330
0

الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

  • Upload
    ledien

  • View
    246

  • Download
    19

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

0

Page 2: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

1

هذا الكتاب يتناول هذا الكتاب بالبحث والمناقشة

والحوار أصلين كبيرين تتأسس عليهما جميعالمعتقدات المسيحية:

: العقيدة في طبيعة المسيح وكونهأولهما إلها أو أقنوما من إله، وقولهم بالتثليث )األب

واالبن والروح القدس(، وأنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة والمجد، وأن بين األقانيم

تمييزا بين الوظائف والعمل. : عقيدة الصلب والفداء، وهيثانيهما

العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي ارتكبها آدم تحت تأثير زوجته حينما أكال من الشجرة المحرمة، وانتقلت

الخطيئة بطريق الوراثة إلى جميع نسله، وكانت ستظل عالقة بهم إلى يوم القيامة، لوال أنافتداهم المسيح بدمه كفارة عن خطاياهم.

وه\\\و ين\\\اقش ه\\\اتين العقي\\\دتين به\\\دوء مس\\تخدما العق\\ل والنق\\ل، أو الفط\\رة والكت\\اب المق\\دس، ففي كليهم\\ا نج\\د م\\ا يفن\\د ه\\اتين

العقيدتين، ويعطي البدائل الصحيحة عنهما.

Page 3: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

حقائق ورقائق

( 16)

ا و وا ا ءا لفد ث.. ل لثرات هادئة حول أصول العقائد املسيحيةاحو

د. نور الدين أبو حليةwww.aboulahia.com

الطبعة األولى1438 – 2017

دار األنوار للنشر والتوزيع

0

Page 4: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي
Page 5: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

فهرس المحتويات5المقدمة

8أوال ـ الثالوث

39المحكم

41وحدانية الله:43عبودية المسيح:52إنسانية المسيح:

55المتشابه

59 \ الكلمة:176 \ البنوة286 \ الحلول واالتحاد:3

86أنا واآلب واحد:91من رآني فقد رأى اآلب:93أنا في اآلب واآلب في:

96عمانوئيل:98قال الرب لربي:

101صورة الله:103الله ظهر في الجسد:

105الثالوث:

3

Page 6: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

108 \ خصائص األلوهية4108الدينونة:110الغفران:112النزول:

114السجود:115المعجزات:

121ثانيا ـ الفداء

125 ـ الخطيئة األولى1

130 ـ العقوبة الخاصة2

134 ـ وراثة الخطيئة3

144 ـ العقوبة العامة4

148 ـ كفارة الخطيئة5

158 ـ صلب المسيح6

170 ـ الفداء بالصلب7

179هذا الكتاب

4

Page 7: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

المقدمة يتناول هذا الكتاب بالبحث والمناقشة والحوار أصلين كب\\يرين

تتأسس عليهما جميع المعتقدات المسيحية: : العقيدة في طبيعة المسيح وكونه إلها أو أقنوم\\ا منأولهما

وقولهم ب\\التثليث )األب واالبن وال\\روح الق\\دس(، وأنهم واح\\دإله، في الجوهر متساوون في القدرة والمجد، وأن بين األقانيم تمي\\يزا

بين الوظائف والعمل. : عقي\\دة الص\\لب والف\\داء، وهي العقي\\دة ال\\تي تنصثانيهما

على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي ارتكبها آدم تحت ت\\أثير زوجته حينما أكال من الشجرة المحرمة، وانتقلت الخطيئة بطري\\ق الوراث\\ة إلى جمي\\ع نس\\له، وك\\انت س\\تظل عالق\\ة بهم إلى ي\\وم

القيامة، لوال أن افتداهم المسيح بدمه كفارة عن خطاياهم. وهو يناقش هاتين العقيدتين بهدوء مستخدما العق\\ل والنق\\ل، أو الفط\\رة والكت\\اب المق\\دس، ففي كليهم\\ا نج\\د م\\ا يفن\\د ه\\اتين

العقيدتين، ويعطي البدائل الصحيحة عنهما. وهو يخاطب صنفين من الناس:

: أولئك الص\\ادقين المخلص\\ين من المس\\يحيين ال\ذينأولهما امتألوا حب\\ا وتعظيم\\ا للمس\يح إلى الدرج\ة ال\تي أخرج\\وه به\ا عن حقيقته ووظيفته التي كلفه الله بها، ونحن نخاطب في هذا الكتاب عقولهم وعواطفهم معتمدين مصادرهم المقدسة التي يؤمنون بها

كما نؤمن نحن أيضا بكثير مما ورد فيها. ونقول لهم في هذا الكتاب، وعبر الحوارات ال\واردة في\\ه أنن\ا مثلكم نحب المسيح ونعظمه ونعتقد فيه الوالية والقديسية والنبوة والرس\\الة والرباني\\ة، وكله\\ا حق\\ائق عظيم\\ة تمأل القلب ل\\ه محب\\ة

5

Page 8: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ومهابة وتعظيما ال يق\ل عن تل\ك المحب\\ة والمهاب\ة والتعظيم ال\تيتوجهونها إليه..

بل إننا ال نختلف عنهم في اعتقاد الوالي\\ة التكويني\\ة للمس\\يح، وأن الله يجري على يدي\\ه من التكوين\\ات م\\ا ش\\اء، وأنن\\ا يمكن أن نتواصل معه كما كان يتواصل معه الحواريون، ويمكنن\\ا أن نتوس\\ل به إلى الله، ونستغيث به كما كان يفعل المرضى والمقعدون، وأنه يمكنه \\\ كم\\ا ك\\ان ي\\برئ األكم\\ه واألب\\رص، وي\\رد للمش\\لول قوت\\ه

منوعافيته \ أن يفعل ذلك اآلن أيضا، لكنه ال يفعله إال بإذن الله yذي يشفع عنده إالy بإذنه [255 ]البقرة: ذا ال

ونق\\ول لهم بأن\\ه ال يهمن\\ا أن تطلق\\وا علي\\ه اس\\م ]يس\\وع[ أو ]المسيح[ أو ]المخلص[، فكل هذه أسماء وألقاب صحيحة ال ح\\رج فيها، ونحن نسلم لكم بها، بل نسميه كما تسمونه أيض\\ا.. ولكن\\ا ال

أردتم ب\\ذلك م\\ا أراده الكت\\اب المق\\دسنس\\ميه ]ابن الل\\ه[ إال إذا نفسه من الوالية والنبوة والربانية والمكانة الرفيعة.

وبذلك لن تتض\\رروا بتخلص\\كم من تل\\ك العقائ\\د ال\\تي يعافه\\ا العق\\ل، ويرفض\\ها ال\\ذوق، ويخالفه\\ا الك\\ون جميع\\ا، ألن عالقتكم

بالمسيح لن تتضرر، بل لعلها تزداد صدقا وحقانية.. : هم أولئك المسلمين البسطاء الذين تألموا لك\\ل م\\االثاني

يرونه في بالد المسلمين من جرائم باسم ال\\دين، فراح\\وا يبحث\\ون عن أي عقي\\دة تخلص\\هم من الش\\تات النفس\\ي ال\\ذي أص\\ابهم، فوجدوا من المبشرين من يدعوهم إلى ]يس\\وع المحب\\ة[، فراح\\وا يتصورون أن هذه العقي\\دة هي العقي\\دة الص\\حيحة، ال العقي\\دة في

اإلله المتجبر الذي رسمه لهم الدعاة المحرفون لإلسالم. ونحن ندعوهم من خالل ه\\ذا الكت\\اب إلى مراجع\\ة أنفس\\هم، لتنس\\جم عق\\ولهم م\\ع قل\\وبهم، وليوقن\\وا أن وج\\ود المح\\رف في

6

Page 9: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

اإلسالم ال يلغي وجود األص\\الة، وأن وج\\ود الك\\ذابين والم\\زورين اليلغي وجود الصادقين والمحققين.

وننبه القراء الكرام إلى أننا لم ن\\أت في ه\\ذا الكت\\اب بجدي\\د، فكل الطروحات الموجودة فيه موجودة في تراث السلف والخلف ممن اهتم\\وا ب\\الحوار اإلس\\الم المس\\يحي، ول\\ذلك لم نهتم كث\\يرا بالتوثيق للمصادر والمراجع المعتمدة.. لكن الميزة التي قد تم\\يزه عن غيره هي لغ\\ة الح\\وار، فق\\د ح\\اولت تبس\\يطها ليفهمه\\ا الع\\ام والخاص، ألن الكثير ممن بدلوا دينهم، وتحول\\وا إلى المس\\يحية لم يتحول\\وا إال بس\\بب ك\\ونهم ع\\وام بس\\طاء ال ح\\ظ لهم من العلم أو الثقافة، فلذلك تأثروا بالخطاب العاطفي أكثر من تأثرهم بالحج\\اج

العقلي. والم\يزة الثاني\ة هي األدب في الح\وار م\ع اآلخ\ر، فق\د رأيت الكث\\ير من الكتب والمنت\\ديات تتن\\اول ه\\ذه المس\\ائل بطريق\\ة ساخرة، مملوءة بالسباب والشتائم، وهو مخ\\الف ل\\ديننا، فنحن لم

ن\\ؤمر أن نق\\ول للن\\اس س\\وءا، ب\\ل أمرن\\ا أن نق\\ول لهم حس\\نا، yاس حسنا [، وأمرنا أن نجادلهم ب\\التي هي83 ]البقرة: وقولوا للن

yتي هي أحسنأحسن، [125 ]النحل: وجادلهم بال والكتاب يتشكل من قصتين منفصلتين كل واحدة منهما تعالج أصال من األصول، مستخدمة أساليب الحوار والج\\دال والمناقش\\ة، وهي األساليب التي حبذنا استعمالها في ه\\ذه السلس\\لة لت\\تيح لن\\ا

فرصة أكبر لمخاطبة العقول والقلوب.

7

Page 10: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أوال ـ الثالوث اس\\محوا لي أن أع\\رفكم بنفس\\ي قب\\ل أن أقص عليكم قص\\ة انتق\\\الي من التثليث إلى التوحي\\\د.. ومن المس\\\يحية المحرف\\\ة إلى المس\\يحية المص\\ححة .. ومن الرؤي\\ة المش\\تتة للوج\\ود والك\\ون إلى

الرؤية الواضحة العقالنية الفطرية. أنا رجل من رجال الكنيسة المقربين جدا من البابا، وكان يكلف\\ني بكل المهم\\ات الس\\رية الخط\\يرة ال\\تي ال يري\\د أن يس\\مع به\ا غ\\يري وغيره.. ولذلك فإن هذا الحديث الذي س\\أذكره لكم ال يعرف\\ه غ\\يري، ألني بعدما حصل لي ما حصل لم أعد إلى الكنيسة، وال إلى البابا، ب\\ل ان\\زويت في مك\\ان بعي\\د، واخ\\ترت لي اس\\ما جدي\\دا، ورحت أص\\حح

عالقتي مع الله، وأبدأ حياتي الجديدة معه. لذلك لن أذكر لكم اسمي القديم، ح\\تى ال أس\\يء للكنيس\\ة ال\\تي وثقت بي، وال إلى البابا الذي ائتمنني على الس\\ر ال\\ذي لم ي\\رغب أن يعرف به سواي.. ولن أذك\ر لكم ك\ذلك اس\\مي الجدي\د، ألني ال أحب أن أنش\\غل في ه\\ذه األي\\ام الباقي\\ة من عم\\ري في اس\\تقبال ال\\زوار

والحديث إليهم. قص\\تي تب\\دأ من رس\\الة وردت\\ني من الح\\بر األعظم ت\\أمرني ب\\أن أذهب إلى كنيسة من كنائسنا الكبرى في غان\ا، حيث وردن\ا خ\بر ب\أن القسيس األكبر الذي كان معتمدا لدينا فيه\\ا تح\\ول إلى إلى اإلس\\الم، وأنه لم يكتف بذلك، بل راح يبشر بص\فات اإلل\ه ال\ذي ي\ؤمن ب\ه في

الكنيسة التي تمرد عليها. وقد وردتنا األخبار بأن كثيرا من رعيتنا هناك اتبعوه، وراح\\وا مثل\\ه

يبشرون باإلله الواحد، بدل إلهنا ذي األقانيم الثالث. ه\\رعت ألم\\ر الح\\بر األعظم، وفي روحي أش\\واق لس\\ت أدري

سببها..

8

Page 11: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ولكني م\ع ذل\ك كنت ت\ام الثق\ة في دي\ني وفي معتق\داتي، فم\ع كونها لم تكن ترضي المنهج العقلي الذي أتبن\اه إال أني ك\ونت موقن\ا، أو تشكلت لدي قناعة عقلية كبرى من أن مثل هذه القضايا ال تع\\رف بالعقل المجرد.. فلذلك كنت تام الثقة في أن معتقدات المسلمين لن

ترضي عقلي الذي يريد أن يعرف الحقيقة المجردة. وصلت إلى غانا.. فانتقلت بسرعة إلى كنيس\تها.. لق\د ك\ان األم\ر خطيرا، فلذلك ما إن وصلت ح\\تى أرس\\لت في طلب ه\\ذا القس\\يس

الذي ارتد عن دينه. دخلت مكتبا مخصصا لمث\\ل ه\\ذه الجلس\\ات، وطلبت من الجمي\\ع تركي لوحدي مع هذا القس\\يس.. لس\\ت أدري لم أص\\ررت على ه\\ذا

الطلب؟ لقد كنت مشتاقا لسماعه.. ومش\\تاقا أك\\ثر ألن تك\\ون لي الج\\رأة التي يملكها.. فلذلك أغلقت األبواب وتوثقت منها بع\\د دخول\\ه لتك\\ون

لي فرصة طويلة في الحوار معه من غير رقابة وال شغب. عندما رأيته أدهشني منظره.. لقد ك\ان يرت\دي ثياب\ا رث\ة، وك\انت

حالته مؤثرة جدا.. حاولت التلطف معه، فقلت: ما بك يا يوحنا.. وقد كان هذا االسم هو االسم ال\\ذي أحب\\ه ورض\\ي ب\\ه، وطلب أن

نلقبه به منذ اعتنق النصرانية قبل عشرات السنوات.قال: أنت كما تراني بفضل الله وحمده.

كان صوته ع\\ذبا تنبعث من\\ه روائح اإليم\\ان والع\\زة.. لق\\د ذك\\رنيبالسحرة الذين لم تشغلهم عزة فرعون عن عزة الله.

قلت: ولكني أرى حالتك مزرية.. أين النعيم الذي كنت ترفل فيه؟ قال: لقد بعته لله.. وبعت كل ما أعطيتموني لله.. لقد جردني من آواني من كل ما أعطاني، وظن أني بذلك سوف أترك ما اقتنعت ب\\ه

9

Page 12: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

من ديني.. وه\ذا لن يك\ون، فال\دين أعظم من أن يب\اع بمت\اع رخيصمن الدنيا.

لق\د ك\ان تحت ي\دي \\ حض\رة الح\بر \\ أرب\ع س\يارات مخصص\ة لخدمتي، وكان ل\\دي قص\\ر كب\\ير لم أكن أحلم بمثل\\ه ي\\وم أخ\\ذتموني فق\\يرا مع\\دما، ولقنتم\\وني دين المس\\يح م\\ع قط\\ع الخ\\بز ال\\تي كنتم

تطعمونها لي.قلت: ولكن كيف تتنكر لأليادي التي مدت لك؟

قال: أنا ال أتنكر لهذه األي\ادي.. ولكن من الخط\أ أن نك\ره الن\اس بأن\\ه نش\\رعلى ال\\دخول لل\\دين ب\\الخبز.. ألس\\تم ترم\\ون محم\\دا

اإلس\\الم بالس\\يف؟.. فال تنش\\روا المس\\يحية ب\\الخبز.. اعط\\وا الخ\\بزللجائع.. أما الدين فاتركوه وما يمليه عليه عقله وقلبه وروحه.

قلت: ال بأس.. لن نتحدث عن هذا اآلن.. سمعت أنك تبشر باإلل\\هالواحد.. وتخبر أنه اإلله الذي جاء المسيح وجميع األنبياء بالدعوة إليه.

هو المصحح لكل تلك األوهام ال\\تيقال: نعم.. وقد كان محمد لحقت المسيح، وأساءت إلى الله.

قلت: ف\\أنت تتص\ور أن كتبن\\ا تح\\وي ص\\فات اإلل\\ه ال\ذي ج\اء ب\همحمد.. ال األقانيم التي نؤمن بها.

قال: أجل.. وأستطيع أن أبين لك ذلك إن كنت صادقا.. وأنا واث\\قتماما من أنك إذا عرفت الحقيقة سوف تسلم لي.

قلت: وإذا عرفت الحقيقة أنت.قال: ال مناص لي من التسليم إليك.. فالحق أحق أن يتبع.

جلست مجلس التلميذ بين يدي\ه.. ولك\\ني م\ع ذل\ك لم أتخ\ل عن عنفوان السلطة ال\تي كنت أملكه\ا أو ك\ان يملكه\ا منص\بي.. فل\\ذلك جلست أنصت إلى حديثه، وال أقاطعه.. لق\\د كنت أتمت\\ع بحديث\\ه، ول\\و

10

Page 13: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أني لم أملك الجرأة ألن أظهر له تلك المتع\ة.. لق\د كنت أب\دو قاس\يا أمامه، ولكن قلبي كان ي\\ود ل\و يحتض\\نه ليمتص بعض رحي\\ق األش\عة

المحمدية التي امتصها قلبه. ق\\ال: ألس\\تم تلخص\\ون أص\\ول أص\\ول العقي\\دة في المس\\يح في

األمانة الكبيرة؟قلت: أجل.

قال: أال تقولون فيها: )نؤمن بالله الواحد األب ضابط الك\\ل مال\\ك كل شئ مانع مايرى وما اليرى، وبالرب الواحد يسوع ابن الله الواح\د بكر الخالئق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كله\ا، وليس بمص\نوع إله حق من إله حق من ج\\وهر أبي\\ه ال\\ذي بي\\ده أتقنت وص\\ار إنس\\انا وحبل به وولد من مريم البتول وص\\لب أي\\ام )بيالطس المل\\ك( ودفن وقام في اليوم الثالث كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس ع\ن يمين أبيه مستعد للمجئ ت\ارة أخ\رى للقض\اء بين األحي\اء واألم\وات. ونؤمن بروح القدس المحيي المنبثق من أبيه الذي بموقع األب واالبن يسجد له ويمجد الن\\اطق باألنبي\\اء وبكنيس\\ة واح\دة مقدس\\ة رس\\ولية وبمعبودية واح\دة لمغف\\رة الخطاي\\ا وت\\ترجى قيام\\ة الم\\وتى والحي\\اة

والدهر العتيد آمين( قلت: بلى.. نحن نردد ه\ذا الكالم.. وه\و يح\\وي خالص\\ة معتص\\رة

لعقيدتنا.قال: من أين أتيتم بهذا الكالم؟

قلت: من كتبنا المقدسة. أسقفا اجتمعوا بمدينة يذقي\\ة318قال: ال.. لقد قرر هذه العقيدة

م زادوا فيها مايلي :)381م وفي عام 325في عهد قسطنطين عام واألب واالبن وروح الق\\دس هي ثالث\\ة أق\\انيم، وثالث\\ة وج\\وه، وثالث\\ة خواص، توحيد في تثليث في توحيد كيان واحد بثالثة أقانيم، إله واح\\د

11

Page 14: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

جوهر واحد طبيعة واحدة( قلت: هذا صحيح.. ولكن ه\\ذه المج\\امع.. وه\\ذا الع\\دد الكب\\ير من األساقفة لم يقولوا هذا الكالم من فراغ.. لق\\د وج\\دوا نصوص\\ا كث\\يرة

.(1)في الكتاب المقدس تؤيدهم قال: أنت تعلم أن هذه العقيدة لم تلق القبول المطلق من جميع المسيحيين.. إن هناك اآلالف.. بل عشرات اآلالف من الذين يق\\رؤون الكتاب المقدس، ويفهمونه، ويؤمنون به، ومع ذلك ال يثق\\ون في ه\\ذا

اإليمان الذي تتبنونه وتبشرون به. لقد اعترف جل المؤرخين المسيحيين، أن االعتقاد بإلهية المس\\يح لم يصبح عقيدة مستقرة وسائدة بين المسيحيين إال بعد انقضاء عه\\د الحواريين وعهد التالميذ األوائل للمس\\يح، أي بع\\د انقض\\اء ق\\رن على

األقل على رحيل المسيح. أم\ا قب\ل ذل\ك.. أي في الق\رن األول لبعث\ة المس\يح، فق\د ك\انت

مذاهب الناس في المسيح ال تزال متشعبة: فغالبية اليهود المعاصرين له أبغضوه وأنكروا رسالته من األساس واعتبروه ساحرا ودجاال، وصرفوا جه\\ودهم لمحارب\\ة أتباع\\ه والقض\\اء على دعوته، واإلسالم أنكر على ه\\ؤالء، والمس\\لمون ينك\\رون عليهم،

ويغيرون للمسيح الذي لم يتركوا وسيلة إال آذوه بها. ومقابل ذلك آمن به ع\دد من اليه\ود ممن تج\رد لل\ه، ف\رأوا في\ه المسيح المبشر به في الكتب المقدسة الس\ابقة، وق\د أش\ار الق\رآن

فلمyا أحسyالكريم إلى هؤالء الذين وقف\وا في وج\ه أولئ\ك، فق\ال :ون نحن اري إلى اللyه ق\\ال الحواري ى منهم الكف\\ر ق\\ال من أنص\\ عيس\\

yا مسلمون yا باللyه واشهد بأن (، وق\\ال :52 )آل عمران:أنصار اللyه آمن

)( استفدنا الكثير المعلومات المرتبطة بهذا الباب من كتاب )القول الصحيح فيما نس\\ب1 ائ\\ل الب\\ني.. وغ\\يره منلعيسى المسيح( من تأليف: مشعل بن عبد الله القاضي، ترجم\\ة : و

المراجع.12

Page 15: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ى ابن م\ريم ار اللyه كم\ا ق\ال عيس\ ه\ا الyذين آمن\وا كون\وا أنص\ ي\ا أيار اللyه ون نحن أنص\\\ اري إلى اللyه ق\\\ال الحواري ين من أنص\\\ للح\\\واريyدنا الyذين آمنوا على فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأي

(14 )الصف:عدوهم فأصبحوا ظاهرين وهؤالء الحواريون الصادقون لم يصلنا من كتبهم إال القلي\\ل.. وم\\ع ذلك، فما وصلنا ي\دل على أنهم ك\انوا ي\رون في المس\يح نبي\ا بش\را، ورجال أيده الله بالمعجزات الباهرات ليرد الناس إلى صراط الله الذي ضلوا عنه، وليعلن بشارة الل\\ه تع\\الى بالرحم\\ة والغف\\ران والرض\\وان

للمؤمنين التائبين.. وبين هؤالء وأولئك ظه\\رت فئ\\ة من المغ\\الين، ك\\انوا أخط\\ر على المس\\يح ودين المس\\يح واألش\\عة ال\\تي أن\\ارت بالمس\\يح من اليه\\ود أنفسهم.. فهؤالء لم ينسجوا له تاجا من الشوك، ب\ل نس\جوا ل\ه تاج\ا من األلوهية، وقد أنكر القرآن الكريم على هؤالء إنكارا ش\\ديدا منزه\\ا

وإذ قال اللyهالله تعالى عن األفكار التي كانوا يحملونها، قال تعالى :yخ\ذوني وأمي إلهين من دون yاس ات ى ابن م\ريم أأنت قلت للن يا عيس\\\ون لي أن أق\\ول م\\ا ليس لي بح\\ق إن كنت اللyه قال سبحانك م\\ا يكyك أنت ك إن ي وال أعلم م\ا في نفس\ قلته فقد علمته تعلم ما في نفس\yكم ي ورب yه رب \\دوا الل م الغيوب ما قلت لهم إالy ما أمرتني به أن اعب yعال قيب yيتني كنت أنت ال\\رyوف\\ هيدا م\\ا دمت فيهم فلمyا ت وكنت عليهم ش\\

(117 \ 116 )المائدة:عليهم وأنت على كل شيء شهيد قلت: ولكن إجم\\اع المس\\يحيين اس\\تقر على ه\\ذه العقي\\دة ال\\تي

يؤمنون بها.. ألستم تعتبرون اإلجماع من مصادر الشريعة المعتبرة؟ قال: اإلجماع الذي ال يناقض النصوص.. ال اإلجماع ال\\ذي يخالفه\\ا، بل يحاربها.. ثم من ق\\ال ل\\ك ب\\أن المس\\يحيين اجتمع\\وا في ي\\وم من

األيام. إن التاريخ والوثائق المعتبرة تثبت أنه ال تزال توجد في ك\ل عص\ر

13

Page 16: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

من عص\\ور ت\\اريخ المس\\يحية أع\\داد غ\\ير قليل\\ة من علم\\اء النص\\ارى وع\\امتهم ممن أنك\\ر تألي\\ه المس\\يح ورفض عقي\\دة التجس\\د والتثليث مؤكدا تفرد الله وحده باأللوهية والربوبية واألزلية، وأن المسيح مهم\\ا

عال شأنه يبقى حادثا مخلوقا. وهؤالء ليس\وا أف\رادا مح\\دودين، ب\ل ق\د حظي أولئ\ك األس\\اقفة والبطارقة الموحدون بآالف، بل عشرات آالف األتباع والمقلدين، ول\و

..(1)أذنت لي ل\\ذكرتك ب\\الكثير ممن تع\\رفهم أنت، وثل\\ة ممن معك ولكن الكثير من المسيحيين يجهلونهم، ألنكم تمارس\\ون من أس\\اليب

التعتيم ما تغطون به التاريخ والجغرافية وكل ما ال تريدون ظهوره. ألم تظهر عدة ف\رق في الق\رون المس\يحية الثالث\ة األولى ك\انت تنكر التثليث والتجسد وتأليه المس\\يح.. أليس من ه\\ذه الف\\رق فرق\\ة األبيون\\\يين، وفرق\\\ة الكارينثي\\\انيين، وفرق\\\ة الباس\\\يليديين وفرق\\\ة

الكاربوقراطيين، وفرقة الهيبسيستاريين، وفرقة الغنوصيين؟ قلت: ه\\ذه ف\\رق هرطق\\ة.. وهي محروم\\ة من برك\\ات الكنيس\\ة

مطرودة من طريق الرب. ق\\ال: أنتم ال\\ذين حرمتموه\\ا.. أنتم ال\\ذين تجلس\\ون على ع\\رش المحكم\\ة اإللهي\\ة لت\\دينوا من تش\\اءون إدانت\\ه، وتقرب\\وا من تش\\اءون

تقريبه. أنتم ال\\ذين أدنتم ب\\ولس الشمش\\اطي، ال\\ذي ك\\ان بطريرك\\ا في أنطاكية، ووافقه على مذهبه التوحيدي الخالص الكثيرون ممن عرفوا

بالفرقة البوليقانية. وأنتم الذين أدنتم آريوس أسقف كنيسة بوكاليس في اإلس\\كندرية

م.(، وال\\\ذي ص\\\ار ل\\\ه أل\\\وف األتب\\\اع ممن عرف\\\وا336 \ 250)ر باإلسالم( للبروفيسور الهندي الدكتور محمد عطاء الرحيم، فقد1 )( انظر: )عيسى يبش

ذك\\ر في\\ه مؤلف\\ه الف\\رق النص\\رانية الموح\\دة القديم\\ة، وتح\\دث في فص\\ل كام\\ل عن أعالم الموحدين في النصرانية، استوعب فيها أسماءهم وتراجمهم وكتاباتهم ودالئلهم على التوحي\\د

وأحوالهم وما القوه من اضطهاد و محاربة في سبيل عقيدتهم.14

Page 17: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

باآلريوسيين.. وقد بقي مذهبهم التوحيدي حيا لفترات زمني\\ة طويل\\ة.. بل صار آريوس علما للتوحيد، حتى أن ك\\ل من ج\\اء بع\\ده إلى يومن\\ا هذا ممن ينكر التثليث وإلهي\ة المس\يح، تص\مونه أنتم رج\ال الكنيس\ة

الرسميون بأنه آريوسي. وأنتم الذين أدنتم يوزيبيوس النيقوميدي أسقف بيروت، الذي نقل لنيقوميديا عاصمة اإلمبراطوري\\ة الش\\رقية، وك\\ان من أتب\\اع لوس\\يان

األنطاكي وقد كان من أصدقاء آريوس. قلت: أنت تتحدث عن تواريخ بائدة ال ن\دري ص\حة م\ا نق\ل منه\ا،

فكيف تريد أن تخرق بها اإلجماع المسيحي؟ قلت: لق\د ذك\رت ل\ك أن\ه لم يخ\ل ي\وم من أي\ام المس\يحية من

الموحدين.. 1553 \ 1151أال تعرف الطبيب األسباني ميخائيل س\\يرفيتوس )

( الذي تأثر بحركة اإلصالح البروتستانتية، ولم يكت\ف ب\ذلك، ب\ل خط\ا في اإلص\الح خط\وات جذري\ة وجريئ\ة، ف\أعلن بطالن عقي\دة التثليث ورفض ألوهية المسيح، بل كان يسمي الثالوث ب\ )الوحش الشيطاني ذي الرؤوس الثالثة(.. ولم يكت\ف ب\ذلك، ب\ل ق\ام بحرك\ة نش\طة في

الدعوة إلى التوحيد الخالص. أما أنتم فق\د اتهمتم\وه كع\ادتكم بالهرطق\\ة، ب\\ل واعتقلتم\وه، ثم أعدمتموه حرق\ا.. لكنكم لم تس\تطيعوا إع\دام أفك\اره وكتابات\ه ال\تي انتش\رت في وس\ط وش\رق أورب\ا، وص\ار له\ا عش\رات األل\وف من

األتباع والمؤيدين. (1579 \ 1510أال تعرف القسيس الروماني فرانس\\يس ديفي\\د )

الذي ص\\ار أس\\قفا كاثوليكي\\ا، ثم اعتن\\ق البروتس\\تانتية، ثم وص\\ل في النهاية للتوحيد الخالص، فأبطل التثليث، ونفى ألوهي\ة المس\يح.. وق\د كان ألفكاره تأثيره\\ا االجتم\\اعي، فتأسس\\ت على أساس\\ها فرق\\ة من الموحدين في بولونيا والمجر )هنغاريا( وأثرت أفكاره ح\\تى في مل\\ك

15

Page 18: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

هنغاريا الذي أصدر بيانا أمر فيه بإعطاء الموحدين حرية العقيدة؟ \1539أال تع\\رف الاله\\وتي اإليط\\الي فاوس\\تو ب\\اولو س\\وزيني )

( الذي اشتهر باسم سوسيانوس.. لقد نشر كتابا إصالحيا ينق\\د1604 عقائد الكنيسة األساسية من تثليث وتجسد وكفارة وغيرها، ثم توصل

للتوحيد الخالص، وأخذ يؤكد عليه في كتاباته ورسائله؟ ولم يب\\ق األم\\ر محص\\ورا في شخص\\ه وكتابات\\ه، ب\\ل إن تعاليم\\ه انتشرت في كل مكان، وعرف مذهبه الالهوتي باسم )السوسيانية(.. أما أنتم فتسمون أتباعه )اآلريانيين الج\\دد(، أي أتب\\اع م\\ذهب آري\\وس

القديم، وكأنكم بذلك تحيون مذهب آريوس من حيث ال تشعرون. أما موقفكم من\ه، ف\أنت تعرف\ه، لق\د عرض\تم أتب\اع السوس\يانية

، ب\\ل أح\\رقتم الكث\\ير منهم1638الضطهاد وحش\\ي منظم من\\ذ ع\\ام أحياء.. أو على األقل حرمتموهم حقوقهم المدنية، وحرقتم كتبهم.

سكت قليال، ثم ق\ال: أال تع\رف القس\يس البريط\اني ثيوفيل\وس ( ال\\ذي ك\\ان منظم أول جماع\\ة مص\\لين1808 \ 1723ليندس\\ي)

موحدة في إنجلترا، وكان يؤكد أنه ليست الكنائس فقط مكان عب\\ادة الله، بل لإلنسان أن يختار أي مكان ألداء األدعية والصلوات لله وحده

فقط؟ \1733أال تعرف القسيس والعالم البريطاني جوزيف بريستلي )

( الذي أثار كتابه )تاريخ ما لحق بالنصرانية من تحريفات( ثائرة1804أتباع كنيستكم الرسمية، فأمرتم بإحراقه فيما بعد؟

ه\\ذا غيض من فيض من الرج\\ال والجماع\\ات ال\\تي خ\\رقت م\\اتزعمه من إجماع مسيحي.. أم أن كل هؤالء ال محل لهم عندكم؟

ص\\مت ألت\\رك ل\\ه فرص\\ة أخ\\رى للح\\ديث.. فق\\د ك\\انت أح\\اديث المرت\دين ال\تي ينف\ر منه\ا من أع\رفهم من رج\ال ال\دين المس\يحي

تملؤني بقوة عجيبة.

16

Page 19: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

واصل الرجل حديثه ق\\ائال: ارج\\ع إلى دوائ\\ر المع\\ارف البريطاني\\ة واألمريكية الشهيرة ح\ول المس\يح وت\اريخ تط\ور العقي\دة النص\رانيةyاب واألناجيل، وستجد أن الغالبية العظمى من ه\\ؤالء المفك\\رين والكت العص\\\ريين ال ترت\\\اب في ك\\\ون غ\\\الب العقائ\\\د المعقyدة للكنيس\\\ة النصرانية، ال سيما التثليث والتجس\\د والكف\\ارة واألق\\انيم.. م\\ا هي إال تعبيرات فلسفية بعي\\دة عن رس\\الة المس\\يح ال\\تي لم تكن إال رس\\الة

توحيدية أخالقية بسيطة. ولم يبق إال القليل جدا من المفكرين ودك\\اترة الاله\\وت وأس\\اتذة علم األديان الغربيين ممن ال يزال ي\رى أن عقائ\د الكنيس\ة الرس\\مية

تمثل بالضبط نفس تعاليم المسيح وتعكس حقيقة رسالته. وليس األم\\ر قاص\\را على ه\\ؤالء الب\\احثين.. ب\\ل إن هن\\اك فرق\\ا نصرانية جديدة انش\\قت عن الكنيس\\ة، خاص\\ة في الوالي\\ات المتح\\دة األمريكية، وهي تتفق على إنكار إلهية المس\\يح وإنك\\ار التثليث ورفض فكرة: الله \ اإلنسان، وتنظر لبنوyة المسيح لله على مع\\نى مج\\ازي ال حرفي، وال أظنك تجهلها.. وال أظن\\ك تجه\ل م\\ا تمارس\\ون ض\\دها من

حروب.. وأنا مع أني أختلف كثيرا مع هذه الف\رق إال أني أفن\د به\ا اإلجم\اع

الذي تزعمه.. إن لهؤالء \ حض\\رة الح\\بر \\\ من العق\\ل م\\ا لكم، ولهم من الكتب المقدسة نفس ما تؤمنون به.. فكيف لم يفهموا منها ما فهمتموه من

العقائد؟ قلت: وهل تظن أن ك\ل أولئ\ك الفح\ول من رج\ال ال\دين ال\ذين

اجتمعوا في نيقية أقل عقال من هؤالء؟ قال: أنا ال أتهمهم في عقولهم.. بل لوال عقولهم ما اس\\تطاعوا أن

يحوروا المسيحية إلى السبيل الذي أرادوه.

17

Page 20: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

سأنقل لك هنا بعض ما نقله سعيد بن البطريق، وهو يتحدث عم\\ا ح\دث في المجم\\ع الث\\الث حيث اجتم\\ع ال\وزراء والق\\واد الى المل\\ك وق\\\الوا: ان م\\\ا قال\\\ه الن\\\اس ق\\\د فس\\\د، وغلب عليهم )آري\\\وس( و)اقدانيس( فكتب الملك الى جمي\ع االس\اقفة والبطارق\ة، ف\اجتمعوا في القس\\\طنطينية، فوج\\\دوا كتبهم تنص على أن ال\\\روح الق\\\دس مخل\وق، وليس بإل\ه، فق\ال بطري\ق االس\كندرية: ليس روح الق\دس عندنا غير روح الله، وليس روح الله غير حياته، فإذا قلن\\ا إن روح الل\\ه مخلوقة، فقد قلنا إن حيات\ه مخلوق\ة، واذا قلن\\ا حيات\ه مخلوق\ة، فق\د

جعلناه غير حي وذلك كفر. واستحسن الجميع هذا الرأي مع هزالته وبساطته وراح\\وا يلعن\\ون آريوس ومن قال بقولته هذه، وأثبتوا أن: )روح الق\\دس إل\\ه ح\\ق من

إله حق ثالثة اقانيم بثالثة خواص( لس\ت أدري كي\ف خط\ر على ب\الي نص\وص من الق\رآن الك\ريم تتح\\دث عن روح الق\\دس ونس\\بته لل\\ه، فقلت: ولكن الق\\رآن كت\\اب

المسلمين المقدس الذي تؤمن به ينسب الروح إلى الله؟لناقال: أجل.. لقد قال تعالى : yخذت من دونهم حجاب\\ا فأرس\\ فات

ويا را س\\ yل له\ا بش\ وم\ريم(، وق\ال :17 )م\ريم:إليها روحنا فتمثدyقت نت فرجه\ا فنفخن\ا في\ه من روحن\ا وص\ ابنت عم\ران الyتي أحص\

ها وكتبه وكانت من القانتين (12 )التحريم:بكلمات رب وقال يبين العقيدة الحقة في المسيح، وينقد العقائد المنحرف\\ة :

yم\\ا \\وا في دينكم وال تقول\\وا على اللyه إالy الح\\قy إن \\اب ال تغل يا أهل الكت المسيح عيسى ابن مريم رسول اللyه وكلمت\ه ألقاه\ا إلى م\ريم وروحyم\ا اللyه إل\ه منه فآمنوا باللyه ورسله وال تقولوا ثالثة انته\وا خي\را لكم إنماوات وم\\ا في األرض y\\واحد سبحانه أن يكون له ولد ل\\ه م\\ا في الس

(171 )النساء:وكفى باللyه وكيال : )من شهد أن ال إله اال الل\\ه وأن محم\\داوبمثل ذلك ورد قوله

18

Page 21: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وابن امت\ه وكلمت\ه ألقاه\ارسول الله، وأن عيسى عبد الل\ه ورس\وله إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، وأن البعث حق أدخله

(1)الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء(

قلت: فقد نسب المسيح إلى كلمة الله وروحه.. ونحن ال نقول إالهذا.

قال: ال.. أنتم ال تقولون هذا.. أنت تقولون بألوهية المسيح أو كونه .. أما هذه النص\\وص فتض\\يف كلم\\ة روح الق\\دس،أحد أقانيم األلوهية

وروح من\\ه إلى الل\\ه ليس التحاده\\ا ب\\ه، وانم\\ا نس\\بة تش\\ريف.. فهي وإلىإضافة تشريف، وليست إضافة تبعيض، ألم تقرأ قوله تع\\الى :

\ره ق\د \دوا اللyه م\ا لكم من إل\ه غي ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعب\\ل في أرض \\ة ف\\ذروها تأك كم هذه ناقة اللyه لكم آي نة من رب جاءتكم بي

(، وقوله :73 )ألعراف:اللyه وال تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ه وسقياهاyه ناقة اللyفقال لهم رسول الل :(13 )الشمس

أم أنك ترى أن هذه الناقة أقنوم جدي\\د يمكن إض\\افته إلى أق\\انيماأللوهية؟

قلت: ال بأس.. لن أجادلك في هذا.. وال يعنيني ما يق\\ول كت\\ابكم.. عد بنا إلى ما كنا فيه.. لق\د ذك\رت لي أن أولئ\ك ال\ذين اجتمع\وا في المجامع ليقرروا العقي\دة ال\تي ن\ؤمن به\ا ك\انوا مخط\ئين.. فمن أين استنبطوا تلك العقيدة إذن، ومن أين افتروها إن لم يكونوا قد فهموها

من الكتب المقدسة التي ورثوها؟ قال: لقد مكثت أدرس سر ه\ذا ف\ترة طويل\ة بموض\وعية وحي\اد، وقد كانت هذه الدراسة سر اهتدائي لإلسالم، أو سر معرفتي لحقيقة المسيحية التي ال تختلف عن اإلسالم.. أو سر معرفتي للتشويه ال\\ذي

تعرضت له المسيحية.قلت: فإالم اهتديت؟

)( رواه البخاري ومسلم.1

19

Page 22: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: إلى أربعة أمور.. ما أصابت دينا من األديان إال وحادت به عنسواء السبيل.

قلت: فما هي؟ قال: أولها انحراف أهل الدين عن السنن التي جاءهم بها أنبياؤهم إلى ب\\دع مح\\دثات نقلوه\\ا من األمم المختلف\\ة، أو تس\\ربت إليهم من

األمم المختلفة، أو أرادوا بها أن يرضوا أهل الملل المختلفة.قلت: والثاني؟

قال: تحريف األتباع ألديانهم إرضاء ألهوائهم.قلت: والثالث؟

قال: تسلط الحكام وتدخلهم في الدين.قلت: والرابع؟

قال: اتب\اع األتب\اع للمتش\ابهات، وهج\رهم للمحكم\ات، فنس\خواالمحكم بالمتشابه، وعطلوا المحكم واتبعوا المتشابه.

قلت: فحدثني عما عرفته من انطباق هذه األربع\\ة على م\\ا ن\\دينبه من دين.. ولنبدأ بأولها.

أولها هو اتباع سنن المنحرفين من أهــل الــدياناتقال: .. لقد أشار الق\\رآن الك\\ريم إلى ه\\ذا المع\\نى،المختلفة تأثرا بهم

وجاوزنا ببني إسرائيل البح\\ر ف\\أتوا على ق\\وم يعكف\\ون علىفقال :yكم ق\وم أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آله\ة ق\ال إن

(138 )ألعراف:تجهلون قلت: ال يعنيني ما يق\ول ق\رآن المس\لمين.. ب\ل تعني\ني الحقيق\ة

الموضوعية المجردة. قال: القرآن يذكر سنن الحق\\ائق.. وال يمكن أن تفهم الحق\\ائق إال

20

Page 23: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

في ظالل سننها. قلت: ح\\دثني عم\\ا فع\\ل ق\\ومي مم\\ا ذكرت\\ه من اتب\\اع األدي\\ان

األخرى؟ قال: لق\\د بل\\غ من ت\أثر المس\\يحية بال\ديانات األخ\رى في عقي\دة

25التثليث أن ت\\اريخ والدة المس\\يح غ\\ير م\\رارا إلى إن اس\\تقر ي\\وم ديس\\مبر، وه\\و الي\\وم ال\\ذي ك\\ان المص\\ريون يحتفل\\ون في\\ه بمول\\د مخلصهم )حورس(، وهو نفس اليوم الذي كان الفرس يحتفل\\ون في\\ه بميالد )متزا(، كما ك\\ان ه\\ذا الي\\وم أح\\د األعي\\اد الديني\\ة المماثل\\ة في الدولة الرومانية وتخالف الكنيسة الشرقية الكنيسة الغربي\\ة في ذل\\ك

فتجعل يوم ميالد المسيح اليوم السابع من يناير. وقد كان المصريون يعتقدون أن )حوريس( ولد من اإلل\\ه األعظم )أوزوريس( والعذراء )ايزس(، كما أن الرومان كانوا يعتقدون أن اإلله )جوبيتر( أنجب )بريسيوس( من العذراء )داناي( وأنجب )ديونيسيس( من العذراء )سيميل( وأنجب )هرقل( من العذراء )ألكمين(.. أم\\ا في الهند فقد ول\د كيرش\نا في كه\ف بينم\ا ك\انت أم\ه الع\ذراء وخطيبه\ا

هاربين من غضب الملك. باإلضافة إلى هذا، فإن تأليه بعض المخلوقات من البشر وغ\\يرهم ق\\ديم ج\دا.. وال ي\\زال يوج\\د بين الب\\دائيين من عب\\دوا ق\\وى الطبيع\\ة ومنهم من عبد الشمس والقم\\ر والك\\واكب األخ\\رى، وت\\اريخ األدي\\ان

غاص بهذا المظاهر: ألم تس\\مع ب\\الطوطم والت\\ابو وعب\\ادة األج\\داد واألش\\جار وأث\\ار

الموتى؟ ألم تسمع بآلهة اليونانيين الذين كانوا يختص\\مون، ويحق\\د بعض\\هم على بعض ويدبرون المكايد، وتشيع بينهم األحقاد، ولم يكن لهم ح\\ظ

من األلوهية إال أنهم ال يموتون.

21

Page 24: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ألم تسمع بأسطورة إيزيس وأوزوريس وحوريس التي ول\دت فيمصر، وقد كانت معروفة ومشهورة.. ولعلها كانت بداية التثليث؟

ألم تسمع بتلك األساطير ال\تي ك\انت تجع\ل الن\\اس يعتق\دون أن دماء اآللهة سرت في شرايين المل\\وك فراح\\وا يؤله\\ونهم ويعب\\دوهم، وكان الملوك حريصين على نشر مثل هذه العقائد فهي الس\\ند الك\\بر

الستبدادهم؟ ألم تس\\مع برومي\\ولس وريمي\\وس، الل\\ذين وج\\دا فى الص\\حراء، وحنت عليهما ذئبة فأرضعتهما، ومات ثانيهم\\ا وبقي رومي\\ولس، فلم\\ا نما وترعرع أسس مدينة روما، ومنه جاء ملوكها \ كما يعتقدون \ وقد أضفى ذلك عليها ط\ابع القداس\ة، فهي مدين\ة مقدس\ة، وملوكه\ا من س\اللة اآلله\ة.. وق\د ظ\ل الن\اس يعب\دون المل\وك الروم\انيين، فلم\ا ظه\\رت المس\\يحية حاربوه\\ا حرص\\ا على مج\\دهم ح\\تى ك\\ان عص\\ر األمبراطور البيزنطى قسطنطين الذي وجد أن تيار المس\\يحية أص\\بح عنيفا وأقوى من أن يحارب، فاعلن المسيحية دينا رسميا لدولته، ولم يكن كث\ير من الن\اس مس\تعدين لقبوله\ا، ف\أجبرهم عليه\ا بالتع\ذيب والقتل، وأريقت دماء كث\\يرة في س\\بيل ذل\\ك مم\\ا ول\\د النف\\اق ال\\ذي

يحرف األديان. قلت: سمعت بكل هذا.. ولكن كيف تق\ارن تل\ك ال\ديانات الوثني\ة

بالمسيحية.. أترى المسيحية امتدادا للوثنية؟ قال: ال.. حاشا لله.. وقد كان قرآننا وديننا أكثر احترام\\ا لكم.. ب\\ل

\\اب إالyإنه اعتبر إلهكم هو إلهنا، فقال تع\\الى : وال تج\\ادلوا أه\\ل الكت\ا \زل إلين yا بالyذي أن بالyتي هي أحسن إالy الyذين ظلم\وا منهم وقول\وا آمن

(46 )العنكبوت:وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وهو ال يدعوكم إال للتخلص من الش\رك ال\ذي دنس\تم ب\ه قداس\ة

\\ااإلله، قال تعالى : واء بينن \\اب تع\\الوا إلى كلم\\ة س\\ قل يا أه\\ل الكت نا بعض\ا أرباب\ا yخ\ذ بعض\ وبينكم أالy نعبد إالy اللyه وال نشرك به شيئا وال يت

22

Page 25: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

لمون yا مس\ هدوا بأن yوا فقولوا اش\ )آل عم\ران:من دون اللyه فإن تول64)

ولكني مع ذلك ال أنفي وال أستطيع أن أنفي تأثركم بتلك الوثنيات،وسأبرهن لك ذلك بما شئت من البراهين.

أصخت بسمعي ألسمع ما يق\ول.. فق\د ك\ان لحديث\ه من العذوب\ةوالقوة ما يأسر السامعين.

قال: سأقول لك شيئا لعلك تخالفني فيه.. لكن األدل\\ة كله\\ا تق\\فمعي..

أنت تع\\رف مدرس\\ة اإلس\\كندرية، وتع\\رف أنه\\ا المدرس\\ة ال\\تي اضطلعت بدرس الفلسفة اليونانية ونشرها.. لق\\د ازده\ر فيه\\ا الفك\\ر اليون\\اني م\\دة طويل\\ة، فلم\\ا ظه\\رت المس\\يحية وج\\دت في ه\\ذه المدرسة تراثا وثنيا لم تس\تطع أن تتخلص من\ه، ب\ل س\يطر ه\و على

المسيحية.صحت فيه: ما الذي تقوله؟

قال: اصبر علي.. أرى أنك تري\د أن تع\رف الس\بب ال\ذي جعل\نيأومن باإلله الواحد بدل األقانيم الثالث.. فاصبر علي..

هدأت، فواصل حديثه، قائال: لق\\د ح\\ارب أب\\اطرة الروم\\ان عب\\ادة إيزيس وشق عليهم إماتتها حتى إننا نجد أحد عشر امبراطورا يقيمون على حربها، ومع ذلك لم تمت، وإنما ظهرت فى صورة أخرى واس\\م آخر.. لقد ظهرت فى عبادة ديمتر يونانية ورومانية، وام\\تزجت بعب\\ادة )مثرا( وأتخذوا لها صورة األم الحانية، فرس\\موها تحتض\\ن ولي\\دها في مظهر ينم عن الحنان والبر من األم والبراءة والطه\\ارة من الطف\\ل.. وهذه الصورة بكل ما فيها هي الصورة التي ترسمونها للس\يدة م\ريم

العذراء وهي تحمل طفلها المسيح. ب\\دا على وجهي بعض الس\\كون ال\\ذي نش\\ره حديث\\ه في نفس\\ي،

23

Page 26: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

فشجعه ذلك، فراح يقول: لق\د ك\ان الن\اس \\ كم\ا ي\ذكر كارلي\ل في كتاب )األبطال وعبادة األبط\ال( \\ يعظم\ون البط\ل، ويعظم\ون أم\ه وأباه، فجاءت عقيدة التثليث بهذا، وظل الناس يخلعون على األبط\\ال صفات اآللهة، إعجابا بهم وتعظيما لهم، ولهذا نهى القرآن الك\ريم عن

يا أهلالغلو في المسيح، ألن الغلو فيه هو سر تأليهه، فقال تعالى :يح yم\\ا المس\\ الكتاب ال تغلوا في دينكم وال تقولوا على اللyه إالy الح\\قy إن

\ه \ه ألقاه\ا إلى م\ريم وروح من ول اللyه وكلمت عيسى ابن مريم رس\(171)النساء: من اآلية

وله\ذا أخ\بر الق\رآن الك\ريم أن جمي\ع الرس\ل رك\زوا على ص\فةرالبش\\رية فيهم، ق\\ال تع\\الى : لهم إن نحن إالy بش\\ ق\\الت لهم رس\\

\\أتيكم مثلكم ولكنy اللyه يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نyل المؤمنون ( 11 )ابراهيم:بسلطان إالy بإذن اللyه وعلى اللyه فليتوك

yما أنا بشر مثلكم ماذا يقول لقومه:وقال معلما محمدا قل إن\\ل تغفروه ووي \\ه واس\\ تقيموا إلي \\ه واح\\د فاس\\ yم\\ا إلهكم إل يوحى إليy أن

(6 )فصلت:للمشركين من ينهى أن يسلك معه م\ا س\لك م\ع المس\يح ولهذا كان

الغلو المؤدي إلى التأليه، فقال: )ال تطروني كما أطرت النص\\ارى ابن (1)مريم، فانما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله(

يتشرف بتلقيبه بعبد الله.. وقد ذكر له القرآن الك\ريموقد كان \\زلهذا اللقب في أشرف المواضع، قال تعالى : yه الyذي أن الحم\\د لل

\ارك(، وق\ال :1 )الكهف:على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا تبل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا yذي نزyال:(1 )الفرقان

كان يقرأ هذه اآليات بصوته الجميل، فأجد له\\ا من العذوب\\ة م\\ا الأستطيع وصفه.

قلت: أترى أن عبادة إي\\زيس هي ال\\تي انتقلت إلين\\ا، أو هي ال\\تي)( رواه البخاري.1

24

Page 27: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

تحولت إليها المسيحية؟ قال: أن\ا ال أق\ول ذل\ك.. ولك\ني أق\ول: إن المس\يحية بمعتق\داتها الشركية هذه ال تختلف عن تلك العب\\ادة.. ب\\ل ال تختل\\ف عن عب\\ادات أخرى قد تكون أثرت فيها.. أو هي على األقل تدل على نزعة بش\\رية

معينة لعبادة البشر واألبطال من البشر. قلت: ال بأس.. دعنا من هذا.. فليس ل\دي ال\وقت ألجادل\ك في\ه..

وحدثني عن السبب الثاني. .. لق\\د درس\\تالســبب الثــاني هــو تحريــف األتبــاعق\\ال:

المسيحية دراسة متأنية، فوجدتها قد عزلت كتابه\\ا المق\\دس، واتبعتبدعا كثيرة ال عالقة لها بالكتاب المقدس.

قلت: كيف تقول هذا.. والكتاب المقدس ه\و الكت\اب ال\ذي ن\أويإليه، ونستنبط منه، وال نصلي إال بترتيله والتبتل به.

قال: ليس الشأن في ذلك إنما الشأن في االتباع ال االبتداع. قلت: وهل وقعت البدعة في ديننا؟.. لعلك تقصد الهرطقات التي

ظهرت؟ قال: ال.. لق\\د نس\\خ دينكم نس\\خا كلي\\ا بالب\\دع.. أخ\\برني: أليس\\ت

المسيحية هي دين المسيح؟قلت: بلى.. وليس في ذلك شك.

قال: ما دامت المسيحية دين المسيح .. فم\\ا ب\\ال ب\\ولس؟.. ولميأخذ النصيب األوفر فيها؟

ك\\ان ه\\ذا الس\\ؤال ص\\دمة كب\\يرة لي.. ولم يكن لي من\\اص من االحتيال لإلجابة عنه، فقلت: كالهما واحد.. المس\يح ش\مس، وب\ولس شعاع من أشعتها، والبد لمن أراد أن يس\\تنير بالش\\مس من التع\\رض

ألشعتها.25

Page 28: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: فإذا تناقضت األشعة مع الشمس.قلت: يستحيل ذلك.

قال: فقد حصل هذا بين المسيح وبولس. قلت: أنت لم تفهم.. التناقض قد ينتج بسبب سوء الفهم.. فمع ما لبولس من األهمية في تقرير عقائدنا وش\\رائعنا إال أن\\ه لم ي\\دع ش\\يئا لنفسه، بل كان أعظم المضحين ألجل المسيحية، وقد ك\\ان لتض\\حيته وجهوده تأثيرهما الكب\\ير في نش\\ر المس\\يحيية.. فل\\وال ب\\ولس لم\\اتت

المسيحية في مهدها. ولهذا أجمعت جميع طوائف النص\ارى المنتش\رة في جمي\ع أنح\اء العالم على أنه واحد من أهم اإلنجيليين على اإلطالق.. لقد سافر إلى أماكن عدة يبشر بالنصرانية وينشرها بين غير اليهود ح\\تى ع\\رف بين

(1)الالهوتيين باسم: )رسول األمم( قال: أصحاب الدين الح\ق يحرص\ون على ص\فاء ال\دين أك\ثر من حرصهم على انتش\اره.. ولكن حرص\كم أو ح\رص ب\ولس على نش\ر

المسيحية، ولو بالتضحية بمبادئها جعل المسيحية دينا مختلفا. قلت: لكن كالم ب\\ولس المبث\\وث في رس\\ائله ال يخ\\رج عن كالم

المسيح.قال: ولم ال تقول بأنه الذي وجه الكتاب المقدس ليتفق مع آرائه؟

قلت: كيف تقول هذا.. هذا يحتاج إلى أدلة. ق\\ال: أنت تعلم أن\\ه من بين الس\\بعة وعش\\رين س\\فرا من كت\\اب العهد الجديد لبولس منها أربع\\ة عش\\ر، وفيه\\ا فق\\ط تج\\د العدي\\د من

العقائد النصرانية.

)( األمم : مصطلح عرف به في الكتاب المقدس غير اليهود.1

26

Page 29: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أال تعلم أن دائرة المع\ارف الفرنس\ية تنس\ب إلي\ه كال من إنجيليمرقس ولوقا وسفر أعمال الرسل؟

أال تعلم أن الكث\\ير من المفك\\رين يجعلون\\ه مؤس\\س المس\\يحية وواضع عقائدها؟.. لقد كانت رسائله أول م\\ا خ\\ط من س\\طور العه\\د الجديد، ولهذا جاء متناسقا إلى حد كب\\ير م\\ع رس\\ائل ب\\ولس ال س\\يما

إنجيل يوحنا. أال تعلم أن الكنيس\\ة رفض\\ت ك\\ل الرس\\ائل ال\\تي تتع\\ارض م\\ع مسيحية بولس التي طغت على م\\ا ن\\ادى به\\ا المس\\يح وتالمي\\ذه من

بعده؟ إن األثر الذي تركه بولس في النصرانية عميق جدا.. وهذا ما دع\\ا الكاتب األمريكي مايكل هارت أن يجعل بولس أحد أهم رجال التاريخ أثرا، وذلك في كتابه المعروف )المائة: تقويم ألعظم الن\\اس أث\\را في

التاريخ( وقد خلت قائمة مايك\\ل ه\\ارت من تالمي\\ذ المس\يح ال\\ذين غلبتهم دع\\وة ب\\ولس مؤس\\س النص\\رانية الحقيقي، فلم يع\د لهم ت\\أثير على

المسيحيين مثله. قلت: أن\\ا ال يعني\\ني ك\\ل م\\ا يق\\ول ه\\ؤالء.. ب\\ل تعني\\ني الكتب واألس\\فار.. فهي الموض\\وع ال\\ذي يمكن أن نحق\\ق في\\ه.. أم\\ا آراء

الناس.. فال يمكن االعتماد عليها وحدها. قال: ال بأس.. أال ترى فرقا بين األناجيل التي تؤرخ للمسيح، وبين

الرسائل التي خلفها بولس؟قلت: في أي شيء ترى أنت هذا الفرق؟

قال: ال أراه وحدي.. بل يراه كل قارئ للعهد الجديد.. إن المس\\يح من خالل األناجي\\ل يرك\\ز على المب\\ادئ األخالقي\\ة للمس\\يحية، وعلى النظرة الروحية لها، وعلى ما يتعلق بالسلوك اإلنساني، وهو نفس ما

27

Page 30: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

دقا لم\ا بين ي\ديy منلخصه القرآن الكريم في قول\ه تع\الى : ومص\كم \\\ة من رب م عليكم وجئتكم بآي yوراة وألح\\\لy لكم بعض الyذي ح\\\ر الت

yقوا اللyه وأطيع\\ون \\ا على(، وقول\\ه :50 )آل عم\\ران:ف\\ات وقفyين\\اه yوراة وآتين \\ه من الت دقا لم\\ا بين يدي ى ابن م\\ريم مص\\ \\ارهم بعيس\\ آثyوراة وه\\دى \\ه من الت دقا لم\\ا بين يدي \\ور ومص\\ األنجي\\ل في\\ه ه\\دى ون

yقين (46 )المائدة:وموعظة للمتقلت: وبولس.. بماذا جاء؟

قال: جاء بدين يختلف تماما عن ال\\دين ال\\ذي ج\\اء ب\\ه المس\\يح..سواء في العقيدة أو الشريعة.

لقد انقلب بولس انقالبا كليا على المسيح، ولم ي\\ترك للمس\\يح إالتلك الهالة من الخرافات التي نسجها حوله.

قلت: ال ينبغي الحديث عن القديسين بهذا األس\\لوب.. وق\\د أتحت ل\\ك ف\\رص الح\\وار لنبحث عن الحقيق\\ة.. أو لنبحث عن الش\\به ال\\تي

جعلتك ترتد عن المسيحية.. وال آذن لك في المساس بالقديسين. قال: ال بأس.. وأن\\ا ال أري\\د أن أمس\\ه بس\\وء.. ولكن ال ينبغي لمن يريد أن يبحث عن حقيقة المسيحية أن يغف\ل عن ب\ولس.. فه\و ركن

من أركان التشويه الذي غير المسيحية تماما.تصور لو أن بولس لم يظهر في المسيحية كيف كانت تكون؟

سكت، فقال: إن أردت الحقيقة، فالله أعظم من أن ننحجب عن\\ه بأي شخص من الناس قديسا ك\\ان أو منحرف\\ا.. أال ت\\رون المس\\لمين كيف يدعونكم بص\دق وإخالص لدراس\ة ن\بيهم، ويض\عون بين أي\ديكم

كل الوثائق لتعرفوا الحقيقة. ه\زني حديث\ه، فقلت: ونحن أيض\ا لم نمن\ع أح\دا من دراس\ة ك\ل

قديسينا، بل من دراسة المسيح.. وها هي كتبنا تنتشر بكل اللغات.

28

Page 31: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: فاعزل تلك القداسة التي تحجب عقلك عن الحقيقة، وتعال ندرس بولس دراسة متأنية.. فمن عرف أسرار بولس ع\\رف أس\\رار المسيحية، ومن عرف أسرار المسيحية ع\رف أس\رار اإلس\الم.. فلم

أر في المسيحية من يقف بينها وبين اإلسالم كما يقف بولس.قلت: ال بأس.. فلنحقق تحقيقا بوليسيا مع بولس.

قال: ما دمت قد قلت هذا، فسنتحدث عن ب\\ولس.. فق\\د درس\\ته دراسة متأنية، وهو ظاهرة توجد في كل األديان.. وهي السبب األك\\بر في تحريفها..وقد أشار الق\رآن الك\ريم إلى ه\ذه الظ\اهرة في قص\ة السامري الذي ادعى أنه قبض من أث\ر الرس\ول م\ا لم يقبض غ\يره، واس\مح لي أن أق\رأ ل\ك من كتابن\ا م\ا يؤك\د ل\ك أن ب\ولس ليس إال

سامري المسيحية. ثم انطلق يرتل من غير أن ينتظ\ر إذن\ا م\ني.. وق\\د ص\ادف ذل\ك

هوى في نفسي، فتركته على سجيته. يحكي قص\ة الس\امري، ومحاولت\ه تحري\ف دينقال: لقد قال تعالى

ى ) اإلسالم الذي جاء به موسى: \\ا موس\\ (83وما أعجلك عن قومك يyا ق\\د84قال هم أوالء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ) ( قال فإن

امري ) y\\هم السyل yا قوم\\ك من بع\\دك وأض\\ ى إلى85فتن ( فرج\\ع موس\\نا أفط\\ال كم وع\\دا حس\\ قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يع\\دكم ربكم ف\\\أخلفتم ب من رب عليكم العه\\\د أم أردتم أن يح\\\لy عليكم غض\\\

\\ا أوزارا من86موعدي ) yا حملن \\ا ولكن \\ا موع\\دك بملكن ( قالوا ما أخلفنامري ) y\\ذلك ألقى الس\\ 87زينة القوم فقذفناها فك ( ف\\أخرج لهم عجال

ي ) \\رون88جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنس\\ ( أفال يرا وال نفع\\ا ) y يرجع إليهم قوال وال يملك لهم ض\\ ( ولق\\د ق\\ال لهم89أال

yبعوني حمن ف\ات yكم ال\رy yم\ا فتنتم ب\ه وإنy رب \ا ق\وم إن \ل ي هارون من قب\\ا90وأطيعوا أم\\ري ) \\ه ع\\اكفين حتyى يرج\\ع إلين \\رح علي ( ق\\الوا لن نب

لوا )91موسى ) yبعني92( قال يا هارون ما منع\\ك إذ رأيتهم ض\\ y تت ( أاليت أم\\ري ) ي93أفعص\\ ي إن \\ؤمy ال تأخ\\ذ بلحيتي وال برأس\\ ( ق\\ال يبن

29

Page 32: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) yقال94خشيت أن تقول فر ) ت95فما خطبك يا سامري ) \\ه فقبض\\ روا ب ( قال بصرت بم\\ا لم يبص\\

ي ) وyلت لي نفس\ \\ذلك س\\ سول فنبذتها وك yق\ال96قبضة من أثر الر ) اس وإنy ل\ك موع\دا لن فاذهب فإنy ل\ك في الحي\اة أن تق\ول ال مس\yه فن yه ثمy لننس\ قن \ه عاكف\ا لنحر تخلفه وانظر إلى إلهك الyذي ظللت علي

يء97في اليم نسفا ) y هو وسع كلy ش\\ yما إلهكم اللyه الyذي ال إله إال ( إن )ط\ه( (98علما )

ثم قال: لو أنك استبدلت اس\م الس\امري باس\م ب\ولس، فس\تجدالمعنى يكاد يكون صحيحا.

قلت: ولكن بولس لم يدعنا إلى عبادة العجل. قال: هو دعاكم إلى عبادة الخروف.. ألس\\تم تكن\\ون عن المس\\يح

؟.. ألس\\تم تذكرون\\ه في ص\\لواتكم أن\\ه خ\\روف وحم\\ل(1)ب\\الخروفوشاة؟

س\كت، فق\ال: ألم يعت\بر الس\امري موس\ى ناس\يا ق\د نس\ي أنيعرفهم بربهم، فجاء هو ليفعل ذلك؟

ثم أجاب نفسه: نعم.. اآلية صريحة في ذلك.. وهو ما فعله بولسعندما اخترع لكم عبادة المسيح.

ثم سأل: ألم يدع بولس أنه رأى ما لم تروا؟ لم أدر كيف نطقت مع أني كنت أوثر الص\\مت، فقلت: بلى.. لق\\د رأى المسيح بع\\د رفع\\ه بس\\نوات، فبينم\\ا ه\\و ذاهب إلى دمش\\ق في

المسيح دون القافلة ال\\تي ك\\ان يس\\ير مهمة لرؤساء الكهنة تجلى له معها، وفي ذلك التجلي منحه منصب الرس\الة.. وك\ان مم\ا قال\ه ل\ه:

)( يرد في الكتاب المقدس التعبير عن المسيح بأنه خروف ومن أمثلة ذل\\ك رؤي\\ا يوحن\\ا1 الالهوتي \ والذي شكل مع بولس ثنائي التحريف في المسيحية \ فهي مليئة بذلك منه\\ا على

عدد19 ،\ 9 عدد7 ،\ 22 عدد21 ،\ 13 عدد5 ،\ 14 عدد17 ،\ 6 عدد5سبيل المثال اإلصحاح 7.

30

Page 33: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

)ولكن قم وقف على رجلي\\ك ألني له\\ذا ظه\\رت ل\\ك ألنتخب\\ك خادم\\ا وشاهدا بما رأيت وبما سأظهر ل\ك ب\ه منق\ذا إي\اك من الش\عب ومن األمم ال\\ذين أن\\ا اآلن أرس\\لك إليهم لتفتح عي\\ونهم كي يرجع\\وا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ين\\الوا باإليم\\ان

(18-26/16بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين( )أعمال رت بم\\ا لم :ق\\ال: ه\\و نفس م\\ا ق\\ال الس\\امري، لق\د ق\\ال بص\\

وyلت لي \\ذلك س\\ سول فنبذتها وك yيبصروا به فقبضت قبضة من أثر الر (96 )طه: نفسي

ثم سأل: ألم ينسخ بولس الش\ريعة ال\تي لم يج\رؤ المس\يح علىنسخها؟

سكت، فقال: بلى.. فعل ذلك.. وهو نفس ما فعله السامري. ولكن اليهود ال\ذين عب\دوا العج\ل من الل\ه عليهم إذ ع\اد موس\ى سريعا لينقذهم.. ولكنكم ال زلتم في انتظ\ار المس\\يح ال\ذي يخلص\\كم

من السامري.. قالوا لن نبرح عليه :قد قال أصحاب موسى الذين عبدوا العجل

yى يرجع إلينا موسى (.. وهو نفس ما تقولون..91 )طه: عاكفين حتفكم من األجيال ستبقى على الضاللة حتى ينزل المسيح.

كس\\رت حج\\اب الص\\مت، فقلت: دعن\\ا من مقارنات\\ك.. نري\\د أن نعرف شخصية بولس من خالل الكت\\اب المق\\دس ال من خالل كت\\اب

محمد.. فلو كنت أؤمن به ما جلست معك هذا المجلس.قال: ال بأس.. أجبني هل كان بولس من الحواريين اإلثني عشر؟

قلت: ال.. لم يكن بولس من صحابة المسيح. قال: لم يكن من صحابة المس\\يح.. ولم يكن ش\\اهدا على أح\داث بعثته، ولكنه مع ذل\\ك تمكن بمف\\رده من تأس\\يس المس\\يحية، ب\\ل إن

31

Page 34: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

المسيحية اليوم تنسب إليه، فيقال: مسيحية بولس.قلت: ال يهم كل ذلك، فالفضل للصدق ال للسبق.

قال: ال بأس س\نعود للكت\اب المق\دس لنع\رف من\ه م\دى ص\دقبولس.

هزني كالمه.. فبولس يعطي صورة س\يئة عن نفس\ه في الكت\اب المقدس، ومع ذلك تمنيت أن أسمع منه هو ما لم أطق أن أصرح ب\\ه

أنا. لقد ك\\ان أول ذك\\ر لب\\ولس…قال: أنت تعرف جيدا ماضي بولس

في عالقته بالمسيحية، ه\\و ش\\هوده محاكم\\ة وقت\\ل إس\\تفانوس أح\\د م، وب\ولس ي\ذكر أن\ه ك\ان37تالميذ المسيح، وكان ذلك حوالي عام

راضيا عن قتله، كما جاء في سفر األعمال:) وأخرجوه خ\\ارج المدين\\ة ورجموه. والشهود خلع\وا ثي\ابهم عن\د رجلي ش\اب يق\ال ل\ه ش\اول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول: )أيها الرب يس\وع اقب\ل روحي(. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم :) يا رب ال تقم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رق\\د. وك\\ان ش\\اول راض\\يا بقتل\\ه( )اعم\\ال

7/58-8/1) ثم ظ\\ل يهودي\\ا معادي\\ا للمس\\يحية، ب\\ل ك\\ان يش\\ارك في تع\\ذيب المسيحيين األوائل؛ كما جاء في س\\فر األعم\\ال عن اض\\طهاد ب\\ولس للكنيسة :) وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو ي\دخل ال\بيوت

(8/3ويجر رجاال ونساء ويسلمهم إلى السجن( )أعمال: قلت: ال ح\\رج في ه\\ذا.. فيمكن للش\\خص أن يتح\\ول من أع\\دى

األعداء إلى أصدق األصدقاء. قال: أنا ال أحجر عليه هذا.. ولك\\ني أتعجب كم\\ا يتعجب الك\\ل من تحول هذا العدو اللدود للمسيح فجأة.. ال إلى نصير للمسيح.. ب\\ل إلى

رسول.. بل إلى منظر للمسيحية.

32

Page 35: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

إن سفر األعمال يذكر هذا التحول المفاجئ لبولس، وانقالبه دونمقدمات تقدمت هذا اإلنتقال وال تمهيدات مهدت له.

قلت: ال.. بل كانت هناك مقدمات.. قال: ال بأس.. فلنقبل كل هذا.. ولنعتبره صادقا في دعواه.. ولكن كيف يصبح هذا في لحظة واحدة هو منظر المس\\يحية األول.. ويص\\بح

كالمه بعد ذلك كالما ملهما معصوما ينسخ كالم المسيح نفسه. قلت: ال مانع من ذل\\ك.. ففض\\ل الل\\ه إذا تجلى لش\\يء حول\\ه من

حال إلى حال.. قال: هكذا أنتم معش\ر المس\يحيين.. ال هم لكم إال الغل\و.. غل\وتم في المسيح، فحولتموه إلها.. وغلوتم في بولس \ الذي هو في أحسن األحوال تائب تاب الله عليه \ فلم تجعل\وه ولي\ا، ب\ل جعلتم\وه رس\وال

ملهما.أخبرني.. أكل رسائله وحي يوحى، وإلهام مقدس؟

لم أملك إال أن أجيب باإليجاب، مع أني أعلم أن فيها لغوا كث\\يرا العالقة له بالكتاب المقدس.

رسالته الثانية إلي صديقه تيموث\\اوس )قال: ألم تقرأ ما قال في (.. فقد قال له :) بادر أن تأتي إلي سريعا، ألن ديماس، إذ أحب9: 4

الحياة الحاضرة، تركني وذهب إلى مدينة تسالونيكي. أما كريسكيس، فقد ذهب إلى مقاطعة غالطية، وتيطس إلى دلماطي\ة ولم يب\ق معي إال لوقا وحده خذ مرقس وأحضره معك، فهو ينفعني في الخدمة. أما تيخيكس، فقد أرسلته إلى مدينة أفسس. وعندما تجيء، أحضر مع\\ك ردائي الذي تركته عند ك\\اربس في ت\\رواس، وك\\ذلك كت\\بي، وبخاص\\ة

الرقوق المخطوطة (؟ إن ه\\ذا الكالم مج\\رد رس\\الة شخص\\ية تتعل\\ق بطلب ب\\ولس من صديقه الحضور سريعا، وتتعلق برداءه الشخصي.. أي عاقل يعتبر هذا

33

Page 36: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الكالم وحيا من رب العالمين!؟ ( حينما12: 3سكت، فقال: ألم تقرأ رسالته لصديقه تيطس )تي

قال له:) حالما أرسل إليك أرتماس أو تيخيكس، اجتهد أن ت\\أتيني إلىمدينة نيكوبوليس، ألني قررت أن أش\تي هناك(

ه\ل يمكن أن يص\بح ق\رار ب\ولس أن يش\تي في المك\ان الفالنيوحي من عند رب العالمين!؟

س\كت، فق\ال: ألم تق\رأ م\ا ورد في رس\الته الثاني\ة إلى ص\ديقه (، فقد جاء فيها :) سلم على برسكا وأكيال، وعائلة19: 4تيموثاوس )

أونيسيفورس. أراستس مازال في مدينة كورنثوس. أما تروفيم\\وس، فق\\د تركت\\ه في ميليتس مريض\\ا. اجته\\د أن تجيء إلي قب\\ل حل\\ول الشتاء.يسلم عليك إيوب\ولس، وب\وديس، ولين\وس، وكلودي\ا، واإلخ\وة

جميعا( فهل أصبح سالم الشخص على ش\خص وإخب\اره أن فالن\ا مريض\ا

وفالنا بقي في المكان الفالني وحيا من الله جل في عاله؟ سكت، فقال: إن هذه النصوص وغيره\\ا تؤك\\د أن رس\\ائل ب\\ولس ليس\ت وحي\\ا من الل\\ه، إنم\\ا هي رس\ائل متبادل\ة أدخلت في الكت\\اب

المقدس لتصير وحيا قلت: إن المفس\\رين من القديس\\ين يفهم\\ون من ه\\ذه الرس\\ائل

رموزا لست تفهمها أنت وال أنا.. إنها رموز مقدسة. قال: فما فائدة الكتاب المقدس إذن إذا صار رموزا ال يفهمها ك\\ل

من له طاقة الفهم؟ ومع ذلك.. ال بأس.. وقد تمنيت أن تكون رسائل ب\\ولس كله\\ا من ه\\ذا الن\\وع.. ألنه\\ا لن تض\\ر أح\\دا.. ب\\ل ق\\د ت\\دلنا على ن\\وع الحي\\اة االجتماعية ال\\تي ك\\ان يحياه\\ا ب\\ولس، ويحياه\\ا أتب\\اع المس\\يح.. ولكن

الخطر فيما بث فيها من عقائد وسلوك.34

Page 37: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: وهل عقائد بولس تختلف عن عقائد المسيح؟ ق\\ال: ال ش\\ك أن مب\\ادئ الاله\\وت تس\\تمد من ب\\ولس، لق\\د ق\\ال بعضهم في هذا :) المسيح لم يبشر بشيء من هذا الذي قال\ه ب\ولس

الذي يعتبر المسؤول األول عن تأليه المسيح( قلت: إن نص\\وص الكت\\اب المق\\دس تمتلئ بم\\ا ي\\دل على تألي\\ه

المسيح.. ولذلك ال حاجة لبولس ليبين لنا هذا. قال: ال بأس.. ربما يكون ذل\ك ص\حيحا.. لكن أجب\\ني: م\\ا موق\\ف

؟(1)المسيح حسب الكتاب األناجيل من الناموس قلت: لق\\\د ورد في إنجي\\\ل م\\\تى :) ال تظن\\\وا أني جئت ألنقض الناموس أو األنبياء. ما جئت ألنقض بل ألكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء واألرض ال يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من

(18-5/17الناموس حتى يكون الكل () متى ق\ال: أليس ه\ذا النص ص\ريحا في أن المس\يح ال ينقض األحك\\ام

الواردة في التوراة، وال نبوءة من سبقوه من األنبياء.قلت: بلى.. هو صريح في ذلك.

قال: ولكن بولس يخالف المسيح في هذا.. ألم تقرأ قول\ه \\ وه\و يلقي الالئمة على الناموس \ :) فماذا نق\\ول؟ ه\\ل الن\\اموس خطي\\ة؟ حاشا! بل لم أعرف الخطية إال بالناموس، ف\\إنني لم أع\\رف الش\\هوة ل\\و لم يق\\ل الن\\اموس )ال تش\\ته( ولكن الخطي\\ة وهي متخ\\ذة فرص\\ة بالوصية أنشأت في كل شهوة، ألن بدون الناموس الخطية ميت\ة. أم\ا أنا فكنت بدون الناموس عائشا قبال. ولكن لما جاءت الوصية عاش\\ت

(، فهل خلق الل\\ه تع\\الى جس\\ده بال9-7/7الخطية فمت أنا ()رومية شهوة، ثم عرفها عندما قرأ في الناموس؟

س\\كت، فق\\ال: ألم تق\\رأ قول\\ه وه\\و ي\\بين س\\ر ع\\دم اهتمام\\ه)( كلمة أرامية تعني الشريعة.1

35

Page 38: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

بالناموس:) ألن جميع الذين هم من أعم\ال الن\اموس هم تحت لعن\ة، ألنه مكتوب )ملع\\ون ك\\ل من ال يثبت في جمي\\ع م\\ا ه\\و مكت\\وب في كتاب الناموس ليعمل به( ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، ألن )البار باإليم\ان يحي\ا(. ولكن الن\اموس ليس من اإليم\ان،

(12-3/10بل )اإلنسان الذي يفعلها سيحيا بها()غالطية ألهذه الدرجة صار اإليمان بالكتاب ومباشرة األعمال الصالحة في

عرف بولس لعنة؟ س\\كت، فق\\ال: ليس ه\\ذا فق\\ط.. ك\\ل ه\\ذا مج\\رد تمهي\\د لنقض

الناموس الذي لم يتجرأ المسيح على نقضه. لقد مهد بولس بكل ذلك لقضية كان يرمي إليه\ا.. ك\ان ي\رمي أن يوصل مستمعيه إلى أن ك\ل م\ا يفعلون\ه خطيئ\ة ولعن\ة وح\رام، ولن يتبرروا ب\ه، ب\ل لن تك\ون لهم حي\اة كريم\ة على اإلطالق إال باإليم\ان المجرد عن الناموس، واسمع إليه، وهو يقول :) إذ نعلم أن اإلنسان ال يتبرر بأعمال الن\\اموس، ب\ل بإيم\\ان يس\وع المس\يح، آمن\\ا نحن أيض\\ا بيسوع المسيح، لنتبرر بإيمان يسوع ال بأعمال الناموس. ألنه بأعم\\ال

(2/16الناموس ال يتبرر جسد ما( )غالطية ولم تكن هذه مجرد دعوة، ب\\ل إن\\ه ش\\ن حمل\\ة في بداي\\ة دعوت\\ه على الختان باعتباره من الناموس، واسمع إليه، وهو يقول ألهل روما :) ف\\إن الخت\\ان ينف\\ع إن عملت بالن\\اموس. ولكن إن كنت متع\\ديا الناموس فقد ص\ار ختان\ك غرل\ة! إذا إن ك\ان األغ\رل يحف\ظ أحك\ام الناموس أفما تحسب غرلته ختانا؟ وتك\ون الغرل\ة ال\تي من الطبيع\ة وهي تكم\ل الن\اموس ت\دينك أنت ال\ذي في الكت\اب والخت\ان تتع\دى الناموس؟ ألن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودي\\ا وال الخت\\ان ال\\ذي في الظاهر في اللحم ختانا بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح ال بالكتاب هو الختان ال\ذي مدح\ه ليس من الن\اس ب\ل

( 29-2/25من الله ()رومية

36

Page 39: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أت\\رى أن ه\\ذه التفرق\\ة بين الغرل\\ة والخت\\ان وردت ب\\التوراة أواألناجيل األربعة؟

قلت: لقد كان بولس يريد بهذا استمالة الروم\ان الغل\ف ال\ذين اليريدون الدخول في الديانة خوفا من الختان.

قال: وهنا مبدأ التحريف.. لقد وجدت أن سر التحريف الذي وق\\ع في المسيحية كما وقع في غيره\ا ه\و محاول\ة اس\تمالة المخ\الفين.. فاألمر عند بولس بدأ بالخت\\ان ونقض الن\اموس لكن\ه انتهى إلى نقض

اإليمان نفسه، وتحريف اإليمان نفسه. بل إن بولس يصرح بهذا.. إنه يصرح بأنه كان يقصد استمالة أه\\ل األديان المختلفة، ولو بالتخلي عما يتطلبه دينه.. اسمع إليه، وهو يقول :) ف\\إني إذ كنت ح\\را من الجمي\\ع اس\\تعبدت نفس\\ي للجمي\\ع ألربح األكثرين. فصرت لليهود كيهودي ألربح اليه\ود ولل\\ذين تحت الن\\اموس كأني تحت الناموس ألربح ال\\ذين تحت الن\\اموس ولل\\ذين بال ن\\اموس كأني بال ن\\اموس - م\\ع أني لس\\ت بال ن\\اموس لل\\ه ب\\ل تحت ن\\اموس للمس\\يح - ألربح ال\\ذين بال ن\\اموس. ص\\رت للض\\عفاء كض\\عيف ألربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء ألخلص على كل حال قوما. وهذا أن\\ا

(23-9/19أفعله ألجل اإلنجيل ألكون شريكا فيه( )كورنثوس ب\ل ه\و يق\ول :) فليكن. أن\ا لم أثق\ل عليكم. لكن إذ كنت محت\اال

(، فه\ا ه\و يج\\يز لنفس\\ه الك\\ذب12/16أخ\ذتكم بمك\\ر( )كورنث\\وس واإلحتيال لكي يأخذ الناس في دعوته.

قلت: أنت ال تعرف سر ه\ذا.. فالن\\اموس عن\\دنا نوع\ان: ن\\اموس الف\\رائض: وه\و الخ\\اص بعالق\ة اإلنس\\ان م\ع الل\\ه، وتنظمه\ا حس\ب

(، وذبيح\\ة1معتقداتنا: الذبائح الخمسة وهي ذبيحة المحرق\\ة )الويين (، وذبيح\\\ة الس\\\الم5 (، وذبيح\\\ة اإلثم )الويين 4الخطيئ\\\ة )الويين

( 2 (، وتقدمة الدقيق) الويين 3)الويين والناموس الثاني: ن\\اموس األخالق: وه\\و ال\\ذي ينظم العالق\\ة بين

37

Page 40: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(، وم\ا20اإلنسان وأخيه اإلنسان، وتنظمها الوصايا العش\رة )خ\روج تبعها من وصايا أخالقية تتعلق بعالقة اإلنسان بأخيه )الويين(.

وقد قلنا بإبطال ناموس الفرائض ألن المسيح ق\دم نفس\ه ذبيح\ة عن البشر أجمعين، فال يق\دم بع\ده ذبيح\ة، في حين لم يبط\ل الن\وع

الثاني من الناموس. ق\ال: ولكن المس\يح ص\رح أن\ه لم ي\أت لنقض ح\رف واح\د من

الناموس. قلت: ألم تقرأ ما ورد في اإلصحاح الثاني عشر من إنجيل متى :) في ذلك الوقت ذهب يس\\وع في الس\\بت بين ال\\زروع فج\\اع تالمي\\ذه وابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون. فالفريسيون لم\\ا نظ\\روا ق\\الوا ل\\ه: )هوذا تالميذك يفعلون ما ال يحل فعله في الس\بت!( فق\ال لهم: )أم\ا قرأتم ما فعله داود حين ج\اع ه\و وال\ذين مع\ه كي\ف دخ\ل بيت الل\ه وأكل خبز التقدمة الذي لم يحل أكل\\ه ل\\ه وال لل\\ذين مع\\ه ب\\ل للكهن\\ة فق\ط؟ أو م\ا ق\رأتم في الت\وراة أن الكهن\\ة في الس\بت في الهيك\ل يدنسون السبت وهم أبرياء؟ أقول لكم: إن ههن\\ا أعظم من الهيك\\ل! فلو علمتم ما هو: إني أريد رحمة ال ذبيح\\ة لم\\ا حكمتم على األبري\\اء!

(؟8-12/1فإن ابن اإلنسان هو رب السبت أيضا()متى قال: ال يفهم من ه\\ذا النص أن المس\يح نقض الن\\اموس.. ب\\ل إن المسيح رأى اليهود قد بالغوا في تنفيذ الوصايا دون أن يل\\تزموا ب\\روح النص، بحيث أنهم ال يأكون إذا جاعوا يوم السبت.. أو إذا سقطت من أحد اليهود بهيمة في ترعة يوم السبت ال ينقذها.. أو زلت قدم الداب\\ة وانكسرت في يوم السبت ال ي\داويها.. وه\ذا كل\ه دون مراع\اة ب\اقي الفرائض والوصايا.. وهذا ما أراده بقوله :) إني أري\د رحم\ة ال ذبيح\ة(

وال يفهم منها أنه ينقض ناموس الفرائض. سكت، لعلمي بصدقه فيم\ا ق\ال، فعقب يق\ول: أت\دري أث\ر ه\ذه

البدعة في أتباع المسيحية بمختلف فرقهم؟

38

Page 41: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

سكت فواصل يقول: لقد قال مارتن لوثر :) إن اإلنجي\\ل ال يطلب منا األعمال ألجل تبريرنا، ب\ل بعكس ذل\ك، إن\ه ي\رفض أعمالن\ا.. إن\ه لكي تظهر فينا قوة التبرير يلزم أن تعظم آثامنا جدا، وأن تكثر عددها

) ( :) أم\ا أن\ا ف\أقول لكم إذا ك\ان3/16ويقول في شرحه ليوحن\ا )

الطريق المؤدي إلى السماء ضيقا وجب على من رام الدخول فيه أن يكون نحيال رقيقا.. فإذا م\ا س\رت في\ه ح\امال أع\داال ممل\وءة أعم\اال صالحة، فدونك أن تلقيه\\ا عن\\ك قب\\ل دخول\\ك في\\ه، وإال المتن\\ع علي\\ك الدخول بالباب الضيق.. إن الذين نراهم حاملين األعمال الص\\الحة هم أش\\به بالس\\الحف، ف\\إنهم أج\\انب عن الكت\\اب المق\\دس. وأص\\حاب

القديس يعقوب الرسول، فمثل هؤالء ال يدخلون أبدا( ويرد عندما سئل عن حقيقة اإليمان فيقول :) إن الس\\يد المس\\يح كي يعتق اإلنسان من حف\ظ الش\ريعة اإللهي\ة ق\د تممه\ا ه\و بنفس\ه باسمه، وال يبقى على اإلنسان بعد ذلك إال أن يتخ\\ذ لنفس\\ه، وينس\\ب إلى ذاته تتميم هذه الشريعة بواسطة اإليمان، ونتيجة هذا التعليم ه\\و

(1)أن ال لزوم لحفظ الشريعة، وال لألعمال الصالحة ( ليس هذا فقط.. بل أصبح هم القديسين والمبش\\رين ال\\دعوة إلى

الخطيئة والتحلل من الدين: يقول ميال نكتون في كتابه )األم\اكن الالهوتي\ة (:) إن كنت س\ارقا أو زانيا أو فاسقا ال تهتم بذلك، علي\\ك فق\\ط أن ال تنس\ى أن الل\\ه ه\و شيخ كثير الطيبة، وأنه قد س\\بق وغف\\ر ل\\ك خطاي\\اك قب\\ل أن تخطئ

بزمن مديد( ويقول القس لبيب ميخائيل :) األعمال الصالحة حينما تؤدى بقصد الخالص من عقاب الخطيئة تعتبر إهانة كبرى لذات الله، إذ أنه\ا دلي\\ل على اعتقاد من يقوم بها، بأن في قدرته إزالة اإلس\\اءة ال\\تي أح\\دثتها

.125 منقد محمود السقار، ص  )( هل افتدانا المسيح على الصليب ؟ 1

39

Page 42: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الخطيئة في قلب الله عن طريق عمل الصالحات.. وكأن قلب الله ال (1)يتحرك بالحنان إال بأعمال اإلنسان، وياله من فكر شرير ومهين(

قلت: ال بأس.. فلنعتبر األمر كما ذكرت.. فما السبب الثالث؟ من الملــوك الســبب الثــالث هــو تســلط الحكــامق\\ال:

.. أال تعلم أن المل\\\وك والحك\\\ام ال ي\\\دخلون ش\\\يئا إالواألبـــاطرة قالت إنy الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوهاأفسدوه، كما قال تعالى :

yة وكذلك يفعلون ة أهلها أذل yوجعلوا أعز:(34 )النمل قلت: وما عالق\ة ال\دين ب\الملوك.. لق\د ك\ان المس\يح منزه\ا عن

التقرب للملوك. قال: كان المسيح منزها.. ولكن الرجال ال\\ذين وك\\ل إليهم حف\\ظ

صفاء المسيحية راحوا يعبثون بها إرضاء ألهواء الحكام.قلت: هذا الكالم خطير يحتاج إلى إثبات.

ق\\ال: اص\\بر علي.. وس\\أذكر ل\\ك القص\\ة من أوله\\ا كم\\ا أثبته\\االمؤرخون.. بل كما تثبتونها أنتم أنفسكم.

أوال.. أنت تعلم أن عقيدة الثالوث لم تدخل إلى المس\\يحية إال في الق\\\رن الراب\\\ع الميالدي، حيث تش\\\كلت ه\\\ذه النظري\\\ة بواس\\\طة

)أثاناسيوس( وهو راهب مصري من اإلسكندرية. وقد تمت الموافقة عليها في المج\امع المس\كونية األول والث\اني، وتشهد دائرة المعارف الفرنسية بأقوال قدماء الم\\ؤرخين على ذل\\ك، فيقول جوستن مارستر، وهو م\\ؤرخ التي\\ني من الق\\رن الث\\اني :) إن\\ه كان في زمنه في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى ه\\و المس\\يح، ويعتبرونه إنسانا بحتا، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ؛ ظهرت عقائد جديدة لم

.67)( المسيح بين الحقائق واألوهام - محمد وصفي ،ص 1

40

Page 43: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(2)تكن من قبل (

فقد كان المس\\يحيون األوائ\\ل موح\\دين، وك\\انت تل\\ك هي تع\\اليم المسيح وتالميذه، ولكن بولس \ الذي عرفنا أنه أدخ\\ل إلى النص\\رانية معظم العقائد \ نادى أوال بألوهي\\ة المس\\يح، وع\\ارض تالمي\\ذ المس\\يح

ومضى في ترويج أفكاره ألطماع توسعية أرادها. ويص\\ف بعض المعاص\\رين ل\\ذلك العه\\د ال\\دور اله\\ام ال\\ذي لعب\\ه قسطنطين في ت\اريخ الكنيس\ة حين أنش\أ ) مجم\ع نيقي\\ة ( لمعالج\ة

م.. أي بع\\د325االنقس\\ام ال\\داخلي في الكنيس\\ة، وذل\\ك في ع\\ام المسيح بثالثمائة سنة.. فقد عم\\ل ه\\ذا المجم\\ع على إنش\\اء )عقي\\دة

نيقية( التي أصبحت فيما بعد )المذهب األرثوذكسي( للكنسية.. ففي هذا المجمع اجتمع األساقفة والبطارقة من شتى الديار ثالث مرات في زمن قسطنطين، وعدة مرات بعد ذلك، وقرروا ما س\\موه باألمانة التي صرحوا فيه\\ا بتثليثهم، ولعن ك\\ل من يخ\\الفهم، خصوص\\ا منهم من كانوا يقولون بعقيدة التوحيد؛ ويبرؤون من ألوهي\ة المس\يح،

ويقولون بأنه عبد الله ورسوله.. سكت قليال، ثم قال: إن شئت التأكد من هذا، فاقرأ كت\\اب )ت\\اريخ األمة القبطية(، و)نظم الجوهر ( الذي ألفه ابن البطريق، وحكى في\\ه ت\اريخ المج\\امع.. وه\و مس\\يحي طبع\ا.. وكت\\اب )ال\روح الق\دس في محكم\\ة الت\\اريخ( لروب\\رت كي\\ل تس\\لر.. فق\\د ذك\\ر ه\\ؤالء جميع\\ا أن االم\\براطور قس\\طنطين ك\\ان يعل\\ق أهمي\\ة كب\\\\يرة على تح\\\\قيق الس\\\الم وتك\وين كنيس\\\ة واح\دة بق\در اإلمك\\ان في إمبراط\\\ورية

واح\\دة. ل\\ذلك فق\\د كان ي\ن\ت\قي األس\\\\اقفة الم\\ن\\\وط ب\\\هم اإلش\\تراك في المجم\\ع.. ألنه طوال س\\نوات كث\\يرة ك\\ان هن\\اك مقاوم\\ة - على

(.نقال عن النصرانية10/202)( انظر دائرة معارف القرن العشرين،محمد فريد وجدي.)2(225من التوحيد إلى التثليث.د/محمد أحمد الحاج.ص)

41

Page 44: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أساس الكتاب المق\\دس - للفك\\رة القائل\\ة أن يس\\وع ه\\و الل\\ه، وفي محاولة لح\\ل الج\\دال دع\\ا قس\\طنطين االم\\براطور الروم\\اني جمي\\ع

األساقفة إلى نيقية .. ب\\الطبع، لم يكن قس\\طنطين حين\\ذاك مس\\يحيا، ب\\ل تم تعمي\\ده كمسيحي في أواخر حياته.. ولم يتعمد حتى صار على فراش الموت، وعن\\ه يق\\ول ه\\نري تش\\ادويك في كت\\اب )الكنيس\\ة الب\\اكرة(: )ك\\ان قسطنطين، كأبي\ه يعب\د الش\مس ال\تي ال تقه\ر واهت\داؤه ال يجب أن يفسر أنه اختب\ار داخلي للنعم\ة.. لق\د ك\ان قض\ية عس\كرية، وفهم\ه للعقيدة المسيحية لم يكن قط واضحا جدا، ولكنه ك\\ان على يقين من

أن االنتصار في المعركة يكمن في هبة إله المسيحين( ومن الث\ابت تاريخي\ا أن قس\\\طنطين ق\د أدار الم\ؤتمر بص\\\ورة واقعية، فقد كان يش\\عر، بل ويتص\\رف كرئيس للمجمع.. فكان ي\\أمر األس\\اقفة بما يجب عمل\ه وم\ا يجب ترك\ه، وق\د أعلن في مناس\\\بة

أخرى مؤكدا: )إني أرغب في قانون كنس\\ي( وق\د قبلت الكنيس\\\\ة ك\ل ه\ذا ص\اغرة، ل\\ذلك أص\بح القيص\\\ر أس\\قفها الع\\ام )الدولي( المع\\ترف به.. ولم يكن غير قس\\\\طنطين الذي أدخ\\\ل م\ا تع\ارف علي\ه بص\\\يغة )هومس\يوس( الش\هيرة في قرارات مجمع نيقي\ة وفرض\ها على األس\اقفة المعارض\ين بإس\تعمال

سطوته وبالمناسبة فهو لم يكن ل\\ه ت\\أثير فع\\ال وغ\\ير مباش\\ر فق\\ط على

تكوين العقيدة، بل كان أيضا يصوت معهم. وكم\\ا ك\\انت الكنيس\\ة إح\\دى مؤسس\\ات الدول\\ة أص\\بحت أيض\\ا قرارات المجامع وعلى األخص البنود التي تخص العقيدة والتي رفعها قسطنطين إلى مرتبة القوانين التي تص\درها الدول\ة، وبالت\الي أص\بح لها نفس الصورة اإللزامية للمفه\وم الق\انوني الع\ام.. فأص\بحت بع\د

ذلك ملزمة لكل الرعية.

42

Page 45: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وكذلك تحولت قرارات المجامع األربعة المسكونية األخ\\رى به\\ذهالطريقة إلى قوانين عامة.

.(1)السبب الرابعقلت: سلمت لهذا، فحدثني عن قال: السبب الرابع هو هجر المحكمات، واتباع المتشابهات.

المحكمقلت: ما تريد بالمحكمات؟

قال: هي النصوص المقدسة ال\تي ينط\ق فيه\ا الكت\\اب المق\دسبوحدانية الله.

قلت: أراك تريد الحديث في أمر ال تملك عليه أي أدلة.. فما ك\\ان لكل كنائس العالم، ولكل رجال الدين الذين تمتلئ بهم تلك الكن\\ائسأن يغفلوا عن مثل هذه النصوص لتفهمها أنت وثلة قليلة ممن معك.

ق\\ال: ال ب\\أس.. فلنكن ص\\ادقين م\\ع أنفس\\نا.. ولنفتح الكت\\اب المقدس لنسمعه، وهو يصيح فين\\ا بالتوحي\\د الخ\\الص.. التوحي\د ال\ذي

جاء به جميع األنبياء.قلت: أنا مستعد لسماعك، فتحدث كما شئت.

ق\ال: ب\\ورك في\ك.. فق\د رأيت في\\ك من حس\\ن االس\تماع م\\ا لمأعهده في سائر من تحدثت معهم من رجال الدين.

كان الرجل يتصور أني أحاكم\\ه م\\ع أني في الحقيق\\ة كنت تلمي\\ذابسيطا بين يديه يحاول أن ينهل من أشعة محمد التي فاضت عليه.

ق\\ال: لق\\د اس\\تقرأت جمي\\ع النص\\وص ال\\تي تنفي الطبيع\\ة ال\\تيتزعمونها للمسيح، فوجدت أنها تدور على تقرير حقيقتين كبيرتين:

)( خصصناه بالمطلبين التاليين ألهميته.1

43

Page 46: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أن المس\\يح عب\\د لل\\ه.. وأن\\ه ن\\ال ش\\رفه العظيم به\\ذهاألولى العبودية.. وقد رأيت أن كل ما تنسبونه للمس\\يح من طبيع\\ة ه\\و ن\\اتج

عن سوء فهمكم لعظمة العبودية. وقد ذكر الق\رآن الك\ريم ه\ذه الحقيق\ة عن المس\يح في مواض\ع

\\ةكثيرة، فقال : yه وال المالئك \\دا لل \\ون عب لن يستنكف المسيح أن يك بون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا yالمقر

:(، وقال:172 )النساءيح لقد كف\\ر الyذين ق\\الوا إنy اللyه ه\\و المس\\yه yكم إن ي ورب \\دوا اللyه رب رائيل اعب \\ا بني إس\\ يح ي ابن مريم وقال المس\\yار وم\\ا للظyالمين yة وم\\أواه الن م اللyه عليه الجن yه فقد حرyمن يشرك بالل

(72 )المائدة:من أنصار وألجل هذا كان أول ما نطق به المسيح هو تقريره لعبوديت\\ه لل\\ه،

\\انيكما قال تعالى مخبرا عن نطقه في المهد : ي عبد اللyه آت قال إنالة y\\اني بالص \\ا وجعلني مبارك\\ا أين م\\ا كنت وأوص\\ \\اب وجعلني نبي الكت

كاة ما دمت حيا yوالز:(31 \ 30 )مريم وقد أخبر الله تعالى عن شهادته في الموقف يوم القيام\\ة، فق\\ال

yكم:على لسانه ي ورب ما قلت لهم إالy ما أمرتني به أن اعبدوا اللyه ربقيب yيتني كنت أنت ال\\رyوف\\ هيدا م\\ا دمت فيهم فلمyا ت وكنت عليهم ش\\

(117 )المائدة:عليهم وأنت على كل شيء شهيد ، فهي حقوق إنسانية المسيح التي تتجلىوأما الحقيقة الثانية

في طبيعت\\ه البش\\رية، وم\\ا تقتض\\يه ه\\ذه الطبيع\\ة من س\\لوك، ق\\اللتعالى : س\\ \\ه الر ول ق\\د خلت من قبل ما المسيح ابن مريم إالy رس\\

ن لهم اآلي\ات ثمy انظ\ر \ف نبي وأمه صديقة كانا يأكالن الطyعام انظر كيyى يؤفكون (75 )المائدة:أن

ك\\ان لقراءت\\ه تأثيره\\ا العظيم في نفس\\ي.. فالكلم\\ات واض\\حة.. والمعاني واضحة تمتلئ به\\ا النفس وال\\روح والعق\\ل.. ولكن كبري\\ائي

كانت تحول بيني وبين االستماع الحقيقي المؤدي إلى اإلذعان.

44

Page 47: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

كتمت دموعا حارة في عيني، وتظاهرت ببعض الق\\وة، وقلت ل\\ه: ل\\و كنت أؤمن بكت\\اب محم\\د م\\ا جلس\\ت مع\\ك ه\\ذا المجلس.. لق\\د

زعمت لي بأن الكتاب المقدس يحوي هذه الحقائق، فأين هي منه؟ قال: سأذكر لك ثالث حقائق في الكتاب المقدس.. ومن األس\\فار

التي تؤمنون بها. وحدانية الله:

قلت: فهات أولها. قال: لقد نص الكتاب المق\دس في نص\وص كث\يرة على وحداني\ة

الله:\\ا بني9-4:\\ 6ففي س\\فر )التثني\\ة معوا ي ( ورد ه\\ذا النص:) اس\\

ب إلهكم من ك\ل قل\وبكم yوا ال\ر ب إلهنا رب واحد، ف\أحب yإسرائيل: الر يكم به\\ا على عوا ه\\ذه الكلم\\ات التي أوص\\ كم وق\\وyتكم. وض\\ ونفوس\\ قلوبكم، وقصوها على أوالدكم، وتحدyثوا بها حين تجلسون في بيوتكم،ون. اربطوه\\ا وحين تسيرون في الطyريق، وحين تنامون، وحين تنهض\\\\اهكم. اكتبوه\\ا على ائب على جب \\ديكم، واجعلوه\\ا عص\\ عالم\\ة على أي

قوائم أبواب بيوتكم وبوyابات مدنكم( (: )وتقدyم إليه واحد من الكتبة كان قد30-28: 12وفي )مرقس

yة ي yة وص\\ أله: )أي دy عليهم، فس\\ yن ال\\ر yه أحس\\ سمعهم يتجادلون، ورأى أنايا جميع\ا هي: وع: )أولى الوص\ هي أولى الوصايا جميعا؟( فأجاب\ه يس\\\ك \\ل قلب ب إلهك بك yالر yب إلهنا رب واحد فأحب yاسمع يا إسرائيل، الر

yة األولى( وبكل نفسك وبكل فكرك وبكل قوyتك. هذه هي الوصيسالة إلى مؤمني روما ) yه يع\\رف5-1:\\ 8وفي الر (: )فمن ظنy أن

yا ال\\ذي يحب الل\\ه، ف\\إنyالمعرفة. أم yشيئا، فهو ال يعرف شيئا بعد حق الله يعرفه. ففيما يخص األكل من ذبائح األصنام، نحن نعلم أنy الصyنمy إلله واحد. حتyى لو كانت yه ال وجود إال ليس بإله موجود في الكون، وأن

45

Page 48: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

\ر تل\ك ماء أو على األرض وم\ا أكث y\اآللهة المزعومة موج\ودة في الس اآللهة واألرباب!(

\\واع أعم\\ال8-5:\\ 12وفي )كورنثوس ب واح\\د. وأن yال\\ر yولكن( :) \ل yه لك . ولكن موجودة، ولكنy الله واح\د، ال\ذي يعم\ل الك\ل في الك\لوح كالم \الر yه لواح\د يعطى ب وح للمنفع\ة. فإن واح\د يعطى إظه\ار ال\ر

وح الواحد( حكمة، وآلخر كالم علم بحسب الرب إلهكم من األزل إلى7-5:\ 9وفي )نحميا yقوموا وباركوا الر( :)

بيح. أنت \ة وتس\ \ل برك األبد، وليتبارك اسمك المجيد المتعالي ف\وق ك\\ل ماوات، وك y\\ماء الس ماوات وس\\ y\\انع الس وح\\دك ه\\و ال\\رب. أنت ص\\\\ل م\\ا فيه\ا. أنت تحييه\\ا، كواكبها، واألرض وجميع ما عليها، والبحار وك

ماء يسجدون لك( yوكل جند الس\\ه19-15:\\ 19وفي )الملوك الثاني ب إل yها الر (: )وصلى قائال: )أي

\\ل ممال\\ك األرض. \\ه ك ع فوق الكروبيم، أنت وحدك إل إسرائيل، المتربتمع. \ك واس\ \ارب أذني ماوات واألرض. أره\ف ي yأنت وحدك خلقت الس لها افتح يارب عينيك وانظر، واسمع كل تهديدات سنحاريب التي أرس\\\وا األمم ودمyروا ور ق\د أهلك . حقا يارب إنy مل\وك أش\ yر الله الحي ليعي\ل ت فعال آله\ة ب yه\ا ليس\ yار وأبادوها ألن ديارهم، وطرحوا آلهتهم إلى النب إلهنا من yها الر yاس، فخلصنا اآلن أي خشبا وحجارة من صنعة أيدي الن

ب اإلله( yك أنت وحدك الرy يده، فتدرك ممالك األرض بأسرها أنه\\ا4-3:\\ 15وفي )رسالة يوحنا (: )عظيمة وعجيبة هي أعمالك أي

\\ا مل\\ك \\ة وح\\ق هي طرق\\ك ي يء. عادل ب اإلله القادر على كل ش\\ yالر yك وح\\دك ق\\دوس، مك، ألن القديسين. من ال يخافك يا رب ويمجد اس\\ألنy جميع األمم سيأتون ويسجدون أمامك، ألنy أحكامك قد أظهرت(

( )أنا الرب صانع كل شيء(24: 44وفي )إشعياء /(:)أنا الرب وليس آخر. ال إله سواي(5: 45وفيه )إشعياء /

46

Page 49: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

() ألني أنا الله وليس آخر.اإلله وليس مثلي9: 46وفيه )إشعياء /)

() وإلها سواي لست تعرف( 4: 13وفي سفر )هوشع / () ألست أنت من\ذ األزل ي\ا رب إلهي12:\ 1وفي سفر )حبقوق /

قدوسي ال تموت( ( من أقوال المسيح: )للرب إلهك تسجد وإياه10:\ 4وفي )متى /

وحده تعبد( ( من أقوال المسيح :) ال يق\\در أح\\د أن يخ\\دم24:\\ 6وفيه )متى/

سيدين(( من أقوال المسيح :18:\ 10( و)مرقس /17:\ 19وفي )متى /

) ليس أحد صالحا إال واحد وهو الله( ( من أق\\وال المس\\يح: )تحب ال\\رب38 – 37:\\ 22وفي )متى /

..هذه هي الوصية األولى والعظمى(…إلهك من كل قلبك

( من أقوال المسيح :) ألن أب\اكم واح\د ال\ذي9:\ 23وفي )متى /في السماء(

( من أق\\وال المس\\يح :) إن أول ك\\ل29:\\ 12وفي )م\\رقس / الرب إلهنا رب واحد(…الوصايا

( من أقوال المسيح :) وتلك الس\\اعة فال32:\\ 13وفي )مرقس /يعلم بهما أحد وال المالئكة الذين في السماء وال االبن إال اآلب(

(:) الله لم يره أحد قط(18: 1وفي )يوحنا / ( من أق\\وال المس\\يح :) أنت اإلل\\ه الحقيقي3:\\ 17وفي )يوحن\\ا /

وحدك(

47

Page 50: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(: )أنا هو األلف والياء البداية والنهاية يقول8: 1وفي )رؤيا يوحنا /الرب(، أي أن الرب قال هذا وليس المسيح.

عبودية المسيح:

لم أجد بعد أن ذكر لي كل هذه النصوص إال أن أقول ل\\ه: ع\\رفتاألولى.. فما الثانية؟

ق\\ال: لق\\د نص الكت\\اب المق\\دس في نص\\وص كث\\يرة من\\ه علىعبودية المسيح.. وهو يتفق في ذلك تماما مع القرآن الكريم.

قلت: أين هذا؟قال: إن كل حرف من الكتاب المقدس يشهد للمسيح بالعبودية:

( بنبي عظيم، أول صفاته أنه عب\\د1:\\ 42لقد بشر النبي أشعياء ) الله ورسوله.. تقول البش\\ارة تق\\ول :) ه\\و ذا عب\\دي أعض\\ده (، وق\\د اعتق\د ك\اتب إنجي\ل م\تى أن تل\ك النب\وءة ق\د تحققت في المس\يح، فاقتبسها ووضعها في إنجيله في اإلصحاح الثاني عشر.. ووجه الداللة

فيها ال يخفي.. فالله سمى المسيح عبدا. ( فقد ورد في\\ه26،\\ 13:\\ 3وبمثل ذلك جاء سفر أعمال الرسل )

هذا النص :) إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إله آبائنا، قد مجد عبده (1)يسوع(

(:) تح\\الف27:\\ 4وبمثل ذلك قال في في سفر أعمال الرسل ) حقا في هذه المدينة هيردوس وبنطيوس بيالطس والوثنيون وشعوب

)( وق\\د ورد هك\\ذا في العه\\د الجدي\\د على حس\\ب الطبع\\ة الكاثوليكي\\ة، لكن الطبع\\ة1البروتستانتية اإلنجيلية للكتاب المقدس تستبدل كلمة عبده، بكلمة فتاه.

:وق\\د اتفقت الترجمت\\ان اإلنجليزيت\\ان : المل\\ك جيمس والقياس\\ية، على اس\\تخدام كلم\\ة Servant.مقابل كلمة : عبد، العربية

:وبمثل ذلك اتفقت الترجمتان الفرنسيتان : لوي سيجو، والمسكونية على اس\\تخدام كلمةServiteurكلمة : عبد، العربية. مقابل

48

Page 51: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(2)إسرائيل على عبدك القدوس يسوع الذي مسحته ( (ورد :) فانظر اآلن ي\\ا رب إلي30،\\ 29:\\ 4 وفي نفس السفر )

تهدي\داتهم، وهب لعبي\دك أن يعلن\وا كلمت\ك بك\ل ج\رأة باس\طا ي\دكليجري الشفاء واآليات واألعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع (

ونصوص الكتاب المقدس تحوي ال\\دالئل ال\\تي ال تحص\\ى على أن المسيح لم يكن إال نبيا من أنبياء الل\\ه أرس\\له الل\\ه كم\\ا أرس\\ل س\\ائر

األنبياء:وع إلى منطق\\ة18:\\ 4لق\\د كتب لوق\\ا في ) ( يق\\ول :) وع\\اد يس\\

م ها. وكان يعل وح؛ وذاع صيته في القرى المجاورة كل الجليل بقدرة الرyبي \\اب الن \\ه كت في مجامع اليهود إلي أن قال، ووقف ليق\\رأ. فق\\دم إليyه ب عليy، ألن yذي كتب في\ه: روح ال\رyا فتحه وجد المكان الyإشعياء، فلم

ر الفقراء؛ أرسلني ألنادي للمأسورين باإلطالق( مسحني ألبش فإذا كانت هذه النبوءة التي جاءت على لس\\ان الن\\بي أش\\عياء هي

نبوءة عن المسيح فإنها تقول:) روح الرب علي (، أي وحي الله.فهل ترى المسيح قال: هي ذاتي أو أقنومي أو جزئي أو نفسي؟

قلت: ولكنه ق\\ال :) روح ال\\رب علي( وهي ال تختل\\ف في الدالل\\ةعن ذلك.

قال: لقد ورد في الكتاب المقدس أن روح الرب حلت على أل\\داد (، وعلى ص\\موئيل كم\\ا في26:\\ 11ومي\\داد كم\\ا في س\\فر الع\\دد )

اإلصحاح العاشر الفقرة السادسة من سفر صموئيل. وقد قالها النبي حزقيال عن نفسه في سفره كما في اإلصحاح الحادي عشر الفق\\رة

) ب yروح الر yالخامسة، حيث يقول حزقيال:) وحل علي ثم إن قوله :) أرسلني ألنادي للمأسورين باإلطالق( دليل على أنه

نبي مرسل، وليس هو الرب النازل إلى البشر كما تزعمون.)( العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية _ منشورات دار المشرق ببيروت.2

49

Page 52: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( من قول المس\\يح :) ال ب\\د34:\\ 4ثم إن ما جاء في انجيل لوقا ) لي أن أبشر المدن األخ\رى بملك\وت الل\ه ألني له\ذا أرس\لت( دالل\ة

صريحة على أن المسيح رسول مرسل من الله. صمت قليال، ثم قال: عندما أحيا المسيح الميت الذي هو ابن وحيد المرأة أرملة، حدث أن جمي\\ع الن\اس الحاض\رين مج\\دوا الل\ه، فم\اذا

قالوا؟ أجبت من غير شعور: لقد قالوا:) قد قام فين\\ا ن\بي عظيم، وتفق\د

الله شعبه( قال: أليس في هذا دليال على أن المسيح لم يكن إال بشرا رسوال، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاض\\رين أن يفرق\\وا بين الله وبين المسيح، فمجدوا الل\ه، وش\هدوا للمس\يح ب\النبوة، وش\كروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبيا، ويسمون أنفس\\هم ش\\عب الل\\ه إذ

أن الله تفقده أي اهتم به، وأرسل فيهم نبيا جديدا. قلت: ه\\ذا ق\\ولهم، وعلى حس\\ب مع\\رفتهم.. وه\\و ليس ق\\ول

المسيح حتى تستدل به. قال: ولكن المسيح أقرهم على هذا القول، ولم ينك\ره عليهم م\ع

أن ذلك ذاع في كل مكان. ومع ذلك.. دعنا من هذه النصوص.. فاألدلة الكثيرة ال تجعلن\\ا نهتم بالجدل في نصرة بعضها.. وقد قال علمنا الله ذلك، فقال يقص علين\\ا

ه أنقصة إبراهيم مع الملك: \راهيم في رب \ر إلى الyذي ح\اجy إب ألم ت\\ا أحيي ي الyذي يحيي ويميت ق\\ال أن \\راهيم رب آتاه اللyه الملك إذ قال إبمس من المشرق فأت بها من yه يأتي بالشyالل yوأميت قال إبراهيم فإن

)البق\رة:المغ\رب فبهت الyذي كف\ر واللyه ال يه\دي الق\وم الظyالمين (، فم\\ع أن إب\\راهيم ك\\ان يعلم أن المل\\ك ال يق\\در على إحي\\اء258

الموتى، ومع ذلك لم يجادله في ذلك.. اكتفاء بكثرة األدلة.

50

Page 53: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وسأس\\لك مع\\ك ه\\ذا الس\\لوك..ولن أجادل\\ك في نص\\رة أي نصتعترض عليه.

صمت حياء، فقال: لقد تك\\رر وص\\ف نب\\وة المس\\يح في األناجي\\ل ( نجده يذكر أن الفريسي بع\\دما رأى39:\\ 7كثيرا.. ففي رواية لوقا )

المرأة تبكي وتمسح قدمي المسيح بشعرها قال في نفسه :) لو كانهذا نبيا، لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه(

وهذا القول يدل على أن\\ه داخل\\ه الش\\ك في نب\\وة المس\\يح، وه\\و يثبت أن المسيح كان معروفا بالنبوة ومش\\تهرا به\\ا، وي\\دعيها لنفس\\ه، ألن الفريسي داخله الشك فيما ه\و مع\روف ل\ه، وإال لك\ان ق\ال فينفسه :) لو كان هذا هو الله لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه( وهذا يدل على أن المسيح لم يكن معروف\ا إال ب\النبوة، س\\واء بين

المؤمنين به أو أعدائه.. فكلهم اتفقت كلمتهم على صفة النبوة. وسأسوق لك من النصوص ما يدل على ذلك:

(: أن تلمي\\ذين من تالمي\\ذ19:\\ 24 لق\\د ورد في بإنجي\\ل لوق\\ا ) المسيح وصفوه بالنبوة وهو يخاطبهم، فكانا يقوالن:) يسوع الناصري الذي ك\ان إنس\انا نبي\ا مقت\درا في الفع\ل والق\ول أم\ام الل\ه وجمي\ع

الشعب( ولم ينكر عليهم المسيح هذا الوصف.17:\ 9وورد بإنجي\ل يوحن\ا) ( ق\ول الرج\ل األعمى:): ق\الوا أيض\ا

لألعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك، فقال: إنه نبي( ( أن المسيح لما دخل أورش\ليم11،\ 10:\ 21وورد بإنجيل متى )

ارتجت المدين\ة كله\ا وس\ألت من ه\ذا؟ فك\انت اإلجاب\ة من الجم\وع الغفيرة من المؤمنين والتالميذ الذين دخلوا مع المسيح مدينة القدس

هي :) هذا يسوع النب\ي من ناصرة الجليل( فأنت ترى أن كل الجم\\وع تس\\أل، وكلهم يجيب\\ون، وعلى رأس\\هم تالميذ المسيح، وكلهم متفقون على طبيعة واحدة للمسيح هي طبيعة

51

Page 54: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

البشرية المتوجة بتاج النبوة. ( أن الن\\اس ال\\ذين رأوا معج\\زة تكث\\ير14:\\ 6ورد بإنجيل يوحن\\ا )

الطعام التي صنعها المسيح فآمنوا بها ق\\الوا :) إن ه\\ذا ه\\و بالحقيق\\ة النبي اآلتي إلى العالم (، فأقرهم المسيح، ولم ينكر عليهم وصفهم له بالنبوةن مع أنهم كانوا جمعا كثير حوالي خمسة آالف رجل.. ولم يقل

أحدهم بخالف ذلك.قلت: كل هذا ما قالوه.. ال ما قاله..

قال: ال بأس.. سأسوق لك بعض ما قال.. لقد ورد بإنجي\ل م\تى ) ( أن المس\\يح لم\\ا رأى أه\\ل الناص\\رة يحاربون\\ه وينك\\رون57:\\ 13

معجزات\\ه رد عليهم ق\\ائال :) ليس ن\\بي بال كرام\\ة إال في وطن\\ه وفي بيته (.. فالمسيح لم يذكر لهم أنه إله، وانما ذك\ر أن\ه ن\بي، وال كرام\ة

لنبي في بلده، فاأللوهية لم تكن تخطر ببال المسيح مطلقا. ( يتكلم المس\\يح وه\و يع\\رض نفس\ه33:\\ 13وفي انجي\\ل لوق\\ا )

قائال :) ال يمكن أن يهلك نبي خارج\\ا عن أورش\\ليم (، وه\\و إق\\رار من المسيح بأنه نبي من األنبياء، وليس لألنبياء كلهم إال طبيعة واح\دة هي

البشرية المقترنة بوحي الله.وا وفي إنجيل متى في اإلصحاح الخامس يق\\ول المس\\يح :) ال تظن

ريعة أو األنبياء. ما جئت أللغي، بل ألكمل( yي جئت أللغي الش أن فه\\ذا النص واض\\ح في أن المس\\يح رس\\ول ق\\د خلت من قبل\\ه الرسل، وأنه ليس إال واحدا ممن سبقوه، فال ه\\و رب وال إل\\ه.. وإنم\\ا هو نبي بشر جاء ليعمل بالشريعة التي سبقته، وهي ش\ريعة موس\ى،

ويكمل ما بناه االنبياء قبله. ( يق\\ول :) لم أتكلم من نفس\\ي، لكن49:\\ 12وفي إنجيل يوحن\\ا)

األب الذي أرسلني، ه\و أعط\\اني وص\\ية م\\اذا أق\\ول، وبم\اذا أتكلم (، فهذا النص واضح في أن المسيح عندما ك\ان ي\دعو تالمي\ذه، ويعلمهم

52

Page 55: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

لم يكن يدعوهم إال على أنه رسول من الله، وأن\\ه ك\\ان ي\\دعوهم إلىتوحيد الله، وعبادته.

ولم يرد هذا في األناجيل فقط، بل نج\\د ه\\ذا في س\\ائر األس\\فار، ال\\وارد( حمل بطرس قول موس\\ى 22:\\ 3ففي أعمال الرسل )

في العه\\د الق\\ديم:) إن نبي\\ا مثلي س\\يقيم لكم ال\\رب إلهكم( على مع أنه صرح بأن الله سيقيم لهم نبي\\ا، ولم يق\\ل س\\ينزل(1)المسيح

لهم الرب. قلت: حتى لو اعتبرناه نبيا.. فإن ذلك ال يتنافى مع م\ا ندعي\ه ل\ه.. فكما أن كونه إنسانا لم يحجبه أن يكون ابنا لله.. فكون\ه نبي\ا أولى أن

ال يحجب. قلت هذا لمجرد استفزازه، فإن ما ذكرته ال يقوم على أي أساس

عقلي صحيح. قال: ال بأس.. مع أن كالمك ه\ذا يتن\افى م\ع المنط\ق الس\ليم إال أني سأذكر لك من النصوص م\\ا ي\بين عبودي\\ة المس\يح.. وأن عالقت\\ه

بالله لم تكن إال عالقة العبودية. ألم تقرأ ما ورد من قيامه بالصالة وعبادته لله ط\\وال اللي\\ل كل\\ه،

(:) وفي تلك األيام خرج إلى الجب\\ل12:\\ 6لقد قال لوقا في إنجيله )ليصلي، وقضى الليل كله في الصالة لله (؟

( عن معج\\زة إش\\باع اآلالف من الجي\\اع15:\\ 14ويح\\دثنا م\\تى )وا على بخمسة أرغف\ة وس\مكتين فيق\ول :) وأم\ر الجم\وع أن يجلس\مكتين، ورف\\ع نظ\\ره إلى y\\ة والس ب. ثمy أخ\\ذ األرغف\\ة الخمس\\ العش\\عوه\\ا على yالمي\\ذ، فوزy ر األرغف\\ة، وأعطاه\\ا للت y\\ارك وكس\\ ماء، وب y\\الس الجموع.فأكل الجميع وشبعوا(، وه\\ذا التص\\رف دلي\\ل على العبودي\\ة..

فما كان لينظر إلى السماء إال ألجل انتظاره مددا منها.

.)( ذكرنا األدلة الكثيرة على أن هذه البشارة خاصة به 1

53

Page 56: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وقد تكرر منه هذا الفعل حينما أحيا لعازر، فإنه ورد بإنجيل يوحنا )ها اآلب، أشكرك41: 11 ماء وقال:) أي yورفع يسوع عينيه إلى الس (: )

ي قلت ه\\ذا مع لي. ولكن yك دوم\\ا تس\\ yك سمعت لي، وق\\د علمت أن ألنyك أنت أرسلتني( ألجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أن

بل إن المسيح لم ي\رض أن يوص\ف بالص\الح حرص\ا على وص\ف (:) وإذا واح\\د17،\\ 16:\\ 19العبودية وخوفا من الشرك، ففي متى )

ل على م الصyالح، أيy صالح أعمل ألحص\\ ها المعل يتقدyم إليه ويسأل:) أيyة؟(، فأجابه المس\يح :) لم\اذا ت\دعوني ص\الحا، ليس أح\د الحياة األبدي صالحا إال واحد وهو الله(.. ف\إذا ك\ان المس\يح لم ي\رض ب\أن يوص\ف

بالصالح، فكيف يرضى بأن يوصف باأللوهية!؟! بل إن المسيح يصرح بعبوديت\ه لل\ه، فيق\ول:) الح\ق الح\ق أق\ول لكم: ما ك\ان الخ\ادم أعظم من س\يده، وال ك\ان الرس\ول أعظم من

(16: 13مرسله () يوحنا إن هذا النص من الكتاب المقدس يعبر عما أراده الق\\رآن الك\\ريم

yه والفي قول\\ه تع\\الى : \\دا لل \\ون عب يح أن يك تنكف المس\\ لن يس\\رهم تكبر فسيحش\\ \\ه ويس\\ بون ومن يستنكف عن عبادت yالمالئكة المقر

(172 )النساء :إليه جميعا بل إن المسيح يصرح بوحدانية الله التي تهدم أقانيم التثليث ال\\تي

( من أن المسيح3: 17تؤسسونها، ألم تقرأ ما جاء في إنجيل يوحنا ) توجه ببصره نحو السماء قائال لله :) وهذه الحياة األبدي\\ة أن يعرف\\وك

أنت اإلله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته( فإذا كنتم تقولون بأن الله ق\\د تجس\\د في جس\\د المس\\يح يس\\وع،

فمن هو اإلله الذي كان يخاطبه يسوع؟ أال تالحط أن قوله :) ويس\\وع المس\\يح ال\\ذي أرس\\لته( يش\\ير إلى الوظيفة التي أرسل المسيح من أجلها.. وهي الوظيفة التي تتفق م\\ع كالم الذي سميتموه :) الهرطقي آريوس(.. والذي كان يعتبر المس\\يح

54

Page 57: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وسيطا بين الله والبشر!؟ أال ترى أن المسيح قال :) أنت اإلل\\ه الحقيقي وح\\دك (، بينم\\ا لميذكر نفسه إال بقوله:) المسيح الذي أرسلته(.. فأين التثليث في هذا؟ وقد وردت النص\وص الكث\يرة المؤك\دة أن الل\ه ه\و رب المس\يح

وإلهه: ( وفي3:\\ 1فالل\\ه تع\\الى موص\\وف في رس\\الة بط\\رس األولى )

( ب\ )الله أبو ربنا يسوع المسيح( 17: 1الرسالة إلى أهل افسس ) وفي رؤيا يوحنا وهو الكتاب األخير من العه\د الجدي\د، يص\ف الل\ه سبحانه وتعالى بأنه إله المسيح وربه :) إلله\\ه وأبي\\ه )المس\\يح( )رؤي\\ا

(6: 1يوحنا يقول المسيح عن الهيكل :) هيكل12وفي اإلصحاح الثالث العدد

مدينة إلهي( … اسم إلهي…إلهي

وفي أثناء حياته على األرض تطلع يسوع ألبيه بما شابه ذلك، وق\\د :20تكلم عن الصعود قائال :) إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم () يوحن\\ا

17.) وقد ورد في األناجيل التي تؤرخ لسيرة المسيح ما يؤكد كل ه\\ذا، وي\بين أن المس\يح ليس إال رس\وال ال يختل\ف عن س\ائر الرس\ل دائم

الصلة بالله، عظيم العبودية له: ( أن المس\يح بع\دما س\ئل عن موع\د32:\ 13جاء في م\رقس)

اعة فال يعرفهم\\ا أح\\د، ال y\\ك الس\\ \\وم وتل \\ك الي الساعة ق\\ال :) وأمyا ذلy اآلب( ماء وال االبن، إال yذين في السyالمالئكة ال

ف\\إذا ك\\ان االبن ال\\ذي ه\\و األقن\\وم الث\\اني من الث\\الوث حس\\بما تعتقدون، فكي\\ف ينفي عن نفس\\ه العلم بموع\\د الس\\اعة ويثبت\\ه لألب

فقط!؟

55

Page 58: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: هذا النفي من جهة ناسوته ال من جهة الهوته. ق\\ال: ال.. إن النفي ج\\اء عن االبن مطلق\\ا، وأثبت العلم بالموع\\د لألب فقط.. وتخص\يص العلم بموع\د الس\اعة لألب فق\ط دلي\ل على بطالن ألوهي\\ة ال\\روح الق\\دس، وأن ال مس\\اواة بين م\\ا تذكرون\\ه من

أقانيم. ( من ق\\ول المس\\يح:) الح\\ق51:\\ 1ومثل ذلك ما ورد في يوحنا )

أقول لكم من اآلن سترون الس\\ماء مفتوح\\ة ومالئك\\ة الل\\ه ص\\اعديننازلين على ابن اإلنسان (

فإذا كان المسيح يصرح ب\أن مالئك\ة الل\ه س\وف ت\نزل علي\ه من السماء لتأييده فأين هو اإلله خالق المالئكة الذي حل بالمسيح واتح\\د

به. ( :) ولما ابتدأ يس\وع ك\ان ل\\ه23:\\ 3ومثل ذلك ما ورد في لوقا)

نحو ثالثين سنة (، فالمسيح \ كم\ا ي\ذكر لوق\ا \\ لم\ا ب\دأ دعوت\ه ك\ان عمره ثالثين سنة.. فإذا كان المسيح ه\\و الل\\ه المتجس\\د، فم\\اذا ك\\ان

يفعل هذا قبل تلك الفترة وطوال الثالثين سنة!؟ ( :) حينئ\ذ ج\اء يس\وع من13:\ 3ومث\ل ذل\ك م\ا ورد في م\تى )

الجليل إلى األردن، إلى يوحنا ليعتمد منه، ولكن يوحنا منعه ق\\ائال: أن\\ا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي؟ فأجاب يسوع وقال له: اس\\مح، حينئذ س\مح ل\ه. فلم\ا اعتم\د اآلن ألنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر يسوع صعد للوقت من الماء، وإذا الس\ماوات ق\د انفتحت ل\ه، ف\رأى روح الله نازال مثل حمامة وآتيا عليه وصوت من السماوات قائال: ه\\ذا

هو ابني الحبيب الذي به سررت( فلو كان المسيح هو الله نفسه الذي تجس\د ون\زل لع\\الم ال\دنيا \ كما تزعمون \ لك\انت رسالته مبتدئة منذ والدته، ولك\\ان روح الق\\دس مالزما له باعتباره جزء الاله\وت ال\ذي ال يتج\زأ، ولم\ا احت\اج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، ولم يكن هناك أي مع\\نى أص\\ال البت\\داء

56

Page 59: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

بعثته بهبوط روح القدس عليه وابتداء هبوط المالئكة صاعدين ن\\ازلين بالوحي والرسائل عندما بلغ الثالثين من العمر واعتمد على ي\\د يوحن\\ا

النبي! ( عن بدء بعثة المسيح بنزول روح21: 3ومثل ذلك ما كتبه لوقا)

القدس عليه، فقد ورد فيه :) ولما اعتمد جميع الشعب اعتم\\د يس\\وع أيضا، وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح الق\\دس بهيئ\\ة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائال: أنت ابني الح\\بيب بك سررت. وكان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثالثين من عم\ره..

ورجع يسوع من األردن وهو ممتلئ من الروح القدس( فلو كان المسيح إل\\ها متجس\دا لم\ا احت\اج ل\روح الق\دس ليهب\ط عليه.. ولو كان التثليث حقا لكان المسيح متح\\دا دائم\\ا وأزال م\\ع روح

القدس، ألن الثالثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة! ثم أال ترى فيما كتبه متى ولوقا ما يبطل زعمكم أن الثالثة واح\\\د فالروح الق\دس منفص\ل عن ال\ذات وه\و ن\ازل بين الس\ماء واألرض

واالبن صاعد من الماء.إنسانية المسيح:

قلت: لقد ذك\رت م\ا ش\ئت من النص\وص عن عبودي\ة المس\يح..فاذكر لي ما يدل على إنسانيته على حسب ما فهمت؟

قال: كل ما سبق ذكره يدل على إنسانيته، فالعبودية ال تخرج عنصاحبها اإلنسانية.

قلت: فما تقصد باإلنسانية إذن؟ ق\ال: أقص\د منه\ا ن\واحي الض\عف ال\تي تع\تري اإلنس\ان، وال\تي يستحيل أن يتصف بها الله، وهو م\\ا اس\\تدل ب\\ه الق\\رآن الك\\ريم على

م\\اعدم صحة ما ترمون المسيح به من دعاوى، فالله تعالى يق\\ول:ديقة ل وأمه ص\\ س\\ \\ه الر المسيح ابن مريم إالy رسول قد خلت من قبل

57

Page 60: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

\\ون yى يؤفك ن لهم اآليات ثمy انظر أن كانا يأكالن الطyعام انظر كيف نبي(75)المائدة:

قلت: فاذكر لي ما في كتبنا من الداللة على هذا.قال: اعذرني.. فأنت أعرف بذلك مني.

قلت: ال ب\\أس.. أري\\د أن أس\\مع من\\ك.. أال ت\\رى أني ص\\ادق فيحواري معك؟

قال: أشكرك على ذل\ك.. وأن\ا مس\تغرب ه\ذا الس\لوك ال\ذي لمأعهده من غيرك.

قلت: ال بأس.. كل ينفق مما عنده. قال: األناجي\ل.. ب\ل الكت\اب المق\دس جميع\ا يص\رح أن المس\يح

أضعف من أن يكون إلها: ( أن المس\يح بع\دما وص\ل وتالمذت\ه الي43:\ 22لقد ذكر لوق\ا )

جبل الزيتون واشتد عليه الحزن والضيق حتى أن عرقه ص\ار يتص\\ببماء يقويه( yكقطرات دم نازلة :) ظهر له مالك من الس

واإلمداد بالقوة ال يكون إال للضعيف المحتاج.. ف\\إن كنتم تزعم\\ون أن للمسيح طبيعة الهوتية.. فهل هذا الملك أقوى م\\\ن الل\\ه!؟.. وأين كان الهوت المسيح في تلك اللحظة!؟.. أما كان االولى ب\\ه أن يظه\\ر طبيعته الالهوتية المزعومة ب\\دال من أن يك\\تئب ويح\\زن ويش\\تد علي\\ه

الضيق والخوف، ويظهر بذلك المظهر. ب\\ل إن المس\\يح يجس\\د إنس\\انيته بكامله\\ا على الص\\ليب \\\ كم\\ا

(، وال46:\\ 27تزعمون \ بقوله :) إلهي إلهي لم\\اذا تركت\\ني () م\\تى يمكن أن تفهم الكلمات إال لمن رأى المسيح إنسانا كسائر البشر.

وفوق ه\ذا هن\\اك الكث\ير من األدل\ة ال\تي يعرض\ها اإلنجي\ل ح\ول الطبيعة البشرية للمسيح، فهو يذكر أنه منهمك، وكان عليه أن يجلس

58

Page 61: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( ونجده يبكي لم\\وت لع\\ازر6:\\ 4لكي يشرب من البئر )انجيل يوحنا (35: 11)انجيل يوحنا

وفوق كل هذا هنالك الوصف لمعانات\ه في النهاي\ة، وه\ذا يجب أنيكون دليال على إنسانيته:) اآلن نفسي قد اضطربت (

ونجده يشكر ويصلي للرب لكي ينقذه من حتمية الم\\وت )انجي\\ل (: )وكان يصلي قائال يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه27: 12يوحنا

الك\\أس. ولكن ليس كم\\ا أري\\د أن\\ا ب\\ل كم\\ا تري\\د أنت ()انجي\\ل م\\تى39:26 )

( أن الش\\يطان بع\\دما أخ\\ذ المس\\يح إلي6:\\ 4وفي إنجيل م\\تى ) المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل قال ل\\ه :) إن كنت\ك، \ه ب ي مالئكت ابن الله فاطرح نفسك إلي أسفل ألنه قد كتب: يوص\

فيحملونك على أيديهم لكي ال تصدم قدمك بحجر( وفي هذا النص إقرار من المسيح للشيطان بأنه قد كتب عن\\ه في العهد القديم أن الله يوصي مالئكته به ليحملونه ويحفظونه \ كما نج\\د هذا ثابت\\ا ب\\المزمور الواح\\د والتس\\عين \\\ ف\\إذا ك\\ان المس\\يح ه\\و رب العالمين، وأن األب متحد معه وحال فيه، فكيف يوص\\ي الل\\ه مالئكت\\ه

به لكي يحفظوه؟وع12:\\ 1وفي أنجيل مرقس ) وح يس\\ \\اد ال\\ر (:) وفي الح\\ال اقت

\\ان بين \\ه. وك ب يطان يجر y\\ى فيه\\ا أربعين يوم\\ا والش yة، فقض\\ ي إلى البرالوحوش ومالئكة تخدمه(

فإذا كان المسيح إله متجسد \ حسبما تعتق\\دون \\\ فه\\ل يمكن أنيعقل أن يتسلط عليه الشيطان طوال أربعين يوما؟

قلت: إن الشيطان جربه كإنسان، ولم يجربه كإله. ( يثبت \ حسب اعتقادكم3:\ 4قال: ولكن النص الوارد في متى )

\ه \ أن الش\يطان جرب\ه كإل\ه ال كإنس\ان، فق\د ورد في\ه :) فتق\دyم إلي59

Page 62: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ب وقال له: إن كنت ابن الل\ه، فق\ل له\ذه الحج\ارة أن تتح\وyل المجرإلى خبز!( ولم يقل له:) إن كنت ابن اإلنسان(

( أن إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جدا،8: 4وفي متى ) وأراه جمي\\ع ممال\\ك الع\\الم، وق\\ال :) أعطي\\ك ه\\ذه كله\\ا إن جث\\وت وسجدت لي(.. فكيف يطمع إبليس في أن يسجد له، وأن يخض\\ع ل\\ه

من فيه روح الالهوت!؟ وقد كتب متى في اإلصحاح األول ابتداء من الفق\\رة األولى ح\\ول تجرب\ة إبليس للمس\يح أن إبليس ك\ان يق\ود المس\يح إلى حيث ش\اء فينقاد ل\\ه، فت\\ارة يق\\وده إلي المدين\\ة المقدس\\ة، ويوقف\\ه على جن\\اح الهيكل، وتارة يأخذه إلي جبل عال جدا.. فه\ل يمكن لعاق\ل بع\د ه\ذا أن يقول أن الله تعالى كان في جسد المسيح، وكان هذا الجسد بهذه

حاله مع إبليس. وق\\د ورد في الكت\\اب المق\\دس أن المس\\يح انص\\رف هرب\\ا من اليه\ود، فكي\\ف يتص\\ور أن رب الع\\المين ك\\ان في جس\\د، وك\\ان ه\\ذا

الجسد يتجنب اليهود من مدينة إلى مدينة هربا منهم. ( أن الفريسيين تشاوروا6:\ 3( ومرقس )14:\ 12ورد في متى )

على المسيح لكي يقتلوه، فلما علم المسيح انصرف من مكانه. ( أن اليهود لم\\ا ق\\رروا قت\\ل المس\\يح فمن53:\\ 11وكتب يوحنا)

ذلك اليوم لم يعد المس\\يح يتج\\ول بينهم جه\\ارا، ب\\ل ذهب إلى مدين\\ةاسمها أفرايم.

بل ورد في كيفية معاملة اليهود له ما يدل على بشريته: ( أن اليه\ود ع\ذبوا المس\يح وبص\\قوا في67:\ 26ورد في م\تى )

وجهه وضربوه.. قال متى:) فبصقوا في وجه يس\وع ولطم\وه، ومنهممن لكمه (

(:) وأخذ ال\\ذين يحرس\\ون يس\\وع63:\\ 22وجاء في إنجيل لوقا) 60

Page 63: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

يستهزئون به ويضربونه ويغطون وجهه ويس\\ألونه: من ض\\ربك؟ تنب\\أ!وزادوا على ذلك كثيرا من الشتائم(

أال ترى أن اليهود اتخذوا المسيح لعبة يلعبون بها إهانة له وتحق\\يرالشأنه، ومع ذلك لم يجد أحدا يدافع عنه؟

أين كان أولئك األلوف الذين حكت عنهم األناجيل بأنهم آمن\\وا ب\\ه،وشفى كثيرا من أمراضهم المزمنة؟

أين تل\\ك الجم\\وع الغف\\يرة ال\\تي خ\\رجت لمالقات\\ه، حين دخول\\هأورشليم، وهو راكب الجحش واألتان معا؟

باإلضافة إلى ما ذكرته األناجيل، فإن الكث\ير من المزام\ير \\ ال\تي هي بمثاب\\ة نب\\وءات عن المس\\يح كم\\ا تعتق\\دون \\\ تؤك\\د على حاج\\ة

المسيح الن يخلصه الرب: ( في6:4( نراها مقتبسة في انجيل متى )12، 11: 91فمزامير )

( تكمن النب\\وءة عن16:\\ 91الح\\ديث عن المس\\يح، وفي المزام\\ير ) تخليص المس\\يح :) من ط\\ول االي\\ام )أي حي\\اة أبدي\\ة( أش\\بعه وأري\\ه

خالصي( (:) خلصني يا الله.. اقترب29،\ 21،\ 18،\ 1:\ 69وفي مزامير )

إلى نفسي بسبب أعدائي أفدني.. يجعلون في طع\\امي علقم\\ا، وفيعطشي يسقونني خال.. خالصك يا الله فليرفعني (

المتشابه قلت: أنا أسلم لك كل م\\ا ذك\\رت من النص\\وص، فهي تح\\وي من دالئل البشرية ما ال أج\د ل\ه، وال يج\د ل\ه غ\يري مخرج\ا.. ولكن ه\ذه النصوص هي نفسها التي تدلنا على ما نعتقده من عقائ\\د.. فم\\ا تري\\د منا؟.. أتريد أن نطرح تلك النصوص له\\ذه النص\\وص؟.. وكي\\ف يك\\ون

ذلك، وكالهما نصوص مقدسة؟

61

Page 64: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: نفس اإلشكال يمكنني أن أطرحه عليك.. أتريد أن تطرح م\اذكرت لك من النصوص لما لديك من نصوص توهمك بإلهية المسيح؟ قلت: أن\\ا لم أط\\رح ه\\ذه النص\\وص، وال تل\\ك النص\\وص.. ولك\\ني

فهمت ما ذكرت من النصوص على ضوء ما لدي من نصوص. ق\\ال: فلم لم تفهم النص\\وص المتش\\ابهة على ض\\وء النص\\وص المحكمة؟.. لقد استفدت من قراءتي للكتاب المقدس للمسلمين أن في كالم الل\\ه متش\\ابها ومحكم\\ا.. وفهمت من\\ه أن\\ه ينبغي إخض\\اع

\\هالمتشابه للمحكم، كما قال تعالى : هو الyذي أنزل عليك الكتاب من\\وبهم آيات محكمات هنy أم الكتاب وأخر متشابهات فأمyا الyذين في قلyبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل\ه وم\ا يعلم تأويل\ه زيغ فيت\\ا وم\\ا ن \\د رب \\ل من عن \\ه ك yا ب اسخون في العلم يقولون آمن yه والرyالل yإال

yر إالy أولو األلباب (7 )آل عمران:يذyكقلت: فأيهما المحكم؟.. وأيهما المتشابه؟

قال: المحكم هو ما دل على الحقائق بأصالتها وبس\\اطتها.. وال\\تييدل عليها العقل بادئ الرأي.قلت: لم أفهم ما تقصد.

قال: أرأيت لو لم يرد ما ذكرت من نصوص متش\\ابهة، وال\\تي هيمحصورة على كل حال، أكان ألحد من الناس ينسب للمسيح اإللهية؟

لم أملك إال أن أقول: ال.. قال: وال تملك إال أن تق\\ول ذل\\ك.. فحي\\اة المس\\يح ال تختل\\ف عن س\\ائر حي\\اة من عرفن\\ا من األنبي\\اء.. فكلهم معلم\\ون دع\\اة إلى الل\\ه

حصل لهم مؤيدات كثيرة من الله تدل على الوظيفة التي كلفوا بها.قلت: وماذا تستنتج من هذا؟

قال: أستنتج أن األصل هو نب\وة المس\\يح.. فهي ال\تي ي\دل عليه\ا62

Page 65: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

العقل المجرد من جهة.. وهي التي ت\دل علي\ه النص\وص الكث\يرة منجهة أخرى.

قلت: وم\\ا تس\\ميه نصوص\\ا متش\\ابهة.. ه\\ل تح\\ذفها من الكت\\ابالمقدس؟.. أم تغير ترجمتها؟

ق\ال: ال ه\ذا وال ذاك.. وإنم\ا أح\اول فهمه\ا على ض\وء النص\وصاألخرى.. فإن احتجت إلى التأويل أولت..

قلت: أليس التأويل تحريفا؟ ق\\ال: يك\\ون التأوي\\ل تحريف\\ا عن\\دما يل\\وي عن\\ق النص.. لكن\\ه إن

انسجم مع النص كان هو األسلوب الوحيد الذي نتعامل به مع النص. قلت: فه\\ل تطب\\ق لي ه\\ذا التأوي\\ل على م\\ا ل\\دي من نص\\وص

متشابهة، لنرى مدى أحقية التأويل؟ ق\\ال: أج\\ل.. الب\\د لمن يري\\د أن يع\\رف الحقيق\\ة من االهتم\\ام

بالتفاصيل المؤدية إليها.. بكل التفاصيل.. قلت: ل\دي عش\رات النص\وص ال\تي وردت في العه\د الجدي\د أو القديم، وهي كلها تتحدث عن ألوهيته، منها النصوص التي س\\مته رب\\ا وإلها أو ابنا لله، ومنها النصوص التي أفادت أن فيه حلوال إلهيا، ومنه\\ا النصوص التي أضافت خلق المخلوقات إلي\\ه، ثم م\\ا ظه\\ر على يدي\\ه

…من معجزات إلهية إليه كتنبئه بالغيب وإحيائه الموتى

قال: قبل أن تعرض لي م\ا ش\ئت من نص\وص أري\د أن أس\ألك.. هل يوجد نص واحد منها يص\\رح في\\ه المس\يح بألوهيت\\ه، أو يطلب من

الناس عبادته.

لكبير قساوسة السويد :) أضع(1)لقد قال بعض علماء المسلمين رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واح\\د ق\\ال في\\ه عيس\\ى

رحمه الله -–)( هو الشيخ أحمد ديدات 1

63

Page 66: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

عن نفسه: أنا إله، أو قال: اعبدوني( قلت: نعم.. ال يوجد مثل ه\\ذا النص.. وفي ذل\\ك حكم جليل\\ة ع\\بر عنه\\ا القس فن\\در في كتاب\\ه )مفت\\اح األس\\رار( م\\بررا ع\\دم تص\\ريح المسيح بألوهيته في العهد الجديد، فق\\ال :) م\\ا ك\\ان أح\\د يق\\در على فهم هذه العالقة والوحدانية قبل قيامه وعروج\\ه.. فل\\و ق\\ال ص\\راحة لفهموا أنه إله بحسب الجسم اإلنساني.. إن كبار ملة اليهود أرادوا أن يأخذوه ويرجموه، والحال أنه م\ا ك\ان بين ألوهيت\ه بين أي\ديهم إال عن

طريق األلغاز( قال: فأنت تعتبر األلوهية لم يصرح بها إال بع\د الع\روج.. وحين\ذاك لم يصرح بها المسيح.. بل فهمتموها أنتم.. ألنه لم يظهر إنجيل جدي\\د

بعد عروج المسيح وقيامته. ثم إن المسيح كان يواجه اليهود مررا، فيقول لهم مثل هذا الكالم القاس\\ي :) الوي\\ل لكم أيه\\ا الكتب\\ة والفريس\\يون الم\\راءون.. أيه\\ا العميان.. ألنكم تشبهون القبور المكلسة، أيها الحيات واألفاعي كي\\ف

(، فكي\\ف ل\\ه أن ي\\ترك34-23/13تهرب\\ون من دينون\\ة جهنم ()م\\تى التصريح بالحقيقة ألخلص أتباعه؟

قلت: نحن فسرنا ما ورد من نصوص كان يلمح فيها إلى ألوهيته. قال: فهلم لتلك النصوص لنحاول فهمها على أس\\اس المحكم\\ات

من النصوص. قلت: لكي يكون حوارنا علميا، فقد حصرت م\ا ل\دي من نص\وص

تفيد ما نؤمن به من عقائد في أربعة أمور.. قال: أراك أصابتك عدوى األربع.. فما هي؟

قلت: الكلمة، والبنوة، والحلول واالتحاد، وخصائص األلوهية. ـ الكلمة:1

64

Page 67: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: فلنبدأ بالكلمة.. فهي أكبر ما تستدلون به. قلت: أجل.. ففي إنجيل يوحنا نجد العلم المتعل\ق بحقيق\ة طبيع\ة

المسيح، لقد صرح بما لم يصرح به غيره. لقد قال بصراحة وعمق وإيمان:) في البدء كان الكلم\\ة، والكلم\\ة كان عند الله، وكان الكلمة الل\\ه، ه\ذا ك\\ان في الب\\دء عن\\د الل\\ه، ك\\ل

(.. فلم3-1/1شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما ك\\ان () يوحن\\ا يقل :) كانت الكلمة مع الله (، أو )كانت الكلمة إل\\ه(.. ب\\ل ق\\ال بك\\ل

وضوح ودون أي إلغاز :) وكان الكلمة الله( بل هو يؤكد بكل صراحة أن التجسد ه\و الل\ه، فيق\ول :) والكلم\ة صار جسدا، وحل بيننا، ورأينا مجده كما لوحيد من اآلب مملوءا نعم\\ة

(14 / 1وحق\ا( )يوحنا:قال: سأرد على هذا من أربعة وجوه.. فاصبر علي..

قلت: لك كل الحرية.. وكل ال\وقت.. فق\د اتفقن\ا على البحث عنالحقيقة.. وال شيء غير الحقيقة.

قال: أوال.. من هو يوحنا؟.. ومتى كتب إنجيله؟.. وكيف يجرؤ علىقول ما لم يقله المسيح؟

قلت: أتريد أن تشككني في يوحنا كما شككتني في بولس؟ قال: إن الباحث عن الحقيقة ال يهم\ه من يط\رح في طريقه\ا من

الرجال.. أليس الحق أحب إلينا من الرجال؟قلت: بلى.. ولكن الرجال هم الذين نعرف بهم الحق.

قال: فلندرسهم لنرى مدى أهليتهم لتبليغ الحق. قلت: ال ب\\\أس.. ولكن ت\\\ذكر أن\\\ه من القديس\\\ين.. وال ينبغي أن

نتحدث عن القديسين إال بصحبة األدب.

65

Page 68: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: لك علي ذل\ك.. والم\\ؤمن ط\\اهر اللس\ان.. أتعلم م\تى كتبإنجيل يوحنا؟

قلت: كتب بعد حوالي ستين عاما من رحيل المسيح على حس\\ب.(1)ما يذكر المؤرخون

قال: فمثل ه\ذا كي\ف يحف\ظ م\ا قال\ه المس\يح؟.. ثم أال تعلم أن أغلب م\افي إنجي\ل يوحن\ا من رس\ائل ب\ولس؟ وق\د ع\رفت من ه\و بولس.. ب\ل ق\د ج\اء في دائ\رة المع\ارف الفرنس\ية ال\تي لم يكتبه\ا

المسلمون أن إنجيل يوحنا ومرقص من وضع بولس.. قلت: دعنا من هذا.. فق\\د س\\بق الح\\ديث عن\\ه.. نري\\د أن نتعام\\ل

بدون أي خلفية مع كالم يوحنا.. ما الذي يشككك فيه؟ ق\\ال: أوال.. إن ه\\ذا الكالم الخط\\ير ال\\ذي يح\\ول من المس\\يحة البسيطة التي تتجلى في سائر األناجيل إلى فلسفة معقدة يس\\تدعي

البحث عن مصدر هذا الكالم.قلت: وضح ما تريد.

قال: اذكر لي أول جملة بدأت بها سائر األناجيل. قلت: أول جمل\\ه في إنجي\\ل م\\تى تق\\ول :) كت\\اب ميالد يس\\وع

(1/1المسيح ابن داود ابن إبراهيم( )متى:وأول جمل\\ة في إنجي\\ل م\\رقس:) ب\\دأ إنجي\\ل المس\\يح ابن الل\\ه(

(1/1)مرقس: وأول جملة في إنجيل لوق\ا:) إذا ك\انوا كث\يرين ق\د أخ\ذوا بت\أليف

(1/1قصته()لوقا: قال: وبينها جميع\ا أول جمل\ة في إنجي\ل يوحن\ا :) في الب\دء ك\ان

م.. انظر التفاصيل المرتبطة به وبإنجيله في95 -\ 90)( كتب إنجيل يوحنا في حوالي 1)الكلمات المقدسة( من هذه السلسلة.

66

Page 69: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1/1الكلمة..( )يوحنا:قلت: وما الغرابة في ذلك؟

قال: إن يوحنا يوضح مقصده من هذا اإلنجيل، فه\\و يري\\د أن يثبت فيه ما ذكره في هذه المقدمة.. ولهذا ال يوجد مثل ه\\ذا الكالم إال في إنجيل يوحنا ورسائل بولس، بينما تخلو األناجيل الثالثة من دليل واضح

ينهض في إثبات ألوهية المسيح. ولعل خلو هذه األناجيل عن الدليل هو الذي دف\\ع يوحن\\ا، أو ك\\اتب إنجيل يوحن\ا لكتاب\ة إنجي\ل عن اله\وت المس\يح، فكتب م\ا لم يكتب\ه اآلخرون، وجاءت كتابته مشبعة بالغموض والفلسفة الغريب\\ة عن بيئ\\ة

.(1)المسيح البسيطة التي صحبه بها العوام من أتباعه قلت: ف\\أنت تس\\تدل ب\\اختالف مقدم\\ة إنجي\\ل يوحن\\ا عن س\\ائر

مقدمات األناجيل على اختالفه عنها. قال: ليست المقدمة وحدها.. لقد كانت المقدم\\ة هي اإلعالن عن المقصد الذي قصده يوحنا من إنجيله.. والذي أعلن عنه بعد ذلك بكل صراحة بقوله :) وأما هذه فق\د كتبت لتؤمن\وا أن يس\وع ه\و المس\يح

(3 / 20ابن الله ()يوحنا: بع\\د ه\\ذا ن\\رى أن أش\\ياء كث\\يرة يخ\\الف به\\ا ه\\ذا اإلنجي\\ل س\\ائر

األناجيل: فال توجد في ه\ذا اإلنجي\ل حادث\ة التجلي: أي تغ\ير هيئ\ة المس\يح

)( ينبه ديدات إلى أن هذا النص قد انتحل\\ه ك\\اتب اإلنجي\\ل من فيل\\ون اإلس\\كندراني) ت1 م(، وأنه بتركيباته الفلس\\فية غ\\ريب عن بيئ\\ة المس\\يح وبس\\اطة أقوال\\ه وعامي\\ة تالمي\\ذه،40

وخاصة يوحنا الذي يصفه سفر أعمال الرس\\ل بأن\\ه ع\\امي ع\\ديم العلم، فيق\\ول:» فلم\\ا رأوا(4/13مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا () أعمال

م ( يهودي عاش في العصر الهلنستى باإلسكندرية،40 ق. م \ 20وفيلون اإلسكندراني ) وهو فيلسوف ومفكر كان متأثرا بالفلسفة اليونانية، فقد ك\\ان يعت\\بر أن العق\\ل أو اللوج\\وس هو الذي صدر عنه وجود كل المخلوقات. وكان يكني هذا ) اللوجوس ( بقوله ) الكلمة ( ومن

المعروف أن يوحنا كتب إنجيله بعد وفاة ) فيلون ( واستعار منه ) مصطلح الكلمة(67

Page 70: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

على الجبل، ألن المجد الثابت والمتواص\ل للمس\يح األرض\ي ال ي\تركمجاال لمثل هذا األمر.

وفيه إشارات لكون المسيح كلي العلم، ولكون قدرة المسيح غير البارزة، ولكن الموجودة الكامنة، قدرة ال حد لها.. بل إن في\ه تص\ويرا للمسيح على أنه ال يعتريه التعب وال الجوع وال العطش، وفي\\ه ع\\رض للمسيح باعتباره شخصا ذا سيطرة وتسيير كاملين ومس\تديمين لك\ل

ما يفعله وما يحصل له حتى موته. وه\و ينف\رد بالتص\ريح باتح\اد األب واالبن حيث يق\ول:) أن\ا واألب

(، ويقول:) كل من رآني فقد رأى األب( )يوحن\\ا:10/30واحد ()يوحنا:14/9 )

قلت: وسائر األناجيل؟ قال: في األناجي\ل الثالث\ة المتش\ابهة.. أي أناجي\ل م\تى وم\رقس ولوق\\ا ي\\رى المس\\يح مح\\دودا ض\\من ح\\دود حيات\\ه األرض\\ية ومنص\\بهر عما قاله المسيح وم\\ا فعل\\ه في حين أن إنجي\\ل الرسالي.. فهي تعبر عن فهم المعنى األلوهي يوحنا هو تفسير لما يمثله المسيح، فهو يعب للمسيح، ذلك الفهم والتصور الذي تطور ونما في ال\\دوائر المس\\يحية

في نهاية القرن الميالدي األول. قلت: فكيف تفسر هذا االختالف؟

قال: إن الذي يظهر لي كما ظهر لباحثين كث\\يرين.. وه\\و م\\ا ي\\دل عليه واقع الدعوة للمسيحية أن\ه حص\ل خالل س\تين عام\ا بع\د وف\اة المسيح أن لغة البنوة لله، أي عبارة )ابن الله( التي يمتلئ بها الكتاب المقدس نقلت من تربة لتربة أخرى.. نقلت من تربة الفك\\ر اليه\\ودي إلى تربة جديدة هي تربة العالم اإلغ\\ريقي الروم\\اني وم\\ا يحمل\\ه من

وثنية.قلت: وما سر هذا التحول؟

68

Page 71: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ق\\ال: ه\\و م\\ا ذكرن\\اه من االهتم\\ام بانتش\\ار ال\\دين وال\\ذي زاحم االهتمام بصفائه.. لقد ك\ان إنجي\ل يوحن\ا يع\بر عن رغب\ات المت\دينين

الجدد الممتلئين بالوثنية. ولهذا كان الترحيب والتهليل لفكرة المسيح إلها اس\\تجابة طبيعي\\ة لجماعة ت\ؤمن بإل\ه يعتق\د في\ه أن من ش\أنه أن\ه يكش\ف عن نفس\ه لإلنسان ويعرف نفسه لإلنسان.. ومن هنا نجد إنجيل يوحنا يحدثنا عنفه فيقول:) الل\\ه لم ي\\ره أح\د، االبن yاالبن الوحيد الذي أظهر الله وعر

y\ر( )يوحنا: /\\ 1الوحيد الذي هو في حضن اآلب هو خب (.. ويخبرن\\ا18 (28/ 16أيضا أن االبن )خرج من عند اآلب وأتى إلى العالم ()يوحنا:

؟الوجه الثانيقلت: وعيت ما أردته من الوجه األول.. فما ق\\\ال: أنت تعلم أن من أس\\\اليب قوم\\\ك في التحري\\\ف تغي\\\ير

الترجمات.قلت: دعك من هذا.. ألم نتفق على احترام بعضنا بعضا؟

قال: أعتذر إليك إن كان هذا الكالم قد س\\اءك.. ولكن البحث عنالحقيقة قد اضطرنا إليه اضطرارا.

قلت: فم\\ا في اختالف الترجم\\ات من األدل\\ة على الحقيق\\ة ال\\تينبحث عنها؟

قال: لق\د الحظت أن هن\اك تالعب\ا في الترجم\ة اإلنجليزي\ة، وهياألصل الذي عنه ترجم الكتاب المقدس إلى لغات العالم.

قلت: فما هو المصدر الذي نرجع إليه لنفهم النص األصلي؟ قال: لفهم النص على حقيقته البد أن نرجع إلى األصل اليون\\اني.. فالنص في الترجمة اليونانية تعريب\\ه هك\\ذا :) في الب\\دء ك\\ان الكلم\\ة، والكلمة كان عند الل\ه( وهن\ا يس\تخدم النص اليون\اني ب\دال من كلم\ة

( للداللةGod (، وفي الترجمة اإلنجليزية تترجم )hotheos)الله( كلمة )

69

Page 72: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

.(1)على أن األلوهية حقيقة ثم يمضي النص فيقول:) وكان الكلمة الله(، وهن\ا يس\تخدم النص

(، وك\\ان ينبغي أن يس\\تخدم في الترجم\\ةtontheosاليون\\اني كلم\\ة ) ( بحرف صغير للدالل\\ة على أن األلوهي\\ة مجازي\\ةgodاإلنجليزية كلمة )

)إله (، والتي ال تعني في اص\\طالح الكت\\اب المق\\دس بالض\\رورة الل\\ه المعبود بحق، بل تأتي أحيانا على مع\نى الس\يد وال\رئيس المط\\اع أو على معنى مالك عظيم، كما وقع في نص سفر الخروج:) جعلتك إله\ا

(7/1لفرعون()الخروج (، وال\تي ينبغي فيtontheosولهذا اس\تخدم النص اليون\اني كلم\ة )

(.a( مع وضع أداة التنكير) godالنص اإلنجليزي ) لكن الترجم\\ة اإلنجليزي\\ة ح\\رفت النص اليون\\اني لمقدم\\ة يوحن\\ا

( التيgod( التي تفيد ألوهية حقيقة بدال من ) Godفاستخدمت لفظة ) تفيد ألوهية معنوية أو مجازية، فوق\\ع اللبس في النص، وه\\ذا وال ريب

.(2)نوع من التحريف صمت، فقال: سأذكر لك من الشواهد ما يؤيد هذا الوجه.. فكلم\ة

)( كمثال على ذلك أن\\ه عن\\دما تق\\ول: عب\\د اليون\\ان الق\\دامى آله\\ة كث\\يرة، فإن\\ك تق\\ول1باإلنجليزية :

The Ancient Greeks worshpped many gods.

وعندما تقول : نحن نعبد إلها واحدا، فإنك تقول باإلنجليزية :

We worship one God.

وعن\\دما ال يك\\ونGفعندما يكون اإلل\\ه معب\\ودا بح\\ق تس\\تخدم في بدايت\\ه الح\\رف الكب\\ير .gمعبودا بحق تستخدم في بدايته الحرف الصغير

)( بعض الترجمات تقرر ذلك مثل ترجمة العالم الجديد التي تنص على:2

.In the beginning was the Word، and the Word was with God، and the Word was divine" New World "Translation

و كذلك هذه الترجمة وتسمى العهد الجديد ترجمة أمريكية:70

Page 73: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

إله ال تعني بالضرورة الله المعبود بحق كما في الكتاب المقدس: فقد استعملت للداللة على الشيطان كما في )كورنث\\وس الثاني\\ة:

(:) الذين فيهم اله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئال4: 4تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله(

واس\تعملت كلم\ة آله\ة ال\تي هي ثي\ؤس اليوناني\ة، فق\د ج\اء في (:) أجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت34: 10)يوحنا

أنكم آلهة( (:) ق\ائلين له\رون اعم\ل لن\ا آله\ة تتق\دم40:\ 10وفي )أعمال

أمامن\\ا. الن ه\\ذا موس\\ى ال\\ذي أخرجن\\ا من ارض مص\\ر ال نعلم م\\اذاأصابه(

(:) بل حملتم خيم\\ة مول\\وك ونجم إلهكم43:\\ 10وفي )أعمال: رمفان التماثيل التي ص\\نعتموها لتس\جدوا له\ا. ف\أنقلكم إلى م\ا وراء

بابل( فإله الوثنيين هنا أيضا )ثيؤس( (:) فالجموع لما رأوا ما فعل بولس رفعوا11:\ 14وفي )أعمال:

صوتهم بلغة ليكأونية قائلين ان اآللهة تشبهوا بالناس ونزل\\وا إلين\\ا(..فحتى بولس حصل هو أيضا على نفس اللفظة اليونانية.

(:) وانتم تنظرون وتسمعون انه ليس من26: 19وفي )أعمال: افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال وازاغ بولس هذا جمعا

كثيرا قائال إن التي تصنع باأليادي ليست آلهة( .In the beginning the Word existed. The Word was with God، and the Word was divine."

The New Testament، An American Translation، Edgar Goodspeed and J. M. Powis Smith، The University of Chicago Press، p. 173

: 317و فى قاموس الكتاب المقدس لجون ماكنزى طبعة كوليير صفحة

Jn 1:1 should rigorously be translated 'the word was with the God ]=the Father[، and the word was a divine being.'" The Dictionary of the Bible by John McKenzie، Collier Books، p. 317.

71

Page 74: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(:) ألنه وان وجد ما يسمى آلهة سواء كان5: 8وفي )كورونثوس في السماء أو على األرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون(

و كل األمثلة السابقة كانت الكلمة في األصل ثيؤس. وقد اتفق مفسروا العهد القديم على أن المقص\\ود باآلله\\ة وبب\\ني العلي: الرؤساء والقض\\اة والمالئك\\ة، وأن لقب آله\ة وأبن\\اء الل\\ه لهم، ليس إال لقبا تشريفيا ال أكثر، وال يعني أبدا أنهم شركاء الله تعالى في

ذاته والهوته.

بناء على ذلك فعبارة :) وإل\ه هو الكلمة( معناه\\ا :) وك\\ائن روحيعظيم بل رئيس للكائنات وعظيم مقرب من الله هو الكلمة(

باإلضافة إلى كل هذا.. أجبني.. أنتم تقولون: إن الكلمة هي الل\\ه..وليست الكلمة هي اإلله بمفهوم الكتاب المقدس لكلمة الله.

قلت: أجل.. ذلك ما نقوله.قال: فيمكنك أن تستبدل إذن كلمة :) الكلمة( بكلمة :) الله(

قلت: أجل.. يمكن ذلك. قال: سيصير النص حينها هكذا:) في الب\\دء ك\\ان الل\\ه، وك\\ان الل\\ه عند الله، وكان الله هو الله، الله كان في البدء عند الل\\ه(.. ه\\ل ت\\رى النص بهذه الصورة قائم المبنى مستقيم المعنى.. أم أنك تراه مخت\\ل

المبنى غير مستقيم المعنى، بل ال معنى له وال يصح. صمت، فق\\ال: من الب\\ديهي أن الش\يء ال يك\\ون عن\\د نفس\\ه، فال

يصح أن نقول كان زيد عند زيد.قلت: وعلى التفسير الذي ذكرته، والذي ترى أن الترجمة حرفته.yر بمع\\نى قال: سيستقيم المعنى بذلك.. ألن\\ه إذا ص\\ار اإلل\\ه المنك الكائن الروحي العظيم الذي هو غير الل\\ه، ص\\ح أن نعت\\بره ك\\ان عن\\د

72

Page 75: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الله. قلت: أسلم لك هذا.. فحرف واحد قد يغ\\ير المع\\نى تغي\\يرا كلي\\ا.. ومع ذلك.. فهذا توجيه ال يكفي.. أنا أري\\د توجيه\\ا للنص نفس\\ه.. وأنت

إلى اآلن تطوف بالنص.. وال تجرؤ على القرب منه. قال: ال يمكن أن تفهم النص مبت\\ورا عن س\\ياقه.. ولكن م\\ع ذل\\ك

من وج\\وه ال\\رد على االس\\تداللالوجه الثالثبحثت في هذا.. وهو بهذا القول.

بماذا يبدأ هذا القول؟( في البدء كان الكلمةقلت: يبدأ بقوله :)

قال: أنتم تفهمون من هذا أزلية المسيح. قلت: أجل.. فالمسيح اإلله كان موجودا في األزل قب\\ل الخليق\\ة..

وهذا النص يدل على ذلك.. ويدل على ذلك نصوص أخرى: فهذا يوحنا يقول على لسان المسيح :) إن إبراهيم تشوق إلى أن يرى يومي هذا، فقد رآني وابتهج بي، من قبل أن يكون إب\\راهيم كنت

(، فه\ذا ي\دل على أن وج\وده ك\ان قب\ل إب\راهيم،58-8/56أنا)يوحنا وذلك ال يعني إال أنه كائن أزلي.

ويوحنا يقول عن المسيح :) هو ذا ي\أتي م\ع الس\حاب، وس\تنظرهأنا هو األلف والي\\اء، البداي\\ة والنهاي\\ة()الرؤيا…كل عين، والذين طعنوه

( أي األول واآلخر.1/7-8 فهذه النصوص مص\رحة ب\رأي النص\ارى بأزلي\ة المس\يح وأبديت\ه،

وعليه فهي دليل ألوهيته. قال: ه\ذه نتيج\ة فهمتموه\ا.. ويمكن تأويله\ا لمن أراد أن يحاف\ظ على إحك\\ام النص\\وص من غ\\ير أن ينس\\ب غيره\\ا من النص\\وص إلى

73

Page 76: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

التقول على المسيح. قلت: فكيف تؤوله\ا.. وهي واض\حة ص\ريحة.. أم أن\ك س\تعود بي

إلى أنها أقوال ليوحنا؟ قال: لن أعود بك إلى ذل\ك.. فللح\ق من األدل\ة م\ا ال يعوزن\ا إلى

التكرار.فلنبدأ بأول كلمة.. وهي كلمة )البدء (؟.. ما معنى كلمة )البدء (؟

قلت: هي األزل الذي ال بداية له. قال: ولكنها لم ترد في الكتاب المقدس بهذا المع\\نى فق\\ط.. ب\\ل

وردت بمعان أخرى: فقد وردت للداللة على وقت بداية الخل\ق والتك\وين كم\ا ورد في

(1/1سفر التكوين :) في البدء خلق الله السموات واألرض ()التكوين ووردت للدالل\\ة على وقت ن\\زول ال\\وحي، كم\\ا في ق\\ول م\\تى:

(19/8)ولكن من البدء لم يكن هذا( )متى ووردت للداللة على فترة معهودة من الزمن كما في قول لوقا :)

(، أي في أول رسالة1/2كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء ()لوقا المسيح..

بل ورد مثل ذلك من قول يوحن\ا، فق\د ق\ال:) أيه\ا اإلخ\وة لس\ت أكتب إليكم وصية جديدة ب\ل وص\ية قديم\ة ك\انت عن\دكم من الب\دء.

(1الوصية القديمة هي الكلم\\ة ال\\تي س\\معتموها من الب\\دء( )يوحن\\ا )2/7.)

ومثل ذلك قوله :) ولكن منكم قوم ال يؤمنون.ألن يسوع من البدء(.6/64علم من هم الذين ال يؤمنون ومن هو الذي يسلمه ()يوحنا

وعلى هذا فال يجوز اعتبار هذه الكلمة يراد بها األزل.

74

Page 77: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ال.. في هذا المحل ال يفهم منها إال األزل.قال: بأي قرينة فهمت ذلك؟

قلت: بقرينة األق\\وال األخ\\رى ال\\تي ذكرته\\ا.. فهي تفس\\ر الم\\رادبالبدء.

قال: وله\ذا س\نترك كلم\ة الب\دء لنبحث في دالل\ة م\ا ذك\رت منأقوال تستدل بها على أزلية المسيح.قلت: المنهج العلمي يقتضي هذا.

قال: ما المراد بقول بولس عن نفسه وأتباعه:) كم\\ا اختارن\\ا في\\ه (.. فه\ل ك\ان1/4قب\ل تأس\يس الع\الم لنك\ون قديس\ين ()أفس\س:

بولس ومن معه من القديسين أزليين وآلهة كالمسيح؟قلت: ال.. مراده من ذلك أن اختيار الله واصطفاءه له قديم.

قال: أتقصد أنه أراد أن يقول:) اختارن\ا بق\دره الق\ديم (، وال يفي\دأنهم وجدوا حينذاك.

قلت: أجل.. هذا ما ينبغي أن يفهم من قول بولس. قال: وهذا ما ينبغي أن يفهم من قول يوحنا عن المس\\يح.. فليس المقصود الوج\ود الحقيقي للمس\يح كش\خص، ب\ل المقص\ود الوج\ود

القدري واالصطفائي.وهذا االصطفاء هو المجد الذي منحه الله المسيح، كما في قوله : ) واآلن مجدني أنت أيها اآلب عند ذاتك بالمجد ال\\ذي ك\\ان لي عن\\دك

(، وه\و المج\د ال\ذي أعط\اه لتالمي\\ذه17/5قبل كون العالم ()يوحن\ا حين اصطفاهم واختارهم للتلمذة كما الله اختاره للرسالة :) وأن\\ا ق\\د

(17/22أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ()يوحنا ومثله عرف إبراهيم المسيح قبل خلقه، ال بشخصه طبعا، ألن\\ه لم

75

Page 78: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ي\\ره قطع\\ا :) فق\\د رآني وابتهج بي (، فالرؤي\\ة مجازي\\ة، وهي رؤي\\ة المعرفة، وإال لزم النصارى أن ي\\ذكروا دليال على رؤي\\ة إب\\راهيم لالبن

الذي هو األقنوم الثاني. قلت: فقول يوحن\\ا على لس\\ان المس\\يح أن\\ه ق\\ال :) من قب\\ل أن

(، أال ي\دل على وج\وده في58-8/56يكون إب\راهيم كنت أن\ا()يوحن\ا األزل؟

قال: ال.. وغاية ما يفي\\ده النص إذا أخ\\ذ على ظ\\اهره أن للمس\\يحوجودا أرضيا يعود إلى زمن إبراهيم، وزمن إبراهيم ال يعني األزل.

ومع ذلك، فلو كان المسيح أقدم من إبراهيم وس\\ائر المخلوق\\ات، فإن له لحظة بداية خلق فيها، كما لكل مخلوق بداية، وقد ذكر بولسهذا فق\\ال:) ال\\ذي ه\و ص\\ورة الل\\ه غ\\ير المنظ\ور بك\\ر ك\ل خليق\ة (

(، وبك\\ر الخالئ\\ق أي أوله\\ا، وذل\\ك يس\\تدعي كون\\ه1/15)كولوس\\ي مخلوقا.

صمت، فقال: أتعرف ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم؟ قلت: وكيف ال أعرفه، وقد أثنى عليه بولس ثناء حسنا لم يحظ به

غيره؟قال: أال يخبر بولس أن ال أب له وال أم، وأنه ال بداية له وال نهاية؟

أدركت ما يرمي إليه، فقلت: أجل.. لقد ق\ال عن\ه:) ملكي ص\ادق بال أب، بال أم، بال نس\ب، ال ب\داءة…هذا ملك س\اليم ك\اهن الل\ه العلي

أيام له، والنهاية حياة، بل ه\و مش\به ب\ابن الل\ه، ه\ذا يبقى كاهن\ا إلى(3-7/1األبد()عبرانيين

قال: فلم ال تقولون بألوهية ملكي صادق ال\ذي يش\به ب\ابن الل\ه.. بل هو متفوق على المسيح الذي تذكرون أنه صلب ومات، وله أم بل وأب حسب ما أورده م\\تى ولوق\\ا، في الحين ال\\ذي يت\\نزه في\\ه ملكي

صادق عن ذلك كله؟76

Page 79: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

صمت، فقال: دعنا من ملكي صادق وهيا بنا إلى سليمان ألم يقل ال\\رب…عن نفسه :) أنا الحكمة أسكن ال\\ذكاء، وأج\\د معرف\\ة الت\\دابير

قناني أول طريقه، من قبل أعماله من\ذ الق\ديم، من\ذ األزل مس\حت، منذ البدء، منذ أوائل األرض، إذ لم يكن ينابيع كثيرة المي\\اه، ومن قب\\ل

(.25-8/12أن تقرر الجبال أبدئت، قبل التالل أبدئت ()األمثال قلت: لعله يشير هنا إلى المسيح.

قال: ال.. أنت والجميع تدركون أنه يشير به إلى نفسه.. فس\\ليمانهو الموصوف بالحكمة في الكت\اب المق\دس، كم\ا في س\\فر األي\ام: ) مبارك الرب إله إسرائيل الذي صنع الس\\ماء واألرض، ال\\ذي أعطى داود الملك ابنا حكيما صاحب معرفة وفهم، الذي يبني بيتا للرب وبيت\\ا

(2/12لملكه ()أيام: بينم\ا لم تطل\ق الحكم\ة أص\ال على المس\يح، ولم يختص به\ا، فال

وجه في الداللة على ألوهية المسيح بهذا النص قطعا. قلت: ولكنه قال :) منذ األزل مسحت(

قال: هذه الكلمة ال تدل على المسيح وحده، ألن لف\\ظ )المس\\يح( لقب أطلق على كثيرين غير المس\يح.. فالمس\حاء من مس\حهم الل\ه

(، و)إش\\عيا:45/7ببركته من األنبياء كداود وإشعيا كما في )المزمور: (، فال وجه لتخصيص المسيح بهذا اللقب.61/1

قلت: وما ترد على ما ورد في نصوص سفر الرؤيا، وال\تي ذك\رتأن المسيح هو األلف والياء، وأنه األول واآلخر؟

قال: أوال.. جميع ما في هذا السفر مجرد رؤيا منامية غريب\\ة رآه\\ا يوحنا، وال يمكن أن يعول عليها، فهي منام كسائر المنامات التي يراها الناس، فقد رأى يوحنا حيوانات لها أجنح\\ة وعي\\ون من أم\ام، وعي\\ون

(4/8من وراء، وحيوانات لها قرون بداخل قرون، كما في )الرؤيا: قلت: ولكن يوسف كم\ا يق\ول ق\رآنكم رأى الك\واكب والش\مس

77

Page 80: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

والقمر ساجدة له، ومع ذلك اعتبرت رؤياه صحيحة صادقة.. بل كانتحياة يوسف كلها تأويال لهذه الرؤيا.

قال: صدقت.. وهذا ما أردت أن أجرك إليه.. هل يمكن لفلكي أنيستنتج من قول يوسف حقائق علمية ترتبط بالفلك؟

قلت: ال.. فالرؤيا ال يراد بها ظاهره\ا.. ب\ل ك\انت الك\\واكب تش\يرإلى إخوة يوسف، والشمس والقمر يشير إلى والديه.

ق\ال: فك\ذلك م\ا ذك\رت من الرؤي\ا.. الب\د له\ا من تأوي\ل.. أو أنفهمها يختلف باختالف مؤولها.

قلت: ولكن هن\\اك من ال\\رؤى م\\ا يك\\ون ل\\ه من الوض\\وح م\\ا اليستدعي تأويال.

قال: ال بأس.. سأسلم لك هذا.. لقد ورد في آخر هذا السفر مث\\ل هذه العبارات صدرت عن أحد المالئكة كم\\ا يظه\\ر من س\\ياقها، وه\\و قوله :) أنا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع ه\\ذا.وحين س\\معت ونظ\\رت خررت ألسجد أمام رجلي المالك ال\\ذي ك\\ان يري\\ني ه\\ذا. فق\\ال لي: انظر ال تفعل. ألني عبد مع\ك وم\ع إخوت\ك األنبي\اء وال\ذين يحفظ\ون أقوال هذا الكتاب.اسجد لله. وقال لي: ال تختم على أقوال نب\\وة ه\\ذا الكتاب ألن الوقت قريب.. وها أنا آتي سريعا، وأجرتي معي. أنا األلف

(، وليس في13-22/8والياء. البداية والنهاي\ة. األول واآلخ\ر ()الرؤي\ا ظ\\اهر النص م\\ا ي\\دل على انتق\\ال الكالم من المالك إلى المس\\يح أو

غيره. صمت، فقال: فلنترك :) البدء(.. ولنذهب إلى الكلمة.

ما المقصود بالكلمة؟ هل هو المسيح؟ أم أن اللفظ يحتمل أم\\وراأخرى؟

قلت: لفظة )الكلمة( لها إطالق\ات عدي\دة في الكت\اب المق\دس، حيث يراد منها األمر اإللهي الذي به صنعت المخلوقات، كما ج\\اء في

78

Page 81: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(، ومثل ذلك13/6المزامير )بكلمة الله صنعت السماوات ()المزمور (1/3ما ورد في التكوين :) وقال الله: ليكن نور فكان نور ()التكوين

ويراد منها األقنوم الثاني من الثالوث.قال: أين تجد ذلك في الكتاب المقدس؟قلت: هذا ما يفهم من الكتاب المقدس.

قال: لقد اتفقنا على التفريق بين النص والفهم.. فقد يفهم أحدهممن كالمك ما لم ترده.

قلت: ولكن النصوص تستدعي الفهم. قال: وفي حال االختالف في الفه\\وم نبحث في النص\\وص للبحث

عن الفهم الصحيح.قلت: أجل..

ق\\ال: فلم\\اذا نخ\\رج بالكلم\\ة عن الم\\راد منه\\ا.. وال\\ذي ذك\\ر في الكتاب المقدس.. بل ذكر في كتاب المسلمين المقدس، فالله تعالى

ى ابن م\ريمسمى المسيح كلمته، قال تع\الى : يح عيس\ yم\ا المس\ إن\\ه )النس\\اء: من اآليةرسول اللyه وكلمته ألقاه\\ا إلى م\\ريم وروح من

(.. فقد سمي المسيح كلمة ألنه خلق ب\أمر الل\ه من غ\ير س\بب171 قريب، أو ألنه أظهر كلمة الله، أو ألنه الكلم\\ة الموع\\ودة على لس\\ان

.(1)األنبياء

)( نص المفسرون على أن معنى تسمية المسيح كلمة الله هو أن الله تع\\الى ق\د خلق\ه1 بالكلمة، وهي ) كن (، وأن الكلم\\ة نفس\\ها ليس\\ت ذات المس\\يح، فالمس\\يح مخل\\وق بالكلم\\ة

وليس هو الكلمة.

ر ق\\الوهذا ما يدل عليه قوله تع\\الى: ني بش\\ \\د ولم يمسس\\ \\ون لي ول yى يك ق\\الت رب أنyما يقول له كن فيكون yه يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإن (47)آل عمران : كذلك الل

فقد بينت هذه اآلية الكريمة أنه لما تعجبت مريم \ عليها السالم \ من والدة هذا الول\\د من غير أب أجابها المالك مقررا أن الله تعالى يخلق ما يشاء، فإذا قضى أمرا فإنما يقول ل\\ه كن

فيكون، فدل ذلك على أن هذا الولد مما يخلقه الله بقوله ) كن فيكون ( 79

Page 82: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: إن يوحنا وضح الم\راد من الكلم\\ة، فيق\ول:) وك\ان الكلم\\ةالله(، فقد أطلق عليه اسم الله.

قال: فقد أطلق هذا االسم على غير المسيح.. فهل تعت\\برون ك\\لمن أطلق عليه هذا االسم إلها؟

لقد أطلق على القضاة في العهد القديم هذا االسم، فقد ورد فيها :) الل\ه ق\ائم في مجم\ع الل\ه. في وس\ط اآلله\ة يقض\ي. ح\تى م\تى

(.. ورد في82/1تقضون ج\\ورا وترفع\\ون وج\\وه األش\\رار( )المزم\\ور (:) وإن لم يوجد السارق يقدم ص\\احب ال\\بيت8:\\ 22سفر الخروج )

إلى الله ليحكم، هل يمد يده إلى ملك صاحبه( فقول\\ه: إلى الل\\ه، أي: (:) في ك\\ل دع\\وى9:\\ 22إلى القاض\\ي.. وورد في نفس الس\\فر )

جنائية من جهة ثور أو حمار أو شاة أو ث\\وب أو مفق\\ود م\\ا، يق\\ال: إن هذا هو، تقدم إلى الله دعواها، فالذي يحكم الله بذنبه يع\\وض ص\\احبه

باثنين (، فقوله إلى الله، أي: إلى القاضي نائب الله.. 21: 13وأطلق لفظ الله على الملك، كما ورد في سفر القضاة )

ب ثانية لمنوح وزوجته. عندئذ أدرك منوح22، yمالك الر yولم يتجل (:) \\ا الل\\ه( \\ا ق\\د رأين yن . فقال منوح المرأته نم\\وت موت\\ا ألن ب yه مالك الرy أن

وواضح أن الذي تراءى لمنوح وامرأته كان الملك. وأطل\\ق على الش\\رفاء في ق\\ول داود :) أحم\\دك من ك\\ل قل\\بي،

(138/1قدام اآللهة أرنم لك () ( :) ق\\ال1:\\ 7وأطلق على األنبياء كموس\\ى في س\\فر الخ\\روج )

الرب لموسى: انظر أنا جعلت\ك إله\ا لفرع\ون وه\ارون أخ\وك يك\وننبيك( ((

فل\\و ك\\ان إطالق كلم\\ة الل\\ه أو إل\\ه على المخل\\وق يقتض\\ي أن الالهوت حل فيه للزم بن\اء على النص\وص الس\ابقة أن يك\ون المل\ك

\\راب ثمyويدل على هذا كذلك قوله تعالى: yه كمثل آدم خلق\\ه من ت إنy مثل عيسى عند الل(59)آل عمران:قال له كن فيكون

80

Page 83: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

والقاضي واإلشراف كلهم آلهة، وهذا لم يقل به أحد. ولكن بالنظر لكون المالئكة والقضاة نواب\\ا عن الل\\ه أطل\\ق عليهم كلمة الله، وبالنظر إلى أن أولئك األشراف فيهم صفة المج\\د والق\\وة

اللتين يوصف بهما الله، أطلق عليهم لفظ الله مجازا.قلت: فما تفهم أنت من :) الكلمة (؟

قال: أرى أن إطالق الكلمة على المس\\يح في ه\\ذا الموض\\ع ت\\دل على أنه المقصود مما جاء بكالم األنبياء عن\\ه وبش\\ارتهم ب\\ه فق\\د ورد

( قوله :) ها أي\\ام ت\\أتي يق\\ول ال\\رب: وأقيم14:\\ 33في سفر أرميا ) الكلمة الصالحة ال\\تي تكلمت به\\ا إلي بيت إس\\رائيل وإلي بيت يه\\وذا في تل\\ك األي\\ام( ف\\المراد بالكلم\\ة الص\\الحة هن\\ا هي كلم\\ة الوع\\د

والبشرى بالمسيح المنتظر. ( قول\\ه :) ألن\\ه من ص\\هيون تخ\\رج3:\\ 2وورد في سفر اش\\عياء )

الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب( ومما يؤكد ه\\ذا أن\\ه كث\\يرا م\\ا يطل\\ق لف\\ظ )الكلم\\ة( في الكت\\اب

المقدس ويراد بها كلمة الوعد والبشرى: (:) ألن\\ه ذك\\ر كلم\\ة قدس\\ه م\\ع105:42فقد ورد في )المزم\\ور:

إبراهيم عبده( (:) اذك\\روا إلي األب\\د15:\\ 16وورد في سفر )أخبار األيام األول:

عهده الكلمة التي أوصى بها إلي ألف جيل الذي قطعه مع إبراهيم( وبذلك تكون إضافة الكلمة إلى الله من باب االح\\تراز عن الكلم\\ة

30:5التي للشيطان، وهي التي ال تصدق، كما جاء في سفر )األمثال:(:) كل كلمة من الله نقية(

صمت، فقال: فلنترك هذا.. ولنح\\اول فهم قول\\ه :) والكلم\\ة ك\\انعند الله(.. ماذا تعني الكلمة في هذا المحل؟

81

Page 84: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ال شك أنها تعني المثلية والمساواة. قال: لقد ورد في الكتاب المقدس :) اقتنيت رجال من عند ال\\رب(

(، فقايين ليس مساويا للرب، وال مثل\ه، وم\ع ذل\ك ع\بر4/1)التكوين عنه بالعندية، أي أنه جاءها من عنده.

وفي موضع آخر :) وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ون\ارا(19/24من عند الرب ()التكوين

سكت قليال، ثم ق\ال: لق\د ذكرن\ا ثالث\ة وج\وه لل\رد هي المص\در، يقره العقل السليم.وجه رابعوالترجمة، والمحتوى، وبقي لنا

قلت: فما هو؟ قال: ه\و ل\وازم الق\ول.. ف\اللوازم ق\د ي\رد به\ا على م\ا فهم من

القول.قلت: ذلك صحيح..

قال: أال ترى أنه يلزم من هذا النص إبطال عقيدة التثليث؟قلت: كيف ذلك؟

قال: إن النص يتحدث عن الل\\ه والكلم\ة فق\ط، وال يوج\د أي أث\ر لألقنوم الثالث الذي هو الروح القدس.. فإذا ك\ان ال\روح الق\دس ه\\و إله حق مساوي لألب واالبن في كل شيء، وأن له ك\\ل المج\\د ال\\ذي

لألب واالبن، فلماذا لم يذكر في هذه االفتتاحية المهمة؟ صمت، فقال: هذا الالزم األول.. والثاني: ألم يق\ل يوحن\ا :) وك\ان

الكلمة الله(.. أال يلزم عن هذا القول أن الجسد هو الله؟قلت: ال يلزم ذلك.

ق\ال: ولكن يوحن\ا ق\ال :) والكلم\ة ص\ار جس\دا(.. وب\ذلك يص\بحللكلمة كيان مستقل إلهي.. وهو تصور ال يقلبه إال وثني.

82

Page 85: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

صمت، فقال: لقد اعت\\بر يوحن\\ا أن الكلم\\ة هي الل\\ه، وأن الكلم\\ةصارت جسدا.. أال يلزم من ذلك صيرورة الله جسدا؟

صمت، فقال: وإذا صار الله جسدا.. أليس ذلك تغييرا فيه.. مع أن(؟6: 3الكتاب المقدس يعلمنا أن الله ال يتغير )مالخي

صمت، فقال: إذا صدقنا كلمة يوحنا، واعتبرن\\ا الل\\ه ص\\ار جس\\دا.. فهذا يلزم عنه أن كل ما وقع لهذا الجسد من قب\ل اليه\ود من ض\رب وجلد هو واقع على الكلمة ألن الكلمة صارت جسدا، وهذا من أبط\\ل

الباطل في حق الله الكامل المنزه عن كل نقص. صمت، فقال: هل الكلمة هي ال\\تي تنط\\ق بنفس\\ها أم ينط\\ق به\\ا

غيرها؟قلت: بل ينطق بها الغير.

قال: فمن نطق بكلمة المسيح فكان؟ أليس هو الله؟ قلت: بلى..

قال: فالكلمة كانت عند الله، أي نط\ق الل\ه به\ا، وهي كلم\ة )كن المسيح( فكان.. فكيف تتحول الكلمة التي نطق الله بها، فتص\\ير هي

الله نفسه؟ ص\\مت، فق\\ال: ه\ل رأيت إنس\\انا نط\\ق بكلم\\ة، ثم تح\\ولت ه\ذه

الكلمة في الحال لتصبح هي نفس اإلنسان الذي نطق بها!؟ هل تتحول القصيدة التي ألقاها شاعر لتصير هي نفس الش\اعر!؟ أم أن الشاعر هو ناطق، والقصيدة منطوقة بفمه، فيكون هو ناطقها،

أي موجدها وصانعها، والقصيدة مصنوعة مصوغة بإرادته؟صمت، فقال: أال يكون القول عادة معبرا عن عقيدة قائله؟

قال: أجل.. إال إذا كان منافقا يظهر خالف ما يبطن.

83

Page 86: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ال.. لن نتحدث هنا إال عن القديس\ين.. وعن يوحن\ا بال\ذات.. لق\\د وردت عن يوحن\\ا كلم\\ات كث\\يرة تن\\بئ عن تص\\وره للعالق\\ة بين

المسيح والله تعالى من خالل ما سطره في إنجيله : فهو ينقل عن المسيح قوله :) الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد

(،16:\ 13اعظم من س\يده وال رس\ول أعظم من مرس\له ()يوحن\ا: فهو قد صرح هنا بأن الله أعظم ممن يرس\\له أو المرس\\ل أعظم من المرس\\ل، ف\\إذا ك\\ان الرس\\ول ليس ب\\أعظم من مرس\\له كم\\ا يق\\ول المس\يح، وأن هن\اك ف\رق بين المرس\\ل والمرس\\ل، فلنثبت من كالم

يوحنا أن االبن قد وقع عليه اإلرسال وأنه مرسل من الله. وهو يقول في رسالته األولى :) إن الله قد أرسل ابنه الوحي\\د إلى

(9: 4العالم لكي نحيا به( ) وهو يق\\ول :) ألن ال\\ذي أرس\\له الل\\ه يتكلم بكالم الل\\ه. ألن\\ه ليس

(34: 3بكيل يعطي الله الروح( )يوحنا وينقل عن المسيح قوله :) اآلب نفسه ال\ذي أرس\\لني يش\هد لي(

(، فهل ترى أن من يريد أن يقنعنا بأن المس\\يح والل\\ه37:\\ 5)يوحنا: واحد يكتب مثل هذا؟

وينق\\\ل عن\\\ه قول\\\ه :) س\\\معتم أني قلت لكم أن\\\ا اذهب ثم آتي إليكم.لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون ألني قلت أمض\\ي إلى اآلب.الن

(.. فهل يستطيع أي شخص أن يذهب28: 14أبي أعظم مني()يوحنا:إلى نفسه، وتكون نفسه أعظم منه.

وهو يقول :) تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو الس\\ماء وق\\ال أيه\\ا (17:1اآلب قد أتت الساعة.مجد ابن\ك ليمج\دك ابن\\ك أيض\\ا( )يوحن\ا:

ومعنى هذا على حسب فهمكم لكلمة يوحن\\ا :) مج\\دت نفس\\ي ح\\تىأمجد نفسي(

وينقل عن المسيح قوله :) أيها اآلب أريد أن هؤالء الذين أعطيتني

84

Page 87: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

يكون\ون معي حيث أك\ون أن\ا لينظ\روا مج\\دي ال\ذي أعطيت\ني ألن\ك( 24: 17أحببتني قبل إنشاء العالم ()يوحنا:

فهل ترى بعد كل هذا أن بداية إنجيل يوحنا تنسجم مع بقية إنجيليوحنا نفسه؟

ـ البنوة2

قلت: سلمت لك بكل ما ذكرت.. فلننتقل إلى اللفظ الثاني ال\\ذي نستنبط منه عقائدنا.. فالنصوص اإلنجيلية تصف المسيح أنه ابن الل\\ه،

وهي أدلة صريحة على ألوهية المسيح. قال: سنرد على هذا من أربعة وجوه كذلك: المص\\در، والترجم\\ة،

والمحتوى، واللوازم.قال: أجبني هل سمى المسيح نفسه ابن الله؟(10/37قلت: أجل.. لقد سمى نفسه كذلك في)يوحنا

ق\\ال: م\\رة واح\\دة ك\\ان ذل\\ك، وفي اإلنجي\\ل ال\\ذي ش\\ككنا في مصدره.. والمحققون مع ذلك يشككون في صدور هذه الكلم\\ات منالمسيح أو تالمي\ذه، كم\ا ق\ال س\نجر في كتاب\ه )ق\اموس اإلنجي\ل (:

) ليس من المتيقن أن المسيح نفسه قد استخدم ذلك التعبير( ويقول شارل جنيبر:) المسيح لم يدع ق\ط أن\ه المس\يح المنتظ\ر، ولم يقل عن نفسه بأنه ابن الله، فهذه لغ\\ة اس\\تخدموها المس\\يحيون

فيما بعد في التعبير عن المسيح( ويقول العالم كولمن بخصوص ه\\ذا اللقب:) إن الح\\واريين ال\\ذينوا بمعلمهم ال\\ذي تحف\\ظ على تح\\دث عنهم أعم\\ال الرس\\ل تأس\\

استخدام هذا اللقب ولم يرغب به، فاستنوا بسنته( ويرى جنيبر أن المفه\وم الخ\اطئ وص\ل إلى اإلنجي\ل ع\بر الفهم غير الدقيق من المتنصرين الوثنيين فيق\ول :) مفه\وم )ابن الل\ه( نب\ع

85

Page 88: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

من عالم الفكر اليوناني( قلت: ولكن مع ذلك، فقد أقر المسيح من أطلق عليه هذا االسم. قال: سنتحدث عن هذا عند البحث عن دالل\\ة الكلم\\ة في الكت\\اب المقدس.. ولكني اآلن أقول لك بأن بولس \ وهومن هو \ هو أول من استعمل الكلمة، وكانت حسب لغة المسيح تعني عبد الله، وترجمته\\ا

بمع\نى طف\ل أو خ\ادمpais، فأبدلها بالكلمة اليوناني\ة servantاليونانية تقربا إلى المتنصرين الجدد من الوثنيين.

وقد عرفنا أنه كان يهتم بنشر المسيحية بغض النظر عن صفائها.قلت: دعنا من هذا.. فأنا ال أحب التعرض ألحد بسوء.

ق\\ال: وأن\\ا مثل\\ك.. فلت\\نرك الكالم في ه\\ذا.. ولنبحث في الكلم\\ةنفسها.. ألستم تستدلون بكون ابن الله على طبيعته اإللهية؟

قلت: بلى.. قال: فقد ذكر المسيح أيضا أنه ابن اإلنسان.. بل قد ذكر ذلك في ثالث وثمانين نصا من النصوص، كلها أطلقت على المسيح لقب )ابن اإلنسان (، فلئن كانت تلك ال\تي أس\مته ابن الل\ه دال\ة على ألوهيت\ه،

فإن هذه مؤكدة لبشريته، صارفة تلك األخرى إلى المعنى المجازي. صمت، فقال: أليس من الكتاب المق\\دس ق\\ول م\\تى :) ق\\ال ل\\ه يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار.وأما ابن اإلنس\\ان فليس

(8/20له، أين يسند رأسه ()متى أليس فيها :) ابن اإلنسان ماض كما ه\\و مكت\\وب عن\\ه( )م\\رقس:

(؟14/21أليس فيه\ا :) ليس الل\\ه إنس\انا فيك\ذب، وال ابن إنس\ان فين\دم (

( فالمسيح ليس الله؟23/9)العدد

86

Page 89: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

صمت، فقال: ومع ذل\ك.. ه\\ل خص المس\\يح ب\إطالق ه\ذا اللقبعليه؟

قلت: ال.. قد ورد في الكتاب المقدس ذكر ألبناء كثيرين لله.. قال: فعدد لي منهم من ذكروا بهذا الوصف.

قلت: هم كثيرون:(3/38فمنهم آدم الذي قيل فيه :) آدم ابن الله ()لوقا:

أن\\ا…ومنهم سليمان، فقد جاء في سفر األيام :) هو يب\\ني لي بيت\\ا (13-17/12أكون له أبا، وهو يكون لي ابنا( )األيام:

ومنهم داود كم\\ا في المزام\\ير :) أنت اب\\ني، أن\\ا الي\\وم ول\\دتك ((2/7)المزمور

ومنهم المالئكة،كما في لوقا :) مثل المالئكة وهم أبناء الله ()لوقا20/36)

قاطعني، وقال: وقد سمت النصوص آخرين أيضا بأنهم أبناء الل\\ه،أو ذكرت أن الله أبوهم:

فالحواريون أبناء الله، كما ق\\ال المس\\يح عنهم :) ق\\ولي لهم: إني(20/17أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ()يوحنا

وقال للتالميذ أيضا :) فكونوا أنتم كاملين، كما أن أب\اكم ال\ذي في(5/48السماوات هو كامل ()متى

وعلمهم المس\\يح أن يقول\\وا:) فص\\لوا أنتم هك\\ذا: أبان\\ا ال\\ذي في (، وقول\ه :) أب\وكم ال\ذي في6/9السماوات، ليتقدس اسمك ()م\تى

(، فك\\ان يوحن\\ا6/11السماوات يهب خيرات لل\\ذين يس\\ألونه ()م\\تى يقول:) انظروا أية محبة أعطانا اآلب حتى ن\\دعى أوالد الل\\ه ()يوحن\\ا:

3/1)

87

Page 90: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

بل إنه أطلق هذا اللقب على اليهود كما في قول المسيح لليهود : ) أنتم تعملون أعمال أبيكم، فقالوا ل\\ه: إنن\\ا لم نول\\د من زن\\ا. لن\\ا أب

(8/41واحد، وهو الله ()يوحنا وقد أطلق هذا اللقب في الكتاب المقدس على اليهود كثيرا، كم\\ا في قوله:) يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي ال يكال وال يع\\د ويكون عوضا عن أن يقال لهم: لستم شعبي، يق\\ال لهم :) أبن\\اء الل\\ه

(.1/10الحي () هوشع: ومثل ذلك ما ورد :) لما ك\ان إس\\رائيل غالم\ا أحببت\ه، ومن مص\\ر

(.11/1دعوت ابني ()هوشع: ومثل ذلك ما جاء في س\فر الخ\روج عن جمي\ع ش\عب :) فتق\ول لفرعون هكذا: يقول الرب: إس\رائيل اب\ني البك\ر. فقلت ل\ك: أطل\ق

(.. 4/22ابني ليعبدني فأبيت ()الخروج وخاطبهم داود قائال :) قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجدا

(29/1وعزا ()المزمور ومثله قوله :) ألنه من في السماء يعادل ال\\رب. من يش\\به ال\\رب

(. 89/6بين أبناء الله () المزمور وفي سفر أيوب :) كان ذات يوم أن\ه ج\اء بن\و الل\ه ليمثل\وا أم\ام

(.1/6الرب()أيوب بل أطلق هذا على الشرفاء واألقوياء كما ورد :) أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات.فاتخذوا ألنفسهم نساء من كل ما اختاروا.. إذ دخ\\ل بن\\و الل\\ه على بن\\ات الن\\اس وول\\دن لهم أوالدا. ه\\ؤالء هم

(6/2الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم ()التكوين وقال اإلنجيل عن صانعي السالم:) طوبى لص\\انعي الس\الم، ألنهم

(5/9أبناء الله يدعون ()متى

88

Page 91: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

التفت إلي، وقال: فهل ترى أن كل هؤالء يمكن اعتبارهم آلهة؟قلت: ال..

قال: فلم تخص\ون المس\يح وح\ده باأللوهي\ة م\ع أن نفس اللف\ظأطلق على غيره؟

قلت: ولكن المعنى الحقيقي للبنوة ورد خاصا بالمسيح.قال: في أي موضع؟

قلت: لقد نطقت به الشياطين، ففي إنجيل لوقا :) كانت شياطين أيضا تخ\رج من كث\يرين وهي تص\رخ وتق\ول: أنت المس\يح ابن الل\ه،

4/41فانتهرهم، ولم يدعهم يتكلمون ألنهم عرفوه أنه المسيح ()لوقا )

قال: أوال هذا كالم الشياطين.. وثانيا: انتهرها المس\\يح.. وثالث\\ا: ال دليل على أن المراد من البنوة هنا نفس ما ورد في سائر المواض\\ع.. ورابعا: لم تقل الش\ياطين أن ه\ذا ه\و ابن الل\ه الحقيقي ال المج\ازي

الذي تعودوا عليه. قلت: لكن نصوص الكتاب المقدس تذكر تميزا مس\\تحقا للمس\\يح

في بنوته عن سائر األبناء.قال: وما هي؟

قلت: لق\\د ج\\اء وص\\ف المس\\يح بأن\\ه االبن البك\\ر أو الوحي\\د لل\\ه( 3/18، يوحنا:1/6)عبرانيين:

(76، 1/32وسمي ابن الله العلي )لوقا: وذكر أنه ابن ليس مولودا من هذا الع\\الم كس\\ائر األبن\\اء، ب\\ل ه\\و

(.1/18مولود من السماء، أو من فوق )يوحنا قال: ولكن كل ما ذكرته تثبت النصوص أمثاله ألبناء آخرين:

89

Page 92: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

فالبكورية وصف بها إسرائيل :) إس\\رائيل اب\\ني البك\\ر ()الخ\\روج:4/22-23 )

ومثل ذلك افرايم :) ألني صرت إلسرائيل أبا، وإفرايم هو بكري ((21/9)إرميا:

ومثل ذلك داود :) هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وص\\خرة خالص\\ي،(27-89/26وأنا أيضا أجعله بكرا، فوق ملوك األرض عليا ()المزمور

وابن الله العلي، ذكر مثلها لغير المسيح: فق\د ذك\\رت لس\ائر ب\ني إس\\رائيل :) وبن\\و العلي كلكم()مزم\\ور:

82/6)…وذكرت في تالميذ المسيح، فهم أيضا بنو العلي :) أحبوا أعداءكم

فيكون أجركم عظيما وعب\\ارة )االبن الوحي\د( في الكت\\اب المق\\دس ال تع\ني بالض\رورة االنف\\راد والوحداني\\ة الحقيقي\\ة، ب\\ل ق\\د يقص\\د به\\ا الحظ\\وة الخاص\\ة والمنزلة الرفيعة، فق\د ورد في س\فر التك\وين :) ي\ا إب\راهيم! فق\ال: هاأنذا. فقال: خذ ابنك وحيدك الذي تحب\\ه، اس\\\حق، واذهب إلى أرض

(، ف\\أطلق الكت\\اب المق\\دس على اس\\حق2\\\22/1الم\ريا( )تكوين: لقب االبن الوحيد إلبراهيم، هذا م\\ع أن\\ه، طبق\\ا لنص الت\\وراة نفس\\ها،\د إلب\راهيم، قب\ل إس\\حق، كم\ا ج\اء في س\فر كان إس\\ماعيل ق\د ول التكوين :) فولدت هاجر ألبرام ابنا ودعا أبرام اس\م ابن\ه ال\ذي ولدت\ه ه\\اجر إس\\ماعيل. ك\\ان أب\\رام ابن س\\ت وثم\\انين لم\\ا ول\\دت ه\\اجر

/\ 16إسماعيل ألبرام( )تكوين: (، ثم تذكر التوراة أنه لم\ا16 \ 15 20 إلى 15: 17بلغ إبراهيم مائة سنة بشر بوالدة إسح\ق )التكوين:

(، وبناء عليه لم يكن اس\\حق ابن\\ا وحي\\دا إلب\\راهيم ب\\المعنى الحقيقي للكلمة، مما يؤكد أن تعبير )االبن الوحيد( ال يعني بالضرورة \ في لغ\\ة الكتاب المقدس \ معنى االنفراد حقيق\ة، ب\ل ه\و تعب\ير مج\ازي يفي\د أهمي\\ة ه\\ذا االبن، وأن\\ه يحظى بعط\\ف خ\\اص ومحب\\ة فائق\\ة وعناي\\ة

90

Page 93: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

متميزة من أبيه، بخالف سائر األبناء. التفت إلي، وق\\ال: ف\\أنت ت\\رى من خالل ه\\ذا أن\\ه ال خصوص\\ية

للمسيح.. ال في لفظ البنوة، وال في الصفات المرتبطة بها.قلت: نحن نستدل على ذلك بأدلة أخرى.

قال: ال.. دعنا مع هذا الدليل.. ولنتكلم عن ك\\ل دلي\\ل على ح\\دة..وإال وقعنا في الدور.. ألسنا نبحث عن الحق؟

قلت: بلى.. قال: فال ينبغي أن نتالعب باألدلة حين نبحث عنه.

قلت: نحن ال نتالعب.. بل نحن نشير إلى أدلة أخرى.قال: فأنت ترى أن هذا الدليل ال يكفي لتقرير ما تريدون.

لم أمل\\ك إال أن أرد باإليج\\اب، فق\\ال: فلنطرح\\ه إذن من جمل\\ةاألدلة.. لقد طرحنا دليل الكلمة.. وهنا نطرح دليل البنوة.

قلت: فما معنى البنوة الذي تراه؟ قال: عند تتبعنا الستخدام عبارة )ابن الل\\ه( في األناجي\\ل ن\\رى أن هذا التعبير يقصد به معنى الصالح البار الوثيق الص\\لة بالل\\ه والمتخلق

بأخالق الله.. ويدل لهذا أدلة كثيرة: فمرقس، وهو يحكي عبارة قائد المائة الذي شاهد المصلوب وهو

(.15/39يموت قال :) حقا كان هذا اإلنسان ابن الله()مرقس ولم\\ا حكى لوق\\ا القص\\ة نفس\\ها أب\\دل العب\\ارة بمرادفه\\ا فق\\ال :

(.23/47) بالحقيقة كان هذا اإلنسان بارا ()لوقا ومثل ه\ذا االس\تخدام وق\ع من يوحن\ا حين تح\دث عن أوالد الل\\ه فقال:) وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يص\\يروا أوالد الل\\ه.

91

Page 94: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1/12أي المؤمنين باسمه ()يوحنا (8/47ومثله قال: )الذي يسمع كالم الله من الله ()يوحنا

ومثل هذه اإلطالق المج\\ازي للبن\\وة معه\\ود في الكتب المقدس\\ة ، لوق\\ا:8/44التي تحدثت عن أبناء الش\\يطان، وأبن\\اء ال\\دهر )يوحن\\ا:

16/8) وبهذا المعنى كان يستخدم اليهود \ مخاطبي المسيح \ لفظة )ابن الله (، التي لم تكن غريبة عليهم، بل شائعة ومس\\تخدمة ل\\ديهم به\\ذا المعنى، ولذلك نجد أن أحد علماء اليهود وهو )نتنائيل( لما س\\مع من صديقه فيليبس، عن نبي خرج من مدينة الناص\\رة، اس\\تنكر ذل\\ك في البداية، لكنه لم\ا ذهب ل\يرى المس\يح بنفس\ه، عرف\ه المس\يح وق\ال فيه :) هو ذا إسرائيلي خالص ال غش في\\ه (، فق\\ال ل\\ه نتنائي\\ل :) من أين تعرفني؟(، فأجابه المسيح :) قبل أن ي\\دعوك فيليبس وأنت تحت التين\\ة، رأيت\\ك (، فأجاب\\ه نتنائي\\ل :) رابي! أنت ابن الل\\ه، أنت مل\\ك

(.. فال ش\\\ك أن مقص\\\ود نتنائي\\\ل،49 \ 5:\\\ 1إس\\\رائيل ()يوحن\\\ا كإسرائيلي يهودي موحد، عالم بالكتاب المقدس، من عب\\ارة ابن الل\\ه هذه، لم يكن: أنت ابن الله المولود منه والمتجسد وال مقص\\وده: أنت

أقنوم االبن المتجسد من الذات اإللهية.قلت: وما أدراك بذلك؟

قال: ألن هذه األفكار كلها لم تكن معروف\\ة في ذل\\ك ال\\وقت، وال تحدث المسيح نفسه عنها، وألن هذه الحادثة حدثت في الي\وم الث\اني لبعثة المسيح فقط.. إن الواضح المقطوع ب\ه أن مقص\ود نتنائي\ل من عبارته أنت ابن الله: أنت مختار الل\\ه ومجتب\\اه، أو أنت ح\\بيب الل\\ه أو

من عند الله، أو أنت النبي الصالح البار المقدس، ونحو ذلك. ومما يؤكد ذلك، أن لقب )ابن الل\ه( ج\اء بعين\ه، في اإلنجي\ل، في حق كل بار صالح غ\ير المس\يح، كم\ا اس\تعمل )ابن إبليس( في ح\ق

اإلنسان الفاسد الطالح:92

Page 95: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( :)طوبى لصانعي السالم فإنهم أبناء الله9:\ 5ففي إنجيل متى ) يدعون(.. وفيه أيض\ا :) وأم\ا أن\ا ف\أقول لكم أحب\وا أع\داءكم، ب\اركوا العنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وص\\لوا ألج\\ل ال\\ذين يس\\يئون إليكم،

:5ويطردونكم، لكي تكونوا أبن\اء أبيكم ال\ذي في الس\موات() م\تى :44 \ 45)

(:) بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرض\وا35:\ 6وفي إنجيل لوقا ) وأنتم ال ترجون شيئا فيكون أجركم عظيم\ا وتكون\وا ب\ني العـلي فإن\ه منعم على غير الش\\اكرين واألش\\رار(، فس\\مyى األب\\رار المحس\\نين بال مقابل المتخلقين ب\خلق الل\\ه بـ )أبن\\اء العلي( و)أبن\\اء أبيهم ال\\ذي في

السموات(.. و في اإلصحاح األول من إنجيل يوحنا يق\ول :) وأم\ا ال\ذين قبل\وه )أي قبلوا السيد المسيح (، وهم الذين يؤمنون باسمه، فقد مكyنهم أن

( 12: 1يصيروا أبناء الله () وكل هذا يدل على أنه في لغة مؤلفي األناجيل واللغ\\ة ال\\تي ك\\انyر ب\ )اب\ن الله( عن كل رجل بار صالح يتكلمها السيد المسيح، كان يعب وثيق الصلة بالله مقرب من\\ه يحب\\ه الل\\ه ويت\\واله ويجعل\\ه من خاص\\ته

وأحبابه.قلت: فما وجه االستعارة في هذا؟

قال: وجه هذه االستعارة في ه\\ذا واض\\ح.. ف\\األب ج\\\بل على أن يكون شديد الحنان والرأفة والمحبة والشفقة لولده، حريص\\ا على أن يجلب له جميع الخيرات ويدفع عنه جميع الشرور، فإذا أراد الله تعالى أن يبين هذه المحبة الشديدة والرحمة الفائق\ة والعناي\ة الخاص\ة من\ه لعبده فليس أفضل من استعارة تعبير كونه أبا لهذا العب\\د وك\\ون ه\\ذا

العبد كابن ل\ه. هذا إذا أحسنا ظننا بالكتاب المقدس، ولم نتصور وق\\وع التحري\\ف

فيه.93

Page 96: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: وهو األصل. قال: أنا أتعامل معك على هذا األصل.. وقد جاء في رسائل العه\\د الجديد ما يوضح ه\ذا المج\از أش\د اإليض\اح وال ي\ترك في\ه أي مج\ال

للشك أو اإلبهام: ( قوله :) كل من يؤمن2 \ 5:1فقد جاء في رسالة يوحنا األولى )

أن يسوع هو المسيح فقد ول\\د من الل\\ه. وك\\ل من يحب الوال\\د يحب المول\\ود من\\ه أيض\\ا. به\\ذا نع\\رف أنن\\ا نحب أوالد الل\\ه إذا أحببن\\ا الل\\ه

وحفظنا وصاياه( وفي آخر نفس هذه الرس\الة :) نعلم أن ك\ل من ول\د من الل\ه ال

(18: 5يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير ال يمسه( ) وفي اإلصحاح الثالث من نفس تلك الرسالة، يق\\ول يوحن\\ا :) ك\\لyة ألن زرعه يثبت فيه وال يس\\تطيع من هو مولود من الله ال يفعل خطي أن يخطئ ألن\\ه مول\\ود من الل\\ه، به\\ذا أوالد الل\\ه ظ\\اهرون وأوالد

(10\9: 3إبليس..( )رسالة يوحنا األولى: وفي اإلصحاح الرابع من تلك الرسالة:) أيه\\ا األحب\\اء لنحب بعض\\نا بعضا ألن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف

(7: 4الله( )رسالة يوحنا األولى: (:) ألن كل الذين16 \ 14: 8وفي رسالة بولس إلى أهل رومية )

ينقادون بروح الله فأول\ئك هم أبن\اء الل\ه. إذ لم تأخ\ذوا روح العبودي\ة أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أب\\ا اآلب. ال\\روح

نفسه يشهد ألرواحنا أننا أوالد الله.(( (:) افعلوا ك\\ل15 \ 14:\\ 2وفي رسالة بولس إلى أهل فيليبس )

شيء بال دمدمة وال مجادلة. لكي تكونوا بال لوم وبسطاء أوالد الله بالعيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم(

ففي كل هذه النصوص اس\\تعملت عب\ارات: ابن الل\ه، أبن\اء الل\\ه،94

Page 97: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أوالد الله، والوالدة من الله، بذلك المعنى المجازي.قلت: فما هي اللوازم التي تنتج عن هذا القول.. ويرد بها عليه.

قال: كثيرة.. أولها أن تعتبر كل من أطل\ق علي\ه ه\ذا اإلطالق ابن\ا لله.. ألنك ال يصح أن تعتبر اللفظ حقيقة في موضع، ثم تعتبره مج\\ازا

في نفس الموضع.قلت: لم أفهم ما الذي ترمي إليه.

قال: أرأيت ل\\و قلت ل\\ك: استض\\فت أس\\دا، وأطعمت\\ه من أطيبالطعام، وألبسته من أحسن الثياب.. فما تفهم من هذا الكالم؟

قلت: أفهم منه المعنى المجازي.. فهذه األوصاف ال تليق إال بأسدبشري.

قال: أرأيت لو قلت لك: أنا أقصد معنى حقيقيا، ومعنى مجازيا.قلت: كيف يمكن أن يجتمعا في محل واحد؟

قال: أقول لك: إن األسد الذي أطعمته أسد حقيقي.. بينما األس\\دالذي لبس الثياب أسد مجازي.

قلت: ال يستقيم الكالم بهذا.. وأنت تحتاج بهذا إلى تصحيح كالمك،فالتعبير خانك في الداللة على مرادك.

قال: فهل خان التعبير كتاب الكتاب المق\\دس.. حينم\\ا راح يص\\ف الكل أبناء الله.. فرحتم أنتم تميزون بعضهم، فتجعل\\ون بعض\\هم أبن\\اء

حقيقيين، وتجعلون آخرين أبناء مجازيين. ـ الحلول واالتحاد:3

قلت: فلننتق\ل إلى المع\نى الث\الث ال\ذي نس\تنبط من\ه عقائ\دنا..فبعض النصوص تفيد حلوال إلهيا في المسيح:

95

Page 98: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( من ق\ول المس\\يح:) لكي تعرف\وا10/38منها ما ورد في )يوحنا وتؤمنوا أن اآلب في، وأنا فيه(

ومنها ما يفيد اتحادا ومماثل\ة بين المس\يح والل\ه، كم\ا في )يوحن\ا ( من قول المسيح:) الذي رآني فقد رأى اآلب..اآلب الحال14/9-10

(10/30في( أو قوله:) أنا واآلب واحد ()يوحنا فهذه النصوص تفيد بصراحة ووضوح أن المس\\يح ه\\و الل\\ه، أو أن

حلوال إلهيا حقيقيا لله فيه.قال: سأرد على هذا من وجوه.

قلت: على أن ال يك\\\ون منه\\\ا ردك على مص\\\دره.. فق\\\د علمتموقفك من يوحنا.

قال: ال بأس.. فلنعتبر يوحنا كما تعتبرونه.. قلت: وال ترد علي كذلك باختالف التراجم.

قال: ال بأس.. فالتراجم في هذا قد تكون متوافقة.قلت: لم يبق لك إال أن ترد علي بمحتوى النص، وبلوازمه.

قال: أجل.. لم يب\\ق لن\\ا إال ه\\اتين الن\\احيتين.. وفيهم\\ا بحم\\د الل\\هالغنى.

قال: فلنذكر ك\ل نص على ح\دة، ونح\اول أن نناقش\ه على ض\وءهاتين الناحيتين:

أنا واآلب واحد:

10/30قلت: فلنبدأ بقول المسيح لليهود:) أنا واآلب واحد()يوحن\\ا )

قال: عندما قال المسيح ذلك، هل أقره اليهود عليه؟

96

Page 99: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ال.. لق\\د أنك\\ر علي\\ه اليه\\ود ه\\ذا الق\\ول، وس\\ارعوا لرجم\\هبالحجارة.. ولكن ال عبرة بفعلهم، وال يمكن أن تستدل به.

قال: أنا ال أستدل بفعلهم، ولكني أستدل بموقف المس\\يح، ف\\إنهم عندما فعلوا ذلك عرفهم المسيح وجه خطئهم في الفهم.. ووضح لهم أن هذه العبارة ال تقتضي ألوهيته، وبين لهم أنه اس\\تعمل ه\\ذا اللف\\ظ على سبيل المجاز ال على على سبيل الحقيقة.. وإال لزم من ذل\\ك أن

يكونوا كلهم آلهة. ولن أطي\\ل علي\\ك.. ب\\ل تكفي ق\\راءة نص المح\\اورة لل\\رد على االستدالل بهذا الدليل، لقد ورد نص المحاورة هكذا :) ق\\ال لهم :) أن\\اوع: واآلب واحد (، فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه. فقال لهم يس\\بب أي عم\\ل منه\\ا \\د أبي، فبس\\ \\يرة من عن الحة كث أريتكم أعم\\اال ص\\ ترجمونني؟( فأجابه اليهود قائلين :) ليس من أج\\ل األعم\\ال الحس\\نة نرجم\ك، ولكن ألج\ل التج\ديف، وإذ أنت إنس\ان تجع\ل نفس\ك إله\ا،yكم آله\\ة؟ \\ا قلت إن ريعتكم: أن فقال لهم يسوع :) أليس مكتوبا في ش\\\زلت إليهم كلم\ة الل\ه آله\ة \دعو أولئك الyذين ن ريعة ت y\فإذا ك\انت الش \ه إلى ه اآلب وبعث والكتاب ال يمكن أن ينقض فهل تقول\ون لمن قدyس\

ي قلت: أنا ابن الله؟( العالم: أنت تجدف، ألن فال شك أن معنى هذه المحاورة أن اليهود فهم\\وا خط\\أ من ق\\ول المسيح:) أنا واآلب واحد( أنه يدعي األلوهية، فأرادوا لذلك أن ينتقموا منه، ويرجموه، فرد عليهم المسيح خطأهم، وس\\وء فهمهم ب\\أن ه\\ذه العبارة ال تستدعي ألوهيته، ألن )آس\\اف( ق\\ديما أطل\\ق على القض\\اة

(:) أن\ا قلت: إنكم آله\ة،6:\ 82أنهم آلهة بقوله الثابت في المزمور )وبنو العلي كلكم(

ولم يفهم أحد من هذه العبارة تأليه هؤالء القض\\اة، ولكن المع\\نى المس\\وغ إلطالق لف\\ظ آله\\ة عليهم أنهم أعط\\وا س\\لطانا أن ي\\أمروا

ويتحكموا ويقضوا باسم الله.

97

Page 100: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وبموجب هذا المنطق الذي شرحه المسيح لليه\\ود س\\اغ للمس\\يح أن يعبر عن نفسه بمثل ما عبر ب\ه آس\اف عن أولئ\ك القض\اة ال\ذين

صارت إليهم كلمة الله. وال يقتضي ك\\ل من التع\\برين أن في المس\\يح، أو أن في القض\\اة

الهوتا حسبما فهمه اليهود خطأ. قلت: أال يمكن أن يك\\ون المس\\يح ق\\د فع\\ل ذل\\ك بهم من ب\\اب

المداراة؟ قال: لو فعل ذلك لكان مغالطة منه وغشا ال مداراة، وهذا ال يليق

باألنبياء الهادين إلى الحق، فكيف يليق بمن تزعمونه إلها. ف\\إن ك\\ان المس\\يح ه\\و رب الع\\المين ال\\ذي يجب أن يعب\\د، وق\\د صرفهم عن اعتقاد ذل\\ك بض\\ربه لهم ذل\\ك المث\\ل، فيك\\ون ب\\ذلك ق\\د

أمرهم بعبادة غيره، وصرفهم عن عبادته.قلت: فما تفهم أنت من هذا القول؟

ق\\ال: ه\\ذا الق\\ول يفهم على ض\\وء المحكم\\ات، وعلى ض\\وء م\\ا فسره المسيح ببساطة ويسر.. إن المسيح يري\\د أن يق\\ول لهم :) إن قبولكم ألمري هو قبولكم ألم\ر الل\ه(.. ه\و تمام\ا مث\ل ق\ول رس\ول الرجل: أنا ومن أرسلني واحد.. وهو تماما مثل قول الوكي\ل: أن\ا ومن وكلني واحد.. ألنه يقوم فيما يؤديه مقامه، ويؤدي عن\\ه م\\ا أرس\\له ب\\ه

ويتكلم بحجته، ويطالب له بحقوقه. صمت، فقال: ومع ذلك ف\إن ه\ذا اعتب\اركم ه\ذا التعب\ير داال على الحقيقة المجردة يلزمكم بأن تتعاملوا مع كل النصوص ال\\تي تش\\ابهه

بنفس المعاملة.قلت: المنطق يقتضي هذا.

قال: فهذا التعب\ير ال\ذي أطلق\ه المس\يح على نفس\ه، بأن\ه واآلب

98

Page 101: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

واحد، أطلقه بعينه تماما على الحواريين عندما ق\\ال في نفس إنجي\\ل يوحنا :) ولست أسأل من أجل هؤالء فقط، ب\ل أيض\ا من أج\ل ال\ذيyيؤمنون بي بكالمهم ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيه\\ا اآلب ف\\\ي وأنا فيك، ليؤمن العالم أنك أرسلتني، وأن\\ا ق\\د أعطيتهم المج\\د ال\\ذي أعطيتني، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيy ليكونوا

(23 \ 20/ 17مكملين إلى واحد( )إنجيل يوحنا فالوحدة هن\ا ليس المقص\ود منه\ا معناه\ا الح\رفي، أي االنطب\اق الذاتي الحقيقي، وإنما هي وحدة مجازية أي االتحاد بالهدف والغ\\رض

واإلرادة. وذلك ظاهر ظه\ورا واض\حا من قول\ه :) ليكون\وا هم أيض\ا واح\داyفينا(، وقوله :) ليكونوا واحدا كم\\ا أنن\\ا نحن واح\د، أن\ا فيهم وأنت في ليكون\\وا مكملين إلى واح\\د (، حيث أن المس\\يح دع\\ا الل\\ه تع\\الى أن تكون وحدة المؤمنين الخلyص مع بعضهم البعض مثل وح\\دة المس\\يح مع الله، وال شك أن وح\دة المؤم\نين م\ع بعض\هم البعض وص\يروتهم واحدا ليست ب\أن ينص\\هروا م\\ع بعض ليص\\بحوا إنس\\انا واح\دا جس\\ما وروحا، بل المقصود أن يتحدوا مع بعض\\هم بتوح\\د إرادتهم ومش\\يئتهم ومحبتهم وعملهم وغرض\\\هم وه\\\دفهم وإيم\\\انهم.. فهي هي وح\\\دة

معنوية.. فكذلك كانت الوحدة المعنوية بين الله والمسيح. و يؤك\\د ذل\\ك أن المس\\يح دع\\ا الل\\ه تع\\الى لوح\\دة الح\\واريين المؤمنين، ليس مع بعضهم البعض فحسب بل مع المس\\يح وم\\ع الل\\ه تعالى أيضا، بحيث يكون الجميع واحدا، فلو كانت وح\\دة المس\\يح م\\ع الله هنا تجعل منه إل\ها، لكانت وحدة الحواريين مع المسيح وم\ع الل\ه تجعل منهم آلهة أيضا.. ويل\\زم عن ذل\\ك كل\\ه أن المس\\يح ي\\دعو الل\\ه

تعالى أن يجعل تالميذه آلهة.. فهل يعقل ذلك؟قلت: فما تفهم أنت من هذا النص؟

قال: إن المسيح بقوله ذلك يسأل الله تعالى أن يفيض عليهم من

99

Page 102: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

آالئه وعنايته وتوفيقه إلى ما يرشدهم إلى مراده الالئ\ق بجالل\ه بحيث ال يري\\دون إال م\\ا يري\\ده، وال يحب\\ون إال م\\ا يحب\\ه وال يبغض\\ون إال م\\ا يبغضه، وال يكرهون إال ما يكرهه، وال ي\أتون من األق\وال واألعم\ال إال

ما هو راض به، مؤثر لوقوعه. و يدل لهذا من الواقع أن إنسانا لو كان له صديق مواف\\ق لغرض\\ه بحيث يكون محبا لما يحبه ومبغضا لما يبغضه كارها لم\\ا يكره\\ه، ج\\از

أن يقال: أنا وصديقي واحد. ويتأكد ه\\ذا المع\\نى المج\\ازي لعب\\ارة المس\\يح إذا ال حظن\\ا الكالم الذي جاء قبلها وأن المسيح ك\ان يق\ول: إن ال\ذي ي\أتي إلي ويتبع\ني أعطيه حياة أبدية وال يخطفه أحد م\\ني، ألن أبي ال\\ذي ه\\و أعظم من الكل هو الذي أعط\\اني أتب\\اعي ه\\ؤالء، وال أح\\د يس\\تطيع أن يخط\\ف شيئا من أبي، أنا وأبي واحد، يع\ني من يتبع\ني يتب\ع في الحقيق\ة أبي

ألنني أنا رسوله وممثل له وأعمل مشيئته فكالنا شيء واحد. وقد ورد في القرآن الكريم \ مع حرصه على صفاء التوحيد \ ه\\ذا

سول فقد أطاع اللyه ومن تولyىالتعبير، فقد قال تعالى : yمن يطع الر لناك عليهم حفيظ\\ا (.. فه\\ل ق\\ال أح\\د من80 )النس\\اء:فم\\ا أرس\\المسلمين أن الرسول هو الله.

بل قد جاء نحو هذا التعبير بالوحدة المجازية مع الله، عن ب\ولس \ مع ما علمنا عنه \ في إح\\دى رس\\ائله، وهي رس\\الته األولى إلى أه\\ل

/\\ 6كورنث\\وس ) ( حيث ق\\ال :) أم لس\\تم تعلم\\ون أن من17 \\\16 التصق بزانية هو جسد واحد ألنه يقول: يك\ون االثن\ان جس\دا واح\دا؟ وأما من التص\\ق ب\الرب فه\و روح واح\د (، وعب\ارة الترجم\\ة العربي\\ة الكاثوليكي\ة الجدي\دة هي :) ولكن من اتح\د ب\الرب ص\ار وإي\اه روح\ا

واحدا( فكل هذا يثبت أن الوحدة هنا ال تفي\\د أن ص\\احبها ه\\و الل\\ه تع\\الى عينه \ تعالى الله عن ذلك \ وإنما هي وح\دة مجازي\ة، وق\د ورد مثله\ا

100

Page 103: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

في كثير من النصوص المقدسة عند المسلمين، فقد ورد في الحديث قال راوي\\ا عن الل\\ه تع\الى :).. وم\االقدسي الشريف الصحيح أنه

يزال عبدي يتقرب إليy بالنوافل حتى أحب\\ه، ف\\إذا أحببت\\ه كنت س\\معه الذي يسمع به وبصره الذي يبص\\ر ب\ه وي\\ده ال\تي يبطش به\ا ورجل\ه التي يمشي بها..( وكل المس\لمين متفق\ون على أن\ه ليس المقص\ود من الحديث أن الله تعالى يحل بكل جارحة من هذه الج\\وارح، أو أن\\ه يكون هذه الجوارح بعينها، ألن هذا من المحال، ب\\ل إن المقص\\ود أن\\ه لما بذل العبد أقصى جهده في عبادة الله وطاعته، ص\\ار ل\\ه من الل\\ه قدرة ومعون\\ة خاص\\تين، بهم\\ا يق\\در على النط\\ق باللس\\ان، والبطش

باليد.. وفق مراد الله تعالى وطبق ما يشاؤه ويحبه. التفت إلي، فرآني مستغرقا في السماع، فقال: ليس ذلك فقط..

( أن المسيح طلب من اآلب أن11: 17بل قد جاء في إنجيل يوحنا ) يحفظ تالمذته فقال :) يا أبت القدوس احفظهم باسمك ال\\ذي وهبت\\ه

لي ليكونوا واحدا كما نحن واحد( فقد ذكر المسيح وجه شبه بينه وبين تالميذه، ولم\\ا ك\\ان المس\\لم به أن وجه الشبه بين المشبهين ال ب\\د أن يك\\ون متحقق\\ا في ط\\رفي التشبيه كان من غير الجائز أن يكون وجه الشبه بين وح\\دة المس\\يح

باآلب، ووحدة التالميذ بعضهم ببعض، هو الجوهر والمجد والمقام. ألن ه\\ذا المع\\نى ل\\و ك\\ان موج\\ودا في المش\\به ب\\ه، وه\\و وح\\دة المس\يح ب\اآلب على الف\رض والتق\دير، فه\و قطع\ا غ\ير موج\ود في

المشبه وهو وحدة التالميذ بعضهم ببعض. لذلك اقتضى القول بأن وج\ه الش\به ه\و الغاي\ة والطري\\ق وإرادة

الخير والمحبة دون أن تكون هناك خصومة أو مخالفة أو عداوة. فالتشبيه في قول المسيح :) ليكونوا واح\دا كم\ا نحن( يفس\ر لن\ا

معنى الوحدة في قوله:) أنا واآلب واحد( من رآني فقد رأى اآلب:

101

Page 104: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: فلننتق\ل إلى م\ا ورد في إنجي\ل يوحن\ا من ق\ول المس\يح :) من رآني فقد رأى اآلب(

قال: إن المسيح \ على ضوء ما سبق \ أراد أن يقول: إن من رأى ه\ذه األفع\ال ال\تي أظهره\ا فق\د رأى أفع\ال أبي، وه\ذا م\ا يقتض\يه

السياق الذي جاءت به هذه الفقرة. فهذا الكالم ك\ان عن المك\ان ال\ذي س\يذهب إلي\ه المس\يح، وأن\ه ذاهب إلى ربه، ثم سؤال توما عن الطريق إلى الله، فأجاب\\ه المس\\يح أنه هو الطري\ق، أي أن حيات\\ه وأفعال\ه وأقوال\\ه وتعاليم\ه هي طري\\ق

السير والوصول إلى الله. وهذا مما ال خالف فيه، فكل قوم يك\\ون ن\\بيهم ورس\\ولهم طريق\\ا لهم إلى ربهم.. ثم يطلب فيليبس من المسيح أن يريه الله، فيقول له متعجبا :) كل هذه المدة أنا معكم، وما زلت تريد رؤية الله (، ومعلوم أن الله تعالى ليس جس\ما ح\تى ي\رى، فمن رأى المس\يح ومعجزات\ه وأخالقه وتعاليمه التي تجلى فيها الله تع\\الى أعظم تج\\ل، فكأن\\ه رأى

الله، فالرؤية رؤية معنوية. قلت: الس\\ياق ال يلغي دالل\\ة النص.. وال ينبغي أن ننح\\رف ب\\النص

عن معناه اللفظي بسبب سياقه. ق\\ال: ال ب\\أس.. س\\أتعامل مع\\ك على ض\\وء ه\\ذا.. وأعت\\بر النص

قاعدة، أو آية مبتورة عن كل سياق. أجبني.. هل يمكن على حسب الكتاب المقدس.. بل على حس\\ب

أسفار العهد الجديد أن يرى الله؟ صمت، فقال: أنت تعلم أن هذه األسفار اتفقت على عدم إمك\\ان

رؤية الله: (:) الله لم يره أحد قط( 18: 1فقد ورد في إنجيل يوحنا )

102

Page 105: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( :) واآلب نفس\\ه ال\\ذي أرس\\لني37:\\ 5وورد في إنجي\\ل يوحن\\ا )يشهد لي لم تسمعوا صوته قط وال أبصرتم هيئته(

(:) الل\\ه لم ينظ\\ره أح\\د12:\\ 4وورد في رس\\الة يوحن\\ا األولى )قط (

( عن16:\\ 6وق\\ال ب\\ولس في رس\\الته األولى إلى تيموث\\اوس )الله :) الذي لم يره أحد وال يقدر أن يراه(

فلو قلنا: إن رؤية المسيح هي رؤية لله لحصل التن\\اقض بين ه\\ذهالنصوص.

قلت: فما تفهم أنت من هذا النص؟ قال: ما سبق ذكره من أن النص يراد به المجاز ال الحقيقة.. وهذا معنى يقبله العقل، وتساعد عليه النصوص اإلنجيلية المماثلة األخ\\رى، فقد ورد مثل هذا التعبير مرات عدي\\دة، دون أن يقص\\د ب\\ه قطع\\ا م\\ا

يفهم من ظاهر النص: ( يقول المسيح لتالميذه الس\\بعين ال\\ذين10/16ففي إنجيل لوقا)

أرسلهم اثنين اثنين إلى البالد للتبشير :) ال\ذي يس\مع منكم يس\معني والذي يرذلكم يرذل\\ني وال\\ذي يرذل\\ني ي\\رذل ال\\ذي أرس\\لني(.. فه\\ل يمكن االستدالل بقول\\ه :) من يس\\معكم يس\\معني( على أن المس\\يح

حال بالتالميذ، أو أنهم المسيح ذاته؟ ( من أن10/40صمت، فقال: ومثل ذلك ما جاء في إنجيل متى )

المسيح قال لتالميذه :) من يقبلكم يقبل\ني، ومن يقبل\ني يقب\ل ال\ذيأرسلني(

( من قول المسيح في حق48 / 9ومثله ما جاء في إنجيل لوقا ) الولد الصغير :) من قبل هذا الولد الصغير باسمي يقبلني ومن قبل\\ني

يقبل الذي أرسلني(

103

Page 106: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: فما وجه هذا المجاز؟ قال: هو واض\ح.. فك\ل من أرس\ل رس\وال أو مبعوث\ا أو ممثال عن نفسه، فكل ما ي\\عامل ب\ه ه\ذا الرس\ول يعت\بر في الحقيق\ة معامل\ة

للشخص المرسل. وقد جاء مثل هذا المج\از في كت\اب المس\لمين المق\دس كث\يرا..

:ومن ذلك قوله تع\\الى \\وهم ولكنy اللyه قتلهم وم\\ا رميت إذ فلم تقتل إنy:(، وقول\\\ه تع\\\الى17رميت ولكنy اللyه رمى ()ألنف\\\ال: من اآلية

\\ديهم()الفتح: من اآلية yما يبايعون اللyه يد اللyه ف\\وق أي الyذين يبايعونك إنسول فق\د أط\اع اللyه ()النس\اء: من:(، وقوله تعالى10 yمن يطع الر

(80اآلية صمت، فقال: وم\ع ذل\ك.. فل\و فرض\نا ص\حة م\ا فهمتم من ه\ذا

النص.. فإنه يلزم عنه لوازم ال تقبلونها.قلت: مثل ماذا؟

( قوله :)28: 3قال: لقد ورد في رسالة بولس إلى أهل غالطية ) ألنكم جميعا واح\د في المس\يح يس\وع (، فه\ل ه\ذا الق\ول يع\ني أن أه\\الي غالطي\\ة متح\\دون في الج\\وهر والق\\وة وس\\ائر الص\\فات م\\ع

المسيح، أو أنهم متحدون في اإليمان بالمسيح، وفي شرف متابعته.قلت: ال شك أن الثاني هو المراد.. وهو األقرب للفهم والعقل.قال: فطبق هذا المعنى على قول المسيح.. وال تكل بمكيالين.

أنا في اآلب واآلب في:

قلت: فلننتقل إلى قول المسيح :) أنا في اآلب واآلب في(.. فه\\ذاالنص يستدل به قومي على االتحاد والحلول بين الله والمسيح.

قال: سأرد على هذا النص بمحتوى هذا النص والزمه.

104

Page 107: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أما محتواه.. فإن المراد منه على حسب لغة الكتاب المقدس ه\وحلول رضا الله ومحبته وقداسته ورضاه في المسيح.

قلت: أنت تتعسف في تفسير النص.. فإن المسيح ذكر ذات\\ه، ولميذكر ما ذكرت من مواهب.

قال: أنا ال أتعسف في تفس\\ير النص.. ب\\ل أحمل\\ه على غ\\يره من النصوص، فقد ورد مثل هذا في الكتاب المقدس، ولم تفهموا منه م\\ا فهمتموه، فقد جاء في الكتاب المقدس.. بل في العه\\د الجدي\\د.. ب\\ل

( في وصف الله :) من يحفظ وصاياه24: 3في رسالة يوحنا األولى ) يثبت في\\ه وه\\و في\\ه، وبه\\ذا نع\\رف أن\\ه يثبت فين\\ا، من ال\\روح ال\\ذي

أعطانا (13،\ 12:\ 4وورد في نفس الرس\الة ) ( :) إن أحب بعض\نا بعض\ا

فالله يثبت فيه، ومحبته قد تكلمت فينا، بهذا نعرف أننا نثبت فيه وه\\وفينا(

(:) ولم\\اذا أيته\\ا16:\\ 68وقد ورد في العهد القديم في المزمور ) الجبال المسنمة ترصدن الجبل الذي اشتهاه الل\\ه لس\\كنه، ب\\ل ال\\رب

(:) مبارك ال\\رب21:\\ 135يسكن فيه إلي األبد(.. وورد في مزمور )من صهيون الساكن في أورشليم(

وانطالقا من هذه النصوص نحن بين أمرين: إما أن نعتبر كل من ي\\ؤمن بالمس\\يح، ويحف\\ظ وص\\اياه يثبت الل\\ه فيه، ويثبت هو في الله، بال مزية أو ف\\رق بين المس\\يح وبين\\ه، وب\\ذلك يتحد الجميع بالله وبحل\ولهم في الل\ه، والل\ه يح\ل فيهم، ويك\ون ك\ل واحد من هؤالء المؤم\\نين بالمس\\يح أو ممن يحف\\ظ وص\اياه ه\\و الل\\ه

شأنه شأن المسيح نفسه.وبذلك تنتهي األقانيم الثالث لتبدأ أقانيم ال حصر لها.

وإما أن نجنح للتأويل.. وذلك بأن نؤول ثبوت الله فيمن يحفظ\\ون105

Page 108: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وصاياه، وفيمن يحبون المؤمنين به، أو فيمن يحبون بعضهم بعض\\ا، أوفيمن يؤمنون بالمسيح بثبوته فيهم بالمحبة والرضا.

ومثل ذلك سكنى الله في الجبل أو في مدين\\ة أورش\\ليم، وتأوي\\لذلك هو وضع اسم الله المقدس عليها.

وجريا على قاعدة المس\اواة في التأوي\ل يجب تأوي\ل م\ا ورد من حلول الله في المسيح بحلوله فيه بالمحبة والقداسة والطاعة والرضا

وهذا هو المعنى الذي تتفق جميع النصوص على الداللة عليه.قلت: فما الزم هذا القول الذي ينفي ظاهره؟

قال: ما ذكرته لك من لزوم االتحاد في ك\\ل م\\ا ذكرن\\ا.. باإلض\\افة إلى ذل\\ك ورد في الكت\\اب لمق\\دس أن روح الل\\ه حلت على حزقي\\ال وألداد وميداد كما أن روح الله تحل في المؤمنين، فه\ل ق\ال أح\د إن

واحدا من هؤالء متحد مع الله، أو أنه هو الله: ( قول حزقيال الن\\بي :) وح\ل5:\ 11فقد ورد في سفر حزقيال )

علي روح الرب( ( عن ألداد وميداد :) فحل عليهم\\ا26:\\ 11وورد في سفر العدد )

الروح( ( قول يعقوب :) الروح الذي حل فينا5:\ 4وورد برسالة يعقوب )

يشتاق إلي الغيرة والحسد( ( قول بطرس :) ألن روح14: 4وورد في رسالة بطرس األولى )

المجد والله يحل عليكم( فإذا كانت روح الله حلت على حزقي\ال وأل\داد ومي\داد وهي تح\ل بعد ذلك على غيرهم.. فلم تخصصون المسيح ب\\أقنوم خ\اص ب\\ه.. وال

تجعلون كل هؤالء أقانيم مع الله؟ التفت إلي، ف\\رآني مس\\تغرقا في الس\\ماع، فق\\ال: لق\\د ورد في

106

Page 109: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الكتاب المقدس عدة فقرات بحق الحواريين والمؤمنين تشبه عبارة : ) أنا في اآلب واآلب في (، ومع ذلك فأنتم ال تفس\\رونها كم\\ا فس\\رتم

قول المسيح :) أنا في اآلب واآلب في( ( قول المس\\يح :) في ذل\\ك الي\\وم20:\\ 14لقد ذكر إنجيل يوحنا )

تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم( ( قول\\ه :) به\\ذا تع\\رف أنن\\ا13:\\ 4وورد في رسالة يوحنا األولى )

نثبت فيه وهو فينا( أي الله. فلو أخذنا بظاهر ه\\ذا الكالم ألص\\بح المس\\يح والحواري\\ون وجمي\\ع

المؤمنين آلهة كذلك. وبهذا نعلم ب\\أن الح\\ديث عن الرواب\\ط بين الل\\ه والمس\\يح، أو بين المسيح والمؤمنين، أو بين الله والمؤمنين ال يعني الحديث عن روابط بين جواهر أو اتصال ذات بذات، وإنما غاية القول فيه أن يكون ح\\ديثا

عن صالت روحية معنوية. عمانوئيل:

قلت: فلننتقل إلى ما اقتبسه متى في اإلص\\حاح األول من إنجيل\\ه بنبوءة س\\ابقة ج\\اءت في س\\فر إش\\عياء في االص\\حاح الس\\ابع يق\\ول متى :) وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل:) ه\\وذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه )عمانوئيل( ال\\ذي تفس\\يره الل\\ه

معنا( قال: وهل ترى أن هذه النبوءة تصدق على المسيح؟

قلت: أتشكك فيما ذكر متى؟قال: ال.. ولكنه اجتهاد اجتهده.. واالجتهاد قد يكون خاطئا.

قلت: ولكن متى ملهم.

107

Page 110: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: ألم نتفق على أن نطرح في بحثنا ك\\ل م\\ا نعرف\\ه من أن\\واعالتقديس؟

قلت: أتريد أن تشككني في متى أيضا؟ قال: ال أريد أن أشككك في نيته.. ولكني أشكك في اجتهاده.. وال

حرج على المجتهد إذا اجتهد وأخطأ.قلت: فما الذي تراه من أسباب تخطئة متى في اجتهاده؟

قال: لو قمنا بقراءة اإلصحاح من سفر اشعياء كامال لرأينا أن هذه الفقرة ال تتنبأ عن المسيح القادم، بل هي وع\\د الل\\ه ألح\\از بن يوث\\ان ملك يهوذا على لس\ان الن\بي إش\عيا بأن\ه س\وف يعطي\ه آي\ة وعالم\ة لزوال ملك أعدائه، وقد بين له النبي اشعياء آي\ة خ\راب مل\ك أعدائ\ه وزواله، وهي أن ام\\رأة ش\\ابة تحب\\ل وتل\\د ابن\\ا يس\\مى عمانوئي\\ل، ثم

تصبح أرض أعداءه خرابا قبل أن يميز هذا الصبي بين الخير والشر. فالفقرة السادس\\ة عش\\ر من اإلص\\حاح الس\\ابع من س\\فر إش\\عيا\\ر، \\ار الخي رy ويخت y\\بي كيف يرفض الشyه قبل أن يعرف الصy تقول :) ألنبحان مهج\\ورتين( أي فإنy إسرائيل وأرام اللyتين تخشيان ملكيهم\\ا تص\\رائيل وأرام قب\\ل أن يم\يز الص\بي بين أن احاز سوف ينتصر على إس\\

الخير والشر. ومما يؤكد هذا أن هذه النبوءة قد تحققت في زمن اشعياء الن\بي،

وتحقق معها كل ما ورد منها من أحداث.قلت: ولكن النص ذكر عذراء تلد.. وهي ال تصدق إال على مريم.

قلت: إن هذا يع\ود بن\ا إلى التحريف\ات ال\تي س\\ببتها الترجم\ات.. ففي النص العبري حسب النسخة المسوريه لس\\فر اش\\عياء ن\\رى أن الكلمة المترجم\\ة إلى )ع\\ذراء( في النص الع\\بري هي كلم\\ة )ش\\ابة( وليس عذراء، كما في الترجمة العربية، وبهذا نرى أن الترجمة العربية

لم تكن أمينة في ترجمة النص من سفر اشعياء.108

Page 111: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ثم نرى كيف ق\ام ك\اتب اإلنجي\ل المنس\وب إلى م\تى باس\تعمال كلمة )عذراء( بدل كلم\ة )ش\ابه( عن\د اقتباس\ه له\ذا النص من س\فر

اشعياء لجعلها نبوة تحققت في المسيح.عمانوئيل (؟ثم بعد كله هل دعي المسيح في يوم من األيام )

قلت: ال.. قال: فالنبوءة تتعلق ب\\ )عمانوئي\ل( ال بيس\وع.. وال بالمس\يح.. وال

بعيسى. قلت: دعنا من ك\ل ه\ذا.. ف\أنت تع\ود بن\ا إلى الس\ياق.. نري\د أن نبحث في المحتوى.. فال ينبغي أن ننش\\غل عن المحت\\وى ب\\أي ش\\يء

آخر.قال: ال بأس.. ما معنى كلمة )عمانوئيل (؟

قلت: لقد فسرها اإلنجيل بمعنى )الله معنا( ق\ال: فه\ل تراه\ا تص\دق على المس\يح فق\ط.. أم أنه\ا يمكن أن

تصدق على كل من يؤمل منه الخير، ويرجى من جهته اإلحسان. ص\\مت، فق\\ال: ه\\ل مع\\نى )الل\\ه معن\\ا( أن الل\\ه بذات\\ه مش\\خص وموجود معنا، أو الموجود معنا هو عونه ورعايته، كقول القائل :) الل\\ه

معنا( يقصد بذلك معونة الله وتوفيقه ورعايته؟ صمت، فقال: إن عمانوئيل \ لو فرضنا صحة ما فهمه متى \ ي\\راد

منه أن المسيح مبعوث من عند الله ليعين ويرعى قومه.قلت: ولماذا ال يفهم منه المعنى الظاهر؟

ق\\ال: ل\\و فرض\\نا أن نب\\وءة اش\\عياء تنطب\\ق على المس\\يح وأن عمانوئيل معناه )الله( وليس الله معنا.. فال يمكن أن نتخذ من تسمية المسيح الله دليال على كونه هو الله.. فقد سبق أن ذكرن\\ا أن الكت\\اب

109

Page 112: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

المقدس أطلق اسم الله على غير المسيح كما أطلق\\ه على المس\\يح تماما، فقد أطلق اسم الله على المالك وعلى القاض\\ي وعلى األنبي\\اء

كموسى وعلى األشراف وغيرهم. فبما أن هؤالء جميعا يطل\ق عليهم اس\م الل\ه، كالمس\يح فإم\ا أن يعتبروا جميعا آلهة حسب المعنى الظ\\اهر وه\\و مح\\ال عقال، أو يئ\\ول الظ\\اهر ويك\\ون لف\\ظ الل\\ه ق\\د أطل\\ق عليهم ب\\المعنى المج\\ازي أو

التشبيهي.قال الرب لربي:

(:42: 20قلت: فلننتقل إلى قول المسيح لليهود في إنجيل لوقا ) ) كي\\ف ي\\\قال للمس\\يح أن\\ه ابن داود، وداود نفس\\ه يق\\ول في كت\\اب المزامير:) قال الرب ل\\ربي: اجلس عن يمي\\ني ح\\تى أجع\ل أع\داءك موطئا لقدميك (، فداود نفسه يدعو المسيح ربا، فكيف يكون المسيح

ابنه؟( قال: ه\ل ت\رى أن ه\ذه البش\ارة الم\ذكورة في المزام\ير تتعل\ق

بالمسيح؟قلت: ال شك في ذلك.. وهل تشك أنت في ذلك؟

..(1)ق\ال: ال.. ولك\\ني أتس\اءل عن م\دى انطباقه\ا على المس\يح فالمس\يح لم يض\ع أع\داءه في م\واطئ قدمي\ه، ب\ل ك\ان يه\رب من أعدائه كما في األناجيل بل إنهم ضربوه ولكم\\وه وجل\\دوه كم\\ا تحكي

األناجيل. قلت: أريد أن تشككني في هذه النبوءة كما شككتني في غيره\ا..

أراك تريد أن تلغي كل النبوءات المرتبطة بالمسيح. قال: ال.. أنا ال يهمني أن تكون هذه البشارة مرتبط\\ة بالمس\\يح أو

في رس\\الة )أنبي\\اء)( انظر األدلة الكثيرة على انطباق هذه النبوءة على رسول الل\\ه 1يبشرون بمحمد( من هذه السلسلة.

110

Page 113: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

غيره، فكلهم مصطفون من الله.. وذلك مجرد تساؤل ال تشكيك، وقدسحبت قولي.. فهلم بنا إلى المهم.

قلت: أجل.. هذا القول من األقوال التي نس\\تدل به\\ا على طبيع\\ةالمسيح.

قال: أنا أرى في هذه الجملة التي استشهد بها السيد المسيح منسفر المزامير دليال واضحا على نفي ألوهيته ال على إثباتها.

قلت: كيف.. وقد جاء فيها :) قال الرب لربي( ق\\ال: عب\\ارة المزام\\ير تق\\ول: ق\\ال ال\\رب )أي الل\\ه( ل\\ربي )أي المسيح(: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطأ لق\دميك، وبن\اء على هذه الجملة ال يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هوyه اجلس عن الله أيضا، وذلك ألن المعنى سيصبح عندئ\ذ: ق\ال الل\ه لل يميني حتى أجعل أع\\داءك موطئ\\ا لق\\دميك.. وكي\\ف يجلس الل\\ه عن

يمين نفسه.قلت: هذا الكالم مبني على طبيعة المسيح.

قال: ال بأس.. إذا كان ربي الثاني\ة إله\ا فإن\ه ال يحت\اج ألح\د ح\تى يجعل أعداءه موطئا لقدميه، بل هو نفسه يس\\خر أع\\داءه بنفس\\ه وال

يحتاج إلى من يسخرهم له. صمت، فقال: مخاطبة الله إلل\ه آخر تعني وجود إلهين اثنين وه\\ذا

يناقض العقيدة التي تتبنونها.. فأنتم تعتبرون الثالثة واحدا.قلت: ال بأس.. ولكن كيف سمى داود المسيح ربا؟

قال: إذا رجعنا لمزامير داود في العهد الق\\ديم وج\\دنا أن البش\\ارة ، ولفظها \ كما في الترجمة110هي الفقرة األولى من المزمور رقم

الكاثوليكي\\ة الحديث\ة :) ق\\ال ال\رب لس\\يدي اجلس عن يمي\ني ح\تى

111

Page 114: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1)أجعل أعداءك موطئا لقدميك( فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي، هو في الحقيقة بمعنى سيدي.. ول\\ذلك نج\\د أن الترجم\\ات العربي\\ة المختلف\\ة للعه\\د الجدي\\د، خاص\\ة القديمة منها ك\انت تس\تخدم لفظ\ة الس\يد في مك\\ان لفظ\ة ال\رب،

\ي. ولفظة المعلم في مكان لفظة رابقلت: أنت تهرب إلى اختالف الترجمات.

ق\\ال: ال ب\\أس.. فلنب\\ق على كلم\\ة :) ربي(.. بمراجع\\ة بس\\يطة لألناجيل ندرك أن لفظة الرب تستخدم بح\\ق المس\\يح بمع\\نى الس\\يد

( مثال :) فقاال: ربي! الذي38:\ 1والمعلم، فقد جاء في إنجيل يوحنا ) (:) قال لها16:\ 20تفسيره يا معلم، أين تمكث؟(.. وجاء فيه أيضا: )

يسوع: يا مريم! فالتفتت تل\ك وق\الت ل\ه: رب\وني! ال\ذي تفس\يره ي\امعلم(

بل إن القرآن الكريم مع تشدده في نفي ذرائع الش\\رك اس\\تخدمجن أمyا:هذه اللفظة به\ذا المع\نى، فق\د ج\اء في\ه احبي الس\ ي\ا ص\

yه خمرا ()يوسف: من اآلية وق\\ال:(، وجاء فيه 41أحدكما فيسقي ربه \\ر رب يطان ذك y\\اه الش ك فأنس\\ yه ناج منهما اذكرني عند رب yذي ظنy أن لل

جن بضع سنين( )يوسف: (42فلبث في السقلت: فما المراد من تلك العبارة إذن؟

قال: إن ما يريده المسيح من عبارته تلك هو تذكير اليهود بمقام\\ه العظيم قائال لهم: كيف تعتبرون المسيح مجرد ابن لداود، م\\ع أن داود نفسه اعتبر المسيح اآلتي المبشر به والذي س\يجعله الل\ه دائن\ا لب\ني

yا له: أي سيدا له ومعلما !؟(2)إسرائيل يوم الدينونة: ربصورة الله:

.1269)( العهد القديم / ص 1

)( انظر ما يتعلق بهذه البشارة في )أنبياء يبشرون بمحمد( من هذه السلسلة.2

112

Page 115: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: فلننتقل إلى وصف بولس للمسيح بأنه صورة الله، وأنه اللهالقدير.

قال: إن كون المسيح صورة الله ال يعني ما تفهمونه من األلوهية، ب\\ل مع\\نى ذل\\ك أن الل\\ه جعل\\ه نائب\\ا عن\\ه في إبالغ ش\\ريعته األدبي\\ة والروحية إلي من أرسل إليهم، والدليل على ذلك قول ب\\ولس نفس\\ه

(:) فإن الرجل ال ينبغي7: 11في رسالته األولى إلي أهل كورنثوس) أن يغطي رأسه لكون\ه ص\ورة الل\ه ومج\ده، وأم\ا الم\رأة فهي مج\د الرج\ل (، فمع\نى ه\ذا أن الل\ه أن\اب الرج\ل عن\ه في س\لطانه على

المرأة، ومقتضى هذا السلطان أن ال يغطي رأسه بخالف المرأة. باإلضافة إلى هذا.. فإن القول بكون المسيح هو صورة الل\\ه يل\\زم عنه أنه غير الله تعالى، ألن كون شيء على ص\\ورة ش\\يء ال يقتض\\ي أنه هو، بل بالعكس يفي\د أن\ه غ\يره، فمثال ص\ور اآلله\ة المعب\ودة من دون الل\\ه والمص\\نوعة من ال\\ذهب والنح\\اس والخش\\ب هي ب\\القطع ليست عين اإلله المعبود، وبناء على هذا فإن القول ب\أن المس\يح ه\و

صورة الله يفيد بال شك أنه غيره ال عينه. باإلضافة إلى هذا.. فقد ذك\ر الكت\اب المق\دس أن الل\ه خل\ق آدم كما خلق المس\يح، فال م\يزة للمس\يح في ه\ذا المع\نى فق\د ورد في

( :) ق\\ال الل\\ه: نعم\\ل اإلنس\\ان على ص\\ورتنا26:\\ 1س\\فر التك\\وين)كشبهنا فخلق الله اإلنسان على صورته، على صورة الله خلقه(

(:) ألن الل\\ه على9:\\ 9وورد نفس المع\\نى في س\\فر التك\\وين)صورته عمل اإلنسان(

ب\\ل إن ه\\ذه الص\\فة تك\\ررت بعينه\\ا م\\رات عدي\\دة في الكت\\اب المقدس بعهديه الق\ديم والجدي\د، ووص\ف به\ا اإلنس\ان بش\كل ع\ام والرجل بشكل خ\اص، ويفهم من تتب\ع م\وارد اس\تعمالها في الكت\اب المقدس أنها تع\\ني ن\\وع من التش\\ابه الع\\ام أو العالق\\ة والتراب\\ط بين

اإلنسان ككل والله:

113

Page 116: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

فقد ج\اء في س\فر التك\وين :) وق\ال الل\ه: لنص\نع اإلنس\ان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على أسماك البحر وطي\\ور الس\\ماء والبه\\ائم وجمي\\ع وح\\وش األرض وجمي\\ع الحيوان\\ات ال\\تي ت\\دب على األرض،فخلق الله اإلنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذك\را وأن\ثى (

(27 \ 26 / 1)تكوين : وقد فسر مفسرو الت\\وراة ه\\ذا ب\\أن المقص\\ود من\\ه م\\ا يتم\\يز ب\\ه اإلنس\\ان عن الجم\\ادات والنبات\\ات والحيوان\\ات من العق\\ل الكام\\ل والق\\درة على النط\\ق والتعب\\ير عم\\ا يري\\د واإلرادة واالختي\\ار الح\\ر واالس\\تطاعة والق\\درة، فض\\ال عن الس\\مع والبص\\ر والحي\\اة واإلدراك والعلم.. أي أن هن\\\اك تش\\\ابها عام\\\ا بين ص\\\ورة الل\\\ه في ص\\\فاته

واإلنسان.قلت: ولكن لم خص المسيح بأنه صورة الله في كالم بولس؟

قال: إن اإلنسان كلما ترقى في الكماالت،كلما ص\\ار أك\\ثر عكس\\ا لصفات الله، وكلما تجلت فيه أس\\ماء الل\\ه وص\فاته الحس\نى ك\العلم والقدرة والعزة والعدل والحلم والكرم والرحمة.. لهذا تح\\دث ب\\ولس عن نفسه وعن سائر القديسين، فقال :) ونحن جميع\ا نعكس ص\ورة مجد الرب بوجوه مكشوفة كما في مرآة، فتتح\ول إلى تل\ك الص\ورة ون\\زداد مج\\دا على مج\\د، وه\\ذا من فض\\ل ال\\رب ال\\ذي ه\\و روح(

(18 / 3)قورنتس: وقد قال في موصيا المؤمنين بالتخلق ب\أخالق الل\ه والعيش حي\اة مسيحية كاملة :) أما اآلن فألقوا عنكم أنتم أيضا ك\\ل م\\ا في\\ه غض\\ب وس\\خط وخبث وش\\تيمة، ال تنطق\\وا بق\\بيح الكالم وال يك\\ذب بعض\\كم بعض\\ا، فق\\د خلعتم اإلنس\\ان الق\\ديم وخلعتم مع\\ه أعمال\\ه، ولبس\\تم اإلنسان الجديد ذاك الذي يجدد على صورة خالقه ليصل إلى المعرفة

(10 \ 8 / 3()رسالة بولس إلى أهل قولسي: فإذا كانت صورة الله تقتضي األلوهية،، فإن هذا يقتضي أن يكون

114

Page 117: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

جميع القديسين، بل جميع الرجال آلهة!؟ قلت: ولم ال تقول ما قال قومي من التعليل؟

قال: وما يقولون؟ قلت: يذكرون أن الله تعالى أراد أن يؤنس البشرية، ويقترب منها

بصورة يتجلى فيها، فجاء بالمسيح لذلك. قال: أنتم تقرون بأن المسيح ك\\ان طفال، ثم ت\\درج في المراح\\ل،

وصار ينمو حتى صار كبيرا.قلت: أجل.. نحن نقول هذا.

قال: فأي صورة من صور حياته المرحلية تمثل الله تعالى لتؤنسالبشرية؟

إن كانت صورته وهو طفل، فقد نسيتم صورته وه\\و ش\\باب، وإن ك\انت ص\ورته، وه\و في الش\باب فق\د نس\يتم ص\ورته وه\و في دور الكهولة.. وإن كان الله على كل هذه الصور، فالله على هذا أغيار، أي يتغير من طفل إلي شاب إلي كهل.. وهو كما ينص الكت\\اب المق\\دس

منزه عن ذلك. ثم بعد ه\ذا.. م\ا هي الم\دة ال\تي عاش\ها المس\يح في ال\دنيا بين

البشر؟قلت: ثالثون سنة.

قال: إذن الله قد آنس الن\اس بنفس\ه ثالثين س\نة فق\ط.. م\ع أن عمر الكون قبل المسيح كان ماليين السنين.. ولسنا ن\\دري كم يك\\ون بعده.. فهل ترك الله في هذه الماليين من السنين الماض\\ية خلق\\ه بال

إيناس، وبدون أن يبدو لهم في صورة؟الله ظهر في الجسد:

115

Page 118: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: فلننتق\\\ل إلى ق\\\ول ب\\\ولس كم\\\ا في رس\\\الته األولى إلى :) الل\\ه ظه\\ر في الجس\\د، ت\\برر في ال\\روح،(1)(16:\\ 3تيموث\\اوس)

\\رز ب\\ه بين األمم، أومن ب\\ه في الع\\الم، رف\\ع في ت\\راءى للمالئك\\ة، كالمجد(

قال: أوال.. ه\ذا الكالم لب\ولس، وق\د عرفن\ا أن\ه ال ينبغي االعتم\اد عليه في ه\ذا.. وم\ع ذل\ك، فلن نلغي م\ا فهمتم من ه\ذا الكالم به\ذا

السبب.. بل هناك أسباب أخرى تدعو إلى إلغاء االعتماد عليه. أولها أن ذكر لفظ الجالل\ة )الل\ه( كفاع\ل لفع\ل )ظه\ر( إنم\ا ه\و اج\\\تهاد وتص\\رف من الم\\ترجم، وال وج\\ود له\ذه اللفظ\\ة في األص\\ل اليوناني بل فعل )ظهر( فيها مذكور بدون فاع\\ل، أي م\\ذكور بص\\يغة المبني للمجهول )أظ\ه\ر (، كما هو حال سائر أفعال الفقرة: ك\رز ب\ه

بين األمم، أومن به في العالم.. وقد اتبعت الترجمة العربي\ة الحديث\ة الكاثوليكي\ة األص\ل اليون\اني بدقة فذكرت فع\\ل ظه\\ر بص\\يغة المب\\ني للمجه\\ول، ولم ت\\أت بلف\\ظ الجاللة هنا أصال، وهذا ما ذكرته بحروفه :) وال خالف أن س\\ر التق\\وى عظيم. قد أظهر في الجسد، وأع\لن بارا في الروح وت\\راءى للمالئك\\ة

ر به عند الوثنيين وأومن به في العالم، ورف\ع في المجد ( (2)وبش وهكذا في الترجمتين الحديثتين المراجعتين الفرنسية واإلنجليزية، وبهذا يبطل االستدالل بالفقرة على ألوهية المس\\يح، ألن ال\\ذي ظه\\ر في الجسد هو المسيح، الذي كان كائن\ا روحي\ا فيم\ا س\بق، فه\و أول

خليقة الله حسب عقيدة بولس. باإلضافة إلى هذا.. فإن بعض الجمل الالحقة تؤكد أن ال\\ذي ظه\\ر ليس الله وال هو بإله، كعبارة: أعلن بارا في الروح، أو عبارة رف\\ع في المج\\د.. حيث أن\\ه من الب\\ديهي أن الل\\ه تع\\الى الممج\\د في عاله

)( كما في الترجمة التقليدية البروتستانتية.1

)( العهد الجديد الطبعة الكاثوليكية.2

116

Page 119: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

القدوس أزال وأبدا، ال يمكن أن يأتي أحد ويرفع\\ه في المج\\د أو يعلن\\ه بارا في الروح، إنم\ا ه\ذا ش\أن العب\اد المق\ربين والرس\ل المك\رمين

وحسب. باإلض\\افة إلى ه\\ذا كل\\ه، فإن\\ه يمكن تأوي\\ل النص لينس\\جم م\\ع

المحكمات من النصوص، بل لينسجم مع النص نفسه. فالظهور ال يعني داللته الحرفية، ولكنه يعني أن الله ظهر برسالته

وآياته التي صنعها رسوله.الثالوث:

(فقد ج\\اء5/7قلت: فلننتقل إلى ما ورد في رسالة يوحنا االولى ) فيها:) فإن الذين يشهدون في السماء هم ثالثة: اآلب والكلمة والروح القدس، وهؤالء الثالثة هم واحد (.. فمفهوم الثالوث واض\\ح هن\\ا.. ب\\ل ليس هناك ما هو أوضح منه.. فاآلب والكلمة والروح هؤالء الثالث\\ة هم

واحد. ق\\ال: نعم ه\\ذا النص واض\\ح تم\\ام الوض\\وح، ولكن ه\\ل ه\\و كالم

المسيح أو كالم األنبياء، أو كالم الحواريين؟قلت: هو كالم يوحنا..

قال: وهو ليس من تالميذ المسيح.. فكيف تعتمد عليه في عقي\\دةتنسخ المسيحية نفسها؟

قلت: أنت تعود بنا إلى التشكيك في يوحنا. قال: ال بأس.. هذه مجرد إشارة.. فأجبني: هل أنت متأك\\د من أن

؟(1)هذا هو النص األصليقلت: لو لم يكن هو النص األصلي ما أثبت في الكتاب المقدس؟

)( انظر الكالم على هذا النص في رسالة )الكلمات المقدسة( من هذه السلسلة.1

117

Page 120: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ق\\\ال: ال.. لق\\\د تأك\\\دت من ه\\\ذا النص.. ورجعت إلى المص\\\ادر األصلية.. وقد وجدت أن هذا النص مخترع، غ\\ير موج\\ود فى األص\\ول اليونانية.. بل لم يظهر إلى الوجود إال فى عص\ور مت\\أخرة، ليس قب\ل

القرن السادس عشر بعد ميالد المسيح.قلت: ما تقول؟.. إن ما تنطق به خطير جدا.قال: سأذكر لك قصة هذا النص، فال تعجل..

هذا النص وج\د فق\ط فى ثماني\ة مخطوط\ات، س\بعة منه\ا تع\ود للقرن السادس عشر، والمخطوط\\ة األخ\\يرة من الق\\رن العاش\\ر أى بعد ألف سنة موجود بها ه\\ذا النص على اله\امش بخ\ط مختل\\ف، وال

يعرف على وجه الدقة تاريخ كتابته. ليس ذلك فقط.. بل إن السبعة مخطوطات الس\ابق ذكره\ا منه\ا

أربعة كتب هذا النص فيث هامشها. وأول مرة ظهرت هذه الكلمات ك\\انت فى مخطوط\\ة التيني\\ة فى

القرن الرابع على الهامش، ثم ترجمت الى اليونانية. والقصة واضحة.. لقد لفت نظر أحد النساخ لف\\ظ ثالث\\ة الموج\\ود فى العدد الثامن، والذين يشهدون في األرض هم ثالثة: الروح والم\\اء وال\\دم والثالث\\ة هم في الواح\\د.. فلم يج\\د مانع\\ا من أن يض\\يف على لسان يوحنا ثالثة أخرى لتساعده فى إثبات عقيدة التثليث التى ال تجد

لها أى نص صريح فى الكتاب المقدس. ب\\ل يق\\ول بعض علم\\ائكم أن النص أض\\يف باللغ\\ة الالتيني\\ة أثن\\اء احتدام النقاش م\ع آري\وس الموح\د وأتباع\ه، فك\ان الب\د من إض\افة تقوى مركزهم، ثم وجدت هذه اإلضافة طريقا بعد ذلك ح\\تى ظه\رت

ميالدي\\ة1522ألول مرة فى الطبعة الثالثة من إنجيل ايرازمس سنة بضغط على ايرازمس ه\\ذا ال\\ذى لم يض\\عها فى الطبع\\ة االولى ع\\ام

من كتابه.1519 والثانية عام 1516

118

Page 121: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وق\\د س\\ئل عن س\\بب ع\\دم وض\\عه ه\\ذا النص، فأج\\اب اإلجاب\\ة المنطقية الوحيدة، وهي أنه لم يجدها فى أى نص يون\\انى ق\\ديم، فتم

باليون\\انى، وبه\\ا ه\\ذا النص.. وهن\\ا فق\\ط61وض\\ع المخطوط\\ة رقم أضافها إيرازمس إلى الكتاب المقدس، وبعد ضغط قوى من الكنيسة

الكاثوليكية فكي\ف يمكن االعتم\اد على نص لم يظه\ر قب\ل الق\رن الس\ادس عشر، وفي مخطوطات محدودة تشكل جزءا من آالف المخطوطات

الموجودة باللغة اليونانية!؟ وبما أن الترجم\\ة األلماني\\ة تعتم\\د على الطبع\\ة الثاني\\ة من كت\\اب

، ف\\إن األلم\\ان ليس عن\\دهم ه\\ذه1519إي\\رازمس ه\\ذا، أي طبع\\ة الصيغة فى أى عصر من العصور.

قلت: ولكن نسخة الملك جيمس الشهيرة فيها هذه الكلمة؟ قال: إن نسخة الملك جيمس الشهيرة اعتم\\دت بص\\ورة رئيس\\ية على النسخة اليونانية للطبعة العاشرة لنس\خة تي\ودور ب\يزا ال\تى هى فى األس\اس تعتم\د على الطبع\ة الثالث\ة لنس\خة اي\رازمس الس\ابق ذكره\ا، ول\ذلك ف\إن ه\ذه الص\يغة مش\هورة عن\د الش\عوب الناطق\ة

باإلنجليزية فقط أكثر من شهرتها عند غيرهم. ول\\ذلك عن\\دما اجتم\\ع اثن\\ان وثالث\\ون عالم\\ا نص\\رانيا م\\دعمون بخمسين محاضرا مسيحيا لعمل النس\\خة القياس\\ية المراجع\\ة ح\\ذف

هذا النص بال أى تردد. وهناك \ باإلضافة إلى هذا \ شهادة عالم كب\\ير ه\\و إس\\حاق ني\\وتن ال\ذى ي\ذكر أن ه\ذا المقط\ع ظه\ر أول م\رة فى الطبع\ة الثالث\ة من إنجيل ايرازمس للعهد الجديد، ويض\يف نقط\ة قوي\ة ت\دل على ه\ذا.. وهو أن هذا النص لم يستخدم فى أى مجادالت الهوتية حول الث\\الوث

من وقت جيروم، وحتى وقت طويل بعده.

119

Page 122: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وقد توالت الردود المسيحية على ه\\ذا النص، ومن ذل\\ك م\\ا قال\\ه الكاتب جون جلكر ايست فى كتابه )نعم الكتاب المقدس كلمة الل\\ه( الذي وضعه للرد على الشيخ احمد ديدات:) المثل الثالث ال\\ذي أورده

، وه\ذا م\ا نق\ر ب\ه.RSVديدات هو أحد العيوب التي ص\حyحتها ترجم\ة نج\\د آي\\ة تح\\دد الوح\دة بين اآلبKJV( في ترجمة 5:7 1ففي )يوحنا

.RSVوالكلم\ة وال\روح الق\دس، بينم\ا ح\ذفت ه\ذه اآلي\ة في ترجم\ة ويظه\\ر أنy ه\\ذه اآلي\\ة ق\\د وض\\عت أوال كتعلي\\ق هامش\\ي في إح\\دىاخ اإلنجي\\ل في وقت yالترجمات األولى، ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نس الح\\ق ج\\زءا من النص األص\\لي. وق\\د ح\\ذفت ه\\ذه اآلي\\ة من جمي\\ع

. (1)الترجمات الحديثة، ألنy النصوص األكثر قدما ال تورد هذه اآلية والنص يختفى تمام\\ا من النس\\خة االمريكي\\ة القياس\\ية، والطبع\\ة العربية الجديدة من الكتاب المقدس تضع هذه العب\\ارة بين قوس\\ين..

مع تنبيهها على أن ما يوضع بين القوسين غير موجود باألصل. وهو اعتراف صريح من كتبة األناجيل أن االبحاث المعروف\\ة ال\\تى تقول أن هذا النص أضيف بعد القرن الخ\\امس عش\\رالميالدى، وغ\\ير

موجود فى أى مخطوطة يونانية. التفت إلي، وق\د رآني غ\رقت حي\ائي مم\ا يفعل\ه ق\ومي بكت\ابهم

المقدس، فقال: ال بأس.. لقد وجد من قومك من يبرر هذا. ارتدت إلي نفسي، فق\ال: لق\د ق\الوا ب\أن ال\روح الق\دس ألهمت

الكاتب أن يضيف هذه الزيادة. ابتسمت لهذا المخ\\رج ال\\ذكي، فق\\ال: ألم يكن من األج\\دى له\\ذا الملهم أن يخبر بأن روح القدس ألهم\ه ليض\ع ه\ذه الزي\ادة في ذل\ك

المحل.. ويريح الناس من عناءالبحث عن مصدره؟ صمت، فقال: من المسئول عن مصير الماليين من ال\\ذين هلك\\وا وسيهلكون وهم يعتقدون أن عقيدة التثليث التى تعلموه\\ا تق\\وم على

.16)( نعم الكتاب المقدس كلمة الله: صفحة 1

120

Page 123: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

نص هو في حقيقة أمره دخيل أقحمته يد كاتب مجهول!؟ ـ خصائص األلوهية4

قلت: فلننتق\\ل إلى المع\\نى الراب\\ع ال\\ذي نس\\تنبط من\\ه عقائ\\دنا..فكثير من النصوص تسند أمورا للمسيح هي من خصائص األلوهية.

قال: مثل ماذا؟ قلت: لق\\د أحص\\يتها في خمس: الدينون\\ة، والمغف\\رة، وال\\نزول،

والسجود، والمعجزات.الدينونة:

قال: فلنبدأ بالدينونة. قلت: يعتبر الكتاب المقدس المسيح ديان\\ا للخالئ\\ق ي\\وم القيام\\ة، كما قال بولس :) أن\ا أناش\دك إذا أم\ام الل\ه وال\رب يس\وع المس\يح

(2العتيد أن يدين األحياء واألموات عند ظهوره وملكوته ()تيموثاوس)4/1 )

فلو جمعنا بين هذا النص وم\\ا ورد في المزام\\ير من أن )الل\\ه ه\\و(، فيكون ذلك دليال على ألوهيته.50/6الديان()المزامير:

قال: إن هذا القول يتناقض مع نصوص أخرى أراكم تفتخرون بها،وتكثرون من ذكرها، وتتباهون على المسلمين بورودها في كتابكم.

قلت: مثل ماذا؟ قال: أنتم تقرأون على الع\الم دائم\ا م\ا ورد في يوحن\ا :) ألن\ه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، ب\\ل ليخلص ب\\ه الع\\الم ال\\ذي يؤمن به ال يدان، والذي ال يؤمن قد دين، ألنه لم يؤمن باسم ابن الل\\ه

(، فالمسيح \ بحسب هذا النص \ لن يدين أحدا،3/17الوحيد ()يوحنا: وهو ما أكده يوحنا بقوله على لسان المسيح :) وإن سمع أح\\د كالمي

121

Page 124: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ولم يؤمن فأنا ال أدين\\ه، ألني لم آت ألدين الع\\الم ب\\ل ألخلص الع\\الم، من رذلني ولم يقبل كالمي فله من يدينه، الكالم الذي تكلمت ب\\ه ه\\و

(48-12/47يدينه في اليوم األخير()يوحنا قلت: أترى تناقضا بين النصين.. أال يمكن التوفيق بينهما؟

قال: ال حاجة لذلك.. فالتناقض يحصل في كالم الشخص نفسه، ال في كالم شخص\\\ين.. ف\\\ذلك الذي ذكرت\\\ه كالم ب\\\ولس، وه\\\ذا كالم

المسيح.قلت: أتريد أن تعود بنا إلى التشكيك في بولس؟

قال: ال.. ولكن ليست هذا أول اختالف بين ب\\ولس والمس\\يح.. إناالختالف بينهما أعمق من ذلك.

قلت: دعك من مثل هذا الكالم.. وعد بنا إلى النص.قال: ال بأس.. أنتم تعتبرون الدينونة من خصائص األلوهية.

قلت: هكذا ينص الكتاب المقدس. قال: إن هذا القول يلزم عن\ه ح\اجتكم إلى إض\افة أق\انيم جدي\دة

لأللوهية.قلت: كيف؟

قال: أنتم ملزمون بإضافة التالميذ االثني عش\\ر بم\\ا فيهم الخ\\ائن يهوذا األسخريوطي.. ألم تقرأ م\ا ورد في م\تى :) فق\ال لهم يس\وع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتم\\وني في التجدي\\د، م\\تى جلس ابن اإلنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيض\\ا على اث\\ني عش\\ر

(19/28كرسيا تدينون أسباط إسرائيل االثني عشر ()متى وورد في لوق\\\ا:) لت\\\أكلوا وتش\\\ربوا على مائ\\\دتي في ملك\\\وتي وتجلسوا على كراسي، تدينون أسباط إس\رائيل اإلث\ني عش\ر ()لوق\ا

122

Page 125: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

22/30)الغفران:

قلت: ومما يستدل به على طبيعة المسيح م\ا نقلت\ه األناجي\ل من غف\\ران ذنب المفل\\وج والخاطئ\\ة على يدي\\ه، م\\ع أن المغف\\رة من خصائص األلوهية، وعليه فالمسيح إله يغفر الذنوب، فقد قال للخاطئة

(، كم\\ا ق\\ال7/48م\\ريم المجدلي\\ة:) مغف\\ورة ل\\ك خطاي\\اك ()لوق\\ا للمفلوج:) ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك(

قال: أنتم تبترون النصوص عن س\\ياقها، فتحرفونه\\ا ب\\ذلك أخط\\رتحريف.

قلت: أتريد أن تهرب إلى السياق؟ قال: ال يمكن أن تفهم النص بعيدا عن س\\ياقه.. أرأيت ل\\و قطعت

كالمك إربا إربا.. هل يمكن أن يفهم أحد مقصودك؟قلت: ال..

ق\\ال: فك\\ذلك فع\\ل قوم\\ك.. ول\\ذلك س\\نرجع إلى الس\\ياق لنفهمالكالم على حقيقته:

ففي قص\ة الم\رأة لم\ا ش\ك الن\اس بالمس\يح، وكي\ف ق\ال له\ا: ) مغفورة خطاياك (، مع أنه مجرد بشر، أزال المس\يح اللبس، وأخ\بر

المرأة أن إيمانها هو الذي خلصها. وال بأس أن أسوق لك القصة هنا كما أوردها لوقا :) وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي، من أجل ذلك أق\\ول ل\\ك: ق\\د غف\\رت خطاياه\\ا الكثيرة، ألنها أحبت كثيرا، والذي يغفر له قليل يحب قليال، ثم قال لها: مغفورة لك خطاياك، فابتدأ المتكئون معه يقول\\ون في أنفس\\هم: من هذا الذي يغفر خطايا أيضا!؟ فقال للمرأة: إيمانك قد خلصك، اذه\\بي

(50-7/46بسالم( )لوقا

123

Page 126: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ومثل ذلك ما ورد في قصة المفلوج، فإنه لما دار في خل\\د اليه\ود أنه يجدف، وبخهم المسيح على الشر الذي في أفكارهم، وصحح لهم األمر، وشرح لهم أن هذا الغفران ليس من فع\ل نفس\ه، ب\ل ه\و من س\\لطان الل\\ه، لكن الل\\ه أذن ل\\ه ب\\ذلك، كم\\ا في س\\ائر المعج\\زات والعجائب التي كان يصنعها، وقد فهموا من\\ه الم\\راد، وزال اللبس من

صدورهم. والقصة بتمامها كما أوردها متى هي :) قال للمفلوج: ثق ي\\ا ب\\ني، مغفورة لك خطاياك، وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفس\\هم: ه\\ذا يجدف، فعلم يسوع أفكارهم فقال: لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟ أيما أيس\ر: أن يق\ال مغف\ورة ل\ك خطاي\اك، أم أن يق\ال قم وامش؟ ولكن لكي تعلم\\وا أن البن اإلنس\\ان س\\لطانا على األرض أن يغف\\ر الخطايا، حينئ\ذ ق\ال للمفل\وج: قم احم\ل فراش\ك واذهب إلى بيت\ك، فقام ومضى إلى بيته، فلما رأى الجموع تعجب\\وا، ومج\\دوا الل\\ه ال\\ذي

(8-9/3أعطى الناس سلطانا مثل هذا ()متى قلت: أنا أؤمن بأن للنص سلطانا في حد ذات\\ه.. وال ينبغي لس\\ياق

النص أن يلغي هذا السلطان. ق\\ال: ال ب\\أس.. ه\\ل ق\\ال للمس\\يح للم\\رأة :) ق\\د غف\\رت ل\\ك

خطاياك(؟ قلت: لقد قال لها :) مغفورة لك خطاياك(

قال: فالمسيح لم يدع أنه هو الذي غفر ذنبها، بل أخبرها بأن ذنبهاقد غفر، والذي غفره بالطبع هو الله تعالى.

ومثل ذلك قوله للمفلوج :) ث\\ق ي\\ا ب\\ني، مغف\\ورة ل\ك خطاي\\اك(،فأخبر بتحقق الغفران، ولم يقل: إنه هو الغافر لها.

وبذلك تكون المغفرة هنا من باب اإلخبار بالغيب الذي جعل\\ه الل\\هلألنبياء، بل لمن هو دونهم.

124

Page 127: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ويدل لهذا أن المس\يح طلب من الل\ه أن يغف\ر لليه\ود، ول\و ك\ان يملكه لغفر لهم ولم يطلبه من الله كما في لوق\ا :) فق\ال يس\وع: ي\ا

(23/34أبتاه اغفر لهم، ألنهم ال يعلمون ماذا يفعلون ()لوقا صمت، فقال: إن هذا القول يل\زمكم بإض\افة أق\انيم كث\يرة لإلل\ه

الواحد: أولهم تالميذ المسيح، فقد ذكر المس\\يح لهم أن بإمك\\انهم غف\\ران الذنوب التي تتعلق بحقوقهم الشخصية، ب\ل وك\ل ال\ذنوب والخطاي\ا، كم\\ا في م\\تى :) إن غف\\رتم للن\\اس زالتهم، يغف\\ر لكم أيض\\ا أب\\وكم الس\\ماوي، وإن لم تغف\\روا للن\\اس زالتهم ال يغف\\ر لكم أب\\وكم أيض\\ا

(15-6/14زالتكم ()متى بل ورد في يوحنا م\\ا ه\\و أخط\\ر من ذل\\ك، فيق\\ول :) من غف\\رتم

(20/28خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت()يوحنا وهذا السلطان دفع لك\\ل التالمي\\ذ، كم\\ا في م\\تى :) الح\\ق أق\\ول لكم: كل ما تربطونه على األرض يكون مربوطا في السماء، وكل م\\ا تحلونه على األرض يكون محل\وال في الس\ماء، وأق\ول لكم أيض\ا: إن اتفق اثنان منكم على األرض في أي شيء يطلبان\ه فإن\ه يك\ون لهم\ا

(20-18/18من قبل أبي الذي في السموات ()متى وليس التالميذ فحسب.. بل إن هذا الس\\لطان يمت\\د إلى الكنيس\\ة التي ورثت هذا السلطان عن بطرس.. فقد أص\بح القس\س يغف\رون للخ\\اطئين عن طري\\ق االع\\تراف أو ص\\كوك الغف\\ران، واعتم\\دوا في إقرار ذلك على وراثتهم للسلطان الذي دفع لبطرس، كما في متى :) أنت بطرس.. وأعطيك مفاتيح ملك\\وت الس\\ماوات، فك\\ل م\\ا تربط\\ه على األرض يكون مربوطا في السماوات، وكل ما تحل\\ه على األرض

(، فل\و غف\ر بط\رس أو16/19يكون محلوال في الس\ماوات ()م\تى البابا وارثه إلنسان غفرت خطيئته من غير أن يقتضي ذلك ألوهيته.

النزول:

125

Page 128: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ومما يستدل به على طبيعة المسيح م\ا نقلت\ه األناجي\ل من أن المسيح قد أتى من فوق أو من الس\ماء، و) ال\ذي ي\أتي من ف\وق

(، وله\\ذا نحن ن\\رى ص\\ورة ألوهيت\\ه3/31ه\\و ف\\وق الجمي\\ع ()يوحن\\ا مشرقة في قوله:) أم\ا أن\\ا فمن ف\وق، أنتم من ه\ذا الع\الم، أم\ا أن\\ا

(.. وكل ه\\ذا ي\\دل على أن\\ه ك\\ائن8/23فلست من هذا العالم()يوحنا إلهي فريد.

قال: مع أن ه\ذا ليس ش\يئا من خ\واص األلوهي\ة إال أن\ه يل\زمكمبوضع أقانيم جديدة آللهة كثيرة:

أوله\\ا المالئك\\ة، كم\\ا ج\\اء في م\\تى :) ألن مالك ال\\رب ن\\زل من(.28/2السماء()متى

ثم أخنوخ الذي صعد إلى السماء كم\ا في العه\د الق\ديم :) وس\ار (، م\ع أن\ه5/24أخنوخ مع الله، ولم يوجد، ألن الل\ه أخ\ذه ()التك\وين

ورد في يوحن\\ا :) ليس أح\\د ص\\عد إلى الس\\ماء إال ال\\ذي ن\\زل من (، ف\\أخنوخ3/13السماء، ابن اإلنسان الذي ه\\و في الس\\ماء ()يوحن\\ا

مثله.. فلم ال تقولون بألوهيته. ثم إيليا الذي صعد إلى السماء، كما في العهد الق\\ديم :) ففص\\لت

(2/11( 2بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء ()ملوك ) بل إن األناجيل تذكر أن التالمي\\ذ، هم أيض\\ا مول\\ودين من ف\\وق أو من الله، ففي يوحنا :) وأما ك\\ل ال\\ذين قبل\\وه فأعط\\اهم س\\لطانا أن

( 1/12يصيروا أوالد الله، أي المؤمنين باسمه ()يوحنا بل إن كل المؤمنين بالمسيح مولودون من فوق بما أعطاهم الل\\ه من اإليمان، فهم كسائر المؤمنين كم\ا ق\ال المس\يح :) الح\ق الح\\قأقول لكم: إن كان أحد ال يولد من فوق ال يقدر أن يرى ملكوت الله (

(، وكما قال يوحنا :) كل من يؤمن أن يسوع ه\و المس\يح،3/3)يوحنا (، وقال :) كل من يصنع البر مول\ود5/1(\ 1فقد ولد من الله()يوحنا )

(2/29(1منه ()يوحنا )126

Page 129: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ولكن المسيح قال :) أما أنا فلست من هذا العالم( ق\\ال: ليس ه\\ذا دليال على األلوهي\\ة، فم\\راده اختالف\\ه عن س\\ائر

البشر باستعالئه عن العالم المادي الذي يلهث وراءه سائر الناس. وقد قال مثل هذا القول في حق تالميذه أيضا بع\\د أن لمس فيهم حب اآلخرة واإلعراض عن الدنيا، فق\\ال :) ل\\و كنتم من الع\\الم لك\\ان العالم يحب خاصته، لكن ألنكم لستم من العالم، بل أن\\ا اخ\\ترتكم من

(15/19العالم، لذلك يبغضكم العالم ()يوحنا وفي موضع آخ\\ر ق\\ال عنهم :) أن\\ا ق\\د أعطيتهم كالم\\ك، والع\\الم

-17/14أبغضهم، ألنهم ليسوا من العالم كما أني لست من العالم () 15 (، فقال في حق تالميذه ما قاله في حق نفسه من ك\\ونهم جميع\\ا

ليسوا من هذا الع\\الم، فل\\و ك\\ان ه\\ذا على ظ\\اهره، وك\\ان مس\\تلزما األلوهية، للزم أن يكون التالميذ كلهم آلهة، لكن تعب\يره في ذل\ك كل\ه نوع من المج\از، كم\ا يق\ال: فالن ليس من ه\ذا الع\الم، يع\ني ه\و ال

يعيش للدنيا وال يهتم بها، بل هم\ه دوما رضا الله والدار اآلخرة.السجود:

قلت: ومما يستدل به على طبيعة المسيح م\ا نقلت\ه األناجي\ل من سجود بعض معاصري المسيح له.. وفي س\\جودهم ل\\ه دلي\\ل ألوهيت\\ه

واستحقاقه للعبادة: فقد سجد له أب الفتاة النازفة، كما في متى :) فيم\\ا ه\\و يكلمهم

(9/18بهذا إذا رئيس قد جاء، فسجد له ()متى (8/2كما سجد له األبرص :) إذا أبرص قد جاء وسجد له ()متى

كما س\جد ل\ه المج\\وس في طفولت\\ه :) فخ\\روا وس\\جدوا ل\ه، ثم (2/11فتحوا كنوزهم () متى

ففي رضا المسيح بالسجود له دلي\\ل على ألوهيت\\ه، ي\\دل له\\ذا أن

127

Page 130: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

بطرس رفض سجود كرنيليوس له، وقال له :) قم أن\ا أيض\ا إنس\ان ((، فقد اعتبر السجود نوعا من العبادة ال ينبغي إال لله.10/25)أعمال

قال: إن هذا يلزمكم بإضافة أقانيم كثيرة لإلله الواحد: ألم يرد في العهد القديم أن يعقوب وأزواجه وبنيه سجدوا لعيس\\و بن إس\\حاق حين لق\\اءه، فق\\د ورد في\\ه :) وأم\\ا ه\\و فاجت\\از ق\\دامهم، وس\\جد إلى األرض س\\بع م\\رات، ح\\تى اق\\ترب إلى أخي\\ه.. ف\\اقتربت الجاريت\\ان هم\\ا وأوالدهم\\ا وس\\جدتا، ثم اق\\تربت ليئ\\ة أيض\\ا وأوالده\\ا

-33/3وسجدوا. وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل، وسجدا ()التك\\وين (؟7

ألم يسجد موسى لحماه حين جاء من م\\ديان لزيارت\\ه فق\\د ج\\اء:(؟18/7) فخرج موسى الستقبال حميه، وسجد، وقبله( )خروج

ألم يسجد إخوة يوسف تبجيال ألخيهم يوسف، فقدجاء :) أتى إخوة(؟42/6يوسف، وسجدوا له بوجوههم إلى األرض( )التكوين

بل إن هذه العادة استمرت في بني إس\\رائيل، فق\\د ج\\اء :) وبع\\د(24/7( 2موت يهوياداع جاء رؤساء يهوذا، وسجدوا للملك ()األيام )

قلت: فما تفهم أنت من هذا السجود؟ قال: ه\ذا ن\وع من التحي\ة.. وه\و ال ح\رج في\ه إذا لم يرتب\ط بني\ة العبادة، وقد ذك\\ره الق\\رآن الك\\ريم م\\ع ش\\دة تح\\رزه من ك\\ل ذرائ\\ع

وا: عن يوسف الشرك، فقد قال تعالى ورفع أبويه على الع\\رش وخ\\ر له سجyدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ق\\د جعله\\ا ربي حق\\ا وق\\د\دو من بع\د أن ن\زغ جن وج\اء بكم من الب أحسن بي إذ أخرجني من الس\yه ه\\و العليم الحكيم يطان بيني وبين إخوتي إنy ربي لطيف لما يشاء إن yالش

:(100 )يوسف فلماذا رفض بولس وبطرس سجود الوثنيين لهما؟قلت:

128

Page 131: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: لقد خشيا أن يكون س\\جودهم من ب\\اب العب\\ادة، ال التعظيم، خاصة مع رؤيتهم معجزات التالميذ، فقد يظنونهم آلهة لم\\ا يرون\\ه من

أعاجيبهم.المعجزات:

قلت: ومما يستدل به على طبيعة المسيح م\ا نقلت\ه األناجي\ل من معج\\زات ال يمكن أن تص\\در من بش\\ر، وله\\ذا ورد في س\\فر أعم\\ال الرس\\ل:) أيه\\ا الرج\\ال االس\\رائيليون اس\\معوا ه\\ذه االق\\وال. يس\\وع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قب\\ل الل\\ه بق\\وات وعج\\ائب وآي\\ات صنعها الله بيده في وسطكم كم\ا انتم ايض\ا تعلم\ون( )س\فر أعم\ال

(22:2الرسل ولهذا عندما تسأل أي مسيحي: ما الذي دل\ك على ك\ون المس\يح إلها؟ فسيقول لك: دل عليه ظهور االفعال والمعج\\زات العجيب\\ة على يديه، كإحياء الموتى والسلطان على الطبيعة وشفاء البرصى والعمي

وتكثير الطعام. قال: ال أظن أن المسيحي الذي يقول هذا يكون ق\\د ق\\رأ الكت\\اب

المقدس مرة واحدة في حياته.قلت: وما أدراك بذلك؟

ق\\ال: ألن ك\\ل من ق\\رأ الكت\\اب المق\\دس س\\يعلم أن المعج\\زات وح\\\دها ال تكفي للدالل\\\ة على النب\\\وة، فكي\\\ف تكفي للدالل\\\ة على

(:) سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء24: 24األلوهية؟.. لقد ورد في متى) كذبة، ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يض\\لوا المخت\\ارين(.. ف\\إذا كان المنافق الكاذب يستطيع أن يأتي ب\المعجزات واالفع\ال العجيب\ة، فعلى أي قي\\اس يمكنن\\ا أن نم\\يز بين االنبي\\اء الحقيق\\يين وم\\دعي النب\\وة!؟... وإذا ك\\ان الح\\ال ك\\ذلك فه\\ل نس\\تطيع اعتب\\ار معج\\زات

المسيح دليل على نبوته فضال عن اتخاذكم إياها دليال على ألوهيته!؟

129

Page 132: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

دعنا من هذا.. فأنا أتحدث مع حبر عالم ال مع عامي.. أجبني: ه\\ل كان قيام المسيح بصنع المعجزات واالفعال العجيبة استنادا إلي قوت\\ه

الذاتية وسلطانه، أم استنادا إلي قوة الله؟ ص\\\مت، فق\\\ال: من العجيب أن تعت\\\بروا المعج\\\زات دليال على األلوهية مع كون المسيح نفسه يقر بأن القدرة التي كان يمتلكه\\ا هي

(:27:\ 11مدفوعة له من الله تعالى.. لقد ق\\ال في إنجي\\ل م\\تى ) ) كل ش\يء ق\د دف\ع إلي من أبي( ف\الرب ه\و ال\دافع والمس\يح ه\و

المدفوع له.. وال شك أن هناك فرقا عظيم بين الدافع والمدفوع له. ليس هذا فقط.. بل قد ورد التصريح به\ذه الحقيق\ة العظيم\ة في

مواضع كثيرة من األناجيل: (:) فأج\اب يس\وع، وق\ال لهم:19:\ 5فقد جاء في إنجيل يوحن\ا)

الحق الحق أقول لكم ال يقدر االبن أن يعم\\ل من نفس\\ه ش\\يئا إال م\\اينظر اآلب يعمل(

(:) أن\ا ال أق\در أن أفع\ل30:\ 5وفيه أيضا، وفي نفس اإلصحاح ) من نفس\\ي ش\\يئا. كم\\ا أس\\مع أدين ودينون\\تي عادل\\ة ألني ال أطلب

مشيئتي بل مشيئة اآلب الذي أرسلني ( (:) وأم\\ا أن\\ا فلي ش\\هادة أعظم من36:\\ 5وفي نفس اإلنجي\\ل )

yا. ألن األعمال التي أعطاني اآلب ألعمله\\ا، ه\\ذه األعم\\ال بعينه\\ا يوحنالتي أنا أعملها هي تشهد لي أن اآلب قد أرسلني(

(:) اآلب يحب االبن وق\\د دف\\ع ك\\ل35:\\ 4وفي نفس اإلنجي\\ل )شيء في يده(

(:) فتقدyم يسوع وتمهyل قائال: دفع إلي18y: 28وفي إنجيل متى )كل سلطان في السماء وعلى األرض(

(:) والتفت )أي المس\\يح( إلى22 \ 21:\\ 10وفي إنجي\\ل لوق\\ا )تالميذه وقال: كل شيء قد دف\ع إليy من أبي(

130

Page 133: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( يقول المسيح :) ولكن إن كنت أن\ا20:\ 11وفي نفس اإلنجيل) بإصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله(

وقد كان الحاضرون يعلمون ذلك.. ي\دل ل\ذلك م\ا ورد في إنجي\لد لو كنت ههنا لم22 _\ 21:\ 11يوحنا) (:) فقالت مرثا ليسوع: )يا سي

\\لy م\\ا تطلب من اللyه يعطي\\ك ي اآلن أيض\\ا أعلم أنy ك يمت أخي. لكنyاه( yه إي الل

ولهذا كان المس\يح قب\\ل أن يق\وم ب\\المعجزه يتوج\ه ببص\ره نح\و:41:\\ 11السماء ويطلب الله ويشكره كما جاء في إنجي\\ل يوحن\\ا) \)

yك كرك ألن ه\\ا اآلب، أش\\ ماء وق\\ال: )أي y\\ه إلى الس\\ وع عيني ) ورف\\ع يس\\ي قلت ه\ذا ألج\ل مع لي. ولكن yك دوم\ا تس\ سمعت لي، وقد علمت أن

yك أنت أرسلتني( الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أن_15:\\ 14وقد تكرر منه هذا الفعل كما في إنجيل م\\تى ) 21:)

ة ب. ثمy أخ\\ذ األرغف\\ة الخمس\\ وا على العش\\ ) وأمر الجموع أن يجلس\\ر األرغفة، وأعطاها yماء، وبارك وكس yمكتين، ورفع نظره إلى الس yوالس

عوها على الجموع. فأكل الجميع وشبعوا( yالميذ، فوزy للت لقد قام المسيح برفع نظره نحو السماء قبل أن يق\\وم ب\\المعجزة وقبل أن يبارك، وكأنه يدعو خالق السموات واألرض ليمنحه ما يطلبه

من معجزات. صمت قليال، ثم قال: أال تعلم أن هذا القول يلزمكم بإضافة أقانيم

كثيرة لإلله الواحد؟قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد بشر المسيح كل من يؤمن به بأنه سيعمل من العج\ائب مثل أعمال المسيح، بل في إمكانه أن يعمل ما هو أعظم منه\\ا، فق\\د ج\اء في يوحن\\ا على لس\\ان المس\\يح :) الح\\ق الح\\ق أق\\ول لكم: من يؤمن بي فاالعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منها(

131

Page 134: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(12: 14)يوحنا صمت، فقال: لم\\اذا ال تتخ\\ذون )اليش\\ع( إله\ا، فق\\د ذك\ر الكت\اب

32:\\ 4المقدس في سفر الملوك الثاني ) ( أن )اليشع( قد أحي\\ا طفال ميتا.. بل قد جاء فيه ما هو أعظم من ذل\ك، فق\د ورد عن\ه في س\فر

( انه أحيا ميتا وهو ميت فقد ورد فيه:) ومات20: 13الملوك الثاني )رائيل ين أغ\\اروا على أرض إس\\ أليشع فدفنوه. وحدث أنy غزاة الموآبي\\دفن رج\\ل ميت. نة الجديدة، فيما كان قوم يقوم\\ون ب yعند مطلع الس ع، وم\\ا yى طرحوا الجثمان في قبر أليش\\ فما إن رأوا الغزاة قادمين حت كاد جثمان الميت يمس عظام أليشع حتyى ارتدyت إليه الحياة، فع\\اش

ونهض على رجليه( بل جاء في سفر )حزقيال( ما هو أعظم من ذل\\ك، فق\\د ج\\اء في

( أنه أحيا جيشا عظيم جدا من األموات.7: 37االصحاح ) ومع هذا لم يقل أحد أن الن\\بي اليش\\ع أو أن الن\\بي حزقي\\ال بهم\\ا طبيعة الهوتية أو أن الرب ق\د ح\ل بهم\ا. تع\الى الل\ه عن ذل\ك عل\وا

كبيرا. أما تكثير الطع\\ام ومباركت\\ه، فإن\\ا نج\\د في الكت\\اب المق\\دس عن

( أنه صنع معجزة تكثير7،\ 1:\ 4اليشع كما في سفر الملوك الثاني ) الزيت، والذي يقرأ هذه المعجزة سيجد أن أليش\ع لم ي\رد في خبره\ا أن\ه رف\ع نظ\ره نح\و الس\ماء، وال أن\ه ب\ارك وش\كر الل\ه كم\ا فع\ل المسيح، ومع ذلك لم يقل أحد أن في أليش\\ع طبيع\\ة الهوتي\\ة م\\ع أن

هذه االعجوبة أبلغ مما وقع للمسيح. أم\\ا خض\\وع عناص\\ر الطبيع\\ة.. ف\\إن الطبيع\\ة \\\ حس\\ب الكت\\اب المقدس \ ق\د خض\\عت لكث\\يرين، وك\ان منهم أليش\\ع وإيلي\\ا ويش\\وع،

( سيجد أن إيليا14، 7: 1فالذي يقرأ ماجاء في سفر الملوك الثاني ) أمر عنصر النار التي هي سيدة العناص\\ر، فأخض\\عها وأطاعت\\ه بمج\\رد

أمره فنزلت من السماء، فلم يكن من ايليا إال انه أمر فكان.

132

Page 135: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( عن إيلي\\ا واليش\\ع :8،\\ 7:\\ 2وج\\اء في س\\فر المل\\وك الث\\اني ) ) ووقف كالهما بجانب األردن، وأخذ إيلي\ا رداءه ولف\ه وض\رب الم\اء،

فانفلق إلي هنا وهناك فعبر كالهما في اليبس( أليس انفالق الم\\اء ال\\ذي وق\\ع معج\\زة إليلي\\ا واليش\\ع أعظم من هدوئه الذي وقع معجزة للمسيح.. ومع ذلك لم تقولوا أنتم.. ولم يق\ل

أحد إن في إيليا طبيعة الهوتية. أما شفاء العمي والبرص\\ى.. فق\\د نص الكت\\اب المق\\دس على أنهذه المعجزة قد حدثت على يد اليشع، كما في سفر الملوك الثاني )

(.. ومن يقرأ ما جاء في خبر هذه المعجزة سيجد أن ما20 _ 14: 6 فعل\\ه أليش\\ع لم يكن بف\رد واح\د أو ب\اثنين أو بثالث\\ة ب\\ل ك\ان بجيش كبير .. ومع ذلك لم تقولوا أنتم.. ولم يقل أح\\د إن في اليش\\ع طبيع\\ة

الهوتية. أما التنبؤ بأحداث المستقبل.. فاليشع قد تم له ذلك.. وذلك عندما وعد المرأة الشونمية التي لم يكن لها ابن ورجلها قد شاخ )فقال له\\انين ابن\ا بين نة القادم\ة ستحض\ y\أليشع: )في مثل هذا ال\وقت من الس yه\ا حملت دي رجل الل\ه. ال تخ\دع أمت\ك( لكن ذراعيك. فقالت:) ال ياسي

ع( )س\فر المل\وك الث\اني: من الyذي أنبأ به أليش\ y4وأنجبت ابنا في الز: 16)

باإلضافة إلى هذا.. فإن الكثير من االنبياء تنبؤو ب\\الغيب واألح\\داث المستقبلية ممن وردت أس\ماؤهم في الكت\اب المق\دس.. ب\ل ق\اموا بصنع اآليات والمعجزات كالمسيح تماما.. ومع هذا لم يقل أح\\د منكم

وال من غيركم أن فيهم طبيعة الهوتية. التفت إلي، ف\\\رآني مس\\\تغرقا في الس\\\ماع، فق\\\ال: أأنتم أعلم

بالمسيح من تالميذ المسيح؟قلت: ال.. هم أعلم بالمسيح منا.

133

Page 136: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: فقد حصلت كل هذه المعجزات أمام أعينهم، ومع ذلك ك\\ان16:\ 7أقصى ما قالوا :) قد قام فينا نبي عظيم( كما جاء في )لوقا:

(، وم يكن من المس\\يح إال أن أق\\رهم ولم ينك\\ر عليهم وص\\فهم ل\\هبالنبوة.

بل إن المسيح نفسه لم يقصد من المعجزة إال إقناعهم بنبوته كماماء41:\\ 11جاء في إنجي\\ل يوحن\\ا) y\\ه إلى الس\\ وع عيني (: ) ورف\\ع يس\\

yك دوم\ا معت لي، وق\د علمت أن yك س\ كرك ألن ه\ا اآلب، أش\ وق\ال:) أيyك \\وا أن ي قلت هذا ألجل الجم\\ع الواق\\ف ح\\ولي ليؤمن تسمع لي. ولكن

أنت أرسلتني( فهل يمكن لمخلص للمسيح بعد ه\\ذا أن يتخ\\ذ من قي\\ام المس\\يح

بإحياء الموتى دليال على ألوهيته؟***

هذا حديثي مع هذا الرجل الصالح.. لقد عشت في رح\\اب كلمات\\ه أياما جميلة.. وقد ح\اولت كالليب ال\\دنيا بع\د لق\\ائي مع\ه أن تج\\ذبني

إليها، وتخلصني من أسر كلماته، لكنها لم تطق.. وم\\ع ذل\\ك لم تكن ل\\دي الق\\وة ألواج\\ه ك\\ل تل\\ك الجي\\وش من المنك\\رين علي، فل\\ذلك ان\\زويت في بيت متواض\\ع، وفي ط\\رف من

أطراف األرض، ال يسمع بي أحد، وال أكاد أسمع أحدا. لكني اليوم وبعد أن كنت أقرأ قوله تعالى: } إنy الyذين يكتمون ما\\اب أولئك yاس في الكت yاه للن yن نات واله\\دى من بع\\د م\\ا بي أنزلنا من البي

\\ون ) عن yه ويلعنهم الالyوا159يلعنهم الل\\ yن لحوا وبي \\ابوا وأص\\ ( إالy الyذين تحيم { ]البق\\رة: yاب ال\\رyوy \\ا الت \\وب عليهم وأن [،160،\\ 159فأولئك أت

رحت أسجل هذه الكلمات، لعلها تش\فع لي عن\د ربي، وتخلص\ني مناللعنات التي تصب على الكاتمين.

134

Page 137: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

135

Page 138: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ثانيا ـ الفداء ال يهمكم أن تعرفوا اسمي.. وال مدى دقة م\\ا حص\\ل لي مم\\ا سأحكيه لكم.. بل كلوا البقلة، وال تس\\ألوا عن البق\\ال..واس\\تمتعوا

بالنور، وال يهمكم السراج الذي صدر منه. بداية قصتي تبدأ من نهاية القصة األولى التي س\\معتموها من صاحبي المختفي الذي ال يكاد ي\\رى.. فأن\\ا كنت مثل\\ه مس\\يحيا، ثم بع\\د أن س\\معت قص\\ته خ\\رجت من الث\\الوث إلى الوح\\دة.. ومن

المسيحية المحرفة إلى المسيحية المصححة.. لك\\ني وفي بداي\\ة إس\\المي.. وم\\ع إخالص\\ي في\\ه.. ك\\انت في عقلي بعض لوث\\ة من عقي\\دة الف\\داء ال\\تي غرس\\ت ج\\ذورها في أعم\\اق كي\\اني.. ول\\ذلك كنت أس\\أل الل\\ه دائم\\ا أن يقيض لي من

األشعة ما يرفع منها كل أثر، ويمحو منها كل دنس.وقد استجاب الله دعوتي..

فبينم\\\ا كنت أس\\\ير في تل\\\ك المدين\\\ة العجيب\\\ة أم\\\ام بعض السجون بثياب رج\\ال ال\دين.. ال\\تي كنت ألبس\\ها ألص\\د ع\\ني ك\\ل

شبهة.. سمعت سجينا يصيح بملء فيه : ) أنا بريء.. أنا بريء..( لم ألتفت في البدء لهذا الصياح.. فأن\\ا أعلم أن ك\\ل الس\\جناء ي\\رددون مث\\ل ه\\ذا.. فمن الص\\عب على المج\\رم أن يعتق\\د أن\\ه مجرم.. ولو اعتقد أنه مجرم لربما كان ذلك س\\ببا لتوبت\\ه وإقالع\\ه

عن إجرامه. لكن صياحه اشتد.. وص\\رت أس\\معه يق\\ول: ) نعم.. الجريم\\ة وقعت.. ووقعت في بيتي.. لكن أبي هو المسؤول عنها.. لق\\د أق\\ر

أمامكم بذلك.. فلماذا أخذتموني بدله؟( عن\\دما ق\\ال ه\\ذا ب\\دأت الوس\\اوس تخط\\ر على ب\\الي، وقلت

136

Page 139: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

لنفسي: تعالي معي.. لعل لهذا المجرم من الشأن ما يستدعي أنأقف بجانبه.

دخلت إلى السجن.. وطلبت مقابلة السجين.. وبما أني رج\\ل دين، فقد لقيت اس\\تقباال ح\\ارا من إدارة الس\\جن.. ب\\ل إن الم\\دير

نفسه عندما سمع بقدومي هرع الستقبالي، ثم أدخلني مكتبه.. وفي مكتبه سألته عن سر ذلك السجين، فقال: أي سجين؟

قلت: ذلك الذي يصيح ببراءت\\ه.. وب\\أن أب\\اه ه\\و ال\\ذي ارتكبالجريمة بدله.

(1)قال: آ.. تقصد )أوغسطينوس(قلت: من )أوغسطينوس(؟

قال: ذلك السجين الذي تتحدث عن\\ه.. إن\\ه ال يك\\ف عن ذل\\ك الصياح.. لقد حاولنا أن نس\\تعمل مع\\ه ك\\ل الوس\\ائل إلس\\كاته فلم

نفلح.. ثم ابتسم، وقال: لطالما أثار عط\\ف من يم\\ر به\\ذا الش\\ارع..

كلهم يأتيني راجيا أن يفرج عنه. ثم ثتاءب، وقال: ومع ذلك.. فإن السجن اس\\تفاد من ص\\ياحه هذا.. لقد صار هذا السجن أشهر سجن في ه\\ذه المنطق\\ة جميع\\ا

بسببه.قلت: فما جريمته؟.. ولم يصيح بهذا الصياح؟

(.. وهو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في430 -\ 354)( أشير به إلى القديس أوغسطين )1 المسيحية الغربية.. بل تعتبره الكنيستان الكاثوليكية واألنغليكانية قديسا، وأح\\د آب\\اء الكنيس\\ة الب\\ارزين، وش\\فيع المس\\لك الرهب\\اني األوغس\\طيني.. كم\\ا يعت\\بره العدي\\د من البروتس\\تانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع الالهوتية لتعاليم اإلصالح البروتستانتي حول النعمة والخالص.. وتعتبره بعض الكنائس األورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية األرثوذكسية قديسا.. وقد اخترناه هنا باعتب\\اره في مقدم\\ة النص\\ارى ال\\ذين ق\\دموا تفس\\يرا متك\\امال لفك\\رة الكف\\ارة، ويعت\\بره

العثماني في كتابه: )ما هي النصرانية؟( الوحيد الذي استوعب قضية الكفارة.137

Page 140: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: هذا رجل متهم بجريمة كبيرة.. وعقابه\\ا ق\\د ال يق\\ل عن اإلعدام.. ولم يبق إلعدامه إال أيام مع\\دودة.. ول\\ذلك ت\\راني ش\\ديد

الحزن عليه.قلت: لم؟

ق\\ال: هك\\ذا.. لس\\ت أدري.. لق\\د جبلت م\\ذ كنت ص\\بيا علىرحمة شديدة.. قد ال تناسب الوظيفة التي وكلت إلي..

قلت: أليس من الممكن التخفي\\ف عن\\ه.. ك\\أن تحكم\\وا علي\\هبالمؤبد بدل اإلعدام؟

قال: ال.. ال يمكن ذل\\ك.. لق\\د ورد الق\\رار النه\\ائي.. وال يمكنالطعن فيه وال التغيير..

قلت: أليس هناك من حل؟قال: ليس هناك إال حل واحد.

قلت: ما هو؟قال: أن أقدم ولدي الوحيد فداء له..

قلت: كي\ف تق\ول ه\ذا.. وم\ا ذنب ول\دك المس\كين.. وكي\فتزعم الرحمة وأنت تريد أن تفعل هذا بولدك؟

ق\\ال: لق\\د ق\\ال لن\\ا أص\\حاب الق\\رار ال\\ذين طلبن\\ا منهم أن يراجعوا قرارهم بشأن السجين: ) ليس هناك من حل إال إذا تطوع

السجان بأن يقدم ولده فداء له وبدال عنه( قلت: لكني سمعت الرجل يخبر أنه ليس مجرم\ا.. وأن ال\ذي قام بالجريمة والده.. أال يمكن أن تعيد المحكم\\ة التحق\\ق من ه\\ذا

الكالم؟ قال: ولماذا تعيد المحكمة التحقق؟

138

Page 141: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ربما يكون كالمه صادقا.. قد ال يك\\ون ه\\و ال\\ذي ارتكبالجريمة.. وقد يكون والده بالفعل هو الذي ارتكبها.

قال: المحكمة ال تحتاج للتحقيق في هذا.قلت: لم؟

قال: ألنها حققت.. ولم تحكم عليه إال بعد تحقيقها. قلت: هل عرفت المحكم\\ة أن\\ه ه\\و ال\\ذي ارتكب الجريم\\ة ال

أبوه؟ قال: ال.. بل عرفت أن أباه ه\\و ال\\ذي ارتكب الجريم\\ة.. لق\\د

أقر أبوه بذلك.. بل طلب العفو لذلك.. فعفي عنه. قلت: ولماذا تعاقبون الولد المسكين ما دام وال\\ده ه\\و ال\\ذي

ارتكب الجريمة.. بل أقر بها فوق ذلك؟قال: ال شك أنك ال تعرف هذه المحكمة..

قلت: كيف ال أعرف المحاكم؟ ق\\ال: ه\\ذه المحكم\\ة محكم\\ة خاص\\ة.. إنه\\ا محكم\\ة تطب\\ق

الشريعة المسيحية.. بل إنها تطبق الشريعة الربانية. قلت: الرب يأمر بالعدل.. ال بالظلم.. وبالرحمة ال بالقس\\وة..

وبأن يالقي كل مجرم جزاءه، ال بأن يالقيه ابنه بدال عنه. ثم العجب فوق ذلك أن تربط هذه المحكمة الممتلئة ب\\الجور

العفو عنه بأن يقدم ولد السجان البريء روحه فداء له. نهضت غاضبا، وأن\\ا أردد: أي محكم\\ة ه\\ذه؟.. ه\\ذه عص\\ابة ال

محكمة. ق\\ال بغض\\ب ال يق\\ل عن غض\\بي: ولم\\اذا إذن ت\\ذكرون ب\\أن

139

Page 142: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

المسيح \ الذي هو ابن الله الوحيد \ صلب ألجل فداء البش\\رية منخطيئة لم يفعلوها.. ؟

أليس الوضع واحدا؟ ارتدت إلي نفسي، وجلست، وق\\د أيقنت ب\\أن الل\\ه ق\\د يرف\\ع ع\\ني على لس\\ان ه\\ذا الس\\جان م\\ا يمل\\ؤني بالوس\\اوس، ول\\ذلك تظ\\اهرت بمس\\يحية مخلص\\ة ص\\ادقة، فقلت: لق\\د اجتم\\ع رأي

القديسين وآباء الكنيسة على هذا.. قال السجان، وقد اعتدل في الجلسة: يسرني أن أس\\مع من أهل الكنيسة ما قال آباء الكنيسة.. فاشرح لي عقيدة الف\\داء.. فال

يزال ذهني كليال دون فهم أسرارها. قلت: لقد ك\\ان س\\انت أوغس\\طينوس في مقدم\\ة القديس\\ين

الذين قدموا تفسيرا متكامال لهذه العقيدة.. قاطعني، وقال: تقصد أن هذا السجين هو الذي قال هذا..

ابتس\\مت، وقلت: ال.. أقص\\د الق\\ديس أوغس\\طينوس.. لق\\دمضى على وفاته قرونا طواال.

قال: فما ذكر في كشف أسرار هذه العقيدة؟ قلت: اسمعني خطوة خطوة.. وستفهم ه\\ذه العقي\\دة بجمي\\ع

أبعادها. قال: كلي سمع لك.. فتحدث.. ولكن ال تتحدث إال باللغة التي

أفهمها. قلت: لكي تفهم العقيدة المسيحية في هذا الب\اب تحت\اج إلى التعرف على سبع عقائد كبرى تقوم عليها المس\\يحية ال يمكنه\\ا أن تفهم المسيحية، وال أن ت\\دين به\\ا من دونه\\ا.. أن تع\\رف الخطيئ\\ة األولى.. ثم العقوبة الخاصة المرتبط\\ة به\\ا.. ثم تع\\رف كي\\ف ورث

140

Page 143: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

آدم الخطيئة لذريته.. ثم تعرف العقوبة العامة ألجل تل\\ك الخطيئ\\ة الموروثة.. ثم تعرف القانون الذي وضعه الله لتكفير الخطاي\\ا.. ثم تعرف أن المس\يح ص\\لب.. ثم تع\رف أن\ه ص\لب ألج\ل أن يفت\\دى

المسيح البشرية بصلبه..

ـ الخطيئة األولى1 ق\\ال: فح\\دثني عن العقي\\دة األولى.. ح\\دثني عن الخطيئ\\ة

األولى. قلت: حدثت الخطيئ\\ة األولى عن\\دما خل\\ق الل\\ه آدم وح\\واء.. وأدخلهم\\ا جنت\\ه.. ونهاهم\\ا عن األك\\ل من أح\\د أش\\جارها.. ف\\أغوى إبليس ح\\واء.. ف\\وقعت هي وزوجه\\ا في ش\\راك كي\\ده.. وأكال من

الشجرة المحرمة.. لقد نص على هذا س\فر التك\وين.. ففي\\ه:) وأخ\ذ ال\رب اإلل\ه آدم، ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها، وأوص\\ى ال\\رب اإلل\\ه آدم قائال: من جميع ش\\جر الجن\\ة تأك\\ل أكال.. وأم\\ا ش\\جرة معرف\\ة الخير والشر فال تأكل أكال.. وأما ش\\جرة معرف\\ة الخ\\ير والش\\ر فال

تأكل منها، ألنك يوم تأكل منها موتا تموت.. وكانت الحية أحيل جميع حيوان\\ات البري\\ة ال\\تي عمله\\ا ال\\رب اإلله؟، فقالت للمرأة: أحقا قال الله: ال تأكال من كل شجر الجن\\ة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الش\\جرة

التي في وسط الجنة فقال الله ال تأكال منه، وال تمساه لئال تموتا. فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله ع\\الم أن\\ه ي\\وم ت\\أكالن منه تنفتح أعينكم\\ا وتكون\\ان كالل\\ه ع\\ارفين الخ\\ير والش\\ر، ف\\رأت المرأة أن الشجرة جيدة لألكل، وأنها بهج\\ة للعي\\ون، وأن الش\\جرة ش\\هية للنظ\\ر، فأخ\\ذت من ثمره\\ا، وأكلت، وأعطت رجله\\ا أيض\\ا معها، فأكل فانفتحت أعينهما، وعلما أنهما عريان\\ان. فخاط\\ا أوراق

تين، وصنعا ألنفسهما مآزر.141

Page 144: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وسمعا صوت ال\\رب اإلل\\ه ماش\\يا في الجن\\ة عن\\د هب\\وب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأت\ه من وج\ه ال\رب اإلل\ه في وس\\ط ش\\جر

الجنة، فنادى الرب اإلله آدم، وقال له: أين أنت؟ فق\\ال: س\\معت ص\\وتك في الجن\\ة، فخش\\يت ألني عري\\ان، فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عري\\ان ؟ ه\\ل أكلت من الش\\جرة التي أوصيتك أال تأكل منها؟ فق\\ال آدم: الم\\رأة ال\\تي جعلته\\ا معي

هي أعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب اإلله للمرأة: ما هذا الذي فعلت؟ فقالت الم\\رأة:

الحية غرتني فأكلت. فقال الرب اإلله للحية: ألنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البه\\ائم. ومن جمي\\ع وح\\وش البري\\ة على بطن\\ك تس\\عين، وتراب\\ا تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نس\\لك

ونسلها، هو يسحق رأسك، وأنت تسحقين عقبه. وقال للمرأة: تكثيرا أكثر أتع\اب حبل\ك، ب\الوجع تل\دين أوالدا،

وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك. وقال آلدم: ألنك سمعت لق\\ول امرأت\\ك، وأكلت من الش\\جرة التي أوصيتك قائال: ال تأك\\ل منه\\ا. ملعون\\ة األرض بس\\ببك، ب\\التعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكا وحسكا تنبت لك، وتأك\\ل عش\\ب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى األرض ال\\تي أخ\\ذت

منها، ألنك تراب، وإلى تراب تعود... وقال الرب اإلله: هو ذا اإلنس\\ان ق\\د ص\\ار كواح\\د من\\ا عارف\\ا الخير والشر، واآلن لعله يمد يده، ويأخذ من ش\\جرة الحي\\اة أيض\\ا، ويأكل ويحيا إلى األبد، فأخرجه ال\\رب اإلل\\ه من جن\\ة ع\\دن ليعم\\ل األرض التي أخذ منها، فط\\رد اإلنس\\ان، وأق\\ام ش\\رقي جن\\ة ع\\دن الك\\روبيم، ولهيب س\يف متقلب لحراس\\ة طري\ق ش\جرة الحي\اة (

(3/24-2/15)التكوين 142

Page 145: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

هذا هو األمر األول الذي تنب\\ني علي\\ه عقي\\دة المس\\يحيين فيالفداء.. أما العقيدة الثانية..

قاطعني، وقال: دعنا نفهم ه\\ذا النص أوال.. فال يص\\ح أن نم\\رعلى الكلمات المقدسة من دون تثبت وتدبر..

قلت: لك الحق في ذلك.. فك\\ل كلم\\ة في الكت\\اب المق\\دستحوي من المعاني ما يحتاج إلى تأمل طويل.

قال: لقد نسبت هذه الفقرات التي كنت تقرؤه\\ا اإلغ\\واء إلى الحية.. فهل هي حية حقيقية أم أنها رمز للش\\يطان )انظ\\ر الرؤي\\ا

(؟20/2 قلت: أظن أنها حية حقيقية.. فإن سفر التكوين ك\\ان يتح\\دث عن حية حقيقية، وليس عن معنى رمزي، فقد وص\\ف الحي\\ة بأنه\\ا من البهائم.. فقد قال عنها : ) الحية أحيل جميع حيوان\\ات البري\\ة(، وقال عنه\\ا: ) ملعون\\ة أنت من جمي\\ع البه\\ائم ومن جمي\\ع وح\\وش

البرية، على بطنك تسعين( فهذه النصوص تدل على أنها حية حقيقية.. وأنه\\ا ال\\تي نراه\\ا إلى يومنا هذا وهي تسعى على بطنها، عقوبة للعص\\يان، كم\\ا ج\\اء

في السفر التوراتي.التفت إلي، وقلت: ما مرادك من هذا السؤال؟

قلت: هو مجرد تساؤل.. فكثيرا ما خط\\ر على ب\\الي الس\\ؤال عن الحيوان.. وهل يكلف ويعاقب أم ال؟.. وهل تكليفه قبل آدم أم بعده؟..، وهل أرسل الله ل\ه رس\ال من جنس\ه أم ال؟.. وغ\ير ذل\ك

من التساؤالت. دعنا منها جميعا.. وعد بنا إلى المعصية ال\\تي وق\\ع فيه\\ا آدم..

ما هي معصية آدم؟

143

Page 146: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: لقد أجاب سفر التكوين عن ذلك.. لقد ذكر أن آدم أكل من الشجرة المحرمة، شجرة معرفة الخير والشر، لقد ع\\رف ه\\و

وزوجه الخير والشر. ق\\ال: وم\\ا في ذل\\ك؟.. أليس\\ت المعرف\\ة هي الس\\لم الوحي\\د للوصول إلى الحقيقة؟.. فه\\ل ك\\ان بحث آدم عنه\\ا وتش\\وقه إليه\\ا جريم\\ة؟.. أليس ذل\ك تحقيق\\ا للمش\\يئة اإللهي\\ة في إقام\\ة الجنس البشري؟.. ثم أال ت\\رى من الظلم أن يع\\اقب آدم - حس\\ب النص - على ذنب ما كان له أن يدرك قبح\\ه، إذ لم يع\\رف بع\\د الخ\\ير من

الشر؟ قلت: أرى أن\\ك تس\\أل تس\\اؤالت خط\\يرة.. ق\\د ت\\ؤثر على

عقيدتك كمسيحي؟ ق\\ال: اع\\ذرني.. أن\\ا لم أعرف\\ك بنفس\\ي.. نعم أن\\ا مس\\يحي.. ولكني في األصل كنت مسلما.. ولهذا فإن التساؤالت التي أس\\ألها نابع\\ة من عقائ\\دي الس\\ابقة ال\\تي أح\\اول أن أتخلص منه\\ا.. أن\\ا ال أسألك ألنكر عليك، وإنم\\ا أس\\ألك ل\\ترد الش\\بهات ال\\تي تح\\اول أنتنحرف بعقلي عن الدين الوحيد الصحيح الذي رضيه الله للبشرية. لق\\د رأيت الق\\رآن الك\\ريم ي\\ذكر م\\ا وق\\ع في\\ه آدم من أك\\ل الشجرة.. ولكنه مع ذلك ال يبالغ مثل هذه المبالغة في شأنها.. ب\\ل

نجده يكاد يلتمس األعذار آلدم في ذلك.. فقد ذكر الق\رآن الك\ريم نس\يانه لألم\ر اإللهي، ق\ال تع\الى :\\ه عزم\\ا )ط\\\ه: ﴾ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نج\\د ل ﴿

115) وورد في الح\\ديث:) ح\\اجy موس\\ى آدم فق\\ال ل\\ه: )أنت ال\\ذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟(، قال آدم:) يا موس\\ى أنت الذي اصطفاك الله برساالته وبكالمه؟ أتلومني على أمر كتب\\ه\ه عليy قب\ل أن يخلق\ني؟(، الله علي قبل أن يخلقني، أو ق\دره الل

144

Page 147: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1):) فحج آدم موسى(فقال رسول الله وأجد فيه أنه بمجرد أن تاب ت\\اب الل\\ه علي\\ه.. ففي الق\\رآن :حيم yاب ال\\رyوy yه ه\\و الت \\ه إن \\اب علي ه كلم\\ات فت ﴾ فتلقyى آدم من رب ﴿

( 37)البقرة: قلت: أال ترى أن آدم بتصرفه ذلك قد وضع قوته اإلرادي\\ة في

غير موضعها عندما تناول ما حرم عليه.. قال: أجل.. أعلم ذلك.. وكل إنسان قد يكون معرضا لذلك.. قلت: وهو بتصرفه ذلك قد ارتكب \ حس\\بما ينص القديس\\ون

وآباء الكنيسة \ على جرائم عظيمة: أولها.. أنه كفر.. إذ اختار أن يعيش محكوما بسلطته، بدل أن

يعيش في ظل الحكم اإللهي.وثانيها.. أنه أساء األدب مع الله.. ألنه لم يتيقن في الله.

وثالثها.. أنه قتل نفسه.. إذ جعل حكمها الموت. ورابعها.. أنه زنا زنا معنويا.. ألن إخالص ال\\روح اإلنس\\انية ق\\د

ضاع من أجل التصديق بقول الحية المعسول.وخامسها.. أنه سرق.. إذ نال ما ال يحل له.

وسادسها.. أنه طمع. وفوق ذلك كل\\ه.. فإن\ه فع\ل المعص\\ية بإص\رارا وتعم\\د.. فلم يكن ص\\عبا علي\\ه تحاش\\ي المعص\\ية.. إذ لم يكن يع\\رف يوم\\ذاك

عواطف الهوس والشهوة. لقد كانت هذه الخطيئة بالجرائم الكثيرة التي تحملها أمyا لكل

)( رواه البخاري ومسلم. 1

145

Page 148: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

األخطاء البش\\رية.. فمهم\\ا أمعنت في حقيق\\ة أي إثم، فس\\تجد ل\\هانعكاسا في هذه الخطيئة الواحدة.

ـ العقوبة الخاصة2 قال: ال بأس.. سلمت لك بهذه العقيدة.. فآدم قد أخطأ خط\\أ

كبيرا..قلت: وقد استحق بذلك أن تنزل عليه العقوبة..

قال: وهذه هي العقيدة الثانية.. فحدثني عنها. قلت: لقد تحدث سفر التكوين \\\ كم\\ا قرأن\\ا من قب\\ل \\\ على

عقوبات ثالث طالت آدم وحواء والحية: فكانت عقوبتها هي م\\ا نص علي\\ه في ق\\ول ال\\ربالحيةأما

لها: ) ملعون\\ة أنت من جمي\\ع البه\\ائم، ومن جمي\\ع وح\\وش البري\\ة على بطنك تسعين، وترابا ت\\أكلين ك\\ل أي\\ام حيات\\ك، وأض\\ع ع\\داوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونس\\لها، ه\\و يس\\حق رأس\\ك، وأنت

تسحقين عقبه ( ، فهي م\\ا نص علي\\ه في ق\\ول ال\\رب له\\ا:حواءوأما عقوب\\ة

) تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أوالدا، وإلى رجل\\ك يك\\وناشتياقك، وهو يسود عليك (

، فهي م\\ا نص علي\\ه في ق\\ول ال\\رب ل\\ه:آدموأم\\ا عقوب\\ة ) ملعونة األرض بسببك، وبالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكا

وحسكا تنبت لك، وتأكل عشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خبزا ( قال: اسمح لي أن أبدي بعض المالحظ\\ات.. لق\\د ذك\\رت ل\\ك

أني إنسان مجادل.. وأني يصعب إقناعي.. فاصبر علي.. ابتس\\مت، وقلت: ق\\ل م\\ا تش\\اء.. فلن تج\\د في إال الص\\در

الواسع.146

Page 149: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

..أبدأ بالحيةشجعه ذلك على الحديث، فقال: اسمح لي أن أنا مغرم بالحيات.. وبعالم الحيات.. ولدي في بي\\تي منه\\ا الكث\\ير.. أن\\ا كلم\\ا نظ\\رت إليه\\ا أتس\\اءل: ه\\ل ك\\انت الحي\\ة قب\\ل مس\\توية

القامة.. حسناء جميلة.. ال تأكل التراب.. بل تبلع الحيوان؟ وأتساءل بع\د ذل\ك.. ه\ل ك\انت الحي\ات قب\ل المس\يح تأك\لالتراب.. وأن الذي رفعه عنها هذه العقوبة هو المسيح بعد صلبه؟

لست أدري.. التفت إلي، وقال: هل لديك علم يرتبط بهذا؟

أردت أن أجيب، فق\\\ال: دعن\\\ا من الحي\\\ات.. فلنتح\\\دث عناإلنسان.. فنحن \ كما ترى \ بشر، ولسنا حيات.

قلت: أجل.. فهل لديك إش\\كاالت ترتب\\ط باإلنس\\ان؟.. قله\\ا..فأنا رجل دين متفتح تماما..

قلت ذلك ألستحثه.. فقد كان لكالمه من المنط\\ق العقلي م\\اكانت نفسي تهفو إليه.

بأمرين: أح\\دهماالمرأة عوقبتقال: أجل.. لقد ذكرت أن جسماني، وهو أتعاب الحمل وال\\والدة.. وثانيهم\\ا: معن\\وي نفس\\ي،

وهو دوام اشتياقها للرجل، وأنه يسود عليها.قلت: أجل.. ذلك صحيح.. وهو ما نص عليه سفر التكوين.

قال: أال ترى أن هذه العقوبة تختل\\ف عن العقوب\\ة ال\\تي ه\\دد بها من يأكل من الشجرة.. لقد ورد في نفس السفر:) وأما شجرة معرف\ة الخ\\ير والش\\ر فال تأك\ل منه\ا، ألن\ك ي\وم تأك\ل منه\ا موت\\ا

تموت(؟قلت: قد يفسر الموت بالموت المعنوي..

147

Page 150: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: ولكن السياق ال ي\\دل علي\\ه.. باإلض\\افة إلى أني وج\\دت ب\\ولس يق\\ول: ) كأنم\\ا بإنس\\ان واح\\د دخلت الخطي\\ة إلى الع\\الم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جمي\\ع الن\\اس، إذ أخط\\أ

(5/23الجميع ( ) رومية باإلض\\افة إلى أن النص يق\\ول: ) ألن\\ك ي\\وم تأك\\ل منه\\ا موت\\ا تموت(، فكأن هذا يصرف الموت عن المج\\از إلى الحقيق\\ة، فكم\\ا

أن األكل حقيقي، فإن الموت حقيقي أيضا. قلت: أنا أيضا.. أرى ما ترى، فالنص يك\\اد يك\\ون ص\\حيحا في

داللته على هذا.. قال: ال بأس.. هناك مسألة أخطر من هذا.. لطالما راودتني..

قلت: ما هي؟قال: لطالما تساءلت.. من يتحمل وزر الذنب آدم أم حواء؟

قلت: الكتاب المقدس ينص على أن الذي يتحمله هو ح\\واء.. ففيه أن حواء التي أغوتها الحية فأكلت )وأعطت رجلها أيضا معها، فأكل(، ولما سئل عن فعلته قال آدم: ) الم\رأة ال\تي جعلته\ا معي

هي أعطتني من الشجرة، فأكلت(، لقد صرح بولس ببراءة آدم، فقال: )وآدم لم يغو، لكن المرأة

(، ألنه )كأنم\\ا2/14(\\ 1أغويت، فحصلت في التعدي( )تيموثاوس)(5/12بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ( )رومية

قال: اسمح لي أن أذكر بأن القرآن يخالف الكت\\اب المق\\دس في ه\\ذا.. فعن\\دما تح\\دث الق\\رآن عن خطيئ\\ة آدم حم\\ل آدم وه\ووآتهما ﴿الرجل المسؤولية األولى.. ففيه : فأكال منها فبدت لهما س\\yه فغ\\وى ى آدم رب yة وعص\\ فان عليهم\\ا من ورق الجن ﴾وطفق\\ا يخص\\

( 121)ط\ه:

148

Page 151: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أردت أن أغير مجرى الحديث، فقلت: بالمناسبة.. لقد عرفت ما ذكره الكتاب المقدس عن عقوبة آدم وزوجه والحية.. فما ذك\\ر

القرآن من ذلك.. ألم تقل لي بأنك كنت مسلما؟ قال: بلى.. لقد رأيت القرآن تناول ه\\ذه الناحي\\ة بم\\ا يربطه\\ا

بالحياة البشرية على األرض.. لقد نص القرآن على عقوبتين: أم\\ا إح\\داهما، فت\\وجهت إلى الش\\يطان.. وق\\د ت\\وجهت إلي\\ه مباشرة بعد رفضه السجود آلدم ومجادلته لله في ذل\\ك.. لق\\د نص على هذه العقوبة في القرآن الكريم في مواض\\ع من\\ه.. منه\\ا ه\\ذاyاكم ثم\\ ﴿النص ال\\ذي ي\\بين س\\بب العقوب\\ة ونوعه\\ا: ولق\\د خلقن صوyرناكم ثمy قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس لم يكن

اجدين ) yر11من الس\\ ( قال ما منعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خي\ط منه\ا فم\\ا12منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ( ق\ال فاهب

اغرين ) y\\ك من الصy yر فيه\\ا ف\\اخرج إن \\ك أن تتكب \\ون ل ( ق\\ال13يك\\رين )14أنظرني إلى يوم يبعثون ) yك من المنظ ( ق\\ال15( ق\\ال إن

تقيم ) yهم من16فبما أغويتني ألقعدنy لهم صراطك المس\\ ( ثمy آلتينمائلهم وال تج\\\د \\\ديهم ومن خلفهم وعن أيم\\\انهم وعن ش\\\ بين أي

( قال اخرج منها مذءوما م\\دحورا لمن تبع\\ك17أكثرهم شاكرين )yم منكم أجمعين ) ﴾( )األعراف( 18منهم ألمألنy جهن

أنت ت\\رى من خالل ه\\ذا النص أن إبليس ك\\ان مص\\را على معصيته.. وأنه مع ذلك طلب أن ينظر ليمارس معاصي جديدة هي إغواء آدم وذريته.. وقد وفى بما وع\\ده عن\\دما وس\\وس آلدم.. أم\\ا

عقوبته فهي العذاب في نار جهنم، هو ومن اتبعه من بني آدم. وأما الثانية.. فق\\د ت\\وجهت آلدم وزوج\\ه.. وق\\د اختلفت كث\\يرا عن عقوبة الشيطان.. ألن آدم وزوجه بمجرد أن وقعا في الخطيئة تاب\\ا إلى الل\\ه.. ول\\ذلك، ف\\إن عقوبتهم\\ا ارتبطت بال\\دنيا.. ففيفان عليهم\\ا ﴿القرآن : فأكال منها فبدت لهما سوآتهما وطفق\\ا يخص\\

yه فغوى ) yة وعصى آدم رب \\اب121من ورق الجن ه فت \\اه رب ( ثمy اجتب149

Page 152: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض ع\\دو فإمyا122عليه وهدى )قى ) yبع هداي فال يضل وال يش\\ ي هدى فمن ات yكم من ( ومن123يأتين

\\وم القيام\\ة ره ي نكا ونحش\\ ة ض\\ \\ه معيش\\ \\ري ف\\إنy ل أعرض عن ذك﴾( )طه(124أعمى )

قلت: لقد ذكر القرآن عقوبة مرتبطة باآلخرة في اآليات التيقرأتها.

ق\\ال: العقوب\\ة المرتبط\\ة ب\\اآلخرة ال تتعل\\ق بأك\\ل آدم من الشجرة.. بل تتعلق بما سيسلكانه في الحياة.. فإن س\\لكا طري\\ق الله عادا إلى جن\\ة أش\\رف وأكم\\ل.. وإن س\\لكا طري\\ق الش\\يطان

حشرا معه في نار جهنم.قلت: والحية.. ما عقوبة الحية؟

ق\\ال: لم ي\\ذكر الق\\رآن أي حي\\ة.. الق\\رآن ذك\\ر إبليس وأن\\هوسوس آلدم وزوجه.

قلت: عن طريق الحية.قال: لم ينص القرآن على ذلك..

قلت: فكيف وصلت وساوس إبليس آلدم وزوجه؟ بمجرد أن سألت هذا السؤال رن الهاتف، فاس\\تأذنني.. وبع\\د أن أنهى المكالمة ق\ال لي: اع\ذرني.. ه\ذا ص\ديق لي في أمريك\\ا

دائم االتصال بي.. عد بنا إلى ما كنا فيه. قلت: لقد سألتك عن الكيفية التي وصلت بها وساوس إبليس

آلدم وزوجه. ابتسم، وقال: وما الكيفية ال\\تي وص\\لت به\\ا كلم\\ات ص\\ديقي

من أمريكا لي؟

150

Page 153: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: عبر الموجات.. فالموجات هي التي أوصلت كالم\\ه إلىجهاز استقبالك.

قال: أفترى البشر أقدر على ص\\ناعة مث\\ل ه\\ذه األجه\\زة منالشياطين؟

ابتسمت، وقلت: ألهم هواتف مثلنا؟ ق\\ال: ال تس\\أل عن الكيفي\\ة.. ففي الكيفي\\ة تحت\\ار العق\\ول..

وتخطئ العقول.

ـ وراثة الخطيئة3 قلت: دعنا من هذا.. وهلم نتحدث عن العقيدة الثالثة.. عقيدة وراثة الخطيئة.. ألديك تساؤالت حوله\\ا؟.. ق\\ل وال تهب.. فص\\دري

واسع لكل ما تذكره. قال: لدي تساؤالت كثيرة حولها.. ولكني لن أذكرها لك ح\\تى تشرح لي ما تراه فيه\\ا.. فربم\\ا ك\\ان س\\بب تس\\اؤالتي أني أحم\\ل

نظرة خاطئة عنها.قلت: لقد شرحها آباء الكنسية وقديسوها بما ال مزيد عليه..

قال: فما ذكروا؟ قلت: لقد ذكروا أنه بعد أن ه\\زمت الخطيئ\\ة آدم س\\لب الل\\ه منه الحرية اإلرادية، فأصبح حرا في إتيان اإلثم، وغير حر في ص\نع المعروف، فالعقاب المعقول لل\\ذنب ه\\و ال\\ذنب بع\\ده، بع\\د تخلي

رحمة الله عنه. وهكذا أصبحت الخطيئ\\ة مركب\\ة من طبيع\ة األب\وين، وانتقلت منهما وراثة إلى سائر أبنائهما.. فيولد الطفل وهو مذنب، ألن وب\اء

الخطيئة قد سرى إلى هذا الطفل وراثة..

151

Page 154: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

لقد قال القديس أوغوسطينوس يش\\رح ذل\\ك: ) إن آدم ه\\و \ كما يروي سفر التكوين \ أول إنسان خلقه الله على األرض، وه\\ذا اإلنسان قد ارتكب الخطيئة األولى التي يروي الفص\\ل الث\\الث من\\ز في الف\\ردوس س\\فر التك\\وين أح\\داثها، وبس\\بب وض\\عه الممي ومس\\ؤوليته الش\\املة كج\\د للبش\\رية كله\\ا، فق\\د انتقلت الخطيئ\\ة

بالوراثة منه إلى جميع الناس( م( ذل\\ك بال\\ذنب1274وصور الق\\ديس )توم\\اس أكوين\\اس( )

تذنبه الروح، لكنه ينتقل إلى أعضاء وجوارح اإلنسان. وهكذا أصبح البشر جميعا خطاة، وكما يق\\ول ع\\وض س\\معان في كتابه ) فلس\\فة الغف\\ران في المس\\يحية(: )وبم\\ا أن آدم ال\\ذي ولد منه البشر جميعا كان قد فقد بعص\\يانه حي\\اة االس\\تقامة ال\\تي خلقه الله عليها، وأصبح خاطئا قبل أن ينجب نسال، إذن ك\\ان أم\\را بدهيا أن يولد أبناؤه جميعا خطاة بطبيعتهم نظيره، ألننا مهما جلن\\ا بأبصارنا في الكون ال نجد لسنة الله تب\ديال أو تح\\ويال، ول\ذلك ق\ال

5/12الوحي: ) بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم ( ) رومية -21.)

وقد شبه )كالوني( أحد علم\اء البروتس\تانت انتق\ال الخطيئ\ة لبني آدم بانتقال الوباء، فقال:)حينما يقال: إننا اس\\تحققنا الع\\ذاب اإللهي من أج\\ل خطيئ\\ة آدم، فليس يع\\ني ذل\\ك أنن\\ا ب\\دورنا كن\\ا معص\\ومين أبري\\اء، وق\\د حملن\\ا ظلم\\ا ذنب آدم.. الحقيق\\ة أنن\\ا لم نتوارث من آدم العقاب فقط، بل الحق أن وب\\اء الخطيئ\\ة مس\\تقر في أعماقنا، على سبيل اإلنصاف الكامل، وكذلك الطف\\ل الرض\\يع تضعه أم\\ه مس\\تحقا للعق\\اب، وه\\ذا العق\\اب يرج\\ع إلى ذنب\\ه ه\\و،

وليس من ذنب أحد غيره( وبرر )ندرة اليازجي( هذه العقيدة تبريرا حس\\نا، فق\\ال: ) آدم هو مثال اإلنسان، اإلنسان الذي وجد في حالة النعمة وسقط، إذن سقوط آدم من النعمة هو سقوط كل إنسان، إذن خطيئ\\ة آدم هي

152

Page 155: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

خطيئة كل إنس\\ان، فليس المقص\\ود أن الخطيئ\\ة تنتق\\ل ب\\التوارث والتسلس\\ل ألنه\\ا ليس\\ت ترك\\ة أو ميراث\\ا.. إنم\\ا المقص\\ود أن آدم اإلنسان قد أخطأ، فأخط\\أ آدم الجمي\\ع إذن، ك\\ل واح\\د ق\\د أخط\\أ،

وذلك ألنه إنسان( ابتسم، وقال: هل تأذن لي في أن أطرح تساؤالتي الثقيلة؟.. اسمح لي فأنا ثقي\\ل بطبعي.. ال أس\\تطيع أن أجام\\ل، وال أن أكتم.. ربما كان هذا من دالئل إخالصي وصدقي في البحث.. وربم\\ا ك\\ان

نوعا من الهرطقة.. على العموم.. أنا ال أقصد إال البحث عن الحقيقة..

قلت: تح\\دث كم\\ا يحل\\و ل\\ك.. فق\\د ذك\\رت ل\\ك أني مس\\تعدألسمع كل ما تقول.

ق\\ال: أن\\ا أرى أن م\\ا ذك\\ره ه\\ؤالء اآلب\\اء الك\\رام، وه\\ؤالء القديسون المبجلون \ مع احترامي لهم \ ال يع\\دو أن يك\\ون مج\\رد تبريرات متهافتة.. هي أقرب إلى لغ\\ة الدبلوماس\\ية منه\\ا إلى لغ\\ة

العقل.. أعجبتني صراحته، وقد دعاني ذلك إلى استفزازه ليق\\ول ك\\ل

ما عنده، فقلت: أال ترى أنك تظلمهم بذلك؟ ق\\ال: ال.. هم ال\\ذين يظلم\\ون عق\\ولهم ب\\ذلك.. أال ت\\رى أن تشبيههم لوراثة الذنب بعدوى الم\\رض ال أس\\اس ل\\ه من الص\\حة.. ذلك أن المرض شيء غير اختياري.. فال يق\\اس ال\ذنب علي\\ه، كم\\ا

أن المرض ال يعاقب عليه اإلنسان. ومثل ذلك فصل )أكونياس( بين الروح والجسد وقوله ب\\\ )أن الخطيئة تس\\ري من ال\\روح للج\\وارح(.. إن ه\\ذا غ\\ير ص\\حيح.. ألن الخطأ عندما يقع في\\ه اإلنس\\ان، فإنم\\ا يق\\ع في\\ه بروح\ه وجس\\ده.. فاإلنسان مركب منهما، ويمارس حياته من خاللهم\ا مع\ا.. أم\\ا آدم

153

Page 156: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

فهو غير مركب من آدم وأبنائه. ﴿قلت: لعلك لم تقرأ ما ورد في القرآن.. فق\\د ورد في\\ه : وإذyتهم وأشهدهم على أنفسهم ي ك من بني آدم من ظهورهم ذر أخذ ربyا عن yا كن \\وم القيام\\ة إن \\وا ي هدنا أن تقول كم قالوا بلى ش\\ ألست برب

( 172﴾هذا غافلين )ألعراف:قال: بلى..

قلت: إن هذه اآلية تنص على أن الله استخرج ذري\\ة ب\\ني آدم من أصالبهم، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم.. وه\\ذا يعني أن ذرية آدم كانوا مع آدم في الجنة.. وكانوا معه حين ارتكب

الخطيئة.. وبالتالي يتحملون معه وزرها. ابتسم، وقال: إن ما تنص عليه اآلية مختلف تماما.. إنها ت\\ذكر أن الله أودع في الفطر اإلنس\\انية معرفت\\ه.. لق\\د وردت األح\\اديث تدل على هذا.. ففي الحديث : ) ك\\ل مول\\ود يول\\د على الفط\\رة - وفي رواي\\\ة: على ه\\\ذه المل\\\ة - ف\\\أبواه يهودان\\\ه، وينص\\\رانه، ويمجسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمع\\اء، ه\\ل تحس\\ون فيه\\ا من

(1)جدعاء( إن ه\\ذا حقيق\\ة من حق\\ائق اإلس\\الم الك\\برى.. فاألص\\ل في

اإلسالم براءة اإلنسان من كل ذنب لم يفعله.. لقد ورد في القرآن اآليات الكثيرة الدالة على هذا.. سأس\\وقyم\\ا \\دى فإن ﴿لك منها م\\ا يكفي ل\\داللتك على ذل\\ك.. ففي\\ه : من اهتyما يضل عليها وال تزر وازرة وزر أخ\\رى يهتدي لنفسه ومن ضلy فإن

yى نبعث رسوال ) بين حت yا معذ ﴾( )األعراف(.. أي ال يحم\\ل15وما كنأحد ذنب أحد، وال يجني جان إال على نفسه.

\\ه \\ة إلى حمله\\ا ال يحم\\ل من \\دع مثقل ﴿وفي آية أخ\\رى : وإن ت

)( رواه البخاري ومسلم. 1

154

Page 157: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(18﴾شيء )فاطر: ﴾وفي آية أخرى: وأن ليس لإلنسان إال ما سعى )لنجم: ﴿39 )

)مريم: ﴾وفي آية أخرى: ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ﴿80)ماوات واألرض إال آتي y\\ل من في الس\\ ﴿وفي آية أخرى : إن ك

حمن عبدا ) y93الر( هم عداyلقد أحصاهم وعد )هم آتيه يوم94 ( وكل﴾( )مريم(95القيامة فردا )

إن هذه النصوص وغيرها كثير تقرر المس\\ؤولية الفردي\\ة، وأن كل إنسان مسؤول عن خاصة نفسه في عمله وسلوكه وحياته، ثم

هو نتيجة هذه المسؤولية سيحاسب وحده، وسيلقى الله وحده.

﴿قلت: ولكن ألم تقرأ هذه اآلية : وليحملنy أثقالهم وأثقاال م\\عyذين13﴾أثق\\\الهم )العنكب\\\وت: ﴿(.. وه\\\ذه اآلي\\\ة : ومن أوزار ال

ونهم بغير علم )النحل: (25﴾يضل قال: هاتان اآليت\\ان ال تعارض\\ان النص\\وص الس\\ابقة.. ب\\ل هي

تؤيدها وتقويها.قلت: كيف ذلك.. أنا أراهما متعارضتان.

قال: أجب\\ني.. أرأيت ل\\و أن شخص\\ا أخط\\أ فش\\رب الخم\\ر أوارتكب أي معصية.. أال يحاسب على ذلك؟

قلت: بلى.. قال: أرأيت ل\\و أن\\ه لم يكت\\ف بش\\ربه وال بمعص\\يته.. ب\\ل راح ينشر المعاصي ويدعو إليها ويس\\تعمل ك\\ل األس\\اليب ل\\ذلك، فغ\\ر

بسببه ناس كثيرون.قلت: يحاسبون جميعا على ما فعلت أيديهم.

قال: أال ترى أنه سيتميز عنهم بمزيد من العقاب؟155

Page 158: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: بلى.. فهو لم يكتف بأن يعصي.. بل راح يحرض عليها..وربما كان التحريض أكبر من الخطيئة نفسها.

قال: ولذلك نصت تينك اآلي\\تين على أن اإلنس\\ان ق\\د يتحم\\لأوزار غيره إن كان سببا فيها..

وق\\د وردت النص\\وص الكث\\يرة ت\\دل على ه\\ذا.. وتعت\\بر أنالداعية لألعمال حسنة أو سيئة ينال جزاء دعوته أو إثمها:

ففي الحديث عن جرير قال: كنا في صدر النهار عن\\د رس\\ول \\\ أي البس\\يها \\\ ق\\د(2) النم\\ار(1) فجاء قوم ع\\راة مجت\\ابيالله

خرقوها في رءوسهم مقلدي السيوف، عامتهم من مضر ب\\ل كلهم لم\\ا رأى م\\ا بهم من الفاق\\ةمن مضر فتغ\\ير وج\\ه رس\\ول الل\\ه

\\ا ﴿فدخل ثم خرج فأمر بالال فأذن وأقام فصلى ثم خطب فق\\ال : ي\\ق منه\\ا yذي خلقكم من نفس واح\\دة وخل yكم ال yق\\وا رب yاس ات ها الن أي\\ه yذي تساءلون ب yه ال yقوا الل زوجها وبثy منهما رجاال كثيرا ونساء وات

)النس\\اء: \\ان عليكم رقيب\\ا yه ك (، واآلي\\ة ال\\تي في1﴾واألرحام إنy الل\\ر نفس م\\ا yه ولتنظ yق\\وا الل \\وا ات yذين آمن ه\\ا ال \\ا أي ﴿سورة الحش\\ر : ي

\ون )الحش\ر: \ير بم\ا تعمل yه خب yه إنy الل yق\وا الل (18﴾ق\دyمت لغ\د وات تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من ص\\اع تمره حتى قال : ولو بشق تمرة.. فج\\اء رج\\ل من األنص\\ار بص\\رة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عج\\زت، ثم تت\\ابع الن\\اس ح\\تى رأيت

تهل\\ل كأن\\هكومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الل\\ه :) من سن في اإلسالم س\\نة حس\\نة فقال رسول الله (3)مدهنة

فل\\ه أجره\\ا وأج\\ر من عم\\ل به\\ا من بع\\ده من غ\\ير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في اإلسالم سنة سيئة كان علي\\ه وزره\\ا

)( من الجوب وهو القطع. 1

)( جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط - أو العباء. 2

)( أي كأنه ورقة مطلية بذهب، وهو كناية عن ظهور البشر واإلشراق من شدة السرور. 3

156

Page 159: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1)ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ( وفي ح\\ديث آخ\\ر:) إن ه\\ذا الخ\\ير خ\\زائن، ولتل\\ك الخ\\زائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغالق\\ا للش\\ر، ووي\\ل

(2)لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغالقا للخير( ابتس\\مت، وقلت: ف\\أنت تري\\د أن تنس\\خ م\\ا ذك\\ره اآلب\\اء

والقديسون بما ورد في القرآن.. قال: ال.. لم أقصد ذلك.. ليس القرآن وح\\ده ه\\و ال\\ذي يق\\رر هذا.. لقد ق\رأت الكت\\اب المق\دس.. فوجدت\ه يق\رر ه\\ذه الحقيق\ة تقري\\را قطعي\\ا ال ش\\ك في\\ه.. ولس\\ت أدري كي\\ف غ\\اب ذل\\ك عن

قديسينا األجالء.. سأقرأ عليك بعض ما أحفظ\\ه من نص\\وص الكت\\اب المق\\دس

التي تدل على هذا، كما قرأت لك من القرآن ما يدل عليه: (: )النفس التي تخطيء21 -\ 18/20لقد ورد في )حزقيال

هي تم\\وت، االبن ال يحم\\ل من إثم األب، واألب ال يحم\\ل من إثماالبن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون (

(: ) ال يقتل اآلب\\اء عن األوالد، وال يقت\\ل24/16وفي ) التثنية األوالد عن اآلباء، كل إنسان بخطيئته يقتل (

(: ) ب\\ل ك\\ل واح\\د يم\\وت بذنب\\ه، ك\\ل31/30وفي )إرمي\\اء إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه (

(: ) ال\\ذي عين\\اك مفتوحت\\ان على ك\\ل32/19وفي ) إرمي\\ا ط\\رق ب\\ني آدم لتعطي ك\\ل واح\\د حس\\ب طرق\\ه، وحس\\ب ثم\\رة

أعماله (

)( رواه مسلم وغيره. 1

)( رواه ابن ماجه وغيره بسند فيه لين. 2

157

Page 160: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(: ) ال تموت اآلباء ألج\\ل الب\\نين، وال25/4(\\ 2وفي ) األيام )البنون يموتون ألجل اآلباء، بل كل واحد يموت ألجل خطيته (

(: ) فإنه ال يموت بإثم أبيه ( 18/17وفي ) حزقيال -\\ 18/23وفي ) التك\\وين (: ) أفتهل\\ك الب\\ار م\\ع األثيم،25

عس\\ى أن يك\\ون خمس\\ون ب\\ارا في المدين\\ة، أفتهل\\ك المك\\ان وال تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه، حاش\\ا ل\\ك أن تفع\\ل مثل هذا األمر: أن تميت البار مع األثيم، فيكون البار كاألثيم. حاشا

لك، أديان كل األرض ال يصنع عدال ( كما أنكر المسيح الخطيئة األص\\لية بقول\\ه \\\ كم\\ا في ) يوحن\\ا

( \: ) لو لم آت وأكلمهم، لم تكن لهم خطيئة، وأما24 -\ 15/22 اآلن فليس لهم حجة في خطيئتهم.. ل\\و لم أعم\\ل بينهم أعم\\اال لم يعملها آخر، لما كانت لهم خطيئة، أما اآلن فقد رأوا وأبغضوني (.. إن هذا النص ال يتحدث عن خطأ سابق عن وج\\وده، ب\\ل عن خط\\أ وقع فيه بنو إسرائيل تجاهه، هو عدم اإليمان بالمسيح، وليس في\\هأي ذكر للخطيئة الموروثة، بل هو \ كما يبدو \ ال يعرف شيئا عنها.

سكت قليال، ثم قال: أنا أعلم أن العقيدة المسيحية ال تس\\تند فقط للنص\\وص المقدس\\ة.. فهن\\اك أيض\\ا رج\\ال ال\\دين ال\\ذين لهم

سلطة ال تقل عن سلطة المقدس.. الكثــير منهم ينكــرهؤالء أيضا بحثت فيما ذكروا.. فوجدت

.. هذا لق\\د رأيت بعي\\ني مخطوط\\ات نج\\ع حم\\ادي المكتش\\فة بع\\د الحرب العالمية الثانية، وقد رأيت أنها خلت تماما من الحديث عن

الخطيئة والغفران الذي يتحدث عنه آباء الكنيسة.ــدة منوفوق ذلك رأيت ــذه العقي منكرين محترمين له

:المسيحيين أنفسهم

158

Page 161: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أذكر منهم \ على سبيل المثال \ الراهبان في روما في مطلع القرن الخامس )بيالجوس( و)س\ليتوس( وأص\حابهما، فق\د أنك\روا سريان الخطيئة األصلية إلى ذرية آدم، واعتبروه مما يمنع السعادة

األبدية، وقالوا بأن اإلنسان موكول بأعماله. )كوائيليس شيس( الذي نقلت عن\\ه دائ\\رة المع\\ارفومنهم

البريطاني\\ة أن\\ه ق\\ال: ) ذنب آدم لم يض\\ر إال آدم، ولم يكن ل\\ه أي ت\\أثير على ب\\ني الن\\وع البش\\ري، واألطف\\ال الرض\\عاء حين تض\\عهم

أمهاتهم يكونون كما كان آدم قبل الذنب( الميج\\ور جيمس ب\\راون ال\\ذي وص\\ف فك\\رة وراث\\ةومنهم

ال\\ذنب األول بقول\\ه: )فك\\رة فاحش\\ة مس\\تقذرة، ال توج\\د قبيل\\ةاعتقدت سخافة كهذه(

قلت: أرى أن لك اطالعا واسعا على الكتاب المق\\دس وعلىما يقول رجال ديننا.. فما الذي دعاك إليه؟

ق\\ال: وكي\\ف ال أطل\\ع.. إن ه\\ذه المس\\ائل تتق\\رر من خالله\\ا سعادتي الدائمة وشقائي الدائم.. إنها ليست مس\\ائل له\\و ولعب..

بل هي مسائل حياة أو موت.قلت: فكيف ظهر لك أن تبحث في هذا خصوصا، وتنكره؟

ق\\ال: أن\\ا ال أنك\\ر.. وإنم\\ا أتعجب وأتس\\اءل.. وأبث إلي\\ك بم\\اتمتلئ به نفسي من شبهات..

لقد كان أول مــا دعــاني للبحث في هــذا رجــال منــاس .. كنت أبش\\رهم بالمس\\يح.. وعن\\دما ذك\\رت لهم وراث\\ةالن وس\\ألني ب\\أدب، ق\\ائال : ) ه\\ل ذنب آدم ه\\وقام أحدهمالخطيئة

ال\\ذنب الوحي\\د ال\\ذي يس\\رى في ذريت\\ه أم أن جمي\\ع الخطاي\\ا تت\\وارث؟(.. فقلت ل\\ه: ب\\ل ذنب آدم وح\\ده.. فق\\ال: لم خص آدم

دون غيره.. ولم خص ذنب آدم دون غيره؟

159

Page 162: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

: أال ت\\رى أن هن\\اك فرق\\ا بين وراث\\ةوقــام آخــر، وقــال الصفات.. ووراثة األفع\\ال المكتس\\بة ال\\تي ال يتم توراثه\\ا.. ف\\االبن مثال يرث من أبية ومن أمه وأجداده صفات كالطول ولون العي\\نين وشكل أجزاء جس\\مه وحجمه\\ا، ولكن\\ه ال ي\\رث الخطيئ\\ة.. فل\\و أن أباك المباشر اقترف إثما، فهل ترث إثم\\ة كم\ا ت\\رث ل\\ون عيني\\ة؟ ولو أن األب اختار أن يكون مجرما، فهل يعني ذلك أن ابنه سيرث منه هذه الطبيعة؟ ومثل ذلك، فإن االب إن كان صالحا.. فإن ذلك

ال يعنى بالضرورة أن االبن سيكون مثله، ألنه ورث طبيعة والده؟ كان معنا في ذلك الحين مسلم، فقام، وقال: لقد ذكر القرآن هذا.. ليبين أن كل إنس\\ان ال يمكن أن ي\\ؤثر في\\ه غ\\يره مهم\\ا ك\\ان

ذلك الغير.. ﴿ وخالفه مع ابنه، فقال : وهي تج\\ريلقد ذكر نموذج نوح

بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيy اركب ( قال سآوي إلى جبل يعصمني من42معنا وال تكن مع الكافرين )

yه إال من رحم وح\\ال بينهم\\ا \\وم من أم\\ر الل م الي الماء قال ال عاص\\﴾( )هود(43الموج فكان من المغرقين )

\\ر في ﴿وذكر نموذج إب\\راهيم، وخالف\\ه م\\ع أبي\\ه، فق\\ال : واذكا ) ديقا نبي \\ان ص\\ yه ك \\ا أبت لم41الكتاب إبراهيم إن ( إذ ق\\ال ألبي\\ه ي

ي ق\\د42تعبد ما ال يسمع وال يبصر وال يغني عنك شيئا ) ( يا أبت إنا ) وي راطا س\\ yبعني أهدك ص\\ \\ا43جاءني من العلم ما لم يأتك فات ( يا ) ي حمن عص\\ yان لل\\ر\\ يطان ك y\\الش yيطان إن y\\ا44أبت ال تعبد الش\\ ( ي

يطان y\\ون للش\\ حمن فتك yك ع\\ذاب من ال\\ر y\\ي أخاف أن يمس أبت إنا ) \\\ه45ولي \\\راهيم لئن لم تنت \\\ا إب ( ق\\\ال أراغب أنت عن آلهتي ي

ا ) yك واهجرني ملي ي46ألرجمن \\ك رب تغفر ل ( قال سالم عليك سأس\\ا ) yه كان بي حفي yه وأدع\و47إن \\دعون من دون الل ( وأعتزلكم وم\ا ت

ا ) ي شقي ي عسى أال أكون بدعاء رب ﴾( )مريم(48رب وذكر نموذج المرأة الصالحة تكون زوجة للكافر، ومع ذل\\ك ال

160

Page 163: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

\\وا ام\\رأة فرع\\ون إذ yذين آمن yه مثال لل رب الل ﴿يض\\رها، فق\\ال : وض\\\\ه yة ونجني من فرع\\ون وعمل قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجن

﴾( )التحريم(11ونجني من القوم الظyالمين ) وذكر نموذج المرأة المنحرفة تك\\ون زوج\\ة للرج\\ل الص\\الح،yذين كفروا امرأة نوح yه مثال لل ﴿ومع ذلك ال ينفعها، فقال : ضرب اللالحين فخانتاهم\\ا فلم \\ا ص\\ وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادن

yار م\\ع ال\\دyاخلين ) يئا وقي\\ل ادخال الن yه ش\\ \\ا عنهم\\ا من الل ﴾(10يغني)التحريم(

وكان مسلما ملتزما، وقال: لقد ذكرت أن قابيلةوقام آخر، الخطأ متوارثة من آدم.. فكيف يكون ذلك، ونحن نرى في اإلنسان قابليته للخطأ باعتبار الطبيع\\ة ال\\تي طب\\ع عليه\\ا، والظ\\روف ال\\تي

يوجد فيها.. لقد ذكر القرآن ذلك.. فقد قال يصف اإلنسان، وما وهب من

( أيحسب أن لن4﴿القوى والطاقات : لقد خلقنا اإلنسان في كبد )\\ره6( يقول أهلكت ماال لبدا )5يقدر عليه أحد ) ب أن لم ي ( أيحس\\

\\ه عينين )7أح\\د ) فتين )8( ألم نجع\\ل ل انا وش\\ ( وه\\ديناه9( ولس\\yجدين ) ﴾( )البلد(10الن

يئا ان حين من ال\\دyهر لم يكن ش\\ ﴿وقال : هل أتى على اإلنس\\\\اه1مذكورا ) اج نبتلي\\ه فجعلن ان من نطف\\ة أمش\\ \\ا اإلنس\\ yا خلقن ( إن

يرا ) اكرا وإمyا كف\\ورا )2سميعا بص\\ بيل إمyا ش\\ y\\ا ه\\ديناه السy ﴾(3( إن)اإلنسان(

وقال يصف تحمل البشر جميعا للمسؤولية الثقيل\\ة مس\\ؤولية\\ة نا األمان yا عرض\\ ﴿التكليف بما تحمل\\ه من ن\\زوع للخ\\ير وللش\\ر : إنفقن منه\ا ماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنه\ا وأش\\ yعلى الس

yه كان ظلوما جهوال ) \\افقين72وحملها اإلنسان إن yه المن ( ليعذب اللyه على الم\ؤمنين \وب الل ركات ويت ركين والمش\\ والمنافقات والمش\

161

Page 164: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

yه غفورا رحيما ) ﴾( )األحزاب(73والمؤمنات وكان الل لم أج\\\د م\\\ا أجيبهم ب\\\ه.. فل\\\ذلك رحت أبحث في الكت\\\اب المقدس، وفيم\\ا ترك\\ه آب\\اء الكنيس\\ة وقديس\\وها لعلي أظف\ر ب\\أي

جواب.. وقد ظفرت ببعض ما ذكرت لك.

ـ العقوبة العامة4 قلت: دعن\\ا من ه\\ذا.. وهلم نتح\\دث عن العقي\\دة الرابع\\ة.. عقيدة العقوبة العام\\ة.. أل\\ديك تس\\اؤالت حوله\\ا؟.. ق\\ل وال تهب..

فصدري واسع لكل ما تذكره. قال: لدي تساؤالت كثيرة حولها.. ولكني لن أذكرها لك ح\\تى تشرح لي ما تراه فيه\\ا.. فربم\\ا ك\\ان س\\بب تس\\اؤالتي أني أحم\\ل

نظرة خاطئة عنها.قلت: لقد شرحها آباء الكنسية وقديسوها بما ال مزيد عليه..

قال: فما قالوا؟ قلت: لق\\د ذك\\روا أن الخطيئ\\ة المتوارث\\ة ال ب\\د أن ت\\ؤدي إلى

العقوبة العامة. ق\\ال: أتقص\\د أن العم\\وم ال\\ذين ورث\\وا الخطيئ\\ة من أبيهم

سينالهم حظهم من العقاب؟ قلت: أج\\ل.. فبم\\ا أن جمي\\ع الجنس البش\\ري مول\\ودون وهم يحملون وزر الخطيئ\\ة، ف\\إن عدال\\ة الل\\ه تقتض\\ي دف\\ع الثمن لك\\ل خطيئ\\ة.. ولن يس\\مح الل\\ه، ب\\ل وال يق\\در أن يس\\مح لخطيئ\\ة دون

قصاص. (: ) من أجل12 :\ 5 لقد قال بولس في رسالته إلى رومية )

ذل\\ك كأنم\\ا بإنس\\ان واح\\د دخلت الخطي\\ة إلى الع\\الم، وبالخطي\\ةالموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع(

162

Page 165: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

التفت إليه، وقلت: ألديك إشكاالت ترتبط بهذا؟ قال: أجل.. إن العقد السابقة لم تزدها هذه العقيدة الجدي\\دة إال تعقيدا.. واسمح لي أن أبث لك بما في نفسي منها، ف\\إني أراك

واسع الصدر. لطالم\\ا تس\\اءلت بي\\ني وبين نفس\\ي، أق\\ول: إذا ك\\ان بس\\بب خطيئة آدم اجتاز الموت إلى جميع الناس، فلماذا ما ي\\زال الم\\وت

مستمرا بعد أن فدى المسيح العالم وصالحنا مع الله ؟ ولماذا سار اخنوخ مع الله ولم ير الم\\وت كم\\ا يق\\ول الكت\\اب

مع أنه لم ينعم في ذلك الحين بالفداء؟ ولماذا صعد إيليا النبي أيضا إلي السماء ولم ي\\ر الم\\وت، م\\ع

أنه لم ينعم في ذلك الحين بالفداء؟ ولم\\اذا أث\\نى الكت\\اب المق\\دس على الكث\\ير ممن لم ينعم\\وا

ــك نص علىبالفداء.. ولم يذكر لهم أي عقوبة.. بل إنه فوق ذل.. براءتهم من الخطيئة األصلية

التفت إلي، وقال: أنت تعرف أن الكتاب المقدس \ بأس\\فاره جميعا \ يشهد لكثيرين بالخيرية ويثني عليهم، ولو ك\\انوا مس\\ربلين

بالخطيئة األصلية لما استحقوا هذا الثناء: منهم األطفال الذين ق\ال فيهم المس\يح في إح\دى وص\اياه \

-\\ 18/3كما في ) م\\تى ( \\\ :10/13/16 (، ) وانظ\\ر م\\رقس 4 )الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مث\\ل األوالد فلن ت\\دخلوا ملكوت السماوات، فمن وضع نفسه مثل هذا الول\\د، فه\\و األعظم

في ملكوت السماوات( 14 -\ 19/13وعندها نهر تالميذه أطفاال قال \ كما في ) متى

( \: )دعوا األوالد يأتون إلي وال تمنعوهم، ألن لمثل ه\\ؤالء ملك\\وتالسماوات (

163

Page 166: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

إن هذين النصين يش\\يران بص\\راحة إلى طه\ارة األطف\\ال من الخطيئ\\ة األص\\لية.. ول\\ذلك جعلهم المس\\يح مثال لألب\\رار ال\\ذين

يدخلون الجنة. التفت إلي مبتس\\ما، وق\\ال: ه\\ذا م\\ا يقول\\ه المس\\يح.. لكن الق\\ديس الكب\\ير أوغس\\طينوس ك\\ان يحكم ب\\الهالك على جمي\\ع األطفال غير المعمدين، وكان يفتي فوق ذل\\ك ب\\أنهم يحرق\\ون في

نار جهنم. المسيح لم يكتف ببراءة الصغار.. بل ذكر براءة األبرار.. فه\\و

( \: )لم آت ألدعو أب\\رارا، ب\\ل خط\\اة5/32يقول \ كما في ) لوقا إلى التوبة (، فكيف يوجد أبرار، ولما يصلب المسيح؟

وه\\ؤالء األب\\رار ذك\\رتهم نص\\وص الت\\وراة وأثنت عليهم ولم-18/19تتحدث عن قيدهم بالخطيئ\\ة الموروث\\ة: ففي ) حزقي\\ال

(: )كان كالم الرب إلى قائال: ما لكم أنتم تض\\ربون ه\\ذا المث\\ل23 على أرض إسرائيل قائلين: اآلب\اء أكل\وا الحص\رم، وأس\\نان األبن\اء ضرست، حي يقول السيد الرب.. اإلنسان ال\\ذي ك\\ان ب\\ارا وفع\\ل حقا وعدال، لم يأكل على الجبال، ولم يرفع عيني\\ه إلى أص\\نام بيت إسرائيل، ولم ينجس ام\\رأة قريب\\ه، ولم يق\\رب طامث\\ا، ولم يظلم إنسانا.. فهو ب\\ار، حي\\اة يحي\\ا يق\\ول الس\\يد ال\\رب(.. إن ه\\ذا النص يشير إلى أن ك\ل من يعم\ل الص\\الحات يك\ون ب\ارا، وال ت\ؤثر في\\ه

خطية آدم أو غيره. ذكــرلم يكتف الكتاب المقدس بهذا الكالم المجمل.. بل إن\\ه :األمثلة الكثيرة عن األبرار الذين لم تكبلهم الخطيئة

فمن األنبي\\\\اء ال\\\\ذين أثنت عليهم الت\\\\وراة أخن\\\\وخ.. ففي (: ) وس\\ار أخن\\وخ م\\ع الل\\ه، ولم يوج\\د ألن الل\\ه5/24) التك\\وين

( \\\ :11/5أخ\\ذه(.. و ق\\ال عن\\ه ب\\ولس \\\ كم\\ا في )عبران\\يين ) باإليمان نقل أخنوخ لكيال يرى الموت، ولم يوجد ألن الله نقله، إذ

164

Page 167: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله( 6/9ومنهم نوح.. ففي) التكوين (: ) وكان نوح رجال بارا كامال

في أجياله، وسار نوح مع الله ( ( \\\ :11/1ومنهم إبراهيم فقد قيل له \\\ كم\\ا في ) التك\\وين

) ال تخف يا إبرام أنا ترس لك، أجرك كثير جدا(، وقيل عنه \\\ كم\\ا( \: ) بارك الرب إبراهيم في كل شيء (24/1في ) التكوين

9-33/8ومنهم أيوب.. ذلك الذي قيل فيه \\\ كم\\ا في )أي\\وب \ : )قد قلت في مسامعي، وصوت أقوالك سمعت. قلت: أنا بريء

بال ذنب، زكي أنا وال إثم لي( ومنهم يوحن\\ا المعم\\دان ال\\ذي قي\\ل في\\ه \\\ كم\\ا في ) م\\تى

( \: ) الحق أق\\ول لكم: لم يقم بين المول\\ودين من النس\\اء11/11 أعظم من يوحن\ا المعم\دان (.. وق\\ال عن\\ه لوق\ا \\\ كم\ا في )لوق\\ا

( \\\: )ألن\\ه يك\\ون عظيم\\ا أم\\ام ال\\رب، وخم\\را ومس\\كرا ال1/15يشرب(

لم يكتف الكتاب المقدس بالثناء على هؤالء األنبياء.. ب\\ل إن\\ه.. كال ثناء كثيرا على بعض من لم يكونوا أنبياء

منهم هابيل بن آدم الذي تقبل الله منه ذبيحت\\ه لص\\الحه، ولم يقبلها من أخيه، فلم تمنعه الخطيئة األصلية عن أن يكون عند الله

(.. وق\\د ق\\ال عن\\ه ب\\ولس \\\ كم\\ا في4/4مقب\\وال كم\\ا )التك\\وين \\ه ذبيح\\ة أفض\\ل من11/4)عبرانيين ( \ : )باإليم\\ان ق\\دم هابي\\ل لل

قايين، فبه شهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه( ومنهم الن\\اجون م\\ع ن\\وح كلهم من األب\\رار ففي ) التك\\وين

(: ) ورأى الله األرض، فإذا هي فس\\دت، إذ ك\\ان ك\\ل6/12-7/23 بشر قد أفسد طريقه على األرض فقال الله لنوح: نهاية كل بش\\ر أتت أمامي... وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط(.. ولو كانت

165

Page 168: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الخطيئة موروثة لما كان ثمة مبرر لهذا التفريق. ومنهم الوي بن يعقوب، والذي اختص وسبطه بالكهان\\ة، حيث

( \\\: )عه\\دي مع\\ه للحي\\اة7-2/5قال الله عن\\ه \\\ كم\\ا في )مالخي والسالم، وأعطيته إياهما للتقوى، فاتقاني، ومن اسمي ارت\\اع ه\\و، شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه، س\\لك معي في الس\\الم واالس\\تقامة، وأرج\\ع كث\\يرين عن اإلثم، ألن ش\\فتي الكاهن تحفظان معرفة، ومن فمه يطلبون الش\\ريعة، ألن\\ه رس\\ول

رب الجنود( ومنهم البقية المؤمنة في بني إسرائيل.. كما ق\\ال ال\\رب في

( \\\:13-3/12خطاب أورشليم محدثا إياها عنهم \ كما في )صفنيا )وأبقي في وس\\طك ش\\عبا بائس\\ا ومس\\كينا، فيتوكل\\ون على اس\\م الرب، بقية إسرائيل ال يفعلون إثما، وال يتكلمون بالكذب، وال يوجد في أفواههم لسان غش، ألنهم يرعون ويربضون(.. فه\\ؤالء اليه\\ود الباقون في أورشليم \ كما ذكر هذا النص المقدس \ م\\نزهون عن

اإلثم والخطية.

ـ كفارة الخطيئة5 قلت: دعنا من ه\\ذا.. وهلم نتح\\دث عن العقي\\دة الخامس\\ة ..

عقيدة كفارة الخطيئة.. ألديك تساؤالت حولها؟ قال: لدي تساؤالت كثيرة حولها.. ولكني لن أذكرها لك ح\\تى تشرح لي ما تراه فيه\\ا.. فربم\\ا ك\\ان س\\بب تس\\اؤالتي أني أحم\\ل

نظرة خاطئة عنها. قلت: لقد ذكر هذه العقيدة بولس في رسالته إلى العبران\يين

(9 \\: ( عن\\دما ق\\ال : ) وك\\ل ش\\يء تقريب\\ا يتطه\\ر حس\\ب22 الناموس بالدم، وبدون سفك دم ال تحصل مغفرة(

فه\\\ذا النص ي\\\دل على أن كف\\\ارة الخطيئ\\\ة تحت\\\اج إلى دم

166

Page 169: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

يسفك.. وبقدر عظم الخطيئة يكون قدر الدم.. التفت إليه، وقلت: هذا ما قرره بولس.. وهذا ما ج\\رى علي\\ه

قديسونا.. فهل لديك اعتراض عليه؟ قال: حاشا.. فمن أنا ومن بولس.. أنا عبد ض\\عيف فق\\ير أحن إلى الخالص.. ولوال حاج\\ة الخالص إلى البحث الص\\ادق، والتح\\ري الدقيق ما كنت ألطرح هذه التساؤالت.. التي ال أطرحها معترض\\ا..

بل أطرحها، وأنا أتحرى الحق، وأطلبه.. قلت: فما تساؤالتك حول ما قال بولس؟

قال: لقد رأيت بولس يعتم\\د على ش\\ريعة العه\\د الق\\ديم فيتقرير هذا.

قلت: أجل.. فقد ذكر الناموس.. والن\\اموس لم يق\\رر إال فيالعهد القديم.

قال: وقد نص على أن الكفارة ال تكون إال بالدم.قلت: ذلك صحيح.

قال: لكني وج\\دت العه\\د الق\\ديم ينص على خالف ه\\ذا.. نعم هو يذكر الدم.. ولكنه يذكر معه التوبة.. بل إنه يعتبر التوب\\ة أعظم

من الدم.. (:) إني أطلب رحمة ال ذبيحة،7-6 :\ 6لقد قرأت في )هوشع

ومعرفتي أكثر من المحرقات ولكنكم مثل آدم، نقضتم عهدي(:\\ 14وقرأت فيه )هوشع (:) ارج\\ع تائب\\ا ياإس\\رائيل إلى1-3

الرب إلهك، ألنك قد تع\\ثرت بخطيئت\\ك. احمل\\وا معكم كالم ابته\\ال وارجعوا إلى الرب قائلين له: ان\\زع إثمن\\ا، وتقبلن\\ا بف\\ائق رحمت\\ك، فنزجي إليك حم\\د ش\\فاهنا ك\\القرابين. إن أش\\ور لن تخلص\\نا، ولن نعتمد على خيول مصر إلنقاذن\\ا، ولن نق\\ول لألوث\\ان ص\\نعة أي\\دينا:

167

Page 170: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

)أنتم آلهتنا( ألن فيك وحدك يجد اليتيم رحمة( (:) يارب: بماذا أتقدم عندما أمثل8-6 :\ 6وقرأت في )ميخا

أم\\ام ال\\رب وأس\\جد في حض\\رة الل\\ه العلي؟ ه\\ل أتق\\دم من\\ه بمحرقات وبعجول حولية ؟ هل يسر الرب بألوف أنهار زيت ؟ هل أقرب بكري فداء إثمي وثمرة جسدي تكفيرا عن خطيئ\\ة نفس\\ي؟ لقد أوضح لك الرب أيها اإلنسان ما ه\\و ص\\الح. وم\\اذا يبتغي من\\كسوى أن تتوخى العدل، وتحب الرحمة، وتسلك متواضعا مع إلهك(

: ) لم ت\\\رد أو تطلب ذب\\\ائح6:\\\ 40وق\\\رأت في )مزم\\\ور ومحرقات عن الخطيئة، لكنك وهبتني أذنين صاغيتين مطيعتين (

(:) فإنك ال تسر بذبيحة،17 – 16 :\ 51وقرأت في )مزمور: وإال كنت أقدمها. بمحرقة ال ترضى إن الذبائح التي يطلبها الله هي

روح منكسرة. فال تحتقرن القلب المنكسر والمنسحق ياالله( (: ) أسبح اسم الله بنشيد31– 30 : 69وقرأت في )مزمور

وأعظمه بحمد. فيطيب ذلك لدى ال\\رب أك\\ثر من محرق\\ة: ث\\ور أوعجل (

:\\ 7وقرأت في في )إرمياء: ( : ) هكذا قال رب الجن\\ود22 إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذب\\ائحكم وكل\\وا لحم\\ا، ألني لم أكلم آب\\ائكم وال أوص\\يتكم ي\\وم أخ\\رجتهم من أرض مص\\ر بش\\أن محرقة وذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا األم\\ر ق\\ائال: أطيع\\وا ص\\وتي فأكون لكم إلها وأنتم تكونون لي شعبا، وسيروا في الطريق ال\ذي

أوصيتكم به ليحسن إليكم( التفت إلي، وقال: إن هذه العقائد تتوافق تماما مع م\\ا ذك\\رهالقرآن.. فهو يذكر أن التوبة هي التي تكفر الخطيئة، ال القرابين..

\\اده \\ة عن عب yوب yه هو يقبل الت ﴿لقد ورد فيه : ألم يعلموا أنy اللحيم )التوب\\ة: yاب ال\\رyوy yه ه\\و الت دقات وأنy الل y\\104﴾ويأخ\\ذ الص..)

168

Page 171: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

yه yه يج\\د الل تغفر الل ﴿وفيه : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثمy يس\\yذين110﴾غف\\ورا رحيم\\ا )النس\\اء : \\ادي ال \\ا عب ﴿(.. وفي\\ه : ق\\ل ي

yه يغف\\ر yه إنy الل \\وا من رحم\\ة الل هم ال تقنط رفوا على أنفس\\ أس\\حيم )الزمر: yه هو الغفور الرy ﴿(.. وفي\\ه : وأن53﴾الذنوب جميعا إن

عكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى yكم ثمy توبوا إليه يمت استغفروا رب ي أخاف عليكم عذاب يوم yوا فإن ويؤت كلy ذي فضل فضله وإن تول

\ة3﴾كبير )ه\ود: yه توب \وا إلى الل \وا توب yذين آمن ه\ا ال \ا أي ﴿(.. وفي\\ه : يyات تج\\ري ئاتكم ويدخلكم جن كم أن يكفر عنكم سي نصوحا عسى رب\\ورهم \\وا مع\\ه ن yذين آمن yبيy وال yه الن من تحتها األنهار يوم ال يخزي الل\\ا \\ا واغف\\ر لن yنا أتمم لنا نورن يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون رب

yك على كل شيء قدير )التحريم: (8﴾إنلنا ﴿وأخبر القرآن أن كل الرسل جاءوا بهذا.. ففيه : وما أرس\\هم ج\اءوك yهم إذ ظلموا أنفس\ yه ولو أن من رسول إال ليطاع بإذن الل yه توyاب\\ا رحيم\\ا ول لوج\\دوا الل س\\ yتغفر لهم الر yه واس\ ﴾فاستغفروا الل

(64)النساء:

yكم ثمy تغفروا رب ﴿وأخبر عن نوح أنه قال لقومه : ويا ق\\وم اس\\ماء عليكم مدرارا ويزدكم قوyة إلى قوyتكم وال yتوبوا إليه يرسل الس

yوا مجرمين )هود: (52﴾تتولyه م\\ا لكم من \\دوا الل ﴿وعن صالح أنه قال لقومه : يا ق\\وم اعبyتغفروه ثم تعمركم فيه\\ا فاس\\ إله غيره هو أنشأكم من األرض واس\\

ي قريب مجيب )هود: (61﴾توبوا إليه إنy ربقاقي yكم ش\\ \ا ق\\وم ال يج\رمن ﴿وعن شعيب أنه قال لقومه : ويالح وم\\ا أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم ص\\

ي89قوم لوط منكم ببعيد ) \\ه إنy رب yكم ثمy توبوا إلي ( واستغفروا رب﴾( )هود(90رحيم ودود )

وبمثل ذلك وردت األح\\اديث الكث\\يرة عن محم\\د.. وإن ش\\ئت

169

Page 172: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

رويت لك منها ما يؤكد لك ذلك. قلت: يس\\رني ذل\\ك.. فح\\دثني.. فق\\د ذك\\رت ل\\ك أني واس\\ع

الصدر.. وأني ال يهمني إال الحقيقة.. انطلق وجهه بابتسامة عذب\\ة، ثم ق\\ال: لق\\د ورد في الح\\ديث قول محمد : ) إن الله عز و جل يبسط يده بالليل ليت\\وب مس\\يء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس

(1)من مغربها( وفي حديث آخر قال : ) من تاب قبل أن تطلع الش\\مس من

(2)مغربها تاب الله عليه( وفي حديث آخر ق\\ال : )إن من قب\\ل المغ\\رب لباب\\ا مس\\يرة عرضه أربعون عاما أو سبعون سنة فتحه الله عز وجل للتوبة ي\\وم

(3)خلق السماوات واألرض، فال يغلقه حتى تطلع الشمس منه( وفي حديث آخر قال : ) للجن\\ة ثماني\\ة أب\\واب س\\بعة مغلق\\ة

(4)وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه( وفي حديث آخر قال : )لو أخطأتم حتى تبلغ الس\\ماء ثم تبتم

(5)لتاب الله عليكم( وفي حديث آخر قال : )من س\\عادة الم\\رء أن يط\\ول عم\\ره

)( رواه مسلم والنسائي. 1

)( رواه مسلم. 2

)( رواه الترمذي في حديث البيهقي واللفظ له وقال الترمذي حديث حسن صحيح. 3

)( رواه أبو يعلى والطبراني بإسناد جيد. 4

)( رواه ابن ماجه بإسناد جيد. 5

170

Page 173: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1)ويرزقه الله اإلنابة( ، فسعيد من هلك(2)وفي حديث آخر قال : )المؤمن واه راقع

(3)على رقعه( وفي حديث آخ\ر ق\ال : )مث\ل الم\ؤمن ومث\ل اإليم\ان كمث\ل

يجول ثم يرجع إلى آخيته، وإن المؤمن يسهو(4)الفرس في آخيتهثم يرجع، فأطعموا طعامكم األتقياء، وأول\\وا مع\\روفكم المؤم\\نين(

(5) وفي حديث آخر قال : )كل ابن آدم خطاء، وخ\\ير الخط\\ائين

(6)التوابون( وفي حديث آخر قال : )إن عبدا أصاب ذنبا، فقال يا رب إني أذنبت ذنب\\ا ف\\اغفره، فق\\ال ل\\ه رب\\ه: علم عب\\دي أن ل\\ه رب\\ا يغف\\ر الذنب، ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما ش\\اء الل\\ه، ثم أص\\اب ذنب\\ا آخر، فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا آخر، فاغفره لي، قال رب\\ه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر ل\ه، ثم مكث م\ا ش\اء الله، ثم أصاب ذنبا آخر فقال: ي\\ا رب إني أذنبت ذنب\\ا ف\\اغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخ\\ذ ب\\ه فق\\ال رب\\ه:

)( رواه الحاكم وقال صحيح اإلسناد. 1

)( معنى واه مذنب وراقع يعني تائب مستغفر. 2

)( رواه البزار والطبراني في الصغير واألوسط. 3

)( اآلخية : هي حبل يدفن في األرض مثنيا ويبرز منه كالعروة تشد إليها الدابة.. وقي\\ل ه\\و4عود يعرض في الحائط تشد إليه الدابة.

)( رواه ابن حبان في صحيحه. 5

)( رواه الترم\\ذي وابن ماج\\ه والح\\اكم كلهم من رواي\\ة علي بن مس\\عدة وق\\ال الترم\\ذي6حديث غريب ال نعرفه إال من حديث علي بن مسعدة عن قتادة وقال الحاكم صحيح اإلسناد.

171

Page 174: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

(1)غفرت لعبدي فليعمل ما شاء( وفي حديث آخر قال : )إن المؤمن إذا أذنب ذنبا ك\انت نكت\\ة سوداء في قلب\\ه، ف\\إن ت\\اب ون\\زع واس\\تغفر ص\\قل منه\\ا، وإن زادزادت حتى يغلف بها قلبه فذلك الران الذي ذك\\ر الل\\ه في كتاب\\ه :

﴾ كالy بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )المطففين: ﴿14)(2) وفي ح\\ديث آخ\\ر أن بعض\\هم س\\أله، فق\\ال: ي\\ا رس\\ول الل\\ه أوصني، قال:) عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عن\\د ك\\ل حجر وشجر، وما عملت من سوء، فأح\\دث ل\\ه توب\\ة الس\\ر بالس\\ر

(3)والعالنية بالعالنية( وفي ح\\ديث آخ\\ر ق\\ال:) إن الل\\ه يقب\\ل توب\\ة العب\\د م\\ا لم

(5)((4)يغرغر وفي حديث آخر قال : )إذا تاب العب\\د من ذنوب\\ه أنس\\ى الل\\ه عز و جل حفظته ذنوبه، وأنسى ذلك جوارحه ومعالم\\ه من األرض

(6)حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله بذنب( وفي ح\\ديث آخ\\ر ق\\ال : )الن\\ادم ينتظ\\ر من الل\\ه الرحم\\ة، والمعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أن ك\\ل عام\\ل س\\يقدم على عمله وال يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما األعمال بخواتيمها، والليل والنهار مطيت\\ان، فأحس\\نوا الس\\ير

)( رواه البخاري ومسلم. 1

)( رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم. 2

)( رواه الطبراني. 3

)( يغرغر: ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به. 4

)( رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن. 5

)( رواه األصبهاني. 6

172

Page 175: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

عليهما إلى اآلخرة، واحذروا التسويف، فإن الموت ي\\أتي بغت\\ة، وال يغترن أحدكم بحلم الل\\ه ع\\ز وج\\ل، ف\\إن الجن\\ة والن\\ار أق\\رب إلى

﴿ : فمن يعم\\لأح\\دكم من ش\\راك نعل\\ه(، ثم ق\\رأ رس\\ول الل\\ه \\ره ) \\را ي ة خي yره )7مثقال ذر\\ ا ي ر ة ش\\ y8( ومن يعم\\ل مثق\\ال ذر)﴾

(1))الزلزلة( (2)وفي حديث آخر قال : )التائب من الذنب كمن ال ذنب له(

(3)وفي حديث آخر قال : )الندم توبة( وفي حديث آخر قال : )ما علم الله من عبد ندام\\ة على ذنب

(4)إال غفر له قبل أن يستغفره منه( وفي حديث آخر قال : )ليس أح\\د أحب إلي\\ه الم\\دح من الل\\ه من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغ\\ير من الل\\ه من أج\\ل ذل\\ك حرم الفواحش وليس أحد أحب إليه العذر من الله من أج\\ل ذل\\ك

(5)أنزل الكتاب وأرسل الرسل( وفي حديث آخر قال : )والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب

(6)الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم( وفي حديث آخر قال : )قال الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أف\\رح بتوب\\ة عب\\ده من أح\\دكم يجد ضالته بالفالة ومن تق\\رب إلي ش\\برا تق\\ربت إلي\\ه ذراع\\ا ومن

)( رواه األصبهاني. 1

)( رواه ابن ماجه والطبراني. 2

)( رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال صحيح اإلسناد. 3

)( رواه الحاكم وقال صحيح اإلسناد. 4

)( رواه مسلم. 5

)( رواه مسلم وغيره. 6

173

Page 176: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إلي\\ه (1)أهرول(

وفي حديث آخر قال : )من تقرب إلى الل\\ه ع\ز و ج\ل ش\برا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باع\\ا ومن أقب\\ل إلى الله عز و جل ماشيا أقبل إليه مهروال والله أعلى وأجل والل\\ه

(2)أعلى وأجل والله أعلى وأجل( وفي حديث آخر قال : ) قال الله عز و جل ي\\ابن آدم قم إلي

(3)أمش إليك وامش إلي أهرول إليك( وفي ح\\ديث آخ\\ر ق\\ال : )من أحس\\ن فيم\\ا بقي غف\\ر ل\\ه م\\ا

(4)مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي( وفي ح\ديث آخ\ر ق\ال : ) إن مث\ل ال\ذي يعم\ل الس\يئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل ك\\انت علي\\ه درع ض\\يقة ق\\د خنقت\\ه ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ثم عمل حس\\نة أخ\\رى ف\\انفكت أخ\\رى

(5)حتى تخرج إلى األرض( وفي حديث آخر أن بعضهم أراد سفرا، فقال: يا رس\\ول الل\\ه أوصني، فقال: )اعبد الله وال تشرك به شيئا( قال: يا رس\\ول الل\\ه

(6)زدني قال : ) إذا أسأت فأحسن وليحسن خلقك( وفي حديث آخر روي أن قريشا قالت لمحمد : ) ادع لنا رب\\ك

)( رواه مسلم واللفظ له والبخاري بنحوه. 1

)( رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن. 2

)( رواه أحمد بإسناد صحيح. 3

)( رواه الطبراني بإسناد حسن. 4

)( رواه أحمد والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح. 5

)( رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح اإلسناد. 6

174

Page 177: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

يجعل لنا الصفا ذهبا، ف\\إن أص\\بح ذهب\\ا اتبعن\\اك(، ف\\دعا رب\\ه فأت\\اه فقال: إن رب\\ك يقرئ\\ك الس\\الم، ويق\\ول ل\\ك: إن ش\\ئتجبريل

أصبح لهم الصفا ذهبا، فمن كفر منهم عذبته ع\\ذابا ال أعذب\\ه أح\\دا من العالمين، وإن ش\\ئت فتحت لهم ب\\اب التوب\\ة والرحم\\ة، ق\\ال:

(1))بل باب التوبة والرحمة( وفي حديث آخر قال : )ات\\ق الل\\ه حيثم\\ا كنت، وأتب\\ع الس\\يئة

(2)الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن( التفت إلي، وق\\ال: اس\\مح لي.. لق\\د أطلت علي\\ك في رواي\\ة األحاديث.. لست أدري لعل ه\\ذا من آث\\ار بداي\\ة حي\\اتي ال\\تي كنت فيها مسلما.. لكني أش\\عر أن تل\ك المع\اني ال\تي ذكره\ا محم\د ال

تختلف كثيرا عن المعاني التي جاء العهد القديم يقررها..:\\ 55فق\\د ق\\ال ال\\رب في )إش\\عيا: (: ) لي\\ترك الش\\رير7

طريقه واألثيم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وليرجع إلى إلهناألنه يكثر الغفران(

:\\ 33وقال في )حزقيال: (:) حي أنا يقول الس\\يد ال\\رب،11 إني ال أبتهج بموت الشرير بل بأن يرتدع عن غيه ويحيا(

( : ) ولكن إن رجع الشرير22 -21 :\ 18وقال في )حزقيال: عن خطاياه كلها التي ارتكبها، ومارس جميع فرائضي وصنع ما هو عدل وحق فإنه حتما يحيا، ال يموت وال تذكر ل\ه جمي\\ع آثام\ه ال\تي

ارتكبها. إنما يحيا ببره الذي عمله( ( أن الرب غفر لهارون خطأه، وأمر40:12وورد في )خروج:

بجعله وذريته كهنة على بني اسرائيل. وجاء في بداية المزم\\ور األول ق\\ول ال\\رب:)ط\\وبى لإلنس\\ان

)( رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح. 1

)( رواه الترمذي وقال حديث حسن. 2

175

Page 178: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الذي ال يتبع مشورة األش\\رار، وال يق\\ف في طري\\ق الخ\\اطئين، وال يجالس المستهزئين.. بل في شريعة الرب بهجته، يتأمل فيها نهارا وليال.. فيكون كشجرة مغروسة عند مج\\اري المي\\اه، تعطي ثمره\\ا

في حينه، وورقها ال يذبل، وكل ما يصنعه يفلح( انظ\\ر.. لق\\د أخ\\بر ال\\رب \\\ على لس\\ان داود \\\ أن االش\\تغال

بأسباب الخير ومفارقة أهل الشر وحدها تكفي للخالص.. قلت: مع احترامي لم\\ا ذك\\رت.. ولك\\ني أري\\د أن أنبه\\ك على

ناحية مهمة جدا ربما لم تتمكن من معرفتها بعد.نظر إلي باهتمام، وقال: يسرني أن أعلمها منك.

قال: أرى أنك تهتم كث\\يرا بالعه\\د الق\\ديم.. وتنس\\ى أن العه\\د الجدي\\د ه\\و األس\\اس في المس\\يحية ال العه\\د الق\\ديم.. فلن تفهم المسيحية حق الفهم.. أو لن تتجلى لك المسيحية بصورتها الرائعة

الكاملة إال عندما تجلس تحت ظالل العهد الجديد. ابتسم، وقال: بلى.. لقد جلست.. جلست كثيرا.. وقد سمعت المسيح أثناء جلوس\ي تحت ظالل العه\د الجدي\د يق\ول \\ كم\ا في

(: ) ال تظنوا أني جئت ألنقض الناموس أو األنبياء..17 :\ 5)متى:ما جئت ألنقض بل ألكمل(

( \ :) حينئذ خاطب يسوع1:\ 23ووجدت فيه \ كما في )متى: الجم\\\وع وتالمي\\\ذه ق\\\ائال: )على كرس\\\ي موس\\\ى جلس الكتب\\\ة والفريسيون فكل م\\ا ق\\الوا لكم أن تحفظ\\وه ف\\احفظوه وافعل\\وه

ولكن حسب أعمالهم ال تعملوا ألنهم يقولون وال يفعلون( :\\ 19وسمعته يق\\ول \\\ كم\\ا في )م\\تى: (:) إن أردت أن16

تدخل الحياة فاحفظ الوصايا(.. أي اتبع تعاليم التوراة واعمل بها.

ـ صلب المسيح6

176

Page 179: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: ال ب\\أس.. دعن\\ا من ه\\ذا.. وهي\\ا نتح\\دث عن العقي\\دة السادسة المرتبطة بهذا.. عقيدة صلب المسيح.. أل\\ديك تس\\اؤالت

حولها؟ قال: اذكر لي م\\ا تنص علي\\ه ه\\ذه العقي\\دة.. وس\\أذكر لم م\\ا

عرض لي من وساوس بسببها.قلت: يعتقد المسيحيون أن المسيح صلب.

قال: فبم يستدلون على ذلك؟ قلت: إن ه\\ذا ال يحت\\اج إلى اس\\تدالل.. فق\\د ورد النص على

الصلب في األناجيل.. ألم تقرأ ما ورد في األناجيل من اإلصحاحات المطولة لصلب المس\\يح، ذاك\\رة الكث\\ير من تفاص\\يل القبض علي\\ه، ومحاكمت\\ه،

وصلبه، ثم دفنه، ثم قيامته، فصعوده إلى السماء؟ ألم تعرف أن هذه العقيدة هي عص\ب المس\يحية ومحوره\ا.. لقد قال الكاردينال اإلنجليزي )منينغ( يصور أهمي\\ة حادث\\ة الص\\لب في كتاب\\ه )كهن\\وت األبدي\\ة( بقول\\ه:) ال تخفى أهمي\\ة ه\\ذا البحث الم\\وجب للح\\يرة، فإن\\ه إذا لم تكن وف\\اة المس\\يح ص\\لبا حقيقي\\ة، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هدم من األساس، ألن\\ه إذا لم يمت المس\\\يح على الص\\\ليب، ال توج\\\د الذبيح\\\ة، وال النج\\\اة، وال التثليث.. فبولس والحواريون وجمي\\ع الكن\\ائس كلهم ي\\دعون ه\\ذا،

أي أنه إذا لم يمت المسيح ال تكون قيامة أيضا(؟ وقال : )جوردن مولتمان( في كتاب\\ه )اإلل\\ه المص\\لوب( : )إن

وفاة يسوع علي الصليب هي عصب كل العقيدة المسيحية( بل قال قبلهم ) بولس( يؤكد هذا ويؤسس ل\\ه : ) إن لم يكن المسيح قد قام، فباطل كرازتنا، وباطل أيضا إيمانكم( ) كورنثوس

(1 )15/14)177

Page 180: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ق\\ال: بلى.. ق\\رأت ذل\\ك.. ولكن ل\\دي بعض الش\\بهات مألتقلبي بالظلمات..

لست أدري ربما كان سبب ذلك هو أني كنت مسلما قب\\ل أنأصير مسيحيا..

لقد قرأت في القرآن \ إبان إسالمي \ أن الله أنجى المس\\يح عن\\د ذك\\ر تع\\داد نعم الل\\ه على–من م\\ؤامرات األع\\داء.. ففي\\ه

نات فق\\ال ﴿المسيح \ : وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبيyذين كفروا منهم إن هذا إال سحر مبين()المائدة: ( 110ال

yه خير الماكرين )آل عم\\ران: yه والل ﴾وفيه : ومكروا ومكر الل ﴿(، أي أنهم كادوا ليقتلوه، ولكن كيد الله أعظم من كيدهم.54

وفيه عند ذكر بعض مالمح المؤامرة التي حاكها اليهود ضده :\\ا عظيم\\ا ) yا156﴿ وبكف\\رهم وق\\ولهم على م\\ريم بهتان ( وق\\ولهم إن

لبوه \\وه وم\\ا ص\\ yه وما قتل قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول اللyذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من ه لهم وإنy ال ولكن شب

باع الظyن وما قتلوه يقينا ) \\ان157علم إال ات yه إليه وك ( بل رفعه اللyه عزيزا حكيما ) \\ل158الل \\ه قب \\ؤمننy ب ( وإن من أهل الكتاب إال لي

﴾( )النساء(159موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا )

yي متوفي\\ك ورافع\\ك إلي ى إن \\ا عيس\\ yه ي ﴿وفي\\ه : إذ ق\\ال اللyذين كفروا yبعوك فوق ال yذين ات yذين كفروا وجاعل ال ومطهرك من ال\\وم القيام\\ة ثمy إليy م\\رجعكم ف\\أحكم بينكم فيم\\ا كنتم في\\ه إلى ي

(55﴾تختلفون )آل عمران: إن ه\\ذه اآلي\\ات جميع\\ا تنص ص\\راحة أو تلميح\\ا على نج\\اة المسيح من مكر الماكرين، وعلى رفعه إلى الس\\ماء، وأن أع\\داءه الذين أرادوا صلبه وقعوا في الشك.. وتنص على أن المسيح يع\\ود

قبيل الساعة، فيكون عالمة على قرب انقضاء الدنيا.

178

Page 181: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: دعن\\\ا مم\\\ا يق\\\ول الق\\\رآن.. فالعقائ\\\د المس\\\يحية النستنبطها إال من كتابنا المقدس.

قال: صدقت.. وأنا لم أذك\\ر م\\ا ورد في الق\\رآن ألس\\تدل ب\\ه على إنكار هذه الحادثة.. وإنما ذكرتها باعتباره\\ا دع\\وى تحت\\اج إلى تحقيق.. أليس القاضي العادل هو الذي يقب\\ل جمي\\ع ال\\دعاوى، ثم

يتعامل معها بعد ذلك بما يقتضيه التحقيق والتحري؟قلت: بلى.. ذلك صحيح..

قال: فلنعتبر ما ورد في القرآن مجرد دعوى.. وهلم نناقش\\هابما يقتضيه البحث العلمي.

قلت: لك ذلك.. فناقشها بما تشاء. قال: أنت ترى كما يرى كل آباء الكنيسة وقديسوها أن حادثة صلب المس\\يح هي مح\\ور المس\\يحية وقطبه\\ا ال\\ذي ت\\دور علي\\ه..

أليس كذلك؟قلت: لقد ذكرت لك ذلك.. وذكرت لك النصوص الدالة عليه.

قال: أليس األصل في مث\\ل ه\\ذا أن ينق\\ل ب\\التواتر.. أو ينق\\لنقال ال تعتريه أي شبهة؟

قلت: بلى.. فال يمكن أن نعتم\\\د في األح\\\داث الخط\\\يرة إال على األدلة القطعية.. وقد قال القرآن ال\\ذي أراك ترج\\ع إلي\\ه ك\\لر مع والبص\\ y\\الس yه علم إن\\ ﴿حين يقرر هذا : وال تقف ما ليس لك ب

)االسراء: ها36﴾والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال ﴿(.. وفيه : يا أي\\ة يبوا قوم\\ا بجهال \\وا أن تص\\ yن \\أ فتبي yذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنب ال

(6﴾فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )الحجرات: ق\\ال: إن ه\\ذا يس\\تدعي البحث في الش\\هود ال\\ذين حض\\رواالحادثة.. أجبني.. من هم الشهود الذين وصفوا الحادثة عن رؤية؟

179

Page 182: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

لم أدر بما أجيبه، لكني قلت، كما تعود رجال ديننا أن يقول\\وا: لغة إنسانية يتح\\دث عن500إن الكتاب المقدس.. وفي أكثر من صلب المسيح.. أفال يكفي هذا دليال؟

ابتسم، وقال: ما أجمل هذا الدليل.. وم\\ا أق\\واه.. إن\\ه ينس\\ف ك\\ل األدل\\ة.. ولكن\\ه في نفس ال\\وقت يمكن\\ه أن يخ\\رج جمي\\ع المج\\\رمين من جمي\\\ع الس\\\جون.. ويحكم على جمي\\\ع األبري\\\اء

باإلعدام.قلت: كيف تقول ذلك؟

قال: لو سلمنا بالمنهج الذي يعتمده هذا ال\\دليل.. فس\\يتحول كل المجرمين إلى مترجمين.. ليترجموا دعاواهم إلى جمي\\ع لغ\\ات

العالم، ثم يرموا بها في وجوه القضاة.قلت: لم أفهم ما ترمي إليه.

قال: الكذبة \ سعادة الحبر \ تبقى كذبة، ولو ترجمته\\ا لجمي\\علغات العالم..

قلت: إذا لم تقب\\ل ه\\ذا.. فهن\\اك أربع\\ة ش\\هود.. وهم كتب\\ةاألناجيل..

قال: أول مالحظة يمكن أن تخرق به\\ا ه\\ذه الش\\هادة هي أن.(1)كتبة األناجيل األربعة مشكوك في عالقتهم بالمسيح

والمالحظة الثانية.. هي أن شهود اإلثب\\ات جميع\\ا لم يحض\\روا الواقعة ال\\تي يش\\هدون فيه\\ا، كم\\ا ق\\ال م\\رقس: )فترك\\ه الجمي\\ع

( 14/50وهربوا( ) مرقس: 5000قلت: ولكن ه\\\ذه الش\\\هادة مس\\\جلة على أك\\\ثر من

)( انظ\\ر التفاص\\يل المرتب\\ة بكتب\\ة األناجي\\ل في رس\\الة )الكلم\\ات المقدس\\ة( من ه\\ذه1السلسلة.

180

Page 183: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

مخطوط.. ابتس\\م، وق\\ال: م\\ا يق\\ال في المخطوط\\ات قي\\ل قبل\\ه في الترجم\\ات.. ب\\ل إن ش\\أن المخطوط\\ات أيس\\ر.. فه\\و ال يحت\\اج إال

القدرة على الكتابة.. ومع ذلك.. فقد بحثت في هذا، ووجدت أنه ال توج\\د من ه\\ذه النسخ جميعا مخطوطتان متطابقتان.. ولو تط\\ابقت جميعه\\ا، ف\\إن

أيا منها لم يسجyل بخط مؤلفه، وإن نسب إليه. لم أبحث أنا وحدي.. بل بحث الكث\\يرون قبلي.. منهم )اين\\وك باول( الذي قال في كتابه )تطور األناجيل(: )قصة ص\\لب الروم\\ان للمسيح لم تكن موجودة في النص األصلي لألناجيل(.. وقد اس\\تند في ذلك إلى إعادته ترجمة نسخة متى اليونانية، فتبين له أن هناك أجزاء وردت مكررة في هذا اإلنجيل، مما يوحي بأنه أعيدت كتابتها

في مرحلة تالية. ومنهم )نينهام( مفسر إنجيل مرقس الذي عل\\ق على م\\ا ورد

( \\\ من أن\\ه )في الي\\وم األول من16 – 14/12في ) م\\رقس الفطير، حين كانوا يذبحون الفصح، ق\\ال ل\\ه تالمي\\ذه: أين تري\\د أن نمضي ونعد لتأكل الفصح؟ فأرسل اثنين من تالميذه، وق\\ال لهم\\ا: اذهبا إلى المدينة فيالقيكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه..( \ بقوله : ) إن أغلب المفسرين يعتقدون أن ه\\ذه الفق\\رات أض\\يفت فيم\\ا

بعد لرواية مرقس (.. واستند هؤالء لهذه الدعوى ألمرين: أما أولهم\\ا.. فه\\و أن\\ه وص\\ف الي\\وم ال\\ذي قيلت في\\ه القص\\ة

بأسلوب ال يستخدمه يهودي معاصر للمسيح. قال : ) ولما كان المساء17وأما الثاني، فهو أن كاتب العدد (، وه\\و يتح\\دث عن14/17ج\\اء م\\ع االث\\ني عش\\ر..( ) م\\رقس

جلوس المس\يح م\ع تالمي\\ذه االث\ني عش\ر، وه\و ال يعلم ش\يئا عنرحلة اثنين منهم إلعداد الفصح.

181

Page 184: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ومنهم )جورج كيرد( شارح إنجي\\ل لوق\\ا.. فق\\د عل\\ق على م\\ا ( من أن المسيح قال على الصليب:34 -\ 23/33ورد في ) لوقا

)يا أبتاه اغفر لهم ألنهم ال يعلمون ماذا يفعلون( بقوله : )لقد قي\\ل إن ه\\ذه الص\\الة ربم\\ا تك\\ون ق\\د محيت من إح\\دى النس\\خ األولى لإلنجيل بواسطة أحد كتبة الق\\رن الث\\اني، ال\\ذي ظن أن\\ه ش\\يء ال يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود، وبمالحظة ما ح\\دث من ت\\دمير

م ص\\ار من المؤك\\د أن135م و 70م\\زدوج ألورش\\ليم في ع\\امي الله لم يغفر لهم(

باإلضافة إلى هذا، فإن هذه العبارة المهمة لم ي\\ذكرها س\\وىلوقا.. كما أغفلتها بعض المخطوطات الهامة للوقا.

التفت إلي، وقال: هذه بعض الشهادات المسيحية الدالة علىهذا..

قلت: أنا ال يكفيني إال شهادات األناجيل نفسها. ابتسم، وقال: كأن\\ك تس\\تفزني ألذك\\ر ل\\ك تناقض\\ات رواي\\ات

الصلب في األناجيل.قلت: أهناك تناقضات في روايات الصلب؟

قال: أجل.. لق\\د رأيت األناجي\\ل األربع\ة تتح\\دث عن تفاص\\يل كثيرة في رواية الصلب، والمفروض أن\\ه ل\\و ك\انت ه\\ذه الرواي\\ات

وحيا كما ندعي أن تتكامل روايات اإلنجيليين األربعة وتتطابق.. التناقضاتقلت: فاضرب لي مثاال على هذه

ق\\ال: سأض\\رب ل\\ك أمثل\\ة عنه\\ا.. أجب\\ني.. من ال\\ذي ذهبللقبض على يسوع؟

قلت: لقد ذكر متى ذلك، فقال : )جمع كثير بس\\يوف وعص\\ي ( 26/52من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب( )متى

182

Page 185: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قال: ولكن مرقس زاد على ذلك بأن ذك\\ر من الجم\\ع الكتب\\ة (.. وذكر يوحنا أن اآلتين هم جند14/43والشيوخ ) انظر مرقس:

(.. ولم18/3الرومان وخدم من عند رؤساء الكهنة ) انظر: يوحنا يذكر أي من الثالثة مجيء رؤساء الكهنة، لكن لوقا ذكر أن رؤساء الكهنة جاءوا بأنفسهم للقبض على المسيح إذ يقول: )ق\\ال يس\\وع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين علي\\ه( ) لوق\\ا

(.. أال ترى التناقض بين لوقا والباقين؟22/52سكت، فقال: أجبني.. متى حوكم المسيح؟

قلت: لقد ذكر لوقا أن ذلك كان صباح الليلة التي قبض علي\\ه فيه\\ا.. لق\\د ق\\ال في ذل\\ك : )ولم\\ا ك\\ان النه\\ار اجتمعت مش\\يخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة، وأصعدوه إلى مجمعهم ق\\ائلين: إن

(67 - 22/66كنت أنت المسيح فقل لنا؟( ) لوقا قال: هذا ما يقوله لوقا.. لكن الثالث\\ة يجعل\\ون المحاكم\\ة في ليلة القبض عليه، قال مرقس: )فمضوا بيسوع إلى رئيس الكهن\\ة، فاجتمع مع\\ه جمي\\ع رؤس\\اء الكهن\\ة والش\\يوخ والكتب\\ة( ) م\\رقس:

(.. أال ت\\رى أن18/3، ويوحن\\ا 26/57 ( ) وانظ\\ر : م\\تى 14/53هناك فرقا بينها؟

سكت، فقال: لقد تبع بطرس المس\\يح ل\\يرى محاكمت\\ه، وق\\د أخبره المسيح بأنه سينكره في تلك الليلة قب\\ل أن يص\\يح ال\\ديك..

أجبني كم مرة أخبر المسيح بطرس بصياح الديك؟ قلت: لقد ذكر مرقس مرتين.. ففيه : ) قبل أن يصيح الديك

( 14/72مرتين تنكرني ثالث مرات( )مرقس قال: ولكن الشهود الثالثة اآلخرين ذك\\روا م\\رة واح\\ده، ففي

(22/60لوقا: )قبل أن يص\\يح ال\\ديك تنك\\رني ثالث م\\رات( )لوق\\ا (.. لق\\د ذك\\ر18/27(.. وهكذا في )يوحنا 26/74وهكذا في )متى

الثالثة خالل القصة صياحا واحدا فقط، خالفا لما زعمه مرقس.183

Page 186: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما.سكت، فقال: أجبني أين تعرفت عليه الجارية أول مرة؟

قلت: لقد ذكر متى ويوحنا أنه كان حينذاك خارج الدار ففي ) (: )وأم\\ا بط\\رس فك\\ان جالس\\ا خارج\\ا في75،\\ 26/69م\\تى

الدار.فجاءت إلي\\ه جاري\\ة قائل\\ة: وأنت كنت م\\ع يس\\وع الجليلي(.. (:) وأم\\ا بط\\رس فك\\ان8/16وهذا ما ويؤكده يوحنا، ففي\\ه )يوحن\\ا

واقفا عند الباب خارجا( قال: ولكن مرقس ولوقا ذكرا أنه كان داخ\\ل ال\\دار يس\\تدفئ من البرد.. قال مرقس: )بينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهن\\ة. فلم\\ا رأت بط\\رس يس\\تدفئ نظ\\رت

(،66/\\ 14إليه وقالت: وأنت كنت مع يسوع الناص\\ري()م\\رقس وفي لوقا: )ولما أضرموا نارا في وسط ال\دار وجلس\وا مع\ا جلس بطرس بينهم. فرأته جارية جالسا عند النار فتفرست فيه وق\\الت:

( 56-22/55وهذا كان معه..( )لوقا التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

س\\كت، فق\\ال: أجب\\ني.. من ال\\ذي تع\\رف على المس\\يح فيالمرة الثانية ؟

(:26/71قلت: لقد ذكر متى أنها جارية أخرى.. ففيه ) متى ) ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى فقالت للذين هناك: وهذا كان

مع يسوع الناصري( قال: لكن مرقس ذكر أنه رأته نفس الجارية، ففي\\ه )م\\رقس

(: ) فرأته الجارية أيضا، وابتدأت تقول للحاض\\رين: إن ه\\ذا14/69منهم(

وحسب لوقا، ف\\إن ال\\ذي رآه ه\ذه الم\رة رج\ل من الحض\\ور (: )وبع\\د قلي\\ل رآه آخ\\ر وق\\ال:22/58وليس جارية.. ففيه )لوق\\ا

184

Page 187: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وأنت منهم، فقال بطرس: يا إنسان لست أنا( وذكر يوحن\\ا أن ه\\ذا الرج\\ل أح\\د عبي\\د رئيس الكهن\\ة.. ففي\\ه

(: ) قال واحد من عبي\\د رئيس الكهن\\ة، وه\\و نس\\يب18/26)يوحنا الذي قطع بط\رس أذن\ه أم\ا رأيت\\ك أن\\ا مع\ه في البس\\تان. ف\أنكر

بطرس أيضا(التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: أجبني.. لماذا حبس بارباس ؟ (:18/40قلت: لقد ذكر يوحن\\ا أن\\ه ك\\ان لص\\ا.. ففي\\ه )يوحن\\ا

) وكان باراباس لصا( قال: ولكن مرقس ولوقا اتفق\\ا على أن\\ه ك\\ان ص\\احب فتن\\ة،

(:23/19وأن\\ه قت\\ل فيه\\ا فاس\\توجب حبس\\ه.. ففي، يق\\ول )لوق\\ا )أطلق لنا باراباس، وذاك ك\\ان ق\\د ط\\رح في الس\\جن ألج\\ل فتن\\ة

(15/7حدثت في المدينة وقتل(.. ومثل ذلك في )مرقس التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: أجب\\ني.. من ال\\ذي حم\\ل الص\\ليب المس\\يح أمسمعان؟

(:19/17قلت: لق\\د ذك\\ر يوحن\\ا أن\\ه المس\\يح.. ففي\\ه) يوحن\\ا ) فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حام\\ل ص\\ليبه إلى الموض\\ع

الذي يقال له الجمجمة( قال: ولكن الثالثة يخالفونه في هذا.. فقد ذكروا أن\\ه س\\معان

 – 15/20القيرواني، بينما لم يذكر يوحنا شيئا عنه.. ففي )مرقس

(:) ثم خرجوا لصلبه، فسخروا رجال ممتازا كان آتيا من الحقل،22 وهو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل ص\\ليبه(..

(23/26(.. وهكذا في ) لوقا 27/32وهكذا في )متى

185

Page 188: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟سكت، فقال: أجبني.. ما نهاية يهوذا؟

قلت: لق\\د ذك\\ر م\\تى ذل\\ك، فق\\ال : ) ف\\أوثقوه ومض\\وا ب\\ه، ودفعوه إلى بيالطس البنطي ال\\والي، حينئ\\ذ لم\\ا رأى يه\\وذا ال\\ذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثالثين من الفضة إلى رؤس\\اء الكهن\\ة والشيوخ، ق\\ائال: ق\د أخط\أت، إذ س\\لمت دم\\ا بريئ\\ا. فق\الوا: م\\اذا علينا. أنت أبصر. فط\\رح الفض\\ة في الهيك\\ل وانص\\رف. ثم مض\\ى وخنق نفسه. فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: ال يح\\ل أن نلقيه\\ا في الخزانة ألنها ثمن دم. فتش\\اوروا واش\\تروا به\\ا حق\\ل الفخ\\اري مقبرة للغرباء. لهذا سمي ذلك الحقل حقل ال\\دم إلى ه\\ذا الي\\وم(

(5-27/2)متى قال: لكن سفر أعمال الرسل يحكي نهاية أخرى ليهوذا.. فقد ورد في سياق خطبة بطرس: ) أيها الرجال األخ\\وة ك\\ان ينبغي أن يتم هذا المكتوب ال\\ذي س\\بق ال\\روح الق\\دس فقال\\ه بفم داود عن يهوذا الذي ص\\ار دليال لل\\ذين قبض\\وا على يس\\وع. إذ ك\\ان مع\\دودا بيننا، وصار له نصيب في ه\\ذه الخدم\\ة. ف\\إن ه\\ذا اقت\\نى حقال من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انش\\ق من الوس\\ط فانس\\كبت أحشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع س\\كان أورش\\ليم ح\\تى

-1/16دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما أي حقل دم( )أعم\\ال 20.)

التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟سكت، فقال: بلى.. لقد اختلفا في جملة أمور..

منها كيفية م\\وت يه\\وذا.. فه\\ل م\\ات بخن\\ق نفس\\ه.. أو م\\ات بسقوطه، حيث انشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه.. أنت ترى أن\\ه ال يمكن أن يم\\وت يه\\وذا م\\رتين، كم\\ا ال يمكن أن يك\\ون ق\\د م\\ات

بالطريقتين معا.186

Page 189: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ومنها ذكر - من الذي اشترى الحقل.. ه\\ل ه\\و يه\\وذا حس\\ب قوله: )ف\\إن ه\\ذا اقت\\نى حقال من أج\\رة الظلم(، أم الكهن\\ة ال\\ذين أخ\\ذوا من\\ه الم\\ال حس\\ب قول\\ه : )فتش\\اوروا واش\\تروا به\\ا حق\\ل

الفخاري( ومنها ندم يهوذا حسب قوله : ) لما رأى يه\\وذا ال\\ذي أس\\لمه أنه ق\\د دين ن\\دم...ق\\د أخط\\أت، إذ س\\لمت دم\\ا بريئ\\ا(.. أم م\\ات

معاقبا بذنبه كما يظهر من كالم بطرس. ومنها رد يهوذا المال للكهنة حسب قول\\ه : ) ورد الثالثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ(، أم أنه أخذه واشترى ب\\ه حقال

حسب قوله : ) فإن هذا اقتنى حقال من أجرة الظلم( ومنها تاريخ موت يهوذا.. هل ك\ان قب\\ل ص\\لب المس\يح وبع\د المحاكم\\ة حس\\ب قول\\ه : )ودفع\\وه إلى بيالطس البنطي ال\\والي، حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم... فط\\رح الفض\\ة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه(.. أم أن ذلك كان فيما

بعد، حيث مضى واشترى حقال ثم مات في وقت ال ندريه.التفت إلي، وقال: أال ترى بعد كل هذا فرقا بينهما؟

سكت، فقال: لقد تح\\دثت األناجي\\ل عن تعلي\\ق المس\\يح على الص\\ليب، وأن\\ه ص\\لب بين لص\\ين أح\\دهما عن يمين\\ه، واآلخ\\ر عن يس\\اره.. وأخ\\برت عن االس\\تهزاء ب\\ه.. فمن اس\\تهزأ أكالهم\\ا أم

أحدهما؟ قلت: لقد ذكر متى ومرقس أن اللص\\ين اس\\تهزأ كالهم\\ا ب\\ه،ان الل\\ذان ص\\لبا مع\\ه يعيران\\ه( يقول متى:) بذلك أيض\\ا ك\\ان اللص\\

( 15/32(.. ومثله في )مرقس 27/44)متى قال: لكن لوقا ذكر أن أحدهما فقط اس\\تهزأ ب\\ه، بينم\\ا انته\\ر اآلخر، يقول لوقا: )وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف علي\\ه

187

Page 190: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قائال: إن كنت أنت المس\\يح فخلص نفس\\ك وإيان\\ا.. فأج\\اب اآلخ\\ر وانتهره قائال: أو ال تخاف الله،.. فقال له يسوع: الح\\ق أق\\ول ل\\ك:

( 43 - 23/39إنك اليوم تكون معي في الفردوس( ) لوقا التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: أجبني.. ما آخر ما قاله المص\\لوب قب\\ل موت\\ه،وكيف كان حاله؟

قلت: لقد صور متى وم\\رقس حال\\ه بح\\ال الي\\ائس القان\\ط.. فيقول ويصرخ : )إلهي إلهي لماذا تركتني(، ثم يسلم الروح ) متى

( 37 - 15/34 ومرقس 50 - 27/46 ق\\ال: ولكن لوق\\ا ال يرتض\\ي ه\\ذه النهاي\\ة المؤلم\\ة.. فل\\ذلك يصوره بحال القوي الراضي بقضاء الل\\ه حيث ق\\ال: )ي\\ا أبت\\اه في

(. 23/46يديك أستودع روحي( ) لوقا التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: ليس حادثة الصلب وحدها هي التي حصل فيها حص\\ل فيه\\ا ذل\\ك..حادثــة القيامةالتن\\اقض واالختالف.. ح\\تى

أجبني.. هل أسرت الزائرات الخبر، أم أشاعته؟ قلت: لقد ذكر مرقس أن النسوة لم يخبرن أح\\دا بم\\ا رأين.. فه\\و يق\\ول : )ولم يقلن ألح\\د ش\\يئا، ألنهن كن خائف\\ات() م\\رقس

16/8) قال: ولكن لوق\\ا خالف\\ه في ذل\\ك.. فق\\د ق\\ال : ) ورجعن من

(24/9القبر، وأخبرن األحد عشر وجميع الباقين بهذا كله( )لوقا التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: أجبني.. لمن ظهر المسيح أول مرة؟

188

Page 191: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

قلت: لقد ذكر مرقس ويوحن\\ا أن الظه\\ور األول ك\\ان لم\\ريم(20/14(، وكما في )يوحنا 16/9المجدلية كما في )مرقس

(.. واعت\\بر28/9قال: ولكن متى أضاف مريم األخ\\رى )م\\تى لوق\\ا أن أول من ظه\\ر ل\\ه المس\\يح هم\\ا التلمي\\ذان المنطلق\\ان

( 24/13لعمواس )لوقا التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهم جميعا؟

سكت، فقال: أجبني.. كم مرة ظهر المسيح ؟.. وأين؟ قلت: لقد عد يوحن\\ا لظه\\ور المس\\يح للتالمي\\ذ مجتمعين ثالث

( 26، 20/19مرات )يوحنا ق\\ال: لكن الش\\هود الثالث\\ة الب\\اقين يع\\دون للمس\\يح ظه\\ورا

(، و)لوق\\\ا16/14(، و)م\\\رقس 28/16واح\\\دا، كم\\\ا في )م\\\تى 24/36)

وي\\رى لوق\\ا أن\\ه ق\\د تم في أورش\\ليم، فيق\\ول: )ورجع\\ا إلى أورش\\ليم، ووج\\دا األح\\د عش\\ر مجتمعين هم وال\\ذين معهم، وهم يقول\\ون: إن ال\\رب ق\\ام بالحقيق\\ة وظه\\ر لس\\معان، وفيم\\ا هم يتكلمون به\ذا وق\ف يس\وع نفس\\ه في وس\\طهم وق\\ال لهم س\\الم

( 36 - 24/33لكم( )لوقا: بينما يذكر صاحباه أن ذلك كان في الجليل كما ورد في )متى

(: ) أما األحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل إلى الجب\\ل28/10 حيث أمرهم يس\\وع. ولم\\ا رأوه س\\جدوا ل\\ه(، ومثل\\ه في )م\\رقس

16/7 ) التفت إلي، وقال: أال ترى فرقا بينهما؟

سكت، فقال: أجبني.. كم بقي المسيح قبل رفعه؟ قلت: لقد ذكر متى ومرقس ولوقا أن صعوده ك\\ان في نفس

189

Page 192: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

)متى كما في قيامه (،19 – 16/9(، و)مرقس 20 – 28/8يوم (53 - 24/1و)لوقا

قال: لكن يوحنا في إنجيله جعل صعوده في اليوم التاسع من ( 21/4، 20/26القيامة، كما في )يوحنا

فق\\د جع\\ل–أما مؤلف أعمال الرسل - والمفترض أن\\ه لوق\\ا ص\\عود المس\\يح للس\\ماء بع\\د أربعين يوم\\ا من القيام\\ة، كم\\ا في

(1/13)أعمال بعد أن ذكر هذه التناقض\\ات التفت إلي، وق\\ال: أرأيت ل\\و أن شهودا وقفوا أمام قاض عادل.. ثم اختلفوا ك\\ل ه\\ذه االختالف\\ات..

أكان للقاضي أن يقبل شهادتهم؟

ـ الفداء بالصلب7 لم أجد ما أرد به عليه، فقلت: ال بأس.. دعن\\ا من ه\\ذا.. وهي\\ا نتح\\دث عن العقي\\دة الس\\ابعة المرتبط\\ة به\\ذا.. عقي\\دة الف\\داء

بالصلب.. ألديك تساؤالت حولها؟ قال: اذكر لي ما تنص علي\ه ه\ذه العقي\\دة.. وس\أذكر ل\ك م\ا

عرض لي من وساوس بسببها. قلت: يعتق\د المس\يحيون أن المس\يح ص\لب ألج\ل أن يف\دى

الناس، ويخلصهم من خطاياهم.قال: فبم يستدلون على ذلك؟

قلت: من النصوص الص\\ريحة الواض\\حة الدال\\ة على ذل\\ك م\\ا (: )أن\\ا ه\\و ال\\راعي الص\\الح،10/11ورد في في إنجي\\ل )يوحن\\ا:

الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف( (:) ألنه هك\\ذا أحب الل\\ه الع\\الم ح\\تى ب\\ذل3/16وفيه )يوحنا:

190

Page 193: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

ابن\\ه الوحي\\د لكيال يهل\\ك ك\\ل من ي\\ؤمن ب\\ه، ب\\ل تك\\ون ل\\ه الحي\\اةاألبدية(

(: )أن ابن اإلنس\\\ان لم ي\\\أت10/45وفي إنجي\\\ل )م\\\رقس:ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين(

قال: دعني مما تذكره النصوص المقدسة.. فهي تحم\\ل أل\\فوجه ووجه.. وحدثني عن فهوم قومك لها.

قلت: لقد ذك\\ر قومن\\ا أن الل\\ه أراد برحمت\\ه أن يخلص األرض من اللعنة التي أصابتها بسبب معصية آدم، لكن عدل\ه رفض ذل\ك،

بل أبى إال أن يعاقب أصحاب الذنب.ولذلك التمس هذا المخرج للتوفيق بين العدل والرحمة..

لقد لخص )أوغسطينوس( المسألة ب\\أن الل\\ه رحيم، ولكن\\ه ال يريد أن يغير قوانين المحكم\\ة ال\\تي تنص على أن الم\\وت عقوب\\ة عادلة لهذه الخطيئة األصلية، فاتخذ حيلة ينجي بها عباده، فيموتون

ثم يحيون من جديد، فتعود إليهم حريتهم بعد حياتهم الجديدة. ولما كانت إماتة الن\\اس جميع\\ا تتع\\ارض م\\ع ق\\انون الطبيع\\ة وسنن الكون، ك\\ان الب\\د من ش\\خص معص\\وم من ال\\ذنب األص\\لي يعاقبه الله بموت\\ه، ثم يبعث\\ه، فيك\\ون موت\ه بمثاب\ة م\وت البش\رية

وعقوبتها، وقد اختار الله ابنه لهذه المهمة. يقول القس لبيب ميخائي\\ل: ) إن الل\\ه ال\\رحيم ه\\و أيض\\ا إل\\ه عادل، وإن الله المحب هو أيض\\ا إل\\ه ق\\دوس يك\\ره الخطيئ\\ة، وإذا تركزت هذه الص\\ورة في أذهانن\\ا، س\\ندرك على الف\\ور أن ص\\فات الل\\ه األدبي\\ة الكامل\\ة ال يمكن أن تس\\مح بغف\\ران الخطي\\ة دون أن تنال قصاصها.. فإن الصليب يب\\دو أمامن\\ا ض\\رورة حتمي\\ة للتوفي\\ق

بين عدل الله ورحمته ( ويؤك\\د ه\\ذه المع\\اني ع\\وض س\\معان في كتاب\\ه )فلس\\فة

191

Page 194: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الغفران( بقوله: )لو كان في الجائز أن تقل عدال\\ة الل\\ه وقداس\\ته عن رحمته ومحبته اللتين ال حد لهما، فإن من مستلزمات الكم\\ال ال\\ذي يتص\\ف ب\\ه، أال يتس\\اهل في ش\\يء من مط\\الب عدالت\\ه وقداسته، وبما أنه ال يستطيع سواه إيفاء مطالب ه\\ذه وتل\\ك، إذنال سبيل للخالص من الخطيئة ونتائجها إال بقيامه بافتدائنا بنفسه(

ويقول حبيب جرجس في كتاب\\ه )خالص\\ة األص\\ول اإليماني\\ة(: )ولما فسد الجنس البش\\ري، وص\\ار الن\\اس مس\\تعبدين للخطيئ\\ة، وأبناء للمعصية والغضب لم يتركهم الله يهلكون بإنغماس\\هم فيه\\ا، بل شاء بمجرد رحمته أن ينقذنا من الهالك بواسطة فاد يفدينا من حكم الموت، وهذا الفادي ليس إنسانا وال مالكا وال خليق\\ة أخ\\رى، بل هو مخلصنا وفادينا ابن الله الوحيد ربنا يسوع المسيح الذي ل\\ه

المجد إلى أبد اآلبدين( ويؤكد القس جولد ساك على أهمية القصاص فيق\\ول: ) الب\\د أن يكون واضحا وضوح الشمس في ضحاها ألي إنسان بأن الله ال يمكنه أن ينقض ناموسه، ألنه إذا فعل ذلك من الذي ي\\دعوه ع\\ادال

ومنصفا( إذن البد من العقوبة حتى تحصل المغفرة.. وفي ذل\\ك يق\\ول بولس: ) وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الن\\اموس بال\\دم، وب\\دون

( 9/22سفك دم ال تحصل مغفرة ( ) عبرانيين ويقول: ) ألنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم،

(6/20( 1وفي أرواحكم التي هي لله ( )كورنثوس ) ( 6/23ويقول: ) أجرة الخطية هي موت ( ) رومية

ويقول: ) ألنه وإن كنا ونحن أعداء فقد صولحنا مع الله بموت ( 5/10ابنه ( ) رومية

ويقول بطرس: ) عالمين أنكم افتديتم ال بأشياء تفنى: بفض\\ة

192

Page 195: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقل\\دتموها من اآلب\\اء، ب\\ل ب\\دم (1كريم كما من حمل بال عيب، وال دنس دم: المسيح ( ) بطرس )

1/18 - 19) ويعتبر قومنا فداء المسيح للبشرية العم\\ل الحقيقي للمس\\يح والذي من أجله تجسد وتأنس، يقول األنب\\ا أثناس\\يوس: )فالمس\\يح هو الله غير المنظ\\ور، وق\\د ص\\ار منظ\\ورا، ولم\\اذا ص\\ار منظ\\ورا، لينجز مهمة الفداء والخالص، التي ما كان يمكن لغير الله أن يقوم بها، فالله قد تجسد في المسيح من أجل الفداء والخالص، فالفداء

كان هو الغاية، والتجسد كان هو الوسيلة( التفت إلي\\ه، وقلت: ه\\ذه عقي\\دة قومن\\ا في الف\\داء.. أل\\ديك

إشكاالت وتساؤالت ترتبط بهذا؟ ابتسم، وقال: لست أدري لم ينفتح عقلي على كل الحقائق..

لكنه ينغلق على هذه الحقيقة.. لست أدري كيف تنتشر الغشاوة على عين قلبي، وأنا أح\\اول

أن أدخلها إليه.. لست أدري كي\\ف يتم\\رد لس\\اني ع\\ني، فيمنع\\ني من التعب\\ير

عنها.. قلت: لم؟

قال: أش\\عر أن فيه\ا إس\\اءة أدب عظيم\\ة م\\ع الل\\ه.. ب\\ل هيتظهر أن البشر بقصورهم أعظم من الله..

قلت: كيف تقول هذا على عقي\\دة هي لب المس\\يحية وركنه\\االركين؟

قال: تأمل جيدا فيها لترى كيف يب\\دو الل\\ه من خالله\\ا ض\\عيفا ع\\اجزا عن أبس\\ط ش\\يء.. عن العف\\و عن آدم وذنب\\ه.. ح\\ائرا في

193

Page 196: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

الطريقة التي ينبغي أن يعاقبه بها بعد أن قرر عقوبته. إن قرار العقوبة يظهر من خاللها، وكأنه ق\\رار متس\\رع يبحث له عن مخرج.. وقد امتد البحث عن هذا المخرج قرونا عدي\\دة، ثم اهتدى إليه، فكان المخرج الوحي\\د ه\\و ظلم المس\\يح وتعذيب\\ه على

الصليب كفارة عن ذنب لم يرتكبه. إن المس\\يحيين به\\ذا يش\\بهون )الل\\ه( \\\ حاش\\اه \\\ بص\\ورة مستقذرة.. هي صورة المرابي وهو يري\\د عوض\\ا على ك\\ل ش\\يء، ونسى هؤالء أن الله حين يع\اقب ال يع\اقب للمعاوض\ة، أو إلرض\اء

نفسه، بل لكبح الشر وتطهير الذنب.. لقد نسي هؤالء أن العفو من الصفات اإللهية التي اتصف به\\ا الرب وطلبها في عباده، وهو أولى بها لما فيها من كمال وحس\ن.. وقد ذكر الكتاب المقدس أن الله عفا عن بني إسرائيل )رضيت يا رب على أرضك. أرجعت سبي يعقوب. غفرت إثم شعبك. س\\ترت كل خطيتهم. س\اله حج\زت ك\ل رج\زك.رجعت عن حم\و غض\بك(

(3-85/1)مزمور وقال بولس: ) طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم.

(8-4/7طوبى للرجل الذي ال يحسب له الرب خطية( )رومية وكان بطرس قد سأل المسيح: ) يا رب كم م\\رة يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع م\\رات؟ ق\\ال ل\\ه يس\\وع: ب\\ل إلى

(22 - 18/21سبعين مرة ( ) متى ومرة أخرى قال لهم: ) أم\\ا أن\\ا ف\\أقول لكم: أحب\\وا أع\داءكم وب\\اركوا الع\\نيكم، أحس\\نوا إلى مبغض\\يكم، وص\\لوا ألج\\ل ال\\ذين يس\\يئون إليكم ويط\\ردونكم، لكي تكون\\وا أبن\\اء أبيكم ال\\ذي في السماوات، فإنه تشرق شمسه على األشرار والص\\الحين، ويمط\\ر

(45 - 5/44على األبرار والظالمين ( ) متى

194

Page 197: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

سكت قليال، ثم قال: لقد ف\\ات ه\\ؤالء أن هن\\اك ب\\دائل كث\\يرة مقبولة ومتوافقة مع سنن الله الماض\\ية في البش\\ر.. وهي جميع\\ا أولى من اللجوء إلى صلب المسيح تكف\\يرا للخطيئ\\ة ووف\\اء بس\\نة االنتق\\ام والع\\دل.. ومن أهم ه\\ذه الب\\دائل م\\ا تعرض\\ه مص\\ادرنا المقدس\\ة من التوب\\ة، والمغف\\رة، والعف\\و، وص\\كوك الغف\\ران، واالكتفاء بعقوب\\ة األب\\وين على جريمتهم\\ا.. وك\\ل ذل\\ك من الس\\نن

التي يقرها الكتاب المقدس. لست أدري ما الذي دعا بولس ألن يقول:) بدون سفك دم ال

(9/22تحصل مغفرة( ) عبرانيين هل غفل المس\\كين عن نص\\وص الكت\\اب المق\\دس الكث\\يرة..

التي تتحدث بإسهاب عن التوبة وقصصها وقبول الله لها؟ ألم يسمع أخبار المسيح.. وكي\\ف ك\\ان يجلس م\\ع العش\\ارين والخطاة، فيت\\ذمر الفريس\\يون والكتب\\ة ل\\ذلك ق\\ائلين: )ه\\ذا يقب\\ل

( لكن المس\\يح ك\\ان يعلمهم15/2خط\\اة ويأك\\ل معهم( ) لوق\\ا حرصه على توبتهم؟

ألم يسمع بما أخبر به لوقا من كالم المس\\يح.. فق\\د ورد في\\ه (: )وكلمهم به\\ذا المث\\ل ق\\ائال: أي إنس\\ان منكم ل\\ه7-15/3) لوقا

مائة خروف وأض\اع واح\دا منه\ا، أال ي\\ترك التس\عة والتس\عين في البري\ة وي\ذهب ألج\ل الض\\ال ح\تى يج\\ده، وإذا وج\ده يض\\عه على منكبيه فرحا ويأتي إلى بيته، ويدعو األصدقاء والج\\يران ق\\ائال لهم: افرحوا معي، ألني وجدت خروفي الض\\ال.. أق\\ول لكم: إن\\ه هك\\ذا

يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب(؟ ألم يسمع ب\\المثلين الل\\ذين ض\\ربهما ب\\االبن الض\\ال وال\\درهم

(؟32 - 15/8الضائع )لوقا ألم يس\\مع بوع\\د الل\\ه الت\\ائبين ب\\القبول كم\\ا في )حزقي\\ال

(: ) فإذا رجع الش\\رير عن جمي\\ع خطاي\\اه ال\\تي فعله\ا،18/21-23195

Page 198: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدال، فحي\\اة يحي\\ا، ال يم\\وت، ك\\ل معاصيه التي فعلها ال تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا، ه\\ل مس\\رة

أسر بموت الشرير(؟ ألم يسمع بم\\ا ق\\ال يوحن\\ا المعم\\دان مخاطب\\ا اليه\\ود م\\ذكرا

( \: ) يا9 -3/7إياهم بأهمية التوبة.. لقد قال لهم \ كما في )متى أوالد األف\\اعي من أراكم أن تهرب\\وا من الغض\\ب اآلتي، فاص\\نعوا أثمارا تليق بالتوبة، وال تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لن\\ا إب\\راهيم

أبا( فالتوبة هي الطريق، وليس النسب كما ليس الفداء؟ ( \\\ :7/14(\\ 2ألم يسمع بما ق\\ال ال\\رب \\\ كم\\ا في )األي\\ام )

)فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهيورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء(؟

ضرب كفيه بعضهما ببعض، ثم قال: رغم ك\\ل ه\\ذه النص\\وص المقدسة وغيرها.. يقول عوض سمعان: ) فالتوبة مهما كان شأنها

ليست بكافية للصفح عما مضى من خطايانا( ثم يرفع صوته، وكأنه يخاطب عوض سمعان قائال : لماذا إذن \ يا سيد عوض \ أكدت النبوات على التوب\\ة، وعلى فض\\لها ومحب\\ة الله لها.. ولم أغلق هذا الباب في وجه آدم بالذات.. م\\ع أن\\ه أولى

الناس بها لمعرفته بالله العظيم وجزاءه ورحمته. جلس إلى مكتبه، ثم قال، وكأنه يستجوبني: أنت ح\\بر كب\\ير..

وال شك أنك تعلم مراد المسيحيين بالعدل.. فما يريدون به؟ قلت: هم يريدون به ع\\دم نقص ش\\يء من أج\\ر المحس\\نين، وعدم الزي\\ادة في عق\\اب المس\\يء عم\\ا يس\\تحق.. أي أن\\ه توفي\\ة

الناس حقهم بال نقص في األجر، وال زيادة في العقاب. قال: لقد ذكر سفر التكوين أن الله توعد آدم بالموت إن ه\\و أكل من الشجرة.. ثم بعد الم\\وت عاقب\\ه بقول\\ه: ) ملعون\\ة األرض

196

Page 199: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

بسببك، بالتعب تأكل منها ك\\ل أي\\ام حيات\\ك، وش\\وكا وحس\\كا تنبت لك، وتأكل عشب الحقل بعرق وجهك تأكل خ\\بزا، ح\\تى تع\\ود إلى األرض التي أخذت منها، ألنك تراب وإلى تراب تع\\ود ( فط\\رد آدم

من الجنة ليعيش في األرض ويكد فيها. ومثل هذا عوقبت زوجته: )تكثيرا أك\ثر أتع\\اب حبل\\ك، ب\\الوجع تل\\دين أوالدا، وإلى رجل\\ك يك\\ون اش\\تياقك، وه\\و يس\\ود علي\\ك(

(19-3/16) التكوين انظر.. لقد توعد آدم بعقوبة الموت، لكنه ب\\دال عن أن يم\\وت وزوجه جزاء خطيئتهما وتنطفىء الفتنة والفساد والشر في المهد، بدال من ذلك كثر نسلهما، فكان ذلك حياة لهما ال موتا، وكان س\\ببا

في زيادة الشر والفساد. لقد عوقب آدم وحواء إذا، ونلحظ في العقوب\\ة ش\\دة متمثل\\ة في لعن األرض كلها واألتعاب الطويلة للرجال والنساء، ونلحظ أن ليس ثمة تناسبا بين الذنب والعقوبة، فقد كان يكفيهم اإلخراج من

الجنة. الت\\ف إلي، وق\\ال: لق\\د بقيت ه\\ذه القصاص\\ات من ل\\دن آدم حتى جاء المسيح الف\\ادي.. ثم م\اذا؟.. ه\ل رفعت ه\ذه العقوب\ات بموت المس\يح؟.. ه\ل رفعت عن المؤم\نين فق\ط أم أن ش\يئا لم

يتغير؟ لم أجد ما أجيب\\ه ب\\ه، فق\\ال: أنت ت\\رى الم\\وت ال ي\\زال يلتهمالناس من لدن المسيح.. يموت أبرارهم وفجارهم.. أليس كذلك؟

سكت، فقال: فأين ما قال بولس إذن: )مخلصنا يسوع ال\\ذي (؟..1/10(\\ 2أبطل الم\\وت، وأن\\ار الحي\\اة والخل\\ود( )تيموث\\اوس )

وأين قوله: )بإنس\\ان واح\\د دخلت الخطي\\ة إلى الع\\الم، وبالخطي\\ة الموت، وهكذا اجتاز الم\\وت إلى جمي\\ع الن\\اس إذ أخط\\أ الجمي\\ع (

(؟ 5/12) رومية 197

Page 200: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

إن المسيح لم يبطل بصلبه وال بدعوت\\ه أي م\\وت س\\واء ك\\ان موت\\ا حقيقي\\ا أو موت\\ا مجازي\\ا، إذ م\\ازال الن\\اس في الخطيئ\\ة

يتسربلون. وأما الموت الحقيقي فليس في باب العقوب\\ة في ش\\يء، ب\\ل هو أمر قد كتب على بني آدم برهم وف\\اجرهم على الس\\واء، قب\\ل المسيح وبعده وإلى قيام الساعة، كما كتب الم\\وت على الحي\\وان والنبات فم\ا ب\الهم يموت\ون؟ وه\ل م\وتهم لخط\أ ج\دهم وأص\لهم

األول أم ماذا !؟ ثم إن هناك من ال يملك المسيحيون دليال على موتهم، فنج\\وا من الموت من غير فداء المسيح، وذلك مثل أخن\\وخ وإيلي\\ا الل\\ذين رفعا إلى الس\\ماء وهم أحي\\اء كم\\ا في األس\\فار المقدس\\ة )تك\\وين

(11/5، وعبرانيين 2/11( 2، وملوك )5/24إذن.. ليس هناك عالقة بين الموت وخطيئة آدم.

وك\\ذلك ف\\إن القصاص\\ات األخ\\رى م\\ا ت\\زال قائم\\ة فم\\ا زال الرج\\ال يك\\دون ويتعب\\ون، وم\\ا ت\\زال النس\\اء تتوج\\ع في ال\\والدة..

يستوي في ذلك المسيحيون وغيرهم. لست أدري كي\\ف قلت ل\\ه: إن قومن\\ا ي\\ذكرون أن بق\\اء ه\\ذه األمور لم يع\\د من ب\\اب العقوب\\ة.. فق\\د افت\\دانا المس\\يح من لعن\\ة

الموت مثال، وليس من الموت.. وهكذا العقوبات؟ ق\\ال: من الس\\هل لقومن\\ا أن يقول\\وا م\\ا ش\\اء أن يقول\\وا.. أو

يتهربوا بما شاءت لهم أهواؤهم أن يتهربوا.. قام من مكتبه على هيئة المستعجل، وق\\ال: ح\\تى ل\\و أجبت\\ك عن ه\\ذا.. فس\\يحولون من ج\\وابي زواب\\ع أخ\\رى.. هك\\ذا علمهم بولس.. وهكذا علمهم القديس\\ون.. وهك\\ذا علمهم قب\\ل ذل\\ك كل\\ه

كتبة الكتاب المقدس.

198

Page 201: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

*** ما إن وصل هذا السجان العجيب من حديثه إلى هذا الموض\\ع ح\\تى رأيت جموع\\ا كث\\يرة.. كله\\ا ترت\\دي ثي\\اب رج\\ال ال\\دين المس\\يحي.. وهي تقص\\د الس\\جن.. ف\\امتألت ب\\العجب.. وس\\ألت السجان عن سرهم، فق\\ال: ك\\ل ه\\ؤالء ال\\ذين ت\\راهم س\\معوا من السجين ما سمعت، وحدثتهم بما حدثتك بك.. وكلهم حصل ل\\ه م\\ا حصل لك.. هذا ظاهرهم أم\ا ب\\اطنهم، فال ش\ك أن\ه ال يختل\\ف عن

باطنك.

199

Page 202: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

هذا الكتاب يتناول هذا الكتاب بالبحث والمناقشة والحوار

أصلين كبيرين تتأسس عليهما جميع المعتقداتالمسيحية:

: العقيدة في طبيعة المسيح وكونه إلها أوأولهما أقنوما من إله، وقولهم بالتثليث )األب واالبن والروح

القدس(، وأنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرةوالمجد، وأن بين األقانيم تمييزا بين الوظائف والعمل.

: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدةثانيهما التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي ارتكبها آدم تحت تأثير زوجته حينما أكال من الشجرة

المحرمة، وانتقلت الخطيئة بطريق الوراثة إلى جميع نسله، وكانت ستظل عالقة بهم إلى يوم القيامة، لوال

أن افتداهم المسيح بدمه كفارة عن خطاياهم. وه\\و ين\\اقش ه\\اتين العقي\\دتين به\\دوء مس\\تخدما العق\\ل والنق\\ل، أو الفط\\رة والكت\\اب المق\\دس، ففي كليهما نجد ما يفن\\د ه\\اتين العقي\\دتين، ويعطي الب\\دائل

الصحيحة عنهما.

200

Page 203: الثالوث والفداء - Web view: عقيدة الصلب والفداء، وهي العقيدة التي تنص على أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة التي

201