433
ءات لا ت ب ا ي ب ن ل ا ي صل ه ل ل ا ه ي ل ع م سل واد عد ا و ب# ا لام س ا مد ح# ا ن’ ب ي علر ف غ له ال ى ل عا ت له ه والدي ل و ن’ مي سل مل ل و ن’ عي م ح# ا

ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

النبي ابتالءات

وسلم عليه الله صلى

إعداد

علي بن أحمد إسالم أبوأجمعين وللمسلمين ولوالديه له تعالى الله غفر

المؤلف حقوق

حق��وق ك��ذلكو عالمي��ة لغ��ة ألي الترجم��ة حقوق مكفول�ة والتوزي�ع والنقل والنسخ والنشر الطبع

والتي قبل من المنشورة كتبي , ولجميع للجميع8 تعالى الله شاء إن ستنشر الله أحيانا إن مستقبًال

الكتب في والتغي��ير التب��ديل عدم , بشرط تعالى

Page 2: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

آخ���ر إلى الغًالف أول من منه���ا ج���زء أي في وال. منها صفحة

كعلم وقبولها النية حسن تعالى الله )نسأل... آمين( مماتنا بعد به ينتفع

ص��لى الن��بي عن عن��ه الل��ه رض��ي هريرة أبي عن: قال وسلم عليه الله

صدقة ثًالث من إال عمله انقطع اإلنسان مات إذا) .( ل��ه ي��دعو ص��الح ول��د أو ب��ه ينتفع علم أو جارية

في793رقم: ح��ديث : )ص��حيح( انظ��ر األلب��اني تحقي��ق الجامع. صحيح

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

المؤلف

مرسي علي محمد علي بيطري/ أحمد طبيب

علي بن أحمد إسًالم / أبو ب� الشهير

العربية مصر جمهورية

اإلسكندرية

[email protected]

[email protected]

عليه الله صلى الله رسول على والسًالم والصًالة الله بسموسلم

رحمة لدنك من لنا وهب هديتنا إذ بعد قلوبنا تزغ ال ربناالوهاب أنت إنك

2

Page 3: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

: وبعد

الله صلى محمد الكريم النبي وسيدنا وشفيعنا فحبيبنا فق��ط , ليس االبتًالء في األعظم النم��وذج ه��و وس��لم علي��ه

الن��بي حي��اة استعرض��نا , فل��و أجم��ع للع��الم ولكن للمسلمين علي��ه الل��ه صلى وفاته وحتى والدته منذ وسلم عليه الله صلى

له��ا يتع��رض ق��د ال��تي االبتًالءات جمي��ع به مرت قد نراه وسلم. بشر

نnكmمl} تعالى الله قال oوmلlبoنoل oو pء lي oشqب oن rم lوف o��َخlال qوِع m��جlال oو pٍص lقoن oو

oنrم qالoو oمoاأل qس mاألنفoو qات oرoمnالَّث oو qر rشoب oو oينqرqاب n155البقرة{ الص

: االبتًالءات هذه جميع وسلم عليه الله صلى بالنبي مرت فقد

بنقٍص ب������الجوِع** االبتًالء ** االبتًالء ب������الَخوف ** االبتًالء ثم��رات بنقٍص ** االبتًالء األحب��اب بم��وت األم��وال** االبتًالء

8 األرض, وغيرها االبتًالءات. من كَّثيرا

الن��بي , يق��ول الص��الحين في تكون تعالى الله ابتًالءات وأكَّثر: وسلم عليه الله صلى

على الرج��ل يبتلى فاألمَّث��ل األمَّثل ثم األنبياء بًالء الناس )أشد في ك��ان وإن بًالؤه اش�تد ص�لبا دين��ه في ك��ان فإن دينه حسب

يتركه حتى بالعبد البًالء يبرح فما دينه قدر على ابتلي رقة دينه ص��ححه – الج��امع خطيئة( ص��حيح عليه وما األرض على يمشي

األلباني.

8 ه��ذا عملن��ا يتقب��ل أن تع��الى الله إلى نبتهل لوجه��ه خالص��ا الق��ول يس��تمعون ممن يجعلن��ا وأن به ينفع أن , عسى الكريم

الك��ريم الن��بي س��نة ونتبع ونتأسى نعي , وأن أحسنه فيتبعون الَخل��د جنة إلى الطريق خير فإنها وسلم عليه الله صلى محمد والص��الحين والش��هداء والصديقين نالنبيي مع تعالى الله بإذن

. رفيقا أولئك وحسن

وسلم وصحبه آله وعلى محمد نبينا على الله وصلى

تأليف

3

Page 4: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

علي بن أحمد إسًالم أبو

الفهرس حقوق

المؤلف.....................................................................................2

مقدمة............................................................................................3

..................................................................... الفهرس....................4

يتيم ولد بكونه وسلم عليه الله صلى النبي ( ابتالء1)6األب.........................................

المراضع بإعراض والدته بعد وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه2)7عنه..................................

شق بواقعة وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه3)9صدره.................................................

بموت وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه4)12أوالده....................................................

الوحي بنزول وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه5)..................................................15

الوحي بانقطاع وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه6)16عنه.............................................

نزول بكيفية وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه7)17الوحي.............................................

دعوته إفشاء من بالخوف وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه8).......................................19

بالدعوة الجهر عند وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه9).............................................19

أو كاهن بأنه فيه الكفار بقول وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه10)23............... أو شاعر أو مجنون

واستهزاء وتحقير بسخرية وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه11)26منه.......... الكفار وضحك وتكذيب

وتكثيف حوله الشبهات بإثارة وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه12)28الكاذبة................ الدعايات

4

Page 5: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

آمن من باضطهاد وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه13)32برسالته......................................

لعمه قريش أشراف بقدوم وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه14)37لإلسالم.... دعوته عن إلثنائه أبوطالب

مكة كفار باعتداء وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه15)38عليه.........................................

هاشم لبني الكفار بحصار وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه16)45طالب. أبي شعب في المطلب عبد وبني

وزوجه طالب أبو عمه بموت وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه17)48عنها............ الله رضي خديجة

وقذفه الطائف أهل بإيذاء وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه18)50لإلسالم........ دعوتهم عند بالحجارة

الفهرس من وخروجه قتله بمؤامرة وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه19)

j مكة 53المدينة................ إلى مهاجرا

عبد رأسهم وعلى بالمنافقين وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه20)60سلول................ بن أبي بن الله

لنشر غزاها التي بالغزوات وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه21)63اإلسالمية.................... الدعوة

بمؤامرة وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه22)65الغتياله...............................................

شفته وشق رباعيته بكسر وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه23)67أحد........... موقعة في وجنته وجرح

عبد بن حمزة عمه بمقتل وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه24)71.............................. المطلب

بئر في أصحابه بقتل وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه25)74معونة.....................................

للمدينة واليهود الكفار بحصار وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه26)76األحزاب.......... غزوة في المنورة

الفاسدة العقائد لهدم وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه27)89المجتمع....................... في السائدة

بحديث وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه28)93اإلفك.................................................

5

Page 6: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

صلح في وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه29)96الحديبية..............................................

في السم بوضع وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه30)105طعامه.........................................

رقبته على السيف بوضع وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه31)106لقتله................................

بفتح وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه32)107مكة....................................................

غزوة في وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه33)110حنين...............................................

غزوة غنائم تقسيم عند وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه34)114حنين.................................

مع وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه35)116أزواجه...................................................

مرض في وهو وسلم عليه الله صلى ( ابتالؤه36)125الموت...........................................

...................................................................... المراجع................132

-------------------------------------------------------

ابتًالءات النبي صلى الله عليهوسلم

هيا بنا نستعرض االبتًالءات التي مر بها حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من والدت��ه وح��تى وفات��ه

صلى الله عليه وسلم :

6

Page 7: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

( ابتًالء النبي صلى الله 1 ) عليه وسلم بكونه ولد يتيم

األب

ولد النبي صلى الله عليه وسrrلم يrrتيم األب , فقد مات أبوه عبد الله بن عبد المطلب قبل والدتrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم , وهrrذا من أعظم االبتالءات لمن يفتح عينيه على الحياة و يشب وينظر حولrrه فلم يجrrد لrrه أب يعينrrه على مصاعب الحياة , ويخفف عنه مrrا يلقrrاه من شرور , ويقف بجانبه ويحميه من مكائrrد الكائدين, ويصبر على تربيته وتعليمrrه ولكنهrrا حكمrة اللrه تعrالى الrذي ربrاه وعلمrه وكأله وحماه ورعاه , فلم تكن رعايrrة وتعليم بشrrر

ولكنها رعاية وحماية الله تعالى له .

حين حملت بrrrه أمrrrه بrrrه تrrrوفي أبrrrوه** ف .عبدالله وهو حمل في بطنها على المشrrهور

محمد بن سعد: حدثنا محمrrد بن عمrrر - قال وهrrو الواقrrدي - حrrدثنا موسrrى بن عبيrrدة

وحدثنا سعيد بن أبي زيrrد عن أيrrوب اليزيديبن عبدالرحمن بن أبي صعصعة قال:

7

Page 8: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عبدالمطلب إلى الشام إلى خرج عبدالله بن غrrزة في عrrير من عrrيران قrrريش يحملونrrه

تجrrاراتهم ثم انصrrرفوا تجارات، ففرغrrوا من فمrrروا بالمدينrrة وعبداللrrه بن عبrrدالمطلب

أتخلrrف عنrrد أخrrوالي: يومئذ مrrريض ، فقrrالjفأقrrامبني عدي بن النجrrار، عنrrدهم مريضrrا

j ومضى أصحابه فقدموا مكrrة فسrrألهم شهرا عبrrrدالمطلب عن ابنrrrه عبداللrrrه؟ فقrrrالوا:

النجrrار وهrrو خلفناه عند أخواله بني عدي بن مrrريض فبعث إليrrه عبrrدالمطلب أكrrبر ولrrده الحrrrارث فوجrrrده قrrrد تrrrوفي ودفن في دار النابغة فرجع إلى أبيrrه فrrأخبره، فوجrrد عليrrه

j j، عبدالمطلب وأخوتrrه وأخواتrrه وجrrدا شrrديدا ورسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يومئrrذ حمل ولعبداللrrه بن عبrrدالمطلب يrrوم تrrوفي

. خمس وعشرون سنة

األقاويل في وفاة قال الواقدي: هذا هو أثبت. عبدالله وسنه عندنا

الواقدي: وحدثني معمر عن الزهري: قال

أن عبrrدالمطلب بعث عبداللrrه إلى المدينrrةj فمات. قال محمrrد بن سrrعد: يجمع لهم تمرا

8

Page 9: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقrrد أنبأنrrا هشrrام بن محمrrد بن السrrائب عن أبيrrه وعن عوانrrة بن الحكم قrrاال: الكلبي

توفي عبداللrrه بن عبrrد المطلب بعrrد مrrا أتى اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم على رسrrول

j، قيل: سبعة أشهر . ثمانية وعشرون شهرا

وقال محمد بن سعد: واألول أثبت: أنه توفي .اللrه عليrه وسrلم حمrل ورسول الله صrلى

حدثني محمد بن حسن: وقال الزبير بن بكار عن عبدالسrrالم عن ابن خربrrوذ قrrال: تrrوفي

الله عليه وسلم عبدالله و ورسول الله صلى ابن شهرين، وماتت أمه وهو ابن أربع سrrنين

سنين، فأوصى به ومات جده وهو ابن ثماني. إلى عمrrrrrrrrrrrrrrrrه أبي طrrrrrrrrrrrrrrrrالب

رجحه الواقدي وكاتبه الحافrrظ محمrrد والذي بن سrrعد: أنrrه عليrrه الصrrالة والسrrالم تrrوفي

جنين في بطن أمه وهذا أبلrrغ اليتم أبوه وهو.وأعلى مراتبه

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

9

Page 10: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

( ابتًالؤه صلى الله عليه 2 ) وسلم بعد والدته بإعراض

المراضع عنه

عبrrد وسrrلم عليه الله صلى النبيتوفي والد وهو ابن شهرين وقيrrل ه بن عبد المطلبالل

وقيل غير ذلك، ثم أرضعته حليمrrة وهو ح�م�ل� فكrrان من قصrrة رضrrاعه من حليمrrة مrrا يلي

:حليمة قالت

خrrرجت في نسrrوة من بrrني سrrعد بن بكrrرض�ع�اء بمكrrة على اء نلتمس الر� �ر �rrم� أتrrان لي ق

jا، ومعي زوجي �اء لم تبrrق شrrيئ ه�ب �rrفي سنة� ش �ض� لنrrا بقطrrرة �ب ومعنا شارف لنا، واللrrه إن ت

ننrrام ليلتنrrا من من لبن، ومعي صrrبي لي ال بكائه ما في ثديي ما يغنيه، فلما قrrدمنا مكrrة

اللrه ع�رض عليها رسول لم يبق منا امرأة إال فتأباه، وإنما كنا نرجrrو وسلم عليه الله صلى

الرضrrاعة من والrrد المولrrود، وكrrان كرامrrة يتيمjا، وكنا نقول يتيمjا ما عسى أن تصنع أمه

حrrتى لم يبrrق من صrrواحبي امrrرأة إال بrrه،�ا غيري، فكرهت أن أرجع ولم خذآأخذت صبي

10

Page 11: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

jا وقد أخذ صواحبي، فقلت لزوجي: والله شيئ�رج�ع�ن� إلى ذلrrك اليrrتيم فآلخذنrrه، قrrالت :أل

فأتيتrrrه فأخذتrrrه ورجعت إلى رحلي، فقrrrال زوجي: قد أخذتيه؟ فقلت: نعم واللrه، وذلrك

اللrrه أجد غيره، فقال: أصبت فعسى أني لما، فقلت: فوالله مrrا هrrو إال أن jيجعل فيه خير

ثrrديي بمrrا عليrrه أن جعلته في ح�جري فأقبلو�ي اللrrrه شrrrاء � من اللبن فشrrrرب حrrrتى ر

و�ي�، وقrrام وشرب � أخوه - تعني ابنها - حتى ر حافrrل زوجي يلي شارفنا من الليل فrrإذا بهrrا

فحلبنا من اللبن ما شئنا وشrrرب حrrتى روي، تلrrك شrrباعjا وشربت حتى رويت، وبتنا ليلتنrrا

رواءj وقد نام صبياننا. قالت: قال أبوه "تعني أراك إال قrrد زوجهrrا": واللrrه يrrا حليمrrة مrrا

م�ةj مباركة قد نام صبيانن ��س ا.أصبحت ن

قالت: والله ل�خrrرجت أتrrاني قالت: ثم خرجنا�ف�ي عنrrا، أمام الركب إنهم ليقولون: ويحrrك� ك

بأتانrrك الrrتي خrrرجت عليهrrا؟ أليسrrت هrrذه�ا حrrتى قrrدمنا د�ام�ن �rrفأقول: بلى والله، وهي ق

حاضر بني سrrعد بن بكrrر فقrrدمنا منازلنا من على أجدب أرض، والrrذي نفس حليمrrة بيrrده

11

Page 12: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ر�حون� أغنrrامهم إذا أصrrبحوا، إن كrrانوا �rrس� ليا jrrن� �ب ا ل jrrطان� ح راعي� غنمي فتروح ب �سر� j، وي ح�ف�ال

.وتروح أغنامهم جياعjا ما بها من لبن

�بن ومrrا في قالت: فنشrrرب مrrا شrrئنا من الل الحاضر أحد يحلب قطرة وال يجدها فيقولون

�سrrرح لرعrrائهم: ويلكم ح�ون حيث ي ر� �rrس� أال تعب الrrذي �rrحون في الش ر� ��س راعي حليمة؟ في

�سرح فتروح أغنامهم جياعjا مrا بهrا من لبن، نj. وكان صلى �نا ح�ف�ال �ب عليrrه الله وتروح غنمي ل

يشrrب في اليrrوم شrrباب الصrrبي في وسrrلم الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبي في :سrrنة، فبلrrغ سrrنة وهrrو غالم ج�فrrر، قrrالت

فقدمنا على أمه فقلت لها أو قال لهrrا أبrrوه:دي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشrrى عليrrه ر�

بrrه ممrrا شrrيءوباء مكة، قالت: ونحن أضن� ل� حتى قrrالت: ��ز رأينا من بركته. قالت: فلم ن

عندنا شهرين. ارجعا به ، فرجعنا به فمكث

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 3 ) وسلم بواقعة شق صدره

12

Page 13: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أنساتفق الشيخان على حديث قتrrادة ، عن عن مالrrك بن صعصrrعة في حrrديثبن مالك

صrrلى - المعراج في شق بطن رسrrول اللrrه الله عليه وآله وسلم - واسrrتخراج مrrا أخrrرج

، عن أنسثrrابت البنrrاني منه ، وقrrد أتى بrrه دون ذكر مالrrك بن صعصrrعة خrrارج المعrrراج

علي بن حمشrrاذبزيادات ألفاظ كما حrrدثناه ومحمrrد بن يحrrيى، ثنrrا أبrrو مسrrلم ، العrrدل ، ثنrrاحجrrاج بن المنهrrال ، قrrاال : ثنrrا القrrزاز

أنس، عن ثrابت البنrاني ، أنبأ حماد بن سلمة : - رضي الله عنه- بن مالك

أن رسول الله - صلى الله عليه وآلrrه وسrrلم - ، أتrrاه جبريrrل وهrrو يلعب مrrع الصrrبيان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه ، فاسrrتخرج

هذا حظ الشيطان منrrك ، : منه علقة ، فقال قrrال : فغسrrله في طسrrت من ذهب بمrrاء

زمزم ثم المه ثم أعاده في مكانه،قال :

وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظrrئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل ، فأقبلت ظئره تريده فاستقبلها راجعا وهو منتقع اللون قال

وقد كنا نرى أثrrر المخيrrط في صrrدره: أنس 13

Page 14: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

)صحيح اإلسناد ولم يخرجاه-المستدرك علىالصحيحين(.

وفي صrrحيح ابن حبrrان في قصrrة مرضrrعتهقالت: حليمة السعدية

ا خلrrف الrrبيوت يرعيrrان jrrوه يومrrفبينا هو وأخ �ه�مjا لنا إذ جاء أخوه يشrrتد فقrrال لي وألبيrrه: ب

أدركrrrا أخي القرشrrrي فقrrrد جrrrاءه رجالن فخرجنا نشتد فانتهينrrا فأضجعاه وشقا بطنه،

إليه وهrrو قrrائم منتقrrع اللrrون، فاعتنقrrه أبrrوه أي� بني�، قال: أتrrاني رجالن: واعتنقته ثم قلنا

عليهما ثياب بيض فأضجعاني ثم شقا بطني، مrrا صrrنعا. قrrالت: فاحتملنrrاه فوالله ما أدري

ورجعنا به، يقول أبوه: يا حليمة مrrا أرى هrrذا أصrrيب، فrrانطلقي فلrrنرده إلى الغالم إال قrrد

قrالت: عليه أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف يرد�كمrrا بrrه وقrrد فرجعنا به، قالت أمrrه: فمrrا

كنتما حريصين عليه، قrrالت: فقلت: ال واللrrه�ا قد كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا إال أن

فيه ثم تخوفنا األحداث عليه، فقلنا يكون في أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني أهله، قالت

خبركما وخrrبره، قrrالت: فواللrrه مrrا زالت بنrrا14

Page 15: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أخبرناها خبره، قالت: فتخوفتما عليrrه؟ حتىjا أال أخبركما عنه؟ كال والله إن البني هذا شأن

j قط كان أخف إني حملت به فلم أحم�ل حمالا jورrrه علي� وال أعظم بركة منه ثم رأيت نrrكأن

ش�هاب خrrرج مrrني حين وضrrعته أضrrاءت لrrه�صرى ثم وضعته فما وقrrع كمrrا أعناق اإلبل ببا jrrاألرض رافعrrا يديه بjتقع الصبيان، وقع واضع

.شأنكما السماء، دعاه والح�قاإلىرأسه

وفي السلسلة الصحيحة :

بحrrير عن بقيrrة حrrدثنا حمrrاد بن نعيم أخبرنrrا بن الrرحمن عبrد حrدثنا معrدان بن خالد عن

أنه السلمي عبد بن عتبة عن السلمي عمرو صrrلى اللrrه رسrrول أصحاب من وكان حدثهم

اللrrه صrrلى اللrrه رسrrول أن وسلم عليه الله أول كrrان كيrrف رجrrل لrrه قrrال وسrrلم عليrrه من حاضrrنتي كانت قال الله رسول يا شأنك

في لهrrا وابن أنrrا فانطلقت بكر بن سعد بني أخي يrrا فقلت زادا معنrrا نأخrrذ ولم لنrrا بهم

أخي فrrانطلق أمنrrا عنrrد من بزاد فأتنا اذهب أبيضrrان طrrائران فأقبrrل البهم عنrrد ومكثت هrrو أهو لصاحبه أحدهما فقال نسران كأنهما

15

Page 16: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فأخrrذاني يبتrrدراني فrrأقبال نعم اآلخrrر قrrال اسrrتخرجا ثم بطrrني فشrrقا للقفrrا فبطحrrاني

سrrوداوين علقrrتين منه فأخرجا فشقاه قلبي فغسrrل ثلج بماء ائتني لصاحبه أحدهما فقال

بrrه فغسrrل بrrرد بماء ائتني قال ثم جوفي به قلrrبي في فذره بالسكينة ائتني قال ثم قلبي

وختم فحاصrrه حصrrه لصاحبه أحدهما قال ثم لصrrاحبه أحrrدهما قrrال ثم النبrrوة بخاتم عليه

كفrة في أمته من ألفا واجعل كفة في اجعله فrrإذا وسrrلم عليrrه الله صلى الله رسول قال يخrrر أن أشrrفق فrrوقي األلrrف إلى أنظrrر أنrrا

لمال به وزنت أمته أن لو فقال بعضهم علي اللrrه رسrrول قrrال وتركrrاني انطلقrrا ثم بهم

شrrديدا فرقrrا وفrrرقت وسلم عليه الله صلى لقيت بالrrذي فأخبرتهrrا أمي إلى انطلقت ثم

فقrrالت بي التبس قrrد يكrrون أن فأشrrفقت على فجعلتrrني لها بعيرا فرحلت بالله أعيذك

أمي إلى بلغتنrrا حrrتى خلفي وركبت الرحrrل بالrrذي وحrrدثتها وذمrrتي أمrrانتي أديت فقالت حين رأيت إني وقrrالت ذلك يرعها فلم لقيت قصrrور منrrه أضrrاءت نrrورا يعrrني مrrني خrrرج. الشام

16

Page 17: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

شrrق صrrدر الرسrrول قبrrل رحلrrة اإلسrrراءوالمعراج:

اإلسrrراء والمعrrراجلرحلrrة مهrrد اللrrه تعrrالى صrrلى اللrrه عليrrهالعظيمة بشق� صدر النrrبي

� عن مالrك بنأنس بن مالك حيث قال وسلمه �rrبي� اللrrا- أن� نrrه عنهمrrي اللrrعة -رضrrصعص

قال: صلى الله عليه وسلم

: ف�ي �ال �rrrا ق �rrrم� ب � -و�ر� �ح�ط�يم ا ف�ي ال �rrrن� ا أ �rrrم� �ن �ي "ب: �ال �rrد� -ق �rrق��ي آت� ف ان �rrت� �ذ� أ ط�ج�عjا، إ �rrح�ج�ر�- م�ض� الذ�ه� �rى ه��ل ذ�ه� إ �rه ��ن �ي ق�- م�ا ب �: ف�ش �ق�ول� �ه� ي م�ع�ت � و�سه�؟ �rrي ب� �ع�ن �ي: م�ا ي �ب ن ��ل�ى ج ود� و�ه�و� إ �ج�ار� �ل -ف�ق�ل�ت� ل

�ه� م�ع�ت �rس��ه�، و ت �ع�ر �rى ش��ل ر�ه� إ �rح� ة� ن �ر �rغ� : م�ن� ث � ق�ال�ج ��خ�ر ت �rrاس��ه�- ف ت �ع�ر �rrى ش��ل ه� إ �rrص�: م�ن� ق ول� �rrق� يوء�ة� �rrrم�ل�ت� م�ن� ذ�ه�ب� م �rrrس��ط �يت� ب �ت �م� أ �ي، ث �ب ق�ل

��م� ح�ش�ي �ي ث �ب ل� ق�ل jا، ف�غ�س� �يم�ان البخاري: كتاب)إ(.فضائل الصحابة، باب المعراج

ق� صدره � يقول صلى الله عليه وسلم وفي شابن حجر:

ق� الصrrدر ليلrrة �rrش � وقد استنكر بعضهم وقوع اإلسراء، وقال: إنما كان ذلك وهو صغير في

17

Page 18: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بني سعد، وال إنكrrار في ذلrrك، فقrrد تrrواردتا عنrrد jrrدر أيضrrق� الصrrه. وثبت شrrات بrrالرواي البعثrrة كمrrا أخرجrrه أبrrو نعيم في "الrrدالئل"، ولكrrل منهrrا حكمrrة؛ فrrاألو�ل وقrrع فيrrه من الزيrrادة كمrrا عنrrد مسrrلم من حrrديث أنس:

"فrrأخرج علقrrةj، فقrrال: هrrذا حrrظ� الشrrيطان� منك". وكان هrrذا في زمن الطفوليrrة، فنشrrأ على أكمrrrrrل األحrrrrrوال من العصrrrrrمة من الشrrيطان، ثم وقrrع شrrق� الصrrدر عنrrد البعث�وح�ى إليrrه بقلب زيادة في إكرامه ليتلق�ى ما ي قوي� في أكمل األحوال من التطهير، ثم وقع شق� الصrrدر عنrrد إرادة العrrروج إلى السrrماء�م�ل أن تكrrون الحكمrrة ت �ح� ليتأه�ب للمناجاة، وي في هrrذا الغسrrل لتقrrع المبالغrrة في اإلسrrباغر في شrرعه ة الثالثrة كمrا تقrر� بحصول المر�

�حتمrل أن تكrونصلى اللrه عليrه وسrلم ، وي الحكمة في انفراج سقف بيتrrه اإلشrrارة إلى ما سيقع من شق� صدره، وأنه سrrيلتئم بغrrير

ر بها. معالجة يتضر�

وجميrrع مrrا ورد من شrrق� الصrrدر واسrrتخراج القلب، وغير ذلك من األمور الخارقة للعrrادة

18

Page 19: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

مم�ا يجب التسليم لrrه دون التعrrر�ض لصrrرفه عن حقيقتrrه لصrrالحية القrrدرة فال يسrrتحيل

في )المفهم(:القرطبيشيء من ذلك، قال

�ف�ت� إلنكrrار الشrrق� ليلrrة اإلسrrراء؛ ألن �ت �ل ال ي رواتrrrه ثقrrrات مشrrrاهير. ثم ذكrrrر نحrrrو مrrrا

)فتح الباري(.تقدم

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 4 ) وسلم بموت أوالده

من أعظم االبتالءات التي يبتليها اللrrه تعrrالى لعباده هو موت األوالد في أثناء حياة اآلبrrاء , وهذا االبتالء العظيم مر به النrrبي صrrلى اللrrه عليه وسلم ستة مرات , فقد مات لrrه صrrلى الله عليه وسلم أثناء حياته ستة من األبنrrاء , ثالثrrة من الrrذكور وثالثrrة من اإلنrrاث , فمن يطيrrrق من البشrrrر هrrrذا االبتالء العظيم إال حبيبنrrا صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم , فعلى قrrدر

االبتالء يعطي الله تعالى الدرجة.

الrrذينأبناء الرسول صلى الله عليه وسلم و :همتوفاهم الله تعالى في حياته

19

Page 20: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

خديجrrrة أول أوالده من زوجته وهو : القاسم , ولد له قبل النبوة ومات بعد أنبنت خويلد

jا تمكنه من المشي. غrrير أن رضrrاعته بلغ سن�قrال أنrه تrوفي سrنة لم تكن قrد اكتملت. وي

قبل أن يتم عامه الثاني.م605

j من مولدهإبراهيم: .وتوفي بعد سبعين يوما

وقrrد ويلقب بrrالطيب والطrrاهر، : عبrrد اللrrه j .مات صغيرا

الrrذين وأمrrا بناتrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم : هن توفاهن الله تعالى في حياته ف

أكrrrrبر بناتrrrrه، أدركت اإلسrrrrالم وهيزينب: وأسلمت ثم أسلم زوجها وهو ابن خالتها أبrrو

.الربيع العاص لقيط

�ة: وزوجهrrا عثمrrان بن عفrrان رضrrي اللrrهرقي.عنهما

j بعد وفاة أختها : أم كلثوم تزوجها عثمان أيضا.رقية

: وزوجهrrا علي بن أبي فاطمrrة الزهrrراء أمrrا rrدة منطالب رضي الله عنهمrrا , فهي الوحي

20

Page 21: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أوالده صلى الله عليه وسلم التي ماتت بعدهبستة أشهر .

وكل أوالده صلى الله عليه وسلم من خديجة إال إبrrراهيم فإنrrه من ماريrrة رضي الله عنها،

وأوالده كلهم ولدوا قبrrل النبrrوة، إال .القبطية فبعد النبوة بسنة، وإال إبrrراهيم، فإنrrه فاطمة

.ولد في السنة الثامنة من الهجرة

rrد يسrrولأوقrrاذا لم يعيش لرسrrائل لمrrل س وسrrلم ذكrrورا بعrrد وفاتrrه؟ صلى اللrrه عليrrه

والسبب هو :

ال بد وان يكون نبيrrا ولrrو عrrاشالنبي ابن إن صلى اللrrه عليrrه وسrrلم لكrrانأبنائه ولد من

نبيا بعده ولو كان نبيا بعده ما كان هrrو صrrلى إنها والمرسلين األنبياءعليه وسلم خاتم الله

ودقتrrهالبالغrrةحكمه الرب سrrبحانه وتعrrالى وسrrموالعظمrrة في المتناهيrrةثنrrاؤه عrrز

ن العظيمآولذا قرر القrrر التقديرفي الرفعة على المستفسrrرينوأجrrاب الحكمrrةهrrذه

:وردع الشامتين بقول الحق عز وجل

21

Page 22: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

إن الكوثر ، فصل لربك وانحر، أعطيناكنا إ )العظيم صدق اللهاألبتر(شانئك هو

وقد رفع اللهاألبترتكون كيفأيوالمعنى: األذان فيتعالى لrrك ذكrrرك يrrا رسrrول اللrrه

أعطيتrrكبrrتر وقrrد أوكيrrف والصrrالة واإلقامة ن وهrrوآ والقrrرالجنrrة فيالكrrوثر وهrrو نهrrر

أنترسrrول اللrrه ؟ ال يrrاالخالrrدةمعجزتrrك نآ والمرسrrلين وقrrد بين القrrراألنبيrrاءخrrاتم

نrrه صrrلى اللrrهالبالغrrة أ الحكمةالعظيم هذه من ألحrrد أبrrاعليrrه وسrrلم لم يوجrrد ليكrrون

. ليكون خاتم النبيينوإنماالرجال

احrrد من أبrrا مrrا كrrان محمrrد )قrrال تعrrالى رجrrrrrالكم ولكن رسrrrrrول اللrrrrrه وخrrrrrاتم

40 األحزابسوره (النبيين

يضrrايقك بهrrذاالrrذيهrrو الحقيقي األبrrتر إن وليسأموالrrه وال أوالده لن ينفعه ألنهالقول

)األليم العrrذاب فيالخلrrود إالله بعد موتrrه يغضrrبك بهrrذاالrrذي إن ( األبتر شانئك هو إن

المقطrrوع الrrذكرى حيث ال عمrrل القrrول هrrو صالح لrrه وال قيمrrه وال رجrrاء ومصrrيره جهنم

.وبئس المهاد22

Page 23: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 5 )وسلم بنزول الوحي

للنrبي صrلى اللrه عليrه وسrلمولمrا تكامrل أربعrrون سrrنة r وهي رأس الكمrrال، وقيrrل: ولها تبعث الرسل r بدأت طالئع النبrrوة تلrrوحا بمكة كrrان يسrrلم jوتلمع، فمن ذلك أن حجر عليه، ومنها أنrrه كrrان يrrرى الرؤيrrا الصrrادقة؛ فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح، حrrتى مضrrت على ذلrrك سrrتة أشrrهر r ومrrدة النبوة ثالث وعشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءjا من النبوة r فلما كان رمضان من السrrنة الثالثrrة من عزلتrrه صrrلى

حrrراء شrrاء اللrrه أنبغrrار اللrrه عليrrه وسrrلم يفيض من رحمته على أهrrل األرض، فأكرمrrهبالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.

ولنسrrتمع إلى عائشrrة الصrrديقة رضrrي اللrrه عنها تروى لنا قصة هذه الوقعrrة الrrتي كrrانت نقطrrة بدايrrة النبrrوة، وأخrrذت تفتح ديrrاجير ظلمات الكفر والضالل حrrتى غrrيرت مجrrرى

23

Page 24: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الحياة، وعدلت خrrط التrrاريخ، قrrالت عائشrrةرضي الله عنها.

به رسول اللrrه صrلى اللrrه عليrrهبدئأول ما وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النrrوم، فكان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل ف�ل�ق الصبح،�ب� إليه الخالء، وكان يخلrrو بغrrار حrrراء، ثم ح�ب�ث فيrrه r وهrrو التعبrrد r الليrrالي ذوات �ح�ن �ت في العدد قبل أن ينزع إلى أهلrrه، ويrrتزود لrrذلك، ثم يرجrrع إلى خديجrrة فيrrتزود لمثلهrrا، حrrتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملrrك

فأخذنيفقال: اقرأ: قال: ما أنا بقارئ، قال: ،أرسrrلني حتى بلrrغ مrrنى الجهrrد، ثم يفغطن

فقrrال: اقrrرأ، قلت: مrrrا أنrrrا بقrrrارئ، قrrrال: الثانيrrة حrrتى بلrrrغ منrrrىفغطrrني يفأخrrذن

الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنrrا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثrم أرسلrني

�ق �rrل�ق� خ �rrل�ذ�ي خ �rrال �ك �rrب �� ر م �rrاس� ب� أ � فrقrال: }اق�ر

م�{]العلق: ��ر ك� �ك� األ� ب �� و�ر أ �ان� م�ن� ع�ل�ق� اق�ر ��نس اإل�

[، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه3: 1 وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنتونى زملrrونى(، فزملrrوه �rrم�ل � خويلrrد فقrrال: )ز

24

Page 25: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: ما لي؟ فأخبرهrrا الخrrبر،لقrrد خشrrيت على نفسrrي، فقالت خديجة: كال، والله ما يخزيك الله أبدjا، إنك لتصrrل الrrرحم، وتحمrrل الكrrل، وتكسrrب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نrrوائب الحrrق، فrrانطلقت بrrه خديجrrة حrrتى أتت بrrه ورقة بن نوفل ابن أسrrد بن عبrrد العrrزى ابن عم خديجة r وكان امرأ تنصrrر في الجاهليrrة،

، فيكتب منالعrrبرانيوكrrrان يكتب الكتrrrاب اإلنجيrrل بالعبرانيrrة مrrا شrrاء اللrrه أن يكتب،ا قrrد عمي r فقrrالت لrrه jيرrrا كبjيخrrان شrrوك خديجة: يابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال لrrه ورقrrة: يrrابن أخي، مrrاذا تrrرى؟ فrrأخبره رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم خrrبر مrrا رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله

ذ�عا، ليتrrن �rrا جrrيالله على موسى، ياليتني فيه ا إذ يخرجrrك قومrrك، فقrrال رسrrول jrrأكون حي الله صلى الله عليه وسلم: أو مخrrرجي� هم؟ قال:نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت بrrه

ايدركني، وإن عوديإال jرrrرك نصrrك أنصrrيوم ر �rrت�ب� ورقrrة أن تrrوفي، وف �rrش� �ن ا، ثم لم ي jمؤزر

.الوحي25

Page 26: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 6 ) وسلم بانقطاِع الوحي عنه

فقد ثبت في الصحيحين وغيرهمrrا في قصrrة بدء الrrوحي وذهrrاب النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسلم مع خديجة رضي الله عنهrrا إلى ورقrrة بن نوفل أن الوحي فتر مrrدة ثم تتrrابع، قrrال صلى الله عليه وسلم وهو يحrrدث عن فrrترة

الوحي:

بينما أنا أمشي إذ سمعت صrrوتا من السrrماء فrrرفعت بصrrري، فrrإذا الملrrك الrrذي جrrاءني بحrrrراء جrrrالس على كرسrrrي بين السrrrماء واألرض فrrrrرعبت منrrrrه، فrrrrرجعت فقلت:

اي زملونيزملون �rrه� ي� ا أ �rrالى: )يrrفأنزل الله تع ،

( )المrrrدثر: �ر� د�ث �rrrم� ( إلى قولrrrه: )والرجrrrز1الفاهجر( فحمي الوحي وتتابع.

وقال الزهري - كما في صحيح البخاري- :

وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى اللهj عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما

26

Page 27: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبrrدى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسrrول اللrrه حقrrا، فيسrrكن لrrذلك جأشrrه، وتقrrر نفسrrه، فيرجع، فإذا طrrالت عليrrه فrrترة الrrوحي غrrدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بrrذروة جبrrل تبrrدى لrrه

.جبريل فقال له مثل ذلك

ونقل عن اإلسماعيلي قوله:

ثم كrrان من مقrrدمات تأسrrيس النبrrوة فrrترة الوحي، ليتدرج فيه ويمرن عليه، فشق عليrrه فتوره، إذ لم يكن خوطب عن الله بعrrد� أنrrك رسول الله، ومبعوث إلى عباده، فأشrrفق أند اسrrتتمامه ��ر �دئ به، ثم لم ي يكون ذلك أمر ب فحrrزن لrrذلك، حrrتى إذا تrrدرج على احتمrrال أعباء النبوة والصبر على ثقrrل مrrا يrrرد عليrrه

فتح الله له من أمره بما فتح.

الحكمة في فترة الوحي ليذهب عنه ماو كان يجده صلى الله عليه وسلم من الروع،

قالكما وليحصل له التشوق إلى العود. .الصالحي في سبل الهدى والرشاد؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

27

Page 28: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

( ابتًالؤه صلى الله عليه 7 )وسلم بكيفية نزول الوحي

ي: الوح نزول كيفية

الرؤيا الصادقة، وكانت مبrrدأ وحيrrه صrrلى-1الله عليه وسلم.

ما كان يلقيه الملك في روعrrه وقلبrrه من-2 غير أن يراه، كما قال النبي صلى اللrrه عليrrه

أنrrهروعيوسلم: )إن روح القدس نفث في لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فrrاتقوا اللrrrrrه وأجملrrrrrوا في الطلب، وال يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله

، فإن ما عند الله ال ينال إال بطاعته(.

إنه صلى الله عليه وسلم كrrان يتمثrrل لrrه-3 عنه ما يقrrوليعيالملك رجالj فيخاطبه حتى

لrrه، وفي هrrذه المرتبrrة كrrان يrrراه الصrrحابةjا. أحيان

: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس-4

وكان أشده عليه، فيلتبس به الملrrك، حrrتى ا في اليrrوم الشrrديد jrrد عرق �rrص��ف أن جبينrrه ليت

28

Page 29: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

البرد، وحتى أن راحلته لتبرك بrrه إلى األرض مrrرة كrrذلكالوحيإذا كان راكبها، ولقد جاء

وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليrrهحتى كادت ترضها.

إنrrه يrrرى الملrrك في صrrورته الrrتي خلrrق-5:عليها

إليه ما شrrاء اللrrه أن يوحيrrه، وهrrذافيوحي وقع له مرتين كما ذكر الله ذلrrك في سrrورة

النجم.

ما أوحاه الله إليه، وهrrو فrrوق السrrموات-6ليلة المعراج من فرض الصالة وغيرها.

: كالم الله له منه إليه بال واسطة ملك -7

كمrrا كلم اللrrه موسrrى بن عمrrران، وهrrذها بنص jrrrى قطعrrrة لموسrrrة هي ثابتrrrالمرتب القرآن. وثبوتها لنبينا صلى الله عليrrه وسrrلم

هو في حديث اإلسراء.

:وقrد زاد بعضهم مرتبة ثامنة؛ وهي - 8

ا من غrrير حجrrاب، وهي jrrه كفاحrrه لrrتكليم الل مسألة خالف بين السلف والخلف.

29

Page 30: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 8 ) وسلم بالَخوف من إفشاء

دعوته

وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليrه وسrrلم وأصrrحابه كrrانوا إذا حضrrرت الصrrالة ذهبrrوا في الشrrعاب فاسrrتخفوا بصrrالتهم من قومهم، وقد رأي أبو طالب النبي صلى اللrrه�ا يصليان مرة، فكلمهمrrا في عليه وسلم وعليذلك، ولما عرف جلية األمر أمرهما بالثبات.

تلك هي العبادة التي أمر بهrrا المؤمنrrون، وال تعرف لهم عبادات وأوامر ونواه أخrrرى غrrير

يبين لهمالوحيما يتعلق بالصالة، وإنما كان جrrrوانب شrrrتى من التوحيrrrد، ويrrrرغبهم في تزكية النفوس، ويحثهم على مكارم األخالق، ويصrrف لهم الجنrrة والنrrار كأنهمrrا رأي عين، ويعظهم بمواعrrrظ بليغrrrة تشrrrرح الصrrrدور وتغذى األرواح، وتحدو بهم إلى جو آخrrر غrrير

الذي كان فيه المجتمع البشرى آنذاك.

30

Page 31: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وهكذا مرت ثالثrrة أعrrوام، والrrدعوة لم تrrزل مقصورة على األفrrراد، ولم يجهrrر بهrrا النrrبي صrrrلى اللrrrه عليrrrه وسrrrلم في المجrrrامع

،إال أنها عرفت لrrدى قrrريش، وفشrrاوالنوادي ذكر اإلسالم بمكة، وتحrrدث بrrه النrrاس، وقrrدا، واعتrrدوا على بعض jrrهم أحيانrrه بعضrrتنكر ل ا حيث jيرrrه كثrrوا بrrالمؤمنين، إال أنهم لم يهتم لم يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

لدينهم، ولم يتكلم في آلهتهم.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 9 )وسلم عند الجهر بالدعوة

ما تكrrونت جماعrrة من المؤمrrنين تقrrومعنrrد على األخrrوة والتعrrاون، وتتحمrrل عبء تبليrrغ

الrrوحيالرسrrالة وتمكينهrrا من مقامهrrا نrrزل يكلف رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم

الدعوة، ومجابهة الباطل بالحسنى. بإعالن

�نذ�ر� وأول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى: }و�أ�ين�{ ]الشعراء: ب ��ق�ر �ك� األ� ت �ير [214ع�ش�

31

Page 32: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ودعrrا رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم عشيرته بrrني هاشrrم بعrrد نrrزول هrrذه اآليrrة، فجاءوا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبrrد. فلما jمناف، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجال أراد أن يتكلم رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم بادره أبو لهب وقال:

هrrrؤالء عمومتrrrك وبنrrrو عمrrrك فتكلم، ودع ة، واعلم أنrrه ليس لقومrrك بrrالعربأالصrrب

قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخrrذك، فحسrrبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليrrه فهrrو أيسر عليهم من أن يثب بrك بطrون قrريش، وتمrrدهم العrrرب، فمrrا رأيت أحrrدjا جrrاء على بني أبيه بشر مما جئت بrrه، فسrrكت رسrrول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، ولم يتكلم في

ذلك المجلس.

ثم دعاهم ثانية وقال:

الحمrrد للrrه، أحمrrده وأسrrتعينه، وأومن بrrه، وأتوكل عليه. وأشهد أن ال إله إال الله وحrrده ال شrrريك لrrه. ثم قrrال: إن الرائrrد ال يكrrذب

رسrrوليأهله، واللrrه الrrذي ال إلrrه إال هrو، إن الله إليكم خاصrrة وإلى النrrاس عامrrة، واللrrه

32

Page 33: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملrrون، وإنهrrا الجنrrة أبrrدjا أو

النار أبدjا.

فقال أبو طالب:

مrrا أحب إلينrrا معاونتrrك، وأقبلنrrا لنصrrيحتك، وأشrrد تصrrديقjا لحrrديثك. وهrrؤالء بنrrو أبيrrك مجتمعrrrون، وإنمrrrا أنrrrا أحrrrدهم، غrrrير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت بrrه. فواللrrه ، ال أزال أحوطrrك وأمنعrrك، غrrير أن

على فrrراق دين عبrrدتطrrاوعني ال نفسrrيالمطلب.

فقال أبو لهب:

هذه والله السوأة، خrrذوا على يديrrه قبrrل أن.يأخذ غيركم

فقال أبو طالب: والله لنمنعه ما بقينا.

وبعد تأكد النبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم من تعهد أبي طالب بحمايته وهrrو يبلrrغ عن ربrrه، صعد النبي صلى الله عليrrه وسrrلم ذات يrrوما، ثم هتrrف: )يrrا jعلى الصفا، فعال أعالها حجر صباحاه( وكانت كلمة إنذار تخrrبر عن هجrrوم

33

Page 34: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

جيش أو وقrrوع أمrrر عظيم. ثم جعrrل ينrrادى بطون قريش، ويدعوهم قبائل قبائل: يا بrrني فهر، يا بني عدى، يا بني فالن، يا بrrني فالن، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب. فلمrrا

سمعوا قالوا: من هذا الذي يهتف؟

قالوا: محمد. فأسrrرع النrrاس إليrrه، حrrتى إن الرجل إذا لم يسrrتطع أن يخrrرج إليrrه أرسrrلرسوالj لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش.

فلما اجتمعrrوا قrrال: أرأيتكم لrrو أخrrبرتكم أن jيربالواديخيالrrد أن تغrrف�ح هذا الجبل تري � بس

؟. يعليكم أكنتم م�ص�د�ق�

jا، مrrا جربنrrا قالوا: نعم، ما جربنrrا عليrrك كrrذبعليك إال صدقjا.

عrrذاب شrrديد،يrrدي نذير لكم بين إنيقال: )د�و�يإنمrrا مثل �rrل رأي العrrل رجrrومثلكم كمث

�أ أهله ب �ر� أي يتطلع وينظrrر لهم من-فانطلق ي أن-خشrrيمكrrان مرتفrrع لئال يrrدهمهم العrrدو

.يسبقوه فجعل ينادى: يا صباحاه

ثم دعrrاهم إلى الحrrق، وأنrrذرهم من عrrذابالله ، فخص وعم فقال:

34

Page 35: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من اللrrه ، ال أملrrك لكمفrrإنيأنقذوا أنفسكم من النار،

ا، وال أغrrنى عنكم من jrrا وال نفع jرrrه ضrrمن الل jا. الله شيئ

، أنقrrذوا أنفسrrكم منلrrؤييrrا بrrني كعب بن ا وال نفعjا. jالنار، فإني ال أملك لكم ضر

يrrا بrrني مrrرة بن كعب، أنقrrذوا أنفسrrكم منالنار.

، أنقrrذوا أنفسrrكم منقصrrييrrا معشrrر بrrني ا وال نفعjا. فإنيالنار، jال أملك لكم ضر

يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم منا والفrrإنيالنrrار، jرrrه ضrrك لكم من اللrrال أمل

jا. نفعjا، وال أغنى عنكم من الله شيئ

يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار.

يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار.

يا معشر بني عبد المطلب، أنقrrذوا أنفسrrكما،فrrإنيمن النار، jrrا وال نفع jرrrك لكم ضrrال أمل

jا، منسrrلونيوال أغrrنى عنكم من اللrrه شrrيئjا. مالي ماشئتم، ال أملك لكم من الله شيئ

35

Page 36: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يا عباس بن عبد المطلب، ال أغنى عنrrك منjا. الله شيئ

يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ،jا. ال أغنى عنك من الله شيئ

ماسلينييا فاطمة بنت محمد رسول الله ، ، أنقrrذى نفسrrك من النrrار،مrrاليشrrئت من

ا، وال أغrrنىفrrإني jrrا وال نفع jرrrك ضrrك لrrال أمل jا. عنك من الله شيئ

�لهrا �بال �ها ب �ل ا سrأب jrلها-غير أن لكم رحمrأي أص حسب حقها.

ولما تم هrrذا اإلنrrذار انفض النrrاس وتفرقrrوا، وال يrrذكر عنهم أي ردة فعrrل، سrrوى أن أبrrا لهب واجrrه النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم

.بالسوء

وقrrال: تبrrا لrrك سrrائر اليrrوم، ألهrrذا جمعتنrrا؟{ ]سrrورة �ب� �ه�ب� و�ت �ي ل ب

� د�ا أ �rrت� ي� �ب فrrنزلت: }ت[. 1المسد:

كانت هذه الصيحrrrة العاليrrة هي غايrrة البالغ، فقد أوضح الرسول صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ألقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة

36

Page 37: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هrrو حيrrاة الصrrالت بينrrه وبينهم، وأن عصrrبة القرابrrة الrrتي يقrrوم عليهrrا العrrرب ذابت في

من عند الله . اآلتيحرارة هذا اإلنذار

ولم يزل هذا الصrrوت يrrرتج دويrrه في أرجrrاءا �rrم� د�ع� ب �rrاص� مكة حrrتى نrrزل قولrrه تعrrالى: }ف

�ين�{ ]الحجر: ر�ك �م�ش� �ع�ر�ض� ع�ن� ال �ؤ�م�ر� و�أ [،94ت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعوة إلى اإلسالم في مجrrامع المشrrركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله ، ويقول لهم� د�وا �rrاع�ب � و�م �rrا ق �rrما قالته الرسل ألقوامهم: }ي ه�{ ]األعrrراف: ر� �rrي��rrrه� غ �ل �م م�ن� إ �ك ا ل �rrهَ مrrالل

[،وبدء يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان59ا وعلى رءوس jارrrا جه jيصلى بفناء الكعبة نهار

األشهاد.

وقد نالت دعوتrrه مزيrrدjا من القبrrول، ودخrrل الناس في دين الله واحدjا بعد واحد. وحصrrل بينهم وبين من لم يسrrrrلم من أهrrrrل بيتهم تباغض وتباعد وعنrrاد واشrrمأزت قrrريش من

كل ذلك، وساءهم ما كانوا يبصرون.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

37

Page 38: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

( ابتًالؤه صلى الله عليه 10 )وسلم بقول الكفار فيه بأنه

كاهن أو مجنون أو شاعر أو ساحر أو كذاب

الجهر بالدعوةعندما جاء موعد الحج , وكان لم يمض عليrrه إال أيrrام أو أشrrهر معrrدودة ، وعrrرفت قrrريش أن وفrrود العrrرب سrrتقدم عليهم، فrrرأت أنrrه البrrد من كلمrrة يقولونهrrا للعrrرب، في شrrأن محمrrد صrrلى اللrrه عليrrه وسلم حتى ال يكون لدعوتrrه أثrrر في نفrrوس العrrرب، فrrاجتمعوا إلى الوليrrد بن المغrrيرة يتداولون في تلك الكلمة، فقrrال لهم الوليrrد: أجمعوا فيه رأيًـrrا واحrrدjا،وال تختلفrrوا فيكrrذبا، jrrه بعضrrولكم بعضrrرد قrrا، وي jrrكم بعضrrبعض

jا نقول به. قالوا: فأنت فقل، وأقم لنا رأي

قال: بل أنتم فقولوا أسمع.

قالوا: نقول: كاهن.

قال: ال والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهrrانم�ة الكاهن وال سجعه. �م�ز �فما هو بز

38

Page 39: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

.قالوا: فنقول: مجنون

قrrال: مrrا هrrو بمجنrrون، لقrrد رأينrrا الجنrrونه وال �rrrج� �خ�ال ه وال ت �rrrق� ن � وعرفنrrrاه، مrrrا هrrrو بخ

وسوسته.

قالوا: فنقول: شاعر.

قال: ما هو بشاعر، لقrrد عرفنrrا الشrrعر كلrrه�س�وطه، �وضه وم�ب ج�ه وق�ر�يض�ه وم�ق�ب �ه وه�ز �ج�ز � ر

.فما هو بالشعر

قالوا: فنقول: ساحر.

قrrال: مrrا هrrو بسrrاحر، لقrrد رأينrrا السrrحار�ه�م وال عق�د�ه�م. �ف�ث وسحرهم، فما هو بن

قالوا: فما نقول؟

قrrrال: واللrrrه إن لقولrrrه لحالوة، وإن عليrrrهاة، �rrن �ه لج �rrع ذ�ق، وإن ف�ر� �rrلطالوة وإن أصله لع jا إال عrrرف أنrrه وما أنتم بقائلين من هذا شrrيئ باطrrل، وإن أقrrرب القrrول فيrrه ألن تقولrrوا: ساحر. جاء بقrrول هrrو سrrحر، يفrrرق بrrه بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيrrه، وبين المrrرء

39

Page 40: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وزوجته، وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنrrهبذلك.

وتفيد بعض الروايات أن الوليد لما رد عليهم.كل ما عرضوا له

.قالوا: أرنا رأيك الذي ال غضاضة فيه

حrrتى أفكrrر في ذلrrك،أمهلrrونيفقrrال لهم: فظل الوليد يفكر ويفكر حتى أبدى لهم رأيrrه

الذي ذكر آنفjا.

وفي الوليد أنزل الله تعالى ست عشرة آيrrة:من سورة المدثر

jاال �rrه� م �rrل�ت� ل��ق�ت� و�ح�يrrدjا و�ج�ع ل ��ي و�م�ن� خ ن }ذ�ر�

�م� �م�ه�يrrدjا ث ه� ت �rrدت� ل �rrه�ه�ودjا و�م �ين� ش� �ن م�م�د�ودjا و�ب�يrrدjا ا ع�ن �rrن� �ات ي ان� آل� �rrه� ك �rrن� �ال� إ ز�يrrد� ك

� �ن� أ ع� أ �rrط�م� ي�ف �rrي� ل� ك �rrق�ت�د�ر� ف �rrق�ر� و �rrك�ه� ف �rrن� ه�ق�ه� ص�ع�ودjا إ ر�

� أ � س

��س �م� ع�ب ر� ث �rrظ� �م� ن د�ر� ث �rrق �ف �rrي� ل� ك �rrم� ق�ت� د�ر� ث �rrق

��ر �ب �ك ت �rrاس�ر� و �rrد�ب� �م� أ ر� ث �rrس� �ال� و�ب ذ�ا إ �rrن� ه� ال� إ �rrق� ف

ر� �rrش� �ب و�ل� ال �rrال� ق� ذ�ا إ �rrن� ه� �ر� إ �ؤ�ث ح�ر� ي �يه� س� ل �rrص� أ � س

{ وفي خاللهrrا صrrور كيفيrrة تفكrrيره، �ق�ر �rrس

�م� د�ر� ث �rrق �ف �rrي� ل� ك �rrق�ت�د�ر� ف �rrق�ر� و �rrك��ه� ف �ن فقال: }إ

�م� ر� ث �rس� �س� و�ب �م� ع�ب ر� ث �rظ� �م� ن د�ر� ث �rق �ف �rي� ل� ك �rق�ت 40

Page 41: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�ن� �ر� إ ؤ�ث �rrح�ر� ي �ال� س� �ن� ه�ذ�ا إ �ر� ف�ق�ال� إ �ب �ك ت �ر� و�اس� د�ب� أ

ر�{ ��ش �ب �ال� ق�و�ل� ال .ه�ذ�ا إ

وبعrrد أن اتفrrق المجلس على هrrذا القrrرار أخذوا في تنفيذه، فجلسوا بسبل الناس حين قدموا للموسrrم، ال يمrrر بهم أحrrد إال حrrذروه

إياه وذكروا لهم أمره.

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فخrrرجة �rrن�اظ وم�ج �rrازلهم وفي ع�كrrيتبع الناس في من

از، يrrدعوهم إلى اللrrه ، وأبrrو لهبوذي �rrج� الموراءه يقول: ال تطيعوه فإنه صابئ كذاب.

وأدى ذلrrك إلى أن صrrدرت العrrرب من ذلrrك الموسم بأمر رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم وانتشر ذكره في بالد العرب كلها.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 11 ) وسلم بسَخرية وتحقير

واستهزاء وتكذيب وضحكالكفار منه

41

Page 42: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولمrrا فrrرغت قrrريش من الحج فكrrرت في أسrrاليب تقضrrى بهrrا على هrrذه الrrدعوة في

مهدها. وتتلخص هذه األساليب فيما يلي:

قصدوا بها تخذيل المسلمين، وتوهين قواهم المعنوية، فرموا النبي صلى الله عليه وسلم

بتهم هازلة، وشتائم سفيهة

:فكانوا ينادونه بالمجنون

�ك �rrن� �ر� إ ه� الrrذ�ك �rrي� ل� ع�ل ز� �rrذ�ي ن �rrا ال �rrه� ي� �ا أ � ي �وا }و�ق�ال

�ون�{ ]الحجر: �م�ج�ن .[6ل

:ويصمونه بالسحر والكذب

�ال �rrrق��ه�م� و اءه�م م�نrrrذ�ر� م�ن �rrrن ج� وا أ �rrrج�ب� }و�ع{ ]ص: �ذ�اب� اح�ر� ك �ون� ه�ذ�ا س �اف�ر� �ك [4ال

وكانوا يشيعونه ويستقبلونه بنظرات ملتهمrrة:ناقمة، وعواطف منفعلة هائجة

�ص�ار�ه�م� ب� �أ �ك� ب �ق�ون ل �ز� �ي وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �اد� ال �ك �ن ي }و�إ

ون�{ �rrج�ن��م ه� ل �rrن� ون� إ �rrق�ول� �ر� و�ي م�ع�وا الrrذ�ك �rrا س �rrم� ل[51]القلم:

وكrrان إذا جلس وحولrrه المستضrrعفون منأصحابه استهزأوا بهم وقالوا:

42

Page 43: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ا{ �rrن� �ن �ي �ه�م م�ن ب �ي هؤالء جلسrrاؤه }م�ن� اللrrهُ ع�ل�س� اللrrهُ 53]األنعrrام: �ي �ل [، قrrال تعrrالى: }أ

�ر�ين�{ ]األنعام: اك �الش� �م� ب �ع�ل �أ .[53ب

:وكانوا كما قص الله علينا

وا �rrن�ذ�ين� آم �rrال �� م�ن �وا ان �rrوا ك �rrم ��ج�ر ذ�ين� أ �rrن� ال� }إ�ذ�ا ون� و�إ ام�ز� �rrrغ� �ت �ه�م� ي � ب وا ر� �rrrا م��ذ �ون� و�إ ح�ك �rrrض� ي

و�ه�م�� أ ��ذ�ا ر � ف�ك�ه�ين� و�إ وا �rrب� �ه�م� انق�ل ه�ل

� �ل�ى أ � إ وا �rrب� انق�ل

�ه�م� �ي �وا ع�ل ل �rrس ر�� ا أ �rrم��ون� و ال �rrض�ء ل �ؤ�ال �rrن� ه� �وا إ ق�ال

[33: 29ح�اف�ظ�ين�{ ]المطففين:

وقد أكثروا من السrrخرية واالسrrتهزاء وزادواjا حrrتى أثrrر jا فشrrيئ من الطعن والتضحيك شيئ ذلك في نفس رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم، كما قال الله تعالى:

}�ون �rrق�ول� �م�ا ي ك� ب �ض�يق� ص�د�ر� �ك� ي �ن �م� أ �ع�ل �ق�د� ن }و�ل.[97]الحجر:

ثم ثبته الله وأمrrره بمrrا يrrذهب بهrrذا الضrrيقفقال:

�د� اج�د�ين� و�اع�ب �ن م�ن� الس� �ك� و�ك ب ��ح�م�د� ر �ح� ب ب � }ف�س�ق�ين�{]الحجر: �ي �ك� ال �ي ت

� �أ �ى ي �ك� ح�ت ب �.[99، 98ر

43

Page 44: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقrrrد أخrrrبره من قبrrrل أنrrrه يكفيrrrه هrrrؤالءالمستهزئين حيث قال:

�ع �rrم �ون �rrل��ج�ع ذ�ين� ي �rrال ��ين �ه�ز�ئ ت �م�س� �اك� ال �ن �ف�ي �ا ك �ن }إ{ ]الحجrrر: �ون �rrل��ع�م و�ف� ي �rrس�ر� ف �rrا آخjهrrrل� اللهِ إ

95 ،96].

jاالrrوف ينقلب وبrrذا سrrبره أن فعلهم هrrوأخ عليهم فقال:

�اق �rrح�ك� ف �rrل� ل� م�ن ق�ب �rrس �ر� �ه�ز�ىء� ب ت �rrد� اس �rrق� }و�ل}��ه�ز�ؤ�ون ت �س� �ه� ي � ب �وا �ان �ه�م م�ا ك � م�ن وا خ�ر� ��ذ�ين� س �ال ب

[. 10]األنعام:

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 12 )وسلم بإثارة الشبهات حوله

وتكَّثيف الدعايات الكاذبة

44

Page 45: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقrrد أكrrثروا من ذلrrك وتفننrrوا فيrrه بحيث ال يبقى لعامة الناس مجrrال للتrrدبر في دعوتrrه

والتفكير فيها، فكانوا يقولون عن القرآن:

�{ ]األنبيrrاء: �م �ح�ال غ�اث� أ �rrض� [ يراهrrا محمrrد5}أ.بالليل ويتلوها بالنهار

اه�{ من عند نفسه ��ر �ل� اف�ت .ويقولون: }ب

} ر� ��ش �م�ه� ب �ع�ل �م�ا ي �ن .ويقولون: }إ

ه� �rrي� ه� ع�ل �rrان��ع اه� و�أ ��ر �ف�ك� اف�ت �ال� إ �ن� ه�ذ�ا إ وقالوا: }إون�{ ]الفرقrrان: [ أي اشrrترك هrrو4ق�و�م� آخ�ر�

وزمالؤه في اختالقه.

�م�ل�ى ا ف�ه�ي� ت �rrه� �ب �ت �ت �ين� اك و�ل� اط�ير� األ� �rrس

� �وا أ ال �rrق� }و{ ]الفرقان: jص�يال� ةj و�أ ��ر �ك �ه� ب �ي [ 5ع�ل

jا يتrrنزل ا أو شrrيطان jrrه جنrrالوا: إن لrrا قrrوأحيان عليrrrه كمrrrا يrrrنزل الجن والشrrrياطين على

الكهان. قال تعالى ردjا عليهم:

ل� ز� �rrن� �اط�ين� ت ي �rrل� الش �ز� �ن �م� ع�ل�ى م�ن ت �ك �ئ �ب �ن }ه�ل� أ�يم�{ ]الشعراء: �ث �ف�اك� أ �ل� أ [،222، 221ع�ل�ى ك

أي إنها تrrنزل على الكrrذاب الفrrاجر المتلطخjا، ومrrا وجrrدتم بتم على� كrrذب بالذنوب، وما جر�

45

Page 46: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

في فسقjا، فكيف تجعلون القرآن من تنزيrrلالشيطان؟

ا قrrالوا عن النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه jrrوأحيان وسrrلم: إنrrه مصrrاب بنrrوع من الجنrrون، فهrrو

، ثم يصوغها في كلمات بديعةالمعانييتخيل رائعة كما يصوغ الشعراء، فهو شاعر وكالمه

شعر. قال تعالى ردjا عليهم:

�ه�م� ف�ي ن� ر� أ �rrم� ت� �ل او�ون� أ �rrغ� �ع�ه�م� ال �ب �ت اء ي �ع�ر }و�الش�

}��ف�ع�ل�ون �ون� م�ا ال� ي �ق�ول �ه�م� ي ن� �ه�يم�ون� و�أ �ل� و�اد� ي ك

[ فهذه ثالث خصrrائص226: 225]الشعراء: يتصف بها الشrrعراء ليسrrت واحrrدة منهrا في النبي صلى الله عليه وسrلم، فالrذين اتبعrوه هrrداة مهتrrدون، متقrrون صrrالحون في دينهم وخلقهم وأعمrrrالهم وتصrrrرفاتهم، وليسrrrت عليهم مسrrحة من الغوايrrة في أي شrrأن من شئونهم، ثم النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم ال يهيم في كل واد كما يهيم الشrrعراء، بrrل هrrو يrrدعو إلى رب واحrrد، ودين واحrrد، وصrrراط واحد، وهو ال يقول إال ما يفعل، وال يفعrrل إال ما يقrrول، فrrأين هrrو من الشrrعر والشrrعراء؟

وأين الشعر والشعراء منه. 46

Page 47: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هكذا كان يرد عليهم بجواب مقنع حrrول كrrل شبهة كrrانوا يثيرونهrrا ضrrد النrrبي صrrلى اللrrه

عليه وسلم والقرآن واإلسالم.

ومعظم شبهتهم كانت تدور حول التوحيد، ثم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعث األمrrوات ونشrrرهم وحشrrرهم يrrوم القيامrrة، وقد رد القرآن على كل شrrبهة من شrrبهاتهم حول التوحيد، بل زاد عليها زيادات أوضح بها هذه القضية من كل ناحية، وبين عجز آلهتهما ال مزيrrد عليrrه، ولعrrل هrrذا كrrان مثrrار jزrrعج غضبهم واسrrتنكارهم الrrذي أدى إلى مrrا أدى

إليه.

أما شبهاتهم في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم مع اعترافهم بصدق النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم وأمانتrrه وغايrrة صrrالحه وتقrrواه، كrrانوا يعتقrrدون أن منصrrب النبrrوة والرسالة أجrrل وأعظم من أن يعطى لبشrrر،، والرسrrول ال يكrrون jوالrrون رسrrفالبشر ال يك ا حسrrب عقيrrدتهم. فلمrrا أعلن رسrrول jرrrبش الله صلى الله عليه وسrrلم عن نبوتrrه، ودعrrا

إلى اإليمان به تحيروا وقالوا: 47

Page 48: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�م�ش�ي ف�ي �ل� الط�ع�ام� و�ي �ك �أ س�ول� ي }م�ال� ه�ذ�ا الر�{ ]الفرقان: و�اق� �س� .[7األ�

وقrrالوا: إن محمrrدjا صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمي�ء�{ �rrر� م�ن ش ��ش ل� اللهُ ع�ل�ى ب ��نز بشر،و }م�ا أ

.[19]األنعام:

��اب �ت �ك ل� ال ��نز فقال تعالى ردjا عليهم:}ق�ل� م�ن� أاس�{، �rrلن� دjى ل �rrه�ا و jور �rrى ن �rrه� م�وس �rrاء ب��ذ�ي ج الوكانوا يعرفون ويعترفون بأن موسى بشر.

ورد عليهم أيضjا بأن كل قوم قrrالوا لرسrrلهم

ر� �rrrش� � ب �ال �م� إ �نت �ن� أ ا على رسrrrالتهم: }إ jارrrrإنك �ا{ ]إبراهيم: �ن �ل �ه�م�10م�ث ل �rrس �ه�م� ر� [، فr }ق�ال�ت� ل

�م�ن� ع�ل�ى �rك�ن� اللهَ ي �م� و�ل �ك �ل ر� م�ث ��ش � ب �ال �ح�ن� إ �ن ن إاد�ه�{ ]إبrrrrراهيم: �rrrrاء م�ن� ع�ب �rrrrش� [.11م�ن ي

ا، وال jرrrون إال بشrrل ال يكونrrاء والرسrrفاألنبي منافاة بين البشرية والرسالة.

وحيث إنهم كrrانوا يعrrترفون بrrأن إبrrراهيم و إسrrماعيل وموسrrى r عليهم السrrالم r كrrانواjاالrدوا مجrإنهم لم يجrا، ف jرrrانوا بشrrوك jالrrرس

.لإلصرار على شبهتهم هذه

48

Page 49: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقالوا:ألم يجrrد اللrrه لحمrrل رسrrالته إال هrrذا اليتيم المسكين،مrrا كrrrان اللrrه ليrrترك كrrrبار أهrل مكrrrة والطrrائف ويتخrrذ هrrذا المسrrكينآن� ع�ل�ى ر� �rrق� ذ�ا ال �rrه �ل ز� �rrن �و�ال �rrوا ل� ال �rrق�}و jوالrrرس

�ن� ع�ظ�يم�{ ]الزخrrرف: �ي �ت ي ر� �rrق� ل� م�ن� ال �rrج � [،31ر�ة �rrح�م �م�ون� ر �rrق�س� �ه�م� ي قال تعالى ردjا عليهم:}أ

{ ]الزخrrrرف: �ك �rrrب � الrrrوحي[، يعrrrنى أن 32ر�ث� �م� ح�ي �ع�ل والرسالة رحمة من اللrrه و}اللrrهُ أ

�ه�{ ]األنعام: �ت ال ��ج�ع�ل� ر�س [. 124ي

وانتقلوا بعد ذلك إلى شبهة أخرى، قالوا:

إن رسل ملوك الدنيا يمشون في موكب من الخدم والحشrrم، ويتمتعrrون باألبهrrة والجالل، ويوفر لهم كل أسباب الحياة، فما بال محمد يدفع في األسrrواق للقمrrة عيش وهrrو يrrدعى

أنه رسول الله ؟

�ام �rrل� الط�ع �rrك� �أ ول� ي �rrس ذ�ا الر� �rrال� ه �rrوا م� ال �rrق� }وك� �rrل�ه� م �rrي� �ل �نrrز�ل� إ و�ال� أ �rrاق� ل�و �rrس� ي ف�ي األ� �rrم�ش� و�يون� �rrك� و� ت

� نز� أ �rrه� ك� �ي �ل �ق�ى إ �ل و� ي� ا أ jذ�ير� �ون� م�ع�ه� ن �ك ف�ي

�ون �rrع� �ب �ت �ن ت �م�ون� إ �ه�ا و�ق�ال� الظ�ال �ل� م�ن �ك �أ �ة� ي ن ��ه� ج لا{ ]الفرقان: jح�ور ج�الj م�س� ��ال� ر .[8: 7إ

49

Page 50: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ورد على شبهتهم هrrذه بrrأن محمrrدjا رسrrول، يعنى أن مهمته هو إبالغ رسالة الله إلى كrrل صrrغير وكبrrير، وضrrعيف وقrrوى، وشrrريف ووضrrيع، وحrrر وعبrrد، فلrrو لبث في األبهrrة والجالل والخrrrrrدم والحشrrrrrم والحrrrrrرس والمواكبين مثل رسل الملوك، لم يكن يصل إليه ضعفاء الناس وصغارهم حتى يسrrتفيدوا به، وهم جمهور البشر، وإذن فrrاتت مصrrلحة

الرسالة، ولم تعد لها فائدة تذكر.

أمrrا إنكrrارهم البعث بعrrد المrrوت فلم يكن عنrrrدهم في ذلrrrك إال التعجب واالسrrrتغراب

واالستبعاد العقلي، فكانوا يقولون:

�ون �rع�وث� �م�ب ا ل �rن� �ئ ا أ jrام�ا و�ع�ظ jrاب ��ر �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ }أ]الصافات: } ��ون و�ل

� األ� �ا �اؤ�ن و�آب� [،وكانوا17، 16أ

�ع�يrrد�{ ]ق: ع� ب �rrج �ك� ر �rrل� [ وكrrانوا3يقولrrون: }ذ

�م� �ك د�ل �rrل� ن� يقولون على سبيل االستغراب: }ه

�م� �ك �ن ق� إ ز� �rrل� م�م� �م� ك ق�ت �ذ�ا م�ز� �م� إ �ك �ئ �ب �ن ج�ل� ي � ع�ل�ى ره� �rrم ب

� jا أ ذ�ب �rrى اللهِ ك�ى ع�ل ��ر ف�ت� �ف�ي خ�ل�ق� ج�د�يد� أ ل

�ة�{ ]سبأ: ن [. 8، 7ج�

وقد رد عليهم بتبصيرهم ما يجرى في الدنيا، فالrظالم يمrrوت دون أن يلقى جrrزاء ظلمrrه،

50

Page 51: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

والمظلrrوم يمrrوت دون أن يأخrrذ حقrrه من ظالمrrه، والمحسrrن الصrrالح يمrrوت قبrrل أن يلقى جrrrزاء إحسrrrانه وصrrrالحه، والفrrrاجر

يمrوت قبrل أن يعrاقب على سrوءالمسrيء عملrrه، فrrإن لم يكن بعث وال حيrrاة وال جrrزاء بعrrد المrrوت السrrتوى الفريقrrان، بrrل لكrrان الظالم والفاجر أسعد من المظلوم والصالح، وهذا غير معقول إطالقا. وال يتصور من اللrrه

أن يبني نظام خلقه على مثل هذا الفساد.

��م�ج�ر�م�ين ال �rrك ��م�ين ل �م�س� �ج�ع�ل� ال �ف�ن قال تعالى: }أ{ ]القلم: ��م�ون �ح�ك �ف� ت �ي �م� ك �ك .[36، 35م�ا ل

ا �rrم ��م�ج�ر�م�ين ال �rrك ��م�ين ل �rrم�س� ل� ال �rrج�ع� �ف�ن وقال: }أ�م�ون�{ ]ص: �ح�ك �ف� ت �ي �م� ك �ك .[28ل

�ات� �ئ ي �rrوا الس �rrح ��ر ت ذ�ين� اج� �rrال �jم� ح�س�ب وقال: }أ�ح�ات� ال �rrوا الص �rrم�ل�وا و�ع �rrن��ذ�ين� آم �ال �ه�م� ك �ج�ع�ل �ن ن أ} �ون �rrم� �ح�ك ا ي �rrاء م �rrه�م� س� ات �rrم��اه�م و�م ي و�اء م�ح� � س

[. 21]الجاثية:

فقال تعالى ردjا عليrrه:العقليوأما االستبعاد ا{ �rrrrاه� �ن م�اء ب �rrrrالس � م

� ا أ jrrrrق� ل �د� خ �rrrrش� �م� أ �نت �أ }أ�ن� اللrrهَ 27]النازعات: و�ا أ �ر �rrم� ي� و�ل

� [، وقال: }أ

51

Page 52: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

��ع�ي �م� ي ر�ض� و�ل� م�او�ات� و�األ� �rrrالس �ق �rrrل�ذ�ي خ �rrrال

ه� �rrن� �ل�ى إ �ى ب �م�و�ت �ي� ال �ح�ي �ن� ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ �ق�ه�ن� ب ل ��خ ب{ ]األحقrrrاف: د�ير� �rrrي�ء� ق �rrrل� ش �rrrى ك� [،33ع�ل

�و�ال �rrل��ول�ى ف �ة� األ� أ �rrش� �م� الن �م�ت د� ع�ل �rrق� وقrrال: }و�ل{ ]الواقعة: �ون �ر� �ذك [، وبين ما هو معروف62ت

ه�{ �rrي� و�ن� ع�ل �rrه� عقالj وعرفjا، وهو أن اإلعrrادة }أق�27]الrrروم: �rrل�و�ل� خ

� �ا أ �ن د�أ �rrا ب �rrم� [،وقrrال: }ك�ع�يrrrد�ه�{ ]األنبيrrrاء: ا104ن �rrrين� �ف�ع�ي [، وقrrrال: }أ{ ]ق: و�ل�

� �خ�ل�ق� األ� �ال [. 15ب

وهكrذا رد على كrل مrا أثrاروا من الشrبهات عقrrل ولب، ولكنهمذيردjا مفحمjا يقنrrع كrrل

كانوا مشاغبين مستكبرين يريrدون ع�لrrوا في األرض وفرض رأيهم على الخلق، فبقrrوا في

طغيانهم يعمهون.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 13 ) وسلم باضطهاد من آمن

برسالته

jا jا فشrrيئ أعمrrل المشrrركون أسrrاليبهم شrrيئ إلحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السrrنة

52

Page 53: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الرابعة من النبوة، ومضت على ذلك أسrrابيع وشهور وهم مقتصرون على هrrذه األسrrاليب ال يتجاوزونهrrrrrا إلى طريrrrrrق االضrrrrrطهاد والتعذيب، ولكنهم لما رأوا أن هذه األساليبا في إحبrrاط الrrدعوة اإلسrrالمية jrrد نفعrrلم تج استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعrrذيب المسrrrلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخrrrذ كrrrل رئيس يعrrذب من دان من قبيلتrrه باإلسrrالم، وانقض كrrل سrrيد على من اختrrار من عبيrrده

طريق اإليمان.

وكrrrان من الطrrrبيعي أن يهrrrرول األذنrrrاب واألوباش خلف ساداتهم وكبرائهم، ويتحركوا حسrrب مرضrrاتهم وأهrrوائهم، فجrrروا على المسلمين r والسrrيما الضrrعفاء منهم r ويالت تقشعر منها الجلود، وأخذوهم بنقمات تتفطر

لسماعها القلوب.

كان أبو جهل إذا سrrمع برجrrل قrrد أسrrلم لrrه شرف ومنعrrة أنبrrه وأخrrزاه، و أوعrrده بrrإبالغ الخسrrارة الفادحrrة في المrrال، والجrrاه، وإن

كان ضعيفjا ضربه وأغرى به.

53

Page 54: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وكان عم عثمrrان بن عفrrان يلفrrه في حصrrيرمن ورق النخيل ثم يدخنه من تحته.

ولمrrا علمت أم مصrrعب بن عمrrير بإسrrالمه منعته الطعام والشراب، وأخرجتrrه من بيتrrه،ف� جلrrده �rrش��خ ا، فت jوكان من أنعم الناس عيش

تخشف الحية.

�عrrذ�ب حrrتى وكان صهيب بن سنان الrrرومي ييفقد وعيه وال يدرى ما يقول.

وكrrان بالل مrrولى أميrrة بن خلrrف الجمحي،، ثم يسrrلمه jه حبالrrع في عنقrrة يضrrفكان أمي إلى الصrrبيان، يطوفrrون بrrه في جبrrال مكrrة، ويجرونrه حrrتى كrrان الحبrrل يrؤثر في عنقrrه، وهو يقول: أح�د� أح�د�، وكان أمية يrشده شrrrدjا ثم يضربه بالعصا، و يلجئه إلى الجلrrوس في حر الشمس، كمrrا كrrان يكرهrrه على الجrrوع. وأشد من ذلك كله أنه كان يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في الرمضrrاء في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصrrخرة العظيمrrة فتوضrrع على صrrدره، ثم يقrrول: ال واللrrه ال تrrrزال هكrrrذا حrrتى تمrrوت أو تكفrrر بمحمrrد، وتعبد الالت و العزى، فيقول وهrrو في ذلrrك:

54

Page 55: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أحد، أحد، ويقrول: لو أعلم كلمrrة هي أغيrrظ لكم منها لقلتها. ومر بrrه أبrrو بكrrر يومrrا وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغالم أسود، وقيل:

بسبع أواق أو بخمس من الفضة، وأعتقه.

وكان عمار بن ياسر رضrrي اللrrه عنrrه مrrولى لبني مخزوم، أسلم هrrو وأبrrوه وأمrrه، فكrrانr لrrrو جهrrrهم أبrrrوعلى رأس r ركونrrrالمش يخرجrrrونهم إلى األبطح إذا حميت الرمضrrrاء فيعذبونهم بحرها. ومر بهم النبي صrrلى اللrrها آل jبرrrال: )صrrذبون فقrrلم وهم يعrrه وسrrعلي ياسر، فإن موعدكم الجنة(، فمات ياسrrر فيr ارrrأم عم r ميةrrل سrrالعذاب، وطعن أبو جه في قبلهrrا بحربrrة فمrrاتت، وهي أول شrrهيدة في اإلسrrالم، وهي سrrمية بنت خيrrاط مrrوالة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمrrرا كبrrيرة ضrrعيفة. jوزrrانت عجrrزوم، وكrrبن مخ وشrrددوا العrrذاب على عمrrار بrrالحر تrrارة، وبوضrrع الصrrخر األحمrrر على صrrدره أخrrرى، وبغطrrه في المrrاء حrrتى كrrان يفقrrد وعيrrه. وقالوا له: ال نتركrrك حrrتى تسrrب محمrrدjا، أوا، فrrوافقهم jيرrrزى خrrول في الالت و العrrتق

55

Page 56: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ا إلى jذرrrا معت jrrاء باكيrrا، وج jrrك مكرهrrعلى ذل النبي صلى اللrه عليrه وسrلم. فrأنزل اللrه :

�ر�ه �rrك� � م�ن� أ �ال ه� إ �rrان��ع�د� إيم �اللهِ م�ن ب �ف�ر� ب }م�ن ك{اآليrrة ] النحrrل: �يم�ان� �اإل �ن© ب �ه� م�ط�م�ئ �ب 106و�ق�ل

.]

�ه�ة� r واسمه أفلح r مrrولى لبrrني �ي وكان أبو ف�ك عبد الدار، وكrrان من األزد. فكrrانوا يخرجونrrه في نصف النهار في حر شrrديد، وفي رجليrrه قيrrrد من حديrrrد، فيجردونrrrه من الثيrrrاب، ويبطحونrrه في الرمضrrاء، ثم يضrrعون على ظهrrره صrrخرة حrrتى ال يتحrrرك، فكrrان يبقى كذلك حتى ال يعقrrل، فلم يrrزل يعrrذب كrrذلك حrrتى هrrاجر إلى الحبشrrة الهجrrرة الثانيrrة، وكانوا مرة قد ربطوا رجله بحبrrل، ثم جrrروه وألقوه في الرمضاء وخنقوه حrتى ظنrوا أنrه قد مات، فمر بrrه أبrrو بكrrر فاشrrتراه وأعتقrrه

لله.

وكان خبrrاب بن األرت مrrولى ألم أنمrrار بنتباع الخزاعيrrة، وكrrان حrrدادjا، فلمrrا أسrrلم �rrس عذبتrrه موالتrrه بالنrrار، كrrانت تrrأتى بالحديrrدة المحماة فتجعلها على ظهره أو رأسه، ليكفر

56

Page 57: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بمحمrrد صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فلم يكنا وتسrrrليمjا، وكrrrان jrrrك إال إيمانrrrده ذلrrrيزي ا يعذبونrrه فيلrrوون عنقrrه، jrrركون أيضrrالمش ويجذبون شrrعره، وقrrد ألقrrوه على النrrار، ثم

سحبوه عليها، فما أطفأها إال و�د�ك� ظهره.

ة� أم�ةj رومية قد أسrrلمت فعrrذبت ��ير وكانت ز�ن في الله ، وأصيبت في بصrrرها حrrتى عميت، فقيل لها: أصابتك الالت و العزى، فقrrالت: ال والله ما أصابتني، وهrrذا من اللrrه ، وإن شrrاء كشrrفه، فأصrrبحت من الغrrد وقrrد رد اللrrه بصrrرها، فقrrالت قrrريش: هrrذا بعض سrrحر

محمد.

�ي�س، جارية لبني زهرة، فكان وأسلمت أم ع�ب يعذبها المشrrركون، وبخاصrrة موالهrrا األسrrود بن عبد يغوث، وكان من أشد أعrrداء رسrrول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المستهزئين

به.

وأسrrلمت جاريrrة عمrrر بن مؤمrrل من بrrني عدى، فكان عمر بن الخطrrاب يعrrذبها r وهrrو يومئrrذ على الشrrرك r فكrrان يضrrربها حrrتى

57

Page 58: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يفrتر، ثم يrدعها ويقrول: واللrه مrا أدعrك إالسآمة، فتقول: كذلك يفعل بك ربك.

وممrrrن أسلمrrrن وعrrrذبن مrrrن الجrrواري: النهدية وابنتها، وكانتrrا المrrrرأة من بrrني عبrrد

الدار.

ة، كان ��ر وممن عذب من العبيد: عامر بن ف�ه�ييعذب حتى يفقد وعيه وال يدرى ما يقول.

ا بمكrrة، jrrة يومrrر بن أبي قحافrrو بكrrوطيء أب jا شديدjا، دنا منه عتبrrة بن ربيعrrة وضرب ضرب فجعrrل يضrrربه بنعلين مخصrrوفين ويحرفهمrrا لوجهrrه، ونrrزا على بطن أبي بكrrر، حrrتى مrrا يعrrرف وجهrrه من أنفrrه، وحملت بنrrو تيم أبrrا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، وال يشكون في موته، فتكلم آخر النهار فقrrال: مrrا فعrrل رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم؟ فمسrrوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا وقالوا ألمrrه

jا أو تسrrقيهانظريأم الخير: أن تطعميه شيئ إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقrrول: ما فعل رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم؟

بصrrاحبك، فقrrال:ليفقrrالت: واللrrه ال علم إلى أم جميل بنت الخطrrاب فاسrrأليهااذهبي

58

Page 59: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميrrل فقrrالت: إن أبا بكر يسألك عن محمrrد بن عبrrد اللrrه ، قالت: ما أعرف أبrrا بكrrر وال محمrrد بن عبrrد اللrrه ، وإن كنت تحrrبين أن أذهب معrrك إلى ابنك ذهبت، قالت: نعم، فمضrrت معهrrا حrrتىا، فrrدنت أم جميrrل jrrا دنفjوجدت أبا بكر صريع وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قومjا نالوا هذا منك ألهل فسrrق وكفrrر، وإني ألرجrrو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فمrrا فعrrل رسrrول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمrrك

منهrrا، قrrالت:عليrrكتسمع، قrrال: فال شrrيء سالم صالح، فقال: أين هrrو؟ قrrالت: في دار ابن األرقم، قrrrال: فrrrإن للrrrه على أال أذوقjا أو آتى رسrrول اللrrه طعامjا وال أشرب شrrراب صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فأمهلتrrا حrrتى إذاج�ل، وسكن الناس خرجتا به، يتكئ هدأت الر� عليهما، حتى أدخلتrاه على رسول الله صلى

الله عليه وسلم.

وأوذي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أيضjا:

فقد أخذه نوفل بن خويلد العدوى، وأخذ معه طلحة بن عبيد الله فشدهما في حبل واحrrد،

59

Page 60: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ليمنعهما عن الصالة وعن الدين فلم يجيبrrاه، فلم يروعاه إال وهما مطلقان يصليان؛ ولذلك سميا بالقرينين، وقيل: إنما فعل ذلك عثمان بن عبيد الله أخو طلحة بن عبيد اللrrه رضrrي

الله عنه.

والحاصrrل أنهم لم يعلمrrوا بأحrrد دخrrل في اإلسالم إال وتصدوا له باألذى والنكrrال، وكrrانا بالنسrrrبة لضrrrعفاء jورrrrميس jهالrrrك سrrrذل المسلمين، والسيما العبيد واإلماء منهم، فلم يكن من يغضrrrب لهم ويحميهم، بrrrل كrrrانت السrrrادة والرؤسrrrاء هم أنفسrrrهم يقومrrrون بالتعrrذيب ويغrrرون األوبrrاش، ولكن بالنسrrبة لمن أسلم من الكبrrار واألشrrراف كrrان ذلrrكjا جrrrدjا؛ إذ كrrrانوا في عrrrز ومنعrrrة من صrrrعب قومهم، ولrrذلك قلمrrا كrrان يجrrترئ عليهم إال أشراف قومهم، مع شيء كبrrير من الحيطrrة

والحذر.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 14 ) وسلم بقدوم أشراف قريش

60

Page 61: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لعمه أبوطالب إلثنائه عندعوته لإلسًالم

جاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقrrالواله:

jا وشرفjا ومنزلة فينrrا، يا أبا طالب، إن لك سن وإنrrا قrrد اسrrتنهيناك من ابن أخيrrك فلم تنهrrه عنا، وإنrrا واللrrه ال نصrrبر على هrrذا من شrrتم آبائنrrا، وتسrrفيه أحالمنrrا، وعيب آلهتنrrا، حrrتى تكفrrه عنrrا، أو ننازلrrه وإيrrاك في ذلrrك، حrrتى

يهلك أحد الفريقين.

ع�ظ�م على أبي طالب هrrذا الوعيrrد والتهديrrد الشrrديد، فبعث إلى رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه

عليه وسلم وقال له:

يا بن أخي، إن قومك قد جrrاءوني فقrrالوا لي كrrrذا وكrrrذا، فrrrأبق علي� وعلى نفسrrrك، وال تحملني من األمر ما ال أطيrrق، فظن رسrrول الله صلى الله عليrrه وسrrلم أن عمrrه خاذلrrه،

وأنه ضع�ف عن نصرته، فقال:

61

Page 62: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

)يا عم، والله لو وضعوا الشrrمس في يميrrنيr والقمر في يساري على أن أترك هذا األمر

حتى يظهره الله أو أهلك فيه r ما تركته(.

ثم استعبر وبكى، وقام، فلمrا ولى نrاداه أبrو طالب، فلما أقبل قال له: اذهب يrrا بن أخي،�م�ك لشيء أبدjا ل س�

� فقل ما أحببت، فو الله ال أوأنشد:

�د و�س�� والله لن يصلوا إليك بج�م�عِـه�م ** حتى أ

jا في التrrراب دفيrrن

ر� �ش� فاصدع بأمرك ما عليك غ�ض�اض�ة ** وابjا وق�ر� بذاك منك عيون

ولما رأت قريش أن رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليه وسrrلم مrrاض في عملrrه عrrرفت أن أبrrا طالب قد أبي خذالن رسول الله صrrلى اللrrه عليه وسلم، وأنه مجمع لفrrراقهم وعrrداوتهم في ذلك، فذهبوا إليrrه بعمrrارة ابن الوليrrد بن المغrrيرة وقrrالوا لrrه: يrrا أبrrا طrrالب، إن هrrذا�ه�د� فrrتى في قrrريش وأجملrrه، فخrrذه الفتى أن فلك عقلrrه ونصrrره، واتخrrذه ولrrدjا فهrrو لrrك،�م� إلينا ابن أخيك هذا الذي خrrالف دينrrك ل وأس� ودين آبائrrك، وفrrرق جماعrrة قومrrك، وسrrفه

62

Page 63: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أحالمهم، فنقتلrrه، فإنمrrا هrrو رجrrل برجrrل، يفقال: والله لبئس ما تسومونني، أتعطونrrن

ابنكم أغrrذوه لكم، وأعطيكم ابrrني تقتلونrrه؟ هذا والله ما ال يكون أبدjا. فقrrال المطعم بن عدى بن نوفل ابن عبrrد منrrاف: واللrrه يrrا أبrrا طrrالب لقrrد أنصrrفك قومrrك، وجهrrدوا على التخلص مما تكره، فمrrا أراك تريrrد أن تقبrrلjا، فقrrال: واللrrه مrrا أنصrrفتموني، منهم شrrيئ ولكنك قد أجمعت خrrذالني ومظrrاهرة القrrوم

على�، فاصنع ما بدا لك.

ولما فشrrلت قrrريش في هrrذه المفاوضrrات، ولم توفق في إقناع أبي طالب بمنrrع رسrrول الله صلى الله عليه وسلم وكفه عن الrrدعوة إلى الله ، قررت أن يختار سبيال قrrد حrrاولت تجنبه واالبتعاد منه مخافrrة مغبتrrه ومrrا يrrؤول إليه، وهو سبيل االعتrrداء على ذات الرسrrول

صلى الله عليه وسلم.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 15 )وسلم باعتداء كفار مكة عليه

63

Page 64: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

كانت امrrرأة أبي لهب r أم جميrrل أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان r ال تقل عن زوجهrrا في عrrداوة النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، فقد كانت تحمل الشوك، وتضعه في طريق النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم وعلى، وكrrانت امrrرأة سrrليطة تبسrrط فيrrه jبابه ليال لسانها، وتطيل عليه االفتراء والدس، وتؤججا شrrعواء على النrrبي jrrير حربrrة، وتثrrار الفتنrrن صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك وصفها القرآن

بحمالة الحطب.

ولما سrrمعت مrrا نrrزل فيهrrا وفي زوجهrrا من القrrرآن أتت رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم وهو جالس في المسجد عنrrد الكعبrrة،ر� ]أي �rrدها ف�هrrديق وفي يrrر الصrrو بكrrومعه أب بمقدار ملء الكف[ من حجارة، فلمrrا وقفت عليهمrrا أخrrذ اللrrه ببصrrرها عن رسrrول اللrrه صلى الله عليه وسrrلم، فال تrرى إال أبrا بكrر،

أنهبلغنيفقالت: يا أبا بكر، أين صاحبك؟ قد ، والله لو وجدته لضربت بهrrذا الفهrrريهجوني

:ثم قrrالت فاه، أمrrا واللrrه إني لشrrاعرة. �نrrا �ي ثم. م�ذ�م�ما عصينا * وأمره أبينا * ودينه ق�ل

64

Page 65: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

انصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله ، أمrrا ، لقد أخrrذ اللrrهرأتنيتراها رأتك؟ فقال: )ما

ببصرها عني(.

كان أبو لهب يفعل كل ذلك وهrrو عم رسrrول الله صلى الله عليه وسلم وجاره، كrrان بيتrrه ملصrrقا ببيتrrه، كمrrا كrrان غrrيره من جrrيران

.رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذونه

قال ابن إسrrحاق: كrrان النفrrر الrrذين يrrؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته أبا لهب، والحكم بن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيrrrط، وعrrrدى بن حمrrrراء الثقفي،

r وكrrانوا جيرانrrه r لمالهrrذليوابن األصrrداء يسrrلم منهم أحrrد إال الحكم بن أبي العrrاص، فكان أحrrدهم يطrrرح عليrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم رحم الشاة وهو يصلى، وكrrان أحrrدهم يطرحها في برمته إذا نصبت له، حrrتى اتخrrذا jرrrلم حجrrه وسrrه عليrrلى اللrrه صrrول اللrrرس ليستتر به منهم إذا صلى فكrrان رسrrول اللrrه صلى الله عليه وسلم إذا طرحوا عليrrه ذلrrك األذى يخرج بrrه على العrrود، فيقrrف بrrه على

65

Page 66: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بابه، ثم يقول: )يا بني عبد منrrاف، أي جrrوارهذا؟( ثم يلقيه في الطريق.

ط في شrrقاوته- �rrي� وازداد عقبrrة بن أبي م�ع وخبثه، فقrrد روى البخrrاري عن عبrrد اللrrه بن

مسعود رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسrrلم كrrان يصrrلى عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ

وريجيءقال بعضrrهم لبعض: أيكم ز� �rrج � ال �rrبس بني فالن فيضعه على ظهر محمد إذا سrrجد، فrrانبعث أشrrقى القrrوم وهrrو عقبrrة بن أبي

فجاء به فنظrrر، حrrتى إذا سrrجد النrrبي معيط وضrrع على ظهrrره بين كتفيrrه، وأنrrا أنظrrر، الjا، لو كانت لي منعة، قrrال: فجعلrrوا أغنى شيئ يضrrحكون، ويحيrrل بعضrrهم على بعضrrهم أيا jرrrrا وبط jrrrهم على بعض مرحrrrل بعضrrrيتماي ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، ال يرفع رأسrrه، حrrتى جاءتrrه فاطمrrة، فطرحتrrه عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: اللهم عليك بقrrريش ثالث مrrرات، فشrrق ذلrrك عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مسrrتجابة، ثم سrrمى: اللهم عليrrك

66

Page 67: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعrrة، والوليrrد بن عتبrrة، وأميrrة بن خلrrف، وعقبrrrة بن أبي معيrrrط r وعrrrد السrrrابع فلم

بيrrده لقrrد رأيتنفسrrينحفظrrه r فوالrrذي الذين عد� رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم

صرعى في الق�ل�يب، قليب بدر.

وكrrان أميrrة بن خلrrف إذا رأي رسrrول اللrrه صلى الله عليrrه وسrrلم همrrزه ولمrrزه. وفيrrهة�{ ]سrrورة �ز �rrم� ة� ل �ز �rrل� ه�م �rrك� ل� ل �rrي� نrrزل: }و

[ قrrال ابن هشrrام: الهمrrزة: الrrذي1الهمrrزة: يشتم الرجل عالنيrrة، ويكسrrر عينيrrه، ويغمrrزا، jرrrrاس سrrrذي يعيب النrrrزة: الrrrه. واللمrrrب

ويؤذيهم.

أما أخوه أبي بن خلف فكrrان هrrو وعقبrrة بن أبي معيط متصافيين. وجلس عقبة مrrرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، فلماjا أنبه وعاتبه، وطلب منه أن يتفل بلغ ذلك أبي في وجه رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلما jrrrه فت عظمrrrف نفسrrrل، وأبي بن خلrrrففع رميمjا ثم نفخrrه في الrrريح نحrrو رسrrول اللrrه

صلى الله عليه وسلم. 67

Page 68: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ر�يق الثقفي ممن ينrrال �rrان األخنس بن شrrوك من رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم وقrrد وصفه القرآن بتسع صفات تدل على ما كانل� �rrع� ك �rrط� عليه، وهي في قولrrه تعrrالى:} و�ال� ت

ر� �rrي��خ �ل اع� ل �rrن�� م �م�يم �ن اء ب �rrاز� م�ش �rrم�ف� م�ه�ين� ه ح�ال��يم�{ ]القلم: ن �ك� ز �rrل�د� ذ �rrع� ل� ب �rrع�ت � �يم �ث �د� أ :10م�ع�ت

13 .]jا إلى رسrrول اللrrهيجيءوكان أبو جهل أحيان

صلى الله عليه وسلم يسمع منه القrrرآن، ثم يذهب عنه فال يؤمن وال يطيع، وال يتrrأدب وال يخشى، ويؤذى رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بrrالقول، ويصrrد عن سrrبيل اللrrه ، ثما بما ارتكب من jبما فعل، فخور jيذهب مختاال jا يrذكر، وفيrه نrزل: الشر، كأن ما فعrل شrيئ

ل�ى{ ]القيامrrة: �rrص � [، وكrrان31}ف�ال� ص�د�ق� و�ال يمنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصrrالة منذ أول يوم رآه يصلى في الحرم، ومرة مر به وهو يصلى عند المقrrام فقrrال: يrrا محمrrد، ألم أنهrrك عن هrrذا، وتوعrrده، فأغلrrظ لrrrrه رسrول الله صلى الله عليه وسلم وانتrrrهره،

؟ أما واللهتهددني شيءفقال: يا محمد، بأي ا. فrrأنزل اللrrهالrrواديإني ألكrrثر هrrذا jrrنادي

68

Page 69: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ة�{ ]العلrrق: �rrي� �ان ب �د�ع� الز� ن �rrه س �rrاد�ي� �د�ع� ن �ي ،17}ف�ل [. وفي رواية أن النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه18

وسrrلم أخrrذ بخناقrrه وهrrزه، وهrrو يقrrول لrrه:و�ل�ى{

� أ �rrrف �ك �rrrى ل�و�ل� �م� أ و�ل�ى ث

� أ �rrrف �ك �rrrى ل�و�ل� }أ

أتوعدني[ فقال عدو الله : 35، 34]القيامة: يrrا محمrrد؟ واللrrه ال تسrrتطيع أنت وال ربrrك

jا، وإني ألعز من مشى بين جبليها. شيئ

ولم يكن أبو جهل ليفيق من غباوته بعrrد هrrذا االنتهrrار، بrrل ازداد شrrقاوة فيمrrا بعrrد. أخrrرج مسلم عن أبي هريرة قrrال: قrrال أبrrو جهrrل: يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيrrل: نعم، فقال: والالت والعزى، لئن رأيته ألطأن على رقبتrrه، وألعفrrرن وجهrrه، فrrأتى رسrrول اللrrه صلى الله عليه وسلم وهو يصلى، زعم ليطrrأ

هم إال وهو ينكص على عقبيه،جاءرقبته، فما ويتقى بيديه، فقrrالوا: مrrا لrrك يrrا أبrrا الحكم؟

وبينrrه لخنrrدقjا من نrrار وهrrوالjبيrrنيقrrال: إن وأجنحةj، فقال رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم: )لو دنا منى الختطفته المالئكة عضوjا

عضوjا(.

69

Page 70: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عتيبة بن أبي لهب يومjا رسول اللrrهوقد أتىrر بrrا أكفrrال: أنrrلم فقrrه وسrrه عليrrلى اللrrص

و�ى{ ]النجم: �rrا ه��ذ � إ �ج�م �م�1}و�الن [ وبالrrذي }ثد�ل�ى{ ]النجم: �rrrت�ا ف �rrrن� [ ثم تسrrrلط عليrrrه8د

باألذى، وشق قميصه، وتفل في وجهه صrrلى الله عليه وسلم، إال أن البزاق لم يقrع عليrه، وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلما من كالبrrك(، jrrه كلبrrلط عليrrال: )اللهم سrrوق وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليrrه وسrrلم، فقد خرج عتيبة إثر ذلك في نفر من قريش، فلمrrا نزلrrوا بالزرقrrاء من الشrrام طrrاف بهم األسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويrrل

كمrrا دعrrا محمrrد على�،آكليأخي هrrو واللrrه وهrrو بمكrrة، وأنrrا بالشrrام، ثم جعلrrوهقتلrrني

بينهم، ونrrاموا من حولrrه، ولكن جrrاء األسrrدوتخطاهم إليه، فضغم رأسه.

ط وطئ �rrي� ومنها: ما ذكر أن عقبrrة بن أبي م�ع على رقبته الشريفة وهو ساجد حrrتى كrrادت

عيناه تبرزان.

وممrrا يrrدل على أن طغrrاتهم كrrانوا يريrrدون قتلrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم مrrا رواه ابن

70

Page 71: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

إسحاق عن عبrrد اللrrه ابن عمrrرو بن العrrاص قrrال: حضrrرتهم وقrrد اجتمعrrوا في الحجrrر، فذكروا رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليrrه من أمrrر هذا الرجل، لقد صبرنا منه على أمrrر عظيم، فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم، فأقبrrل يمشrrى حrrتى اسrrتلما بrrالبيت فغمrrزوه jrrر بهم طائفrrركن، ثم مrrال ببعض القول، فعرفت ذلك في وجrrه رسrrول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فلمrrا مrrر بهم الثانيrrة غمrrزوه بمثلهrrا، فعrrرفت ذلrrك في وجهrrه، ثم مrrر بهم الثالثrrة فغمrrزوه بمثلهrrا. فوقف ثم قال: )أتسمعون يا معشر قrrريش،

بيrrده، لقrrد جئتكم بالrrذبح(،نفسيأما والذي فأخذت القوم كلمته، حتى مrا منهم رجrل إال كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن ما يجد، ويقول: انصrrرف. فلمrrا jوالrrا كنت جهrrه مrrيا أبا القاسم، فو الل كrrان الغrrد اجتمعrrوا كrrذلك يrrذكرون أمrrره إذ طلrrع عليهم، فوثبrrوا إليrrه وثبrrة رجrrل واحrrد وأحrrrاطوا بrrrه، فلقrrrد رأيت رجالj منهم أخrrrذ بمجمع ردائه، وقام أبو بكر دونrrه، وهrrو يبكى

71

Page 72: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ويقول: أتقتلون رجالj أن يقول ربي الله ؟ ثم انصرفوا عنه، قال ابن عمرو: فإن ذلك ألشد

ا نالوا منه قط. jما رأيت قريش

وفي روايrrة البخrrاري عن عrrروة بن الزبrrير قال: سrألت ابن عمrرو بن العrاص: أخrبرني بأشد شيء صrنعه المشrrركون بrالنبي صrلى الله عليه وسلم، قال: بينا النrrبي صrrلى اللrrه عليه وسلم يصلي في حجrrر الكعبrrة إذ أقبrrل عقبة بن أبي معيط، فوضrrع ثوبrrه في عنقrrه، فخنقه خنقjا شديدjا؛ فأقبل أبو بكر حتى أخrrذ بمنكبيه، ودفعrrه عن النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، وقrrال: أتقتلrrون رجالj أن يقrrول ربي

الله ؟

برسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrهأبو جهrrل مر ا عنrrد الصrrفا فrrآذاه ونrrال منrrه، jrrلم يومrrوس ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت ال يكلمه، ثم ضربه أبrrو جهrrل بحجrrر في رأسrrهج�ه� حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنrrه � ف�ش إلى نادى قريش عنrrد الكعبrrة، فجلس معهم،د�ع�ان في �rrه بن جrrد اللrrوالة لعبrrانت مrrوك مسrrكن لهrrا على الصrrفا تrrرى ذلrrك، وأقبrrل

72

Page 73: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

حjا قوسrrه، فأخبرتrrه �rrش��و �ص م�ت حمزة من الق�ن المrrrوالة بمrrrا رأت من أبي جهrrrل، فغضrrrب حمزة r وكان أعrrز فrrتى في قrrريش وأشrrده شكيمة r فخرج يسعى، لم يقف ألحrrد؛ معrrدjا ألبي جهل إذا لقيrrه أن يوقrrع بrrه، فلمrrا دخrrل

�ف�ر �rrالمسجد قام على رأسه، وقال له: يا م�ص �ه، تشrrتم ابن أخي وأنrrا على دينrrه ؟ ثم ت �rrاس ضrrربه بrrالقوس فشrrجه شrrجة منكrrرة، فثrrار

r ارحيرجال من بني مخزومrrوث r أبي جهل بنو هاشم r حي حمزة r فقال أبو جهل: دعواjا قبيحjا. أبا عمارة، فإني سببت ابن أخيه سب

يrrا معشrrر قrrريش، إنلقومrrه أبو جهrrل قال محمدjا قrrد أبي إال مrrا تrrرون من عيب ديننrrا، وشتم آبائنا، وتسrrفيه أحالمنrrا، وشrrتم آلهتنrrا، وأني أعاهد الله ألجلسن له بحجر مrrا أطيrrق حملrrه، فrrإذا سrrجد في صrrالته فضrrخت بrrه

،امنعrrوني عنrrد ذلrrك أو فأسrrلمونيرأسrrه، .فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم

قالوا: والله ال نسrrلمك لشrrيء أبrrدjا، فrrامضلما تريد.

73

Page 74: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ا كمrrا وصrrف، jرrrفلما أصبح أبو جهل، أخذ حج ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسrrلم ينتظره، وغدا رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون مrrا أبrrو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبrrلا jrrا ممتقع jrrع منهزمrrنحوه، حتى إذا دنا منه رج ا قrrد يبسrrت يrrداه على حجrrره، jrrلونه، مرعوب حrrتى قrrذف الحجrrر من يrrده، وقrrامت إليrrه

.رجال قريش

فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟

قrrال: قمت إليrrه ألفعrrل بrrه مrrا قلت لكم دونrrهليالبارحrrة، فلمrrا دنrrوت منrrه عrrرض

ه، �rrت� ف�ح�ل� من اإلبل، ال والله ما رأيت مثل ه�ام�ه وال أنيابه لفحل قط، ف�ه�م� بى ت � وال مثل ق�ص�ر

أنلي. قrrال ابن إسrrحاق: فrrذكر يrrأكلنيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )ذلك

.جبريل عليه السالم لو دنا ألخذه(

74

Page 75: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هrrذه صrrورة مصrrغرة جrrدjا لمrrا كrrان يتلقrrاه رسrrrول اللrrrه صrrrلى اللrrrه عليrrrه وسrrrلم

والمسلمون

طغاةأيديمن الظلم والخسف والجور على المشركين، الذين كrrانوا يزعمrrون أنهم أهrrل

الله وسكان حرمه.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 16 ) وسلم بحصار الكفار لبني

هاشم وبني عبد المطلب فيشعب أبي طالب

زادت حيرة المشركين إذ نفدت بهم الحيrrل، ووجدوا بني هاشم وبrrني المطلب مصrrممين

الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمنبيعلى حفظ ا مrrا كrrان، فrrاجتمعوا في jrrه، كائنrrوالقيام دون

الم�ح�ص�ب� فتحالفوايخيف بني كنانة من واد على بني هاشم وبني المطلب أال يناكحوهم، وال يبايعوهم، وال يجالسوهم، وال يخrrالطوهم، وال يrrrدخلوا بيrrrوتهم، وال يكلمrrrوهم، حrrrتى

75

Page 76: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يسلموا إليهم رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم للقrتل، وكتrrrبوا بrrذلك صحيrفrrrة فيهrrا عهrrود ومواثيrrق )أال يقبلrrوا من بrrني هاشrrم صrrrلحjا أبrrrدjا، وال تأخrrrذهم بهم رأفrrrة حrrrتى يسلموه للقتل(. قال ابن القيم: يقال: كتبهrrا منصrrrور بن عكرمrrrة بن عrrrامر بن هاشrrrم،�غ�يض ويقال: نضر بن الحارث، والصحيح أنه ب بن عامر بن هاشم، فدعا عليrrه رسrrول اللrrهل�ت� يrrده. تم هrrذا �rrش� صلى الله عليه وسrrلم ف الميثاق وعلقت الصحيفة في جrrوف الكعبrrة، فانحrrاز بنrrو هاشrrم وبنrrو المطلب، مrrؤمنهم وكافرهم r إال أبrrا لهب r وحبسrrوا في شrrعب أبي طrrالب، وذلrrك فيمrrا يقrrال: ليلrrة هالل المحرم سنة سبع من البعثة. وقrrد قيrrل غrrير ذلك. واشتد الحصrrار، وقطعت عنهم المrrيرة والمادة، فلم يكن المشركون يتركون طعامjا يدخل مكة وال بيعjا إال بادروه فاشتروه، حrrتى

إلى أكrrrل األوراقوالتجئrrrوابلغهم الجهrrrد، والجلود، وحتى كان يسمع من وراء الشrrعب أصrrوات نسrrائهم وصrrبيانهم يتضrrاغون منا، jرrrيء إال سrrل إليهم شrrان ال يصrrالجوع، وك وكrrrانوا ال يخرجrrrون من الشrrrعب الشrrrتراء

76

Page 77: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الحrrrوائج إال في األشrrrهر الحrrrرم، وكrrrانوا يشترون من العير التي ترد مكة من خارجها، ولكن أهrrل مكrrة كrrانوا يزيrrدون عليهم في السلعة قيمتها حrrتى ال يسrrتطيعون شrrراءها.ا إلى jrrل قمحrrا يحمrrوكان حكيم بن حزام ربم عمته خديجة رضي اللrrه عنهrrا وقrrrد تعrrrرض لrه مرة أبو جهل فتعلق بrrه ليمنعrrه، فتrrدخل بينهما أبو البخrrترى، ومكنrrه من حمrrل القمح إلى عمتrrه. وكrrان أبrrو طrrالب يخrrاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكrrان إذا أخذ الناس مضاجعهم يأمر رسول الله صrrلى الله عليrrه وسrrلم أن يضrrطجع على فراشrrه، حrrتى يrrرى ذلrrك من أراد اغتيالrrه، فrrإذا نrrام الناس أمر أحد بنيrrه أو إخوانrrه أو بrrني عمrrه فاضطجع على فراش رسول الله صلى اللrrه

بعض فرشهم.يأتيعليه وسلم، وأمره أن

وكrrان رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم والمسrrلمون يخرجrrون في أيrrام الموسrrم، فيلقون الناس، ويدعونهم إلى اإلسrالم، وقrد

مر عامrrانو به أبو لهب. يأتيأسلفنا ما كان أو ثالثrrrة أعrrrوام واألمrrrر على ذلrrrك، وفي

77

Page 78: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

المحrrrرم سrrrنة عشrrrر من النبrrrوة نقضrrrتا jrrك أن قريشrrار؛ وذلrrك الحصrrحيفة وفrrالص كrrانوا بين راض بهrrذا الميثrrاق وكrrاره لrrه،ا jrrان كارهrrحيفة من كrrعى في نقض الصrrفس لها. وكان القائم بrrذلك هشrrام بن عمrrرو من

r وكrان يصrل بrني هاشrملؤيبني عامر بن jا بالليل بالطعrrام r فإنrrه في الشعب مستخفي

rالمخrrزوميذهب إلى زهrrير بن أبي أميrrة وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب r وقrrال: يا زهير، أرضيت أن تأكrrل الطعrrام، وتشrrرب الشrrrrراب، وأخوالrrrrك بحيث تعلم؟ فقrrrrال: ويحك، فما أصنع وأنا رجل واحrrد؟ أمrrا واللrrه

رجrrل آخrrر لقمت في نقضrrها،معيلrrو كrrان . قrrال: فمن هrrو؟ قrrال: jقال: قد وجدت رجال jا. فrrذهب إلى أنا. قال له زهير: ابغنا رجالj ثالث المطعم بن عدى، فذكره أرحام بrrني هاشrrم وبني المطلب ابني عبrrد منrrاف، والمrrه على موافقتrrه لقrrريش على هrrذا الظلم، فقrrال المطعم: ويحك، مrrاذا أصrrنع؟ إنمrrا أنrrا رجrrلا، قrrال: من هrrو؟ jrrدت ثانيrrواحد، قال: قد وج ا. قrrال: قrrد فعلت. jrrا ثالثrrال: ابغنrrقال: أنا. ق قال: من هو؟ قال: زهير بن أبي أمية، قrrال:

78

Page 79: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ا. فrrrذهب إلى أبي البخrrrترى بن jrrrا رابعrrrابغن هشrrام، فقrrال لrrه نحrrوjا ممrrا قrrال للمطعم، فقال: وهrrل من أحrrد يعين على هrrذا؟ قrrال: نعم. قال: من هو؟ قrrال زهrrير بن أبي أميrrة، والمطعم بن عrrدى، وأنrrا معrrك، قrrال: ابغنrrاا. فrrذهب إلى زمعrrة بن األسrrود بن jrrخامس المطلب بن أسد، فكلمrrه وذكrrر لrrه قrrرابتهم وحقهم، فقال له: وهل على هذا األمر الrrذي

إليه من أحrrد؟ قrrال: نعم، ثم سrrمىتدعونيون، وتعاقrrدوا �rrج� له القوم، فاجتمعوا عنrrد الح على القيام بنقض الصحيفة، وقال زهrrير: أنrrا أبدأكم فrrأكون أول من يتكلم. فلمrrا أصrrبحوا غrrدوا إلى أنrrديتهم، وغrrدا زهrrير عليrrه حلrrة، فطاف بrالبيت سrبعjا، ثم أقبrل على النrاس، فقrال: يrا أهrل مكrة، أنأكrل الطعrام ونلبس الثيrrاب وبنrrو هاشrrم هلكى، ال يبrrاع وال يبتrrاع منهم؟ واللrrrه ال أقعrrrد حrrrتى تشrrrق هrrrذهr لrrو جهrrال أبrrالصحيفة القاطعة الظالمة. ق وكrrان في ناحيrrة المسrrجد: كrrذبت، واللrrه ال تشrrق. فقrrال زمعrrة بن األسrrود: أنت واللrrه

رضينا كتابتها حيث كتبت. أكذب، ما

79

Page 80: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قال أبو البخترى: صدق زمعrrة، ال نرضrrى مrrا كتب فيها، وال نقر به. قال المطعم بن عدى: صدقتما، وكذب من قال غير ذلrrك، نrrبرأ إلىاللrrrrrrrه منهrrrrrrrا وممrrrrrrrا كتب فيهrrrrrrrا. وقال هشام بن عمرو نحrrوjا من ذلrrك. فقrrالوو�ر فيrrه �rrش� أبو جهل: هذا أمر قضى بليrrل، وت بغrrير هrrذا المكrrان. وأبrrو طrrالب جrrالس في ناحية المسجد، إنما جاءهم ألن الله كrrان قrrد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على أمر الصحيفة، وأنه أرسل عليها األرضrrة، فrrأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إال ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمrrه، فخrrرج إلى قريش فrrأخبرهم أن ابن أخيrrه قrrد قrrال كrrذاا خلينrا بينكم وبينrه، وإن jrوكذا، فإن كان كاذب كrrان صrrادقjا رجعتم عن قطيعتنrrا وظلمنrrا، قrrالوا: قrrد أنصrrفت. وبعrrد أن دار الكالم بين القrrrوم وبين أبي جهrrrل، قrrrام المطعم إلى الصحيفة ليشقها، فوجد األرضة قد أكلتهrrا إال )باسمك اللهم(، وما كان فيها من اسrم اللrه فإنهrrا لم تأكلrrه. ثم نقض الصrrحيفة وخrrرج رسول الله صلى الله عليه وسrrلم ومن معrه من الشrrrعب، وقrrrد رأي المشrrrركون آيrrrة

80

Page 81: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عظيمة من آيات نبوتrrه، ولكنهم r كمrrا أخrrبروا �rrق�ول� وا و�ي �rrع�ر�ض� ةj ي �rrو�ا آي �ر �rrن ي� اللrrه عنهم }و�إ

{ ]القمر: �م�ر© ت ح�ر� م�س� [ r أعرضوا عن هذه2س�ا إلى كفرهم . jاآلية وازدادوا كفر

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 17 )وسلم بموت عمه أبو طالب

وزوجه خديجة رضي الله عنها

المrrrرض بrrrأبي طrrrالب، فلم يلبث أنازداد وافته المنيrrة، وكrrانت وفاتrrه في رجب سrrنة عشrر من النبrوة، بعrد الخrروج من الشrعب بستة أشهر. وقيل: تrrوفي في رمضrrان قبrrل

وفاة خديجة رضي الله عنها بثالثة أيام.

وفي الصحيح عن المسيب:

أن أبا طالب لما حضrrرته الوفrاة دخrrل عليrrه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقrrال: )أي عم، قrrل: ال إلrrه إال اللrrه ، كلمrrة أحاج لك بها عند الله ( فقال أبو جهrrل وعبrrد الله بن أبي أمية: يrrا أبrrا طrrالب، تrrرغب عن

81

Page 82: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ملrrة عبrrد المطلب؟ فلم يrrزاال يكلمrrاه حrrتى قrrال آخrrر شrrيء كلمهم بrrه: على ملrrة عبrrد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:)ألستغفرن لrrك مrrا لم أنrrه عنrrrه(، فrrrنزلت:� وا �غ�ف�ر� ت �rrس� �ن ي � أ وا �rrن�ذ�ين� آم �rrال��ي� و �ب �لن �ان� ل } م�ا كا �rrد� م �rrع� �ى م�ن ب ب و�ل�ي ق�ر�

� � أ �وا �ان �و� ك �ين� و�ل ر�ك �م�ش� �ل ل�ج�ح�يم�{ ]التوبrrrrة: ح�اب� ال �rrrrص� �ه�م� أ ن

� �ه�م� أ �ن� ل �ي �ب ت113} ��ت �ب ب �ح� د�ي م�ن� أ �rrه� ك� ال� ت �rrن� [ ونrrزلت: }إ

[. وال حاجة إلى بيrrان مrrا كrrان56]القصص: عليrrه أبrrو طrrالب من الحياطrrة والمنrrع، فقrrد كrrrان الحصrrrن الrrrذي احتمت بrrrه الrrrدعوة اإلسrrالمية من هجمrrات الكrrبراء والسrrفهاء، ولكنrrه بقى على ملrrة األشrrياخ من أجrrداده، فلم يفلح كrrrrrل الفالح. ففي الصrrrrrحيح عن

صrrلىللنrrبيالعباس بن عبrrد المطلب، قrrال الله عليه وسلم: ما أغrrنيت عن عمrrك، فإنrrه كrrان يحوطrrك ويغضrrب لrrك؟ قrrال: )هrrو في ض�ح�ض�اح من نار، ولوال أنrrا لكrrان في الrrدرك

الخrrدري وعن أبي سrrعيد .األسفل من النار( أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم r وذكrrر

يومشفاعتيعنده عمه r فقال: )لعله تنفعه

82

Page 83: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

القيامة، فيجعل في ضحضrrاح من النrrار تبلrrغ.كعبيه(

وبعد وفاة أبي طالب بنحو شrrهرين أو بثالثrrة أيrrrام r على اختالف القrrrولين r تrrrوفيت أم المؤمrrنين خديجrrة الكrrبرى رضrrي اللrrه عنهrrا وكانت وفاتهrrا في شrrهر رمضrrان في السrrنة العاشرة من النبوة، ولها خمس وستون سنة على أشهر األقوال، ورسول الله صrrلى اللrrه عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين من عمره.

إن خديجة كrrانت من نعم اللrrه الجليلrrة على رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، بقيت معrrه ربrrع قrrرن تحن عليrrه سrrاعة قلقrrه، وتؤازره في أحرج أوقاتrrه، وتعينrrه على إبالغ رسrrrrالته، وتشrrrrاركه في مغrrrrارم الجهrrrrاد المر،وتواسيه بنفسها ومالهrrا، يقrrول رسrrول

الله صلى الله عليه وسلم:

وصrrدقتني النrrاس، بي حين كفrrر بي)آمنت في مالها حينوأشركتنيحين كذبني الناس،

اللrrه ولrrدها وحrrرمورزقrrني النrrاس، حرمني.ولد غيرها(

83

Page 84: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وفي الصحيح عن أبي هريرة قال:

أتى جبريل النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ، فقال: يا رسول الله ، هrذه خديجة قrد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعrrام أو شrrراب، فrrإذا هي أتتrrك فاقrrrرأ عليهrrا السrrالم من ربهrrا،�خ�ب �rrب� ال ص� وبشرها ببيت في الجنة من ق�ص

. ��ص�ب فيه وال ن

وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتrrان خالل أيrrام معدودة، فاهتزت مشrrاعر الحrrزن واأللم في قلب رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم، ثم لم تrrزل تتrrوالى عليrrه المصrrائب من قومrrه. فإنهم تجرأوا عليه وكاشrrفوه بالنكrrال واألذىا على غم، jrrازداد غمrrالب، فrrبعد موت أبي ط حتى يئس منهم، وخrrرج إلى الطrrائف رجrrrاء أن يسrrتجيبوا لدعوتrrrه، أو يrrؤووه وينصrrrروه

.على قومrrه

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 18 ) وسلم بإيذاء أهل الطائف

84

Page 85: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقذفه بالحجارة عند دعوتهملإلسًالم

تكالبت األحزان على النبي صrrلى اللrrه عليrrه وسلم وزادت عليه همومه وتضrrاعفت بوفrاة أم المؤمنين خديجة رضي اللrrه عنهrrا، وعمrrه أبي طrrالب في عrrام واحrrد، فrrrخديجة كrrانت خير ناصر ومعين له -بعد الله تعالى-، وعمrrه كrrان يحوطrrه ويحميrrه ، ويحبrrه أشrrد الحب، وضاعف من حزنrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم

j . أنه مات كافرا

وتستغل قريش غياب أبي طrrالب فتزيrrد من�ق إيذائها للنبي صلى الله عليrrه وسrrلم وتضrrي عليه، وكان أبو لهب من أكثر النrrاس كراهيrrة للrrدعوة وصrrاحبها صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ، حتى إنه كان يالحrrق النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrrلم في موسrrrم الحج ، وفي األسrrrواق يرميه بالحجارة ويقول : " إنrrه صrrابئ كrrذاب

، فضrrاقت مكrrةإتباعrrه"، ويحrrذر النrrاس من على رسrrrrول اللrrrrه صrrrrلى اللrrrrه عليrrrrه

واشrrتد بrrه الحrrال، حrrتى فكrrر في أن وسلم

85

Page 86: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يتخذ أسلوبا آخر في دعوتrrه بتغيrrير المكrrان،j، فاختrrار الخrروج للطrائف، عل�ه أن يجد قبوالj لسادات قريش j مهما التي كانت تمثل مركزا وأهلهrrا، ومكانrrا اسrrتراتيجيا لهم، حيث كrrانوا يملكون فيها األراضي والrrدور، وكrrانت راحrrة

لهم في الصيف.

j أن j ومrrؤمال فعrrزم على الخrrروج إليهrrا راجيrrاj من مكrrة، وأن يجrrد من تكrrون أحسrrن حrrاال أهلها نصرة، فخرج على أقدامه حتى ال تظن قريش أنه ينوي الخروج من مكة، وكrrان في صحبته زيد وهو ابن الرسول صلى الله عليه وسrrrلم بrrrالتبني، وكrrrان بمثابrrrة الحrrrامي

في شrrوال سrrنة فوالحrrارس لرسrrول اللrrه. عشrrر من النبrrوة ]في أواخrrر مrrايو أو أوائrrل

م[ خrrرج النrrبي صrrلى اللrrه619يونيو سrrنة عليه وسلم إلى الطائف، وهي تبعد عن مكةjا على قدميrrه ، سrrارها ماشrrي jتين ميالrrو سrrنح ا، ومعrrه مrrواله زيrrد بن حارثrrة، jrrة وذهوبrrجيئ وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى اإلسالم، فلم تجب إليه واحدة منها. فلما انتهي إلى الطrrrائف عمrrrد ثالثrrrة إخrrrوة من

86

Page 87: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

رؤسrrاء ثقيrrف، وهم عبrrد ياليrrل ومسrrعود وحبيب أبناء عمرو بن عمrrير الثقفي، فجلس إليهم ودعrrrrاهم إلى اللrrrrه ، وإلى نصrrrrرةط ثيrrاب ر� �rrم� اإلسrrالم، فقrrال أحrrدهم: هrrو ي الكعبrrة ]أي يمزقهrrا[ إن كrrان اللrrه أرسrrلك. وقال اآلخر: أما و�ج�د� الله أحدjا غrrيرك، وقrrالjوالrrا، إن كنت رسjدrrك أبrrالثالث:والله ال أكلم ا من أن أرد عليrrك الكالم، jرrrألنت أعظم خط

أنينبغيولئن كنت تكrrrذب على اللrrrه مrrrا أكلمك. فقrrام عنهم رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليه وسrrلم وقrrال لهم: ]إذ فعلتم مrrا فعلتم

فاكتموا عني[.

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسrrلم بين أهل الطrrائف عشrrرة أيrrام، ال يrrدع أحrrدjا من أشرافهم إال جاءه وكلمه، فقrrالوا: اخrrرج من بالدنrrrا. وأغrrrروا بrrrه سrrrفهاءهم، فلمrrrا أراد الخrrروج تبعrrه سrrفهاؤهم وعبيrrدهم يسrrبونه ويصrrيحون بrrه، حrrتى اجتمrrع عليrrه النrrاس،�ن ]أي صrrفين[ وجعلrrوا م�اط�ي �rrه سrrوا لrrفوقف يرمونrrه بالحجrrارة، وبكلمrrات من السrrفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعاله بالدماء.

87

Page 88: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حrrتى أصrrابهج�اج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك ش�

إلى حائrrط لعتبrrة وشrrيبة ابrrنيألجئrrوهحrrتى ربيعrrة على ثالثrrة أميrrال من الطrrائف، فلمrrا التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول الله صلىة من عنب فجلس �rrل� ب الله عليه وسrrلم إلى ح� تحت ظلهrrrا إلى جrrrدار. فلمrrrا جلس إليrrrه واطمأن، دعrrا بالrrدعاء المشrrهور الrrذي يrrدلا ممrrا لقى من jrrة وحزنrrه كآبrrعلى امتالء قلب الشدة، وأسrrفjا على أنrrه لم يrrؤمن بrrه أحrrد،

قال:

�ى، وقلة ،حيلتي)اللهم إليك أشكو ض�ع�ف ق�و�ت على الناس، يا أرحم الراحمين، أنتوهواني

رب المستضrrrrrrrrrعفين، وأنت ربي، إلى من ؟ أم إلى عrrدويتجهمrrني؟ إلى بعيrrد تكلrrني

ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي� غضrrب فال أبrrالي، ولكن عافيتrrك هي أوسrrع لي، أعrrوذ بنrrور وجهrrك الrrذي أشrrرقت لrrه الظلمrrات، وصلح عليه أمر الدنيا واآلخrrرة من أن تrrنزل�ى �ب بي غضبك، أو يحل علي س�خ�ط�ك، لك الع�ت

حتى ترضى، وال حول وال قوة إال بك(.

88

Page 89: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فلمrrا رآه ابنrrا ربيعrrة تحrrركت لrrه رحمهمrrا،د�اس، �rrه: عrrال لrrا يقj فدعوا غالمjا لهما نصراني وقاال له:خذ قطفjا من هذا العنب، واذهب بrrه

رسrrوليديإلى هذا الرجل. فلما وضعه بين : jائالrrالله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه ق )باسrrrrrrrrrrrم اللrrrrrrrrrrrه ( ثم أكrrrrrrrrrrrل. فقال عداس: إن هrrذا الكالم مrrا يقولrrه أهrrل هذه البالد، فقال له رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليه وسلم: )من أي البالد أنت؟ ومrrا دينrrك؟و�ى. فقrrال �rrين� قrrال: أنrrا نصrrراني من أهrrل ن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قريrrة�ى(. قال له: ومrrا الرجل الصالح يونس بن م�ت يدريك ما يونس ابن متى؟ قال رسrrول اللrrها jrrان نبيrrلم: )ذاك أخي، كrrصلى الله عليه وس وأنا نبي(، فrrأكب عrrداس على رأس رسrrول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ويديrrه ورجليrrهيقبلهrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrا. فقال ابنا ربيعrrة أحrrدهما لآلخrrر: أمrrا غالمrrك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قrrاال لrrه:

، مrrا في األرضسيديويحك ما هذا؟ قال: يا شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بrrأمر

89

Page 90: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

، قاال له: ويحك يا عrrداس ، النبيال يعلمه إال يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسrrلم فيا jrrط كئيبrrه من الحائrrد خروجrrة بعrrق مكrrطري jا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنrrازل محزون بعث اللrrه إليrrه جبريrrل ومعrrه ملrrك الجبrrال، يستأمره أن يطبق األخشبين على أهل مكة.

r ندهrrبس r ةrrوقد روى البخاري تفصيل القص عن عروة بن الزبير، أن عائشrrة رضrrي اللrrه

صلى اللrrه عليrrهللنبيعنها حدثته أنها قالت وسلم: هل أتى عليك يrrوم كrrان أشrrد عليrrك من يrrوم أحrrد؟ قrrال: )لقيت من قومrrك� مrrا لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبrrة،�يل بن عبد إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالr انطلقتrrا أردت، فrrل، فلم يجبني إلى م� �ال ك وأنrrا مهمrrوم r على وجهي، فلم أسrrتفق إال

ن� ر� �rrمى بقrrو المسrrوه r البrrن� الثع ر� �rrا بقrrوأن المنازل r فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قrrد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريrrل، فنrrاداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، ومrrا ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملrrك الجبrrال

90

Page 91: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسrrلم علي� ثم قrrال: يrrا محمrrد، ذلrrك، فمrrاr بينrrشئت، إن شئت أن أطبق عليهم األخش أي لفعلت، واألخشrrبان: همrrا جبال مكrrة: أبrrوان r قrrال �rrق�ع� �ي�س والrrذي يقابلrrه، وهrrو ق�ع�ي ق�ب النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم: بrrل أرجrrو أن يخرج اللrrه عrrز وجrrل من أصrrالبهم من يعبrrد الله عز وجل وحده ال يشرك به شrrيئا(. وفي هذا الجrrواب الrrذي أدلى بrrه الرسrrول صrrلى الله عليه وسلم تتجلى شخصيته الفrrذة، ومrrاكان عليه من الخلق العظيم ال يدرك غوره.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 19 )وسلم بمؤامرة قتله

وخروجه من مكة مهاجرا8 إلىالمدينة

أخطرة الندوبدارالمسمى عقد برلمان مكة اجتمrrاع لrrه في تاريخrrه، وتوافrrد إلى هrrذا االجتمrrاع جميrrع نrrواب القبائrrل القرشrrية؛

91

Page 92: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعjا على حامل لrrواء الrrدعوة اإلسrrالمية؛ وتقطrrع

jا. تيار نورها عن الوجود نهائي

تقrrدم كبrrيروبعد التشاور في هذا الموضrrوع قrrال أبrrو ومجرمى مكة أبو جهل بن هشrrام

ا مrrا أراكم وقعتمليجهل: والله إن jrrفيه رأي عليه بعد. قالوا: وما هو يrrا أبrrا الحكم؟ قrrال:jا جليrrدjا أرى أن نأخذ من كل قبيلة فrrتى شrrابيطjا فينا، ثم نعطى كrrل فrrتى منهم يبا و�س� �س� ن سيفjا صارمjا، ثم يعمrدوا إليrه، فيضrربوه بهrا ضربة رجل واحrrد، فيقتلrrوه، فنسrrتريح منrrه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفrrرق دمrrه في القبائrrل جميعjا، فلم يقدر بنو عبrrد منrrاف على حrrربل، فعقلنrrاه �rrق� قومهم جميعjا، فرضوا منrrا بالع

لهم.

ويمكرون ويمكر الله واللrrه خrrير المrrاكرين , فقد نزل جبريل عليه السالم إلى النبي صلى

من ربه تبارك وتعالىبوحيالله عليه وسلم فأخبره بمؤامرة قريش، وأن الله قد أذن لrrه في الخروج، وحدد له وقت الهجرة، وبين لrrه

92

Page 93: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

خطrrة الrrرد على قrrريش فقrrال: ال تبت هrrذهالليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.

وذهب النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم فيr وتهمrrاس في بيrrتريح النrrحين يس r الهاجرة إلى أبي بكrrر رضrrي اللrrه عنrrه ليrrبرم معrrه مراحrrل الهجrrرة، قrrالت عائشrrة رضrrي اللrrه عنها: بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحrrر الظهrrيرة، قrrال قائrrل ألبي بكrrر: هrrذاا، jrلم متقنعrه وسrه عليrلى اللrرسول الله ص في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكrrر:

، والله ما جاء به في هrrذهوأميفداء له أبي الساعة إال أمر.

قrrالت: فجrrاء رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم.، فاسrrتأذن،فrrأذن لrrه فrrدخل، فقrrال النبي صلى الله عليه وسلم ألبي بكر: ]أخرج

م�ن� عندك[.

فقال أبو بكrrر: إنمrrا هم أهلrrك، بrrأبي أنت يrrارسول الله .

. في الخروج[ليقال: ]فأني قد أذن

93

Page 94: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقال أبو بكر: الصrrحبة بrrأبي أنت يrrا رسrrولالله ؟

قrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم:]نعم[.

ثم أبرم معه خطrrة الهجrrرة، ورجrrع إلى بيتrrه الليل. وقد اسrrتمر في أعمالrrهمجيءينتظر

اليومية حسrrب المعتrrاد حrrتى لم يشrrعر أحrrد بأنه يسrrتعد للهجrrرة، أو ألي أمrrر آخrrر اتقrrاء مما قررته قريش. أما أكابر مجرمي قrrريش فقضrrوا نهrrارهم في اإلعrrداد سrrرا لتنفيrrذ

أبرمهrا برلمrان مكrةالتيالخطة المرسومة .]دار الندوة[ صباحjا

وكان من عادة رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم أن ينrrام في أوائrrل الليrrل بعrrد صrrالة العشاء، ويخرج بعد نصف الليل إلى المسجدا jrأمر عليrل، فrام الليrه قيrلي فيrالحرام، يص رضي الله عنه تلrrك الليلrrة أن يضrrطجع على فراشه، ويتسجى ببرده الحضrrرمي األخضrrر،

وأخبره أنه ال يصيبه مكروه.

94

Page 95: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فلمrrا كrrانت عتمrrة من الليrrل وسrrاد الهrrدوء، ونام عامة الناس جrrاء المrrذكورون إلى بيتrrها، واجتمعrrوا على jرrrلم سrrصلى الله عليه وس ا حrrتى إذا jrrه نائمrrدونه، وهم يظنونrrه يرصrrباب قام وخرج وثبوا عليه، ونفذوا ما قرروا فيrrه. وكانوا على ثقة ويقين جrrازم من نجrrاح هrrذه المؤامرة الدنية، حتى وقف أبrrو جهrrل وقفrrةا ألصrrrحابه jrrrال مخاطبrrrو والخيالء، وقrrrالزه المطوقين في سخرية واستهزاء: إن محمrrدjا يrrrزعم أنكم إن تrrrابعتموه على أمrrrره كنتم ملrrrوك العrrrرب والعجم، ثم بعثتم من بعrrrد مrrوتكم، فجعلت لكم جنrrان كجنrrان األردن، وإن لم تفعلrrوا كrrان لrrه فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد مrوتكم، ثم جعلت لكم نrار تحرقrون

فيها.

وقrrد كrrان ميعrrاد تنفيrrذ تلrrك المrrؤامرة بعrrد منتصف الليrrل في وقت خروجrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم من الrrبيت، فبrrاتوا مrrتيقظين ينتظrrرون سrrاعة الصrrفر، ولكن اللrrه غrrالب على أمره، بيده ملكوت السrrموات واألرض، يفعل مrrا يشrrاء، وهrrو يجrrير وال يجrrrار عليrrه،

95

Page 96: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقrد فعrل مrا خاطب به الرسول صلى اللrrه

�ذ�ين �rrال �ك �rrر� ب �rrم�ك� �ذ� ي عليه وسلم فيما بعد: }و�إ�وك �rrrخ�ر�ج� و� ي

� وك� أ �rrrل� �ق�ت و� ي� وك� أ �rrrت� �ب �ث �ي � ل وا ر� �rrrف� ك

}��ر�ين اك �rrم� �ر� ال ي ��ر� اللهُ و�اللهُ خ �م�ك ون� و�ي �ر� �م�ك و�ي [. وقrrrد فشrrrلت قrrrريش في30]األنفrrrال:

خطتهم فشالj ذريعjا مع غاية التيقrrظ والتنبrrه؛ إذ خرج رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم من البيت، واخترق صفوفهم، وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رءوسهم، وقد أخذ اللrrه أبصrrارهم عنrrه فال يرونrrه، وهrrو يتلrrو:

�ف�ه�م� ل �د�ا و�م�ن� خ �rrد�يه�م� س �rrي� �ن� أ �ي ا م�ن ب �rrن� ع�ل � }و�جون�{ ]يس: ر� �rrص� �ب � ي �اه�م� ف�ه�م� ال �ن ي ��غ�ش د�ا ف�أ � [.9س

فلم يبق منهم رجل إال وقد وضع على رأسrrهjا، ومضى إلى بيت أبي بكrrر، فخرجrrا من تراب خوخة في دار أبي بكrrر ليالj حrrتى لحقrrا بغrrار

�و�ر في اتجاه اليمن. ث

وبقى المحاصrrرون ينتظrrرون حلrrول سrrاعة الصrrrفر، وقبيrrrل حلولهrrrا تجلت لهم الخيبrrrة والفشrrل، فقrrد جrrاءهم رجrrل ممن لم يكن معهم، ورآهم ببابrrه فقrrال: مrrا تنتظrrرون؟ قالوا: محمدjا. قال: خبتم وخسرتم، قد والله

96

Page 97: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

مر بكم، وذر على رءوسكم التراب، وانطلق لحاجتrrه، قrrالوا: واللrrه مrrا أبصrrرناه، وقrrامواينفضrrrrrrrون الrrrrrrrتراب عن رءوسrrrrrrrهم. ا، jrrرأوا عليrrاب فrrير البrrولكنهم تطلعوا من ص ا، عليrrه jrrد نائمrrذا لمحمrrه إن هrrالوا: واللrrفق برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصrrبحوا. وقrrام على© عن الفrrrراش، فسrrrقط في أيrrrديهم، وسrrألوه عن رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم، فقال: ال علم لي به.

غادر رسول الله صلى الله عليه وسrrلم بيتrrه وأتى إلى دار رفيقه r وأمن� الناس عليrrه في صحبته وماله r أبي بكر رضrrي اللrrه عنrrه. ثم غادر مrrنزل األخrrير من بrrاب خلفي؛ ليخرجrrا

من مكة على عجل وقبل أن يطلع الفجر.

ولما كان النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم يعلم�ج�د� في الطلب، وأن الطريrrق ت �rrا س jrrأن قريش الrrذي سrrتتجه إليrrه األنظrrار ألول وهلrrة هrrو

،الرئيسrrيطريrrق المدينrrة jماالrrه شrrالمتج ا، وهrrو jrrاده تمامrrذي يضrrق الrrلك الطريrrفس الطريrق الواقrع جنrوب مكrة، والمتجrه نحrو اليمن، سلك هذا الطريق نحو خمسrrة أميrrال

97

Page 98: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�و�ر وهو جبrrل حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثر الطريrrق، صrrعب المrrرتقى، ذو �rrع� شrrامخ، و أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل كrrان يمشrrى في

يخفي أثrrرهكيالطريق على أطراف قدميه فحفيت قدماه، وأيا مrrا كrrان فقrrد حملrrه أبrrو بكrrر حين بلrrغ إلى الجبrrل، وطفrrق يشrrتد بrrه حتى انتهي به إلى غار في قمة الجبل عrrرف

في التاريخ بغار ثور.

ولما انتهيا إلى الغrار قrال أبrو بكrر: واللrrه ال تدخله حتى أدخل قبلك، فإن كان فيه شrrيء أصrrابني دونrrك، فrrدخل فكسrrحه، ووجrrد فيjا فشق إزاره وسدها به، وبقى منهrا جانبه ثقب اثنان فألقمهما رجليه، ثم قrrال لرسrrول اللrrه صلى الله عليه وسلم: ادخل، فدخل رسrrول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع رأسrrه في حجrrره ونrrام، فلrrدغ أبrrو بكrrر في رجلrrه من الجحر، ولم يتحrrرك مخافrrة أن ينتبrrه رسrrول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ]ما لك يا أبا بكر؟[ قال: لدغت، فداك

98

Page 99: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أبي وأمي، فتفل رسول الله صلى الله عليrrهوسلم، فذهب ما يجده.

�ا في الغار ثالث ليال، ليلة الجمعة وليلة �م�ن وك السبت وليلة األحد. وكrrان عبrrد اللrrه بن أبي بكر يبيت عندهما. قrrالت عائشrrة: وهrrو غالمح�ر�، �rrدهما بسrrد�ل�ج من عن �rrق�ن، في� �ق�ف ل شاب ث فيصبح مrrع قrrريش بمكrrة كبrrائت، فال يسrrمعا يكتادان به إال وعrrاه حrrتى يأتيهمrrا بخrrبر jأمر ذلrrك حين يختلrrط الظالم، و ]كrrان[ يrrرعىة �rح� ة مولى أبي بكrر م�ن ��ر عليهما عامر بن ف�ه�ي من غنم، فيريحها عليهما حين تrrذهب سrrاعةل r وهrrو لبن �rrان في ر�سrrاء، فيبيتrrمن العش �ع�ق بها عrrامر بن �ن ضيف�هما r حتى ي ��هما ور ت ��ح م�نة بغ�ل�س، يفعrrل ذلrrك في كrrل ليلrrة من �ر �rrي� ف�ه

الثالث، وكrrان عrrامر بن فهrrيرةالليrrاليتلrrك يتبع بغنمه أثر عبد الله بن أبي بكر بعد ذهابه

�ع�في عليه. إلى مكة لي

أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكrrد لrrديها إفالت رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم صباح ليلة تنفيrrذ المrrؤامرة. فrrأول مrrا فعلrrواا، وسrrحبوه إلى jrrربوا عليrrبهذا الصدد أنهم ض

99

Page 100: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الكعبrrة، وحبسrrوه سrrاعة، علهم يظفrrرونبخبرهما.

ولما لم يحصلوا من علي� على جدوى جrrاءوا إلى بيت أبي بكrrر وقرعrrوا بابrrه، فخrrرجت إليهم أسrrماء بنت أبي بكrrر، فقrrالوا لهrrا: أين أبوك؟ قالت: ال أدرى واللrه أين أبي؟ فrrرفعا r فلطم jrrا خبيث jrrان فاحشrrوك r دهrrrأبو جهل ي

خrدها لطمrة طrرح منها قرطها.

وقررت قريش في جلسة طارئrrة مسrrتعجلة اسrrتخدام جميrrع الوسrrائل الrrتي يمكن بهrrا القبض على الرجلين، فوضعت جميع الطرق النافrrذة من مكrrة ]في جميrrع الجهrrات[ تحت المراقبrrة المسrrلحة الشrrديدة، كمrrا قrrررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائrrة ناقrrة بrrدل كrrل واحrrد منهمrrا لمن يعيrrدهما إلى قrrريش

jا من كان. حيين أو ميتين، كائن

وحينئrrذ جrrدت الفرسrrان والمشrrاة وقصrrاص األثrrrrر في الطلب، وانتشrrrrروا في الجبrrrrال والوديrrان، والوهrrاد والهضrrاب، لكن من دون

جدوى وبغير عائدة.

100

Page 101: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقد وصل المطاردون إلى باب الغrrار، ولكن اللrrه غrrالب على أمrrره، روى البخrrاري عن أنس عن أبي بكر قال: كنت مع النبي صrrلى

رأسrrيالله عليه وسrrلم في الغrrار، فrrرفعت فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: ]اسكت يا أبا بكر، اثنان، الله ثالثهمrا[، وفي لفrظ: ]مrا ظنك يrrا أبrrا بكrrر بrrاثنين اللrrه ثالثهمrrا[. وقrrد كانت معجزة أكرم الله بهrrا نبيrrه صrrلى اللrrه عليه وسلم، فقrrد رجrrع المطrrاردون حين لم

يبق بينه وبينهم إال خطوات معدودة.

وحين خمrrدت نrrار الطلب، وتrrوقفت أعمrrال دوريات التفتيش، وهدأت ثائرات قريش بعrrد استمرار المطاردة الحثيثrrة ثالثrrة أيrrام بrrدون جrrدوى، تهيrrأ رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم وصاحبه للخروج إلى المدينة.

�ق�ط ي �ر� ،الليrrثيوكانا قد استأجرا عبد الله بن أ

ا بrrالطريق r وكrrان jاهرrrم r ا jrrيت jا خ�ر� وكان هادي على دين كفrrار قrrريش، وأمنrrاه على ذلrrك،و�ر بعrrد �rrوسلما إليه راحلتيهما، وواعداه غار ث ثالث ليال براحلتيهما، فلما كانت ليلة االثrrنين

101

Page 102: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

سبتمبر سنة16هr1 / r غرة ربيع األول سنة م r جاءهمrrrrا عبrrrrد اللrrrrه بن أريقrrrrط622

صلىللنبيبالراحلتين، وكان قد قال أبو بكر الله عليrrه وسrrلم عنrrد مشrrاورته في الrrبيت:

راحلrrتيبأبي أنت يا رسول الله ، خذ إحrrدى هاتين، وقrrرب إليrrه أفضrrلهما، فقrrال رسrrول الله صلى الله عليrrه وسrrلم بrrالثمن. وأتتهمrrا أسrrrماء بنت أبي بكrrrر رضrrrي اللrrrه عنهrrrاامjا، �rrا ع�صrrل لهrrيت أن تجعrrهما، ونس� ت �ف�ر �rrبس فلما ارتحال ذهبت لتعلق السفرة، فrrإذا ليس لهrrا عصrrام، فشrrقت نطاقهrrا بrrاثنين، فعلقت السrrفرة بواحrrد، وانتطقت بrrاآلخر فسrrميت:

ذات النطاقين.

ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسrrلم وأبو بكر رضي الله عنه وارتحل معهما عامررة، وأخrrذ بهم الrrدليل r عبrrد اللrrه بن �rrي� بن ف�ه

أريقط r على طريق السواحل.

وأول ما سلك بهم بعد الخروج من الغار أنrrه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجrrهjا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق غرب لم يألفه الناس، اتجه شماالj على مقربrrة من

102

Page 103: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ا لم يكن jrrشاطئ البحر األحمر، وسلك طريق ا. jيسلكه أحد إال نادر

وقد ذكر ابن إسحاق المواضrع الrتي مrر بهrا رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم في هrrذا

الطريق، قال:

لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكrrة، ثم مضrrى بهمrrا على السrrاحل حrrتى عrrارضف�ان، ثم سrrلك بهمrrا �rrالطريق أسفل من ع�س على أسrrrفل أم�ج، ثم اسrrrتجاز بهمrrrا حrrrتىدjا، ثم �rrي� عارض بهما الطريق بعد أن أجrrاز ق�دار، �خ�ر� أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما ال�ق�فjا، ة، ثم سلك بهما ل �م�ر� �ية ال �ن ثم سلك بهما ث�ق�ف، ثم اسrrتبطن بهمrrا �ج�ة ل ثم أجاز بهما م�د�لج�ح م�ج�اح، ثم م�د�ل�جة م�ج�اج، ثم سلك بهما م�ر�

ج�ح من �ن، ثم بطنذيتبطن بهما م�ر� الغ�ض�و�يد، ثمذي �rrاج��ج�د ر، ثم أخrrذ بهمrrا على ال �rrش� ك

على األجرد، ثم سلك بهما ذا سrrلم من بطن�ابيد، ثم أجrrاز ، ثم على الع�ب ��ع�ه�ن �ج�ة ت أعدا م�د�لج، ثم سrrلك ر� �rrع� بهما الف�اج�ة، ثم هبط بهمrrا ال�وبrrة r حrrتى ك ��ر r عن يمين ر ائ �rrة العrrا ثنيrrبهم �م، ثم قدم بهما على ق�باء. هبط بهما بطن ر�ئ

103

Page 104: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 20 )وسلم بالمنافقين

وعلى رأسهم عبد الله بنأبي بن سلول

عبد الله بن أبي بن سلول، يلقبه المسلمون بكبير المنافقين , كان على وشrrك أن يكrrون

صrrلىالرسrrولسيد المدينة قبrrل أن يصrrلها الله عليه وسلم.

كانت البداية قبrrل هجrrرة النrrبي، يrrوم كrrانتj بين المدينrrrrة j شرسrrrrا األوس تعيش قتrrrrاالj حrrتى تعrrودوالخزرج ما إن تهدأ ثائرتهrrا قليال

ة أخrrرى، وانتهى الصrrراع على لالشتعال مrrر� اتفrrrاق� بين الفrrrريقين يقضrrrي بنبrrrذ الخالف

j على .المدينةوتنصيب ابن سلول حاكما

إلىاإلسrrالمووئrrدت هrrذه الفكrrرة بrrدخول ، وورود النrاس حيrاض الشrريعة،يثربأرض

واجتماعهم حول راية النبي، فصrrارت نظrrرة ابن سلول لهذا الدين تقوم على أسrrاس أنrrه

104

Page 105: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قrrد حرمrrه من الملrrك والسrrلطان، وبrrذلك�ة كrrانت مصrrالحه الذاتيrrة وأهrrواؤه الشخصrrي وراء امتناعrrrrrrه عن اإلخالص في إيمانrrrrrrه

والصدق في إسالمه.

خrrاض ابن سrrلول صrrراعا مريrrرا علنيrrا في قليل من األحيان وسrrري في أحrrايين كثrrيرة مrrع النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم وأتباعrrه

,المدينrrةللسrrيطرة على مقاليrrد األمrrور في وينسب له المؤرخون المسrrلمين الكثrrير من المواقف المعادية لإلسrrالم منهrrا موقفrrه في�بي، د� عبrrد� اللrrه� بن أ غrrزوة أحrrد فقrrد تمrrر�فانسحب بنحو ثلث العسكر- ثالثمائة مقاتل-j ا �اه�ر �rrا ؟وم�تظ� ن �j: ما ندري عالم نقتل� أنفس �ال قائ�ك� رأيrrه، وأطrrاع ��ر باالحتجاج� بأن� رسول الله ته�. ينقل عنه قولrrه عنrrدما رجrrع الرسrrول � غير

غزوة بrrنيصلى الله عليه وسلم وجيشه من "وللrrه لئن رجعنrrا إلى المدينrrةالمصrrطلق

ليخرجن األعز منها األذل" ،وكان ابن سrrلول يقصد الرسول ولما علم ابنrrه عبrrد اللrrه بمrrا قال ذهب إلى الرسول وقال: "يا رسول الله قد علمت المدينة أنrrه ال يوجrrد أحrrد أبrrر من

105

Page 106: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أبيه مني فإن تريد قتله فrrأمرني أنrrا فrrإني ال اصبر على قاتل أبي". وعنrrدما دخrrل الجيش المدينة بعد العودة من غزوة بنrrو المصrrطلق تقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الجيش ووقrrف بسrrيفه على مrrدخل المدينrrة والكل� مستغرب من عمله حتى إذا قدم أبوهj المدينrrة أشrrهر السrrيف في وجrrه أبيrrه داخال وقال والله ال تrrدخل حrrتى يrrأذن لrrك رسrrول

الله.

وا ع�ل�ى م�ن� �rrف�ق� �ن j: }ال ت وقrrال بن سrrلول أيضrrاوا{، أي: امنعrrوا �rrض��ف �ن �ى ي ه� ح�ت �rrس�ول� الل ��د� ر ن ع� األموال عنه وعن أصحابه، ال تعطوه زكاة وال غيرهrrا، فيضrrطر النrrاس لالنفضrrاض عنrrه، واألعراب الذين ال يأتون للمال ال يأتون، فلما سمع بذلك عمر رضي الله عنه، قال: دعrrني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النrrبي صrrلى الله عليه وسلم: دعه.. ال يتحrrدث النrrاس أن

j يقتل أصحابه. محمدا

وبموت عبد الله بن أبي بن سلول انحسrrرت حركrrة النفrrاق بشrrكل كبrrير، وتراجrrع بعض أفرادها عن ضrrاللهم، في حين اختrrار البعض

106

Page 107: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

اآلخrrر البقrrاء على الكفrrر الrrذي يضrrمرونه،والنفاق الذي يظهرونه.

وكrrان هrrؤالء المنrrافقون يحضrrرون المسrrجد يسrrخرون فيستمعون أحاديث المسلمين ، و

ويسrrrتهزئون بrrrدينهم ، فrrrاجتمع يومrrrا في المسrrجد منهم نrrاس ، فrrرآهم رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يتحrrدثون بينهم ، خافضي أصواتهم ، قد لصق بعضrrهم ببعض ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم�خرجوا من المسجد إخراجrrا عنيفrrا ، فقrrام فأ أبو أيوب ، خالد بن زيد بن كليب ، إلى عمrrر بن قيس ، أحد بني غنم بن مالك بن النجار - كrrان صrrاحب آلهتهم في الجاهليrrة - فأخrrذ برجله فسحبه ، حتى أخرجrrه من المسrrجد ، وهو يقول : أتخرجني يا أبrrا أيrrوب من مربrrد بني ثعلبة ، ثم أقبل أبو أيوب أيضا إلى رافrrع�بrrه بردائrrه ثم بن وديعة ، أحد بني النجrrار فلب

شديدا ، ولطم وجهه ، ثم أخرجهنطرا نطره من المسجد ، وأبو أيوب يقول لrrه : أف لrrك منافقا خبيثا : أدراج�ك يrrا منrrافق من مسrrجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قrrال ابن

107

Page 108: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هشrrام : أي ارجrrع من الطريrrق الrrتي جئتمنها .

وقrrام عمrrارة بن حrrزم إلى زيrrد بن عمrrرو ، وكان رجال طويل اللحية ، فأخذ بلحيته فقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ، ثم جمع عمارة يديه فلدمه بهما في صدره لدمة خر منها . يقول : خدشتني يا عمارة ؛ قrrال : أبعدك الله يا منافق ، فما أعrrد اللrrه لrrك من العrrذاب أشrrد من ذلrrك ، فال تقrrربن مسrrجد

رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن إسحاق : وقام أبو محمد ، رجل من بني النجار ، كان بدريا ، وأبو محمد ، مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيrrد بن ثعلبrrة بن غنم ابن مالrrrك بن النجrrrار إلى قيس بن عمrرو بن سrهل ، وكrان قيس غالمrا شrابا ، وكrrان ال يعلم في المنrrافقين شrrاب غrrيره ، فجعrrل يrrدفع في قفrrاه حrrتى أخرجrrه من

المسجد .

درة بن الخrrزرج ، رهrrط �rrل�خ� وقام رجrrل من ب أبي سعيد الخrrدري ، يقrrال لrrه : عبداللrrه بن الحارث ، حين أمrrر رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه

108

Page 109: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عليه وسلم بrrإخراج المنrrافقين من المسrrجد إلى رجل يقال له : الحارث بن عمرو ، وكان ذا جمة ، فأخذ بجمته فسحبه بها سحبا عنيفا ، على مrrا مrrر بrrه من األرض ، حrrتى أخرجrrه من المسrrجد . قrrال : يقrrول المنrrافق : لقrrد أغلظت يrrا ابن الحrrارث ؛ فقrrال : إنrrك أهrrل لذلك ، أي عدو الله لما أنزل اللrrه فيrrك ، فال تقربن مسجد رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم ، فإنك نجس .

وقام رجل من بني عمرو بن عوف إلى أخيهو�ي� بن الحrrrارث ، فأخرجrrrه من المسrrrجد ز�ف منrrه ، و قrrال : غلب �rrا ، وأفrrا عنيفrrإخراج عليك الشrrيطان و أمrrره . فهrrؤالء من حضrrر المسجد يومئذ من المنافقين ، وأمر رسrrول

بإخراجهم.الله صلى الله عليه وسلم

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 21 )وسلم بالغزوات التي غزاها

لنشر الدعوة اإلسًالمية

109

Page 110: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

28بلغ عrrدد الغrrزوات الrrتي قادهrrا الرسrrول غrrزوات دار فيهrrا9غrrزوة، كrrان من ضrrمنها

قتال والبrrاقي حقrrق أهدافrrه دون قتrrال. من 7ضrrمن هrrذه الغrrزوات خrrرج الرسrrول إلى

j أن العrrدو فيهrrا قrrد دبrrر غزوات علم مسrrبقاj على المسلمين. استمرت الغزوات 8عدوانا

هجrrري(. في9 هجrrري إلى 2سrrنوات )من السrrنة الثانيrrة للهجrrرة حrrدث أكrrبر عrrدد من

غrrزوات. بلrrغ عrrدد8الغrrزوات حيث بلغت ما بين بعثة وسرية.38البعوث والسرايا

غrrزوات الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمبالترتيب هي :

رقمالغزوة

اسم

الغزوة

تاريخالغزوة

موقع

الغزوة

رقمالغزوة

اسم

الغزوة

تاريخالغزوة

موقع

الغزوة

1 غزوة األبواء

(ودان)16ودانهجري 2

دومة غزوةالجندل

5 هجري

دومةالجندل

2 غزوةبواط

17بواطهجري2 بني غزوة

المصطلق5

هجريغالمريسي

3 غزوة

العشيرةهجري2

العشيرة

18 غزوة

الَخندق5

هجري المدينةالمنورة

4 بدر غزوة

األولىهجري2

واديسفوان

19 بني غزوة

قريظةهجري5

ضواحي المدينةالمنورة

110

Page 111: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

5 بدر غزوة

الكبرى رمضان2

هجري20بدر

بني غزوةلحيان

6 هجري

غران

6 بني غزوة

سليمهجري 2

قرقرةالكدر

21ذي غزوةقرد

قرد هجري7 ذو

7 بني غزوة

قينقاِعهجري2

المدينةالمنورة

22 غزوة

الحديبيةالحديبيةهجري7

8 غزوة

السويقهجري2

قرقرةالكدر

خيبر غزوة237

هجريخيبر

9ذي غزوةأمر

أمر هجري3 24ذو عمرة غزوة

القضاء7

هجري مكة

المكرمة

10 غزوةبحران

مؤتةهجري8مؤتة غزوة25بحرانهجري 3

أحد 11 هجري3غزوة جبلأحد

هجري8مكة فتح26 مكة

المكرمة

12 غزوة حمراءاألسد

هجري3 حمراءاألسد

هجري8حنين غزوة27 واديحنين

13 بني غزوة

النضيرهجري 3

ضواحي المدينةالمنورة

28 غزوة

الطائف8

هجريالطائف

14 غزوة ذات

الرقاِعهجري 3

ذاتالرقاِع

تبوك غزوة299

هجريتبوك

15 بدر غزوة

اآلخرةبدرهجري 4

جدول توزيع غrrزوات الرسrrول محمrrد صrrلىالله عليه وسلم على سنوات الجهاد:

هجري9هجري 8هجري 7هجري6هجري5هجري4هجري3هجري2

أمر ودان تبوكمؤتةخيبر بني دومة بنيذي

111

Page 112: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لحيانالجندلالنضير

بحرانبواط ذات

الرقاِع

بنيالمصطل

ققرد ذي

عمرةالقضاء

فتحمكة

العشيرة

أحد بدر

اآلخرةالَخندق

الحديبية

حنين

بدراألولى

حمراءاألسد

بنيقريظة

الطائف

بدرالكبرى

بنيسليم

بنيقينقاِع

السويق

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 22 )وسلم بمؤامرة الغتياله

كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بrrدرj، وجعلت مكrrrة تغلي أن استشrrrاطوا غضrrrباج�ل ضد النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم، كالم�ر� حتى تآمر بطالن من أبطالها أن يقضrrوا على

112

Page 113: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

مبدأ هذا الخالف والشقاق ومثrrار هrrذا الrrذل والهوان في زعمهم، وهrrو النrrبي صrrلى اللrrه

عليه وسلم.

جلس عمrrير بن وهب الجمحي مrrع صrrفوانr يرrrدر بيسrrة بrrد وقعrrر بع �rrبن أمية في الح�ج وكان عمrrير من شrrياطين قrrريش ممن كrrان يؤذي النبي صلى الله عليه وسrrلم وأصrrحابه وهم بمكrrة r وكrrان ابنrrه وهب بن عمrrير في أساري بدر، فذكر أصحاب الق�ل�يب ومصابهم، فقrrال صrفوان: واللrrه إن في العيش بعrدهم

خير.

قال له عمير: صدقت واللrrه، أمrrا واللrrه لrrوال�ن على ليس لrrrه عنrrrدي قضrrrاء، وعيrrrال د�ي�عة� بعrrدي لrrركبت� إلى ي �rrي عليهم الضrrأخش ةj، ابrrني �rrه�م� ع�ل� �ل محمد حتى أقتله، فإن لي ق�ب

أسير في أيديهم.

فاغتنمها صفوان وقال: على دينك، أنا أقضيه ، أواسيهم ما بقوا، اليلاعنك، وعيالك مع عي

يسعني شيء ويعجز عنهم.

113

Page 114: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقال له عمير: فrrاكتم عrrني شrrأني وشrrأنك.قال: أفعل.

، ثم م� �rrه وسrrل �ح�ذ �rrيفه فشrrير بسrrر عمrrثم أم انطلق حتى قدم به المدينة، فبينما هrrو على بrrاب المسrrجد يrrنيخ راحلتrrه رآه عمrrر بن الخطrrrاب r وهrrrو في نفrrrر من المسrrrلمين يتحدثون ما أكرمهم الله به يوم بrrدر r فقrrال عمر: هذا الكلب عدو الله عمrrير مrrا جrrاء إال لشر. ثم دخrrل على النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عميرj سيفه، قال: )فأدخلrrه علي(، قد جاء متوشحا�ه� بح�م�الrrة سrrيفه، وقrrال �ب �ب فأقبل إلى عمير فل لرجال من األنصار: ادخلوا على رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فاجلسrrوا عنrrده واحrrذروا عليrrه من هrrذا الخrrبيث، فإنrrه غrrير مأمون، ثم دخrrل بrrه، فلمrrا رآه رسrrول اللrrه صلى الله عليه وسrrلم r وعمrrر آخrrذ بحمالrrة سيفه في عنقه r قال: )أرسله يrrا عمrrر، ادنj، فقrrال وا صrrباحا �rrع�م� يا عمير(، فدنا وقrrال: أن النبي صلى الله عليه وسلم: )قد أكرمنا اللrrه

114

Page 115: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسrrالم تحيrrةأهل الجنة(.

ثم قال: )ما جاء بك يrrا عمrrير ؟( قrrال: جئتلهذا األسير الذي في أيديكم، فأحسنوا فيه.

قال: )فما بال السيف في عنقك؟(

قال:قبحها الله من سrrيوف، وهrrل أغنت عنrrاj ؟ شيئا

، ما الذي جئت له ؟( قال: ماأصدقنيقال: )جئت إال لذلك.

قال: بrrل قعrrدت� أنت وصrrفوان بن أميrrة في الح�ج�ر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لوال دين علي وعيال عندي لخرجتj، فتحمrل صrفوان بrدينك حrrتى أقتrrل محمrدا وعيالrrك على أن تقتلrrني، واللrrه حائrrل بينrrك

وبين ذلك.

قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنrrا يrrا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خrrبر السماء، وما يrrنزل عليrrك من الrrوحي، وهrrذا أمر لم يحضره إال أنrrا وصrrفوان، فواللrrه إني ألعلم ما أتاك به إال الله، فالحمrrد للrrه الrrذي

115

Page 116: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هداني لإلسrrالم، وسrrاقني هrrذا المسrrاق، ثم تشهد شهادة الحق. فقال رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: فقهrrوا أخrrاكم في دينrrه،

وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره.

وأمrrا صrrفوان فكrrان يقrrول: أبشrrروا بوقعrrةتأتيكم اآلن في أيام تنسيكم وقعة بدر.

وكان يسأل الركبان عن عمrrير، حrrتى أخrrبره راكب عن إسالمه فحلrrف صrrفوان أال يكلمrrه

أبدjا، وال ينفعه بنفع أبدا.

ورجع عمrrير إلى مكrrة وأقrrام بهrrا يrrدعو إلىاإلسالم، فأسلم على يديه ناس كثير.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 23 ) وسلم بكسر رباعيته وشق

شفته وجرح وجنته فيموقعة أحد

بعد أن انتصر المسrrلمون انتصrrارا كبrrيرا في معركrrة بrrدر على المشrrركين وأوقعrrوا فيهم الكثrrير من القتلى، عrrاد من بقي من الكفrrار

116

Page 117: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

إلى مكrrrة حين كrrrانت مكrrrة تحت سrrrلطة المشrrركين يجrrرون وراءهم أذيrrال الخيبrrة، ووجrrدوا أن قافلrrة أبي سrrفيان قrrد رجعت بأمان، فاتفقوا فيما بينهم أن يrrبيعوا بضrrائعها والrrربح الrrذي سrrيجنونه يجهrrزوا بrrه جيشrrا لمقاتلة النبي محمد صلى اللrrه عليrrه وسrrلم

بrائهم وإخrوتهم وأبنrائهمآوأخذ الثrأر لمقتrل الذين حاربوا النبي عليrrه السrrالم والصrrحابة،

وأرادوا القضاء على اإلسالم في بدر.

اجتمعت قريش لقتال رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم وأرسrrلت مبعrrوثين إلى بعض القبائل الحليفة طلبا للمقاتلين، فاجتمع ثالثة

الف مشرك مrrع دروعهم وأسrrلحتهم، وكrrانآ معهم مائتا فرس وخمس عشرة ناقة عليهrrا ركب الهrrوادج وهي الrrبيوت الصrrغيرة الrrتي توضrrع على ظهrrور الجمrrال وجلسrrت فيهن بعض النساء المشركات ليشجعن المشركين

على القتال، وتذكيرهم بالهزيمة في بدر.

وفي أثناء استعداداتهم طلب أبو سrrفيان من العبrrاس بن عبrrد المطلب عم رسrrول اللrrه الخروج معه لقتال المسلمين ولكنه لم يقبل

117

Page 118: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بذلك، وأرسل العباس سرا إلى النrrبي صrrلى الله عليه وسلم يحذره من الخطر المحrrدق، فوصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني قrrد رأيت واللrrه خrrيرا - أي في المنrrrام – رأيت بقrrrرا تrrrذبح، ورأيت في ذباب سيفي)حد سيفي( ثلما )كسrrرا( ورأيت إني أدخلت يrrدي في درع حصrrينة، فأولتهrrا

هآالمدينة"، وكان معrنى هrذا المنrام الrذي ر الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم أن البقrrر نrrاس يقتلrrون، وأمrrا الثلم في السrrيف فهrrو

رجل من أهل بيت النبي يقتل.

خرج كفار قريش بجيشهم حrrتى وصrrلوا إلى ضrrواحي المدينrrة المنrrورة قrrرب جبrrل أحrrد حيث كrrان النrrبي األعظم صrrلى اللrrه عليrrه وسلم قد صلى صالة الجمعة بالنrrاس وحثهم على الجهاد والثبات، وخرج بسبعمائة مقاتrrل شجاع من الصحابة الكرام بعد أن رجع بعض

المنافقين خوفا من القتال.

وكانت خطة الحرب التي وضعها النبي صلى الله عليه وسrrلم أن يجعrrل المدينrrة المنrrورة في وجهrrه ويضrrع خلفrrه جبrrل أحrrد وحمى

118

Page 119: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ظهره بخمسrrين من الرمrrاة المهrrرة صrrعدوا على هضrrrrبة عاليrrrrة مشrrrrرفة على أرض المعركة، وجعrrل قائrrدهم صrrحابيا كريمrrا هrrو عبد الله بن جبير وأمرهم النبي أن يبقوا في أماكنهم وأن ال يتركوها حتى يأذن لهم وقrrال لهم: "ادفعrrوا الخيrrل عنrrا بالنبrrال" وقسrrم الحrrrبيب المصrrrطفى جيش المسrrrلمين إلى عدة أقسام، جعل قائدا لكل منها وتسلم هrrو

قيادة المقدمة.

ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم النrrاس عن األخذ في القتال حrrتى يrrأمرهم، وظrrاهر بين درعين، وحrrرض أصrrحابه على القتrrال، وحضهم على المصrابرة والجالد عنrد اللقrاء، وأخrrrذ ينفث روح الحماسrrrة والبسrrrالة فيj ونادي أصrrحابه: j باترا أصحابه حتى جرد سيفا )من يأخذ هrrذا السrrيف بحقrrه؟(، فقrrام إليrrه رجrrال ليأخrrذوه r منهم على بن أبي طrrالب، والزبير بن العوام، وعمر بن الخطاب r حrrتىة، فقrrال: �rrش �م�اك بن خ�ر قام إليه أبو د�ج�انة س� وما حقه يا رسول الله ؟ قال: )أن تضرب به

119

Page 120: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وجrrوه العrrدو حrrتى ينحrrني(. قrrال: أنrrا آخrrذهبحقه يا رسول الله، فأعطاه إياه.

j يختrrال عنrrد j شrrجاعا وكrrان أبrrو دجانrrة رجال الحرب، وكانت له عصابة حمراء إذا اعتصrب بهrrا علم النrrاس أنrrه سrrيقاتل حrrتى المrrوت. فلما أخذ السيف عصب رأسه بتلك العصابة، وجعrrل يتبخrrتر بين الصrrفين، وحينئrrذ قrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )إنهrrا لمشrrrية يبغضrrrها اللrrrه إال في مثrrrل هrrrذا

الموطن(.

وبrrrrدأت المعركrrrrة فأقبrrrrل المشrrrrركون فاستقبلتهم سيوف المسلمين البتrارة بقrوة،

أخرج أبو دجانة عصابة الموت، فخrrرج وهrrوويقول:

ف�ح أنا الذي عاهrدني خليلي ** ونحrن بالس��خ�يل لدى الن

�يول ** أض�ر�ب� بس�يف أال أقوم الد�ه�ر� في الكالله والرسول

ثم شrrهر سrrيفه ال يقrrفوانطلق أبrrو دجانrrة, أمامه إال حطمه وأوقعrrه أرضrrا، وكrrانيءش

120

Page 121: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

رجل من المشركين ال يدع جريحا مسrrلما إال قتله، فلحق به أبrrو دجانrrة لrrيريح النrrاس من شره، حتى التقيا فضرب المشرك أبا دجانrrة ضربة تلقاها األخير بكل عزم وثبات ثم بادله

بضربة قوية من سيفه فقتله.

واقتتrrل النrrاس قتrrاال شrrديدا وفعrrل الرمrrاة المسلمون فعلتهم، إذ كانوا من أحrد أسrباب تراجع الكفار وفرارهم، وكانت الهزيمrrة على المشركين. ولكن حصلت حادثة أليمة غيرت من مسار نهاية المعركة، إذ إن الرماة الذين أمرهم النبي صلى الله عليrrه وسrrلم بحمايrrة ظهور المسلمين وعrدم تrرك أمrاكنهم حrتى يأذن لهم، تrrرك الكثrrير منهم مكانrrه ظنrrا أن المعركrrة حسrrم أمرهrrا وأنrrه لم يبrrق أثrrر للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي أقrrل من عشrrرة رمrrاة أبrrوا أن يلحقrrوا بهم وقrrالوا: "نطيrrع رسrrول اللrrه ونثبت مكاننrrا"، فنظر خالد بن الوليrrد وكrrان مrrا زال مشrrركا إلى من بقي من الرمrrاة فتوجrrه بمجموعrrة من المشrrركين، وتسrrللوا ففاجrrأوا الرمrrاة

121

Page 122: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

القليلين من الخلrrrrف وقتلrrrrوهم بمrrrrا فيهمقائدهم عبد الله بن جبير.

عنrrدها تعrrالت صrrيحات المشrrركين وفrrوجئ المسrrلمون بrrأنهم قrrد أصrrبحوا محاصrrرين، فقتrrل من قتrrل منهم واشrrتد األمrrر عليهم، عندها عاد من هرب من المشركين وهجمrrوا على المسلمين هجمrة شرسrة، ورفعrوا عن

األرض رايتهم المتسخة.

وكان عدد من الكفار قrrد اتفقrrوا فيمrrا بينهم على مهاجمة النrrبي دفعrrة واحrrدة فاسrrتغلوا فرصة ابتعاد بعض الصrrحابة عن النrrبي أثنrrاء المعركrrة وانقضrrوا عليrrه، فمنهم من ضrrربه بالسيف فأصاب جبهته الشrrريفة، ومنهم من

اليمrrنى وهيرباعيتrrهرماه بحجارة فكسرت أحد أسنانه األمامية، وشقت شفته الشريفة،

خر فجرح وجنة النrrبي أي أعلى خrrدهآوهجم الشريف بالسيف ورفعه فrrرده النrrبي ولكنrrه سقط فجرحت ركبتrrه الشrrريفة وسrrال دمrrه على األرض، وأقبrrل مشrrرك اسrrمه أبي بن خلف حامال حربتrrه ووجههrrا إلى رسrrول اللrrه

النبي منه وقتله بها.فأخذها122

Page 123: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولمrrا جrrرح النrrبي األعظم صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، صار الدم يسيل على وجهه الشrrريف وأقبل لحمايتrrه خمسrrة من األنصrrار، فقتلrrوا جميعrrا وركض أبrrو دجانrrة وجعrrل من ظهrrره ترسا لرسول الله فكانت السهام تنrrال عليrrه وهrrrrو منحن يحمي ببدنrrrrه وروحrrrrه أعظم الكائنrrات سrrيدنا محمrrدا صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم.

وازدادت المصrrائب إذ قrrد جrrاء عبrrد حبشrrي مشرك ماهر بالرمايrrة اسrrمه وحشrrي أمrrره سيده بقتل سيدنا حمزة ووعrrده بrrأن يجعلrrه حrrرا إن قتلrrه، وبقي طيلrrة المعركrrة يتحين الفرصة حتى وجد نفسه وجها لوجrrه أمامrrه، فرفع حربته وهزها ثم رماها فاخترقت جسد سيدنا حمزة رضي الله عنه الذي وقع شهيدا

في سبيل الله.

وانتهت المعركة بانسحاب المشركين الrrذين ظنوا أنهم انتصروا، وال يقال إن رسrrول اللrrه خسrrر بrrل إن الrrذين خrrالفوا أوامrrره خrrابوا

وسببوا الخسارة ألنفسهم.

123

Page 124: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ودفن المسrrلمون شrrهداءهم في أحrrد حيث استشهدوا، ولما عاد رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم إلى المدينrrة في جrrو حrrزين، جrrاءت إحrrدى نسrrاء األنصrrار قrrد قتrrل أباهrrا

وأخاها شهيدين.

فلما أخبرت قالت: "ماذا حل برسول الله؟" فقrrالوا لهrrا: "هrrو بحمrrد اللrrه كمrrا تحrrبين". قrrالت: "أرونيrrه"، فلمrrا نظrrرت إليrrه دمعت عيناها فرحrrا بسrrالمته وقrrالت: "كrrل مصrrيبة بعدك هينة يا رسrrول اللrrه ال تrrوازي مصrrيبتنا

بفقدك".

وهكذا انتهت معركة أحrrد الrrتي كrrانت درسrrا تعلم منه المسrrلمون أهميrrة االلrrتزام بrrأوامر النبي وتعاليمrrه الشrrريفة، وأن أوامrrره كلهrrا

فيها الخير والفالح.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 24 ) وسلم بمقتل عمه حمزة بن

عبد المطلب

124

Page 125: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ي بن حrrرب: كنت �rrزة وح�شrrل حمrrول قاتrrيق j لجبير بن م�ط�ع�م، وكان عمه ط�ع�يم�ة بن غالما عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قrrريش إلى أحد قال لي جبير: إنrrك إن قتلت حمrrزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخrrرجتj أقذف بالحربة j حبشيا مع الناس r وكنت رجالr j فلمrrا قذف الحبشة، قلما أخطئ بهrrا شrrيئا التقي الناس خرجت أنظrrر حمrrزة وأتبصrrره، حrrتى رأيتrrه في عrrرض النrrاس مثrrل الجمrrلق، يه�د� الناس هrrد�ا مrrا يقrrوم لrrه شrrيء. � األو�ر فواللrrه إني ألتهيrrأ لrrه أريrrده، فأسrrتتر منrrه بشجرة أو حجر ليrrدنو مrrني إذ تقrrدمني إليrrه�اع بن عبد العزي، فلما رآه حمزة قال له: ب س�ور r وكrrانت أمrrه �rrظ� هلم إلى يابن م�ق�ط�ع�ة الب ختانة r قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه

.

قال: وهززت حربrrتي حrrتى إذا رضrrيت منهrrا�ه r أحشائه r حتى �ت �ن دفعتها إليه، فوقعت في ث خrrرجت من بين رجليrrه، وذهب لينrrوء نحrrوي، وتركتrrه وإياهrrا حrrتى مrrات، ثم أتيتrrه � ف�غ�ل�ب فأخrrrذت حربrrrتي، ثم رجعت إلى العسrrrكر

125

Page 126: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقعدت فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنماقتلته ألعتق، فلما قدمت مكة عتقت .

وكrrان تشrrويه الشrrهداء آخrrر هجrrوم قrrام بrrه المشركون ضد النبي صلى الله عليه وسلم،r j ولما لم يكونrrوا يعرفrrون من مصrrيره شrrيئا بل كانوا على شبه اليقين من قتلrrه r رجعrrوا

للرجrrوع إلىيتهrrيئونإلى مقrrرهم، وأخrrذوا مكrrrة، واشrrrتغل من اشrrrتغل منهم r وكrrrذا اشتغلت نساؤهم r بقتلي المسلمين، يمثلون بهم، ويقطعrrrون اآلذان واألنrrrوف والفrrrروج، ويبقرون البطون. وبقرت هند بنت عتبة كبrrد حمrrrزة فالكتهrrrا، فلم تسrrrتطع أن تسrrrيغهاr j فلفظتها، واتخذت من اآلذان واألنوف خ�د�ما

خالخيل r وقالئد.

ولمrrا تكامrrل تهيrrؤ المشrrركين لالنrrrصراف أشrrrرف أبrrو سفrrrيان على الجبrrل، فrrrنادي أفيكم محمد؟ فلم يجيبوه. فقrrال: أفيكم ابن

. فقrrال: أفيكم عمrrريجيبوهأبي قحافة؟ فلم بن الخطاب؟ فلم يجيبوه r وكان النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم منعهم من اإلجابrrة r ولم يسأل إال عن هؤالء الثالثة لعلمه وعلم قومrrه

126

Page 127: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أن قيام اإلسالم بهم. فقال: أمrrا هrrؤالء فقrrد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه أن قال: يrrا عدو الله، إن الذين ذكرتهم أحياء، وقrrد أبقي

لممثلهالله ما يسوءك. فقال: قد كان فيكم آمر بها ولم تسؤني.

�ل. ثم قال: أع�ل� ه�ب

فقrrال النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )أال تجيبونه؟( فقالوا:فمrrا نقrrول؟ قrrال: )قولrrوا:

الله أعلى وأجل(.

ى وال عزى لكم. ثم قال: لنا الع�ز�

فقrrال النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )أال تجيبونه؟( قالوا: ما نقول؟ قال: )قولrrوا:اللrrه

موالنا، وال مولي لكم(.

�ع�م�ت� ف�ع�ال ، يوم بيrrوم ثم قال أبو سفيان: أنج�ال. بدر، والحرب س�

سrrواء، قتالنrrا في فأجابrrه عمrrر، وقrrال: الالجنة، وقتالكم في النار.

ثم قال أبو سفيان: هلم إلى يrrا عمrrر، فقrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )ائتrrه

127

Page 128: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فrrانظر مrrا شrrأنه؟( فجrrاءه، فقrrال لrrه أبrrوj؟ سفيان: أنشدك الله يا عمر، أقتلنrrا محمrrدا قال عمر: اللهم ال. وإنه ليستمع كالمك اآلن.

�ة وأبر. قال: أنت أصدق عندي من ابن ق�م�ئ

وأشرف رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم على الشهداء فقال: )أنrrا شrrهيد على هrrؤالء،ح في اللrrه إال واللrrه �ر �rrج� إنrrه مrrا من جrrريح يح�ه، اللrrون لrrون �د�م�ي ج�ر� يبعثه يوم القيامة، ي

الدم، والريح ريح الم�س�ك( .

وكان أناس من الصحابة قد نقلوا قتالهم إلى المدينrrة فrrأمر أن يrrردوهم، فيrrدفنوهم في مضاجعهم وأال يغسrrلوا، وأن يrrدفنوا كمrrا هم بثيابهم بعد نزع الحديد والجلود. وكان يrrدفن االثنين والثالثة في القبر الواحد، ويجمrrع بين الرجلين في ثوب واحد، ويقrrول: )أيهم أكrrثر�خ�ذjا للقرآن؟( فإذا أشاروا إلى الرجل قدمrrه أ في اللحد، وقال: )أنا شهيد على هrrؤالء يrrوم القيامة( . ودفن عبد الله بن عمرو بن حrrرام وعمرو بن الجمrrوح في قrrبر واحrrد لمrrا كrrان

بينهما من المحبة .

128

Page 129: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وفقدوا نعش حنظلة، فتفقrrدوه فوجrrدوه في ناحية فوق األرض يقطrrر منrrه المrrاء، فrrأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن المالئكrrة تغسrrله، ثم قrrال: )سrrلوا أهلrrه مrrا شأنه؟( فسألوا امرأته، فأخبرتهم الخبر.ومن

هنا سمي حنظلة: غسيل المالئكة .

ولمrrrا رأى مrrrا بحمrrrزة r عمrrrه وأخيrrrه من الرضاعة r اشتد حزنه، وجاءت عمتrrه صrrفية تريد أن تنظر أخاها حمزة، فأمر رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ابنهrrا الزبrrير أن يصرفها، ال تري ما بأخيها، فقالت: ولم؟ وقد�ل� بأخي، وذلك في الله، فمrrا بلغني أن قد م�ث أرضانا بما كان من ذلك، ألحتسبن وألصrrبرن إن شrrاء اللrrه، فأتتrrه فنظrrرت إليrrه، فصrrلت عليه r دعت له r واسترجعت واستغفرت له. ثم أمر رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بدفنrrه مrrع عبrrد اللrrه بن جحش r وكrrان ابن

أخته، وأخاه من الرضاعة.

قال ابن مسعود: ما رأينا رسrrول اللrrه صrrلىj قrrط أشrrد من بكائrrه الله عليrrه وسrrلم باكيrrا على حمrrrزة بن عبrrrد المطلب.وضrrrعه في

129

Page 130: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

القبلrrة، ثم وقrrف على جنازتrrه وانتحب حrrتىع من البكاء r والنشع: الشهيق. ��ش ن

j يفتت األكباد. j جدا وكان منظر الشهداء مريعا قrrال خبrrاب: إن حمrrزة لم يوجrrد لrrه كفن إالت �rrص�اء، إذا جعلت على رأسrrه ق�ل �rrل�ح� بrrردة م عن قدميrrه، وإذا جعلت على قدميrrه قلصrrت عن رأسrrه، حrrتى مrrدت على رأسrrه، وجعrrل

�ذ�خ�ر . على قدميه اإل

وقال عبد الرحمن بن عوف: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسrrrه بrrrدت رجاله، وإن غطي رجاله بrrrدا رأسrrه ، وروي مثrrل ذلrrك عن خبrrاب، وفيrrه: فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: )غطوا

بها رأسه، واجعلوا على رجليه اإلذخر(.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 25 ) وسلم بقتل أصحابه في بئر

معونة

130

Page 131: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�ع�بوقدم أب براء عامر بن مالك المrrدعو بم�ال�ة على رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه ن �rrاألس وسrrrلم المدينrrrة، فrrrدعاه إلى اإلسrrrالم فلم يسلم ولم يبعد، فقrrال : يrrا رسrrول اللrrه، لrrود يrrدعونهم إلى �rrج� بعثت أصrrحابك إلى أهrrل ن دينك لرجوت أن يجيبوهم، فقال: )إني أخاف

ار� �rrا جrrاء : أن �ر �rrو بrrال أبrrد(، فقrrعليهم أهل نج r j في قrrول ابن لهم، فبعث معrrه أربعين رجال إسrrحاق، وفي الصrrحيح أنهم كrrانوا سrrبعين، والذي في الصحيح هو الصحيح r وأمر عليهم المنrذر بن عمrرو أحrد بrني سrاعدة الملقب�يم�وت ، وكانوا من خيار المسrrلمين �ق� ل بالم�ع�ن وفضrrrالئهم وسrrrاداتهم وقrrrرائهم، فسrrrاروا يحتطبون بالنهار، يشترون بrrه الطعrrام ألهrrل الصفة، ويتدارسون القرآن ويصrrلون بالليrrل، حتى نزلوا بrrئر معونrrة r وهي أرض بين بrrني�م r فrrنزلوا هنrrاك، ثم �ي ل �rrني سrrة ب ر� �rrامر وحrrع ان أخrrا أم سrrليم بكتrrاب �rrبعثوا حرام بن م�ل�ح رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم إلى عrrدو�ل، فلم ينظر فيrrه، وأمrrر الله عامر بن الط�ف�يj فطعنه بالحربة من خلفه، فلمrrا أنفrrذها رجال

131

Page 132: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ت� ز� �rrفيه ورأى الدم، قال حرام : الله أكبر، ف ورب الكعبة.

ثم استنفر عrrدو اللrrه لفrrوره بrrني عrrامر إلى قتrrال البrrاقين، فلم يجيبrrوه ألجrrل جrrوار أبي�ة ي �rrه ع�صrrليم، فأجابتrrني سrrتنفر بrrراء، فاسrrب �وان، فجاءوا حتى أحاطوا بأصحاب ور�ع�ل وذ�ك رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فقrrاتلوا حrrتى قتلrrوا عن آخrrرهم إال كعب بن زيrrد بن

�ث� من بين ت ، فعrrاشالقتلىالنجrrار، فإنrrه ار�حتى قتل يوم الخندق.

وكrrان عمrrرو بن أميrrة الضrrمري والمنrrذر بن عقبrrة بن عrrامر في سrrرح المسrrلمين فرأيrrا الطrrير تحrrوم على موضrrع الوقعrrة، فrrنزل المنrrذر، فقاتrrل المشrrركين حrrتى قتrrل مrrع أصحابه، وأسر عمرو بن أمية الضمري، فلما أخبر أنه من م�ض�ر ج�ز� عامر ناصrrيته، وأعتقrrه

عن رقبة كانت على أمه.

ورجrrع عمrrرو بن أميrrة الضrrمري إلى النrrبيj معrrه أنبrrاء صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم حrrامال المصاب الفادح، مصرع سrrبعين من أفاضrrل المسلمين، تذكر نكبتهم الكبيرة بنكبة أحrrد ؛

132

Page 133: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

إال أن هؤالء ذهبوا في قتال واضrrح ؛ وأولئrrكذهبوا في غدرة شائنة.

ولمrrrا كrrrان عمrrrرو بن أميrrrة في الطريrrrقة من صrrدر قنrrاة، نrrزل في ظrrل �ق�ر بrrالق�ر� شrrجرة، وجrrاء رجالن من بrrني كالب فrrنزال معه، فلما ناما فتك بهما عمرو، وهو يري أنه قد أصاب ثأر أصrrحابه، وإذا معهمrrا عهrrد من رسول الله صلى الله عليه وسrrلم لم يشrrعر به، فلما قrrدم أخrrبر رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بمrrا فعrrل، فقrrال :)لقrrد قتلت�هما(، وانشrrغل بجمrrع ديتهمrrا من �ن قتيلين ألد�ي المسلمين ومن حلفائهم اليهود ، وهذا الrrذي

j لغزوة بني النضير، كما سيذكر. صار سببا

وقد تألم النبي صلى الله عليrrه وسrrلم ألجrrل هذه المأساة، وألجrrل مأسrrاة الرجيrrع اللrrتين،j وقعتrrا خالل أيrrام معrrدودة ، تألمrrا شrrديدا وتغلب عليه الحزن والقلق ، حrrتى دعrrا على هؤالء األقrrوام والقبائrrل الrrتي قrrامت بالغrrدر والفتك في أصحابه. ففي الصrrحيح عن أنس قال : دعا النبي صلى الله عليrrه وسrrلم على،j الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثالثين صباحا

133

Page 134: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

و�ان �rrك�ل وذ �rrر على ر�عrrالة الفجrrدعو في صrrي ت� اللrrه �rrص�ية ع �rrية، ويقول:)ع�ص��ان وع�ص ي �ح� ولj ورسوله(، فأنزل الله تعالى على نبيrrه قرآنrrا قرأناه حتى نسخ بعد: )بلغrrوا عنrrا قومنrrا أنrrا لقينrrا ربنrrا فرضrي عنrrا ورضrينا عنrrه( فrترك

�ه . �وت رسول الله صلى الله عليه وسلم ق�ن

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 26 )وسلم بحصار الكفار واليهود

للمدينة المنورة في غزوةاألحزاب

عاد األمن والسالم، وهدأت الجزيرة العربيrrة بعد الحروب والبعوث الrrتي اسrrتغرقت أكrrثر من سنة كاملrrة، إال أن اليهrrود r الrrذين كrrانواj من الذلrrة والهrrوان نتيجrrة قrrد ذاقrrوا ألوانrrاr همrrؤامراتهم ودسائسrrانتهم ومrrغدرهم وخي لم يفيقrrrrوا من غيهم، ولم يسrrrrتكينوا، ولم يتعظوا بما أصابهم من نتيجة الغrrدر والتrrآمر. فهم بعد نفيهم إلى خيبر ظلrrوا ينتظrrرون مrrا

134

Page 135: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يحل بالمسلمين من خالل المناوشrrات الrrتي كانت قائمة بين المسrrلمين والوثنrrيين، ولمrrا تحrrول مجrrري األيrrام لصrrالح المسrrلمين،

واأليام عن بسط نفrrوذهم،اللياليوتمخضت وتوطrrد سrrلطانهم r تحrrرق هrrؤالء اليهrrود أي

تحرق.

وشrrrrrرعوا في التrrrrrآمر من جديrrrrrد على المسلمين، وأخrrذوا يعrrدون العrrدة، لتصrrويب ضrrربة إلى المسrrلمين تكrrون قاتلrrة ال حيrrاة بعدها. ولمrrا لم يكونrrوا يجrrدون في أنفسrrهم جرأة على قتال المسلمين مباشرة، خططوا

لهذا الغرض خطة رهيبة.

j من زعمrrrاء اليهrrrود و خrrrرج عشrrrرون رجال سrrrادات بrrrني النضrrrير إلى قrrrريش بمكrrrة، يحرضrrونهم على غrrزو الرسrrول صrrلى اللrrه عليه وسلم، ويوالونهم عليrrه، ووعrrدوهم من أنفسrrrهم بالنصrrrر لهم، فأجrrrابتهم قrrrريش، وكrrrانت قrrrريش قrrrد أخلفت موعrrrدها في الخrrروج إلى بrrدر، فrrرأت في ذلrrك إنقrrاذا

لسمعتها والبر بكلمتها.

135

Page 136: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ثم خرج هذا الوفد إلى غ�ط�ف�ان، فدعاهم إلىj فاستجابوا لذلك، ثم طاف ما دعا إليه قريشا الوفrrد في قبائrrل العrrرب يrrدعوهم إلى ذلrrك فاسrrrتجاب لrrrه من اسrrrتجاب، وهكrrrذا نجح ساسrrة اليهrrود وقrrادتهم في تrrأليب أحrrزاب الكفrrر على النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلموالمسrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrلمين. وعلى إثر ذلrrك خrrرجت من الجنrrوب قrrريش وكنانة وحلفاؤهم من أهrrل تهامrrة r وقائrrدهم أبrrو سrrفيان r في أربعrrة آالف، ووافrrاهم بنrrوان، وخrرجت من الشrرق �ر �rر� الظ�ه �rليم بمrس ة بن �rrودهم ع�يينrrارة، يق � قبائل غطفان: بنو ف�زة، يقودهم الحارث بن عrrوف، ح�ص�ن، وبنو م�ر�ة�، كمrrا �rrيل�ح ع�ر بن ر� �rrودهم م�سrrوبنو أشجع، يق

خرجت بنو أسد وغيرها.

واتجهت هذه األحزاب وتحركت نحو المدينrrةعلى ميعrrrاد كrrrانت قrrrد تعاقrrrدت عليrrrه. م �ر �rrم � وبعد أيام تجمع حول المدينrrة جيش ع�ر يبلغ عrrدده عشrrرة آالف مقاتrrل، جيش ربمrrا يزيrrد عrrدده على جميrrع من في المدينrrة من

النساء والصبيان والشباب والشيوخ.

136

Page 137: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولrrو بلغت هrrذه األحrrزاب المحزبrrة والجنrrود المجنrrدة إلى أسrrوار المدينrrة بغتrrة لكrrانتj على كيrrrان المسrrrلمين ممrrrا أعظم خطrrrرا يقrrاس، وربمrrا تبلrrغ إلى استئصrrال الشrrأفة وإبادة الخضراء، ولكن قيrrادة المدينrrة كrrانت قيادة متيقظة، لم تrrزل واضrrعة أناملهrrا على العروق النابضة، تتجسrrس الظrrروف، وتقrrدر ما يتمخض عن مجراها، فلم تكد تتحرك هذه الجيrrrrrrوش عن مواضrrrrrrعها حrrrrrrتى نقلت اسrrتخبارات المدينrrة إلى قيادتهrrا فيهrrا بهrrذا

الزحف الخطير.

وسارع رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم إلى عقد مجلس استشاري أعلي، تناول فيrrه موضوع خطة الدفاع عن كيان المدينة، وبعد

ىمناقشات جrrرت بين القrrادة وأهrrل الشrrور اتفقrrوا على قrrرار قدمrrه الصrrحابي النبيrrل

ضي الله عنه. رسلمان الفارسي

قال سلمان: يا رسrrول اللrrه، إنrrا كنrrا بrrأرض�ا علينا. وكانت خطة �د�ق�ن ن � فارس إذا حوصرنا خ

حكيمة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك.

137

Page 138: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وأسرع رسول اللrrه صrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ، فوكل إلى كل عشرةالخطةإلى تنفيذ هذه

،j رجال أن يحفروا من الخنrrدق أربعين ذراعrrا وقrrام المسrrلمون بجrrد ونشrrاط يحفrrرون الخندق، ورسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم يحثهم ويسrrrrاهمهم في عملهم هrrrrذا. ففي البخrاري عن سrهل بن سrعد، قrال: كنrا مrع رسrrrول اللrrrه في الخنrrrدق، وهم يحفrrrرون،

نا، فقال رسولفونحن ننقل التراب على أكتا

� الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )اللهم ال ع�يش إال عيش� اآلخrrrrrرة، فrrrrrاغفر للمهrrrrrاجرين

واألنصار(.

وعن أنس: خرج رسول الله صلى الله عليrrه وسلم إلى الخندق فإذا المهrrاجرين واألنصrrار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيrrد يعملrrrون ذلrrrك لهم، فلمrrrا رأي مrrrا بهم من

النصب والجوع قال:

اللهم إن العيش عيش اآلخرة ** فاغفrرلألنصrار والمهrاجرة

فقالوا مجيبين له:

138

Page 139: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j ** على الجهrاد نحrن الذيrن بايعrوا محمrداj ما بقيrنا أبدا

وفيه عن البراء بن عازب قrrال: رأيتrrه صrrلى الله عليه وسلم ينقل من تراب الخندق حتى واري عrrني الغبrrار جلrrدة بطنrrه، وكrrان كثrrير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمrrات ابن رواحrrة،

وهو ينقل من التراب ويقول:

اللهم لوال أنت ما اهتدينا ** وال تصrدقنrا والصلينrrا

فأنزلن سكينrة علينrا ** وثبت األقrدام إنالقينrrا

رغبوا علينrا ** وإن أرادوا فتrنrةيلآإن الأبينrrrا

قال: ثم يمد بها صوته بآخرها، وفي رواية:

قrد بغrوا علينrا ** وإن أرادوااآلليإن فrتنrة أبينrا

كان المسrrلمون يعملrrون بهrrذا النشrrاط وهم يقاسrrون من شrrدة الجrوع مrا يفتت األكبrrاد، قrrال أنس: كrrان أهrrل الخنrrدق يؤتrrون بملءة� سrrنخة �rrال� كفي من الشعير، فيصrrنع لهم بإه

139

Page 140: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

توضع بين يrrدي القrrوم، والقrrوم جيrrاع، وهيبشعة في الحلق ولها ريح.

وقrrال أبrrو طلحrrة: شrrكونا إلى رسrrول اللrrه صلى اللrrه عليrrه وسrrلم الجrrوع، فرفعنrrا عن بطوننrrا عن حجrrر حجrrر، فرفrrع رسrrول اللrrه

صلى الله عليه وسلم عن حجرين.

وبهrrذه المناسrrبة وقعت أثنrrاء حفrrر الخنrrدق آيات من أعالم النبوة، رأي جابر بن عبد اللهj في النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم خمصrrاj شrrديدjا فrrذبح بهيمrrة، وطحنت امرأتrrه صrrاعا من شعير، ثم التمس من رسول اللrrه صrrلىj أن يrrأتي في نفrrر من الله عليه وسrrلم سrrرا

، فقام النبي صلى الله عليrrه وسrrلم أصحابه، فأكلوا من بجميع أهل الخندق، وهم ألف

ة اللحم �rrم �ر� ذلrrك الطعrrام وشrrبعوا، وبقيت ب تغط به كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو.

ة من �rrف�ن� وجrrاءت أخت النعمrrان بن بشrrير بح بrrه أبrrوه وخالrrه،ىتمrrر إلى الخنrrدق ليتغrrد

فمرت برسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فطلب منها التمر، وبدده فوق ثوب، ثم دعrrا

140

Page 141: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أهrrل الخنrrدق، فجعلrrوا يrrأكلون منrrه وجعrrل التمر يزيد، حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه

يسقط من أطراف الثواب.

وأعظم من هذين ما رواه البخاري عن جrrابر�د�يrrة قال: إنrrا يrrوم خنrrدق نحفrrر، فعرضrrت ك شديدة، فجاءوا النبي صلى الله عليه وسrrلم فقrrالوا: هrrذه كديrrة عرضrrت في الخنrrدق. فقال: )أنrrا نrrازل(، ثم قrrام وبطنrrه معصrrوبr j فأخrrذ بحجrrر r ولبثنrrا ثالثrrة ال نrrذوق ذواقrrا النبي صلى الله عليه وسلم الم�ع�و�ل، فضربj ال j أه�يrrل أو أه�يم ، أي صrrار رمال فعrrاد كثيبrrا

يتماسك.

وقال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخنrrrدق صrrrخرة ال تأخrrrذ منهrrrا المعاول، فاشتكينا ذلrrك لرسrrول اللrrه صrrلى

وأخذ المعول فقال: فجاءهالله عليه وسلم،

)بسم الله(، ثم ضrrرب ضrrربة، وقrrال: )اللrrه أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني ألنظر

.قصورها الحمر الساعة(

141

Page 142: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ثم ضrrرب الثانيrrة فقطrrع آخrrر، فقrrال: )اللrrه أكبر، أعطيت فارس، والله إني ألبصrrر قصrrر

.المدائن األبيض اآلن(

ثم ضرب الثالثة، فقال: )بسم اللrrه(، فقطrrع بقيrrة الحجrrر، فقrrال: )اللrrه أكrrبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني ألبصر أبواب صrrنعاء

من مكاني(.

وروي ابن إسrrحاق مثrrل ذلrrك عن سrrلمانالفارسي رضي الله عنه.

ولما كانت المدينة تحيط بها الحرات والجبال وبسrrاتين من النخيrrل من كrrل جrrانب سrrوي الشمال، وكان النبي صلى الله عليrrه وسrrلم يعلم أن زحrrrف مثrrrل هrrrذا الجيش الكبrrrير، ومهاجمتrrrrه المدينrrrrة ال يمكن إال من جهrrrrة

الشمال، اتخذ الخندق في هذا الجانب.

وواصل المسلمون عملهم في حفره، فكانوا يحفرونه طول النهrrار، ويرجعrrون إلى أهليهم في المسrrاء، حrrتى تكامrrل الخنrrدق حسrrب الخطrrة المنشrrودة، قبrrل أن يصrrل الجيش

الوثني العرمرم إلى أسوار المدينة.

142

Page 143: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وأقبلت قريش في أربعrrة آالف، حrrتى نrrزلتر�ف �rrrة بين الج �rrrوم بمجتمrrrع األسrrrيال من ر��ة، وأقبلت غ�ط�ف�ان ومن تبعهم من أهrrل غ�اب � وز�ق�م�ي �ب� ن نجد في سrrتة آالف حrrتى نزلrrوا بrrذ�ن

إلى جانب أحد.

ا �rrا م�ذ �rrوا ه� ال �rrق �اب ��ح�ز �ون� األ� �م�ؤ�م�ن �ى ال أ ��م�ا ر }و�لا �rrم��ه� و ول س� ��ه� و�ص�د�ق� الله� و�ر ول س� ��ا الله� و�ر و�ع�د�ن

�يمjا{ ]األحزاب: ل �س� jا و�ت �يم�ان �ال� إ اد�ه�م� إ �[. 22ز

وأمrrrا المنrrrافقون وضrrrعفاء النفrrrوس فقrrrد�ذ� تزعrrزعت قلrrوبهم لرؤيrrة هrrذا الجيش }و�إ

ر�ض� �rrه�م م� وب �rrف�ي ق�ل �ذ�ين �rrال��اف�ق�ون� و �م�ن �ق�ول� ال يا{] األحrrزاب: jور �ال� غ�ر� �ه� إ ول س� ��ا الله� و�ر م�ا و�ع�د�ن

12 .] وخرج رسول الله صلى الله عليه وسrrلم في ثالثة آالف من المسلمين، فجعلrrوا ظهrrورهمل�ع فتحصrrنوا بrrه، والخنrrدق بينهم � إلى جبل س وبين الكفrrrrrار.وكrrrrrان شrrrrrعارهم: ]حم ال ينصrrرون[، واسrrتحلف على المدينrrة ابن أم مكتوم، وأمر بالنسrrاء والrrذراري فجعلrrوا في

آطام المدينة.

143

Page 144: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولمrrا أراد المشrrركون مهاجمrrة المسrrلمينj يحrrول j عريضا واقتحام المدينة، وجدوا خندقا

إلى فrrرض الحصrrارفrrالتجئوابينهم وبينهrrا، على المسلمين، بينمrrا لم يكونrrوا مسrrتعدين لrrه حين خرجrrوا من ديrrارهم، إذ كrrانت هrrذه الخطrrة r كمrrا قrrالوا r مكيrrدة مrrا عرفتهrrا العrrرب، فلم يكونrrوا أدخلوهrrا في حسrrابهم

.j رأسا

وأخrrذ المشrrركون يrrدورون حrrول الخنrrدقj، يتحسسون نقطة ضrrعيفة ؛ لينحrrدروا غضابا منها، وأخذ المسلمون يتطلعون إلى جrrوالت المشrrrركين، يرشrrrقونهم بالنبrrrل، حrrrتى ال يجترئوا على االقتراب منه، وال يستطيعوا أن يقتحموه، أو يهيلrrوا عليrrه الrrتراب، ليبنrrوا بrrه

j يمكنهم من العبور. طريقا

وكrrره فrrوارس من قrrريش أن يقفrrوا حrrول في تrrرقب نتrrائججrrدوىالخنrrدق من غrrير

الحصrrrار، فrrrإن ذلrrrك لم يكن من شrrrيمهم، فخرجت منها جماعة فيها عمrrرو بن عبrrد و�د� وعكرمrrة بن أبي جهrrل وضrrرار بن الخطrrابj من الخنrrدق j ضrrيقا وغrrيرهم، فrrتيمموا مكانrrا

144

Page 145: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�خة ب �rrالت بهم خيلهم في السrrاقتحموه، وجrrف �ع، وخrrrرج على بن أبي ل �rrrدق وسrrrبين الخن طrrالب في نفrrر من المسrrلمين حrrتى أخrrذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم، ودعrrا عمرو إلى المبارزة، فانتدب لrrه على بن أبي طالب، وقال كلمrrة حمي ألجلهrrا r وكrrان من شجعان المشركين وأبطrrالهم r فrrاقتحم عن فرسه فعقره وضrrرب وجهrrه، ثم أقبrrل على علي، فتجاوال وتصاوال حتى قتلrrه علي رضrrي اللrrه عنrrه، وانهrrزم البrrاقون حrrتى اقتحمrrوا الخندق هاربين، وقد بلغ بهم الrrرعب إلى أن

ترك عكرمة رمحه وهو منهزم عن عمرو.

وقrrrد حrrrاول المشrrrركون في بعض األيrrrام محاولrrة بليغrrة القتحrrام الخنrrدق، أو لبنrrاء الطrrrرق فيهrrrا، ولكن المسrrrلمين كrrrافحوا مكافحrrrrة مجيrrrrدة، ورشrrrrقوهم بالنبrrrrل، وناضrrrلوهم أشrrrد النضrrrال حrrrتى فشrrrل

المشركون في محاولتهم.

وألجrrrل االشrrrتغال بمثrrrل هrrrذه المكافحrrrة الشrrديدة فrrات بعض الصrrلوات عن رسrrول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ففي

145

Page 146: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخنrrدق، فجعrrل يسrrب كفار قريش. فقال: يا رسول الله صلى اللrrه عليه وسلم، ما كدت أن أصrrلي حrrتى كrrادت الشمس أن تغرب، فقrrال النrrبي صrrلى اللrrه عليه وسلم: )وأنا واللrrه مrrا صrrليتها(، فنزلنrrاان، �rط�ح� مrع النrبي صrلى اللrه عليrه وسrلم ب فتوضأ للصالة، وتوضrrأنا لهrrا، فصrrلى العصrrر بعrrد مrrا غrrربت الشrrمس، ثم صrrلي بعrrدهاالمغrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrرب. وقد استاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لفrrrrوات هrrrrذه الصrrrrالة حrrrrتى دعrrrrا على المشrrrrركين، ففي البخrrrrاري عن على عن النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم أنrrه قrrال يrrوم الخنrrدق: )مأل اللrrه عليهم بيrrوتهم وقبrrورهمj، كما شغلونا عن الصالة الوسrrطي حrrتى ناراغrrrrrrrrrrrrrrrrrrrابت الشrrrrrrrrrrrrrrrrrrrمس(. وفي مسrrند أحمrrد والشrrافعي أنهم حبسrrوه عن صالة الظهر والعصر والمغرب والعشrrاءj. قال النووي: وطريق الجمrrع فصالهن جميعا بين هrrذه الروايrrات أن وقعrrة الخنrrدق بقيت

146

Page 147: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j فكrrان هrrذا في بعض األيrrام، وهrrذا في أيامrrابعضها. انتهي.

ومن هنrrrا يؤخrrrذ أن محاولrrrة العبrrrور من المشrrrrركين، والمكافحrrrrة المتواصrrrrلة منj، إال أن الخنrrدق لمrrا المسrrلمين، دامت أيامrrاj بين الجيشين لم يجر بينهمrrا قتrrال كان حائال مباشrrر أو حrrرب داميrrة، بrrل اقتصrrروا على

المراماة والمناضلة.

وفي هذه المراماة قتل رجال من الجيشrrين، يعrrدون على األصrrابع: سrrتة من المسrrلمين، وعشرة من المشركين، بينما كان قتل واحد

أو اثنين منهم بالسيف.

وفي هذه المراماة رمي سعد بن معاذ رضيل، رمrrاه �rrح� الله عنrrه بسrrهم فقطrrع منrrه األكة، �rrر�ق�ان بن الع �rrب � رجل من قريش يقال له: ح

فدعا سعد:

اللهم إنrrك تعلم أنrrه ليس أحrrد أحب إلى أن أجاهrrrدهم فيrrrك من قrrrوم كrrrذبوا رسrrrولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنrrك قrrد وضrrعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حrrرب

147

Page 148: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قrrريش شrrيء فrrأبقني لهم حrrتى أجاهrrدهم فيrrك، وإن كنت وضrrعت الحrrرب فافجرهrrا واجعل موتتي فيها. وقال في آخر دعائه: وال

تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.

وبينما كان المسلمون يواجهون هذه الشدائد على جبهrrة المعركrrة كrrانت أفrrاعي الrrدس والتrrآمر تتقلب في جحورهrrا، تريrrد إيصrrال السم داخل أجسادهم: انطلق كبير مجrrرمي بrrني النضrrير حrrيي بن أخطب إلى ديrrار بrrني قريظة فأتي كعب بن أسrrد القrrرظي r سrrيد بني قريظة وصاحب عقدهم وعهدهم، وكrrان قد عاقد رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلمr دمrrعلى أن ينصره إذا أصابته حرب، كما تق فضرب عليه حيي الباب فأغلقrrه كعب دونrrه، فما زال يكلمه حتى فتح له بابه، فقال حيي:،� ام �rrإني قد جئتك يا كعب بعز الدهر وببحر ط جئتrrك بقrrريش على قادتهrrا وسrrادتها، حrrتىوم�ة، وبغطفrrان أنزلتهم بمجمع األسيال من ر��ب على قادتهrrا وسrrادتها، حrrتى أنrrزلتهم بrrذ�ن�ق�م�ي إلى جrrrrانب أحrrrrد، قrrrrد عاهrrrrدوني ن

148

Page 149: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وعاقrrدوني على أال يrrبرحوا حrrتى نستأصrrلj ومن معه. محمدا

فقrrال لrrه كعب: جئتrrني واللrrه بrrذ�ل� الrrدهرر�ق، �rrد ويب �rrع اق مrrاؤه، فهrrو ير� �ر �rrقد ه � وبج�ه�ام ليس فيه شيء. ويحك يا حيي فدعني وما أناعليه، فإني لم أر من محمد إال صدقا ووفاء. و�ة ه في الrrrذ�ر� �rrrل� فلم يrrrزل حrrrيي بكعب يف�تj والغ�ار�ب، حتى سمح له على أن أعطاه عهداj: لئن رجعت قrrrrrريش من اللrrrrrه وميثاقrrrrrاj أن أدخل معrrك وغطفان، ولم يصيبوا محمدا في حصنك، حتى يصيبني مrrا أصrrابك، فنقض كعب بن أسrrد عهrrده، وبrrرئ ممrrا كrrان بينrrه وبين المسلمين، ودخrrل مrrع المشrrركين في

المحاربة ضد المسلمين.

j قrrامت يهrrود بrrني قريظrrة بعمليrrات وفعال الحرب. قال ابن إسrrحاق: كrrانت صrrفية بنت عبrrد المطلب في فrrارع حصrrن حسrrان بن ثابت، وكان حسان فيه مع النساء والصبيان، قالت صفية: فمر بنا رجل من يهrrود، فجعrrل يطيrrف بالحصrrن، وقrrد حrrاربت بنrrو قريظrrة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى اللrrه

149

Page 150: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عليrrه وسrrلم، وليس بيننrrا وبينهم أحrrد يrrدفع عنrrا، ورسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم والمسلمون في غور عدوهم، ال يسrrتطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت: يا حسان، إن هذا اليهrودي كمrا تrري يطيrف بالحصن، وإني واللrrه مrrا آمنrrه أن يrrدل على عورتنا م�ن� وراءنا م�ن� يهrrود، وقrrد شrrغل عنrrا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصrrحابه،

فانزل إليه فاقتله.

قال: والله لقد عرفت مrrا أنrrا بصrrاحب هrrذا،j، ثم نrrزلت قالت: فاحتجزت ثم أخذت عمودا من الحصrrن إليrrه، فضrrربته بrrالعمود حrrتى قتلتrrrه، ثم رجعت إلى الحصrrrن وقلت: يrrrا حسان، انزل إليrrه فاسrrلبه، فإنrrه لم يمنعrrني من سبله إال أنrrه رجrrل، قrrال: مrrا لي بسrrلبه

من حاجة.

وقrrد كrrان لهrrذا الفعrrل المجيrrد من عمrrة الرسول صلى الله عليه وسلم أثر عميق في حفظ ذراري المسلمين ونسrrائهم، ويبrrدو أن اليهود ظنrrوا أن هrrذه اآلطrrام والحصrrون في منعة من الجيش اإلسالمي r مrrع أنهrrا كrrانت

150

Page 151: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

r j فلم يجrrترئوا مrrرة ثانيrrة خالية عنهم تمامrrا للقيrrام بمثrrل هrrذا العمrrل، إال أنهم أخrrذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن، كrrدليل عملي على انضمامهم إليهم ضrrد المسrrلمين، حrrتى

.j أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين جمال

وانتهي الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسrrلم وإلى المسrrلمين فبrrادر إلى تحقيقrrه، حتى يستجلي موقrف قريظrة، فيواجهrه بمrا يجب من الوجهrة العسrكرية، وبعث لتحقيrق الخrrبر السrrعدين؛ سrrعد بن معrrاذ وسrrعد بن عبادة، وعبد الله بن رواحة وخ�و�ات بن جبير، وقال: )انطلقوا حتى تنظrrروا أحrrق مrrا بلغنrrاj عن هrrrؤالء القrrrوم أم ال ؟ فrrrإن كrrrان حقrrrا�وا في أعضrrاد �ف�ت j أعرفه، وال ت فالحنوا لي لحنا النrrاس، وإن كrrانوا على الوفrrاء فrrاجهروا بrrه للناس(. فلما دنوا منهم وجدوهم على أخبث ما يكون، فقrrد جrrاهروهم بالسrrب والعrrداوة، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقالوا: من رسول اللrrه ؟ ال عهrrد بيننrrا وبين محمد، وال عقد. فانصرفوا عنهم، فلما أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لحنوا

151

Page 152: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ة ؛ أي إنهم على غrrدر � له، وقالوا: ع�ض�ل وق�ارج�يrع. وعلى كغدر عضrل وقrارة بأصrحاب الر� رغم محاولتهم إخفاء الحقيقrrة تفطن النrrاس

لجلية األمر، فتجسد أمامهم خطر رهيب.

وقد كان أحرج موقف يقفه المسrrلمون، فلم يكن يحول بينهم وبين قريظrrة شrrيء يمنعهم من ضربهم من الخلrrف، بينمrrا كrrان أمrrامهم جيش عرمrrrrrرم لم يكونrrrrrوا يسrrrrrتطيعون االنصrrراف عنrrه، وكrrانت ذراريهم ونسrrاؤهم بمقربrrة من هrrؤالء الغrrادرين في غrrير منعrrة�ذ� وحفظ، وصاروا كمrrا قrrال اللrrه تعrrالي: }و�إ

�اج�ر �rrrrن��ح وب� ال �rrrrق�ل� �غ�ت� ال �ل ار� و�ب �rrrrص� �ب اغ�ت� األ� � ز�ون �rrم�ؤ�م�ن� �ل�ي� ال �ت �ك� اب �ال �ا ه�ن �ون �الله� الظ�ن �ون� ب �ظ�ن و�ت

د�يدjا{] األحزاب: �االj ش ��ز �وا ز�ل �ز�ل ل [ 11، 10و�ز�

ونجم النفاق من بعض المنافقين حتى قrrال: كrrان محمrrد يعrrدنا أن نأكrrل كنrrوز كسrrري وقيصر، وأحدنا اليوم ال يأمن على نفسrrه أن يذهب إلى الغائط. وحتى قال بعض آخrrر في مأل من رجrrال قومrrه: إن بيوتنrrا عrrورة من العدو، فائذن لنا أن نخرج، فrrنرجع إلى دارنrrا فإنها خارج المدينة. وحrrتى همت بنrrو سrrلمة

152

Page 153: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�ذ� بالفشل، وفي هؤالء أنrزل اللrrه تعrالي: }و�إ

ر�ض� �rrه�م م� وب �rrف�ي ق�ل �ذ�ين �rrال��اف�ق�ون� و �م�ن �ق�ول� ال يال�ت �rrذ� ق� ا و�إ jور ر� �rrال� غ� �ه� إ ول �rrس ��ا اللrrه� و�ر م�ا و�ع�د�ن

�م� �ك ام� ل �rrم�ق �ر�ب� ال �rrث� ل� ي �rrه� ا أ �rrه�م� ي� ة� م�ن �rrف� ط�ائ�ون �rrق�ول� �ي� ي �ب �ه�م� الن �ذ�ن� ف�ر�يق� م�ن �أ ت �س� ج�ع�وا و�ي ف�ار��ال� �ر�يrrد�ون� إ �ن ي ة� إ ��ع�و�ر ة� و�م�ا ه�ي� ب ��ا ع�و�ر �ن �وت �ي �ن� ب إ

ا{ ]األحزاب: jار �[. 13، 12ف�ر

أما رسول الله صلى الله عليه وسrrلم فتقنrrع بثوبه حين أتاه غ�د�ر قريظة، فاضطجع ومكثj حتى اشتد على الناس البالء، ثم نهض طويالj يقول: )الله أكrrبر، أبشrrروا يrrا معشrrر مبشرا المسلمين بفتح الله ونصره(، ثم أخذ يخطط لمجابهrة الظrرف الrrراهن، وكجrزء من هrذه الخطة كrrان يبعث الحrrرس إلى المدينrrة؛ لئال يؤتي الذراري والنساء على غرة، ولكن كrrان البrrد من إقrrدام حاسrrم، يفضrrي إلى تخrrاذلj لهrrrrذا الهrrrدف أراد أن األحrrزاب، وتحقيrrrقا�ة بن حصrrن والحrrارث بن عrrوف يصالrح ع�يين رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة، حتى ينصرفا بقومهما، ويخلrrو المسrrلمون إللحrrاق الهزيمrrة السrrاحقة العاجلrrة بقrrريش الrrتي

153

Page 154: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j، وجrrرت اختبروا مrrدي قوتهrrا وبأسrrها مrrرارا المراودة على ذلك، فاستشار السrrعدين في ذلrrك، فقrrاال: يrrا رسrrول اللrrه، إن كrrان اللrrهj وطاعrrة، وإن كrrان شrrيء أمرك بهذا فسمعا تصنعه لنrrا فال حاجrrة لنrrا فيrrه، لقrrد كنrrا نحن وهrrؤالء القrrوم على الشrrرك باللrrه وعبrrادة األوثان، وهم ال يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةj، فحين أكرمنrrا اللrrه باإلسrrالم ي أو بيعا jإال ق�ر وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنrrا ؟ واللrrه ال نعطيهم إال السيف، ف�ص�و�ب� رأيهمrrا وقrrال: )إنما هو شيء أصنعه لكم لمrrا رأيت العrrرب

قد رمتكم عن قوس واحدة(.

j ثم إن الله عز وجل r وله الحمد r صنع أمrrرا من عنrrده خrrذل بrrه العrrدو وهrrزم جمrrوعهم،j وف�ل� حدهم، فكان مما هيأ من ذلrrك أن رجال من غطفrrان يقrrال لrrه: نعيم بن مسrrعود بن عامر األشجعي رضي الله عنrrه جrrاء رسrrول الله صلى الله عليه وسلم فقrrال: يrrا رسrrول الله، إني قد أسلمت، وإن قrrومي لم يعلمrrوا بإسالمي، فمرني ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إنما أنت رجل واحد،

154

Page 155: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ف�خذ�ل� عنا ما استطعت، فإن الحرب خدعة(، فrrذهب من فrrوره إلى بrrني قريظrrة r وكrrانj لهم في الجاهليrrrة r فrrrدخل عليهم عشrrrيرا وقال: قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بينيj وبينكم، قrrالوا: صrrدقت. قrrال: فrrإن قريشrrا ليسrrوا مثلكم، البلrrد بلrrدكم، فيrrه أمrrوالكم وأبنrrاؤكم ونسrrاؤكم، ال تقrrدرون أن تتحولrrواj وغطفrrان قrrد منrrه إلى غrrيره، وإن قريشrrا جrrrاءوا لحrrrرب محمrrrد وأصrrrحابه، وقrrrد ظrrrrاهرتموهم عليrrrrه، وبلrrrrدهم وأمrrrrوالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة انتهزوها،j فrrانتقم وإال لحقوا ببالدهم وتركوكم ومحمrrدا منكم، قrrالوا: فمrrا العمrrل يrrا نعيم ؟ قrrال: ال تقrrاتلوا معهم حrrتى يعطrrوكم رهrrائن. قrrالوا:

لقد أشرت بالرأي.

ثم مضي نعيم على وجهه إلى قrrريش وقrrاللهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟

قالوا: نعم، قال: إن يهود قrrد نrrدموا على مrrا كrrان منهم من نقض عهrrد محمrrد وأصrrحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخrrذون منكم رهrrائن يrrrدفعونها إليrrrه، ثم يوالونrrrه عليكم، فrrrإن

155

Page 156: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

سrrألوكم رهrrائن فال تعطrrوهم، ثم ذهب إلىغطفان، فقال لهم مثل ذلك.

ه5rفلما كانت ليلة السبت من شوال r سنة r بعثوا إلى يهود: أنا لسنا بأرض مقrrام، وقrrداع والخف ، فانهضوا بنا حتى نناجز ��ر هلك الكj، فأرسrrل إليهم اليهrrود أن اليrrوم يrrوم محمدا السبت، وقد علمتم ما أصاب من قبلنrrا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا ال نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: صrrدقكم واللrrه نعيم، فبعثrrوا إلى يهrrود إنrrا واللrrه ال نرسrrل إليكم،j j، فrrاخرجوا معنrrا حrrتى ننrrاجز محمrrدا أحrrدا فقالت قريظة: صدقكم واللrrه نعيم. فتخrاذل الفريقrrrrان، ودبت الفرقrrrة بين صrrrفوفهم،

وخارت عزائمهم.

: )اللهمتعrrالىوكان المسلمون يدعون اللrrه اسrتر عوراتنrا وآمن روعاتنrا(، ودعrا رسrول الله صrلى اللrه عليrه وسrلم على األحrزاب، فقال: )اللهم منزل الكتاب، سريع الحسrrاب،

اهزم األحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم(.

156

Page 157: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وقrrد سrrمع اللrrه دعrrاء رسrrوله والمسrrلمين، فبعد أن دبت الفرقة في صفوف المشركينj وسري بينهم التخاذل أرسل الله عليهم جندا من الrrريح فجعلت تقrrوض خيrrامهم، وال تrrدعا إال قلعتrrه، وال jrrب� ا إال كفأتهrrا، وال ط�ن jد�ر �rrلهم ق j من المالئكrrة يقrrر لهم قrrرار، وأرسrrل جنrrدا يزلزلrrrونهم، ويلقrrrون في قلrrrوبهم الrrrرعب

والخوف.

وأرسل رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم في تلrrك الليلrrة البrrاردة القارسrrة حذيفrrة بن اليمrrان يأتيrrه بخrrبرهم، فوجrrدهم على هrrذه الحالة، وقد تهيأوا للرحيل، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم، فrrأخبره برحيrrل القوم، فأصبح رسول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم وقrrد رد اللrrه عrrدوه بغيظهم لم ينrrالواj وكفاه الله قتالهم، فصدق وعده، وأعrrز خيرا جنده، ونصrر عبrده، وهrزم األحrزاب وحrده،

فرجع إلى المدينة.

وكانت غزوة الخندق سنة خمس من الهجرة في شrrrوال على أصrrrح القrrrولين، وأقrrrام المشركون محاصرين رسول الله صلى اللrrه

157

Page 158: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j أو نحrrو شrrهر. عليه وسلم والمسلمين شهرا ويبدو بعد الجمع بين المصادر أن بداية فرض الحصrrار كrrانت في شrrوال ونهايتrrه في ذي القعدة، وعند ابن سrrعد أن انصrrراف رسrrول الله صلى الله عليه وسلم من الخنrrدق كrrان

يوم األربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.

إن معركة األحزاب لم تكن معركrrة خسrrائر، بل كانت معركة أعصاب، لم يجر فيهrrا قتrrال مرير، إال أنها كانت من أحسrrم المعrrارك في تrrrrاريخ اإلسrrrrالم، تمخضrrrrت عن تخrrrrاذل المشركين، وأفrrادت أن أيrrة قrrوة من قrrوات العرب ال تستطيع استئصال القrrوة الصrrغيرة التي تنمrrو في المدينrrة ؛ ألن العrrرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوي مما أتت به في األحزاب، ولذلك قال رسول الله صrrلى اللrrه عليه وسrrلم حين أجلي اللrrه األحrrزاب: )اآلن

نغزوهم، وال يغزونا، نحن نسير إليهم(.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 27 ) العقائد الفاسدة وسلم لهدم

158

Page 159: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

السائدة في المجتمع

وقrrد وهبتrrه أمنrrا خديجrrة حارثrrة إنrrه زيrrد بن الله عنها إلى رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه رضي

. عليه وسلم وقبل منها هديتها

j بصحبة رسول الله صلى الله عاش زيد رضياj في خدمته .عليه وسلم , موفّـقا

حارثة وفد من بني وبعد حين حضر إلى مكة زيrrد وفديتrrه لتحريrrرهابنهمشrrراء يطلبون,

ففاض سخاء النبي العrrربي وقrrال, من رقه . فخذوه من غير ثمناختاركم لهم : إن

الrrرقفاختrrارولما جئ بزيد أنعم الله عليه , النبي على الحرية بين قومه , وصrار بعrد مع

j له j ذلك يدعى زيد بن محمد تعظيما .وتكريما

ستوى , فرغب سrrيده أن ا وأشدهبلغ الفتى لتكrrون لrrه , يزوجه كريمة من كرائم العrrرب

j j وظهrrيرا ويبrrالغ النrrبي في , في الحياة سندا بنت جحش زينب تكrrريم زيrrد , فيتقrrدم إلى

أميمrrrrة بنت عبrrrrد المطلب , ابنrrrrة عمتrrrrهj على فيخطبهrrا لمrrواله , مكافrrأة لrrه ودليال

. رضاه159

Page 160: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

تrrأنف أن تrrتزوج من زيrrد وذلrrكزينبولكن ومrrا كrrان ولكن. سrrبها العrrربي الكrrريملن

إذا قضrrى اللrrه ورسrrوله لمrrؤمن وال مؤمنrrة أمرا أن يكrrون لهم الخrrيرة من أمrrرهم ومن

فال ,ضrrالال مبينrrا يعص الله ورسوله فقد ضل األمrrور أمrrر مناختيrrار امرأةيصح لرجل وال

يخالف ما قضاه الله جل جالله ,ثم بل�غه لنبيه لقضاء اللrrه زينب لتخضع ليرض عبد الله و,

�د الله شrrأه في , ورسوله وليسعدا بزواج يخل .كتابه الكريم

هrrانئين بمrrا عاش زيد وزينب معيشة زوجين وفقهما الله , وأرخى لهمrrا حبrrال السrrعادة ,

, الرخاءأسباب ورفrّـه لهما في العيش و مد وبعrrد حين أراد اللrrه أن تقrrع الواقعrrة , سنّـrrا

j , لشrrرائع j ألمrrور الrrدين , وتبيانrrا وإيضrrاحاj ألوهام الناس .للعالمين , وتصحيحا

على مخالفrrة مrrألوف العrrرب , وهrrل يقrrدم , ونبrrذ خرافrrاتهم إال رجrrلأغاللهموتحطيم

ومأل الحrrrق قلبrrrه , ملrrrك اإليمrrrان نفسrrrه وخrrrالطت الجrrrرأة منrrrه العصrrrب والrrrدم

الشrrجاعة والمسrrامع واألطrrراف , وتغلغلت160

Page 161: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

اللب والشrrغاف ؟إلىالخلقية فوصلت منrrه النبي وهل يسمو بشر إلى تلك المنزلة سمو

؟الكريم صلى الله عليه وسلم

ضعفت الرابطةووبعد حين من الدهر وهت بين زيد وزوجته وفترت تلك العالقة

التي تجمع بينهما زوجين مؤتلفين .. فيتقrrدم إلى رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم زيد

j يستشrrrيره في طالق فيتجلى, زينب شrrrاكياj : يrا زيrد , هrذه عطف الرسول ونبلrrه قrائال

ر اللrrه لrrك زواجهrrا زينب �rrر , يسrrد عسrrبع , وعسrrى أن يصrrلح حالهrrاامتناعوسهله بعد

اللrrه لئال واتrrقلrrك بعrrد , فأمسrrكها عليrrك , مها �rrرةأي تصrrن عشrrا ال تحسrrا بأنهrrتعيبه

j األزواج وثب وإلى رشrrدك , فال تنقض أمrrرا ولم يتم إال بعد أن نزل فيه قrrرآن منأبرمته

.المدبر الحكيم

العظيم قولrrه هrrذا ونفسrrه يقrrول الرسrrولj لمrrا كrrان سrrبق j وعطفا j وإشفاقا تفيض حنانا

j يطلrrق في علم اللrrه , من ثم زينب أن زيrrدا اللrrه عليrrه وسrrلم من تrrتزوج النrrبي صrrلى

.بعده161

Page 162: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمواسrrتمرj بينrrه j متضrrرعا وبين نفسrrه إلى اللrrه , مبتهال

إلى رحمته , عسى أن يمحو اللrrه مrrا أثبت , وينقض .بين المrrرء وزوجrrه , فيصrrلح الحrrالj سrrبق j ألسrrبابأ أنأمrrرا برمrrه اسrrتكماال

.التشريع

فاضت نفس الرسول صلى الله عليrrه وسrrل ً أنأمال , بالنصح لزيد , وبالضراعة إلى اللrrه

ينقض اللrrه مrrا ابrrرم , و أن يمحrrو مrrا اثبت فrrأوحى , اللrrه إال أن يتم قضrrاؤهأبىولكن

: الله إلى رسوله

�ذ� �ق�ول� و�إ �ذ�ي ت �ل �ع�م� ل �ن �ه� أ �ه� الل �ي �ع�م�ت� ع�ل �ن ه� و�أ �rrي� ع�لم�س�ك�

� ك� أ �rrي� ك� ع�ل �rrو�ج �ق� ز �rrات�ه� و �rrخ�ف�ي الل� ف�ي و�ت��ف�س�ك �ه� م�ا ن �د�يrrه� الل ى م�ب �rrخ�ش� اس� و�ت �rrه� الن �rrالل� و

�ح�ق� �ن أ اه� أ ��خ�ش �م�ا ت ى ف�ل �rrض�د� ق �rrي �ا ز �rrه� j م�ن را �rrط� و�ه�ا �اك ن و�ج� ��ي� ز �ك �ون� ال� ل �ك �ين� ع�ل�ى ي ؤ�م�ن �rrم� ج� ال �ر �rrح

و�اج� ف�ي �ز� �ه�م� أ ائ �rrي �د�ع� �ذ�ا أ و�ا إ �rrض��ه�ن� ق j م�ن را �rrط� و��ان م�ر� و�ك

� �ه� أ j الل األحزاب{37}م�ف�ع�وال

وكrrان النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يخفى فيrrه شrrفاعته , قضاء اللrrه , عسrrى أن تنفrrع

162

Page 163: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ويخشى الناس أن يضلوا بسrrبب اعتراضrrهمتعودوه , وتشريع ما لم يألفوه , أمرعلى

ولكن من يهد الله فال مضrrل لrrه ومن يضrrلل .الله فما له من هاد

بالخشية والرعاية من سواه . ألن أحقوالله أصrrrالمrrrألوف النrrrاس وعrrrاداتهم ليسrrrت

لقrrانون , والنrrبي صrrلىأساسrrا لتشريع . وال اللrrه عليrrه وسrrلم أولى من يهrrدم العقائrrد

الخرافات السrrائدة فيقيم الفاسدة , ويقو�ضj للشrrريعة j من الحrrق , ومنrrارا بعrrدها صrrرحا .السrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrمحة

بعrrد طالقهrrا من زيrrد ثم زينب عrrدةانقضت هيrrأ اللrrه زواجهrrا من النrrبي الكrrريم وكrrانت

j زينب j تتيه دالال j , فتقول تمتلئو فخورا عجبا لسائر نساء النبي إن الله تولى تrrزويجي أمrrا

. أولياؤكن انتن فتولى تزويجكن

j غrrير مrrألوف غrrير, وكان هذه الحادثة خرقrrا للدعيادعوافقد ومعتقداتهمأحوالهموجهة من إرث ونسrrrب, من الحقrrrوق لالبنمrrrا

ورسrrخ أنفسrrهم على االعتقrrادوتسلط ذلrrك

163

Page 164: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

في أذهrrانهم وعسrrر عليهم أن يخلعrrوا عنهم . هذه األفكار

فتقrrدم النrrبي الكrrريم بآيrrة واضrrحة و حrrدة العrrادة قاطعة فقام بما قrrام مrrع قيrrام هrrذه

بrrذلك رسrrولأولىوتمكنها من النrrاس ومن ربا الشريعة الحنفية , وهو الذي نادى بحرمة

j وضعه ربrا عمrه العبrاس , الجاهلية وأول ربا إليrrه حتى يرى الناس صنيعه بrrأقرب النrrاسم.وتنقطع وساوس الشيطان من صدوره

j ألقوال وشبهات كانت قصة زيد وزينب مثاراj من النrrrrاس ممن زاغ بهم جrrrrرفت كثrrrrيرا الباطrrل وران على قلrrوبهم حلrrك الضrrالل

صلى الله عليهاشتهىإلى النبي أنه فنسبوا كrان بعrد زواجهrا من زيrد ومrا زينب وسrلم

ويمهrrد لهrrواه بمrrا, محمrrد ليمكن لميولrrه يخالف أمر ربrrه , تسrrامى قrrدر� رسrrول اللrrه

.صلى الله عليه وسلم

j تحت سrrمعهأمامrrه زينب كrrانتأمrrا بكrrرا ؟ الفتوةاكتمالوبصره وهو باألربعين زمن

164

Page 165: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

زالت نضrrرة فبعد ثالث عشرة سنة وبعد أنأ البكارة عنها وهدأت فيه ثورة الشباب ينظره

ألم يكن لrrrه من إليهrrrا نظrrrر المشrrrتهي ؟ شواغل الدين والفتح شاغل عن أمور النساء

قrrوم :الموصrrوفين سادة الكrrرامابنوهو , إذا حrrاربوا شrrدوا مrrآزرهم دون النسrrاء ولrrو

.باتت بأطهار

إنrrه ابتالء اللrrه العظيم للنrrبي الكrrريم ليعلم الناس ويهدم عقائدهم الفاسrrدة الrrتي تربrrوا عليها وتمسكوا بها , فكrrان الrrني صrrلى اللrrه

عليه وسلم هو خير المعلم لهم.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 28 )وسلم بحديث اإلفك

في غrrزوة المريسrrيع كrrانت قصrrة حrrديث اإلفك، وفيها أن عائشة رضي الله عنها كانت قrد خrرج بهrا رسrول اللrه صrلى اللrه عليrه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعrrة أصrrابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعrrوا من الغrrزوة نزلrrوا في بعض المنrrازل، فخrrرجت

165

Page 166: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j ألختهrrا كrrانت عائشة لحاجتها، ففقدت عقrrدا أعارتها إيrrاه، فrrرجعت تلتمسrrه في الموضrrع الذي فقدته فيه في وقتها، فجاء النفر الrrذين كانوا يرحلون ه�و�د�ج�هrrا فظنوهrrا فيrrه فحملrrواه؛ ألنهrrا رضrrي اللrrه �rrالهودج، وال ينكرون خ�ف�ت ه�ا اللحم الrrذي ��غ�ش �ة� السن لم ي �ي عنها كانت ف�تj فrrإن النفrrر لمrrا تسrrاعدوا كان يثقلها، وأيضrrا على حمل الهودج لم ينكروا خفته، ولrrو كrrانj أو اثrrنين لم يخrrف عليهمrrا الذي حمله واحدا الحrrال، فrrرجعت عائشrrة إلى منrrازلهم، وقrrد أصابت العقrrد، فrrإذا ليس بrrه داع وال مجيب، فقعدت في المنزل، وظنت أنهم سrrيفقدونها فيرجعون في طلبها، والله غالب على أمره، يدبر األمر من فوق عرشه كما يشاء، فغلبتها عيناهrrrا، فنrrrامت، فلم تسrrrتيقظ إال بقrrrولل: إنrrا للrrه وإنrrا إليrrه �rrط� صrrفوان بن الم�ع راجعون، زوجة رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسلم؟ وكان صفوان قد ع�ر�س في أخريrrات الجيش ؛ ألنrrه كrrان كثrrير النrrوم، فلمrrا رآهrrا عرفهrrا، وكrrان يراهrrا قبrrل نrrزول الحجrrاب، فاسrrrترجع وأنrrrاخ راحلتrrrه، فقربهrrrا إليهrrrا، فركبتها، وما كلمها كلمة واحrrدة، ولم تسrrمع

166

Page 167: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

منه إال استرجاعه، ثم سار بها يقودهrrا، حrrتى قدم بها، وقد نزل الجيش في نحر الظهrrيرة، فلمrrrا رأي ذلrrrك النrrrاس تكلم كrrrل منهم بشاكلته، وما يليrrق بrrه، ووجrrد الخrrبيث عrrدوj، فتنفس من كrrrرب اللrrrه ابن أبي متنفسrrrا النفrrاق والحسrrد الrrذي بين ضrrلوعه، فجعrrل يسrrrتحكي اإلفrrrك، ويستوشrrrيه، ويشrrrيعه، ويذيعrrه، ويجمعrrه ويفرقrrه، وكrrان أصrrحابه يتقربون به إليه، فلما قrrدموا المدينrrة أفrrاض أهل اإلفك في الحديث، ورسrrول اللrrه صrrلى الله عليه وسلم ساكت ال يتكلم، ثم استشrارr j في أصrrحابه r لمrrا اسrrتلبث الrrوحي طrrويال فراقها، فأشار عليه علي رضي اللrrه عنrrه أن،j j ال تصrrريحا يفارقهrrا، ويأخrrذ غيرهrrا، تلويحrrا وأشrrار عليrrه أسrrامة وغrrيره بإمسrrاكها، وأال يلتفت إلى كالم األعrrداء. فقrrام على المنrrبر يستعذر من عبد الله ابن أبي، فrrأظهر أسrrيد بن حضrrrير سrrrيد األوس رغبتrrrه في قتلrrrه فأخذت سعد بن عبادة r سيد الخrrزرج، وهي قبيلة ابن أبي r الحمية القبلية، فجري بينهمrrا كالم تثاور له الحيان، فخفضrrهم رسrrول اللrrهصلى الله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت.

167

Page 168: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j، وهي أما عائشة فلما رجعت مرضrrت شrrهراj، سrrوي أنهrrا ال تعلم عن حrrديث اإلفrrك شrrيئا كانت ال تعrrرف من رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليه وسلم اللطف الrrذي كrrانت تعرفrrه حينط�ح �rrع أم م�سrrرجت مrrت� خ��ق�ه تشتكي، فلما نj، فعrrrrثرت أم مسrrrrطح في از ليال �ر �rrrrإلى الب ط�ها، فدعت على ابنهrrا، فاسrrتنكرت ذلrrك م�ر� عائشة منها، فأخبرتها الخبر، فرجعت عائشة واسrrتأذنت رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ؛ لتrrأتي أبويهrrا وتسrrتيقن الخrrبر، ثم أتتهمrrا بعrrد اإلذن حrrتى عrrرفت جليrrة األمrrر،j، لم تكن فجعلت تبكي، فبكت ليلrrتين ويومrrا تكتحل بنوم، وال يرقأ لها دمع، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها، وجrrاء رسrrول اللrrه صrrلى الله عليه وسلم في ذلك، فتشهد وقال: )أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكrrذا، فrrإن كنت بريئrrة فسrrيبرئك اللrrه، وإن كنت ألممت بrrذنب فاسrrتغفري اللrrه وتrrوبي إليrrه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب إلى اللrrه

تاب الله عليه(.

168

Page 169: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وحينئذ ق�ل�ص دمعها، وقrrالت لكrrل من أبويهrrا أن يجيبا، فلم يدريا ما يقوالن. فقالت: واللrrه لقد علمت لقrrد سrrمعتم هrrذا الحrrديث حrrتى استقر في أنفسكم، وصدقتم بrrه، فلئن قلت لكم: إني بريئrrة r واللrrه يعلم أني بريئrrة r الr أمرrrترفت لكم بrrذلك، ولئن اعrrتصدقونني ب �ي، واللrrه د�قن �rrص� والله يعلم أني منه بريئrrة r لتj إال قrrول أبي يوسrrف، مrrا أجrrد لي ولكم مثالا �rrى م��ع�ان� ع�ل ت �م�س� �ه� ال �ر� ج�م�يل� و�الل قال: }ف�ص�ب

�ص�ف�ون�{ ]يوسف: [. 18ت

ثم تحولت واضطجعت، ونزل الوحي ساعته،ي عن رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه ر� �rrس� ف وسلم وهrو يضrحك. فكrانت أول كلمrة تكلم بها: )يا عائشة، أما الله فقrrد بrrرأك(، فقrrالتj لها أمها: قومي إليه.. فقrrالت عائشrrة r إدالال ببراءة ساحتها، وثقة بمحبة رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم r واللrrه ال أقrrوم إليrrه، وال

أحمد إال الله.

والrrذي أنزلrrه اللrrه بشrrأن اإلفrrك هrrو قولrrه�ة� ب �rrك� ع�ص �rrف� �اإل� اؤ�وا ب �rrج �ذ�ين �rrن� ال� تعrrالي: }إ

...{ ] النور: �م� [. العشر اآليات. 20: 11م�نك169

Page 170: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ط�ح بن أثاثrrة، �rrك م�سrrل اإلفrrد من أه �rrوج�ل �ة بنت جحش، جلrrدوا وحسان بن ثابت، وح�م�ن�ح�د� الخبيث عبد اللrrه بن ثمانين ثمانين، ولم ي أبي مع أنrrه رأس أهrrل اإلفrrك، والrrذي تrrولي كبره ؛ إما ألن الحrrدود تخفيrrف ألهلهrrا، وقrrد وعده الله بالعذاب العظيم في اآلخرة، وإمrrا

للمصلحة التي ترك ألجلها قتله.

وهكrrذا وبعrrد شrrهر أقشrrعت سrrحابة الشrrك واالرتيrrrاب والقلrrrق واالضrrrطراب عن جrrrوj لم المدينة، وافتضح رأس المنافقين افتضاحا يستطع أن يرفrrع رأسrrه بعrrد ذلrrك، قrrال ابن إسحاق: وجعل بعrrد ذلrrك إذا أحrrدث الحrrدث كrrان قومrrه هم الrrذين يعاتبونrrه ويأخذونrrه ويعنفونه. فقال رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسلم لعمر: )كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي: اقتله، ألرعدت لrrه آنrrف، ولو أمرتها اليوم بقتله لقتلته(. قال عمر: قدر رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه �rrألم ، واللrrه علمت�

عليه وسلم أعظم بركة من أمري.

فهل يستطيع رجل أن يتصrrرف ويفعrrل مثrrل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا

170

Page 171: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

مrrا أتهم في عrrرض أهلrrه , أم كrrان سrrيثور ويضرب ويتهم وقد يقتrrل , ال - ال يفعrrل كrrل ذلrrك ألنrrه معلم البشrrرية والمبتلى األعظم صلى الله عليك وسrrلم يrrا حبيrrبي يrrا رسrrول

الله.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 29 )وسلم في صلح الحديبية

أري رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم في المنام، وهو بالمدينة، أنه دخل هrrو وأصrrحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمrrروا، وحلrrق بعضrrهم وقصrrر بعضrrهم، فأخبر بذلك أصrrحابه ففرحrrوا، وحسrrبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلrrك، وأخrrبر أصrrحابه أنrrه

معتمر فتجهزوا للسفر.

واستنفر العرب ومن حوله من أهل البrrوادي ليخرجوا معه، فأبطأ كثrrير من األعrrراب، أمrrاواء، �rrص� هrrو فغسrrل ثيابrrه، وركب ناقتrrه الق واسrrrتخلف على المدينrrrة ابن أم مكتrrrوم أو�ة الليثي. وخرج منها يوم االثنين غرة ذي �ل �م�ي ن

171

Page 172: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هr، ومعrrه زوجتrrه أم سrrلمة،6القعدة سrrنة في ألف وأربعمائة، ويقال: ألف وخمسrrمائة، ولم يخرج معrrه بسrrالح، إال سrrالح المسrrافر:

السيوف في الق�ر�ب.

وتحrrرك في اتجrrاه مكrrة، فلمrrا كrrان بrrذيه، وأحرم بالعمرة؛ �ع�ر �د الهدي وأش� �ف�ة ق�ل �ي ل الح�j ليأمن الناس من حربه، وبعث بين يديه عينrrا له من خزاعrrة يخrrبره عن قrrريش، حrrتى إذاف�ان أتاه عينه، فقrrال: إني j من ع�س� كان قريبا تrrrركت كعب بن لrrrؤي قrrrد جمعrrrوا لrrrكj، وهم األحrrrابيش ، وجمعrrrوا لrrrك جموعrrrا مقrrاتلوك وصrrادوك عن الrrبيت، واستشrrار النبي صلى الله عليه وسلم أصrrحابه، وقrrال: )أتrrrرون نميrrrل إلى ذراري هrrrؤالء الrrrذين أعrrانوهم فنصrrيبهم؟ فrrإن قعrrدوا , قعrrدوا موتrrورين محrrزونين، وإن نجrrوا يكن عنrrق قطعها اللrrه، أم تريrدون أن نrؤم هrذا الrrبيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟( فقال أبو بكر: اللrrه ورسوله أعلم، إنما جئنا معتمrrرين، ولم نجئ لقتال أحد، ولكن من حrrال بيننrrا وبين الrrبيت

172

Page 173: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قاتلناه، فقال النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم:)فروحوا(، فراحوا.

وكrrانت قrrريش لمrrا سrrمعت بخrrروج النrrبيj صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم عقrrدت مجلسrrاj قrrررت فيrrه صrrد المسrrلمين عن استشrrاريا البيت كيفما يمكن، فبعrrد أن أعrrرض رسrrول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم عن األحrrابيش،j نازلة نقل إليه رجل من بني كعب أن قريشا بذي ط�و�ي، وأن مائتي فارس في قيادة خالداع الغ�م�يم في الطريrق ��ر بن الوليد مرابطة بك الرئيسي الذي يوصل إلى مكrrة. وقrrد حrrاول خالد صد المسلمين، فقrrام بفرسrrانه إزاءهم يتراءى الجيشان. ورأي خالد المسrrلمين في صالة الظهر يركعون ويسجدون، فقrrال: لقrrد كانوا على غرة، لrrو كنrrا حملنrrا عليهم ألصrrبناr لمينrrل على المسrrرر أن يميrrمنهم، ثم ق وهم في صrالة العصrrر r ميلrrة واحrrدة، ولكن الله أنزل حكم صالة الخوف، ففاتت الفرصة

.j خالدا

وأخrrذ رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلما بين شrrعاب، وسrrلك بهم ذات jر �rrع�j و طريقrrا

173

Page 174: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

اليمين بين ظهrrrrrري الح�م�ض في طريrrrrrقار مهبrrط الحديبيrrة من � تخرجه على ثنية الم�ر أسفل مكة، وتrrرك الطريrrق الرئيسrrي الrrذيj بrrالتنعيم، تركrrه إلى يفضي إلى الحrrرم مrrاراة الجيش �ر �rrrrت� اليسrrrrار، فلمrrrrا رأي خالrrrrد ق اإلسrrالمي قrrد خrrالفوا عن طريقrrه انطلrrق

j لقريش. يركض نذيرا

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتىإذا كان بثنية المرار بركت راحلته، فقال

�ح�ت� ، فقrrالوا: خألت ، فrrأل ل� �rrل� ح �rrاس: حrrالن القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسrrلم: )ما خألت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسrrها حrrابس الفيrrل(، ثم قrrال: )والrrذي نفسي بيده ال يسألوني خطة يعظمrrون فيهrrا حرمrrات اللrrه إال أعطيتهم إياهrrا(، ثم زجرهrrا فوثبت به، فعدل حتى نزل بأقصى الحديبيrrة،د قليrrل المrrاء، إنمrrا يتبرضrrه النrrاس �rrم� على ثj، فلم يلبث أن نزحrrrوه. فشrrrكوا إلى تبرضrrrا رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم العطش،j من كنانتrrrه، ثم أمrrrرهم أن فrrrانتزع سrrrهما

174

Page 175: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالريحتى صدروا.

ولمrrا اطمrrأن رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrهق�اء الخزاعي في نفrrر وسلم جاء بديل بن و�ر��ص�ح لرسول �ة ن �ب من خزاعة، وكانت خزاعة ع�ية، �rام��ه الله صلى الله عليrrه وسrrلم من أهrل ت فقال: إني تركت كعب ابن لؤي، نزلوا أعدادوذ المط�اف�يrrل ، وهم �rrمياه الحديبية، معهم الع مقrrاتلوك وصrrاد�وك عن الrrبيت. قrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )إنrrا لم نجئj لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمrrرين، وإن قريشrrا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فrrإن شrrاءوا مrrاددتهم، ويخلrrوا بيrrني وبين النrrاس، وإن شrrاءوا أن يrrدخلوا فيمrrا دخrrل فيrrه النrrاسوا ، وإن هم أبrrrوا إال �rrrم� فعلrrrوا، وإال فقrrrد ج القتrrال فوالrrذي نفسrrي بيrrده ألقrrاتلنهم على أمري هrrذا حrrتى تنفrrرد سrrالفتي، أو لينفrrذن

الله أمره(.

قال بديل: سأبلغهم ما تقول، فrrانطلق حrrتىj، فقrrال: إني قrrد جئتكم من عنrrد أتي قريشrrا

175

Page 176: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

هذا الرجل، وسمعته يقول قrوال، فrإن شrئتمعرضته عليكم.

فقال سفهاؤهم: ال حاجة لنrrا أن تحrrدثنا عنrrه بشrrيء. وقrrال ذوو الrrرأي منهم: هrrات مrrا سمعته. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فبعثتز بن حفص، فلما رآه رسول الله ��ر قريش م�ك صلى الله عليه وسلم قال: هذا رجrrل غrrادر، فلما جاء وتكلم قال له مثrrل مrrا قrrال لبrrديل

وأصحابه، فرجع إلى قريش وأخبرهم.

�ي�س بن ل ثم قال رجrrل من كنانrrة r اسrrمه الح� علقمة: دعوني آته. فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي صلى الله عليrrه وسrrلم وأصrrحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )هrrذا فالن، وهrrrrو من قrrrrوم يعظمrrrrون البrrrrدن، فابعثوهrrا(، فبعثوهrrا لrrه، واسrrتقبله القrrوم يلبون، فلما رأي ذلك. قال: سrrبحان اللrrه مrا ينبغي لهؤالء أن يصدوا عن البيت، فرجع إلى أصrrrحابه، فقrrrال: رأيت البrrrدن قrrrد قلrrrدت وأشعرت، ومrrا أري أن يصrrدوا، وجrrري بينrrه

وبين قريش كالم أحفظه.

176

Page 177: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقال عروة بن مسrrعود الثقفي: إن هrrذا قrrدد فاقبلوهrrا، ودعrrوني ش� عرض عليكم خطة ر� آته، فأتاه، فجعل يكلمه، فقال له النبي صلىj من قوله لبrrديل. فقrrال الله عليه وسلم نحوا لrrه عrrروة عنrrد ذلrrك: أي محمrrد أرأيت لrrو استأصrrلت قومrrك، هrrل سrrمعت بأحrrد من العرب اجتrrاح أهلrrه قبلrrك، وإن تكن األخrrرى فوالله إني ال أري وجوهrrا، وإني أري أوباشrrاj أن يفروا ويدعوك، قrrال لrrه من الناس خليقا�ظ�ر الالت، أنحن نفر عنrrه؟ أبو بكر: امصص ب قال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والrrذي نفسي بيده لوال يد كانت عندي لم أج�ز�ك� بهrrا ألجبتك. وجعل يكلم النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، وكلما كلمه أخذ بلحيته، والمغrrيرة بن شعبة عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم،، فكلمrrا أهrrوي ر� �rrه الم�غ�فrrيف وعليrrومعه الس عروة إلى لحية النبي صلى الله عليه وسrrلم ضرب يده بنعل السيف، وقال: أخر يدك عن لحيrrة رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فرفrrع عrrروة رأسrrه، وقrrال: من ذا؟ قrrالوا:

ذ�ر، أو لسrrت� �rrالمغيرة بن شعبة، فقال: أي ع �ح�ب �rrيرة صrrان المغrrك؟ وك� ت �د�ر �rrعي في غrrأس

177

Page 178: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j في الجاهلية فقتلهم وأخذ أمrrوالهم، ثم قوما جاء فأسrrلم، فقrrال النبrrrي صrrلى اللrrه عليrrه، وأمrrا المrrال وسrrلم: )أمrrا اإلسrrالم فأقبrrل� فلست منrه فrي شيء( )وكrrان المغrيرة ابن

أخي عروة(.

ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم وتعظيمهم له، فرجع

إلى أصrrحابه، فقrrال: أي قrrوم، واللrrه لقrrد وفrrدت على الملrrوك، على قيصrrر وكسrrريj يعظمrrه والنجاشrrي، واللrrه مrrا رأيت ملكrrا،j أصrrحابه مrrا يعظم أصrrحاب محمrrد محمrrدا�خ�م� نخامة إال وقعت في كف رجل �ن والله إن ت منهم، فدلك بهrrا وجهrrه وجلrrده، وإذا أمrrرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كrrادوا يقتتلrrون على وضrrوئه، وإذا تكلم خفضrrوا أصrrواتهم عنrrده،j له، وقد عرض �ح�د�ون إليه النظر تعظيما وما ي

د� فاقبلوها. ش� عليكم خطة ر�

ولمrrrrا رأي شrrrrباب قrrrrريش الطائشrrrrون، الطامحون إلى الحrrرب، رغبrrة زعمrrائهم في الصrrلح فكrrروا في خطrrة تحrrول بينهم وبينj، ويتسللوا إلى الصلح، فقرروا أن يخرجوا ليال

178

Page 179: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j تشعل نار معسكر المسلمين، ويحدثوا أحداثاj قد قrrاموا بتنفيrrذ هrrذا القrrرار، الحرب، وفعالj فقrrrد خrrrرج سrrrبعون أو ثمrrrانون منهم ليال فهبطrrوا من جبrrل التنعيم، وحrrاولوا التسrrلل إلى معسrrكر المسrrلمين، غrrير أن محمrrد بن

.j مسلمة قائد الحرس اعتقلهم جميعا

ورغبة فrrrي الصلrrح أطلrق سrrراحهم النrrبي صلى الله عليه وسلم وعفا عنrهم، وفي ذلك

�م� �ه�م� ع�نك د�ي �rrي� ف� أ �rrذ�ي ك �rrال �و �rrه� أنrrزل اللrrه: }و�ن� د� أ �rrrrع� ة� م�ن ب �rrrrك��ط�ن� م �ب �ه�م ب �م� ع�ن �ك د�ي �rrrrي� و�أ

�ه�م�{ ]الفتح: �ي �م� ع�ل ك ��ظ�ف�ر [ 24أ

وحينئrrذ أراد رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrهj يؤكrrد لrrدي قrrريش وسrrلم أن يبعث سrrفيرا موقفه وهدفه من هذا السفر، فدعا عمر بنj: يrrا الخطrrاب ليرسrrله إليهم، فاعتrrذر قrrائال رسrrول اللrrه، ليس لي أحrrد بمكrrة من بrrني عدي بن كعب يغضب لي إن أوذيت، فأرسل عثمان بن عفان، فإن عشيرته بها، وإنه مبلغ ما أردت، فدعاه، وأرسله إلى قريش، وقال:،j أخبرهم أنا لم نأت لقتال، وإنما جئنrrا عمrrاراj وادعهم إلى اإلسrالم، وأمrره أن يrأتي رجrاال

179

Page 180: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بمكrrة مؤمrrنين، ونسrrاء مؤمنrrات، فيبشrrرهم بrrالفتح، ويخrrبرهم أن اللrrه عrrز وجrrل مظهrrر دينrrه بمكrrة، حrrتى ال يسrrتخفي فيهrrا أحrrد

باإليمان.

د�ح، �rrل� �ب فانطلق عثمان حتى مر على قrrريش بفقالوا: أين تريد؟

فقال: بعثrrني رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم بكذا وكذا، قالوا: قد سمعنا ما تقrrول، فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبrrان ابن سrrعيد بن العاص، فرحب به ثم أسrrرج فرسrrه، فحمrrل عثمrrان على الفrrرس، وأجrrاره وأردفrrه حrrتى جاء مكة، وبلغ الرسrrالة إلى زعمrrاء قrrريش، فلما فرغ عرضrrوا عليrrه أن يطrrوف بrrالبيت، فرفض هrrذا العrrرض، وأبي أن يطrrوف حrrتى

يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واحتبسrrت قrrريش عثمrrان عنrrدها r ولعلهم أرادوا أن يتشrrاوروا فيمrrا بينهم في الوضrrع الrrراهن، ويrrبرموا أمrrرهم، ثم يrrردوا عثمrrان بجrrواب مrrا جrrاء بrrه من الرسrrالة r وطrrال االحتباس، فشrrاع بين المسrrلمين أن عثمrrان قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

180

Page 181: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لمrrا بلغتrrه اإلشrrاعة: )ال نrrبرح حrrتى ننrrاجز القوم(، ثم دعrrا أصrrحابه إلى البيعrrة، فثrrاروا إليه يبايعونه على أال يفrrروا، وبايعتrrه جماعrrة على المrrrوت، وأول من بايعrrrه أبrrrو سrrrنان األسrrrدي، وبايعrrrه سrrrلمة بن األكrrrوع على المrrrrrوت ثالث مrrrrrرات، في أول النrrrrrاس ووسطهم وآخرهم، وأخذ رسrrول اللrrه صrrلى الله عليه وسلم بيد نفسrrه وقrrال: )هrrذه عن عثمان(. ولما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه، ولم يتخلrrف عن هrrذه البيعrrة إال رجrrل من

المنافقين يقال له: ج�د� بن ق�ي�س.

أخذ رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم هrrذه البيعة تحت شجرة، وكrrان عمrrر آخrrذا بيrrده،ار آخذا بغصن الشجرة يرفعrrه ��س وم�ع�ق�ل بن ي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه�ق�د� هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها: }ل

��ح�ت ك� ت �rrع�ون� �اي �ب �ذ� ي �ين� إ ؤ�م�ن �rrم� ه� ع�ن� ال �rrالل �ي �rrض � رة�{اآلية ]الفتح: �ج�ر [ 18الش�

وعrrرفت قrrريش ضrrيق الموقrrف، فأسrrرعت�ل بن عمrrrرو لعقrrrد الصrrrلح، ه�ي �rrrإلى بعث س وأكدت له أال يكrrون في الصrrلح إال أن يرجrrع

181

Page 182: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عنا عامه هذا، ال تتحدث العرب عنا أنه دخلهاj، فأتاه سهيل بن عمرو، فلمrrا علينا عنوة أبدا رآه قال: )قد سهل لكم أمركم(، أراد القrrوم الصلح حين بعثوا هrrذا الرجrrل، فجrrاء سrrهيلj، ثم اتفقrrا على قواعrrد الصrrلح، فتكلم طrrويال

وهي هذه:

. الرسول صلى الله عليه وسلم يرجrrع من1 عامه، فال يدخل مكة، وإذا كان العام القابrrلj، معهم دخلهrrا المسrrلمون فأقrrاموا بهrrا ثالثrrار�ب، وال �rrيوف في القrrراكب، السrrالح الrrس

يتعرض لهم بأي نوع من أنواع التعرض.

. وضع الحرب بين الطرفين عشrrر سrrنين،2يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض.

. من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده3 دخrrل فيrrه، ومن أحب أن يrrدخل في عقrrد قrrريش وعهrrدهم دخrrل فيrrه، وتعتrrبر القبيلrrةj من ذلrك التي تنضم إلى أي الفrريقين جrزءا الفريق، فأي عدوان تتعرض لrrه أي من هrrذه

j على ذلك الفريق. القبائل يعتبر عدوانا

182

Page 183: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j من قrrريش من غrrير إذن4 . من أتي محمrrداj منهم r رده عليهم، ومن جrrاء وليه r أي هارباj منrrه r لم j ممن مrrع محمrrد r أي هاربrrا قريشا

يرد عليه.

j ليكتب الكتrrاب، فrrأملي عليrrه: ثم دعrrا عليrrا )بسم الله الرحمن الرحيم( فقال سهيل: أما الرحمن فوالله ال ندري ما هrrو؟ ولكن اكتب: باسمك الل�هم. فrأمر النrبي صrلى اللrه عليrه وسلم بذلك. ثم أملي: )هrrذا مrrا صrrالح عليrrه محمد رسول الله( فقال سهيل: لو نعلم أنك رسrrول اللrrه مrrا صrrددناك عن الrrبيت، وال قاتلنrrاك، ولكن اكتب: محمrrد بن عبrrد اللrrه فقrrال: )إني رسrrول اللrrه وإن كrrذبتموني(،j أن يكتب: محمrrد بن عبrrد اللrrه، وأمrrر عليrrا ويمحو لفظ رسول الله، فأبي على أن يمحو هذا اللفظ. فمحrrاه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بيده، ثم تمت كتابة الصحيفة، ولما تم الصلح دخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم r وكانوا حليrrف بrrني هاشrrم منrrذ عهrrد عبrrد المطلب، كمrrا قrrدمنا في أوائrrلj الكتاب، فكان دخولهم في هذا العهrrد تأكيrrدا

183

Page 184: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

لذلك الحلrrف القrrديم r ودخلت بنrrو بكrrر فيعهد قريش.

:قrrال عنrrه الله رضي حنيف بن وروى سهل رسول مع كنا لقد أنفسكم اتهموا الناس أيها ولrrو الحديبيrrة يوم وسلم عليه الله صلى الله

الrrذي الصrrلح في وذلrrك - لقاتلنrrا قتrrاال نrrرى وسrrلم عليrrه اللrrه صلى الله رسول بين كان الخطrrاب بن عمrrر فجrrاء - المشrrركين وبين فقال وسلم عليه الله صلى الله رسول فأتى

على وهم الحrق على ألسrنا اللrه رسول يا: في قتالنrrا أليس : قrrال بلى : قrrال ؟ الباطل

:قrrال بلى : قrrال النrrار في الجنrrة وقتالهم ولمrrا ونرجrrع ديننrrا في الدنيrrة نعطي ففيم ابن يrrrا : فقrrrال ؟ وبينهم بيننrrrا اللrrrه يحكم

اللrrه يضrrيعني ولن اللrrه رسول إني الخطاب يصrrبر فلم - عمrrر فrrانطلق : قrrال . أبrrدا

ألسنا بكر أبا يا : فقال بكر أبا فأتى - متغيظا :قال بلى : قال ؟ باطل على وهم حق على

؟ النrrار في وقتالهم الجنrrة في قتالنrrا أليس في الدنيrrrة نعطي فعالم : قrrrال بلى : قrrrال ؟ وبينهم بيننrrا اللrrه يحكم ولمrrا ونرجrrع ديننrrا

184

Page 185: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولن اللrrه رسrrول إنrrه الخطاب ابن يا : فقال على القrrرآن فrrنزل : قrrال. أبrrدا الله يضيعه

ا وسrلم عليrه اللrه صrلى اللrه رسrول �rن� : }إا...{ فأرسrrل jrrين� ا م�ب jrrح� ك� ف�ت �rrا ل� ن �ح� عمrrر إلى ف�ت

هrrو فتح أو اللrrه رسول يا : فقال إياه فأقرأه .ورجrrrع نفسrrrه فطrrrابت " نعم : " قrrrال ؟

البخاري. أخرجه

د�ل بن �rrن � وبينمrrا الكتrrاب يكتب إذ جrrاء أبrrو جس�ف� في قيوده، قد خرج من أسفل �ر� سهيل ي مكة حتى رمي بنفسه بين ظهور المسلمين، فقال سهيل: هذا أول ما أقاضيك عليrrه على أن ترده فقال النبي صلى الله عليrrه وسrrلم:

)إنا لم نقض الكتاب بعد(.

.j فقال: فوالله إذا ال أقاضيك على شيء أبrrدا فقال النبي صلى الله عليrrه وسrrلم: )فrrأجزه لي(. قrrال: مrrا أنrrا بمجrrيزه لrrك. قrrال: )بلى فافعrrل(، قrrال: مrrا أنrrا بفاعrrل. وقrrد ضrrرب سrrهيل أبrrا جنrrدل في وجهrrه، وأخrrذ بتالبيبrrه وجrrره ؛ لrrيرده إلى المشrrركين، وجعrrل أبrrو جنrrrدل يصrrrرخ بrrrأعلى صrrrوته: يrrrا معشrrrر المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنrrوني في

185

Page 186: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ديrrني؟ فقrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم: )يا أبا جنrrدل، اصrrبر واحتسrrب، فrrإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضrrعفينj ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القrrوم فرجاj، وأعطيناهم على ذلك، وأعطونrrا عهrrد صلحا

الله فال نغدر بهم(.

فوثب عمر بن الخطاب رضي اللrrه عنrrه مrrع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول: اصrrبر يrrا أبrrا جنrrدل، فإنمrrا هم المشrrركون، وإنمrrا دم أحدهم دم كلب، ويrrدني قrrائم السrrيف منrrه، يقول عمر: رجوت أن يأخذ السيف فيضrrرب

به أباه، فضن الرجل بأبيه، ونفذت القضية.

ولما فرغ رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم من قضrrية الكتrrاب قrrال: )قومrrوا فrrانحروا(، فواللrrه مrrا قrrام منهم أحrrد حrrتى قrrال ثالث مrrرات، فلمrrا لم يقم منهم أحrrد قrrام فrrدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من النrاس، فقالت: يا رسrrول اللrrه، أتحب ذلrrك؟ اخrrرج،j كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو ثم ال تكلم أحداj حالقك فيحلقك، فقام فخرج فلم يكلم أحrrدا�ه، ودعrrا حالقrrه �د�ن منهم حتى فعل ذلك، نحر ب

186

Page 187: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فحلقه، فلما رأي الناس ذلك قاموا فنحrrروا،j، حتى كrrاد بعضrrهم وجعل بعضهم يحلق بعضاj، وكrrانوا نحrrروا البدنrrة عن j غمrrا يقتrrل بعضrrا سبعة، والبقرة عن سبعة، ونحر رسول اللrrهj كrrان ألبي جهrrل، صلى الله عليه وسلم جمالة� من فضrrة، ليغيrrظ بrrه �ر �rrه بrrان في أنفrrك المشركين، ودعا رسول الله صلى الله عليهj بrrالمغفرة وللمقصrrرين وسلم للمحلقين ثالثا مرة. وفي هذا السفر أنزل اللrrه فديrrة األذى لمن حلrrق رأسrrه، بالصrrيام، أو الصrrدقة، أو

ة. �  النسك، في شأن كعب بن ع�ج�ر

ثم جاء نسrrوة مؤمنrrات فسrrأل أوليrrاؤهن أن يردهن عليهم بالعهrد الrذي تم في الحديبيrة، فرفض طلبهم هذا ؛ بrrدليل أن الكلمrrة الrrتي كتبت في المعاهrrدة بصrrدد هrrذا البنrrد هي: )وعلى أنه ال يأتيك منا رجrrل، وإن كrrان على دينك إال رددته علينا( ، فلم تدخل النساء فيا �rrه� ي

� ا أ �rrك: }يrrه في ذلrrزل اللrrوأن .j العقد رأساات� �اج�ر �rrات� م�ه �rrم�ؤ�م�ن� �م� ال اءك �rrا ج��ذ �وا إ �ذ�ين� آم�ن الو�اف�ر�{ �rrك� � ال م �rrع�ص� �وه�ن�{، حrrتى بلrrغ }ب ن �ح� ام�ت �rrف

[ فكان رسول الله صلى اللrrه10]الممتحنة:

187

Page 188: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�ذ�ا عليrrrه وسrrrلم يمتحنهن بقولrrrه تعrrrالى: }إ

��ن ر�ك �rrش� �ن ال� ي ك� ع�ل�ى أ �rrع�ن� �اي �ب �ات� ي �م�ؤ�م�ن ج�اءك� الjا...{ ]الممتحنrrة: �ئ ي ��ه� ش �الل [، فمن أقrrرت12ب

بهذه الشروط قال لها: )قrrد بايعتrrك(، ثم لم يكن يrrردهن. وطلrrق المسrrلمون زوجrrاتهم الكrrافرات بهrrذا الحكم. فطلrrق عمrrر يومئrrذ امرأتين كانتا له في الشرك، تزوج بإحrrداهما

معاوية، و باألخرى صفوان بن أمية.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 30 )وسلم بوضع السم في طعامه

لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيrrrبر بعrrrد فتحهrrrا أهrrrدت لrrrه زينب بنت�م، شrrاة ك �rrم بن م�ش� ال �rrرأة سrrارث، امrrالح �ةj، وقrrrد سrrrألت أي عضrrrو أحب إلى �ي ل �rrrص� م رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم؟ فقيrrل لهrrا: الrrذراع، فrrأكثرت فيهrrا من السrrم، ثم سrrمت سrrائر الشrrاة، ثم جrrاءت بهrrا، فلمrrا وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليrrه�ك� منهrrا مضrrغة فلم وسلم تنrrاول الrrذراع، ف�ال

188

Page 189: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يسrrغها، ولفظهrrا، ثم قrrال: )إن هrrذا العظم ليخبرني أنه مسموم(، ثم دعا بها فrاعترفت، فقال: )ما حملrrك على ذلrrك؟( قrrالت: قلت:ا jrان نبيrه، وإن كrترحت منrا اس jrان ملكrإن ك ر بن �rrش� فسيخبر، فتجاوز عنهrrا. وكrrان معrrه بور، أخrrذ منهrrا أكلrrة فأسrrاغها، ر� �rrع� البراء بن م فمات منها. واختلفت الروايrrات في التجrrاوز عن المرأة وقتلها، وجمعوا بأنrrه تجrrاوز عنهrrا

أوال، فلما مات بشر قتلها قصاصا.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 31 ) وسلم بوضع السيف على

رقبته لقتله

عن جابر رضي الله عنه :

كنا مع النبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بrrذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلrrة تركناهrrا للنبي صلى الله عليrrه وسrrلم، فrrنزل رسrrول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق الناس في العضrrاة، يسrrتظلون بالشrrجر، ونrrزل رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم تحت شrrجرة

189

Page 190: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة، فجاء رجل من المشركين: فاخترط سيف رسrrولالله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتخافني؟

قال: )ال(.

قال: فمن يمنعك مني؟

قال: )الله(.

قال جابر: فإذا رسول الله صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يrrدعونا، فجئنrrا، فrrإذا عنrrده أعrrرابي جالس. فقال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )إن هrrذا اخrrترط سrrيفي وأنrrا نrrائم،jا. فقrrال لي: �ت ل �rrده صrrو في يrrتيقظت وهrrفاس من يمنعrrك مrrني؟ قلت: اللrrه، فهrrا هrrو ذا جالس(، ثم لم يعاتبه رسول الله صrrلى اللrrه

عليه وسلم.

وفي رواية أبي عوانrrة: فسrrقط السrrيف من يrrده، فأخrrذه رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، فقال: )من يمنعك مني؟( قrrال: كrrrن خrrrير آخrrrذ، قrrال: )تشrrهد أن ال إلrrه إال اللrrه وأني رسول الله؟( قrrال األعrrرابي: أعاهrrدك على أال أقاتلك، وال أكون مع قrrوم يقاتلونrrك،

190

Page 191: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قال: فخلي سبيله، فجrrاء إلى قومrrه، فقrrال:جئتكم من عند خير الناس.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 32 )وسلم بفتح مكة

وتحrrركت كrrل كتيبrrة من الجيش اإلسrrالمي على الطريrrrق الrrrتي كلفت الrrrدخول منهrrrا

لمكة ,

فأمrrrا خالrrrد وأصrrrحابه فلم يلقهم أحrrrد من المشركين إال أناموه. وقتل من أصrrحابه من�ي�س بن ن ر�ي وخ� �rrز بن جابر الف�ه �ر� المسلمين ك خالrrد بن ربيعrrة. كانrrا قrrد شrrذا عن الجيش،j، وأمrrا j غير طريقه فقتال جميعrrا فسلكا طريقا سrrrفهاء قrrrريش فلقيهم خالrrrد وأصrrrحابه�د�م�ة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصrrابوا ن � بالخj، فrrانهزم من المشrrركين اثrrني عشrrر رجال المشركون، وانهزم ح�م�اس بن قيس r الrrذي كrrان يعrrد السrrالح لقتrrال المسrrلمين r حrrتىدخل بيته، فقال المرأته: أغلقي على بابي.

فقالت: وأين ما كنت تقول؟ 191

Page 192: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقال: وأقبل خالrrد يجrrوس مكrrة حrrتى وافى رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم على الصفا. وأما الزبrير فتقrدم حrتى نصrب رايrة رسول الله صلى الله عليه وسrrلم بrrالح�ج�ون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبrrة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى اللrrه عليrrه

وسلم.

ثم نهض رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم، والمهrrrاجرون واألنصrrrار بين يديrrrه وخلفrrrه وحولrrه، حrrتى دخrrل المسrrجد، فأقبrrل إلى الحجر األسود، فاسrrتلمه، ثم طrrاف بrrالبيت، وفي يrrrده قrrrوس، وحrrrول الrrrبيت ثالثمائrrrة وسrrتون صrrنما، فجعrrل يطعنهrrا بrrالقوس،��اط�ل �ب �ن� ال �اط�ل� إ �ب ه�ق� ال ��ح�ق� و�ز ويقول: }ج�اء ال

ه�وقjا{]اإلسراء: ��ان� ز ق�81ك �rrح� اء ال �rrل� ج �rrق{ ،] �ع�يrrد�{ ]سrrبأ: ا ي �rrم�ل� و �rrاط� �ب د�ئ� ال �rrب� ا ي �rrم� [49و

واألصنام تتساقط على وجوهها.

j وكان طوافrrه على راحلتrrه، ولم يكن محرمrrا يومئذ، فاقتصrrر على الطrrواف، فلمrrا أكملrrه دعrrا عثمrrان بن طلحrrة، فأخrrذ منrrه مفتrrاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأي فيهrrا

192

Page 193: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الصور، ورأي فيها صورة إبراهيم، وإسماعيل r عليهمrrrا السrrrالم r يستقسrrrمان بrrrاألزالم، فقال: )قاتلهم الله، واللrrه مrrا استقسrrما بهrrا قrrط(. ورأي في الكعبrrة حمامrrة من عيrrدان،

فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت.

ثم أغلrrق عليrrه البrrاب، وعلى أسrrامة وبالل، فاستقبل الجدار الذي يقابrrل البrrاب حrrتى إذا كrrان بينrrه وبينrrه ثالثrrة أذرع وقrrف، وجعrrلj عن يمينrrه، عمrrودين عن يسrrاره، وعمrrودا وثالثة أعمدة وراءه r وكان البيت يومئذ على سrrتة أعمrrدة r ثم صrrلي هنrrاك. ثم دار في البيت، وكبر في نواحيه، ووحrrد اللrrه، ثم فتحj البrrاب، وقrrريش قrrد مألت المسrrجد صrrفوفا ينتظرون ماذا يصنع؟ فأخrrذ بعضrrادتي البrrاب

وهم تحته، فقال:

)ال إلrrه إال اللrrه وحrrده ال شrrريك لrrه، صrrدق وعده، ونصر عبده، وهزم األحزاب وحده، أالة أو مrrال أو دم فهrrو تحت قrrدمي ��ر كrrل مrrأثقاية الحrrاج، أال �rrبيت وسrrة ال� د�ان �rrاتين، إال سrrه r اrrوط والعصrrالس r وقتيل الخطأ شبه العمد ففيه الدية مغلظrrة، مائrrة من اإلبrrل أربعrrون

193

Page 194: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

منها في بطونها أوالد. يا معشrrر قrrريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمهrrا باآلباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تال هذه اآلية: }يrrا أيهrrا النrrاس إنrrا خلقنrrاكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائrrل لتعrrارفوا إن أكrrرمكم عنrrد اللrrه أتقrrاكم إن اللrrه عليم

خبير{.

ثم قrrال: )يrrا معشrrر قrrريش مrrا تrrرون أنيا، أخ كrrريم وابن أخ jيرrrالوا: خrrفاعل بكم؟( ق كريم، قال: )فإني أقول لكم كما قال يوسف�م�{ اذهبrrوا فrrأنتم �ك �ي يب� ع�ل �ر �rrث� � ت إلخوتrrه: }ال

الطلقاء(.

ثم جلس رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم في المسجد فقام إليه علي رضي اللrrه عنrrه ومفتrrاح الكعبrrة في يrrده فقrrال: اجمrrع لنrrا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليrrك r وفي رواية أن الذي قال ذلك هو العبrrاس r فقrrال رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )أين عثمrrان بن طلحrrة؟(. فrrدعي لrrه، فقrrال لrrه: )هrrاك مفتاحrrك يrrا عثمrrان، اليrrوم يrrوم بrrر ووفاء(، وفي روايrrة ابن سrrعد في الطبقrrات

194

Page 195: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

أنه قال له حين دفrrع المفتrrاح إليrrه: )خrrذوها خالrrدة تالrrدة، ال ينزعهrrا منكم إال ظrrالم، يrrا عثمان إن اللrrه اسrrتأمنكم على بيتrrه، فكلrrوامما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف(.

وحانت الصالة، فأمر رسول اللrrه صrrلى اللrrهعليه وسلم بالال أن يصعد فيؤذن على

الكعبrrة، وأبrrو سrrفيان بن حrrرب، وعتrrاب بن أسrrيد، والحrrارث بن هشrrام جلrrوس بفنrrاء الكعبة، فقال عتاب: لقد أكرم الله أسrrيدا أال يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه. فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنrrه حrrق التبعتrrه.jا، لrrو فقال أبو سفيان: أما والله ال أقول شيئ تكلمت ألخبرت عrrني هrrذه الحصrrباء. فخrrرج عليهم النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم فقrrال لهم: )لقrrد علمت الrrذي قلتم( ثم ذكrrر ذلrrك

لهم.

فقال الحارث وعتاب:

نشهد أنك رسول الله، واللrrه مrrا اطلrrع علىهذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.

195

Page 196: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ودخل رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسrrل وصلى ثماني ركعات في بيتها r وكان ضrrحى r فظنها من ظنها صالة الضrrحى، وإنمrrا هrrذه صالة الفتح، وأجrrارت أم هrrانئ حمrrوين لهrrا،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

)قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ(.

وقد كان أخوهrrا علي بن أبي طrrالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما بrrاب بيتهrrا، وسrrألتالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ذلك.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 33 )وسلم في غزوة حنين

في يوم السبت r السادس من شrrهر شrrوال هr r غادر رسول الل�ه صلى الله عليrrه8سنة

وسلم مكةr وكان ذلrrك اليrrوم التاسrrع عشrrر من يrrوم دخولrrه في مكrrة r خrrرج في اثrrنيj من المسلمين ؛ عشرة آالف ممن عشر ألفا كانوا خرجوا معه لفتح مكة، وألفان من أهrrل مكة. وأكثرهم حديثو عهد باإلسrrالم واسrrتعار

196

Page 197: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

من صrrrفوان بن أميrrrة مائrrrة درع بأداتهrrrا،�اب بن أسيد. واستعمل على مكة ع�ت

ولمrrا كrrان عشrrية جrrاء فrrارس، فقrrال: إني طلعت جبل كذا وكذا، فrrإذا أنrrا بهrrوازن على�ع�م�هم وشrrrrائهم �هم ون �ظ�ع�ن بكrrrrرة آبrrrrائهم ب اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الل�ه صrrلى اللrrrه عليrrrه وسrrrلم وقrrrال: )تلrrrك غنيمrrrةه(، وتطrrrوع �rrrاء اللrrrا إن شjدrrrلمين غrrrالمس د �rrrث للحراسrrrة تلrrrك الليلrrrة أنس بن أبي م�ر�

�وي. الغ�ن

ة عظيمrrة �د�ر �rrوفي طريقهم إلى حنين رأوا س و�اط، كrrانت العrrرب �rrخضراء يقال لها: ذات أن تعلrrق عليهrrا أسrrلحتهم، ويrrذبحون عنrrدها ويعكفون، فقrrال بعض أهrrل الجيش لرسrrول الل�ه صلى الله عليrrه وسrrلم: اجعrrل لنrrا ذاته �rrال: )اللrrواط. فقrrا لهم ذات أنrrواط، كمrrأن أكبر، قلتم والذي نفس محمد بيده كما قrrال قوم موسي: اجعrrل لنrrا إلهrrا كمrrا لهم آلهrrة،، لrrتركبن �ن� ن قال: إنكم قوم تجهلون، إنها الس�

�ن� من كان قبلكم(. ن �س

197

Page 198: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j إلى كrrثرة وقrrد كrrان بعضrrهم قrrال نظrrرا�غ�ل�ب� اليوم، وكان قد شrrق ذلrrك الجيش: لن ن

على رسول الل�ه صلى الله عليه وسلم:

انتهي الجيش اإلسrrالمي إلى حrrنين، الليلrrة التي بين الثالثاء واألربعrrاء لعشrrر خلrrون من شrrوال، وكrrان مالrrك بن عrrوف قrrد سrrبقهم، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي، وفrrرقاءه في الطrrرق والمrrداخل والشrrعاب �rrن��م ك واألخباء والمضايق، وأصrrدر إليهم أمrrره بrrأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشrrدوا

شدة رجل واحد.

ه صrrلى اللrrه عليrrه �rrول اللrrأ رسrrر عب�ح وبالس� وسلم جيشه، وعقد األلوية والرايات، وفرقها على النrrاس، وفي ع�م�ايrrة الصrrبح اسrrتقبل المسrrلمون وادي حrrنين، وشrrرعوا ينحrrدرون فيه، وهم ال يrrدرون بوجrrود كمنrrاء العrrدو في مضrrايق هrrذا الrrوادي، فبينrrا هم ينحطrrون إذا تمطrrر عليهم النبrrال، وإذا كتrrائب العrrدو قrrد شrrدت عليهم شrrدة رجrrل واحrrد، فانشrrمر المسلمون راجعين، ال يلrrوي أحrrد على أحrrد، وكانت هزيمة منكرة، حتى قrrال أبrrو سrrفيان

198

Page 199: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بن حرب، وهو حديث عهد باإلسالم: ال تنتهية� �rل� ب � هزيمتهم دون البحر r األحمrر r وصrرخ ج

ح�ر اليوم. �ل: أال بطل الس� �ب ن ��د�ة� بن الح �ل أو ك

ه صrلى اللrه عليrه وسrلم �rول اللrوانحاز رس وا إلى أيهrrا �rrم� جهrrة اليمين وهrrو يقrrول: )ه�ل الناس، أنrrا رسrrول اللrrه، أنrrا محمrrد بن عبrrد الل�ه( ولم يبق معه في موقفه إال عrrدد قليrrل من المهrrاجرين واألنصrrار. تسrrعة على قrrول ابن إسحاق، واثنا عشrrر على قrrول النrrووي، والصrrrحيح مrrrا رواه أحمrrrد والحrrrاكم في المسrrتدرك من حrrديث ابن مسrrعود، قrrال: كنت مع النبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يrrوم حنين، فولي عنrrه النrrاس وثبت معrrه ثمrrانونj من المهrrrاجرين واألنصrrrار، فكنrrrا على رجال�ر، وروي الترمrrذي من �هم الد�ب �و�ل أقدامنا ولم ن حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين، وما مع رسول

الل�ه صلى الله عليه وسلم مائة رجل.

وحينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليrrه وسلم التي ال نظير لهrrا، فقrrد طفrrق يrrركض

بغلته قبل الكفار وهو يقول: 199

Page 200: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

�ذ�ب� ** أنا ابن عبد المطلب( )أنrrا النبي ال ك

بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته، والعباس بركابه، يكفانها أال تسrrرع، ثمه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم �rrول اللrrزل رسrrن

j: )الل�هم أنزل نصرك(. فاستنصر ربه قائال

وأمر رسول الل�ه صلى الله عليه وسلم عمrrهر الصrrوت r أن ينrrادي �rrه�ي� العبrrاس r وكrrان ج الصحابة، قال العباس: فقلت بأعلى صrrوتي:

ة؟ �م�ر أين أصحاب الس�

�ه�م حين سrrمعوا قrrال: فواللrrه لكrrأن ع�ط�ف�تصوتي ع�ط�ف�ة البقر على أوالدها.

فقالوا: يا لبيك، يا لبيك.

ويذهب الرجل ليثrrني بعrrيره فال يقrrدر عليrrه، فيأخذ درعه، فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسrrه، ويقتحم عن بعrrيره، ويخلي سrrبيله، فيؤم الصوت، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة

استقبلوا الناس واقتتلوا.

وصrrرفت الrrدعوة إلى األنصrrار: يrrا معشrrر األنصار، يا معشر األنصار، ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج، وتالحقت كتائب

200

Page 201: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

المسلمين واحدة تلو األخرى كما كانوا تركوا الموقعة، و تجالد الفريقان مجالrrدة شrrديدة، ونظر رسول الل�ه صلى الله عليه وسrrلم إلى ساحة القتrال، وقrد اسrتحر واحتrدم، فقrال:ه �rrول اللrrذ رسrrط�يس�(. ثم أخ� )اآلن ح�م�ي الrrو صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم قبضrrة من تrrراب األرض، فrرمي بهrا في وجrوه القrوم وقrال:j إال مأل �ه إنسانا )شاهت الوجوه(، فما خلق اللد�ه�م �rrمن تلك القبضة، فلم يزل ح j عينيه ترابا

ا. jر� j وأمرهم م�د�ب �يال �ل ك

وما هي إال ساعات قالئل r بعد رمي القبضrrة r حتى انهزم العدو هزيمة منكrrرة، وقتrrل من�ق�يف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ث

ما كان مع العدو من مال وسالح وظ�ع�ن.

وهrrذا هrrو التطrrور الrrذي أشrrار إليrrه سrrبحانه

�م� �ك �ت ب ��ع�ج �ذ� أ �ن� إ �ي ن و�م� ح� �rrي� وتعrrالى في قولrrه: }و

�م� �ك �ي اق�ت� ع�ل �rrض�jا و �ئ ي ��م� ش �غ�ن� ع�نك �م� ت �م� ف�ل �ك ت ��ر �ث ك�زل �rrن� �م� أ �ر�ين� ث د�ب �rrم م� �ت �ي �م� و�ل �ت� ث ح�ب ��م�ا ر ر�ض� ب

� األ

��ين ؤ�م�ن �rrم� �ه� و�ع�ل�ى ال ول �rrس ��ه� ع�ل�ى ر �ت �ين ك �rrه� س �rrالل � وا ر� �rrف� ذ�ين� ك �rrال �ا و�عrrذ�ب �rrو�ه ��ر �م� ت �ودjا ل ن ل� ج� ��نز و�أ

�اف�ر�ين�{ ]التوبة: �ك اء ال �[ 26، 25و�ذ�ل�ك� ج�ز201

Page 202: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ولمrا انهrزم العrدو صrارت طائفrrة منهم إلىة، وطائفrrة إلى �rrخ�ل� الطrrائف، وطائفrrة إلى ن أو�طrrاس، فأرسrrل النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم إلى أوطrrاس طائفrrة من المطrrاردين

�او�ش �rrrن� يقrrrودهم أبrrrو عrrrامر األشrrrعري، ف�تj ، ثم انهrrrزم جيش الفريقrrrان القتrrrال قليال المشركين، وفي هذه المناوشrrة قتrrل القائrrد

أبو عامر األشعري.

وطrrrrاردت طائفrrrrة أخrrrrري من فرسrrrrان المسrrلمين فلrrول المشrrركين الrrذين سrrلكوام�ة فقتلrrه ربيعrrة �rrبن الص ��د ي � نخلة، فأدركت د�ر

�ع. ف�ي بن ر�

وأمrrا معظم فلrrول المشrrركين الrrذين لجrrأوا إلى الطائف، فتوجه إليهم رسول الل�ه صrrلى الله عليه وسلم بنفسه بعد أن جمع الغنrrائم. وكrrانت الغنrrائم: السrrبي سrrتة آالف رأس،j ، والغنم أكثر من واإلبل أربعة وعشرون ألفا أربعين ألف شاة، وأربعrrة آالف أوقيrrة فضrrة،ه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم �rrول اللrrر رسrrأم ة، وجعrrل عليهrrا �rrان � بجمعها، ثم حبسrrها بالج�ع�ر

202

Page 203: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

مسrrعود بن عمrrرو الغفrrاري، ولم يقسrrمهاحتى فرغ من غزوة الطائف.

وكrrانت في السrrبي الشrrيماء بنت الحrrارث السعدية ؛ أخت رسول الل�ه صلى اللrrه عليrrه وسrrلم من الرضrrاعة، فلمrrا جيء بهrrا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت لrrه نفسها، فعرفها بعالمة فأكرمهrrا، وبسrrط لهrrا رداءه، وأجلسها عليrrه، ثم من� عليهrrا، ورد�هrrا

إلى قومها.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 34 ) وسلم عند تقسيم غنائم

غزوة حنين

لما عاد رسول الل�ه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم بعد رفع الحصار عن الطائف مكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة ال يقسم غنائم غزوة حنين ، ويتأني بها، يبتغي أن يقدم عليه وفrrد هrrوازن تrrائبين فيحrrرزوا مrrا فقrrدوا، ولكنrrه لم يجئrrه أحد، فبدأ بقسمة المال، ليسrrكت المتطلعين من رؤسrrاء القبائrrل وأشrrراف مكrrة، فكrrان

203

Page 204: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

المؤلفrrrrة قلrrrrوبهم أول من أعطي وحظيباألنصبة الجزلة.

أعطي أبrrا سrrفيان بن حrrرب أربعين أوقيrrةومائة من اإلبل، فقال: ابني يزيد؟

فأعطاه مثلها، فقال: ابني معاويrrة؟ فأعطrrاه مثلهrrrا، وأعطي حكيم بن حrrrزام مائrrrة من اإلبل، ثم سأله مائrrة أخrrري، فأعطrrاه إياهrrا. وأعطي صفوان بن أمية مائrrة من اإلبrrل، ثم مائrrة ثم مائrrة r كrrذا في الشrrفاء r وأعطي�د�ة مائة من اإلبrrل، �ل الحارث بن الحارث بن ك وكrrrذلك أعطي رجrrrاال من رؤسrrrاء قrrrريش وغيرها مائة مائrrة من اإلبrrل وأعطي آخrrرين خمسين خمسين وأربعين أربعين، حتى شrrاعj يعطي عطاءj، ما يخاف في الناس أن محمدا الفقrrر، فrrازدحمت عليrrه األعrrراب يطلبrrون المال حتى اضrطروه إلى شrجرة، فrانتزعت رداءه فقال: )أيهrrا النrrاس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجرj لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتمrrوني تهامة نعما

.)j j وال كذابا j وال جبانا بخيال

204

Page 205: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ثم قrrام إلى جنب بعrrيره فأخrrذ من سrrنامه وبرة، فجعلها بين إصrrبعه، ثم رفعهrrا، فقrrال: )أيها الناس، والل�ه مrrالي من فrrيئكم وال هrrذه الوبرة إال الخمس، والخمس مردود عليكم(.

ه �rrوبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم أمر رسول الل صلى الله عليه وسلم زيrrد بن ثrrابت بإحضrrار الغنrrائم والنrrاس، ثم فرضrrها على النrrاس،j من فكrrانت سrrهامهم لكrrل رجrrل إمrrا أربعrrاj أخذ اإلبل، وإما أربعين شاة، فإن كان فارسا

j أو عشرين ومائة شاة. اثني عشر بعيرا

روى ابن إسrrrحاق عن أبي سrrrعيد الخrrrدري قال: لما أعطي رسول الل�ه صلى اللrrه عليrrه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قrrريش وفي قبائrrrل العrrrرب، ولم يكن في األنصrrrارد� هrrذا الحي من األنصrrار في �rrج� منها شيء، وة�، حrrتى قrrال �rrال� أنفسهم حتى كثرت فيهم القه صrrلى اللrrه �rrول اللrrه رس �rrائلهم: لقي واللrrق عليrrه وسrrلم قومrrه، فrrدخل عليrrه سrrعد بن�ه، إن هذا الحي من عبادة فقال: يا رسول اللد�وا عليrrك في أنفسrrهم لمrrا �rrج� األنصrrار قrrد و صنعت في هذا الفيء الذي أصrrبت، قسrrمت

205

Page 206: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j في قبائل في قومك، وأعطيت عطايا عظاما العrrرب، ولم يrrك في هrrذا الحي من األنصrrار منهrrا شrrيء.قrrال: )فrrأين أنت من ذلrrك يrrاه، مrا أنrا إال من �rrول اللrا رسrال: يrسعد؟( ق قrrومي. قrrال: )فrrاجمع لي قومrrك في هrrذه الحظrيرة(. فخrرج سrrعد فجمrع األنصrrار في تلك الحظrrيرة، فجrrاء رجrrال من المهrrاجرين فتركهم فدخلوا. وجاء آخrrرون فrrردهم، فلمrrا

اجتمعوا له أتاه سعد فقال:

لقد اجتمع لك هذا الحي من األنصار، فأتrrاهمه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم فحمrrد �rrرسول الل

�ه، وأثني عليه، ثم قال: الل

ه� بلغتrrني عنكم، �rrال� )يrrا معشrrر األنصrrار، مrrا ق و�ج�د�ة� وجدتموها على في أنفسكم؟ ألم آتكمه؟ �rrاكم اللrrة فأغنrrه؟ وعال �rrداكم اللrrفه j ضrrالال

�ه بين قلوبكم؟( . وأعداء فألف الل

. قالrوا: بلrي، الل�ه ورسولrه أم�ن� وأف�ض�ل�

ثم قrrال: )أال تجيبrrوني يrrا معشrrر األنصrrار؟(ه �rrه؟ لل �rrول اللrrا رسrrك يrrاذا نجيبrrالوا: بمrrق ه لrrو �rrا واللrrورسوله المن والفضل. قال: )أم

206

Page 207: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

jا ذ�ب �rrأتيتنا م�ك : �م� �م� ولص�د�ق�ت شئتم لقلتم، فص�د�ق�تj j فنصrrrرناك، وطريrrrدا فصrrrدقناك، ومخrrrذوال

�اك(. �ن ي �j فآس فآويناك، وعائال

�م� يا معشrrر األنصrrار في أنفسrrكم في )أو�ج�د�ت�م�وا، ل �rrس� j لي ألف�ت� بهrrا قومrrا �rrدنيا تrrة� من ال��ع�اع ل�كم إلى إسالمكم؟ أال ترضون يا معشر �ت �ل وو�ك األنصrrار أن يrrذهب النrrاس بالشrrاة والبعrrير، وترجعوا برسول الل�ه صلى الله عليrrه وسrrلم إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لrrوال الهجrrرة لكنت امrrرأ من األنصrrار، ولrrو سrrلكj لسrrلكت jا، وسلكت األنصار شعبا ع�ب الناس ش� شrrعب األنصrrار، الل�هم ارحم األنصrrار، وأبنrrاء

األنصار، وأبناء أبناء األنصار(.

اه�م وقrrالوا: �rrح� �وا ل ل �rrتى أخ�ضrrوم حrrفبكي الق ه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم �rrرضينا برسول الل ه صrrلى �rrول اللrrثم انصرف رس ،j مjا وحظا ق�س�

الله عليه وسلم، وتفرقوا.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

( ابتًالؤه صلى الله عليه 35 )وسلم مع أزواجه

207

Page 208: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

القصة األولى :

و سrrلم إذا ذبح كان الرسول صلى الله عليه شاة أو جاءته هدية يرسل منهrrا إلى معrrارف

و ناقشrrته و صديقات خديجة رضي الله عنها عائشة رضrrي اللrrه عنهrrا في هrrذا الموضrrوع

إني "فرد عليها كما ورد في كتاب االستيعاب".أحب حبيبها

مالrrك رضrrي اللrrه عنrrه "كrrان روى انس بن الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه و سrrلم في بيت

الضrrيوف دعrrاهم عائشrrة و كrrان لديrrه بعض إلى تنrrrrاول الطعrrrrام فسrrrrمعت زينب بنت جحش بrrذلك فأرسrrلت مrrع خادمتهrrا صrrحفة فيها ثريد عليه ضلع شاة و هو الطعrrام الrrذي تعرف أن الرسول صrrلى اللrrه عليrrه و سrrلم

.يفضrrله على سrrائر األطعمrrة األخrrرى كrrان و مrrا كrrادت عائشrrة تrrرى الصrrحفة في يrrد

الصrrحفة الخادمة حتى ضربتها بيدها فوقعت على األرض و تنrrاثر منهrrا مrrا كrrان بهrrا من طعrrام و انفلقت الصrrحفة و دخلت عائشrrة تبكي في غرفتها.أما الرسول الكrrريم الحليم

208

Page 209: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

صrrلى اللrrه عليrrه و سrrلم فابتسrrم و قrrال..."غارت أمكم...غارت أمكم "لمدعويه

إلى لهrrا صrrحفة في بطعrrام أتت يعrrني أنهrrا وأصrrحابه وسrrلم عليه الله صلى الله رسول

فهrrر ومعهrrا بكسrrاء مrrتزرة عائشrrة فجrrاءت اللrrه صrrلى النrrبي فجمrrع الصحفة به ففلقت

كلrrوا ويقrrول الصحفة فلقتي بين وسلم عليه صrrلى الله رسول أخذ ثم مرتين أمكم غارت

إلى بها فبعث عائشة صحفة وسلم عليه الله. عائشة سلمة أم صحفة وأعطي سلمة أم

فلو فعلت هrrذا الفعrrل زوجrrة مrrا مrrع زوجهrrا أمام ضيوفه , فمrrاذا تعتقrrد أنrrه بفاعrrل , إن أقrrل شrrيء سrrيفعله هrrو أن ينهرهrrا ويرفrrع صوته عليها أو قد يمد يده ويضrrربها , ولكنrrه صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية فلم

يفعل إال الخير .

القصة الثانية :

j من زوجتrrه أن ابنتrrه سمع سrrيدنا عمrrر يومrrا حفصة تراجع رسrrول اللrrه بrrالكالم -أي تrrرد-j، فما إن دخل عليها سألها فمضى إليها غاضبا

209

Page 210: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

عما قد سمع عنها، وهي صادقة, فأجابته بأنه قد حصل، فعال صrrوته عليهrrا وزجرهrrا، وقrrال لها: تعلمين أني أحذرك� عقوبة الله، وغضrrبك هrrذه الrrتي أعجبهrrا �rrة، ال يغرنrrني� رسوله يا ب حسنها، وحب رسrrول اللrrه إياهrrا، واللrrه لقrrد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم,

لوال أنا لطلقك.. أي أبقاك عنده من أجلي.

ولمن يسأل كيف كrrانت تتعامrrل مrrع رسrrول اللrrه هكrrذا؟ نقrrول إن هrrذه الزوجrrة, كrrانت صrrrاحبة جrrrرأة أدبيrrrة، جريئrrrة، ومتكلمrrrة، وفصيحة، ولrrو كrrانت بين يrrدي رسrrول اللrrه، فكلكم يعلم أن الكلفrrrrrrrة مرفوعrrrrrrrة بينj، فالواحrrد الزوجين, وال يوجد حrrواجز إطالقrrا منا يكون خارج بيته لrrه مكانتrrه وشrrأنه, لكن في البيت هو أحrrد أفrrراد األسrrرة، العالقrrات الحميمrrrة بين الrrrزوجين تrrrذيب الحrrrواجز الضخمة، في مودة، وفي طمع، فتأتي كلمrrةj، والنبي لوال أنه بشر تجري عليه زائدة أحيانا

كل خصائص البشر, لما كان سيد البشر.

القصة الثالثة :

210

Page 211: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

j في طالقهrrا حصلت مع حفصrrة, كrrانت سrrبباj، طلقrrة واحrrدة. قrrال العلمrrاء: j رجعيrrا طالقrrا

ه� �rrل� ل �rrج�ع� ه� ي �rrق� الل �rrت� يقrrول تعrrالى: }و�م�ن� يا{. وهrrذه اآليrrة سrrياقها في سrrورة jrrج � م�خ�ر الطالق، من اتقى اللrrه في تطليrrق امرأتrrهj إلى إرجاعهrrا، فrrالنبي جعل اللrrه لrrه مخرجrrا أدبها بطلقة واحدة؛ ألنها أفشت سrrر رسrrولj استكتمها إياه رسول الله. الله، أفشت سرا

القصة: أن النبي عليrrه الصrrالة والسrrالم, خال مرة بمارية القبطية في بيت حفصة، تrrأل�مت حفصrrrة أشrrrد األلم من هrrrذه الضrrrرة، لم يتزوجهrrrا بعrrrد، فماريrrrة جاءتrrrه هديrrrة من المقوقس، فبكت حفصrrة أمامrrه، فلمrrا بكت أراد النبي أن يسترضrrيها, فقrrال: أال ترضrrين أن أحرمهrrا على نفسrrي فال أقربهrrا؟ قrrالت: بلى، فحرمهrrrا على نفسrrrه، وقrrrال لهrrrا: ال تrrذكري ذلrrك ألحrrد، فرضrrيت حفصrrة بrrذلك، وسrrعدت ليلتهrrا بقrrرب النrrبي عليrrه الصrrالة والسrrrالم، حrrrتى إذا أصrrrبحت الغrrrداة, لم�أت بrrه عائشrrة، تستطع كتمان هذا السر، فنب وقالت لها: البارحة جrrاء عنrrدي النrrبي صrrلى

211

Page 212: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الله عليه وسلم، وبكيت أمامه فحrrرم ماريrrةj على نفسه، فأنزل الله قوله الكrrريم, معلمrrاj, لحفصrrة خاصrrة, j ومؤدبrrا j، وهاديrrا ومرشrrدا

�ع�ض� �ي� إلى ب �ب ر� الن �rrس� �ذ� أ وللنسrrاء عامrrة: }و�إ�ه� �ي �ه� ع�ل ه� الل �ظ�ه�ر

� �ه� و�أ ت� ب� �أ �ب �م�ا ن j ف�ل و�اج�ه� ح�د�يثا �ز� أ

ه� �rrا ب�ه� �أ �ب �م�ا ن �ع�ض� ف�ل �ع�ر�ض� ع�ن� ب �ع�ض�ه� و�أ ف� ب ع�ر�

�يم� �ع�ل �ي� ال �ن أ �rrrب� ال� ن �rrrا ق�ذ �rrrه ��ك أ �rrrب� �ن ال�ت� م�ن� أ �rrrق �ير{. ب ��خ ال

لم تقد�ر حفصة رضي اللrrه عنهrrا, وهي تrrذيع السر لعائشة, عواقب هذا اإلفشrrاء، فيقrrال,,j j رجعيrrا ليس على التأكيد: إنه طلقهrrا طالقrrاj لها، وقrrد بلrrغ ذلrrك عمrrر، طلقة واحدة تأديبا كما تروي الرواية, فحسا التراب على وجهrrه من شدة ألمrrه، واسrrود وجهrrه أمrrام رسrrول الله، وقال: وما يعبأ الله بعمر وابنتrrه بعrrدها،,j ا جrrدا jيرrrا كبj هrrو اعتrrبر نفسrrه حقrrق مكسrrب بrتزويج ابنتrه من رسrول اللrه، فصrار النrبي

صهره.

فrrنزل جبريrrل عليrrه السrrالم من الغrrد� على النبي عليه الصالة والسrrالم, فقrrال: إن اللrrه

212

Page 213: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يrrأمرك أن تراجrrع حفصrrة رحمrrةj بعمrrر. )أيلمكانة عمر عند الله(.

وفي روايrrة أخrrرى, أن جبريrrل قrrال: أرجrrع حفصة, فإنهrrا صrrوامة� قوامrrة، وإنهrrا زوجتrrك

فما الذي فعله النبي مع أهل بيتrrه في الجنة. بعد هذه الحادثة, وهل الخبر الذي شrrاع بrrأن النبي طلق زوجاتrه صrحيح, ومrا هrو الحrوار

الذي جرى بين النبي وعمر؟

ا، jهرrrاءه شrrبعد هذا الحادث اعتزل النبي نس ق نسrrاءه، �rrوأد�بهن، وشاع الخبر أن النبي طل ولم يكن أحد من الصحابة, يجرؤ على الكالم معه في ذلrrك، حrrتى إن عمrrر اسrrتأذن عrrدة مrرات ليrدخل عليrه، فلم يrؤذن لrه، فrذهبj إلى بيت ابنته حفصة, فوجدها تبكي، مسرعا فقال: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنrrه كrrان قrrد طلقrrك� مrrرة، ثم قrrد طلقrrك� راجعrrك� من أجلي، فrrإن كrrان طلقrrك� مrrرةj، هكذا ورد في السيرة. أخرى, ال أكلمك أبدا

ثم ذهب ثالثةj يستأذن النبي، فأذن له، فدخل عمر والنrrبي متكئ� على حصrrير, قrد أثrر في جنبه, فقال: يا رسول الله! أطلقت نساءك؟

213

Page 214: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فرفع النبي رأسه إليه، وقال: ال، فقال عمر: اللrrه أكrrبر، ثم قrrال سrrيدنا عمrrر من شrrدة فرحه: لو رأيتنا يا رسrrول اللrrه, وكنrrا معشrrرj نغلب النسrrاء، فلمrrا قrrدمنا قrrريش قومrrاj تغلبهم نسrrاؤهم، فطفrrق المدينة وجدنا قوما نسrrاؤنا يتعلمن من نسrrائهم، فغضrrبت علىj, فإذا هي تراجعني، فrrأنكرت أن امرأتي يوما تراجعrrني, فقrrالت: مrrا تنكrrر أن أراجعrrك, فواللrrه إن أزواج النrrبي ليراجعنrrه، وتهجrrره إحداهن اليrrوم إلى الليrrل؟ فقلت: قrrد خrrاب من فعrrrل ذلrrrك منكن وخسrrrرت، أفتrrrأمن إحداكن أن يغضب الله عليها بغضrrب رسrrول اللrrه، إذن هي قrrد هلكت، هrrذا كالم سrrيدنا عمر مع رسول الله صلى الله عليrrه وسrrلم.

م النبي لهذا القول، وأعجبه. فتبس�

فقال عمر: يrrا رسrrول اللrrه, قrrد دخلت علىك أن كrrrانت �rrrا: ال يغرنrrrة, فقلت لهrrrحفص جاريتك, أي عائشة, ألنها كrrانت أصrrغر منهrrا,، فتبسrrم هي أوسrrم وأحب إلى النrrبي منrrك� عليrrه الصrrالة والسrrالم مrrرةj ثانيrrة، فقلت: أستأنس يا رسrrول اللrrه؟ أي أجلس. فقrrال:

214

Page 215: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

نعم. فجلسrrت, فrrرفعت رأسrrي في الrrبيت،j يrrرد� البصrrر، والله مrrا رأيت في الrrبيت شrrيئا فقال: رسول الله ينام على الحصير وكسرى ملrrك الفrrرس ينrrام على الحريrrر, فاسrrتوى

��ن ا اب �rrك� أنت ي �rrف�ي ش�و� j, وقrrال: أ النبي جالسrrا

�ه�م� ات �rrب� �ه�م� ط�ي و�م� ع�ج�ل�ت� ل �rrق �ك �rrئ� �ول ؟ أ اب� �rrط��خ ال�ا. -وفي روايrrة: "إنهrrا نبrrوة� �ي اة� الrrد�ن �rrي��ح ف�ي الj" وفي روايrrة: "أمrrا ترضrrى أن وليست ملكrrا تكrrrون الrrrدنيا لهم واآلخrrrرة لنrrrا؟". فقلت:اسrrrrrrrتغفر لي يrrrrrrا رسrrrrrrrول اللrrrrrrrه.. وكان عليه الصالة والسالم: أقسrrم أال يrrدخلj, من شrrدة مrrا وجrrده عليهن, عليهن شrrهرا

حتى عاتبهما الله عز وجل:

ا{، �rrم� �ك �وب غ�ت� ق�ل �rrد� ص �rrق�ه� ف �rrا إلى الل �rrوب� �ت �ن� ت }إ�ن� والمقصود عائشة وحفصة, قال تعالى: }و�إ�ر�يrrل� ب ه� و�ج� �و�ال �rrم �و �rrه �ه �rrن� الل� إ �rrه� ف �rrي� ا ع�ل �اه�ر �rrظ� ت .} �ع�د� ذ�ل�ك� ظ�ه�ير� �ة� ب �ك ئ ��م�ال �ين� و�ال �م�ؤ�م�ن �ح� ال و�ص�ال

ثم جاءت اآلية:

j �را ي �j خ و�اجا �ز� �ه� أ �د�ل �ب ن� ي� �ن� أ �ق�ك �ن� ط�ل �ه� إ ب � }ع�س�ى ر

ات� �rrrب� �ائ ات� ت �rrrت� ات� ق�ان �rrrات� م�ؤ�م�ن��م ل �rrrن� م�س� �ك م�ن.}j �ارا �ك �ب �ات� و�أ �ب �ي �ح�ات� ث ائ ��د�ات� س ع�اب

215

Page 216: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وملخص هذه القصة وعبرتها:

أن الrrذي جrrرى في بيت النrrبي, يجrrري في بيrrوت المؤمrrنين، والنrrبي وقrrف الموقrrف الكامrrل، وقrrد الحظتم؛ ففيrrه الشrrدة، وفيrrه اللين، وفيrrه الرحمrrة، والعطrrف، والحكمrrة، أمام منافسة شريفة، وطباع أنثويrة طبيعيrة، هذا كله نتعل�مه في بيت النrrبي عليrrه الصrrالة والسالم. فاصبروا على نسائكم، عسى اللrrه

أن يصلح شأنهن لكم ويصلح شأنهن بكم.

القصة الرابعة :

كrrان من تrrدبير عائشrrة وحفصrrة رضrrي اللrrهراه ألسrrrماء بنت النعمrrrان �rrrا دبrrrا مrrrعنهم

من الكنديrrة،لمrrل جrrاء أبوهrrا النعمrrان، وهrrو سrrاللة ملrrوك كنrrده يعrrرض زواجهrrا على الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم قrrائال: أال

أزوجك أجمل أيم في العرب؟!

وقبل الرسول صلى الله عليه وسلم الrrزواج من ابنrrة النعمrrان ،فزوجهrrا لrrه أبوهrrا وبعث محمد مع النعمان من يأتي بأسماء من نجد ، فلمrا جيء بهrا إلى المدينrة أنrزلت في بrني

216

Page 217: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ساعدة حتى تهيأ لزفافها على الرسول صلىالله عليه وسلم.

جrrrrrاءت أسrrrrrماء ورآهrrrrrا بعض نسrrrrrاء رأين من حسrrنها المدينrrة ،فrrرحن يrrذعن مrrا

وجمالها.

وقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهمrا :قrد وضع يrrده في الغrrرائب يوشrrكن أن يصrrرفن

وجهه عنا.

ولم تستطع عائشrrة رضrrي اللrrه عنهrrا إال أن تصrrطحب حفصrrة وبعض نسrrاء النrrبي صrrلى

الوافrrدةالله عليه وسلم فيذهبن ليرين هrrذه الغريبة الجميلrة ، الrتي أوشrكت أن تصrرف

وجه زوجهن عنهن.

ولما رأت عائشrrة ومعهrrا نسrrاء النrrبي صrrلى الله عليه وسلم )أسماء الكندية( رأين ما مأل�هrrا قلوبهن وجدا وحسrrدا .فrrأقبلن عليهrrا يزين ويجم�لنهrrا ويقrrدمن لهrrا نصrrيحتهن قrrائالت لهrrا:إذا أردت أن تكrrوني ذات حظrrوة عنrrد النبي صلى الله عليه وسلم ،فإذا دخل عليك

217

Page 218: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فقrrولي :إني أعrrوذ باللrrه منrrك ، فrrإن ذلrrكه ويعجبه. يسر�

وعملت أسماء بنصيحة نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلمrrا دخrrل إليهrrا محمrrد صrrلى الله عليه وسلم وأقبrrل عليهrrا،ابتدرتrrه قائلrrة )أعوذ باللrrه منrrك!!( فوقrrف الرسrrول صrrلى الله عليه وسrrلم حيث هrrو، ثم اسrrتدار عنهrrا وهو يقول )عذت بمعاذ....عذت بمعrrاذ...( ثم خرج إلى رسوله الذي أتى فقrrال لrrه )متعهrrا

وردها إلى أهلها(.

وعادت أسماء إلى أهلها تقص عليهم نصيحة النساء، نساء النبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم

التي خدعوها بها.

وأرسل النعمان إلى محمد صrrلى اللrrه عليrrهفrrrه بمrrrا كrrrان من خديعrrrة وسrrrلم من يعر� ابنته ،وبما قال نساؤه لها، فقال محمد صلى اللrrه عليrrه وسrrلم )إنهن صrrواحب يوسrrف،

وكيدهن عظيم(.

وهكذا تخلصت عائشة بمصrrاحبة حفصrrة من منافسة كانت تعتقد أنها ستكون عليها وعلى

218

Page 219: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

سائر نساء النبي صلى الله عليه وسrrلم ذاتخطر كبير.

وهكrrذا كrrان النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يضrrrrrرب صrrrrrفحا عن غrrrrrيرة عائشrrrrrة الضارية ،ويقول فيما كانت تrrأتي بسrrببها من أفعال مثيرة للدهشrrة،كrrان يعلrrق على ذلrrك

فعلت(. لو استطاعت ما قائال)ويحها

القصة الخامسة :

ذات يrrوم كrrان الرسrrول صrrلى اللrrه عليrrه و رضي الحبيبة عائشة سلم يجلس مع السيدة

المخلصة خديجة الله عنها و جاء ذكر السيدة بالغيرة رضي الله عنها فاشتعل قلب عائشة

وسrrالت زوجهrrا الحrrبيب صrrلى اللrrه عليrrه و واديrrا لو نrrزلتأرأيتسلم "يا رسول الله ...

و فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة لمك؟يؤكrrrل منهrrrا في أيهrrrا كنت ترتrrrع بعrrrير

منهrrا تعrrني عائشrrة بالشrrجرة الrrتي أكrrل) السيدة خديجة ألنهrrا كrrانت ثيبrrا و كrrانت قrrد تزوجت قبل النrبي صrلى اللrه عليrه و سrلم

يؤكrrل منهrrا و تعني بالشجرة التي لم مرتين

219

Page 220: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

نفسrrها و ذلrrك ألنهrrا العrrذراء الوحيrrدة الrrتي(.سلم تزوجها الرسول صلى الله عليه و

عليrrه و سrrلم و فابتسم الرسول صrrلى اللrrه".قال لها "في التي لم يرتع فيها

القصة السادسة :

حد األيام كان الرسول صلى اللrrه عليrrهأفي اللrه عنهrا و و سلم يجلس مع عائشة رضrي

جاءت السيدة هالة بنت خويلد أخت السrrيدة النrrبي صrrلى خديجة رضي اللrrه عنهمrrا تrrزور

الله عليه و سلم و كانت نrrبرة صrrوتها تشrrبه سrrمعها نrrبرة صrrوت أختهrrا الراحلrrة فلمrrا

الحrrبيب صrrلى اللrrه عليrrه و سrrلم قrrال في صوت متهدج يفوح بعبق الrrذكريات الجميلrrة

".زوجة وفية كخديجة "اللهم هالة مع

فاشتعل قلب عائشة بنار الغيرة مما سمعته من عجrrائز و قrrالت "مrrاذا تrrذكر من عجrrوز

قريش حمrrراء الشrrدقين هلكت في الrrدهر? كrrrrrrrأن لم يكن في الrrrrrrrدنيا امrrrrrrrرأة إال

! ...لقد أبدلك الله خيرا منها! ...خديجة

220

Page 221: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

فبrrان على النrrبي الrrزوج الrrوفي صrrلى اللrrه لعائشrrة "و اللrrه عليه و سلم الغضب و قrrال

ما أبدلني الله خيرا منها .آمنت بي حين كفر كrrذبني النrrاس...و النrrاس...و صrrدقتني إذ

واستني بمالها إذ حرمني النrrاس...و رزقrrني غيرهrrrا من منهrrrا اللrrrه تعrrrالى الولrrrد دون

".النrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrاس كلنا أن أمنا الحبيبrrة عائشrrة رغم و كما نعلم

.شبابها ال تنجب األوالد

القصة السابعة :

يقول البخاري "إن النبي صلى الله عليrrه و و سلم كان إذا خرج اقرع بين نسrrائه فطrrارت القرعة لعائشة و حفصة و كان النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه و سrrلم إذا اقبrrل الليrrل سrrار مrrع

مرة و مع حفصة مرة أخrrرى يتحrrدث عائشة".معهما

و كrrانت كrrل منهمrrا تrrركب بعيرهrrا داخrrل الرسrrول هودجهrrا فال يراهrrا احrrد و ال يراهrrا

صلى الله عليه و سلم و إنمrrا يسrrمع صrrوتها.فقط

221

Page 222: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

و قالت حفصrrة "أال تركrrبين الليلrrة بعrrيري و تنظرين و انظر" )أي تسrrمع اركب أنا بعيرك

كل منهما ما يقوله النبي صrrلى اللrrه عليrrه و.رضيت عائشة بذلك سلم لألخرى(. و

الله عليه و سلم إلى جمrrل وجاء النبي صلى عائشة و هو ال يعلم أن داخل هودجه حفصrrة

عليهrrا و بادلهrrا الحrrديث و لكنrrه حين سrrلم عرفها . و بعد مrrرور الrrوقت التفتت عائشrrة

تركبه حفصrrة فلم تrrر إلى جملها الذي كانت الرسول صلى الله عليه و سلم فجن جنونهrrا

اعليه و سrrلم خل وبدأت تفكر بأنه صلى الله بحفصة فاشتعلت نار الغrrيرة بقلبهrrا الطrrاهر

و أكمل بrrني المحب العفيف العاشق ألجمل.البشر خلقة و خلقا

يقول البخاري أن عائشة في هذه الحادثrrة و )و هrrو شrrجيراتاإلذخrrروضعت رجليهrrا بين

تنبت في الصrrrحراء و توجrrrد فيهrrrا شrrrائكة الحيات و العقrrارب( و أخrrذت تصrrيح"يrrا رب

حيrrة تلrrدغني فrrاني ال سrrلط علي عقربrrا أو هكذا كrrانت". استطيع أن أقول لزوجي شيئا

غيرة السيدة عائشة تقف دائما عنrrد الحrrدود222

Page 223: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

التي تقضي بها قواعrrد الrrدين و العrrدل و مrrا مظهrر من مظrاهر الحبإالغيرتها الشديدة

العميق لرجلها الفريد ودليل تعلrق بالرسrولوسلمصلى الله عليه

الله عليه وسrrلم رسول الله صلىأنيكفيها مrrرض المrrوت جمrrع نسrrائه وأصrrابهلمrrا

عائشrrة يمرض في بيت حبيبتrrهأناستأذنهن فكrrان صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم يعrrرق عرقrrا غزيرا فتمسح وجهrrه بيrrده و لمrrا سrrئلت عن

قالت الن يrrده صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم ذلك طهر من يدها ثم تراه صلى الله عليه وسلمأ

منrrrهفأخrrrذتصrrrحابي يسrrrتاك إلىينظrrrر لرسrrولأعطتrrه بفمهrrا ثم أالنتrrهالسrrواك و

مrا دخrلآخrرريقهrا الله ليسrتاك بrه فكrان جrrوف حبيبهrا رسrrول اللrrه صrلى اللrrه عليrrه

قبض رسrrول وسلم و تقول رضي الله عنهrrا اللrrrه بين سrrrحري ونحrrrري فمن سrrrفهي و حداثة سني انه صلى الله عليrrه وسrrلم قبض

هrrrو في حجrrrري ثم وضrrrعت رأسrrrه على ووسادة و قمت التدم مع النساء

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛223

Page 224: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

( ابتًالؤه صلى الله عليه 36 ) وسلم وهو في مرض الموت

في اليrrوم الثrrامن أو التاسrrع والعشrrرين من هr r وكrrان يrrوم االثrrنين 11rشهر صفر سrrنة

شrrهد رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم جنrrrازة في البقيrrrع، فلمrrrا رجrrrع، وهrrrو في الطريrrق أخrrذه صrrداع في رأسrrه، واتقrrدت�ها ت �و�ر �rrدون سrrانوا يجrrتى إنهم كrrرارة، حrrالح

فوق الع�ص�ابة التي تعصب بها رأسه.

وقrrد صrrلي النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمj، وجميrrع أيrrام11بالناس وهrrو مrrريض يومrrا

j. 41، أو 31المرض كانت يوما

الخrrدري سrrعيد أبي عن يسrrار بن عطاء عن عليrrه اللrrه صrrلى النrrبي على قrrال : دخلت

عليrrه يrrدي فوضrrعت يوعrrك وهrrو وسrrلم يا فقلت اللحاف فوق يدي بين حرة فوجدت كrrذلك إنrrا قrrال عليrrك أشrrدها ما الله رسول يrا قلت األجrrر لنrrا ويضrrعف البالء لنrrا يضعف األنبيrrاء قrrال بالء أشrrد الناس أي الله رسول

الصالحون ثم قال من ثم الله رسول يا قلت

224

Page 225: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

يجrrد مrrا حrrتى بrrالفقر ليبتلى أحدهم كان إن أحrrدهم كrrان وإن يحويهrrا العبrrاءة إال أحrrدهم

أحrrrrrدكم يفrrrrrرح كمrrrrrا بrrrrrالبالء ليفrrrrrرحبالرخاء)صححه األلباني(.

على دخلت قrrال مسrrعود بن اللrrه عبrrد وعن يوعrrك وهrrو وسrrلم عليrrه اللrrه صrrلى النrrبي

إنrrك اللrrه رسrrول يrrا فقلت بيrrدي فمسسrrته . شديدا وعكا لتوعك

إني أجrrل وسrrلم عليه الله صلى النبي فقال . منكم رجالن يوعك كما أوعك

؟ أجرين لك ألن ذلك فقلت قال

أذى يصيبه مسلم من ما قال ثم . أجل فقال بrrه تعrrالى اللrrه حط إال سواه فما مرض من

متفrrق ) ورقهrrا الشrrجرة تحrrط كمrrا سrrيئاته ( . عليه

األسبوع األخير

وثقل برسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلمj؟ المرض، فجعل يسأل أزواجه: )أين أنا غrrداj؟( ففهمن مراده، فأذن لrrه يكrrون أين أنا غدا حيث شاء، فانتقrrل إلى بيت عائشrrة يمشrrي

225

Page 226: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

بين الفضل بن عبrاس وعلى بن أبي طrالب،j رأسه، تخط قrrدماه حrrتى دخrrل بيتهrrا، عاصبا

فقضي عندها آخر أسبوع من حياته.

وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات واألدعية الrrتي حفظتهrrا من رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه وسلم، فكrrانت تنفث على نفسrrه، وتمسrrحه

بيده رجاء البركة.

قبل الوفاة بخمسة أيام

ويوم األربعاء قبrrل خمسrrة أيrrام من الوفrrاة، اتقrrدت حrrرارة العلrrة في بدنrrه، فاشrrتد بrrه

هريقrrوا علي سrrبعأالوجrrع وغمي، فقrrال: ) ق�ر�ب من آبار شتي، حتى أخrرج إلى النrاس، فأعهد إليهم(، فأقعدوه في م�خ�ض�ب� ، وصrrبوا عليrrه المrrاء حrrتى طفrrق يقrrول: )حسrrبكم،

حسبكم(.

وعنrrد ذلrrك أحس بخفrrة، فrrدخل المسrrجدj ملحفة على منكبيه، قد عصب رأسه متعطفا بعصابة دسمة حتى جلس على المنبر، وكان آخر مجلس جلسه، فحمد اللrrه وأثrrني عليrrه، ثم قال: )أيها الناس، إلي(، فثابوا إليه، فقال

226

Page 227: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

r فيما قال: )لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيrrائهم مسrrاجد( r وفي روايrrة: )قاتل اللrrه اليهrrود والنصrrارى، اتخrrذوا قبrrور أنبيائهم مسrrاجد( r وقrrال: )ال تتخrrذوا قrrبري

j يعبد(. وثنا

:j وعرض نفسه للقصاص قائال

ا فهrrذا ظهrrري jر �rrه� )من كنت جلrrدت لrrه ظj ضrrا فليستقد منrrه، ومن كنت شrrتمت لrrه ع�ر�

فهذا عرضي فليستقد منه(.

ثم نزل فصلى الظهrrر، ثم رجrrع فجلس على المنrrبر، وعrrاد لمقالتrrه األولي في الشrrحناء وغيرهrrا. فقrrال رجrrل: إن لي عنrrدك ثالثrrة دراهم، فقال: )أعطrrه يrrا فضrrل(، ثم أوصrrي

:j باألنصار قائال

�ي، �ت �ب ي وع�ي �rrش �ر� )أوصrrيكم باألنصrrار، فrrإنهم ك وقrrد قضrrوا الrrذي عليهم وبقي الrrذي لهم،نهم، وتجrrrrrاوزوا عن �rrrrrاقبلوا من م�ح�سrrrrrف

.مسيئهم(

وفي رواية أنه قال:

227

Page 228: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

ل� األنصrrار حrrتى �rrق� )إن النrrاس يكrrثرون، وت يكونوا كrrالملح في الطعrrام، فمن ولي منكمj أو ينفعrrه فليقبrrل من j يضrrر فيrrه أحrrدا أمrrرا

محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم(.

j خrrيره اللrrه بين أن يؤتيrrه ثم قrrال: )إن عبrrدا من زهrrرة الrrدنيا مrrا شrrاء، وبين مrrا عنrrده،

فاختار ما عنده(.

قال أبو سعيد الخدري: فبكي أبو بكrrر. قrrال: فrrديناك بآبائنrrا وأمهاتنrrا، فعجبنrrا لrrه، فقrrال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسrrول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم عن عبrrد خrrيره الله بين أن يؤتيه من زهrrرة الrrدنيا، وبين مrrا عنrrده، وهrrو يقrrول: فrrديناك بآبائنrrا وأمهاتنrrا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسrrلم هrrو

المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.

ثم قال رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم: )إن من أمن� النrrاس على في صrrحبته ومالrrهj غrrير ربي j خليال أبrrو بكrrر، ولrrو كنت متخrrذاj، ولكن أخrوة اإلسrالم التخrذت أبrا بكrر خليال ومودته، ال يبقين في المسrrجد بrrاب إال سrrد،

إال باب أبي بكر(. 228

Page 229: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قبل أربعة أيام

r الrrام قrrويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أي j وقد اشتد به الوجع: )هلمrrوا أكتب لكم كتابrrا لن تضrrلوا بعrrده( r وفي الrrبيت رجrrال فيهم عمrrر r فقrrال عمrrر: قrrد غلب عليrrه الوجrrع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهrrل الrrبيت واختصrrموا، فمنهم من يقrrول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليrrه وسلم، ومنهم من يقول ما قrrال عمrrر، فلمrrا أكrrثروا اللغrrط واالختالف قrrال رسrrول اللrrه

صلى الله عليه وسلم: )قوموا عني(.

وأوصى ذلك اليوم بثالث:

والمشrrركينالنصارىأوصي بإخراج اليهود و من جزيرة العrrرب، وأوصrrي بإجrrازة الوفrrود بنحrrو مrrا كrrان يجrrيزهم، أمrrا الثrrالث فنسrrيه الrrراوي. ولعلrrه الوصrrية باالعتصrrام بالكتrrاب

والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي:

)الصالة وما ملكت أيمانكم(.

والنبي صلى الله عليه وسلم مع مrا كrان بrه من شدة المرض كان يصrrلي بالنrrاس جميrrع

229

Page 230: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

صلواته حتى ذلك اليوم r يrrوم الخميس قبrrل الوفاة بأربعة أيام r وقد صrrلي بالنrrاس ذلrrك اليوم صالة المغرب، فقrrرأ فيهrrا بالمرسrrالت

.j عرفا

وعنrrد العشrrاء زاد ثقrrل المrrرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد. قالت عائشrrة:ل�ى �rrلم: )أصrrه وسrrه عليrrفقال النبي صلى الل

الناس؟(

قلنا: ال يا رسول الله، وهم ينتظرونك.

ب(، ففعلنrا، �rقال: )ضعوا لي ماء في الم�خ�ض فاغتسrrل، فrrذهب لينrrوء فrrأغمي عليrrه. ثم

أفاق، فقال: )أصلى الناس؟(

j ما وقع في المرة األولي من j وثالثا ووقع ثانياr وءrrا أراد أن ينrrاء حينمrrال ثم اإلغمrrاالغتس فأرسrrrل إلى أبي بكrrrر أن يصrrrلي بالنrrrاس،

صالة في حياته17فصلي أبو بكر تلك األيام صلى الله عليrrه وسrrلم، وهي صrrالة العشrrاء من يrrوم الخميس، وصrrالة الفجrrر من يrrوم

، وخمس عشرة صالة فيما بينها. االثنين

230

Page 231: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وراجعت عائشة النبي صلى الله عليه وسrrلم ثالث أو أربrrع مrrرات ؛ ليصrrرف اإلمامrrة عن أبي بكر حrrتى ال يتشrrاءم بrrه النrrاس ، فrrأبي

وقال:

)إنكن ألنتن صواحب يوسrrف، مrrروا أبrrا بكrrرفليصل بالناس(.

قبل ثالثة أيام

قrال جrابر: سrمعت النrبي صrلى اللrه عليrهوسلم قبل موته بثالث وهو يقول:

)أال ال يموت أحد منكم إال وهو يحسن الظrنبالله(.

قبل يوم أو يومين

ويوم السبت أو األحد وجد النrrبي صrrلى اللrrه عليrrه وسrrلم في نفسrrه خفrrة، فخrrرج بين رجلين لصrrrالة الظهrrrر، وأبrrrو بكrrrر يصrrrلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه بأال يتrrأخر، قrال: )أجلسrrاني إلى جنبrrه(، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكrrان أبrrو بكrrر يقتدي بصrrالة رسrrول اللrrه صrrلى اللrrه عليrrه

وسلم ويسمع الناس التكبير. 231

Page 232: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

قبل يوم

وقبrrل يrrوم من الوفrrاة r يrrوم األحrrد r أعتrrق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصrrدق بسrrتة أو سrrبعة دنrrانير كrrانت عنrrده ، ووهب للمسrrrلمين أسrrrلحته، وفي الليrrrل أرسrrrلت عائشة بمصباحها امrرأة من النسrrاء وقrالت:�ك السrrمن ، �ت أقطري لنا في مصباحنا من ع�ك وكانت درعه صلى الله عليه وسrrلم مرهونrrة

j من الشعير. عند يهودي بثالثين صاعا

آخر يوم من الحياة

روي أنس بن مالrrك: أن المسrrلمين بينrrا هم في صالة الفجrر من يوم االثنين r وأبrrو بكrrر

إال رسول الله صلىيفاجئهميصلي بهم r لم الله عليه وسلم كشrrف سrrتر حجrrرة عائشrrة فنظrrر إليهم، وهم في صrrفوف الصrrالة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبrrو بكrrر على عقبيrrه ؛ ليصrrل الصrrف، وظن أن رسrrول اللrrه صrrلى الله عليه وسلم يريrد أن يخrرج إلى الصrالة. فقrrال أنس: وه�م� المسrrلمون أن يفتتنrrوا فيا برسول الله صrrلى اللrrه عليrrه jح � صالتهم، ف�ر وسلم، فأشار إليهم بيده رسrrول اللrrه صrrلى

232

Page 233: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الله عليه وسلم أن أتمrrوا صrrالتكم، ثم دخrrلالحجرة وأرخي الستر.

ثم لم يأت على رسول الله صلى اللrrه عليrrهوسلم وقت صالة أخرى.

ولما ارتفrrع الضrrحى، دعrrا النrrبي صrrلى اللrrهها بشrrيء فبكت، ار� �rrة فسrrلم فاطمrrعليه وس ثم دعاها، فسrrارها بشrrيء فضrrحكت، قrrالتr دrrا بعrrأي فيم r كrrألنا عن ذلrrة: فسrrعائش فقالت: سارني النبي صلى الله عليrه وسrلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سrrارني فrrأخبرني أني أول أهلrrه يتبعrrه

فضحكت.

وبشر النبي صلى اللrrه عليrrه وسrrلم فاطمrrةبأنها سيدة نساء العالمين.

ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليهوسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه.

كرب أباه. فقال لهrrا: )ليس على فقالت: وا أبيك كرب بعد اليوم(.

ودعrrا الحسrrن والحسrrين فقبلهمrrا، وأوصrrيj، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن. بهما خيرا

233

Page 234: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

وطفrrق الوجrrع يشrrتد ويزيrد، وقrد ظهrر أثrر السم الذي أكله بخيبر حتى كrrان يقrrول: )يrrا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الrrذي أكلتر�ي من �rه� بخيبر، فهذا أوان وجrدت انقطrاع أب

ذلك السم(.

وقد طرح خ�م�يص�ة له على وجهrrه، فrrإذا اغتمr ذلكrrو كrrال وهrrه، فقrrفها عن وجهrrا كشrrبه وكان هذا آخrrر مrrا تكلم وأوصrrي بrrه النrrاس: )لعنrrة اللrrه على اليهrrود والنصrrارى، اتخrrذوا قبور أنبيائهم مسrrاجد r يحrrذر مrrا صrrنعوا r ال

يبقين دينان بأرض العرب(.

وأوصى الناس فقال:

)الصالة، الصالة، وما ملكت أيمانكم(، كrrrrرر .j ذلك مrrرارا

االحتضار

ار فأسندته عائشة إليهrrا، وكrrانتضتحوبدأ اال تقول: إن من نعم الله على أن رسrrول اللrrه صلى الله عليه وسrrلم تrrوفي في بيrrتي وفير�ي، وأن اللrrه جمrrع �rrح� ح�ر�ي ون �rrيومي وبين س بين ريقي وريقrrrه عنrrrد موتrrrه. دخrrrل عبrrrد

234

Page 235: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

الرحمن r بن أبي بكر r وبيده السrrواك، وأنrrا مسندة رسول الله صلى اللrrه عليrrه وسrrلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخrrذه لrrك؟ فأشrrار برأسrrه أن نعم. فتناولتrrه فاشrrتد عليrrه، وقلت: ألينrrه لrrك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينتrrه، فrrأمره r وفيr تناrrان مسrrا كrrرواية أنه استن به كأحسن م �و�ة فيها ماء، فجعل يrrدخل يديrrه ك � وبين يديه ر في الماء فيمسح به وجهه، يقول: )ال إلrrه إال

الله، إن للموت سكرات...( الحديث.

وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفrrع يrrده أو أصrrبعه، وشrrخص بصrrره نحrrو السrrقف، وتحركت شفتاه، فأصrrغت إليrrه عائشrrة وهrrو يقول: )مrrع الrrذين أنعمت عليهم من النبrrيين والصrrrديقين والشrrrهداء والصrrrالحين، اللهم اغفrrrر لي وارحمrrrني، وألحقrrrني بrrrالرفيق

(. األعلى. اللهم، الرفيق األعلى

j، ومrالت يrده ولحrق كرر الكلمة األخيرة ثالثا. إنا لله وإنا إليه راجعون. األعلىبالرفيق

منالضrrحىوقع هrrذا الحrrادث حين اشrrتدت هr، وقrrد11 ربيrrع األول سrrنة 12يوم االثنين

235

Page 236: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

تم له صلى اللrrه عليrrه وسrrلم ثالث وسrrتونسنة وزادت أربعة أيام.

صلى الله عليك وسrrلم يrrا حبيrrبي يrrا رسrrول الله , يا من ابتليت بالء ال يسrrتطيع بشrrر في الحياة الدنيا أن يحتمله , فابتليت كما عرضنا في كتابنrrا بكrrل أنrrواع االبتالءات الrrتي قrrد يتعرض لها بشر , فتحملت وصبرت ونصrrرك

الله تعالى كما وعدك في كتابه الكريم.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

المراجع :

الرحيق المختوم لصفي الرحمنالمباركفوري.

سيرة ابن هشام.

صحيح البخاري.

صحيح مسلم.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم تعالى الله وصلى

j وسلم j تسليما كثيرا

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛236

Page 237: ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم

وسلم عليه الله صلى النبي ابتالءات

-------------------------------

ومشيئته تعالى الله بإذن الكتاب هذا من االنتهاء تم

م11/2/2012 الموافق ه19/3/1433r السبت يوم

---------------------------

[email protected]

[email protected]

237