137
ها س ي در ت ق ئ را ط و ة ي ب ر لع ص ا ئ صا خ م ي ح ر ل ا% ن م ح ر ل لة ا م ال ي روءة م ل ا ي ف د ت5 ز ت ل ، و ق لع ا تّ , ثA ت ها نD ا ، ف ةّ ي ب ر لع وا ا مّ عل ت ة ي ع ى ل عا ت لة ال ي ض ر ر م ع ة ي ص و% ن م" " اء ،, دت م الأ, ج ع م: وت ق ا ت[ 1 / 77 ] ها س ي در ت ق ئ را ط و ة ي ب ر لع ص ا ئ صا خ, ات ت ك روف مع ف ي ا ور ت ت ك الد ف ي ل ا ت% ان لث ي ف و ك س ي و ت ل – ا زوا ت و مدارس الأ ي ف ة ي ب ر لع ا ة غ ل ل س ا ي در ت ل يّ ن ف ل ا ةّ , وج م ل ا حة ق ي م و دة ت ز م , غة ي ط س ي ا ق ي ل دار ا ة وظ ف ح م وق ف ح ل ع ا ي م, ح ى : ل و الأ , غة ي لط ا1405 ه_ 1985 م: حة ق ي م و عدلة م سة م ا خ ل ا , غة ي لط ا1418 ه_ 1998 م س ي ا ق ي ل دار اDAR AN-NAFAES ع ي ور ت ل ز و ا ش لن و ا ت, اعةلط لPrinting-Publishing-Distribution ت, اح ص ل ا ة اي ب% ردان ف ارع ش_ Verdun str . Saffi Aldeen Bldg , ص . ت% ن ي الد ي صف و_ 5152 / 14 P . O . Box 14 / 5152 س : ك ا ف861367 : ف ي ها_ 803152 Fax : 861367 – Tel : 803152 و ا810194 % ان لث زوت ي ي_ 810194 . Beirut – Lebanon

خصائص العربية و طرائق تدريسها

  • Upload
    -

  • View
    380

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: خصائص العربية و طرائق تدريسها

خصائص العربية و طرائق تدريسها

بسم الله الرحمن الرحيم �ت العقل ، و تزيد في المروءة �ة ، فإنها تثب من وصية عمر رضي الله تعالى عنه " تعل�موا العربي

" [ 77 / 1] ياقوت : معجم األدباء ،

كتاب خصائص العربية و طرائق تدريسها تأليف الدكتور نايــــف معـــروف

ه الفن-ي لتدريس اللغة العربية في مدارس األونروا – اليونسكو في لبنان الموج-

طبعة مزيدة و منقحة دار النفائس

جميع الحقوق محفوظة م1985 هـ _ 1405الطبعة األولى :

م1998 هـ _ 1418الطبعة الخامسة معدلة و منقحة :

-DAR AN                                                                                   دار النفائسNAFAES

-Printing-Publishing                                               للطباعة و النشر و التوزيعDistribution

Verdun str . Saffi                                               شارع فردان _ بناية الصباحAldeen Bldg

/ P . O . Box 14                                            14 / 5152وصفي الدين _ ص . ب 5152

: Fax : 861367 – Tel                                   803152 _ هاتف : 861367فاكس : 803152

– Beirut . 810194                                                   بيـروت _ لبنـــان810194أو Lebanon

Page 2: خصائص العربية و طرائق تدريسها

 تمهـيد

{ في { و محاضرا { تربويا { و مشرفا سا �{ قضيتها في رحاب اللغة العربية ، مدر بضعة� و عشرون عاما{ في مختلف مرحل التعليم ، جعلت األلفة تزداد و األواصر تقوى فيما بيننا ، فأصبحت تلميذا

{ بخيراتها . { بدفئها ، و مستمتعا محرابها ، متدثرا و في أثناء هذه الحقبة المديدة – بسنينها السمان و العجاف – اكتسبت خبرات واسعة فيسين ، و ما خط�ته أقالم � حقل تدريس اللغة العربية ، كانت أهم مصادرها : التالميذ و المدر

الباحثين و المربين – القدامى منهم و المحدثين – إضافة إلى ما توصلت إليه بنفسي ، نتيجةالمعاناة الذاتية في العمل الميداني التربوي .

{ علي� ، أن أضع هذه المعلومات و لدى تقويمي هذه الحصيلة العلمية و التربوية ، وجدت لزاما و تلك المفاهيم و الخبرات ، في هذا الكتاب الذي جعلته في بابين اثنين : يرمي األول منهما

س اللغة العربية – في المرحلتين االبتدائية و المتوسطة – بالحد� األدنى من � إلى تزويد مدر{ له على االستزادة منها ، ليصقل شخصيته الثقافة اللغوية الضرورية ، التي آمل أن تكون حافزا

المهنية بمعارف و قيم ال يجوز أن يجهلها من كان في موقعه القيادي الخطير .{ ، ثم إدراك العالقة بين الفصحى ة { و نشأة و وظائف و أهدافا فمعرفة اللغة العربية – واقعا

العامية و الوعي على موضوع التعريب – تعد من القضايا الحيوية التي البد من توافرها ،الستكمال بناء هذا اإلنسان الذي يحمل رسالة التوجيه و اإلرشاد ألبناء أمته .

و رصدت الباب الثاني لطرائق تدريس اللغة العربية ، إال أني خرجت عن المألوف في هذا الباب ، إذ تعمدت تزويد المدر�س بالمعلومات الالزمة حول كل فرع من فروعها ، قبل

{ – قدمت لمحة تاريخية المباشرة في الحديث عن أساليب تدريسه ، ففي مجال الكتابة – مثالحول الخط العربي و نشأته و تطو�ره و أنواعه و خصائصه .

و في موضوع التعبير ) اإلنشاء ( جعلناه يدرك طبيعة هذه المادة التعليمية و أهدافها و المشكالت التي تواجهه في تدريسها ، و بعد ذلك أخذنا بيده للعمل على تجاوزها بهدوء و أناة ،

فزودناه بإرشادات و نصائح قد تعينه في هذا السبيل . و على هذا المنوال سرت في معالجةفروع اللغة األخرى .

{ ، فقد قمت بإعداد دروس تطبيقية في : القراءة ، { ملموسا { سلوكيا و لكي نحو�ل األفكار واقعا و االستظهار ، و القواعد ، و التعبير ، لنكشف له ثراء الن�ص و مكو�ناته اللغوية و الفكرية من

{ للمنحى التكاملي في تدريس اللغة العربية من جهة أخرى . جهة ، و لنقدم له مثاال{ ، عرضت للوسائل التعليمية / التعل�مية و أنواعها و دورها الفاعل في إنجاح العملية و أخيرا التربوية المتكاملة ، دون مبالغة في االعتماد عليها ، ألن المعل�م اإلنسان – في نظرنا – هو�د في كيفية استخدامها و تطويعها و تطويرها ، القادر على االستفادة منها في الشكل السي

المناسب . و انتقلت بعد ذلك إلى موضوع " التقويم " في نطاق تدريسها ، وسيلة{ – ال غنى عنها – بيد

{ للمنهج بمفهومه { مرافقا المدر�س و المشرف التربوي� و اإلدارة التعليمية ، ليكون معيارا{ و اإلبقاء على ما ينفع الشامل ، و أداة{ صالحة{ لكشف الغث� و السمين فيه ، إلزاحة الزبد جانبا

الناس .} بعد هذا التقديم ، أرجو أن يجد مدرسو اللغة العربية في هذا البحث بعض العون ، تسهيال

{ ألهدافهم التربوية . لعملهم ، و تحقيقاالمؤل-ف                                                                                                    

Page 3: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب األول \ الفصل األول

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

تعريف اللغة*

نشأة اللغة*

وظائف اللغة العربية و أهداف تدريسها*

خصائص اللغة العربية و مزاياها*

تعريف اللغة ف علماء النفس اللغة ، فرأوا أنها مجموعة إشارات تصلح للتعبير عن حاالت الشعور ، أي � عر

عن حاالت اإلنسان الفكرية و العاطفية و اإلرادية ، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليلة � أية صورة أو فكرة£ ذهنية£ إلى أجزائها أو خصائصها ، و التي بها يمكن تركيب هذه الصورة مر أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا ، و ذلك بتأليف كلمات£ و وضعها في ترتيب£ خاص£ . و هذا التعريف

{ . ] عبد المجيد : اللغة العربية ، ص [ 15يتضم�ن وظيفة اللغة إجماال و يرى الدكتور أنيس فريحة أن اللغة أكثر من مجموعة أصوات£ و أكثر من أن تكون أداة{ للفكر

{ عن عاطفة£ ، إذ هي جزء� من كيان اإلنسان الروحي ، و أنها عملية� فيزيائية� أو تعبيرا [ و كان العالمة9بسيكولوجية على غاية£ من التعقيد . ] فريحة : محاضرات في اللهجات ، ص

فها – من قبل – ببساطة£ و وضوح£ ، حين قال : اعلم أن اللغة في المتعارف � ابن خلدون قد عررة في � هي عبارة المتكلم عن مقصوده ، و تلك العبارة فعل اللسان ، فالبد أن تصير ملكة{ متقر

العضو الفاعل لها ، و هو اللسان ، و هو في كل أمة£ بحسب اصطالحاتهم . ] ابن خلدون : [ 546مقدمة ، ص

{ آخر . و لعل� مصدر التباين في هذه { و تختلف حينا و هناك تعريفات عديدة أخرى ، تتفق حينا التعريفات ناشئ� عن منطلقات أصحابها الفكرية . فمن تعريف وصفي خارجي£ ، إلى تعريف

نفسي£ داخلي£ ، إلى آخر يمثل نظرة فلسفية{ معينة{ لواقع اإلنسان و وجوده و نشأته .{ – يجد أنها أصوات و ألفاظ و تركيب { و تقريرا { أن الناظر إلى واقع اللغة اإلنسانية – وصفا علما

£ عن حاجاتهم �ر بها كل قوم £ خاص£ بها ، لها دالالت� و مضامين معينة ، يعب منسقة في نظام الجسدية و حاالتهم النفسية و نشاطاتهم الفكرية ، أي أنها أوعية� هوائية بمضامين نفسية£ و

فكرية£ . فالناحية اآللية فيها أن الصوت هو نتيجة� طبيعية� الحتكاك الهواء في مواقع عضوية£ معينة£ في{ إلى { بالحبال الصوتية في الحنجرة ،و وصوال { من رئة اإلنسان ، مرورا الجهاز الصوتي ، بدءا

{ ، يتآلف مع صوت£ { مميزا المخارج الصوتية في الفم ، تلك المخارج التي تعطي لكل صوت£ شكال آخر أو أصوات عدة ، لتكوين الكلمة المفهومة عند النطق بها ، و إذا لم تكن هذه األصوات

ذات دالالت رمزية£ مفهومة£ عند المخاطب بها ، فإنها تبقى في نطاق األصوات العشوائية التي{ عن حاجة عضوية تتطلب اإلشباع ، أو أن تكون ال تختلف بشيء£ عما يصدر عن الحيوان ، تعبيرا

استجابة لغريزة£ تحرك مشاعره الوجدانية ، أو صدى ألحاسيسه الفسيولوجية الداخلية . و لعل� هذا الواقع هو الذي دعا علماء المنطق – في الماضي – إلى تسمية اإلنسان بـ "

الحيوان الناطق " أي القادر على استعمال لغة£ صوتية£ لها دالالت� فكرية� ، تساعده على التفاهم مع غيره من بني جنسه ، ليسير في طريق الرقي اإلنساني ، في الوقت الذي ظل� فيه

الحيوان يعيش عªجمته البدائية الثابتة التي فطره الله سبحانه و تعالى عليها .£ مكتوبة£ ، و بذلك أصبحت تلك األصوات ثم تأتي الكتابة لتحو�ل الرموز الصوتية إلى رسوم

ªخط� كتابة{ ، و المتناسقة – فيما بينها – من حروف ، و مقاطع ، و كلمات£ ، و تراكيب لغوية£ ، ت{ ، مادة{ تبصرها العين و يقرأها اإلنسان . غدت األصوات المنطوقة لسانا

ªغوة " على وزن " ªرة " و أصلها " ل أم�ا اللغة – لغة{ – فهي لفظة� على وزن " ف{ع¬ة " مثل " ك¬لغ¬ى ، إذا هذى . ] اللسان : لغو [ و ¬غ£ي¬ : ي فªعلة " ، و قيل في جمعها : لغات ، لªغون . و منها ل

كذلك اللغو ، فقد قال الله تعالى :ام{ا { ] سورة الفرقان : اآلية ®ر¬ وا ك °غو® م¬ر� ®الل وا ب ®ذ¬ا م¬ر� [ 72} و¬إ

Page 4: خصائص العربية و طرائق تدريسها

أي مروا بالباطل . و جاء في الحديث الشريف : " من قال في الجمعة : ص¬ه ، فقد لغا " ، أي 31 / 1تكلم . ] ابن جني� : الخصائص ،

نشأة اللغة اختلف العلماء الغربيون في أصل اللغات و نقطة البداية فيها ، فمن قائل إنها هبة الله إلى أهل

�ز بها اإلنسان عن سائر المخلوقات ، أي أنها ذات أصل إلهي ، و من قائل إنها من األرض مي صنع اإلنسان و اختراعه . ] لم يكن هذا االختالف حديث العهد عند العلماء ، فأول من بدأ

بالتحليل اللغوي الفلسفي هو سقراط نفسه ، كما جاء في كتابات أفالطون ، حينما بحث في ظاهرة اللغة ، و هل هي تواضع و اصطالح أم هي وحي� و توقيف ) بشاي : محاضرة بكلية

[ 1974 / 2 / 27اآلداب بجامعة القاهرة في و قد استند الفريق األول إلى ما جاء في الكتاب المقدس . فقد ورد في سفر التكوين أن اللغة أعظم الهبات التي وهبها الله لإلنسان و أهمها ، و بها أصبحت لديه القدرة على تسمية األشياء

و تقسيمها . ] الكتاب المقدس : سفر التكوين [ و ، حين اعترف في رسالته التي ظهرت سنة � م –1750و قد اخذ بهذا الرأي الفيلسوف روس

{ ، و الذي علمه الكالم هو الله1164 هـ باألصل اإللهي حيث يقول : لقد تكلم آدم و تكلم جيدا [ 116نفسه . ] بشر : قضايا لغوية ، ص

ا الفريق اآلخر فقد زعم أن اللغة اخترعها اإلنسان بوسائله الخاصة ، و لم تبتكر بصورة آلية � أم بطريق التعليمات اإللهية . و من القائلين بهذه النظرية العالم هيردر – تلميذ الفيلسوف

األلماني كانت – الذي يستدل على بطالن نظرية األصل اإللهي بما يوجد في اللغة اإلنسانية من [116عيوب ، و بعدم وصولها إلى حد الكمال . ] بشر : قضايا لغوية ، ص

{ أن ال عالقة بين عيوب اللغة و بين مصدرها اإللهي ، فقد خلق الله اإلنسان في أحسن علماب العالمين من وجود � تقويم ، و مع ذلك جعل فيه قابلية الخير و الشر و ذلك لحكمة أرادها ر

اإلنسان في الحياة الدنيا . و قال تعالى في وصفه لطبيعة النفس اإلنسانية : ¬ق¯و¬اه¬ا ) ه¬ا و¬ت له¬م¬ه¬ا فªجªور¬

¬ [8( { ] سورة الشمس : اآلية 8} ف¬أا نظرية اإلصالح و التواطؤ ، أي أن اللغة و اإلنسانية األولى ابتدعت و استحدثت بالتواضع و � أم

االتفاق بين الناس ، و أن المواضعة تم�ت على أيدي جماعة£ ممن يتمتعون بعقلية عالية£ ، و التي قال بها كثيرون من القدامى و المحدثين ، منهم أبو هاشم المعتزلي )عبد السالم الجبائي ت

[ ]41 م ( و من تابعه من المعتزلة ، ] قاسم : اتجاهات البحث اللغوي ، ص 933 هـ - 321Jesperson ) otto ( : Language , its Nature , Development , and Origin -

London , 1864 PP . 26 – 27فال تصمد أمام البحث العقلي ، ألنه لكي يتواضع الناس و ] يتفقوا ، البد لهم من وسيلة راقية يتفاهمون بها في موضوع جلل كهذا ، إذ كيف يتواضع الناس

و يصطلحون على وضع لغة£ بغير ما لغة ؟ ! فاألمر الحق في هذا هو كما قال المقدسي : و ليس في وسع الناس استخراج لغة و وضع

لفظ يتفقون عليه إال بكالم سابق به يتداعون و يتواضعون ما يريدون ، و ليس في المعقول [ 122 / 1معرفة ذلك ، و البد من معل�م . ] المقدسي : البدء و التاريخ ،

هذا فيما يتعلق بلغة اإلنسان األول ، أم�ا عملية رصد اللغة و ضبطها و تطويرها فهذا شأن آخر . و كذلك اختلف في أمر لغة العرب ، إلهام� هي أم تواضع� و اصطالح ؟ و بخاصة{ أن التاريخ لم يسجل طفولة هذه اللغة ، فقال ابن فارس : إنها توقيف ، و استدل� على ذلك بقوله تعالى :

°ه¬ا { ] سورة البقرة : اآلية ªل ¬سم¬اء¬ ك °م¬ آد¬م¬ األ [ 31} و¬ع¬ل و ينقل عن ابن عباس : أن الله عل�م آدم هذه األسماء التي يتعارفها الناس من دابة£ و أرض£ و{ : بأن اللغة التي دل�ل على أنها سهل£ و جبل و أشباه ذلك من األمم و غيرها . ثم يزيد موضحا توقيف لم تأت جملة واحدة و في زمان واحد ، بل إن الله عز و جل وقف آدم عليه السالم

على ما شاء أن يعلمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه ، و انتشر من ذلك ما شاء الله ، ثم{ ما شاء الله أن يعلمه حتى انتهى { نبيا علم بعد آدم من عرب األنبياء صلوات الله عليهم نبيا –5األمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم . ] ابن فارس : الصاحبي في فقه اللغة ، ص

6 ] { : إن الخط توقيفي ، و ذلك لقوله تعالى : و يقول ابن فارس أيضا

°ذ®ي خ¬ل¬ق¬ ) ¿ك¬ ال ب ® ر¬ ®اسم أ ب ان¬ م®ن ع¬ل¬ق£ )1} اقر¬ ®نس¬ مª )2( خ¬ل¬ق¬ اإل ¬كر¬ �ك¬ األ ب أ و¬ر¬ °ذ®ي ع¬ل°م¬3( اقر¬ ( ال( ® ¬م ®الق¬ل ¬م )4ب ¬عل ¬م ي ان¬ م¬ا ل ®نس¬ °م¬ اإل [ و إذا كان األمر كذلك5 - 1({ ] سورة العلق : اآليات 5( ع¬ل

، فليس ببعيد أن يوقف آدم عليه السالم أو غيره من األنبياء عليهم السالم على الكتاب . ] ابن [ 6فارس : الصاحبي في فقه اللغة ، ص

Page 5: خصائص العربية و طرائق تدريسها

لم يكن ابن فارس هو الوحيد من أصحاب هذا الرأي ، فقد سبقه إلى هذا أبو عثمان الجاحظ ،�نهم و ألهمهم و عل�مهم . حين يقول : و اللغة عارية� في أيدي العرب ممن خلقهم و مك

( 349 / 1] الجاحظ : الحيوان ، و يتحدث عن عربية إسماعيل عليه السالم فيقول : و قد جعل إسماعيل ، و هو ابن أعجميين

{ ، ألن الله سبحانه و تعالى فتق لسانه بالعربية المبينة على التلقين و الترتيب ، ثم فطره عربيا على الفصاحة العجيبة على غير النشوء و التمرين . ] الجاحظ : ثالث رسائل : باعتناء فان

( [ 1902فلوتن ) ليدن و ذكر ابن النديم أنه يقال : إن الله سبحانه و تعالى أنطق إسماعيل بالعربية . و يضيف : و

قال محمد ابن إسحاق : فأما الذي يقارب الحق و تكاد تقبله النفس أن إسماعيل تعلم العربية من العرب العاربة من آل جرهم ... و لم يزل وªلد إسماعيل على مر الزمان يشتقون الكالم

بعضه من بعض ، و يضعون لألشياء أسماء كثيرة بحسب حدوث الموجودات و ظهورها . فلما اتسع الكالم ظهر الشعر الجيد الفصيح في العدنانية ، و إن� الزيادة في اللغة امتنع العرب منها

[ أي أن7بعد بعث النبي صلى الله عليه و سلم ألجل القرآن . ] ابن النديم : الفهرست ، ص نظام اللغة العربية الصـوتي و الصرفي و النحوي قد تأطر بلغة القرآن الكريم .

إن ما قاله ابن النديم يمكن أن يرد إلى حديث نبوي شريف ، فقد نقل ابن كثير عن ابن عباسªنس " فنزلوا عن النبي صلى الله عليه و سلم قوله : " فألفى ذلك أم إسماعيل و هي تحب األ

و أرسلوا إلى أهليهم ، فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم ، و شب الغالم و تعلم [ و بذلك فإن تاريخ اللغة العربية124 / 1العربية منهم ، ] ابن كثير : مختصر التفسير ،

قديم ، فقد عاش أبو العرب – إبراهيم عليه السالم – قبل المسيح بألفي عام . و أخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس : أن� آدم عليه السالم كانت لغته في الجنة

العربية ، فلما عصى سلبه الله العربية ، فتكلم بالسريانية ، فلما تاب رد الله عليه العربية . إال{ إلى أن بعد أن عبد الملك بن حبيب يقول : كان اللسان األول الذي نزل به آدم من الجنة عربيا

{ . ] السيوطي : المزهر ، [ 3 / 1العهد و طال ، حªرف و صار سريانيا�ي يرى أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع و غير أنت العالم اللغوي ابن جناصطالح ، ال وحي و ال توقيف . و يرد على ابن فارس في احتجاجه بقوله سبحانه و تعالى :

°ه¬ا { ] سورة البقرة : اآلية ªل ¬سم¬اء¬ ك °م¬ آد¬م¬ األ [ 31} و¬ع¬ل فيذكر أنه قد يجوز أن يكون تأويله ، أي أقدر آدم على أن واضع عليها ، و هذا المعنى من عند

�ي : خصائص ، { فهو غير مستنكر . ] ابن جن الله سبحانه و تعالى ال محالة ، فإذا كان ذلك محتمال [ 39ص

و لكنه يعود ليتردد في آخر هذا الباب ، و ذلك حين يقول : و اعلم فيما بعد ، أنني على تقادم الوقت ، دائم التفكير و البحث عن هذا الموضع ، فأجد الدواعي و الخوالج قوية التجاذب لي ،

مختلفة جهات التغ�ول على فكري ، و ذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة ، وجدت فيها من الحكمة و الدقة ، و اإلرهاف و الرقة ، ما يملك علي جانب الفكر{ من الله سبحانه و حتى يكاد يطمح بي أمام غلوة السحر ... في نفسي اعتقاد كونها توقيفا

�ي : خصائص ، [ 41 / 1تعالى و أنها وحي . ] ابن جن�ي يجد أنه في حيرة من أمره ، فحين قال باالصطالح و إن الناظر بعمق إلى آراء ابن جن

التواضع اصطدم بالحقيقة القرآنية التي تقول : إن مصدر العلم األول لإلنسان األول - آدم عليه السالم – جاءت من عند الله سبحانه و تعالى ، فلجأ إلى التأويل . و من جهة أخرى هو مأخوذ

بروعة اللغة العربية و جمالها و كمالها ، بحيث يعجز الناس عن اإلتيان بمثلها . أم�ا مصدر كلمة " العرب " الذين نسبت إليهم اللغة العربية فقد ذكر ابن النديم : أن إبراهيم

عليه السالم نظر إلى ولد إسماعيل مع أخوالهم من جرهم ، فقال له : يا إسماعيل ، ما هؤالء ؟ فقال : بني� و أخوالهم جرهم . فقال له إبراهيم باللسان الذي كان يتكلم به و هو

8السريانية القديمة : أعرب له ،يقول : أخلق به ، و الله أعلم . ] ابن النديم : الفهرست ، ص [ ] جرهم : قبيلة عربية كانت تقيم في مكة المكرمة [

و حاول بعض المحدثين دراسة نشأة اللغة على أساس أنها شيء مصنوع ، و بالرغم من المعرفة المتزايدة التي حصل عليها العلماء لتاريخ اإلنسان قبل التاريخ المدو�ن ، فإن أصل

اإلنسان و نشأته ثم انتقاله من حيوان أبكم إلى حيوان ناطق ، و من حيوان ال يعقل إلى حيوان{ بحجب األسرار أمامهم و إن أقصى ما استطاعوا الوصول إليه هو أن عاقل ، ال يزال مكتنفا

اللغة ظاهرة إنسانية بسيكولوجية مكتسبة مالزمة للفرد ، و قد نشأت بنشوئه ، و نمت بنموه{ . ] مجلة األبحاث : عدد آذار م ) مقال1955الحضاري ، و بهذه الظاهرة أصبح اإلنسان إنسانا

الدكتور أنيس فريحة ( [ كما وجد علماء األلسنية أن نطق كلمة مهما صغرت ، ينطوي على{ معرفتها و رسمها . ] مجلة الفكر العربي : عدد ) –8حركات عضلية ال حد لها ، و يصعب كثيرا

{ ، و طال9 ( مقال ف . دوسوسير : شغلت قضية نشأة اللغة بال اللغويين و المفكرين طويال الجدل حولها بينهم و كثرت النظريات ، حتى أن الجمعية اللغوية الفرنسية قضت بقرار اتخذته

Page 6: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ في قاعات الجمعية لعدم جدوى البحث و لعقم النظريات ، الجمعية أال يبحث الموضوع إطالقا ، A/A/ 1إذ أنها تدور في حلقة مفرغة ، و ال تفسر لنا هذه الظاهرة العجيبة ) فريحة :

( . لمزيد من الفائدة حول هذه النظريات و تعددها انظر كتاب الدكتور رياض قاسم :1972 و ما بعدها [41اتجاهات البحث اللغوي الحديث ، ص

{ و أثار الجدل عند الباحثين عالقة اللغة بالفكر . فيذهب بعض علماء و مما زاد األمر تعقيدا{ – من غير لغة ، و أنه إذا استطعنا أن نحل محل اللغة النفس إلى أن التفكير قد يحدث – أحيانا{ و اتجه النشاط العقلي { أخرى نستطيع التفكير بدون لغة ، و لكن كلما ازداد التفكير عمقا رموزا

إلى المقارنمة و االستنباط كلما زادت حاجة العقل إلى استخدام اللغة . ] عبد المجيد : اللغة [ 44 – 43العربية ، ص

و هناك علماء و باحثون آخرون رأوا أن الفصل بين اللغة و الفكر أمر� غير ممكن ، فقد رأى} العالم اللغوي ابن هشام ، أن اللغة هي ما في النفس و ما تحصل به الفائدة سواء أكان لفظا{ ، أي إن المعاني تقوم في النفس قبل أن ينطق بها اللسان أو يخطها القلم . فالكالم أم خطا

اللغوي يكون في داخل اإلنسان ، ثم يجيء دور اللسان فيحوله إلى كالم لفطي . ] ابن [ 29 – 28هشام : شذور الذهب ، ص

و بعبارة أخرى لم يكن ابن هشام يتصور إمكان انفصال الشكل عن المضمون في أية حال من{ هو كارتباط الروح بالجسد ، فإذا ما فارقت الروح وعاءها أصبح األحوال ، ألن التحامهما معا

. } { مواتا الجسد شيئا ثم جاء علماء فقه اللغة المحدثون فأيدوا هذا الرأي ، و ذلكم حينما قالوا : إن اإلنسان ال

يفكر ، حتى فيما بينه و بين نفسه ، إال في أثواب من اللغة . ] مجلة األمة : عدد ربيع اآلخر ، هـ ) مقال الدكتور عبد العظيم الديب ( [ 1402

�ل الفاسي يرى أن اللغة ليست إال المظهر الخارجي للفكر . ] مجلة البينة : �مة عال و هذا العال [ فالكالم – حسب تعبير األخطل – في الفؤاد ، و لكن دليله اللسان .35 ، ص 6عدد /

يقول األخطل :�ما جªع®ل¬ اللسانª على الفؤاد® د¬ليال إن� الكالم م®ن الفؤاد® و إن

ى ، ص � [16] الوشاء : الموش{ للفكرة خارج الكلمة ، و يذهب الدكتور كمال الحاج إلى ما هو أبعد من ذلك ، إذ ال يرى وجودا

{ عن العربية ، ص {¬ ... ] الحاج : دفاعا { " واحدا [ 150ألن الفكرة و الكلمة يكو�نان " أقنوما��د الصلة الحتمية بين الفكر و اللغة . و إذا صح و لعل� الصواب هو إلى جانب الفريق الذي يؤك

ذلك فإن الفكر األول و اللغة األولى جاءا لإلنسان األول متالزمين ، في ثوب£ واحد£ ، و في زمن£ا مصدرهما : فإما أن يكون من اإلنسان نفسه و إما من خارج اإلنسان . فالذين قالوا � واحد£ ، أم إنهما من خارج اإلنسان فقد أخذوا بالجانب التوقيفي للغة اإلنسانية األولى ، و استندوا في ذلك إلى خبر السماء في الكتب السماوية ، و على هذا الجمهور األعظم من الصحابة و التابعين من

[ و الذين زعموا أنها من صنع اإلنسان و اختراعه ،27 / 1المفسرين ، ] السيوطي : المزهر ، فينقصهم الدليل لتوثيق زعمهم .

{ من { تاما فقد ثبت أن عزل الطفل منذ اليوم األول لوالدته عن البيئة اإلنسانية يحرمه حرمانا اللغة اإلنسانية ، أي يحرمه من الفكر اإلنساني . و ما ينطبق على طفل£ واحد£ ينطبق على

�رة مجموعة األطفال ، كثرت أم قلت . و هذا ال ينفي تكو�ن عدد£ من األصوات و اإلشارات المعبعند هؤالء األطفال عبر نموهم و نشأتهم ، لكنها ال تتجاوز ما يصدر عن الحيوان .

و إذا ما التبس علينا األمر فيما نجده عند الحيوان من أصوات£ هادفة£ ، فإن اللبس يزول حينما{ إلشباع حاجة£ عضوية£ أو استجابة{ لغريزة£ حيوانية£ . ندرك أنها ال تعدو أن تكون طلبا

و إذا كان بعضهم يرى أن المسافة قصيرة� بين الحيوان و اإلنسان ، و أنه ال ينقص الحيوان سوى الكالم ، و أن اللغة هي الشرط الضروري و الكافي للدخول إلى الوطن اإلنساني ، فإننا

نرى أن هذه المسافة – على قصرها الحسي – هي الحد� الفاصل بينهما ، و أنه عاجز� عنتجاوزه .

ªصبت عليه ، و فاألمر كما قال الجاحظ : و ليس عند البهائم و السباع إال ما صªنعت له ، و ن®لقاء أنفسها . ] الجاحظ : كتاب ªلهمت معرفته ، و كيفية تكل�ف أسبابها ، و التعل�م لها من ت أ

ªبهمت عن العقل و التمييز . ] ابن األبناري :147 / 2الحيوان ، �ت بهيمة ألنها أ [ و البهيمة سمي [ 7األضداد ، ص

رف¬ و تفوق و استحق ªو بالفكر ش، } { ، أي مفكرا أم�ا اإلنسان فقد تميز عن الحيوان بكونه ناطقا أن يكون خليفة الله على األرض ، و ال يخالج ابن خلدون أي شك في أن عالم الحيوان هو غير

عالم اإلنسان ، و ذلك حين يقول : إن اإلنسان قد شاركته جميع الحيوانات في حيوانيته من�ز عنها بالفكر الذي يهتدي به لتحصيل الحس و الحركة و الغذاء و الك®ن� و غير ذلك ، و إنما تمي

معاشه و التعاون عليه بأبناء جنسه و االجتماع المªهيء لذلك التعاون و قبول ما جاءت به األنبياء

Page 7: خصائص العربية و طرائق تدريسها

ªخراه . ] ابن خلدون : المقدمة ، ص �اع صالح أ من عند الله سبحانه و تعالى و العمل به و اتب [ ] الكن� : البيت ، المسكن [ 429

فاللغة ليست عملية{ نطقية{ – صوتية{ – فحسب ، بل هي عملية� عقلية� تأخذ بيده إلى التقدم و{ عن أفكار£ و مفاهيم قابلة لإلدراك العقلي ، االرتقاء . و إذا لم يكن ما يصدر عن اإلنسان معبرا{ عشوائية ، و ال تندرج – حينذاك – في منطوق اللغة اإلنسانية ، و إن صدرت فإنها تكون أصواتا

عن اإلنسان نفسه .{ لتأكيد الجانب التوقيفي للغة اإلنسان األول . فلو لم و قد يكون تأكيد صلة الفكر باللغة مدخال

{ غير ناطق ) مفكر ( ، شأنه في ذلك شأن ªعط¬ اإلنسان األول الفكر األول لظل حيوانا ي العجماوات كانت – و مازالت – و ستبقى في نطاق عªجمتها الحيوانية التي فطرت عليها . و إذا

{ . و هذا ªعطي اللغة اإلنسانية األولى أيضا ªعطي الفكر األول ، فقد أ كان اإلنسان األول قد أيؤكده قوله تعالى :

°ه¬ا { ] سورة البقرة : اآلية ªل ¬سم¬اء¬ ك °م¬ آد¬م¬ األ [ 31} و¬ع¬ل و هذا ال يكون إال بلغة إنسانية ، و ذلك بعد أن خلقه بهذه الصفة البشرية . أم�ا كيف أعطاه الله

هذه اللغة ؟ هل عل�مه إياها عن طريق الوحي أو أقدره على وضعها ، فأمر غيبي ، و ال جدوى من بحثه ، و ال أمل في الوصول إلى نتيجة£ حاسمة£ بشأنه ، إال إذا توافرت النصوص النقلية

األكيدة التي تتيح لنا ذلك . ثم إن الدراسات العلمية الحديثة اكتشفت عناصر لغوية مشتركة بين لغات البشر في جميع

أنحاء العالم ، تؤكد وحدة األصول اللغوية ، فإذا صح ذلك ، و دل� على شيء£ ، فإنما يدل� علىز القول بالتوقيف في أصل اللغة الواحدة . �وحدانية المصدر اللغوي اإلنساني ، و يعز

ا كيف تكونت اللغات األخرى فيما بعد ، فأمر توقيفي ، و هو ما تسرب إلى الشعوب � أمق أبناء آدم عليه السالم في أصقاع المعمورة ، � المختلفة من اإلنسان األول و أحفاده ، لدى تفر

و ما أوحي به الله سبحانه و تعالى إلى األنبياء و الرسل من السماء . و فيه جانب مصنوع مكتسب ، و هو ما فرضته حاجات الناس و المجتمعات البشرية عبر العصور المتعاقبة ،

استجابة{ لحاجات الناس و تطور مجتمعاتهم في مجاالت الحياة المختلفة .�ون هذا فيما يتعلق باللغات اإلنسانية للشعوب و القبائل . أم�ا لغة اإلنسان الفرد بعد تك

المجتمعات البشرية ، فهي مكتسبة ، إذ يتعلمها الطفل من أبويه و أسرته و من المجتمع الذي ينشأ فيه ، فاللغة – في المتعارف – هي عبارة المتكلم عن مقصوده ، و تلك العبارة تعبير في

[ فإنك إذا546اللسان ، و هو في كل أمة£ بحسب اصطالحاتهم . ] ابن خلدون : المقدمة ، ص { – و هو بعد في أيامه األولى – في بيئة إنكليزية أو روسية لنشأ إنكليزي { عربيا وضعت طفال

�ه . اللسان أو روسي أم�ا ما يزعمه نفر� من الناس حول إنسان ما قبل التاريخ فزعم� ال يستحق البحث ، كما ال

يستحق التفكير فيه ، إذ هو هدر� للوقت و الجهد و المال ليس غير . فالطريقة العقلية – و منهاالعلمية – تقيس المجهول بالمعلوم ، و ليس العكس .

فاإلحساس بالواقع و تراكم اإلحساس فوق اإلحساس عند جميع أجناس الحيوان التي عرفها{ . و لقد صدق أحد العلماء اإلنسان منذ فجر التاريخ اإلنساني لم يغير من حال هذا الحيوان شيئا

حين قال : إن الحيوانات ال تتكلم ، ال ألنها ال تستطيع الكالم ، و لكن ألنه ليس لديها ما تتكلم [ أي ال تستطيع التفكير ، ألن عنصر الربط بين39عنه . ] عبد المجيد : اللغة العربية ، ص

المعلومات و الخبرات السابقة و الواقع غير موجود في دماغ الحيوان . و إن ما نلحظه من£ مكتسب£ عند بعض أنواع الحيوان ، ما هو إال تقليد لما يقدمه له اإلنسان ، بينما عالم تعلم

�ره الحاجات العضوية و الغرائز التي فªطر عليها . و إن� ما يصدر عنه الحيوان عالم مغلق تسي من أصوات و إشارات و سلوك ال تعدو أن تكون وظائف بيولوجية و فسيولوجية لمخلوق£ مميز{ . و من { أو غريزيا { عضويا بخصائص أودعها الله سبحانه و تعالى فيه ، و ذلك حين يطلب إشباعا

هنا – وفي غياب الفكر – ظل� الحيوان في نطاق عªجمته الحيوانية ، في الوقت الذي نشاهد اإلنسان يرتقي سل�م المعارف و العلوم اإلنسانية و الحيوانية و الكونية األخرى ، و يبني بمعارفه

و علومه صنوف الحضارة و المدنية .ا ما زعمه بعض علماء النفس من أننا نستطيع أن نفكر في أشياء ال نعرف لها أسماء ، و لم � أم

نتعلم أسماءها ، و أننا نستطيع أن تكون لدينا صور ذهنية بصرية ، و غير بصرية ، عن هذه األشياء ، فالرد على هؤالء الباحثين ينبغي أن يكون في ضرورة التمييز الحاسم بين اإلحساس

£ ) فكر£ ( بشأنه . فاإلنسان يحس بوجود بالشيء و بين التفكير في هذا الشيء ، أي إصدار حكم{ البد� له { مفهوما { ، و لكي يقول فيها أمرا أشياء كثيرة في واقعه الحياتي دون أن يعلم عنها شيئا من االعتماد على المعلومات السابقة لكي تساعده في تفسير هذا الواقع الجديد ، و التي إن

لم تكن موجودة لديه أو لم تقدم إليه من اآلخرين فسيبقى في نطاق اإلحساس و لن يتجاوزه{ ( حول أي من هذه األشياء الجديدة عليه ، فقد استعان { ) فكرا ªنملة . فإذا ما أصدر حكما قيد أ

بتلك المعلومات التي البد أن تكون قد وصلت إليه مباشرة أو غير مباشرة عن طريق اللغة

Page 8: خصائص العربية و طرائق تدريسها

اإلنسانية . ثم لكي يقول هذا اإلنسان أنه قد تكونت لديه هذه الصور الذهنية أو غير البصرية. } { أو رسما { – نطقا فهو بحاجة£ للتعبير عن طريق اللغة – أيضا

و هكذا ، فإن الزعم أننا نستطيع أن نفكر من غاية حاجة£ إلى االستعانة باللغة أمر ينقصهالدليل الحسي العقلي .

ªخذوا بالطريقة العلمية في التفكير لما حققته من إنجازات£ { للباحثين الذين أ بقي أن نقول شيئا مذهلة£ رائعة£ ، و هم يعملون على دراسة اللغات دراسة{ علمية{ بالطريقة ذاتها ، ثم يخرجون

بآراء£ و اجتهادات£ و نظريات£ ال يمكن الركون إليها ، ال بل قد يكون مجال الخطأ فيها أكثر منالصواب .

} { ( ماديا و لعل اختالف النتائج التي توصلوا إليها يؤكد صح�ة ما ذهبنا إليه . فاللغة ليست ) شيئا لكي تدرس بالطريقة العلمية ، إذ من المªسلم به أن التجربة العلمية هي أهم عناصر هذه

الطريقة و خطواتها ، و إذا سقط هذا العنصر األساسي ال يبقى للبحث أية قيمة£ علمية£ . و هذه التجربة - كما هو متعارف عليه – هي إخضاع المادة لظروف£ و عوامل غير ظروفها و عواملها

) } { إلى استنتاج£ معين£ ، في حين ليست اللغة ) شيئا األصلية و مالحظة أثر هذا اإلخضاع ، وصوالªجري عليه مثل هذه التجارب ، فاللغة هي اإلنسان حين { يمكن أن يوضع في المختبر ، ثم ت ماديا

ب إلينا من تراثه اللغوي ال يتسنى لنا –بحال من األحوال – أن نضعه في � أدائها ، و ما تسر{ و بيئة{ لغوية{ و إنسانية{ – لم يعد { و سياقا { و فكرا زجاجات المختبر ، ألن هذا اإلنسان – صوتا

{ . و بذلك لم يعد أمامنا إال أن ندرس العلوم اللغوية – على اختالفها – بالطريقة العقلية ، قائما التي تتالءم مع طبيعتها و واقعها . و هذه الطريقة هي التي تنسب إلى العقل مباشرة ، أي إلى

�م فيها التفكير عند اإلنسان ، و ذلك من خالل اإلحساس السليم الكامل بواقع الكيفية التي يت موضوع البحث ، ثم استدعاء الخبرات و المعلومات السابقة لالستعانة بها في فهم الواقع

ªرصد الطريقة العلمية التجريبية ، التي بدورها تقد�م الجديد ، ثم إصدار الحكم عليه . على أن ت لنا الوسائل و األدوات التي نستخدمها في شتى حقول المعرفة التي يطمح اإلنسان في

الوصول إليها . و ال يختلطن األمر على أحد في ضرورة التفريق التام بين ) التجربة العلمية ( التي أشرت إليها{ ، و بين ) التجريب ( بمعنى المالحظة اآلنية ، أو المستمرة ، لواقع ما ) إنسان ، حيوان ، سابقا

{ – فالتجريب بهذا { و عموديا شيء ( في مواقف متالحقة و في أوضاع و أحوال متنوعة – أفقياªلجأ إليها في أي حقل{£ من حقول المعارف اإلنسانية . المعنى هو من الوسائل و األساليب التي ي

ا لجهة الوطن الجغرافي األول للغة العربية ، فال خالف عند الباحثين في أن شبه الجزيرة � أم العربية هي المهد األول لهذه اللغة الكريمة . فوق واحاتها وªلدت ، و بين أرجائها درجت ، و في قراها و مدنها نمت و ترعرعت ، إلى أن بلغت أوج ازدهارها و شبابها حين أخذت آيات الكتاب الكريم تتنزل على صدر رسول اإلسالم محمد صلى الله عليه و سلم ، فاكتملت باكتمال نزول

كتاب الله العزيز ، و استحكمت أوصالها ، و تأطرت قواعدها بهذه اآليات المªحكمات ، و بما{ لقوله رفدها رسول الله صلى الله عليه و سلم من عبارات و أقوال ال تعرف اللحن ، تحقيقا

تعالى : ¬عق®لون¬ { ] سورة يوسف : اآلية ªم ت ¬ك ¬ع¬ل { ل �ا بي { ع¬ر¬ لناهª قªرآنا �ا أنز¬ [ 2} إن

وظائف اللغة العربية و أهداف تدريسها لل�غة – أية لغة – وظائف مهمة رصدها العلماء و الباحثون ، و لعل أهما ما يلي :

اللغة أداة التفكير ، كما أنها وسيلة التعبير عما يدور في خاطر اإلنسان من أفكار£ ، و ما فيوجدانه من مشاعر و أحاسيس و خلجات جو�انية .

اللغة وسيلة االتصال و التفاهم بين الناس ، و ذلك في نطاق األفراد و الجماعات و الشعوب . اللغة أداة التعل�م و التعليم ، و لوالها لما أمكن للعملية التعليمية / التعل�مية أن تتم ، و النقطعت الصلة بين المعل�م و المتعلم ، أي لتوقفت الحضارة اإلنسانية ، و ظلت حياة اإلنسان في نطاق

الغرائز الفطرية و الحاجات العضوية الحيوانية . إنها الخزانة التي تحفظ لألمة عقائدها الدينية ، و تراثها الثقافي و نشاطاتها العلمية ، و فيها

صور اآلمال و األماني لألجيال الناشئة . و بعبارة أخرى ، إن اللغات هي ذاكرة اإلنسانية و واسطة نقل األفكار و المعارف من اآلباء إلى األبناء ، و من األسالف إلى األخالف ، والتي لوالها النقطعت األجيال بعضها عن بعض . و حينذاك سيضطر كل جيل أن يبدأ من نقطة

الصفر ، و بذلك تبقى اإلنسانية في مهد طفولتها العلمية و المعرفية . تمثل اللغة إحدى الروابط بين الناطقين بها ، إذ تسه�ل عليهم االتصال و التفاهم ، و لكن هذا ال

يعني أن اللغة الواحدة تحتم التواصل الحسن بين أهل هذا اللسان ، إذ إن األفكار و القيم و{ . ] يقول الفيلسوف االتجاهات هي التي تجمع الناس على صعيد واحد أو تجعلهم أشتاتا

Page 9: خصائص العربية و طرائق تدريسها

: إن� اللغة تالزم الفرد في حياته ، و تمتد إلى أعماق كيانه ، إنها تجعلFichteاأللماني فيخته { لقوانين . إنها الرابطة الحقيقة بين عالم األجساد و { خاضعا { متراصا من األمة الناطقة بها كال

( [ 1967عالم األذهان . ) رو�اد المثالية في الفلسفة الغربية – دار المعارف – اإلسكندرية £ من إبراز مواهبهم و �ن الموهوبين و العباقرة في كل قوم { إن اللغة هي األداة التي تمك و أخيرا

�ريها و علماءها . بدائعهم ، ليكونوا قادة األمة و مفك{ آخر يزيدها أهمية{ و إذا كانت هذه هي الوظائف األساسية للغ�ات بعامة£ ، فإن للغ�ة العربية شأنا{ يفرضه هذا الموقع الفريد الذي تميزت به عن سائر اللغات خطورة{ ، ويجعل االهتمام بها أمرا�ة الشريفة ، أي أنها اللغة التي اختارها رب� العالمين األخرى ، فهي لغة القرآن الكريم و السن

{ . و من هنا كان على كل مسلم في مشارق األرض و لتكون لغة الوحي ألهل األرض جميعا�م بها اهتمامه بعقيدته اإلسالمية التي يحرص عليها ، و أن يعتز بها و يفضلها على مغاربها أن يهتªحل�وها لغات األرض األخرى ، بما فيها لغته القومية . و كان على المسلمين العرب بخاصة£ أن يفها و � مكانتها الالئقة بها ، ال لكونها إحدى مقو�مات العرب و وجودهم فحسب ، بل ألن� الله شر

¬عق®لون¬ { ªم ت ¬ك ¬ع¬ل { ل �ا بي { ع¬ر¬ لناهª قªرآنا �ا أنز¬ خل�دها بخلود كتابه العزيز ، حين قال جل� ثناؤه : } إن [ كما أنها تحمل في أحشائها سنة نبيهم ، و فقه علمائهم ، و حضارة2] سورة يوسف : اآلية

{ خلت . ] يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية : إن اللغة أمتهم و تاريخها و ثقافتها ألربعة عشر قرنا العربية من الدين ، و معرفتها فرض� واجب� ، فإن فهم الكتاب و السنة فرض� ، و ال يفهم إال

( [74 ، ص 6باللغة العربية ، و ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب . ) مجلة األمة : عدد

أهداف تدريس اللغة العربية

{ مرحلية ، تمثل الحد� األدنى الذي ينبغي حد�دت المناهج التربوية في البالد العربية أهدافا الوصول إليه . فجعلت من أهداف المرحلة اإللزامية – االبتدائية و المتوسطة – أن يحقق

. أن يكتسب القدرة على استخدام اللغة العربية الفصحى1للتلميذ في نهايتها ما يلي : { – و في مـستوى متالئم مع تطوره العقلي و اللغوي . { واستماعا { – تحدثا { ناجحا استعماال

. أن يكتسب القدرة على القراءة االستيعابية الصامتة ، و ذلك في حدود نموه الفكري و2اللغوي .

3} �ل في األداء السليم ، نطقا . أن يكتسب القدرة على القراءة الجهرية السليمة ، و التي تتمث{ للمعنى ، و { للحركات في مواقعها ، و لهجة{ مناسبة{ ، و تمثيال للحروف من مخارجها ، و ضبطا

مراعاة{ للوقف في مواقعه .. أن يكتسب القدرة على الكتابة السليمة بخط£ واضح£ مقروء£ .4ªزو�د بالمهارات اللغوية و الخبرات الحياتية التي تمكنه من القيام بما تتطلبه فنون التعبير5 . أن ي

�رات ، و اإلسهام في الحوار الهادف ، و اإلجابة ) اإلنشاء ( الوظيفي ، لكتابة الرسائل و المذكعن األسئلة الشفهية ، و نحوها .

. أن يتدرب على تذو�ق النصوص األدبية ، و محاولة إدراك ما فيها من مواطن الجمال و القيم6اإلنسانية .

ة ، رغبة{ منه في7 �{ – على القراءة الحر ªقبل – ذاتيا . أن ينمو ميله إلى المطالعة ، بحيث ي�ة األبجدية ، إذا ما وقف عند هذا الحد من { لعدم عودته إلى األمي مجالسة الكتاب ، و ضمانا

التعلم المنظم . . أن يتكون لديه الدافع للبحث ، و أن يتدرب على استخدام المعاجم و الفهارس المبسطة ،8

ليعود إليها حينما تدعو الحاجة إلى ذلك .

األهداف و موقعها في منهج اللغة العربية : لكي نتبين دور األهداف و خطورة شأنها في موضوع تدريس اللغة العربية ، يجدر بنا أن نحدد

موقعها في منهج اللغة العربية ذاتها .ªحد�د أهدافه في ضوء نحن نعلم أن منهج أية مادة تعليمية هو جزء� من منهج تربوي شامل ، ت

وجهة النظر التربوية التي تنبثق عن عقيدة األمة و نظرتها إلى اإلنسان و الحياة و ما بعد الحياةالدنيا .

و المنهج – بمفهومه الحديث – يشمل جميع أنواع النشاط و المواقف التعليمية / التعل�مية التي يمر بها التالميذ تحت إشراف المؤسسة المدرسية داخل جدران المدرسة و خارجها . و يتكون

{ ، هي : { متكامال { عضويا �ل كائنا ªشك المنهج من عناصر أساسية ت. األهداف :1

ªراد الوصول إليها في نهاية مرحلة ما . ففي حقل اللغة العربية تحد�د و هي الغايات التي يªرصد األهداف الخاصة بكل مرحلة£ من مراحل التعليم { ، ثم ت األهداف العمة لهذه المادة أوال�ة ªحد�د األهداف المرتبطة بالخط�ة السنوي ) ابتدائي – إعدادي – ثانوي جامعي ( . و بعد ذلك ت

Page 10: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ عند مدر�س اللغة العربية الذي يعمل على اختيار أهداف ) الكتاب المدرسي ( و تنتهي أخيرادروسه اليومية من خالل النصوص اللغوية .

. المضامين :2 و هي المقررات الدراسية التي يضعها الخبراء و المختصون بهذه المادة ، و ذلك في ضوء

{ من الخصائص العقلية و النفسية و الجسدية لتالميذ كل األهداف المشار إليها أعاله ، و انطالقامرحلة من مراحل التعليم المدرسية .

. الطرائق :3 تعتمد طرائق تدريس اللغة العربية ، بناء{ على خصائص هذه اللغة من جهة ، و كيفية تعل�م

{ ، أن اعتماد طريقة ما ال يعني إهمال محاسن التالميذ و اكتسابهم لها من جهة أخرى . علما الطرائق األخرى ، كما ال يجوز أن يعني إلغاء دور المدر�س في ابتكار األساليب المتنوعة ، التي. } تستهدف تقديم محتويات المنهج إلى التالميذ بأيسر السبل و أسرعها و أكثرها إثارة{ و تشويقا

. التقويم : 4 هو العملية التربوية المصاحبة للتطبيق الميداني ، لقياس ) و تقدير ( مدى ما تحقق من

{ من التقويم األهداف المراد الوصول إليها غي كل فقرة£ من فقرات المنهج ، و يكون ذلك ، بدءا{ بتقويم المشرفين على تنفيذه ، و انتهاء{ الذي تقوم به دائرة التربية و التعليم ، مرورا

بالمعل�مين و المتعل�مين

أهمية تحديد األهداف : ) في خطة التدريس اليومية ( إن تحديد األهداف في الحقل التربوي من األمور الخطيرة و

بخاصة£ في مجال العمل اليومي ، إذ إن تحديد الهدف معناه تحديد ما يريد المعل�م أن يحققه ، أي ما يهدف إليه . و إذا فشل في ذلك فهو يسير إلى غاية غير مدركة ، و بذلك فإن عمله ال{ مع ما يبذله من جهد . و من هنا كان على مدر�س اللغة العربية أن { ، و ال متكافئا يكون مثمرا{ لهذا األمر ، ليسهل عليه رصد أهداف دروسه اليومية و وضعها على هيئة { و واعيا يكون مدركا

نتاجات تعل�مية سلوكية .و فيما يلي بعض اإلرشادات التي تساعده في ذلك :

. أن تكون األهداف العامة لتدريس اللغة العربية واضحة في ذهنه ، لكي تأتي أهداف1{ منها . { طبيعيا موضوعاته اليومية منبثقة انبثاقا

. أن تكون أهداف الدروس اليومية مرتبطة بأهداف الخطة السنوية و المرحلية التي يضعها2المدر�س في بداية العام الدراسي .

. أن تكون أهداف الدرس الخاصة محددة ، و ممكنة التحقيق في الزمن المرصود لها . 3 . أن تكون صياغة األهداف بلغة واضحة£ و محددة ، قابلة£ للتقويم و القياس للتأكد من مدى4

تحققها عن طريق األسئلة و االختبارات البسيطة و التطبيقات المناسبة . . ضرورة تنوع األهداف بتنوع ما يقدمه النص� اللغوي من معلومات£ و حقائق و آراء£ و مهارات5£

£ و اتجاهات£ سلوكية£ . و قيمتصنيف األهداف التي يقدمها النص- اللغوي :

[ تدور األهداف الخاصة بالنص اللغوي الذيRc / 4 ( Revised] راجع : عبد الملك الناشف ) { لتدريس اللغة العربية في المجاالت الثالثة التالية : اعتمدناه منطلقا

. المجال المعرفي :1 و يظهر ذلك في الحقائق و المعلومات – اللغوية و غيرها – التي يزودنا بها النص ، كما يتحقق

في استيعاب األفكار الظاهرة التي يشتمل عليها و كذلك فيما يكتشفه القارئ عند تحليل المادة القرائية إلى عناصرها المختلفة ، و ما يجده بين ثناياها من عقلية الكاتب و نفسيته أو ماªسبق { في إعادة تركيب أفكار£ جديدة ، أي ابتكار قضايا لم ي ينقله لنا من ثقافة اآلخرين . و أخيرا

إليها ، و ذلك من خالل األفكار المكتسبة من النص و ربطها بالمعلومات السابقة التي يمتلكهاالمدر�س و الطالب .

. المجال السلوكي الوجداني :2لقية و االتجاهات السلوكية التي يتركها النص في نفوس الطالب و ªو يتجلى في القيم الخ

عواطفهم و مشاعرهم الوجدانية .. المجال الحركي الجسدي :3

ªلحظ في المهارات الحركية الجسدية التي يكتسبها التلميذ من مهارة£ قرائية£ لفظية£ ، و و يمهارة£ كتابية£ يدوية£ ، و مواقف تمثـيلية£ و مسـرحية£ و خطابية ... إلخ .

Page 11: خصائص العربية و طرائق تدريسها

خصائص اللغة العربية و مزاياها{ ، و لكل لغة£ من اللغات اإلنسانية تمتاز بها عن غيرها . و ال خفاء أن اللغة العربية أمتن تركيبا{ عند أهلها . يقول ابن خلدون : و كانت الم¬ل¬كة الحاصلة للعرب من { ، و أعذب مذاقا أوضح بيانا

{ عن المقاصد . ] ابن خلدون : المقدمة ، ص [ 546ذلك أحق� الملكات و أوضحها بيانا{ أن� رب العالمين اختارها و قد رآها ابن فارس أنها أفضل اللغات و أوسعها ، إذ يكفي ذلك دليال

ألشرف رسله و خاتم رساالته ، فأنزل بها كتابه المبين . و لذلك ال يقدر أحد� من التراجم أنªقل اإلنجيل عن السريانية إلى الحبشية و ينقل القرآن الكريم إلى اللغات األخرى ، كما ن

ªرجمت التوراة و الزبور و سائر كتب الله عز و جل بالعربية . و السبب في ذلك الرومية ، و ت [ 13يعود إلى أن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب . ] ابن فارس : الصاحبي ، ص

و تتمتع العربية بثراء£ عز نظيره في معظم لغات العالم ، و ليس أدل� على اتساعها من استقصاء أبنية الكالم و حصر تراكيب اللغة ، و هو ما توص�ل إليه الخليل بن أحمد . فقد ذكر في كتاب " العين " أن عدد أبنية العربية المستعمل منها و المهمل ، على مراتبها األربع من

كلمة ، في حين يرى12.305.412الثنائي و الثالثي و الرباعي و الخماسي من غير تكرار هو بعض الباحثين أن المستعمل منها ال يزيد عن ثمانين ألف كلمة . ] حمادة : عجيب اللغة ، ص

[ و يراها القلقشندي اللغة التامة180 [ ] الصالح : دراسات في فقه اللغة العربية ، ص 44 الحروف الكاملة األلفاظ ، إذ لم ينقص عنها شيء من الحروف فيشينها نقصانه ، و لم يزد فيها شيء� فيعيبها زيادته ، و عن كان لها فروع أخرى من الحروف فهي راجعة� إلى الحروف األصلية

/1، و سائر اللغات فيها حروف مول�دة و ينقص حروف� أصلية . ] القلقشندي : صبح األعشى ، ين ، و هو العيب [ و يذكر السيوطي أن لغة العرب أفضل149 – 148 [ ] يشين : من الش°

{ على أفضليتها ، ] السيوطي : المزهر ، و321 / 1اللغات و أوسعها ، و يورد مزايا يراها دليالما بعدها [ منها :

كثرة المفردات و االتساع في االستعارة و التمثيل . *{ آل * التعويض : و هو إقامة الكلمة مقام الكلمة ، كإقامة المصدر مقام األمر ، نحو : " صبرا

¬اذ®بة� { أي تكذيب ، ®ها ك ®وقع¬ت ياسر فإن موعدكم الجنة " و الفاعل مقام المصدر ، نحو : } ل¬يس¬ لªون { أي الفتنة ، و المفعول مقام الفاعل ، نحو ªم الم¬فت °ك ي

¬ ®أ و المفعول مقام المصدر ، نحو : } ب{ { أي ساتر . ªورا { م¬ست ابا } ح®ج¬

* ... ªاإلدغام ، و تخفيف الكلمة بالحذف ، نحو : لم يك � و منها : فك* و منها : تركهم الجمع بين الساكنين ، و قد يجتمع في لغة العجم ثالثة سواكن .

و للعرب ما ليس لغيرهم ، فهم يفرقون بالحركات و غيرها بين المعاني ، يقولون : م®فتح *ªفتح بها ، و م¬فتح ) بفتح الميم ( لموضع الفتح . ) بكسر الميم ( لآللة التي ي

و قد الحظ ابن جني أن من خصائص اللغة العربية داللة بعض الحروف على المعاني ، حينªضيفون إلى اختيار الحروف و تشبيه أصواتها باألحداث المعبر عنها بها قال : و ذلك أنهم قد ي{ للحرف على س¬مت وقا ترتيبها ، و تقديم ما يضاهي آخره ، و توسيط ما يضاهي أوسطه ، س{

المعنى المقصود و الغرض المطلوب ، فحرف " التاء " إذا جاء ثاني الكلمة دل� على القطع : بت� الحبل ، بتر العضو . و حرف " الغين " في أول الكلمة يدل� على االستتار و الظلمة و�اح ... إلخ . و حرف " النون " في أول الخفاء : غابت الشمس ، غاص الماء ، غطس السب

الكلمة يدل� على الظهور و البروز : نفث ، نفخ ، نبت ... إلخ " قدErnest Reananو من علماء اللغة اإلفرنج كان المستشرق الفرنسي " آرنست رينان

الحظ خصوصية العربية في نشأتها و يسرها و ثباتها . فبالرغم من تعصبه المقيت رأى أن اللغة العربية بدت فجأة على غاية الكمال ، و أن هذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر و صعب تفسيره

. و قد انتشرت هذه اللغة سلسة أي سالسة ، غنية أي غنى ، كاملة لم يدخل عليها منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا أي تعديل مهم� ، فليس لها طفولة و ال شيخوخة ، إذ ظهرت ألول مرة تامة

) مقال الدكتور محمد1970مستحكمة . ] مجلة العربي ) الكويت ( ، عدد كانون األول ، محمود الدش ( [ ] المستشرق الفرنسي جوزيف آرنست رينان هو صاحب كتاب " موسوعة

التاريخ المسيحي " [ ( : من1931 – 1930و يقول العالم الفرنسي " مارسي " في مجلة التعليم الفرنسية )

{ تعل�م أصول اللغة العربية ، فقواعدها التي تظهر معقدة ألول نظرة هي قياسية و السهل جداªصدق ، فذو الذهن المتوسط يستطيع تحصيلها بأشهر قليلة و مضبوطة بشكل عجيب ال يكاد ي

م ،1969 سنة 1 / 4 ج / 44بجهد معتدل . ] مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد / ) مقال عارف النكدي ( [ 46ص

ا المستشرقة األلمانية ، الدكتورة في الفلسفة ، آنا ماري شيمل التي عدت منذ صغرها � أم معجزة العلم ، و التي وضعت المقدمة الممتعة للترجمة األلمانية لمعاني القرآن الكريم ، فإنها

تقول : و اللغة العربية لغة موسيقية للغاية ، و ال أستطيع أن أقول إال أنها البد أن تكون لغة

Page 12: خصائص العربية و طرائق تدريسها

46 م ، ص 1969 سنة 1 ج / 44الجنة . ] مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد / ) مقال عارف النكدي ( [

{ من غيرهم في رصد خصائص لغتهم ، لم يكن أهل العربية من الباحثين المحدثين بأقل حماسا فهي – في نظرهم – أرقى اللغات العالمية ، كما أنها أبلغ ما حرك به اإلنسان لسانه ، و هي

{ – لكل لحظة£ من لحظات تمتاز بمرونتها و سعة اشتقاقها . ناهيك بدقة التعبير ، إذ تجد – مثالªكرة ، و الضحى و الغد�وة و الظ�هيرة ، و القائلة ، والعصر ، و { : فالب { خاصا الليل و النهار لفظا األصيل ، و المغرب ، و العشاء ، و الهزيع األول من الليل ، و الهزيع األوسط ، و المªهن ، و

{ مثل هذه الد®ق�ة ؟! حر ، و الفجر ، و الشروق . فأنى للغات األرض جميعا �الس و إذا كانت بعض اللغات تعتمد إضافة مقاطع على مفرداتها للحصول على معان£ جديدة£ ، فإن{ في لغتنا ، إذ بمقدورنا الحصول على المعاني المختلفة ، ال عن طريق زيادة األمر أكثر يسرا حرف أو أكثر على األصل فحسـب ، بل بتحريك األصـل بال زيادة أو لواصـق . فمن األصل "

عمل " : ع¬م®ل¬ ، عªم®ل¬ ، عم°ل .. إلخ و كذلك تتغير الدالالت بتغير مباني الكلمات ، و يبرز مع كل تغيير معنى جديد ، نحو : قلم -ªزاد بعض الحروف في األفعال الثالثية و الراعية قلمان - أقالم ، كاتب – كاتبة – كاتبات . و ت

م . �م _ أكرم¬ _ كر ªر¬ { نحو : ك المجردة ، فتأتي في كل زيادة بمعنى جديد ، فالالزم يتحول متعديا و يفيد المشاركة إذا جاء على وزن " فاعل " نحو : لعب¬ _ الع¬ب¬ . و يشتق من األصل أوزان

جديدة ، فتأتي بمعان£ جديدة ، نحو : علم¬ ، عالم ) اسم فاعل ( ، معلوم ) اسم مفعول ( ،�مة ( صيغة مبالغة ... إلخ . عال

و يؤكد األب لويس شيخو كمالها و ثراءها و ثباتها ، حين يقول : فإن من يتتبع آثار لغتنا العربية ، يراها في كل آن£ مزدانة بخواص اللغات الكاملة ، من حيث مفرداتها و تراكيبها و

عباراتها و أساليبها ، كأنها ظهرت بادئ ذي بدء تامة العدة كاملة األهبة . و إذا قابلنا بين اللغة الشائعة في يومنا مع لغة أقدم الشعراء ، كامرئ القيس و النابغة ، ال نكاد نرى بين اللغتين

{ يذكر ، اللهم إال في استعمال بعض ألفاظ£ لغوية£ شعرية£ أو في اتخاذ بعض التعابير اختالفا الجديدة داللة{ على المعاني المستحدثة كما هو دأب اللغة الحية . ] مجلة المشرق ) بيروت (

[ 699 هـ / 1316 م / 1898السنة األولى ، عدد آب  كما الحظ العلماء نمو اللغة العربية بأساليب مختلفة منها :

ªضيفت إلى معانيها التي كانت في أصل الوضع ، * اكتساب كثير من مفرداتها معاني جديدة ، أ فكلمات مثل : النفس ، الروح ، العقل ، المجد ، الصالة ، الصوم ، الزكاة ، القراءة ، الكتابة ...

إلخ لم تكن تعني في العصر الجاهلي ما أصبحت تعنيه في العصر اإلسالمي . التوليد الذاتي ، و قد تحد�ث عنه القدماء بتحفظ و حذر ، و قالوا عنه : ما أحدثه المولدون *

[ و التوليد في نظر المحدثين : هو304 / 1الذين ال يحتج� بألفاظهم . ] السيوطي : المزهر ، { عما كان العرب يعرفونه . ] ظاظا : لفظ عربي البناء أعطي في اللغة الحديثة معنى مختلفا

[ حيث فرضت المدنية الحديثة معاني جديدة على كثير من األلفاظ :79كالم العرب ، ص �ارة ، و الطيارة ، و الهاتف ، و المذياع ، و الحضارة ، و علم االقتصاد ... إلخ . و لم يكن كالسي

التوليد بالوضع اللفظي فحسب ، بل بالوضع المجازي : كالقوة الضاربة ، و السوق السوداء ، وناطحات السحاب ، و غيرها كثير .

و ال ننسى التوليد باالشتقاق ،و هو أخذ كلمة من كلمة أخرى مع المحافظة على قرابة بينهما ،{ و معنى{ ، مما جعل آخر هذه اللغة يتصل بأولها في نسيج خاص بها ، من غير أن تذهب لفظا

معالمها ، فإذا أخذنا كلمة " كتب " – على سبيل المثال – و اشتققنا منها : كاتب ، و كتاب ، و

مكتبة ، و مكتوب ، وجدنا أن الحروف األصلية موجودة في كل كلمة من الكلمات ، و أن معنى{{ يجمع بينها ، و هو الكتابة . و ذلك على عكس اللغات األوربية ، حيث ال توجد – في مشتركا

، وWriterكثير من األحيان – أية صلة ما بين كلمات األسرة الواحدة ، فكاتب في اإلنكليزية : ªالحظ أن ال عالقة بين حروف هذهLetter ، و مكتوب Library ، و مكتبة Bookكتاب ، و ي

الكلمات . و هذا ما جعل لغة{ مثل اإلنكليزية تختلف من جيل إلى آخر ، و ال توجد تلك الصلة اللغوية بين

ماضيها و حاضرها ، كما هو الحال في اللغة العربية . فلغة شكسبير ، و هو من أدباء القرنªفهم عند كثيرين من المثقفين اليوم ، اللهم إال المتخصصين في األدب السابع عشر ال تكاد ت

اإلنكليزي . و يرد� بعض الباحثين هذا األمر إلى اختالف النطق و تطوره من جيل£ إلى جيل£ ، و إلى نمون اللغة بطريقة غير طريقة االشتقاق ، و انقطاع الصلة بين كلمات األسرة الواحدة

{ عن بحث لعمر الدسوقي (17في أغلب األحيان . ] الجندي : الفصحى لغة القرآن ، ص ) نقال]

أم�ا النحت فقد عرفه العرب منذ زمن£ بعيد£ وسيلة{ من وسائل نماء لغتهم ، إذ دمجوا كلمتين *{ في المصطلح المنحوت ، و قد لجأوا أو أكثر في كلمة واحدة ، تتضمن كل منها معنى ملحوظا

Page 13: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ في كتبهم . و النحت عند معظم القدماء سماعي ، و عد�ه ابن إليه لالختصار و عقدوا له فصوال{ . ] ابن فارس : فقع اللغة ، ص [ و لكن ابن حيان األندلسي قال في شرح271فارس قياسيا

التسهيل : ة هذا الحكم ال يط�رد و إنما يقاس منه ما قالته العرب ، مثل : حيعل ) حي� علي ( وحوقل ) ال حول و ال قوة إال بالله ( و سبحل ) سبحان الله ( و دمعز ) أدام الله عزك ( .. إلخ .

و من األفضل لنا و للغة العربية عدم اإلفراط بموضوع النحت ، و أن يراعى عند اللجوء إليه المحافظة على نسق£ مقبول£ لترتيب الحروف و انسجام موزون£ ألصواته . فإن استخدام

كلمتين أو أكثر خير� و أجدى إذا أدى النحت إلى مصطلحات£ منحوتة£ ال يقبلها الذوق اللغوي  [81 – 80السليم . ] مطلوب : تعريب العلوم ، ص

ªقل ، و كان القياس * القياس : و هو حمل مجهول على معلوم ، و حمل غير المنقول على ما ن وسيلة من وسائل نمو اللغة العربية و توسعها . و إذا كان البصريون يتشددون فيه ، و لم

يجيزوا القياس على األمثلة القليلة ، فإن الكوفيين قد أجازوا على المثال الواحد المسموع . و قد أخذ بعض المحدثين بذلك ، و دعوا إلى االنتفاع بالوارد المسموع ، لتمنح اللغة قوة و سعة

لمسايرة الحياة المتجددة بمستحدثاتها العلمية و الحضارية . ] حسن : اللغة و النحو بين القديم [ و يمكن الركون إلى هذا الرأي ، خاصة و أن أبا عثمان المازني يقول :249و الحديث ، ص

[ 180 / 1ما قيس على كالم العرب فهو من كالم العرب . ] ابن جني : المصنف ، و من خصائص العربية ظاهرة اإلعراب . وهذه الظاهرة – كما الحظ ابن جني – ليست حلية{ لفظية{ أو عالمات£ ال تفيد معنى ، إذ هناك ارتباط� وثيق� بين اإلعراب و المعنى . ] ابن جني :

[ 35الخصائص ، ص و هو كما الحظ ابن فارس : الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ، و به يعرف الخبر الذي

هو أصل الكالم ، و لوال اإلعراب ما مªيز فاعل� من مفعول£ و ال مضاف� من منعوت£ و ال تعجب�£ ، و ال نعت� من توكيد£ . ] ابن فارس : الصاحبي ، ص [ 42من استفهام

و ليس أدل على عالقة اإلعراب بالمعنى من تفحص آيات القرآن الكريم و الحديث الشريف ثم{ على اإلعراب . فعلى سبيل المثال في { – فنجد أن المعنى يتوقف أحيانا { و نثرا األدب – شعرا

قوله تعالى : ¬م¬اءª { ] سورة فاطر : اآلية ¬اد®ه® العªل ب °ه¬ م®ن ع® ى الل ¬خش¬ °م¬ا ي ®ن ¬ذ¬ل®ك¬ إ ¬ل¬ى28} ك ®ذ ابت [ و قوله } و¬إ

�هª { ] سورة البقرة : اآلية ب اه®يم¬ ر¬ ®بر¬ ¬ر®يء� م®ن المªشر®ك®ين¬124إ °ه¬ ب ن° الل¬ [ و قوله : } أ

ªهª { ] سورة التوبة : اآلية ول ªس [ 3و¬ر¬ فإن إغفال اإلعراب في مثل هذه اآليات يوقعنا في تحريف£ لمعانيها . و قد هيأ اإلعراب للمتكلم{ على ظهور المعنى ، كتقديم الخبر في مثل قوله تعالى الحرية ، فله التقديم و التأخير ، اعتمادا

ªوع¬دªون¬ ) ªم و¬م¬ا ت م¬اء® ر®زقªك [ و تقديم المفعول22( { ] سورة الذاريات : اآلية 22: } و¬ف®ي الس°( ªع®ين¬ ¬ست °اك¬ ن ®ي ªدª و¬إ ¬عب °اك¬ ن ®ي [ 5( { ] سورة الفاتحة : اآلية 5به على عامله ، كقوله تعالى : } إ

: } و ال تقتصر وظيفة اإلعراب على أواخر الكلمات فحسب ، بل تشمل أوائلها و أواسطها أيضا¬ع¬م . ومن المزايا التي تفردت بها هذه اللغة ما يدعونه " ®عم¬ _ ن ر®ق¬ ، ن ªق¬ _ س ر¬ ªك®ل¬ ، س¬ ¬ل¬ _ أ ¬ك أªفرد " . و هي قسمان : األول تلقيني ، و الثاني تغليبي ، فالتلقيني هو ما إذا المثنيات التي ال ت

ªفرد لم يفد المعنى الموضوع له في التثنية ، فال يصح إطالقه على أحد المسميين مثل : أ الثقالن ) اإلنس و الجان ( و الجديدان ) الليل و النهار ( . قالت الخنساء : إن° الج¬د®يد¬ين® مع

�اسª ] الخنساء : ديوان ، ص دª الن ªفس¬ دان® و لكن ي ªفس¬ ®الف®هما ال ي [8طªول® اختªفرد صح� إطالقه على المتغلب من االثنين ، و من هذه المثنيات : أم�ا التغليبي فهو إذا ما أ

األبوان ، القمران ، العªمران ، المغربان ، المشرقان ... إلخ و قد الحظ الدكتور أحمد أمين أنªقل عن علوم الفرس و الهند و اليونان و غيرهم ، و العربية استطاعت أن تكون أداة لكل ما ن

ليس هذا فحسب بل إن اللغة العربية انتشرت بين سكان البالد المفتوحة ، فلم يمض زمن طويل بعد الفتح حتى رأيت رجال الكهنوت القبطي يكتبون بالعربية ، و ما أن انقضت سنوات

قليلة على فتح إسبانيا حتى أخذ الناس هناك ينسخون الكتب الالتينية بحروف عربية ، ثم ترجمت التوراة و القوانين الكنسية إلى العربية ليتمكن رجال الدين أنفسهم من فهمها . و بعد

مضي نصف قرن من الزمن على الفتح اإلسالمي ، أصبح الناس كلهم يتكلمون العربية ، و اتخذ{ لعواطفهم و قلوبهم . ] أمين : ضحى اإلسالم ، –289 / 1النصارى من هذه اللغة ترجمانا

290] و ال ننسى أن النهضة األوربية التي نتمسك بأذيالها اليوم ، ما كان لها أن

} تكون في الزمن الذي جاءت فيه ، لوال اللغة العربية التي نقلت لهم قسما من فلسفة اليونان و علومهم ، كما نقلوا عنها ما أنتجه علماء المسلمين

من علوم : الحساب و الهندسة و الكيمياء و الفلك و الطب التي ظلتتعلم في معاهدهم و جامعاتهم إلى عهد قريب .

Page 14: خصائص العربية و طرائق تدريسها

كما الحظ عباس العقاد أن من صفات الحروف العربية توزعها في أوسع} مدرج صوتي عرفته اللغات ، باإلضافة إلى أن أبجديتها ليست أكثر عددا

من األبجديات في اللغات الهندية و الجرمانية أو اللغات الطورانية أو{ – تبلغ { . و عالوة على35اللغات السامية ، فإن اللغة الروسية – مثال حرفا

ذلك فإن الخصائص الصوتية للحروف العربية تؤكد ثباتها ، فبالرغم من التشويه و التحريف الذي طرأ على الحروف في اللهجات العامية ، فإن

{ . ] السامرائي : آراء في الحروف ما زالت كما كانتا منذ أربعة عشر قرنا [ 45العربية ، ص

و في حين هناك صوت لكل حرف في اللغة العربية ال يتغير باختالف موقعه من الكلمة ، نرى أحرف الهجاء في كثير من اللغات ال تمثل جميع

{ و لكن { – تتألف من أربعين صوتا األصوات في اللغة ، فاإلنكليزية – مثال{. فهي تعرف " الثاء " و لكن ليس حروف هجائها ستة و عشرون حرفا

" ،Thهناك حرف واحد يرمز إلى هذا الصوت ، بل يلجأون إلى استعمال " "Th " أي أن " Fatherو كذلك حرف " الذال " فإنه يرد في كلمة "

{ " و هناك " " فإنها ترمز إلى حرف " الشين " الذي ليسShلفظت " ذاال{ " Cله حرف واحد يرمز إليه . و حرف " { كافا {Car " يلفظ أحيانا " و أحيانا

" } { " Centerسينا { شينا {S " و حرف " Pacient " و أحيانا " يلفظ أحيانا " } { " Sunسينا { زايا { " Please " ، و أحيانا { جيما " ..Pleasure " و أحيانا

) مقال الدكتور1948إلخ ] راجع مجلة : األبحاث ) بيروت ( حزيران ، أنيس فريحة ( [

{ متحدة بالشكل و إذا كان من مشكالت الحرف العربي أن هناك حروفا العام ، و لكنها تمتاز عن بعضها بعدد النقط ، فيؤدي األمر إلى " التصحيف " أي أن تقرأ الكلمة على وجوه متعددة ، فالواقع أن مشكالت الحروف ال

, a , e , i , ouتقتصر على العربية وحدها ، فحروف المد في اإلنكليزية : ie , io , ei , ea , eeيختلف فيها النطق بها بدون سبب معقول ، و

ow " . و كذلك الحرفان " Do " – " Go " يلفظ بصوتين في " Oحرف " " – " School " في " Ch " . و الحرفان " Bow " – " How" في "

Church " و المخارج الصوتية للحرفين . " ou " كما في " out " – " Four " – " Trouble " – " Tkrought " – " Thingكما } { ذاال " ، و حينا

" ، و األلفاظ التالية تختلف كتابتها ، مع أن مخارجThe " – " Thisفي " " . ] السامرائي : آراءTheir " ، " There " ، " Hairألفاظها واحدة : " [119 – 118في العربية ، ص

و ال تزدحم أصوات الحروف في اللغة العربية على مخرج واحد كما تزدحم�اء " F " – " Vالفاء و الف�اء " " . و إذا كانB " – " P " ، و الباء و الب

بعضهم يرى أن أصواتها التي تطلقها حناجر أهلها تنقص بعض أصوات ألصحاب لغات أخرى ، كالباء الثقيلة ، و الغين الثقيلة ، و حرف العلة بين الواو و الياء ، فإن من خصائصها أن أحرف " الحاء ، و الضاد ، و الطاء "

لم تكن إال فيها .ا ما يشاع حول صعوبة العربية فمزاعم باطلة في منطلقاتها و أهدافها . � أم{ من الصعوبات التي إذ لدى النظر الفاحص – البعيد عن الهوى – نجد كثيرا

{ أنه ال حاجة يتحدثون عنها هي مصدر ثرائها و أصالتها و تكاملها . علماªترك أمر { بكل جوانبها ، فهناك موضوعات ي لإلنسان العادي أن يكون عالما

Page 15: خصائص العربية و طرائق تدريسها

التعمق فيها لعلماء العربية و لذوي االختصاص فيها . و لعل من الصدق بمكان أن نقول : إن من خصائص العربية السهولة ،

فهي هجائية في كتابتها ، فيسهل إمالؤها ، و غير الهجائي فيها يخضعا اإلنكليزية فال تكتب كما تنطق ، فهناك الحروف � لقواعد قياسية ثابتة ، أم

الزائدة في كثير من الكلمات ، حتى أن متعلم هذه اللغة يضطر إلى حفظ الكلمة و حفظ صورتها في الرسم . و هذا األمر ال يقتصر على اللغة

اإلنكليزية فحسب ، بل ينطبق على الفرنسية و اإليطالية و غيرهما من ،43اللغات األخرى . ] مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد /

{ في تصريف1968سنة ) مقال عارف النكدي ( و تتجلى سهولتها أيضا أفعالها الثالثة ، و هي تقتصر على : الماضي ، و المضارع ، و األمر ، بينما

تبلغ الصور التصريفية ألفعال اللغة الفرنسية خمس عشر صورة ، منهاخمس للماضي وحده .

و هي لغة قياسية في قواعدها ، و الجوازات فيها للتيسير ال للتعقيد ، و الشواذ ال يقاس عليها ، و ال يحكم على صعوبة اللغة من خاللها . و قد

الحظ واصف بارودي االط�راد في تصريف األفعال ، فليس من أفعالها ما{ ، إال في القليل النادر ، بينما يوجد في الفرنسية { شاذا يتصرف تصرفا

{ به وال يخضع { خاصا { شاذا المئات من األفعال التي يتصرف كل منها \تصرفا لقاعدة أو قياس ، و إنما يجب أن تحفظ صورها الصوتية و الكتابية .

] بارودي : مقاالت التربية و التعليم ، مجلة التعليم العام الفرنسية ، عدد / ( [ أم�ا اللغة الصينية1933 ، ) مطبعة الكشاف 402 ، ص 1930 ، 12

فال تملك حتى اليوم أبجدية تقيم عليها لغتها . و الحروف الصينية ما هي إال رسومات تصل إلى أربعة آالف شكل ، هي أقرب – في شكلها – إلى

الخطين المسماري و الهيروغليفي القديمين . و تعد اللغة األلمانية من أصعب اللغات في أوربا الوسطى ، فهي تشتمل

على قواعد ال تقل في دقتها و تشعبها عن قواعد اللغة العربية . [ و مع ذلك لم نسمع أن أصحاب69] السامرائي : آراء في العربية ، ص

هذه اللغات يشكون من صعوبة لغاتهم أو تقديم اللغات األجنبية عليها ،ªقدم هذه الدول على استبدال حروف لغتها بألفباء أجنبية عنها . كما لم ت و إذا كان بعض علماء اللغات قد انشغلوا في المفاضلة بين لغة و أخرى

في أوائل القرن العشرين ، فإن انشغالهم كان في العرض دون الجوهر ، أي أن جل� اهتمامهم دار في نطاق النظام اللغوي – الصوتي و الصرفي و

النحوي – في حين أن األمم الراقية تتفاضل و تتنافس بعقائدها و قيمها اإلنسانية ، و بأنظمتها السياسية و االجتماعية و االقتصادية . و من هنا كان

ميزان التفاضل بين اللغات ينبغي أن يكون فيما تحمله في أحشائها من مضامين و أفكار ، ثم ينظر في أمر أوعيتها الخارجية . أم�ا ميزان المفاضلة

بين الشعوب و األمم و األفراد فقد جاء القول الفصل فيه حين قالتعالى :

فªوا ¬ع¬ار¬ ®ت ®ل¬ ل ¬ائ {ا و¬ق¬ب عªوب ªم شª ¬اك ع¬لن ¬ى و¬ج¬ ªنث ¬ر£ و¬أ ªم م®ن ذ¬ك ¬اك ¬قن °ا خ¬ل ®ن °اسª إ �ه¬ا الن ي¬ ¬ا أ } ي

®ير� ) ب ®يم� خ¬ °ه¬ ع¬ل ®ن° الل ªم إ ¬تق¬اك °ه® أ ند¬ الل ªم ع® م¬ك ¬كر¬ ®ن° أ ( { ] سورة الحجرات :13إ [ 13اآلية

و خالصة القول يتلخص فيما رآه ابن حزم األندلسي من أن العربية استمدت قوتها من قوة الدول اإلسالمية ، إذ اللغة يسقط أكثرها و يبطل

Page 16: خصائص العربية و طرائق تدريسها

بسقوط دولة أهلها و دخول غيرهم عليها في أماكنهم ، أو بنقلهم عن ديارهم و اختالطهم بغيرهم . فإنما يقيد لغة األمة و علومها و أخبارها قوة دولتها و نشاط أهلها . و أم�ا من تلفت دولتهم ، و غلب عليهم عدوهم ، و استقلوا بالخوف و الحاجة و الذل و خدمة أعدائهم فمضمون فيهم موت

[ و لعل خير ما32 / 1الخاطر . ] ابن حزم : األحكام في أصول األحكام ، نختم به هذا الفصل قول الثعالبي : إن من أحب الله أحب رسوله

المصطفى صلى الله عليه و سلم ، و من أحب النبي أحب العرب ، و من أحب العرب أحب اللغة العربية التي نزل أفضل الكتب على أفضل العجم و العرب ، و من أحب العربية عني بها و ثابر عليها ، و صرف همته إليها .

[2] الثعالبي : فقه اللغة و سر العربية ، صالباب األول \ الفصل الثاني

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

الفصحى و العامية*

التعريب*  

Page 17: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الفصحى و العامية عرفنا العربية لغة إنسانية حية ، لها نظامها الصوتي و الصرفي و النحوي و التركيبي ، كما

أللفاظها دالاللتها الخاصة بها ، و قد رأى العلماء أن كل خروج على هذا النظام اللغوي{ ، سواء أكان هذا الخروج بخلط الكالم بلغة أخرى ، أم في استعمال اللفظة المتكامل يعد لحنا

في غير موضعها ، أم في مخالفة أي عنصر أساسي من عناصر كيانها اللغوي الذي يمـيزها عنغيرها من اللغات اإلنسـانية .

و ظاهرة اللحن في اللغة العربية ليست وليدة العصر الحديث ، فقد ظهر اللحن في كالم} الموالي و المتعربين منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم . فقد ذكر السيوطي أن رجال

لحن بحضرته فقال : " أرشدوا أخاكم فقد ضل " . و روي من لفظ النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " أنا من قريش و نشأت في بني سعد£

فأنى لي اللحن ! " . و هذا أبو بكر الصديق يشدد النكير على نفسه إن أخطأ و ذلك حين يقول :

[396 / 2 ، 199 / 2ألن أقرأ فأسقط أحب إلى من أن أقرأ فألحن . ] السيوطي : المزهر ، ] أسقط : أترك بعض كلمات من الحديث [

و قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه مر على قوم يسيئون الرمي فقرعهم ، فقالوا{ و قال : و الله لخطؤكم في لسانكم أشد علي من خطئكم : إنا قوم متعلمين ، فأعرض مغضبا

في رميكم . سمعت رسـول الله صلى الله عليه و سـلم يقول : " رحم الله امرأ أصلح من [ 242لسـانه " ] ابن األنباري : األضداد ، ص

و يروي لنا الجاحظ أن أول لحن سمع في البادية قول أحدهم : هذه عصاتي ، بدل " عصاي " ، و أن أول لحن سمع في العراق قولهم : حي ¿ على الفالح ، ) بكسر الياء بدل فتحها ، ثم فشا

} اللحن في العصر األموي حتى وقع فيه بعض الخلفاء و البلغاء ، بالرغم من انه كان عيبا يتحاشاه الناس . فقد نقل عن عبد الملك بن مروان أنه قال : شيبني ارتقاء المنابر و توقع

[ 161 / 2اللحن . ] الجاحظ : البيان ، و نحن لو تتبعنا هذه الظاهرة لوجدنا أنها مشكلة طارئة على اللسان العربي ، إذ لم تكن قائمة

حينما كانت اللغة ملكة في ألسنة العرب ، يأخذها الجيل اآلخر عن الجيل السابق ، فلما جاء} اإلسالم ، و فارقوا بيئتهم لحمل دينهم إلى األمم األخرى ، و دخل الناس في دين الله أفواجا

من مختلف الشعوب و األلسنة ، و خالط العرب األعاجم في حياتهم الدينية و االجتماعية و االقتصادية ، صار من غير الممكن المحافظة على صفاء اللغة و نقائها ، فنشأ على ألسنة

الناس ما عرف باللهجات العامية . و مما يؤكد خطورة هذه الظاهرة على العربية ، أن علماء{ عديدة ، منبهين فيها { منهم على لغة القرآن الكريم – تصدوا لها ، و ألفوا كتبا اإلسالم – حرصا

إلى لحن العوام و الخواص .] نذكر منها :

هـ189. ما تلحن به العوام _ الكسائي ، 1 هـ209. لحن العامة _ أبو عبيدة ، 2 هـ255. لحن العامة _ أبو حاتم السجستاني ، 3 هـ284. لحن العامة _ أبو عثمان المازني ، 4 هـ291. ما تلحن به العوام _ أبو العباس ثعلب ، 5 هـ [ 395. لحن الخاصة _ أبو هالل العسكري ، 6

كما جمعوا الشعر الجاهلي ، و وضعوا المعاجم على اختالف أنواعها ، فضمنوا لنا بذلك صفاءلغتنا المكتوبة ، و حفظوها من العبث و الفساد .

فاللهجة العام�ية – إذن – هي اللسان الذي يستعمله عامة الناس – مشافهة – في حياتهماليومية ، لقضاء حاجاتهم و التفاهم فيما بينهم .

و مع مرور الزمن تتخذ هذه اللهجات صفات لغوية خاصة بها ، متأثرة بالعوامل البيئية التي وجدت فيها . و يرى الباحثون أن اللهجات تتقارب و تتباعد بمقدار اقترابها أو ابتعادها عن اللغة

األم من جهة ، و بعوامل الغزو الطارئة عليها من خارج أصولها و قوانينها اللغوية من جهةأخرى .

و لعل الناظر في أمر اللهجات العام�ية في البالد العربية المختلفة يجد أنها اللغة العربية الوافدة من الجزيرة العربية ، مع ما طرأ عليها من تحريف لكثير من ألفاظها ، نتيجة اختالط العرب بغيرهم من الشعوب األعجمية ، و نتيجة لتحريف عامة الناس ، و ذلك بخروجهم على

قوانين اللغة و أنظمتها . أم�ا اختالف هذه اللهجات بعضها عن بعض ، فمرد�ه إلى اختالف اللغات التي غزتها اللغة العربية

في البيئات التي تناولتها الفتوحات اإلسالمية ، إذ اصطدمت بالفارسية في بالد فارس ، وبالسريانية و الالتينية في أطراف بالد الشام ، و بالقبطية في مصر ، و بالبربرية في شمال

إفريقية ، و بغيرها من اللغات في مناطق متباعدة من العالم اإلسالمي .

Page 18: خصائص العربية و طرائق تدريسها

و بالرغم من انزواء معظم اللغات المحلية و هزيمتها أمام لغة اإلسالم الغازية ، فإنها تركت{ واضحة في اللهجات المحكية هنا و هناك . آثارا

في ضوء ما تقدم ، نرى أن ما يطلق عليه اللغات العامية في البالد الناطقة باللغة العربية ما هي إال لهجات محلية يتحدث بها عامة الناس في حياتهم اليومية ، و مع أنها قد انسلخت عن

اللغة العربية األم ، و أنها قد استمدت معظم ألفاظها و تعابيرها منها ، فإن اللهجة الواحدة منها تختلف عن مثيالتها في األقطار العربية األخرى . و قد تصل إلى حد التنافر و االفتراق في بعض

جوانبها ، بسبب العوامل الطارئة عليها من خارج اللغة األم ، نتيجة لظروف جغرافية واقتصادية و سياسية و اجتماعية معينة .

و قد قسم علماء اللهجات اللغة العربية إلى خمس مجموعات هي : الحجازية و المصرية و الشامية و العراقية و المغربية ، و وجدوا أن المجموعتين : الحجازية و المصرية أقرب

المجموعات إلى الفصحى لعدم اختالط أبنائها بأقوام أعجمية . ] مجلة مجمع اللغة العربية [ 614 ، ص 1970 ، السنة / 45) دمشق ( المجلد /

الدعوة إلى العامية استغل خصوم العربية و أعداء اإلسالم هذه الظاهرة اللغوية فقاموا بمحاوالت مشبوهة للنيل

من لغتنا ،و ذلك بالدعوة إلى إحالل العامية محل الفصحى . وقد بدأت في مصر زمن االحتالل البريطاني . و كان أول من أطلق هذه الدعوة الدكتور األلماني " ولهلم سبيتا " حينما كان

{ لدار الكتب المصرية عام هـ . و لم يمض عام آخر حتى تلقفت1298 م / 1880يعمل مديرا هذه الدعوة صحيفة " المقتطف " المعروفة بميولها االستعمارية ، و أخذت تروج لها في

أوساط قرائها ، فتصدى لها الحريصون على سالمة العربية و أسكتوها . { ، فهدأت المناقشة إلى حين ، لتعود ثانية إلى الظهور على ثم بدأ لهم أن الوقت مازال مبكرا

يد رجل إنكليزي هو " السير والف ويلمبور " الذي كان أحد قضاة االستئناف األهلية في مصر ،{ في اإلنكليزية سماه " لغة القاهرة " م ، و اقترح اتخاذ لغتها1902 هـ / 1320حين ألف كتابا

{ كتابتها بالحروف الالتينية . وتبعت المقتطف مجلة العامية لغة لألدب و العلم ، كما اقترح أيضا الهالل ، ففتحت صفحاتها لدعاة العامية أمثال " اسكندر المعلوف " و " اميل شميل " ] راجع :

1978 / مايو 1398 ، جمادى األولى 41مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد / ) بحوث مؤتمر الدورة الرابعة و األربعين ( [

هـ على يد " السير وليم ولكوكس " الذي كان1345 م / 1926و نشطت جولة ثالثة حوالي { يعمل في مجال الري المصري في ظاهر األمر ، بينما كان – في حقيقته – من { إنجليزيا مهندسا

دهاة االستعمار ، إذ كان يظهر التودد و التسامح لعلماء الدين و أولي األمر ، حتى استطاع أن{ للدعوة إلى العامية ، بل كان ينشر يتولى إصدار مجلة األزهر لحقبة من الزمن ، فاتخذها منبرا بعض المقاالت فيها ، و يرصد المكافآت ، و يدعو إلى المباراة في الكتابة بها . ] مجلة األمة :

{ : عن أهم77 ، ص 6عدد / ) مقال الدكتور عبد العظيم الديب ( [ و استمر ينفث سمومه قائال عائق يمنع المصريين من االختراع هو أنهم يؤلفون و يكتبون باللغة الفصحى ، و أنهم لو ألفوا و

كتبوا بالعامية ألعان ذلك على إيجاد ملكة االبتكار و تنميتها . ] مجلة مجمع اللغة العربية ، ) بحوث مؤتمر الدورة الرابعة و األربعين [ 41) دمشق ( المجلد /

و كانت الدكتورة نفيسة سعيد من الذين رصدوا تاريخ الدعوة إلى العامية و آثارها في مصر ، فقالت : إن مصدر الدعوة إلى العامية أجنبي ، كما اتضح لي من دراسة الكتب األجنبية التي تناولت اللهجة المصرية ، و خاصة منها ما كان في أوائل عهد االحتالل البريطاني في مصر .

[ ثم عددت المحاوالت التي قام بها األجانب إلدخال8] سعيد : تاريخ الدعوة إلى العامية ، ص [ 77 – 55العامية و إحاللها محل الفصحى . . ] سعيد : تاريخ الدعوة إلى العامية ، ص

و من الشواهد التي تستدل بها على صحة دعواها اهتمامهم الزائد باللهجات العربية العامية و منها :

إدخالهم تدريس اللهجات العامية في مدارسهم و جامعاتهم في إيطاليا و النمسا و روسيا و * فرنسا و ألماني و المجر و إنجلترا .

اهتمامهم بالتأليف في اللهجات العامية . و هناك كتب ألفها أبناء العربية بإيعاز منهم ، مثل * كتاب " أحسن النخب في معرفة لسان العرب " لمحمد عياد الطنطاوي ، و كتاب " الرسالة

التامة في معرفة كالم العامة " و " المناهج في أحوال الكالم الدارج " لميخائيل صباغ . و ما بعدها [ 9] سعيد : تاريخ الدعوة إلى العامية ، ص

و يكاد يجمع الباحثون على أن الدعوة إلى العامية هي دعوة استعمارية ، انساق وراءها أناس ، عن حسن نية عند بعضهم و سوء طوية عند بعضهم اآلخر ، و أن األجانب هم الذين هيأوا لها المال و المنابر و العمالء ، و عملوا ليل نهار في العلن و في الخفاء . ] راجع : مجلة مجمع

) مقاالت حول1978 / 41 ، 19678 / 43 ، 1957/ 32اللغة العربية ) دمشق ( المجلدات العامية و الفصحى [

Page 19: خصائص العربية و طرائق تدريسها

أم�ا الدعوة إلى العامية في لبنان ، فنترك الحديث عنها إلى أحد دعاتها – يوسف الخال – الذي{ – بين وعيي هذه الظاهرة ،و يؤرخ لنا تاريخ الدعوة لها ، بقوله : ال يوجد حد فاصل – تاريخيا

{ في1362 م / 1943بدء تحقيقي لها . لكنني أذكر أنني في مطلع هـ ، و كنت بعد طالبا الجامعة األمريكية ، دعيت إلى إلقاء محاضرة حول النقد األدبي فلبيت ، و ألقيت المحاضرة باللغة المحكية .. أثناءها عدد من األدباء راحوا يدعون إلى الكتابة بالعامية ،و على رأسهم "

سعيد عقل " و بينهم " رشدي المعلوف " . و يرى الخال أن انتصار العرب على إسرائيل مرهون بانتقالهم من الفصحى إلى العامية المحكية !! ] النهار العربي و الدولي ) باريس ( عدد

[ و استمرت الدعوة إلى العامية في لبنان ، و اتخذ ، واتخذ دعاتها اتجاهات مختلفة ،194{ عن الفصحى ، على أن تكتب بالحروف العربية المألوفة ، منهم من أراد أن تكون العامية بديال و يمثل هذا االتجاه الخوري " مارون غصن " و منهم من أراد العامية و أن تكتب بحروف التينية

مطورة ، و يتمثل هذا االتجاه بالشاعر " سعيد عقل " .ا " أنيس فريحة " فقد اهتم بدراسة اللهجات المختلفة ، و خلص إلى التسوية بين " اللغة " � أم

{ أن العامية لغة قائمة بذاتها ، لها خصائصها التي تنفرد بها عن سواها . و " اللهجة " ، زاعما [ 41] فريحة : محاضرات في اللهجات ، ص

{ خرجوا بمشروع " العربية األساسية " . فعقد من اجله مؤتمر في بلدة " برمانا " لبنان و أخيرا هـ ، و الذي دعا إليه المركز التربوي للبحوث و1393 م / 1973زيران 0 ح16 – 14من

اإلنماء ،و استضافت المدعوين مؤسسة فورد األمريكية . و قد رد الدكتور " عمر فروخ " على المشروع ، و لخص أهدافه ، ثم قال : إننا إذا تفطنا لمدلول الكالم في متن المشروع و قارناه

بالمناقشات التي دارت ، رأينا أن االهتمام األول بالمشروع ، و في جانبه العملي ، منصب على اللغة العامية وحدها ، وينقل عن أحد القائمين على المشروع قوله : نحن اآلن ال تهمنا

التراكيب في اللغة الفصحى ، المهم عندنا اآلن اللغة الحالية . أي اللغة الدارجة على ألسنة /48األطفال ] راجع نص المشروع و الرد عليه في : مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق (

و ما بعدها [ 817 ، ص 1973 و في توضيحه لهذا المشروع يقول الدكتور " عمر فروخ " : إن العربية األساسية تعبير يدور

{ يكثر وروده في الكتابة و التخاطب على أن في كل لغة قسمين من الكلمات و التعابير ، قسما{ قد قل وروده في الكتابة و التخاطب في عصر من العصور أو بطل مرة واحدة . و ، ثم قسما

{ : هذا المدرك باسمه الجديد " العربية األساسية " جاء من الغرب و أخذ به نفر من يضيف قائال العرب ، و ذلك أمر مفيد إذا اقتصر على الجوانب السليمة ألنه في الحقيقة " تعداد إحصائي " للكلمات و التعابير لمعرفة تواتر بعضها باإلضافة إلى بعض . ] راجع نص المشروع و الرد عليه

و ما بعدها [ 817 ، ص 1973 / 48في : مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( و هنا أود أن أشير إلى أن تواتر الكلمة أكثر من سواها على ألسنة األطفال ال يجوز أن يندرج

} على واقع حالنا ، فالغزو الثقافي و الفكري و ما تبعه من غزو علمي و حضاري ترك آثارا خطيرة على حياتنا في أنحائها المختلفة ، كما غرب الكثير من ألفاظ لغتنا اإلسالمية و أحيا

الكثير من ألفاظها الجاهلية أو المنتمية للحضارة الغربية المعاصرة . لذلك ، ال يجوز أن يكون " التعداد اإلحصائي الرياضي " هو الفيصل في اختيار مفردات كتب األطفال و تراكيبها ، فهناك

ªلفت إليها ، و يأتي في مقدمتها أن تكون محققة لألهداف عوامل هامة أخرى ينبغي أن يالتربوية الثقافية لترسيخها في أذهان هؤالء األطفال في هذه المرحلة الحساسة من حياتهم .

إن الدعوة إلى العامية " لغة التخاطب اليومية " لم تستنفد أغراضها بعد ، و لم يحقق دعاتها{ لخطورة هذا األمر – كان علينا – و على جميع األهداف التي يسعون للوصول إليها ، ونظرا

العاملين في حقل تدريس اللغة العربية تبيان مخاطرها و إدراك مراميها القريبة و البعيدة . و{ – أن معركة ال يجوز أن نهون من أمرها ، كما فعل الدكتور " شوقي ضيف " حين رأى – متفائال العامية مع الفصحى هي معركة خاسرة ، و أن الفصحى قد \سلبتها جمهورها القارئ . ] مجلة

[ و ذلك ألن دعاة العامية117 ، 19 ، ص 1 ، ج / 43مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد لم يلقوا أسلحتهم بعد ، بل أخذوا يتفننون في عرض الوسائل و األساليب التي تحقق أغراضهم

. إنهم يريدون للعربية ما حصل للغة الالتينية ، حين تحولت لهجات الشعوب المتكلمة بها إلىلغات جديدة ، عاشت على أنقاض اللغة األم .

لقد تصدى عدد من الباحثين لدعاة العامية و ردوا على مزاعمهم ، فانبرى عبد العزيز جاويش لهم في مصر فقال : إن لغة القطر المصري ليست إال لغة عربية دخلها بعض التحريف وªظن أنه مناف للعربية هو من العربية ، و أنمه إذا لم يوافق لهجة الدخيل ، و أن أكثر ما ي

قريش الفصحى فإنه ربما يوافق لهجة بعض القبائل األخرى ، و أورد الكثير من األمثلة على ) مقال األستاذ عارف النكدي (3 ، ج 43ذلك . ] مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد

{ سماه " رد العامي { قيما { ، حين وضع كتابا { و وضوحا [ أم�ا الشيخ أحمد رضا فقد كان أكثر تحديدا إلى الفصيح " يكفي أن يتصفحه القارئ ليتأكد أن العامية هي الفصحى ، مع ما طرأ عليها من

Page 20: خصائص العربية و طرائق تدريسها

ص1 ، ج / 4143تحريف و إقحام و إبدال . ]مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد 19 ، 117 ]

و هناك من تصدى لظاهرة تغيير المخارج الصوتية األصلية لبعض حروف العربية ، مما شوه هذه اللغة الشريفة و نقل العديد من ألفاظها إلى العامية ، فهذا هو العالمة الشيخ صالح

المدهون اليافي اللبناني يشن حملة قاسية على أولئك المشوهين المتحذلقين ، و ذلك حين{ من المتكلمين باللسان العربي ، مع كونهم من أهل المعرفة ، صاروا ال يالحظون يرى أن كثيرا

ما لكل حرف من أحكام ، من حيث المخرج و الصفات حتى وصلت بعض الحروف إلى حالة أن يحكم عليها أنها ليست من الحروف العربية لشدة التغيير المتجدد فيها ، و في كل يوم

ªخاطب به { ، مع ما يوجبه السامع – في كثير من األوقات – من عدم فهم ما ي يزداد ذلك انتشارا{ ، إذ هو مبني { أو حمله على خالف المراد ، و امتد ذلك إلى وقوع الغلط في الرسم أيضا رأسا على اللفظ . ثم يذكر لنا الحروف التي غيروها حتى أخرجوها عن أصلها ، مع بيان ما غيروها

إليه ، و أهمها :حرف القاف غيروه إلى الهمزة المفخمة ، فيقولون بدل قال " آل " . * { مهملة ، فيقولون بدل ثابت " سابت " . * حرف الثاء غيروه سينا

{ ، فيقولون بدل ذل " زل "  * حرف الذال المعجمة غيروه زايا{ فيقولون بدل ظهر " زهر " . ] جريدة الرشيد * { مفخمة أيضا حرف الظاء المعجمة غيروه زايا

[5) بيروت ( عدد / و ال شك أن التعليم اإللزامي في مرحلتيه : االبتدائية و المتوسطة ، و تحسين أساليب

التدريس باختيار المدرسين الصالحين و تدريبهم ، و تعريب العلوم في جميع مراحل التعليم ، و إسهام وسائل اإلعالم المسموعة و المكتوبة و المرئية بدورها في هذا السبيل ، كفيل بتفصيح العامية و تيسير الفصحى و ردم الهوة القائمة بينهما ، ثم إن النهضة الثقافية الفكرية الشاملة قادرة على استيعاب هذه المشكلة ، فاألمر كما ذكر زيدان حين قال : إن اللغة في كل أين و

{ . ] زيدان : تاريخ اللغة العربية ، ص [ 23آن تتبع عقول الناطقين بها ارتقاء{ و انحطاطا{ أن الفجوة بين الفصحى و العامية المتداولة ، ليست إلى الحد الذي يصوره خصوم عما

الفصحى . فهذا الدكتور " محمد رضوان " يقوم بدراسة منهجية للغة األطفال ، و من خالل هذا{ في أحاديث األطفال ، هناك 372البحث أثبت أن من بين كلمة193 كلمة األكثر شيوعا

{ في النطق ، و أن هناك { كامال كلمة ال تختلف79مشتركة مع الفصحى ، أي أنها تتفق اتفاقا عن الفصحى في النطق إال بتغيير واحد في أحد أصوات الكلمة ، و أن بقية الكلمات تفترق عن

نظائرها في الفصحى بتغييرين اثنين . % . ] لغة األطفال : بحث81و يخلص إلى أن نسبة االلتقاء بين العامية و الفصحى تصل إلى

[ هذا في لغة األطفال فحسب . فهل يصح1974مقدم إلى مؤتمر خبراء اللغة العربية بعمان بعد هذا أن يتحدث عاقل عن وجود لغتين اثنتين في لغة واحدة *!

[133و هناك باحث آخر تتبع موضوع اللهجات العربية ، ] السامرائي : آراء في العربية ، ص / [ و خرج بنقاط620 – 617 ، ص 1970 / 45]مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق ( المجلد

 مهمة منها : إن اللهجات العامية تشوه و ال تخلق ، فهي تأخذ ألفاظها من الفصحى أو من لغات أجنبية *

 فتشوهها بإبدال حروفها أو تغيير بعض أصواتها و اإلخالل بإعرابها . اللهجات العامية ال تصلح للكتابة ، إذ ليس لها قواعد تضبطها عند الكتابة ، فهناك : المد ، و *

اإلمالة ، و التخفيف ، و الترقيق ،و الحذف .. إلخ . إن اللهجة العامية ال تستطيع التعبير إال عن المعاني الساذجة العامة ، فهي فقيرة بعدد *

مفرداتها و تراكيبها و جملها ، و أساليب البالغة فيها ثم ال ننسى أن اللهجات العامية ال تستقر على حال ثابتة ، بل هي عرضة للتحول و التبدل من

حين آلخر ، و ذلك الفتقارها للقواعد اللغوية الضابطة . وهذا األمر يؤدي في نهاية المطاف إلىانقطاع االتصال بين األجيال المتالحقة ، فتبقى األمة على طفولتها الفكرية و العلمية .

و إذا كان هؤالء الخصوم أكثر إصغاء{¬ للباحثين اإلفرنج ، فهذا المستشرق " جاك بيرك " يقول : و ليست اللهجات العامية باللغات األصلية ، فهي تحريف عن الفصحى و تشويه لها ، و لن

تقوى هذه اللهجات الهزيلة على اقتحام أسوار التراث العربي المنيع األصيل . ]مجلة مجمع [ 47 ، ص 1969 / 24اللغة العربية ) دمشق (

و ال ننسى أن االنتقال من الفصحى إلى العامية معناه انقطاع الصلة بيننا و بين إسالمنا ، المتمثل بكتاب اله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التابعين و السلف الصالح ، ثم

{ أن هؤالء المتفرنجين ما كان { بتراث أمتنا الفكري و األدبي و اللغوي ، علما قطع الصلة أيضا لهم أن يستمتعوا بنتاجها العلمي و التكنولوجي و الفلسفي لوال العربية الفصحى ، التي نقلت

لهم فلسفة اليونان و الهند و علومهم ، كما نقلت إليهم ما أنتجه العلماء المسلمون أمثال : الكندي ، و ابن الهيثم ، و الخوارزمي ، و البيروني ، و الرازي ، و ابن سينا ، في علوم :

Page 21: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الرياضيات ، و الكيمياء ، و الطب ، و الفلك ، و الفلسفة ، و غيرها ، و التي كانت مصادرمعارفهم ، و أمهات مراجعهم في جامعات أوربا حتى األمس القريب .

ا الجانب السياسي فال يقل خطورة عن الجوانب الضارة األخرى ، إذ إن االنتقال من � أم الفصحى إلى العامية معناه فك العرى بين الناطقين بهذه اللغة ، بحيث نحتاج إلى تعلم هذه

اللهجات المتعددة لنتمكن من التفاهم فيما بيننا ، فهناك فروقات واضحة بين متكلمي العامية{ بين أحياء المدينة الواحدة أنفسهم ، ليس بين بلد و آخر ، بل بين أبناء اإلقليم الواحد ، و أحيانا

الواحدة ، و ال نغالي إذا قلنا بين األخوة في البيت الواحد ، و ذلك نتيجة التفاوت الثقافي والمعرفي بينهم ، إذن فعامية أي قطر نختار لتحل محل الفصحى *!

في حين نجد جميع العرب يستطيعون التفاهم بالفصحى ، و ال أعني - كما يطيب لهؤالء{ : هما { . ] الشنفرى و تأبط شرا الخصوم أن يقولوا – العودة إلى لغة الشنفرى ، و تأبط شرا من شعراء الجاهلية الصعاليك [ فلغة أولئك القوم تمثل بيئة معينة في أحوال خاصة بهم ، و

إنما أعني اللغة التي هذبها اإلسالم ، فنحن حين نقرأ خطبة للرسول صلى الله عليه و سلم أو{ يذكر عن { ، ال نجد اختالفا { خط قبل بضعة عشر قرنا ألحد الخلفاء الراشدين ، أو نراجع كتابا

العربية الفصحى المعاصرة .{ على صدق هذا المقال ، سأقدم للقارئ نماذج لتلك العربية التي نتمسك بها و نحرص و تدليال

عليها .خطبة الرسول صلى الله عليه و سلم في اإلسالم :

{ ما قال بعد أن حمد الله و أثنى عليه : " إن الرائد ال يكذب أهله ، و الله لو كذبت الناس جميعا{ ما غررتكم ، و الله الذي ال إله إال هو ، غني رسول الله كذبتكم ، و لو غررت الناس جميعا

إليكم و إلى اإلنس كافة . و الله لتموتن كما تنامون ، و لتبعثن كما تستيقظون ، و لتحاسبن بما{ . ] صفوت : { أو لنار� أبدا { ، و إنها لجنة أبدا { و بالسوء سوءا تعملون ، و لتجزون باإلحسان إحسانا

[ 51 / 1جمهرة خطب العرب ، خطبة الصديق حين بويع بالخالفة :

حمد الله و أثنى عليه بما هو أهل له ثم قال : " أيها الناس ! إني قد وªليت عليكم و لست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، و إن أسأت فقوموني . الصدق أمانة و الكذب خيانة ، و الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له ، و القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق

منه ، ال يدع قوم الجهاد في سبيل الله إال ضربهم الله بالذل ، و ال تشيع الفاحشة في قوم إال عمهم الله بالبالء . أطيعوني ما أطعت الله و رسوله ، فإذا عصيت الله و رسوله فال طاعة لي

عليكم . أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم . قوموا إلى صالتكم يرحمكم الله . ] ابن [ 661 / 2هشام : سيرة ،

وصية اإلمام علي يوصي فيها ابنه الحسن :{ فيما بينك و بين غيرك ، فأحب لغيرك ما تحب ، و اكره له ما " يا بني ، اجعل نفسك ميزانا

ªحن إليك ، و استقبح من ªظلم ، و أحسن كما تحب أن ي تكرهه لها ، و ال تظلم كما ال تحب أن ت نفسك ما تستقبحه من غيرك ، و ارض من الناس ما ترضاه لهم من نفسك ، و ال تقل ما ال{ ، و ال تأكل ªقال لك ، و ال تكن عبد غيرك و قد جعلك الله حرا تعلم ، و ال تقل ما ال تحب أن ي

من طعام ليس لك فيه حق ، فبئس الطعام الحرام ، و جد� في تحصيل معاشك ، و إياك و ) ط . االستقامة – القاهرة (24 / 3االتكال على المªنى ، فإنها بضائع الحمقى . ] نهج البالغة ،

]

ال شك أن دعاة إحالل العاميات محل الفصحى ، يلتقون مع الهدف الذي تسعى إليه الصهيونية العالمية ، كما صرح بذلك " ليفي أشكول " حين قال : إننا لن نسمح بوجود لغة واحدة و شعب

{1964 يوليو 15واحد و دين واحد في الشرق األوسط . ] جريدة األخبار المصرية [ و تدليال على مدى خطورة االنتقال من الفصحى إلى العامية سأعرض – للقارئ – عينات من هذه

اللهجات الدراجة في بعض البالد العربية ، و التي نجد صعوبة بالغة في التفاهم من خاللها ، و هي في وضعها الحاضر ، فما بالك لو تحولت إلى لغات مستقلة ، تتقوقع كل واحدة منها في

زاوية ضيقة من أرجاء الوطن الواحد لألمة الواحدة *! العينة األولى " لبنان " :

يقول الشاعر اللبناني سعيد عقل في مقدمته لديوان " جلنار " : " نشوء كل معرفي فيكي البترافق المعرفي البيعملها الجمال بتفرق عن غيرها بأنو فيها شيء �ي ، بس اللز � بترافقو لز

من التخدير ، من الحلم من الهز� ، كأنو الكون اإلنت فيه مرجوحا . و ن تغمقنا اكثر منشوف روح الجمال حركي صوب التوحد ، اجزاء عمتنلم بكل طيشرا عمتصير نظام ، و هالنظام مثل كأنو بساطا مع إنو مركب من الف تنويعا و تداخل ، شعور غريب بإنو التعقيد زاتو عميرحرح .

Page 22: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الجمال بينعمل مش لشي إال لحالوا . ال بإرغام و ال لغايي . تمام متل اللعب ، البيلعب ماحد جابروا ، ولنو عمييضارب ع منفعة ، و بيكد و هو ملتز ، متل كأنو من قوي ناعمي غامضا خفي

من برات هت الكون . " عينة من السودان :

{ عن السامرائي : آراء في العربية ، ص من الشعر الشعبي في السودان قول إحداهن : ] نقال [ يا حسين أن أمك و انت ماك ولدي بطنك كرشت .. عن البنات ناسي و ذقنك حمست137

جلدك قرشت مافي منين ياحسين .. أشوف لوحك معلق ال حسين قتل .. و ال حسين معلق { عن السامرائي : آراء في العربية ، ص [ :137عينة من العراق ] نقال

" كوثر : شلون كدرت تشوفيه * األم : ما راح الولد المحامي رحت كعدت كال المركز ، و ره نص ساعة شفت الخبصة خفت من يم الباب ، و ره شوية حركوا الخشبة المحطوطة كبال الموقف اللي همه بيه .. و اشبو فليحياه السعدي واكف بالباب ، و جان اوكف على حيلي و اصيح بعلو حسي .. عيني سعدي .. سعدي باوعني و شال ايده و كام يضحك و يؤشر لي و بقيت واكفة أباوع و ما جيت إلى و كت ما رجعوا الخشبة كدام باب الموقف . كوثر : و ما

عرفتي المحامي الحجة وياج منو * األم : و الله ما ادري ! الوجه ما غريب علي ... " ] مقتبسمن مسرحيات يوسف العاني [

{ باللغة العربية ، فقد رأى العلماء المشتغلون بالدراسات اللغوية { إن العامية ليس خاصا و أخيرا{ – و إن أن ظاهرة العامية بجانب الفصحى طبيعة في اللغات اإلنسانية ، فاللغة الفرنسية - مثال

{ و كتابة - فقد انسلخت عنها لهجات تتخاطب بها جماعات كانت عامة لجميع أبنائها – حديثا " . ]مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشقPatioكثيرة في شمالي فرنسا و جنوبيها و يسمونها "

) مقال ادوار مرقص ( [ و لكن في الواقع لم يدفع155 ، 30 ، ص1943 / 1824( الفرنسيين إلى التخلي عن فصحاهم ، بل العكس هو الصحيح ، فإن الثورة الفرنسية شنت{ ال هوادة فيها على اللهجات العامية لتفصيحها ، و عملت على نشر الفصحى بين جميع حربا

[ و خالصة األمر ، عن75المواطنين . ] الحصري : آراء و أحاديث في اللغة و األدب ، ص العامية حالة مرضية طارئة ، و هي حالة قلقة ال جذور و ال أصول تستقي منها و تتغذى بها ، و

من هنا سهولة معالجتها ، إذ هي قضية تحمل في ذاتها عوامل اختفائها . ] اللغة العربية و ) مقال الدكتور شكري فيصل ( [ و من واجب كل ناطق باللغة410الوعي القومي ، ص

العربية – مخلص ألمته و إسالمه – أن يستعمل الفصحى في الكتابة ،و في التدريس ، و فيالمحادثة العامة عبر وسائل اإلعالم المختلفة ،و كذلك في جميع المناسبات التي تسمح بذلك .

Page 23: خصائص العربية و طرائق تدريسها

التعريب عند التعرض للتعريب علينا أن ندرك وجود قضيتين اثنتين متصلتين بهذا الموضوع : القضية

األولى هي الدعوة إلى تعريب المناهج ، بمعنى تعليم جميع المواد الدراسية باللغة العربية في جميع مراحل التعليم و أنواعه ، و القضية الثانية هي كيفية نقل المصـطلحات العلمية من

اللغات األعجمـية إلى اللغة العربية . الدعوة إلى تعريب المناهج :

كان من نتائج االستعمار العسكري و الغزو الثقافي للعالمين اإلسالمي و العربي ، أن تقهقرت اللغة العربية و انزوت في عقر دارها ، و حلت اللغات األعجمية مكانها في كثير من المعاهد{ لخطورة هذا األمر ، و نتيجة للوعي الفكري و السياسي في مجتمعاتنا فقد العلمية . و نظرا

علت الصيحات هنا و هناك مطالبة بالتعريب . و كان من أثر ذلك أن انعقد مؤتمر التعريب م /1961األول بالرباط عاصمة المغرب األقصى ، فيما بين الثالث و السابع من شهر نيسان

هـ ، و أوصى في الفقرة الخامسة من توصياته أن تكون اللغة العربية لغة التعليم لجميع1381 المواد في جميع المراحل و األنواع و في جميع األقطار العربية . كما أصدر المؤتمر الثالث

1388 م / 1968 شباط 22 – 17لوزراء التربية العرب الذي انعقد في دولة الكويت ما بين هـ ، توصية بأن تعمل الدول العربية على تعريب الكتب العلمية القيمة من اللغات الحية ،

لتكون لغة التعليم و البحث العلمي في جميع الجامعات و المعاهد العليا ، و في جميع مراحل . مجلة العربي :11التعليم العام و المهني . ] المبارك : اللغة العربية في التعليم العالي ، ص

) مقال الدكتور عبد الحليم منتصر ( [ 1970عدد آب و تكررت التوصية في مؤتمر التعريب الثاني الذي عقد في الجزائر بين الثاني عشر و

هـ . 1393 م / 1973العشرين من شهر كانون األول هـ ، في1402 م / 1981كما أقر المؤتمر الرابع للتعريب الذي انعقد في طنجة في نيسان

الفقرة الرابعة من توصياته : إن التعليم باللغة العربية ليس استجابة للمشاعر القومية و ال{ و لفى لها ، و لكنه استجابة للحقائق التربوية التي أثبتت أن تعليم اإلنسان بلغته أقوى مردودا ªز

{ ،و أنه أحفل بالنتائج الخيرة من الوجهتين الكمية و الذاتية . أبعد أثرا{ ، إذ ما زالت اللغات األجنبية هي { كثيرا إن هذه القرارات و أمثالها لم تغير من واقع الحال شيئا السائدة في عدد من الجامعات و المعاهد العليا ،و في المرحلتين الثانوية و اإلعدادية في بعض

البلدان العربية . لقد أدرك االستعمار منذ بواكير عهده خطورة اللغة و دورها الفاعل في توجيه عقول الناس و

تثقيف نفوسهم ، فقد كانت أولى توصيات الحاكم الفرنسي لجيشه الزاحف إلى الجزائر : علموا لغتنا و انشروها حتى تحكم الجزائر ، فإذا حكمت لغتنا الجزائر فقد حكمناها حقيقة .

[ 11] المبارك : اللغة في التعليم العالي ، ص

و ليست توصية هذا الحاكم الفرنسي إال ترجمة لتوصية سلفه نابليون الذي قال لبعثته الوافدة إلى مصر : علموا الفرنسية ، ففي ذلك خدمة حقيقية للوطن . ]] المبارك : اللغة في التعليم

[11العالي ، ص إذا كان االستعمار يعي هذه الحقيقة ، فال يعني أن المخلصين لهذه اللغة ال يعونها ، فقد هب

فريق من الباحثين / منادين بتعريب المناهج و المواد العلمية في مقدمتها ، و ذلك خدمة لها و ألهلها ، مستندين إلى آراء تربوية سليمة و حقائق علمية دامغة . فرأى الدكتور " أحمد مطلوب " أن التعريب ييسر العلم و يختصر المرحلة األولى ، و يصرف المتعلمين إلى الفهم الذي يؤدي

[ 37إلى التمكن من المادة العلمية و استيعابها . ] مطلوب : دعوة إلى تعريب العلوم ، ص و قد رأى الدكتور " مازن المبارك " أن التلميذ الذي يتعلم العلوم باللغة األم يتفوق على

التلميذ الذي يتعلم تلك العلوم بلغة أجنبية . ثم إن التحدي الذي يجابهه المجتمع الحديث هو تحدي العلم و التكنولوجيا ، فإذا أردنا أن ننقذ مجتمعنا من التخلف ، و أن نوسع رقعة هذه

العلوم و أن نخرجها من عزلتها التي تنحصر في قلة قليلة من المثقفين باللغة األجنبية ، لن{ : إن األمة التي يكون لذلك إال سبيل واحد ، هو نشر التعليم باللغة العربية . و يضيف قائال

تهمل لغتها أمة تحكم على نفسها بالتبعية الثقافية ، ونحن نربأ بالقيادات الجامعية في الوطن العربي أن تخطط للسير نحو هذا المنزلق الخطير . ] المبارك : اللغة العربية في التعليم

[ 38 – 28العالي ، ص كما نبه الدكتور " نزار الزين : إلى أن الصلة بين المتحدث و اللغة األم هي التي تحدد تصرف المرء و توجه سلوكه و تفرض عليه اتخاذ موقف معين ، فهو يقول : إن اللغة تعبير عن رؤية للواقع تكونت عبر التاريخ ، فحملت في حناياها تجارب مجتمع و صيغ استجاباته و نظمه ، و�ر لنظم المجتمع و لذلك فإن االنقطاع عن اللغة األم هو انقطاع عن الجذور التاريخية ، و تنك هروب من الهوية الوطنية . و في اعتقادنا أن مسألة اإلهمال للغة األم أو التنكر لها يزوالن حينما نقر بهويتنا و ال نخجل بها ، و نعمل على تعريب المعارف و العلوم التي تدرس بلغات

Page 24: خصائص العربية و طرائق تدريسها

أجنبية في جامعاتنا الوطنية . ] من بحث للدكتور نزار الزين ، ألقاه في ندوة تعريب التعليم [ 78 / 3 / 10 ، جريدة السفير ) بيروت ( عدد 1972العالي في لبنان ، أيار

ثم ال ننسى ما سبقت اإلشارة إليه من بحث حول العالقة العضوية الروحية بين الفكر و اللغة ، إذ إن التلميذ العربي الذي يدرس العلوم باللغة األجنبية سيتأرجح بين لغته األصلية التي يفكر

بها و بين العمل على ترجمة أفكاره إلى اللغة األجنبية التي يتعلم بها ، مع ما يترتب على ذلك من جهد جسدي ضائع ، و إرهاق نفسي متعب ، و بلبلة في التفكير ، قد يحد من طاقته على

االبتكار المعرفي ، و يحرمه من اإلبداع العلمي .

و إذا كان الباحثون المسلمون هم الذين يعملون و يصرون على تعريب المناهج العلمية ، فإن{ من الباحثين النصارى ، ممن سبروا أغوار هذه اللغة و أدركوا خصائصها و استمتعوا بما عددا

وجدوه في أحشائها ، قد جردوا أقالمهم – في بعض مواقفهم – للدفاع عن هذه اللغة ، و حثوا على االهتمام بها ، نذكر منهم : جبران خليل جبران الذي دعا إلى تعميم اللغة العربية في

المدارس العالية و غير العالية ، فهو يصف األثر السيئ لواقع التعليم على انتماء الشباب و ميولهم ، فيقول : إن الشاب الذي تناول لقمة من العلم في مدرسة أمريكية قد تحول بالطبع} إلى معتمد أمريكي ، و الشاب الذي تجرع رشفة من العلم في مدرسة يسوعية صار سفيرا{ لروسيا . ] مجلة { من نسيج مدرسة روسية أصبح ممثال { ، و الشاب الذي لبس قميصا فرنسيا

هـ [ 1328 م / جمادى الثانية 1920 ، آذار 28 ، سنة / 6الهالل ) القاهرة ( ، مجلد / و من بعده انجلت الحقيقة أمام الدكتور كمال الحاج بعد رجوعه من فرنسا ، حيث يقول : ضللنا طريقنا ، جهلنا أن مجدنا هو في تعزيز اللغة العربية و في تقديسها . ] الحاج : في

[312فلسفة اللغة ، ص } { ، إذ لم يدافع عن العربية دفاعا �ور فقد كان أكثر موضوعية و تحديدا أم�ا الدكتور جبرائيل جب

{ ، بل أعطى نماذج حية علمية لما تفضل به العربية غيرها من اللغات الحية { أو سياسيا عاطفيا{ إلى أمثلة ثالثة في طاقتها الهائلة على استيعاب المعاني الغزيرة في الكلمات القليلة ، مستندا

نوردها كما يلي : اختار سورة الفيل من القرآن الكريم مترجمة إلى ثالث لغات ] اآليات القرآنية ال تترجم و ال

يجوز عليها الترجمة ، و إنما تترجم معانيها [ : الفارسية ، و اإلنكليزية ، و الفرنسية ، و عد 67 ، و في اإلنكليزية 61 كلمة ، وفي الفرنسية 48كلماتها مع البسملة ، فكانت في الفارسية

كلمة فحسب ، و قد حاول جهده أن يضعها في العامية في كلمات27، بينما هي في العربية ªبل¬ى ¬وم¬ ت أقل أو مقاطع أقل فلم يستطع . ثم أخذ آية واحدة مكونة من ثالث كلمات } ي

®رª { و ترجمها إلى اإلنكليزية فإذا ترجمتها تبلغ عشر كلمات ،و ترجمها إلى الفرنسية ائ ر¬ الس°. } فجاءت سبع كلمات ، و في الفارسية سبع كلمات أيضا

{ و معدل كلمات ، فكانت النتيجة نحو و قابل بين ترجمة الكتاب المقدس صفحات و سطوراتسعمائة ألف في اإلنكليزية وأقل من ستمائة ألف في العربية .

�ي " من اإلنكليزية , وطبعت �ور في ترجمة كتاب " تاريخ العرب_فيليب حت وساهم الدكتور جب{ ؛ بينما سطور األصل اإلنكليزية23الترجمة , فكان مجموع سطور الترجمة العربية نحو ألفا

{ , ولم يكن فرق� في عدد الكلمات في السطر الواحد أكثر من كلمة£ واحدة£ . ]32تزيد عن ألفا�ور : جريدة النهار ) بيروت ( ، عدد [ لم يكن العلماء القدامى بمنأى{ عن1978 / 5 / 14جب

ازدواجية اللسان ومزاحمة اللغات األجنبية للعربية , فكانوا على حذر من ذلك , ولم يلجؤوا إلى{ على اللغة األم , ال يستحسن التكل�م إال اللغات العجمية إال لحاجة تدعو وفائدة ترجى . وحرصا

�ه قد أدخل { تكل°م بلسانين , علمنا أن بها , قال الجاحظ لصاحب اللسانين : و متى وجدناه أيضا الضيم عليهما . ألن كل واحدة£ من اللغتين تجذب األخرى وتأخذ منها , وتعترض عليها . وكيف�نه إذا انفرد بالواحدة , وإنما له قو�ة� واحدة� , �ن اللسان منهما مجتمعتين فيه , كتمك يكون تمك

فإن تكل�م بلغة£ واحدة£ , استفرغت تلك القو�ة عليها ؛ وكذلك إن تكل�م بأكثر من لغتين . [ 76 / 1] الجاحظ : الحيوان ،

و في هذا المجال نجد اللجنة التي شكلتها وزارة المعارف المصرية لتيسير النحو و الصرف والبالغة تقول في مقدمة توصياتها :

{ من الوقوف عنده و اإللحاح فيه ... و قد دعا إليه غير واحد " و هناك أمر آخر ال ترى اللجنة بدا{ ما من الفراغ �ن الص�بية وقتا ªمك من المصلحين و المفكرين في شؤون القلم ... و هو أن ي

للغتهم و االنقطاع لها بحيث ال تزاحمها على عقولهم و أذواقهم و ذاكرتهم لغة أجنبية . و معنى ذلك أن التعليم االبتدائي يجب أن يخلص للغة الوطنية ، فال يسمع الصبي في المدرسة

االبتدائية غيرها و يقرأ غيرها و ال يتعلم و ال يتكلم إال بها . و حسبه أن يبدأ تعلم اللغة األجنبية حين يبدأ التعليم الثانوي ، ذلك أحرى أن يبسط سلطان

Page 25: خصائص العربية و طرائق تدريسها

�ه من أن يتقنها إلى حد ما دون أن اللغة الوطنية على نفسه ، و أن يخلص لها قلبه و أنه يمكن{ من الجهد في تعل�م لغة أجنبية . ] الجزائري : نقد تيسير العلوم العربية ، { عظيما يضيع مقدارا

[ 60ص كلت اللجنة المشار إليها أعاله ªم من السادة : 1938 هـ / 1357] ش

- الدكتور طه حسين : عميد كلية اآلداب .- األستاذ أحمد أمين : األستاذ بكلية اآلداب .

- األستاذ علي الجارم بك : مفتش أول اللغة العربية بالوزارة .- األستاذ محمد أبو بكر إبراهيم : المفتش بالوزارة .

- األستاذ إبراهيم مصطفى : األستاذ المساعد بكلية اآلداب .- األستاذ عبد المجيد الشافعي : األستاذ بدار العلوم . [

} إن الدعوة إلى تعريب المناهج و تدريس جميع العلوم و الفنون باللغة العربية ليس أمرا{ ، إذ المستهجن و المستغرب أن تكون اللغات األجنبية تقوم بهذا الدور ، في الوقت مستهجنا الذي نزعم فيه أننا قد تحررنا من النفوذ االستعماري ، و تخلصنا من الثقافة األجنبية الغربية ،

في حين نجد شعوب العالم الحية قد ست بكل إمكانياتها المتوافرة إلى فرض لغاتها على مدارسها و معاهدها و جامعاتها . و لنا في تجربة بعض هذه الشعوب و تلك األمم أصدق تأكيد

على أن العجز ليس في لغتنا ، و إنما في نفوس أولي األمر فينا . فهذه اليابان التي كانت في عداد الدول المتخلفة و احتاجت إلى علوم العصر و صناعته - قد

أدركت بوعي قادتها - أنها لن يتم لها امتالك ناصية العلوم و زمام التكنولوجيا و الصناعة إال بنقلها إلى لغتها . فكان لها ما أرادت ، رغم كثرة لهجاتها و تشعب قواعدها ، و ها هي تنافس

{ في حقول الصناعة المتطورة و التكنولوجيا الحديثة . أكثر الدول تقدما إن من يدعو إلى تعريب المواد العلمية و غيرها من المعارف اإلنسانية يعي الصعوبات و يدرك المشكالت التي تواجه مثل هذه الدعوة ، و التي يعمل خصوم اللغة العربية على تضخيمها ، و

منها : * عدم توافر المراجع العلمية الكافية في اللغة العربية .

* نقص المصطلحات العلمية في اللغة العربية .{ – بين الدول العربية . * اختالف المصطلحات – أحيانا

* ضعف أساتذة العلوم الجامعية في اللغة العربية .{ أمام قضية حيوية إن هذه المشكالت و أمثالها ال تستعصي على الحل ، و ال يجوز أن تقف حائال

بهذا المستوى من األهمية و الخطورة ، و هناك حلول و مقترحات للتغلب عليها و تجاوزها . ] راجع : " التعريب و مستقبل اللغة العربية " – عبد العزيز بن عبد الله ، المنظمة العربية

[ 76 – 75للتربية و الثقافة و العلوم – معهد البحوث و الدراسات ، ص و هذه مهمة ملقاة على عاتق المجامع اللغوية بالتعاون مع أهل االختصاص و الخبراء المعنيين

بذلك .{ فهم يترجمون إلى اللغة الروسية كل ما { حيا و لنا في تجربة االتحاد السوفياتي العلمية مثاال{ دون ذلك . و يصدر في العالم من كتب و دوريات و مقاالت علمية ، و لم تقف لغتهم عائقا

ªدر�س العلوم في الجامعات و المعاهد العليا باللغة العبرية التي هناك في فلسطين المحتلة ت تنحصر في بيئة ضيقة محدودة ، بينما اللغة العربية قد اعتمدت في هيئة األمم المتحدة لغة

{ من العرب ، و تهفو إليها قلوب180سادسة لشعوب األرض كافة ، يتكلمها ما يزيد على مليونامئات الماليين من المسلمين .

و لكن صدق إبراهيم حافظ حين رد على أهل العقوق من العرب ، و على ناكري الجميل من [ 253 / 1غيرهم ، حين قال على لسان اللغة العربية : ] إبراهيم : ديوان ، { و غ¬اية{ وم¬ا ض®قتª عن آي£ به® وع®ظـــات® ®تاب¬ الله® لفظا ــعتª ك و�س®

فكيف أضـيقª عن وصــف® آلة£ و تنســيق أســـماء£ لمخترعات® أنا البحرª في أحشـائه الدر� كامن� فهل ســألوا الغو°اص¬ عن صـدفاتي

ني أخـافª عليــكم أن تحين¬ و¬فاتــي �ـ ªكــلونـ للـزمان® فإن فال ت إن الدعوة إلى تعريب العلوم و المعارف األخرى ال يعني – بحال من األحوال – تحريم تعلم

اللغات األجنبية أو التقليل من أهمية ذلك . فالحاجة تدعو إلى تعلمها وسيلة ال غنى عنها لحمل الدعوة اإلسالمية من جهة ، و االستفادة

مما في مضامينها من العلوم و المعارف و التجارب و الخبرات اإلدارية و التنظيمية التي يقرها اإلسالم . فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة العبرية ،{ على كتابي " فلم يمر شهر و نصف حتى تعلمه زيد حيث حين قال له : " إني ال آمن يهودا

[ 480يقول : فكنت أكتب إلى يهود ، و إذا كتبوا إلي قرأت كتابهم . ] البالذري : فتوح ، ص ا القضية األخرى المتصلة بموضوع " التعريب " فهي نقل اللفظ أو األسلوب من اللغات � أم

ب " و هو عندهم استعمال � األعجمية و إفراغه في قالب عربي ، و قد سماه القدماء " المªع¬ر

Page 26: خصائص العربية و طرائق تدريسها

العرب األلفاظ لمعان£ في غير لغتها ، و قالوا عن تعريب االسم األعجمي : أن تتفوه به العرب [ . و قد يطلق بعضهم على " المع�رب " اسم268 / 1على منهاجها . ] السيوطي : المزهر ،

{ بينهما ، و يقولون : عن الدخيل هو لفظ " الدخيل " و لكن الباحثين المحدثين يفرقون أحيانا أخذته اللغة من لغات أخرى في مرحلة من حياتها متأخرة من عصور العرب الخل�ص الذين

�ج بلسانهم . و تأتي الكلمة الدخيلة كما هي أو بتحريف طفيف في النطق . ] ظاظا : كالم يحت [ 79العرب ، ص

ªفرغ في قالب عربي وفق الميزان الصرفي للغة العربية ، بينما الدخيل أي أن المعر�ب هو ما أ هو ما بقي على وزن غريب عنها . ثم إن المعرب هو ما استعمله العرب الذين يحتج بكالمهم ،

و إن الدخيل ما جاء عقب ذلك .

و لدى تقصي أساليب القدامى في التعريب نالحظ أنهم كانوا يعمدون على تغيير األسماء{ ، و األعجمية إذا استعملوها ، فيبدلون الحروف التي ليست من حروفهم إلى أقربها مخرجا

{ ، و يقول الجواليقي : و اإلبدال الزم لئال يدخلوا في كالمهم ما ربما أبدلوا ما بعد مخرجه أيضا�روا البناء من الكالم الفارسي إلى أبنية العرب ، و هذا التغيير ليس من حروفهم . و ربما غي

يكون بإبدال حرف من حرف ، أو زيادة حرف أو نقصان حرف أو إبدال حركة بحركة أو إسكان متحرك أو تحريك ساكن . و ربما تركوا الحرف على حاله لم يغيروه . فقالوا : " سراويل و "

إسماعيل " و أصلهما " شراويل " و " إشماويل " و ذلك لقرب السين من الشين في الهمس . و ربما ألحقوه بأبنيتهم ، درهم ألحقوه بـ " ه®جرع " و جورب بـ " كوكب . و مما تركوه على

اء يقول : يبنى االسم الفارسي ، أي بناء كان ، إذا لم � حاله فلم يغيروه " خªراسان " و كان الفر و ما بعدها [ ] هجرع : أحمق [ 54يخرج عن أبنية العرب . ] الجواليقي : المعرب ، ص

إن حرص العلماء القدامى و المحدثين على لغة القرآن جعلهم يرصدون كل معرب و دخيلفيها ، فوضعوا العديد من الكتب لهذه الغاية . ] منها :

* " شفاء الغليل " – الخفاجي .* " المعرب من القرآن " – الشيخ حمزة فتح الله .

* "رسالة في تعريب األلفاظ الفارسية " – ابن كمال باشا .* " التقريب ألصول التعريب " - الشيخ طاهر الجزائري .

* " االشتقاق و التعريب " – عبد القادر المغربي .* " التهذيب في أصول التعريب " - د . أحمد عيسى . [

و جاء العصر الحديث ، و قد تخلفت أمتنا عن ركب األمم األخرى في ميادين الصناعة و العلوم . فاستغل المتفرنجون من خصوم العربية هذا الواقع ليوجهوا سهامهم إلى لغتنا ،

زاعمين أنها عاجزة عن الوفاء بالتزامات العصر العلمية ، مطالبين باإلبقاء على التبعية العلمية للدول األجنبية ، و ذلك لتعطيل أي إنجاز جدي للتعريب ، رافعين شعارات : التزام

الموضوعية ، و اجتناب التعصب ، و المحافظة على المستوى ، و االنفتاح ، و الحادثة ، و المعاصرة ، و غيرها من المزاعم و األوهام الباطلة . ] انظر عبد العزيز عاشوري : اللغة

العربية و الهوية الثقافية و تجارب التعريب – المستقبل العربي ) بيروت ( السنة الرابعة ، [ 1981 ، نيسان 27العدد

{ على هذه المواقف المشبوهة هب� لفيف� من الباحثين العرب ، و العاملين في حقل و ردا العلوم الحديثة ، و فندوا مزاعمهم ، و ردوا على أراجيفهم ، و أظهروا لهم أن اللغة العربية لغة�عة لينة ، تنفرد بميزات فذة تجعلها قادرة على استيعاب كافة المعارف و العلوم و الفنون ، طي

فهي غنية بمفرداتها و تراكيبها ، فيها طاقات كامنة هائلة تمكنها من التوسع و التطور عنطريق االشتقاق – بأنواعه – و التوليد و النحت و االقتباس و التعريب . ] منها :

? مطلوب : " دعوة إلى تعريب العلوم في الجامعات " . ? المبارك : " اللغة العربية في التعليم العالي و البحث العلمي " [

و لعل خير شاهد حسي واقعي معاصر على صالحية هذه اللغة لتدريس كافة العلوم ، ما نجده في الجامعات و المعاهد التي اتخذتها أداة وحيدة لذلك . فاآلن قد مضى على تأسيس كلية{ ، أغنى خاللها أساتذة هذه الكلية المكتبة العربية بما ال الطب بدمشق أكثر من أربعين عاما{ من األساتذة الذين جربوا { في فروع الطب المختلفة . كما أن كثيرا يقل عن ثمانين مجلدا

التدريس بالعربية – ال في دمشق وحدها – و إنما في القاهرة و بغداد و الرياض ، لم يجدوا{ يذكر من طبيعة اللغة ذاتها ، و إذا كانوا قد اصطدموا بصعوبات معينة ، فهي خارج اإلطار عائقا

اللغوي . ] مطلوب : [ 53 ، 25دعوة إلى تعريب المناهج ، ص

و يرى الدكتور محمود الحاج قاسم و غيره أن قضية المصطلحات العلمية يمكن حلها ، فإما أن} { علميا تترجم ، و إما أن تعرب . و الترجمة تعني أن نجد للمصطلح العلمي األجنبي مصطلحا

ا التعريب فإنه يعني أن تلفظ المصطلح العلمي األجنبي كما هو و لكن بحروف عربية �{ . أم عربيا

Page 27: خصائص العربية و طرائق تدريسها

. د . جميل المالئكة – كلية الهندسة –23 ، ص 4 السنة / 29. ] مجلة جامعة الموصل ، عدد ) بغداد ( [ و يقول أستاذ العلوم في الجامعة اللبنانية يوسف مروة : ال مجال لشك بأن

الحقائق و النظريات و اآلراء و القوانين الفيزيائية و الرياضية و الطبية عالمية الصبغة ، دولية الصنعة ، إذ إنها لجميع األمم و الشعوب على حد سواء ، إال أن الرموز المستعملة للداللة على

هذه القوانين و النظريات تختلف من بلد إلى بلد و من أمة إلى أمة . ] مجلة العلوم اللبنانية [ 1959) بيروت ( عدد مايو ، سنة

{ بجوازه و قال : يجيز المجمع أن و إذا كان مجمع اللغة العربية في القاهرة قد اتخذ قراراªستعمل بعض األلفاظ األعجمية عند الضرورة على طريقة العرب في تعريبهم . ] مجلة مجمع ت

[ فإننا نلحظ أنه قد أشار إلى ) الضرورة ( التي33 ، ص 1اللغة العربية ) القاهرة ( ج / تدفعنا لذلك .

{ ألسلوبها و بيانها و بالغتها ، { على جمال لغتنا و صفائها ، و صونا و من هنا – ينبغي علينا – حرصا ضبط عملية التعريب ، بحيث ال تتسرب إليها تلك األساليب األعجمية بلباس عربي ، فتفسدها و

} تشوهها ، و نحن نختلف مع الخوري مارون غصن الذي دعا إلى اإلكثار من الدخيل تمكينا ) مقال1936 / 14للعربية من مجاراة اللغات الحية . ]مجلة مجمع اللغة العربية ) دمشق (

الخوري مارون غصن ( [ فلغتنا حية بروحها الخالدة ، متجددة بتجدد أهلها . و من هذه األساليب التي نحذر منها ، و التي أشار إلى بعضها الباحثون ، تلك البنى الداللية

التي تسربت عن طريق الترجمة ، تحت ستار التوسع و اإلغناء ، عن طريق بعض صور المجاز ، مثل : ذر الرماد في العيون ، ساد األمن في البالد ، ألقى الضـوء على الفكرة ، و ضـع

النقـاط على الحـروف ، ضرب الرقم القياســي ... إلخ . و إذا كان بعضهم يشجع عليها ، و البعض اآلخر يتهاون بشأنها ، على أن تبقى في حدود ضيقة ،{ لها ، فإذا كنا بحاجة إلى تعريب المصطلحات العلمية ، فما حاجتنا إلى مثل فإني ال أرى موجبا

{ أن هذه التراكيب النافرة ، الخارجة على أساليب العربية ، المخالفة للذوق اللغوي ، علما األسلوب ال يعني المطابقة التركيبية فحسب ، بل ما يتضمنه ذلك التركيب اللغوي من نسق فكري و نهج إبداعي . و من جهة أخرى ، فمن يرسم الحدود التي سيقف عندها هذا الغزو

رعت األبواب *! ªاألسلوبي ، إذا ما فتحت النوافذ و ش{ بالمصلحة { و مرتبطا و لقد أحسن من قال : للغة كالوطن يجب أن يكون الدخول إليه مقننا العامة ، ال أن تكون الحدود مفتوحة لالستيطان األجنبي و الهجرات الوافدة بدون رادع و ال

قيود ، فكما أن األمة المستقلة هي التي لها حدود آمنة ، كذلك فاللغة الحية المستقلة هي التي لها حدود تحميها ال أن تكون أبوابها مشرعة بدون حراسة . ] اللغة العربية و الوعي القومي :

[ 14المقدمة ، ص أم�ا لجهة المصطلحات العلمية فقد عªقدت عدة ندوات إليجاد الحلول العلمية لها ، شارك فيها لفيف من األساتذة و الخبراء ، المختصين ، و ذلك برعاية المنظمة العربية للتربية و الثقافة و

العلوم ، نذكر منها الندوة التي عقدت في الرباط – المغرب ، و التي خرجت بالمبادئ األساسية في اختيار المصطلحات العلمية المناسبة ، كما قدمت االقتراحات و التوصيات

الالزمة لمتابعة هذا األمر . ] راجع : المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم – مكتب تنسيق ( [ 1982 شباط 20 – 18التعريب في الوطن العربي – الرباط ) ندوة

Page 28: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب الثاني \ الفصل األول

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

القراءة و تدريسها*

المحفوظات و تدريسها*

Page 29: خصائص العربية و طرائق تدريسها

القراءة و تدريسها القراءة عملية عضوية نفسية عقلية ، يتم فيها ترجمة الرموز المكتوبة - الحروف و الحركات و الضوابط – إلى معان مقروءة – مصوتة / صامتة – مفهومة ، يتضح أثر إدراكها عند القارئ في

التفاعل مع ما يقرأ و توظيفه في سلوكه الذي يصدر عنه أثناء القراءة أو بعد االنتهاء منها . فمن الناحية العضوية تعد العين – و اليد عند المكفوفين – نافذة اإلنسان و حاسته لرؤية الواقع

المشاهد ، و قد أثبتت البحوث العلمية أن العين تتحرك في أثناء القراءة على طول السطر{ ، ثم تنتقل من آخر السطر إلى أول السطر الذي يليه حركات قصيرة تليها وقفات سريعة أيضا

بتكرار الحركتين السابقتين . وظهر من هذه البحوث أن العين تلتقط مجموعة من المادة{ لسرعة الشخص في المكتوبة في كل وقفة قصيرة ، يختلف مداها من شخص آلخر ، تبعا

القراءة ، و لمدى ما تلتقطه عينه من المادة المكتوبة في الوقفة الواحدة ، و لسهولة هذه{ أن العين تقوم بذبذبات فوق الكلمات ، حينما تصادف مادة المادة أو صعوبتها . و ذكروا أيضا{ أن الطفل يكثر من هذه الحركات غير مألوفة ، أو إذا أدرك القارئ أنه وقع في الخطأ ، علما

{ كلما زادت سيطرته على قراءته . ] راجع : معهد التربية في بدء تعلمه ، ثم تخف تدريجيا [ و من هنا فإن سالمة العين من العيوب البصرية تأتي فيM / A / 1) األونروا / اليونسكو (

مقدمة الشروط التي يجب أن تتوافر لإلنسان القارئ ، لكي يتمكن من القراءة السليمة . و لما كانت القراءة الجهرية تستدعي تحويل لغة العين الصامتة إلى لغة األذن المسموعة ، و

{ بالعضو الفاعل ذلك باستخدام الجهاز الصوتي الذي يبدأ من الحنجرة و ينتهي بالشفتين ، مرورا فيه " اللسان " ، كانت صحة هذه األعضاء و خلو المخارج الصوتية من العيوب النطقية من

العوامل األساسية لضبط القراءة الجهرية و جودتها . و من الناحية النفسية ، فاالستقرار النفسي و االتزان العاطفي و االرتياح الجواني العام تعد

من األمور الخطيرة التي تفوق أهمية جميع العيوب الجسدية على اختالفها ، فاالضطرابªفقد النفسي ، و االختالل العاطفي ، و الحاالت النفسية الطارئة كاأللم و الخوف و غيرهما ت

{ – السيطرة على أعضاء الجسد التي تقوم بعملية القراءة ، فإذا بالعين اإلنسان – أحياناالباصرة ال تبصر ، و باألذن السامعة ال تسمع ، و باللسان اللفظ ال ينطق و ال يتحرك ! .

أم�ا أن عملية القراءة عملية عقلية فأمر� ال يقبل الجدل و االجتهاد ألن افتقاد أي عنصر من عناصر التفكير يفقد القراءة مضمونها و جدواها ، و تتحول – إذ ذاك – إلى عملية آلية ببغاوية ،{ إلشباع حاجة عضوية أو تلبية لمظهر شبيهة بما يصدر عن الحيوان من أصوات عشوائية ، طلبا

من مظاهر الغريزة الخلقية ، حتى و عن كانت هذه األصوات – في بعض جوانبها – مفهومة لدى السامع ، ألن القارئ ال يعي ما يقول و ال يدرك ما يصدر عنه من خطأ أو صواب . و من

هنا فقد أسقطت الشرائع السماوية و الوضعية حدود المسئولية عن مثل هذا اإلنسان . و تجدر اإلشارة ها هنا إلى أنه ينبغي التمييز بين ثالثة أنواع من األطفال غير العاديين ، النوع

األول : ثقيل الذهن ، بطيء التعلم ، و مثل هؤالء األطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة من األبوين ، و صبر و جلد من المدرسين ، و ال يجوز – بحال من األحوال – تصنيفهم في خانة

{ ، و ال يستطيع أن يجاري الصنف األول في { . و النوع الثاني : المتخلف عقليا المتخلفين عقليا عملية التعلم ، و هؤالء يجب عزلهم في مدارس خاصة بهم ، ترعاهم وفق األساليب و الوسائل

{ من عناصر التفكير ، و األدوات المالئمة لهم . و النوع الثالث : هو من كان قد افتقد عنصرا التي ال يتم العقل إال بها ، كمن تعطلت عنده الحواس المتصلة بعملية التعلم ، أو من كان

{ في دماغه ، بحيث فقد القدرة على الربط بين الخبرات الحياتية السابقة و بين الواقع مصاباالمعاش ، و هذه الفئة عاجزة عن التعلم .

{ ، و { مطمئنا { ، و وجدانا { سليما و هكذا ، يبدو لنا أن إتمام عملية القراءة الجيدة يتطلب إحساسا{ ، و إذا ما ربطنا القراءة بالكتابة . كان على المربي أن يتأكد من { صحيحا { ، و نطقا { فاعال عقال

{ – للتعلم قبل المباشرة بتعليم الطفل هاتين { و عقليا { و نفسيا استعداد التلميذ – جسدياالمهارتين .

و ال ننسى أن الوصول بالمتعلم إلى القراءة الجيدة يمر بمراحل متدرجة و متطورة ، تتدرج مع النمو المتكامل للطفل اإلنسان ، و ترتقي في تطورها باكتساب الخبرات المعرفية ، ثم

{ ، للوصول إلى القدرة الذاتية دونما حاجة إلى مرشد أو ممارستها في سلوكه المتنامي صعودامعين .

و لعل من الممكن رصد هذه المراحل بتنظيم منهجي مدرسي يقوم على التدرج الصفي التالي: 

* االستعداد لتعلم القراءة و الكتابة ) الصف التمهيدي ( .البدء بتعلم القراءة و الكتابة ) الصف األول االبتدائي ( . *تعزيز مهارات القراءة و الكتابة األساسية ) الصف الثاني االبتدائي ( . * الطالقة في القراءة ) الصفان الثالث و الرابع االبتدائي ( . *

Page 30: خصائص العربية و طرائق تدريسها

* تعزيز الطالقة في القراءة ) الصفان الخامس و السادس االبتدائي ( .المتابعة لتنمية القراءة الذاتية ) المرحلة المتوسطة و ما يليها ( . *

أهداف تدريس القراءة العربية ªعد القراءة المهارة األولى التي يلج بها التلميذ عالم المعرفة و االستيعاب عن طريق المادة ت

المكتوبة . و تنبثق أهداف تدريسها من أهداف تدريس اللغة العربية و وظائفها التي سبقتاإلشارة إليها ، و هي تتلخص بما يلي :

اكتساب مهارات القراءة األساسية ، التي تتمثل في القراءة الجهرية ، مقرونة بسالمة في *النطق ، و حسن في األداء ، و ضبط للحركات و الضوابط األخرى ، و تمثيل للمعنى .

القدرة على القراءة االستيعابية الواعية بالسرعة المناسبة ، و استنباط األفكار العامة و * المعلومات الجزئية ، و إدراك ما بين السطور من معان و ما وراء األلفاظ من مقاصد .

* إثراء ثروة الطالب اللغوية ، باكتساب األلفاظ و التراكيب و األنماط اللغوية التي ترد فينصوص القراءة .

�ب و الشعراء ، و محاكاة الجيد منها . * االستفادة من أساليب الكتاارتقاء مستوى التعبير – الشفهي و الكتابي – و تنميته بأسلوب لغوي صحيح . * توسيع خبرات الطالب المعرفية و العلمية و الثقافية ، بما يكتسبه من بطون الكتب و *

المجالت و الصحف و غيرها من وسائل النشر و اإلعالم .{ عند الطالب ، لالستمتاع بوقت فراغه بكل ما هو نافع و مفيد و * { محببا جعل القراءة نشاطا

مسل . توظيف القراءة في اكتساب المعارف و العلوم ، و ذلك في العودة إلى المصادر و المراجع *

و الوثائق و البحوث و الدراسات المختلفة .{ بجهد أقل و زمن أقصر ، عند أدائه * { و أكثر كما تمكين القارئ من تحقيق مردود أفضل نوعا

ألعماله المختلفة ، و ذلك نتيجة لما توفره مهارة القراءة لديه من اختزال في الجهد و الوقتمع جودة في اإلنجاز .

مساعدة الطالب على تعلم المواد الدراسية المختلفة في جميع مراحل التعليم . فالقراءة * هي أداة التعلم األساسية و هي الجسر الذي يصل بين اإلنسان و العالم المحيط به ، و إن أي{ ، و قد إخفاق في السيطرة على هذه المهارة سيؤدي إلى اإلخفاق في الحياة المدرسية أوال

. } يؤدي إلى اإلخفاق في الحياة أيضا{ ، تأكيد الصلة و تعزيزها بكتاب الله و سنة نبيه ، و االعتزاز بما خل�فه لنا اآلباء و * { و أخيرا و أوال

األجداد و األسالف من تراث فكري و علمي و أدبي و لغوي ، و يجدر بنا أال ننسى أن أول كلمة¿ك¬ الذي ب ® ر¬ ®اسم أ ب ®قر¬ نزلت من السماء على قلب رسولنا الكريم هي قوله عز� و جل : } ا

[ . و هذا األمر الجليل ينبغي أن يدفعنا إلى أن يكون كل واحد1خ¬ل¬ق¬ { ] سورة العلق : اآلية { لمزيد من العلم و المعرفة . { ، طالبا من أمتنا قارئا

أنواع القراءة{ مع تعريف القراءة الذي صد�رنا به هذا الموضوع ال نتصور وجود أكثر من نوعين انسجاما

للقراءة ، هما : القراءة الصوتية ) الجهرية اللسانية ( ، و القراءة القلبية ) العينية الصامتة ( . أم�ا التلقي و االستقبال عن طريق االستماع بواسطة األذن فليس قراءة ، إذ القراءة تكون لما

هو مرسوم مكتوب ، وليس لما هو مصوت مسموع . و لكن هذا ال يعني التقليل من أهمية{ ، ليتحول إلى العين الباصرة { – سماعا حاسة السمع في أمر القراءة ، إذ يبدأ تعلمها – أوال

{ ، و إنما هو وصف لواقع ليس غير . أخيرا و كذلك ال يجوز الخلط بين أنواع القراءة و وظائفها و أساليب استخدامها بعد السيطرة عليها . فقراءة التحصيل عند الطالب ، و قراءة التقرير عند الموظف ، و قراءة التلخيص عند الباحث ، و أضرابها هي توظيف لهذه المهارة في حياة اإلنسان الخاصة و العامة . ] راجع : عبد الرحيم

األونروا / اليونسكو [ M / A / 6األمين – معهد التربية ) أونروا القراءة الصوتية ) الجهرية اللسانية ( :

هي القراءة البرانية الواعية التي نجهر بها ، بواسطة الجهاز الصوتي عند اإلنسان ، فنسمعها وªسمعها لآلخرين . ن

و لكي تتحقق القراءة الجهرية السليمة الجيدة ، ينبغي أن تتوافر لها الشروط التالية :رؤية المادة المكتوبة – بكلياتها و جزئياتها – بشكل واضح . *إخراج الحروف من مخارجها الصوتية األصلية الصحيحة . * ضبط حركات القراءة و سكناتها و ضوابطها األخرى حسب قواعد اإلعراب و األحكام *

 اللغوية .{ لما تتركه من تأثير على جودة القراءة و معناها . * مراعاة عالمات الوقف و االلتزام بها ، نظرا

Page 31: خصائص العربية و طرائق تدريسها

تسكين أواخر الكلمات عند الوقف في آخر الجملة – العرب ال تقف على متحرك - . ** ، } { و هبوطا التعبير عن المعاني المتكافئة و أثرها في نفس القارئ باللهجة المناسبة ، صعودا

. } { و تمثيال و انفعاال مراعاة السرعة المناسبة لواقع الحال ، طبيعة مادة القراءة و أهدافها و مستوى طالب *

الصف . و لما كنا نستهدف الوصول بالقارئ إلى القراءة الجهرية الواعية ، أي أن يدرك مضامين ما

يقرأ و يظهر على سلوكه ، كان البد من استيعاب نص القراءة : بألفاظه ، و عباراته ، و جمله ،و تراكيبه ، و أفكاره ، و معانيه ، و تحليله ، و نقده و تقويمه .

القراءة القلبية ) العينية الصامتة ( : هي القراءة االستيعابية الجوانية التي ال يستخدم فيها الجهاز الصوتي . فال يتحرك لسان ، و ال

ينبس الفم ببنت شفة ، بل تتم عن طريق العين الباصرة التي تنقل المادة المخطوطة إلىªستوعب المعاني و األفكار . الدماغ ، حيث ت

 و من الخصائص التي تميزها عن القراءة الجهرية ما يلي :} { من الحياة المدرسة ، مرورا { في الحياة الخاصة و العامة ، بدءا * إنها أكثر وظيفية{ و استخداما

�ة . بساعات العمل اليومية ، و انتهاء{ بأوقات الفراغ البعدي توفر الوقت على القارئ ، إذ هي أسرع في األداء لتخلصها من أعباء النطق و بعض أحكام *

 اإلعراب .{ عن إزعاج اآلخرين أو االنزعاج بهم .  * تجلب الراحة و االستمتاع لصاحبها ، بعيدا

* تتيح للقارئ القيام بعمليات التفكير العليا بهدوء و انسجام ، إذ يستطيع التحليل و التركيب واالستنتاج ، كما تتيح له تقصي المعاني المتوارية بين السطور و في ثنايا األلفاظ .

إنها الرسالة المضمونة التي ال يفضها إال صاحبها ، و ال يعرف محتواها إال قارئها ، يعلن ما *يريد إعالنه ، و يطوي في قلبه ما يرغب في كتمانه .

طرائق تدريس القراءة العربية لما كانت طرائق تعليم القراءة العربية قد تأثر أصحابها بنظريات علم النفس التربوي ، النابعة

عن عقائد و مبادئ فلسفية لم تثبت صحتها ، و لما كانت هذه النظريات بعيدة كل البعد عن العلوم المادية التجريبية ، كان علينا أن نتجاوز ما يخالف الصواب منها ، و ذلك بالعودة إلى

الطفل و مزاياه اإلنسانية ،و إلى العربية و خصائصها اللغوية . و في الوقت ذاته نبحث عن كل نافع و مفيد في مجال األدوات و الوسـائل التعليمية / التعل�مية ، التي تقدمـها لنا التكنولوجيا

التربوية الحديثة . من دائرة الطفل و واقعه التعل�مي ، و في إطار اللغة بشكلها و مضمونها ، و بتنويع الوسائل و تطويعها ، نعمل على ابتكار األساليب المشوقة الجذابة إلنجاح عملية و

تدريس القراءة و الكتابة ألطفال السنة األولى . لقد أكثر الباحثون من طرح أسماء لطرائقªعد منن أشد مراحل التعليم خطورة و تدريس اللغة العربية في هذه المرحلة ، التي ت

حساسية ، و ذلك لما يترتب عليه من آثار ، حسنة أو سيئة ، في حياة األطفال المستقبلية . و لعل تعدد هذه األسماء جاء من عدم التمييز بين الطريقة و األسلوب ، فكان أكثر ما طرح

{ أو طريقة فرعية انبثقت عن الطريقة األم . إذ إن من تسميات ال يعدو أن يكون أسلوبا الطريقة هي الكيفية الدائمة التي ال تتغير مهما طال الزمن ، بينما األسلوب هو الكيفية المؤقتة

{ للتبدل وفق المعطيات المتوافرة . وتعليم اللغة – أية لغة – ال يكون إال بإحدى أو ما كان قابال طريقتين اثنتين ، هكذا كان الحال في الماضي ، و هو عليه في الحاضر ، و سيبقى كذلك في{ عن النظريات و أصحابها و الفلسفات و مضامينها . فمنذ بدأ تعليم اللغات المستقبل ، بعيدا

بشكل منظم اكتشف الباحثون و العلماء أن أصغر وحدة تعليمية / تعل�مية هي " الحرف " الذي{ . و رأى ال معنى له بذاته ، و أن اكبر وحدة لغوية هي " النص " الذي يؤلف معنى متكامال

{ أنه إذا كان ال معنى للحرف بذاته في بداية األمر ، فإن ضم� حرف إلى آخر يكون الباحثون أيضا{ ، و كلمة قد يكون لها معنى بذاتها ، و إن ضم كلمة إلى كلمة يكون جملة تؤدي معنى{ محدودا

إن تنسيق عدد من الجمل في سياق معين يصل بنا إلى النص الذي هو الوحدة الطبيعية لوظيفة اللغة األساسية . و في الوقت ذاته لو عكسنا اتجاه السير ، نجد أن النص مكون من

الجمل ، و الجملة مؤلفة من الكلمات في نسق معين ، و الكلمة تتشكل من حروف مترابطةفي كيان مستقل ، لها داللتها عند قارئها و سامعها .

و هكذا نجد أن الوصول إلى الطاحون هو الغاية التي يسعى إليها أصحاب النظريات المختلفةªفض�ل طريقة على أخرى أو في حقل تدريس اللغات ، و أن ما يجعل هذا الباحث أو ذاك ي{ على آخر ، إنما هو ما يحمله من أفكار حول واقع اإلنسان و عقله و فكره و كيفية أسلوبا

اكتسابه للمعرفة ، أو ما يراه في اللغة من الخصائص و المزايا . من هنا نستطيع القول : هناكطريقتان اثنتان لتدريس القراءة العربية في الصف األول االبتدائي ، هما :

. الطريقة الجزئية / التركيبية .1

Page 32: خصائص العربية و طرائق تدريسها

. الطريقة الكلية / التحليلية .2 و تندرج تحت كل واحدة منهما عدة أساليب أو طرائق فرعية ، قد تجعلنا نأخذ بأسلوب من

ينظر بهذه الطرائق مجتمعة ، فيأخذ بأكثر محاسنها ، و يتجنب أكثر معايبها ، مدركين أن نجاحªحشد له الطاقات الممتازة و هذه الطريقة أو تلك ال يحدده تجريب يشرف عليه الخبراء ، و ت الوسائل و األدوات و غيرها من عوامل النجاح المتنوعة ، ليصار إلى تعميمها كطريقة جيدة .{ ، حينما يؤديها بنفسه { مقبوال إن الطريقة الناجحة هي التي يحقق فيها المدر�س العادي نجاحا

بعد تدريب عادي ، يتاح له و ألمثاله من المدرسين في واقع الحال .. الطريقة الجزئية – التركيبية :1

{ ، ثم ªسمى هذه الطريقة بـ " الجزئية " ألنها تبدأ بتعليم الجزء – الحرف / المقطع – أوال ت تركيب الجزء إلى جانب الجزء لتكوين الكلمة ، و تركيب الكلمة إلى جانب الكلمة لتكوين

الجملة ، ثم تركيب البناء اللغوي المتكامل من هذه المداميك الثالثة .و تندرج تحت هذه الطريقة األساليب " الطرائق الفرعية " التالية :

الطريقة الهجائية : و تقوم على :

{ لترتيبها األلفبائي : ألف " ا " ، باء " ب " ، ªعلم الحروف الهجائية بأسمائها و صورها ، وفقا أ - تتاء " ت " ... إلخ .

و بعد االنتهاء من تعلم جميع الحروف ، يبدأ توظيفها في مقاطع و كلمات ، بحيث يتعرف التالميذ إلى جميع الحروف ، يبدأ توظيفها في مقاطع و كلمات ، بحيث يتعرف التالميذ إلى

جميع الحروف بأشكالها المختلفة في أول الكلمة و وسطها و آخرها .ªعل�م الحروف الهجائية مرتبطة بالحركات الثالث : الفتحة " ــــ " ، الضمة " ـــــ " ، ب - ت

الكسرة " ـــــ " ، " ب¬ ، بª ، ب® " . و هكذا حتى انتهاء جميع الحروف األبجدية ، ثم يجرياستخدامها في بناء المقاطع واأللفاظ .

ªعل�م الحروف الهجائية من خالل الكلمات ، فتهجى كل كلمة بذكر اسم الحرف األول منها ت - ت مع حركته ، و هكذا مع بقية الحروف في الكلمة الواحدة . و في هذه الحال ال يشترط الترتيبد¬ : ¬ر¬ { و كتابة – مثل ) ب {¬ – لفظا األبجدي األفبائي ، إذ يمكن البدء بالحروف األكثر سهولة و يسرا

د¬ . ¬ر¬ ¬ر¬ " ، دال – فتحة " د¬ " " ب ـ¬ " ، راء – فتحة " ر¬ " " ب باء – فتحة " ب

الطريقة الصوتية : ال تختلف هذه الطريقة عن سابقاتها إال بكونها تعتمد أصوات الحروف ال أسمائها . فحرف "

الراء " ال يقد�م لألطفال على أنه " راء " بل على أنه صوت " ر¬ " . و هكذا األمر مع بقية حروف الكلمة الواحدة . فالطفل يقرأ كلمة " د¬ر¬س¬ " على أنها ثالثة أصوات " د¬ – ر¬ – س¬ "

مجتمعة . و المشكلة التي تواجه المدر�س في بداية األمر ، هي انه يضطر إلى تقديم أصوات الحروف

ªتاح للطفل أن يتعرف إلى أصوات جميع مكوناتها . الثالثة األولى و رموزها من خالل ألفاظ ال يªشكل كلمات الدروس الالحقة من الحروف التي و لكن هذه المشكلة ال تلبث أن تزول ، إذ ت سبق لألطفال أن تعلموها في الدروس السابقة ، و بذلك ال يكون في الدرس الجديد الواحد{ . و تربط – عادة – القراءة بالكتابة ، فكلما تعلم سوى صوت الحرف الجديد و رمزه مكتوباªفرغ هذا الصوت مباشرة برمزه المكتوب ، و يعرض بوضوح تام أمام { ي { جديدا الطفل صوتا األطفال ، و يدربون على كتابته قبل االنتقال إلى حرف جديد . و تعزز الحروف المعطاة –

بأشكالها المختلفة – باستعمالها في تكوين مادة قرائية / كتابية في الدروس الالحقة ، و ذلك{ من بضع جمل { مكونا { محدودا في نطاق جمل تامة المعنى ، و قد تطور هذه الجمل لتصبح نصا

مترابطة في معناها و مبناها .ب الحركات الثالث مع الدروس األولى ، و يرى بعض الباحثين ضرورة �ªسر و كما الحظنا ، ت

الربط بين المد القصير و المد الطويل ، فحينما تقدم إليهم الضمة تربط بالواو ، و كذلك الحالªستعان بهذه الحروف " ا ، و ، ي " في تكوين كلمات مألوفة { ما ي لبن الكسرة و الياء ، إذ غالبا

{ ، إذا كانت الطريقة األلفبائية الهجائية جديدة ، تناسب مدارك األطفال و قدراتهم . و أخيرا{ و تتطلب االلتزام بالتدرج األبجدي ، فإن الطريقة الصوتية متحررة من هذا االلتزام – تقديما

{ و كتابة – و إعداد مواد القراءة و الكتابة { – إذ تصبح سهولة الحروف – لفظا { و ترتيبا تأخيرا. } المترابطة هي التي تحكم عمل المؤلف و المدر�س معا

ب - الطريقة الكلية – التحليلية : { يؤدي معنى بذاته { متماسكا هي كلية ألنها تبدأ من كليات تتكون من أجزاء ، تشكل مجموعها كال

. و هي تحليلية ألن تعليم هذه الكليات لألطفال ال يتم إال بتحليلها إلى أجزائها و مكوناتها ، و اكتشاف العالئق القائمة بينها . و يندرج تحت هذه الطريقة مجموعة من الطرائق الفرعية ،

تكتسب تسمياتها من الواقع الذي تنطلق منه ، لعل أهمها ما يلي :

Page 33: خصائص العربية و طرائق تدريسها

طريقة الكلمة : ªكرر هذا { ، و ي { و يحاكيه األطفال ثانيا ªعرض الكلمة المختارة أمام األطفال ، يقرأها المعل�م أوال ت

العمل مرات كافية ، حتى تنطبع صورتها في أذهانهم . و قد تربط الكلمة بصورة تساعد الطفل على تذكرها و استقراء معناها ، و في مرحلة الحقة يلجأ المعل�م إلى تحليل هذه الكلمات بهدف

الوصول إلى الحروف التي يريد تعليمها ألطفاله . طريقة الجملة :

هي التي تبدأ بجملة تامة المعنى . و طريقتها أن يقد�م المعل�م ألطفاله جملة قليلة األلفاظمألوفة المعاني ، و ال تختلف خطواتها الباقية عن خطوات طريقة الكلمة .

طريقة العبارة : هي طريقة الجملة ذاتها ، إال أن العبارة ال يشترط فيها المعنى التام ، فيقدم اختيار ألفاظ

العبارة على معناها المتكامل .: ) } طريقة القصة ) و األغنية أيضا

{ من أن يكون الدرس جملة واحدة ، محدودة بمعناها ، يكون هي تطوير لطريقة الجملة ، فبدالبضع جمل تشكل حكاية بسيطة أو أنشودة جميلة .

ªتبع في تعليم القراءة هي التي ينبغي أن تتبع في و يرى بعض المربين أن نظرية الكل التي ت{ ، ثمن ينتقل بهم المعل�م { ، و ذلك بأن يتدرب األطفال على كتابة الكلمات أوال تعليم الكتابة أيضا

إلى تدريبهم على كتابة األجزاء التي تتكون منها . ] الجمبالطي : " األصول الحديثة لتدريس [73اللغة العربية " ، ص

الطرائق بين المحاسن و العيوب { إلى هذه حاول الباحثون رصد محاسن طرائق تدريس القراءة و عيوبها ، فأظهر بعضهم ميال

الطريقة أو تلك . و لعل المتتبع آلراء هؤالء الناس يجد الكثيرين منهم يميلون للطرائق الكلية ،{ بثقافة اكتسبوها أو بشهادة جامعية { على واقع اللغة العربية ، بل تأثرا ال ألنها أكثر انطباقا

{ لنظريات في علم النفس تلقفوها و تسربلوا بها ، و اتخذوها حقائق علمية حملوها ، أو تقليدا صاروا يبنون آراءهم و اجتهاداتهم عليها ، حتى أصبحت في نظرهم " بديهيات " ال تقبل

[ في حين73المناقشة أو الجدل . ] الجمبالطي : األصول الحديثة لتدريس اللغة العربية ، ص لو عادوا إلى أصحاب هذه النظريات و من جاء بعدهم من أصحاب مدارس علم النفس

التربوي المختلفة ، لوجدوا أن أصحاب المدرسة الواحدة لم يتفقوا فيما بينهم ، و لم يد�عوا أنها حقائق علمية ، بل هي آراء اجتهادية مبنية على وجهة نظر معينة لإلنسان و للحياة و للمعرفة ليس غير . و في حاالت كثيرة نجد الالحقين ينقضون السابقين منهم و يحملون عليهم بأشد

العبارات الجارحة . و مع ذلك نحد هذا النفر من الباحثين مازالوا يعضون على هذه اآلراء بالنواجذ ، فكأنما يمثلون ما رآه ابن خلدون بشأن المغلوبين على أمرهم ، حين قال : المغلوب{ باالقتداء بالغالب في شعاره و زيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده . ] ابن خلدون : مولع أبدا

[ 147المقدمة ، ص إن التقليد هو أشد ما ابتليت به هذه األمة في عصور االنحطاط الفكري ، التي لن تقوم لها قائمة إال بالمعاناة الفكرية التي توجد عند العلماء القدرة على االبتكار و اإلبداع في حقول

{ عن المعرفة المختلفة . و من هنا كان علينا أن نرصد هذه المحاسن و تلك المعايب ، بعيدا . } التبعية و الهوى الذي ال يغني من الحق شيئا

محاسن الطريقة الجزئية / التركيبية و معايبها : ªلخص محاسنها بما يلي :  يمكن أن ت

 * إنها طريقة منطقية متدرجة ، تبدأ بتزويد المتعلم بأدوات البناء قبل المباشرة بتشييده . * تزود األطفال بمفاتيح القراءة – حروفها – فيسهل عليهم قراءة أي كلمة جديدة عليهم من

 خالل معرفتهم ألجزائها .{ – لغة� صوتية هجائية . * تنسجم مع طبيعة اللغة و واقعها ، خاصة و أن اللغة العربية – إجماال

{ إلى جنب مع القراءة ، فكل حرف يتعلم األطفال صوته * تسهل عملية تعلم الكتابة ، جنباªفرغ في رمزه المكتوب ، فيتدربون على كتابته . ي

{ تقوي األطفال في الخط و اإلمالء ، إذ يتاح للطفل الوقت الكافي ليتدرب على كتابة * و أخيراالحروف و ربطها فيما بينها لتكوين المقاطع في الكلمة الواحدة .

 و مع هذه المحاسن ، يمكن ذكر العيوب التالية :* تبدأ بتعليم الحرف الذي ال معنى له عند األطفال ، و قد تؤدي بهم إلى السآمة و الملل .

تقلل من أهمية الفهم و اإلدراك ، فهي تقدم النطق و القراءة على المعاني و المفاهيم . ** . } { حرفا تؤدي بالتلميذ إلى البطء في القراءة ، حين يقرأ كلمة كلمة و حرفا تخالف طبيعة رؤية العين للمادة المقروءة ، إذ تبصرها جملة ال أجزاء . *

* و هناك مآخذ ثانوية أخرى ال تستحق الذكر ، ألنها من صعوبات القراءة و الكتابة التي ال

Page 34: خصائص العربية و طرائق تدريسها

عالقة لها بهذه الطريقة أو تلك . محاسن الطريقة الكلية / التحليلية و عيوبها :

لدى النظر الفاحص بآراء العاملين في حقل التدريس القراءة نجدهم يثبتون للطريقة الكليةالمحاسن التالية :

{ و استجابة لحاجات الطفل النفسية ، إذ تتيح للمدرس المجال الختيار * إنها أكثر تشويقا الموضوعات التي تستهوي األطفال و تلبي رغباتهم ، ثم وضعها بقالب قصصي قريب من

 عقولهم .* تهتم بمعاني مادة القراءة و مدلوالت ألفاظها .

{ – ألن الطفل يتدرب على قراءة الجملة دفعة * تساعد على تكوين قارئ سريع – مستقبال واحدة .

* إنها تتفق مع نظرية علم النفس الحديثة " الجشطلت " .ªرصد لها العيوب التالية :  و من جهة أخرى ت

* تقلل من أهمية الحروف و دورها في بناء األلفاظ ، و بالتالي ال يستطيع الطفل قراءة أي كلمة من خارج كتابه المدرسي .

* تقود الطفل إلى الخلط بين الكلمات المتشابهة ، ألن الطفل حفظ صور الكلمات عن ظهرقلب ، دون أن يتعرف إلى مكوناتها و أجزائها .

ªتح لألطفال المدر�س الجيد الواعي * تؤدي إلى ضعف في الخط و اإلمالء ، و بخاصة إذا لم يلمسؤولياته و واجباته .

{ ، مما دعا بعض الناس إلى التندر * ثم ظهرت بعض العيوب الفنية في أثناء تطبيقها ميدانيا [ 5عليها . ] الجمبالطي : األصول الحديثة لتدريس اللغة العربية ،ص

ال داعي لمناقشة المحاسن و العيوب التي رصدها الباحثون لمختلف الطرائق ما دمنا سنعتمد{ مع طبيعة اللغة العربية و واقعها من جهة ، و مع الطريقة الطريقة التي نراها أكثر توافقا

الصحيحة في التفكير و اكتساب المعرفة عند األطفال من جهة أخرى .

و لكن البد من وقفة قصيرة عند جانب من جوانب نظرية " الجشطلت " التي تأثر بها أكثر القائلين بتقديم الطريقة الكلية على سواها من الطرائق األخرى . و ذلك تحت تأثير أن إدراك

{ – يتم جملة ، أي أن معرفة الكل أسبق من { و كبيرا األشياء ، و عقلها عند اإلنسان – صغيرا{ قد جاء من عدم { لهذا االعتقاد ، و يبدو أن خلطا معرفة الجزء ، بينما الواقع ليس مطابقا

التمييز بين اإلحساس و اإلدراك ، إذ من المسلم به أن اإلحساس بواقع ما يتم جملة ، فنحن{ ، و نرى الجملة دفعة واحدة ، و لكن هذه { متكامال نرى الشجرة كاملة ، و نرى اإلنسان جسدا{ بالواقع عن طريق عين الوجه ، و أن الحكم على هذا الرؤية األولية ال تعدو أن تكون إحساسا

الواقع أو ذاك ال يصدر مباشرة ، إذ تعود العين ثانية و ثالثة و ... اللتقاط أجزاء هذا الواقع قبل إرساله إلى الدماغ إلصدار الحكم عليه ، فيقول : إنها شجرة كذا ، و هذا اإلنسان هو فالن من

الناس ، و هذه الجملة مكونة من هذه الكلمات التي تتحدد داللتها بحروفها و أجزائها . إذن ، اإلدراك الصحيح هو الذي يصدر عن طريق عين العقل ال عين الوجه ، و عين العقل ال تصدر

{ إال بمعرفة أجزاء هذا الكل أو ذاك ، و بخاصة تلك األجزاء التي تميزه عن سواه { صحيحا حكما من الكليات المشابهة ، و إال وقع الخلط بينها . و هناك تكون المعلومات الخاطئة و األفكار

السطحية و القراءة اآللية الببغاوية . و قد أصاب الجاحظ حين قال : ªريك¬ العقلª ] الجاحظ : كتاب الحيوان ، ªر®يك¬ العينª و اذهب إلى ما ي ¬ذهب إلى ما ت 207 / 1فال ت

] و لعل هذه الحقيقة الدامغة هي التي دفعت أصحاب نظرية " الجشطلت " إلى إعادة النظر ببعض جوانبها ، فقال بعضهم باالستبصار القبلي و االستبصار البعدي ، و ما االستبصار القبلي

{ بالعين الباصرة ، و أم�ا االستبصار البعدي فهو { إال إبصارا الذي أصروا على تسميته استبصارااإلدراك العقلي الحقيقي الذي جاء عن طريق البصيرة " العقل " .

فقد تنعدم العين الباصرة ، و مع ذلك تبقى البصيرة فاعلة بمؤازرة نوافذ أخرى من الحواس ، كالسمع و اللمس و غيرهما . و من هنا كانت خطورة إهمال الحرف – أو التقليل من دوره و

أهميته – في القراءة و الكتابة ، و بخاصة في اللغة العربية . ألن الحرف الواحد ، ال بل النقطة{ على عقب ، نحو : باب ناب ، فرحة فرخة ..... إلخ . و قد الواحدة قد تقلب معنى الكلمة رأسا{ – من الكلمة قد يكون األمر أقل خطورة في اللغات الالتينية ، حيث أن سقوط حرف – أحيانا

ال يعطلها أو ال ينقلها إلى داللة أخرى . } و لقد أحسن أحد الباحثين حين قال في هذا الخصوص : و إذا كان ال قيمة للحرف وحده منتزعا{ بسائر الحروف ، و إذا كان ال من سائر الحروف ، و إنما قيمته في وظيفته التي يؤديها مرتبطا

قيمة للكلمة وحدها منتزعة من سائر الكلمات ، إنما قيمتها في وظيفتها التي تؤديها مرتبطة بسائر الكلمات ، و إذا كان ال قيمة للعبارة منتزعة من سائر العبارات ، غنما قيمتها في

Page 35: خصائص العربية و طرائق تدريسها

وظيفتها التي تؤديها مرتبطة بسائر العبارات ، فإنه في الوقت ذاته ال يمكن استيعاب النص بمضامينه إال باستيعاب جمله و عباراته ، و ال يمكن استيعاب جمله و عباراته إال بمعرفة ألفاظه و مفرداته ، و ال يمكن التعرف إلى معاني هذه األلفاظ إال بإدراك أجزائها التي ترسم حدودها و

) المطبعة الوطنية و13تحدد هويتها و معانيها . ] التنمية اللغوية و المواقف االجتماعية ، ص [ 1963مكتبتها – عمان ( مطبوع على الشموع ، رام الله ، تشرين الثاني

و مع كل المخاطر التي نشأت نتيجة لهذه النظرية في مجال تدريس القراءة لألطفال الجدد ، فإن بعض المناهج العربية مازالت تأخذ بها ، فيعتمدون الطريقة الجميلة . وهنا البد من توضيح اإلهمال الالحق بالحرف عند األخذ بها ، فالمعل�م ال يصل إليه إال بعد سلسلة من خطوات ، تبدأ

بالمحادثة ، تتلوها قراءة الجملة بالصورة ، ثم تجريد الجملة من الصورة ، و بعدها تجريد الكلمة من الجملة ، ثم تجريد المقطع من الكلمة ، ليصل في النهاية إلى تجريد الحرف من

المقطع الذي ورد فيه . و لعل الحق في جانب أحد الخبراء التربويين في هذا الشأن حين{ إلى خطوة تجريد الحرف و قد تعب أو أدركه الوقت ، فال يعطي قال : إن المعل�م يصل أحيانا

{ على معرفة الطفل للحرف ، اللبنة خطوة تجريد الحرف الجهد الكافي ، مما ينعكس سلبا - دائرة التربية و التعليم – األنروا /Doc. L. E. 2 / 80األولى في الكلمة . ] د . فخري طملية

اليونسكو [ و هكذا نقع في المشكلة لنعود فنبحث عن حل لها بإثراء الكتاب المدرسي بالتدريبات المرافقة{ أن أي حل نصل إليه سيكون بداية لمشكلة من نوع لمحاولة إيجاد حل لما صنعته أيدينا . علما

آخر . و لعل اللبس الذي وقع فيه بعض العاملين في حقل التربية و التعليم جاءهم من تجارب

خدعتهم بظاهرها ، و ذلك حين حشدوا الطاقات البشرية و المادية و التربوية في مدرسة ما{ على واقع معين ، فعمموا في أمر ال يجوز لصف ما ، فحصلوا على شيء من النجاح ، قياسا

التعميم فيه ، فهو من قبيل الخاص ليس غير .{ أعود ألذكر المغرمين بنظرية " الجشطلت " أن اعتراضات كثيرة قد وجهت لهذه و أخيرا

النظرية و ألصحابها من فريق آخر من علماء النفس ، فرأى هؤالء المعترضون أن علماء نفس " الجشطلت " إنما تمخضوا عن كلمة ، راحوا يرددونها في كل المانسبات و كأنها كلمة سحرية

{ أللغاز الكون كله . ] جييوم : علم نفس الجشطلت ، ص [ 307، و كأنها تحمل في طياتها حال

الطريقة الكلية – الجزئية " التحليلية / التركيبية " : { إذا قلنا بوجوب االستفادة من محاسن جميع الطرائق و تجنب عيوبها . و قد ال نقول جديدا

تكون الطريقة التي تبدأ من الكلمة البسيطة المألوفة لدى األطفال هي التي تجمع أكثر المحاسن ، و تبتعد عن أكثر المساوئ ، فمن جهة تبدأ من لفظ له معناه و داللته عند األطفال

و يصلح مادة للحوار معهم ، و من جهة أخرى تمكن المدر�س من تحليل هذه الكلمة إلى أصواتها الملفوظة و رموزها المكتوبة ، و تدريبهم على نطقها و كتابتها . و قد ال تتجاوز كلمة

الدرس األول حرفين اثنين يكونان كلمة ثالثية " باب " أو ثالثة أحرف في أكثر تقدير . إن{ لألطفال ال يعني – بحال من األحوال – أن صعوبات هذا { أوليا تقديم هذه الكلمة أو تلك درسا

الدرس – قراءة و كتابة – ستقدم إليهم دفعة واحدة في ساعة واحدة ، بل توزع هذه الصعوبات على ساعات متعددة ، تتخللها نشاطات و ألعاب مشوقة و هادفة تمهد لتدريبهم

{ أن الكلمة التي ينبغي أن تربط بمدلولها عند تقديمها لألطفال ستتحول إلى جملة عليها . علما في الدروس الالحقة للدرس األول ، لتصير بضع جمل في السرعة الممكنة ، إذ كلما تمكن

األطفال من حرف جديد كلما سنحت الفرصة أمام المعل�م إلثراء ثروتهم اللغوية بمفردات و جمل مركبة من هذه الحروف ، تساعد في تعزيز مهارات القراءة و الكتابة التي قدمت لهم

{ . إن من قبل ، و في الوقت ذاته تتيح له تقديم مواد القراءة بأسلوب أكثر إثارة و تشويقا االلتزام بهذه الطريقة ال يعني أن األطفال سيظلون مشدودين إلى كلمة الدرس و جملته ، و

ما يترتب على ذلك من سأم و ملل . إذ إن الحوار الهادف و اللعب المنظم و القصة المشوقة ، مع ما يتبع ذلك من استخدام للوسائل المعينة و األدوات التربوية الحديثة ، تعد من قواعد هذه الطريقة و مكمالتها . و لكن مهما أدخلنا من نشاطات و ألعاب و أساليب لتشويق األطفال و ترويضهم ، ال يعفينا ذلك كله من تعزيز أهداف الدرس األساسية التي تتمثل بقراءة

الكلمات الجديدة و الجمل الجديدة ، ثم العمل على تحليلها إلى مقاطعها و حروفها و إعادة تركيبها ، و كتابة كل جديد فيها . و في جميع األحوال ، فإن محاسن طريقة قرائية ما للصف{ ،و مادة{ ، و { : هدفا { متكامال المبتدئ ال يظهر أثرها الحسي إال من خالل كتاب يجسدها منهجا

– } { و أخيرا { . و نجاح هذه الطريقة أو تلك ، يتوقف – أوال { ، و وسيلة{ ، و إخراجا { ، و أسلوبا عرضا على المدر�س " اإلنسان " الذي يبقى الفيصل في نهاية األمر . و مهما كانت الطريقة التي

ªعنى نعتمدها في تدريس اللغة العربية لألطفال في بداية أمرهم ، فإن من األهمية بمكان أن ن بضبط مخارج الحروف و مواضعها من الفم ، فلكل حرف مخرجه . و قد رأى الخليل بن أحمد

Page 36: خصائص العربية و طرائق تدريسها

– } { و قبله ألف ، فيقال – مثال { يلفظ ساكنا { ، انه لتبين الحرف و مخرجه تماما الفراهيدي قديما®ر ... و هكذا و لقد ®ب ، و لتبين نطق حرف " الراء " يقال : ا لتبين نطق حرف " الباء " يقال : ا

رصد لنا أصحاب علم التجويد هذه المخارج بمنتهى الدقة على الشكل التالي : الهمزة و الهاء : من أقصى الحلق ، و العين و الحاء من وسطه ، و الغين و الخاء من أعاله ، و

القاف من أقصى اللسان ، و يليها مخرج الكاف ، و الجيم و الشين و الياء من وسطه ، و الطاء و التاء و الدال من طرف اللسان مع أعلى الحنك ، و الظاء و الذال و الثاء من طرف اللسان مع أطراف الثنايا - األسنان في مقدم الفم – العليا ، و الصاد و السين و الزاي من

طرف اللسان و فوق الثنايا ، و تليها من أطراف الثنايا النون ، و أسفلها مباشرة الراء و الضادمن حافة اللسان من جهة األضراس اليمنى .

– } { و مضمونا ªراعى فيه – شكال أم�ا تدريس نص القراءة للتالميذ فيما بعد ، فينبغي أن ي اإلرشادات التالية :

* ضبط الحركات لجميع حروف الكلمة . االهتمام بالمهارات اللغوية األخرى : كالشدة ، و المدة ، و همزة الوصل ، و التنوين و *

غيرها . مراعاة السرعة المناسبة في أثناء القراءة . *

* إظهار االنفعال بالمادة المقروءة ، و ذلك بتنويع الصوت مع تنوع األساليب اللغوية ) خبري ،استفهامي ، نداء ... إلخ ( .

{ على الفاصلة ، مع تحريك أواخر الكلمات * مراعاة عالمات الوقف ، بحيث يكون الوقف قصيرا{ عند النقطة ، مع تسكين أواخر الكلمات . ، و أن يكون تاما

اكتشاف األفكار العامة ، و األفكار الجزئية المنتمية لكل فكرة رئيسية . * التعرف إلى معاني المفردات الجديدة من خالل سياقاتها ، مع اإلشارة إلى معانيها المتداولة *

األخرى . التعرف إلى التراكيب اللغوية الجديدة ، ثم تحليلها إلى عناصرها المكونة لها ، مع إدراك *

 العالقات القائمة فيما بين أجزائها ، و كيفية استخدامها في سياقات لغوية أخرى .. } { و فكريا * متابعة تسلسل أفكار النص – زمنيا

 0االستفادة من المعلومات و المعارف- على أنواعها – التي يشتمل عليها النص  *{ و * استخالص القيم و االتجاهات و المواقف التي يوحي بها النص ، لترسيخ ما كان نافعا

{ منها . اجتناب ما كان ضارا

تدريس اللغة العربية بطريقة الوحدة " النص " :

كثر الحديث في اآلونة األخيرة عن تعليم اللغة العربية بطريقة الوحدة ، لدرجة أن بعضهم حاول أن يفلسفها ، أي أن يجعل لها فلسفة تقوم عليها ، و لعل إضفاء هذا الثوب الفضفاض ال{ أن موضوع " يرفع من منزلتها ، كما أن بعدها عن المفهوم الفلسفي ال يحط من قدرها . علما

الوحدة " هذا يطرح قضيتين اثنتين ، أوالهما : توحد كتب اللغة العربية المنهجية الصفية في{ من اإلبقاء عليها موزعة في كتب كتاب واحد يجمع بين فروعها المختلفة بتوازن تام ، بدال} متعددة . و ثانيتهما : اعتماد الطريقة المفضلة لتدريس اللغة العربية . هل تدرس فروعا

مستقلة ، أو وحدة كاملة ال يجوز الفصل بين فروعها المتحدة في وظائفها و واقعها * . و إذا اعتمدت وحدة اللغة ، فما هي نقطة البداية في التدريس * و ما هي الوحدة الطبيعية الصغرى

{ لعملية التدريس المنهجي التي ينبغي االنطالق منها * فيما يتعلق بالقضية األولى و تسهيال{ ، و ذلك على أمل أن ªفضل اعتماد الكتب المتعددة بتعدد فروع اللغة القائمة حاليا الصفي ، ي

يتمكن العاملون في حقل تدريس اللغة العربية من وضع منهج متكامل متدرج في سلسلة من{ متدرجة لتدريس اللغة : بقواعدها اإلمالئية و الكتب لمراحل التعليم المختلفة ، تعتمد نصوصا قوانينها النحوية ، و أحكامها الصرفية ، و أنماطها األسلوبية الوظيفية ، أي إعداد كتاب لغوي

واحد للصف الواحد ، و حينما نقول بأحادية الكتاب ال نعني العددية الرياضية ، فقد يفرض واقع المنهج سلسلة من الكتب في العام الدراسي الواحد . أم�ا القضية الثانية فإنه من المستحسن{ من طريقة الوحدة ألن النص يمثل استخدام عبارة طريقة النص لتدريس اللغة العربية ، بدال

{ – بينما كلمة " الوحدة " تحمل في مضمونها { و الحقا { و حاضرا الواقع اللغوي المتكامل – سابقا مفهوم األجزاء التي توحدت ، كما تحمل في ثناياها احتمال التفكك ثانية ، و ليس األمر كذلك ،

ال من قبل كان و ال من بعد هو كائن . و في الوقت ذاته نقطع الطريق على القائلين بأن الوحدة اللغوية الصغرى ممثلة بالجملة التامة ، و أنهم حين ينطلقون من األمثلة المبعثرة

المتمثلة في الجمل و العبارات التامة المعنى ، ال يخرجون على وحدة اللغة المحققة بالعضوية الحتمية بين الشكل و المضمون ، فهذا األمر يتحقق في نطاق الجملة الواحدة ، كما يتحقق في إطار النص الواحد . و إذا كان من العسير الحصول على النصوص المرغوبة ، المفصلة

Page 37: خصائص العربية و طرائق تدريسها

على قد القاعدة المطلوبة ، فليس من العسير تطويع هذه النصوص لخدمة أهداف اللغة مجتمعة . فاعتماد النص ، ال يمنع من اللجوء إلى األمثلة المستقلة الهادفة لتعويض ما لم يف، } به النص لتحقيق أهداف درس£ من الدروس في القواعد و اإلمالء و البالغة و غيرها . و أخيرا

{ في ضوء األساس اللغوي لوحدة نتفق مع الدكتور نهاد الموسى في أن تدريس اللغة فروعا{ في ذلك الفرع ، { ، ثم درسا { في اللغة أوال اللغة ، ينبغي أن يكون الدرس في كل فرع درسا

Prep. M / A / 11 1970] راجع : د . نهاد الموسى – معهد التربية ) أونروا / اليونسكو ( آذار { إلى طريقة تدريس اللغة العربية في حلقات المساجد [ و هذا االجتهاد ال يعدو أن يكون رجوعا

في العصر العباسي ، حينما كان العلماء يدرسون تالميذهم جميع الفنون اللغوية من خالل النصوص القرآنية و القصائد الشعرية و الخطب و الرسائل و غيرها . و إذا كنا نشدد على{ لتدريس اللغة العربية ، فإن اختيار النص الجيد ، بموضوعه و ضرورة اعتماد النص منطلقا

– } { ولغويا حجمه و لغته ، و جودته الفنية ، و مراعاته لمستوى الطالب الذين يقد�م إليهم – عقلياªعد من الشروط األساسية لنجاح هذه الطريقة . ي

اإلعداد و التخطيط للدروس اليومية قبل أن نفص�ل القول في كيفية اإلعداد المسبق لدرس معين وفق الطريقة النصية المتكاملة ، نشير إلى أنه ليس ثمة شكل محدد لتنظيم التحضير اليومي ، ينبغي على مدر�س اللغة العربية أن يلتزم به في جميع الظروف و األحوال . فالشكل الخارجي للتحضير و حجمه و تطبيقاته و

{ – أمور ترتبط بواقع المدر�س – كفاية و خبرة – كما ترتبط بعدد { و تطويال خطواته – إيجازا ساعات التدريس المكلف بها ، و كذلك بالصف و المرحلة و المنهج الذي هو بصدده . و ما

نعرض له في خطتنا هذه و في خططنا األخرى إلعداد دروس مشابهة في فروع اللغة العربية المختلفة ، غنما يستهدف الكيفية المتكاملة للتعامل مع النص و استنطاقه ، و ما يمكن أن

نحققه كم خالل دراسته الشاملة .

درس تطبيقي في القراءة العربية{ لطريقة النص التكاملية ( ) وفقا

نص القراءة حكاية { كان في أرض كثيرة® المياه و العشب® ، و كان في تلك األرض® من الوحوش® ، زعموا أن° أسدا

�ه لم يكن ينفعªها ذلك لخوف®ها من األسد® . عة® المياه® و المرعى ، شيء� كثير� ، إال أن في س¬�ة¬ بعد الج¬هد® و التعب ، و قد رأينا لك¬ �ك لتصيبª منا الداب فاجتمعت و أتت إلى األسد فقالت : إن

£ دابة� نرسلª بها ªخفنا ، فلك¬ علينا في كل� يوم { فيه صالح� لك¬ و أمن� لنا ، فإن أنت آمنتنا و لم ت رأيا} إليك في وقت® غدائك . فرضي األسدª بذلك و صالح¬ الوحوش عليه ، و¬ و¬فين¬ له به . ثم° إن° أرنبا

كن �¬ضر ®قتن� بي فيما ال ي أصابتها القªرعةª و صارت غداء¬ األسد ، فقالت للوحوش : إن أنتن� و¬ث¿ف®يننا من األمور® *! قالت : ¬ل ªك ªريحكن� من األسد ، فقالت® الوحوش : و ما الذي ت رجوتª أن أ

ªبطيء عليه بعض¬ اإلبطاء . فقلن لها : ذلك ªمهلني ريثما أ تأمرن¬ الذي ينطلقª بي إلى األسد® أن ي لك® . فانطلقت® األرنب مªتباطئة{ حتى جاوزت® الوقت¬ الذي كان يتغد°ى فيه األسد ، ثم تقد�مت

®ه نحوها فقال لها : من أين¬ أقبلت® * قالت { ، و قد جاع¬ . فغضب¬ و قام¬ م®ن مكان ويدا ªإليه وحد¬ها ر ¬ع¬ثتني و معي أرنب� لك ، فتبعني أسد� في بعض® تلك¬ الطريق® ، : أنا رسولª الوحوش® إليك¬ ب�ي ، و قال : أنا أول¬ى بهذه األرض و ما فيها من الوحوش ، فقلتª : إن هذا غداء¬ فأخذها من°ك¬ و شتمك¬ . فأقبلتª مسرعة{ ¿ي ، فسب الملك® أرس¬لت به الوحوشª معي إليه® فال تنتزعهª من

ªخبرك¬ . فقال¬ األسدª : انطلقي معي فأريني موضع¬ هذا األسد® ، فانطلقت® األرنبª إلى جªب® فيه أل�هª و ظل° األرنب® ماء� غامر� صاف£ فاط�لع¬ت فيه و قالت : هذا المكانª . فاط°لع¬ األسدª ، فرأى ظ®ل¬هª فغرق¬ في الجب¿ ، فانقلبت® األرنب إلى ®ها ، و وثب¬ إليه® ليقاتل في الماء® ، فلم يشك° في قول

الوحوش® ، فأعلمتهن° صنيعها باألسد® . شرح األلفاظ :  يراعى في شرحها األمور التالية :

* تفسر اللفظة بمثل حالها من التعريف و التنكير .* . } ªشار إلى مفرد اللفظة ، إذا كانت مثنى أو جمعا ي* . } تعاد اللفظة المشتقة إلى أصلها إذا كان ذلك ممكنا

إعداد الدرس الصف : الثالث المتوسط .

نص القراءة : حكاية األرنب و األسد .المصدر : كتاب كليلة و دمنة – عبد الله ابن المقفع .

الزمن : يحدده المدر�س في ضوء أهدافه و مستوى تالميذه .أهداف الدرس :

يتوقع من المدر�س أن يعمل على تحقيق األهداف التالية : . أن يقرأ التالميذ النص قراءة جهرية سليمة ) مراعاة المخارج الصوتية للحروف ، ضبط1

Page 38: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الحركات ، السرعة المناسبة ، تمثيل المعنى ، مراعاة عالمات الوقف ( .. أن يقرأ التالميذ النص قراءة استيعابية هادفة ) استيعاب األفكار الرئيسية و التفصيلية ( .2 . إثراء معجم التالميذ اللغوي ، باكتساب المفردات الجديدة و توظيفها في سياق لغوي3

جديد .{ – باكتساب التراكيب و العبارات و األنماط4 { وكتابيا . تنمية قدرات التالميذ التعبيرية – شفهيا

اللغوية الجيدة . 5، " �{ : النفي بـ " لم " ، و التوكيد بـ " إن { صحيحا . استخدام األساليب اللغوية التالية استخداما

و النهي بـ " ال " ، و الشرط بـ " إن " ،و التعليل بـ " ال م التعليل " .. التذكير بالقواعد النحوية التالية : 6

النون في : يضركن� ، أريحكن� ، أرسلن¬ ، وفين¬ .الهاء في : لخوفها ، أصابتها ، ليقاتله ، ظله .

التاء في : فقلتª ، فقالت® ، فأقبلت . ب على كتابة الهمزة المتوسطة و المتطرفة ، من خالل الكلمات المهموزة الواردة7 � . التدر

في النص .. تحليل مواقف شخصيات الحكاية ) األسد ، األرنب ، الوحوش ( .8. اكتساب القيم السلوكية الحياتية المستوحاة من الحكاية .9

. ربط ماضي أمتنا بحاضرها ، كحافز للعمل على نهضتها من كبوتها .10 . تنمية ميول الطالب إلى المطالعة – القراءة الحرة – و شدهم إلى تراثنا األدبي ) تعريف11

موجز بكتاب كليلة و دمنة ( . الوسائل التعليمية / التعل�مية :

* النص مكتوب بخط واضح ، و مشكول بالحركات الالزمة ، و مرقم بعالمات الترقيم . صورة لغابة ، يظهر فيها بعض الوحوش ، على أن يكون األسد و األرنب من بينها ، و صورة *

ثانية يظهر فيها بئر ماء ، ينظر فيها أسد و أرنب ، و قد ظهر ظلهما في الماء .آلة تسجيل ، مع كاسيت . *�ورة و ملحقاتها ) طباشير ، ممحاة ... إلخ ( . * ب �الس

خطوات الدرس :أ - التمهيد و المقدمة :

ªعرض الصورة األولى أمام الطالب ، ثم يوجه المعل�م األسئلة التالية : ت. ماذا تشاهدون في هذه الصورة * 1. من هو ملك الوحوش *2. سم¿ بعض الحيوانات المفترسة القوية .3. سم¿ بعض الحيوانات اللطيفة الضعيفة التي تعيش في الغابة .4

ب - القراءة الصامتة ) خمس دقائق ( : اقرأوا هذه الحكاية عن عالقة ملك الوحوش برعيته ، و استخرجوا األلفاظ و التراكيب الصعبة ،

{ أني سأعرض عليكم بعض األسئلة بعد االنتهاء من هذه القراءة . علمااألسئلة االستيعابية العامة حول األفكار الرئيسية :

. ما العرض الذي قدمته الوحوش لمليكها *1. ماذا كان رد األسد *2. من هو الحيوان الذي وضع خطة االحتيال على األسد *3. كيف كانت الخطة *4. ما رأيك بحيلة األرنب *5. هل نجحت األرنب في حيلتها *6

ج - القراءة الجهرية النموذجية : يقرأ المعل�م النص قراءة جيدة ، يتبعها بقراءة عدد من المتفوقين ، بحيث يقرأ كل واحد منهم

فقرة واحدة .د - القراءة التطبيقية :

يقرأ ثالث طالب من الفئة الثانية في الصف القراءة التطبيقية األولى . و في نهاية الفقرةªشرح – من خالل سياقاتها – المفردات و التراكيب التالية : األولى ت

{ فيه صالح لك و زعموا ، سعة الماء و المرعى ، لتصيب منا الدابة ، الجهد ، و قد رأينا لك رأياأمن لنا .

و في نهاية الفقرة الثانية : . } أصابتها القرعة ، متباطئة ، جاوزت الوقت ، رويدا

و في نهاية الفقرة الثالثة :

Page 39: خصائص العربية و طرائق تدريسها

رسول الوحوش إليك ، جب� ، ماء غامر ، فانقلبت األرنب إلى الوحوش . ثم يقرأ عدد آخر من الطالب ) فئات مختلفة : أقوياء ، وسط ، ضعاف ( . و في نهاية هذه

، } �ورة : غدائك ، أبطئ ، متباطئة ، رأيا ب �ªستخرج الكلمات المهموزة ،و تثبت على الس المرحلة تتأمرن ، اإلبطاء . و يوجه للتالميذ الطلب التالي :

انظر إلى هذه األلفاظ التي وردت في الحكاية ، ثم علل كتابة الهمزة في كل واحدة منها .هـ - النشاطات الصفية :

أ - نشاطات لغوية :{ ، زعموا ، * { منها في جملة مفيدة : الجهد ، رويدا اشرح معاني األلفاظ التالية ، ثم استعمل كال

ماء غامر . ضع كل عبارة من العبارات التالية في سياق جديد من إنشائك : أصابتك القرعة ، جاوزت *

المكان ، سعة المياه و المرعى ، فانقلبت األرنب إلى الوحوش .هات عكس األلفاظ التالية :  *

�ن . �ك ، يضرك اجتمعت ، رضي ، وفين ، أبطئ ، تقدمت ، سب{ لكل أسلوب من األساليب المذكورة أدناه ، ثم ضع – من إنشائك – * { واحدا استخرج نمطا

{ بسياق لغوي جديد ، لكل صيغة من هذه الصيغ : { مشابها نموذجا النفي بـ " لم " ، النهي بـ " ال " ، التوكيد بـ " إن� " ، الشرط بـ " إن " ، التعليل بـ " الم التعليل

. "* . } { مواطن الجمال فيها ، ثم احفظها غيبا استخرج ثالث عبارات جميلة ، مبيناما نوع النون في الكلمات :  *

يضركن� ، أريحكن� ، تامرن ، وفين .أعرب الهاء في الكلمات : *

لخوفها ، أصابتها ، ظله ، ليقاتله .أعرب التاء في الكلمات : *

اجتمعت ، أقبلت ، فأقبلت . ب - نشاطات استيعابية : ) فهم ، تحليل ، استنتاج ، نقد و تقويم (

* أشر إلى العبارات التي تدل على ما يأتي :قلق الوحوش في الغابة ، شيخوخة األسد ، ذكاء األرنب .

مناقشة و حوار : . لماذا قبل األسد عرض الوحوش باإلحالة على التقاعد ، و االكتفاء بما يقدمونه إليه من1

طعام * . هل كان نظام القرعة الذي اعتمدته الوحوش في صالحها أم في صالح األسد ، و كيف كان2

ذلك * . لماذا تباطأت األرنب ، حينما كانت في طريقها إلى األسد *3. ما أثر غضب األسد في موقفه من حكاية األرنب عن األسد المنافس له *4. لماذا اختارت األرنب جب� ماء غامر صاف لتنفيذ حيلتها *5. صف حياة الوحوش في الغابة بعد هالك األسد .6

نقد و تقويم : هذه الحكاية مأخوذة من كتاب قديم مشهور ، و هو يشتمل على العديد من أمثالها . من *

يذكر اسم هذا الكتاب *في أي قرن عاش صاحب هذا الكتاب * *ما دور ابن المقفع في وضع هذا الكتاب* * هل ترى أن الكاتب كان يرمز إلى ما هو أبعد من الوحوش و الغابة * و إذا كان األمر كذلك ، *

فماذا يمثل كل من : األسد ، الوحوش ، األرنب ** . ) } { ، و نفسيا { ،و عقليا قارن بين األسد و األرنب ) جسديا األسد كناية عن الحاكم المستبد برعيته ، و األرنب لجأت إلى الحيلة للتخلص منه ، فما هو *

الموقف البديل الذي كان على الوحوش أن تفعله لتقويمه *{ عن مراده * *  لماذا لجأ الكاتب إلى ألسنة الحيوان ، تعبيرا

* هل وفق الكاتب في عرض المشكلة التي كان يعاني منها الشعب حينذاك * بين بعض المواقف التي وفق بها .

* هل أجاد الكاتب في بلوغ الهدف الذي يرمي الوصول إليه * حدد المراحل الفاصلة قبلبلوغه النتيجة الحاسمة .

أيعجبك مثل هذا األسلوب - على ألسنة الحيوانات – في التوجيه و اإلرشاد * علل إجابتك . *ما هو المغزى الحقيقي لهذه الحكاية * *

Page 40: خصائص العربية و طرائق تدريسها

اذكر بعض األساليب التي يمكن أن تلجأ إليها األمة لردع الحاكم عن جبروته و طغيانه . *تمثيل الحكاية و تسجيلها :

تمر هذه العملية بالخطوات التالية :يختار المعل�م الطالب المتفوقين الموهوبين المالئمين للتمثيل . *يوزع األدوار على الشكل التالي : *

- طالب يحسن الرواية " الرواي " .- طالب قوي الجسم " األسد " .- طالب صغير ذكي " األرنب " .

- مجموعة مختارة من الصف " جماعة الوحوش " .يمر التسجيل بمرحلتين : *

- مرحلة التمرين و التجربة - مرحلة التمثيل و التسجيل .

يستمع الطالب للحكاية من آلة التسجيل . *تعليق الطالب على التمثيل و الممثلين . *

 و - النشاطات البيتية :* ضع ثالثة عناوين مناسبة لهذه الحكاية .

عرفنا من خالل الحوار الصفي أن األرنب هي بطل هذه الحكاية . ماذا عملت حتى استحقت *هذا اللقب *

{ – بلغتك الخاصة . * اكتب هذه الحكاية - غيبا ?vعد إلى كتاب كليلة و دمنة ، و اختر إحدى حكاياته الجميلة ، لترويها لزمالئك في الصف . *

ابحث عن معاني األلفاظ التالية في معجمك اللغوي : الدابة ، ريثما ، شتمك .

المحفوظات و تدريسها* أهمية المحفوظات " االستظهار " في اللغة العربية .

* أهداف تدريس المحفوظات .* خطوات تدريس نص المحفوظات .

* دراسة النص األدبي في المراحل العليا .المحفوظات " االستظهار "

أهمية المحفوظات يقلل بعض الباحثين المحدثين من أهمية حفظ النصوص األدبية ، و يزعمون أنه ال يجوز حفظ} { على استيعاب مضامينه التفصيلية ، و أن يكون متمكنا أي نص منها ، ما لم يكن الطفل قادرا{ . ثم ينعتون من يفعل ذلك بالتقليدية و باالعتماد على { تاما من مفرداته و تراكيبه اللغوية تمكنا

تلقين األلفاظ و المعلومات . مما يدعو الدارس إلى الحفظ دون الفهم و اإلدراك . إنه مع إدراكنا التام و وعينا الشامل ألهمية الفهم و االستيعاب و لدورهما الفاعل في عملية

الحفظ ، ندرك بالقدر ذاته ، ونعي باالستنارة الكاملة ، أن قدرة التالميذ في المرحلتين : االبتدائية و المتوسطة على الحفظ أكثر و أسرع من قدرتهم على الفهم و االستيعاب ، بينما

قدرة الراشدين – بعد هاتين المرحلتين – على الفهم و االستيعاب هي أعلى بكثير من قدرتهم{ أن هناك حاالت محدودة ال تخضع لهذه القاعدة ،و نحن نأخذ باألعم و على الحفظ . علما

األشمل ، ال بالنادر و الشاذ .{ . فصفاء { و جسديا { و نفسيا و هذا الواقع المشاهد يعود لواقع اإلنسان و جبلته اإلنسانية ، عقليا

ذهن الطفل و قلة انشغاله بأمور الحياة و تعقيداتها يجعله أقدر على الحفظ ، و خبراته الحياتية{ على الفهم و االستيعاب ، بينما يكون في المرحلة الثانية من المحدودة تجعله أقل اقتدارا

{ على الحفظ ، حياته ، حيث تشغله الحياة بهمومها المتزايدة و شواغلها الكثيرة ، اقل اقتدارا{ في القدرات العقلية االستيعابية في حين نجد أن اتساع خبراته الحياتية تجعله أعلى كعبا

المختلفة .{ على الحفظ مما و هذا الواقع اإلنساني نجده – نحن الكبار – في أنفسنا إذ أصبحنا أقل اقتدارا{ لما نقرأ . و من هنا نرى عدم { و استيعابا { و إدراكا كنا عليه في سن الطفولة ، مع أننا أكثر وعيا دقة المفهوم القائل بأن فهم المادة القرائية يساعد على سرعة انتقالها إلى الذاكرة ، إذ هناك

{ – في عملية الحفظ و التذكر . و هذا األمر يذكرنا { و إيجابا عوامل عديدة تتداخل – سلبا بالحكمة التي أطلقها األحنف بن قيس التميمي حين قال : العلم في الصغر كالنقش في الحجر{ . ] الجاحظ : البيان و التبيين { و لكنه أشغل قلبا . و قد علل ذلك بقوله : الكبير أكبر الناس عقال

،1 / 177] و لعل أبلغ دليل على صحة هذا القول ، هو أن جميع العلماء المسلمين الذين نبغوا في فنون

Page 41: خصائص العربية و طرائق تدريسها

المعرفة و العلوم – على اختالفها – في العصور السالفة قد حفظوا الكثير من القرآن الكريم و{ – قبل بلوغهم سن الرشد من أعمارهم ، { ونثرا الحديث الشريف و النصوص األدبية – شعرا{ على { أن األمر لم يكن مقصورا فلم يشكل هذا الحفظ عقبة أمام نبوغهم و عبقريتهم . علما

{ عند أكثر الناس ، و عن كان بدرجات متفاوتة . و ال { دارجا العلماء فحسب ، بل كان الحفظ أمرا{ إلى جنب مع نستطيع – بحال من األحوال – الزعم أن الحفظ و االستيعاب كانا يسيران جنبا

هؤالء األطفال . و هذا العالمة ابن سينا ينصحنا و يحضنا على تلقين أطفالنا آيات القرآن الكريم و أبيات الشعر

التي تحث على الفضائل و تنهى عن الرذائل ، و ذلك حين يقول في كتاب السياسة : ينبغي{ . و في الوقت نفسه { و عقليا البدء بتعلم القرآن الكريم ، بمجرد تهيؤ الطفل للتلقين جسميا

يتعلم حروف الهجاء ، و يلقن معالم الدين ، ثم يرو�ى الصبي الشعر ، على أن يختار من الشعر ما قيل في فضل األدب ، و مدح العلم ، و ذم الجهل ، و ما حث على بر الوالدين ، و اصطالح

المعروف ، و قرى الضيف . فإذا فرغ الصبي من حفظ القرآن ، و ألم بأصول اللغة ، انظر عند{ عن األبراشي : التربية اإلسالمية و ذلك في توجيهه إلى ما يالئم طبيعته و استعداده . ] نقال

[ 214فلسفتها ، ص ªعطى لهوية اإلنسان الفكرية – اللغوية ، التي تحدد له إن ما يقوله ابن سينا هو أن األولوية ت

معالم الطريق العلمية و المهنية و السلوكية في حياته المستقبلية .{ : ] األصبهاني : { فيقول متسائال و هذا هو الراغب األصبهاني يردد ما قاله األحنف بن قيس شعرا

[ 47 / 1محاضرات األدباء ، ¬شردª بالذكر® { ت �هى يمارسª أشغاال هل® الحفظª إال للصبي * فذو الن

{ بالحفظ عند األطفال ، و ذلك لتكوين ملكة { و اهتماما أم�ا العالمة ابن خلدون فيبدو أكثر حرصا اللسان العربي عندهم ، إذ يقول في مقدمته : إن حصول ملكة اللسان العربي إنما هو بكثرة الحفظ من كالم العرب ، حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم ، فينسج هو عليه ، و يتنزل بذلك منزلة من نشأ معهم و خالط عباراتهم في كالمهم . ] ابن خلدون :

[ 561المقدمة ، ص و إذا كان بعض هؤالء المحدثين ال يروق لهم أن نستشهد بعلماء العصور السالفة من

المسلمين ، فهذا " جلبرت هايت " يخبرنا عن واقع الحال في المدارس اإلسرائيلية ، حيث يفرض اليهود على أطفالهم حفظ التوراة عن ظهر قلب دون شرح ألفاظها أو استيعاب معانيها

، فيقول : و كذلك الحال في المدارس اإلسرائيلية االبتدائية ، إذ يحفظ التالميذ التوراة عن{ ، حتى إذا ما انتقلوا إلى المدارس الثانوية بدأ المعل�م يفسر { حرفا ظهر قلب و يسم�عونها حرفا

[ فهل وقف الحفظ اآللي127لهم معاني األلفاظ التي حفظوها . ] هايت : فن التعليم ، ص { دون نبوغهم في حقول العلوم و التكنولوجيا ؟! عائقا

إن دعوتنا إلى تشجيع أطفالنا على حفظ النصوص األدبية ال يجوز أن تؤخذ على إطالقها ، بليسترشد في ذلك بأهداف تدريس هذه النصوص و حسن اختيار مادتها .

أهداف تدريس نصوص المحفوظات : * تنمية قدرة التلميذ على جودة اإللقاء ، و حسن األداء ، و تمثيل المعنى .

* تنمية قدرة التلميذ على التعبير لشفهي ، و مواجهة اآلخرين بجرأة و شجاعة .* حصول ملكة اللسان العربي عند التالميذ .

* إثراء ثروة التالميذ اللغوية باأللفاظ و العبارات و التراكيب التي تشتمل عليه نصوصالمحفوظات " االستظهار " .

* تنمية التذوق األدبي عند التالميذ ، و حثهم على االستمتاع بجمالها الفني . * تدريب التالميذ على كيفية التعامل مع النصوص المختلفة ، و ذلك في حدود نموهم اللغوي و

مداركهم العقلية .* االستفادة من هذه النصوص في تحقيق المنحى التكاملي لتدريس اللغة العربية .

* االستفادة من المعلومات و المعارف – على أنواعها – التي ترد في هذه النصوص .* تنمية االعتزاز باللغة العربية و بتراثها األدبي و الفكري .

* المساعدة في صقل شخصية التلميذ اإلنسانية ، بما تقدمه هذه النصوص من أغراضتربوية ، و عواطف نبيلة ، و قيم أخالقية .

* اكتشاف مواهب األطفال ، و رعايتها و تنميتها في االتجاه السليم .* ترغيب األطفال بالمدرسة ، لما تبعثه األناشيد في نفوسهم من إثارة و تشويق .

اختيار نصوص المحفوظات :ªحسن اختيار النصوص األدبية لكي نعمل على تحقيق األهداف المشار إليها أعاله ، ينبغي أن ن

{ لهذه الغاية . { و صالحا { ، و أن نعي الخصائص التي تجعل النص جيدا التي تجسدها عملياخصائص النص الجيد :

Page 42: خصائص العربية و طرائق تدريسها

* أن تكون فكرته جميلة و بسيطة ، بعيدة عن التركيب و التعقيد .* أن تكون لغته سهلة ، و عباراته واضحة ، و ألفاظه عذبة .

{ ، يظهر أثره في الحياة الخاصة و العامة . { سلوكيا { تربويا * أن يحقق هدفاªراعى فيه المستوى اللغوي و المستوى الفكري للتالميذ الذين يقد�م إليهم . * أن ي

{ ، ال بالكبير الذي يصعب حفظه ، و ال بالصغير الذي يستهين به التالميذ * أن يكون حجمه مقبوال.

. } { و إعجابا * أن تتخلل النص عاطفة تقع في القلب عند سماعه ، فتحرك كوامن النفس ، تأثرا * أن تتنوع موضوعات النصوص في المجاالت التي تكون مدار اهتمام التالميذ الذين تقدم

لهم . إن توافر النصوص الجيدة بين أدينا ، ال يعفي المدر�س من بذل الجهد الكافي لتوزيعها على

الصفوف المختلفة . فما يناسب تالميذ المرحلة االبتدائية الدنيا ال يقد�م لتالميذ المرحلة االبتدائية العليا ، و ما يصلح لصغار األطفال ال يلبي حاجات المراهقين و ال يستجيب لمشاعرهم

و أحاسيسهم و عواطفهم الدافقة . لذلك ، تكون نصوص األطفال – عادة – ذات طابع غنائي إنشادي ، و يستحسن أن تكون وصفية حسية ، تدور على ألسنة الناس أو الحيوان أو الجماد ،

بينما تكون نصوص المراهقين ذات طابع حماسي عاطفي ، تعالج بعض القضايا االجتماعية والسياسية التي تشغل بالهم .

خطوات تدريس نص المحفوظات : [ لعل الخطوات التالية تشكل114] تربط هذه الخطوات بخطة إعداد درس القراءة ، ص

{ لتدريس نص المحفوظات في المرحلتين االبتدائية و المتوسطة ، على أن يضيف { صالحا إطارا{ لألهداف التي يرصدها لدرسه . { و محققا المدر�س إليها ما يراه مفيدا

التمهيد : و يكون بإثارة اهتمام التالميذ و تهيئة أذهانهم للدخول في الدرس . و المعل�م الناجح هو الذي

{ من إدراكه لواقع النص و أهدافه . يبتكر الوسيلة و األسلوب المناسبين لهذه الخطوة ، انطالقاالعرض :

�ورة أو على لوحة خاصة بخط ب �¬ في يد التلميذ ، يكتبه المعل�م على الس إذا لم يكن النص موجودا . } { تاما واضح ، مشكول شكال

قراءة النص األولى :{ النطق السليم ، و الوضوح التام ، و جودة { – قراءة جيدة ، مراعيا يقرأ المعل�م النص – أوال

اإللقاء . القراءة التدريبية :

{ ، على أن يتابع المدر�س قراءة جميع التالميذ تبدأ بقراءة أحاسن التالميذ أداء{ و أفاضلهم نطقابكل عناية و دقة .

الشرح : { مع الصف الذي يقد�م إليه ، ففي الصفوف االبتدائية الدنيا يكتفي يكون شرح النص متالئما

المعل�م بالمعاني العامة ليس غير . أم�ا في الصفوف االبتدائية العليا فيلجأ إلى التفصيل و شرحمعاني األلفاظ و التراكيب اللغوية ، كما يناقش التالميذ بأفكار النص و معلوماته و قيمه .

كتابة النص في دفاتر التالميذ :�ورة ، يبادرون إلى كتابته ب � بعد التأكد من أن جميع تالميذ الصف يحسنون قراءة النص عن الس

{ . ولكي يأمن المعل�م عدم وقوع التالميذ في الخطأ عند نقلهم النص ، في دفاترهم مشكواليستحسن أن يطلب من بعضهم قراءة ما كتبوه على مسمع من زمالئهم .

محاولة حفظ بعض أجزاء النص : ال بأس من تشجيع التالميذ على محاولة حفظ ما تيسر من النص ، و ذلك عن طريق التكرار ,

المحو ألجزاء معينة ، أو توزيع التالميذ في مجموعات ، تتنافس كل واحدة مع األخرى فيمحاولة حفظ شيء منه .

دراسة النص األدبي في المراحل العليا : إن دراسة النص األدبي في المراحل التعليمية العليا أمر تحدده األهداف التي يراد الوصول

إليها . فالنص األدبي الواحد يمكن أن يقد�م ألكثر من مرحلة تعليمية ، و في كل مرحلة ، تحقق{ لما يريده المعل�م لتالميذه من هذا الكيان أهداف ، تزيد أو تتقلص ، تتنوع أو تتركز ، وفقا

اللغوي المتكامل . و لكن ، مهما اختلفت المراحل التعليمية ، فإن دراسة النص األدبي ال تخرج عن إحدى

طريقتين اثنتين ، و هما : الطريقة القياسية :

تقوم هذه الطريقة على االنطالق من بعض الحقائق و المعلومات حول صاحب النص و

Page 43: خصائص العربية و طرائق تدريسها

عصره ، و من القيم النقدية و السمات الفنية التي يتميز بها هذا األديب / الشاعر و عصره ،ليصار إلى دراسة النص وفق األهداف المرسومة لدراسته .

الطريقة االستقرائية : { للطريقة القياسية ، إذ تبدأ من النص األدبي و من خالل المعلومات و و تكاد تكون عكسا

الحقائق و األغراض و الخصائص الفنية و اللغوية التي يزودنا بها عدد من النصوص الهادفةنتعرف إلى العصر الذي تمثله .

و من خالل دراستنا لعدد من النصوص المتنوعة ألديب من األدباء أو شاعر من الشعراء ،نتعرف إلى شخصيته األدبية .

و لعل من الصواب الجمع بين الطريقتين في طريقة ثالثة تجمع بينهما ، نبدأ فيها بلمحة من المعلومات الجغرافية و التاريخية و السياسية و االجتماعية و االقتصادية لعصر من العصور ، ثم

ننتقل مباشرة إلى النصوص األدبية المنتقاة لرصد الخصائص األدبية و األغراض الفكرية و السمات الفنية لذلك العصر ، ثم اكتشاف مدى التفاعل و التأثير بين البيئة الجغرافية اإلنسانية

و النتاج الفكري و األدبي .

{ لطريقة النص التكاملية ( درس تطبيقي في المحفوظات " االستظهار " ) وفقانص المحفوظات

جد�تي ي ـ® رأفª ب ـ¬ ي          ل®ي ج¬ــد°ة� ت ـ® ى ع¬ل¬ي° م®ـن أب ـ¬ أحـني ـ® ن ـر° ــيÛ س¬ ®ي            و¬كـل� ش¬ ب يـه® م¬ـذهـ¬ بª فـ® ¬ذهـ¬ ت

غـض¬ـب®       إن غ¬ض®ـب¬ األهـلª ع¬ل�ي° ـ¬ م ت ـ¬ ـهªم ل ـ� ªل ك¬ ومـا ـ¬ ــى أبـي ي ة¬ الـمªـؤ¬د¿ب®             م¬ـش¬ ـ¬ إلي° م®شــي

د°د¬ بالـ ضبـان¬ ق¬د هـ¬ ¬ضر®ب®        غـ¬ ـض°ـرب® و إن ل¬م يي م®نـهª غـ¬ ب®          ف¬ل¬م أج®ـد لـ® ي م®ـن م¬ـهر¬ ـ® ـير¬ ج¬د°تتـني خ¬لـفهـا ـ¬ ل ي              ف¬ج¬ـعـ¬ ـ® ¬ب ـها و أخت ـ® أنـجªـو بولª ألبــي ªقـ ـ¬ ب® :            و¬هـي¬ ت ـ¿ هـج¬ـة® المªـؤ¬ن ـ¬ ل ـ® بهـ¬ ـ® هª ، و¬يـح� ل ـ¬ ذ°ب® !            و¬يـح� ل د® المªـعـ¬ ـ¬ ـذ¬ا الـو¬ل

لª م¬ا ¬فـعـ¬ ن ت ªـ ك ـ¬ م ت ـ¬ نـت¬ ص¬بي ؟            أل ªـ ¬فـع¬لª إذ ك يإعداد الدرس

الصف : الخامس االبتدائي .النص : جدتي – احمد شوقي .

الزمن : يحدده المدر�س في ضوء أهدافه و مستوى تالميذه .أهداف الدرس :

يتوقع من المدر�س أن يعمل مع تالميذه على تحقيق األهداف التالية : * قراءة النص قراءة جهرية سليمة ) مراعاة المخارج الصوتية للحروف ، ضبط الحركات ،

السرعة المناسبة ، تمثيل المعنى ، اإليقاع الموسيقي للوزن الشعري ( .* استيعاب أفكار النص الرئيسية .

* إثراء معجمهم اللغوي باكتساب مفردات النص الجديدة .* القدرة على استخدام األساليب اللغوية التالية :

. ªل¬م ، و®يح� له¬ ¬ى علي� ، أ أحن* التذكير ببعض القواعد النحوية الهادفة .

* التذكير ببعض القواعد اإلمالئية من خالل ألفاظ النص التالية : ترأف ، شيء ، المªؤد�ب .

* اكتساب بعض القيم األخالقية التي يوحي بها النص .* استظهار نص المحفوظات عن ظهر قلب .

الوسائل التعليمية / التعل�مية : . } { تاما { بالحركات شكال { بخط واضح£ ، و أن يكون مشكوال * النص ، على أن يكون مكتوبا

{ في حدود العاشرة من العمر . * صورة المرأة عجوز ، تضم إلى صدرها صبيا�ورة و ملحقاتها ) طباشير ، ممحاة ... إلخ ( . ب �* الس

* آلة تسجيل مع كاسيت .خطوات الدرس :

التمهيد :ªعرض الصورة أمام التالميذ ، ثم يوجه المعل�م األسئلة التالية : ت

. ماذا تشاهدون في هذه الصورة * 1. في تقديرك ، ما العالقة التي تربط هذا الصبي بهذه المرأة العجوز *2

Page 44: خصائص العربية و طرائق تدريسها

. من يذكر لي اسم شاعر لقب بأمير الشعراء في العصر الحديث *3القراءة الجهرية النموذجية :

ªسجل في كاسيت ليعود إليه عند الحاجة ( * يقرأ المدر�س النص قراءة جيدة ) ت{ أثر المدر�س ) بال مقاطعة ( . * يقرأ أحد أحاسن التالميذ النص مقتفيا

القراءة التدريبية و الشرح : * يقرأ ثالثة من أواسط التالميذ النص قراءة تدريبية ) يتدخل المدر�س في أثناء ذلك لتصحيح ما

يقعون فيه من خطأ .* ينتهز المدر�س قراءة التلميذ األول لشرح ألفاظ النص و تراكيبه التالية :

ترأف ، أحنى علي ، مذهبي ، ويح له . . } { عاما * و في أثناء قراءة التلميذ الثاني تشرح األبيات التي تحتاج لذلك شرحا

* و بعد قراءة التلميذ الثالث تستخلص أفكار النص الرئيسية - بالحوار - و تكتب على�ورة ، ليصار إلى كتابتها في دفاتر التالميذ في الوقت المناسب . ب �الس

نشاطات لغوية :{ منها في جملة جديدة من * في ضوء استيعابك لمعاني المفردات التالية ، استعمل كال

إنشائك : ترأف ، مذهبي ، المؤنب .

* هات صيغة واحدة مماثلة لكل نمط من األنماط اللغوية التالية :أحنى علي ، ويح له ، الم تكن .

* استخرج من النص : حرف جر ، أداة نفي ، أداة شرط .

ªتبت في األولى * يالحظ أن الهمزة في الكلمات المهموزة : ترأف ، المؤدب ، شيء ، قد كعلى " ألف " و في الثانية على " واو " و في الثالثة على " ياء " . بين السبب في ذلك .

حوار و تذوق : * استخرج من القصيدة األلفاظ التي تدل على أفراد األسرة .

* هل ضرب األب ابنه * أشر إلى العبارة التي تؤكد إجابتك .ت الجدة األب * �* بماذا ذكر

{ من القصيدة يدل على عطف الجدة على حفيدها . * استخرج بيتا{ سبب هذا اإلعجاب . * اختر أجمل بيت أعجبك في هذه القصيدة ، معلال

* ما واجب الولد نحو أبيه و جدته * { آخر لهذه القصيدة . * ضع عنوانا

استظهار النص :: ) } * امأل الفراغات في األبيات التالية ) غيبا

ي ـ® ى ..... م®ـن أب ـ¬ ي أحـن ـ® ل®ي ج¬ــد°ة� ........... ب®ي.................£ ب ي .................م¬ـذهـ¬ ـ® ن ـر° س¬

ـهªم ................. ـ� ªل إن غ¬ض®ـب¬ ............... ك{ من القصيدة ، و استظهره خالل ثالث دقائق . { واحدا * اختر بيتا

* المجموعة ) أ ( من الصف تستظهر البيت الثالث ، و المجموعة ) ب ( تستظهر البيت السابع، و المجموعة ) ج ( تستظهر البيت األخير ، و ذلك خالل ثالث دقائق .

* استظهر هذا النص – عن ظهر قلب – خارج غرفة الدرس .{ للهدف * في درس الحق يستمع المدر�س لجميع التالميذ و هو يلقون هذه القصيدة ، تحقيقا

المشار إليه في صدر هذه الخطة .{ لها في ذهنه و * يكتب كل تلميذ القصيدة – من الذاكرة – داخل غرفة الصف ، و ذلك ترسيخا

قلبه .الخاتمة :

يستمع التالميذ لقراءة المعل�م النموذجية من خالل الشريط المسجل .

{ لطريقة النص التكاملية ( درس تطبيقي في المحفوظات " االستظهار " ) وفقانص المحفوظات الحمامة النائحة

¬شعªر®ين¬ بحال®ي *       أقولª و ق¬د ناح¬ـت بقªربي ح¬ـمامة� : أيا جارتا ! هل ت°و¬ى و ال خ¬ط¬رت منك® الهمومª ببال®ي !     م¬عاذ¬ اله¬وى ! ما ذªقت® طار®قة¬ الن

واد®م� على غªصªن£ نائي المسافة£ عال® *             أتحمـلª محـزون¬ الفـؤاد® قـ¬¬ا ¬ن ¬يـن ¬عال®ي         أيا جارتا ، ما أنصف¬ الدهرª ب ـمك® الهموم¬ ت ي أقاس® ¬عالـ¬ ت¬د¬ي° ضـعيفة{ { ل وحـا ªري ر¬ ¬عـال¬ي ت ذ°بª ، بال® !          ت ªعـ¬ £ ي ¬رد°دª في جـسم ت

Page 45: خصائص العربية و طرائق تدريسها

ال®        أيضحـكª مأسور� ، و تبـكي طليقة� و يسكتª محزون�ª ، و يندªبª س¬¬ة{ ى منك® بالدمـع® مªقـل و لكن° د¬معي في الحـوادث® غال®          لقد كنتª أولـ¬

إعداد الدرس الصف :الثاني اإلعدادي ) المتوسط ( .

النص :الحمامة النائحة –أبي فراس الحمداني .الزمن : يحدده المدر�س في ضوء أهدافه و مستوى طالبه .

أهداف الدرس :يتوقع من المدر�س أن يعمل مع طالبه على تحقيق األهداف التالية :

* قراءة النص قراءة جهرية سليمة ) مراعاة المخارج الصوتية للحروف ، ضبط الحركات ،السرعة المناسبة ، تمثيل المعنى ، اإليقاع الموسيقي للوزن الشعري ( .

* استيعاب أفكار النص الرئيسية و التفصيلية . * إثراء معجمهم اللغوي باكتساب المفردات و األنماط اللغوية الجديدة ، التي يزودهم بها النص

.{ ، و هي : { صحيحا * استخدام األساليب اللغوية التالية استخداما

النداء بـ " أيا " ، النفي بـ " ما " ، االستفهام بـ " هل " .* التذكير ببعض القواعد النحوية في األلفاظ و التراكيب التالية :معاذ ، قوادم ، تعالي أقاسمك ، تعالي تري ، بال ، سال ، غال .* التذكير ببعض القواعد اإلمالئية من خالل ألفاظ النص التالية :

النوى ، جارتا ، الفؤاد ، مأسور ، نائي ، أولى . * تنمية التذوق األدبي من خالل مشاركتهم في اكتشاف مواطن الجمال في هذا النص الشعري

الجميل .* اكتساب بعض المعلومات التاريخية و الجغرافية و األدبية التي يوحي بها النص .

* استظهار النص عن ظهر قلب .الوسائل التعليمية / التعل�مية :

. } { تاما { بالحركات شكال { بخط واضح£ ، و أن يكون مشكوال * النص ، على أن يكون مكتوبا* صورة يظهر فيها الشاعر تحت شجرة و على أحد غصونها حمامة .

�ورة و ملحقاتها ) طباشير ، ممحاة ... إلخ ( . ب �* الس* آلة تسجيل مع كاسيت .

التطبيق :التمهيد :

ªعرض الصورة أمام التالميذ ، ثم يوجه المعل�م األسئلة التالية : ت. ماذا تشاهدون في هذه الصورة *1. ما الخصائص التي تمتاز بها الحمامة عن سائر الطيور األخرى *2{ اشتهر بشعره العاطفي الوجداني * 3 { قديما { عربيا . من يذكر شاعرا

القراءة الجهرية النموذجية : ªسجل في كاسيت ليعود إليه عند الحاجة ( * يقرأ المدر�س النص قراءة جيدة ) ت

{ أثر المدر�س ) بال مقاطعة ( . * يقرأ أحد أحاسن التالميذ النص مقتفياالقراءة التدريبية و الشرح :

* يقرأ ثالثة من أواسط التالميذ النص قراءة تدريبية ) يتدخل المدر�س في أثناء ذلك لتصحيح مايقعون فيه من خطأ .

* ينتهز المدر�س قراءة التلميذ األول لشرح ألفاظ النص و تراكيبه التالية :معاذ الهوى ، طارقة النوى ، الفؤاد ، قوادم ، نائي ، طليقة ، يندب ، سال ، مقلة .

. } { وافيا * و في أثناء قراءة التلميذ الثاني تشرح أبيات القصيدة شرحا * و بعد قراءة التلميذ الثالث تستخلص أفكار النص الرئيسية - بالحوار - و تكتب على

�ورة ، ليصار إلى كتابتها في دفاتر التالميذ في الوقت المناسب . ب �السنشاطات لغوية :

{ منها في سياق لغوي جديد من * في ضوء استيعابك لمعاني المفردات التالية ، استعمل كالإنشائك :

محزون الفؤاد ، طليقة ، مقلة ، طارقة النوى ، يندب . * استخرج من النص ثالث صيغ لغوية من النص : إحداها للنفي ، و ثانيتها للنداء ، و ثالثتهما

{ مماثلة لها . لالستفهام ، ثم كون صيغا * يالحظ أن الفعل المضارع " أقاسمك " في البيت الرابع ،و كذلك الفعل المضارع " تري "

في البيت الخامس هما مجزومان . بين عامل الجزم و عالمته . * الكلمات : بال ، سال ، غال ، هي ألفاظ على صيغة اسم الفاعل . حدد مواقعها من اإلعراب

Page 46: خصائص العربية و طرائق تدريسها

، ثم أشر إلى عالمة إعراب كل منها .* عد إلى معجمك اللغوي ، و اشرح معنى هاتين اللفظتين : معاذ ، تعالي .

* في كل لفظ من األلفاظ التالية قضية متصلة باإلمالء ، حدد هذه القضايا ، ثم علل كتابتهاعلى الشكل الذي وردت فيه :

النوى ، جارتا ، الفؤاد ، مأسور ، نائي ، أولى .حوار و تذوق :

{ عن نسب هذا الشاعر و * هذه القصيدة من ديوان أبي فراس الحمداني . من يذكر شيئاعصره و البقعة الجغرافية التي عاش فيها .

* حدد الموقع الذي كان يوجد فيه الشاعر حينما خاطب الحمامة النائحة بهذه القصيدة .* هناك عبارات مباشرة يخاطب بها الشاعر الحمامة ، أشر إليها .

* استخرج عبارة " يشخص " فيها الشاعر الحمامة .* استخرج عبارة تشير إلى قلق الشاعر الزائد .

* استخرج خمس كلمات تحمل في ذاتها عاطفة الحزن .* أشر إلى البيت الذي يقوم على المقارنة بين حال الشاعر و حال الحمامة .

* ما الجوامع المشتركة التي تجمع بين الشاعر و الحمامة .* ما الهموم التي تعاني منها الحمامة في نظر الشاعر .

* أتظن أن أبا فراس الحمداني يقصد الحمامة " الطير " أم يرمي إلى ما هو أبعد من ذلك ،{ – ليبعث رسالة خاصة إلى الحمامة – اإلنسان – في ديار األهل و األحبة * فهو يخاطبها – رمزا

علل ما تراه أقرب إلى الصواب . * في البيت الخامس يبدو لنا الشاعر و قد شارف على االنهيار ، و لكنه في موقع آخر تعودإليه عزته فيسمو على جراحه . استخرج العبارة التي تدل على استعادته لنفسه العزيزة .

{ سبب هذا اإلعجاب . * اختر أجمل بيت أعجبك في هذه القصيدة ، معلال... } { ، و موضوعا { ، و غرضا * صنف هذه القصيدة : نوعا

{ آخر لهذه القصيدة . * ضع عنواناالخاتمة :

يستمع التالميذ لقراءة المعل�م النموذجية من خالل الشريط المسجل .فائدة :

* من المستحسن أن يحاول الطالب استظهار بعض أبيات القصيدة داخل غرفة الصف ، علىأن يستكمل ذلك في أوقاتهم الخاصة ، و يجدر بالمعل�م أن يتأكد من ذلك في درس الحق .{ – تحويل النص الشعري إلى نص نثري بلغة الطالب أنفسهم . * كما أنه من المفيد – أيضا

* بعد التأكد من استظهار الطالب للنص ، و ذلك باالستماع – إلقاء{ – إلى أكبر عدد ممكن منهم، يستحسن أن تكتب القصيدة – من الذاكرة – ليزداد رسوخها في القلب .

Page 47: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب الثاني \ الفصل الثاني

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

الكتابة " الخط "*

اإلمالء في اللغة العربية*

Page 48: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الكتابة - مقــدمة

الكتابة " الخط " الكتابة – لغة – مصدر " كتب " ، فيقال : كتب كتابة . و معناها الجمع . و من هنا سمي " الخط

" كتابة لجمع حروفها بعضها إلى بعض . فقد جاء في لسان العرب : كتب الشيء يكتبه ... و�به : خط�ه . قال أبو النجم العجلي الراجز ] ابن منظور : اللسان ، مادة " كتب " [ ) ت 130كت

م ( :747هـ / ¬ل®ف ¬خªط� ر®جالي¬ بخطÛ مªخت أقبلتª م®ن عند® زياد£ كالخ¬ر®ف ت

°بان® في الطريق : الم¬ أل®ف ¬ت ªك ت{ ، فقال ابن خلدون : و الخط رسوم و أشكال حرفية تدل { وظيفيا و عر¬ف بعضهم الخط تعريفا على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس ، فهو ثاني رتبة من الداللة اللغوية . و هو

ªطلع { فهي ت صناعة شريفة إذ الكتابة من خواص اإلنسان التي تميز بها عن الحيوان ، و أيضا على ما في الضمائر و تتأدى بها األغـراض إلى البالد البـعيدة فتـقضـى الحاجات . ] ابن خلدون

[417: مقدمة ، ص و البد فيها من األمور األربعة : فمادتها األلفاظ المكتوبة ، و آلتها القلم الذي يكتب ، و غرضها

تقييد األلفاظ بالرسوم الخطية ، فتحصل الفائدة لألبعد كما تحصل لألقرب ، و تحفظ صوره ، و يؤمن عليه من التغير و التبدل و الضياع ، و غايتها الشيء المستثمر منها ، و هو انتظام حياة

الجماعة ، و ما يعود عليها من فوائد جمة في أمور الدين و الدنيا . فهذا الشاعر ذو الرمة يقول لراويه عيسى بن عمر : اكتب شعري فالكتاب أعجب إلى من الحفظ ، إن األعرابي لينسى

الكلمة قد سهرت في طلبها ليلة ، فيضع موضعها كلمة في وزنها ال تساويها ، و الكتاب الªبدل كالم� بكالم . ] القلقشندي : صبح األعشى ، [ 36 – 35 / 1ينسى و ال ي

و هكذا نجد أن الكتابة حروف مكتوبة " مخطوطة " تصور األلفاظ الدالة على ما في نفس{ ، كما أنها أداة االتصال األساسية التي تحمل { و استمرارا اإلنسان ، أي هي الوسيلة األكثر ثباتا الفكر اإلنساني من جيل إلى جيل آخر . و تعد الكتابة من مظاهر التقدم الحضاري ، كما أنها الداللة األولى على الرقي اإلنساني ، إذ لوالها لضاعت خزانة الفكر المتراكمة من أمة إلى

أخرى ، و لظلت اإلنسانية في مهد طفولتها المعرفية و العلمية . و من هنا تبدو خطورة دور الخط في عملية النقل الفكري ، إذ إن سوء الخط قد يضيع دالالت

األلفاظ فيطمس الحقائق و األفكار .

الخط العربي و اإلسالم : لعل أعظم شاهد لجليل قدر الكتابة و فضلها ، و أقوى دليل على رفعة شأنها ، أن الله سبحانه و تعالى نسب تعليمها إلى ذاته العلية ، فقال عز من قائل في أول ما نزل من القرآن الكريم :

( ªم ¬كر¬ �ك¬ األ ب أ و¬ر¬ ® )3} اقر¬ ®الق¬ل¬م °م¬ ب °ذ®ي ع¬ل ¬م )4( ال ¬عل ¬م ي ان¬ م¬ا ل ®نس¬ °م¬ اإل ( { 5( ع¬ل [ 5 - 3] سورة العلق : اآليات

{ : فجعل تبارك و تعالى أول ما أنزل من القرآن ذكر التفضيل على و يضيف القلقشندي قائال عباده بخلقه لهم و ما ندبهم له بذلك من البقاء الدائم و النعيم المتصل لمن آمن به و وح�ده و

صدق� نبيه صلى الله عليه و سلم ، ثم أتبع ذلك بذكر اإلنعام عليهم بما علمهم من الكتاب الذيبه قوام أمر دينهم و دنياهم و استقامة معائشهم و حفظها .

{ بأن أقسم بالقلم الذي هو آلة الكتابة ، و ما { و تعظيما { و وقر محله إجالال ثم زاد ذلك تأكيداªسطر به . فقال تقدست عظمته : ي

ون¬ ) ªرªسط¬ ® و¬م¬ا ي ¬م [ 1( { ] سورة القلم : اآلية 1} ن و¬الق¬ل{ : و بالكتابة جªمع القرآن ، و حفظت األلسن و اآلثار ، و و يقول الصولي في فضل الكتابة أيضا

�دت العهود ، وأثبتت الحقوق ، و سيقت التواريخ ، و بقيت الصكوك ، و أمن اإلنسان النسيان وك�دت الشهادات ، و أنزل الله في ذلك أطول آية في القرآن . ] الصولي : أدب الكاتب ، ، و قي

[ 24ص و قد ظهر اإلسالم و كان للعرب قلم يكتبون به ، و فيهم من يقرأ و من يكتب . فقد ذكر

{ يكتب ، منهم : عمر ، و علي ، البالذري و غيره أن اإلسالم دخل و في قريش سبعة عشر رجال و عثمان ، و أبو عبيدة ، و طلحة ، و أبو سفيان ، و معاوية ، و أبي بن كعب ، و زيد بن ثابت ،

.457و خالد بن سعيد ابن العاص ، و المغيرة بن شعبة ، و غيرهم . ] البالذري : فتوح ، ص [ 9الجهشياري : الكتاب و الوزراء ، ص

{ في نشر الدعوة { عظيما و كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم يدرك أن للكتابة أثرا اإلسالمية ، فعمل على تعليم الخط " الكتابة " ألتباعه . ففي غزوة بدر كان يطلق سراح

[ .22 / 2األسير إذا علم عشرة من صبيان المسلمين الكتابة . ] ابن سعد : طبقات ،

Page 49: خصائص العربية و طرائق تدريسها

ال بل شجع أمهات المؤمنين على تعلم القراءة و الكتابة ، فقد جاء في كتاب الفتوح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للشفاء بنت عبد الله العدوية - من رهط عمر بن الخطاب و كانت

كاتبة في الجاهلية - : أال تعلمين حفصة رقية النملة كما علمتيها الكتابة . و ينقل الواقدي أن حفصة كانت تكتب ، و عائشة كانت تقرأ و ال تكتب ، و كانت أم سلمة تقرأ و ال تكتب .

. و النملة قروح تخرج في الجنب ، و رقيتها شيء كانت تستعمله478] البالذري : فتوح ، ص النساء ، يعلم كل من يسمعه أنه كالم ال يضر و ال ينفع ، و هو أن يقال : العروس تحتفل ، و

تختضب و تكتحل ، و كل شيء تفتعل ، غير أن ال تعصى الرجل . أراد عليه السالم بهذا المقال{ فأفشته ، تأنيب حفصة ، ألنه ألقى إليها سرا

( [ 17فكان هذا الكالم من المزاح و لغز الكالم ) الغزي : المراح ، ص و قد أولى العرب المسلمين الخط عناية كبيرة ، و ذلك تلبية لقول رسول الله صلى الله عليه

{ " . ] السمعاني : أدب اإلمالء ، ص .166و سلم : " الخط الحسن يزيد الحق وضوحا [ 221 / 3 . ابن حجر العسقالني : لسان الميزان ، 5 / 2الذهبي : ميزان االعتدال ،

كما أن السلف أطنبوا في مدح الكتابة و الحث عليها ، ففي مقال حول فضل القلم نقل ابن النديم عن ابن أبي داود قوله : القلم سفير العقل و رسوله و لسانه األطول و ترجمانه األفضل

. و عن طريح بن إسماعيل الثقفي : عقول الرجال تحت أسنان أقالمها ، و عن عبد الحميد : القلم شجرة ثمرها األلفاظ ، و الفكر بحر لؤلؤه الحكمة و فيه ري� العقول الظميئة . ] ابن

[ 15النديم : الفهرست ، ص ªسرى . كما ينقل عن معن بن و ينسب إلى سعيد بن العاص أنه قال : من لم يكتب فيمينه ي

[ و بانتشار37 / 1زائدة قوله : إذا لم تكتب اليد فهي رجل . ] القلقشندي : صبح األعشى ، اإلسالم أصبحت الحاجة ملحة للقراءة و الكتابة ، و غدت الكتابة وسيلة هامة من وسائل الحكم

، بها تعقد المواثيق ، و تصدر المكاتبات من الخلفاء إلى قادتهم و عمالهم على األقاليم ، وتدون الدواوين ، و تضبط أمور الدولة .

{ في تزيين المساجد و العمائر و التحف { بارزا و يالحظ – بعدئذ – أن الخط العربي قد لعب دورا المنزلية ، إذ كان المسلمون يتبركون بزخرفتها باآليات القرآنية و األحاديث الشريفة ، استجابة{ لرسولهم الذي ملك عليهم قلوبهم { بكتابهم السماوي ، و تكريما لمشاعرهم الدينية ، و اعتزازا

و عقولهم . و هكذا غدا الخط العربي من الفنون اإلسالمية الجميلة .

نشأة الخط العربي و تطوره :{ إلى قوله اختلف الناس في أول وضع الخط " الكتابة " فهناك من يقول بالتوقيف ، استنادا

سبحانه و تعالى : °ه¬ا { ] سورة البقرة : اآلية ªل ¬سم¬اء¬ ك °م¬ آد¬م¬ األ [ 31} و¬ع¬ل

أي أن الله علمه أصول العلوم و المعارف اإلنسانية كلها . فقد نقل ابن عبد ربه أن أول من وضع الخط العربي و السرياني و سائر الكتب آدم عليه السالم قبل مـوته بثالثمائة سنة . ] ابن

) ط . الجمالية – مصر ( [ 3 / 3عبد ريه : العقد ، { ، فكتبوه من و يقول صاحب كشف الظنون : فلما أصاب األرض الغرق وجد كل قوم كتابا خطه ، فأصاب إسماعيل عليه السالم الكتاب العربي ، و كان ذلك من معجزات آدم عليه

[ 20 / 1السالم . ] خليفة : كشف الظنون ، و نقل ابن النديم عن هشام الكلبي أن أول من وضع الخط العربي و ألف حروفه ستة أشخاص من العرب نزلوا في عدنان بن أدد ، و كانت أسماءهم : أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ،{ ليست في أسمائهم ، ألحقوها بها ، و سموها الروادف قرشت . فلما وجدوا في األلفاظ حروفا

. و يقول القلقشندي : إن هذه كانت6، و هي : ثخذ ، ضظغ . ] ابن النديم : الفهرست ، ص أسماء ملوك مدين ،و أن " كلمن " كان في زمن شعيب عليه السالم [ و قد أصبحت هذه

} { أن هناك ترتيبا { للترتيب األبجدي الذي اعتمدته المعاجم اللغوية فيما بعد . ] علما األعالم نسقا آخر يعتمد الصوت ، و هو ما عرف بالترتيب الخليلي _ نسبة إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي –

{ من أعمقها في الجهاز الصوتي و انتهاء{ بأقربها من فتحة الذي يعتمد المخارج الصوتية ، بدءاالفم ، و على هذا النسق رتب معجم العين . [

و ينقل ابن النديم عن ابن عباس أن أول من كتب بالعربية ثالثة رجال من بوالن - و هي قبيلة{ مقطعة و موصولة ، و هم : مرامر بن مرة ، و سكنت األنبار – و أنهم اجتمعوا فوضعوا حروفا

[ 6أسلم بن سدرة ، و عامر بن جدرة . ] ابن النديم : الفهرست ، ص و يضيف البالذري إلى هذا قوله : فوضعوا الخط و قاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية ،

فتعلمه منهم قوم من أهل األنبار ، ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل األنبار ] البالذري : فتوح ، ص [ 3 / 3 [ ومن الحيرة انتهت الكتابة إلى الحجاز . ] ابن عبد ربه : العقد الفريد ، 457 – 456

و في روايات أخرى أن أول من وضع الكتاب العربي إسماعيل عليه السالم و ولده ، وضعوه{ من أهل األنبار من إياد القديمة ، و ضعوا حروف ) األف باء ( و عنه أخذت { ، و أن نفرا مفصال

Page 50: خصائص العربية و طرائق تدريسها

العرب ، و أن الذي حمل الكتابة إلى قريش بمكة أبو قيس بن عبد مناف ، و قيل حرب بن . الصولي : أدب14 / 3 . القلقشندي : صبح األعشى ، 7أمية . ] ابن النديم : الفهرست ، ص

[ 28الكاتب ، ص

التنقيط و إصالحات الخط العربي : لما كان العرب في الجاهلية و صدر اإلسالم يتكلمون العربية و يقرأونها سليمة ، فإن الكتابة

كانت غير منقوطة و ال مشكولة لعدم حاجتهم إلى ذلك ، و حين ظهر اللحن نتيجة الختالط{ على سالمة { لهذا اللحن ، حرصا { على أصحاب اللغة أن يضعوا حدا العرب بالعجم ، أصبح لزاما

لغتهم .} كان اإلصالح األول هو الذي قام به أبو األسود الدؤلي – تلميذ اإلمام علي – فقد سمع قارئا

يقرأ قوله تعالى : ªهª { ] سورة التوبة : اآلية ول ªس ¬ر®يء� م®ن المªشر®ك®ين¬ و¬ر¬ °ه¬ ب ن° الل

¬ [ 3} أ بكسر الالم ، حيث اختل القصد و فسد المعنى . فوضع للمصحف عالمات على شكل نقط

تخالف لون المداد المكتوب فيه . فالنقطة فوق الحرف تدل على الفتح ،و النقطة تحت الحرف تدل على الكسر ، و النقطة بين يدي الحرف – أمامه – تدل على الضم ، و النقطتان

[ 60فوق األخرى تدل على التنوين . فهذا نقط أبي األسود . ] ابن النديم : الفهرست ، ص ثم كان اإلصالح الثاني في عهد عبد الملك بن مروان ، و ذلك بعد أن فشا التصحيف ،

] التصحيف : الخطأ في نقل الكلمة [ إذ أمر الحجاج بن يوسف الثقفي نصر بن عاصم و يحيى بن يعمر – تلميذي أبي األسود – بوضع اإلعجام ، بمعنى النقط لهذه الحروف المتشابهة ،

. األفغاني : في تاريخ50لتمييزها بعضها من بعض . ] الجبوري : نشأة الخط العربي ، ص [ 36 – 35النحو ، ص

{ كان اإلصالح الثالث في العصر العباسي على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي ) ت 170و أخيرا م ( الذي استبدل بالنقط التي وضعها أبو األسود للداللة على الحركات اإلعرابية786هـ /

ثماني عالمات ، هي : الفتحة ، الضمة ، الكسرة ، السكون ، الشد�ة ، المد�ة ، الصلة ، الهمزة .{ كررت العالمة ، فتكتب مرتين ، فوق الخرف لتنوين الفتح ، و تحته وإذا كان الحرف منونا لتنوين الكسر ، و أمامه لتنوين الضم ، و اصطلح على أن يكون السكون الخفيف دائرة .

[ و بهذه الطريقة أمكن أن يجمع الكاتب بين الكتابة و85] الكردي : تاريخ الخط العربي ، ص اإلعجام و الشكل بلون واحد .

ثم نشأت مدارس عديدة لتجويد الخط و تحسينه ، منها المدرسة العراقية العباسية ، و المدرسة المصرية المملوكية ، و المدرسة التركية العثمانية . و قد بذل األتراك العثمانيون

{ كبيرة ،و ساروا بالخط العربي مراحل متقدمة ، و بخاصة في خط الثلث و النسخ ، كما جهودا�وري : نشأة الخط العربي ، ص و52وضعوا خط الرقعة و الديواني و خط السلطانية . ] الجب

ما بعدها [ و الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أول من جمع الحروف الهجائية في بيت واحد ، فقال من

البسيط :¬جالء¬ م®عطار® ¬حظى الضجيعª بها ن ص®ف خ¬لق¬ خ¬ود£ كم®ثل® الشمس® ي

[ ] خود : امرأة شابة ، نجالء : واسعة العينين [ 2] المرزباني : نور القبس ، ص

أنواع الخط العربي للخط العربي أنواع متعددة ، عرف بعضها قبل اإلسالم ، و عرف بعضها اآلخر بعده . و تذكر المصادر العربية الخط الذي انتهى إليه العرب بأسماء عدة ، منه : الخط الحيري ، و الخط األنباري ، و الخط المكي ، و الخط المدني ، و الخط البصري ، الخط الكوفي . و لعل أهم

أنواع الخط العربي المتداولة في عصرنا الحاضر هي التالية :. الخط الكوفي :1

و هو خط هندسي يعتمد الحروف المستقيمة و الزوايا الحادة ، و يتمتع بنصيب وافر من{ بالخط النبطي . و قد انتشر في جميع األقطار اإلسالمية ، و استعمل الجمال ، و هو أكثر شبها

بصفة خاصة في كتابة القرآن الكريم نحو خمسة قرون ، ثم قل استخدامه بعد ذلك . رأسالحكمة مخافة الله الكوفي

. خط الثلث : 2 و هو خط يحتاج إلى قدرة فائقة على التحكم بالحرف و التوازن في تشكيل التكوينات . و هو

{ إال إذا أتقنه . و الثلث يكبر الحرف من الخطوط الصعبة ، و يقال إن الخطاط ال يعد خطاطا ثالث مرات عن الحجم األصلي ، و يقوم جماله من تداخل الكلمات بعضها في بعضها اآلخر . و يستعمل – عادة – لكتابة أسماء الكتب المؤلفة و أوائل سور القرآن الكريم و تقسيمات أجزاء

الكتب و غيرها . رأس الحكمة مخافة الله الثلثي

Page 51: خصائص العربية و طرائق تدريسها

. الخط الفارسي :3{ أهل األفغان و الهند . و ينسب إلى بالد فارس ، به يكتبون رسائلهم و كتبهم . ويستعمله أيضا يرى بعضهم أنه أجمل الخطوط العربية ، إذ يمتاز بالرشاقة و السهولة . رأس الحكمة مخافة

الله الفارسي. الخط الديواني :4

و هو خط زخرفي حركي يتمتع بالفخامة و األبهة ، فيه منحنيات بالغة البعد . و هو الخط الذي كان يعتمد بالكتابات الرسمية في ديوان الدولة العثمانية لكتابة التعيينات في الوظائف العالية و

تقليد المناصب الرفيعة . رأس الحكمة مخافة الله الديواني . الخط النسخي :5

هو ثلثي مبسط مع بعض االختالف ، و ذلك لتسهيل استخدامه في كتابة الكتب و المخطوطات ، و بخاصة القرآن الكريم ، حيث أن خط القرآن تمتزج فيه بعض خصائص الثلث

مع النسخي ، و هو خط لين ذو حروف مدورة ، استعمل منذ القرن السابع الهجري في المكاتبات المختلفة و أعمال التدوين العادية . و قد تطور الخط النسخي في أيامنا نحو

البساطة ، حيث هو خط الطباعة في الكتب و الصحف على وجه العموم . و سمي بهذا االسم�اب كانوا ينسخون به المصحف الشريف و يكتبون به المؤلفات . رأس الحكمة مخافة ألن الكت

الله النسخي { ، و لذا فقد روعيت فيه السهولة و البساطة6 . الخط الرقعي : و هو خط الكتابة السريعة غالبا

{ . و الرقعة – لغة – هي القطعة من الورق التي تكتب فيها . رأس الحكمة و التقشف إجماالمخافة الله الرقعي

مقارنة بين الخط النسخي و الخط الرقعي : لما كان الخط النسخي و الخط الرقعي هما األكثر وظيفية في الحياة المدرسية ، كان من

الضروري أن يعطيا عناية خاصة . ومن هنا كان على مدر�س اللغة العربية أن يعرف خصائص كل منهما ، و أن يدرك مواضع التشابه و االفتراق بينهما . فلدى النظر الفاحص في هذين

النوعين من الخطوط تظهر لنا الفروق التالية : ? التنقيط في النسخي منفصل – . نقطة . .نقطتان .÷. ثالث نقط – بينما هو في الرقعي متصل - . نقطة ـ نقطتان ^ ثالث نقط - .

رؤوس حروف " الفاء ، و القاف ، و الواو ، و الميم " مفتوحة في النسخي ، مطموسة في *الرقعي .

نجد في الخط النسخي مدات في بعض الحروف ، و فيما بين الحروف ، ال نجدها في الخط *الرقعي - بحــر ، تبـــــارك - .

ال تأتي " السين و الشين " في النسخي إال بأسنان " س " بينما في الرقعي تأتي بأسنان أو *بدنها .

تكتب حروف " الجيم ، والحاء ، و الخاء " في النسخي على الشكل اآلتي " نجاح " و في *الرقعي على الشكل " نجاح " .

أشكال الحروف تختلف بين النسخي و الرقعي اختالفات ضئيلة في بعضها و جذرية في *بعضها اآلخر ، كما يظهر في الجدول التالي :

خط النسخ : ا ، ب ، ج ، د ، ر ، س ، ص ، ع ، ف ، ق ، خط الرقعة : ا ، ب ، ج ، د ، ر ، س ، ص ، ع ، ف ، ق ،

خط النسخ : كـ ، ـكـ ، ك ، م ، مـ ، ن ، و ، هــهـــــه ، ه ، ال ، ي خط الرقعة : كـ ، ـكـ ، ك ، م ، مـ ، ن ، هـهـه ، ه ، ال ، ي

خصائص الحرف العربي و مشكالته نستطيع القول إن الذين بحثوا في الخط العربي اتفقوا على أن فيه المشكالت اآلتية :

. الحركات :1 و المشكلة هي أن الكلمة يجب أن تحرك حروفها لكي يكون باإلمكان قراءتها قراءة صحيحة ، أي أن على المرء أن يفهم معاني األلفاظ لكي يستطيع أن يقرأ قراءة سليمة . و الحقيقة أن

{ ، ألنها تدل على صوت خاص غير الصوت المدلول الحركة في اللغة العربية ليست إال حرفاعليه بالحـرف الذي توضع عليه الحركة .

. الحروف : 2{ ، و له أخرى1 { مختلفة ، فله صورة إذا كان مفردا { – صورا . إن للحرف العربي الواحد – أحيانا

{ بغيره ، و ثالثة إذا وقع في أول اللفظة ، و رابعة إذا وقع في وسطها أو آخرها . إذا كان متصال 31و مع حذف " الالم ألف " و إضافة الهمزة كحرف و صوت مستقل تصبح الحروف العربية

{ و { ، باستثناء الحركات و التنوين و الضوابط ، فإذا ما أخذنا تعدد أشكال الحرف31صوتا نقشا{ أو صورة90الواحد بالحسبان ، فقد تبدو األلف باء – ألول وهلة – و كأنها مؤلفة من نقشا

مستقلة .

Page 52: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ متحدة في الشكل ، و لكنها تمتاز عن بعضها باإلعجام – التنقيط – أو2 . إن هناك حروفا اإلهمال أو بعدد النقط ، ثم ال يؤمن الزلل و وضع النقاط في غير محلها ، فيؤدي األمر أن نقرأ

الكلمة على وجوه متعددة . . بعض الحروف تكون تارة صائتة و تارة صامتة ، و لذلك تختلف مظاهرها و لفظها حسب3

األحوال و الظروف ، فالياء في كلمة " يدرس " حرف لين هي غير الياء في كلمة " الهادي "حرف مد . و الواو في كلمة " وعد " حرف لين هي غير الواو في كلمة " سور " حرف مد .

. هناك صوتان لكل منهما رسمان – أي حرفان – و هما : 4 األلف الممدودة و لها رسمان األلف الطويلة " ا " كما في كلمة " باب " و الياء المهملة /

األلف المقصورة " ى " .التاء المبسوطة " ت " و التاء المربوطة " ة " .

خصائص الحرف العربي بين الخصوم و األنصار : يقول أنستاس الكرملي : ال ننكر أن في الحروف العربية محاسن جليلة عديدة ، منها سرعة

الكتابة و قلة أحرفها ، فهي من قبيل االختزال ، أو بعض االختزال . فإذا حاولت أن تصور{ أطول . ] الكرملي : الكلمة المرسومة بالعربية بأحرف إفرنجية أو رومانية فإنها تتطلب وقتا

[ و للحروف العربية حيوية شديدة ناشئة عن14رسالة في الكتابة العربية المنقحة ، ص { على أصل هندسي ثابت و قاعدة رياضية معروفة . مطاوعتها و استدارتها و انبنائها جميعا

�وري : نشأة الخط العربي ، ص [ 10] الجب{ أوفق و تتوافر في الكتابة العربية مزية قل� أن توجد في خطوط األمم األخرى ، و ال نجد خطا

للزخرفة من الخط العربي ، فحروفه أصلح من غيرها لهذا الغرض ، بما فيها من استقامة و انبساط و نقوش ، كما أن حروفه العمودية و األفقية يسهل وصلها مع بعضها بالرسوم ز

�وري : نشأة الخط العربي ، ص . جمعة : قصة الكتابة العربية ،8الزخارف المتنوعة . ] الجب [ .87ص

و يقول الكندي : ال أعلم كتابة تحتمل تجليل حروفها و تدقيقها ما يحتمل الكتابة العربية ، و يمكن فيها من السرعة ما ال يمكن في غيرها من الكتابات . ] ابن النديم : الفهرست ، ص

15 ] لسنا بحاجة إلى كثير من الجهد للكشف عن الدوافع النفسية التي تحرك بعض الباحثين من

خصوم اللغة العربية ، و إن تظاهروا بالحرص عليها . فهذا أنستاس الكرملي ، رغم إقراره بما في الحرف العربي من محاسن جليلة ، منها سرعة الكتابة و قلة األحرف ، فإنه يعود ليقول / إن ما يكسب في سرعة الرسم يفقد في قراءته ، إذ تحتمل تلك الكلمة قراءات متعددة . ثم

{ لمنع هذا التشويش و االرتباك في قراءة الكلمة ، و هو ضبطها أو تشكيلها بالحركات يعطي حال و سائر العالمات . و هو يرمي من وراء هذا الحل العودة إلى سلب الكتابة العربية تلك المزية

التي أشار إليها من قبل ، و هي االختزال و السرعة ، و ذلك حينما يزعم أن اللجوء إلى الشكل . و قد لخص أحد12يؤدي إلى زيادة سطرين في السطر الواحد . ] الكرملي : رسالة ، ص

العلماء رأيه في هذه القضية في عبارة مسجوعة فقال : ترك الشكل بأجمعه غلط ، و إرهاق الكلمات بجميعه شطط ، و االقتصاد على ضبط ما يشكل توسط ، و خير األمور الوسط .

[ 4 / 7) المجلة العربية ، و في نهاية األمر يكشف عن خبيئة نفسه ، فيصرح بما يريده من إلغاء للغة العربية بإلغاء

حرفها ، حينما يقول : و أصبح الرسم بالحرف اإلفرنجي أسرع ، ثم ال يتورع عن تقديم األمثلة{ ألهل العربية على هجر حرفتهم – لغتهم – و لكن لحسن حظ العربية ، ال الحية ، تشجيعا

يحالفه الحظ في كال المثالين ، فقد ادعى أن الترك أصابوا في ترك الهجاء العربي ، حين{ ، و هو يأمل أن يجاري الفرس األتراك في نبذهم اتخذوا الحرف الالتيني و أنهم اطمأنوا باال

[ 13 - 12الحروف العربية . ] الكرملي : رسالة ، ص و هذه مزاعم تخالف الواقع الذي يعيشه األتراك منذ تغريبهم عن العربية و اإلسالم فقد

أصابهم القلق و االرتباك و التشويش في حياتهم العامة و الخاصة . أم�ا أمنيته األخرى فقد خاب{ بالحرف العربي اإلسالمي . { ، إذ نجد أهل فارس أشد تمسكا ظنه فيها أيضا

لم يكن الكرملي هو الصوت الوحيد الداعي إلى هجر الحرف العربي ، فهناك أصوات أخرى سبقته أو رافقته في هذه الدعوة ، و كان الدكتور أنيس فريحة يحمل لواء هذه الحملة ، رغم

محاوالته الكثيرة لتيسير تدريس اللغة العربية ، و قد جاء من مدخل جد� خطير ، إذ زعم أن ليس لصورة الحرف قدسية ، إذ القدسية لما يرمز إليه الحرف " الفكر " ، ] مجلة األبحاث ،

{ أن اإلسالم يفرض قدسية1952عدد آذار { أو متجاهال ) مقل الدكتور أنيس فريحة ( [ جاهال الحرف العربي ، و أن هذا الشكل قد أخذ أهميته من كتابة القرآن األولى في عهد النبي صلى

الله عليه و سلم ، و التي أجمع العلماء المسلمون على أنها توقيفية من لدن عزيز حكيم . و أنيس فريحة يسدد سهامه إلى الحرف العربي بعد أن يرى أنه من الخطوط المعقدة

Page 53: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الفوضوية ،و يزعم أن العرب التواقين لمواكبة الحياة يرون في خطهم أكبر عائق في سبيل القضاء على األمية و نشر الثقافة بين الجماهير ، ] فريحة : الخط العربي نشأته – مشكلته ،

{ أن هذا الخط كان سيد الخطوط العالمية و أن األعاجم من روم و76ص { أو متناسيا [ ناسيا قبط كانوا يتسابقون على تعلمه و إتقانه طوال قرون عديدة ، يوم كانت امة هذا الخط سيدة

السيف و منارة العلم و المعرفي في العالم كله . و بعد هذه المقدمات يصل فريحة إلى الهدف الذي يرمي الوصول إليه ، حين يقول : و إذا

وضع األمر للتصويت فأنا مع الحرف الالتيني . ] فريحة : الخط العربي نشأته – مشكلته ، ص ) مقال الدكتور أنيس فريحة ( [ 1956 مجلة األبحاث ، عدد آذار 77- 76

و لعل في المثل الذي أورده خير رد على دعوته ، فقد ذكر في السياق نفسه ، أن هجاء كثير من األمم هو هجاء تاريخي و أن الكتابة لصيقة بالفكر و األدب و الدين ، و أن تمسك الناس بها

} { باتا ناجم عن تمسكهم بتراثهم الفكري و الديني ، و أن اإلنكليز من أجل هذا يرفضون رفضا{ عن " Thruكتابة " " . فإذا كان اإلنكليز الذين ال ترتبط لغتهم بعقيدة دينيةThrough " عوضا

– كما هو الحال عند العرب المسلمين – يرفضون تغيير صورة حروف ال وظيفة لغوية لها ، فما بالك بالمسلمين الذين تقوم عقيدتهم و حضارتهم و فكرهم و تراثهم على هذا الحرف المقدس

!*{ ، أن كتابة العربية بحروف التينية و قد رد عامر السامرائي على دعاة الحرف الالتيني مالحظا

يترتب عليها خسائر بالجهد و المال ، و مثل على ذلك بأنه لو أردنا أن نكتب كلمة " فهم " " أي أن عددFahimaالمكونة من ثالثة أحرف بالرسم الالتيني ، يكون على هذه الصورة "

الحروف يتضاعف في الرسم الالتيني في أغلب األحيان . أم�ا إذا أردنا كتابة فعل "" } سنستدرجهم " المكون من تسعة أحرف فسيكون في الالتينية سبعة عشر حرفا

Sanastadrigouhoumو هذا الحيز الذي يشغله الحرف الالتيني يؤدي – بال شك – إلى " [ 125زيادة في نفقات الطبع و الورق و الجهد . ] السامرائي : آراء في العربية ، ص

نظرة تحليلية لحروف اللغة العربية{ لتدريس الخط العربي للتالميذ يجب علينا دراسة واقع الحروف العربية و كيفية رسمها تسهيال

في مختلف مواقعها من الكلمة . و هذا األمر يفرض علينا إجراء مس شامل ألحوالها و أشكالها، كما هو مبين فيما يلي :

حروف ال تتصل إال بما فبلها ، و ال يطرأ عليها تغير كبير عند اتصالها هذا ، مثل " ا ، د ، ذ ، * ر ، ز ، و " و هي ال تتصل بالحروف التي تأتي بعدها .

* حرفان " ط ، ظ " يتصالن بما بعدهما ، كما يتصالن بما قبلهما و لكنهما – في كلتا الحالتين –. } { كبيرا ال يتغيران تغيرا

حروف مثل " ب ، ت ، ث ، ن " ال تتغير عند اتصالها بما قبلها إال بالتصاق الخط الواصل *بينها و بين ما قبلها ، و لكنها تفتقد نصفها األخير عند اتصالها بما بعدها .

حروف " س ، ش ، ص ، ض ، م " تشبه الحروف السابقة إذا اتصلت بما قبلها ، و لكنها *تتغير – بحذف ذيلها – عند اتصالها بما بعدها .

{ عند اتصالهما بما بعدهما ، و لكنهما يتغيران أكثر * { أساسيا الحرفان " ف ، ق " ال يتغيران تغيرامن ذلك عند اتصالهما بما قبلهما .

الحرفان " ع ، غ " يتغيران أكثر من الحروف السابقة ، فعند اتصالهما بما بعدهما يزول * ذيالهما " عا ، عو ، عي " . و عند اتصالهما بما قبلهما يستدير أولهما " بعـ ، ثغـ " ، و هذه

االستدارة و ذلك الحذف يغيران هيئتهما بصورة كاملة . األحرف الثالثة " ج ، ح ، خ " عند اتصالها بما بعدها تتغير ، كحرف العين " ع " ، و لكن *

تغيرها عند اتصالها بما قبلها يشبه تغير حرفي " س ، ش " .ا الحروف األخرى فلها صورة مختلفة تماما االختالف ، و هي " ك – كـ ، هـ - ه - ـهـ - ـه ، * � أم

ي – يـ "

أهداف تدريس الخط من األهمية بمكان أن تكون األهداف العامة لتعليم الخط واضحة في ذهن المدر�س ، ليعمل

على السير في االتجاه الذي يؤدي – في النهاية – إلى تحقيقها ، و لعل أهمها ما يلي : * الوضوح : و يتحقق بتدريب التالميذ على التزام القواعد و الصفات الخاصة بكل حرف من

{ – و { و انخفاضا الحروف ، من حيث : حجمه ، و كيفية اتصاله بغيره ، و استقامته – ارتفاعاإظهار نقطه و وضعها في مواقعها الصحيحة .

* الجمال : و يتحقق بانسجام حروف الكلمة فيما بينها ، و مراعاة التناسق في مواقع الكلمات المكتوبة و أبعادها المتوازية ، و في تنظيم السطور و الهوامش ، و رؤوس الموضوعات و

Page 54: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ أن مالحة { . ] علما غيرها ، و يرمي هذا الهدف إلى تنمية التذوق الجمالي للخطوط العربية أيضاالخط و جماله هي زيادة على اإلبانة ، و األصل هو جودة الخط و ضبطه ، فكما قال سيبويه :

اعذر أخـاك¬ على رداءة خطـه و اغفر رداءته لجودة ضبطه®®ه إال إبـانة سمـطه ®ه و بيـان فالخط� ليس يراد م®ن تحــسين

فإذا أبان عن المعاني في سمطه كانت مالحته زيادة شـرطه® غير أن القلقشندي ينق عن بعض العلماء قولهم : الخط كالروح في الجسد فإذا كان اإلنسان{ وسيم{ حسن الهيئة ، كان في العيون أعظم و في النفوس أفخم ، و إذا كان على ضد جسيما ذلك سئمته النفوس ،و مجته القلوب ، فكذلك الخط إذا كان حسن الوصف ، مليح الرصف ،

مفتح العيون ، أملس المتون ، كثير االئتالف ، قليل االختالف ، هشت إليه النفوس ، و اشتهته} األرواح ، حتى اإلنسان ليقرأه و إن كان فيه كالم دنيء ، و معنى رديء ، و إذا كان الخط قبيحا مجته األفهام ، و لفظته العيون و األفكار ، و سيئم قارئه ، و إن كان فيه من الحكمة عجائبها ،

[ 24 / 3و من األلفاظ غرائبها . صبح األعشى ، * السرعة : على أن تتحقق بعد مراعاة الهدفين السابقين ، و بخاصة الهدف األول .

و هناك أهداف فرعية أخرى ، نوجزها بما يلي :* مراعاة القواعد اإلمالئية الصحيحة ليجمع الخط بين جمال الشكل و سالمة المعنى .{ ، لما لها من أثر في توضيح { صحيحا * االهتمام بعالمات الترقيم و استخدامها استخداما

العبارات و الجمل و تحديد معانيها في بعض األحوال . * تعويد التالميذ على االنتباه و دقة المالحظة ، و بالتالي على الصبر و المثابرة لبلوغ النتيجة

المرضية . * تعويد التالميذ على النظافة و الترتيب و األناقة ، و هذا الهدف يندرج تحت األهداف التربوية

العامة .إرشادات و مبادئ عامة لتدريس الخط :

} * ليست هناك طريقة ملزمة لتدريس الخط ، إذ يمكن تنويع األساليب تبعا{ من وسائل و أدوات { من مبدأ حرية المدر�س في اختيار ما يراه مناسبا لواقع التالميذ ، و انطالقا

في ضوء الواقع الميداني للمدرس و التلميذ و المدرسـة . * قبل المباشرة بتعليم الخط ينبغي االهتمام بتكوين العادات الصحية السليمة عند التالميذ ،

كالجلوس الصحي – الجذع عمودي ، و الكتفان أفقيان ، و القدمان تقعان على األرض ، و عضالت الساعدين و اليدين تعمل بهدوء و انبساط – و مسك القلم – برفق و باتجاه الكتف

{ – كما30اليمنى – و مراعاة بعد الصحيفة عن العين – حوالي سم مائلة إلى اليسار قلياليستحسن أن يأتي النور من الخلف أو اليسار .

* على المعل�م أال يلزم التلميذ األعسر على الكتابة باليد اليمنى لئال يسيء إليه ، و لكن هذا اليعني عدم تشجيعه على اسـتعمال اليد اليمنى في بداية األمر .

* ال تنـس أن أساس تعليم الخط يقوم على المحاكاة الواعية و التدريب الهادف .{ للتدريب على الخط ، و لكنها ليست الوسيلة الوحيدة لذلك ، إذ * هناك دفاتر معدة خصيصا

�ورة أو في بطاقات خاصة توزع عليهم أو ب � يمكن تدريب التالميذ من خالل نماذج تكتب على الستعلق على الجدران ، أو نماذج يكتبها المعل�م للتالميذ على دفاترهم .

{ من التالميذ يهملون * عند محاكاة نموذج ما ، يجب االلتزام بدقة المحاكاة ، إذ يالحظ أن كثيرا{ لهذا المحظور يلجأ بعض المدرسين إلى النظر إليه و يأخذون بالنقل عن خطهم ، و تجنبا

{ إلى النموذج الذي يحاكيه . تدريبهم على الكتابة من أسفل الورقة ، ليظل التلميذ مشدودا{ ، إال أن المحاكاة * على الرغم من أن جانب المحاكاة في تدريب التالميذ على الخط يبدو بارزا{ لمادته – بداللتها و { لما يحاكيه ، مستوعبا ينبغي أال تكون آلية صماء ، غذ كلما كان التلميذ واعيا

مضمونها – كلما أسرع الخªطا و أدرك المنى .{ ما يؤدي إلى الملل و األذى . * ال حاجة للتكرار الزائد عن الحد الالزم للنموذج الواحد ، إذ غالبا

مرات تكون كافية لتحقيق الهدف المنشود من هذا التدريب .5 - 3و لعل إعادة تتراوح بين { في جمال الخط و إتقانه ، و واجب المدر�س أن يشجع { مهما * ال تنس أن الموهبة تؤدي دورا أصحاب المواهب من تالميذه ، و ذلك بعرض نماذج من خطوطهم في لوحة الجدار و مجلة

المدرسة أو يمنحهم بعض الجوائز الرمزية . * إن رصد ساعة أو أكثر لتعليم الخط في الجدول األسبوعي ال يعني أن ينحصر اهتمام

{ لخط المدر�س في هذه الساعة أو تلك فحسب ، إذ على مدر�س اللغة العربية أن يكون راعياتالميذه في مختلف المواد المكتوبة .

خطوات درس الخط] قبل المباشرة بخطوات الدرس يفترض بالمعل�م أن يكون قد حدد األهداف الخاصة لدرسه [

التمهيد :

Page 55: خصائص العربية و طرائق تدريسها

و يكون بتشويق التالميذ و إثارة اهتمامهم ، على أن يكون هذا التمهيد ذا صلة بمادة الدرس .�ورة أو في لوحة – كرتونية – أو في بطاقات خاصة . ثم يتبع * ب � عرض النموذج المعد على الس

ذلك حوار هادف ، بحيث تتوضح المعاني و الدالالت لأللفاظ و العبارات المشار إليها ، بعدقراءتها من قبل المدر�س و بعض التالميذ .

�ورة ، * ب � بعد ذلك ينتقل المعل�م إلى تدريب تالميذه بنفسه ، فيكتب النموذج أمامهم على الس{ كيفية اتصاله بالحروف األخرى . ثم يركز { لهم صورة كل حرف على حدة ، و موضحا شارحا

اهتمامه الخاص على األهداف التي يرمي إلى تحقيقها في درسه . إذا كان التدريب ألطفال في المرحلة االبتدائية الدنيا ، على المدر�س أن يستعين بمختلف *

الوسائل المتيسرة لترسيخ صورة الحرف الجديد أو الكلمة الجديدة في ذاكرة التلميذ{ ، و البصرية ، و أن يدرب عضالت هؤالء األطفال على رسم ما هو جديد في الهواء أوال

�ورة بإشراف المدر�س المباشر . ب �{ ، و بعد ذلك يدربون على الس بالمعجون أو الرمل ثانيا�ورة إلى الدفتر ،و هنا يستحسن – ألول مرة – أن * ب � و تكون الخطوة التالية االنتقال من الس

يكتبوا كلمة كلمة ، و في أثناء ذلك يتنقل المعل�م بينهم ، فيرشد هذا و يصحح لذلك ، فإذا ما�ورة لتوضيحها و إرشادهم إلى وجه ب � وجد مشكلة مشتركة عند عدد من التالميذ عاد إلى الس

الصواب فيها ، و هكذا يستمر العمل حتى ينتهي من الكلمات و العبارات المعدة للدرس . بعد االنتهاء من كتابة هذا النموذج من قبل التالميذ ، و بإشراف المدر�س المباشر ، تعاد *

. } { و مصححا كتابته مثنى و ثالث ، على أن يبقى المدر�س بين تالميذه ، موجه{ و مرشدا{ ، على المدر�س تقويم عمل طالبه قبل االنتهاء من الدرس ، و ذلك بجولة سريعة * و أخيرا

على دفاترهم ، ليتحقق من مستوى النجاح الذي بلغه معهم ، و يرصد المشكالت العامة والخاصة التي ما زالت قائمة عندهم ، ليعود إليها في درس الحق .

إرشادات خاصة لدى الكتابة في دفتر الطالب : [ ? ال ينزل تحت السطر من الكتابة إال1983] راجع مرعي : قسم التطوير التربوي ، آب

أجزاء الحروف التالية :ح ، ع ، م ، سهه .

الحروف التالية تكون مفرغة من الداخل ، هكذا : *كا ، حـ ، صـ ، هـ ، ه ، سعـ ، سقف ، ـه .

المسافات بين الحروف متساوية ، و كذلك األمر بين الكلمات . ** . } أعالي ارتفاعات الكلمات تكون في مستوي واحد غالبا{ لها عن الهاء . * ضرورة إثبات نقطتي التاء المربوطة تمييزاو كذلك األمر في وجوب إثبات همزة القطع فوق األلف أو تحتها . *{ باأللف الزائدة . * يكتب تنوين الفتح الذي يليه ألف ممدودة فوق الحرف المنون ، ال ملتصقا الهمزة المنفصلة في آخر الكلمة بعد الياء الساكنة تكتب خارج الياء ، كما في " شيء " ، إذ *

أنها حرف ثالث .

Page 56: خصائص العربية و طرائق تدريسها

اإلمالء في اللغة العربية - اإلمالء و أهداف تدريسها

اإلمالء في اللغة العربية اإلمالء هو تحويل األصوات المسموعة المفهومة إلى رموز مكتوبة – الحروف – على أن توضع هذه الحروف في مواضعها الصحيحة من الكلمة و ذلك الستقامة اللفظ و ظهور المعنى المراد

{ للرموز ، فيكون لكل صوت رمزه ، كما قد تكون . و قد تكون هذه األصوات مساوية تمامابعض هذه الحروف غير مصوتة ، و هنا يقع االلتباس عند المملى عليه ، فيقع في الخطأ .

{ به ، ال يتبدل بتبدل موقعه من { خاصا و من حسن حظنا أن لكل حرف في اللغة العربية صوتا{ لحركاتها و { من رسم الحروف بأشكالها المختلفة ، مدركا الكلمة . فإذا كان الطالب متمكنا

{ على التمييز بين حروف المد الثالثة و الحركات الثالث ، فإنه يستطيع كتابة أية ضوابطها ، قادراªملى عليه ، على أن تكون هذه اللفظة خالية من الصعوبات اإلمالئية . أم�ا األلفاظ التي كلمة ت

تشتمل على صعوبات إمالئية فلها قواعد ثابتة تحكمها ، اصطلح عليها علماء اللغة العربية .{ ، قال عز و جل : {قال : أمليت الكتاب و أمللت ، و قد نزل القرآن الكريم باللغتين جميعا و ي

¬ص®يال{ ) ة{ و¬أ ªكر¬ ¬يه® ب ªمل¬ى ع¬ل ¬ه¬ا ف¬ه®ي¬ ت ¬ب ¬ت ®ين¬ اكت و°ل¬ اط®يرª األ س¬

¬ ªوا أ ( { ] سورة الفرقان : اآلية5} و¬ق¬ال5 ]

®الع¬دل® { ] سورة البقرة : اآلية �هª ب ®ي ®ل و¬ل ªمل { : }ف¬لي [282و قال أيضاأهداف تدريس اإلمالء :

لإلمالء أهمية خاصة في اللغة العربية ، و ذلك لما يترتب على الخطأ اإلمالئي من تغيير فيصورة الكلمة ، الذي بدوره يؤدي إلى تغيير في معناها . و لعل أهم أهدافه ما يلي :

* تمكين الطالب من رسم الحروف و األلفاظ بشكل واضح و مقروء ، أي تنمية المهارةالكتابية غير المنظورة عندهم .

{ – بعضها عن بعض ، بحيث ال يقع القارئ * القدرة على تمييز الحروف المتشابهة – رسما للمادة المكتوبة في االلتباس بسب ذلك . و هذا األمر يتطلب إعطاء كل حرف من هذه

الحروف حقه من الوضوح ، فال يهمل الكاتب سن الصاد و الضاد ، و ال يرسم الدال راء ، و ال{ ... إلخ . كما البد من وضع النقاط على الحروف في مواضعها الصحيحة . الفاء قافا

* القدرة على كتابة المفردات اللغوية التي يستدعيها الطالب في التعبير الكتابي ، ليتاح لهاالتصال باآلخرين من خالل الكتابة السليمة .

* تحقيق التكامل في تدريس اللغة العربية ، بحيث يخدم اإلمالء فروع اللغة األخرى . * تحسين األساليب الكتابية ، و إثراء الثروة اللغوية ، بما يكتسبه الطالب من المفردات و

األنماط اللغوية من خالل نصوص اإلمالء التطبيقية .* إثراء ثروة الطالب المعرفية – على أنواعها – التي تزوده بها النصوص اإلمالئية الهادفة . * تنمية دقة المالحظة و االنتباه و حسن اإلصغاء ، كما يرمي إلى تكوين عادات سليمة عند

الطالب كالنظافة و الترتيب و األناقة و غيرها .

أنواع اإلمالء يتنوع اإلمالء بتنوع أهدافه و وظائفه ، و لعل أهم أنواعه ما يلي :

اإلمالء المنسوخ " المنقول " : �ورة أو في كتاب أو في بطاقات خاصة . و بعد قراءته و ب � يؤدي بعرض النص اإلمالئي على الس

{ ، ثم يملي عليهم ، مناقشته مع األطفال يقوم المعل�م بتحليل بعض كلماته و تهجئتها شفويا. } { أمامهم ، لينقلوا أية كلمة ال يستطيعون كتابتهم غيبا على أن يبقى النص معروضا

{ أن خط التالميذ و تعويدهم و هذا النوع من اإلمالء يناسب المرحلة االبتدائية الدنيا . علماالنظافة و الترتيب يأتي في المرتبة األولى في هذه المرحلة .

اإلمالء المنظور : ال يختلف هذا النوع عن اإلمالء المنقول إال بوجوب حجب النص اإلمالئي عن أعين الطالب عند

إمالئه . و لكن ال بأس في اإلبقاء على ألفاظ الصعبة على مرأى منهم . و أكثر ما يلجأ لهذا النوع من اإلمالء في المرحلة االبتدائية الوسطى .

اإلمالء غير المنظور " االستماعي " : و هو الذي يفهم مدلوله من خالل تسميته ، إذ ال يعرض فيه النص اإلمالئي على الطالب ، بل

يكتفى بقراءته على مسمع منهم ، ثم تجري مناقشته معهم ، و توضح معاني مفرداته و تراكيبه اللغوية ، وال بأس من اإلشارة إلى القواعد اإلمالئية التي لها صلة بالمفردات الصعبة الواردة

في النص .و هذا النوع من اإلمالء يناسب المرحلة االبتدائية العليا ، و كذلك المرحلة اإلعدادية .

اإلمالء الذاتي :

Page 57: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ – على نفسه من ذاكرته . و هذا األمر يتطلب أن و هو أن يملي الطالب النص اإلمالئي – غيبا– } يكون قد حفظه عن ظهر قلب من قبل ، أي أن يطلب المدر�س من طالبه أن يحفظوا – نصا

{ – ليصار إلى كتابته في غرفة الصف بإشراف { أو نثرا { ، ال يتجاوز بضعة أسطر – شعرا هادفاالمدر�س .

و هذا النوع من اإلمالء مفيد و ضروري ، ألنه اإلمالء الوظيفي الذي سيحتاجه في حياتهالمدرسية و ما بعدها .

اإلمالء االختباري : و هو الذي يستهدف قياس قدرات الطالب و مدى تقدمهم في الكتابة اإلمالئية المقررة لصفهم ، وفق المنهج المعد لذلك ، و لهذا ال تعرض – أمام الطالب – أية كلمة من النص االختباري ، و

يكتفى بمناقشة معانيه العامة ، إذا كان األمر يستدعي ذلك ، أم�ا إذا كان قد سبق و أعطي لهم{ في القراءة االستيعابية فال داعي لهذه الخطوة . هذا النص درسا

و هذا النوع من اإلمالء يقوم به المدر�س في جميع الصفوف و في مختلف المراحل ، بقصدتقويم عمله و مدى استفادة الطالب منه .

و لكن – في جميع األحوال – البد من مراعاة كون النص االختباري من مستوى طالب الصف ،سواء أخذ من كتاب القراءة أو من أي مصدر آخر .

إرشادات في تدريس اإلمالء المرحلة االبتدائية الدنيا :

ليست غاية اإلمالء في هذه المرحلة أن يقع الطالب في الخطأ ليعود المعل�م ليصححه ، بلالغاية أن نجنب الطفل الوقوع في الخطأ ، فإذا ما وقع فيه أشركناه في اكتشافه و تصحيحه .

لذلك ، كان من الضروري أن نجعل الطفل – في الصفوف الدنيا خاصة – يشرك جميع الحواس التي تمكنه من التعلم السليم . فإشراك العين في رؤية الكلمة – قبل إمالئها – يجعل لها

صورة في ذهنه ، و سماعها باألذن يمكنه من التعرف إلى مقاطعها و تمييز مخارج أصواتها –حروفها – كما أن كتابتها بيده يكو�ن لديه مهارة الممارسة الحركية .

المرحلة االبتدائية العليا و ما بعدها :ا في الصفوف االبتدائية األخرى و في المرحلة اإلعدادية فتدرس القواعد اإلمالئية بالطريقة � أم

االستقرائية االستنتاجية ، حيث يبدأ المعل�م – بعد تحقيق األهداف اللغوية األخرى – بعرض النص�ورة ، و يلفت نظر طالبه إلى الشواهد التي تخدم غرض الدرس ، و ب � أو األمثلة على الس

يناقشهم فيها ، كما يشركهم في استنتاج القاعدة التي ترسخ في أذهانهم بتطبيقات كافية .تصحيح اإلمالء

هناك أساليب متنوعة لتصحيح أمالي الطالب ، و لكل أسلوب أهدافه و فوائده و مزاياه ، و يجدر بالمدرس أن يختار األسلوب الذي يناسب طالبه و ظروف عمله ، كما يستحسن تنويع

األساليب حسبما تقتضيه الحاجة .و أساليب التصحيح المألوفة هي التالية :

س " الدفتر " كل تلميذ أمامه ، و يشغل التالميذ اآلخرين بعمل آخر ، و هذا � ? أن يصحح المدراألسلوب مفيد ، ألن كل تلميذ سيتاح له أن يفهم وجه الخطأ الذي وقع فيه ، ليقوم بتصحيحه .

و يؤخذ على هذه الطريقة أن بقية التالميذ قد ينصرفون عن العمل الجاد ، و يجنحون إلىاللعب و الضجيج .

{ عن أعين التالميذ ، و يكتب ? أن يصحح المدر�س " دفاتر " الطالب خارج غرفة الصف بعيدالهم الصواب ، على أن يكلفهم بتصحيح أخطائهم فيما بعد .

و يؤخذ على هذه الطريقة أن الفاصل الزمني بين خطأ التالميذ في الكتابة و معرفة وجه{ لذلك . الصواب فيه قد يطول ، فتقل الفائدة تبعا

? أن يعرض المدر�س على التالميذ – بعد إمالئه عليهم – النص اإلمالئي ، على أن يصحح كل تلميذ أخطاءه بالرجوع إليه . و هذه الطريقة مفيدة و جيدة ، إذ تعود التالميذ على دقة

المالحظة و الثقة بالنفس و االعتماد عليها ، كما تعودهم الصدق و األمانة و تقدير المسـؤولية والشجاعة في االعتراف بالخطأ .

? أن يتبادل تالميذ الصف الواحد " دفاترهم " بطريقة منظمة ، فيصحح كل واحد منهم أخطاءأحد زمالئه .

س أن يجمع بينهما و بين أسلوب التصحيح بنفسه ، و ذلك � و في األسلوبين األخيرين على المدر باإلشراف المباشر على عملية التصحيح ، ثم باإلطالع على عدد محدود من الدفاتر المصححة ،

ليتأكد من أن العمل قد تم بشكل مرض ، كما عليه أن يسعى لتجاوز بعض الصعوبات التي تواجهه مع التالميذ في بداية األمر ، خاصة أن إشراك التالميذ في التصحيح يخفف عنه عبء

تصحيح جميع الدفاتر بنفسه ، و عادة ال يلجأ لهذا النوع من التصـحيح مع أطفال المرحلةاالبتدائية الدنيا .

Page 58: خصائص العربية و طرائق تدريسها

�ورة : ب �التصحيح على الس�ورة ليكتبوا صواب ما أخطأ فيه التالميذ . ب �{ أو أكثر إلى الس ªخرج المدر�س تلميذا و هو أن ي

{ ما يخطئ التلميذ يرى بعض خبراء تدريس اللغة العربية أن هذه الطريقة خاطئة ، ألنه كثيرافينطبع الخطأ في أذهان زمالئه في الصف .

و نحن – من جهتنا – ال نتفق مع هؤالء الخبراء في هذا الرأي ، فإنه من المبالغة بمكان أن يقال : إن الخطأ قد انطبع في أذهان التالميذ و أن الضرر قد وقع ، و إن سارع المدر�س إلى تصحيح

الخطأ .{ – مرة أخرى – { ، إذ سيجد المدر�س نفسه مضطرا { سيئا صحيح أن اإلبقاء على الخطأ يترك أثرا

إلى انتزاع هذا الخطأ و إحالل الصواب مكانه . و لكن تصحيح الخطأ مباشرة و إظهار وجهªتيح لجميع طالب �ورة ي ب � الصواب فيه يبعد هذا االحتمال . و في الوقت ذاته إن التصحيح على الس

الصف المشاركة في عملية التعلم في وقت واحد . و قد أذهب إلى أبعد من ذلك فأقول : إن الخطأ الذي يقع فيه أو يقع عليه التلميذ ، ثم يتاح له من يحاوره فيه و يصححه له ، يعزز

الصواب عنده و يرسخه في ذهنه .

Page 59: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب الثاني \ الفصل الثالث

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

لمحة في تطور النحو العربي*

أهداف تدريس النحو العربي*  

محوالت تيسير القواعد النحوية*

أساليب تدريس القواعد العربية " النحو "*

درس تطبيقي في القواعد العربية*  

Page 60: خصائص العربية و طرائق تدريسها

لمحة في تطور النحو العربي - القســـم األول

لمحة في تطور النحو العربي { من مر النحو العربي بأدوار عديدة حتى استقر على حاله الذي هو عليه اآلن ، و ذلك بدءا

{ بالقياس على يد التقعيد في أول األمر على يد اإلمام علي و وتلميذه " أبي األسود " ، مروراسيبويه و مدرسته في البصرة ، و انتهاء{ بالتعليل و التأويل على يد علماء اللغة فيما بعد .

فقد قيل أن نقطة البداية كانت حين دخل أبو األسود الدؤلي على ابنته في البصرة ، فقالت : يا أبت ! " ما أشد� الحر� . رفعت " أشد� " . فظنها تسأله و تستفهم منه : أي� زمان الحر� أشد� *

فقال لها : شهر ناجر " صفر " فقالت : يا أبت ، إنما أخبرتك و لم أسألك . فأتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فأخبره خبر ابنته ، و أبدى له خشيته على اللغة العربية إذا ما خالطت

{ ، و أمل° عليه : الكالم كله ال يخرج عن اسم و فعل و حرف العجم . فأمر اإلمام فاشترى صحفا /12، ثم رسم أصول النحو كلها ، فنقلها النحويون و فرعوها . ] األصفهاني : كتاب األغاني ،

297 ] { . ] األفغاني : من تاريخ { قال ألبي األسود : انحª هذا النحو . فسمي هذا الفن نحوا و قيل إن عليا

[ 27النحو ، ص و لكن هذا القول يخالف ما أورده الجاحظ من أن هذا العلم هو أسبق من ذلك ، فقد نسب

{ على تعلمه : تعلموا النحو كما تعلمون السنن و الفرائض . ] الجاحظ : إلى عمر قوله ، مشجعا [ 161 / 2البيان ،

و مهما يكن األمر بشأن نقطة االبتداء ، فإن العرب أخذوا يشعرون بحاجتهم إلى تدوين النحو حين كثر اختالطهم بالموالي و أبناء الشعوب غير العربية بعد اإلسالم ، و هؤالء يلحنون و

} يخطئون . و من هنا زاد اهتمام العلماء بقواعد اللغة و أحكامها و قوانينها ، فخل�فوا لنا تراثا{ ، يجدر بنا تقديره ، و نقده و تقويمه ، ثم العمل على تيسيره بما يتناسب و أصالة { رائعا لغويا{ مع قدرات طالبنا و تلبية لحاجاتهم من جهة أخرى . أم�ا لغتنا و قدسيتها من جهة ، و انسجاما عن تطور النحو العربي فقد كتبت فيه البحوث الكثيرة ، و لعل من الصواب القبول بتقسيم

العصور المختلفة لتطور النحو العربي إلى أربعة عصور رئيسية ، هي : { نحو تأصيل القواعد النحوية . ? العصر السابق لسيبويه ، حيث كان االهتمام متجها

? عصر سيبويه و أصحابه : و فيه وضعت علل القياس النحوي ، مع اختالف في أمر القياسبين المدارس النحوية المختلفة .

? عصر التعليل : ويوصف بأنه عصر الشواذ النحوية و البحث عن العلل لها . و من رواده : هـ ( .377 هـ ( . و أبو علي الفارسي ) ت 291 هـ ( . و ثعلب ) ت 286المبرد ) ت

ا العصر الرابع و األخير فهو عصر التطوير النحوي على يد العالم اللغوي ابن جني ) ت � ? أم هـ (577 هـ ( . و ابن األنباري ) ت 538 هـ ( . و من جاء بعده ، أمثال : الزمخشري ) ت 392

هـ ( . و آخرين ساروا على نهجهم حتى يومنا هذا ، إذ أصبح592. و ابن مضاء القرطبي ) ت هم العلماء يدور في تنظيم قواعد اللغة العربية و تبسيطها و تيسير أساليب تدريسها .

قد أخذ بعض المستشرقين على علماء اللغة العربية – القدامى و المحدثين – أنهم كانوا و ما زالوا يستعملون طريقة إبداء الرأي الشخصي ، أي على منهج ذهني يقوم على وصف ما يراه

{ ، و لذلك فإن اآلراء قد تكاثرت و { موضوعيا النحوي بذهنه ، و ليس على وصف اللغة وصفا األفكار قد تضاربت . و هم يدعون علماء اللغة العرب إلى إيجاد منطق جديد يمكن من وضع

األسس الوصفية البحتة ألساليب النحو . ] د . ولسن بشاي : محاضرة ألقاها بكلية اآلداب في . [ 1974 / 2 / 27جامعة القاهرة في

و حقيقة األمر أن المدرسة الوصفية ليست حديثة العهد – كما يظن هؤالء الباحثون – وال يعود الفضل إليهم في تأسيسها . فهذا ابن جني يقول : إن العامل الذي هو سبب اإلعراب هو

[ ثم جاء ابن مضاء27اإلنسان نفسه ، ال أثر كلمة في كلمة أخرى . ] فريحة : تبسيط ، ص { حاول فيه أن يدحض نظرية العامل ، و قال : لو أن العرب قاوال : إن° زيد� القرطبي فوضع كتابا

[ 85أو زيد£ لكنا قبلنا هذا اإلعراب . ] ابن مضاء القرطبي : الرد على النحاة ، ص و يقول الدكتور أنيس فريحة في هذا المجال ،إن أستاذه " لي " في جامعة لندن كان يقول

بقول علماء الغرب ، إلى أن أراه بالبرهان أن العرب أسبق في الفضل في هذا الموضوع ، و أن مؤسسي المدرسة الوصفية الحديثة يجب أن يكونا ابن جني و ابن مضاء القرطبي .

) أونروا / يونسكو ( [ A / A /1] فريحة : معهد التربية فه ابن جني – هو انتحاء سمت كالم العرب ، في تصرفه من إعراب و غيره ، � و النحو – كمنا عر

كالتثنية و الجمع و التحقير و التكسير و اإلضافة ، و النسب و التركيب و غير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة ، فينطق بها ، و إن لم يكن منهم ، أو إن شذ

{ ، كقولك قصدت بعضهم عنها رد� به إليها ، و هو في األصل مصدر شائع ، أي نحوت نحوا

Page 61: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ ، ثم خص� به انتحاء هذا القبيل من العلم . ] ابن جني : خصائص ، ص [ 33قصداأهمية النحو و اإلعراب :

{ – مصدر معناه اإلبانة عن المعاني باأللفاظ . أعربت عن الشيء : إذا أوضحت اإلعراب – لفظا عنه ، و فالن مªعرب عما في نفسه ، أي مبين له و موضح عنه . و جاء في الحديث الشريف :

�ب تعرب عن نفسها " . ] ابن منظور / لسان ، مادة " عرب " [ " الثي و يرى ابن فارس أن اإلعراب هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ، و به يعرف الخبر الذي هو أصل الكالم ، و لوال اإلعراب ما ميز فاعل من مفعول ، و ال مضاف من منعوت ، و ال

[ 42تعجب من استفهام ، و ال نعت من تأكيد . ] ابن فارس : الصاحبي ، ص و يؤكد ابن جني أهمية اإلعراب حين يقول : أال ترى أنك إذا سمعت : أكرم سعيد� أباه ، و شكر} { أبوه . علمت برفع أحدهما و نصب اآلخر ، الفاعل من المفعول ، و لو كان الكالم شرجا سعيدا

{ الستبهم من صاحبه . ] ابن جني : الخصائص ، { – واحدا [ 35 / 1– نوعا و يقول القلقشندي : ال نزاع في أن النحو هو قانون اللغة و ميزان تقويمها . ] القلقشندي :

[ 167 / 1صبح األعشى ، { ، بل له داللة معنوية لتمييز المعاني { لفظيا و هكذا فإن اإلعراب ليس حلية لفظية و زخرفا

المختلفة . و هناك صيغ كثيرة تختلف معانيها باختالف حركاتها ، فاآلية الكريمة : ªهª { ] سورة التوبة : اآلية ول ªس ¬ر®يء� م®ن المªشر®ك®ين¬ و¬ر¬ °ه¬ ب ن° الل

¬ [ إن قªرئت لفظة " رسوله3} أ " بالكسر تؤدي إلى الكفر و إن قرئت برفعها – و هو الصواب – تؤدي إلى استقامة المعنى . ] انظر : الفصل الحادي عشر من كتاب " لمع األدلة في أصول النحو " ألبي البركات كمال

الدين محمد األنباري [ و ألمر ما قالوا : إن األئمة من السلف و الخلف أجمعوا قاطبة على أنه شرط في رتبة االجتهاد ، و أن المجتهد لو جمع كل العلوم لم يبلغ رتبة االجتهاد حتى يعلم النحو ، فيعرف المعاني التي

ال سبيل لمعرفتها بغيره ، فرتبة االجتهاد متوقفة عليه و ال تتم إال به . ] انظر يعقوب : فقه [139اللغة العربية و خصائصها ، ص

} ال شك أن معرفة قوانين النحو ضرورة ال يمكن االستغناء عنها فهي التي تجعل القارئ قادرا} { عشوائيا على التمييز بين األلفاظ المتكافئة في اللفظ . و إن ما قعده النحاة لم يكن عمال

{ ، جاء نتيجة استقراء طويل و شامل لنصوص اللغة { و هادفا { منظما { ، بل كان عمال ترفيهيا العربية كما وصلت إليهم . فقد رسم هؤالء العلماء خطتهم في النحو بعد أن جعلوا نصب

أعينهم الهدف الذي يرمون إليه ، و هو عصمة اللسان من الخطأ ، ثم تيسير العربية على منيرغب في تعلمها من المسلمين األعاجم .

ا الذين يقللون من أهمية النحو و يزعمون أن تقويم األلسن ، إنما يأتي عن طريق المحاكاة � أم و المران المتواصل ، و يستشهدون بشعراء الجاهلية و خطبائها الذين لم يعرفوا النحو ، و أن

اللغة سابقة لنشأة النحو ، فقياسهم سطحي و خاطئ ، ألن اإلنسان العربي – في عصرنا الحاضر – ال يتاح له سماع اللغة الفصحى من أهلها ، و ذلك لشيوع اللحن و انتشار العامية من

جهة ، و للغزو الثقافي و الفكري الذي يمارسه اآلخرون على أمتنا من جهة أخرى . أم�ا أن اللغة كانت قبل أن تكون القواعد فهذا صحيح ، و لم يلجأ اللغويون للنحو إال وسيلة لضبط

اللغة و حفظها من التفكيك و الضياع و التي لوالها لكانت اللغة في مهب الريح ال تستقر على{ أن تعليم القواعد ال يقتصر على العربية فحسب ، بل جميع األمم تعلم قواعد لغاتها حال . علما

ألبنائها . إذا كان النحو ضرورة لصيانة اللغة العربية كما أسلفنا ، و إذا كان تعلمه وسيلة ال يستغني عنها

{ . فقد تجاوز بعضهم – في دارس هذه اللغة ، فال يعني أن كل ما خلفه لنا النحاة كان ضروريا بعض الحاالت – الواقع اللغوي إلى نوع من الترف الفكري ، متأثرين بما تأثر به غيرهم من أصحاب الفلسفة ، فأدى ذلك إلى اجتهادات و خالفات فيما بينهم . و لعل موضوع العامل و

تقديره كان من أهم أسباب الخالف بين العلماء ، و ما عليك إال أن تقرأ كتاب " اإلنصاف في{ ينصب ªقد�ر عامال مسائل الخالف " البن األنباري ، لترى أوجه الخالف في تقدير العامل . فهذا ي

} { يرفع فيرفع . و من األمثلة على ذلك ، أن عضد الدولة سأل يوما فينصب ، و هذا يقدر عامال هـ ( : لماذا ينصب المستثنى في نحو :377اإلمام أبا علي الفارسي ) الحسن بن أحمد / ت

{ . فقال عضد الدولة : لم قدرت استثني { * فقال : بتقدير فعل : استثني زيدا قام القوم إال زيدا{ . ] راجع : الدكتور أنيس * هال قدرت : امتنع فتقول : جاء القوم ، امتنع زيد� . فلم يجر جوابا

[ A / A / 1فريحة – معهد التربية ) األونروا / اليونسكو (

و لعل ما قاله ابن مضاء القرطبي هو عين الصواب في هذا الباب ، حين قال : إني رأيت النحويين – رحمهم الله – قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كالم العرب من اللحن و صيانته من

التغيير ، فبلغوا من ذلك إلى الغاية التي أموا ، و انتهوا إلى المطلوب الذي ابتغوا ، إال أنهم التزموا ما ال يلزمهم ، و تجاوزوا فيها القدر الكافي في ما أرادوه منها ، فتوع�رت مسالكها ، و

Page 62: خصائص العربية و طرائق تدريسها

وهنت مبانيها و انحطت عن رتبة اإلقناع حججها . ] ابن مضاء القرطبي ، الرد على النحاة ، ص80 ]

إن هذه الوعورة و تلك المسالك التي أشار إليها ابن مضاء القرطبي هي التي دفعت بعضهم{ – بلغة إلى تجريد الحملة على النحاة الذين تجاوزوا حدود اإلقناع بصناعتهم ،و تكلموا – أحيانا

لم يفهمها أهل اللغة . فهذا أبو مسلم – مؤدب عبد الملك بن مروان – كان يستمع لبعض النحاة و العروضيين مرة ،

فلم يفهم كالمهم ، فأنشد يقول :

® نج و الروم �ªعجبني حتى تعاطوا كالم¬ الز قد كان أخذªهم في النحو ي

® { لسـتª أفهمه كأنه زجلª الغـربان و الـبـوم لما سمعتª كالما

® تركتª نحوهم و الله يعصـمني من التعـجم في تلك الجـراثيـم [ 37 / 1] األصبهاني : محاضرات األدباء ،

{ – تحد من { بالنحاة من غيرهم ، ألن قوانين النحو – أحيانا و لعل الشعراء كانوا أشد ضيقاحريتهم و انطالقهم ، فجاء أحدهم يعبر عن واقع حالهم و موقفهم من النحاة و نحوهم فقال :

ماذا لقيت من المستعربين¬ و من تأسـيـس نحـوهم الذي ابتدعـواإن قلـتª قافـية{ فيه يـكونª لها معنى{ يخالف{ ما قاسوا و ما وضعوا

ªمنخفض� و ذاك نصـب� و هذا ليـس يـرتفع ªقالوا لحنت¬ وهذاالحرف ªو الوجع ªشوا بين عبد الله و اجتهدوا و بين زيد£ و طال¬ الضرب�و حر

بعوا ªقد احتالوا لمنطقهم و آخـرين على إعرابهـم طـ £ كم بين قوم£ رووا بعض الذي سمعوا { مªعـاينة{ و بين قوم £ رأوا شـيئا و بين قوم

[140 / 2] التوحيدي : اإلمتاع و المؤانسة ، لم تكن هذه الحملة موجهة إلى أئمة النحو بعامة ، بل اقتصرت على أولئك النحاة الذين أوغلوا

في دقائقه ، و أسرفوا في جزئياته ، و تعسفوا في تعقيده حتى صار أقرب إلى منطق{ من الفلسفة منه إلى منطق اللغة . و إذا كان هناك من تهجم على هؤالء الناس ، فهناك أيضا{ للسان و صيانة له من اللحن ، قال إسحاق بن خلف البهراني في امتدح النحو و أهله ، تقويما

ذلك :

ªكرمهª إذا لم يلحن® النحوª يبسـطª من لسـان® األلكن و المرءª ت

ها منها مقيمª األلسـن® �ـ ها فأجل �ـ و إذا طلـبت¬ من العلوم أجل [ 368 / 1] المبرد : الكامل ،

: } و هذا النحوي علي بن الحسين الباقولي يقول في تكريم هذا العلم أيضاـرف �ªدركª المرءª به أعلى الش ® فقد ي أحبب النحو¬ من العلم

إنـما النحوي في مجلسه كشـهاب£ ثـاقب£ بين السـدفةª من جوف® الصدف �يخرجª القرآنª من فيه® كما تخرجª الدر

[ ] السدف : الظلمة [ 8 / 7] السبكي : طبقات ، إن اختالف اآلراء و االجتهادات بشأن النحو و اإلعراب ال يجعلنا بحال من األحوال ، نتعامى عن

الحقيقة الدامغة التي تقوم على أهمية هذا الموضوع و خطورته ، و إلى وجوب مواجهة الداعين إلى إسقاط اإلعراب أو التقليل من أهميته . فهم بدعواهم هذه يكيدون للغة العربية و أهلها ، مثلهم كمثل من يدعون إلعادة تركيب الجملة و إعطاء األلفاظ دالالت جديدة ، أو دعاة

العامية لتحل محل الفصحى ، أو أولئك الذين يعملون لتغيير الحرف العربي بحرف التيني ، فجميع هؤالء – على اختالف هوياتهم و منطلقاتهم – يهدفون إلى إحداث الهوة السحيقة بين

أجيال المسلمين الحاضرة و القادمة و بين عقيدتهم و تراثهم .

و قد يكون من المفيد للغة العربية و أهلها أن نعرض ما قاله ابن خلدون بهذا الشأن ، فقد} أدرك بحسه اللغوي السليم و تذوقه لجمال العربية ، خطورة النحو و اإلعراب . ثم ميز تمييزا

{ بين صناعة اإلعراب لذاتها و بين الملكة اللغوية التي ينبغي العمل من أجل { واعيا مستنيرا تكوينها في لسان طالب اللغة العربية ، و عدم االنشغال بقوانين اإلعراب المتشعبة ، و التي ال

طائل تحتها في الكتابة و التعبير و المعنى . فقد جعل هذا العالم علم " النحو " أحد األركان األربعة لعلوم اللسان العربي " اللغة ، النحو ، البيان ، األدب " و رأى أن المقدم فيها هو علم

النحو ، إذ به تتبين أحوال المقاصد بالداللة ، و لواله لجهل أصل اإلفادة . و لكنه يميز بوضوح تام بين ملكة اللسان و بين صناعة العربية ، والسبب في ذلك : أن صناعة العربية إنما هر معرفة قوانين هذه الملكة و مقاييسها خاصة ، فهو علم بكيفية ال نفس كيفية ،. } { و ال يحكمها عمال فليست نفس الملكة ، و إنما هي بمثابة من يعرف صناعة من الصنائع علما{ من جهابذة النحاة و فإن العلم بقوانين اإلعراب إنما هو علم بكيفية العمل ، و لذلك نجد كثيرا

{ بتلك القوانين إذا سئل في كتابة سطرين إلى أخيه أو المهرة في صناعة العربية محيطين علما ذي مودة ، أو شكوى ظالمة ، أو قصد من قصوده أخطأ فيها عن الصواب و أكثر من اللحن ...

Page 63: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ ممن يحسن هذه الملكة و يجيد الفنين من المنظوم و المنثور ، و هو ال يحسن و كذا نجد كثيرا{ من قوانين صناعة الكتابة . إعراب الفاعل من المفعول و ال المفعول من المجرور ، و ال شيئا

و من هذا تعلم أن تلك الملكة هي غير صناعة العربية و إنها مستغنية عنها بالجملة . ] ابن [ 560خلدون : المقدمة ، ص

عن استيعابنا لما قاله ابن خلدون ، يجعلنا نستخلص النقاط التالية : ? ضرورة االهتمام بقوانين النحو التي لها أثر في فهم الدالالت و المعاني ، أي التركيز على

الجانب الفكري و الوظيفي .} ? معرفة قوانين اللغة وسيلة و ليست غاية ، و ال يجوز االنشغال بالوسيلة إذا لم تكن عامال

{ للوصول إلى الغاية . مساعدا ? ال يجوز االقتصار على الطابع النظري في عملية التعلم ، بل يجب الربط بين النظر و

العمل . ? إذا استطعنا تكوين ملكة اللسان العربي عند طالب اللغة العربية ، يمكننا االستغناء عن كثير

من القوانين اإلعرابية .

أهداف تدريس النحو العربي إن شغفنا باللغة العربية و تمسكنا لها ألنها لغة القرآن الكريم ال يعفينا من مسؤولياتنا للعمل بكل ما أوتينا لتيسير تعلمها ، و ذلك بالتخلص مما علق بنحوها من آراء دخيلة ، قد تكون من األسباب الرئيسة لصعوبتها ، ثم إعادة صياغة قوانينها اإلعرابية وفق حاجات طالبنا المنهجية

الوظيفية . و قبل استعراض آراء الباحثين في هذا األمر ، يجدر بنا رصد أهداف تدريس القواعد العربية

الوظيفية ، ليصار إلى تيسيرها و اختيار الطرائق المالئمة لتدريسها في ضوئها . و تبدو لنا هذهاألهداف كما يلي :

{ على سالمة اللغة العربية و * إدراك أهمية النحو في عصمة اللسان العربي من اللحن ، حرصاصونها من عبث العابثين .

�نساني بأوجهه * إدراك موقع النحو من النظام اللغوي العام الذي بدوره يمثل الكيان اإلالمختلفة .

* إدراك الصلة العضوية بين النحو الوظيفي و فروع اللغة األخرى لتحقيق التكامل اللغوي .{ – و استيعاب مضامينها الفكرية ، مع ما يتبع ذلك من ارتياح * فهم الدالالت اللغوية – أحيانا

لدى القارئ لدوره االستداللي في المعاني المتكافئة .{ و قراءة و كتابة – بشكل يتالءم مع تدرج مستواهم * تدريب التالميذ على ضبط لغتهم – حديثا

العقلي و اللغوي في سلم التعلم التصاعدي .{ ، أو عند { ، أو سماعه أذنا { – نظرا * القدرة على اكتشاف الخطأ اللغوي عند مشاهدته – مكتوبا

الوقوع فيه عن غير قصد منه ، ثم المبادرة إلى تصحيحه ، إذا كان الموقف يستدعي ذلك . * إثراء ثروة الطالب اللغوية بما يكتسبوه من مفردات و تراكيب و أنماط ، من خالل النصوص

التي تستخدم في الدروس و التطبيقات و التمرينات . * تنمية القدرة على التفكير السليم ، بما يحققه لداسه من التحليل و التركيب ، و االستقراء و

القياس .

محاوالت تيسير القواعد النحوية إذا كان للقواعد النحوية كل هذه األهداف السامية ، فإن القول باالستغناء عنها ال يختلف عن

الدعوة إلى القضاء على اللغة ذاتها ، إذ إن محنة العربية ليست قائمة في قوانين نحوها المستساغة ، و إنما هي قائمة في تجني أهلها باغترابهم عنها ، ثم في جزئياتها و ألغازها التي

ªلزم الطالب في تعلمها ، في حين يمكن االستغناء عن الكثير منها ، و رصدها ألهل االختصاص يفي المرحلة الجامعية الالحقة .

و من هنا فقد قامت محاوالت عديدة لتيسير تدريس نحوها ، و لم تكن هذه المحاوالت حديثة العهد كما يظن كثيرون ، بل تعود إلى القرون السالفة ، فهذا ابن مضاء القرطبي يدعو إلى إلغاء نظرية العامل غير الواقعية ، كما اعترض على تقدير العوامل المحذوفة ، و متعلقات

المجرورات ، و الضمائر المستترة في المشتقات ، ثم طالب بإلغاء التمرينات غير الوظيفية و{ . ] ابن مضاء القرطبي : الرد على النحاة ، ص { و فعال و85االقتصار على ما يفيد اللغة واقعا

ما بعدها [ و قد سبق و أشرنا إلى رأي ابن خلدون الداعي إلى عدم االنشغال بقوانين اإلعرابالتي ال تسمن اللغة و ال تغنيها .

و الجاحظ قدم نصيحة لمدرسي اللغة العربية حين يقول : و أم�ا النحو فال تشغل قلب الصبي إال بمقدار ما يؤديه إلى السالمة من فاحش اللحن ... و عويص النحو ال يجدي في المعامالت و

Page 64: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ عن السيد :ال الموجز في طرائق تدريس اللغة العربية ، ص ال يضطر إليه في شيء . ] نقال194 ]

ا محاوالت تيسير القواعد في العصر الحديث فال تعدو أن تكون صدى آلراء القدامى في هذا � أم{ من محاولة األستاذ إبراهيم مصطفى الداعية إلى البعد عن الفلسفة و إلغاء السبيل . فبدءا

م [ و1937نظرية العامل ،و االحتكام في اإلعراب إلى المعنى . ] مصطفى : إحياء النحو ، هـ و اقتراحها إلغاء1357 م / 1938ما قامت به لجنة تيسير قواعد اللغة العربية في مصر

{ ، و جعل المبتدأ و الفاعل و { و وجوبا اإلعراب التقديري و المحلي و الضمير المستتر جوازانائب الفاعل في باب واحد اسمه " باب المسند إليه " .

{ بالمحاولة الجادة التي قام بها مؤتمر مفتشي اللغة العربية في القاهرة م1957و مرورا لتذليل صعوبات القواعد النحوية ، والتي دعا فيها إلى تبني نهج جديد في تدريس النحو ، يقوم على أساس أن الكالم العربي كله مكون من جمل و مكمالت و أساليب . أم�ا الجمل فإن لكل منها ركنين أساسيين هما : المسند و المسند إليه ، و المكمالت هي كل لفظ يضيف إلى معنى

الجملة األساسي معنى يكمله ، و األساليب هي األنماط اللغوية التي نطق بها العرب على الصورة التي وصلت إلينا ، و نحن نحفظها و نقيس عليها ، و قد رمت دعوتهم إلى تبويب النحو

{ " . ] السيد : من جديد ، فيجمع كل ما يتعلق بالمعنى الواحد في باب واحد يسمى " أسلوبا و ما بعدها [ 123الموجز في طرائق تدريس اللغة العربية ، ص

و انتهاء{ بالمحاوالت األخرى التي قام بها عاملون آخرون في حقل تدريس اللغة العربية هنا وهناك ، لعل أهم ما ورد فيها دعوتهم إلى تأجيل تدريس القواعد إلى ما بعد المرحلة

االبتدائية ، إذ يرى فريق من رجال التربية أن تدريس القواعد ال يناسب األطفال في المدارس األولية و االبتدائية ، كما يدعون إلى إلغاء بعض الموضوعات من المناهج المدرسية ، ثم

و ما بعدها .41تحسين أساليب تدريسها . ] فريحة : تبسيط قواعد اللغة العربية ، ص . األبراشي : أحدث الطرق في التربية لتدريس24شريف : أصول تدريس اللغة العربية ، ص

[ 90 – 89اللغة العربية ، ص { إذا ما دعونا إلى وجوب االقتصار على موضوعات وظيفية و نحن – بدورنا – ال نقول جديدا

محددة في النحو ألطفال المرحلة االبتدائية ، أي الموضوعات التي يحتاجون إليها لصحة اللفظ و سرعة الفهم . و ذلك بعد أن يكون هؤالء التالميذ قد ملكوا مهارات القراءة و الكتابة

األساسية في السنوات األولى من حياتهم المدرسية ، و التي يقتصر العمل فيها على تسريببعض األحكام اللغوية المبسطة في أثناء المحادثة و التعبير .

{ من حشو عقول األطفال بقواعد مجردة هي فوق مداركهم العقلية ، و يعسر عليهم و بدال{ من السنة الرابعة االبتدائية – الموضوعات استيعاب مضامينها و أهدافها ، تقدم لهم – بدءا

المشار إليها و أعمال تطبيقية و تدريبات لغوية متكـاملة هادفة ، يظهر أثر أحكامها في تعبيرهمالشفهي و الكتابي .

و في الوقت ذاته نضم صوتنا إلى أصوات القائلين ، و نعمل مع العاملين المخلصين لهذه اللغة على تيسير قواعدها النحوية على دارسيها ، كي ال نثقل أذهان طالبنا بما يمكن االستغناء عنه في مرحلة ما من مراحل التعليم . كما ندعو إلى إعادة النظر بمناهجها من ألفها إلى يائها ،

لنخلصها من األقوال المتضاربة و المذاهب المتعددة ، فنقتصر على أصح األوجه و أسلمها ، و نبعد عنها الشواذ و الفرضيات و الصيغ النادرة و كل ما ال يتصل بضبط الكالم في المراحل

التعليمية المختلفة . حينذاك سنجد أن هناك موضوعات صعبة و معقدة يحسن تركها لذوي االختصاص في المرحلة

الجامعية ، و ال يجوز اإلبقاء عليها في المناهج المدرسية ، على أن يعاد النظر بهذه{ ، فما كان له وظيفة في بناء اللغة أو فهم نصوصها ، الموضوعات في مرحلة االختصاص أيضا

فيجب اإلبقاء عليه و أن يشد عليه بالنواجذ . أم�ا الموضوعات غير الوظيفية فال نقول بإسقاطها من القواعد النحوية ، بل يحجر عليها في مصادرها الخاصة بها ، يسعى إليها ذوو الحاجة من

الباحثين الذين يرغبون في مزيد من االستقصاء اللغوي و الترف الفكري .{ نذ�كر بالتوصية التي وردت في الفقرة السابعة في موضوع " الكتاب المبسط " التي و أخيرا} قدمها خبراء اللغة العربية ، بوضع كتاب في قواعد اللغة و النحو يراعى فيه أن يكون مبسطا{ – ليتأكدوا من أن كالمهم يجري على قواعد { سهل التناول ، ليرجع إليه الناس – جميعا واضحا

{ لهذه الغاية ينبغي أن يكون واضعو مناهج القواعد يتمتعون بحس لغوية صحيحة . و تحقيقا لغوي سليم و ذوق أدبي متكامل . ] راجع : التعريب و مستقبل اللغة العربية – عبد العزيز بن

–75عبد الله ، المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم – معهد البحوث و الدراسات ، ص 76 ]

Page 65: خصائص العربية و طرائق تدريسها

طرائق تدريس القواعد العربية إن الناظر في طرائق تدريس القواعد المعتمدة في الكتب المؤلفة لهذه الغاية يجد – مهما

تنوعت أساليبها و وسائلها – أنها ال تخرج عن طريقتين اثنتين هما :الطريقة االستقرائية االستنباطية :

تبدأ هذه الطريقة بمالحظة األمثلة و الشواهد المختلفة ، ثم استخالص القاعدة النحوية التي تجمع بينها . و يمكن القول إن هذه الطريقة في االستدالل و التفكير هي التي لجأ إليها علماء

اللغة القدامى ، حينما قع�دوا النحو و ضبطوا أحكامه . و ذلك عندما نظروا في النصوص القرآنية و األحاديث النبوية و الشواهد الشعرية و النثرية ، و خرجوا من بحثهم االستقرائي هذا

بالقوانين النحوية التي رصدوها بالمالحظة و المشاهدة و التحليل و التركيب و المقارنة ، ثم [ و هي95أثبتوها في مؤلفاتهم اللغوية . ] ابن اإلنباري : اإلغراب في جدل اإلعراب ، ص

الطريقة ذاتها التي مكنت الخليل بن أحمد الفراهيدي من وضع علم العروض الذي شهر{ أن بعض المربين ينسبون هذه الطريقة إلى الفيلسوف األلماني " فردريك اسمه . ] علما

م ( و أنها تقوم على نظرية علم النفس الترابطي [ 1844 – 1776هربارت ) { في االستدالل االستقرائي الذي يقوم على و ال ننسى أن العلماء المسلمين كانوا روادا

المالحظة و التجربة و القياس ، وبخاصة في العلوم التجريبية والعلوم الملحقة بها كالكيمياء والرياضيات و الفلك و غيرها .

و لكن يالحظ أن بعض مؤلفي كتب النحو المحدثين قد أساؤوا لهذه الطريقة ، و ذلك حين{ – تكاد تكون مفصلة على قد القاعدة النحوية ليس { و مضمونا قدموا لها بأمثلة تافهة – شكال غير . كما نجدها خالية من عناصر اإلثارة و التشويق التي تخفف من جفاف المادة . و هكذا

{ من عوامل اإلساءة لموضوع النحو ، و باعد بينه و بين فإن اختيار هذه األمثلة البتراء كان عامالكثيرين من دراسي اللغة العربية و تالميذها .

الطريقة القياسية االستنتاجية : و هي التي تبدأ بعرض القاعدة النحوية ، ثم بتقديم الشواهد و األمثلة لتوضيحها . و بعد ذلك

تعزز و ترسخ في أذهان التالميذ بتطبيقها على حاالت مماثلة . و يالحظ أن هذه الطريقة تعتمد على التفكير القياسي االستداللي ، الذي يقوم على االنتقال

{ أن هذه المبادئ و القواعد نكون قد من المقدمات أو التعميمات األولية إلى الوقائع . علماتوصلنا إليها باالستدالل االستقرائي .

و يرى بعض الباحثين ، أن هذه الطريقة تتيح للمعل�م التحكم بالمنهج المقرر و توزيعه على مدار العام الدراسي بيسر و سهولة ، إال أنها تشغل عقل الطالب بحفظ القاعدة و استظهارها على

أنها غاية في ذاتها ، و تحرمه من المشاركة في اكتشاف القوانين النحوية ، كما تصرفه عن تنمية قدرته على تطبيقها . و يالحظ أن أكثر كتب القواعد النحوية قد وضعت على هذه

الطريقة .{ أن جمال { عن نظريات علم النفس و تعقيداتها و غموضها ، و اختالفها فيما بينها ، و إدراكا بعيدا

قواعد اللغة العربية و منافعها الجليلة ال يظهر أثرها بأمثلة جافة بتراء ، يستحسن العودة إلى{ لتدريس نحوها ، على اللغة العربية بواقعها و بيئتها اإلنسانية ، أي اعتماد النص اللغوي منطلقا

ªختار النص الممتع المفيد ، الذي تتوافر فيه مجموعة من شواهد الموضوع .ثم ننتقل مع أن ي تالميذنا – برفق و أناة – من المبادئ البسيطة ، خطوة خطوة ، باتجاه القاعدة النحوية التي

نسعى للوصول إليها ، على أن نشاركهم في استنباطها و صوغها و بنائها . و بعد ذلك نلجأ إلى التدريبات و التطبيقات الوافية ، لتوظيف القاعدة في سياقات لغوية على منوال شواهد النص ، أي ندعو إلى تعليم النحو من ثنايا النصوص اللغوية الجيدة بالطريقة االستقرائية الحوارية ، مع ما يتبع ذلك من تحليل و تركيب و قياس و مقارنة ، و غيرها من أساليب

االستدالل العقلي األخرى . و السؤال الذي يتبادر إلى األذهان هو : هل من الممكن أن يوضع منهج النحو العربي من خالل نصوص تتوافر فيها خصائص النص الجيد : من سهولة األسلوب ، و وضوح المعنى ، و سالسة

التركيب *! و الجواب على ذلك باإليجاب ، فالنصوص الجميلة تمأل بطون الكتب ، و بخاصة كتب التراث

في العصور اإلسالمية المتالحقة ، فهناك الكثير الكثير ما يصلح لذلك ، و لكن النصوص الهادفة الشاملة لقواعد النحو من ألفها إلى يائها ليست جاهزة للتدريس في مراحل التعليم المختلفة ،

{ للخروج بالمنهج النحوي المتكامل . { جادا { جماعيا فاألمر يستدعي عمال{ لهذا الرأي أن هناك تجربة محدودة قام بها مركز التطوير التربوي و مما يجعلنا أكثر اطمئنانا

بعمان ، حيث تم تنسيق مجموعة من النصوص الجيدة لمنهج النحو المقرر في الصفين الثاني{ منها صالح لتدريس الموضوعات و الثالث اإلعدادي . و لدى النظر الفاحص نجد أن كثيرا{ انه من الممكن الحصول على ما هو أفضل من بعضها ، كما أنه من المشار إليها . علما

Page 66: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الممكن التصرف ببعض النصوص ، مع اإلبقاء على جمالها األدبي . و لكنها تجربة تستحق الثناء و التقدير . مع اإلشارة إلى أن اعتماد النصوص ينبغي أن يكون منذ بواكير عهد الطالب بهذهªعمل به في مرحلة دون أخرى . إنه االتجاه الطبيعي الذي ينبغي أن يعم� جميع المادة ، ال أن ي

مراحل التعليم المختلفة . ** نماذج من النصوص التي وردت في النشرة التربوية في قواعد اللغة العربية للصفوف

اإلعدادية – مركز التطوير التربوي بعمان .

الموضوع : أدوات الشرط التي تجزم فعلين .نص قديم :

ªي ال أجد� روي عن الرشيد أنه عرض منصب القضاء على رجل£ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن£ يخطئ يحاس¬ب عليه { ال يحسنه فإنه يخفق فيه ، و أي° خطأ في نفسي الكفاية ، و من يتول° أمرا

. فقال الرشيد : إن° فيك يا هذا ثالث خصال£ ، متى تجتمع في رجل£ يكتب له النجاح . فيكªكرم . و �ى ينزل ذو الشرف ي شرف� ، و الشرفª إن يتوافر في امرئ£ يمنعه من الدناءات ، و أن

فيك حلم ، و الحلم حينما يكن يمنع العجلة ، و العجلة آفة القضاء ، فما تظهر من صبر£ ينفعك .ªه . و مهما تبذل من جهد£ تجز¬ به . و و أنت رجل� تشاور ، و من يشاور يكثر صوابه و يندر خطأ

. } �ه القضاء ، فما وجد فيه مطعنا كيفما يكن القاضي يكن حكمه . ثم� والالموضوع : كاد و أخواتها .

نص حديث : كاد النهار ينقضي ، و األمل بعودة رجال الطليعة يتضاء¬ل . لقد كانوا ستة{ من صفوة الجند

ªطبق أرسلتهم القيادة الستطالع أمر العدو� على الضفة الثانية للنهر . و حين أوشك الظالم أن ي على المعسكر كان القائد ال يزال في مكتبه يترق�ب أن يوافيه رجال االستطالع بأي نبأ عن

أفراد الطليعة . و كان يقول لنفسه : ح¬ر®ي� بهذا الغموض أن يتبد�د ، و عسى هؤالء الرجال أن�ث و االنتظار ، شرع القائد يشحذ ذهنه و { . و عندما لم يبق¬ مجال للمزيد من التري يعودوا قريبا طفق يعد� خط�ته . فدعا مستشاريه إلى اجتماع طارئ . و فيما هو ينتظر دخولهم عليه ، أنشأ يرسم خريطة للموقع ، كما أخذ يسج�ل مالحظاته في سجل� خاص . و بعد فترة£ قصيرة£ التأم

المجلس بجميع أركانه ، فانبرى القائد يشرح الموقف لكبار مساعديه ، و لم�ا أتم° كالمه ، جعلبعض المستشارين يعطي رأيه ، بينما بعضهم اآلخر يطلب المزيد من اإليضاح حول الخط�ة .

Page 67: خصائص العربية و طرائق تدريسها

خط�ة إعداد درس تطبيقي في النحو العربي النص

عودة عنترة – مكتبة لبنان – بيروت [ 1] قواعد اللغة العربية – ج /

�ه °ه ليحس� كأن ها هو عنترةª يقتربª م®ن مواطن® قبيلته® " عبس " ، فتثورª الشكوكª في نفسه® . إن¬ه لن يستطيع¬ الحياة¬ معهم من جديد£ ، و سيشعرª بخطإه ، �لª إليه أن { عن قوم®ه® ، و يخي صار غريبا

�ه عزم¬ على العودة® إليهم ، وأنه سوف يندمª على مفارقته أصحابهª الذين يقد�رون شجاعتهª ، و ألنªره واحد� منهم بسواد® لونه . فما الذي حمله� { : يا بن¬ زبيبة ، و الذين لم يع¬ي الذين ما قالوا له يوما

على تركهم بعد أن اعتاد¬ أن يسمر¬ في أنديتهم و يحارب¬ معهم * �ه { بين أولئك األصحاب . و لكن { بأن يعود¬ أدراجهª إلى " الحيرة " ليقيم¬ عزيزا حد�ثته نفسهª م®رارا

{ . و ها هي الهواجسª تجيشª في خاطر®ه® مع ذلك كل�ه سار¬ في طريق®ه نحو غاية{ ال يدركª لها سرا¬هم فيرجو لقاءهم و يشتاق إليهم ، بالرغم من { . و تبتغي عينهª مشاهد¬ت { و يفرحª حينا ، فيحزن حينا

هم، فإذا هو في حديث مع نفسه : سأعانق كل° { لعبلة¬ . تتراءى لهª صªور¬ �هم ال يرضون به زوجا أنحن¬ ªفي جمع£ من صاحباتها اللواتي ر ªعبلة ªواحد£ منهم ألطفئ نيران¬ شوقي إليهم . كذلك تبدو له

. �ينظرن¬ إليه بشغف£ ، و قد أصبح على مقربة£ من مضاربهنإعداد الدرس

الصف : األول اإلعدادي ) المتوسط ( .النص : نفي أزمنة الفعل " الماضي ، الحاضر ، المستقبل " .الزمن : يحدده المدر�س في ضوء أهدافه و مستوى تالميذه .

أهداف الدرس :يتوقع من المدر�س أن يعمل على تحقيق األهداف التالية :

. قراءة النص قراءة ) صامتة و جهرية ( .1. استيعاب أفكار النص الرئيسية و الثانوية .23. } { واعيا . إدراك أزمنة الفعل الثالثة إدراكا4. } { وظيفيا . تدريب الطالب على استخدام أساليب النفي ألزمنة الفعل استخداما. التعرف إلى الوظيفة اإلعرابية لحرفي النفي " لم ، لن " .5. إثراء ثروة الطالب التعبيرية باكتساب المفردات و العبارات المناسبة التي يزودنا بها النص .6ب على كتابة بعض صور الهمزة المتوسطة و المتطرفة .7 . التدر�. تزويد الطالب بمعلومات : أدبية ، و تاريخية ، و جغرافية ، يقدمها لنا النص .8 . اكتساب بعض القيم السليمة المستوحاة من سيرة عنترة " الشجاعة، العفة ، الوالء الحق9

لألقربين " . . ربط القيم المشار إليها أعاله بالمفاهيم اإلسالمية .10

الوسائل التعليمية / التعل�مية : { بعالمات الترقيم . { بالحركات و مرقما * إعداد النص و كتابته - بخط واضح£ - مشكال

* خارطة البالد العربية لتحديد مضارب قبيلة عبس ، و موقع الحيرة .* صورة لفارس أسود اللون في لباس الميدان " يمتطي جواده ، و يحمل سالحه " .

�ورة و ملحقاتها ) طباشير ، ممحاة ... إلخ ( . ب �* الس

التطبيق :التمهيد و المقدمة :

{ أمام الطالب ، و يجري الحوار التالي : ªعرض الصورة المشار إليها آنفا ت. في أي عصر من العصور تذكرك صورة الفارس األسود *1. ما أدوات الحب األساسية في ذلك العصر *2هروا في العصر الجاهلي .3 ªسم بعض الفرسان الذين ش .

القراءة الصامتة " ثالث دقائق " : { أني سأعرض اقرأوا هذه القطعة األدبية التي تحدثنا عن طرف£ من سيرة عنترة العبسي ، علما

عليكم بعض األسئلة بعد االنتهاء من القراءة .األسئلة االستيعابية :

. أين كانت منازل قبيلة عبس *1. حدد مواقع هذه القبيلة على الخارطة *2. ما الصفات التي امتاز بها عنترة العبسي *3. ما اسم الفتاة التي كان يحبها و يرغب الزواج بها *4

القراءة الجهرية : يقرأ المعل�م النص قراءة نموذجية ، يتبعها بقراءة طالبين متفوقين ، بحيث يقرأ كل واحد منهما

Page 68: خصائص العربية و طرائق تدريسها

فقرة واحدة .* في نهاية الفقرة األولى ، تشرح – من خالل سياقاتها – األلفاظ التالية :

يع�يره ، يسمر ، أنديتهم .ªشرح األلفاظ و التراكيب التالية : * و في نهاية الفقرة الثانية ، ت

يعود أدراجه ، الهواجس تجيش في خاطره ، تتراءى ، تبتغي ، بشغف ، مضاربهن .النشاطات الصفية :

. نشاطات لغوية :1�ورة ، و تميز " ما " و " قالوا ب � انظر إلى األفعال الماضية في العبارات التالية : ) تكتب على الس

" بلون خاص .. عزم على العودة إليهم .1{ يا بن زبيبة .2 . ما قالوا يوما. سار في طريقه .3

انظر إلى لفظة " قالوا " في الجملة الثانية ، ثم أعد هذا الفعل إلى حالته األصلية قبل دخول "الواو " عليه .

ماذا تسمى هذه الواو * الفعل الماضي يدل على حصول عمل في الزمن الماضي ، فهل حصل فعل " القول " الذي

ورد في العبارة الثانية *ما هو العامل الذي دخل على الفعل الماضي و نفى حصوله *

استعمل " ما " النافية في جملة جديدة ، بحيث تنفي الفعل الماضي .قاعدة :

" ما " النافية حرف يدخل على الفعل الماضي فنفي حصوله في الزمن الماضي .�ورة ، و تميز األفعال ب � * انظر إلى األفعال المضارعة في العبارات التالية : - تكتب على الس

المعنية بلون خاص - .. ها هو عنترة يقترب من مواطن قبيلته .12. } . سار في طريقه نحو غاية ال يدرك لها سرا. لم يع�يره واحد منهم بلون سواده .3

( ، ثم اقرأها من جديد . هل تغير المعنى ، من حيث2احذف حرف " ال " من الجملة رقم ) حصول الفعل أو عدم حصوله *

إذن ما وظيفة " ال " النافية عند دخولها على الفعل المضارع *قاعدة :

" ال " النافية حرف يدخل على الفعل المضارع فينفي حصول الفعل في الزمن الحاضر . انظر في الجملة الثالثة . ما الفرق بين " الهاء " في لفظة " يع�يره " و " الهاء " في لفظة "

لونه " .{ حركة آخر الفعل المضارع " احذف حرف " لم " من هذه الجملة ، ثم اقرأها من جديد مظهرا

يع�يره " .هل تغير المعنى من حيث حصول الفعل و عدم حصوله *

{ بعد دخول " لم " عليه * الفعل المضارع يدل على الزمن الحاضر ، هل يبقى زمانه حاضراإذن ما وظيفة " لم " عند دخولها على الفعل المضارع *

قارن بين حركة آخر الفعل المضارع " يع�يره " قبل دخول " لم " عليه و بعد دخولها .إذن ما وظيفة " لم " اإلعرابية *

قاعدة : " لم " حرف يدخل على الفعل المضارع ، فينفي حصوله ، و يقلب زمانه من الحاضر إلى

الماضي ، و يجزم آخره . انظر إلى األفعال المضارعة في العبارات التالية ، ثم أوضح زمن الفعل في كل منها : - تكتب

�ورة ، على أن تكون األلفاظ " سأعانق ، سوف يندم " بلون مميز - . ب �على الس. تثور الشكوك في نفسه .1. سأعانق كل واحد منهم . 2. لن يستطيع الحياة معهم من جديد .3

* ما زمن الفعل في الجملة األولى ** ما الذي نقل زمن الفعل المضارع في الجملة الثانية من الحاضر إلى الماضي *

* انظر إلى الجملة الثالثة ، ثم أجب . هل سيستطيع عنترة العيش معهم من جديد ** م الذي نفى حصول الفعل المضارع في المستقبل *

* و ماذا عن حركة الفعل المضارع " يستطيع " ، و لماذا نصب آخره ، مع انه – في األصل –

Page 69: خصائص العربية و طرائق تدريسها

* } ينبغي أن يكون مرفوعاقاعدة :

{ . ] فائدة : " " لن " حرف ينفي حصول الفعل المضارع في المستقبل ، و ينصب آخره أيضا السين " و " سوف " حرفان يدخالن على الفعل المضارع ، فينقالن زمانه إلى المستقبل ، و

هما يفيدان اإليجاب ، بينما " لن " تنفي حصوله في المستقبل ، و ال يجوز أن يجتمع اإليجاب والنفي في جملة واحدة [

. نشاطات تعبيرية :2* استعمل المفردات التالية في جمل تامة المعنى :

يع�يره ، يسمر ، أنديتهم ، بشغف ، مضاربهن .* عبر عن تقديرك لعنترة الفارس في ثالث جمل من تأليفك .

* اكتب فقرة قصيرة في أي موضوع ترغبه ، على أن تدخل في ثناياها العبارات التالية : يعود أدراجه ، تجيش الهواجس في خاطره ، تتراءى له صورهم .

. نشاطات إمالئية :3* علل كتابة الهمزة في األلفاظ التالية :

كأنه ، بخطإه ، أولئك ، شيء ، يأس ، رؤيتهم ، لقاءهم ، تتراءى ، أطفئ . * هات أربع كلمات مهموزة – في آخرها – على أن تكون األولى على ألف ، و الثانية على واو ،

و الثالثة على ياء ، و الرابعة مستقلة على السطر . * هات أربع كلمات مهموزة – في وسطها – على أن تكون األولى على ألف ، و الثانية على واو

، و الثالثة على ياء ، و الرابعة مستقلة على السطر .. نقد و تحليل :4

* دل على العبارة التي تشير إلى محبة عنترة الشديدة لقومه .* استخرج العبارة التي تدل على حيرته و ارتباكه .

{ آخر * { و إلى الفرح حينا * ما الذي يدفعه إلى الحزن حينا * إن محبة عنترة لقومه دفعته للعودة إليهم . هل هناك أمر آخر كان يشده للعودة إلى مضارب

قبيلته * * لو خير عنترة بين العودة إلى قومه و التخلي عن ابنة عمه " عبلة " و بين الظفر بها و

الرحيل عنهم ، فأيهما يختار في تقديرك *. قيم و سلوك :5

* ما موقف اإلسالم من التعصب للقبيلة و حمل الوالء لها * * كانت نقطة الضعف عند عنترة العبسي أنه أسود اللون ، و انه ابن جارية ، فلو أدرك عنترة

اإلسالم ، هل يبقى لونه و أمومته مصدر إزعاج له ** اذكر اآلية الكريمة التي وضعت ميزان التفاضل بين الناس .

* اذكر الحديث الشريف الذي ساوى بين العربي و األعجمي و بين األبيض و األسود منالناس .

* من يحفظ الحديث النبوي الذي جاء فيه الرسول صلى الله عليه و سلم على ذكر عنترة العبسي * ] قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما وصف لي أعرابي قط ، فأحببت أن

[ 240 / 8أراه إال عنترة " . األصفهاني : األغاني ، * لماذا أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرى عنترة دون غيره من شعراء العصر

الجاهلي *. التقويم :6

نشاطات صفية / بيتية . * استخدم كل حرف من حروف النفي التي تعرفنا إليها في هذا الدرس في ثالث جمل

مفيدة .{ استخدام أدوات النفي المشار إليها : * أجب عن األسئلة التالية بجمل تامة المعنى ، مراعيا

. هل تحب الثقالء من الناس الذين يؤذون جيرانهم *1. هل فقدت األمل في تحقيقك طموحك *2. هل ترضى أن يتخلى المسلمون عن المسجد األقصى *3

* انف الجمل التالية دون تغيير في صورة الفعل ، و اشكل آخر الفعل المضارع .. يفلح ظالم الفقراء و المساكين .1. يعيش السمك في البر .2. ربح الكسول الجائزة .3. يصدق فرعون في وعده .4

Page 70: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب الثاني \ الفصل الرابع

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

تمهيد الفصل .

أهداف تدريس التعبير .

مشكالت تدريس التعبير .

تصحيح موضوعات التعبير .

المطالعة و التعبير .

 تدريــس التعبير .

* درس تطبيقي في التعبير " اإلنشاء " .  

Page 71: خصائص العربية و طرائق تدريسها

تمهيد ] يقول القلقشندي : كتابة اإلنشاء المراد بها كل ما رجع من صناعة الكتابة إلى تأليـف الكالم و

[54 / 1ترتيب المعاني . صبح األعشى في صناعة اإلنشا ، { – هو اإلبانة و اإلفصاح عما يجول في خاطر اإلنسان من أفكار و مشاعر و التعبير – لفظا

أحاسيس ، بحيث يفهمه اآلخرون ، و يقال : عبر عما في نفسه ، أي أعرب و بين بالكالم .{ – هو العمل المدرسي المنهجي الذي يسير وفق خطة متكاملة ، للوصول و التعبير – اصطالحا

بالطالب إلى مستوى يمكنه من ترجمة أفكاره و مشاعره و مشاهداته و خبراته الحياتية –{ و كتابة – بلغة£ سليمة ، وفق نسق فكري معين . شفاها

منزلته و وظيفته : حاجة اإلنسان إلى الشيء هي التي تحدد مدى أهميته له . و لما كان التعبير هو وسيلة التفاهم بين الناس لتنظيم حياتهم و قضاء حاجاتهم ، و هو الهدف الذي ترمي إليه فروع اللغة العربية

جميعها ، أدركنا خطورة هذه المادة التعليمية التي تقع في منزلة الغاية من الوسيلة ، ألن تعليم{ و كتابة – أي { على التعبير السليم – حديثا اللغة يتوخى في الدرجة األولى جعل التلميذ قادرا

{ على اإلنشاء اللغوي ، فالتعبير الشفهي هو النافذة التي نطل من خاللها على العالم قادرا الخارجي بواسطة اللسان ، والتعبير الكتابي هو النافذة التي نتصل بواسطتها بهذا العالم عن

طريق القلم .

أهداف تدريس التعبير أ - التعبير الشفهي :

{ خاصة يمكن لما كان التعبير الشفهي يتميز – أداء{ – عن التعبير الكتابي ، فإن له أهدافاتحديدها بما يلي :

* تشجيع الطالب على مواجهة اآلخرين و محاورتهم بلغة عربية سليمة . * التغلب على عامل الحياء الزائد عند بعض الطالب الذي يحول دون توضيح األفكار و المعاني

التي تجول في خواطرهم .* تنمية القثدرة الخطابية ، لما لها من مواقف حياتية تستدعيها .

* تنمية القدرة على االرتجال الكالمي و شحذ البديهة عند أصحابها ، لتساهم في توالد األفكارو الخواطر .

* تعويد الطالب على قواعد الحديث و اإلصغاء و احترام أقوال الناس الذين يتحدثون إليه ، وإن خالفوه في الرأي و االجتهاد .

{ في جميع ساعات التدريس الصفية و غير و هذه األهداف يعمل المدر�س على تحقيقها تباعا الصفية . و تصحيح هذا النوع من التعبير يتم مباشرة عقب انتهاء التلميذ من حديثه ، بأساليب

. } مناسبة ، و بشمل الجوانب المختلفة للحديث – لغة و معنى و سياقاب - التعبير التحريري " الكتابي " :

يهدف تدريس التعبير التحريري الوصول بالطالب إلى ما يلي :. } { و مدرسة و مجتمعا { على وصف البيئة التي تحيط به – بيتا * أن يصير قادرا

{ على استخدام الثروة اللغوية التي يكتسبها في دراسة المواد التي يتعلمها * أن يصبح قادراباللغة العربية .

{ على التعبير عن أحاسيسه و مشاعره و أفكاره و آرائه بيسر و سهولة . * أن يصبح قادرا{ على تلخيص ما يقرأه أو يسمعه بلغته الخاصة . * أن يصبح قادرا

} { من الوحدة اللغوية األولى " الجملة " ، مرورا * أن يتدرج في اكتساب القدرة التعبيرية ، بدءا{ إلى الموضوع المتكامل المكون من أفكار بالفقرة الواحدة التي تتضمن فكرة واحدة ، وصوال

متآلفة في فقرات متناسقة مترابطة .{ – و أن يهتم بتنظيم كتابته ، من حيث : الخط ، و * أن يقلل من األخطاء اللغوية – تدريجيا

استعمال عالمات الترقيم ، و تقسيم الموضوع بعدد األفكار الرئيسة فيه .{ – بأسلوبه و إنتاجه التعبيري ، من حيث : االستخدام اللغوي ، و سعة * أن يرتقي – تصاعديا

األفق الفكري ، و االبتكار الذهني .{ من : الوصف الحسي ، فشبه الحسي ، فالخيالي ، * أن يتدرج في تناول الموضوعات – بدءا

{ إلى النقد و التقويم و المحاكمة . وصوال * أن يدرك أهمية اإلطالع على الثروة األدبية الهائلة لتراث أمتنا الذي يمأل المكتبات في كل

مكان من العالمين : العربي و اإلسالمي ، و في المكتبات العالمية األخرى . * أن يستفيد من آثار الكتاب و األدباء و المفكرين – القدامى و المحدثين – فيدون ما يعجبه

{ من أسس تعلم { سليما منها ، و ينسج على منوالهم فيما أبدعوا فيه . فالمحاكاة ال تزال أساسااللغة العربية .

Page 72: خصائص العربية و طرائق تدريسها

* أن يوثق عرى األلفة و الصداقة بينه و بين الكتاب ، ألن المطالعة الحرة هي المفتاح الذي اليصدأ لتنمية القدرة على التعبير .

{ عن * أن ينمي ملكته الكتابية باإلكثار من الكتابة في الموضوعات التي يرغب فيها ، بعيداالعراقيل و القيود .

* أن يلتزم بقضايا أمته ، فيشاركها آمالها و آالمها ، و يجرد قلمه – فيما يستطيعه – للدفاععنها ، حينما يستدعي األمر ذلك .

* أن يحصن قلمه من التفاهة و االبتذال ، و يستخدمه في سبل الخير و الحق و الفالح . إن أهداف التعبير المشار إليها أعاله ليست مرتبطة بصف دون آخر ، و ال بمرحلة دون أخرى .

{ قدرات الطالب المتزايدة و إنها غايات يعمل المدر�س مع طالبه للوصول إليها ، مراعيا{ – على أال يحاول قطف الثمار قبل موسم نضوجها { و جسديا { و نفسيا طاقاتهم المتنامية – عقليا

، كما ال يؤخر القطاف إذا حان وقت الحصاد .

Page 73: خصائص العربية و طرائق تدريسها

مشكالت تدريس التعبير   و ما بعدها [166] راجع إبراهيم : الموجه الفني لمدرسـي اللغة العربية ، ص

لعل مادة التعبير تأتي في مقدمة المواد التعليمية التي ينفر منها التالميذ ، و يتهرب من تدريسها المعل�مون . و قد يكون للطالب عذره و للمعل�م تسويغه ، إذا ما نظرنا إلى طريقة

تدريس هذه المادة في واقع حالنا . و ال يلغي وجود المشكلة قول بعضهم : إنها مفتعلة و تعودأسبابها إلى المدر�س و إلى النهج الذي يسـير عليه .

{ ألبعادها ، يمكن تلخيصها بما يلي : { للمشكالت ، و تحديدا و حصرا* نفور التالميذ من درس التعبير و انصرافهم عنه .

* الضعف الشديد في كتابة معظم التالميذ . { من تصحيح ما يكتبه الطالب في * إرهاق المدرسين و تهربهم من تدريس اللغة العربية ، هربا

دفاترهم و مسابقاتهم . * عدم وضوح المنهج / المستوى الخاص بكل مرحلة من مراحل التعليم االبتدائية و المتوسطة

في أذهان المدرسين . و قبل البحث في الحلول الممكنة ، يجدر بنا اإلشارة إلى األسباب و العوامل التي جعلت من

{ – ما نعهده في المواد التعليمية األخرى ، { و نوعا تدريس هذه المادة مشكلة ، تجاوزت – حجماو التي يمكن إجمالها بما يلي :

{ ، الكتساب المهارات اللغوية الكافية من1 { زائدا { – هو عمل شاق يتطلب جدا . إن التعبير – أصال} { متكامال { في توليد األفكار ، و بعد هذا و ذاك يستلزم تنسيقا جهة ، كما يتطلب معاناة و مخاضا

وفق العناصر الرئيسة لموضوع التعبير .{ – في اللغة العربية التي هي أداة التعبير الوحيدة و غياب الثروة2 . ضعف الطالب – إجماال

{ عن عمل أي شيء في هذا المجال . اللغوية الكافية يجعل الطالب حائرا{ تلك . و3 . االهتمام باللغة األجنبية على حساب اللغة األم ، فتارة يستخدم الطالب هذه و طورا

{ بين االثنتين . هكذا يراوح حائرا{ ، فالمعل�م ال يراعي مقتضى4 . عدم وضوح أهداف تدريس التعبير عند المدر�س و الطالب معا

الحال في عمله مع تالميذه ، و الطالب يشعر أن المردود الذي يعود عليه هو أدنى بكثير منالجـهود التي يبذلها و المعاناة التي يقدمها .

{ فوق5 . سوء اختيار موضوعات التعبير ، و ذلك حين يفرض المعل�م على طالبه موضوعا{ كثيرة تكون هذه الموضوعات بعيدة كل البعد عن مدار اهتماماتهم ، أو ال مستواهم ، و أحيانا

علم لهم بأمثالها . . أساليب التدريس الفاشلة التي يلجأ إليها العديد من المدرسين . فطرح عنوان الموضوع6

{ لتمكين الطالب من التوسع فيه و �ورة و محاولة تفسير بعض ألفاظه ، ليس كافيا ب � على السمناقشته .

. إرهاق المدرسين في تصحيح مسابقات الطالب ، و بخاصة حينما يجد المعل�م نفسه أمام7واقع يصعب التعامل معه .

. غياب الكتاب المدرسي المناسب المتدرج لتدريب التالميذ على التعبير ، و إلقاء مسؤولية8إعداد التطبيقات الالزمة على المدر�س الغارق في واجباته الكثيرة .

مواجهة المشكالت و عالجها :{ – كما عليك أن تكون { و نوعا { بطبيعتها – حجما لكي تعالج مشكلة ما ، عليك أن تكون ملما{ ألساليب عالجها ، ثم أن تتوافر لديك الوسائل الالزمة لمواجهتها و التغلب عليها . و مدركا

. } { عميقا { و فكرا { رحبا { هادئة و صدرا عالوة على هذا و ذاك يتطلب األمر أعصابا{ أن الحلول و فيما يلي بعض اإلرشادات التي قد تكون ناجعة في التخفيف من حدتها ، علما

الجذرية تبقى مسؤولية الجهات المختصة في دوائر التربية و التعليم ، التي تملك من اإلمكانات المادية و الوسائل التربوية و الطاقات البشرية ما هو كفيل بالتغلب عليها و تجاوزها . ] إبراهيم

و ما بعدها [ 178: الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ، ص . ضرورة االستفادة من الظواهر اإليجابية عند التالميذ ، منها :1

* ميل األطفال و المراهقين للتعبير عما في نفوسهم . فالطفل يريد التعرف إلى ما يحيط به ألن خبراته الحياتية محدودة ، و المراهق يسعى إلى التعبير عن أحاسيسه و مشاعره و آرائه و

عواطفه المتدفقة . و من هنا يمكن استغالل هذه الظاهرة اإلنسانية إلشباعها بما يتالءم مع مستوى التالميذ العقليªبقي القلوب مقفلة على ودائعها ، مع ما و الزمني . و ال ننسى أن عدم إفساح المجال لذلك ، ي

يترتب على ذلك من مضار تعود على الطالب نفسه .{ : الصغير يقلد * رغبة التالميذ في المحاكاة و التقليد . فالناس – كما قيل – يقلد بعضهم بعضا

الكبير ، و الولد يقلد أباه ، و االبنة تقلد أمها ، و التلميذ يقلد معل�مه ... إلخ . و هكذا ، فإن المعل�م الناجح يستغل هذه الرغبة ، فيكثر من عرض النماذج و النصوص األدبية المختارة عليهم

Page 74: خصائص العربية و طرائق تدريسها

{ يستعينون بألفاظها و تراكيبها و جملها في تعبيرهم . و ال بأس عليهم من حفظ ، لتكون زادا{ ، و أن { و هادفا { واعيا { – شريطة أن يكون حفظا { و نثرا مقتطفات من هذه النصوص – شعرا

. } { و محدودة حجما تكون هذه المحفوظات جيدة نوعا . ال تنظر إلى " التعبير " كالمواد التعليمية و المبرمجة األخرى ، إذ له واقعه الخاص به . فهو2

{ بساعة معينة ال يتعداها ، و غير محدد بزمان و ال بمكان في المنهج الدراسي ، أي ليس مقيدا مادته ليست معزولة عن غيرها ، بل هي قائمة في جميع فروع اللغة العربية ، و في المواد

{ – أن يعوا هذه الحقيقة و أن التعليمية األخرى التي تدرس بها . وعلى المدرسين – جميعايراعوا هذا األمر بجدية متناهية ، إذ ال يسـتغني عنها واحد منهم .

. وضح لطالبك الفوائد الجمة التي سيجنيها من موضوع التعبير ، و اشرح لهم الدور الوظيفي3الذي يقدمه لهم في مختلف جوانب الحياة الخاصـة و العامة .

{ بما يحيط بهم من بيئة طبيعية و جغرافية4 . اختر الموضوعات التي تثير اهتمام طالبك ، مبتدئا{ بهم إلى { معهم من المحسوسات إلى شبه المحسوسات ، وصوال و اجتماعية ، متدرجا

{ ذات الطابع المعنوي و الخيالي و الفكري . الموضوعات األكثر صعوبة و تعقيدا . احرص على تقديم نصوص هادفة و كافية تدور في نطاق الموضوع المعد لهم للتوسع فيه و5

مناقشته ، لتغني بذلك ثروة الطالب التعبيرية و الفكرية التي بدورها تساعده في كتابةالموضوع الجديد .

. إن كتابة موضوع التعبير – بمفهومه الشامل – هو ما يريد المدر�س الوصول إليه ، فال تتعجل6األمر قبل التمهيد له و التأكد من قدرة طالبك على معالجته .

. شجع طالبك على المطالعة الحرة ، و خذ بيدهم في اختيار الكتب المناسبة لهم ، و شجعهم7{ جديدة و توسع { على متابعة بعض البرامج التلفازية و اإلذاعية التي تفتح أمامهم آفاقا أيضا

{ في إرشادك و توجيهك . مداركهم المعرفية ، على أن تكون انتقائياا ظاهرة الضعف في اللغة العربية فأمر واقع ال جدال فيه ، و هو قائم في كثير من المدارس � أم{ ، بين مدرسة { و هبوطا و في كثير من البالد العربية ، وإن كانت نسبة الضعف متفاوتة ، صعودا

وأخرى و بين بلد و آخر . و ال مجال لمناقشة أسباب هذا الضعف في هذه العجالة . و لكن من المؤكد أن هذا الضعف

ينعكس مباشرة على موضوع التعبير بشكل خاص . لذلك ننصح المدرسين – في مثل هذه األحوال – أن يلجأوا إلى تشخيص واقع طالبهم اللغوي ، ليصار إلى عالجهم على ضوء هذا

{ وراء النهوض بهم مما هم فيه . الواقع ، سعيا

تصحيح موضوعات التعبير لعل تصحيح موضوعات التعبير التي يكتبها الطالب يأتي في مقدمة المشكالت التي تواجه

{ . و ذلك لما يتطلبه هذا س اللغة العربية ، و بخاصة في الصفوف العليا حيث يكتبون كثيرا � مدر العمل من جهد يصل إلى حد اإلرهاق في بعض األحيان . و من هنا نجد بعض المدرسين

{ من تصحيح موضوعاتها الكتابية ، و بخاصة حينما يتهربون من تدريس هذه المادة ، و ذلك هربا{ عن التعامل مع يشكو الطالب من ضعف عام في اللغة العربية ، إذ يجد المدر�س نفسه عاجزا} موضوعاتهم المكتوبة في حاالت كثيرة . فهو إما أن يلجأ إلى التصحيح الشكلي أو يهمله إهماال

{ على النهوض به أو تحسينه . { ، و إما أن يكتوي بنار الواقع األليم ، دون أن يكون قادرا تاماأهداف التصحيح :

{ ، نعود للبحث عن حل ممكن ، يجعلها في { عاما بعد إدراكنا لطبيعة المشكلة و حجمها إدراكا{ من منفعة الطالب . و هذا األمر { عن إرهاق المدر�س و قريبا نطاق السيطرة عليها ، بعيدا

يتطلب التعرف إلى أهداف التصحيح ، بغية الوصول إليها بأفضل األساليب و بأيسر الوسائل وبأقل جهد مستطاع .

إن تصحيح موضوعات التعبير يستهدف اإلشراف المباشر على عمل الطالب الكتابي لألخذ بيده بروية ، و لفت نظره إلى األخطاء – على أنواعها – البارزة التي وقع فيها ، ليصححها

{ أن هذه األخطاء ال تنعدم ، و غنما تقل – { ، علما بنفسه ، و ذلك ليعود عنها و يتجنبها مستقبال{ – بتقدم الطالب في دراسته سنة بعد أخرى . و هذا يعني أن الغاية من التصحيح هي تدريجيا

الطالب نفسه و ليس الموضوع الذي كتبه في زمن ما . إن الطالب هو الكاتب نفسه و الموضوع هو المكتوب ، و اإلصالح الفعال ال يكون في المكتوب

و إهمال الكاتب ، بل الصواب هو جعل االهتمام األول ينصب على اإلنسان ، ثم نلتفت إلىنتاجه ، فنعالجه من خالله .

{ لموضوعات طالبه ، بل من و بعبارة أوضح ، ليس المدر�س الناجح هو من كان أكثر تصحيحا{ ألساليب تدريسه ، بحيث يجعل العملية التربوية تميل نحو التعلم ال التعليم كان أكثر تحسينا الدائم ، أي أن يكون للطالب حصة األسد في ذلك ، و بخاصة في الصفوف اإلعدادية و ما

بعدها . فقد الحظت من خالل مشاهداتي الميدانية في اإلشراف التربوي أن بعض المدرسين

Page 75: خصائص العربية و طرائق تدريسها

يقضون الساعات الطوال في تصحيح موضوع إنشائي ، و ينتهي دورهم عند إعادة الدفاتر إلى أصحابها ، دون أن يكلفوا أنفسهم قطف ثمار جهدهم بمتابعتها ، لمعرفة ما جرى لها بعد ذلك !

إن أقل ما يقال في مثل هذه الحال إن الطالب لم يجنوا فائدة تذكر من عمل المعل�م الذيأرهق نفسه فيه ، دون جدوى .

أساليب التصحيح :{ – و قد رآه آخرون قبلي – في تصحيح موضوعات التعبير ، أود قبل أن أعرض ما أراه مناسبا

أن أعرض المالحظات و اإلرشادات التالية : * إن أفضل تصحيح يقوم به المدر�س هو تحسين أساليب تدريسه لهذه المادة ، و ذلك باإلعداد{ في التعبير دون الحاجة إلى حمل دفتر { جيدا الكافي و التقديم السليم ، فقد يقد�م معل�م درسا

واحد خارج الصف ، أي أن أهداف الدرس تتحقق كاملة في ساعة التدريس ذاتها .{ على المعل�م أن يصحح جميع أخطاء الطالب – بأنواعها المختلفة – من و لعل من العسير جدا خالل الموضوع الواحد أو دفعة واحدة ، كما ال يجوز ابتغاء األسلوب الراقي في بداية األمر .{ األهم على المهم ، على أمل الوصول بهم إلى لذلك ، كان عليه أن يتدرج مع طالبه ، مقدما

{ أن األهداف العامة – التي سبقت األهداف التي يعمل من اجل بلوغها في نهاية المطاف ، علما اإلشارة إليها – ال تتحقق من خالل عام دراسي واحد أو خالل مرحلة من مراحل التعليم

{ لنفسه أو لزميله في السنوات المختلفة . إن دور المعل�م أن يسير في االتجاه السليم ، ممهداالتالية .

{ من الصف األخير في المرحلة االبتدائية يستحسن أن يخصص الطالب دفترين لمادة * بدءا التعبير ، أحدهما للكتابة الحرة ، يكتب فيه ما يروق له من أقوال مأثورة ، و عبارات جميلة ، و

تراكيب لغوية خاصة ، و أبيات شعرية مختارة ، و مقتطفات أدبية لهذا الكاتب أو ذاك ، كما يكتب فيه أية نشاطات تعبيرية ال تخضع للتصحيح المألوف . و يكون دور المعل�م فيه التوجيه و

{ . أم�ا الدفتر اآلخر فيكون اإلرشاد و التدريب على تنظيمه و االستفادة منه بما يراه مناسبابإشراف المعل�م المباشر و تصحح جميع موضوعاته ، و ذلك ليتسنى له متابعة طالبه من خالله .ا الحجة القائلة بأن الطالب قد يهمل النشاطات التي ال تخضع للمراقبة الصارمة ، فإنها حجة � أمب على �ªدر واهية مردودة ، ألن الهدف النهائي هو أن يكتب الطالب بنفسه و لنفسه ، فإذا لم ي

{ لنفع أكبر يمكن للمدر�س أن مثل هذا في حياته المدرسية ، فمتى يتحقق ذلك *! و تحقيقا{ من الموضوعات غير المصححة – من مستويات مختلفة – فيناقشها مع { جدا { محدودا يختار عددا

طالبه داخل غرفة الصف . * يتساءل عدد من المدرسين ، كم هو عدد الموضوعات التي ينبغي أن تصحح للطالب الواحد في العام الدراسي الواحد * إن اإلجابة على هذا السؤال مرتبطة بأمرين اثنين : أولهما يتعلق

بالطالب و اآلخر بالمعل�م . فمن جهة الطالب – كما سبق و أسلفنا – الغرض من عملية التصحيح أن يقف على األخطاء التي وقع فيها ، و أن يقوم بتصحيحها في ضوء المالحظات و

اإلرشادات التي يقدمها له المدرس . و من جهة المعل�م يهدف التصحيح إلى رصد أخطاء الطالب التي وقع فيها ، ليقلل منها ، و من

{ أن متابعة هذه األخطاء عملية ثم يتابع تقدمه التعبيري الكتابي من حين إلى آخر . علما مستمرة في كل فرصة سانحة في مختلف فروع اللغة العربية . و لما كان انتقال الطالب من

مستوى كتابي آلخر تصعب مالحظته بشكل متواصل ، لذلك نرى أن المتابعة الجادة مرة واحدة في الشهر الواحد أمر كاف£ ، أي أن تصحيح موضوع واحد للطالب الواحد في الشهر الواحد

يفي بالحاجة و يحقق الغرض منه .

Page 76: خصائص العربية و طرائق تدريسها

المطالعة و التعبير ليس من المبالغة في شيء إن قلنا : إن المطالعة عنصر أساسي و شرط البد من توافره

لنجاح المعل�م في تدريس مادة التعبير ، كما أنها أشد ضرورة لتكوين ملكة التعبير عند الطالب ، إذ إنها المعين الذي ال ينضب إلثراء الثروة الغوية و الفكرية عند المتعلمين ، و بدونها{ في ال يتحقق أي نجاح في مستوى الهداف التي رصدت لهذه المادة ، و يبقى الطالب مشرنقا

حدود ما تعلمه من الكتب المدرسية التي ال تفي بالحد األدنى لتزويده بأدوات التعبير و عناصره.

إن توطيد عرى األلفة بين الطالب و الكتاب هو المدخل الطبيعي و الوحيد ، و يفوق أهمية دور المدرس في ساعات التدريس اليومية . و إذا ما توطدت العالقة بينهما فمن العسير فك عراها

. من هنا كان من الضرورة بمكان أن يترافق تدريس هذه المادة مع تهيئة األساليب و الوسائل لتنمية ميول التالميذ على القراءة الحرة " المطالعة " ، لنجعلها الزاد الذي يجب أن يتزود به

الطالب في مختلف مراحل التعليم . و جدير بالعاملين في الحقل التربوي أن يكون هذا الموضوع في مقدمة اهتماماتهم عند تخطيطهم لمدارسهم ، و في وضعهم لمناهجهم ، و لدى

جدولتهم لساعات التدريس األسبوعية . فال يجوز أن تخلو مدرسة من غرفة خاصة بالمطالعة ، وال يجوز أن تخلو مناهجهم من رصد الكتب المناسبة لهذه الغاية ، كما ال يجوز أن يخلو جدول

الدروس من ساعات خاصة بالمطالعة الحرة .إن المطالعة ال تعني التعبير و اللغة العربية{ ، و إعداد فسب ، بل إنها المدخل الذي البد من ولوجه في جميع المواد التعليمية الممنهجة أوال

{ ، و ذلك حين يصبح التعلم الذاتي هو المقياس الحقيقي الطالب لما بعد الحياة المدرسية ثانيالرقي األفراد و الشعوب و األمم .

بعد إدراكنا خطورة هذا األمر ، نعود لنبحث في الوسائل و األساليب التي تشجع الطالب علىالمطالعة ، و التي يمكن تلخيص أهمها بما يلي :

1} . إعداد قاعة خاصة بالمطالعة ، و تنظيم استخدامها بحيث يتاح لجميع طالب المدرسة – بدءا. } من السنة الثانية االبتدائية – االستفادة منها مرة واحدة – على األقل – أسبوعيا

. تزويد هذه المكتبة بالكتب و المجالت المصورة و الصحف و النشرات المناسبة ، و عرضها2{ لهم . { و ميسورا { مشوقا و ترتيبها بشكل يجعل استعمالها أمرا

{ – لطالب المرحلتين : االبتدائية و المتوسطة ضمن المنهج3 . رصد ساعتين – أسبوعياالمدرسي للمطالعة الحرة في هذه المكتبة .

. الطلب إلى بعض الطالب المتفوقين مطالعة كتب مختارة ، و عرض أبرز ما فيها ،4لمناقشتها في ندوة خاصة بذلك داخل غرفة الصف .

. تكوين مكتبة صفية بسيطة في احد أركان غرفة الصف ، تزود بالكتب التي لها صلة مباشرة5سو المواد المختلفة . �بالدروس المنهجية ، بحيث يستفيد منها مدر

. تزويد الطالب بقوائم الكتب و المجالت التي تناسب مستواهم و تشجيع األهل على شراء ما6أمكن منها .

. رصد ميزانية خاصة لتقديم بعض الكتب جوائز للمتفوقين من الطالب . 78} . يجدر بالمدرس أن يدرك مراحل النمو المختلفة للطالب و خصائص كل مرحلة منها ، عقليا

{ ، فيستفيد من ميل األطفال للقصص الخيالية ، و بخاصة التي تكون على { و علميا و نفسيا ألسنة الطير و الحيوان و الجماد ، و القصص الواقعية التي تمثل طفولتهم و حياتهم في بيئتهم

و مجتمعهم . ] قال أحدهم : الحكايات حبوب تصطاد بها القلوب . السمعاني : أدب اإلمالء ، [ ثم يلتفت إلى الموضوعات التي تستثير اهتمامات المراهقين كالمغامرات ، و القيم ،70ص

و القضايا االجتماعية و غيرها . . ضرورة إدراك الطالب أن المطالعة الحرة ال تهدف إلى ملء الفراغ فحسب ، بل ترمي إلى9

اكتساب المعارف و المعلومات و األفكار من صفحات الكتب النافعة . و هذا األمر يستوجب{ في حياته الخاصة و العامة . رصد دفتر خاص يثبت فيه ما يراه القارئ مفيدا

�اب و الشعراء إلى المدرسة ، ليناقشهم الطالب – في المرحلتين :10 . دعوة بعض الكتالمتوسطة و الثانوية – فيما تحتويه كتبهم و قصائدهم من آراء و أفكار و مفاهيم .

. تشجيع الطالب على ارتياد المكتبات الخاصة و العامة و معارض الكتب و الندوات التي11تناسب مستواهم ، إلثارة الدافع للمطالعة و الرغبة في البحث و تحصيل المعرفة .

12. } . ربط المقررات الدراسية بكتب المطالعة في المكتبة المدرسية ، كلما كان ذلك ممكنا

Page 77: خصائص العربية و طرائق تدريسها

الباب الثاني \ الفصل الخامس

نستعرض فيما يلي أهم مواضيع هذا الفصل و هي :

* الوسائل التعليمية / التعل-مية في تدريس اللغة العربية .

* التقويم و تدريس اللغة العربية .

* الواجبات المنزلية / النشاط البيتي .

* المطالعة و التعبير .

Page 78: خصائص العربية و طرائق تدريسها

المراجع و المصادر

 ابن األنباري : كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن بن محمد م .1955 هـ / 1374* اإلنصاف في مسائل الخالف . ط . السعادة – القاهرة

م .1960كتاب األضداد . ط . حكومة الكويت  * م .1957 هـ / 1377اإلغراب في جدل اإلعراب . ط . الجامعة السورية  *

�ي : أبو الفتح عثمان  ابن جن م1913* الخصائص . ط . دار الكتب المصرية – القاهرة

م1954 هـ / 1373المنصف . ط . البابي الحلبي – القاهرة  *ابن حزم : أبو محمد علي

اإلحكام في أصول األحكام . ط . المنشية بالقلعة ، مصر بال تاريخ . * ابن خلدون : عبد الرحمن

* مقد�مة – الجزء األول من كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر – ط . دار إحياء التراث العربي_ بيروت بال تاريخ .

 ابن سعد : محمد م 1957 هـ / 1376* الطبقات الكبرى . ط . دار صادر _ بيروت

 ابن عبد ربه : أحمد م1913 هـ / 1331* العقد الفريد . ط . القاهرة

ابن فارس : أحمد م .1910 هـ / 1328الصاحبي في فقه اللغة و سنن العرب في كالمها . ط . القاهرة  *

 ابن كثير : الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل م .1947 هـ / 1366* مختصر تفسير القرآن الكريم . ط . دار القرآن الكريم – بيروت

ابن مضاء القرطبي : أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن م .1947 هـ / 1366كتاب الرد على النحاة . ط . دار الفكر العربي – القاهرة  *

ابن منظور : أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم م 1955 هـ / 1374لسان العرب . ط . دار صادر – بيروت  *

ابن النديم : أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق م .1348الفهرست . ط . الرحمانية – مصر  *

 ابن هشام : أبو محمد عبد الملك بن هشام * السيرة النبوية – تحقيق مصطفى السقا ، إبراهيم األبياري ، عبد الحفيظ شلبي . ط .

القاهرة بال تاريخ . ابن هشام : عبد الله جمال الدين

م .1953 هـ / 1373* شرح شذور الذهب . ط . السعادة – مصر األبراشي : محمد عطية

  م1976التربية اإلسالمية و فالسفتها . ط . دار الفكر العربي – القاهرة  * م .1948 هـ / 1367* أحدث الطرق في التربية لتدريس اللغة العربية . ط . القاهرة

إبراهيم : حافظ م .1937ديوان . ط . دار العودة – بيروت  *

إبراهيم : عبد العليمسي اللغة العربية . ط . دار المعارف بمصر  * ��ي لمدر م .1962الموج�ه الفن

 األصبهاني : الراغب أبو القاسم الحسن بن محمد م .1961* محاضرات األدباء و محاورات الشعراء و البلغاء . ط . دار مكتبة الحياة – بيروت

 األصفهاني : أبو الفرج علي بن الحسين م .1957* كتاب األغاني . ط . دار الثقافة – بيروت

األفغاني : سعيدمن تاريخ النحو . ط . دار الفكر – بيروت بال تاريخ . *

أمين : أحمد م .1933 هـ / 1351ضحى اإلسالم . ط . الخضري – مصر  *

أنيس : إبراهيماللهجات العربية . ط . دار الفكر العربي – القاهرة بال تاريخ . *

 باشا : أحمد تيمور م .1973 هـ / 1393* لهجات العرب . ط . مصر

بدران : مصطفى و آخرون م .1969الوسائل التعليمية . ط . القاهرة  *

Page 79: خصائص العربية و طرائق تدريسها

بشر : كمال محمد م .1962قضايا لغوية . ط . القاهرة  *

البالذري : أحمد بن يحيى م1901 هـ / 1319كتاب فتوح البلدان . ط . القاهرة  *

بن عبد اله : عبد العزيز التعريب و مستقبل اللغة العربية / المؤسسة العربية للتربية و الثقافة و العلوم – معهد *

م 1975البحوث و الدراسات العربية التميمي : عبد الجليل مرتضى

تقويم تجربة تعليم القراءة بالطريقة الكلية . ط . وزارة التربية – قسم التوثيق – بغداد العدد * م .1976 / 103

التوحيدي : أبو حيان علي بن محمد م .1953 هـ / 1372اإلمتاع و المؤانسة . ط . صيدا  *

الثعالبي : أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل م .1947 هـ / 1366يتيمة الدهر . ط . القاهرة  *فقه اللغة و سر العربية . ط . مكتبة الحياة – بيروت . *

 الجاحظ : أبو عثمان عمرو بن بحر م .1969 هـ / 1388* كتاب الحيوان . ط . دار الكتاب العربي – بيروت

م .1956 هـ / 1375البيان و التبيين . ط . االستقامة – القاهرة  *�وري : محمود الجب

م .1974نشأة الخط العربي . ط . بغداد  *الجزائري : محمد الجواد

م .1975 هـ / 1395نقد تيسير العلوم العربية . ط . دار التراث اإلسالمي – بيروت  *الجمبالطي : علي

األصول الحديثة لتدريس اللغة العربية و التربية الدينية . ط .  * م .1971القاهرة

جمعة : إبراهيم م .1947قصة الكتابة العربية . ط . المعارف – القاهرة  *

 الجندي : أنور م .1982 هـ / 1402* الفصحى لغة القرآن . ط . دار الكتاب اللبناني

 الجهشياري : أبو عبد الله محمد بن عبدوس�اب . ط . مصر م 1938 هـ / 1357* كتاب الوزراء و الكت

الجواليقي : أبو منصور موهوب بن أحمدب . ط . دار الكتب – القاهرة  * � م1969 هـ / 1389المعر

جييوم : بول علم نفس الجشطلت – ترجمة الدكتور صالح مخيمر – عبده ميخائيل رزق ) مراجعة الدكتور *

.1963يوسف مراد ( . ط . القاهرة الحاج : كمال يوسف

م .1978في فلسفة اللغة . ط . دار النهار – بيروت  *{ عن اللغة العربية . ط . عويدات – بيروت  * م .1959دفاعا

حداد : إلياس ناصر م .1927اللغة العربية في فلسطين . ط . القدس  *

الحديثي : خديجة م .1965 هـ / 1385أبنية الصرف في كتاب سيبويه . ط . بغداد  *

حسن : عباس م .1966اللغة و النحو بين القديم و الحديث . ط . دار المعارف – القاهرة  *

الحصري : ساطع م .1958آراء و أحاديث في اللغة و األدب . ط . دار العلم للماليين – بيروت  *

حمادة : شوقي م .1984عجيب اللغة – مؤسسة نوفل – بيروت  *

الخط�اط : هاشم محمد م .1980 هـ / 1400قواعد الخط� العربي . ط . بغداد  *

 الخطيب : محب الدين .1971* حاضر اللغة العربية ) الطبعة الثالثة (

الخفاجي : شهاب الدين أحمد

Page 80: خصائص العربية و طرائق تدريسها

م .1952 هـ / 1371شفاء الغليل فيما في كالم العرب من الدخيل . ط . القاهرة  *خليفة : حاجي

هـ .1310كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون . ط . دار سعادت  * الخنساء : تماضر بنت عمرو

م .1960 هـ / 1379* ديوان . ط . بيروت الخولي : أمين

محاضرات عن مشكالت حياتنا اللغوية – جامعة الدول العربية – معهد الدراسات العربية * م .1958العالية -

رومية : وهب م .1981قصيدة المدح بين األصول و التجديد . ط . دمشق  *

 زيدان : جرجي م .1980* تاريخ اللغة العربية . ط . دار الحداثة – بيروت

السامرائي : عامر رشيد م .1962آراء في اللغة العربية . ط . بغداد  *

السبكي : تاج الدين عبد الوه�اب بن عبد الكافي�اح الحلو . ط . البابي الحلبي * طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق محمود الطعامي و عبد الفت

م .1967 هـ / 1386بمصر سعيد : نفوسه

م .1964تاريخ الدعوة إلى العامية و أثرها في مصر . ط . اإلسكندرية  * السمعاني : أبو سعيد عبد الكريم بن محمد التميمي

م .1981 هـ / 1401* أدب اإلمالء و االستمالء . ط . دار الكتب العلمية – بيروت  السيد : محمود أحمد

م .1980* الموجز في طرائق تدريس اللغة العربية . ط . دار العودة – بيروت السيوطي : عبد الرحمن جالل الدين

المزهر في علوم اللغة و أنواعها . ط . البابي الحلبي – القاهرة بال تاريخ . * شريف : بديع

* أصول تدريس اللغة العربية . ط . بغداد بال تاريخ .�ارة شعراني : أمان كب

م .1981تعليم اللغة العربية في مدارس بيروت الر سمية . ط . دار العلم للماليين  * الصالح : صبحي

م .1962 هـ / 1382* دراسات في فقه اللغة العربية . ط . بيروت  صفوت : أحمد زكي

م .1933 هـ / 1352* جمهرة خطب العرب . ط . مصر  الصولي : أبو بكر محمد بن يحيى

هـ .1341* أدب الكاتب . ط . السلفية – القاهرة الطاهر : علي جواد

م .1969 هـ / 1389تدريس اللغة العربية . ط . النجف  *ظاظا : حسن

م .1971كالم العرب . ط . اإلسكندرية  * عبد المجيد : عبد العزيز

م . 1952* اللغة العربية – أصولها النفسية و طرق تدريسها . ط . دار المعارف – مصر �وري العبيدي : غانم سعيد _ حنان الجب

م .1981 هـ / 1401القياس و التقويم في التربية و التعليم . ط . دار العلوم – الرياض  *العريان : عبد الله الفكري

م1970الوسائل التعليمية . ط . جامعة الدول العربية – القاهرة  *عيسى : أحمد

م .1923 هـ / 1342التهذيب في أصول التعريب . ط . القاهرة  *ي : بدر لدين أبو البركات � الغز

هـ .1349* المراح في المزاح . ط . دمشق فريحة : أنيس

م .1961الخط العربي – نشأته ، مشكلته . ط . الجامعة األمريكية – بيروت  *  م .1959تبسيط قواعد اللغة العربية على أسس جديدة . ط . الجامعة األمريكية – بيروت  *

* محاضرات في اللهجات و أسلوب دراستها – جامعة الدول العربية ) معهد الدراسات العربية م . 1955العالمية (

Page 81: خصائص العربية و طرائق تدريسها

قاسم : رياض م .1982اتجاهات البحث اللغوي الحديث في العالم العربي . ط . نوفل – بيروت  *

 القلقشندي : أبو العباس أحمد بن علي م .1963 هـ / 1383* صبح األعشى في صناعة اإلنشا . ط . القاهرة

الكردي : محمد طاهر م . 1939تاريخ الخط العربي و آدابه . ط . مصر  *

الكرملي : األب أنستاس م .1935رسالة في الكتابة العربية المنقحة . ) مخطوط (  *

د : أبو العباس محمد بن يزيد �المبر م1927 هـ / 1356الكامل في اللغة و األدب . ط . مصر  *

 المبارك : مازن هـ /1401* اللغة العربية في التعليم العالي و البحث العلمي . ط . دار النفائس – بيروت

م .1981المبارك : محمد

م .1960خصائص اللغة العربية و منهجها األصيل في التجديد . ط . القاهرة  *المرزباني : محمد بن عمران

هـ /1384كتاب نور القبس – تحقيق رودولف زلهايم . ط . فرانتس شتاينر – بفيسبادن  * م .1964

مطلوب : أحمد هـ /1395دعوة إلى تعريب العلوم في الجامعات . ط . دار البحوث العلمية – الكويت  *

م .1975المقدسي : مطهر بن طاهر

م .1899البدء و التاريخ . ط . باريس  *منصور : عبد المجيد أحمد

م .1981 هـ / 1401سيكولوجية الوسائل التعليمية . ط . دار المعارف – القاهرة  *ناصر الدين : أمين

م .1958دقائق العربية . ط . مكتبة لبنان – بيروت  *الهاشمي : عابد توفيق

ه العملي لمدرسي اللغة العربية . ط . الرسالة – بيروت  * � م .1982 هـ / 1402الموجهايت : جلبر

م .1954فن التعليم ) ترجمة محمد فريد أبو حديد ( . ط . القاهرة / نيويورك  *وافي : علي عبد الواحد

م .1956كتاب في فقه اللغة . ط . القاهرة  *اء : محمد بن إسحاق بن يحيى �الوش

م .1965 هـ / 1385الموشى . ط . بيروت  *يعقوب : أميل

م .1982فقه اللغة العربية و خصائصها . ط . دار العلم للماليين – بيروت  * المجالت و النشرات

* مجلة مجمع اللغة العربية – القاهرة .مجلة مجمع اللغة العربية – دمشق . *مجلة الهالل – القاهرة . *مجلة العربي – الكويت . *مجلة األبحاث – الجامعة األمريكية – بيروت . *مجلة المستقبل العربي – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت . *مجلة الجامعة – جامعة الموصل – العراق . *مجلة العلوم اللبنانية – الجامعة اللبنانية – بيروت . * م .1984اللغة العربية و الوعي القومي – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت ، نيسان  * التعريب و دوره في تدعيم الوجود العربي و الوحدة العربية – مركز دراسات الوحدة العربية *

م .1982– بيروت نشرات صادرة عن معهد التربية – األونروا / اليونسكو

M / A / 1 + M / A / 6عبد الرحيم األمين -  *) M / A / 11 ) prepالدكتور نهاد الموسى -  *A / A / 1الدكتور أنيس فريحة -  * RC / 4عبد الملك الناشف -  *

Page 82: خصائص العربية و طرائق تدريسها

Ar. / 2 / 87* غازي حج�و - EE / 3vالدكتور عمر الشيخ -  *