قصص

رحيل املرافئ القدمية

غـــادة الســمان

منذورات غادة الدمان

الدانوب الرمادي

.ترجمت هذه القصة إلى الفرنسية واإلنكليزية □

..أحببتو بكل ما في جسده من طاقة على تخديري ، ورفضتو بكل صحوي • من كان يصدق أن عمر الذاكرة أطول من عمر الجرح ؟•دلاذا كتب علي أن يكون جسدي مع رجل بينما يتابع فكري شجاره مع رجل آخر وعذاباتو •

...مع آخرين ؟ودون جواب وجدتني أىرب من عينيك ... أريد أن أنسى ... ال أريد أن أتذكر ما كان •

!...، وكان فيهما كثير من الحب والتأنيب ، وقليل من الشفقة ، لكنو يكفي ليقتل ماذا حدث ؟ ... كنت دوما أجد يف كتابة الشعر التعبري احلقيقي عن ذايت •

..وىل انين إذ ضيعت ذايت صرت عاجزة عن الكتابة يف الوقت الذي اختاره ؟

...ىل سقطت هنائيا ذلك اليوم أم كان بداية سقوطي ؟•

قررت أن أعود ، وأن أناضل ضد كل األمواج المتشابكة التي كانت سببا في ىدر • ..حنجرتي ، وملئها بالماء المالح وخنق صوتي

..ومل أكن أدري • أنو حني يصمت العامل اخلارجي دتاما ،

ستبدأ أعماقي باألنني والعويل ، وأن حنجريت مقطوعة األوتار ،

ال تعين بالضرورة ذاكرة مقطوعة األوتار ، ..وأن عمر الذاكرة أطول من عمر اجلرح

إذا كانت اجلدران ، حىت اجلدران الصامتة صارت « صيام الصمت »ما جدوى أن أنذر • ...ختاطبين

أنا أكثر من امرأة واحدة ، انقلبت عربة عمري ، وتدىورت ، وتمزقت وعند كل منعطف • ! ...انشطر عني وجو مني ، وصرت أكثر من امرأة واحده ، تعيش عمرا أقل من واحد

وكنت كيفما تحركت بين المرايا أرى مزيدا من وجوىي تحدق بي وكل وجو يذكرني بلحظة من .. لحظات عمري

...وحتى موتنا ىناك ىباء ضائع ... حياتنا في بالدي ىباء ضاع ما داموا يتآمرون عليها •

الحياة ، كل الحياة ، اكذوبة ، الحياة السعيدة اكذوبة كبيرة ، والتعيسة اكذوبة صغيرة ، لكنها كلها اكذوبة نرغم على اداء دورنا فيها ما دمنا ال نخير في أي عصر نولد وفي أي

...جسد وما دام ال يد لنا في توقيت موتنا

...ألنني أحببتك حقا رضيت أن أكون لك حقنة مورفين مخدرة ، وأذنا تنصت •واجهي ماضيك من ...لست قطة شارع عادية رغم كل جهودك في أن تصبحي كذلك •

..وداعا ... وابحثي لنفسك عن موت آخر ... جديد ال شيء يمزق القلب أكثر من فرد قادم من وطن مهزوم ووجد نفسو فجأة في مدينة •

..يحتفل قومها بنصرىم وأمجادىم أما عهركم ... فظاعتو إال حينما يتجسد في جسد امرأة « العهر » إنكم ال ترون في •

...في السياسة واألخالق والممارسات كلها فإنكم تمرون بو دون أن يرف لكم جفن

« 1972آب 14يوم 12,20الساعة »

أرملة الفرح

.ترجمت هذه القصة إلى الفرنسية واإلنكليزية واإليطالية □

...حياتي كلها مثل حلم واحد طويل صامت وممل ومكرر • .مل يكن ىناك ما يهزين حقا ، ما يسعدين بعنف أو يتعسين بعنف • .أول مرة رأيتك لم يكن فيك ما يميزك عن سواك ، وال بد لي من االعتراف بذلك •نظرة يمتزج ... إنها تلك النظرة في عينيك ... كان فيك ما شدني منذ اللحظة األولى •

كان ... وشعرك أيضا ... نظرة نفاذة مليئة بالفضول وبالخيبة .. فيها الجنون بالدمع ..مجنونا مبعثرا مثل شعر فنان

وىامد ، ومستقر كاستسالم مومياء لتابوهتا ، إىل شيء ىادئ كيف استطعت أن حتولين من • ..شريان مقطوع ينبض نزفو على ىامش صفحة عمرك ؟

وىا أنا ... لنقل أنين مل أحبك ، ولكنك على أية حال زرعت شارات االستفهام يف حيايت • ...من جديد ... أرى كل شيء من جديد

كان كل ما في حياتي ... ما أزال ساقطة تحت سطوة الكابوس . ال استطيع أن أبكي •منظما ، ولم أكن أدري أن كل تلك المؤسسة الهائلة التخطيط ليس سوى أبنية من

...الملح اكتسحها حلم مدينة الملح والوىم سقطت نهائيا ، بعد أن اكتسحها ... ولكن شيئا لم يبق كما كان

...حلم يفوقها كثافة وحدة ...يداك تتأكدان من أنني جئتك بكل جسدي . يداك حول عنقي . يداك داخل شعري •

القمر يرمي . امسكت بيدي فسرت معك . وتفاىمنا بصمت تام ال نراه إال في األحالم ضياءه الشبحي الفاجر وكل شيء صامت ، حتى التصفيق الذي اسمعو عادة كيفما

...كان الكون كلو قد حبس أنفاسو وكف عن الثرثرة الالمجدية ... تحركت صامت

كأنك كنت تعرف أنني سأجيء إليك يوما ... وقفت أمامي وفي عينيك نظرة كلها ثقة • ..ما

كل ما فيها يدور بصمت ، كل شيء واضح وبديهي وجسر ... رائعة ىي االحالم • .التفاىم ممدود بين انسانين دون حاجة إلى الحوار

وحين صافحتني ، أحسست عظامي المتعبة الحزينة كرفش حفار قبور عجوز عادت • ...تلتهب

ماذا حدث ؟ ولماذا صار ... كان وحده يكفيني قحط أيامي . كنت سعيدة بالحلم • ...الحلم كابوسا ؟

نشرة ىذه القصة للمرة األولى تحت عنوان «واستيقظ الحلم »

« 1972آب 29مساء 9,25الساعة »

حريق ذلك الصيف

.ترجمت هذه القصة إلى الفرنسية واإلنكليزية □

سكين الطبيعة التي تكشط النسيان عن الجراح المندملة ، وتعيد إلى الذاكرة -الليل • ...قد أقبل –نزفها

أتوىم ؟ مالفرق ما دمت احس بو ؟• ..ىل تحب أن أروي لك حكاية الحريق الذي ال ينطفئ ؟

كم أنا الليلة ... كأن الوطن صار مقبرة واحدة كبيرة من المحيط إلى الخليج • ...زينة وعاجزة عن التفاؤل الثوري حكم أنا الليلة ... متشائمة

لماذا دوما مواجو الحقيقة خيانة ؟• كيف ننتصر ونحن نخون ذاتنا حين نموه عليها الحقائق ؟

...كم ىو رائع أن ينتهي كل شيء ىنا ، ببساطة ، ليالي الوحشة الطويلة تنتهي • ...وكنت أىرب من أصدقائي وألملم نفسي على أسراري وأحزاني •

كم ىو رائع أن تنتهي اللعبة ، وأعود إلى وكري االصلي في رحم ...وداعا لكل شيء • ...الموت

كل ما كان ، ينحسر عن حواسي مثل موجة ... كم ذلك رائع ومريح ... إني ميتة • ...تنحسر وتخلف على الرمال صدفة فارغة حتى من الصدى

...لقد أحببناك إلى حد اننا لم نجد ما ىو أثمن من الموت نمنحو لك • .فلتمطر ولتذبني كتمثال من الملح .. تمطر • !كم ىو رائع ونقي السيد الموت •

بذراعو السرية يطفئ الحروق كلها ، وينفي األحزان والذكريات إلى أرض النسيان ... امتلكني كعشيق مطلق ... خذني ... احتضني أيها السيد العظيم ... األبدي

.. امتلكني حتى القتل

حين تصير المسرحية الليلية حياتنا ، ويصير ما تبقى من أيامنا مسرحية مهزوزة األدوار •والجمهور يصفق ... يتلو كل فيها سطورا ليست لو وال يدري لماذا يقرأىا وال يفهمها

...على أية حال ...كانت ليالينا ال تخلو من الضحك الباكي • ..لقد مضى رفاق المقبرة جميعا وبقيت وحدي .. وىا أنا وحدي •

بعضهم قدم التنازالت المطلوبة وأعاد .. ىربوا .. ذىب رفاق المقبرة .. أجل ..انضمامو إلى المقبرة الكبرى في الخارج

ال أدري لماذا احسست بحاجة للعودة إلى رحم الموت عارية ، كلحظة قذف بي إلى • ؟نجيء إلى ىذه الدنيا عراة ، فلماذا ال نركض عنها كما جئنا ... الحياة

إنك مثل عرائس البحر ، تغنين للمالحين المتعبين الوحيدين وتقودينهم إلى حتفهم •

...وأخافك ... في مقابر مغاور أعماك البحار

..أخاف أن أحاول الهرب ذات يوم فأجدني مدقوقا إلى جانبك في التابوت بمسمار •لقد حاولت فك عقدة الصخرة التي تشدك .. ألنو ال يمكن أن يكون ىذا كل شيء •

...ال أريد ... إلى أعماق مياه اليأس وىا أنا أكاد أغرق معك ...تراه حيضر الليلة ؟• ..ىل من الضروري أن نفتقد األشياء لنعي مدى تعلقنا هبا؟•

ىا أنا أتذكره كما ىو خارج إطار عادلي .. إذا رحل ، سيعود الليل وحشا ، والنهار ماحلا ..إنو صامت ، وجاد ... ومقربيت

...غدا لن أنام في التابوت • نشرت ىذه القصة للمرة األولى تحت عنوان

«رفاق المقبرة » « 1972 - 10 - 11ليلة 1,10الساعة »

الساعتان والغراب

.ترجمت هذه القصة إلى اإلنكليزية والروسية □

...عبثا أستعيد ذكراك • ...عبثا أدللم مالمح وجهك يف ذاكريت وأعيد لصقها من جديد

..عبثا أتذكر صوتك ...ما يقف بيين وبينك اليوم ال ميكن لشيء أن يلغيو إال ادلوت • !...لنقل ببساطة أنين نسيت ! ... نسيت •

..ولكن األمر ليس هبذه البساطة .مل أنس

...إىل ضجر ينزف من حواسي كلها يبكان صقيع الالمباالة الذي أحياه يرمي • ..أحببتو حىت الوجع •

.أول مرة قال لي أحبك ، قالها كما لم يقلها لي أي إنسان قط من قبل • .وظللت صامتة . قررت أنني أحبك : قال لي فجأة

شعرت بأن صدري ينشق وأنني لم أعد قادرة على التنفس وبدأت الدموع تسيل من ظل ىو أيضا صامتا ، وأحسست صمتنا عناقا فيو شراسة االلتصاق أكثر من . عيني

...أي عناق جسدي قبلك لم أحب قط رجال ضد ... ربما للمرة األولى أحب حقا .. جلست أفكر •

كنت وحيدة في ىذا العالم ، وكان علي دائما أن آخذ بعين االعتبار .. مصلحتي ...عملي ودراستي وعيشي حين أفكر بحب أي رجل

كانت ىذه أول مرة أحب فيها حبا أعرف أنو سيدمرني ، دون أن أملك لو شيئا سوى • ...مزيد من اإلندفاع والجنون

« 1973 - 1 - 23ليل 4الساعة »

أهدي هذا الكتاب إلى الرجل الذي أحة

غادة

اإلهداء

دانية مولوي

مقتطفات من كتاب رحيل املرافئ القدمية

خاص لصفحة مقتطفات -غادة الدمان

www.facebook.com/Ghada.Alsaman.Dania/info