82

انه الاعصار ما العمل

  • Upload
    -

  • View
    29

  • Download
    4

Embed Size (px)

DESCRIPTION

انه الاعصار ما العمل

Citation preview

Page 1: انه الاعصار ما العمل
Page 2: انه الاعصار ما العمل

ضمن سلسلة مقاالت ” “

محمد حمدان القاق

تجزئة وطنتجزئة الطليعة تعني ..

تجزئة وطنتجزئة وطنتجزئة وطنتجزئة الطليعة تعني ..تجزئة الطليعة تعني ..تجزئة الطليعة تعني ..

منشورات حزب الحركة القومية للديمقراطية المباشرة

Page 3: انه الاعصار ما العمل
Page 4: انه الاعصار ما العمل

3

}فاتحة الكتاب(ل ميكن لأي مثّقف, اأن تكتمل له ثق�فته, اإن مل يكن على علم مبدى ت�أثري القوانني

املو�ضوعية على حركة الواقع.فحركة الواقع حمكومة بفعل القوانني املو�ضوعية »الفل�ضفية« التي هي: )»قوانني منذ الطبيعة يف موجودة القوانني وهذه الدي�لكتيكية«(. »القوانني اأو اجلدل«,

الأزل. يف اجلوهري بحثه خالل من القوانني هذه وجود اكت�ضف »هيجل« الفيل�ضوف

حركة الظواهر. على اأن »م�رك�س« الذي اأخذ مب� ج�ء يف هذا الكت�ض�ف, واقتنع بحقيقة وجود هذه القوانني, وحقيقة ت�أثريه� على حركة الواقع, ف�إنه.. اأي »م�رك�س« قد ع�ر�س

»هيجل« حول ن�ض�أة هذه القوانني. فـ »هيجل« يقول: ب�أن الواقع امل�ّدي, اأ�ضل وجوده.. »فكرة«. كم� اأن »الفكرة« هي

اأ�ضل وجود القوانني املو�ضوعية التي تعمل من خالل هذا الواقع. اأم� »م�رك�س« فيقول: ب�أن الواقع امل�ّدي هو واقع موجود منذ الأزل. ولي�س لوجوده من نقطة بدء. وي�ضيف: اإذا ت�ضّورن� اأن الواقع امل�ّدي مقرون� ب�لفكرة, عب�رة عن راأ�ضه, على مقلوب� يقف الهرم هذا جعل »هيجل« ف�إن هرم, �ضكل على ظ�هرة

اعتم�دا على اأن الفكرة, هي نقطة البدء فيه. وعلى العك�س من ذلك, فقد اعترب »م�رك�س« اأن الواقع امل�ّدي هو الأ�ض��س الذي بني من فوقه هذا الواقع, واأن الفكرة, متّثل الراأ�س من هذا الهرم. وبذلك, فقد اأن بدل من امل�ّدّية, ق�عدته لريتكز على الهرم قلب اأنه نف�ضه, »م�رك�س« اعترب

يبقى مقلوب� على راأ�ضه. هذا الراأ�س الذي متّثله فكرة. ف�لفكرة.. »ح�ضب »م�رك�س«, ج�ءت يف وقت مت�أّخر من تطور الت�ريخ الإن�ض�ين.

Page 5: انه الاعصار ما العمل

4

وب�لتحديد.. عندم� اأ�ضبح الإن�ض�ن ق�درا على التفكري.اأو منهم�. كل يقول فيم� »م�رك�س« و »هيجل« بني املق�رنة ب�ضدد هن� ول�ضن�

الوقوف اإلى ج�نب هذا, اأو ذاك. م� يهمن� يف هذا ال�ضي�ق, هو اأن الفال�ضفة امل�ّديني, والفال�ضفة املث�ليني.. يقّرون

جميع�, بحقيقة وجود القوانني املو�ضوعية, وحقيقة ت�أثريه� على حركة الواقع. على اأنه ينبغي عدم اإغف�ل حقيقة اأن الإح�طة بكيفية ت�أثري القوانني املو�ضوعية على حركة الواقع, لي�ضت مهمة �ضهلة. ذلك لأن حفظ هذه القوانني غيب�, هو اأمر مت�ح لكل اإن�ض�ن. لكن القدرة على الإح�طة بكيفية ت�أثري هذه القوانني على حركة

الواقع, هو اأمر اآخر. فهذه القوانني تفعل فعله� يف ظ�هرة م� ب�ضكل خمتلف عن ظ�هرة اأخرى. وذلك

يعود لطبيعة الختالف يف التكوين الداخلي لهذه الظ�هرة اأو تلك. من هن�, فقد انح�ضرت ويف نط�ق �ضّيق, القدرة على التحليل املو�ضوعي للواقع. كهذه مهمة تكون ولن علمية. بطريقة امل�ضتقبل اأحداث على الإطاللة وحم�ولة

مت�حة للجميع, اإل اإذا بلغ الوعي اجلم�هريي.. مداه الأق�ضى.

Page 6: انه الاعصار ما العمل

5

اإلمبريالية متوحشة..لكنها كظاهرة مرحلية..

ضرورة حتمـية!!.***

توطئة:ك�ن, بلد اأي يف ال�ضرتاكي التطبيق �ضحة �ضم�ن اأن عن »م�رك�س« عرّب يتم اأن له يراد الذي للمجتمع الوترية ع�لية تقنية ق�عدة بتوفري يق�ضي

التطبيق ال�ضرتاكي فوق اأر�ضه.براأ�ضم�ل وحده� ا�ضت�أثرت قد م�رك�س, عهد يف ك�نت »الربجوازية« ولأن املجتمع الإن�ض�ين, فقد جعله� ذلك, وحده� الق�درة على تطوير هذه التقنية. النقلة على حتقيق »يف حينه« ق�درا ك�ن الذي هو الربجوازي, والراأ�ضم�ل

الكيفية للتطور التقني ح�ضب.. روؤية م�رك�س.اأم� هذه الأي�م, فقد تطور كل من الواقع القت�ض�دي, وكذلك التقني, ويف

جميع الجت�ه�ت. وعلى نحو مل تكن لت�ضمله خميلة م�رك�س اآنذاك. نعم, لقد تطورت هذه التقنية, وراحت ت�أخذ اأ�ضك�ل متقدمة, ومب� ل يق��س,

ب�ملق�رنة مع الروؤية التي ت�ضوره� م�رك�س, يف نه�ية القرن ال�ض�بع ع�ضر.

آفاق التطــور..تجاوزت رؤية ماركس:

عندما حتدث مارك�س عن التقنية التي ت�ؤهل بلدا ما للتطبيق اال�شرتاكي, مل ي��شح يف حينه, ما كان يق�شد باملقايي�س املحددة للتط�ر الذي ي�شمن ب�شكل العل�م تط�ر اأن حقيقة يغفل مل لكنه التطبيق. بداية لدى النجاح

Page 7: انه الاعصار ما العمل

6

عام, �شي�ا�شل �شع�ده على ال�شلم, ب�ش�رة مت�شارعة, وعلى نح� لن يت�قف. وكان قد اأ�شار اإلى اإن كل من بريطانيا واأملانيا يف تلك االأثناء, »هما وحدهما«

البلدان امل�ؤهالن, ال�شتقبال مثل هذا التطبيق. اأن ميكن ال التقني التط�ر اأن حينه, يف مارك�س لدى وا�شحا كان ولقد ي�شري �شع�دا على �شلم التط�ر وحده, اإذا اأن التط�ر يف جميع مناحي احلياة,

�شي�شري �شع�دا على هذا ال�شلم اأي�شا. واأمام هذا التعقيد الذي يطرحه الدخ�ل يف تفا�شيل امل�شتقبل, فقد ت�قف اأنه مل مارك�س عند هذا املدى من تنب�ؤاته العلمية على هذا ال�شعيد. حتى املرحلة عرب للتطبيق كمق�مات دقيقة تفا�شيل اللحظة« تلك »يف ي�شع

اال�شرتاكية.فلقد كان مارك�س على قدر من احلكمة بحيث اأدرك اأن الق�انني امل��ش�عية مدى لها يك�ن لن الك�ن, يف الظ�اهر جلميع التط�ر مب�شار تتحكم التي من االجتماعي ال�شعيد على التط�ر كان واإذا حدوده. عند تت�قف اأق�شى �شانه اأن يتقدم على ما عداه, فذلك يع�د لك�ن التفكري االإن�شاين قادر على اأن ي�شتفيد من فعل الق�انني امل��ش�عية والت�شريع بنتائج فعل هذه الق�انني ل�شالح االإن�شان. وعليه, فاإن التط�ر مبعزل عن تدخل االإن�شان, من �شاأنه اأن

يك�ن اأكرث بطء.اأما العالقة املتبادلة عرب م�شار التط�ر, وج�انب التاأثر والتاأثري بني جميع الظ�اهر يف الك�ن, مبا يف ذلك التط�ر التقني للتجربة االإن�شانية. فاإن ذلك ب�شكل ح�شرها ي�شتحيل معقدة, مل�اقع التط�ر هذا يرتقي اأن على ي�شاعد

م�شبق, وعلى نح� حمدد.من االإن�شان يجعل الب�شري العقل باأن يتميز اإذن, االأر�س على التط�ر خالله قادرا على اأن ي�شارع يف ال�شع�د على �شلم التط�ر وب�شكل ال ميكن اأن

ي�ازيه التط�ر البطيء الذي يحكم الظ�اهر االأخرى يف الك�ن.

Page 8: انه الاعصار ما العمل

7

وهكذا, فاإن التط�ر الذي يطال ظ�اهر الك�ن غري االإن�شانية, على الرغم من اأنه يخ�شع لذات الق�انني امل��ش�عية التي يخ�شع لها التط�ر على �شعيد درجات على ال�شع�د حركة يعطي االإن�شان, عقل فاإن الب�شرية. التجربة ال�شلم لدى التجربة االإن�شانية, اأول�ية تتقدم على حركة ال�شع�د على �شلم التط�ر اإزاء ظ�اهر الك�ن غري االإن�شانية. فالتط�ر املرتبط باالإن�شان, يرتقي مل�شت�يات غري حمدودة, خمّلفا وراءه ه�ة وا�شعة, تف�شله عن التط�ر البطيء

لظ�اهر الك�ن االأخرى. من هذا املنطلق, ميكن فهم التط�ر الذي طال الظاهرة الربج�ازية بعد وفاة مارك�س, و�ش�ال اإلى اأن تبل�رت ظاهرة الراأ�شمالية مبظهرها الذي بدا وا�شحا من خالل الظاهرة اال�شتعمارية. وعليه, فقد عرّب »لينني« يف حينه. ه� وكما الراأ�شمالية. مراحل من مرحلة اأعلى هي »االإمربيالية« اأن عن

وا�شح, فاإن لينني, يك�ن قد اأ�شاب الهدف على هذا ال�شعيد.. اآنذاك.جميع ويف عل�مه تط�ير يف االإن�شان ت�ا�شل حني يف »لينني«, وق�شى مل »لينني«, عهد يف مت�فرة كانت التي املعل�مات فاإن وهكذا, االجتاهات. ت�ؤّهله لكي يت�ش�ر بدقة, ال�شكل الذي �شتتبل�ر االإمربيالية من خالله كاأعلى

مرحلة من مراحل الراأ�شمالية. ومل يدرك يف حينه, احتمال اأن تتح�ل االإمربيالية ملجّرد �شريحة ت�شيق من حيث العدد, يف حني تت�شخم ثروتها. ثم تزداد هذه الرثوة ت�شخما, و�ش�ال مل�شت�يات متقدمة من التناق�س بني ال�شكل واملحت�ي للظاهرة االإمربيالية,

مما يجعل هذه الظاهرة معّر�شة لكي تتفجر من داخلها. فاالإمربيالية هذه االأيام, راحت تتحكم بالراأ�شمال املايل العاملي ف�ق الكرة والدول. احلك�مات بني الفا�شلة احلدود اأزالت ع�ملة خالل من االأر�شية, وحطمت القي�د التي حت�ل دون تنقل الب�شائع واالأفراد. ومل يدرك »لينني« الكربى متعددة ال�شركات االإمربيالية على اأنه من خالل هيمنة يف حينه,

Page 9: انه الاعصار ما العمل

8

الكرة �شتئ�ل والدول, للحك�مات ال�شيا�شية احلدود ومتعدية اجلن�شيات, االأر�شية بني يدي االإمربيالية, ملجّرد قرية تقنية هائلة.

�شتك�ن الذي لل�شكل تف�شيلية ي�شع م�ا�شفات الذي مل »لينني« اأن على من جاءوا ومن قبله, هم من عبقرية فاإن امل�شتقبل, يف االإمربيالية عليه التي النقدية العملة دور و�شف من االقرتاب فر�شة حترمهم مل بعده, راحت ت�شتاأثر بها ال�شريحة االمربيالية هذه االأيام, كمرتكز اأ�شا�شي لرثوتها, تاركة اجل�انب االأخرى من التفا�شيل املادية التي تنبثق عنها هذه الرثوة, اإدارية معقدة, مت�شك ال�شريحة االإمربيالية ال�شيقة بخي�طها من لهيئات بعيد, وعلى نح� راح ال�اقع االقت�شادي من خالل ذلك, ي�شكل �شبه انف�شال بني القاعدة املادية للرثوة املتمثلة باالأر�س والعقار, وبني جتلياتها املتمثلة

باالإ�شدارات النقدية املجردة. لقد ا�شتطاع االأديب اجلزائري »الطاهر وطار« من خالل روايته »احلّ�ات والق�شر« اأن ي�شف بدّقة �شكل الرثوة النقدية التي راحت االإمربيالية مت�شك

بها هذه االأيام, م�شتعي�شة بها عن القاعدة املادية القت�شادها. يق�ل:)علي احلّ�ات ذلك ال�شياد املاهر, ي�شطاد �شمكة رهيبة. يزدان ج�شمها بت�شع وت�شعني ل�نا. وهي �شمكة ذات كفاءات متعددة. وخ�ا�س غريبة. مبقدورها اإلى ح�شان تتح�ل وقد وتتكلم. ترق�س وقد املاء. احلياة خارج ت�ا�شل اأن

جمّنح.. يح�شن الطريان(.لـ »اإجنلز«, حيث يق�ل وه� ي�شف وهذا ال��شف ين�شجم مع و�شف �شابق

الظاهرة النقدية: ) اإن ب�شاعة الب�شائع, التي تخفي يف باطنها �شائر الب�شائع. قد اكت�شفت الطل�شم الذي ميكنه حت�يل نف�شه كما ي�شاء.. اإلى �شيء مرغ�ب فيه. وميكن

اأن يك�ن مرغ�با فيه. ومن ميلكه ي�شبح �شيد عامل االإنتاج(.هذا و�شف قدمي, وو�شف اأكرث حداثة لظاهرة العملة النقدية. وهذا ال��شف

Page 10: انه الاعصار ما العمل

9

ح حقيقة ملاذا ال�شريحة االإمربيالية راحت على قدمه, وحتى يف حداثته, ي��شّتكتفي برثوتها النقدية, م�شتعي�شة بها عن باقي التفا�شيل املادية التي تنبثق عنها هذه الرثوة. تاركة اإدارة قاعدة الرثوة املادية, ل�شبكة اإدارية متخ�ش�شة. مكتفية مبجّرد الت�جيه العام لهذه ال�شبكة. وجاء ذلك, بعد اأن اأ�شبحت غري

قادرة على تتدخل يف تفا�شيل مهمتها. اأما وقد حّطت ال�شريحة االإمربيالية يف الن�شف الثاين من القرن املا�شي االإمربيالية هذه راحت فقد االأمريكية, االأر�س ف�ق االقت�شادي بثقلها تاركة �شبه كامل. ب�شكل املادية القت�شادها القاعدة وبالتدريج, تنف�شل عن ملكيتها لالأر�س والعقار, تدار من قبل هيئات اإدارية »مبدعة« وتابعة لها..

ب�ش�رة غري مبا�شرة.. وكان اأن اعتمدت هذه ال�شريحة »الدوالر« كعملة رئي�شة ب�شبب من متح�ر الثقل االقت�شادي لهذه ال�شريحة ف�ق االأر�س االأمريكية يف الن�شف الثاين لكي االأمريكية عام/1973 باحلك�مة املا�شي. وعليه, فقد دفعت القرن من تكف عن اعتماد �شبيكة ذهبية يف البنك الدويل, ومبا ي�ازي حجم االإ�شدارات النقدية للدوالر كما ه� حال العمالت االأخرى. ثم راحت ت�شغط من خالل اإمالءات البنك الدويل, ومنظمة التجارة العاملية, لكي ترتبط هذه العمالت بالدوالر, وتكف بعد ذلك, عن اعتماد �شبائك ذهبية كما كان حالها يف ال�شابق. فاأ�شبح حجم الدوالر بكل ما ه� مرتبط به من العمالت االأخرى )62%( من حجم الإ�سدارات النقدية يف العامل, وبدون اأي ارتباط بر�سيد من �سبائك

ذهبية يف البنك الدويل. االإمربيالية حتددها لل�شريحة النقدية االإ�شدارات اأ�شبحت وهكذا, فقد ال�ش�ق االقت�شادي, ولي�س القيمة احلقيقية لهذه االإ�شدارات, االأمر حاجة االأزمة تفجرت اأن اإلى ذلك, وقاد عاملي, اقت�شادي ت�شخم اإلى اأدى الذي

االقت�شادية العاملية االأخرية.

Page 11: انه الاعصار ما العمل

10

العامل, يف النقدية االإ�شدارات من }%62{ تعد مل الذي الذهب اأما مرتبطة به, فقد اأفقد ذلك معدن الذهب م�قعه الروحي, ومكانته النبيلة. وتراجعت م�اقع الذهب عامليا. لي�شبح الذهب جمّرد معدن ثمني. حتى اأن ت�شعة اآالف طن من الذهب. وه� ما متلكه ال�اليات املتحدة, والتي هي اأكرب كمية من الذهب يف العامل. هذه الكمية ال�شخمة من الذهب, مل تعد تغطي,

اأكرث من )20%( من عجز امل�ازنة االأمريكية.نف�شها اأدخلت قد تك�ن االإمربيالية مبا هي عليه, ال�شريحة فاإن وهكذا, على قادرة هي وال القهقرى, تع�د اأن على قادرة هي فال مظلم. نفق يف تفا�شيل على ال�شيطرة يف املاأل�فة قدرتها بذلك ففقدت قدما, مت�شي اأن التي مت�شك بتالبيب ال��شيطة, هي االإدارية الهيئات واأ�شبحت اقت�شادها. التفا�شيل, هذه بلغته الذي التعقيد عمق الأن ذلك االإمربيايل. االقت�شاد اأجرب ال�شريحة االإمربيالية على التنحي عن دورها على هذا ال�شعيد, ل�شالح

�شريحة اإدارية ذات اخت�شا�س مبدع. وهكذا, ويف ظل التط�رات املعقدة التي اأحاطت اأخريا بالظاهرة االإمربيالية, والتي املبدع االإن�شان اإرادة ت�شّخر اأن فر�شة من االإمربيالية هذه حرمت تعمل ل�شالح هذه االإمربيالية, لكي تعمل على اأن حترف م�شار فعل الق�انني االإمربيالية. وهذا ما يف�ّشر الذي تريده النح� اقت�شاديا, على امل��ش�عية كيف اأن ال�شريحة االإمربيالية مل تعد قادرة ملدى بعيد على اأن تتحكم بنتائج

فعلها االقت�شادي على االأر�س. التط�ر جتليات كاهله على تقع و�شع يف اأ�شبح الذي املبدع فاالإن�شان بكافة اأ�شكاله. هذا االإن�شان, ه� وحده الذي راح يتعامل مع العمليات املالية املعقدة للرثوة الهائلة التي متلكها ال�شريحة االإمربيالية. وه� وحده الذي راح يتحكم بنتائج مهمته يف هذا االجتاه. وهذا االإن�شان, حتى واإن كان يعمل حتت اإمرة ال�شريحة االإمربيالية, فه� لي�س حم�ش�با �شمن الن�شيج الف�قي

Page 12: انه الاعصار ما العمل

11

هي العدد, كبرية االنت�شار.. ال�ا�شعة اجلماهري الأن ذلك ال�شريحة, لهذه وحدها امل�ؤّهلة م��ش�عيا على اأن يربز فرد مبدع من بني �شف�فها. يف حني اأن ال�سريحة الإمربيالية من فرط ما هي �سيقة العدد, فهي غري م�ؤهلة لكي يخرج من بني �شف�فها مبدع واحد. وعليه, فاإن كل ه�ؤالء املبدعني, هم غري

م�ؤهلني ل�شرف االنتماء لل�شريحة االإمربيالية.املا�ّشة لالإبداع ويف جميع اأما ال�شريحة االإمربيالية, فاإنها بحكم حاجتها االجتاهات, فهي ال جتد اأمامها من و�شيلة �ش�ى اأن حتيط املبدعني بهالة من

البذخ دون اأن ي�ؤهل ذلك ه�ؤالء, االقرتاب من �شرف االنتماء اإليها. وال�شبب يع�د لك�ن ه�ؤالء املبدعني, قد خرج�ا من بني �شف�ف اجلماهري.

ومل يك�ن�ا �شمن اإفرازات ال�شريحة االإمربيالية. هذا اأوال. ت�شّخر اأن ب�شرورة تق�شي االإمربيالية ال�شريحة م�شلحة فاإن وثانيا, النتائج االإبداعية له�ؤالء, ومبا يخدم م�شاحلها, ولي�س مبا يخدم ما متليه يبقى باأن يق�شي اأمر وه� م�شاحلهم. حتى اأو �شمائرهم. املبدعني على ال�شريحة بت�جيه ياأمتروا اأن دائرة �شمن م�اقعهم حم�ش�رة املبدع�ن

االإمربيالية. ال اأن يرتق�ا مل�شت�ى اأن يك�ن�ا هم امل�جه�ن.قلنا اأن املبدعني ينتم�ن م��ش�عيا للجماهري. وبالرغم من اأن ال�شريحة وبدرجات مرّفهة بحياة مبدع كل حتيط الأن ا�شتعداد على االإمربيالية مالكة االإبداعية احلاالت هذه يجعل ومبا يقرتب لن ذلك فاإن متقدمة, للرثوة, �شاأنها �شاأن ال�شريحة االإمربيالية. فال�شريحة االإمربيالية ت�شتفيد لدرجة جتعلهم من بني �شف�فها. بهم, تثق لكنها ال املبدعني, من قدرات فانحدارهم من بني �شف�ف اجلماهري, يجعلهم اأقرب اإلى اجلماهري, مهما

انخرط�ا يف احلياة املرفهة التي تغدقها عليهم ال�شريحة االإمربيالية. على اأن ما لدى هذه املجم�عة املبدعة من تفا�شيل الأ�شرار خطرية تتعلق مبا متلكه, وكيف متلكه, ال�شريحة االإمربيالية, فاإن من �شاأن هذه االأ�شرار

Page 13: انه الاعصار ما العمل

12

لن املبدعة ال�شريحة الأن ذلك للجماهري. ملكا اآجال اأم عاجال ت�شبح اأن تبقى واإلى االأبد »الكالب املطيعة« الأ�شيادها. ثم اإن التط�ر التقني الذي راح ي�شري ب�شرعة مذهلة, وكذلك الت�شاعد الهائل لهذا التط�ر, �شيجعل اأخطر اأن حت�شل عليها. واأيا كانت هذه املعل�مة, معل�مة �شرية, ميكن للجماهري

واأيا كان م�شدرها, �شت�شبح ملكا لكل اإن�شان.. اأي ملكا للجماهري. ال�شريحة )م�شري باأن: التنب�ؤ على املتعّمق الباحث ي�شجع ما وهذا مع فاو�شت جتربة اإليها اآلت التي النهاية ذات �شتحكمه االإمربيالية

�شياطينه(. وعليه, فاإن اأيا من جهابذة ال�شريحة االإمربيالية, ال ي�شتطيع اأن ينكر »بينه وبني نف�شه« اأن هذه امل�شاألة من �شاأنها اأن ترعبه. فال�شريحة االإمربيالية على ال�شعيد الفردي واجلماعي, كل منهم يدرك, اأن م�شار التط�ر �شيبلغ حتما م�اقع فقدان االإمربيالية مليزات ت�ؤهلها لكي تبقى »واإلى االأبد«.. يف م�اقعها. وه� اأمر ال حتدده رغبة االإمربيالية, بل حتكمه ق�انني م��ش�عية. ولي�س مبقدور االإن�شان »اأيا كان« اأن يتجنب نتائج فعل هذه الق�انني.. �شلبية كاتت

هذه النتائج, اأو اإيجابية. وعلى هذا النح�, فاإن ال�شريحة االإمربيالية, �شتك�ن جمربة على اأن ت�شري اإلى امل�شلخ.. و »هي مرع�بة«.. ومت�شلحة ب�عيها الكامل. يف حني اأن االأغنام م�شريها عن �شيئا تدري ال الأنها �شعيدة, تك�ن وقد م�شلخها اإلى ت�شاق

املنتظر. الظاهرة نهاية بقرب تعجل اأن �شاأنها من التي االأخرى االأ�شباب ومن من ال�شريحة لهذه النقدية الرثوة ت�فره ما ب�شبب فاإنه االإمربيالية, نف�ذ وبال حدود, فمن الطبيعي اأن تتملك الغطر�شة هذه ال�شريحة, فرتوح

تتالعب مب�شري ال�شع�ب, وتقرب العامل من نهايته املدمرة. بني التناق�شات وتاأجيج ال�شامل. الدمار اأ�شلحة اخرتاع يف فاملبالغة

Page 14: انه الاعصار ما العمل

13

اجلماعات واالأفراد يف جميع اأنحاء الكرة االأر�شية. وافتعال احلروب لتجربة املختربات داخل الفريو�شات ا�شتحداث وكذلك وت�ش�يقها. االأ�شلحة هذه هذه الأم�شال امل�شبق والتح�شري قبل. من الب�شرية تعرفها مل الأمرا�س يقّرب راح ذلك, كل هائلة. اأرباحا ال�شريحة لهذه يحقق مما الفريو�شات, هذه ال�شريحة من حافة الهاوية, وعلى نح� لن جتد ال�شريحة االإمربيالية فيه.. ال�ق�ع من لها فكاك ال ماأزق يف ال�ق�ع من ينقذها مالذا لنف�شها

اإطالقا. يف »لينني« و�شفها والتي اجلديد, االإمربيالية ال�شريحة �شكل ه� هذا الذي ال�شكل ه� وهذا الراأ�شمالية, مراحل من مرحلة اأعلى باأنها املا�شي,

اأو�شلت االإمربيالية نف�شها اإليه. الربج�ازية.. للظاهرة �شرعي ك�ريث جاءت التي االإمربيالية هي هذه التي كانت يف املا�شي ترتّبع على قمة الهرم االقت�شادي واالجتماعي. واملكانة التي كانت جد مرم�قة للطبقة الربج�ازية, قد تراجعت يف االآونة االأخرية , لت�شبح هذه الربج�ازية, جمرد طبقة و�شطي, تتاأرجح بني ظاهرتي الفقر

والغنى.الب�شائع »ح�شب تعبري لت�شبح ب�شاعة النقدية تط�رت الظاهرة اأن قلنا تعتمد اأن يف خيار« »ال اأمام االإمربيالية ال�شريحة و�شع ما وه� اإجنلز«. الظاهرة النقدية كبديل عن ال�شلع االأخرى التي تنتجها امل�شانع التي متلكها. اأما وال�شلعة النقدية ميكن اأن ت�شتبدل باأي �شلعة اأخرى, فلم تعد ال�شريحة االإمربيالية ملزمة باأن حتمل على كاهلها عبء ال�شلع االأخرى غري النقدية,

خا�شة فيما يتعلق باالأر�س والعقار, وحتى امل�شانع.اجلن�شيات, متعددة الكربى ال�شركات االآن, متلك االإمربيالية ال�شريحة ومتعدية احلدود ال�شيا�شية للدول واحلك�مات. متلك العقار واالأر�س, ومتلك ما تنتجه االأر�س من خريات مادية. ومتلك كافة اأن�اع ال�شلع, ومتلك امل�شانع

Page 15: انه الاعصار ما العمل

14

التي تنتج هذه ال�شلع.تقت�شيه ما وت�ّجهها ح�شب ال�شركات, هذه االإمربيالية متلك ال�شريحة م�شاحلها. وعندما حتاول �شركة ما اأن تغّرد خارج ال�شرب, فمهما كان حجم راأ�شمال هذه ال�شركة, فاإن ال�شريحة االإمربيالية تبقى قادرة على دفع هذه اأزمة اأكان ذلك من خالل االإفال�س, دائرة ال�شركة لت�شبح حم�ش�رة داخل هذه تنتجها التي بال�شلعة خا�شة اأزمة خالل من اأو تفتعلها, عامة مالية ال�شركة. ويف احلالتني, فاإن ال�شريحة االإمربيالية ت�شبح وحدها القادرة على �شراء هذه ال�شركة بعد اإفال�شها. وكل ما يح�شل لهذه ال�شركة بعد �شرائها, االإمربيايل. ال�شرب داخل اإدارتها, ومبا يجعلها مغردة تغيري يف اأجراء ه�

وعندها.. ت�شبح االأزمة املالية لهذه ال�شركة, وكاأن �شيئا مل يكن. واإذا كنا بحاجة لكي ن�رد مثاال ي�ؤّكد م�شداقية ما نق�ل, فاإن اإفال�س �شركة

»جرنال م�ت�رز« اإبان االأزمة املالية العاملية االأخرية, هي خري مثال.قلنا اأن ال�شريحة االإمربيالية اأ�شبحت متلك كل �شيء ف�ق الكرة االأر�شية. اأما وقد اأ�شبحت هذه امللكية غري مبا�شرة, بل تاأتي عرب �شريحة مبدعة.. ال االإمربيالية, املع�شلة فتلك هي االإمربيالية, لل�شريحة تنتمي.. م��ش�عيا

وهذا ه� بيت الق�شيد.

Page 16: انه الاعصار ما العمل

15

أين موقع الوطن العربي..من هذا كلـــــه؟:

ال�شريحة بها ا�شتاأثرت التي النقدية بالن�شبة لالإ�شدارات كما ه� احلال االإمربيالية يف ال�شاحة الدولية بحكم ال�شرورة, كبديل عن القاعدة املادية االأر�س من خريات باطن هذه وما يف واالأر�س, بالعقار, املتمثل لالقت�شاد مادية, فقد جاء هذا اال�شتئثار, ل�شه�لة احلم�لة التي متثلها الرثوة النقدية, اأن تبقى هذه ال�شريحة ال�شقة واإلى االأبد, باالأر�س والعقار. وه� بدال من اأثقال تعرقل تنقلها. لكن ذلك اأتاح لها فر�شة التنقل بني االأقطار دون ما قد اأحالها ذلك, وكاأنها بقعة زيت, ف�ق �شطح ماء. وهذا ما يجعلها معّر�شة

للتبّخر. اأمام اأول �سط�ع لأول خي�ط من �سم�س حارقة. يف هذه االأثناء, فاإن هذا احلراك االأخري والهائل للجماهري العربية والذي ا�شتحال يف االآونة االأخرية اإلى اإع�شار. فقد اأ�شحى هذا االإع�شار على نح�..

ال �شيء ي�قفه. العامل. يف النفط خمزون من }60%{ اأر�شه حتت�ي العربي فال�طن العربي ال�طن تت�ّجه نح� اأن االإمربيالية التي فر�شت على ال�شرورة ه� �شف�ف بني اخلالقة« »الف��شى تاأجيج على والعمل ا�شتباقية. بحروب اجلماهري العربية, متهيدا خللق �شرق اأو�شط جديد, ميثل الكيان ال�شهي�ين العم�د الفقري القت�شاده. وتبقى ال�شريحة االإمربيالية جمرد مظلة لهذا اإزاء ال�طن العربي يف االقت�شاد. وهذا ه� ما يحكم التخطيط االإمربيايل

ال�قت الراهن.ال�شرورة اأن االأول, كان قد متّثل يف االإمربيالية ال�شريحة اأن ماأزق على اأغرت االإمربيالية لكي تكتفي برثوتها النقدية. كبديل عن قاعدتها املادية. باالإ�شافة اإلى اأن هذه ال�شريحة و�شعت نف�شها يف قب�شة هذا الكم الهائل املادية القاعدة مع مبا�شرة تتعامل التي املبدعة العق�ل اأ�شحاب من

Page 17: انه الاعصار ما العمل

16

متلكها التي النقدية الرثوة باإدارة وتتحكم جهة. من العاملي لالقت�شاد الذي االأول, املزدوج املاأزق ه� هذا اأخرى. جهة من االإمربيالية ال�شريحة

و�شعت ال�شريحة االإمربيالية نف�شها..فيه. نف�شها اأوقعت وقد االإمربيالية, ال�شريحة وجدت التي الثاين, املاأزق اأما فيه, فقد متّثل يف اأن ال�طن العربي حتت �شعار »الث�رة العربية« اأو »الربيع ت�شعيده يف ت�شاعد لكي اأدواتها االإمربيالية ال�شريحة دفعت قد العربي«, وتاأجيج ال�شراع من خالله, �شمن خمطط »الف��شى اخلالقة«, التي اأرادتها

االإمربيالية اأن تك�ن خالقة ل�شاحلها. على اأن هذه الف��شى, وبحكم ال�شرورة, �شتتح�ل اإلى ث�رة فعلية. وت�شبح ال�شريحة ل�شالح ولي�س العربية, اجلماهري ل�شالح ولكن فعال, خالقة

االإمربيالية.فـ »الف��شى اخلالقة« التي �شاعدت ال�شريحة االإمربيالية يف تاأجيج نريانها, وذلك بتحريك اأدواتها. وت�شجيع اجلماهري العربية التي بقيت مقه�رة عرب قرون, لكي تتخّل�س من »جرناالت« خ�فها. وذلك بتفعيل االأدوات االإعالمية لالإمربيالية, والتي هي اأدوات ال تقهر. وتزويد الف�شائيات العربية املرتبطة باالإعالم االإمربيايل, بكل ما يلزم من و�شائل التحري�س الذي راح ي�شتهدف تاألفه هذه اجلماهري. مرتافقا ذلك مع العربية, وعلى نح� مل اجلماهري ت�شريب املعل�مات امل�ث�قة.. »وغري امل�ث�قة!!«. والتي ال يطالها ال�شك, ال

من بني يديها, وال من خلفها..«ح�شب الروؤية االإمربيالية«.. طبعا. الدكتات�ريات من العديد �شنع يف �شاهمت التي االإمربيالية فاإن وهكذا اأن جليا, اأ�شحى فقد لها, مظلة االإمربيالية هذه كانت والتي العربية,

االإمربيالية االآن, لي�شت معنية باأن تك�ن مظلة لغري م�شاحلها.اأما وقد كانت الرم�ز الدكتات�رية العربية مرتبطة يف املا�شي باالإمربيالية, وحممية حتت مظلة هذه االإمربيالية, فقد �شّجع هذا االأمن�ذج الدكتات�ري

Page 18: انه الاعصار ما العمل

17

على خلق رم�ز دكتات�رية اأخرى.. غري مرتبطة باالإمربيالية, لكنها ا�شت�شهلت االأمن�ذج الدكتات�ري املاثل اأمامها, فمار�شته دون مظلة. وهكذا فقد اأ�شبح

امل�اطن العربي غري ماأل�ف اأن يجد نف�شه خارج نطاق الدكتات�رية.والتي ال�شخمة, العاملية االإعالمية االإمربيالية االآلة راحت هكذا.. ارتبطت عدد من الف�شائيات العربية بها. راحت ت�ؤجج ال�شراع داخل �شف�ف اجلماهري العربية وب�شكل دم�ي حمم�م.. فكان اإع�شارا. ومل تعد من ق�ة ما

على االأر�س, قادرة على اإيقاف ال�شيل العارم لهذا االإع�شار.

ويف اخلت�م:اأيقظ اأنح�ء الوطن العربي, قد ف�إن هذا الإع�ض�ر الذي راح يجت�ح ك�مل امل�رد العربي من �ضب�ته. واأخرج هذا امل�رد من قمقمه. فك�ن اإع�ض�را. وم� ال�ضيول اجل�رفة تدفق توقف ق�درة على اأ�ضبحت الأر�س قوة فوق هذه من

لهذا الإع�ض�ر. ومن هن� ي�أتي ال�ضوؤال: ويف خ��س, ب�ضكل العربية ال�ض�حة يف امل�ضتقبل نقراأ اأن ن�ضتطيع كيف املو�ضوعية على القوانني فعل ت�أثري ب�ضكل ع�م., على �ضوء الدولية ال�ض�حة

حركة ال�ض�رع العربي حتت مظلة هذا الإع�ض�ر؟. نقول:والأر�س م�ضت, قرون عرب مكبوتة ع��ضت التي العربية اجلم�هري )اإن العربية التي تكمن يف ب�طن اأر�ضه� جل الط�قة النفطية يف الع�مل, وال�ضم�س الأول امل�ضدر �ضتكون والتي العربية, الأر�س فوق من حتط التي احل�رقة م�ضدرا العربية الأر�س يجعل مم� امل�ضتقبل, يف الط�قة من الع�مل حل�جة

اأبدي� للط�قة.

Page 19: انه الاعصار ما العمل

18

ثم اأخريا, ف�إن هذا الإع�ض�ر الذي راح يجت�ح اجلم�هري العربية, �ضيعطي فوق اجلم�هري«.. »ع�ضر لـ ال�ض�طع الفجر يبزغ اأن �ضرف اجلم�هري هذه الزيت بقعة تبّخر اأن على الع�ضر, لهذا احل�رقة ال�ضم�س و�ضتعمل اأر�ضه�.

الإمربي�لية, التي اأ�ضبحت تطوف ح�ئرة فوق مي�ه الكرة الأر�ضية(.

Page 20: انه الاعصار ما العمل

19

***إنه اإلعصار.. !!

) توطئة (

من مرحلة ك�أعلى الإمربي�لية الظ�هرة تبلورت امل��ضي, القرن بداية يف مراحل الراأ�ضم�لية من خالل موقعه� اجلغرايف الأبرز يف اأوروب�. اأم� اأذرعه�,

فقد ك�نت ممتدة يف الكثري من اأقط�ر الع�مل.اأن الإمربي�لية لي�ضت هي الدول الأوروبية. اإمن� الإمربي�لية هي ال�ضريحة على التي متلك الكثري وبال حدود. وهي �ضريحة �ضيقة من حيث العدد. لكن اأذرعه� مم�ضكة ب�لقرار يف جميع الدول الأوروبية, وت�أثري قراره� ي�ضمل العديد من دول

الع�مل.ب وبحكم الغنى الف�ح�س الذي تتمّيز به هذه ال�ضريحة. فهي الق�درة على اأن تن�ضّاحلك�م يف اأوروب�, ويف غريه� من اأقط�ر الع�مل. وهي الق�درة على اأن تنّحيهم. وهي التي تدفعهم لأخذ القرار ب�إعالن احلرب. وهي التي تدفعهم لإيق�فه�. ودافعه� يف اأق�ضر البحث عن ورغبته� يف القت�ض�دية. كل خطوة تخطوه�, هي م�ض�حله�

ال�ضبل مل�ض�عفة ثروته�. تدفع بل هي ال�ضي��ضية. الواجهة تكون يف اأن ل ال�ضريحة على داأبت هذه وقد فمن م�ض�حله�. خدمة يف يت�ضّدر اأن ي�ضتطيع من ب�أف�ضل الواجهة, هذه اإلى والقت�ض�دية, ال�ضي��ضية, وف�ته �ضه�دة وّقع قد يكون يف�ضل, ومن تك�فئه, ينجح و�الجتماعية. ويكون قد �أ�سبح كب�ش فد�ء لظاهرة �ل�سقوط �لتي تكون قد �أملّت به.

دول أوروبا.. كانت هي المجرمة..

Page 21: انه الاعصار ما العمل

20

وكانت هي الضحية.

ذلك. قبل م� ال�ضنوات من وعدد امل��ضي, القرن من الأول الن�ضف خالل العديد من الأوروبية الدول ا�ضتعمرت الإمربي�لية, ال�ضريحة وبتوجيه من ج�نب

املن�طق يف الع�مل. وارتكبت العديد من املج�زر الوح�ضية يف هذه املن�طق.وعلى �ضعيد اآخر, وبتخطيط من ج�نب نف�س ال�ضريحة, خ��ضت الدول الأوروبية

فيم� بينه� حربني ع�مليتني. ودافع هذه ال�ضريحة ك�ن ينطلق من هدفني: ال�ضريحة من موا�ضلة الأوروبية ومب� ميّكن هذه الدول اإ�ضع�ف الأول: الهدف

الهيمنة على هذه الدول.�ضتجنيه� م�ض�نع التي الأرب�ح الرغبة يف م�ض�عفة ينطلق من الث�ين: الهدف فّع�لية اإدراك مدى وكذلك ال�ضريحة, عليه� هذه تهيمن التي والآلي�ت الأ�ضلحة

هذه الأ�ضلحة من خالل اإ�ضع�ل حرب حتقق اأهداف� اأخرى. وغني عن البي�ن اأن الدول الأوروبية ا�ضتح�لت من خالل هذه احلرب اإلى دول,

منهكة اجل�نب, ممّزقة الأو�ض�ل.احلرب خّلفتهم� القومية. والأنفة الكربي�ء, ذوات والي�ب�ن, اأمل�ني� من فكل اأر�س على فر�س الث�نية, الع�ملية احلرب بعد اأنه حتى ذليلتني. مهزومتني.. تدفع من خزينة كل من ورواتب هوؤلء اأمريكي. األف جندي كل منهم�: )750(

الدولتني.. وحتى اللحظة.اأم� فرن�ض� ذات الرتاث العريق, فقد تركته� احلرب مفككة الأو�ض�ل, والهزمية تالحقه�. ومل يخفف انت�ض�ر احللف�ء, من مرارة احتالل اأمل�ني� لب�ري�س اأثن�ء احلرب.والإمرباطورية الربيط�نية التي مل تكن تغرب عنه� ال�ضم�س, خّلفته� احلرب اأ�ضدا

بال اأني�ب.هذا م� فعلته ال�ضريحة الإمربي�لية بدول اأوروب�, خالل الن�ضف الأول من القرن

Page 22: انه الاعصار ما العمل

21

امل��ضي.من هذا املنطلق, ك�نت الدول الأوروبية �ضحية خمطط�ت ال�ضريحة الإمربي�لية. تهيمن ك�نت التي امل�ضتعمرات يف فعلته مب� جمرمة, فيه ك�نت الذي الوقت يف

عليه�.والواليات المتحدة.. أين موقعهـــا؟.

يف بداية الن�ضف الث�ين من القرن امل��ضي, حيث انتهت احلرب الع�ملية الث�نية, اإلى ثقله� تنقل مركز اأن راأت اأوروب�. الإمربي�لية دول ال�ضريحة اأن دّمرت وبعد

الولي�ت املتحدة الأمريكية. وعليه, فقد عربت البح�ر غرب�, وحّطت رح�له� هن�ك.

غ�درت ال�ضريحة الإمربي�لية اإلى الولي�ت املتحدة, ومل يغ�در نفوذه� اأوروب�. بل بقيت له� جذوره� الأوروبية بهدف اإبق�ء القت�ض�د الأوروبي ملحق� ب�قت�ض�ده� يف

الولي�ت املتحدة الأمريكية. ك�ن املتحدة, الولي�ت اإلى ثقله� مركز الإمربي�لية ال�ضريحة تنقل اأن قبل خ�ضوع الولي�ت لزمرة هذه ال�ضريحة ي�أخذ �ضكال غري مب��ضر. وقد اأك�ضب ذلك الولي�ت املتحدة ا�ضتقاللية ن�ضبية, الأمر الذي منحه� موقع� مميزا من بني الدول

الإمربي�لية.ولكيال تبقى الولي�ت املتحدة اأثن�ء احلرب الع�ملية الث�نية مغّردة خ�رج ال�ضرب �الإمربيايل, ومن خالل خيوط هذه �ل�سريحة �ملمتدة د�خل �سفوف �لطرف �الآخر من معركة ال�ضراع اإّب�ن احلرب الع�ملية الث�نية, فبت�ريخ 1941/12/7 حتديدا, الط�عة حلظرية املتحدة الولي�ت اأع�د مم� ) ه�ربر بريل ( واقعة ترتيب مت

الإمربي�لية, وب�ضكل ك�مل.ومن حيث موقع ال�ستقالل الن�شبي الذي كانت ال�اليات املتحدة تتمّتع به

Page 23: انه الاعصار ما العمل

22

قبل ذلك, فقد كانت هذه ال�اليات اأق�ى دولة يف العامل, وكانت اأغنى دولة اأن اأر�س ال�اليات املتحدة كانت اأر�شا بكرا. ومل يكن التل�ث يف العامل. كما اأي عدوان, اأر�شها حممية من البيئي قد عبث بعذرية هذه االأر�س. وكانت

وهي تقبع وراء البحار.اأر�س ال�اليات اأن حّطت بكامل ثقلها ف�ق اأن ال�شريحة االإمربيالية بعد على املايل. النقدي الراأ�شمال اأ�شكال اقت�شادها �شكال من ياأخذ اأن راأت املتحدة, فقد وذلك يعني مزيدا من االن�شالخ عن مف�هيم الوطن, اأو الأر�س, اأو العق�ر. وج�ء ذلك من خالل رغبة من ج�نب هذه ال�ضريحة لكي تتخل�س من اآخر ورقة للتوت التي ك�نت تربطه� ارتب�ط� �ضكلي� مبف�هيم الوطن والأر�س والعق�ر. وج�ء ذلك اأي�ض� لكي ترفرف

هذه ال�ضريحة يف �ضم�ء احلرية القت�ض�دية بغري اأثق�ل تخ�ضعه� جل�ذبية الأر�س.كل تغرّي فقد املتحدة, الولي�ت اأر�س فوق بثقله� ال�ضريحة وحيث حّطت هذه �ضيء فوق هذه الأر�س. ومن مالمح هذا التغيري, اأن الولي�ت املتحدة مل تعد توافق

على التوقيع على اأي وثيقة ت�ضتهدف املح�فظة على البيئة. هذه راأت فقد ال�ضريحة, لهذه الرئي�ضية العملة هو اأ�ضبح وقد الدولر, اأم� اإ�ضدارات الدولر الورقية غري اأن تكون اأن من م�ض�حله� القت�ض�دية ال�ضريحة حمكومة ب�سبيكة ذهبية حمفوظة يف �لبنك �لدويل, كما هو حال �لعمالت �الأخرى. حترير اإلى ع�م/1973 املتحدة الولي�ت حكومة ال�ضريحة هذه دفعت اأن وك�ن �لدوالر من �الرتباط ب�سبيكة ذهبية. وعلى هذ� �الأ�سا�ش, ومنذ تلك �للحظة, فقد

توا�ضل انخف��س قيمة الدولر, ولأكرث من اأربعني مرة.وباإيحاء �لدويل, �لبنك ميار�سها �إمالء�ت خالل ومن �ل�سريحة, هذه �إن ثم حجم اأ�ضبح حتى ب�لدولر. الع�مل دول من العديد عمالت ارتبطت فقد منه�, الدولر كعملة نقدية ع�ملية يوازي ) %62( من حجم النقد الع�ملي. وقد ك�نت هذه

العمالت ت�ضدر ح�ضب ح�جة ال�ضوق, ولي�س ح�ضب احلجم احلقيقي للدولر.

Page 24: انه الاعصار ما العمل

23

الإطالق. على ر�ضيد بال وملحق�ته الدولر اإ�ضدارات اأ�ضبحت فقد وهكذا, اأن ت�ض�عد ت�ضخم الدولر حتى اأخذ هذا الت�ضخم �ضكل ب�لون. وت�ض�عف فك�ن حجم هذا الب�لون حتى انفجر. وراحت الأزم�ت املنبثقة عن هذا النفج�ر ت�أخذ اإلى فق�عة الديون, اأزمة اإلى فق�عة العق�رات, اأزمة �ضكل فق�ع�ت. فمن فق�عة اأزمة البور�ض�ت. وك�ن اأن انه�ر اقت�ض�د الولي�ت املتحدة برّمته يف نه�ية املط�ف. وب�سبب خروج �لدوالر وملحقاته من د�ئرة �الرتباط ب�سبائك ذهبية عام/1973, ذلك, اأفقد فقد الع�ملي, النقد حجم من )62%( بلغ قد الدولر حجم ولكون القيمة النبيلة ملعدن الذهب. بدليل اأن لولي�ت املتحدة التي متلك ت�ضعة اآلف طن من الذهب, وهي اأكرب كمية من الذهب يف الع�مل, فهذه الكمية ال�ضخمة, مل تعد من اأكرث لتغطية يكفي ل مبلغ وهو دولر. ملي�ر )300( تتج�وز الفعلية قيمته�

)%20( من �لعجز �ملايل يف �ملو�زنة �الأمريكية.ومل تكتف هذه ال�ضريحة مب� فعلته ب�قت�ض�د الولي�ت املتحدة, بل دفعته� م�ض�حله� العراق من كل لحتالل ا�ضتب�قية حرب يف الأمريكي اجلي�س لزج القت�ض�دية

واأفغ�ن�ضت�ن, مم� اأفقد هذا اجلي�س جربوته وكرامته. وكذلك, اأخالقي�ت جنوده. لدى مربرة الأمريكي اجلي�س �ضيخو�ضه� التي ال�ضتب�قية احلرب تبدو ولكي وب�ضكل افتعلت الإمربي�لية ال�ضريحة ف�إن الدولية, واملح�فل الأمريكي ال�ض�رع مقنع� التفجريات هذه حجم فيه يكون نحو وعلى )�ضبتمرب( تفجريات م�ضبق لتربير احلرب ال�ضتب�قية التي �ضيقوم به� اجلي�س الأمريكي لحق�. وتتفّتق عقلية ال�ضريحة الإمربي�لية ف�بتدعت فكرة اإل�ض�ق تهمة هذه التفجريات بجم�عة )بن

لدن(, وك�ن له� م� اأرادت.اأم� اأن يكون )بن لدن( قد اأقّر مب�ضئوليته عن هذه التفجريات, فلم يكن �ضعب� على ال�ضريحة الإمربي�لية اأن جتعل )بن لدن( يقنع نف�ضه ب�أنه ك�ن فعال وراء هذه

التفجريات.

Page 25: انه الاعصار ما العمل

24

على اأن الكثري من التق�رير والدرا�ض�ت التي وردت فيم� بعد اأّكدت على اأن دّقة وتقنية هذه التفجريات, ل ميكن اأن يحيط به� تنظيم بدائي كتنظيم الق�عدة. اإذ ل بد واحل�لة هذه ملن ق�م بهذه التفجريات اأن يكون ملم� ب�أدق التف��ضيل الأمنية املحيطة مبواقع ح�ّض��ضة من هذا النوع يف الولي�ت املتحدة. فـ )البنت�غون( على �ضبيل املث�ل, ل يجروؤ جمّرد ط�ئر غريب على التحليق فوق �ضم�ئه دون اأن ي�ض�ر

اإلى اإ�ضق�طه.وثق�فة, اقت�ض�د, تدمري على عملت التي الإمربي�لية ال�ضريحة ف�إن وهكذا, فوق ال�ضريحة لهذه الرئي�ضي النفوذ متركز اإب�ن الأوروبية الدول واأخالقي�ت, الأر�س الأوروبية خالل الن�ضف الأول من القرن امل��ضي, فقد عملت على تدمري ذلك من الث�ين الن�ضف خالل املتحدة, الولي�ت واأخالقية وثق�فة, اقت�ض�د,

القرن.وماذا عن..

الصين الشعبية؟.

اأن عملت ال�ضريحة الإمربي�لية اأو قبل ذلك بقليل, وبعد يف بداية هذا القرن, الولي�ت املتحدة الأمريكية خالل ن�ضف قرن على تدمري كل م� هو ذو قيمة يف اآخر غري اإلى موقع ثقله� تنقل مركز اأن القرن, بداية هذا راأت يف م�ضى, فقد

الولي�ت املتحدة, مع اإبق�ء نفوذه� داخل الولي�ت املتحدة, وداخل اأوروب� اأي�ض�.اأم� وقد وافقت ال�ضني ال�ضعبية على اعتم�د النظ�م القت�ض�دي املختلط, فقد

قررت ال�ضريحة الإمربي�لية اأن تنقل مركز نفوذه� اإلى ال�ضني ال�ضعبية.وط�مل� اأن الرتكة القت�ض�دية لهذه ال�ضريحة قد خّف حمله� عم� ك�ن عليه الأمر يف امل��ضي بعد اأن تخّل�ضت من التبع�ت القت�ض�دية املتعّلقة ب�لأر�س, والقومية, والعق�ر. واكتفت بجل ثروته� املتعلقة ب�لنقد, فقد عملت على نقل ثروته� النقدية

Page 26: انه الاعصار ما العمل

25

من التي والعقول املتطورة, الآلت الرثوة هذه مع ونقلت ال�ضعبية. ال�ضني اإلى �ض�أنه� اأن تطور هذه الآلت. ولأن الأيدي الع�ملة يف ال�ضني ال�ضعبية رخي�ضة, ولآن �ضك�ن ال�ضني ميثلون ثلث �ضك�ن الع�مل, فقد وجدت هذه ال�ضريحة يف هذا املوقع فر�ضته�. وان�ضج�م� مع هذه التطورات, ف�إن الدولر مل يعد جمّرد عملة اأمريكية, املتحدة الولي�ت داخل الإمربي�لية, ال�ضريحة تتبن�ه� التي العملة اأ�ضبح بل

وخ�رجه�.بعد ا�ضتقرار املركز القت�ض�دي لهذه ال�ضريحة على اأر�س ال�ضني, فقد راحت �ضن�ع�ت ال�ضني جتوب الأ�ضواق الع�ملية طول وعر�ض�. حتى البيت الأمريكي, مل

يعد يوجد فيه �ضوى الن�در من غري ال�ضن�عة ال�ضينية. وغري هذ�, فاإن نقل هذه �ل�سريحة جل ثروتها �لنقدية �إيل �ل�سني, جعل �ل�سني

اأغنى دولة يف الع�مل من حيث احتي�طه� النقدي املمثل ب�لدولر.اأ�ضبحت فقد املتحدة الولي�ت اأم� دولر. ملي�ر الآن )2748( ف�ل�ضني متلك

اأفقر دولة يف الع�مل. اإذ مل تعد متلك �ضوى )48( ملي�ر دولر فقط.الآن من ر�ضيد ال�ضعبية ال�ضني اأن م� متلكه التذكري بحقيقة بد هن� من ول نقدي هو حم�ضوب عليه� من ن�حية �ضكلية فقد, ول يعود ريع هذا املبلغ ال�ضخم لكي ي�ضب يف جيوب فقراء ال�ضني. حتى الأغني�ء يف ال�ضني, والذين ل ميثلون �ضوى �ضريحة �ضيقة العدد, وحديثة العهد ب�لرثوة, فمن البديهي اأن ل ي�ضل اإلى

جيوب هذه ال�ضريحة �ضوى الفت�ت.وبعد: فذا ك�نت ال�ضريحة الإمربي�لية تدمر كل اأر�س حتط من فوقه�, فم� هو م�ضري و�ضع ثقل هذه ال�ضريحة فوق اأر�س ال�ضني ال�ضعبية؟. نقول: امل�ضتقبل وحده

هو الذي �ضيجيب على هذا ال�ضوؤال.

Page 27: انه الاعصار ما العمل

26

وماذا..عن الوطن العربي؟.

يقّدر م� حتويه الأر�س العربية ح�ضب الإح�ض�ءات الع�ملية من خمزون النفط الع�ملي الآن بـ )645,40( بليون برميل. يف حني اأن خمزون النفط يف ب�قي دول الع�مل يقّدر بـ )592,90( بليون برميل فقط. وهذا يعني اأن خمزون النفط العربي يوازي )%60( من خمزون النفط الع�ملي. ولو قّدر لالأمة العربية اأن تهيمن على خمزون نفطه�, ل�ضتط�عت اأن تتحكم بن�ضبة )%60( من الإنت�ج ال�ضلعي يف الع�مل, اإذ بدون توّفر الط�قة, يتوقف اإنت�ج ال�ضلع. اأم� والأمر كذلك, ف�إنه من امل�ضتحيل اأن

تتقبل ال�ضريحة الإمربي�لية نتيجة اأن مت�ضك الأمة العربية بزم�م ثروته�.وعندم� ن�أخذ ب�لعتب�ر اأن خمزون النفط الع�ملي �ضين�ضب معينه يف منت�ضف �ضوء فعلى وفنزويال(. وال�ضعودية )العراق وهي دول ثالث من اإل القرن هذا اأم� اأن ندرك مل�ذا فنزويال حم��ضرة الآن, ومل�ذا احتلت العراق. ذلك, ن�ضتطيع ال�ضعودية وب�قي الدول العربية حتى ع�م/2050 , ف�إزاء ذلك, نحن ب�ضدد القول:الإمربي�لية, ال�ضريحة اأرك�ن من اأ�ض��ضي� ركن� متّثل التي الع�ملية ال�ضهيونية لكنه� خدمة بدين. ول بقومية ول بوطن ل توؤمن ل ال�ضريحة, �ض�أن هذه �ض�أنه� هذا وعلى النيل(. اإلى الفرات )من ب�أ�ضطورة اليهود فقراء اأقنعت مل�ض�حله� الأ�ض��س اأن�ضئ الكي�ن ال�ضهيوين ليكون موطئ قدم لل�ضريحة الإمربي�لية, وليكون

�ضرطي ت�أديب لكل من ت�ضول له نف�ضه التمّرد على ال�ضي��ضة الإمربي�لية. على �سوء �مل�ستجد�ت �لدولية. ومع �الأخذ باالعتبار �أن جل �ملتبقي من �حتياط الإمربي�لية وال�ضريحة العربية. ال�ضحراء رم�ل حتت يرب�س الع�مل, يف النفط تدرك اأن حل م�ض�ألة احتالل من�بع النفط خالل املتبقي من الن�ضف الأول من هذا القرن مل تعد يف هذه الظروف ممكنة من خالل احلرب. ف�أداة احلرب املتبقية

Page 28: انه الاعصار ما العمل

27

خ��س ال�ضهيوين والكي�ن ال�ضهيوين. الكي�ن هي الإمربي�لية ال�ضريحة لدى عدة حروب خالل الن�ضف الث�ين من القرن امل��ضي وع�د مدحورا. احتل الكي�ن واندحر. الكرامة وه�جم وان�ضحب. بريوت واحتل وان�ضحب. �ضين�ء ال�ضهيوين ال�ضريحة عقلية فتفتقت ف�دحة. بخ�ض�ئر فمني لبن�ن, جنوب لحتالل وع�د

الإمربي�لية للتع�مل مع خطة جديدة مل�ض�ر ال�ضرع. لقد داأبت ال�ضريحة الإمربي�لية على اأن ل تقوم بتنفيذ خمطط�ته� بنف�ضه�, بل تدفع غريه� لتنفيذ هذه املخطط�ت. واإذا ك�نت دول اأوروب� مل تعد ت�ضلح للقي�م بدور ع�ضكري جديد ل�ض�لح ال�ضريحة الإمربي�لية, وكذلك الولي�ت املتحدة مل تعد م�ضتعدة لذلك, ثم اإن حّدة الع�ضق اجلديد بني هذه ال�ضريحة وال�ضني ال�ضعبية مل يبلغ مدى بعد, ومب� ميّكن هذه ال�ضريحة من دفع ال�ضني للقي�م بهذا الدور الع�ضكر يف املنطقة, ب�لإ�ض�فة لعتب�رات اأخرى تتمّيز به� ال�ضني ال�ضعبية, والتي ل ت�ضمح ال�ضهيوين. الكي�ن �ضوى يتبق واحل�لة هذه فلم النوع. للقي�م بدور من هذا له� والكي�ن ال�ضهيوين مل يعد مهّي�أ حلرب جديدة. كم� اأن املنطقة خالل فرتة زمنية

متبقية, مل تعد ين��ضبه� احلرب. عن التخلي ب�ضرورة ال�ضهيوين الكي�ن الإمربي�لية ال�ضريحة اأقنعت اأن فك�ن �ضع�ر: )من الفرات اإلى النيل( وا�ضتبداله ب�ضع�ر: )من املحيط اإلى اخلليج(, ثم لن يتم تنفيذ ال�ضع�ر اجلديد من خالل احلروب, اإمن� ي�أتي من خالل حتويل ال�ضفة الغربية وكذلك الأردن اإلى معرب اأو )اأتو�ضرتاد( يتم العبور من خاللهم� اإلى جميع بال الإمربي�لية ال�ضريحة لدى النقدي الف�ئ�س ك�ن واإذا العربي. الوطن اأنح�ء حدود, فال ب�أ�س من ر�ضد م� يكفي ل�ضراء م� اأمكن من الأر�س العربية يف كل من فل�ضطني والأردن من خالل و�ضط�ء مب��ضرين وغري مب��ضرين. وكذلك �ضراء م� اأمكن من املوؤ�ض�ض�ت القت�ض�دية وامل�ض�ريع الجتم�عية لالإم�ض�ك من خالل ذلك بع�ضب القت�ض�د يف كل من القطرين »فل�ضطني والأردن« والهيمنة بعد ذلك على

Page 29: انه الاعصار ما العمل

28

التوجه الع�م يف كل من البلدين ومب� يتن��ضب مع اأن يكون� معربا للنف�ذ من خالله اأقط�ر تق�ضيم�ت العربي بهدف تق�ضيم كل قطر من اأنح�ء الوطن و�ضول جلميع )�ضيك�س بيكو( لي�ضبح كل قطر من هذه الأقط�ر عب�رة عن كنتون�ت ل تربط بينه� اإدارة مركزية ت�ضتطيع اأن تهيمن على م�ض�در الط�قة يف هذا القطر اأو ذاك. ولو ي�فط�ت تتم حتت مظلة ال�ضراء العديد من عملي�ت اأن لوجدوا املخت�ضون دقق

غري مك�ضوفة.. والق�دم اأخطر. اأم� التمهيد لل�ضكل اجلديد الذي راح ي�أخذه ال�ضراع, في�أتي من خالل املوروث من �ضوء الأو�ض�ع املعي�ضية التي داأب على اأن يعي�ضه� املواطن العربي منذ تق�ضيم�ت اإث�رة ب�جت�ه تفعيلة ميكن مم� الكثري فيه� والتي الآن, وحتى بيكو( )�ضيك�س تخرج التي اللحظة ت�أتي اأن اإلى و�ضول العربي الوطن اأنح�ء جميع يف القالقل من خالله� ال�ضريحة الإمربي�لية ب�ضع�رات من الدميقراطية املزيفة التي ت�ضمح

ب�لنف�ذ من خالله� لتنفيذ جميع املخطط�ت الإمربي�لية املر�ضومة. وكم� قيل: )اأول الغيث القطر( ف�إنه لي�س غريب� اأن تتفجر الأو�ض�ع يف كل قطر تون�س, واجلزائر, واملغرب, واأحداث ال�ضودان عربي. فهن�ك م�ضكلة اجلنوب يف

وتفجريات الكن�ئ�س يف م�ضر.. والق�دم اأخطر.رفع الإمربي�لية من ال�ضريحة اأ�ض��ضه تعمل على م� كله اإلى ذلك اأ�ضفن� واإذا جنوين لأ�ضع�ر ال�ضلع الأ�ض��ضية يف ال�ضوق الدولية ومب� ل ميّكن اأي دولة عربية من الت�ضّرف اإزاء مالئمة ظروف مواطنيه� القت�ض�دية مع معركة الله�ث وراء ارتف�ع الأ�ضع�ر, مرتافق� ذلك مع حقيقة املداخيل املتدنية اأو املعدومة التي يعي�ضه� الواقع

العربي.ب�أ�ض�ليب الأزمة تواجه اأن العربية احلكوم�ت على امل�ضتحيل من اأ�ضبح لقد العربية اجلم�هري �ضنعه� يف ت�ض�رك جذرية حلول من هن� بد ول تقليدية. لال�ضتف�دة من الكم اله�ئل من اخلربات لدى اجلم�هري. وح�ضد الكم اله�ئل من

Page 30: انه الاعصار ما العمل

29

الكواهل متهيدا لتحمل امل�ضئولية امل�ضرتكة بني جميع اأبن�ء الوطن الواحد.اأم� حجم التن�ق�ض�ت الذي راح يبدو ه�ئال بني ال�ضلط�ت يف الوطن العربي وبني

اجلم�هري العربية, ف�إن اأحد الفال�ضفة يقول:}قن�ع�ت اجلم�هري ب��ضتح�لة حتملهم لظروف معي�ضتهم, ل يكفي لكي تتغرّي ت�ضعر اأن اإلى و�ضول تن��ضل, اأن على اجلم�هري ذاته�. تلق�ء الظروف من هذه

ال�ضلطة التنفيذية اأنه� مل تعد ق�درة على اإبق�ء الأو�ض�ع على م� ك�نت عليه(. اإذا مل تكن قد اقتنعت بعد, وعليه, ف�إن الطبق�ت احل�كمة يف الوطن العربي, ب��ضتح�لة ا�ضتمرار الأو�ض�ع على م� ك�نت عليه, ف�إنه الإع�ض�ر الذي ب�لك�د راحت تتبدى مع�مله بعد. والكل راح يالحظ كم هي خطرية نت�ئج هذه املع�مل. وعندم� �ضي�ضبح بل وحمكوم. ح�كم بني يفّرق لن ف�إنه الذروة, قوته يف الإع�ض�ر يبلغ الثن�ن يف خندق واحد, و�ضيجت�ح الإع�ض�ر كالهم� وبال رحمة. لكن احل�كم وهو يت�ضدر الواجهة وميلك الكثري, ف�ضيكون هو اخل��ضر الأكرب. لكنن� ونحن نح�كم )اإن تقول: النتيجة ف�إن اأحدا, يرحم لن اإع�ض�ر اإزاء والأرب�ح اخل�ض�ئر م�ض�ألة

ال�ض�ة ل ي�ضريه� �ضلخه� بهد ذبحه�(. وبعد: اأمل يحن الوقت بعد, لكي تدرك الفئ�ت العربية احل�كمة اأنه اآن الأوان لكي تت�ض�لح هذه الفئ�ت مع نف�ضه� ومع �ضم�ئره�, ومع جم�هريه�. لكي تقف الفئ�ت احل�كمة مع اجلم�هري جنب� اإلى جنب.. يف مواجهة الإع�ض�ر؟. ويبقى ال�ضوؤال..

كيف؟.

Page 31: انه الاعصار ما العمل

30

و في الختام:

ف�إن احللقة املركزية لالأزمة العربية تتمّثل يف اأن اجلم�هري العربية بقيت مغّيبة عن القي�م بدوره� عرب قرون.. ول نقول عقود.

اأن ميكن اإع�ض�ر اأي مواجهة على الق�درة هي وحده� اجلم�هري ك�نت ف�إذا اأن تخون نف�ضه�. التي ل ميكن واإذا ك�نت اجلم�هري وحده� الوطن. له يتعر�س ف�إن احلل الوحيد يكمن يف اأن تتمكن اجلم�هري العربية من اأن ت�ضرتد قدرته� على

القي�م بدوره�. هذا هو بيت الق�ضيد.الوطن العربي اأ�ضبح م�ضتهدف�. وهن�ك اإع�ض�ر راح يجت�ح املنطقة. وعليه, ف�إن

الإع�ض�ر �ضيجت�ح كل من يقف يف وجهه.. اأك�ن ح�كم� اأو حمكوم�.وكم� يق�ضي املنطق الذي يقول: )عندم� يتعّر�س الوطن لهجمة خ�رجية, ف�إن مواجهة يف الوطن اأبن�ء جمموع ليقف تنّحى اأن ينبغي الداخلية التن�ق�ض�ت

الإع�ض�ر(.فهل �ضيتعظ احل�كم العربي, فريخي قب�ضته احلديدية املم�ضكة برق�ب اجلم�هري, لكي تتمّكن هذه اجلم�هري من القي�م بدوره� يف خدمة الوطن؟. واجلم�هري بدوره�,

هل �ضرتتقي مل�ضتوى املرحلة, وتب��ضر دوره� بغري فو�ضى اأو اإراقة دم�ء؟.وعلى ال�ضعيد اخل�رجي, ف�إنه علين� اأن ندرك اأن ال�ضريحة الإمربي�لية بعد اأن ان�ضلخت برثوته� القت�ض�دية عن واقعه� الأم املتمّثل ب�لأر�س والعق�ر, وا�ضت�أثرت من هذه الرثوة ب�لراأ�ضم�ل النقدي, وراحت تتنّقل بني الدول كم� هو ح�ل )الكنغر( وهو مي�ر�س هواية القفز عرب اأر�س ممتدة يف ربوع ا�ضرتالي�. ف�إن هذه ال�ضريحة قد حكمت على نف�ضه� ب��ضتح�لة عودته� لاللت�ض�ق ب�أمه� الأر�س. و�ضيكون ح�له� كبقعة زيت فوق �ضطح م�ء. ويف ح�لة كهذه, ف�إن بقعة الزيت هذه, �ضتكون معّر�ضة

للتبّخر لدى اأو �ضطوع ل�ضوء من ال�ضم�س يط�له�.

Page 32: انه الاعصار ما العمل

31

ومن دواعي الفخر لأمتن� العربية وهي تواجه الإع�ض�ر, اأن تب�در للقي�م بدوره�, فتبني بذلك, اللبن�ت الأولى يف ع�ضر اجلم�هري.

وعندم� يبزغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري من فوق الرم�ل ال�ضفراء لأر�ضن� العربية, ف�إن ال�ضوء ال�ض�طع لفجر هذا الع�ضر, كفيل ب�أن ت�أتي على يديه عملية

التبخري لبقعة الزيت الإمربي�لية.نخوتن� فنجّند ق�ئم, هو مم� العربة ن�أخذ ب�أن تق�ضي احلكمة األي�ضت وبعد: العربية جميع�, وجنب� اإلى جنب يف مواجهة الإع�ض�ر. بدل من اأن ت�أخذن� العزة

ب�لإثم, يف مواجهة بع�ضن� البع�س؟.

Page 33: انه الاعصار ما العمل

32

***ما بين..

الفوضى.. والثورة!!.توطئة

اإلى اله�وية. وعندم� عندم� ي�أتي ال�ضري على غري هدي, فقد يقود هذا ال�ضري يكون مربر ال�ضري حتقيق اأهداف حمددة, فال بد اأن تتحقق الأهداف.. مهم� امتد

الزمن. نريده� ثورة. وهم يريدونه� »فو�ضى خالقة«.. اأر�ضن� الهيمنة على خريات وت�ضتهدف املجّزاأ. املق�ّضم. وجتّزئ تق�ّضم فو�ضى لن�ضف قرن ق�دم. وبعد ذلك.. يعدون لن� مف�ج�آت تن�ضجم مع م�ض�حلهم, مب� يف ذلك ت�ضديد القيود حول مع��ضمن�. ونحن, اإذا كن� نريده� ثورة, فم�ذا تقول

الثورة؟. الثورة تقول:)من حق اأي اإن�ض�ن, اأي� ك�ن انتم�وؤه العرقي اأو الديني, ويف اأي مك�ن يعي�س, اأن

يتمّتع بحي�ة كرمية. واأن يح�ضل على ك�مل حقوقه.. ك�إن�ض�ن.(.تلك هي اأهداف الثورة, وهي ذات الأهداف التي نريد من الثورة اأن حتققه�. اأم� والأمر كذلك, فكيف ميكن للثورة اأن حتقق هذه الأهداف؟. وم� هي الأدوات التي

ميكن اأن تعتمده� الثورة لتحقيق اأهدافه�؟. اجلوهري فيم� نحن فيه, هو اأن اجلم�هري العربية’ بقيت مغّيب دوره� عرب قرون.. ول نقول عقود. ف�إذا كن� نريد اخلروج من امل�أزق, فال بد للجم�هري من اأن ت�أخذ دوره�.

على حتقيق الق�درة وحده�, هي واجلم�هري اأهداف اجلم�هري. اأهدافن� هي اأهدافه�. واجلم�هري وحده�. هي التي ل ميكن اأن تخون نف�ضه�.

اأهداف اجلم�هري. اأهدافن� هي ك�نت واإذا ن�ضري على غري هدى, ل كن� ف�إذا واإذا ك�نت اجلم�هري هي اأداة التغيري, عرب م�ضريتن�. واإذا كن� واجلم�هري.. ن�ضعى لتقريب بزوغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري.. ف�إنن� ب�لت�أكيد, �ضنحقق اأهدافن�..

مهم� امتد بن� الزمن.

Page 34: انه الاعصار ما العمل

33

ماهية.. الفوضى الخالقة.

املتحدة الولي�ت يف اجلدد املح�فظني منّظر غري�ضت« م�رك »راوؤول ح�ضب الأمريكية, ف�إن اإدارة »بو�س« بلورت م�ضروع »ال�ضرق الأو�ضط الكبري« والذي يحلو »الأدنى ال�ضرقني ي�ضمل الذي الأو�ضط اجلديد«. وهو »ال�ضرق ي�ضميه اأن للبع�س تتحقق اأن على يعتمد امل�ضروع, وجوهر هذا اإفريقية. �ضم�ل وكذلك والأو�ضط«. املرتبط ال�ضهيوين الكي�ن حموره� يكون متك�ملة, اقت�ض�دية وحدة خالله من

ارتب�ط� ع�ضوي� بـ »ال�ضريحة الإمربي�لية« ممّثلة بـ »الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي«.من املمتدة املنطقة يف �ضي��ضي� كي�ن� »56« ـ »54« اإق�مة امل�ضروع وي�ضتهدف املحدودة لالأقط�ر كبديل وذلك الأطل�ضي, املحيط �ضواطئ وحتى اأفغ�ن�ضت�ن, العدد, واملتواجدة يف هذه املنطقة ح�لي�. والهدف من ذلك �ضم�ن الهيمنة على م�سادر �لنفط خالل �لن�سف �الأول من �لقرن �حلايل, �عتماد� على �أن هذ� �لعدد العدد حمدودة للكي�ن�ت بديال اإق�مته�, املنوي املت�ضرذمة الكي�ن�ت من الكبري الكي�ن�ت اجلديدة, �ضتكون كي�ن�ت ف�إن النفط. الآن فوق بحر كبري من الق�ئمة كثرية العدد, ممّزقة الأو�ض�ل. ويف غي�ب �ضلطة مركزية لهذه الكي�ن�ت, لن تكون هذه الكي�ن�ت ق�درة على احليلولة دون متكني �ضرك�ت النفط الكربى, من ابتالع كمي�ت النفط اله�ئلة يف هذه املنطقة, دون اأن يط�ل �ضك�ن املنطقة �ضيئ�.. حتى الفت�ت. ودون اأن يكون هن�ك من �ضلطة جم�هريية ل�ضك�ن هذه الكي�ن�ت املمزقة,

لكي تط�لب بحقه� يف خريات اأر�ضه�. الرئي�س عهد اإّب�ن الكبري, الأو�ضط »ال�ضرق م�ضروع تنفيذ يف للبدء وكتمهيد »بو�س« ك�ن لبد من اعتم�د نظرية »الفو�ضى اخلالقة«. لكن هذه الفو�ضى م� ك�ن ممكن� البدء بتنفيذه� اإل بعد اأن تلقى �ضخرة كبرية.. »ول نقول حجرا«, يف املي�ه األقيت على الراكدة ملنطقة ال�ضرقني: »الأدنى والأو�ضط«. وج�ءت ال�ضخرة التي

Page 35: انه الاعصار ما العمل

34

هذه املي�ه, من خالل حرب ا�ضتب�قية ق�م به� اجلي�س الأمريكي. وم� ك�ن للجي�س على تهيمن التي الإمربي�لية ال�ضريحة اأن لول بهذه احلرب, يقوم اأن الأمريكي القرار الأمريكي, دفعت ب�أدواته� لتنفيذ تفجريات »�ضبتمرب«. وك�ن ل بد من ربط هذه التفجريات بجهة م� يف ال�ضرق توؤهله� لكي تتحمل وزر هذه اجلرمية, ويف نف�س الوقت, ي�ضلح هذا الربط اأن يكون مربرا مقنع� حلرب ا�ضتب�قية مت الإعداد له� بتخطيط ك�مل. وك�ن اأن وقع الختي�ر على جم�عة »بن لدن«. وك�ن على ال�ضريحة �لتي من ببع�ش �خليوط �سبتمرب, باأحد�ث �ألقائمني �أن تربط بع�ش �الإمربيالية �ض�أنه� الإيح�ء ب�أن جم�عة »بن لدن« له� عالقة بهذه الأحداث. وج�ءت النتيجة

طبق� مل� اأراد املخططون. اإذ ا�ضتثريت امل�ض�عر, وك�نت احلرب ال�ضتب�قية. على اأن هذه احلرب ك�نت له� نت�ئجه� غري املتوقعة. ويف مقدمة هذه النت�ئج, املق�ومة احل�ّدة يف كل من العراق واأفغ�ن�ضت�ن. ومن ثم, ت�ض�عد اأ�ضك�ل عدة من الت�أييد والدعم لهذه املق�ومة, وت�ض�عد التع�طف معه� يف العديد من اأقط�ر الع�مل. وال�ضورة, ب�ل�ضوت امللمو�ضة الإن�ض�نية اأن هذه احلرب خّلفت من اجلرائم كم�

وعلى نحو ج�ءت فيه اجلرائم اأكرب حجم� من جرمية تفجريات �ضبتمرب. فتفجري�ت �سبتمرب ��ستهدفت مبان �سبب �نهيارها �سقوط �لعديد من �ل�سحايا. اأم� احلرب ال�ضتب�قية ف�إنه� اإلى ج�نب التدمري, فقد ا�ضتهدفت ب�مللمو�س وب�ل�ضور اأحي�ن�, اأفرادا ع�ديني.. عّزل. مور�ضت بحقهم اأ�ضك�ل عدة من اجلرائم, تراوحت بدم ذلك.. كل وحدث التع�ضفي. والقتل والت�ضويه, والتعذيب, الغت�ض�ب, بني

ب�رد, وحتت �ضمع واأنظ�ر الع�مل. الأمريكي, وتدمري اإلى ذلك كله, م� ك�ن من تدمري لالقت�ض�د اأ�ضفن� اإذا ثم احلرب هذه دعم عن متوا�ضل تراجع وكذلك الأمريكي. اجلي�س ل�ضمعة ب�لعجلة املرتبطة الدول وجميع الأوروبية, الدول جميع ج�نب من »ال�ضتب�قية« الإمربي�لية, وا�ضتنك�ف هوؤلء جميع�, عن التب�هي بهذه احلرب. بل اأ�ضبح التوجه

Page 36: انه الاعصار ما العمل

35

من ج�نب جميع الأطراف, نحو اإدانة هذه احلرب, حتى داخل الولي�ت املتحدة الأمريكية نف�ضه�.

اأم� وقد اأ�ض�ب التدمري اله�ئل جميع جوانب احلي�ة يف الولي�ت املتحدة الأمريكية, فك�ن اأن عمدت ال�ضريحة الإمربي�لية املتمثلة ب�لراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي, اإلى نقل ال�ضني على وافقت اأن بعد ال�ضعبية, ال�ضني اإلى والتقني« »النقدي ثقله� مركز اعتم�د القت�ض�د املختلط. وال�ضبب يعود لكون ال�ضريحة الإمربي�لية عندم� نقلت مركز ثقله� النقدي من الولي�ت املتحدة اإلى ال�ضني ال�ضعبية, فقد نقلت معه� جل خمزونه� النقدي, وجل النم�ذج لآلته� املتطورة, وكذلك العقول التي من �ض�أنه� اأن تطور هذه الآلت. واإذا اأخذن� ب�لعتب�ر املخزون اله�ئل من ال�ضواعد الع�ملة يف ال�ضني, فقد وّفر ذلك اأرب�ح� ه�ئلة لل�ضريحة الإمربي�لية, خ��ضة واأن الب�ض�عة التي راحت تنتجه� األ�ضني ال�ضعبية راحت متال كل بيت يف جميع اأنح�ء الع�مل, مب� يف ذلك, البيت الأمريكي. مم� خلق جوا مريح� لل�ضريحة الإمربي�لية ومب� ميّكنه�

من ا�ضتئن�ف خطته� ب�جت�ه م�ضروع »ال�ضرق الأو�ضط الكبري«.. جمددا!. الذي النقدي الر�ضيد من اله�ئل املخزون اأن اإلى الإ�ض�رة البي�ن عن وغني ا�ضتقر فوق اأر�س ال�ضني, وكذلك الكم اله�ئل من امل�ض�نع التقنية املتطورة. كل �سروط �ل�سخمة. فمن �لرثوة بهذه �ال�ستمتاع �ل�سني حق ليعطي يكن ذلك, مل قبول ال�ضني ب�عتم�د نظ�م القت�ض�د املختلط, اأن تعطي ال�ضريحة الإمربي�لية حق امتالك هذه الرثوة, وامتالك نت�ئج ت�ض�عد حجمه�. بحيث ل يط�ل �ضعب ال�ضني

منه� غري الفت�ت. وعلى الرغم من اأن الدول الأوروبية, حلق به� تدمري ه�ئل يف الن�ضف الأول من الولي�ت ال�ضريحة الإمربي�لية, ف�إن ت�ض�وقه� مع خمطط�ت القرن امل��ضي, لدى املتحدة حلق به� تدمري اأكرب يف الن�ضف الث�ين من القرن امل��ضي لدى ت�ض�وقه�

مع هذه املخطط�ت.

Page 37: انه الاعصار ما العمل

36

هذا من الأول الن�ضف نه�ية يف ال�ضعبية لل�ضني �ضيحدث م�ذا ندري ول اأر�س ال�ضني!. لل�ضريحة الإمربي�لية فوق القرن, وقد ا�ضتقر الركن القت�ض�دي ج�نب من النقدي الر�ضيد من اله�ئل الكم هذا امتالك اأن ب�لعتب�ر اآخذين من النفو�س واإف�ض�د ل�ضتم�لة ذهبية فر�ضة يعطيه� الإمربي�لية, ال�ضريحة هذه اأ�ضح�ب القرار الأول يف ال�ضني, ول ندري حتى اللحظة, اإلى اأي مدى ميكن اأن توؤثر قرارات حمورية ميكن اأن تدفع هذه ال�ضريحة قي�دة ال�ضني لتخ�ذه� ب�جت�ه نت�ئج من لذلك م� وبكل ال�ضريحة, لهذه القت�ض�دية امل�ض�لح مع يتن��ضب م� تدمريية داخل ال�ضني وخ�رجه�.. ن�ضتطيع اأن نخّمن النت�ئج, لكنن� ل ن�ضتطيع اأن

جنزم. وامل�ضتقبل وحده الذي ميلك ان يجيب. والأمريكيني الأوروبيني الق�دة ل�ضمعة اله�ئل التدمري من الرغم على نقول: نت�ج ا�ضتج�بتهم ملخطط�ت ال�ضريحة الإمربي�لية طيلة قرن م�ضى, ف�إن الرتكيبة الق�دة عقول يف الإمربي�لية ال�ضريحة غر�ضته� التي والأيديولوجية ال�ضي��ضية الأوروبيني والق�دة الأمريكيني على حد �ضواء. وربط م�ض�لح هوؤلء, وهوؤلء بعجلة م�ض�لح ال�ضريحة الإمربي�لية, ومب� يبقي على ولئهم لهذه ال�ضريحة, الأمر الذي مينح هذه ال�ضريحة, �ضهولة اأن ت�ضتميل هوؤلء الق�دة, حتى بعد اأن ط�ل امل�ض�لح ب�جت�ه مواقعهم ومن هوؤلء ت�ضتميل التدمري. هذا كل والأمريكية الأوروبية �النخر�ط جمدد� يف م�سروع »�ل�سرق �الأو�سط �لكبري«. وبالتايل ��ستئناف قيامهم الفو�ضى اخلالقة« « تنفيذ م�ضروع اإزاء الذي ك�ن قد حدد لهم م�ضبق� بدورهم اأن هذا نخ�ل ول الآن. املنطقة اأقط�ر تت�ض�عد يف جميع راحت مقدم�ته� التي الت�ض�عد �ضيتوقف. وذلك يعود لكون الأو�ض�ع القت�ض�دية املرتّدية منذ عقود لدى هذه الأقط�ر, تعطي اأر�ضية خ�ضبة ل�ضتث�رة امل�ض�عر ملجرد اأن يتفجر ال�ض�عق. واإذا ك�ن هذا ال�ض�عق متوفرا لدى اأيدي ال�ضريحة الإمربي�لية وذلك مب�ض�عفة اأ�ضع�ر ال�ضلع يف الع�مل, يف الوقت الذي اأبقت فيه اقت�ض�د الدول املعنية حم�ضورا

Page 38: انه الاعصار ما العمل

37

�سمن عنق �لزجاجة من خالل �خل�سوع الإمالء�ت �سندوق �لنقد �لدويل ومنظمة التج�رة الع�ملية اللذين تهيمن عليهم� ذات ال�ضريحة الإمربي�لية. واإذا اأ�ضفن� اإلى روؤ�ض�ء برفع مظلة احلم�ية عن جميع الإمربي�لية ق�مت ال�ضريحة اأن كله, ذلك

وزعم�ء املنطقة, ف�إن ذلك يجعلهم مم� عراة اأم�م �ضعوب م�ضتث�رة, وم�أزومة. واإذا ك�نت »الفو�ضى اخلالقة« هي اخلطوة التي ك�ن ينبغي اأن ت�ضبق البدء بتنفيذ الفو�ضى, هذه مع ب�لتع�مل امل�ضي توقف ف�إن الكبري« الأو�ضط »ال�ضرق م�ضروع

وذلك امل�ضروع مع�, ج�ءت لأ�ضب�ب مت ذكره�.اأم� الآن, ف�إن ت�أجيل التع�مل مع خمطط »الفو�ضى اخلالقة« مل يعد له ب�لن�ضبة لل�ضريحة الإمربي�لية م� يربره, خ��ضة بعد اأن تهي�أت عوامل ال�ضتقرار لل�ضريحة خمطط تنفيذ يف جمددا امل�ضي ج�ء هن� ومن ال�ضني. اأر�س فوق الإمربي�لية هو وهذا الكبري«. الأو�ضط »ال�ضرق خمطط لتنفيذ كتمهيد اخلالقة« »الفو�ضى

جوهر م� يجري فوق اأر�ضن� العربية الآن.

وفي الختام:نقول: نعم.. لقد بد�أ �لعد �لتنازيل باجتاه م�سروع »�لفو�سى �خلالقة« �لذي كان وم� يزال ي�ضتهدف الوطن العربي يف الأ�ض��س, ومن ثم ي�ضتهدف الأقط�ر املحيطة, وخلق الكبري«, الأو�ضط »ال�ضرق م�ضروع لإق�مة الهيكل اجلديد ل�ضن�عة متهيدا 54 ـ 56 كي�ن� ممزق�, بدل من عدد حمدود من كي�ن�ت ميتد تواجده� الآن م� بني

اأفغ�ن�ضت�ن و�ضواطئ الأطل�ضي. اأن يخت�روا وهن� يبقى اخلي�ر لأبن�ء هذه الأمة, يف اختي�ر خط �ضريهم. ف�إم� ت�ضتعني اأن واإم� الإمربي�لية, ال�ضريحة لرغبة تنفيذا اخلالقة« »الفو�ضى طريق اجلم�هري العربية مبخزون وعيه� لكي تعيد تنظيم نف�ضه� �ضمن اأطر جم�هريية

Page 39: انه الاعصار ما العمل

38

متوا�ضلة التف�عل والتجديد لكل الربامج واخلطط. وتقييم النت�ئج على اأ�ض��س من هذا التوّجه خطوة بخطوة, ومن ثم اإع�دة و�ضع اخلطط, ومب� ين�ضجم مع حتقيق

الأهداف الق�ضوى لهذه اجلم�هري. هذه توزيع مبقدوره� ي�ضبح ف�إنه والرثوة, ال�ضلطة اجلم�هري تتملك وعندم� مبقدوره� ي�ضبح ف�إنه ال�ضالح, اجلم�هري تتمّلك وعندم� ع�دل. توزيع� الرثوة فيم� مت�ر�س ثم ومن ال�ضالح. بهذا م�ضتعينة للرثوة الع�دل التوزيع هذا حم�ية بينه� »الدميقراطية املب��ضرة« حيث ل ي�ضتطيع اأحد م�, اأن يغّيب دورا لأحد. وم�

من اأحد ي�ضبح دوره مهّم�ض�, حتت مظلة.. ع�ضر اجلم�هري.

Page 40: انه الاعصار ما العمل

39

***

الشكل الجديد..الذي راح يأخذه الصــــراع!!.

ال�ضعيد على الف�علة الرئي�ضة.. الأطراف اأن بحقيقة الت�ضليم من من��س ل الفل�ضطيني, قد و�ضعت نف�ضه� �ضمن اإط�ر �ضلطة اأ�ضبحت مرهونة بتف�و�س غري

مدعوم مبق�ومة متّكن التف�و�س من بلوغ اأهدافه الق�ضوى.غري اأو ق�درة, غري اإم� فهي ال�ضلطة, اإط�ر خ�رج بقيت التي الف�ض�ئل حتى

راغبة, يف مم�ر�ضة مق�ومة, ل ت�ضتطيع اأن تتحّمل تبع�ته�.قرن� يق�رب م� ا�ضتمّر انته�ء ل�ضراع يعني ذلك, الأمر كذلك, فهل ك�ن واإذا من الزمن, من خالل هزمية ك�ملة لواحد من اأطراف ال�ضراع, ل�ض�لح الطرف

الآخر؟. اأم اأن ال�ضراع �ضيبقى م�ضتمرا, لكنه �ضي�أخذ منحى اآخر؟.ويف ح�لة كهذه, ف�إنه ال�ضوؤال يطرح نف�ضه: م� هو ال�ضكل اجلديد الذي راح ي�أخذه

ال�ضراع؟.

***ينبغي التنّبه حلقيقة اأن اأي حلول ميكن اأن تطرح على ال�ض�حة الفل�ضطينية هذه اإلى نتيجة يلغى من خالله� ال�ضراع العربي ال�ضهيوين الأي�م, ل ميكن اأن تقود من حيث املبداأ. ف�أي حلول حمتملة على �ضوء معطي�ت الواقع, �ضتكون يف اأح�ضن �ضتدفع اإمن� ال�ضراع, يلغي ل اأن ذلك �ض�أن ومن تلفيقية. اأو توفيقية, الأحوال

الظروف به, لكي يت�أجج من جديد, ولكن ب�جّت�ه خمتلف. ال�ضهيوين العربي ال�ضراع بدء منذ ال�ضهيوين للكي�ن ال�ضي��ضية ف�حلدود وحتى اللحظة, مل تكن تعطي نف�ضه� �ضكال حمددا. ومل تتعّد هذه احلدود يف حلظة

Page 41: انه الاعصار ما العمل

40

م�, الت�ضريح�ت التي انبثقت على الدوام من خالل اأ�ض�طري توراتية غري وا�ضحة املع�مل. من قبيل اأن حدود الكي�ن ال�ضهيوين متتد »من الفرات اإلى النيل«.

اأن كم� حدود. بغري وا�ضعة بقيت ال�ضهيونية الأهداف ف�إن ذلك, عدا وفيم� عملية ال�ضتهداف ال�ضر�س لل�ضعب الفل�ضطيني ككي�ن, بقي م�ضتمرا انطالق� من ذلك وي�أتي اأر�س(. بال �ضعب واليهود �ضعب. بال اأر�س )فل�ضطني, اأن مقولة: اأن فل�ضطني ب�لن�ضبة لليهود, هي اأر�س امليع�د, كمنحة من ان�ضج�م� مع اأ�ضطورة

املولى اخت�س به� »ال�ضعب املخت�ر«.. ح�ضرا!!. وقد �ضبق لـ »جولدام�ئري« تلك املراأة التي ك�نت من بني الق�دة ال�ضه�ينة, تو�ضف على الدوام ب�أنه� »املراأة احلديدية«. وهي املراأة التي قيل فيه� اآنذاك.. )الرجل الوحيد يف الكي�ن ال�ضهيوين(. حيث مل يطرف له� جفن حلظة النهي�ر الع�ضبي

للجرنال »داي�ن« اإّب�ن معركة اأكتوبر/1973. ال�ضعب وجود لفكرة جمّرد رف�ضه� واأن عرّبت عن له� �ضبق التي اأي�ض�, وهي هو اأين دائم�: تردده ك�نت الذي ال�ضتنك�ري, ت�ض�وؤله� خالل من الفل�ضطيني,

ال�ضعب الفل�ضطيني!!؟. كي�ن للفل�ضطينيني يكون اأن فكرة عن م�ضتنكرة, عرّبت اآخر, �ضعيد وعلى اأم� الأردن, اإحدى جن�حيه �ضيكون مبث�بة ط�ئر, الكي�ن, مثل هذا )اإن ب�لقول:

اجلن�ح الآخر, فهو » اإ�ضرائيل « !!(. ي�ض�ب ب�أن اأمنيته الأي�م هذه يردد يو�ضف« »عوف�ري� احل�خ�م هو وه�

الفل�ضطينيون ب�لط�عون, للخال�س منهم. اأن الأذه�ن, عن يغيب ل ف�إنه ال�ضي��ضية, ال�ض�حة على الآن يجري مل� وبعودة

انقالب� يبدو اأنه قد طراأ على التكتيك ال�ضهيوين. فاإذ� كان هذ� �النقالب قد جاء بفعل قناعات تبلورت, �أو بفعل �سغوط مور�ست, ف�إن احلقيقة التي ينبغي عدم اإغف�له�, هي اأن الإ�ضرتاتيجية ال�ضهيونية التو�ّضعية..

Page 42: انه الاعصار ما العمل

41

ل حيدة عنه�ب�لن�ضبة لأي �ضهيوين ك�ن. اأم� �ضكل التوّجه اجلديد الذي ميكن اأن ي�أخذه ال�ضراع, فهذا هو مو�ضوع بحثن� اليوم.

لقد بداأت ال�ضهيونية تدرك عرب جولت عّدة من احلروب, وعلى اأكرث من جبهة عربية, اأن اإ�ضرتاتيجيته� التزام� بنهج الحتالل الع�ضكري لالأر�س والهيمنة على

ال�ضك�ن, هي و�ضيلة �ضتم�ضي و�ضول اإلى طريق م�ضدود. القوات لكن مرتني. �ضين�ء احتالل يف جنح اأن ال�ضهيوين للكي�ن �ضبق فقد

ال�ضهيونية يف احل�لتني, اأجربت على الن�ضح�ب. كم� اأن القوات ال�ضهيونية جنحت يف اجتي�ح احلدود الأردنية, متج�وزة بلدة »الكرامة« ع�م/1968. لكنه� اأجربت على الرتاجع مقهورة. بعد اأن خّلفت وراءه�

خ�ض�ئر ف�دحة. ومتكنت القوات ال�ضهيونية من اجتي�ح اجلنوب اللبن�ين, و�ضول اإلى الع��ضمة

بريوت ع�م/1982. لكنه� اأجربت على الرتاجع. كم� اأن الذاكرة مل تن�س بعد, ال�ضربة الأخرية الق��ضمة, التي مّني به� اجلي�س

ال�ضهيوين على اأيدي مق�تلي حزب اهلل يف اجلنوب اللبن�ين. والآن, وبعد كل م� طراأ من اأحداث, فقد اأ�ضبح الكي�ن ال�ضهيوين على يقني, من

اأنه لن ي�ضتطيع الحتف�ظ مبرتفع�ت اجلولن اإلى الأبد. ويف نه�ية املط�ف, ف�إن هذا الكي�ن ل ميلك �ضوى الت�ضليم بحقيقة اأن الحتف�ظ ب�أر�س عربية تعج ب�ل�ضك�ن, اأ�ضبحت فكرة �ضخيفة, ول جدوى من حم�ولة التم�ّضك

به�.***

من هذا املوقع, راح الكي�ن ال�ضهيوين, ب�لتوافق والتن�ضيق مع اأهداف الراأ�ضم�ل له حتقق اأن �ض�أنه� من جديدة اإ�ضرتاتيجية عن لنف�ضه يبحث الع�ملي, النقدي مدخال جديدا لتنفيذ اأهدافه التي اأ�ضبحت تلتقي مع اأهداف الراأ�ضم�ل النقدي

Page 43: انه الاعصار ما العمل

42

اإلى الفرات من لي�س العربي, الوطن على القت�ض�دية الهيمنة متتني اإع�دة يف النيل ح�ضب املفهوم التوراتي, اإمن� »من املحيط اله�در, اإلى اخلليج الث�ئر, ح�ضب

املفهوم اجلديد. وذلك يعود لكون الفرتة الزمنية املتبقية لعتم�د الط�قة النفطية التي تتحّكم ب�لإنت�ج ال�ضلعي يف الع�مل, لن تتعّدى ع�م/2050 اإذ لن يتبقى بعده� من خمزون ك�نت واإذا وفنزويال. وال�ضعودية, العراق, وهي: دول ثالث يف اإل �ضيء, النفط ال�ضعودية م�ضتهدفة لت�ضبح كنتون�ت ل ف�إن والعراق حمتلة, فنزويال حم��ضرة, تربط فيم� بني اأجزائه� �ضلطة مركزية تكون ق�درة على الإم�ض�ك املحكم مب�ضدر الط�قة النفطية يف البالد. غري اأن املخزون النفطي داخل الأر�س العربية خالل الفرتة املتبقية وحتى ع�م/2050 م� زال ي�ضّكل 60% خمزون الوطن العربي من النفط يقدر بـ ) 645.40( بليون برميل من حيث اأن خمزون ب�قي اأقط�ر الع�مل يقدر بـ )592.90( بليون برميل . ولو قّدر للوطن العربي اأن مي�ضك بزم�م خمزونه الع�مل, ال�ضلعي يف الإنت�ج التحّكم مب�ضري 60% من ق�درا على النفطي, لأ�ضبح

وهذا م� ل ير�ض�ه الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي.. ولن ير�ض�ه.اأم� والراأ�ضم�ل النقدي هو الوريث ال�ضرعي لالإمربي�لية التي اأ�ضقطت ورقة التوت الأخرية التي ك�نت تربطه�: بـ.. الأر�س, اأو الوطن, اأو الدين, اأو حتى العق�ر. ف�إن الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي, هو الذي راح يعطي للوطن, اأو الأر�س, اأو العق�ر, قيمته

النقدية, يف هذا القطر من الع�مل اأو ذاك. من هن� فقد ق�دت امل�ض�لح امل�ضرتكة بني الكي�ن ال�ضهيوين فوق اأر�ضن� املحتلة, وبني الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي الذي متّثل ال�ضهيونية الع�ملية مرتكزا رئي�ضي� فيه, اإلى بلورة خطة جديدة م�ضرتكة لإع�دة متتني الهيمنة على مقدرات الوطن العربي

من جديد.ب�لتن�ضيق ال�ضهيوين الكي�ن ف�ضيح�ول الفر�ضة مت�حة, ولكي ت�ضبح مثل هذه

Page 44: انه الاعصار ما العمل

43

مع الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي, ا�ضتهداف الأردن بعد فل�ضطني, ليكون �ضمن دائرة الحتواء املب��ضر اقت�ض�دي�, وليكون بّوابة يلج هذا التح�لف اجلديد من خالله�,

و�ضول لده�ليز الوطن العربي بك�مله.***

انطالق� من هذا التوّجه, ف�إنه ل بد من التذكري ب�أن ال�ض�حة الدولية التي متر الآن ب�أزمة اقت�ض�دية خ�نقة, ومن البديهي اأن الوطن العربي يعي�س هذه الأزمة, ويعي�س اأي�ض� اأزمة ا�ضتهدافه اجلديد من ج�نب الدول ال�ضن�عية الكربى, وكذلك

الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي. من اأكرث بني والدميغرافية اجلغرافية الظروف و�ضعته قد الأردن اأن وحيث فّكي كّم��ضة: احتالل �ضهيوين لأر�س فل�ضطني من الغرب. واحتالل اأمريكي لأر�س العراق من ال�ضرق. وا�ضتهداف للمملكة العربية ال�ضعودية من اجلنوب, ف�إن الأردن كنتون�ت هو اإلى ب�جت�ه حتويله ال�ضتهداف ا�ضتثن�وؤه من واحل�لة هذه, ل ميكن

اأي�ض�, ولي�ضبح ل خي�ر اأم�مه يف اأن يكون ممرا للم�ضروع امل�ضرتك اجلديد. اأن على جمربة ت�ضبح الأردن يف اجلم�هري ف�إن التوجه�ت, هذه خالل من ن نف�ضه� من خالل وحدة وطنية حقيقية, وجّدّية. وحدة تقوم على اأ�ض��س اأن حت�ضّيكون جميع اأبن�ء الأردن ك�جل�ضد الواحد. وبغري ذلك, ف�إن اأعداء الوطن �ضيجدون فر�ضتهم يف متزيق اأردنن� العزيز.. وقد ينجحون اإذا مل ي�أخذ الوعي اجلم�هريي

مداه الأق�ضى. الإ�ضرتاتيجية اأن ب�ت يدرك حقيقة ال�ضهيوين الكي�ن ف�إن اآخر, وعلى �ضعيد اأن اأجل ومن البع�س. يت�ضوره� التي ب�ل�ضهولة متريره� يجري لن اجلديدة, الكي�ن هذا ف�ضيجد كهذه, تن�ق�ض�ت مع التع�مل من ال�ضهيوين الكي�ن يتمكن النقدي ال�ض�ملةللراأ�ضم�ل اخلطة من جزء يكون ب�أن القبول على جمربا نف�ضه الع�ملي. واأن يتقّبل تق��ضم املغ�من مع قوى اإقليمية اأخرى يف منطقة ال�ضرق الأدنى

Page 45: انه الاعصار ما العمل

44

والأو�ضط على حد �ضواء. واإذا ك�نت املغ�من امل�ضتهدفة مقت�ضرة على خريات الوطن العربي, ففي هذا م� يف�ّضر ظ�هرة الغزل املف�جئة, من ج�نب القوى الإقليمية املح�ذية لأمتن� العربية. اإنه� موؤامرة م�ضرتكة بني جميع الأطراف املحيطة ب�لأمة. وهي موؤامرة تت�ضم بعملية ت�ضمني موؤّقت للخراف العربية, لكي توؤكل ب�ضهّية, من خالل وليمة يجري الإعداد له�.

***الغزو يف امل�ض�ركة نحو فعال, تّتجه ال�ضهيوين الكي�ن اأحالم بداأت لقد ذلك وج�ء والثق�يف. والفكري, احل�ض�ري, وكذلك العربي, للوطن القت�ض�دي اأ�ضبحت اأن بعد ة خ��ضّ العربية, لالأمة الآن امل�ثل املرتدي الو�ضع على اعتم�دا هذه الأمة, خ�رج �ضي�ق اللعبة الدولية. هذه اللعبة, التي هي ب�ضدد بلورة موازين قوى جديدة لي�س لالأمة العربية فيه� مك�ن. وعلى هذا النحو, فقد اأخذت اأطم�ع الأقط�ر املحيطة ب�لوطن العربي تن�ف�س الكي�ن ال�ضهيوين يف اقت�ض�م املغ�من, يف

�ضي�ق خمطط راأ�ضم�ل نقدي ع�ملي. الإ�ضرتاتيجية اجلديد �ضتذهب بعيدا وعلى ك�ّفة ال�ضعد, يف ال�ضتيالء على الكم اله�ئل من خريات الأمة, وكذلك انته�ك حرمة الفكر العربي, والثق�فة العربية. وحتى التالعب بتف��ضيل الت�ريخ العربي. وهذا النهج ي�ضتهدف الأمة, لكي ي�ضبح

ت�ريخ هذه الأمة, و�ضمة ع�ر, على جبني املنت�ضبني اإليه.لة النه�ئية, ينبغي اأن نتنّبه حلقيقة اأن لالأمة العربية ت�ريخ على اأنن� ويف املح�ضّزاخر ب�لدرو�س والعرب. فكم من مرحلة من مراحل الت�ريخ, اجتيحت فيه� الأر�س العربية, الأر�س فيه� ا�ضتعمرت مرحلة من وكم حرمته�. وانتهكت العربية, وا�ضتعبد ال�ضك�ن فيه�. حتى اللغة العربية, ط�له� ال�ضتهداف من ترتيك, وفرن�ضة, العربي ال�ضعري العربي الأدبي, والرتاث القراآن الكرمي. والرتاث وفرجنة. لكن العريق. �ض�ن الأمة, وح�ل بينه� وبني جميع املح�ولت التي ا�ضتهدفته� يف اجلوهر,

Page 46: انه الاعصار ما العمل

45

لكي تقتلع جذوره� وتزيل ت�ريخه� من اجلذور. وعلى �ضعيد اآخر, ف�إنه �ضحيح اأي�ض�, اأن األتطورات الدرام�تيكية على ال�ض�حة الدولية ال�ض�حة يف توجه�ته� تر�ضيخ يف قطعت قد العوملة, مظلة حتت الدولية �ضوط�, وهذه التطورات, �ضتم�ضي اإلى مدى معنّي عرب مرحلة مقبلة, ي�ض�عده� يف امل�ض�ف�ت بني تلغي الع�ملية, وعلى نحو راحت من خالله, التقنية ذلك, ت�ض�عد الأقط�ر, والدول, وال�ضعوب. وراحت تزول العوائق التي حتول دون تنّقل الب�ض�ئع

والأ�ضخ��س بني اأقط�ر الع�مل. لقد اأخذ الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي دوره, يف امتالك ال�ضرك�ت الكربى متعددة اجلن�ضي�ت ومتعدية احلدود ال�ضي��ضية للدول والأقط�ر. ومل يعد الوطن ول العق�ر له يعد مل الراأ�ضم�ل, هذا لكون يعود والأمر الراأ�ضم�ل. لهذا اأ�ض��ضي� مرتكزا وطن, ولي�ضت له قومية, ول يوؤمن ب�لأدي�ن. اإمن� هو ي�ضّخر كل هذه املف�هيم خدمة

مل�ض�حله. ويف ظروف كهذه, ف�إنه لن يعود للقطرية مك�ن. وحتى القومية لن تكون ق�درة املح�ولت ف�إن كله, ذلك من الرغم وعلى لكن, الأقدام. على للوقوف وحده� تنفيذية اأداة اأ�ضبحت التي الكربى الدول بع�س مت�ر�ضه� راحت التي الب�ئ�ضة كبديل الأمم. ب�قي على املري�ضة ح�ض�راته� لفر�س الع�ملي النقدي للراأ�ضم�ل عن ح�ض�رات الأمم العريقة التي ك�ن له� دور فيه الكثري من الإبداع, ف�إن جميع املح�ولت الب�ئ�ضة لل�ضهيونية والراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي والدول الكربى التي تدور

يف هذا الفلك, �ضتبوء ب�لف�ضل الذريع هي اأي�ض�. لكنه وعلى �ضعيد اآخر, ف�إن ال�ضرورة �ضتفر�س نف�ضه� يف امل�ضتقبل. وذلك ب�أن تتف�عل احل�ض�رات بني جميع الأمم. وتتب�دل فيم� بينه� الت�أّثر والت�أثري. و�ضيزول كل م� هو ت�فه من ح�ض�رات هذه الأمم. و�ضريتقي كل م� هو جوهري وقّيم من هذه احل�ض�رات. و�ضيقتحم هذا اجلوهري, احل�ض�رات الأخرى وي�أخذ ط�بعه�. وبهذا

Page 47: انه الاعصار ما العمل

46

�ضرتتقي الأمم. و�ضت�ضري �ضعودا على �ضّلم التطّور, ب�جت�ه �ضنع ح�ض�رة اإن�ض�نية ح�ض�رات من جوهري هو م� كل فيه يبقى نحو وعلى الأر�ضية, الكرة �ضت�ضود الأمم. م�ض�ف� اإلى ذلك, كل م� هو جوهري وقّيم يف الت�ريخ القدمي. وكل م� هو جوهري وقّيم يف الت�ريخ املع��ضر. وبكل م� يفرزه التطّور التقني واحل�ض�ري من

اإيج�بي�ت ي�ضتفيد منه� اإن�ض�ن امل�ضتقبل.***

الهيمنة نحو الع�ملي النقدي الراأ�ضم�ل مع ب�لتع�ون ال�ضهيونية توّجه اأم� القت�ض�دية, واحل�ض�رية, والأخالقية, والثق�فية, على الوطن العربي, فلن يكون ذلك معزول عن حقيقة اأن املخطط ال�ضهيوين ل يعدو اأن يكون جزء من خمطط الراأ�ضم�ل النقدي الع�ملي, الذي �ضيكون بدوره ق�بال للذوب�ن اأم�م موج�ت التطّور التي �ضتط�ل الأفراد واجلم�ع�ت, ويف جميع اأنح�ء الكرة الأر�ضية. و�ضي�ض�عد هذا يف الت�ضريع, لرفع وترية التقريب و�ضول للحظة خال�س الأمم, وال�ضعوب, وكذلك »�لر�أ�سمال و �الإمربيايل.. �لعبث هذ� �أ�سكال كل من مكان, كل يف �جلماهري

النقدي الع�ملي«.اإنه الإجن�ز التقني اله�ئل, وال�ض�ئر �ضعودا على �ضلم التطّور. هذا الإجن�ز الذي من خالله, �ضيمتلك الأفراد واجلم�ع�ت التي ت�ضّكل مبجموعه� اجلم�هري يف كل مك�ن, ك�مل الإرادة. و�ضتتملك اجلم�هري يف كل مك�ن, ك�مل الوعي الذي ميّكنه�

من تقريب حلظة بزوغ »الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري«. ويف املق�بل, �ضتوؤول جميع حم�ولت ال�ضهيونية والإمربي�لية, والراأ�ضم�ل النقدي

الع�ملي, لت�ضبح مبجموعه�, جمّرد نف�ية �ضتلقى على مزبلة الت�ريخ.اأر�ضه�, ملكنون�ت العميم واخلري الوا�ضعة. اأر�ضه� مب�ض�ح�ت العربية, والأمة واحل�ض�رة الثق�فية العريقة لهذه الأمة, من �ض�أنه� اأن جتعل الأطم�ع ال�ضهيونية ع�جزة عن ابتالع هذا الكم اله�ئل من هذه املكون�ت. و�ضيكون م� تبتلعه ال�ضهيونية

Page 48: انه الاعصار ما العمل

47

�ل�سبب �جلوهري, و�لر�أ�سمال �ملايل من خري�ت هذه �الأمة, ومن ح�سارتها. هو �لذي �سيقود �إلى �نفجار �جلهاز �له�سمي لكل هوؤالء. وبالتايل �نفجار �ل�سهيونية وانفج�ر اأطم�عه�. وعنده�, �ضتذوب ال�ضهيونية, و�ضتذوب اأطم�عه�.. كذّرة ملح

يف ك�أ�س م�ء. ذلك وكل الع�ملي. النقدي الراأ�ضم�ل �ضيلق�ه الذي امل�ضري, نف�س هو وهذا �ضيحل وعنده� اجلم�هري. لع�ضر ال�ض�طع الفجر بزوغ قرب �ض�لح يف �ضي�ضب

العيد, ب�لت�أكيد.. على �ض�رع اأمتن� والأمم الأخرى.. يف نه�ية املط�ف.

***

Page 49: انه الاعصار ما العمل

48

***حل الدولتين!!.

اإذا كن� نوؤمن ب�لأ�ضطورة اأو ل نوؤمن, ف�إن احلقيقة التي ل ميكن اإنك�ره�, هو اأن �ضرائح وا�ضعة من املجتمع الإن�ض�ين, توؤمن ب�لأ�ضطورة , وتتحكم الأ�ضطورة بتفكري

هوؤلء , وتوجه �ضلوكهم. ومن خالل هذا املدخل, ي�أتي حديثن� اليوم.***

للكي�ن الدولتني, يعطي مربرا الفل�ضطيني, ب�جت�ه حل ال�ضعيد ال�ضعي على اإن ال�ضهيوين, لكي ي�ضر على حتقيق النق�ء الديني للدولة العربية. ولن موازين القوى الع�ملية الآن, خمتلة ب�لك�مل ل�ض�لح هذا الكي�ن ال�ضهيوين, فقد يتمّكن هذا الكي�ن, من الذه�ب بعيدا ب�جت�ه جت�ضيد هذا النق�ء الديني املزّيف, وذلك مبوا�ضلة ابتالع

الأر�س الفل�ضطينية, والت�ضريع يف عملية التهجري لغري اليهود من اأر�ضن� املحتلة.ولو ت�ضورن�.. ب�ملق�رنة مع النهج ال�ضهيوين.. اأن كال من امل�ضلمني وامل�ضيحيني, يفعله م� غرار على املقّد�ضة, الأر�س داخل دي�نتيهم� معتنقي لتجميع �ضعي� قد الكي�ن ال�ضهيوين الآن. لنت�ضور كيف ميكن لـ »27« األف كم, وهي م�ض�حة فل�ضطني, اأن تت�ضع لــ » 13.8« مليون »يهودي«. وملي�ر« م�ضلم. و »1.2« بليون م�ضيحي. وم� »150« برح�بة من خالل ينت�ضرون الع�مل. �ضك�ن وهم ملي�ر, »6.3« من تبقى

مليون كم, وهي م�ض�حة الي�ب�ضة من الكرة الأر�ضية.�ضحيح اأن الفكرة على هذا النحو غري واقعية, خ��ضة وان زم�م املب�درة حم�ضور الآن, بني يدي الكي�ن ال�ضهيوين. وهذا الكي�ن لن ي�ضمح لغري اليهود ب�أن يفعلوا م�

يقوم هو بفعله.لكنه �ضحيح اأي�ض�, اأن اإ�ضرار الكي�ن ال�ضهيوين على امل�ضي قدم� يف تنفيذ خمطط�ته, �ضيوؤجج امل�ض�عر الدينية لدى امل�ضلمني وامل�ضيحيني, وقد يوؤدي ذلك, حلرب دينية ع�ملية

Page 50: انه الاعصار ما العمل

49

ث�لثة. وم� من احد ي�ضتطيع اأن يتنب�أ متى تنتهي هذه احلرب, فيم� لو بداأت.ولكي تكون ال�ضورة اأكرث و�ضوح�, دعون� نت�ضّور, اأن احللم ال�ضهيوين جنح يف الع�مل داخل املقّد�ضة, كمرتكز لتجميع يهود الأر�س اإق�مة كي�ن عربي نقي فوق قطعة, قطعة.. الفل�ضطينية الأر�س يبتلع الكي�ن هذا راح ثم املحّتلة, الأر�س ويهجر الفل�ضطينيني من م�ضلمني وم�ضيحيني, وي�ضتبيح املقّد�ض�ت جت�ضيدا ملقولة

اأنهم اأ�ضح�ب الدين الأقدم, واأنهم اأحق بهذه الأر�س من �ضواهم.الواقع ب�لأمر الت�ضليم على وامل�ضيحيني امل�ضلمني �ضيجري اأن ذلك نت�ضور فهل والتخلي عن مقد�ض�تهم, وت�ضليم ك�مل الأر�س املقد�ضة للدولة العربية, ان�ضج�م�

مع هذه احلجة ال�ضهيونية الواهية؟.يف البداية, قد ي�ض�عد املت�ضهينون اجلدد من امل�ضيحيني الذين يوؤمنون ب�أن من يجب امل�ضيح عليه اأن ي�ض�عد يف اإق�مة هيكل �ضليم�ن, جت�ضيدا لأ�ضطورة تقول ب�ن

اإق�مة الهيكل متّهد لظهور امل�ضيح ليحكم الع�مل األف ع�م, ومن ثم تقوم القي�مة.هوؤلء املت�ضهينني اجلدد من امل�ضيحيني, وقوى م�ض�ندة اأخرى, قد ت�ض�عد الكي�ن �ل�سهيوين على بلوغ �سوط بعيد يف �ل�سري �حلثيث على هذ� �ل�سعيد. لكن جت�سد اأن يقلب ال�ضحر على ال�ض�حر. وقد يقود مثل هذا الواقع على الأر�س, من �ض�أنه ذلك اإلى اإب�دة اليهود فعال, حتقيق� مل� ج�ءت به الأ�ضطورة » كنبوءة حتقق ذاته�«.لكن اإب�دة اليهود على هذا النحو, �ضي�ضمل اإب�دة املاليني من بني الأدي�ن الأخرى

كوقود ملعركة م� من احد ي�ضتطيع الإح�طة ب�أبع�ده�.ول وطن, له� لي�س الع�ملي, النقدي الراأ�ضم�ل من كجزء الع�ملية ال�ضهيونية توؤمن بقومية, ولي�س له� دين. م� يهم ال�ضهيونية, هو اأن يكون القت�ض�د الع�ملي الع�ملية, وال�ضهيونية قب�ضته�. حتت خريات... من الأر�س كنوز حتويه م� بكل تتحكم ب�مل�ض�ر ال�ضي��ضي والقت�ض�دي و الع�ضكري للكي�ن ال�ضهيوين فوق اأر�ضن� الغيبية املعتقدات وتغّذي اليهود, للب�ضط�ء من الدينية امل�ض�عر وت�ضتغل املحتلة.

Page 51: انه الاعصار ما العمل

50

ة منه� التي تخدم الأهداف الإ�ضرتاتيجية لل�ضهيونية الع�ملية. لديهم, خ��ضّ»ن�طوري ك�رت�« الفئة الأكرث تدين� داخل الكي�ن ال�ضهيوين, ترف�س العرتاف ح�ل يف الفل�ضطينية ب�لدولة لالعرتاف ا�ضتعداد على لكنه� العربية, ب�لدولة بحتمية تقول التي ب�لأ�ضطورة توؤمن الفئة اأن هذه اإلى يعود ذلك ومرد قي�مه�. جتميع يهود الع�مل, واإب�دتهم فوق الأر�س املقد�ضة. وجتنب� لهذا امل�ضري, ف�إن هذه الفئة ترف�س كي�نً� عربي� نقي�, يعمل على جتميع يهود الع�مل يف بقعة واحدة, لئال

ت�ضدق النبوءة فيهم, ويكون يف ذلك اإب�دتهم.تقودهم النبوءة بهذه يوؤمنون ممن الكثريين ف�أن اآخر, �ضعيد وعلى لكن, معتقداتهم, لكي ي�ضتجيبوا لكل م� من �ض�أنه اأن ميّهد و�ضول للنتيجة التي يوؤمنون ف�إن واإن ق�د ذلك لإب�دتهم. وبهذا, اإخال�ض� من ج�نبهم ملعتقداتهم, حتى به�, النبوءة حتقق اأن اإلى ب�ل�ضرورة يوؤدي طريق يف ال�ضري بدءوا قد يكونون هوؤلء

ذاته�.اإب�دة يف راغبني ك�نوا لو حتى اليهود, ب�إب�دة معنيني ل�ضن� نقول: ج�نبن� من اأنف�ضهم. كم� انه يوؤملن� اأن يب�د املاليني من اأبن�ء الدي�ن�ت الأخرى ا�ضتج�بة ملعركة

دموية, ترتكز على مقولت غيبية, لي�س له� عالقة مبرتكزات واقعية.

***وبعيدا عن حتقيق النبوءة لذاته� على النحو الذي تقّدم, ف�إن واجبن� كفل�ضطني, يفر�س علين� تبني نبوءة اإن�ض�نية, بعيدة عن نبوءة ال�ضر.. اآنفة الذكر. نبوءة تقول دولة دميقراطية اإق�مة اإن�ض�ن�, من خالل كونه الإن�ض�ن املح�فظة على ب�ضرورة علم�نية على ك�مل الرتاب الفل�ضطيني. دولة حتفظ لكل من امل�ضلمني وامل�ضيحيني معتقداته ك�نت مهم� منهم, كل كرامة على وحت�فظ مت�ض�وية. حقوق� واليهود ب�أ�س ول �ض�م. اإن�ض�ين لهدف �ضكال النبوءة هذه وت�أخذ الروحية. اأو ال�ضي��ضية

Page 52: انه الاعصار ما العمل

51

�ضعي من موؤّيدوه� يبذله م� خالل من ذاته�, النبوءة حتقق اأن هذه, واحل�لة خالق, نحو هدف اإن�ض�ين نبيل.

حل من اأ�ض��س على التف�و�س على الإ�ضرار اأن فلنت�ضور اآخر, �ضعيد وعلى الدولتني بقي م�ضتمرا. والنق�ض�م الفل�ضطيني م��س يف تو�ضيع �ضقة اخلالف بني طريف النق�ض�م. والإ�ضرار من اجل�نب ال�ضهيوين يف تغيري مع�مل الأر�س والإن�ض�ن فوق اأر�ضن� املحتلة. فهل ميكن اأن ينجح ال�ضعي ب�جت�ه حل الدولتني, اأي� ك�نت �ضور

التجميل املوؤّيدة لهذا احلل؟.موازين ظل يف الفل�ضطيني الكي�ن ف�إن الدولتني, ه�تني اإق�مة متت وان حتى القوى احل�لية, �ضيكون مقّطع الأو�ض�ل, وحم�ضورا �ضمن ثالث كنتون�ت منف�ضل

كل منه� عن الآخر.* الكنتون الأول يف ال�ضم�ل, وي�ضم ن�بل�س, وجنني, وطولكرم, وقلقيلية. ويت�ضل

مع رام اهلل مبعرب قرب مفرق زعرتة.* الكنتون الث�ين يف اجلنوب, وي�ضم اخلليل وبيت حلم.

ال�ضريط ك�مل م�ض�درة مع اأريح�. مدينة على ويقت�ضر الث�لث, الكنتون *احلدودي مع نهر الأردن, مب� يف ذلك ح�ضة الفل�ضطينيني يف البحر امليت.

العودة حق اإلغ�ء �ضيتم الدولتني, حل خالل ومن ف�إنه هذا, من واأكرث الـــ/1948 من اللعبة مت�م�. للفل�ضطينيني, وب�ضورة نه�ئية. و�ضيخرج فل�ضطينيو

اإذ ل يوجد لهوؤلء مك�ن �ضمن حدود دولة عربية نقّية.م�ء اإ�ضرتاتيجية حتفظ يخت�روا اأن ب�لفل�ضطينيني يجدر األ كهذه, ح�لة ويف الوجه جلميع الأطراف, ويتم التخلي نه�ئي� عن �ضع�ر » حل الدولتني« خ��ضة وقد راحت اأني�ب الذئب ال�ضهيوين تطبق على كل جزء من اأجزاء الأر�س الفل�ضطينية, الفل�ضطينيون يف ي�أمل اأن م� ميكن الفل�ضطينية الأر�س يتبّق من واأنه مل ة خ��ضّ

اإق�مة اأي كي�ن من خالله؟.

Page 53: انه الاعصار ما العمل

52

***ك�ن فقد اأو�ضلو, لتف�قية تنفيذا الفل�ضطينية الوطنية ال�ضلطة اأقيمت عندم� فوق واملق�ومة ال�ضلطة بني اجلمع يعقل ل اإذ للمق�ومة. فعلي� اإنه�ء يعني ذلك ار�س حمتلة. �ضحيح اأن املق�ومة ب�أ�ضك�ل رخوة, بقيت م�ضتمرة. و�ضحيح اأي�ض� اأن اجلي�س ال�ضهيوين ان�ضحب من قط�ع غزة, وبدا الأمر وك�أن القط�ع اأ�ضبح حمررا.على اأن القط�ع, م� زال حتت الحتالل واحل�ض�ر مع�. وت�ضتطيع قوات الحتالل اجتي�ح القط�ع متى �ض�ءت. ويف جميع احل�لت, ف�إن كل م� مت فعله, هو اأن ذلك

اأح�ل القط�ع اإلى جمّرد �ضجن يعوم على �ضواطئ غزة.�ضكل اآخذه رخوة. ب�أ�ضك�ل ال�ضلطة, مظلة حتت ا�ضتمرت املق�ومة اأن قلن�, النتف��ضة الأولى والث�نية. لكن جن�ح النتف��ضتني, اعتمد على اأنهم� اآخذت� �ضكل حتولت وعندم� الدميقراطية. املجتمع�ت يف يجري م� غرار على احتج�ج�ت, النتف��ضة الث�نية ب�جت�ه ا�ضتعم�ل ال�ضالح بدل من احلج�رة, فقد مت قمعه�. وهكذا, فاإن خيار �لت�سوية و�ملفاو�سات يف ظل ميز�ن �لقوى �حلايل, وحتت مظلة مقاومة

متعرثة, اأو حتى معدومة, فقد و�ضل ال�ضعي يف هذا الجت�ه اإلى طريق م�ضدود. كم� اأن خي�ر املق�ومة, اأو خي�ر اجلمع بني املق�ومة و ال�ضلطة, يف ظل اإ�ضرتاتيجية

ممّزقة, و�ضل اإلى طريق م�ضدود اأي�ض�.ب�لن�ضبة للفل�ضطينيني, ف�إن احلكمة تق�ضي ب�ضرورة جتميع عن��ضر القوة يف ال�ضراع ل�ض�حلهم, ف�إذا ك�نت موازين القوي املختلة �ضد الفل�ضطينيني الآن , ول يبدو اأي اأفق لالنفراج ب�جت�ه تعديل هذه املوازين يف املدى املنظور, ف�إن تبّني الفل�ضطينيني لإ�ضرتاتيجية الدولة الدميقراطية العلم�نية, من �ض�أنه اأن يجذب �ضرائح وا�ضعة من املجتمع ال�ضهيوين, ويخرج هذا املجتمع من عزلته, وتوقف م�ض�ر ت�ضييق اخلن�ق من

حوله. ومن �ض�أنه اأي�ض�, اأن يوقف �ضيل الدم�ء املتدفق من كال اجل�نبيني. يقول ماجد كيالي:

Page 54: انه الاعصار ما العمل

53

الذي هو الفل�ضطيني ال�ضعب ب�أن بينت امل��ضية �ضنة اخلم�ضني جتربة )لعل يخ�ضر من اأر�ضه ومن م�ضتقبله, وانه يف ظل املعطي�ت العربية والدولية ال�ض�ئدة, ل يوجد م� يفيد ب�إمك�ن تغيري هذا الواقع. لذلك, ف�إن الطرف الفل�ضطيني, معني اأكرث من غريه, ببلورة الت�ضورات التي ميكن اأن توقف هذا التدهور ل�ض�لح م�ض�ر

اآخر قد يفتح الأفق امل�ضدود اأم�مه(. وي�ضيف:)يف هذا الإط�ر, قد يبدو اأن الطرح املتعلق ب�لدولة الدميقراطية العلم�نية كم� الأكرث الطرح هو وخمول, وال�ضريف, الكرمي, دراج, ب�روت, مداخالت اأكدت عدالة وثب�ت�, واأكرثه� متثيال ملختلف جوانب ال�ضراع الفل�ضطيني- »الإ�ضرائيلي«, اإ�ض�فة اإلى انه الأكرث ح�ض�رة واإن�ض�نية. خ�ضو�ض� واأنه يت�ضمن حترر اليهود من

الفكرة ال�ضهيونية. بط�بعه� العن�ضري والغيبي والعدواين(.يبقي معقدة, لق�ض�ي� جدية حلول لإيج�د بعمق, التفكري عن الكف اإن نقول: امل�ض�ر حمكوم� ب�أ�ضلوبه الع�ضوائي الذي قد يحتمل ال�ضواب, وقد يحتمل اخلط�أ. وهذا م� ل يجب التم�ّضك به ك�إ�ضرتاتيجية وحيدة. كم� اأن الإ�ضرار على التع�مل مع

ق�ض�ي� معقدة, ب�أ�ض�ليب مب�ّضطة, هو اإلى ال�ضذاجة اقرب.الق�ضية الفل�ضطينية, هي اأعقد ق�ضية يف ت�ريخن� املع��ضر. واملع�ن�ة التي تتعر�س

له� ال�ضعوب التي له� م�ض��س بهذه الق�ضية, ل تدانيه� مع�ن�ة على الإطالق.فال يجوز واحل�لة هذه, التع�مل مع هذه الق�ضية بطريقة مب�ضطة اأو ع�ضوائية. اجلدي, التفكري على الق�درة العقول كل م�ض�ركة ب�ضرورة تق�ضي احلكمة اإمن�

و�ضول للحلول الأكرث جدية.كم� يقت�ضي الأمر ب�أن يتف�عل الراأي مع الراأي الآخر, وبعقول متفّتحة. مع جتّنب حم�ولت الإق�ض�ء اأو نفي الآخر, اأو حتييده. لأن ال�ضحة, كل ال�ضحة, قد تكون

يف الراأي الأخر.

Page 55: انه الاعصار ما العمل

54

***

خروج األمة..من السياق!!.

اأن تخرج من �ضي�ق الت�ريخ عرب مرحلة مقبلة. اأم� والأمة العربية على و�ضك يلتفت اأن الدولية, دون ال�ض�حة تتبلور موازين قوى جديدة يف ب�أن راحت وذلك اأحد م�, لهذه الأمة. واأ�ضبح الأمر, وك�أنه م� من اأحد على يقني اإزاء الفرتة الزمنية

التي �ضتم�ضي, قبل اأن تعود هذه الأمة ل�ضي�ق الت�ريخ مرة اأخرى.اأجل من كذا, اأو كذا يفعلوا لكي اأمتن� اأبن�ء لدعوة الواجب, يدفعن� وعندم� ة, ف�إن اخل�ضية جّدية من اأن امل�ضلحة الع�مة, اأو حتى من اأجل م�ض�حلهم اخل��ضّت�أخذهم العّزة ب�لإثم, ول يحّركون من اأجل اأنف�ضهم �ض�كن�, من�كفة لن�, اأو مع�قبة

منهم لأنف�ضهم, كم� داأبوا على اأن يفعلوا يف ح�لت م�ض�بهة. فلقد عّودون� »�ض�حمهم اهلل«, على اأن ل يتن�ولوا طع�مهم »وهم جي�ع«, اإل اإذا

متّزقت مالب�ضهم وهم يدفعون مل�ئدة الطع�م دفع�.وعليه, ف�إن دعوتن� لأبن�ء اأمتن�, لن تتعّدى حدود اإزالة الغم�م الذي يحجب من قدرتهم على الروؤية. وبعد ذلك, فهم اأحرار يف اأن ي�أخذوا مب� نقول, اأو اأن يديروا

مل� نقول ظهورهم.وقولن� هذا ي�أتي يف �ضي�ق الفهم املو�ضوعي حلركة الواقع املحكوم بت�أثري القوانني ملن تلتفت ول م�ض�عر. له� لي�ضت القوانني فهذه احلركة. هذه على املو�ضوعية ميتهن البك�ء. ومن ل يتالءم مع نت�ئج م� تفعله هذه القوانني يف حركة الظواهر,

ف�إنه يكون قد �ض�ر من خالل درب يقوده اإلى اأن يلقى به على مزبلة الت�ريخ. ***

وعود على بدء. ف�إن م� �ضبق واأن قلن�ه لي�س بديال عّم� مل نقله بعد. على اعتب�ر

Page 56: انه الاعصار ما العمل

55

اأنه: »اإذا ك�ن الغد مل ي�أت بعد, فال داعي للقول: »ف�ت الأوان«.لأن ذلك �ضيق�ل. اأو قيل مم� اأهمّية الأكرث هو بعد, نقله مل م� ف�إن وعليه, امل��ضي, ل ميكن العودة عنه, يف حني اأن امل�ضتقبل, ميلك الإن�ض�ن القرار يف �ضنعه.

والت�ض�وؤل الأول هن�, راح يفر�س نف�ضه:اإذا خرجت اأمة م�, من �ضي�ق الت�ريخ عرب مرحلة م�, فهل يعني ذلك, اأن هذه

الأّمة, مقّدر له� اأن تخرج من �ضي�ق الت�ريخ واإلى الأبد؟. اأم� الت�ض�وؤل الث�ين فهو: اإذا تعّر�ضت ق�ضية الأمة املركزية خلطر اخلروج من �ضي�ق الت�ريخ واجلغرافية مع�, فهل هذه الأمة, وهل ق�ضيته� املركزية, جمربت�ن

على الت�ضليم بهذه النتيجة, وك�أن ذلك, قدر حمتوم؟. نقول بيقني: لي�س هذا ول ذاك, وارد على الإطالق.

اأن �ض�أنه لكن ذلك من م�. الت�ريخ عرب مرحلة �ضي�ق م�, من اأمة فقد تخرج يوؤهله� لكي تعود لهذا ال�ضي�ق عرب مرحلة ق�دمة, وعلى نحو قد يكون اأكرث قّوة. فحركة الت�ريخ ل تتوّقف عند نقطة معّينة. وعندم� ل تنه�س اأمة م� بعد كبوته�,

فهو خروج على الق�عدة الت�ريخية, ولي�س ان�ضج�م� معه�.ق�ضية لي�ضت فهي لالأمة«, املركزية »الق�ضية وهي الفل�ضطينية, الق�ضية اأم� منف�ضلة عن �ضي�ق الأمة, ولي�ضت منف�ضلة عن �ضي�ق الت�ريخ اأي�ض�. فعندم� تبقى هذه تبقى اأن �ضريطة اأي�ض�. هي حّية تبقى املركزية, ق�ضيته� ف�إن حّية, الأمة

الق�ضية, ملت�ضقة برحم الأمة. وعلى هذا الأ�ض��س, ف�إن م� يجري الآن على قدم و�ض�ق من حم�ولت ج�ّدة من اأعداء الأمة, لف�ضل الق�ضية الفل�ضطينية عن ج�ضم الأمة, وكذلك متزيق ج�نب م�ضبوهة, حم�ولت هي اأجزاء. اإلى وتق�ضيمه الداخل, من الفل�ضطيني اجل�ضم ت�ضتهدف الأمة, وت�ضتهدف ق�ضيته� املركزية, لكي ينتقل كالهم� لدائرة ال�ضي�ع,

واإلى الأبد.

Page 57: انه الاعصار ما العمل

56

الأمة العربية, والق�ضية الفل�ضطينية, كي�ن واحد. وينبغي اأن يبقى هذا الكي�ن, اأو املربرات, ك�نت الكل, مهم� فيه اجلزء عن ينف�ضل واأن ل الأجزاء. مرتابط

الأ�ضب�ب. اإن ال�ضتمرار يف ترابط اأجزاء الأمة, ي�ضمن ا�ضتمرار احلي�ة لق�ضية الأمة املركزية, حتى لو �أبيدت �لعنا�سر �لقطرية لهذه �لق�سية كاأ�سخا�ش. على �أن ذلك م�سروط ب�ضرورة اأن ي�ضتمر التع�مل مع الق�ض�ي� القطرية, يف اإط�ر قومي. ل اأن يتم التع�مل مع هذه الق�ض�يـ�, ب�ضكل منف�ضل عن �ضي�ق الأمة.. كم� �ضبق واأن مت ذلك يف �ضين�ء,

ويف وادي عربة, ويف اأو�ضلو. وكم� ينبغي اأن ل يتم ذلك, يف اجلولن.ويف هذا ال�ضي�ق, قد يظن زعيم عربي م�, ب�أنه مقّرب من ج�نب هذه الكتلة الدولية اأو تلك. لكن م� يجري على الأر�س, غري ذلك مت�م�. ف�لق�ض�ي� املركزية يف �ضي�ق ترتيب موازين القوى الدولية, ل ي�ضت�ض�ر فيه� اأي زعيم عربي. وعندم� تبت�ضم كتلة دولية م�, لزعيم عربي, ف�إن ذلك ي�أتي يف نط�ق ق�ضية اإقليمية حمدودة, له� م�ض��س مب�ضلحة اأجنبية. ولكن, من املوؤّكد اأن ل عالقة لذلك من قريب اأو بعيد, اإزاء م� يجري مركزي�

على �سعيد دويل, عرب �مل�سار �لعام للتاريخ �ملعا�سر.ونعود اإلى الت�أكيد ونحن على يقني, من اأن الأمة اإذا ب��ضرت يف اأن حت�ضن الأداء

اعتب�را من هذه اللحظة, ف�ضتنقذ نف�ضه�, وتنقذ ق�ضيته� املركزية من ال�ضي�ع.***

وعلى �سعيد �آخر, فقد �رتبط �لدين �الإ�سالمي بالقومية �لعربية منذ حو�يل �ألف وخم�ضم�ئة ع�م. حيث اغتنى الإ�ضالم ب�لعروبة, واغتنت العروبة ب�لإ�ضالم. وعليه,

ف�إن الإ�ضالم, لن ينه�س بغري العروبة, ولن تنه�س العروبة, بغري الإ�ضالم. اأن الإ�ضالم لن ينه�س ب�لعروبة, وهو يردد مقولت ك�نت ت�ضلح للرتداد عرب على مراحل ت�ريخية اأفل جنمه�. فهذه املقولت, مل تعد �ض�حلة لكي يردده� امل�ضلمون الآن. القراآن اأن يعني, فذلك ومك�ن, زم�ن لكل ي�ضلح الإ�ضالمي الدين ك�ن واإذا

Page 58: انه الاعصار ما العمل

57

الكرمي مبقولته الرّب�نية, فيه الكثري مم� ي�ضتطيع اأن يواكب التطور, وعليه ينبغي اأن ي�أتي القي��س.

اإن هذه الأمة, �ضبق له� واأن احت�ضنت الر�ضول حممد »عليه ال�ضالة وال�ضالم«. و�ض�ل الإ�ضالم وج�ل, من خالل الأمة العربية. مت�ضّلح� ب�للغة العربية.. »كمعجزة«.يف ذات الوقت. ف�إن م� حمى هذه الأمة من التط�ول, وفر�س التجهيل »والترتيك«

للغته� العربية, هي اللغة العربية نف�ضه�, التي هي لغة الإ�ضالم, لغة القراآن. لقد اكت�ضب الإ�ضالم عّزته من خالل الأمة العربية. وعندم� فقدت الأمة العربية

عّزته�, تراجع الإ�ضالم حتى داخل نفو�س اأبن�ئه. تفقد اأن ينبغي فال العروبة, خالل من عّزته اكت�ضب قد الإ�ضالم ك�ن ف�إذا

العروبة عّزته� ب��ضم اإ�ضالم م�ضقط عليه� من خ�رج الأمة. واإذا ك�ن قد �ضبق واأن تط�ول البع�س على هذه الأمة ب��ضم الإ�ضالم. فرتاجعت

الأمة, وتراجع الإ�ضالم معه�, فال ينبغي اأن يلدغ املوؤمن من جحر واحد مرتني.ح��ضنة �ضبح�نه, اخت�ره� مل� كذلك, تكن مل ولو عريقة. اأّمة الأمة, هذه اإن لالإ�ضالم. ومل� اخت�ر اللغة العربية, ح��ضنة للقران الكرمي. ومل� متّكنت هذه الأمة, من خالل هذا التالحم بني »العروبة والإ�ضالم«, من النت�ض�ر على اأقوي قوتني يف

الكرة الأر�ضية اآنذاك.. »الفر�س والروم�ن«.على اأن الأمة العربية, وهي تغتني ب�لإ�ضالم, ويغتني الإ�ضالم به�, ف�إن الن�ضر لن يتحقق لأي منهم�, اإل اأذا انفتح كالهم� على اأحدث م� اأبدعته العقول الب�ضرية من اخرتاع�ت, واأفك�ر, ونظري�ت علمية. وبغري ذلك, فال خال�س لهذه الأمة من

م�أزقه�.وهن� ي�أتي الدور لعالقة الأمة العربية مع الدول الإ�ضالمية غري العربية. وهو م� ينبغي اأن ي�أتي من ب�ب التع�ون يف نط�ق الأمة. ولي�س التبعية لهذه الدول, خروج�

على اإرادة هذه الأمة.

Page 59: انه الاعصار ما العمل

58

على اأنه ل بد من الت�أكيد على اأن احللقة املركزية يف اأزمة الأمة تتمّثل, يف اأن اجلم�هري العربية غّيبت عن امل�ض�ركة الفعلية يف ال�ضوؤون الع�مة عرب قرون. ف�إذا مل ت�ضرتجع هذه اجلم�هري دوره� الفعلي عرب مرحلة مقبلة, ف�ضتبقى الأمة تدور

يف اإط�ر م�أزقه� »داخل حلقة مفرغة« واإلى اأن ي�ض�ء اهلل.اأم� واحل�لة هذه, فال من��س من التوّجه نحو حوار فكري مفتوح, ت�ض�رك من اإذا اإل يت�أّتي لن وذلك املجتمع. يف ال�ضرائح ك�ّفة متّثل التي اجلم�هري خالله تعميم من بد ول مك�ن. كل يف ومنت�ضرة الغ�ية, لهذه معّدة ق�ع�ت ا�ضتحدثت الو�ض�ئل التقنية احلديثة, لكي تدخل »هذه الو�ض�ئل« كل بيت, وت�ض�رك من خالله�

جميع �ضرائح املجتمع. ويف مقدمة هذه الو�ض�ئل »النرتنت«.والهدف من ذلك, هو الت�ضريع يف ت�أكيد الوعي لدى جم�هري هذه الأمة. وت�أكيد وعندم� لالأمة. والجتم�عي ال�ضي��ضي الفعل يف جلم�هري لهذه الفعلي احل�ضور تدخل هذه التقني�ت, كل بيت. وبتك�ليف رمزية. وت�ضتغل هذه التقني�ت عرب حوار مفتوح ل ي�ضتثني اأحدا. عنده� فقط, تعود جميع �ضرائح املجتمع لدائرة الفعل. ول

تبقى كم� هو ح�له� الآن.. خ�رج ال�ضي�ق.وه�هو تقرير املعرفة العربية الع�م ال�ض�در عن برن�مج الأمم املتحدة الإمن�ئي جمتمع لإق�مة الرئي�ضية الدع�ئم اإحدى املعلوم�ت تقنية متّثل ( بقوله: يوؤّكد املعرفة. اإنه� متّثل الأداة الرئي�ضية يف الع�ضر احلديث لن�ضر املعرفة وتداوله� (. وي�ضيف التقرير ) اإن اأربع دول عربية فقط من تعداد خم�ضني دولة يف الع�مل ذات

ج�هزية تقنية, وهي: الإم�رات, وقطر, والبحرين, والكويت (. اللحظة, ومنذ العربية الدول جميع تكون اأن ينبغي نقول: الجت�ه هذا ويف م�ضمولة بهذه اجل�هزية, وخالل وقت قي��ضي. ولكي مي�ضي اجلهد يف هذا الجت�ه

دون معيق, ف�إنه ينبغي الت�أكيد على: الأفك�ر الأخرى. الو�ض�ية على اأي اجت�ه فكري نف�ضه حق اأن ل يعطي �ضرورة

Page 60: انه الاعصار ما العمل

59

اأن يكون اأن يتقّبل �ض�حبه احتم�ل ف�لراأي الذي يعتربه �ض�حبه �ضحيح�, ينبغي بع�ضه خ�طئ�. والراأي الآخر الذي يعتربه البع�س خ�طئ�, ينبغي لهذا البع�س اأن

يتقبل احتم�ل اأن يكون بع�س هذا الراأي �ضحيح�.. وهكذا ت�ضتقيم الأمور.كم� اأن جمتمعن� العربي, تعّج اأح�ض�ءه بكف�ءات ل ح�ضر له�, ويف جم�لت عّدة. من بد فال مكبوتة. اأو مهّجرة, اأو مغّيبة, تكون اأن اإم� الكف�ءات, هذه اأن غري خدمة يف دوره� لتم�ر�س املمكنة. الو�ض�ئل بكل الكف�ءات هذه ح�ضور ا�ضتع�دة

الأمة, عرب مرحلة مقبلة. نعترب اأممي«. بعد الفكر اجلم�هريي »فكرا قومي� ذو يتبّنى ك�إط�ر قومي اإنن�

اأنف�ضن� جنودا يف خدمة اأمتن�. عرب مرحلة مقبلة.اأن اأمتن�. مدركني حقيقة ب�أن نخدم الأممي«, مط�لبون »القومي فمن موقعن� نهو�س الأمة, لن يتم اإل من خالل كون هذه الأمة, متّثل خيط� متين� يف الن�ضيج الإن�ض�ين. ولكي ت�ضبح اأمتن� هذا ح�له�. فهي مط�لبة ب�أن تغني الفكر الإن�ض�ين مب� لديه� من اإبداع ع�ضري خاّلق, تتم بلورة نت�ئجه ب�ملم�ر�ضة الفعلية للدميقراطية

املب��ضرة, وعلى نحو يقنع الآخرين ب�ضدق التوّجه.وعلى ال�ضعيد الع�ملي, ف�إن الفكر الذي ك�ن �ض�ئدا قبيل الأزمة الع�ملية الأخرية,

هو الليربالية القت�ض�دية, والدميقراطية الليربالية. �أما وقد ف�سلت هذه �لليرب�لية »ب�سّقيها« ف�سال ذريعا, فاإن ذ�كرة �ملجتمع �لدويل �أي�سا, مل تن�ش بعد, �ل�سقوط �ملدّوي للتجربة �ل�سوفييتية, قبل ما يقارب عقدين

من الزمن.ومن هنا نقول:

العربي ال�ضعيدين على اأنف�ضن� نطرح لكي مهّي�أة الآن الظروف اأ�ضبحت لقد متجّنبني ال�ضرتاكية, تتبنى التي الث�لثة, الع�ملية ب�لنظرية مت�ضّلحني والع�ملي, املث�لب التي اأط�حت ب�لتجربة ال�ضوفييتية. ومن اأبرز هذه املث�لب, اعتب�ر العم�ل

Page 61: انه الاعصار ما العمل

60

اأجراء. فلكي ي�ضتقيم �ض�أن العم�ل, ينبغي اأن يكونوا �ضرك�ء يف اأي موقع يعملون فيه »الدميقراطية تطرح الث�لثة الع�ملية ف�لنظرية الدميقراطي, ال�ضعيد وعلى املب��ضرة«, مت�ر�ضه� اجلم�هري يف كل مك�ن, و�ضول اإلى اأن يت�ضّنى لع�ضر اجلم�هري

اأن يبزغ فجره.اأم� واجلم�هري هي وحده� التي ل ميكن اأن تخون نف�ضه�. ف�إن ع�ضر اجلم�هري, عندم� يكون قد بزغ فجره, ف�إنه ل خ�ضية بعد ذلك على م�ضري الأمم »كل الأمم«.,

من ال�ضي�ع. ف�حلروب ال�ضتب�قية, حتت مظلة ع�ضر اجلم�هري, تكون قد وّدعت واإلى الأبد. لإع�دة يكون قد جّف معينه, وم� من احتم�ل الإن�ض�ين بال ط�ئل, الدم�ء و�ضيل

تدّفقه.. لأي �ضبب ك�ن.اأن اآملني واإخال�س. بحرارة الأمم.. ولب�قي اأمتن� لأبن�ء نقّدمه� دعوتن�, اإنه�

يتنّبه اجلميع, خلطورة املوقف. واهلل من وراء الق�ضد.

***

Page 62: انه الاعصار ما العمل

61

***الحتمية التاريخية..

وعصر الجماهير!!.الآن, وحتى الإن�ض�نية الظ�هرة بروز ومنذ الأولى, البدائية امل�ض�عة ب��ضتثن�ء

ف�إن العدالة يف توزيع اخلريات امل�دية على �ض�كني هذه املعمورة, مل تتحقق.ال�ضرورية احل�ج�ت يكفي ب�لك�د الإنت�ج, ك�ن , الأولى امل�ض�عة ك�نت وحيث

لالإن�ض�ن. ومل يكن هن�ك ف�ئ�س لإنت�ج ت�ضت�أثر به فئة, دون اأخرى.ومن خالل تطور الإنت�ج, فقد فّجر توافر اخلريات امل�ّدية بكرثة, �ضراع� بني الإن�ض�ن والإن�ض�ن, على اأ�ض��س من ي�ضتطيع اأن ي�ضت�أثر ب�جلزء الأكرب من اخلريات بذلت التي املح�ولت ف�إن اللحظة, تلك ومنذ الإنت�ج. هذا يوفره� التي امل�دّية

لتحقيق العدالة على الأر�س.. ب�ءت جميع� ب�لف�ضل.الو�ضعية مل حتقق والقوانني ال�ضم�وية. القوانني العدالة من خالل تتحقق مل

العدالة هي اأي�ض�.على اأن م�ضتقبل الإن�ض�ن, �ضيكون حمكوم� بتحقيق العدالة كـ )حتمية ت�ريخية(. وذلك يعود لكون الظ�هرة الإن�ض�نية عرب تطوره�, �ضت�ضبح ق�درة على ال�ضتف�دة من فعل القوانني املو�ضوعية التي من �ضم�ته� عدم اخل�ضوع لرغب�ت الإن�ض�ن يف

عرقلة حتمية الو�ضول لـ )واقع مو�ضوعي( تفر�ضه احلركة املقنونة لهذا الواقع.***

العدالة حيث تتحقق, ف�إن �ضم�نة ا�ضتمرار بق�ءه� يعتمد على �ضم�ن حم�يته� من ج�نب امل�ضتفيدين منه�. وحيث اأن العدالة يف توزيع اخلريات امل�ّدية التي جتود اأي�ض�, �ض�أنه� ومن ال�ضتغالل. جم�ح كبح �ض�أنه� من �ض�كنيه�. على الأر�س به� اأن تط�ل ب�خلري العميم, جميع �ضرائح املجتمع.. اأي.. )اجلم�هري(. وعليه, ف�إن اجلم�هري وحده�, هي املعنية ب��ضتمرار بق�ء ظ�هرة التوزيع الع�دل للرثوة. وهذا

Page 63: انه الاعصار ما العمل

62

يقودن� اإلى اإدراك احلكمة الأبدية التي توؤّكد على اأن.. )اجلم�هري وحده� هي التي ل ميكن اأن تخون نف�ضه�(. اأم� واحل�لة هذه, ف�إن ع�ضر اجلم�هري, �ضيقود اإن�ض�ن امل�ضتقبل كـ )نبوءة حتمية(, اإلى عدالة.. اأبدية!!. ويبقى ال�ضوؤال.. متى, وكيف؟!!.�ضحيح اأن حركة الت�ريخ ت�ضري �ضعودا على �ضّلم التطور. لكن حركة الت�ريخ ل مت�ر�س هذا ال�ضعود ب��ضتق�مة »اإقليد�ضية«, اإمن� م�ض�ر الت�ريخ ي�أتي بطريقة لولبية. واحلركة اللولبية مل�ض�ر الت�ريخ ت�أخذ �ضكل حلق�ت تعلو الواحدة منه� الأخرى. ومن الت�ض�به بني هذه احللق�ت. ف�إن الواحدة منه� قد ت�ضبه الأخرى من حيث خالل ال�ضكل, حتى تبدو وك�أنه� تن�ضخه�. وعلى هذا الأ�ض��س قيل: )الت�ريخ يكرر نف�ضه(. لكن اأ�ضح�ب هذه املقولة ا�ضتدركوا ب�أن اأ�ض�فوا: )لكن الت�ريخ ل يكرر نف�ضه بنف�س الطريقة(. وزاد هوؤلء على قولهم: ) اإذا ج�ء احلدث يف الت�ريخ على �ضكل م�أ�ض�ة,

ف�إن حم�ولة تكراره »وبنف�س الطريقة«.. يحيله مهزلة(.اأن لوجدن� الإن�ض�نية, التجربة م�ض�ر على املقولت هذه تطبيق ح�ولن� ولو ال�ضتغالل, واكب الظ�هرة الإن�ض�نية منذ انته�ء مرحلة امل�ض�عة البدائية الأولى اأخذ مك�نه عرب مراحل اأن ال�ضتغالل وب�أ�ضك�ل خمتلفة, وحتى اللحظة. مبعنى,

ت�ريخية متعددة. ولتقريب ال�ضورة من حيث الفهم ميكن القول: الإقط�عي امتالك خالل من الإقط�ع مرحلة عرب تبّدى ال�ضتغالل �ضكل اإن لالأر�س, والأنع�م, والإن�ض�ن فوق هذه الأر�س. وك�ن لالإقط�عي حق الليلة الأولى

يف زوجة كل من يتزّوج داخل الإقط�عية التي ميلكه�. اأم� املرحلة الربجوازية التي تلت مرحلة الإقط�ع, فقد متّيزت بذات ال�ضكل من

ال�ضتغالل, مع اختالف يف اجلوهر. وكذلك التجربة ال�ضوفييتية التي تبّنت ال�ضرتاكية, راحت مت�ر�س ذات ال�ضكل

اخل�رجي من ال�ضتغالل, واإن اختلف هذا ال�ضتغالل يف جوهره. ف�لع�مل الأجري خالل مرحلة الإقط�ع, ك�ن عبدا لالإقط�عي, �ض�أنه �ض�أن الأر�س,

و�ض�أن الأنع�م التي تعي�س فوق هذه الأر�س.

Page 64: انه الاعصار ما العمل

63

عبدا ك�ن الربجوازية, املرحلة عرب اخل��س القط�ع خالل الأجري والع�مل للح�جة فقط, حيث ك�ن حجم اإنت�جه يوازي اأ�ضع�ف� م�ض�عفة, الأجر الذي ك�ن

يتق��ض�ه.والع�مل الأجري خالل القط�ع الع�م عرب التجربة ال�ضوفييتية, حت�ّضنت اأو�ض�عه بحكم الن�ضج�م مع حلق�ت التطور ال�ض�عدة, لكنه بقي عبدا للح�جة اأي�ض�, لأنه

بقي اأجريا, ولي�س �ضريك� فيم� يعمل.الرغم من على ال�ضتغالل, ال�ضكل من ذات ال�ضوفييتية التجربة م�ر�ضت لقد اأن هذا ال�ضتغالل ك�ن خمتلف� يف جوهره. ولو مل يرافق التجربة ال�ضوفييتية هذا

ال�ضكل الأخري من اأ�ضك�ل ال�ضتغالل, لنجحت التجربة, ومل تف�ضل. الع�مل الع�مل خالل مرحلة الإقط�ع. وعبودية اإنه� جمّرد مق�رنة بني عبودية

من خالل املرحلة الربجوازية. وعبودية الع�مل من خالل التجربة ال�ضوفييتية. املراحل من كل يف ال�ضتغالل حلق�ت اأن لن� يت�ضح املق�رنة هذه خالل من

الثالث, مت�ض�بهة يف �ضكلهم� اخل�رجي, لكنهم� خمتلفة من حيث اجلوهر. اإلى حتّول والأنع�م, الأر�س �ض�أن �ض�أنه لالإقط�عي, مملوك� ك�ن الذي ف�لعبد ع�مل يف املرحلة الربجوازية. وقد حتّول هذا الع�مل من عبودية الإقط�عي ليبقى موقعه اأن من الرغم وعلى ال�ضوفييتية, التجربة يف الع�مل اأم� للح�جة. عبدا حت�ّضن, لكنه بقي عبد للح�جة عندم� مل تتح له فر�ضة اأن يكون �ضريك� فيم� يعمل. متقدمة حلقة ك�نت ال�ضوفييتي العهد يف ال�ضتغالل حلقة اأن يعني وهذا ال�ضتغالل حللقة قي��ض� التطور, �ضلم على اإيج�بي� �ض�عدة وحلقة �ضلبية, واأقل الربجوازي, على الرغم من ا�ضتمرار مالزمة الع�مل لعبودية م�, من خالل الواقع

ال�ضوفييتي.واملرحلة الإقط�عية املرحلة اإب�ن ال�ضتغالل حلقتي بني املق�رنة اإلى عدن� ولو

الربجوازية, لوجدن� اأن احللقتني خمتلفت�ن يف اجلوهر اأي�ض�.

Page 65: انه الاعصار ما العمل

64

عبدا ك�ن اأنه اأ�ض��س على م�ضتغال ك�ن الإقط�عي العهد يف الأر�س فع�مل لالأر�س, وعبدا للح�جة, وعبدا لالإقط�عي. اأم� الع�مل يف العهد الربجوازي, فقد

ك�ن م�ضتغال لأنه ك�ن عبدا للح�جة فح�ضب. مبقي� على ذات املرحلتني ج�ء ال�ضتغالل عرب اأن اإلى بو�ضوح ي�ضري اأمر وهو ال�ضكل اخل�رجي من ال�ضتغالل, لكنه خمتلف يف جوهره. بدليل اأن الإقط�عي, ك�ن مبقدوره اأن يتن�ول وجبته و«ب�ضورة علنية« حي�ل الليلة الأولى من كل زوجة جديدة

داخل الإقط�عية التي ميلكه�.. وك�نت هذه الظ�هرة يف جوهره�.. )م�أ�ض�ة(. الإقط�عي لوجبة م�ض�بهة وجبة تن�ول يف رغب الربجوازي اأن ت�ضورن� ولو اإزاء زوجة ع�مل يف م�ضنعه على و�ضك الزواج, وبـ »�ضورة علنية.. كم� هو �ض�أن العهد يف )مهزلة( �ضت�ضبح.. الإقط�عي.. العهد يف امل�أ�ض�ة األي�ضت الإقط�عي.

الربجوازي!!؟. ن�ضتذكر املقولة...»وبنف�س تكراره حم�ولة ف�إن م�أ�ض�ة, �ضكل على الت�ريخ يف احلدث ج�ء )اإذا

الطريقة«, يحيله.. مهزلة(.اإنه� حلق�ت التطّور عرب مراحل الت�ريخ, ج�ءت مت�ض�بهة يف �ضكله� اخل�رجي,

لكنه� خمتلفة يف جوهره�. وهذا يعيدن� لنقطة البدء. ول بد هن� من الإ�ض�رة اإلى اأنه اإذا ك�نت حركة الت�ريخ ت�ضري �ضعودا على �ضّلم ال�ضعود �ضتوا�ضل لكنه� اأحي�ن�, املك�ن يف تراوح قد احلركة هذه ف�إن التطّور, فيم� بعد, وهذا م� يعطي م�ض�ر التطور الت�ريخي, �ضكله اللولبي. بدليل اأن جوهر م�ض�ر من والث�لثة الث�نية احللقة خالل من تهّذب لالإن�ض�ن الإن�ض�ن ا�ضتغالل الت�ريخ, حركة مب�ض�ر تتحّكم التي املو�ضوعية القوانني اأن يعني, وهذا التطّور. اأي�ض�, �ض�أنه� ومن املط�ف. نه�ية يف العبودية من الإن�ض�ن حترر اأن �ض�أنه� من اأن حتقق العدالة يف توزيع اخلريات امل�دية. واإذا ك�نت العدالة يف التوزيع حتت�ج د اإلى املرتكزات امل�دية التي ت�ضمن بق�ءه� وتطوره�, ف�إن م� �ضلف من قول, يوؤّكّ

Page 66: انه الاعصار ما العمل

65

على حقيقة اأن اجلم�هري وحده�, هي التي ل ميكن اأن تخون نف�ضه�. واجلم�هري يقودن� وهذا للرثوة. الع�دل التوزيع وتطوير حم�ية على الق�درة هي وحده�, ب�ل�ضرورة اإلى اليقني حول اأن )حتمية بزوغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري (..

وهو امل�ضري الذي ل من��س من بلوغه. وحيث نتحدث عن حتمية ت�ريخية م�, فنحن ل ن�ضقط هذه احلتمية على الواقع اأ�ضلوب نعتمد بل ذاتية. الرغبة يف حتقيق طموح�ت من بدافع تع�ضفية ب�ضورة التدّرج يف حتليل معطي�ت الواقع, انطالق� من فهمن� لطبيعة حركة هذا الواقع, على اعتب�ر اأن هذه احلركة تخ�ضع لفعل قوانني مو�ضوعية ل فك�ك من اخل�ضوع ب�ضورة النت�ئج بهذه ن�ضّلم ل فنحن معّينة, لنت�ئج التحليل يقودن� وعندم� له�. مرة حتليلن� يف نتدّرج ونروح التحليل, لبداية القهقرى نعود اإمن� اأوتوم�تيكية. النت�ئج وبني اأيدين�, بني املتوّفرة املقدم�ت بني املّرة, نق�رن هذه ونحن اأخرى, التي �ضبق واأن تو�ضلن� اإليه�, ونروح نتفّح�س بدّقة مدى م�ضداقية روؤيتن� حلركة

الواقع, وب�ضورة اأكرث و�ضوح�. م�ضروع اإع�دة اإلى نعمد جمددا ف�إنن� التحليل, م�ض�ر م� يف وجدن� خلال ف�إذا الدرا�ضة بك�مله, كعودة لنقطة البدء من جديد. ثم نب��ضر مهمة التحليل ث�نية, يف �ساهمت و�أن �سبق تكون, قد �لتي �ل�سعف نقاط جتّنب باالعتبار ماأخوذ�

الو�ضول لنت�ئج غري دقيقة. املو�ضوعية القوانني اأن حلقيقة وعين� من ننطلق ف�إنن� الأحوال. جميع ويف الأ�ض��ضية, تفعل فعله� يف كل الظواهر, جت�وزا لكون هذا الفعل ل ي�أتي يف ظ�هرة

م�, ن�ضخ� مل� ج�ء يف ظ�هرة اأخرى.اأم� ونحن ب�ضدد ق�ضية جوهرية نتحّدث من خالله� عن حتمية ت�ريخية, فذلك يقودنا »ونحن نحلل« للتوقف عند �لقانون �جلديل �لهام, وهو قانون.. »نفي �لنفي«.ق�نون »نفي النفي«, ل ي�أتي فعله معزول عن فعل القوانني املو�ضوعية الأخرى, بل

Page 67: انه الاعصار ما العمل

66

اإن القوانني املو�ضوعية جميع�, تعمل جنب� اإلى جنب ويف نف�س اللحظة. كم� اأن هذه القوانني تتب�دل فيم� بينه� الت�أّثر والت�أثري.

وزي�دة يف الإي�ض�ح, ف�إن الق�نون املو�ضوعي اله�م: »الرتاكم الكّمي, الذي يوؤدي اإلى تغيري كيفي«, والذي هو يف جوهره, ي�أتي متف�عال ومت�ض�بك� مع مقولة »ال�ضكل واملحتوى«.. ف�إن ق�نون الرتاكم هذا, ميّهد لتفعيل ق�نون »نفي النفي«, على اعتب�ر اأن الرتاكم الكّمي يف ظ�هرة م�, عندم� يبلغ الذروة, ويتج�وز »املدى« اأو »املقي��س«, ف�إنه يكون قد »طفح الكيل«. اأي اأن الظ�هرة ت�ضبح مهّي�أة لتغرّي �ضكله� القدمي, وت�أخذ والأخذ . القدمي نفي اأي النفي«. »نفي ق�نون فهم اإلى يقود وهذا �ضكال جديدا.

ب�جلديد. خال�ضة القول: ف�إن ق�نون »نفي النفي«,هو ق�نون »املوت واحلي�ة«. الفجر بزوغ وحتمية النفي«, »نفي ق�نون بني للربط ج�نبن� من حم�ولة ويف ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري, ف�إنه ل بد من التذكري بحقيقة اأن قوانني التطّور, بدء بق�نون »وحدة و�ضراع الأ�ضداد«, وق�نون »الرتاكم الكّمي«, وق�نون »نفي النفي«, كله� تعمل يف حركة الواقع مبث�بة رافعة.. �ضعودا على �ضّلم التطّور. واأهمية ق�نون »نفي النفي«, تكمن يف اأن ال�ضكل اجلديد الذي �ضت�أخذه الظ�هرة, هو ال�ضكل الذي يكون قد تخّل�س من امل�ضمون ال�ضلبي لل�ضكل القدمي. مبعنى, اأن ال�ضكل اجلديد يبقي يف اأن الربجوازية, ل ميكن الظ�هرة ال�ضتغالل من خالل به اّت�ضم الذي ثن�ي�ه ذات ال�ضكل القدمي من عبودية الإقط�ع. وذات ال�ضيء ينطبق يف املق�رنة بني

املرحلة الربجوازية, والتجربة ال�ضوفييتية. ق�نون »نفي النفي« يعني اإلغ�ء ك�مال ل�ضلبية جوهرية يف ال�ضكل القدمي, وعدم

اإمك�نية العودة لهذه ال�ضلبية عرب اأ�ضك�ل من التطّور لحقة. يعني, حتقيق اجلم�هري« يف جوهره »ع�ضر اأن هو ال�ضي�ق هذا يهمن� يف وم� الإبق�ء �ضم�ن وكذلك لالإن�ض�ن. الإن�ض�ن ا�ضتغالل ونفي للرثوة. الع�دل التوزيع

على التوزيع الع�دل للرثوة.

Page 68: انه الاعصار ما العمل

67

اإليه� يقود ظ�هرة لأي اجلديد ال�ضكل اأن يعني النفي« »نفي ق�نون ك�ن ف�إذا التطّور, يكون قد تخّل�س نه�ئي� من �ضلبية جوهرية ك�نت تعي�س يف اأح�ض�ء ال�ضكل القدمي للظ�هرة, ف�إن تف�ضري ذلك يّت�ضح من خالل اإيراد حقيقة اأنه عرب ظ�هرة الذي النحو على الإن�ض�ن عبودية يجعل الإقط�عية, املرحلة خالل ال�ضتغالل ك�ن, �ضورة, ل ميكن تكراره� »وبذات ال�ضكل« من خالل ظ�هرة ال�ضتغالل التي الع�مل املق�رنة بني عبودية وكذلك احل�ل يف الربجوازية. املرحلة مور�ضت عرب

خالل مرحلة الربجوازية, والتجربة ال�ضوفييتية.وعندم� يتمّكن الإن�ض�ن وهو يوا�ضل �ضعوده على �ضّلم التطّور, من اإلغ�ء ظ�هرة

ال�ضتغالل علىالأر�س, ف�إن ذلك يعني اأن ع�ضر اجلم�هري, يكون قد بزغ فجره.وتقول الفل�ضفة اأي�ض�:

اله�ّمة ن�حيته لأن حمتواه. بتبّدل دائم� يبداأ تطّوره, اأو ال�ضيء تبّدل }اإن واأ�ض��ضه, اأن املحتوى اإذا قي�س ب�ل�ضكل, يكون هو الأكرث حركة وتبّدل. اأم� ال�ضكل,

ف�أكرث ا�ضتقرارا, واأقل حركة.اأن ا�ضتقراره اإل اأ�ض��س تبّدل املحتوى. اإن ال�ضكل املتعلق ب�ملحتوى, يتبّدل على بع�س متوا�ضل. يظل ب�ضكل املحتوى يتبّدل التن�ق�س. يف حني اإلى يوؤّدي الكبري, الوقت بدون تبدلت جذرية. ول ينبغي فهم ا�ضتقرار ال�ضيء, كنفي كّلي للحركة. ه اأو عن��ضره, ميكن اأن تتبّدل. وحتى لو بقي ال�ضكل كله على ح�له, ف�إن بع�س خوا�ضّلذلك, ف�ل�ضكل م�ضتقر ن�ضبي�, فيم� اإذا قورن ب�ملحتوى املتبّدل ب��ضتمرار. اإن اأخذ ب�لعالقة ي�ضمح العتب�ر, بعني املتب�ينة, وال�ضكل املحتوى وميول الف�رق, هذا

املتب�دلة من حيث الت�أّثر والت�أثري, بني املحتوى وال�ضكل(.ولو متّح�ضن� فيم� ج�ء اأعاله من قول, وطّبقن�ه على م� �ضبق من حديث حول مبرحلة بدء الت�ريخية, الأحق�ب من كل يف مور�ضت التي ال�ضتغالل اأ�ضك�ل لوجدن� ال�ضوفييتية, التجربة اإلى و�ضول الربجوازية, ب�ملرحلة مرورا الإقط�ع,

Page 69: انه الاعصار ما العمل

68

�ضحة القول فيم� ج�ء اأعاله حيث تقول الفل�ضفة: )تبّدل ال�ضيء اأو تطّوره يبداأ دائم� بتبّدل حمتواه(.

ونحن نعلم اأن ال�ضكل اخل�رجي لهذا ال�ضيء هو »ال�ضتغالل«. هذا ال�ضكل الذي ح�فظ على ط�بعه اخل�رجي على مدار ثالث مراحل من التطّور: »مرحلة الإقط�ع, املرحلة ال�ضتغالل ظ�هرة لزمته� الثالث املراحل هذه ال�ضوفييتية«. التجربة الربجوازية,

ك�ضكل خ�رجي. لكن املحتوى من خالل الثالث مراحل ك�ن يتبّدل ب��ضتمرار. لالإن�ض�ن م�ضتمّرة دون الإن�ض�ن ا�ضتغالل الإقط�ع, بقيت ظ�هرة خالل مرحلة اأن يط�ل �ضكله� اخل�رجي اأي تبّدل. لكن التف�عالت التي ك�نت تعتمل يف اأح�ض�ء اأن »�ضب�رت�كيو�س« ثورة ك�دت الإقط�عي, العهد ف�إّب�ن كبرية. ك�نت الظ�هرة, تطيح ب�لقي�ضرية. لكن, ومن جهة اأخرى, ف�إن العبد اإّب�ن العهد الإقط�عي, ك�ن ف�إنه ك�ن يعدم يف الإقط�عية اإذنه, اإقط�عية �ضيده دون اأن يغ�در اإذا جتّراأ على

التي ذهب اإليه�. وعندم� انتقل ال�ضواد الأعظم من عبيد الأر�س لي�ضبحوا عم�ل م�أجورين, فقد

ج�ء ذلك من خالل ثورة برجوازية اأط�حت ب�لعهد الإقط�عي بك�مله. هذه الأحداث الكربى ج�ءت عب�رة عن �ضكل من اأ�ضك�ل التغيري اله�ئل الذي ك�ن يعتمل يف اأح�ض�ء املحتوى. وعلى الرغم من كل ذلك, فقد ح�فظ ال�ضتغالل على ال�ضكل, لي�ضدله على حمتوى جديد لال�ضتغالل �ضكله اخل�رجي, وحمل معه هذا ات�ضمت به املرحلة الربجوازية, حيث تبّدى ال�ضتغالل عرب هذه املرحلة من خالل

عبودية الإن�ض�ن للح�جة. ومن خالل خ�ضوع الع�مل لعبودية الأجر.من الربجوازية, املرحلة اأح�ض�ء يف اعتملت التي الدامية الأحداث تتّبعن� ولو اإ�ضراب�ت للعم�ل, وانتف��ض�ت متعددة, والتج�رب املتت�بعة, من حم�ولت ا�ضتبدال ب�ري�س(, )كميون�ت منط: من ا�ضرتاكية جت�رب من بنوّي�ت اخل��ضة امللكية ال�ضتغالل اأن لوجدن� الكثري. وغريه� بريط�ني�, يف العم�ل حزب وطوب�وية

Page 70: انه الاعصار ما العمل

69

اله�ئلة يف التغيريات الربجوازي, بقي يف �ضكله اخل�رجي ق�ئم� على الرغم من حمتواه املتبّدل.

وحيث انتقل هذا ال�ضتغالل لي�أخذ �ضكل عبودية الع�مل من ج�نب القط�ع الع�م اعتملت قد ك�نت النمط. هذا من ه�ئلة تغيريات ف�إن ال�ضوفييتي, الحت�د يف يف اأح�ض�ء التجربة ال�ضوفييتية, وهي التي اأط�حت ب�لتجربة ك�ملة, يف حني بقي

ال�ضتغالل حتى اللحظة, يطل براأ�ضه.. هن� اأو هن�ك.خال�ضة القول: اإن م� يهمن� يف هذا املق�م, هو الإج�بة على الت�ض�وؤل: م� عالقة هذا على وك�إج�بة اجلم�هري؟. لع�ضر ال�ض�طع الفجر بزوغ بحتمية ذلك, كل

ت�ض�وؤل كهذا ميكن القول: عرب بكي�نه يحتفظ اأن ا�ضتط�ع ال�ضتغالل لظ�هرة اخل�رجي ال�ضكل ك�ن اإذا ثالث مراحل من تطور الظ�هرة الب�ضرية, ف�إن ذلك ل يعني مطلق� اأن �ضكل هذه الظ�هرة ال�ضتغاللية �ضي�ضتمر بق�وؤه اإلى الأبد. فعندم� يتج�وز حجم الرتاكم�ت حجم به ي�ضمح »املقي��س«الذي اأو »املدى« ال�ضتغالل, �ضلبية مواجهة يف الكمية �ضكل اأم�م املج�ل ليف�ضح يتمّزق اأن �ض�أنه من اخل�رجي ال�ضكل ف�إن الظ�هرة, لنف�ضه املحتوى هذا يبتكر اأن الطبيعي ومن املتبّدل. املحتوى مع يتالءم جديد

�ضكال جديدا يتالءم مع املحتوى اجلديد, ويتن�ق�س مت�م� مع ال�ضكل القدمي.اأن ال�ضتغالل يف ح�لة كهذه, يكون التبّدل قد جت�وز يف وعندم� ندرك حقيقة حمتواه »املدى« اأو »املقي��س« الذي ي�ضمح ب�لإبق�ء على ال�ضتغالل كظ�هرة. فهكذا

يكون ال�ضتغالل قد اأ�ضبح موؤّهال للزوال كظ�هرة.. واإلى الأبد. اجلديد وال�ضكل جديدا. �ضكال لنف�ضه يبتكر اأن بد فال اجلديد, املحتوى اأم� املتوقع بروزه بعد كل هذه التحولت الدرام�تيكية فوق الكرة الأر�ضية, ل ميكن اأن يخرج عن اإط�ر اجلم�هري. وهكذا, ف�إن ع�ضر اجلم�هري, �ضيكون قد بزغ فجره.

وتقول الفل�ضفة يف هذا ال�ضي�ق:

Page 71: انه الاعصار ما العمل

70

اأ�ضغر )خالل �ضري التبّدلت الكمية, تربز بروزا مقنون�, اللحظة التي يوؤدي فيه� تبّدل يف الكمية, اإلى تبّدل نوعي جذري. يوؤدي اإلى ن�ضوء نوعية جديدة. اأي اأن التبدلت الكمية ذات حدود معينة, ف�إذا جت�وزته�, اأّثرت على ال�ضيء ذاته. على كي�نه النوعي. وهكذا, ف�لكمية هي هذه الن�حية من الأ�ضي�ء والظواهر والعملي�ت, هذه الن�حية التي متّيز درجة تطّور هذه الأ�ضي�ء. وحجمه, و�ضدته. والتي حتوز تعبريا عددي�, وتنح�ضر

خ��ضيته�, يف اأن تبّدله�, عندم� يبلغ حدا معين�, يوؤّثر على نوعية ال�ضيء(.التي ال�ضلبية الرتاكم�ت اأن يّت�ضح الدقيقة, الفل�ضفية الروؤية هذه خالل من واكبت الظ�هرة الإن�ض�نية فوق الكرة الأر�ضية يف الآونة الأخرية, قد بلغت الذروة.الربجوازية الثورة ومب�دئ »�ضب�رت�كيو�س«. ثورة تلغه� مل العبودية فمرحلة ت�آكلت, ب�ضبب الته�لك على امل�ض�لح الذاتية للمتنّفذين عرب املرحلة الربجوازية. وعليه, الق�ضوى. لنه�ي�ته� و�ضول الإيج�بية اأكله� تعط ال�ضوفييتية مل والتجربة ف�إن الأفق امل�ضيء الذي راح يب�ّضر بقرب بزوغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري, اأ�ضبح اآت.. ل حم�لة. وهو م� يجعلن� على يقني من اأن احلتمية الت�ريخية تق�ضي احلقيقية العدالة لتحقيق و�ضول الإن�ض�نية التجربة لدى التطور يت�ض�عد ب�أن �لتي �ستطيح باأي �سكل من �أ�سكال �ال�ستغالل, �أو �لعبودية, وبالتايل.. بزوغ �لفجر عن الك�ضف املفرو�س من التي احلقيقة هي تلك اجلم�هري. لع�ضر ال�ض�طع

جوهره� العلمي, لكيال تبدو امل�ض�ألة وك�أنه� �ضرب يف ع�مل الغيب.العدالة اأن اأوردن� الإن�ض�نية, فقد التجربة تتّبعن� مراحل تطور واأن وكم� �ضبق

حتققت فقط من خالل املرحلة الأولى من مراحل التطور الإن�ض�ين. فمن خالل امل�ض�عة البدائية الأولى, ك�ن الإن�ض�ن ي�ض�رع الطبيعة من اأجل توفري احلد الأدنى من قوت يومه. من هذا املوقع, فقد حتققت العدالة من خالل ال�ضح لإنت�ج ف�ئ�س يكن هن�ك من امل�دية, حيث مل ال�ضروري من اخلريات توفري يف

ت�ضت�أثر به فئة, دون اأخرى.

Page 72: انه الاعصار ما العمل

71

لإنت�ج ف�ئ�ض� لنف�ضه يوؤّمن اأن من الإن�ض�ن مّكن الإنت�ج, اأداة تطّور اأن غري �الأزيل مع �الإن�سان و�الإن�سان, م�سافا ل�سر�ع �الإن�سان لل�سر�ع بني كان م�سدر� الطبيعة. الأمر الذي مّكن قّلة من اأن ت�ضت�أثر بف�ئ�س اخلريات امل�دية على ح�ض�ب اخلريات من الفي�س هذا متلك لكونه� ب�لإ�ض�فة القّلة, هذه وراحت املجموع.

امل�ّدية, راحت ت�ضتعبد الإن�ض�ن الذي ينتج هذه اخلريات. واإذا ك�ن �ضراع الإن�ض�ن مع الطبيعة قد بقي م�ضتمّرا حتى بعد اأن اأجربه� الإن�ض�ن على اأن تعطيه اأكرث مم� ك�ن ين�ضد, ف�إن �ضراع الإن�ض�ن مع الإن�ض�ن اأ�ضبح �ضروري� بعد اأن اأ�ضبح احتواء الإن�ض�ن املنتج, من ج�نب الطبقة امل�ضتغّلة �ضروري�, لي�ضبح هذا الإن�ض�ن,

وكذلك الب�ض�عة املنتجة ملك� للم�ضتغل. ولكي يبقى ال�ضتغالل م�ضتمرا, ف�إن جه�بذة الع�ضر املم�ضكني بدفة الراأ�ضم�ل حدود, بال الرثوات لهم يوّفر اأن �ض�أنه من م� كل على عملوا الع�ملي, النقدي وراحوا يعطون اأنف�ضهم احلق يف ا�ضتحداث اأ�ضلحة فّت�كة, وافتع�ل حروب لت�ضويق ك�ملة. واأعراق ل�ضعوب الإب�دة فر�ضة هوؤلء يعطي مم� الأ�ضلحة. هذه وجتربة وي�ضجعهم اأي�ض� على ا�ضتحداث فريو�ض�ت واأمرا�س فّت�كة. وجتهيز اأم�ض�ل لهذه

الفريو�ض�ت, جلني اأرب�ح خي�لية. اإلى نب�س وعندم� راحت ت�ضيق الأمم ذرع� بهذه الت�ضرف�ت, راح يعمد هوؤلء

قبور امل��ضي لال�ضتع�نة بكتب �ضفراء ترّبر ت�ضّرف�تهم الإجرامية.ـ 1834 ـ 1766 ـ م�لتو�س( روبرت )توم��س نظرية ال�ضي�ق هذا يف ويح�ضرن� التك�ثر يف بنظريته وم�ضهور اإجنليزي. و�ضي��ضي واقت�ض�دي �ضك�ين ب�حث وهو ال�ضك�ين. واإذا ك�ن قد �ضبقه ابن خلدون يف بحث هذه النظرية, ف�إن م�لتو�س ذهب بعيدا يف الت�ض�وؤم حول م�ضري الب�ضرية معززا نظريته ب�لأرق�م. يقول اأن التك�ثر ال�ضك�ين يتزايد �ضمن متوالية هند�ضية, بينم� يزيد الإنت�ج الزراعي �ضمن متوالية ح�ض�بية. ويورد موؤيدو هذه النظرية اأرق�م� يح�ولون من خالله� ت�ضخيم ال�ضورة

Page 73: انه الاعصار ما العمل

72

الإجرام, يف اإيغ�ل اأكرث هي وت�ضرف�ت به�. ق�موا اإجرامية ت�ضرف�ت لتربير ب�أنه مع �ضروق كل �ضب�ح, يولد »270« يخططون له�. يورد حمّبذو النظرية قول اإن�ض�ن. ومع كل غروب, تبتلع املق�بر »140« األف. فيزداد العدد »130« األف األف

كل »24�ض�عة. التي يقوم به� جه�بذة الإب�دة اجلم�عية لن�ضتذكر عملي�ت القول ويعيدن� هذا الع�ضر وي�ضتعينون بنظري�ت طواه� الن�ضي�ن قبل اأكرث من قرنني من الزمن لتربير جرائم ل تنتهي. ويف هذا املق�م ف�إنه يطيب لن� اأن ن�ضتذكر م� �ضبق واأن كتبه �ضيخ

املتف�ئلني »ت�ضرين�ضف�ضكي«: )�إن من يفهم �لتبّدل �خلالد �لذي ي�سيب �الأ�سكال, �إن من يفهم �سقوط �الأ�سكال الذي ين�ض�أ عن حمتوى معلوم, اأو عن نزعة, نتيجة تع�ظم قوة هذه النزعة, اأو تطّور هذا املحتوىـ تطورا ع�لي�ـ . اإن من يفهم هذا الق�نون العظيم اخل�لد, الذي يفعل يف كل مك�ن, ومن ي�ضتطيع اأن يطّبقه على كل ظ�هرة, ميكنه اأن يخلق الفر�س املواتية, التي تربك الآخرين.. اإنه ل ي�أ�ضف على اأي �ضيء ف�ت اأوانه. بل يقول: )فليكن م� يكون, اأم�

العيد, ف�ضيحل على �ض�رعن�.. يف نه�ية املط�ف(.ون�ضيف من ج�نبن�:)نعم.. �ضيحل العيد على �ض�رعن� يف نه�ية املط�ف, وذلك

�ضي�أتي عندم� يبزغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري(.

Page 74: انه الاعصار ما العمل

73

كيف هو التصدي لمشروع.. الشرق األوسط الكبيــر!!.

توطئة:لي�ضت اإرادتن� وحده� هي التي حتدد م�ض�ر حتركن�. اإمن� هذه الإرادة ينبغي املو�ضوعية القوانني بت�أثري فعل الواقع املحكومة تن�ضجم مع م�ض�ر حركة اأن على هذه احلركة, وقدرتن� على ا�ضتغالل فعل هذه القوانني ل�ض�حلن�. ومن التزام� بخطة عمل.. يجري, م� مع نتع�مل اأن ن�ضتطيع املنطلق فقط, هذا

مدرو�ضة. اإن اأبرز م� يالحظ فيم� يجري, هو اأن الإمربي�لية اإزاء اإ�ضراره� على تنفيذ ل اأنه هو الكبري«, اأو اجلديد, الأو�ضط »ال�ضرق احلديث القدمي م�ضروعه�

�ضيء يوقفه� اإل اإذا اأجربت على ذلك كره�. جترب اأن �ض�أنه� من التي املو�ضوعية املقوم�ت هي م� ال�ضوؤال: ويبقى

الإمربي�لية على اأن توقف ال�ضري قدم� يف تنفيذ خمططه�؟.قلن�: اإن الإمربي�لية ل يوقفه� حي�ل م�ضروعه� �ضيئ�. لأنه� اإن توقفت, فهي اإرادة من العك�س على ف�إرادته� اإمربي�لية. تكون اأن غري �ضيء, اأي �ضتكون

ال�ضعوب. وهي يف عالقته� مع ال�ضعوب, اإم� غ�لب اأو مغلوب.

Page 75: انه الاعصار ما العمل

74

وأمتنا العربية..أين هي من ذلك كله؟.

اإذا كانت االإمربيالية متار�س مع ال�شع�ب اأ�شل�ب, اإما غالب اأو مغل�ب, فاإن اأول الراهن, ال�قت يف وهي ال�شع�ب. قائمة على حم�ش�بة العربية اأمتنا

ال�شع�ب امل�شتهدفة من جانب االإمربيالية. واأمتنا يف تاريخها املعا�شر, تتلخ�س م�شكلتها الكربى, يف اأنها كانت قبيل ما وهذا االإمربيالية. الهجمة مل�اجهة م�شتعدة غري االأخرية, االأحداث الطرق كل ت�شلك فهي مرتبكة, والأنها جلل. حدث اأمام مرتبكة يجعلها ال�شهلة البعيدة عن ال�شحة يف م�اجهة االأزمة, وهي غري م�شتعدة لكي ت�شلك الطريق ال�شحيح ذو اجلدية احلقيقية. فهي تعلم اأنها عندما ت�شلك طريقا �شحيحا, �شتك�ن جمربة على اأن تتعامل مع واقعها بطريقة جّدية. طريقة ج�هرها الت�شّدي. يف حني اأن اأمتنا تع�دت على التعامل مع ق�شاياها اجلدية هزائمها نتائج تتحمل اأن خاللها من تتجنب طريقة هروبية. بطريقة

املتالحقة. وامل�شحك املبكي, هي اأنها تتحّمل نتائج هذه الهزائم, حتى واإن كانت غري الهروب, فقد راحت تلجاأ بعد كل هزمية, اأ�شل�ب ا�شتمراأت اأما وقد راغبة. لل�شك�ى واالأنني. ومتيل اإلى االرمتاء يف اأح�شان الغري يف م�اجهة اأعدائها, املعا�شر, تاريخها االأمة يف النف�س.هذا ه� حال للدفاع عن ك��شيلة وحيدة

وحتى قبيل اللحظات الأخرية. الكرة ف�ق االأر�س من بقعة كاأكرب اأر�شها, م�شاحة متتد االأمة, هذه اإن حتت�ي العربية اأالأر�س اأن كما االأمم. من اأمة ف�قها تعي�س االأر�شية, والكن�ز والرثوات املعادن عن ناهيك االأر�شية. الكرة نفط من على%60 من عدد االأر�س, هذه ف�ق ويعي�س املكت�شف. وغري منها املكت�شف االأخرى ال�شكان يف�ق اأي من اأعداد االأمم االأخرى با�شتثناء ال�شني. والرتاث العربي

Page 76: انه الاعصار ما العمل

75

فيه من الكن�ز الفكرية, اأ�شعاف ما لدى االأمم االأخرى. على الرغم من كل ذلك, فاإن هذه االأمة يف م�اجهة الهجمة االإمربيالية االأخرية, راحت تتجنب اأن تت�شدى, على الرغم من اأنها متلك القدرة على

ذلك الت�شدي. راحت تربر هروبها الت�شدي, فقد االأمة على الرغم من قدرة هذه على الدع�ة لتحالفات مري�شة. مت�شلحة مبق�الت علمية, ترتجمها من خالل بطريقة قبلية. وراح جهابذة الفكر العربي يف�شرون اأهم قان�ن م��ش�عي يف الفل�شفة اجلدلية, وه� قان�ن: }وحدة و�شراع االأ�شداد{, بطريقة هي اإلى ال�شذاجة اأقرب. يق�ل املتحذلق�ن, دخ�ال يف تفا�شيل مق�الت هذا القان�ن: تخلي الداخلية, التناق�شات فاإن لعدوان خارجي, ما بلد يتعّر�س }عندما مكانها يف م�اجهة هذا العدوان{. واملق�لة من حيث الن�س �شحيحة. لكنهم من حيث التطبيق يريدون اأن يعط�ها معنى غري معناها, وذلك من خالل عنهم, نيابة يت�شدى عندما غريهم وكاأن االآخرين. ظه�ر وراء االختباء

�شري�شى لنف�شه ثمنا اأقل مما ه� حق لفذات اأكبادهم.ولكي نك�ن اأكرث و�ش�حا نق�ل: يرفع�ن �شعار التحالف مع تركيا واإيران ( على: تن�س التي املق�لة لذات وبع�دة االإمربيالية. الهجمة م�اجهة يف فاإن .) اخلارجي العدوان م�اجهة يف مكانها, الداخلية التناق�شات تخلي التي )التناق�شات هي: فعال املق�لة تعنيه ما ح�شب الداخلية التناق�شات تتفاعل بني االأجزاء الداخلية للظاهرة(. واإذا كان االأمر كذلك, فهل تركيا االأردن هل العربية؟. الأمتنا االأ�شيلة الداخلية االأجزاء من هما واإيران, و�ش�ريا مثال, وهما بلدان عربيتان �شقيقتان, هما متاما ك�ش�ريا وتركيا, اأو

كالعراق واإيران؟.قد يق�ل قائل نعم. وتاأتي االإجابة من جانبنا: كاأن اأربعمائة عام من احلكم در�شا. تعطينا لكي كافية غري دينية مظلة حتت العربي لل�طن العثماين

Page 77: انه الاعصار ما العمل

76

امل�شيحية كانت كافية ملنع الق�ل: كاأن وا�شتفادة من درو�س غرينا يح�شرنا اأملانيا من احتالل باري�س اإبان احلرب العاملية الثانية.

ال االأمة, هذه منظري من الكثريون راح املقل�ب, الفهم هذا خالل من يفهم�ن االإ�شالم اإال من خالل التبعية للغري. وجتاهل ه�ؤالء اأربعمائة عام العربي وراح العربية. ال�شخ�شية خالله من غيبت العثماين احلكم من يك�ن قد القرب بهام�س من التم�ّشح له يروق واأ�شبح يخجل من عروبته, متاحا له من عن�شر تركي. ي�شاف اإلى ذلك عملية التجهيل الق�شرية التي الريف اأن عددا كبريا من قرى االأمة. حتى الفرتة على فر�شت عرب هذه القراآن ول�ال الكتابة. اأو القراءة يح�شن من بينها لتجد تكن مل العربي, الكرمي, لتم ترتيك اللغة العربية برّمتها. حتى اأن اخل�شية هذه االأيام, من املطالبة باأن يع�د ل�اء اال�شكندرونة الأح�شان وطنه االأم.. �ش�ريا, قد يك�ن مرّده هذا احلنني اإلى تبعية حديثة للعثمانيني اجلدد. واالأمر جدير »ح�شب منظرينا اجلدد« بعدم التذكري بهذا احلق امل�شروع, جتنبا لتعكري �شف� هذه

التبعية.م�شب�هية الرغم على اأي�شا, اإيران ت�شمل راحت هذه التبعية وظاهرة دور اإيران يف العراق. وا�شتيالء اإيران على جزر اخلليج العربي الثالث »اأب� الهيمنة على عدد والتطلع نح� الكربى«. والطم ال�شغرى والطم م��شى, من دول اخلليج, وكذلك عدم ال�شماح باأي �ش�ت عربي يذّكر مبدى التنكيل

بال�شكان العرب يف اإقليم عرب�شتان.ال العريق, اأمتنا وتاريخ العربية, اأمتنا وكاأن اأعيننا, اأمام كل هذا يجري

ي�ؤهل اأبناء هذه االأمة, لكي يفخروا باأنف�شهم, دون التم�ّشح بغريهم. ويتجاهل ه�ؤالء حقيقة اأن القران الكرمي جدير باأن يحت�ي ويحمي وحدة االأمر يكن ول� مل االأخرى. االأمم اللج�ء حلماية دون وعزتها االأمة هذه كذلك, ول� كانت االأف�شلية حل�شاب اأمة اأخرى, غري هذه االأمة, لكان ممكنا

Page 78: انه الاعصار ما العمل

77

اأن يتم نزول القراآن بلغة غري عربية. لكن هذه االأمة, كانت وحدها اجلديرة باأن حتت�شن االإ�شالم, وتنزل اآيات القراآن, بلغتها االأ�شيلة.

اإن تركيا ال ت�شتهدف من خالل التم�شح بنا هذه االأيام �ش�ى القيام بدور من االإمربيالية تلبي م�شاومة ك�رقة االإمربيالية’ ل�شالح لنا تطبيعي

خاللها الرغبة الرتكية يف ان�شمامها لالإحتاد االأوروبي.اأما اإيران, فال يتعدى �شقف تاأييدها الأمتنا, �ش�ى اأن تتجنب حروب طاحنة برناجمها ال�شتكمال نف�شها فيها اإيران تعد فرتة عرب االإمربيالية مع

الن�وي.م�اقعها خالل ومن واإيران, تركيا من كل فاإن املطاف, نهاية ويف املختلفة,وم�شاحلها املختلفة, فاإن هناك ما يجمع كل منهما مع االإمربيالية عرب م�شالح م�شرتكة. و�شتجل�س يف نهاية املطاف كل من اإيران وتركيا مع املائدة, هذه طعام اأمتنا خريات و�شتك�ن واحدة. مائدة على االإمربيالية

ومادتها الد�شمة. و�شنك�ن ذاك الطعام, على مائدة اللئام.هذا ه� حال هذه االأمة عرب تاريخها املعا�شر. على اأننا ومن باب االإن�شاف هذا عن امل�شئ�لة هي لي�شت االأمة هذه جماهري اأن على التاأكيد, علينا اأربعمائة دورها عرب العربية عا�شت مقم�عة, ومغيب الرتدي. فاجلماهري من االأول الن�شف خالل من م�شتعمرة وعا�شت العثماين. العهد اإبان عام القرن املا�شي. وعا�شت مقه�رة ومقم�عة من جانب دكتات�ريات عربية حتت

مظلة اإمربيالية خالل الن�شف الثاين من القرن املا�شي.اإن �شادة الق�م لهذه االأمة خالل هذا الزمن الرديء, ال ميت�ن جلماهري هذه االأمة ب�شلة. وعلى العك�س من ذلك, فقد كان�ا ميثل�ن اأداة قمع قا�شية

للجماهري العربية حتت مظلة اإمربيالية. لقد خرج اال�شتعمار املبا�شر من ال�طن العربي يف منت�شف القرن املا�شي تنكيال. اجلماهري ويف ف�شادا, االأر�س يف عاث�ا الذين اأزالمه وراءه خملفا

Page 79: انه الاعصار ما العمل

78

وكانت اجلماهري. �شد دم�ية دكتات�رية متار�س االأزالم هذه وكانت جاءت عربية, انقالبات وحدثت اإمربيالية. مبظلة حممية دكتات�ريتها احتجاجا على و�شاءل القمع الدكتات�رية. ومل تكن هذه االنقالبات مرتبطة دكتات�رية اأ�شاليب بعد فيما مار�شت احلال واقع يف لكنها باالإمربيالية.

ن�شخت ذات النماذج الأنظمة كانت حميطة بها.قمعا, عا�شت العربية البلدان جميع ويف العربية اجلماهري فاإن وهكذا, وا�شتغالال, وتنكيال, وباأ�شكال خمتلفة خالل خم�شة قرون م�شت. فلي�س من

العدل واحلالة هذه, اأن تتحمل اجلماهري وزر ما يجري.واإذا كان القان�ن الفيزيائي يق�ل باأن :«زيادة ال�شغط ي�لد االنفجار«. فاإن العربية. جماهرينا عانته ما على االنطباق متام ينطبق راح القان�ن هذا فقد الزبى, ال�شيل بلغ وقد ال�شغط على اجلماهري عن حده, زاد وقد اأما انقلب ال�شد اإلى �شده. وهذا ما يف�ّشر ظاهرة االنتفا�شة االأخرية للجماهري

العربية التي راحت تعم كامل ال�شاحة العربية. على اأن من واجبنا تنبيه اجلماهري العربية, اإلى اأن االإمربيالية حري�شة خاللها من تق�شم خالقة« »ف��شى اإلى اجلماهري انتفا�شة حتيل اأن على ال�طن العربي اإلى كنت�نات ودويالت تفتقر اإلى �شلطة مركزية تراقب نهب خريات هذه االأمة عرب مرحلة الحقة. فدور اجلماهري واحلالة هذه , اإحالة الفجر خاللها من ينبثق حقيقية, جماهريية ث�رة لي�شبح احلراك هذا ال�شاطع لع�شر اجلماهري, وي�شمل كامل م�شاحة الكرة االأر�شية. وعلى هذا �شفحات عرب مقروءة ظاهرة جمّرد االإمربيالية, الظاهرة ت�شبح النح�

التاريخ.

***

Page 80: انه الاعصار ما العمل

79

خصوصية.. الساحة األردنية:

االأردين, للمجتمع الدمي�غرافية والطبيعة اجلغرايف, االأردن م�قع اإن ي�شع االأردن يف م�قع من اخل�ش��شية, بحيث يقت�شي االأمر خ�ش��شية يف التعامل مع ق�شاياه. واإذا اأ�شفنا اإلى ذلك, حقيقة اأن االأردن يعي�س بني فكي الغرب, كما�شة ممثال ذلك يف احتاللني: ) احتالل �شهي�ين لفل�شطني يف اأمريكي للعراق يف ال�شرق (. كل ذلك يجعل من العبث االأمني يف واحتالل االأردن حماقة ت�شيل من خاللها الدماء غزيرة, وتخرج منها جميع االأطراف

خا�شرة.لن العربية, االأر�س كامل ف�ق اجلماهري حرك الذي االإع�شار اأن غري االأردن يف الدميقراطي االإ�شالح يجر مل فاإذا بال�شرورة. االأردن ي�شتثني تدمريية. بطريقة االأردن االإع�شار ف�شيجتاح و�شريعة. �شل�شة بطريقة مثيال. التدمريية ال�ش�رة لهذه املحيطة العربية االأقطار يف ت�جد ولن واخل�ش��شية الدميغرافية يف االأردن تقت�شي الرتكيز على اأن تاأخذ امل�اطنة الدميقراطية تاأخذ اأن ذلك اإلى ي�شاف االأق�شى. مداها االأردين لالإن�شان ليك�ن اجلدية, ال�شيا�شية االإرادة تت�فر باأن وذلك كذلك. االأق�شى مداها التغيري اجلدي ممكنا. والتغيري ينبغي اأن يبتدئ بالد�شت�ر, مرورا بالق�انني الناظمة للحياة االجتماعية يف االأردن, انتهاء بالتطبيق الفعلي واجلدي لكل

ما يتم اإقراره من هذه الق�انني.

ويف اخلت�م:الإمربي�لية. واجلم�هري بعد اأعت�ب مرحلة م� الأر�س تقف على اأمم ف�إن العربية ك�نت اأول من ب�در بتحطيم جدار اخلوف, وتك�ضري ك�فة القيود التي

Page 81: انه الاعصار ما العمل

80

ك�نت تكبل حرية اجلم�هري. واإذا ك�نت اجلم�هري العربية هي اأول من حطم القيود املحيطة ب�جلم�هري, ف�ضي�ضجل الت�ريخ لهذه اجلم�هري اأولوية امل�ض�همة يف التعجيل ببزوغ الفجر ال�ض�طع لع�ضر اجلم�هري. هذا الفجر الذي �ضيد�ضن

ع�ضر م� بعد الإمربي�لية.على جمربة اأ�ضبحت الإمربي�لية, الهجمة مواجهة يف العربية اجلم�هري مواجهة يف ح��ضمة معركة يف انت�ض�ره� خالل من م�ضتقبله� ت�ضنع اأن

الإمربي�لية. معركة يديه� على تتم اأن العربية اجلم�هري ك�هل على القدر و�ضع لقد

التغيري.. و�ضول لع�ضر اجلم�هري. اأم� اجلم�هري يف الأردن, فهي ملزمة اأكرث من غريه� لكي تكون يف طليعة الزحف حتقيق� لهذا الهدف. ف�إذا ك�نت اجلم�هري العربية فوق كل �ضرب عربي �ضتحمي خريات اأر�ضه� من اأطم�ع الإمربي�لية, ل�ض�لح اأبن�ء هذه الأمة , ف�إن اإلى ذلك, تكون قد تخل�ضت من احدتاللني ب�لإ�ض�فة الأردن اجلم�هري يف يطبق�ن عليه� كفكي كم��ضة, وتخل�ضت من اأطم�ع ال�ضهيونية يف جعل الأردن

الوطن البديل ل�ض�لح ال�ضهيونية.

***

Page 82: انه الاعصار ما العمل