل.. نفسھ وقومھ موضع الند لعمرو بن ھند وقومھ

وضع الحارث أمام نفسھ غرضا تحایل على الوصول إلیھ، في دھاء وإیماء

.وصل إلیھ فحكم لھ ولقومھ وملق، حتى

شعره

یمتاز الحارث بالبدیھة واالرتجال وقوة الشاعریة، وبتعدد فنون الشعر في

معلقتھ وكثرة غریبھا وإحكام نظمھا على طولھا، واشتمالھا على كثیر من أیام

".لو قالھا في حول لم یلم: "العرب ووقائعھا، حتى قال أبو عمرو الشیباني

: لمعلقةومن شعره في غیر ا

الدهر مال على عمـدا من حاكم بـینـي وبـین

تركوا لنا حلقا وجـردا أودى بسـادتـنـا وقـد

أبیك كان أعز فـقـدا خیلي وفارسـهـا ورب

أصاب من ثهالن هـدا فلـو أن مـا یأوي إلـى

الدهر قد أفنى مـعـدا فضعي قناعـك إن ریب

وولـداقد جمعوا ماال فلكم رأیت مـعـاشـرا

ك النوك ما القیت جدا فعش بـجـد وال یضـر

ل النوك ممن عاش كدا والعیش خیر فـي ظـال

معلقة الحارث بن حلزة

الحارث بن حلزة الیشكري من بكر، كان سیدا في قومھ، وشاعرا مجیدا، - ١

ارتجل معلقتھ ارتجاال في مجلس عمرو بن ھند، یستدني بھا عطفھ، ویستجلب

اءه ویذود بھا عن قومھ، وكان ھوى عمرو بن ھند مع تغلب، فتحول إلى رض

ولیس للحارث إال آثار قلیلة . العطف على البكریین بسبب ھذه القصیدة الرائعة

.من الشعر مع معلقتھ ھذه

وتمتاز ھذه المعلقة بإحكام نسجھا وتنوع أغراضھا، وبأنھا أثر من آثار - ٢

.البدیھة واالرتجال

: ا بالغزل في محبوبتھ أسماءبدأھ= أ

رب ثاو یمل منـه الـثـواء آذنتـنـا بـینـهـا أسـمـاء

ء فأدنى دیارها الخلـصـاء بعد عهد لنا بـبـرقة شـمـا

كي الیوم دلها وما یحیر البكاء ال أرى من عهدت فیها فـأب

: ثم انتقل إلى وصف ناقتھ، وكما یقول - ب

ابن هم بلیة عـمـیاء أتلهى بها الهواجر إذ كل

: ثم یعاتب إخوانھ من بني تغلب لصلفھم على قومھ - ج

ن علینا في قیلهـم إحـفـاء إن إخوانـنـا األراقـم یغـلـو

ب وال ینفع الخلي الـخـالء یخلطون البريء منا بذي الـذن

أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء أجمعوا أمرهم عشاء، فـلـمـا

هال خیل خـالل ذاك رغـاء ومن تصمن مناد، ومن مجیب،

عند عمرو وهل لذاك بقـاء؟ أیها الناطق المـرقـش عـنـا

قبل ما قد وشى بنـا األعـداء فبقینا علـى غـراتـك إنـمـا

نا حصون وعزة قـعـسـاء فبقینا على الشنـاءة تـنـمـي

ب حینا ثم یمدح الملك عمرو بن ھند حینا، ویستمر في عتاب إخوانھ من تغل

: آخر

شي ومن دون ما لدیه الثناء ملك مقسط، وأفضل مـن یم

األمـالء ها الینا تمشي بها أیمـا خـطة أردتـم فـأدو

.ویسیر على ھذا النھج من المدح والعتاب

: ثم یفتخر بقومھ ومجدھم وأیامھم في صدق وجمال وقوة عاطفة - د

حي عواءس غوارا لكل هل علمتم أیام ینتهب النـا

إلى آخر ھذه القصیدة الرائعة، التي یصح لنا أن نعدھا ملحمة شعریة مصغرة،

.تنطق بمجد بكر ومفاخرھا في الحرب والسلم في الجاھلیة

: مختارات من المعلقة

باء خطب نعنى به ونـسـاء وأتانـا مـن الـحـوادث واألن

إحـفـاءن علینا في قیلهـم أن إخوانـنـا األراقـم یغـلـو

ب، وال ینفع الخلي الـخـالء یخلطون البريء منا بذي الـذن

ر موال لـنـا، وأنـا الـوالء زعموا أن كل من ضرب العي

أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء أجمعوا أمرهم عشاء فـلـمـا

هال خیل، خالل ذاك رغـاء من مناد، ومن مجیب، ومن تص

مرو، وهل لذاك بقـاءعند ع أیها الناطق المـرقـش عـنـا

قبل ما قد وشى بنـا األعـداء ال تخلنا علـى غـراتـك، إنـا

نا حصون، وعزة قـعـسـاء فبقینا على الشنـاءة تـنـمـي

الناس فیهـا تـعـیط وابـاء قبل ما الیوم بیضـت بـعـیون

عن جونا ینجاب عنه العمـاء وكأن المنون تـردى بـنـا أر

توه للدهـر مـؤید صـمـاء حـوادث ال تـرمكفهرا على ال

ها إلینا تمشي بهـا األمـالء أیمـا خـطة أردتـم فـــأدو

قب فیه األمـوات واألحـیاء إن نبشتم ما بین ملحة فالـصـا

س، وفیه الصالح واإلبـراء أو نقشتم، فالنقش یحشمه الـنـا

ا أقـذاءمض عینا في جفنهـ أو سكتم عنا، فكنـا كـمـن أغ

م ٦٢٤ - ٥٥٠أمیة بن أبي الصلت

- ١ -

حیاة الشاعر

نسبھ وأسرتھ

ھو أمیة بن عبد هللا أبي الصلت بن أبي ربیعة بن عوف بن أمیة الثقفي شاعر

.ثقیف، وأحد المتلمسین للدین في الجاھلیة، ومن أشراف قبیلتھ ورؤسائھا

وكان . شمس بن منافأبوه أبو الصلت من سادات ثقیف، وأمھ رقیة بنت عبد

م ویشید بالفرس ٥٧٩والده شاعرا، ولھ قصائد یمدح فیھا سیف بن ذي یزن

الذین ساعدوه على تحریر الیمن من نیر الحبشة واحتاللھا، ومنھا ھذه القصیدة

.م، والرسول ابن عامین ٥٧٣التي نظمت عام

أحواال في البحر لجج لالعذام ال یطلب الوتر إال كابن ذي یزن

.خیر أي أقام: ویروى

: ومنھا في الفرس

ما إن ترى لهم في الناس أمثـاال هللا درهم من عـصـبة خـرجـوا

أسدا تربب في الغیضات أشبـاال بیضا مرازبه غرا جـحـاجـحـه

وال ترى منهم في الطعن مـیاال ال یرمضون إذا حرت مغافـرهـم

رز یوم الحبش إذ صاالأو مثل وه من مثل كسرى وسابور الجنود لـه

في رأس غمدان دارا منك محالال فاشرب هنیئا علیك التاج مرتفـقـا

أبـواال شیبا بماء فعـادا بـعـد تلك المكارم ال قعبان مـن لـبـن

.وتنسب القصیدة ألمیة نفسھ ال ألبیھ في بعض المصادر

بیئتھ ومولده

نشأ بالطائف، وھي مصیف أھل ولد أمیة في أواسط القرن السادس المیالدي، و

مكة ومتنزھھم، وروضة خصبة وسط الصحراء القاحلة، وأطیب البالد العربیة

ھواء وأجملھا مناخا وأكثرھا بساتین وكروما وزرعا وفاكھة وعیونا وھي في

: ویقول الشاعر. الجنوب الشرقي لمكة وبینھما خمسة وسبعون میال

ومصیفها بالطائف تشتو بمكة نـعـمة

وكانت الفترة التي عاش فیھا أمیة فترة عجیبة في تاریخ العرب، فاالحتالل

الحبشي للیمن قد انتھى وصحبھ امتداد نفوذ الفرس على ھذه البالد واختالط

العقلیات العربیة والفارسیة وتجاورھا وتبادل التفكیر والثقافات الطارئة وقد

ساطیر واألخبار والعقائد وعى العرب لھذه األلوان الطریفة من القصص واأل

والمحاورات التي ھي جزء من ثقافة الفارسي األصیلة أو المستمدة من ثقافات

.الھند وعلومھا

أما بیئة الطائف األدبیة فإنھا على أي حال لم تصل نھضة الشعر فیھا إلى ما

وصلت إلیھ في نجد، كان فیھا شعراء ولیس شعرھم بالكثیر، والسبب في ذلك

بن سالم ھو قلة الحروب والخصومات بین أھل الطائف، وأنھ إنما كما یرى ا

یكثر الشعر بالحروب التي تكون بین األحیاء، وھذا ھو السبب أیضا في قلة شعر

قریش وأھل عمان، ولم ینبع في الطائف سوى أبي الصلت، وابنھ أمیة وھو

.أشعرھم، وغیالن بن سلمة وكنانة بن عبد یا لیل

نشأتھ وحیاتھ

أ أمیة في ھذه البیئة، وشب شاعرا یرث من أبیھ مواھب الشعر وملكاتھ، نش

وأخذ یمارس التجارة وظل یمارسھا طول عمره، فتارة إلى الشام وتارة إلى

.الیمن

واتصل بالفرس في الیمن وسمع محاوراتھم وقصصھم، كما اتصل بالكھان

لق الروحي البادیة واألحبار والقسس في الشام وسمع عظاتھم، وشاھد مظاھر الق

زید بن عمرو بن نفیل وورقة بن نوفل، : في تفكیر بعض العرب المتعبدین أمثال

ویبدو أنھ كان عالما بغیر العربیة على ما یظھر فاطلع على كتب القدماء

.وخصوصا التوراة واإلنجیل

.وھكذا نشأ أمیة مفطورا على التدین، موھوبا ملكات الشاعریة القویة الجیاشة

وسافر إلى الشام في رحالت تجاریة كما سافر إلى الیمن فلقي في رحلتھ بعض

المتدینین ھناك وسمع أخبارھم وعظاتھم، فرغب عن عبادة األوثان وزھد في

الدنیا، واستزاد النظر في األدیان وطلبھا من أھل الكتاب، وروى الكثیر من

من الذین یعبدون هللا أخبار الیھود والنصارى وأقاصیص الشیوخ في الجاھلیة

على دین إبراھیم وإسماعیل، وخاض في التوحید وأمر اآلخرة وتعبد ولبس

المسوح وحرم الخمر والزنا والقمار على نفسھ، ورأى في الكتب الدینیة ما یبشر

ببعثة نبي من العرب فطمع في أن یكون ھو النبي المنتظر، وأخذ یدعو الناس

اعیل ویظھر التألھ طمعا في نزول الوحي علیھ، إلى الحیفیة دین إبراھیم وإسم

ومع میلھ إلى الحنیفیة ملة إبراھیم السمحاء فقد كان ال یقلع عن التردد على

األدیار، یجافس الرھبان ویختلف إلى الكنائس، یحاور القسس ویخبر الناس أن

.نبیا یخرج قد أطل زمانھ

بالدعوة، أدرك أمیة الحسد ولما بعث محمد رسول هللا صلوات هللا علیھ وقام

واتل علیھم نبأ : "، فنزل قولھ تعالى"إنما كنت أرجو أن أكونھ: "وكفر بھ، وقال

، ثم أخذ یحرض "الذي أتیناه آیاتنا فانسلخ منھا فأتبعھ الشیطان فكان من الغاوین

على الرسول ویرثي قتل أعدائھ في موقعة بدر، فنھى عن روایة شعره في ذلك،

آمن لسانھ "صلى هللا علیھ وسلم إذا سمع شعره في التوحید یقول وكان الرسول

ولم یطق : كما روى اإلمام مسلم في صحیحھ" كاد لیسلم"، ویقول "وكفر قلبھ

أن یقیم على مقربة منھ، - بعد أن شاھد ذیوع الدعوة وانتشار اإلسالم - أمیة

د ھجرة رسول هللا فذھب بابنیھ إلى أقصى الیمن ولكنھ عاد إلى الطائف ثانیا بع

م، ٦٢٤وبقي بھا إلى أن توفي في السنة التاسعة من الھجرة عام . إلى المدینة

قد دنا أجلي وھذه "ویروون أنھ لما مرض مرضتھ التي مات فیھا جعل یقول

، وأنھ لما دنت "المرضة منیتي وأنا أعلم أن الحیفیة حق ولكن الشك یداخلني

: ھو یقولوفاتھ أغمي علیھ قلیال ثم أفاق و

هأنذا لـدیكـمـا لبیكما لـبـیكـمـا

.وال عشیرة تنجیني ال مـال یفـیدنـي

ال برئ فاعتذر وال : "وأغمي علیھ ثم أفاق وھو یقول ذلك البیت ویصلھ بقولھ

وأغمي علیھ ثالثة ثم أفاق وھو ینشد البیت المذكور ویصلھ ببیت " قوي فانتصر

: آخر بعده ھو

وأي عبد لك ال ألمـا ر جماإن تغفر اللهم تعف

واستمر یحدثھم حتى . قد جاءني وقتي فكووا في أھبتي: وأقبل على القوم فقال

: كان آخر قولھ ھذه األبیات

منتهـى أمـره إلـى أن یزوال كل عـیش وان تـطـاول دهـرا

في رؤوس الجبال أرعى الوعوال لیتني كنت قبل مـا قـد بـدا لـي

غـوال غولة الدهر، إن للدهـر ب عینیك واحذرفاجعل الموت نص

.وقد تكون ھذه القصة من أساطیر الرواة

وبذلك انتھت حیاة أمیة، ومات ولم یؤمن بدین اإلسالم والتوحید، بعد أن كان

ه وفي كتاب شعراء النصرانیة أن وفاتھ ٩داعیة الطھر والتوحید، وتوفي عام

.كانت في السنة الثانیة من الھجرة

لوان من حیاتھأ

: كان ألمیة ابن عاق فأنشد فیھ قصیدتھ - ١

تعل بما أحنى علیك وتنـهـل غذوتك مولودا وعلتـك یافـعـا

لشكواك إال ساهرا أتملـمـل إذا لیلة نابتك بالشكـو لـم أبـت

طرقت به دوني فعیناي تهمـل كأني أنا المطروق دونك بالـذي

لتعلم أن الموت وقت مؤجـل ـاتخاف الردى نفسي علیك وانه

إلیها مدى ما كنت فیك أؤمـل فلما بلغت السن والغایة الـتـي

كأنك أنت المنعم المتفـضـل جعلت جزائي منك هجرا وغلظة

وفي رأیك التفنید لو كنت تعقل وسمیتني باسم الـمـفـنـد رأیه

فعلی فعلت كما الجار المجاور فلیتك إذ لم ترع حـق أبـوتـي

وھي نمط جمیل من الشعر العالي، وتصویر لما لقي أمیة من ابن من أبنائھ من

.جفاء وعقوق

واتصل أمیة أكثر ما اتصل بعبد هللا بن جدعان التیمي وھو سید من سادات - ٢

قریش، وكان جوادا مضیافا، وكان أمیة كثیر المدح لھ، وكان ابن جدعان یعطیھ

.ھرم بن زھیرعطاء جزال، كما كان یفعل

: ومن شعره فیھ

حیاؤك إن شیمتك الـحـیاء أأذكر حاجتي أم قد كفـانـي

لك الحسب المهذب والسناء وعلمك بالحقوق وأنت فـرع

عن الخلق الجمیل وال مساء كریم ال یغـیره صـبــاح

إذا ما الكلب أحجره الشتاء تبارى الریح مكرمة ومجـدا

كفاه من تعرضه الثـنـاء ومـاإذا أثنى علیك المـرء ی

بنو تیم وأنت لهـا سـمـاء فأرضك كل مكرمة بنـاهـا

وهل بالشمس طالعة خفاء؟ فهل تخفى السماء على بصیر

: ویقول فیھ أیضا

یبذل وما كل العطـاء یزین عطاؤك زین المرئ إن حبوته

إلیك كما بعض السؤال یشین ولیس بشین المرئ بذل وجهه

ول فیھ أیضا حین صنع ابن جدعان الفالوذ ووضع موائده باألبطح إلى باب ویق

: المسجد، ونادى الناس فحضروا وكان ھذا أول أكلھم لھ وحضر أمیة فقال

مواهب یطلعن من النجاد ومالي ال أحییه وعـنـدي

وآخر فوق دارته ینـادي له داع بمكة مشـمـعـل

لبر یلبك بالشهـادلباب ا إلى ردح من الشیزى مالء

.إلى آخر ھذه األبیات الطرفة التي تنسب أیضا إلى أبي الصلت

وقد كان من مشاھیر األجواد، . ھذا وابن جدعان ھو عبد هللا بن جدعان التیمي

وكان یسمى بحاسي الذھب ألنھ . وممن سارت بجوده األمثال في األقطار والبالد

وكان . المثل أقرى من حاسي الذھبوقالوا في . كان یشرب في إناء من الذھب

: من قریش، وفیھ قال أبو الصلت الثقفي أو ابنھ أمیة

له داع بمكة مشمعل وآخر فـوق دارتـه ینـادي

إلى ردح من الشیزري مالء لباب البر یلبك بالشهاد

وكان في ابتداء أمره على ما یروى صعلوكا ترب الیدین، وكان مع ذلك شریرا

یجني الجنایات فیعقل عنھ أبوه وقومھ حتى أبغضھ عشیرتھ ونفاه فاتكأ ال یزال

أبوه وحلف ال یؤویھ أبدا، فخرج في شعار مكة حائرا ثائرا یتمنى الموت أن

ینزل بھ فرأى شقا في جبل فظن أن فیھ حیة فتعرض للشق یرید أن یكون فیھ ما

لھ عینان تقدحان بقتلھ فیستریح فلم یر شیئا فدخل فیھ، فإذا فیھ ثعبان عظیم

كالسراجین، وإذا ھو مصنوع من ذھب وعیناه یاقوتتان، فكسره وأخذ عینیھ

ودخل البیت، فإذا جثث طوال على سرر لم یر مثلھم طوال وعظما، وعند

رؤوسھم لوح من فضة تاریخھم وإذا ھم رجال من ملوك جرھم وآخرھم موتا

نھا شيء إال انتثر الحرث بن مضاض، وإذا علیھم ثیاب من وشى ال یمس م

وإذا في وسط البیت كوم . كالھباء من طول الزمان مكتوب في اللوح عظات

عظیم من الیاقوت واللؤلؤ والذھب والفضة والزبرجد فأخذ منھ ما أخذتم علم

على الشق بعالمة، وأغلق بابھ بالحجارة وأرسل إلى أبیھ بالمال الذي خرج منھ

م فسادھم وجعل ینفق من ذلك الكنز، یسترضیھ ویستعطفھ ووصل عشیرتھ كلھ

ویطعم الناس ویفعل المعروف وفي القاموس، وربما كان یحضر النبي صلى هللا

وكانت لھ جفنة یأكل منھا القائم والراكب لعظمھا، بل كانت . علیھ وسلم طعامھ

وعبد هللا . جفنتھ یأكل منھا الراكب على البعیر، وسقط فیھا صبي فغرق ومات

. ي یكنى أبا زھیر، وھو ابن عم عائشة رضي هللا تعالى عنھابن جدعان تیم

ولذلك قالت یا رسول هللا إن ابن جدعان كان یطعم الطعام ویقري الضیف ویفعل

ال إنھ لم یقل : المعروف، فھل ینفعھ ذلك یوم القیامة؟ فقال صلى هللا علیھ وسلم

رم الخمر في وكان ابن جدعان ممن ح. یوما رب اغفر لي خطیئتي یوم الدین

الجاھلیة بعد أن كان بھا مغرى وذلك أنھ سكر لیلة فصار یمد یدیھ ویقبض على

ضوء القمر لیأخذه، فضحك منھ جلساؤه فأخبر بذلك حین صحا فحلف أن ال

فلما كبر وھرم أراد بنو تمیم أن یمنعوه من تبذیر مالھ والموه في . یشربھا أبدا

قم فأنشد : ھ لطمھ لطمة خفیفة ثم یقول لھالعطاء فكان یدعو الرجل فإذا دنى من

.لطمتك واطلب دیتك فإذا فعل ذلك أعطتھ بنو تمیم من مال ابن جدعان

- ٢ -

شعر أمیة

أھم الدراسات عن أمیة وشعره

كتب عن أمیة ابن سالم في طبقات الشعر وابن قتیبة الشعر والشعراء - ١

األدب، وابن رشیق في وذكره األغاني والمرزباني والدمیري وصاحب خزانة

.العمدة

وترجم لھ صاحب شعراء النصرانیة وجورجي زیدان، وصاحب كتاب األدب

العربي وتاریخھ في العصر الجاھلي، وترجم لھ السباعي بیومي، والزیات،

.وأصحاب الوسیط

وھي سبع قصائد تلي - وعده صاحب الجمھرة من أصحاب المجمھرات

: وروى مجمھرتھ - المعلقات في المنزلة األدبیة

لزینب إذ تحل بها قطینا عرفت الدار قد أقوت سنینا

وألف أحد أساتذة كلیة اللغة العربیة رسالة فیھ وفي حیاتھ وشعره وھي

.مخطوطة بمكتبة الكلیة

معتمدا على ١٩١١عام " فریدرك شولتھیس"وطبع دیوانھ المستشرق األلماني

.ه ٢٤٥العالم الروایة م عدة مصادر، منھا شرح محمد ابن حبیب

، إلى غیر ذلك من شتى الدراسات عن ١٩٤٣وطبع ألمیة دیوان في بیروت عام

ویالحظ أن بعض الباحثین یعدون أمیة جاھلیا ألنھ قد توفي بعد ظھور . أمیة

اإلسالم بقلیل وألن أكثر آثاره الشعریة نظم قبل اإلسالم، ولبید جاھلي مع أنھ

.م ینظم في اإلسالم شیئا ه ألنھ ل ٤١توفي عام

وبعضھم یجعلھ من المخضرمین، ألنھ توفي بعد الھجرة ورثى من قتل في بدر

.من المشركین

- ٣ -

مكانتھ في الشعر وآراء النقاد فیھ

اتفقت العرب على أن أشعر أھل المدن أھل یثرب، ثم عبد : قال أبو عبیدة - ١

.أشعر ثقیف أمیة ، ثم ثقیف والطائف وان)سكان البحرین(القیس

وأمیة : وذكره ابن سالم في شعراء الطائف حین تكلم على شعراء القرى، وقال

.أشعر أھل الطائف

.أمیة أشعر الناس، قال كما قلنا ولم نقل كما قال: وكان الكمیت یقول

ذھب أمیة بعامة ذكر اآلخرة، وذھب عنترة : وقال األصمعي كما في األغاني

عمر بعامة ذكر الشباب، وكان أبو عبیدة واألصمعي بعامة ذكر الحروب وذھب

یقوالن، عدي في الشعراء بمنزلة سھیل في النجوم یعارضھا وال یجري معھا

.وكذلك أمیة

. وجعلھ صاحب كتاب شعراء النصرانیة من شعراء الطبقة الثانیة وذكر ما نصھ

.وقیل انھ من الطبقة األولى، وھذا مبالغة شدیدة منھ

- ٤ -

ب شاعریتھأسبا

: عصره وبیئتھ - ١: منھا.. ھناك أسباب كثیرة كونت شاعریة أمیة وأثرت فیھا

فقد كان العصر الجاھلي وكانت البیئة العربیة عامة والطائف خاصة من بیئات

الشعر واألدب والبالغة والبیان، وجو الطائف وجمالھا وكثرة خیراتھا

لھ أثره في شاعریة الشاعر وال ومزارعھا واستقرار الحیاة فیھا، كل ذلك كان

.ریب

فقد كان أمیة من أسرة شاعرة، واشتھر أبوه : وراثتھ الشعر عن أسرتھ - ٢

بالشعر، وامتدت تلك المواھب الفنیة فتوارثھا أبناء أمیة، وكان ابنھ القاسم شاعرا

.وینسب إلیھ وإلى أبیھ

ردوه رب صواهل وقـیان قوم إذا نزل الغریب بدارهـم

سدوا شعاع الشمس بالفرسان دعوتهم لـكـل مـلـمة واذا

.إلى آخر ھذه األبیات

فقد ألم أمیة بثقافات واسعة واختلط بالحیاة والناس : ثقافتھ ورحالتھ - ٣

والعناصر في رحالتھ التجاریة إلى الیمن والشام، مما كان لھ أثره في شعره

.وشاعریتھ

إلى مخالطة رجال األدیان والتحدث فقد دفعھ ذلك: فطرتھ على حب التدین - ٤

إلیھم والتأثر بعظاتھم، مما جعل قلبھ رقیق العاطفة والشعور، وھما أساس األدب

.والشعر، ومما جعلھ یلون شعره بھذا الروح الدیني القوي الغالب

اختالطھ بالحیاة األدبیة وبالشعراء في الطائف ومكة وسائر بالد الجزیرة - ٥

ال وكھال، مما جعل الشعر أقرب إلى قلبھ وروحھ من أي شيء العربیة شابا ورج

.سواه

.إلى غیر ذلك من بواعث الشعر وأسبابھ في نفس أمیة

إن شعر أمیة جدیر بأوفر عنایة وأدق درس ألنھ وقد ذكر ما ذكر من أنباء

الرسل وأمور اآلخرة ال یعدو واحدة من اثنتین إما أن یكون قد قیل قبل نزول

و بعد بدء نزولھ وفي أثنائھ، فإن كانت األولى فھو وثیقة فریدة في الداللة القرآن أ

على ما عرف بعض العرب لذلك العھد من تلك الشؤون، وإن كانت الثانیة فقد

أراد بھ صاحبھ ال محالة معارضة القرآن فانقطع وتخلف ولم یستطع الكفار أن

.یشغبوا بھ

األرجح أن نسبتھا إلیھ صحیحة فإنھا وھذه أبیات من شعره تدل على طریقتھ، و

من قصیدة استشھد سیبویھ ببیت منھا وعنى بروایتھا شراح كتابھ، وقل أن یجوز

.علیھم غیر صحیح

قال أمیة یذكر إرسال موسى وھارون إلى فرعون وفي األبیات روح التأثر

: بالقرآن

بعثت إلى موسى رسوال منادیا وأنت الذي فضل من سیب ونعمة

كثیر به، یارب صل لي جناحیا أعني بابن أمي فـانـتـي فقال

على المرء فرعون الذي كان طاغیا وقلت لهارون اذهبا فـتـظـاهـرا

بال وتد حتى اطمأنت كـمـا هـیا وقوال له هـل أنـت سـویت هـذه

بال عمد أرفـق إذن بـك بـانـیا وقوال له هل أنـت رفـعـت هـذه

منیرا إذا ما جنـه الـلـیل سـاریا سویت وسطـهـا وقوال له هل أنت

فأصبح ما مست من األرض ضاحیا وقوال من أخرج الشـمـس بـكـرة

فأصبح منه البقـل یهـتـز رابـیا وقوال له من أنبت الحب في الثـرى

واعـیا ففي ذاك آیات لمـن كـان فأصبح منـه حـبـه فـي رؤوسـه

- ٥ -

خصائص شعره

، من حیث األسلوب واأللفاظأوال

یعد أمیة من أكبر شعراء القرى العربیة على قلة الشعر فیھم، غیر أن الذي

أزرى بشعره في نظر بعض النقاد حتى أسقطوا االحتجاج بھ كثرة استعمالھ

للتدخیل من العبریة والسریانیة في شعره، كما أنكروا علیھ حق التعریب لشدة

عربیا صریحا، كما أنكروه على عدي إلدخالھ الكثیر مخالطتھ لألعاجم وإن كان

واني بألفاظ كثیرة ال تعرفھا العرب : "قال ابن قتیبة. من ألفاظ الفرس في شعره

قمر : ومنھا قولھ. وخان أمانة الدیك الغراب: وكان یأخذھا من الكتب، منھا قولھ

یدخل فیھ وزعم أھل الكتاب أن الساھور غالف القمر ". وساھور یسیل ویغمد

وكان أمیة یسمي هللا في بعض .. وعلماؤنا ال یرون شعره حجة. إذا انكسف

، وربما اقتبسھما من الحبشیة أو "التغرور"وفي بعضھا " السلطیط"أشعاره

صاغھما على صیغ تلك اللغة، فاألحباش یسمون هللا في اللغة األمحریة

".التغرور"فلعلھا كانت قبال أقرب إلى " أغزابھم"

ما كان فإن في أسالیب أمیة بل وفي معانیھ أشیاء لم تكن العرب تعرفھا، ومھ

والشك أنھ قرأھا في بعض الكتب فأدخلھا في شعره، وكان أمیة یسمي السماء

كل ھذا إنما كان . وكان قلق اللفظ سخیف النسج نابي القافیة. صاقورة وحاقورة

یھ طالقة األسلوب وسھولة أما شعره الغیر الدیني فأرى عل. في شعر أمیة الدیني

كما في مدائحھ البن . اللفظ وعذوبة العبارة وحالوتھا ورقتھا وطالوة البیان

.جدعان وقصیدتھ في ابنھ وسواھما

ثانیا، من حیث المعاني واألخیلة

انصرفت قریحة أمیة إلى المعاني الدینیة فاشتھر بھا أمره، واصطبغ بھا شعره،

ر والحساب والجنة والنار والمالئكة كما ذكر فوصف هللا عز وجل وذكر الحش

وكان أمیة كثیر العجائب في شعره، : "قال ابن سالم. خلق األرض والسموات

یذكر فیھ خلق السموات واألرض، ویذكر المالئكة، ویذكر من ذلك ما لم یذكره

.أحد من الشعراء

الشعر ونظم حوادث التوراة كخراب سدوھم وقصة إسحاق وإبراھیم، وأدخل في

معاني لم یألفھا الشعراء، ولم یعرفھا العرب، فكان مذھب أمیة في شعره غیر

معھود في عصره، وكان سببا في أن ینحلھ العلماء ما جاء على شاكلة تلك

المعاني من الشعر ولم یعرفوا قائلھ، مما كان لھ أثره في عدم عنایة األدباء

ذھب قوم یعرفون شعر : "الحجاج ویقول. والرواة والنقاد بشعره، وإھمالھم لھ

".أمیة وكذلك اندراس الكالم

وذكر كثیرا من العجائب والقصص الخیالیة واألساطیر الخرافیة وخلق العالم

مما یتخللھ شيء من الحكم . وفنائھ وأحوال اآلخرة وصفات الخالق والخشوع لھ

.واألمثال

لو من ھذه السمات وال شك أن شعر أمیة الذي لم یصطبغ بصبغتھ الدینیة یخ

ویسیر الشاعر فیھ على نھج الشعراء الجاھلیین، من صدق المعنى وبساطتھ

ومع البعد عن . وسذاجتھ، مع تلون الثقافة فیھ إلى حد ما، لثقافة أمیة الواسعة

.الخیال الكاذب والمبالغة المفرطة فیھ

یم كما ویأخذ في شعره الكوني والدیني من أسالیب ومعاني وروح القرآن الكر

: في قولھ من قصیدة

یعلم الجهل والكالم الخـفـیا عند ذي العرش یعرضون علیه

إنـه كـان وعـده مـأتـیا یوم نأتـیه وهـو رب رحـیم

لم یذر فیه راشـدا وغـویا یوم نأتیه مثل ما قـال فـردا

أم مهان بما كسبت شـقـیا أسعید سـعـادة أنـا أرجـو

ر كتابا حتمتـه مـقـضـیا الـنـا رب كال حتمتـه وارد

إذ ال یتأتى أن یحمل ذلك على المصادفة واالتفاق، وال على أنھ أخذه مما قرأ

.من الكتب

وال شك أن ثقافة أمیة الواسعة جعلتھ یستمد معانیھ وأفكاره وأخیلتھ من كثیر من

.الثقافات والمصادر

ثالثا، من حیث أغراض الشعر وفنونھ

: قسم شعر أمیة إلى قسمینویمكننا أن ن

شعره في غیر الدین) أ(

- ١: وقد نحا أمیة فیھ منحى الشعراء في األغراض والمعاني واألسلوب

فنظمھ في المدیح، كما في مدائحھ السابقة البن جدعان التي یظھر علیھا روح

.الشاعریة ومواھبھا العالیة القویة األخاذة المندفقة

ن ذلك قصائد لھ كثیرة، منھا قولھ یرثي زمعة بن ونظمھ في الرثاء، وم - ٢

: األسود وأخاه عقیال من بني أسد

رث ال تذخري على زمعة عین بكى بالمسبالت أبا الحـا

س لیوم الهیاج والـدقـعة وعقیل بن أسود أسـد الـبـأ

زاء ال خـانة وال خــدعة فعلى مثل هلكهم حوت الجـو

ب وفیهم كذروة القـمـعة وهم األسرة الوسیطة من كع

س وهم ألحقوهم المـنـعة أنبتوا من معار سعـر الـرأ

س علیهم أكبادهـم وجـعة فبنو عمهم إذا حضـر الـبـأ

ر، وحالت فال ترى قـزعة وهم المطعمون إذا أقحط القط

: وقال یرثي قتلى بدر وفیھم عتبة وشیبة ابنا خالھ

ي الكرام أولى الممادحم بن أال بكـیت عـلـى الـكـرا

ع األیك في الغصن الجوانح كبكا الحمـام عـلـى فـرو

نات یرحن مـع الـروائح یبكین حـرى مـسـتـكـي

ت المعوالت من الـنـوائح مثـالـهـن الـبـاكـــیا

حزن ویصدق كـل مـادح من یبكهـم یبـكـي عـلـى

مـحولقد أبـان لـكـل ال أوال تـرون لـمـــا أرى

ة فهي موحشة األبـاطـح أن قد تغـیر بـطـن مـك

ریق نفى اللـون واضـح من كـل بـطـریق لـبـط

جمة المالوثة المـنـاجـح ومن السـراطـمة الـخـال

ین اآلمرین بكل صـالـح الـقـائلـین الـفـاعـــل

ق الخبز شحما كاألنـافـح المطعمـین الـشـحـم فـو

م مـزیة وزن الـرواجـح الـكـرا لكرامـهـم فـوق

قسطاس في األیدي النوافح كتـثـاقـل األرطـال بـال

یحمون عورات الفضـائح خذلـتـهـم فـئة وهـــم

من بین مستسـق وصـائح ولقد عنـانـي صـوتـهـم

أیم مـنـهـم ونـاكــح للـه در بـنـي عـلـــي

نـابـح شعواء تجحر كـل إن لـم تـغـیروا غــارة

ت الطامحات مع الطوامح بالمقـربـات الـمـبـعـدا

كانت مادة الفخر أمام أمیة كثیرة لمجد بیت أبیھ من ثقیف وبیت أمھ : الفخر - ٢

من عبد شمس، وكان قولھ فیھ فائقا بالغا وإن كان مقال، ولعل إقاللھ في ھذا

الدینیة التي تزھد الباب ناشئ كما یقول السباعي بیومي من میلھ إلى الناحیة

اإلنسان في مفاخر ھذه الحیاة، ولذا یغلب أن تكون مجمھرتھ في الفخر قد قیلت

. قبل أن یتوغل في الورع والتدین، وھي حافلة بمالھ ولقومھ من مكانة وعالء

وقد جاءت متفقة مع معلقة ابن كلثوم وزنا ورویا ومتحدة معھا في كثیر من

بع أمیة من میل إلى السھل النازع إلیھ عمرو دون المعاني واألسالیب لما فیھ ط

: غیره من رجال المعلقات، ومنھا

وعن نسبي أخبرك الیقینا فإما تسألي عني لـبـینـي

وأجداد سموا في األقدمینا ثقي أني النبـیه أبـا وأمـا

فأورثنا مآثرنا البـنـینـا ورثنا المجد عن كبرى نزار

تكون متونها حصنا حصینا وأرصدنا لریب الدهر جردا

.وسیأتي تحلیل لھا

ونظم الشعر في الوصف المعنوي ال الحسي، كما في قصیدتھ في عقوق - ٤

ابنھ، وھو بذلك یخالف جمیع شعراء الجاھلیة الذین عنوا بمظاھر الصحراء

الحسیة ووصفھا، أما الوصف الحسي فلیس لھ وجود في شعر أمیة الذي نظمھ

ت وشؤون الدین ولكنھ كثیر جدا في شعره الدیني وإن كان ھذا في غیر الكونیا

الوصف الحسي ال یتناول الصحراء ومشاھدھا وإنما یتناول الكون والسماء

.واألرض ووصف الحیاة نفسھا

شعره الدیني) ب(

- ١: وھو كثیر ویغلب على شعر أمیة وقد نظمھ في أغراض كثیرة منھا

وأسطورة تطویق الحمامة التي دلت القصص كما في وصفھ لسفینة نوح

أصحاب السفینة على األرض الیابسة فأعطوھا ھذا الطوق وكما في قصیدتھ في

ذكر إبراھیم ونذره ولده � وما كان من حدیث الذبح وكما في ذكره لقصة مریم

وكما في قصیدتھ في . وذكره لخراب سدوم وھي مدینة لوط وما وقع لھ مع قومھ

الكعبة وإشارتھ إلى قصة الفیل، وكما في كالمھ عن قنزعة غارة األحباش على

الھدھد وخرافة الدیك والغراب وصداقتھما القدیمة وقصة ثمود ورسالة موسى

.وھرون، إلى غیر ذلك من قصصھ وأساطیره

شعره في الكونیات وھو كثیر كوصفھ للكون وخلقھ، وللجنة والنار - ٢

.الفنوالمالئكة، وسوى ذلك من نواحي ھذا

.شعره في توحید هللا وھو كثیر جدا في شعره - ٣

ویظھر في شعر أمیة الدیني الضعف الفني، لصعوبة الكالم في أمور الدین وألنھ

.كان یعارض القرآن في بعض معانیھ فعجز وضعف وخذي

- ٦ -

نماذج من شعر أمیة

: الیابسة قال في سفینة نوح وخرافة تطویق الحمامة إذ دلت من فیھا على - ١

نزل على المهالك ال تهاب وأرسلت الحمامة بعد سبـع

علیه الثأط والطین الكثـاب فجاءت بعدما ركضت بقطف

لها طوقا كما عقد السخاب فلما فتشوا اآلیات صـاغـوا

وان تقتل فلیس له استالب إذا ماتت تورثـه بـنـیهـا

ه كـذابجزاء البر لیس ل جزى اهللا األجل المرء نوحا

غداة أتاهم الموت الغـالب بما حملت سفینته وأنـجـت

لدیه ال الظماء وال السغاب وفیها من أرومـتـه عـیال

وقال في نذر إبراھیم ولده وإرسال هللا بالفداء حین ھم بالذبح واستسلم - ٢

: الذبیح

احتسابا وحـامـل األجـزال وإلبراهیم الموفـى بـالـنـذر

أو یراه في معشـر أقـتـال كن لیصبـر عـنـهبكره لم ی

شحیطا فاصبر فدى لك خالي ابنـي إنـي نـذرتـك لـلـه

كل شيء هللا غیر انتـحـال فأجاب الغـالم أن قـال فـیه

تقیا به عـلـى كـل حـال أبتي إنني جـزیتـك بـالـلـه

عن دمي أن یمسه سربالـي فاقض ما قد نذرته لك واكفف

سكین حید األسیر ذي االغالل الصفد أن أحید عـن الواشدد

فكه ربه بـكـبـش جـالل بینما یخلع السـرابـیل عـنـه

للذي فعلتـم غـیر قـالـي قال خذه وأرسل ابـنـك إنـي

ر له فرجة كحل العـقـال ربما تجرع النفـوس مـن األم

: وقال في خراب سدوم مدینة قوم لوط - ٣

إذ أتاها برشدها وهـداهـا سـدوم أتـاهـاثم لوط أخو

قد نهیناك أن تقیم قـراهـا راودوه عن ضیفه ثم قالـوا

كظاء بأجرع مـرعـاهـا عرض الشیخ عن ذاك بنات

أیها الشیخ خطبة تأبـاهـا :غضب القوم عند ذاك وقالوا

خیب اهللا سعیها ورجاهـا أجمع القوم أمرهم وعجـوز

جعل األرض سفلها أعالها اك عـذابـاأرسل اهللا عند ذ

ذي حروف مسمم إذ رماها ورماها بحاصب ثـم طـین

.ویروى مسوم أي معلم

: وقال في قصة مریم - ٤

منبئة بالعبد عیسى بن مـریم وفي دینكم من رب مـریم آیة

رسول فلم یحصر ولم یترمرم تدل علیها بعدما نام أهـلـهـا

مالئكة من رب عاد وجرهم وتكـذبـي فقال أال ال تجزعي

رسول من الرحمن یأتیك بابنم أنیبي وأعطي ما سئلت فإننـي

بغیا وال حبلى وال ذاب قـیم فقالت له أنى یكون ولـم أكـن

غالما سوى الخلق لیس بتوأم فسبح ثم اغترها فالتقـت بـه

موعلمني واهللا خیر مـعـلـ فقال لها إنـي مـن الـلـه آیة

شقیا ولم أبعث بفحش ومأثـم وأرسلت لم أرسل غویا ولم أكن

وقال في حادثة الفیل وأن الدین الحق ھو حنیفیة إبراھیم بعد ذكر شيء من - ٥

: آیات هللا

ما یمارى فیهن إال الكـفـور إن آیات ربـنـا بــاقـــیات

مستبین حـسـابـه مـقـدور خلق اللیل والـنـهـار فـكـل

بمهاة شعاعـهـا مـنـشـور جلو الـنـهـار رب كـریمثم ی

ظل یحبو كأنـه مـعـقـور حبس الفیل بالمغمـس حـتـى

رمن صخر كبكب مـحـدور الزما حلقة الجران كما قـطـر

ل مالویث في الحروب صقور حوله من ملوك كـنـدة أبـطـا

كلهم عظم ساقه مـكـسـور خلفوه ثم انذعـروا جـمـیعـا

زور د اهللا إال دین الحـنـیفة كل دین یوم الـقـیامة عـــن

: وقال في إرسال هللا إلى فرعون موسى وھارون - ٦

بعثت إلى موسى رسوال منـادیا وأنت الذي من فضل من ورحمة

إلى اهللا فرعون الذي كان طاغیا فقلت له فاذهب وهارون فادعوا

د حتى اطمأنت كما هـيبال وت وقوال له هل أنت سـویت هـذه

بال عمد؟ أرفق إذن بك بـانـیا وقوال له هل أنت رفعـت هـذه

هـادیا؟ منیرا إذا ماجنه اللـیل وقوال له هل أنت سویت وسطها

فیصبح ما مست من األرض ضاحیا وقوال له من یرسل الشمـس غـدوة

رابـیا؟ تـزفیصبح منه البقل یهـ وقوال له من ینبت الحب في الثـرى

.وقد مضت بروایة أخرى

: وقال في قنزعة الھدھد وأنھا مكان حملھ أمھ في قفاه - ٧

أیام كفن واستراد الهـدهـد غیم وظلماء وغیث سـحـابة

فبنى علیها في قفاه بمـهـد یبغي الفرار بأمه لیجـنـهـا

في الطیر یحملها وال یتـأود مهدا وطبا فاستقل بحـمـلـه

منها وما اختلف الجدید المسند یدلج ماشـیا بـجـنـازة فتراه

.إلى غیر ذلك من قصصھ وأساطیره

: وقال في التوحید - ٨

بالخیر صبحنا ربى ومسـانـا الحمد هللا ممسانا ومصبـحـنـا

مملوءة، طبق اآلفاق سلطانـا رب الحنیفة لم تنفد خـزائنـه

غایتنا من رأس محیانا؟ ما بعد أال نبي لنا منـا فـیخـبـرنـا

وبینا نقتني األوالد أفـنـانـا بینا یرببنا آبـاؤنـا هـلـكـوا

أن سوف یلحق أخرانا بأوالنا وقد علمنا لو أن العلم ینفعـنـا

: وقال في خلق الكون وفناء الخلق وعاقبة الناس مجرمین ومتقین - ٩

جـبـالورب الراسیات مني ال إله الـعـالـمـین وكـل أرض

بال عـمـد یرین وال حـبـال بناها وابنتـي سـبـعـا شـدادا

من الشمس المضیئة والهـالل وسـواهـا وزینـهـا بـنـور

مرامیها أشد من الـنـضـال ومن شهب تألأل فـي دجـاهـا

وأنهارا من الـعـذب الـزالل وشق األرض فانبجست عـیونـا

ما كان من حـرث ومـال بها وبارك في نـواحـیهـا وزكـي

وذي دنیا یصـبـر إلـى زوال فكـل مـعـمـر البـد یومـا

سوى الباقي المقدس ذي الجالل ویفنى بـعـد جـدتـه ویبـلـى

إلى ذات المقامع والـنـكـال وسبق المجرمون وهـم عـراة

وعجوا في سالسلها الـطـوال فنـادوا ویلـنـا ویال طــویال

وكلهم بحر الـنـار صـالـي ین فـیسـتـریحـوافلیسوا میتـ

وعیش ناعم تحـت الـظـالل وحل المتـقـون بـدار صـدق

من األفراح فیها والـكـمـال لهم ما یشتهون ومـا تـمـنـوا

- ٧ -

بعض المنحول من شعره

ھذا وقد نخل ألمیة شعر كثیر، وینفي األصمعي عنھ القصیدة المنسوبة إلیھ

: التي منھا

ذائقها الموت كأس فالمرء من لم یمت غبطة یمت هرما

".الموت كأس"وینسبھا لرجل من الخوارج، ونقد قولھ

الزبیر بن بكار عن شیوخھ وعن الحسن البصري : وینسب ھذه القصیدة ألمیة

.أیضا

وبعد، فھذا ھو تحلیلنا لشعر أمیة، ومنھ یبدو أنھ عبقري في : كلمة أخیرة - ٨ -

سیج وحده في أغراضھ الدینیة والكونیة على الرغم مما فیھا من ضعف بابھ، ون

.في األسلوب والتركیب لغرابة المعاني التي نظمھا

أما أمیة في شعره البعید عن الدین فیكاد یكون قریبا من زھیر، وشبیھا بالحطیئة

.وسواه من الشعراء المجیدین

یر طویلة نظمھا أمیة في الفخر وھي قصیدة غ - ١: مجمھرة أمیة وتحلیلھا - ٩ -

وتشبھ في شاعریتھا وموضوعھا وروحھا ووزنھا وقافیتھا . بقومھ وأحسابھم

: وخیالھا وكثیر من معانیھا وأسالیبھا قصیدة عمرو بن كلثوم أو معلقتھ

وال تبقى خمور األندرینا أال هبي بصحنك فاصبحینا

: ومطلع المجمھرة - ٢

لزینب إذ تحل بها قطینا اعرفت الدار قد أقوت سنین

: وبعد أبیات في الغزل وذكر الطلول یقول مفتخرا - ٣

وعن نسبي أخبرك الیقینا فإما تسألي عن لـبـینـى

وأجدادا سموا في األقدمینا ثقي أني النبـیه أبـا وأمـا

فأور لنا مآثرنا البـنـینـا ورثنا المجد عن كبرى نزار

أقمنا حیث ساروا هاربینا دوكنا حیثما علمـت مـعـ

إذا عدوا سعایة أولـینـا وتخبرك القبائل من مـعـد

وأنا الضاربون إذا لقینـا بأنا النازلون بكـل ثـغـر

وانا المقبلون إذا دعـینـا وانا المانـعـون إذ أردنـا

أكفا في المكارم ما بقینـا وانا الرافعون على مـعـد

ویعطینا المقاده من یلینـا انـانشرد بالمخافة من أتـ

والقصیدة خلو من الروح الدیني وقد یكون نظمھا في بدء حیاتھ الشعریة - ٤

وقبل أن یقف نفسھ وحیاتھ وشعره على شؤون الدین وذلك یوضح لنا أسباب

احتذائھ لعمرو بن كلثوم، فالشاعر في أول حیاتھ في الشعر كثیرا ما یقلد النابغین

ویحتذیھم، وبین القصیدتین موازنة أدبیة طویلة في كتابي موقف من الشعراء

.النقاد من الشعر الجاھلي

وأصحاب المجمھرات ھم عبید وعنترة وأمیة وعدي وبشر بن أبي خازم

.وخداش بن زھیر والنمر بن تولب

: أخذ علیھ قولھ - ١: بعض ما أخذ علیھ

ردحمراء مطلع لونها متو والشمس تطلع كل آخر لیلة

إال معذبة واال تـجـلـد تأبى فال تبدو لنا في رسلها

.فما شأن الشمس تجلد

: وأخذ علیھ قولھ - ٢

سماء اإلله فوق سبع سمائیا له ما رأت عین البصیر وفوقه

فقد خرج عن االستعمال الفصیح لجمعھ سماء على فعائل والقیاس جمعھا على

ع، مع أن الالم معتلة، وھذا غیر فول وألنھ أقر الھمزة العارضة في الجم

معروف، أال ترى أنھم یقولون خطیئة وخطایا ال خطائي، وألنھ أجرى یاء

مجرى الباء في ضوارب ففتحھا في موضع الجر، والمعروف أن " سمائي"

تقول ھؤالء جوار ومررت بجوار فتحذف الیاء والنون، وھذه األوجھ ذكرھا

.صاحب الخزانة

یة وثنیا، وجعلھ البعض نصرانیا ومنھم المسعودي، وروى لم یكن أم: دین أمیة

صاحب اإلصابة أنھ مات مسلما ونسبوا إلیھ شعرا في مدح الرسول، والذي یراه

: أنھ كان متحنفا، ویقول

اهللا إال دین الحنفیة زور كل دین یوم القیامة عنـد

راء في الحیاة واإللھ حنیفیة وما كانت تمده بھ من آ - ١: مصادر ثقافتھ الدینیة

.والكون

كتب أھل الكتب الدینیة التي اطلع علیھا أمیة كما یبدو ذلك بوضوح شعره، - ٢

.ومنھا التوراة واإلنجیل

األساطیر والقصص والذي كان ذائعا في العصر الجاھلي، وما تلقفھ من - ٣

.أفواه األحبار والكھان، وما سمھ من أساطیر فارسیا

.اصة في الدین والوجودآراؤه الخ - ٤

.القرآن الكریم، وھو أھم مصادر ثقافتھ الدینیة - ٥

آراء المستشرقین في أمیة

فذھب المستشرق الفرنسي ) أ(وقد أعمى التعصب الدیني بعض المستشرقین

إلى أن شعر أمیة كان من مصادر القرآن، وأن ) ١٩٢٧ - ١٨٥٤(كلیمان ھیوار

ا تأثر بھ بثقافات أمیة الدینیة في شعره، وھو رأي الرسول ألف القرآن متأثرا فیم

.باعثھ التعصب الممقوت

إلى أن األمیة منھجا مستقال، ومن ) شولتھیس(وذھب المستشرق األلماني ) ب(

ثم أخذ یوازن بین القرآن وشعر أمیة وذھب في خطأ جسیم إلى أن أمیة كان أدق

وأنھ كان أعلم وأبعد مدى في في كثیر من األحیان في النقل عن الكتب القدیمة

الثقافة من محمد وأن المصدر الذي نقل عنھ كل منھما واحد، وینكر رأي ھیوار

.في أي شعر أمیة كان من مصادر القرآن، ویرى أن القرآن كتاب محمد

أن القصائد والمقطوعات التي وصلت إلینا : وجاء في دائرة المعارف اإلسالمیة

متھا بحسب موضوعھا قسمین كبیرین، أصغرھما منسوبة إلى أمیة، یمكن قس

یتكون من قصائد وأبیات قیلت في مدح أشخاص وبخاصة في مدح رجل من

أغنیاء مكة ھو عبد هللا بن جدعان، وھي ال تختلف في جوھرھا عن نظائرھا

عند غیره من شعراء العرب القدماء، أما القسم األكبر الذي یبدأ بالقصیدة الثالثة

بدل داللة كاملة على النزعة التي یمكن تسمیتھا بالحنیفیة، وأساسھا والعشرین، ف

القول بإلھ واحد ھو رب العباد، ونرى فیھا صورا شبیھة بالوحي عن مقام هللا

ومالئكتھ، وحكایات عن الخلق وآراء تتعلق بیوم القیامة والجنة والنار، وفیھا

ن أخبار العرب من عاد دعوة إلى عمل الخیر، وإشارات إلى عبر أخذ بعضھا م

. وثمود، وبعضھا من قصص التوراة عن الطوفان وإبراھیم ولوط وفرعون

. وابن أبي الصلت مولع إلى جانب ھذا بقص الحكایات على ألسنة الحیوان

: ومن قصتھ عن إبراھیم.. ونالحظ في شعره أیضا ذكرا لألعمال السحریة

ألجزالاحتسابا وحامل ا وإلبراهیم الموفى بالنـذر

أو یراه في معشر أقتال یكره لم یكن لیصبر عنه

ومن یقرأ ھذه القصة وما شابھھا في القرآن الكریم یعلم صحة ما نقول من أن

أمیة في ھذا الباب متكلف متصنع، محاك لم یحكم المحاكاة، بل إنھ نظام ولیس

.ھذا الباب بشاعر، وھذا ال یخلیھ من بعض أبیات كان لھ فیھا بعض اإلجادة في

وكان أمیة كثیر العجائب، یذكر في شعره خلق السموات : وقال ابن سالم فیھ

وقال . واألرض ویذكر المالئكة، ویذكر من ذلك ما لم یذكره أحد من الشعراء

اتفقت العرب على أن أشعر أھل المدن أھل یثرب، ثم عبد القیس، : "أبو عبیدة

أمیة أشعر : "وقال الكمیت". لصلتثم ثقیف، وأن أشعر ثقیف أمیة بن أبي ا

ذھب أمیة بعامة ذكر : "وقال األصمعي". الناس، كما قلنا ولم نقل كما قال

اآلخرة وذھب عنترة بعامة ذكر الحرب، وذھب عمر بن أبي ربیعة بعامة ذكر

".الشباب

تلك آراء العلماء في شعر أمیة، ولكن ما بین أیدینا من شعره ال ینزلھ : ونقول

.زلة، فلعل كثیرا من شعره الجید قد ذھب مع الزمانھذه المن

كان أمیة بن أبي الصلت في نظر في الكتب وقرأھا، : "وقال أبو الفرج في أغانیھ

ولبس المسوح تعبدا، وكان ممن ذكر إبراھیم وإسماعیل والحنفیة وحرم الخمر،

رأ في والتمس الدین، وطمع في النبوة، ألنھ ق. وشك في األوثان، وكان محققا

الكتب أن نبیا یبعث من العرب فكان یرجو أن یكون ھو، فلما بعث النبي صلى

ھذا الذي كنت تستریث وتقول فیھ فحسده عدو هللا وقال : هللا علیھ وسلم قیل لھ

واتل علیھم نبأ الذي آتیناه آیاتنا "إنما كنت أرجو أن أكونھ فأنزل هللا عز وجل

".فانسلخ منھا

: وھو الذي یقول

ه إال دین الحنـیفة زور دین یوم القیامة عند الل كل

فأنت ترى من ھذا أنھ كان متألھا یعبد هللا على دین إبراھیم، ویتوقع أن یكون

فلما لم یكن . ھو صاحب الرسالة الذي بشرت بھ الكتب التي عكف علیھا بالدرس

وسیطر ما خط في سجل القدر موافقا لما وقر في نفسھ، غلب جھلھ على حلمھ،

. حسده على فكره، فلم یؤمن بالنبي علیھ السالم، ولم ینھل من حیاض شریعتھ

وكان أمیة یخبر أن نبیا یخرج قد أظل : "قال ابن عتیبة في طبقات الشعراء

زمانھ، وكان یؤمل أن یكون ذلك النبي، فلما بلغھ خروج النبي صلى هللا علیھ

والذین قتلوا بھا من ذوي قرابتھ ولما بلغھ خبر وقعة بدر ". وسلم كفر بھ جسدا

: قال قصیدتھ التي یرثي فیھا من قتل من قریش ویحرضھم على أخذ الثأر

م بني الكرام أولى الممادح أال بكـیت عـلـى الـكـرا

ع األیك في الغصن الجوانح كبكا الحمـام عـلـى فـرو

بھم إلى أن ثم أخذ یفیض في وصف قتلى بدر حتى لم یدع مكرمة إال ألصقھا

: قال

یحمون عورات الفضائح خذلـتـهـم فـئة وهـم

بالمهنـدة الـصـفـائح الضاربین الـتـقـدمـیة

تركنا منھا بیتین نال فیھما من أصحاب : "قال ابن ھشام بعد روایة ھذه القصیدة

واألخبار مختلفة في موقفھ : "وجاء في دائرة المعارف اإلسالمیة". الرسول

نبي ولإلسالم، ولعل األرجدح أنھ لم یلق النبي وأبى أن یصدق بدعوتھ، بالنسبة لل

وأیا ما كان من .. یؤید ھذا ما یتجلى في قصیدتھ المذكورة من عطف على قریش

شأن ھذه الروایات فقد اتفقت جمیعا على أنھ مات كافرا ولم یؤمن بالنبي علیھ

النبي صلى هللا علیھ وسلم لما أنشد : "السالم، روى صاحب األغاني بسنده قال

: قول أمیة

بالخیر صبحنا ربى ومسانـا الحمد هللا ممسانا ومصبـحـنـا

مملوءة بطبق اآلفاق سلطانـا رب الحنیفة لم تنفد خـزائنـه

ما بعد غایتنا من رأس مجرانا أالني لنا مـنـا فـیخـبـرنـا

: إلى أن قال

سریرة قلبي الدهر إیماناواجعل یا رب ال تجعلني كـافـر أبـدا

إنسانـا واللحم والدم ما عمرت واخلط به بنیتي واخلط به بشري

ولوال ما نعرف من غلبة ". آمن شعره وكفر قلبھ"فقال صلى هللا علیھ وسلم

الكذب على كثیر من الشعراء لقلنا إن ھذه األبیات منحولة على أمیة كما نحل

الشعراء غیر ذلك، فال بعد في أن تكون من الكثیر غیرھا ولكنا قد تعودنا من

ولقائل أن یقول إن ھذه القصیدة قیلت قبل مبعث النبي علیھ السالم، وقد . شعره

.اتفق الرواة كما قدمنا على أنھ كان موحدا حنیفیا، فلم نشك في نسبتھا إلیھ؟

الشنفرى األزدي

لیك وعمرو بن من شعراء العرب وفتاكھم، ومن أشھر العدائین فیھم ھو والس

.براق وتأبط شرا

ویروى أنھ حلف مرة لیقتلن من بني سالمان مائة رجل فقتل منھم تسعة

وتسعین، فاحتالوا علیھ فأمسكوه وكان الذي أمسكھ أسیر بن جابر أحد العدائین

المشھورین، رصده حتى نزل في مضیق لیشرب الماء فوقف لھ فأمسكھ لیالثم

تھ فضربھا برجلھ، فدخلت شظیة من الجمجمة في قتلھ، فمر رجل منھم بجمجم

.عینیھ فمات منھا، فتمت القتلى مئة

": المیة العرب"ومن أحسن شعره قصیدتھ

ألمـیل فإني إلى قوم سواكم أقیموا بني أمي صدور مطیعكم

األنیس "وعلیھا شروح كثیرة، وقد طبعھا العالمة سلوستر دي ساسي في كتابھ

سیة بقلم العالمة فرستال، كما ترجمت إلى اللغة النمساویة ترجمت للفرن" المفید

.مرارا

- ١ - : نماذج من شعر الشنفرى

فإني إلى قـوم سـواكـم ألمـیل أقیموا بن أمي صدور مـطـیكـم

وشد لطـیات مـطـایا وأرحـل فقد حمت الحاجات واللیل مقـمـر

لقلى متـعـزلوفیها لمن خاف ا وفي األرض منأى للكریم عن األذى

وأرقط ذهلول وعـرفـاء حـیأل سید عـمـلـس: ولي دونكم أهلون

لدیهم وال الجاني بما جـر یخـذل هم األهل ال مستودع الـسـر ذائع

إذا عارضت أولى الطرائد أبسـل وكل أبـي بـاسـل غـیر أنـنـي

ـلبأعجلهم إذ أجشع القوم أعـج وان مدة األیدي إلى الزاد لـم أكـن

علیهم وكان األفضل المتفـضـل وما ذاك إال بسطة عن تـفـضـل

بحسنى وال في قربه متـعـلـل وأني كفاني فقد من لـیس جـازیا

وأبیض إصلیت وصفراء عیطـل فـؤاد مـشـیع: ثالثة أصـحـاب

رصائع قد نیطت إلیها ومحـمـل هتوف من الملمس المتون یزینهـا

مرزأة عجلـى تـرن وتـعـول ت كـأنـهـاإذا زل عنها السهم حن

: ویصف الشنفرى الذئاب الجائعة في المیتھ فیقول

أزل تهاداه النـتـائف أطـحـل وأعدو على القوت الزهید كما غـدا

نجوت بأذناب الشعاب وبعـسـل غدا طاویا یعارض الـریح هـافـیا

ئر نـحـلدعا فأجابـتـه نـظـا فلما لواه القوت من حـبـت أمـه

قداح بكفي یاسر تـنـقـلـقـل مهللة شـیب الـوجـوه كـأنـهـا

محابیض أرادهن سام مـعـسـل أو الخشرم المبعوب حثحـث دبـره

شقوق العصى كالحاالت وبـسـل مهرتـه فـوه كـأن شـدوقـهـا

وایاه نوح فوق عـلـیاء ثـكـل فضج وضجت بالبـراج كـأنـهـا

مرامیل عزاها وعزته مـرمـل وأقست به وأغضى وأغضت وأقسى

أجمـل وللصبر إن لم ینفع الشكو شكا وشكت ثم ارعوى بعد وارعوت

لقیط بن یعمر

ھو شاعر جاھلي قدیم مقل، ذكر ابن الشجري أنھ كان كاتبا في دیوان كسرى،

ولم یكن بید الناس من شعره في زمن صاحب األغاني إال قصیدة كتب بھا إلى

ذرھم ما اعتزمھ كسرى من غزوھم وقتالھم، وقطع أخرى لطاف قومھ یح

وفي ما قالھ أبو الفرج ما یقویھا وإن - متفرقة، فإذا صحب روایة ابن الشجري

فھو أقدم من بلغنا خبره ممن - لم یصرح وكان لقیط قد خدم األكاسرة وكتب لھم

.أتقن الفارسیة من العرب وأجدرھم بأن یتأثر بھا شعره

المستطاع الیوم وقد ضاع شعر لقیط تعیین ما كان لعلمھ بالفارسیة ولیس من

واتصالھ بخدمة الملوك من أثر فیھ، ولكن القصیدة التي بقیت لھ وانتھت إلینا

تتمیز من شعر ذلك العھد بأنھا نسق واحد ال خلة فیھ وال وثبة، وأنھا ال تبدأ

یكون ھو الذي أدى إلیھ معنى حتى تتمھ وتستوفیھ، وال تنتقل عنھ إلى آخر حتى

ولعل خیر ما یدل على مذھب الشاعر ویكشف عن طریقتھ إثبات . واقتضاه

.أبیات منھا تجمع إلى وضوح الداللة كثیرا من الفائدة

قال لقیط یحذر قومھ عاقبة أمرھم إذا قھرھم الفرس، ویذكرھم بما یحل بھم إذا

ویوصیھم باجتماع الكلمة دارت علیھم الدائرة وغلبھم األجنبي على سلطانھم،

: والتشمیر للحرب وتقلید زمامھم من توفرت فیھ خاللھا وتمت لھ أداتھا

یرجى لغابركم إن أنفسكم جدعا هیهات ال مال من زرع وال إبـل

إن العدو بعظم منكـم قـرعـا ال تلهكم إبل لیسـت لـكـم إبـال

كم والتالد معاإن یظفروا یحتوو ال تثمروا المال لألعـداء إنـهـم

إن ضاع آخره أو ذل واتضعـا یا قوم إن لكم مـن إرث أولـكـم

مجدا قد أشفقت أن یفنى وینقطعا ماذا یرد علـیكـم عـن أولـكـم

أن تنعشوا بزماع ذلك الطمعـا فال تغرنـكـم دنـیا وال طـمـع

ـعـاعلى نسائكم كسرى وما جـم یا قوم ال تأمنوا إن كـنـتـم غـیرا

إني أخاف علیها األزلم الـجـذعـا یا قوم بیضتكم ال تفـجـعـن بـهـا

إن طار طائركم یوما وان وقـعـا هو العناء الذي تـبـقـى مـذلـتـه

فمن رأى مثل ذا رأیا ومن سمعـا هو القتاد الذي یجـتـث أصـلـكـم

من فزعا ثم افزعوا، قد ینال األمن قوموا قیاما على أمشاط أرجـلـكـم

رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا وقـلـدوا أمـركـم لـلـه دركــم

وال إذا عض مكروه به خـشـعـا ال مترفا إن رخاء العـیش سـاعـده

هم تكاد حشاه تحطم الـضـلـعـا ال یطعم الـنـوم إال ریث یبـعـثـه

عـاتروم منها إلى األعداء مطـلـ مسهد النـوم تـعـنـیه أمـوركـم

یكون متبعا طـورا ومـتـبـعـا ما انفك یحلب در الدهـر أشـطـره

عنكم وال ولد یبغي له الـرفـعـا ولیس بـشـغـلـه مـال یثـمـره

ضرعـا مستحكم السن ال قحما وال قد استمر علـى شـرر مـریرنـه

أبو دؤاد األیادي

یرة، أكثر من وصف شاعر قدیم كان على خیل المنذر بن النعمان من ملوك الح

الخیل في شعره، وأجاد وبرع حتى قال أبو عبیدة أنھ أوصف الناس للفرس في

لم یصف أحد قط الخیل إال احتاج إلى : الجاھلیة واإلسالم، وقال ابن األعرابي

الخطیئة وأبو األسود الدؤلي على جمیع الشعراء ومع ذلك : أبي دؤاد وقدمھ

ال تروي شعره وال شعر عدي بن زید، - ي على ما قال األصمع - كانت الرواة

.لمخالفتھما مذھب الشعراء

م ٥٨٧ - ٤٨٠عدي بن زید

بیت عدي

ھو عدي بن زید بن حماد، ینتھي نسبھ إلى مضر، وكان من بیت مشھور

.بالكتابة واألدب

ھاجر أجداده من الیمامة إلى الحیرة، ونزلوا على أبناء خؤولتھم فیھا، ثم

.لوا بملوك الحیرة ونالوا جوائزھماستقروا بھا واتص

وتعلم جده حماد الكتابة ونبغ فیھا وكان أول من تعلمھا من أسرتھ، وصار كاتب

.النعمان األكبر

ونشأ والده زید في رعایة أمھ الطائیة وأبیھ حماد ولما توفي حماد كفلھ صدیق لھ

ة وحذق فتعلم زید العربیة، وأجاد الكتاب.. من كبار تجار الفرس وقوادھم

الفارسیة وتولى وظیفة في دولة كسرى حیث كان یحملھ على البرید في حوائجھ

وصار من المقربین في دولتھ كما كان أثیرا لدى المنذر بن ماء السماء الذي ولي

).م ٥٥٤- ٥٠٥(عرش الحیرة بعد موت النعمان

مولده ونشأتھ

وذه، وتعلم العربیة وولد عدي ونشأ في ھذا المجد والجاه وفي ظالل والده ونف

والكتابة بھا في الكتاب بالحیرة كما تعلم الفارسیة والكتابة بھا في دیوان كسرى

حتى خرج من أفھم الناس وأفصحھم بالعربیة ونظم الشعر وتعلم الفروسیة

ووصف لكسرى بأنھ أفصح الناس وأكتبھم بالعربیة والفارسیة مع الجمال الفائق

لحاضرة، فأثبتھ كسرى في دیوانھ وكان أول من كتب والذكاء العجیب والبدیھة ا

.بالعربیة فیھ

بیئتھ

.في ھذه البیئة العامة، وفي الحیرة عاصمة إمارة المناذرة ولد ونشأ عدي

وكانت الحیرة إمارة عربیة على حدود الجزیرة العربیة ومملكة كسرى، وكان

.أمراؤھا خاضعین للنفوذ الفارسي

للثقافة الفارسیة والعربیة ومنتدى واسعا لألدب وكانت الحیرة كذلك ملتقى

والشعر، یظللھا ألوان من الحضارة والتقالید الفارسیة وكانت النصرانیة سائدة

فیھا كما كان أئمة الشعراء یفدون إلیھا لینعموا بجوائز المناذرة وصالتھم السنیة

.وكان ممن قصد إلیھا النابغة واألعشى وعلقمة وحسان وسواھم

كان تنقل عدي بین البالد الفارسیة سببا في تنوع ثقافتھ، وسعة معارفھ، كما

.وتعدد مشاھده، وكثرة تجاربھ، وتباین البیئات التي عاش فیھا

حیاتھ

انتقل عدي من الحیرة إلى المدائن حیث كان یعمل كما ذكرنا في دیوان كسرى،

بح لھ نفوذه عند یؤذن لھ علیھ في الخاصة، وھو معجب بھ، قریب منھ، كما أص

.أمراء الحیرة، فعال لھ بذاك صیت عظیم، وذكر كریم

وكانت إقامتھ الغالبة في المدائن عاصمة كسرى فإذا أراد المقام بالحیرة في

منزلھ مع أھلھ استأذن كسرى فأقام فیھم الشھر والشھرین وكثیرا ما كان ینزل

.البادیة قریبا من الحیرة

إلى إمبراطور الدولة الرومانیة الشرقیة بالقسطنطینیة وأرسلھ كسرى رسوال لھ

وأكرمھ القیصر وطاف بھ في أرجاء مملكتھ الواسعة، وكان من البالد التي

زارھا في ھذه الرحلة دمشق ویؤثر لھ فیھا قصیدة قالھا وكانت فیما یروى أول

: ومن ھذه القصیدة. شعر نظمھ

مـن جـیرونمة أشهى إلى رب دار بأسفل الجزع مـن دو

لوا وال یرهبون صرف المنون وندامى ال یفرحـون بـمـا نـا

وقدم عدي المدائن على كسرى بھدیة قیصر، وبلغة خبر موت والده أثناء

رحلتھ فاستأذن كسرى في زیارة أھلھ بالحیرة فتلقاه ملكھا في وجوه الناس

.یعزونھ

أجمل نساء أھلھا وزمانھا، وتزوج عدي ھندا بنت النعمان بن المنذر، وكانت من

وكان لعدي فضل في تولي النعمان عرش الحیرة بعد المنذر، فعظمت منزلة

عدي في دولة المناذرة، وخاصة أن النعمان ربي على ید أستاذه عدي، ثم وشى

.الوشاة بھ إلى النعمان فحبسھ حتى مات في حبسھ

شخصیتھ وأخالقھ

وأكثرھم أدبا، وكان واسع الحیلة كان عدي من أجمل الناس، وأشدھم ظرفا،

كثیر الدھاء والذكاء كبیر المعرفة والتجربة والخبرة بالحیاة والناس، وكان

.لطیف المعاشرة، قوي األلفة والوفاء ألصدقائھ

.وكان حسن الكالم رائع البیان، ساحر الحدیث، بادي الفصاحة واللسن

إنھ كان نصرانیا، وكذلك كان ":شعراء النصرانیة"أما دیانتھ فیقول مؤلف كتاب

ویروى أن النعمان ملك الحیرة كان یعبد األوثان، وأنھ خرج . أبوه وأمھ وأھلھ

أبیت : یتنزه بظھر الحیرة ومعھ عدي بن زید فمرا على مقابرھا فقال لھ عدي

: إنھا تقول: قال. ال: اللعن، أتدري ما تقول ھذه المقابر؟ قال

األرض المجدونعلى أیها الركب المخـبـون

وكما نحن تكـونـون فكـمـا أنـتـم كـنـا

.فدخلت قلب النعمان الرقة وحب التدین، فرجع وتنصر

ولست أجد مظھرا لنصرانیة عدي في شعره، فلیس فیھ ما یوجد في شعر أمیة

بن أبي الصلت مثال من أساطیر دینیة وقصص األنبیاء، وما إلى ذلك، وأما

. تدل على نصرانیتھ، بل قد تدل على أنھ كان متحنفا الحكمة في شعره فال

.ویروى أنھ كان لھ كتاب في تاریخ الروم، أخذ عنھ المسعودي، وھذا بعید

شاعریتھ

كان لوراثات عدي العربیة األصیلة المطبوعة على البالغة والبیان والشعر - ١ -افتھ ومیلھ إلى أثر في تنشئتھ الشعریة، كما كان لفطرتھ واستعداده الشخصي وثق

التدین آثار في تنمیة ملكاتھ وإرھاف مشاعره وذوقھ وعاطفتھ ووجدانھ، مما .یساعد على تكوین ملكات الشعر ومواھبھ

وكانت بیئتھ الحیرة المتحضرة ومشاھدھا، وكثرة رحالتھ في البالد، واتصالھ رة بالملوك وخبرتھ الواسعة، وذكاؤه العجیب، باعثا على تقویة خیالھ وكث

.معانیھ، وسھولة أسالیبھ في الشعرولقد سمع عدي وھو صغیر الشعراء في الحیرة، ینشدون ملوكھا الشعر الجید،

والمدائح العالیة والقصائد المحبرة كالنابغة، وحسان، وعلقمة، واألعشى، فغذى ذلك الجو األدبي شاعریتھ وأیقظ فطرتھ . والمتلمس، وطرفة، وسواھم

.الشعر ونظمھ األدبیة، ونشأه علىوكانت المنافسات األدبیة، ورغبتھ الحافزة في الفوق على أقرانھ وفي استدامة نفوذه وجاھھ الذین كانا لھ، مما یدفعھ إلى قولھ الشعر واإلجادة فیھ، إلى غیر

.ذلك من بواعث شاعریتھ وأسبابھاق، ویمتاز شعر عدي بكثرة المعاني وتنوعھا ودقتھا مع الوضوح والصد - ٢ -

والحكمة .. ولعل ھذه الكثرة راجعة إلى أثر حیاتھ وبیئتھ وثقافتھ في شعره .والتجربة الصادقة تشیعان في معانیھ

وخیالھ خیال غذي بالحضارة، فقلت صور البادیة وأثرھا فیھ وفي شعره وتكثر فیھ الصور العقلیة وتقل الصور المادیة في شعره، ومن ثم اتكأ خیالھ على العقل

ة ال على المحسات والمشاھدات المادیة، وھو مقتصد في تشبیھاتھ والفطن .ومجازاتھ

ویمتاز أسلوبھ بشیوع الرقة والسھولة، وعدم ظھور الجزالة ووضوحھا فیھ، ویرجع ذلك إلى بیئتھ الحضریة التي عاش فیھا وھي بیئة الحیرة، وإلى كثرة

أشاع في شعره السھولة، إقامتھ بالمدائن، ورحالتھ إلى بالد الشام وسواھا، مماولذلك كثر الغناء بھ، وقد كانت ھذه السھولة مدعاة إلى اللین، مما عابھ النقاد

: علیھ، حتى قال ابن سالم فیھ

وعدي كان یسكن الحیرة ویراكز الریف، فالن لسانھ، وسھل منطقھ فحمل علیھ

". رشيء كثیر، وتخلیصھ شدید، واضطرب فیھ خلف، وخلط فیھ المفضل فأكث

كان عدي یسكن بالحیرة ویدخل األریاف، فثقل لسانھ، واحتمل : "وقال ابن قتیبة

".عنھ شيء كثیر جدا، وعلماؤنا ال یرون شعره حجة

ونحن ال نوافق . وقد عدد صاحب األغاني بعض األلحان التي صنعت في شعره

كلف النقاد على مؤاخذة عدي بھذه الرقة، وبتلك السھولة، مادام الشعر غیر مت

ولقد انقضى عصر البداوة في األسلوب، وأصبحنا اآلن نعیش في . وال مصنوع

حیاة جدیدة ال تخالف حیاة أجدادنا األولین، وھذه الحیاة وتلك الحضارة ال ترى

.في السھولة ما یستحق النقد والعیب

التاریخ األدبي لعدي

من كتابھ، سجل أبو الفرج صاحب األغاني حیاة عدي وشعره في الجزء الثاني

في القسم " شعراء النصرانیة"كما جمع الكثیر من أخباره وشعره مؤلف كتاب

وذكره ابن سالم في طبقات الشعراء، وابن قتیبة في الشعر . الرابع من الكتاب

وأخرج بعض المعاصرین بحثا عنوانھ . والشعراء، والمرزباني في الموشح

".بن زیدزعامة الشعر الجاھلي بین امرئ القیس وعدي "

وقد جمع أبو سعید السكري وجماعة أخرى شعر عدي في القرن الثالث الھجري

وذلك روایة عن ھشام الكلبي وابن - في الفھرست - كما ذكر ابن الندیم -

.األعرابي والضبي وسواھم

ألوان من حیاة عدي بن زید وشعره

رسیة وأجادھا كان نصرانیا وكذلك أبوه وأمھ وأھلھ، وكان أبوه ممن حذق الفا

وتوصل إلى كسرى، فجعلھ على البرید ولم یكونوا یفعلون ذلك إال بأوالد

. المرازیة، ولما ولد لھ عدي وتحرك وأیفع طرحھ في الكتاب حتى حذق العربیة

ثم أسلمھ أبوه إلى صدیق لھ من مرازبة الفرس فجعلھ مع ابنھ في كتاب الفارسیة

الناس بھا وأفصحھم بالعربیة وقال الشعر فاختلف إلیھ زمنا، حتى خرج من أفھم

وتعلم الرمي بالنشاب ولعب لعب العجم على الخیل بالصوالجة وغیرھا، ووفد

المرزبان على كسرى فذكره لھ وقال إن عندي غالما من العرب وھو أفصح

الناس وأكتبھم بالعربیة والفارسیة والملك محتاج إلى مثلھ فرغب فیھ وجعلھ في

وأوفده إلى قیصر فأكرمھ وحملھ إلى عمالھ على البرید لیریھ كتاب الدیوان

بسطة سلطانھ وعظیم شأنھ وأقام عدي بالمدائن یؤذن لھ على كسرى في

الخاصة وھو معجب بھ قریب منھ فإذا أراد المقام بالحیرة في منزلھ ومع أھلھ

ر عدي وقد أثر كل ھذا في شع. استأذنھ فأقام فیھم الشھر والشھرین وأكثر وأقل

فالن لسانھ وسھل منطقھ كما قال ابن سالم، وذھب مذھبا خالف فیھ الشعراء كما

قال األصمعي، وكان لمكان الدین منھ یتلطف في دعوة النعمان إلى النصرانیة

حتى نقلھ من الوثنیة إلیھا، ویتوسل لذلك بالشعر فیضع من األبیات ما یجعلھ

للنزھة أو الصید ومرا بھا قال أتدري ما حدیثا عن المقابر أو غیرھا، فإذا خرج

: تقول ھذه المقابر قال ال قال فإنھا تقول

أنه موف علـى قـرن زوال من رآنا فلـیحـدث نـفـسـه

ولما تأتى به صم الـجـبـال وصروف الدهر ال یبقى لـهـا

یشربون الخمر بالماء الـزالل رب ركب قد أناخوا عـنـدنـا

وجیاد الخیل تردى في الجالل ـا فـــدمواألبـاریق عـلـیه

آمني دهرهم غـیر عـجـال عمروا دهرا بـعـیش حـسـن

وكذاك الدهر یودي بالرجـال ثم أضحوا عصف الدهر بـهـم

في طالب العیش حاال بعد حال وكذاك الدهر یودي بالـفـتـى

وتھجس في وقد ظلت ھذه المعاني وأشباھھا مما یتصل بالدین تعتلج في صدره

نفسھ وتصطبغ بھا خواطره حتى نفئھا في غرر شعره وعیون قصائده التي كتب

: بھا من حنسھ إلى النعمان

ین األیام ینسون ما عواقبهـا لم أر مثل الـفـتـیان فـي غ

وكیف تعتاقهم مخـالـبـهـا ینسون إخوانهم ومصرعـهـم

اربـهـاخیر وحب الحیاة كـ ماذا ترجى النفوس من طلب ال

هر، وریب المنون صائبهـا تظن أن لیس یصیبها عنت الـد

: ویقول عدي

غیر وجه المسیح الخـالق لیس شيء على المنون ببـاق

وحنث بمعقـد الـمـیثـاق فبرئ صدري من الظلم للرب

: وشاھد ذلك حاضر في مصارع من غبر من األمم وسلف من الملوك

أأنت المبرأ الموفور: هر أیها الشامت المعیر بـالـد

یام، بل أنت جاهل مغرور أم لدیك العهد الوثیق من األ

ذا علیه من أن یضام خـفـیر من رأیت المنون خلدن أم مـن

وان أم أین قبـلـه سـابـور أین كسرى كسرى الملوك أنوشر

الروم لم یبق منهم مـذكـور وبنو األصفر الكـرام مـلـوك

لة تجبى إلـیه والـخـابـور ر إذ بـنـاء واذ دجوأخو الحض

فللـطـیر فـي ذراه وكـور شاده مرمرا وجللـه كـلـسـا

ملك عنه فبابـه مـهـجـور لم یهبه ریب المنون فـبـاد ال

بل یوما وللهـدى تـفـكـیر وتذكر رب الخـورنـق إذا أق

یرلك والبحر معرضا والسـد سره مـالـه وكـثـرة مـا یم

طة حي إلى الممـات یصـیر ومـا غـب: فارعوى قلبه فقال

شعراء النسیب في العصر الجاھلي

م، ٥٦٦م، وعبد هللا بن العجالن ٥٥٢المرقش األكبر : وھم كثیرون ومنھم

ومالك، وعنترة، ومسعود بن خراشة التمیمي وقد أدرك اإلسالم، ومنظور بن

.زبان الفزاري

كثیرة قصروھا على الغزل وحده كما في قصیدة ولھم شعر رائع وقصائد

.سرى لیال خیال سلیمى: المرقش األكبر

وقد یبدو أن نسیب فن إسالمي بدأه عمر بن أبي ربیعة وجمیل وكثیر وطبقتھم،

والحقیقة أن ھؤالء كانوا یحتذون مثاال لمن تقدمھم، وما أظن أحدا بلغ من صفة

عمان أن یصف امرأتھ المتجردة، أو ما بلغ النساء ما بلغ النابغة حین سألھ الن

المنخل الیشكري والمرار العدوي وسوید بن أبي كاھل وشعر المرقشین األكبر

واألصغر وعبد هللا بن العجالن النھدي وقیس بن الحدادیة، ممن صدقوا الحب

: قال المرقش األكبر.. ونسبوا في لفظ عفیف ومعنى نزیھ مشھور معروف

فأرقني أصحاب هـجـود ن سلیمـىسرى لیال خیال م

وأرقب أهلها وهم بـعـید فبت أدیر أمري كـل حـال

یشب لها بذي اآلرطي وقود على أن قد سما طرفي لنـار

وآرام وغـزالن رقــود حوالیها مهاجم الـتـراقـي

أوانس ال تروح وال تـرود نواعم ال تعالج بؤس العـیش

علیهن المحاسد والـبـرود یرحن معا بطاء المشي بـدا

وقطعت المواثق والعهـود سكن ببلدة وسكنـت أخـرى

وما بالي أصاد وال أصـید فما بالي أفي ویخان عهـدي

منعمة لهـا فـرع وجـید ورب أسیلة الخـدین بـكـر

نقي اللـون بـراق بـرود وذو أشر شتیت النبت عـذب

ا النجائب والقصـیدوزارته لهوت بها زمانا من شبابـي

عناني منهم وصـل جـدید أناس كلما أخلقـت وصـال

: وقال

حسان الوجوه لینات السوالف نواعم أبـكـار سـرائر بـدن

له زبد یعیان به كل واصـف یهدلن في اآلذان كل مـذهـب

یعوجن من أعناقها بالمواقـف قصرن شقیا ال یبـالـین غـیه

خفیضا فال یلغى به كل طائف وضـعـتـهنشرن حدیثا آنسا ف

: ولعبد هللا بن العجالن

فقلبي مذ شطت بها الدار مـدنـف أال أبلغا هنـد أسـالمـي فـإن نـأت

بأنعم فـي أهـل الـدیار تـطـوف ولم أر هندا بـعـد مـوقـف سـاعة

دبیب القطا أو هن منهـن أقـطـف أنت بین أتراب تـمـایس إذ مـشـت

سراة الضحى مني على الحي موقف شارت إلینا فـي خـفـاء وراعـهـاأ

ویعـتـف منیت بذي صـول یغـار وقالت تباعد یا ابن عمـي فـإنـنـي

: وقال

وال تأمنا من دار ذي لطف بعدا خلیلي زورا قبل شحط النوى هندا

أغیا یالقى في التعجل أم رشدا وال تعجال لم یدر صاحب حـاجة

وان لم تكن هند لوجهیكما قصدا ا علیها بارك اهللا فـیكـمـاومر

عـمـدا ولكننا جرنا لنلقـاكـم وقوال لها لیس الضالل أجـارنـا

: وقال قیش بن الحدادیة من قصیدة طویلة

قد اقتربت لـو أن ذلـك نـافـع أجدك أن نعم نـأت أنـت جـازع

ن كل من ضن مـانـعنواال ولك قد اقتربت لو أن في قرب دارهـا

فما نولت واللـه راء وسـامـع وقد جاورتنا في شهـور كـثـیرة

لما استرعیت والظن بالغیب واسع لغـیبـي ورعـیة وظني بها حفظ

وشحط النوى إال لذي العهد قاطع فقالت لقاء بـعـد حـول وحـجة

لوامـعال ویسترجع الحي السحاب وقد یلتقي بعد الشتاء أولو الـنـوى

: ومنھا

حذار وقوع البین والبـین واقـع كأن فؤادي بین شقین من عـصـا

ومعرى عن الساقین واللوب واسع یحث بهـم حـاد سـریع نـجـاؤه

فإن الهوى یا نعم والعیش جامـع فقلت لها یا نعم حلى مـحـلـنـا

عبأهلي بین لي متى أنـت راجـ فقالت وعیناها تفیضـان عـبـرة

إذا أضمرته األرض ما اهللا صانع فقلت لها تاللـه یدري مـسـافـر

وأمعن بالكحل السحیق المدامـع فشدت على فیها اللثام وأعرضـت

بوصلك مالم یطوني الموت طامع واني لعهـد الـود راع وانـنـي

فنصیب ھذا العصر من النسیب كما رأیت أوفر وأجود مما توھم األدباء، وھو

.ل ینتمي إلیھ بارع النسیب اإلسالمي من قریبأص

لبید بن ربیعة

حیاتھ وشعره

لبید بن ربیعة من بني عامر بن صعصعة، وھي قبیلة مضریة، وأمھ من بني

كان في الجاھلیة شریفا جوادا شجاعا شاعرا وقد أدرك اإلسالم وأسلم، . عبس

ر شعره قالھ قبل وأكث. ه٤١وعمر طویال حتى مات في خالفة معاویة عام

.اإلسالم، فلما أسلم لم یقل إال قلیال

وھو شاعر بدوي یصف في شعره حیاة بدویة صحراویة والسیما في معلقتھ

: التي مطلعھا

بمن تأبد غولها فرجامها عفت الدیار محلها فمقامها

.ویظھر أنھ قالھا في شبابھ وھي تمثل الشعر البدوي في متانتھ وقوتھ

- وھو الذي عملھ في الكھولة والشیخوخة على مایظھر - ذلك وفي شعره بعد

: أثر الحكمة وقوة الشعور الدیني كزھیر، مثل قولھ

یحور رمادا بعدما هو ساطع وما المرء إال كالشهاب وضوئه

والبد یوما أن تـرد الـودائع وما المال واألهلـون إال ودائع

رافـع یبنى، وآخـر یتبر ما فعامـل: وما الناس إال عامالن

: وقصیدتھ التي مطلعھا

وكل نفیم ال مـحـالة زائل أال كل شيء ما خال اهللا باطل

األنامل دویهیة تصفر منها وكل أناس سوف تدخل بینهم

: وقصیدتھ

وبإذن اهللا ریثي والعجـل إن تقوى ربنا خیر نـفـل

بیدیه الخیر ماشاء فعـل أحمد الـلـه وال نـد لـه

ناعم البال ومن شاء أضل من هداه سبل الخیر اهتدى

.وكان لبید أحدث أصحاب المعلقات عصرا وآخرھم موتا

وشعر لبید مثال للفخامة والقوة والمتانة والبداوة فتراه فخم العبارة قوي اللفظ

.قلیل الحشو مزدانا بالحكمة العالیة والموعظة الحسنة

ي الرثاء وفخره قوي ینم عن شرفھ وعزتھ ولبید من أحسن الجاھلیین تصرفا ف

أصدق كلمة : وقال فیھ رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم. ومجده وحسبھ العریق

".أال كل شيء ما خال هللا باطل"قالھا شاعر كلمة لبید

وقد نظم لبید الشعر في جاھلیتھ وجرى بھ على سنن األشراف والفرسان كعنترة

ره ولذلك ترى فیھ والسیما معلقتھ قوة الفخر وعمرو بن كلثوم فلم یتكسب بشع

والتحدث بالفتوة والنجدة والكرم وإیواء الجار وعزة القبیلة، ولم ینظم شعرا بعد

.أن أسلم

ھذا ویقدم لبید بعض النقاد محتجین بأنھ أفضلھم في الجاھلیة واإلسالم وأقلھم

: ا ما أشعره في قولھرحم هللا لبید: لغوا في شعره، وقالت عائشة رضي هللا عنھا

وبقیت في خلف كجلد األجرب ذهب الذین یعاش في أكنافـهـم

یشغـب ویعاب قائلهم وان لم ال ینفعون وال یرجى خـیرهـم

.وكان لبید جوادا شریفا في الجاھلیة واإلسالم وقصص جودة كثیرة

دیوان لبید

ولم یصل إلینا .شرحھ السكري والشیباني واألصمعي وابن السكیت والطوسي

من ذلك كلھ إال نصف شرح الطوسي في مخطوطة طبعھا في فیینا یوسف ضیاء

وفیھا عشرون قصیدة ھي الجزء الثاني من ١٨٨٠الدین الخالدي المقدسي سنة

.الدیوان وقد صدرت بمقدمة عن الدیوان والشاعر

ووضع ١٩٨١وكذلك عنى بالدیوان المستشرق ھوبر الذي طبعھ في لیدن سنة

.مقدمة لھ في حیاة لبید، وأخرجھ بإشراف بروكلمان

.ولمعلقة لبید شروح، وقد نشرھا دي ساسي وقد ترجمھا إلى الفرنسیة أیضا

مصادر حیاة لبید

ترجم لھ صاحب األغاني في الجزء الرابع عشر، وابن قتیبة في الشعر

.والشعراء وذكره ابن سالم في طلبقات الشعراء والمرزباني في الموشح

، والزیات "تاریخ األدب العربي في العصر الجاھلي"وترجم لھ صاحب كتاب

وترجم لھ . في كتابھ تاریخ األدب العربي، وأصحاب الوسیط والمفصل وسواھم

.أیضا في سلسلة الروائع

معلقة لبید

لبید بن ربیعة العامري من سادة العامریین القیسیین وأشرافھم وكان یقال ألبیھ

تربن وعمھ مالعب األسنة عامر بن مالك أخذ أربعین مرباعا في ربیعة المع

.الجاھلیة

كان لبید من شعراء الجاھلیة وفرسانھم وقال الشعر في الجاھلیة في كل غرض،

ه مائة ٤١وأجرك اإلسالم وأسلم وھجر الشعر وأقام بالكوفة إلى أن مات عام

.وسبع وخمسین سنة

ملك الضلیل، ثم الشاب القتیل، ثم الشیخ أبو ال: وسئل لبید من أشعر الناس؟ فقال

وھو من أصحاب المعلقات، وكان نظم لبید الجاھلیة فجم . عقیل یعني نفسھ

العبارة منضد اللفظ قلیل الحشو مزدانا، فالحكمة العالیة ثعات، وھو أحسن

الجاھلیین تصرفا في الرثاء، وأكثرھم قدرة على تصویر عواطف المفجوع

ألنھ أفضل الشعراء في "ائق وألوب مؤثر، وقدمھ بعض النقاد الحزین بلفظ ر

".الجاھلیة واإلسالم، وأقلھم لغوا في شعره

ومعلقتھ لبید تمتاز بقوة اللفظ ومتانة األسلوب، وبما فیھا من تصویر للبادیة

.والحیاة واألخالق فیھا

مطار بدأھا لبید بذكر الدیار وخلوھا من أصحابھا وتعرضھا للریاح واأل - أ

: قال. تعبث بھا ویمحو معالمھا

بمعنى تأبد غولها فرجامهـا عفت الدیار محلها فمقامهـا

زبر تجد متونها أقالمـهـا وجال السیول عن الطول كأنها

صما خوالد ما یبین كالمها فوقفت أسألها، وكیف سؤالنـا

: ثم یصف رحیل أحبابھ عنھا، حتى یقول

وتقطعت أسبابها ورمامـهـا قد نـأتو " نوار"بل ما نذكر من

أهل الحجاز، فابن منك مرامها مریة، حلت بـفـید، وجـاورت

وأخیرا، یرى ال أن یتسلى ویتعزى حتى یصل إلى رجائھ وأملھ، ولكن أن

یقطع أملھ منھا ویترك رجاءه فیھا ویقطع صلتھ بھا مادامت نوار قد تغیر

: وصلھا

ولشر واصل خلة صرامهـا فاقطع لبانة من تعرص وصله

ثم یأخذ في وصف ناقتھ في لفظ غریب وتعبیر بدوي متین، ویطیل في - ب

: ھذا الوصف ویشبھھا باألتان الوحشیة وبالظبیة الرؤوم المفجوعة إلى أن یقول

واجتاب أرجیة السراب كامهـا فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى

لوم بحاجة لـوامـهـاأو أن ی أقضي اللـبـانة ال أفـرط ریبة

وصال عقد حبائل جـذامـهـا أولم تكن تدري نوار بـأنـنـي

أو یرتبط بعض النفوس حمامها تراك أمكـنة إذا لـم أرضـهـا

ثم یتحدث عن نفسھ وعزتھا، ولذات الراح التي شارك فیھا، وشجاعتھ - ج

جار الفقیر وبطولتھ في مواقف النزال والنضال، وكرامھ وسخائھ، ونوالھ لل

: والضیف النازل والجار الغریب وللبائسین والمساكین

بمغالق متشابه أعالمـهـا وجزور أیسار دعوت لحتفها

هبطا تبالة مخصبا أهضامها فالضیف والجار الغریب كأنما

مثل البلیة قالص أهدامهـا تأوي إلى األطناب كل رزیة

: م فیقولثم یفتخر بقومھ ومآثرھم ورفھم ومجدھ - د

ولكل قوم سنة وامـامـهـا من معشر سنت لهم آبـاؤهـم

فسما إلیه كهلها وغالمـهـا فبنوا لنا بیتا رفیعا سـمـكـه

قسم الخالئق بیننا عالمـهـا فاقنع بما قسم الملیك فإنـمـا

أوفى بأعظم حظنا قسامهـا واذا األمانة قسمت في معشر

وهم فوارسها وهم حكامهـا عتفهم السعاة إذا العشیرة أفظ

والمرمالت إذا تطاول عامها وهم ربیع للمجـاور فـیهـم

م٦٢٩ - ٥٣٥أعشى قیس

حیاتھ

صناجة العرب أعشى قیس المعروف باألعشى األكبر، وھو أبو بصیر - ١

میمون بن جندل بن شراحبیل بن عوف بن سعد من قیس بن ثعلبة من بكر بن

.ر بن معد بن عدنانوائل من ربیعة بن نزا

وقیس بن ثعلبة من أشھر القبائل شاعریة وأكثرھم شعراء، واألعشى ھو أحد

األعالم من شعراء الجاھلیة وفحولھم، وكانت العرب تتغنى بشعره وتسمیھ

.صناجة العرب

.ولقب باألعشى لضعف في بصره

: والده قیس بن جندل یسمى قتیل الجوع، قال جھنام البكري - ٢

وخالك عبد من خماعة راضع تیل الجوع قیس بن جندلأبوك ق

روي أنھ دخل غارا یستظل بھ من لفح الحر فوقعت صخرة فسدت الغار فمات

.جوعا

م من بني خماعة من بني ضبیعة ٥٨٠وأمھ أخت المسیب بن علس الشاعر

.وتزوج امرأة من بني عنزة من ھزان ثم طلقھا

یمامة یقال لھا منفوحة ونشأ راویة لخالھ ولد األعشى بقریة من قرى ال - ٣

المسیب وتتلمذ علیھ في الشعر وبدأ حیاتھ شابا فقیرا ماجنا یلعب القمار ویشرب

الخمر، ثم سكن الحیرة وتردد على النصارى فیھا یأتیھم ویشرب الخمر معھم،

: ثم جاب الجزیرة العربیة من أقصاھا إلى أقصاھا یمدح ملوكھا وأمراءھا

وطال في العجم تردادي وتسیاري بت مابین بانقـیا إلـى عـدنقد ج

: ویقول

عمان فحمص فأورشـلـیم وطوفت لـلـمـال آفـاقـه

وأرض النبیط وأرض العجم أتیت النجـاشـي فـي داره

.وكان تطوافھ سببا في كثرة معارفھ وسعة ثقافتھ

ل الیھودي صاحب اتصل بنصارى نجران وبأھل الحیرة وبشریح بن السموء

وعده بعض الباحثین من النصارى، والظاھر أنھ لم " األبلق"تیماء بحصنھ

یؤمن بدین وأن مسحة العقیدة النصرانیة التي قد تبدو على شعره إنما كان

.منشؤھا كثرة تردده على الحیرة ومعاشرتھ ألھلھا

انت وكان یوافي سوق عكاظ وینشد فیھ شعره فیحفظ عنھ ویغني بھ ولذلك ك

.العرب تضیفھ وتھادیھ لیمدحھا ویطیر ذكرھا

قیل إن عبد العزى المحلق الكالبي كان أبوه من أشراف العرب فمات، وقد أتلف

مالھ وبقي المحلق وثالث أخوات لھ لم یترك لھم إال ناقة واحدة وحلتي برود

ھ جیدة فأقبل األعشى في بعض أسفاره یرید منزلھ بالیمامة، فنزل الماء الذي ب

المحلق فقراه أھل الماء فأحسنوا قراه فأقبلت عمة المحلق فقالت یا ابن أخي ھذا

األعشى نزل بمائنا وقد قراه أھل الماء والعرب تزعم أنھ لم یمدح قوما إال

رفعھم ولم یھج قوما إال وضعھم، فاحتل في زق خمر من عند بعض التجار

هللا لئن اعتلج الكبد والسنام فأرسل إلیھ بھذه الناقة والزق وبردى أبیك، فو

: قال. والخمر في جوفھ ونظر إلى عطفیھ في البرد لیقولن فیك شعرا یرفعك بھ

ما أملك غیر ھذه الناقة وأنا أتوقع رسلھا، فأخذت عمتھ تحضھ، ثم دخل علیھا

قالت اآلن وهللا أحسن ما كان القرى تتبعھ ذلك مع غالم . وقال قد ارتحل الرجل

أدركھ أخبره عنك أنك كنت غائبا عند نزولھ الماء وأنك لما وردت أبیك فحیثما

فمازالت . فعلمت أنھ كان بھ كرھت أن یفوتك قراه، فإن ھذا أحسن لموقعھ عنده

قد ارتحل : بھ حتى فعل ذلك فخرج مواله یتبع األعشى، فكلما مر بماء قیل لھ

الفتیان قد أمس عنھ، حتى صار إلى منزلھ بمنفوحة، فوجد عنده جماعة من

فدخلوا علیھ . انظروا من ھذا: غداھم بغیر لحم وسقاھم، فقرع الباب فقال لھم

رسول المحلق الكالبي أتاك بكیت وكیت، ومازالوا بھ حتى أذن لھ، : وقالوا

. وصلتك رحم سیأتیك ثناؤھا: أقرئھ السالم وقل: فدخل وأدى الرسالة فقال لھ

شوون ویأكلون ویشربون من الخمر، فلما وقام الفتیان فنحروا الجزور وأخذوا ی

: شبع األعشى قال

وما بي من سقم وما بي تعشق أرقت وما هذا السهاد المـؤرق

فسارت القصیدة وشاعت في العرب، فما أتى على المحلق سنة حتى زوج

.إخوتھ الثالث كل واحدة على مائة ناقة، فأیسر وشرف

ت األعشى وسألتھ أن یشبب بواحدة ویروى أن امرأة كسدت علیھا بناتھا فأت

فواحدة منھن وبعثت لھ ھدایا فما زال یشیب بواحدة منھن واحدة حتى زوجن

.جمیعا

: وفد األعشى على كسرى، وقصد النعمان بن المنذر وأنشده - ٤

الطویل وتغتدي كان كاللهاتروح مع اللیل أبیت اللعن إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــیك

: ثم أنشده قصیدتھ

وشطت على ذي هوان تزارا أأزمعت من آل لیلى ابتكـارا

إن األعشى أول من سأل بشعره وانتجع بھ أقاصي البالد ورحل بھ إلى : ویقال

الملوك واألمراء وكان یغنى بشعره، فكانت العرب تسمیھ صناجة العرب، وكان

ن األعشى یمدح عامر بن بین علقمة بن عالثة وعامر بن الطفیل مفاخرة، وكا

: الطفیل ویھجو علقمة، ومما قال فیھ

الناقض األوتار والواتر علقم ما أنت إلى عامـر

فلما بلغ ذلك علقمة نذر دمھ وجعل لھ على كل طریق رصدا، فخرج األعشى

یوما یرید وجھا فأخطأ بھ الدلیل فألقاه في دیار عامر، فأخذه رھط علقمة فأتوه

: بھ فقال

إلیك وما أنت لي منقـص علقم قد صیرتنـي األمـور

والزلت تنمو وال تنقـص فهب لي نفسي فدتك النفوس

قد أمكنني هللا من ھذا األعمى : فھم علقمة بقتلھ، ثم دخل إلى أمھ، فقال لھا

یا بني قد كنت : فقالت. فما تراك فاعال بھ؟ قال سأقتلھ شر قتلھ: قالت. الخبیث

عامة وإني الیوم ألرجوك لنفسك خاصة وإنما الرأي أن تكسوه أرجوك لقومك

ففعل ما أمرتھ بھ . وتحملھ وتسیره إلى بالده، فإنھ ال یمحو عنك ماقالھ إال ھو

: وأحسن صلتھ، فقال األعشى

للضیف والصاحب والزائر علقم یا خیر بنـي عـامـر

والغافر العثرة للـعـائر والضاحك السن على همـه

شریح بن السموءل واألسود بن الھنذر أخا النعمان ألمھ وكان من تیم ومدح

الرباب وھي قبائل من الیاس بن مضر وكان أخوه واله علیھم وقد كان عنده

: أسرى من بني سعد بن ضبیعة، فأتاه األعشى ومدحھ بقصیدتھ

وسؤالي وما ترد سؤالي ما بكاء الكبیر باألطـالل

وھذه القصیدة عند بعض العلماء معدودة من المعلقات .وسألھ أن یطلقھم ففعل

: وبعضھم یذكر أن معلقتھ ھي قصیدتھ

وهل تطیق وداعا أیها الرجل ودع هریرة إن الركب مرتحل

: وبعضھم یجعل معلقتھ ھي مدحتھ للرسول

وبت كما بات السلیم مسهدا ألم تغتمض عیناك لیلة أرمدا

.وھي قصیدة رائعة

.بن معد یكرب الكندي، وسواهومدح قیس

وقال األعشى یمدح السموءل، ویستجیر بابنھ شریح بن السموءل من رجل كلبي

كان األعشى ھجاه ثم أغار على قوم كان األعشى نازال فیھم، فأسره وھو ال

یعرفھ، ثم سار حتى نزل بشریح بن السموءل فأحسن ضیافتھ، ومر باألسرى

: فناداه األعشى

حبالك الیوم بعد القـد أظـفـاري لمني بعد ما علـقـتسریح، ال تس

وطال في العجم تكراري وتسیاري قد سرت ما بین بلقـاء إلـى عـدن

عقدا أبوك بعرف غـیر إنـكـار فكان أكرمهم عهـدا وأوثـقـهـم

وفي الشدائد كالمستأسد الضـاري كالغیث مااستمطروه جـاد وابـلـه

في جحفل كسواد اللـیل جـرار ف الهمـام بـهكن كالسموءل إذ طا

قل ما تشاء فإني سـامـع حـار إذ سامه خطتي خسف فـقـال لـه

وما فیهما حظ لمخـتـار. فاختر غدر وثكل أنت بـینـهـمـا: فقال

اقتل أسیرك، إني مانـع جـاري :فشك غیر طـویل ثـم قـال لـه

لت كریمـا غـیر خـواروان قت هذا له خلف إن كـنـت قـاتـلـه

رب كریم وقوم أهـل اطـهـار وسوف یعقبنـیه إن ظـفـرت بـه

بـخـنـار ولم یكن وعده فـیهـا فاختار أدراعه كـي ال یسـب بـه

فأطلقھ وقال لھ " ھو لك"فقال " ھذا األسیر المنصور: "فجاء شریح الكلبي فقال

فأعطاه " یة وتخلیني الساعةإن تمام إحسانك إلى أن تعطیني ناقة ناج"األعشى

وبلغ الكلبي أن الذي وھب لشریح ھو . ناقة ناجیة، فركبھا ومضى من ساعتھ

ابعث إلي األسیر الذي وھبت لك حتى أحبوه : "األعشى، فأرسل إلى شریح

.فأرسل الكلبي في أثره فلم یلحقھ" قد مضى: "فقال" وأعطیھ

: م، مدحھ بقصیدتھ التي أولھاولما وفد األعشال إلى النبي صلى هللا علیھ وسل

وعاك ما عاد السلیم المسهد ألم تغمض عیناك لیلة أرمـدا

مهددا تناسیت قبل الیوم خلة وما ذاك من عشق النساء وانما

: وفیھا یقول لناقتھ

وال من حفا حتى تزور محمدا فألیت ال أرثي لها مـن كـاللة

في البالد وأنجداأغار لعمري نبي یرى ماال تـرون وذكـره

یدا تراحى وتلقى من فواضله متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

ھذا صناجة العرب ما مدح : فبلغ خبره قریشا قط، فرصدوه على طریقھ وقالوا

.أحدا قط إال رفع قدره

. أردت صاحبكم ھذا ألسلم: أین أردت یا أبا بصیر؟ قال: فلما ورد علیھم قالوا لھ

وما ھي؟ فقال أبو سفیان بن : قال. ھاك عن خالل ویحرمھا علیكإنھ ین: قالوا

قال لعلي إن . القمار: لقد تركني الزنا وتركتھ، ثم ماذا؟ قالوا: قال. الزنا: حرب

ما دنت وال : قال. الربا: لقیتھ أن أصیب منھ عوضا من القمار، ثم ماذا؟ قالوا

بابة قد بقیت في المھراس أرجع إلى ص! قال أوه. الخمر: أدنت، ثم ماذا؟ قالوا

.فأشربھا

نحن وھو : وما ھو؟ قال: ھل لك في خیر مما ھممت بھ؟ قال: قال لھ أبو سفیان

اآلن في ھدنة، فتأخذ مائة من اإلبل، وترجع إلى بلدك سنتك ھذه، وتنظر ما

. یصیر إلیھ أمرنا، فإن ظھرنا علیھ كنت قد أخذت خلفا، وإن ظھر علینا أتیتھ

وهللا لئن أتى ! یا معشر قریش، ھذا األعشى: قال أبو سفیان. ه ذلكما أكر: فقال

. فاجمعوا لھ مائة من اإلبل. محمدا وأتبعھ لیضر من علیكم نیران العرب بشعره

.ففعلوا، فأخذھا وانطلق إلى بلده، فلما كان بقاع منفوحة رمى بھ بعیره فقتلھ

شعر األعشى

وقد قدمھ كثیر من النقاد محتجین لألعشى دیوان شعر كبیر طبع مرارا، - ١

بكثرة طوالھ الجیاد وتصرفھ في المدیح والھجاء وسائر فنون الشعر، وقیل إنھ

وقال عبد . أمدحھم للملوك وأوصفھم للخمر وأغزرھم شعرا وأحسنھم قریضا

أدبھم بروایة شعر األعشى فإن لكالمھ عذوبة، : الملك بن مروان لمؤدب أوالده

ن أعذب بحره وأصلب صخره فمن زعم أن أحدا من الشعراء قاتلھ هللا ما كا

.أشعر من األعشى فلیس یعرف الشعر

ومھما كان فھو أحد األربعة الذین وقع االتفاق على تقدیمھم على من عداھم

امرؤ القیس والنابغة وزھیر واألعشى، فھو من الطبقة األولى عند كثیر : وھم

قیس إذا ركب والنابغة إذا رھب وزھیر إذا من النقاد ویروى أشعر الناس امرؤ ال

.رغب واألعشى إذا طرب

ویمتاز شعره بمعارفھ الواسعة، وقد أدخل فیھ ألفاظا فارسیة إلقامتھ في - ٢

.الحیرة، ووصف سیل العرم والقصر األبلق

وأكثر األعشى من وصف الخمر وما إلیھا من ندیم وساقي وقینة وعود وأطال

.األخطل وأبي نواسفي ذلك حتى عد إمام

وعلى أي حال، فعلى شعره رونق الحسن وطالوة األسلوب والبراعة في - ٣

.وصف الخمر واإلجادة مع الطول

ولقوة طبعھ وجلبة شعره سمي صناجة العرب حتى لیخیل إلیك إذا أنشدت شعره

ولجاللة شعر األعشى وأثره بین العرب كان یرفع الوضیع . أن آخر ینشده معك

.وتضع الخامل الشریفالخامل

ومن شعره قصیدتھ التي مدح بھا الرسول صلى هللا علیھ وسلم، ویعدھا بعضھم

: من المعلقات، ومطلعھا

وبت كما بات السلیم مسـهـدا ألم تغتمض عیناك لـیلة أرمـدا

تناسیت قبل الیوم حلة مـهـددا وما ذاك من عشق النساء وانمـا

إذا أصلحت كفاي عاد فأفسـدا نولكن أرى الدهر الذي هو خائ

فلله هذا الدهر كـیف تـرددا شباب وشیب وافتـقـار وثـروة

وال من حفي حتى تالقي محمدا فآلیت ال أرثي لها مـن كـاللة

تراحى وتلقى من فواضله ندى متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

جـداأغار لعمري في البالد وأن نبـي یرى مـاال یرون وذكـره

غـدا ولیس عطاء الیوم یمنعه له صدقات مـا تـغـب ونـائل

: ومن شعر األعشى قصیدتھ الالمیة المعروفة التي یقول منھا

جهال بأم خلید حبل من تـصـل؟ صدت هریرة عنا ما تكـلـمـنـا

ریب المنون ودهر مفنـد خـبـل أئن رأت رجال أعشـى أضـربـه

ویلي علیك وویلي منك یا رجـل :ائرهـاقالت هریرة لمـا جـئت ز

إنا كذلك ما نحفـى ونـنـتـعـل إما ترینا حفـاة، ال نـعـال لـنـا

وقد یصاحبني ذو الشرة الـغـزل وقد أقود الصبا یوما، فیتـبـعـنـي

شاو مشل شلوب شلـشـل شـول وقد غدوت إلى الحانوت یتبعـنـي

ن هالك كل من یحفى وینتـعـلأ في فتیة كسیوف الهند قد علـمـوا

وقهوة مزة رواوقهـا خـضـل نازعتهم قضب الریحان مـتـكـئا

إال بهات وان علوا وان نـهـلـوا ال یستفیقون منهـا، وهـي راهـنة

قلص أسفل السربال معـتـمـل یسعى بها ذو زجاجات له نـطـف

ـفـضـلإذا ترجع فیه القـینة ال ومستجیب تخال الصنج یسـمـعـه

والرافالت على أعجازها العجـل والساحـبـات ذیول الـربـط آونة

وفي التجارب طول اللهو والغزل من كل ذلك یوم قـد لـهـوت بـه

أبا ثبیت أما تـنـفـك تـأتـكـل أبلغ یزید بنـي شـیبـان مـألـكة

ولست ضائرها ما أطـت ألبـل ألست منتهیا عن نحـت أثـلـتـنـا

فلم یضرها وأوهى قرنه الوعـل ع صخرة یوما لـیوهـنـهـاكناط

یوم اللقاء، فتردى، ثم تـعـنـزل تغرى بنا رهط مسعـود واخـوتـه

والتمس النصر منكم عوض تحتمل ال أعرفنك إن جـدت عـداوتـنـا

أرماحنا، ثم تلقاهم، وتـعـتـزل نلحم أبناء ذي الجدین إن غضـبـوا

تعوذ من شرها یوما وتبـتـهـل د أكلتهـا حـطـبـاال تقعدون، وق

أن سوف یأتیك من أنبائنا شكـل سائل بني أسد عنا، فقد عـلـمـوا

واسأل ربیعة عنا كیف نفتـعـل واسأل قشیرا وعبد اللـه كـلـهـم

عند اللقاء، وان جاروا وان جهلوا إنا نقاتلهم حـتـى نـقـتـلـهـم

والجاشریة من یسعى وینتـضـل هم احتربواقد كان في آل كهف إن

تخدى، وسیق إلیه الباقر الـغـیل إني لعمر الذي خطت مناسمـهـا

لنقتلن مثله منكم، فـنـمـتـثـل لئن قتلتم عمیدا لـم یكـن صـددا

ال تلفنا عن دماء القوم ننـفـتـل لئن منیت بنا عن غـب مـعـركة

كالطعن یذهب فیه الزیت والفتل ال تنتهون، ولن ینهى ذوي شطـط

السموأل بن عادیا

كان السموءل یھودیا مشھورا بالوفاء وھو صاحب الحصن المعروف باألبلق،

یقال أوفى . كانت العرب تنزل فیھ فیضیفھا، وبالسموءل یضرب المثل في الوفاء

من السموءل، ألنھ فضل قتل ابنھ على التفریط في أمانة أودعھا عنده امرؤ

قیس لما سار إلى الشام یرید قیصر، وكانت األمانة أدرعا وفي ذلك یقول ال

: السموءل

إذا ما خان أقوام وفـیت وفیت بأدرع الكندي إنـي

تهدم یا سموءل ما بنیت وأوصى عادیا یوما بأن ال

وماء كلما شئت استقیت بني لي عادیا حصنا حصینا

مھ، أوردھا أبو تمام في كتاب ومن أشعاره المعروفة قصیدة یمدح بھا قو

: الحماسة، مطلعھا

فكـل رداء یرتـدیه جـمــیل إذا المرء لم یدنس من اللؤم عرضه

سـبـیل فلیس إلى حسن الثنـاء وان هو لم یحمل على النفس ضیمها

.. وكان للسموءل أخ شاعر أیضا وابن یدعى شریحا مدحھ األعشى في شعره

ن السموءل عاش في أواخر الجیل السادس ومات في إ: وعلى ما یقول المحققون

.م٥٦٠أوائل الجیل السابع وكان معاصرا لألعشى، ویقال إنھ توفي سنة

حاتم الطائي

أجود من "اشتھر بالجود والكرم حتى جرى ذكره مجرى األمثال فیقال - ١ -

وقد وصل إلینا من شعره قلیل جاء في دیوان الحماسة وكتاب " حاتم الطي

غاني وغیرھما من كتب األدب، ولھ دیوان معروف باسمھ وتوفي حاتم سنة األ

م، وقبره بعوارض، وھو جبل لبني طي، ویحكى عن جوده الحكایات ٦٠٥

نزلنا بحاتم فلم : الكثیرة، ومن غریبھا أن نفرا من بني أسد مروا بقبر حاتم فقالوا

وا جمیعا وكان رئیس یا حاتم أال تقرى أضیافك؟ ثم نام: یقرنا، وجعلوا ینادون

القوم رجال یقال لھ أبو الخیبري فنام أیضا، حتى إذا كان السحر وثب وجعل

خرج وهللا حاتم بالسیف وأنا : قال! مالك: فقال لھ أصحابھ. وا رحلتاه: یصیح

فنظروا إلى راحلتھ فإذا ھي منخزلة ال . كذبت: قالوا. أنظر إلیھ حتى عقر ناقتي

فظلوا یأكلون من لحمھا ثم أردفوه فانطلقوا فساروا، . راكقالوا وهللا ق. تنبعث

وإذا راكب یلحقھم فنظروا فإذا ھو عدي بن حاتم راكبا قارنا جمال أسود فلحقھم

وقال أیكم أبو الخبیرى فدلوه علیھ فقال جاءني أبي في النوم فذكر لي شتمك لھ

: حتى حفظتھا وھي وأنھ قرى راحلتك ألصحابك وقد قال في ذلك أبیاتا ورددھا

حسود العشیرة شتامها أبا الخیبرى وأنت امـرؤ

بداویة صخب هامهـا فما ذا أردت إلـى رمة

وحولك غوث وانعامها تبغي أذاها واعسـارهـا

كرم بالسیف نعتامهـا وانا لنطعم أضیافنا من ال

.وقد أمرني أن أحملك على جمل فدونكھ فأخذوه وركبھ وذھبوا

غ أحد في الجود ما بلغ حاتم، وھو من بني الحشرج من طي وأحد شعراء ولم یبل

.وأدرك ابنھ اإلسالم وأسلم.. ویكنى أبا عدي وأبا سفانة.. الجاھلیة

إن : إن أبي كان یصل الرحم ویفعل كذا وكذا، قال: قال عدي قلت یا رسول هللا

ا إلى رسول هللا وكانت سفانة بنتھ أتى بھ. أباك أراد أمرا فأدركھ یعني الذكر

صلى هللا علیھ وسلم فقالت، یا محمد ھلك الولد، وغاب الرافد فإن رأیت أن

تتخلى عني وال تشمت بي أحیاء العرب فإن أبي سید قومھ، وكان یفك العاني

ویحمي الذمار ویفرج عن المكروب، ویطعم الطعام، ویفشى السالم، ولم یطلب

یا : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم.. تم طيإلیھ طالب قط حاجة فرده، أنا ابنة حا

جاریة ھذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسالمیا لترحمنا علیھ، خلوا عنھا فإن أباھا

.كان یحب مكارم األخالق

قال ابن األعرابي كان حاتم من شعراء الجاھلیة، وكان جوادا یشبھ جوده

، وكان مظفرا إذا قاتل شعره، ویصدق قولھ فعلھ، وكان حیثما نزل عرف منزلھ

. غلب، وإذا غنم أنھب، وإذا ضرب بالقداح فاز، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق

وكان إذا أھل رجب نحر في كل یوم عشرة من اإلبل وأطعم الناس واجتمعوا

علیھ، وكان أول ما ظھر من جوده أن أباه خلفھ في إبلھ وھو غالم، فمر بھ

بن األبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة جماعة من الشعراء، فیھم عبید

فقال . الذبیاني، یریدون النعمان بن المنذر، فقالوا ھل من قرى؟ ولم یعرفھم

أتسألوني القرى وقد رأیتم اإلبل والغنم، انزلوا فنزلوا فنحر لكل واحد منھم،

ما : وسألھم عن أسمائھم، فأخبروه ففرق فیھم اإلبل والغنم، وجاء أبوه فقال

ت؟ قال طوقتك مجد الدھر طةق الحمامة وعرفھ القضیة، فقال أبوه إذا ال فعل

.إذا ال أبالي: فقال حاتم. أساكنك بعدھا أبدا وال آویك

ومن حدیثھ، أنھ خرج في الشھر الحرام یطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة

الد ویحك ما أنا في ب: فقال. یا أبا سفانة أكلني االسار والقمل: ناداه أسیر لھم

قومي وما معي شيء، وقد أسأت بي إذ نوھت باسمي ومالك مترك، ثم ساوم بھ

.العنزیین واشتراه منھم فخاله وأقام مكانھ في قیده حتى أتى بفدائھ فأداه إلیھم

وحدثت ماویة امرأة حاتم أن الناس أصابتھم سنة فأذھبت الخف والظلف فبتنا

سفانة فعللناھما حتى ناما، ثم أخذ ذات لیلة بأشد الجوع فأخذ حاتم عدیا وأخذت

یعللني بالحدیث ألنام، فرققت لما بعد من الجھد فأمسكت عن كالمھ لینام ویظن

أني نائمھ، فقال لي أنمت مرارا فلم أحبھ، فسكت ونظر من وراء الخباء فإذا

یا أبا سفانة قد أتیتك من عند صبیة : شيء قد أقبل فرفع رأسھ، فإذا امرأة تقول

فقمت سریعا فقلت بماذا یا : قالت. فقال أحضریني صبیانك فوهللا فأشبعنھم .جیاع

حاتم فوهللا ما نام صبیانك من الجوع إال بالتعلیل، فقام إلى فرسھ فذبحھ ثم أجج

وقال لي أیقظي صبیتك فأیقظتھم، ثم قال . نارا وقال اشتوى وكلي وأطعمي ولدك

حالھم كحالكم فجعل یأتي الصرم بیتا وهللا إن ھذا للؤم أن تأكلوا وأھل الصرم

علیكم النار فاجتمعوا وأكلوا وتقنع بكسائھ وقعد ناحیة حتى لم یوجد : بیتا ویقول

.من الفرس على األرض قلیل وال كثیر ولم یذق منھ شیئا

ولحاتم الطائي شعر كثیر وھو من البالغة بمكان، والمذكور في دیوانھ - ٢ -

: امرأتھ ماویة بنت عبد هللا بعض منھ ومن شعره یخاطب

ویا ابنة ذي البردین والفرس الورد أیا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـك

اكیال فإني لست آكـلـه وحـدي إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـه

أخاف مذ مات األحادیث من بعدي أخا طارقا أو جار بیت فـإنـنـي

العـبـد ا في إال تلك من شیمةوم واني لعبد الـضـیف مـادام ثـاویا

وكان من حدیث البردین حین لقب . عني بذي البردین عامر بن أحیمر بن بھدلة

بھ أن الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء وھو المنذر بن امرئ القیس،

وماء السماء قیل أمھ، نسب إلیھا لشرفھا، وقیل لقبت بماء السماء لصفاء نسبھا

وأخرج المنذر . ونھا، ویراد أنھا كماء السماء لم یحتمل كدورةویقال لنقاء ل

بردین یوما یبلو الوفود، وقال لیقم أعز العرب قبیلة فلیأخذھما، فقام عامر بن

أأنت أعز : فقال لھ المنذر. أحیمر فأخذھما وائتزر بأحدھما وارتدى باآلخر

ضر، ثم في خندف ثم العرب قبیلة؟ قال العز والعدد في معد، ثم في نزار ثم في م

في تمیم، ثم في سعد ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بھدلة، فمن أنكر ھذا

فسكت الناس، فقال المنذر ھذه عشیرتك كما تزعم فكیف أنت في أھل . فلینافرني

بیتك وفي نفسك؟ فقال أنا أبو عشرة وأخو عشرة وخال عشرة، وعم عشرة،

من : وضع قدمھ على األرض فقال وأما أنا في نفسي فشاھد العز شاھدي ثم

أزالھا عن مكانھا فلھ مائة من اإلبل؟ فلم یقم إلیھ أحد من الحاضرین، ففاز

.بالبردین

: ومن شعر حاتم أیضا قولھ

كأني إذا أعطیت مالي أضیمها وعاذلة قامت علي تلـومـنـي

وال مخلد النفس الشحیحة لومها أعاذل أن الجود لیس بمهلـكـي

مغیبة في اللحد بال رمیمـهـا أخالق الفتى وعظـامـه وتذكر

خیمها یدعه ویغلبه على النفس ومن یبتدع ما لیس من خیم نفسه

: ومن ذلك قولھ أیضا

أكف أصحابي حین حاجتنا معا أكف یدي عن أن ینال التماسهـا

من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا أبیت هضیم الكشح مضطمر الحشا

مكان یدي من جانب الزاد أقرعا ألستحیي رفـیقـي أن یرىواني

أجمعـا وفرجك ناال منتهى الذم وانك مهما تعط بطنـك سـؤلـه

: وقال أیضا

ویحیي العظام البیض وهیم رمیم أما والذي ال یعلم الـسـر غـیره

محافـظة مـن أن یقـال لـئیم لقد كنت أختار القرى طاوي الحشا

بـهـیم وبین فمي داجي الظالم حیي یمینـي وبـینـهـاواني ألست

: وقال أیضا

ضربت بسیفي ساق أفعى فخرت ولما رأیت الناس هرت كالبـهـم

بشهباء من لیل الثمانـین قـرت وقلت ألصباء صغـار ونـسـوة

أرمعلـت إذا النار مست جانبیها علیكم من الشـطـین كـل وریة

: وقال أیضا

على إذا ما تطبخین حـرام ري قدري إذا ما طبختهاال تشت

بجزل إذا أوقدت ال بضرام ولكن بهذاك الیفاع فـأوقـدي

: وقال أیضا

ونفسك حتى ضربت نفسك جودها وقائلة أهلكت بالـجـود مـالـنـا

یسـتـعـیدهـا لكل كریم عـادة فقلت دعیني إنما تـلـك عـادتـي

، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمر غالمھ فأوقد وھو القاتل لغالمھ یسار

: نارا في بقاع من األرض، لینظر إلیھا من أضل الطریق لیال فیصمد نحوه

والریح یا واقد ریح صر أوقد فإن اللیل لـیل قـر

إن جلبت ضیفا فأنت حر عل یرى نارك من یمـر

: وقال أیضا

قد عذرتنا في طالبكـم الـعـذرو أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

ویبقى من المال األحادیث والذكـر أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

واما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـر أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

إذا جاء یوما حل في مالي الـنـذر أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

ا حشرجت یوما وضاق بها الصدرإذ أماوي ال یغني الثراء عن الـفـتـى

من األرض ال ماء لدي وال خمـر أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقت لـم یك ضـرتـي

بمظلمة لج جـوانـبـهـا غـبـر إذا أنـا دالنـي الـذین بـلـونـنـي

دمى أظافرنا الحـفـریقولون قد أ وراحوا سراعا ینفضـون أكـفـهـم

فأولـه شـكـر وآخـره ذكــر أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

أراد ثراء المـال كـان لـه وفـر وقد یعلم األقـوام لـو أن حـاتـمـا

شهودا وقد أودى باخوتـه الـدهـر وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

ا وهو كاسینـا الـدهـروكل سقان غنینا زمانا بالتـقـصـد والـغـنـى

الـفـقـر غنانا وال أزرى بأحالمنا فما زادنا مأوى عـلـى ذي قـرابة

ولھ قصیدة طویلة تتعلق بالكرم ومكارم األخالق، وھي مسطورة في الخماسة

: وھي ھذه.. البصریة وغیرھا

تلومان متـالفـا مـفـیدا مـلـومـا وعاذلتـین هـبـتـا بـعـد هـجـعة

فتى ال یرى اإلنفاق في الحمد مغرمـا لـمـا غـور الـنـجـم ضـلةتلومان

وأوعدني تماني أن تبینا وتـصـرمـا فقلت وقد طال العـتـاب عـلـیهـمـا

كفى بصروف الدهر للمرء محكـمـا أال ال تلومانـي عـلـى مـا تـقـدمـا

دمـاولست على ما فاتـنـي مـتـنـ فإنكمـا ال مـا مـضـى تـدركـانـه

علیك فلن تلقى مدى الدهر مكـرمـا فنفسك أكـرمـهـا فـإنـك إن تـهـن

إذا مت كان المال نهبـا مـقـسـمـا أهن للـذي تـهـوى الـبـالد فـإنـه

به حین تغشى أغبر الجوف مظلـمـا وال تـشـقـین فـیه فـیســد وارث

ض أعظماوقد صرت في خط من األر یقسـمـه غـنـمـا ویشـرى كـرامة

إذا نال مما كنت تجمـع مـغـنـمـا قلـیال بـه مـا یحـمـدنـــك وارث

ولن تستطیع الحلم حتـى تـحـلـمـا تحلم عـن األدنـین واسـتـبـق ودهـم

وذمـي أود قـومـتـه فـتـقـومـا وعوراء قد أعرضت عنها فلم تـضـر

لـئیم تـكـرمـاوأعرض عن شتم الـ وأغـفـر عـوراء الـكـریم ادخـاره

وال أشتم ابن العم إن كان مـفـحـمـا وال أخذل المـولـى وان كـان خـاذال

وان كان ذا نقص من المال مصرمـا وال زادني عـنـه مـنـأى تـبـاعـدا

إذا اللیل بالنكس الدنـيء تـجـهـمـا ولیل بهیم قـد تـسـربـلـت هـولـه

إذا هو لم یركب من األمر معظـمـا ولن یكسب الصعلوك حمدا وال غـنـى

ومغـنـمـا من العیش أن یلقى لبوسا لحا اهللا صعـلـوكـا مـنـاه وهـمـه

تنبه مثـلـوج الـفـؤاد مـورمـا ینام الضحى حتى إذا نومه اسـتـوى

إذا نال وجدي من الطعام ومجثـمـا مقیم مع المـثـرین لـیس بـبـارح

وتمضي على األحداث والدهر مقدما ـمـهوللـه صـعـلـوك یسـاور ه

وال شبعة إن نالها عد مـغـنـمـا فتى طلبات ال یرى الخمـص تـرحة

تیمم كبراهـن ثـمـت صـمـمـا إذا ما رأى یوما مكـارم أعـرضـت

صدور العوالي فهو مختضب دمـا ویغشـى إذا مـا كـان یوم كـریهة

شطب عضب الضریبة مخذمـا وذا یرى رمحـه ونـبـلـه ومـجـنـه

عتاد فتى هیجا وطرفا مسـمـومـا وأحناء سـرج قـاتـر ولـجـامـه

مذمـمـا وان عاش لم یقعد ضعیفا فذلك إن یهلك فحـسـنـى ثـنـاؤه

وعلى الجملة فشعر حاتم صوره لنفسھ وأخالقھ وجوده، ولذلك قال ابن

.جوده یشبھ شعره: األعرابي

ض باألمثال والحكم والمعاني المتصلة بالجود واللوم علیھ وھو غزیر البحر، فیا

.وما یتصل بھ من جمال الذكر وحسن األحدوثة

وقد ترى بعض التفاوت في شعره، وذلك إنما یرجع إلى كثرة المدسوس علیھ،

.ه.ق ٤٥وتوفي حاتم نحو سنة . وجمع شعره في دیوان طبع بلندن وبیروت

أبو عدي فارس شاعر جاھلي : المقامات ویقول فیھ الشریشي في شرح - ٣ -

أحد األجواد الذین یضرب بھم المثل بل ھو أشھر منھم، وھم كعب بن أمامة

وھرم بن سنان وحاتم، وكان إذا قاتل غلب وإذا غنم أنھب وإذا سئل وھب وإذا

قامر سبق وإذا أسر أطلق وإذا أثر أنفق ویقال إنھ ال یعرف میت قرى أضیافھ

ركبا من العرب نزلوا بموضع قبره وقد نفذ زادھم وفیھم رجل إال ھو وذلك أن

أبا سفانة أما تقرى أضیافك أبا سفانة إن أضیافك : یكنى أبا خیبرى فجعل یقول

وا راحلتاه عقرت وهللا ناقتي، : جیاع، ویعیدھا، فلما نام ثار من نومھ وھو یقول

قبره فاستوى قائما وكیف؟ قال رأیت أبا سفانة قد انشق عنھ : فقال لھ أصحاب

: ینشدني

ظلوم العشیرة لوامها أبا خیبرى ألنت امرؤ

بداویة صخب هامها وماذا ترید إلـى رمة

ودونك طي وأنعامها أتبغي أذاهم وأسعارها

دونكم فما أیقظني إال : ثم عمد إلى سیفي فانتضاه من غمده وعقر ناقتي وقال

فنحروھا وأكلوا . فقالوا قد وهللا قراك حاتمرغاؤھا، وإذا الناقة ترغو ما تنبعث،

وتزودوا واقتسموا متاع أبي خیبرى واستمروا لوجھتھم فلما صاروا في الظھیرة

وضح لھم راكب یجنب بعیرا یؤم سمتھم حتى التقوا فقال لھم أفیكم أبو خیبرى؟

قالوا نعم، فقال فإن عدي بن حاتم رأى أباه البارحة وھو یقول إن أبا خیبرى

أصحابھ استقروني فقریتھم ناقتھ فعوضھ منھا وزده بكرا یحمل علیھ متاعھ و

وھذه الناقة وھذا البكر فارتحل أبو خیبرى الناقة وتخفف ھو وأصحابھ من

وأدرك عدي ابنھ النبي صلى هللا علیھ .. أزوادھم على البكر ومضوا بأتم قرى

وقال .. مھوسلم، وروى عنھ، وكان یحدث أصحابھ بھذا الحدیث بعد إسال

: الشاعر في عدي

لدن شاب حتى مات في الخیر راغبا أبوك أبو سفـانة الـخـیر لـم یزل

راكـبـا ولم یقر قبر قبله الدهـر قرى قبره األضیاف إذ نـزلـوا بـه

وكانت سفانة بنتھ من أجود نساء العرب وكان أبوھا یعطیھا الصرمة من إبلھ

یا بنیة إن الغویین إذا اجتمعا في المال : ھا أبوھافتھبھا وتعطیھا للناس، فقال ل

. أتلفاه فإما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنھ ال یبقى على ھذا شيء

قال وأنا ال أمسك أبدا، قالت فال نتجاور، فقاسمھا مالھ . فقالت وهللا ال أمسك أبدا

كانت ال تحبس وحكي أن أمھ كانت من أسخى الناس وأقراھم للضیف و.. وتباینا

شیئا تملكھ، وھي عتبة بنت عفیف بن عمرو بن عبد القیس، فلما رأى إخوتھا

إتالفھا حجروا علیھا ومنعوھا مالھا حتى إذا ظنوا أنھا قد وجدت ألم ذلك

أعطوھا سرمة من إبلھا، فجاءتھا امرأة من ھوازن تسألھا، فقالت دونك الصرمة

: ثم أنشأت تقول.. أمنع بعده سائال أبدافخذیھا فوهللا لقد عضني من الجوع ماال

فآلیت أن ال أمنع الدهر جـائعـا لعمري لقد ما عضني الجوع عضة

فإن أنت لم تفعل فعض األصابعا فقوال لهذا الالئم الـیوم أعـفـنـي

سوى عذلكم أو عذل من كان معانا فماذا عسیتم أن تقولوا ألخـتـكـم

الطبائعـا؟ وكیف بتركي یاابن أم ـبـیعةوهل ما ترون الـیوم إال ط

أصابتنا سنة اقشعرت لھا : وقالت امرأتھ النوار.. فقد اكتنفھ الجود من أمھ وأبیھ

األرض واغبر أفق السماء وضنت المراضع عن أوالدھا فما تبض بقطرة فأیقنا

بالھالك، فوهللا إني لفي لیلة صبیرة بعیدة الطرفین إذ تضاعى صبیتنا جوعا،

عبد هللا وعدي وسفانة، فقام إلى الصبیین وقمت إلى الصبیة فوهللا ما سكتوا إال

بعد ھدأة من اللیل وأقبل یعللني بالحدیث فعرفت ما یرید فتناومت، فلما تغورت

النجوم إذا شيء قد رفع كسر البیت فقال من ھذا فقالت جاریتك فالنة أتیتك من

فما وجدت معلوال إال علیك أبا عدي، عند صبیة یتعاوون من الجوع عواء الذئب

فقال اعجلیھم فقد أشبعك هللا وإیاھم فأقبلت تحمل اثنین ویمشي إلى جانبھا أربعة

كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام إلى فرسھ فوجا لبتھا بمدیة فخرت ثم كشط الجلد

عل فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل، ثم ج. شأنك: ودفع المدیة إلى المرأة وقال

یأتیھم بیتا بیتا ویقول ھبوا أیھا القوم علیكم بالنار فاجتمعوا، والتف في ثوبھ

ناحیة ینظر إلینا وهللا إن ذاق منھا مزعة، وإنھ ألحوج إلیھا منا فأصبحنا وما

: على األرض منھا إال عظم وحافر فأنشأ یقول

ـعـالوال تقول لشيء فـات مـا ف مهال نوار أقلـي الـلـوم والـعـذال

مهال وان كنت معطي العنس والجمال وال تقولي لشيء كنـت مـهـلـكـه

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى البخیل سـبـیل الـمـاء واحـدة

وذكر .. ولم یكن یمسك شیئا ما عدا فرسھ وسالحھ فإنھ كان ال یجود بھما

.زمشنشنة أعرفھا من أخ: الحریري أن عقیال تمثل بقول حاتم

ویروى أن الحكم بن أبي العاص خرج ومعھ عطر یرید الحیرة، وكان - ٤ -

بالحیرة سوق یجتمع إلیھا الناس كل سنة، فمر في طریقھ بحاتم بن عبد هللا

الطائي، فسألھ الجوار في أرض طيء حتى یصیر إلى الحیرة، فأجاره، ثم أمر

ولما فرغوا من حاتم بجزور فنحرت وطبخت، ثم دعاھم إلى الطعام فأكلوا

.الطعام طیبھم الحكم من طیبھ

وكان النعمان بن المنذر قد جعل لبني الم ربع الطریق طعمة لھم، ألن بنت سعد

بن حارثة بن ألم كانت عنده ومر سعد بن حارثة بحاتم ومعھ قومھ من بني الم،

من ھؤالء الذین معك یا: فقالوا! اطعموا حیاكم هللا: فوضع حاتم سفرتھ وقال

أنا : قال لھ! فأنت تجیر علینا في بالدنا: قال لھ سعد. حاتم؟ قال ھؤالء جیراني

وأرادوا أن یفضحوه، ! لست ھناك: فقالوا. ابن عمكم وأحق من لم تخفروا ذمتھ

ووثبوا إلیھ وتناول سعد حاتما، فأھوى لھ حاتم بالسیف، وأطار أرنبة أنفھ، ووقع

بیننا وبینك سوق الحیرة فنماجدك، ثم : حاتمالشر حتى تحاجزوا ثم قالت بنو الم ل

وضعوا تسعة أفراس رھنا ووضع حاتم فرسھ رھنا عند رجل من كلب وخرجوا

وسمع بذلك إیاس بن قبیصة الطائي فخاف أن یعینھم . حتى انتھوا إلى الحیرة

النعمان بن المنذر ویقویھم بمالھ وسلطانھ للصھر الذي بینھم وبینھ فجمع رھطھ

یا بني حیة إن ھؤالء القوم قد أرادوا أن یفضحوا ابن عمكم : حیة، وقالمن بني

عندي ناقة سوداء ومائة ناقة حمراء أدماء، وقام : في مماجدتھ، فقال رجل منھم

عندي عشرة حصن على كل حصان منھا فارس مدجج ال یرى منھ : آخر فقال

ات وترك خیرا قد علمتم أن أبي قد م: إال عیناه، وقال حسان بن جبلة الخیر

كثیرا، فعلى كل خمر ولحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحیرة، ثم قام إیاس

.وحاتم ال یعلم بشيء مما فعلوا - على مثل جمیع ما أعطیتم كلكم : فقال

وذھب حاتم إلى ابن عمھ وھم بن عمرو، وكان مصارما لھ ال یكلمھ فقالت لھ

أثبتي ! ما لنا ولحاتم: فقال. اتم قد طلعأي وھم، ھذا وهللا أبو سفانة ح: امرأتھ

ھو ال یكلمني، فما جاء بھ إلي؟ ثم نزل حتى ! ویحك: قال. ھا ھو: فقالت. النظر

خاطرت على : ما جاء بك یا حاتم؟ قال: سلم علیھ فرد سالمھ وحیاه ثم قال لھ

قال في الرحب والسعة، ھذا مالي وعدتھ تسعمائة بعیر فخذھا . حسبك وحسبي

.ئة حتى تذھب اإلبل أو تصیب ما تریدمائة ما

احملوني إلى الملك، وكان بھ نقرس، فحمل : ثم إن إیاس بن قبیصة قال لقومھ

فقال . وحیاك إلیھك: فقال النعمان! أنعم صباحا أبیت اللعن: حتى أدخل علیھ فقال

أظن أختانك ! أنمد أختانك بالمال والخیل وجعلت بني ثعل في قعر الكنانة: إیاس

یصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن جوین لم یشعروا أن بني حیة بالبلد؟ فإن أن

شئت وهللا ناجزناك حتى یسفح الوادي دما فلیحضروا مجادھم غدا بمجمع

.العرب

یا أحلمنا ال تغضب فإني : فعرف النعمان الغضب في وجھھ وكالمھ فقال لھ

انظروا ابن : حابھ فقالوأرسل النعمان إلى سعد بن حارثة وإلى أص. سأكفیك

عمكم حاتما فأرضوه، فوهللا ما أنا بالذي أعطیكم مالي تبذرونھ وما أطیق بني

.حیة

أعرض عن ھذا المجاد ندع أرش أنف ابن : فخرج بنو الم إلى حاتم وقالوا لھ

ال وهللا ال أفعل حتى تتركوا أفراسكم ویغلب مجادكم، فتركوا أرش : قال. عمنا

فعمد إلیھا حاتم فعقرھا ! قبحھا هللا وأبعدھا: سھم وقالواأنف صاحبھم وأفرا

.وأطعمھا الناس

ولما وجھ رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم إلى طيء فریقا من جنده، - ٥ -

وكان من أشد الناس عداء - یقدمھم على علیھ السالم، فزع عدي بن حاتم الطائي

خیلھم ونعمھم ورجالھم إلى الشام فصبح على القوم، واستاق - لرسول هللا

.ونساءھم إلى رسول هللا

یا : فلما عرض علیھ األسرى نھضت من بین القوم سفانة بنت حاتم، فقالت

فإن رأیت أن تخلي عني، وال تشمت بي . محمد، ھلك الوالد، وغاب المرافد

فإن أبي كان سید قومھ، یفك العاني، ویقتل الجاني، ویحفظ الجار، ! أحیاء العرب

لذمار، ویفرج عن المكروب، ویطعم الطعام ویفشي السالم، ویحمل ویحمي ا

الكل، ویعین على نوائب الدھر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائبا، أنا بنت حاتم

!.الطائي

یا جاریة، ھذه صفات المؤمنین حقا، لو كان : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم

ثم . أباھا كان یحب مكارم األخالقخلوا عنھا، فإن . أبوك مسلما لترحمنا علیھ

وامتن علیھا ". ارحموا عزیزا ذل، وغنیا افتقر، وعالما ضاع بین جھال: "قال

.بقومھا فأطلقھم تكریما لھا

أصاب : فقالت. اسمعوا وعوا: وقال ألصحابھ. فاستأذنتھ في الدعاء لھ، فأذن لھا

ب نعمة عن كریم قوم إال هللا ببرك مواقعھ، وال جعل لك إال لئیم حاجة، وال سل

.جعلك سببا في ردھا علیھ

یا أخي إیت : فلما أطلقھا رجعت إلى أخیھا عدي وھو بدومة الجندل، فقالت لھ

. فإني قد رأیت ھدیا ورأیا سیغلب أھل الغلبة. ھذا الرجل قبل أن تعلقك حبائلھ

ورأیت خصاال تعجبني، رأیتھ یحب الفقیر، ویفك األسیر، ویرحم الصغیر،

ویعرف قدر الكبیر، وما رأیت أجود وال أكرم منھ، فإن یكن نبیا فللسابق فضلھ،

وإن یكن ملكا فلن تزال في عز ملكھ، فقدم عدي إلى رسول هللا فأسلم، وأسلمت

!.سفانة

ویروى أن عبد قیس بن خفاف البرجمي أتى حاتم طيء في دماء حملھا - ٦ -

وكان . وهللا آلتین من یحملھا عني: العن قومھ، فأسلموه فیھا، وعجز عنھا، فق

.شریفا شاعرا شجاعا

إنھ وقعت بیني وبین قومي دماء فتواكلوھا، وإني حملتھا في : فلما قدم علیھ قال

مالي وأھلي، فقدمت مالي وأخرت أھلي، وكنت أملي، فإن تحملتھا فرب حق قد

ولم أیأس من قضیتھ، وھم قد كفیتھ، وإن حال دون ذلك حائم لم أذمم یومك،

: غدك، ثم أنشأ یقول

فجئتك لما أسلمني البـراجـم حملت دماء للـبـراجـم جـمة

یكفي الحمالة حاتم: فعلت لهم لم حملت دماءنـا: وقالوا سفاها

وأهال وسهال أخطأتك األشـائم متى آته فیها یقل لي مرحـبـا

مكـارمزیادة من جلت علیه ال فیحملها عني، وان شئت زادنـي

فإن مات قامت للسخاء مآتـم یعیش الندى ما عاش حاتم طيء

مجیبا له ما حام في الجو حائم مات الجود معك فال ترى: ینادین

إني بذلـك عـالـم: فقلت لهم أنهب العام مـالـه: وقال رجال

إذا جلف المال الحقوق اللوازم ولكنه یعطى من أموال طـيء

لتصغیره تلك المطـیة جـارم غنى وكأنـهفیعطى التي فیها ال

القمـاقـم وسعد وعبد اهللا تلك بذلك أوصاه عـدي وحـشـرج

إني كنت ألحبن مثلك من قومك، ھذا مرباعي من مغارة على : فقال لھ حاتم

بني تمیم خذه وافرا، فإن وفى بالحمالة، وإال كملتھا لك، وھو مائنا بعیر سوى

. أحب أن تؤبس قومك بأموالھمنیبھا وفصالھا، مع أني ال

أي بعیر دفعتھ إلي، ولیس ذنبھ في ید صاحبھ فأنت منھ : فضحك أبو جبیل، وقال

بريء، فدفعھا إلیھ وزاده مائة بعیر فأخذھا وانصرف راجعا إلى قومھ، فقال

: حاتم في ذلك

لهم في حمالـتـه طـویل أتاني البرجمي أبـو جـبـیل

فإني لست أرضى بالقلـیل هـاخذ المرباع من: فقلت له

على عالتها علل البـخـیل على حال وال عودت نفسـي

سوى الناب الرذیة والفصیل فخذها إنها مـائنـا بـمـیر

رأیت المن یزرى بالجمـیل فال من علیك بـهـا، فـإنـي

من أعباء الحمالة من فنـیل فآب البرجمي ومـا عـلـیه

!خفیف الظهر من حمل ثقیل ـذرویهیجر الذیل ینـفـض م

أصابتنا سنة اقشعرت لھا األرض، واغبر أفق : وقالت ماویة امرأة حاتم - ٧ -

السماء وراحت اإلبل حدبا حدابیر، وضنت المراضع على أوالدھا، فما تبض

فوهللا أنا لفي لیلة صنبر، بعیدة مابین . بقطرة، وحلقت ألسنة المال، وأبقنا بالھالك

عبد هللا وعدي وسفانة، فقام حاتم إلى : ن، إذ تضاغى صبیتنا جوعا الطرفی

الصبیین، وقمت أنا إلى الصبیة، وأقبل یعللني بالحدیث، فعرفت ما یرید،

.فتناومت

من ھذا؟ : فقال حاتم. فلما تھورت النجوم، إذا شيء قد رفع كسر البیت ثم عاد

اء الذئاب، فما وجدت جارتك فالنة، أتیتك من عند صبیة یتعاوون عو: قالت

!.أعجلیھم فقد أشبعك هللا: فقال. معلوال إال علیك یا أبا عدي

فأقبلت المرأة تحمل اثنین ویمشي بجانبھا أربعة، كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام

: ثم كشطھ ودفع المدیة إلى المرأة، فقال لھا. حاتم إلى فرسھ فوجأ لبتھ بمدیة فخر

ثم جعل یمشي الحي یأتیھم بیتا بیتا . م نشوي ونأكلفاجتمعنا على اللح! شأنك

ھبوا أیھا القوم، علیكم بالنار، فاجتمعوا والتفع وجلس في ناحیة ینظر : فیقول

فوهللا إن ذاق منھ مزعة وانھ ألحوج إلیھ منا، فأصبحنا وما على ظھر . إلینا

: األرض من الفرس إال عظم وحافر، فأنشأ حاتم یقول

وال تقولي لشيء فات مـا فـعـال ي الـلـوم والـعـذالمهال نوار أقلـ

مهال وان كنت أعطي السهل والجبال وال تقولي لمال كنـت مـهـلـكـه

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى الـبـخـیل الـمـال واحــدة

ولما تزوج حاتم ماویة، وكانت من أحسن النساء، لبثت عنده زمنا ثم إن ابن - ٨ -ما تصنعین بحاتم؟ فوهللا لئن وجد شیئا لیتلفنھ، : لھ یقال لھ مالك قال لماویة عم

ولئن لم یجد لیتكلفن، ولئن مات لیتركن ولده عیاال على قومھ، طلقي حاتما وأنا فقالت . أتزوج بك، فأنا خیر لك منھ وأكثر ماال، وأنا أمسك علیك وعلى ولدك

.حتى طلقت حاتما صدقت إنھ لكذلك فلم یزل بھا : ماویةوكان طالقھن أنھن یحولن . وكانت النساء أو بعضھن یطلقن الرجال في الجاھلیة

أبواب بیوتھن إن كان الباب إلى المشرق جعلنھ إلى المغرب، وإن كان الباب قبل .الیمن جعلنھ قبل الشام، فإذا رأى ذلك الرجل علم أنھا قد طلقتھ فلم یأتھا

یا عدي ما ترى أمك؟ ما عدا : باب الخباء فقال البنھ فأتى حاتم فوجدھا قد حولتفدعاه . ال أدري غیر أنھا غیرت باب الخباء، وكأنھ لم یلحن لما قال: قال! علیھا

.فھبط بھ بطن وادوجاء قوم فنزلوا على باب الخباء، كما كانوا ینزلون فتوافى خمسون رجال

لى مالك فقولي لھ إن أضیافا اذھبي إ: فضاقت بھم ماویة ذرعا، فقالت لجاریتھا .لحاتم قد نزلوا بنا وھم خمسون رجال فأرسل إلینا بنات نقرھم ولبن نعبقھم

انظري إلى جبینھ وفمھ فإن شافھك بالمعروف فاقبلي منھ وإن : وقالت لجاریتھا .ضرب بلحییھ على زوره فارجعي ودعیھ

أبلغتھ الرسالة وقالت، إنما فلما أتت مالكا وجدتھ متوسدا وطبا من لبن، فأیقظتھ وھي اللیلة حتى یعلم الناس مكانھ، فأدخل یده في رأسھ وضرب بلحییھ على

أقرئي علیھا السالم، وقولي لھا ھذا الذي أمرتك أن تطلقي : زوره، فقال لھافما عندي من كبیرة، قد تركت العمل، وما كنت ألنحر صفیة . حاتما من أجلھ

.دي لبن یكفي أضیاف حاتمغزیرة بشحم كالھا، وما عنویلك ائتي : فرجعت الجاریة فأخبرتھا بما رأت منھ، وأعلمتھا بمقالتھ، فقالت لھا

إن أضیافك قد نزلوا اللیلة بنا، ولم یعلموا بمكانك، فأرسل إلینا : حاتما فقولي لھ .بنات ننحرھا ونقرھم، وبلبن نسقھم، فإنما ھي اللیلة حتى یعرفوا مكانك

إن : ة حاتما فصرخت بھ، فقال حاتم لبیك، قریبا دعوت، فقالتفأتت الجاریإن أضیافك قد نزلوا بنا اللیلة، فأرسل إلیھم : ماویة تقرأ علیك السالم، وتقول لك

ثم قام إلى اإلبل فأطلق اثنتین من ! نعم وأبي: فقال. بناب ننحرھا لھم ولبن نسقھمراقیبھما، فطفقت ماویة عقالیھما، ثم صاح بھما حتى أتى الخباء، فضرب ع

.ھذا الذي طلقتك فیھ، تترك ولدك ولیس لھم شيء: تصیح وتقول - ٩ -

وكانت امرأة من العرب من بنات ملوك الیمن ذات جمال وكمال، وحسب

ومال، فآلت أال تزوج نفسھا إال من كریم، ولئن خطبھا لئیم لتجد عن أنفھ،

، وحاتم بن عبد هللا، وأوس بن حارثة فتحاماھا الناس حتى انتدب إلیھا زید الخیل

.الطائیون، فاتحلوا إلیھا

جئنا : فلما دخلوا علیھا قالت مرحبا بكم، ما كنتم زوارا، فما الذي جاء بكم؟ قالوا

زوارا خطابا، قالت أكفاء كرام، ثم أنزلتھم وفرقت بینھم وأسبغت لھم القرى،

.وزادت فیھ

ھا متنكرة في زي سائلة تتعرض لھم، فلما كان الیوم الثاني بعثت بعض جواری

فرفع إلیھا زید وأوس شطر ما حمل إلى كل واحد منھما، فلما صارت إ لى رحل

.حاتم دفع إلیھا جمیع ما كان من نفقتھ، وحمل إلیھا جمیع ما حمل إلیھ

فلما كان الیوم الثالث دخلوا علیھا، فقالت لیصف كل واحد منكم نفسھ في شعره،

: أ یقولفابتدر زید وأنش

عند الطعان إذا ما احمرت الحـدق هال سألت بني ذبیان ما حـسـبـي

بالماء یسفح من لباتهـا الـعـلـق وجاءت الخیل محمـرا بـوادرهـا

إن ناب دهر لعظم الجار معتـرق والجار یعلـم أنـي لـسـت خـاذلة

؟أو تسخطي فإلى من تعطف العنق هذا الثناء، فإن ترضـى فـراضـیة

إنك لتعلمین أنا أكرم أحسابا، وأشھر أفعاال من أن نصف : وقال أوس بن حارثة

: أنفسنا لك، أنا الذي یقول فیھ الشاعر

لیقضي حاجتي ولقد قضاهـا إلى أوس بـن حـارثة بـن ألم

احتذاهـا وال لبس النعال وال فما وطئ الحصا مثل ابن سعدى

: ل شعرة فیھا عنھ نسمة، ثم أنشأ یقولوأنا الذي عقت عقیقتھ، وأعتقت عن ك

فما مثله فینا وال فـي األعـاجـم فإن تنكحي ماویة الخیر حـاتـمـا

فكاك أسیر أو مـعـونة غـارم فتى ال یزال الدهر أكبـر هـمـه

إذا الحرب یوما أقعدت كل قـائم وان تنكحي زیدا ففـارس قـومـه

جارف جرف العشیرة هـادم وال وان تنكحیني تنكحي غیر فـاجـر

بأنفسها نفسي كفـعـل األشـائم وال متق یوما إذا الحرب شـمـرت

وجدت ابن سعدى للقرى غیر عائم وان طارق األضیاف الذ برحـلـه

أكـارم فإنا كـرام مـن رؤوس فأي فتى أهدى لك اهللا فاقـبـلـي

: وأنشأ حاتم یقول

وقد عذرتني في طالبـكـم عـذر أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

ویبقى من المال األحادیث والذكـر أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

حل في مالنا النـزر: إذا جاء یوما أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

واما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـر أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

إذا حشرجت یوما وضاق بها الصدر أماوي ما یغني الثراء عن الـفـتـى

من األرض ال ماء لدي وال خمـر أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقـت لـم یك ضـائري

أخذت فال قتـل عـلـیه وال أسـر أمـاوي إنـي رب واحـد أمـــه

اء المـال كـان لـه وفـرأراد ثر وقد علم األقـوام لـو أن حـاتـمـا

فأولـه شـكـر وآخـره ذكــر أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

فأولـه زاد وآخـــره ذخـــر واني ال آلـو بـمـالـي صـنـیعة

وما إن یعریه القداح وال القـمـر یفك به الـعـانـي ویؤكـل طـیبـا

دى بإخوتـه الـدهـرشهودا وقد أو وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

وكال سقاناه بكأسیهـمـا الـدهـر غنینا زمانا بالتصعـلـك والـغـنـى

غنانا، وال أزرى بأحسابنا الفـقـر فما زادنا بـأوا عـلـى ذي قـرابة

یجاورنـي أال یكـون لـه سـتـر وما ضر جارا یاابنة القوم فاعلـمـي

وقـر سمع مني عن أحادیثهاوفي ال بعیني عن جارات قـومـي غـفـلة

فقالت أما أنت یا زید فقد وترت العرب، وبقاؤك مع الحرة قلیل، وأما أنت یا

أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول علیھن شدید، وأما أنت یا حاتم فمرضي

.األخالق، محمود الشیم، كریم النفس، وقد زوجتك نفسي

شعراء النسیب في العصر الجاھلي

م، ٥٦٦م، وعبد هللا بن العجالن ٥٥٢المرقش األكبر : وھم كثیرون ومنھم

ومالك، وعنترة، ومسعود بن خراشة التمیمي وقد أدرك اإلسالم، ومنظور بن

.زبان الفزاري

ولھم شعر رائع وقصائد كثیرة قصروھا على الغزل وحده كما في قصیدة

.سرى لیال خیال سلیمى: المرقش األكبر

ي بدأه عمر بن أبي ربیعة وجمیل وكثیر وطبقتھم، وقد یبدو أن نسیب فن إسالم

والحقیقة أن ھؤالء كانوا یحتذون مثاال لمن تقدمھم، وما أظن أحدا بلغ من صفة

النساء ما بلغ النابغة حین سألھ النعمان أن یصف امرأتھ المتجردة، أو ما بلغ

ألكبر المنخل الیشكري والمرار العدوي وسوید بن أبي كاھل وشعر المرقشین ا

واألصغر وعبد هللا بن العجالن النھدي وقیس بن الحدادیة، ممن صدقوا الحب

: قال المرقش األكبر.. ونسبوا في لفظ عفیف ومعنى نزیھ مشھور معروف

فأرقني أصحاب هـجـود سرى لیال خیال من سلیمـى

وأرقب أهلها وهم بـعـید فبت أدیر أمري كـل حـال

یشب لها بذي اآلرطي وقود رعلى أن قد سما طرفي لنـا

وآرام وغـزالن رقــود حوالیها مهاجم الـتـراقـي

أوانس ال تروح وال تـرود نواعم ال تعالج بؤس العـیش

علیهن المحاسد والـبـرود یرحن معا بطاء المشي بـدا

وقطعت المواثق والعهـود سكن ببلدة وسكنـت أخـرى

ما بالي أصاد وال أصـیدو فما بالي أفي ویخان عهـدي

منعمة لهـا فـرع وجـید ورب أسیلة الخـدین بـكـر

نقي اللـون بـراق بـرود وذو أشر شتیت النبت عـذب

وزارتها النجائب والقصـید لهوت بها زمانا من شبابـي

عناني منهم وصـل جـدید أناس كلما أخلقـت وصـال

: وقال

سان الوجوه لینات السوالفح نواعم أبـكـار سـرائر بـدن

له زبد یعیان به كل واصـف یهدلن في اآلذان كل مـذهـب

یعوجن من أعناقها بالمواقـف قصرن شقیا ال یبـالـین غـیه

خفیضا فال یلغى به كل طائف نشرن حدیثا آنسا فوضـعـتـه

: ولعبد هللا بن العجالن

مذ شطت بها الدار مـدنـف فقلبي أال أبلغا هنـد أسـالمـي فـإن نـأت

بأنعم فـي أهـل الـدیار تـطـوف ولم أر هندا بـعـد مـوقـف سـاعة

دبیب القطا أو هن منهـن أقـطـف أنت بین أتراب تـمـایس إذ مـشـت

سراة الضحى مني على الحي موقف أشارت إلینا فـي خـفـاء وراعـهـا

ویعـتـف بذي صـول یغـارمنیت وقالت تباعد یا ابن عمـي فـإنـنـي

: وقال

وال تأمنا من دار ذي لطف بعدا خلیلي زورا قبل شحط النوى هندا

أغیا یالقى في التعجل أم رشدا وال تعجال لم یدر صاحب حـاجة

وان لم تكن هند لوجهیكما قصدا ومرا علیها بارك اهللا فـیكـمـا

عـمـدا نلقـاكـمولكننا جرنا ل وقوال لها لیس الضالل أجـارنـا

: وقال قیش بن الحدادیة من قصیدة طویلة

قد اقتربت لـو أن ذلـك نـافـع أجدك أن نعم نـأت أنـت جـازع

نواال ولكن كل من ضن مـانـع قد اقتربت لو أن في قرب دارهـا

فما نولت واللـه راء وسـامـع وقد جاورتنا في شهـور كـثـیرة

لما استرعیت والظن بالغیب واسع ـیةوظني بها حفظ لغـیبـي ورع

وشحط النوى إال لذي العهد قاطع فقالت لقاء بـعـد حـول وحـجة

اللوامـع ویسترجع الحي السحاب وقد یلتقي بعد الشتاء أولو الـنـوى

: ومنھا

حذار وقوع البین والبـین واقـع كأن فؤادي بین شقین مـن عـصـا

ومعرى عن الساقین واللوب واسع ؤهیحث بهـم حـاد سـریع نـجـا

فإن الهوى یا نعم والعیش جامـع فقلت لها یا نعم حلـى مـحـلـنـا

بأهلي بین لي متى أنـت راجـع فقالت وعیناها تفـیضـان عـبـرة

إذا أضمرته األرض ما اهللا صانع فقلت لها تالـلـه یدري مـسـافـر

بالكحل السحیق المـدامـع وأمعن فشدت على فیها اللثام وأعـرضـت

بوصلك ما لم یطوني الموت طامع واني لعـهـد الـود راع وانـنـي

فنصیب ھذا العصر من النسیب كما رأیت أوفر وأجود مما توھم األدباء، وھو

.أصل ینتمي إلیھ بارع النسیب اإلسالمي من قریب

لبید بن ربیعة

حیاتھ وشعره

. صعصعة، وھي قبیلة مضریة، وأمھ من بني عبسلبید بن ربیعة من بني عامر بن كان في الجاھلیة شریفا جوادا شجاعا شاعرا وقد أدرك اإلسالم وأسلم، وعمر طویال

وأكثر شعره قالھ قبل اإلسالم، فلما أسلم لم . ه٤١حتى مات في خالفة معاویة عام .یقل إال قلیال

والسیما في معلقتھ التي وھو شاعر بدوي یصف في شعره حیاة بدویة صحراویة : مطلعھا

بمن تأبد غولها فرجامها عفت الدیار محلها فمقامها

.ویظھر أنھ قالھا في شبابھ وھي تمثل الشعر البدوي في متانتھ وقوتھ

- وھو الذي عملھ في الكھولة والشیخوخة على ما یظھر - وفي شعره بعد ذلك

: قولھأثر الحكمة وقوة الشعور الدیني كزھیر، مثل

یحور رمادا بعدما هو ساطع وما المرء إال كالشهاب وضوئه

والبد یوما أن تـرد الـودائع وما المال واألهلـون إال ودائع

رافـع یتبر ما یبنى، وآخـر فعامـل: وما الناس إال عامالن

: وقصیدتھ التي مطلعھا

وكل نفیم ال مـحـالة زائل أال كل شيء ما خال اهللا باطل

األنامل دویهیة تصفر منها وكل أناس سوف تدخل بینهم

: وقصیدتھ

وبإذن اهللا ریثي والعجـل إن تقوى ربنا خیر نـفـل

بیدیه الخیر ما شاء فعـل أحمد الـلـه وال نـد لـه

ناعم البال ومن شاء أضل من هداه سبل الخیر اهتدى

.اوكان لبید أحدث أصحاب المعلقات عصرا وآخرھم موت

وشعر لبید مثال للفخامة والقوة والمتانة والبداوة فتراه فخم العبارة قوي اللفظ

.قلیل الحشو مزدانا بالحكمة العالیة والموعظة الحسنة

ولبید من أحسن الجاھلیین تصرفا في الرثاء وفخره قوي ینم عن شرفھ وعزتھ

أصدق كلمة :وقال فیھ رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم. ومجده وحسبھ العریق

".أال كل شيء ما خال هللا باطل"قالھا شاعر كلمة لبید

وقد نظم لبید الشعر في جاھلیتھ وجرى بھ على سنن األشراف والفرسان كعنترة

وعمرو بن كلثوم فلم یتكسب بشعره ولذلك ترى فیھ والسیما معلقتھ قوة الفخر

یلة، ولم ینظم شعرا بعد والتحدث بالفتوة والنجدة والكرم وإیواء الجار وعزة القب

.أن أسلم

ھذا ویقدم لبید بعض النقاد محتجین بأنھ أفضلھم في الجاھلیة واإلسالم وأقلھم

: رحم هللا لبیدا ما أشعره في قولھ: لغوا في شعره، وقالت عائشة رضي هللا عنھا

وبقیت في خلف كجلد األجرب ذهب الذین یعاش في أكنافـهـم

یشغـب ویعاب قائلهم وان لم خـیرهـم ال ینفعون وال یرجى

.وكان لبید جوادا شریفا في الجاھلیة واإلسالم وقصص جودة كثیرة

دیوان لبید

ولم یصل إلینا . شرحھ السكري والشیباني واألصمعي وابن السكیت والطوسي

من ذلك كلھ إال نصف شرح الطوسي في مخطوطة طبعھا في فیینا یوسف ضیاء

وفیھا عشرون قصیدة ھي الجزء الثاني من ١٨٨٠لمقدسي سنة الدین الخالدي ا

.الدیوان وقد صدرت بمقدمة عن الدیوان والشاعر

ووضع ١٩٨١وكذلك عنى بالدیوان المستشرق ھوبر الذي طبعھ في لیدن سنة

.مقدمة لھ في حیاة لبید، وأخرجھ بإشراف بروكلمان

.إلى الفرنسیة أیضا ولمعلقة لبید شروح، وقد نشرھا دي ساسي وقد ترجمھا

مصادر حیاة لبید

ترجم لھ صاحب األغاني في الجزء الرابع عشر، وابن قتیبة في الشعر

.والشعراء وذكره ابن سالم في طلبقات الشعراء والمرزباني في الموشح

، والزیات "تاریخ األدب العربي في العصر الجاھلي"وترجم لھ صاحب كتاب

وترجم لھ . ، وأصحاب الوسیط والمفصل وسواھمفي كتابھ تاریخ األدب العربي

.أیضا في سلسلة الروائع

معلقة لبید

لبید بن ربیعة العامري من سادة العامریین القیسیین وأشرافھم وكان یقال ألبیھ

ربیعة المعتربن وعمھ مالعب األسنة عامر بن مالك أخذ أربعین مرباعا في

.الجاھلیة

رسانھم وقال الشعر في الجاھلیة في كل غرض، كان لبید من شعراء الجاھلیة وف

ه مائة ٤١وأجرك اإلسالم وأسلم وھجر الشعر وأقام بالكوفة إلى أن مات عام

.وسبع وخمسین سنة

الملك الضلیل، ثم الشاب القتیل، ثم الشیخ أبو : وسئل لبید من أشعر الناس؟ فقال

لجاھلیة فجم وھو من أصحاب المعلقات، وكان نظم لبید ا. عقیل یعني نفسھ

العبارة منضد اللفظ قلیل الحشو مزدانا، فالحكمة العالیة ثعات، وھو أحسن

الجاھلیین تصرفا في الرثاء، وأكثرھم قدرة على تصویر عواطف المفجوع

ألنھ أفضل الشعراء في "الحزین بلفظ رائق وألوب مؤثر، وقدمھ بعض النقاد

".الجاھلیة واإلسالم، وأقلھم لغوا في شعره

ومعلقتھ لبید تمتاز بقوة اللفظ ومتانة األسلوب، وبما فیھا من تصویر للبادیة

.والحیاة واألخالق فیھا

بدأھا لبید بذكر الدیار وخلوھا من أصحابھا وتعرضھا للریاح واألمطار - أ

: قال. تعبث بھا ویمحو معالمھا

بمعنى تأبد غولها فرجامها عفت الدیار محلها فمقامها

زبر تجد متونها أقالمـهـا السیول عن الطول كأنهاوجال

صما خوالد ما یبین كالمها فوقفت أسألها، وكیف سؤالنـا

: ثم یصف رحیل أحبابھ عنھا، حتى یقول

وتقطعت أسبابها ورمامـهـا وقد نـأت" نوار"بل ما نذكر من

أهل الحجاز، فابن منك مرامها مریة، حلت بـفـید، وجـاورت

یرا، یرى ال أن یتسلى ویتعزى حتى یصل إلى رجائھ وأملھ، ولكن أن وأخ

یقطع أملھ منھا ویترك رجاءه فیھا ویقطع صلتھ بھا مادامت نوار قد تغیر

: وصلھا

ولشر واصل خلة صرامهـا فاقطع لبانة من تعرص وصله

ثم یأخذ في وصف ناقتھ في لفظ غریب وتعبیر بدوي متین، ویطیل في - ب

: وصف ویشبھھا باألتان الوحشیة وبالظبیة الرؤوم المفجوعة إلى أن یقولھذا ال

واجتاب أرجیة السراب كامهـا فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى

أو أن یلوم بحاجة لـوامـهـا أقضي اللـبـانة ال أفـرط ریبة

وصال عقد حبائل جـذامـهـا أولم تكن تدري نوار بـأنـنـي

أو یرتبط بعض النفوس حمامها أرضـهـا تراك أمكـنة إذا لـم

ثم یتحدث عن نفسھ وعزتھا، ولذات الراح التي شارك فیھا، وشجاعتھ - ج

وبطولتھ في مواقف النزال والنضال، وكرامھ وسخائھ، ونوالھ للجار الفقیر

: والضیف النازل والجار الغریب وللبائسین والمساكین

شابه أعالمـهـابمغالق مت وجزور أیسار دعوت لحتفها

هبطا تبالة مخصبا أهضامها فالضیف والجار الغریب كأنما

مثل البلیة قالص أهدامهـا تأوي إلى األطناب كل رزیة

: ثم یفتخر بقومھ ومآثرھم ورفھم ومجدھم فیقول - د

ولكل قوم سنة وامـامـهـا من معشر سنت لهم آبـاؤهـم

ما إلیه كهلها وغالمـهـافس فبنوا لنا بیتا رفیعا سـمـكـه

قسم الخالئق بیننا عالمـهـا فاقنع بما قسم الملیك فإنـمـا

أوفى بأعظم حظنا قسامهـا واذا األمانة قسمت في معشر

وهم فوارسها وهم حكامهـا فهم السعاة إذا العشیرة أفظعت

والمرمالت إذا تطاول عامها وهم ربیع للمجـاور فـیهـم

م٦٢٩ - ٥٣٥أعشى قیس

حیاتھ

صناجة العرب أعشى قیس المعروف باألعشى األكبر، وھو أبو بصیر - ١

میمون بن جندل بن شراحبیل بن عوف بن سعد من قیس بن ثعلبة من بكر بن

.وائل من ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان

وقیس بن ثعلبة من أشھر القبائل شاعریة وأكثرھم شعراء، واألعشى ھو أحد

ن شعراء الجاھلیة وفحولھم، وكانت العرب تتغنى بشعره وتسمیھ األعالم م

.صناجة العرب

.ولقب باألعشى لضعف في بصره

: والده قیس بن جندل یسمى قتیل الجوع، قال جھنام البكري - ٢

وخالك عبد من خماعة راضع أبوك قتیل الجوع قیس بن جندل

خرة فسدت الغار فمات روي أنھ دخل غارا یستظل بھ من لفح الحر فوقعت ص

.جوعا

م من بني خماعة من بني ضبیعة ٥٨٠وأمھ أخت المسیب بن علس الشاعر

.وتزوج امرأة من بني عنزة من ھزان ثم طلقھا

ولد األعشى بقریة من قرى الیمامة یقال لھا منفوحة ونشأ راویة لخالھ - ٣

یلعب القمار ویشرب المسیب وتتلمذ علیھ في الشعر وبدأ حیاتھ شابا فقیرا ماجنا

الخمر، ثم سكن الحیرة وتردد على النصارى فیھا یأتیھم ویشرب الخمر معھم،

: ثم جاب الجزیرة العربیة من أقصاھا إلى أقصاھا یمدح ملوكھا وأمراءھا

وطال في العجم تردادي وتسیاري قد جبت مابین بانقـیا إلـى عـدن

: ویقول

فحمص فأورشـلـیمعمان وطوفت لـلـمـال آفـاقـه

وأرض النبیط وأرض العجم أتیت النجـاشـي فـي داره

.وكان تطوافھ سببا في كثرة معارفھ وسعة ثقافتھ

اتصل بنصارى نجران وبأھل الحیرة وبشریح بن السموءل الیھودي صاحب

وعده بعض الباحثین من النصارى، والظاھر أنھ لم " األبلق"تیماء بحصنھ

سحة العقیدة النصرانیة التي قد تبدو على شعره إنما كان یؤمن بدین وأن م

.منشؤھا كثرة تردده على الحیرة ومعاشرتھ ألھلھا

وكان یوافي سوق عكاظ وینشد فیھ شعره فیحفظ عنھ ویغني بھ ولذلك كانت

.العرب تضیفھ وتھادیھ لیمدحھا ویطیر ذكرھا

العرب فمات، وقد قیل إن عبد العزى المحلق الكالبي كان أبوه من أشراف

أتلف مالھ وبقي المحلق وثالث أخوات لھ لم یترك لھم إال ناقة واحدة وحلتي

برود جیدة فأقبل األعشى في بعض أسفاره یرید منزلھ بالیمامة، فنزل الماء الذي

بھ المحلق فقراه أھل الماء فأحسنوا قراه فأقبلت عمة المحلق فقالت یا ابن أخي

وقد قراه أھل الماء والعرب تزعم أنھ لم یمدح قوما إال ھذا األعشى نزل بمائنا

رفعھم ولم یھج قوما إال وضعھم، فاحتل في زق خمر من عند بعض التجار

فأرسل إلیھ بھذه الناقة والزق وبردى أبیك، فوهللا لئن اعتلج الكبد والسنام

: قال. والخمر في جوفھ ونظر إلى عطفیھ في البرد لیقولن فیك شعرا یرفعك بھ

ما أملك غیر ھذه الناقة وأنا أتوقع رسلھا، فأخذت عمتھ تحضھ، ثم دخل علیھا

قالت اآلن وهللا أحسن ما كان القرى تتبعھ ذلك مع غالم . وقال قد ارتحل الرجل

أبیك فحیثما أدركھ أخبره عنك أنك كنت غائبا عند نزولھ الماء وأنك لما وردت

فمازالت . ه، فإن ھذا أحسن لموقعھ عندهفعلمت أنھ كان بھ كرھت أن یفوتك قرا

قد ارتحل : بھ حتى فعل ذلك فخرج مواله یتبع األعشى، فكلما مر بماء قیل لھ

أمس عنھ، حتى صار إلى منزلھ بمنفوحة، فوجد عنده جماعة من الفتیان قد

فدخلوا علیھ . انظروا من ھذا: غداھم بغیر لحم وسقاھم، فقرع الباب فقال لھم

المحلق الكالبي أتاك بكیت وكیت، ومازالوا بھ حتى أذن لھ، رسول: وقالوا

. وصلتك رحم سیأتیك ثناؤھا: أقرئھ السالم وقل: فدخل وأدى الرسالة فقال لھ

وقام الفتیان فنحروا الجزور وأخذوا یشوون ویأكلون ویشربون من الخمر، فلما

: شبع األعشى قال

وما بي تعشق وما بي من سقم أرقت وما هذا السهاد المـؤرق

فسارت القصیدة وشاعت في العرب، فما أتى على المحلق سنة حتى زوج

.إخوتھ الثالث كل واحدة على مائة ناقة، فأیسر وشرف

ویروى أن امرأة كسدت علیھا بناتھا فأتت األعشى وسألتھ أن یشبب بواحدة

جن فواحدة منھن وبعثت لھ ھدایا فما زال یشیب بواحدة منھن واحدة حتى زو

.جمیعا

: وفد األعشى على كسرى، وقصد النعمان بن المنذر وأنشده - ٤

الطویل وتغتدي كان كاللهاتروح مع اللیل أبیت اللعن إلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــیك

: ثم أنشده قصیدتھ

وشطت على ذي هوان تزارا أأزمعت من آل لیلى ابتكـارا

سأل بشعره وانتجع بھ أقاصي البالد ورحل بھ إلى إن األعشى أول من: ویقال

الملوك واألمراء وكان یغنى بشعره، فكانت العرب تسمیھ صناجة العرب، وكان

بین علقمة بن عالثة وعامر بن الطفیل مفاخرة، وكان األعشى یمدح عامر بن

: الطفیل ویھجو علقمة، ومما قال فیھ

والواترالناقض األوتار علقم ما أنت إلى عامـر

فلما بلغ ذلك علقمة نذر دمھ وجعل لھ على كل طریق رصدا، فخرج األعشى

یوما یرید وجھا فأخطأ بھ الدلیل فألقاه في دیار عامر، فأخذه رھط علقمة فأتوه

: بھ فقال

إلیك وما أنت لي منقـص علقم قد صیرتنـي األمـور

والزلت تنمو وال تنقـص فهب لي نفسي فدتك النفوس

قد أمكنني هللا من ھذا األعمى : فھم علقمة بقتلھ، ثم دخل إلى أمھ، فقال لھا

یا بني قد كنت : فقالت. فما تراك فاعال بھ؟ قال سأقتلھ شر قتلھ: قالت. الخبیث

أرجوك لقومك عامة وإني الیوم ألرجوك لنفسك خاصة وإنما الرأي أن تكسوه

ففعل ما أمرتھ بھ . ما قالھ إال ھو وتحملھ وتسیره إلى بالده، فإنھ ال یمحو عنك

: وأحسن صلتھ، فقال األعشى

للضیف والصاحب والزائر علقم یا خیر بنـي عـامـر

والغافر العثرة للـعـائر والضاحك السن على همـه

ومدح شریح بن السموءل واألسود بن الھنذر أخا النعمان ألمھ وكان من تیم

ر وكان أخوه واله علیھم وقد كان عنده الرباب وھي قبائل من الیاس بن مض

: أسرى من بني سعد بن ضبیعة، فأتاه األعشى ومدحھ بقصیدتھ

وسؤالي وما ترد سؤالي ما بكاء الكبیر باألطـالل

وھذه القصیدة عند بعض العلماء معدودة من المعلقات . وسألھ أن یطلقھم ففعل

: وبعضھم یذكر أن معلقتھ ھي قصیدتھ

وهل تطیق وداعا أیها الرجل الركب مرتحل ودع هریرة إن

: وبعضھم یجعل معلقتھ ھي مدحتھ للرسول

وبت كما بات السلیم مسهدا ألم تغتمض عیناك لیلة أرمدا

.وھي قصیدة رائعة

.ومدح قیس بن معد یكرب الكندي، وسواه

وقال األعشى یمدح السموءل، ویستجیر بابنھ شریح بن السموءل من رجل

كان األعشى ھجاه ثم أغار على قوم كان األعشى نازال فیھم، فأسره وھو كلبي

ال یعرفھ، ثم سار حتى نزل بشریح بن السموءل فأحسن ضیافتھ، ومر باألسرى

: فناداه األعشى

حبالك الیوم بعد القـد أظـفـاري سریح، ال تسلمني بعد ما علـقـت

عجم تكراري وتسیاريوطال في ال قد سرت ما بین بلقـاء إلـى عـدن

عقدا أبوك بعرف غـیر إنـكـار فكان أكرمهم عهـدا وأوثـقـهـم

وفي الشدائد كالمستأسد الضـاري كالغیث مااستمطروه جـاد وابـلـه

في جحفل كسواد اللـیل جـرار كن كالسموءل إذ طاف الهمـام بـه

حـار قل ما تشاء فإني سـامـع إذ سامه خطتي خسف فـقـال لـه

وما فیهما حظ لمخـتـار. فاختر غدر وثكل أنت بـینـهـمـا: فقال

اقتل أسیرك، إني مانـع جـاري :فشك غیر طـویل ثـم قـال لـه

وان قتلت كریمـا غـیر خـوار هذا له خلف إن كـنـت قـاتـلـه

رب كریم وقوم أهـل اطـهـار وسوف یعقبنـیه إن ظـفـرت بـه

بـخـنـار ولم یكن وعده فـیهـا ي ال یسـب بـهفاختار أدراعه كـ

فأطلقھ وقال لھ " ھو لك"فقال " ھذا األسیر المنصور: "فجاء شریح الكلبي فقال

فأعطاه " إن تمام إحسانك إلى أن تعطیني ناقة ناجیة وتخلیني الساعة"األعشى

وبلغ الكلبي أن الذي وھب لشریح ھو . ناقة ناجیة، فركبھا ومضى من ساعتھ

ابعث إلي األسیر الذي وھبت لك حتى أحبوه : "ألعشى، فأرسل إلى شریحا

.فأرسل الكلبي في أثره فلم یلحقھ" قد مضى: "فقال" وأعطیھ

: ولما وفد األعشال إلى النبي صلى هللا علیھ وسلم، مدحھ بقصیدتھ التي أولھا

وعاك ما عاد السلیم المسهد ألم تغمض عیناك لیلة أرمـدا

مهددا تناسیت قبل الیوم خلة عشق النساء وانما وما ذاك من

: وفیھا یقول لناقتھ

وال من حفا حتى تزور محمدا فألیت ال أرثي لها مـن كـاللة

أغار لعمري في البالد وأنجدا نبي یرى ماال تـرون وذكـره

یدا تراحى وتلقى من فواضله متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

ھذا صناجة العرب ما مدح : ط، فرصدوه على طریقھ وقالوافبلغ خبره قریشا ق

.أحدا قط إال رفع قدره

. أردت صاحبكم ھذا ألسلم: أین أردت یا أبا بصیر؟ قال: فلما ورد علیھم قالوا لھ

وما ھي؟ فقال أبو سفیان بن : قال. إنھ ینھاك عن خالل ویحرمھا علیك: قالوا

قال لعلي إن . القمار: تھ، ثم ماذا؟ قالوالقد تركني الزنا وترك: قال. الزنا: حرب

ما دنت وال : قال. الربا: لقیتھ أن أصیب منھ عوضا من القمار، ثم ماذا؟ قالوا

أرجع إلى صبابة قد بقیت في المھراس ! قال أوه. الخمر: أدنت، ثم ماذا؟ قالوا

.فأشربھا

نحن وھو :وما ھو؟ قال: ھل لك في خیر مما ھممت بھ؟ قال: قال لھ أبو سفیان

اآلن في ھدنة، فتأخذ مائة من اإلبل، وترجع إلى بلدك سنتك ھذه، وتنظر ما

. یصیر إلیھ أمرنا، فإن ظھرنا علیھ كنت قد أخذت خلفا، وإن ظھر علینا أتیتھ

وهللا لئن أتى ! یا معشر قریش، ھذا األعشى: قال أبو سفیان. ما أكره ذلك: فقال

. فاجمعوا لھ مائة من اإلبل. العرب بشعره محمدا وأتبعھ لیضر من علیكم نیران

.ففعلوا، فأخذھا وانطلق إلى بلده، فلما كان بقاع منفوحة رمى بھ بعیره فقتلھ

شعر األعشى

لألعشى دیوان شعر كبیر طبع مرارا، وقد قدمھ كثیر من النقاد محتجین - ١

قیل إنھ بكثرة طوالھ الجیاد وتصرفھ في المدیح والھجاء وسائر فنون الشعر، و

وقال عبد . أمدحھم للملوك وأوصفھم للخمر وأغزرھم شعرا وأحسنھم قریضا

أدبھم بروایة شعر األعشى فإن لكالمھ عذوبة، : الملك بن مروان لمؤدب أوالده

قاتلھ هللا ما كان أعذب بحره وأصلب صخره فمن زعم أن أحدا من الشعراء

.أشعر من األعشى فلیس یعرف الشعر

و أحد األربعة الذین وقع االتفاق على تقدیمھم على من عداھم ومھما كان فھ

امرؤ القیس والنابغة وزھیر واألعشى، فھو من الطبقة األولى عند كثیر : وھم

من النقاد ویروى أشعر الناس امرؤ القیس إذا ركب والنابغة إذا رھب وزھیر إذا

.رغب واألعشى إذا طرب

د أدخل فیھ ألفاظا فارسیة إلقامتھ في ویمتاز شعره بمعارفھ الواسعة، وق - ٢

.الحیرة، ووصف سیل العرم والقصر األبلق

وأكثر األعشى من وصف الخمر وما إلیھا من ندیم وساقي وقینة وعود وأطال

.في ذلك حتى عد إمام األخطل وأبي نواس

وعلى أي حال، فعلى شعره رونق الحسن وطالوة األسلوب والبراعة في - ٣

.اإلجادة مع الطولوصف الخمر و

ولقوة طبعھ وجلبة شعره سمي صناجة العرب حتى لیخیل إلیك إذا أنشدت شعره

ولجاللة شعر األعشى وأثره بین العرب كان یرفع الوضیع . أن آخر ینشده معك

.الخامل وتضع الخامل الشریف

ومن شعره قصیدتھ التي مدح بھا الرسول صلى هللا علیھ وسلم، ویعدھا بعضھم

: معلقات، ومطلعھامن ال

وبت كما بات السلیم مسـهـدا ألم تغتمض عیناك لـیلة أرمـدا

تناسیت قبل الیوم حلة مـهـددا وما ذاك من عشق النساء وانمـا

إذا أصلحت كفاي عاد فأفسـدا ولكن أرى الدهر الذي هو خائن

فلله هذا الدهر كـیف تـرددا شباب وشیب وافتـقـار وثـروة

وال من حفي حتى تالقي محمدا أرثي لها مـن كـاللةفآلیت ال

تراحى وتلقى من فواضله ندى متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

أغار لعمري في البالد وأنجـدا نبـي یرى مـاال یرون وذكـره

غـدا ولیس عطاء الیوم یمنعه له صدقات مـا تـغـب ونـائل

: عروفة التي یقول منھاومن شعر األعشى قصیدتھ الالمیة الم

جهال بأم خلید حبل من تـصـل؟ صدت هریرة عنا ما تكـلـمـنـا

ریب المنون ودهر مفنـد خـبـل أئن رأت رجال أعشـى أضـربـه

ویلي علیك وویلي منك یا رجـل :قالت هریرة لمـا جـئت زائرهـا

ـتـعـلإنا كذلك ما نحفـى ونـن إما ترینا حفـاة، ال نـعـال لـنـا

وقد یصاحبني ذو الشرة الـغـزل وقد أقود الصبا یوما، فیتـبـعـنـي

شاو مشل شلوب شلـشـل شـول وقد غدوت إلى الحانوت یتبعـنـي

أن هالك كل من یحفى وینتـعـل في فتیة كسیوف الهند قد علـمـوا

وقهوة مزة رواوقهـا خـضـل نازعتهم قضب الریحان مـتـكـئا

إال بهات وان علوا وان نـهـلـوا ن منهـا، وهـي راهـنةال یستفیقو

قلص أسفل السربال معـتـمـل یسعى بها ذو زجاجات له نـطـف

إذا ترجع فیه القـینة الـفـضـل ومستجیب تخال الصنج یسـمـعـه

والرافالت على أعجازها العجـل والساحـبـات ذیول الـربـط آونة

وفي التجارب طول اللهو والغزل بـهمن كل ذلك یوم قـد لـهـوت

أبا ثبیت أما تـنـفـك تـأتـكـل أبلغ یزید بنـي شـیبـان مـألـكة

ولست ضائرها ما أطـت ألبـل ألست منتهیا عن نحـت أثـلـتـنـا

فلم یضرها وأوهى قرنه الوعـل كناطع صخرة یوما لـیوهـنـهـا

ء، فتردى، ثم تـعـنـزلیوم اللقا تغرى بنا رهط مسعـود واخـوتـه

والتمس النصر منكم عوض تحتمل ال أعرفنك إن جـدت عـداوتـنـا

أرماحنا، ثم تلقاهم، وتـعـتـزل نلحم أبناء ذي الجدین إن غضـبـوا

تعوذ من شرها یوما وتبـتـهـل ال تقعدون، وقد أكلتهـا حـطـبـا

أنبائنا شـكـل أن سوف یأتیك من سائل بني أسد عنا، فقد عـلـمـوا

واسأل ربیعة عنا كیف نفـتـعـل واسأل قشیرا وعبد اللـه كـلـهـم

عند اللقاء، وان جاروا وان جهلوا إنا نقاتلهـم حـتـى نـقـتـلـهـم

والجاشریة من یسعى وینتـضـل قد كان في آل كهف إن هم احتربوا

الـغـیلتخدى، وسیق إلیه الباقر إني لعمر الذي خطت مناسـمـهـا

لنقتلن مثله منكم، فـنـمـتـثـل لئن قتلتم عمـیدا لـم یكـن صـددا

ال تلفنا عن دماء القوم ننـفـتـل لئن منیت بنا عن غـب مـعـركة

والفتـل كالطعن یذهب فیه الزیت ال تنتهون، ولن ینهى ذوي شـطـط

السموأل بن عادیا

حب الحصن المعروف باألبلق، كان السموءل یھودیا مشھورا بالوفاء وھو صا

یقال أوفى . كانت العرب تنزل فیھ فیضیفھا، وبالسموءل یضرب المثل في الوفاء

من السموءل، ألنھ فضل قتل ابنھ على التفریط في أمانة أودعھا عنده امرؤ

القیس لما سار إلى الشام یرید قیصر، وكانت األمانة أدرعا وفي ذلك یقول

: السموءل

إذا ما خان أقوام وفـیت كندي إنـيوفیت بأدرع ال

تهدم یا سموءل ما بنیت وأوصى عادیا یوما بأن ال

وماء كلما شئت استقیت بني لي عادیا حصنا حصینا

ومن أشعاره المعروفة قصیدة یمدح بھا قومھ، أوردھا أبو تمام في كتاب

: الحماسة، مطلعھا

یرتـدیه جـمــیلفكـل رداء إذا المرء لم یدنس من اللؤم عرضه

سـبـیل فلیس إلى حسن الثنـاء وان هو لم یحمل على النفس ضیمها

.. وكان للسموءل أخ شاعر أیضا وابن یدعى شریحا مدحھ األعشى في شعره

إن السموءل عاش في أواخر الجیل السادس ومات في : وعلى ما یقول المحققون

.م٥٦٠ال إنھ توفي سنة أوائل الجیل السابع وكان معاصرا لألعشى، ویق

حاتم الطائي

أجود من "اشتھر بالجود والكرم حتى جرى ذكره مجرى األمثال فیقال - ١ -

وقد وصل إلینا من شعره قلیل جاء في دیوان الحماسة وكتاب " حاتم الطي

األغاني وغیرھما من كتب األدب، ولھ دیوان معروف باسمھ وتوفي حاتم سنة

جبل لبني طي، ویحكى عن جوده الحكایات م، وقبره بعوارض، وھو٦٠٥

نزلنا بحاتم فلم : الكثیرة، ومن غریبھا أن نفرا من بني أسد مروا بقبر حاتم فقالوا

یا حاتم أال تقرى أضیافك؟ ثم ناموا جمیعا وكان رئیس : یقرنا، وجعلوا ینادون

جعل القوم رجال یقال لھ أبو الخیبري فنام أیضا، حتى إذا كان السحر وثب و

خرج وهللا حاتم بالسیف وأنا : قال! مالك: فقال لھ أصحابھ. وا رحلتاه: یصیح

فنظروا إلى راحلتھ فإذا ھي منخزلة ال . كذبت: قالوا. أنظر إلیھ حتى عقر ناقتي

فظلوا یأكلون من لحمھا ثم أردفوه فانطلقوا فساروا، . قالوا وهللا قراك. تنبعث

دي بن حاتم راكبا قارنا جمال أسود فلحقھم وإذا راكب یلحقھم فنظروا فإذا ھو ع

وقال أیكم أبو الخبیري فدلوه علیھ فقال جاءني أبي في النوم فذكر لي شتمك لھ

: وأنھ قرى راحلتك ألصحابك وقد قال في ذلك أبیاتا ورددھا حتى حفظتھا وھي

حسود العشیرة شتامها أبا الخیبرى وأنت امـرؤ

اویة صخب هامهـابد فما ذا أردت إلـى رمة

وحولك غوث وانعامها تبغي أذاها واعسـارهـا

كرم بالسیف نعتامهـا وانا لنطعم أضیافنا من ال

.وقد أمرني أن أحملك على جمل فدونكھ فأخذوه وركبھ وذھبوا

ولم یبلغ أحد في الجود ما بلغ حاتم، وھو من بني الحشرج من طي وأحد شعراء

.وأدرك ابنھ اإلسالم وأسلم.. وأبا سفانة ویكنى أبا عدي.. الجاھلیة

إن : إن أبي كان یصل الرحم ویفعل كذا وكذا، قال: قال عدي قلت یا رسول هللا

وكانت سفانة بنتھ أتى بھا إلى رسول هللا . أباك أراد أمرا فأدركھ یعني الذكر

صلى هللا علیھ وسلم فقالت، یا محمد ھلك الولد، وغاب الرافد فإن رأیت أن

خلى عني وال تشمت بي أحیاء العرب فإن أبي سید قومھ، وكان یفك العاني تت

ویحمي الذمار ویفرج عن المكروب، ویطعم الطعام، ویفشى السالم، ولم یطلب

یا : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم.. إلیھ طالب قط حاجة فرده، أنا ابنة حاتم طي

حمنا علیھ، خلوا عنھا فإن أباھا جاریة ھذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسالمیا لتر

.كان یحب مكارم األخالق

قال ابن األعرابي كان حاتم من شعراء الجاھلیة، وكان جوادا یشبھ جوده شعره،

ویصدق قولھ فعلھ، وكان حیثما نزل عرف منزلھ، وكان مظفرا إذا قاتل غلب،

وكان . أطلق وإذا غنم أنھب، وإذا ضرب بالقداح فاز، وإذا سابق سبق، وإذا أسر

إذا أھل رجب نحر في كل یوم عشرة من اإلبل وأطعم الناس واجتمعوا علیھ،

وكان أول ما ظھر من جوده أن أباه خلفھ في إبلھ وھو غالم، فمر بھ جماعة من

الشعراء، فیھم عبید بن األبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة الذبیاني، یریدون

فقال أتسألوني القرى وقد . قرى؟ ولم یعرفھمالنعمان بن المنذر، فقالوا ھل من

رأیتم اإلبل والغنم، انزلوا فنزلوا فنحر لكل واحد منھم، وسألھم عن أسمائھم،

ما فعلت؟ قال طوقتك مجد : فأخبروه ففرق فیھم اإلبل والغنم، وجاء أبوه فقال

الدھر طةق الحمامة وعرفھ القضیة، فقال أبوه إذا ال أساكنك بعدھا أبدا وال

.إذا ال أبالي: فقال حاتم. آویك

ومن حدیثھ، أنھ خرج في الشھر الحرام یطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة

ویحك ما أنا في بالد : فقال. یا أبا سفانة أكلني االسار والقمل: ناداه أسیر لھم

قومي وما معي شيء، وقد أسأت بي إذ نوھت باسمي ومالك مترك، ثم ساوم بھ

.منھم فخاله وأقام مكانھ في قیده حتى أتى بفدائھ فأداه إلیھمالعنزیین واشتراه

وحدثت ماویة امرأة حاتم أن الناس أصابتھم سنة فأذھبت الخف والظلف فبتنا

ذات لیلة بأشد الجوع فأخذ حاتم عدیا وأخذت سفانة فعللناھما حتى ناما، ثم أخذ

ن كالمھ لینام ویظن یعللني بالحدیث ألنام، فرققت لما بعد من الجھد فأمسكت ع

أني نائمة، فقال لي أنمت مرارا فلم أحبھ، فسكت ونظر من وراء الخباء فإذا

یا أبا سفانة قد أتیتك من عند صبیة : شيء قد أقبل فرفع رأسھ، فإذا امرأة تقول

فقمت سریعا فقلت بماذا یا : قالت. فقال أحضریني صبیانك فوهللا فأشبعنھم. جیاع

م صبیانك من الجوع إال بالتعلیل، فقام إلى فرسھ فذبحھ ثم أجج حاتم فوهللا ما نا

وقال لي أیقظي صبیتك فأیقظتھم، ثم قال . نارا وقال اشتوى وكلي وأطعمي ولدك

وهللا إن ھذا للؤم أن تأكلوا وأھل الصرم حالھم كحالكم فجعل یأتي الصرم بیتا

ئھ وقعد ناحیة حتى لم یوجد علیكم النار فاجتمعوا وأكلوا وتقنع بكسا: بیتا ویقول

.من الفرس على األرض قلیل وال كثیر ولم یذق منھ شیئا

ولحاتم الطائي شعر كثیر وھو من البالغة بمكان، والمذكور في دیوانھ - ٢ -

: بعض منھ ومن شعره یخاطب امرأتھ ماویة بنت عبد هللا

فرس الوردویا ابنة ذي البردین وال أیا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـك

أكیال فإني لست آكـلـه وحـدي إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـه

أخاف مذ مات األحادیث من بعدي أخا طارقا أو جار بیت فـإنـنـي

العـبـد وما في إال تلك من شیمة واني لعبد الـضـیف مـادام ثـاویا

دین حین لقب وكان من حدیث البر. عني بذي البردین عامر بن أحیمر بن بھدلة

بھ أن الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء وھو المنذر بن امرئ القیس،

وماء السماء قیل أمھ، نسب إلیھا لشرفھا، وقیل لقبت بماء السماء لصفاء نسبھا

وأخرج المنذر . ویقال لنقاء لونھا، ویراد أنھا كماء السماء لم یحتمل كدورة

لیقم أعز العرب قبیلة فلیأخذھما، فقام عامر بن بردین یوما یبلو الوفود، وقال

أأنت أعز : فقال لھ المنذر. أحیمر فأخذھما وائتزر بأحدھما وارتدى باآلخر

العرب قبیلة؟ قال العز والعدد في معد، ثم في نزار ثم في مضر، ثم في خندف ثم

في تمیم، ثم في سعد ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بھدلة، فمن أنكر ھذا

فسكت الناس، فقال المنذر ھذه عشیرتك كما تزعم فكیف أنت في أھل . ینافرنيفل

بیتك وفي نفسك؟ فقال أنا أبو عشرة وأخو عشرة وخال عشرة، وعم عشرة،

من : وأما أنا في نفسي فشاھد العز شاھدي ثم وضع قدمھ على األرض فقال

حاضرین، ففاز أزالھا عن مكانھا فلھ مائة من اإلبل؟ فلم یقم إلیھ أحد من ال

.بالبردین

: ومن شعر حاتم أیضا قولھ

كأني إذا أعطیت مالي أضیمها وعاذلة قامت علي تلـومـنـي

وال مخلد النفس الشحیحة لومها أعاذل أن الجود لیس بمهلـكـي

مغیبة في اللحد بال رمیمـهـا وتذكر أخالق الفتى وعظـامـه

خیمها ویغلبه على النفسیدعه ومن یبتدع ما لیس من خیم نفسه

: ومن ذلك قولھ أیضا

أكف أصحابي حین حاجتنا معـا أكف یدي عن أن ینال التماسـهـا

من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا أبیت هضیم الكشح مضطمر الحشا

مكان یدي من جانب الزاد أقرعا واني ألستحیي رفـیقـي أن یرى

أجمعـا ناال منتهى الذموفرجك وانك مهما تعط بطنـك سـؤلـه

: وقال أیضا

ویحیي العظام البیض وهیم رمیم أما والذي ال یعلم الـسـر غـیره

محافـظة مـن أن یقـال لـئیم لقد كنت أختار القرى طاوي الحشا

بـهـیم وبین فمي داجي الظالم واني ألستحیي یمینـي وبـینـهـا

: وقال أیضا

ضربت بسیفي ساق أفعى فخرت ـهـمولما رأیت الناس هرت كالب

بشهباء من لیل الثمانـین قـرت وقلت ألصباء صغـار ونـسـوة

أرمعلـت إذا النار مست جانبیها علیكم من الشـطـین كـل وریة

: وقال أیضا

على إذا ما تطبخین حـرام ال تشتري قدري إذا ما طبختها

دت ال بضرامبجزل إذا أوق ولكن بهذاك الیفاع فـأوقـدي

: وقال أیضا

ونفسك حتى ضربت نفسك جودها وقائلة أهلكت بالـجـود مـالـنـا

لكل كریم عـادة یسـتـعـیدهـا فقلت دعیني إنما تـلـك عـادتـي

وھو القاتل لغالمھ یسار، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمر غالمھ فأوقد

: ن أضل الطریق لیال فیصمد نحوهنارا في بقاع من األرض، لینظر إلیھا م

والریح یا واقد ریح صر أوقد فإن اللیل لـیل قـر

إن جلبت ضیفا فأنت حر عل یرى نارك من یمـر

: وقال أیضا

وقد عذرتنا في طالبكـم الـعـذر أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

لذكـرویبقى من المال األحادیث وا أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

واما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـر أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

إذا جاء یوما حل في مالي الـنـذر أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

إذا حشرجت یوما وضاق بها الصدر أماوي ال یغني الثراء عن الـفـتـى

رمن األرض ال ماء لدي وال خمـ أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقت لـم یك ضـرتـي

بمظلمة لج جـوانـبـهـا غـبـر إذا أنـا دالنـي الـذین بـلـونـنـي

یقولون قد أدمى أظافرنا الحـفـر وراحوا سراعا ینفضـون أكـفـهـم

فأولـه شـكـر وآخـره ذكــر أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

أراد ثراء المـال كـان لـه وفـر م األقـوام لـو أن حـاتـمـاوقد یعل

شهودا وقد أودى باخوتـه الـدهـر وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

وكل سقانا وهو كاسینـا الـدهـر غنینا زمانا بالتـقـصـد والـغـنـى

الـفـقـر غنانا وال أزرى بأحالمنا فما زادنا مأوى عـلـى ذي قـرابة

ولھ قصیدة طویلة تتعلق بالكرم ومكارم األخالق، وھي مسطورة في الخماسة

: وھي ھذه.. البصریة وغیرھا

تلومان متـالفـا مـفـیدا مـلـومـا وعاذلتـین هـبـتـا بـعـد هـجـعة

فتى ال یرى اإلنفاق في الحمد مغرمـا تلومان لـمـا غـور الـنـجـم ضـلة

وأوعدني تماني أن تبینا وتـصـرمـا ـیهـمـافقلت وقد طال العـتـاب عـل

كفى بصروف الدهر للمرء محكـمـا أال ال تلومانـي عـلـى مـا تـقـدمـا

ولست على ما فاتـنـي مـتـنـدمـا فإنكمـا ال مـا مـضـى تـدركـانـه

علیك فلن تلقى مدى الدهر مكـرمـا فنفسك أكـرمـهـا فـإنـك إن تـهـن

إذا مت كان المال نهبـا مـقـسـمـا ى الـبـالد فـإنـهأهن للـذي تـهـو

به حین تغشى أغبر الجوف مظلـمـا وال تـشـقـین فـیه فـیســد وارث

وقد صرت في خط من األرض أعظما یقسـمـه غـنـمـا ویشـرى كـرامة

إذا نال مما كنت تجمـع مـغـنـمـا قلـیال بـه مـا یحـمـدنـــك وارث

ولن تستطیع الحلم حتـى تـحـلـمـا دنـین واسـتـبـق ودهـمتحلم عـن األ

وذمـي أود قـومـتـه فـتـقـومـا وعوراء قد أعرضت عنها فلم تـضـر

وأعرض عن شتم الـلـئیم تـكـرمـا وأغـفـر عـوراء الـكـریم ادخـاره

وال أشتم ابن العم إن كان مـفـحـمـا وال أخذل المـولـى وان كـان خـاذال

وان كان ذا نقص من المال مصرمـا وال زادني عـنـه مـنـأى تـبـاعـدا

إذا اللیل بالنكس الدنـيء تـجـهـمـا ولیل بهیم قـد تـسـربـلـت هـولـه

إذا هو لم یركب من األمر معظـمـا ولن یكسب الصعلوك حمدا وال غـنـى

سا ومغـنـمـامن العیش أن یلقى لبو لحا اهللا صعـلـوكـا مـنـاه وهـمـه

تنبه مـثـلـوج الـفـؤاد مـورمـا ینام الضحى حتى إذا نـومـه اسـتـوى

إذا نال وجدي من الطعام ومجـثـمـا مقیم مع الـمـثـرین لـیس بـبـارح

وتمضي على األحداث والدهر مقدمـا ولـلـه صـعـلـوك یسـاور هـمـه

نالهـا عـد مـغـنـمـاوال شبعة إن فتى طلبات ال یرى الخـمـص تـرحة

تیمم كبـراهـن ثـمـت صـمـمـا إذا ما رأى یوما مـكـارم أعـرضـت

العوالي فهو مختـضـب دمـا صدور ویغـشـى إذا مـا كـان یوم كــریهة

وذا شطب عضب الضریبة مخـذمـا یرى رمـحـه ونـبـلـه ومـجـنـه

طرفا مـسـمـومـاعتاد فتى هیجا و وأحـنـاء سـرج قـاتـر ولـجـامـه

مـذمـمـا وان عاش لم یقعد ضعیفـا فذلك إن یهلـك فـحـسـنـى ثـنـاؤه

: وعلى الجملة فشعر حاتم صوره لنفسھ وأخالقھ وجوده، ولذلك قال ابن األعرابي .جوده یشبھ شعره

وھو غزیر البحر، فیاض باألمثال والحكم والمعاني المتصلة بالجود واللوم علیھ وما .من جمال الذكر وحسن األحدوثة یتصل بھ

وقد ترى بعض التفاوت في شعره، وذلك إنما یرجع إلى كثرة المدسوس علیھ، .ه.ق ٤٥وتوفي حاتم نحو سنة . وجمع شعره في دیوان طبع بلندن وبیروت

- ٣ -

أبو عدي فارس شاعر جاھلي أحد : ویقول فیھ الشریشي في شرح المقامات

لمثل بل ھو أشھر منھم، وھم كعب بن أمامة وھرم األجواد الذین یضرب بھم ا

بن سنان وحاتم، وكان إذا قاتل غلب وإذا غنم أنھب وإذا سئل وھب وإذا قامر

سبق وإذا أسر أطلق وإذا أثر أنفق ویقال إنھ ال یعرف میت قرى أضیافھ إال ھو

با وذلك أن ركبا من العرب نزلوا بموضع قبره وقد نفذ زادھم وفیھم رجل یكنى أ

أبا سفانة أما تقرى أضیافك أبا سفانة إن أضیافك جیاع، : خیبري فجعل یقول

وا راحلتاه عقرت وهللا ناقتي، فقال لھ : ویعیدھا، فلما نام ثار من نومھ وھو یقول

: وكیف؟ قال رأیت أبا سفانة قد انشق عنھ قبره فاستوى قائما ینشدني: أصحاب

وامهاظلوم العشیرة ل أبا خیبري ألنت امرؤ

بداویة صخب هامها وماذا ترید إلـى رمة

ودونك طي وأنعامها أتبغي أذاهم وأسعارها

دونكم فما أیقظني إال : ثم عمد إلى سیفي فانتضاه من غمده وعقر ناقتي وقال

فنحروھا وأكلوا . رغاؤھا، وإذا الناقة ترغو ما تنبعث، فقالوا قد وهللا قراك حاتم

أبي خیبري واستمروا لوجھتھم فلما صاروا في الظھیرة وتزودوا واقتسموا متاع

وضح لھم راكب یجنب بعیرا یؤم سمتھم حتى التقوا فقال لھم أفیكم أبو خیبري؟

قالوا نعم، فقال فإن عدي بن حاتم رأى أباه البارحة وھو یقول إن أبا خیبري

اعھ وأصحابھ استقروني فقریتھم ناقتھ فعوضھ منھا وزده بكرا یحمل علیھ مت

وھذه الناقة وھذا البكر فارتحل أبو خیبري الناقة وتخفف ھو وأصحابھ من

وأدرك عدي ابنھ النبي صلى هللا علیھ .. أزوادھم على البكر ومضوا بأتم قرى

وقال .. وسلم، وروى عنھ، وكان یحدث أصحابھ بھذا الحدیث بعد إسالمھ

: الشاعر في عدي

شاب حتى مات في الخیر راغبا لدن أبوك أبو سفـانة الـخـیر لـم یزل

راكـبـا ولم یقر قبر قبله الدهـر قرى قبره األضیاف إذ نـزلـوا بـه

وكانت سفانة بنتھ من أجود نساء العرب وكان أبوھا یعطیھا الصرمة من إبلھ

یا بنیة إن الغویین إذا اجتمعا في المال : فتھبھا وتعطیھا للناس، فقال لھا أبوھا

. أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنھ ال یبقى على ھذا شيء أتلفاه فإما أن

قال وأنا ال أمسك أبدا، قالت فال نتجاور، فقاسمھا مالھ . فقالت وهللا ال أمسك أبدا

وحكي أن أمھ كانت من أسخى الناس وأقراھم للضیف وكانت ال تحبس .. وتباینا

س، فلما رأى إخوتھا شیئا تملكھ، وھي عتبة بنت عفیف بن عمرو بن عبد القی

إتالفھا حجروا علیھا ومنعوھا مالھا حتى إذا ظنوا أنھا قد وجدت ألم ذلك

أعطوھا سرمة من إبلھا، فجاءتھا امرأة من ھوازن تسألھا، فقالت دونك الصرمة

: ثم أنشأت تقول.. فخذیھا فوهللا لقد عضني من الجوع ماال أمنع بعده سائال أبدا

فآلیت أن ال أمنع الدهر جـائعـا ع عضةلعمري لقد ما عضني الجو

فإن أنت لم تفعل فعض األصابعا فقوال لهذا الالئم الـیوم أعـفـنـي

سوى عذلكم أو عذل من كان معانا فماذا عسیتم أن تقولوا ألخـتـكـم

الطبائعـا؟ وكیف بتركي یاابن أم وهل ما ترون الـیوم إال طـبـیعة

أصابتنا سنة اقشعرت لھا : وقالت امرأتھ النوار.. وأبیھ فقد اكتنفھ الجود من أمھ

األرض واغبر أفق السماء وضنت المراضع عن أوالدھا فما تبض بقطرة فأیقنا

بالھالك، فوهللا إني لفي لیلة صبیرة بعیدة الطرفین إذ تضاعى صبیتنا جوعا،

سكتوا إال عبد هللا وعدي وسفانة، فقام إلى الصبیین وقمت إلى الصبیة فوهللا ما

بعد ھدأة من اللیل وأقبل یعللني بالحدیث فعرفت ما یرید فتناومت، فلما تغورت

النجوم إذا شيء قد رفع كسر البیت فقال من ھذا فقالت جاریتك فالنة أتیتك من

عند صبیة یتعاوون من الجوع عواء الذئب فما وجدت معلوال إال علیك أبا عدي،

إیاھم فأقبلت تحمل اثنین ویمشي إلى جانبھا أربعة فقال أعجلیھم فقد أشبعك هللا و

كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام إلى فرسھ فوجا لبتھا بمدیة فخرت ثم كشط الجلد

فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل، ثم جعل . شأنك: ودفع المدیة إلى المرأة وقال

ا، والتف في ثوبھ یأتیھم بیتا بیتا ویقول ھبوا أیھا القوم علیكم بالنار فاجتمعو

ناحیة ینظر إلینا وهللا إن ذاق منھا مزعة، وإنھ ألحوج إلیھا منا فأصبحنا وما

: على األرض منھا إال عظم وحافر فأنشأ یقول

وال تقول لشيء فات ما فعال مهال نوار أقلي اللوم والعـذال

مهال وان كنت معطي العنس والجمال وال تقولي لشيء كنـت مـهـلـكـه

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى البخیل سـبـیل الـمـاء واحـدة

وذكر .. ولم یكن یمسك شیئا ما عدا فرسھ وسالحھ فإنھ كان ال یجود بھما

.شنشنة أعرفھا من أخزم: الحریري أن عقیال تمثل بقول حاتم

ویروى أن الحكم بن أبي العاص خرج ومعھ عطر یرید الحیرة، وكان - ٤ -

بالحیرة سوق یجتمع إلیھا الناس كل سنة، فمر في طریقھ بحاتم بن عبد هللا

الطائي، فسألھ الجوار في أرض طيء حتى یصیر إلى الحیرة، فأجاره، ثم أمر

حاتم بجزور فنحرت وطبخت، ثم دعاھم إلى الطعام فأكلوا ولما فرغوا من

.الطعام طیبھم الحكم من طیبھ

جعل لبني الم ربع الطریق طعمة لھم، ألن بنت سعد وكان النعمان بن المنذر قد

بن حارثة بن ألم كانت عنده ومر سعد بن حارثة بحاتم ومعھ قومھ من بني الم،

من ھؤالء الذین معك یا : فقالوا! اطعموا حیاكم هللا: فوضع حاتم سفرتھ وقال

أنا : ھقال ل! فأنت تجیر علینا في بالدنا: قال لھ سعد. حاتم؟ قال ھؤالء جیراني

وأرادوا أن یفضحوه، ! لست ھناك: فقالوا. ابن عمكم وأحق من لم تخفروا ذمتھ

ووثبوا إلیھ وتناول سعد حاتما، فأھوى لھ حاتم بالسیف، وأطار أرنبة أنفھ، ووقع

بیننا وبینك سوق الحیرة فنماجدك، ثم : الشر حتى تحاجزوا ثم قالت بنو الم لحاتم

حاتم فرسھ رھنا عند رجل من كلب وخرجوا وضعوا تسعة أفراس رھنا ووضع

وسمع بذلك إیاس بن قبیصة الطائي فخاف أن یعینھم . حتى انتھوا إلى الحیرة

النعمان بن المنذر ویقویھم بمالھ وسلطانھ للصھر الذي بینھم وبینھ فجمع رھطھ

یا بني حیة إن ھؤالء القوم قد أرادوا أن یفضحوا ابن عمكم : من بني حیة، وقال

عندي ناقة سوداء ومائة ناقة حمراء أدماء، وقام : مماجدتھ، فقال رجل منھمفي

عندي عشرة حصن على كل حصان منھا فارس مدجج ال یرى منھ : آخر فقال

قد علمتم أن أبي قد مات وترك خیرا : إال عیناه، وقال حسان بن جبلة الخیر

ة، ثم قام إیاس كثیرا، فعلى كل خمر ولحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحیر

.وحاتم ال یعلم بشيء مما فعلوا - على مثل جمیع ما أعطیتم كلكم : فقال

وذھب حاتم إلى ابن عمھ وھم بن عمرو، وكان مصارما لھ ال یكلمھ فقالت لھ

أثبتي ! ما لنا ولحاتم: فقال. أي وھم، ھذا وهللا أبو سفانة حاتم قد طلع: امرأتھ

ھو ال یكلمني، فما جاء بھ إلي؟ ثم نزل حتى ! ویحك: قال. ھا ھو: فقالت. النظر

خاطرت على : ما جاء بك یا حاتم؟ قال: سلم علیھ فرد سالمھ وحیاه ثم قال لھ

قال في الرحب والسعة، ھذا مالي وعدتھ تسعمائة بعیر فخذھا . حسبك وحسبي

.مائة مائة حتى تذھب اإلبل أو تصیب ما ترید

لوني إلى الملك، وكان بھ نقرس، فحمل احم: ثم إن إیاس بن قبیصة قال لقومھ

فقال . وحیاك إلیھك: فقال النعمان! أنعم صباحا أبیت اللعن: حتى أدخل علیھ فقال

أظن أختانك ! أنمد أختانك بالمال والخیل وجعلت بني ثعل في قعر الكنانة: إیاس

أن یصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن جوین لم یشعروا أن بني حیة بالبلد؟ فإن

شئت وهللا ناجزناك حتى یسفح الوادي دما فلیحضروا مجادھم غدا بمجمع

.العرب

یا أحلمنا ال تغضب فإني : فعرف النعمان الغضب في وجھھ وكالمھ فقال لھ

انظروا ابن : وأرسل النعمان إلى سعد بن حارثة وإلى أصحابھ فقال. سأكفیك

الي تبذرونھ وما أطیق بني عمكم حاتما فأرضوه، فوهللا ما أنا بالذي أعطیكم م

.حیة

أعرض عن ھذا المجاد ندع أرش أنف ابن : فخرج بنو الم إلى حاتم وقالوا لھ

ال وهللا ال أفعل حتى تتركوا أفراسكم ویغلب مجادكم، فتركوا أرش : قال. عمنا

فعمد إلیھا حاتم فعقرھا ! قبحھا هللا وأبعدھا: أنف صاحبھم وأفراسھم وقالوا

.وأطعمھا الناس

ولما وجھ رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم إلى طيء فریقا من جنده، - ٥ -

وكان من أشد الناس عداء - یقدمھم على علیھ السالم، فزع عدي بن حاتم الطائي

إلى الشام فصبح على القوم، واستاق خیلھم ونعمھم ورجالھم - لرسول هللا

.ونساءھم إلى رسول هللا

یا : من بین القوم سفانة بنت حاتم، فقالت فلما عرض علیھ األسرى نھضت

فإن رأیت أن تخلي عني، وال تشمت بي . محمد، ھلك الوالد، وغاب المرافد

فإن أبي كان سید قومھ، یفك العاني، ویقتل الجاني، ویحفظ الجار، ! أحیاء العرب

ویحمي الذمار، ویفرج عن المكروب، ویطعم الطعام ویفشي السالم، ویحمل

على نوائب الدھر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائبا، أنا بنت حاتم الكل، ویعین

!.الطائي

یا جاریة، ھذه صفات المؤمنین حقا، لو كان : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم

ثم . خلوا عنھا، فإن أباھا كان یحب مكارم األخالق. أبوك مسلما لترحمنا علیھ

وامتن علیھا ". وعالما ضاع بین جھال ارحموا عزیزا ذل، وغنیا افتقر،: "قال

.بقومھا فأطلقھم تكریما لھا

أصاب : فقالت. اسمعوا وعوا: وقال ألصحابھ. فاستأذنتھ في الدعاء لھ، فأذن لھا

هللا ببرك مواقعھ، وال جعل لك إال لئیم حاجة، وال سلب نعمة عن كریم قوم إال

.جعلك سببا في ردھا علیھ

یا أخي إیت : أخیھا عدي وھو بدومة الجندل، فقالت لھفلما أطلقھا رجعت إلى

. فإني قد رأیت ھدیا ورأیا سیغلب أھل الغلبة. ھذا الرجل قبل أن تعلقك حبائلھ

ورأیت خصاال تعجبني، رأیتھ یحب الفقیر، ویفك األسیر، ویرحم الصغیر،

ضلھ، ویعرف قدر الكبیر، وما رأیت أجود وال أكرم منھ، فإن یكن نبیا فللسابق ف

وإن یكن ملكا فلن تزال في عز ملكھ، فقدم عدي إلى رسول هللا فأسلم، وأسلمت

!.سفانة

ویروى أن عبد قیس بن خفاف البرجمي أتى حاتم طيء في دماء حملھا - ٦ -

وكان . وهللا آلتین من یحملھا عني: عن قومھ، فأسلموه فیھا، وعجز عنھا، فقال

.شریفا شاعرا شجاعا

إنھ وقعت بیني وبین قومي دماء فتواكلوھا، وإني حملتھا في : یھ قالفلما قدم عل

مالي وأھلي، فقدمت مالي وأخرت أھلي، وكنت أملي، فإن تحملتھا فرب حق قد

قضیتھ، وھم قد كفیتھ، وإن حال دون ذلك حائم لم أذمم یومك، ولم أیأس من

: غدك، ثم أنشأ یقول

أسلمني البـراجـمفجئتك لما حملت دماء للـبـراجـم جـمة

یكفي الحمالة حاتم: فعلت لهم لم حملت دماءنـا: وقالوا سفاها

وأهال وسهال أخطأتك األشـائم متى آته فیها یقل لي مرحـبـا

زیادة من جلت علیه المكـارم فیحملها عني، وان شئت زادنـي

فإن مات قامت للسخاء مآتـم یعیش الندى ما عاش حاتم طيء

مجیبا له ما حام في الجو حائم مات الجود معك فال ترى: ینادین

إني بذلـك عـالـم: فقلت لهم أنهب العام مـالـه: وقال رجال

إذا جلف المال الحقوق اللوازم ولكنه یعطى من أموال طـيء

لتصغیره تلك المطـیة جـارم فیعطى التي فیها الغنى وكأنـه

القمـاقـم وعبد اهللا تلكوسعد بذلك أوصاه عـدي وحـشـرج

إني كنت ألحب ن مثلك من قومك، ھذا مرباعي من مغارة على : فقال لھ حاتم

بني تمیم خذه وافرا، فإن وفى بالحمالة، وإال كملتھا لك، وھو مائنا بعیر سوى

.نیبھا وفصالھا، مع أني ال أحب أن تؤبس قومك بأموالھم

ولیس ذنبھ في ید صاحبھ فأنت منھ أي بعیر دفعتھ إلي،: فضحك أبو جبیل، وقال

بريء، فدفعھا إلیھ وزاده مائة بعیر فأخذھا وانصرف راجعا إلى قومھ، فقال

: حاتم في ذلك

لهم في حمـالـتـه طـویل أتاني البرجمي أبـو جـبـیل

فإني لست أرضى بالقـلـیل خذ المرباع منـهـا: فقلت له

علل البـخـیلعلى عالتها على حال وال عودت نفـسـي

سوى الناب الرذیة والفصیل فخذها إنهـا مـائنـا بـمـیر

رأیت المن یزرى بالجمـیل فال من علیك بـهـا، فـإنـي

من أعباء الحمالة من فنـیل فآب البرجمي ومـا عـلـیه

!خفیف الظهر من حمل ثقیل یجر الذیل ینـفـض مـذرویه

ابتنا سنة اقشعرت لھا األرض، واغبر أفق أص: وقالت ماویة امرأة حاتم - ٧ -

السماء وراحت اإلبل حدبا حدابیر، وضنت المراضع على أوالدھا، فما تبض

فوهللا أنا لفي لیلة صنبر، بعیدة مابین . بقطرة، وحلقت ألسنة المال، وأبقنا بالھالك

عبد هللا وعدي وسفانة، فقام حاتم إلى : الطرفین، إذ تضاغى صبیتنا جوعا

یین، وقمت أنا إلى الصبیة، وأقبل یعللني بالحدیث، فعرفت ما یرید، الصب

.فتناومت

من ھذا؟ : فقال حاتم. فلما تھورت النجوم، إذا شيء قد رفع كسر البیت ثم عاد

جارتك فالنة، أتیتك من عند صبیة یتعاوون عواء الذئاب، فما وجدت : قالت

!.أشبعك هللا أعجلیھم فقد: فقال. معلوال إال علیك یا أبا عدي

فأقبلت المرأة تحمل اثنین ویمشي بجانبھا أربعة، كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام

: ثم كشطھ ودفع المدیة إلى المرأة، فقال لھا. حاتم إلى فرسھ فوجأ لبتھ بمدیة فخر

ثم جعل یمشي الحي یأتیھم بیتا بیتا . فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل! شأنك

ا القوم، علیكم بالنار، فاجتمعوا والتفع وجلس في ناحیة ینظر ھبوا أیھ: فیقول

فوهللا إن ذاق منھ مزعة وانھ ألحوج إلیھ منا، فأصبحنا وما على ظھر . إلینا

: األرض من الفرس إال عظم وحافر، فأنشأ حاتم یقول

وال تقولي لشيء فات مـا فـعـال مهال نوار أقلـي الـلـوم والـعـذال

مهال وان كنت أعطي السهل والجبال ل كنـت مـهـلـكـهوال تقولي لما

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى الـبـخـیل الـمـال واحــدة

ولما تزوج حاتم ماویة، وكانت من أحسن النساء، لبثت عنده زمنا ثم إن - ٨ -

ئا ما تصنعین بحاتم؟ فوهللا لئن وجد شی: ابن عم لھ یقال لھ مالك قال لماویة

لیتلفنھ، ولئن لم یجد لیتكلفن، ولئن مات لیتركن ولده عیاال على قومھ، طلقي

حاتما وأنا أتزوج بك، فأنا خیر لك منھ وأكثر ماال، وأنا أمسك علیك وعلى

.صدقت إنھ لكذلك فلم یزل بھا حتى طلقت حاتما : فقالت ماویة. ولدك

وكان طالقھن أنھن یحولن . وكانت النساء أو بعضھن یطلقن الرجال في الجاھلیة

أبواب بیوتھن إن كان الباب إلى المشرق جعلنھ إلى المغرب، وإن كان الباب قبل

.الیمن جعلنھ قبل الشام، فإذا رأى ذلك الرجل علم أنھا قد طلقتھ فلم یأتھا

یا عدي ما ترى أمك؟ ما عدا : فأتى حاتم فوجدھا قد حولت باب الخباء فقال البنھ

فدعاه . أدري غیر أنھا غیرت باب الخباء، وكأنھ لم یلحن لما قالال: قال! علیھا

.فھبط بھ بطن واد

وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء، كما كانوا ینزلون فتوافى خمسون رجال

اذھبي إلى مالك فقولي لھ إن أضیافا : فضاقت بھم ماویة ذرعا، فقالت لجاریتھا

.فأرسل إلینا بنات نقرھم ولبن نعبقھملحاتم قد نزلوا بنا وھم خمسون رجال

انظري إلى جبینھ وفمھ فإن شافھك بالمعروف فاقبلي منھ وإن : وقالت لجاریتھا

.ضرب بلحییھ على زوره فارجعي ودعیھ

فلما أتت مالكا وجدتھ متوسدا وطبا من لبن، فأیقظتھ وأبلغتھ الرسالة وقالت، إنما

ل یده في رأسھ وضرب بلحییھ على ھي اللیلة حتى یعلم الناس مكانھ، فأدخ

أقرئي علیھا السالم، وقولي لھا ھذا الذي أمرتك أن تطلقي : زوره، فقال لھا

فما عندي من كبیرة، قد تركت العمل، وما كنت ألنحر صفیة . حاتما من أجلھ

.غزیرة بشحم كالھا، وما عندي لبن یكفي أضیاف حاتم

ویلك ائتي : لمتھا بمقالتھ، فقالت لھافرجعت الجاریة فأخبرتھا بما رأت منھ، وأع

إن أضیافك قد نزلوا اللیلة بنا، ولم یعلموا بمكانك، فأرسل إلینا : حاتما فقولي لھ

.بنات ننحرھا ونقرھم، وبلبن نسقھم، فإنما ھي اللیلة حتى یعرفوا مكانك

إن : فأتت الجاریة حاتما فصرخت بھ، فقال حاتم لبیك، قریبا دعوت، فقالت

إن أضیافك قد نزلوا بنا اللیلة، فأرسل إلیھم : تقرأ علیك السالم، وتقول لك ماویة

ثم قام إلى اإلبل فأطلق اثنتین من ! نعم وأبي: فقال. بناب ننحرھا لھم ولبن نسقھم

عقالیھما، ثم صاح بھما حتى أتى الخباء، فضرب عراقیبھما، فطفقت ماویة

.ولیس لھم شيء ھذا الذي طلقتك فیھ، تترك ولدك: تصیح وتقول

وكانت امرأة من العرب من بنات ملوك الیمن ذات جمال وكمال، وحسب - ٩ -

ومال، فآلت أال تزوج نفسھا إال من كریم، ولئن خطبھا لئیم لتجد عن أنفھ،

فتحاماھا الناس حتى انتدب إلیھا زید الخیل، وحاتم بن عبد هللا، وأوس بن حارثة

.الطائیون، فاتحلوا إلیھا

جئنا : دخلوا علیھا قالت مرحبا بكم، ما كنتم زوارا، فما الذي جاء بكم؟ قالوافلما

زوارا خطابا، قالت أكفاء كرام، ثم أنزلتھم وفرقت بینھم وأسبغت لھم القرى،

.وزادت فیھ

فلما كان الیوم الثاني بعثت بعض جواریھا متنكرة في زي سائلة تتعرض لھم،

لى كل واحد منھما، فلما صارت إلى رحل فرفع إلیھا زید وأوس شطر ما حمل إ

.حاتم دفع إلیھا جمیع ما كان من نفقتھ، وحمل إلیھا جمیع ما حمل إلیھ

فلما كان الیوم الثالث دخلوا علیھا، فقالت لیصف كل واحد منكم نفسھ في شعره،

: فابتدر زید وأنشأ یقول

لحـدقعند الطعان إذا ما احمرت ا هال سألت بني ذبیان ما حـسـبـي

بالماء یسفح من لباتهـا الـعـلـق وجاءت الخیل محمـرا بـوادرهـا

إن ناب دهر لعظم الجار معتـرق والجار یعلـم أنـي لـسـت خـاذلة

أو تسخطي فإلى من تعطف العنق؟ هذا الثناء، فإن ترضـى فـراضـیة

من أن نصف إنك لتعلمین أنا أكرم أحسابا، وأشھر أفعاال : وقال أوس بن حارثة

: أنفسنا لك، أنا الذي یقول فیھ الشاعر

لیقضي حاجتي ولقد قضاهـا إلى أوس بـن حـارثة بـن ألم

احتذاهـا وال لبس النعال وال فما وطئ الحصا مثل ابن سعدى

: وأنا الذي عقت عقیقتھ، وأعتقت عن كل شعرة فیھا عنھ نسمة، ثم أنشأ یقول

فما مثله فینا وال فـي األعـاجـم ـافإن تنكحي ماویة الخیر حـاتـم

فكاك أسیر أو مـعـونة غـارم فتى ال یزال الدهر أكبـر هـمـه

إذا الحرب یوما أقعدت كل قـائم وان تنكحي زیدا ففـارس قـومـه

وال جارف جرف العشیرة هـادم وان تنكحیني تنكحي غیر فـاجـر

نفسي كفـعـل األشـائمبأنفسها وال متق یوما إذا الحرب شـمـرت

وجدت ابن سعدى للقرى غیر عائم وان طارق األضیاف الذ برحـلـه

أكـارم فإنا كـرام مـن رؤوس فأي فتى أهدى لك اهللا فاقـبـلـي

: وأنشأ حاتم یقول

وقد عذرتني في طالبـكـم عـذر أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

قى من المال األحادیث والذكـرویب أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

حل في مالنا النـزر: إذا جاء یوما أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

واما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـر أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

إذا حشرجت یوما وضاق بها الصدر أماوي ما یغني الثراء عن الـفـتـى

األرض ال ماء لدي وال خمـر من أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقـت لـم یك ضـائري

أخذت فال قتـل عـلـیه وال أسـر أمـاوي إنـي رب واحـد أمـــه

أراد ثراء المـال كـان لـه وفـر وقد علم األقـوام لـو أن حـاتـمـا

ـكـر وآخـره ذكــرفأولـه ش أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

فأولـه زاد وآخـــره ذخـــر واني ال آلـو بـمـالـي صـنـیعة

وما إن یعریه القداح وال القـمـر یفك به الـعـانـي ویؤكـل طـیبـا

شهودا وقد أودى بإخوتـه الـدهـر وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

بكأسیهـمـا الـدهـر وكال سقاناه غنینا زمانا بالتصعـلـك والـغـنـى

غنانا، وال أزرى بأحسابنا الفـقـر فما زادنا بـأوا عـلـى ذي قـرابة

یجاورنـي أال یكـون لـه سـتـر وما ضر جارا یا ابنة القوم فاعلمـي

وقـر وفي السمع مني عن أحادیثها بعیني عن جارات قـومـي غـفـلة

قاؤك مع الحرة قلیل، وأما أنت یا فقالت أما أنت یا زید فقد وترت العرب، وب

أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول علیھن شدید، وأما أنت یا حاتم فمرضي

.األخالق، محمود الشیم، كریم النفس، وقد زوجتك نفسي

م٦٢٩ - ٥٣٥أعشى قیس

حیاتھ

صناجة العرب أعشى قیس المعروف باألعشى األكبر، وھو أبو بصیر - ١

ل بن عوف بن سعد من قیس بن ثعلبة من بكر بن میمون بن جندل بن شراحبی

.وائل من ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان

وقیس بن ثعلبة من أشھر القبائل شاعریة وأكثرھم شعراء، واألعشى ھو أحد

األعالم من شعراء الجاھلیة وفحولھم، وكانت العرب تتغنى بشعره وتسمیھ

.صناجة العرب

.ولقب باألعشى لضعف في بصره

: والده قیس بن جندل یسمى قتیل الجوع، قال جھنام البكري - ٢

وخالك عبد من خماعة راضع أبوك قتیل الجوع قیس بن جندل

روي أنھ دخل غارا یستظل بھ من لفح الحر فوقعت صخرة فسدت الغار فمات

.جوعا

م من بني خماعة من بني ضبیعة ٥٨٠وأمھ أخت المسیب بن علس الشاعر

.من بني عنزة من ھزان ثم طلقھا وتزوج امرأة

ولد األعشى بقریة من قرى الیمامة یقال لھا منفوحة ونشأ راویة لخالھ - ٣

المسیب وتتلمذ علیھ في الشعر وبدأ حیاتھ شابا فقیرا ماجنا یلعب القمار ویشرب

الخمر، ثم سكن الحیرة وتردد على النصارى فیھا یأتیھم ویشرب الخمر معھم،

: جزیرة العربیة من أقصاھا إلى أقصاھا یمدح ملوكھا وأمراءھاثم جاب ال

وطال في العجم تردادي وتسیاري قد جبت مابین بانقـیا إلـى عـدن

: ویقول

عمان فحمص فأورشـلـیم وطوفت لـلـمـال آفـاقـه

وأرض النبیط وأرض العجم أتیت النجـاشـي فـي داره

.ھ وسعة ثقافتھوكان تطوافھ سببا في كثرة معارف

اتصل بنصارى نجران وبأھل الحیرة وبشریح بن السموءل الیھودي صاحب

وعده بعض الباحثین من النصارى، والظاھر أنھ لم " األبلق"تیماء بحصنھ

یؤمن بدین وأن مسحة العقیدة النصرانیة التي قد تبدو على شعره إنما كان

.منشؤھا كثرة تردده على الحیرة ومعاشرتھ ألھلھا

وكان یوافي سوق عكاظ وینشد فیھ شعره فیحفظ عنھ ویغني بھ ولذلك كانت

.العرب تضیفھ وتھادیھ لیمدحھا ویطیر ذكرھا

قیل إن عبد العزى المحلق الكالبي كان أبوه من أشراف العرب فمات، وقد أتلف

مالھ وبقي المحلق وثالث أخوات لھ لم یترك لھم إال ناقة واحدة وحلتي برود

بل األعشى في بعض أسفاره یرید منزلھ بالیمامة، فنزل الماء الذي بھ جیدة فأق

المحلق فقراه أھل الماء فأحسنوا قراه فأقبلت عمة المحلق فقالت یا ابن أخي ھذا

األعشى نزل بمائنا وقد قراه أھل الماء والعرب تزعم أنھ لم یمدح قوما إال

من عند بعض التجار رفعھم ولم یھج قوما إال وضعھم، فاحتل في زق خمر

فأرسل إلیھ بھذه الناقة والزق وبردى أبیك، فوهللا لئن اعتلج الكبد والسنام

: قال. والخمر في جوفھ ونظر إلى عطفیھ في البرد لیقولن فیك شعرا یرفعك بھ

ما أملك غیر ھذه الناقة وأنا أتوقع رسلھا، فأخذت عمتھ تحضھ، ثم دخل علیھا

لت اآلن وهللا أحسن ما كان القرى تتبعھ ذلك مع غالم قا. وقال قد ارتحل الرجل

أبیك فحیثما أدركھ أخبره عنك أنك كنت غائبا عند نزولھ الماء وأنك لما وردت

فمازالت . فعلمت أنھ كان بھ كرھت أن یفوتك قراه، فإن ھذا أحسن لموقعھ عنده

د ارتحل ق: بھ حتى فعل ذلك فخرج مواله یتبع األعشى، فكلما مر بماء قیل لھ

أمس عنھ، حتى صار إلى منزلھ بمنفوحة، فوجد عنده جماعة من الفتیان قد

فدخلوا علیھ . انظروا من ھذا: غداھم بغیر لحم وسقاھم، فقرع الباب فقال لھم

رسول المحلق الكالبي أتاك بكیت وكیت، ومازالوا بھ حتى أذن لھ، : وقالوا

. وصلتك رحم سیأتیك ثناؤھا: أقرئھ السالم وقل: فدخل وأدى الرسالة فقال لھ

وقام الفتیان فنحروا الجزور وأخذوا یشوون ویأكلون ویشربون من الخمر، فلما

: شبع األعشى قال

وما بي من سقم وما بي تعشق أرقت وما هذا السهاد المـؤرق

فسارت القصیدة وشاعت في العرب، فما أتى على المحلق سنة حتى زوج

.لى مائة ناقة، فأیسر وشرفإخوتھ الثالث كل واحدة ع

ویروى أن امرأة كسدت علیھا بناتھا فأتت األعشى وسألتھ أن یشبب بواحدة

فواحدة منھن وبعثت لھ ھدایا فما زال یشیب بواحدة منھن واحدة حتى زوجن

.جمیعا

: وفد األعشى على كسرى، وقصد النعمان بن المنذر وأنشده - ٤

الطویل وتغتدي كان كاللهاتروح مع اللیل أبیت اللعن ــــــــیكإلــــــــــــــــــــــــــــــ

: ثم أنشده قصیدتھ

وشطت على ذي هوان تزارا أأزمعت من آل لیلى ابتكـارا

إن األعشى أول من سأل بشعره وانتجع بھ أقاصي البالد ورحل بھ إلى : ویقال

اجة العرب، وكان الملوك واألمراء وكان یغنى بشعره، فكانت العرب تسمیھ صن

بین علقمة بن عالثة وعامر بن الطفیل مفاخرة، وكان األعشى یمدح عامر بن

: الطفیل ویھجو علقمة، ومما قال فیھ

الناقض األوتار والواتر علقم ما أنت إلى عامـر

فلما بلغ ذلك علقمة نذر دمھ وجعل لھ على كل طریق رصدا، فخرج األعشى

ھ الدلیل فألقاه في دیار عامر، فأخذه رھط علقمة فأتوه یوما یرید وجھا فأخطأ ب

: بھ فقال

إلیك وما أنت لي منقـص علقم قد صیرتنـي األمـور

والزلت تنمو وال تنقـص فهب لي نفسي فدتك النفوس

قد أمكنني هللا من ھذا األعمى : فھم علقمة بقتلھ، ثم دخل إلى أمھ، فقال لھا

یا بني قد كنت : فقالت. عال بھ؟ قال سأقتلھ شر قتلھفما تراك فا: قالت. الخبیث

أرجوك لقومك عامة وإني الیوم ألرجوك لنفسك خاصة وإنما الرأي أن تكسوه

ففعل ما أمرتھ بھ . وتحملھ وتسیره إلى بالده، فإنھ ال یمحو عنك ما قالھ إال ھو

: وأحسن صلتھ، فقال األعشى

والزائر للضیف والصاحب علقم یا خیر بنـي عـامـر

والغافر العثرة للـعـائر والضاحك السن على همـه

ومدح شریح بن السموءل واألسود بن الھنذر أخا النعمان ألمھ وكان من تیم

الرباب وھي قبائل من الیاس بن مضر وكان أخوه واله علیھم وقد كان عنده

: أسرى من بني سعد بن ضبیعة، فأتاه األعشى ومدحھ بقصیدتھ

وسؤالي وما ترد سؤالي الكبیر باألطـالل ما بكاء

وھذه القصیدة عند بعض العلماء معدودة من المعلقات . وسألھ أن یطلقھم ففعل

: وبعضھم یذكر أن معلقتھ ھي قصیدتھ

وهل تطیق وداعا أیها الرجل ودع هریرة إن الركب مرتحل

: وبعضھم یجعل معلقتھ ھي مدحتھ للرسول

وبت كما بات السلیم مسهدا لة أرمداألم تغتمض عیناك لی

.وھي قصیدة رائعة

.ومدح قیس بن معد یكرب الكندي، وسواه

وقال األعشى یمدح السموءل، ویستجیر بابنھ شریح بن السموءل من رجل كلبي

كان األعشى ھجاه ثم أغار على قوم كان األعشى نازال فیھم، فأسره وھو ال

ن السموءل فأحسن ضیافتھ، ومر باألسرى یعرفھ، ثم سار حتى نزل بشریح ب

: فناداه األعشى

حبالك الیوم بعد القـد أظـفـاري سریح، ال تسلمني بعد ما علـقـت

وطال في العجم تكراري وتسیاري قد سرت ما بین بلقـاء إلـى عـدن

عقدا أبوك بعرف غـیر إنـكـار فكان أكرمهم عهـدا وأوثـقـهـم

وفي الشدائد كالمستأسد الضـاري جـاد وابـلـه كالغیث مااستمطروه

في جحفل كسواد اللـیل جـرار كن كالسموءل إذ طاف الهمـام بـه

قل ما تشاء فإني سـامـع حـار إذ سامه خطتي خسف فـقـال لـه

وما فیهما حظ لمخـتـار. فاختر غدر وثكل أنت بـینـهـمـا: فقال

تل أسیرك، إني مانـع جـارياق :فشك غیر طـویل ثـم قـال لـه

وان قتلت كریمـا غـیر خـوار هذا له خلف إن كـنـت قـاتـلـه

رب كریم وقوم أهـل اطـهـار وسوف یعقبنـیه إن ظـفـرت بـه

بـخـنـار ولم یكن وعده فـیهـا فاختار أدراعه كـي ال یسـب بـه

فأطلقھ وقال لھ " كھو ل"فقال " ھذا األسیر المنصور: "فجاء شریح الكلبي فقال

فأعطاه " إن تمام إحسانك إلى أن تعطیني ناقة ناجیة وتخلیني الساعة"األعشى

وبلغ الكلبي أن الذي وھب لشریح ھو . ناقة ناجیة، فركبھا ومضى من ساعتھ

ابعث إلي األسیر الذي وھبت لك حتى أحبوه : "األعشى، فأرسل إلى شریح

.في أثره فلم یلحقھفأرسل الكلبي " قد مضى: "فقال" وأعطیھ

: ولما وفد األعشال إلى النبي صلى هللا علیھ وسلم، مدحھ بقصیدتھ التي أولھا

وعاك ما عاد السلیم المسهد ألم تغمض عیناك لیلة أرمـدا

مهددا تناسیت قبل الیوم خلة وما ذاك من عشق النساء وانما

: وفیھا یقول لناقتھ

من حفا حتى تزور محمداوال فألیت ال أرثي لها مـن كـاللة

أغار لعمري في البالد وأنجدا نبي یرى ماال تـرون وذكـره

یدا تراحى وتلقى من فواضله متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

ھذا صناجة العرب ما مدح : فبلغ خبره قریشا قط، فرصدوه على طریقھ وقالوا

.أحدا قط إال رفع قدره

. أردت صاحبكم ھذا ألسلم: أین أردت یا أبا بصیر؟ قال: فلما ورد علیھم قالوا لھ

وما ھي؟ فقال أبو سفیان بن : قال. إنھ ینھاك عن خالل ویحرمھا علیك: قالوا

قال لعلي إن . القمار: لقد تركني الزنا وتركتھ، ثم ماذا؟ قالوا: قال. الزنا: حرب

ما دنت وال : الق. الربا: لقیتھ أن أصیب منھ عوضا من القمار، ثم ماذا؟ قالوا

أرجع إلى صبابة قد بقیت في المھراس ! قال أوه. الخمر: أدنت، ثم ماذا؟ قالوا

.فأشربھا

نحن وھو : وما ھو؟ قال: ھل لك في خیر مما ھممت بھ؟ قال: قال لھ أبو سفیان

اآلن في ھدنة، فتأخذ مائة من اإلبل، وترجع إلى بلدك سنتك ھذه، وتنظر ما

. ظھرنا علیھ كنت قد أخذت خلفا، وإن ظھر علینا أتیتھ یصیر إلیھ أمرنا، فإن

وهللا لئن أتى ! یا معشر قریش، ھذا األعشى: قال أبو سفیان. ما أكره ذلك: فقال

. فاجمعوا لھ مائة من اإلبل. محمدا وأتبعھ لیضر من علیكم نیران العرب بشعره

.ھ بعیره فقتلھففعلوا، فأخذھا وانطلق إلى بلده، فلما كان بقاع منفوحة رمى ب

شعر األعشى

لألعشى دیوان شعر كبیر طبع مرارا، وقد قدمھ كثیر من النقاد محتجین - ١

بكثرة طوالھ الجیاد وتصرفھ في المدیح والھجاء وسائر فنون الشعر، وقیل إنھ

وقال عبد . أمدحھم للملوك وأوصفھم للخمر وأغزرھم شعرا وأحسنھم قریضا

أدبھم بروایة شعر األعشى فإن لكالمھ عذوبة، : دهالملك بن مروان لمؤدب أوال

قاتلھ هللا ما كان أعذب بحره وأصلب صخره فمن زعم أن أحدا من الشعراء

.أشعر من األعشى فلیس یعرف الشعر

ومھما كان فھو أحد األربعة الذین وقع االتفاق على تقدیمھم على من عداھم

ھو من الطبقة األولى عند كثیر امرؤ القیس والنابغة وزھیر واألعشى، ف: وھم

من النقاد ویروى أشعر الناس امرؤ القیس إذا ركب والنابغة إذا رھب وزھیر إذا

.رغب واألعشى إذا طرب

ویمتاز شعره بمعارفھ الواسعة، وقد أدخل فیھ ألفاظا فارسیة إلقامتھ في - ٢

.الحیرة، ووصف سیل العرم والقصر األبلق

مر وما إلیھا من ندیم وساقي وقینة وعود وأطال وأكثر األعشى من وصف الخ

.في ذلك حتى عد إمام األخطل وأبي نواس

وعلى أي حال، فعلى شعره رونق الحسن وطالوة األسلوب والبراعة في - ٣

.وصف الخمر واإلجادة مع الطول

ولقوة طبعھ وجلبة شعره سمي صناجة العرب حتى لیخیل إلیك إذا أنشدت شعره

ولجاللة شعر األعشى وأثره بین العرب كان یرفع الوضیع . معكأن آخر ینشده

.الخامل وتضع الخامل الشریف

ومن شعره قصیدتھ التي مدح بھا الرسول صلى هللا علیھ وسلم، ویعدھا بعضھم

: من المعلقات، ومطلعھا

وبت كما بات السلیم مسـهـدا ألم تغتمض عیناك لـیلة أرمـدا

تناسیت قبل الیوم حلة مـهـددا انمـاوما ذاك من عشق النساء و

إذا أصلحت كفاي عاد فأفسـدا ولكن أرى الدهر الذي هو خائن

فلله هذا الدهر كـیف تـرددا شباب وشیب وافتـقـار وثـروة

وال من حفي حتى تالقي محمدا فآلیت ال أرثي لها مـن كـاللة

واضله ندىتراحى وتلقى من ف متى ما تناخى عند باب ابن هاشم

أغار لعمري في البالد وأنجـدا نبـي یرى مـاال یرون وذكـره

غـدا ولیس عطاء الیوم یمنعه له صدقات مـا تـغـب ونـائل

: ومن شعر األعشى قصیدتھ الالمیة المعروفة التي یقول منھا

جهال بأم خلید حبل من تـصـل؟ صدت هریرة عنا ما تكـلـمـنـا

ریب المنون ودهر مفنـد خـبـل ـى أضـربـهأئن رأت رجال أعش

ویلي علیك وویلي منك یا رجـل :قالت هریرة لمـا جـئت زائرهـا

إنا كذلك ما نحفـى ونـنـتـعـل إما ترینا حفـاة، ال نـعـال لـنـا

وقد یصاحبني ذو الشرة الـغـزل وقد أقود الصبا یوما، فیتـبـعـنـي

شاو مشل شلوب شلـشـل شـول ـيوقد غدوت إلى الحانوت یتبعـن

أن هالك كل من یحفى وینتـعـل في فتیة كسیوف الهند قد علـمـوا

وقهوة مزة رواوقهـا خـضـل نازعتهم قضب الریحان مـتـكـئا

إال بهات وان علوا وان نـهـلـوا ال یستفیقون منهـا، وهـي راهـنة

معـتـمـل قلص أسفل السربال یسعى بها ذو زجاجات له نـطـف

إذا ترجع فیه القـینة الـفـضـل ومستجیب تخال الصنج یسـمـعـه

والرافالت على أعجازها العجـل والساحـبـات ذیول الـربـط آونة

وفي التجارب طول اللهو والغزل من كل ذلك یوم قـد لـهـوت بـه

أبا ثبیت أما تـنـفـك تـأتـكـل أبلغ یزید بنـي شـیبـان مـألـكة

ولست ضائرها ما أطـت ألبـل لست منتهیا عن نحـت أثـلـتـنـاأ

فلم یضرها وأوهى قرنه الوعـل كناطع صخرة یوما لـیوهـنـهـا

یوم اللقاء، فتردى، ثم تـعـنـزل تغرى بنا رهط مسعـود واخـوتـه

والتمس النصر منكم عوض تحتمل ال أعرفنك إن جـدت عـداوتـنـا

أرماحنا، ثم تلقاهم، وتـعـتـزل الجدین إن غضـبـوانلحم أبناء ذي

تعوذ من شرها یوما وتبـتـهـل ال تقعدون، وقد أكلتهـا حـطـبـا

أن سوف یأتیك من أنبائنا شكـل سائل بني أسد عنا، فقد عـلـمـوا

واسأل ربیعة عنا كیف نفتـعـل واسأل قشیرا وعبد اللـه كـلـهـم

عند اللقاء، وان جاروا وان جهلوا ـتـلـهـمإنا نقاتلهم حـتـى نـق

والجاشریة من یسعى وینتـضـل قد كان في آل كهف إن هم احتربوا

تخدى، وسیق إلیه الباقر الـغـیل إني لعمر الذي خطت مناسمـهـا

لنقتلن مثله منكم، فـنـمـتـثـل لئن قتلتم عمیدا لـم یكـن صـددا

ال تلفنا عن دماء القوم ننـفـتـل لئن منیت بنا عن غـب مـعـركة

كالطعن یذهب فیه الزیت والفتل ال تنتهون، ولن ینهى ذوي شطـط

السموأل بن عادیا

كان السموءل یھودیا مشھورا بالوفاء وھو صاحب الحصن المعروف باألبلق،

یقال أوفى . كانت العرب تنزل فیھ فیضیفھا، وبالسموءل یضرب المثل في الوفاء

وءل، ألنھ فضل قتل ابنھ على التفریط في أمانة أودعھا عنده امرؤ من السم

القیس لما سار إلى الشام یرید قیصر، وكانت األمانة أدرعا وفي ذلك یقول

: السموءل

إذا ما خان أقوام وفـیت وفیت بأدرع الكندي إنـي

تهدم یا سموءل ما بنیت وأوصى عادیا یوما بأن ال

وماء كلما شئت استقیت نابني لي عادیا حصنا حصی

ومن أشعاره المعروفة قصیدة یمدح بھا قومھ، أوردھا أبو تمام في كتاب

: الحماسة، مطلعھا

فكـل رداء یرتـدیه جـمــیل إذا المرء لم یدنس من اللؤم عرضه

سـبـیل فلیس إلى حسن الثنـاء وان هو لم یحمل على النفس ضیمها

.. وابن یدعى شریحا مدحھ األعشى في شعره وكان للسموءل أخ شاعر أیضا

إن السموءل عاش في أواخر الجیل السادس ومات في : وعلى ما یقول المحققون

.م٥٦٠أوائل الجیل السابع وكان معاصرا لألعشى، ویقال إنھ توفي سنة

حاتم الطائي

أجود من "اشتھر بالجود والكرم حتى جرى ذكره مجرى األمثال فیقال - ١ -

وقد وصل إلینا من شعره قلیل جاء في دیوان الحماسة وكتاب " الطيحاتم

األغاني وغیرھما من كتب األدب، ولھ دیوان معروف باسمھ وتوفي حاتم سنة

م، وقبره بعوارض، وھو جبل لبني طي، ویحكى عن جوده الحكایات ٦٠٥

بحاتم فلم نزلنا : الكثیرة، ومن غریبھا أن نفرا من بني أسد مروا بقبر حاتم فقالوا

یا حاتم أال تقرى أضیافك؟ ثم ناموا جمیعا وكان رئیس : یقرنا، وجعلوا ینادون

القوم رجال یقال لھ أبو الخیبري فنام أیضا، حتى إذا كان السحر وثب وجعل

خرج وهللا حاتم بالسیف وأنا : قال! مالك: فقال لھ أصحابھ. وا رحلتاه: یصیح

فنظروا إلى راحلتھ فإذا ھي منخزلة ال . كذبت :قالوا. أنظر إلیھ حتى عقر ناقتي

فظلوا یأكلون من لحمھا ثم أردفوه فانطلقوا فساروا، . قالوا وهللا قراك. تنبعث

وإذا راكب یلحقھم فنظروا فإذا ھو عدي بن حاتم راكبا قارنا جمال أسود فلحقھم

ي شتمك لھ وقال أیكم أبو الخبیري فدلوه علیھ فقال جاءني أبي في النوم فذكر ل

: وأنھ قرى راحلتك ألصحابك وقد قال في ذلك أبیاتا ورددھا حتى حفظتھا وھي

حسود العشیرة شتامها أبا الخیبرى وأنت امـرؤ

بداویة صخب هامهـا فما ذا أردت إلـى رمة

وحولك غوث وانعامها تبغي أذاها واعسـارهـا

كرم بالسیف نعتامهـا وانا لنطعم أضیافنا من ال

.وقد أمرني أن أحملك على جمل فدونكھ فأخذوه وركبھ وذھبوا

ولم یبلغ أحد في الجود ما بلغ حاتم، وھو من بني الحشرج من طي وأحد شعراء

.وأدرك ابنھ اإلسالم وأسلم.. ویكنى أبا عدي وأبا سفانة.. الجاھلیة

إن : إن أبي كان یصل الرحم ویفعل كذا وكذا، قال: قال عدي قلت یا رسول هللا

وكانت سفانة بنتھ أتى بھا إلى رسول هللا . أباك أراد أمرا فأدركھ یعني الذكر

صلى هللا علیھ وسلم فقالت، یا محمد ھلك الولد، وغاب الرافد فإن رأیت أن

تتخلى عني وال تشمت بي أحیاء العرب فإن أبي سید قومھ، وكان یفك العاني

عام، ویفشى السالم، ولم یطلب ویحمي الذمار ویفرج عن المكروب، ویطعم الط

یا : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم.. إلیھ طالب قط حاجة فرده، أنا ابنة حاتم طي

جاریة ھذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسالمیا لترحمنا علیھ، خلوا عنھا فإن أباھا

.كان یحب مكارم األخالق

وادا یشبھ جوده قال ابن األعرابي كان حاتم من شعراء الجاھلیة، وكان ج

شعره، ویصدق قولھ فعلھ، وكان حیثما نزل عرف منزلھ، وكان مظفرا إذا قاتل

. غلب، وإذا غنم أنھب، وإذا ضرب بالقداح فاز، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق

وكان إذا أھل رجب نحر في كل یوم عشرة من اإلبل وأطعم الناس واجتمعوا

أباه خلفھ في إبلھ وھو غالم، فمر بھ علیھ، وكان أول ما ظھر من جوده أن

جماعة من الشعراء، فیھم عبید بن األبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة

فقال . الذبیاني، یریدون النعمان بن المنذر، فقالوا ھل من قرى؟ ولم یعرفھم

أتسألوني القرى وقد رأیتم اإلبل والغنم، انزلوا فنزلوا فنحر لكل واحد منھم،

ما : أسمائھم، فأخبروه ففرق فیھم اإلبل والغنم، وجاء أبوه فقالوسألھم عن

فعلت؟ قال طوقتك مجد الدھر طةق الحمامة وعرفھ القضیة، فقال أبوه إذا ال

.إذا ال أبالي: فقال حاتم. أساكنك بعدھا أبدا وال آویك

ومن حدیثھ، أنھ خرج في الشھر الحرام یطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة

ویحك ما أنا في بالد : فقال. یا أبا سفانة أكلني االسار والقمل: ر لھمناداه أسی

قومي وما معي شيء، وقد أسأت بي إذ نوھت باسمي ومالك مترك، ثم ساوم بھ

.العنزیین واشتراه منھم فخاله وأقام مكانھ في قیده حتى أتى بفدائھ فأداه إلیھم

ذھبت الخف والظلف فبتنا وحدثت ماویة امرأة حاتم أن الناس أصابتھم سنة فأ

ذات لیلة بأشد الجوع فأخذ حاتم عدیا وأخذت سفانة فعللناھما حتى ناما، ثم أخذ

یعللني بالحدیث ألنام، فرققت لما بعد من الجھد فأمسكت عن كالمھ لینام ویظن

أني نائمة، فقال لي أنمت مرارا فلم أحبھ، فسكت ونظر من وراء الخباء فإذا

یا أبا سفانة قد أتیتك من عند صبیة : رأسھ، فإذا امرأة تقول شيء قد أقبل فرفع

فقمت سریعا فقلت بماذا یا : قالت. فقال أحضریني صبیانك فوهللا فأشبعنھم. جیاع

حاتم فوهللا ما نام صبیانك من الجوع إال بالتعلیل، فقام إلى فرسھ فذبحھ ثم أجج

ي صبیتك فأیقظتھم، ثم قال وقال لي أیقظ. نارا وقال اشتوى وكلي وأطعمي ولدك

وهللا إن ھذا للؤم أن تأكلوا وأھل الصرم حالھم كحالكم فجعل یأتي الصرم بیتا

علیكم النار فاجتمعوا وأكلوا وتقنع بكسائھ وقعد ناحیة حتى لم یوجد : بیتا ویقول

.من الفرس على األرض قلیل وال كثیر ولم یذق منھ شیئا

وھو من البالغة بمكان، والمذكور في دیوانھ ولحاتم الطائي شعر كثیر - ٢ -

: بعض منھ ومن شعره یخاطب امرأتھ ماویة بنت عبد هللا

ویا ابنة ذي البردین والفرس الورد أیا ابنة عبد الـلـه وابـنة مـالـك

أكیال فإني لست آكـلـه وحـدي إذا ما صنعت الزاد فالتـمـس لـه

اف مذ مات األحادیث من بعديأخ أخا طارقا أو جار بیت فـإنـنـي

العـبـد وما في إال تلك من شیمة واني لعبد الـضـیف مـادام ثـاویا

وكان من حدیث البردین حین لقب . عني بذي البردین عامر بن أحیمر بن بھدلة

بھ أن الوفود اجتمعت عند المنذر بن ماء السماء وھو المنذر بن امرئ القیس،

ب إلیھا لشرفھا، وقیل لقبت بماء السماء لصفاء نسبھا وماء السماء قیل أمھ، نس

وأخرج المنذر . ویقال لنقاء لونھا، ویراد أنھا كماء السماء لم یحتمل كدورة

بردین یوما یبلو الوفود، وقال لیقم أعز العرب قبیلة فلیأخذھما، فقام عامر بن

أنت أعز أ: فقال لھ المنذر. أحیمر فأخذھما وائتزر بأحدھما وارتدى باآلخر

العرب قبیلة؟ قال العز والعدد في معد، ثم في نزار ثم في مضر، ثم في خندف ثم

في تمیم، ثم في سعد ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بھدلة، فمن أنكر ھذا

فسكت الناس، فقال المنذر ھذه عشیرتك كما تزعم فكیف أنت في أھل . فلینافرني

عشرة وخال عشرة، وعم عشرة، بیتك وفي نفسك؟ فقال أنا أبو عشرة وأخو

من : وأما أنا في نفسي فشاھد العز شاھدي ثم وضع قدمھ على األرض فقال

أزالھا عن مكانھا فلھ مائة من اإلبل؟ فلم یقم إلیھ أحد من الحاضرین، ففاز

.بالبردین

: ومن شعر حاتم أیضا قولھ

كأني إذا أعطیت مالي أضیمها وعاذلة قامت علي تلـومـنـي

وال مخلد النفس الشحیحة لومها اذل أن الجود لیس بمهلـكـيأع

مغیبة في اللحد بال رمیمـهـا وتذكر أخالق الفتى وعظـامـه

خیمها یدعه ویغلبه على النفس ومن یبتدع ما لیس من خیم نفسه

: ومن ذلك قولھ أیضا

أكف أصحابي حین حاجتنا معا أكف یدي عن أن ینال التماسهـا

من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا بیت هضیم الكشح مضطمر الحشاأ

مكان یدي من جانب الزاد أقرعا واني ألستحیي رفـیقـي أن یرى

أجمعـا وفرجك ناال منتهى الذم وانك مهما تعط بطنـك سـؤلـه

: وقال أیضا

ویحیي العظام البیض وهیم رمیم أما والذي ال یعلم الـسـر غـیره

محافـظة مـن أن یقـال لـئیم ت أختار القرى طاوي الحشالقد كن

بـهـیم وبین فمي داجي الظالم واني ألستحیي یمینـي وبـینـهـا

: وقال أیضا

ضربت بسیفي ساق أفعى فخرت ولما رأیت الناس هرت كالبـهـم

بشهباء من لیل الثمانـین قـرت وقلت ألصباء صغـار ونـسـوة

أرمعلـت إذا النار مست جانبیها ین كـل وریةعلیكم من الشـطـ

: وقال أیضا

على إذا ما تطبخین حـرام ال تشتري قدري إذا ما طبختها

بجزل إذا أوقدت ال بضرام ولكن بهذاك الیفاع فـأوقـدي

: وقال أیضا

ونفسك حتى ضربت نفسك جودها وقائلة أهلكت بالـجـود مـالـنـا

یسـتـعـیدهـا لكل كریم عـادة ـك عـادتـيفقلت دعیني إنما تـل

وھو القاتل لغالمھ یسار، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمر غالمھ فأوقد

: نارا في بقاع من األرض، لینظر إلیھا من أضل الطریق لیال فیصمد نحوه

والریح یا واقد ریح صر أوقد فإن اللیل لـیل قـر

ت ضیفا فأنت حرإن جلب عل یرى نارك من یمـر

: وقال أیضا

وقد عذرتنا في طالبكـم الـعـذر أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

ویبقى من المال األحادیث والذكـر أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

واما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـر أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

یوما حل في مالي الـنـذر إذا جاء أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

إذا حشرجت یوما وضاق بها الصدر أماوي ال یغني الثراء عن الـفـتـى

من األرض ال ماء لدي وال خمـر أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقت لـم یك ضـرتـي

ج جـوانـبـهـا غـبـربمظلمة ل إذا أنـا دالنـي الـذین بـلـونـنـي

یقولون قد أدمى أظافرنا الحـفـر وراحوا سراعا ینفضـون أكـفـهـم

فأولـه شـكـر وآخـره ذكــر أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

أراد ثراء المـال كـان لـه وفـر وقد یعلم األقـوام لـو أن حـاتـمـا

ودى باخوتـه الـدهـرشهودا وقد أ وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

وكل سقانا وهو كاسینـا الـدهـر غنینا زمانا بالتـقـصـد والـغـنـى

الـفـقـر غنانا وال أزرى بأحالمنا فما زادنا مأوى عـلـى ذي قـرابة

ولھ قصیدة طویلة تتعلق بالكرم ومكارم األخالق، وھي مسطورة في الخماسة

: وھي ھذه.. البصریة وغیرھا

تلومان متـالفـا مـفـیدا مـلـومـا هـبـتـا بـعـد هـجـعةوعاذلتـین

فتى ال یرى اإلنفاق في الحمد مغرمـا تلومان لـمـا غـور الـنـجـم ضـلة

وأوعدني تماني أن تبینا وتـصـرمـا فقلت وقد طال العـتـاب عـلـیهـمـا

ـاكفى بصروف الدهر للمرء محكـم أال ال تلومانـي عـلـى مـا تـقـدمـا

ولست على ما فاتـنـي مـتـنـدمـا فإنكمـا ال مـا مـضـى تـدركـانـه

علیك فلن تلقى مدى الدهر مكـرمـا فنفسك أكـرمـهـا فـإنـك إن تـهـن

إذا مت كان المال نهبـا مـقـسـمـا أهن للـذي تـهـوى الـبـالد فـإنـه

ف مظلـمـابه حین تغشى أغبر الجو وال تـشـقـین فـیه فـیســد وارث

وقد صرت في خط من األرض أعظما یقسـمـه غـنـمـا ویشـرى كـرامة

إذا نال مما كنت تجمـع مـغـنـمـا قلـیال بـه مـا یحـمـدنـــك وارث

ولن تستطیع الحلم حتـى تـحـلـمـا تحلم عـن األدنـین واسـتـبـق ودهـم

ه فـتـقـومـاوذمـي أود قـومـتـ وعوراء قد أعرضت عنها فلم تـضـر

وأعرض عن شتم الـلـئیم تـكـرمـا وأغـفـر عـوراء الـكـریم ادخـاره

وال أشتم ابن العم إن كان مـفـحـمـا وال أخذل المـولـى وان كـان خـاذال

وان كان ذا نقص من المال مصرمـا وال زادني عـنـه مـنـأى تـبـاعـدا

یل بالنكس الدنـيء تـجـهـمـاإذا الل ولیل بهیم قـد تـسـربـلـت هـولـه

إذا هو لم یركب من األمر معظـمـا ولن یكسب الصعلوك حمدا وال غـنـى

ومغـنـمـا من العیش أن یلقى لبوسا لحا اهللا صعـلـوكـا مـنـاه وهـمـه

تنبه مثـلـوج الـفـؤاد مـورمـا ینام الضحى حتى إذا نومه اسـتـوى

إذا نال وجدي من الطعام ومجثـمـا بـارحمقیم مع المـثـرین لـیس بـ

وتمضي على األحداث والدهر مقدما وللـه صـعـلـوك یسـاور هـمـه

وال شبعة إن نالها عد مـغـنـمـا فتى طلبات ال یرى الخمـص تـرحة

تیمم كبراهـن ثـمـت صـمـمـا إذا ما رأى یوما مكـارم أعـرضـت

صدور العوالي فهو مختضب دمـا ویغشـى إذا مـا كـان یوم كـریهة

وذا شطب عضب الضریبة مخذمـا یرى رمحـه ونـبـلـه ومـجـنـه

عتاد فتى هیجا وطرفا مسـمـومـا وأحناء سـرج قـاتـر ولـجـامـه

مذمـمـا وان عاش لم یقعد ضعیفا فذلك إن یهلك فحـسـنـى ثـنـاؤه

ده، ولذلك قال ابن وعلى الجملة فشعر حاتم صوره لنفسھ وأخالقھ وجو

.جوده یشبھ شعره: األعرابي

وھو غزیر البحر، فیاض باألمثال والحكم والمعاني المتصلة بالجود واللوم علیھ

.وما یتصل بھ من جمال الذكر وحسن األحدوثة

وقد ترى بعض التفاوت في شعره، وذلك إنما یرجع إلى كثرة المدسوس علیھ،

.ه.ق ٤٥وتوفي حاتم نحو سنة . یروتوجمع شعره في دیوان طبع بلندن وب

أبو عدي فارس شاعر جاھلي : ویقول فیھ الشریشي في شرح المقامات - ٣ -

أحد األجواد الذین یضرب بھم المثل بل ھو أشھر منھم، وھم كعب بن أمامة

وھرم بن سنان وحاتم، وكان إذا قاتل غلب وإذا غنم أنھب وإذا سئل وھب وإذا

ق وإذا أثر أنفق ویقال إنھ ال یعرف میت قرى أضیافھ قامر سبق وإذا أسر أطل

إال ھو وذلك أن ركبا من العرب نزلوا بموضع قبره وقد نفذ زادھم وفیھم رجل

أبا سفانة أما تقرى أضیافك أبا سفانة إن أضیافك : یكنى أبا خیبري فجعل یقول

ناقتي، وا راحلتاه عقرت وهللا: جیاع، ویعیدھا، فلما نام ثار من نومھ وھو یقول

وكیف؟ قال رأیت أبا سفانة قد انشق عنھ قبره فاستوى قائما : فقال لھ أصحاب

: ینشدني

ظلوم العشیرة لوامها أبا خیبري ألنت امرؤ

بداویة صخب هامها وماذا ترید إلـى رمة

ودونك طي وأنعامها أتبغي أذاهم وأسعارها

دونكم فما أیقظني إال : وقال ثم عمد إلى سیفي فانتضاه من غمده وعقر ناقتي

فنحروھا وأكلوا . رغاؤھا، وإذا الناقة ترغو ما تنبعث، فقالوا قد وهللا قراك حاتم

وتزودوا واقتسموا متاع أبي خیبري واستمروا لوجھتھم فلما صاروا في الظھیرة

وضح لھم راكب یجنب بعیرا یؤم سمتھم حتى التقوا فقال لھم أفیكم أبو خیبري؟

، فقال فإن عدي بن حاتم رأى أباه البارحة وھو یقول إن أبا خیبري قالوا نعم

وأصحابھ استقروني فقریتھم ناقتھ فعوضھ منھا وزده بكرا یحمل علیھ متاعھ

وھذه الناقة وھذا البكر فارتحل أبو خیبري الناقة وتخفف ھو وأصحابھ من

هللا علیھ وأدرك عدي ابنھ النبي صلى.. أزوادھم على البكر ومضوا بأتم قرى

وقال .. وسلم، وروى عنھ، وكان یحدث أصحابھ بھذا الحدیث بعد إسالمھ

: الشاعر في عدي

لدن شاب حتى مات في الخیر راغبا أبوك أبو سفـانة الـخـیر لـم یزل

راكـبـا ولم یقر قبر قبله الدهـر قرى قبره األضیاف إذ نـزلـوا بـه

ب وكان أبوھا یعطیھا الصرمة من إبلھ وكانت سفانة بنتھ من أجود نساء العر

یا بنیة إن الغویین إذا اجتمعا في المال : فتھبھا وتعطیھا للناس، فقال لھا أبوھا

. أتلفاه فإما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنھ ال یبقى على ھذا شيء

ا مالھ قال وأنا ال أمسك أبدا، قالت فال نتجاور، فقاسمھ. فقالت وهللا ال أمسك أبدا

وحكي أن أمھ كانت من أسخى الناس وأقراھم للضیف وكانت ال تحبس .. وتباینا

شیئا تملكھ، وھي عتبة بنت عفیف بن عمرو بن عبد القیس، فلما رأى إخوتھا

إتالفھا حجروا علیھا ومنعوھا مالھا حتى إذا ظنوا أنھا قد وجدت ألم ذلك

ن تسألھا، فقالت دونك الصرمة أعطوھا سرمة من إبلھا، فجاءتھا امرأة من ھواز

: ثم أنشأت تقول.. فخذیھا فوهللا لقد عضني من الجوع ماال أمنع بعده سائال أبدا

فآلیت أن ال أمنع الدهر جـائعـا لعمري لقد ما عضني الجوع عضة

فإن أنت لم تفعل فعض األصابعا فقوال لهذا الالئم الـیوم أعـفـنـي

سوى عذلكم أو عذل من كان معانا تـكـمفماذا عسیتم أن تقولوا ألخـ

الطبائعـا؟ وكیف بتركي یاابن أم وهل ما ترون الـیوم إال طـبـیعة

أصابتنا سنة اقشعرت لھا : وقالت امرأتھ النوار.. فقد اكتنفھ الجود من أمھ وأبیھ

األرض واغبر أفق السماء وضنت المراضع عن أوالدھا فما تبض بقطرة فأیقنا

فوهللا إني لفي لیلة صبیرة بعیدة الطرفین إذ تضاعى صبیتنا جوعا، بالھالك،

عبد هللا وعدي وسفانة، فقام إلى الصبیین وقمت إلى الصبیة فوهللا ما سكتوا إال

بعد ھدأة من اللیل وأقبل یعللني بالحدیث فعرفت ما یرید فتناومت، فلما تغورت

قالت جاریتك فالنة أتیتك من النجوم إذا شيء قد رفع كسر البیت فقال من ھذا ف

عند صبیة یتعاوون من الجوع عواء الذئب فما وجدت معلوال إال علیك أبا عدي،

فقال أعجلیھم فقد أشبعك هللا وإیاھم فأقبلت تحمل اثنین ویمشي إلى جانبھا أربعة

كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام إلى فرسھ فوجا لبتھا بمدیة فخرت ثم كشط الجلد

فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل، ثم جعل . شأنك: مدیة إلى المرأة وقالودفع ال

یأتیھم بیتا بیتا ویقول ھبوا أیھا القوم علیكم بالنار فاجتمعوا، والتف في ثوبھ

ناحیة ینظر إلینا وهللا إن ذاق منھا مزعة، وإنھ ألحوج إلیھا منا فأصبحنا وما

: لعلى األرض منھا إال عظم وحافر فأنشأ یقو

وال تقول لشيء فـات مـا فـعـال مهال نوار أقلـي الـلـوم والـعـذال

مهال وان كنت معطي العنس والجمال وال تقولي لشيء كنـت مـهـلـكـه

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى البخیل سـبـیل الـمـاء واحـدة

وذكر .. بھماولم یكن یمسك شیئا ما عدا فرسھ وسالحھ فإنھ كان ال یجود

.شنشنة أعرفھا من أخزم: الحریري أن عقیال تمثل بقول حاتم

ویروى أن الحكم بن أبي العاص خرج ومعھ عطر یرید الحیرة، وكان - ٤ -

بالحیرة سوق یجتمع إلیھا الناس كل سنة، فمر في طریقھ بحاتم بن عبد هللا

جاره، ثم أمر الطائي، فسألھ الجوار في أرض طيء حتى یصیر إلى الحیرة، فأ

حاتم بجزور فنحرت وطبخت، ثم دعاھم إلى الطعام فأكلوا ولما فرغوا من

.الطعام طیبھم الحكم من طیبھ

وكان النعمان بن المنذر قد جعل لبني الم ربع الطریق طعمة لھم، ألن بنت سعد

بن حارثة بن ألم كانت عنده ومر سعد بن حارثة بحاتم ومعھ قومھ من بني الم،

من ھؤالء الذین معك یا : فقالوا! اطعموا حیاكم هللا: تم سفرتھ وقالفوضع حا

أنا : قال لھ! فأنت تجیر علینا في بالدنا: قال لھ سعد. حاتم؟ قال ھؤالء جیراني

وأرادوا أن یفضحوه، ! لست ھناك: فقالوا. ابن عمكم وأحق من لم تخفروا ذمتھ

لسیف، وأطار أرنبة أنفھ، ووقع ووثبوا إلیھ وتناول سعد حاتما، فأھوى لھ حاتم با

بیننا وبینك سوق الحیرة فنماجدك، ثم : الشر حتى تحاجزوا ثم قالت بنو الم لحاتم

وضعوا تسعة أفراس رھنا ووضع حاتم فرسھ رھنا عند رجل من كلب وخرجوا

وسمع بذلك إیاس بن قبیصة الطائي فخاف أن یعینھم . حتى انتھوا إلى الحیرة

ویقویھم بمالھ وسلطانھ للصھر الذي بینھم وبینھ فجمع رھطھ النعمان بن المنذر

یا بني حیة إن ھؤالء القوم قد أرادوا أن یفضحوا ابن عمكم : من بني حیة، وقال

عندي ناقة سوداء ومائة ناقة حمراء أدماء، وقام : في مماجدتھ، فقال رجل منھم

رى منھ عندي عشرة حصن على كل حصان منھا فارس مدجج ال ی: آخر فقال

قد علمتم أن أبي قد مات وترك خیرا : إال عیناه، وقال حسان بن جبلة الخیر

كثیرا، فعلى كل خمر ولحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحیرة، ثم قام إیاس

.وحاتم ال یعلم بشيء مما فعلوا - على مثل جمیع ما أعطیتم كلكم : فقال

رما لھ ال یكلمھ فقالت لھ وذھب حاتم إلى ابن عمھ وھم بن عمرو، وكان مصا

أثبتي ! ما لنا ولحاتم: فقال. أي وھم، ھذا وهللا أبو سفانة حاتم قد طلع: امرأتھ

ھو ال یكلمني، فما جاء بھ إلي؟ ثم نزل حتى ! ویحك: قال. ھا ھو: فقالت. النظر

خاطرت على : ما جاء بك یا حاتم؟ قال: سلم علیھ فرد سالمھ وحیاه ثم قال لھ

قال في الرحب والسعة، ھذا مالي وعدتھ تسعمائة بعیر فخذھا .حسبك وحسبي

.مائة مائة حتى تذھب اإلبل أو تصیب ما ترید

احملوني إلى الملك، وكان بھ نقرس، فحمل : ثم إن إیاس بن قبیصة قال لقومھ

فقال . وحیاك إلیھك: فقال النعمان! أنعم صباحا أبیت اللعن: حتى أدخل علیھ فقال

أظن أختانك ! تانك بالمال والخیل وجعلت بني ثعل في قعر الكنانةأنمد أخ: إیاس

أن یصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن جوین لم یشعروا أن بني حیة بالبلد؟ فإن

شئت وهللا ناجزناك حتى یسفح الوادي دما فلیحضروا مجادھم غدا بمجمع

.العرب

منا ال تغضب فإني یا أحل: فعرف النعمان الغضب في وجھھ وكالمھ فقال لھ

انظروا ابن : وأرسل النعمان إلى سعد بن حارثة وإلى أصحابھ فقال. سأكفیك

عمكم حاتما فأرضوه، فوهللا ما أنا بالذي أعطیكم مالي تبذرونھ وما أطیق بني

.حیة

أعرض عن ھذا المجاد ندع أرش أنف ابن : فخرج بنو الم إلى حاتم وقالوا لھ

عل حتى تتركوا أفراسكم ویغلب مجادكم، فتركوا أرش ال وهللا ال أف: قال. عمنا

فعمد إلیھا حاتم فعقرھا ! قبحھا هللا وأبعدھا: أنف صاحبھم وأفراسھم وقالوا

.وأطعمھا الناس

ولما وجھ رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم إلى طيء فریقا من جنده، - ٥ -

ن أشد الناس عداء وكان م - یقدمھم على علیھ السالم، فزع عدي بن حاتم الطائي

إلى الشام فصبح على القوم، واستاق خیلھم ونعمھم ورجالھم - لرسول هللا

.ونساءھم إلى رسول هللا

یا : فلما عرض علیھ األسرى نھضت من بین القوم سفانة بنت حاتم، فقالت

فإن رأیت أن تخلي عني، وال تشمت بي . محمد، ھلك الوالد، وغاب المرافد

بي كان سید قومھ، یفك العاني، ویقتل الجاني، ویحفظ الجار، فإن أ! أحیاء العرب

ویحمي الذمار، ویفرج عن المكروب، ویطعم الطعام ویفشي السالم، ویحمل

الكل، ویعین على نوائب الدھر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائبا، أنا بنت حاتم

!.الطائي

المؤمنین حقا، لو كان یا جاریة، ھذه صفات : فقال النبي صلى هللا علیھ وسلم

ثم . خلوا عنھا، فإن أباھا كان یحب مكارم األخالق. أبوك مسلما لترحمنا علیھ

وامتن علیھا ". ارحموا عزیزا ذل، وغنیا افتقر، وعالما ضاع بین جھال: "قال

.بقومھا فأطلقھم تكریما لھا

أصاب : فقالت .اسمعوا وعوا: وقال ألصحابھ. فاستأذنتھ في الدعاء لھ، فأذن لھا

هللا ببرك مواقعھ، وال جعل لك إال لئیم حاجة، وال سلب نعمة عن كریم قوم إال

.جعلك سببا في ردھا علیھ

یا أخي إیت : فلما أطلقھا رجعت إلى أخیھا عدي وھو بدومة الجندل، فقالت لھ

. فإني قد رأیت ھدیا ورأیا سیغلب أھل الغلبة. ھذا الرجل قبل أن تعلقك حبائلھ

أیت خصاال تعجبني، رأیتھ یحب الفقیر، ویفك األسیر، ویرحم الصغیر، ور

ویعرف قدر الكبیر، وما رأیت أجود وال أكرم منھ، فإن یكن نبیا فللسابق فضلھ،

وإن یكن ملكا فلن تزال في عز ملكھ، فقدم عدي إلى رسول هللا فأسلم، وأسلمت

!.سفانة

أتى حاتم طيء في دماء حملھا ویروى أن عبد قیس بن خفاف البرجمي - ٦ -

وكان . وهللا آلتین من یحملھا عني: عن قومھ، فأسلموه فیھا، وعجز عنھا، فقال

.شریفا شاعرا شجاعا

إنھ وقعت بیني وبین قومي دماء فتواكلوھا، وإني حملتھا في : فلما قدم علیھ قال

حق قد مالي وأھلي، فقدمت مالي وأخرت أھلي، وكنت أملي، فإن تحملتھا فرب

قضیتھ، وھم قد كفیتھ، وإن حال دون ذلك حائم لم أذمم یومك، ولم أیأس من

: غدك، ثم أنشأ یقول

فجئتك لما أسلمني البـراجـم حملت دماء للـبـراجـم جـمة

یكفي الحمالة حاتم: فعلت لهم لم حملت دماءنـا: وقالوا سفاها

أتك األشـائموأهال وسهال أخط متى آته فیها یقل لي مرحـبـا

زیادة من جلت علیه المكـارم فیحملها عني، وان شئت زادنـي

فإن مات قامت للسخاء مآتـم یعیش الندى ما عاش حاتم طيء

مجیبا له ما حام في الجو حائم مات الجود معك فال ترى: ینادین

إني بذلـك عـالـم: فقلت لهم أنهب العام مـالـه: وقال رجال

إذا جلف المال الحقوق اللوازم من أموال طـيءولكنه یعطى

لتصغیره تلك المطـیة جـارم فیعطى التي فیها الغنى وكأنـه

القمـاقـم وسعد وعبد اهللا تلك بذلك أوصاه عـدي وحـشـرج

إني كنت ألحب ن مثلك من قومك، ھذا مرباعي من مغارة على : فقال لھ حاتم

مالة، وإال كملتھا لك، وھو مائنا بعیر سوى بني تمیم خذه وافرا، فإن وفى بالح

.نیبھا وفصالھا، مع أني ال أحب أن تؤبس قومك بأموالھم

أي بعیر دفعتھ إلي، ولیس ذنبھ في ید صاحبھ فأنت منھ : فضحك أبو جبیل، وقال

بريء، فدفعھا إلیھ وزاده مائة بعیر فأخذھا وانصرف راجعا إلى قومھ، فقال

: حاتم في ذلك

لهم في حمالـتـه طـویل برجمي أبـو جـبـیلأتاني ال

فإني لست أرضى بالقلـیل خذ المرباع منهـا: فقلت له

على عالتها علل البـخـیل على حال وال عودت نفسـي

سوى الناب الرذیة والفصیل فخذها إنها مـائنـا بـمـیر

رأیت المن یزرى بالجمـیل فال من علیك بـهـا، فـإنـي

من أعباء الحمالة من فنـیل برجمي ومـا عـلـیهفآب ال

!خفیف الظهر من حمل ثقیل یجر الذیل ینـفـض مـذرویه

أصابتنا سنة اقشعرت لھا األرض، واغبر أفق : وقالت ماویة امرأة حاتم - ٧ -

السماء وراحت اإلبل حدبا حدابیر، وضنت المراضع على أوالدھا، فما تبض

فوهللا أنا لفي لیلة صنبر، بعیدة مابین . ال، وأبقنا بالھالكبقطرة، وحلقت ألسنة الم

عبد هللا وعدي وسفانة، فقام حاتم إلى : الطرفین، إذ تضاغى صبیتنا جوعا

الصبیین، وقمت أنا إلى الصبیة، وأقبل یعللني بالحدیث، فعرفت ما یرید،

.فتناومت

من ھذا؟ : ال حاتمفق. فلما تھورت النجوم، إذا شيء قد رفع كسر البیت ثم عاد

جارتك فالنة، أتیتك من عند صبیة یتعاوون عواء الذئاب، فما وجدت : قالت

!.أعجلیھم فقد أشبعك هللا: فقال. معلوال إال علیك یا أبا عدي

فأقبلت المرأة تحمل اثنین ویمشي بجانبھا أربعة، كأنھا نعامة حولھا رثالھا، فقام

: م كشطھ ودفع المدیة إلى المرأة، فقال لھاث. حاتم إلى فرسھ فوجأ لبتھ بمدیة فخر

ثم جعل یمشي الحي یأتیھم بیتا بیتا . فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل! شأنك

ھبوا أیھا القوم، علیكم بالنار، فاجتمعوا والتفع وجلس في ناحیة ینظر : فیقول

ر فوهللا إن ذاق منھ مزعة وانھ ألحوج إلیھ منا، فأصبحنا وما على ظھ. إلینا

: األرض من الفرس إال عظم وحافر، فأنشأ حاتم یقول

وال تقولي لشيء فات مـا فـعـال مهال نوار أقلـي الـلـوم والـعـذال

مهال وان كنت أعطي السهل والجبال وال تقولي لمال كنـت مـهـلـكـه

سـبـال إن الجواد یرى في مـالـه یرى الـبـخـیل الـمـال واحــدة

ج حاتم ماویة، وكانت من أحسن النساء، لبثت عنده زمنا ثم إن ابن ولما تزو - ٨ -ما تصنعین بحاتم؟ فوهللا لئن وجد شیئا لیتلفنھ، : عم لھ یقال لھ مالك قال لماویة

ولئن لم یجد لیتكلفن، ولئن مات لیتركن ولده عیاال على قومھ، طلقي حاتما وأنا فقالت . نا أمسك علیك وعلى ولدكأتزوج بك، فأنا خیر لك منھ وأكثر ماال، وأ

.صدقت إنھ لكذلك فلم یزل بھا حتى طلقت حاتما : ماویةوكان طالقھن أنھن یحولن . وكانت النساء أو بعضھن یطلقن الرجال في الجاھلیة

أبواب بیوتھن إن كان الباب إلى المشرق جعلنھ إلى المغرب، وإن كان الباب قبل .ذلك الرجل علم أنھا قد طلقتھ فلم یأتھا الیمن جعلنھ قبل الشام، فإذا رأى

یا عدي ما ترى أمك؟ ما عدا : فأتى حاتم فوجدھا قد حولت باب الخباء فقال البنھفدعاه . ال أدري غیر أنھا غیرت باب الخباء، وكأنھ لم یلحن لما قال: قال! علیھا

.فھبط بھ بطن وادتوافى خمسون رجال وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء، كما كانوا ینزلون ف

اذھبي إلى مالك فقولي لھ إن أضیافا : فضاقت بھم ماویة ذرعا، فقالت لجاریتھا .لحاتم قد نزلوا بنا وھم خمسون رجال فأرسل إلینا بنات نقرھم ولبن نعبقھم

انظري إلى جبینھ وفمھ فإن شافھك بالمعروف فاقبلي منھ وإن : وقالت لجاریتھا .رجعي ودعیھضرب بلحییھ على زوره فا

فلما أتت مالكا وجدتھ متوسدا وطبا من لبن، فأیقظتھ وأبلغتھ الرسالة وقالت، إنما ھي اللیلة حتى یعلم الناس مكانھ، فأدخل یده في رأسھ وضرب بلحییھ على

أقرئي علیھا السالم، وقولي لھا ھذا الذي أمرتك أن تطلقي : زوره، فقال لھابیرة، قد تركت العمل، وما كنت ألنحر صفیة فما عندي من ك. حاتما من أجلھ

.غزیرة بشحم كالھا، وما عندي لبن یكفي أضیاف حاتمویلك ائتي : فرجعت الجاریة فأخبرتھا بما رأت منھ، وأعلمتھا بمقالتھ، فقالت لھا

إن أضیافك قد نزلوا اللیلة بنا، ولم یعلموا بمكانك، فأرسل إلینا : حاتما فقولي لھ .قرھم، وبلبن نسقھم، فإنما ھي اللیلة حتى یعرفوا مكانكبنات ننحرھا ون

إن : فأتت الجاریة حاتما فصرخت بھ، فقال حاتم لبیك، قریبا دعوت، فقالتإن أضیافك قد نزلوا بنا اللیلة، فأرسل إلیھم : ماویة تقرأ علیك السالم، وتقول لك

بل فأطلق اثنتین من ثم قام إلى اإل! نعم وأبي: فقال. بناب ننحرھا لھم ولبن نسقھمعقالیھما، ثم صاح بھما حتى أتى الخباء، فضرب عراقیبھما، فطفقت ماویة

.ھذا الذي طلقتك فیھ، تترك ولدك ولیس لھم شيء: تصیح وتقول - ٩ -

وكانت امرأة من العرب من بنات ملوك الیمن ذات جمال وكمال، وحسب

طبھا لئیم لتجد عن أنفھ، ومال، فآلت أال تزوج نفسھا إال من كریم، ولئن خ

فتحاماھا الناس حتى انتدب إلیھا زید الخیل، وحاتم بن عبد هللا، وأوس بن حارثة

.الطائیون، فاتحلوا إلیھا

جئنا : فلما دخلوا علیھا قالت مرحبا بكم، ما كنتم زوارا، فما الذي جاء بكم؟ قالوا

أسبغت لھم القرى، زوارا خطابا، قالت أكفاء كرام، ثم أنزلتھم وفرقت بینھم و

.وزادت فیھ

فلما كان الیوم الثاني بعثت بعض جواریھا متنكرة في زي سائلة تتعرض لھم،

فرفع إلیھا زید وأوس شطر ما حمل إلى كل واحد منھما، فلما صارت إلى رحل

.حاتم دفع إلیھا جمیع ما كان من نفقتھ، وحمل إلیھا جمیع ما حمل إلیھ

وا علیھا، فقالت لیصف كل واحد منكم نفسھ في شعره، فلما كان الیوم الثالث دخل

: فابتدر زید وأنشأ یقول

عند الطعان إذا ما احمرت الحـدق هال سألت بني ذبیان ما حـسـبـي

بالماء یسفح من لباتهـا الـعـلـق وجاءت الخیل محمـرا بـوادرهـا

رقإن ناب دهر لعظم الجار معتـ والجار یعلـم أنـي لـسـت خـاذلة

أو تسخطي فإلى من تعطف العنق؟ هذا الثناء، فإن ترضـى فـراضـیة

إنك لتعلمین أنا أكرم أحسابا، وأشھر أفعاال من أن نصف : وقال أوس بن حارثة

: أنفسنا لك، أنا الذي یقول فیھ الشاعر

لیقضي حاجتي ولقد قضاهـا إلى أوس بـن حـارثة بـن ألم

احتذاهـا وال لبس النعال وال فما وطئ الحصا مثل ابن سعدى

: وأنا الذي عقت عقیقتھ، وأعتقت عن كل شعرة فیھا عنھ نسمة، ثم أنشأ یقول

فما مثله فینا وال فـي األعـاجـم فإن تنكحي ماویة الخیر حـاتـمـا

فكاك أسیر أو مـعـونة غـارم فتى ال یزال الدهر أكبـر هـمـه

ا الحرب یوما أقعدت كل قـائمإذ وان تنكحي زیدا ففـارس قـومـه

وال جارف جرف العشیرة هـادم وان تنكحیني تنكحي غیر فـاجـر

بأنفسها نفسي كفـعـل األشـائم وال متق یوما إذا الحرب شـمـرت

وجدت ابن سعدى للقرى غیر عائم وان طارق األضیاف الذ برحـلـه

أكـارم ن رؤوسفإنا كـرام مـ فأي فتى أهدى لك اهللا فاقـبـلـي

: وأنشأ حاتم یقول

وقد عذرتني في طالبـكـم عـذر أماوي قد طال التجنـب والـهـجـر

ویبقى من المال األحادیث والذكـر أمـاوي إن الـمـال غــاد ورائح

حل في مالنا النـزر: إذا جاء یوما أمـاوي إنـي ال أقـول لـســائل

ما عطاء ال ینهنـهـه الـزجـروا أمـاوي إمـا مـانـع فـمـبــین

إذا حشرجت یوما وضاق بها الصدر أماوي ما یغني الثراء عن الـفـتـى

من األرض ال ماء لدي وال خمـر أماوي إن یصبح صـداي بـقـفـرة

وأن یدي مما بخلـت بـه صـفـر ترى إن ما أنفقـت لـم یك ضـائري

تـل عـلـیه وال أسـرأخذت فال ق أمـاوي إنـي رب واحـد أمـــه

أراد ثراء المـال كـان لـه وفـر وقد علم األقـوام لـو أن حـاتـمـا

فأولـه شـكـر وآخـره ذكــر أماوي إن الـمـال مـال بـذلـتـه

فأولـه زاد وآخـــره ذخـــر واني ال آلـو بـمـالـي صـنـیعة

ح وال القـمـروما إن یعریه القدا یفك به الـعـانـي ویؤكـل طـیبـا

شهودا وقد أودى بإخوتـه الـدهـر وال أظلم ابن العم إن كـان إخـوتـي

وكال سقاناه بكأسیهـمـا الـدهـر غنینا زمانا بالتصعـلـك والـغـنـى

غنانا، وال أزرى بأحسابنا الفـقـر فما زادنا بـأوا عـلـى ذي قـرابة

ورنـي أال یكـون لـه سـتـریجا وما ضر جارا یا ابنة القوم فاعلمـي

وقـر وفي السمع مني عن أحادیثها بعیني عن جارات قـومـي غـفـلة

فقالت أما أنت یا زید فقد وترت العرب، وبقاؤك مع الحرة قلیل، وأما أنت یا أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول علیھن شدید، وأما أنت یا حاتم فمرضي األخالق، محمود الشیم،

.وقد زوجتك نفسيكریم النفس،