40
Université de Boumerdes ره ق و ب مد ح م ا عة ام ج" رداس م و ب" ر ي ي س لت وم ا ل ع و ة صادي& ت قلا و ا ة اري ج& ت ل وم ا ل ع ل ا ة ي ل كFaculté des sciences économiques et commerciales et des sciences de gestion ول ح6 ث ح ب: " ة ي ر< ئ ا> ز ج ل ا ة ي م و م ع ل ا دارهE لا ا ة> ي ر عص" ة ي ل لطاد ا عدE اJ ن م:

عصرنة الإدارة العمومية الجزائرية

Embed Size (px)

Citation preview

Université de Boumerdes بومرداس "جامعة امحمد بوقره "

كلية العلوم التجارية و االقتصادية وعلوم التسييرFaculté des sciences économiques et commerciales et des

sciences de gestion

حول :بحث

عصرنة اإلدارة العمومية""الجزائرية

:من إعداد الطلبة

مقدمة عامة:

تعتبر اإلدارة الصورة المعبرة عن م00دى تق00دم الدول00ة أو تخلفه00ا فهي تستمد قوتها وصالبتها من قوة وصالبة الدولة كما تستمد عجزه00ا من عج00ز الدولة وبذلك نحصل على إدارة قوي00ة ومتحض00رة أو العكس إدارة متخلف00ة وبالي00ة، ومن00ذ أن ع00رفت ال00دول المتقدم00ة منه00ا والمتخلف00ة أهمي00ة اإلدارة س00عت لتجعله00ا أداةH رئيس00يةH لتس00يير ش00ؤونها، فهي ال تخض00ع للتخمين

والعشوائية بل لقواعد ومبادئ علمية وموضوعية.

أم00ا بالنس00بة لإلدارة الجزائري00ة فهي تمي00ل إلى التخل00ف أك00ثر منه00ا إلى التحضر ما أدى إلى إصابتها بأمراض عديدة كالرشوة والفس00اد وغيره00ا من المظاهر الس00لبية ال00تي أدخلت المجتم00ع في أزم00ة متع00ددة الج00وانب، ل00ذا وجب على الحكومة اإلسراع في إجراء تحديث وعصرنة إلدارتها العمومي00ة للخروج من األزمة ولمسايرة التطورات العالمي00ة واإللتح00اق ب00ركب ال00دول المتقدمة الناجح00ة في ه00ذا المج00ال، والتس00اؤل المتب00ادر لألذه00ان ه00و عن إمكاني00ة نج00اح الس00لطات الجزائري00ة في عملي00ة تط00وير وعص00رنة اإلدارة العمومية إلخراجها من المشاكل العديدة بصفة عامة والبيروقراطية بص00فة

خاصة؟.

ولمحاولة تبسيط اإلشكالية المطروحة نقوم بطرح األسئلة التالية:

العمومية؟ باإلدارة نقصد ماذا الجزائر؟ في العمومية اإلدارة تطور مراحل هي ما الجزائرية؟ العمومية اإلدارة مشاكل أهم هي ما الطريق في الجزائر تسير وهل العمومية، اإلدارة بعصرنة نقصد ماذا

اإلدارية؟ العصرنة هذه تحقيق نحو الصحيح

رئيسيين، فصلين إلى البحث قسمنا التساؤالت هذه عن لإلجابة Hومحاولة األول المبحث خالل من عام بشكل العمومية اإلدارة األول في تناولنا حيث

العمومية اإلدارة تطور عن للحديث والثالث الثاني المبحثين خصصنا فيما . الثاني الفصل أما إصالحها ومحاوالت مشاكلها وكذلك إنشائها منذ الجزائرية

المبحث خالل من الجزائر في اإلدارية العصرنة عن للحديث فخصصناهاإللكترونية اإلدارة مفهوم إلى خالله من فتطرقنا الثاني المبحث أما األول

. تطبيقها إلى الجزائر وسعي

1

المبحث األول: عموميات حول اإلدارة العمومية.

تعتبر اإلدارة العمومي00ة الوس00يلة ال00تي تق00وم من خالله00ا الدول00ة بتق00ديم خدمات عديدة ومتنوعة تتميز بالمجانية النسبية للمواطنين المنتمين لنفس

البلد، وبهذا فهي تشكل مركز الحوار بين أصحاب القرار والمواطنين.

المطلب األول: تعريف اإلدارة العمومية وأهميتها.

: تعريف اإلدارة العمومية.1

2

الغاية أو الهدف العملي":  اإلدارة العمومية بأنهاWilson ويلسن يعرف

للحكومة موضوعه ه00و إنش00اء المش00روعات العام00ة ب00أكبر ق00در ممكن من

الفعالية واالتفاق مع رغبات األفراد وحاج00اتهم، فعن طري00ق اإلدارة العام00ة

توفر الحكومات حاجات المجتمع ال00تي يعج00ز النش00اط الف00ردي عن الوف00اء

1."بها

الذي يرى أن اإلدارة العمومي00ةGilinier كذلك هو األمر بالنسبة لجيلينيي

."تنفيذ السياسة العامة للدولة عن طريق اإلدارات العمومية"هي

مجموع0ة نش0اطات":   ويعرف فوزي حبيش اإلدارة العمومي0ة على أنه0ا

وأعمال المنظم0ة، تق0وم بأدائه0ا ق0وى بش0رية تعينه0ا الس0لطات الرس00مية

sزمة بهدف تنفيذ الخطط الموضوعة العامة وتوفر لها اإلمكانيات المالية الال

لها وبالتالي تحقيق األه00داف العام00ة المرس00ومة له00ا، ب00أكبر كفاي00ة إنتاجي00ة

2وأقل تكلفة".

Mc كما نجد أن ماكنمارا Namara :الوس00يلة" يعرف اإلدارة العامة بأنه00ا

التي يتم من خاللها التنظيم العقالني لكل التغيرات اإلنس00انية، االجتماعي00ة،

االقتص000ادية، التكنولوجي000ة، والسياس000ية حيث يتم نش000ر ه000ذا التنظيم في

المجتمع من خالل إدارة المنظمات العمومية".

نالحظ من خالل التع00اريف الس00ابقة أن اإلدارة العمومي00ة هي م00زيج من

القوانين واللوائح التنظيمية والعالقات ال00تي تس00اعد على تنفي00ذ السياس00ة

العام00ة للدول00ة، كم00ا أن ممارس00ة ه00ذا الن00وع من اإلدارة ال يتم بص00ورة

عشوائية، وإنما يجب مراع00اة عنص00رين أساس00يين هم00ا: االهتم00ام ب00المورد

البشري واالهتمام بالمورد المالي.

أهمية اإلدارة العمومية:.2

وج000ود اإلدارة حتمي في ك000ل المجتمع000ات البش000رية ال000تي تمل000ك

إمكانيات مادية وفنية وطبيعية تساعدها على تحقيق أه00دافها وتنفي00ذ

واجباتها.

.اإلدارة العمومية هي الركيزة األساسية ألي دولة حديثة

الجامعية ) 1 الدار اإلداري، واإلصالح العامة والوظيفة اإلدارية العملية العامة، اإلدارة المجذوب، طارقبيروت، والنشر، ص 2000للطباعة ،119.

بيروت، ) 2 العربية، النهضة دار اإلداري، والتنظيم العامة اإلدارة حبيش، ص 1991فوزي ،15.

3

.البد من وجود جهاز تنفيذي قادر على اإلشراف على شؤون الدولة

اإلدارة العمومية تقف وراء كل إنج0از ض0خم ال تس0تطيع أو ال ت0رغب

المؤسسات األخرى القيام بها.

المطلب الثاني: وظائف اإلدارة العمومية.

تقوم اإلدارة العمومية بمجموعة من الوظائف المتداخل00ة والمتزامن00ة

تتمث00ل في: التخطي00ط والتنظيم والتوجي00ه والرقاب00ة حس00ب معظم علم00اء

اإلدارة.

.التخطيط: 1

H لما يجب عمله، كيف؟ متى؟ ومن سيقوم به؟، ويعرفه هو التقدير سلفا

االختيار المرتب00ط بالحق00ائق ووض00ع واس00تخدام الف00روض"جورج تيدي بأنه

yعتق00د المتعلقة بالمستقبل عن00د تص00ور وتك00وين األنش00طة المقترح00ة ال00تي ي

1."بضرورتها لتحقيق النتائج المنشودة

وتقوم عملية التخطيط على المراحل التالية:

تقوم الس00لطة السياس00ية عموم00اً به00ذه المهم00ة م00عتحديد األهداف: أ-

مساهمة اإلدارة العمومية بمختلف هياكلها.

: وذل00ك يتحق00ق بدراس00ة الق00وانين تحدي55د الوس55ائل واإلمكاني55اتب-

واألنظمة المتعلقة بالهدف المراد تحقيقه ومدة تنفيذ المشروع وتحدي00د

قيمة األموال الالزمة ودراسة كيفي00ة ض00مانها وأوج00ه إنفاقه00ا ثم تحدي00د

الجهاز البشري الالزم لتنفيذ الخطة.

ص 1 ذكره، سبق مرجع المجذوب، .226طارق

4

: على األعوان العموم0يين واإلدارات الفرعي0ة المطل0وبتوزيع الخطةج-

منها تنفيذ ما تم تخطيطه.

: تقوم السلطات العمومية المختصة بمتابعةمتابعة الخطة وتقويمهاد-

H، واكتشاف اإلختالالت وتعديل H للتقديرات المحددة سابقا وتنفيذ الخطة وفقا

الخطة إن تطلب األمر.

التنظيم: . 2

هو حلقة ربط بين جميع وظائف اإلدارة العمومية من تخطيط وتوجي00ه

yعرف على أنه جميع األنشطة الالزمة لتحقيق األه00داف وإس00ناد"ورقابة. وي

مهمة اإلشراف على كل مجموعة لش00خص تمنح ل00ه الس00لطات اإلش00رافية

1."الالزمة

وهي وظيف000ة تق000وم على تحدي000د مكون000ات الجه000از اإلداري وتحدي000د

المسؤوليات وصالحيات كل وح00دة إداري00ة وعالق00ة ه00ذه الوح00دات ببعض00ها

yظهر في األخير مكونات الهيكل التنظيمي لإلدارة العمومية البعض وهو ما ي

حيث يعت00بر الهيك00ل التنظيمي الوس00يلة واألداة المس00اعدة على تحقي00ق

أه0000دافها من حيث إح0000داث الوظ0000ائف العام0000ة وتص0000نيفها وش0000غلها

ومهامها...وغيرها من العناصر األخرى المساهمة في قيام وظيفة التنظيم.

. التوجيه:3

تض00اعفت أهمي00ة التوجي00ه م00ع اتس00اع الجه00از اإلداري في المنظم00ات

yعرف على أن00ه التوفي00ق بين نش00اط الجماع00ة"واإلدارات العمومية والذي ي

ال00تي تعم00ل على تحقي00ق ع00رض مش00ترك وبث االنس00جام بين أفراده00ا

H 2"والوظيفة التي بمقتضاها يستطيع اإلداري أن ينميs هيكال

العامة، 1 اإلدارة تسيير عرب، ص www.rsscrs.comهاني ،31.

ص 2 ذكره، سبق مرجع المجذوب، .513طارق

5

والجدير بالذكر أن وظيف00ة التوجي00ه ين00درج تحته00ا ثالث00ة عناص00ر أساس00ية

تشكل قاعدة أساسية في ممارسة هذه الوظيفة وهي: االتص00ال والتحف00يز

والقيادة.

. الرقابة: 4

تعتبر الرقابة وظيفة ضرورية في جميع مستويات اإلدارة، تق00وم على

أدوات وأس0اليب كمي0ة ووص0فية يتم من خالله0ا التحق0ق من م0دى تحقي0ق

األه00داف والسياس00ات العمومي00ة، وتص00حيح مس00ار العم00ل لرف00ع الكف00اءة

والفعالية.

تنط0وي على التحق0ق مم0ا إذا ك0ان ك0ل" وقد عرفها هنري ف0ايول بأنه0ا

H إلى نقاط الضعف واألخطاء بقصد معالجتها ومنع تك00رار شيء يحدث طبقا

1."حدوثها

وتتمثل األهداف األساسية للرقابة في:

مراقبة مدى سير الخطة الموضوعة ومستوى تحقيق اإلنجاز في كل

مرحلة.

السعي لتحقيق الجودة في العمل والتنس00يق بين مختل00ف الوح00دات

اإلدارية.

البحث عن تحقيق أفضل النتائج ومواجهة الصعوبات والمشاكل بأقل

خسائر.

.تقديم مدى رضا المواطن على مستوى الخدمة

وتتضمن الرقابة العناصر التالية: الهدف، المعالج00ة )كيفي00ة وم00دى تنفي00ذ

الخطة(، مراع00اة أنم00اط ودراس00ة مس00توى األداء، التق00ييم الع00ام ومعالج00ة

2االنحرافات.

ليبيا، 1 للنشر، الجماهيرية الدار وتطبيقات، وظائف مبادئ اإلدارة العالق، عباس ص 2004بشير ،157.اإلسكندرية، 2 الجامعة، شباب مؤسسة اإلدارة، علم أساسيات مجيد، ص 2005جاسم ،212-213.

6

و مح55اوالت مشاكل اإلدارة الجزائري55ةالمبحث الثاني:

.هاإصالح

المطلب األول: وض555ع اإلدارة الجزائري555ة قب555ل وبع555د

االستقالل.

.اإلدارة في عهد االحتالل الفرنسي

كانت الحكومة الفرنسية تعتبر الجزائر والي00ة من الوالي00ات التابع00ةH لموقعها الجغرافي وشساعة رقعتها. لذلك جاء التنظيم لدولتها، نظراH على اس00تقرار المعم00رين األوروب00يين في اإلداري في الجزائر حريصاH مع نمط معيشتهم وحاجاتهم دون االهتمام الجزائر، فقد كان متوافقا

.H H قمعي00ا وكمث00ال على بالسكان األصليين ال00ذين خصص00ت لهم نظام00ا حيث1949اإلدارة العمومي00ة في عه00د االس00تعمار م00ا ح00دث في

قسمت الجزائر إلى ثالث00ة والي00ات هي: الجزائ00ر، قس00نطينة ووه00ران وكانت كل والية يحكمه0ا ال0والي ومجلس ع0ام، أم0ا البل0ديات فنم0يز

ثالثة أنواع:

.1884بلديات ذات صالحيات تامة تخضع للقانون الفرنسي .1.1919بلديات مختلطة تخضع في تسييرها للقانون الخاص ل2.0المناطق الجنوبية تخضع لإلدارة العسكرية..3

.اإلدارة العامة بعد االستقالل

إن ال00دعامات األساس00ية في بن00اء الدول00ة الجزائري00ة لم00ا بع00د االس00تقالل تمثلت في التوج00ه االش00تراكي والالمرك00زي والت00وازن الجه00وي، ورغم أن الجزائ00ر حققت اس00تقاللها السياس00ي إال أنه00ا لمH، حيث بقيت تابعةH للمنظومة اإلدارية الفرنسية، ف00ورثت تحققه إداريا هذه اإلدارة مشاكل كث00يرة منه00ا انع00دام اإلط00ارات الالزم00ة الق00ادرة على تسيير البالد، فيما سبب خروج المعمرين الذين ك00انوا يش00غلون

الوظائف اإلدارية فراغ في مختلف اإلدارات.

لم تتمكن الجزائر من تشريع دستور خاص بها، ل00ذا اعتم00دت على التشريع الفرنسي، إال بعض المواد ال0تي تتن0افى م0ع مب0ادئ الث0ورة.

، واس00تمر ه00ذا1962 ديس00مبر 31ويتجلى ذل00ك من خالل ق00انون حيث تم تش00كيل لجن00ة وطني00ة1975 جويلي00ة 5الوض00ع إلى غاي00ة

للتشريع مهمتها مراجعة وجزأرة كل النصوص الموجودة والمطبقة.

7

عملت اإلدارة العمومية على تحقيق المصلحة1976 وفي دستور العامة عن طريق الصناعات الثقيلة، وبع0د وق0وع األزم0ة االقتص0ادية

وهبوط أسعار البترول انتهجت الجزائر سياس00ة1986العالمية سنة التقشف وتسريح العمال.

فاز حزب الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ال00ذي تم حل00ه1990 وفي سنة H وبداي00ة الص00دام بين أع00وان الح00زب وأع00وان اإلدارة واتهامه00ا الحق00ا بالتزوير. تلت ه0ذه المرحل0ة العش0رية الس0وداء ال0تي تم فيه0ا ه0دم

وحرق الكثير من المؤسسات اإلدارية.

المطلب الث55اني: المش55اكل ال55تي ع55انت منه55ا اإلدارةالجزائرية.

مما ال شك فيه أن اإلدارة الجزائرية واجهت وعبر مختل00ف مراحله00ا وتطوراته00ا ع00دة مش00اكل تس00ببت في نش00وب ع00دة ص00راعات وأزم00اتH في ثمانينيات القرن الماضي، ولعل أهم ه00ذه المش00اكل اجتماعية خصوصا وبإجم00اع من الب00احثين والمتخصص00ين في المج00ال اإلداري ك00ان مش00كل البيروقراطي00ة وال00تي ال ت00زال إلى ح00د الي00وم منتش00رةH في الجه00از اإلداري

الجزائري.

تعريف البيروقراطية:.1

كلمة بيروقراطية مركبة من شقين:

: وتعني مكتب.Bureauبيرو

: أصلها إغريقي وتعني القوة.Quayقراطية

بأنه00ا تنظيم عقالني أي ق00وة أو س00لطة المكتب، ويعرفه00ا م00اكس في00بر للمكاتب، الذي يتبع مبدأ الهيكلية المكتبية، أي أن مكتب ص0غير يتب0ع مكتب

1أعلى منه وهذا المكتب يتبع المكتب األعلى منه.

مش55اكل الجه55از الب55يروقراطي لإلدارة العمومي55ة.2الجزائرية:

ص 1 ت، د السعودية، ، القرى أم جامعة اإلدارة، في مقدمة العيدروس، سالم 11أغادير : فيبر .1920-1864ماكس الحديث اإلجتماع علم مؤسسي أحد والسياسة، اإلقتصاد في ألماني عالم

8

1996 ش00هدت الجزائ00ر بعض االنفت00اح في مج00ال اإلدارة العمومي00ة بع00د ولكن هذا لم يخلص اإلدارة العمومية الجزائرية من التناقضات ال00تي ك00انت تعيش فيها بعدما تداول الجهاز اإلداري عدة جهات ) قيادة عسكرية، قي00ادة سياس00ية، قي00ادة بيروقراطي00ة( جعله00ا تع00اني من مش00كالت عدي00دة يمكن

تلخيصها في:

بيروقراطية متصلبة :

ما يميز سلوك القادة اإلداريين هو التطبيق الحرفي ألوام00ر القي00ادات العلي00ا مم00ا وس00ع اله00وة بينهم وبين مرؤوس00يهم من جه00ة وبين اإلدارة والمواطنين من جهة ثانية ما نتج عنه بطء في اتخاذ القرارات وتنفي00ذها لتعدد مستويات التنظيمات اإلدارية وه00ذا م00ا ي00ؤدي في معظم األحي00ان

إلى شلل الجهاز اإلداري واتصافه بالجمود وتعدد اإلجراءات.

:المركزية الشديدة

يمي000ل الق000ادة اإلداريين إلى المركزي000ة وع000دم تف000ويض الس000لطة والمس00ؤولية لمن هم دونهم للس00يطرة على زم00ام األم00ور بأنفس00هم وبالتالي هم ال يحصلون على المعلومات الكافية عند وضع الق00رار ك00ون البيروقراطيين المنفذين هم األقرب للمواطنين ما ينتج عنه ص00عوبة بين

االلتزام باإلجراءات المسطرة واالستجابة لالحتياجات االجتماعية.

:التهرب من المسؤولية

م00ا يم00يز اإلدارة العمومي00ة الجزائري00ة ه00و غي00اب االل00تزام والش00عور بالمسؤولية ل0دى أغلبي00ة الق0ادة من جه0ة وب00روز مش0كلة ع0دم تط0ابق المسؤولية مع السلطة المخول00ة للم00وظفين من جه00ة أخ00رى وه00ذا م00ا يجده المسؤولون حج00ة للته00رب من المس00ؤولية الكامل00ة عن أعم00الهم ع00وض المغ00امرة باتخ00اذ الق00رارات اإلس00تراتيجية المناس00بة، إم00ا لنقص

كفاءتهم أو تخوفا من عواقب تخطي السلطة المخولة لهم.

:استغالل النفوذ

يسعى معظم القادة اإلداريين للوصول إلى المناص00ب العلي00ا لتحقي00ق المصالح الشخصية واألهداف الذاتية ال غير وبسط النفوذ والسلطة مما يجعل حتى أتباعهم يتصرفون مثلهم ما يجعل الظ00اهرة منتش00رة وس00ط

المسيرين واألعوان العموميون.

9

:الوالء للرئيس وليس للوظيفة

نجد ظاهرة الوالء للرؤساء في الدول النامية ككل ما يجعل شخص00ية المرؤوسين تذوب وتنصهر ويكتفوا بالتبعية التامة محاولين التق00رب من رؤسائهم والت00ودد إليهم للحص00ول على دعمهم ويتغاض00وا عن أخط00ائهم

وعيوبهم منتظرين أن يأتي دورهم ليصبحوا قادة.

:هجرة الكفاءات من القطاع العام

تعاني اإلدارة العمومية الجزائرية من ظاهرة هجرة اإلطارات األكف00اء إلى القط00اع الخ00اص أو إلى خ00ارج ال00وطن أين يج00دون اعتب00ار م00ادي ومعنوي ويمكن القول أن نقص الحوافز والوساطة في التعيين والترقية

من بين أسباب الهجرة.

:الروتين اإلداري

أي الشكليات التي يجب أن تتوفر في المعاملة الرسمية، والمم00رات ال00تي يجب أن تجتازه00ا قب00ل أن تص00ل إلى نهايته00ا فتعقي00د اإلج00راءات أصبحت معيقة للعمل ليشير الروتين اإلداري إلى حالة مرض00ية خط00يرة

تغلغلت بشكل كبير ما خل باإلدارة الجزائرية.

:الفساد اإلداري

خطوة الفساد األولى هي في التمييز بين المواط00نين ال00ذين يتجه00ون إلى اإلدارات العمومي000ة لطلب العم000ل أو االس000تفادة من خ000دماتها " األقربون أولى بالمعروف"، أما ث00اني خط00وة فهي قب00ول الرش00اوى إم00ا لتسهيل الخدمات أو إنجاز بعض المعامالت غير الرس0مية وتنتهي بوض0ع يده على األموال العمومية. والفساد األكبر يتحقق عن00د تح00الف الفس00اد اإلداري م00ع الفس00اد السياس00ي لتص00بح الدول00ة محال للنص00ب والنهب

والسرقة، والجزائر عرفت كامل الخطوات.

:ضعف الخلل اإلداري

ظه000ر العج000ز في مالمح اإلدارة العمومي000ة الجزائري000ة في تحقي000ق األهداف المسطرة لها م0ا ي0ترجم نف0ور المواط0نين وت0ذمرهم منه0ا م0ا يفقد المواطن الثقة باإلدارة وك00أهم مظ00اهر الخل00ل اإلداري: البطء في تقديم الخدم00ة)البيروقراطي00ة(، ك00ثرة التص00ديقات المطلوب00ة على بعض

الوثائق اإلدارية دون فائدة، عدم االهتمام بشكاوى المواطنين.

:انتشار ظاهرة التسيب والالمباالة

إن ظاهرة التسيب متجذرة داخل اإلدارة العمومية الجزائرية، وتظهر أكثر في المستويات اإلدارية ال00دنيا، وال00تي تتعام00ل بش00كل مباش00ر م00ع المواطنين البلدية مثال، فتراضي الموظفين في العمل يؤدي إلى فقدان

10

الملفات أو التماطل في تقديم الخدمة، وأيضا األخطاء المرتكبة في مأل1األوراق اإلدارية.

المبحث الث555الث: مح555اوالت إص555الح اإلدارة الجزائري555ة

وأسباب فشلها.

المطلب األول: محاوالت اإلصالح اإلداري في الجزائر.

بعد المش00اكل ال00تي واجهت اإلدارة العمومي00ة الجزائري00ة في مختل00ف

مراحلها منذ االستقالل أصبح اإلص0الح اإلداري ض0رورة حتمي0ة للخ0روج من

ه00ذه الدوام00ة من المش00اكل، وال00تي ك00انت البيروقراطي00ة أك00ثر المش00اكل

yعرف اإلص00الح اإلداري بأن00ه H، وي الجه00ود المنظ�م00ة وبش00كل مقص00ود"تفشيا

إلحداث تغي00يرات جوهري00ة في بني00ة البيروقراطي00ة العام00ة وإجراءاته00ا وفي

اتجاهات وسلوك اإلداريين العاملين بها من أجل زي00ادة الفاعلي00ة التنظيمي00ة

وتحقيق أهداف التنمية الوطني00ة. إنه00ا عملي00ة منظم00ة لتع00ديل العالق00ة بين

."البيروقراطية والعناصر األخرى في المجتمع

الماجستير، 1 شهادة لنيل مذكرة التنظيمي، التغيير في القيادة دور كريمة، ص 2009لعرابي ،

11

قامت الجزائر وبصدد إصالح المنظوم00ة اإلداري00ة ال00تي ك00انت تع00اني من

أوضاع متدهورة بعدة مشاريع وك00ذا إنش00اء هيئ00ات متخصص00ة في اإلص00الح

اإلداري، ونذكر منها وحسب الترتيب الزمني:

1966إنشاء مديرية عامة للتنظيم واإلصالح اإلداري وهذا في إطار :

تنظيم المركزية لوزارة الداخلية.

1968تح0000ولت إلى مديري0000ة عام0000ة للتنظيم واإلص0000الح اإلداري :

والعالقات العامة.

1976إعادة تنظيم إدارة وزارة الداخلي00ة، ثم إنش0اء مديري00ة عام00ة :

للتكوين والتعاون واإلصالح اإلداري تضم ثالثة نيابات : مديرية خاصة

بالتنظيم، الهياكل اإلدارية والبحث اإلداري.

1982أنشئت كتابة الدولة المكلف00ة ب00الوظيف العم00ومي واإلص00الح :

اإلداري لدى الوزير األول.

1983إنش00اء لجن00ة وطني00ة لإلص00الح اإلداري ل00دى كتاب00ة الدول00ة :

للوظيف العمومي.

1984تأسس00ت محافظ00ة اإلص00الح والتجدي00د اإلداري، حلت مح00ل :

كتابة الدولة للوظيف العمومي.

1988 1988 الذي يتضمن تنظيم العالقة بين ال131-88: مرسوم:

ال0000ذي يتض0000من تنظيم العالق0000ة بين اإلدارة131-88مرس0000وم

والمواطن.

1994تعيين وزير منت00دب ل0دى وزي00ر الداخلي00ة مكل00ف بالجماع0ات :

المحلية واإلصالح اإلداري.

1996وض بوزير منت00دب ل00دى رئيس الحكوم00ة مكل00ف باإلص00الحyع :

اإلداري والوظيف العمومي. وفي نفس السنة جرت تجربة لتح00ديث

اإلدارة اهتمت بثالث00ة إدارات أخ00ذت كعين00ات: البلدي00ة، مرك00ز البري00د

ومصالح الضرائب.

1999.طرح مشروع القانون األساسي للوظيفة العمومية :

2000.إنشاء لجنة إصالح هياكل الدولة :

2003.إنشاء المديرية العامة لإلصالح اإلداري :

12

المطلب الث55اني: فش55ل مح55اوالت اإلص55الح اإلداري في

الجزائر

رغم الجه00ود الكب00يرة واالهتم00ام ال00ذي أولت00ه الدول00ة الجزائري00ة لعملي00ة

اإلص00الح اإلداري إال أن ج00ل ه00ذه اإلص00الحات أو مح00اوالت اإلص00الح ب00اءت

بالفشل، ويع00ود ه00ذا الفش00ل لع00دة أس00باب نلخص00ها في ثالث00ة مجموع00ات

رئيسية: سياسية، اقتصادية وإدارية.

أوال[: األسباب السياسية.

H على اإلدارة إن حالة عدم االستقرار السياس00ي وانع00دام األمن أث00ر س00لبا

دخلت الجزائر أزم00ة سياس00ية ح00ادة أدت إلى1988العمومية فمنذ أكتوبر

ش00لل ش00به كلي لمعظم األجه00زة والمراف00ق من جه00ة وانش00غال مختل00ف

الحكومات التي تم00يزت هي األخ00رى بع00دم االس00تقرار بح00ل مش00كل األمن

H وغ00ير واإلرهاب من جهة أخرى وهذا ما جعل مشكل اإلصالح اإلداري ثانويا

عاجل بالمقارنة مع الوضع األمني الخطير الذي كانت تعيشه الجزائر.

باإلض00افة إلى ك00ون التعددي00ة السياس00ية تجرب00ة جدي00دة على المجتم00ع

الجزائري مما أدى إلى نش00وء تي00ارات متعارض00ة داخ00ل المجتم00ع، وتص00اعد

H من ج00وان H إبت00داءا من1991الصراعات والتشابكات، وهذا ما ب00دا واض00حا

خالل سلسلة األحداث السياسية التي عرفتها الجزائر.

ثانيا[: األسباب االقتصادية.

13

إن اإلستراتيجية االقتصادية االش00تراكية المعتم00دة على الص00ناعة الثقيل00ة

H في الجزائر، وقد زاد تدهور س00عر الب00ترول بالدرجة األولى لم تعرف نجاحا

)الممول األساسي لالقتصاد الوطني( من حدة الوضع مما أدى إلى نش00وب

أزمة اقتصادية ومالية تميزت بزيادة المديونية الخارجية للجزائر.

أدى هذا الوضع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة أهمها: خفض ميزانية اإلدارات

العمومية، استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية وإعالن إفالس العديد

منها.

نتيجة لهذه األسباب اهتمت معظم الحكومات وحتى األحزاب السياس00ية

بالمشكلة االقتصادية بالدرجة األولى باعتبارها ذات أث0ر واض0ح على الحي0اة

االجتماعية للمواطنين دون االهتمام باإلدارة.

ثالثا[: األسباب اإلدارية.

يقصد بها المشاكل ذات الطابع اإلداري المحض وهي:

. إن سلسلة اإلصالحات التي تم عرضها في النق00اط الس00ابقة عب00ارة عن1

إصالحات جزئية، متقطعة وعشوائية. باإلضافة إلى عدم استقرار المقررين

الذي نتج عن التعديالت الحكومية المستمرة مما أدى إلى بق00اء العدي00د من

برامج اإلصالح اإلداري في المرحلة النظرية.

. ع00دم اس00تقرار الهيئ00ات المكلف00ة باإلص00الح اإلداري فهي تابع00ة ل00وزارة2

الداخلي00ة ت00ارةH وإلى مديري00ة الوظي00ف العم00ومي ت00ارةH أخ00رى. فهي غ00ير

مستقرة وغير معروفةs األهداف، باإلضافة إلى تغ00ير الع00املين به00ا أدى إلى

نقص التجربة في ميدان اإلصالح اإلداري.

. ك00انت معظم اإلص00الحات اإلداري00ة مس00تلهمة من نم00اذج أخ00رى خاص00ة3

الفرنسية، مما أدى إلى عدم نجاعتها وعدم تقبلها في كثير من األحيان من

طرف الموظفين لكونها غريبة عن بيئتهم االجتماعية والثقافية.

. االس000تهانة بعملي000ة اإلص000الح اإلداري من ط000رف الجمي000ع وعلى ك000ل4

المستويات من القيادة إلى القاع00دة في اله00رم اإلداري، ويتوض00ح ه00ذا في

تأجيل اإلستراتيجيات.

14

المبحث األول: تحديث اإلدارة العمومية الجزائرية.

يقصد بها عملية التكيف مع التحوالت من خالل إدخال وس00ائل وأس00اليب

تسيير حديثة، ونمط ثقافة تنظيمية جديدة قائمة على مفه0وم الج00ودة، م00ع

التركيز على اإلدارة بالنتائج وليس اإلدارة بالوسائل واألهداف.

15

المطلب األول: أولوي555ات عص555رنة اإلدارة العمومي555ة

الجزائرية.

نتطرق في هذا الجانب إلى ذكر مختلف القطاعات أو الهيئات الواجب

عصرنتها وهي:

- إعادة هيكلة اإلدارة بما يالئم المهمات الجديدة 1

المطلب الثاني: محاور العصرنة اإلدارية.

تتلخص رهانات التحديث أو العصرنة في الجزائر في إدخ00ال التكنولوجي00ا

وتحوي00ل المعرف00ة إلى خ00دمات، لمج00اراة التط00ور الحاص00ل في البيئ00تين

الداخلية والخارجية، لتحقيق رضا الموظف والمواطن وبلوغ جودة الخدم00ة

والمنتوج.

وكنظرة واعية للدولة الجزائرية ب00أن عص00رنة اإلدارة العمومي00ة س00يكون

الباب المؤدي إلى تحديث سياسي وتب00ني دول00ة الح00ق والق00انون، اق00ترحت

إص00الحات مس00ت مي00ادين ك00برى وحساس00ة ويمكن ترجمته00ا على الش00كل

التالي:

وهي سياسة مطابقةعصرنة وترشيد اإلدارة العمومية: ا.

لتجديد الخدمة العمومية المطبقة في ال00دول الغربي00ة، ويتم ترش00يد

المؤسس00ات العمومي00ة الجزائري00ة بإدخ00ال نم00اذج تس00يير القط00اع

الخ0اص )تجدي0د وس0ائل وأنظم0ة التس0يير(، وتوس0يع مج0ال تس0يير

الخدمة العمومية للمؤسسات الخاصة والمجتمع المدني إلى ج00انب

خلق حركية في المجاالت اآلتية:

دعم التناسق بين مختلف اإلدارات المركزية وإعادة توزيع المه00ام

بين اإلدارات المركزي00ة واإلقليمي00ة إلنع00اش التنمي00ة االقتص00ادية

واالجتماعية.

االس00تعانة ب00أولى الخ00برات للتحكم في تك00اليف اإلدارة العمومي00ة

وتقليصها.

.التكامل بين المصالح المكلفة بمحاربة الغش بجميع أشكاله

أما عن جهود الدولة في عصرنة الجهاز اإلداري فتتمحور حول:

16

عصرنة مناهج العمل وتعميم استعمال اإلعالم اآللي وش00بكة اإلعالم

(.intranetالداخلية)

تشجيع التكوين المتخصص وذلك بإعادة النظر في سياسة التك00وين

المعتم00دة من ط00رف المدرس00ة الوطني00ة لإلدارة ل00يرتكز التك00وين

على تعليم وتك00وين اإلط00ارات الس00امية م00ع فتح2008ابت00داءا من

مس00ابقة االلتح00اق لخ00ريجي الجامع00ات والمعاه00د في تخصص00ات

س0نوات وك0ذلك رد االعتب0ار لمراك0ز3محددة وتكون فترة التك0وين

التكوين المهني.

.تخفيف إجراءات وآجال إنجاز المشاريع

.تطوير وتعزيز الشفافية في المرافق العمومية

وبالفع00ل فق00د تخلت الدول00ة عن بعض القطاع00ات جزئي00ا لت00ترك مج00ال

التسيير للقطاع الخاص، كما هو الحال في قطاع البريد والمواصالت ال00ذي

اس00تطاع ه00ذا القط00اع من الخ00روج من سياس00ة اإلدارة التقليدي00ة بخل00ق

المنافسة بين الخواص )نجم00ة، ج00ازي، م00وبيليس(، بينم00ا احتفظت الدول00ة

ببعض القطاعات كالتربية والصحة، كما تم إعادة هيكل00ة بعض المؤسس00ات

العمومي00ة كالكهرب00اء والغ00ز الط00بيعي ال00تي تتح00ول من مؤسس00ة عمومي00ة

صناعية وتجارية تحت الوص00اية إلى مؤسس00ة عمومي00ة اقتص00ادية وتجاري00ة،

وإنشاء مؤسسات عمومية مستقلة لتوزيع المياه والتهيئ00ة خاض00عة لقواع00د

تجارية في التسيير.

وفي جانب طرق التسيير العمومي تم إدخال عملية التعاقد وإشراك أف0راد

القانون الخاص في استغالل الخدمة العمومية خاصة الم00وانئ، المط00ارات

والطرق السيارة.

إعادة توزيع المهام بين اإلدارة المركزية والمحلي55ة:ب.

تحظى اإلدارات المركزي00ة بمكان00ة هام00ة في مش00روع إص00الح الدول00ة

لقربها من السلطة السياسية ويتمثل تحديثها في إع00ادة توجيهه00ا نح00و

المه00ام اإلس00تراتيجية عن طري00ق إع00ادة تنظيمه00ا وتحدي00د الكف00اءات

القيادية التي ستقوم بهيكلة وتنظيم أعمال الحكومة والتنسيق م00ا بين

الوزارات حتى ال تبقى هذه األخ00يرة منش00غلة بتنفي00ذ المه00ام الروتيني00ة

17

وتنتقل إلى التنظيم، التنسيق، التنبؤ والرقابة وتقييم السياسات العامة

لضمان تماسك واستمرارية الخدمات العمومية.

أما فيما يخص اإلدارة المحلية فقد ركزت اإلصالحات على ضرورة إعادة

االعتبار للجماعات المحلية )البلدية والوالية( وإدخ00ال تص00نيف إداري جدي00د

قائم على المناطق تعزيزا للديمقراطية المحلية، وكون الالمركزي0ة العم0ود

الفقري لترش0يد عالق0ة الدول0ة باألق0اليم ومب0دأ أساس0ي للتنظيم اإلداري،

تحظى بحضور ملفت في الخطاب00ات السياس00ية، فالس00لطات المحلي00ة هي

األقرب إلى مشاكل المواطنين.

ولهذا عمدت الدولة إلى تحويل السلطات والكف00اءات اإلداري00ة والتقني00ة

إلى ه00ذه الوح00دات، فق00د س00طرت وزارة الداخلي00ة والجماع00ات المحلي00ة

برنامج لترقية وتأهيل اإلطارات على المستوى المحلي عن طريق:

باإلط00ارات المؤهل00ة2003تزوي00د الجماع00ات المحلي00ة من00ذ س00نة

)تقنيين وإداريين(.

إعادة تشكيل جهاز التكوين عبر استرجاع مراك00ز التك00وين المه00ني

وإنشاء مؤسسات أخرى عبر مناطق الوطن.

وإص00الح نظ00ام2005اس00ترجاع المدرس00ة الوطني00ة لإلدارة من00ذ

التكوين بها.

ولترقية مكانة الجماعات المحلية ودورها، تم اتخاذ التدابير التالية:

مراجعة قانوني البلدي0ة والوالي0ة: لتك0ييف اإلدارة المحلي0ة م0ع واق0ع

التعددي00ة السياس00ية وتأكي00د مكان00ة الالمركزي00ة في مس00ار التنمي00ة

الوطنية وتعزيزها كفضاء للديمقراطية.

ترشيد مساهمة الجماعات المحلية: وذلك فيما يتعلق بتسيير الحي00اة

المحلية بتكوين أعوان مصالح البلدية خاص00ة التقني00ة منه00ا وتحس00ين

الخدمة للمواطن إلى جانب ترش0يد مس0اهمتها في التنمي0ة الوطني0ة

ودعم مخططات التنمية والتهيئ00ة اإلقليمي00ة على المس00توى ال00والئي

البلدي.

تحس00ين الطاق00ات المالي00ة للجماع00ات المحلي00ة: وه00ذا بتزوي00دها

بالوسائل لمالية التي تسمح له00ا بتحقي00ق أه00دافها التنموي00ة وترش00يد

18

نفقاتها بتحميلها المسؤولية أك00ثر في تحدي00د الوع00اء الجب00ائي وبعض

نسب الضرائب وفي تحصيل الضرائب والرسوم.

دعم مش55اركة المواط55نين في التكف55ل بالش55ؤون

وه00ذا بترقي00ة مش00اركة المجتم00ع الم00دني في التكف00لالمحلي55ة:

بالش000ؤون المحلي000ة في ظ000ل اح000ترام المه000ام المس000ندة لإلدارة

والمنتخبين المحليين.

باعتب00ار العنص00ر البش00ري ه00و مح00ركتثمين الموارد البشرية: ج.

التنمية في كل بلد، سعت الدولة الجزائرية إلى ترقية ظروف الوظيفة

العمومية لضمان جاذبيته0ا ب00دءا من ش00روط التوظي00ف إلى غاي00ة وض0ع

قواع00د لنهاي00ة الخدم00ة م00رورا بتق00ويم ش00روط التع00يين، الترقي00ة،

التكوين...إلخ.)مراجعة قانون الوظيف العمومي(

كما تم إعادة النظر في حقوق وواجبات أعوان الدولة بشكل يثمن الموارد

البش00رية ويس00اهم في بل00وغ النوعي00ة في التس00يير بإض00فاء المرون00ة على

القوانين وتحديث مناهج إدارة األفراد بما يتالئم م00ع ال00دور الجدي00د للدول00ة،

حيث تم تح00ديث ق00انون أساس00ي لك00ل فئ00ة من أع00وان الدول00ة، م00وظفي

الجماعات المحلية، موظفي المؤسسات العمومية...الخ.

كما يشجع هذا الق00انون الجدي00د عنص00ر الكف00اءة بتحدي00د راتب الموظ00ف

وفقا لمؤهالته ومستواه التعليمي، لكي تدرج أقدميته في الوظيفة كمرتب00ة

فعلية.

وفي إطار سياستها لتحس0ين مس0توى الكف0اءات على المس0توى المحلي

قامت الدولة باالستعانة بالجهات التالية:

عقد شراكة مع المعهد المتخص00ص في التس00يير والتخطي00ط لتك00وين

موظفي اإلدارة المحلية.

.عقد شراكة مع المدرسة الوطنية لإلدارة لتكوين رؤساء الدوائر

.عقد شراكة مع جامعة التكوين المتواصل لتكوين رؤساء البلديات

هذا إلى جانب مراجعة القوانين األساسية الخاص00ة ب00أعوان وزارة الداخلي00ة

والجماعات المحلية.

19

المطلب الثالث: عصرنة اإلدارة العمومية الجزائرية من

.2014-2010خالل البرنامج الخماسي

H أق00ره ال00رئيس2014-2010 يعتبر البرنامج الخماس00ي H طموح00ا برنامج00ا

ص00د ل00ه مبل00غ yملي00ار دوالر وذل00ك لإلرتق00اء682عب00د العزي00ز بوتفليق00ة، ور

ب00الجزائر إلى مص00اف ال00دول الراقي00ة. وق00د ش00مل ه00ذا البرن00امج مختل00ف

المج000االت واألص000عدة على المس000توى اإلداري واإلجتم000اعي واإلقتص000ادي

والبشري.

H إلى عص00رنتها وقد كان لإلدارة العمومية نصيبها من ه00ذا البرن00امج س00عيا

من أجل التكفل األفضل بإحتياجات المواطن وبالتالي ضمان أكبر ق00در من

اإلستقرار واإلنس00جام اإلجتم00اعي، ل00ذا على اإلدارة العمومي00ة الس00هر على

تق00ديم خدم00ة عمومي00ة ذات نوعي00ة جي00دة والح00رص على إح00ترام وتق00دير

H لتط00وير س00بل التواص00ل والح00وار بين اإلدارة العمومي00ة المواط00نين س00عيا

والمواطنين، وقد نص البرنامج على العصرنة في القطاعات المختلف00ة من

خالل النقاط التالية:

- :وذلك من خالل:الجماعات المحلية

-إستكمال اإلصالحات المؤسساتية مع مراجعة قانوني البلدية والوالية.

-تحسين وعصرنة المصالح العمومية.

-تحسين وتأهيل الموارد البشرية.

-تنفيذ اإلجراءات المتعلقة بتحديث وتأمين وظائف السفر والهوي00ة )الهوي00ة

اإللكترونية والبيومترية(.

-قي00ام إدارة الجم00ارك بعملي00ات إص00الح وتح00ديث ته00دف إلى تكييفه00ا م00ع

التحوالت الوطنية والدولية لتحسين األداء.

:والذي يعتبر عصب التنمية وفي هذا الصدد يشملقطاع التكوين

البرنامج الخماسي:

معهد وط00ني متخص00ص في التك00وين122 ألف منصب تكوين ل160خلق -

المهني.

20

H للتكوين والتمهين.401إنجاز - H مهنيا مركزا

H و431 معهد للتعليم المهني و72إنجاز - 12 مؤسس00ة داخلي00ة و85 توس00يعا

قسم للتكوين.1400 مكتبة وإقتناء 93مؤسسة نصف داخلية و

:وتتض000من التعليم000ات الص000ادرة عن رئيسالقط555اع الص555حي

الجمهورية:

-إتخاذ كل اإلجراءات التي ترمي إلى إبقاء تواصل العالج والتكف00ل الس00ريع

بالمرضى وعقلنة تسيير الهياكل القاعدية للصحة العمومية.

د y00أل00ف موظ00ف في ك00ل100-تعزي00ز الط00اقم ش00به الط00بي ال00ذي يع

التخصصات وال00ذين يمارس00ون في المؤسس00ات الص00حية العمومي00ة وذل00ك

مدرسة مختصة.42بفضل شبكة تتكون من

-تواصل جهود التكوين لضمان تغطية صحية لجميع واليات البالد.

-إنشاء مدرسة وطنية للتسيير واإلدارة الص00حية لتك00وين إط00ارات التس00يير

للمؤسسات الصحية.

هيكل صحي.1000-إنشاء أكثر من

-إع00ادة تأهي00ل الص00يدلة المركزي00ة للمستش00فيات لت00أمين وتنظيم تزوي00دد

الهياكل الصحية العمومية بالمنتوجات الصيدالنية.

المبحث الثاني: اإلدارة اإللكترونية في الجزائر.

21

H على الجزائ00ر مع تطور وتقدم تكنولوجي00ا اإلعالم واالتص00ال أص00بح لزام00ا استغالل هذه الوسائل في تطوير منظومتها اإلداري00ة، من خالل تط00بيق م00ا

. "e-managementيسمى باإلدارة اإللكترونية "

المطلب األول: تعريف اإلدارة اإللكترونية وأهدافها.

-تعريف اإلدارة اإللكترونية:1

يمكن تعريف اإلدارة اإللكترونية أنها:

"إس00تراتيجية إداري00ة لعص00رنة المعلوم00ات، تعم00ل على تحقي00ق خ00دمات أفضل للمواطنين والمؤسس00ات، م00ع اس00تغالل أمث00ل لمص00ادر المعلوم00ات المتاحة من خالل توظيف الموارد المادية والبشرية و المعنوية المتاحة في إطار الكتروني حديث من اج0ل اس0تغالل أمث0ل لل0وقت و الم0ال والجه0د و

1تحقيقا للمطالب المستهدفة و بالجودة المطلوبة".

ع0رفت اإلدارة االلكتروني0ة بأنه0ا "عملي0ة تحوي0ل كاف0ة األعم0ال وك0ذلك والخدمات اإلدارية التقليدية إلى أعم0ال وخ0دمات إلكتروني0ة تنف0ذ بس0رعة

Paperless Management "2عالية ودقة متناهية وبدون استخدام ألورق

ومن هن00ا نق00ول أن اإلدارة اإللكتروني00ة تتمث00ل في "اس00تغالل الوس00ائل اإللكترونية الحديثة في تقديم الخدمات اإلدارية من أجل تسهيل المعامالت

اإلدارية وتوفير الوقت والجهد"

-أهداف اإلدارة اإللكترونية: 2

تقليل كلفة اإلجراءات اإلدارية و ما يتعلق بها من عمليات..1

1

,) ( - العدد اإلمارات لألبحاث الخليج مركز الخليج حول آراء مجلة ، باكير حسين ،2006أوت, 23علي

www.alibakeer.maktoobblog.com 27/01/2012 ، 11:00.

أ 2 األمارة، الحسين عبد : لأحمد تطبيقها وآفاق االلكترونية في إدارة اإلدارية القيادات من عينة آلراء استطالعية دراسة

الكوفة الكوفة ، جامعة والتطوير ل جامعة .لبحث

22

زي00ادة كف00اءة عم00ل اإلدارة من خالل تعامله00ا م00ع المواط00نين و.2الشركات و المؤسسات.

استيعاب عدد أكبر من العمالء في وقت واح00د إذ أن� ق00درة اإلدارة.3 التقليدي00ة بالنس00بة إلى تخليص مع00امالت العمالء تبقى مح00دودة و

هم في كثير من األحيان إلى االنتظار في صفوف طويلة. تضطر� إلغاء عامل العالقة المباشرة بين طرفي المعاملة أو التخفيف منه.4

إلى أقص00ى ح00د ممكن مم00ا ي00ؤدي إلى الح00د من ت00أثير العالق00اتالشخصية و النفوذ في إنهاء المعامالت المتعلقة بأحد العمالء.

القض00اء على البيروقراطي00ة بمفهومه00ا الجام00د و تس00هيل تقس00يم.5العمل و التخصص به.

التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة بمفهومها الحديث..6 إلغاء نظام األرشيف الوط00ني ال00ورقي و اس00تبداله بنظ00ام أرش00فة.7

الك00تروني م00ع م00ا يحمل00ه من ليون00ة في التعام00ل م00ع الوث00ائق و المقدرة على تص00حيح األخط00اء الحاص00لة بس00رعة و نش00ر الوث00ائق ألكثر من جهة في أقل وقت ممكن و االستفادة منه00ا في أي وقت

1كان.

المطلب الثاني: اإلدارة اإللكترونية في الجزائر.

تعتبر عملي0ة تخفي0ف اإلج0راءات اإلداري0ة وتق0ريب اإلدارة من الم0واطن ضمن الورشات الك00برى ال00تي باش00رت فيه00ا الدول00ة. ولتحس00ين الخ00دمات وتخفيف اإلجراءات اإلدارية، اتخذت السلطات العمومية جملة من الت00دابير من شأنها أن تسمح بتسهيل األمور للمواطن و رفع العوائق البيروقراطي00ة من أج00ل تقليص الش00رخ الموج00ود بين اإلدارة والم00واطن. وفي انتظ00ار

المراجعة القريبة لقانون الحالة المدنية.

تم الشروع في وضع ع00دة آلي00ات لتط00وير اإلدارة وتكييفه00ا م00ع التق00دم التكنولوجي، وهي ديناميكي00ة أطلقت قب00ل ع00دة أش00هر، على غ00رار رقمن00ة سجل الحالة المدنية، حيث انطلقت عملي00ة تجريبي00ة على مس00توى بل00ديتي حسين داي وباب الواد بالجزائر العاصمة ، قبل تعميمها تدريجيا على كامل التراب الوطني. كما وض00عت الدول00ة الخط00وة األولى في طري00ق العص00رنة

500بافتتاح أول بلدي0ة الكتروني0ة ب0الجزائر، ب0المقر الف0رعي اإلداري لحي مس00كن بباتن00ة. البلدي00ة االلكتروني00ة المرتك00زة أساس00ا على التكنولوجي00ات

1 . ذكره سبق مرجع باكير، حسين علي

23

الحديث00ة لإلعالم واالتص00ال، ستس00مح بس00حب الوث00ائق اإلداري00ة خالل ث00وان فقط، على مستوى الشباك االلك00تروني. وهي تقني00ة تجس00د أيض00ا إمكاني00ة إعداد وتسليم الوثائق على مستوى فروع البلدية، دون أن يضطر المواطن

للتنقل إلى مقر الحالة المدنية الرئيسي بالبلدية.

م00ارس14البلدية اإللكترونية: دشنت أول بلدي00ة الكتروني00ة ب00الجزائر ي00وم مس00كن بباتن00ة. و بحض00ور وزي00ر500، بالمقر الفرعي اإلداري لحي 2011

البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتص00ال، موس00ى بن حم00ادي، أص00درت أول خ( في بض000ع ث000وان فق000ط، على مس000توى الش000باك12ش000هادة ميالد )

االلكتروني، وهي تقنية تجس00د أيض00ا إمكاني00ة إع00داد وتس00ليم الوث00ائق على مستوى فروع البلدية، دون أن يضطر المواطن للتنقل إلى المقر الرئيسي للحالة المدنية. هذه البلدية االلكترونية الممثلة كتجربة رائدة، تستطيع أيضا إصدار في نفس الظ00روف، ش00هادات ال00زواج و الوف00اة، قي انتظ00ار تمدي00د

1العملية إلى كل الوثائق اإلدارية الصادرة من طرف البلدية.

الخالصة العامة:

في النهاية يجدر بن00ا أن نؤك00د أن اإلدارة العمومي00ة الجزائري00ة في حاج00ة كبيرة إلى تغيير جذري لوض00عيتها وأن هن00اك ض00رورة لتحدي00د اإلس00تراتيجية المالئمة لتطويرها ووضع مخطط علمي وواقعي يهدف لوضع نهاية للتخلفH م00ع جزئي00ات النظ00ام اإلقتص00ادي اإلداري وجع00ل إدارة الغ00د أك00ثر تكيف00ا

واإلجتماعي وحتى السياسي الحالي والمستقبلي للجزائر.

ومن خالل التصريحات واإلجراءات والمشاريع المتخذة من طرف الدولة الجزائري000ة ح000ول ض000رورة عص000رنة اإلدارة العمومي000ة وتخليص000ها من البيروقراطي00ة والفس00اد وتجدي00د ثق00ة الم00واطن فيه00ا ومواكب00ة التط00ورات

ربم00ا تس00يرالعالمية في مجال اإلدارة، نرى أن اإلدارة العمومية الجزائرية في اإلتجاه الصحيح نحو العصرنة والتحول إلى ما هو أفضل وأحسنن ولعل

ق00د ذك00رت الدول00ة بض00رورة2011أح00داث الس00كر وال00زيت في ج00انفي اإلهتمام بالمواطن وإنشغاالته وحاجياته التي كانت مهمل00ة على م00ر عق00ود من الزمن، ومن هذا فإن اإلدارة الجزائرية مطالبة بالتعامل باليونة الالزمة إلرضاء رغبات المواطنين ولتجنب أزمات وكوارث إجتماعي00ة جدي00دة ق00د ال

yحمد عقباها. ي

1 www.elmouwatin.dz ، 27/01/2010 ، 13:00.

24

المراجع:

الدار - اإلداري، واإلصالح العامة والوظيفة اإلدارية العملية العامة، اإلدارة المجذوب، طارق

بيروت، والنشر، للطباعة 2000الجامعية

بيروت،- العربية، النهضة دار اإلداري، والتنظيم العامة اإلدارة حبيش، 1991فوزي

العامة،- اإلدارة تسيير عرب، www.rsscrs.comهاني

ليبيا، - للنشر، الجماهيرية الدار وتطبيقات، وظائف مبادئ اإلدارة العالق، عباس 2004بشير

اإلسكندرية،- الجامعة، شباب مؤسسة اإلدارة، علم أساسيات مجيد، 2005جاسم

الماجستير، - شهادة لنيل مذكرة التنظيمي، التغيير في القيادة دور كريمة، 2009لعرابي

25