152

آليات التعبير في شعر أديب کمال الدين

Embed Size (px)

DESCRIPTION

آليات التعبير في شعر أديب كمال الدين / الدكتور رسول بلاوي / منشورات ضفاف / بيروت / 2015

Citation preview

الطبعة األولى

م 2015 - ـه 1436

7-1236-02-614-978ردمك

جميع الحقوق محفوظة

966509337722+: هاتف الرياض

9613223227+: هاتف بيروت[email protected]

و ــي ة أيــويرية سو الكأرونيــة سو ةالكأــجب ب ي ــ يمنــن ن ــ سو ا ــأعمجز سم ــا مــ هــ ا ةميكجنيكية بمج فيه الأ يز الفوأوغرافي والأ ـ يز ل ـى سطـرطة سو سصـرار مةـرو أ سو سي ـ

. وا أر جلهج م دو إ خطـي مـ النجطـر، و ي ة نطر سخرى بمج فيهج حفظ المع ومجت

عن رأي إن اآلراء الواردة يف هذا الكتاب ال تعرب بالضرورة

5

محأويجتال 7 ....................................................................... المقدمة

9 .................................................................. البحث أسئلة 10 ................................................................. البحث خلفية

13 ................................................. الطعرية ال غة: األوز الفيز 15 ............................................................... الشعري المعجم 18 ....................................................................... الموت 21 ........................................................................ المرآة 24 ........................................................................ السفر 26 ........................................................................ الغربة 30 ........................................................................ النهر

31 ....................................................................... الفرات

35 ..................................................راركالأ ظجهرأ: الثجني الفيز 37 ....................................................................... التکرار

39 ................................................................. الحرف تكرار 45 ................................................................. الکلمة تكرار 52 .................................................................. العبارة تكرار

61 ....................... ودالالأهج( الحروف) بجلرموا الأوايز: الخجمس الفيز 63 ....................................................................... الرموز 64 ............................................................... الحروف رمزية

6

68 ........................................................................ الحاء 71 ......................................................................... الباء 73 ........................................................................ النون

74 .............................................................. ودالالتها النقطة

81 ................................................ القرآني التناص: الرابع الفصل 81 ................................................................ التناصمفهوم 85 ............................................................... القرآني التناص

91 ................................ الدينية الشخصيات استدعاء: الخامس الفصل 93 ......................................................... الشخصيات استدعاء 94 ....................................................... (ع) نوح قصة استدعاء 100 .................................................. (ع) يوسف قصة استدعاء 105 ....................................... (ع) الحسين اإلمام شخصية استدعاء

111 .......................................... ودالالتها األلوان: السادس الفصل 113 ..................................................................... األلوان 115 ............................................................... األسود اللون 120 .............................................................. األبيض اللون 122 ............................................................... األحمر اللون 125 ............................................................. األخضر اللون 126 ............................................................... األزرق اللون 128 .............................................................. االصفر اللون

131 .......................................................... والمراجع المصادر 139 ....................................... الدين كمال أديبلشاعر ل ذاتية سيرة

7

المةدمة

للشاعر أديب کمال الدين نصيب من امسه فهو أديب مبدد عتمد ثنائية احلرف والنقطدة اإذ ، متألق. يتفرد بتجربته الشعرية الثرة

، فهما مشروعه احليايت والشدعر ، مجيع دواوينه يف وال شد أبددي وجوده اإلبداعي يتوق ف على هذه الثنائية. مل يزل عطاؤه األد

مستمرا ومل يکتمل بعد. ففي کل فترة يطل علی السداةة األدبيدة مبجموعة جديدة؛ ومع أ جمموعة من هذا الفيض اإلبدداعي ددد

مبدعا ، احملافظة علی مساته األسلوبية املرکزية الشاعر متجددا فيها معيف اكتشاف وخلق اجملازات والتقنيات والصور اجلديدة. إنه يتنداول ، الكثري من املوضوعات واألغراض الشعرية جبمالية ورق ة عالييت التأثريومن خالل خيال واسع خصب مبين على اطال واسدع يف الشدعر

ومن خالل لغة غزيرة القدامو ، فذةواألدب ونظر ثاقب وبصرية ناستخدام ثاقبة التعبري مجيلة جزلة فخمة اإليقا رقيقة اإلحياء جليلة اال واللفظ.

، اختذ أديب کمال الدين التجربة احلروفية هوية فنية وأسلوبية له( 1976على مدى إصداراته الشعرية اليت تبددأ بديوانده تفاصديل

ي" مث "جدي"" د"ديوا عربد : مثلولتترسخ يف إصداراته الالةقة و"أخبار املعىن" و"نو" و"ةاء" و"النقطة" و"ما قبل احلرف.. ما بعد

8

و"أقول ، و"أربعو قصيدة عن احلرف"، "شجرة احلروف"، النقطة"، و"احلرف والغدراب" ، و"مواقف األلف"، احلرف وأعين أصابعي"

عنداوين واملتأمل يف و"رقصة احلرف األخرية".، و"إشارات األلف"هذه الدواوين يدرك مدی اهتمام وعناية الشداعر ذدذا املشدرو احلرويف الذ اتخذ من احلرف والنقطة وسديلة للتعدبري عدن رؤاه

أفکاره.واستطا الشاعر من خالل جتربته احلروفية أ يستكمل ختليدق الشعرية احلداثية وشحنها بطاقات وآليات وتقنيات تشكيلية وخطية

وةدد منظوراته الشعرية مدن خالادا ، عليها مبهارة وةذقاشتغل لتسه" يف ختليق الكتابة الشعرية اجلديدة وتنويعاهتا الداللية وشدفراهتا املستقرة يف البنية السطحية والعميقة. توغل قصيدة الشداعر أديدب

يف عاملها التشكيلي واخلط ي عندما ، ونصوصه املختلفة، كمال الدينوتشكيالهتا ةرفا ةرفا مما يتيح له استجما العناصر تقارب احلروف

وتنظيمهدا يف ، املشتتة واستحضارها ونسجها يف اتساق ومتاسد وةدة تعبريية وأسلوبية شاملة كمظهر بنائي ومجايل مهديمن علدي

(.155 - 157، م2007، وةدات النصوص وتركيباهتا. عبا بريا وانتقى ألفاظده اهت" أديب کمال الدين بألفاظه اهتماما ك

الشاعرة املشحونة بأنوا من الرموز لتعرب عن طريقتده اخلاصدة يف والتعبري عن اإلةسا به وختيلده. يتفدرد أديدب ، النظر إىل العامل

بتجربته الشعرية الثرة. هو واةد من الشعراء املبدعني الذين تفردوا يف امتثل أمام نفسده هنجه" الشعر بأسلوبية مجالية خاصة؛ وهو شاعر

طويال كي يستخلص عصارة فكره وأدبه ويترمجها إىل ةروف غزل من خالاا أمجل القصائد. وقد تفنن يف تقنية احلرف وجعلده مدرآة

9

عاكسة لتوهجه الروةدي ومكابداتده املعرفيدة يف عدامل ملديء .اعات واآلالم وأةالم املستحيلندزبال

يف جتربتده الشدعرية أديب کمال الدين خاض معرکة شاملة وأصبح شعره متميزا يف الشکل واملضمو؛ فلهذا السدبب أخدذت خريطة هذا الشعر جتمع يف ثناياها اإليقا واإليحاء والرمز ومعطيات

ليساير تطورات األةداث الراهندة ، فنية أخری خلصوبة النص وثرائهعلی أرض الواقع واحلداثة الشعرية کی تصبح مفرداته مدن عيدار

إبداعي نادر.وقد وظ ف أديب کمال الدين الکثري من اآلليات الشعرية الفنية

متيزه اإلبداعي روةيا وأسلوبيا حبيث تتماشی مع احلداثية للتعبير عنروح العصر وتطل عات الشاعر وطموةاته. واملقصود من آليات التعبري

جتربته لإلحيداء يف هذه الدراسة هي الوسائل اليت يعتمدها الشاعر يف فتنقل املتلق ي من املستوى املباشر ، والتأثير بدال من املباشرة والتصريح

للقصيدة إىل املعاين والدالالت الکامنة وراء النص.

: ئ ة البحثس يف هذه الدراسة نطرح سداالني واداول مناقشدتهما أثنداء

:البحثاعر إلثراء ما هي أبرز آليات التعبري اليت عمد اا الش: أوال -

الداللة يف نصوصه الشعرية؟ما هي أسباب ومربرات جلوء الشاعر يف توظيدف : ثانيا -

تل التقنيات وما مدی فاعليتها يف النص؟

10

:خ فية البحثهناك عدد من الكتب اليت صدرت عن جتربة أديب کمال الدين : واليت صبت اهتمامها يف البحث والتقصي يف مجاليات شعره مندها

ناقدا ةيث كتبدوا عدن 33وقد اشترك يف تأليفه « احلرويف »اب كتمقداد رةي". والکتاب د. جتربته الشعرية؛ أعد هذا الكتاب وقدم له

للناقدد « عامل أديب كمال الدين الشعر : احلرف والطيف»الثاين االجتماعي واملعريف يف شعر »مصطفي الكيالين. والكتاب اآلخر د.

أضدف »صاحل الرزوق؛ وكتداب د. للباةث« نأديب كمال الدي، ةياة اخليار د. للباةثة« قراءة يف "نو" أديب كمال الدين: نونا

للناقددة « جتل يات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين»وكتاب إشدكالية »وأخريا كتاب الناقد صباح األنبدار ، أمساء غريب د.

«.الغياب يف ةروفية أديب كمال الدينما ك تبت عنه مقاالت كثرية يف شبكة املعلومدات العامليدة ك

األسدطورة والرمدز : مجعها الشاعر يف موقعه الرمسي. ونذکر منها"صاحل الدرزوق"؛ ووجدوه دالديين يف شعر أديب كمال الدين ل

وشخصيات يف قصائد أديب كمال الدين للکاتب نفسه؛ وسدلطة "وديدع العبيدد "؛ دلالتناص الديين يف شعر أديب کمال الدين

"هاد علي الزياد "؛ دالرمز الصويف يف شعر أديب کمال الدين لو"مسري عبد دوتوظيف الصور القرآنية يف الشعر أديب كمال الدين ل

مواقف األلف( للشاعر يف الرةي" اغا"؛ واحلضور القرآين والصويف النقطدة ةقيقة أديب كمال الدين للدكتور "فاضل عبود التميمي"؛ و

"صاحل حممدود"؛ دواحلرف يف جتربة أديب کمال الدين الشعرية لالنص ةني حيتمدل التأويدل /والنقطة يف الشعر ألديب کمال الدين

11

قراءة يف ديدوا "احلدرف : وإشارات األلوا"هشام العيسی"؛ دل"أمساء غريدب". وإنندا ال د. والغراب" ألديب كمال الدين للناقدة

الدراسات النقدية اليت سبقت حبثنا واليت اسدتفدنا دحد أمهية هذه وقد رک ز فيها الباةثو علی تأويل ، منها کثريا يف إعداد هذا البحث

وتفسري بعض الظواهر والتقنيات اليت جاءت يف جتربة الشاعر.أما دراستنا هذه هي الدراسة األولی والرائدة يف إيرا عن جتربة

تقنيات اليت اعتمدها الشاعر يف منجدزه الشاعر؛ فقد قمنا بدراسة ال، وتأثير هذه التقنيات علی املتلق ي، ومدی فاعليتها يف النص، الشعر

التحليلي. - يف ظل املنهج الوصفي

13

الفصل األول

اللغة الشعرية

15

:المع م الطعرم تزخر جتربة کل شاعر بألفاظ کثيرة تعکس جانبا أساسيا مدن

والتدأثير ، فلغة النص تاد وظيفة نقل املعنی، شخصيته ومنط ةياتهوهذا ياک د أمهية اللفظة وتأثيرها فی نقل التفاعل النفسي ، فی املتلق ي

اللفظ هو وسيلتنا الوةيددة إلدی إدراك القدي" والشخصي؛ إذ اوهو األداة الوةيدة املهيدأة لدديدب ، بديالشعورية يف العمل األد

وهو ال ياد هاتين املهمتدين ، لينا من خالاا جتاربه الشعريةلينقل إ ةين يقع التطابق بينه وبين احلالة الشعورية التی يصورها. ال إ

الكلمة تشكل اللبنة األوىل يف التشكيل النصي األدبد ي؛ دإوكلما كانت الكلمة منسجمة متآلفة متضافرة يف سياقها استطاعت

وظيفتها األدبية؛ وإحياءاهتا الفنية الكاشدفة. أ حتقق اجلملة الشعريةتعد الكلمدة أسدا »: تقول الناقدة خلود ترمانيين يف هذا السياق

الشعر؛ ولكنها ليست كل شيء فيه؛ فهدي تتفاعدل مدع املعدىن واملوسيقى لتنتج يف النهاية عمال شعريا متكامال. والشاعر ةني جيلس

قوهتا ما يغين جتربته ويعطيها تدفقا يف ظالل الكلمات يستمد من يفء ويف داخلده ، وثراء. فهو يريد أ يعكس ما يدور يف خلده من أفكار

من عواطف وانفعاالت؛ لذل فهو ينتقي من الكلمات ما يناسدب ةاله وياثر يف غريه مراعيا يف ذل ةسن إيراد الكلمات وفق ترتيب

وتندو ، كلماتمنسق يقوم على االستفادة من خصائص أصوات ال

16

وتباين داللتها؛ فالكلمات ليست رموزا كتابية أو أةرفدا ، ةروفهامتالصقة صماء بل هي شحنات عاطفية فاعلة؛ تنتقل من الشاعر إىل املتلق ي ال لتصف ةاله فحسب بل لتعتصر من روةه مدا تصدبه يف أرواح املستمعني؛ وعلى هذا األسا ميتاح الشداعر مدن طاقدات

لصوتية والداللية ليبد من خالاا أمجل األحلدا ويصدور الكلمة اأرو الصور فينتج أعظ" القصائد؛ وهذا يعين أ يف الكلمة عنصرين

الصوت واملعىن؛ والربط بينهما يبدو صعبا للغايدة؛ أل وضدع : مهاالكلمة نفسها يف سياق جديد يعين اكتشاف معىن جديدد يتجداوز

السياقية بكل ما حتمله مدن إحيداءات الصورة املعجمية إىل الصورة (.69: م2004« جديدة وإيقاعات صوتية يشي ذا السياق اجلديد

، ةسب عمق رؤيته واتسدا معجمده ، تتنو مفردات األديب، فالثروة اللفظية لدديب تکشف عن ةج" ما يعرفه األديب من ألفداظ

ظ عن ةج" ما يستخدمه من هذه األلفدا - يف الوقت ذاته - وتکشففإننا ، يف صياغة نصوصه. وعند الکشف عن املستخدم من هذه األلفاظ

وبالتدايل ، نستطيع معرفة کيفية تصرف هذا األديب يف ثروته اللفظيدة واملقارنة بني نص ونص آخر علی أسدا السدمات ، نستطيع التمييز

(.90: م1999، األسلوبية للنص املراد عن اآلخر ةبيبالقامو اللغو للشاعر والذ يتکو من فاملعج" الشعر هو

وعليه فليس املعج" الشعر ، خالل ثقافته وبيئته ومناخه الذ عايشه، ولکنه أداة الشداعر اخلاصدة ، متکررا عند الشعراء بالصيغة نفسها

واليت تعد معيارا لتمييز شاعر عن شاعر ما ويعد املعج" الشعر من ، علی أساسها ميکن احلک" علی الشداعر أه" اخلواص األسلوبية اليت

(.52: وتبيا مالحمه اخلاصة السابق

17

غري ، يتصل املعجم الشعري علی وجه عام بلغة العصور مجيعا: م1964، )درو« أسلوبه اخلاص لذوقه ومزاجريه ينمي»أن الشاعر

وحتصيله املکتسري. ، فضال عن تأثره بالتطورات احلضارية، (339وتتجريه بريه لتصريوير ، رؤية الشاعرفحني ختتطف التجربة الذاتية

تنبثق طائفرية لفييرية ، اإلحساسات واالنفعاالت واملشاعر املضطربةمرددة أصداء النفس من خالل البنيرية اللغويرية ، ذات دوال شعورية

ومتتزج ، لتمتد علی جسد القصيدة حينا، التصويرية اإليقاعية جمتمعةة يف حياتنريا يف وألفاظ سهلة متداولري ، موروثة/بشبکة ألفاظ تقليدية

وهريذه ، أحايني أخری والنصوص األدبية تعتمد علی قواعد لغويرية فاملوضوع هريو »القواعد هي اليت حتدد املواضيع يف األعمال األدبية

، )حسرين « جمموعة للمفردات اليت تنتمي إلی عائلة لغوية واحريدة ( 33-32: م1983

طبع خيتلريف واملقصود بالعائلة اللغوية هو احلقل الداليل وهو بالملفردة بعينريها الغوي اديفاملعجم مبفهومه اللغوي يعين ترد، عن املعجمورود کل الکلمات الرييت : موت( مثال أما احلقل الداليل - )موت

، التابوت، الکفن، القرب» ريتدل علی معنی حمدد ملفردة املوت مثال ک «النهاية ، الصمت، القفر، الوحشة، النعش

تتجلی لغة أدي. کمال الدين بالکثافرية واالقتصرياد وجمانبرية الترهل اللغوي يف بناء اجلملة الشعرية حيث جاءت هذه اللغة خمتزلة عميقة متعددة الدالالت فمفرداته مستمدة مرين مفريردات احليرياة

وليس غريبا أن ميتلك الشاعر معجمه اللغوي علريی هريذه ، اليوميةعن ثقافة ووعي واطالع علريی األد فهو شاعر يکشف، الشاکلةقدميه وحديثه؛ على حنو مكنه من أن حيرر الكلمات مرين بريي العر

18

شحناهتا القدمية ويبث فيها إحياءات جديدة؛ وعلى هذا فإ املرجعية النصية للكلمات عنده ليست معجمية وإمنا إحيائية مسدتولدة مدن

، ى تشدعري الكلمدة سياقها الشعر . إنه مبد ميل قدرة هائلة علوتشعري اجلملة وخلدق ائتالفهدا النسدقي ، وبث إيقاعها من جهة التشكيلي من جهة ثانية.

ويف ما يلي نرک ز علی أه" املفردات اليت تکررت يف شعر هدذا :الشاعر املبد واليت شک لت معجمه الشعر

:الموتوهدذا ، يف شعر أديب کمال الدين مثة توغ ل يف ملكوت املوت

عين اشتغال الشاعر بكثافة على آليات هذه املفردة إذ كررها کدثريا يناهي عن املفردات والعبارات اليت تتصل ذا من ةيث املعىن وختتلف هاجس املوت يالزمه كظل ده لدرجدة معها من ةيث الشكل. إ

وهذا الشعور مرده اخلشية ، حيسب القارئ أنه يسكنه يف كل حلظاته، واألصددقاء ، يف بالد الغربة دو أ يرى األةبدة وهو، من املوت .ويكحل عينيه بثرى الوطن، واألهل

وقدد ، فضال عن مفردة املوت هناك ألفاظ تربز قضية املدوت تکررت فی املعج" الشعر للشداعر کدالقرب والکفدن والدنعش

من غير أ ، والتابوت. وهی ألفاظ حتمل املوت فی تفاصيله الواقعيةتأخذ منه موقفا فکريا أو عقائديا. كما أ الدم والدمو تفلسفه أو

، واملطر والبحر هی الکلمات التی يلتقي فی مضموهنا املوت واحلياةوتتراءی القيامدة ، عامل الوالدة اجلديدة. ويتراءی من خالاا البعث

واالنتصار علی املوت.

19

املوت هاجس كبري يقلدق : يری الناقد عدنا ةسني أمحد إ"أديب" إىل ةد اللعنة. وال جيد هذا الشاعر امل طارد من قبل أشدباح املوت ةال سوى الكتابة عن املوت. وفعل الكتابة هو آخر وسديلة دفاعية لدى الشاعر الذ يدرك يف النهاية أنه راةل إلی عامل جمهول. رمبا يكو الشاعر يف اللحظات اإلبداعية على األقدل هدو األكثدر

يف امل خيلة. فحينما يكتب شعرا عن احلياة واحلب واملوسيقى استغراقاواألهنار واألشجار والطيور وما إلی ذل جيد نفسه وبطريقة غامضة

املوت قد بات شغله الشاغل، يكتب عن املوت ورمبا أصدبح ، ألتقنية االةالة الستدعاء األساطري يف »، هاجسه األول واألخري أمحد

دراسدة منشدورة يف موقدع ، «الدين الشدعرية جتربة أديب كمال ، وتارة أخرى يسميه موتا جديددا ، الشاعر(. فتارة يسميه موتا قدميا

وةينا آخر يصفه باملوت اللذيذ الذ له ، وةينا ينعته باملوت املقد :"طع" الس"!"

:يف الطريق إلی املوت ،املوت القدمي املقدس ،فاجأين موت جديد

،لذيذ بطعم السمموت أربعدو قصديدة عدن موت مل أحجز له موعدا أو مقعدا.

(22: احلرف

رب سائل يسأل عن السبب الذ يدفع الشاعر لالنغمدا يف ساال املوت الذ ينطو على أبعاد تشاؤمية مفجعة فيأيت اجلدواب

:نابعا من أعماق الشاعر على شكل اةتمالني ومها

20

هو ندميي الوحيد ربما ألن املوت الذي يحسن الرقص قريببـي أو صاح

(23: السابقحني أهنار وسط الطريق.

ةينما تتعثر قددرات : ةسب رؤية الناقد أمحد عدنا ةسنيإىل ، مثل عامة النا ، الشاعر يف ف "شيفرات" املوت السرية يلتجئ

:التأويل البدهي احملسوم سلفا ةيث يقول إهليلك اجملد يا

خلقت املوت ليكنسنا يف هدوء مريب مثلما تكنس الريح

(24: السابقأوراق الشجر املتناثرة على األرض.

کاملثدال ، كما دد مفردة "البحر" تلتقي مبفهوم املوت ودالالته :التايل من قصيدة "زوربا"

فکيف السبيل إلی ترويضه؟ هل ميکن لرقصة ساحرة

أن تروض البحر؟ (21: أقول احلرف وأعين أصابعي أن تروض املوت؟ أو

يقدول ، ج"ال ندا احلد أويف املقطع التايل من قصديدة "إندي :الشاعر

مث ميضي من النهر إىل الصحراء ومن الصحراء إىل البحر

21

،ومن البحر إىل املوت (19: السابق .أعين إىل النار

، أديب کمال الددين فاملوت يعترب من أبرز املوتيفات يف شعر

:فقد فاجأه ةني رآه صبيا ،فاجأين مويت قبل أربعني عاما

فاجأين حني رآين صبيا أحاول أن ألقي جسدي يف النهر

(98: السابق من فوق اجلسر.

املوت بالنسبة للشاعر الرومانطيقي هناية يتوق إليها ألهنا تفتح له يح الذ يفتقده يف هذا أبواب املغلق وتکشف له أسرار احلب الصح

ةيث ال رفيق سوی الوةدة ، العامل. ةيث ال يدوم ةب وال صداقة الشاعر الذ جيسد أةالم البشرية وآالمها جيسدد واالغتراب. فکأأيضا غربة اإلنسا وشعوره العميق بالوةدة يف عامل يعج بالسدک ا

(.294: م1996، محود

:المرآأنتاجه الشعر بکثرة فعلی سبيل املثال تکررت هذه املفردة يف

من ديوا أقول احلرف وأعين أصابعي( تکررت أربع 69يف صفحة :مرات؛ ويف أکثر من مرة ددها مقرونة مبفردة املرأة

الباذخ مبرآتك الکبرية (69: أقول احلرف وأعين أصابعيأيتها املرأة املرآة.

22

ال کأنهدا املدرأة نفسدها إ ولو أ "املرآة" تشبه "املرأة" بل أ :الشاعر يری بينهما فرقا واةدا

،أيتها املرآة، ومع أنك ،تشبيهن املرأة إىل حد كبري

،بل كأنك املرأة نفسها لكنك

)وهذا هو الفرق الوحيد( صادقة حد اللعنة

(57: السابقوهي )كما أظن( كاذبة حد اللعنة.

:قولويف املقبو التايل ي رأسي من شيخوخة أخرج

،يف املرآة قريب على الشاعر يف وأجلسه القبض ألقي

األعمال الشعرية مقرور. شتاء وأدفئه من برد، الليل منتصف (.148: ديوا أخبار املعنی، الکاملة

ويف ديوا "رقصة احلرف األخرية" وظ ف الشاعر هذه املفدردة بکثافة فعلی سبيل املثال يف قصيدة "البحر واملرآة" کرر الشاعر لفظة

:مرات 9املرآة البحر يف املرأة سبحت

.املرآة يف البحر فسبح

جمهول لسبب املرآة انكسرت

23

املرأة فضاعت

(53: األخرية رقصة احلرف .بالطبع البحر وضاع

:وكذل يقول عمرك أنفقت قد دمت ما

،املرآة ميم يف تتأمل سترى فكيف

العرش من كان الذي ميم

(13: السابقأدىن؟ أو قوسني قاب

:ويف القصيدة نفسها يتابع الشاعر قوله تعرف ال دمت ما

،اللحظة هذي تفعله ما النار إطالق ال جترب فلماذا

العارية املرأة على

(18: السابقاملرآة العارية؟ يف

أنده ال ومع إحلاح الشاعر علی هذه املفردة يف نتاجه الشعر إخيربنا يف النص التايل بأنه ال حيب مرايا النساء. فعندما أورثته الشاعرة سيلفيا بالث مرآهتا الصغرية احلمراء بعد انتحارها رماها الشداعر يف

:أقرب هنر منه بالث سيلفيا انتحرت حني

احلمراء. الصغرية مرآتها أورثتين

24

وألني ال أحب مرايا النساء

.اجملاور النهر يف رميتها فقد

سريعا تغرق مل املرآة لكن

توقعت كما

هنر إىل هنر من تنتقل صارت بل

البحر إىل وصلت حتى

(22و 21: )السابق املرايا. من عظيم مركب إىل فتحولت

:السفرطوی الشاعر خيمته يف بلده العراق مرغما وراح يبحث عن

منذ الطفولة فتوجه إلن أصین ملجأ آم حيقق فيه أمنياته الضائعة :أستراليا بالد الکنغر/املعمورة

:يکتب يل شاعر من بغداد ويضيف "أمل جتد فی الکنغر تسلية ما؟"

:قلت له: )أصول احلرف وأعين أصنابع مل أجد الکنغر يف بالد الکنغر.

(74و 73

فالشاعر ال جيد ما کان يطمح له يف هذه البالد الن يعتههنا :جحيما له

(65: )السابقوقرب حمطة القطار النازل إلی اجلحيم

25

يف جمموعة أقول احلرف وأعين أصابعي( كتب الشاعر ثدالث عن السفر يشتکي فيها من معاناة السفر وما تعدرض لده يف قصائد

وقصيدة ، وقصيدة "ةوار"، قصيدة "يف املطار األخري": رةلته الشاق ة "ل" أنت؟".

، فقد جرب أديب مجيع أنوا السفر، السفر ومتاعبهنع" أضناه :يف األرض والبحر واجلو

(73: السابقتعبت من احملطات واحمليطات والطائرات.

تارة يسافر يف األرض بالقطار احملط ات( وتارة يسافر عرب البحر واحمليط احمليطات( وتارة يکدو سدفره عدرب اجلدو يف الطدائرة

:وکا الوقت وقت شتاء الطائرات(. حسنا حنن اآلن يف املطار

)أهو املطار األخري؟( السماء ملبدة بالغيوم (77: السابقوالشتاء هو الوقت.

عبارة "السماء ملبدة بالغيوم" تدل علی أهوال السفر کمدا أ

فرةلته رةلة صعبة ومليئة ، الشتاء يرمز إلی اجلدب واحملن والصعوبة :باحملاذير

هذه رحلة مليئة باحملاذير (81: السابقوستستمر دومنا توقف.

26

م ذذه الرةلة من اللحظة األولی فتدراه يصدف ءفالشاعر يتشاةقيبة السفر بالسواد وهذا اللو کما هو معروف يدل علی القلدق

:واالضطراب والتشاؤم يا شاعر احلروف املريرة

رأيتك البارحة السوداء من جديدحتمل حقيبتك

(91: السابقحزينا کقارب محطم علی ساحل مهجور.

يفاجئنا الشاعر من الشطر األول بنعته احلروف باملريرة مث السفر مث ةالته احلزينة والقارب احملط " ، واحلقيبة السوداء، يف الليل البارةة(

عر.والساةل املهجور. فال ش أنها رةلة مضنية ومتعبة للشا، البحر، املطار، القطار، الفندق»: أما احلقل الداليل للسفر عنده

وهذه مفردات تدل علی ..« .احلقيبة، الرةلة، الطائرة، جواز السفرالسفر وتتردد بکثرة يف شعر أديب کما شاهدنا بعضها يف األمثلدة

السابقة.

:الغربةوح ندزال: والغربوالغربة ، االغتراب يف اللغة افتعال من الغربة

مادة غرب(.: عن الوطن... واالغتراب والتغرب کذل ابن منظورالغربة عدن األرض »: يقول أمحد جواد مغنية يف تعريف الغربة

فيضطره القهدر أ يعديش ، هي ابتعاد اإلنسا قسرا عن وطنه األم طموةه يتعارض مع ، بعيدا عنه ويشعر مبرارة الغربة عن األرض أل

واغترابه عن األرض يسدتمر ، هو ةاصل فوقها من قمع للحريةما

27

(.19: م2004 «. ويعترب عودته إليها للموت فقط، طويالفهو صاةب ، شعور الشاعر بالغربة خيتلف عن أ شخص آخر

عامل آخر مليء بالتأمالت واألخيلة اليت تغتين من احلياة ومن التعمدق أو االجتماعي أو احليايت بشکل يف جتربة الصرا سواء السياسي منه

يف النهاية ليس هو العامل الواقعي املعاش - عام. فعامل التأمل واخليال، سياسية: (؛ وأيا کانت أسباب االغتراب10: م1987، السيد جاس"

فإنه شعور متعب يصدل يف أةيدا ، أو نفسية، اقتصادية، اجتماعية کثرية أل يکو هاجسا لإلنسا.

وذل ، دده ةافال مبضمو االغتراب، ئنا للشعر العراقيإذا جقمدع النظدام البعثدي - يف الفترة األخرية - لعدة أسباب أبرزها

للمثقفني واألدباء وعلی رأسه" الشعراء. فمندذ سدتينيات القدر من هجرات ، فردية ومجاعية، العشرين والعراق يشهد ةاالت متتالية

، لشعراء منه" علی وجده اخلصدوص وا، مبدعيه يف خمتلف امليادينوةها عن الدوطن مهجردرة ندزوتباينت مربرات تل احلاالت يف

وبرز من کل جيدل مدن ، سياسيا وأيديولوجيا، کانت أو مهاجرةکانت املنايف ، أجيال اإلبدا الشعر احلديث يف العراق أمساء کثرية

بلند احليدر مث ، اجلواهر والسياب، أمداء سعيها وأفضية انطالقها مث آخرو وآخرو وآخرو.، وسعد يوسف

شرحية غري قليلة من ابناء الشعب العراقي آثرت سبيل ااجرة إ عددا ال بأ به مدن لتجد متنف سا يف بالد الغربة. وبطبيعة احلال فإ

ومعظمه" من الطبقة املثق فة ه" من الشعراء واألدباء الدذين ، هاالءوما تعتلج به صدوره" يف أبيات من الشعر ، شکاواه"جعلوا يبث و

تتفق مجيعها يف قضايا کثرية من ةيث املفهوم ، ودواوين صدرت ا"

28

والتغندي ، أمه ها االغتراب والشعور باحلنني إلی الدوطن ، واحملتوی (.69: م2008، ورثاء جروةه العميقة. دلشاد، بأجماده

العراق الذين عدانوا والشاعر أديب کمال الدين واةد من شعراءوواةد من الشعراء الذين ددد مضدمونه ، من االغتراب خارج البالدوتتنو الدوال اليت ترمز إىل تصوير مأسداة موجودا بقوة يف نصوصه".

وأوىل هذه الدوال هي ، االغتراب يف املهجر يف شعر أديب کمال الدين، الصدحراء ، بحرال، احلنني، احلز، السفر، وتامل» دتكرار مفردات ک

وما يتصل ذا من ةقل داليل. واشتقاقاهتا« النار...، الدمو فندراه ، أةيانا الغربة يف شعر أديب تقابل املوت وتقابل الندار

:ج"ال يقول يف املقطع التايل من قصيدة "إني أنا احل مث ميضي من النهر إلی الصحراء

ومن الصحراء إلی البحر ،ومن البحر إلی املوت

أعين إلی النار (19: أقول احلرف وأعين أصابعيوهو حيمل جثته فوق ظهره.

فالشاعر ينتقل ، يف هذا املقطع يرمز البحر إلی السفر واالغتراب

النار اليت يواجهها الشداعر يف /ويعين ذذا املوت احملن، منه إلی املوت :غربته. وهكذا تتجدد غربة الشاعر يف کل ةني

ب الذي جيدد غربتهأيهذا الغري بدمعتني اثنتني

يف کل فجر (17: السابقويف کل ليلة.

29

ويف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مبهجا" يصف لنا الشاعر هذه :الغربة اليت يعاين منها

غربيت هي غربة العارفني إذ كذبوا أو عذبوا.

غربيت هي غربة الرأس يحمل فوق الرماح

الء إىل كربالء.من كرب غربيت هي غربة اجلسر اخلشيب

إذ جيرفه النهر بعيدا بعيدا. غربيت هي غربة اليد

،وهي ترجتف من اجلوع أو االرتباك وغربة السمك إذ تصطاده ،سنارة الباحثني عن التسلية

وغربة النقطة ،وهي تبحث عن حرفها الضائع

وغربة احلرف السكريوهو يسقط من فم

(75: السابقأو فم الطاغية.

فهي ال تنحصر ، حياول الشاعر اخترا الکلمات ليصف غربته، فهذه الديار بالرغ" من قسوهتا وشددهتا ، يف إقامته يف الديار النائية

لکدن غربتده بددأت تتسدع يف ، ففيها شيء من الرفاهية والطيبة العراق./الفرات

30

لقد شد الرةال إىل بالد غربتها مل يطق الشاعر غربته بني ذويه. :أهو عليه من غربة الوطن وهو العارف بالغربة القصوى

أوقفين يف موقف الغربة الغربة تبدأ من الروح: وقال

(34: مواقف األلففحذار من غربة الروح يا عبدي.

وجبداال ، تل الغربة صبت يف نفسه حبارا من الصخب القاتلوبسدببها ، والشعور بنهاية آتية ال ريب فيها، والشجن، ااموممن بأبسط األشياء سعيا وراء عشبة احلياة. هكذا فهو ، وهو الغريب، الذ

:النبع -يف قصيدة الغريب( -يسأل هل عندك دواء للموت؟

ال.: * قال النبع فضحك الغريب ثانية

(27: شجرة احلروفحتى اغرورقت عيناه بالدموع.

استأثرت صور املوت مبساةات كدبرية ، يف هذه الغربة القاتلةمن اشتغاالته احلروفية ةتى حتولت إىل موضوعة مركزية يف أغلدب

إشكالية الغياب يف ةروفيدة : م2014، تل االشتغاالت. األنبار أديب كمال الدين(.

:النهر النهر هو اإلله امل لقى على األرض( الذ يدمي احليا ة مبائده. إ

اللجوء إىل النهر ميث ل وسيطا مقبوال بني الشعر واإلنسا إلعادة األمل :بعقد عالقة تنسيق األةزا

31

،مث أعطيت القصيدة للنهر خذها: قلت له

،إهنا ابنتك أيضا ،أيها اإلله امللقى على األرض

بارك سرها وتعرف إىل معناها األزيل

(14: شجرة احلروفأيها األزيل. فالشاعر يرى أ النهر هو أكثر قدرة من غريه على إدراك ، إذ

النهر املاء( له صفة األزل ، معىن قصيدته من دو البوح بسرها ألولكن ستأيت التوقعات والنتدائج ، النهر/اليت جتمع بني االثنني الشعر

قوة والدميومدة فالنهر إله قائ" بذاته( ةامل حماصر بدال ، خميبة أيضاحماولدة لتنسديق »، والغرور ولذل سيفشل كوسيط أفضل. عبيد

:موقع الشاعر(، «أةزا العال" لكن النهر ظل حيلم وحيلم حمدقا يف األقاصي البعيدة

(14: السابقدون أن يعري كالمي انتباها.

:الفراترمزيدا الفرات من املفردات املکررة يف شعر أديب وحتمل بعدا

من مصدادر امصدر، بالنسبة للعراق، هذا النهريشك ل إذ ، يف النص :لکنه أصبح ميتا، احلياة يضخ الروح فيه

،کيف مت

32

يا فرات الروح وسينما الطفولة (59: أقول احلرف وأعين أصابعيومقهی احللم.

الذ يقار الشاعر بينه وبني مصادر احلياة وأهنار أستراليا البلد

:فيقول يف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مبهجا"، يقي" فيه النهر هنا يتجدد قطرة قطرة

(74: السابقليس کالفرات الذي يدفع ماؤه الضفاف دفعا.

ففدي ، فيبقی الشاعر حين إلی هذا النهر وهو مقي" يف الغربدة :القصيدة ذاهتا يقول الشاعر

ات؟من يعيد إيل مسك الفر (74: السابقومن يعيد إيل مرکبا خشبيا وسط الفرات؟

بددي حين الشاعر بعمق إلی مس الفرات وإلی مرکبده اخلش

وسط هذا النهر وإىل تل املسرة اخلفية العذبة اليت تالشت إىل األبد. :ويف نص آخر يقول

عمرك أنفقت قد دمت ما

احلافيتني قدميك تضع وأنت

راء الفراتيف

،هنار ليل غيمة ستركب فكيف

(13: رقصة احلرف األخرية بعيدا؟ بعيدا بك حتلق

33

العراق؛ فقد أنفق الشاعر أةلی سدين /الفرات يرمز إلی الوطنعمره وهو يضع قدميه احلافيتني يف هذا النهر فکيف له أ حيل دق يف

السماء ويتقدم ليصل إلی ضالته املنشودة؟ شيو ألفاظ معينةکما يف قصائد ، شاهدنا يف هذا البحث فإ ةالة نفسية تتراک" عليها شبکة لفظيدة ذات ، شاعر ما يشري إلی أ

دالالت معنوية ونفسية تعبر عن تل احلالة املستشعرة الديت هتديمن علی کيا الشاعر. وتل الشبکة اليت ترفد القصيدة باألسس الداللية

أطر تصويرية مشک لة مدادة رئيسدية يف بنيدة تنمو وتتکثف داخل إحلاح تل األلفاظ وانتزاعها من رکدام الصورة الشعرية. واحلق فإ

ال يضغط اعتباطا وإمنا جييء ضغطه ةدامال معده وشدائج ، ضخ"أو ما يقرب مدن ، االرتباط الوثيق بوجدا الشاعر خللق ةالة معادلة

ا إلی قيمة تعبريية تصطف مع النتزا القيمة الشعورية وحتويله، ذل و احلالة املسکونة. ولذل يبدو من الصعب إةالل البددائل ندز

الرتباط اللفظ بالنسق الذ يوالدف ، مهما اقترب البديل من الداللة: م1999، العالقات القائمدة بدني الوةددات اللغويدة ةبيدب

(.130و129 األلفاظ تکتسب أمهيتها ودالاللتها مدن خدالل وال ش أ

أو ، األلفاظ ال تشک ل يف بساطتها: السياق الذ ترد فيه. مبعنی آخرإال إذا خضدعت ، أية قيمة، أو إادار إلی العامية، ما حتمل من إرث

لالنفعال وةرکته واةتضا وجدا الشاعر اا.

35

الفصل الثاني

راركظاهرة الت

37

:الأکراراليت تستخدم لفهد" الدنص يعد التكرار من الظواهر األسلوبية

كا له ةضوره عندد الدبالغني بدي وهو مصطلح عر، بدياألدويدأيت مبعدىن .العرب القدامى فهو يف اللغة من الكر مبعىن الرجو

ال كرره وكرالرجو يق: الكر»: اإلعادة والعطف. يقول ابن منظورعطف عليده : وتكرارا مصدر كر عليه يكر وك رورا بنفسه. والكر

«.أعادة مرة أخرى: كرر الشيء .رجع: عنه وكر

أمدا يف .فالرجو إىل الشيء وإعادته وعطفه هدو التكدرار االصطالح فهو تكرار الكلمة أو اللفظة من مرة يف سياق واةد أمدا

ي" أو للتلذذ بذكر املكرر ظللتوكيد أو لزيادة التنبيه أو التهويل أو التع ر(.مادة ک، ابن منظور

وال شد ، ظاهرة التکرار تعد من الظواهر البارزة فی الدنص أهنا ترتبط بعالقة ما مع صاةب النص فهو من خالل التکرار يحاول تأکيد فکرة ما تسيطر علی خياله وشعوره. ويعد وسيلة من وسدائل تشکيل املوسيقی الداخلية. التكرار ال يقوم فقط على جمرد تكدرار

وإمنا ما تتركه هذه اللفظة من أثر انفعايل ، اق الشعر اللفظة يف السيوبذل فإنه يعكس جانبا مدن املوقدف النفسدي ، يف نفس املتلق ي

من خدالل دراسدة ال ومثل هذا اجلانب ال ميكن فهمه إ، واالنفعايل فكدل تكدرار حيمدل ، التكرار داخل النص الشعر الذ ورد فيه

38

لية خمتلفة تفرضدها طبيعدة السدياق يف ثناياه دالالت نفسية وانفعا .الشعر

بأشدكال خمتلفدة بدي وتشك ل ظاهرة التكرار يف الشعر العرمتنوعة فهي تبدأ من احلرف ومتتد إىل الكلمة أو العبارة واىل بيدت

.وكل جانب يعمل على إبراز جانب تأثري خاص للتكرار، الشعر :يتحقق التكرار عرب عدة أنوا

وهو يقتضي تكرار ةدروف بعيندها يف : تكرار احلرف -1مما يعطي األلفاظ اليت ترد فيها تلد احلدروف ، الكالم

.أبعادا تكشف عن ةالة الشاعر النفسية

وهو تكرار بعيد اللفظة الواردة يف الكدالم : تكرار اللفظة -2 .وإكساذا قوة تأثريية، إلغناء داللة األلفاظ

رار يعكس االمهية الديت وهو تك: تكرار العبارة أو اجلملة -3يوليها املتكل" ملضمو تل اجلمل املكدررة باعتبارهدا

إضدافة ، مفتاةا لفه" املضمو العام الذ يتوخاه املتكل"إىل ما حتققه من تواز هندسي وعاطفي بدني الكدالم

.ومعناهكا التكرار بأنواعه الثالثة املشار إليها عند الشداعر أديدب

ومدن مث ، هتمام بالشيء املكرروداعيا لال، لالنتباهکمال الدين مثريا فقد ةق ق تفاعال عاطفيا وشعوريا وإيقاعيا مع املتلقي بكافة أشدكاله

أو كدا تكدرارا ، أو مقطع أو تقسدي" ، سواء كا تكرار كلمةأو موتيفيا. وأيا كانت صور هذا التكرار فإنه سل ط الضدوء ، شعوريا

واليت تلح عليه كأنه ، الالشعورية يف نفس الشاعر على بعض اجلوانب .ال يود جماوزة العبارة املكررة إىل غريها

39

:أكرار الحرف وهذا الندو ، تكرار احلرف الواةد الذ هو من بنية الكلمة بدل ميكدن ، من التكرار ال يقتصر دوره على جمرد حتسني الكدالم

ا العضدو يف أداء أ يكو من الوسائل املهمة اليت تلعب دورهد لقل دة مدا حتملده ، التكرار أنوا املضمو. يعد هذا التکرار أبسط

هذه احلروف من معاين وقي" شعورية قدد ال ترتقدي إىل مسدتوى تأثري األفعال واألمساء والتراكيب. وأمثلة هذا النو يف شعر أديدب

كثرية. :لقد کرر الشاعر يف املقبو التايل ةرف السني بکثرة

،إهلي حتت شجرة حمبتك الوارفة سأجل

عاشقا له من حطام الدنيا سلي وى كوز ماءس

رة خبزسوك رة حرف.سوك ركسكي أكتب سأجل

ركسر سو رة حريف.سبك

أيضا سوأجل كي أحمو حريف

ركسحتى ال يظهر من ركسر سو

40

ني وقت انقضاض الزالزلسوى الس (15و 14: إشارات األلفوى الراء وقت اهنمار املطر. سو

موسق جبدر مرة وهو ةرف م 17کرر الشاعر هذا احلرف إيقاعي ترتاح له األذ. وتكرار احلرف ال ميكن أ خيضع لقواعدد نقدية ثابتة ميكن تعميمها على النصوص الشعرية للشاعر الخدتالف

ل ةرف ضدمن السدياق يف طبيعة األسلوب والداللة اليت حيدثها كوإ كا تأثري احلرف املوسيقي ال يرقى يف قوتده إىل ، النص الواةد

تكرار احلرف حيق ق أثرا واضدحا يف تأثري الكلمة. لكن مع هذا فإ ذهن املتلقي جيعله متهيئا للدخول إىل عمق النص الشعر .

:ويف قصيدة اليد( أحل علی تکرار ةرف "الفاء" الطفولة يف فتحت يد احلرف

كي أجد قلم حرب أخضر لى ذابلة.فوجدت وردة دف تحت يد النقطةفو وجدت دمعة عيد قتيل.ف احلربيفو فتحت يد احلرف

كي أجد طائر سالم وق روحي اليت أربكهافرف فير

،مشهد الدم نة رمادفوجدت حف

41

وقصيدة حب مزقتها الطلقات. يد النقطةتحت فوأقول احلدرف وأعدين بكت ابنها القتيل. وجدت دمعة أمف (32: أصابعي

وأغلبها فاء العطدف ، ر ةرف الفاء( کثريا يف هذا النصلقد تكرمع الفعل وجدت( الذ تكرر ست مرات. يف هذا النص دد طفولدة

ةيث أثدث فضداءه ، احلرف والنقطة وما ذما من أةاسيس ومشاعرمال ومقاطع شعرية مزجت بني بسداطة اللغدة بأصابعه اليت طرزت ج

متمثلدة يف ، عرب شخصيتني رئيسيتني مها احلرف والنقطة، وعمق املعىنومن خالل احلرف نستبطن الدداخل. وقدد ، الطفولة واحلرب واملنفى

وهكذا يف بقيدة القصدائد ، مقاطع ةرتبت القصيدة يف ةكاية من ثالثمل ، مديح إىل مهند األنصدار ، ل" أنت؟: حلرف فيها مثلةيث تكرر ا

، غزال أكل قلبه النمدر. عبددالرةي" أغدا ، يعد مطلع األغنية مبهجامجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقدول احلدرف »

دراسة منشورة يف موقع الشاعر(.، «وأعين أصابعي" :ة خطأ(من مناذج تكرار احلرف يف قصيدة مث

السرير يفمثة خطأ الطائر الذي حلق فوق السرير ويف

اليت كتبت القصيدة يفو لتصف مباهج السرير

املفاجأة اليت تنتظر السرير يفو (7: السابق .آخر املطاف يف

42

:مث يعود ليكرر هذا احلرف يف املقطع الثالث من هذه القصيدة مثة خطأ يف الكأس واخلمرة

الرقصة والراقصة يفو والتعري العري يفو وثائق التابوت يفو ،والضجيج، والنشيج، النشيد يفو

واحلروب اليت أكلت أبناءها أو اليت ستأكلهم عما قريب.

:ويعود مرة أخرى يف املقطع الساد من القصيدة نفسها

النقطة يفاحلرف وآخر يفمثة خطأ الصخر أو ساعة ساعة الرمل يفو والسكني، واملوعد، الذكرى يفو واملطر، وباب البيت، املفتاح يفو وكلمة األسف، القبلة يفو رغبة شفتيك وشفيت يفو "أحبك": كلمة يفو

"وداعا".: وكلمة

( مرة. وقد وظ ف 15يكرر الشاعر ةرف اجلر يف( أكثر من : ثبات تأكيدد أخطداء الشاعر تكرار احلرف لبيا صورة حمتملة يف

إىل فقددا ، إىل األسدف ، إىل العر ، من احلرب، أخطاء يف ةياتنالتضفي على الصورة وصفا داخليا متسما بالقهر من خدالل ، الرؤية

43

احلرف يف(. وهي تشك ل منوذجا حيتذ به يف خمتلف القصائد فضال عن ما أفاده التكرار من خلق إيقدا موسديقي داخدل القصديدة

مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديدب كمدال »، عبدالرةي" أغادراسة منشدورة يف موقدع ، «الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"

الشاعر(.وقد يعمد الشاعر يف بعض األةيا إىل أنوا خمتلفة من تكرار

منها تكدرار احلدرف يف ، احلروف كأ يكرر أداة استفهام أو نفي :قصيدة زوربا(

خر. ممن إذن؟ستس من الرقص؟

.ال من الرمل؟

.ال من احلب؟

.ال ؟من احلظ

.ال من اخلوف؟

.ال ألف مرة الو التكرر س

إىل أن تنهار فوق الرمال عيدسوالقلب ضاحكا مثل طفل

.ال: يصيح

44

ال: وأنت من خلفه مذهوال تصرخ ال ال ال ال ال

(20: السابق ال!

منها تكرار احلدرف ال( ، يف هذه القصيدةتنوعت التكرارات ( مرة وهذا النفي ناتج من رفض وسخرية زوربا( من املدوت 15

ال.... ةيث يت" تشكيل احلدرف : ومن احلب ومن اخلوف ليصيحبنسق مجايل يف شكل عمود ليقر بأمهية التأثري البصدر وفاعليدة

سددترقص إذ يددا ، ( مددرة13داللتدده. وةددرف "سددني" وسددترفع قدددم إىل /سدديجتاة الددوه" أو املددوج/قيصددديستبتس"(. الةظ كيف أ "سني املستقبل" متالصقة لدفعال /األعلى

مث ا الفعل ترقص الذ ين" عن ، املضارعة وهي حتمل زمنها بنفسهاةركة وانفتاح يزيد من تصعيد احلدث وأ زوربا يعدود ويبتسد".

، أغىن اإليقا الداليل للقصديدة ويبدو أ هذا التنو يف التكرار قدومن( تأكيد للمعىن الذ حياول الشاعر إيصاله فضال عن ، ال فتكرار

مجاليدة التكدرار يف »، اإليقا النغمي واملوسيقي عبدالرةي" أغدا ، «جمموعة الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"

دراسة منشورة يف موقع الشاعر(.

45

:أكرار الک مةميتل تكرار الكلمة يف النص أثرا عظيما يف موسقته. القيمدة .السمعية اذا التكرار أكرب من قيمة تكرار احلرف الواةد يف الكلمةويكو هذا التكرار ناجتا عن أمهية هذه املفردة وأثرهدا يف إيصدال

إضدافة ، ةيث تأيت مرة للتأكيد أو التحريض ولكشف اللبس، املعىن تقوم به من إيقا صويت داخل النص الشعر .إىل ما

:مرات 5يف ما يلي کرر الشاعر لفظة املوت ومشتق اهتا احلاء ماتت حني

.مويت إىل مضافا موتا أورثتين

املوت مشهد اعتدت على قد وألنين

،الطفولة منذ كثريا أحتر مل لذا

الذاكرة جةالث يف أمجده أن وقررت

(31: رقصة احلرف األخرية املوتى. جةالث من بدال

وقد اقتبسدنا ، مرة 23 وکرر لفظة املطر يف قصيدة "راء املطر" :املقطع التايل من هذه القصيدة

؟املطر امسه ما: صحت

؟مطر أي: فجأة الغيمة قالت

،بغداد مطر: هلا قلت ،الفرات مطر ،احلرمان مطر

46

،الثلجية السفارة مطر ،السجن مطر (42: السابق .البعيد البلد مطر

:"يقول الشاعر يف املقطع األول من قصيدة "مث ة خطأ السريرمثة خطأ يف

السريرويف الطائر الذي حلق فوق ويف القصيدة اليت كتبت

السريرلتصف مباهج السريرويف املفاجأة اليت تنتظر

(7: صابعي أقول احلرف وأعين أ يف آخر املطاف.

فقد کرر الشاعر لفظة "السرير" أربع مرات ليدل علی فداةدة اخلطأ أو العصيا الذ ارتكبه أبو البشدرية ، هذا اخلطأ منذ البداية آدم( منذ بدء اخلليقة.

ومن أمثلة هذا النو من التكرار دده ةاضرا يف قصيدة "مديح :إىل مهند األنصار " كانت حقيقية

الباقي. -أيها الراحلمشسك محاطة بالغبار ليست

وال معجونة باألكاذيب. حبجم حبة قمح ليست

وال حبجم برتقالة ذابلة.

47

باليت تنام ليست وال تدري أتقوم غدا

من سريرها أو ال تقوم. باليت تكره ساعاهتا ليست

وال دقات قلبها. باليت تلبس وجهني ليست

تها كل حني.وال تغير دف باليت تدوس على الكواكب األخرى ليست

(88: السابقإن زامحتها يف الطريق.

ةيدث ، نالةظ تكرار مفردة "ليست" خالل أسطر القصديدة مرات مادية إيقاعا موسيقيا داخل القصيدة فضدال عدن 6تتكرر

اإليقا الداليل الذ تاديه هذه املفردة اليت تدخل النفي ةول ةقيقة ولو رجعندا إىل كلمدة ، مشس الراةل األنصار . والنفي هنا رمز

هي اءتالليس فعل ماضي جامد و: "ليست" يف اللغة العربية لوجدناها تاء التأنيث.األخرى اذا النو من التكرار قصديدة "مل يعدد ةألمثلومن ا

مطلع األغنية مبهجا". يقول الشاعر أديب كمال الددين يف املقطدع :اخلامس من هذه القصيدة

غربيتسأحتاج إىل كلمة ألصف وسأخترعها إن مل أجدها.

،ليست هي البحر غربيت طيب، وحشته وأكاذيبه وجمونه رغم، فالبحر

48

روضته أو روضك.إذا بدأت يف الفرات، إذن، غربيت

(75: السابقوغابت مع مشسه اليت غابت.

:ويقول يف املقطع الساد العارفني غربةهي غربيت

إذ كذبوا أو عذبوا. الرأس غربةهي غربيت

يحمل فوق الرماح من كربالء إىل كربالء.

اجلسر اخلشيب غربةهي غربيت جيرفه النهر بعيدا بعيدا.إذ

اليد غربةهي غربيت ،وهي ترجتف من اجلوع أو االرتباك

السمك إذ تصطاده وغربة ،سنارة الباحثني عن التسلية

النقطة وغربة ،وهي تبحث عن حرفها الضائع

احلرف وغربة وهو يسقط من فم السكري

أو فم الطاغية.

49

تکرار مفردة "الغربة" يف نصده. وقدد أحل الشاعر بکثافة علی أسه" هذا التكرار يف صورة الغربة اليت تتحك" بالشاعر بكل أشكااا

وهتيمن علی أفکاره ومشاعره. إنها غربة الروح واجلسدد ، وصفاهتاوااجر وفقدا الوطن احلبيب. فالشاعر يعاين االغتدراب باجلسدد

ةك" الطغاة. والروح معا بعد ما أىب العيش يف وطنه حتت :يف قصيدة "صباح اخلري على طريقة شاريل شابلن" يقول

الضحك. أيهاصباح اخلري ،القهقهة أيتهاصباح اخلري

،السخرية أيتها ،السعادة أيتها ،الطفولة املتهرئة أيتها ،الفقر األسود أيها الغىن األبيض. أيها

،صباح اخلري أيتها الدموع ،اجلوع أيها ،سلوقاحلذاء امل أيها ،البطالة أيتها ،املغامرة أيتها ،املرأة اجلميلة املعشوقة أيتها املتشرد العاشق. أيها

،صباح اخلري يا أمريكا األعاجيب ،الرأمسالية البشعة أيتها ،الربوليتاريا الرثة أيتها

50

،احلرية أيتها ،العبودية أيتها ،األثداء والسيقان أيتها (60: السابقاحلرمان. اأيه

مرات بأسدلوب 4يکرر الشاعر يف هذا املقبو "صباح اخلري" فالقصيدة تبدأ مبنادى وبتكرار خفيف يشبه إيقاظ ندائ" أو ، ساخر

بعدها يستمر الشاعر أديب كمدال الددين يف ، إيقاظ وجوه عديدةتكرار املفردات يف ةالة مهسات شاعرية رائعة ميتزج فيهدا احلسدي

فأسلوب النداء لده ، واملعنو امتزاجا عضويا نابضا بالتوهج اجلمايلةيث تأكيد االنتباه ولفت اهتمدام القدارئ ، أمهية يف هذه القصيدة

املنادى هو كل أشكال السياسة والقهر واحلرما وبطريقة خاصة وأمجاليدة التكدرار يف »، طريقة شاريل شابلن عبدالرةي" أغا: هزلية

، «الشاعر أديب كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي"جمموعة دراسة منشورة يف موقع الشاعر(.

:يف قصيدة "ةرف حيتضن نفسه" يقول القطار خيرج من سكته. دع "أحبك": املرأة تقول دع

وهي تضع الكثري من األصباغ املزيفة على وجهها الذي أتعبه الزمن.

ها تقولدع يف آخر القصة البليدة. حتى لو انتحرت

القصة البليدة تتكرر كل يوم. دع

51

النافذة تنفتح بقوة دع لترتبك الصورة العارية يف اهلواء.

أن تقلق. التلفون يرن ويرن دون دع املطر يهطل بغزارة دع

بصخب أصفر.، بعدئذ، لتشرق الشمس الشبان يصرخون يف الشارع دع

الالشيء.والشابات يلبسن الزمن ينهمر من نافذة العمر دع

أو من نافذة الفندق والساعات تدفع بعضها بعضا

يف ازدحام عجيب. املدينة تلهو دع

وبرجها ينهار هبدوء شيئا فشيئا. الطائرة تطري على ارتفاع دع

(97و 96: السابقذراع واحد من األرض.

دية إيقاعا موسيقيا داخدل مرة ما 11 (د هنا تكررت مفردة القصيدة فضال عن اإليقا الداليل الذ تاديه هذه املفردة اليت تدل على ترك كل ما يرب ويقلق احلرف وهو ينام مثل يتي" ط درد مدن

ويبدأ يف مجل فعلية بالفعل «. د األرض تعبث كما حيلو اا»: امللجأ كما حيلو له. د ( ةيث الزمن يلعب ويلهو ويعبث ويطري

52

:أكرار العبجرأهو تكرار يعكس األمهية الديت يوليهدا تكرار العبارة أو اجلملة

املتكل" ملضمو تل اجلمل املكررة باعتبارها مفتاةا لفه" املضمو إضافة إىل ما حتققه من تدواز هندسدي ، العام الذ يتوخاه املتكل"

العبارة هي املرتكدز وعاطفي بني الكالم ومعناه؛ وربما تكو هذه األسا الذ يقوم عليه البناء الداليل للنص فضال عن املهمة النغمية اليت ياديها التكرار وهذا النو دده ةاضرا يف قصائد كثرية يف جتربة

أديب الشعرية.وحيتاج تكرار العبارة إىل مهارة ودقة حبيث يعرف الشاعر أيدن

تلمسه يد الشاعر تلد اللمسدة يضعه فيجيء يف مكانه الالئق وأ ، ألنه ميتل طبيعة خادعدة ، السحرية اليت تبعث احلياة يف الكلمات

، فهو بسهولته وقدرته على ملء البيت وإةداث موسديقى ظاهريدة يستطيع أ يضلل الشاعر ويوقعه يف مزلق تعبري .

إني أنا »وقد عمد الشاعر إلی هذا النو من التکرار يف قصيدة :«جال احل

!ال تقترب من ناري ،وسريبـي من نار قل

........... !ال تقترب

أخاف عليك من الصلب .وما بعد الصلب

أخاف عليك مما ترى................

53

!ال تقترب أيهذا احلرويف الذي يقترح احلرف امسا

................. !ال تقترب

فلقد احترقت قبلك ألف مرة .ارعويتوما

!ال تقترب جالإني أنا احل امسك امسي

ولوعتك لوعيت ودمعتك دمعيت وومهك ومهي (19 - 17: السابق بـي.وصليبك صلي

5فقد کرر أديب کمال الدين "ال تقترب" يف هذه القصديدة

لياكد فلسفة االةتراق واملوت.، مرات :ة خطأ"كذل يقول يف قصيدة "مث

(1) يف السرير خطأمثة

ويف الطائر الذي حلق فوق السرير (2)

يف األصابع مثة خطأ

54

والشوق وحلظة العناق.

يف اجلسد. مثة خطأ أعين يف تفاح اجلسد...

(3)

يف الكأس واخلمرة مثة خطأ ويف الرقصة والراقصة

(4)

يف السر والقرب واملنفى مثة خطأ وما بني الساقني.

يف الطائرة خطأمثة ويف مقصورة الطيار

والسنوات اليت انقرضت فجأة دون سابق إنذار.

يف البحر مثة خطأ واجللوس قرب البحر

(5)

يكرب مثة خطأ وآخر يتناسل

55

(6) يف احلرف وآخر يف النقطة مثة خطأ

ويف ساعة الرمل أو ساعة الصخر (7)

وأخريا وباختصار سحري

يشبهين متاما مثة خطأ (7 - 10: السابقمثلما يشبه البحر نفسه.

ليأيت هدذا التكدرار ، مرات 10هنا تكررت عبارة مث ة خطأ(

لتقوية الصورة اليت تصف هذه األخطاء ومكا خطورهتا مث ة خطدأ ليأيت أخريا وباختصار سحر مث ة خطأ ، يف احلرف وآخر يف النقطة(

منها ، ال يعاجل خطأ واةدا وإمنا جمموعة أخطاء يشبهين متاما(. فالنصالسنوات اليت تتسداقط ، املوت األمحر، عة التعر ندز، نشوة اخلمر

إىل آخر األخطاء ، وهروبه من منفى إىل آخر، من بني أصابع الشاعراليت تكرب وتتناسل. ويالةظ أ الشاعر قد عمد إىل أ يدأيت ذدذه

لتكدو ، دل على اخلطر يف ارتكاب اخلطأالعبارة يف بداية املقاطع لي القصيدة من القصائد اجلميلة يف اجملموعة.

يعمل تكرار هذه الالزمة على ربط أجزاء القصيدة ومتاسدكها وكأهنا قالب فين متكامل يف نسق شعر ، ضمن دائرة إيقاعية واةدة

متناسق. يكشف هذا التكرار عن إمكانيات تعبريية وطاقات فنية تغين عىن وجتعله أصيال إذا استطا الشاعر أ يسيطر عليه وأ جييء يف امل

56

حبيث ياد خدمة فنية ثابتة على مستوى الدنص تعتمدد ، موضعهبشكل أساسي على الصدى أو الترديد ملا يريد الشاعر أ ياك د عليه أو يكشف عنه بشكل يبتعد به عن النمطية األسلوبية. ففي قصديدة

: ساال مسدود( يقول(1)

كيف مت املفضل أنت الذي كانت احلياة كأسك

(2)

كيف مت أنت الذي اقترحت للعيد فجرا وأرجوحة.

(3)

كيف مت بأي ليل هبيم سقطت كنجمة تائهة؟

(4)

،كيف مت يا فرات الروح وسينما الطفولة

،ومقهى احللم الذعا مثل كأس عرق مغشوش

يف مشس آب؟

57

،إذن، كيف مت (59و 58: السابق وتركت جثتك مرتعا للطيور والكالب؟

وهكذا يتواىل تكرار عبارة كيف مت( يف القصيدة ويف بدايدة

القصيدة األربعة. وهذا التكرار االسدتفهامي مقاطع كل مقطع من فصار االستفهام هو احملدور ، نسج منه الشاعر أديب جتربته الشعرية

انة باألسئلة وصيغ االستفهام خاصية بددأت اذا النص ولعل االستع تربز بشكل ملفت للنظر يف قصائده.

ويف قصيدة واةدة هي العودة من البئر( ميكننا إةصاء أكثر من ملاذا؟( وهي صيغة االستفهام تدأيت أةياندا دعشرة أسطر تبدأ بلكنها يف األغلب تدأيت كمخدرج متعددد ، صادمة للقارئ وتثريه

:هو سر مهنة أديبوهذا ، احلاالت تركتهم يلقونين يف البئر؟ ملاذا تركتهم ميزقون قميصي؟ ملاذا (13: السابقمل تقل أي شيء؟ ملاذا

ويكدرر ، وهي تتحدث عن غدر إخوة يوسف وعن معاناتده .. وملاذا سكت يعقوب عن كل هذا الظل"..الشاعر ملاذا

ما مييز التکرار يف نتاج أديدب وأخريا ال يفوتنا أ نشري إلی أاللفظة يف أوائدل کمال الدين ويضفي عليه مجالية خاصة هو تكرار

:األبيات النقطة أنا بريق سيف األصلع البطني أنا

58

خرافة الثورات وثورات اخلرافة أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى أنا دم أخذته السماء ومل تعطه األرض أنا (14: لنقطة)ا .بقية من ال بقية له أنا

*** اجلمال دم كانت النقطة

املراهقة دم اللذة دم السكاكني دم الدموع دم اخلرافة دم الطائر املذبوح. دم

كانت النقطة دمي (21: )السابق أنا متثال الشمع.

*** الغامضات يا حرويف وا أسفاه يا نسائي الضائعات وا أسفاه يا أقنعيت اليت ال تكف عن فضحي وا أسفاه اليت تالحق بعضها بعضا يا سنيين وا أسفاه

أو بعض معىن دون معىن يا عريي الذي أحاط يب وا أسفاه

(23: كما حييط اجلنود برجل أعزل. )السابق***

59

من أنت املعاصرة؟ أكتب إليك إلياذيت حتى

اكشفي عن أنانيتك أريك يتمي. حتى

يل عن خبلكواكشفي أريك خنليت. حتى

يل عن غموضك ومؤامراتك واكشفي أريك وضوحي وسذاجيت. حتى

كشفي يل عن موتكاو (23: السابقأريك قياميت! حتى

61

الفصل اخلامس

التواصل بالرموز )احلروف(

ودالالتها

63

:الرمواالسديما يف يعد الرمز من أه" وسائل تشکيل الصورة الشعرية؛

ما ميکن أ حيل حمدل : الرمز مبفهومه الشامل هو»العصر احلديث. و، ليس بطريقة املطابقة التامة وإنما باإلحياء، شيء آخر يف الداللة عليه « أو عالقة متعدارف عليهدا ، أو بوجود عالقة عرضية ، سدليما

(.32: م1987حبيدث ، اعرأصبحت للرموز بکافة مستوياهتا أمهية قصوی للش

ويکشدف عدن ، يثر املضمو الشعر أمرا غدا استدعاء الرموزاملعاين اليت يصعب احلديث عنها بطريقة مباشرة. معطيات الرمز عامل ، ماثر يف إغناء الصورة ويف رفد أبعادها آفاقدا جديددة ومتنوعدة

وجود الرمز يستحضر معه مفردات خاصة به وهدذه ، وکذل فإ د إلی ختصيب الصورة وإغناء مناخاهتا.املفردات تا

وإنمدا ، بديمل يکن هذا االجتاه الرمز جديدا يف الشعر العرسار الشعراء العراقيو علی خطی إخواهن" العرب يف التعبير عمدا مل

فالظروف الصعبة الديت عداش يف کنفهدا ، يستطيعوا أ يبوةوا بهمدز ومواصدلة النضدال العراقيو ةدت ذ" إىل اإلجتاه إلی لغة الر

التصريح باألفکار واألةاسيس الکامنة ربمدا تقدود ، الشعر ألصاةبها إلی االعتقال أو السجن أو القتل. واذا السبب جلأ الکثيدر من شعراء العراق إلی الرمزية واالستعانة بالتراث. وقد هنلدت لغدة

64

الشاعر أديب کمال الدين کثيرا من خصوبة التراث ورمدوزه فدی تتحدرك ، کا فعالية ثقافية -أ الشاعر - وإنه، مسيرهتا اإلبداعية

بقوة يف ةقول اإلبدا الشعر لتواصل اکتشافها ملناطق جديدة يف الشعر والکتابة وإقامة تل اجلسور اجملدولة بعمق بين مناطق اإلبدا

والذوق السلي" واخليال الواسع والعواطف اجلياشة.

:رماية الحروفوذ كدرت معده ال يذكر اس" الشاعر أديب كمال الدين إال

احلروف اليت أصبحت لقبه وبصمته اخلاصدة يف املشدهد الشدعر ومل يكن ذل وليد الصددفة ومل ، على ةد سواءبدي العراقي والعر

يتكرر عشوائيا يف منجزه الشعر بل كا مشروعا ةروفيا( جدادا ن نوعها من ةيث الوسيلة التعبرييدة وضع القارئ أمام جتربة فريدة م

عن ثيمة النص الشعر الذ ياول رؤاه من خالل احلرف( الدذ يشك ل .مل يكن وسيلة الوصول إىل الغاية بل كا الوسيلة والغاية معا

احلرف حبد ذاته هاجسا شعريا مركزيا بالنسبة لتجربة الشاعر أديب يات( بالنسبة إليده كددالالت كمال الدين. ومبدئيا تتمثل احلروف

وكمشرو مكث ف الستقراء اجلذور التكوينية لكيا ، زاخرة باملعاينإىل إةاالت فاحلرف الذ يشتغل( عليه الشاعر ال يفضي بنااللغة.

موضوعية مشتركة مبعىن أ تعميدق دالالت احلدرف بالنسدبة إىل ه قصددية ال املعامل الوجداين( الذ اختط ه الشاعر بقصدية أو شب

املوضعية أو بذات التلق ي الذ يوز احلرف يبلغنا استعماالته بذاتبل يتخذ احلدرف( غالبدا ، ومعناه واستخدامه التداويل، فينا تأثريه

دالالت مزدوجة حتتمل التعددية يف القراءة وبدالطبع التعدديدة يف

65

ر أديدب مكاننا تأشري التجربة احلروفية( للشاعإمستويات التأويل وب :كمال الدين مبدئيا باملستويات اآلتية

املستوى الشكلي الستثمار عطاء احلرف. -1 الصويف( الستثمار عطاء احلرف. املستوى -2 املستوى الشخصاين( االعتباطي الستثمار عطاء احلرف. -3مستويات أخرى تعتمد الترابط الوظيفي( واالسدتخدام -4

فنية بديلة خاصة بتحريد الرباغمايت(. للحرف كأداة الرؤى اجلمالية للشاعر وهي تسداه" غالبدا بدااراف ، دالالت احلرف عن سياقه الشعر املطلدوب مدري

قراءة مجالية يف قصدائد /استكناه دالالت عطاء احلرف»مقال منشور يف موقع ، « نو( للشاعر أديب كمال الدين

الشاعر(.وسيلة تعبري عدن احليداة اختذ أديب کمال الدين من احلروف

ووهبها ما جتود به انفعاالته وأةاسيسده ، بشاوهنا وشجوهنا املختلفةفأديب هو الشاعر فتفرد ذا وصارت دال ة من دوال شعره. ، وأخيلته

احلرويف الذ وجد يف ةروف اللغة العربية ويف النقطة غزارة أسرار ته اخلاصة من جهدة فقد استطا خلق شعري، ومكامن شعرية هائلة

التعامل الدؤوب مع احلرف والنقطة ةتى أنسن احلدرف وأنسدن :لو نظرنا مثال يف نص جاء نوح ومضى( .النقطة

ستموت اآلن. أنك ستموت اآلن.، يا صديقي احلرف، أعرف

مل تعد نقطتك األنقى من ندى الوردة تتحمل كل هذا العذاب السحري

66

والكمائن وسط الظالم (7: أربعو قصيدة عن احلرف .والوحدة ذات السياط السبعة

ففي هذا املقطع نرى بأنه قد انبىن علدى شخصدنة احلدرف يا صديقي احلرف(. الشاعر يعترب احلرف صديقا له فأخذ خيطابده كأنه يسمع ويعي ما يقال له؛ ففي أكثر نصوص أديب نراه حيدرص على تشخيص احلرف وخطابه وفقا لدرؤاه الديت يريدد اإلفضداء

إليها.جتربة الشاعر أديب كمال الدين الشعرية متتاز بالريادة واالبتكار

ملنهجي والفين. فهو الشاعر الوةيد الدذ وظ دف على املستويني ااحلرف واستثمر جوانبه املتعددة؛ ةيث حتول احلرف لديه من جمدرد عملية شخصنة إىل أسطورة ختالط الواقع ةتى يصعب على مسدتوى

.الفرز الداليل أ تكتشف أيهما الواقع وأيهما اخليالاحلروفيدة الشدعرية انفرد أديب كمال الدين بتجربتده ، نع"

:وأخلص اا يف مشروعه احليايت إذ نراه يقول يف كينونيت

أعين يف ارتباكي الكبري مثة حرف

(88: شجرة احلروفومثة نقطة.

فهما يرتبطا ، الشاعر ال ميكن ختيل احلرف والنقطة مبعزل عنوهو مدا ، فال كيا اما بدونه، به ارتباطا عضويا وال ينفصال عنه

، جتربة الشاعر مل تستق من املوضو بل تنبع من الذات كثراءيعين أ

67

ناضجة مثارها جيتث ها مدن ، عرب شجرة غضة يانعة، كعطاء، كخصب قلبه لينري ذا العامل.

القانو الذ غالبا ما يتحك" يف استعمال أديدب كمدال إيتمث ل يف اشتقاق معىن احلرف من كلمة يكو جزءا الدين للحروف

:يقول، ذل احلرفمنها وصديق طيب ينكر على اهلل

أن يقول للشيء كن فيكون.... سينهض يف آخر الليل

وهو ينکر أن اهلل (23-25: احلرف والغرابهو الذي خلق الکاف والنون.

فخلق "الکاف" و"النو" تدل علی الکو وهنا يتناص الشاعر

وردت يف أکثر من آية قرآنية. واليت « کن فيکو»مع اآلية الشريفة :وأيضا يقول

(64: نواجتمعت احلاء بالباء فكان الكون!

، "احلاء" و"الباء" ةرفا خافتا ومتعاكسا شفو وةلقي(وهذه أصغر مفردة ذات معدىن ، واما معىن عاطفي مضمونه ةب(

هذا املقتدبس تدل علی أكرب مشاعر إنسانية فريدة. فريمز الشاعر يف حبريف "احلاء" و"الباء" إلی "احلب" الذ يراه سببا يف خلق الكدو.

:ومن قبيل قوله يف حاء حبك اليت وسعت كل شيء

(28: السابقولدت الباء بريئة كدمعة.

68

:الحج يستخدم الشاعر احلروف اليت تنسج" رمزيا مع احلالة النفسدية

تل احلروف داةا يف أستخدامها كمعادل اليت يعيشها؛ ولعل أكثر : احلاء( ترميز للحالة اليت يعيشها الشاعر هو ةرف

ربعنييف الليلة األ سقطت صيحيت

.فجمعت زجاجها بلساين اجلريح ،كانت الصيحة مرسومة باحلاء

(6: النقطة كانت الصيحة طفولية كاملاء...

هذا املقطع الصغري مخس لقد استخدم الشاعر ةرف احلاء( يف احلاء( هو احلرف الذ عندما نلفظه ال يتجه إىل خارج مرات أل

وإىل ةيث موقع القلب( وهذا األمر ، الف" بقدر مايتجه إىل الداخليتحقق يف ةاليت الوجع الذ يسبب الصيحة( أو احلدب( الدذ

هاتني احلالتني اإلنسانيتني يفقد القلب اإلنساين هدوءه واستقراره أل حمكومتا بذل االةتراق الذ يكو داخل اإلنسا ةاضنته.

:ويری الشاعر ةرف "احلاء" يف معترك احلياة جمرد ةل" ورماد حاء احلياة حلم ورماد

(50: احلاءوتاؤها أمل ونوم ونسيان.

ولعل هذا احلرف يدل علی احلرية أيضا فقد اةتدار الشداعر فتارة يراها راقصة أسطورية وتدارة ، تعدد دالالت احلاءاحلرويف من

:توابيت عارية وتارة أخری يراها ذهبا ومجرا ودموعا وسکاکني

69

عجب احلرويف من هذه احلاء فلقد رآها مرة راقصة أسطورية

ومرة رآها توابيت عارية ومرة رآها ذهبا ومجرا ودموعا وسكاكني.

.فاحتار اختر هلذه احلاء كلمة واحدة :قيل له

.وال تزد حاء احلياة...: فقال

(56: السابقومات.

بالرغ" من تعددية املعاين والدالالت اليت يدل عليها ةرف احلاء الشاعر إذا أراد أ يلخص هذه الدالالت بکلمة واةدة فهدي ال إ أ

:احلياة. وکثريا ما تلتقي ةاء احلياة حباء احلل" ،احللم حاء عن دامعتني بعينني فتشت ،القدمية قصائدي أوراق فتشت

نوح حاء الإ أجد مل

احلرمان وحاء

احلرب وحاء

(47: رقصة احلرف األخريةاحلنني. وحاء

والشاعر يف حبثه عن ةاء احلل" اليت حتتو علی مجيع احلداءات مل جيد منها سوی ةاء نوح وةاء احلرما وةداء احلدرب وةداء احلنني. فالشاعر مل يصل متاما إلی سر احلياة ةاء احلل"( بل اقتدرب

70

قليال إلی روح األمل واملثابرة والنجاح ةاء نوح( مع شديء مدن واحلنني؛ لکن الشاعر نسی أ يبحث عدن اليأ واحلرما واألذی :يف رةلته يساعده کثرياأ احلب الذ ميکن له

نوح حاء عن اجملنون حبثي يف

احلرمان وحاء

احلرب وحاء

،احلنني وحاء (51: السابقاحلب. حاء عن أحبث أن نسيت

:ولعل الشاعر تعمد يف تناسي هذا احلرف لدسباب التالية

،شعوذة احلاءات أكثر احلب حاء .الصحفيون يل قال هكذا

التباسا احلاءات أكثر احلب حاء

،وهرطقة وغموضا .املؤرخون يل قال هكذا

مبعثا احلاءات أكثر احلب حاء

،والسخرية والفكاهة للضحك .احلشاشون يل قال هكذا

:قالبـي قل لكن رقصدة احلدرف للجنـون. مبعثا احلاءات أكثر احلب حاء (52و 51: األخرية

71

:البج لكونه ينبع من فكرة تلخيص القرآ ، ةرف الباء( سر الوجود

والبداء ، والبسملة بالبداء ، والفاحتة بالبسملة، الكرمي بسورة الفاحتةالذ يشك ل وسدطا بدني ، رمز للتعني األول»فهي بالتايل ، بالنقطة

نقطة الباء فتشري إىل وجود العامل أ املوجودات. الواةد والكثري. أماووقوعها حتت الباء متثيل لتبعية املوجودات للتعني األول. وهي رمدز

(. اذا جاءت 181: م1981، احلکي"« اإلنسا الكامل عند الصوفيةفكانت تعبريا عن دميومة احلياة ، الباء( لدى الشاعر اا شكل املاء(

:عىن(يف قصيدة أنثى امل قليب أسكنت خمارجه سري دعاء الباء مات القلب بدائرة الباء. حتى

(23: أخبار املعنیهلا شكل املاء. والباء

، واا دائرة املي" احلمدراء /وأوعية الالم، وهي اا شكل الكاف :ونو اخلالق(

،املذعور األلف الباء هلا شكل ،الالشيءاملمتدة ما بني شكل التاء

شكل اجليم اجملنونة باجلنة واجلن. ،وهلا هاء مهومي

،وعودي واو ،حنيين حاء

،طاء طيوري ياء دعائي.

72

الباء هلا شكل الكاف وأوعية الالم (24: أخبار املعنیاحلمراء ونون اخلالق. امليم وهلا دائرة

املعىن( ةينمدا ةيث يصل ذا إىل مرةلة الفناء يف قصيدة باء

:يقول يف باء القبلة قرب حروف الذهب األعلى..

حيث املوت له عينان؟بـي أم يف باء خرا (166: األعمال الشعرية الکاملة

و الباء( ةرف معذب عند الشاعر يبحث عن لذائذه اليت فقدها

ويف النص التايل يتحدث الشاعر عن ةرف "البداء" يف العامل اآلخر. !يسميه أهل العل" باحلرف الكاشف الذ

:يقول أديب كمال الدين يف قصيدته "أنثى املعىن" ،الباء هلا شكل األنثى

(21: السابق شكل احللم السري وضوضاء األمطار.

يف هذا النص جعل من الباء داال على اجلانب األنثو مدن روح ليسدت »يقول العلدو .. فالباء طاقة أنثوية مطل ة على املكنوالوجود

فهي نقطة اا موقدع دال ، نقطة الباء أية نقطة كانت بل هي باء البسملة .(105: م1997، العلو «وكينوين ولو سقطت الختل نظام البسملة..

ولعل من تأمل باء بس" اهلل( كانت نظرة الفراهيد لفحولدة لكثري اجلما ( الرجل ا الباء من جهة اجلنس عندما ذكر يف معناه إنها

:(105: السابق

73

؟بـيهل أبيع ح قد فعلت.

؟ومن اشتراه اشترته النساء الاليت ال حاء يف بائهن

(37: النقطةوال باء يف حائهن.

اليت ذكرهدا الفراهيدد كثدرة فإذا تأول نا هنا الباء بالداللةالكلمة هدي تكو الداللة اليت ف ك كت إليها ، واحلاء باحلنا اجلما (

انكسار صور الكمال الغائب وغياب أةدد املكملدتني احلندا أو (.196ص، م2007، اجلما . ةسني

:النو ومن أکثر احلروف توظيفا يف شعر أديب کمدال الددين هدي

متث ل الدالة األكثر خصوبة يف ةروفية الشاعر لقدرهتا على "النو". فهيالصفات اخلاصة . وات جديدةالتشتت والتشظ ي واالنفجار وتكوين جمر

حلرف النو تاهله أل يكو موضوعا شعريا أو خملوقا ألسدنيا لديده أسراره ومناقبه. ولذل ميكن أ حيتمل ألعابنا اللغوية وأخيلتنا بنقطتده

بصورته األصلية اليت كانت عمياء من غدري تنقديط. ، وبدائرته املفتوةة :يقول يف قصيدة قاف(واألمثلة على ذل ال تعد وال تحصى. (13: نوفأبكي. صرت أرى نونك من غري نقطة

ونقطتها ترمدز ، ةرف "النو" يف شعر أديب يرمز إلی الکو

قطتها إلدی وأةيانا يرمز هذا احلرف إلی سفينة نوح ون، إلی الشاعر

74

يونس وقصة احلوت املعروفدة. بدي وأةيانا ترتبط بالن، نوحبدي الن :أما الشاعر نفسه فيقول عن معنی هذا احلرف

النون هي النون فال تضعوا علی لساين

کلمات مل أقلها (107: شجرة احلروفوال حروفا مل أعرف سرها وجنواها.

احلرف كدال رمز وضع أمدام أديدب كمدا ل الددين إ

وقدرة علدى مدلء ، ومرونة، مساةات شاسعة ليتحرك عليها خبف ةفراغات تل املساةات أكثر بكثري ممن مدوا بالكاد واةدا أو اكثر من تل الفراغات. لقد عرف أديب كيف يستثمر فضاء احلدروف

وةركاهتا لصاحل فعله الشعر املتضمن على قدر وافر ، لصاحل احلدثوعلى السري ذديها ، ل جتربته كلها وقفا على احلروفيةمن الدراما فجع

واسدتعادة ، ةتى هناية الطريق من دو أ مينح نفسه فرصة للتوقف واكتشاف مساةات أخرى لتجارب ما بعد احلروفية.، األنفا

:النةطة ودالالأهجتحيل "النقطة" أو التنقيط على عالمة الوش" كأ يتخدذ لده

البياض باليدد أو السداق أو الوجده أو الورقدة أشدكاال. وألالنقاط سواد يف العادة مقابل البياض أو ما يقارب البياض فهي /النقطة

أشبه ما يكو باملوجود الدال على وجود ةينما يظهدر ويتشدك ل ويشتغل عالمة وداللة وامكانا ملعىن رمز محتجب يستدعي ناظره

قطة يف االشتغال العالمي والداليل احلدرويف أو قارئه. كما يراد بالن

75

بضروب من التحويدل ، اإلشارة إىل املاتلف واملختلف بني احلروف كالباء والتاء والثاء أو احلاء واجلي" أو الفاء والقاف.، والتكثري

النقطة باملنظور احلرويف العريب القائ" على الداللة العرفانيدة إهو احلضور رغ" ضآلته وصفته العارضدة ، اإلحيائية التشكيلية الرمزية

عت نددز داخل دفق احلركة يف انسيال الوجود أو انسيابه. لدذل الكتابة يف قصائد "النقطة" ألديب كمال الدين إىل انتدهاج سدبيل "احملاولة" تليها حماولة بل حماوالت الستحالة ةص ر النقطة يف نظدام

ق االستخدام يف ك دل مدن الظهدور إذ يتحك " سيا، تدليلي واةد، واألداء الداليل بلحظات وجهود كاتبة خمتلفة. الکديالين العالمي

کتاب الکتروين ، عامل أديب كمال الدين الشعر : احلر ف والطيف2010.)

النقطة عند أديب کمال الدين موضوعا أو ةرفا أثريا له تشك لأو شيئا مهمال ال معىن له بل داللة سرية وسرمدية فهي ليست صفرا

"خطاب األلف" من جمموعته نو( ففي قصيدة، له دالالت عديدةيصف النقطة بأهنا سيدة( و ةب( و أعجوبة( و دم( و هدروب(

و دمعدة( و جنية( و خبور( و غموض( و آه( و خروج( و عبث(و دمة( و مفاجأة( و صومعة( و ذهب( و ةرب( و طعنة( و مالك(

مل مشعوذ( و سطح( و عقل( و رمدز( و غيمدة( و دفقدة( و و تلطيف( و ةل"( و ربيع(.

معىن النقطة إنه يعيش إشكالية التعبري عن سر احلرف وبالذات سرعندد رمز اإلنسا الكامدل( لكوهنا، اختصار لكينونة الوجود مع أهناوالكونيدة واإلنسا الكامل هو اجلامع جلميع العوامل اإلايدة ، املتصوفة

ألهنا مركز العامل الدذ ، الكلية واجلزئية؛ فالنقطة ذذا مركز املعىن وسره

76

:من جمموعته أخبار املعىن رمزه الباب( يف قصيدة إله املعىن( دع يل الباء وال تأخذها

فلعلي ألقى نقطتها ذات صباح أو ذات مساء

فأقوم من القرب إهلا (172: األعمال الشعرية الکاملةأبعث يف جسدي الروح!

فالباء رمز السرمدية واخللود الذ كا كلكامش( يبحث عنه يف باء املعىن( ةيث كا كلكامش( هذا يسأل كاألعمى عن معىن

األعمى ال يرى وإمنا يلمس ويتحسدس األشدياء فإنده ، الباء وألجسدده يف ألهنا أصبحت ريشة بالنسبة إىل، بالتأكيد لن يرى النقطة

قصيدة باء املعىن( فغدت مركز العقل وةركتده ومركدز ةركدة ، بددي الوجود وحمور األرض فهي كاللوغو عند الفالسفة. اجلنا

النقطدة سدر /قراءة يف جمموعة نو( للشاعر أديب كمال الدين» مقال منشور يف موقع الشاعر(.، «املعىن

بعض من فهياحلرف داللة مفتوةة والنقطة عالمة مكملة له؛ :احلرف أو ضلع فيه :قالت النقطة أيهذا املعذب !أنا بعض منك

:ضحك احلرف وقال أيهذي املعذبة

(.64و 63: ما قبل احلرف.. ما بعد النقطةأنت بعض مني!

77

لقد افتتح الشاعر أديب كمال الدين ديوا "نو" بإهداء قدال وهدو «. إىل نقطيت وهاليل مبناسبة استمرار ةيا ةتى اآل»: فيه

اإلهداء الذ يوضح لنا عميق الصلة واحملبة اجلامعدة بدني الشداعر قد قرر أ حيول هذه و، حيمل کمال الدين نقطته إىل املنايفونقطته.

لتصدري ، يف وجدا الشداعر ال النقطة اليت ال متث ل وطنا وال وجودا إمث لتصري جتربة شعرية عريضة لشاعر اختار أ يعمدل ، خمياله وطنا يف

:فيها ذدوء مثل ا ات يف مشغله القصي حبيبيت أيتها النقطة

أيتها احلمامة ...أيتها الصخرة امللقاة على حافة النهر.

أيتها الدمعة اللؤلؤة (92: شجرة احلروف كيف أجدك الليلة؟

غري صورة الذات الددؤوب ، من بني جمايليه، ومل يكن الشاعر

ةني اختار ةروفيته اخلاصة منكبا علدى ، على اجتراح طريق الشعريف اللغة والداللة واملرموزات اليت حتمل ، معاجلة احلرف بأبعاده الثالثة

رسالته املعرفية.سدتا : النقطة( وقد ض" ثالثني قصيدة: ديوانا عنوانه أصدر أديب

وحماولدة يف دم ، حماولة يف أنا النقطدة : النقطة وهي عنوا محلت منهاوحماولدة يف ، وحماولة يف دخول النقطة، النقطة وحماولة يف ساال، النقطة

، يف فرح النقطة. وهذه القصائد حبد ذاهتا تشك ل وحماولة، ةقيقة النقطةجيعل الشداعر مدن .مدخال رةبا إىل عامل الديوا، إذا جمعت سوية

والرمدوز واملعداين كل األشياء تتجمع فيها يف هذا الديوا بارة النقطة

78

، النقطة يف ديوان املنشورة النقطة( )حماولة يف أنا ففي قصيدة. والدالالت :عن املتكلم باإلفصاح يستهل الشاعر قصيدته

أنا النقطة أنا بريق سيف األصلع البطني.

:والتأرخيية اىل مرجعياته الدينية للعودة ئانتباه القار فيلفت

أنا النقطة أنا بريق سيف األصلع البطني

الثورات وثورات اخلرافة أنا خرافة أنا معىن الالمعىن وجدوى الالجدوى

ومل تعطه األرض أنا دم أخذته السماء أنا بقية من ال بقية له

أنا الفرات قتيال ودجلة مدججة باإلمث أنا ألف جريح

(14: )النقطةونون فتحت لبها ملن هب ودب.

بريقا للسيف ودما وكيانا بشريا النقطة نالحظ أن الشاعر جعل سدرهه ال يددر نون وحرف اجرحي اوألف ودجلة الفرات علهاجمث

:الذي يسع العامل بعد اإلنسان للنقطة سوى العارف. مث يعطي العامل األكرب. احتوى يف

:املتمرد الزمنوهي املاضي جتمهر يف

)السابق( حاشدة. يف مظاهرة املستقبل باجتاه وخرج

79

:هي فيلسوف حبث عن احلقيقة ووجدها والنقطة أنا النقطة

السابق(وعجنتها بيدي. احلقيقة عرفت

أ تكو أردت فكلما، مرة 15 األنو ( هذا اخلطاب ويستمرالشاعر بصورة أخرى جتعل يف ةرية من فاجأك اذه النقطة صورةوتتخدذ دور النظدارات ترتد فالنقطة، وهي ةرية مدهشة أمرك

لكن األكثدر مكشوفة. وةقائقه" عراة يبدو بالنا الذين العارف :يف آ واةد وساخرة ساخنة احلروف يف مواجهة هتاج" أهنا إدهاشا

أنا النقطة أنا من يهجوكم مجيعا

احلروف امليتة. أيتها ،سأهجو نفاقكم وسخفكم

سأهجو أكاذيبكم وترهاتكم وكفاحكم من أجل األفخاذ والسـياط وكـؤوس العـرق.

(16: السابق

81

الفصل الرابع

التناص القرآني

83

:مفهوم الأنجر، وتناصر القوم تزامحوا ابن منظور، التناص مصدر للفعل تناصر

يدل ، مادة نصص( وهذا املصدر بصيغته الصرفية هذه: لسا العربومل يظهر التناص بوصفه مصطلحا نقدديا يف النقدد ، على املفاعلة

ولكدن ، احلدديث بدي مع مرةلة الترمجة للفكر الغر ال إبدي العرأدرك بعض جوانبدها النقدد ، التناص مصطلح ةديث لظاهرة قدمية

القدمي.بدي العرفقد وردت مصطلحات كثرية اا عالقة ما أما يف تراثنا النقد

التناص ظاهرة مبصطلح التناص كالتضمني والسرقة وغريها. واذا فإبل ، ولكنها مل تتبلور منهجا شامالبدي كانت مدركة يف الشعر العر

ولكنها ليست التنداص ، إ ذل كا إدراكا لبعض خواص التناص سس على خلفيدات معرفيدة؛ تأ، ميثل منهجا شامال، كما هو اليوم

اذا تظل املرجعية اذا املفهدوم مرجعيدة ، فلسفية ولسانية ونفسيةوإذا قلنا غري هذا دخلنا دائرة التعصب اليت تاد إىل التعصب ، غربية ذاته.

ظهدر مدع الباةثده جوليدا ، وأول ما ظهر مصطلح التناصويف كرستيفا يف كتاباهتا اليت نشرت يف جملة تل كل وجملدة كرتد

لبداختني (كتاذا نص الرواية ويف تقدميها لكتاب دستويوفسدكي وتقر كرستيفا أ الفضل يعود لباختني من (6-65: م1998، ادينو

84

خالل طرةه ملفهوم التناص الذ مل يظهر صراةة يف كتاباته ولكنه (. كمدا تعدود 242: م1999، يكمن يف مفهومه للحوارية ةسين

طرةها مفهوم التصحيفية املسدتوةى وسوسري يفبالفضل أيضا إىل دامتصاص نصوص متعددة : والتصحيفية تعين، من تصحيفات سوسري

عل" ، إىل داخل النص الشعر مشك لة فضاء نصيا متداخال كرستيفا، ( هو عبارة عن هدم النصوص األخرى وإعادة بنائهدا 78ص، النص

ينتج داخل ةركة إ هدم وامتصاص النصوص األخرى جيعل النص هي ةركة إثبات ونفي للنص اآلخدر يف الوقدت نفسده. ، معقدة (.79-78: السابق

التناص هو إعادة توزيع النص للغة والنص هو ةقل إعدادة ، إأ أنه املركز الذ تدور النصوص وأشدالء النصدوص يف ، التوزيععن واالنبناء وال خيتلف هذا املفهوم كثريا، فيحدث التفكي ، فلكه

كل نص هو تناص »: ويقول بارت، مفهوم كرستيفا للنفي واإلثباتوالنصوص األخرى تتراءى فيه مبستويات متفاوتة وبأشكال ليسدت عصية على الفه" بطريقة أو بأخرى إذ نتعرف نصوص الثقافة السالفة

« فكل نص ليس إال نسيجا جديدا من استشهادات سدابقة : واحلاليةقطدع : وتعرض هذه االستشهادات موزعدة ، (42: م1998، بارت

ومدونات وصيغ ومناذج إيقاعية ونبدذ مدن الكدالم االجتمداعي والتناص جمال عام للصديغ وهدذه الصديغ هدي ، (42: السابق

استجالبات ال شعورية عفوية وليست حماكاة إرادية مقصودة متدنح (42: النص اإلنتاجية وليس إعادة اإلنتاج. السابق

85

:الةرآنيالأنجر يعد النص القرآين مصدرا ثرا من مصادر اإلاام الشعر الدذ

ويقتبسو منه علی مستوی الداللدة ، يستلهمونه، يفيء إليه الشعراء والرؤية أو علی مستوی التشکيل والصياغة.

ويبدو أ التناص مع آيات القرآ الکرمي قد أخذ جماال واسدعا عل اهتمام الشعراء وکلفه" باستدعاء يف شعر أديب کمال الدين. ولملا ميث له القرآ الکرمي من ثراء وعطاء »النصوص القرآنية والتناص معه

فضال عن تعل ق ثقافة الشعراء املعاصرين به ، متجددين للفکر والشعور .(134: م2004، جربو « تأثرا وفهما واقتباسا

، ر املعاصدر ذل أ استحضار اخلطاب الديين يف اخلطاب الشعانطالقدا مدن ، يعنی إعطاء مصداقية ومتيز لدالالت النصوص الشعرية

واذا کا الشاعر يقتدبس وقداسته وإعجازه.، مصداقية اخلطاب القرآينأو يغترف من نبع معاين القرآ مجلدة ، من القرآ بعض ألفاظه وتراکيبه

، ه أو بعضده فإ ذل کل ، أو يضمن شعره أثرا من روح القرآ ووةيهمن خدالل أشدکال ، يظهر جبالء ةينا وبشيء من اخلفاء الفين أةيانا

متناصية واضحة مع القرآ کاشفا يف هذا أو ذاك أبعادا داللية متنوعدة. والبد للقارئ بالطبع من أ مير عرب السياق القرآين للوصول إلی الداللة

دو أ يفطن إلی أنده مدرآة ال أ يبقی متعل قا بالنص القرآين ، النصيةإ االسدتعانة تنعکس عليها أشعة الداللة النصية لإلشارة إلی الواقدع.

ال يعنی عند هاالء أکثر مدن توکيدد ، بالنص القرآين يف البناء الشعر وهو ما يقابله االستشهاد يف ، الداللة الشعرية للوصول إلی املعنی املرک ز

، ولو طفيدف ، وفيه تصرف، زا وکثافةلکنه يف الشعر أکثر ترکي، النثر (.1087: م2007، بالنص القرآين ليتساوق والنص الشعر . جابر

86

ظهور التناص يف شعر أديب کمال الدين يدل علی ثقافدة إوظ فها الشاعر واستلهمها يف تطلعاته ومقاصده وأفکاره ، مشولية عامة

معني ال ينضب فالقرآ، الشعرية وکا للقرآ نصيب وافر يف شعرهقد أا" الشعراء والکتاب واملتطل عني إلی احلريدة واخلدالص عدرب

العصور.تتوز ظواهر التناص مع القرآ عند أديب کمال الدين علدی

وأمهيتده يف إنتداج ، عدة نقاط وتشمل عدة حماور؛ لکل منها دورهواهر وقد تأخذ هذه الظ، أو رؤية معينة، الداللة وتوجيهها وفق زاوية

وتتفاعل احملاور يف النص مدع هدذه ، حبيث تتضافر، أشکاال خمتلفةإدراك أديدب علی تن"، فتعطي التناص قيمة داللية خاصة، الظواهر

ملوروثه الديين ويف مقدمته القرآ الکرمي.واملتفحص ملواقع التناص القرآين يف شعر هذا الشداعر املبدد

يکو لفظيا وتارة يکو معنويا ، ددةوأشکاال متع، جيده تناصا متنوعايوازيه وأخری يکو إحيائيا. أما موضوعاته فتقتصر علی أمر مه" ال

فهو سبب مأساته ومأساة شعبه. يقدف ، منه "يف نظر الشاعر أمر أهفا نددز الشاعر بکل شجاعة ليفضح هذا الواقع املرير وقلبه وقلمه ي

والكراهية واإلقصاء والتدهميش أملا ضد الطغيا واخليانة والتجاهل والتفرقة.

لقد استوةی أديب الکثري من املعاين واالحياءات واالفکار مدن ، يف أقصى ةاالهتا الشاعر استثمرها اليت القرآنية القرآ الکرمي. فالبنية

، موقفده الوجدود للتعبري عن ومرة، لتكثيف صورته الشعرية مرة الضدرورة اقتضدتها تشكيلية وأخرى مجالية شكلية ومرة ألسباب

عن مكنوناته. النص والكشف اليضاح

87

:يف املقطع التايل مثال من قصيدة "العودة من البئر" يقول الشاعر أعرف أنك كنت شيخا جليال

استغلوا -وا خجلتاه - وأهنم ضعفك البشري

وبياض حليتك ودقة عظمك.

أعرف هذا توأعرف أهنم تركوين إىل املو

(13: أقول احلرف وأعين أصابعي قاب قوسني أو أدىن.

ي وهن العظ" إن "قال رب: فنری الشاعر يتناص مع اآلية التالية. کما 4/ا". مرمييشق أ شي با ول" أك ن بدعائ ربي واش تعل الرمن

أيضا يتناص مدع اآليدة أنه يف الشطر األخري" قاب قوسني أو أدنی" التاسعة من سورة النج".

استطا الشاعر أديب كمال الدين أ خيلق رمزه اخلداص بده يقدا نسبة إىل اآلية( أو باسدتدعائه لإل ةاآليوي باستعارته للمفردة

حماولة منه لنقدل القرآين بلغة حتاكيه وصياغة حتتفي به وإ مل تبلغهلغته ذا ويظهر ذلد يف وشحن أكرب قدر من األةاسيس واملشاعر

من قصيدة إشارة :الفجر( مقطع ثا األسود لنا هذا الفجرنـزلو أ

وطن للحب وعلى وحيدا يلتف على اجلسدين، الدافئ ينمو الزهر لرأيت (197: األعمال الشعرية الكاملةالقلب شعر وميشط

88

ندز لو أ: الكرمية صدى اآلية ميكن أ نلمس هنا لنا هذا الق ر آ فقدد اسدتدعى ه(.ن خش ية اللد عا متصدرأي ته خاشعا مجبل لعلى

بعد ةذفه لرأيته( أخرى وصيغة لنا(ندز لو أ من اآلية الشاعر صيغةاااء لتصبح يف املقطع لرأيت( فكا املقطع يرتد ةل ة من اإليقا

مغدايرا ادا يف ، مزهوا ذا غري متقاطع معهدا القرآين لسورة احلشرةق ق وصوال سريعا إىل وهو بذل أ الشاعر(، املضمو غري ناقد

املتلق ي كو األخري تسل " مفتاح النص من عالقة متحققة أصال مدع احلاضر يف النص الشعر . وبذل أيضدا اسدتطا : النص الغائبيف يريد بث ه من خالل الصيغ اليت اسدتعارها معتمددا الشاعر بث ما

يف ما بعد عامال مشتركا بدني اليت أصبحت ذل على نفس العالقة إشدارات : قراءة يف قصديدة ، ي. يونسواملتلق /املنتج/طريف القراءة

ناقدا يكتبو عدن 33: احلرويف ، احلاضر(/الغائب التوةيد النص مقدداد : د.إعدداد وتقددمي ، شدعرية جتربة أديب كمال الدين ال

(.350رةي". :ويف املقطع التايل يقول الشاعر

،كيف سأسقيك من أهنار من عسل مصفى أهنار لذة للشاربني

ال فيها لغو وال تأثيم مواقدف وكيف ستجلس يف مقعد صدق عند مليك مقتدر؟

(.13: األلف

، اخلفي مع القرآ الكرمي يعترب هذا املقتبس مثاال واضحا للتناصوأن هار من »: فالسطر األول فيه جاء بناؤه النصي قريبا من قوله تعاىل

89

وكا السطر الثاين قد أخذ شكله النصدي ، 15/حممد« عسل مصف ىفيمدا السدطر ، «اربنية للشرهار من خم ر لذوأن »: من اآلية السابقة فيها لغ وا و»: اآلية الثالث تناص مع ، 35/النبدأ « اباكذ الال يس معو

يف مقعد صدق عند »: أما السطر األخري فقد استمد صيغته من اآليةفالتراكيب الشعرية يف النص السابق أخذت ، 55/القمر« ملي مقتدر

يصا.ودالالهتا النهائية من القرآ الكرمي اقتباسا ال تنص، صيغها :وكذل احلال يف قول الشاعر يف قصيدة موقف الوةشة(

وذكر الناس فالناس سكارى

وما هم بسكارى (.22: السابقذكرهم بقايف وقرآين.

وتدرى النردا »: الذ ةضرت فيه معامل اآلية الشريفة التالية

الديت حماطة بصياغات الشاعر، 2/احلج« سكارى وما ه" بسكارى ال جتعل النص القرآين وسط تعبري شعر ال تكتمل رؤيتده الفنيدة إ

ويعمل على ، باستدعاء نص خارجي حييل على فكرة التناص املستتر بلورة أسلوب شعر مزدوج الداللة.

:الرؤيا( من قصيدة إشارة ولننظر إىل مقطع الرمحن

خلق اإلنسان علمه ما مل يعلم..

كان يكونعلمه ما (203ص: األعمال الشعرية الكاملة ما مل يك يف احلسبان.

90

اس" من أمسداء اهلل احلسدىن إىل حييلنا هذا املقطع منذ ابتدائه إىل مالةظتني مهمتني أوالمها وبشكل ال يقبل الش أنه و الرمحن(

وهو مدا يثبدت (1اآلية رق" ، ه مع سورة الرمحنمبين على تناصاملتناصص معها وابتدداء شأ إعال الشاعر عن مصادرهمالةظاتنا ب

الثانية إ الشداعر يف هدذا جي"(. واملالةظة من غالف اجملموعةةتى كاد خيرج املقطع متوافق متاما مع ما جاء بنص سورة الرمحن(.

ذل منفي بالسطر الذ يلي هدذا بشعريته إىل دائرة التأويل لوال أوهدو خربة( من يل يا ذاكرة، املأساة اتسعت هاملقطع مباشرة بقول

هنا يف إشارة الرؤيا( إذ يستدعي صيغتني من صيغ الدنص الغائدب صيغة خلق اإلنسدا وعل مده البيدا( ، فضال عن لفظ الرمحن(

عل مه ما مل يعل".. عل مه مدا دهي اليت حياول تأويلها لنا ب واألخرية يكو.. ما مل ي يف (.كا مدن املقطدع والعبارة األخرية احل سبا

على شكل مفردة ال ميكن إرجاعهدا مدن رابعة محلت معها صيغةوبالتحديدد إىل سورة الرمحن( ال خالل السياق الذ وردت فيه إ

(.القرآنية الشر اآلية هندا جداءت وكما نرى م س والقمر بحس باباستدعائه لآلية الصورة الشعريةمن الشاعر لتكثيف االستعارة حماولة

بث ها النص بددوره اليت الكرمية على مستوى عال من الوعي باحلالة: على شكل صورة شعرية جديدة خمتلفة عن ورودها داخل الدنص

التوةيدد الدنص إشدارات : قراءة يف قصيدة، يونساألصل. يب كمدال ناقدا يكتبو عن جتربة أد 33: احلرويف ، احلاضر(/الغائب

(.351، مقداد رةي" : د.إعداد وتقدمي، الدين الشعرية

91

الفصل اخلامس

استدعاء الشخصيات الدينية

93

:ا أدلج الطخييجتلقد وظ ف أديب کمال الدين القصص القرآنية وشخصياهتا يف شعره بصورة تلميحية إلثراء نصوصه ونقدل مضدمونه للمتلقدي

وللشداعر طاقدة إبداعيدة يف توظيدف مشحونا بروح معنويدة. الشاعر الشخصيات القرآنية حبيث تتناسب مع احلاجة العصرية؛ أل

مث ة روابط وثيقة تربط بني جتربته" وجتربة األنبياء فکل ، قد أةس بأوکل شاعر أصيل حيمل رسالة والفدرق بيندهما أ رسدالة بدي ناب يف سبيل رسالته. وکل منهما يتحمل التعب والعذ، مساويةبدي الن

ولدذل اهدت" الشداعر بتوظيدف .(77: م1978، عشری زايدشخصيات األنبياء کوهنا أةد الروافد السخية واخلصبة التی متده مبدا

بسبب ما يزخر هذا الرافدد ، يحتاج اليه من رموز وصور وتراکيب من عطاء وثراء.

كدرمي استحضر الشاعر عددا من األنبياء الذين قص القدرآ ال قصصه" فاختار من تل القصص ما يساه" يف إثراء نصه الشدعر

( يوسفبدي والن ( إبراهي"بدي والن ( نوحبدي کقصة الن ( عيسدی بددي والن ( موسیبدي والن ( أيوببدي والنالفصل سنرک ز علدی اسدتدعاء ا. وإننا يف هذ ( حممدبدي والن

يوسف مث نعاجل اسدتدعاء بدي والننوح بدي الشاعر لشخصييت الن . ( الشاعر لشخصية اإلمام احلسني

94

مسألة استدعاء الشخصيات متنح القصيدة محولدة فكريدة إ الشخصيات املستدعاة غالبا ما يكو اا يف الدذهن ، ووجدانية أل

تفرض على القارئ نوعدا مدن ، والوجدا إحياءات داللية وعاطفيةث له يف وعيه والوعيه الفدرد واجلمداعي مدن مبا مت، التماهي معها

وتوظيف الشخصديات التراثيدة يف الشدعر ةضور وتأثري قويني. استخدامها تعبرييا حلمل بعد مدن أبعداد »يعين ، املعاصربدي العر

« جتربة الشاعر يعرب من خالاا أو يعرب ذدا عدن رؤيداه املعاصدرة (.13: السابق

:)ع( ا أدلج صية نوحصيات الدينية اليت رمزت للصرب واالنتظدار الطويدل من الشخ

ب رغ" التحديات العويصة شخصدية ووالبعث والعمل الدؤ، املريرقصيدة "موقف نوح" صرب ندوح . يصور الشاعر يف ( النيب نوح

:وعذابه وحمنته وما تعرض له من قومه أوقفين يف موقف نوح

يا عبدي: وقال ،أرأيت إىل صرب نوح

،وعذاب نوح ،وحمنة نوح

وسفينة نوح؟ أرأيت وقد قام بالقوم ألف سنة

(44: مواقف األلفمخسني عاما. الإ

95

:مث خيتت" النص أرأيت كيف محل نوح األمانة

وصرب وكان صربه كجبل أحد وعرب الطوفان والناس غرقى

(45: السابقيف يوم كأنه يوم القيامة؟ صور الشاعر عاقبة من عصى وعذابه تاركا للقارئ استكمال لقد

الصورة اليت ينقلها إىل فكره. وقد أفاد من قصة نوح كما تضمنها القرآ الكرمي وشك ل فيها صورة جديدة مستمدة من صور القرآ الكرمي ةيث ضمن القصة مع اإلشارة الكاملة إىل تفصيالهتا. وكلها تبني بعض أوجه

وكيف ةملت أمته فيها "يف ، مع اخلطاب القرآين عرب سفينة نوحالتناص وكا يوم نصره على القوم الظاملني.، يوم كأنه يوم القيامة"

ويف نص آخر حتت عنوا قصيديت األزلية( يسدتثمر الشداعر :الطوفا العظي" ومركب نوح

هكذا ألقيت يف الطوفان (19: شجرة احلروفمرکبه لوحا فلوحا. کان نوح يهيئ

احليداة سدفر الشاعر هنا يكتب أسطورته قصيدته( وكأ إ نوةا مل أزيل متصل يبدأ بالطوفا لتنظيف األرض من املارقني. وأل الشاعر يتسلل إىل مركب ندوح يكن معنيا بإنقاذ الشعراء لذا دد أ

وبعد أ ص" أذنيه عن مسا ، نهبعد أ أعجزه صدود نوح ع، خلسة :صراخه ومل يأبه لصيحاته وتوسالته

96

:كنت أصرخ يا رجال مبحرا إىل اهلل

خذين معك. وإذ مل يأبه نوح لصيحيت

(19: السابقاملعجزة. : تسللت إىل املركب

املركب الذ أنقذ الصاحلني من املوت حتدول إىل سدجن إفقد كدا ، الشاعر ال ركني وفرةني إل اجلميع مباندزفقد ، للشاعر

ول من السفينة مل يكن ندزقراره بصعود السفينة قرارا فرديا ولكن ال :بيده

حتى إذا هدأت العاصفة ،وقيل يا أرض أبلعي ماءك هبط الكل من سفينة نوح

فرحني مباركني (20: السابقي. الإ

قد ص" أذنيه عن مسا صوت الشداعر يف ( وإذا كا نوحفالشيء ذاته ةصل بعد توقف هطول ، بدء الطوفا ورفض اصطحابه نوةا استنكر وجدود الشداعر ، املاء وابتالعه من قبل األرض بل إ

:بالرغ" من اقراره بصالح نوح ورسالته :وثانية صرخت بنوح

يا رجال صاحلا .اجللجلة: يا رجال عاد من طوفانه

97

من أنت؟: قال نوح أنا اإلنسان.: قلت من؟: قال

أنا املؤمن الضال.: قلت من؟: قال

(20: السابقوتركين يف املركب دهرا فدهرا.

رةلة الشاعر رةلة خيالية ختترق الزمن وهي رةلة فرديدة ، إتقوده فيه األقدار ويواجه مصريه منفردا ال أةد يشاركه املصري وليس

وال يوجد لديه محامة أو غراب كي خيرباه فيما لو ااسدر ، أتبا له بقاء الشاعر يف السفينة معناه أنه قد بقي علدى املاء أم مل ينحسر. إ

:فطرته ومل يتلوث مبا كا حيصل خارج السفينة حتى إذا غيب املوت نوحا

،حترك املركب وحديبـي حترك

ألواجه طوفان عمري اجلباليف موج ك

أنا الذي ال أعرف املالحة وال السباحة (20: السابقوليس يل محامة أو غراب.

الشاعر أديب كمال الدين يستدعي هذه القصة ليعبر عدن إ

ندوح بددي رةلته الزمنية وهي رةلة وجودية بإمتياز. فإذا كا للنسفينة وأصحاب يرافقونه يف رةلته وله محامة وغراب يبشراه بوجود

98

الشاعر هنا يتحرك وةده ليواجه طوفا عمره يف أمواج ، اليابسة فإوليس له محامة أو غراب ، وهو ال يعرف السباةة واملالةة، كاجلبال

يبشرانه بإزالة احملنة. :ويف قصيدة "إشارة نوح" يقول الشاعر

،إهلي فنيت العمر كلهأ

أنتظر نوحا رغم أني أعرف أن نوحا

قد جاء ومضى. هكذا فأنا منذ ألف ألف عام أجلس على الشاطئ وحيدا

أرسم فوق الرمل سفينة نوح أو غراب نوح أو محامة نوح

أو ابن نوح أو صيحات نوح.

وحني أتعب حد البكاء أرسم رجال يشبهين متاما

جيلس على الشاطئ (19و 18: إشارات األلفلريسم نوحا وينوح!

مل يعمل الشاعر أديب كمال الدين على إعادة تسدطري هدذه

أو تضدمينها ، أو توظيفها كما يفعل بعض الشعراء، احلادثة التارخيية

99

وإمنا يكتفي باالةالة إليها عرب ةوادث نصه ، كما يفعل البعض اآلخرإىل درجة التماهي. يسدتهل التارخييالشعر اليت تتالقح مع احلدث

الشاعر قصيدة "جاء نوح ومضى" املفعمة بالنفس الدرامي بفكدرة فاحلرف ميوت اآل أو يف اللحظة اليت نقرأ فيها هذا النص أو ، املوت :نسمعه

أنك ستموت اآلن.، يا صديقي احلرف، أعرف مل تعد نقطتك األنقى من ندى الوردة

تتحمل كل هذا العذاب السحري والكمائن وسط الظالم

(7: أربعو قصيدة عن احلرفوالوحدة ذات السياط السبعة.

واملالةظ أ الشاعر واحلرف الذ يقف مبوازاته كانا ينتظرا لرغ" من أهنما لوةا له بكدل لكن نوةا مل يرمها على ا، سفينة نوح

األشياء املرئية والالمرئية ألنه "كا مهموما بسدفينته وطيدوره". مل يفقد الشاعر األمل على الرغ" من يتمه األبد وضياعه األزيل وهدو

لذل ظل يصرخ ةتى الرمق األخري طالبا ، يقف إزاء الفرصة األخريةألنه غدارق يف حمنتده يبدو أنه ال يرى وال يسمع بدي النجدة من ن

تقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربة أديدب كمدال »، أمحد دراسة منشورة يف موقع الشاعر(.، «الدين الشعريةالشاعر وةرفه -ةسب رؤية الناقد صباح األنبار -إننا نرى

ينوءا مبختلف العذابات ومها ينتظرا على قارعدة الدرب أو علدى ، تقبل اومها سفينة اخلدالص فيشدريا ادا شواطئ البحار ةتى

ويلوةا مبا عندمها من املالبس والث ياب؛ يصدرخا ويسدتنجدا

100

ويطلبا اإلغاثة ةتى إذا ما استكانا راح الشاعر يكمدل ةكايتده :لصديقه احلرف قائال

طويال سفينة نوح. - أنا وأنت - انتظرنا (7: السابق جاء نوح ومضى!

يأيت من املاضي وال من منقدذ يقفدز املسدافات فما من ةل

الطويلة ليدخل عرب بوابة الزمن من املاضي املنصرم إىل احلاضر القائ". مشغول ، كما هو شأنه أبدا، لقد باء االنتظار باليأ الذريع فاملاضي

بأةداثه ومكابدته ولن يرى امللوةني له على قارعة االنتظار. يقدول :نتباه نوح اماالشاعر مربرا عدم ا

.مل ينتبه الرجل إلينا ساملاكان طيبا وم

(7: السابقومهموما بسفينته وابنه وطيوره.

ولكنه مضى دو أ ينقذ الشاعر وةرفده ، لقد جاء نوح إذ، املوش على املوت وكا هذا مدعاة ليدأ جديدد. األنبدار

لدين(.إشكالية الغياب يف ةروفية أديب كمال ا: م2014

:)ع( ا أدلج صية يو فيوسف وأخوته الذين بدي استحضر أديب کمال الدين قصة الن

بددي تآمروا عليه وألقوه يف غياهب اجلب؛ فيغدو الشاعر معادال للنيوسف؛ واجلب معادال للغربة واخليانة واملاامرة والظل" وااللتفداف

على ةقوق اآلخرين يف كل مكا وزما.

101

عودة من البئر" يصبح الشداعر نفسده معدادال في قصيدة "الفعتاب -أ القصيدة -تتضمنل، موضوعيا للنيب يوسف كما ذكرت

بعد أ اختذه الشاعر قناعا للتعدبري عدن ، ألبيه ( يوسف الصديق :مأساته يف مواجهة كذب الكذابني وةقده" وأراجيفه"

ملاذا تركتهم يلقونين يف البئر؟ ميزقون قميصي؟ملاذا تركتهم

،ملاذا تركتهم يكذبون (13: أقول احلرف وأعين أصابعيوأنت تعرف أنهم يكذبون؟

وعن معاناته الطويلدة ، تتحدث هذه القصة عن غدر اإلخوة به

وعن أبيه الذ ابيضت عيناه من احلدز وأودعده دمعتده ، يف البئر الطاهرة. ملاذا تركتهم هكذا، إذن

لذة احلقد واالنتقام؟ يرقصون طربا من ملاذا كنت ضعيفا إىل درجة الوهم؟

ملاذا كنت طيبا كطيبة دمعتك الطاهرة؟

وملاذا أورثتين دمعتك الطاهرة (16: السابق ي؟ـيا أب

وتدور الصور الشعرية يف هذه القصيدة دورة كاملة لتعود بندا والذ يتدراءى لندا مدن وظل" األقربني. ، جمددا إىل عذاب املنفى

وفجيعدة مدا ، بكل محولتها الدرامية، يوسفبدي قصة الن، خالاا

102

بالرغ" مدن عددم ، خوته القساةفتركه إل، ةدث لطفل خذله أبوهوقدد تصريح الشاعر باس" من تدور عليه الدوائر يف هذه احلكايدة.

عمد الشاعر إلی توظيف هذه القصة القرآنية بددالالهتا اخلصدبة يف :يقول فيها، ر من قصيدة منها قصيدة "أمطار مومسية"أکث

واخلوف واجملهول والظالم

وإخوة يوسف ويعقوب الذي مات بني يدي

(110و 109: السابق کمدا علی يوسف الذي مل يعد.

:أو يف قصيدة أخری .أنا إنا، حنن إنا: يوسف إخوة قال

،البئر يف يوسف وألقوا .كذب بدم ألبيهم ومضوا

أناه يعقوب فبكى

(93: رقصة احلرف األخرية .عيناه ابيضت حتى

:ويف املقتبس التايل يقول الشاعر علی سبيل القنا تارة أخری هكذا ألقيت يف البئر

خويتإألقاين عشاء يبكون.بـي وعادوا إىل أ

لكن السيارة إذ وصلوا إىل البئر

103

يا بشرى هذا غالم: ما قالوا وا أسفاه هذا هالم.: لوابل قا

وتركوين يف البئر (.22: شجرة احلروفميزقين الظالم واخلوف واالنتظار.

ظلمة البئر الذ أ س قط فيه الشاعر ظلمة قاسية يتحول فيها ، إ

فكيف ميكن ا" ، ةتى أ السيارة ال ميكنه" إنقاذه، الشاعر إىل هالميغريه" فيه كي ينقذوه إذ أنده مل يكدن وما الذ ، أ ينقذوا هالما

فتركوه وةيدا تنهشده الظلمدة واخلدوف ، غالما ومل يكن مجياليوسف" قد ددا مدن بدي واالنتظار يف سجنه املريع. فإذا کا "الن

الشاعر ال يدزال يف ، وصار وزيرا وأميرا، حمنته من قبل السيارة فإ ا ملن يساعده.البئر متزقه وةشة الغربة واخلوف انتظار

يف ختام هذا النص تبقى األسطورة أسطورة الشاعر( مفتوةدة وهي اةتماالت قدرية قدد حتددث أو ال ، على االةتماالت كافة

وةتى لو خرج الشاعر فخروجه ، وتعتمد على الصدفة احملض، حتدث :سيكو خروجا متأخرا بعد أ حلقت به خسائر فادةة

يوم يبعثونربما سأخرج من البئر ،ابلعي ماءك: أو ربما يوم يقال لألرض فأخرج من مركب نوح

أو من نار إبراهيم وقد أكلين الرعب

ولفظين املوج (.22: السابقوأطفأت املأساة عيوين.

104

وقد جنح ، استمد "أديب" موضوعات صوره من القص القرآينه الفذة تيأن أخضعها لشاعر يف استخدامها استخداما ثقافيا بليغا بعد

اعتمادا على أسللو رشلي ، قة بفنية شعرية عاليةالوموهبته اخل :وثقافة عميقة متنوعة، رصني

سقطت دمعة الشاعر على الورقة فرأى فيها إخوة يوسف وهم ميكرون ويكذبون

ورأى دم الذئب :ورأى أباه شيخا وحيدا يتمتم

(7: )الساب يا أسفي. ، يا أسفي على يوسف

ألنه رأى أن شيئا ملن ، لقد ضمن نصه شيئا من قصة يوسففصحبه اللذين الان ، التماثل بني ما حدث له وما حصل ليوسف

ال خيتلفون علن ، وماارين، يعدهم إخوة له اانوا غري صرحيني معه، إخوة يوسف يف املكر واخلديعة وارتكا اجلرائم حسلدا وغلرية

هم حممل الود واإلخاء. وإذا اان أبو يوسف قد رأى دما واان حيملخوته أنه دم أخيهم يوسف الذي إوادعى ، اذبا على قميص يوسف

فإن الشاعر رأى دم الذئب دم القاتلل ال دم القتيلل. ، أاله الذئبليتمكن عربه من اشف احلقائ ، فنجح يف اختاذ الرمز شفرة قصيدية

فتحولل املفلردات ، ا دالليا واسعاليمنح مفرداته زمخ، واملاهياتجاعال الكلمة نفسها هي اليت تشري إىل ، بواسطته من دال إىل مدلول

موحيا لنا إحساسلا ، نفسها ليتمكن من حتريك ما هو ساان بطبعهمن خالل ظالل التعلبري وتوويالتله. ، باألمل واذلك اخلديعة واملكر

105

ما متت" به أبو يوسف على يوسف بأمل ومرا رة يا أسدفي ورأى أعلى يوسف يا أسفي( إمنا هو ترمجة صادقة ملا يف دواخل الشاعر من

تشظ ي احلرف يف ، ومن أسف على ما مضى. املشاخيي، أمل ومرارة دراسة منشورة يف موقع الشاعر(.، «شجرة احلروف: غروب النقطة

:)ع( ا أدلج طخيية اإلمجم الح ي أديب کمال الدين يستحضر مأساة کر بالء ليأخدذ مندها إ

منوذج التضحية والفداء قبل البکاء واألسی علی ما جدری ألهدل رمز خالد للتضحية والفداء من أجل ( فاإلمام احلسني، ( البيتوهو رمز الباةث عن العدالة ونصدرة املستضدعفني يف ، الدين/املبدأ

وجه اجلربوت.بالء وقدوة يف کر ( استله" کمال الدين وقفة اإلمام احلسني

صموده وصالبته وصربه وحتوله إلی قيمة مطلقة للشهادة يف سدبيل يقدول هذه القيمة اليت ثبتت باالستشدهاد والددم. ، املبادئ واحلق

:الشاعر ورأسك ينهب التاريخ هنبا

بدمه الطيب الزكي ،ليكتب سرا ال يدانيه سر

ليصبح اسم الشهيد له وحده :سرا ال يدانيه سر

أقدول احلدرف وأعدين سر احلاء والسني والياء والنـون. (39: أصابعي

106

ةروف اس" احلسني من احلروف املقدسة اليت تشدعل احلدب احلقيقي يف النفو املطمئنة للحق اإلاي والديت أصدبحت الئحدة يحتذى ذا يف التضحية والفداء من أجل كرامة اإلنسا وةفظ كلمة

:احلق لبيك

.يا حاء احلق لبيك يا سني السر

(37: السابق وياء السر ونون احملبة.

ألقى الشاعر على عاتق اإلمام احلسني( مهدوم روح أيقظهدا فتنة دوجع الظل" والشعور باألسى يف مواجهة ما ميكن أ نسميه ب

فها هو يف قصديدة ، الدنانري( اليت تشترى ذا الذم" يف األزمنة الرديئةالوعد( يعيد على متلق يه قصة الغدر اليت أعانت الظداملني يا صاةب

:على املكر واالنتقام من دعاة احلق يا صاحب الوعد

محلوا رأسك فوق الرماح وطافوا به كوفة الوعد. أي وعد؟

كنت أبصر شهوة الدينار تلمع يف عيوهنم الكليلة

وأبصر شهوة الغدر يف سيوفهم املغربة.

الوعد يا صاحب كنت أركض خلفهم

107

-أنا الشاهد األخرس - وأكاد أختنق من تراب اخليول.

لقد انتصروا! اهلل أكرب!

وكانت الدنانري تلقى على الناس يف كوفة الوعد. أي وعد؟

وشعراء الكدية يهللون وحفلدمك املس

وميتدحون رحما محل وعدك (37و 36: السابق وسيفا حز عنق محب اإلله.

ويف قصيدة "احلاء واأللف" يستدعي الشاعر كذل شخصدية

وةرف األلف ، احلسني/فحرف احلاء يعين احلق، ( اإلمام احلسني :أديب/يعين الشاعر

قالت حروف احلق :وهي تناقش يف األلف الشاب

(67: السابقهل سيکتب له أن يعيش؟

ضايا الديت تدرتبط ويتطرق يف هذه القصيدة إلی الکثري من الق : ( باإلمام احلسني

وحده احلاء اتركوه فهو مشسي.: قال

هو من سيذكرين كلما هل امسي.

108

وسيكتب عن رأسي وقد تناهبه الغبار وحمل فوق الرماح

من بلد اىل بلد ومن عطش إىل عطش ومن واقعة إىل واقعة.

بل إن رأسي سيكون قصته ودمي لوعته

(68و 67: السابقوأنيين نبض قلبه.

فوق الرماح ( يذکر الشاعر قضية محل رأ اإلمام احلسنيفکدل هدذا ، وقضية العطش يف اليوم العاشر، من بلد إلی بلد آخر

جيس" لنا مدی الظل" الذ تعرض له اإلمام احلسني والذ سدوف رأسي سيکو قصته»يتعرض له الشاعر ختام هذه مث يف..«. .بل إ

: حممدد ص( يف احلسدني بدي القصيدة يستحضر الشاعر قول الن :"ةسني مني وأنا من ةسني" قائال

(68: السابق اترکوه فأنا منه وهو مني. : قال

ويف قصيدة "مل يعد مطلع األغنية مبهجا" يستحضدر الشداعر قضية اإلمام احلسني ويتخذها قناعا فيضفي عليها دالالت جديددة

:وفقا لرؤيته جتاة الظل" الذ تعرض له نفسه غربيت هي غربة الرأس

يحمل فوق الرماح (76: السابقمن کربالء إلی کربالء.

109

علی الرماح يف شعر أديب ( وقضية رفع رأ اإلمام احلسنيکمدا ، تعترب موتيفا أساسيا يستخدمه الشاعر يف الکثري من قصائده

:أنت؟"جاء يف قصيدة "ل" (92: السابق احلسني علی الرماح. منذ أن رفع رأس

الشاعر يری يف اإلمام احلسني املثل األعلدی واألرو ذل أ

، واستشهد يف سدبيله ، ةتی دفع ةياته مثنا له، يف الثبات علی احلقويقتد ذد جده رسدول اهلل ص( ، وهو إذ ذاك يناصر اإلسالمجعلتده مدن ، ناصعة يف تاريخ اإلسالم ليسجل باستشهاده صفحة

األبطال األوائل الذين نعتز بتارخيه" وسريهت" ونقتد ذ". فاإلمدام وهو مبثابة مالذ آمدن ، رمز للحرية والشهادة والبطولة ( احلسني

راجيا أ جيد بريق اخلالص والطمأنينة ، للشاعر الذ حياوره وخياطبه، ففي شجاعة احلسني أمل للمظلومني، يف سريته الفذ ة. نع"، واألمل

ويف سريته انتصار للقدرة احلقيقية واخلالدة لدم الشهداء.

111

الفصل السادس

األلوان ودالالتها

113

:األلوا ، تعترب األلوا من أکثر األشياء مجاال وخصوبة يف ةياة اإلنسالية فاأللوا ليست خطوطا أو مسحات شکلية خالية من دالالت مجا

بسطوهتا علی الصورة الشدعرية وعالقاهتدا وتعبيرية ورمزية بل هيالوطيدة مع الرؤية الفنية متيط اللثام عن إةسا الشاعر کي يددخل يف نسج الصورة الفنية واليت تشمل علی دالالت عدة مندها نفسدية

واجتماعية ورمزية. تنو األلوا يف العصر احلديث ووعي الشعراء املعاصدري ن إ

ذذا النو إنما ينشأ عن بصريهت" العميقة إزاء عناصر الوجدود. يف القدمي کانت األلوا تستخدم کما هدي يف احليداة بدي األدب العر

املعاصر فال تستخدم األلوا لتمدنح بدي الواقعية. أما يف األدب العر بل تستخدم کأداة رمزية.، الشعر أو النثر صورة مجالية ةسب

ليعبر عن عمقه العداطفي وجدوهره ، الشاعر باأللوايستعني وکأنه رسام عارف خبفايا األلدوا ودالالهتدا وعالقاهتدا ، الفکر وخربته ، الصور واأللوا تنطلق من جوانية الشاعر»بل إ ، باإلنسا، وجتربتده النقديدة ، وةفرياته األسطورية، ووعيه التارخيي، البصرية

حبيدث ، وتتنو اهتماماته بني الفنو، شکيليةوجتواله ومشاهداته التوإنما أداة للحريدة ، تصبح الصورة ليست جمرد أداة للمعرفة فحسب

(.126: م2004، نشوا« أيضا

114

يعد اللو من أبرز أدوات الفنا التشكيلي ملا له مدن دور يف جتسيد اللوةة الفنية إلثارة بصر املتلقي وشحن ذاكرتده؛ وللشداعر

غري أ هدذه القدرىب ، بالفنا التشكيلي من هذه الناةيةصلة قرىبوجعلت اللو فيها ملمحدا مجاليدا مدن ، عمقت نصوصه وأغنتها

وأ ، ويرى أ لكل لو من األلوا خصوصيته يف الداللدة ، مالحمهالكل ةالة لوهنا ولكل مقام مقال لوين يعكس نظرة الشداعر للعدامل

ىل مرايا عاكسة لذاته وتبدالهتا من الفرح فتستحيل ألوانه إ، والوجود، ومن الوطن إىل املنفدى ، ومن العشق والوله إىل الالمباالة، إىل احلز

وهكذا. وتلعب البيئة واملکا بانفتاةاهتما الطبيعية والرمزية والثقافية والتارخيية واالجتماعية والفلسفية واألسطورية دورا مهما يف حتديدد

ومنحها قوة شعرية ميکن أ يستعني ، دود تداوليتهاالداللة وتوسيع ة (.43: م2009، ذا الشعر يف تشکيل معناه جواد

قراءة شعر أديب كمال الدين يعين التجوال يف ةديقدة مليئدة إباأللوا تبعا لتبدالت ةياة الشاعر وانتقاله من الوطن إىل منفى قصي له

جتسيدا اا. فجاء كل لو حيمل خصائصه املختلفة اليت وجد يف األلواإشارة رمزية دالة على صورة ذهنية معادلة للواقع الذ ميثل مادة لونيدة :ثرية تقوم بصهرها املخيلة لريس" صورة عامله الشعر الغين بألوا احلياة

الوجود لوحة رمست قد دمت ما

،والسرير والثلج الدم بألوان الكربى لوحتك ستنجو فكيف

الناري األمحر غلبة من

املتوحش واألبيض

(15: رقصة احلرف األخريةاملمسوس؟ والرمادي

115

يف تتبع ةرکة األلوا وتکرارها يف شعر أديب کمال الددين دده يعتمد علی بعض األلوا لقيمتها اإلحيائية والتأصديلية يف بنداء

: ا لديده الصورة الشعرية وهي علی الترتيب ةسب قدوة ظهورهد واألصفر.، األزرق، األخضر، األمحر، األبيض، األسود

ال و األ ودشك ل اللو األسود منذ األزل نقطة نفور وخوف يف املوروث

الظالم والشر واملدوت والغد" : عدة منها البشر وارتبط بدالالتلو يثر احلز والتشاؤم واخلوف من اجملهدول »والوه". فاألسود

فهدو مدرتبط ، بأشياء منف رة يف الطبيعة دو سائر االلواالرتباطه وااباب والرماد املتخلدف عدن ، والزفت والسخام، بالليل والظالم

(.204-202: م1982، عمر« احلريقهذا اللو يف الشعر احلديث اکتسب دالالت وايحاءات عددة منها التعتي" والکبت والکآبة واخلطيئة والتعسف وغير ذلد مدن

وراح يرمز اا يحاءات. وأديب استله" الکثير من تل الدالالتاإلذذا اللو بعبارات ومعاين شتی. اللو األسود بالدرجة األولی يدل

:يقول .علی احلز يف تشکيل صور أديب کمال الدين يفتح باب املوت

هبدوء أسود (10: أقول احلرف وأعين أصابعيويطري.

ألسود يدل علی العنف والقسدوة وشددة ا، ففي هذا املقبو

.املوت

116

:ويف مکا آخر يقول (43: السابقکنت مطري األسود الذي حاصرين.

فاملطر األسود يدل علي الدمار واخلراب؛ ولو أ املطر يرمدز

أ الشاعر نعته بالسواد ليدل بذل علي غزارته ال للخصب والرمحة إ وكثافته غري اجملدية.

:يضاويقول أ أيتها الطفولة املتهرئة

،أيها الفقر األسود (60: السابقأيها الغنی األبيض.

الفقر األسود يدل علی شدة الفقر وضيق العيش وعسره. کما

:ذذا املعنی جاء استخدامه (98: السابقوقطعة خبز کبرية سوداء.

:وله أيضا

ماذا تنتظرين؟، إذن: قال الطبيب أنتظر املوت ليأيت ويأخذين: قالت

مرتديا طفولة سوداء وشبابا أسود

131: ما قبل احلرف.. مدا بعدد النقطدة وكهولة سوداء. (132و

117

وهنا يظهر اللو األسود ليبسط سلطانه يف الدنص لتتحدول :الداللة من الطفولة واحلياة والرباءة إىل املوت مد الطبيب يده ذات القفاز األبيض

،إىل الضحية فأبعدها املوت برفق.

كان املوت يبكي على الضحية بدموع سود. لكن الضحية نفسها ،وجدت يف األسود

،يف آخر املطاف (132: السابقطمأنينة األلوان كلها.

، وهكذا جيد الطمأنينة يف األسود الذ هو أشد األلوا عتمدة

مطدر .يف نصه مطر أسود.وهو نقيض األبيض يف كل خصائصه. وأمحر( يستدعي من الذاكرة صورة املطر األسود الذ سدقط علدى بغداد عقب ةرب اخلليج الثانية عندما تشبعت الغيوم بدخا احلرب

وةني ألقت الغيوم محولتها املائية سقط مطر أسدود ، والنفط واملوتلشاعر ا "الشظية" أسس عليها على البيوت واألشجار والنوافذ. هذه

أديب مشهدا كامال يفضح عبثية احلرب ومغامرات صاةب اجلند( الذ جعله رمزا للطاغية الذ يرس" له صورة كاريكاتريية سداخرة هي أقرب لصورة الدو كيشوت عندما يقف يف مقدمة الصدفوف.

:(110و109: م2007، الربيعي مرت سنني طويلة حتى غطت بغداد

118

وال آخرغيمة ال أول هلا وبدأت متطر.

كانت الغيمة سوداء كجهنم ل املطر أسود كالقري.نـزف

ضحك األطفال أول األمر للمطر لكنهم بكوا

حني أصبحت وجوههم كالقري. واستبشر الزراع خريا

لكنهم ومجوا إذ رأوا أشجارهم متوت ببطء

مث جاء الدور للسحرة الذين وقفوا املدينةيف أزقة

ل يف أوانيهم.نـزينتظرون املطر ي كانوا يرقصون

دوفهذا املطر رديف للسحر األس إنهم سيسحرون به كل شيء: قالوا

: ما قبل احلرف.. ما بعد النقطدة حتى صاحب اجلند نفسه! (29و 28

:ويقول يف قصيدة دراه" كلكامش(

تلك اليت امسها احلياة ،د واحللممتلفعة بعباءة السوا

بعباءة الفقر والتعاسة

119

هي من أعطاين الدراهم اليت ضاعت سريعا. كان لقاء عابرا

(10: أربعو قصيدة عن احلرفيشبه حياة عابرة.

فاللو األسود هنا يوةي باحلز والقساوة والتعاسة. وكلمدة ضيا تكررت ست مرات يف هذه القصيدة مما أغرق النص يف سواد

أكثر مما ينبغي.ويرمز هذا اللو أةيانا إلی احلقد والکراهية کما جاء يف النص

:التايل تد هيوز مات حني

.قفص يف محبوسا غرابه أورثين

والتجديف اهلرطقة سوى جييد غرابه ال وألن

سراحه فورا أطلقت لذا الغراب مل حيلق بعيدا لكن

توقعت كما

لشرفيت اجملاور الكهرباء عمود على حط بل

حاقدتني بعينني إيل لينظر

(21: رقصة احلرف األخرية .أسود وقلب

فالقلب األسود هو القلب الذ فقد براءته وبياضه فأصبح مرکدزا :للحقد والکراهية. ويف النص التايل يرمز األسود للتعاسة وسوء احلظ

القضبان الربيء خلف جلس

واجلمهور واحملامني ضاةالق فرأى

120

،الطقس وأحوال الزحام عن النكات يتبادلون ،العدالة عن الفضفاضة الكلمات ويعلكون

.(34: السابق اللعنة. حد األسود حظه من ويضحكون

:ال و األبيضلدبيض تقاليد رمزية عالية التداول يف صنع الداللة وترميزها يف

فهو يف السياق الدداليل العدام ، والسيميائيأفق االستخدام املعنو ، مهدام « رمز الطهارة والنور والغبطة والفرح والنصر والسدالم »

، رمز للصدفاء »(؛ کما أنه ويف السياق ذاته والرؤية ذاهتا 7: م1930وةب اخلري والبسداطة يف احليداة ، واادوء واألمل، ونقاء السريرة

(.137 :م1982، عبو« وعدم التقيد والتکل فوالشاعر أديب كمال الدين يعطي للو األبيض قيمدة رمزيدة ضمن سياق سرد يضج بالعديد من األسئلة املغلقة يف نص عنوانده

: ألوا( ةيث يقول قال الطبيب الذي يرتدي قميصا أبيض

وبنطلونا أبيض وحذاء أبيض.

* هل كانت طفولتك بيضاء؟ )ال(. -

* هل كان شبابك أبيض؟ )ال(. - هل كانت شيخوختك بيضاء؟ * (131: ما قبل احلرف.. ما بعد النقطة )ال(. -

121

إذ تكرر هدذا اللدو ، فنرى النص هنا طافحا باللو األبيض بدالالته الرمزية يف هذا املقتبس ست مرات.

:ويف قصيدة أعماق( يف أعماقي طائر أبيض

يسقط مذبوحا يف أعماق املسرح. أعماق املسرحويف

(.54: أربعو قصيدة عن احلرفصراخ وأنني وثياب ممزقة.

يبدأ قصيدته باللو األبيض وهو لو احلب والسدالم والنقداء وهو نقيض اللو األسود. وقد ةق ق ذل يف طائره األبيض ولكدن

:هذا الطائر سرعا ما يسقط مذبوةا. وجاء يف املقتبس التايل نايك فسيکون احلرف

بل سيکون طائرك األبيض (34: أقول احلرف وأعين أصابعيحملقا يف السماء الزرقاء.

اللو األبيض يدل علی النقاء والطهارة واملقصود من الطدائر

أما الطائر يف هذا التعبري فإنه يرمز أيضدا ، األبيض هنا القلب الطاهر :إلی براءة هذا القلب. کما يف املثال التايل

أن أصابعيغري امتدت إلی قليب

وخلعته من مکانه وأخرجت منه طائرا أبيض

(80: السابقورمته باجتاه اجلمهور.

122

وجداء .فالطائر األبيض هو القلب الرب ء والطداهر والنقدي :املقتبس التايل

والبحر أبيض أبيض - کما أختار له املخرج - وثوبك

(71: السابق ود.والشجر الذي حييط بك أسود أس

يقولو ، والثوب األبيض هو کناية عن القلب األبيض والطاهرويعنو بذل طهارة قلبده ، "فال ثوبه أبيض": يف اللهجة الدارجة

ونقاءه. ويف الشطر الثالث تکررت لفظة األسود( لتدل علی شددة .قسوة القلوب احمليطة ذذا القلب

ال و األحمر

، األمحر من أوائل األلوا اليت عرفها البشر يف الطبيعةيعترب اللو واشتعال النار ، من األلوا الساخنة املستمدة من وهج الشمس»فهو

: م1992، عمر وهو من أطول املوجات الضوئية، واحلرارة الشديدةلدو البهجدة »(؛ ويعترب أغنی األلوا وأکثرها تضاربا فهدو 111

وهو لو العندف ، نفس والتردد والش وهو لو الثقة بال، واحلز ، واملرح إلی غير ذل من الدالالت اجلزئية املتداخلة واملتبايندة يف آ (.212-214: . السابق«واةد

ولعل أبرز مسدة ، هذا اللو يرمز إلی دالالت وإيحاءات عدةلدمحر يف الشعر العراقي ارتباطه باحلزب الشيوعي. ومن بين الشعراء

الشاعر أديب ، تخدموا هذا اللو ذذه الداللة املتعارف عليهالذين اس :کمال الدين ةيث يخاطب الشاعر البيايت يف املقتبس التايل

123

کنت جتيد لبس القميص األمحر)أقول احلـرف ومحل الفتة الشغيلة والتقدم والصرا الطبقي.

(115: وأعين أصابعي

قصود به الشيوعية ةيث کا بالنسبة ملعنی القميص األمحر فاملالشاعر البيايت شيوعيا لزمن طويل وقد جمده احلزب الشيوعي العراقي واألةزاب الشيوعية العاملية اذا السبب کونه شيوعيا(. ومت االهتمام به بشکل کبير ألسباب ايديولوجية ةزبية أوال. ويمکن فه" املقصود

اليت يطلقها الشيوعيو علی بسهولة من لفظة شغيلة( وهي التسمية هدي قطعدة ، كما هو معروف، و الالفتة(، العمال والطبقة العاملة

القماش الکبيرة اليت يحملها املتظاهرو يف الشوار .خيتار الشاعر احلصا ، ويف نصه املعنو ةصانا أسود وأمحر(يتحول لكنه سرعا ما ، األسود ةاملا بغيمة بيضاء متطر ةبا وسالما

عنه إىل احلصا األمحر الذ مل يكن سوى رمز للحبيبة املختفيدة يف :الصحراء سراب

كنا جنلس عاريني يف الصحراء حني اقترب منا حصانان أسود وأمحر.

فقمت بعينني دامعتني وقبلتين القبلة األخرية.

فدهشت مث امتطيت احلصان األسود

وداعا.: وقلت بصوت مرجتف فذهلت

124

:لكني قلت لنفسي سأمتطي احلصان األمحر

الشوقبـي إن عصف (91و 90: ما قبل احلرف.. ما بعد النقطةوعذبين احلب.

الشمس اليت شبهها الشاعر ب أسدد دلكنه يستفيق ليجد أ

:قد غابت، وهو تشبيه ممهور ببصمة الشاعر، أمحر( الشوقبـي مث سرعان ما عصف

وعذبين احلب. فالتفت إىل حصاين األمحر

مل أجده. ووجدت الشمس تغيب على امتداد الصحراء

(91: السابقمثل أسد أمحر.

ألقها مدن وهدج واللو األمحر من األلوا احلارة اليت تستمدويف قصيدة أمحر نار ( يستخدم .واحلرارة، واشتعال النار، الشمس

وهو لو يشري إىل النشوة والتمدرد ، نوانا ااالشاعر اللو األمحر ع :واحلياة الصاخبة

حني يلهج الإ ،بأسطورتك املعلقة يف األعايل

ونقطة ال جتيد ،سوى أناشيد احلب باألمحر الناري

أعين باألمحر املمسوس (30: أربعو قصيدة عن احلرف باللوعة واهلذيان.

125

ال و األخضريرتبط بتأثيره املمتد بالطبيعة ، أعماقه احلياة هذا اللو يحمل يف

أثره اللوين، اخلضراء التی تغطی مساةة الوجود ميل القددرة وکأاللو األخضدر هدو لدو .علی اةتواء املشهد الذی رمسه الشاعر

وهدو تعبيدر عدن ، الطمأنينة والسرور ألنه يهدئ النفس ويسرها والتفاؤل. وهو لو الربيدع اخلصب والنماء واألمل والسالم واألما

والطبيعة احلية بكل تفاصيلها. ، يعترب اللو األخضر من األلوا املفضلة واحملببة لدی اإلنسدا

فهو من أکثدر األلدوا ، ويحمل يف طياته العديد من املعاين الساميةوالنمداء ، لو اخلصب والنعي"» فهو، ووضوةا يف الداللة استقرارا

قرين الشجرة »(؛ وهو أيضا 209: م1982، عمر «جدوالزمرد والزبروهو مدرتبط بداحلقول واحلددائق وهددوء ، ورمز احلياة والتجدد

(؛ وقد اقتر اللو األخضر 292و 291: م1988، عجينة «األعصابملا يمث له من اخللود والتجدد بايحاءات کاألمل والتفداؤل والعطداء

تی وصف اهلل ثياب أهل اجلندة والفرح والبهجة والرفاهية والنعي" ةةيث قال رب العدزة يف ، لرمزيته اخلاصة ومقاعده" ذذا اللو نظرا

ثيابا خض درا مد »: حمک" کتابه « ن سدند وإس دتب رق ويلبسو :(. وهذا ما أشار له أديب يف شعره أيضا31/ الکهف

لکن أجدادي املتربقعني باألخضر (109: شجرة احلروفطاروا مجيعا.

مضدوا ايل اهلل ، الشاعر أجداده كل ه" أخيارا وصداحلني ىفري

ويدل اللو األخضر يف بوجوه بيض فاستحقوا اجلنة والثياب اخلضر.

126

شعر أديب علی اخلصوبة واحلياة والنضارة واحليوية کما فی املثدال :التايل

لنری النخلة ببهائها السحري

اإلهليولطفها وبرکتها األمومية (.41: أقول احلرف وأعين أصابعيوحناهنا األخضر.

فحنا النخلة األخضر يدل علي شدة ةناهنا ونضارهتا وخصوبتها.

:وأةيانا يدل هذا اللو علی الزهو واجلمال کما فی املثال التايل وکنت فجري الذي أشرقت

(43: السابق فيه مشسي اخلضراء.

:يف املثال التايلوكذل والقمر ندميك األبيض

(58: السابقوالشمس هبجتك اخلضراء.

فاقترا "الشمس" باللو األخضر يدل على مجااا وشدة توهجها.

ال و األارقيعترب اللو األزرق لو الوقار والسكينة وااددوء والصدداقة

والتأمل واللو الذی يشجع على التخيل ااادئ، واحلكمة والتفكيرالباطين ويخف ف من ةدة ثورة الغضب ويخف ف من ضدغط الددم

127

مرة واةدة ال ويهدئ التنفس. ومل يرد هذا اللو فی القرآ الكري" إيو م يدن فخ فدي الصدور ونح شدر : علی اخلوف والوةشة الدا

.102/((. طهالمج رمني يو مئذ زر قافاألزرق القدامت ، لوا تعطي دالالت خاصةمع أ تدرجات األ

کذل يف التراث فهدو ، يدل علی اخلمول والکسل واادوء والراةةوأما الفاتح فهدو يعکدس ، مرتبط بالطاعة والوالء والتأمل والتفکري

ويوةي بالبحر ااادئ واملزاج املعتدل کما يف ، الثقة والرباءة والشباب :املقطع التايل

لتعرب احمليط (64: أقول احلرف وأعين أصابعي اهيا مع زرقة املاء والسماء.متم

وأةيانا يدل هذا اللو يف شعر أديب کمدال الددين علدی :اضطراب البحر وقسوته کما يف املثال التايل

يرقب السفن وهي تغرق (29: السابقأو تتيه يف األزرق الالهنائي.

:ويقول أديب

(52: السابقأما آن ألمواجك الزرق أن ترتاح.

واللو األزرق من األلوا الباردة وهو لو السدماء والبحدر :والتفاؤل. إنه لو االمتداد الذ ال هناية له كما يقول

أنت تشبهني البحر ال شك يف ذلك!

128

لكن أي معىن خيتفي خلف ذلك البحر؟ ما قبل احلرف.. ما بعد خلف تلك الزرقة العجيبة اليت تبدأ.

(18: النقطة

فهنا نالةظ اللو األزرق يدل علدی االضدطرارب والقلدق :والغضب وکما جاء أيضا يف املقبو التايل

وحني رفسها يف حلظة غضب زرقاء

(64: شجرة احلروف اکتشف اجلنون. وهندا ، شدة الغضب والقلق"حلظة غضب زرقاء" تدل علي دف

(.102/ طه: هذا اللو بدالالته السلبية يقترب من داللة اآلية الشريفة

ال و االيفر

يعترب اللو األصفر من أشد األلوا فرةا ألنده منيدر للغايدة ومبهج. هذا اللو يمث ل قمة التوهج واإلشراق ويعد أكثر األلدوا

در الضوء وواهبدة احلدرارة ألنه لو الشمس مص، إضاءة ونورانيةوللو األصفر داللة أخرى تناقض األوىل واحلياة والنشاط والسرور.

وهی داللته على احلز واا" والذبول والكسل واملوت والفناء. رمبا هذه الداللة ترتبط باخلريف وموت الطبيعة والصحارى اجلافة وصفرة

، أللوا اخلريدف رأى الكثريو اللو األصفر رمزا .وجوه املرضىفيكو االقتدراب يف ، ةيث تتعرى الطبيعة من ثوب ةياهتا األخضر

.اخلريف من الشيخوخة والنهاية واملوت

129

اللو األصفر ظل حيمل الداللة السدلبية فهدو من املعروف ألو املرض واالنقباض. ولقد يرتبط اللو األصفر بشدعر احلدز »

(.94: م1949، کرم« ز او عامل أطهروالتربم من احلياة والتحفوخبالف ما ذ كر فقد جاء هذا اللو يف شعر أديب ليدل علدی التوهج واإلشراق واإلضاءة القتراهنا بالشدمس واملطدر والنشداط

:والسرور دع املطر يهطل بغزارة

أقول احلرف وأعين بصخب أصفر.، بعدئذ، لتشرق الشمس (96: أصابعي

الشمس وتطل بضوئها ومجااا علي العامل بعدد فسوف تشرق وتع" البهجة والسرور. ولعل هدذه الداللدة تدرتبط ، غزارة املطر

باملفاهي" اإلسالمية ةيث جاء اللو األصفر يف القرآ كري" ذدذه :الداللة« يناظرالنرد و نها تسدر ه يق ول إنها بقرة صفراء فاقع لقال إنر» .69/بقرة

اجلملة الوصفية "تسر النراظرين" فی اآلية تبين داللة هذا اللدو "تسر النرداظرين" أ تعجدب النداظرين دف، املبهجة فی الطبيعة

البقرة موصوفة بداللو األصدفر ، وتفرةه" حبسنها. ففی اآلية هذهعلى يالنفسحتديدا ملاهية لوهنا والداللة على مجال هذا اللو وتأثيره

ووفدق ، اإلنسا. فإذا کا اللو األصفر يوةي بددالالت شدتی ، ويعين اخلدا ، سياقات خمتلفة أيضا فيعين التضحية کالبقرة الصفراء

(. يضديف 116: م2008، ويعين الزيدف الزواهدرة ، ويعين املرض

130

يقترب »: الکاتب ظاهر حممد الزواهرة رأيه بالنسبة اذا اللو فيقولويرمز إلی الشمس کما يرمز ، األصفر من البياض ويمث ل الضوءاللو

(.116: السابق« إلی الذهب ومن مث الشيء الثمينويظل يف غمرة هذه األلوا حيل" الشاعر بتل الشمس املتقل بدة

ج مدن األزرق إىل إىل اليسدار ليتددر كموجة حبر تولد من اليمنينتقال من الوقدوف إىل اارولدة. فهذا االنتقال هو مبثابة اال، األصفر

فاللو هنا يكتسب صفة ةركية متبدلة متغرية تبعا لتغيدر ةداالت فلكل ةالة لوهنا ولكل الشاعر ومزاجه الذ يعل قه على عتبة األلوا.

مقام مقال لوين يعكس نظرة الشاعر للعامل والوجود. فاأللوا تصبح ومدن ، من الفرح إىل احلز هنا مرايا عاكسة لذات الشاعر وتبدالهتا

ومن الوطن إىل املنفى.، العشق والوله إىل الالمباالة والتيه

131

املصادر واملراجع

133

الميجدر والمرا ن

القرآ الکرمي -: هدد( 1410الفضل مجال الددين بدي أ، ابن منظور املصر -

األولی. ةالطبع، دار صادر، بيروت، لسا العرب دار اجلاةظ.، بغداد، نو: (1993أديب کمال الدين -

دار ، بغدداد ، أخبار املعدىن : (1996 ---------------- الشاو الثقافية العامة.

-عمددا، 2ط ، النقطددة: (2001 ----------------- املاسسة العربية للدراسات والنشر.، بريوت

ما قبل احلرف.. ما بعدد : (2006 ----------------- دار أزمنة.، عما، 1ط، النقطة

، 1ط، شددجرة احلددروف: (2007 ----------------- دار أزمنة.، عما

، أربعو قصيدة عن احلدرف : (2009 ---------------- دار أزمنة.، عما، 1ط

أقددول احلددرف وأعددين : (2011 ----------------- الدار العربية للعلوم ناشرو.، بريوت، 1ط، أصابعي

134

، 1ط، مواقددف األلددف : (2012 ----------------- الدار العربية للعلوم ناشرو.، بريوت

، 1ط، احلددرف والغددراب: (2013 ---------------- الدار العربية للعلوم ناشرو.، بريوت

، إشددارات األلددف : م(2014 ------------------ بريوت.، منشورات ضفاف

، رقصة احلرف األخدرية : م(2015 ------------------ بريوت.، ضفافمنشورات

، األعمال الشدعرية الکاملدة : م(2015 --------------- منشورات ضفاف.، لبنا، 1اجمللد

دراسة مترمجة ضمن كتاب ، «التناصية»، م(1998مارك ، أدينو - اايئة املصرية للكتاب.، حممد خري البقاعي: ت، آفاق التناصية

كتداب آفداق ضمن، «نظرية النص»، م(1998روال ، بارت - اايئة املصرية للكتاب.، حممد خري البقاعي: ت، التناصية

بددي اإليقا اللغو يف الشعر العر: م( 2004خلود ، ترمانيين - خمطوطة.، ةلب أطروةة دكتوراه جامعة، احلديث

التنداص القدرآين يف الشدعر العمداين »، (2007ناصر ، جابر - .4العدد ، 12اجمللد، جملة جامعة النجاح لدحباث، «احلديث

التناص مع القرآ الکدرمي يف الشدعر »، (2004عزه ، جربو - .13العدد، جملة فکر وإبدا ، «املعاصربدي العر

حبث إجرائي /اللو لعبة سيميائية: م(2009فاتن عبداجلبار ، جواد - ، يف تشکيل املعنی الشدعر دار جمددالو للنشدر ، عمدا

والتوزيع.

135

، ار قبداين نددز تقنيات التعبري يف شعر : م(1999 پروين ، ةبيب - .1ط، املاسسة العربية للدراسات والنشر

املوضوعية البنيوية دراسدة يف شدعر : (1983عبدالکرمي ، ةسن - .1املاسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ط، السياب

املركدز ، «جملة عالمدات يف النقدد »، م(1999املختار ، ةسين - ديسمرب.: جدة، يفالثقا

دراسة منشورة ، «احلرف يف ضيافة القصيدة»: صاحل زامل، ةسني -املاسسدة ، مقداد رةي" : د.إعداد وتقدمي، يف کتاب احلرويف

.196ص، م2007، بريوت، العربية للدراسات والنشر بريوت.، دار اجلمل، املعج" الصويف(: م1981سعاد ، احلکي" -بددي احلداثدة يف الشدعر العر : م(1996حممد العبدد ، محود -

.1ط، الشرکة العاملية للکتاب، بريوت، بياهنا ومظاهرها/املعاصرترمجدة ، الشعر کيف نفهمه ونتذوقده : م(1964اليزابيث ، درو -

منشورات مکتبة منيمنة.، بريوت، حممد إبراهي" الشوشالشاعر /الغربة يف الشعر العراقي»: م(2008جعفر وآخرو ، دلشاد -

جملدة ، جامعة تربيت مدر ، طهرا، «العراقي املهاجر منوذجا .63- 75صص، (4 15العدد ، العلوم اإلنسانية الدولية

دالالت األلوا يف جمموعة ماقبل »: م(2007عبدالرزاق ، الربيعي -، مقال منشور يف کتداب احلدرويف ، «. ما بعد النقطة.احلرف

املاسسة العربية ، وتبري، 1ط، مقداد رةي" : د.إعداد وتقدمي للدراسات والنشر.

، اللو ودالالته يف الشدعر : م(2008ظاهر حممد هزا ، الزواهرة - دار احلامد للنشر والتوزيع.، األرد، 1ط

136

، إربدد ، احلدر بددي يف الشدعر العر : م(1987خالد ، سليما - منشورات جامعة الريموك.

ةياة وشعر الشريف االغتراب يف : م(1987عزيز ، السيد جاس" - .2ط، دار الشاو الثقافية، بغداد، الرضي

أديب كمال الدين يف جمموعتده الشدعرية »: حممود جابر، عبا -مقدال ، «شعرية التعالقات النصية من احلرف إىل الكلمة/ ةاء(

، مقداد رةدي" : د.إعداد وتقدمي، منشور ضمن کتاب احلرويف م. 2007بددريوت ، املاسسددة العربيددة للدراسددات والنشددر

157 - 155.) دار ، ميالندو ، إيطاليدا ، عل" عناصر اللو: م(1982فرج ، عبو -

.2ج، دکفندار ، بيدروت ، موسوعة أساطير العدرب : (1988حممد ، عجينة -

بدي.الفارااستدعاء الشخصديات التراثيدة يف : (1978علی ، عشر زايد -

طرابلس.، املعاصربدي الشعر العرمركدز األحبداث ، مدارات صدوفية : م(19997هاد ، العلو -

.105، دمشق، والدراسات مدى : (1982أمحد خمتدار ، عمر - عدامل ، القداهرة ، اللغدة واللدو

الکتاب.، الغربة يف شعر حممدود درويدش : م(2004امحد جواد ، مغنية -

.1ط، بديالفارا، بريوتدار توبيقدال ، فريد الزاهي: ت، «عل" النص»، جوليا، كرستيفا -

الدار البيضاء.

137

بددي الرمزيدة واألدب العر : م(1949أنطوا غط دا ، کرم - دار الکشاف.، بريوت، احلديث

املعج" اللوين يف شدعر عدز الددين »: م(2004ةسني ، نشوا -عددد ، الثقافة تصدر عن وزارة، جملة أفكار، األرد، «املناصرة

متوز.، 189 .1ط، مطبعة االعتماد، القاهرة، اللو: م(1930حممد يوسف ، مهام -

:املواقع اإللكترونيةتقنية االةالة الستدعاء األساطري يف جتربدة »: عدنا ةسني، أمحد -

الدراسدة منشدورة يف موقدع ، «أديب كمال الدين الشعرية :الشاعر

http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/ah.htm إشكالية الغياب يف ةروفيدة أديدب : م(2014صباح ، األنبار -

، بريوت، منشورات ضفاف، كمال الدين والکتداب ، لبندا :منشور أيضا يف موقع الشاعر علی الرابط التايل

http://www.adeebk.com/plaz/new-page-124.htm قراءة يف جمموعة نو( للشاعر أديدب »: قيس کاظ"، بدياجلنا -

:مقال منشور يف موقع الشاعر، «املعىن النقطة سر/كمال الدينhttp://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kease

%20kathem1.htm مجالية التكرار يف جمموعة الشاعر أديدب »: مسري، عبدالرةي" أغا -

دراسة منشورة يف ، «كمال الدين "أقول احلرف وأعين أصابعي" :موقع الشاعر

http://www.adeebk.com/plaz/250.htm

138

قراءة يف قصيديت /حماولة لتنسيق أةزا العال"»: علي ةسني، عبيد -دراسدة منشدورة يف موقدع ، «اجلديدة( ألديب كمال الدين

:الشاعرhttp://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/AliH

AU.htm شجرة : تشظ ي احلرف يف غروب النقطة: خليل إبراهي"، املشاخيي -

:دراسة منشورة يف موقع الشاعر، «شجرة الشمس/احلروفhttp://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/kh2.htm

قدراءة مجاليدة يف / استكناه دالالت عطاء احلرف: خضري، مري -مقال منشدور يف ، «قصائد نو( للشاعر أديب كمال الدين

:موقع الشاعرhttp://www.adeebk.com/khther.htm

عامل أديب كمدال الددين : احلر ف والطيف: مصطفی، الکيالين - :کتاب الکتروين منشور علی الرابط التايل، الشعر

http://www.adeebk.com/plaz/47.htm التوةيد الدنص إشارات: قراءة يف قصيدة: الدين ركن، يونس -

ص ، مقداد رةي" : د.إعداد وتقدمي، احلرويف ، احلاضر(/الغائب :الرابط، يف موقع الشاعر وهو منشور كذل (.351

http://www.adeebk.com/makalat%20an%20alshaeer/rruke

n.htm

139

يرأ اأية سديب كمجز الدي

Adeeb Kamal Ad-Deen

وصحفي، ومترج"، شاعر

العراق. - بابل - 1953مواليد ●جامعة بغدداد - كلية اإلدارة واالقتصاد - بكالوريو اقتصاد ●

1976. .1999جامعة بغداد - كلية اللغات - بكالوريو أدب إنكليز ● - املعهد التقين لوالية جنوب أسدتراليا - دبلوم الترمجة الفورية ●

.2005أستراليا - أدياليد :أصدر اجملاميع الشعرية اآلتية ● .1976النجف - مطبعة الغر احلديثة - تفاصيل - .1981بغداد - دار الشاو الثقافية العامة - ديوا عريب - .1989بغداد - دار الشاو الثقافية العامة - جي" - .1993بغداد - دار اجلاةظ - نو -

.1996بغداد - دار الشاو الثقافية العامة - أخبار املعىن - .1999بغداد ، أمحد الشيخ د. مكتب - الطبعة األوىل(النقطة -

140

-املاسسة العربية للدراسات والنشدر - النقطة الطبعة الثانية( - .2001بريوت - عما

بدريوت -عما - املاسسة العربية للدراسات والنشر - ةاء -2002.

- والتوزيدع للنشر أزمنة دار - النقطة بعد ما.. احلرف قبل ما - .2006 األرد - عما

األرد - عما - دار أزمنة للنشر والتوزيع - شجرة احلروف -2007.

-أدياليدد - باإلنكليزية( دار سديفيو - Fatherhoodأبوة - .2009أستراليا

- دار أزمنة للنشدر والتوزيدع - أربعو قصيدة عن احلرف - 2009األرد -عما

Quaranta poesie sulla lettera -أربعو قصيدة عن احلرف -منشورات نووفا إيبسدا -أمساء غريب( : د.ترمجة: باإليطالية .2011إيطاليا - إيديتوره

- أقول احلرف وأعين أصابعي - - الدار العربية للعلوم ناشدرو .2011لبنا - بريوت

لبنا - بريوت - الدار العربية للعلوم ناشرو - مواقف األلف -2012.

باإلنكليزيدة( دار ومطبعدة - Something Wrongمث ة خطأ -Salmat - 2012أستراليا - أدياليد.

- بدريوت - الدار العربية للعلوم ناشرو - احلرف والغراب - .2013لبنا

141

اقتددار : ترمجة: منت در منت موت باألوردية: تناص مع املوت - .2013باكستا - الهور - دار كالسي - جاويد(

2014لبنا - بريوت - منشورات ضفاف - إشارات األلف - - منشورات ضدفاف -اجملل د األول: األعمال الشعرية الكاملة -

2015لبنا - بريوتلبندا - بريوت - منشورات ضفاف - رقصة احلرف األخرية -

2015 :بأهكأب يدرت ل أ ر ●ناقدا يكتبو عن جتربة أديدب كمدال الددين 33: احلرويف -

املاسسدة - مقداد رةدي" د. إعداد وتقدمي الناقد -الشعرية(. والنق اد املشداركو 2007بريوت -العربية للدراسات والنشر

، العزيدز املقداحل عبدد د. ، أ.مصطفى الكديالين د. : أ.ه"امت ة د. ، أ.عبد اإلله الصائغ د. ، أ.بشرى موسى صاحل د. أ.

عبدد الواةدد د. ، أ.ناظ" ةسن ، د.ناظ" عودة ، د.الصكر، صباح األنبار ، عبد الرزاق الربيعي، عدنا الظاهر ، د.حممد

خليدل ، د.عيسى ةسن الياسر ، وديع العبيد ، علي الفواز

، حممدود جدابر عبدا ، د.زهري اجلبور ، إبراهي" املشاخيي، عبدد احلسدن فيصل ، هاد الربيعي، زامل ةسني صاحل د.ةسني سدرم ، د.داة العدواين، إمساعيل نور الربيعي د.

، ريسدا اخلزعلدي ، واثق الدايين، عبد الواةد رياض، ةسن، عددنا الصدائغ ، الصباغ عيسى ، د.حممد صابر عبيد د. أ.

ود. ، معني جعفر حممدد ، ركن الدين يونس، يوسف احليدر مقداد رةي".

142

كمال الدين الشدعر "مقاربدة عامل أديب : احلرف والطيف - مصدطفى الكدديالين نشدر اليكتددروين( د. أ. -تأويليدة"(

2010. صداحل د. - االجتماعي واملعريف يف شعر أديب كمال الدين( -

دمشدق -منشورات ألف حلرية الكشف يف اإلنسا -الرزوق .2011وقربص

ةيداة د. - أديب كمال الدين(قراءة يف "نو" : أضف نونا - - اخليار لبندا - بدريوت -الدار العربية للعلوم ناشدرو

2012. أمسداء د. - جتل يات اجلمال والعشق عند أديب كمال الدين( -

.2013لبنا - بريوت - منشورات ضفاف - غريبصدباح - إشكالية الغياب يف ةروفية أديب كمال الددين( -

.2014لبنا - بريوت - منشورات ضفاف - األنبار .1999بغداد - العراق، فاز جبائزة اإلبدا الكربى للشعر ● :طهجدات جمعية● املعاصر( بدي الرموز احلر فية يف الشعر العر: ةياة اخليار د. -

رسالة دكتوراه مبرتبة الشرف األوىل من كلية اآلداب والعلدوم الرسدالة . تناولت 2011اجلمهورية التونسية ، سوسة، اإلنسانية

أمحد الشهاو .، أديب كمال الدين، أعمال أدونيس التناص يف شعر أديب كمدال الددين( : مشتاق طالب حمسن -

، ابن رشدد ، رسالة ماجستري بتقدير جيد عال من كلية التربية .2014العراق ، جامعة بغداد

143

:محجضرات ل أ ربأه ●دراسدة يف -والتدنظري فلسفة املعىن بني النظ": واثق الدايين -

حماضرة أ لقيت يف -جمموعة "أخبار املعىن" ألديب كمال الدينتشدرين - 2االحتاد العام لددباء والكتاب يف العراق ببغدداد

.1996أكتوبر - أول قراءة يف "ما قبل احلرف.. ما بعد النقطدة"( : زهري اجلبور -

16العراق -حماضرة أ لقيت يف قاعة نقابة الفنانني مبحافظة بابل .2007مار -آذار

قدراءة -عبا السالمي، جبار الكواز، عبد األمري خليل مراد -حماضرة أ لقيدت -يف جمموعة "ما قبل احلرف.. ما بعد النقطة"(

.2007العراق -حافظة بابليف نقابة الفنانني مبقراءة يف شعر أديب كمدال : شعرية احلروف: زهري اجلبور -

حماضرة أ لقيت يف االحتاد العام لددباء والكتداب يف - الدين( .2007أكتوبر -تشرين أول 27 - العراق ببغداد

كتداب "احلدرويف " : صناعة الكتاب الثقايف -ماز املعمور -االحتاد العام لددبداء والكتداب حماضرة أ لقيت يف - أمنوذجا( .2008كانو الثاين 30 -ببغداد

تداخل الفنو يف شدعر أديدب : أمسية نقدية خاصة بعنوا -، كمال الدين( أقامها احتاد األدباء والكتاب يف حمافظدة ديداىل

:وشارك فيها املنحى السدرد يف : القاص صالح زنكنة بدراسة عنواهنا -1

"شجرة احلروف"(.: جمموعة تشكيل احلرف : الناقد مسري عبد الرةي" أغا بدراسة عنواهنا -2

144

"أربعدو : قراءة تشكيلية يف جمموعدة : وتشكيل اللو قصيدة عن احلرف"(.

"النقطدة" وجدليدة : ج بدراسة عنواهناال الشاعر أمري احل -3 22 بتاريخاصطياد املعىن(. أ قيمت األمسية يف مقر االحتاد

.2011شباط -قراءة يف ما قبل احلرف.. ما بعد النقطة( -مال مسلماو -

، حماضرة أ لقيت بدار بابل للثقافة والفنو واإلعالم مبحافظة بابل .2011مايس 14

أمسية نقدية خاصة عن جمموعة "احلرف والغدراب" أقامهدا -ة ديداىل. جامعد - أساتذة قس" اللغة العربية يف كلية التربيدة

:واألساتذة املشاركو ه"وسن عبد املنع" الزبيد اليت كانت ورقتدها بعندوا د. -1

أديددب كمددال الدددين يف احلددرف والغددراب(. نوافل يونس احلمداين اليت كانت ورقتها بعندوا د. - 2

املضمر النسقي ورمزيته يف احلرف والغراب(.ورقتده بعندوا الباةث أمنار إبراهي" أمحد الذ كاندت -3

الداللة السيميائية املضمرة يف احلرف والغراب(.علي متعب العبيد الذ كانت ورقته بعنوا ةينمدا د. -4

تصورات عن احلرف والغراب(.: يذبل عود اليامسنيفاضل التميمي الذ كانت ورقته بعندوا محامدة د. أ. -5

. أدار احلرف والغراب(: قراءة يف جمموعة: الشاعر وغرابهاألمسية اليت أ قيمت يف احتاد أدباء وكتاب دياىل بتداريخ

فاضل التميمي. د. أ. الناقد 2013- 10 - 10

145

:سم يجت خجية ومهر جنجت● - حمافظة بابل - أمسية خاصة مبناسبة صدور جمموعة تفاصيل -

1976. .1984بغداد - فندق الرشيد -مهرجا األمة الشعر - عدة دورات(. - املربدمهرجا -القصدر - بغداد - ملتقى الشعر العراقي الفرنسي: ربيع الشعر -

.2000العباسي احتاد الكتداب - أمسية خاصة مبناسبة صدور جمموعة النقطة( -

- األرد - والصحفيني العراقيني املنفى( نيسدا - عمدا2002.

- األرد -بيدت الشدعر األردين - بديمهرجا الشعر العر - .2002عما

.2003أستراليا - مدينة تاونسفيل -ملتقى الشعر األسترايل -كدانو - أسدتراليا - أدياليد -ضيف أمسية يف مجعية الشعر -

.2004أول - أدياليددد - Gallery de la Catessenضدديف أمسددية -

.2006آب - أستراليااحلرف( إىل اللغة ةفل توقيع صدور ترمجة أربعو قصيدة عن -

أمسداء غريدب د. إيطاليا برفقة املترمجدة -بالرمو - اإليطاليةماريو مونكادا والناقد اإليطايل فينشينسوبوماروالشاعر اإليطايل لذ قدم قراءة نقدية للمجموعة. االةتفالية من د مونفورته ا

آذار 10فينشينسو بريسدتد جداك مو تقدمي الكاتب اإليطايل 2012.

146

هولندا. تقدمي الروائدي -مسية خاصة يف قاعة جامعة الها أ -والشاعر مهد النفر الذ قدم قراءة نقديدة ، حممود النجار

.2012آذار 17بعنوا احلل" يف شعر أديب كمال الدين( احتاد كتداب واليدة ، مث ة خطأ(: ةفل توقيع صدور جمموعة -

تقددمي الناقددتني أسدتراليا. -أدياليدد - جنوب أسترالياتشدرين 12آ مار مسث ود. هثر جونسن : د.األستراليتني

.2012أكتوبر -أول

:سنطولو يجت ●ماسسة جائزة عبد -معج" البابطني للشعراء العرب املعاصرين -

هيئدة : مجع وترتيب -العزيز سعود البابطني لإلبدا الشعر مطدابع دار -1995 -الطبعدة األوىل -اجمللد األول -املعج"

الكويت. -القبس للصحافة والطباعة والنشرحممد صدابر د. : أ.إعداد -خمتارات من الشعر العراقي املعاصر -

سوريا. - دمشق -احتاد الكتاب العرب - عبيد Tomحتريدر - باإلنكليزية( - Another Countryبلد آخر -

Keneally, Rosie Scoot - منشورات جملدةSoutherly - .2004أستراليا - سدين

لطفدي : إعدداد -املهجر املعاصربدي أنثولوجيا األدب العر - .2004لبنا ، بريوت -دار صادر - ةداد

إعداد وترمجة : باإلسبانية( -أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر -Esteban Castroman منشوراتClase Turista - بدوينس

األرجنتني. -آير

147

- أنطولوجيا للشعر العراقي املعاصر - نكليزية( باإل - العراق - - بددي إعداد وترمجة سهيل د" وصادق حممود وةيدر الكع

الواليدات - 2007ربيع وصديف - منشورات أتالنتا ريفيو املتحدة.

أنطولوجيا للشعر العراقي - باإلسبانية( - على شواطئ دجلة -مبشاركة حمسدن -إعداد وترمجة عبداااد سعدو - املعاصر

منشورات البريو - الرملي واملستعرب اإلسباين أغناثيو غوترييث .2007آب -ويالندزف -كاراكا - إ الرانا

- باإلنكليزيدة( 2007أفضل القصدائد األسدترالية لعدام -The Best Australian Poems 2007 - إعداد وتقدمي الشاعر

- Peter Roseبيتدر روز : والكاتب األسدترايل ، ملبدور .2007أكتوبر - تشرين أول -أستراليا

الناقددة : إعدداد - باإلنكليزيدة( Culture is -الثقافة هي - آ مار سيمث. : د.األسترالية

Anne-Marie Smith - أدياليدد ، منشورات ويكفيلدد بدر- .2008أكتوبر -تشرين أول -أستراليا

العراقدي اجلديدد( عراقيو غرباء آخرو أنطولوجيا الشعر - : إعدداد وترمجدة ، باإلسبانية( دار ، عبدداااد سدعدو 2009، إسبانيا، قرطبة، كومسوبويتيكا

خمتدارات مدن األدب - Uruk A Portrait of لوةة أوروك -دار هرست - بديخلود املطل: ترمجة - العراقي باإلنكليزية(

.2011بريطانيا ، وهوك للنشرسعد : د.اعداد، أنطولوجيا الشعر البابلي املعاصر: ديوا احلل ة -

148

مطبعة ، منشورات دار بابل للثقافات والفنو واإلعالم، احلداد .2012العراق ، النجف، الضياء

The Best باإلنكليزية( 2012أفضل القصائد األسترالية لعام -

Australian Poems 2012. الكاتب األسترايل إعداد وتقدمي : - تشرين أول - أستراليا، ملبور Jone Tranterجو ترانتر

.2012أكتوبر

:م رحيجت ●مسرةية راقصة معدة مدن - ما قبل احلرف.. ما بعد النقطة( -

ذو : إعداد -ما قبل احلرف.. ما بعد النقطة(: قصائد جمموعةالفقار خضر. قام بأدائها الفنانا ذو الفقار خضر وميث" كدرمي

احلرف والنقطدة. : الشاكر اللذا جسدا شخصييت املسرةيةأخرجها ذو الفقار خضر على خشبة ناد الفندانني مبحافظدة

.2007أبريل - نيسا 21العراق ، بابل احلقائب السود( سيناريو مسرةية بونتومامي ذات فصل واةد -

علدي : إعداد - معدة من نصوص الشاعر أديب كمال الدين .2009 -5 -30العباد

ك تبت عنه جمموعة كبرية من الدراسات واألحباث واملقداالت ●شارك يف كتابتها نق اد وأدباء وشدعراء مدن خمتلدف ، النقدية

، عبد العزيز املقداحل د. : أ.األجيال واالجتاهات األدبية والنقدية، عددنا الظداهر ، د.عبد اإلله الصدائغ د. ، أ.فوز كرمي

عيسدى ةسدن ، بشرى موسى صاحل د. أ.، ةسن ناظ" د.عددنا ، مصطفى الكديالين د. ، أ.ناظ" عودة ، د.الياسر

149

، فيصل عبدد احلسدن ، داة العدواين، أمحد الشيخ ، د.الصائغ، عبد الواةد حممد د. ، أ.وديع شامخ، ةسني سرم ةسن د.

رعدد ، علي الفواز، رياض األسد ، د.مهد شاكر العبيد ، عبا عبدد جاسد" ، واثق الدايين، ري خضري م، كرمي عزيز

ناجح ، عبد اجلبار البصر ، ةامت الصكر د. ، أ.فاروق يوسفيوسف ، حممد صابر عبيد د. ، أ.إمساعيل إبراهي" عبد، املعمور ، هاد الزياد ، عيسى الصباغ ، د.معني جعفر حممد، احليدر

، جالل اخلياط د. ، أ.محزة مصطفى، إمساعيل نور الربيعي د.، هشام العيسى، علي جبار عطية، سامي مهد ، حممد اجلزائر

بشدري ، ركن الدين يونس، جال أمري احل، صاحل زامل ةسني د.قديس كداظ" ، د.هاد الربيعدي ، ريسا اخلزعلي، ةاج"مجدال ، رياض عبد الواةد، عبد األمري خليل مراد، بدياجلنا

حممود جابر ، د.ةسن النواب، فائز ناصر الكنعاين، جاس" أمنيعلدي عبدد ، وسام هاشد" ، شذى أمحد، عالء فاضل، عبا

فاضل عبا ، فااد العبود ، عبد الستار إبراهي"، احلسني خميف، زهري اجلبور ، عبد املعز شاكر، عبد العال مأمو، بديالكعسداطع ، وديدع العبيدد ، صباح األنبار ، مقداد رةي" د.

، علي اإلمارة، اللطيف احلرزعبد ، عبد الرزاق الربيعي، اجلميلي، مجال ةافظ واعدي ، مالكة عسال، خليل إبراهي" املشاخيي د.

علدي ، نصر مجيل شعث، عدنا ةسني أمحد، شوقي مسلماين، صداحل حممدود ، سوف عبيد، ةسب اهلل حيىي، ةسني عبيد، ماز املعمدور ، عادل الشرقي، صالح زنكنة، فاروق سل وم، محزة كدويت ، سل" جاس" احلليم، حممد العشر ، فرات إسرب

150

حممدد ، ضياء جنم األسدي ، د.كرمي الثوري، نور احلق إبراهيمخالص ، صفاء عبيد احلفيظ ، د.أمل الشرع ، د.غازي األخرس

آن ، د.ذياب شاهني، جود أكولينا، وجدان عبد العزيز، مسور، حياة اخلياري ، د.رشا فاضل، صاحل الرزوق ، د.ماري مسث

، أمسداء غريدب د.، عبد املطلب حممود ، د.شاكر جميد سيفوحممد ، مسري عبد الرحيم أغا، صباح القالزين، أسامة الشحماين

، مالك مسدلماوي ، أجمد جنم الزيدي، حممد علي سالمة، يوبغزالن ، كربى روشفنكر ، د.رسول بالوي ، د.راسم املدهون

قزحيدا ، مهدي النفري، ماريو مونكادا دي مونفورته، هامشيصدباح حمسدن ، راضي شاكر حسن، علوان حسني، ساسني، فاضل عبدود المميمدي د. ، أ.هثر تايلر جونسن ، د.كاظم

اقمددار ، صاحل الطائي، أثري حمسن اهلامشي، جنمة إدريس د. أ.نوافدل ، د.وسن عبد املنعم الزبيدي ، د.أسامة غايل، جاويد

سدعد ، عالء البددراين ، د.أمنار إبراهيم أمحد، يونس احلمداين، بشرى البسدماين د. ، أ.ممعب العبيديعلي ، د.حممد رحيم

عبداس ، د.سعد احلداد ، د.منذر عبد احلر، عدنان أبو أندلسمهدا ، علي حسني الزيدي ، د.عبد القادر فيدوح د. ، أ.العلي

محيد ، مشماق طالب حمسن، ليث فاضل الوائلي، يوسف عاجلسدعود ، عبد احلفيظ بن جلدويل ، صاحل هويدي ، د.احلريزي

، أمحد يوسفصربي ، حممد املسعودي ، د.د املخمارمحي، بليبل .حممد علي مشس الدين، فاضل، نوال اجلبوري

وليم ، ترجم إىل العربية قصصا وقصائد ومقاالت جليمس ثريبر ●، إيلدر أولسدن ، ندزواالس سميف، آن سرايلري، كارلوس وليمز

151

غراهدام ، جيمس ريفدز ، اليزابيث ريديل، كاثلني راين، أودفالدمدري ، إيفا دايف، دو خوا مانويل، ولي" سارويا، غرينأدولف ، إيغرا لويس روبرتس، مور بيل، مارك توين، سادي

ألن بداتن ، روست هيلز، جاكوب رونوسكي، ديغاسينسكيوعدد من شعراء كوريا واليابا وأستراليا ونيوزيلندا والصدني

وغانا."شعراء ، "أهال وسهال": د من الربامجأعد لإلذاعة العراقية العدي ●

"ةرف ، "ثلث ساعة مع..."، "الربنامج املفتوح"، من العراق" ومخس شخصيات".

وشدارك يف تأسديس جملدة 1975عمل يف الصحافة منذ عام ● أسفار(.

والعاملية.، والعرب، عضو نقابة الصحفيني العراقيني ● احتاد األدباء العرب.وعضو ، عضو احتاد األدباء يف العراق ● عضو مجعية املترمجني العراقيني. ●وعضو ، والية جنوب أستراليا - عضو احتاد الكتاب األستراليني ●

مجعية الشعراء يف أدياليد.ترمجت قصائده إىل اإلنكليزية واإليطالية والفرنسية واإلسدبانية ●

والكردية والفارسية واألوردية. يقي" يف أستراليا. ● www.adeebk.com وقعه الشخصيم ●