ذلك الكتاب الذي ألفه عامل مصري بقصد إحاطة المصريين علما بما غفل عنه علماء التاريخ المصريين من أمور وأهوال تجعل الولدان شيبه. فالدولة الفرعونية العظيمة دولة حضارة وعلم وزرع وضرع وحرفه وصنعه ومعمار وعدل وقانون ومجتمع مدني خال من عبودية الإنسان لأخيه الإنسان وذلك بخلاف المجتمعات العبودية في العصر القديم. ولكن هذه الدولة المصرية تعرضت للضعف بسبب قيام الفراعنة المتأخرين باستخدام الجنود الأجانب والمرتزقة في الجيش المصري هؤلاء الجنود الذين خانوا مصر لصالح الغزو الفارسي لمصر. ومن هنا بدء حكم العسكر الغزاة ثم العسكر المستوطنين والمتمصرين ثم العسكر المصريين الذين حولوا مصر المجتمع المدني إلى قشلاق عسكري يحكمه العسكر دون الشعب المصري المحبوس في زرعه وضرعه وحرفته وصنعته والجري وراء رزقه إلى يومنا هذا.ولهذا باتت مصر أقدم قشلاق عسكري في التاريخ بحكم استمرار العسكر وحدهم في وراثة الحكم بزريعه أن السلطة في مصر يجب أن تقوم على أكتاف حملة السلاح من العسكر الذين حكموا ويحكمون مصر بعسكرتهم ووحدانيتهم السياسية والسلطوية وجبروتها وطغيانها وفسادها واستبدادها مما أدى إلى بؤس الحياة الإجتماعية في مصر وإشاعة العبودية السلطوية في أرجائها بسبب طبائع حكم العسكر المتوارثة منذ نهاية الدولة الفرعونية العظيمة حتى عصر محمد حسني مبارك. ولهذا فعلى الشعب المصري واجب الخلاص من حكم العسكر وأن ينعم بالخبز والزبد والعمل والحرية في مجتمع المشاركة الشعبية والحكم الديمقراطي المدني المصري على ضفاف النيل الخالد.
