4

الطبعة األولى

م 2013 - ـه 1434

5-0973-01-614-978ردمك

جميع الحقوق محفوظة

966509337722+: هاتف الرياض

9613223227+: هاتف بيروتeditions.difaf@gmail.com

وأـــيتة جرـــويرية عو ال جرونيـــة عو يمنـــع نأـــس عو اأـــجعم م عه جـــكت مـــي هـــ ا ال جـــ بـــ هــروت عو عه ــرا مق ــى عمــرطة عو عي ــج الجأــجيم الفوجــوسراا والجأــجيم ت ــ اي ــة بم مي ني ي

واأــجرج ل مــي دوي خ ي بطــ مــي الن مــر ، وأــيتة نمــر عبــرف بمــ ايلــ حفــظ المعتومــ

إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالضرورة عن رأي

5

F

قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربيلنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربيي

ولو جئنا بمثله مددا (109 آية ،فورة الكهس)

7

المحجوي

9 ............................................ التميمي عبود فاضل الدكتور - تقديم 31 ....................................................................... مقدمة 31 ........................................................ كونيةالبوصلة ال 3.3 31 ...........................بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم. 3.1

91 الطريق خلى الجم م: الفرم األوم 39 ............................................................. عن الجمال 3.3 11 ................................................... صور النقطة والحرف 3.1 13 ........................................................... صورة األلف 3.1

77 بنية الرور الورفية وظ هر الجوارم الحأ : الفرم الث ن 11 ............................................................ صورة المرأة 3.3 71 .......................................................... المرأة والحرف 3.1 91 ................................... المرأة النقطة وظاهرة التواصل الحسي 3.1

909 داللة األلم والرتي والمو : الفرم الث لث 303 ............................................................. داللة األلم 3.3 311 ......................................................... داللة الصليب 3.1 310 ........................................................... داللة الموت 3.1

يي الرو الحروا ند الم ر عدي م م الد :الفرم الرابع 981 يريد "مح ولة ا الموأيقى" نمو ج

371 ......................................................... النغم الحروفي 3.3

8

399 ........................ عذاب الهجر ولذة الوصال في موسيقى الحروف 3.1 102 ......................... التكرار سلطة كروماتيكية أم رجع صدى لغوي؟ 3.1

199 خم را األلواي ند عدي م م الديي: الفرم الب مس 133 ................................................... عردوالب ألوان الشا 3.3 119 ...................................... ماذا بعد اللونين األسود واألبيض؟ 3.1 111 ........................................ أديب كمال الدين الرسام النقطي 3.1

112 ..................................................................... الخاتمة 119 ................................................................ الذاتية السير

9

جقديم الجميم بود ا ضم د

العراق: دي لى ج معة

يأخذك كتاب د. أمساء غريب: )جتليات اجلمال والعشق ندق الكلمة األوىل فيه إىل نامل التصوف بكل ما فيه أديب كمال ال ين( من

من زه ، ونقاء جوهر، وتأمل للذات اإلهلية املتفردة يف كل شيء، أي إىل أهبى صورة رمستها القراءة ال قيقة ملنت الشانر املقترب حبقذر مقن

فضاء احلياة وهي متت متسقة بني زمان غري حم د ومكان.

ا يقال يف سياقها الدق ي أنه يدتمقي إىل صاغت الداق ة بلغة أقل ماالختيار الصعب الذي مارسته وهي تدحت نبارات تستقري صقلب اإلشكالية الشعرية ند الشانر ممثلة يف انطالقته الشعرية مقن ودق ة )التفكري( اليت يدتمي إليها، تلك اليت جعلت قصائ ه تتشقىى بكقل

داد دوائره كلما اجتهدا حنو دافقات االجتاهات مشكلة نسقا دائريا تز األرض.

والداق ة يف مسعاها الدق ي الشفيف يهمها أن تقف ند العتبات، واملدحديات، والزوايا قبل أن ت خل إىل العم الزئبقي املوهم، واملفتوح نلى أقصى درجات التحليل، والتعليل، والتأويل فق ق ر هلا أن متسك

ره، وشخصياته، وطالمسه، ونباراته، وأن متقر مبرموزات الشانر، وصونليها مرور من يري أن يكتشف ال مرور كرمي فحسب؛ وهلذا خرجت بدتائج تؤك أن املعىن املتمركز يف قلب الشانر مل يع سرا من أسقرار

01

صدعته، إنما هو باإلدالة نلى قصائ ه بوح يتجلى نلى لسان سقلطة الدق ، والتلقي أيضا.

قرأت كتاب: )جتليات اجلمال والعش ند أديقب كمقال لقال ين( فوج ت الداق ة قريبة ج ا من الشانر، ونصوصه، وخييل يل أن قرهبا )احلضوري( كان سببا يف فهم الشقانر، وإشقكاالت جتربتقه الشعرية، فضال نن التحام نق ها مبقومات جذره البعي ، لي ق ققار

اطة( املهمة اليت رمستها أنامل الداقق ة وهقي تتأمقل الكتاب يف )اخلطنداصر الت ف ، والسيالن، واجلريان اليت التقطتها من قصقائ الشقانر دىت يكتشف مق ار املهارة الدق ية اليت ومست تفكريها، وهو يقوز

بعلمية ممدهجة نىره الس ي فيما وراء اللغة، وداخل شكلها املهيب.

ر، والشخصيات، والسقرود، واألصقوات إن سرب أغوار الصوالكلمات وتشكالهتا، واأللقوان الالئذة يف احلروف وأنساقها، وجوهر

الساحبة يف حتوالت القصائ وامت اداهتا هو استكمال نصي ملا فيها من مجاليات تتوخى متثيل احلاجات اإلنسانية اجل ي ة إلنسان اليوم القذي

عت لغريه، أي أن سرب أغوار الداق ة هقو يف ب ا غريبا يف بيئة كأهنا صدالدتيجة قراءة تتيح للقراءات اآلتية الوقوف ند مدجز االثدني: الشقانر وهو يتملى بفرح طفويل وقع قصائ ه يف نامل يعج بالصخب، ونق م احلياء، والداق ة وهي تكشف نن أساليب تلك القصقائ ، وطرائق

ارتباطها باآلخر.

ة قصائ الشانر )أديب كمال ال ين( بإنجقاب لق قرأت الداقيدتمي إىل جماهلا اجلمايل، واملعريف، وليس هذا بغريب نلى ناق ة ثبقت

قرأ كتاهبا بإنجاب يدتمي أأهنا شغوف بالشعر قراءة، وكتابة، وها أنذا إىل الشعر، والدق معا، فالقراءتان تدتميان إىل ديز هبيج يتشاكل فيقه

داضدة ملا يزل القول فيها حباجة إىل فهم، وجت ي قول الشعر والدق يف

00

ليس يف مستوى املقوالت، واالجراءات، وإنما يف كل املستويات القيت تدىر إىل اإلب ا بوصفه وجودا مرهونا بشرط احلرية اليت تعمل نلقى

تلوين مفاصله. كتاب: )جتليات اجلمال والعش ند أديب كمال ال ين( للداق ة)أمساء غريب( مبق مته، وفصوله اخلمسة، وخامتته ردلة ممتعة يف شقعر املعاصقر واد من أهم األصوات الشعرية يف خارطة الشعر العقر أوقفت فيها الداق ة جه ها للح يث نن اجلمال، والكمال اإلهليني نرب التجربة احلروفية املواقفية للشانر اليت ترى يف احلرف وجودا ميقت إىل

ية بأكثر من صلة، ومل تكن الداق ة يف تلك الردلة ملغية مجقال اإلنساناملوجودات األخرى اليت جتاور دياة الشانر، وشعره، فهي ت رك نقن قرب أن املوجود احلقيقي صادب اجلمال املطل البهي القذي بقب التعل يف مجالياته، والدهل من مصادرها هو أبع ما يكون نن وسقائل

عدا املعتادة، ولكده يف اآلن نفسه قريب ج ا من نقزنتدا احلياتيقة تقوق املتأملة.

01

مقدمة

ةني و ة ال ت ر و الب 1.1 ال ينانر أديب كمال ة للشب انيجربة اإلنن الت فكرة الكتابة إن

أو نابر خبط بسيط ن هاشاأو فةتكن ولي ة ص مل اجل يق أو ه األد داخقل ردقم تمن ها كانت بذرةولكد، األلفية ه ومواقفهقاتفيحبروطح الس ضطربا مب اق وإنمصايف األن أبيض مات وحميطلالى ثالثيوالقراءة ستمرامل العمل ألن، ثالث ذا ظلمات رمحا وج. أقولامل ونايت

كان مقن ها واجل ي مد ميع إص اراته الق انر وتتبدة ألنمال الشتج املة فكري يف القيام ب راسة حتليليق ة التضويب األسباب اليت خصبت بني أهمهقا زيح ندوت القار واملتلقي تداول ي انر يف مقصائ الش علونق ية جت ي وإنسقتويات التلقق م ايل قريبة من كقل عايل وجتعلها بالتق اسة التين ألنق ، األنماق وج وصايفنايت امل حميطا: ت. وأقولنأو تدو اختلفتليس هو فكقرة ، نلي جتاوزه الذي كان ري األكبح الت أن اكتشفت

ة املدقهج ة صقياغته ونونيق كتابة هذا العمل ذاهتا بق ر ما كان كيفيين وكقأن عرعلين أشق ذي جاألمر ال، ري نلى أثرهالواجب اختياره والس

لمقات وبقني الى ، بوالغر رقن الشجاه بينة االتصلة موزبو هل ربانوأخرى حييا فيهقا ، ةوحتيا املاد فيها اإلنسان وامل يذوبن نوبي، وروالد

ليس أمامه سوى أن سفيدة ربان وقررت أن أكون .ةاإلنسان وتفىن املادى ة اإلرادة دتق ة وققو اهلم لون حزامب ط دويتم اجل سان ر ننشمي

04

العدقب فيها خقريات تتكاثر إىل شاطئ األمان وبني ي يه شباك صليأخقرى أما من جهة، مك إىل أب اآلب ين. هذا من جهةوالس والقمح

مقا : ه هومكن لقار هذا االستهالل طردالذي ي ئيسالر ؤالالس فإن تدافرين فيما بيدهما وإنجتاهني مصلة هذا الربان بني ا بوالسر يف توز

؟ظاهريايف غقب سقؤال خخقر ير يف ؤال يكمناجلواب نن هذا الس إن

ويسعى حنق رقوالش، رقنن الش يبحث بالغر علمعرفة ما الذي ب فاحلر علب؟ وما الذي بالغر سقار جه من القيمني إىل الي يت العر

ه هذه احلركة؟ بقل أي ليمني؟ أي روح توجوالالتيين من اليسار إىل اكر البشقري كافقة كامل بني الفعى إىل هذا الترابط وهذا التفكر يس

بقا األرض؟ بقعة من ونلى كل، اإلسقالمي بقي ة هلا نالقة وشيجة بود ة الفكر العرها قضيإن

غم من بعض الفقوارق وود ة الثقافات واحلضارات األخرى نلى الرهبقذه فات يف الع ي من األخالقيات الواضحة فيها. واإلميانواالختال

الود ة نلى مستوى الثقافة الواد ة ونلى صعي الثقافات املتعق دة ال ته فضي إىل اإلقرار بوجود رؤية كونية تسير تراث اإلنسانية برمي شك فيقع دات. إذ ال ميكن إنكار ذاك اخليط الرا فيه من تبايالدىر نم بغضابط بني الثقافات الشرقية الق مية وتلك العوامل املشتركة اليت جتمقع الر

بني الثقافات األوروبية والعربية اإلسالمية نلى امت اد مرادلقها. وال صهر داخلها أديان التودي ؤية الشاملة اليت تدالر ل تلكأب ا جتاه كنمي

هلا بالتودي وبأنبيائه نالقة ال وفلسفات للمجيعها. وإن كانت هداك م ها ال تستطيعلكد، دامت قائمة نلى الوثدية والوساطة واخلرافةالكرام مار األقوام واألديان اليت املة إىل اخلال الواد يف تصوىرة الشأن تلغي الد

ن واإلنسان بشكل نام.ر الكوتعتم التودي وتصو

05

ت اآلن بصق ده أيهقا ين اإلهلي إذن هذا الذي أنر الكوه الفكإنومل بعل ميزة للتفرقة بيدقهم سقوى البشر ر الذي خل الفك، القار

تقوى القلوب. فهل بع هذا كله يتعين نلى ربان سفيدة هذه ال راسة املدهج نإ ود اجلغرافية والتارخيية كي يقولل ي يه باحلف ويكبأن يتوق

؟ وهل نليه أن يتجاهل ناملية فكر ياا شرقوإم ا غربياختار سيكون إماملدكر اجتاهاهتا أو أن ي ة يف كلأوائل العلماء املسلمني وسعيهم حنو الكوني

تقب وأنمقال فة األخقرى بك وسعيه حنو الضبقي ناملية الفكر الغرهذا ر وخيال؟تصو وجمل ات نن اإلسالم ونن العرب بشكل يفوق أي

بقي اجلدس األد: وذلك لسبب واد بوز يف مقام هذا البحث أب ا اله وي يك هو ليس من الدو الذي حتق للتجربة الشعرية اليت بني ي ي

، هانتماء نرقي أو إي يولوجي كيفما كان نون جغرافيا أو تاريخ أو أيويف من طابعه اإلسالمي الص وهذا نابع أساسا، ه لإلنسان فقطه موجألن

.مييدها إىل يسارها ومن فوقها إىل حتتها اإلنسان من روح خاطبالذي ي يف عىم قصائ الشانر أديب كمال ال ين زاخرة بأمساء تتوزم لذا جت

وذاك ) ( فهذا موسقى ، اجتاهات األرض نها واختالفها بني كلتدووذاك ، ضاءته البيوهذا "طاغور" بلحي، )ص( حموهذا م، ) ( نيسى

كاريديدقا" خنقا ذا "شاريل شابلن" وتلك "هرية وه"زوربا" برقصته الش قوهذه أم كلثوم أو كما مساها الشانر نفسه ب، ها "تولستوي"وصادب

هذا الثراء والغىن هم كثريون. كلوذاك البيايت وغري، "املطربة الكونية"هذا سوى أن أكسر بقي س يل يف كتاه ليودي مل يزدين إال قدانة بأنالر

بحر يف كقل ي بانا له أنبح رأص ديت وسانتها كيصلة سفيبو نقاربمع بقني وكي أج، ختلف اللغاتومب، زمن ووقت االجتاهات ويف كل

الدقليقة ق ية مبا فيهقا داهج الداملمختلف ج بني اورق والغرب وأزالش والسيميائية وغريها.تفكيكية الوالعقلية والصوفية و

06

مكقن دققا ي ي؟ هلهذا التح فهل من سبيل إذن إىل مواجهة؟ نعم هقو أو م أو أم إىل ديث ما من د بتجربة الشانرالتحلي

ة القيت أنتبره القشق ج من بطن نصاجلواب الذي يعقبه قل خخر خيراليت وضع فيها 1)إشارة أولئك(: وأقص به قصي ة، قصمت ظهر البعري

بقذلك حمقاوال ، مضجعه ضالشانر إصبعه نلى دمل لطاملا أوجعه وقعرية أو داء الققراءة اإلسققاطية يف د نصوصه الشتشخيص داء يل ن

ما أشار إليقه نإقال ي نة واملختلفة. واحل تفسري وحتليل قصائ ه املتدوفاألمر ، فقط املتلقيه وكن انتباره مسألة هتممي ال، ه هذاالشانر يف نص

ذلقك أن ، واد ون د من املتلقني ره بني مب أكرب وأنىم من دصوق أمساهقا ، بشكل نام والفينبقي ق مية ق م اإلب ا األدة اإلشكالي

وأسلوبياته : رو الدق واألدب بدىرية التلقي ومجالياته وأضيف قائلةمدىمهما ب ا للققار أو بقي أثر أد وأخالقياته. وال جمال لإلنكار بأن أي

هبا تأويله نه يدطوي نلى دالالت بعيدها يتقيفإ للبادث والداق غامضا، أول هذه احل ود اليت يىهر فيها هذا األثر ع واللغة ت، ويح هبا فهمه

حتويه هذه اللغة من نالقات هي اليت حتيل القار نلى ثقافقة ما ألنيء الذي يلزمه بتحري نو من املوضونية اليت الش، ودضارة جمتمع ما

به تفسري ي ندها. أما احل الثاين الذي يتقياوزها أو التخلمكن جتي الما ق حيويقه مقن غمقوض الدص وحتليله فهو بداء الدص ذاته بكل

اللغة إذن والبداء : أن ميألها القار دتىراوفراغات ق يضعها الكاتب م مها اللذان يلزمان القار بق ر من الوفاء ملقص الشانر ولطبيعة العصر

فيه جماميعه أو نصوصه الشعرية. لذا فإن والزمن الذي ألف األثر األد

وهو نص يدتمي إىل قصائ الشانر اجل ي ة اليت مل يتم نشرها ورقيا بع . 1 صفحها داليا نلى موقع الشانر يف باب )قصقائ ج يق ة(. وميكن ت

www.adeebk.com

07

الذي هو شأن هذه ال راسة لن نص الشانر أديب كمال ال ين وبالتايل ه فقط تقتصر القراءة نلى اكتشافه كما أن حيمل بني طياته معىن واد ا

ا ققابال نصنلى قراءات شىت جتعل مده يكون يف الوقت ذاته مدفتحا لن وضع له.تأويل ي ألي

بأم التج مجراه ومرأ ه خي رب لغفور رحيم 1.1للتجربة ابع الكوينل وهلة أن تشخيص الطق يعتق ال ارس ألو

ة حت يق ق جتعل من مهمق ال يناألدبية والفدية للشانر أديب كمال يقة احلسم فيه من خالل التصقريح بأمه مادام ق مت سهال املدهج أمرا

وفيةة والصق قليقة والعقليق الد تتفاوت بني مداهج متدونةزاوجة بني املالبادث لكن الغوص يف نوامل ال واوين املختلفة للشانر بعل، وغريهارفعه كي خخر بب ة دجابإذ مث، يكفي هذا ود ه ال بأن يكتشفل قسوة معقاول التدقيقب بثة وقارة تتحمن من حت ي أرضية تايتمك

نصقوص قارب هذا املعىن داخقل أو نما ي والبحث نن املعىن الكوين يكقي تفكال املدهج بأن أخريا لذا يب و من األمهية مبكان القول، الشانر

املشي والرقص يف ذات الوقت نلقى راط الذي سيتمصاجلمايل هو ال لتركيقز من ابادث أكثر من غريه ال كنمي هذا املدهج دباله. وذلك ألن

نلى البدية اجلمالية يف نىرهتا الشمولية ويف ما حتويه من نالقة بني الفكر وبني الكون وخالقه ، وبني العامل والكون، وبني الواقع والعامل، والواقع

د باجلمال املطل . لذا فإن تتبقع خثقار اجلمقال مادام هو ود ه املتفركانت هذه البديات سيكون هو ضالة هذه ال راسة سواءوخمتلف بدياته

ورة الشعرية ومصادرها املختلفة أو بالبداءات الفدية وأنوانها قة بالصمتعلدون التغافل نقن البديقة اإليقانيقة ، مبا فيها ال رامية وغريها الع ي ة

ق أيضقا دصوص مع التطقر للال اخلية ىقة باملوسيقوخاصة مدها املتعل

08

ية الفدية التشكيلية املتجلية سواء من خالل ألوان الدص اخلارجية أو للبدوهذا كله هب ف الوصول إىل الذهدية اجلماليقة لق ى ، ألوانه ال اخلية

ومل يزل حيقاول داول من خالهلاوكيف ال ينالشانر أديب كمال يف ذلك نلى دها مرتكزاكوامتق مي نالقة ج ي ة بني ظواهر األشياء و

الفكر واألدب اإلسالمي الصويف من كدوز تدهل كلها من معقني ما يف ق نلى هبائه ومجالقه اجلمال الكوين ومب نه اجلميل البهي الذي ال يتفو

مب . لذا فال نجب يف أن يكون العش هو خرقة الشقانر أديقب خرقة ونصا جعلتقا مقن ، وتكون الرمزية اجلمالية نصاه ال ينكمال

من أشكال التعبري اجلمايل مل حيققه أد ج ي ا جماميعه الشعرية شكال. لذا فإن جتربته الشعرية احلروفية املواقفية ال ميكقن 1من شعراء نصرهها موقف نإفحسب بق ر ما ميكن القول ندها فديا أدبيا انتبارها أسلوبا

.مجايل رودي من العامل والكون وخالقهما معا د عأم ت سري

ال كتور مق اد رديم بشأن فرادة التجربقة األدبيقة ما كتبهاطلع نلى 1: للشانر أديب كمال ال ين يف املق مة اليت افتتح هبا كتقاب احلقرويف

بدقان ل، املؤسسة العربية لل راسات والدشر، احلرويف، جممونة من الدقاد .9 ، ص7002

09

فصل األولال

مم خلى الج ريق طال

مم ي الج 1.1

عىم له يف مكت ب اخحتر مجيال مدىرااإلنسان كلما رأى اذاملي دقاالت أخقرى وف، قةهشة والراشة من ال احلاالت مشانر جي

خول يف مق ارات الغيبقة مقود والق موض واجله شعور بالغانتابلقه تأم حمقط صبحالذي ي و ضوامل ما ألنؤال؟ ربوالتطلسم والس

وت أو الصق ، ائحقة الروعم أو الط، اللونوكل من الش وتفكريه لهثري والالدركة ما يق الالطعمأو ، الاللون والالرائحة وأ، الالشكلو

حاولقة نليقه م ة بشكل يترتقب الفعل الوج اني دودأنوا ر كلسيس املتداغمقة خم من األداالض هذا الكم التعبري نن كل اإلنسان

وإمقا ، الصمت نربا يدجح نرب الكلمة أو فإم، واملتداقضة فيما بيدها . لكقل نرب املوت ادتراقا بدور اجلمالوإما ، كون أو احلزننرب الس

التجربة اجلمالية من أققوى أنقوا التجقارب هذه األسباب تىل إذ من خالهلا يقتم ، ها وطأة نلى نقل وقلب وفؤاد اإلنسانوأش

ركات اجلمالية بكافة أشكاهلا وألواهنا من خالل ي املالتعبري نن ون اهرة والباطدة.معية الىالوظيفة البصرية والس

عور به وثانيهما اسقتيعابه مبردلتني أوالمها الش رماجلمال ي وونييوج بيدهما فاصقل ومها معا مردلتان مت اخلتان وال، واالستمتا به

11

. وهذا الوني يكون يف 1به مباشرة يشعر باجلمال يستمتعفما إن ، زمينناهيقك نقن ، ها العامل الدفسية أمهبعوامل ن احلاالت متأثرا كل

نوامل أخرى ش ي ة االرتباط باجملتمع أو باحلقبة اليت يعيشها اإلنسقان ودانية. ويع اإلنسان الفدقان ية والرال يدأو مبختلف معتق اته مبا فيها

عمي اس مسئولية نن التعبري الأكثر الد، ية واإلب انيةانتماءاته الفد كلبلذا فهو معين أكثر من غريه ، ة بشكل نامنن التجربة اجلمالي اخلالقو

ة وضرورات اجملتمع بالق رة نلى حتقي التوازن بني الضروريات الدفسيوالتققاط ع الفكقرة وممارسة هذه األخرية بشكل إنساين قادر نلى تتب

اإلشارة اإلب انية مع امتالك الق رة نلى التحليل والتركيب والتققومي والتأليف والتقييم إليصال ما استونبه من مىاهر مجال الكون وإظهاره

الفدقان إذا كقان وباهر وبقار . اس يف شكل إب انيلغريه من الد، ااملستونب للجمال واملدتج له يف شكل خخر من أشكال اجلمال مب ن

يف املبق مقه قيمة ملا يق إذ ال يكون مب نا هو اآلخر.املتلقي فإن غياب املتلقي.غم من كون الع ي من املق ارس ه نلى الرر اإلشارة إىل أنوجت بعلم اجلمال ق داولت التقليص من دور اخليال واإلهلقام يف اليت هتتم

شكل مقن األشقكال بأي مكنه ال يإال أن، نملية خل اجلمال الفين ضوره القويمكن نفي العقل ودكما ال ي، ة اإلب انيةمن العملي هشطب

ة يف كل خطوة من خطوات تبكل ميكانيزماته التفكريية والعقالنية الثاب ما هو مجيل. ة اخلل اإلب اني لكلنملي

خالق هقو واإلنتاج يف إطاره كفن، واجلمال جزء من الفلسفةنرب اخليايل ولكن لإلنتاج العقلي الذي يتم صورة لإلب ا ليس فقط

، دار اآلفقاق اجل يق ة ، فصول يف نلم اجلمال، نب الرؤوف برجاوي 1

.101 ، ص1991بريوت

10

مكن تلخيصها يف االسقتع اد واإلفقراو والتبلقور ات يأربع نمليال يف نملية إنتاج الشيء الذي يؤك ما لإلرادة من دور فع، والدسج

العمل اإلب اني من خالل الوني اإلنساين بىاهرة اجلمال وكدقهها لك من التجربة الشعرية اجلمالية الرودية الفدية العمي وال أدل نلى ذ

األدبية اليت من أجلها كرس هذا الكتاب واخلاصة بأديقب كمقال الشانر الصويف الذي وهب نفسه ونقله وقلمه وقرحيته وكل ، ال ين

نلم اجلمال املطل أو نلم اجلمقال : جوارده ألمسى نلم يف الوجود اإلهلي.

مم الج يح خي اهلل جميم

وتعاىل باجلمال والعش كانت وال أن معرفة اهلل سبحانه ال شكلة وقيمة ند اخلال دقزتزال وستبقى من أرفع وأنىم أنوا املعارف م

إذ ند ما يرفع ، من نبادهمخلصني ز للوب ون مدا تبوذلك ألهنا وههبذا الدو من البار برمحته اإلهلية احلجب اجلثمانية حيصل ملن خيتص

ى بالسلب واجلذب واخلطف فيقع االصقطفاء ويصقبح العلوم ما يسمب نه ويفىن يف حبقار للحضرة اإلهلية فيعش صانعه وم العب العالم خالسقن والقوداد و ليتحق له البقاء يف د ائ الكمال واحلهبائه مث يصح

ولكن وسعين قلب ما وسعتين مسائي وال أرضي؛ بفضل سر قوله تعاىلب وإذا تققر مده ذرانا بتتقر ب مين شرباالذي إذا تقر، نب ي املؤمنم وإذا أتاين ميشي أتيته هرولة. هكذا هو العال بت مده باناتقر مين ذرانا

ن صاح "أنا احل " ن زمرة مباجلمال والعارف بالعش الرباين فإما هو مفعشقت مث بقي فمت مث جددين بقي "جددين : ن هتفن مجمع مأو محو وسقألين أدقوايل ين ندي ونده فغبت مث أوقعين يف درجة الصدجد

فداء واجلدون بك بقاء واجلدون نين وندك ضقياء بقي فقلت اجلدون

11

أو من فتية كهف "اجتمعت احلقاء 1وأنت يف كل األدوال أوىل بدا"ع من بقني أمسقاء ميل يغرابة يف كون اجل . وال2بالباء فكان الكون"

الصفات األكثر حمبة وتأثريا يف قلوب العارفني وق ص ق خري األنقام سبحانه ال مجيل يضاهيه يف 3))إن اهلل مجيل حيب اجلمال((: ديدما قال

هم نلى رجل واد مدهم وكقانوا كان مجال اخلل كل اجلمال بل لوإىل مجال اهلل بل لكانت مجيعهم بذلك اجلمال ملا كان جلماهلم قط نسبة

مس )وهلل املثقل رم الشسبة أقل من نسبة سراج ضعيف إىل دذاء جالد 4األنلى(

ة أمساء الصفات اإلهلية ال ائرة يف ومن صفة واسم اجلميل تدبع بقيسبحات إذ جلمال احل ، فلك الدور واجلاللة والىهور والكمال والبهاء

ه وإال ما كان قال نليه أفضقل من الدور من نايدها ادترقت نني سركشفها ألدرققت سقبحات هلل سبحات من الدور لو)صالة وسالم )

وكشف اجلميل جلماله هقو مققام 5وجهه ما انتهى إليه بصر خلقه((فيه تلوح أنوار احل وتتزادم داخل قلقب العقارف ، للشوق والعش

مل امللك غابات من املعارف الشعشعانية كي ت ل نلى الود انية من ناونقلقه ، وقلبه زجاجة، فيصري هبذا ص ر العارف مشكاة، وامللكوت

قاسم حمم : حتقي وتق مي، اجملمونة الصوفية الكاملة، أبو يزي البسطامي 1

.29 ص، 7002دمش نباس، دار امل ى، .42 ص ،1991بغ اد ، 1ط، مطبعة اجلادظ، نون، أديب كمال ال ين 2مقن ، حترمي الكرب وبيانه: باب، ( يف اإلميان91أخرجه مسلم ): صحيح 3

، وجابر، وق أخرجه أبو أمامة وابن نمر -ض -د يث ابن مسعود (.1743 - 1221كما يف صحيح اجلامع )، وأبوسعي

املكتبة ، أمساء اهلل وصفاته العليا من كتاب ابن قيم، نماد زكي البارودي 4 .121 ، ص7000القاهرة ، 1ط، التوفيقية

"إن اهلل ال يدام". رققم : رواه مسلم يف باب قوله نليه الصالة والسالم 5 (.199احل يث )

11

ال يدط إال بكلمة التودي اليت تورق ب اخله شجرة زيتونة ال مصبادااليت أورقت وأيدعت خلةشبهت يف سورة إبراهيم بالد، شرقية وال غربية

كدت)): واخضرت ديدما قال البار سانة الكشف والىهور ألدبابهف بع ذلك من حبار الكقاف ف(( فغرأن أنر فأدببت خمفيا ادقزك

والدون وحميطات احلاء والباء غرفتني وصبهما يف إناء الق رة واسقتوق احل وثية فصقار ج دوله زب ة فالتهب اإلناء وتأجحتته نار العش واحملب

اللقه نور يه ي نلى نور ،نار تمسسه لم ولوضيء بدفسه ))هو هو امل ور بل هذا اجلمال والعش الذي فنت كقل هذا الد .1((يشاء من لدوره

ر كقل مكده سوى أن يثري الفضول داخل فكق ة ال يأهل العرفان واحملب خلاصة بالشانر أديب كمال الق ين ة اجربة اجلماليلع نلى التبادث اط

بالشقانر اهلل غبة يف معرفة كيف فعل مجالإىل الركي يدتهي به األمر ث فيها سوى نن ال يتح ديوانا 11هذا ل رجة أنه أب للقار كل

اهلل واسم اهلل ومجال اهلل؟ هذا ما سيطلع نليه نرب القادم من صقفحات هذا الكتاب.

قطة والحرفرور الن 1.1نلى والعامليبقي العرورة يف األدب قيل الكثري والكثري نن الص

هتمقام الأوائل فطادلة نقاد الغرب مل يبق أوا يف ا ويب و أن، واءالسورة إال ند العق الثالقث مقن الققرن مبفهوم الص واحلقيقي الفعلي

ورة مزي للصعي حنو تأكي اجلانب الرالعشرين هادفني يف ذلك إىل الساجلانب اللغوي اجملازي بوصفه و، كان أم نثريا شعريابقي يف الدص األد

ندصرا جوهريا يف الدص ونامال رئيسا يف املعىن والبدية.

.11خية ، سورة الدور، القرخن الكرمي 1

14

عقق الداققق ة اإليليزيققة "كققاروالين سققبريجن" وت(Caroline Spurgeon) يف االنتدقاء من أب من الدقادمن بني أهم

سقة ة ل راة واإلب انيق بالصورة الفدية ديدما وهبت كل طاقتها الفكريا أسفر نقن ىري ممقطع الددبإخالص م 1ور الشعرية ند "شكسبري"الص

ج ي ة جعلته يطلع من خالهلا نلقى للقار أبوابا ذهلة فتحتنتائج مم التجربة الفدية واألدبية الفذة هلذا األديب اإليليزي ونلى نقليتقه ن

.2وده اإلب انيةاجلمالية وراحلق يث بققي سات األدبية يف الدق العررابال ا فيما يتعل أم

إىل دق بقي ورة فهي مل تتخلف زمديا نن قريدتها يف األدب الغرللص ندها من ديث العداوين التقلي ية اليت يغلقب وإن اختلف البعض، كبري

فيقه ربقط بشكل يتم، ور البالغي والبياينابع التراثي واملدىنليها الطفرد من دصر مة" أو "البيانية" وأديانا أخرى بعورة بصفتها" البالغيالص

العداوين ت ل نلى دراسة التشقبيه أو االسقتعارة أو فتج ، نداصرها

ال راسة الدق ية املعدية باألمر يف هذا املقام هي القيت ومستقها الداقق ة 1 Shakespeare’s imageryورة الفدية ند شكسبري وما تدبئدا به )بالص

and what it tell us بإنكلترا نن جامعقة 1911(. وق ص رت سدة كامربي ج.

"إدوارد قاألول ل: وق تال هذه ال راسة حبثان نلى ق ر نال من األمهية 2( وفيه مت التركيز نلقى اخليقال Edward Armstrogخرمسترونج" )

املوسوم خبيقال شكسقبري بانتباره مرادفا للصورة الفدية وهو الكتاب (Shakespeare’s imagination) ، وولفجقانج " قأما الثاين فهو لق

ورة ندق تطور الصق ( وحيمل ندوانClemen Wolfgang) "كليمنوهي ، (The development of Shakespeare’s imagery) شكسبري

راسة اليت قادت الداق إىل تتبع تطور وظائف الصورة ند "شكسبري" ال يف للود ة العضويةا للتطور العام لرواياته ال رامية من خالل دراسته وفق

.األنمال الشكسبريية

15

االتسقا ورة الفدية" ديقث جاوز ن د مدها ذلك إىل "الصوي، اجملازب اللة الصورة إىل ما رواء اللغة اجملازية من أمناط ومنقاذج ورمقوز أو

بققي ورة بقالدو األد ربط الص يان أخرى يتمويف أد، صور ذهدية .للدص

من هي جتسي لشعوره املت ف، ال ينورة ند أديب كمال والصددايا جتربته الشعرية اليت تفانلت يف نفسه نرب سدني طويلة من اخلربات واملكتسبات الشعورية واحلياتية بشكل جعل مده بوثقة نار ونور انصهر

اه ومل يزل من مشانر حموال إياهقا إىل كلمقات ما انتر ب اخلها كل ة تتشكل يف إطار التجربة بواسطة "الت ف الثر لكلتصويرية ناطقة دي

فيه ن ز يخ نوويا محضا صور الشانر أصبحت معه ت فقا 1ملذات اللغة" املعلومات اخلاصة بقصي ته مبا فيها ال كل ية والتارخييقة والسياسقية ث را ت أدل وال ، ة والصوفية واألسطورية والطلسمية والدفسية والرودية ي ال يد و

الب لباب ا مفتاد تع اليت 2 نلى ذلك من قصي ته )الكثري من الصور( والفدية اخلاصق لع ي من القضايا اجلمالية من دخوله لكشف أغوار ا ة

ها الصورة الشعرية ند أ ختلف التقديات واألدوات اليت تقوم نلي مب ديب وذلك ألن هذه القصي ة بالذات تطرح ، كمال ال ين إشكالية تعامقل

ورة كمفهوم نام وكيفية انتباره هلذه األخقرية قدانقا الشانر مع الص ء. لون أو غطا عبر ندها ب ون أي ى أن ي خيفي وراءه احلقيقة اليت طاملا متد

وكون هذه القصي ة ستكون م خال فهذا يعين أهنا ستمه ملقا سقيتم الي نليه نربها من اخليوط األوىل املوصلة ملاهية الصق وضع ندق ورة

اجمللقس األنلقى ، ترمجة حمم خي البقاني، لذة الدص، روالن بارث 1 .19 ، ص1999للثقافة

ال ار العربية للعلقوم ، أقول احلرف وأنين أصابعي، أديب كمال ال ين 2 .41 ص، 7011ان لبد، بريوت، ناشرون

16

واإلب اني. بقي ويف فقط ولكن مبفهومها األد ال مبفهومها الص الشانر بالصقور ال ين ه سيحاول يف الب اية فهم ما يعديه أديب كمال لذا فإن

وء نلقى املسطورة داخل أدرف هذه القصي ة مث بع ذلك تسليط الض خمتلف مستويات الصورة األدبية والفدية للشانر وهو ميخق ر نبقاب

حميطات احلرف والدقطة. :يقول الشانر ،"التقطدا معا

،يا ص يقي احلرف الكثري من الصور التذكارية

قرب اجلسر

وقرب باب امل رسة

وقرب حمطة القطار الدازل إىل اجلحيم.

ونلى مائ ة الدقطة

ر بالشوقوكأسها املت

التقطدا صورا نارية

،إال من األمل ،صورا نارية إال من صرخات الليل صورا نارية إال من قميص اهلل.

،نعم التقطدا صورا ملونة

بلون الغروب ند البحر

أو بلون األمطار األستوائية

أو ملونة بغيوم الشتاء البعي

أو بىالل الدساء

17

أو بدور الشمس

وهي تتعرى نلى امت اد احمليط العىيم.

،هذه الصور تسميها أنت ،وأنت نلى د تسميها قصائ .

وأنت فرح هبا

ألنك ابتكرهتا

وكدت فيها الىاهر والباطن.

أما أنا فسأموت دون أن أكتب

قصي يت اليت أقول فيها احلقيقة نارية

،دون صور دون صور من أي نو كان!"

وخالية من أي فقخ ، تب و القصي ة يف ظاهرها بريئة د املوتها هقذه وبراءت، به الشانر نن قص أو غري قص للقار يكون ق نصة تقوم نلى التشكيك يف داجة إىل قراءة مضاد مدها نصا هي اليت جتعل

دقع ب اخله بيتا بيتا كي يتم الكشقف املعريف وتكون احمللول الذي ست ور مجالية.موز وص ثداياها من ربني انم

ييا ديديقي /، التقطنا معيا ": يقول الشانر يف مطلع القصي ةوقيرب بياب /قرب اجلسير /الكثري من الصور التذكارية/، احلرفما أنطاه " وهي مقاطع يب و فيها الشانر وكأنه خياطب ص يقااملدرسة

يقا يحتمقل أن مسه احلقيقي. صاي به مسا ربما يكون ومهيا كي يغطاوالذكريات البعيق ة وشاركه اللعب يكون ق نرفه مدذ سدني الطفولة

األبيات اليت تلي مباشرة هذا اجلزء ند اجلسر وند باب امل رسة. لكنانر من أفكار ومعلومات الش وكأن كل ما ق مه له جتعل املتلقي يشعر

18

أو كأنه أمام سلك هي اآلن نلى وشك أن تدسف الواد ة تلو األخرى صع بتيقار ه املبللة مباء البحث دىت تبه ي كهربائي نار ما إن متسك

:دارق يول ب اخله سيال نارما من األسئلةث الشانر؟ بل وكيف هلذا القطقار أن نن أي قطار يتح -

طفلني ص يقني مازاال نلى نتبقات امل رسقة إىل بيسافر اجلحيم؟

ة ومن أو ما تكونه هذه الدقطة؟كيف تكون للدقطة مائ -مع هقذه يقني أن يلتقطا صورامكن هلذين الصبل كيف ي -

الدقطة وهم دول أو فوق مائ هتا؟ور اليت ى الصمادام ق مس، ي هو شانر أيضاهل هذا الص -

التقطها مع ص يقه بالقصائ ؟بني ثداياه هوية شانرين أد مها يكتقب وهل الدص حيمل -

لقصائ والثاين مازال مل يكتب قصي ته العارية إىل اليوم؟استفهام هذه اال نالمات يؤسفين أن أقول لك أيها القار أن كل

مدا أنت وأنا مل د ما بعي ا أو سرابا ها تب و ومهاألن، رجىها تفائ ة مد الصورة التقطها الوني الشانر وق مها لك مفتادقا ي نا نلى أهم نضع

ن من دل لغز قصي ته هذه بل قصقائ ه ة كي تتمكنلى طب من فضورة اليت يسميها أهل البالغة والدقق بالتشقخيص أو وهي الص: مجيعا

ة وذلك ألنه مشى نلى هنج تقديقة نققل الكائدقات احليق ، األنسدةاملختلفة من ناملها احلسقي إىل نقامل باحلواس كواجلمادات اليت ت ر

ناطققة فتصقبح شخوصقا ، فيه صفات البشر تسبدسي ج ي تكفهقو شقخص ، بط كما أصبحه "احلرف" هدا يف قصي ة الشانربالض

يتبادل احل يث والذكريات مع الشانر نن قصائ ه الع ي ة أو صقوره اليت التقطها والشانر يف مواقف ومرادل دياتية خمتلفة ومتدونة.

19

" اليت التقطها جوهر هذه "الصور فمن يكون هذا "احلرف"؟ وما مع الشانر؟

:د. نب اإلله الصائغ يف كتاب )احلرويف( .يقول الداق أخل شعريته اخلاصقة مقن ال ين"استطا الشانر أديب كمال

جهة التعامل ال ؤوب مع احلرف والدقطة دتى أنسن احلرف وأنسقن الدقطة! فأنت ال تقرأ درفا خالصا كما تراه أنت أو أنا! وإمنقا تققرأ

والتماهي مع احلرف كما يراه الشانر! وليس مثة سوى التشفري أديانااحلرف أخرى ومتجيز احلرف ثالثة يف فضقاء الهنقائي تتودق فيقه األصوات واملرئيات واملشمومات واجملرات واحلبيبات دتى يعسر وضع د ود بني احمل ودات! إذن )احلرفدقطة( باختصار واتسا ش ي ين نامل

قصي ة أيضا نامل احلرفدقطة! احلرف كل شيء وكل شيء القصي ة والاحلرف! السماء درف واألرض كذلك! القتلة دقروف واملقتولقون دروف! احلبيبة الطاهرة درف واللعوب الغادرة كقذلك! الثدائيقات دروف الليل والدهار املوت واحلياة اإلب ا واألتبا درف! ليس مثقة

ل املشكلة يف مشغل القصي ة! أن مشكلة نلى مستوى الرؤية! ولكن كحتول احملسوس جمردا واجملرد حمسوسا! أن تؤنسن مفردات الطبيعقة أو

1"عي مفردات اإلنسان إىل الطبيعة!تعضقلة امل نإلق ص ق د. نب اإلله الصائغ ديدمقا ققال ، نعم

اذاهتا بانتبارها جسق نصوص أديب كمال ال ينالكربى هي مشغل يصوغها الشقانر تصويرية بعضها كلي وبعضها جزئي ود ات يضم

ها ود ات تعبريية صغرية متثل وكأن باالست ناء الوج اين فتصبح أديانا

مقن ، "أديب كمال ال ين ومشقاغله العتيق ة "، نب اإلله الصائغد. 1، 7002بقريوت ، املؤسسة العربية لل راسات والدشقر ، كتاب احلرويف

.21ق 41 ص

11

مقن تصقوير أخرى تصبح جزءا لقطة فدية تصويرية خاطفة وأديانابقة وشق ي ة التعقيق ب أكثر مشولية تتشكل ب اخله صور مركمرك

ها هذا الدص. الصور اليت ضموبعي ة األثر كما هو احلال يف ؟و"الدقطة" ثانيا ما الذي دفع الشانر بأنسدة "احلرف" أوال

ة ريحتليل اللقطات الفدية التصقوي للجواب نن هذا السؤال سيتم :وتعقي ا مث بع ذلك الصور األكثر تركيبا اخلاطفة أوال

:يف ب اية الدص يقول الشانر ،"التقطنا معا ،حلرفيا دديقي ا

الكثري من الصور التذكارية" التقط + نا + معا ●

هداك بني الفعل ونون اجلمانة أية مسقافة أو من الب يهي أال تكون"معا" قانر لوإضافة الش، فالعالقة محيمية ومتماهية ل رجة الذوبان، فاصل

هذه ، ربى بيده وبني احلرفة الكب افع التأكي نلى درجة احلميمي هي إال ما ضيف نبارة "يا ص يقي".ديدما ي ااحلميمية اليت تصبح أكثر وضودا وجتلي

:والدتيجة املتحصل نليها ميكن تشكيلها إذن كما يلي نا+ التقط

مل لكن )الشقانر ، رنة يف ختزين الصورنلى الس الفعل هدا ي ل هو دقيقية أم تصوير خلة ن سة هو املصور"( هل العدصر" نن يتح ث

اجملردة؟ العني سةن ويف هذه احلالة من كان يصور من؟ هل الشانر هو الذي كقان يصور احلرف، أم العكس؟ أم أهنما معا )مادامت "نا" هدا ت ل نلقى املعية واجلمانية يف القيام بالفعل ذاته( كانا يصوران صورا كل بعيده أو

كل بآلته التصويرية.

10

معافهي وإن كانت من ، عا" مشكلة دقيقية هدا"م قيب و أن هذه الونالمة نصقبه مدصوبا« جمتمعني»مبشت مؤوال الدادية اإلنرابية داال

لقه كاذبقا داال تكون تمل أنحامل نفم، والثانية للتدوين االفتحة لفى :ة اليت سبقت اإلشارة إليها قبل قليلسف نالقة احلميميبزيفه هذا أن يد

ل ق القتقط لودق ه طرف من أطراف الفع ترض أن كلولو افثدني خمتلفقة واد من اال ور كلأن تكون ص ج ا مكنفمن امل، صوراعيقة رفققة أو عية هدا مضا أن تكون املائز أيور اآلخر ومن اجلنن ص

"يا ص يقي احلرف". صبح بذلك نبارةل فتعحبة يف القيام بذات الفصكن انتبار هذا األمقر مختلفة. فإىل أي د يم فسرياتمحالة أوجه وت

؟صحيحا :انر ويقولكمل الشي

"الكثري من الصور التذكارية" ●وبالتايل فإن العالقة اجلامعة بقني ، ور كثرية ومتدونةيعين أن الص

ور.ول وامت اد فعل التقاط الصت نلى طرفني استمرالطا من طابع احلميمية والقرابة ما بعل دىت نبارة "التذكارية" هدا هل

القار يتساءل نن نونية ودرجة هذه الص اقة اليت راكقم الشقانر وص يقه احلرف ب اخلها ونلى طوهلا كقل هقذه الصقور أو هقذه

الذكريات. ور؟ه الشانر هبذه الصما الذي يقص

الئحقة مقن ؤال القل فيسردنن هذا الس الشانر سريعا بيبإذن : تلققي مي كرة حت ي زماهنا يف ملعب املكاهنا ويرور وحي د مالصقرب حمطقة القطقار /قرب باب امل رسة/سراجل بور مأخوذة قرفالص

نلى مائ ة الدقطة وكأسها املتر بالشوق./الدازل إىل اجلحيم

11

دصر خخر ومعلومقات لكن ليس هذا فقط فهو مي املتلقي بعمقن /ها ناريقة )إال( مقن األمل فهي مجيع: ورصأخرى نن هذه الملونة بلقون نفسه الوقت يفمن قميص اهلل. ولكدها /صرخات الليل

بغيقوم الشقتاء /سقتوائية الغروب ند البحر )أو( بلون األمطار األى نلى امت اد احملقيط بدور الشمس وهي تتعر/بىالل الدساء/البعي

العىيم.، ةندصر نلى د للتوقف ند كل وقتال انه دهذا يعين أن كل

اخلقتم مث سقيتم ، دصر الزمانبعدصر املكان ك ال نلى ن وسيب أ أوالرفقة حقاول مع ر سؤال خخر يواللون نب يرري العصبالتوقف ند ند

مكقن ي فكي أي، تداقضنيدصرين املع بني هذين العكن اجلممف يكي لونة؟يف الوقت نفسه مون نارية وتك ور أنللص عنصر املكان ●

اجلسر باب امل رسة

قرب حمطة القطار

الدازل إىل اجلحيم

نقة "باب امل رسة" هو مفتاح هذه املعادلة املكو تعبري و أنيب

واملضمون. فامل رسة ك ال لغقوي كلشمن ثالث صور خمتلفة الن سدوات الطفولة الذي يب أ م التعليم األويل وثقايف حتيل نلى فترة

مرادلها وصعوباهتا الدفسية والفكريقة راهقة بكلودىت سدوات املوالرودية. إذن فمن ال ال املكاين أصبح اآلن باإلمكان التح ث نن

11

املتعل يف اجلزءال ال الزماين. وهو األمر الذي سيسهب يف معاجلته بالعدصر الزماين.

لشوق.مائ ة الدقطة وكأسها املتر با على

هل هذه الدقطة امرأة؟ هل مائ هتا مائ ة مخرة؟ إذا كقان األمقر كذلك فمن هم ن ماؤها؟

واب نن هذه األسئلة وحماولة وضع اليق نلقى مفقاتيح اجل إنمكدونات هذه الصورة يف معزل نن بقية أبيات الدص يع حماولقة ال

االكتفقاء ألنذلك ، نقباها وحمكوم نليها بالفشل مدذ الب اية م تح تأويل وال قطة يف هذا املقطع لن مي املتلقي بأي تفصيلبصورة أنسدة الد

مان دقىت دصر الزمن األشكال إىل استخراج ن ولن يقوده بأي شكليودي مدذ الوهلة األوىل مبردلة أخرى من دياة الشانر وإن كان األمر

ة املوت وجها لوجه تلت مباشرة سدوات قسوة الشباب واحلرب ومقابل ر.ألكثر من مرة وبشكل متكر

:انر أبياته ويقولمل الشكي نارية صورا "التقطدا

،األمل من إال ،الليل صرخات من إال نارية صورا ".اهلل قميص من إال نارية صورا

قراءة هذه األبيات مت القار بعداصر ج ي ة يتوجب التوققف :ندصرا ند ها ندصرا

وهو يتمفصل إىل ثالث درجات تصقان ية : ريدصر العن -حتقت ل )مانتبة اجل تتجاوز ب اية نتبة اللباس )الغطاء( مث

14

الغطاء( وبع ذلك نتبة اجلس ال اخلي كي تتوقف ندق : ور ديث يوج اخل( أي قلب وروح الصدرجة )داخل ال

قميص اهلل./الصراو/األملدافذة يعين أنه مت العثور نلى ندصقر الوصول باألبيات إىل هذه ال

ة "الدقطقة" ث نقن هويق االنطالق حنو البح من والذي مده سيتمالز ما الشانر هبذا الشكل العجيب.ما وشخصهو"احلرف" اللذين أنسده

عنصر الزمان ●فولقة أو ور وهي مردلة الطن ب اية التقاط الصمحت ي ز لق مت

أت أسفار الشانر وص يقه احلرف. لكن ديث ب "باب امل رسة" قرب ماذا نن "اجلسر"؟هو إال ذاك الربزو الفاصل بني سدوات دياة الشقانر اجلسر ما

ولعلها إشارة لب ايقة ، األوىل والسابقة نن زمن مردلة التعليم امل رسيمه علت الذي رأى فيه الدور نلى ي منالقة الشانر باحلرف داخل البي

أول ا شرب مدهيتالبئر ال يزل وال ه الذي كان ومل أو "احلرف األكرب" كأس دروفية.

زمن : أصبح من اجلائز اآلن بع هذا التصريح احل يث نن زمدنيامل رسة. ومها معا يشريان إىل الطفولة وب ايقة سقدوات زمن البيت و املراهقة.

سدوات الشباب يشري إىل ماذا نن القطار الدازل إىل اجلحيم؟ إنهمقوت األب بقني }: جتارب الطفولة القاسية ثقل من هابقس بكل ما

ي ي الشانر الطفل املراه خنذاك )طالع املزي من التفاصيل نن هذا احلوار القذي يف باب دوارات ونلى وجه اخلصوص يف نص احل ث

طارتو أول دب فشلأجراه معه األستاذ نب الغين فوزي( وجتربة بكل و .{ب يوان تفاصيل( "دب"قصي ة نىر ا) ب ون نودة.فراشاته

15

، نلى قلب الشقانر ها قسوةخالهلا من جتارب أخرى أش د ث ماالكلمقات من نلى ذلك أدل وال، العراقية - جتربة احلرب اإليرانية

ويف ": احلوار املشار إليه قبل هديهقات نفسالتالية اليت صرح هبا يف اقية اإليرانية. وكان مشه احلرب العر: التقيت بقتلى احلرببقي شبا

دقني يشقت -القتلى القادمني بالعشرات بل باملئات بل بقاأللوف كان املوت نشقطا جق ا يف .يقلقين بل ميزقين من األنماق -أوراها

رؤوس الشباب من اجلدود العراقيني ومن اإليقرانيني ، دص الرؤوس !هةنققز احلرب أيضا. ملاذا؟ كانت األبواق اإلنالمية العراقية تصور

-نتصارا تارخييا! وكان نلي أن أصف املوت وأتعايش معهاوتصورها في مالحمه يف قصائ ي لتستطيع القصقي ة أن وأخ -فأنا جد ي أيضا

ت ش ي ة ترى الدور يف زمن الربوباكد ا اإلنالمية الشريرة اليت استمر ( لتدتقهي احلقرب 1999 -1990) خب يف درب نبثية ما بنيالص

بصيغة ال غالب وال مغلوب. واحلقيقة الصارخة كانت تقول خبسارة البل ين خسارة هائلة إذ مات املاليني من اجلدود وأه رت املليقارات

وإذ خرجت من احلرب سليم .من ال والرات لشراء األسلحة الفتاكةإذ بققي، اجلس لكن شيئا ما ق مات يف داخلي! لق مقات شبا

ن أمجل سدوات نمري يف مؤسسة اجليش الغبية أنفقت نشر سدوات م "!ودرب العبث األغىب هذه

بقي اآلن احل يث نن ندصر خخر من نداصر اللحىات اليت التقط )انىر نبارة "صرخات ، إنه الليل، فيها الشانر وص يقه احلرف صورمها

فالدقطة إذن تستضيف ن ماءها ليال وتسقيهم كأس الشوق يف ، الليل"(والصراو وحتت نني اهلل وقميصه. ما معىن هذا كله ومىت دضرة األمل

حماولقة ف الشانر وص يقه احلرف إىل هذه الدقطة؟ هذا ماسقتتم تعر ل إليه نرب اآليت من الصفحات.التوص

16

الليل إذن هو ردم الدفحات الربانية ومهبط األسقرار الدورانيقة إهنم ن امى رموا ، لكن ليس أي أخالء وال أي ن امى، وجممع األخالء

ثوب وكل نال أو داجز وراء ظهورهم ودخلوا حمراب الدقطقة كلهذا إشقارة إىل نارين من كل شيء إال من اهلل واألمل واآله. ويف كل

أي املردلة اليت لبس فيها خرقة العرفان ، املردلة الثالثة من دياة الشانر. 1ر مقن دقوار أو كما مساها هو بدفسه "سدوات الثمانيدات" يف أكث

وقف هذا األخري بني ي ي ربه ، بني ي ي العارف والليل إذا جاء واقفاشيء دقىت وصرف نده كل، وق رمى وراء ظهره كل نلم وصورة

بني العارف ديدما يقف الليل ول الرباين. أي أندقزيتمكن من رؤية الهقذه معلوم يف نليه أن يلبس خرقة اجلهل )قميص اهلل(. لذا فال، ي يه

جتلى يف دضرة الليل مىتالوقفة إال اجلهل الذي هو احلجاب األدىن هلل أو دضرة السكون الذي يصبح فيه العارف طو الشهود الود اين غري

يأخذه البالء الذي هقو درمقان ملتفت إىل نلم أو إىل صورة دىت ال العارف من اهلل ومن جملسه ورتبته ونوره.

كيف ادترق الشقانر : هوقه اآلن ؤال الذي تضرب مطارإن السف إىل مجال اخلقال كيف تعرقطة بل بدار ونور الد ال ينأديب كمال

من خالهلا وكيف نانقته الدقطة وأدخلته إىل د ائ هبجتها؟

:يقول الشانر يف مقطع خخر من قصي ة أخرى خاصة بالدقطة م دت ي ي إىل اهلل"

شاء اهلل إىل ما اليت وسعت كل شيءوإذ نىر إيل برمحته

مل يضع يف كفي املتوسلة ذهبا

نىر قسم دوارات نلى موقع الشانر وخاصة األجزاء اليت يتح ث فيها ا 1 نن ب ايات جتربته احلروفية.

17

وال دنانري فضة فيها سوى درف صغري مل يضع

.كعي طفل يتيم كان يلتمع أمال وإذ نىر اهلل إىل دمعيت احلرى

احملطمبقي وقل سار ليضع وسط احلرف نقطة

ذهبا ودنانري فضةبقي فامتأل قل .دكمة وهبجة وحمبة

صحراء فكان احلرف جمال هكذا كدت هكذا كدت ضيانا فكانت الدقطة معىن

هكذا كدت دتى امتألت هكذا طرت أنا وجملي.طرت كغيمة من نور

1"

ب مقن ف إىل الدقطة يقتضي التقرو جليا أن شرط التعر هدا يبر نده الشانر من خقالل هقذا ب الذي نبصادب الدقطة وهو التقر

مقطع بليغ يبق و فيقه ، شاء اهلل" إىل ما/دت ي ي إىل اهلل"م : املقطعبقه هقذا ال فهو مل يشرط تقر، ال يكل وال ميل ب ا ملحادااالشانر ن

محقة انية نرب نني الرلذا تراه دصل نلى العداية الرب، مبكان وال بزمانصقحرائه يف فكافأ صربه ووضع يف يق ه أو ، اليت وسعت كل شيء

مث وضع وسط احلرف أو فوق ظهر اجلمقل ، السفيدة واجلمل، احلرف

الطبعة األوىل ، من ديوان الدقطة "حماولة يف البهجة"، أديب كمال ال ين 1املؤسسة العربيقة -بريوت -نمان -الطبعة الثانية ، 1999بغ اد -

وهي الدسخة اليت أخذت مدها هذه األبيقات. 7001لل راسات والدشر .91 ص

18

الدقطة اليت صارت معىن وغيمة من نور فكيف تكون إذن الدقطة هقي ده هذا املعىن؟ك املعىن وما

الققار ال ينيف ديوان )أخبار املعىن( مي الشانر أديب كمال ، "ووصلت إليك أخريا يقا معدقاي : باجلواب نن هذا السؤال فيقول

خط احلسرات ، مربع أطيافك: غزيإىل أشكالك ذات الوقع الل تعرفتومعقني ، ومثلث رغبتك احلي كمقا األفعقى ، املمت إىل دائرة املدفى

نومك وقت صراو الشمس. ، ليلك، وزوايا فجرك، الضحك األنمىالغضب األسقود دتقى ، املوت، اجلو أشجار: تعرفت إىل أشجارك

فرات األطفال يطري بعيق ا : ارك مستترا من نريي األزيلأمسكت بأهن، قيىا يوق ها تدمو، أضيع وأجلو نن لغيت أملا يعصرها، أغرق فيه، ندي

، أدخلها فتدام بساق غامضة حنواألنلى فقأدوو وأبكقي ، أتبارك فيها، جاء الطري أخريا من مدفاه إىل كفقي : وأدن نبقي يهبط فجر من قل

: استتري يف وال تدهمري. صاح فرات األج اد املكتهلني مبوت الالمعىنانتبه اليوم لسر احلرف مبوضعها ومتوضع فيها وامثر فقالعمر دق يث

1ي..."خرف يهذ

هو نقطتقه ، ي بأسرهااد والودمعىن الشانر هو معىن أمة لغة الض"جاء الطري أخقريا مقن : وهو فجر يهبط من قلبه فيجعله ي ن ن قائال

من استتري يف وال تدهمري" ليعود هبذا يهتف ويؤك، مدفاه إىل كفيمث نقطة لة اليت يضع فيها اهلل درفااملتوس نن الكف ج ي ما قاله سابقا

فما نالقة الدقطة إذن بقاملعىن وباجلمقال ، يف وسطه فتصري بذلك نونا ؟غيمةوباحلرف وباجلمل وبالصحراء وبال

ديقوان ، )جزء مقتطف من نص "وصول املعىن"(، أديب كمال ال ين 1

، 1994بغقق اد ، الشققؤون الثقافيققة العامققةدار ، أخبققار املعققىن .29 ص

19

فقاملعىن كعدقوان ، نلى املعىن يب و أال معىن فيما ليس مبعىن ي للقه وذلك ألن، نلى شيء خخر له معىن غري ظاهر يف معداه لشيء ي ل

عىن فذاك هو امل، يعىن به شيء ئاأنطى له معىن كونه شي معىن خخر غيبيالقذا ، هن واخلال واالتصال به ومععرفة أسباب الكوالذي يسعى إىل م

ى ند أهل العرفان وهو ما يسم، فلسفة أو تفلسف و معىن فوق كلفهبالعلوم الل نية أو الفهوم اإلرثية. والدقطة هي دقيقة املعاين كلها بقل

وف ونسبتها للحرف هي كدسبة الذات اإلهليقة إىل دقيقة دقائ احلروالذي كم احلرف درف مبا يقتضيه د فات لذا فهي تىهر يف كلالص

هو أوال وأخريا نقطة بإزاء نقطة إذ ما احلرف إال جممو نقاط ولقوال فات. ومعرفقة ف كما لوال الذات ما ظهرت الصالدقطة ما ظهر احلر

احلرف فر من معرفة الدقطة ومعرفة الكلمة فر من معرفة احلقرف .ق روا اهلل د ق ره( ومعرفة معاين الكالم فر من معرفة الكلمة )وما

ي اجلمال من خالل الدقطة ففيه حبر مقن الكقالم ال ما نن جتلأي الذايت األمر يتعل بالتجل ألن، أشجار أقالمه د حي يدتهي م اده وال

تقو املوجودات نلى محقل اإلهلي الذي هو الذات يف الذات بشكل ملولكن ، ا نلى املخلوقاتسر هذه الذات ليس ألن اهلل استأثر بذاته ضد

أن ظهر اهلل للوجود رض ج الإذ لو ف، قصور هذه األخرية نن نلمهالنيا واآلخرة يف أسر من بلمحة بارق من بوارق التجليات النع مت ال

ف إىل م ى رمحة اهلل بعباده ورغبتقه يف وهبذا ميكن التعر، رمشة نني كقذلك الدقطقة ال ، ركوكما أن الذات اإلهلية ال ت، بقاء وجودهم

ما يف الدقطة من كماالت إىل وصليتإذ ليس يف مق ور أد أن ، ك رتأما ، سع هلاوليس يف طاقة أد أو شيء من املوجودات أن يت، وأسرار

أو ، صورة الدقطة يف نامل الق س ند اهلل نز ونال فهي احلقيقة احملم يةبصادب الصقحراء ال ينالصورة اليت أشار إليها احلرويف أديب كمال

41

ل الذي صار غيمة من نور. فهو إذن الدقطقة جلسفيدة اجلمل أو الرأو اصفة حبقيقة سائر املوصوفات وهو احلاوي ملا دوته الدقطة بل هقو املت

يف اجلمال والبهاء حمم افهل مثة يف الوجود من يضاهي ، قطيةاحلقيقة الد حممق .والكمال من البشر وغري البشر؟ )بعثت ألمتم مكارم األخالق(

حمم القذي ، ل املالئكة ومىهر الصفات اإلهليةدقزمهبط الودي ومتدتسب نقطة ميمه البيضاء إىل الدقطة املطلقة كما يدتسب العرش مقن

إذ كما أن العرش حمل االستواء الرمحاين فكذلك امليم احملم ية ، االستواءالرمحقة ظقاهر يف بقي وكما أن هيكل ن، هي حمل الدقطة وظهورها

لذا فالدقطة ، بالصفات اإلهلية الكمالية فكذلك باطده املوصوفالوجود دت دروفها فهي دقيقة واد ة كما يتع د األشقخاص مقن وإن تع

.الدو اإلنساينمادامت هذه هي الدقطة وسليلها احلرف فمقا سقر ، لكن مهال

نشرت يف أكثقر ، بعض التصرحيات اليت باح هبا الشانر ألكثر من ناق ى أكثر من موقع وصحيفة؟ ما سر قوله لل كتور شقاكر من دوار ونل

والفاحتة ، والقرخن كله يف الفاحتة، العامل ممثل كله يف القرخن "إن: نوري 1."وأنيا النقطية ، والباء يف الدقطقة ، والبسملة يف الباء، يف البسملة

أنا النقطة وأنا احلرف حامل السر اإلهلي ": ولألستاذ نلي اإلسكد ري 2دون شك"

ه سهب يف توضقيح ي إذ ما إن، ال ينهذا هو دي ن أديب كمال سار مباشرة إىل دىت ي، ما داخل مقطع ما من مقاطع قصي ته ملفهوم

ي اللد نية قجري ة الق س العرب: من دوار ال كتور شاكر نوري للشانر 19/10/1999.

نشر يف صحيفة االحتاد الكردستانية : من دوار نلي اإلسكد ري للشانر 2 .09/10/7009بتاريخ

40

، هول واالرتبقاك ن يف حبار من القذ اق غارقيالقار والد تاركا، نسفهوخططت هلقا /دلمت هبا/"دبك ناطحة سحاب: كيف ال وهو القائل

نسقفتها مقن /ودني اكتمل البدقاء العىقيم /بوقة طابوقةوبديتها طا!األنماق."

1 كون الدقطة دسب تعريفات التراث الصويف اإلسالمي هي مركز الكون وكوهنا كامدة يف الصورة احملم ية والباء العلوية فكيف هلقا أن

هذه نفسه؟ إن ال ينتصبح هكذا فجأة وب ون مق مات أديب كمال ى هلا نالقة محيمة مبا يسقم تب و خطرية إال أن ر ماالتصرحيات نلى ق

وهو يف دالة الشانر لقه ، ماهي مع الشيءيف نلوم العرفان مبفهوم التوظيف الشعري للدقطة واحلقرف ل خيص التاألو، مستويان من القراءة

اإلسقالمي بكقل مدابعقه بقي طاقته من التراث العر كرمز يستم ويف والثاين يهم التوظيف الصق ، ية واللغويةل يدااألسطورية والتارخيية و

خصية يف نوامل العرفان وطري خرقة العش انر الشبردلة الش اخلاصنلى لوسه ليالانر من كثرة جالش الشيئ الذي يعين أن، ونصا اجلمال

تر بالشوق وبقاحلروف العاشققة ربه من كأسها املمائ ة الدقطة وشنفسه نقطة ودرفا سرى يف كل درف من دروف صبغ هبا وصار هوان

تقارة ققار ليب و ل ال ينر كون أديب كمال وهذا ما يفس، األجب يةألفا وتارة نونا وتارة باء وتارات أخرى ياء وهكذا دواليك. وذلك ألن

يف هذا الدص ارى جليى استولت نليه وهو أمر ياحلروف سرت فيه دت :رف وأنين أصابعي(من ديوان )أقول احل ستلامل

قالت دروف احل " :وهي تداقش يف األلف الشاب

، 1991 بغق اد ، مطبعقة اجلقادظ ، من ديوان نقون ، قصي ة "قاف" 1

.2 ص

41

هل سيكتب له أن يعيش؟ بل هل يدبغي أن يعيش

!أن ميوت -ربما -أو يدبغي قالت دروف احل كالما كبريا

.وكالما كثريا ،نصفه غامض وال تذكره الذاكرة .ونصفه ال يفسره إال العارفون

ود ه احلاء .اتركوه فهو مشسي: قال

.هو من سيذكرين كلما هل امسي وسيكتب نن رأسي وق تداهبه الغبار

ودمل فوق الرماح من بل اىل بل

ومن نطش إىل نطش .ومن واقعة إىل واقعة

بل إن رأسي سيكون قصته ودمي لونته

.وأنيين نبض قلبه .اتركوه: قال

هل ستداقشون أخطاءه؟ ع يف اخلطأسيق، نعم

ليدجو إىل خطأ خخر وسيقع يف الىالم

.لريحتل اىل ظالم ج ي

41

لكده مثلي سيموت غريبا .يف البل الغريب وستطفر دمعته

كلما غابت الشمس .دزنا نلي ونلى خل سري

1" !اتركوه فأنا مده وهو مدي: قالفهقو ، صلكن هداك شيء خخر أكرب من كل فهم وتفسري يف هذا الد

ه ولكدق ار درفقا طبغ باحلرف وصالشانر ق اص فقط بأن القول ال يري رت دقاء أمحق درف تداقشت أمره احلروف األخرى طويال إىل أن قر

يكتب نقن نفسه كي ج ندها أو ننوالفرح أن خير بوداء احل، وحمم مقن و .ةحمم وخل سر حمم ونن قصة الرأس وغربة أهل الرأس املقطون

للحقرف "هل حي : هذه احلقيقة تلمع بارقة أخرى تسأل يف إحلاح وتقولمكن هلقذا األمقر أن ي، أن خيرج نن احلروف األخرى؟" واجلواب نعم

نن احلرف اخلارج نن نفسه خارجا ى العارفسمحي ث ويف هذه احلالة يلوققت وهو يف ا، احلضرة عترب من أهلبب يبفعل جتل إهلي وهو لذات الس

ي يصبح قابال بع التجلالعب أي أن، ؤال املعدوينفسه من أهل موقف السلة اجلقواب بعق ف ردفيسأله اهلل ويعلمه ويب أ العار، يني العلم الللتلق وث التعرف مث يدتقل بع ذلك إىل ردلة اإلخبار نن اهلل وهذا املسقار د

الذي هو جممونة من 2اقف األلف(هو الركيزة اليت يقوم نليها ديوان )مو

"احلاء واأللف" من ديوان أقول احلقرف وأنقين ، أديب كمال ال ين 1 .42 ، ص7011لبدان ، بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون، أصابعي

-ال ار العربية للعلقوم ناشقرون ، مواقف األلف، أديب كمال ال ين 2 .7017، لبدان، بريوت

44

هذا هقو ؤال الذي يليه اجلواب مباشرة. وكلمواقف تدتمي كلها إىل السذلك أن أوىل ظهورات احلرف تق خل يف ، م ناة ملا يسمى بفرح احلرف

ى يسقم ة متداغمة خارج مار نن ظهور دركياقص املؤشدركة الزمن الر بعوامل الفوضى.

بعق ايب و جلي، االنطالق مده ول الذي متوبالعودة إىل الدص األأن من كان كل هذا العمر يلتقط الصور العارية ، دلة التحليليةهذه الر

فهو الشانر وهو احلقرف ، أد غريه نفسه وال ال ينهو أديب كمال هذا كانت هداك بني كل وما، الص ي يف الوقت ذاته وهو الدقطة أيضا

العذاب اهلائل فة ومتدونة يف اإلفصاح نن كمردلة شعرية طويلة وخمتلالذي ناناه وهو يف العراق من احلروب واحلصار واالستب اد والطغيقان

فصار لزامقا أن ، وتكميم األفواه واالستخاف العجيب مبصريه وبأهلهويدط ويبوح مبا ال يدبغي أن يباح به سيما وأنقه هقو ، فصح ويشريي

.1ملركز الذي ناء هبانفسه مادة هذه املعاناة واهذا األمل ور إذن اليت التقطها الشانر كانت نارية إال من كلالص

إنيققول ال ينلكن أديب كمال ، وصراو الليل ودرف اهلل ونقطته :هذه الصور جتمع إىل ندصر العري ندصر اللون أيضا

،"نعم التقطدا صورا ملونة

بلون الغروب ند البحر

مطار األستوائيةأو بلون األ

أو ملونة بغيوم الشتاء البعي

أو بىالل الدساء

نشقر يف : ي للشانرنىر دوار نلي اإلسكد را)، مقتبس ومتصرف فيه 1

.(09/10/7009صحيفة االحتاد الكردستانية بتاريخ

45

أو بدور الشمس

وهي تتعرى نلى امت اد احمليط العىيم.

،هذه الصور تسميها أنت ،وأنت نلى د تسميها قصائ .

وأنت فرح هبا

ألنك ابتكرهتا

وكدت فيها الىاهر والباطن."

:لوان يف هذا الدص مخسةفاأل، كما توضح األبيات لون الغروب ند البحر - لون األمطار األستوائية - لون غيوم الشتاء البعي - لون ظالل الدساء - لون نور الشمس -

الطويقل مقع احلقرف الشانر وهي كلها ألوان ت ل نلى سفر :لذا فمن اجل ير التوقف مليا ند كل لون، والدقطة

لوي الغرو ند البحر( 1

لون الغقروب : ن من لونني أساسنيهذه صورة تشكيلية تتكوالشقمس : ن مستترانمهماولون البحر. ويوج ب اخلها ندصران

والسماء. وبعبارات أكثر وضودا ميكن تفكيقك الصقورة هبقذا :الشكل األلوان = أمحر+أزرق - السماء= املائ ة/الشمس = الدقطة -

46

إىل ب اية الدص الشعريها كلالصورة تقود مجيع نداصرو/الغروب - (قبالشو الشانر نن )الدقطة وكأسها املتر الذي حت ث فيه

وهذا دال ب ص اه يف املعادلة ، فالدقطة إذن هي الشمس املكتملة :اليت متت اإلشارة إليها قبل حلىات

السماء= املائ ة"/"الشمس = الدقطةاملعقىن سيطة إال أنغم من هذه احملاولة التفكيكية البالرنلى لكن

تغوص وسقط كتقل مقن تزال الورة والص، مازال يكتدفه الغموضبل يف نص الشانر ل أكثر وأكثر يف لذا يتوجب التوغ، الضبابية واإلهبام

دها مسكة حتمل يف بط نلى ارس تعثرارة ال بقية اجملاميع األخرى نل صدوند ي اليقني ، ب هذهوم دول صورة الغروجوابا نلى األسئلة اليت حت

فقاحلرف ، ربف خبرقة الصق بأنك لن ختيب أيها القار الصياد املتلحيفوق أي تصور وخيقال ا من الكرم واجلود ماموشجرته هلبقي العر

ودليلي نلى ذلك هذه اللرية الذهبية اليت أمحلها لك اآلن بقني يق ي مقا ن كلففيها اجلواب الوايف ن 1وأقص هبا قصي ة )غروب الدقطة(

التوقف ندق وهي اليت سيتم، الغروب من غموضلون يكتدف صورة :أجزائها ومقاطعها مقطعا مقطعا

:ال ينيقول أديب كمال ،"أنا النقطة

"،أنا الشمس املكتملةإنه احلرف. واحلقرف : هذان البيتان حيالن لغز من يكون البحر؟

الكثري /ياص يقي احلرف/"التقطدا معا: كما مت إيضاده سابقا هو الشانر من الصور التذكارية".

دار، من ديوان شجرة احلقروف ، "غروب الدقطة"، أديب كمال ال ين 1

.110 ، ص7002 األردن، نمان، والتوزيع للدشر أزمدة

47

والشمس أو الدقطة هي مكتملة والبحر الهنائي كالسقماء القيت السماء اليت هي يف الوقت ذاته املائ ة والكأس املترنة ، يستم مدها لونه

لون الدقطة اهلابطة الذائبة يف البحر.، والشوق لونه أمحر، بالشوق ،وأنت البحر الالهنائي

،ا احلرفأيه أهبط فيك شيئا فشيئا

حتى أختفي متاما :باحلركة واإليقا مآلنهذا املقطع ول كان من املمكن أن يكون له دوي دقزوال، ولنقزاهلبوط هو انر واستخ م نبارة "شيئا فشيئا" اليت تقودي ل الشقوي لوال أن ت خ

ول نققز ن وإال لكقا ، محة واللطفحبركة ولوجية هادئة نرب باب الرالدقطة يف احلرف ق أودى حبياته أو حبياة الشانر نفسه. احلركة إذن أو

ل إىل صمت كامل نرب نملية االختفاء التام القذي ال وي املتوقع يتحوباغ الشقيء وانصق ، هو مرادف للذوبان أي لفداء الشيء يف الشقيء

فيه . )انىر اجلزء الذي سباأللوان نن ي ور هدا احل يث مادامبالشيء احل يث نن انصباغ الشانر باحلرف وبالدقطة(.

إىل طبيعة اجتاه احلركة واليت ميكن تقسيمها إىل ال تفوتين اإلشارة من اخلقارج إىل الق اخل( /دركة ظاهرة )من فوق إىل حتت: نونني

داخال /مشاال وجدوبا/ودركة مستترة تتم يف كل االجتاهات )شرقا وغرباذا يتطاب من فكرة االمتزاج والتمقازج وخارجا وداخال( وه/وخارجا

بني األلوان.مت املتعارف نليقه مت فإنه ال يقص هبا الصأما نن فكرة الص

خب القذي تدقلقه مت الذي حيمل يف داخله صوت الصق ولكن الصول األمحر يف األزرق يستم صقوته دقزف، املوجات "املافوق صوتية"

48

، لون من هذه األلوان كل الصاخب من دركة الدور والىل الذي حيمله، ة السائلة )املاء(دصهر يف املادامل ح ثه اجلسموت الذي يناهيك نن الص

رارة والتمازج بني جسقم دقار ونما ق يدشأ نن االنصهار بفعل احلدرف من دروف كل وخخر بارد من أفعال ختليقية وختلقية هلا أصوات

لدارية احلارة.ة مدها ذات الطبيعة ااألجب ية وخاص :يستمر الشانر يف اإللقاء ويقول

،لتصبح أمحر بدمي ،مبحبيت

بطيور طفوليت.ولون احلرف )البحر( أزرق وذوبان ، لون الدقطة )الشمس( إذن أمحر

األمحر يف األزرق وفقا لدىرية األلوان وتقدية املزج الب وأن تعطي لونا ثالثا تتح ث نن البحر الذي أصبح لونقه هو )البدفسجي(. لكن ريشة الشانر

مع العلم أن البحر مل يكن أبق ا ، . هذا يعين أن البحر انصبغ بالدقطةأمحرأي لون احلياة املتخلقة من املقاء أو لقون ، وإمنا له لون املاء، أزرق اللون

ها لدا احلرف ويلقيها الشانر نلى مسامع املتلقي سقواء القصي ة اليت خيطأنقين ، يا من تقرأ لوح ديقايت /"أيها احلرف:.و نرب الصوتنرب الكتابة أ

ألكون الهنائيقة فيقك وبقك ، هكذا أختفي فيك وبك ومعك/قصي يت .(القصي ة نفسهاومعك" )انىر املقطع الثاين من

هذا من جهة أما من جهة أخرى فإن كل هقذا احلق ث الكقوين مال يف ماء اخلليقة والتخلقي نرب ذوبان الدقطة يف البحر أو دم الشمس واجل

ة فولة امللونة باحملبق صافري الطال ميكن إال أن يكون د ثا سعي ا تش و له ن .1ها الشانر يف املقطع الثالث من قصي ة )نوم(احلمراء اليت يصف

الق ار العربيقة ، "نوم" من ديوان احلرف والغراب، أديب كمال ال ين 1

.79 ص 7011لبدان ، تبريو، للعلوم ناشرون

49

سعيدا النوم من فيها أفقت اليت الوحيدة "املرة

عيدا الوقت كان

يتخمد قرب األمحر الطفولة حذاء وكان

"!سعاديت حيرس

لوي األمط ر األأجوائية( 1

ل بادرة ختطر بذهن القار سانة وقو نيده نلى ما تكون أوربهي ربط فحواها اللغوي باملدطقة اليت يعيش فيها دقىت ، ورةهذه الص

ستوائي هو السائ بانتبار أن املداو األ، ال يناليوم الشانر أديب كمال تقه يف لكن مثة سؤال تقضقم داب ، يا بأسرهايف حنو ثلث مسادة أسترال

فمقا نالققة ، "إذا كان األمر كقذلك : صمت مدسأة البحث ويقولاحلق ، ستراليا ومداخها األستوائي بلون غروب الدقطة يف البحقر؟" أ

لكن نلى غرابتقه ، أو غري ذي فائ ة أن السؤال ق يب و غريبا، أقولنلى نصا التفكيقك ستد ت قيمةفإنه حيمل نداصر ، ما ن م ج واهورب

عىن احلقيقي الكقامن ق يكون امل ن من الوصول إىل ماال اليل نلها متككلمة "األسقتوائية" هقي ورة الغارقة يف املاء. ويب و أنوراء هذه الص

مادامقت كقل كتقب ، املفتاح األول لفتح باب املعىن نلى مصرانيهواألمطقار باحلرارة املرتفعةز ستوائي يتمياملداو األ اجلغرافيا تقول بأن

إىل الغزيرة اليت تسقط طوال العام. وسبب هذه األمطار الغزيرة يرجقع واملقؤدي ؛ دةاستواء أشعة الشمس نلى مداطقه يف فترات معيدة من الس

.رارتفاع نسبة التبخبالتايل إىل خصائص املداو ط ألهميف هذا التعريف املبس قوىإن العدصر األ

رتفعة" و"ارتفا نسبة التبخر" ألهنمقا ئي هو نبارتا "احلرارة املاألستواقودان مباشرة إىل البيتني اللذين سب الوقوف ند مها )أهبط فيك شيئا ت

51

بوط كي بص دمها نن مفهوم اهلدىت اختفي فيك متاما( وإىل ما د/فشيئاصقهار نب اخله صقخب اال مت حيملمادام هذا الص، امت جمازاالصه وهذا بق ور جود درارة مرتفعة ج اين ويعالذي هار نصخل . االوالت

حاب م كيميائي للسق ي إىل تراكر يؤدر والتبخجود نملية تبخيعين ور الذي ذابت فيقه الدقطقة من البح ان مادام هو ص، باب األمحروالض

حب املتراكمة تعين سقوط أمطار غزيزة محراء والس، وأنطته لون دمها .رمبا أيضا سوداء أو صفراء ناجتة نن استواء أشعة الشمس أو الدقطةو

فاألمطار األستوائية إذن هلا لون دم اجلمال كما قال الشقانر يف :إد ى قصائ ه

اجلمال"كانت الدقطة دم

دم املراهقة

دم اللذة

دم السكاكني

دم ال مو

دم اخلرافة

.دم الطائر املذبوح

يكانت الدقطة دم

1أنا متثال الشمع."من اهلل املطلق الق ميومي م الذي سال نوراهي ال إذن الدقطة وهي جوهر الدور الذي اهتزت له الىلمقة وتزلزلقت ، األزيل اجلمال

الطبعقة ، من ديوان الدقطقة "حماولة يف دم الدقطة"، أديب كمال ال ين 1املؤسسقة -بقريوت -نمان -الطبعة الثانية ، 1999بغ اد -األوىل

وهي الدسخة اليت أخذت مدها هقذه 7001، العربية لل راسات والدشر .12 ص األبيات.

50

فخرج مدها أول شكل يف اخلل داال نلى مجال الذات اإلهلية الشقريفة ألف( تص يقا ( رمز األد ية وباحلرف امللك )1املتمثلة بالرقم الواد )

( لم يل ولم يولق 7( الله الصم )1قل هو الله أد )}: لقوله تعاىلفوقع االدتراق ومده تول ندصر الدار {(2( ولم يكن له كفوا أد )1)

نت دائرة أصبحت الدقطة مركزهقا ارة فكورت الغازات الطيونده تبخن والقلم }: لدون وأقسم اهلل نز ناله هبذا احل ث وقالف اوتشكل درر يسقط وصار األلف قلما فسالت الدقطة وصارت ألفا {وما يسطرون

أو واهلواء املاء نكلمات اهلل األزلية ومن أخبرة دائرة الدقطة والدون تكوار مث لك الدق بع ذ هتوتل دصر اخلل والتخل .يه أهل الفيزياء بعما يسم

، ي للخل واجلمال اإلهلقي التراب فاكتملت هلذا كله دائرة الرمز السرود ه ال يشاركه ه لهف اهلل إىل دقيقة نفسه وادتفظ حبقيقة معرفتفتعر

فيها أد .

لوي سيوم المج ت البعيد( 3

الذكرى والذكرى طعم ار لهبيع إذا بع صوالر 1تاء هو ربيعالشة ومحراء بلون حبة بالغيم احلابل باملطر وخضراء بلون امل يإذا كانت ن

طفولة الشقانر وطفولقة 2العش واحلياة صارت دالة نلى الطفولةهذه هي املرة ارف. وليستانر العمن قلب الش االكون بانتباره جزء

"والشتاء كله ربيع ند : ربع(: بيقول ابن مدىور يف لسان العرب )با 1

واجلمع أربعة ، واملطر ند هم ربيع مىت جاء: قال، العرب من أجل الد ى وربا ."

راجع نبارة )باب امل رسة( اليت وردت يف ب اية هذه القصقي ة حمقط 2حماولة يف "ال راسة ونبارة )كان يلتمع أمال كعي طفل يتيم( من قصي ة

مث نبارة )طيور طفوليت( ، داخل منت هذا التحليل نفسه الواردة "البهجة ."غروب الدقطة"من قصي ة

51

ن الشتاء البعي بل ث فيها أديب كمال ال ين نن لواألوىل اليت يتح ة مغرقة يف البع أيضا كتبها يف أول ديوان ص ر له ومساهقا ة قصي مث

يقص ه الصغري( وهي اليت سيمكن الوصول من خالهلا إىل مابقي )الددقا الشانر هبذا اللون وهذه الصورة. يقول أديقب إذن يف مقطقع

:مدها ،دغري"الشتاء نيب

،القدميللزمان ملعب .عند اللقاء األخري 1صائدحلظة للفراش املغطى بلون الق

الشتاء نيب صغري

أطفأ الضوء لكده ناد وقت املساء الودي

بللتها الىهرية. رجوحةأ مثل///

الشتاء نيب صغري فلمي اليت صوهتا

غابة من زئري البدفسج

بركة للطفولةصوهتا الدوم يف

واليت غادرت ليلها مرة

ارهافاشترت دفترا سجلت فيه أشج

سجلت فيه شيئا ونامت

2."الطفل عند اشتهاء البكاء األخريمثلما

ففيها جواب نما مت طرده من تساؤل دقول ، تأمل جي ا هذه العبارة 1سبب تطرق الشانر إىل لون الصور أو لون القصائ اليت أصبحت فراشا

يسافر حنو الدور وحييا به وفيه.، الدجقف ، من ديوان تفاصقيل ، "ي الصغريقالدب"، أديب كمال ال ين 2

.14 ، ص1924مطبعة الغري احل يثة

51

ه ئق قاموس الشقتاء مبا : املقطع كله موز بني قاموسني رئيسنيوقاموس ، األشجار(/البدفسج/غابة/الفراش/الضوء/ه وربيعه )الربكةومطر

الطفل ند اشتهاء /للطفولة/أرجودة/الزمان الق مي/ملعب/الطفولة )صغري :بكاء األخري( وهذا ماميكن تسجي ه نرب التخطيط التايلال

البحر

مت االنطالق من ندصر البحر بانتباره املكان الذي انصهرت فيه الدقطة وصع ت مده األخبرة اليت

صارت غيوما وأمطارا أستوائية مث شتاء بلون الربيع والطفولة املطر + الغيمة

غابة+أشجار+بنفسج

+ األرض

سم األرض لكدهام ذكر )مل يت ندصر موجود وإن كان مستترا

مكي توج الغابة والشجر والبدفسج الب هللف من األرض اليت هي جس الكون وجس القصي ة وجس الشانر(

= الطفولة

فولقة بالط نلى هذا احلبل الشائك واخلاص يف أن املشي شك الإىل الوصول إىل أخطر خلي واخلل الكوين سيؤديالكونية ومبرادل الت

54

واملاء وما يتبعه من املواقف وأش ها وطأة نلى الشانر إنه موقف املطر غرق بل ومن أمل يف الدجاة من هذا الغرق.

يف ديققوان )مواقققف القق ينيقققول أديققب كمققال :1األلف(

"أوقفين يف موقف املاء

قف على املاء.: وقال

فقد جعلت من املاء كل شيء حي.

فوقفت."هذا املقطع قائم نلى سورة قرخنية هي املفتاح األكرب آلية اخللق

وهي هلا صلة وطي ة مبا سب شرده نن لون غقروب ، والتخلي برمتهالشمس وسط البحر وما تالها بع ذلك من تفانالت كيميائيقة أدت

مدذ ب ايقة قصقي ة ال ينإىل د وث املطر األستوائي. فأديب كمال من الصور" ومرورا بقصائ أخرى تصب يف القصي ة نفسقها "الكثري

يري إيصال فكرة نلميقة ، حمط ال رس وصوال إىل نص "موقف املاء"نىيمة مفادها أن أول اخلل مجيعا هو املاء تص يقا لقولقه تعقاىل يف

أيام ستة في والأرض السماوات خل الذي "وهو: (2سورة هود )خية الماء". نلى نرشه وكان

هلا وقع ، لكن يب و أن صورة الوقوف نلى املاء يف هذه األبياتإذ أهنا تقؤذن ، أكرب وأنىم نلى نفس املتلقي من الفكرة العلمية ذاهتا

فاملتكلم هدا يبق و وكأنقه يف ، بوقو خطب خطري وهو "الغرق"مر التعليمي اإلرشادي من الي اليت توقفه فهو يتلقى األ، مردلة احلبو

نلى املاء مث حتيطه بالعداية الكاملة دىت هناية السفر املائي. ق يتبقادر

ال ار العربية للعلوم ، من مواقف األلف "موقف املاء"، أديب كمال ال ين 1 .49 ، ص7017لبدان ، بريوت -ناشرون

55

إىل ذهن املتلقي بأن يف األمر مبالغة أو حماولة للتشبه أو التماهي مقع بققي كالد، من وقفوا أو مشوا نلى املاء من األنبيقاء والق يسقني

أن أديب كمال ال ين أظهر يف أكثر من نص بأنقه إال ، ) ( نيسىغري مشغول بالتشبه بأد وال بالتماهي مع أد فقق أقفقل بقاب

وال ليل نلى ذلك ، الدفس نن كل مىهر من مىاهر الغرور والتفاخر"أوقفين" أي أنه مل يققف لودق ه : فهو قال، املقطع الشعري نفسه

.نلى املاء :قصي ته ويكمل ويقول يف

امش. فمشيت.: م قال"ث

مشيت حتى اخلطوة الثانية

ويف الثالثة غرقت.

فمد يل يدا من نور"فصل لكده يف باطده موقف جديين ي، يف ظاهره موقف ماء املوقف

، التكوين ب ءا من التلقيح إىل التخصيب داخل ردقم الكقون مرادلي دق ث ألن هذا الغقرق القذ ، وصوال إىل الغرق وسط ماء الكون

السلوك والعبادة واجملاهق ة كلقوح لعارف اكتفى يف ب اية الطري باجاة من شروط الد لكن هذا ال يعين أن، المةترجى من وراء ركوبه الس

ألن يف ذكرهقا ، راد هو أن يترك انتبارها من القلببل امل، ترك العبادةن املسبب )ي ا مقن أن يكو عول نليه ببوألن امل، مدة نلى اهلل تعاىل

بب.نور( ال الس :مث يقول

انج. فنجوت.: "فقال

ويف اخلطوة األربعني زلزلت

حتى عرب جسدي حبر الظلمات

56

قطعا قطعا .

ودارت كل واحدة فوق جزيرة

فدعاهن فجئن

على هيئة طائر

ثم على هيئة طفل

ثم على هيئة إنسان.

با وسط املاءثم فتح يل با

وقال هذا باب النجاة."أو . ) ( يف هذا املقطع يب و وكأن املتلقي أمام خليل اهلل إبقراهيم

بتعبري أصح أمام جتربة إدياء املوتى بع واقعة الغرق. ويبق و الشقانر وكأنه أد تلك الطيور األربعة اليت صرها إبراهيم إليه مث أرسقلها إىل

فتحق له كما حتق للشقانر ، دت دية ترزقاجلبل مث دناها إليه فعافعل اإلدياء وفعل التخلي بكل مرادله من الطفولة دىت الوصقول إىل

صورة اإلنسان الكامل. :مث خيتم القصي ة ويقول

ع عنك كل حرف إال حريفنيز"فا

وكل نقطة إال نقطة نوين.

واخرج فإنك عريان

ملاء.خلق الساعة كي ميشي فوق ا

لن تغرق بعد اآلن. فافرح ألني جعلت املاء

يتبع خطواتك أنت

،وميشي بإشارة قلبك أنت قلبك الذي هو قلب املاء."

57

وال ماء إال ، ال درف إذن إال األلف وال نقطة إال الدقطة احملم يةوال لون إال لون نور الشمس الذي هو قلقب ، دليب الكاف والدون

ف بل قلب املاء )وهو اللون الذي أشار إليه الشانر ديدما الشانر العارلذا فسيتجدب التطرق إليه فيما سيأيت مقن ، د د خمتلف ألوان صوره

التحليل تفاديا للتكرار واإلطداب يف القول(. لكن ما للشعر واملقاء يف قصائ أديب كمال ال ين؟

، ن )األم(الذي يعش الكو، يتعل األمر مبفهوم "العارف الطفل"لذا جت الشانر يصف حبماس هذا الكون ويىهقر ، قبل أن يعرفه ويراه

وهقو شقعور ال ميكقن أن يوصقف إال ، جتاهه فضوال دائم التج دوهذا هو السبب الرئيس الكامن وراء كون قصائ الشانر 1"بالبدوي"

ط اخليال تدطل يف سيالهنا هذا من قوة إسقا ،هي قصائ سائلة بامتيازأو من القوة اليت تستويل نلى كل الصور اليت اختارها الشقانر كقي

ولعل هذا فيقه ، مدىور األمومة: تضعها يف املدىور البشري األكثر نقاءتعويض لغياب أليم نن طري إنطاء صفة الالحم ودية لصقور البحقر

مله كل إنسان يف دتى بعل مده استعارة ج ي ة للحب الق مي الذي حي .2احلب األمومي: قلبه

و يف هق نصوص أديب كمقال الق ين هو سائل يف إذن كل مام أو العسقل ن الق أو كان بلو، أو موجا، األصل ماء وإن كان ثلجا

ة اخلارقة الققادرة نلقى عطي للدص هذه القوولعل هذا ما ي، وداألس د والتخل باستمرار.التج

1 Marie Bonaparte, Edgar Poe: Etude psychanqlitique (Paris:

Denoël et Steel, 1933), p. 367. :لتعمي هذا املفهوم األمومي ند الشعراء نامة اطلع أيضا نلى 2

Pierre Saintyves, Corpus du folklore des eaux en France et

dans les colonies françaises (Paris: E: Nourry, 1934), p. 54

58

والقذي ، من خالل الرسم الكرافيكي التايل و جلياوهذا ما يب قصقائ دصر السيالن الذي تعوم فيقه نلى ن أن يسلط الضوء حاولي

:1أديب كمال ال ين

1الرور ريم

( 729لق تساوى املاء واملطر ): الدتيجة تفوق كل تصور وخيالمع ( مث الق 719م )وتبعه ت ف ال نصوص الشانر( يف 729والبحر )

ل لون حت ث ندقه أديقب مباشرة إىل أو وهذه دقيقة تقود، (199)لون الغروب ند البحر. : يف قصي ته "الكثري من الصور" ال ينكمال

إذن فالشانر يق م صورة البحر الكوين ليس فقط بشقكل شقانري وء ه أب ا من ندصر الضق وال حيرم، وإمنا بشكل فيزيائي أيضابقي وأد

ء إىل مت اللجو، قصائ الشانرستخراج نسبة الت ف واجلريان املائي يف ال 1نملية دساب كل املصطلحات ال الة نلى ندصر املاء بكقل أشقكاله وألوانه وداالته يف كل نصوص ال واوين الشعرية ب ءا من ديوان تفاصيل

وصوال إىل ديوان مواقف األلف.

59

دة أو من من رؤية ما ال يرى بالعني اجملر املتلقيور وذلك دىت ميكن لدواصقورة لذا فإن، خالهلا من املادي اخليال هرنات اليت يتمىرؤية املكو ر يف كقل دما وسط البحق مس احلاضرة اليت تذوب وتصرياملاء والش

التخليق كل نداصر اخللق و ال واوين هي صورة مادة صافية حتتضنوسط يستحم مشاه ا - أيها القار الكرمي - مدك ومين بشكل بعل

ألن هذا يذكرك ويذكرين بق مي رغق العقيش ، بانتشاء فيزيائي الدورذرات دمسة تفتح فمها دا أنت وأنا جمردل ديدما كوبعذوبة الغذاء األو

.كي متتص يف كسل نسغ احلياة وسط مشيمة الكون األكرب

لوي ظالم النأ ت( 4

نسال أو مخرا بكل هقذا ، دما أو دمعا، املاء املت ف هنرا أو موجااإلدساس البدوي اهلائل كان الب له كي يصبح أكثر مجاال ونذوبقة

فحضور "لون الدسقاء" ، وسحرا من دضور ندصر "املرأة" أو "األنثى"ت كل األلقوان قق وإال لكان، هو ضروري، إذن وإن كان جمرد ظل

غرقت يف مللها الفيزيائي والفلسفي والوجودي. فاملرأة هي نقطة الروح وهي كأس احلب املق سة ولوالها لكان ماء الكون هذا مليئا بالضقجر

ولوالها "لضا املعلم واملعلم وضا السقر ، ب ال من السعادة واملسرة، "ظالل الدسقاء" هي ود ها نبارة. 1ودامل السر وكاشف السر."

أضفت احلياة نلى هذا البحر العىيم الذي غرقت فيقه أو سققطت فالدساء ديدما سكده دولده إىل كقون ، وذابت فيه الدقطة أو الشمس

مليئ باحلياة والرغبة واجلمال واحللم وباملوت أيضا. لكن ملاذا كلمقة

نشر يف جملة رمي االلكترونية الثقافية الع د ، من دوار الشانر أمح رجب 1صحيفة احلقائ اللد نية بتأريخ األول وكذلك يف ، 7004األول سبتمرب

.7004سبتمرب -من أيلول

61

م الىل شقيئا "ظالل"؟ إهنا مسافة تفصل الشانر وتبع ه نن املرأة ماداأو دضورا است نائيا لشيء مغرق يف الغيقاب نقرب ، بعي ا يف الذاكرة

الىل وليس نرب املادة اجلس ية نفسها. اجلواب نن هذا السقؤال قق "املرأة لود ها هي القيت تسقتطيع أن : يف هذه الكلمات، يكون هدا

دقاجز لكدها ند الشانر تستطيع أيضا أن تكسر ، تكسر داجز املللالصوت أيضا! وهي تستطيع أن تصب يف روده الفرح صقبا مثلمقا تستطيع أن تكسر له زجاج روده ليبقى ملتانا دىت الدفس األخقري.

دياة وفداء.، قصور وخرائب، جس ورماد: هذه هي األنثى

فأنا خخر من حي له احلق يث ، أما نن االنسجام بيين وبني األنثىنه انسجام ال وجود له من قريب وال من بعيق ! نن هذا االنسجام! أل

رمبا يكون احل يث نن نالقة االرتباك مع األنثى أو التضاد هو األدق. ، وسترى أن قصائ ي تكافح من أجل أن يسود بقيين وبقني األنثقى

دىت وإن ، نو من السالم ال اخلي، شكاهلا املعق ة وبأمسائها املختلفةأب .1كان سالما باالسم فقط"

يب و أن ردلة الشانر مع الصور والذكريات الكونيقة يف نقص "الكثري من الصور" ق وصلت إىل حمطتها األخرية لذا تراه خيتمها هبذا

:املقطع املوجز يف ال قة ويقول أما أنا فسأموت دون أن أكتب"

قصيديت اليت أقول فيها احلقيقة عارية

،دون دور دون دور من أي نوع كان!"

الشانر أديب كمقال الق ين ، نب الكرمي كيالين: مقتطف من دوار 1 7002 -11- 10جري ة الزمان اللد نيقة بتقأريخ ، واحلروفية الشعرية

.1929الع د

60

فهو مل يكتب أي نقص ، ما قاله الشانر هدا هو نني الص ق نإولربما لن يفعل ذلقك ، يقول فيه احلقيقة نارية من الصور أو األلوان

ولو فعل فإن كالمه لن يكون ال فدا وال أدبا. وهذا أمر ق انتبقه ، أب اسانية فهو أكثر العارفني مبا تتوق إليه الدفس اإلن، ل ديوان لهإليه مدذ أو

ر بطبيعتها مقن بانتبارها تدف، بشكل نام ونفس املتلقي بشكل خاصور اجملازيقة املزخرفقة إىل الص ومتيل، ور التقريرية الفجة والقاسيةالص

ما هذا ما بعلها ال تدتىر من شانرها سقوى بشىت ألوان اإلب ا . ولرب يق ة عي هلا بقصائ ه ونصوصه خل الواقع من ج ي وبصور جأن ي

ق بلغ يف ال ينأديب كمال تفوق الواقع نفسه مجاال وتأثريا. لذا جت إضافة ، التعبري نن مجالية حمبته للمتلقي مبلغا نىيما ل رجة أنه صاغ له

يقة ج ي ة يف نرض نو خاص طر، إىل جتربته الفذة يف التقاط الصور: صوري أو لوينانتم فيه أسلوب التعري من كل أثر أخرى صورمن

سقيتم ، وشقريف صورة درف خاص، ويقص هبذا الدو من الصور التعرف نليه يف اآليت من األسطر.

رور األلف 1.3نلى درف األلقف وبشكل خاص ااالهتمام الصويف مدصب ظل

، ومعرفته تعين معرفة اهلل وأد يتقه ، اإلهلي ألنه ميثل بال مداز احلرفيقول بأن اهلل تعاىل ديدما خل اللوح والقلقم وهداك من الصوفيني من

قال له اكتب قال وما أكتب فدىر إليه بعني اهليبة فقطرت من رأسقه قطرة فدىر إليها بعني الكربياء فصارت مهزة مث نىر إليها بعني العىمقة

هذا احلقرف فقال اهلل نز وجل ألجعلن ت وطالت وصارت ألفافامت األنىم. أما الدفري فكان يرى بأن احلروف ل احلروف ومب أ االسم أو

العطار يقول يف )أشترنامة( بالصفحة ال ينوفري ، دون األلف مريضة

61

اخلامسة والتسعني بأن األن اد املختلفة نشأت من درف األلف بقيمته ال وباحنداءة الع دية املتمثلة يف رقم واد وند ما احنىن األلف نشأت ال

اء وند ما أخذ طرفاه ما انثىن طرفاه نشأت الباء وندأخرى نشأت الراألشقكال وهكذا دواليك بالدسبة لكقل ، شكال سدبكيا نشأت الدون

مقا اوجز ج ة اإلهلية. هذا بشكل ماملخلوقة نلى اختالفها من الودفماذا نن ، قاله بعض كبار متصوفة اإلسالم نن األلف وكيف وصفوه

حبث ودراسة هذا الكتقاب؟ اصر حمطاحلرويف املع ال ينأديب كمال ر إىل األلف وكيف يراه وماذا قال نده؟ وما نالققة هقذا كيف يدى

ال والعش الذي سلكه الشانر نرب معارج احلرف الشريف بطري اجلم الكلمة والشعر؟

مادة ميكدها أن تزود القار والق ارس معقا ما منأد و ما من (.مواقف األلفباجلواب الشايف سوى ديوان الشانر )

موايف األلف -بيقب الققار ال ينملاذا األلف وملاذا املواقف؟ أديب كمال

:ؤال ويقول مدذ مفتتح ال يوان ما يليضة نن هذا السمبسرنة الو اقتبست من الدفري جملة الب ء"

.ومن دمي جملة املدتهى وما بني اجلملتني بعيدني دامعتني

رة األملوقلب يشبه شج ،كتبت كتابا يف م ح ملك امللوك

،ذاك الذي يقول للشيء كن فيكون .لونة نابر سبيل: سميته

61

:مث ن ت فسميته .نقطة شوق ودرف أنني

مث تأملت سبعني مرة ،يف سدارة السدني تأملت مثل صياد

،اصطاد مسكة يف بطدها لرية ذهب ف األلفمواق: أل مسيه

.يف اقتفاء أثر التائبني والتائهني والعاشقني1"

ومفتاح يف الوققت باب اه هو دقصادب ههذا املفتتح كما وصفوهو مفتتح يتكون من نداصر جتربة أديب كمال ال ينمسار ذاته لكل

:ها نرب املخطوط اآليتة ميكن جتسي غدي

2الرور ريم

وتبري، ال ار العربية للعلوم ناشرون، مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1 .11 ص 7017

64

الذي راج احلرويفعامل ابسط يىهر جليمن هذا الرسم التخطيطي امل، ناشقا سبيل ووصل إليه تائبا فهو خرج من الباب نابر، مر به الشانر

فخرب البحقر دااوصار فيه صي، دروفيا أو بتعبري خخر خرج مده أديبياا وصل إىل شاطئ املدتقهى أصقبح وديدم، مكة واللريةوالسدارة والس

أن مر حبجاب نقطة الشوق ودرف األنني. ما معقىن بع نفريا مواقفياأن يكقون ، وأيهما أسقب هذا؟ ما معىن أن يصري احلرويف نفريا كل

ا معقا ه نليه أن يكوهنمأم أن مواقفيا مث يصري نفريا أوال دروفيا العارف مدذ الب اية ودىت الدهاية؟

ؤال جامعاسنن هذا ال ندوان ال يوان أي )مواقف األلف( بيبوهذا يعين أن أديب كمال ، بني املوقف واحلرف وبني الدفري واأللف

هو موقفي ألفي ونفري درويف يف الوقت ذاته وليس مثة بقرزو ال ينقصود مقن وما امل ؟ما معىن هذا فتني أو الطريقني. لكنبني الص يفصل يوان اإلشكالية؟هذا ال

الدييوعدي م م محمد بي بد الجب ر النفره -ؤال إىل هاجس املعىن وبيدهما نار دارقة ال بقرد من هاجس الس

ان التودي ي أسفر نن ديقوان ديبقي من لقاء مع أ؛ سالم فيها والإىل لقاء مقع ، )جيم( وأشعل فيه فتيل اللماذا ال ينأمساه أديب كمال

ة ار الدفري كانت مثرته )مواقف األلف( وجواب نقن ماهيق نب اجلب مقن ثقالث كبري دام أكثر املعىن وسريالية اللالمعىن. إنه معراج ثقايفبقني الشقرق موزنا ال ينونشرين سدة قضاها الشانر أديب كمال

احلقرب ونبثية وبني ن مية، بني األسطورة والواقع والالواقع، والغربإنه هنار وال ليل. ما منسلم وال سالم وديث ما منوالالدرب ديث

ة نقن هقاجس أمهي خخر ال يقل راج الثقايف الذي أنتج لدا هاجساعامل

65

سيما وأن املثقفبقي اخلطا هو هاجس اللغة والب يل، ؤال واملعىنالس ه بالواقع فكانفيه نالقت وصل إىل واقع من التشىي انفصلتبقي العر، من صحوة تزدزح الذات املريضة واملسكونة بقالفواجع واآلالم الب

هبا إىل مردلقة لغتها الدخرة الغارقة يف ص أها وقيحها وتصل وتزلزلمن لغقة تسقمو بالعامل انطالقا ونالقة أج ج ي التأسيس خلطاب

السقعي ببؤسقه وخوائقه باإلنسان وتدقذه من براثن الضيا والع م .العىيم

ارسني ار لكن معىم ال ل حمم بن نب اجلبمىت و ال أد يعرفاتفقوا نلى أن مسقط رأسه كان بدفر البل احملاذي لبابل أو امل يدة اليت

ال يقص من هقذه اإلشقارة . طبعاال ينل هبا الشانر أديب كمال ومن كللالقول فقط بتأثري مسقط الرأس نلى املسرية األدبية والعرفانية

ما الشانرين ولكن لفت االنتباه إىل فقارق اللحىقة التارخييقة بيدقه أن حتبل وتل نرب دقبتني تقارخييتني ألرض مكني والتساؤل نن كيف

مدهما زلزلة اللغة وهو وسقط نقني رمزين كان هم األول، خمتلفتنيوهم الثاين إكمال ما ب أه الدفري من دفر ثقايف خطقري دفقع ، الغيبة

خاصة وأن حمدة احلالج خنذاك كانت ، بصادبه إىل االختفاء نن العيوندامت خثاره قاسيا بالدسبة للع ي من الصوفيني مبن فيهم الدفري درسا

إذ ال نجب يف تشابه األسباب ، مازالت إىل يومدا هذابل ، لقرون ن ةفاجلمجمة اليت حتوي الفكر الفاس تب و وكأهنا مفرخة تج د ، وجت دها

فققيس بيض ال يتواىن نن ت، باستمرار بيضها الفاس ونلى مر العصورفراو اجلهل الذي يترص لكل فعل جت ي ي حياول زدزدة أخطبقوط التكلس الذي بثم مبمصاته القوية نلى زجاجة روح اإلنسانية. فمدقذ قرون مضت كان ق ظهر الدفري بالعراق وطرح سؤال املعىن كفعقل نمي يرمي إىل الكشف نن خمتلف األشكال املعرفية لإلنسان مدطلققا

66

ح اجل ي الق مي من مدهاج يعتم نلى طري الوصقول إىل ريف هذا الطسقلم لإلنسان امل الوالية والرؤية كي يتم الوقفة واملخاطبة ونرب اهلل نربحقق لقه ج يق ي بقي ؤمن بشكل نام استجالء شكل خطاأو امل

بذلك فيتجس، ل الفعال مع جوهرهاالنسجام الفعلي مع ذاته والتواصبني واملفانلة الدص الشعري الفكري املبين نلى الفعلى بيسم إدياء ما

من أجل بداء معىن ج ي نلى ومقن يتبادالن املوقع خاطبوم متكلمه. فهل هذا ما دققه الشانر أديب كمقال سب ه م أنقاض معىن ق مي

يف نصوصه ومواقفه األلفية؟ ال ينيزا للفكرة ال ارس ويتخيل أن اجلواب سيكون متح مق يتوه

، القائلة بتشابه مساري الشانرين وأسلوبيهما يف طرح سؤال املعىنوصل إىل نتيجة خمالفة ي جتربة أديب كمال ال ينال نلى لكن االط

نرب إحياءات العدقوان القذي القار ق توقعه يكونما متاماتفدذا وقفة ه ل يوان )مواقف األلف( إذ أن ال يناختاره أديب كمال

أديب نن املعىن هقو لوقفة الدفري وسؤال خالفة متامااألخري هي مفإذا كان سؤال الدفري مبين نلقى ، لسؤال الدفري خمالف كذلك

القطيعة مع ماضي بعض متصوفة اإلسالم القذين كقان هق فهم األساسي هو حت ي معاين خاصة بأدبيات وسلوكيات العارف مبا يف

ال ينفإن سؤال أديب كمال ، تربية الدفسذلك أساليب اجملاه ة و ققا صل خطاب زمده وداضره باخلطاب الذي بقي معلمبين نلى و

دىت زمن الدفري ونسيه أو تداساه اجلميع ب نوى حت يث ود اثقة إذا كانت مواقف الدفري ؛ ولكن مع إضافة ج ي ةبقي، الشعر العر

أديقب ية فإنق تغاضت نن أسلوب املخاطبات واحلواريات القرخنك يف ديوان )مواقف األلف( إال داخل ووسط يتحر ال ال ينكمال

:خماطبات وأسلوب القرخن الكرمي

67

فمن القرخن الكرمي هنلت معاريف يف خمتلقف األصقع ة. ، نعم"أي نلم األسئلة ، فالقرخن الكرمي حبر نىيم وفيه نلم ما كان وسيكون

إىل يومدا هذا نرب أخبقار الكربى اليت واجهت البشرية مدذ خل خدموتفاصيل نذاباهتم ومعاناهتم وصقربهم وغربتقهم ، األنبياء واملرسلني

وأدزاهنم وهم يبلغون يف خمتلف األزمدة واألمكدة رسالة التودي واحملبة والسالم وادترام اآلخر ون م حتقريه أو االنت اء نليه بأي شكل كقان

ال يفىن من دقزنر وأديب كوبأية صورة كانت. وهو لكل كاتب وشاوالقصقص ، واألسقرار اإلهليقة ، املعارف اللغوية والرودية والفكرية

واحلوارات الفلسفية ، واملواقف األخالقية ذات املضامني العميقة، املعتربة.واليومية ما بني اخلال ورسله وما بني رسله وأناسهم

1"

الية واليت مقن الو ند الدفري تب أ القطيعة مع الذات ببلوغ درجةوتب و احلقيقة كفعل غري مواكقب ، خالهلا يب أ التواصل احلقيقي مع اهلل

جاب ويؤذن ول األثر دني يرفع احلها تتحق حبصو ولكددقزلعملية الويف قربه يتمثل فيها الص أو صورة للعارف بالوالية اليت هي ليست خاطرا

رف هناية الطري . والدفقري من اهلل ولكدها موقف هنائي نتيجة بلوغ العاوهذه ملعة تلوح ، عبر نن هذا الوصول بشكل يف غاية اخلطورة واإلرباكي

، املتلقيمن ة خطابه وفعله الثقايف يب و ساخرام وقوفهو بق ر ن، اآلن، وكأنه يقول له وهو واقف أمام دجاب اخضقرار العقني والعمامقة

ولقن ، طيك األمان"لن أن: يبواخضرار اجلبة وابتسامة الفيه مبكر نجودىت وإن ، ولن تشرب من حبر نرفاين إال لتزداد نطشا، وزأناولك الك

هدا وكقل لك ق أوصلتك إىل فعل وخطاب ج ي فإنين مازلت ب وت ".وقابل للدسف واهل م نلى ال وام قار قلته فهو غري ما

ي ونشر يف صحيفة الزمان قمقطع من احلوار الذي أجراه نذاب الركاب 1

.7011نوفمرب -تشرين الثاين 19اللد نية بتاريخ

68

ه اجل ي وخطابه ولغت ففعله الثقايف قار ال ينأما ند أديب كمال صياغة ج ي ة ألسقلوب ه إنادةمه ألنزدزده ويه ثابت وال شيء ي

سلس يكون يف متداول مجيع الداس مبختلف أنمقارهم دي بشكلالومن أسلوبه وفعله اجل ي هذا نابع وثبات، ومستوياهتم الفكرية والثقافية

ذا جت ه يققول ل كرميأي كلمة القرخن ال، مدها تباث األرض اليت يدطل :يف موقف الكتابة

أوقفين يف موقف الكتابة" يا نب ي: وقال

،كل كتابة ال تتبسمل بامسي ،وال تشري إىل جديت وجهدمي

،وال تحض نلى محبيت ،ونلى شرب كأس محبيت.إنما هي كتابة العابثني

1"

، ارج إطار اسم اهللخ ما معىن إذن أن يكون فعل الكتابة الذي يتم ا؟نابث ثقافيا كتابة نابثة أو فعال

له إال نرفين فال نيش "وقال يل من: الدفري يف موقف املراتب يقولفق التأويل كي. وقال إذا جاءة له إال يف رؤيترفيت ومن رخين فال قويف معوققال يل نليه. ال أنطف إليه ومقيت الذي الذي ال أنىربقي دجا جاءك

فتح له أبواب ومن لزمه العلم وقاده إىل املهالك لزمه اجلهل من فارقه العلم :يلي يف موقف احلاجب ما ال ينويقول أديب كمال .2املزي مده"

، ال ار العربيقة للعلقوم ناشقرون ، مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1 .42 ص 7017، بريوت

ي خرثقر يوددقا حتقاملواقف، ، حمم بن نب اجلبار بن احلسن الدفري 2 .91 ص 1911، القاهرة، يقمكتبة املتدب، أربري

69

أوقفين يف موقف احلاجب" ،ما أسع ك اليوم يا نب ي: وقال

ال داجب اليوم لك .نن نوري وظلي

دمعتك ستقودك إيل وهي تغسل غربتك ويتمك

.وتطل طيور سع ك دمعتك ستكشف لك نن لونتك

وتطهرك من ندكبوت ذنبك .وأبابيل خوفك وطالسم دهرك

دمعتك ستكتب لك ،شعرا بابه يل

،وممره يل ،وندوانه يل ،وم ائده يل ،ومواقفه يل ،أنك ق نرفت: وخالصته

أو ضائعاومل تع جاهال بقي:دتى صار امسك العارف

.أنا ندوان سرك1"

يف غايقة شري إىل موققف ي خمتلف ن وإن بأسلوبيكال الشانرالوصول إىل درجة العرفان واحلصول نلى صفة موقف ووه، ةاحلساسيما ورد يف ه يشرحيف قصي ته وكأن ال ينويب و أديب كمال ، العارف

بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون، مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1

.29 ، ص7017

71

إىل إذا وصقل نساناإل ه أنمفاد همم نلى مفهوم ويؤك، نص الدفري ه بع مكدي يف مجيع القوى إذ ال ي التحكمذلك يقتض عرفة فإنامل مقام

خقارج بقي كتا س لفعلرفة أو يؤسنن املع هذا املقام أن يعيش بعي ا بقع رفة تدة املعه. وقونن اسم اهلل أو نن ذات اهلل وصفات ندها أو بعي ؤية بانتبار األوىل جزء من كل الثانية وال مفر فيها من املكر من قوة الر

اإلهلي سواء ذاك الذي يهم املكر الذي حيرم فيها العب من نطايقا اهلل ر أو املكق ، وهذا غري وارد أب ا بالدسبة ملن حتققت له درجة العرفانيقة

اب وهو الدقو إىل نب ه من وراء دج الذي من خالله يتعرف احل :(يف قصي ته )موقف احلجاب ال ينالذي أشار إليه أديب كمال

أوقفين يف موقف احلجاب" يا نب ي: وقال

أنملت لتدال مطر رمحيت دجابا وأنت الذي متزج مشس الغروب بشمس الفجر يف كهيعص نوري

يقودم كتاب وطسم نرشي وجالليت ودضوري؟

كيف حي ث هذا؟ يك أن يكون قلبكأال يكف

:هو قلب السؤال ،بابه احلم

،ونالمته أن ال شريك يل"ونبضته دناء وجواب؟

1

بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون، مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1 .90 ص، 7017

70

ه. لذا فإن ؤاصطفا يعرفه إال من مت ف اإلهلي الوهو نو من التعرالبهاء إذا كانت خطاه قائمة نلقى الك يف طري اجلمال حنو ربالس

ل له بع ذلك أن يتأو بوز ه تعاىل فإنه اله إىل ربأصل ثابت وسلم نفس، ألن اهلل هو الذي يصبح خملصه من كل شقيء ال التأويقل ، فيما نفع .هح اهلل هو نقله ونلمه وقلبويصب

يعقين أبق ا أنقه ال، ال ينوموقف احلجاب ند أديب كمال فهقو يف ، حمجوب أثداء الوقوف يف احلجاب بل نلى العكس من ذلك

ر األخقرية يب و يف األسط احلجاب وإن كان هذه احلالة مشاه حلقيقةيف جتقاوز دقيققة احلجقاب ه يرغبوكأن، يف املزي من نصه طامعا

هقو /"أال يكفيك أن يكون قلبقك : ودقيقة السؤال لوال نتاب اهلل لهونبضته دنقاء /، ونالمته أن ال شريك يل/، بابه احلم /: قلب السؤال

د من خاللقه يقراد للشقانر أن وجواب؟" وهو نتاب يف باطده إرشاأدجقاب بقاخلل أم ، يهت ي ل رجة احلجاب الذي هو واقف فيقه

ؤال ديدمقا دجاب باخلال ؟ وق سب للدفري أن أجاب نن هذا السومن دجبته بدفسي مل أبرز لقه ومل ، "من دجبته خبلقي برزت له: قال

تجقب أي ممقن اد ، من الطائفة الثانية ال ينيرين" ولعل أديب كمال ، اخلال ندهم بدفسه ألن احلجاب احل هو دجاب من دجب بقاخلل

ألن ذلك يعين أنه ديدما ترد نلى هذا احملجوب األنوار فإهنا لن متحقو سوى دجب اخلل بانتبارها ظلم تتجلى بالدور أما احلجب باخلقال

.فهو ليس حبجب دقيقي ألن الدور ال ميحي الدور أب ا

ة اليت جاء هبا العتاب اإلهلي يف نقص أديقب والعودة إىل الصيغاهلل هو : ن ال ارس من استجالء ما يلي من اإلشاراتمتك، ال ينكمال

والفكر امللقي للدصالسائل وليس العارف وهو أمر أرادته الي الكاتبة من املب أ القائل بأن للعارف أن يسأل وذلك انطالقا، باحلرف املكتوب

71

السؤال نن اهلل ذاته. أي نلى العارف أن : واد ا ااهلل كل شيء إال شيئيعترب كل شيء ب ه نالمة دالة نلى اهلل وإذا حتققت الرؤيقة فهقذا

.يضمن بقاء الرائيالدفري وأديقب ، والرؤية هي غاية الروح بالدسبة للشانرين معا

وهي تعين خروج اإلنسان من نذابه وشقائه ودريته وإن ، ال ينكمال يف نصوص الدفري بعض ما يقل من القي الداتج نن صرا كان يب و

ولرمبا هذا ، هبا صفحات مواقفه وخماطباته األض اد واملتدافيات اليت تضجوكأن الدفري يري للمتلقي أن يستشف نامل ماورائيات هذه ، مقصود

د . إهنقا األض اد واملتدافيات هب ف الوصول إىل فضاء ال قي فيه والبانتبار هذه األخرية هي ال يناليت يسعى إليها أيضا أديب كمال احلرية

ماهية الرؤية فال شيء يوج يف كتاباته سوى احلضرة املطلقة القيت ال إذ هو جتاوز كل مىهر من مىاهر الواقع وارتفقع إىل ، تب أ وال تدتهي

.البار ناش ا السمو الذي هو مدىر األولياء ومسكن وبلسم رودهم

والوايف المويف - :(يف ديوانه )أقول احلرف وأنين أصابعي ال ينيقول أديب كمال

أدببتك وأنا داخل الدص" وأدببتك وأنا خارج الدص

،وأدببتك وأنا أكتب يف نقطة الدص رديمابقي فكن

-أنت الذي امسك الرمحة - فالدص ال يعرف من يتدفسه

يف كل حلىة مويتأل به وسط الىال

71

يف كل حلىة .ويدبض به يف كل حلىة

،أنت ،وأنت فقط

يعرف من يقرأ الدص دون أن يسرب غوره

من يتدفسه، كذلك، ويعرف دتى يكاد يدبضه نبضة نبضة

.داخل القلب رديمابقي فكن

وأنا داخل الدص وأنا خارج الدص

فالىالم الذي يشت دويل ليس كأي ظالم

ذي شق لساينوالعطش ال جعل كلمايت جرحية

.مثل غزال أكل قلبه الدمر1"

وهي ذاهتقا ، إىل إشكالية حمدة الدصهدا ال ينأديب كمال يشري .ختم كل ماكتبه بالوقفة وبطلب الدجاة يف حمراب األلف اليت قادته إىل

لكن أن تكون لقه مقومقات ، يعين شيئا فهذا ال، أن يوج الدصفهذا هو لب القضية. فالدص نليه أن يكافح ويصقار واحلياة وجودال

من ديوان أقول احلقرف ، "رغزال أكل قلبه الدم"، أديب كمال ال ين 1 .7011لبدقان ، ال ار العربية للعلوم ناشرون بقريوت ، وأنين أصابعي

.72 ص

74

كي يكون ويصل للمتلقي. أما يف دالة نجز القار نن قطقف مثقار إذا ، ل احملدة إىل كارثةفهذا يعين أن الدص أصبح يف حمدة وق تتحو، الدص

ند ئذ يدقصقم ، ما جتاوزت احملدة شكل الدص وضربت نم بدية خطابهه وتصبح نقاطه وأدرفقه جمقرد قلق وانفعقال تدطمس مالحمو ظهره

نده أديب كمال ال ين يف قصقي ته؟ تح ثواضطراب. فهل هذا ما يالدص الذي يقص ه "غزال أكل قلبه الدمر". إن: اجلواب يوج يف نبارة

يكتب إال نقن اهلل وبقاهلل وهلل. هو الدص الذي ال، أديب كمال ال ينإياك وأن ترتكقب : كأنه يري أن يقول لهو، فالشانر هدا مرش للمتلقي

فإن أنت دخلته فقال ، خول القاطع أواخلروج القاطع من الدصخطأ ال وكن فيه وبه ، هر وإن خرجت مده فال خترج مده إىل األب تقم فيه أب ال

يضريك أن يأكل قلبقك وال، د نابر أو زائر خفيف الىل واحلضورجمر، إذ كلما كدقت صقادقا ، مة اليت تكتبهافهذا هو مثن ص ق الكل، الدمر

وال م لون اجلرح واجلرح دياة يدقبض ، كلما كانت كلماتك بلون ال م، إذ الطمع يف املزي ، تطمع أب ا يف أكثر من هذا وال، قلبها باألمل والفرح

، طمع يف اخلروج من اجلهل واخلروج من اجلهل نلم يغطيقه دجقاب .يلج احلضرة حمجوب ال والعلم احملجوب نص حمجوب أو درف

كل هذا يعين أن كل نارف هو "نص" حيتقاج يف قراءتقه إىل وكل شانر هو "نص" خيتلف يف مضمونه نن ، ماحيتاجه أي نص خخر

فإن، أو العارف شانرا لكن ديدما يكون الشانر نارفا، أي شانر خخرحتليقل حيتاج فقط جملرد قراءة أو ألنه ال وحت يا نصه يصبح أكثر تعريا

ولكده حيتاج إىل تشخيص رمبا يقود إىل تشخيص الوني شعب بكامله مادام نصه يرقى إىل العم وال ميومة لفترات أطول مقن ، تهامأو أمة بر

الزمن وهذا نابع من ق رة هذا الدو من الدصوص نلى جت ي نفسقها .باستمرار وخماطبة أكثر من مستوى من وني املتلقي

75

ختامية درقت كل ماسبقها من كقالم ال ين ووقفة أديب كمالالقذي ، يف دضرة الدقطة أو يف دضرة احلروف باستثداء درف األلف

فصار مده وفيه بل صقار هقو نفسقه األلقف ، لبسه الشانر جوشدافوقف وفوض أمره هلل ناثرا فيه نلقى ، قيوم احلروف كلها، الشريف

، ي شيء من احل ذاته مستد ا نليها ومعتم ا نلى نصاها غري طالب أوال ناء كما هو معروف ، دناء يف الوقفة ألنه ليس فيها غري اهلل إذ ال

يعقل أن يكون داخل الوقفة العبق لذا فال، يكون من العب إىل خالقهه بيت حي الواقف ال نإقال وربه ولكن اهلل ود ه وال أد سواه. لذا ي

مساء والوقفقة هقي ألن البيوت واملقامات هي دضرات األ، مقام والجملمونتقه ال ينومن هدا تص ير أديب كمال ، خاصة باحل نز ونال

وذكره يف املفتقتح للعبقارة ، ورباآلية اخلامسة والثالثني من سورة الد"كتبت كتابا يف م ح ملك امللوك". ومن هذا املدطل سوف لن : التالية

إال بامسه أو بالواقف يشار إىل الشانر فيما سيأيت من التحليل والكتابة بقوز إذ ال، وسيلغى من معجم القادم من األسطر مصطلح "العارف"

ألن هذا األخري فيه بقية من أثر يقتضي التثدية ، للواقف أن يسمى نارفاأو االزدواج أما الواقف فهو واد تقوم به احلقيقة املطلقة وهو حيقيط

ذلك ألن كقل ، رفيع بكل املقامات ويعرف األشياء وهو يف نفسه المعرفة حتترق يف الوقفة والعارف خيرب نن املعرفة أما الواقف فيخرب نن

.اهللال يطيقها إال املؤمدون وهي مدقهاج ال ينومواقف أديب كمال

وهي ، انقسام انشطار وال يرقى بالروح إىل نرش ملك امللوك ديث الر بسلسقلة أيضا ت شني ملشرو درية الذات البشرية نرب تذكري القا

من املواقف اليت يتح ث فيها نن قصص الع ي من األنبيقاء وحمدقهم املختلفة بغرض التخلص من ثقل املادة ودفظ شفافية الروح دىت تصبح

76

لقذا فق يوان )مواققف ، مرخة صقيلة صاحلة الستقبال األنوار العلويةغموض ق يثقبط نزميقة تضاد وال تداقض فيها وال األلف( رؤية ال

بكقل نصوصقه ، وهو أي ال يوان، ر فت فعه إىل االنصراف ندهالقاالشقانر مجال مطل يكرم هبقا سعادة وفرح بل ، اخلمسة واخلمسني

ه إىل ختليص اللغة من قيودها ئالواقف قارءه نرب مشرو يه ف من ورا .قةواالجتاه هبا حنو البساطة واالختزال وال

أهم قوانق إد ىرق يف نصوصه الواقفة خي ال ينوأديب كمال أي املشاركة وذلك من خالل تربئه مقن خطابقه ، اخلطاب واملخاطبة

املتلقينب ي" وهذا لثقته بق وقال" مث "يا باستعماله لعباريت "أوقفين...بانتبقار أن هقذه ، وبق رته نلى تأويل يربر له هذا اخلرق احلاصقل

نفي دقيقتقها ستطا معهاي الدصوص هلا من احلمولة اإلخبارية ما الومعانيها ألهنا مستدبطة من معاين القرخن الكرمي. ألجل هذا ميكن القول بأن نصوص الشانر الواقف ق وفقت يف تق مي اخلطقاب الشقعري

يلغي أب ا ظاهره بل ي نمه باطن ال، كحركة مزدوجة هلا ظاهر وباطنويكشف فيه نن نم التجليات اإلهلية بشقكل يهق ف إىل جتقاوز

ق اجلمال املطلق للخقال وجودات حنو نالقة فدية هت ف إىل تذواملواخلل . فىاهر الدص إذن ثابت وباطده متحرك بانتبقاره يشقري إىل

رك إال بالبصرية واليت تقتضي دركة اختراق من أجل ت احلقيقة اليت الاستبطان البدية الرمزية للعامل دىت يتمكن املتلقي من اختصار املسافة بني

واخلروج من التجزؤ إىل الود ة واالنسجام املوصل ، البار واملخلوق إىل السعادة.

77

الفصل الثاني

الورفية بنية الرور وظ هر الجوارم الحأ

رور المرع 1.1

صورة املرأة داخل نصوص أديب كمال ال ين هي نو من أنوا اة باملعىن احلسقي فهي ليست مشته، العودة إىل اجلوهر األنثوي للكون

للكلمة ولكدها بال رجة األوىل الصورة املثلى القيت يحقب فيهقا اهلل وي رك هبا ونربها مجاله بشكل بعل من القار يعيش مقع الشقانر

رمقز ال معرفقة رمز املرأة نشوة تصبح فيها، جتربة الدشوة واالخنطاف، متجسق ا نفسقه املعريف اإلنسان يتصور بالصورة إذ، ووجود هويةاخليقال. يف دصقوله لقوة املعىن نن نليه التعبري يسهل التجس وهذا

الشيء الذي يؤدي إىل د وث امتزاج أو انصهار هذا األخري وسقط الذي الستر ألن، ذاته املعىن للطافة واإلخفاء الصورة كي يتحق الستر

لذا .واملضمون الشكل فيها يلتقي اليت الدقطة هو واإلشارة الرمز يقابلهفيقه اكتشقاف ، فإن التعرف إىل اجلمال اإلهلي نرب العدصر األنثقوي

مما بعل من املرأة ند القبعض مثقرة ، ألرقى درجات التكوين واخلل سبيال غالبا ما تكون مغرققة يف ، معرفة وند البعض اآلخر سبيال إليها

الوجه املشقرق السواد والتيه والبحث نرب األمل والبكاء واالدتراق ننولعل هذا ما يفسر كون املرأة ندق ، للحقيقة األنثوية واحلقيقة املعرفية

78

واد مغرق يف الشهوانية وخخر ، أديب كمال ال ين تىهر لدا بوجهني يف كيقف ال واألنثقى ، نائم يف حبار األنوار واجلذب اإلهلي اللطيف

، وشرسة تارات ةتار نانمة جت ها: خالقها إال يعرفها ال كوامن داخلهاأنصقفتها وال األساطري فال، كاملوت أديانا ديدا وباردة مثرية شهوانية

وهقي وهي الداقصقة فهي الكاملة األديان دوت نىمتها وأسرارها.وسقر اهلل إهنا ببساطة ش ي ة نقطة محأ الكقون . وهي البانية امل مرة األب ي.

ند عدي م م الدييالمرع الريح - :يف نصه "امرأة بشعر أخضر" ال ينب كمال يقول أدي

"(1)

ناما خلمسني

:املوت لودة: ذاهتا يرسم اللودة كان حم د نمر دون امرأة ،سوداء سيارة تسوق مسرنة سيارة

.نارية امرأة تسوقها

السيارة نافذة نرب

ناريني املرأة ث يي ترى

مدثورا أخضر شعرها وترى

.الساذجة مالحمها وترى

توابيت لفهاخ

من؟ توابيت

مسرنة السيارة

79

مرتبك والرسام

األخضر الشعر ذات املرأة ألن

العاريني بث ييها

الكبريتني بعيديها

الساذجة مبالحمها

.الوقت طوال فيه حت ق

ت نوه؟ كانت هل

شيء؟ ألي

(7)

ناما مخسون مر

.بع اللودة يكمل ومل

نجيب صباح يف لكده

:رأى ما اكهشب نرب رأى !إهلي يا، مثمرة الليمون شجرة إهنا، خه

دادة بسكني

الشجرة من ليمونتني قطع

وبسرنة

شرائح أربع إىل قطعهما

وبسرنة

الصمغ أنبوبة أخذ

الصمغ ليضع

الليمونتني من الرطب اجلانب نلى

.املوت لسيارة كعجالت لصقهما مث

81

لودته اكتملت اآلن

!شيء أي ملوتا سيارة يدقص يع مل

(1)

كطفل فردا كان

دقيقي كطفل بسرنة يشحب وجهه لكن

.الليمون بلون ليصبح

املرأة كانت فيما

املتطاير األخضر بشعرها

العاريني بث ييها

الكبريتني بعيديها

الساذجة مبالحمها

بسرنة السيارة تسوق

1"!شيء أي من الفارغة قهقهاهتا لتطل

لتن المفر الكمنية -تقوم هذه الشفرة نلى دالالت مصطلحية تتوز بني زمن ققار

:ثابت وخخر سريع برقي وثالث الهنائينلقى ملرتنيذكر هذا التعبري ///)مخسون ناما: الزمن القار -

طول أجزاء الدص الثالثة(

. ."امرأة بشعر أخضر" من ديوان ما قبل احلقرف ، أديب كمال ال ين 1، 7004 األردن، نمقان ، والتوزيقع للدشقر أزمدة دار، ما بع الدقطة

.92 ص

80

لكن هداك أفعال ، هذا بالدسبة للتعبري ال ال نلى هذا الزمن يضاح الق اليل ميكقن وظيفة االوظروف زمانية هلا نفس

:جردها كما يلي( +قطع+ قطعهمقا+ أخقذ+ 7+ مر+ رأى ) 1(7)كان )

+ بع + اآلن(/لصقهما+ كانتذكرت هذه العبارة ثالث //)سيارة مسرنة: الزمن السريع -

مرات نلى طول الدص + قطع ليمقونتني مقن الشقجرة وبسرنة + وبسرنة أخذ أنبوبة الصمغ + لكقن وجهقه

يشحب بسرنة(أما نن األفعال ال الة نلى سرنة احلركة داخل هذا اجلقزء

+ + يكمل+ حت ق (1+ ترى ) (1)تسوق): فإهنا كاآليت + تطل ( يصبح

+ + طوال الوقت )امرأة دون نمر حم د: الزمن الالهنائي - املوت(

ميكن الوصقول إىل ، من هذا التبسيط للصفة الزمانية داخل الدصحلركة ب اخل املعىن وإىل ما يكون ق نتج ندها من تطورات أو طبيعة ا

إال نرب است ناء شخصيات الدص واسقتدطاق وهذا لن يتم، متفصالت أفعاهلم داخله وخارجه.

يف الدص توج أربع شخصيات وسيتم الغوص يف دواخلها نقرب :التفكيك التايل

اليت ذكر فيه املصقطلح داخقل اتاملرالرقم بني قوسني يشري إىل ن د 1 الدص.

81

حركتها وأفعاهلا داخل النص الشخصيات يرسم لودة املوت مالرسا مرتبك مازال مل يكمل اللودة يف صباح نجيب رأى قطع بسكني دادة ليمونتني إىل أربع

شرائح أخذ أنبوبة الصمغ ألص هبا الليمونتني كعجالت للسيارة يشحب وجهه بسرنة

تسوق سيارة سوداء املرأة ذات الشعر األخضر نارية م طيلة الوقتحت ق يف الرسا تطل قهقهاهتا الفارغة من أي شيء يرى ث يي املرأة ناريني الشاهد املستتر - يرى شعرها األخضر املدثور )رمبا يكون القار ( يرى مالحمها الساذجة الرائي املتبصر احمليط بكل -

شيء يصف كل شيء

ناما خلمسني: يقول )رمبا الشانر(

املوت لودة: ذاهتا دةيرسم اللو كان !إهلي يا، مثمرة الليمون شجرة إهنا، خه لودته اكتملت اآلن

!شيء أي املوت سيارة يدقص يع مل

81

كل هذا يعين أن هداك تطور ومتفصل داخلقي يف مسقار فكقر فهو من اجلمود )املاضي( يدتقل إىل احلركة )احلاضقر( ومقن ، الرسام

ل ومن التحول يدتقل إىل القرار ومده إىل تقريقر احلركة يدتقل إىل التحومصريه ومصري الشانر واملتلقي معا )املستقبل(. الودي ة القيت ، املصري

فهي مدقذ ، دافىت نلى تباث دالتها هي املرأة ذات الشعر األخضر ظهرت يف الدص وهي تسوق مسرنة سيارهتا السوداء وال تدتىر أد ا.

المفر الطتأمية -للقار تب و سقوداء ال ينوت اليت يق مها أديب كمال لودة امل

لكن القراءة ، وكأنها كابوس ليلي خميف، يف ظاهرها بل مربكة ومقلقةسب جرده يف الشفرة اخلاصة بالزمن املتمعدة هلا وأللواهنا من خالل ما

ال اخلي واخلارجي للدص تفتح نوافذ ج ي ة ميكن االطال نربها نلى ، ة بالالوني وبالالشقعور اإلبق اني اخلاصصحرائه دص يف ما خيفيه ال

:يضاداتوهذا ما ميكن إبازه وفقا ملا يلي من اإل

:الأي ر الأودات -هي يف دقيقة األمر ليست بسيارة موت وإمنقا سقيارة ديقاة. وال ليل نلى ذلك سرنة دركتها ونوافذها املشرنة. وهذه احلركة تعين

تق م حنو األمام والتخلص من رتابة املاضي.رغبة يف التغيري وال

:المرع ا المعر األبضر -ولقو ، ارها خري كثري ونميممثهي شجرة الليمون ويف أث ائها أو

لكانت يف القدص ، أهنا كانت ب ون شعر طويل أو ب ون لون أخضردليل شؤم وفقر ومرض. أما كوهنا نارية فهذا يعين أهنا دبلقى بسقر

84

رسام فقط أو الشانر أو متلقيا من نو خاص له استع اد نىيم خيص ال لتلقي مفتاح املعرفة واجلمال.

:الأ يي الق طعة -هي فحولة وولوج ونكاح وانصهار وامتالك حلقيقة رمز املقرأة

قبقل وبالتايل دركة فاصلة بني فترة مقا ، اخلضراء والسيارة السوداءتباك والتذبذب وما بع هقذه اخلمسني سدة اليت قضاها الرسام يف االر

أي دركة فاصلة بني املاضي واحلاضر.، الفترة

المفر األأطورية -يف الب ايقة يف حماولة حملاذاة مكدونات الشفرة األسطورية سقيتم

:التساؤل نن الكيدونات التالية من يكون الرسام؟ ومن تكون املرأة ذات الشعر األخضر؟

ا يقتضي األمر التسقاؤل نقن للجواب نن هذين السؤالني رمبهذه الصور ونن األسس اليت ال ينالكيفية اليت صاغ هبا أديب كمال

نن امليكانيزمات واآلليات القيت انطل مدها حلىة تدفيذ فعل الكتابة بل كانت تتحرك داخل ذهن الشانر نفسه؟

، يف الدص كله مثة ندصر واد حيمل ب اخله مفتاح هذا السقؤال إال أنه ، ون ندصر الريح وإن كان غري واضح يف أبيات الدصولعله يك

مثة مصطلحات ستسمح له باالنبثاق والتجلي نقرب دركقة تولي يقة :تستكده البدية اللفىية ملا يلي من العبارات

ال ميكن للمقرء أن ///تسوق سيارة سوداء + سيارة مسرعة -اهلواء يتصور سيارة مسرنة دون أن يستحضر دركة الريح أو :خارجها وهي الفكرة اليت جت ما يؤك ها يف العبارة التالية

85

ال ///+ بشعرها األخضير املتطياير شعرها أخضر منثورا -ميكن للشعر أن يتطاير إذا مل تكن هداك ريح. الشيء الذي يعين أن نوافذ السيارة كانت مفتودة ومشرنة وهقذا دال

هقي سقيارة ، ريهالون شعر سائقتها ونونلى أن السيارة وتق م ال تقهقر.، دياة ال موت

ما لعملية التفكيك هذه وندصر الريح؟ هذا سؤال ب ، لكن مهالمن تكون امرأة الريح هذه؟ وهذا سؤال خخر : له جوابا يف سؤال خخر

ب اجلواب نده يف األساطري السومرية اليت تغذى مدها الشعور الشانر وخاصة أساطري جلجامش اليت ، ما الصبايف سدوات الشباب األوىل ورب

ال ختلو جممونة شعرية من امسه. لكن ما جللجامش وامرأة الريح؟ املقيالد سدة قبل 1000 دوايل مدذ إهنا املرأة اليت ارتبط امسها

- يل" قوبق ، سقومر يف" ليليتو" قب فعرفت والعواصف بالرياح الريقاح ربة، نيدليل"" الربة أو( اهلواء سي ة)أو ند األكاديني"ليتو

وق ميا نثر األركيولوجيون نلقى اسقم ".إنليل"وزوجة اجلدوبية سدة 7000 إىل يعود( أور) م يدة من سومري طيين قرص يف "ليليتو"

شقجرة بإنبقات الذي أمقر السماء إله نن وفيه حيكى امليالد قبل كقربت أن وبع أورك م يدة يف دجلة هنر ضفاف نلى الصفصاف مقن خميف طائر اختذ بيدما له بيتا جذورها من تدني تخذا الشجرة املقرأة تعيش كانت نفسها الشجرة جذ يف لكن، له نشا أغصاهنا محقل الشجرة تلك نن( جلجامش) مسع وند ما، "ليليث" العفريتة فهربقت جقذورها مقن الشجرة واقتلع التدني وقتل وسيفه درنه

الربية. إىل "ليليث"

ي األسطورة اليت استخرج مدها الشانر نسغ ربما تكون هذه هنصه لكن ليس ليعبر نن اجلانب املىلم لألنثى أو جانبها الشقهواين

86

ولكن ليصوغ للمتلقي شكال ج ي ا ، كما صورته األسطورة نفسهامن أشكال اخلل والتكوين معتربا األنثى فيه ندصر صرا يتحق من

جاء إىل الوجود نتيجة فعل خل فالعامل، خالله تدو احلياة ونىامهاأما بدياته وإيقاناته فهي نتيجة حلوادث جرت ومل تزل جتري ، إهلي

لذا جت الشانر وظف صيغة "السقيارة" كتعقبري نقن ، يف الزمانأما قيادهتا فأنطاها للمقرأة ، معاصرته لرموز الزمن الذي يعيش فيه

ام للحياة. وهكذا يصبح لتجسي ق رهتا الفانلة والفعالة يف الدىام العجلجامش هو الرسام أو اإلنسان بشكل نام وفأس جلجامش القيت قضى هبا نلى القوى الشريرة اليت استوطدت شجرة الصفصاف هي

وهذا كله ، السكني اليت قطع هبا الرسام ليمونتني من شجرة الليمونفعلي لل اللة نلى متجي العمل اإلنساين الذي هو ليس فقط اجلوهر ال

أي دياته ال موته أو دمقاره. ، لإلنسان وإمنا كذلك سبب وجودهفحركة السكني داخل الدص أنطت للمعقىن ، وليس هذا فحسب

أي دركة نودة ، نفسه بع ا شبقيا مرتبطا حبركة التواصل مع األنثىوهي دركة تعبر نقن ، اجلس املدفصم إىل ود ته األصلية الب ائية

نبر نده وهذا ما، الرجل(/نن الكل )خدم - رأةاغتراب اجلزء أي امليف الدص باملرأة ذات الشعر األخضر اليت حتق ق ال ينأديب كمال

تق نوه؟ ألي كانقت طويال يف الرسام وتدتىر مده دركة )هقل أي تواصال أو نكادا كونيا بانتبار األنثى تطاب األنوثقة ، شيء؟(

السكني داخل الليمونتني أو ث يي لذا فإن دركة ، السارية يف العاملاملرأة هو اتصال معريف وليس وجودي وهلذا د ث االنفصال )قطع الليمونتني إىل أربع شرائح( وتقي ت الرغبة باملوت الذي هو ديقاة

وباألمل واللذة وبكشف وهتك احلجب.

87

المرع والحرف 1.1ثر فيها أن يع، ال ينمتتبع لدصوص الشانر أديب كمال الب لكل

وإن يطل أم البحث وال رس نلى ذاك الربزو العجيب الذي يققف ميكقن أن يسقمى أو برزو ال، متهاديا بني كل ما هو دريف وجمازي

لكن ليس ، "الرمز" الذي يدضح دائما باحلقيقة اليت ميثلها قيوسم إال بهذا ود ه ما ق يكون االكتشاف األكرب للمتلقي بق ر ما يتوجقب

ويقص به التساؤل نقن ، تفات إىل أمر خخر يف غاية األمهية وال قةااللبامتياز؟ أو نصوصا رمزية نصوص الشانرماهية السبب الذي بعل من

الذي تدطوي نليه رؤية الشقانر للحقيققة دقزما هي طبيعة هذا الكبشكل جتعله قادرا نلى رؤية دياة ما من نو مقا داخقل اإلنسقان

بالتايل للمتلقي بأن دقيقة ما سواء أكانت ماديقة أو ليؤك، وخارجهيعقيش نسان وأن اإل، رودية هي مرتبطة أساسا بكل احلقائ األخرى يف نامل من الرموز وبالتايل من املعرفة الرمزية؟كل السر يتجلى يف مقا : اجلواب نن هذا التساؤل واد ال غري

ل هذا هو السبب الذي ميكن أن يسمى مبب أ ود ة جوهر الوجود. ولعشانرا يزج بدفس كل ققار ودارس يف ال ينبعل من أديب كمال

دائرة العمل واحلفر نرب إخضا معىم ق رات هذه الدفس ملقا يتبققى ذلك هب ف أن يبث ب اخلها ند هناية الردلة و مدها من ق رات أخرى

فتكقون ، طابع الود انية اإلهلية ورودها بفعل قوة الصورة الرمزيقة الدتيجة أن يكشف الرمز نن نفسه بانكشاف اخلاص يف الفردي والعام

حماولقة يف اخلصوصي والكوين يف العاملي. وهذا املعىن هو مقا سقتتم :مقاربته نرب القصي ة التالية :يف نص "غزل درويف" ال ينيقول أديب كمال

88

"(1)

املرة هذي

مرة كل مثل تكوين لن

.ودم حلم من امرأة

،األسطوري وجحودك العاري دمك من تعبت ق فل .دبل دون مشدقة تشبه اليت خيانتك من

أكثر وتعبت

والذنب الرباءة بني احلامضة املرة انتقاالتك من

.والسكني الكأس أغدية: أغديتك ومن

ولذا

املرة هذي

درف من امرأة ستكونني

أشاء مىت أخرجك

الودوش مجع أمام سوء غري من بيضاء

.للداظرين لذة بيضاء

(7)

- نسى

- درفا تكونني دني

يقبقلب الفرح طري أمسك أن

.األنمى الطريان من قرنا أربعني بع

نسى

مدها فألتقط نقطيت ألتقي أن

89

والطمأنيدة للحب طلسما

العي حنو يركض فأراه هاليل وألتقي

.العي ب ش اشة

ونسى

دمي ألتقي أن

أسود أج ه فال

.االهبام مدها قطع ككف

(1)

املمزقة جغرافييت حماوالت خخر هذه

.له معىن ال الذي معداي يشبه الذي وتارخيي

يف الطفل حماوالت خخر هذه

يف السادر حماوالت وخخر

والشانر واجملدون

والويل

.لبحر حبر من والراكض والزاه

:دمي حماوالت خخر هذه درف من امرأة اآلن أنت

حلم وال ند ك دم ال

دسائس ال، مكائ ال، مؤامرات ال

،هرطقات ال واتنقز ال

.وال ال

91

(2)

امرأيت اآلن أنت

1"!داري ومشعة

ميكن تقسيم هذا الدص إىل مردلتني مهمتني يف دياة اإلنسان ككل وليس الشانر فقط بانتبار هذا األخري هو صوت حيكي لدا نرب قصقائ ه

: املضين داخل ظلمة هذا الكون الشاسع املهولنن ردلة اإلنسان وسفره ، مردلة ماقبلية وهي اليت تب أ من البيت األول ودقىت البيقت الثقامن

ومردلة مابع ية تب أ من البيت التاسع إىل هناية الدص. إال أن مقا يشق ففقي : االنتباه هو هذه الطريقة الغريبة يف التعبري نن مفهوم "املرأة" هدقا

: ي الشانر يطل نليها كل الصفات السلبية فهياملردلة األوىل امرأة من حلم ودم - نارية ال م - جاد ة - خائدة - دامضة ومتقلبة بني الرباءة والذنب - وال جتي احل يث سوى نن الكأس والسكني. -

أما يف املردلة الثانية فهو يتح ث ندها وكأهنقا دميقة مسقلوبة لى أمرها يتصرف فيها وهبا كمقا يشقاء اإلرادة وهو الودي القائم ن

:وحيلو له فهو يضعها يف "جيبه" مىت يشاء - وخيرجها مده كي يعرضها أمام الغري ويتباهى هبا مىت يشاء -

املؤسسقة العربيقة ، "غزل درويف" من ديوان داء، أديب كمال ال ين 1

.21 ، ص7007لل راسات والدشر

90

خاصقة وأنقه ، فهل هكذا يتعامل العارفون مع "املرأة"؟ طبعا السبقت اإلشارة إىل أن األنثى بالدسبة للعارف وللواقف هي جتل إهلقي

داك الع ي من املتصوفة ممن داول ومل يزل تصقحيح أخطقاء وأن هوبالتايل معاجلة مقا ، السابقني يف الكتابة نن املرأة واألنثى بشكل نام

أو الفلسفي ال يينارتكبته األساطري واخلرافات سواء مدها ذات الطابع الشيء الذي بيز القول بأن ما يتحق ث ، من ظلم وإسفاف يف دقها

وهبذه الطريقة يف نص "غزل درويف" رمبا ق ال ال ين نده أديب كمالكيف ، يكون له أية نالقة مبفهوم املرأة العام املتعارف نليه ل ى اجلميع

:إيضاده فيما يلي من القولذلك؟ هذا ما سيحاول :ال ينيقول أديب كمال

"ولذا

املرة هذي

درف من امرأة ستكونني

أشاء مىت أخرجك

وشالود مجع أمام

سوء غري من بيضاء

".للداظرين لذة بيضاءيوج يف هذا املقطع أثر للتجربة املوسوية أمام فرنقون مصقر

أي أن األبيات تذكر باآليات القرخنية اليت قال فيهقا ، وكهدته وسحرته تسع سوء في غير من بيضاء تخرج جيبك في ي ك "وأدخل: نز ونال

فقإذا ي ه مث "ونز 1فاسقني" قوما كانوا وقومه إنهم فرنون إلى تخيا لقذة معني. بيضاء من بكأس نليهم و"يطاف، 2للداظرين" بيضاء هي

.17خية ، سورة الدمل، القرخن الكرمي 1 .109خية ، األنرافسورة ، القرخن الكرمي 2

91

وبدقاء نلقى هقذه 1ن "فودقزي ندها هم ولا غول فيها للشاربني. لااملالدىة ميكن إجراء مقارنة تداصية بني ما ذكر يف هذه اآليقات مقن

:ألفاظ وبني العبارات اليت ذكرت يف مقطع الشانر

العبارات اليواردة يف املقطيع األلفاظ الواردة يف اآليات الشعري

أخرجك مىت أشاء - جيبك يف ي ك وأدخل - سوء غري من بيضاء - سوء غري من بيضاء خترج -

قوما كانوا إهنم وقومه فرنون - فاسقني

الودوش مجع أمام -

بيضاء لذة للداظرين - للشاربني لذة بيضاء -

:من هذه املقارنة ميكن استدتاج ما يليهو غائب يف مقطع الشانر لكده يوجق يف هداك من األلفاظ ما

"أخرجك مىت أشاء" هقذا : فمثال ديدما قال الشانر، املقاطع القرخنيةيعين أن "الشيء" حمط احل يث كان داخل اجليب وهذا يقود مباشقرة

لكن هداك يف املقابل ألفاظ ، بك"ك يف جيي وأدخلإىل التعبري القرخين"أخرى مت اقتباسها أوال من خية قرخنية معيدة وإضافتها ثانيقا إىل ألفقاظ

األوىل وذلك بغرض اجلمع بيدها قرخنية مستقاة من خية أخرى خمتلفة نن "بيضقاء : ويقص هبذا اجلمع قول الشانر، ثالثا يف تعبري شعري واد

بالرغم من أن املتعارف نليه ند دارسي القرخن الكرمي ، اظرين"لذة للداربني" ومل يذكر أب ا ذكر يف القرخن مقرونا بعبارة "الش، أن لفظ "لذة"

:ذا وجب طرح السؤال التايلل، مقترنا بكلمة "الداظرين"

24/22/.21خية ، سورة الصافات، القرخن الكرمي 1

91

إىل اختيار هذا املدحقى ال ينما السبب الذي دفع أديب كمال اللغوي الغريب؟

، للجواب نن هذه اإلشكالية سيتم االشتغال نلى التعبريين معقا :القرخين والشعري

بيضاء لذة للناظرين - للشاربني لذة بيضاء -

يف هذا التعبري إشارة خلمر اجلدة إال ، ض لوهنا ولذيذ مذاقهاولبيا

كذلك إذا أن األمر ق يب و غريالتساؤل نن الكأس اليت ما متفلرمبا ، هبا هذه اخلمر توج

تكون هي البيضاء اللون وليست اخلمر ذاهتا.

يتلذذ الشارب مبا يشرب ويسكر والداظر أيضا يتلذذ مبا

به ويذهب وق يسحر يدىرإليه لبه.

ويقص به "الكأس" القيت ، ك يىهر ندصر ج ي بع هذا التفكيوهذا ، ذكرت يف اآلية القرخنية لكدها مل تذكر يف نبارة "لذة للداظرين"

الىهور هو ن اء ضمين مستتر لعبارة "الكأس" القيت وردت يف ب ايقة :الدص ديدما قال الشانر

"وتعبت أكثر

من انتقاالتك املرة احلامضة بني الرباءة والذنب

أغدية الكأس والسكني.": أغديتكومن

فما الفرق إذن بني كأس اآلية وكأس هذا املقطع؟

والعرب تقول لإلناء إذا كان فيقه ، كل كأس يف القرخن هي مخرفإذا مل يكن فيه مخر قالوا إناء وق دا. فهل هذا يعقين أن ، مخر كأس

ذا الكأس اليت ذكرها أديب كمال ال ين هي كأس مخر دقا أم ماذا؟ ه

94

السؤال مل يكن من املمكن طرده لو مل تكن نبارة "أغديقة الكقأس" متبونة بلفىة "السكني". وهذا يقود إىل تساؤل خخر يتغيأ البحث نن

العالقة بني الكأس واملرأة وبيدهما معا و"السكني".ق ميا كان العرب يرمزون للكأس باملرأة احلامل أما السكني فغالبا

ا إشارة لعدصر الدكاح وهو ق ورد هدا يف البيقت ما تكون بني طياهتالشعري مبعداه املادي وليس الوصايل االحتادي ب ليل أن البيت مسبوق

لكن ملاذا "املرأة" هدا يف هذه الصقورة ، بعباريت "احلامضة" و"الذنب"تب و من ج ي وكأهنا غانية أو فتاة ليل؟ وملاذا بع ذلك "املرأة" ذاهتقا

درف" وتصبح بيضاء لذة للداظرين؟ هل يعقل هقذا؟ ال ستتحول إىل " شك وأن األمر فيه شفرة الب من فك رموزها.

نص "غزل درويف" كما سبقت اإلشارة مقسم إىل جقزئني أو مردلتني ولفظ "لذا" الذي أتى مسبوقا بالبيت القذي ققال فيقه

أغدية الكأس والسكني" يب و وكأنقه دققا : الشانر"ومن أغديتكدا أخرى غري )سكني الكأس( قطعت بقني زمقدني ومقوقفني سكي

وجتربتني. لكن إذا كان احل يث نن الكأس ق أوصل إىل احلق يث وإذا كان الكالم نن السكني ق قاد إىل ذكر احل يث ، نن "املرأة"

فقإىل أي درب ، نن الدكاح ونن لفظ "لذا" القاطع بني مردلتنييث نن "مجع الودوش" ونقن سيوصلك ويوصلين أيها القار احل

"سحرة فرنون"؟

سب احل يث نن ي موسى البيضاء من غري سوء ونقن املقرأة احلرف اليت أراد هلا أديب كمال ال ين أن تكون بيضاء هي األخقرى

لكن بقي ندصر مل يتم ذكره وإن كان داضرا بشقكل ، لذة للداظرينونصقا أديقب نصا موسى أوال، إهنا "العصا"، قوي التخفي والتستر

:كمال ال ين ثانيا

95

ر موأىيف اآليات اليت سب ذكرها مت احل يث نن موسقى ) ( القذي ، طلب مده اهلل نز ونال أن خيرج ي ه من جيبه بيضاء من غقري سقوء

وهي نفسها الي اليت ستمسك بالعصا اليت سيلقيها وستتحول إىل أفعى تفضح من غري التقهام مبعىن ، كربى تلقف ما صدعه السحرة من إفك

أي كوهنا دباال ونصيا، وتىهر أفاني ال جالني نلى دقيقتها األصليةليس إال. وليس هذا فحسب فبالعصا فل موسى البحر وهبقا ضقرب

احلجر. :هذا يعين أن من هذه العداصر ميكن استخراج املفاتيح التالية

اجليب - الي - العصا - البحر واحلجر -

الدييم ر عدي م مدذ الب اية والشانر يشري إىل "امرأة" أصبحت يف هناية الردلقة

وكما يعلم اجلميع فما من درف يشبه العصا والشقمعة يف ، مشعة دارها من امرأة أو أنثى يف هقذا وهذا يعين أنه م، اللغة العربية سوى األلف

ما من شيء هدا سوى األلف وما من أنثى سوى الدفس البشرية ، الدصليت يف طريقها إىل الكمال تركض من حبر إىل خخر وتتدقل بني الذنب ا

ونليه فإن املفاتيح اليت ميكن استدتاجها ، والرباءة وبني الكأس والسكني :يف هذا اجلزء هي اآليت ذكرها

الكأس - السكني -

96

الشمعة -ونملية مجع بني مفاتيح املقطع اخلاص بعصا موسى ) ( ونصقا

:توصل إىل العالقة اآلتية ال ينأديب كمال كأس= غم + جيب

غم ألي شيء؟السكني وللعصا وللشمعة كما األنثى غمق للقذكر : قغم ل

وكما اجلس غم للدفس اليت حتولت سكيدها إىل نصا ونصقاها إىل األلف أو املرأة اليت مساها الشانر : مشعة ومشعتها إىل قيوم احلروف كلها

اليت حيمل هذا املقطع من قصي ة "حماولقة يف و، "امرأة من درف" قب :العزلة" وصفا دقيقا هلا

نفسي يف أجلس فأنا "هكذا

نفسي. ألدرس

يقب صدع ما أنسى ال ولكي

يقباب نلى رحما وضعت

ب مي خضبته

الطني من وصدعت

كرأسي رأسا

الرمح نلى وضعته

..وبكيت

رودي سالت دتى بكيت

.الرأس إىل... إليه فرددهتا*** خشو يف أمامه أركع صباح كل

:له ألقول

97

اخلري صباح" ".واحلروف باألسى املثقل الرأس أيها

:نىيم ه وء يف نلي فريد اخلري صباح" 1!"السعي ة العزلة صادب يا

المرع النقطة وظ هر الجوارم الحأ 1.3 دبيبتقه إىل احلقرف يف نصه "رسقالة ال ينيقول أديب كمال

2الدقطة"

:"دبيبيت ،الدقطة أيتها ،احلمامة أيتها ،الدهر دافة نلى امللقاة الصخرة أيتها ،الطيبة الوردة أيتها ،الصباح كقيمر اللذيذة االبتسامة أيتها ،اللؤلؤة: ال معة أيتها الليلة؟" أج ك كيف

صق رت ، من ديوان الدقطقة ، "حماولة يف العزلة"، ب كمال ال ينأدي 1املؤسسقة -( 7001بغ اد. )الطبعة الثانية -( 1999األوىل : )بطبعتني

.17 ، صبريوت، اننم، رالعربية لل راسات والدشمن ديوان شجرة ، "رسالة احلرف إىل دبيبته الدقطة"، أديب كمال ال ين 2

.7002األردن ، نمققان، والتوزيققع دار أزمدققة للدشققر، احلققروف .97 ص

98

إىل احلقرف ليس مثة من شك يف أن هذا املقطع من نص "رسالةنقة تدويادات املنققز ور واالالدقطة" حيبل بالكثري مقن الصق دبيبتههو هذه ، لكن الذي يش االنتباه بشكل أكثر نمقا من غريه، ختلفةوامل

احلسي للقصي ة بشكل تتحول فيقه هبا املعجم الطاقة اهلائلة اليت يزخرئيقات إىل أنغقام ونات إىل نطور واملرواملسم، ومات إىل ألواناملشم

تلقي كي تتفجر ندق امل فيها وهبا ومعها مجيع دواس تتفانل وترقصهناية الردلة وتت ف مع الشانر متخذة أشكاال ج ي ة مقن الصقور

خالفة يف هقذا كقل كات احلسية مة نن نامل امل رالطازجة واخلارجالتوقف يف هذا املقطقع جب لذا و، ويرية العاديةاألنراف اللغوية والتص

:ند كل داسة نلى د ة

:ح أة البرر -إىل نني القار من الصور هدا هي صورة يصل ل ما ق إن أو

ناش يشبه سادر سريك بني ي يه قبعة سوداء طويلة ي خل فيهقا خبفة ي ورشاقة دركة "الدقطة" مث خيرجها وق صارت "محامة" أو

من القيمر" أو "دمعة" أو "لؤلقؤة". "صخرة" أو "وردة" أو "صحداخخر يصقل إىل العقني ورة نفسها ندصركذلك يوج داخل الص

فالدقطة لوهنا أبيض وال ليل نلى ذلقك : اللون وهو ندصر مباشرة: بتسامة اللذيذة كقيمر الصباح" و"أيتها ال معقة "أيتها اال: نبارتياح واللؤلقؤ هقو إذ ما من شك يف أن لون القيمر والصب، اللؤلؤة"بقأن ، ولذا جاز القول ووفقا لقان ة االسقتدتاج الضقمين ، أبيض

مجقيعهن سقوى أن يكقن احلمامة والصخرة والوردة ال ميكدهن بيضاوات اللون بامتياز.

99

ح أة المم والج وق -لو مل يكن ندصر املاء هدا داضرا نرب ذكر مصقطلحي "الدقهر"

يث نن نو الرائحة الكامدقة لكان من الصعب ج ا احل، و"ال معة"، اليت هي ب ون شك رائحة نطقرة وطيبقة ، داخل أبيات هذا املقطع

نلى املتلققي ، لكن هذا ال يكفي، مادامت تدبع من الوردة ومن القيمرأن يتوغل أكثر وأكثر كي حي د طبيعة هذه الرائحة هل هي نابعة مقن

، أو ندصر املقرارة ندصر امللودة أو ندصر احلموضة أو ندصر احلالوةوحي د أكثر وبشكل أدق درجة الرطوبة والسيالن الساكدة داخل كل

وهذا ال ميكن حتقيقه إال من خالل اسقتخ ام داسقة ، هذه العداصرالتذوق نرب األنف وليس نرب اللسان مادامت هدقاك مقن القروائح

والعطور القوية ما تصل إىل احلل مباشرة من األنف. ال معة والقيمر.: ن أساسيان للقيام هبذه التجربةإذن ل يدا ندصراهلا طعقم ، إذن فهي رطبة ومت فقة ودائرية الشكل، ال معة كلها ماء

ويف اإلشارة هلذين املقطعقني ، ماحل. أما بالدسبة للقيمر فكله دليب ومصلنالقة وطي ة بعداصر أخرى مت ذكرها يف هذا املقطع من القصي ة ويقص

بانتبار أن هذه األخرية ال تتكون نلميقا وكيميائيقا ، اللؤلؤةالوردة و: هباداخل احملارة إال إذا تسربت إىل حمارهتا دصاة من الرمل أو الصخر فيتهيج احليوان الرخو ب اخلها ويتأمل بش ة ويب أ دفانا نن نفسه يف إفراز مادة من

يت أو من اخلاليا الىهارية ويف بداء طبقات متع دة ومتماسكة من األرجونكاربونات الكالسيوم اليت تصبح بع ذلك لؤلؤا كامال. وندصقر التقهيج واألمل ال اخلي احلاصل داخل احملارة فيه ن اء لتهيج خخر له نالقة وطيق ة

فهي غالبا ما ال تتكقون إال إذا ، بال معة املاحلة املذاق كملودة ماء اللؤلؤةام اليت تتخل فيها السقوائل د ث أمل داخلي بقلب اإلنسان. إذن فاألجس

:نرب ندصر األمل يف هذا املقطع ثالثة وهي كاآليت

011

احملارة = اللؤلؤة - العني= ال معة - القلب = ال م -

ماء احملارة + ماء العني + مصل القيمر + : أما السوائل فهي أربعة دم القلب

، كونوكلها سوائل مغذية ترمز إىل ندصر ختلي احلياة يف حمارة الأو وسط وردته الصوفية اليت ادتضدت مدقذ األزل دليقب التخليق ونقطته البيضاء اللؤلؤية املدطوية نلى احلقيقة احملم ية والقيت ال شقك يتمىن كل ناش أن يقضي يف دضرهتا ولو جزءا من الثانية كما سقب

:وقال الشانر يف مقطع من )خطاب األلف( الصفاء يتمدى "املغدي

دبيبته مع العمر يقضي أن ويري

معك أقضي أن أري وأنا

واد ة صفاء سانة

واد ة دب دقيقة أو

واد ة اطمئدان حلىة أو

1".واد ة مسرة ثانية أوتعارف نليه يف هقذا مرة أخرى ما من امرأة أو دبيبة باملفهوم امل

ال دضور هدا سوى للدقطة اليت لوالها ما غدى هلا هذا األلقف ، الدصالشانر الواقف العاش املتيم كل هذه القصائ املغرقة يف الشوق والوله

نبارتان لذات واد ة.، فهي هو، ديوانا 11 والصبابة نرب كتابة

، مطبعة اجلقادظ من ديوان نون،"خطاب األلف" ، أديب كمال ال ين 1

.12 ، ص1991 بغ اد

010

الفصل الثالث

و والم تي ر الو األلم داللة

داللة األلم 1.1

األلمعدي م م الديي أيكيف الأعيد بربر -

ل من اسقتخ م نبقارة أو، ألبري كامو"يعترب الروائي الفرنسي "يف حبث فلسفي من مائة ونشرين صقفحة ندونقه ، )سيزيف السعي (

1927)أسطورة سيزيف( ونشره سدة قبمقا يف يعتق أن كل فهو .1

احلقيقة الوديق ة يف هقذه املوت هو وأن، مده طائل الوجود نبث الربات مهما بالغ يف يقوم به اإلنسان ويكتسبه من خ ما كل وأن، احلياة

رجى مقن ورائهقا نفع ي هي إال تسلية ال فلسفة ج واها وقيمتها مايأيت. ما اهل ف من وفائ هتا الودي ة هي قتل امللل يف انتىار خالص ال

نالسقؤاال يىهقر بققوة احلياة إذن؟ وهل هلذه األخرية معىن؟ هكذاكمال أديبال مثلما شغن شغال فكر "ألبري" اذن اللان العىيماالوجوديث نن "ألبري" يف حماولة مده إلباد دل هلذه اإلشكالية يتح لكن .ال ين

تقه بقل م الفراغ وقوظاهرة "االنتحار" بانتبارها نتيجة دتمية لتضخ

1 Albert Camus, Le mythe de Sisyphe, éditions Gallimard,

collection “Folio”, 1942. ت نن ببريو 1991نسخة ص رت باللغة العربية سدة للبحث نفسههداك

مدشورات دار مكتبة احلياة وق ترمجها من الفرنسية األستاذ أنيس زكي دسن.

011

ه سيطرته نلى اإلنسان بشكل بعله يشعر بقسوة احملاصرة والعزلة وكأنإليهقا الكاتقب لدقيقة توصق ، كبري امسه "احلياة" يف سجن دقيقي

لغقي فة األخرى وخمن هبا بشكل جعله يالفرنسي وغريه من أدباء الضباإلميان ربطهأن ي خيط ميكده وكل، مصطلح األمل من قاموسه اليومي

.ال ينوالعلم ويقؤمن ال، يؤمن باهلل ال، اتؤمن بالغيبيي اإلنسان الع مي إذن ال

ج وى ذاهتما. "ألبري كامو" شيء سوى الع م والال يؤمن بأي بالغ والاحليقاة نن اإلنسان الذي حيقب -يؤمن باهلل كمفكر ال - يتح ث

ة تنب وسط حبر هائج بالرغم مقن ويتشبث هبا كما يتشبث الغري بقشبالضبط كسيزيف األسطورة اإلغريقية ، ه هبا وبعبثيتها والج واهائشقا

إىل قمة اجلبل نلى الذي حيب صخرته العجيبة ويستمتع بتكرار محلها ما وصل هبا إىل القمة كلما تحتم نليه أن يعود الرغم من نلمه بأنه كل

بها مده من ج ي وحيملها نلى كتفيقه يف صقعود بل إىل السفح كيدفع بالكاتب الفرنسي إىل احل يث وق يكون هذا ما، نيول أب ينقزو

اإلنسقان قدعأن ي ية"احلرية العبثية" أي در قنن مفهوم ج ي أمساه بمن احلياة شيئا ترجو بالمبالة الكما هي واحلياة ويعيشها ويستمتع هبا ب

أي ما ميكن تسميته بدو من درق احلياة دقىت ، سوى احلياة نفسهاه نو مقن . إن1خخر رم نلى دسب تعبريه يف روايته )املوت السعي (

عل اإلنسقان أومن االنسالو نن القيم الرودية بشكل ب، ال ويوانية، ة ن م أوشعور بالذنبالت مري القهري للذات ب ون أدىن ذر م حنويتق

ناإلنساوما نلى ، وكل شيء مفرح وسعي ، فكل شيء مجيل كما هوفهل هذه هي ذاهتا ، سعي السيزيف الل نفسه كي يعيش سوى أن يتخي

اآلداب، دار إدريقس، مطرجي ناي ة ترمجة السعي ، املوت، ألبري كامو 11921.

011

؟ هقل هقي ال ينث ندها أديب كمال السعادة السيزيفية اليت يتح عادة ال ويوانية والعبثية؟ أم أن سعادة هذا الشانر بصخرة احلياة هلا الس

طعم ونكهة أخرى؟ضياء يم األس ي يف مقالته )املشرو الشعري ألديب د. يقول

يف مدهجه ال ينحياول أديب كمال ": تشابيه لواقعة اخلل (/ال ينكمال دور أد مها افتراضي يلعب فيقه احلقرف : الشعري أن يصدع ناملني

البطولة املطلقة وميارس القوة اإليازية مبا أودنه الشانر فيه من قق رة لعبقة 1)وهو هبذا ميقارس( نلى اخلل . فهو يف نامل القوة والفعل معا

خطرية وحياول أن حياكي قصة اخلل والتكوين. إهنا تشقابيه لواقعقة ( لرييهقم اخلل . يري الشانر أن بس ها أمام اخلليقة )يف نامله الواقعي

امل ى الذي بلغته خطيئاهتم الكربى واحل الذي وصلوه يف التمرد نلى .2بارئهم وجحود لطفه "

صورها الع ي من ويوانية وف ماعادة السيزيفية ال لذا فإن السمن أشكال هذا ميكن انتبارها سوى شكل ج وانيني الالع ميني والال

التصريح د الذي مبوجبه متالتمرهذا ، التمرد نلى اخلال الواد الصم قوم بقه مكن لإلنسان أن يفعل ي مبشرونية كلبصورة نلدية أو ضمدية

د وهذا الدقو مقن التمقر .للفطرة البشرية خمالفا أو امهما كان شاذنقرب ، ط الضوء نليقه أن يسل ال ينما أراد أديب كمال بالذات هو

ا نن جتاربه مع دروف أخرى مل قصائ تشبه السرية الذاتية حيكي فيه أمقرا لكن القول هبذا فقط يىل، يدل مدها إال القسوة واألمل والعذاب

متت إضافة العبارة املوجودة بني قوسني وذلك كي يستقيم املعىن بع أن 1 .هتاذا اجلمع بني مقطعني خمتلفني من املقالة مت

تشقابيه /)املشرو الشعري ألديب كمال ال ين، د. ضياء يم األس ي 2 لواقعة اخلل (. نشرت يف موقع الشانر وموقعي "ن وة" و"أدب فن".

014

ققراءة ة وأنخاص، قلقةبالع ي من الفجوات امل غري كاف ومشحونا البادقث الشعرية وقصائ ها املتدونة جتعقل ال ينجماميع أديب كمال

ين فيمقا متعاكسني ومتضادمستمرة ذات اجتاهني ة ضاغطةبقو يشعربدقو مقن ، نن فضح الشانرأن يتح ث أين لل ارس نفم، بيدهما

ملختلف مىاهر جحود اإلنسان وجربوته ومحقه ، ونة واحلسرة واألملاللل ث نن شانر تتحون له بع ذلك ترك كل هذا ليتح ن أيوم، وظلمه

نقطة فرح نىيم إىل سعادة ومشس بل إىلأشكال القسوة بني ي يه كل يعرف كدهها إال العارفون؟ ال

خرة اليت للح يث إذن نن هذه اجلربوت ونن قلب اإلنسان الصتتحول قسوهتا إىل سعادة ومشس نرب معارج يتم فيها الرقص واملشي يف

اختيار قصائ معيدقة مقن خن واد نلى دبال احلرف والكلمة سيتمالتايل كدموذج للبحث نن مىاهر دواوين خمتلفة للشانر والعمل نليها ب

ما ال هذا التحول اإلسرائي داخل الروح اإلنسانية وهي يف طريقها حنو ال خطر نلى قلب بشر.حنو ما نني رأت و

أيكيف جدلية الجج ور والجمع ا ير ئد عدي م م الديي عو - الأعيد بربرجج

لقف القواردة يف خمت قصائ أديب كمال ال ينز ميي ما أهم إنبيدها فيما واشجةق ميها هو هذه العالقة املت اجملاميع الشعرية د يثها أو

وهي يف هقذه العالققة ، أمكدته وإن بان ت بيدها سدوات اإلص ار أومىهر من مىاهر التكقرار أوالرتابقة تري أن تؤسس ألي التكاملية ال

ل نلى ب، موضو ما من خالهلا التطرق ملعىن معني أو للطريقة اليت يتم متكفالغاية هي وضع اللبدات األوىل لبداء معماري حت، العكس من ذلك

هد سته إىل وشائج صامتة ختتلف مالحمها باختالف درجقات ونقي

015

ما تطرح قصي ة مقا إذ غالبا بقي.الشانر هبا أثداء ممارسته لفعله الكتادقه ما يف ديوان أول كي يكتشف فيما بع أن اجلواب ن معرفيا سؤاال

مقا كما أنه غالبقا ، ق يكون يف ال يوان الذي يليه أوالثالث أوالرابعإال ب ال ارس لعق هتا دال حيكي قصة ما ال يطرح الشانر قضية ما أو

إذن قصي ة تدتمي فما الذي يربط، فيما يلحقها من ال واوين األخرىذا إىل ديوان معني بقصي ة أخرى توج يف ديوان الد ؟ ما دواني هق

التجاور الذي تقيمه الذات الكاتبة بني قصائ تدتمي جملاميع خمتلفة؟ هل يتقيق األمر بتقارب يف زمن اإلنتاج أم أن الزمن الشقعري ال يتعل

ر يف الدس الفكري املسألة بتطومبواضعات الزمن املقيس؟ أم هل تتعلن جتربتقه التفكيكي الذي اختاره الشانر للتعبري نبقي واملدهج التركي

املمارسة الكتابية؟ أس الشعرية الفري ة؟ أليس اجلمع مبختلف معانيه هويرام الغوص هدا يف مفهوم التأليف بق ر ما يراد تسليط الضوء نلقى ال

بقني قصقائ ال ينإشكالية التجاور الذي أقامه الشانر أديب كمال تار مدقها متفرقة من دواوين متبان ة يف سدوات الدشر والكتابة سقيخ

أخقرى هتقم موضقو نصوصمن بني نصاقصي ة )ملل( بانتبارها سيزيف الذي تتحول صخرته إىل مشقس سيزيف السعي بصخرته أو

الله نور السموات واألرض مثل } :تزداد مجاال ونىمة بسر قوله تعاىلجاجقة الزجاجقة كأنهقا نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في ز

كوكب دري يوق من شجرة مباركة زيتونة ال شرقية وال غربية يكاد زيتها يضيء ولولم تمسسه نار نور نلى نور يه ي الله لدوره من يشاء

1{األمثال للداس والله بكل شيء نليمويضرب الله

)هذه خية افتتح هبا الشانر أديقب 11خية -سورة الدور، القرخن الكرمي 1بآيتني وهو ال يوان الذي مت افتتاده كمال ال ين ديوانه مواقف األلف.

( من سورة يوسف.92هذه وخية أخرى )

016

قصيدة )ملل( *ها إىل ديوان الدص هواخلامس من جممو أربعني قصي ة تدتمي كل

نن املؤسسقة العربيقة لل راسقات 7007بعمان سدة )داء( الصادر باإلضافة إىل ذلك مقسم إىل مخسة وهو، بيتا 11ن من والدشر. ويتكو

:مايلي ةالدىمسب هذه املعطيات األولية ميكن أجزاء. د :ورود األن اد التالية -

ن د األبيات: 11 املقابل الرقمي حلرف احلاء دسب نلم األن اد واحلروف. هو: 9

هتا البذرة اليت خقرج مدقها هذه القصي ة لود ها حتمل يف طيانالقة للصق فة يف وال، موقفا 11ديوان )مواقف األلف( املكون من

وال ليل نلقى . وجود هذا الرقم أوغريه من األرقام يف التجربة األديبة)موقف كون القصي ة هلا امت اد وجذور ب يوان )مواقف األلف( نص

ث بشكل واضح يف جزئه األخقري نقن )السقأم( الباب( الذي يتح كمرادف من مرادفات )امللل( دسبما ورد يف )لسان العقرب( البقن

1بكليت املفردتنيمدىور باجلزء اخلاص يف قصي ة )ملل( كما يف ديقوان 11 وللكشف نن رمزية الرقم

مني لن حيتاج ال ارس إىل البحث ندها يف كتب املدج، )مواقف األلف(يف داجة دقيقيقة بق ر ما هو، و من العلومهبذا الد ن يهتموغريهم مم

تطقور ع مرادقل ال ى له تتبكي يتسد، نصوص الشانرللبحث ندها يف وبالتايل اكتشقاف خمتلقف ، والتصان احلركي لروح وفكر الشانر

بعضها مأساوي وبعضها اآلخر مغرق يف االستحالة ، املعارج اليت مر هباومشقاه املقوت ، والسريالية العجيبة الرتباطها مبشاه ال م القاسية

ال ار ، ديوان مواقف األلف، "موقف الباب"قصي ة ، أديب كمال ال ين 1 .41 ص ،7017لبدان ، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

017

أو اهم الشانر نفسقه( نسقاء وخبيانات األص قاء أواألن قاء )كما مس .االرج

11خالص لن يتحقق إال خبقتم قصي ة )ملل( إذن خطوة حنو، معراجا نرب مردلة من التشرن وبالتايل الوالدة من بني رمقل وطقني

تصال ب يوان )دقاء( الود ي ودجر داخل ردم ش ي ا، وفرث ودمالذي يرمز يف رقميته احلرفية إىل التوازن الكوين والطهارة بع اخلقروج

ء احلرب وداء احلق وداء احلم للركون والسكون من سجون أهل دااحلب واحلكمة واحل األكرب وهي كلها معان جتق احللم وإىل أهل داء

هلا ص ى وأثرا يف قصي ة )ملل( ب ءا من العدوان ودىت خخر جزء فيها.

الجل ك العنوان ا يريد )متم( -مرتبطقا ما ورد مصطلح "ندوان" يف املعاجم العربية إال وكقان

بكلمة "القصي ة" مبصطلح "الكتاب" ومل يسب له أب ا أن كان مرتبطاأوبعبارة "الدص الشعري" وسبب هذه الىاهرة ش ي االلتصاق بتاريخ

الدصوص الشعرية مدذ العصر اجلاهلي مل تكن ف، القصي ة العربية نفسهاملطلع أونرب ما كان يول معها يف ا ترد مصحوبة بعدوان ألن امسها غالبا

وق سار العرب نلى هذه السدة دىت نصر الدهضة احل يثة دني ، القافيةب أت هتب نفحات التج ي من الضفة األخرى من خالل أقالم شعراء

وخخرين زاروه وخخرين قرأوا لرواد حت يث القصي ة ، أقاموا يف املهجرد ح موالشعر بشكل نام فكان من خثار هذا التح يث ظهور العدوان ك

من مهمة الشانر بع أن كان جزءا لفحوى القصي ة وصريورته جزءا امع.من مهمة القار أوالس

مهمقة ونلى هذا األساس أصبح الدص الشعري احل يث معادلة زمن وأصبح العدوان اليوم أكثر من أي، سقفها العدوان وأرضيتها الدص

018

محولة مكثفة للمضامني بال راسة والتحليل من مدطل أنه مضى ج يراأو بصيغة أخرى نىام ، ر داخل نص كبريونص مصغ، األساسية الدص

وأخرى رمزية ت فع ال ارس إىل السعي حنقو ، سيميائي ذو أبعاد دالليةز استقراء رموزه والوصول إىل مفاهيمه الدصية املتراكمة داخقل احليق

.الدصي1

من فراغ أو مقن نابعا الذا مل يكن اهتمام السيمياء بالعدوان أمر ناجحقا لغويا لكونه أصبح ضرورة كتابية جعلت مده دقالبل ، ص فة

وكذا لكونه أوىل نتبات الدص اليت ال بقوز بقي يف مقاربة الدص األدقة العلمية يف التحليل ويف املقاربقات التأويليقة ي ال ختطيها هب ف حتر

2اومضمون أو شكال، ورودا جس ا للدص

وجهة نىر أخرى ذهب إليها بقادثون ي وجوديدف هذا ال لكنيعطونه كل هقذه األمهيقة نلى العدوان وال ولون كثرياعي خخرون الإنما ، القصي ة بشكل نام ليست تلك اليت تتول من ندواهنا بانتبار أن

وما من شانر د إال ويكقون العدقوان ، العدوان هو الذي يتول مدهاد ما صحيحة لكقن إىل وهذه املسألة هي 3يفكر فيه يه خخر همل

هي البحث يف م ى أمهية اجلهاز العدواين بالدسقبة ، اة هداالغاية املتوخللقار ال الشانر بانتبار أن العدوان أوىل العتبات اليت يلج مدها املتلقي

ميدع مقن فهذا ال، إىل الدص. ومهما تكن احلاالت واإلشارات العدوانيةالقول بأن مىهر العدوان بشكل نام ق اختلف نرب تقاريخ القصقي ة

، 7001، األردن، نمقان ، وزارة الثقافة، سيمياء العدوان، بسام قطوس 1

.11 ص، يقاملركقز الثققايف العربق ، ري وإيازديدامية الدص تدى: حمم مفتاح 2

.27 ، ص1990، 7ط، لبدان، بريوت، ج ة، ي الثقايفقالدادي األدب، اخلطيئة والتكفري: نب اهلل حمم الغذامي 3

.741 ، ص1991، 1ط، اململكة العربية السعودية

019

ن كقان خيتقار ة مفثم .العربية باختالف اجتاهات الشعراء وم ارسهمن كقان خيتقار ة ملقصائ ه ندوانا يشري إىل فحواها بشكل صريح ومث

صي ة ن كان بتزأ العدوان من القة منداوين لإليهام واإلشارة الرمزية ومث أيضا يف قصي ته هذه؟ ال ينشأن أديب كمال ذاهتا فهل هذا هو

ندوان قصي ة الشانر كما سبقت اإلشارة هي )ملل( وهو ندوان بتعبري فكما هو جمتزأ من نص القصي ة أو: محال ألوجه تفسريية ن ي ة

مبعىن أنه ، مأزقي فهو يف الوقت ذاته ندوان ومهي أو، من فحواها أدقر بني فكي سؤال التشكيك يف دالة ملل الشانر والرغبة يف يضع القا

السري ق ما من أجل البحث نن الشعور احلقيقي الذي خيفيه ندوان هذه شيء خخقر لل( باملعىن املتعارف نليه أم هو)م دقا هل هو، القصي ة كشفه؟من الب

مص ر مشت مقن فعقل من الدادية اللغوية والدحوية )ملل( هووق أدرجه فهو مل( ، ملال وماللة ومالال/مل/ميل، من مللت/)مل ثالثي

واملتصقلة بتقاء لفعل ذاتهإياه من الصيغة املاضية ل الشانر مستخلصا مرات. املتكلم )مللت( واملتكررة يف القصي ة ملا يزي نن ست

أما من الدادية الشعرية فعدوان )ملل( إذا وضع يف ميقزان أهقل له نالقة وطي ة باحلالة رسة الرومانسية فإنه يصبح دون شك ندواناامل

الدفسية اخلاصة بالشانر بانتباره يعبر نن شعور داخلي وذايت حيقاول .القار إيصاله إىل

غق و أما إذا وضع يف ميزان أهل أدب الضفة األخرى فالعدوان يؤهم ه شعراء الغقرب وأدبقا ش ي العالقة بصرح فكري نىيم خص

وفالسفتهم ملداقشة وحتليل إشكالية امللل من خمتلف جوانبها الدفسقية ولعل أول وأق م من خاض غمار وحبار هقذه .والفكرية واالجتمانية

الفيلسوف والشانر اإليطايل األبيقوري "تيتوس لوكريتيوس القضية هو

001

ق.م( وذلك نرب األبيات األخرية من ديوانه 11 - ق.م 94) كاروس"واليت يتح ث فيها (De Rerum Natura)« يف طبيعة األشياء» الشهري

نن دالة نفسية غريبة تدقض نلى اإلنسان فجأة فتجعله يشعر بالتعب يدبع وف تصور الشانر إال نن تعب ال، (taedium vitaeمن احلياة )

هذا الكائن ، ن م الق رة نلى معرفة األسباب احلقيقية لتعاسة اإلنسان كل مرة فشله الذريع يف استيعاب فكرة املوت وتقبلقها الذي أثبت يفالشيء الذي ي فعه وبشكل أب ي إىل اجلري وراء سراب .بروح رضية

فيصبح كحيوان مريض مدهك ، احلياة وبالتايل السقوط بني خمالب السأمق رة له نلى فعل أي شيء. وفكرة املرض الرودي هذه هي القوى ال

الشانر اإليطايل الوسيطي "فرانشيسكو بيتراركقا" ذاهتا اليت أشار إليها يف يومياته اليت مجعها يف كتاب أرسله إىل صق يقه ( 1122 - 1102)

يستطيع الفيلسوف "الق يس أوغسطيدوس" يعترف فيه بإصابته مبرض الوصفه سوى بعبارات )ن م الرضا( والشعور )باخلوف حت ي هويته أو

لكن الشقانر الفرنسقي "شقارل ، اةمن الغ ( و)ن م الرغبة( يف احليبودلري" يبقى أهم شانر قلب كل املوازين فيما ميكن تسميته بأدبيقات

فلم يع ، )امللل( ألنه أول من ارتقى به إىل نامل الشعرية والفدية اجلماليةامللل جمرد نلة تصيب الدفس البشرية ولكده أصبح دالة مقن السقأم

أو أهل دقبة معيدقة مقن ، أسرهواحلزن العمي الذي يصيب جمتمعا بوهذا مقا يعلقل ، الداس وخاصة املدتمني مدهم إىل الطبقة البورجوازية

ظهور جممونة قصائ ه الدثرية )سأم باريس( اليت يقول فيها مقتردا نلى "الب للمرء : ألمله الرودي وبؤسه العىيم اإلنسان دال ق يكون ناجعا

تلقك هقي القضقية : الصة. تلك هي اخليف سكر دائم من أن يكونتشعروا بعبء الزمن الفادح الذي حيطم كقواهلكم الودي ة. فلكي الولكن مباذا؟ .الب لكم من أن تسكروا بال هوادة، وحيديكم إىل التراب

000

إنقه 1".حبسب ما هتوون ولكن اسكروا، باخلمر أو بالشعر أو بالفضيلةر ندقه يف ي نبق نو من اهلروب من نامل القبح إىل نامل اجلمال الذ

مواطن ن ي ة من قصائ ه سواء املدتمية إىل جممونة )سأم بقاريس( أو شيء فيها سوى اليت ال، دانية(طإىل )أزهار الشر( أو إىل )اجلدان االص

من صقحراء مللقه تلك الوادة الومهية اليت يركن إليها الشانر هرباذي سرنان أو خ ر السكر ال، شيء سوى السراب والوهم القادلة. ال

فهل هذا هو ، ما يدقشع مبجرد حلىة صحو مهما كانت قصرية أو نابرةمن هب ف إنقاذهلإلنسان ال يناحلل الذي يق مه الشانر أديب كمال

داء امللل؟مسية الدظ أن الصيغة االي للدصدون اخلروج نن اجلهاز العدواين

اته وذلك مقن للعدوان )ملل( تتجه مباشرة حنو تعيني مرجعية الدص ذخالل إدالة القار بشكل مباشر نلى موضو الرسالة القيت يرمقي الدص إيصاهلا وبالتايل اختزال الفرق التأسيسي بني داللية اللغة الشعرية

لذا ميكن القول بأن العدوان الذي اختاره الشانر ، ومعىن اخلطاب نفسه Fonction deاألوىل تعييدية ): له هدا ثالث وظائف ال ينأديب كمال

désignation ( والثانية وصقفية )Fonction descriptive والثالثقة )أما التعييديقة .(Fonction sémantique et implicite) داللية ضمدية

سم لقصي ته وحت يق هويقة امن أجل إنطاء الشانرفق استخ مها ( الوصفية فهي متصلة باملعىن املعجمي لكلمة )ملقل الدص. أما الوظيفةمن باهبا الدفعي احملض بشكل سقيجعل مدقها الشانروق استخ مها

بقني ، تسته فه قراءات نق ية خمتلفة ومتبايدة فيمقا بيدقها لغويا دقالخطط له وهذا ما، ل هلان للصيغة املختزلة للعدوان أو غري متقبستحسم

دار خفقاق للدشقر ، ترمجة بشري السقباني ، سأم باريس، شارل بودلري 1

.109 ، ص7002مصر ، والتوزيع

001

لعب نلى وتر دريته كمرسل يف ق إذ جت ه، الشانر مع سب اإلصراربشكل بعل من الققار ومبهما أن بعل من ندوانه هذا أمرا خمتلطا

ن دائما بفرضية االدتمال يف تأويل ال اللقة ي ن مقييوال ارس معا فكرأد ميكده القول ما من إذ ، لعدوان )ملل( دون اجلزم بأي شيء ضمديةال

بأنه وصل إىل مح بيضة الشانر يف هذا القدص كمقا يف غقريه مقن ونليه فإن كل قراءة تبقى قراءة افتراضقية ال جمقال ، وص القادمةالدص

للمطلقية فيها. هذا نن الوظيفتني التعييدية والوصفية للعدوان فماذا نن الوظيفة ال اللية الضمدية؟

نادة ما تأيت الوظيفة ال اللية مصادبة للوظيفة الوصفية وحتمقل يف ال ينيب كمال وأد، من توجهات املب بشكل نام يف نصه بعضا

ختزالية والبسقاطة الأسلوب اختياره لعدوان قصي ته هذه انتم نلى افكانت الدتيجة أن أصقبح ، والزه يف استخ ام األلفاظ واملصطلحات

إذ ما من قار يقرأ هذا ، 1ق رة إحيائية وتلميحية مدقطعة الدىري للدصسيصل إىل ذهدقه و إال، غري )ملل( العدوان املتكون من كلمة واد ة ال

وبسرنة الربق بأن الشانر هدا هو بص د معاجلة خفة اإلنسان الق ميقة اخليفيتحق بذلك ه ف اختراق العم ال اليل الق ، اجل ي ة األزلية

، لكلمة )ملل( نفسها كدعت لصي بالصفة البشرية العقالنية لإلنسقان يف وذلك ألن هذا األخري يستونب دىت الصميم قضية كونه خملوققا

ول األول ؤوهذا االدتياج أو احلاجة األب ية هي املس، دالة ادتياج دائمعرف أنه "يري " وأنه "حيتاج" من نن إدساسه ال ائم باألمل. فاإلنسان ي

طال نلى ال راسة اليت ق مها "رومان جاكبسون" نن الوظيفة يرجى اال 1 :اإلحيائية الشعرية بشكل نام يف كتابه

Roman Jakobson (1896-1982), Essais de linguistique

générale, Paris: Editions de Minuit, 1963.

001

عرف أيضا أال د هلذه الرغبقات القيت يبل ، أجل إرضاء كل رغباتهدام ي شقيء مقا ب املتعة يف أ . لذا فإنه الال يوقف تتوال باستمرار

يف غيقاب وامللقل ، يول امللل واألمل، ول األملإرضاء الرغبات نفسه ي نتحار.إىل اال اإلنسان القدانات اإلميانية غالبا ما يقود

بيي الجوارم اآلل والجوارم الجف ت : مي العنواي خلى الن -سب وأن متت اإلشارة إىل أن قصي ة )ملل( مقسمة إىل مخسقة

اإلشارة إليه هو أن كل جزء مقن هقذه لكن الذي مل تسب ، جزاءأدقهاج معقني مل األجزاء اخلمسة ميكن تقسيمه إىل أجزاء أخرى وفقا

، سيسمح بالتوقف بشكل أكثر تركيزا ند اجلزء األول مقن القدص والوصول إىل قراءة شفراته ووضع الي نلى العالقة هوذلك بغية تفكيكناهيقك نقن ، املتلقييري إيصاله إىل انر وبني ماالكامدة فيه بني الش

نصوص أخرى حتتويها ه وبني الرغبة يف دراسة ما ق يكون من صلة بيدوذلقك هبق ف ، خمتلفة ومتبان ةدواوين ص رت يف فترات وأماكن

قيل سابقا نن فكرة التجاور واجلمع بني قصائ أديب كمال تأكي ما .عريةيف معىم جماميعه الش ال ين

:اجلزء األول من قصيدة )ملل(

(1)

إىل ال ببة مللت من الدىر

بشراهة وهي تأكل

،من نطايا دبها الكبري ومن القردة األشجار، كل يوم، وهي تتسل

004

لترمي الثمار

.ومتأل اهلواء صراخا وزنيقا

مللت من الكالب

،اجلثث وهي تتشمم ومن الببغاوات

،الكلمات وهي ت هس احلمامة ومن

لدموت، كل يوم، وهي تتركدا

وسط سفيدة احلروف

نن نوح وطوفانه العىيم. حبثا

تكرار فعل )مللت( هو إشارة "تفصيلية" ترسل إىل ال ارس نصقا :أو رسالة تفكيكية ميكن العمل نليها بالشكل التايل

إىل ال ببة من الدىر مللت

بشراهة وهي تأكل

من نطايا دبها الكبري

ومن القردة األشجار، كل يوم، وهي تتسل

لترمي الثمار

.ومتأل اهلواء صراخا وزنيقا

بمن الكال مللت

،اجلثث وهي تتشمم

005

ومن الببغاوات

،الكلمات وهي ت هس

ومن احلمامة

لدموت، كل يوم، وهي تتركدا

وسط سفيدة احلروف

نن نوح وطوفانه العىيم. حبثا

:هلذا اجلزء من القصي ة يتضح ما يلي نرب هذا التقسيم

جية يف اإللقاء ويف إيصال الفكرة نرب مرادل وكأهنا ختقرج الت روهذه ، من أقما ترشيحية تقطر مدها رسائل الشانر قطرة تلو األخرى

:يلي املرادل ميكن تقسيمها إىل ماوأخقرى ، الفعل واحلركة داخل األبيات يمرادل خاصة بعدصر

.بشكل خاصالطبيعي مبختلف مكوناته احليوانية خاصة بالعدصرقص به كل األفعال اليت اسقتخ مها وي: عنصر الفعل واحلركة

ميكن تقسيمها بق ورها إىل اليت الشانر يف هذا اجلزء الصغري الكبري ووالثاين خقاص ، األول خاص فقط بفعل )مل( وبصيغته املاضية، دقلني

ببقية األفعال. )مل(احلقل اخلاص بفعل

مرتبطقة ضمديةوق تكرر بصيغة ظاهرة ملرتني )مللت( وبصيغة العبارات املخطوطة بقاللون األسقود نىر )امرات ثالث بواو العطف

(.الغام بتاء املتكلم فهذا يعين كون الفعل ق ورد يف صيغة املاضي مرتبطا

وهلا أكثر، هلا أكثر من شفرة، هةأن خطاب الشانر حيمل رسالة موج

006

ال نلى احلاضقر فصيغة الفعل املاضي هدا هي من الدو ال متل . منوسقيطرهتا نلقى "امللل"وذلك لتمام وكمال دالة ، واملستقبل أيضا

لذات الفعل نلى طقول القصقي ة املستمراملتكلم حبكم هذا التكرار ، د ود ة املرسقل إليقه وليس فقط يف هذا اجلزء األول. أما نن تع

إىل الققار وثانيا، إىل نفسه ا أن رسالة الشانر موجهة أوالفيقص هبوكل هقذه .خخر هو ال ارس والبادث الداق إىل متل وثالثا، العادي

:الصور ميكن جتسي ها كما يلي 1املتلقي رقم الرسالة الباث أنا الرسالة أنا

لقية فإنه أما ال ال نلى هذا التمازج احلاصل بني الشانر وذاته املت :يوج يف اجلملة األخرية من القصي ة كاملة

أنا امللول العىيم!": "ومللت مدياملىاهر اليت جلبت لقه داء أي أن الشانر بع أن استعرض كل

امللل قفل دائرة الشكوى بتوجيه اخلطاب إىل نفسه بانتبقاره العقني دفس سقوى تبعث يف ال الراص ة لكل ما حييط به من خفات ومىاهر ال

التعب من احلياة والسأم مدها. وهذه الطريقة يف ختم القصي ة يسقميها القار إذ أن، (A plot twist"الدهاية املفاجئة" أي ) قأهل املسرح ب

رب والدفس الطويل يف سقرد يتوقع أب ا من الشانر بع كل هذا الص ال الئحقة إىل مث يضمها، كل دواني )امللل( أن يوجه الرصاصة إىل نفسهوهذا ، من أسباب السأم األشياء البانثة نلى امللل فيصبح هو أيضا سببا

ل املفاجئ وهذه الرصاصة بعل ال ارس يتساءل نن سبب هذا التحو ماالضوء يف األسقطر القادمقة مقن هلقى نليأمر سي وغري املتوقعة. وه

التحليل والتفكيك.

007

تقديقة اإلشارة إىلفإنه متكن ، أما من جهة أخرى، هذا من جهة :وفقا للطريقة التاليةإيصال الرسالة إىل املتلقي الثاين

7املتلقي رقم الرسالة الباث القار الرسالة الشانر

هقو (7رققم )التفانل املقصود هدا بني الشانر واملتلقي إن

نلى نملية استحضار املتلقي وهو قائم أساسا، ضمينتفانل كامن ووهذه ، يه( من طرف الشانر )الباث( حلىة كتابته القصي ة)املرسل إل

العالقة التفانلية هدا هي من نو األنىمة اليت تشتغل مقن ذاهتقا (systèmes autoréglès). هخرب املتلقي من خالل نصالشانر ي أي أن ثري ل يه جممونة من ردود األفعال اليت تعمل نلى انبثقاق معطيقات في

سواء داخل هذه األخرية كامدة ذلك ألن، الهناية ما ج ي ة تتوال إىلالدص أو خارجه. لكن دصر الدص يف هذا الدو من التفانل ودق ه

نملية القراءة وحيصقرها يف جمقرد غري ذي وزن ألنه سيشل يىل أمراتأويالت ميكن أن يعطيها القار إىل "خفة امللل" دسب وجهة نىقره

ي فدية وقيم تارخيية وأخرى ديدية ومقا إىل حيمل من تقال نلى ضوء ما: لذا وجب طرح السؤال التقايل .كان نونها اذلك من االنتقادات أي

سقمح للققار أال يهل من تفانل متدو ومتعاقب وممت نرب التاريخ وملكوناتقه بقل للدصيكتفي فقط بتفانل يضمن له االستجابة الب يهية

هقا الفديقة عطي للقصي ة من جهقة قيمت يها إىل خل طاقة تفانلية تتع ج ي ة ترمي إىل تفسري األبيات وتأويلها؟ من جهة أخرى أجهزة ربلووت

ميكن حتقيقه إال نرب القار ال ارس أو هذا الدو من التفانل ال :الداق كما توضحه املخطوطة التالية

008

1املتلقي رقم الرسالة الباث داق ال الرسالة الشانرالدو من املتلقي سوف لن يكتفي هبذا الدص فقط ولكدقه هذا

ى سوف يسعى إىل دراسة التجربة الشعرية واألدبية للشانر دىت يتقصويبحث نن أثرهقا يف ، ال ينمعاين إشكالية )امللل( ل ى أديب كمال

ده مقن التققرب إىل مكت عطيه مفاتيحنصوص ودوواين أخرى نلها تق الشانر أن ي ري رمبا يكتشف فمن، حماذاته أو نلى األقل، اجلوهر

أليس هو من قال يف ، مل دىت من القار أو من ال ارس والداق نفسه !وأيدما تكون"/"مللت مدك أيا تكون: اجلزء األخري من هذه القصي ة

ن ي ة من معاول ومداجل التمحيص باته بع ضردصاد هذا ما متة اخلاصة باستخ ام الشانر لفعل )مل( وتكقراره والتفكيك يف دقل البدي

؟نلى مر أجزاء القصي ة. ماذا اآلن نن اجملاالت اخلاصة باألفعال األخرى

احلقل اخلاص باألفعال األخرىاخلاصة حبركة ال ببة والقردة كمثال لتقدية األفعال سيتم التركيز نلى

:كمال ال ين نصوص أديباستخ ام الصورة احليوانية يف الكثري من :)تأكل( - مللت من الدىر إىل ال ببة"

بشراهة تأكلوهي

"من نطايا دبها الكبريقرن الشانر فعل األكل بال ببة وبصورة الشراهة. واملقطع اخلاص هبذا الفعل نلى الرغم من قصره واالختزال الش ي لعباراته وتركيباتقه

اليت ميكقن إدراج فهو يشكل لقطة أو صورة كاملة ومكتملة العداصر :أمهها دسب ترتيب ظهورها يف هذا املقطع كما يلي

009

الشانر امللول - ال ببة الشرهة - ال ب الكبري -

هدقاك سقؤال ، لكن قبل االستمرار يف تفكيك بدية هذه الصورة :مهم الب من طرده

ما للشانر وال ببة؟دافقل بالقصقص بققي نلى الرغم من أن تاريخ األدب العر

ار اليت مت فيها استخ ام تقدية احلكي نلقى لسقان احليوانقات واألشعوأسلوب استعارة الصورة احليوانية بغرض مترير الع ي مقن األفكقار

إال ، واخلطابات ذات الطبيعة التارخيية أو السياسية بأقل اخلسائر املمكدةأنه مل يتم االنتداء كثريا بصورة "ال ب" يف الع ي من نصوص الشعراء

ولرمبا هذا مرده إىل ارتباط الصقورة ، دباء ق ماء كانوا أو حم ثنيواأللذا فقورود ، الرمزية هلذا احليوان بالبيئة الغربية أكثر مده بالبيئة العربية

اسم "ال ب" يف هذا املقطع ق تكون له داللة رمزية خاصقة ميكقن ور استكداه فحواها دون االبتعاد نن الدص وذلك نرب االشتغال نلى ص

:املقطع ذاته ودراسة املسافات الفاصلة بني شخصياته

3الرور ريم

011

الذي يب و أنه مثلقث سقلطة سقيتم ، كما يوضح هذا املثلثفإن الشانر يف الوسط يققوم ، اإلفصاح نن طبيعتها يف األسطر القادمة

ب ور الشاه الذي مل من "ال ب" الرئيس ودببته الدهمة اليت ال هم هلا ار نطاياه مقابل خ متها ووالئها ومبايعتها املتج دة له.سوى انتى

القراءات املتع دة لرمزية "ال ب" يف الدصوص الغربية وخاصة مدها املرتبطة باألساطري الربيطانية واهلولد ية تؤك بأن هلذا احليوان أكثر من

لكقن ، داللة مرتبطة خاصة بالطبيعة الذئبية والىلماتية للدفس البشريةهداك داللة أخرى ال ميكن التغاضي ندقها ، ضافة إىل معىن الذئبيةباإل

ولرمبا هي األكثر توافقا مع ما ورد يف هذا املقطع بانتبقار نالقتقها الوطي ة مبفهوم السلطة العسكرية اليت غالبا ما تكون يف صرا وتطادن

وهذه األطرودة 1قاتل مع رجال نلوم الالهوت وفالسفتهم وشعرائهمإذ ، 3و)ما قبل احلرف.. ما بع الدقطقة( 2اها يف ديواين )جيم(جت ص

كي يص م القار هبول ، 4تكفي قراءة قصي ة )مطر أسود.. مطر أمحر(أو "ال ب الكبري" الذي كان يقود الع يق ، ما ارتكبه "صادب اجلد "

والشعراء إىل احلرب وي نوهم إىل القتل 5من اجلدود مبا فيهم "الشيوو"سفك دماء اجلريان "الدائمني يف العسل". فالصورة إذن هقي والدهب و

1 Dominique Viseux, L’initiation chevaleresque dans la

légende Arthurienne, Dery-Livres, Paris, 1980 طال نلى الدسخة اإليطاليقة القيت صق رت نقن دار كما ميكن اال

.129 ، ص2004 "إي يتزيونه مي يترانييه" بروما سدة .1999بغ اد ، دار الشؤون الثقافية العامة ،جيم ،أديب كمال ال ين 2أزمدقة للدشقر ، ف...ما بع الدقطقة ما قبل احلر، أديب كمال ال ين 3

.7004، األردن -نمان -والتوزيع .74 ، صمن ال يوان ذاته "مطر أسود...مطر أمحر" 4)وتسقاءل : من اجلزء األول من القصقي ة ذاهتقا ، البيت احلادي نشر 5

نن املوت اجل ي وجلني(./الشيوو مدا

010

فيها املوت وال م والغدائم اليت تصبح "نطايا" يوزنهقا ، صورة درب "ال ب الكبري" نلى "دببته الشرهة".

شقعراء ) هقو خخر نص للىهوريف( اجلد صادب) رمز ويعود رةالبحقا ألققى دني ومغارهبا األرض مشارق إىل فروا الذين( احلرب

كبري فر ديث، هذا اجلد صادب نلى القبض الزرق العيون أصحاب والثالث، الضباب بالد إىل صغريهم وفر الىالم بالد إىل احلرب شعراء بقالد إىل واخلقامس ، األسكيمو بالد إىل والرابع، واق الواق بالد إىل

بقالد إىل بعوالسقا الصفر الرايات بالد إىل والسادس، السود الرايات والعاشقر العمالي بالد إىل والتاسع، القالقل بالد إىل والثامن، الفالفل

اهلل أرض يف احلقرب جرثومقة انتشقرت وهكذا. املدجدي بالد إىل 1"!كلها

توضحت الرؤيا اآلن وخرج الشانر هدا يف مقطع )ال ببة الشرهة ذي مل من كل هقذا وصادبها ال ب الكبري( بزي الرجل العسكري ال

ومن هذه األلوان املغرقة يف السريالية العجيبة داخقل ، الىلم والطغيانمثلث السلطة اجملدون بكل تشكالته ومتىهراته سواء تلك اليت هلا نالقة بالرغبة الذئبية الدارية ال موية أو تلك اليت ت ور يف فلك القوة البطشية

نص الشانر اجل ي املوسقوم وال أدل نلى ذلك ما ورد يف، احل ي ية :)مثلثات( والذي يقول فيه مشريا إىل داء السأم وامللل مرة أخرى

اخلوف مائ ة "نلى

:السلطة مثلث أرى

ما بع نة ما قبل احلرف...دالالت األلوان يف جممو، نب الرزاق الربيعي 1ناق ا يكتبون نن جتربة أديقب كمقال الق ين 11: احلرويف، الدقطةاملؤسسة العربية لل راسقات ، إن اد وتق مي د. مق اد رديم - الشعرية .112 -101 ، ص7002بريوت، والدشر

011

،األنلى إىل رأسه :الرغبة ومثلث ،األسفل إىل رأسه

:القوة ومثلث ،اليمني إىل رأسه

:والسأم العبث ومثلث 1".اليسار إىل رأسه (متأل/ترمي/قتتسل) -

القردة "ومن األشجار، يوم كل، تتسل وهي الثمار لترمي وزنيقا" صراخا اهلواء ومتأل

يف فعل التسل إذن نو من الوصولية ومن الطمقوح التملققي حماولة للمزاوجة بني صورة ، "القردة" قويف ربط هذا الفعل ب، اخلبيث

، ن يف الالوني البشقري القرد وبني الصورة الباطدة للىل القامت الساكهذا الىل الذي يتحرك وسط ظلمة الدفس متحررا من كل قي وسلطة

وال أدل نلى ذلك من "القردة" اليت بانقت نفسقها ، رودية ونقليةبأخبس األمثان يف سوق السلطة ديدما ظدت بأن يف قرهبا من "امللقك"

أن دون أن تق ري بق ، قرب من اجمل واجلقاه ، ودصوهلا نلى ه اياهأو نن الصحراء كرمز لصفاء الدفس هو انعق ام ، االنسالو نن األصل

ال ار العربية ، من ديوان احلرف والغراب، "مثلثات"، أديب كمال ال ين 1

.17 ، ص7011بريوت ، لبدان، اشرونللعلوم ن

011

: أصل وتسل ال شيء فيه سوى فق ان دم الوجه وجملبة للمهانة والعار نفسه". من باخلزي/، وقتئذ/، يشعر الذي امللك قرد من/"ساخرة

أما نن فعلي "ترمي" و"متأل" ففيهما إشارة للمىاهر الب ائية غقري رة ملسادة الالشعور اخلاص باألفراد الذين اختقاروا ألنفسقهم املتحض

لذا جت هم ممن يغلب نلقيهم طقابع الق هاء ، الصورة الىلية القرديةوطابع العدف ، املصحوب باالنفعالية غري اخلاضعة لرقابة الوني والشعور

الشهواين.كما ترى فكل الصور اخلاصة باملقطع األول من قصي ة "ملقل"

، صورة ال ببة والقردة وصوال إىل صورة الكالب والببغقاوات ب ءا من ما هي إال صور خاصة بدو معني من األشخاص الذين يق ورون يف فلك أهل السلطة والسياسة بكل هياكلها وأجهزهتقا الرمسيقة وغقري

ق مها الشانر بشكل رمزي ج ي مستفي ا يف هذا من خقربة ، الرمسيةد وفارس يف جمال اسقتخ ام احليقوان من سبقه من أدباء العرب واهل

من أجل تسليط الضوء نلى بعض من اآلفات اليت تدخر بقي كرمز أد جس اجملتمع البشري ب ون هوادة وال رأفة أو رمحة.

يف الق ين ولرمبا هذا هو السبب الذي بعل من أديب كمقال استخ امه للرمز احليواين )ليس يف نص "ملل" أو "قرد الصحراء" فقط

مسبقا ققراءه دون أن حي د منا يف نصوص كثرية أخرى( يب و وكأنه وإيدسى أن يقي هم مبستويات معيدة من القراءة التأويلية بشكل بعلقهم

:يتوزنون بني رتب خمتلفة وفئات معيدة ميكن دصرها فيما يليالفئة اليت تبحث نن الدادرة واملستملحات يف سقلوكيات -

كصقورة ال ينها أديب كمال وديل احليوانات اليت وظفرمزية يف الع ي من قصائ ه كما هو احلال بالدسبة لصورة

القردة وال ببة والكالب.

014

اء املثقفني وبعض من ة ببعض من القرالفئة الثانية وهي اخلاص -نقن نصوص الشقانر أهل السلطة واحلكم اليت تبحث يف

ه دققز أشكال ج ي ة من التعبري الشعري املعاصر بغرض التيف الصور التخيلية للحيوانات غري معتدية بقالفكرة العامقة

للدص الشعري ذاته. بالدققاد والفالسقفة اخلاصقة وهي واألخرية الثالثة والفئة -

بقالعلم نرفقوا ممقن السلطة رجال من وبعض واحلكماء جتربة أديب كمقال الق ين أثارهتم وممن، والفكر والثقافة

احلكمة مبفاتيح شفراهتا وفك وزهارم قراءة ففضلواالشعرية والعرفان. والفلسفة والتصوف

األلم ومع رجج -يع من أكثر القصائ اليت خلص فيها أديقب 1نص "خسارات"

دكايته وتارخيه مع األمل. إذ تكفي نملية مقارنة بسقيطة ال ينكمال ص كي ميكن القول بأن هذا الد الشعريةبيده وبني باقي نصوص اجملاميع

، بالذات ال حيتاج ال إىل فك شفرات وال إىل قراءات تأويلية أو ختميديةسقارات فصقادب اخل ، ألنه واضح وضوح الشمس يف نم الدقهار

فهي دقيقية ، أما نن إشارات اخلسارات فيه، هو الشانر نفسه، بامتيازوهي طبعا ، وهلا صلة وثيقة مبا ناشه الشانر يف فترات خمتلفة من دياته

لكقن ، ما يفوق كل تصور ث ق تركت من األمل يف قلبها أد اكلهالسؤال الذي حياول أن ب لدفسه مشرونية الوقوف بني أدرف كقل

ما ال افع الكامن وراء تطرق الشقانر : بيت من هذا الدص فهو كالتايل

املؤسسقة العربيقة ، "خسارات" من ديوان دقاء ، أديب كمال ال ين 1 .1 ص، 7007بريوت ، نمان، لل راسات والدشر

015

إىل مىاهر شىت من معاناته الشخصية داخل الع ي من نصوصه بشكل من كتابات السرية الذاتية؟جعلها تب و وكأهنا نو

أن يف هذا الدو من اإلخبار والتوثي ملختلف مرادل األمل شكالوسقطوة ، ب ءا من أمل اليتم ند الطفولقة ، والعذاب يف دياة الشانر

جثمان شبح اخلوف والقمع واملوت نلى نني الروح يف فترة دالكة من ابات "املداىف" ومقا وصوال إىل نذ، تاريخ العراق السياسي والعسكري

رسالة ملحقة أراد ومل ، سبقها وحلقها من أد اث مغرقة يف السرياليةل رجة جعلقت مدقه صقورة ، الشانر يري إيصاهلا إىل املتلقي يزل

داخل دكايات األمل والعذاب القيت ال بقي ودضورا أشبه بصوت الدراة أو ختلو مدها صفحة من كتاب مق س قرخنا كان أو إيقيال أو تقو

زبورا. ولعل هذا الشبه هو ما بعل كل دواوين الشانر كتابا كقبريا ة مده املعدوي والرودي. لقذا يصور خمتلف مىاهر األمل البشري وخاص

رتبط مبفهوم امل جت يف معىم قصائ هذا الكتاب وصفا وتأرخيا هلذا األملتيجتقه اآلليقة األمل هو شر الب تكون ن اإذ كل م، 1عضلة الشربل مب

والعذاب واملعاناة الرودية الش ي ة اليت ال شك تدعكس بع ذلك نلى فتفشي الع ي من اآلفات وخاصة مدها خيانة األص قاء : اجلس البشري

يب و أهنا من أكثر اآلالم اليت تركت يف قلب الشانر ن وبا وشروخا اليت شار سقلوكيات مرضقية وانت، ونكران األدبة واألهل اجلميل، نميقة

إال ، غريبة بني الداس الذين أصبحوا ال ب ون ألنفسهم متعة وال رضقا كل هذا الب أن يققود إىل سقؤال ، يف تعذيب وحتقري بعضهم بعضا

األمل وما سر هذه العالققة ملاذا: فلسفي كبري رمبا تصعب اإلجابة نليه التوأمية بيده وبني الشر؟

، دار أزمدة للدشر والتوزيقع ، "وصف" من ديوان شجرة احلروف: انىر 1 .2 ، ص7002 األردن، نمان

016

ربما يقرب القار من اجلواب نقن مفتاح ، يف نص "خسارات" وهو مفتاح له نالقة وطي ة باألمل العيسوي )فارتبكقت ، هذا السؤال

سيعاد/يهوذا دور أن أتصور أكن ومل/الفادي ل ور نفسي أهىيء مل ألنينولكن قبل التوقف ندق هقذا ، ساد ( بدجاح مكان كل يف نرضه

:ختلف صوره الشكلية واملعدويةاملفتاح جتب حماولة تفكيك الدص مب :يقول أديب كمال ال ين يف اجلزء األول من نصه )خسارات(

تحتمل تع مل "خسارايت

أخرى. يف ألقع خسارة من أخرج فأنا

،مت - املثال سبيل نلى - فأنا طويل زمن مدذ مت

موتا. وشبعت

مويت من أقوم أن قررت ودني

سوداأل ب ل األخضر البسا

،اهلوائية ال راجة ب ل الغيمة وراكبا الغيمة بفساد ص مت

".ال اخلية ثياهبا ومتزق، مردلة ما قبل الوني: ميكن تقسيم هذا املقطع إىل ثالث مرادل

ومردلة ما بع الوني بالواقع احلاضر.، مردلة الوني مرحلة ما قبل الوعي

نزمق مدقذ وهي مردلة نرفقت بقاملوت واجلمقود )مقت وبقضاء الشقانر فتقرة ، موتا( وبطغيان اللون األسود وشبعت/طويل

ليست باليسرية وهو يركب دراجة السعي احلثيث يف احلياة معتم ا نلى جمهوده الشخصي وق راته الذاتية وحتمله لود ه أنباء العيش اليقومي

نجيب.بقي بصرب أيو

017

مرحلة الوعياجته اهلوائية ليست بالوسيلة وهي اليت تدبه فيها الشانر إىل أن در

الودي ة اليت ميكدها أن تقوده إىل بر الدجاة فقرر أن يركب ب هلا الغيمة وحتقي أمديقة ، نلها حتمله بربكتها الغيثية إىل ديث مملكة ونرش املاء

حتول املوت إىل دياة والسواد إىل خضرة. ومرحلة ما بعد الوعي بالواقع احلاضر

حللم والرجاء والتمدي إىل مردلة االصقط ام اخلروج من مردلة ابالواقع كما هو مبا فيه من مرارة "فساد الغيمة ومتزق ثياهبا" وهذه هي أوىل اخلسارات اليت سردها الشانر نلى سبيل املثال ال احلصر وسقلط الضوء نليها بشكل جتعل القار يتساءل نن كيف ميكن للغيمقة أن

رغم من أن كل القواميس العربية تشقري إىل بال، تدعت بالفساد والتمزقالرمزية اإلبابية للغيمة الرتباطها بالسحاب وارتباط السحاب بقاملطر

فهل يعقل أن يكون الغيث اإلهلقي ، وارتباط هذا األخري بالغيث اإلهلي فاس ا؟

للجواب نن هذا السؤال الب من التوقف ند طبيعة وماهيقة بأن يف مصطلح الغيمة نفسقه دركقة والقول ، هذه الغيمة بالذات

وسري بل طريان وهذه احلركة تذكر حبركة أخرى ارتبطت مبفهقوم وهذا يعين أن هدقاك ، ال راجة اهلوائية اليت ذكرت يف املردلة األوىل

والثاين حبركقة ، األول مقترن حبركة ال وس: مستويان من احلركةتغيري والقيام من املقوت ويف كل هذا تعبري نن الرغبة يف ال، الطريان

هذا األخري الذي ب لقه ، والتحول من املشي وال وس إىل الطريانص ى يف قصي ة أخرى ش ي ة االرتباط والتجاور هبذا املقطع مقن قصي ة "خسارات" ويقص هبا قصي ة "أنماق" اليت يققول فيهقا

:الشانر

018

أنماقي "يف

أبيض طائر

.املسرح أنماق يف مذبودا يسقط

املسرح أنماق ويف

ممزقة وثياب وأنني صراو

حلم املمزقة الثياب أنماق ويف

هنر احللم أنماق ويف

ديب الدهر أنماق ويف

قلب الصيب أنماق ويف

قصي ة القلب أنماق ويف

درف القصي ة أنماق ويف

نقطة احلرف أنماق ويف

متصوف الدقطة أنماق ويف

،إله املتصوف أنماق ويف 1".دامعتني بعيدني املذبوح طائري إىل يدىر إله

ولقذا ، الغيمة إذن هي الطائر األبيض املذبوح يف أنماق الشانرال اخليقة ثياهبا ومتزق/الغيمة بفساد قال ندها أن ثياهبا ممزقة )ص مت

ويف أنماق الثياب املمزقة دلم )نص أنماق((.//)نص خسارات(ص م ديدما اكتشف أن غيمته ق أصقيبت بق اء إذن فالشانر

بل أن طائره األبقيض مقذبوح ، الفساد من كثرة ما ناهلا من املصائبإذ كل أمل يصيب ، داخل قلبه املتصوف الذي يدىر إليه اإلله بعني باكية

أدبة اهلل هو أمل يلح بروح اهلل املحبة الرؤوفة بعبادها بانتبقار أن اهلل

دار ، أربعون قصي ة نن احلرف من ديوان، "أنماق"، أديب كمال ال ين 1 .12 ص ،7009األردن ، نمان، أزمدة للدشر والتوزيع

019

أليس هو القائل نقز ونقال يف ، الىلم بكل أشكاله وصوره يكره هلم باحلرب"؟ خذنته فق وليا يل خذى "من: د يثه الق سي

:سرد خسائره ويقول ال ينيكمل أديب كمال تحتمل. تع مل "خسارايت

يدبغي. كما وادترقت الدار يف دخلت

رمادي من قمت ودني

رمادي ومجعت

،ج ي من أموت ال كي دمي يف وذريته نرفت دني ص مت

:الدار يف ألقاين من أن األخضر نور أنطيتهم الذين أص قائي

الغيمة" مشس مدحتهم الذين وأدبيتها هو الشانر خيرج من خسارة الطائر أو احللم اجلريح املسفوح ، دمه نلى مسرح احلياة كي ي خل دوامة خسارة أخرى أش إيالمقا

ى يف كل من مدحهم مشس قلبه وحمبته حتت مىلقة وهي ص مته الكربفما كان جزاؤه نلى صديعه مع األص قاء سوى خيانة هؤالء ، الص اقة

.1له وطعدهم إياه يف العلن واخلفاءقلقب كان هلا وقع ش ي نلىويب و أن هذه اخليانات املتكررة

ت ورة نفسها تكقرر ادتمال ل رجة أن الص الشانر بشكل يفوق كلكما هو واضح يف هذا املقطقع مقن كال خمتلفة يف قصائ متدونةبأش

:2قصي ة "املوكل بفضاء اهلل"

، نمان، املؤسسة العربية لل راسات والدشر، ب يوان داء، "سرقة": انىر 1 .19 ص ،7007بريوت

"املوكل بفضاء اهلل" من ديوان أقول احلرف وأنين ، أديب كمال ال ين 2 .47 ص ،7011 لبدان، بريوت، ناشرونال ار العربية للعلوم ، أصابعي

011

،إذن، أمجلك "ما الزمن طائرة يف وأنت

الدبوي بلطفك تتسامى

،اإلهلية وابتسامتك السفهاء أعدائك إىل تدىر

ال امعتني املسيح بعيين

احمليط لتعرب

السماءو املاء زرقة مع متماهيا

يسبح الذي الغيم ومع

نبضك خالل من

".اهلل بسمإذن فاألص قاء بع وقائع اخليانة املتكررة يتحولون إىل أن اء

، أما طائرة الزمن فهي هذه احلياة اليت يركبقها البشقر ، 1أو أن قاءوهذه أيضا ليست ، وهي قلب اإلنسان، وهي أيضا كوكب األرض

م فيها الشانر هذه الصقورة لإلشقارة إىل املرة األوىل اليت يستخ ، تشقه هبقذا 2وقصي ته )دوار(، مفهوم احلياة وكأهنا ردلة سفر

:وفيها يقول

تأمل هذا املقطع من قصي ة "مل يع مطلع األغدية مبهجا" مقن ديقوان 1بقريوت ، ال ار العربية للعلوم ناشقرون ، أقول احلرف وأنين أصابعي

"تعبت من أكواب الشقاي : . والذي يقول فيه الشانر21 ، ص7011عبت من احملطات واحمليطات ت/ومن الشمس اليت مل تع ين بشيء./والقهوة

ومقن الشقوار الفارغقة /ومن املطر والصحو والغيوم،/والطائرات، .ومن األن قاء وأشباه األن قاء"/واملكتىة،

، أقول احلرف وأنين أصقابعي ، "دوار" من ديوان، أديب كمال ال ين 2 .91 ، ص7011بريوت ، ال ار العربية للعلوم ناشرون

010

الطيار مقصورة بوابة طرقت "دني

:هب وء الطيار قال تري ؟ ماذا

باحملاذير مليئة رحلة هذه

.توقف دومنا وستستمر

هدا؟ دخلت كيف ولكن

"!بالص فة: تبكمر بصوت قلتملاذا الطائرة إذن وليس وسيلة أخرى من وسائل الدقل املعروفقة؟

فثمة من يركب طقائرة ، رمبا ألن فيها إشارة ملفهوم الصعود والتساميلكدها تبقى يف مطارها األرضي ت ور وت ور نلقى غقري ، احلياة دقا

مسقاء ، نياومثة من تقلع طائرته ولكدها تبقى معلقة يف السماء ال، ه ىوتتجقاوز ، ومثة من تقلع طائرته وتطري روي ا روي ا، الغازات واألخبرة، وكأنه يف ردلة إسرائية حمم ية نلى ظهر براق ليلقي ، معارج السماء

خيترق السماء ويصع به حنو أنلى درجات اجلمال والبهاء. وهذا شأن اء غارقني يف ب معه اليسوني تاركا األن و من "يتسامى بلطفه الدبوي"

طني أدقادهم وشرهم. :يف قصي ة )دوار( ذاهتا هداك نبارة قال فيها الشانر

هل هقي ، باحملاذير" فما تراه يقص هبذه احملاذير مليئة ردلة "هذه هذا الشر البشري الذي سبب له من األمل أقساه أم ماذا؟

ها اجلواب يوج يف كل الدصوص الثالثة اليت جتاورت فيما بيدق السريالية مقع ال ينوتالمحت من أجل احلكي نن ردلة أديب كمال

)"خسارات" و"املوكل بفضقاء اهلل" : األمل والعذاب ويقص بالدصوص :و"دوار"(

011

4الرور ريم

بققي ك الدىت كم هي نجيبة ظاهرة التجاور األدوأن الشكانر وكأن الش، نصوص أديب كمال ال ينوالشعري هذه يف الع ي من

يري أن يق م لك مفاتيح القراءة من الدص نفسه دون أن يكلفك نداء فيحق بذلك التواصل التفانلي البداء بيدك ، البحث ندها مييدا أو مشاال

، وبيده وتعثر يف هناية املطاف نلى مفاتيح أخرى ختصك أنت ودق ك مادامت ماهية األمل البشقري وادق ة وإن ، كي تقرأ نفسك بدفسك

تلفت مالحمها أو مىاهرها الشكلية.اختصقع اآلن ، أما وق مت تعمي ظاهرة التجاور يف أكثر من مقام

ويقص هبا تلك املتعلقة بالبدية ، نقاط وقضايا ال تقل أمهية نن سابقاهتاواليت هي قصائ ، ال رامية لكل هذه الدصوص املخصصة إلشكالية األمل

فانلية املزدوجة بني الشانر وواقعه املقثخن غدية بل صاخبة حبركيتها الت

011

الشقيء القذي ، جس ه بطعدات األد اث والصرانات والتداقضاتأنطاها قيمة أكثر ثراء وقوة من خالل تقدية درامية اشقتجرت فيهقا

والتبس فيهقا ، وارتبكت فيها الرؤى، وتعق ت فيها األصوات، الذاتيةة ة الكونيرانات اليوميبالصالشعر بالصرا والتطادن الشري لإلنسان و

واليت لوال الرمحة اليت تفضل هبا اهلل نلى الشانر وأكرمقه ، بشكل نامملا كان هداك أمل وال نور يضقيء نتمقة األمل يف ، من خالهلا بالسمو هذه الدصوص.

يب و أن السؤال نن ماهية األمل هو يف احلقيقة سؤال ال يقتقرن لكن اجلميل ، ي حمتواه وطبيعته البشريةولكده حياول حت ، باألمل فحسب

يف هذا السؤال هو أن اإلنسان غالبا ما ال يبحث نن اجلقواب لق ى أو ، )بالرغم من أن معىم األمل البشري سببه البشر نفسقه ، إنسان مثله

ولكن ند الله بانتباره خالقه ، ما يرتكبه هذا األخري من شر يف العامل(لكن الذي حي ث هو أن الداس غالبا ال ، يط بهوخال العامل والبشر احمل

فثمة من يدتهي ، يصلون إىل ه فهم نرب طري واد ة أو أسلوب واد ومثة من يصل إىل درجة التجرؤ نلى نكقران ، به األمر إىل خماصمة اهلل

فقإن يف األمل ، وإذا كان يف الوجود والكون إشارة نلى وجود اهلل، اهللأديانا صورة اهلل وحتجبها نن اإلنسان الغارق يف والشر غشاوة تغطي

هقو ، اإلنسانأمله ونذابه. أما نن أكرب األخطاء اليت ميكن أن يرتكبها يكفي فقط التذكري ، االنتقاد بأن األمل هو فقط نو من العقاب اإلهلي

الذي نالته خالم ال تع وال تحصى ب ون ذنب ، ( بقصة سي نا أيوب )صحابه كانوا حياولون أن يقدعوه بأن كل ما دل به هو ولكن أ، مسب

الشك نقاب إهلي إلمث كبري رمبا ق يكون ق ارتكبقه دون أن يعلقم كانوا حياولون الق فا أمقام بآخر بأهنمأو بشكلهؤالء األصحاب

ظدا مدهم بأنه ال سبيل إىل فهم معىن بقي، التأديأنفسهم نن معىن األمل

014

وذلك يف نطاق ن الة اهلل الذي بازي اخلري ، ابااألمل إال نرب انتباره نق باخلري والشر بالشر.

لكن إذا كان هذا هو أمر أيوب فما بال نيسى ) ( القذي وما بال سي نا حمم )ص( الذي نرف من األمل ، خانه أنز تالمذته

واحلزن ما ال يستطيع قلب بشر نلى حتمله أثداء تبشقريه ب نوتقه السمحاء؟

يلجقأون ، يسى صورة حمببة ل ى الع ي من الشعراءاهلل نبقي نوقصائ أديب ، إليها كلما أرادوا التعبري الرمزي أو الصريح نن خالمهم

مل ختل هي األخرى من هذه الصور فهو ق سب وقال يف ال ينكمال :نص "املوكل بفضاء اهلل" دائما

السفهاء أن ائك إىل "تدىر

ال امعتني املسيح بعيين

احمليط ربلتع

والسماء املاء زرقة مع متماهيا

يسبح الذي الغيم ومع

نبضك خالل من

".اهلل بسمألنه يرمقي بالداقق يف ، هذا املقطع من القصي ة مربك ج ا

شراك أسئلة ن ي ة ترغب يف معرفة السبب الذي دفع بالشانر إىل استخ ام نبارة "أن ائك السفهاء" يف موقف نيسقوي تصقان ي ، ل رجة أن األمر ب ا وكأن فيه تداقضا مع الروح املعراجيقة ذاهتقا

نفسقه 1لكن الشانر يسعف القار باجلواب يف نص )خسارات( :ويقول

.2م انىر الصورة رق 1

015

الفادي سي ل ورنف فارتبكت ألنين مل أهىيء" يهوذا دور ومل أكن أتصور أن

"سيعاد نرضه يف كل مكان بدجاح ساد يعين أن الشانر الواقف مل يكن مهيأ لق ور ماذا يعين هذا؟ ماذا

سيعاد نرضه يف كل مكان بدجقاح الفادي؟ وماذا يعين أن دور يهوذا ؟ساد

نة حتقيقيقة ال ميكن اجلواب نن هذا السؤال إال نرب قراءة ومقارجتربة الشانر أديقب كمقال و جتربة نيسى ) (، بني كليت التجربتني

:ال ين

بة العيأويةرور يلو ا ا الججر حت ثت نن يهقوذا ، كل الكتابات الالهوتية مسيحية كانت أم ال

فقق ، وصورت كيف أنه كان من أكثر التالميذ قربا إىل قلب يسو ونلمقه ، اختاره هذا األخري بعداية فائقة وأنطاه من نور مشسه أوهجه

كيف يشفي املرضى بل ، كيف يتح ث بكلمة اهلل ويدشرها بني الداسكل هذا يعين أنه بني نيسى ويهوذا كانت ق توط ت نالقة ، اهللبإذن

ص اقة محيمة مبدية نلى الثقة واحملبة واإلخالص ل رجة أن نيسى نين 11)والق يس أغوسطيدوس ، يهوذا أميدا نلى صد وق مال كل التالميذ

ن مرة نن حيكي بأن نيسى مل يتوا، (210 أغسطس 79 - 112 نوفمربوشفى أباه مقن ، فق أنقذه من املوت أكثر من مرة، االنتداء بص يقه

الشلل وأمه من اجلذام وجعل مده أقرب املقربني بع بطرس.لكن مل بع كل هذا خيون يهوذا السي املسيح؟ وهل دقا خانه؟ ة أم أنه مثة معىن خخر لكل هذه الواقعة األب ية األثر يف الدفس البشقري

اجلمعاء؟

016

وهل كان اليهود دقا يف داجة إىل يهوذا اإلسقخريوطي كقي يسلمهم السي املسيح بالرغم من أهنم كانوا يعرفونه جي ا ويستطيعون

ال إىل غريه )لقق و القبض نليه يف أي وقت دون احلاجة ال إىل يهوذا 1سكوني(؟ولم تم، كدت معكم كل يوم في سادة اهليكل

ما حتكيه الدصوص اإلييلية أن نيسى كان نلى نلم مبا سقيح ث كان يدبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سقب ، "أيها الرجال اإلخوة: له

ين قبضقوا الروح الق س فقاله بفم داود نن يهوذا الذي صار دليلا للقذ ، 2إذ كان مع ودا بيددا وصار له نصيب في هذه الخ مقة" ، نلى يسو

"فطلبوا أن : كما أن املسيح مل يسلم إال يف الوقت الذي د ده هو بدفسه 3م تكن ق جاءت بع "ألن سانته ل، ولم يل أد ي ا نليه، يمسكوه

وهي إن متت نلى ي أققرب تلميقذ ، اخليانة شر ال يوازيه شر)واستفزز : لعيسى فهذا يعين أن وراءها م بر هو القيوم نلى الشر كله

من استطعت مدهم بصوتك وأجلب نليهم بخيلك ورجلك وشاركهم إنقه ، 4في األموال واألوالد ون هم وما يع هم الشيطان إال غقرورا(

وإبليس قبل ، إبليس الذي قاد يهوذا إىل اخليانة وبع ذلك إىل االنتحاركل هذا وذاك دخل إىل قلب يهوذا نرب باب املال وذلك كي يتسدى له

يستقر يف الكون بأسقره دقىت تدفيذ خمططه األب ي الذي أراد له أن :يتمكن مما يلي من الدتائج

تربير قضية طرده من اجلدة أمام أهل الدار بكقل درجاهتقا - وطوابقها وأمام أهل املأل األنلى بكل مالئكتهم ورسلهم.

.14: 74إييل مىت اإلصحاح 1 .12، 14: 1سفر أنمال الرسل 2 .10: 2إييل يوددا 3 .42خية ، سورة اإلسراء 4

017

حماولة إدخال الشك دىت يف قلوب من يا من وساوسه من -اهلل )دسقب أهل اهلل وخملصي نرشه املقربني بانتبقار أن

مل تكن ل يه الق رة دىت نلى إنقاذ ال نيسى ، انتقاده هو(فتركهم ملصريمها األليم دون ، وال يهوذا من بني خمالب شره

أي ردة فعل تذكر.وقبل كل هذا فإن خطابه هذا نرب هذه اجلرميقة الشقدعاء -

وكأنه يري أن يقول بأنقه ، موجه باألساس للبشرية مجعاءنن حتطيم كل ذرة إميان بقاهلل نقرب األمل سوف لن يكف

ونرب الشر الذي لن يكف نن زرنه يف كل بقعة من بقا العامل. لذا فعلى كل إنسان أال يدسى بأن إبليس يعرف جي ا مجيع الكتابات املق سة ويعرف الكثري نن امللكوت األنلى ويعلم أيضا بأن األجيال البشرية سوف ال تدفك ترجع إىل

األج اد وكتبهم كي تبحث فيها نن مفاتيح تعيدها ماضي وهو يعلقم ، نلى مواجهة احلياة وفهم أمور ديدهم ودنياهم

أيضا أهنا ستج يف هذه الكتب قصص األولني من األنبيقاء ويعلم ، وقصة األمل األكرب الذي مين به نيسى وقصة يهوذا

أن كل هذا سيخلف ل ى هذه األجيال السؤال الوجقودي "ملاذا مسح اهلل بكل هذا األمل ومل يفعل شيئا؟" ومن : الكبري

هدا تب أ من ج ي مهمته اليت مل تدته فصوهلا بع دىت حلىة كتابة هذه األسطر. إذ يف السؤال نن سبب األمل مثة مقن

ستزل ق مه فيهوى ومثة من سريتفع قلبه ويسمو فيدجو.ذا من وجهقة نىقر ماذا لو يتم التفكري يف خيانة يهو، لكن مهال

ماذا لو ترفع نده قبعة التجرمي وتلبسه رداء دريقة االختيقار ، أخرىواإلرادة بانتبار أنه إذا كان اهلل ق مسح بكل هذا األمل فالشك حلكمة

018

ال يستطيع كل الداس قراءهتا بني سطور قصص من مضقى مقن ، ماأمني لقرب هو إال خادم وبانتبار أن إبليس نفسه ما، األنبياء والرسل

لمقا الشقيطان وقاليأمتر بأمره ويدتهي بدهيه )، العزة وامللكوت نفسه كقان وما فأخلفتكم وون تكم الح ون ون كم الله إن الأمر قضي ولوموا تلوموني فلا لي فاستجبتم دنوتكم أن إلا سلطان من نليكم لي

بمقا كفقرت إنقي بمصقرخي أنتم وما بمصرخكم أنا ما أنفسكم 1أليم( نذاب لهم الىالمني إن قبل من أشركتمون

ب أن قضية نيسى ويهوذا هي ليست ر يف األمر مليافكإن من يفلرمبا كان يهوذا ، الهوتية فحسب بل هي قضية سياسية باألساس قضية

يري أن يبقى وفيا للحكومة الرومانية وجمللس اهليئة القضقائية العليقا لذا ، املهتمة بالتحقي يف قضايا أمن ال ولة والقضايا السياسية واجلدائية

ك جت ه ق اختار أن يسلم هلم نيسى الذي كان بالدسبة للجميع خنقذا " للدىام السائ . إذن فالذي قام به يهوذا هو نابع من دريقة "معارضا

ولواله لرمبا مل تكن لتقوم ال يانقة الكاثوليكيقة ، إرادة وتفكري وت بريولواله مل تكن كديسة وال دولة فاتيكان وال أي شيء مما تقال ، برمتها

ول بأهنا إذ نلى ضوء نتائجها أصبح باإلمكان الق، دادثة "اخليانة" هذهكواقعة )وإن كان يف ظاهرها أمل كبري( باطدها مل يكن دابال سقوى

مثلها مثل الع ي من الوقائع اليت د ثت فكانت بتبعاهتا ومل تزل ، باخلريوكتب األدب والفلسفة نلى مقر ، احملرك األساس لتاريخ البشرية كلها

تيقار األزمان شه ت هبذا فخل ت ألمساء سامهت نرب مب أ دريقة اخ تكفي نلى سبيل ، تقرير املصري الفردي يف تغيري مصري شعوب بأكملها

املثال ال احلصر إلقاء نىرة نلى كتب تاريخ الدبوة ب ءا من سقي نا خدم ونلى كتب األدب العاملي كي جت أمسقاء ، (صإىل سي نا حمم )) (

.77خية ، سورة إبراهيم 1

019

ن ي ة لشخصيات روايات ونصوص أدبية أصبحت "خمل ة" الرتباطها وم تغيري التاريخ اجلمعي نرب تغيري التاريخ الفردي.مبفه

ججربة الم ر عدي م م الدييرور يلو ا ا نلى نلم مسب بدىرية اخلري الكامن ال ينيب و أن أديب كمال

إذ أنه نلى الرغم من كل األمل الذي سببه له األص قاء ، يف الشر الىاهرإال أنه سعي ، ل مشوار دياتهوغريهم من "احلروف" اليت صادفها خال

سعي ب معه ومستأنس حبزنه الوجودي. كيف ذلك؟ هقذا ، بأمله هذا :ويقول فيه، املقطع هو الشاه

املنافقني أددقائي "إىل

األنزاء "أيها

املرة بكراهيتكم ق متوين ألنكم شكرا

العذب احلب هنر إىل

اخلطري نمقه إىل وصلت دتى

1".فأخرى جوهرة المهك جواهر وأخرجتمقاطع لدص كامقل حيمقل ندقوان ةاملقطع هو الثاين من تسع

، وهو كما ترى ندوان حيتاج إىل وقفة قصقرية ، "برقيات سعي ة ج ا" :نل هذا يسان نلى استكداه سبب سعادة الشانر بكل خالمه وأدزانه

:العدوان يتكون من ثالث دقول لغوية برقيات

وفيها ، من اجلذر األصلي لكلمة "برق" مجع "برقية" وهي تدح روملفهوم تسليط الضوء نلقى ، إشارة لسرنة اإلرسال وبالتايل االستالم

املؤسسقة ، "برقيات سعي ة ج ا" من ديوان دقاء ، أديب كمال ال ين 1 .24 ، ص7007بريوت -نمان -العربية لل راسات والدشر

041

دقيقة ق يكون فيها أيضا نو من الصع والفجائية للرائي أو ملستلم الربقية.

سعيدةوفيها تلميح لسعادة املرسل مبجرد حتققه من وصقول فحقوى

د ة وبامسه. الرسالة إىل أصحاهبا كل نلى جدا

للمبالغة والتأكي املبطن بدو من السخرية وخاصة ممن قق ال ب يف فحوى الرسالة أي سعادة تذكر اللهم نربة مريرة من التقهكم

الذي ميكقن انتبقاره كما هو احلال يف مقطع "إىل أص قائي املدافقني"ة األمل القيت مركز الدص بكامل مقاطعه التسعة بانتباره حيوي لب قضي

لكدها يف الباطن حتمل جوهرة السعادة اليت نثقر ، تب و يف ظاهرها شرا، نليها الشانر بع مسار طويل وشاق من التجارب وال روس احلياتية

الشيء الذي يعين أن كل فعل يتحق داخل دياة اإلنسان ميكن الدىقر لك أن اهلل ذ، إذ كل انقباض حيمل يف طياته انبساطا، إليه من مدىورين

نز ونال يعلن نن نفسه من خالل صفاته املختلفة اليت ق تبق و مقن ألن اإلنسان غالبا مايدىر إىل الوقائع من ، املدىور البشري أهنا متداقضة

اخلارج فال يأخذ مدها سوى بالىاهر ونادرا ما يفكر يف القوة الكامدقة وإىل الزبق ال إىل ، يحفهو هبذا يدىر إىل الغبار ال إىل الر، اليت حتركها نم البحر.

:مقطع "إىل أددقائي املنافقني"إذ كيف ميكقن ، يف العدوان تداقض ظاهر لكده م روس ومقصود

أن تعطى صفة "الص اقة" اليت تدح ر من الص ق ملن يتسقم بالدفقاق إما ص ي صقادق وإمقا ال. إذن اإلنسان ف، الذي هو خ ا وكذب

كلمة "أص قائي" من معداها احلقيقي ويصبح فكلمة "املدافقني" جردت

040

برقية يف العدوان نفسه وبرقيقة يف : بذلك يف هذا املقطع أكثر من برقيةمستوى ظقاهر : نص املقطع. ونليه جتوز قراءة العدوان نلى مستويني

وخخر كامن وفيه إشارة إىل نبارات سقب للشقانر اسقتخ امها يف ارة "أن قاء" و"أن ائك السفهاء" نصوص مت حتليلها سابقا ويقص هبا نب

(.2)انىر الصورة رقم بع هذا يتجاوز الشانر نتبة العدوان وميعن يف الكشف نن كذب

"األنزاء" ويق م هلم الشقكر قاألص قاء ونفاقهم ل رجة أنه يلقبهم برغبة مده يف السخرية املريرة من موقف "خيانتهم" "وكراهيتهم املرة".

هلا نالقة وطي ة بدص خخر حت ث فيقه الشقانر ومسألة الكشف هدابإسهاب نن خفة "الكذب" و"الدفاق" كىقاهرة ال تفقارق اجلقدس

ويقص هبذا الدص قصي ة )وصايا( اليت يقول الشانر يف مقطع ، البشري :مدها

،"تذكر ،احلرف أيها التقيتها اليت احلروف تلك

،احللبة أو السريك يف ةاحل يق أو اجلوقة يف

.الصراط نلى أو

.الزائلة ومباهجها األليم وجعها تذكر

العارفني بسر كشفت كيف تذكر

املحبني ولونة

،دمونها ،ن مها

،ارتباكها

041

،أكاذيبها ،هلوستها 1"!األب ي وضيانها

:لكن نالم الشكر؟ يقول الشانر املرة بكراهيتكم ق متوين ألنكم "شكرا

العذب باحل هنر إىل

اخلطري نمقه إىل وصلت دتى

".فأخرى جوهرة كالمه جواهر وأخرجتألنه من هذا املقطع الش ي االختزال يصقبح ، هدا مربط الفرس

إذ لقوال نفقاق ، وهذا هو خريه الباطن، "الشر" معلما كبريا للشانرملا متكن هقو ، "األص قاء" ولوال ما أضمروه للشانر من دق وكراهية

وملا ق م لإلنسقانية كلهقا هقذه ، الغوص يف حبار احلرف والكلم من :اليت استح نليها لقب )احلرويف(بقي التجربة الفري ة يف الشعر العر

امسك؟ ما: قال "مث

.احلرف: قلت

.مده جزء واحلرف احلرويف بل: قال

امسك؟ ما: قال مث

.احلرويف: قلت

.مده جزء واحلرويف الصويف بل: قال

امسك؟ ما: قال مث

.الصويف: قلت

.مده جزء والصويف العارف بل: قال

دار ، "وصايا" من ديوان أربعون قصي ة نن احلرف، ينأديب كمال ال 1 .49 ، ص7009األردن ، نمان، أزمدة للدشر والتوزيع

041

،العارف أنا: قلت .واألرض السماوات ملء احلم فلك

اخلضراء السجادة نلى وبكيت

.رودي اخضلت دتى

خاطبتك كلما تبكي لك ما: قال

رودك؟ ختضل دتى

.يأغثد ثم أغثين: قلت

:نور من وردا ند ي لك إن: قال اهلل سبحان

هلل واحلم

اهلل إال إله وال

.أكرب واهلل

كليب ذئب أو بشري ذئب دادفك فإن

بوجهه فاقرأه

مدك فسيهرب

.جرا هزميته بر

مدي السر هذا خذ

نرشي من تتألأل جوهرة

1" .األرض صىبأق مثواك إىل تصل دتىويف اخلتام يبقى مقطع "إىل أص قائي املدافقني" رسالة تصب فيها

بققي إذ من ظاهر الشر الذئ، كل رسائل نص "برقيات سعي ة ج ا"البشري استطا الشانر أن يبقي نلى مفهوم القلب الطفقويل ديقا

الق ار ، سم" من ديوان مواقف األلقف "موقف اال، أديب كمال ال ين 1

.79 ، ص7017لبدان ، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

044

والذي لوال بياضه وطرواته ملا استطا أن يغوص به داخل حبر ، ب اخلهولعل هذا هو السبب الذي كان وراء حتول ، 1الكمال والبهاء واجلمال

األمل إىل سعادة نرب وقفة مهمة حتققت للشانر الواقف من خالل مقا ذلك أنه داخل لبقاس أو : "االستئداس باألمل واحلزن" قميكن تسميته بقوي ب اخله احلدني للمحبوب فطلب الوصال ونرف ، قشرة حمن احلياةلقذا جتق ه ، ال نيا كلها يعادل احلزن نلى فراق املعشوقأال دزن يف

وديدما اشت ، أصبح هو نفسه ناشقا جعل من هذا األمل خبزه وشرابهنوده وقوي صلبه وقف صارخا راميا كل ثوب ودجاب وفاتقا لكقل

وكأنه دبة منت فدقبت احلجر واألرض وخرجت كي ترى نور ، قشروهذا غالبا ما ال يتم إال إذا ابتلقي ، بيبالشمس وتدعم بالقرب من احل

وامتحن إىل أن يتحق له الوصول إىل مردلة الكساء بكسقوة اإلنسان ، االتصاف واحلصول بع ها نلى خلعة االختيار نن ج ارة واستحقاق

خلفاء "ويجعلكم: وهذا ما كانت إليه اإلشارة يف قوله تعاىل مدذ األزل .2"أرضال

تي داللة الر 1 1

ال ينإن احل يث نن الصلب والصليب يف كتابات أديب كمال ال خيرج أب ا نن نطاق ما سبقت مداقشته بشأن األمل ونالققة هقذا

إذ الصليب نفسه هو أمل نىقيم ، األخري التوأمية بقضية الشر الكربىير من ولكن غلبت نليه احملبة بانتباره يرمز إىل اخلالص والف اء والتحر

أي ذاك الشر الذي يدفذ إىل أنماق جذور األمل الفردي كي ، الشر ذاتهيدتشر نربه داخل تاريخ األمل البشري اجلمعي املتأصقلة جقذوره يف

ا(."إىل اجلمال" من قصي ة )برقيات سعي ة ج : انىر مقطع 1 .47خية ، سورة الدمل 2

045

لذا فال خالص يمكده أن يتحق أب ا إال إذا مت التغلب ، اخلطيئة واملوت، يتوجها باملوتنلى اخلطيئة بطانة اهلل إىل خخر حلىة يف دياة اإلنسان

وهو املفهوم الذي أشار إليه الشانر يف أكثر من ، ونلى املوت بالقيامة :نص كهذا الذي يقول فيه

أنت "من

!املعاصرة؟ الياذيت إليك أكتب دتى

أنانيتك نن اكشفي

يتمي أريك دتى

خبلك نن يل واكشفي

خنليت أريك دتى

ومؤامراتك غموضك نن يل واكشفي

وسذاجيت وضودي أريك دتى

موتك نن يل واكشفي

1"!قياميت أريك دتىكما هو واضح يف أبيات هذا اجلزء من قصقي ة "حماولقة يف الطريان" فإن الشانر جرد جممونة من املصطلحات اليت تدتمي إىل ما

وذلك نرب وقفة تكاشفية بني الرمز الدبوي ، يسمى بالشيء ونقيضهبسيطرة العدصقر الشقري 2شرية "الفاس ة"الكوين وبني الدفس الب

:نليها

صق ر ، "حماولة يف الطريان" من ديقوان الدقطقة ، أديب كمال ال ين 1املؤسسقة -( 7001بغ اد.)الطبعة الثانية -( 1999األوىل : )بطبعتني

.77 ص، بريوت، اننم، العربية لل راسات والدشري قيمة لكن هذا ليس بذ، ق يكون هذا املقطع يف الدص موجه المرأة ما 2

إذ ما يهم هو فحوى املضمون يف كونيته اخلاصة بفساد القدفس ، معيدة البشرية دومنا أدىن متييز بني الذكر واألنثى.

046

الدفس الفاس ة الرمز الدبوي الكوين األنانية اليتم

األنانية ≠اليتم

يف هذا القدص ال ينهكذا يقول أديب كمال ، اليتم ض األنانيةولربما ي فع أيضا إىل التساؤل نن كيف ، ولربما يب و هذا القول غريبا

يتم مرادفا لإليثار؟يكون الولعل ، يتفضل به اخلال نلى أدبائه من اخلل ، يف اليتم كرم رباين

يتم حمم )ص( ويتم نيسى وموسى )نليهما السالم( هو أكرب دليقل نلى نىمة هذا الدو من الكرم.

والور الزه وأهل واألولياء األنبياء دياة يف أب ا اليتم يكن مل إذ االختيقار نليهم يقع ألنه وذلك، واالرجتال الص فة بيلق من والتقوى

ويف . مجعاء للبشرية واألنقى األصفى االقت اء منوذج مدهم اهلل بعل كي )ص( والع ي من رجال ونساء أهل بيته من بع ه فلسقفة بقي الد يتم

وكي. البشر من خلقه خبري مبقارنتهم األيتام يكرم أن اهلل هبا أراد ربانية أويتشبه يقت ي بشري أب من تأثري بال التربية يف مطلقا سلطانه كوني نز اهلل أوالها اليت الش ي ة العداية يف الرئيس السبب هو هذا ولعل. به

احلكيم. كتابه يف خية من أكثر توضحه كما لليتامى وجل

اختري من أن كون إىل مرده ذلك فإن باإليثار اليتم نالقة نن أماال ، اليقتم أمل ذاق وق بالدبوة أوالوالية أو الصالح والتقوى الداس من

أمجعقني بالداس كبرية ورمحة إيثار دقيقي ذا إنسانا يكون أن إال ميكده يف مسلمني بني يتيما ضم من": (ص) مص اقا لقوله، باليتامى بالك فما

."اجلدة له وجبت نده يستغين دىت وشرابه طعامه

047

البخل النخلة

البخل ≠نخلة ال

أن تطرق إليقه يف ال ينالدخل رمز إهلي وق سب ألديب كمال هقي بل، اهلل فهي "رمز، أكثر من نص من نصوص جمموناته الشعرية

نبيقه وبيقت ، نقطته وبوابة درفه صورة وهي .الغامضة قصي ته فاحتةبع ه كقرم وقق الذي ماالكرم كله ، مرميه" وهي هلذا كله وسكيدةأمرا طريفا لو تالدظ معي أيها القار هذه العالققة احلرفيقة يكون

:والضمدية بني كلميت، وخبل ملا فيهما من جداس لفىي غري تام ومن تضاد معدقوي /خنل

إذ كرم الدخلة ال ميكده أن يكون سوى الدقيض املطل للصفة البخليقة للدفس البشرية اجلاد ة آليات اهلل.

ض واملؤامراتالغمو الوضوح والسذاجة

الغموض واملؤامرات ≠الوضوح والسذاجة

الدفس البشرية الغامضة اآلمرة األمارة املتآمرة ال ميكدها سوى أن

هو واضح يف احلرف والكلمقة والرسقالة تكون نقيضا مطلقا لكل ما، لكن ماذا نن "السذاجة"؟ هذا مصطلح قل ومقل ، العشقية العرفانية

أكثر نالقة بالرباءة أو بالدوم يف العسقل ولقيس رمبا تكون له نالقةويعتقربه ، مادام العارف يوكل أمره للقه ، "السذاجة" يف د ذاهتا قب

سد ه ودرزه وغم ه احلامي له من أي شيء وإن كان شرا يصقيبه أو

048

فما الشر إال ظاهر وما العذاب يف هذا احلال أو ذاك سقوى ، أملا يعذبهة. ولعل هذه "السذاجة" هلا نالقة وطيق ة أيضقا باب باطده فيه الرمح

:داء الشانر األكرب لذا تراه يقول، مبفهوم االرتباك "فارتبكت ألنين مل أهىيء نفسي ل ور الفادي

ومل أكن أتصور أن دور يهوذا 1مكان بدجاح ساد " سيعاد نرضه يف كل

إىل "يهوذا" فإنقه ومادام الشانر ق أشار إىل "املسيح الفادي" وهل كان نيسى ) ( "ساذجا" ديدما ذهب إىل : حي التساؤل نن اآليت

بستان "جتسيماين" وهو يعلم أن يهوذا سيأيت هداك كقي يسقلمه إىل رؤساء الكهدة والفريسيني؟ بل وهل كان الشانر "ساذجا" أيضا ديدما

م أن مقن ألقى بدفسه يف نار األمل كي حيترق داخل بوثقتها وهو يعلق وأدبته القذين ه الذين أنطاهم نور األخضرؤأص قاهم "سيلقيه فيها

وإن كان ق استخ م جمازا مصطلح "ص مت" يف مدحهم مشس الغيمة" 2؟األبيات اليت سبقت هذا املقطع من نص "خسارات" :اجلواب سيكون هدا يف معادلة املوت والقيامة

املوت القيامة

املوت ≠القيامة

تحتمل. تع مل خسارايت امل ن أمساء أقلب صرت

، نمقان ، املؤسسة العربية لل راسات والدشر، خسارات" من ديوان داء 1 .1 ص ،7007بريوت

مقتبس من نص "خسارات". 2

049

كاملوت متشاهبة فأج ها واألمطار األزمدة أمساء وأقلب

والدساء والصوان واجلروح فأرتبك

املرات نشرات موته من قام الذي جس ي ألن والذهب وال م العاصفة قاوم الذيبقي وقل يتيمني كطفلني أمامي بكيا

احللم ضيا من يل واشتكيا احللم ضيا من صرخا بل

الشوار يف كمجدونني وخرجا :أنلن أن سوى سأفعله الذي فما

تحتمل تع مل خسارايت تحتمل. تع مل. .تع مل

هذا املقطع من قصي ة "خسارات" يىهر أكثر من غريه كيف أنه مقن ينال يمكن القول بادتمال أن تكون نفس الشانر أديب كمال

تلك األنفس اليت غلب نليها املعىن ملا حتق فيها من نلو نسبة القروح "مل يق خل ملكقوت : الفادية وذلك تص يقا ملا قالقه نيسقى ) (

السموات من مل يول مرتني" ويف قصي ة الشانر إشارة إىل هذه الوالدة اليت متت أكثر من مرة وإىل اجلس الذي قام من موته نشرات املرات.

فما معىن هذا؟ ما معىن أن يقوم اجلس من موته؟يف هذا اجلزء من نص "خسارات" توج إشارات بب تسقليط

إشارة اجلس وإشارة : ويقص هبا، الضوء نليها وحت ي قيمتها الفكرية القيامة

051

I) خم ر الجأد يف إشارة اجلس نالقة وثيقة بقاموس األرض الذي مت التعبري نده

: تلفة تب و ظاهريا أال نالقة فيما بيدقها ويقصق هبقا مبصطلحات خم الذهب./الدساء/امل ن

وال أثر فيها مل يدة خالية من ، تتشابه امل ن ند أديب كمال ال ينوهو وإن كان تشاهبا فوضوي الىاهر ونق مي ، األمل والشر البشري

ولعل هذا فإن باطده حيمل كل املدط وكل الدىام بل كل املعىن. ، املعىنديدمقا ، جونسقن تايلر هثر. ما سربته أيضا نني الداق ة األسترالية د

بأدزانقه شقبيهة هي ناملدا وألغاز ومباهج أدزان فإن "هكذا: قالت معىن معطيا، مساويا ثقال دامال فدراه. الشانر أي هو وألغازه ومباهجه. بقه خلاصا الشخصي فضائه خالل من -املتأصلة بعىمتها -لفوضانا

كقبرية مواضيع هي والقبول واملوت احلب نن املكتوبة القصائ هذه بسقبب نقادي كحقافز كثرية أدايني يف ختطئتها املمكن من حبيث

إدسقاس نقرب الدىرية املواضيع هذه الشانر يسرب .املتأصلة نىمتها هكقذا . است اريا تطورا ي نم تركيب إىل الطري ممه ا دائري سحري

فالعامل: أبيض طائر مع سددتهي ما غالبا فدحن أبيض طائر مع ب أنا نفإ أن يدبغقي مثلمقا لقذلك وهو( فوضاه رغم) مطل بشكل مدطقي .1يكون"

مثة خطأ للشانر أديب كمقال "قراءة يف جممونة، د. هثر تايلر جونسن 1وترمجها الشانر ، إدساس بالسحري". املقالة كتبت باللغة اإليليزية/ال ين

وق قرأت الداق ة مقالتها يف دفل توقيع جممونته الشعرية ، إىل اللغة العربيةتشرين -أكتوبر 17مثة خطأ الذي أقيم يف احتاد كتاب جدوب أستراليا يف

األسترالية Rochford Street Reviewشرهتا يف جملة . كما ن7017أول .7017 تشرين الثاين -نوفمرب 17بتاريخ

050

تبقى ال ينأما نن إشكالية الدساء فاملرأة يف كتابات أديب كمال ولكن يقص هبا ، وال يقص هبا هدا املرأة احلرف أو الدقطة، قضية كربى

أو صقوفية. إذ أن ، رأة مبعداها "املادي" اخلايل من كل رمزية نرفانيةاملال يكتب قصائ ه فقط ألهقل العرفقان وخرققة ، ال ينأديب كمال

، وإمنا يكتبها لكل القراء نلى اختالف مستويات التلقي ند هم، العش كقل نلقى ، وهو هلذا يعرف كم هي مهمة املرأة يف دياة كل إنسان

ه الشخصية ونالقته مع األنثى دبيبة كانت أو أما أو أختا دسب جتاربأو ص يقة. والشانر ق تطرق إىل كل متفصالت هذه العالقة العجيبقة

، اليت ق تكون مص را للعش واحملبة والسعادة تقارة ، لإلنسان مع أنثاهوللشانر هبذا الصق د ، ومص را للعذاب والشقاء واملرارة تارات ن ة

: ة يذكر مدها نلى سبيل املثال ال احلصرمقاطع ن ي الفرات من ب ال املستدقع دبيبيت "اختارت الفرات نلى الدار فأطلقت 1".احلروف يف الرصاصة أثر ألرى جمدونا وركضت

* * * رودي ريش فق ت "ند ك

بقي.شبا ند فق ت وند ك

رودي نن حبثت وهكذا

شفتيك حبمرة فتشاغلت

يقشباب نن وحبثت

2".باملواني املألى دقيبتك نن بالبحث فتشاغلت

، "مقطع من قصي ة قاف" مقتطف من ديوان نقون ، أديب كمال ال ين 1 .2 ص، 1991 بغ اد، مطبعة اجلادظ

، "مقطع من جدة الفراغ" مقتطف من ديوان نقون ، أديب كمال ال ين 2 .12 ، ص1991بغ اد ، مطبعة اجلادظ

051

هذه بعض صور من صور ن ي ة للمرأة اليت تتلبسقها اخلطيئقة واخلطأ وهي داضرة يف دياة الع ي من الداس ومل يسلم مدها األنبيقاء

وهي كغريها من الع ي من مىاهر األمل يف دياة اإلنسقان ، واألولياءخطأ أشار إليه الشانر بطرق أخرى ، مكان وزمانخطأ يتكرر يف كل

:أكثر بالغة ديدما قال يف نصوص أخرى ما يلي دمعيت "رأى

البغال يسوس كما الداس يسوس من

العريضتني كتفيه تزين يمة فأرادها

.العجاف وسدواته

لعبة فأرادها الطفل ورخها

املساء وقت تسليه

.الصباح ووقت

املرأة وأرادهتا

هبا ينلتز

1".الده ين بني املت لي نق هارمبا من ليسقت هلقن ، ويف هذا البيت إشارة إىل نو من الدساء

فهقن ، الق رة نلى فهم املعىن الكامن لإلله يف قلب الرجل العقارف ولكن يقعقن يف ، ال يدجذبن إىل اهلل يف قلبه، بالتعرف إىل هذا األخري

ن نرف نده التصوف ولقبس دب فكرة التباهي أمام الغري مبعرفتهن مل، خطأ الكرب والغرور والريقاء ، خرقة العش . لذا هدا أيضا "مثة خطأ"

ولو ، وهي كلها صفات تتداقض متاما مع العش األكرب ودرجاته العلياكان األمر غري ذلك ملا ضم الشانر هذا الدو من الدسقاء يف مقطعقه

املؤسسقة العربيقة ، "دمعة مضيئة" من ديوان داء، أديب كمال ال ين 1

.19 ص ،7007بريوت -نمان -لل راسات والدشر

051

أبداء الشعب والبغقال وإىل إىل احلاكم الطاغية الذي ال يفرق بني، هذاالطفل الساذج الذي ليس له من دنياه سوى اللعب واللهو. هقذا دون

فترى الدار ، نسيان احل يث نن املرأة اليت تغار من اإلله يف قلب العارفتستشيط يف قلبها حماولة ال فع هبذا األخري إىل رمي اخلرقة مقن أجقل

:انتداق تراب جس ها الفاين الكربى الكاف إشارة نلى لكأد أن "داولت

قويا كان شيطانك لكن

1".الشمس إىل أشارت اليت ذراني كسر فحاولوهدا جت ر اإلشارة ولو بشكل سريع إىل أن قضية هذا الدو من

بل ، الدساء تضم يف ثداياها إشارة كبرية هتم إشكالية اجلذب وااليذابنساء زليخة قطعن أي يهن وأديانا اخلطف واالمنحاق. أمل تر كيف أن

ما إن رأين نور اهلل يف وجه يوسف وقلن داشا هلل ما هذا بشرا إن هذا !إال ملك كرمي؟

فماذا نقن ، قصائ الشانرهذا وجه خخر إذن من أوجه املرأة يف الذهب الذي ضمه الشانر إىل العوامل اليت تزي من دجم "اخلسارات"

؟اإلنسانيف دياة من أكثر القصائ اليت تتحق ث ، 2اولة يف السحر"يعترب نص "حم

لكن بتقديقة أدبيقة ، نن زيف الذهب وزيف األنثى والتراب واألرضنالية املستوى مت االنتماد فيها نلى ندصر احلوار من أجل اسقتجالء ، السبب الذي بعل من الذهب واألنثى والتراب جمرد هلو ومتا الغرور

القصي ة نفسها.من 1املؤسسة العربية لل راسات ، الطبعة الثانية، انىر القصي ة يف ديوان الدقطة 2

ا نلى املوقع وهي مدشورة أيض. 11 -10 ، صبريوت -نمان -والدشر الرمسي للشانر يف قسم "األنمال الشعرية".

054

عدصر بانتبار أنه مل تتم اإلشارة إليه مقن لذا وجب التوقف ند هذا ال قبل.

نرر الحوار دابم يريد "مح ولة ا الأحر"بالرغم من أن معىم التعاريف االصطالدية اتفقت نلى أن احلوار

وتبقادل تواصقل منط هو تبادل الكالم بني شخصني أو أكثر بانتباره ال ينن أديب كمال إال أ، والتلقي اإلرسال فيه نلى األشخاص يتعاقب

ويقص ، احلوارات من نو خخر مهم سلط الضوء نلى، يف هذا الدصخارجية مشاركة ال اخلي الذي ال يشترط احلوار أو به هدا "املونولوج"

وادق طرف من يلقى بل، والتلقي اإلرسال يف تعاقبا وال، يف احلوارة للدص الشعري ذاته وإليه. ولربما تب و هذه اإلشارة غامضة أو مداقض

بانتبار تع د األشخاص أو السحرة األربعة الذين دخلوا يف دوار مباشر مع الشانر. أما نن العداصر ال الة نلى أن احلوار هو داخلي باألساس

:فيمكن نرضها كما يليدضور الذات احلقيقية أو "أنا الشانر" نرب شبكة مقن املعقارف (1

ل الوجودي هلذه الذات. وهذا ما نبر ه فها الرئيس هو تأسيس الفعنده الشانر نرب جممونة من التقديات السردية اليت وردت يف العدصر

حماوال بذلك تقاسم أدزانقه أوال ، احلكائي الذي استهل به قصي تهنل هذا حيق له نونا من التدفيس ، مع نفسه مث بع ذلك مع املتلقي

السرد هدا كل األدوات اليت والتخفيف نن خالمه. ويقص بتقديات استخ مها الشانر وهو حيكي ملتلقيه تفاصيل قصة حتول ال مو إىل

:وميكن دصر هذه األدوات فيما يلي، أربعة سحرةويقص به ، تقسيم زمن السرد إىل مستويني أد مها خارجي *

، واآلخر داخلي، زمن الشانر وزمن القار والزمن التارخيي

055

وزمن ، و ما يسمى بزمن املادة احلكائيةوحيوي زمن السرد أ الكتابة مث زمن القراءة.

استخ ام تقدية االسترجا واالستذكار وذلك بغرض طي *دىت يتسدى له ، املسافة بيده وبني املتلقي واختصار األزمدة

كيقف حتولقت ، أن حيكي ومبعجم لغوي بسيط وخمتزلاشقر ال مو إىل سحرة وكيف دخل هؤالء يف دوار مب

وشي معه.استخ ام ندصر الزيادات أو املعلومات التكميلية نرب تقديقة *

الوصف واملداورة السردية كي يتحق للمتلقي مجع أكثقر التفاصيل نن احل ث يف أقل وقت ممكن. كأن يعرف مثال

وكيف كانت وما هقي ، أين كانت األنا السردية للشانربالسحرة األربعة الىروف اليت كانت تعيشها قبل أن تتصل

وما إىل ذلك من التفاصيل األخرى املتعلقة بعداصر الزمقان واملكان واألشخاص واألد اث.

أو "أنا الشعر" وهي أنا الشانر االفتراضية ، دضور الذات الشعرية (7يف مقابقل دور ، أنت/اليت ظهرت يف الدص وتلعب دور املخاطب

، اليت متت اإلشارة إليها سقابقا املتكلم الذي تلعبه الذات احلقيقية ولذا فإن الدىر يف نم البدية ال اخلية هلذا الدص سيحيل إىل نتيجة مفادها أن املتكلم هو نفسه املخاطب وهذا ما ميكن التعبري نده نرب

:املعادلة التالية احلقيقية() الشانر ذات( = املخاطب) أنت الشعرية الذات( = املتكلم) أنا

نتأ= أنا

املخاطب= املتكلم

056

معاتالق ويف كل هذا توج دالالت جت مص اقيتها يف كون املتحوالت إىل أربعة سحرة مص رها األساس هو الشقانر األربع

:أليس هو القائل، وال أد غريه دمعتان نيين من "وسقطت

سادرين إىل، قادر بق رة، انقلبتا

دمعتان سقطت مث

أربعة السحرة فصار

؟هب وء" دويل قواحتلإذ بب التساؤل نن الكيفية القيت أدت إىل ، لكن هذا ال يكفي

:حتقي فعل التحول هذا. ولعل اجلواب يوج يف األبيات التالية متوزية ظهرية "يف

الشمس سن حتت جلست

يقثياب ابتلت دتى احلر فطحدين

وأصابعي"بقي وقل، ت نرب القيامة من ندصر املاءاملقطع فيه إشارة لالنتصار نلى املو

ومده قام املاء ومن املاء بع ذلك ، فتراب اجلس ذاب حتت نور الشمسدىت ليب و اإلنسان وكأنه خل ، خرجت ال مو الواد ة تلو األخرى

شجرة دياة أب يقة أشقار ، من دمع وليس من طني. واملاء كما ال معواحلقب للجمال كرمز، ة(إليها الشانر نرب اسم متوز )يف ظهرية متوزي

ولعل هذا ب تأكي ا لقه يف قصقي ة اجلمال(. مرخى يققلب )وسل :"موقف ال معة" اليت يقول فيها الشانر

ال معة موقف يف "أوقفين

!ستبكي وكم! بكيت كم: وقال

.نب ي يا طني من خلقتك فأنا

057

امتزجت اليت هي دمعتك وكانت

طيدا ليكون بالتراب

جاردا االسؤ أو

.مهيدا ونذابا خالصا ضيانا أو

بكيت ول ت فحني، نعم

،ارتبكت ودني .بكيت، ارتبكت وكم

.بكيت، ضعت وكم، ضعت ودني

.بكيت مرضت أو ظلمت أو استودشت ودني

1طني؟" من أم خلقتك دمعة أمن

ل إذن يتحول الشانر "بق رة قادر" إىل أربع دمعات وتتحقو ال معات إىل أربعة سحرة وهكقذا يصقبح جممقو األشقخاص املتحركني داخل وج ان الشانر مخسة. وهو بتقديقة االسقت ناء ال اخلي هذه يسلط الضوء نلى ذروة الصرا الذي بلغتقه احلقال الشعرية جراء ما ب ا هلا من مجال احل وهبائه بشكل قادها إىل البكاء

بل فيه أيضا إنادة ، (. وليس هذا فحسبشمسال أتعبتين: هلم قلت)إنتاج لصورة داضرة يف الدص األول الذي مت االنطالق مده والقيت فيها يتحول اجلس والقلب هذه املرة ال إىل أربع دمعقات بقل إىل

:طفلني يبكيان املرات نشرات موته من قام الذي جس ي "ألن هبوالذ وال م العاصفة قاوم الذيبقي وقل يتيمني" كطفلني أمامي بكيا

الق ار ، "موقف ال معة" من ديوان مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1

97 ص .7017لبدان ، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

058

ويف كليت احلالتني فإن ظاهرة التحول داضقرة كمقا الق مو دون نسيان اإلشارة إىل دضور مفهوم االنتصار نلقى ، داضرة أيضا

املوت نرب القيامة املتكررة.مقاذا نقن جانبقه ، هذا نن مستويات احلوار وتقدياته السردية

األخالقي؟نصا وج انيا تدضح كأسقه ، يف السحر"ال تب و قصي ة "حماولة

بأمل احلرمان وفجيعة "يارب هل يرضيك هذا الىمأ واملاء يدساب أمامي ولكدها كذلك لودة نورانية دفرت فوقها دروس نىيمة تدتمي ، زالل"

إىل ما ميكن تسميته بأخالقيات احلوار. إذ أن الشانر هدا سطر الع ي قي كيف متت إدارة دفة هذا احلوار بيدقه من املباد اليت توضح للمتل

:وبني السحرة األربعة ولعل أمهها

:االبجع د ي األجوات االنفع لية( 1دقىت يقتمكن أجواء هادئة يف يتم أن أي دوار ياح نوامل إذ من

وتفكري بعي ا نن أي نوامل تقي تأمل وقفة نفسه مع الوقوف من اإلنسانوق نبر الشانر نن هذا املب أ ، الفكري استقالله تفق هونيه والشعوره و

:يف هذا املقطع من الدص مستخ ما مصطلحي "هب وء" و"خفيض" أربعة السحرة "فصار

.هبدوء دويل حتلقوا

"خفيض بصوت سألوين( تبكي؟ لم)

امجالك الحرية الف رية( 1والتفكري القيت الب لكي يب أ احلوار أن ميتلك أطرافه درية الفكر

ترافقها ثقة الفرد بشخصيته الفكرية املستقلة، فال يدسح أمام اآلخر ملا

059

ق حيس فيه من العىمة والقوة، فتتضاءل إزاء ذاك ثقته بدفسه وبالتقايل بفكره وقابليته ألن يكون طرفا للحوار فيتجم ويتحقول إىل صق ى

ض الشانر جممونة من لألفكار اليت يتلقاها من اآلخر. إذ يف الدص نرالقضايا اليت تقض مضجعه، لكده ركز نلى قضية احلرمان بانتبارهقا املشكلة األم اليت تعترض كل نارف سيار، يف دني ألقت الشخصيات األخرى مدذ الب اية مبفاتيحها األولية ونرفت بدفسها جغرافيا مث ب أت

راداهتا ودلوهلقا يف نرض مدهجها يف التفكري وانتقلت إىل مداقشة اقت لقضية السائل األول )الشانر(:

الشمس أتعبتين: هلم "قلت

،اجلمال مرخىبقي قل وسل ،اللعدة د احملروم أنا

اجلو ونذبين

بال م مغموس هدا والرغيف

.بالد م الفرات وأثقلين

اهلد من أنا: أوهلم قال

.الذهب ثياب ألبسك أن أستطيع

الالمكان من أنا: ثانيهم وقال

.غيمة إىل غيمة من بك أطري أن أستطيع

ومثود ناد من أنا: ثالثهم وقال

.اللذة سر يعطيك من أنا

الصني من أنا: رابعهم وقال

.اليقني باب احللم بعل من أنا

نجلوا نجلوا: هلم قلت

احلرمان دفدين فلق

061

الزلزال ي فن كما

".فارس ألف قوامه جيشا

أجقاللية المجح وريي ومأؤولية م واحد ي ابجي راججا (3

فالشخصية األوىل اختارت نقن طيقب ، وهذا ما د ث بالفعلخاطر أن جترب كل احللول املقتردة من األطراف األخرى وأن تتحمل

:نتيجة هذا االختيار دىت خخر مردلة الثاين اليوم "يف

الذهب ثياب مرت يا جلست

مجيلة غريةص غيمة ق مي وحتت

العسل من أدلى وامرأة

- دلم أي - احللم جتعل كف وأصابع

.اليقني باب

(1)

،السماء توسطت إذ الشمس لكن الذهب خيوط ذابت

مهلهلة.بقي ثيا فب ت

اجلميلة الصغرية الغيمة وذابت

قبيحة. ق مي فب ت

العسل امرأة وذابت

كالسم. مرة شفيت فب ت

احللم فك وذابت

نىمي. هيكل أصابع إىل حتولت دتى

060

يقأصحاب يا إخويت يا يادموني: فصرخت

أنتم؟ أين

وإشاراتكم" أسراركم أين

جحديد ويفة لتج مم والجف ير( 4إذ يستحسن دائما أن يعطى لكل أطراف احلوار مهلة للتفكري يف

إذ ، وهذا مب أ طب بشكل جيق يف هقذا القدص ، العروض واحللولمث ، أنطيت للشخصية األوىل مهلة زمدية جربت فيها احللول ونتائجهقا

فرصة أخرى للتفكري مع نرض حماولة ج ي ة للقيام باختيار خخر يكون وهذا ما د ث داخل طيات هذا ، نابعا من ودي نتائج االختيار األول

، إذ بع أن جرب "الشانر" الدعيم الزائف الذي أذابته مشس احل، الدصصرو من ج ي طالبا نون السحرة األربعة الذين أسعفوه مرة أخقرى

:نارضني نليه الثبات كحل هنائي األربعة. السحرة "صمت

احملطمبقي قل نلى أشف رابعهم لكن

أنمى. كمرخة

الزوال؟ ال الثبات أتري : قال

.نعم: قلت

املقال ذاك إىل سبيل ال: قال

روددا. من اشيئ تلمست إذا إال

.باالباب الثالثة فأومأ

شيء كل من ناريا أوهلم قام مث

سدفعل: قال

املعذب أيهذا دروفدا سدعطيك

061

احملروم. أيهذا نقاطدا ونعلمك

تعلمتها إن خناف لكددا

الذهب وثياب الذهب من تسخر أن

البل ان من تسخر أن

والسيقان األث اء من تسخر أن

األدالم من تسخر أن

فارغا مثلدا فتكون

باردا

ضائعا

".لألب ناريا

الججرد ا الحوار( 5

مقع ، يه من قي الكثرة والرسقوم والعقادات دقزوهذا يعين التإخالص الدية هلل نز وجل والتجرد من كل أثر فيه تعصب أو كذب أو

نر ولوال هذا املب أ ملا أخلصت ال معات األربع يف نصح الشقا ، خ ا ونالمة هذا التجرد توج فيما قامقت ، وإرشاده إىل االختيار الصحيح

من ناريا أوهلم قام "مث: به ال معة اهلد ية أو "السادر اهلد ي" من فعل شيء". كل

يب و أن أول تساؤل خيطر ببال املتلققي هقو ، بع هذا التحليلأم أنه ، دقا هل اختار الذهب، ما كان يف األخري اختيار الشانر: اآليت

رمى الذهب واألنثى والبل ان وراء ظهره؟اجلواب يوج يف قصائ ن ي ة أخرى تطرق فيهقا الشقانر إىل

ولعل أبلغ ما ميكن االستشهاد به هو هذا املقطقع مقن ، هذه القضية :قصي ة "ودشة الرأس"

061

نليائي "يف

يقوشحوب ودشيت يف

العىيم ورديلي

شيء كل صوت مسعت

شيء كل والقلب واألذن بالعني وأبصرت

والدحاس الذهب بري من فسخرت

احلرس بري من

األيام بري من

1" .الكالم بري من

IIخم ر القي مة ) ، ال شك أن يف احل يث نن القيامة د يث نن اجلس والقروح

هذان الص يقان اللذان يعيشان معا العمر كلقه متحق ين يف طبيعقة ال يفرق بيدهما سوى املوت الذي ال مجع يتم بع ه إال ، ةناسوتية واد

ليست دائمقا ال ينبوقو القيامة. والقيامة يف كتابات أديب كمال فمدها تلقك ، بل هي قيامات وقياماتال يينلصيقة باملفهوم أو احملتوى

اليت ترمز إىل قيامة اجلس يف مفهومها اإليروتيكي كتلك اليت نبر ندها ، ومدها تلك اليت تعادل رفع دجاب الغفلقة 2ة "مأدبة السي ة"يف قصي

وهذه األخرية هلقا ، أو تلك اليت تعين احلياة بع الرفع أو الدوم اجلس يونيسى ) ( باكورهتم وإن كان ق قام قبله ، صلة وطي ة بقيامة األنبياء

املؤسسة العربيقة ، من ديوان داء، "ودشة الرأس"، أديب كمال ال ين 1 .17 ، ص7007 بريوت، اننم، لل راسات والدشر

دار الشؤون الثقافية ،"مأدبة السي ة" من ديوان جيم، أديب كمال ال ين 2 .29 ، ص1999 بغ اد، العامة

064

ومدها تلك اليت فيهقا ، خخرون كالعزير وأهل الكهف )نليهم السالم(إىل يوم احلساب األكرب أو ما يسمى بالقيامة الكربى. والقيامقة إشارة

ترفع من قيمة اإلنسان وتؤك أن دياته ال تدتهي مبوته وأن هداك دياة وليسقت ، وأن املوت ما هو إال جسر بني ديقاتني ، أخرى غري هذه

نن ال ينقصي ة "خسارات" هي الودي ة اليت حت ث فيها أديب كمال ولكن هداك قصائ ، بتكراره لصورها يف أكثر من بيت "قيامة اجلس "

أكثرها انتداء (جيم)ربما يع ديوان ، أخرى تدتمي إىل دواوين أخرىمادام يضم بني دفاته أكثر من نص يتح ث نن القيامة يف ، هبذه القضية

وق وقع االختيار نلى قصي ة "الرجل" وهي اليت يقول ، خمتلف صورها :ال ين فيها أديب كمال

"(1)

..طلعت إذا الشمس نور المسك

الشاطئ أل أو الىلمة أكوان يف فجرا

البحارة صرخات يف يبزغ إذ

الىلمة. حبار وسط

(7)

الريبة يف أتوجس

..أشالء نن تبحث أشالء

.بامسك وأنادي(1)

الىلمة تتشربين

يطغى بص ري والبحر

065

البحر بع أضرب مل

احلكمة. يدبو من أشرب ومل بعصاي

الربان؟ أين: جويف يف البحارة صرو

يبتسمون. دويل نرايا الداس رأيت فبكيت

(2)

السانة أقم

..دويل من سورك

القا يهتز بامسك من يا

األنماق يف الطعدة وتغوص

اللعدة. بدابيها وتشيح

وال ابيرت ال خخر رأسا إمدحين

الودشي. املوج هول من يشكو

،نيدني امدحين وي ين شفة

ونذاب. غل من ص ري يف ما نقزوا

السانة أقم

..دويل من سورك

..الريبة يف يتركين من يا

1".األموات نباح وسط أقبر كي وأبعث وأموت أديال نليه. لكقن من يكون "الرجل"؟ ق يب و يف الدص أال شيء ي

يقود إىل القول بأن هذا الرجل ق ، التأمل يف قاموسه اللغوي والدحوي

دار الشقؤون الثقافيقة ،"الرجل" من ديوان جيم، أديب كمال ال ين 1 .91 ، ص1999بغ اد ، العامة

066

بقي وإذا كان كذلك فعن أي ن، يكون وليا مقربا من أولياء اهلل أو نبيافكل األنبياء يصقحبهم الدقور والشقمس ، يتح ث الشانر؟ ال مفر

ووادق ، ربقان سم الا ىلكن هداك واد فقط ميكن أن يعط، والفجر. )ص(فمن تراه يكون؟ إنقه حممق ، نطي السورأفقط ال أد غريه

:ورة القرخنيةكيف ذلك؟ اجلواب يوج يف هذه الس قبلقه من وظاهره الردمة فيه باطده باب له بسور بيدهم "فضرب

لشرح والتحليل.وسيتم الوقوف ند ها يف اآليت من ا 1العذاب"جل" قصي ة حميرة ملن انتاد حتليل القصائ ب ءا مقن قصي ة "الر

ألن هذا الدص بالذات يجرب القار نلى ، البيت األول إىل البيت األخري :استكداه املعاين انطالقا من خخر بيت

"يا من يتركين أديا وأموت وأبعث كقي أققرب وسقط نبقاح األموات"؟

:قسمنيمه إىل وهو بيت ميكن تقسي األولالقسم وهو /يا من يتركين يف الريبة أديا وأموت وأبعث/ الثاين.القسم هو /كي أقبر وسط نباح األموات/

، األول هداك تسلسل مدطقي للحياة البيولوجية لإلنسان القسميف أي إنسان كيفما كان. أي أن املسار يب أ باحلياة مث املوت وبع ذلقك

الثاين من القسمملاذا احل يث مرة أخرى نن موت ثان يف البعث. لكن البيت؟

اجلواب نن هذا السؤال يوج يف القرخن واألداديقث الدبويقة ونلوم الفيزياء. وقبل املرور إىل هذه املصادر الب من التصريح بأنه من

ادون إدالته نصوص الشانر أديب كمال ال ينالصعب الوقوف ند ويف هذا تأكي نلى أن الكلمة اليت ، خين والدص العلمينلى الدص القر

.11خية ، سورة احل ي ، القرخن الكرمي 1

067

، والفؤاد معا العقل ة ختاطبأن تكون كلمة نلمي تكتب باسم اهلل الب ة نلى الىن والتخمني.وال جمال فيها لألوهام والتأويالت املبدي

"ال تقوم السانة ونلى ظهرها مؤمن" و"ال : يقول الرسول )ص(ويف ذكر هذا احل يث إشارة إىل أن 1لى شرار الداس"تقوم السانة إال ن

، ما حياول الشانر نقله للقار متعل باللحىات اليت تسب قيام السانة :ولكن أية حلىات وهو الذي قال يف ديوان الد ما يلي

تكف ال اليت الطائرة "...

الطريان نن

نام مليون مدذ

قريب نما ستسقط

2".احمليط وسطوهذه العبارة جت ص اها يف قوله ، نبارة "نما قريب"اجلواب يف

3"يشركون نما وتعالى سبحانه تستعجلوه فلا الله أمر أتى": تعاىلإن صيغة "أتى أمر اهلل" يف اآلية املذكورة فيها داللة نلى أن كل

لذا جت ه ، قضي يف شأنهو، ما يتعل بالسانة ق كتب وسطر يف األلواحمفسرا بعق ذلقك ، "فال تستعجلوه": يقول مباشرة بع هذا اإلنالن

خللقه أدق التفاصيل نن هذا األمر الذي قضي فيه مدذ األزل ققائال يف يومئذ قلوب {2} الرادفة تتبعها {4}الراجفة ترجف "يوم: خية أخرى

وهو احل ث الذي تدطل معه وبه ، 4"{9} صارها خاشعةأب {9} واجفة

ب "الفنت وأشراط السقانة" بقاب "ققرب نىر صحيح مسلم يف كتاا 1 السانة".

، "دوار" من ديوان أقول احلرف وأنقين أصقابعي ، أديب كمال ال ين 2 .91 ص ،7011لبدان ، بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون

.1خية ، سورة الدحل، القرخن الكرمي 3 .4/9: اآليات، سورة الدازنات، القرخن الكرمي 4

068

مهمتهم إماتة كل مؤمن سواء كان نلى ظهر األرض أو ، مالئكة كرامويف هذا الكالم ، كي ال يشه من الرادفة وال من الراجفة شيئا، بباطدها

: إشارة إىل ما ورد يف سورة الدازنات دائما ديدما ققال نقز ونقال ". {1} أمرا فالم برات {2} سبقا فالسابقات {1} سبحا حاتوالساب"

أما ضم دىت من هو ببطن األرض من املؤمدني إىل من هو نلى ظهرها ففيه ن اء نلى مقا ورد يف سقورة ، ممن سيميتهم املالئكة "الساحبون"

لمردودون أئدا "يقولون: اجلاللو ديدما قال ذو العزة، الدازنات نفسها" وهذا ما أشقار إليقه {11} نخرة كدا نىاما أئذا {10} الحافرة في

أي يف ، "كي أقبر وسط نباح األمقوات" : يف بيته ال ينأديب كمال اجلزء الثاين من البيت األخري. إذن ففي القرب وسط األموات مرة أخرى

هبا قصي ته. بشارة للشانر نفسه ختمهل هبذه العبارات ميكن القول بأن قصي ة الشانر ق وصلت إىل ، شاطئها األخري دومنا إيضادات وال شرودات من الشانر؟ طبعقا ال

إذ ، هو أن هذا الدص بالذات يب أ من ديث يدتقهي ، كل ما يف األمرمعرفة ما الذي د ث بع "القرب وسط يري الب من طرح سؤال خخر

األموات"؟نباح فإذا {11} زجرة واد ة هي "فإنما: يقول اهلل يف سورة الدازنات

أكقوان يف "فجقرا : ال ين" ويقول أديب كمال {12} بالساهرة همالىلمة" حبار وسط/البحارة صرخات يف يبزغ إذ/الشاطئ أل أو الىلمة

، عث الداس من ج ي فوق الساهرةوهي أبيات تصور ما يقع قبل أن يب، أي أبيات فيها إشارة للىالم الذي سيعم الكون بع نودته إىل الع م

وهو ظالم يدتج نن الع ي من األد اث الفيزيائية اليت تب أ بانصقهار وتفكك املاء ونودته إىل أصله الغازي إىل درجة ، كل شيء يف الكون

وتكون املادة السقوداء ، ناريةأنه هو نفسه يسجر ويصبح وقودا ومادة

069

للكتب السجل كطي السماء نطوي املسؤولة نن طي السماوات )يوم 1فانلني( كدا إنا نليدا ون ا نعي ه خل أول ب أنا كما

ة واملؤمدون من كل هذه األد اث والتغريات الفيزيائية والكيميائيلن يروا شيئا ولن يبعثوا ، اهلائلة اليت تذهل هلا كل مرضع نما أرضعت

ديدئق خيلق اهلل ، إال بع أن تتحق للكون نودته إىل الع م والىالم تبق ل كي يتم نليها احلساب" يوم، أرضا ج ي ة مسطحة )الساهرة(

ندق ذاك 2القهار" الواد لهل وبرزوا والسماوات الأرض غير الأرضيف الق ين تسطع مشس حمم )ص( وهي اليت قال ندها أديب كمقال

أكقوان يف فجقرا /طلعقت إذا الشمس نور "المسك: مطلع قصي ته، يف الصقراو ، ويب أ الداس أو "البحارة" كما مساهم الشانر، الىلمة"

وهي الصورة القيت نبقر بقي لدوخخرون يف الت افع واهلرولة حنو نور اوخخرون يف "االبتسقام" ، أشالء" نن تبحث أشالء" قب: ندها الشانر

وهؤالء ، يبتسمون" دويل نرايا الداس "رأيت: وفقا لصورة الدص الثانيةهم املؤمدون الذين ميشون بدور اهلل وسط نتمة الىالم يف هقذا اليقوم

والمؤمدقات المؤمدني ترى يوم": والذين قال اهلل تعاىل ندهم، الرهيب مقن تجري جدات اليوم بشراكم وبأيمانهم أي يهم بين نورهم يسعىوبني املؤمدني 3"(17) العىيم الفوز هو ذلك فيها ال ينخ األنهار تحتها

، سور باطده فيه الرمحة وظاهره فيقه العقذاب وغريهم من الداس يقام وبني الضقالني مقن ، وهذا السور هو خط احلماية بني الرسول وأهله

خمدقوا للذين والمدافقات المدافقون يقول "يوم: الداس ونده قال تعاىل فضقرب نورا فالتمسوا وراءكم ارجعوا قيل نوركم من نقتبس انىرونا

.102خية ، ورة األنبياءس، القرخن الكرمي 1 .29خية ، سورة إبراهيم، القرخن الكرمي 2 .17خية ، سورة احل ي ، القرخن الكرمي 3

071

1("11العذاب ) قبله من وظاهره الردمة فيه باطده باب له بسور بيدهم مقن "سورك: وهو السور ذاته الذي أتى ذكره يف نص الشانر ملرتني

"...دويلمل يب بع كل هذا سوى أن يب أ احلساب وهو ما رمقز إليقه

وكأنه يف نجلة من أمره.، لشانر مرتني من خالل نبارة "أقم السانة"ا

داللة المو 1.3وق داول الكثري مقن الفالسقفة ، املوت هو الوجه اآلخر للحياة

فالفشقل ، لكن هيهات هيهات، واألدباء واحلكماء فك طلسمه العجيبستطيع فمن ذا ي، كان دائما الدتيجة احملققة اليت شرب من كأسها اجلميع

مسايفة املوت أو مغازلته؟ إنه باب مغل ال يلجه إال من مخق ت الدقار باب ألقى اخلال مبفتاده يف بئر ب ون قرار ومل يعطه ، الغريزية يف جس ه

دىت للموت نفسه! لكن هذا مل ميدع أهل الفكر وخباصة الشقعراء مقن ب كمقال وأدي، حماولة االقتراب نلى األقل من معداه أو بالكاد حماذاته

ال ين يع واد ا من أهم الشعراء الذين خصصقوا إلشقكالية املقوت ، نصوصا ن ي ة حت ثت نده بشىت أشكاله وجتلياته ومتىهراتقه العجيبقة

ولكن أيضا بغقرض ، ليس هب ف حماذاة معداه أوحماولة فك رموزه فقطلشانر وهقو فضح خواء العامل وال مباالته جتاه الغري من البشر. لذا جت ا

، يتح ث نن املوت يف مواطن ن ي ة ال يستخ م اللون األخضر فققط ، ويكتب بالسكني ب ل القلم، ولكن يلجأ أيضا إىل اللون األسود واألمحرومرايا تفضح أجسادا مقن ، لم ال وهو الذي اختار ملوته أسئلة من طني

ر يف إخفاء هقزائم قطن؟ لم ال وهو الذي يداور يف ت بيج مقاالت تتستالكلمات كي خيرج حمتفال والداس سكارى يرجتفون؟ لم ال وهو القذي

.11خية ، نفس السورة 1

070

أقام بقلبه ألنكي و وكلكامش دفال ساهرا وأجلس فيقه األول نلقى وتقاسم فيه مع الثاين بعضا من أسرار دقاء احليقاة ، كرسي االنتراف

و الذي صقور وخيبات ال ن هلا وال دصر من ميم املوت؟ بل لم ال وهكيف يتىاهر املوت بالدوم وهو يتقاسم مع الداس أسرهتم وكيف يستقبل

بني أناس باكية وأخرى ضادكة أو راقصقة؟ إنقه ، العامل د ث املوتيستطيع أن ، املوت الذي ال تقهره سوى القيامة. هو املوت وال أد غريه

قدقا لكدقه ودق ه ، يلبس ألف رداء ورداء ويتقدع بألف قدا وقدا دام دام املوت ال حيب إال العراة ومقا ما، الكشف أو العري الذي يلي به

العري هو ود ه القادر نلى تسليط الضوء نلى ما يف هذا العقامل مقن ارتباك ونبث وتداقضات. قدا العري هذا الذي جت ه داضرا يف نصوص

كي تصرو وتتأوه نلى ألسدة شخصيات ، ختترق سكيدها دجب الىالمركت مبوهتا أكرب األثر يف نفس الشانر. فهاهي صورة مهد األنصاري ت

وهاهو "جان دمو" يق انب بسقخريته السقوداء ، تزور بشمسها قلبهوها هي نفيفة إسكد ر توقظ ب اخله مشعة األمل واألسقى ، واملريرة قلمه

نلى رمز كبري من رموز الفن واألغدية العراقيقة جقىن نليقه اإلمهقال ونكران اجلميل ومل ب من ي رديمقة تواسقيه يف سقدواته واجلحود

األخرية سوى ي املوت اليت سقته كأس الدجاة وردلت بقه إىل ديقث وها هي "سيلفيا بالث" احلمامقة القيت ، جدان الع ل والرمحة والغفران

إىل غقري ذلقك مقن ، ضلت الطري واجتهت صوب البحر العىقيم لكن التوققف يف ، نرب واقعة املوت الشخصيات اليت حت ث الشانر ندها

بق ر ما ، هذا اجلزء لن يكون ند هذا اجلانب العاري بسواده من املوتنرب اختيار نص شعري يكقون ، سيكون ند املعىن الدفسي للموت ذاته

ولعل أكثر الدصوص ، هو دجر األساس وسط ردلة التحليل والتفكيكفيه الشانر إشكالية املوت الذي يداقش ، نص "سادر"، خ مة هلذا اهل ف

071

يتصور من خالله ما ميكن أن يتقامسه اإلنسان مقع ، نرب جتسي قصصيأخيه اإلنسان وهو يف طريقه حنو الدهاية الطبيعية لكل جس . ولرمبا هقذا ما أنطى للدص ما ب اخله من نفس وإيقا تصان ي بشكل يق نو إىل

ا مع املردلة العمرية مقن تقسيمه فورا إىل مقاطع تتواف كل واد ة مده :التجربة اإلنسانية يف احلياة

الطفولة مرحتة - :ال ينيقول أديب كمال

األرض افترش دني" ،الشجية موسيقاه يعزف وأخذ الطفولة بعزف ب أ

األنياد بالونات دوله من فتساقطت ".امللونة والفراشات

وفيه إشارة إىل استهل الشانر هذا املقطع بتعبري "افترش األرض" التجرد والعقالنية نرب ضمان االتصال باألرض أو باحلس الواقعي البعي نن العاطفة واخليال اجلارف. ولربما هذا هو السبب يف ن م اللجقوء

إذ يف ذكره مقرة ، إىل تكرار فعل "افترش" يف بقية أبيات وأجزاء الدص - سقادر" واد ة إنالن نن وضع ثابت وغري متزدزح. فشخصية "ال

بع أن مرت - اليت سيتم التوقف ند ها بتفصيل يف القادم من األسطراهت ت إىل أن مركقز االسقتقرار ، بأدوال وجتارب معراجية ن ي ة

وثبات اإلنسان يكمن يف ارتباطه والتحامه باألرض.اتجه إىل وصقف أفعقال ، بع أن د د الشانر أرضية االنطالق

:"السادر" بدأ بعزف الطفولة/ه الشجيةأخذ يعزف موسيقا

071

هداك جتانس بني الفعل واملعىن. ففعل "أخذ" يتواف مقع فعقل إذ يف األول إنالن نن الثاين ومتهي له. أما فعل "نزف" فيتواف ، "ب أ"

وكلمة "الطفولة" تدسجم متاما مقع املعقىن ، مع مصطلح "املوسيقى"رهقا املردلقة األوىل يف إذا ما نىر إليها من جهة انتبا، الكامل للبيتني

لذا كان من الضروري اختيار األفعال من جدس املعىن ، دياة كل إنسان )أخذ وب أ(.: الذي تؤديه كلمة "الطفولة "

فإنه الب ، وإذا كانت الدىرية الفيزيائية تقول أن لكل فعل رد فعليكون لفعل نزف "السادر" نتيجة مباشرة بانتبار أن شجن ودزن ما

خترق ما ب اخل طفولته فتساقط ما هبا من مكدون وفقا لققول نزف ا :الشانر

"فتساقطت من دوله بالونات األنياد

والفراشات امللونة"

فعل "تساقط" سيتكرر يف املقطع املوايل ملرتني. أما نن جدس ونو الشيء املتساقط فله نالقة وطي ة "بالطفولة" وهو بالتايل مدسقجم مقع

و"الفراشات امللونة". وكلها نداصر ، "بالونات األنياد": اهامفهومها ومعد كثريا ما تتكرر وتتردد يف الع ي من قصائ الشانر وليس يف هذه فقط.

المب مرحتة - :يكمل الشانر نص "سادر" ويقول

"ودني ب أ بعزف الربيع

تساقطت من دوله األمثار واألزهار.

ودني ب أ بعزف الصيف

ت من دوله صيحات مراكب البحرتساقط

ومالبس الدساء وضحكاهتن ومراياهن الصغرية."

074

ولكن هذه املرة نزف الربيع والصيف أو ، يب أ العزف من ج ي :نزف الشباب فسقطت أشياء ن ة تسرد كما يلي

األمثار واألزهار. -

وفيها إشارة للفواكه دىت لكأن يف األمر د يث نن شجرة مثارها يف فصل الربيع ونز الشباب والطاقة واحليوية.تطرح

صيحات مراكب البحر ومالبقس الدسقاء وضقحكاهتن - ومراياهن الصغرية.

ويف هذا إشارة إىل مردلة األنثى وجس ها وفاكهتها ومراياهقا والتعرف إليها نرب التعرف إىل رغبات اجلس ، وضحكها. مردلة ال نيا

م قرن الشانر البحر باألنثى ولم قرن األنثى بال نيا؟ ولكن ل، ومفاتيحهأألن البحر أزرق؟ أم ألنه ساذج؟ أم ألنه مليء بعطر الرغبقة املقاحل الداري؟ رمبا ألن األنثى أو ال نيا كالبحر متاما كما يقول الشانر نفسه ولكن يف قصي ة أخرى بعدوان )هو أزرق وأنت زرقاء( واليت يققول

:فيها تشبهني البحر. "أنت

الشك يف ذلك!

لكن أي معىن خيتفي خلف ذلك البحر؟

خلف تلك الزرقة العجيبة اليت تب أ

لكي ال تدتهي

،أو تدتهي كي تب أ من ج ي خلف تلك املراكب الضائعة

والبحارة الذين يرقصون أو يبكون

،نلى سطح سفدهم املبحرة أب ا ،ساهم أب اخلف تلك امل ن اليت تدتىرهم لتد

075

،خلف ذاك البياض الذي ال أفهمه ،خلف ذاك السواد الذي ال أتقبله

،اهلابط الصان خلف ذاك االمحرار ،خلف تلك اليت تعجز نن وصفها احلروف والكلمات

،خلف ذكراك احلية امليتة"!املق سة ذكراك خلف

1

والميبوبة ال لولة مرحتة - :الدص ذاته "سادر" يستمر الشانر ويقول يف "ودني ب أ بعزف اخلريف

اظلمت السماء واكفهرت

وأداطت به نواصف الربق واألمل."

أي شقتاء ، ها ق مت الوصول إىل مردلة الكهولة والشقيخوخة ومل يع يف دوزة العازف أي شيئ مبهج يتساقط مده. ، العمر وخريفه

سرنة نقزف "السقادر" رفع من ، والشانر للتعبري نن هذه الصورةواستخ م ألجل هذا وزين افعقل وافعلقل ، ودخل يف اإليقا اخلطري

، اكفهرت( وكلميت "العواصف" و"الربق" املؤذنتني بقالودا /)اظلمت)يف : وهي صورة جت هلا ص ى قويا يف قصي ة أخرى نن املوت دائما

:املطار األخري( ديث يقول أديب كمال ال ين اآلن يف املطار"دسدا حنن

)أهو املطار األخري؟(

من ديقوان مقا قبقل ، زرق وأنت زرقاء"أ"هو ، أديب كمال ال ين 1األردن ، نمقان ، دار أزمدة للدشر والتوزيقع ، . ما بع الدقطة.احلرف .12 ، ص7004

076

السماء ملب ة بالغيوم

والشتاء هو الوقت.

:دسدا أيها احلرف هل دان وقت الودا ؟

االرتباك؟ هذا كل مرتبك أنت ملاذا"ملاذا؟

1

الطريق نل ية عو المو مرحتة - :خيتم الشانر نص "سادر" ويقول

"لكده دني نزف املوت

،الفور ذهل نلى إذ أداطت به مئات اجلثث

من كل جانب

وب أت ترقص رقصة العذاب الكربى.

ارتبك املوسيقي

،بل أصابه الفز ودمعت نيداه

بل أجهش يف البكاء

وأخذ يعتذر حبرارة إىل اجلثث.

لكن اجلثث مل تفهم

أي كلمة من كلماته

واستمرت ترقص وترقص!"

من ديوان أقول احلرف وأنقين ، "يف املطار األخري"، يب كمال ال ينأد 1 .22 ، ص7011لبدان ، بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون، أصابعي

077

"نزف املوت" قيغة "ب أ يف العزف" وأب هلا بحترر الشانر من صإذ السرنة وصلت إىل ذروهتا والعزف اخترق األرض ودخقل ، مباشرة

إىل دائرة اجلحيم. أهي دقا دائرة اجلحيم؟ أم هي دائرة العامل األخروي لكن الشيء األكي هو أن العازف هو اآلن حماط ، بشكل نام؟ رمبا نعم

رقصة العذاب الكربى بشكل أثار خوفه مبئات اجلثث اليت ترقص دوله .وفطر قلبه

لكن بغض الدىر نن هذا العزف التصان ي ونن قوته االختراقية اليت وصلت إىل نم قلب األرض فأفاقت األج اث وأيقىتقها مقن

اختقار ملقاذا : إال أنه بب التوقف ند صورة السادر، سباهتا العمي بأكملقه دق يث نقن الشانر لدصه ندوان "السادر" ويف القدص

:"العازف"؟ هذا ما ستتم مقاربته وحماذاة معداه يف اجلزء التايل والعازف الساحر بني العالقة

يب و أن الشانر دريص ج ا يف اختيار مصطلحاته وانتقاء معانيهقا. ي" الذي يغوص قوكلمة "السادر" هدا ليس هلا أية نالقة مبفهومها "الشعب

وهقو يف ، سطورية ملختلف شعوب اإلنسقانية يف نم الرؤى التراثية واألفالسادر هدا هقو مقا ميكقن ، املقابل ش ي الصلة بعلوم الدفس املعاصرة

، وهو نازف يفترش األرض، "األنا الكوجيطي ال يكاريت" اإلشارة إليه بقوهذه الصورة هي مشاهبة ملفهوم احلاوي الذي بلس أرضا ويب أ يف العزف

"احلية" برأسها من كيس نجائبه وتبق أ يف القرقص نلى نايه إىل أن تطل ودية احلاوي يف رمزها الكوين هي "دياة" اإلنسان. وهي هدقا ، ت ربيا

اليت خرجت وب أت تسقط كل ما يف جبتها قطعة قطعة.، دياة العازف، والسادر ممسك بدقاي ، وداويه سادر، إذن فعازف الدص داو

والسادر يف األخري هو الشانر وأنت ، ميكن القول نده أنه نصا احلكمةونايك هو ق رتك نلى شحذ األفكار وتقويقة ، وأنا أيها القار الكرمي

078

وكلما أصبحت بارنا يف ذلك كلما أصبحت لك الق رة نلى ، التركيزتبصر األمور وتقييمها بشكل سليم ومفي حلياتك اليومية وهذا ما تسميه

واملتيقظ" املرتبط باألرض أو الواققع )انىقر نلوم الدفس "بالوني املتق أما نزفك أو باألدرى نزف سادر نص ، نبارة "دني افترش األرض"(

وذلك للتعبري دائمقا ، أديب كمال ال ين فهو هواء خيرج من بني شفتيهوهذا له نالقة مبقا ، نن درجة قوة التركيز واجتاهات اللحن يف الفضاء

ن العازف ديدما كان اهلواء اخلارج من إذ أ، "العقل الكوين" قيسمى بفيه واملتصل بفتحات الداي يتجه حنو األنلى فإنه كقان بقذب حنقوه

وديدما ب أت قوة التركيز ، ومجيعها نداصر هوائية، البالونات والفراشاتول دقزأما ديدما تغلغلت يف ال، أو اهلواء تتجه حنو األسفل جذبت األنثى

ها املوت وأج اث األموات.جذبت إلي، حنو أنماق األرض

هل هذا دقا ما كان يري ه العازف السادر داخل الدص؟ هقل كان دقا يدوي إخراج املوتى من قبورهم؟

)ذهل نلى : يف الدص إشارة إىل أن هذا األمر مل يكن هو املقصودبقل أجهقش يف /ودمعت نيداه/بل أصابه الفز /ارتبك املوسيقي/الفور، وهذا يعين أنه د ث خطأ مقا ، ر حبرارة إىل اجلثث(وأخذ يعتذ/البكاء

نزف املوت ولعل هذا ما نبقر ندقه الشقانر يف ، فب ل نزف احلياة :قصي ة أخرى ديدما قال يف مقطع مدها "يف دضرة املوسيقى اليت تد ل

لتكتب داء احلياة وباء احلب

يدبغي أن أكتب شعرا

مليئا بالبحر والطيور.

،لكدين ،ولسبب غري واضح أو مفهوم

079

أكتب نن املوت.

ربما ألن املوت هو ن ميي الودي

يقالذي يحسن الرقص قرببقي أو صاد1الطري وسط أهنار دني

."

لقي بقه بتاهو أن جوهر هذا اخلطأ الذي ، ولرمبا السبب يف هذا، لهو أن باب املوت مل يخل كي يغل أو يتجاه، اإلنسان بشكل نام

فهو هداك دائما مفتوح نلى مصرانيه كي ي خل مده كل من مخق ت دافعة بقوة ضاغطة الروح إىل اخلارج بقي الدار الغريزية يف جس ه الترا

:مسان ة إياها بذلك نلى التحرر من سجن اجلس "وأخريا

وباختصار سحري

مثة خطأ يشبهين متاما

مثلما يشبه البحر نفسه

،الفجر واملوسيقى طائر خطأ

املوت ال يدسى وال يتسامح د

يفتح باب املوت

هب وء أسود2ويطري

."

من ديوان أربعون قصي ة نقن ، "تداص مع املوت"، أديب كمال ال ين 1 .77 ، ص7009، األردن، نمان، دار ازمدة للدشر والتوزيع، احلرف

، أقول احلرف وأنين أصابعي، من ديوان، "مثة خطأ"، ال ينأديب كمال 2. هقذه القصقي ة 2 ، ص7011بريوت ، ال ار العربية للعلوم ناشرون

بأستراليا نقن 7017وص رت سدة ، ترمجها الشانر إىل اللغة اإليليزية " ضمن جممونة شعرية حتمل ندوان القصي ة ذاهتا.Salmat press" دار

081

المجر الأ حركرر الشانر أديب كمال ال ين فعل "تساقط" أكثر من مرة يف

دىت ولكأن العازف هو يف أصله شجرة تتساقط مدها ، نص "سادر"اقية يف وهذا الرأي ب لقه مصق ، بل هو شجرة، الثمار واألوراق

ككلمقة "األمثقار" مقثال ، استعمال الشانر حلقول لغوية ت ل نليهفما نالقة العقازف إذن مبفهقوم ، وكلميت "األزهار" و"الفراشات"

الشجرة؟السادر يف نص الشانر مرتبط بقاألرض )دقني افتقرش -

الشجرة أيضا ضاربة جذورها يف نم األرض.، األرض(

كامدة يف نمق األرض ومقن الشجرة تتغذى من املياه ال -الشمس واهلواء الضاربني يف نم السماء. السادر أيضقا حيوي ب اخله ومن دوله هذه العداصر احلياتية القيمقة. أو ليس الشانر هو الذي قال هذا؟ أي أنه ق تساقطت مقن السادر العازف البالونات والفراشات وفيهما إشارة للهواء

وفيها إشارة ، مراكب البحر ومده تساقطت أيضا، والشمسقال فيقه ، إىل ندصر املاء الذي ب تأكي ا له يف نص خخر

:أديب كمال ال ين "كيف أيو مده

وهوالذي غرق يف

قبل أن أغرق فيه؟

غرق يف أنماقي السحيقة

دتى صرت كل ليلة

أموت غريقا

فأمحل جثيت نلى خشبيت الطافية

080

،يراين أد هائما دون أن 1لألب هائما

."

نقرب يدمو فهو ب اخله العداصر هذه كل حيمل إذ السادر - ونقرب ، ورودقه ونفسقه فكره فيه يتطور معراجي مسار أيضا والشجرة، باملوت وتدهي بالطفولة تب أ نمرية مرادل

.وخريفها وشتاؤها وصيفها وربيعها طفولتها هلا

أيضا اإلنسان والسادر والشجرة هي، السادر هو اإلنسان -معا بانتبار أن كل إنسان حيمل ب اخله شجرة تشقبهه يف التواصل مع السماء وتشبهه يف مرادل الدمو والتطور وذاك

"خه : مص اقا ملا قاله الشانر الدمساوي "رايدر ماريا ريلكه"ديدمقا أنىقر إىل /كم أشتهي بشوق ودرققة أن أمنقو

وهي الفكرة ذاهتا اليت ، مو"الشجرة اليت ب اخلي تد/اخلارجنبر ندها أديب كمال ال ين يف نصه "شجرة الثعابني" واليت يقول يف مقطع مدها مشريا فيه إىل احملطة األخرية اليت يصقل إليها اإلنسان الشجرة كخامتة لطري دياته ال نيوية املليئقة

:باحملطات واالنتىارات واألد اث تقول األسطورة." فالتفاح فاكهة احلب كما

،نلى دني غرة، لكن ضانت دبيبيت

وقبالت دبيبيت

ومواني دبيبيت.

من شجرة احلب.، وادسرتاه، فسقطت

"إشارة البحر" من ديوان مل يص ر بع ورقيا. ميكن ، أديب كمال ال ين 1 االطال نلى القصي ة يف باب "قصائ ج ي ة" يف موقع الشانر الرمسي.

081

كدت أتوقع أن يكون سقوطي م ويا

ألن شجرة احلب نالية كاجلدة

لكن رغم مرور السدني

مل أصل إىل األرض.

،تقول ال نابة ربما ألنين كدت سعي ا كما ربما ألنين كدت سعي ا مبا يكفي

ألسقط نلى شجرة ثالثة .املوت شجرة: ت نى

1"

بقل ، ولكدها ليس هناية أب ية، ها ق مت الوصول إىل هناية الطري ب اية لطرق وسبل أخرى ال ب يتم التعرف فيها نلى أوجقه أخقرى

شارة إليهقا يف هقذا للموت نرب نصوص أخرى غري هذه اليت متت اإلإذ املوت ند أديب كمال ال ين هو احلرف األكرب الذي ، اجلزء اليسري

شقانرية ومليئقة ، كتب من أجله قصائ ب ت يف ظاهرها دروفيقة لكدها يف هناية املطاف مل تستطع أب ا أن ختفي ، بالعذوبة واللذة املعرفية

رداء األخقوة ديدا ووجه املوت القابع ب اخلها وهو يلبس رداء احملبة الص اقة أدايني ثالثة. فاملوت خخرا وليس أخقريا أديانا أخرى ورداء

فمن نرفه خرجت ال نيا من صق ره ، يب و هو خرقة املعرفة احلقيقية ومن جهله أصبحت ال نيا جدته وأرض ميعاده ونعيمه.

"شجرة الثعابني" من ديوان شقجرة احلقروف دار ، أديب كمال ال ين 1 .71 ص، 7002 األردن، نمان، أزمدة للدشر والتوزيع

081

ابعالر الفصل

الرو الحروا ند الم ر عدي م م الديي

ريد "مح ولة ا الموأيقى" نمو ج ي

النغم الحروا 1.1وتتول مدها معاين ختترق كل احلواس وتلج بعمق يف األلفاظ د تترد

روح املتلقي. والقول بغري هذا لن يفضي إال إىل تفريغ صقوت احلقرف . ومجقال أي من معداه وحتويله إىل جمرد رمز أجوف ال شيء فيهبقي العر

يكمن يف موسيقاه اليت ال ميكدها أن تتحق إال إذا متوسققت نص شعريويصل إىل القلب نبر ما ، ونزفت حلدا يسكن شغاف الكلمات، احلروف

يكون ق قام به الشانر من توزيع للدغم الصويت نلى ودق ات زمانيقة وأخرى مكانية تدتىم ب اخلها الود ات الصوتية والتشكيالت اإليقانيقة

ت الشعورية املرهفة اإلدساس جبمالية الكلمة واملعىن املرتبط بكقل وال فقاأي ذاك العلقم ، بال اللة الصوتيةما له صلة مبا اتف أهل الدق نلى تسميته

كالفراهي ي يف كتابه "العقني" وسقيبويه يف الذي اهتم به ق ماء العربلغويقو كما اهتم به أيضقا ، مؤلفه "الكتاب" وابن جين يف "اخلصائص"

" و"فريدنان Himpolt" و"هيمبولت Jespersonالغرب أمثال "جسربسن " وإن كان هذا األخري ق نارضFerdinand de Saussure دي سوسري

الدىرية اليت تقول بالصلة بني الصوت واملعىن.

084

هو نص الشانرلكن األمر األهم يف حماولة الوقوف ند موسيقية ، إىل الصوت احلريف كأصغر ود ة فيقه هنج طري تمكن من الوصول

وهذا العمل لن يتحق إال إذا مت ، وذلك بغرض فهم الكلي نرب اجلزئيحت ي املستوى الفونولوجي والفونيتيكي للصوت من خالل التركيقز نلى طبيعة هذا األخري ونلى خاصياته الفيزيائية والعضوية. وسقتكون

وذلك ملقا ، هذا البحث اجملهريقصي ة "حماولة يف املوسيقى" هي نيدة تشقه باكتمقال التجربقة اجتمع فيها من املقومات واملؤهالت اليت

ومتام است ارة ب رها نرب التحرر مقن الشعرية ند أديب كمال ال ينخاصقة ،القصائ املوزونة اخلاضعة لقيود البحر الشعري وأوزانه املقفاة

"تفاصيل" قوىل للشانر كدوهتا ومل تزل دفات ال واوين األتلك اليت و"جيم" و"أخبار املعىن".

:يف قصي ته "حماولة يف املوسيقى" الشانر إذنيقول "(1)

هتبط هتبط املوسيقى

ماء. وشالل ندب وندقود طريا

الطري معبقي قل فيطري

،متسكه ال ي ي لكن شفاهي العدقود ويالمس

اجلارح فراغدا تقطع دب سكني ال لكن

أللقاه املاء فأكون يأتيين والشالل

الكبرية بصخرته أصط م لكين

.وأغرق

085

(7)

تتعبين صارت احلروف دتى

الكربى ودشيت يف تزورين اليت الودي ة فهي

مشس باقة ي ها يف حتمل أن دون

قمر دفدة أو

.ريش قبالت أو (1)

غريه بثياب يتربقع الكل

إالي.

به أتربقع ما أج مل وملا

..ناريا الشار إىل جتخر

!متاما ناريا

(2)

األطفال كشفاه نذبة بالمات هتبط املوسيقى

توسوس وسيدات تزقزق وراءات

.نونات من ون ى

(1)

جتيء املوسيقى

إليها املوت من فأقوم

يتيمني طفلني لدلتقي

.العي أرجودة نلى يتحسران

086

(4)

دمي إىل تعرفت أن مدذ

بالطيور راحماص وج ته

يققلب إىل تعرفت أن ومدذ

.باألجب يات ممتلئا وج ته

(2)

بالية راقصة السعادة

األرض يفترش ب وي واحلزن

.الربابة نلى ليعزف

(9)

مويت أنجبين

أكرره أن داولت ودني

!جددت

(9)

هتبط.. هتبط املوسيقى

.ومتحي. .......تضيع والروح

(10)

الفضة تذوب كما تذوب املوسيقى

الفراق طول أتعبهم الذين العشاق يدام كما وتدام

اهلجر. ووطأة

داء إىل األدزان فتحول تتأل املوسيقى

درية إىل احلاء وحتول

.اجلدي يرقص كما ترقص

087

(11)

!للجمال يا

تتموس املوسيقى

.تتأل واحلروف

(17)

الفدادق جبواري الثري يفرح

املالهي ب نانري املغدي رحويف

اجل ي ة. بعشيقته الدساء زير ويفرح

فكاملوسيقى أنا أما

بدفسي إال أفرح ال

.ودرويف بدقاطي إال أن مج وال

(11)

:احلروف يفنقز يعذبين مىت إىل احلاءات ادتجاج

الضائعة امل ن ذكرى يف الراءات وضيا

السيدات ونفاق

؟املوت دتى الباءات وانكفاء

..إهلي يا

1احلروف؟" يفنقز يعذبين مىت إىل

( 1999األوىل : )ص رت بطبعتني ،من ديوان الدقطة، أديب كمال ال ين 1، املؤسسة العربية لل راسات والدشر - (7001الطبعة الثانية )بغ اد. -

.74 ص، بريوت، نمان

088

، مدذ الب اية حيتفل العدوان بثيمة املوسيقى ويتغدى بسموها ونلوهاوهي اليت تقتضي من املتلقي أن يقف ، إذ أهنا هي اليت هتبط من األنايل

يف دضرهتا وكأنه داخل معب نليه أن يلتزم فيه بالصمت دىت يتمكن مكدونات دروفها ورسائلها. من تلقي

وكون الشانر استخ م لفظ "هتبط" فهذا فيه داللة نلى تفقوق لة خاصة وأن للموسيقى ق رة نلى حتريك خمي، اللغة املوسيقية ودروفها

مادامت تتوفر فيه الق رة نلى حتقي نقو ، اإلنسان وأداسيسه ال فيدةقي ال يتجزأ مقن من الوني التخيلي للموسيقى كشكل مجايل وإستيطي

مدىومة اجلمال الكوين للوجود وملوج ه.فهل توج دقا يف هذا الدص موسيقى؟ وإذا كان األمر كقذلك فهل ملوسيقاه معىن؟ وهل استطانت الكلمات يف القصي ة أن تقؤدي هذا املعىن؟ هذا ما ستتم حماولة االقتراب مده ووضع الي نلى احلروف

جها ببعضها البعض خفقانا يف قلقب الشقانر اليت تول من خالل متازأخفقض وأققوى الفاصلة بني إىل تلك املسافةواملتلقي موصلة إيامها بشكل ميكقن ، سلم املوسيقى احلروفية درجات صوتني دروفيني فوق

معه معايدة ارتعاش األول وتده ات الثاين نرب ما يكون ق د ث داخل دون ، روف املكونة لكلماهتقا القصي ة من التصعي يف صوت ونغم احل

إغفال املواطن اليت وقع فيها اهلمس والتأوه نرب نزف احلروف لدغمقة متساوقة تتحول إىل سلك كهربائي حيمل ب اخله رسالة يتود فيهقا

، ونغم الصوت االنفجاري بدغم الصوت املهمقوس ، الشكل باملضموني يشري إليه هذا الذ وهو األمر، والصوائت القصرية بالصوائت الطويلة

الرسم الكرافيكي والذي مت فيه تقصي وإدصاء ن د املرات اليت تكرر ، فيها كل درف من أدرف األجب ية ب ءا من األلف ووصوال إىل الياء

خاصة وأنه مت التوصل إىل أن تكرار الشانر لدو معني من األصقوات

089

لكالم وموسقيقيته احلرفية فيه بالغة تزي من جتلي املعىن ومن مجالية انلى انتقاء احلقرف ال ينويف هذا دليل نلى م ى ق رة أديب كمال :1الذي له جرس موسيقي معني دونا نن اآلخر

5الرور ريم

رو األلف)مواقف األلقف( ق ص الشانر لأللف ديوانا كامال أمساه بخص

مقن احلروفية الع ي الشانر جتربة كتب نن هذا احلرف وجتلياته يف وواأللف هو احلرف امللك الذي تعوم يف نوره وهبائه كل القصائ ، الدقاد

وهو يف قصقي ة "حماولقة يف ، وال واوين اليت كتبها الشانر إىل اليوممئويقة كأنلى نسقبة %12املوسيقى" تكرر ملائة وأربعني مرة ومبع ل

ويقة ناهيك نلى أنه ظهر بكل جتلياتقه اللغ ، مقارنة إياه ببقية احلروف

، جرد كل أصوات احلروف والتطرق لكل مدها بإسهاب وتفصيل لن يتم 1التركيز نلى مناذج مدها واختيار تلك اليت أوىل الشانر هلقا ولكن سيتم دفعته إىل اختيار بعضها ندوانا لبعض دواويده الشعرية.نداية خاصة

091

لذا وجب ، فهو يف الدص تارات مهموزا وتارات أخرى ليدا، والدحويةالتوقف ند كل شكل من أشكال األلف يف القصقي ة واستشقفاف

معانيه الصوتية وخثاره نلى املعىن داخل الدس العام لألبيات.

:األلف ملموكا -أي مخس ونشرين مقرة ، ورد يف الدص مبع ل أربع وثالثني مرة

ومرة بعالمة السقكون. ، مرتني مرفونا، ست مرات مكسورا، تودامفوكون نالمة الفتح هي الغالبة يف األلف املهموز فهذا يعين وجود نتوء

ورة هي صورة بروز وكأن الشانر لذا فالص، وتية للدصيف الطبيعة الصغارق يف حبر الوقفة والوقوف بشكل بعل من األلف هدا ليس درفقا

يا فقط ولكن بصريا يتصف باحلضور والعيانية. ولعل هذا ما يربر صوتدة بصيغة املقتكلم وبضقمري األنقا ارتباط هذا األلف باألفعال الوار

أغرق إىل غري ذلك من األفعال(. وكون األلف /أصط م/أللقاه/فأكون)مهموزا ومرتبطا هبذا الدو من الصيغ الفعلية فهذا يعين دركية وطاققة

ة من األنا األنلى حنو اخلارج أو رغبة تواصلية قويقة حتقتكم إىل نابع التفانل واملشاركة والتأثري يف ال ائرة الوجودية للحياة.

لق ى األلف املهموز إذن هو دليل نلى أصالة اخلطاب الشعري ونلى أرضيته الصلبة اليت ترتكقز نلقى الفطقرة أديب كمال ال ين

انفجار هذا الصوت املهموز ملا كان إذ لوال، التودي ية داخل اإلنسانهداك هذا الد اء الصارو بني ثدايا أبيات القصي ة ويف أنماق القذات

هذا الد اء الذي يرغب يف إثارة انتباه املتلقي كي يشق لقه ، الشعريةدرب التحول احلاصل داخل السقلم الصقويت لقصقي ة "حماولقة يف

ها والغقوص يف حبقار آللئهقا املوسيقى" ودنوته إىل التطور مع معاني :ومكدوناهتا العجيبة كما هو جلي يف هذه الصورة

090

6الرور ريم

:األلف لين ويف وجوده دنم إضقايف ، كر يف القصي ة ألزي من تسعني مرةذ

لصوت اهلمزة الداتئ بانتباره يشكل نونا من امل املفتوح داخل الدص ض الكلمات وأواخقر كلمقات وهذا األلف وقع يف أواسط بع، كله

وموسقيقية ذات ، أخرى مضفيا نليها امت ادا صوتيا يف الزمان واملكاننفس نال مشر نلى أنلى درجات الود انية نرب نغم تصان ي يتغيأ وضع د هلذه احلالة من الودشة الكربى اليت كانت تسبح فيها الذات

إذن ففي امت اد صقوت الشانرة يف نامل يتربقع فيه الكل بثياب غريه.واستقامة أللف ، انفراج لسفيدة الباء وتعمي لدون األرض، األلف اللين

يفا تب و معه وكأهنقا ، نقزيف للحروف من نني ال واةنقزو، القلموهتبط وكأهنا "ندقود ندقب ، نوتات تتموس بشفاه مفتودة ال مطبقة

وشالل ماء".

091

رو الالممبعق ل ، صوته مباشرة بع األلف الالم هي احلرف الذي تكرر

يف الدص. والالم دسب مئوية أي أنه يشكل ثاين أكرب نسبة ، مرة112درف صامت مرق احلركة وصوته أسداين لثقوي ، تعريف اللغويني هلا

ويف احلركات يصبح هذا احلرف قوي الوضوح والسمع وهقو ، جمهورن أشقكال يف الوقت ذاته صوت متوسط بني الش ة والرخقاوة ومق

:دضوره يف القصي ة يذكر قول الشانر األطفال كشفاه نذبة بالمات هتبط "املوسيقى

توسوس وسيدات تزقزق وراءات

.نونات من ون ى

(1)

جتيء املوسيقى

إليها املوت من فأقوم

يتيمني طفلني لدلتقي

.العي أرجودة نلى يتحسران (4)

دمي إىل تعرفت أن مدذ

بالطيور حماصرا وج ته

يققلب إىل تعرفت أن ومدذ ".باألجب يات ممتلئا وج ته

:إذن فالكلمات اليت ورد فيها درف الالم هي كالتايل ممتلئا/إىل/العي /نلى/طفلني/لدلتقي/إليها/املوت/األطفال/بالمات/املوسيقى

091

:وكما يالدظ فإن هذه الالمات الواردة هدا ميكن تقسيمها إىل ما يلي

:الم لريقة بحروف الجر -من خاصية اإللصاق يف وهي هدا وإن وردت بصيغ تستم أصلها

إال أهنا جاءت بالشكل القذي دقول خاصقية ، طريقة الدط بصوهتا :اإللصاق واجلمع هذه إىل صفات وخصائص أخرى يذكر مدها

يتيمني( طفلني لدلتقي: صفة الصريورة )انىر - أن مدذ/العي أرجودة نلى يتحسرانيضاح والتبيني )ة االوصف -

إذ وردت القالم بقي(قل إىل تعرفت أن ومدذ/دمي إىل تعرفت وماهية املتعرف إليه.، هدا من أجل إيضاح موضو احلسرة

الم مرجبطة ب دا الجعريف )ام( -، وق وردت أوال لل اللة نلى موضو ذهين معلوم ل ى املخاطقب

لجملة اليت تح ث فيها نن "املوسيقى" ي رك مباشقرة فهو مبجرد قراءته لاملوسيقى جتقيء(. /)املوسيقى هتبط: من هي اليت هتبط ومن هي اليت جتيء

أي أنقه ، وثانيا لبيان احلقيقة الذاتية لدو الشيء الذي يتح ث نده الشانر ممتلئا باألجب يات(./بالطيور حماصرا )وج ته: نو طائر وخخر درويف

ثم الم عرتية ا بقية المرطتح -مرنة ومتماسكة بشكل جعلها أكثر ق رة نلى ، وهي هدا بسيطة، ت ور دول دركة وفعل املوسيقى داخل الدص التعبري نن معاين خمتلفة

وهو ما سيحاول شرده نرب اآليت مقن ، وداخل ذات الشانر واملتلقيفدية اجلماليقة القيت التفكيك ورسم الذبذبات واحلركات الصوتية وال

أد تثها المات املوسيقى وسيداهتا ونوناهتا.

094

:يقول الشانر إذن األطفال" كشفاه عذبة بالمات هتبط "املوسيقى

املوسيقى نلوية احلضور ليس يف هذا املقطع فقط بقل يف كقل فإن احلركة ، القصي ة. وكون درف الالم ورد بصيغة اجلمع )المات(

من الزو املطري العذب كشفاه األطفقال. ناهيقك اهلبوطية فيها نو نلى أن يف نبارة "شفاه األطفال" ذاهتا دضور حلرف خخر يشقبه يف

إذن ، ويقص هبقذا احلقرف دقرف "املقيم" ، رمسه ودركيته القبلةفاملوسيقى املعزوفة هدا هي نبارة نن صقوت وذبقذبات الالمقات

:وامليمات :يكمل الشانر ويقول

توسوس وسينات قزقتز "وراءات

".نونات من وندىاملوسيقى هدا يف هذا املقطع ليست راءات وسقيدات ونونقات

ولكدها دروف تتحول إىل طيور وإىل ماء وال ال نلى ذلك هو ، 1فقطالفعالن )تزقزق وتوسوس( مث كلمة )ن ى( اليت تؤكق مقا سقبقت

للودة تكتمقل اإلشارة إليه من زو مطري يتكون بع ه الد ى. إذن فاوترى العني فيها الطيور واملطر احلروفيني واألطفال. أي أن ، اآلن متاما ذلك أن األد ية، هو يف مقام جدة الود انية ال األد ية، هدااإلنسان وهقذا ، نزهتا أب ا رفع دجاب وال أد ميكده، اهلل األد هي موطن

لذي بوجوده غدت احلروف ااهلل مجال ة نلى الهدا هي دة اجلد نأ يعينوسبحت له أمجل التسابيح وترنمت بأرقي الترانيم والصلوات القيت مت

:رص ها وفقا ملا يلي من الرسومات

، مقرة 71 قني فلأما الس، مرة 14 قص كله لذكر درف الراء يف الد 1 مرة. 12 قوامليم ل

095

7الرور ريم

ويقص هبذه الصورة كل احلركات التشكيلية مع إضافة السقكون ة فحركات الفتحق ، ترى فهي تشبه يف شكلها الطائر اوكم، والش ة إليها

وق مت اجلمع بيدهن يف ، والضمة هي مدبت الرأس، والكسرة هي األجدحةالرسم التخطيطي باألسهم املتجهة إىل األسفل دىت تأخذ دركة اهلبقوط

ومدقاره هو ، أما رأس الطائر فهو دائرة السكون، احلرويف شكلها الصحيحوله نققز ند الش ة. وهذا يعين أن هذا الطائر احلركي سيحمل يف مدقاره

كل احلروف اليت أشار إليها الشانر حم ثا يف حلىة هبوطه رقرققة نونيقة :وهذا ما نبر نده هبذه الصورة، وزقزقة رائية ووسوسة سيدية

8الرور ريم

096

، فالصورة هي تعبري نن صيغة فردية لكل درف نازل، كما ترىالصقورة لذا فما نليك سوى أن تستحضر أمام نيديك وداخل أذنيك

بانتبار أن الشانر حت ث نن احلروف بصيغتها ، ولدقزاجلمانية هلذا الناهيك نن امليمات ، ونونات(، سيدات، راءات، )المات: اجلمعية قائال

اليت مت استبطاهنا من دركة شفاه األطفال وما ق حت ثه مع الالمقات وذبذبقة حلىة اهلبوط من أصوات القبل )انىر يف الصورة أناله صوت

أصقوات طيقور جدقة ، السني والدون والراء(. إذن فاألمر فيه دققا )مدذ : وإال ملا كانت لتوج يف الدص نبارات الشانر التالية، الود انية

ومدقذ أن تعرفقت إىل /وج ته حماصرا بقالطيور /أن تعرفت إىل دمي .1وج ته ممتلئا باألجب يات(/قليب

رو النويجتربقة وهذا احلرف يف ، مرة 19يف القصي ة الدون كر صوتذ (نون)ككل له قيمة مميزة ديث خصص له ديوانا كامال أمساه الشانر

هي التجلي ال ين. والدون ند أديب كمال 2مفتتحا إياه بدص "قاف"هذه احلقيقة اليت نبر ندها يف ديوان )نون( من ، األمسى للحقيقة احملم ية

ذلك أن حممق ا )ص( ، )ن والقلم وما يسطرون( قبخالل افتتاده له اإلهلية الذات إىل ففيه إشارة ال ائرة أما نصف، الدقطي التعيني هو أول

، لذا فإذا كان يف اخلل نلة ظهور اهلل تعقاىل ، اليت ال ت ركها األبصار فإن يف حمم )ص( سبب ووسيلة ملعرفته.

ور التوثيقية اخلاصة هبذا اجلزء من القصي ة تستد نلى نمليقة كل الص 1لصقوتية رص الذبذبات احلروفية نرب خلة تسجيل وحت ي املوجقات ا

.للحروف املعدية بال رس .1991، بغ اد، مطبعة اجلادظ، نون، أديب كمال ال ين 2

097

اولة يف املوسيقى" تىهر ولعل هذا ما جعل الدون دىت يف نص "حمبقل كقادتواء ، واختراق صميمي يف املعاين، ليس فقط كحرف نفاذ

ردمي فيه ادتضان وان ماج.فهي نلقى مسقتوى ، والدون يف هذه القصي ة هلا ن ة أوجه

كما ظهقرت ، الصورة الشائعة )ن( ذكرت ألكثر من أربعني مرةهلا سواء املرفونقة أو لعشرات املرات نرب دركة التدوين بكل أشكا

لكن هداك دروف أخرى دضرت الدون فيها ، املكسورة أو املفتودةوالالم اليت هقي يف ، مرة 19وإن بشكل خفي كالياء اليت ذكرت

الشيء ، األصل مركبة من ألف ونون تتكون ب ورها من زاي وراءالذي يعين قوة إضافية ل ى نط دروف الدص ما دام األمر يست ني

واء أكثر يدبعث من داخل الص ر إىل الفم ومده إىل اخلارج بشكل هبعل من خمارج الدون والالم والياء تتقطع وتتواتر الوادق ة تلقو

ولعقل ، مما يدعكس مباشرة نلى قوهتا اإليقانية واملوسيقية، األخرى :هذا ما يربر قول الشانر

فكاملوسيقى أنا "أما

بدفسي." إال أفرح الوكل نزف درويف فيه ، املقطع إشارة إىل العزف املوسيقي يف هذا

دضور للعازف ولطيوره األجب ية املزقزقة فوق أغصان شجرة ندبقه أو والشجرة هي ، يالمس العدقود شفاهي(/ندب مخرته احلروفية )وندقود

، وأصل األشجار هو االنتصار نلى األنانية، جممو الشني واجليم والراءشجار كلها مبا فيها شجرة احلقروف وموسقيقى الذي هو أساس األ

أي شجرة خروج األمر اإلهلي إىل الوجقود ، أصواهتا الىاهرة واملستترة والكون.

098

رو الح توهو أيضا ندوان ، تكرر هذا احلرف يف الدص ألربع وثالثني مرة

7007ل يوان شعري أص ره الشانر سدة وهو يف نصوص الشقانر ، 1

"ولئن كانت ميم املقوت : ياة وانتصار نلى املوتبشكل نام رمز للحفإن داء احلياة واحلب هي املستغاث به. هذا يعقين ، هي املستغاث مده

أن الشعر احلرويف ال يستلهم القوى اإليازية املكدوفقة يف األسقاطري واألديان إال ليشحدها بطاقات ج ي ة تزي ه يقيدا مقن أن احلقروف

لذلك نكست يف القصائ احلروفية ، ة وجربوتكائدات دية ذات ق رالشروط التأسيسية ملفهوم "احلياة" من مدىورها الصويف ديث "احليقاة صفة توجب للموصوف هبا أن يعلم وأن يقق ر." وألن "للحقروف

2دياهتا الذاتية.. فإن ذلك الروح يذهب وتبقى دياة احلرف معه.""بل (داء)اء كثرية ومل ترد فقط يف ديوان وقصائ الشانر نن احل

و)أربعون قصي ة نن احلقرف( ، ك يوان )الدقطة(، يف دواوين أخرىأما يف هذه القصي ة فيققول ندقها ، رف وأنين أصابعي(و)أقول احل

:الشانر

داء إىل األدزان فتحول تتأل "املوسيقى

درية إىل احلاء وحتول

".اجلدي يرقص كما ترقص

-نمان -املؤسسة العربية لل راسات والدشر ، داء، أديب كمال ال ين 1 .7007بريوت

، مقاربة صوفية براغماتيقة : "دآ" أديب كمال ال ين، د. دياة اخلياري 2 -الع د الثالقث -بغ اد -افية العامة دار الشؤون الثق -جملة األقالم

.7011أيلول ، خب، متوز

099

أي ، ال غرابة إذن يف أن تتأل املوسيقى وتحول احلاء إىل دريقة تلك احلرية اليت ال تتحق إال إذا كانت شقجرة الصقوت احلقرويف مستورة بشجرات العلم والعمل واحلال. وهذه احلرية ما هي إال جدقة الود انية والفردوس املغروس من سني الدفس وداء الريح املدعكسني يف

مسة بشكل ي فعها إىل احلركة بوجقود اهلل واخلقروج إىل احلواس اخلكي يتحق يف الدهاية انفصال القدفس نقن ، ظواهر األشياء احملسوسة

الروح وانتشار السالم والرمحة يف اإلنسان.أي يف احل يث نن ، حماولة الشانر يف املوسيقى، كانت هذه إذن

ردة فوق أشجار السالم والرمحة نرب دروف تتأل وتزقزق وترفرف مغ فردوس احلرية والود انية.

ا اللجر ول الور م ا موأيقى الحروف 1.1 :يقول الشانر يف نصه "حماولة يف املوسيقى"

الفضة تذوب كما تذوب "املوسيقى

الفراق طول أتعبهم الذين العشاق يدام كما وتدام

اهلجر" ووطأةوهي يف الوقت ، دقيقة وقدا إن املوسيقى احلروفية يف هذه القصي ة

ذاته متارس لعبة خطرية ليس من السهل إدراك مدطقهقا املعقريف كق ال وم لول. فهي سيميائيا رمز خيتلف يف معداه متاما نما مت االنتياد نليقه يف

ألن نىامها يتأسس داخل أنىمة أخرى هلا نالققة وطيق ة ، نلوم ال اللةلة )املوسيقى هتبط( بانتبارهقا دقزمت فهي موسيقى، بعلوم اللغة والتصوف

احلرف اإلهلي الدابع نن الذات املطلقة بشكل يستجلب الفرح )ال أفقرح إال أن ، ودقرف"( /"فرح )الدظ التركيب احلرويف لكلميت: إال بدفسي(

يفنققز يعقذبين مقىت هذا الفرح ال يدبع إال من أمل وادتراق )إىل

111

لكوهنا دالة نلى ، األلف مثالاحلروف؟( تتعاىل وتدفصل فيه دروف كوتتصل فيه دروف أخرى كالباء مثال بانتبارها دالقة ، نامل اجلربوت

مث يتحق حلروف ثالثة أمر القذوبان يف 1نلى نامل الشهادة والىاهر.فيحق ث ، جوهر احلياة احلقيقي كما هو احلال بالدسبة حلرف "احلاء"

تحول معه جدة الود انية إىل التغشي بالدورانية وتتحق احلرية بشكل توال مفهقوم ، لذا فال شيء ميكن تسميته إال باحلرف، كتاب مسطور

وال نلم ميكده أن يتحصل بعيق ا نقن ، ميكده أن يقع خارج التسميةفكما أنه ال ميكن ألد أن يتعرف إىل الشعر إال بعق نلقوم ، املفهوم

قا ال ميكن االقتراب فإن نلم الدغم واإلي، العروض والتصريف واللغةلقذا ، وكالمها قائم نلى احلقرف ، مده خارج املعرفة باألوزان اهلوائيةدام ما، كتابا نن الشعر ونن احلرف، يصبح نص "حماولة يف املوسيقى"

كالمقا هذا األخري واقع يف كالم اهلل ال يستكدهه إال الشعر بانتبقاره دبغقي أن يكقون مرتبقا اإلنسان ي فكالم، حيتاج إىل الترتيب والدىم

فالعقامل ، وموزونا ومساويا لكل ما يف العامل من نبات وديوان ومجاد إنسان بل درف وجودي أبرزه نفس الرمحن.

:يكمل الشانر ويقول ".ودرويف بدقاطي إال أن مج "وال

ويف هذا القول داللة نلى حتق املعىن الكلي للوجقود القذي ال إذ ، ملية ان ماج ووصل بني الدقطة واحلقروف ميكده أن يتم إال نرب ن

وكل ما يقع نليه البصقر أو ي ركقه ، الدقطة أصل كل درف ومعىنوما من فقراغ ، ودرف بني درفني، اللب هو نقطة بني نقطتني ومعىن

)ما رأيت شيئا إال ورأيت اهلل فيه(.: قال احلالج

تكررت الباء يف هذا الدص ألربعني مرة. 1

110

ل الشيء الذي يعين أن هذا التجلي احلرويف مقا هقو إال جتق الذي هو برزو تضمن مراتب وجوديقة يصقل ، نرب الدفس اإلهلي

مرتبة توازي كل درف من دروف اللغقة العربيقة 79ن دها إىل املوازيقة Les voyellesوصقوائتها Les consonnesبصوامتها

وهو األمر الذي يست ني التوقف قليال ند ، ملراتب الربزو األنلىحمط ال راسة والتحليل بشققيها مستويات الصوائت يف هذا الدص

:الطويل والقصري

:الروائ القرير والطويتة - 277بلغت دركة الفتحة نلى طول نص "حماولة يف املوسقيقى"

دركة. ومل حتض الضمة إال بتكرار 120أما الكسرة فتجاوزت ، دركة ضمة. 117 بلغ ن ده

أللقف فق بلغت ا، أما الطويلة، هذا بالدسبة للصوائت القصريةمق ا. أمقا اليقاء 72ووصل م الواو إىل ، م ا 19امل ودة يف الدص

مرة يف كل القصي ة. األمر الذي يعقين بقأن 10املم ودة فتكررت دركة احلروف هدا ق غلبت نليها مسة فتح الشفاه وبالتايل الرفع مقن

كما هو موضح ، ذبذبة الصوت نرب دركة الفتحة وم األلف الطويل :صورة أسفلهيف ال

111

9الرور ريم

، ساكدا 171أما بالدسبة للحروف الساكدة فق بلغت يف كافة الدص إال أن سكوهنا له تقأثري ال ، وهي وإن كانت ال ت خل يف ن اد الصوائت

يستهان به يف دركة الصائت قصريا كان أم طويال نرب فجائية دبس اهلواء بل لكل صائت ختم ، مما يعطي للقصي ة، اخلارج أو ال اخل من وإىل احلل

به الشانر كل بيت من أبيات نصه إيقانا كروماتيكيا تصان يا خاصا يشبه :1كما هو موضح يف الرسم التايل، الرقص نلى السلم احلرويف املوسيقي

البيتان : اتخذ كدموذج للتحليل العالقة اهلوائية بني الصوائت والسكون 1

األوالن من القصي ة. أما اجلزء األول من الدص فق اخقتري لتحليقل /متسقكه /الطري/ماء/هتبط: يت شعريموسيقية الصائت ند خخر كل ب

.أغرق/الكبرية/أللقاه/اجلارح/شفاهي

111

11الرور ريم

114

إذن فشفاه القار وهو يدط ليس فقط الصقوائت واحلقروف تتخذ سلوكا مرتبطقا ، زء من الدص بل للقصي ة كلهاالساكدة هلذا اجل

وتدكسر مقع حبيث أهنا تدضم مع الصوت اخللفي ، بتوتر نضلة اللسانالصوت األمامي مستوية يف خخر املطاف أثداء نط الصقوت القذي

لذا فإنه يب و وكأن اهلواء خيقرج ، يستوي فيه اللسان داخل قا الفموجود بعض السياقات اليت تقؤدي إىل بكامله من الفم نلى الرغم من

وقو خروج هذا اهلواء من األنف أيضا من حنو ما حي ث يف احلالة اليت يكون فيها صوت امل متلوا بصامت أنفي ساكن )الدظ كل دقاالت

ندقود ندب وشالل ماء(.: التدوين يف القصي ة مثالها هذا نن اجلانب الصويت والدطقي اإليقاني للصقوائت قصقري

أما من الدادية السيميائية العرفانية فإن م األلف لقه داللقة ، وطويلهاذلك أنه نرب جدة الود انية اليت سطر دروفهقا ، نشقية وصالية خاصةيف هذا الدص يسعى إىل تأكي أنطولقوجي ال ينالشانر أديب كمال

يت لعالقة اإلنسان باهلل وبالعامل نرب نالقة األلقف بقالالم يف )ال( الق ال /ال متسقكه /شالل: تكررت يف القصي ة بشكل الفت لالنتباه )انىر

...(./إال/ال أن مج/ال أفرح/املالهي/المات/إالي/قبالت/سكني سقريان كلها احلروف دام األلف يسري يفوال غرابة يف األمر ما

وال، شقيء كل به يتعل ، احلروف قيوم فهو، الكون يف اإلهلي التجلي اقترن بقالالم يف ملا تىهره. وهو وال احلروف يىهر، شيءب هو يتعل فكان الالم هو العاش ، ونش ميل مدهما واد لكل حتق ( ال) كلمة

رمقزا ، لأللف هدا يف القدص الالم وصار نش ، واأللف هو املعشوق هلل. لعش الشانر

ق لقه وال نعيم يتح، أما م الياء فهو يف القصي ة الروح والذاتأو فردوس احملبة والسقالم ، إال إذا ربط الدفس والقلب جبدة الود انية

115

/بقيقل/دمي/ودشيت/شفاهي: )انىر العبارات التالية: ة واحلريةواملسر درويف...(./نقاطي/نفسي/مويت

الق س الروح إىل معرفيا ويف اخلتام يبقى م الواو يف الدص رمزاأو املكان القذي ، هتا إىل فردوس احملبةطيور احلروف وأصوا محل الذي

:اكتوى فيه الشانر بدار العش والشوق فصاح قائال !للجمال "يا

تتموس املوسيقى

.تتأل واحلروف.... ...

يا إهلي.. يف احلروف."نقزإىل مىت يعذبين

لدصه بياء الدق اء )يقا ال ينيف ختم أديب كمال نجب والوهو يدفصل نن بقية احلقروف حمق ثا وللوا فهو الشاه ، .(.إهلي

دقرف انشطارا يف دركة اللسان بشكل جعل من الذات الشعرية، .(.يا إهلقي /فحني يقول الشانر )يا للجمال، ن اء شاه ا للجمال

واالنصقهار يف ، فإن األمر فيه إشارة إىل د وث الذوبان يف اجلمال، واملشقاه فيصبح الشانر هبذا هقو الشقاه ، جدان ود انية اهلل واملدادي واملدادى.

الج رار أتطة روم جي ية عم رجع ردف لغوه؟ 1.3تع دت املداهل اليت غرف الشانر من معيدها كي يسطر بدسغها

إال أن املعني القرخين يىل أنقاها وأصقفاها ، نصوص قصائ ه الثرةخيوط وأكثرها غىن وتدونا. ولعل هذا ما يربر جلوء الشانر يف نسج

116

، متون قصائ ه ليس فقط إىل مضمون الدص القرخين وقصصه ونىاتهولرمبا يكقون التكقرار ، ولكن إىل تقدياته وأدواته البالغية والبيانية

بشكل الفت كثر هذه األدوات دضورا يف منت الشانر واد ا من أ لالنتباه.

كيز والتكرار يف قصي ة "حماولة يف املوسيقى" أنوا ن ة سيتم التروإمنا ليعكس ، وهو مل يأت ألغراض إيقانية موسيقية فقط، نلى أمهها

موقفا نفسيا وانفعاليا معيدا يؤدي إىل جت ي العالقات اللغوية وال الالت الشعرية وإىل منو البداء الشعري للدص بشقكل كرومقاتيكي ديدقا

احلقيقي مما ي نو إىل التساؤل نن املعىن ، أدايني أخرى وتصان ي قارأم ، هل للكلمة أو البيت املتكرر سلطة االبتق اء : للتكرار يف هذا الدص

هل هو جمرد ص ى يتردد نلى طول الدص؟، تب أ القصي ة ببيت تكرر يف لفىه ومضقمونه ملقرات ن يق ة

فأصبح الزمة تىهر من دني آلخر بأشكال خمتلفة ومضامني متطابققة وهذا ما ميكن تأكي ه ، ت أخرىويكمل بعضها البعض اآلخر مرا، مرة

:نرب ما يلي من األبيات)تكررت بشكل متطاب يف املقطعقني األول املوسيقى هتبط هتبط

أما يف املقطع الرابع فذكرت ملرة واد ة مع االكتفاء بذكر فعل /والتاسع "املوسيقى هتبط"(/"هتبط" ملرة واد ة فقط

: يققتغري فعققل "هتققبط" نلققى طققول القصققي ة ويصققبح ويف هذا تأكي ملا مت تسميته ، تتموس (/ترقص/تحول/تتأل /تذوب/ءجتي

وذلك ملا تكون داخل البيت الواد من ، بالتكرار الكروماتيكي الدو أنصاف إيقانات تفصل بيدها أصوات دروف تتغير درجة درجة نلى

:طول اجلزء الذي يتكرر

117

املوسيقى هتبط هتبط املوسيقى هتبط املوسيقى جتيء

ملوسيقى تذوبا املوسيقى تنام

املوسيقى تتألق املوسيقى حتول

املوسيقى ترقص املوسيقى تتموسق

ونىرية اإليقا الكروماتيكي هذه جت هلقا صق ى يف املقطقع :السادس أيضا من القصي ة

دمي إىل تعرفت أن "مدذ

بالطيور حماصرا وج ته

ييقلب إىل تعرفت أن ومدذ

".دجبدياتباأل ممتلئا وج تهاملقطع إذن مكون من كلمات تتكرر شكال ومضمونا نلى طول

حبيث تصقبح "دمقي" ، وال يقع التغيري إال يف الكلمة األخرية، املقطعمع احلفاظ نلى العالقة ال الليقة بقني ، ي" و"طيور" "أجب يات"ق"قلب

كمقا ، فالقلب له نالقة وطي ة بال م، الكلمة األصل والكلمة اجل ي ة ور باألجب يات.الطي

أما املقطع العاشر من القصي ة فيمكن انتباره منوذجا مهمقا ملقا :ملا وقع ب اخله من تكرار لدفس األفعال، ميكن تسميته بالتكرار الفعلي

الفضة تذوب كما تذوب "املوسيقى

الفراق طول أتعبهم الذين العشاق ينام كما وتنام

118

اهلجر ووطأة

داء إىل األدزان حولفت تتأل املوسيقى

درية إىل احلاء وحتول

".اجلدي يرقص كما ترقص لكن تبقى األبيات احلائية يف هذا املقطع هقي األكثقر إثقارة

:لالنتباه حاء إىل األدزان فتحول تتأل "املوسيقى

"حرية إىل احلاء وحتولذي أنطقى أي ذاك املفتاح ال، وذلك ألهنا مفتاح القصي ة كلها

ملوسيقى الدص معىن دقيقيا متت جذور شجرته إىل نم أنماق أرض "جدة الود انية" بكل طيور أجب يتها ومخورهقا القلبيقة : احلرية احلقة

احلمراء املعتقة الدابعة من دوايل ونداقي العدب الع ين.هكذا استطا الشانر نرب تقدية التكرار أن حيق داخقل القدص

عتم نلى الص ى والتردي ملا يري أن يؤك نليه مقن مستوى فديا يمقع إجقراء بعقض ، معاين بعي ا نن أي نو من الدمطية األسلوبية

وكأن األمر فيقه ، التغيريات البسيطة نلى املقاطع اليت يقع فيها التكراردنوة للرقص وإىل تذوق نفس اإلدساس بالسعادة اليت يعوم يف حبارها

، طونة العش األكرب. ولقيس هقذا فحسقب الشانر وهو يعزف مقفاإليقانية التصان ية احلاضرة يف الدص ليس هلا فقط سلطة كروماتيكية

ولكن سلطة زمانيقة ، تؤثر يف الدفس نرب موسيقى احلرف وتواشجاتهليصبح القزمن ، تلغي كل زمن له صلة باملاضي أو باحلاضر أو املستقبل

وال ب ايقة وال ، أول وال خخر احلقيقي هو الزمن األب ي الذي ليس لهذلك ألن الدص احلقيققي ، بانتباره زمن اهلل وزمن داء فردوسه، انتهاء

وإمنا ما استبصره الشانر يف نمق ، هدا ليس ما نسجته قرحية الشانر

119

الذاكرة اجلمانية لإلنسان ويف نم زماهنا الذي هو صفوة وزب ة مقا وموسقيقى ، وس احلريقة يف ذاكرته الصلبية نن فرد إنسان خزنه كل

ذريقتهم ظهقورهم من خدم بدي من ربك أخذ وإذ): طيوره األجب ية يقوم تقولوا أن شه نا بلى قالوا بربكم ألست أنفسهم نلى وأشه هم

1(غافلني. هذا نن كدا إنا القيامة

.127خية ، سورة األنراف، القرخن الكرمي 1

100

اخلامس فصلال

األلوايخم را ند عدي م م الديي

دوال علواي الم ر 1.1 أؤام ا التوي -

إن اللون من الدادية العلمية ظاهرة ضوئية ظل تفسقريها غامضقا وق اهتم هبا يف املاضي الع ي من العلماء املسلمني كقابن ، آلالف السدني

ريهم. أما ظاهرة استيعاب اللون والشعور بقه اهليثم والبريوين وابن سيدا وغفرمبا يكون مرده إىل ندصر الضوء الذي يدعكس نلى سقطح األشقياء.

"إسحاق نيوتن" نقرب وهذه هي الفكرة ذاهتا اليت كان ق نبر ندها سابقا"طيف الضوء املرئي" والذي قسمه إىل سقبعة قاكتشافه ملا يسمى اليوم ب

هل توج دقا سبعة ألوان فقط يف الكقون كمقا ، أجزاء أو ألوان. لكند دها سابقا "نيوتن"؟ طبعا ال. فدىريات األلوان ظلت تتطور إىل أن جاء

مث، 1209الرسام الفرنسي "كلود بوليه" وق م دوالبا ج ي ا لأللوان سقدة جاء بع ه األديب والعامل األملاين "يوهان جوته" فق م دائرة أخرى لأللوان

( والقذي Theory of Colours, 1810ردها يف كتابه نىرية األلوان )شإال أن ، يع أول دراسة مدهجية للتأثريات الوظائفية للقون بشقكل نقام فققال ، الفرنسي "ميشيل أوجني" كان أول من قلب موازين القرص اللوين

ختتلقف ، ألف وليس سبعة ألوان فقط 12بوجود ألوان يزي ن دها نلى

101

وإذ متت اإلشارة إىل هذا العق د . 1 قيمتها ودرجة ملعاهنا وكثافتهاكلها يففإن هذا مل يكن إال بغرض الوصول إىل مقا يف ألقوان ، اهلائل من األلوان

فوجقب الكشقف ، الشانر من ج ة تدبع من كموهنا حتت ستار احلجبوالسؤال نن معىن اللون بالدسبة لشانر ال يهتم فقط باحلرف وناره وتدوره

لرمبا تكتشقف ، ولكن بكيميائه أوال وقبل كل شيء. فمن ي ري، الكوين، أيها القار أن األسود يف قصائ هذا الشانر ق يكقون نالمقة فقرح

واألمحر داللة نلى شيء خخر ال نه لك ويل به!، واألبيض إشارة دزن

الب ت منظ ر لت مف ي التوي - :ملعىن"يف قصي ته "أنثى ا ال ينيقول أديب كمال

،األنثى شكل هلا "الباء .األمطار وضوضاء السري احللم شكل

.فدار الباء

رأسي شيخوخة من أخرج) املرخة يف

يف الشانر نلى القبض ألقي كي

أدفئه، الليل مدتصفبقي قر وأجلسه

.(مقرور شتاء برد من

.الباء الفعل دائرة يف ت خل///

1 Michel Eugène Chevreul, René-Henri Digeon, Des

couleurs et de leurs applications aux arts industriels à

l'aide des cercles chromatiques, Paris, J.B Baillières et

Fils, Libraires de l’Acadèmie Imperiale de Médecine,1864.

p. 15.

101

ودشي مجال الباء .ويوم أد اق بال الليل: الباء

.مكتظ باملعىن فراش: الباء

يققلب شيخوخة من أخرج)

اهلل ودرف الفجر درف يف وأد ق

احل والكلمات، يتغضن وجهي فأرى

.(باحملذور تتون ين/// بالطري غامضة ألوان سجادة: بعي البحر: الباء

ربللها مفاجأة متت هدا الصحراء : الباء

األنمى الليل سوى ليل ال

..أقعى بعي ا والفجر

1"دنوتدا سي األسودليست هذه هي املرة األوىل اليت يتطرق فيها الشانر إىل املفهوم

لكده يف هذا الدص جعل من الباء داال نلى اجلانقب ، الكوين لألنثى احللمبل جعل من هذا احلرف رديفا لصفة ، األنثوي من روح الوجود

طاقة أنثوية مطلقة ، األمطار. فالباء مصباح كاشف وضوضاء لسريانلى املكدون يف الغ وما بع الغ . إهنا نو من ال خول أو الولقوج يف نملية التحول والتطور واالستع اد إىل استقبال دالة االمتالء بدور

ألققي كي/املرخة يف/رأسي شيخوخة من أخرج)ونار الروح الق س برد من/أدفئه، الليل مدتصفبقي قر وأجلسه/يف الشانر لىن القبضإهنا نو من الصالة هذه اليت تق نو إليهقا القذات .(مقرور شتاء

من ديوان أخبار املعىن، دار الشقؤون "أنثى املعىن" ، أديب كمال ال ين 1 .71 ، ص1994بغ اد ، الثقافية العامة

104

بل معقراج حنقو ، صالة يومية ومتواصلة، الشعرية نرب درف الباء يف السماء نرب البحث نن الذبذبة األنثوية اليت حترك الكون )تق خل

.الباء( الفعل دائرة، إن األمر ال يتعل مبجهود موجه حنو اخلارج ولكن حنو الق اخل

حنو مدجم الدفس الذي تدصهر يف داخله الصفة الذكرية وتتالدم مقع هدا كي يكشف نن بالباء استعانالروح األنثوية لكل إنسان. والشانر أي ذاك اجلزء الذي خيص ماهيقة ، جزء يسري ج ا من جتليات الوجود

أي الشانر يقول يف هذا الدص ويف نصوص أخرى بقأن ، واأللوان. فه، دنوتدقا( سي األسوددرف الباء أظهر أن األسود هو سي األلوان )

والباء هدا إذ يقوم ب ور الفدار فذلك ألن وجود الكون بأسره موقوف الكقون ص ور ألن حتتها الدقطة جعلت وق فما بالك باللون؟، نليها بني الدقطة فتكون، الباء مقام اجلانب السفلي من يف ريىه إمنا الباء من مقن الكون يمدع الذي احلاجزأو ، التودي نني هي الكون وبني الباء

واألشياء. اخلل يف معصوما التودي فيبقى، الشركإذن إذا كان اللون األسود هو سي األلوان دسب ما ورد يف هذا

يعين أن دوالب األلوان املتعارف نليه سوف فهذا، اجلزء من القصي ةوب ال من أن يكون مؤلفا يف ألوانه األولية من ، يدقلب رأسا نلى نقب

فإن اللقون ، تف نليه أهل اللونااألمحر واألصفر واألزرق دسب ما وهذا مقا ، األويل الذي ستص ر نده كل األلوان سيصبح هو األسود

ود هقو أول لقون يف ملاذا األس: ل التايلإىل طرح السؤااملتلقي سي فع ؟دوالب أديب كمال ال ين

:يف الدص نفسه دائما الشانريقول فقراش : الباء /.ويوم أد اق بال الليل: الباء /ودشي مجال "الباء

مكتظ باملعىن

105

الليل سوى ليل ال/بالطري غامضة ألوان سجادة: بعي البحر: الباء األنمى."

أي الب ائي ، رف الباء هدا يتح ث نن اجلمال الودشيمازال دبكل ما فيها من قوة وندقف ، الذي ظهر أول ما كانت نملية التخلي

، مجال أسود وكأنه ليل معتم ال أثر فيقه للضقوء ، واختمار وانفجاروغموضها هذا نقابع ، ولكده مع ذلك فهو سجادة من األلوان الغامضة

خرجت مده ألوان أخرى رغم كل هذا من كونه ال يعرف كيف وملاذاالسواد والىالم العىيم. إنه دقا سؤال كبري ال ميكن سرب أغواره إال نرب

الغوص يف نصوص أخرى من دواوين شعرية أخرى.

لم ا األأود أيد األلواي؟ - :يقول الشانر 1"الغراب واحلمامةيف نصه "

يرجع ومل الغراب طار "دني

.مرنوبني نوح يدةسف وسط الداس صرو

-صغريا طفال كدت وق - ود ي

،الغراب جداح رأيت ،اجلداح سواد رأيت أنين

.حبجر الغراب فرميت

أصبته؟ هل

.أدري ال

مقتال؟ مده أصبت هل

.أدري ال

، من ديوان احلرف والغقراب ، "الغراب واحلمامة"، أديب كمال ال ين 1 .9 ص ،7011لبدان ، بريوت، ات ال ار العربية للعلوم ناشرونمدشور

106

رأى الذي ود ي كدت ملاذا

الغراب سواد

الداس؟ يره ومل

.أدري ال

7.

الزيتون بغصن احلمامة نادت دني

.فردني السفيدة وسط الداس صرو

ناد ما سرنان الغراب لكن

:أجش بصوتبقي ليصيح باحلجر؟ رميتين لم الشقي أيهذا

مدي الغراب اقترب

نيين نلى وضربين

جبيين نلى احلروف فىهرت

.واألسرار بالغموض مليئة، نديفة مججميت نقر ثم

.شاللك نديفا ال م فانبث

1.

،مسرورين فردني السفيدة من الداس لنقز الوقور نوح يتق مهم

.جرى ق ما هول يف يتأمل وهو

أوقف أن داولت

.ووجهي رأسي غطى الذي ال م شالل

107

مدي احلمامة فاقتربت

:رماد دفدة رأسي نلى ووضعت ،صغرية دفدة .واألسرار بالغموض مليئة

2.

احلال هذه ىنل أنا هكذا

:نام ألف ألف مدذ مججميت يدقر الغراب

.كشالل نديفا ال م فيدبث

،مججميت فوق تضع واحلمامة ،ج وى دون "!رماد دفدة

ملاذا : أسئلة كثرية تت ف داخل الذهن مبجرد القراءة األولية للدصب أ الشانر ندوان قصي ته بالغراب ولقيس احلمامقة؟ أي مل مل يققل

مامة والغراب"؟ مث إذا كان الشانر ق صرح بلون الغراب ققائال "احل فما كان لون احلمامة؟، بأنه أسود

ال شك أن هد سة الكلمات هدا ونىامها بل ترتيبها ميتلك معقىن خاصا وحم دا. فكون الشانر ب أ بالغراب ال احلمامة فذاك مقرده إىل

مث بع ذلقك تقأيت بقيقة رغبته يف التأكي نلى أسبقية اللون األسود لكن ملاذا؟، األلوان األخرى

ألن اللون األسود هو لون التخمر والتحلل البيولوجي والكيميائي أي لون الولوج يف الدار أو احلرارة اخلارجيقة القيت تتفانقل ، للمادة

واملسؤولة نن كل أشقكال ، كيميائيا مع احلرارة ال اخلية ألي جسم

108

األخري الذي سيحول ب وره أي مادة دية إىل هذا، "التعفن" البيولوجياألصل الذي كانت نليه يف الب ء. والشانر إذ يشري إىل هقذا املسقار

فإنه يؤك نلى فكرة ب أ اإلنسان مردلقة القوني بذاتقه ، العجيبفيه ويدتبقه إىل سيستيقظذاك املدجم الذي ، أي مبدجم نفسه، ال اخلية

ومقن هدقاك ، جداح الغراب األسود نفسه كي يرى فجأة فوق مرخهتاسيب أ يف التحلل والتفتت هب ف التخلص من كل الشوائب والعودة إىل

يف قصي ته ال ينمدبع الروح. وهي الفكرة اليت نبر ندها أديب كمال :"نوم" قائال تدام؟ "لم واملهرجني السع اء نادة الدوم

.أيضا املاليني وأصحاب

1ون"يدام فال الشعراء أماوإمنا جت ه هدا قق ، والشانر هدا ال يقص بالدوم ما انتاده الداس

أنطى لىاهرة الدوم مفهوما ج ي ا مرادفا للغفلة أو اخلروج والغيقاب أي ن م دضور الدفس والروح دىت حلىقة الدقوم ، من ونن الذات

أو ، إذن ففي ظهور الغراب فجأة وتعقرف اإلنسقان نليقه ، العادياستيقاظ من الغفلة ودخول إىل ، سان ملا ب اخله من سواداستيعاب اإلنودضور دائم وانتباه مركز للذات وهي يف سقريها حنقو ، تدور الدفس

التفتت والتحلل والتخلص من كل الشوائب. ويف احل يث نن ظهقور لكن اإلنسان هو الذي ، ال يقص به أنه مل يكن موجودا سابقا، الغراب

ق تطقرق إىل هقذه ال ينوالشانر أديب كمال ، دهمل يدتبه إىل وجو :ديدما قال، الفكرة وتوقف ند ها بشكل مركز

، من ديوان احلرف والغقراب ، "الغراب واحلمامة"، أديب كمال ال ين 1 .9 ص ،7011لبدان ، بريوت، مدشورات ال ار العربية للعلوم ناشرون

109

/رأيت جداح الغراب، /أنين -وق كدت طفال صغريا -"ود ي رأيت سواد اجلداح".

فهذا يعين أن الغراب ، فكون شخصية "الطفل" رأت سواد اجلداحبل يف دالقة ، لكون أو الدفسكان يف دركة رفرفة دائمة وسط س مي ا

سقرنان الغراب "لكن: ذهاب وإياب سريعني ومستمرين )انىر نبارةهذا يعين دركة اإلنسان وتدقله بقني القوني والالونقي ، ناد"( ما

وإال ما كان الشانر ليختم نص "الغراب واحلمامقة" هبقذه ، مستمرة :األبيات

الغقراب يدققر "هكذا أنا نلى هذه احلال/مدذ ألف ألف نام: /مججميت/فيدبث ال م نديفا كشالل./واحلمامة تضع فقوق مججمقيت،

/دون ج وى، /دفدة رماد!"وهي خامتة جت ها تكررت يف نص خخر أمساه الشانر يف جممونقة

أخرى بق "قصي يت األزلية"، وهذا مقطع مده: وسالما بردا إبراهيم نلى الدار كانت "وإذ يل تكن مل فإهنا واحلرمان واحلق األمل من نار سوى

اشتعلت يف تشتعل تزل ومل يوم كل يف

1"!يبعثون يوم إىل هكذافأزيل هو هذا ، "األزلية"ق حم إذن هو الشانر إذ نعت قصي ته ب

املصري العجيب الذي ابتلي به خدم وذريته مدذ أول حلىة من حلىقات

دار ، "قصي يت األزلية" من ديوان شجرة احلقروف ، أديب كمال ال ين 1 .19 ، ص7002 األردن، نمان، التوزيعأزمدة للدشر و

111

أن يسعى جاه ا كي خيلقص نفسقه اخلل . لذا فما نلى اإلنسان إال نليه ، بدفسه من هذه االنتقاالت املستمرة بني داالت الوني والالوني

أوال بشكل يسمح له بع ذلقك بقي أن يسعى إىل بداء جس ه الكوكأي ، إىل وضع اللبدات األساس ملا ميكن تسميته باجلسم اخلال واألب ي

، إىل التحول من القوني الروح. فاهل ف إذن هو معرفة الطري املؤدية إىل القلب مث بع ها إىل الروح.، إىل العقل

إذن فاحلرف الذي ذكره الشانر مدذ الب اية يف ندقوان ديوانقه أي اإلنسان يف ردلته مقع ، اجل ي يقص به "اإلنسان" وال أد غريه

غراب نفسه. كيف ذلك؟ اجلواب هدا يف هذا املقطع من قصي ة أديب زلية واليت كان ق كتبها قبل ص ور ديقوان "احلقرف األ ال ينكمال

:والغراب" بسدني ن ة العاصفة ه أت إذا "دتى ماءك ابلعي أرض يا وقيل نوح سفيدة من الكل هبط

مباركني فردني إالي. :بدوح صرخت وثانية

صاحلا رجال يا اجللجلة.: طوفانه من ناد رجال يا

أنت؟ من: نوح قال .اإلنسان أنا: قلت من؟: قال

.الضال املؤمن أنا: قلت !من؟: قال

110

ف هرا دهرا املركب يف وتركين نودا املوت غيب إذا دتى املركب حترك ود يبقي حترك

نمري طوفان ألواجه كاجلبال موج يف السبادة وال املالدة أنرف ال الذي أنا

1".غراب أو محامة ل ي وليسنسان الذي يعترب نفسه اليوم ديا بع دادثقة الطوفقان إذن فاإل

مدذ أن ذهب نده نوح ، هو يف دقيقة األمر الواقع جس ميت، الدوديهل يعقل القول ، وتركه ملصريه األسود. لكن كيف ميكن التصريح هبذا

بأنه ال وجود اليوم للحياة نلى سطح هذا الكوكب؟ واجلواب الطامة وليست مثة مسادي أو ألوان يف الكون بأسره ، يوج يف هذه القصي ة

ميكدها أن تزين أو تغطي أو نلى األقل تلطف من ص مة مواجهة هذه :احلقيقة املرة طويلة قرون "مرت فراقدا. نلى الطوفان يف ثانية نوح مركب غرق

الداجني فصارنلى الصرب بربوا أن نيب. دون من

العىيمة امل ن وادترقت واألمطار والزمن اجلبال لفخ

القصي ة نفسها. 1

111

:كلها االدالم وادترقت الطغاة وأدالم العصافري أدالم انتىر أزل ومل يوما بك ألتقي أن

معك ألستعي ،نوح مع األوىل ردلتدا قصة ،األمل مع ،والغراب احلمامة مع

معك ألستعي بعي ا ادترقت اليت العىيمة امل ن ذكرى احللم من شيئا معك وأستعي

الضي . سريرنا نلى نعم أنتىرك أزل مل

قبل من أد يقله مل ما لك ألقول :إليك وألشري

كفي يف حيا الباقي الوحيد بإدبعي أنتىرك أزل مل

بانتىارك مستمتعا الصحراء يف ودي ة شجرة تدتىر مثلما

السماء من إليها أقبلت صانقة 1."واملوت بالدار مليئة

. ما بع .من ديوان ما قبل احلرف، "شجرة ودي ة"، أديب كمال ال ين 1 1 ، ص7004األردن ، نمان، دار أزمدة للدشر والتوزيع، الدقطة

111

الصقاحل بققي فسواد املوت الذي غرق فيه اإلنسان بع الدلذا هو أسود من سقواد االختمقار الرودقي ، املسامل نوح نليه السالم

بل هو أش سوادا من الغراب نفسقه. أمل تسقمع ، والتحلل ال اخلي :يقولالشانر وهو املوت رأس فوق من الغراب مر "دني

.الغراب أنا: قال

؟ماذا مث: املوت قال

!األسود الغراب أنا: الغراب قال

يل بالدسبة أنت: وقال املوت فضحك

1"؟!الثلج من بياضا أكثربل دقىت ، نعم دىت بياض الثلج هدا مل يع له معىن أمام سواد املوت

:السؤال نن محامة نوح مل يع ب ي بدفع مص اقا لقول الشانر نفسه ،الطائر "قال :الودي ة الشجرة وقف نشه يدام الذي الطائر

امسي نن تسأل ال احلمامة أو الغراب امسي كان سواء :سفيدتك نن اسأل بل

نوح غادرها اليت سفيدتك طويل زمن مدذ كلها الكائدات مدها لتنقزو

مستبشرة. فردة كاملوت ودي ا فيها أنت وبقيت

املؤسسة العربية لل راسات ، "الغراب" من ديوان داء، أديب كمال ال ين 1

.171 ، ص7007بريوت -نمان، والدشر

114

السفيدة تبحر أن معجزة تدتىر 1!"ج ي من لود هافلربما السؤال نن ، كان ال حي السؤال نن محامة نوح لكن وإن

نصوص الشقانر لوهنا ق يكون شفيعا للتعرف إىل ما تعديه احلمامة يف بشكل نام ويف قصي ة "الغراب واحلمامة" بشكل خاص.

التوي األبيض -هو يف دقيقة األمقر ، إن وصول اإلنسان إىل اكتشاف مدجم نفسه

ولكده أوال وقبل كل شيء ، و ثقايف أو دىت تارخييليس جمرد مسار ذهين أاليت هلقا ، مسار جواين مفعم بالتفانالت واالنفعاالت واألداسيس البشرية

هقذا ، ق رة قوية نلى توجيه اإلنسان حنو مردلة االختمار وبالتايل التحللبل انبجاس للدور ، األخري الذي تليه مباشرة حلىة والدة أو قيامة من املوت

الىالم ال امس وكأنه محامة نوح. هكذا إذن يتجلى لك أن اللقون وسط الثاين الذي يأيت مباشرة بع اللون األسود هو األبيض.

ففي هذا رمبا إشارة إىل أن السفيدة ، إذن فكون محامة نوح بيضاءإذ ب ون ماء ، وماء الطوفان رمز ملاء التخلي ، هي رمز للجس البشريوسواد الغراب هو رمز لسواد الع م ، ر أو حتللال ميكن أن حي ث اختما

وب اية الكون الغارق يف ظالمه الرهيب. وما من فراغ قال الشقانر يف :ديوان )مواقف األلف(

الىالم موقف يف "أوقفين

بك حييط الىالم: وقال

.نب ي يا صوب كل من

، من ديوان أقول احلرف وأنين أصابعي، "قصي تان"، أديب كمال ال ين 1 .17 ، ص7011بريوت ، ال ار العربية للعلوم ناشرون

115

اهلرب؟ فعالم

التعب؟ ونالم

سامش للجس أن تصورت إن

ألقا للحلم أن أو

رودا للذهب أن أو

1".الوامهني من فأنتلكن نلى الرغم ما قيل يف د اللون األبيض بانتباره ثاين حمطقة

إال أن الشانر يىل ، قه إىل اخلالصيحيط هبا السالك رداله وهو يف طرو يف يرى يف األسود طمأنيدة األلوان كلها. انىر كيف مي ح السواد وه

:مقام احل يث نن البياض أبيض قميصا يرت ي الذي الطبيب "قال

أبيض وبدطلونا

أبيض ودذاء

بيضاء؟ طفولتك كانت هل -

(ال) ·

؟أبيض شبابك كان هل -

(ال) ·

بيضاء؟ شيخوختك كانت هل -

(ال) ·

تدتىرين؟ ماذا إذن: الطبيب قال -

ويأخذين ليأيت املوت أنتىر): قالت ·

سوداء طفولة رت يام

الق ار ، من ديوان مواقف األلف، "موقف الىالم"، أديب كمال ال ين 1 .71 ص، 7017لبدان، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

116

أسود وشبابا

.(سوداء وكهولة

األبيض القفاز ذات ي ه الطبيب م

الضحية إىل

برف املوت فأبع ها

.سود ب مو الضحية نلى يبكي املوت كان

نفسها الضحية لكن

،األسود يف وج ت ،املطاف خخر يف

1".كلها األلوان طمأنيدة

لذي فيه موقف موت ونودة إىل سقواد املوقف هدا رغم البياض ا، كلهقا أساسقية ، الع م والس مي األويل. والدص فيه ثالثة شخصيات

:والذات الشعرية هي حمركها الودي وف خمطط معني وم روس ج ا

المبرية األولىوهي الطبيب لكن دضوره يف الدص هبقذا الشقكل يسقت ني

:اجلواب نن أسئلة أخرى ميكن طردها كما يلياذا الطبيب؟ ملاذا اللون األبيض؟ وما مقامه داخل نسقيج مقنت مل

الدص الشعري؟هذا األخري الذي ، الطبيب هو القوة الدفسية ال اخلية لكل إنسان

تقطع نفسه ب اخله مسافات هائلة مقن ، مبجرد ونيه مبا حيمل من خالمل أخريا يف دقزالتحوالت والتغيرات كي خترج من صحارى السواد وت

، . ما بع الدقطة."ألوان" من ديوان ما قبل احلرف، ينأديب كمال ال 1 .111 ، ص7004 نمان األردن، دار أزمدة للدشر والتوزيع

117

وذلك هب ف تق مي يق ، طبيب نفسه اإلنسان فيصبح، وادات البياضوبالتايل شفاء جس ه ورودقه معقا مقن احلقزن ، املسان ة والدجاة

ومن كل املشانر السلبية كيفما كان ، من اخلوف واالدباط، واالرتباك نونها ومص رها.

، أما اللون األبيض فهو شاه نلى هذا التحول من دالة إىل أخقرى واجتاه حنو البساطة والدقاء.، ما حي ث داخل اإلنسان من تطور ونلى

أما مقامه ففيه إشارة للسلطة الرودية اليت تسقان اإلنسقان يف مع تدقيقة رودقه مقن الشقوائب ، االهت اء إىل معاجلة نفسه بدفسه

والتأكس ات اليت طالتها. وهذه السلطة هي سلطة مالئكية خص هبا اهلل ودمونه احلقرى اإلنسان ما تكون مصحوبة ببكاء وغالبا، كل إنسان

وما من فراغ ، وهو يف طريقه بعون هذا املالك إىل أن يصري طبيب نفسه، جت الشانر يقول ما يلي يف موقف يتح ث فيه نن الق مع والبكقاء

:"موقف البياض"ق إنه أمساه ب، موقف ال يب و أب ا من قبيل الص فة البياض موقف يف "أوقفين

نب ي يا البياض أدهشك: وقال

احلرمان؟ أدهشك أم

املشه أدهشك

اللون؟ أدهشك أم

ال فء أدهشك

اإلصبع؟ أدهشك أم

ال مع أدهشك

1؟"تبكي سجاديت على فكنت

الق ار ، "موقف البياض" من ديوان مواقف األلف، أديب كمال ال ين 1 .24 ، ص7011 لبدان، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

118

المبرية الث نيةال يعرف ندها سوى أن الذات الشعرية تسقميها "بالضقحية"

الكقاف أو ضقمري وختاطبها بصيغة التأنيث )انىر دركة اجلر حتت وأن كل أجوبتها نن أسئلة الطبيب تدفي كل مقا لقه أي ، املخاطب(

صلة بالبياض.ماذا يعين هذا؟ أو ما الذي يعديه هقذا اإلحلقاح يف التمسقك

وشقبابا /سقوداء طفولة مرت يا/ويأخذين ليأيت املوت أنتىر)بالسواد؟ " .(سوداء وكهولة/أسود

إىل ظلمقة ، عودة إىل سواد البق ء إنه رغبة روح كل مؤمن يف ال :وإىل مركز الكون السابح يف ظالم نىيم، أي إىل الدقطة األ م، الس مي

،"أنا نقطتك اليت هي مركز الكون 1نقطتك الساحبة يف ظالم نىيم"

المبرية الث لثةبانتبقار أن ، هي املوت. وهي أنلى درجة من الشخصية األوىل

ركت مللك وسلطان املوت سقلطة هذه األخرية تدحت وانسحبت وت :أخذ الروح والعودة هبا إىل مركز الكون

األبيض القفاز ذات ي ه الطبيب "م

الضحية إىل

برف املوت فأبع ها

".سود ب مو الضحية نلى يبكي املوت كان

الق ار ، مواقف األلف "موقف الىالم" من ديوان، أديب كمال ال ين 1 .71 ، ص7017لبدان ، بريوت -العربية للعلوم ناشرون

119

بقيت كلمة أخرية ال ب من قوهلا يف د الذات الشعرية. إذ نرب وبعض معاين قصي ة "ألوان" يتضقح أن هذا السفر يف رداب كلمات

هي ، واألنجب يف كل هذا، هذه الذات هي نفسها الطبيب والضحيةهذه السعادة والطمأنيدة اليت شعرت هبا بع أن أسلمت رودها مللقك

وكأهنا نريس ميوت نشقا ويذوب من اللهف واحلرقة من أجل ، املوت :لقاء نروسه نقطة الكون ومركزه

"الدقطة نروس احلرف نرسو

فما أسع ين أنا البس الب لة البيضاء 1وواضع الزهرة البيضاء يف أنلى الب لة."

م ا بعد التونيي األأود واألبيض؟ 1.1

اإلنأ ي األحمر - يف قصققي ة "الغققراب القق ينيقققول أديققب كمققال

:واحلمامة" مدي الغراب "اقترب

نيين نلى وضربين

جبيين نلى احلروف فىهرت

.واألسرار بالغموض مليئة، نديفة مججميت نقر ثم

".كشالل نديفا ال م فانبث

املؤسسة العربيقة ، "ملك احلروف" من ديوان داء، أديب كمال ال ين 1 .14 ص، 7007بريوت ، نمان، لل راسات والدشر

111

ونليه فالغراب هدقا لعقب دور ، املقطع فيه جتل لعني احلرف ونبعهالكاشف نن هذا املكمون من العلم واملعرفة الل نية داخل اإلنسقان. وإذ

ن إهنا "مليئة بالغموض واألسقرار" فقذلك أل ، يقول أديب كمال ال يناإلنسان مل يزل مل يصل إىل تلك املردلة اليت يصبح فيها ناملا ونارفا بالعلوم

مفقاوز وشقعاب ، وهذا يعين أنه مل تزل ب اخل مدجمه الدفسي، الربانيةنله يف األخري يصقل إىل ، ووديان نليه أن يتكب نداء وونثاء السفر فيها

هذا التصريح مبين نلقى فيغتسل به ويصبح إنسانا أمحر. و، شالله األمحر :يف أواخر أبيات املقطع أناله تتح ث نن هذا هذه الصورة املوجودة

مججميت نقر "ثم

كشالل" نديفا ال م فانبث ، كانقت نديفقة ، إذن فصورة االنبثاق دسب وصف الشانر هلا

لقذا ، أنه شالل هادر، وش ة ندفها هذه جعلته يقول نن ال م السائلهذه تعين أن اإلنسان مغطى بال م األمحر من قمة رأسه فصورة الشالل

وإن كان الشانر يركز يف القصي ة نلقى القرأس ، دىت أمخص ق مه :والوجه

أوقف أن "داولت

ووجهي" رأسي غطى الذي ال م شاللليختم ، ما معىن أن يتحول اإلنسان من اللون األسود إىل األبيض

ر أو ند ما ميكقن تسقميته جمقازا الردلة بالوقوف ند اللون األمح باملردلة احلمراء؟

، غالبا ما يفضل أهل العلم والعرفان ن م احل يث نن هذه املردلقة ، لكن البادث إذ ب نفسه أمام كتابات الشانر احلرويف أديب كمال ال ين

ال يسعه سوى أن يشر ص ره كي يتهيأ لقبول املعرفة اليت قق مها لقه دانيا إياه بلطف "رب اشرح لي ص ري ويسر يل ، اويدهالشانر نلى مر دو

110

2".وتكتمل نونك تدشرح دتى/سليمان سني لك وحمبة "أرسلت 1أمري"أن الشقانر قق ، يكتشف البادقث ، وإذ يدشرح الص ر وتكتمل الدون

، خصص الع ي من قصائ ه هلذه املردلة احلمراء يف دياة اإلنسان السالك بل مردلة الدقطة احلمراء.، مردلة ال م، اإلزار األمحر أي مردلة

والوصول إىل هذه املردلة احلمراء يعين أن اإلنسان ق توصل إىل دقيقته الرودية اإلهلية اليت كانت ب اخل جس ه الفيزيائي مدذ الب ايقة وهو غافل ندها. وهذا الدو اجل ي من احلقيقة ميكن تسميته باجلسق

يف ديقوان "احلقرف الق ين حت ث نده أديب كمال الذي ، الريشي :والغراب" قائال يف مقطع من قصي ة "بطاقة هتدئة"

.بأس "ال

املرة هذه

.الطائر نن تكتب ال

،بطائر لست أنت فهمت؟

.اجلداح نن وال

،جدادا لست أنت فهمت؟

.املدقار نن وال

،مدقارا لست أنت فهمت؟

.71/74، خية، سورة طه 1ظ مطبعة اجلاد، بغ اد، مقطع من قصي ة "خطاب األلف" من ديوان نون 2

.12 ، ص1991

111

وال

وال

.وال

.الريش نن، فقط ،اكتب

1".طائر جداح من سقطت ريشة أنتإذن فالوصول إىل هذا اجلس الريشي هو ضالة كل إنسان اليقوم

وهذا ما دفع كبار أطباء نلوم الدفس املعاصرين باالنتراف بقأن ، وغ اونليه يصبح مفهوم ، هي رهيدة بوصوله إىل هذا اجلس نسان سعادة اإل

أي مفهوما لصيقا مبا هو مساوي معراجي.، ياالسعادة رودانيا ال مادتب أ بتح ي البيت احلقيققي لكقل ، السعادة هي سفر وهجرة

أسئلته الفلسفية اإلنسان إنسان. حت ي ال ميكده أن يتحق إذا مل يطرح "من أين أتيت؟ وأين هو وطين األنطولوجي الكيدوين : الوجودية الكبرية

و فقط حت ي ه ف الوصول كفيل بقأن ه، الذي نلي أن أنود إليه؟"يضمن لإلنسان جتدب خطر الوقوف ند أول حمطة من حمطات هقذا

وهقي ، أو الوقو يف شباك أنصاف أو أشباه احللقول ، السفر العسرييف قصقي ته الق ين الفكرة ذاهتا اليت نبر ندها الشانر أديب كمقال

:"انسالل" اليت يقول فيها مرة كل "مثل البيت إىل طري ال اختفى .معي وأنت سأقول؟ فماذا سأفعل ماذا بل

، مقن ديقوان احلقرف والغقراب ، "بطاقة هتدئة"، أديب كمال ال ين 1 .11 ص، 7011لبدان ، بريوت، مدشورات ال ار العربية للعلوم ناشرون

111

صوب كل منبقي حييط والىالم مبجدون؟ العابثون الصبية حييط كما

يل وكيف سجيل من حبجارة يستقبلين ليل وسط ثانية أقودك أن

املىلم الشار بك ألنرب األعايل؟ يف املعلقة الغرفة إىل

تدسلني رككأت ال كي أقودك .األب إىل الفجر وقت أناه ك كي أقودك

،كله الليل أبقى أن كله العمر أنين 1".مجرة مثل يقظا

كي يضمن ، نلى كل إنسان أن حياول البقاء يقىا كجمرة محراءنليه أن حيقافظ نلقى ، الوصول بروده إىل "الغرفة املعلقة يف األنايل"

يه من فتدة كل من يع ه بقيادته إىل وحيم، جس ه الريشي اجلمري اللونوذلك دىت ال حي ث له ما ، بيت خخر ال نالقة له إطالقا ببيته احلقيقي

ملك "إيثاكا" مع احلورية "كاليبسقو" ، "نوليس" اإلغريقي قد ث لاليت دبسته بكهفها وداولت ملا يزي نن سبع سدوات فتدته وإغقواءه

هذا القوطن ، صلي ووطده األموسحره لتحول دون نودته إىل بيته األالذي ال حمي نده لكل إنسان نلى وجه هذه البسيطة مص اقا لققول

:الشانر يف نصه "موقف البيت"

، "انسالل" من ديوان أقول احلرف وأنين أصقابعي ، أديب كمال ال ين 1 .27 ، ص7011 بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون

114

نب ي "يا

،بييت إال لك بيت ال مطمئدا فادخله

.ربي سأستغفر سالم: وقل خواين الذي هلل احلم : وقل

وضيا تشرد بع

1".بييت رانج ونقطيت دريف وجعل

عدي م م الديي الرأ م الن قط 1.3هل وقفت يوما أمام نص شعري فقرأته بأذنيك ومسعت أدرفقه

وشعرت بع ذلك كأنك أمام لودة فدية تدبض باحلياة وتتمتع ، بعيديك !بألوان قوية االختراق بشكل يفوق كل خيال وتصور؟

إىل أرضية ش ي ة لكده نلى غرابته يستد، ق يب و السؤال غريبااالرتباط بإشكالية الشعر والرسم وما بمع بيدهما من وطيق العالققة الضاربة جبذورها يف أنماق تاريخ اإلب ا البشري. إذ كلمقا كقان للشانر أوالرسام بصرية نفاذة قادرة نلى التقاط ما تراه دوهلا يف الكون

كلما ، ها وأجداسهاوحلركة األجسام بكافة أنوان، من جتل للفعل ولونهوأصبحت لودة الفدان قصي ة. وأديقب ، حتول نص الشانر إىل لودة

لذا فهو رسام نقطقي. ، كمال ال ين شانر ريشته احلرف ولونه الدقطةيتحرك داخل الدقطة. بقي ألن معىم نصوصه أثبتت أنه يف فعله الكتا

مقن يق ه فيخرج ، وفيها يقف وي ور وي ور، مدها خيرج وإليها يعودأسقود( ومقن نسال كانت/الباب من الدقطة اللون األسود )خرجت

الق ار ، "موقف البيت" من ديوان مواقف األلقف ، ال ين أديب كمال 1 .91 ، ص7017بريوت ، العربية للعلوم ناشرون

115

ليقدري خقرج نورا/شيء كل يلف نورا الدقطة األسود األبيض )كانت، ومن األبقيض األمحقر . األرض( ظالم كل قتله فحاول/طفوليت سواد

دم/اجلمقال دم الدقطقة "كانقت : الذي هو اللون احلقيقي للدقطقة الطقائر دم/اخلرافقة دم/الق مو دم/السكاكني دم/اللذة مد/املراهقةوهو يف هذا يرسقخ مفهومقا ج يق ا .1دمي( الدقطة كانت/املذبوح

للكتابة والرسم انطالقا من الدقطة ال لكي يتح ث فقط نمقا حيكقم تدتمي كلها إىل نامل ، دياة الداس من نبث وتداقض وهوس وأمل وأفراح

ولكن لكقي ، كل إنسان أهنا دقيقته وضالته املطلقة من أدالم يعتق يتح ث أيضا نما يف هذا التداقض والعبث الىاهري من تداس وكمال مطل يصعب الوصول إىل كده احلكمة فيه. وهو يف هذا رسام خيلقط األلوان خلطا دروفيا بصريا مع الفصل بني اللون املوضوني واللقون

دياة الداس فقوق هقذا : فانلية اليت هيوبني دركتهما الت، الضوئيالكوكب العجيب السابح يف ظالم نىيم. والشقانر إذ يققوم هبقذه

بققي، ال يكتفي بالشعرية يف مفهومها األد، العملية الش ي ة الصعوبةكي يقلب كل املوازين : ولكن يلجأ إىل الشعرية مبفهومها العلمي أيضا من الشعر جمرد فن إنساين اليت سب ملدىري األدب أن د دوها جانلني

ال نالقة له بالعلوم احلقة وخاصة مدقها نلقوم الفيزيقاء والكيميقاء والرياضيات.

والشانر يف رمسه لقصائ ه "العلمية" يرتكز نلى مفهوم "التضقاد يقابله بيت خخر غقارق يف الىقل ، فكل بيت مضيء مبعىن ما، اللوين"تفتيت لون املعىن أو الفكقرة وهو يف هذا ي نو القار إىل، والىلمة

صق رت ، من ديوان الدقطة، "حماولة يف دم الدقطة"، أديب كمال ال ين 1املؤسسقة -( 7001بغ اد )الطبعة الثانية -( 1999)األوىل : بطبعتني

.12 ص، بريوت، اننم -العربية لل راسات والدشر

116

تفتيتا نقليا وبصريا دىت يقع انسجام املعقىن احلقيققي ، املراد إيصاهلا :ويف هذا املقطع مثال تطبيقي هلذه األطرودة، ب اخل العقل الرغيف؟ معىن ما: الشحاذ "قال

.درى دمعة نيديه من هب وء فهبطت

املىاهرة؟ معىن ما: الشرطي قال

.بالطلقات الكبري مس سه ثقةب ومأل

املاء؟ معىن ما: الدهر قال

.يتوقف أن قلبه وكاد بش ة فارتبك

احلمامة؟ معىن ما: الغراب قال

.صفراء ضحكة خببث وضحك

الدقطة؟ معىن ما: احلرف قال

.الوجود كتاب من صورتها بأمل ومسح

احلياة؟ معىن ما: املوت قال

1"!ال م من الضخمتني ي يه ةمباال بال وغسلوالقول هبذا الطرح يذكر باسم فدان ذكره الشانر أديب كمقال

ويقص به "فان كوو". فما نالقة هذا األخري ، يف أكثر من نص ال ين ؟ال ينبأديب كمال

إهنا الدقطة هذا السر العىقيم القذي : واجلواب بسيط ومعق معا( وخخر معاصقر. 1990 - 1911ع نشر )بمع بني فدان من القرن التاس

، "فان كوو" كما تقول ال راسات الدق ية الفدية كان يرسم بالدقطة فقومن الدقطة كان يعطي للوجود الغقائص يف ، وكل لوداته تشه بذلك

من ديوان احلرف ، ما معىن الدقطة؟": "قال احلرف، أديب كمال ال ين 1 .7011لبدان ، بريوت، مدشورات ال ار العربية للعلوم ناشرون، والغراب

.21 ص

117

معىن مفعما بالضوء واحلياة. ، تراكبياته املت اخلة معىن مجاليا مدقطع الدىريدفع بالشانر أديب كمال ال ين أن يق رج ولربما هذا هو السبب الذي

:الدص الذي ذكر فيه "فان كوو" يف ديوان "الدقطة" والذي يقول فيه أيلو؟ مبيكائيل مسعت "هل

؟كوخ بفان مسعت هل

///

تسمع؟ أن يدبغي ال مبا مسعت هل

أبكي دتى أضحك كدت لكدين

أموت دتى وأبكي

1".أموت مث أبكي كي أول مثويقول فيقه ، خخر حيمل اسم "فان كوو" كعدوان له وهداك نص

:الشانر البضة درفك أشم خفايا أن "ألجل

أذين أه يك أن مستع فإنين

2"كوخ فان فعل كماق جعل من خفايا الليل ودلكتقه ، ونليه فإذا كان "فان كوو"

فإن ، (1999لودة مضيئة مدرية ومشرقة أمساها "الليلة املضيئة بالدجوم" )أجب ية من نقور تققيم ، أخرج من سواد الس مي، ال ينيب كمال أد

بل أجب ية أصلها الدقطة وكاشقفها ، معرضها يف اهلواء الطل كل ربيع :كما يشري هدا الشانر يف نص "ذات ربيع"، الباء

صق رت ، من ديوان الدقطة، "حماولة يف القهقهة"، أديب كمال ال ين 1

املؤسسقة -( 7001بغ اد )الطبعة الثانية -( 1999)األوىل : بطبعتني .90 ص، بريوت، اننم، العربية لل راسات والدشر

، من ديقوان دقاء ، "غزل نلى طريقة فان كوو"، أديب كمال ال ين 2 .99 ص 7007بريوت ، اننم، املؤسسة العربية لل راسات والدشر

118

ربيع "ذات

.الطل اهلواء يف معرضا احلروف أقامت

عارية امرأة الباء رمست

.وقالس يف البيض تبيع

يت ف دما احلاء ورمست

.كالودوش يتقاتلون وجالدين

بامسها الراء ولثغت

كأسها من الفرات طفولة فتساقطت

نيديها يف البعي العي ألوان وسطعت

واالنتقام الغرام أفالم لتضحك

.ال هر مزقها اليت جيوهبا يف

.واملاء الطني مشه يف السني وتألقت

االرتباك مشه ةالدقط ولونت

والشعراء واألولياء األنبياء يعزي ديث

بعضا بعضهم

اجلدازة مشه دضور مبداسبة

املالئكة أجدحة برفيف ممتلئا

.واملرت ين واملخلصني، واخلاطئني األتبا وصيحات

األلف ود ه

العالية شرفته من املشه يراقب كان

مذهوال

كله العمر أنف إذ

العارية املرأة مشه يف أمليت

اجلالدين وصيحات املت ف وال م

الطفل والفرات

119

واالنتقام الغرام وأفالم

االرتباك ومشهد

.واملرت ين واخلاطئني واملالئكة باألنبياء مزدمحا

األلف ود ه

.املبكي املضحك املشه يراقب كان

نجيب ربيع يف لكده

.العالية شرفته من سقط

املالئكة رفيف إن قيل)

الطريان نلى شجعه

(أغراه الشيطان إن وقيل

األرض نلى سقط فلما

الشريف رأسه نن اهلمزة وانفصلت

لم؟: وصاح أفاق

وكيف؟

ومم؟

ونالم؟

!وإالم؟

احلروف أن غري

الكربى ألسئلته كثريا تأبه مل

احلرى ل مونه وال

الطل اهلواء يف معرضها تقيم وبقيت

1".ربيع كل

، من ديوان أربعون قصي ة نن احلرف، "ذات ربيع"، أديب كمال ال ين 1 .91 ، ص7009األردن ، نمان، التوزيعدار أزمدة للدشر و

141

والباء يف نريهقا ، إذن فاحلروف هدا ترسم وهلا الريشة واأللوانمليئقا : ترمز إىل الكشف ورفع احلجاب كي تىهر العامل كما هو نليه

مليئقا مبشقاه "الق م" و"الغقرام" ، باالرتباك واالزددام والفوضىواملرتق ين. واخلاطئني واملالئكة ياءباألنب، ومليئا باجلالدين، و"االنتقام"

"املضحك قإال أن كل هذا مل ميدع الشانر بدعته هلذا العامل أو املشه ب /ومقم /وكيف؟/"لم؟: وال من طرح أسئلته الوجودية الكبرية، املبكي"ختلف دروفقه دوله ومب ". أسئلة وإن كان العامل من!وإالم؟/ونالم؟

إال أن الشانر يق م اجلواب ندها يف نقص ، لمهايقابلها بالتجاهل واإل :"مثلثات" ويقول فيه قفلسفي رياضي أمساه ب

"(1)

اخلوف مائ ة نلى

:السلطة مثلث أرى ،األنلى إىل رأسه

:الرغبة ومثلث ،األسفل إىل رأسه

:القوة ومثلث ،اليمني إىل رأسه

:والسأم العبث ومثلث .اليسار إىل رأسه

(7)

ي ي أم ودني

،السر مثلث ألرى

140

،احلرف مثلث أنين ،كاجملدون نفسه نلى ي ور املثلث فإن ي ور، ي ور، ي ور

،احلافية طفوليت األنلى يف لرييين ،الدهر يف الغارق صباي األسفل ويف ،وال خان بالشىايا احملاصربقي شبا اليمني ويف تشبه اليت شيخوخيت اليسار ويف

اسعي مسافرا

،جهدم إىل الذاهب اجلدة قطار يف يتوقف ال الذي السريع الطويل القطار

أب ا حمطة أي يف

1"!وصيحاهتم ودمونهم الركاب ادتجاج رغميب و كأن ناملا رياضيا جربيا هو الذي كتب هقذا القدص ولقيس

هو يتساءل وتب و أيضا أمرا مدطقيا درية الداق د. صاحل الرزوق و، بشانر :ويقترح يف الوقت ذاته جوابا نن ج وى اختيار موضونة "املثلثات"

"وال أستطيع أن أجزم ملاذا اختار الشانر رمز املثلث. ولكن هذا ال خيلو من إشارة واضحة لفلسفة الالمعقول. وهي فلسفة ال تربير هلا،

سيما أن وال ميكددا رؤيتها إال بعيون بيكاسو وغريه من السرياليني. ال دامت ال تعكس احلققائ املشقوهة األشكال املدتىمة مل تع جم ية ما

ويب و أن املضي ق ما يف إكمال ما اقترده الداقق 2للمعاين واألفكار."

مدشقورات ، من ديوان احلرف والغراب، "مثلثات"، أديب كمال ال ين 1 .17 ص .7011لبدان ، بريوت، ال ار العربية للعلوم ناشرون

، "كيف نفهم التكرار يف شعر أديب كمال الق ين؟" ، د. صاحل الرزوق 2 .7017 - 11 -1مواقع صوت احلرية والدور واملثقف

141

من جواب نن سؤاله مسألة مشرونة أيضا. إذ ال شك أن األمر فيقه "إشارة واضحة لفلسفة الالمعقول"، ولكن، هل ما هو ال معققول، ال معقول دقا؟ أم أن األمر فيه وهم لشيء امسه الالمعقولية والسقريالية

الغري املربرة؟للجواب نن هذا السؤال سيتم تلبية دنوة الشقانر الضقمدية يف

أي دنوته القار لرسم ما ذكره درفيا يف األبيات األوىل مقن ، نصه 1ونليه فإن مائ ة اخلوف ستأخذ شقكل الق ائرة ، قصي ته "مثلثات"

وسيكتشف أن الشانر كان حمقا ديدما ، وب اخلها سيتم رسم املثلثات :قال

ي ي أم "ودني

،السر مثلث ألرى ،احلرف مثلث أنين ،كاجملدون نفسه نلى ي ور املثلث فإن ي ور"، ي ور، ي ور

فبصريا كل املثلثات ت ور وال تستطيع العني التركيز نلى مثلقث بالك مبثلث السر أو مثلث احلرف. إذن فالصورة نبثية فما، واد بعيده

ق يتساءل القار نن كيف مت التوصل إىل أن شكل مائق ة اخلقوف 1 :واجلواب هو كالتايل، دائريا

كما ذكرها الشقانر يف تميكن رسم املثلثا، من الدادية الرياضية -وديدما سيكتمل الشكل سقتج أن الق ائرة ، نصه دون دائرة

يكفيك فقط للتأك من ذلك الوصقل ، تشكلت من تلقاء نفسها رؤوس املثلثات األربعة.بني

أن ، فإن ابن مدىور يقول يف لسان العرب، أما من الدادية اللغوية -وإال فإهنا خوان. ، املائ ة ال تسمى كذلك دىت يكون نليها طعام

ال ائرة من األرض.: ويقول أيضا بأن املائ ة هي

141

نلى األقل ظاهريا. لكن ماذا لو مت ت قي الدىر أكثر فأكثر؟ الدتيجقة ، ومربعات بعضقها حيضقن بعضقا ، ستكون ظهور بدتاغون مخاسي

وتشكل مثلثات أخرى ن ي ة داخل ال ائرة وأكثر من مستطيل واد . ، ا صفة الدسبة الذهبية الرياضية الشقهرية وهي أشكال هد سية كلها هل

األشقكال أكثر ي" بانتباره منقلكن سيتم التركيز نلى "املستطيل الذهب :الرسم التايلوسيتم جتسي كل هذا نرب ، أمهية وإرادة للبصر اهلد سية

11: الرور ريم

144

ي" يف قصقي ة "مثلثقات"؟ قما معىن أن يىهر "املستطيل الذهبألمر برمته فيه جتل جلمال مطل ودقة يف الصدع والتق بري اجلواب أن ا

والشقباب ، اإلهليني. أي أن الطفولة احلافية والصبا الغارق يف الدقهر وشيخوخة املسقافر السقعي يف القطقار ، احملاصر بالشىايا وال خان

كل هذا ما هو إال جتل لكمالية ، قطار اجلدة الذاهب إىل جهدم، السريعية مجاله يف تصريف شؤون نباده بالرغم مقن صقراخهم اخلل ومطلق

وبكائهم وادتجاجاهتم اليت ال تدتهي.رسم ، وهو يف ردلته مع الدقطة واحلرف ال ينإذن فأديب كمال

وأناد معهم وهبم طرح أسئلتهم وأسقئلته ، دياة الداس نرب دياته أيضارسم كل وأجاب ندها بريشة ه فها األول واألخري ، الوجودية الكبرية

الودشي مدقها الغقارق يف سقواد ، بكل ألوانه، معاين اجلمال اإلهلي واملشرق مدها العائم يف حبار الدورانية والبهاء والتداس الب يع.، الس مي

145

الب جمة

وماذا ميكن أن يقال يف خامتة هذا السفر؟ وق طقاف القلقم ألقف رقصقة ودورة بقي بل رقص ودار بكم و، وطوفكم معي

إياكم معي يف فيايف ال قبل يل هبا. فهل انتهى السفر دقا؟ إنه م خالبأن كل دراسة ما إن ، تساؤل ال ميكن اإلجابة نليه إال نرب اإلقرار

تدتهي دىت تصبح حمطة انطالق لبحوث ودراسات أخرى ال د هلا فما بالك مبجال يتعل بتجربة مجالية ج ي ة ومعاصقرة ، وال دصر

من احلرف والدقطة واملوقف قلما ودربا بل خرقة لشانر صويف جعل ونصا.

مث ماذا ميكن أن يقال نما تكون ق ق مته هذه ال راسقة مقن ولرمبا يكون نققاد ، ج ي ؟ نلى أية دال مل يكن هذا الطموح واردا

خخرون أكثر أهلية ودراية مبا حيمله هذا الكتاب بني دفتيه من إضافات خاصة وأنين داولت ق ر اإلمكقان أن ، فعالق تكون ج ي ة دقا و

ألغي نفسي دىت يتيسر أمر الغوص يف أنماق نصوص الشانر أديقب واكتشاف العالقة الوطي ة بيدها وبقني نلقوم أخقرى ، كمال ال ين

كالكيمياء والرياضيات ونلوم الدفس والفلسفة واللغة وال ين والفققه. ويف ، صعوبات وخمقاطرات وهذا يعين أن األمر مل يكن ليخلو أب ا من

بعض األديان ارتباكات أمام بعض املكاشفات الشعرية القيت كانقت تب و يف ظاهرها محالة لصور لفىية ونقلية غريبة ج ا مص اقا لققول

فال تفهقم وال يسقتجاب /"إنك لتتكلم بكالم غريب: الشانر نفسه

146

ن كان غريبا وال يفهمه إال م/كالمك الغريب ال يفهمه أد سواي/لك.مثلك

1"

وكون هذا الكتاب ق ركز كل طاقاته للح يث نقن اجلمقال والكمال اإلهليني نرب التجربة احلروفية املواقفية للشانر أديب كمقال

كل ما ، فإن هذا مل يكن فيه أية نية إللغاء مجال باقي املوجودات، ال ينله خيات تشري ، ل يف األمر هو أن املوجود احلقيقي صادب اجلمال املطولو مت الدىقر إىل ، إىل نلمه وكماله ونىيم صدعه وتلك هي دقيقته

فحقىت اللغقة ، مجال املوجودات يف معزل نده فلن يرى سوى الع مت وقق متق ، ال حيتفالن سوى هبذا اجلمال نصوص الشانرواللون يف

الرابقع الفصقلني هذا الكتاب وخاصة يف فصولمعايدة ذلك يف مجيع اخلامس مده.و

، فاحلم هلل الذي جعل اجلمال درما حتج إليه قلقوب الشقعراء واحلم هلل الذي جتلى بامسه اجلميل فسحر األلباب وقادهقا إىل حبقر

فدادت مقا ، فلم ختف األمل وال املوت ولكن درقة البني والفوت، حمبتهواهلجقر ، والعش بلب اهلجقر ، لدا واجلمال؟ فاجلمال يورث العش

واحلشقر إىل ، والدشر إىل احلشقر ، والقرب إىل الدشر، يوصل إىل القربالصراو طلبا للغوث من احل الذي ما إن يسمع الد اء دقىت يرفقع

ناق ا كقان أم اإلنسان ويصرو ، فيحصل املراد ويدعم الفؤاد، احلجاب، قارئا أم جمرد نابر سبيل أو متجول يف صفحات هذا الكتقاب ، بادثا

:نلى صوته مع الشانرفيقول بأ ،"إهلي

.واألولياء األنبياء أدبك مما أكثر أدببتك

الق ار ، من ديوان مواقف األلف، "موقف الكالم"، أديب كمال ال ين 1 .19 ، ص7017لبدان ، بريوت، لعربية للعلوم ناشرونا

147

أدبوك فهم

.والدور الدار مبعجزات أرسلتهم ألنك

فأدببتك أنا أما

وخخري أويل ألنك

،وباطين وظاهري يقيين الذي الودي سقفي ألنك

،والصوان املطرواجلو من .والذاكرة األرض القنقزوا الودشة من

يستمع الذي الودي وألنك ليلة كل دموني إىل

يتعب أن دون

دريف أنني من

1"!نقطيت وتوسل

من ديقوان أربعقون ، "أنني دريف وتوسل نقطيت"، أديب كمال ال ين 1، 7009 األردن، نمقان ، والتوزيع للدشر أزمدة دار، قصي ة نن احلرف

.21 ص

149

ييدعدي م م ال

.وصحفي، ومترجم، شانر ●

العراق. -بابل - 1911موالي ●

جامعة بغق اد -كلية اإلدارة واالقتصاد -بكالوريوس اقتصاد ●1924.

جامعقة بغق اد -كلية اللغقات -انكليزي بكالوريوس أدب ●1999.

-املعه التقين لوالية جدوب أسقتراليا -دبلوم الترمجة الفورية ● .7001أستراليا -أديالي

:عردر المج ميع المعرية اآلجية ● .1924الدجف -مطبعة الغري احل يثة -تفاصيل -

.1991د بغ ا -دار الشؤون الثقافية العامة -بقي ديوان نر -

.1999بغ اد -دار الشؤون الثقافية العامة -جيم -

.1991بغ اد -دار اجلادظ -نون -

.1994بغ اد -دار الشؤون الثقافية العامة -املعىن أخبار -

.1999بغ اد -الدقطة )الطبعة األوىل( -

-املؤسسة العربية لل راسقات والدشقر -الدقطة )الطبعة الثانية( - .7001بريوت -نمان

بقريوت -نمقان -املؤسسة العربية لل راسات والدشر -داء -7007.

151

-دار أزمدة للدشر والتوزيقع -ما قبل احلرف.. ما بع الدقطة - .7004األردن -نمان

األردن -نمقان -دار أزمدة للدشر والتوزيع -شجرة احلروف -7002.

أستراليا -أديالي -سيفيو )باإلنكليزية( دار - Fatherhoodأبوة -7009.

-نمان -دار أزمدة للدشر والتوزيع -أربعون قصي ة نن احلرف - 7009األردن

Quaranta poesie sulla lettera -أربعون قصي ة نن احلقرف -مدشورات نووفقا إيبسقا -د. أمساء غريب(: ترمجة: )باإليطالية .7011إيطاليا -إي يتوره

-ال ار العربية للعلقوم ناشقرون -ين أصابعي أقول احلرف وأن - .7011لبدان -بريوت

لبدقان -بريوت -ال ار العربية للعلوم ناشرون -مواقف األلف -7017.

)باإلنكليزيقة( دار ومطبعقة - Something Wrongمثة خطأ -Salmat - 7017أستراليا -أديالي.

لبدان -بريوت -اشرون ال ار العربية للعلوم ن -احلرف والغراب -7011.

: ج ردر ي ججربجج ●الشعرية" ال ينناق ا يكتبون نن جتربة أديب كمال 11: "احلرويف -

املؤسسقة العربيقة -إن اد وتق مي الداق د. مق اد ردقيم -أ. د. : . والدقاد املشاركون هم7002بريوت -لل راسات والدشرأ. د. بشرى موسقى ، ز املقاحلأ. د. نب العزي، مصطفى الكيالين

150

د. نقاظم ، أ. د. دامت الصقكر ، أ. د. نب اإلله الصائغ، صاحلد. نق نان ، أ. د. نب الوادق حممق ، د. دسن ناظم، نودةوديع ، نلي الفواز، صباح األنباري، نب الرزاق الربيعي، الىاهرزهري ، د. خليل إبراهيم املشاخيي، نيسى دسن الياسري، العبي ي

هقادي ، د. صاحل زامل دسني، د. حممود جابر نباس، ورياجلبيقاة ، د. إمسانيل نوري الربيعقي ، فيصل نب احلسن، الربيعيواثق ، رياض نب الوادق ، د. دسني سرمك دسن، الع وايند. نيسقى ، أ. د. حممق صقابرنبي ، ريسان اخلزنلي، ال ايين، سيقون ال ينركن ، يوسف احلي ري، ن نان الصائغ، الصباغ

ود. مق اد رديم.، معني جعفر حمم

الشقعري )مقاربقة ال يننامل أديب كمال : "احلرف والطيف - .7010أ. د. مصطفى الكيالين )نشر اليكتروين( -تأويلية("

د. صقاحل -( الق ين )االجتماني واملعريف يف شعر أديب كمال -دمشق -مدشورات ألف حلرية الكشف يف اإلنسان" -الرزوق .7011ص وقرب

د. ديقاة -( الق ين قراءة يف "نون" أديب كمال : )أضف نونا - .7017لبدان -بريوت -ال ار العربية للعلوم ناشرون -اخلياري

.1999بغ اد -العراق ، فاز جبائزة اإلب ا الكربى للشعر ●

:مل دا ج معية ●صقر( املعابقي )الرموز احلرفية يف الشعر العر: د. دياة اخلياري -

رسالة دكتوراه مبرتبة الشرف األوىل من كليقة اآلداب والعلقوم . تداولت الرسقالة 7011اجلمهورية التونسية ، سوسة، اإلنسانية

أمح الشهاوي.، ال ينأديب كمال ، أنمال أدونيس

151

:مح ضرا ي ججربجج ●دراسة يف جممونة -)فلسفة املعىن بني الدىم والتدىري: واث ال ايين -

حماضرة ألقيقت يف االحتقاد )-ال يناملعىن" ألديب كمال "أخبار -تشقرين أول - 7العام لألدباء والكتاب يف العراق ببغق اد

.1994أكتوبر

)قراءة يف "ما قبل احلرف.. ما بعق الدقطقة"( : زهري اجلبوري - 14العقراق -حماضرة ألقيت يف قانة نقابة الفدانني مبحافىة بابل

.7002مارس -خذار

)قراءة يف -نباس السالمي، جبار الكواز، نب األمري خليل مراد -حماضرة ألقيقت يف -جممونة "ما قبل احلرف.. ما بع الدقطة"(

.7002العراق -نقابة الفدانني مبحافىة بابل

قراءة يف شعر أديقب كمقال : )شعرية احلروف: زهري اجلبوري -ألدبقاء والكتقاب يف حماضرة ألقيت يف االحتاد العام ل -( ال ين

.7002أكتوبر -تشرين أول 72 -العراق ببغ اد

كتقاب "احلقرويف" : )صدانة الكتاب الثقايف -مازن املعموري -حماضرة ألقيت يف االحتاد العقام األدبقاء والكتقاب -أمنوذجا( .7009كانون الثاين 10 -ببغ اد

-قطقة( قراءة يف )ما قبل احلرف.. ما بع الد -مالك مسلماوي -، حماضرة ألقيت ب ار بابل للثقافة والفدون واإلنالم مبحافىة بابل

.7011مايس 12

:عمأي ب رة وملرج ن ● -حمافىة بابقل -أمسية خاصة مبداسبة ص ور جممونة تفاصيل -

1924.

151

.1992بغ اد -فد ق الرشي -مهرجان األمة الشعري -

)ن ة دورات(. -مهرجان املرب -

القصقر -بغق اد -ملتقى الشعر العراقي الفرنسي : ع الشعرربي - .7000العباسي

احتقاد الكتقاب -أمسية خاصة مبداسبة ص ور جممونة )الدقطقة( - .7007نيسان -نمان -األردن -والصحفيني العراقيني )املدفى(

نمان -األردن -بيت الشعر األردين -بقي مهرجان الشعر العر -7007.

.7001أستراليا -م يدة تاونسفيل -الشعر األسترايل ملتقى -

كانون أول -أستراليا -أديالي -ضيف أمسية يف مجعية الشعر -7002.

-أستراليا -أديالي - Gallery de la Catessenضيف أمسية - .7004خب

دفل توقيع ص ور ترمجة )أربعون قصي ة نن احلرف( إىل اللغقة -إيطاليا برفقة املترمجقة د. أمسقاء غريقب -و بالرم -اإليطالية

والشانر اإليطايل فيدشيدسو بومار والداق اإليطايل ماريو مونكادا دي مونفورته الذي ق م قراءة نق ية للمجمونة. االدتفالية مقن

.7017خذار 10تق مي الكاتب اإليطايل فيدشيدسو بريست جاكمو

ولد ا. تقق مي الروائقي ه -أمسية خاصة يف قانة جامعة الهاي -والشانر مه ي الدفري الذي ق م ققراءة نق يقة ، حممود الدجار

.7017خذار 12( ال ينبعدوان )احللم يف شعر أديب كمال

احتاد كتب والية جدوب ، )مثة خطأ(: دفل توقيع ص ور جممونة -د. خن : أستراليا. تق مي الداق تني األستراليتني -أديالي -أستراليا

.7017أكتوبر -تشرين أول 17اري مسث ود. هثر جونسون م

154

:عنطولوجي ●مؤسسة جائزة نبق -معجم البابطني للشعراء العرب املعاصرين -

هيئقة : مجع وترتيقب -العزيز سعود البابطني لإلب ا الشعريمطابع دار القبس -1991 -الطبعة األوىل -اجملل األول -املعجم

الكويت. -شرللصحافة والطبانة والد

أ. د. حمم صقابر : إن اد -خمتارات من الشعر العراقي املعاصر - سوريا. -دمش -احتاد الكتاب العرب -نبي

Tomحتريقر -)باإلنكليزيقة( - Another Countryبل خخر -

Keneally, Rosie Scoot - مدشقورات جملقةSoutherly - .7002أستراليا -س ين

لطفقي : إنق اد -املهجري املعاصربقي رأنطولوجيا األدب الع - .7002لبدان ، بريوت -دار صادر -د اد

إن اد وترمجقة : )باإلسبانية( -أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر -Esteban Castroman مدشوراتClase Turista - بقويدس

األرجدتني. -خيرس

إن اد -أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر -)باإلنكليزية( -العراق -مدشقورات -بقي وترمجة سهيل يم وصادق حممود ودي ر الكع

الواليات املتح ة. - 7002ربيع وصيف -أتالنتا ريفيو

أنطولوجيا للشقعر العراققي -)باإلسبانية(-نلى شواطئ دجلة -مبشقاركة حمسقن -إن اد وترمجة نب اهلادي سع ون -املعاصر

مدشورات البريو -ترييث الرملي واملستعرب اإلسباين أغداثيو غو .7002خب -ويالدقزف -كاراكاس -إي الرانا

The Best -)باإلنكليزية( 7002أفضل القصائ األسترالية لعام -

Australian Poems 2007 - إن اد وتق مي الشانر والكاتقب

155

تشقرين -أستراليا، ملبورن - Peter Roseبيتر روز : األسترايل .7002أكتوبر -أول

الداقق ة : إنق اد -)باإلنكليزيقة( Culture is -ثقافة هقي ال - د. خن ماري سيمث.: األسترالية

Anne-Marie Smith - أدياليق ، مدشورات ويكفيل برس- .7009أكتوبر -تشرين أول -أستراليا

نراقيون غرباء خخرون )أنطولوجيا الشقعر العراققي اجل يق ( -دار ، سققع ون نبقق اهلادي: إنقق اد وترمجققة، )باإلسققبانية( 7009، إسبانيا، قرطبة، كومسوبويتيكا

خمتقارات مقن األدب - Uruk A Portrait ofلودقة أوروك -دار هرسقت -بقي خلود املطل: ترمجة -العراقي )باإلنكليزية(

.7011بريطانيا ، وهوك للدشر

د. سقع : ان اد، أنطولوجيا الشعر البابلي املعاصر: ديوان احللة -مطبعقة ، ات دار بابل للثقافات والفدون واإلنالممدشور، احل اد .7017العراق ، الدجف، الضياء

The Best)باإلنكليزيقة( 7017أفضل القصائ األسترالية لعام -

Australian Poems 2012 - إن اد وتق مي الكاتب األسترايل : -تشقرين أول -أستراليا ، ملبورن Jone Tranterجون ترانتر

.7017أكتوبر

:مأرحي ●مسردية راقصة معق ة مقن -)ما قبل احلرف.. ما بع الدقطة( -

ذو : إنق اد -ما قبل احلرف.. ما بع الدقطة(: )قصائ جممونةالفقار خضر. قام بأدائها الفدانان ذو الفقار خضر وميقثم كقرمي

156

احلقرف والدقطقة. : الشاكري اللذان جس ا شخصييت املسردية، لى خشبة نادي الفدانني مبحافىة بابلأخرجها ذو الفقار خضر ن

.7002أبريل -نيسان 71العراق

)احلقائب السود( سيداريو مسردية بونتومامي ذات فصل وادق -نلقي : إنق اد - ال ينمع ة من نصوص الشانر أديب كمال

.7009 -1 -10العبادي نده جممونة كبرية من ال راسات واألحبقاث واملققاالت بتكت ●

شارك يف كتابتها نقاد وأدباء وشعراء من خمتلف األجيال ، يةالدقفقوزي ، أ. د. نب العزيز املققاحل : واالجتاهات األدبية والدق ية

د. دسن ، د. ن نان الىاهر، الربوفيسور نب اإلله الصائغ، كرميد. ، نيسى دسقن الياسقري ، أ. د. بشرى موسى صاحل، ناظم

د. أمحق ، ن نان الصائغ، أ. د. مصطفى الكيالين، ناظم نودةدسقني سقرمك .د، فيصل نب احلسن، ياة الع واين، الشيخمهق ي شقاكر ، أ. د. نب الواد حمم ، وديع شامخ، دسن

خضقري ، رن كقرمي ، نلي الفواز، د. رياض األس ي، العبي يأ. د. ، فاروق يوسقف ، نباس نب جاسم، واث ال ايين، مريي

إمسانيقل ، ناجح املعمقوري ، صرينب اجلبار الب، دامت الصكرمعقني ، يوسف احليق ري ، أ. د. حمم صابر نبي ، إبراهيم نب د. إمسانيقل ، هادي الزيقادي ، د. نيسى الصباغ، جعفر حمم

حممق ، أ. د. جقالل اخليقاط ، محزة مصطفى، نوري الربيعيد. ، هشقام العيسقى ، نلي جبارنطية، سامي مه ي، اجلزائري

بشقري ، يقونس الق ين ركن ، احلالجأمري ، صاحل زامل دسنيققيس كقاظم .د، هقادي الربيعقي ، ريسان اخلزنلي، داجممجقال ، رياض نب الوادق ، نب األمري خليل مرادبقي، اجلدا

157

د. حممود جابر ، دسن الدواب، فائز ناصر الكدعاين، جاسم أمنينلي نب احلسني ، وسام هاشم، شذى أمح ، نالء فاضل، نباسفاضقل نبقاس ، فقؤاد العبقودي ، إبراهيم نب الستار، خميفد. ، زهري اجلبوري، نب املعز شاكر، نب العال مأمونبقي، الكع

، ساطع اجلميلقي ، وديع العبي ي، صباح األنباري، مق اد رديمد. خليقل ، نلي اإلمارة، نب اللطيف احلرز، نب الرزاق الربيعيي شقوق ، مجال دقافظ وانقي ، مالكة نسال، إبراهيم املشاخيي

نلي دسقني ، نصر مجيل شعث، ن نان دسني أمح ، مسلماين، فاروق سلوم، صاحل حممود، سوف نبي ، دسب اهلل حيىي، نبي

حمم ، فرات إسرب، مازن املعموري، نادل الشرقي، صالح زنكدة، نور احل إبقراهيم ، محزة كويت، مسلم جاسم احللي، العشري

د. ، ازي األخقرس حمم غ، د. ضياء يم األس ي، كرمي الثوريوج ان نب ، خالص مسور، د. صفاء نبي احلفيظ، أمل الشر

د. صاحل ، د. خن ماري مسث، ذياب شاهني، جود أكوليدا، العزيزد. ، شاكر جمي سقيفو ، د. دياة اخلياري، رشا فاضل، الرزوق

صقباح ، أسامة الشحماين، د. أمساء غريب، نب املطلب حممود، حمم نلي سقالمة ، حمم يوب، يم أغامسري نب الرد، القالزين

د. رسقول ، راسم امل هون، مالك مسلماوي، أجم يم الزي يمهق ي ، ماريو مونكادا دي مونفورتقه ، غزالن هامشي، بالوي، شاكر دسقن راضقي ، نلوان دسني، قزديا ساسني، الدفري

أ. د. فاضل نبقود ، د. هثر تايلر جونسون، صباح حمسن كاظم .صاحل الطائي، يمة إدريس أ. د.، التميمي

ولقيم ، ترجم إىل العربية قصصا وقصائ ومقاالت جليمس ثريبر ●، إيل ر أولسقن دقز، واالس ستيف، خن سرايلري، كارلوس وليمز

158

غراهقام ، جيمس ريفقز ، اليزابيث ري يل، كاثلني راين، أودنفالدمقري ، إيفقا دايف ، دون خوان مانويل، وليم سارويان، غرينأدولقف ، إيغرا لويس روبرتس، موري بيل، رك توينما، سايي

ألقن بقاتن ، روست هيلز، جاكوب رونوسكي، ديغاسيدسكيون د من شعراء كوريا واليابان وأستراليا ونيوزيلدق ا والصقني

وغانا.

"شقعراء ، "أهال وسهال": أن لإلذانة العراقية الع ي من الربامج ●"دقرف ، ث سانة مع...""ثل، "الربنامج املفتوح"، من العراق"

ومخس شخصيات".

وشقارك يف تأسقيس جملقة 1921نمل يف الصحافة مدذ نام ● )أسفار(.

والعاملية.، والعرب، نضو نقابة الصحفيني العراقيني ●

ونضو احتاد األدباء العرب.، نضو احتاد األدباء يف العراق ●

نضو مجعية املترمجني العراقيني. ●

ونضو ، والية جدوب أستراليا -ستراليني نضو احتاد الكتاب األ ● مجعية الشعراء يف أديالي .

ترمجت قصائ ه إىل اإلنكليزية واإليطالية والفرنسية واإلسقبانية ● والكردية والفارسية.

يقيم يف أستراليا. ●

159

أير اجية

عأم ت سري د ا.إيطالييف مقيمة وشانرة ، ومترمجة، ناق ة

تتخرج ل امرأة نربية لقب أويطاليا نلى يف إ 7004دصلت سدة - من جامعة ال راسات الشرقية اإلسقالمية. رتبة الشرف األوىل مب

غة اإليطالية دول "أسرار احلروف وق كانت أطرودة إجازهتا بالل ؛الدورانية بالقرخن الكرمي"

نلى شقهادة املاجسقتري ، ذاهتا ومن اجلامعة 7009دصلت سدة -دراسات : صختص، مبرتبة الشرف األوىل لعليالل راسات ا ةال ولي

وكانت أطرودة املاجستري دول .واإلفريقية دول البل ان العربية ."الصالة والسالم"إسراء ومعراج الرسول الكرمي حمم نليه

دصلت بروما نلى دبلقوم يف التحريقر 7017يف ب ايات سدة -والصحفي من "ستيلوس" مؤسسقة نلقوم التحريقر بقي األد ؛والصحفي باللغة اإليطاليةبقي ألدا

دزيقران 79 قاملواف ل 1211شعبان 9نالت يف يومه اخلميس -" قسم ال راسقات La Sapienza/بروما جبامعة "املعرفة، 7017ص )دضارات وثقافات دول إفريقيا وخسيا( شهادة ختص: الشرقية

ال كتوراه ب رجة امتياز ومبرتبة الشرف األوىل نقن أطرودتقها حممق : من التاريخ إىل األدب، )احل اثة يف املغرب قملوسومة با

؛لل راسة والتحليل( ابديس أمنوذج

161

ة حبقوار األديقان شاركت يف الع ي من األنشطة الثقافية اخلاص - ؛املؤسسات التعليمية مب يدة إقامتها بأهم

جائزة الشعر العاملي جبزيرة سرديديا اإليطالية نن قصقي هتا نالت -وذلقك يف إطقار فعاليقات ، 7009نام لسلطعون الداسك""ا

ر للشعر العاملي مب يدة "ساسري".مهرجان أكتوب

:خردارا - أسقفي ، مطبعقة احلق ، "خرج ومل يع " )جممونة قصصية( -

؛7004، املغرب، كليبسي را، باللغتني العربية واإليطالية )ديوان شعري( "ب ونك" -

؛7009، إيطالياصي ة نن احلرف" للشانر أديب كمال ال ين )ترمجقة "أربعون ق -

، إيطاليقا ، دار نووفقا إيبسقا إيق يتوره ، إىل اللغة اإليطاليقة( ؛7011

بقاللغتني العربيقة )ديوان شعري( "مقام اخلمسة نشرة سج ة" - .7011، إيطاليا، دار نووفا إيبسا إي يتوره، واإليطالية

:مم ر ا خردارا وعنطولوجي معجم خاص وهو ، ليات" للكاتبة اإليطالية "ما ريدال فيومه""صق -

امرأة من أهم نساء صقلية وق سامهت فيقه 111 قبسري ذاتية لدقول األديبقة الصققلية باللغة اإليطالية أمساء غريب ب راستها

ص ر قصصقها قيم مبصر وتالرادلة "خنيي ميسيدا" واليت كانت تهذا املعجقم نقن دار الدشقر ص ر . فيها باسم "مجيلة غايل"

؛7001إميانويله روميو سدة ، اإليطالية

160

للكقاتبتني اإليطقاليتني ، املاء والدار"، التراب، "دكايات اهلواء -، إيطاليقا ، دار روبتيدو، "سيلفانا فرينان س" و"إيليونوراه كيافيتا"

)وهو الكتاب الذي سامهت فيه األديبة بترمجقة اجلقزء 7002سامهات العربية ألديبات من مداط خمتلفة من العقامل اخلاص بامل

؛بقي(العراإلمقارات ، دار أهنقار ، "رؤى نق ية يف شعر دسن دجازي" -

وق شاركت فيه أمساء غريب ب راسقة ، 7011، العربية املتح ةمشو وأبيات تضيء مسرية الشانر دسقن : نق ية حتت ندوان

؛دجازيأنطولوجيقا الشقعر ا يف قصي ة شاركت هبق ، ""مشع ان الدجم -

؛ها الشانر والروائي مدري مزي أن اليت بقي، العرأنطولوجيا نص قصصي شاركت به يف ، .""وجهان وامرأة واد ة -

ن اد الكاتب والقاص سعي القصة املغربية القصرية وكانت من إ .بوكرامي

جرجم خلى التغة اإليط لية والعربيةن شقعري( للشقانر والق كتور "م ائن يسكدها البحر" )ديوا -

؛حمم ييب زغلولبقي املغر

للشانر اإليطايل فابيانو ألبورغيتي )ديوان شقعري "الضفة املعاكسة" - ؛يتح ث نن جتربة وويالت وحمن اهلجرة السرية إىل إيطاليا(

هو الكتاب و، من شباب فلسطني إىل شباب العامل": "العودة د -فائزة يف مسابقة القصة القصرية نبارة نن جممونة من القصص ال

املخيمقات باليت أقامتها "مجعيقة القلقم اخلرييقة" 7011لعام ؛الفلسطيدية يف سوريا

161

"سرية الطائر الودشي" )ديوان شعري( للشانر العراققي خالق - ؛خشان

لدخبة اشعري انص 12ق ل وهي ترمجة، "مهسات من البحر اآلخر" - ؛ياخمتارة من شعراء جملة نوستاجل

القزبري بقن بقي "طيدجيتانوس" للفدان والكاتب املسردي املغر - ؛بوشىت

: )جممونة قصصية( للكاتب الفلسقطيين ، "فجر العصافري الطليقة" - ؛نضال مح

رجم تق للكاتقب وامل ، )جممونقة قصصقية( ، "حتت مساء دافئة" - ؛إبراهيم درغوثي: التونسي

بققي املغري املسقرد كاتبل)نمل مسردي( ل، "أق ام بيضاء" - .الزبري بن بوشىت

:دراأ نقدية ومق ال مجفرية"العبودية والرق بني املاضي واحلاضر"، نن جامعقة ال راسقات -

واألحباث، فر كلية العلوم السياسية/قسم ال راسات التارخييقة ؛باللغة اإليطالية

"قمر الفرجار وقواربه" )مقاربة نق ية( دول ديوان "قمر أم دبة -إسربين"، للشانر الفلسطيين حمم دلمي الريشة، نشرت جبري ة

؛7011نيسان 72األيام اجلزائرية، األربعاء

قراءة يف ديوان "لألزهار رائحة احلزن" للشانر املغربقي إبراهيم - ؛القهوابي

"الدويت املبحر حنو ث ي الكون"، دراسة نن ديوان "ال أدري إىل - ؟" للشانر محزة كويت؛أين يأخذين هذا األف

161

اإلمرباطورة والشانر، دراسة خاصة ب يوان الشانر أديب كمال - ؛ال ين ")أربعون قصي ة نن احلرف(

احلرف والغقراب( ألديقب »)إشارات األلوان: قراءة يف ديوان - ؛كمال ال ين

؛الروح الق س أو الي العاملة يف أشعار أديب كمال ال ين -

قراءة يف ديوان )اليت يف خقاطري( للشقانر ند ما يدتصر الشعر - ؛املصري دسن دجازي

؛أبروتسو قلب إيطايل يدبض بالفن والفكر واجلمال -

؛غوص يف حبار اجلس والروح -

؛الواقعية يف األدب اإليطايل -

أبداء الشمس والصفصاف بني التاريخ واألدب: حملات من األدب - الكردي.

:ري د عأم ت س موايع األديبةhttp: //asmaaegherib.wordpress.com

http: //asmgherib.wordpress.com