دراسة تاريخية قانونية - القضاء في اليمن أثناء الاحتلال العثماني - أبريل 2013م.doc

- قانونية: تاريخية دراسة

اليمن في القضاء

)التركي( العثماني االحتالل أثناء

الدكتورمجلـي علـي حسـن

- جامعة الجنائي القانون علوم أستاذصنعاء

بوك: فيسhttp://www.facebook.com/drhasan.megalli

[email protected] إلكتروني: بريد

اإللكتروني: الموقعhttp://hasanmegalli.com//ar/index.php

: االحتالل نير تحت صنعاء

(اليمن تاريخ) كتابه في(الواسعي) يعطينا الذي الحصار لحالة أكثر وتفاصيل صادقة صورة الوالي ارتكبه وما م1911 سنة صنعاء منه عانت

األمن لحفظ صنعاء داخل سواء جرائم من العثماني بث أو حاميتها تقوية حيث من خارجها أعماله وكذلكفيقول: حولها، األلغام

من ويمنعهم الناس يخيف صنعاء في الوالي زال ))وال البوليس وأمر المدينة، أبواب وأغلق عليهم، ويشدد الخروج، يمشيان أو يتكلمان شخصين وجدوا وإذا األزقة في يدورون

مرتفعا مكانا الليل في البوليس وجد وإذا وحبسا ضربا معا البيت صاحب على هجموا البيوت أحد في بالمصباح مضيئا

يشيرون الليل في أنهم الوالي ويزعم وحبسوه، وضربوه الخوف في الناس زال المدينة. وال على بالهجوم للمحاصرين

المحاصرة من فيه الناس ما سوى كله هذا الوالي من والوجل وامتالء المحتاجات، وسائر عنهم الطعام وانقطاع والضيق، محابيس السجن المساجد إلى اتجهت الناس ... إن ظلما

/tt/file_convert/55cfe39d5503467d968b5461/document.doc

1

http://hasanmegalli.com//ar/index.php

mailto:[email protected]

http://www.facebook.com/drhasan.megalli

باعتبارها لتعطل ناحية من النهار، طوال إليه يلجأون مالذا بوظائف القيام أو وشراء بيع من العادية اليومية الحياة مظاهر ثانية ناحية ومن رسمية غير أو رسمية الشرطة رجال من هربا ،يءش كل في ويرتابون شكون الذين ذلك يتبع مما وخوفا وسجن((. ضرب من دائما

فإن األسوار خارج الوالي مجهودات أماقائالF: يصفها(الواسعي)

صنعاء حول التي البيوت بخراب الوالي وأمر)).... ووضع األشجار وقلع المساجد، )الصافية( وخرب )شعوب( و

من وأهلكت ديناميت تسمى البارود من دفائن صنعاء حول صنعاء أهل أحد وضع إذا بها يعلمون يكونوا لم كثيرة نفوسا

خشية الوالي هذا فعل إنما قطعا. وصيرته صعقت عليها رجله قرب الحصار من مدة آخر صنعاء. وفي هاجموا إذا العرب من

التراب يحفرون وكانوا الدفائن وعرفوا صنعاء إلى العرب حفرا الوالي فندم ويأخذونها، الدفائن تلك ويستخرجون لطيفاذلك((. على وحزن

وآخر حين بين يحاول التركي الوالي وكان التشابك ويحدث المحاصرين هؤالء لمالقاة الخروج

Fبنادقهم، نيران إطالق يتبادلوا أن بعد لوجه وجها والوحشية العنف من درجة المعارك هذه بلغت وقد عودتهم عند معهم يحضرون الجنود بعض) كان حتى

ليبثوا( المدينة إلى العرب القتلى بعض رؤوسصنعاء. أهالي قلوب في والفزع اإلرهاب

لهذه فريسة وحدها(صنعاء) مدينة تكن لمو الحكم) التركي االحتالل نير تحت الرهيبة الحياة

بينه الدامي والصراع جهة، من اليمن في(العثماني كثير تعرضت إذ ،أخرى جهة من اليمنية القبائل وبين

للحاميات القبائل لمحاصرة اليمنية المدن منF فيها. فمدينة التركية يحاصرها كان )يريم( مثال ،(حسين وذو محمد ذو) من مسلحة قبلية مجاميع

وأكثرها اليمنية القبائل أقوى من هذه كانت وقد


2

أن من الرغم . وعلىاألتراك للغزاة عداوة باالكتفاء أمرهم القبائل هذه دمي( زعيمق)الم

والقتل النهب من وحذرهم )يريم(، بمحاصرة من يخرج من كل نوأم المدينة، على والهجوم

على األتراك أو اليمنيين من فيها المحصورين بل يسمعوا لم القبائل هذه رجال فإن السواء، األفعال منهم وحصل المدينة هذه على هجموا

المؤرخ وصف وقد والقتل، النهب من الشنيعةقائالF: القبائل هذه(بيري) االنجليزي

فعندما الغنائم على والحصول النهب إغراء تتبع إنها.))... في بهم االحتفاظ الصعب من اإلمام. كان باسم المدن تهاجم

يصارحون وهم يتوقعون ما حسب الغنيمة تكن لم إذا المعركة تستولي وعندما والدنيوي الروحي قائدهم أنه بذلك. مع اإلمام إلى مسرعة تعود نجدها الغنائم من مجموعة على منها واحدة

.(1)((رأسها مسقط

: الطغـــاة الـــوالة

الخالفة )أصحاب األتراك الحكام أن هي الحقيقة الخاضعة البلدان أحوال يعيرون يكونوا اإلسالمية( لم

العدل وأمور)اليمن( ومنها (الواليات) لحكمهم ألنهم ،لتطويرها الضروري االهتمام فيها والقضاء

النفوذ لتوسيع حربية مراكز مجرد فيها يرون كانواF الطغيان وممارسة منها األموال لجباية ومصدرا

F والوسائل، السبل بكافة المشروع غير واإلثراء فضال والبطانات الواليات تلك في األمور والة أن عن

السلطة مركز عن تخفي كانت للحاكمين الفاسدة السياسية الحياة وتصور العيوب كافة(نبولطاس)

شئون وكافة والعدل القضاء وأحوال واالجتماعية

كلية التاريخية، الجمعية عن تصدر دورية تاريخية مجلة )سبأ(،- 1م.1988 أكتوبر شهر الرابع، العدد عدن، جامعة التربية،


3

صورة في(المحتلة البلدان) الواليات في الحكم.(1)وخادعة كاذبة ولكنها ورائعة بديعة

القضاة كبار أحد أن من ذلك على أدل وليس تقرير في أكد قد اليمن في عملوا الذين األتراك

واإلدارية السياسية التقارير كافة صحة عدم له فريد )إسطنبول( عاصمة إلى اليمن من المرسلة

القصد كان إنما أنه وأوضح العثمانية اإلمبراطورية السلطات من مزيد على الحصول هو ورائها من

اليمن. في وأتباعهم العثمانيين للوالة االستبدادية على ورد الذي تقريره في المذكور القاضي أكد كما

بالقوانين يلتزمون اليمنيين أن)الئحة( هيئة مراجعتهم وأن إليهم، الصادرة باألوامر ويتقيدون أنهم تعني )الوالية( ال في الزيدية الدينية لمراجعهم منهم جزء والفقهاء العلماء ألن للقوانين مخالفون عن منفصلة طبقة يشكلون ال وهم معهم ويعيشون

عليهم مفروضة استشارتهم وان اليمنيين عامة بالنسبة أما بهم، والتصاقهم منهم قربهم بسبب وهي مخالفته على فرد أي يتجرأ فال القبيلة لشيخ القبيلة فشيخ بها، ويتفاخرون عليها تربوا عادة

.(2)القبيلة أفراد من فرد كل عن مسئول

،( والثابت?)1 هو أن حاجة الدولة العثمانية للمال أفقد نظامها، تاريخيا وأمعنوا في ابتزازالعام توازنه فاستغل الوالة )المحافظون( هذا الضياع

األموال بشتى الطرق. ))ويوم غرة رجب عزم الياور )ابن الحسين( رجع استنبول ألنه خرج عقيب خروج

)الحريري( المذكور أوال ألخذ حقائق أمر اليمن وأهله وأخذ الحقيقة ورجع إلى السلطان بالوثيقة من األخبار وفي مدة بقاه في صنعاء تكاتب هو اإلمام مكتوب

مكتوم عن جميع الخاص والعام إلى السلطان وزد اجتمع ببعض مشايخ الحواز وأصحبوه كتب و)مضابط( مختومة بختومهم جميع وسلموا له دراهم كبيرة ألجل إبالغ ذلك وإرجاع اإلفادة من هنالك ولعله لم حصل منه المساعدة للوالي أحمد

uهميه عنده فيضي باشا، ألن الوالي كان مراده يطلع على مكتوب اإلمام ومراده ي ألنه يعلم أن اإلمام بيكتب إلى السلطان بحقيقة أفعالهم وما هم عليه من الظلم

وأخذ أموال الناس بغير حق وعدم إمضاء الشريعة والترخيص في الحدودوالبغي ( كان يجري مجرى الباشا أحمدالبليلي )البليلي(، والياور ألن )حتى أنه تكابر

فيضي والياور مقصده إيصال ما جاء السلطان وماشا يتبين الحقيقة إال بعد مدةشهرين ثالثة من رجوع جوابات سلطان اإلسالم((.

(.473، م. س.، ص )حوليات يمانيةالالئحة، م. س. (?)2


4

المشروع غير والتكالب الرشوة انتشار أدى ولقد اليمنيين من وأتباعهم األتراك قبل من المال على السلطانية والقرارات القوانين معظم صيرورة إلى حيث من ال ،العثمانية الواليات من وغيرها اليمن في

لالبتزاز وسيلة ذاتها والنصوص بل وحسب التطبيقFأموالهم وسلب الناس حقوق على لالفتئات ومسوغا

بها ونأى طبيعتها أفقدهاو معظمها تنفيذ عطل مما منها، المحتلة الواليات في الناس ونفر غاياتها عنF ذاته العثماني الحكم نظام وأفقد بل F عددا من كبيرا

F أمواله وجعل مقوماته F نهبا مما عليه للقائمين خاصا ظل أن بعد سقوطه إلى المطاف، نهاية في أدى،.(1)المريض( )الرجل االحتضار طور في طويلة فترة

المعارضين الناس من الكثير نظر يقتصر ولم في تطبيقها أراد التي قوانينه إلى العثماني للحكمF تشكل أنها على اليمن بل اإلسالمية للشريعة انتهاكا

هذه كانت وقد. والمفاسد للمظالم بابا اعتبروها التي المضادة الدعاية مجال في الحجج أقوى من

،(2)اليمن في العثماني للتواجد المعارضون مارسها قادوا الذين يونالزيد األئمة هؤالء رأس وعلى

عن جالؤهم تم حتى األتراك ضد المسلح الكفاح.اليمن

Fمناصبة على الباعث فإن سلف لما وطبقا قانون مقدمتها وفي العداء العثمانية القوانين المقام في سياسية مكاسب إحراز هو العقوبات

استبدلت بكونها العثمانية الدولة قتال وتبرير األول األوربية واألنظمة بالقوانين اإلسالمية الشريعة

F ورد حيث صحيح رأي وهذا اإلمام رسالة في مثالنصه: ما أنصاره ألحد المنصور

ومن هنا يمكن إدراك أن الفساد قد أدى، حتما، إلى ضياع اإلصالحات( ?)1القانونية المبتغاة.

(، د. رشاد477م، ص )1982د. السيد مصطفى سالم، وثائق يمنية، (?)2 (. القاضي:124العليمي، التقليدية والحداثة في النظام القانوني اليمني، ص )

محمد راشد عبدالمولى، تطور التشريع والقضاء في الجمهورية اليمنية،(.36م،ص )1985


5

بمعاول وانهدم كيانها انهدر وقد الشريعة أن ورأينا)) منهجها وغيروا بالقوانين العجم أبدلتها حيث من حصنها العجم.(1)( العالمين( رب شرعه الذي

: وفساده القضاء تكوين عن لمحة

تقتصر ال اليمن في العثمانيين أيام القاضي كان تمتد بل القضائية، األمور في الفصل على مهمته

الموازين مراقبة في المحتسب بأعمال القيام إلىF الثابت أن على والمكاييل، اليمن قضاة أن هو تاريخيا

F يمارسون كانوا بل بذلك يكتفوا لم ال أخرى أعماال ومما كالسمسرة، القضائي بالعمل لها عالقة

حرب. حالة في كانت اليمن أن ذلك على ساعدهم في الحكام عليها واظب فقد القضاة تعيين أما

قيام، خير بها وقاموا العثمانية اإلمبراطورية عاصمةF يكون أن تركيا خارج القاضي في يشترط وكان معينا

السكان غير من يكون وأن )إسطنبول(، قبل من وفي السنتين، تتجاوز ال تعيينه مدة وكانت األصليين،

يأتي ريثما نائب مقامه يقوم مدته انتهاء حالة.(2)المعين القاضي

دب التي األنظمة من القضاء نظام كان ولقد تأثيره وظل باليمن العثمانيين عهد في الفساد فيها

Fغير القضاء وظيفة فتولى اآلن حتى فعاال الوظيفة هذه شراء على القضاة وتنافس مستحقيها

صاحبها على تدر كانت لما إليها يسعون كانوا ممن والرسوم التقاضي مقابل مصدرها أموال من

وكان والرشاوى، القضايا أصحاب على المفروضة في والتطويل العدل على المال يفضلون القضاة وإثارة النزاعات وخلق اختصارها على القضايا

وحسمها حلها من بدالF الفتن نار وإشعال المشاكل

م، دار الحكمة اليمانية.1991، ط. 457الحوليات، م. س.، (?)1(.100م، ص )1989(، 1- مجلة )اإلكليل(، السنة السابعة، العدد )2


6

القضائي الجهاز في مفترض هو كما عليها والقضاء ووجدت نفسها، القضاء وظيفة تقتضي وحسبما سانحة فرصة ذلك في الفاسدة التنفيذية األجهزة غير منافعها وتغليب القضاء أحكام على للتمرد

للمواطنين المشروعة المصالح على المشروعة ما على اإلجرامية وممارساتها التعسفية وأوامرها

F القضاء أحكام من كان F أوامره ومن عادال كما منصفا هذه، أيامنا، التنفيذية الجهات من العديد حال هو

الفاسدون وهيمن الفساد وساد الفوضى فعمتاستطاعوا. حيث والمرتزقة والجهالء

ما اليمني الشعبي التاريخ كتب بعض في ورديلي:

والساكر والزاني والسارق غير، ال يحبس ))والقاتل تشارع ال والشريعة الحدود وتعطلت شيء عليه ما واللوطي

يدوروا أنهم إال طائل على تقف وما عشرة تخسر قرش على وان أديت دخلت إن يدك في ما يشلوا لجل المطاولة على

وال كتاب في ذلك ذكر وال منهم جمالة هي وقد أديت خرجت إن يرقم الراقم وال يصف الواصف يقدر فال الشريعة وأما سنة

هي )دفعت( وقد أديت خرجت )اتسلمت( وإن أديت دخلت والسنة والشهرين الشهر وجى سلمت ذكر وال منهم جماله

في عاد إذا تخسر إنما شيء )تحصل( على تزقم وال والسنين غريمك من ينقض ما أسرع )حكم( ما رقم لك خرج وإن يدك

إال بقى ما الناس أكثر الشريعة وتركوا فيه كنت ما إلى وترجع.(1)( شخصية( )أهواء أهويات

لم)العثماني( التركي االحتالل هدف أن وحيث المقام في وإنما، اليمن في القضاء تطوير يكن

معظم يتمتع يكن لم فإنه لذلك المال، جمع األول، اإلسالم( من )شيخ يوفدهم الذين الترك القضاة

يمانية أو )اليمن في القرن التاسع عشر الميالدي(، وزارة- حوليات1 م، تحقيق: األستاذ عبدالله محمد1989اإلعالم والثقافة، الطبعة األولى،

(، وما أشبه الليلة بالبارحة.332ص )الحبشي،


7

والقانونية الشرعية بالمؤهالت هنا إلى تركياالرفيع: القضاء منصب لتقلد الالزمة واألخالقية

أضر بأفعالهم عالم الله للقضاء بيعزموا الذين ))والنواب شرى اشتراها العباد خلس إال المقصود ما ألن العامة من

معه وما وناس قرى قد وناس أراد ما القضاء( يفعل )وظيفة.(1)بالله(( إال قوة وال حول فال شيء

وفي العلماء، أن(2))الالئحة( مؤلف ويذكر الذين هم الشرعيين، والقضاة الفقهاء مقدمتهم إلى هؤالء فعمد األتراك، ضد الثورة بإشعال ساهموا

عالماF( سجنوا )خمسون و عالماF، وأربعين مائة سجن )أربعون( في و صعدة، )خمسون( في و تعز، في

الحديدة.

: التاريخية المراجع أحد في وورد

بولة احتاج أنه يشارعوا الذين بعض أخبرنا ))واليوم بثالثين هيه وإذا بها إال الورقة تقبل ما قالوا )دمغة( لورقة

على وقف قد ولم شريعة في مثلها طرح وقد حجر، قرش قاضي عند المحكمة من )الشدادي( وصرفوا لـ شيء. وتوكل

كبيرة، غرامة له( وغرم )حكم واسترقم)الهجوة( الجهة فيه ورقموا الحكم، صح لحتى المحكمة في غرم ودخل

،كله ذلك ونقض االستنطاق، قاضي عند غريمة وخرج بالصحة، فلم ،يراجع المحكمة إلى ورجع ، كبيرة الغريم من دراهم وأخذ

وآخره ورشوته، شويته واحد كل جر أن بعد شيء منه قبل زد ، بشريعة هو وليس االستنطاق يعترض يقدر أحد ما أن أقنعوه تصال ألجل ومحكمة مجلس كل إلى الغراما يراجموا ولكن

.(3)( واحد( كل عند الدراهم

(.307- الحبشي، م. س.، ص )1 المقصود بذلك الالئحة األولى من الالئحتين اللتين كتبهما أحد القضاة- 2

األتراك واسمه )محمد خليل أفندي( حول األوضاع في اليمن. والواضح منم. 1991(، ط. وزارة األعالم، 354- الحوليات، م. س.، ص )3

(، المحكمة االستئنافية.االستنطاق )قاضي ـ المراد بخالل النص أن كلمة )صرفو( معناها: تم تحويلها وقاضي االستنطاق المقصود به قاضي

استئناف )ولم يزد قبل منه( شيء أي رفضت طلباته وكلمة )يراجمو(


8

: الفاســـدون القضـــاة

التاريخ كتب دراسة خالل من بجالء، يتضح إبان اليمن ومنها العثمانية الواليات عن المقارن نقدية إيـرادات العثمانيين للقضاة كان أنه احتاللها،

غير على الجزية أموال من الدولة لهم تدفعها يحصل ما إلى إضافة اليمن( في )اليهود المسلمين

رسوم من منه درجة األدنى القضاة من القاضي عليه كانوا الصغار القضاة أن حتى ورشاوى قضائية كانت الرشوة هذه إذ منهم للكبار الرشوة يدفعون

عليها الحصول بعد بوظائفهم احتفاظهم سبب هي من مقابل على يحصلون القضاة كان كذلك

في النظر نظير المعامالت وأصحاب المتخاصمين ومنح العقود وتوثيق األحكام وإصدار الدعاوى هذه وكانت األفراد، بين الخاصة للمعامالت الرسمية العامة الخزانة إلى تورد معينة بنسبة تقدر الرسوم كان أنه كما ، عشوائياF القاضي عليها يحصل وأخرى

ما وهو العثمانيين للقضاة أخر مالي مصدر هناك عليها إشرافهم نظير األوقاف من عليه يتحصلون بأموال المتعلقة الخصومات في القضاء وتوليهم. وأشخاصه الوقف

القضاء حال اليمنيين المؤرخين أحد ويشرح النحو على قضاته وطبيعة اليمن في العثماني

التالي:

اإلشارة هذه صدر ذكرهم محل كان وإن قضاتهم وأما)) أحط فهم الفصل هذا من باسم لتلبسهم ذكر ممن قدرا

فيشترون الحي وهادمها العي داؤها وهم المطهرة الشريعة شراه في يتزايدون ثم مضروب خراج وعليهم القضاء والية

من أقل المدينة أو القطر أحدهم يتولى ولقد عليه ويتحاسدون األعظم فنديهم يدي بين ويكون غيره ذلك اشترى وقد سنة

المقصود بها يقذفون بالمتقاضي من قاضي إلى آخر.


9

غير يقبضها فالرشوة مقفول أعاله خرق له صندوق ونوابه يظهرونها. وإنما وقد االختفاء من ضرب على الصندوق صاحب

عليه المدعى ومن درهم مدع كل من للقانون الصندوق هذا امرأة على يعقد جوز كل ومن المحل ذلك في توضع كذلك ادعاه دين وكل فكذا المحل هذا في يكتبها ورقة وكل حرف ال الذي الجالل حكم في هذا العشر فعليه آخر على مدع

ماال. بكذا إال الحكم مجلس من يقوم فال ظهوره من يتحاشون

ما ينحصر فال والعظماء والتجار الكبراء قضايا في وأما يجلبون أعوان ذلك على ولهم قضاياهم في يأخذون

والعقوبة غيرهم إلى التحاكم ويمنعون إليهم، المتخاصمين الله. لعنهم يطول هذا وفصيل عندهم إال يمنعوهم النساء على إال أهل فقهائهم ومن العدالة ظاهره من فيهم يوجد وقد

.(1)((عندهم

القضاة كبار كان فقد ذلك إلى وباإلضافة والمواطنين الدولة من عينية إيرادات على يحصلونأيضاF؟! والعسل بل والشعير كالقمح

يمكن المقارن القانون تاريخ دراسة خالل ومن يأتون كانوا وكبارهم اليمن قضاة قاضي بأن القول

ويقومون العثمانية الخالفة )استنبول( عاصمة من اليمن في اآلخرين القضاة بتعيين بدروهم

كان كما الحال بطبيعة التركي الوالي مع باالشتراك لالحتالل الخاضعة العربية الدول بقية في األمر

.(2)العثماني

للقضاة الرشوة أن أيضاF الواضح فمن كذلك للدولة والغرامة والجلد الحبس محل حلت وأعوانهم

والرشوة المحسوبية أن أي الجنائية والمساءلة بل

هـ )النبذة المشيرة إلى1064- المطهر الجرموزي في مخطوطته عام 1 جمل من عيون السيرة في أخبار المنصور بالله رب العالمين القاسم

، ص ) ـــ (.محمد( ( وما بعدها. وانظر في :400- قارن: د. محمد فرحات، م. س.، ص )2

)نظام دولة االحتالل العثماني والجهاز اإلداري لها باليمن في القرن(.200-199ص ) السادس عشر الميالدي(، أميرة علي، م. س.،


10

محل حلت ومظاهره الفساد أشكال من وغيرهما يدفع المتهم فكان والقانون الشريعة سيادة

المال من عليه يقدر ما التنفيذ ومسئولي للقاضي الذي الجرم عن مساءلته عدم مقابل لهم كرشوة الحكم أو عليه المقرر العقاب من إعفائه أو ارتكبه

المحسوبية لعبت ... الخ. كذلك(1)لصالحه بالباطل القانون سيادة على القضاء في دورها كالرشوة

المشروعة الحقوق إهدار إلى باإلضافة ذاته التركي إلى أدى مما اليمن، في واإلنصاف العدل وقواعد

غير واالدعاءات الصدق، محل الكذب حلول واحتلت المشروعة، الحقوق محل المشروعة أحكام محل والجهل والتدليس والحيل المغالطات

موضع الفاسدة والقيم بها، والعلم والقانون الشرع العليا المثل مكان األخالق ومنحط الفاضلة القيم

محل واالنتهازية االرتزاقية واألفكار الرفيعة، سادات وهكذا العظيمة، والمعتقدات المبادئ

بالطالح الصالح واختلط الفساد وعم الفوضىإليه. آلت ما إلى اليمن فصارت بالنابل والحابل

: يلي ما الصدد بهذه الرؤخين أحد ذكر

بعض أن أذني وسمعته عيني وشاهدت وسمعت ))رأيت ذلك إلى وجاء عندهم، كاتب وهو بسرقة أتهم المأمورين

� ثاني يوم قاموا ما ورقد ، فيه بالسرقة اتهم الذي المحل وقد إال هو وأما فكه، الذي غيره أنه وذكر فأنكر الحرز(، فتح )أفتك الذي العمل رياسة )مسئول( في مدرك والذي ، ساكر فكان وأسمع أبسر وأنا يخاطب، فال ساكر، وهو حيث أن له شهد القود عنه فسقط ساكر أنه ذكر قتل وقاتل عيانا، ذلك

ساكر هو حيث ولكن عندهم، ساقط وهو )القصاص( )شاهد(،

- بل وأحيانا لتفادي تدبير مؤامرة عليه أو تلفيق اتهام ضده، أو )فبركة(1 دعاوى كيدية في مواجهته علي أي نحو كان، ليس ذلك وحسب، بل لكي

يتمكن الراشي من تدبير المكائد الرسمية ضد خصمه وتكبيده الخسائر الجسيمة في ماله وعرضه وسمعته بدعاوى كيدية واتهامات باطلة وما

شابه من أفعال الجور والفسق المحرمة.


11

من المصحي الحبس إال القاتل حكم من شيء عليه جرى ما.(1)السكر((

على والقادرين األغنياء كان فقد لذلك ونتيجة ومن النفوذ وأصحاب الموظفين وكبار الرشوة دفع

F يقعون - ال إليهم المساءلة طائلة - تحت غالبا يقع بينما جرائمهم، وتعددت كبرت مهما والعقاب

القانون باسم الحاكمة، السلطة براثن في وصغار الحال ومتوسطي الفقراء والشريعة، الحال بطبيعة السياسيين والمعارضين الموظفين

جرا. ... وهلم

المحتم من كان الحال أن فيه شك ال ومما الموظفين وأن خاصة إليه، صار ما إلى صيرورته

الفساد عم قد واليمنيين األتراك التنفيذيين بشراء يقومون كانوا القضاة أن كما صفوفهم عليه يحصلون فيما ويتعيشون القضائية الوظائف

تتميز القضائية األحكام جعل مما المتقاضين من وتغلبت والنفوذ المحسوبية وذوي للراشين بالتحيز عن والنأي المشروعة غير القضاء وأهواء مصالح وما النافذ والقانون الغراء اإلسالمية الشريعة أحكامواإلنصاف. العدل قواعد تمليه

)المجلة( كتاب الغراء، والسنة العزيز الكتاب لد))وب الزاني أقل، لكنه مثله السارق غير، ال يحبس القاتل بالقانون، أن إال لحاله يطلق المفلس شيء، عليه ال حاله في والساكر

القانون أحكام فهذه المال، له الذي وحبس غريمه، يكفيه إال القرآن من وال اسمه، إال اإلسالم من بقى فما بعينها، دين وأين الله( ثالثا، أنزل بما يحكم لم )ومن أين رسمه، البيت أهل مذهب وأين الوكيل، ونعم الله حسبنا حقنا، العلماء.(2)مجتهد(( كل إال له ويتصدر للقضاء يتحكم كان ما الذين

(. وعبارة )إال أن يكفيه غريمه( المقصود بها307- الحوليات، م. س.، ص )1أن ينفق الدائن على المدين المحبوس.

- وقد علق األستاذ عبد الله الحبشي على ذلك بقوله:2


12

العثماني السلطان أن األثافي ثالثة من وكان اللغة يجيدون ال أتراك قضاة اليمن إلى يرسل كان

اليمنيين المواطنين مع التعامل يتم وإنما العربية في التركي القاضي وكان المترجمين، بواسطة

اليمنية المناطق لقضاة سلطاته يفوض اليمن مفاصل في الفساد استشرى وحيث الرئيسية،

القضاة كان فقد حكمها ومناطق العثمانية الدولة من دونهم هم لمن القضائية الوظائف يبيعون السلطان من الديني التفويض وصار القضاة

االتجار في لهم تفويضاF القضاء لممارسة العثماني يحصل حيث اإلقطاعي االلتزام أنواع من ونوعاF به

مقاطعة في القضاء بممارسة اإلنابة على القاضي منحه لمن يوردها المال من مبالغ مقابل معينة

F االلتزام النحو. هذا على األمور وتتسلسل سنويايلي: ما ذلك على التاريخية الشواهد ومن

وال شيء يجد ما حراف استنبول من يخرج قاضي ))وكل )لكوك( في هو وقد إال له ضربت التي السنين مدة تجي

أن حتى ذلك مثل على الثاني ( وجاء النقود من اآلالف )مئات وعمران حراز مثل القضوات في يتحكموا الذين النواب

قرش مائتين ذلك ثمن وتسلموا وذمار وحجة والطويلة )ثال مثل النواحي في الذين والنواب شاهدة ظاهرة وطلعت )نقود( وستين خمسين والحواز( من والعر والمحويت وشبام )يستمر( يبق لم وإذا يحلبوهم يبقوا أنهم وإما قدمة دفعة الحاالت بعض في )الحوازات( أكثر إن بل عزلوه ربما يسلم

من أضر أفعالهم أن عالم الله للقضاء بيعزموا الذين والنواب ما يفعل شراء اشتراها العباد خلس إال المقصود ما ألن العامة

))هي المجلة العدلية قننت فيها أحكام الشريعة بما يوافق العصر وال عبرة.بقول المؤلف فهو لم يسمع بها إال سماعا((

(.352الحوليات، م. س.، ص ) قانون العقوبات التركينصوص قراءة األستاذ )الحبشي( واألمل معقود على

منلعله يجد فيها الذي كان مطبقا في صنعاء أثناء احتالل األتراك لها ما خفي عنه عند تحقيق المخطوط ودفعه إلى إدانة صاحبه علىالمخازي

مع العلم أن )المجلة العدلية( التي توافرت في سوق الكتاب،النحو السابقالعربي والمكتبات اليمنية الخاصة قد خلت من النصوص الجنائية التركية.


13

� قوة وال حول وال شيء معه ما وناس قرى قد وناس أراد إال . ( 1 ) بالله((

في وأتباعهم الترك القضاة رزق مصدر يكن ولم التقاضي وبدل الغريمين من الرشوة هو اليمن

الناس على المفروضة الرسوم كانت بل وحسب، عنت وعامل لهم ابتزاز مصدر الدمغة كرسوم

والقضاة الترك للحكام هام ومورد بهم واستبداد.(2)وموظفين قضاة اليمنيين من واتباعهم

: القضائي التطوير مصير

في القضائي التطوير من اليمن نصيب كان )العثماني( التركي االحتالل أثناء الجنائي المجال الجزائية( االستئناف )محكمة إقامة لليمن، الثاني

إنشاء تم حيث لها رئيسي )صنعاء( كمقر مدينة في الحديدة( صعدة، زبيد، )تعز، من كل في لها فروع

الوالة عهد بينما أتراك، قضاة وعضوية برئاسة القبائل ورؤساء واألعيان العلماء إلى األتراك الكبرى القضايا الصغرى( أما )القضايا في الفصل

كلفوا فقد وقراهم، مناطقهم في تحدث التي صنعاء( )محكمة إلى وإحالتها فيها محاضر بإعداد.(3)فيها للحكم

F الثابت أن على القضائية التجربة أن هو تاريخيا الصادرة القوانين تطبيق محاولة فشلت كما تنجح لم

العقوبات قانون مقدمتها ( وفياألستانة) من إلى العدلية( باإلضافة األحكام )مجلة و ،التركي

م. وكلمة1991(، ط. دار الحكمة اليمانية، 307الحوليات، م. س.، ص )- 1)حراف( معناها مفلس أو م�عدم أي عديم المال.

هـ )النبذة1064- وقد ذكر المطهر الجرموزي في مخطوطته عام 2 المشيرة إلى جمل من عيون السيرة في أخبار المنصور بالله رب

العالمين القاسم محمد( شيئا عن ذلك. سجالت المحاكم الشرعية في اسطنبول. دفاتر القضاة العائد للحجاز،(?)3

(.12 - 7رقم )


14

بفرض المتعلقة تلك وخاصة األخرى القوانين بعض .والضرائب الرسوم

للقواعد فقط اليمنيين إخضاع ذلك أسباب ومن مالءمة وعدم والطغيان بالظلم وارتباطها الوافدة

اللغة وفرض اليمني للواقع الجديدة القوانين الفساد وتفشي بها للتعامل كوسيلة التركية

وخاصة ... الخ(، - االستبداد - المحسوبية )الرشوة لليمن العثماني االحتالل خالل القضائي النظام في

بأخبار سارت حتى الدولة جهاز فساده نخر الذيالركبان. فساده

في ذلك عن الموثوقات المؤرخات إحدى تتحدثالتالي: النحو على علمية أطروحة

نظام ومنها الدولة أنظمة إلى الخلل تطرق ))ولما بالجهل تتصف القضاة" مجموعة "أي منهم ظهرت القضاء، واإلفتاء القضاء مناصب بعض أصبحت إذ وتعاليمه، باإلسالم

يعفون العلماء كبار أوالد )هبات( وكان كإنعام، تعطى أحيانا العلمية األلقاب لهم وتمنح واالمتحانات، المنظمة الدارسة من

قمة إلى الصنف ذلك من كثير وصل وقد آبائهم، بيوت في وهم البالد على المظاهر تلك انعكست نبول" وقدط"اس علماء هيئة

واضح بشكل الفساد هذا وظهر الدولة قبل عن البعيدة النائية سيرة )الجرموزي( صاحب نرى ثم ومن ، اليمن والية في

أساءوا ألنهم بشدة العثمانيين القضاة هاجم قد القاسم اإلمام زعزع مما ، باسمها يحكمون كانوا التي اإلسالمية الشريعة إلى والجهال الكفار سموهم ولذلك العلماء هؤالء في الزيديين ثقة

قد الوظيفة هذه ألن الصفات، من ذلك وغير والظالمين إليها يسعون كانوا ممن مستحقيها غير توالها عندما تدهورت

يحصل كان القاضي ألن دخل، من صاحبها على تدره كانت لما من ولحصوله ناحية، من المتقاضين من محددة رسوم على.(1)المختلفة(( القضايا في الرشاوى على ثانية ناحية

-1598 أميرة علي، العثمانيون واإلمام القاسم بن علي، :المؤرخة (?)1 م، دار عكاظ للطباعة والنشر،1982، رسالة ماجستير، 150م، ص1620

السعودية.


15

والقضائي واإلداري المالي الفساد أن ريب وال االحتالل دولة مفاصل كافة شمل قد واالجتماعي

عشر السادس القرن في لليمن األول العثماني وهو هـ1045 - هـ945 م،1635 - م1538 الميالدي

F حدث ما تواجد خالل أي السنين من مئات بعد أيضا الثاني غزوهم إبان اليمن في العثمانيين المحتلين

لها.

األوائل اليمنيين المؤرخين أحد صور وقد فيما وخاصة بالقضاء المرتبطة والمفاسد المظالم

والتمييز التركية العقابية النصوص بتطبيق يتعلقالتالي: النحو على واألتراك اليمنيين بين ذلك في

ولله الفعل، جنس من والعقوبة سواقة، الذنوب ))ولكن لألبواب، متفاتحة واألسباب كائنة الفترة ولعل نظر خلقه في من ناس المظالم: أن ألهل المتاخم المختبر العدل من بلغ

عند وجلسوا رمضان، خواتم )حضور( في إلى )أرحب( طلعوا قتلوه )القالض(، شيخ فالن الشيخ عرفنا وقد مات وميتu عيبا كان فلو لهم الحق كان إن بمعناه ورقمناه الدولة هذه أفعال غرب إذا فكالنجم العرب بين فيما كان وإن وأزمان، دهور هذه في وذهب فات قد ولكم نفس أو عرض أو مال في سواء تغابوا بغريمه المشتكي جاء إذا هذا وفوق اليسيرة المدة

uرجع سر يده في بقى ما وأخذوا والشهرين الشهر اتوقع وا�هب خرج وإن س�لب دخل أن ذلك بين وفيما والعامين، والعام ن

وفاتت األلباب أولي قلوب وضاقت األسباب بذلك فتقطعت فال سارق سرق وإن عليه ح�كم ما أحد تفلس إن الج�الب أموال

المفعول وإن عليه، بأس فال والط زنا وإن عليه حد لديه، باقيا . ( 1 ) عصاه(( من على يغفل ال الذي الحليم فسبحان

: والقضاء التركي العقوبات قانون

خالل التركي العقوبات قانون تطبيق ارتبط (م1918م-1849) لليمن الثاني العثماني الحكم

(.353( الحوليات، م. س.، طبعة دار الحكمة، ص )?)1


16

يخدم بما الدولة لمرافق لبعض التحديث بمحاولةF أغراضهم، ويحقق المحتلين مصالح لذلك وتحقيقا

F العثمانيون أدخل فقد اإلدارية، اإلصالحات من عددا بعض في أنشأوا حيث القضاء مجال في والتطوير

قانون تطبيق ارتبط محاكم الرئيسية المدن المحاكم بعض تلك ومن بها العثماني العقوبات وقد صنعاء مدينة في االستئناف ومحكمة االبتدائية قام ثم وجيزة فترة ،(1) المذكورة المحاكم استمرت

عام خيري( بإلغائها )عثمان العثماني الواليهـ.1307

)عثمان الوالي ألغى هـ1307 سنة صفر شهر ))وفي االستئناف ومحكمة البداية محكمة الثالث خيري( المحاكم

وصاروا جميعا، وأعضائهن حكامهن وعزل الجزاء، ومحكمة أراد قد وبعضهم للمستبصرين، وعظة للناظرين، عبرة

ويلهم يا النار خشى وما العار، خشى ولكنه حانوت يستكري.(2)الجبار(( الملك لقاء من

األخيرة األيام في أنه تاريخياF، يثبت لم أنه على للنقض عليا محكمة أنشئت ،األتراك حكم من

من كثير في متخصصة محاكم )التمييز( أو واإلقرار والجنائية التجارية، كالمحاكم اليمنية، المناطق له ووكالء صنعاء، في عام نائب وجود إلى باإلضافة

المؤرخين بعض زعم كما الرئيسية المدن في.(3) والباحثين

: والخبر المبتدأ من الع�بر

ستاذ عبدالله الحبشي، )حوليات يمانية(، اليمن في القرن التاسعأال (?)1 ،331م، ص )1980عشر الميالدي، وزارة اإلعالم والثقافة اليمنية،

. والمالحظ هو أن محكمة النقض والتمييز ظلت وقفا على(332)اسطنبول(.

انظر أيضا: د. محمود علي عامر، جامعة صنعاء،(.341م. س.، ص )( ?)2م.1989( 1مجلة اإلكليل، السنة السابعة، العدد )

انظر على سبيل المثال: د. فاروق أباظة، )الحكم العثماني في اليمن(،( ?)3 م، ص1986م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة األولى، 1918 - 1873

(.126د. رشاد العليمي، م. س.، ص )، وقد سار على منواله الخاطئ: (431)


17

دراسة وراء من المستفادة العبر أهم من إن - التركي االحتالل خالل والقضاء القانون تاريخ

التاريخية المدونات ضوء على وذلك لليمن العثماني والمفاسد الوطنية الخيانات أن هو اليمنية الشعبية عليها طال مهما ذيوعها من بد ال والعامة الخاصة الفاسدة واألوضاع الحاكمين مصير وأن الزمن

زوال إلى المشروعة غير المبتذلة النفعية والعالقات أو سياسية بانفجارات مصحوباF ذلك كان سواء

عميقة تحوالت أم مروعة وأحداث مدوية اجتماعية وفضائح العهد ومخازي مظالم أن ذلك سلمية شاملة

واالجتماعية السياسية وقواه شرائحه مختلف وتحفر التاريخ ثنايا في تسري تظل واالقتصادية

بطبقة مغطى القاذورات من نهر مثل فيه مجراها الصدق رياح تجرفها ما سرعان األكاذيب من رفيعة حقيقته. وتنكشف المحتوى عفونة فتفوح والحق

" شرارة "غرقة كبس منها نادرة بأشياء باشا إسماعيل )وصل وسماهم أمرد كل العرف "جند" من "الحميدية" أرصد اسم ومنها الكفايات لهم إسماعيل" وقرر "عيال يقال وكان عياله وانهم بذلك

ورماية النظام عسكرة وعلمهم الناس على وسيدهم الفاضلة وقت أسرع في وحفظوهن "الموسيقى" والنفير والمزيقة المدافع

هنالك ما على األتراك عساكر وحسدهم جمعة كل بهم يجري وكان الصالة وقطعوا فسقوا انهم حتى لهم المحرمات فعل أباح ألنه

رمضان وأفطروا حقيقة أوالده أنهم وظنوا احترموش زد ولم جهارا أرخى ولكن عريكة وألين فضاضة واقل قبله ممن ألين أنه بأس وال

بعده الذي وجاءعاصم(( ))مصطفى إلى بالنظر للجميع العنان أمره فأول م1299 سنة في باشا تساهل( عزت )أكثر منه أرخى وفتح القبائل وداهن بغته منهم البنادق ))الحميدية(( وأخذ أزال وسلطهم ولهم له يختلسوا األرض في العمال وبقيوا للدراهم بطنه سوداء( من )أصبحت كوفيته تنيلت أنه قيل حتى بمعزل وهو عليه

وفلتت سنين ثالث نحو وبقي مبالغة األذن في له المشايخ مشاورة على والمشايخ المقامات القائمين الفوضى( وتسلط )عمت الدنيا

.(1) المغفرة(( ولك ولي الرعايا

(.343 – 342- حوليات يمانية، م. س.، ص )1


18

وصيرورة ظهور على المترتبة النتائج تحليل إن احتالل خالل اليمن في التركي العقوبات قانون

على القائم القضائي النظام وحالة لها األتراك النصوص بين الصارخ التناقض أن يؤكد تطبيقه

الشرعية العالقات وتميز العملي والواقع القانونية وتخلف القضاء بفساد المجتمع في والقانونية

والمحسوبية الرشوة وسيادة واإلنصاف العدالة واالنهيار الفوضى إلى يؤدي الفساد، وهيمنة

والدينية االجتماعية والثوابت للعالقات التدريجي القوى كيان يفكك الوقت نفس وفي واألخالقية

في اعتمادها بلغ مهما ذاتها والمهيمنة الحاكمة والكذب والحيل العنف على حكمها دعائم ترسيخ

والخداع.

القضائية الحالة دارسة مؤدى فإن كذلك خالل اليمن في والسياسية االجتماعية األوضاعو

أو العدالة إشاعة يمكن ال أنه هو له التركي االحتالل مع والقانون الشرع سيادة أو القانوني التطور والفوضى والفساد والرشوة االستبداد هيمنة

والقضائي التنفيذي الجهازين فساد وإن والجهل، السياسي النظام وتخلف فساد من يتجزأ ال جزء هو

والسلطة برمتها والسياسية االجتماعية والحياة ذاته أنه كما المجتمع على المهيمنة والقوى الحاكمة والعكس وانحاللها القوى هذه فساد بتزايد يتفاقم

. ( 1 ) بالعكس

uله. ويقال عن سوء الحال : منيل ومن أقوال الشماتة في مصر: جتك نيuلة. بني

)الجاحظ( أن في جملة ما ترك من األلفاظ الجاهلية التي لها صلة - وذكر1 بالجباية والمال )الحم�الن(، ويراد بها الرشوة وما يؤخذ للسلطان،

والح�مالن ما يحمل على الشيء من أجر، و )الحمالة( الدية أو الغرامةالتي يحملها قوم من قوم ويظهر من شعر العبدي:

أيا ابن المعلي خلتنا أم حسبتنا صراري نعطي الماكسينم�كوسا .

إن أصحاب السفن وهم )الصراريون(، كانوا يعطون المكس عن البضائع التي تحملها سفنهم، حين وصولها إلى المواني )كتاب الحيوان( للجاحظ

(.4/446(، وكتاب تاج العروس، )327(، ص )1جزء )


19

F الدراسة هذه من نستخلص ما أهم فإن وأخيرا الدول سقوط أهم من أن هو الموجزة

سيادة وأن كيانها ينخر الذي الفساد واإلمبراطوريات هيمنة مع مستمر تضاد في يقف والقانون الشرع القوى ومراكز والجهل الفوضى وبالذات الفساد

وجود افتراض على حتى ألنه والمحسوبية والرشوة االحتالل عهد في القانوني التطور من ما نوع

واستمراره ذلك انتشار دون حال قد فإنه العثمانيوتسلطه. الفساد هيمنة


20

Documents

دراسة تاريخية قانونية - القضاء في اليمن أثناء الاحتلال العثماني - أبريل 2013م.doc