614
http://www.shamela.ws لة م ا ش ل ا ة ب ت ك م ل ا واسطة ب ا ي ل ا ف ل م ل ا ا عذاد هذ! م ا ت$ ن ز ح ت : لا اب ي ك ل ا ي نز لق لة ا ل ذ ا ي ع$ ن ب ض8 ئ : عا ف ل8 ؤ م ل ا$ كان ي> ب ع ل ا ة ب ت ك م ر: ش ا ي ل ا اء: ز ج8 لا عذد ا1 ] ؤع ب مط ل ل ق ف وا م اب ي ك ل م ا ي ق ر ت[ اب ي ك ل ا ا هذِ ة ري ش لب اِ اة ي ح$ ن م وي س8 ما ل اِ ب ن ا ج ل اِ ة ج ل عا م ب ى عن ت، ٌ ولة8 ؤ س مٌ ة ادّ خ8 اٌ ادة ... خ دراسةِ ّ م ه ل ، واِ م8 او ش لب واِ ة ي ا ك ، وال رة جي ل ، واِ ة ق ث ل اِ ذ ق ف، وِ ق ل ق ل واِ زاب ط ضلا ا ب ن ا خ. ِ اط ي ح! لا واِ ؤط ب ق ل س وا8 ا ي ل ، واِ كذر ل ، واِ $ ن ز ح ل ، واِ ّ م غ ل وا ع مٍ ة ق واف م ، و رسالة ل ا$ ن م ، وهذي ى ح و ل ا$ ن مٍ ور ب ى عل ر عص ل اِ لاب ك ش م ل اٌ ّ ل خ ؤ ه و، ِ ابَ ّ ذ ج ل اِ ض ص ق ل ، واِ ةَ ّ ب ح ل اِ ال ي م8 لا ، واِ ذة راس ل اِ ارب ج ت ل ، واِ ةَ ّ ؤي س ل اِ زة ط ق ل ا ة ب ق ، وِ ار ي ح8 لا ا$ ن عي ت ا ي لار، وار ت8 لا ا ة جاي ص ل ا$ ن عٌ ؤلاب ق ت ة ب ق ، وِ بَ ّ لا ج ل اِ دب8 لا وا،ِ ماء ك ج ل اِ ح8 ت صا ئ ، وِ اء ي ط8 لا اِ ة ذ هاب ج ا ء، ووصاب زا ع س ل اِ ار ي كِ ذِ ي ص ق$ ن مٌ جاب ف ت

برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب: ال تحزنالمؤلف: عائض بن عبد الله القرني

الناشر: مكتبة العبيكان1عدد األجزاء:

]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع[

هذا الكتاب

دراسة ... جادة أخاذة مسؤولة، تعنى بمعالجة الجانب المأسوي من حياة البشرية جانب االضطراب والقلق

، وفقد الثقة، والحيرة، والكآبة والتشاؤم، والهم، والحزن، والكدر، واليأس والقنوط واإلحباط. والغم

وهو حل المشكالت العصر على نور من الوحي، وهدي من الرسالة، وموافقة مع الفطرة السوية،

والتجارب الراشدة، واألمثال الحية، والقصص الجذاب، واألدب الخالب، وفيه نقوالت عن الصحابة

األبرار، والتابعين األخيار، وفيه نفحات من قصيد كبار الشعراء، ووصايا جهابذة األطباء، ونصائح

الحكماء، وتوجيهات العلماء. وفي ثناياه أfطروحات للشرقيين والغربيين،

والقدامى والمحدثين. كل ذلك مع ما يوافقf الحق مما قدمته وسائلf اإلعالم، من صحف ومجالت، ودوريات

ومالحق ونشرات. إن هذا الكتاب مزيج مرتب، وجهد مهذب مشذب. وهو

يقولf لك باختصار:

))اسعد واطمئن وأبشر وتفاءل وال تحزن((

(1/23)

المقدمة الحمدf ... لله، والصالةf والسالمf على رسول الله ،

Page 2: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

:fوعلى آله وصحبه وبعد فهذا الكتاب )ال تحزن( ، عسى أن تسعد بقراءته

واالستفادة منه، ولك قبل أن تقرأ هذا الكتاب أن تحاكمه إلى المنطق السليم والعقل الصحيح، وفوق

هذا وذاك النقل المعصوم. إن من الحيف الحكم المfسبق على الشيء قبل

ه، وإن من ظلم المعرفة إصدار تصوره وذوقه وشمل، وسماع الدعوى فتوى مسبقة قبل اإلطالع والتأم

ورؤية الحجة، وقراءة البرهان. كتبتf هذا الحديث لمن عاش ضائقة أو ألم به هم أو

حزن، أو طاف به طائف من مصيبة، أو أقض مضجعةد نومه قلق. وأينا يخلو من ذلك؟! أرق، وشر

،fوشوارد fهنا آيات وأبيات، وصور وعبر، وفوائد وأمثال وقصص، سكبتf فيها عصارة ما وصل إليه

الالمعون؛ من دواء للقلب المفجوع، والروح المنهكة،والنفس الحزينة البائسة.

هذا الكتابf يقولf لك: أبشر واسعد، وتفاءل واهدأ.

: عش الحياة كما هي، طيبة رضية بهيجة. fبل يقول هذا الكتاب يصححf لك أخطاء مخالفة الفطرة، في

التعامل مع السنن والناس، واألشياء، والزمانوالمكان.

(1/27)

إنه ينهاك نهيا جازما عن اإلصرار على مصادمة الحياة ومعاكسة القضاء، ومخاصمة المنهج ورفض الدليل، بل يfناديك من مكان قريب من أقطار نفسك، ومن

سن مصيرك، وتثق fوحك أن تطمئن لح fأطراف ر بمعطياتك وتستثمر مواهبك، وتنسى منغصات

العيش، وغصص العمر وأتعاب المسيرة.وأريدf التنبيه على مسائل هامة في أوله:

األولى: أن المقصد من الكتاب جلبf السعادة والهدوء والسكينة وانشراح الصدر، وفتحf باب األمل والتفاؤل

والفرج والمستقبل الزاهر. وهو تذكير برحمة الله وغفرانه، والتوكل عليه،

وحسن الظن به، واإليمان بالقضاء والقدر، والعيش في حدود اليوم، وترك القلق على المستقبل ، وتذكر

نعم الله .

Page 3: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، والحزن الثانية: وهو محاولة لطرد الهم والغم واألسى، والقلق واالضطراب، وضيق الصدر واالنهيار

واليأس، والقنوط واإلحباط. الثالثة: جمعتf فيه ما يدورf في فلك الموضوع من

التنزيل، ومن كالم المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، ومن األمثلة الشاردة ، والقصص المعبرة، واألبيات

المؤثرة، وما قالهf الحكماءf واألطباءf واألدباءf، وفيه قبس من التجارب الماثلة والبراهين الساطعة،

والكلمة الجادة وليس وعظا مجردا، وال ترفا فكريا،ة من أجل لح fوال طرحا سياسيا؛ بل هو دعوة م

سعادتك.

(1/28)

الرابعة: هذا الكتابf للمسلم وغيره، فراعيتf فيه المشاعر ومنافذ النفس اإلنسانية؛ آخذا في االعتبار

المنهج الرباني الصحيح، وهو دينf الفطرة. الخامسة: سوف تجدf في الكتاب نfقوالت عن شرقيين

وغربيين، ولعله ال تثريب على في ذلك؛ فالحكمةضالةf المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها.

السادسة: لم أجعل للكتاب حواشي، تخفيفا للقارئه متصال. fوتسهيال له، لتكون قراءاته مستمرة وفكر

وجعلتf المرجع مع النقل في أصل الكتاب . السابعة: لم أنقل رقم الصفحة وال الجزء، مقتديا

fه أنفع وأسهل، فحينا أنقلfبمن سبق في ذلك؛ ورأيت ، أو بما فهمتfه من الكتاب أو ف، وحينا بالنص بتصر

المقالة. الثامنة: لم أرتب هذا الكتاب على األبواب وال على

الفصول، وإنما نوعتf فيه الطرح، فربما أداخلf بين الفقرات، وأنتقلf من حديث إلى آخر وأعودf للحديث

بعد صفحات، ليكون أمتع للقارئ وألذ لهf وأطرفلنظره.

التاسعة: لم أfطل بأرقام اآليات أو تخريج األحاديث؛ فإن كان الحديثf فيه ضعف بينتfهf، وإن كان صحيحا أو. وهذا كله طلبا لالختصار، حسنا ذكرتf ذلك أو سكت وبfعدا عن التكرار واإلكثار واإلمالل، ))والمتشبعf بما

ور(( . fعط كالبس ثوبي زfلم ي

Page 4: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/29)

العاشرة: ربما يلحظf القارئf تكرارا لبعض المعاني في قوالب شتى، وأساليب متنوعة، وأنا قصدتf ذلك

وتعمدتf هذا الصنيع لتثبت الفكرةf بأكثر من طرح، وترسخ المعلومةf بغزارة النقل، ومن يتدبر القرآن

يجد ذلك. تلك عشرة كاملة، أقدمها لمن أراد أن يقرأ هذا

الكتاب، وعسى أن يحمل هذا الكتاب صدقا في الخبر، وعدال في الحكم ، وإنصافا في القول، ويقينا في

المعرفة، وسدادا في الرأي، ونورا في البصيرة. إنني أخاطبf فيه الجميع، وأتكلم، فيه للكل، ولم

أقصد به طائفة خاصة، أو جيال بعينه، أو فئة متحيزة، أو بلدا بذاته، بل هو لكل من أراد أن يحيا حياة

سعيدة. ورصعتf فيه الدر حتى تركتfهf ... يfضيءf بال شمس

ويسري بال قمرمش والجيد فعيناهf سحر والجبينf مهند ... ولله در الر

والحور

(1/30)

يا الله

و في fل يوم هfماوات واألرض ك }يسألfهf من في الس، fوهبت الريح ، fوهاج الموج ، fشأن{ : إذا اضطرب البحر

نادى أصحابf السفينة: يا الله. إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركبf عن

الطريق، وحارت القافلةf في السير، نادوا: يا الله.،fوجثمت الكارثة fوحلت النكبة ،fإذا وقعت المصيبة

: يا الله. fالمنكوب fنادى المصابfسدلت الستورfأمام الطالبين، وأ fوصدت األبوابfإذا أ

في وجوه السائلين، صاحوا: يا الله.fوانتهت اآلمال fلfب إذا بارت الحيلf وضاقت الس

، نادوا: يا الله. fوتقطعت الحبالبت وضاقت عليك fبما رح fإذا ضاقت عليك األرض

ك بما حملت، فاهتف: يا الله. fنفس

Page 5: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fوالهاتف ، fالخالص fوالدعاء ، fالطيب fالكلم fإليه يصعد .fع الواله ادقf، والدمعf البريءf، والتفج الص

(1/31)

إليه تfمد األكfف في األسحار، واأليادي في الحاجات،ات، واألسئلةf في الحوادث. واألعينf في الملم

باسمه تشدو األلسنf وتستغيثf وتلهجf وتنادي، وبذكره، وتهدأf المشاعر fاألرواح fوتسكن fتطمئن القلوب

fالله{ ، fويستقر اليقين ،fشد ، ويثوبf الر fاألعصاب fوتبرد لطيف بعباده{

fالحروف، وأصدق fاألسماء وأجمل fالله: أحسن العبارات، وأثمنf الكلمات، }هل تعلمf لهf سميا{ ؟! .

اللهf: فإذا الغنى والبقاءf، والقوةf والنصرةf، والعزلكf اليوم لله الواحد fلمن الم{ ،fوالحكمة fوالقدرة

ار{ . القهد fوالو ،fوالمدد fوالغوث ،fوالعناية fالله: فإذا اللطف

واإلحسان، }وما بكfم من نعمة فمن الله{ .الله: ذو الجالل والعظمة، والهيبة والجبروت.

اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة، وجزاء الحزن سرورا، وعند الخوف أمنا. اللهم أبرد العج القلب

بثلج اليقين، وأطفئ جمر األرواح بماء اإليمان.

(1/32)

اهرة نfعاسا أمنة منك، ، ألق على العيون الس يا رب وعلى النفوس المضطربة سكينة، وأثبها فتحا قريبا.الل المناهج fيا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك، وض

إلى صراطك، والزائغين عن السبيل إلى هداك. اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور، وأزهقمائر بفيلق من الحق، ورد كيد الشيطان باطل الض

بمدد من جنود عونك مfسومين.، واطرد من اللهم أذهب عنا الحزن، وأزل عنا الهم

نفوسنا القلق. نعوذf بك من الخوف إال منك، والركون إال إليك،

والتوكل إال عليك، والسؤال إال منك، واالستعانة إالبك، أنت ولينا، نعم المولى ونعم النصير.

Page 6: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

كن سعيدا - اإليمان والعمل الصالح هما سر حياتك الطيبة،

فاحرص عليهما. - اطلب العلم والمعرفة، وعليك بالقراءة فإنها تذهب

الهم. - جدد التوبة واهجر المعاصي؛ ألنها تنغص عليك

الحياة. - عليك بقراءة القرآن متدبرا، وأكثر من ذكر الله

دائما.- أحسن إلى الناس بأنواع اإلحسان ينشرح صدرك.

- كن شجاعا ال وجال خائفا، فالشجاع منشرح الصدر. - طهر قلبك من الحسد والحقد والدغل والغش وكل

مرض. - اترك فضول النظر والكالم واالستماع والمخالطة

واألكل والنوم.- انهمك في عمل مثمر تنس همومك وأحزانك.

- عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل. - انظر إلى من هو دونك في الصورة والرزق

والعافية ونحوها.- قدر أسوأ االحتمال ثم تعامل معه لو وقع.

- ال تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخياالت المخيفةواألفكار السيئة.

- ال تغضب، واصبر واكظم واحلم وسامح؛ فالعمرقصير.

- ال تتوقع زوال النعم وحلول النقم، بل على اللهتوكل.

- أعط المشكلة حجمها الطبيعي وال تضخم الحوادث.- تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره.

ط الحياة واهجر الترف، ففضول العيش شغل، - بسورفاهية الجسم عذاب للروح.

- قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلتبك لتجد األرباح أعظم من الخسائر.

- األقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك، بل تضرصاحبها فال تفكر فيها.

- صحح تفكيرك، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة. - ال تنتظر شكرا من أحد، فليس لك على أحد حق،

وافعل اإلحسان لوجه الله فحسب. - حدد مشروعا نافعا لك، وفكر فيه وتشاغل به

Page 7: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لتنسى همومك. - احسم عملك في الحال وال تؤخر عمل اليوم إلى

غد. - تعلم العمل النافع الذي يناسبك، واعمل العمل

المفيد الذي ترتاح إليه. - فكر في نعم الله عليك، وتحدث بها واشكر الله

عليها.- اقنع بما آتاك الله من صحة ومال وأهل وعمل.

- تعامل مع القريب والبعيد برؤية المحاسن وغضالطرف عن المعائب.

- تغافل عن الزالت والشائعات وتتبع السقطاتوأخبار الناس.

- عليك بالمشي والرياضة واالهتمام بصحتك؛ فالعقلالسليم في الجسم السليم.

- ادع الله دائما بالعفو والعافية وصالح الحالوالسالمة.

فكر واشكرك من fرfالمعنى: أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغم

فوقك ومن تحت قدميك }وإن تعfدوا نعمة الله الة في بدن، أمن في وطن، غذاء وها{ صح fحصfت

fتملك ، fوكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر fم نعمهf ظاهرة الحياة وأنت ال تعلمf }وأسبغ عليك

وباطنة{ عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجالن }فبأي آالء ربكfما تfكذبان{ هل هي مسألة

سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بfترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك، وقد قfطعت سوق؟! أحقيق أن تنام ملء عينيك وقد أطار األلمf نوم الكثير؟! وأن

تمأل معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماءالبارد وهناك من عfكر عليه

(1/33)

رابf بأمراض وأسقام؟! ، ونfغص عليه الش fالطعام مم، وتأمل في تفكر في سمعك وقد عfوفيت من الص نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد

ذام، والمح عقلك وقد أنعم fنجوت من البرص والج عليك بحضوره ولم تfفجع بالجنون والذهول.

Page 8: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

د ذهبا؟! أتحب بيع fحfكجبل أ fفي بصرك وحده fأتريد سمعك وزن ثهالن فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايضf بيديك مقابل عقود

اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك ال تدري، تعيشf مهموماfوالماء ، fالدافئ fمغموما حزينا كئيبا، وعندك الخبز

، والعافيةf الوارفةf، تتفكرf في fالهانئ fوالنوم ،fالبارد المفقود وال تشكرf الموجود، تنزعجf من خسارة مالية وعندك مفتاحf السعادة، وقناطيرf مقنطرة من الخير

والمواهب والنعم واألشياء، فكر واشكر }وفيون{ فكر في نفسك، وأهلك، fبصرfم أفال تfسك fأنف وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من

ونها{ . fنكرfم يfون نعمت الله ث fحولك }يعرف

ما مضى فات

fه، والحزن fمعه واستحضار fالماضي والتفاعل fتذكر لمآسيه حمق وجنون، وقتل لإلرادة وتبديد للحياة الحاضرة. إن ملف الماضي عند العقالء يfطوى وال

يfروى، يfغلقf عليه أبدا في زنزانة النسيان، يfقيدf بحبال قوية في سجن اإلهمال فال يخرجf أبدا، ويfوصدf عليه

فال يرى النور؛ ألنه مضى

(1/34)

وانتهى، ال الحزنf يعيدfه، وال الهم يصلحهf، وال الغمهf، ال الكدرf يحييه، ألنfه عدم، ال تعش في كابوس fح يصح

الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبحد النهر إلى مصبه، والشمس إلى fأن تر fالماضي، أتريد

ه، واللبن إلى الثدي، مطلعها، والطفل إلى بطن أم والدمعة إلى العين، إن تفاعلك مع الماضي، وقلقك

منهf واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه وضعمأساوي رهيب مخيف مفزع.

القراءةf في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر اللهf األمم وما

fة قد خلت{ انتهى األمر فعلت ثم قال: }تلك أfم وقfضي، وال طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة

عجلة التاريخ.

Page 9: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إن الذي يعودf للماضي، كالذي يطحنf الطحين وهو مطحون أصال، وكالذي ينشرf نشارةf الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي: ال تخرج األموات من

قبورهم، وقد ذكر من يتحدثf على ألسنة البهائم؟ قال: أكرهf الكذب. أنهم قالوا للحمار: لم ال تجتر إن بالءنا أننا نعجزf عن حاضرنا ونشتغلf بماضينا،

نهملf قصورنا الجميلة، ونندبf األطالل البالية، ولئن اجتمعت اإلنسf والجن على إعادة ما مضى لما

استطاعوا؛ ألن هذا هو المحالf بعينه. إن الناس ال ينظرون إلى الوراء وال يلتفتون إلى

يح تتجهf إلى األمام والماءf ينحدرf إلى الخلف؛ ألن الرنة fإلى األمام، فال تخالف س fتسير fاألمام، والقافلة

الحياة.

(1/35)

يومك يومك

، fستعيش fاليوم فحسب ،fإذا أصبحت فال تنتظر المساء فال أمسf الذي ذهب بخيره وشره، وال الغدf الذي لم

ه، وأدركك fالذي أظلتك شمس fيأت إلى اآلن. اليوم ك يوم واحد، فاجعل في fعمر ، fك فحسبfهو يوم fه fنهار

fخلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت ه فيه، حينها ال تتعثرf حياتfك بين هاجس الماضي وهمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه وغم

المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك، فلهذا اليوم البد أن تقدم صالة خاشعة وتالوة بتدبر واطالعا بتأمل، وذكرا

سنا في خلق، ورضا fبحضور، واتزانا في األمور، وح بالمقسوم، واهتماما بالمظهر، واعتناء بالجسم،

ونفعا لآلخرين.م ساعاته وتجعل من س fلليوم هذا الذي أنت فيه فتق

دقائقه سنوات، ومن ثوانيه شهورا، تزرعf فيه الخير، تfسدي فيه الجميل، تستغفرf فيه من الذنب، تذكرf فيه، تتهيأ للرحيل، تعيشf هذا اليوم فرحا وسرورا، الرب وأمنا وسكينة، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك

ذ ما آتيتfك fستواك }فخfبوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بم زن وال fهذا اليوم بال ح fاكرين{ تعيش ن الش وكfن م

Page 10: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

انزعاج، وال سخط وال حقد، وال حسد. إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلfها

أيضا على مكتبك تقول العبارة: )يومك يومfك( . إذاfك خبز ر fأكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يض

األمس الجاف الرديء، أو خبزf غد الغائب المنتظر.

(1/36)

إذا شربت ماء عذبا زالال هذا اليوم، فلماذا تحزنf من. ماء أمس الملح األجاج، أو تهتم لماء غد اآلسن الحار

إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فوالذية صارمة عارمة ألخضعتها لنظرية: )لن أعيش إلى هذا اليوم( . حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك

، فتقول: لليوم فقط fوتنمية مواهبك، وتزكية عملك حشا، أو سبا، أو fجرا أو فfه fألفاظي فال أنطق fهذبfأ

غيبة، لليوم فقط سوف أرتبf بيتي ومكتبتي، فال ارتباك وال بعثرة، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط

سوف أعيشf فأعتني بنظافة جسمي، وتحسين مظهري واالهتمام بهندامي، واالتزان في مشيتي

وكالمي وحركاتي. لليوم فقط سأعيشf فأجتهدf في طاعة ربي، وتأدية

صالتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي، وحفظ فائدة، ومطالعة

كتاب نافع. لليوم فقط سأعيشf فأغرسf في قلبي الفضيلة

وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر. وعfجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن

لليوم فقط سوف أعيشf فأنفعf اآلخرين، وأسدي الجميل إلى الغير، أعودf مريضا، أشيعf جنازة، أدfلجf عن مكروب، أقف مع حيران، أfطعمf جائعا، أفر

مظلوم، أشفعf لضعيف، أواسي منكوبا، أكرمf عالما،أرحمf صغيرا، أجل كبيرا.

(1/37)

؛ فيا ماض ذهب وانتهى اغرب fلليوم فقط سأعيش كشمسك، فلن أبكي عليك ولن تراني أقفf ألتذكرك

Page 11: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لحظة؛ ألنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعودإلينا أبد اآلبدين.

ويا مستقبلf أنت في عالم الغيب فلن أتعامل معل ميالد األحالم، ولن أبيع نفسي مع األوهام ولن أتعج مفقود، ألن غدا ال شيء؛ ألنه لم يخلق وألنه لم يكن

مذكورا. يومك يومfك أيها اإلنسانf أروعf كلمة في قاموس

السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجملللها. fح

اترك المستقبل حتى يأتي

}أتى أمرf الله فال تستعجلfوهf{ ال تستبق األحداث، أتريدf إجهاض الحمل قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل

النضج؟! إن غدا مفقود ال حقيقة لهf، ليس له وجود،fأنفسنا به، ونتوجس fوال طعم، وال لون، فلماذا نشغل من مصائبه، ونهتم لحوادثه، نتوقعf كوارثهf، وال ندري

هل يfحالf بيننا وبينهf، أو نلقاهf، فإذا هو سرور وحبور؟! المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى

األرض بعد، إن علينا أن ال نعبر جسرا حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهارf قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه

بسالم.

(1/38)

إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم االكتواء بالمزعجات

المتوقعة ممقوت شرعا؛ ألنه طولf أمل، وهو مذموم. إن كثيرا من هذا العالم عقال؛ ألنه مصارعةf للظل يتوقfع في مfستقبله الجوع العري والمرض والفقر

والمصائب، وهذا كله من مfقررات مدارس الشيطانfم بالفحشاء واللهfك fر fالفقر ويأم fمfكfيعد fيطان }الش

نهf وفضال{ . غفرة م يعدfكfم م كثير هم الذين يبكون؛ ألنهم سوف يجوعون غدا،

وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالمf بعده في يد غيره ال ينبغي لهf أن fمائة عام. إن الذي عمر fال يجوز fيراهن على العدم، والذي ال يدري متى يموت

Page 12: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لهf االشتغالf بشيء مفقود ال حقيقة له. اترك غدا حتى يأتيك، ال تسأل عن أخباره، ال تنتظر

زحوفه، ألنك مشغول باليوم. وإن تعجب فعجب هؤالء يقترضون الهم نقدا ليقضوهه ولم ير النور، فحذار fشرق شمسfنسيئة في يوم لم ت

من طول األمل.

كيف تواجه النقد اآلثم؟ازق جل في عاله، خفاءf سبوا الخالق الر قعاءf الس الر

وشتموا الواحد األحد ال إله إال هو، فماذا أتوقعf أناfأهل الحيف والخطأ، إنك سوف تواجه fوأنت ونحن وساf ال هوادة فيها من النقد fفي حياتك حربا! ضر

، اآلثم المر

(1/39)

ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن اإلهانةfوتسطع fعطي وتبني وتؤثرfالمتعمدة مادام أنك ت

، ولن يسكت هؤالء عنك حتى تتخذ نفقا في fوتلمع األرض أو سلما في السماء فتفر منهم، أما وأنت بين

أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويfبكي عينك،ويfدمي مقلتك، ويقض مضجعك.

، والناسf ال fإن الجالس على األرض ال يسقط قتهم fيرفسون كلبا ميتا، لكنهم يغضبون عليك ألنك ف صالحا، أو علما، أو أدبا، أو ماال، فأنت عندهfم مfذنب ال

توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل،

وتبقى بليدا! غبيا، صفرا محطما، مكدودا، هذا ما يريدونهf بالضبط. إذا فاصمد لكالم هؤالء ونقدهم

د(( وكن كالصخرة fحfوتشويههم وتحقيرهم ))أثبت أ الصامتة المهيبة تتكسرf عليها حباتf البرد لتثبت

درتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكالم fوجودها وق م الغالية في تعكير fهؤالء وتفاعلت به حققت أمنيته فح الجميل، أال حياتك وتكدير عمرك، أال فاصفح الص

فأعرض عنهم وال تكf في ضيق مما يمكرون. إن نقدهمf السخيف ترجمة محترمة لك، وبقدر وزنك

. fالمفتعل fاآلثم fون النقدfيك إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤالء، ولن تستطيع

Page 13: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعf أن تدفن نقدهfم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، واطراحك

fم{ بل تستطيعf أن ل مfوتfوا بغيظك fألقوالهم!. }ق تصب في أفواههمf الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك. إن كنت تfريد أن تكون

، سليما من مقبوال عند الجميع، محبوبا لدى الكل العيوب عند العالم، فقد طلبت مستحيال وأملت أمال

بعيدا.

(1/40)

ال تنتظر شكرا من أحد

،fالخليقة ليشكروه fورزق الله fالعباد ليذكروه fخلق الله فعبد الكثيرf غيره، وشكر الغالبf سواه، ألن طبيعة

الجحود والنكران والجفاء وكfفران النعم غالبة على النفوس، فال تfصدم إذا وجدت هؤالء قد كفروا

جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين، ال

أن لشيء إال ألنك أحسنت إليهم }وما نقمfوا إالولfهf من فضله{ وطالع سجل العالم fورس fالله fمfأغناه fوغذاه fأب ربى ابنه fالمشهود، فإذا في فصوله قصة وكساهf وأطعمهf وسقاهf، وأدبهf، وعلمهf، سهر لينام،

وجاع ليشبع، وتعب ليرتاح، فلما طر شاربf هذا االبن وقوي ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور،

استخفافا، ازدراء، مقتا، عقوقا صارخا، عذابا وبيال. أال فليهدأ الذين احترقت أوراقf جميلهم عند منكوسي

الفطر، ومحطمي اإلرادات، وليهنؤوا بعوض المثوبةعند من ال تنفدf خزائنfه.

إن هذا الخطاب الحار ال يدعوك لترك الجميل، وعدم اإلحسان للغير، وإنما يوطنfك على انتظار الجحود،

والتنكر لهذا الجميل واإلحسان، فال تبتئس بما كانوايصنعون.

اعمل الخير لوجه الله؛ ألنك الفائزf على كل حال، ثم ال يضرك غمطf من غمطك، وال جحودf من جحدك،

، واليدf العليا خير من اليد fواحمد الله ألنك المحسن كfم لوجه الله ال نfريدf منكfم جزاء fطعمfالسفلى }إنما ن

كfورا{ . fوال ش

Page 14: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/41)

وقد ذfهل كثير من العقالء من جبلة الجحود عند الغوغاء، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي

ر fنا إلى ضfمر كأن لم يدع{ fعلى الصنف عتوه وتمرده سرفين ما كانfوا يعملfون{ ال تfفاجأ fين للم fكذلك ز fه مس إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك، أو منحت جافيا

عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فشج بها رأسك، هذا هو األصلf عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في عاله، فكيف بها معي

ومعك؟! .

اإلحسانf إلى اآلخرين انشراح للصدر

الجميلf كاسمه، والمعروفf كرسمه، والخيرf كطعمه.لون أولf المستفيدين من إسعاد الناس همf المتفض

بهذا اإلسعاد، يجنون ثمرتهf عاجال في نفوسهم، وأخالقهم، وضمائرهم، فيجدون االنشراح واالنبساط،

والهدوء والسكينة. فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنحاحة. غيرك معروفا وأسد لهf جميال تجد الفرج والر أعط محروما، انصر مظلوما، أنقذ مكروبا، أطعم

ك fجائعا، عد مريضا، أعن منكوبا، تجد السعادة تغمر من بين يديك ومن خلفك.

،fوبائعه ومشتريه fحامله fإن فعل الخير كالطيب ينفع وعوائدf الخير النفسية عقاقيرf مباركة تصرفf في

صيدلية الذي عfمرت قلوبfهم بالبر واإلحسان.

(1/42)

إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء األخالق صدقة جارية في عالم القيم ))ولو أن تلقى أخاك

بوجه طلق(( وإن عبوس الوجه إعالنf حرب ضروسعلى اآلخرين ال يعلمf قيامها إال عالم الغيوب.

شربةf ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة؛ ألن صاحب الثواب غفور fواألرض fها السموات fعرض

شكور جميل، يحب الجميل، غني حميد.

Page 15: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

م كوابيسf الشقاء والفزع والخوف fهددهfيا من ت هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا باآلخرين،

عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعما ولونا وذوقا }وما ألحد عندهf من نعمة

{ ولسوف20{ إال ابتغاء وجه ربه األعلى }19تfجزى }يرضى{ .

اطرد الفراغ بالعمل

الفارغون في الحياة هم أهلf األراجيف والشائعاتfونfوا مع وا بأن يك fعة }رض ألن أذهانهم موز

الخوالف{ . إن أخطر حاالت الذهن يوم يفرغf صاحبfه من العمل،

fفيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بال سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.

يوم تجدf في حياتك فراغا فتهيأ حينها للهم والغمات والفزع، ألن هذا الفراغ يسحبf لك كل ملفالماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة

(1/43)

فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدال من هذا االسترخاء القاتل

، وانتحار بكبسول مسكن. ألنهf وأد خفي إن الفراغ أشبهf بالتعذيب البطيء الذي يمارسf في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطfرf كل

دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطراتيfصابf السجينf بالجنون.

الراحةf غفلة، والفراغf لص محترف، وعقلك هوقة لهذه الحروب الوهمية. فريسة ممز

إذا قم اآلن صل أو اقرأ، أو سبح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى

تقضي على الفراغ، وإني لك من الناصحين. اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباءf العالم

% من السعادة مقابل هذا اإلجراء الطارئ50 فحسب، انظر إلى الفالحين والخبازين والبنائين

يغردون باألناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنتب ألنك ملدوغ. fدموعك وتضطر fعلى فراشك تمسح

Page 16: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال تكن إمعة

ال تتقمص شخصية غيرك وال تذfب في اآلخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثير هم الذين ينسون

أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم، وكالمهم،

(1/44)

وا في شخصيات fومواهبهم، وظروفهم، لينصهر fواإلعدام ،fواالحتراق ، fلف اآلخرين، فإذا التكلفf والص

للكيان وللذات. من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة

واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب واألخالق. أنت شيء آخرf لم يسبق لك في التاريخ مثيل ولن

يأتي مثfلك في الدنيا شبيه. أنت مختلف تماما عن زيد وعمرو فال تحشر نفسك

في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان. انطلق على هيئتك وسجيتك }قد علم كfل أfناس وا fوليها فاستبق fو م fل وجهة هfم{ ، }ولك fشربه م

الخيرات{ عش كما خلقت ال تغير صوتك، ال تبدل نبرتك، ال تخالف مشيتك، هذب نفسك بالوحي، ولكن

ال تلغ وجودك وتقتل استقاللك. أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا؛ ألنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا

))ال يكن أحدكم إمعة(( . إن الناس في طبائعهم أشبهf بعالم األشجار: حلو

وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فال تتحول إلى سفرجل؛ ألن جمالك وقيمتك أن تكون موزا، إن اختالف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا

وقدراتنا آية من آيات الباري فال تجحد آياته.

(1/45)

قضاء وقدرسكfم إال fصيبة في األرض وال في أنف }ما أصاب من م

فعت fر ، fفي كتاب من قبل أن نبرأها{ ، جف القلم

Page 17: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، كتبت المقادير، }قfل لن يfصيبنا fقضي األمر ، fالصحف ما كتب اللهf لنا{ ، ما أصابك لم يكن ليfخطئك، وما إال

أخطأك لم يكن ليfصيبك ... .ت في إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقر ضميرك صارت البليةf عطية، والمحنةf منحة، وكل

الوقائع جوائز وأوسمة ))ومن يfرد اللهf به خيرا يfصب منه(( فال يصيبfك قلق من مرض أو موت قريب، أو خسارة مالية، أو احتراق بيت، فإن الباري قد قدر

fلله، واألجر fهكذا، والخيرة fواالختيار ، والقضاءf قد حلر. هنيئا ألهل المصائب صبرهم حصل، والذنبf كfف

ورضاهم عن اآلخذ، المعطي، القابض، الباسط، }الم يfسألfون{ . fوه fا يفعل يfسألf عم

ولن تهدأ أعصابfك وتسكن بالبلf نفسك، وتذهب وساوسf صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر، جف

ك حسرات، ال تظن fبما أنت الق فال تذهب نفس fالقلم أنه كان بوسعك إيقافf الجدار أن ينهار، وحبسf الماء

، وحفظf الزجاج أن ، ومنعf الريح أن تهب fأن ينسكب ينكسر، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك، وسوف

ذf القضاءf، ويحل المكتوبf }فمن fوينف ، fالمقدور fيقع ر{ . fؤمن ومن شاء فليكفfشاء فلي

(1/46)

خط والتذمر استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش الس والعويل، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيلf الندم، إذا فليهدأ بالfك إذا فعلت األسباب، وبذلت الحيل، ثم، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع، fوقع ما كنت تحذر

ل ))لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن fوال تق ل: قدر اللهf وما شاء فعل(( . fق

}إن مع العfسر يfسرا{ يا إنسانf بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري، وبعد

، fالغائب fهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل السfالظالم fفك العاني، وينقشعfوي ، ويهتدي الضال

ن عنده{ . }فعسى اللهf أن يأتي بالفتح أو أمر مر الليل بصبح صادق يطاردfهf على رؤوس الجبال، بشfر المهموم بفرج مفاجئ يصل ومسارب األودية، بش

ر المنكوب بلطف ح البصر، بش fوء، ولم في سرعة الض

Page 18: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، وكف حانية وادعة. خفي إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضا

خضراء وارفة الظالل. إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف

ينقطfع. مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع

سكينة. النارf ال تحرقf إبراهيم الخليل، ألن الرعاية الربانية

فتحت نافذة }بردا وسالما على إبراهيم{ .

(1/47)

وت القوي حمن، ألن الص البحرf ال يfغرقf كليم الرالصادق نطق بـ }كال إن معي ربي سيهدين{ .

ر صاحبهf بأنه وحده جل في المعصومf في الغار بشعfالهf معنا؛ فنزل األمنf والفتfح والسكينة.

إن عبيد ساعاتهم الراهنة، وأرقاء ظروفهمf القاتمةيق والتعاسة، ألنهم ال ينظرون ال يرون إال النكد والضدوا fأال فليم . fإال إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب

وا أعنة أفكارهم إلى ما fطلقfب ولي fج fم وراء الح fأبصاره وراء األسوار.

fالحال، وأفضل fحال دوامfإذا فال تضق ذرعا فمن الم لب، fق fول، والدهرfد fالفرج، األيام fالعبادة انتظار

بالى، والغيبf مستور، والحكيمf كل يوم هو fوالليالي ح في شأن، ولعل الله يfحدثf بعد ذلك أمرا، وإن مع

العfسر يfسرا، إن مع العfسر يfسرا.

اصنع من الليمون شرابا حلواfالخسائر إلى أرباح، والجاهل fيحول fالذكي األريب

عديدf يجعلf المصيبة مصيبتين. الر طfرد الرسولf - صلى الله عليه وسلم - من مكة

.fفأقام في المدينة دولة مألت سمع التاريخ وبصره

(1/48)

جن أحمدf بنf حنبل وجلد، فصار إمام السنة، وحfبس fس ابنf تيمية فأfخرج من حبسه علما جما، ووfضع

Page 19: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه، وأقعد ابن األثير فصنف جامع األصولfفي ابنfوالنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ون

الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين

قصيدتهf الرائعة الذائعة التي تعدلf دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناءf أبي ذؤيب الهذلي

، fهل منها الجمهورfوذ ، fفرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر . fق لها التاريخ وصف

إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحدfهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من

كر، وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلدهf الثمين واترك fس باقيه، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واق

م الحيات. fومناعة حصينة ضد س تكيف في ظرفك القاسي، لتخرج لنا منهf زهرا ووردا

و خير لكfم{ . fوا شيئا وهfوياسمينا }وعسى أن تكره سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين

متفائال ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن. فأما المتفائلf فنظر نظرة في النجوم فضحك. وأما

المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى. انظر إلى الوجه اآلخر للمأساة، ألن الشر

المحض ليس موجودا؛ بل هناك خير ومكسب وفتحوأجر.

(1/49)

}fضطر إذا دعاهfالم fجيبfأمن ي{، ويستغيثf به المنكوب، fإليه المكروب fمن الذي يفزع

fوتلهج ، fالمخلوقات fوتسأله ، fإليه الكائنات fوتصمد هf القلوب؟ إنه اللهf ال إله إال هو. fؤلهfوت fن fبذكره األلس

خاء وحق علي وعليك أن ندعوهf في الشدة والرfات ونتوسل لم fإليه في الم fراء، ونفزع راء والض والس

إليه في الكربات وننطرحf على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين، حينها يأتي مددfه ويصلf عونfه،

هf }أمن يfجيبf المfضطر إذا fل فتح fويح fه fسرع فرجfوي دعاهf{ فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي

وينصرf المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريضا الله fلك دعو fوا في الفfعن المكروب }فإذا ركب fويفرج

Page 20: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

خلصين لهf الدين{ . fمد عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن fولن أسر نة لتتعلم شريف والكرب، ولكن أfحيلfك إلى كfتfب الس الخطاب معه؛ فتناجيه وتناديه وتدعوهf وترجوه، فإن

وجدتهf وجدت كل شيء، وإن فقدت اإليمان به فقدت كل شيء، إن دعاءك ربك عبادة أخرى، وطاعة

fعظمى ثانية فوق حصول المطلوب، وإن عبدا يجيد فن الدعاء حري أن ال يهتم وال يغتم وال يقلق كل

الحبال تتصرم إال حبلfه كل األبواب توصدf إال بابهf وهوك- fرfقريب سميع مجيب، يجيب المضطر إذا دعاه يأم

، وهو الغني القوي fالمحتاج fالضعيف fوأنت الفقير fم{ إذا الواحدf الماجدf - بأن تدعوه }ادعfوني أستجب لك

، وألمت بك الخطوبf فالهج بذكره، fنزلت بك النوازل fواسأله فتحه fواهتف باسمه، واطلب مدده

(1/50)

غ الجبين لتقديس اسمه، لتحصل على تاج ونصرهf، مر الحرية، وأرغم األنف في طين عبوديته لتحوز وساميك، أطلق لسانك، أكثر من النجاة، مد يديك، ارفع كف

طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابهf، انتظره، ترقب فتحهf، أشدf باسمه، أحسن ظنك فيه، fطفfل

انقطع إليه، تبتل إليه تبتيال حتى تسعد وتfفلح.

وليسعك بيتك

العfزلةf الشرعيةf السنيةf: بfعدfك عن الشر وأهله، والفارغين والالهين والفوضويين، فيجتمعf عليكك، ويجودf ذهنfك fخاطر fك، ويرتاحfك، ويهدأ بالfشمل ك في بستان المعارف. fطرف fرر الحكم، ويسرحfبد

إن العزلة عن كل ما يشغلf عن الخير والطاعة دواءبه أطباءf القلوب فنجح أيما نجاح، وأنا أدلك عزيز جر

عليه، في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر، وإقامة لناموس الخشية، واحتفال بمولد

fالمحمود fاإلنابة والتذكر، وإنما كان االجتماع مع ومجالس fفي الصلوات والج fالممدوح fواالختالط

العلم والتعاون على الخير، أما مجالسf البطالة والعطالة فحذار حذار، اهرب بجلدك، ابك على

Page 21: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

خطيئتك، وأمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، االختالط الهمجي حرب شعواء على النفس، وتهديد

خطير لدنيا األمن واالستقرار في نفسك، ألنكتجالسf أساطين الشائعات، وأبطال

(1/51)

األراجيف، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن

خباال{ . ا زادfوكfم إال وا فيكfم م fلو خرج{ fيصلك الموت إذا فرجائي الوحيدf إقبالك على شانك واالنزواءf في

غرفتك إال من قول خير أو فعل خير، حينها تجدf قلبكك من fك من الضياع، وعمرfعاد إليك، فسلم وقت

اإلهدار، ولسانfك من الغيبة، وقلبfك من القلق، وأذنfكب عرف، ك من سوء الظن، ومن جر fمن الخنا ونفس

ومن أركب نفسه مطايا األوهام، واسترسل مع. fالعوام فقل عليه السالم

العوض من الله

ال يسلبك الله شيئا إال عوضك خيرا منه، إذا صبرت واحتسبت ))من أخذتf حبيبتيه فصبر عوضتfه منهما

الجنة(( يعني عينيه ))من سلبتf صفيهf من أهل الدنيا ثم احتسب عوضتfهf من الجنة(( من فقد ابنه وصبر

لد، وقس على هذا المنوال fالحمد في الخ fني له بيتfب فإن هذا مجردf مثال.

فال تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنةوثواب وعوض وأجر عظيم.

إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوهf بهم في الفردوس }سالم عليكfم بما صبرتfم فنعم عfقبى

الدار{ .

(1/52)

وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابهابهم وفي خلفها الخير }أfولئك عليهم صلوات من ر

هتدfون{ هنيئا للمصابين، fالم fمfولئك هfورحمة وأ

Page 22: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بشرى للمنكوبين.ها حقير، واآلخرةf خير fمر الدنيا قصير وكنزfإن ع

وأبقى فمن أfصيب هنا كfوفئ هناك، ومن تعب هنا ارتاح هناك، أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها

الراكنون إليها، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظfهم منها وتنغيصf راحتهم فيها ألنهم يريدونها

fعندهم fوتكبر fالمصائب fم عليهمfوحدها فلذلك تعظ ؛ ألنهم ينظرون تحت أقدامهم فال يرون إال fالنكبات

الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة. أيها المصابون ما فات شيء وأنتمf الرابحون، فقد

بعث لكم برسالة بين أسطرها لfطف وعطف وثواب وحfسنf اختيار. إن على المصاب الذي ضرب عليه

رب fالمصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة }فض fسرادق هf من fوظاهر fحمة ور لهf باب باطنfهf فيه الر fم بس fبينه f { ، وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ fقبله العذاب

وأجل وأعلى.

اإليمان هو الحياة األشقياءf بكل معاني الشقاء همf المفلسون من كنوز

اإليمان، ومن رصيد اليقين، فهم أبدا في تعاسةfوغضب ومهانة وذلة }ومن أعرض عن ذكري فإن له

معيشة ضنكا{ .

(1/53)

fها ويذهب fها ويفرح fالنفس ويزكيها ويطهر fسعدfال ي غمها وهمها وقلقها إال اإليمانf بالله رب العالمين، ال

طعم للحياة أصال إال باإليمان. إن الطريقة المثلى للمالحدة إن لم يؤمنوا أن

وا أنفسهم من هذه اآلصار واألغالل fوا ليريح fينتحر والظلمات والدواهي، يا لها من حياة تاعسة بال

إيمان، يا لها من لعنة أبدية حاقت بالخارجين علىم fم وأبصاره fأفئدته fقلبfمنهج الله في األرض }ون

م في طfغيانهم fه fة ونذر كما لم يfؤمنfوا به أول مرون{ وقد آن األوانf للعالم أن يقتنع كل القناعة، fيعمه

وأن يؤمن كل اإليمان بأن ال إله إال الله بعد تجربةfل بعدها العقل طويلة شاقة عبر قfرون غابرة توص

إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة، واإللحاد كذبة وأن

Page 23: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالحمد fوله fل صادقون، وأن الله حق له الملك fس الروهو على كل شيء قدير.

وبقدر إيمانك قوة وضعفا، حرارة وبرودة، تكونسعادتfك وراحتfك وطمأنينتfك.

ؤمن fو م fنثى وهfمن عمل صالحا من ذكر أو أ{ م أجرهfم بأحسن ما fحياة طيبة ولنجزينه fحيينهfفلن fهي استقرار fالطيبة fون{ وهذه الحياةfوا يعملfكان

سن موعود ربهم، وثباتf قلوبهم بحب fنفوسهم لح باريهم، وطهارةf ضمائرهم من أوضار االنحراف،

وبرودf أعصابهم أمام الحوادث، وسكينةf قلوبهم عندوا fوقع القضاء، ورضاهم في مواطن القدر، ألنهم رض

د - صلى الله عليه بالله ربا وباإلسالم دينا، وبمحموسلم - نبيا ورسوال.

(1/54)

اجن العسل وال تكسر الخلية الرفقf ما كان في شيء إال زانهf، وما نfزع من شيء إال شانfه، اللينf في الخطاب، البسمةf الرائقةf على

لfل منسوجة fعند اللقاء، هذه ح fالطيبة fالمحيا، الكلمة fالمؤمن كالنحلة تأكل fوهي صفات ،fيرتديها السعداء

ها؛ fطيبا، وإذا وقعت على زهرة ال تكسر fطيبا وتصنع ألن الله يعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف.

،fاألعناق fإن من الناس من تشرئب لقدومهم fاألفئدة fوتحييهم ، fاألبصار fإلى طلعاتهم fوتشخص

، ألنهم محبون في كالمهم، في fاألرواح fم fوتشيعه أخذهم وعطائهم، في بيعهم وشرائهم، في لقائهم

ووداعهم.fالنبالء fهfإن اكتساب األصدقاء فن مدروس يجيد

، فهم محفوفون دائما وأبدا بهالة من الناس، fاألبرار fوإن غابوا فالسؤال ، fواألنس fإن حضروا فالبشر

.fوالدعاء إن هؤالء السعداء لهم دستور أخالق عنوانfه: }ادفعfعداوة كأنه fفإذا الذي بينك وبينه fبالتي هي أحسن

fولي حميم{ فهم يمتصون األحقاد بعاطفتهم الجياشة، وحلمهمf الدافئ، وصفحهم البريء،

fر بهم fيتناسون اإلساءة ويحفظون اإلحسان، تم الكلماتf النابيةf فال تلجf آذانهم، بل تذهبf بعيدا هناك

Page 24: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إلى غير رجعة. هم في راحة، والناسf منهمf في أمن، والمسلمون منهمf في سالم ))المسلمf من سلم

fالناس fمن أمنه fمن لسانه ويده، والمؤمن fالمسلمون على دمائهم وأموالهم(( ))إن الله أمرني أن أصل من

و عمن fقطعني وأن أعف

(1/55)

ظلمني وأن أfعطي من حرمني(( }والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس{ بشر هؤالء بثواب عاجل من

الطمأنينة والسكينة والهدوء. وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في

قتدر{ . جنات ونهر }في مقعد صدق عند مليك م

} fوبfل fأال بذكر الله تطمئن الق{ الصدقf حبيبf الله، والصراحةf صابونf القلوب،

والتجربةf برهان، والرائدf ال يكذبf أهله، ولم يوجدوني fرf عمل أشرحf للصدر وأعظمf لألجر كالذكر }فاذك

هf سبحانهf جنتfهf في أرضه، من لم fم{ وذكرfركf أذك يدخلها لم يدخل جنة اآلخرة، وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها واضطرابها، بل هو طريق ميسر مختصر إلى كل فوز وفالح. طالع دواوين الوحيب مع األيام بلسمهf لتنال لترى فوائد الذكر، وجر

الشفاء.بf الخوف والفزع والهم fح fس fتنقشع fبذكره سبحانه والحزن. بذكره تfزاحf جبالf الكرب والغم واألسى.

، fاألصيل fوال عجب أن يرتاح الذاكرون، فهذا هو األصل لكن العجب العfجاب كيف يعيشf الغافلون عن ذكره

ون أيان يfبعثfون{ . fرfأحياء وما يشع fأموات غير{

(1/56)

ع من يا من شكى األرق، وبكى من األلم، وتفج، هيا اهتف باسمه المقدس، fالخطوب fالحوادث، ورمته

}هل تعلمf لهf سميا{ .ك، يهدأf قلبfك، fخاطر fبقدر إكثارك من ذكره ينبسط ك، يرتاحf ضميرك، ألن في ذكره جل في fنفس fتسعد

Page 25: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عfاله معاني التوكل عليه، والثقة به واالعتماد عليه، والرجوع إليه، وحسن الظن فيه، وانتظار الفرج منfه،ئل، fودي، مجيب إذا سfعي، سميع إذا نfفهو قريب إذا د

فاضرع واخضع واخشع، وردد اسمهf الطيب المبارك على لسانك توحيدا وثناء ومدحا ودعاء وسؤاال

واستغفارا، وسوف تجدf - بحوله وقوته - السعادة واألمن والسرور والنور والحبور }فآتاهfمf اللهf ثواب

سن ثواب اآلخرة{ . fالدنيا وح

دfون الناس على ما آتاهfمf اللهf من فضله{ fأم يحس{ الحسد كاألكلة الملحة تنخرf العظم نخرا، إن الحسد مرض مزمن يعيثf في الجسم فسادا، وقد قيل: ال

راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق. وقد قالوا: لله در الحسد ما أعدله، بدأ

بصاحبه فقتله. إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك، قبل أن نرحم اآلخرين؛ ألننا بحسدنا لهم نطعمf الهم

عf نوم جفوننا على لحومنا، ونسقي الغم دماءنا، ونوزاآلخرين.

(1/57)

fفيه. التنغيص fفرنا ساخنا ثم يقتحم fشعلfإن الحاسد ي والكدرf والهم الحاضرf أمراض يولدها الحسدf لتقضيfالحاسد أنه fعلى الراحة والحياة الطيبة الجميلة. بلية

خاصم القضاء، واتهم الباري في العدل، وأساء األدبرع، وخالف صاحب المنهج. مع الش

يا للحسد من مرض ال يfؤجرf عليه صاحبfه، ومن بالء البتلى به، وسوف يبقى هذا الحاسدf في fعليه الم fثابfي

حرقة دائمة حتى يموت أو تذهب نعمf الناس عنهم. كل يfصالحf إال الحاسد فالصلحf معه أن تتخلى عن نعم

الله وتتنازل عن مواهبك، وتfلغي خصائصك، ومناقبك، فإن فعلت ذلك فلعلهf يرضى على مضض، نعوذf بالله من شر حاسد إذا حسد، فإنه يصبحf كالثعبان األسود

هf في جسم بريء. ام ال يقر قراره حتى يfفرغ سم الس فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد

فإنه لك بالمرصاد.

Page 26: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

اقبل الحياة كما هي

fالتبعات، جاهمة fاللذات، كثيرة fالدنيا منغصة fحال لطت بالنكد، fزجت بالكدر، وخfالتلون، م fالمحيا، كثيرة

وأنت منها في كبد. ولن تجد والدا أو زوجة، أو صديقا، أو نبيال، وال مسكنا

، وعنده ما يسوءf أحيانا، fوال وظيفة إال وفيه ما يكدر و رأسا برأس، fه ببرد خيره، لتنج فأطفئ حر شر

والجروحf قصاص.

(1/58)

أراد اللهf لهذه الدنيا أن تكون جامعة للضدين، والنوعين، والفريقين، والرأيين خير وشر، صالح

fوالصالح ،fكله fزن، ثم يصفو الخير fوفساد، سرور وح fالشر كله والفساد fجمعfفي الجنة، وي fوالسرور

والحزنf في النار. في الحديث: ))الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إال ذكرf الله وما واالهf وعالم ومتعلم(( فعش

واقعك وال تسرح من الخيال، وحلق في عالم المثاليات، اقبل دنياك كما هي، وطوع نفسك

لمعايشتها ومواطنتها، فسوف ال يصفو لك فيهافو والكمال صاحب، وال يكملf لك فيها أمر، ألن الص

والتمام ليس من شأنها وال من صفاتها. لن تكمل لك زوجة، وفي الحديث: ))ال يفركf مؤمن

مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر(( .ذ ما fو ونصفح، ونأخ fفينبغي أن نسدد ونقارب، ونعف fر ونغض الطرف أحيانا، ونسدد ر، ونذر ما تعس تيس

الخطى، ونتغافلf عن أمور.

تعز بأهل البالءfبتلى؟ وهل تشاهد fت يمنة ويسرة، فهل ترى إال م تلف إال منكوبا في كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع، وفي

كل واد بنو سعد. كم من المصائب، وكم من الصابرين، فلست أنت

وحدك المصاب، بل مصابfك أنت بالنسبة لغيرك قليل، كم من مريض على سريره من أعوام، يتقلبf ذات

مال، يئن من األلم، ويصيحf من اليمين وذات الشقم. الس

Page 27: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/59)

كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمسبعينه، وما عرف غير زنزانته.

كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعةالشباب وريعان العfمر.

كم من مكروب ومدين ومfصاب ومنكوب. آن لك أن تتعز بهؤالء، وأن تعلم علم اليقين أن هذهfالحياة سجن للمؤمن، ودار لألحزان والنكبات، تصبح القصورf حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها،fفي عافية، واألموال fمجتمع، واألبدان fمل بينها الشfثر، ثم ما هي إال أيام فإذا الفقرfك fوافرة، واألوالد

fم كيف فعلنا والموتf والفراقf واألمراضf }وتبين لك بهم وضربنا لكfمf األمثال{ فعليك أن توطن مصابك بمن حولك، وبمن سبقك في مسيرة الدهر، ليظهر

لك أنك معافى بالنسبة لهؤالء، وأنه لم يأتك إال وخزات سهلة، فاحمد الله على لfطفه، واشكره على

ما أبقى، واحتسب ما أخذ، وتعز بمن حولك. ولك في الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوة وقده، fج وجه fلى على رأسه، وأدميت قدماه وش وfضع الس

عب حتى أكل ورق الشجر، وطfرد من وحوصر في الش، fزوجته الشريف fمي عرض fه، ورfسرت ثنيتfمكة، وك

تل سبعون من أصحابه، وفقد ابنه، وأكثر بناته في fوق fحياته، وربط الحجر على بطنه من الجوع، واتهم بأنه شاعر ساحرf كاهن مجنون كاذب، صانfهf اللهf من ذلك،

وهذا بالء البد

(1/60)

تل زكريا، وذfبح fوقد ق ،fوتمحيص ال أعظم منه fمنه جر موسى ووضع الخليلf في النار، وسار fيحيى، وه ج عfمرf بدمه، واغتيل ر fعلى هذا الطريق فض fاألئمة جن fاألئمة وس fلدت ظهور fوطعن علي، وج ، fعثمان

لfوا الجنة fم أن تدخfونكل باألبرار }أم حسبت ، fاألخيار مf البأساء fته ثلf الذين خلوا من قبلكfم مس ا يأتكfم م ولم

لزلfوا{ . fاء وز ر والض

Page 28: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الصالة.. الصالةالة{ بر والص }يا أيها الذين آمنfوا استعينfوا بالص

، وأخذ الهم fوطوقك الحزن fإذا داهمك الخوف بتالبيبك، فقم حاال إلى الصالة، تثfب لك روحfك،

ك، إن الصالة كفيلة - بأذن الله باجتياح fوتطمئن نفس مستعمرات األحزان والغموم، ومطاردة فلول

االكتئاب. كان - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبهf أمر قال:

fة عينه وسعادته ر fفكانت ق )) fأرحنا بالصالة يا بالل(( .fوبهجته

وقد طالعتf سيرf قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم، فزعوا إلى fالخطوب fرت في وجوههم الضوائقf، وكشم. fه fهم وهممfم وإرادات fواه fلهم ق fصالة خاشعة، فتعود

رضت لتfودى في ساعة الرعب، يوم fإن صالة الخوف ف ، وتسيلf النفوسf على شفرات fالجماجم fتتطاير السيوف، فإذا أعظمf تثبيت وأجل سكينة صالة

خاشعة.

(1/61)

إن على الجيل الذي عصفت به األمراضf النفسيةf أن يتعرف على المسجد، وأن يمرغ جبينهf ليfرضي ربه

أوال، ولينقذ نفسهf من هذا العذاب الواصب، وإال فإنfوالحزن سوف يحطم ،fجفنه fالدمع سوف يحرق

أعصابهf، وليس لديه طاقة تمدهf بالسكينة واألمن إال.fالصالة

fهذه الصلوات - fمن أعظم النعم - لو كنا نعقل الخمسf كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا، رفعة لدرجاتنا

عند ربنا، ثم هي عالج عظيم لمآسينا، ودواء ناجع ألمراضنا، تسكبf في ضمائرنا مقادير زاكية من

ضا أما أولئك الذين جانبوا اليقين، وتمألf جوانحنا بالر المسجد، وتركوا الصالة، فمن نكد إلى نكد، ومن حزن

م وأضل fإلى حزن، ومن شقاء إلى شقاء }فتعسا له م{ . fأعماله

حسبنا الله ونعم الوكيل تفويضf األمر إلى الله، والتوكلf عليه، والثقة بوعده، والرضا بصنيعه وحfسنf الظن به، وانتظارf الفرج منهf؛

Page 29: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من أعظم ثمرات اإليمان، وأجل صفات المؤمنين، وحينما يطمئن العبدf إلى حسن العاقبة، ويعتمدf على

ربه في كل شأنه، يجد الرعاية، والوالية، والكفاية،والتأييد، والنصرة.

لما ألقي إبراهيمf عليه السالمf في النار قال: حسبنا، فجعلها اللهf عليه بردا وسالما، fونعم الوكيل fالله

ددfوا fه لما هfنا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابfورسول بجيوش

(1/62)

الكفار، وكتائب الوثنية قالوا: }حسبfنا اللهf ونعم{ fن الله وفضل لم173الوكيل { فانقلبfوا بنعمة م

وء واتبعfوا رضوان الله واللهf ذfو فضل fم س fيمسسه عظيم{ .

إن اإلنسان وحده ال يستطيعf أن يصارع األحداث، واللق ضعيفا fات، وال ينازل الخطوب؛ ألنه خ يقاوم الملم

عاجزا، إال حينما يتوكلf على ربه ويثقf بمواله، ويفوضf األمر إليه، وإال فما حيلةf هذا العبد الفقيرfالمصائب، وأحاطت به النكبات fالحقير إذا احتوشته

ؤمنين{ . }وعلى الله فتوكلfوا إن كfنتfم م فيا من أراد أن ينصح نفسه: توكل على القوي الغنية المتين، لينقذك من الويالت، ويخرجك من و fذي الق

بات، واجعل شعارك ودثارك حسبنا اللهf ونعم fرfالك ت مواردك، ، فإن قل مالfك، وكثfر دينfك، وجف fالوكيل

. fنا الله ونعم الوكيلfك، فناد: حسب fوشحت مصادرعبت من ظالم، أو فزعت من fوإذا خفت من عدو، أو ر

خطب فاهتف: حسبنا اللهf ونعم الوكيل.}وكفى بربك هاديا ونصيرا{ .

(1/63)

وا في األرض{ fل سير fق{fفر ، الس حfب الهم والغم fس fدر، ويزيح مما يشرحf الص

في الديار، وقطعf القفار، والتقلبf في األرض الواسعة، والنظرf في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقالم القدرة وهي تكتبf على صفحات الوجود آيات

Page 30: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الجمال، لترى حدائق ذات بهجة، ورياضا أنيقة وجنات ألفا، اخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين يديك

وما خلفك، اصعد الجبال، اهبط األودية، تسلق األشجار، عfب من الماء النمير، ضع أنفك على أغصان

الياسمين، حينها تجدf روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من بيتك، ألق

الغطاء األسود عن عينيك، ثم سر في فجاج اللهالواسعة ذاكرا مسبحا.

إن االنزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل، fطريق ناجح لالنتحار، وليست غرفتك هي العالم

ولست أنت كل الناس فلم االستسالمf أمام كتائبوا fاألحزان؟ أال فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك: }انفر خفافا وثقاال{ ، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول، وبين والخمائل، بين الطيور وهي تتلو خfطب الحب

. الماء وهو يروي قصة وصوله من التل إن الترحال في مسارب األرض متعة يوصي بها

fوأظلمت عليه غرفته ،fه fلت عليه نفس fلمن ثق fاألطباء الضيقةf، فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر

ماوات واألرض ربنا ما ون في خلق الس fويتفكر{ بحانك{ . fخلقت هذا باطال س

(1/64)

فصبر جميل

التحلي بالصبر من شيم األفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة، ومناعة أبية. وإن لم أصبر

أنا وأنت فماذا نصنعf؟! .هل عندك حل لنا غيرf الصبر؟ هل تعلم لنا زادا غيرهf؟

، fفيه المصائب fالعظماء مسرحا تركض fكان أحد fكلما خرج من كربة زارته fفيه النكبات fوميدانا تتسابق كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله.

هكذا يفعلf النبالءf، يfصارعون الملمات ويطرحونالنكبات أرضا.

دخلوا على أبي بكر -رضي اللهf عنهf- وهو مريض، قالوا: أال ندعو لك طبيبا؟ قال: الطبيبf قد رآني.

.fإني فعال لما أريد : fقالوا: فماذا قال؟ قال: يقولك إال بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، fواصبر وما صبر

Page 31: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

سن المصير، طالب لألجر، راغب في تفكير fعالم بح ، وأظلمت fالسيئات، اصبر مهما ادلهمت الخطوب

بر، وأن الفرج مع ، فإن النصر مع الص fأمامك الدروب الكرب، وإن مع العfسر يfسرا.

fوا في هذه الدنيا، وذهلت قرأتf سير عظماء مرfتقع fلعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب

على رؤوسهم كأنها قطراتf ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إال وقت قصير فتشرقf وجوهfهم على طالئع فجر الفرج، وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدfهم ما اكتفى

بالصبر وحدهf، بل نازل الكوارث، وصاح في وجهالمصائب مfتحديا.

(1/65)

ال تحمل الكرة األرضية على رأسك

نفر من الناس تدورf في نفوسهم حرب عالمية، وهمش النوم، فإذا وضعت الحربf أوزارها غنمfوا fرfعلى ف رحة المعدة، وضغط الدم والسكري. يحترقون مع fق األحداث، يغضبون من غالء األسعار، يثورون لتأخرون النخفاض سعر العملة، فهم في األمطار، يضج

انزعاج دائم، وقلق واصب }يحسبfون كfل صيحةعليهم{ .

ونصيحتي لك أن ال تحمل الكرة األرضية على رأسك، دع األحداث على األرض وال تضعها في أمعائك. إن

بعض الناس عنده قلب كاإلسفنجة يتشربf الشائعاتfللتوافه، يهتز للواردات، يضطرب fواألراجيف، ينزعج

لكل شيء، وهذا القلبf كفيل أن يحطم صاحبهf، وأنيهدم كيان حامله.

أهلf المبدأ الحق تزيدfهم العبرf والعظاتf إيمانا إلى إيمانهم، وأهلf الخور تزيدfهم الزالزلf خوفا إلى

خوفهم، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبfالبطان، ثابت fشجاع، فإن المقدام الباسل واسع

الجأش، راسخf اليقين، باردf األعصاب، منشرحf الصدر، أما الجبانf فهو يذبح فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات واألراجيف واألوهام واألحالم، فإن

ة فواجه األمور بشجاعة كنت تريدf الحياة المستقر

Page 32: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وجلد، وال يستخفنك الذين ال يوقنون، وال تك فيا يمكرون، كن أصلب من األحداث، وأعتى ضيق مم من رياح األزمات، وأقوى من األعاصير، وارحمتاههم األيامf هزا ألصحاب القلوب الضعيفة، كم تهز

fباةfم أحرص الناس على حياة{ ، وأما األ fولتجدنه{ فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة }فأنزل

كينة عليهم{ . الس

(1/66)

fال تحطمك التوافه

. !! fذكرfه أمر حقير تافه ال ي كم من مهموم سببf همم، وما أبرد fانظر إلى المنافقين، ما أسقط هممه

، } وا في الحر fهم: }ال تنفرfم. هذه أقوال fعزائمه }ائذن لي وال تفتني{ ، }بfيfوتنا عورة{ ، }نخشى أنورا{ . fرfإال غ fهfول fورس fا وعدنا الله تfصيبنا دآئرة{ ، }م

يا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس.، لم يرفعوا fوالقصور fوالدور fوالصحون fهمهم البطون ثfل، لم ينظروا أبدا إلى نجوم fأبصارهم إلى سماء الم fهfونعل fهfوثوب fعلمه: دابته fالفضائل. هم أحدهم ومبلغ ومأدبتfهf، وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سببf همومهم خالف مع الزوجة، أو االبن، أو القريب، أو سماعf كلمة نابية، أو موقف تافه. هذه

مصائبf هؤالء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلfهم، ليس عندهم من االهتمامات الجليلة ما

fمن اإلناء مأله fوقتهم، وقد قالوا: إذا خرج الماء fيمأل ، هل الهواءf، إذا ففكر في األمر الذي تهتم له وتغتم

يستحقf هذا الجهد وهذا العناء، ألنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك، وهذا غfبن في الصفقة، وخسارة هائلة ثمنfها بخس، وعلماءf النفس

يقولون: اجعل لكل شيء حدا معقوال، وأصدق من هذا قولهf تعالى: }قد جعل اللهf لكfل شيء قدرا{

فأعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلموالغfلfو.

(1/67)

Page 33: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fهمهم تحت الشجرة الوفاء fاألبرار fهؤالء الصحابة fهfل معهم أهمه جمل fبالبيعة فنالوا رضوان الله، ورج

, fوالمقت fالحرمان fفكان جزاءه fالبيع fحتى فاته فاطرح التوافه واالشتغال بها تجد أن أكثر همومك

ذهبت عنك وعfدت فرحا مسرورا.

ارض بما قسم اللهf لكتكن أغنى الناس

fهfمعاني هذا السبب؛ لكنني أبسط fمر فيما سبق بعض سم لك fفهم أكثر وهو: أن عليك أن تقنع بما قfهنا لي

fمن جسم ومال وولد وسكن وموهبة، وهذا منطق اكرين{ إن غالب ن الش ذ ما آتيتfك وكfن م fالقرآن }فخ علماء السلف وأكثر الجيل األول كانوا فقراء لم يكن

، وال fبهية، وال مراكب fعطيات وال مساكنfلديهم أ ا الحياة وأسعدوا أنفسهم fحشم، ومع ذلك أثرو

واإلنسانية، ألنهم وجهوا ما آتاهمf اللهf من خير في سبيله الصحيح، فبfورك لهم في أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم، ويقابلf هذا الصنفf المباركf مأل أfعطوا من األموال واألوالد والنعم، فكانت سبب شقائهم

وتعاستهم، ألنهم انحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على أن األشياء

ليست كل شيء، انظر إلى من حمل شهادات عالميةلكنهf نكرة من

(1/68)

النكرات في عطائه وفهمه وأثره، بينما آخرون عندهم علم محدود، وقد جعلوا منه نهرا دافقا بالنفع

واإلصالح والعمار.fفارض بصورتك التي ركبك الله fالسعادة fإن كنت تريد

فيها، وارض بوضعك األسري، وصوتك، ومستوى فهمك، ودخلك، بل إن بعض المربين الزهاد يذهبونا أنت إلى أبعد من ذلك فيقولون لك: ارض بأقل مم

فيه ودون ما أنت عليه. هاك قائمة رائعة مليئة بالالمعين الذين بخسوا

مf الدنيوية: fحظوظهfالدنيا في عهده، مولى أسود fرباح عالم fبن fعطاء

أفطسf أشل مفلفلf الشعر.

Page 34: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األحنفf بنf قيس، حليمf العرب قاطبة، نحيفf الجسم،أحدبf الظهر، أحنى الساقين، ضعيفf البنية.

األعمش محدثf الدنيا، من الموالي، ضعيفf البصر،فقيرf ذات اليد، ممزقf الثياب، رثf الهيئة والمنزل.هf عليهم، كل fالله وسالم fصلوات fبل األنبياء الكرام منهم رعى الغنم، وكان داودf حدادا، وزكريا نجارا،

وإدريس خياطا، وهم صفوةf الناس وخيرf البشر.، ونفعfك، fك الصالحfك، وعملfك مواهبfإذا فقيمت

وخلقك، فال تأس على ما فات من جمال أو مال أوم fقسمنا بينه fعيال، وارض بقسمة الله }نحن

م في الحياة الدنيا{ . fعيشته م

(1/69)

fواألرض fها السماوات fذكر نفسك بجنة عرض إن جمعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو

مرضت أو بخست حقا أو ذقت ظلما فذكر نفسك بالنعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا

ك إلى أرباح، وبالياك إلى fالمصير، تحولت خسائر عطايا. إن أعقل الناس هم الذين يعملون لآلخرة

ألنها خير وأبقى، وإن أحمق هذه الخليقة هم الذينهم ومنتهى fهم ودار fيرون أن هذه الدنيا هي قرار

أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندهم عند الحوادث، ألنهم ال يرون إال حياتهم الزهيدة

الحقيرة، ال ينظرون إال إلى هذه الفانية، ال يتفكرون في غيرها وال يعملون لسواها، فال يريدون أن يعكر

هم، ولو أنهم fهم وال يكدر عليهم فرح fلهم سرور خلعوا حجاب الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها

وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدارf التي تستحق االهتمام والكد

والجهد. هل تأملنا طويال وصف أهل الجنة بأنهم ال يمرضون وال يحزنون وال يموتون، وال يفنى شبابfهم، وال تبلىها من باطنها، وباطنfها fرى ظاهرfهم، في غرف يfثياب

fذfن سمعت، من ظاهرها، فيها ما ال عين رأت، وال أ وال خطر على قلب بشر، يسيرf الراكبf في شجرة

ة فيها من أشجارها مائة عام ال يقطعfها، طول الخيم

Page 35: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ها fها منيفة، قطوف fطردة قصورfها م fستون ميال، أنهار ها مرفوعة، أكوابfها fر fر fها جارية، سfدانية، عيون

ها مصفوفة، fموضوعة، نمارق

(1/70)

ها، فاح fم حبورfزرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظ ها، منتهى األماني فيها، فأين fم وصفfها، عظ fعرف

عقولfنا ال تفكر؟! ما لنا ال نتدبر؟! إذا كان المصيرf إلى هذه الدار؛ فلتخف المصائبf على

fالمصابين، ولتقر عيون المنكوبين، ولتفرح قلوب المعدمين.

فيها أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة، المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحا؛ لتسكنوا جنة الله وتجاوروهf تقدست أسماؤfه }سالم عليكfم بما صبرتfم

فنعم عfقبى الدار{ .

ة وسطا{ }وكذلك جعلناكfم أfم، ال غfلfو وال جفاء، ال العدلf مطلب عقلي وشرعي

إفراط وال تفريط، ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفهf، واندفاعاته، وليكن عادال في رضاهf وغضبه،طط والمبالغة في التعامل زنه؛ ألن الش fوسروره وح مع األحداث ظلم للنفس، وما أحسن الوسطية، فإن

الشرع نزل بالميزان والحياةf قامت على القسط، ومن أتعب الناس من طاوع هواه، واستسلم

، fعنده الحوادث fلعواطفه وميوالته، حينها تتضخم وتظلمf لديه الزوايا، وتقومf في قلبه معاركf ضاربة

من األحقاد والدخائل والضغائن، ألنه يعيشf في أوهام وخياالت، حتى إن بعضهم يتصورf أن الجميع

ضدهf، وأن اآلخرين

(1/71)

ه أن fملي عليه وساوسfيحبكون مؤامرة إلبادته، وت الدنيا له بالمرصاد فلذلك يعيشf في سحب سود من

الخوف والهم والغم.ه fممنوع شرعا، رخيص طبعا، وال يمارس fإن اإلرجاف

Page 36: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إال أناس مفلسون من القيم الحية والمبادئ الربانية}يحسبfون كfل صيحة عليهم هfمf العدfو{ .

، fال يكون fما يخاف fأجلس قلبك على كرسيه، فأكثر ولك قبل وقوع ما تخافf وقوعه أن تقدر أسوأ

االحتماالت، ثم توطن نفسك على تقبل هذا األسوأ،نات الجائرة التي تمزقf القلب حينها تنجو من التكه

قبل أن يقع الحدثf فيبقى. فيا أيها العاقلf النابهf: أعط كل شيء حجمهf، والم األحداث والمواقف والقضايا، بل اقتصد تضخ

واعدل والبغض في الحديث: ))أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما(( }عسى اللهf أن

fودة والله م م fنه fم وبين الذين عاديتfم م يجعل بينكحيم{ . ور ر fغف fقدير والله

إن كثيرا من التخويفات واألراجيف ال حقيقة لها.

(1/72)

الحزنf ليس مطلوبا شرعا، وال مقصودا أصال

فالحزنf منهي عنهf قوله تعالى: }وال تهنfوا وال تحزنfوا{ . وقوله: }وال تحزن عليهم{ في غير موضع.

وقوله: }ال تحزن إن الله معنا{ . والمنفي كقوله:م يحزنfون{ . فالحزنf خمود fفال خوف عليهم وال ه{

ة، وبرود في لجذوة الطلب، وهfمود لروح الهممى تشل جسم الحياة. fالنفس، وهو ح

سير، وال مصلحة fف غير م وق fوسر ذلك: أن الحزن م فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان: أن يfحزن

العبد ليقطعهf عن سيره، ويوقفه عن سلوكه، قالن الذين fيطان ليحز الله تعالى: }إنما النجوى من الش آمنfوا{ . ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم -: ))أن

يتناجى اثنان منهم دون الثالث، ألن ذلك يfحزنfه(( .زنf المؤمن غيرf مطلوب وال مرغوب فيه ألنهf من fوح

األذى الذي يصيبf النفس، وقد ومغالبتfه بالوسائلالمشروعة.

فالحزنf ليس بمطلوب، وال مقصود، وال فيه فائدة، وقد استعاذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم -

فقال: ))اللهم إني أعوذf بك من الهم والحزن(( فهو

Page 37: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، والفرقf، وإن كان لما مضى أورثه قرينf الهمزن، وكالهما مضعف للقلب عن السير، مfفتر fالح

للعزم.

(1/73)

والحزنf تكدير للحياة وتنغيص للعيش، وهو مصل سام للروح، يورثfها الفتور والنكد والحيرة، ويصيبfها بوجوم

سن، fقاتم متذبل أمام الجمال، فتهوي عند الح وتنطفئf عند مباهج الحياة، فتحتسي كأس الشؤم

والحسرة واأللم. ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع، ولهذا

يقولf أهلf الجنة إذا دخلوها: }الحمدf لله الذي أذهب عنا الحزن{ فهذا يدل على أنهم كان يصيبfهم في

، كما يصيبهfم سائرf المصائب التي تجري fالدنيا الحزن زنf وليس للنفس fعليهم بغير اختيارهم. فإذا حل الح

فيه حيلة، وليس لها في استجالبه سبيل فهي مأجورة على ما أصابها؛ ألنه نوع من المصائب فعلى

العبد أن يدافعه إذا نزل باألدعية والوسائل الحيةالكفيلة بطرده.

وأما قوله تعالى: }وال على الذين إذا ما أتوكم fهfنfأعي لت ال أجدf ما أحملfكfم عليه تولوا و fم ق fلتحمله

ون{ . fنفقfوا ما يfيجد تفيضf من الدمع حزنا أال فلم يfمدحوا على نفس الحزن، وإنما مfدحوا على ما

دل عليه الحزنf من قوة إيمانهم، حيث تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعجزهم عن النفقة ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا

على تخلفهم، بل غبطfوا نفوسهم به.مد بعد وقوعه - وهو ما كان fزن المحمود إن ح fفإن الح

زن العبد fه فوت طاعة، أو وقوع معصية - فإن حfسبب على تقصيره مع ربه وتفريطه في جنب مواله: دليل

على حياته وقبfوله الهداية، ونوره واهتدائه.

(1/74)

أما قولfه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ))ما يصيبf المؤمن من هم وال نصب وال

Page 38: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

حزن، إال كفر اللهf به من خطاياه(( . فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيبf بها العبد، يكفرf بها من

سيئاته، وال يدل على أنه مقام ينبغي طلبfه واستيطانfه، فليس للعبد أن يطلب الحزن ويستدعيه

ويظن أنهf عبادة، وأن الشارع حث عليه، أو أمر به، أو رضيهf، أو شرعهf لعباده، ولو كان هذا صحيحا لقطع -

صلى الله عليه وسلم - حياتهf باألحزان، وصرفهاه باسم، وقلبfه fنشرح ووجه fه م fبالهموم، كيف وصدر

راض، وهو متواصلf السرور؟! . وأما حديثf هند بن أبي هالة، في صفة النبي - صلى

الله عليه وسلم -: ))أنهf كان متواصل األحزان(( ،، وهو fعرفfوفي إسناده من ال ي ، fتfفحديث ال يثب

خالف واقعه وحاله - صلى الله عليه وسلم -. وكيف يكونf متواصل األحزان، وقد صانهf اللهf عن

الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاهf عن الحزن علىر؟! فمن الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخ؟! وكيف يصلf إلى قلبه؟! ومن أي fأين يأتيه الحزن الطرق ينسابf إلى فؤاده، وهو معمور بالذكر، ريان باالستقامة، فياض بالهداية الربانية، مطمئن بوعد الله، راض بأحكامه وأفعاله؟! بل كان دائم البشر،

، كما في صفته ))الضحوك القتال(( ، ن ضحوك الس صلوات الله وسالمه عليه. ومن غاص في أخباره

ق في أعماق حياته واستجلى أيامه، عرف أنه جاء ودقزن، fإلزهاق الباطل ودحض القلق والهم والغم والح

به والشكوك وتحرير النفوس من استعمار الشرك والحيرة واالضطراب، وإنقاذها من مهاوي والش

المهالك، فلله كم له على البشر من منن.

(1/75)

وأما الخبرf المروي: ))إن الله يحب كل قلب حزين((تهf. وكيف فال يfعرف إسنادfه، وال من رواه وال نعلم صح

fبخالفه، والشرع fهذا صحيحا، وقد جاءت الملة fيكون بنقضه؟! وعلى تقدير صحته: فالحزنf مصيبة من المصائب التي يبتلي اللهf بها عبدهf، فإذا ابتfلي به

العبدf فصير عليه أحب صبره على بالئه. والذين مدحوا الحزن وأشادوا به ونسبfوا إلى الشرع األمر به

،f؛ أخطؤوا في ذلك؛ بل ما ورد إال النهي عنهfوتحبيذه

Page 39: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

واألمرf بضده، من الفرح برحمة الله تعالى وبفضله، وبما أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والسرور بهداية الله، واالنشراح بهذا الخير المبارك

الذي نزل من السماء على قلوب األولياء.: ))إذا أحب اللهf عبدا نصب في قلبه fاآلخر fوأما األثر

نائحة، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا(( . فأثر، قيل: إنه في التوراة. وله معنى صحيح، إسرائيلي فإن المؤمن حزين على ذنوبه، والفاجرf اله العب، مترنم فرح. وإذا حصل كسر في قلوب الصالحين

م من الخيرات، وقصروا فيه من fفإنما هو لما فاته بلوغ الدرجات، وارتكبوهf من السيئات. خالف حزن العfصاة، فإنهf على فوت الدنيا وشهواتها ومالذها

م لها، fهfم وحزن fه م وغم fه ومكاسبها وأغراضها، فهمومن أجلها وفي سبيلها.

ت وأما قولfه تعالى عن نبيه ))إسرائيل(( : }وابيضو كظيم{ : فهو إخبار عن حاله fزن فه fمن الح fعيناه

fبذلك كما ابتاله fبمصابه بفقد ولده وحبيبه، وأنه ابتاله بالتفريق بينهf وبينهf. ومجرد اإلخبار عن الشيء ال يدل

على استحسان هـ وال على األمر به وال الحث عليه، بل أمرنا أن نستعيذ بالله من الحزن، فإنهf سحابة ثقيلة وليل جاثم طويل، وعائق في طريق السائر

إلى معالي األمور.

(1/76)

fزن الدنيا غير fالسلوك على أن ح fوأجمع أرباب محمود، إال أبا عثمان الجبري، فإنهf قال: الحزنf بكل

وجه فضيلة، وزيادة للمؤمن، ما لم يكن بسببfوجبfوجب تخصيصا، فإنه يfإن لم ي fمعصية. قال: ألنه

تمحيصا.: ال ريب أنهf محنة وبالء من الله، بمنزلة fقالfفي

ا أنهf من منازل الطريق، فال. المرض والهم والغم وأم فعليك بجلب السرور واستدعاء االنشراح، وسؤال

الله الحياة الطيبة والعيشة الرضية، وصفاء الخاطر،هم: إن fورحابة البال، فإنها نعم عاجلة، حتى قال بعض

في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة اآلخرة. والله المسؤولf وحده أن يشرح صدورنا بنور اليقين،

ويهدي قلوبنا لصراطه المستقيم، وأن ينقذنا من

Page 40: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

نك والضيق. حياة الض

وقفة

fوإياك بهذا الدعاء الحار الصادق. فإنه fهيا نهتف نحن fالعظيم fرب والهم والحزن: ))ال إله إال اللهfلكشف الك

الحليم، ال إله إال اللهf رب العرش العظيم، ال إله إال اللهf رب السموات ورب األرض ورب العرش الكريم،

. )) fال إله إال أنت برحمتك أستغيث fيا حي يا قيوم ))اللهم رحمتك أرجو، فال تكلني إلى نفسي طرفة

عين، وأصلح لي شأني كله، ال إله إال أنت(( .

(1/77)

))استغفرf الله الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوبإليه(( .

))ال إله إال أنت سبحانك إني كنتf من الظالمين(( . ))اللهم إني عبدfك، ابنf عبدك، ابنf أمتك، ناصيتيك، عدل في قضاؤfك، أسألك fبيدك، ماض في حكم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلتهf في

كتابك، أو علمتهf أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور

صدري، وذهاب همي، وجالء حزني(( . ))اللهم إني أعوذf بك من الهم والحزن، والعجز

بن، وضلع الدين وغلبة fخل والجfوالكسل، والب جال(( . الر

. )) fونعم الوكيل fحسبنا الله((

ابتسمحكf المعتدلf بلسم للهموم ومرهم لألحزان، وله الض قوة عجيبة في فرح الروح، وجذل القلب، حتى قال

أبو الدرداء - رضي اللهf عنه -: إني ألضحك حتى يكون إجماما لقلبي. وكان أكرمf الناس - صلى الله عليه

fه، وهذا ضحكfأحيانا حتى تبدو نواجذ fوسلم - يضحك العقالء البصراء بداء النفس ودوائها.

fالراحة ونهاية fة والضحك ذروةf االنشراح وقم االنبساط. ولكنه ضحك بال إسراف: ))ال تfكثر الضحك،

فإن كثرة الضحك تfميتf القلب(( . ولكنه

Page 41: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/78)

مك في وجه أخيك صدقة(( ، ط: ))وتبس التوسم ضاحكا من قولها{ . ومن نعيم أهل الجنة }فتبس

ار يضحكfون{ . fف : }فاليوم الذين آمنfوا من الك fالضحك، وتجعلfه دليال على ن وكانت العربf تمدحf ضحوك الس

، وسخاوة الطبع، وكرم سعة النفس وجودة الكفالسجايا، ونداوة الخاطر.

وقال زهير في ))هرم(( : تراهf إذا ما جئتهf متهلال ... كأنك تعطيه الذي أنت

fسائله والحقيقةf أن اإلسالم بfني على الوسطية واالعتدال

في العقائد والعبادات واألخالق والسلوك، فال عبوس مخيف قاتم، وال قهقهة مستمرة عابثة لكنه جد

ةf روح واثقة. وقور، وخفيقول أبو تمام:

fالمؤمل كوكب fصبح ... fأبي علي إنه fنفسي فداء المتأمل

و ويهزلf عيشf من fفكه يجم الجد أحيانا وقد ... ينض لم يهزل

ر النفس، إن انقباض الوجه والعبوس عالمة على تذموغليان الخاطر، وتعكر المزاج }ثfم عبس وبسر{ .

(1/79)

»ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق« . يقولf أحمد أمين في »فيض الخاطر« : ))ليس

المبتسمون للحياة أسعد حاال ألنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدرf على العمل، وأكثرf احتماال للمسؤولية،

وأصلحf لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، واإلتيانم وتنفعf الناس. fبعظائم األمور التي تنفعه

يرتf بين مال كثير أو منصب خطير، وبين نفس fلو خ راضية باسمة، الخترتf الثانية، فما المالf مع

العبوس؟! وما المنصبf مع انقباض النفس؟! وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبfه ضيقا حرجا كأنه عائد

من جنازة حبيب؟! وما جمالf الزوجة إذا عبست

Page 42: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقلبت بيتها جحيما؟! لخير منها - ألف مرة - زوجة لمتبلغ مبلغها في الجمال وجعلت بيتها جنة.

وال قيمة للبسمة الظاهرة إال إذا كانت منبعثة مما يعتري طبيعة اإلنسان من شذوذ، فالزهرf باسم

fوالنجوم fوالسماء fواألنهار fباسمة، والبحار fوالغابات والطيورf كلها باسمة. وكان اإلنسانf بطبعه باسما

لوال ما يعرضf له من طمع وشر وأنانية تجعلfهf عابسا، فكان بذلك نشازا في نغمات الطبيعة المنسجعة،

ه، وال fومن اجل هذا ال يرى الجمال من عبست نفس يرى الحقيقة من تدنس قلبfه، فكل إنسان يرى الدنيا من خالل عمله وفكره وبواعثه، فإذا كان العملf طيبا

ه الذي fطاهرة، كان منظار fنظيفا والبواعث fوالفكر يرى به الدنيا نقيا،

(1/80)

ه، fلقت، وإال تغبش منظار fفرأى الدنيا جميلة كما خ ه، فرأى كل شيء أسود مغبشا. fواسود زجاج

هناك نفوس تستطيعf أن تصنع من كل شيء شقاء، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شيء سعادة،

هناك المرأةf في البيت ال تقعf عينfها إال على الخطأ، فاليومf أسودf، ألن طبقا كfسر، وألن نوعا من الطعام زاد الطاهي في ملحه، أو ألنها عثرت على قطعة من

fويتعدى السباب ، الورق في الحجرة، فتهيجf وتسب إلى كل من في البيت، وإذا هو شعلة من نار، وهناك

رجل ينغصf على نفسه وعلى من حوله، من كلمة يسمعfها أو يؤولها تأويال سيئا، أو من عمل تافه حدث

له، أو حدث منه، أو من ربح خسرهf، أو من ربح كان، أو نحو ذلك، فإذا الدنيا كلها fه فلم يحدث fينتظر

سوداءf في نظره، ثم هو يسودfها على من حوله.، فيجعلون هؤالء عندهم قدرة على المبالغة في الشر

بة، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم fمن الحبة ق قدرة على الخير، فال يفرحون بما أfوتوا ولو كثيرا، وال

ينعمون بما نالوا ولو عظيما.، ولخير لإلنسان أن يجد في fتعلمfوفن ي ، الحياةf فن

وضع األزهار والرياحين والحfب في حياته، من أن يجدfفي تكديس المال في جيبه أو في مصرفه. ما الحياة ه أي هت كل الجهود فيها لجمع المال، ولم يfوج إذا وfج

Page 43: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

جهد لترقية جانب الرحمة والحب فيها والجمال؟!م لمباهج الحياة، وإنما fالناس ال يفتحون أعينه fأكثر

ون على الحديقة يفتحونها للدرهم والدينار، يمرق، الغناء، واألزهار الجميلة، والماء المتدف

(1/81)

دة، فال يأبهون لها، وإنما يأبهون لدينار والطيور المغر. قد كان الدينارf وسيلة للعيشة fودينار يخرج fيدخل

السعيدة، فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة منكبت فينا العيونf لنظر الجمال، fأجل الدينار، وقد ر

فعودناها أال تنظر إال إلى الدينار. ليس يعبسf النفس والوجه كاليأس، فإن أردت االبتسامf فحارب اليأس. إن الفرصة سانحة لك

وللناس، والنجاحf مفتوح بابfه لك وللناس، فعود عقلكتفتح األمل، وتوقع الخير في المستقبل.

إذا اعتقدت أنك مخلوق للصغير من األمور لم تبلغ في الحياة إال الصغير، وإذا اعتقدت أنك مخلوق

ة تكسرf الحدود والحواجز، لعظائم األمور شعرت بهم وتنفذf منها إلى الساحة الفسيحة والغرض األسمى،

ومصداقf ذلك حادث في الحياة المادية، فمن دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعب إذا هو قطعها، ومن

دخل مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب منة بقدر ما المائة والمائتين. فالنفسf تعطيك من الهم

تحددf من الغرض. حدد غرضك، وليكن ساميا صعب المنال، ولكن ال عليك في ذلك ما دمت كل يوم تخطو إليه خطوا جديدا. إنما يصد النفس ويعبسها ويجعلfها

fاألمل، والعيشة fوفقدان fفي سجن مظلم: اليأس السيئةf برؤية الشرور، والبحث عن معايب الناس،

والتشدق بالحديث عن سيئات العالم ال غير. وليس يfوفقf اإلنسانf في شيء كما يfوفقf إلى مfربعf أفقه، ينمي ملكاته الطبيعية، ويعادلf بينها ويوس

ويعودهf السماحة وسعة الصدر، ويعلمهf أن خير غرض يسعى إليه أن يكون مصدر خير للناس بقدر ما

، وأن تكون fيستطيع

(1/82)

Page 44: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ه شمسا مشعة للضوء والحب والخير، وأن يكون fنفس قلبfه مملوءا عطفا وبرا وإنسانية، وحبا إليصال الخير

لكلمن اتصل به. النفسf الباسمةf ترى الصعاب فيلذها التغلبf عليها،

م، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها ها فتبس fتنظر فتبسم، والنفسf العابسةf ال ترى صعابا فتخلفها، وإذا

رأتها أكبرتها واستصغرت همتها وتعللت بلو وإذاه وتربيتfه، إنه يؤد fه إال مزاجfالذي يلعن fوإن. وما الدهر النجاح في الحياة وال يريدf أن يدفع ثمنهf، إنه يرى فيfحتى تمطر السماء fكل طريق أسدا رابضا، إنه ينتظر

ذهبا أو تنشق األرضf عن كنز. إن الصعاب في الحياة أمور نسبية، فكل شيء صعب جدا عند النفس الصغيرة جدا، وال صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وبينما النفسf العظيمةf تزداد عظمة

عاب إذا بالنفوس الهزيلة تزدادf سقما بمغالبة الصf بالفرار منها، وإنما الصعابf كالكلب العقور، إذا رآك خفت منهf وجريت، نبحك وعدا وراءك، وإذا رءاك تهزأ به وال تعيره اهتماما وتبرقf له عينك، أفسح الطريق

لك، وانكمش في جلده منك. ثم ال شيء أقتلf للنفس من شعورها بضعتها وصغر

شأنها وقلة قيمتها، وأنها ال يمكنf أن يصدر عنهاfمنها خير كبير. هذا الشعور fنتظرfعمل عظيم، وال ي

عة يfفقدf اإلنسان الثقة بنفسه واإليمان بقوتها، بالض فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته وفي إمكان

نجاحه، وعالجه بفتور ففشل فيه. الثقةf بالنفس فضيلة كبرى عليها عمادf النجاح في الحياة، وشتان

بينها وبين الغرور الذي يfعد رذيلة، والفرقf بينهما أنالغرور اعتمادf النفس على الخيال

(1/83)

وعلى الكبر الزائف، والثقةf بالنفس اعتمادfها علىل المسؤولية، وعلى تقوية ملكاتها مقدرتها على تحم

وتحسين استعدادها(( .يقول إيليا أبو ماضي:

: ابتسم يكفي fما ... قلت قال: »السماءf كئيبة!« وتجهمf في السما! التجه

السما!

Page 45: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

با ولى! فقلتf لهf: ابتسم ... لن يfرجع قال: الصما! األسفf الصبا المتصر

قال: التي كانت سمائي في الهوى ... صارت لنفسيفي الغرام جهنما

خانت عهودي بعدما ملكتfها ... قلبي، فكيف أfطيقf أنما! أتبس

يت عمرك : ابتسم واطرب فلو قارنتها ... قض fقلت ا! كله متألم

قال: التجارةf في صراع هائل ... مثلf المسافر كاديقتلهf الظما

ا لهثت ثf كلم fأو غادة مسلولة محتاجة ... لدم، وتنف دما!

: ابتسم، ما أنت جالب دائها ... وشفائها، فإذا fقلت ابتسمت فربما..

ك مجرما، وتبيتf في ... وجل كأنك أنت fغير fأيكون صرت المfجرما؟

fسر واألعداءf م ... أأ fهfقال: العدى حولي علت صيحات حولي في الحمى؟

fن منهم : ابتسم لم يطلبوك بذمهم ... لو لم تك fقلت أجل وأعظما!

ضت لي في قال: المواسمf قد بدت أعالمfها ... وتعرالمالبس والدمى

fي ليس تملك وعلي لألحباب فرض الزم ... لكن كفدرهما

: ابتسم يكفيك أنك لم تزل ... حيا، ولست من fقلت األحبة مfعدما!

: ابتسم، ولئن fعتني علقما ... قلت قال: الليالي جرعت العلقما ر fج

فلعل غيرك إن رآك مرنما ... طرح الكآبة جانباوترنما

(1/84)

م درهما ... أم أنت تخسرf بالبشاشة أتfراك تغنمf بالتبرمغنما؟

يا صاح ال خطر على شفتيك أن ... تتثلما، والوجه أنيتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحكf والد ... جى متالطم،

Page 46: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ما! fولذا نحب األنج قال: البشاشةf ليس تfسعدf كائنا ... يأتي إلى الدنيا

رغما fم fويذهبfقلت: ابتسم مادام بينك والردى ... شبر، فإنك بعد

ما لن تتبس

ما أحوجنا إلى البسمة وطالقة الوجه، وانشراحلfق، ولطف الروح ولين الجانب، fدر وأريحية الخ الص

))إن الله أوحى إلي تواضعوا، حتى ال يبغي أحد علىأحد وال يفخر أحد على أحد(( .

وقفة

ال تحزن: ألنك جربت الحزن باألمس فما نفعك شيئا، رسب ابنfك فحزنت، فهل نجح؟! مات والدfك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتfك فحزنت، فهل عادت

الخسائرf أرباحا؟! ال تحزن: ألنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب، وحزنت من الفقر فازددت نكدا، وحزنت من كالم

أعدائك فأعنتهم عليك، وحزنت من توقع مكروه فماوقع.

زن دار واسعة، وال fلن ينفعك مع الح fال تحزن: فإنه زوجة حسناءf، وال مال وفير، وال منصب سام، وال

.fجباءfأوالد ن

(1/85)

زن يfريك الماء الزالل علقما، fال تحزن: ألن الح والوردة حنظلة، والحديقة صحراء قاحلة، والحياة

.fطاقfسجنا ال ي ال تحزن: وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان

ورجالن ولسان، وجنان وأمن وأمان وعافية فياألبدان: }فبأي آالء ربكfما تfكذبان{ .

ال تحزن: ولك دين تعتقدfهf، وبيت تسكfنfهf، وخبز تأكلfه،هf، وزوجة تأوي إليها، فلماذا fوثوب تلبس ،fهfوماء تشرب

تحزن؟!

نعمة األلم

Page 47: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fليس مذموما دائما، وال مكروها أبدا، فقد يكون fاأللم خيرا للعبد أن يتألم.

إن الدعاء الحار يأتي مع األلم، والتسبيح الصادق يصاحبf األلم، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله

ألعباء الطلب يfثمرf عالما جهبذا، ألنهf احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناتfه لما يقولf تfنتجf أدبا مؤثرا خالبا، ألنه انقدح مع األلم

ك من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرfنتاجا حيا جذابا يمور fخرجfاألفئدة. ومعاناة الكاتب ت

بالعبر والصور والذكريات.

(1/86)

fإن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه ، إن هذا الطالب يبقى fلمات fولم تكوه الم ، fاألزمات

كسوال مترهال فاترا. وإن الشاعر الذي ما عرف األلم وال ذاق المر وال

كاما من رخيص fر fصص، تبقى قصائدهfع الغ تجر الحديث، وكfتال من زبد القول، ألن قصائدهf خرجت من

ظ بها فهمه ولم ج من وجدانه، وتلف fلسانه ولم تخر .fه fه وجوانحfيعشها قلب

: حياةf المؤمنين fوأسمى من هذه األمثلة وأرفع األولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة،

fإيمانا، وأبر قلوبا، وأصدق fم أعظم fوبداية البعث، فإنه لهجة، وأعمقf علما، ألنهم عاشوا األلم والمعاناة: ألم

الجوع والفقر والتشريد، واألذى والطرد واإلبعاد، وفراق المألوفات، وهجر المرغوبات، وألم الجراح،

والقتل والتعذيب، فكانوا بحق الصفوة الصافية،جتباة، آيات في الطهر، وأعالما في النبل، fوالثلة الم

م ظمأ وال fهfصيبfم ال ي fورموزا في التضحية، }ذلك بأنه نصب وال مخمصة في سبيل الله وال يطؤfون موطئام به fتب لهfك ار وال ينالfون من عدfو نيال إال fف يغيظf الك

حسنين{ . fأجر الم fضيعfعمل صالح إن الله ال يم، ألنهم fوفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجه

مى فأنشد رائعته: fتألموا، فالمتنبي وعكته الحوزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزورf إال في الظالم

Page 48: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/87)

والنابغةf خوفهf النعمانf بنf المنذر بالقتل، فقدمللناس:

fكواكب ... إذا طلعت لم يبد fفإنك شمس والملوك fمنهن كوكب

وكثير أولئك الذين أثروا الحياة، ألنهم تألموا. إذن فال تجزع من األلم وال تخف من المعاناة، فربما

كانت قوة لك ومتاعا إلى حين، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس؛ أرق

ة خامد وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمم وقيل fم فثبطه fانبعاثه fالنفس، }ولكن كره الله

اقعfدfوا مع القاعدين{ ذكرتf بهذا شاعرا عاش المعاناة واألسى وألم

الفراق وهو يلفظf أنفاسه األخيرة في قصيدة بديعةهرة بعيدة عن التكلف والتزويق: سن، ذائعة الش fالح

إنه مالك بن الريب، يرثي نفسه:دى ... وأصبحتf في جيش fاللة باله ألم ترني بعتf الض

ان غازيا ابن عفي يوم أfتركf طائعا ... بني بأعلى الرقمتين فلله در

وماليا فيا صاحبي رحلي دنا الموتf فانزال ... برابية إني

مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ... وال تfعجالني قد تبين

ما بيادا على عيني fطا بأطراف األسنة مضجعي ... ورfوخ

فضل ردائياداني بارك اللهf فيكما ... من األرض ذات fوال تحس

العرض أن تfوسعا ليا

إلى آخر ذاك الصوت المتهدج، والعويل الثاكل، والصرخة المفجوعة التي ثارت حمما من قلب هذا

الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته.

(1/88)

Page 49: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إن الوعظ المحترق تصلf كلماتfه إلى شغاف القلوب،وح ألنه يعيشf األلم والمعاناة وتغوصf في أعماق الر

م fكينة عليهم وأثابه لfوبهم فأنزل الس fفعلم ما في ق{ فتحا قريبا{ .

ال تعذل المشتاق في أشواقه ... حتى يكون حشاكفي أحشائه

لقد رأيتf دواوين لشعراء ولكنها باردة ال حياة فيها، وال روح ألنهم قالوها بال عناء، ونظموها في رخاء،

فجاءت قطعا من الثلج وكتال من الطين. ورأيتf مصنفات في الوعظ ال تهز في السامع شعرة،رقة fة، ألنهم يقولونها بال ح نصت ذر fفي الم fك وال تحرا ولfون بأفواههم م fوال لوعة، وال ألم وال معاناة، }يق

لfوبهم{ . fليس في ق فإذا أردت أن تؤثر بكالمك أو بشعرك، فاحترق به أنت

، وتأثر به وذقه وتفاعل معهf، وسوف ترى أنك fقبل ت تؤثر في الناس، }فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز

وربت وأنبتت من كfل زوج بهيج{ .

نعمة المعرفة

fن تعلمf وكان فضلf الله عليك }وعلمك ما لم تكعظيما{ .

الجهلf موت للضمير وذبح للحياة، ومحق للعمر }إنيأعظfك أن تكfون من الجاهلين{ .

(1/89)

ود للطبع، }أو fنور البصيرة، وحياة للروح، ووق fوالعلم من كان ميتا فأحييناهf وجعلنا لهf نfورا يمشي به فينها{ . ثلfهf في الظلfمات ليس بخارج م الناس كمن م

إن السرور واالنشراح يأتي مع العلم، ألن العلم عثورالة، واكتشاف على الغامض، وحصول على الض

للمستور، والنفسf مfولعة بمعرفة الجديد واالطالعستطرف. fعلى الم

زن، ألنه حياة ال جديد فيها وال fفهو ملل وح fا الجهل أمطريف، وال مستعذبا، أمس كاليوم، واليوم كالغد. فإن كنت تريدf السعادة فاطلب العلم وابحث عن

Page 50: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fل الفوائد، لتذهب عنك الغموم ب زدني علما{ ، }اقرأ المعرفة وحص ، }وقfل ر fواألحزان fوالهموم fهه باسم ربك الذي خلق{ . ))من يرد اللهf به خيرا يفق

في الدين(( . وال يفخر أحد بماله أو بجاهه، وهوة جاهل صفر من المعرفة، فإن حياته ليست تام

fنزل إليك من ه ليس كامال: }أفمن يعلمf أنما أ fوعمر و أعمى{ . fربك الحق كمن ه

قال الزمخشري: سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية

وطيب عناق وتمايfلي طربا لحل عويصة ... أشهى وأحلى من

مfدامة ساقي وصريرf أقالمي على أوراقها ... أحلى من الدوكاء

اق والعشها ... نقري ألfلقي الرمل عن وألذ من نقر الفتاة لدfف

أوراقي

(1/90)

ستغل وآخر fتبتي ... كم بين م fيا من يحاول باألماني ر راقي

أأبيتf سهران الدجى وتبيتهf ... نوما وتبغي بعد ذاكلحاقي

ما أشرف المعرفة، وما أفرح النفس بها، وما أثلج الصدر ببردها، وما أرحب الخاطر بنزولها، }أفمن كان

وءf عمله واتبعfوا fس fين له fبه كمن ز على بينة من رأهواءهfم{ .

فن السرور

،fهfه وهدوؤ fالقلب، واستقرار fمن أعظم النعم سرور فإن في سروره ثباتf الذهن وجودة اإلنتاج وابتهاج، فمن عرف fس النفس، وقالوا. إن السرور فن يfدر

كيف يجلبfه ويحصلf عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش، والنعم التي من بين

يديه ومن خلفه. واألصلf األصيلf في طلب السرورfك قوةf االحتمال، فال يهتز من الزوابع وال يتحر

للحوادث، وال ينزعجf للتوافه. وبحسب قوة القلب

Page 51: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. fالنفس fشرقfوصفائه، ت إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس،

رواحلf للهموم والغموم واألحزان، فمن عود نفسهت عليه ، وخف fالتصبر والتجلد هانت عليه المزعجات

. fاألزمات إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهونf ما تمر به

fالوحول

ق، وضحالة النظرة، fفfاأل fومن أعداء السرور ضيق fواالهتمام

(1/91)

، ونسيانf العالم وما فيه، واللهf قد fبالنفس فحسب م{ ، فكأن هؤالء fه fس fم أنف fته وصف أعداءهf بأنهم }أهم القاصرين يرون الكون في داخلهم، فال يفكرون فيم، وال يهتمون لآلخرين. fغيرهم، وال يعيشون لسواه

إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا،

فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا، وإسعاد اآلخرين. من األصول في فن السرور: أن تfلجم تفكيرك

، فإنك إن fوال يطيش fوال يهرب fوتعصمه، فال يتفلت تركت تفكيرك وشأنهf جمح وطفح، وأعاد عليك ملف

ك. إن األحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذf ولدتك أم التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح وجرجر المستقبل المخيف، فزلزل أركانك، وهز كيانكه الجاد وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوج

المركز على العمل المثمر المفيد، }وتوكل على. } fوتfالحي الذي ال يم

ومن األصول أيضا في دراسة السرور: أن تfعطي الحياة قيمتها، وأن تfنزلها منزلتها، فهي لهو، وال تستحق منك إال اإلعراض والصدود، ألنها أم الهجر

ومfرضعةf الفجائع، وجالبةf الكوارث، فمن هذه صفتfهاوها fعلى ما فات منها. صف fحزنfهتم بها، ويfكيف ي

لب، ومواعيدfها سراب بقيعة، مولودfها fها خ fكدر، وبرق ها fها مهدد، وعاشقfها محسود، ومنعمfمفقود، وسيد

مقتول بسيف غدرها. أبني أبينا نحنf أهلf منازل ... أبدا غfرابf البين فيها

Page 52: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fينعقمf الدنيا فلم fنبكي على الدنيا وما من معشر ... جمعته

قوا يتفر أين الجبابرةf األكاسرةf األfلى ... كنزوا الكنوز فال

وا fبقين وال بق

(1/92)

من كل من ضاق الفضاءf بعيشه ... حتى ثوى فحواهfلحد ضيق

رس إذا نfودوا كأن لم يعلمfوا ... أن الكالم لهم حالل fخ fطلقfم

وفي الحديث: ))إنما العلمf بالتعلم والحلمf بالتحلم(( . وفي فن اآلداب: وإنما السرورf باصطناعه واجتالب

بسمته، واقتناص أسبابه، وتكلف بوادره، حتى يكونطبعا.

إن الحياة الدنيا ال تستحق منا العبوس والتذمرم. والتبر

كمf المنية في البرية جاري ... ما هذه الدنيا بدار fح قرار

خبرا ... ألفيتهf خبرا من fبينا ترى اإلنسان فيها م األخبار

طfبعت على كدر، وأنت تريدfها ... صفوا من األقذارواألكدار

ذوة fتطلب في الماء جfاأليام ضد طباعها ... م fومكلف نار

والحقيقةf التي ال ريب فيها أنك ال تستطيعf أن تنزعلقت هكذا fمن حياتك كل آثار الحزن، ألن الحياة خ

}لقد خلقنا اإلنسان في كبد{ ، }إنا خلقنا

(1/93)

اإلنسان من نطفة أمشاج نبتليه{ ، }ليبلfوكfم أيكfم أحسنf عمال{ ، ولكن المقصود أن تخففf من حزنك

زن بالكلية فهذا في جنات fالح fوهمك وغمك، أما قطع

Page 53: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

النعيم؛ ولذلك يقولf المنعمون في الجنة: }الحمدf لله الذي أذهب عنا الحزن{ . وهذا دليل على أنهf لم

يذهب عنهf إال هناك، كما أن كل الغل ال يذهبf إال في{ ، فمن ن غل دfورهم م fالجنة، }ونزعنا ما في ص

عرف حالة الدنيا وصفتها، عذرها على صدودهاها fقfها وخلfوجفائها وغدرها، وعلم ان هذا طبع

ها. fووصف حلفت لنا أن ال تخون عهودنا ... فكأنها حلفت لنا أن

ال تفي

فإذا كان الحالf ما وصفنا، واألمرf ما ذكرنا، فحري باألريب النابه أن ال يfعينها على نفسه، باالستسالم

للكدر والهم والغم والحزن، بل يدافعf هذه المنغصاتا استطعتfم من م م fبكل ما أوتي من قوة، }وأعدوا له

باط الخيل تfرهبfون به عدو الله ة ومن ر و fق م في سبيل الله fوا لما أصابهfم{ ، }فما وهنfوكfوعد

وا وما استكانfوا{ . fفfوما ضع

وقفةك محبوس في دين، fال تحزن: إن كنت فقيرا فغير

fوسيلة نقل، فسواك مبتور fوإن كنت ال تملك القدمين، وإن كنت تشكو من آالم فاآلخرون يرقدون

ة البيضاء ومنذ سنوات، وإن فقدت ولدا على األسرفسواك فقد عددا من األوالد في حادث واحد.

(1/94)

ال تحزن: ألنك مسلم آمنت بالله وبرسله ومالئكتهه، وأولئك كفروا واليوم اآلجر وبالقضاء خيره وشر

بالرب وكذبوا الرسل واختلفوا في الكتاب، وجحدfوااليوم اآلخر، وألحدوا في القضاء والقدر.

ال تحزن: إن أذنبت فتfب، وإن أسأت فاستغفر، وإن أخطأت فأصلح، فالرحمةf واسعة، والبابf مفتوح،

، والتوبةf مقبولة. والغفران جمfتعبfأعصابك، وتهز كيانك وت fقلقfال تحزن: ألنك ت

قلبك، وتfقض مضجعك، وتfسهر ليلك.قال الشاعر:

ب نازلة يضيقf بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها fولر

Page 54: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالمخرجرجت وكان fها ... فfا استحكمت حلقات ضاقت فلم

fفرجfيظنها ال ت

ضبطf العواطف

جf العواطفf وتعصفf المشاعرf عند سببين: عند تتأج الفرحة الغامرة، والمصيبة الداهمة، وفي الحديث:

))إني نfهيتf عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، وصوت عند مصيبة(( }لكيال تأسوا على ما

وا بما آتاكfم{ . ولذلك قال - صلى fم وال تفرحf فاتك الله عليه وسلم -: ))إنما الصبر عند الصدمة

األولى(( . فمن ملك مشاعره عند الحدث الجاثم وعند الفرح الغامر، استحق مرتبة الثبات ومنزلة الرسوخ،

fونال سعادة الراحة، ولذة االنتصار على النفس، والله

(1/95)

جل في عfاله وصف اإلنسان بأنهf فرح فخور، وإذاهf الخيرf منوعا، إال ه الشر جزوعا وإذا مس مس

م على وسطية في الفرح والجزع، fالمصلين. فه يشكرون في الرخاء، ويصبرون في البالء.

إن العواطف الهائجة تfتعبf صاحبها أيما تعب، وتضنيههf، فإذا غضب احتد وأزبد، وأرعد وتوعد، fق ه وتؤر fوتؤلم

fفيتجاوز ،fهfشاشتfنفسه، والتهبت ح fوثارت مكامن العدل، وإن فرح طرب وطاش، ونسي نفسه في غمرة السرور وتعدى قدره، وإذا هجر أحدا ذمه،

ونسي محاسنهf، وطمس فضائلهf، وإذا أحب آخر خلع عليه أوسمة التبجيل، وأوصله إلى ذورة الكمال. وفي األثر: ))أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك

يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما(( . وفي الحديث: ))وأسألك العدل في

الغضب والرضا(( . فمن ملك عاطفته وحكم عقله، ووزن األشياء وجعل

لكل شيء قدرا، أبصر الحق، وعرف الرشد، ووقعلنا بالبينات وأنزلنا fس fعلى الحقيقة، }لقد أرسلنا ر

وم الناسf بالقسط{ . fالكتاب والميزان ليق fم fمعه إن اإلسالم جاء بميزان القيم واألخالق والسلوك،

Page 55: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، والملة وي، والشرع الرضي مثلما جاء بالمنهج السة وسطا{ ، فالعدل، المقدسة، }وكذلك جعلناكfم أfم الصدق في األحبار، والعدل في األحكام واألقوال

واألفعال واألخالق، }وتمت كلمتf ربك صدقاوعدال{ .

(1/96)

سعادةf الصحابة بمحمد - صلى الله عليه وسلم -

لقد جاء رسولfنا - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس بالدعوة الربانية، ولم يكن له دعاية من دنيا، فلم يfلق

إليه كنز، وما كانت له جنة يأكلf منها، ولم يسكن قصرا، فأقبل المحبون يبايعون على شظف من

ة، يوم كانوا قليال العيش، وذروة من المشقfالناس fمستضعفين في األرض يخافون أن يتخطفهم

من حولهم، ومع ذلك أحبهf أتباعfه كل الحب.يق عليهم في الرزق، fعب، وض حfوصروا في الش

وربوا من القرابة، وأfوذfوا من fلوا في السمعة، وحfوابت . الناس، ومع هذا أحبوه كل الحب

بس آخرون في fهم على الرمضاء، وح fحب بعض fس العراء، ومنهم من تفنن الكفارf في تعذيبه، وتأنقوا

. في النكال به، ومع هذا أحبوه كل الحبلبوا أوطانهم ودورهم وأهليهم وأموالهم، طfردوا fس من مراتع صباهم، ومالعب شبابهم ومغاني أهلهم،

. ومع أحبوهf كل الحبلزلوا زلزاال شديدا، fتلي المؤمنون بسبب دعوته، وزfاب

وبلغت منهم القلوبf الحناجر وظنوا بالله الظنونا،. ومع أحبوه كل الحب

صلتة، فكانت على fشبابهم للسيوف الم fض صفوة عfررؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة.

وكأن ظل السيف ظل حديقة ... خضراء تfنبتf حولنااألزهارا

(1/97)

Page 56: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دم رجالfهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم fوق . في نزهة، او في ليلة عيد؛ ألنهم أحبوه كل الحب يfرسلf أحدfهم برسالة ويعلمf أنه لن يعود بعدها إلى

ة الدنيا، فيؤدي رسالته، ويfبعثf الواحدf منهم في مهم ويعلمf أنها النهايةf فيذهبf راضيا؛ ألنهم أحبوه كل

. الحب ولكن لماذا أحبوه وسعدfوا برسالته، واطمأنوا

وا بقدومه، ونسوا كل ألم وكل fالمنهجه، واستبشر هد ومعاناة من أجل اتباعه؟! fمشقة وج

إنهم رأوا فيه كل معاني الخير والفرح، وكل عالمات البر والحق، لقد كان آية للسائلين في معالي األمور،

لقد أبرد غليل قلوبهم بحنانه، وأثلج صدورهم بحديثه،م برسالته. fوأفعم أرواحه

لقد سكب في قلوبهمf الرضا، فما حسبوا لآلالم في سبيل دعوته حسابا، وأفاض على نفوسهم من

رح وكدر وتنغيص. fاليقين ما أنساهم كل ج صقل ضمائرهم بهداهf، وأنار بصائرهم بسناهf، ألقى

عن كواهلهم آصار الجاهلية، وحط عن ظهورهم أوزار الوثنية، وخلع من رقابهم تبعات الشرك

والضالل، وأطفأ من أرواحهم نار الحقد والعداوة،هم، fوصب على المشاعر ماء اليقين، فهدأت نفوس

م، واطمأنت قلوبfهم، وبردت أعصابfهم. fهfوسكنت أبدان وجدوا لذةf العيش معهf، واألنس في قربه، والرضا في

رحابه، واألمن في اتباعه، والنجاة في امتثال أمره،والغنى في االقتداء به.

(1/98)

}وما أرسلناك إال رحمة للعالمين{ ، }وإنك لتهدين الظلfمات إلى م م fه fخرجfستقيم{ ، }وي إلى صراط مم يتلfو fنه وال م fيين رس fم و الذي بعث في األ fالنور{ ، }ه

مf الكتاب والحكمة وإن fهfعلمfزكيهم ويfعليهم آياته وي م fعنه fبين{ ، }ويضع كانfوا من قبلf لفي ضالل م

م واألغالل التي كانت عليهم{ ، }استجيبfوا لله fإصره ول إذا دعاكfم لما يfحييكfم{ ، }وكfنتfم على شفا fس وللر

نها{ . ن النار فأنقذكfم م فرة م fحق لهم fلقد كانوا سعداء حقا مع إمامهم وقدوتهم، وح

وا. fوا ويبتهجfأن يسعد

Page 57: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ر العقول من أغالل اللهم صل وسلم على محر االنحراف، ومنقذ النفوس من ويالت الغواية، وارض

عن األصحاب واألمجاد، جزاء ما بذلfوا وقدمfوا.

اطرد الملل من حياتكfعلى وتيرة واحدة جدير أن يصيبه fإن من يعش عمره

؛ ألن النفس ملولة، فإن اإلنسان بطبعه يمل fالملل الحالة الواحدة؛ ولذلك غاير سبحانهf وتعالى بين

األزمنة واألمكنة، والمطعومات والمشروبات،fوالمخلوقات، ليل ونهار، وسهل وجبل، وأبيض

لو وحامض، fور، وح fوحار وبارد، وظل وحر ،fوأسود fج fهذا التنوع واالختالف في كتابه: }يخر fوقد ذكر الله

من بfطfونها شراب

(1/99)

تشابها fصنوان{ }م fصنوان وغير{ }fهfختلف ألوان مختلف مر م fدد بيض وح fتشابه{ }ومن الجبال ج fوغير م

ألوانfها{ }وتلك األيامf نfداولfها بين الناس{ . }لن نصبر على طعام واحد{ . وكان المأمونf يقرأf وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام؛ ألنهم أداموا أكله:

مرة جالسا، ومرة قائما، ومرة وهو يمشي، ثم قال: عfودا fون الله قياما وق fرf النفسf ملولة، }الذين يذك

نfوبهم{ . fوعلى جل العبادات، يجد التنوع والجدة، فأعمال ومن يتأم

قلبية وقولية وعملية ومالية، صالة وزكاة وصوم وحج وجهاد، والصالةf قيام وركوع وسجود وجلوس، فمن

أراد االرتياح والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع في عمله، واطالعه وحياته اليومية، فعند القراءة مثال

ينوعf الفنون، ما بين قرآن وتفسير وسيرة وحديثع وقته ة، وهكذا، يوز وفقه وتاريخ وأدب وثقافة عام

ما بين عبادة وتناول مباح، وزيادة واستقبال ضيوف، ورياضة ونزهة، فسوف يجدf نفسهf متوثبة مشرقة؛

ألنها تحب التنويع وتستملحf الجديد.

(1/100)

Page 58: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دع القلق

: fال تحزن، فإن ربك يقول }ألم نشرح لك صدرك{ : وهذا عام لكل من حمل

دى. fالحق وأبصر النور، وسلك الهو على نfور من fلإلسالم فه fصدره fأفمن شرح الله{

م من ذكر الله{ : إذا فهناك fهfوبfل fبه فويل للقاسية ق ريها. حق يشرحf الصدور، وباطل يقس

}فمن يfرد اللهf أن يهديهf يشرح صدرهf لإلسالم{ :فهذا الدينf غاية ال يصلf إليها إال المسدد.

ن رعاية }ال تحزن إن الله معنا{ : يقولfها كل من يتيقالله، وواليته ولطفه ونصره.

fم مf الناسf إن الناس قد جمعfوا لك fالذين قال له{ م إيمانا وقالfوا حسبfنا اللهf ونعم fم فزاده fفاخشوه

{ : كفايتfه تكفيك، وواليتfه تحميك. fالوكيل }يا أيها النبي حسبfك اللهf ومن اتبعك من

ؤمنين{ : وكل من سلك هذه الجادة حصل على fالم هذا الفوز.

{ : وما سواهf فميت fوتfوتوكل على الحي الذي ال يم{ ، زائل غيرf باق، ذليل وليس بعزيز. غيرf حي

fبالله وال تحزن عليهم وال تك ك إال fواصبر وما صبر{ ون } fرfا يمك م { إن الله مع الذين اتقوا127في ضيق م

حسنfون{ : فهذه معيتهf الخاصةf ألوليائه الذين هfم م و بالحفظ والرعاية والتأييد والوالية، بحسب تقواهم

وجهادهم.

(1/101)

}وال تهنfوا وال تحزنfوا وأنتfمf األعلون إن كfنتfمؤمنين{ : علوا في العبودية والمكانة. م

أذى وإن يfقاتلfوكfم يfولوكfمf األدfبار ثfم وكfم إال ر fلن يض{ ون{ . fنصرfال ي

لي إن الله قوي عزيز{ . fس fألغلبن أنا ور fكتب الله{لنا والذين آمنfوا في الحياة الدنيا ويوم fس fر fر fإنا لننص{

. }fاألشهاد fوم fيقر. وهذا عهد لن يخلف، ووعد لن يتأخ

{44}وأfفوضf أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }وا{ . fسيئات ما مكر fالله fفوقاه

Page 59: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ؤمنfون{ . fوعلى الله فليتوكل الم{، fإال يوما واحدا فحسب fال تحزن وقدر أنك ال تعيش

؟! fوتثور fفي هذا اليوم، وتغضب fفلماذا تحزن في األثر: ))إذا أصبحت فال تنتظر المساء، وإذا

أمسيت فال تنتظر الصباح(( .، فال تذكر fوالمعنى: أن تعيش في حدود يومك فحسب

: fالماضي، وال تقلق من المستقبل. قال الشاعر ما مضى فات والمؤمل غيب ... ولك الساعةf التي

أنت فيها

إن االشتغال بالماضي، وتذكر الماضي، واجترار المصائب التي حدثت ومضت، والكوارث التي انتهت،

مق والجنون. fإنما هو ضرب من الح

(1/102)

: ال تعبر جسرا حتى تأتيه. يقول المثلf الصيني ومعنى ذلك: ال تستعجل الحوادث وهمومها وغمومها

حتى تعيشها وتدركها. يقولf أحدf السلف: يا ابن آدم، إنما أنت ثالثةf أيام:

ك وقد ولى، وغدfك ولم يأت، ويومfك فاتق الله fأمس فيه.

كيف يعيشf من يحملf هموم الماضي واليوم والمستقبل؟! كيف يرتاحf من يتذكرf ما صار وما جرى؟! فيعيدهf على ذاكرته، ويتألمf لهf، وألمfه ال

ينفعfه! . ومعنى: ))إذا أصبحت فال تنتظر المساء، وإذا أمسيت

فال تنتظر الصباح(( : أي: أن تكونf قصير األمل، تنتظرf األجل، وتfحسنf العمل، فال تطمح بهمومك لغير

هذا اليوم الذي تعيشf فيه، فتركز جهودك عليه،لقك fنا خ وتfرتب أعمالك، وتصب اهتمامك فيه، محس

مهتما بصحتك، مصلحا أخالقك مع اآلخرين.

وقفة ال تحزن: ألن القضاء مفروغ منهf، والمقدورf واقع،

، ت، والصحفf طfويت، وكل أمر مستقر واألقالمf جفfوال يزيد ، fر فحزنfك ال يقدمf في الواقع شيئا وال يؤخ

. fنقصfوال ي

Page 60: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال تحزن: ألنك بحزنك تريدf إيقاف الزمن، وحبس الشمس، وإعادة عقارب الساعة، والمشي إلى

الخلف، ورد النهر إلى منبعه.

(1/103)

ال تحزن: ألن الحزن كالريح الهوجاء تfفسدf الهواء، وتfبعثرf الماء، وتغيرf السماء، وتكسرf الورود اليانعة

في الحديقة الغناء. ال تحزن: ألن المحزون كالنهر األحمق ينحدرf من

البحر ويصب في البحر، وكالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، وكالنافخ في قربة مثقوبة، والكاتب

بإصبعه على الماء. ال تحزن: فإن عمرك الحقيقي سعادتfك وراحةf بالك،، فال تfنفق أيامك في الحزن، وتبذر لياليك في الهمع ساعاتك على الغموم وال تسرف في إضاعة وتوز

حياتك، فإن الله ال يحب المسرفين.

لفرح بتوبة الله عليك

أال يشرحf صدرك، ويزيلf همك وغمك، ويجلبf سعادتكوا fل يا عبادي الذين أسرف fربك جل في عاله: }ق fقول

fحمة الله إن الله يغفر سهم ال تقنطfوا من ر fعلى أنف م بـ f؟ فخاطبه } fحيم ورf الر fو الغف fه fوب جميعا إنهfالذن

»يا عبادي« تأليفا لقلوبهم، وتأنيسا ألرواحهم، وخصوا، ألنهمf المكثرون من الذنوب والخطايا fالذين أسرف

فكيف بغيرهم؟! ونهاهم عن القنوط واليأس من المغفرة وأخبر أنه يغفرf الذنوب كلها لمن تاب،

كبيرها وصغيرها، دقيقها وجليلها. ثم وصف نفسه بالضمائر المؤكدة، و »الـ« التعريف التي تقتضي. } fحيم ورf الر fو الغف fه fكمال الصفة، فقال: }إنه

(1/104)

أال تسعدf وتفرحf بقوله جل في عاله: }والذين إذاوا الله fم ذكر fسه fوا أنفfوا فاحشة أو ظلمfفعل

اللهf ولم وا لذfنfوبهم ومن يغفرf الذنfوب إال fفاستغفر

Page 61: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

م يعلمfون{ ؟! fوا وهfوا على ما فعل يfصروءا أو يظلم fوقوله جل في عاله: }ومن يعمل س حيما{ ؟! ورا ر fم يستغفر الله يجد الله غفfث fنفسه

ر عنكfم وقوله: }إن تجتنبfوا كبآئر ما تfنهون عنهf نfكفfم ونfدخلكfم مدخال كريما{ ؟! سيئاتك

م fسه fوا أنفfم إذ ظلم fوقوله عز من قائل: }ولو أنه fول fس مf الر fوا الله واستغفر له fوك فاستغفرfجآؤ

حيما{ ؟! لوجدfوا الله توابا رار لمن تاب وآمن وعمل وقوله تعالى: }وإني لغف

صالحا ثfم اهتدى{ ؟! ولما قتل موسى عليه السالمf نفسا قال: }رب إني

. }fنفسي فاغفر لي فغفر له fظلمت وقال عن داود بعدما تاب وأناب: }فغفرنا لهf ذلك وإن

سن مآب{ . fلفى وح fعندنا لز fله سبحانهf ما أرحمهf وأكرمهf!! حتى إنه عرض رحمته

ومغفرته لمن قال يلبتثليث، فقال عنهم: }لقد كفر إله واحد الذين قالfوا إن الله ثالثf ثالثة وما من إله إالم fوا منه fن الذين كفر ولfون ليمس fا يق وا عم fوإن لم ينته

ونه73fعذاب أليم } fون إلى الله ويستغفرfوبfأفال يت } حيم{ . ور ر fغف fوالله

(1/105)

:fصلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه - fويقول ))يقولf اللهf تبارك وتعالى: يا ابن آدم، إنك ما

دعوتني ورجوتني إال غفرتf لك على ما كان منك وال أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبfك عنان السماء، ثم

استغفرتني غفرتf لك وال أfبالي، يا ابن آدم، لوراب األرض خطايا ثم لقيتني ال تشركf بي fأتيتني بق

شيئا، ألتيتfك بقرابها مغفرة(( . وفي الصحيح عنهf - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

طf يدهf بالليل ليتوب مسيءf النهار، fإن الله يبس(( طf يدهf بالنهار ليتوب مسيءf الليل، حتى تطلع fويبس

الشمسf من مغربها(( .: ))يا عبادي، إنكم تfذنبون وفي الحديث القدسي

بالليل والنهار، وأنا أغفرf الذنوب جميعا،فاستغفروني أغفر لكم(( .

وفي الحديث الصحيح: ))والذي نفسي بيده، لو لم

Page 62: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تذنبfوا لذهب اللهf بكم ولجاء بقوم آخرين يذنبون،فيستغفرون الله، فيغفرf لهم(( .

وفي حديث صحيح: ))والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا. )) fجبfعليكم ما هو أشد من الذنب، وهو الع fلخفت

وفي الحديث الصحيح: ))كلكم خطاء، وخيرf الخطائينالتوابون(( .

fوصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ))لله أفرحf بتوبة عبده من أحدكم كان على راحلته، عليها

هf وشرابه، فضلت منهf في الصحراء، فبحث عنها fطعام حتى أيس، فنام ثم استيقظ فإذا هي عند رأسه،دة فقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك. أخطأ من ش

الفرح(( .

(1/106)

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ))إن عبدا أذنب ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فإنهf ال

يغفرf الذنوب إال أنت، ثم أذنب ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فإنه ال يغفرf الذنوب إال أنت، ثم أذنب

ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فإنه ال يغفرf الذنوبfعز وجل علم عبدي أن له ربا يأخذ fإال أنت. فقال الله بالذنب، ويعفو عن الذنب، فليفعل عبدي ما شاء(( .

، فإني fويندم fويستغفر fيتوب fوالمعنى: ما دام أنه أغفرf له.

كل شيء بقضاء وقدر

كل شيء بقضاء وقدر، وهذا معتقدf أهل اإلسالم، أتباع رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -؛ أنهf اليقعf شيء في الكون إال بعلم الله وبإذنه وبتقديره.

سكfم إال fصيبة في األرض وال في أنف }ما أصاب من م في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير{

.}إنا كfل شيء خلقناهf بقدر{ .

وع ونقص من fن الخوف والج }ولنبلfونكfم بشيء مابرين{ . ر الص س والثمرات وبش fاألموال واألنف

وفي الحديث: ))عجبا ألمر المؤمن!! إن أمره كله له

Page 63: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

اءf شكر فكان خيرا له، وإن أصابته خير، إن أصابتهf سراءf صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إال للمؤمن(( . ضر

(1/107)

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ))إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله،

واعلم أن األمة لو اجتمعfوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إال بشيء قد كتبهf اللهf لك ، وإن اجتمعوا

fوك إال بشيء قد كتبه وك بشيء لم يضر على أن يضر. )) fت الصحف ، وجف fفعت األقالم fعليك، ر fالله

وفي الحديث الصحيح أيضا: ))واعلم أن ما أصابك لميكنع ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك(( .

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ))جفالقلمf يا أبا هريرة بما أنت الق(( .

وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنهf قال: ))احرص على ما ينفعfك، واستعنf بالله وال تعجز، وال تقل: لو

أني فعلتf كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر اللهf وماشاء فعل(( .

وفي حديث صحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -: ))اليقضي اللهf قضاء للعبد إال كان خيرا له(( .

ئل شيخf اإلسالم ابنf تيمية عن المعصية: هل هي fس خير للعبد؟ قال: نعم بشرطها من الندم والتوبة،

واالستغفار واالنكسار.و خير fوا شيئا وهfه سبحانه: }وعسى أن تكرهfوقول fيعلم fم واللهfو شر لك fحبوا شيئا وهfم وعسى أن تfلك

وأنتfم ال تعلمfون{ . هي المقاديرf فلfمني أو فذر ... تجري المقاديرf على

غرز اإلبر

(1/108)

انتظر الفرج

fالعبادة: انتظار fفي الحديث عند الترمذي: »أفضل بحf بقريب{ . الفرج« . }أليس الص

بحf المهمومين والمغمومين الح، فانظر إلى fص

Page 64: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الصباح، وارتقب الفتح من الفتاح.: »إذا اشتد الحبلf انقطع« . fالعرب fتقول

، فانتظر فرجا ومخرجا. fمت األمور والمعنى: إذا تأزfوتعالى: }ومن يتق الله يجعل له fوقال سبحانه

fر عنه مخرجا{ . وقال جل شأنfه: }ومن يتق الله يfكفfأجرا{ . }ومن يتق الله يجعل له fعظم لهfسيئاته وي

من أمره يfسرا{ .: fوقالت العرب

الغمراتf ثم ينجلينه ... ثم يذهبن وال يجنه

: fوقال آخر كم فرج بعد إياس قد أتى ... وكم سرور قد أتى بعد

األسىلو الجنى fمن يحسن الظن بذي العرش جنى ... ح

فا الرائق من شوك الس وفي الحديث الصحيح: ))أنا عند ظن عبدي بي،

فليظن بي ما شاء(( .

(1/109)

م قد كfذبfوا fوظنوا أنه fل fس }حتى إذا استيأس الري من نشاء{ . نا فنfج fم نصر fجاءه

{ إن مع5وقولهf سبحانهf: }فإن مع العfسر يfسرا }العfسر يfسرا{ .

م يجعلfهf حديثا -: ))لن fه fالمفسرين - وبعض fقال بعض يغلب عfسر يfسرين(( .

وقال سبحانهf: }لعل الله يfحدثf بعد ذلك أمرا{ . وقال جل اسمfه: }أال إن نصر الله قريب{ . }إن

حسنين{ . fن الم رحمت الله قريب مبر، وفي الحديث الصحيح: ))واعلم أن النصر مع الص

وأن الفرج مع الكfرب(( .: fوقال الشاعر

fاألمر أدناه fإذا تضايق أمر فانتظر فرحا ... فأقرب إلى الفرج

: fوقال آخر سهرت أعين ونامت عيونf ... في شؤون تكونf أو ال

fتكون

Page 65: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fنون fك الهموم جfفدع الهم ما استطعت فحمـ ... ـالن إن ربا كفاك ما كان باألمـ ... ـس سيكفيك في غد ما

fيكون

(1/110)

: fوقال آخر دع المقادير تجري في أعنتها ... وال تنامن إال خالي

البال ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يغيرf اللهf من حال

إلى حال

وقفة

ال تحزن: فإن أموالك التي في خزانتك وقصورك السامقة، وبساتينك الخضراء، مع الحزن واألسى

ك. واليأس: زيادة في أسفك وهمك وغم ال تحزن: فإن عقاقير األطباء، ودواء الصيادلة،

ووصفة الطبيب ال تسعدfك، وقد أسكنت الحزن قلبك، وفرشت له عينك، وبسطت له جوانحك، وألحفته

جلدك. ال تحزن: وأنت تملكf الدعاء، وتfجيدf االنطراح على

عتبات الربوبية، وتfحسنf المسكنة على أبواب ملكfمن الليل، ولديك ساعة fاألخير fالملوك، ومعك الثلث

تمريغ الجبين في السجود. ال تحزن: فإن الله خلق لك األرض وما فيها، وأنبت

لك حدائق ذات بهجة، وبساتين فيها من كل زوج بهيج، ونخال باسقات له طلع نضيد، ونجوما المعات،

وخمائل وجداول، ولكنك تحزن!! ال تحزن: فأنت تشربf الماء الزالل، وتستنشقf الهواءالطلق، وتمشي على قدميك معافى، وتنام ليلك آمنا.

(1/111)

أكثر من االستغفار

ارا } وا ربكfم إنهf كان غف fاستغفر fلت fفق{رسل10fي }

Page 66: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

درارا } ماء عليكfم م fم بأموال وبنين11الس { ويfمددكويجعل لكfم جنات ويجعل لكfم أنهارا{ .

، لترى الفرح وراحة البال،أكثر من االستغفارفوالرزق الحالل، والذرية الصالحة، والغيث الغزير.تاعا وا ربكfم ثfم تfوبfوا إليه يfمتعكfم م fوأن استغفر{

. }fل ذي فضل فضلهfؤت كfحسنا إلى أجل مسمى ويfله fوفي الحديث: ))من أكثر من االستغفار جعل الله

من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا(( . وعليك بسيد االستغفار، الحديثf الذي في البخاري: ))اللهم أنت ربي ال إله إال أنت، خلقتني وأنا عبدfك،، أعوذf بك من fوأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، وأبوءf بذنبي ، أبوءf لك بنعمتك علي fشر ما صنعت

فاغفر لي، فإنهf ال يغفرf الذنوب إال أنت(( .

عليك بذكر الله دائما. } fوبfل fقال سبحانه: }أال بذكر الله تطمئن الق

fركfم{ . وقال: }يا أيها وني أذك fرf وقال: }فاذك

(1/112)

وا الله ذكرا كثيرا } fرf وه41fالذين آمنfوا اذك fوسبح } بfكرة وأصيال{ . وقال سبحانه: }يا أيها الذين آمنfوا ال

تfلهكfم أموالfكfم وال أوالدfكfم عن ذكر الله{ . وقال:بك إذا نسيت{ . وقال: }وسبح بحمد ربك }واذكfر ر

{ fوم fوم{ .48حين تق fوإدبار النج fومن الليل فسبحه } وقال سبحانه: }يا أيها الذين آمنfوا إذا لقيتfم فئة

ون{ . fفلحfم تfوا الله كثيرا لعلك fرf فاثبfتfوا واذك وفي الحديث الصحيح: ))مثلf الذي يذكرf ربه والذي ال

يذكرf ربه، مثلf الحي والميت(( . وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ))سبق

ردون يا رسول الله؟ دون(( . قالوا: ما المف المفرقال ))الذاكرون الله كثيرا والذاكرات(( .

كم بأفضل أعمالكم، fوفي حديث صحيح: ))أال أخبر fم وخير لكم من إنفاق الذهب وأزكاها عند مليكك

والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربواكfم(( ؟ قالوا: بلى يا رسول fم ويضربوا أعناق fأعناقه

الله. قال: ))ذكرf الله(( . وفي حديث صحيح: أن رجال أتى إلى رسول - صلى

Page 67: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن شرائع، وأنا كبرتf فأخبرني بشيء اإلسالم قد كfثرت علي

أتشبثf به. قال: ))ال يزالf لسانfك رطبا بذكر الله(( .

(1/113)

ال تيأس من روح الله

ون{ . fالكافر fالقوم وح الله إال }إنهf ال ييأسf من رم قد كfذبfوا fوظنوا أنه fل fس }حتى إذا استيأس الر

نا{ . fم نصر fجاءهؤمنين{ . fنجي المfمن الغم وكذلك ن fيناه }ونج

ؤمنfون10}وتظfنون بالله الظنfونا } fلي المfنالك ابت fه } لزلfوا زلزاال شديدا{ . fوز

اعفf عمن أساء إليك

ثمنf القصاص الباهظ، وهو الذي يدفعfه المنتقمf من الناس، الحاقدf عليهم: يدفعfه من قلبه، ومن لحمه

ودمه، من أعصابه ومن راحته، وسعادته وسروره، إذاfى، أو غضب عليهم أو حقد. إنه الخاسر أراد أن يتشف

. بال شك وقد أخبرنا اللهf سبحانه وتعالى بدواء ذلك وعالجه،فقال: }والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس{ .

ر بالعfرف وأعرض عن fذ العفو وأم fوقال: }خ الجاهلين{ .

fفإذا الذي بينك وبينه fوقال: }ادفع بالتي هي أحسن عداوة كأنهf ولي حميم{ .

(1/114)

عندك نعم كثيرة

فكر في نعم الله الجليلة وفي أعطياته الجزيلة،واشكfرهf على هذه النعم، واعلم أنك مغمور بأعطياته.

قال سبحانه وتعالى: }وإن تعfدوا نعمة الله الوها{ . fحصfت

Page 68: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fم نعمهf ظاهرة وباطنة{ . وقال: }وأسبغ عليكوقال سبحانه: }وما بكfم من نعمة فمن الله{ .

وقال سبحانه وهو يقررf العبدf بنعمه عليه: }ألم نجعل { وهديناه9f{ ولسانا وشفتين }8لهf عينين }النجدين{ .

نعم تترى: نعمةf الحياة، ونعمةf العافية، ونعمةf السمع، ونعمةf البصر، واليدين والرجلين، والماء والهواء،

. ) fالهداية الربانية: )اإلسالم fوالغذاء، ومن أجلها نعمة يقولf أحدf الناس: أتريدf بليون دوالر في عينيك؟ أتريfد

بليون دوالر في أذنيك؟ أتريدf بليون دوالر في رجليك؟ أتريدf بليون دوالر في يديك؟ أتريدf بليون

دوالر في قلبك؟ كم من األموال الطائلة عندك وماكرها!! . fأديت ش

الدنيا ال تستحق الحزن عليها

ها: أن ال تهتم fالسعادة وينميها ويعمق fإن مما يثبت .fالهمة العالية همه اآلخرة fبتوافه األمور، فصاحب

(1/115)

قال أحدf السلف وهو يfوصي أحد إخوانه: اجعل الهم هما واحدا، هم لقاء الله عز وجل، هم اآلخرة، هم

ون ال تخفى منكfم fعرضfالوقوف بين يديه، }يومئذ ت خافية{ . فليس هناك هموم إال وهي أقل من هذا

، أي هم هذه الحياةf؟ مناصبها ووظائفها، وذهبها الهم وفضتها وأوالدها، وأموالها وجاهها وشهرتها

وقصورها ودورها، ال شيء!! واللهf جل وعال قد وصف أعداءهf المنافقين فقال:

م يظfنون بالله غير الحق{ ، فهمهم: fه fس fم أنف fته }أهمهم وبطونfهم وشهواتfهم، وليست لهم همم fأنفس

عالية أبدا!ا بايع - صلى الله عليه وسلم - الناس نحت ولم

fعن جمل له fالمنافقين يبحث fالشجرة انفلت أحد أحمر، وقال: لحfصولي على جملي هذا أحب إلي من

fم. فورد: »كلكم مغفور له إال صاحب الجمل بيعتكاألحمر« .

إن أحد المنافقين أهمتهf نفسهf، وقال ألصحابه: ال

Page 69: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ل نارf جهنم أشد fفقال سبحانه: }ق . تنفروا في الحرحرا{ .

ه، fائذن لي وال تفتني{ . وهمه نفس{ : fوقال آخر فقال سبحانه: }أال في الفتنة سقطfوا{ .

م وأهلوهم: }شغلتنا أموالfنا fهfم أموال fوآخرون أهمته fالتافهة fونا فاستغفر لنا{ . إنها الهمومfوأهل

الرخيصةf، التي يحملfها التافهون الرخيصون، أما الصحابة األجالءf فإنهم يبتغون فضال من الله

ورضوانا.

(1/116)

ال تحزن واطرد الهم

راحةf المؤمن غفلة، والفراغf قاتل، والعطالةf بطالة، وأكثرf الناس هموما وغموما وكدرا العاطلون الفارغون. واألراجيفf والهواجسf رأسf مال

المفاليس من العمل الجاد المثمر.ك واعمل، وزاول وطالع، واتلf وسبح، واكتب فتحر

ر، واستفد من وقتك، وال تجعل دقيقة للفراغ، إنك fوز fوالهاجس ، يوم تفرغf يدخلf عليك الهم والغم

، وتصبحf ميدانا ألالعيب الشيطان. fوالوساوس

اطلب ثوابك من ربك

اجعل عملك خالصا لوجه الله، وال تنتظر شكرا من أحد، وال تهتم وال تغتم إذا أحسنت ألحد من الناس، ووجدته لئيما، ال يقدر هذه اليد البيضاء، وال الحسنة

التي أسديتها إليه، فاطلب أجرك من الله.ن الله يقول سبحانه عن أوليائه: }يبتغfون فضال م

ورضوانا{ . وقال سبحانه عن أنبيائه: }وما أسألfكfمfم{ . و لك fن أجر فه ل ما سألتfكfم م fعليه من أجر{ . }ق

كfم fطعمfجزى{ . }إنما نfمن نعمة ت fوما ألحد عنده{ كfورا{ . fم جزاء وال شfمنك fريدfلوجه الله ال ن

(1/117)

Page 70: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: fقال الشاعرfرفfالع fال يذهب ... fمن يفعل الخير ال يعدم جوازيه

بين الله والناس فعامل الواحد األحد وحدهf فهو الذي يfثيبf ويعطي

fسبحانه ، fويرضى ويغضب ، fويحاسب fويعاقب ، fويمنح وتعالى.

تل شهداءf بقندهار، فقال عمرf للصحابة: من fق القتلى؟ فذكروا لهf األسماء، فقالوا: وأناس ال

تعرفfهم. فدمعت عينا عمر، وقال: ولكن الله يعلمfهم. وأطعم أحدf الصالحين رجال أعمى فالوذجا )من أفخر

! fه: هذا األعمى ال يدري ماذا يأكلfاألكالت( ، فقال أهل فقال: لكن الله يدري!

ما دام أن الله مfطلع عليك ويعلمf ما قدمته من خير، وما عملته من بر وما أسديتهf من فضل، فما عليك

من الناس.

لوم الالئمين وعذل العfذال

ا م أذى{ }وال تكf في ضيق م وكfم إال ر fلن يض{ م وتوكل على الله وكفى بالله fون{ . }ودع أذاه fرfيمك

ا قالfوا{ . أهf اللهf مم وكيال{ . }فبرال يضر البحر أمسى زاخرا ... أن رمى فيه غالم بحجر

وفي حديث حسن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:: ))ال تبلغوني عن أصحابي سوءا، فإني أfحب

در(( . أن أخرج إليكم وأنا سليمf الص

(1/118)

fمعها السالمة fال تحزن من قلة ذات اليد، فإن القلة

، والقلةf فيها fتعقدت الروح fه الجسم كلما ترفfفي الدنيا راحة عاجلة يقدمها الله fوالزهد ،fالسالمة

لمن شاء من عباده: }إنا نحنf نرثf األرض ومنعليها{ .

قال أحدfهم:ماء وخبز وظل ... ذاك النعيمf األجل

كفرتf نعمة ربي ... إن قلتf إني مfقل

Page 71: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ما هي الدنيا إال ماء بارد وخبز دافئ، وظل وارف!!وقال الشافعي:

ور fأمطري لؤلؤا سماء سرنديـ ... ـب وفيضي آبار تكر تبرا

fأعدم fقوتا ... وإذا مت لست fأعدم fلست fأنا إن عشت قبرا

ةf الملوك ونفسي ... نفسf حر ترى المذلة همتي همكfفرا

ادقين في دعوتهم، ةf الواثقين بمبادئهم، الص إنها عزالجادين في رسالتهم.

(1/119)

ا يfتوقع ال تحزن مم

! fخاف ال يكونfما ي fجد في التوراة مكتوبا: أكثرfو، فإن fال يقع fالناس fه fإن كثيرا مما يتخوف :fومعناه

األوهام في األذهان، أكثfر من الحوادث في األعيان.ل وتأن وال إذا جاءك حدث، وسمعت بمصيبة، فتمه

ة لها، تحزن، فإن كثيرا من األخبار والتوقعات ال صح إذا كان هناك صارف للقدر فيfبحثf عنهf، وإذا لم يكن

؟! fفأين يكون {44أfفوضf أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }}

وا{ . fسيئات ما مكر fالله fفوقاه

اد س fنقد أهل الباطل والح

فإنك مأجور - من نقدهم وحسدهم - على صبرك، ثمم يساوي قيمتك، ثم إن الناس ال ترفسf كلبا fإن نقده

اد لهم. س fميتا، والتافهين ال حقال أحدfهم:

دة ... وال ترى للئام الناس إن العرانين تلقاها مfحسادا س fح

(1/120)

Page 72: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقال اآلخر:fأعداء له fفالناس ... fوا الفتى إذ لم ينالوا سعيهfحسد

fوخصومfلن لوجهها ... حسدا ومقتا إنه fكضرائر الحسناء ق

fلذميم

وقال زهير:دfون على ما كان من نعم ... ال ينزعf الله منهم مfحس

سدوا fما له ح

: fوقال آخر هم يحسدوني على موتي فوا أسفا ... حتى على

الموت ال أخلو من الحسد

: fالشاعر fوقال وشكوت من ظلم الوشاة ولن تجد ... ذا سؤدد إال

د س fصيب بحfأfالمسكين fدا ... والتافه ال زلت ياسبط الكرام محس

د غيرf محس

سأل موسى رب أن يكف ألسنة الناس عنهf، فقال: ))يا موسى، ما اتخذتf ذلك لنفسي، اللهf عز وجل

م، وإنهم يسبونني ويشتfمونني(( fه fهم وأرزق fإني أخلق !!

(1/121)

fقال: ))يقول fصلى الله عليه وسلم - أنه - fوصح عنه : يسبني ابنf آدم، ويشتمني ابنf آدم، اللهf عز وجل وما ينبغي له ذلك، أم سبه إياي فإنهf يسب الدهر،

، أقلبf الليل والنهار كيف أشاءf، وأما شتمfه fوأنا الدهر : إن لي صاحبة وولدا، وليس لي صاحبة fإياي، فيقول

وال ولد(( . إنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن فري عرضك، ولكنك تستطيعf أن تفعل الخير، وتجتنب

كالمهم ونقدهم.قال حاتم:

وكلمة حاسد من غير جرم ... سمعتf فقلتf مري

Page 73: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فانفذينيوعابوها علي ولم تعبني ... ولم يند لها أبدا جبيني

: fوقال آخربني ... فمضيتf ثمة قلتf ال fولقد أمر على السفيه يس

يعنيني

وقال ثالث:فيهf فال تfجبهf ... فخير من إجابته إذا نطق الس

fالسكوت

إن التافهين والمخوسين يجدون تحديا سافرا منالنبالء والالمعين والجهابذة.

ل لي fدل بها ... كانت ذنوبي فقfإذا محاسني الالئي أ ؟! fكيف أعتذر

أهلf الثراء في الغالب يعيشون اضطرابا، إذا ارتفعتمزة fل هfالدم عندهم، }ويل لك fهم انخفض ضغطfأسهم

{ يحسبf أن ماله2f{ الذي جمع ماال وعددهf }1لمزة }{ f3أخلده. }طمةfنبذن في الحfكال لي }

(1/122)

يقولf أحدf أدباء الغرب: افعل ما هو صحيح، ثم أدرظهرك لكل نقد سخيف!

ومن الفوائد والتجارب: ال ترد على كلمة جارحة فيك، أو مقولة أو قصيدة، فإن االحتمال دفنf المعايب،، والصمت يقهرf األعداء، والعفو مثوبة والحلم عز

،fالذين يقرؤون الشتم فيك نسوه fوشرف، ونصف والنصفf اآلخرf ما قرؤوه، وغيرهم ال يدرون ما

خ ذلك أنت وتعمقهf بالرد السببf وما القضيةf! فال تfرسعلى ما قيل.

يقولf أحدf الحكماء: الناسf مشغولون عني وعنك بنقص خبزهم، وإن ظمأ أحدهم ينfسيهم موتي

وموتك. بيت فيه سكينة مع خبز الشعير، خير من بيت مليء

بأعداد شهية من األطعمة، ولكنه روضة للمشاغبةوالضجيج.

Page 74: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقفة

، والذنب fوالمصاب يحول ، fال تحزن: فإن المرض يزول ، والغائب ، والدين يfقضى، والمحبوس يfفك fغفرfي

، والفقير يغتني. fوالعاصي يتوب ، fيقدم

(1/123)

،fال تحزن: أما ترى السحاب األسود كيف ينقشع رصر كيف والليل البهيم كيف ينجلي، والريح الص، والعاصفة كيف تهدأ؟! إذا فشدائدfك إلى fتسكن ك إلى هناء، ومستقبلfك إلى نعماء. fرخاء، وعيشfوظمأ ، ال تحزن: لهيبf الشمس يطفئfهf وارفf الظل

ة الجوع يfسكنfها ، وعض fالنمير fه الماءfبردfالهاجرة ي fنوم لذيذ، وآالم fهfالسهر يعقب fومعاناة ، fالدافئ fبز fالخ

المرض يfزيfلها لذيذf العافية، فما عليك إال الصبرf قليالواالنتظارf لحظة.

ال تحزن: فقد حار األطباءf، وعجز الحكماءf، ووقف العلماءf، وتساءل الشعراء، وبارت الحيل أfمام نفاذ

القدرة، ووقوع القضاء، وحتمية المقدور قال عليبنf جبلة:

عسى فرج يكونf عسى ... نعللf نفسنا بعسىفال تقنط وإن القيـ ... ـت هما يقبضf النفسافأقربf ما يكونf المر ... ءf من فرج إذا يئسا

اختر لنفسك ما اختاره اللهf لك

قم إن أقامك، واقعد إن أقعدك، واصبر إذا أفقرك،واشكر إذا أغناك.

فهذه من لوازم: ))رضيتf بالله ربا، وباإلسالم دينا،وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا(( .

(1/124)

م: fهfقال أحدال تfدبر لك أمرا ... فأولوا التدبير هلكى

Page 75: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وارض عنا إن حكمنا ... نحنf أولى بك منكا

فات الناس ال تراقب تصر

فإنهم ال يملكون ضرا وال نفعا، وال موتا وال حياة والنشورا، وال ثوابا وال عقابا.

قال أحدfهم:fمن راقب الناس مات هما ... وفاز باللذة الجسور

ار: وقال بش من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات

fاللهج fالفاتك

قال إبراهيمf بن أدهم: نحن في عيش لو علم بهالملوكf لجالدونا عليه بالسيوف.

(1/125)

: إن كان fتيمية: إنه ليمر بالقلب حال، أقول fوقال ابن أهلf الجنة في مثل حالنا إنهم في عيش طيب.

قال أيضا: إنه ليمر بالقلب حاالت يرقصf طربا، منالفرح بذكره سبحانه وتعالى واألنس به.

وقال ابنf تيمية أيضا عندما أfدخل السجن، وقد أغلقور لهf باب fم بس fرب بينه fالباب، قال }فض fان السج

. } fمن قبله العذاب fه fوظاهر fحمة باطنfهf فيه الر وقال وهو في سجنه: ماذا يفعلf أعدائي بي؟! أنا

جنتي وبستاني في صدري، أنى سرتf فهي معي، إن قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة وسجني

خلوة. يقولون: أي شيء وجد من فقد الله؟! وأي شيء فقد من وجد الله؟! ال يستويان أبدا، من وجد الله

وجد كل شيء، ومن فقد الله فقد كل شيء.: سبحان fيقول - صلى الله عليه وسلم -: ))إلن أقول ، أحب إلي fأكبر fوالله ،fلله، وال إله إال الله fالله، والحمد

. )) fمما طلعت عليه الشمس قال أحدf السلف عن األثرياء وقصورهم ودورهم

fويشربون، وننظر ، fويأكلون، ونشرب fوأموالهم: نأكل وينظرون، وال نfحاسبf ويfحاسبون.

Page 76: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/126)

ة{ . رادى كما خلقناكfم أول مر fونا فfمfولقد جئت{. }fوله fرس fالمؤمنون يقولون: }صدق الله

ولfهf إال fورس fا وعدنا الله والمنافقون يقولون: }مورا{ . fرfغ

ها fالتي تستثمر fك من صنع أفكارك فاألفكارfحيات ها هي التي تؤثرf في حياتك، سواء fفيها وتعيش fوتفكر

كانت في سعادة أو شقاوة. يقولf أحدfهم: إذا كنت حافيا، فانظر لمن بfترت

د ربك على نعمة الرجلين. ساقاه، تحم: fقال الشاعر

ال يمألf الهولf قلبي قبل وقعته ... وال أضيقf به ذرعاإذا وقعا

أحسن إلى الناس فإن اإلحسان على الناس طريق واسعة من طرق

السعادة. وفي حديث صحيح: ))إن الله يقولf لعبده وهو يحاسبfهf يوم القيامة: يا ابن آدم، جعتf ولم

تطعمني. قال: كيف أطعمfك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فالن ابن فالن جاع فما

أطعمتهf، أما إنك لو أطعمتهf وجدت ذلك عندي. يا ابن آدم، ظمئتf فلم تسقني. قال: كيف أسقيك وأنت

رب العالمين!

(1/127)

قال: أما علمت أن عبدي فالن ابن فالن ظمئ فما أسقيته، أما إنك لو أسقيته وجدت ذلك عندي. يا ابن آدم، مرضتf فلم تعfدني. قال: كيف أعودfك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فالن ابن فالن

مرض فما عدتهf، أما إنك لو عدته وجدتني عندهf؟!(( . هنا لفتة وهي وجدتني عندهf، ولم يقل كالسابقتين:

وجدته عندي؛ ألن الله عند المنكسرة قلوبfهم، كالمريض. وفي الحديث: ))في كل كبد رطبة أجر(( .

واعلم أن أدخل امرأة بغيا من بني إسرائيل الجنة، ألنها سقت كلبا على ظمأ. فكيف بمن أطعم وسقى،

Page 77: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ورفع الضائقة وكشف الكfربة؟! وقد صح عنهf - صلى الله عليه وسلم - أنهf قال: ))من

كان لهf فضلf زاد فليعfد به على من ال زاد لهf، ومن. ))fظهر فليعد به على من ال ظهر له fكان له فضل

أي ليس لهf مركوب.fوصي خادمهfجميلة، وهو ي fوقد قال حاتم في أبيات له

fأن يلتمس ضيفا يقولر fأوقد فإن الليل ليل قر ... إذا أتى ضيف فأنت ح

(1/128)

ويقول المرأته:fأكيال فإني لست ... fإذا ما صنعت الزاد فالتمسي له

آكلfهf وحدي

وقال أيضا: أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال

fوالذكر fاألحاديث أماوي ما يfغني الثراءf عن الفتى ... إذا حشرجت يوما

fوضاق بها الصدر

ويقول: فما زادنا فخرا على ذي قرابة ... غنانا وال أزرى

fبأحسابنا الفقر

وقال عروةf بنf حزام أتهزأf مني أن سمنت وأن ترى ... بوجهي شحوب

fالحق والحق جاهدعf جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء أوز

fبارد fوالماء

وكان ابنf المبارك لهf جار يهودي، فكان يبدأ فيfطعم اليهودي قبل أبنائه، ويكسوه قبل أبنائه، فقالوا

لليهودي: بعنا دارك. قال: داري بألفي دينار، ألف قيمتfها، وألف جوارf ابن المبارك! . فسمع ابن المبارك بذلك، فقال: اللهم اهده إلى اإلسالم.

فأسلم بإذن الله!. ومر ابنf المبارك حاجا بقافلة، فرأى امرأة أخذت

Page 78: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

غfرابا ميتا من مزبلة، فأرسل في أثرها غالمهفسألها، فقالت: ما لنا منذf ثالثة أيام إال ما يfلقى

(1/129)

بها. فدمعت عيناهf، وأمر بتوزيع القافلة في القرية، وعاد وترك حجته تلك السنة، فرأى في منامه قائال

: حج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور. fيقولسهم ولو fون على أنف fؤثرfوي{ : ويقولf اللهf عز وجل

كان بهم خصاصة{ .م: fهfوقال أحد

إني وأن كنتf امرأ متباعدا ... عن صاحبي في أرضهوسمائه

fدعوته وصوت fكربه ... ومجيب fنصري وكاشف fلمفيده ندائه

وإذا ارتدى ثوبا جميال لم أقل ... يا ليت أن علىفضل كسائه

يا لله ما أجمل الخلfق! وما أجل المواهب! وما أحسنالسجايا!

fعلى فعل الجميل احد ولو أسرف، وإنما الندم fال يندم . على فعل الخطأ وإن قل

م في هذا المعنى: fهfوقال أحد الخيرf أبقى وإن طال الزمانf به ... والشر أخبثf ما

أوعيت من زاد

(1/130)

إذا صكت أذانك كلمة نابية احرص على جمع الفضائل ... واهجر مالمة من

ى أو حسد تشفواجتهد

بلت وبعد الموت fطاعة ... ق fواعلم بأن العمر موسم ينقطعf الحسد

يقولf أحدf علماء العصر: إن على أهل الحساسية المرهفة من النقد أن يسكبوا في أعصابهم مقادير

Page 79: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من البرود أمام النقد الظالم الجائر. وقالوا: »لله دو الحسد ما أعدلهf، بدأ بصاحبه

. »fفقتلهوقال المتنبي:

fه ... ما فاته وفضولfالثاني وحاجت fالفتى عمره fذكر fالعيش أشغال

وقال علي رضي اللهf عنهf: األجلf جنة حصينة.fات، والشجاع وقال أحدf الحكماء: الجبانf يموتf مر

يموتf مرة واحدة. وإذا أراد الله بعباده خيرا في وقت األزمات ألقى

عليهم النعاس أمنة منه، كما وقع النعاس على طلحةه مرات من fد، حتى سقط سيف fحfرضي الله عنه في أ

يده، أمنا وراحة بال. وهناك نعاس ألهل البدعة، فقد نعس شبيبf بنf يزيد

fهfوهو على بغلته، وكان من أشجع الناس، وامرأت اج، غزالةf هي الشجاعة التي طردت الحج

(1/131)

: fفقال الشاعر أسد علي وفي الحروب نعامة ... فتخاءf تنفرf من

صفير الصافر هال برزت إلى غزالة في الوغى ... أم كان قلبfك في

جناحي طائر

ون بنا إال fل هل تربص fق{ : وقال اللهf تعالى عز وجلfالله fمf fم أن يfصيبك سنيين ونحنf نتربصf بك fإحدى الح

وا إنا معكfم fن عنده أو بأيدينا فتربص بعذاب مون{ . fتربص م

بإذن وقال سبحانه: }وما كان لنفس أن تمfوت إالال ومن يfرد ثواب الدنيا نfؤته منها ومن ؤج الله كتابا م

اكرين{ . يfرد ثواب اآلخرة نfؤته منها وسنجزي الش

: fوقال الشاعر أقولf لها وقد طارت شعاعا ... من األبطال ويحك لن

تfراعي فإنك لو سألت بقاء يوم ... عن األجل الذي لك لم

Page 80: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تfطاعي فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيلf الخلود

بمستطاع وما ثوبf الحياة بثوب عز ... فيfخلعf عن أخ الخنع

اليراع

إي والله، فإذا جاء أجلfهم ال يستأخرون عنه ساعة واليستقدمون.

قال علي رضي اللهf عنه:در fدر أم يوم ق fأي يومي من الموت افر ... يوم ال قدر ال أرهبfهf ... ومن المقدور ال ينجو الحذر fيوم ال ق

وقال أبو بكر رضي اللهf عنه: اطلبوا الموت تfوهب.fالحياة fلكم

(1/132)

وقفة

ال تحزن: فإن الله يدافعf عنك، والمالئكةf تستغفرf لك، والمؤمنون يشركونك في دعائهم كل صالة، والنبي -

، والقرآنf يعدfك وعدا fصلى الله عليه وسلم - يشفع حسنا، وفوق هذا رحمةf أرحم الراحمين.

ال تحزن: فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئةf بمثلها إال أن يعفو

مع مثله! ومن fربك ويتجاوز، فكم لله من كرم ما س ود! fه جfجود ال يقارب

اد التوحيد وحملة الملة وأهل ال تحزن: فأنت من رو القبلة، وعندك أصلf حب الله وحب رسوله - صلى

الله عليه وسلم -، وتندمf إذا أذنبت، وتفرحf إذاأحسنت، فعندك خير وأنت ال تدري.

ال تحزن: فأنت على خير في ضرائك وسرائك، وغناك وفقرك، وشدتك ورخائك، ))عجبا ألمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك إال للمؤمن، ن أصابتهاءf فصبر اء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضر سر

فكان خيرا له(( .

الصبر على المكاره وتحملf الشدائد

Page 81: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

طريقf الفوز والنجاح والسعادةfبالله{ . }فصبر جميل والله ك إال fواصبر وما صبر{

ون{ . }فاصبر صبرا جميال{ . fعلى ما تصف fستعان fالم }سالم عليكfم بما صبرتfم{ . }واصبر على ما أصابك{

وا ورابطfوا{ . fوا وصابر fاصبر{ قال عمرf رضي اللهf عنهf: »بالصبر أدركنا حسن

العيش« .

(1/133)

، fفنون: الصبر fألهل السنة عند المصائب ثالثة والدعاءf، وانتظارf الفرج.

: fوقال الشاعر سقيناهfمfو كأسا سقونا بمثلها ... ولكننا كfنا على

الموت أصبر

وفي حديث صحيح: ))ال أحد أصبرf على أذى سمعه من الله: إنهم يزعمون أن له ولدا وصاحبة، وإنهf يعافيهم ويرزقfهم(( . وقال - صلى الله عليه وسلم -: ))رحم

اللهf موسى، ابتfلي باكثر من هذا فصبر(( . وقال - صلى الله عليه وسلم -: ))من يتصبر يfصبره

. ))fالله دببت للمجد والساعون قد ... جهد النفوس وألقوا

را fزfاأل fدونهبلغfوا

هم ... وعانق المجد من fوكابدوا المجد حتى مل أكثر أوفى ومن صبرا

ال تحسب المجد تمرا أنت آكلfهf ... لن تبلغ المجد حتىبرا تلعق الص

إن المعالي ال تfنالf باألحالم، وال بالرؤيا في المنام،وإنما بالحزم والعزم.

ال تحزن من فعل الخلق معكوانظر إلى فعلهم مع الخالق

: ))عجبا لك fعند أحمد في كتاب الزهد، أن الله يقول fك وتشكرfغيري، ورزقت fك وتعبدfيا ابن آدم! خلقت

fإليك بالنعم وأنا غني عنك، وتتبغض fسواي، أتحبب

Page 82: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، خيري إليك نازل، إلي بالمعاصي وأنت فقير إليك إلي صاعد(( !! . وشر

وقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السالمf أنه داوى ثالثين مريضا، وأبرأ عميان كثيرين، ثم انقلبوا ضده

أعداء.

(1/134)

ر الرزق ال تحزن من تعساق هو الواحدf األحدf، فعنده رزقf العباد، وقد فإن الرز

كfم وما تfوعدfون{ . fماء رزق ل بذلك، }وفي الس تكفfهانfولم ت ، fالبشر fفلم يتملق fهو الرزاق fفإذا كان الله النفسf في سبيل الرزق ألجل البشر؟! قال سبحانه:

ها{ . وقال fعلى الله رزق }وما من دآبة في األرض إالمسك fحمة فال م جل اسمfه: }ما يفتح اللهf للناس من ر

رسل لهf من بعده{ . fمسك فال مfلها وما ي

أسباب تهونf المصائب1: . ... انتظارf األجر والمثوبة من عند الله عز وجل

ون أجرهfم بغير حساب{ . fابر }إنما يfوفى الص. رؤيةf المصابين:2

fالباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت fولوال كثرة نفسي

فالتفت يمنة والتفت يسرة، هل ترى غال مصابا أوممتحنا؟ وكما قيل: في كل واد بنو سعد.

(1/135)

. وأنها أسهلf من غيرها.3. وأنها ليست في دين العبد، وإنما في دنياه.4 . وأن العبودية في التسليم عند المكاره أعظمf منها5

. أحيانا في المحاب. وأنه ال حيلة:6

فاترك الحيلة في تحويلها ... إنما الحيلةf في تركالحيل

Page 83: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. وأن الخبرة لله رب العالمين: }وعسى أن تكرهfوا7و خير لكfم{ . fشيئا وه

ال تتقمص شخصية غيرك

و fوا الخيرات{ }وه fوليها فاستبق fو م fل وجهة هfولك{ fم خالئف األرض ورفع بعضكfم فوق بعض الذي جعلك

م{ . fشربه fناس م درجات{ }قد علم كfل أ الناسf مواهبf وقدرات وطاقات وصنعات، ومن

عظمة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أنه وظفدراتهم واستعداداتهم، فعلي للقضاء، fأصحابه حسب ق

ومعاذ للعلم، وأfبي للقرآن، وزيد للفرائض، وخالدانf للشعر، وقيسf بنf ثابت للخطابة. للجهاد، وحس

فوضعf الندى في موضع السيف بالعfال ... مfضر كوضعالسيف في موضع الندى

الذوبانf في الغير انتحار تقمصf صفات اآلخرين قتلجهز. fم

(1/136)

: اختالفf صفات الناس ومن آيات الله عز وجل ومواهبهم، واختالف ألسنتهم وألوانهم، فأبو بكر

برحمته ورفقه نفع األمة والملة، وعمرf بشدته وصالبته نصر اإلسالم وأهله، فالرضا بما عندك من عطاء موهبة، فاستثمرها ونمها وقدمها وانفع بها،

وfسعها{ . }ال يfكلفf اللهf نفسا إال إن التقليد األعمى واالنصهار المسرف في شخصيات

د اآلخرين وأد للموهبة، وقتل لإلرادة وإلغاء متعمد المقصود من الخليقة. التميز والتفر

عز العزلة

وأقصدf بها العزلة عن الشر وفضول المباح، وهي ممايشرحf الخاطر ويfذهبf الحزن.

قال ابن تيمية: ال البد للعبد من عزلة لعبادته وذكره وتالوته، ومحاسبته لنفسه، ودعائه واستغفاره، وبfعده

، ونحو ذلك. عن الشر

Page 84: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ولقد عقد ابنf الجوزي ثالثة فصول في )صيدfوال رأيت fالخاطر( ، ملخصها أنه قال: ما سمعت

كالعزلة، راحة وعزا وشرفا، وبfعدا عن السوء وعن، وصونا للجاه والوقت، وحفظا للعمر، وبعدا عن الشر

اد والثقالء والشامتين، وتفكرا في اآلخرة، الحس، واغتناما في الطاعة، واستعدادا للقاء الله عز وجل

، وإخراج كنوز الحكم، fوجوالن الفكر فيما ينفع واالستنباط من النصوص.

ونحو ذلك من كالمه ذكرهf في العزلة هذا معناهف. بتصر

(1/137)

وفي العزلة استثمارf العقل، وقطفf جنى الفكر، وراحةf القلب، وسالمةf العرض، وموفورf األجر،

والنهيf عن المنكر، واغتنامf األنفاس في الطاعة،fالملهيات والمشغالت، والفرار fالرحيم، وهجر fوتذكر من الفتن، والبعدf عن مداراة العدو، وشماتة الحاقد،

ونظرات الحاسد، ومماطلة الثقيل، واالعتذار على المعاتب، ومطالبة الحقوق، ومداجاة المتكبر، والصبر

على األحمق. وفي العزلة ستر للعورات: عورات اللسان، وعثرات

الحركات، وفلتات الذهن، ورعونة النفس. فالعزلةf حجاب لوجه المحاسن، وصدف لدfر الفضل،

وأكمام لطلع المناقب، وما أحسن العزلة مع الكتاب، وفرة للعمر، وفسحة لألجل، وبحبوحة في الخلوة،

ل. وسفرا في طاعة، وسياحة في تأم وفي العزلة تحرصf على المعاني، وتحوزf على

اللطائف، وتتأملf في المقاصد، وتبني صرح الرأي،وتشيدf هيكل العقل.

والروحf في العزلة في جذل، والقلبf في فرح اكبر،والخاطرf في اصطياد الفوائد.

وال ترائي في العزلة: ألنهf ال يراك إال اللهf، وال تfسمع. fالبصير fبكالمك بشرا فال يسمعك إال السميع كل الالمعين والنافعين، والعباقرة والجهابذة

داة الفضائل، fاد التاريخ، وش وأساطين الزمن، ورو وعيون الدهر، وكواكب المحافل، كلهم سقوا غرس

Page 85: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقه، فنبتت fبلهم من ماء العزلة حتى استوى على سfن شجرةf عظمتهم، فآتت أfكfلها كل حين بإذن ربها.

(1/138)

: رجاني fقال علي عبد العزيز الج يقولون لي فيك انقباضf وإنما ... رأوا رجال عن

موقف الذل أحجمار fقد أرى ... ولكن نفس الح fإذا قيل هذا مورد قلت

تحتملf الظماfهfكلما ... بدا طمع صيرت fولم أقض حق العلم إن كنت

لما fلي س أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة ... إذن فاتباعf الجهل قد

كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في

النفوس لعfظماحياهf باألطماع حتى fفهانوا ودنسوا ... م fوهfولكن أهان

ما تهج

: وقال أحمدf بنf خليل الحنبليمن أراد العز والرا ... حة من هم طويل

ليكfن فردا من النا ... س ويرضى بالقليلكيف يصفو المرئ ما ... عاش من عيش وبيل

بين غمز من ختول ... ومداجاة ثقيل ومداراة حسود ... ومعاناة بخيل

آه من معرفة النا ... س على كل سبيل

وقال القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني: ما تطعمتf لذة العيش حتى ... صرتf للبيت والكتاب

جليسا

(1/139)

ليس شيء أعز من العلـ ... ـم فما أبتغي سواهf أنيسام وعش عزيزا fإنما الذل في مخالطة النا ... س فدعه

رئيسا

Page 86: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقال آخر: أنستf بوحدتي ولزمتf بيتي ... فدام لي الهنا ونما

fالسرور وقاطعتf األنام فما أبالي ... أسار الجيشf أم ركب

fاألمير

وقال الحميدي المحدث: لقاءf الناس ليس يfفيدf شيئا ... سوى اإلكثار من قيل

وقال فأقلل من لقاء الناس إال ... لكسب العلم أو إصالح

حال

وقال ابنf فارس:fخيرا ... تقضى حاجة وتفوت fك قلتfوقالوا كيف حال

fحاجfله fلنا ... عسى يوما يكون fالصدر ق fإذا ازدحمت هموم

fانفراجتي وأنيسf نفسي ... دفاترf لي ومعشوقي نديمي هر

fالسراج

قالوا: كل من أحب العزلة فهي عز لهf. ولك أن تراجعكتاب ))العزلة(( للخطابي.

(1/140)

فوائد الشدائدfفإن الشدائد تقوي القلب، وتمحو الذنب، وتقصم

العfجب، وتنسفf الكبر، وهي ذوبان للغفلة، وإشعال للتذكر، وجلبf عطف المخلوقين، ودعاء من

الصالحين، وخضوع للجبروت، واستسالم للواحد القهار، وزجر حاضر، ونذير مقدم، وإحياء للذكر،

ع بالصبر، واحتساب للغصص، وتهيئة للقدوم وتضر على المولى، وإزعاج عن الركون على الدنيا والرضا، fبها واالطمئنان إليها، وما خفي من اللطف أعظم . ، وما عfفي من الخطأ أجل fتر من الذنب أكبر fوما س

وقفة

Page 87: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ك في العبادة، ويعطلك عن fال تحزن: ألن الحزن يضعف ، الجهاد، ويfورثfك اإلحباط، ويدعوك إلى سوء الظن

ويfوقعfك في التشاؤم. ال تحزن: فإن الحزن والقلق أساسf األمراض

النفسية، ومصدرf اآلالم العصيبة، ومادةf االنهياروالوسواس واالضطراب.

،fوالصالة ،fوالدعاء ، fوالذكر ، fال تحزن: ومعك القرآن . fالمثمر fالنافع fالمعروف، والعمل fوفعل ،fوالصدقة

ال تحزن: وال تستسلم للحزن عن طريق الفراغ.. سبح اقرأ.. اكتب.. اعمل.. استقبل.. والعطالة، صل

ل. ر.. تأم fز

(1/141)

فية fعا وخ fم{ }ادعfوا ربكfم تضر }ادعfوني أستجب لكfخلصين له fوا الله مfعتدين{ }فادع fحب المfال ي fإنه

ا تدعfوا حمن أيا م ل ادعfوا الله أو ادعfوا الر fالدين{ }ق سنى{ . fاألسماء الح fفله

قواعد في السعادة

. اعلم أنك إذا لم تعش في حدود يومك تشتت1ك، وكثرت همومfك fك، واضطربت عليك أمورfذهن وغمومfك، وهذا معنى: ))إذا أصبحت فال تنتظر

المساء، وإذا أمسيت فال تنتظر الصباح(( . . انس الماضي بما فيه، فاالهتمامf بما مضى2

مق وجنون. fوانتهى ح . ال تشتغل بالمستقبل، فهو في عالم الغيب، ودع3

التفكر فيه حتى يأتي. . ال تهتز من النقد، واثبت، واعلم أن النقد يساوي4

قيمتك.5fالطيبة fهو الحياة fالصالح fبالله، والعمل fاإليمان .

.fالسعيدة . من أراد االطمئنان والهدوء والراحة، فعليه بذكر6

الله تعالى.. على العبد أن يعلم أن شيء بقضاء وقدر.7. ال تنتظر شكرا من أحد.8ي أسوأ الفروض.9 . وطن نفسك على تلق

Page 88: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/142)

. لعل فيما حصل خيرا لك.10. كل قضاء للمسلم خير له.11. فكر في النعم واشكر.12. أنت بما عندك فوق كثير من الناس.13. من ساعة إلى ساعة فرج.1415.fالدعاء fستخرجfبالبالء ي .. المصائبf مراهمf للبصائر وقوة للقلب.16. إن مع العfسر يfسرا.1718.fال تقض عليك التوافه .بك واسعf المغفرة.19 . إن ر. ال تغضب، ال تغضب، ال تغضب.20، فال تكترث بغير ذلك.21 . الحياةf خبز وماء وظلكfم وما تfوعدfون{ .22 fماء رزق . }وفي الس23. fأكثر ما يخاف ال يكون .. لك في المصابين أfسوة.24م.25 fإن الله إذا أحب قوما ابتاله .

(1/143)

ر أدعية الكرب.26 . كر. عليك بالعمل الجاد المثمر، واهجر الفراغ.27. اترك األراجيف، وال تصدق الشائعات.28تك أكثر29 ر بصح fك على االنتقام يضfك وحرصfحقد .

. fر الخصم fمما يضارة للذنوب.30 . كل ما يصيبك فهو كف

ولم الحزنf وعندك ستةf أخالط؟ ذكر صاحبf )الفرج بعد الشدة( : أن احد الحكماء

ونهf في ابتfلي بمصيبة، فدخل عليه إخوانfه يعز المصاب، فقال: إني عملتf دواء من ستة أخالط.

: الثقةf بالله. fاألول fقالوا: ما هي؟ قال: الخلط fالصبر : fوالثاني: علمي بأن كل مقدور كائن. والثالث : إن لم أصبر أنا fون. والرابعfالممتحن fخير ما استعمله

فأي شيء أعمل؟! ولم أكن أfعين على نفسي

Page 89: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: قد يمكنf أن أكون في شر مما أنا fبالجزع. والخامس : من ساعة إلى ساعة فرج. fفيه. والسادس

(1/144)

fوداهمتك المشاكل fال تحزن إذا واجهتك الصعاب fواعترضتك العوائق، واصبر وتحمل

إن كان عندك يا زمانf بقية ... مما تfهينf به الكرامفهاتها

إن الصبر أرفقf من الجزع، وإن التحمل أشرفf منfاختيارا سوف يصبر fالخور، وإن الذي ال يصبر

اضطرارا.وقال المتنبي:

رماني الدهرf باألرزاء حتى ... فؤادي في غشاء مننبال

رت النصالf على فصرتf إذا أصابتني سهام ... تكسالنصال

فعشتf وال أfبالي بالرزايا ... ألني ما انتفعتf بأنأfبالي

(1/145)

وقال أبو المظفر األبيوردي: تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعز وأحداثf الزمان

fون fته فبات يfريني الدهرf كيف اعتداؤfهf ... وبت أfريه الصبر

fكيف يكون

(1/146)

عر، وخبز الشعير، أعز ، وخيمة الش إن الكوخ الخشبي وأشرفf - مع حفظ ماء الوجه وكرامة العرض وصون

النفس - من قصر منيف وحديقة غناء مع التعكيروالكدر.

Page 90: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

المحنةf كالمرض، البد له من زمن حتى يزول، ومن استعجل في زواله أوشك أن يتضاعف ويستفحل،

فكذلك المصيبةf والمحنةf البد لها من وقت، حتىها، وواجبf المبتلي: الصبرf وانتظارf الفرج fتزول آثار

ومداومةf الدعاء.

وقفة وح الله إال وح الله إنهf ال ييأسf من ر وا من ر fوال تيأس{

حمة ربه إال ون{ . }ومن يقنطf من ر fالكافر fالقوم آلون{ . }إن رحمت الله قريب الض

(1/147)

حسنين{ . }ال تدري لعل الله يfحدثf بعد ذلك fن الم مو خير لكfم fوا شيئا وهfأمرا{ . }وعسى أن تكره

و شر لكfم واللهf يعلمf وأنتfم fحبوا شيئا وهfوعسى أن ت ال تعلمfون{ . }اللهf لطيف بعباده{ . }ورحمتي

وسعت كfل شيء{ . }ال تحزن إن الله معنا{ . }إذfل و الذي يfنز fم{ . }وهf تستغيثfون ربكfم فاستجاب لك

رf رحمتهf{ . }ويدعfوننا fوا وينشfالغيث من بعد ما قنط رغبا ورهبا وكانfوا لنا خاشعين{ .

: fقال الشاعرو لك الدنيا بخير ... إذا لم ترض منها fمتى تصف

بالمزاجى ... ومخرجهf من البحر ألم تر جوهر الدنيا المصف

األfجاجة لك وابتهاج ب مfخيفة فجأت بهول ... جرت بمسر fور

ب سالمة بعد امتناع ... ورب إقامة بعد اعوجاج fور

fجليس في األنام كتاب fوخير

إن من أسباب السعادة: االنقطاع إلى مطالعةالكتاب، واالهتمام بالقراءة، وتنمية العقل بالفوائد.

والجاحظ يfوصك بالكتاب والمطالعة، لتطرد الحزنعنك فيقول:

(1/148)

Page 91: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والكتاب هو الجليسf الذي ال يfطريك، والصديقf الذي ال يfغريك، والرفيقf الذي ال يملك، والمستميحf الذي ال

يستريثك، والجارf الذي ال يستبطيك، والصاحب الذي ال يريد استخراج ما عندك بالملق، وال يعاملfك بالمكر،

وال يخدعfك بالنفاق، وال يحتالf لك بالكذب. والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ

م ألفاظك، طباعك، وبسط لسانك، وجو بنانك، وفخ، وبحبح نفسك، وعمر صدرك، ومنحك تعظيم العوام

وصداقة الملوك، وعرفت به شهر ما ال تعرفه من أفواه الرجال في دهر، مع السالمة من الغfرم، ومن

كد الطلب، ومن الوقوف بباب المكتسب بالتعليم،،f لfقا fمنه خ fومن الجلوس بين يدي من أنت أفضل

وأكرمf منه عرقا، ومع السالمة من مجالسة البغضاء،ومقارنة األغنياء.

والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، وال يعتل بنوم، وال يعتريه كللf السهر، وهو المعلمf الذي إن

افتقرت إليه لم يخفرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلته لم يدع طاعتك، وإن

هبت ريحf أعاديك لم ينقلب عليك، ومتى كنت معه متعلقا بسبب أو معتصما بأدنى حبل كان لك فيه غنى

ك معه وحشةf الوحدة إلى جليس من غيره، ولم تضر السوء، ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إال

منعfه لك من الجلوس على بابك، والنظرf إلى المارةض للحقوق التي تلزم، بك. مع ما في ذلك من التعر

ومن فضول النظر، ومن عادة الخوض فيما ال يعنيك،ومن مالبسة صغار الناس، وحضور ألفاظهم

(1/149)

الساقطة، ومعانيهم الفاسدة، وأخالقهم الرديئة، وجهاالتهم المذمومة. لكان في ذلك السالمةf ثم

الغنيمةf، وإحرازf األصل مع استفادة الفرع، ولو لم يكن في ذلك إال أنه يشغلك عن سخف المfنى، وعن اعتياد الراحة وعن اللعب، وكل ما أشبه اللعب، لقد

كان على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم المنة.اغf نهارهم، ر fوقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الف

، وهو fوأصحاب الفكاهات ساعات ليلهم: الكتاب

Page 92: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الشيء الذي ال يfرى لهم فيه مع النيل أثر في ازدياد تجربة وال عقل وال مروءة، وال في صون عرض، وال

في إصالح دين، وال في تثمير مال، وال في ربصنيعة وال في ابتداء إنعام.

أقوال في فضل الكتاب: وقال أبو عبيدة: قال المهلب لبنيه في وصيته: يا

اق. اد أو ور ، ال تقوموا في األسواق إال على زر بني وحدثني صديق لي قال: قرأتf على شيخ شامي كتابا

فيه من مآثر غطفان، فقال: ذهبت المكارم إال من الكتب. وسمعتf الحسن اللؤلؤي يقول: غبرتf أربعين

، إال والكتاب موضوع fوال اتكأت fوال بت fعاما ما قلت على صدري.

وقال ابن الجهم: إذا غشيني النعاس في غير وقتfنوم. وبئس الشيء النوم الفاضل عن الحاجة. تناولت

كتابا من كتب الحكم، فأجدf اهتزازي

(1/150)

للفوائد، واألريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة، والذي يغشى قلبي من سرور االستبانة، وعز

التبين أشد إيقاظا من نهيق الحمير، وهدة الهدم. وقال ابنf الجهم: إذا استحسنتf الكتاب واستجدتfه،

ورجوتf منه الفائدة، ورأيتf ذلك فيه، فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظرf كم بقي من ورقة مخافة

استنفاده، وانقطاع المادة من قلبه، وإن كان المصحفf عظيم الحجم كثير الورق كثير العدد فقد تم

عيشي وكمل سروري. وذكر العتبي كتابا لبعض القدماء فقال: لوال طولfه

وكثرةf ورقه لنسختfه. فقال ابن الجهم: لكني ما رغبني فيه إال الذي زهدك فيه، وما قرأتf قط كتابا كبيرا فأخالني من فائدة، وما أحصي كم قرأتf من

. ! fمنها كما دخلت fصغار الكتب فخرجتfنزل إليك فال وأجل الكتب وأشرفها وأرفعها: }كتاب أ

نهf لتfنذر به وذكرى يكfن في صدرك حرج مؤمنين{ . fللم

فوائد القراءة والمطالعة:. طرد الوسواس والهم والحزن.1

Page 93: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. اجتنابf الخوض في الباطل.2. االشتغالf عن البطالين وأهل العطالة.3 . فتقf اللسان وتدريب على الكالم، والبعدf عن4

اللحن، والتحلي بالبالغة والفصاحة.

(1/151)

. تنميةf العقل، وتجويدf الذهن، وتصفيةf الخاطر.5. غزارةf العلم، وكثرةf المحفوظ والمفهوم.6 . االستفادةf من تجارب الناس وحكم الحكماء7

واستنباط العلماء. . إيجادf الملكة الهاضمة للعلوم، والمطالعةf على8

الثقافات الواعية لدورها في الحياة.ة في قراءة كتب أهل اإلسالم،9 . زيادةf اإليمان خاص

فإن الكتاب من أعظم الوعاظ، ومن أجل الزاجرين،ومن أكبر الناهين، ومن أحكم اآلمرين.

. راحة للذهن من التشتت، وللقلب من التشرذfم،10وللوقت من الضياع.

. الرسوخf في فهم الكلمة، وصياغة المادة،11 ومقصود العبارة، ومدلول الجملة، ومعرفة أسرار

الحكمة. فروحf الروح أرواحf المعاني ... وليس بأن طعمت وال

شربتا

(1/152)

وقفة

مرض أبو بكر رضي الله عنه فعادوه، فقالوا: أال ندعو لك الطبيب؟ فقال: قد رآني الطبيب. قالوا: فأي

.fشيء قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد قال عمرf بنf الخطاب رضي الله عنه: وجدنا خير

عيشنا بالصبر. وقال أيضا: أفضلf عيش أدركناه بالصبر، ولو أن

الصبر كان من الرجال كان كريما.

(1/153)

Page 94: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بر وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أال إن الص من اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قfطع

، ثم رفع صوته فقال: إنه ال إيمان fبار الجسم fالرأس لمن ال صبر له. وقال: الصبرf مطية ال تكبfو.

وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الخير، ال يعطيهاللهf إال لعبد كريم عنده.

وقال عمرf بنf عبد العزيز: ما أنعم اللهf على عبد نعمة، فانتزعها منه، فعاضه مكانها الصبر، إال كان ما

.fعوضه خيرا مما انتزعه وقال ميمون بنf مهران: ما نال أحد شيئا من ختم

الخير فيما دونه إال الصبر. وقال سليمان بنf القاسم: كل عمل يfعرف ثوابه إال

ون أجرهfم fابر ، قال تعالى: }إنما يfوفى الص الصبربغير حساب{ قال: كالمال المنهمر.

ال تحزن ألن هناك مشهدا آخر وحياة أخرى، ويوماثانيا

يجمع الله فيه األولين واآلخرين، وهذا يجعلك تطمئنلب مالfه هنا وجده هناك، ومن fلعدل الله، فمن س

ظfلم هنا أfنصف هناك، ومن جار هنا عfوقب هناك!!

(1/154)

نfقل عن »كانت« الفيلسوف األلماني أنه قال: ))إن مسرحية الحياة الدنيا لم تكتمل بعدf، والبد من مشهد ثان؛ ألننا نرى هنا ظالما ومظلوما ولم نجد اإلنصاف، وغالبا ومغلوبا ولم نجد االنتقام، فالبد إذن من عالم

. )) fآخر يتم فيه العدل قال الشيخ علي الطنطاوي معلقا: وهذا الكالم اعتراف ضمني باليوم اآلخر والقيامة، من هذا

األجنبي. إذا جار الوزيرf وكاتباهf ... وقاضي األرض أجحف في

القضاء فويل ثم ويل ثfم ويل ... لقاضي األرض من قاضي

السماء

Page 95: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

}ال ظfلم اليوم إن الله سريعf الحساب{ .

أقوال عالمية ونfقوالت من تجارب القوم

كتب »روبرت لويس ستيفنسون« : ))فكل إنسان يستطيع القيام بعمله مهما كان شاقا في يوم واحد،

وكل إنسان يستطيعf العيش بسعادة حتى تغيب. وهذا ما تعنيه الحياة(( . fالشمس

قال أحدهم: ))ليس لك من حياتك إال يوم واحد، أمسذهب، وغد لم يأت(( .

كتب »ستيفن ليكوك« : فالطفل يقول: حين أصبح صبيا، والصبي يقول: حين أfصبح شابا. وحين أfصبح

شابا أتزوج. ولكن ماذا بعد الزواج؟ وماذا بعد كل هذهالمراحل؟ تتغيرf الفكرة نحو: حين أكون قادرا على

(1/155)

التقاعfد. ينظر خلفه، وتلفحه رياح باردة، لقد فقد حياته التي ولت دون أن يعيش دقيقة واحدة منها،

ونحن نتعلم بعد فوات األوان أن الحياة تقعf في كلدقيقة وكل ساعة من يومنا الحاضر(( .

وكذلك المسوفfون بالتوبة. قال أحد السلف: ))أنذرتfكم )سوف( ، فغنها كلمة كم

منعت من خير وأخرت من صالح(( .fلfوا ويتمتعfوا ويfلههمf األملf فسوف م يأك fذره{

يعلمfون{ . يقول الفيلسوف الفرنسي »مونتين« : ))كانت

حياتي مليئة بالحظ السيئ الذي لم يرحم أبدا(( .: هؤالء لم يعرفوا الحكمة من خلقهم، على fقلت

الرغم من ذكائهم ومعارفهم، لكن لم يهتدوا بهدي الله الذي بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، }ومن لم يجعل اللهf لهf نfورا فما لهf من نور{ . }إنا

ورا{ . fا كف ا شاكرا وإم بيل إم هديناهf الس يقول: »دانسي« : ))فكر إن هذا اليوم لن ينبثق

ثانية(( .: وأجملf منه وأكملf حديث: ))صل صالة مودع(( fقلت

ومن جعل في خلده أن هذا اليوم الذي يعيشf فيه

Page 96: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

آخرf أيامه، جدد توبته، وأحسن عمله، واجتهد فيطاعة ربه واتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

(1/156)

كتب المثل المسرحي الهندي الشهير »كاليداسا« :تحية للفجر

انظر إلى هذا النهارألنه هو الحياة، حياة الحياة

في فترته، تfوجد مختلفf حقائق وجودكنعمةf النمfو

fالمجيد fالعملوبهاءf االنتصار

لfم fوألن األمس ليس سوى حؤى fليس إال ر fوالغد

لما fلكن اليوم الذي تعيشه بأكمله يجعل األمس ح جميال

وكل غد رؤية لألمل

فانظر جيدا إلى هذا النهارهذه هي تحية الفجر

(1/157)

اسأل نفسك هذه األسئلة

أغلق األبواب الحديدية على الماضي والمستقبل،وعش دقائق يومك:

ل حياتي الحاضرة من أجل القلق1 . هل أقصد أن أؤج بشأن المستقبل، أو الحنين إلى ))حديقة سحرية

ق(( ؟ fفfوراء األ . هل أجعل حاضري مريرا بالتطلع إلى أشياء حديث2

Page 97: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

في الماضي، حدثت وانقضت مع مرور الزمن؟ . هل أستيقظf في الصباح، وقد صممتf على3

استغالل النهار، واإلفادة القصوى من الساعاتاألربع والعشرين المقبلة؟

. هل أستفيد من الحياة إذا ما عشتf دقائق يومي؟4 . متى سأبدأf في القيام بذلك؟ األسبوع المقبل؟ ..5

في الغد؟ .. أو اليوم؟ . اسأل نفسك: ما اسوأf احتمال يمكنf أن يحدfث؟6

ثم:له. ز نفسك لقبوله وتحم - جه

- باشر بهدوء لتحسين ذلك االحتمال. }الذين قالم fم فاخشوهf مf الناسf إن الناس قد جمعfوا لك fله

. } fونعم الوكيل fنا اللهfوا حسبfم إيمانا وقال fفزاده

(1/158)

وقفة

قهf من حيث2f}ومن يتق الله يجعل لهf مخرجا } fويرز } . }fهfو حسب fومن يتوكل على الله فه fال يحتسب

}سيجعلf اللهf بعد عfسر يfسرا{ . ))واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب،

وأن مع العfسر يfسرا(( .))أنا عند ظن عبدي بي فليظfن بي ما شاء(( .

. } fالعليم fميع و الس fوه fالله fم fفسيكفيكه{. } fوتfوتوكل على الحي الذي ال يم{

ن عنده{ . }فعسى اللهf أن يأتي بالفتح أو أمر م}ليس لها من دfون الله كاشفة{ .

(1/159)

الحزنf يحطمf القوة ويهد الجسم قال الدكتور »ألكسيس كاريل« الحائز على جائزة

: ))إن رجال األعمال الذين ال يعرفون نوبل في الطبمجابهة القلق، ويموتون باكرا(( .

: كل شيء بقضاء وقدر، لكن قد يكون المعنى: fقلت أن من األسباب المتلفة للجسم المحطمة للكيان، هو

Page 98: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

القلقf. وهذا صحيح.رحة!(( : fالق fأيضا يثير fوالحزن((

يقول الدكتور »جوزيف ف. مونتاغيو« مؤلف كتاب ))مشكلة العصبية(( ، يقول فيه: ))أنت ال تfصاب

رحة بسبب ما تتناولf من طعام، بل بسبب ما fبالق fلfك(( !!. يأك

قال المتنبي: والهم يخترمf الجسيم نحافة ... ويfشيبf ناصية الغالم

fهرمfوي

رحةf في الدرجة fوطبقا لمجلة »اليف« تأتي الق العاشرة من األمراض الفتاكة.

زن: fوإليك بعض آثار الح تfرجمت لي قطعة من كتاب الدكتور إدوار

بودولسكي، وعنوانه: ))دع القلق وانطلق نحواألفضل(( إليك بعضا من عناوين فصول هذا الكتاب:

(1/160)

- ماذا يفعلf القلقf بالقلب..fالدم المرتفع يغذيه القلق fضغط -

- القلقf يمكن أن يتسبب في أمراض الروماتيزم.ف من قلقك إكراما لمعدتك. - خف

- كيف يمكن أن يكون القلقf سببا للبرد..fالدرقية fالقلق والغدة -

.fالسكري والقلق fمصاب - وفي ترجمة لكتاب د. كارل مانينغر، أحد األطباء

المتخصصين في الطب النفسي، وعنوانه: ))اإلنسان ضد نفسه(( ، يقول: ))ال يعطيك الدكتور مانينغر

قواعد حول كيفية اجتناب القلق، بل تقريرا مذهال عن كيف نحطمf أجسادنا وعقولنا بالقلق والكبت،

والحقد واالزدراء، والثورة والخوف(( . إن من أعظم منافع قوله تعالى: }والعافين عن

الناس{ : راحة القلب، وهدوء الخاطر، وسعة البالوالسعادة.

وفي مدينة »بوردو« الفرنسية، يقول حاكمها الفيلسوف الفرنسي »مونتين« : ))أرغبf في معالجة

. )) مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ورئتي

Page 99: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، والهم والحقدf؟ fماذا يفعل الحزن وضع الكتور راسل سيسيل - من جامعة »كورنيل« ، معهد الطب - أربعة أسباب شائعة تسبب في التهاب

المفاصل:

(1/161)

. انهيارf الزواج.12. fوالحزن fالمادية fالكوارث .3.fوالقلق fالوحدة .4.fوالحقد fاالحتقار .

وقال الدكتور وليم مالك غوينغل، في خطاب التحادة أطباء األسنان األمريكيين: ))إن المشاعر غير السار

مثل القلق والخوف.. يمكن أن تؤثر في توزيع الكالسيوم في الجسم، وبالتالي تؤدي إلى تلف

األسنان(( .وتناول أمورك بهدوء:

يقول دايل كارنيجي: ))إن الزنوج الذين يعيشون في جنوب البالد والصينيين نادرا ما يfصابون بأمراض القلب الناتجة عن القلق؛ ألنهم يتناولون األمور

بهدوء(( . ويقول: ))إن عدد األمريكيين الذين يfقبلون على

االنتحار هو أكثر بكثير من الذين يموتون نتيجةلألمراض الخمسة الفتاكة(( .

!fال تصدق fوهذه حقيقة مذهلة تكادن ظنك بربك: حس

قال وليم جايمس: ))إن الله يغفرf لنا خطايانا، لكنجهازنا العصبي ال يفعل ذلك أبدا(( !

(1/162)

ذكر ابن الوزير في كتابه »العواصم والقواصم« : ))إن الرجاء في رحمة الله - عز وجل - يفتح األمل

للعبد، ويقويه على الطاعة، ويجعلfه نشيطا فيالنوافل سابقا إلى الخيرات(( .

: وهذا صحيح، فإن بعض النفوس ال يصلحها إال fقلت تذكر رحمة الله وعفوه وتوبته وحلمه، فتدنو منه،

Page 100: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. fوتثابر fوتجتهد: fإذا هام بك الخيال

يقول توماس أدسون: ))ال توجد وسيلة يلجأf إليهااإلنسانf هربا من التفكير(( .

fأو يكتب fوهذا صحيح بالتجربة، فإن اإلنسان قد يقرأ ، ولكن من أحسن ما يحد التفكير ويضبطه fوهو يفكر

fفإن أهل الفراغ أهل ، fالنافع fالجاد المثمر fالعمل خيال وجنوح وأراجيف.

(1/163)

ب بالنقد البناء رح يقولf أندريه مورو: ))إن كل ما يتفقf مع رغباتنا الشخصية يبدو حقيقيا، وكل ما هو غيرf ذلك يfثير

غضبنا. قلت وكذلك النصائح والنقدf، فالغالبf أننا نحب المدح

ونطربf لهf، ولو كان باطال، ونكرهf النقد والذم ولوكان حقا وهذا عيب وخطأ خطير.

م إذا فريق fم بينهfوله ليحك fوا إلى الله ورسfعfوإذا د{ ون } fعرض م م fنه مf الحق يأتfوا إليه48م fن لهfوإن يك }

ذعنين{ . fم يقولf وليمf جايمس: ))عندما يتم التوصل إلى قرار

ذf في نفس اليوم، فإنك ستتخلص كليا من الهموم يfنف لبتي ستسيطرf عليك فيما أنت تفكرf بنتائج المشكلة،

وهو يعني أنك إذا اتخذت قرارا حكيما يركزf علىfالوقائع، فامض في تنفيذه وال تتوقف مترددا أو قلقا

أو تتراجع في خطواتك، وال تضيع نفسك بالشكوك التي ال تلدf غال الشكوك، وال تستمر في النظر إلى ما

وراء ظهرك(( .واشدوا في ذلك:

ومشتتf العزمات يfنفقf عمرهf ... حيران ال ظفر والfإخفاق

: fوقال آخر إذا كنت ذا رأي فكنf ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أة

تترددا

إن الشجاعة في اتخاذ القرار إنقاذ لك من القلق

Page 101: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وا الله لكان fفلو صدق fواالضطراب. }فإذا عزم األمر م{ . fخيرا له

(1/164)

ال تتوقف متفكرا أو مترددابل اعمل وابذfل واهجر الفراغ

يقولf الدكتورf ريتشاردز كابوت: أستاذf الطب فيfجامعة )هارفرد( ، في كتابة بعنوان )بم يعيش

( : ))بصفتي طبيبا، أنصحf بعالج )العمل( fاإلنسان للمرضى الذين يعانون من االرتعاش الناتج عن

ها fالتي يمنح fالشكوك والتردد والخوف.. فالشجاعة العملf لنا هي مثلf االعتماد على النفس الذي جعله

وعة(( . ( دائم الر fأمرسون(وا في األرض وابتغfوا من fفانتشر fالة ضيت الص fفإذا ق{

فضل الله{ . يقولf جورج برناردشو: ))يمكنf سر التعاسة في أن يتاح لك وقت لرفاهية التفكير، فيما إذا كنت سعيدا أو ال، فال تهتم بالتفكير في ذلك بل ابق منهمكا في

لك fك في الدوران، وعقfدم fالعمل، عندئذ يبدأ بالتفكير، وسرعان ما تfذهبf الحياةf الجديدة القلق من

عقلك! عمل وابق منهمكا في العمل، فإن أرخصدواء موجود على وجه األرض وأفضلfه(( .

fهfول fم ورسf ل اعملfوا فسيرى اللهf عملك fوق{ ؤمنfون{ . fوالم

يقولf دزرائيلي: »الحياةf قصيرة جدا، لتكون تافهة« . وقال بعض حكماء العرب: »الحياةf أقصرf من أن

رها بالشحناء« . نقص { قالfوا112}قال كم لبثتfم في األرض عدد سنين } { قال113لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين }

إن لبثتfم إال قليال لو أنكfم كfنتfم تعلمfون{ .

(1/165)

ة لها: أكثرf الشائعات ال صح يقولf الجنرالf جورج كروك - وهو ربما أعظمf محارب

Page 102: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من77هندي في التاريخ األمريكي - في صفحة fمذكراته: »إن كل قلق وتعاسة الهنود تقريبا تصدر

من مخيلتهم وليس من الواقع« . قال سبحانهf وتعالى: }يحسبfون كfل صيحة عليهم{

خباال وألوضعfوا ا زادfوكfم إال وا فيكfم م fلو خرج{ fم{ . خاللك

يقولf األستاذf هوكس - من جامعة »كولومبيا« - إنه اتخذ هذه الترنيمة واحدا من شعاراته: »لكل علة تحت

fأبدا، فإن كان يوجد fعالج، أو ال يوجد fوجدfالشمس ي عالج حاول أن تجدهf، وإن لم يكن موجودا ال تهتم به«

. وفي حديث صحيح: ))ما أنزل اللهf من داء إال أنزل له

. ))fمن جهله fوجهله fمن علمه fدواء علمهالرفقf يجنبfك المزالق:

قال أستاذ ياباني لتالميذه: »االنحناءf مثلf الصفصاص،وعدمf المقاومة مثلf البلوط« .

وفي الحديث: ))المؤمنf كالخامة من الزرع، تفيئfهاالريحf يمنة ويسرة(( .

والحكيمf كالماء، ال يصطدمf في الصخرة، لكنه يأتيهايمنة ويسرةf ومن فوقها ومن تحتها.

وفي الحديث: ))المؤمنf كالجمل األنف، لو أfنيخ علىصخرة ألناخ عليها(( .

(1/166)

ما فات لن يعود:fم{ . }لكيال تأسوا على ما فاتك

وقف الدكتورf بول براندوني، وألقى بزجاجة حليب إلى األرض، وهتف قائال: »ال تبك على الحليب

المfراق« .وقالت العامة: الذي لم يfكتب لك عسير عليك.

: أتلومني على fلموسى عليهما السالم fوقال آدم شيء كتبهf اللهf علي قبل أن يخلقني بأربعين عاما؟

fالله - صلى الله عليه وسلم -: ))فحج آدم fقال رسول موسى، فحج آدمf موسى، فحج آدم موسى(( .

وابحث عن السعادة في نفسك وداخلك ال من حولكوخارجك.

قال الشاعرf اإلنجليزي ميلتون: ))إن العقل في مكانه

Page 103: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وبنفسه يستطيعf أن يجعل الجنة جحيما، والجحيمجنة(( !

قال المتنبي: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة

fفي الشقاوة ينعم

فالحياةf ال تستحق الحزن: قال نابليونf في »سانت هيلينا« : »لم أعرف ستة

أيام سعيدة في حياتي« !!

(1/167)

قال هشامf بنf عبدالملك -الخليفةf-:. »عددتf أيامسعادتي فوجدتfها ثالثة عشر يوما«

: »يا ليتني لم أتول fالملك يتأوه ويقولfوكان أبوه عبد الخالفة« .

م fلله الذي جعله fالمسيب: الحمد fبن fقال سعيد رون إلينا وال نفر إليهم. يفر

ودخل ابن السماك الواعظf على هارون الرشيد، فظمئ هارونf وطلب شربة ماء، فقال ابنf السماك:

لو مfنعت هذه الشربة يا أمير المؤمنين، أتفتديها بنصف ملكك؟ قال: نعم. فلما شربها، قال: لو مfنعتج؟ قال: نعم. قال fنصف ملكك لتخر fإخراجها، أتدفع ابنf السماك: فال خير في ملك ال يساوي شربة ماء. إن الدنيا إذا خلت من اإليمان فال قيمة لها وال وزن

وال معنى.: fإقبال fيقول

إذا اإليمانf ضاع فال أمان ... وال دنيا لمن لم يfحييدينا

ومن رضي الحياة بغير دين ... فقد جعل الفناء لهاقرينا

قال أمرسونf في نهاية مقالته عن )االعتماد على، وارتفاع األجور، النفس( : »إن النصر السياسي

fوشفاءك من المرض، أو عودة األيام السعيدة تنفتح أمامك، فال تصدقf ذلك؛ ألن األمر لن يكون كذلك. وال

ك« . fلك الطمأنينة إال نفس fشيء يجلب

Page 104: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/168)

{ fطمئنةfالم fها النفسf{ ارجعي إلى ربك27}يا أيت رضية{ . راضية م

حذر الفيلسوفf الروائي أبيكتويتوس: »بوجوب االهتمام بإزالة األفكار الخاطئة من تفكيرنا، أكثر من

االهتمام بإزالة الورم والمرض من أجسادنا« . والعجبf أن التحذير من المرض الفكري والعقائدي

، قال في القرآن أعظمf من المرض الجسمانيرض فزادهfمf اللهf مرضا ولهfم لfوبهم م fسبحانه: }في ق

fوا أزاغ اللهfا زاغ عذاب أليم بما كانfوا يكذبfون{ }فلمم{ . fوبهfل fق

تبنى الفيلسوفf الفرنسي مونتين هذه الكلمات شعارا في حياته: »ال يتأثرf اإلنسانf بما يحدثf مثلما

. » fبرأيه حول ما يحدث fيتأثرني بقضائك حتى أعلم أن ما وفي األثر: ))اللهم رض

أصابني لم يكن ليخطئني، وما أخطأني لم يكنليصيبني(( .

وقفة ال تحزن: ألن الحزن يfزعجfك من الماضي، ويخوفك

من المستقبل، ويfذهبf عليك يومك.، ويعبسf له fله القلب fال تحزن: ألن الحزن ينقبض . fويتالشى معه األمل ، fالروح fمنه fوتنطفئ ،fالوجه ال تحزن: ألن الحزن يسر العدو، ويغيظf الصديق،

ويfشمت بك الحاسد، ويغيرf عليك الحقائق.

(1/169)

م ال تحزن: ألن الحزن مخاصمة للقضاء، وتبربالمحتوم، وخروج على األنس، ونقمة على النعمة.fال تحزن: ألن الحزن ال يرد مفقودا وذاهبا، وال يبعث

ميتا، وال يرد قدرا، وال يجلبf نفعا. ال تحزن: فالحزنf من الشيطان والحزنf يأس جاثم،ق، وإخفاق وفقر حاضر، وقنوط دائم، وإحباط محق

ذريع. {2{ ووضعنا عنك وزرك }1}ألم نشرح لك صدرك }

Page 105: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

{ فإن4{ ورفعنا لك ذكرك }3الذي أنقض ظهرك } { فإذا6{ إن مع العfسر يfسرا }5مع العfسر يfسرا }{ وإلى ربك فارغب{ .7فرغت فانصب }

ال تحزن ما دمت مؤمنا بالله

إن هذا اإليمان هو سر الرضا والهدوء واألمن، وإن. ولقد رأيتf أذكياء الحيرة والشقاء مع اإللحاد والشك

- بل عباقرة - خلت أفئدتfهم من نور الرسالة،فطفحت ألسنتfهم عن الشريعة.

ي عن الشريعة: تناقض ما لنا يقولf أبو العالء المعرإال السكوتf له!!

. fالرازي: نهاية إقدام العقول عقال fويقول

(1/170)

ويقولf الجويني، وهو ال يدري أين اللهf: حيرني. ، حيرني الهمداني الهمداني

ويقولf ابنf سينا: إن العقل الفعال هو المؤثرf فيالكون.

ويقولf إيليا أبو ماضي:fولقد أبصرت ... fمن أين ولكني أتيت fال أعلم fجئت

fدامي طريقا فمشيت fق

ربا وبfعدا عن fق fإلى ير ذلك من األقوال التي تتفاوت الحق.

فعلمتf أنه بحسب إيمان العبد يسعدf، وبحسب حيرته وشكه يشقى، وهذه األطروحاتf المتأخرةf بنات لتلك الكلمات العاتية منذf القدم، والمنحرفf األثيمf فرعون

ن إله غيري{ . وقال: }أنا قال: }ما علمتf لكfم مربكfمf األعلى{ .

رت العالم. ويا لها من كفريات دمfكتاب »مثلما يفكر fجايمس ألين، مؤلف fيقول

« : »سيكتشفf اإلنسانf أنهf كلما غير أفكاره fاإلنسان fاألشياء fإزاء األشياء واألشخاص اآلخرين، ستتغير fاآلخرون بدورهم.. دع شخصا ما يغير fواألشخاص

fبها ظروف fللسرعة التي ستتغير fوسندهش ،fأفكاره حياته المادية، فالشيءf المقدسf الذي يشكل أهدافنا

Page 106: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

هو نفسنا..« . وعن األفكار الخاطئة وتأثيرها، يقولf سبحانه: }بل

ؤمنfون إلى أهليهم fوالم fول fس ظننتfم أن لن ينقلب الروء وكfنتfم fم وظننتfم ظن الس لfوبك fين ذلك في ق fأبدا وز

(1/171)

قوما بfورا{ . }يظfنون بالله غير الحق ظن الجاهليةfلهfل إن األمر ك fون هل لنا من األمر من شيء قfول fيق

لله{ .fقه اإلنسان ويقولf جايمس ألين أيضا: »وكل ما يfحق

fة.. واإلنسان هو نتيجة مباشرة ألفكاره الخاص يستطيعf النهوض فقط واالنتصار وتحقيق أهدافه من

خالل أفكاره، وسيبقى ضعيفا وتعسا إذا ما رفضذلك« .

قال سبحانه عن العزيمة الصادقة والفكر الصائب:fدة ولكن كره اللهfع fوج ألعدوا له fر fوا الخfولو أراد{

م{ . fانبعاثهم{ . fسمعه وقال تعالى: }ولو علم اللهf فيهم خيرا أل

كينة عليهم{ لfوبهم فأنزل الس fوقال: }فعلم ما في ق .

ال تحزن للتوافه فإن الدنيا بأسرها تافهةمي أحدf الصالحين الكبارf بين براثن األسد، فأنجاه fر

اللهf منه، فقالوا له: فيم كنت تفكر؟ قال: أفكر فيfلعاب األسد، هل هو طاهر أم ال!! . وماذا قال العلماء

فيه. ولقد ذكرتf الله ساعة خوفه ... للباسلين مع القنا

الخطارفنسيتf كل لذائذ جياشة ... يوم الوغى للواحد القهار

(1/172)

إن الله - جل في عاله - مايز بين الصحابة بحسب مقاصدهم، فقال: }منكfم من يfريدf الدنيا ومنكfم من

يfريدf اآلخرة{ .ذكر ابنf القيم أن قيمة اإلنسان همتfه، وماذا يريدf؟! .

Page 107: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقال أحدf الحكماء: أخبرني عن اهتمام الرجل أfخبركأي رجل هو.

أال بلغ اللهf الحمى من يريدfهf ... وبلغ أكناف الحمىمن يريدfها

: fوقال آخردينا فعادوا باللباس وبالمطايا ... وعدنا بالملوك مصف

انقلب قارب في البحر، فوقع عابد في الماء، فأخذ،fويستنشق fيوضئ أعضاءه عضوا عضوا، ويتمضمض

فأخرجهf البحرf ونجا، فسئل عن ذلك؟ فقال: أردتf أنأتوضأ قبل الموت ألكون على طهارة.

ك ما نسيت رسالة ... قدسية ويداك في الكfالب لله درfوالموت fفي ساعة ... fك رمشةfأفديك ما رمشت عيون

في األهداب

اإلمامf أحمدf في سكرات الموت يشيرf إلى تخليلئونه!! لحيته بالماء وهمf يوض

سن ثواب اآلخرة{ . fثواب الدنيا وح fالله fمfفآتاه{

(1/173)

العفو العفو

فإنك إن عفوت وصفحت نلت عز الدنيا وشرفهf على الله{ . fاآلخرة: }فمن عفا وأصلح فأجر

: »ال توقد الفرن كثيرا لعدوك، لئال fشكسبير fيقول تحرق به نفسك« .

مد للشمس أعين ... تراها بحق في فقل للعيون الرمغيب ومطلع

fنورها ... بأبصارها ال تستفيق fوسامح عيونا أطفأ الله وال تعي

وقال أحدfهم لسالم بن عبدالله بن عمر العالم: إنك رجلf سوء! فقال: ما عرفني إال أنت. التابعي

قال أديب أمريكي: »يمكنf أن تحطم العصي والحجارةf عظامي، لكنلن تستطيع الكلماتf النيل

مني« . قال رجل ألبي بكر: والله ألسبنك سبا يدخلf معك

Page 108: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قبرك! فقال أبو بكر: بل يدخلf معك قبرك أنت!! . وقال رجل لعمرو بن العاص: ألتفرغن لحربك. قال

عمرو اآلن وقعت في الشغل الشاغل. يقولf الجنرالf أيزنهاور: »دعونا ال نضيعf دقيقة من

التفكير باألشخاص الذين ال نحبهم« قالت البعوضةf للنخلة: تماسكي، فإني أريدf أن أطير

وأدعك. قالت النخلةf: والله ما شعرتf بك حين هبطت، فكيف أشعرf بك إذا طرت؟! علي

(1/174)

قال حاتم: وأغفرf عوراء الكريم ادخارهf ... وأfعرضf عن شتم

ما اللئيم تكر

وا كراما{ . وقال وا باللغو مر قال تعالى: }وإذا مرمf الجاهلfون قالfوا سالما{ . fتعالى: }وإذا خاطبه

قال كونفوشيوس: »إن الرجل الغاضب يمتلئ دائماما« . fس

وفي الحديث: ))ال تغضب، ال تغضب، ال تغضب(( .وفيه: ))الغضب جمرة من النار(( .

إن الشيطان يصرعf العبد عند ثالث: الغضب،هوة، والغفلة. والش

لق هكذا fالعالم خ

يقولf ماركوس أويليوس - وهو من أكثر الرجال حكمة ممن حكموا اإلمبراطورية الرومانية - ذات يوم:

»سأقابلf اليوم أشخاصا يتكلمون كثيرا، أشخاصا أنانيين جاحدين، يحبون أنفسهم، لكن لن أكون

مندهشا أو منزعجا من ذلك، ألنني ال أتخيلf العالممن دون أمثالهم« !

(1/175)

يقولf أرسطو: »إن الرجل المثالي يفرحf باألعمال التي يؤديها لآلخرين، وبخجلf إن أدى اآلخرون

Page 109: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األعمال لهf، ألن تقديم العطف هو من التفوق، لكني العطف هو دليلf الفشل« . تلق

وفي الحديث: ))اليدf العليا خير من اليد السفلى(( ..fوالسفلى هي اآلخذة ،fوالعليا هي المعطية

بز fخ fال تحزن إذا كان معك كسرةك fرfماء وثوب يست fوغرفة

ضل أحدf البحارة في المحيط الهادي وبقي واحدا وعشرين يوما، ولما نجا سألهf الناسf عن أكبر درس تعلمه، فقال: إن أكبر درس تعلمتfه من تلك التجربة هو: إذا كان لديك المال الصافي، والطعامf الكافي،

يجبf أن ال تتذمر أبدا! قال أحدfهم: الحياةf كلها لقمة وشربة، وما بقي

فضل.وقال ابنf الوردي:

لكf كسرى عنهf تfغني كسرة ... وعن البحر اجتزاء fم بالوشل

(1/176)

يقولf جوناثان سويفت: »إن أفضل األطباء فيfهادئ، والدكتور fريجيم، والدكتور fالعالم هم: الدكتور

مرح، وإن تقليل الطعام مع الهدوء والسرور عالجناجع ال يسألf عنه« .

fذهبfت fألن السمنة مرض مزمن، والبطنة : fقلت fء متعة للقلب وعيد للروح، والمرحfالفطنة والهدو

سرور عاجل وغذاء نافع.

ال تحزن من محنة فقد تكونf منحةوال تحزن من بلية فقد تكونf عطية

قال الدكتورf صموئيل جونسون: »إن عادة النظر إلى الجانب الصالح من كل حادثة، لهو أثمنf من الحصول

على ألف جنيه في السنة« .تين ة أو مر ر م يfفتنfون في كfل عام م fأوال يرون أنه{

ون{ . fم يذكر fون وال هfوبfم ال يتfثوعلى الضد يقولf المتنبي:

Page 110: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ليت الحوادث باعتني التي أخذت ... مني بحلمي الذيأعطت وتجريبي

وقال معاوية: ال حليم إال ذو تجربة.قال أبو تمام في األفشين:

كم نعمة لله كانت عندهf ... فكأنها في غfربة وإسار

(1/177)

لف لرجل من المترفين: إني أرى عليك قال أحدf السنعمة، فقيدها بالشكر.

قال تعالى: }لئن شكرتfم ألزيدنكfم ولئن كفرتfم إن عذابي لشديد{ ، }وضرب اللهf مثال قرية كانت آمنة

ها رغدا من كfل مكان فكفرت fمطمئنة يأتيها رزق وع والخوف بما كانfوا fلباس الج fم الله فأذاقها اللهfبأنع

يصنعfون{ .

كن نفسك

يقولf الدكتور جايمس غوردون غليلكي: »إن مشكلة الرغبة في أن تكون نفسك، هي قديمة قدم التاريخ،

ة كالحياة البشرية. كما أن مشكلة عدم وهي عام الرغبة هي في أن تكون نفسك هي مصدرf الكثير من

التوتر والعfقد النفسية« . وقال آخر: »أنت في الخليقة شيء آخرf ال يشبهك

أحد، وال تشبهf أحدا، ألن الخالق - جل في عاله - مايزfم لشتى{ . بين المخلوقين« . قال تعالى: }إن سعيك كتب إنجيلو باتري ثالثة عشر كتابا، وآالف المقاالت: »ليس fحول موضوع »تدريب الطفل« ، وهو يقول من أحد تعس كالذي يصبو إلى أن يكون غير نفسه،

وغير جسده وتفكيره« .

(1/178)

ماء ماء فسالت قال سبحانه وتعالى: }أنزل من السأودية بقدرها{ .

لكل صفات ومواهبf وقدرات فال يذوبf أحد في أحد.

Page 111: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fيا سعد fوردfشتمل ... ما هكذا تfأوردها سعد وسعد م اإلبل

لقت بمواهب محددة لتودي عمال محددا، وكما fإنك خ . fقالوا: اقرأ نفسك، واعرف ماذا تقدم

قال أمرسونf في مقالته حول »االعتماد علىfفيه علم fالذي يصل fالنفس« : »سيأتي الوقت

، والتقليد fاإلنسان إلى اإليمان بأن الحسد هو الجهل ، وأن يعتبر نفسه كما هي مهما تكن fهو االنتحار

؛ ألن ذاك هو نصيبfه. وأنهf رغم امتالء الكون fالظروف باألشياء الصالحة، لن يحصل على حبة ذfرة إال بعدfفالقوى الكامنة ،fزراعة ورعاية األرض المعطاة له fفي داخله، هي جديدة في الطبيعة، وال أحد يعرف

ب« . ، حتى يجر fمدى قدرته، حتى هو ال يعرفfهfول fم ورسf ل اعملfوا فسيرى اللهf عملك fوق{

ؤمنfون{ . fوالم

وقفة

fن دك، وتحس fهذه آيات تقوي من رجائك، وتشد عض ظنك بريك.

سهم ال تقنطfوا fوا على أنف fل يا عبادي الذين أسرف fق{ و fه fوب جميعا إنهfالذن fحمة الله إن الله يغفر من ر

. } fحيم ورf الر fالغف

(1/179)

وا fم ذكر fسه fوا أنفfوا فاحشة أو ظلمfوالذين إذا فعل{ fالله وا لذfنfوبهم ومن يغفرf الذنfوب إال fالله فاستغفر

م يعلمfون{ . fوا وهfوا على ما فعل ولم يfصروءا أو يظلم نفسهf ثfم يستغفر الله fومن يعمل س{

حيما{ . ورا ر fيجد الله غف }وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أfجيبf دعوة

م fوا بي لعلهfؤمنfوا لي وليfالداع إذا دعان فليستجيب دfون{ . fيرش

وء }أمن يfجيبf المfضطر إذا دعاهf ويكشفf السا ع الله قليال م لفاء األرض أإله م fم خfكfويجعل

ون{ . fر تذك

Page 112: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fم مf الناسf إن الناس قد جمعfوا لك fالذين قال له{ م إيمانا وقالfوا حسبfنا اللهf ونعم fم فزاده fفاخشوه

{ fن الله وفضل لم173الوكيل { فانقلبfوا بنعمة موء واتبعfوا رضوان الله واللهf ذfو فضل fم س fيمسسه

عظيم{ . {44}وأfفوضf أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }

وا{ . fسيئات ما مكر fالله fفوقاه

ب ضارة نافعة fر

يقولf وليم جايمس: »عاهاتfنا تساعدfنا إلى حد غيرع، ولو لم يعش دوستيوفسكي وتولستوي حياة متوق

، fتمfأليمة لما استطاعا أن يكتبا رواياتهما الخالدة، فالي ، قد تكونf أسبابا للنبوغ fوالفقر ،fوالعمى، والغربة

واالنجاز، والتقدم والعطاء« .

(1/180)

fبالبلوى وإن عظمت ... ويبتلي الله fالله fعمfقد ين بعض القوم بالنعم

إن األبناء والثراء، قد يكونون سببا في الشقاء: }فالم بها fعذبهfلي fالله fريدfم إنما ي fهfم وال أوالد fهfعجبك أموالfت

في الحياة الدنيا{ . ألف ابنf األثير كfتبهf الرائعة، كـ: »جامع األصول« ، و

قعد. fم fالنهاية« ، بسبب أنه« وألف السرخسي كتابه الشهير »المبسوط« خمسة

! عشر مجلدا؛ ألنهf محبوس في الجfبوكتب ابنf القيم )زاد المعاد( وهو مسافر!

وشرح القرطبي )صحيح مسلم( وهو على ظهرالسفينة!

ل فتاوى ابن تيمية كتبها وهو محبوس! fوج وجمع المحدثون مئات اآلالف من األحاديث ألنهم

.fغرباء fفقراءجن فحفظ في سجنه fالصالحين أنه س fوأخبرني أحد

القرآن كله، وقرأ أربعين مجلدا!وأملى أبو العالء المعري دواوينه وكfتfبه وهو أعمى!

وعمي طه حسين فكتب مذكراته ومصنفاته!

Page 113: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وكم من المع عfزل من منصبه، فقدم لألمة العلموالرأي أضفاف ما قدم مع المنصب.

(1/181)

fبايكون: »قليل من الفلسفة يجعل fفرانسيس fيقول اإلنسان يميلf إلى اإللحاد، لكن التعمق في الفلسفة

ب عقل اإلنسان من الدين« . يقر }وما يعقلfها إال العالمfون{ . }إنما يخشى الله من

عباده العfلماء{ . }وقال الذين أfوتfوا العلم واإليمان لقد لبثتfم في

كتاب الله إلى يوم البعث{ .ومfوا لله مثنى fم بواحدة أن تقfكfل إنما أعظ fق{

وا ما بصاحبكfم من جنة{ . fم تتفكرfرادى ث fوف يقولf الدكتورf أ. أ. بريل: »إن أي مؤمن حقيقي لن

. » يfصاب بمرض نفسيfم fله fالحات سيجعل }إن الذين آمنfوا وعملfوا الص

حمنf وfدا{ . الرؤمن fو م fنثى وهfمن عمل صالحا من ذكر أو أ{

فلنfحيينهf حياة طيبة{ .ستقيم{ . }وإن الله لهاد الذين آمنfوا إلى صراط م

اإليمانf أعظمf دواء

يقول أبرزf أطباء النفس الدكتورf كارل جائغ في ( من كتابه »اإلنسانf الحديثf في بحثه264الصفحة )

عن الروح« : »خالل السنوات الثالثين الماضية، جاء أشخاص من جميع أقطار العالم الستشارتي، وقد

عالجتf مئات المرضى، ومعظمfهم في منتصف مرحلةالحياة، أي فوق الخامسة

(1/182)

fوالثالثين من العمر، ولم يكن بينهم من ال تعود مشكلتfه إلى إيجاد ملجأ ديني يتطلع من خالله إلى الحياة، وباستطاعتي أن أقول: إن كال منهم مرض

ألنهf فقد ما منحهf الدينf للمؤمنين، ولم يfشف من لم

Page 114: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. » يستعد إيمانه الحقيقي}ومن أعرض عن ذكري فإن لهf معيشة ضنكا{ .

عب بما أشركfوا وا الر fوب الذين كفرfل fلقي في قfسن{ بالله{ .

ها فوق بعض إذا أخرج يدهf لم يكد يراها fمات بعضfلfظ{ ومن لم يجعل اللهf لهf نfورا فما لهf من نور{ .

اللهf يجيبf المfضطر

fالهندي بعد بوذا - ينهار fكاد المهاتما غاندي - الزعيم ،fها الصالة fلوال أنه استمد اإللهام من القوة التي تمنح وكيف لي أن أعلم ذلك؟ ألن غاندي نفسهf قال: لو لم

أصل ألصبحتf مجنونا منذf زمن طويل.fهذا وغاندي ليس مسلما، وإنما هو على ضاللة، لكنه

ا الله fلك دعو fوا في الفfعلى مذهب: }فإذا ركب خلصين لهf الدين{ . }أمن يfجيبf المfضطر إذا fم

خلصين fا الله م fحيط بهم دعوfم أ fوظنوا أنه{ . }fدعاه لهf الدين{ .

(1/183)

سبرتf أقوال علماء اإلسالم ومؤرخيهم وأدبائهم في الجملة، فلم أجد ذاك الكالم عن القلق واالضطراب واألمراض النفسية، والسببf أنهم عاشوا من دينهم

في أمن وهدوء، وكانت حياتfهم بعيدة عن التعقيدالحات وآمنfوا بما والتكلف: }والذين آمنfوا وعملfوا الص

م fر عنه بهم كف و الحق من ر fد وه حم fل على م نfزم{ . fسيئاتهم وأصلح باله

: »إنما بيني وبين fاسمع قول أبي حازم، إذ يقول م fالملوك يوم واحد، أما أمس فال يجدون لذته، وأنا وه

، فما عسى أن fمن غد على وجل، وإنما هو اليوم ؟!« . fيكون اليوم

وفي الحديث: ))اللهم إني أسالfك خير هذا اليوم:. ))fوهدايته fورهfون fبركته ونصره

ذfوا حذركfم{ وقوله تعالى: fوا خfيا أيها الذين آمن{ fم أحدا{ . }وليتلطف وال يfشعرن بك

وقال الشاعر:

Page 115: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فإن تكن األيامf فينا تبدلت ... ببfؤسى ونfعمىfتفعل fوالحوداث

(1/184)

فما لينت منا قناة صليبة ... وال ذللتنا للتي ليسfتجمل

fستطاعfماال ي fحملfولكن رحلناها نفوسا كريمة ... ت fفتحمل

ت لنا وقينا بحسن الصبر منا نفوسنا ... وصحfل األعراضf والناسf هfز

أن قالfوا ربنا اغفر لنا ذfنfوبنا م إال fوما كان قوله{ رنا على القوم fوإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانص

سن147الكافرين } fثواب الدنيا وح fالله fمfفآتاه } ثواب اآلخرة{ .

fا تتصور ال تحزن فالحياةf أقصرf مم

رحة في fذكر دايل كارنيجي قصة رجل أصابته ق أمعائه، بلغ من خطورتها أن األطباء حددوا لهf أوان

ز كفنهf. قال: وفجأة اتخذ وا إليه أن يجه fوفاته، وأوعز »هاني« - اسم المريض - قرارا مدهشا إنهf فكر في

نفسه: إذا لم يبق لي في هذه الحياة سوى أمد قصير، فلماذا ال أستمتعf بهذا األمد على كل وجه؟

لطالما تمنيتf أن أطوف حول العالم قبل أن يدركنيق فيه أمنيتي. ، ها هو ذا الوقتf الذي أحق fالموت

وابتاع تذكرة السفر، فارتاع أطباؤه، وقالوا له: إنناfك، إنك إن أقدمت على هذه الرحلة فستدفن fنحذر

في قاع البحر!! لكنه أجاب: كال لن يحدث شيء من هذا، لقد وعدتf أقاربي أال يدفن جثماني إال في

مقابر األسرة. وركب »هاني« السفينة، وهو يتمثلبقول الخيام:

(1/185)

Page 116: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

مر لو الس fالعمر بح fتعال نروي قصة للبشر ... ونقطعfر في األعمار طول فما أطال النومf عمرا وما ... قص

السهر

وهذه أبيات يقولها وثني غير مسلم. وبدأ الرجلf رحلة مfشبعة بالمرح والسرور، وأرسل خطابا لزوجته يقولf فيه: لقد شربتf وأكلتf ما لذ

fالقصائد، وأكلت fوطاب على ظهر السفينة، وأنشدت ألوان الطعام كلها حتى الدسم المحظور منها،

وتمتعتf في هذه الفترة بما لم أتمتع به في ماضيحياتي. ثم ماذا؟!

ثم يزعمf دايل كارنيجي أن الرجل صح من علته، وأن األسلوب الذي سار عليه أسلوب ناجع في قهر

األمراض ومغالبة اآلالم!! إنني ال أوافقf على أبيات الخيام، ألن فيها انحرافا، ولكن المقصود من القصة: أن باني عن النهج الر

السرور والفرح واالرتياح أعظمf بكثير من العقاقيرالطبية.

اقنع واهدأ

: قال ابنf الروميfمركب fمركبا لشقي ... إنما الحرص fب الحرص قر

األشقياءfتعبات ذيلfمرحبا بالكفاف يأتي هنيئا ... وعلى الم

العفاء

(1/186)

لفى fم عندنا زfكfب }وما أموالfكfم وال أوالدfكfم بالتي تfقرعف م جزاء الض fولئك لهf إال من آمن وعمل صالحا فأ

فات آمنfون{ . fرfم في الغ fوا وهfبما عمل يقول دايل كارنيجي: »لقد أثبت اإلحصاءf أن القلق

( في أمريكا، ففي خالل سني1هو القائلf )رقمتل من أبنائنا نحو ثfلfث fالحرب العالمية األخيرة، ق

مليون مقاتل، وفي خالل هذه الفترة نفسها قضى داءf القلب على مليوني نسمة. ومن هؤالء األخيرين

م ناشئا عن القلق وتوتر fنسمة كان مرضه fمليون

Page 117: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األعصاب« . نعم إن مرض القلب من األسباب الرئيسية التي حدت بالدكتور »ألكسيس كاريل« على أن يقول: »إن رجال

األعمال الذين ال يعرفون كيف يكافحون القلق،يموتون مبكرين«

والسببf معقول، واألجلf مفروغ منه: }وما كانال{ . ؤج بإذن الله كتابا م لنفس أن تمfوت إال

وقلما يمرضf الزنوجf في أمريكا أو الصينيون بأمراض القلب، فهؤالء أقوام يأخذون الحياة مأخذا سهال لينا،

وإنك لترى أن عدد األطباء الذين يموتون بالسكتة القلبية يزيدf عشرين ضعفا على عدد الفالحين الذين

يموتون بالعلة نفسها، فإن األطباء يحيون حياة متوترة عنيفة، يدفعون الثمن غاليا. »طبيب يداوي

!! » fالناس وهو عليل

(1/187)

زن fالح fذهبfالرضا بما حصل ي

وفي الحديث: ))وال نقولf إال ما يfرضي ربنا(( . إن عليك واجبا مقدسا، وهو االنقيادf والتسليمf إذا

fفي صالحك، والعاقبة fلتكون النتيجة ، fداهمك المقدور لك؛ ألنك بهذا تنجو من كارثة اإلحباط العاجل

واإلفالس اآلجل.: fقال الشاعر

يب الح بعارضي ... ومفرق رأسي ولما رأيتf الشيب مرحبا قلتf للش

fمت fتحيتي ... تنكب عني ر fأني إن كففت fولو خفت أن يتنكبا

ولكن إذا ما حل كfره فسامحت ... به النفسf يوما كانللكfره أذهبا

ذf، ولو fسوف ينف fال مفر إال أن تؤمن بالقدر، فإنه انسلخت من جلدك وخرجت من ثيابك!!

نfقل عن إيمرسون في كتابه »القدرةf على اإلنجاز« حيث تساءل: »من أين أتتنا الفكرةf القائلةf: إن الحياة

الرغدة المستقرة الهادئة الخالية من الصعاب والعقبات تخلقf سعداء الرجال أو عظماءهم؟ إن

Page 118: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األمر على العكس، فالذين اعتادوا الرثاء ألنفسهم سيواصلون الرثاء ألنفسهم ولو ناموا على الحرير، وتقلبfوا في الدمقس. والتاريخf يشهدf بأن العظمة، وبيئات ال يتميزf فيها بين طيب fوالسعادة الخبيث

وخبيث، في هذه البيئات نبت رجال حملوا المسؤوليات على أكتافهم، ولم يطرحوها وراء

ظهورهم« .

(1/188)

إن الذين رفعوا علم الهداية الربانية في األيامfاألولى للدعوة المحمدية هم الموالي والفقراء

وا الزحف اإليماني fل الذين صادم fوإن ج ،fوالبؤساء المقدس هم أولئك المرموقون والوجهاء والمترفون:

وا fنا بينات قال الذين كفرfتلى عليهم آياتfوإذا ت{ قاما وأحسنf نديا{ . للذين آمنfوا أي الفريقين خير م

عذبين{ . fبم fأمواال وأوالدا وما نحن fأكثر fوا نحنfوقال{ }أهؤfالء من اللهf عليهم من بيننا أليس اللهf بأعلموا للذين آمنfوا لو fاكرين{ . }وقال الذين كفر بالش

وا إنا fونا إليه{ . }قال الذين استكبر fا سبق كان خيرا مل هذا ون{ . }وقالfوا لوال نfز fم به كافرfبالذي آمنت

ن القريتين عظيم } ل م fعلى رج fرآن fم31القfأه } يقسمfون رحمة ربك{ .

نا أن قيمته في fبيتا لعنترة، وهو يخبر fوإني ألذكر : fبله ال في أصله وعنصره، يقولfسجاياه ومآثره ون

fفإني سيد كرما ... أو أسود اللون إني أبيض fإن كنت لfق fالخ

إن فقدت جارحة من جوارحكfفقد بقيت لك جوارح

يقولf ابنf عباس: إن يأخذ اللهf من عيني نورهما ... ففي لساني

fوسمعي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غيرf ذي عوج ... وفي فمي صارم

fكالسيف مأثور

(1/189)

Page 119: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ولعل الخير فيما حصل لك من المصاب، }وعسى أنو خير لكfم{ . fوا شيئا وهfتكره

ارf بنf بfرد: يقولf بش وعيرني األعداءf والعيبf فيهمو ... فليس بعار أن

fقال ضريرfي إذا أبصر المرءf المروءة والتقى ... فإن عمى العينين

fليس يضير رأيتf العمى أجرا وذfخرا وعصمة ... وإني إلى تلك

fالثالث فقيرار، وبين ما انظر إلى الفرق بين كالم ابن عباس وبش

ا عمي: قاله صالحf بن عبد القدوس لم على الدنيا السالمf فما لشيخ ... ضرير العين في

fالدنيا نصيبfاألمل fظنه fخلفfعد حيا ... ويfوهو ي fالمرء fيموت

fالكذوب يfمنيني الطبيبf شفاء عيني ... فإن البعض من بعض

fقريب

fال محالة، على القابل له fإن القضاء سوف ينفذ fوهذا يأثم ،fويسعد fؤجرfلكن ذاك ي ،fوالرافض له

ويشقى. كتب عمرf بن عبد العزيز إلى ميمون بن مهران: كتبت

،fتعزيني على عبد الملك، وهذا أمر لم أزل أنتظره .fنكرهfفلما وقع لم أ

(1/190)

األيامf دfول

يfروى أن أحمد بن حنبل - رحمه الله- زار بقي بن مخلد في مرض له فقال له: »يا أبا عبد الرحمن،fقم فيها، وأيام fة ال س ح أبشر بثواب الله، أيامf الص

ة فيها..« . السقم ال صح والمعنى: أن أيام الصحة ال يعرضf المرضf فيها

بالبال، فتقوى عزائمf اإلنسان، وتكثر آمالfه، ويشتدfالصحة fالمرض الشديد ال تعرض fه. وأيام fطموح

بالبال، فيخيم على النفس ضعف األمل، وانقباض

Page 120: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ة وسلطان اليأس. وقولf اإلمام أحمد مأخوذ من الهم قوله تعالى: }ولئن أذقنا اإلنسان منا رحمة ثfم

ور } fوس كفfليؤ fإنه fنعماء9نزعناها منه fولئن أذقناه } يئاتf عني إنهf لفرح ولن ذهب الس fليق fته اء مس بعد ضر

ور } fولئك10فخf الحات أ وا وعملfوا الص fالذين صبر { إالغفرة وأجر كبير{ . م م fله

fالله fيخبر« :- fالله fكثير - رحمه fابن fقال الحافظ تعالى عن اإلنسان وما فيه من الصفات الذميمة، إال

من رحم اللهf من عباده المؤمنين، أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة، حصل له يأس وقنوط من الخير بالنسبة

إلى المستقبل، وكفر وجحود لماضي الحال، كأنه لمير خيرا ولم يرجf فرجا« .

ولن ذهب fنعمة بعد نقمة: }ليق fوهكذا إن أصابته يئاتf عني{ . الس

fما ينالني بعد هذا ضيم وال سوء، }إنه : fأي يقول ور{ . fلفرح فخ

fأي فرح بما في يده، بطر فخور على غيره. قال الله م fولئك لهf الحات أ وا وعملfوا الص fالذين صبر تعالى: }إال

غفرة وأجر كبير{ . م

(1/191)

سيروا في األرض

م: السفرf يذهبf الهموم. fهfقال أحدfالرامهرمزي في كتابه »المحدث fقال الحافظ

« ، في بيان فوائد الرحلة في طلب العلم fالفاضل والمتع الحاصلة بها، ردا على من كره الرحلة وعابها

ما يلي:حلة مقدار لذة »ولو عرف الطاعنf على أهل الر

احل في رحلته ونشاطه عند فصوله من وطنه، الرف األقطار واستلذاذ جميع جوارحه، عند تصر

ح الوجوه، وغياضها، وحدائقها، ورياضها، وتصف ومشاهدة ما لم ير من عجائب البلدان، واختالف

األلسنة واأللوان، واالستراحة في أفياء الحيطان، وظالل الغيطان، واألكل في المساجد، والشرب من

، واستصحاب من fالليل fيدركه fاألودية، والنوم حيث يحبهf في ذات الله بسقوط الحشمة، وترك التصنع،

Page 121: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وكل ما يصلf إلى قلبه من السرور عن ظفره ببغيته، ووصوله إلى مقصده، وهجومه على المجلس الذية إليه - لعلمهf أن لذات الدنيا ق ر لهf، وقطع الش شم

مجموعة في محاسن تلك المشاهد، وحالوة تلك المناظر، واقتناص تلك الفوائد، التي هي عند أهلها

أبهى من زهر الربيع، وأنفسf من ذخائر العقيان، من. »fه fوأشباه fرمها الطاعن fح fحيث

قوض خيامك عن ربه أfهنت به ... وجانب الذل إنfجتنبfالذل ي

(1/192)

وقفة

))إن الله إذا أحب قوما ابتالهم، فمن رضي فله. )) fخط ضا، ومن سخط فلهf الس الر

))أشد الناس بالء األنبياءf، ثم األمثلf فاألمثلf يfبتلى الرجلf على قدر دينه، فإن كان في دينه صالبة أشتد

ة ابتfلي على قدر دينه، بالؤه، وإن كان في دينه رق فما يبرحf البالءf بالعبد، حتى يتركهf يمشي على األرض

وما عليه خطيئة(( .هf كله خير!! وليس ذاك ))عجبا ألمر المؤمن إن أمر

اء شكر فكان خيرا له، ألحد إال للمؤمن، إن أصابته سراء صبر فكان خيرا له(( . وإن أصابتهf ضر

))واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إال بشيء قد كتبf اللهf لك، وإن اجتمعوا

fوك بشيء لم يضروك إال بشيء قد كتبه على أن يضراللهf عليك(( .

. )) fفاألمثل fبتلى الصالحون األمثلfي(( ))المؤمنf كالخامة من الزرع تfفيئfها الريحf يمنة

ويسرة(( .

(1/193)

م حتى في سكرات الموت تبس

( ، مع الفسحة440فهذا أبو الريحان البيروني )ت

Page 122: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

كبا على تحصيل78في التعمير فقد عاش fسنة م نصبا إلى تصنيف الكتب، يفتحf أبوابها fالعلوم، م

ويحيطf بشواكلها وأقرابها - يعنى: بغوامضها، fوعينه النظر ، fيده القلم fيفارق fوجلياتها - وال يكاد

، إال فيما تمس إليه الحاجةf في المعاش fوقلبه الفكر يراهf - أي من بfلغة الطعام وعلقة الرياش، ثم هج

ديدنfهf - في سائر األيام من السنة: علم يfسفرf عنfعن ذراعية أكمال fوجهه قناع اإلشكال، ويحسر

اإلغالق.fعيسى، قال: دخلت fأبو الحسن علي بن fحدث الفقيه

على أبي الريحان وهو يجودf بنفسه - أي وهو في نزعهf، وضاق بها fالروح قارب الموت - قد حشرجت نفس هf، فقال لي في تلك الحال: كيف قلت لي يوما fصدر

، وهي التي fالجدات الفاسدة؟ أي الميراث fحساب ، فقلتf له إشفاقا عليه: أفي هذه تكونf من قبل األم

الحالة؟ قال لي: يا هذا، أودعf الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، أال يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها؟! فأعدتf ذلك عليه، وحفظ وعلمني ما وعد،

وخرجتf من عنده فسمعتf الصراخ!! إنها الهممf التيتجتاحf ركام المخاوف.

ه دما، fجرح fفي سكرات الموت، يثعب fعمر fوالفاروق ويسألf الصحابة: هل أكمل صالتهf أم ال؟! .

ج بدمائه، وهو وسعدf بنf الربيع في ))أfحد(( مضر يسألf في آخر رمق عن الرسول - صلى الله عليه

وسلم -، إنها ثباتةf الجأش وعمارf القلب!

(1/194)

وقفت ما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفنfالردى وهو نائم

تمر بك األبطالf كلمى هزيمة ... ووجهfك وضاحfك باسم fوثغر

قال إبراهيمf بنf الجراح: مرض أبو يوسف فأتيتfها أفاق قال لي: ما غمى عليه، فلم fه مfه، فوجدتfأعود

: في مثل هذه الحال؟! قال: fفي مسألة؟ قلت fتقول ال بأس ندرسf بذلك لعله ينجو به ناج.

، أيما أفضلf في رمي الجمار: أن fثم قال: يا إبراهيم

Page 123: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: راكبا. قال: fماشيا أو راكبا؟ قلت fيرميها الرجل : أيهما fماشيا. قال: أخطأت. قلت : fأخطأت. قلت

؟ قال: ما كان يfوقفf عندهf فاألفضلf أن يرميه fأفضل ماشيا، وأما ما كان ال يfوقفf عنده، فاألفضلf أن

يرميه راكبا، ثم قمتf من عنده فما بلغتf باب داره حتى سمعتf الصراخ عليه وإذا هو قد مات. رحمةf الله

عليه.fتاب المعاصرين: هكذا كانوا!! الموتfالك fقال احد

fصصه، والحشرجةfربه وغfجاثم على رأس أحدهم بك تشتد في نفسه وصدره، واألغماءf والغشيانf محيط

به، فإذا صحا أو أفاق من غشيته لحظات، تساءل عن بعض مسائل العلم الفرعية أو المندوبة، ليتعلمها أو

fليعلمها، وهو في تلك الحال التي أخذ فيها الموت منه األنفاس والتالبيب.

fفيه النابه fويطيش ... fسداده fفي موقف نسي الحليم fالبيطار

يا لله ما أغلى العلم على قلوبهم!! وما أشغلم به!! حتى في ساعة النزع fم وعقوله fخواطره

والموت، لم يتذكروا فيها زوجة أو ولدا قريبا عزيزا، وإنما تذكروا العلم!! فرحمةf الله تعالى عليهم. فبهذا

صاروا أئمة في العلم والدين.

(1/195)

أسرارf الشدائد أورد المؤرخf األديبf أحمدf بنf يوسف الكاتبf المصري في كتابه المعجبf الفريدf )المكافأةf وحسنf العfقبى(

فور الحالة - أي fأن س fفقال: وقد علم اإلنسان ة والشدة - عن ضده، حتم البد منه، كما انكشاف الغfم

علم أن انجالء الليلf يسفرf عن النهار، ولكن خور الطبيعة أشد ما يالزمf النفس عند نزول الكوارث،

،fوازدادت المحنة ،fعالج بالدواء، اشتدت العلةfفإذا لم ت واها، fق fعن عند الشدائد بما يجددfألن النفس إذا لم ت

تولى عليها اليأسf فأهلكها. والتفكرf في أخبار هذا الباب - باب أخبار من ابتلي

ع ا يfشج فصبر، فكان ثمرةf صبره حسن العقبى - مم النفس، ويبعثfها عن مالزمة الصبر وحسن األدب مع

Page 124: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، بحسن الظن في موافاة اإلحسان عند الرب عز وجلنهاية االمتحان.

وقال أيضا - في آخر الكتاب -: »خاتمة: قال: الشدائدf قبل المواهب، تشبهf الجوع قبل fرجمهر fزfب

. »fويلذ معه تناوله ،fهfع fالطعام، يحس به موق: »الشدائدf تfصلحf من النفس بمقدار fوقال أفالطون

ه - ف - أي الترفf والترف ما تفسدf من العيش، والتتريفسدf من النفس بمقدار ما يصلحf من العيش« . وقال أيضا: »حافظ على كل صديق أهدته إليك

. »fواله عن كل صديق أهدته إليك النعمة ،fالشدائد

(1/196)

ه fكالليل، ال تتأمل فيه ما تصدر fوقال أيضا: »الترففه أو تتناولfه، والشدة كالنهار، ترى فيها سعيك وسعي

غيرك« . وقالf أزدشير: »الشدةf كfحل ترى به ما ال تراه

بالنعمة« . ويقول أيضا: »ومالكf مصلحة األمر في الشدة

هما قوةf قلب صاحبها على ما ينوبfه، fشيئان: أصغر سنf تفويضه إلى مالكه ورازقه« . fها حfوأعظم

وإذا صمد الرجلf بفكره نحو خالقه، علم أنهf لم يمتحنه إال بما يوجبf له مثوبة، أو يمحصf عنه كبيرة،

وهو مع هذا من الله في أرباح متصلة، وفوائدمتتابعة.

هf تلقاء الخليقة، كثرت رذائلfه، وزاد fفأما إذا اشتد فكر له، واستطال ر عن تأم fتصنعه، وبرم بمقامه فيما قص من المحن ما عسى أن ينقضي في يومه، وخاف من

.fالمكروه ما لعله أن يخطئه وإنما تصدقf المناجاة بين الرجل وبين ربه، لعلمه بما في السرائر وتأييده البصائر، وهي بين الرجل وبين

أشباهه كثيرةf األذية، خارجة عن المصلحة. ولله تعالى روح يأتي عند اليأس منهf، يfصيبf به من

يشاءf من خلقه، وإليه الرغبةf في تقريب الفرج، وتسهيل األمر، والرجوع إلى أفضل ما تطاول إليه

. fوهو حسبي ونعم الوكيل ، fؤل السfرت ، وكر طالعتf كتاب )الفرجf بعد الشدة( للتنوخي

قراءته فخرجتf منه بثالث فوائد:

Page 125: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/197)

األولى: أن الفرج بعد الكرب سنة ماضية وقضيةمfسلمة، كاليح بعد الليل، ال شك فيه وال ريب.

fعائدة، وأرفع fأن المكاره مع الغالب أجمل :fالثانية . فائدة للعبد في دينه ودنياهf من المحاب

الثالةf: أن جالب النفع ودافع الضر حقيقة إنما هو الله جل في عاله، واعلم أن ما أصابك لم يكن

ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

حقارةf الدنيا

يقولf ابنf المبارك العالمf الشهير: قصيدةf عدي بن زيد أحب غلي من قصر األمير طاهر بن الحسين لو

كان لي.وهي القصيدةf الذائعةf الرائعةf، ومنها:

fالموفور fؤ عيرf بالدهـ ... ـر أأنت المبر fالم fأيها الشامت أم لديك العهدf الوثيقf من األيـ ... ـام بل أنت جاهل

fمغرور أي: يا من شمت بمصائب اآلخرين، هل عندك عهد أن

fهم؟! أم هل منحتك األيامfال تصيبك أنت مصيبة مثل ميثاقا لسالمتك من الكوارث والمحن؟! فلماذا

الشماتةf إذن؟

(1/198)

حيح: ))لو أن الدنيا تساوي عند الله وفي الحديث الص جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء(( . إن

الدنيا عند الله تعالى أهونf من جناح البعوضة، وهذه حقيقةf قيمتها ووزنها، فلم الجزعf والهلعf عليها ومن

أجلها؟! السعادةf: أن تشعر باألمن على نفسك ومستقبلك

وأهلك ومعيشتك، وهي مجموعة في اإليمان والرضا. fالصبر :fالله وقضائه وقدره، والقناعة

قيمةf اإليمان

Page 126: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fم أن هداكfم لإليمان{ . }بل اللهf يمfن عليك من النعيم الذي ال يدركfهf إال الفطناءf: نظرf المسلم إلى الكافر، وتذكرf نعمة الله في الهداية إلى دين

اإلسالم، وأن الله عز وجل لم يقدر لك أن تكون كهذاده عليه، وإلحاده في الكافر في كفره بربه وتمر

آياته، وجحود صفاته، ومحاربته لموالهf وخالقه ورازقه، وتكذيبه لرسله وكتبه، وعصيانه أوامرهf، ثم

د، تؤمنf بالله ورسوله تذكر أنت أنك مسلم موح واليوم اآلخر، وتؤدي الفرائض ولو على تقصير، فإن

هذا في حد ذاته نعمة ال تfقدر بثمن وال تfباعf بمال، وال تدورf في الحسبان، وليس لها شبيه في األعيان:

ؤمنا كمن كان فاسقا ال يستوfون{ . fأفمن كان م{ حتى ذكر بعضf المفسرين أن من نعيم أهل الجنة نظfرهم إلى أهل النار، فيشكرون ربهم على هذا

. »fاألشياء fالنعيم: »وبضدها تتميز

(1/199)

وقفة

fسبحانه fأي ال معبود بحق إال الله :fال إله إال الله fده بصفات األلوهية، وهي صفات وتعالى، لتفر

الكمال.ها: إفرادf الرب - جل ثناؤه روحf هذه الكلمة وسر

وتقدست أسماؤfه، وتبارك اسمfه، وتعالى جده، وال إلههf - بالمحبة واإلجالل والتعظيم، والخوف والرجاء، fغير وتوابع ذلك من التوكل واإلنابة والرغبة والرهبة، فال

ه فإنما يfحب تبعا fحب غيرfوكل ما ي ،fحب سواهfي fخافfلمحبته، وكونه وسيلة إلى زيادة محبته، وال ي

fرغبfتوكل إال عليه، وال يfوال ي ،fرجى سواهfوال ي fسواه إال إليه، وال يfرهبf إال منهf، وال يfحلفf إال باسمه، واله، وال fإال أمر fطاعfإال إليه، وال ي fتابfوال ي ،fإال له fنذرfي بf إال به، وال يfستغاثf في الشدائد إال به، وال يتحس

يfلتجأ إال إليه، وال يfسجدf إال لهf، وال يfذبحf إال له وباسمه، ويجتمعf ذلك في حرف واحد، وهو: أن ال

يfعبد إال إياهf بجميع أنواع العبادة.

معاقون متفوقون

Page 127: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fكاظ العددfهـ،1415 / 4 / 7 في 10262في ملحق ع ، مقابلة مع كفيف يfدعى: محمود بن محمد المدني

درس كتب األدب بعيون اآلخرين، وسمع كتب التاريخ والمجالت والدوريات والصحف، وربما قرأ بالسماع

على أحد أصدقائه حتى الثالثة صباحا حتى صار مرجعافي األدب والطرف واألخبار.

(1/200)

كتب مصطفى أمين في زاوية )فكرة( في الشرق األوسط كالما، منه: اصبر على كيد الكائدين، وظلم

الظالمين، وسطوة الجبابرة، فإن السوط سوف، والمحبوس سوف fوالقيد سوف ينكسر ، fيسقط

، لكن عليك أن تصبر fوالظالم سوف ينقشع ، fيخرج وتنتظر.

ب نازلة يضيقf بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها fولر fالمخرج

جن عشرين fفي الرياض مفتي ألبانيا، وقد س fقابلت سنة من قبل الشيوعيين في ألبانيا مع األعمال

ة، والحبس والكيد، والنكال والظلم، والظالم الشاق وجوع، وكان يصلى الصلوات الخمس في ناحية من

دورة المياه خوفا منهم، ومع هذا صبر واحتسب حتىن الله وفضل{ . ، }فانقلبfوا بنعمة م fالفرج fجاءه

جن fهذا )نلسون مانديال( رئيس جنوب أفريقية، س ته، وخلوص سبعا وعشرين سنة، وهو ينادي بحرية أم

شعبه من القهر والكبت واالستبداد والظلم، وهوfصر صامد مواصل مستميت، حتى نال مجدهfم

fونfوا م فيها{ }إن تك fوف إليهم أعمالهfالدنيوي. }ن ون من الله ما fون كما تألمون وترجfم يألم fون فإنهfتألم

ون{ . fال يرج وأشجعf مني كfل يوم سالمتي ... وما ثبتت إال وفي

fنفسها أمر

. }fهfثل }إن يمسسكfم قرح فقد مس القوم قرح م

(1/201)

Page 128: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال تحزن إذا عرفت اإلسالم

ما أشقى النفوس التي ال تعرفf اإلسالم، ولم تهتد إليه، إن اإلسالم يحتاجf إلى دعاية من أصحابه وحملته،fله يجب fنبأ عظيم، والدعاية fوإعالن عالمي هائل، ألنه

أن تكون راقية مهذبة جذابة، ألن سعادة البشرية ال تكونf إال في هذا الدين الحق الخالد، }ومن يبتغ غير

. }fقبل منهfاإلسالم دينا فلن ي سكن داعية مسلم شهير مدينة ميونخ األلمانية، وعند مدخل المدينة تfوجدf لوحة إعالنية كبرى مكتوب عليها باأللمانية: »أنت ال تعرفf كفرات يوكوهاما« . فنصب

هذا الداعيةf لوحة كبرى بجانب هذه اللوحة كتب،fاإلسالم، إن أردت معرفته fعليها: »أنت ال تعرف فاتصل بنا على هاتف كذا وكذا« . وانهالت عليه

االتصاالت من األلمان من كل حدب وصوب، حتى أسلم على يده في سنة واحدة قرابة مائة ألف

ألماني ما بين رجل وامرأة وأقام مسجدا ومركزاإسالميا، ودارا للتعليم.

ة إلى هذا الدين العظيم، إن البشرية حائر بحاجة ماسfليرد إليها أمنها وسكينتها وطمأنينتها، }يهدي به الله ن الظلfمات م م fه fخرجfالم وي بfل الس fس fمن اتبع رضوانه

ستقيم{ . إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط م يقول أحدf العfباد الكبار: ما ظننتf أن في العالم أحدا

يعبدf غير الله.{ ، }وإن تfطع أكثر fورfك ن عبادي الش لكن }وقليل م

من في األرض يfضلوك عن سبيل الله إن يتبعfون إالون{ ، }وما أكثرf الناس ولو fص fيخر م إال fالظن وإن ه

ؤمنين{ . fحرصت بم

(1/202)

وقد أخبرني أحدf العلماء أن سودانيا مسلما قدم من البادية إلى العاصمة الخرطوم في أثناء االستعمار

اإلنكليزي، فرأى رجل مرور بريطانيا في وسط: من هذا؟ قالوا: كافر. fالمدينة، فسأل هذا المسلم fقال: كافر بماذا؟ قالوا: بالله. قال: وهل أحد يكفر بالله؟! فأمسك على بطنه ثم تقيأ مما سمع ورأى،

م ال يfؤمنfون{ .! fثم عاد إلى البادية. }فما له

Page 129: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ماء : سمع أعرابي يقرأf: }فورب الس يقولf األصمعيون{ ، قال fم تنطقfثل ما أنك واألرض إنهf لحق م

: سبحان الله، ومن أحوج العظيم حتى األعرابييقسم؟!

إنه حسنf الظن والتطلعf إلى كرم المولى وإحسانهولطفه ورحمته.

وقد صح في الحديث أن الرسول - صلى الله عليهfالنعدام : وسلم - قال: ))يضحك ربنا(( . فقال أعرابي

من رب يضحكf خيرا.لf الغيث من بعد ما قنطfوا{ ، }إن و الذي يfنز fوه{

حسنين{ }أال إن نصر الله fن الم رحمت الله قريب مقريب{ .

fكتب سير الناس وتراجم الرجال يستفيد fمن يقرأ منها مسائل مطردة ثابتة منها:

، وهي كلمة لعلي بن1 fحسنfأن قيمة اإلنسان ما ي . أبي طالب، ومعناها: أن علم اإلنسان أو أدبهf أو

،fهfهي في الحقيقة قيمت fأو خلقه fأو كرمه fعبادته هf ومنصبfهf: }عبس وتولى } fه أو هندامfوليست صورت

ؤمن خير من مشرك1 { أن جاءهf األعمى{ . }ولعبد مfم{ . ولو أعجبك

(1/203)

2fة اإلنسان واهتمامه وبذله وتضحيته تكون . بقدر همزافا. fج fالمجد fه، وال يعطى لهfتfمكان

..fهfال تحسب المجد تمرا أنت آكلوج ألعدوا لهf عfدة{ . }وجاهدfوا في fر fوا الخfولو أراد{

الله حق جهاده{ . . أن اإلنسان هو الذي يصنعf تاريخه بنفسه بإذن3

الله، وهو الذي يكتبf سيرتهf بأفعاله الجميلة أوالقبيحة: }ونكتfبf ما قدمfوا وآثارهfم{ .

. وإن عمر العبد قصير ينصرمf سريعا، ويذهبf عاجال،4 فال يقصره بالذنوب والهموم والغموم واألحزان: }لم

حاها{ . }قالfوا لبثنا يوما أو fوا إال عشية أو ضfيلبث بعض يوم فاسأل العادين{ .

fكفى حزنا أن الحياة مريرة ... وال عمل يرضى به الله fصالح

Page 130: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- من أسباب السعادة:: }من عمل صالحا من ذكر أو أfنثى1 fالصالح fالعمل )

ؤمن فلنfحيينهf حياة طيبة{ . fو م fوه ( الزوجةf الصالحةf: }ربنا هب لنا من أزواجنا2

ة أعيfن{ . ر fياتنا ق وذfرع لي في3 : وفي الحديث: ))اللهم وس fالواسع fالبيت )

داري(( .: وفي الحديث: ))إن الله طيب ال4 fالطيب fالكسب )

يقبلf إال طيبا(( .

(1/204)

باركا أين5 fللناس: }وجعلني م fوالتودد fلق fالخ fسن fح ) . } fنتfما ك

( السالمةf من الدين، ومن اإلسراف في النفقة:6وا{ . }وال تجعل يدك مغلfولة fرfوا ولم يقت fسرفfلم ي{

طها كfل البسط{ . fقك وال تبسfنfإلى ع- مقومات السعادة:

قلب شاكر، ولسان ذاكر، وجسم صابر. وعليك بالشكر عن النعم والصبر عند النقم

واالستغفار من الذنوب. لو جمعتf لك علم العلماء، وحكمة الحكماء، وقصائد الشعراء عن السعادة، لما وجدتها حتى تعزم عزيمة صادقة على تذوقها وجلبها، والبحث عنها وطرد ما

يضادها: »من أتاني يمشي أتيتهf هرولة« ..fأسراره وتدبيره أموره fومن سعادة العبد: كتم

ذكروا أن أعربيا استfؤمن على سر مقابل عشرة، وذهب إلى صاحب دنانير، فضاق ذرعا بالسر

، ألن الدنلنير، وردها عليه مقابل أن يfفشي السرص fإلى ثبات وصبر وعزيمة: }ال تقص fالكتمان يحتاج

ؤياك على إخوتك{ ، ألن نقاط الضعف عند اإلنسان fر كشفf أوراقه للناس، وإفشاءf أسراره لهم، وهوfل في البشرية، والنفس مرض قديم، وداء متأص

مfولعة بإفشاء األسرار، ونقل األخبار. وعالقةf هذا بموضوع السعادة أن من أفشى أسراره فالغالبf عليه

. أن يندم ويحزن ويغتم

(1/205)

Page 131: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وللجاحظ في الكتمان كالم خالب في رسائله األدبية، فليعfد إليها من أراد. وفي القرآن: }وليتلطف وال، fم أحدا{ ، وهذا أصل في كتمان السر يfشعرن بكواألعرابي يقول: وأكتمf السر فيه ضربةf العنق.

لن تموت قبل أجلك

ون ساعة وال يستقدمfون{ fم ال يستأخر fهfفإذا جاء أجل{ .

هذه اآليةf عزاء للجبناء الذين يموتون مرات كثيرة قبل الموت، فليعلموا أن هناك أجال مسمى، ال تقديم

له بشر، لf هذا الموت أحد، وال يؤج وال تأخير، ال يعجfولو اجتمع أهل الخافقين، وهذا في حد ذاته يجلب fللعبد الطمأنينة والسكينة والثبات: }وجاءت سكرة

الموت بالحق{ . واعلم أن التعلق بغير الله شقاء: }فما كان لهf من

نتصرين{ . fون الله وما كان من المfمن د fونه fر fفئة ينص )سيرf أعالم النبالء( للذهبي ثالثة وعشرون مجلدا،

ترجم فيها للمشاهير من العلماء والخلفاء والملوك واألمراء والوزراء واألثرياء والشعراء، وباستقراء هذا

الكتاب تجدf حقيقتين مهمتين: األولى: أن من تعلق بغير الله من مال أو ولد أو

منصب أو حرفة، وكلهf اللهf إلى هذا الشيء، وكانم fسبب شقائه وعذابه ومحقه وسحقه: }وإنه

(1/206)

هتدfون{ . م م fون أنهfبيل ويحسب م عن الس fدونه fليص ، وأfميةf بنf خلف fوالمال fقارون fوالمنصب fفرعون

fذرني ومن خلقت{ :fوالولد fوالوليد ،fوالتجارة وحيدا{ .

، أبو مسلم fأبو لهب والنسب ،fأبو جهل والجاه اج والعلو في والسلطةf، المتنبئ والشهرةf، والحج

.fالفرات والوزارة fاألرض، ابنه ب منه، أعز الثانيةf: أن من اعتز بالله وعمل له وتقرفه بال نسب وال منصب وال أهل وال مال ورفعه وشر

هيب fص ،fواآلخرة fسلمان ، fواألذان fوال عشيرة: بالل

Page 132: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وا fوجعل كلمة الذين كفر{ ، fعطاء والعلم ،fوالتضحية فلى وكلمةf الله هي العfليا{ . الس

»يا ذا الجالل واإلكرام«

صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنهf قال: »ألظوا بياوا منها، fذا الجالل واإلكرام« . أي الزموها، وأكثر وداوموا عليها، ومثلfها وأعظم: يا حي يا قيوم.

وقيل: إنه االسمf األعظمf لرب العالمين الذين إذا دfعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. فما للعبد إال أن

يهتف بها وينادي ويستغيث ويدمن عليها، ليرى الفرجfم{ والظفر والفالح: }إذ تستغيثfون ربكfم فاستجاب لك

.

(1/207)

في حياة المسلم ثالثةf أيام كأنها أعياد: يوم يؤدي فيه الفرائض جماعة، ويسلمf من

ول إذا دعاكfم{ . fس المعاصي: }استجيبfوا لله وللرfمن معصيته، ويعود fفيه من ذنبه، وينخلع fويوم يتوب

إلى ربه: }ثfم تاب عليهم ليتfوبfوا{ . ويوم يلقى فيه ربه على خاتمة حسنة وعمل مبرور:

. ))fلقاءه fمن أحب لقاء الله أحب الله(( وبشرتf آمالي بشخص هو الورى ... ودار هي الدنيا

fويوم هو الدهر

fالله عليهم -، فوجدت fسير الصحابة - رضوان fقرأت هم عن غيرهم: fفي حياتهم خمس مسائل تميز

األولى: اليfسرf في حياتهم، والسهولةf وعدم التكلف، وأخذ األمور ببساطة، وترك التنطع والتعمق

ك لليfسرى{ . fر والتشديد: }ونfيس الثانية: أن علمهم غزير مبارك متصل بالعمل، ال

فضول فيه وال حواشي، وال كثرة كالم، وال رغوة أوتعقيد: }إنما يخشى الله من عباده العfلماء{ .

الثالثة: أن أعمال القلوب لديهم أعظمf من أعمالfوالمحبة fوالتوكل fةfواإلناب fاإلخالص fمfاألبدان، فعنده

والرغبةf والرهبةf والخشيةf ونحوfها، بينما

Page 133: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/208)

رة في نوافل الصالة والصيام، حتى إن هم ميس fأمور بعض التابعين أكثرf اجتهادا منهم في النوافل

لfوبهم{ . fالظاهرة: }فعلم ما في قهم منها، fف الرابعة: تقللهم من الدنيا ومتاعها، وتخف

واإلعراضf عن بهارجها وزخارفها، مما أكسبهم راحة وسعادة وطمأنينة وسكينة: }ومن أراد اآلخرة وسعى

ؤمن{ . fو م fلها سعيها وه الخامسة: تغليبf الجهاد على غيره من األعمال الصالحة، حتى صار سمة لهم، ومعلما وشعارا.

وبالجهاد قضوا على همومهم وغمومهم وأحزانهم،ألن فيه ذكرا وعمال وبذال وحركة.

فالمجاهدf في سبيل الله من أسعد الناس حاال، وأشرحهم صدرا وأطيبهم نفسا: }والذين جاهدfوا

حسنين{ . fلنا وإن الله لمع المfب fم س fفينا لنهدينه، أذكرf ما fوال تحول fنن ال تزول fوس fفي القرآن حقائق نن يتعلقf منها بسعادة العبد وراحة باله، من هذه الس

الثابتة:ركfم fوا الله ينص fر fإن تنص{ :fأن من استنصر بالله نصره

ويfثبت أقدامكfم{ . ومن سألهf أجابهf: }ادعfونيfم{ . ومن استغفره غفر له: }فاغفر لي أستجب لك

fو الذي يقبل f{ . ومن تاب إليه قبل منه: }وهfفغفر له التوبة عن عباده{ . ومن توكل عليه كفاهf: }ومن

. }fهfو حسب fيتوكل على الله فه

(1/209)

: fألهلها بنكالها وجزائها: البغي fها اللهfل وأن ثالثة يعج: }فمن نكث fم{ ، والنكثfسك fم على أنفfكfإنما بغي{

fالمكر fوال يحيق{ : fعلى نفسه{ ، والمكر fثfفإنما ينك يئf إال بأهله{ . وأن الظالم لن يفلت من قبضة السم خاوية بما ظلمfوا{ . وأن ثمرة fهfوتfيfالله: }فتلك ب العمل الصالح عاجلة وآجلة، ألن الله غفور شكور:

سن ثواب اآلخرة{ ، وأن fثواب الدنيا وح fالله fمfفآتاه{ fمf اللهf{ . فإذا من أطاعه أحبه: }فاتبعfوني يfحببك

fمع رب يرزق fألنه يتعامل ، ر fذلك سعد وس fعرف العبد

Page 134: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من اقf{ ، }وما النصرf إال ز و الر fإن الله ه{ : fر fوينص : fار لمن تاب{ ، ويتوب : }وإني لغف fعند الله{ ، ويغفر

{ ، وينتقمf ألوليائه من أعدائه: fحيم و التوابf الر fه fإنه{ fهل تعلم{ :fوأجله fفسبحانه ما أكمله ، }ونfنتقم fإنا م{

لهf سميا{ ؟! . للشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمهf اللهf - رسالة

قيمة اسمfها )الوسائلf المفيدةf في الحياة السعيدة( ، ذكر فيها: »إن من أسباب السعادة أن ينظر العبدf إلى

نعم الله عليه، فسوف يرى أنهf يفوقf بها أمما من الناس ال تfحصى، حينها يستشعرf العبدf فضل الله

عليه« .د fحتى في األمور الدينية مع تقصير العبد، يج : fأقول

انه أعلى من فئام من الناس في المحافظة على الصالة جماعة، وقراءة القرآن والذكر ونحو ذلك،

fم نعمهf وهذه نعمة جليلة ال تfقدرf بثمن: }وأسبغ عليكظاهرة وباطنة{ .

وقد ذكر الذهبي عن المحدث الكبير ابن عبد الباقي انه: استعرض الناس بعد خروجهم من جامع )دار

السالم( ببغداد، فما وجد أحدا منهمf يتمنى أنه مكانهوفي مصاله.

(1/210)

م على fلناه : }وفض ولهذه الكلمة جانب إيجابي وسلبين خلقنا تفضيال{ . م كثير م

كل هذا الخلق غر وأنا ... منهمf فاترك تفاصيلمل fالج

وقفة

عن أسماء بنت عfميس - رضي اللهf عنها - قالت: قاللي رسولf الله - صلى الله عليه وسلم -:

))أال أfعلمك كلمات تقولينهfن عند الكرب. أو فيالكرب.؟ : اللهf اللهf ربي ال أfشركf به شيئا(( .

وفي لفظ: ))من أصابهf هم أو غم أو سقم أو شدة،فقال: اللهf ربي، ال شريك له. كfشف ذلك عنه(( .

»هناك أمور مظلمة توردf على القلب سحائب متراكمات مظلمة، فإذا فر إلى ربه، وسلم أمره إليه،

Page 135: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وألقى نفسهf بين يديه من غير شركة أحد من الخلق،ا من قال ذلك بقلب غافل اله، كشف عنه ذلك، فأم

فهيهات« .: fقال الشاعر

وما نبالي إذا أرواحنا سلمت ... بما فقدناهf من مالومن نشب

رتجع ... إذا النفوسf وقاها fمكتسب والعز م fفالمال اللهf من عطب

(1/211)

من خاف حاسدا

. المعوذاتf مع األذكار والدعاء عموما: }ومن شر1حاسد إذا حسد{ .

لfوا من باب واحد2 fأمرك عن الحاسد: }ال تدخ fكتمان . قة{ . تفر لfوا من أبواب م fوادخ

. االبتعادf عنه: }وإن لم تfؤمنfوا لي فاعتزلfون{ .3 . اإلحسانf إليه لكف أذاهf: }ادفع بالتي هي4

. } fأحسن

ن خلfقك حس

ؤم وشقاء. fق شfل fالخ fوء fمن وسعادة، وسfق يfل fالخ fسن fح ))إن المرء ليبلغ بحسن خلfقه درجة الصائم القائم(( .

fم مني مجلسا يوم fنبئfكم بأحبكمf وأقربك ))أال ألfق fوإنك لعلى خ{ . ))fكم أخالقاfالقيامة؟! أحاسن

م ولو كfنت fن الله لنت له عظيم{ . }فبما رحمة م ولfوا fوا من حولك{ . }وق فظا غليظ القلب النفض

سنا{ . fللناس ح وتقولf أم المؤمنين عائشةf بنتf الصديق - رضي الله

عنهما - في وصفها المعصوم عليه صالةf ربيران(( . fالق fه fقfل fه: ))كان خfوسالم

لfق وبسطه الخاطر: نعيم عاجل وسرور fإن سعة الخ حاضر لمن أراد به اللهf خيرا، وإن سرعة االنفعالوالحدة وثورة الغضب: نكد مستمر وعذاب مقيم.

(1/212)

Page 136: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دواءf األرق

ماذا يفعلf من أfصيب باألرق؟رf النوم، والتململf على الفراش. األرقf تعس

1. } fوبfل fأال بذكر الله تطمئن الق{ :fالشرعية fاألذكار .ة: }وجعلنا النهار2 . هجرf النوم بالنهار إال لحاجة ماس

معاشا{ .ب زدني3 . القراءةf والكتابةf حتى النوم: }وقfل ر

علما{ . . إتعابf الجسم بالعمل النافع نهارا: }وجعل النهار4

ورا{ . fشfن. التقليلf من شرب المنبهات كالقهوة والشاي.5

شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا ... فقالوا لنا ما أقصرالليل عندنا

وذاك بأن النوم يfغشي عيونهم ... يقينا وال يfغشي لناالنومf أعينا

مرارةf الذنب تنافي حالوة الطاعة، وبشاشة اإليمان،ومذاق السعادة.

يقولf ابنf تيمية: المعاصي تمنعf القلب من الجوالنماوات وا ماذا في الس fرfل انظ fفي فضاء التوحيد: }ق

واألرض{ .

(1/213)

عواقب المعاصي

بهم يومئذ1 م عن ر fحجاب بين العبد وربه: }كال إنه . وبfون{ . fلمحج

. يfوحشf المخلوق من الخالق: إذا ساء فعلf المرء2ساءت ظنونfه.

مf الذي بنوا ريبة في3 fهfنيانfب fكآبة دائمة: }ال يزال . لfوبهم{ . fق

لfوب4 fلقي في قfخوف في القلب واضطراب: }سن . عب بما أشركfوا بالله{ . وا الر fالذين كفر

. نكد في المعيشة: }فإن لهf معيشة ضنكا{ .5م6 fوبهfل fقسوة في القلب وظلمة: }وجعلنا ق .

Page 137: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قاسية{ .ا الذين اسودت7 . سواد في الوجه وعبوس: }فأم

م أكفرتfم{ . fه fوه fجfو . بغض في قلوب الخلق: ))أنتم شهداءf الله في8

أرضه(( .م أقامfوا التوراة9 fضيق في الرزق: }ولو أنه .

بهم ألكلfوا من فوقهم fنزل إليهم من ر واإلنجيل وما ألهم{ . fومن تحت أرج

. غضبf الرحمن، ونقصf اإليمان، وحلولf المصائب10 واألحزان: }فبآؤfوا بغضب على غضب{ . }بل رانلfوبfنا fوا قfون{ . }وقالfوا يكسبfا كان لfوبهم م fعلى ق

غfلف{ .

(1/214)

اطلب الرزق وال تحرص

ها رب العالمين: }وما من fفي الطين يرزق fالدودة ها{ . fعلى الله رزق دآبة في األرض إال

: ))كما fالشكور fها الغفورfفي الوكور يطعم fالطيور يرزقf الطير، تغدو خماصا وتروحf بطانا(( .

fطعمfه رب األرض والسماء: }ي fفي الماء يرزق fالسمك . } fطعمfوال ي

وأنت أزكى من الدودة والطير والسمك، فال تحزنعلى رزقك.

مf الفقر والكدرf وضيقf الصدر fهfأناسا ما أصاب fعرفت ، فتجدf أحدهم كان إال بسبب بعدهم عن الله عز وجله واسع وهو في عافية من ربه وفي خير fغنيا، ورزق من مواله، فأعرض عن طاعة الله، وتهاون بالصالة، واقترف كبائر الذنوب، فسلبه ربه عافية بدنه وسعة

، فأصبح من نكد رزقه، وابتالهf بالفقر والهم والغم إلى نكد، ومن بالء إلى بالء: }ومن أعرض عن ذكريغيرا fم fمعيشة ضنكا{ . }ذلك بأن الله لم يك fفإن له سهم{ . fوا ما بأنف fغيرfنعمة أنعمها على قوم حتى ي و fم ويعفfصيبة فبما كسبت أيديك }وما أصابكfم من م

عن كثير{ . }وألو استقامfوا على الطريقةاء غدقا{ . ألسقيناهfم م

Page 138: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أتبكي على ليلى وأنت قتلتها ... هنيئا مريئا أيهاب القاتلf الص

(1/215)

راط المfستقيم{ }اهدنا الصسر الهداية

ولن يهتدي للسعادة ولن يجدها ولن ينعم بها، إال من اتبع الصراط المستقيم الذي تركنا محمد - صلى اللهه اآلخرf في جنات fعليه وسلم - على طرفه ن وطرف

ستقيما{ . م صراطا م fالنعيم: }ولهديناه فسعادةf من لزم الصراط المستقيم أنهf مطمئن

لحسن العاقبة، واثق من طيب المصير، ساكن إلى موعود ربه، راض بقضاء موالهf، مخبت في سلوكه هذا

، يعلمf ان له هاديا يهديه على هذا الصراط، fالسبيل وهو معصوم ال ينطقf عن الهوى، وال يتبعf من غوى،

ة على الورى، محفوظ من نزغات الشيطان، قولfهf حجبات من عق fم fوعثرات القران، وسقطات اإلنسان: }له

بين يديه ومن خلفه يحفظfونهf من أمر الله{ .fالسعادة في سلوكه هذا الصراط؛ ألنه fيجد fوهذا العبد يعلمf أن له إلها، وأمامهf أسوة، وبيده كتابا، وفي قلبه

نورا، وفي خلده، واعظا، وهو ذاهب إلى نعيم، وعامل في طاعة، وساع إلى خير: }ذلك هfدى الله

. }fيهدي به من يشاء أين ما يfدعى ظالما يا رفيق الدرب أينا ... إن نور الله

fفي قلبي وهذا ما أراه

fفالمعنوي: صراط ، ي وهما صراطان: معنوي وحس: الصراطf على متن جهنم، الهداية واإليمان، والحسي

فصراطf اإليمان على متن الدنيا الفانية

(1/216)

له كالليب من الشهوات، والصراطf األخروي على متن جهنم له كالليبf كشوك السعدان، فمن تجاوز هذا

الصراط بإيمانه تجاوز ذاك الصراط على حسب

Page 139: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إيقانه، وإذا اهتدى العبدf إلى الصراط المستقيم زالتهمومfه وغمومfه وأحزانfه.

ها من أراد الحياة الطيبة fزهرات يقطف fعشر

ستغفرين1 fحر لالستغفار: }والم . جلسة في السباألسحار{ .

ماوات2 ون في خلق الس fوخلوة للتفكر: }ويتفكر . واألرض{ .

. ومجالسةf الصالحين: }واصبر نفسك مع الذين3يدعfون ربهfم{ .

وا الله ذكرا كثيرا{ .4 fرf . والذكر: }اذكم في صالتهم5 fوركعتان بخشوع: }الذين ه .

خاشعfون{ .رآن{ .6 fون الق fوتالوة بتدبر: }أفال يتدبر .: ))يدع طعامه وشرابه7 . وصيامf يوم شديد الحر

وشهواته من أجلي(( .8fما تنفق fوصدقة في خفاء: ))حتى ال تعلم شماله .

يمينfه(( .ج عن مسلم9 . وكشفf كربة عن مسلم: ))من فر

ج اللهf عنه كربة من كرب يوم كربة من كfرب الدنيا فرالقيامة(( .

. وزهد في الفانية: }واآلخرةf خير وأبقى{ .10تلك عشرة كاملة.

(1/217)

من شقاء ابن نوح قولfه: }سآوي إلى جبل يعصمfني من الماء{ . ولو أوى إلى رب األرض والسماء لكان

أجل وأعز وأمنع.. فتقمص fميتfحيي وأfأنا أ :fومن شقاء النمرود قوله بهت وخسأ fثوبا ليس له، واغتصب صفة ال تحل له، ف

وخاب.fولى{ . }فأخذهf اللهf نكال اآلخرة واأل

fالملة عبارة، وراية fالسعادة كلمة، وميراث fمفتاح الفالح جملة، فالكلمةf والعبارةf والجملةf هي: ال إله إال

اللهf. محمد رسولf الله - صلى الله عليه وسلم -. سعادةf من نطقها في األرض: أن يfقال لهf في

Page 140: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دق وصدق به{ . السماء: صدقت: }والذي جاء بالصنار وسعادةf من عمل بها: أن ينجو من الدمار والش

والعار والنار: }ويfنجي اللهf الذين اتقوا بمفازتهم{ . وسعادةf من دعا إليها: أن يعان ويfنصر ويfشكر: }وإن

مf الغالبfون{ . fندنا له fجfة : }ولله العز وسعادةf من أحبها: أن يfرفع ويfكرم ويfعز

ؤمنين{ . fوله وللم fولرسن م م fه fخرجfفأصبح حرا: }ي fهتف بها بالل الرقيق

الظلfمات إلى النوfر{ .

(1/218)

، فمات عبدا وتلعثم في نطقها أبو لهب الهاشميذليال حقيرا: }ومن يfهن اللهf فما لهf من مكرم{ .

إنها اإلكسيرf الذي يحول الركام البشري الفاني إلى قمم إليمانية ربانية طاهرة: }ولكن جعلناهf نfورا نهدي

به من نشاء من عبادنا{ . ال تفرح بالدنيا إذا أعرضت عن اآلخرة، فإن العذابك: }ما fينتظر fالواصب في طريقك، والغل والنكال

لطانيه{ . }إن28أغنى عني ماليه } fهلك عني س } ربك لبالمرصاد{ .

وال تفرح بالولد إذا أعرضت عن الواحد الصمد، فإنfالخسران، ونهاية fاإلعراض عنه كل الخذالن، وغاية

. }fوالمسكنة fالذلة fربت عليهم fالهوان: }وض وال تفرح باألموال إذا أسأت األعمال، فإن إساءة

العمل محق للخاتمة وتباب في المصير، ولعنة في اآلخرة: }ولعذابf اآلخرة أخزى{ }وما أموالfكfم وال

لفى إال من آمن وعمل fم عندنا زfكfب أوالدfكfم بالتي تfقرصالحا{ .

وقفة

(( : في رفع هذا fبرحمتك أستغيث fيا حي يا قيوم(( نة لجميع الدعاء مناسبة بديعة، فإن صفة الحياة متضم

fالقيومية fصفات الكمال، مستلزمة لها، وصفة نة لجميع صفات األفعال، ولهذا كان اسمf الله متضم

األعظمf الذي

Page 141: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/219)

ئل به أعطى: هو اسمf الحي fعي به أجاب، وإذا سfإذا د . والحياةf التامة تضاد جميع األسقام واآلالم؛ fالقيوم م هم وال fأهل الجنة، لم يلحقه fلت حياةfولهذا لما كم

غم وال حزن وال شيء من اآلفات. ونقصانf الحياة تضر باألفعال، وتنافي القيومية، فكمالf القيومية

لكمال الحياة، فالحي المطلقf التام الحياة ال تفوتfه صفةf الكمال ألبتة، والقيومf ال يتعذرf عليه فعل ممكن

ألبتة، فالتوسلf بصفة الحياة والقومية له تأثير فيإزالة ما يfضاد الحياة ويضر باألفعال.

: fقال الشاعرك ما المكروهf من حيث تتقي ... وتخشى وال fلعمر

fتطمع fمن حيث fالمحبوب وأكثرf خوف الناس ليس بكائن ... فما دركf الهم الذي

fليس ينفع

تعامل مع األمر الواقع

إذا هونت ما قد عز هان، وإذا أيست من الشيء سلتولfهf إنا إلى fمن فضله ورس fؤتينا اللهfك: }سي fنفس fعنه

الله راغبfون{ . قرأتf أن رجال قفز من نافذة وكان بأصبعه اليسرى

خاتم، فنشب الخاتمf بمسمار في النافذة، ومع سقوط الرجل اقتلع المسارf أصبعه من أصلها، وبقي

بأربعf أصابع، يقولf عن نفسه: ال أكادf أتذكرf أن ليأربعf أصابع

(1/220)

، أو أنني فقدتf أصبfعا من أصابعي إال fفي يد فحسب ، fتلك الواقعة، وإال فعلمي على ما يرام fحينما أتذكر

ونفسي راضية بما حدث: ))قدر اللهf وما شاء فعل(( . وأعرفf رجال بfترت يدfه اليسرى من الكتف لمرض

fزق بنين، وهو يقود fفعاش طويال وتزوج، ور ،fأصابه سيارتهf بطالقة، ويؤدي عمله بارتياح، وكأن الله لم

يخلق له إال يدا واحدة: ))ارض بما قسم اللهf لك، تكن

Page 142: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أغنى الناس(( .fما أسرع ما نتكيف مع واقعنا، وما أعجب ما نتأقلم

مع وضعنا وحياتنا، قبل خمسين سنة كان قاعf البيت بساطا من حصير النخل، وقربة ماء، وقدرا من فخار،

وقصعة، وجفنة، وإبريقا، وقامت حياتfنا واستمرتمعيشتfنا، ألننا رضينا وسلمنا وتحاكمنا إلى واقعنا.

fرد إلى قليل تقنعfراغبة إذا رغبتها ... وإذا ت fوالنفس وقعت قتنة بين قبيلتين في الكوفة في المسجد

الجامع، فسلوا سيوفهم، وامتشقوا رماحهم، وهاجتfاألجساد، وانسل أحد fتفارق fوكادت الجماجم ،fالدائرة صلح الكبير والرجل fالناس من المسجد ليبحث عن الم

fفي بيته يحلب fالحليم، األحنف بن قيس، فوجده fغنمه، عليه كساء ال يساوي عشرة دراهم، نحيل

الجسم، نحيفf البنية، أحنفf الرجلين، فأخبروه الخبر فما اهتزت في جسمه شعرة وال اضطرب؛ ألنه قد

اعتاد الكوارث، وعاش

(1/221)

دم له fثم ق ،fالحوادث، وقال لهم: خيرا إن شاء الله ه وكأن لم يحدث شيء، فإذا إفطاره كسرة من fإفطار

الخبز اليابس، وزيت وملح، وكأس من الماء، فسمى وأكل، ثم حمد الله، وقال: بfر من بfر العراق، وزيت

من الشام، مع ماء دجلة، وملح مرو، إنها لنعم جليلة. ثم لبس ثوبه، وأخذ عصاهf، ثم دلف على الجموع،

فلما رآه الناسf اشرأبت إليه أعناقfهم، وطفحت غليهلح، ثم fفارتحل كلمة ص ، fهم، وأنصتوا لما يقولfعيون ق، فذهب كل واحدا منهم ال طلب من الناس التفر

.fوماتت الفتنة ،fيلوي على شيء، وهدأت الثائرةfخلق وجيب ... fه fالشرف الفتى ورداؤ fقد يدرك

fقميصه مرقوع

- في القصة دروس، منها: أن العظمة ليست باألبهة والمظهر، وأن قلة الشيء

ليست دليال على الشقاء، وكذلك السعادةf ليستfإذا ما ابتاله fا اإلنسان ه: }فأم بكثرة األشياء والترف

ولf ربي أكرمن } fفيق fونعمه fفأكرمه fا إذا15ربه { وأمولf ربي أهانن{ . fفيق fفقدر عليه رزقه fما ابتاله

Page 143: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأن المواهب والصفات السامية هي قيمةf اإلنسان،هf، إنها وزنهf في fوال دار fه fوال قصر fهfوال نعل fهfال ثوب علمه وكرمه وحلمه وعقله: }إن أكرمكfم عند الله

أتقاكfم{ . وعالقةf هذا بموضوعنا أن السعادة ليست في الثراء الفاحش، وال في القصر المنيف، وال في

ة، ولكن السعادة في القلب بإيمانه، الذهب والفضم وال fهfعجبك أموالfبأنسه، بإشراقه: }فال ت ،fبرضاه

وا fل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرح fم{ }قfهfأوالد ا يجمعfون{ . م و خير م fه

(1/222)

fعود نفسك على التسليم بالقضاء والقدر، ماذا تفعل إذا لم تؤمن بالقضاء والقدر، هل تتخذf في األرض

لما في السماء، لن ينفعك ذلك، ولن fنفقا أو س ينقذك من القضاء والقدر. إذن فما الحل؟

fالموت fدرككمfوا يfونf : رضينا وسلمنا: }أينما تك الحلشيدة{ . وج م fرfم في بfنتfولو ك

من أعنف األيام في حياتي، ومن أفظع األوقات فيfالتي أخبرني فيها الطبيب fعمري: تلك الساعة

المختص ببتر يد أخي محمد - رحمه اللهf - من الكتف، ونزل الخبرf على سمعي كالقذيفة، وغالبتf نفسي،

صيبة وثابت روحي إلى قول المولى: }ا أصاب من م إال بإذن الله ومن يfؤمن بالله يهد قلبهf{ ، وقوله:

ابرين } ر الص صيبة155}وبش م م fالذين إذا أصابته } قالfوا إنا لله وإنا إليه راجعون{ .

كانت هذه اآلياتf بردا وسالما وروحا وريحانا.، إنما الحيلةf في اإليمان fوليس لنا من حيلة فنحتال

برمfون{ fوا أمرا فإنا مfأم أبرم{ ، fوالتسليم فحسب }واللهf غالب على أمره{ }وإذا قضى أمرا فإنما

. } fونfن فيكfك fله fول fيق إن الخنساء النخعية تfخبرf في لحظة واحدة بقتل

أربعة أبناء لها في سبيل الله بالقادسية، فما كانمنها إال أن حمدت ربها، وشكرت موالها على

(1/223)

Page 144: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

سن الصنيع، ولطف االختيار، وحلول القضاء؛ ألن fح ، fهناك معينا من اإليمان، ورافدا من اليقين ال ينقطع فمثلfها تشكرf وتfؤجرf وتسعدf في الدنيا واآلخرة، وإذا

fر طf والتضج لم تفعل هذا فما هو البديلf إذن؟! التسخ، ثم خسارةf الدنيا واآلخرة! fوالرفض fواالعتراض

. )) fضا، ومن سخط فله السخط ))فمن رضي فلهf الر إن بلسم المصائب وعالج األزمات، قولfنا: إنا لله وإنا

إليه راجعون.fه وفي ملكه، ونحن fخلق fوالمعنى: كلنا لله، فنحن نعودf إليه، فالمبدأf منه، والمعادf إليه، واألمرf بيده،

فليس لنا من األمر شيء. نفسي التي تملكf األشياء ذاهبة ... فكيف أبكي على

شيء إذا ذهبا

}كfل شيء هالك إال وجههf{ ، }كfل من عليها فان{ ،يتfون{ . م م fإنك ميت وإنه{

لو فوجئت بخبر صاعق باحتراق بيتك، أو موت ابنك، أو ذهاب مالك فماذا عساك أن تفعل؟ من اآلن وطن، ال يجدي الفرارf والتملصf من fالهرب fنفسك، ال ينفع القضاء والقدر، سلم باألمر، وارض بالقدر، واعترف

بالواقع، واكتسب األجر، ألنه ليس أمامك إال هذا. نعمfم ، ولكنه رديء أحذرك منfه، إنه: التبر fهناك خيار آخر

fوالغضب fمما صار، والثورة fر بما حصل والتضج والهيجان، ولكن تحصلf على ماذا من هذا كله؟! إنك

سوف تنالf غضب الرب جل في عليائه، ومقت الناس، وذهاب األجر، وفادح الوزر، ثم ال يعودf عليك المصاب، وال ترتفعf عنك المصيبةf، وال ينصرفf عنك

ماء ثfم ليقطع : }فليمدfد بسبب إلى الس fالمحتوم fاألمر . }fما يغيظ fهfذهبن كيدfر هل يfفلينظ

(1/224)

ما تحزنf ألجله سينتهي

: الظالم والمظلوم، فإن الموت مقدم على الكل والقوي والضعيف، والغني والفقير، فلست بدعا منالناس أن تموت، فقبلك ماتت أمم وبعدك تموتf أمم.

fفن ألفfبطوطة أن في الشمال مقبرة د fذكر ابن

Page 145: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ملك عليها لوحة مكتوب فيها:fالعظام fوالرؤوس ... fهم سل الطين عنهمfوسالطين

صارت عظاما

إن األمر المذهل في هذا: غفلةf اإلنسان عن هذا الفناء المداهم له صباح مساء، وظنه أنهf خالد مخلد

منعم، وتغافلfه عن المصير المحترم وتراخيه عنوا ربكfم إن fاتق fيا أيها الناس{ : ة لكل حي النهاية الحق

اعة شيء عظيم{ ، }اقترب للناس زلزلة السون{ . fعرض م في غفلة م fم وه fهfحساب

رى fر الق لما أهلك اللهf األمم، وأباد الشعوب، ودمم fحس منهfالظالمة وأهلها، قال-عز من قائل-: }هل ت

م ركزا{ ؟! انتهى كل شيء fله fن أحد أو تسمع معنهم إال الخبر والحديث.

هل عندكم خبر من أهل أندلس ... فقد مضى بحديثfالقوم ركبان

(1/225)

وقفة

دعاء الكرب: مشتمل على توحيد اإللهية والربوبية، ووصف الرب سبحانهf بالعظمة والحلم، وهاتان الصفتان مستلزمتان لكمال القدرة والرحمة،

واإلحسان والتجاوز، ووصفه بكمال ربوبيته للعالمfفلي والعرش الذي هو سقف العلوي والس

المخلوقات وأعظمfها.ةf تستلزمf توحيده، وأنهf الذي ال تنبغي والربوبيةf التام

العبادةf والحب والخوفf والرجاءf واإلجاللf والطاعةf إال،fإثبات كل كمال له fتستلزم fه المطلقةfوعظمت .fله

هf يستلزمf كمال f؛ وحلمfوسلب كل نقص وتمثيل عنه رحمته وإحسانه إلى خلقه.

fهfوإجالل fهfمحبت fوجبfبذلك ت fهfالقلب ومعرفت fفعلم وتوحيدfهf، فيحصلf له من االبتهاج واللذة والسرور ما، وأنت تجدf المريض يدفعf عنهf ألم الكرب والهم والغم

ه، ويfقوي نفسهf، كيف fفرحfوي fه ر fإذا ورد عليه ما يس fفحصول ، تقوى الطبيعةf على دفع المرض الحسي

هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى.

Page 146: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

االكتئابf طريقf الشقاء

في شهر صفر240ذكرت جريدةf )المسلمون( عدد مليون مكتئب على وجه200هـ، أن هناك 1410سنة

األرض!قf بين دولة غربية وأخرى االكتئابf العالم!! ال يفر شرقية! أو غني وفقير. إنه مرض يصيبf الجميع..

!! fه في الغالب االنتحارfونهايت

(1/226)

االنتحارf ال يعترفf باألسماء والمناصب والدول، لكنهfأن ضحاياه fاألرقام تؤكد fمن المؤمنين، بعض fيخاف

مليون مريض في كل أنحاء العالم..200وصلوا إلى إال أن آخر اإلحصاءات تؤكدf أن واحدا على األقل بين

كل عشرة أفراد على وجه األرض مصاب بهذا المرضالخطير!!

وقد وصلت خطورةf هذا المرض أنه ال يصيبf الكبار فقط، بل يصلf إلى حد مداهمة الجنين في بطن

أمه!!- االكتئابf بوابةf االنتحار:

وا بأيديكfم إلى} fلقfم{ ، }وال تfسك fوا أنفfلfال تقت التهلfكة{ .

تذكر األخبارf التي تناقلتها وكاالتf األنباء أن مرض االكتئاب قد تمكن من الرئيس السابق للواليات

fإصابة fالمتحدة األمريكية )رونالد ريجان( . وتعود الرئيس األمريكي بهذا المرض لتجاوزه سن السبعينضf فيه لضغوط عصبية في الوقت الذي ال يزالf يتعر كبيرة.. باإلضافة للعمليات الجراحية التي أfجريت له

شيدة{ . وج م fرfم في بfنتfعلى فترات متالحقة، }ولو كة من يعملون وهناك الكثيرf من المشاهير وخاص

، وقد كان االكتئابf سببا fهم هذا المرضfيداهم ، بالفن رئيسا - إن لم يكن الوحيد - في موت الشاعر صالح

جاهين، وكذلك يfقال: إن نابليون بونابرت مات مكتئباون{ . fم كافر fم وه fه fس fوتزهق أنف{ fفي منفاه

وما زلنا نذكرf أيضا الخبر الذي طيرته وكاالت األنباء،

Page 147: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

احتل صدر الصفحات األولى في أغلب صحف العالم،عن الجريمة المروعة التي

(1/227)

ارتكبتها أم ألمانية بقتل ثالثة من أطفالها، واتضح أنها باالكتئاب، ولحبها الشديد ألطفالها fالسبب هو مرض

خافت أن تورثهم العذاب والضيق الذي تشعرf به، فقررت »إراحتهم« !! من هذا العذاب بقتلهم

الثالثة.. ثم قتلت نفسها!!. وأرقامf )منظمة الصحة العالمية( تشيرf إلى خطورة

م كان عددf المصابين1973األمر.. ففي عام %، وارتفعت هذه النسبةf لتصل3باالكتئاب في العالم

م، كما أشارت بعض1978f% في عام 5إلى الدراسات إلى وجود فرد أمريكي مصاب باالكتئاب

من كل أربعة!! في حين أعلن رئيسf مؤتمر االضطراب النفسي الذي عfقد في شيكاغو عام

مليون شخص في العالم100 م أن هناك 1981 يعانون من االكتئاب، أغلبfهم من دول العالم المتقدم، وقالت أرقام أخرى أنهم مائتا مليون مكتئب!! }أوال

تين{ ة أو مر ر م يfفتنfون في كfل عام م fيرون أنهلوا. fالحكماء: اصنع من الليمون شرابا ح fقال أحد

وقال أحدfهم: ليس الذكي الفطنf الذي يستطيعf أن يزيد أرباحهf، لكن الذكي الذي يحولf خسائره إلى

بهم ورحمة وأfولئك أرباح }أfولئك عليهم صلوات من رهتدfون{ . fالم fمfه

وفي المثل: ال تنطح الحائط!!fمن عناده فائدة تعود fوالمعنى: ال تعاند من ال تستفيد

عليك بخير.fوجاوزه إلى ما تستطيع ... fإذا لم تستطع شيئا فدعه

ا بغم لكيال fم غfم وقالوا: وال تطحن الدقيق، }فأثابكfم{ . تحزنfوا على ما فاتك

(1/228)

Page 148: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والمعنى: أن األمور التي فfرغ منها وانتهت ال ينبغير؛ ألن في ذلك قلقا واضطرابا وتضييعا أن تfعاد وتfكر

للوقت.وقالوا أيضا - وهو مثل إنكليزي -: ال تنشر النشارة.

والمعنى: أي نشارة الخشب، ال تأت وتنشرها مرةثانيةf، فقد فرغ منها.

يقولون ذلك لمن يشتغلf بالتوافه، واجترار الهموم، وإعادة الماضي، }الذين قالfوا إلخوانهم وقعدfوا لو

سكfمf الموت إن fوا عن أنفfل فادرؤ fوا قfتل fونا ما قfأطاع كfنتfم صادقين{ .

هناك مجاالت للفارغين من األعمال يمكنf سدها، كالتزود بالصالحات، ونفع الناس، وعيادة المرضى، وزيارة المقابر، والعناية بالمساجد، والمشاركة في الجمعيات الخيرية، ومجالس األحياء، وترتيب المنزل

والمكتبة والرياضة النافعة، وإيصال النفع للفقراء والعجزة واألرامل، }إنك كادح إلى ربك كدحا

القيه{ . fفمfه fفحلو وأما وجه ... fه fا مذاق ولم أر كالمعروف أم

fفجميل

اقرأ التاريخ لتجد المنكوبين والمسلوبين والمصابين. وبعد فصول من هذا البحث سوف أطلعك على لوحة

من الحزن للمنكوبين بعنوان: تعز بالمنكوبين. اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون

الخبر

ل ما نfثبتf به fس }وكfال نقfص عليك من أنباء الرص fؤادك{ ، }لقد كان في قصصهم عبرة{ ، }فاقص fف

ون{ . fم يتفكر fالقصص لعله

(1/229)

: أصبحتf وما لي مطلب إال التمتعf بمواطن fقال عمر القضاء.

ومعنى ذلك: أنه مرتاح لقضاء الله وقدره، سواء كانفيما يحلو له أو فيما كان مرا.

، إن fهم: ما أبالي على أي الراحلتين ركبت fوقال بعض . fوإن كان الغنى لهو الشكر ، fلهم الصبر fكان الفقر

Page 149: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ومات ألبي ذؤيب الهذلي ثمانية من األبناء بالطاعون في عام واحد فماذا عسى أن يقول؟ إنه آمن وسلم

وأذعن لقضاء ربه، وقال: وتجلدي للشامتين أfريهمf ... أني لريب الدهر ال

fأتضعضع وإذا المنيةf أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة ال

fتنفع

صيبة إال بإذن الله{ . }ما أصاب من ميا نفسه -: وفقد ابنf عباس بصره فقال - معز

إن يأخذ اللهf من عيني نورها ... ففي فؤادي وقلبيfمنهما نور

قلبي ذكي غيرf ذي عوج ... وفي فمي صارم كالسيفfمشهور

وهو التسلي بما عنده من النعم الكثيرة إذا فقدالقليل منها.

(1/230)

وبfترت رجلf عروة بن الزبير، ومات ابنfه في يوم واحدا، فقال: اللهم لك الحمد، إن كنت أخذت فقد

أعطيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، منحتني أربعة أعضاء، وأخذت عضوا واحدا، ومنحتني أربعة أبناء

وا جنة fم بما صبرfوأخذت ابنا واحدا. }وجزاه وحريرا{ ، }سالم عليكfم بما صبرتfم{ .

ى دريد نفسه ة أخو دريد، فعز م تل عبدfالله بنf الص fوق بعد أن ذكر أنه دافع عن أخيه قدر المستطاع، ولكنال حيلة في القضاء، مات أخوه عبدfالله فقال دريد:

وطاعنتf عنه الخيل حتى تبددت ... وحتى عالنيحالكf اللون أسود

fأن المرء غير fبنفسه ... ويعلم fطعان امرئ آسى أخاه مخلد

فتf وجدي أنني لم أقل لهf ... كذبت ولم أبخل وخفبما ملكت يدي

يا للمصابين -: ويروى عن الشافعي - واعظا ومعز دع األيام تفعل ما تشاءf ... وطب نفسا إذا حكم

Page 150: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالقضاء إذا نزل القضاءf بأرض قوم ... فال أرض تقية وال

fسماء

وقال أبو العتاهية:ت بك المكاره ... خار لك اللهf وأنت كاره؟ كم مرة حف

كم مرة خفنا من الموت فما متنا؟! كم مرة ظننا انها القاضيةf وأنها النهايةf، فإذا هي

؟! fواالستمرار fوالقوة fالجديدة fالعودة

(1/231)

، fوتقطعت بنا الحبال ، fلfب كم مرة ضاقت بنا السfوالنصر fوإذا هو الفتح ،fوأظلمت في وجوهنا اآلفاق نها ومن كfل يكfم م ل اللهf يfنج f؟! }قfوالبشارة fوالخير

كرب{ .نا fكم مرة أظلمت أمامنا دنيانا، وضاقت علينا أنفس

fواليسر fالعميم fبت، فإذا هو الخير fبما رح fواألرض ر فال كاشف لهf إال fبض f؟! }وإن يمسسك اللهfوالتأييد

و{ . fه من علم أن الله غالب على أمره، كيف يخافf أمر

غيره؟! من علم أن كل شيء دون الله، فكيفfيخوفونك بالذين من دونه؟! من خاف الله كيف يخاف

م وخافfون{ . fوه fفال تخاف{ : fمن غيره، وهو يقولمعهf سبحانfهf العزةf، والعزةf لله ولرسوله وللمؤمنين.

fر fون{ ، }إنا لننصfالغالب fم fندنا له fوإن ج{ fمعه الغلبة fوم fوا في الحياة الدنيا ويوم يقfلنا والذين آمن fس fر

. }fاألشهاد ذكر ابنf كثير في تفسيره أثرا قدسيا: ))وعزتيfوجاللي ما اعتصم بي عبد، فكادت له السماوات

تي ، إال جعلتf له من بينها فرجا ومخرجا. وعز fواألرض وجاللي ما اعتصم عبدي بغيري إال أسختf األرض من

تحت قدميه(( . قال اإلمامf ابنf تيمية: بـ ))ال حول وال قوة إال بالله ((

fشريف fنالfوي ، fاألهوال fكابدfوت ، fحمل األثقالfت األحوال.

Page 151: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فالزمها أي العبدf! فإنها كنز من كنوز الجنة. وهي منبنود السعادة، ومن مسارات الراحة، وانشراح الصدر.

(1/232)

االستغفارf يفتحf األقفال

fفأستغفر ، يقول ابنf تيمية: إن المسألة لتغلقf علي. ها اللهf علي fفيفتح ، الله ألف مرة أو أكثر أو أقل

ارا{ . وا ربكfم إنهf كان غف fاستغفر fلت fفق{إن من أسباب راحة البال، استغفار ذي الجالل.fقضاء خير حتى المعصية fب ضارة نافعة، وكل fر

بشرطها. فقد ورد في المسند: ))ال يقضي اللهf للعبد قضاء إال

كان خيرا له(( . قيل البن تيمية: حتى المعصية؟ قال:fواالستغفار ، fوالندم fنعم، إذا كان معها التوبة

م جآؤfوك fسه fوا أنفfم إذ ظلم fولو أنه{ . fواالنكسار ولf لوجدfوا الله fس مf الر fوا الله واستغفر له fفاستغفر

حيما{ ابا ر توقال أبو تمام في أيام السعود وأيام النحس:

ت سنونf بالسعود وبالهنا ... فكأنها من قصرها مرfأيام

fهجر بعدها ... فكأنها من طولها أعوام fثم انثنت أيامم fها ... فكأنها وكأنهfوأهل fثم انقضت تلك السنون

fأحالم

م يوم fها بين الناس{ ، }كأنهfداولfن fوتلك األيام{ حاها{ . fوا إال عشية أو ضfيرونها لم يلبث

، كانوا يستقبلون fالتاريخ fم fلعظماء عرفه fعجبت ، fالنسيم fالغيث، أو هفيف fالمصائب كأنها قطرات وعلى رأس الجميع سيدf الخلق محمد - صلى الله

عليه وسلم -، وهو

(1/233)

في الغار، يقولf لصاحبه: }ال تحزن إن الله معنا{ .رf سراقة د يبش وفي طريق الهجرة، وهو مطارد مشر

Page 152: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بأنه يfسورf سواري كسرى! بfشرى من الغيب ألقت في فم ... وحيا وأفضت إلى

الدنيا بأسرارالغار

وفي بدر يثبf في الدرع - صلى الله عليه وسلم -: }سيfهزمf الجمعf ويfولون الدبfر{ . fوهو يقول

أنت الشجاعf إذا لقيت كتيبة ... أدبت في هول الردىأبطالها

وفي أfحد - بعد القتل والجراح - يقولf للصحابة:وا خلفي، ألfثني على ربي(( . إنها همم نبوية ف fص((

تنطحf الثريا، وعزم نبوي يهز الجبال. قيسf بنf عاصم المنقري من حلماء العرب، كان

تل ابنfك fبقصة، فأتاه رجل فقال: ق fحتبيا يكلم قومهfم ،fوال أنهى قصته ،fفالنة. فما حل حبوته fابن fاآلن، قتله نوه، لوا ابني وكف حتى انتهى من كالمه، ثم قال: غس

ابرين في البأساء ثم آذنوني بالصالة عليه! }والصاء وحين البأس{ . ر والض

وعكرمةf بنf أبي جهل يfعطى الماء في سكرات: أعطوه فالنا. لحارث بن هشام، fالموت، فيقول . fالجميع fفيتناولونه واحدا بعد واحدا، حتى يموت

(1/234)

الناسf عليك ال لك

إن العاقل الحصيف يجعلf الناس عليه ال لهf، فال يبني موقفا، أو يتخذ قرارا يعتمدf فيه على الناس، إن

الناس لهم حدود في التضامن مع الغير، ولهم مدى.fيصلون إليه في البذل والتضحية ال يتجاوزونه

- fوأرضاه fعنه fانظر إلى الحسين بن علي - رضي الله وهو ابنf بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم -،

fببنت شفة، بل الذين قتلوه fة يfقتلf فال تنبسf األم يكبرون ويهللون على هذا االنتصار الضخم بذبحه!! ،

: fالشاعر fعنه. يقول fرضي الله جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد ... مfتزمال بدمائه

تزميال

Page 153: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تلت وإنما ... قتلوا بك التكبير fكبرون بأن قfوي والتهليال

ويfساق أحمدf بنf حنبل إلى الحبس، ويfجلدf جلدا رهيبا،ويشرفf على الموت، فال يتحركf معهf أحد.

ويfؤخذf ابنf تيمية مأسورا، ويركبf البغل إلى مصر،،fالتي حضرت جنازته fالهادرة fتلك الجموع fفال تموج ، }وال يملكfون fألن لهم حدودا يصلون إليها فحسب

fون موتا وال حياة وال سهم ضرا وال نفعا وال يملك fألنف ورا{ ، }يا أيها النبي حسبfك اللهf ومن اتبعك من fشfن

، } fوتfؤمنين{ ، }وتوكل على الحي الذي ال يم fالم م لن يfغنfوا عنك من الله شيئا{ . fإنه{

فالزم يديك بحبل الله معتصما ... فإنهf الركنf إنfخانتك أركان

(1/235)

رفقا بالمال »ما عال من اقتصد«

م: fقال أحده اجمع نقودك إن العز في المال ... واستغن ما شئت

عن عم وعن خال

إن الفلسفة التي تدعو إلى تبذير المال وتبديده وإنفاقه في غير وجهه أو عدم جمعه أصال ليست بصحيحة، وإنما هي منقولة من عfباد الهنود، ومن

جهلة المتصوفة. إن اإلسالم يدعو إلى الكسب الشريف، وإلى جمع

المال الشريف، وإنفاقه في الوجه الشريف، ليكون العبدf عزيزا بماله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:

))نعم المالf الصالحf في يد الرجل الصالح(( . وهوحديث حسن.

وإن مما يجلبf الهموم والغموم كثرةf الديون، أو الفقرf المضني المهلك: ))فهل تنتظرون إال غنى مطغيا أو فقرا منسيا(( . ولذا استعاذ - صلى الله

عليه وسلم - فقال: ))اللهم إني أعوذf بك من الكفروالفقر(( . و ))كاد الفقرf أن يكون كفرا(( .

وهذا ال يتعارضf مع الحديث الذي يرويه ابنf ماجة:

Page 154: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

))ازهد في الدنيا يحبك اللهf، وازهد فيما عند الناس(( . على أن فيه ضعيفا. fيحبك الناس

، وما يكفيك عن fلكن المعنى: أن يكون لك الكفاف fاستجداء الناس وطلب ما عندهم من المال، بل تكون

شريفا نزيها، عندك ما يكف وجهك عنهم، ))ومن. ))fغنه اللهfيستغن ي

(1/236)

وفي الصحيح: ))إنك إن تذرf ورثتك أغنياء، خير من أنفونf الناس(( . م عالة يتكف fتذره

طوا ... حقوق أناس ما د به ما قد أضاعوا وفر fأس استطاعوا لها سدا

ة النفس: يقولf أحدfهم في عز أحسنf األقوال قولي لك خذ ... أقبحf األقوال كال

ولعل

فلى(( . وفي الصحيح: ))اليدf العليا خير من اليد الس،fأو السائلة fفلى اآلخذة اليدf العليا المعطيةf، واليدf الس

ف{ . مf الجاهلf أغنياء من التعف fهfيحسب{ والمعنى: ال تتملق البشر فتطلب منهم رزقا أو مكسبا، فإن الله عز وجل ضمن الرزق واألجل

،fه شرفاءfوأهل ،fة اإليمان قعساء والخلق ألن عزهم دائما مرتفعة، وأنوفfهم دائما fلهم، ورؤوس fوالعزة

ة لله ة فإن العز شامخة: }أيبتغfون عندهfمf العزجميعا{ . قال ابنf الوردي:

بل fمن تلك الق fها أحسنfتقبيل يد ... قطع fأنا ال أرغبها أو ال فيكفيني إن جزتني عن صنيع كنتf في ... رق

الخجل

ال تتعلق بغير الله

إذا كان المحيي والميتf والرزاقf هو اللهf، فلماذا؟! ورأيتf أن أكثر ما fمنهم fمن الناس والقلق fالخوف

fبالناس، وطلب fالهموم والغموم التعلق fيجلب

(1/237)

Page 155: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، والحرصf على ثنائهم، fمنهم fرضاهم، والتقرب ر بذمهم، وهذا من ضعف التوحيد. والتضر

fمريرة ... وليتك ترضى واألنام fفليتك تحلو والحياة fغضاب

إذا صح منك الود فالكfل هين ... وكل الذي فوقfالتراب تراب

در أسبابf انشرح الصfبحسب صفائه ونقائه يوسع fفإنه :fأهمها: التوحيد

الصدر، حتى يكون أوسع من الدنيا وما فيها. وال حياة لمfشرك وملحد، يقولf سبحانه وتعالى:

fه fر fمعيشة ضنكا ونحش fومن أعرض عن ذكري فإن له{ fرد اللهfيوم القيامة أعمى{ . وقال سبحانه: }فمن ي

أن يهديهf يشرح صدرهf لإلسالم{ . وقال سبحانه:و على نfور من fلإلسالم فه fصدره fأفمن شرح الله{

به{ . ردر والرهبة والخوف وتوعد اللهf أعداءه بضيق الصلfوب الذين fلقي في قfوالقلق واالضطراب، }سن

ل به عب بما أشركfوا بالله ما لم يfنز وا الر fكفر م من ذكر الله{ ، fهfوبfل fلطانا{ ، }فويل للقاسية ق fس }فمن يfرد اللهf أن يهديهf يشرح صدرهf لإلسالم ومن

عدf في يfرد أن يfضلهf يجعل صدرهf ضيقا حرجا كأنما يصماء{ . الس

(1/238)

fأشرح fفالعلماء ، fالنافع fدر: العلم ومما يشرحf الصبورا، وأعظمfهم سرورا، لما fهم ح fالناس صدورا، وأكثر عندهم من الميراث المحمدي النبوي: }وعلمك ما لم

. }fال إله إال الله fفاعلم أنه{ ، } fن تعلمf تك: فإن للحسنة نورا في القلب، fالصالح fومنها: العمل

وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة فياء غدقا{ . قلوب الخلق، }ألسقيناهfم م

fالبطان، ثابت fواسع fفالشجاع :fومنها: الشجاعة الجنان، قوي األركان، ألنه يؤولf على الرحمن، فال

fهfوال تزعزع ، fاألراجيف fه ، وال تهز fتهمه الحوادث . fالتوجسات

Page 156: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

مرا فما أتى ... لها الليلf إال وهي fتردى ثبات الموت ح fضر fمن سندس خ

وما مات حتى مات مضربf سيفه ... من الضربfواعتلت عليه القنا السمر

ومنها: اجتنابf المعاصي: فإنها كدر حاضر، ووحشةجاثمة، وظالم قاتم.

رأيتf الذنوب تfميتf القلوب ... وقد يfورثf الذلإدمانfها

ومنها: اجتنابf كثرة المباحات: من الكالم والطعامون{ ، fعرض fم عن اللغو م fوالمنام والخلطة، }والذين ه

}ما يلفظf من قول إال لديه رقيب عتيد{ ، }وكfلfواوا{ . fسرفfوا وال تfواشرب

(1/239)

رغ من القضاء fف

سأل أحدf المرضى بالهواجس والهموم طبيب القلق: اعلم أن fالمسلم fواالضطراب، فقال له الطبيب

العالم قد فرغ من خلقه وتدبيره، وال يقعf فيه حركة؟! ))إن الله وال همس إال بإذن الله، فلم الهم والغم كتب مقادير الخالئق قبل أن يخلfق الخلق بخمسين

ألف سنة(( .قال المتنبي على هذا:

ها ... وتصغرf في عين fفي عين الصغير صغار fمfوتعظ fالعظيم العظائم

fالحرية اللذيذ fطعم

يقولf الراشدf في كتاب )المسار( : من عندهf ثالثمائةة زيت وألف وستمائة تمرة، لم وستون رغيفا وجر

يستعبده أحد. وقال أحدf السلف: من اكتفى بالخبز اليابس والماء،

ق غال لله تعالى }وما ألحد عندهf من سلم من الرنعمة تfجزى{ .

قال أحدfهم:fلكنت fمطامعي فاستعبدتني ... ولو أني قنعت fأطعت

Page 157: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

حرا

: fوقال آخر أرى أشقياء الناس ال يسأمونها ... على أنهم فيها

fوع fراة وجfعر فإنها ... سحابةf صيف عن قليل fأراها وإن كانت تس

fع تقش

(1/240)

إن الذين يسعون على السعادة بجمع المال أوfالمنصب أو الوظيفة، سوف يعلمون أنهم هم

الخاسرون حقا، وأنهم ما جلبوا إال الهموم والغموم،ة وتركتfم رادى كما خلقناكfم أول مر fونا فfمfولقد جئت{

ون الحياة fؤثرfم{ ، }بل تfورك fهfم وراء ظfلناك ا خو م{ واآلخرةf خير وأبقى{ .16الدنيا }

fالتراب fهfالثوري مخدت fسفيان

د سفيانf الثوري كومة من التراب في مزدلفة توس: أفي مثل هذا الموطن fفقال له الناس ، وهو حاج

دf التراب وأنت مfحدثf الدنيا؟ قال: لمخدتي هذه تتوسأعظمf من مخدة أبي جعفر المنصور الخليفة.

. }fما كتب الله }قfل لن يfصيبنا إال

ال تركن إلى المfرجفين

الوعودf الكاذبةf، واإلرهاصاتf الخاطئةf المغلوبةf، التيfيطان يخافf منها أكثرf الناس، إنما هي أوهام، }الش

غفرة كfم بالفحشاء واللهf يعدfكfم م fر fالفقر ويأم fمfكfيعد نهf وفضال واللهf واسع عليم{ . م

رحةf المعدة: ثمراتf اليأس fوق fواألرق fوالقلق والشعور باإلحباط واإلخفاق.

(1/241)

Page 158: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fتم ك السب والش لن يضر

: أنا ال fاألمريكي )إبراهام لينكولن( يقول fكان الرئيس fوال أفتح ، ه إلي أقرأf رسائل الشتم التي تfوج

مظروفها فضال عن الرد عليها؛ ألنني لو اشتغلتf بهام{ ، }فاصفح fلما قدمت شيئا لشعبي }فأعرض عنه

ل سالم{ . fم وق fفح الجميل{ ، }فاصفح عنه الص: fان قال حس

ما أبالي أنب بالحزن تيس ... أو لحاني بظهر غيبfلئيم

المعنى: أن كلمات اللؤماء والسخفاء والحقراء الشتامين المتسلقين على أعراض الناس، ال تضر وال

، وال يمكنf أن يتلفت لها مسلم، أو أن يتحرك م fهfت منها شجاع.

كان قائدf البحرية األمريكية في الحرب العالمية الثانية رجال المعا، يحرصf على الشهرة، فتعامل مع

مرؤوسية الذين كالوا له الشتائم والسباب واإلهانات، حتى قال: أصبح اليوم عندي من النقد مناعة، لقد

fأن الكالم ال يهدم fعجم عودي، وكبرت سني، وعلمت ورا حصينا. fس fوال ينسف

وماذا تبتغي الشعراءf مني ... وقد جاوزتf حد األربعينا

يfذكرf عن عيسى - عليه السالمf - أنهf قال: أحبواأعداءكم.

والمعنى: أن تfصدروا في أعدائكم عفوا عاما، حتىي واالنتقام والحقد الذي ينهي تسلموا من التشف

حسنين{ fحب المfي fم، }والعافين عن الناس واللهf حياتكfمf اليوم{ . ))اذهبوا فأنتمf الطلقاءf(( ، }ال تثريب عليك

ا سلف{ . ، }عفا اللهf عم

(1/242)

اقرأ الجمال في الكون

مما يشرحf الصدر قراءةf الجمال في خلق ذي الجاللfبالنظر في الكون، هذا الكتاب fواإلكرام، والتمتع

، إن الله يقولf في خلقه: }فأنبتنا به حدائق fالمفتوح وني ماذا خلق الذين fالله فأر fذات بهجة{ }هذا خلق

Page 159: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ماوات وا ماذا في الس fرfل انظ fونه{ ، }قfمن د واألرض{ .

وسوف أنقلf لك، بعد صفحات، من أخبار الكون ما يدلك على حكمة وعظمة }الذي أعطى كfل شيء

خلقهf ثfم هدى{ .: fقال الشاعر

وكتابي الفضاءf أقرأf فيه ... صورا ما قرأتfها فيكتابي

قراءة في الشمس الالمعة، والنجوم الساطعة، في.. في الشجرة.. في النهر.. في الجدول.. في التل

الثمرة.. في الضياء.. في الهواء.. في الماء،fآية ... تدل على أنه الواحد fوفي كل شيء له

يقول إيليا أبو ماضي:أيها الشاكي وما بك داء ... كيف تغدو إذا غدوت عليال

fأترى الشوك في الورود وتعمى ... أن ترى فوقه الندى إكليال

ه بغير جمال ... ال يرى في الوجود شيئا fوالذي نفس جميال

(1/243)

لقت{ fون إلى اإلبل كيف خ fرfأفال ينظ{

يقولf أينشتاين: من ينظر إلى الكون يعلم أن المبدع، }fل شيء خلقهfبالنرد. }الذي أحسن ك fحكيم ال يلعب

ما إال بالحق{ ، }أفحسبتfم أنما خلقناكfم fما خلقناه{ عبثا{ .

سبان وبحكمة، وبترتيب fوالمعنى: أن كل شيء بح وبنظام، يعلمf من يرى هذا الكون أن هناك إلها قديرا

.fجري األمور مجازفة، جل في عالهfال يfوالقمر fمس ثم يقولf سبحانهf وتعالى: }الش

مسf ينبغي لها أن تfدرك القمر وال سبان{ ، }ال الش fبح ون{ . fل في فلك يسبحfالنهار وك fسابق fالليل

fال يجدي الحرص

Page 160: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قال - صلى الله عليه وسلم -: ))لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها(( . فلم الجزعf؟! ولم الهلعf؟!

ولم الحرصf إذن، إذا انتهى من هذا وفرغ؟! }وكfل شيء عندهf بمقدار{ ، }وكان أمرf الله قدرا

قدfورا{ . م

رf عنك السيئات األزماتf تكف يfذكرf عن الشاعر ابن المعتز أنهf قال: آللهf ما أوطأ

راحلة المتوكل على الله، وما أسرع أوبة الواثقfصلى الله عليه وسلم - أنه - fبالله!! وقد صح عنه

fقال: ))ما يصيب

(1/244)

، وال وصب، وال نصب، وال ، وال غم المؤمن من همر اللهf بها من مرض، حتى الشوكةf يfشاكfها، إال كف

خطاياهf(( . فهذا لمن صبر واحتسب وأناب، وعرفأنهf يتعاملf مع الواحد الوهاب.

قال المتنبي في أبيات حكيمة تضفي على العبد قوةوانشراحا:

ال تلق دهرك إال غير مكترث ... ما دام يصحبf فيهfوحك البدن fر

ررت به ... وال يرد عليك الغائب fرورا ما س fس fديمfفما ي fالحزن

وا بما آتاكfم{ . fم وال تفرحf }لكيال تأسوا على ما فاتك

» fونعم الوكيل fنا اللهfحسب«

« : قالها إبراهيمf لما أfلقي fونعم الوكيل fنا اللهfحسب« في النار، فصارت بردا وسالما. وقال محمد - صلى

.fد، فنصره الله fحfالله عليه وسلم - في أ: ألك fفي المنجنيق قال له جبريل fضع إبراهيمfلما و

ا إلى ا إليك فال، وأم : أم fإلي حاجة؟ فقال له إبراهيم الله فنعم!

البحرf يfغرقf، والنارf تحرقf، ولكن جف هذا، وخمدت. » fونعم الوكيل fنا اللهfتلك، بسبب: »حسب

Page 161: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

رأى موسى البحر أمامه والعد خلفه، فقال: }قال كالإن معي ربي سيهدين{ . فنجا بإذن الله.

(1/245)

ذfكر في السيرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما دخل الغار، سخ الله الحمام فبنت عشها،

والعنكبوت فبنت بيتها بفم الغار، فقال المشركون:ما دخل هنا محمد.

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ... خير البرية لمم fتنسخ ولم تح

عنايةf الله أغنيت عن مضاعفة ... من الدروع وعن fطمfعال من األ

إنها العنايةf الربانيةf إذا تلمحها العبدf، ونظر أن هناكربا قديرا ناصرا وليا راحما، حينها يركنf العبدf إليه.

يقولf شوقي: وإذا العنايةf الحظتك عيونfها ... نم فالحوادثf كfلهن

fأمان

fو أرحم fخير حافظا وه fننا{ ، }فاللهfفإنك بأعي{ احمين{ . الر

عادة مكوناتf الس

وعند الترمذي عنهf - صلى الله عليه وسلم -: ))منfقوت fبات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده

يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها(( . والمعنى: إذا حصل على غذاء، وعلى مأوى وكان آمنا، فقد حصل على أحسن السعادات، وأفضل

الخيرات، وهذا يحصلf عليه كثير من الناس، لكنهم اليذكرونه، وال ينظرون إليه وال يلمسونه.

(1/246)

fم يقولf سبحانه وتعالى لرسوله: }وأتممتf عليك نعمتي{ . فأي نعمة تمت على الرسول - صلى الله

عليه وسلم -؟

Page 162: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fوالدور f؟ أهي القصورf؟ أهو الغذاءfأهي المادة ةf، ولم يملك من ذلك شيئا؟ والذهبf والفض

إن هذا الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم - كانها من جريد النخل، fفي غرفة من طين، سقف fينام دf على مخدة من ويربطf حجرين على بطنه، ويتوس

سعف النخل تؤثر في جنبه، ورهن درعهf عند يهوديfثالثة أيام ال يجد fفي ثالثين صاعا من شعير، ويدور

رديء التمر ليأكله ويشبع منه.عير مت ودرعfك مرهون على شظف ... من الش

fوأبقى رهك األجل ألن فيك معاني اليfتم أعذبfهf ... حتى دfعيت أبا األيتام

fيا بطل

وقلتf في قصيدة أخرى: كفاك عن كل قصر شاهق عمد ... بيت من الطين أو

كهف من العلم تبني الفضائل أبراجا مشيدة ... نfصي الخيام التي من

أروع الخيمfولى } { ولسوف يfعطيك4}ولآلخرةf خير لك من األ

ربك فترضى{ ، }إنا أعطيناك الكوثر{ .

(1/247)

نصب المنصب

، قال ابنf الوردي: fمن متاعب الحياة المنصب نصبf المنصب أوهي جلدي ... يا عنائي من مداراة

السفل

والمعنى: ان ضريبة المنصب غالية، إنها تأخذf ماءة والراحة، وقليل من ينجو من تلك ح الوجه، والص

الضرائب التي يدفعfها يوميا، من عرقه، من دم، من سمعته، من راحته، من عزته، من شرفه، من كرامته،

))ال تسأل اإلمارة(( . ))نعمت المرضعةf وبئستلطانيه{ . fهلك عني س{ ))fالفاطمة

: fقال الشاعر هب الدنيا تصيرf غليك عفوا ... أليس مصيرf ذلك

للزوال؟!

Page 163: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

؟ fقدر أن الدنيا أتت بكل شيء، فإلى أي شيء تذهب إلى الفناء، }ويبقى وجهf ربك ذfو الجالل واإلكرام{ .

قال أحدf الصالحين البنه: ال تكن يا بfني رأسا، فإنالرأس كثيرf األوجاع.

والمعنى: ال تfحب التصدر دائما والترؤس، فإنfاالنتقادات والشتائم واإلحراجات والضرائب ال تصل

إال إلى هؤالء المقدمين. إن نصف الناس أعداء لمن ... ولي السلطة هذا إن

عدل

(1/248)

هيا إلى الصالة

الة{ . بر والص }يا أيها الذين آمنfوا استعينfوا بالص كان - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى

الصالة.. )) fأرحنا بها يا بالل(( : fوكان يقول

ةf عيني في الصالة(( . علت قر fج(( : fويقول، فاهرع fوكثر المكر ، fب األمرfوصع ، fإذا ضاق الصدر

. إلى المصلى فصل، واختلفت الليالي، وتغير fإذا أظلمت في وجهك األيام

، فعليك بالصالة. fاألصحاب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في المهمات

العظيمة يشرحf صدره بالصالة، كيوم يدر واألحزاب وغيرها من المواطن. وذكروا عن الحافظ ابن حجر صاحب )الفتح( أنه ذهب إلى القلعة بمصر فأحط به

.fعنه fج الله ، فقام يصلي، ففر fاللصوص وذكر ابنf عساكر وابنf القيم: أن رجال من الصالحين

لقيه لص في إحدى طرق الشام، فأجهز عليه ليقتله، فطلب منه مهلة ليصلي ركعتين، فقام فافتتح

الصالة، وتذكر قول الله تعالى: }أمن يfجيبf المfضطر إذا دعاهf{ . فرددها ثالثا، فنزل ملك من السماء بحربة

فقتل المجرم، وقال: أنا رسولf من يجيبf المضطرالة واصطبر عليها{ ، }إن ر أهلك بالص fوأم{ .fإذا دعاه

الة الة تنهى عن الفحشاء والمfنكر{ ، }إن الص الصوتا{ . fوق ؤمنين كتابا م fكانت على الم

Page 164: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/249)

fالصالة ، ا يشرحf الصدر، ويزيلf الهم والغم وإن مم على الرسول - صلى الله عليه وسلم -: }يا أيها

الذين آمنfوا صلوا عليه وسلمfوا تسليما{ .fبي بن كعب - رضي اللهf صح ذلك عند الترمذي: أن أ عنهf - قال: يا رسول الله، كم أجعلf لك من صالتي؟

قال: ))ما شئت(( . قال: الربع؟ قال: ))ما شئت، وإن زدت فخير(( . قال: الثلfثين؟ قال: ))ما شئت، وإن

ا؟ قال: زدت فخير(( . قال: أجعلf لك صالتي كله))إذن يfغفرf ذنبfك، وتfكفى همك(( .

وهنا الشاهدf، أن الهم يزولf بالصالة والسالم علىfسيد الخلق: ))من صلى علي صالة واحدة صلى الله

عليه بها عشرا(( . ))أكثروا من الصالة علي ليلة. )) الجمعة ويوم الجمعة، فإن صالتكم معروضة علي

قالوا: كيف تfعرضf عليك صالتfنا وقد أرمت؟! -أي بليت- قال: ))إن الله حرم على األرض أن تأكل

أجساد األنبياء(( . إن للذين يقتدون به - صلى اللهfنزل معهf نصيبا من عليه وسلم - ويتبعون النور الذي أ

انشراح صدره وعfلو قدره ورفعة ذكره. يقولf ابنf تيمية: أكملf الصالة على الرسول - صلى

الله عليه وسلم - هي الصالةf اإلبراهيميةf: اللهم صلد كما صليت على إبراهيم على محمد وعلى آل محم

وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في

العالمين. إنك حميد مجيد. نسينا في ودادك كfل غال ... فأنت اليوم أغلى ما

لدينانfالمf على محبتكم ويكفي ... لنا شرفا نالمf وما علينا

(1/250)

در دقةf سعة في الص الص

ويدخلf في عموم ما يجلبf السعادة ويزيلf الهم والكدر: فعلf اإلحسان، من الصدقة والبر وإلسداء

، fدر عf به الص الخير للناس، فإن هذا من أحسن ما يfوس

Page 165: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تصدقين fم{ ، }والمfا رزقناك وا مم fأنفق{ تصدقات{ . fوالم

fوالكريم fوقد وصف - صلى الله عليه وسلم - البخيل ، fعطي ويبذلfي fالكريم fبتان، فال يزال fبرجلين عليهما ج

و fمن الحديد حتى يعف fوالدرع fعليه الجبة fع فتتوس، فتتقلص عليه، fويمنع fيمسك fالبخيل fه، وال يزال fوأثر

فتخنقهf حتى تضيق عليه روحهf! }ومثلf الذينمf ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من fون أمواله fنفقfي

fكfلها سهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أ fأنف { . وقال سبحانه ضعفين فإن لم يfصبها وابل فطل

وتعالى: }وال تجعل يدك مغلfولة إلى عfنfقك{ .fإن غل الروح جزء من غل اليد، وإن البخالء أضيق الناس صدورا وأخالقا؛ ألنهم بخلfوا بفضل الله عز

، ولو عملوا أن ما يعطونه الناس إنما هو جلب وجل للسعادة، لسارعوا إلى هذا الفعل الخير، }إن

fم{ . fم ويغفر لك وا الله قرضا حسنا يfضاعفهf لك fقرضfتfولئك ح نفسه فأ fوق شfوقال سبحانه وتعالى: }ومن ي

ون{ fنفقfم ي fا رزقناه ون{ ، }ومم fفلح fالم fمfه اللهf أعطاك فابذل من عطيته ... فالمالf عارية

fال والعمرf رح المالf كالماء إن تحبس سواقيهf ... يأسن يجر يعذfب

fمنه سلسال

(1/251)

: fحاتم fيقول أما والذي ال يعلمf الغيب غيرهf ... ويfحيي العظام

fالبيض وهي رميم لقد كنتf أطوي البطن والزادf يfشتهى ... مخافة يوم

fقال لئيمfأن ي

إن هذا الكريم يأمرf امرأته أن تستضيف له ضيوفا، وأن تنتظر رواده ليأكلوا معه، ويؤانسوهf ليشرح

: fيقول ،fصدرهfأكوال فإني لست ... fإذا ما صنعت الزاد فالتمسي له

آكلfه وحدي

ثم يقولf لها وهو يعلنf فلسفته الواضحة، وهي

Page 166: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

معادلة حسابية سافرة: أريني كريما مات من قبل حينه ... فيرضى فؤادي أو

بخيال مخلداfه fفي عمر صاحبه؟ هل إنفاق fالمال يزيد fهل جمع

يfنقصf من أجله؟ ليس بصحيح.

ال تغضب

fيطان نزغ فاستعذ بالله إنه ا ينزغنك من الش }وإمسميع عليم{ .

أوصى - صلى الله عليه وسلم - أحد أصحابه فقال:))ال تغضب، ال تغضب، ال تغضب(( .

وغضب رجل عنده فأمرهf - صلى الله عليه وسلم - أنيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

ون{ ، }إن fر fبك رب أن يحض fوذfوقال تعالى: }وأع وا fر يطان تذك ن الش م طائف م fه الذين اتقوا إذا مس

ون{ . fبصر فإذا هfم م

(1/252)

، fوالغضب fالكدر والهم والحزن الحدة fا يورث إن مموله أدواء عند المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

منها: مجاهدةf الطبع على ترك الغضب، }والكاظمينون{ . fم يغفر fوا هfالغيظ{ ، }وإذا ما غضب

fفإن الغضب جمرة من النار، والنار ،fومنها: الوضوء fاإليمان(( ، ))الوضوء fشطر fالطهور(( ،fها الماءfيطفئ

سالحf المؤمن(( . ومنها: إذا كان واقفا أن يجلس، وإذا كان جالسا أن

يضطجع.منها: أن يسكت فال يتكلمf إذا غضب.

ومنها أيضا: أن يتذكر ثواب الكاظمين لغيظهم،والعافين عن الناس المسامحين.

ورد صباحي

ك بورد من األذكار تداومf عليه كل صباح، fوسوف أخبر ليجلب لك السعادة، ويحفظك من شر شياطين اإلنس

، ويكون لك عاصما طيلة يومك حتى تfمسي. والجن

Page 167: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ت عنه - صلى الله من هذه األدعية، وهي التي صحعليه وسلم -:

. أصبحنا وأصبح الملكf لله، والحمدf لله، وال إله إال1 اللهf وحدهf ال شريك لهf، لهf الملكf وله الحمدf، وهو على

كل شيء قدير. رب أسألfك خير ما في هذه

(1/253)

الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذf بك من شر هذه الليلةوء الكبر، fبك من الكسل وس fوشر ما بعدها، رب أعوذ

رب أعوذf بك من عذاب في النار وعذاب في القبر(( .: ))اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر2 fوحديث .

السماوات واألرض، رب كل شيء ومليكه، أشهدf أن ال إله إال أنت، أعوذf بك من شر نفسي، وشر الشيطانه إلى وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجر

مسلم(( .: ))بسم الله الذي ال يضر مع اسمه شيء3 fوحديث .

. )) fالعليم fفي األرض وال في السماء، وهو السميع ثالث مرات.

. ))اللهم إني أصبحتf أشهدfك وأشهدf حملة عرشك4 ومالئكتك وجميع خلقك أنك أنت اللهf ال إله إال أنت،

وحدك ال شريك لك، وأن محمدا عبدfك ورسولfك -صلى الله عليه وسلم -(( . أربع مرات.

5، fبك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم fاللهم إني أعوذ(( . . )) fك لما ال أعلم fوأستغفر

. ))أصبحنا على فطرة اإلسالم، وعلى كلمة6 اإلخالص، وعلى دين نبينا محمد - صلى الله عليه

وسلم -، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وماكان من المشركين(( .

. ))سبحان الله وبحمده: عدد خلقه، ورضا نفسه،7وزنه عرشه، ومداد كلماته(( . ثالث مرات.

. ))رضيتf بالله ربا، وباإلسالم دينا، وبمحمد - صلى8الله عليه وسلم - نبيا(( . ثالث مرات.

(1/254)

Page 168: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ات من شرf ما خلق(( .9 . ))أعوذf بكلمات الله التامثالثا في المساء.

. ))اللهم بك أصبحنا، وبك أمسنا، وبك نحيا، وبك10. )) fوإليك النشور ، fنموت

11fوله fلك fالم fله ،fوحده ال شريك له fال إله إال الله(( . الحمدf، وهو على كل شيء قدير(( . مائة مرة.

وقفة

يقولf ابنf القيم: ))أجمع العارفون بالله على أن الخذالن: أن يكلك اللهf على نفسك، ويfخلي بينك

وبينها. والتوفيقf أن ال يكلك اللهf إلى نفسك. فالعبيدf متقلبون بين توفيقه وخذالنه، بل العبدf في الساعة الواحدة ينالf نصيبه من هذا وهذا، فيطيعه

ه بتوفيقه له، ثم يعصيه fه ويشكر fرضيه، ويذكرfوي ه، ويfسخطfه ويغفلf عنه بخذالنه له، فهو دائر fويخالف

بين توفيقه وخذالنه.ه، علم فمتى شهد العبدf هذا المشهد وأعطاهf حق شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس

وكل لحظة وطرفة عين، وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى، لو تخلى عنه طرفة عين لثfل عرشf توحيده،ت سماءf إيمانه على األرض، وأن الممسك له: ولخر

هو من يمسك السماء أن تقع على األرض إالبإذنه(( .

(1/255)

fالمبارك fالكتاب .. fالقرآن

ومن أسباب السعادة وانشراح الصدر قراءةf كتاب اللهل، فإن الله وصف كتابه بأنه هدى بتدبر وتمعن وتأم

ونور وشفاء لما في الصدور، ووصفه بأنه رحمة،بكfم وشفاء لما في وعظة من ر }قد جاءتكfم م

لfوب fرآن أم على ق fون الق fور{ ، }أفال يتدبرfد الصرآن ولو كان من عند fون الق fها{ ، }أفال يتدبرfأقفال

fوا فيه اختالفا كثيرا{ ، }كتاب أنزلناهfغير الله لوجد وا آياته{ . fبارك ليدبر fإليك م

قال بعضf أهل العلم: مبارك في تالوته، والعمل به،

Page 169: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وتحكيمه واالستنباط منه.،fإال الله fبغم ال يعلمه fالصالحين: أحسست fوقال أحد

وبهم مقيم، فأخذتf المصحف وبقيتf أتلو، فزال ، وأبدلني اللهf سرورا عني - والله - فجأة هذا الغم

رآن يهدي للتي fوحبورا مكان ذلك الكدر. }إن هذا الق بfل fس fمن اتبع رضوانه fيهدي به الله{ ، } fهي أقوم ن أمرنا{ . وحا م fالم{ ، }وكذلك أوحينا إليك ر الس

(1/256)

ال تحرص على الشهرةفإن لها ضريبة من الكدر والهم والغم

مما يشتتf القلب ويكدرf صفاءه واستقراره وهدوءه: الحرصf على الظهور والشهرة، وطلب رضا الناس،

}ال يfريدfون عfلfوا في األرض وال فسادا{ .ولذلك قال أحدfهم بالمقابل:

من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاويامنها على ضجر

ها ... فليس ترمي سوى fإن الرياح إذا اشتدت عواصف العالي من الشجر

))من راءى راءى اللهf به، ومن سمع سمع اللهf به(( .يfحبون أن يfحمدfوا بما لم }يfرآؤfون الناس{ ، }و

وا من ديارهم fوا كالذين خرجfونf يفعلfوا{ ، }وال تكبطرا ورئاء الناس{ .

ا تحتهf ... فإذا التحفت به فإنك ثوبf الرياء يشف عمعاري

fالطيبة fالحياة

من القضايا الكبرى المسلمة أن أعظم هذه األسباب التي أكتبfها هنا في جلب السعادة هو اإليمانf بالله

رب العالمين، وأن السباب األخرى والمعلومات والفوائد التي جمعت إذا أfهديت لشخص ولم يحصلز ذلك الكنز، فلن تنفعه fعلى اإليمان بالله، ولم يح أبدا، وال تفيده، وال يتعب نفسه في البحث عنها.

Page 170: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/257)

إن األصل اإليمانf بالله ربا، وبمحمد نبيا، وباإلسالمدينا.

: fالشاعر fإقبال fيقول إنما الكافرf حيرانf له اآلفاقf تيه ... وأرى المؤمن كونا

تاهت اآلفاقf فيه

وأعظمf من ذلك وأصدقf، قولf ربنا سبحانه: }منfحيينهfؤمن فلن fو م fنثى وهfعمل صالحا من ذكر أو أ

م أجرهfم بأحسن ما كانfوا fحياة طيبة ولنجزينه يعملfون{ .

وهناك شرطان:، }إن الذين آمنfوا fالصالح fبالله، ثم العمل fاإليمان

حمنf وfدا{ . مf الر fله fالحات سيجعل وعملfوا الصوهناك فائدتان:

الحياةf الطيبةf في الدنيا واآلخرة، واألجرf العظيمf عندمf البfشرى في الحياة الدنيا fوتعالى }له fالله سبحانه

وفي اآلخرة{ .

البالءf في صالحك

ال تجزع من المصائب، وال تكترث بالكوارث، ففي الحديث: ))إن الله إذا أحب قوما ابتالهم، فمنf رضي

. )) fالسخط fالرضا، ومن سخط فله fفله

(1/258)

عبوديةf اإلذعان والتسليم

ه، ومن لوازم اإليمان أن ترضى بالقدر خيره وشروع ونقص من fن الخوف والج }ولنبلfونكfم بشيء م

ابرين{ . إن ر الص س والثمرات وبش fاألموال واألنف األقدار ليست على رغباتنا دائما وإنما بقصورنا ال

نعرفf االختيار في القضاء والقدر، فلسنا في مقاماالقتراح، ولكننا في مقام العبودية والتسليم.

fوعكfكما ي fوعكfعلى قدر إيمانه، ))أ fبتلى العبدfي

Page 171: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

رجالن منكم(( ، ))أشد الناس بالء األنبياءf، ثمfولfوا العزم من الصالحون(( ، }فاصبر كما صبر أ، ))fبه خيرا يصب منه fل{ ، ))من يرد الله fس الر

ابرين جاهدين منكfم والص fم حتى نعلم المfونكfولنبل{ ونبلfو أخباركfم{ ، }ولقد فتنا الذين من قبلهم{ .

من اإلمارة إلى النجارة

علي بنf المأمون العباسي - أمير وابنf خليفة - كانرة، يسكنf قصرا فخما، وعندهf الدنيا مبذولة ميس

fفأطل ذات يوم من شرفة القصر، فرأى عامال يكدح أ وصلى ركعتين طيلة النهار، فإذا أضحى النهارf توض

على شاطئ دجلة، فإذا اقترب الغروبf ذهب إلى أهله، فدعاهf يوما من األيام فسألهf فأخبره أن له

، وأنه ال قوت لهf وال fما يكدحf عليهن زوجة وأختين وأ دخل إال ما يتكسبfه من السوق، وأنه يصومf كل يوم

ويfفطرf مع الغروب على ما

(1/259)

fقال: فهل تشكو من شيء؟ قال: ال والحمد ، fيحصل لله رب العالمين. فترك القصر، وترك اإلمارة، وهامfجد ميتا بعد سنوات عديدة وكان يعملfعلى وجهه، وو

في الخشب جهة خرسان؛ ألنهf وجد السعادة في عمله هذا، ولم يجدها في القصر، }والذين اهتدوا

م تقواهfم{ . fدى وآتاهfم ه fزاده يذكرني هذه بقصة أصحاب الكهف، الذين كانوا في

القصور مع الملك، فوجدfوا الضيق، ووجدوا التشتت، ووجدوا االضطراب؛ ألن الكفر يسكنf القصر، فذهبوا،fم ربكfم من ر لك fوا إلى الكهف ينشfهم: }فأوfوقال قائل

رفقا{ . ن أمركfم م حمته ويfهيئ لكfم م رلبيت تخفقf األرياحf فيه ... أحب إلي من قصر منيف

... fسم الخياط مع األحباب ميدان والمعنى: أن المحل الضيق مع الحب واإليمان، ومع المودة يتسعf ويتحملf الكثير، ))جفانfنا لضيوف الدار

. )) fأجفان

Page 172: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من أسباب الكدر والنكد مجالسةf الثقالء

قال أحمدf: الثقالءf أهلf البدع. وقيل: الحمقى. وقيل: هو ثخينf الطبع، المخالفf في المشرب، fالثقيل

سندة{ ، }ال ب م fش fم خ fفي تصرفاته، }كأنه fالبارد ون حديثا{ . fون يفقهfيكاد

(1/260)

قال الشافعي عنهم: إن الثقيل ليجلسf إلي فأظنأن األرض تميلf في الجهة التي هو فيها.

وكان األعمشf إذا رأى ثقيال، قال: }ربنا اكشف عناؤمنfون{ . fالعذاب إنا م

ال بأس بالقوم من طfول ومن قصر ... جسمf البغالوأحالمf العصافير

وكان ابنf تيمية إذا جالس ثقيال، قال: مجالسةf الثقالءون في آياتنا fوض fحمى الربع، }وإذا رأيت الذين يخ

fم{ . ))مثل fوا معهfدfم{ . }فال تقع fفأعرض عنه الجليس السيئ كنافخ الكير(( . إن من اثقل الناس

ثfل، fعلى القلوب العري من الفضائل الصغير في الم الواقف على شهواته، المستسلم لرغباته، }فال

وا في حديث غيره إنكfم إذا fوض fم حتى يخ fوا معهfدfتقع م{ . fهfثل م

: fقال الشاعر أنت يا هذا ثقيل وثقيل وثقيل ... أنت في المنظر

إنسان وفي الميزان فيل

قال ابنf القيم: إذا ابتfليت بثقيل، فسلم له جسمك،اء، وهاجر بروحك، وانتقل عنهf وسافر، وملكه أذنا صم

وعينا عمياء، حتى يفتح اللهf بينك وبينه. }وال تfطعfه fوكان أمر fعن ذكرنا واتبع هواه fمن أغفلنا قلبه

طا{ . fر fف

(1/261)

Page 173: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إلى أهل المصائب في الحديث الصحيح: ))من قبضتf صفيهf من أهل

الدfنيا ثم احتسبهf عوضتهf منه الجنة(( . رواه البخاري.fوكانت في حياتك لي عظات ... فأنت اليوم أوعظ

منك حيا

وفي الحديث الصحيح: ))من ابتليتfه بحبيبتيه )أي عينيه( عوضتfه منهما الجنة(( . }فإنها ال تعمى

دfور{ . لfوبf التي في الص fولكن تعمى الق fاألبصار وفي حديث صحيح: ))إن الله - عز وجل - إذا قبض ابن العبد المؤمن قال للمالئكة: قبضتfم ابن عبدي المؤمن؟ قالfوا: نعم. قال: قبضتfهم ثمرة فؤاده؟ قالوا: نعم. قال: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حمدك

واسترجع. قال: ابنfوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموهبيت الحمد(( . رواه الترمذي.

رضوا fوفي األثر: يتمنى أناس يوم القيامة أنهم ق سن عfقبى وثواب fبالمقارض، لما يرون من ح ون أجرهfم بغير fابر المصابين. }إنما يfوفى الص

حساب{ ، }سالم عليكfم بما صبرتfم{ ، }ربنا أفرغ بالله{ ، }فاصبر ك إال fعلينا صبرا{ ، }واصبر وما صبر

إن وعد الله حق{ . وفي الحديث: ))إن عظم الجزاء من عظم البالء، وإن

ضا، الله إذا أحب قوما ابتالهم، فمن رضي فلهf الر(( . رواه الترمذي. fه السخطfومن سخط فل

(1/262)

إن في المصائب مسائل: الصبر والقدر واألجر، وليعلم العبدf ان الذي أخذ هو الذي أعطى، وأن الذي

كfم أن تfؤدوا fر fسلب هو الذي منح، }إن الله يأم األمانات إلى أهلها{ .

وما المالf واألهلون إال وديعة ... والبد يوما أن تfردfالودائع

مشاهد التوحيد

إن من مشاهد التوحيد عند األذية )استقبال األذى منالناس( أمورا:

Page 174: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أولfها مشهدf العفو: وهو مشهدf سالمة القلب، وصفائه ونقائه لمن آذاك، وحب الخير وهي درجة زائدة. وإيصالf الخير والنفع له، وهي درجة أعلى

، فهي تبدأ بكظم الغيظ، وهو: أن ال تfؤذي من fوأعظم .fوأن تغفر له زلته ،fآذاك، ثم العفو، وهو أن تسامحه واإلحسان، وهو: أن تبادله مكان اإلساءة منه إحساناfمنك، }والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله

هf على fحسنين{ ، }فمن عفا وأصلح فأجر fحب المfي وا{ . fوا وليصفح fالله{ ، }وليعف

وفي األثر: ))إن الله أمرني أن أصل من قطعني،وأن أعفو عمن ظلمني وأن أfعطي من حرمني(( .

ومشهدf القضاء: وهي أن تعلم أنه ما آذاك إال بقضاء من الله وقدر، فإن العبد سبب من األسباب، وأن

المقدر والقاضي هو اللهf، فتسلم وتfذعن لموالك.

(1/263)

ومشهدf الكفارة: وهي أن هذا األذى كفارة من ذنوبك وحط من سيئاتك، ومحو لزالتك، ورفعة لدرجاتك،وا من ديارهم وأfوذfوا في fخرجf وا وأ fفالذين هاجر{ م سيئاتهم{ . fرن عنه تلfوا ألfكف fوا وقfسبيلي وقاتل

من الحكمة التي يؤتاها كثير من المؤمنين، نزعf فتيل العداوة، }ادفع بالتي هي أحسنf فإذا الذي بينك

وبينهf عداوة كأنهf ولي حميم{ ، ))المسلمf من سلمالمسلمون من لسانه ويده(( .

أي: أن تلقى من آذاك ببشر وبكلمة لينة، وبوجه طليق، لتنزع منهf أتون العداوة، وتطفئ نار الخصومة

يطان ولfوا التي هي أحسنf إن الش fل لعبادي يقfوق{ م{ . fبينه fينزغ

ر شيمتfهf ... صحيفة وعليها fكن ريق البشر إن الح fعنوان fالبشر

ومن مشاهد التوحيد في أذى من يؤذيك: مشهدf معرفة تقصير النفس: وهو ان هذا لم يfسلطصيبة قد ا أصابتكfم م عليك إال بذنوب منك أنت، }أولم

سكfم{ fو من عند أنف fل ه fم أنى هذا قfلت fثليها ق أصبتfم مصيبة فبما كسبت أيديكfم{ ، }وما أصابكfم من م

وهناك مشهد عظيم، وهو مشهد تحمدf الله عليه

Page 175: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ه، وهو: أن جعلك مظلوما ال ظالما. fوتشكر: اللهم اجعلني مظلوما ال fالسلف كان يقول fوبعض

هما: }لئن fظالما. وهذا كابني آدم، إذ قال خير بسطت إلي يدك لتقتfلني ما أنا بباسط يدي إليك

ألقتfلك إني أخافf الله رب العالمين{ .

(1/264)

، وهو: مشهدf الرحمة وهو: fوهناك مشهد لطيف آخر إن ترحم من آذاك، فإنهf يستحق الرحمة، فإن إصراره

على األذى، وجرأته على مجاهرة الله بأذية مسلم: يستحق أن ترق لهf، وأن ترحمهf، وأن تنقذه من هذا،

))انصر أخاك ظالما أو مظلوما(( .ا آذى مسطح أبا بكر في عرضه وفي ابنته ولم

عائشة، حلف أبو بكر ال ينفقf على مسطح، وكانfولfوا فقيرا ينفقf عليه أبو بكر، فأنزل اللهf: }وال يأتل أ

ربى fولي القf عة أن يfؤتfوا أ الفضل منكfم والسوا fهاجرين في سبيل الله وليعف fوالمساكين والم

fم{ . قال أبو وا أال تfحبون أن يغفر اللهf لك fوليصفح بكر: بلى أfحب أن يغفر اللهf لي. فأعاد له النفقة

.fوعفا عنه؟ والله ما fحصن لعمر: هيه يا عمر fبن fوقال عيينه

، fفينا بالعدل. فهم به عمر fتعطينا الجزل، وال تحكم فقال الحر بنf قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله

ر بالعfرف وأعرض عن fذ العفو وأم fيقول: }خ فا ، وكان وق fالجاهلين{ ، قال: فوالله ما جاوزها عمر

عند كتاب الله.fمf اليوم فf إخوته: }قال ال تثريب عليك fوقال يوس

احمين{ . و أرحمf الر fم وهf يغفرf اللهf لكfوأعلنها - صلى الله عليه وسلم - في المأل فيمن آذاه fوا فأنتمfوطرده وحاربه من كفار قريش، قال: ))اذهب

الطلقاءf(( قالها يوم الفتح، وفي الحديث: ))ليسرعة، إنما الشديدf الذي يملكf نفسه عند الشديدf بالص

الغضب(( .

(1/265)

Page 176: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قال ابنf المبارك:حم د ... فكن لهمf كذي الر fإذا صاحبت قوما أهل و

الشفيقوال تأخذ بزلة كل قوم ... فتبقى في الزمان بال رفيق

هم: موجود في اإلنجيل: اغفر لمن أخطأ fقال بعض هf على fعليك مرة سبع مرات }من عفا وأصلح فأجر

الله{ر عليه العفو سبع مرات، أي: من أخطأ عليك مرة فكر ليسلم لك دينfك وعرضfك، ويرتاح قلبfك، فإن القصاص من أعصابك ومن دمك، ومن نومك ومن راحتك ومن

عرضك، وليس من اآلخرين.fنفسه: أشجع fفي مثل لهم: »الذي يقهر fقال الهنود

وء إال ارة بالس من الذي يفتحf مدينة« . }إن النفس ألمما رحم ربي{ .

وقفة

»أما دعوةf ذي النون، فإن فيها من كمال التوحيد والتنزيه للرب تعالى، واعتراف العبد بظلمه وذنبه، ما، وأبلغ الوسائل هو من أبلغ أدوية الكرب والهم والغم

إلى الله سبحانه في قضاء الحوائج فإن التوحيدنان إثبات كل كمال لله، وسلب كل والتنزيه وتضم

نقص وعيب وتمثيل عنه.

(1/266)

واالعترافf بالظلم يتضمنf إيمان العبد بالشرع والثواب والعقاب، ويfوجبf انكساره ورجوعهf إلى الله، واستقالته عثرته، واالعتراف بعبوديته وافتقاره إلى،fبها: التوحيد fل ربه فهاهنا أربعة أمور قد وقع التوس

. » fواالعتراف ،fوالعبودية ،fوالتنزيهابرين } ر الص صيبة155}وبش م م fالذين إذا أصابته }

{ أfولئك عليهم156قالfوا إنا لله وإنا إليه راجعون }هتدfون{ . fالم fمfولئك هfبهم ورحمة وأ صلوات من ر

اعتن بالظاهر والباطن

Page 177: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

صفاءf النفس بصفاء الثوب، وهنا أمر لطيف وشيء: من اتسخ ثوبfه، fشريف، وهو أن بعض الحكماء يقول

ه. وهذا أمر ظاهر. fتكدرت نفس وكثير من الناس يأتيه الكدرf بسبب اتساخ ثوبه، أو

تغير هندامه، أو عدم ترتيب مكتبته، أو اختالط األوراق عنده، أو اضطراب مواعيده وبرنامجه

، والكونf بfني على النظام، فمن عرف حقيقة اليومي هذا الدين، علم أنه جاء لتنظيم حياة العبد، قليلها

سبان fوكثيرها، صغيرها وجليلها، وكل شيء عنده بح طنا في الكتاب من شيء{ . وفي حديث عند ا فر }م

الترمذي: ))إن الله نظيف يحب النظافة(( . وعند مسلم في الصحيح: ))إن الله جميل يحب

الجمال(( .لfوا حتى تكونوا كأنكم شامة وفي حديث حسن: ))تجم

في عيون الناس(( .

(1/267)

ها ... مشي fلل المضاعف نسج fيمشون في الح ل الجمال إلى الجمال البfز

وأولf الجمال: االهتمامf بالغسل. وعند البخاري: ))حق على المسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما،

. ))fفيه رأسه وجسمه fيغسلfالصالحين يغتسل fهذا على أقل تقدير. وكان بعض كل يوم مرة كعثمان بن عفان فيما ورد عنهf، }هذا

غتسل بارد وشراب{ . fم ومنها خصالf الفطرة: كإعفاء اللحية وقص الشارب،

وتقليم األظافر، وأخذ الشعر الزائد من الجسم، والسواك، والطيب، وتخليل األسنان، وتنظيف

fع المالبس، واالعتناء بالمظهر، فإن هذا مما يوس الصدر ويفسحf الخاطر. ومنها لfبسf البياض، ))البسوا

نوا فيه موتاكم(( . البياض، وكفيحان يوم زاتfهم ... يfحيون بالر fج fالنعال طيبا ح fرقاق

السباسب

وقد عقد البخاري باب: لبس البياض: ))إن المالئكةتنزلf بثياب بيض عليهم عمائمf بيض(( .

Page 178: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالمواعيد في دفتر صغير، وتنظيم fومنها ترتيب الوقت، فوقت للقراءة، ووقت للعبادة، ووقت

للمطالعة، ووقت للراحة، }لكfل أجل كتاب{ ، }وإن بقدر لfهf إال عندنا خزائنfهf وما نfنز من شيء إال

علfوم{ . م في مكتبة الكونجرس لوحة مكتوب عليها: الكونf بfني

على النظام. وهذا صحيح، ففي الشرائع السماوية الدعوةf إلى التنظيم والتنسيق والترتيب، وأخبر -

سبحانه وتعالى - أن الكون ليس لهوا وال عبثا، وأنهfمس بقضاء وقدر، وأنه بترتيب وبحfسبان: }الش

مسf ينبغي لها سبان{ . }ال الش fبح fوالقمر

(1/268)

أن تfدرك القمر وال الليلf سابقf النهار وكfل في فلكون{ . }والقمر قدرناهf منازل حتى عاد fيسبح

ون القديم{ . }وجعلنا الليل والنهار آيتين fرجfكالع بصرة لتبتغfوا fفمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار م

نين والحساب وكfل بكfم ولتعلمfوا عدد الس فضال من رلناهf تفصيال{ . }ربنا ما خلقت هذا باطال{ . شيء فص

ما العبين } fماء واألرض وما بينه {16}وما خلقنا الستخذناهf من لدfنا إن كfنا لو أردنا أن نتخذ لهوا ال

فاعلين{ .ل اعملfوا{ : fوق{

كان حكماءf اليونان إذا أرادfوا معالجة المصاب باألوهام والقلق واألمراض النفسية: يجبرونهf على العمل في الفالحة والبساتين، فما يمر وقت قصيروا في fإال وقد عادت إليه عافيته وطمأنينته، }فامش

ل اعملfوا{ . fمناكبها{ ، }وق إن أهل األعمال اليدوية هم أكثfر الناس راحة وسعادة

ال كيف يملكون وبسطة بال، وانظر إلى هؤالء العم من البال وقوة األجسام، بسبب حركتهم ونشاطهم

ومزاوالتهم، ))وأعوذf بك من العجز والكسل(( .

التجئ إلى الله، هو أعرفf المعارف، fالعظيم fهو االسم الجليل :fالله fه fفيه معنى لطيف، قيل: هو من أله، وهو الذي تأله

، وتحبه، وتسكنf إليه، وترضى به وتركنf إليه، fالقلوب

Page 179: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وال يمكنf للقلب أبدا أن يسكن أو يرتاح أو يطمئنلغيره

(1/269)

سبحانه، ولذلك علم - صلى الله عليه وسلم - فاطمة ابنتهf دعاء الكرب: ))اللهf، اللهf ربي ال أشركf به شيئا((م في خوضهم fم ذرهfث fل الله fوهو حديث صحيح، }ق . و القاهرf فوق عباده{ ، }اللهf لطيف fون{ ، }وهfيلعب وا الله حق قدره واألرضf جميعا fبعباده{ ، }وما قدر

ماواتf مطويات بيمينه قبضتfهf يوم القيامة والسماء ا يfشركfون{ ، }وم نطوي الس بحانهf وتعالى عم fس

ماوات fتfب{ ، }إن الله يfمسكf الس جل للك كطي السوال{ . fواألرض أن تز

fعليه توكلت ومن أعظم ما يfضفي السعادة على العبد ركونfهf إلى

ربه، وتوكلfه عليه، واكتفاؤه بواليته ورعايته وحراسته، }هل تعلمf لهf سميا{ ، }إن وليي اللهf الذي

الحين{ ، }أال إن أولياء و يتولى الص fل الكتاب وه نزم يحزنfون{ . fالله ال خوف عليهم وال ه

أجمعfوا على ثالثة

طالعتf الكتب التي تعتني بمسألة القلق واالضطراب، سواء كانت لسلفنا من محدثين وأدباء ومربين

خين أو لغيرهم مع النشرات والكتب الشرقية ومؤرfوالغربية والمترجمة، والدوريات والمجالت، فوجدت الجميع مجمعين على ثالثة أسس لمن أراد الشفاء

والعافية وانشراح الصدر، وهي:

(1/270)

، وعبوديتfه، وطاعتfه : االتصالf بالله عز وجل fاألول fدهfاإليمان الكبرى، }فاعب fإليه، وهي مسألة fواللجوء

واصطبر لعبادته{ . الثاني: إغالقf ملف الماضي، بمآسيه ودموعه،

Page 180: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأحزانه ومصائبه، وآالمه وهمومه، والبدء بحياةجديدة مع يوم جديد.

: تركf المستقبل الغائب، وعدمf االشتغال به fالثالث واالنهماكf فيه، وتركf التوقعات واالنتظارات

. fفي حدود اليوم فحسب fوالتوجسات، وإنما العيش: إياكم وطول األمل، فإنه يfنسي، }وظنوا قال علي

م إلينا ال يfرجعfون{ . fأنه إياك وتصديق األراجيف والشائعات، فإن الله قال عن

أعدائه: }يحسبfون كfل صيحة عليهم{ . وعرفتf أناسا من سنوات عديدة، وهم ينتظرون

أمورا ومصائب وحوادث وكوارث لم تقع، وال يزالونfخوفون أنفسهم وغيرهم منها، فسبحان الله ما أنكدfي

عيشهم!! ومثلf هؤالء كالسجين المعذب عند الصينيين، فإنهم يجعلونه تحت أنبوب يقطfرf على

رأسه قطرة من الماء في الدقيقة الواحدة، فيبقى، fه الجنونfكل قطرة ثم يصيب fينتظر fهذا السجين

ويفقدf عقله. وقد وصف اللهf أهل النار فقال: }الن عذابها{ ، م م fعنه fف يfقضى عليهم فيمfوتfوا وال يfخف

م fهfودfل fلما نضجت جfفيها وال يحيى{ ، }ك fوتfال يم{ لfودا غيرها{ . fم ج fبدلناه

(1/271)

أحل ظالمك على الله

fإلى الديان يوم الحشر نمضي ... وعند الله تجتمع fالخصوم

fالله fيوما يجمع fينتظر fويكفي العبد إنصافا وعدال أنه fفيه األولين واآلخرين، ال ظلم في ذلك اليوم، والحكم ، والشهودf المالئكةf، }ونضعf الموازين هو اللهf عز وجل

القسط ليوم القيامة فال تfظلمf نفس شيئا وإن كانن خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين{ . مثقال حبة م

كسرى وعجوز

ذكر بfزر جمهرf حكيمf فارس: أن عجوزا فارسية كان عندها دجاج في كوخ مجاور لقصر كسرى الحاكم،

فسافرت إلى قرية أخرى، فقالت: يا رب أستودعfك

Page 181: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ا غابت، عدا كسرى على كوخها ليوسع الدجاج. فلم قصره وبستانهf، فذبح جنودfه الدجاج، وهدمfوا الكوخ، فعادت العجوزf فالتفتت إلى السماء وقالت: يا رب، غبتf أنا فأين أنت! فأنصفها اللهf وانتقم لها، فعدا ابنf كسرى على أبيه بالسكين فقتلهf على فراشه.

ونك بالذين من دfونه{ ، fخوفfوي fبكاف عبده fأليس الله{ ليتنا جميعا نكونf كخيري ابني آدم القائل: }لئن بسطت إلي يدك لتقتfلني ما أنا بباسط يدي إليك

ألقتfلك{ . ))كن عبد الله المقتول، وال تكن عبد اللهfالقاتل(( ، إن عند المسلم مبدأ ورسالة وقضية أعظم

من االنتقام والتشفي والحقد والكراهية.

(1/272)

ركب كمال fم fالنقص قد يكون fركب fم

fم{ . بعضfو خير لك fم بل هfشرا لك fوهfال تحسب{ وا طريقهم بصمود إلحساسهم بنقص العباقرة شق

عارض، فكثير من العلماء كانوا موالي، كعطاء،بير، وقتادة، والبخاري، والترمذي، وأبي fوسعيد بن ج

حنيفة. وكثير من أذكياء العالم وبحور الشريعة أصابهfم

العمى، كابن عباس، وقتادة، وابن أم مكتوم،واألعمش، ويزيد بن هارون.

ومن العلماء المتأخرين: الشيخf محمدf بنf إبراهيم آل الشيخ، والشيخf عبدfالله بنf حميد، والشيخf عبدfالعزيز بنf باز. وقرأتf عن أذكياء ومخترعين وعباقرة عرب

، fأعوج fكان بهم عاهات، فهذا أعمى، وذاك أصم وآخر قعد، ومع ذلك أثروا في التاريخ، وأثروا في fوثان م

حياة البشرية بالعلوم واالختراعات والكشوف.ون به{ . fورا تمشfم نfويجعل لك{

ليست الشهادةf العلميةf الراقيةf كل شيء، ال تهتم وال تغتم وال تضق ذرعا ألنك لم تنل الشهادة الجامعية، أو

الماجستير، أو الدكتوراه، فإنها ليست كل شيء، بإمكانك أن تؤثر وأن تلمع وأن تقدم لألمة خيرا

كثيرا، ولو لم تكن صاحب شهادة علمية. كم من رجل شهير خطير نافع ال يحملf شهادة، إنما شق طريقه

ته وصموده. نظرتf في بعصاميته وطموحه وهم

Page 182: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عصرنا الحاضر فرأيتf كثيرا من المؤثرين في العالم الشرعي والدعوة والوعي والتربية والفكر واألدب،

لم يكن عندهم شهادات عالمية، مثلf الشيخ ابن باز،، والعقاد، والطنطاوي، وأبي زهرة، ومالك بن نبي

والمودودي والندوي، وجمع كثير.

(1/273)

وا في ودونك علماء السلف، والعباقرة الذين مرلة. القرون المفض

نفسf عصام سودت عصاما ... وعلمتهf الكر واإلقداما

وعلى الضد من ذلك آالفf الدكاترة في العالم طوالم fله fن أحد أو تسمع م م fحس منهfوعرضا، }هل ت

ركزا{ . القناعةf كنز عظيم، وفي الحديث الصحيح:fن أغنى الناس(( . ))ارض بما قسم اللهf لك تك

ارض بأهلك، بدخلك، بمركبك، بأبنائك، بوظيفتك، تجدالسعادة والطمأنينة.

وفي الحديث الصحيح: ))الغنى غنى النفس(( . وليس بكثرة العرض وال باألموال وبالمنصب، لكن

راحة النفس، ورضاها بما قسم الله. وفي الحديث الصحيح: ))إن الله يحب العبد الغني(( . وحديث: ))اللهم اجعل غناه في التقي الخفي

قلبه(( . قال أحدfهم: ركبتf مع صاحب سيارة من المطار، متوجها إلى مدينة من المدن، فرأيتf هذا السائق،fمسرورا جذال، حامدا لله وشاكرا، وذاكرا لمواله

فسألfه عن أهله فأخبرني أن عنده أسرتين، وأكثر من، fفي الشهر ثمانمائة ريال فحسب fهfعشرة أبناء، ودخل

وعنده غfرف قديمة يسكنfها هو وأهلfه، وهو مرتاح.fله fراض بما قسم الله fالبال، ألنه

(1/274)

قال: فعجبتf حينما قارنتf بين هذا وبين أناس يملكونf مليارات من األموال والقصور والدور، وهم

يعيشون ضنكا من المعيشة، فعرفتf أن السعادة

Page 183: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ليست في المال.fآالف fخبر تاجر كبير، وثري شهير عنده fعرفت

لfق، fالقصور والدور، وكان ضيق الخ fالماليين وعشرات شرس التعامل ثائر الطبع، كاسف البال، مات في

غربة عن أهله، ألنهf لم يرض بما أعطاهf اللهf إياه، }ثfم{ كال إنهf كان آلياتنا عنيدا{ .15يطمعf أن أزيد }

من معالم راحة البال عند العربي القديم أن يخلfوfبنفسه في الصحراء، وينفرد عن األحياء، يقول

أحدfهم: عوى الذئبf فاستأنستf بالذئب إذ عوى ... وصوت

fأطير fإنسان فكدت

وقد خرج أبو ذر إلى الربذة. وقال سفيانf الثوري:عاب ال يعرفfني أحد! وددتf أني في شعب من الش

وفي الحديث: ))يfوشكf أن يكون خير مال المسلم: غنم يتبعf بها مواقع القطر وشعف الجبال، ويفر

بدينه من الفتن(( . فإذا حصلت الفتنf كان األسلمf للعبد الفرار منها، كما فعل ابنf عfمر وأسامةf بنf زيد ومحمدf بنf مسلمة لما

. fتل عثمان fقدر عرفتf أناسا ما أصابهمf الفقرf والكدرf وضيقf الص

، فتجدf أحدهم كان إال بسبب بfعدهم عن الله عز وجلهf واسعا، وهو في عافية من ربه، وفي خير fغنيا ورزق

من مواله، فأعرض عن طاعة الله، وتهاون بالصالة، واقترف كبائر الذنوب، فسلبه ربه عافية بدنه، وسعة

رزقه، وابتالهf بالفقر والهم

(1/275)

، فأصبح من نكد إلى نكد، ومن بالء إلى بالء، والغم }ومن أعرض عن ذكري فإن لهf معيشة ضنكا{ ، }ذلك

غيرا نعمة أنعمها على قوم حتى fم fبأن الله لم يك سهم{ ، وقوله تعالى: }وما أصابكfم fوا ما بأنف fغيرfي و عن كثير{ ، fم ويعفfصيبة فبما كسبت أيديك من ماء }وأن ألو استقامfوا على الطريقة ألسقيناهfم م

غدقا{ . وددتf أن عندي وصفة سحرية ألقيها على همومك وغمومك وأحزانك، فإذا هي تلقفf ما يأفكون، لكن

Page 184: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ك بوصفة طبية من fمن أين لي؟! ولكن سوف أخبر ريعة، وهي: اعبد الخالق، عيادة علماء الملة ورواد الش

وارض بالرزق، وسلم بالقضاء، وازهد في الدنيا،ر األمل. انتهى. وقص

هf )وليم fاسم ، عجبتf العالم نفساني شهير أمريكي: إننا fجايمس( ، هو أبو علم النفس عندهم، يقول

، وال نشكرf الله على ما fفيما ال نملك fنفكر fالبشر fنحن ، وننظرf إلى الجانب المأسوي المظلم في fنملك

fر حياتنا، وال ننظرf إلى الجانب المشرق فيها، ونتحسنا، وال نسعدf بما عندنا، }لئن شكرتfم fعلى ما ينقص

. )) fبالله من نفس ال تشبع fم{ ، ))وأعوذfألزيدنكfهمه، جمع الله fوفي الحديث: ))من أصبح واآلخرة

شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة،ق اللهf عليه شمله، وجعل ومن أصبح والدنيا همه، فر فقرهf بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إال ما كتب له(( .

ر ماوات واألرض وسخ ن خلق الس م م fولئن سألته{ ولfن اللهf فأنى يfؤفكfون{ . fمس والقمر ليق الش

(1/276)

وأخيرا اعترفfوا

)سخروف( عالم روسي، نfفي إلى جزيرة سيبيريا، ألفكاره المخالفة لإللحاد، والكفر بالله، فكان يfنادي

أن هناك قوة فاعلة مؤثرة في العالم خالف ما يقولfه الشيوعيون: ال إله، والحياةf مادة. ومعنى هذا: أن

النفوس مفطورة على التوحيد. }فطرة الله التيفطر الناس عليها{ .

fإن الملحد ال مكان له هنا وهناك؛ ألنه منكوس الفطرة، خاوي الضمير مبتورf اإلرادة، مخالف لمنهج

الله في األرض. قابلتf أستاذا مسلما في معهد الفكر اإلسالمي

بواشنطن قبل سقوط الشيوعية - أو االتحادfقلبfالسوفيتي - بسنتين، فذكر لي هذه اآلية: }ن

ة م كما لم يfؤمنfوا به أول مر fم وأبصاره fأفئدته ون{ وقال: سوف تتم fغيانهم يعمهfم في ط fه fونذر

ن القواعد فخر م م fنيانهfب fفيهم: }فأتى الله fهذه اآلية وا فأرسلنا fمن فوقهم{ ، }فأعرض fقف عليهمf الس

Page 185: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عليهم سيل العرم{ ، }فكfال أخذنا بذنبه{ ، }فيأتيهfمون{ . fرfم ال يشع fبغتة وه

(1/277)

لحظات مع الحمقى للزيات في مجلة )الرسالة( كالم عجيب، ومقالة رائعة في وصف الشيوعية، حينما أرسلوا سفينة

الفضاء إلى القمر وعادت، فكتب أحدf روادها مقاال في صحيفة )البرافدا( الروسية، يقولf فيها: صعدنا إلى السماء فلم نجد هناك إلها وال جنة وال نارا وال

مالئكة.fرfم fفكتب الزيات مقالة فيها: »عجبا لكم أيها الح الحمقى!! أتظنون أنكم سوف ترون ربكfم على

ور العين في الجنات fعرشه بارزا، وسوف ترون الح يمشين في الحرير، وسوف تسمعون رقرقة الكوثر،

وسوف تشمون رائحة المعذبين في النار، إنكم إن ظننتم ذلك خسرتfم خسرانكم الذي تعيشونه، ولكن ال

مق إال fذلك التيه والضالل واالنحراف والح fأفسر بالشيوعية واإللحاد الذي في رؤوسكم. إن الشيوعية يوم بال غد، وأرض بال سماء، وعمل بال خاتمة، وسعيم fأن أكثره fبال نتيجة..« إلى آخر ما قال، }أم تحسب م أضل fم إال كاألنعام بل ه fون إن هfون أو يعقلfيسمع م أعيfن ال fون بها وله fوب ال يفقهfل fم ق fسبيال{ ، }له

م آذان ال يسمعfون بها{ ، }ومن يfهن fون بها وله fبصرfي م كسراب بقيعة{ ، fهfمن مكرم{ ، }أعمال fفما له fالله يحf في يوم عاصف{ . م كرماد اشتدت به الر fهfأعمال{ ومن كالم العقاد في كتاب )مذاهبf ذوي العاهات( ،

وهو ينهدf غاضبا على هذه الشيوعية، وعلى هذا اإللحاد السخيف الذي وقع في العالم، كالم ما معناه:

إن الفطرة السوية تقبلf هذا الدين الحق، ديناإلسالم، أما

(1/278)

المعاقون عقليا والمختلفون وأهلf األفكار العفنة القاصرة، فإنها يمكنf أن ترتكب اإللحاد. }وطfبع على

Page 186: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ون{ . fم ال يفقه fوبهم فهfل fق إن اإللحاد ضربة قاصمة للفكر، وهو أشبهf بما يfحدثfه

fفي عالمهم، وهو خطيئة ما عرف الدهر fاألطفال أكبر منها خطيئة. ولذلك قال اللهf سبحانه وتعالى:

!! }.... }أفي الله شكfيعني: أن األمر ال شك فيه، وهو ظاهر. بل ذكر ابن تيمية: أن الصانع - يعني: الله سبحانه وتعالى - لم

fمع العلم أنه ، fينكره أحد في الظاهر إال فرعون fمعترف به في باطنه، وفي داخله، ولذلك يقول رب موسى: }قال لقد علمت ما أنزل هؤfالء إال

fنك يا فرعونfماوات واألرض بصآئر وإني ألظ الس مثبfورا{ ، ولكن فرعون في آخر المطاف صرخ بما

الذي آمنت به بنfو في قلبه: }آمنتf أنهf ال إله إالسلمين{ . fإسرائيل وأنا من الم

اإليمانf طريقf النجاة

في كتاب )اللهf يتجلى في عصر العلم( ، وكتاب )الطب محرابf اإليمان( حقيقة وهي: وجدتf أن أكثر

مfعين للعبد في التخلص من همومه وغمومه، هوfفوضfاألمر إليه، }وأ fبالله عز وجل، وتفويض fاإليمان صيبة إال بإذن الله أمري إلى الله{ ، }ما أصاب من م

. }fؤمن بالله يهد قلبهfومن ي من يعلم أن هذا بقضاء وقدر، يهد قلبه للرضا

م واألغالل fم إصره fعنه fوالتسليم أو نحو ذلك، }ويضع التي كانت عليهم{ .

وأعلمf أني لم تfصبني مصيبة ... من الله إال قد أصابتفتى قبلي

(1/279)

إن كfتاب الغرب الالمعين، مثل )كرسي مريسون( ، و )ألكس كاريل( ، و )دايل كارنيجي( ، يعترفون أن

المنقذ للغرب المادي المتدهور في حياتهم إنما هو، وذكروا أن السبب الكبير اإليمانf بالله عز وجل

والسر األعظم في حوادث االنتحارات التي أصبحت ظاهرة في الغرب، إنما هو اإللحادf واإلعراضf عن اللهوا fم عذاب شديد بما نس fعز وجل - رب العالمين، }له -

Page 187: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

يوم الحساب{ ، }ومن يfشرك بالله فكأنما خر منيحf في مكان هf الطيرf أو تهوي به الر fماء فتخطف الس

سحيق{ . /21ذكرت جريدةf )الشرق األوسط( في عددها بتاريخ

هـ، نقال عن مذكرات عقيلة الرئيس1415/ 4 األمريكي السابق )جورج بوش( : أنها حاولت االنتحار

fأكثر من مرة، وقادت السيارة إلى الهاوية تطلب الموت مظانهf، وحاولت أن تختنق.

لقد حضر قزمانf معركة أfحد يقاتلf فيها مع: هنيئا له fقتاال شديدا. قال الناس fالمسلمين فقاتل

الجنةf. فقال - صلى الله عليه وسلم -: ))إنهf من أهله فلم يصبر، فقتل نفسه fالنار(( !! فاشتدت به جراح م في الحياة الدنيا fهfبالسيف فمات، }الذين ضل سعي

نعا{ . fون صfحسنfم ي fون أنهfم يحسب fوه وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى: }ومن أعرض عن

ذكري فإن لهf معيشة ضنكا{ . إن المسلم ال يقدمf على مثل هذه األمور، مهما بلغت

. إن ركعتين بوضوء وخشوع وخضوع كفيلتان fالحال أن تfنهيا كل هذا الغم والكدر والهم واإلحباط، }ومن

آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى{ .

(1/280)

إن القرآن يتساءلf عن هذا العالم، وعن انحرافهم ال يfؤمنfون{ ؟! ما هو الذي fفما له{ : fوضالله فيقول

حت المحجةf، وقامت fيردهم عن اإليمان، وقد وض . fوظهر الحق، وسطع البرهان ، fوبان الدليل ،fالحجة

سهم حتى يتبين fريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفfسن{ م أنهf الحق{ ، يتبينf لهم أن محمدا - صلى الله fله

عليه وسلم - صادق، وأن الله إله يستحق العبادة، وأن، }ومن fاإلسالم دين كامل يستحق أن يعتنقه العالم

حسن فقد استمسك fو م fإلى الله وه fسلم وجههfي بالعfروة الوfثقى{ .

ارf درجات حتى الكfف

في مذكرات الرئيس )جورج بوش( بعنوان )سيرة إلى األمام( : ذكر أنه حضر جنازة برجنيف( ، رئيس

Page 188: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

االتحاد السوفيتي في موسكو، قال فوجدتfها جنازة مظلمة قاتمة، ليس فيها إيمان وال روح. ألن )بوش(

ودة للذين م م fنصراني وأولئك مالحدة }ولتجدن أقربه آمنfوا الذين قالfوا إنا نصارى{ . فانظر كيف أدرك هذا مع ضالله انحراف أولئك، ألن األمر أصبح نسبيا فكيف

لو عرف بوش اإلسالم، دين الله الحق؟! }ومن يبتغو في اآلخرة من fوه fقبل منهfغير اإلسالم دينا فلن ي

الخاسرين{ .

(1/281)

وذكرني هذا بمقالة لشيخ اإلسالم ابن تيمية، وهو يتحدثf عن أحد البطائحية )الفرق الضالة الصوفية

المنحرفة( . يقولf هذا البطائحي البن تيمية: ما لكم يا ابن تيمية إذا جئنا إليكم - يعني أهل السنة - بارت كرامتfنا وبطلت، وإذا ذهبنا إلى التتر المغول الكفار

ظهرت كرامتfنا؟ قال ابنf تيمية: أتدري ما مثلfنا ومثلfكfم ومثلf التتار؟ أما نحنf فخيول بيض، وأنتم

ود، فاألبلقf إذا دخل بين السود أصبح fس fلق، والتترfب أبيض، وإذا خالط البض أصبح أسود، فأنتم عندكم

fبقية من نور، إذا دخلتم مع أهل الكفر ظهر هذا النور وإذا أتيتfم إلينا ونحنf أهل النور األعظم والسنة، ظهر

ظالمfكم وسوادfكم، فهذا مثلكfم ومثلfنا ومثلf التتار.م ففي رحمة الله هfم fه fوه fجfت و ا الذين ابيض }وأم

فيها خالدfون{ .

إرادة فوالذية

ذهب طالب من بالد اإلسالم يدرسf في الغرب، وفي لندن بالذات، فسكن مع أسرة بريطانية كافرة،

ليتعلم اللغة، فكان متدينا وكان يستيقظf مع الفجر الباكر، فيذهبf إلى صنبور الماء ويتوضأf، وكان ماء

fويسبح fلربه ويركع fفيسجد fإلى مصاله fباردا، ثم يذهب ويحمدf، وكانت عجوز في البيت تالحظهf دائما، فسألته؟ قال: أمرني ديني أن أفعل هذا. fبعد أيام: ماذا تفعل رت الوقت الباكر حتى ترتاح في نومك قالت: فلو أخ

fمني إذا أخرت fثم تستيقظ. قال: لكن ربي ال يقبل fت رأسها، وقالت: إرادة تكسر الصالة عن وقتها. فهز

Page 189: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الحديد!! }رجال ال تfلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر اللهالة{ . وإقام الص

(1/282)

إنها إرادةf اإليمان، وقوةf اليقين، وسلطانf التوحيد. هذه اإلرادةf هي التي أوحت إلى سحرة فرعون وقد آمنوا بالله رب العالمين في لحظة الصراع العالمي

بين موسى وفرعون، قالوا لفرعون: }قالfوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض

مع بمثله، fما أنت قاض{ . وهو التحدي الذي ما س وأصبح عليهم أن يؤدوا هذه الرسالة في هذه

اللحظة، وأن يبلغوا الكلمة الصادقة القوية إلى هذاالملحد الجبار.

لقد دخل حبيبf بنf زيد إلى مسيلمة يدعوه إلى التوحيد، فأخذ مسيلمةf يقطعfهf بالسيف قطعة قطعة،

فما أن وال صاح وال اهتز حتى لقي رب شهيدا،هfم{ . fورfم ون fه fم أجر fهداء عند ربهم له }والش

بيبf بنf عدي على مشنقة الموت، فأنشد: fفع خ fور ولستf أبالي حين أfقتلf مسلما ... على أي جنب كان

في الله مصرعي

فطرة الله، fوقصفت الريح fعد إذا اشتد الظالمf وزمجر الر

fمfجاءتها ريح عاصف وجاءه{ .fاستيقظت الفطرة ا الله fحيط بهم دعوfم أ fل مكان وظنوا أنهfمن ك fالموج

خلصين لهf الدين{ . غير أن المسلم يدعو ربه في fم الشدة والرخاء، والسراء والضراء: }فلوال أنهf كان من

سبحين } fون{ .143المfبعثfللبث في بطنه إلى يوم ي } ع إلى إن الكثير يسألf الله وقت حاجته وهو متضر

ق مطلبfه أعرض ونأى بجانبه، واللهf عز ربه، فإذا تحقfلعبfعليه كما ي fلعبfوجل ال ي

(1/283)

، fالطفل fخادعfكما ي fخادعfعلى الولدان، وال ي م{ . إن الذين يلتجئون fهfو خادع fون الله وهfخادعfي{

Page 190: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

نائع ما هم إال تالميذ لذاك إلى الله في وقت الص الضال المنحرف فرعون، الذي قيل لهf بعد فوات

فسدين{ fنت من المfوك fاألوان: }آآلن وقد عصيت قبل .

سمعتf هيئة اإلذاعة البريطانية تfخبرf حين احتل العراقf الكويت: أن تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية

السابقة كانت في والية كلورادو األمريكية، فلماسمعت الخبر هfرعت إلى الكنيسة وسجدت!

وال أفسرf هذه الظاهرة إال باستيقاظ الفطرة عند، مع كفرهم مثل هؤالء إلى فاطرها عز وجل

وضاللهم، ألن النفوس مفطورة على اإليمان به تعالى: ))كل مولود يfولدf على الفطرة، فأبواهf يهودانه

رانه أو يمجسانه(( . أو ينص

زق، فإنه بأجل مسمى ر الر ال تحزن على تأخfالزمن، ويقلق fزق، ويبادر الذي يستعجلf نصيبه من الر

ر رغباته، كالذي يسابقf اإلمام في الصالة، من تأخfواألرزاق fإال بعد اإلمام! فاألمور fم أنه ال يسلمfويعل رغ منها قبل خلق الخليقة، بخمسين ألف fمقدرة، ف

سنة، }أتى أمرf الله فال تستعجلfوهf{ ، }وإن يfردكبخير فال رآد لفضله{ .

: »اللهم إني أعوذf بك من جلد الفاجر، fعمر fيقول وعجز الثقة« . وهذه كلمة عظيمة صادقة. فلقد

طfفتf بفكري في التاريخ، فوجدتf كثيرا من

(1/284)

، عندهم من الدأب والجلد أعداء الله عز وجل والمثابرة والطموح: العجب العfجاب. ووجدتf كثيرا

من المسلمين عندهم من الكسل والفتور والتواكfل والتخاذfل: ما اللهf به عليم، فأدركتf عfمق كلمة عfمر -

رضي اللهf عنه -.

انغمس في العمل النافع

أن الوليد بن المغيرة وأfمية بن خلف والعاص بن وائل أنفقوا أموالهم في محاربة الرسالة ومجابهة الحقونها ثfم تكfونf عليهم حسرة ثfم يfغلبfون{ . fنفقfفسي{

Page 191: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ولكن كثيرا من المسلمين يبخلون بأموالهم، لئال يfشاد بها منارf الفضيلة، ويfبنى بها صرحf اإليمانfعن نفسه{ ، وهذا جلد fومن يبخل فإنما يبخل{

الفاجر وعجزf الثقة. في مذكرات )جولدا مائير( اليهودية، بعنوان

)الحقد( : فإذا هي في مرحلة من مراحل حياتها تعملf ست عشرة ساعة بال انقطاع، في خدمة

مبادئها الضالة وأفكارها المنحرفة، حتى أوجدت مع)بن جوريون( دولة، ومن شاء فلينظfر كتابها.

ورأيتf ألوفا من أبناء المسلمين ال يعملون ولو ساعةرب ونوم وضياع fواحدة، إنما هم في لهو وأكل وش وا في سبيل الله اثاقلتfم fانفر fمf fم إذا قيل لك }ما لك

إلى األرض{ . كان عمرf دؤوبا في عمله ليال ونهارا، قليل النوم.

؟ قال: لو نمتf في الليل ضاعت fه: أال تنامfفقال أهل نفسي، ولو نمتf في النهار ضاعت رعيتي.

(1/285)

fفي مذكرات الهالك )موشى ديان( بعنوان )السيف ( : كان يطيرf من دولة إلى دولة، ومن مدينة fوالحكم

fإلى مدينة، نهارا وليال، سرا وجهرا، ويحضر فقات، قf الص االجتماعات، ويعقدf المؤتمرات، وينس،fواحسرتاه : fالمذكرات. فقلت fوالمعاهدات، ويكتب

هذا جلدf إخوان القردة والخنازير، وذاك عجزf كثير منالمسلمين، ولكن هذا جلدf الفاجر وعجزf الثقة.

لو كنتf من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقطية منذfهل بن شيبانا

لقد حارب عمرf العطالة والبطالة والفراغ، وأخرج شبابا سكنوا المسجد، فضربهم وقال: اخرجوا

زق، فإن السماء ال تمطرf ذهبا وال فضة. واطلبوا الر إن مع الفراغ والعطالة: الوساوس والكدر والمرض

. وإن مع النفسي واالنهيار العصبي والهم والغمبfور والسعادة. وسوف fالعمل والنشاط: السرور والح fالعقلية fواألمراض ، ينتهي عندنا القلقf والهم والغم

والعصبيةf والنفسيةf إذا قام كل بدوره في الحياة،، وفتحت fواشتغلت المعامل ، fملت المصانعfفع

Page 192: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fوالمخيمات ،fوالدعوية fوالتعاونية fالخيرية fالجمعيات fالعلمية fوالدورات ،fاألدبية fلتقياتfوالم fوالمراكز

وا في األرض{ ، fوا{ ، }فانتشرfل اعمل fها.. }وق fوغير وا{ ، }وسارعfوا{ ، ))وإن نبي الله داود كان fسابق{

يأكلf من عمل يده(( . وللراشد كتاب، بعنوان )صناعةf الحياة( ، تحدث عن هذه المسالة بإسهاب، وذكر أن كثيرا من الناس ال

يقومون بدورهم في الحياة.

(1/286)

وكثير من الناس أحياء، ولكنهم كاألموات، ال يfدركونتهم، وال سر حياتهم، وال يfقدمون لمستقبلهم وال ألfمfونfوا مع الخوالف{ ، }ال وا بأن يك fألنفسهم خيرا }رض

رر fولي الض ؤمنين غيرf أ fون من المfيستوي القاعد جاهدfون في سبيل الله{ . fوالم

م مسجد الرسول - fإن المرأة السوداء التي كانت تق صلى الله عليه وسلم - قامت بدورها في الحياة،

ؤمنة خير من ودخلت بهذا الدور الجنة }وألمة مfم{ . شركة ولو أعجبتك م

وكذلك الغالمf الذي صنع المنبر للرسول - صلى الله عليه وسلم - أدى ما عليه، وكسب اجرا بهذا األمر،

ألن موهلته في النجارة }والذين ال يجدfون إالهدهfم{ . fج

م1985سمحت الوالياتf المتحدةf األمريكيةf عام بدخول الدعاة المسلمين سجون أمريكا، ألن

المجرمين والمروجين والقتلة، إذا اهتدوا إلى اإلسالم، أصبحوا أعضاء صالحين في مجتمعاتهم }أو من كان ميتا فأحييناهf وجعلنا لهf نfورا يمشي به في

الناس{ .داد في دعاءان اثنان عظيمان، نافعان لمن أراد الس

األمور وضبط النفس عند األحداث والوقائع.، أن الرسول - صلى الله عليه : حديثf علي fاألول

ل: اللهم اهدني وسددني(( . fق(( :fوسلم - قال له رواهf مسلم.

الثاني: حديثf حfصين بن عبيد، عند أبي داود: قال له - صلى الله عليه وسلم -: ))قل: اللهم ألهمني

شدي، وقني شر نفسي(( . fر

Page 193: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثرf ما يجنيfهfعليه اجتهاد

(1/287)

fالبقاء، وحب العيش، وكراهية fبالحياة، وعشق fالتعلق در والملق الموت، يfوردf العبد: الكدر وضيق الص

هق، وقد الم الله اليهود على والقلق واألرق والرم أحرص fتعلقهم بالحياة الدنيا، فقال: }ولتجدنه

م لو fهfوا يود أحدfالناس على حياة ومن الذين أشرك ر زحزحه من العذاب أن يfعم fو بم fألف سنة وما ه fر يfعم

واللهf بصير بما يعملfون{ . وهنا قضايا، منها: تنكيرf الحياة، والمقصودf: أنها أي

حياة، ولو كانت حياة البهائم والعجماوات، ولو كانتشخصية رخيصة فإنهم يحرصون عليها.

ومنها: اختيارf لفظ: ألف سنة ألن اليهودي كان يلقى اليهودي فيقولf لهf: عم صباحا ألف سنة. أي: عش ألف سنة. فذكر سبحانهf وتعالى أنهم يريدون هذا

العمر الطويل، ولكن لو عاشوهf فما النهايةf؟!م fاآلخرة أخزى وه fهم إلى نار تلظى }ولعذاب fمصير

ون{ . fنصرfال يمن أحسن كلمات العامة: ال هم واللهf يfدعى.

fطلبfدعى، ويfوالمعنى: أن هناك إلها في السماء ي ، فلماذا تهتم أنت في األرض، فإذا وكلت fالخير fمنه ربك بهمك، كشفه وأزاله }أمن يfجيبf المfضطر إذا

وء{ ، }وإذا سألك عبادي عني دعاهf ويكشفf السفإني قريب أfجيبf دعوة الداع إذا دعان{ .

دمن القرع fبر أن يحظى بحاجته ... وم أخلق بذي الصلألبواب أن يلجا

(1/288)

في حياتك دقائقf غالية

عبرين للشيخ علي fؤثرين مfموقفين م fرأيت الطنطاوي في مذكراته:

: تحدث عن نفسه وكاد يغرقf على fاألول fالموقف

Page 194: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

شاطئ بيروت، حينما كان يسبحf فأشرف على الموت،fذعنfمل مغميا عليه، وكان في تلك اللحظات ي fوح لموالهf، ويود لو عاد ولو ساعة إلى الحياة، ليجدد

إيمانه وعملهf الصالح، فيصل اإليمانf عنده منتهاه. والموقفf الثاني: ذكر أنه قدم في قافلة من سوريا

إلى بيت الله العتيق، وبينما هو في صحراء تبوكم، fهfم واشراب fهfوا ثالثة أيام، وانتهى طعام fضلوا وبق

وأشرفوا على الموت، فقام وألقى في الجموعة رنانة، خطبة الوداع من الحياة، خطبة توحيدية حار

بكى وأبكى الناس، وأحس أن اإليمان ارتفع، وأنه ليس هناك مfعين وال مfنقذ إال اللهf جل في عاله

و في fل يوم هfماوات واألرض ك }يسألfهf من في السشأن{ .

fوتعالى: }وكأين من نبي قاتل معه fسبحانه fيقول م في سبيل الله وما fوا لما أصابهfربيون كثير فما وهن

ابرين{ . وا وما استكانfوا واللهf يfحب الص fفfضع إن الله يحب المؤمنين األقوياء الذين يتحدون

أعداءهم بصبر وجالدة، فال يهنون، وال يfصابون باإلحباط واليأس، وال تنهارf قواهfم، وال يستكينون للذلة والضعف والفشل، بل يصمfدون ويfواصلون

ويfرابطون، وهي ضريبةf إيمانهم بربهم وبرسولهم وبدينهم ))المؤمنf القوي خير وأحب إلى الله من

عيف وفي كل خير(( . المؤمن والض

(1/289)

رحت أfصبfعf أبي بكر - رضي اللهf عنهf - في ذات الله fج فقال:

هل أنت إال إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

ووضع أبو بكر إصبعهf في ثقب الغار ليحمي بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من العقرب، فلfدغ،

فقرأ عليها - صلى الله عليه وسلم - فبرئت بإذنالله.

fر في شجاعتك، وأنك تغلب قال رجل لعنترة: ما السذ إصبعي في fجال؟ قال: ضع إصبعك في فمي، وخ الر

فمك. فوضعها في فم عنترة، ووضع عنترةf إصبعهfجل، وكل عض إصبع صاحبه، فصاح الرجل في فم الر

Page 195: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من األلم، ولم يصبر فأخرج له عنترةf إصبعه، وقال:بر واالحتمال. بهذا غلبتf األبطال. أي بالص

إن مم يfفرحf المؤمن أن لfطف الله ورحمته وعفوه قريب منه، فيشعرf برعاية الله وواليته بحسب إيمانه.

fوالزواحف fوالطيور fوالعجماوات fواألحياء fوالكائنات تشعرf بأن لها ربا خالقا ورازقا }وإن من شيء إال

م{ . fون تسبيحه fبحمده ولكن ال تفقه fسبحfيك يfحمدf ... يا من لهf كfل الخالئق fيا رب حمدا ليس غير

fتصمد

ةf وقت الحرث يرمون الحب بأيديهم في عندنا، العام شقوق األرض، ويهتفون: حب يابس، في بلد يابس،

بين يديك يا فاطر السماوات واألرض }أفرأيتfم ماثfون } fون{ .63تحرfارع { أأنتfم تزرعfونهf أم نحنf الز

هf إليه، سبحانه وتعالى. إنها نزعةf توحيد البري، وتوج

(1/290)

قام الخطيبf المصقعf عبدfالحميد كشكf - وهو أعمى -ا عال المنبر، أخرج من جيبه سعفة نخل، مكتوب فلم

عليها بنفسها: اللهf، بالخط الكوفي الجميل، ثم هتففي الجموع:

ون النضره fصfجره ... ذات الغ انظfر لتلك الشمن الذي أنبتها ... وزانها بالخضره

قتدره fه مfدرت fالذي ... ق fذاك هو الله

فأجهش الناسf بالبكاء. إنهf فاطرf السماوات واألرض مرسومة آياتfه فيمدية والربوبية الكائنات، تنطقf بالوحدانية والص

واأللوهية }ربنا ما خلقت هذا باطال{ . من دعائم السرور واالرتياح، أن تشعfر أن هناك ربا

يرحمf ويغفرf ويتوبf على من تاب، فأبشر برحمة ربك التي وسعت السماوات واألرض، قال سبحانه:

fل شيء{ ، وما أعظم لطفهfورحمتي وسعت ك{ سبحانه وتعالى، وفي حديث صحيح: أن أعرابيا صلىا أصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمد قال: اللهم ارحمني ومحمدا، وال ترحم في التشه

معنا أحدا. قال - صلى الله عليه وسلم -: ))لقد

Page 196: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

حجرت واسعا(( . أي: ضيقت واسعا، إن رحمة الهfؤمنين رحيما{ ، ))الله fوسعت كل شيء }وكان بالم

أرحمf بعباده من هذه بولدها(( . أحرق رجل نفسه بالنار فرارا من عذاب الله عز

، فجمعه سبحانه وتعالى وقال له: ))يا عبدي، ما وجلfك، وخشيتfخفت ، حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب

ذنوبي. فأدخلهf اللهf الجنة(( . حديث صحيح.ا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } }وأم

{ فإن الجنة هي المأوى{ .40

(1/291)

دا، فلم يجد حاسب اللهf رجال مfسرفا على نفسه موح عندهf حسنة، لكنه كان يfتاجرf في الدنيا، ويتجاوزf عنعسر، قال اللهf: نحنf أولى بالكرم منك، تجاوزوا fالم

عنهf. فأدخله اللهf الجنة. }والذي أطمعf أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين{ ، }ال

حمة الله{ . تقنطfوا من ر عند مسلم: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -

fحدا، فأقمه fصلى بالناس، فقام رجل فقال: أصبت . قال: ))أصليت معنا؟(( . قال: نعم. قال. علي

))اذهب فقد غfفر لك(( .وءا أو يظلم نفسهf ثfم يستغفر الله fومن يعمل س{

حيما{ . ورا ر fيجد الله غف هناك لfطف خفي يكتنف العبد، من أمامه ومن خلفه،

وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحت قدميه، صاحبf اللطف الخفي هو اللهf رب العالمين، انطبقت

خرةf في الغار، وأنجى إبراهيم من النار، عليهمf الص وأنجى موسى من الغرق، ونfوحا من الطوفان،

ويوسف من الجfب وأيوب من المرض.

وقفة

عن أم سلمة أنها قالت: سمعتf رسول الله - صلى: ))ما من مسلم تfصيبfه fالله عليه وسلم - يقول مصيبة، فيقولf ما أمره اللهf: }إنا لله وإنا إليه

رني في مصيبتي وأخلف لي خيرا fراجعون{ اللهم اج منها؛ إال أخلف اللهf لهf خيرا منها(( .

Page 197: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/292)

: fقال الشاعرة ... تدfومf على حي وإن لم fخليلي ال والله ما من م

هي جلتكوى فإن نزلت يوما فال تخضعن لها ... وال تfكثر الش

إذا النعلf زلت فكم من كريم قد بfلي بنوائب ... فصابرها حتى مضت

واضمحلتا رأت صبري وكانت على األيام نفسي عزيزة ... فلم

على الذل ذلت

وقال آخر:بما خير لي في fصدري بغم عند حادثة ... ور fيضيق

الغم أحياناب يوم يكونf الغم أولهf ... وعند آخره روحا وريحانا fور

ما ضقتf ذرعا عند نائبة ... إال ولي فرج قد حل أوحانا

األفعالf الجميلةf طريقf السعادة

،fفي أول ديوان حاتم الطائي كلمة جميلة له fرأيت .fر يكفيك، فدعه يقولf فيها: إذا كان تركf الش

ر واجتنابfه، كوتf عن الش ومعناهf: إذا كان يسع السم{ ، }ودع أذاهfم{ . fه بذلك }فأعرض عنهfفحسب

محبةf للناس موهبة ربانية، وعطاء مبارك من الفتاحالعليم.

: في يقول ابنf عباس متحدثا بنعمة الله عز وجل ثالثf خصال: ما نزل غيث بأرض، إال حمدتf الله

ررتf بذلك، وليس لي فيها شاة وال بعير. وال fوس سمعتf بقاض عادل، إال دعوتf الله له، وليس عنده

لي قضية. وال عرفتf آية من كتاب الله، إال وددتf أن. fالناس يعرفون منها ما أعرف

(1/293)

Page 198: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالفضيلة بينهم وسالمة fب الخير للناس، وإشاعة fإنه ح در لهم، والنصحf كل النصح للخليقة. الص

: fالشاعر fيقولfليس تنتظم fفال نزلت على وال بأرضي ... سحائب

البالدا

ة، والغيثf عاما في المعنى: إذا لم تكن الغمامةf عام ة بي، فلستf أنانيا الناس، فال أريدfها أن تكون خاصون الناس بالبfخل ويكتfمfون ما fرfون ويأمfالذين يبخل{

آتاهfمf اللهf من فضله{وحه fعن ر fحاتم، وهو يتحدث fشجيك قولfأال ي

: الفياضة، وعن خلقه الجمهf ... ويfحيي العظام fالغيب غير fأما والذي ال يعلم

fالبيض وهي رميمادf يfشتهى ... مخافة يوم لقد كنتf أطوي البطن والز

fقال لئيمfأن ي

ار العلمf النافعf والعلمf الض ليهنك العلمf إذا دلك على الله. }وقال الذين أfوتfوا

العلم واإليمان لقد لبثتfم في كتاب الله إلى يومfالبعث{ . إن هناك علما إيمانيا، وعلما كافرا، يقول

ن سبحانه وتعالى عن أعدائه: }يعلمfون ظاهرا مم غافلfون{ . ويقول fم عن اآلخرة ه fالحياة الدنيا وه

م في شك fم في اآلخرة بل ه fه fعنهم: }بل ادارك علم نها عمون{ . ويقولf عنهم }ذلك نها بل هfم م م

ن العلم....{ . م م fهfمبلغ

(1/294)

ويقولf جل وعال: }واتلf عليهم نبأ الذي آتيناهf آياتنايطانf فكان من الغاوين } فانسلخ منها فأتبعهf الش

{ ولو شئنا لرفعناهf بها ولكنهf أخلد إلى األرض175 واتبع هواهf فمثلfهf كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث

كهf يلهث ذلك مثلf القوم الذين كذبfوا بآياتنا fأو تتر ون{ . وقال سبحانه fم يتفكر fص القصص لعله fفاقص

fوتعالى عن اليهود وعن علمهم: }كمثل الحمار يحمل أسفارا{ : إنه علم لكنه ال يهدي، وبرهان ال يشفي،ة ليست قاطعة وال فالجة، ونقل ليس بصادق، وحج

Page 199: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ه وكالم ليس بحق، وداللة ولكن إلى االنحراف، وتوج، فكيف يجدf أصحابf هذا العلم السعادة، ولكن إلى غي

ها بأقدامهم: }فاستحبوا العمى fمن يسحق fوهم أول fلف بل طبع اللهfنا غfوبfل fدى{ ، }وقولهم ق fعلى اله

fفرهم{ . عليها بك رأيتf مئات األلوف من الكتب الهائلة المذهلة في

، وفي كل مكتبة الكونجرس بواشنطن، في كل فنص، عن كل جيل وشعب وأfمة وحضارة وثقافة، تخصة ولكن األمة التي تحتضنf هذه المكتبة العظمى، أfم

كافرة بربها، إنها ال تعلمf إال العالم المنظور المشهود، وأما ما وراء ذلك فال سمع وال بصر والم سمعا وأبصارا وأفئدة fقلب وال وعي }وجعلنا له م fهfم وال أفئدت fه fم وال أبصار fهfم سمع fفما أغنى عنه

من شيء{ .، ولكن العنز مريضة، وإن التمر fوض أخضر إن الر

الل، fخل مروزي، وإن الماء عذب زfمقفزي، ولكن الب ن آية بينة{ . ولكن في الفم مرارة }كم آتيناهfم م كانfوا عنها ن آيات ربهم إال ن آية م }وما تأتيهم م

عرضين{ . fم

(1/295)

أكثر من االطالع والتأمل

ا يشرحf الصدر: كثرةf المعرفة، وغزارةf المادة إن مم العلمية، واتساعf الثقافة، وعfمقf الفكر، وبfعدf النظرة،

وأصالةf الفهم، والغوصf على الدليل، ومعرفةf سر المسألة، وإدراكf مقاصد األمور، واكتشافf حقائق

األشياء }إنما يخشى الله من عباده العfلماء{ ، }بل كذبfوا بما لم يfحيطfوا بعلمه{ . إن العالم رحب الصدر،

واسع البال، مطمئن النفس، منشرحf الخاطر..يزيدf بكثرة اإلنفاق منهf ... وينقصf إن به كفا شددتا

يقولf أحد مفكري الغرب: لي ملف كبير في درج مكتبي، مكتوب عليه: حماقات ارتكبتfها، أكتبfه لكل

سقطات وتوافه وعثرات أfزاولfها في يومي وليلتي،ألتخلص منها.

ة بالمfحاسبة قلت: سبقك علماءf سلف هذه األfم

Page 200: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fقسمfضني ألنفسهم }وال أfالدقيقة والتنقيب الم بالنفس اللوامة{ .

قال الحسنf البصري: المسلمf لنفسه أشد مfحاسبةمن الشريك لشريكه.

ثيم يكتfبf كالمهf من الجمعة إلى fخ fبن fوكان الربيع الجمعة، فإن وجد حسنة حمد الله، وإن وجد سيئة

استغفر.

(1/296)

وقال أحدf السلف: لي ذنب من أربعين سنة، وأنا أسألf الله أن يغفرهf لي، وال زلتf أfلح في طلب

م وجلة{ . fهfوبfل fون ما آتوا وقfؤتfالمغفرة }والذين ي

حاسب نفسك

احتفظ بمذكرة لديك، لتfحاسب بها نفشك، وتذكر فيها السلبيات المالزمة لك، وتبدأ بذكر التقدم في

معالجتها.سكfم قبل أن تfحاسبوا، وزنfوها fحاسبوا أنف : fقال عمر

قبل أن تfوزنوا، وتزينوا للعرض األكبر.رf في حياتنا اليومية: ثالثةf أخطاء تتكر

: ضياعf الوقت. fاألولسن إسالم المرء fفيما ال يعني: ))من ح fالثاني: التكلم

تركهf ما ال يعنيه(( .: االهتمامf بتوافه األمور، كسماع تخويفات fالثالث

عات المثبطين، وتوهمات المfرجفين، وتوقل، وهو من عوائق المfوسوسين، كدر عاجل، وهم معج

السعادة وراحة البال.يقولf امرؤf القيس:

أال عم صباحا أيها الطللf البالي ... وهل يعمن منر الخالي fصfكان في الع

fالهموم ال يبيت fوهل يعمن إال سعيد منعم ... قليل بأوجال

(1/297)

Page 201: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

علم الرسولf - صلى الله عليه وسلم - عم العباس دعاء يجمعf سعادة الدنيا واآلخرة، وهو قولfه - صلى

الله عليه وسلم -: ))اللهم إني أسألfك العفووالعافية(( .

وهذا جامع مانع شاف كاف فيه خيرf العاجل واآلجل.سن ثواب اآلخرة{ ، }فال fثواب الدنيا وح fالله fمfفآتاه{

يضل وال يشقى{ .

ذوا حذركم fخ

من سعادة العبد اخذf الحيطة واستعمالf األسباب، مع، فإن الرسول - صلى الله التوكل على الله عز وجل

عليه وسلم - بارز في بعض الغزوات وعليه درع، وهو سيدf المتوكلين، وقال ألحدهم لما قال له: أعقلfها يا

؟ قال: ))اعقلها وتوكل(( . fرسول الله، أو أتوكلوامf التوحيد، fعلى الله ق fبالسبب والتوكل fفاألخذ

وتركf السبب مع التوكل على الله قدح في الشرع، وأخذf السبب مع ترك التوكل على الله قدح في

التوحيد. وذكر ابنf الجوزي في هذا: أن رجال قص ظفره،

ذ بالحيطة. fفاستفحل عليه فمات، ولم يأخfل دخل على حمار من سردان، فهصر بطنه fورج

فمات.

(1/298)

وذكروا عن طه حسين - الكاتب المصري - أنه قاللسائقه: ال تfسرع حتى نصل مبكرين.ب عجلة تهبf ريثا. fوهذا معنى مثل: ر

: fقال الشاعرتأني بعض حاجته ... وقد يكونf مع fالم fدركfقد ي

fلل ل الز المتعج

فالتوقي ال يfعارضf القدر، بل هو منهf، ومن لfبه }وليتلطف{ ، }تقيكfمf الحر وسرابيل تقيكfم

بأسكfم{ .

اكسب الناس

Page 202: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

درتfه على كسب الناس، fومن سعادة العبد ق واستجالب محبتهم وعطفهم، قال إبراهيمf عليه

: }واجعل لي لسان صدق في اآلخرين{ ، قال fالسالم . وقال سبحانه وتعالى عن fالحسن fالمفسرون: الثناء

هم: ما fني{ . قال بعض موسى: }وألقيتf عليك محبة مرآك أحد إال أحبك.

وفي الحديث الصحيح: ))أنتم شهداءf الله فياألرض(( . وألسنةf الخلق أقالمf الحق.

: ))أن جبريل يfنادي في أهل السماء: إن يحب وصح فالنا فأحبوه، فيfحبهf أهلf السماء، ويfوضعf له القبfول

في األرض(( .

(1/299)

fالكالم وسعة fالوجه ولين fومن أسباب الود: بسطة .fلق fالخ

إن من العوامل القوية في جلب أرواح الناس إليك:فقf؛ ولذلك يقولf - صلى الله عليه وسلم -: ))ما الرفقf في شيء إال زانه، وما نfزع من شيء إال كان الر

. ))fشانهويقول: ))من يfحرم الرفق، يfحرم الخير كله(( .

حرها. fخرج الحية من جfقال أحد الحكماء: الرفق يقال الغربيون: اجن العسل، وال تكسر الخلية.

وفي الحديث الصحيح: ))المؤمfن كالنحلة تأكلf طيبا،. ))fطيبا، وإذا وقعت على عود، لم تكسره fوتضع

درة fل في الديار واقرأ آيات الق تنق

لf في رور: األسفارf والتنق ا يجلfب الفرح والس ومم الديار ورؤيةf األمصار، وقد سبقت كلمة في أول هذا

وا ماذا في fرfالكتاب عن هذا. قال سبحانه: }انظ وا في األرض fل سير fماوات واألرض{ ، }ق الس

وا{ . fرfوا في األرض فينظ fوا{ ، }أفلم يسير fرfفانظ: fقال الشاعر

وال تلبث بربع فيه ضيم ... يfذيبf القلب إال إن كfبلتاق إن بريقك قد بf فيه نفع ... وشر ب فالتغر وغر

شرقتا

Page 203: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/300)

ومن يقرأ رحلة ابن بطوطة، على ما فيها من المبالغات، يجد العجب العجاب من خلق الله سبحانه

وتعالى، وتصريفه في الكون، ويرى أنها من العبر العظيمة للمؤمن، ومن الراحة له أن يسافر، وأن يغير

أجواءه ومكانه ومحله، لقرأ في هذا الكتاب الكونيالمفتوح.

يقولf أبو تمام - وهو يتحدث عن التنقل في الديار -:قمتين ام أهلي وبغدادf الهوى وأنا ... بالر بالش

وبالفسطاط جيرانيوا في األرض{ ، fوا في األرض{ ، }فسيح fل سير fق{ مس{ ، }حتى أبلfغ مجمع }حتى إذا بلغ مغرب الش

با{ . fق fالبحرين أو أمضي ح

دين د مع المتهج تهج

ومما يfسعدf النفس ويشرحf الصدر: قيامf الليل. وقد ذكر - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: أن

أ وصلى، العبد إذا قام من الليل، وذكر الله، ثم توضن الليل ما أصبح نشيطا طيب النفس. }كانfوا قليال م

د به نافلة لك{ . يهجعfون{ ، }ومن الليل فتهج وقيامf الليل يfذهبf الداء عن الجسد، وهو حديث

صحيح عند أبي داود: ))يا عبد الله، ال تfكن مثل فالن،fالليل، فترك قيام الليل(( ، ))نعم الرجل fكان يقوم

عبدfالله لو كان يقومf من الليل(( .

(1/301)

ال تأسف على األشياء الفانية، كل شيء في هذه الحياة فان إال وجههf سبحانه وتعالى }كfل شيء هالك

{ ويبقى وجه26fإال وجههf{ ، }كfل من عليها فان }ربك ذfو الجالل واإلكرام{ .

إن اإلنسان الذي يأسفf على دنياه، كالطفل الذييبكي على فقد لعبته.

وقفة

Page 204: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وح »كل اثنين منهما قرينان، وهما من آالم الرر في ع الش ومعذباتها، والفرق بينهما أن الهم توق

ول المكروه في fص fعلى ح fن التألم fالمستقبل، والحز fالمحبوب، وكالهما تألم وعذاب يرد fالماضي أو فوات

مي حزنا، وإن fوح، فإن تعلق بالماضي س على الرمي هما« . fتعلق بالمستقبل س

))اللهم إني أسألك العافية في الدنيا واآلخرة، اللهم إني أسألfك العفو والعافية في ديني ودfنياي وأهلي

ومالي، اللهم استfر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن

شمالي ومن فوقي، وأعوذf بعظمتك أن أfغتال منتحتي(( .

: fقال الشاعرfألم تر أن ربك ليس تحصى ... أياديه الحديثة

والقديمه تسل عن الهموم فليس شيء ... يfقيمf وال همومfك

بالمfقيمهلعل الله ينظfرf بعد هذا ... إليك بنظرة منهf رحيمه

(1/302)

fك الجنةfثمن

: fللشاعر fيقول نفسي التي تملكf األشياء ذاهبة ... فكيف أبكي على

شيء إذا ذهبا

تها ومناصبها ودfورها وقصورها إن الدنيا بذهبها وفض ال تستأهلf قطرة دمع، فعند الترمذي أن الرسول -

صلى الله عليه وسلم - قال: ))الدنيا ملعونة، ملعونما فيها إال ذكر الله، وما وااله، وعالما ومتعلما(( .

:fلبيد fكما يقول ، fفحسب fإنها ودائع وما المالf واألهلون إال وديعة ... والبد يوما أن تfرد

fالودائع

رf لحظة إن المليارات والعقارات والسيارات ال تؤخ: واحدة من أجل العبد، قال حاتمf الطائي

Page 205: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ك ما يfغني الثراءf عن الفتى ... إذا حشرجت يوما fلعمر fدر وضاق بها الص

ولذلك قال الحكماءf: اجعل للشيء ثمنا معقوال، فإنfساوي المؤمن: }وما هذه الحياةfالدنيا وما فيها ال ت

الدنيا إال لهو ولعب{ . ويقولf الحسنf البصري: ال تجعل لنفسك ثمنا غير

هم يبيعها fالجنة، فإن نفس المؤمن غالية، وبعض خص. fبر

إن الذين ينوحون على ذهاب أموالهم وتهدم بيوتهم واحتراق سياراتهم، وال يأسفون ويحزنون على نقص

إيمانهم وعلى أخطائهم وذنوبهم، وتقصيرهم في طاعة ربهم سوف يعلمون أنهم كانوا تافهين بقدر ما

وا على تلك، ولم يأسفوا على هذه؛ ألن المسألة fناح ثfل ومواقف ورسالة: }إن هؤfالء يfحبون fقيم وم fمسألة

م يوما ثقيال{ . fون وراءه fالعاجلة ويذر

(1/303)

الحب الحقيقي كfن من أولياء الله وأحبائه لتسعد، إن من أسعد

السعداء ذاك الذي جعل هدفه األسمى وغايتfه:fوما ألطف قوله ، ب الله عز وجل fالمنشودة ح

. }fحبونهfم وي fحبهfي{هم: ليس العجبf من قوله: يحبونه، ولكن fقال بعض

العجب من قوله يحبهم؛ فهو الذي خلقهم ورزقهمل إن كfنتfم تfحبون fم، ثم يحبهم: }ق fم وأعطاهfوتواله

. }fالله fمf الله فاتبعfوني يfحببكمة علي بن أبي طالب، وهي تاج على fوانظر إلى مكر

.fورسوله fحب الله ورسوله، ويحبه اللهfرأسه: رجل يو اللهf أحد{ ، فكان fل ه fإن رجال من الصحابة أحب }ق

يرددfها في كل ركعة، ويتولهf بذكرها، ويعيدها علىكf بها وجدانه، قال لسانه، ويfشجي بها فؤاده، ويحر

له - صلى الله عليه وسلم -: ))حبك إياها أدخلكالجنة(( .

ما أعجب بيتين كنتf أقرؤهما قديما، في ترجمة ألحدالعلماء، يقول:

ب الهائمين من الورى ... بليلى وسلمى fإذا كان ح

Page 206: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

يسلfبf اللب والعقال فماذا عسى أن يفعل الهائمf الذي ... سرى قلبfه

شوقا على العالم األعلى

ودf والنصارى نحنf أبناء الله وأحباؤfهf قfل fوقالت اليه{ فلم يfعذبfكfم بذfنfوبكfم{ .

إن مجنون ليلى قتلهf حب امرأة، وقارون حب مال،fوحنظلة fوجعفر fتل حمزةfوفرعون حب منصب، وق

حبا لله ولرسوله، فيا لبfعد ما بين الفريقين.

(1/304)

وقفة

fضابط شرطة سنويا في أمريكا، منهم300»ينتحر م يتزايد1987fعشرة في نيويورك وحدها.. ومنذf عام

نتحرين هناك.. وهي ظاهرة fباط الشرطة الم fعدد ض لطات، وقام االتحادf الوطني لضباط أقلقت الس

الشرطة ببحثها. لقد وجد االتحادf أن أبرز أسباب انتحار الضباط هو:

توترf األعصاب الدائم الذي يعيشون فيه، فهمغوط ل الض مfطالبون دائما بالثبات في األزمات، وتحم

المتزايدة مع ارتفاع نسبة الجريمة، وتحمل اآلالم الناتجة عن التعامfل مع المجرمين، ورؤية جثث

الضحايا من أطفال ونساء وعجائز. والسببf الثاني هو: وجودf األسلحة معهم بشكل دائم، فهي تfساعدfهم

لf عليهمf عملية االنتحار. أو تسه وقد وfجد أن ثمانين بالمائة من حوادث انتحار الضباط

تتم بسالحهم الخاص، في ثالثة أيام متتالية انتحرباط، كل منهم بواسطة مسدسه الميري« . fة ضfثالث

رة شريعة سهلة مfيسماحة إن مما يfثلجf صدر المسلم ظاهرةf اليfسر والس

{ ما أنزلنا عليك1في الشريعة اإلسالمية }طه }fكلفfسرى{ ، }ال يfك للي fر رآن لتشقى{ ، }ونfيس fالق وfسعها{ ، }ال يfكلفf اللهf نفسا إال ما اللهf نفسا إال

fم في الدين من حرج{ ، آتاها{ ، }وما جعل عليكم fم إصره fعنه fويضع{

Page 207: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/305)

واألغالل التي كانت عليهم{ ، }فإن مع العfسر يfسرا { إن مع العfسر يfسرا{ ، }ربنا ال تfؤاخذنا إن نسينا5}

أو أخطأنا ربنا وال تحمل علينا إصرا كما حملتهf علىلنا ما ال طاقة لنا به الذين من قبلنا ربنا وال تfحم

رنا fعنا واغفر لنا وارحمنا أنت موالنا فانص fواعف على القوم الكافرين{ .

فع عن أfمتي الخطأf والنسيانf وما استfكرهfوا fر(( عليه(( ، ))إن الدين يfسر، ولن يfشاد الدين أحد إال

fعثتfوا(( ، ))ب fوا وأبشرfوا وقاربfغلبه(( ، سدد ه(( . fدينكم أيسر fمحة(( ، ))خير بالحنيفية الس

عfرضت على شاعر معاصر في دولة وزارة يتوالها،ة، وحاته الحق fك طموحاته ورساالته وأطر fعلى أن يتر

فقال:را طليقا غريبا fوا ... فؤادي حfواترك fمfذوا كل دنياك fخ

فإني أعظمfكم ثروة ... وإن خلتfمfوني وحيدا سلينا

س للراحة fسfأ

هـ مقالة1415 / 4 / 3في مجلة )أهال وسهال( بتاريخ بعنوان »عشرون وصفة لتجنب القلق« بقلم د.

حسان شمسي باشا.من معاني هذه المقالة:

رغ منهf، وإن كل شيء بقضاء وقدر، fإن األجل قد ف فال يأسف العبدf، وال يحزن على ما يجري. إن رزق

المخلوق عند الخالق في السماء، فال يملكfه

(1/306)

فf فيه قوم، وال يمنعfه إنسان. وإن أحد، وال يتصر الماضي قد ذهب بهمومه وغمومه، وانتهى فلن يعود، ولو اجتمع العالمf بأسره على إعادته. وإن

المستقبل في عالم الغيب، ولم يحضر إلى اآلن، ولم يستأذن عليك، فال تستدعه حتى يأتي. وإن اإلحسان إلى الناس يfضفي على القلب سرورا، وعلى الصدر انشراحا، وهو يعودf على مfسديه أعظم بركة وثواب

Page 208: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأجر وراحة ممن أfسدي إليه. ومن شيم المؤمن عدمf االكتراث بالنقد الجائرتم حتى رب ب والش الظالم، فلم يسلم من الس

، تقدست fالجميل fالجليل fالعالمين، الذي هو الكامل أسماؤfه.

قلتf في أبيات لي:ئت ... ويظل يfقلقf قلبك فعالم تحرقf أدمfعا قد وfض

fاإلرهابfوكل بها ربا جليال كلما ... نام الخلي تفتحت أبواب

احذر العشق

. ور، فإنها هم حاضر، وكدر مستمر إياك وعشق الص من سعادة المسلم يfعدfه عن تأوهات الشعراء وولههم

وعشقهم، وشكواهfم الهجر والوصل والفراق، فإنfهواه fهذا من فراغ القلب }أفرأيت من اتخذ إلهه

وأضلهf اللهf على علم وختم على سمعه وقلبه وجعلعلى بصره غشاوة{ .

fطالبfفمن الم ... fه fوأنا الذي جلب المنية طرف fالقاتل fوالقتيل

(1/307)

والمعنى: إنني أستحق وأستأهلf ما ذfقتf من األلموالحسرة؛ ألنني المتسببf األعظمf فيما جرى لي. وآخرf أندلس يتباهى بكثرة هيامه وعشقه وولهه،

: fفيقولوع بالجوى حي fقبلي ... ور fشكا ألم الفراق الناس

fوميت وأما مثلما ضمت ضلوعي ... فإني ما سمعتf وال

fرأيت

ولو ضم بين ضلوعه التقوى والذكر وروحانية وربانية، لوصل إلى الحق، ولعر الدليل، وألبصر

يطان ا ينزغنك من الش شد، ولسلك الجادة: }وإم الرم fه نزغ فاستعذ بالله{ ، }إن الذين اتقوا إذا مس

ون{ . fبصر وا فإذا هfم م fر يطان تذك ن الش طائف م إن ابن القيم عالج هذه المسألة عالجا شافيا كافيا

Page 209: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

في كتابه )الداءf والدواءf( فليfرجع إليه.إن للعشق أسبابا منها:

كره1 fبه سبحانه وتعالى وذكره وش fمن ح fفراغ . وعبادته.

. إطالقf البصر، فإنهf رائد يجلبf على القلب أحزانا2وا من أبصارهم ؤمنين يغfض fل للمfوهموما: }ق

م{ ، ))النظرةf سهم من سهام fوجه fر fوا فfويحفظ إبليس(( .

وأنت متى أرسلت طرفك رائدا ... إلى كل عينfأتعبتك المناظر

رأيت الذي ال كfله أنت قادر ... عليه وال عن بعضه أنتfصابر

(1/308)

. التقصيرf في العبودية، والتقصيرf في الذكر3الة تنهى عن الفحشاء والدعاء والنوافل }إن الص

والمfنكر{ .:fالعشق، فمنه fأم دواء

وء والفحشاء إنهf من عبادنا }كذلك لنصرف عنهf السخلصين{ . fالم

. االنطراحf على عتبات العبودية، وسؤالf المولى1فاء والعافية. الش

م{ ،2 fوجه fر fوا فfالفرج }ويحفظ fوغض البصر وحفظ . وجهم حافظfون{ . fر fم لف fوالذين ه{

، وتركf بيته وموطنه3 fديار من تعلق به القلب fوهجر . وذكره.

م كانfوا4 fباألعمال الصالحة: }إنه fواالشتغال . يfسارعfون في الخيرات ويدعfوننا رغبا ورهبا{ .

وا ما طاب لكfم من5 fرعي }فانكح واجf الش . والزسكfم fن أنف النساء{ ، }ومن آياته أن خلق لكfم م أزواجا لتسكfنfوا إليها{ ، ))يا معشر الشباب، من

استطاع منكمf الباءة فليتزوج(( .

حقوقf األخوة

مما يfسعدf أخاك المسلم أن تfناديه بأحب األسماء إليه.fاللقب fوءة بfهf والس أfكنيه حين أfناديه ألfكرمهf ... وال أfلق

Page 210: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/309)

وأن تهش وتبش في وجهه ))ولو أن تلقى أخاكمfك في وجه أخيك صدقة(( . وأن بوجه طلق(( ، ))تبسعهf على الحديث معك - أي تترك له فرصة ليتكلم تشج

عن نفسه وعن أخباره - وتأل عن أموره العامة والخاصة، التي ال حرج في السؤال عنها، وأن تهتم

بأموره ))من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم(( ،م أولياء بعض{ . fه fبعض fؤمنات fون والمfؤمن fوالم{ ومنها: أن ال تلومه وال تعذله على شيء مضى

وانتهى، وال تحرجه بالمزاح: ))ال تfمار أخاك والتfمازحه، وال تعدهf موعدا فتfخلفه(( .

»أسرار في الذنوب.. ولكن ال تذنب!«

ذكر بعضf أهل العلم: أن الذنب كالختم على العبد،fجب، وكثرةfظهر الع fومن أسرارها بعد التوبة: قصم

fواالنكسار fه االستغفار والتوبةf واإلنابةf والتوج والندامة، ووقوع القضاء والقدر، والتسليمf بعبودية

مfقابلة القضاء والقدر.قf أسماء الله الحسنى وصفاته العfلى ومنها: تحق

مثل: الرحيم والغفور والتواب.

اطلfب الرزق وال تحرص

سبحان الخالق الرازق، أعطى الدودة رزقها في الطين، والسمكة في الماء، والطائر في الهواء،

ماء. والنملة في الظلماء، والحية بين الصخور الص ذكر ابنf الجوزي لطيفة من اللطائف: أن حيةf عمياء كانت في رأس نخلة، فكان يأتيها عصفور بلحم في

ر، فمه، فإذا اقترب منها ورور وصف

(1/310)

فتفتحf فاها، فيضعf اللحم فيه سبحان من سخر هذاfمم أمثالfكfم{ . أ لهذه }وال طائر يطيرf بجناحيه إال

هf ... فاسألهf من ذا م fس fث fوإذا ترى الثعبان ينف

Page 211: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

موم حشاكا بالسم واسألهf كيف تعيشf يا ثعبانf أو ... تحيا وهذا الس

يمألf فاكا

ها في المحراب fيأتيها رزق fعليها السالم fكانت مريم صباح مساء، فقيل لها: }يا مريمf أنى لك هذا قالت

قf من يشاءf بغير fو من عند الله إن الله يرز fه حساب{ .

ن ال تحزن فرزقfك مضمون }وال تقتfلfوا أوالدكfم مكfم وإياهfم{ . لتعلم البشريةf أن رازق fق fنرز fإمالق نحن

الوالد، هو الذي لم يلد ولم يولد.م fه fق fنرز fم خشية إمالق نحنf }وال تقتfلfوا أوالدك

وإياكfم{ إن صاحب الخزائن الكبرى جل في عالهf قدل بالرزق، فبم القلقf والزعيمf بذلك اللهf؟! تكف

. }fوا له fرfواشك fوهfدfزق واعب }فابتغfوا عند الله الرني ويسقين{ . fطعمfو ي fوالذي ه{

وقفة »أما الصالةf فشأfنها في تفريغ القلب وتقويته،

fوشرحه، وابتهاجه ولذته، أكبر شأن، وفيها اتصال ربه والتنعم بذكره، واالبتهاج fوح بالله، وق القلب والرناجاته، والوقوف بين يديه، واستعمال جميع البدن fبم

واهf وآالته fوق

(1/311)

في عبوديته، وإعطاء كل عضو حظه منها، واشتغاله عن التعلق بالخلق ومfالبستهم ومfحاورتهم، وانجذاب

قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره، وراحته من عدوه حالة الصالة ما صارت به من أكبر األدوية

والمفرحات واألغذية التي ال تfالئمf إال القلوب الصحيحة. وأما القلوبf العليلةf فهي كاألبدان، ال

. »fالفاضلة fناسبها إال األغذيةfت »فالصالةf من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا

واآلخرة، ودفع مفاسد الدنيا واآلخرة، وهي منهاة عن اإلثم، ودافعة ألدواء القلوب، ومطردة للداء عن

طة بيضة للوجه، ومنش fنورة للقلب، وم fالجسد، وم للجوارح والنفس، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم،

Page 212: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وناصرة للمظلوم، وقامعة ألخالط الشهوات، وحافظة للنعمة، ودافعة للنقمة، ومfنزلة للرحمة، وكاشفة

للغمة« .

شريعة سمحةحf العبد المسلم، ما في الشريعة من الثواب ا يfفر ممرات الجزيل والعطاء الضخم، يتجلى ذلك في المكفه من الذنوب. والحسنات fر العشر، كالتوحيد وما يكف

الماحية، كالصالة، والجمعة إلى الجمعة، والعمرة إلى، والصوم، ونحو ذلك من األعمال العمرة، والحج

الصالحة. وما هناك من مfضاعفة األعمال الصالحة، كالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى

أضعاف كثيرة. ومنها التوبةf تجfب ما قبلها من الذنوبرةf فال يصيبf المؤمن والخطايا. ومنها المصائبf المكف

fومنها دعوات .fبه من خطاياه fر الله من أذى إال كف المسلمين لهf بظهر الغيب. ومنها ما يfصيبfه من الكرب

وقت الموت.

(1/312)

ومنها شفاعةf المسلمين له وقت الصالة عليه. ومنهاfسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، ورحمة fشفاعة

أرحم الراحمين تبارك وتعالى }وإن تعfدوا نعمة الله الfم نعمهf ظاهرة وباطنة{ . وها{ ، }وأسبغ عليك fحصfت

}ال تخف إنك أنت األعلى{

ات: أوجس موسى في نفسه خيفة ثالث مر األولى: عندما دخل ديوان الطاغية فرعون، فقال:

:fط علينا أو أن يطغى{ ، قال الله fأن يفر fإننا نخاف{ }قال ال تخافا إنني معكfما أسمعf وأرى{ .

وحقيق بالمؤمن أن تكون في ذاكرته وفي خلده: التخف، إنني أسمعf وأرى.

والثانية: عندما ألقى السحرةf عصيهم، فأوجس فينفسه خيفة موسى.

فقال الله تعالى: }ال تخف إنك أنت األعلى{ .:fفرعون بجنوده، فقال له الله fلما أتبعه :fالثالثة

}اضرب بعصاك{ وقال موسى: }كال إن معي ربي

Page 213: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

سيهدين{ .

إياك وأربعادر: أربع تfورثf ضنك المعيشة وكدر الخاطر وضيق الص

ضا األولى: التسخطf من قضاء الله وقدره، وعدمf الربه.

و من fل ه fفي المعاصي بال توبة }ق fالوقوع :fالثانية سكfم{ ، }فبما كسبت أيديكfم{ . fعند أنف

(1/313)

ب االنتقام منهم، fعلى الناس، وح fالحقد :fالثالثة دfون fمن فضله }أم يحس fالله fمfهم على ما آتاهfوحسد

الناس على ما آتاهfمf اللهf من فضله{ ، ))ال راحةلحسود(( .

الرابعةf: اإلعراضf عن ذكر الله }ومن أعرض عنذكري فإن لهf معيشة ضنكا{ .

اسكfن إلى ربك

راحةf العبد في سكونه إلى ربه سبحانه وتعالى. وقد ذكر اللهf السكينة في مواطن من كتابه عز منوله وعلى fعلى رس fسكينته fقائل، فقال: }أنزل الله

كينة عليهم{ ، }ثfم أنزل ؤمنين{ ، }فأنزل الس fالم fسكينته fوله{ ، }فأنزل الله fعلى رس fسكينته fالله

عليه{ .fب، أو رسوخ كينةf هي ثباتf القلب إلى الر والس

كfونf الخاطر توكال على fالجنان ثقة بالرحمن، أو س القادر. والسكينةf هدوءf لواعج النفس وسكونfها،

كfودfها وعدمf تفلتها، وهي حالة من fها ور fواستئناس م من مزالق fهfنقذfاإليمان، ت fاألمن، يحظى بها أهل

ط، وهي ك والتسخ الحيرة واالضطراب، ومهاوي الش،fكره لمواله fبحسب والية العبد لربه، وذكره وش

واستقامته على أمره، واتباع رسوله - صلى الله عليهكه بهديه، وحبه لخالقه، وثقته في وسلم -، وتمس

مالك أمره، واإلعراض عم سواهf، وهجر ما عداهf، ال يدعو إال الله، وال يعبدf إال أياهf }يfثبتf اللهf الذين آمنfوا

بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي اآلخرة{ .

Page 214: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/314)

كلمتان عظيمتان

قال اإلمامf أحمد: كلمتان نفعني اللهf بهما في المحنة،fبس في شرب الخمر، فقال: يا أحمدfل ح fاألولى: لرج

لدfتf في الخمر fنة، وأنا ج اثبت، فإنك تfجلدf في السم يألمfون fون فإنهfوا تألمfونf . }إن تك fمرارا، وقد صبرت ون{ ، }فاصبر fون من الله ما ال يرج fكما تألمون وترج

نك الذين ال يfوقنfون{ . إن وعد الله حق وال يستخف الثانيةf: ألعرابي قال لإلمام أحمد - واإلمامf أحمدf قد

،fخذ إلى الحبس، وهو مقيد بالسالسل: يا أحمدfأ لf الجنة من هنا. fقتل من هنا، وتدخfاصبر، فإنما ت

م فيها fورضوان وجنات له fنه م برحمة م fم ربه fه fر }يfبشقيم{ . نعيم م

من فوائد المصائب استخرجf مكنون عبودية الدعاء، قال أحدfهم: سبحانوا في األثر: أن الله fمن استخرج الدعاء بالبالء. وذكر ابتلى عبدا صالحا من عباده، وقال لمالئكته: ألسمع

صوتهf. يعني: بالدعاء واإللحاح. ومنها: كسرf جماح النفس وغيها؛ ألن الله يقول:

آهf استغنى{ .6}كال إن اإلنسان ليطغى } { أن ر ومنها: عطفf الناس وحبهم ودعاؤfهم للمصاب، فإن

الناس يتضامنون ويتعاطفون مع من أfصيب ومنابتfلي.

(1/315)

ومنها: صرفf ما هو أعظمf من تلك المصيبة، فغنهاارة للذنوب صغيرة بالنسبة ألكبر منها، ثم هي كف

والخطايا، وأجر عند الله ومثوبة. فإذا علم العبدf أن هذه ثمارf المصيبة أنس بها وارتاح، ولم ينزعج ويقنط

ون أجرهfم بغير حساب{ . fابر }إنما يfوفى الص

العلم هfدى وشفاء:

Page 215: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

داواة النفوس( أن من فوائد fحزم في )م fذكر ابن العلم: نفي الوسواس عن النفس، وطرد الهموم

والغموم واألحزان.ة لمن أحب العلم وشغف به وهذا كالم صحيح خاص

ه. fه وأثرfوعمل به وظهر عليه نفع ،fوزاولهع وقته، فوقت للحفظ فعلى طالب العلم أن يوز

ة، ووقت والتكرار واإلعادة، ووقت للمطالعة العامل لالستنباط، ووقت للجمع والترتيب، ووقت للتأم

والتدبر.ته في الثريا ال رجلfه في الثرى ... وهامةf هم fن رجfفك

عسى أن يكون خيرا

للسيوطي كتاب بعنوان )األرجf في الفرج( : ذكر من كالم أهل العلم ما مجموعfه يfفيدfنا أن المحاب كثيرة في المكاره، وأن المصائب تfسفرf عن عجائب وعن

فها وانجالئها. رغائب ال يfدركfها العبدf، إال بعد تكش

(1/316)

ك ما يدري الفتى كيف يتقي ... نوائب هذا fلعمر fالدهر أم كيف يحذر

ه ... وما ال يرى مما fتقى فيخافfا ي يرى الشيء ممfأكبر fيقي الله

السعادةf موهبة ربانية

ليس عجبا أن يكون هناك نفر من الناس يجلسونال ال يجدf احدfهم إال ما يكفي على األرصفة، وهم عfم

هم fيومه وليلته، ومع ذلك يبتسمون للحياة، صدور منشرحة وأجسامfهم قوية، وقلوبfهم مطمئنة، وما، ولم fذلك إال ألنهم عرفوا أن الحياة إنما هي اليوم يشتغلوا بتذكر الماضي وال بالمستقبل وإنما أفنوا

أعمارهم في أعمالهم. وما أfبالي إذا نفسي تطاوعfني ... على النجاة بمن قد

عاش أو هلكا

وقارن بين هؤالء وبين أناس يسكنون القصور والدور

Page 216: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وا في فراغ وهواجس ووساوس، fالفاخرة، ولكنهم بق ، وذهب بهم كل مذهب. مf الهم fفشتته

ناخا لراكب ... فكfل بعيد الهم fذي الدنيا م fلحا الله fعذبfفيها م

الذكرf الجميلf عمر طويل

من سعادة العبد المسلم أن يكون لهf عمر ثان، وهو، وعجبا لمن وجد الذكر الحسن رخيصا، fالحسن fالذكر

ولم يشتره بماله وجاهه وسعيه وعمله.

(1/317)

وقد سبق معنا أن إبراهيم عليه السالمf طلب من ربهfوالدعاء ، fالحسن fلسان صدق في اآلخرين، وهو: الثناء

له.سن fناس خلدوا ثناء حسنا في العالم بحfأل fوعجبت

صنيعهم وبكرمهم وبذلهم، حتى إن عfمر سأل أبناء هرم بن سنان: ماذا أعطاكم زهير، وماذا أعطيتfموهf؟: ذهب والله ما fماال. قال عمر fقالوا: مدحنا، وأعطيناه

أعطيتموهf، وبقي ما أعطاكم.يعني: الثناءf والمديحf بقي لهم أبد الدهر.

رور الذي ا أن تfواسيهf ... عند الس أولى البرية طfرواساك في الحزن

هم في fوا ... من كان يألف fوا ذكرfرسلfإن الكرام إذا ما أ المنزل الخشن

أfمهاتf المراثيهناك ثالثf قصائد خلدت من قيلت فيهم:

دf الدولة، فرثاهf أبو fعض fقتله ، fالشهير fبقية الوزير fابن الحسن األنباري بقصيدته الرائعة العامرة، ومنها:

عfلfو في الحياة وفي الممات ... لحق تلك إحدىالمfعجزات

كأن الناس حولك حين قاموا ... وفودf نداك أيامالت الص

الة وا قياما للص fكأنك واقف فيهم خطيبا ... وهم وقف

(1/318)

Page 217: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

مددت يديك نحوهمfو اختفاء ... كمدهما إليهم بالهبات ولما ضاق بطنf األرض عن أن ... يfواروا فيه تلك

مات fالمكر أصاروا الجو قبرك واستعاضوا ... عليك اليوم صوت

النائحات وما لك تfربة فأقولf تfسقى ... ألنك نfصب هطل

الهاطالتعليك تحية الرحمن تترى ... بتبريك الفؤاد الرائحاتاظ ف fراس وح fرعى ... بحfت fوس تبات fلعظمك في النف

ثقاتوتfوقدf حولك النيرانf ليال ... كذلك كfنت أيام الحياة

ما أجمل العبارات، وما أجمل األبيات، وما أنبل هذهثfل، وما أضخم هذه المعاني. الله ما أجملها من fالم

أوسمة، وما أحسنها من تيجان!!ا سمع هذه األبيات عضدf الدولة الذي قتلهf، دمعت لملبت، وقيلت fوص fتلت fوالله أنني ق fعيناه وقال: وددت

. في ويfقتلf محمدf بنf حميد الطوسي في سبيل الله،

فيقولf أبو تمام يرثيه: كذا فليجل الخطبf وليفدح األمرf ... فليس لعين لم

fذرfيفض ماؤها عغل عن fد ... وأصبح في ش يت اآلمالf بعد محم تfوف

fفر فر الس السمرا فما دجى ... لها الليلf إال وهي fترد ثياب الموت ح

fضر fس خfند fمن س

إلى آخر ما قال في تلك القصيدة الماتعة، فسمعها. fوقال: ما مات من قيلت فيه هذه األبيات ، fالمعتصم

(1/319)

تيبة بن مسلم القائد fكريما آخر في ساللة ق fورأيت الشهير، هذا الكريمf بذل ماله وجاههf، وواسى

المنكوبين، ووقف مع المصابين وأعطى المساكين،ا مات، وأطعم الجائعين، وكان مالذا للخائفين، فلم

قال أحدf الشعراء:

Page 218: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

مضى ابنf سعيد حين لم يبق مشرق ... وال مغرب غالfفيه مادح fله

ه ... على الناس حتى وما كنتf أدري ما فواضلf كفfفائح غيبتهf الص

وأصبح في لحد من األرض ضيق ... وكانت به حياfالصحاصح fتضيق

سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تفض ... فحسبfك منيfما تجن الجوابح

زء وإن جل جازع ... وال بسرور بعد fفما أنا من ر fموتك فارح

م ... على أحد إال fمت حي سواك ولم تقfكأن لم ي fعليك النوائح

ها ... لقد عظمت من fمت فيك المراثي وذكرfلئن عظ fفيك المدائح fقبل

وهذا أبو نواس يكتبf تاريخ الخصيب أمير مصر،: fويسجل في دفتر الزمان اسمه فيقول

ر أرض الخصيب ركابfنا ... فأي بالد بعدهن fإذا لم تز fتزور

fحيث fالجود fجود وال حل دونه ... ولكن يسير fفما جازه fيسير

سن الثناء بماله ... ويعلمf أن الدائرات fفتى يشتري ح fتدور

ثم ال يذكfرf الناسf من حياة الخصيب، وال من أيامه إالهذه األبيات.

(1/320)

وقفة

ولf به بيننا وبين fاللهم اقسم لنا من خشيتك ما تح(( معاصيك، ومن طاعتك ما تfبلfغfنا به جنتك، ومن اليقين

ما تfهونf به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعناتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، وأبصارنا وقو

رنا على من عادانا، fواجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانص وال تجعل مصيبتنا في ديننا، وال تجعل الدنيا أكبر

همنا، وال مبلغ علمنا، وال تfسلط علينا بذنوبنا من ال

Page 219: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

نا(( . fيرحمقال علي بنf مقلة:

إذا اشتملت على اليأس القلوبf ... وضاق لما بهfحيب درf الر الص

وأوطنت المكارهf واطمأنت ... وأرست في أماكنهاfالخطوب

وجها ... وال أغنى بحيلته ر ولم تر النكشاف الضfاألريب

fن به القريبfغوث ... يم fوطك منهfن fأتاك على ق fستجيبfالم

وكfل الحادثات وإن تناهت ... فموصول بها فرجfقريب

fوال يهضم fرب ال يظلم

أال يحق لك أن تسعد، وأن تهدأ وأن تسكن إلى موعود الله، إذا علمت أن في السماء ربا عادال، وحكما

مfنصفا، أدخل امرأةf الجنة في كلب، وأدخل امرأةة. النار في هر

(1/321)

فتلك امرأة بغي من بني إسرائيل، سقت كلبا على ظمأ، فغفر اللهf لها وأدخلها الجنة، لما قام في قلبها

من إخالص العمل لله. وهذه حبست قطة في غfرفة، ال هي أطعمتها، وال

سقتها، وال تركتها تأكلf من خشاش األرض، فأدخلهااللهf النار.

فهذا ينفعfك ويfثلجf صدرك بحيثf تعلمf أنه سبحانه وتعالى يجزي على القليل، ويfثيبf على العمل

الصغير، ويfكافئf عبدهf على الحقير.fوعند البخاري مرفوعا: ))أربعون خصلة، أعالها منحة العنز ما من عامل يعملf بخصلة منها رجاء موعودها

وتصديق ثوابها إال أدخله اللهf الجنة(( }فمن يعمل{ fة خيرا يره ة شرا7مثقال ذر { ومن يعمل مثقال ذر

يئات{ . يرهf{ ، }إن الحسنات يfذهبن السج عن مكروب، وأعط محروما، وانصر مظلوما، فر

وأطعم جائعا، واسق ظامئا، وعfد مريضا، وشيع

Page 220: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

د أfعمى، وأرشد تائها، وأكرم fجنازة، وواس مصابا، وق ضيفا، وبر جارا، واحترم كبيرا، وارحم صغيرا، وابذfل

طعامك، وتصدق بدرهمك، وأحسن لفظك، وكfفأذاك، فإنه صدقة لك.

إن هذه المعاني الجميلة، والصفات السامية، من أعظم ما يجلبf السعادة، وانشراح الصدر، وطرد الهم

والغم والقلق والحزن.لfق الجميل، لو كان رجال لكان حسن fلله در الخ

الشارة، طيب الرائحة حسن الذكر، باسم الوجه.

(1/322)

اكتب تأريخك بنفسك كنتf جالسا في الحرم في شدة الحر، قبل صالةfباشرfالظهر بساعة، فقام رجل شيخ كبير، وأخذ ي

على الناس بالماء البارد، فيأخذf بيده اليfمنى كوبا، وفي اليfسرى كوبا، ويسقيهمf من ماء زمزم، فكلما شرب شارب، عاد فأسقى جارهf، حتى أسقى فئاما

fجلوس كل ينتظر fوالناس ، fه يتصبب fمن الناس، وعرق دوره ليشرب من يد هذه الشيخ الكبير، فعجبتf من جلده ومن صبره ومن حبه للخير، ومن إعطائه هذا

، وعلمتf أن الخير يسير على fم الماء للناس وهو يتبسه اللهf عليه، وأن فعل الجميل سهل على من من يسر

لهf اللهf عليه، وأن لله ادخارات من اإلحسان، سهها من يشاءf من عباده، وأن اللهf يfجري الفضائل fيمنح

ين، يحبون الخير ولو كانت قليلة على يد أناس خيرر لهم. لعباد الله، ويكرهون الش

ضf نفسه للخطر في الهجرة، حماية أبو بكر يعرللرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وحاتمf ينامf جائعا، ليشبع ضيوفه.وأبو عبيدة يسهرf على راحة جيش المسلمين.

وعمرf يطوفf المدينة والناسf نيام.مادة، ليfطعم الناس. ويتلوى من الجوع عام الر

د، ليقي رسول الله fحfوأبو طلحة يتلقى السهام في أ - صلى الله عليه وسلم -.

وابنf المبارك يfباشرf على الناس بالطعام وهو صائم. ذهبوا يرون الذكر عمرا ثانيا ... ومضوا يعدون الثناء

خلودا

Page 221: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

به مسكينا ويتيما وأسيرا{ fون الطعام على حfطعمfوي{ .

(1/323)

أنصت لكالم الله

هدئ أعصابك باإلنصات إلى كتاب ربك، تالوة مfمتعة حسنة مؤثرة من كتاب الله، تسمعfها من قارئ مجود

، حسن الصوت، تصلfك على رضوان الله عز وجل وتfضفي على نفسك السكينة، وعلى قلبك يقينا

وبردا وسالما. كان - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يسمع القرآن

من غيره، وكان - صلى الله عليه وسلم - يتأثرf إذا سمع القرآن من سواهf، وكان يطلfبf من أصحابه أن

- fهو، فيستأنس fنزل عليه القرآنfيقرؤوا عليه، وقد أ . fويرتاح fصلى الله عليه وسلم - ويخشع

إن لك فيه أسوة أن يكون لك دقائقf، أو وقت من اليوم أو الليل، تفتحf فيه المذياع أو مسجال، لتستمع

. إلى القارئ الذي يعجبfك، وهو يتلو كالم الله عز وجلة الحياة وبلبلة الناس، وتشويش اآلخرين، إن ضج

واك، وبتشتيت خاطرك. وليس fكفيل بإزعاجك، وهد ق لك سكينة وال طمأنينة، إال في كتاب ربك وفي ذكر م بذكر الله أال fهfوبfل fوا وتطمئن قfموالك: }الذين آمن

. } fوبfل fبذكر الله تطمئن الق يأمرf - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فيقرأ

عليه من سورة النساء، فيبكي - صلى الله عليه: fه على خده، ويقولfوسلم - حتى تنهمر دموع

))حسبfك اآلن(( . ويمر بأبي موسى األشعري، وهو يقرأf في المسجد،

فيfنصتf لهf، فيقولf له في الصباح: ))لو رأيتني البارحة وأنا أستمعf لقراءتك(( ، قال أبو موسى: لو

أعلمf يا رسول الله أنك تستمعf لي، لحبرتfهf لك تحبيرا.

(1/324)

Page 222: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عند ابن أبي حاتم يمر - صلى الله عليه وسلم - بعجوز، فيfنصت إليها من وراء بابها، وهي تقرأf }هل

: fها، فيقول fر أتاك حديثf الغاشية{ ، تعيدfها وتكر))نعم أتاني، نعم أتاني(( .

إن لالستماع حالوة، ولإلنصات طالوة. أحدf الكfتاب الالمعين المسلمين سافر إلى أوربا،

فأبحر في سفينة، وركبتf معه امرأة من يوغسالفيا،fلم ومن قهر تيتو، فأدركته صالةfت من ظ شيوعية فر

الجمعة مع زمالئه، فقام فخطبهم، ثم صلى بهمfال تجيد fوقرأ سورة األعلى والغاشية، وكانت المرأة العربية، كانت تfنصتf إلى الكالم وإلى الجرس وإلى

النغمة، وبعد الصالة سألت هذا الكاتب عن هذه اآليات؟ فأخبرها أنها من كالم الله عز وجل، فبقيت

مدهوشة مذهولة، قال: ولم تمكني لغتي ألدعfوها إلى اإلسالم: }قfل لئن اجتمعت اإلنسf والجن على أن

م fه fون بمثله ولو كان بعضfرآن ال يأت fوا بمثل هذا القfيأت لبعض ظهيرا{ .

إن للقرآن سلطانا على القلوب، وهيبة على األرواح،وقوة مؤثرة فاعلة على النفوس.

عجبتf ألناس من السلف األخبار، ومن المتقدمين األبرار، انهدوا أمام تأثير القرآن، وأمام إيقاعاته

رآن على fالهائلة الصادقة النافذة: }لو أنزلنا هذا الق ن خشية الله{ . تصدعا م جبل لرأيتهf خاشعا م

ا سمع أباه فذاك علي بنf الفfضيل بن عياض يموتf لمسئfولfون } م م fم إنه fوه fوقف{ :fم ال24يقرأf { ما لك

ون{ . fتناصر

(1/325)

وعمرf رضي اللهf عنه وأرضاهf من سماعه آلية، ويبقى، كما ذكر fالمريض fعادfكما ي ،fعادfمريضا شهرا كامال ي

يرت به الجبالf أو fرآنا س fكثير. }ولو أن ق fذلك ابن قfطعت به األرضf أو كfلم به الموتى{ .

:fوهب، مر يوم الجمعة فسمع غالما يقرأ fالله بنfوعبد ون في النار ... { فأfغمي عليه، ونfقل إلى }وإذ يتحاج بيته، وبقي ثالثة أيام مريضا، ومات في اليوم الرابع.

. ذكره الذهبيfوأخبرني عالم أنه صلى في المدينة، فقرأ القارئ

Page 223: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بسورة الواقعة، قال: فأصابني من الذهول ومنكf بغير إرادة الوجل ما جعلني اهتز مكاني، وأتحر

fمني، مع بكاء، ودمع غزير. }فبأي حديث بعده يfؤمنfون{ .

ولكن ما عالقةf هذا الحديث بموضوعنا عن السعادة؟!ه اإلنسانf في األربع fإن التشويش الذي يعيش

والعشرين ساعة كفيل أن يfفقده وعيهf، وأن يfقلقه، وأن يfصيبه باإلحباط، فإذا رجع وأنصت وسمع وتدبر

كالم المولى، بصوت حسن من قارئ خاشع، ثاب إليهت بالبلهf، وسكنت شدfه، وعادت إليه نفسهf، وقر fر ه. إنني أfحذرك بهذا الكالم عن قوم جعلfوا fلواعج

الموسيقى أسباب أfنسهم وسعادتهم وارتياحهم،ح كثير منهم بأن أجمل وكتبfوا في ذلك كfتfبا، وتبج

األوقات وأفضل الساعات يوم يfنصت إلى الموسيقى، بل إن الكfتاب الغربيين الذين كتبfوا عن

السعادة وطرد القلق يجعلون من عوامل السعادة مfكاء م عند البيت إال fهfالموسيقى. }وما كان صالت

ون{ . fر fوتصدية{ ، }سامرا تهج

(1/326)

م، وعندنا الخيرf الذي إن هذا بديل آثم، واستماع محرfدق نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والص، الذي تضمنه كتاب الله عز fالحكيم fاشد والتوجيهf الر

: }ال يأتيه الباطلf من بين يديه وال من خلفه وجلن حكيم حميد{ . تنزيل م

فسماعنا للقرآن سماع إيماني شرعي محمدي سنيوا من fا عرف م تفيضf من الدمع مم fنهfترى أعي{

الحق{ ، وسماعfهم للموسيقى سماع اله عابث، الفهاءf من الناس يقومf به إال الجهلةf والحمقى والس

}ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليfضل عنسبيل الله{ .

كل يبحثf عن السعادة ولكن للعالم اإلسكافي كتاب بعنوان )لfطفf التدبير( وهو

اذ جذاب جالب، مؤدى الكالم فيه كتاب جم الفائدة، أخfيادة، فإذا االحتيال البحثf عن السيادة والسعادة والر

والمكرf والدهاءf، وضرب من السياسة، وأفانينf من

Page 224: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

االلتواء، فعلها كثير من الملوك والرؤساء، واألدباء والشعراء، وبعض العلماء، كلهم يريدf أن يهدأ وأن

يرتاح، وأن يحصل على مطلوبه، حتى إنهf من عناوينهذا الكتاب:

في لطف التدبير، تسكيرf شغب، وإصالحf نفار أو ذاتfكايدةfفي مكائد األعداء، م fالمنهزم fبين، ماذا يفعل

صغير لكبير، في دفع مكروه بقول، في دفع مكروه بمكروه، في دفع مكروه بلfطف، في لfطف التدبير في دفع مكروه، في مfداراة سلطان، في االنتقاملك، في الخالص من نقمة في الفتك fمن سالب م

واالحتراز منfه في إظهار أمر إلخفاء غيره. إلى آخرتلك األبواب.

(1/327)

ووجدتf أن الجميع كلهم يبحثون عن السعادة واالطمئنان، ولكن قليل منهم من اهتدى إلى ذلك

ووfفق لنيلها. وخرجتf من الكتاب بثالث فوائد: األولى: أن من لم يجعل الله نصب عينيه، عادت

ه أتراحا، وخيراتfه نكبات fه خسائر وأفراحfفوائد ن حيثf ال يعلمfون{ . م م fه fسنستدرج{

عبة التي يسعى إليها الثانية: أن الطرق الملتوية الص كثير من الناس في غير الشريعة، لنيل السعادة،

ق أسهل وأقرب - في طريق الشرع fرfيجدونها - بط م فعلfوا ما يfوعظfون به لكان خيرا fالمحمدي، }ولو أنه

م وأشد تثبيتا{ فينالون خير الدنيا وخير اآلخرة. fله الثالثة: أن أfناسا ذهبت عليهم دنياهم وأخراهم، وهم

نعا، وينالون سعادة، فما fحسنون صfنون أنهم يfيظ وا بهذه وال بتلك، والسببf إعراضfهم عن الطريق fظفر لهf، وأنزل به كتبه، وهي fس fبه ر fالصحيح الذي بعث الله

طلبf الحق، وقولf الصدق، }تمت كلمتf ربك صدقابدل لكلماته{ . fوعدال ال م

كان أحدf الوزراء في لهوه وطربه، فأصابه غم كاتم،وهم جاثم فصرخ:

أال موت يfباعf فأشتريه ... فهذا العيشf ما ال خير فيها يليه إذا أبصرتf قبرا من بعيد ... وددتf لو أنني ممر ... تصدق بالوفاة على fنفس ح fأال رحم المهيمن

أخيه

Page 225: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/328)

وقفة

فاهية خاء: أي في حال الر »فليfكثر الدعاء في الر واألمن والعافية؛ ألن من سمة المؤمن الشاكر

الحازم، أن يريش الشهم قبل الرمي، ويلتجئ إلىقي والمؤمن الله قبل االضطرار، بخالف الكافر الشنيبا إليه ثfم fم fر دعا ربه fالغبي }وإذا مس اإلنسان ض fو إليه من قبلfنسي ما كان يدع fنه لهf نعمة م إذا خو

وجعل لله أندادا{ .دائد فتعين على من يريدf النجاة من ورطات الش

ه إلى والغfموم، أن ال يفعل بقلبه ولسانه عن التوج حضرة الحق - تقدس - بالحمد واالبتهال إليه والثناء عليه، إذ المراد بالدعاء في الرخاء - كما قاله اإلمام

كر واالعتراف بالمنن، الحليمي - دعاء الثناء والش وسؤال التوفيق والمعونة والتأييد. واالستغفار

لعوارض التقصير، فإن العبد - وإن جهد - لم يfوف ما عليه من حقوق الله بتمامها، ومن غفل عن ذلك،ته وفراغه وأمنه، فقد ولم يfالحظه في زمن صح

لك دعوfا fوا في الفfه تعالى: }فإذا ركبfصدق عليه قول م إلى البر إذا هfم fاه ا نج خلصين لهf الدين فلم fالله م

يfشركfون{ « .

نعيم وجحيم

نشرت الصحفf العالميةf خبرا عن انتحار رئيس وزراءكم الرئيس ميتران، والسببf في ذلك أن fفرنسا في ح

بعض الصحف الفرنسية شنت عليه غارة من النقد والشتم والتجريح، فلم يجد هذا المسكينf إيمانا وال

fإليه، ولم يجد من يركن fسكينة وال استقرارا يعود وحه. fإليه، فبادر فأزهق ر

(1/329)

إن هذا الرجل المسكين الذي أقدم على االنتحار لمبانية المتمثلة في قوله سبحانه: يهتد بالهداية الر

Page 226: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ون{ وقوله سبحانه: }لن fرfا يمك م }وال تكf في ضيق مولfون fأذى{ ، وقوله: }واصبر على ما يق وكfم إال ر fيض

م هجرا جميال{ ، ألن الرجل فقد مفتاح fره fواهج شاد: }من يfضلل داد وسبيل الر الهداية، وطريق الس

. }fفال هادي له fاللهثقل بالهم والحزن، أن fإن من وصايا اآلخرين لكل م

يأمروه بالجلوس على ضفاف النهر، ويستمتعبالموسيقى، ويلعب النرد، ويتزلج على الثلج.

ة: جلسة لكن وصايا أهل اإلسالم، وأهل العبودية الحق بين األذان واإلقامة في روضة من رياض الجنة،

وهتاف بذكر الواحد األحد، وتسليم بالقضاء والقدر،ورضا بما قسم اللهf، وتؤكل على الله جل وعال.

}ألم نشرح لك صدرك{

نزل هذا الكالمf على رسول الله - صلى الله عليهقت فيه هذه الكلمةf، فكان سهل وسلم - فتحق

الخاطر، منشرح الصدر، متفائال، جياش الفؤاد، حيرا في أموره، قريبا من القلوب، العاطفة، ميس

بسيطا في عظمة، دانيا من الناس في هيبة، متبسما في وقار، متحبباf في سمو، مألوفا للحاضر والبادي،

لfق، طلق المfحيا، مشرق الطلعة، غزير الحياء، fجم الخ يهش للدعابة، ويبش للقادم، مسرورا بعطاء الله،fوال يعرف ، fبانية، ال يعتريه اليأس جذالf بالهبات الر

اإلحباط، وال يخلدf إلى التخذيل، وال يعترفf بالقنوط،fويكره ، fالحسن fه الفألfعجبfوي

(1/330)

fق والتكلف والتنطع؛ ألنهfالتعمق والتشدق، والتفيه fسوةfة، وأ صاحبf رسالة، وحاملf مبدأ، وقدوةf أfم

لf مجتمع، fشعوب، ورب أسرة، ورج fأجيال، ومعلم ثfل، ومجمعf فضائل، وبحرf عطايا، ومشرقf نور. fوكنز م

fسرى،، وإنه بإيجاز }ويضعfإنه باختصار: ميسر للي م واألغالل التي كانت عليهم{ أو بعبارة fم إصره fعنه را بش fأخرى: }رحمة للعالمين{ وكفى!! }شاهدا وم

نيرا{ .45ونذيرا } { وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا مfرة السهلة: تنطع إن مما يfعارضf الرسالة الميس

Page 227: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fأهل المنطق عبيد الدنيا، وانحراف fقfالخوارج، وتزند وا fوا لما اختلفfالذين آمن fمرتزقة األفكار }فهدى الله فيه من الحق بإذنه واللهf يهدي من يشاءf إلى صراط

ستقيم{ . م

مفهومf الحياة الطيبة

يقولf أحدf أذكياء اإلنكليز: بإمكانك وأنت في السجنق، وأن fفfر إلى األfمن وراء القضبان الحديدية أن تنظ مها وتبتسم، وأنت مكانك، fخرج زهرة من جيبك فتشfت وبإمكانك وأنت في القصر على الديباج والحرير، أن تحتد وأن تغضب وأن تثور ساخطا من بيتك وأسرتك

وأموالك. إذن السعادةf ليست في الزمان وال في المكان،

ولكنها في اإليمان، وفي طاعة الديان، وفي القلب.، فإذا استقر اليقينf فيه، ب والقلبf محل نظر الر

انبعثت السعادةf، فأضفت على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحا، ثم فاضت على اآلخرين، فصارت

على الظراب وبطون األودية ومنابت الشجر.

(1/331)

عا، أحمدf بنf حنبل عاش سعيدا، وكان ثوبfه أبيض مرق يخيطfه بيده، وعندهf ثالثf غfرف من طين يسكfنها، والبز مع الزيت، وبقي حذاؤه - كما قال fإال كسر الخ fيجد عها ويخيطfها، المترجمون عنهf - سبع عشرة سنة يرق

fغالب األيام، يذرع fة ويصوم ويأكلf اللحم في شهر مر الدنيا ذهابا وإيابا في طلب الحديث، ومع ذلك وجد

fثابت fالراحة والهدوء والسكينة واالطمئنان؛ ألنه القدم، مرفوعf الهامة، عارف بمصيره، طالب لثواب،

ساع ألجر، عامل آلخرة، راغب في جنة. وكان الخلفاءf في عهده - الذين حكموا الدنيا -

، والمتوكلf عندهم fوالمعتصم ،fوالواثق ، fالمأمون ،fوالجنود fوالبنود fوالفضة fوالذهب fوالدور fالقصور

، ومعهم ما fوالعقارات fوالشارات fواألوسمة fواألعالم وا في كدر، وقضوا حياتهم fيشتهون، ومع ذلك عاش ، وفي قالقل وحروب وثورات وشغب في هم وغم

هم كان يتأوهf في سكرات الموت نادما fوضجيج، وبعض

Page 228: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ط، وعلى ما فعل في جنب الله. على ما فر ابنf تيمية شيخf اإلسالم، ال أهل وال دار وال أسرة وال

مال وال منصب، عندهf غرفة بجانب جامع بني أمية يسكنfها، ولهf رغيف في اليوم، وله ثوبان يغير هذا

بهذا، وينامf أحيانا في المسجد، ولكن كما وصف نفسه: جنتfه في صدره، وقتلfه شهادة، وسجنه خلوة،

وإخراجهf من بلده سياحة؛ ألن شجرة اإليمان فيوقها، تfؤتي أfكfلها كل حين fقلبه استقامت على س

دها زيتf العناية الربانية، }يfضيءf ولو لم fبإذن ربها يم تمسسهf نار نور على نfور يهدي اللهf لنfوره منم{ ، fم سيئاتهم وأصلح باله fر عنه يشاءf{ ، }كفم تقواهfم{ ، fدى وآتاهfم ه fوالذين اهتدوا زاده{

وههم نضرة النعيم{ . fجfفي و fتعرف{

(1/332)

بذة، فنصب خرج أبو ذر رضي اللهf عنه وأرضاهf إلى الر من األيام، يذكfرf موالهf، ويسبحf خالقهf، ويتعبدf ويقرأf خيمتهf هناك، وأتى بامرأته وبناته، فكان يصومf كثيرا، ال يملكf من الدنيا إال شملة أو خيمة، fويتلو ويتأمل

fوقطعة من الغنم مع صحفة وقصعة وعصا، زاره أصحابfه ذات يوم، فقالوا: أين الدنيا؟ قال: في بيتي

ه من الدنيا، وقد أخبرنا - صلى الله عليه fما أحتاج . ها إال المfخف fوسلم - أن أمامنا عقبة كؤودا ال يجيز

كان منشرح الصدر، ومنثلج الخاطر، فعندهf ما يحتاجfه من الدنيا، أما ما زاد على حاجته، فأشغال وتبعات

وهموم وغموم. قلتf في قصيدة بعنوان: أبو ذر في القرن الخامس

عشر، متحدثا عن غfربة أبي ذر وعن سعادته، وعن وحدته وعزلته، وعن هجرته بروحه ومبادئه، وكأنه

يتحدثf عن نفسه:وني هددتfهم هددfوني ... بالمنايا الطفتf حتى fالطف

ا أحس أركبfوني نزلتf أركبf عزمي ... أنزلfوني ركبتf في

الحق نفساها وهي fولي ... والمنايا أجتاحfقدما في fالموت م fد fأطر

نعسى قد بكت غربتي الرمالf وقالت ... يا أبا ذر ال تخف

Page 229: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ا وتأس قلتf ال خوف لم أزل في شباب ... من يقيني ما مت

ا حتى أfدسنتf من أماليه أنا عاهدتf صاحبي وخليلي ... وتلق

درسا

(1/333)

إذن فما هي السعادةf؟! ))كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرf سبيل(( ،

))فطوبى للغرباء(( .

ليس السعادةf قصر عبدالملك بن مروان، وال جيوشاص، وال كنوز هارون الرشيد وال دfور ابن الجص

قارون، وال في كتاب الشفاء البن سينا، وال في ديوان المتنبي، وال في حدائق قرطبة، أو بساتين

الزهراء. السعادةf عند الصحابة مع قلة ذات اليد، وشظف

ح النفقة. fالمعيشة، وزهاده الموارد، وش السعادةf عند ابن المسيب في تألهه، وعند البخاري في صحيحه، وعند الحسن البصري في صدقه، ومع

الشافعي في استنباطاته، ومالك في مfراقبته، وأحمدم ال fفي ورعه، وثابت البناني في عبادته }ذلك بأنه

م ظمأ وال نصب وال مخمصة في سبيل الله وال fهfصيبfي ار وال ينالfون من عدfو نيال fف يطؤfون موطئا يغيظf الك

م به عمل صالح{ . fتب لهfك إال، وال دابة تfشترى، وال fصرفfشيكا ي fليست السعادة

. fنشرfوال بزا ي ، fكالfرا يfشم، وال بfوردة ت السعادةf سلوةf خاطر بحق يحملfه، وانشراحf صدر لمبدأ

ه. fقلب لخير يكتنف fه، وراحة fيعيشع في الدور، وكثرة كنا نظfن أننا إذا أكثرنا من التوسالت والمرغبات والمشتهيات، األشياء، وجمع المسه، فإذا هي سببf الهم أننا نسعدf ونفرحf ونمرحf ونfسر

والكدر والتنغيص؛ ألن كل شيء بهمه وغمه وضريبةدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا fكده وكدحه }وال تم

م فيه{ . fم زهرة الحياة الدنيا لنفتنه fنه م

(1/334)

Page 230: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إن أكبر مfصلح في العالم رسولf الهدى محمد - صلى الله عليه وسلم -، عاش فقيرا، يتلوى من الجوع، ال يجدf دقل التمر يسد جوعه، ومع ذلك عاش في نعيم

ال يعلمfه إال اللهf، وفي انشراح وارتياح، وانبساطواغتباط، وفي هدوء وسكينة }ووضعنا عنك وزرك }

{ الذي أنقض ظهرك{ ، }وكان فضلf الله عليك2. }fرسالته fيجعل fحيث fأعلم fعظيما{ ، }الله

لfق، واإلثم ما fالخ fسن fفي الحديث الصحيح: ))البر ح . )) fحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس إن البر راحة للضمير، وسكون للنفس، حتى قال

هم: fبعضمانf به ... واإلثمf أقبحf ما البر أبقى وإن طال الز

أوعيت من زاد

وفي الحديث: ))البر طfمأنينة، واإلثم ريبة(( . إن المحسن صراحة يبقى في هدوء وسكينة، وإن المريب يتوجسf من األحداث والخطرات ومن

كنات }يحسبfون كfل صيحة عليهم{ . الحركات والس، فإن المسيء البد أن يقلق fأنه أساء فحسب fوالسبب

وأن يرتبك وأن يضطرب، وأن يتوجس خيفة.fهfوصدق ما يعتاد ... fهfالمرء ساءت ظنون fإذا ساء فعل

من توهم والحل لمن أراد السعادة، أن يfحسن دائما، وأن يتجنب

وا fوا ولم يلبسfاإلساءة، ليكون في أمن }الذين آمن هتدfون{ . مf األمنf وهfم م fولئك لهf م بظfلم أ fإيمانه

(1/335)

أقبل راكب يحث السير، يثورf الغبارf من على رأسه،اص، وقد ضرب سعد خيمتهf في يريدf سعد بن أبي وق كبد الصحراء، بعيدا عن الضجيج، بعيدا عن اهتمامات الدهماء، منفردا بنفسه وأهله في خيمته، معهf قطيع، فقال fمرfه عfفإذا هو ابن fمن الغنم، فاقترب الراكب ابنfه له: يا أبتاهf، الناسf يتنازعون الملك وأنت ترعى

ك، إني أولى بالخالفة غنمك. قال: أعوذf بالله من شر، ولكن سمعتf الرسول - مني بهذا الرداء الذي علي: ))إن الله يحب العبد fصلى الله عليه وسلم - يقول

Page 231: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. )) الغني التقي الخفي إن سالمة المسلم بدينه أعظمf من مfلك كسرى

وقيصر؛ ألن الدين هو الذي يبقى معك حتى تستقر في جنات النعيم، وأما الملكf والمنصبf فإنهf زائل ال

محالة }إنا نحنf نرثf األرض ومن عليها وإلينايfرجعfون{ .

fالطيب fالكلم fإليه يصعد

كان للصحابة كنوز من الكلمات المباركات الطيبات، التي عمهم إياها صفوةf الخلق - صلى الله عليه

وسلم -. وكل كلمة عند أحدهم خير من الدنيا وما فيها، ومن

عظمتهم معرفتfهم بقيمة األشياء ومقادير األمور. أبو بكر يسألf الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يfعلمه دعاء، فقال له: ))قل: رب إني ظلمتf نفسي

ظfلما كثيرا، وال يغفرf الذنوب غال أنت، فاغفر لي)) fالرحيم fمغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور

.

(1/336)

ويقولf - صلى الله عليه وسلم - للعباس: ))اسألالله العفو والعافية(( .

: ))قل: اللهم اهدني وسددني(( . ويقولf لعليشدي، fلعبيد بن حصين: ))قل: اللهم ألهمني ر fويقول

وقني شر نفسي(( . ويقولf لشداد بن أوس: ))قل: اللهم إني أسالfك

كر fالثبات في األمر، والعزيمة على الرشد، وش سن عبادتك، وأسألfك قلبا سليما، ولسانا fنعمتك، وح ، وأعوذf بك من شر fك من خير ما تعلمfصادقا، وأسأل

، إنك أنت عالمf الغيوب(( fك لما تعلم fوأستغفر ، fما تعلم .

كرك fلمعاذ: ))قل: اللهم أعني على ذكرك وش fويقول سن عبادتك(( . fوح

و تحب العفو، fلعائشة: ))قولي: اللهم إنك عف fويقول فاعفf عني(( .

إن الجامع لهذه األدعية: سؤالf رضوان الله عز وجل

Page 232: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ورحمته في اآلخرة، والنجاة من غضبه، وأليم عقابه،والعون على عبادته سبحانه وتعالى وشكره.

وإن الرابط بينها: طلبf ما عند الله، واإلعراضf عم في الدنيا. إنهf ليس فيها طلبf أموال الدنيا الفانية،

وأعراضها الزائلة، أو زخرفها الرخيص.

(1/337)

رى fربك إذا أخذ الق fوكذلك أخذ{وهي ظالمة إن أخذهf أليم شديد{

إن من تعاسة العبد، وعثرة قدمه وسقوط مكانته:ه fحقوقهم، وسحق fه fلعباد الله، وهضم fه fلمfظ

ضعيفهم، حتى قال أحدf الحكماء: خف ممن لم يجد لهعليك ناصرا إال الله.

ولقد حفظ لنا تاريخf األمم أمثلة في األذهان عنعواقب الظلمة.

فهذا عامرf بنf الطفيل يكيد للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويحاولf اغتيالهf، فيدعو عليه - صلى اللهfبغدة في نحره، فيموت fعليه وسلم -، فيبتليه الله

لساعته، وهو يصرخf من األلم. وأربدf بنf قيس يؤذي رسول الله - صلى الله عليه

fنزلfوسلم -، ويسعى في تدبير قتله، فيدعو عليه، في ه. fه هو وبعير fعليه صاعقة تحرق fالله

وقبل أن يقتfل الحجاجf سعيد بن جبير بوقت قصير، دعا عليه سعيد وقال: اللهم ال تسلطهf على أحد

اج في يده، ثم انتشر في ر fبعدي. فأصاب الحجاج خ ، ثم مات في حالة fالثور fر كما يخورfجسمه، فأخذ يخو

مؤسفة. واختفى سفيانf الثوري خوفا من أبي جعفر

fالحرم المكي وسفيان fالمنصور، وخرج أبو جعفر يريد داخل الحرم، فقام سفيانf وأخذ بأستار الكعبة، ودعا

الله عز وجل أن ال يfدخل أبت جعفر بيته، فمات أبوجعفر عند بئر ميمون قبل دخوله مكة.

(1/338)

Page 233: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأحمدf بن أبي دؤاد القاضي المعتزلي يfشاركf فيfه اللهfصيبfإيذاء اإلمام أحمد بن حنبل فيدعو عليهم في

ا نصفf جسمي، فلو بمرض الفالج فكان يقول: أما وقع عليه الذبابf لظننتf أن القيامة قامت، وأم

. fرض بالمقاريض ما أحسستfفلو ق ، fاآلخر fالنصفيات الوزير، ويدعو أحمدf بنf حنبل أيضا على ابن الز

فيسلطf اللهf عليه من أخذهf، وجعلهf في فرن من نار،وضرب المسامير في رأسه.

وحمزةf البسيوني كان يعذبf المسلمين في سجن جمال عبدالناصر، ويقولf في كلمة له مؤذية: »أين

fا يقول إلfهكم ألضعهf في الحديد« ؟ تعالى اللهf عم الظالمون علوا كبيرا. فاصطدمت سيارتfه - وهو خارج

من القاهرة إلى اإلسكندرية - بشاحنة تحملf حديدا، فدخل الحديدf في جسمه من أعلى رأسه إلى

أحشائه، وعجز المنقذون أن يfخرجوfه إال قطعانfودfهf في األرض بغير الحق وظنوا fو وج fواستكبر ه{ وة fوا من أشد منا قfون{ ، }وقالfرجعfم إلينا ال ي fأنه

وة{ . fم ق fو أشد منه fم ه fأولم يروا أن الله الذي خلقهن أكثر وكذلك صالحf نصر من قادة عبدالناصر، ومم

في األرض الظلم والفساد، أصيب بأكثر من عشرة أمراض مؤلمة مfزمنة، عاش عدة سنوات من عمره

في تعاسة، ولم يجد لهf الطب عالجا، حتى مات سجينامزجوجا به في زنزانات زعمائه الذين كان يخدمfهم.

وا فيها الفساد }11}الذين طغوا في البالد } fفأكثر } { فصب عليهم ربك سوط عذاب{ ، ))إن الله12

ليfملي للظالم، حتى إذا أخذهf لم يfفلته(( ، ))واتقدعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب(( .

(1/339)

.fه fني فأرحمfإن الرجل ليظلم : قال إبراهيمf التيميرقت دنانيرf لرجل صالح من خراسان، فجعل fوس

: لم تبكي؟ قال: ذكرتf أن fيبكي، فقال له الفضيل fني بهذا السارق يوم القيامة، فبكيتfالله سوف يجمع

رحمة له.ل تمرا fل أحد علماء السلف، فأهدى للرج fواغتاب رج

وقال: ألنهf صنع لي معروفا.

Page 234: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: بالباب أنا fقلت على هيئة األمم المتحدة بنيويورك لوحة، مكتوب

عليها قطعة جميلة للشاعر العالمي السعدي الشيرازي، وقد ترجمت إلى اإلنجليزية وهي تدعو

إلى اإلخاء واألfلفة واالتحاد، يقول:ا زرتfهf ... من ببابي قلتf بالباب قال لي المحبوبf لم

أناقت فيه قال لي أخطأت تعريف الهوى ... حينما فر

بيننا

(1/340)

قf الباب عليه مfوهنا fأطر ... fهfا جئت ومضى عام فلم قال لي من أنت قلتf أنظfر فما ... ثم إال أنت بالباب

نا fه قال لي أحسنت تعريف الهوى ... وعرفت الحfب

ل يا أنا fفادخ

البfد للعبد من أخ مفيد يأنسf إليه، ويرتاحf إليه، ويfشاركfه أفراحهf وأتراحهf، ويبادلfه ودا بود. }واجعل

ن أهلي } ون أخي }29لي وزيرا م fد به30{ هارfاشد } { كي نfسبحك32{ وأشركهf في أمري }31أزري }fرك كثيرا{ .33كثيرا } { ونذك

والبد من شكوى إلى ذي قرابة ... يfواسيك أو يfسليكfع أو يتوج

وص{ ، fنيان مرصfم ب fم أولياء بعض{ ، }كأنه fه fبعض{ ؤمنfون إخوة{ . fوبهم{ ، }إنما المfل fوألف بين ق{

البد من صاحب

حبتfه، fك صfإن من أسباب السعادة أن تجد من تنفع وتfسعدfك رفقتfه. ))أين المتحابون في جاللي، اليوم

أfظلهم في ظلي يوم ال ظل إال ظلي(( .قا عليه(( . ))ورجالن تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفر

(1/341)

Page 235: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األمنf مطلب شرعي وعقلي

م fون{ ، }الذي أطعمهfهتد مf األمنf وهfم م fولئك لهf }أم حرما fمكن لهfن خوف{ ، }أولم ن م م fوع وآمنه fمن ج

. }fمأمنه fم أبلغهfكان آمنا{ ، }ث fآمنا{ ، }ومن دخله ))من بات آمنا في سربه، مfعافى في بدنه، عندهقfوتf يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها(( .ه في معرفة الحق، fه ورسوخfالقلب: إيمان fفأمن

وامتالؤfه باليقين. وأمنf البيت: سالمتfه من االنحراف، وبfعدfه عنهf بالسكينة، واهتداؤه بالبرهان fالرذيلة، وامتالؤ

. باني الر، وإقامةf أمرها بالعدل، وأمنf األمة: جمعfها بالحب

ورعايتfها بالشريعة.، } fوالخوف عدو األمن }فخرج منها خائفا يترقب

ؤمنين{ . ون إن كfنتfم م fم وخاف fوه fفال تخاف{وال راحة لخائف وال أمن لملحد، وال عيش لمريض.

ة وكفاف ... فإذا وليا عن العfمر ولى إنما العfمرf صح

ت من جانب فسدت من لله ما أتعس الدنيا، إن صح، وإن صح fمرض الجسم fجانب آخر، إن أقبل المال ، وإن صلfح الحالf واستقام fحلت المصائب fالجسم

. fحل الموت fاألمر

(1/342)

خرج الشاعرf األعشى من )نجد( إلى الرسول - صلى، فعرض له fه بقصيدة ويسلم fالله عليه وسلم - يمتدح fمائة ناقة، على أن يترك سفره fأبو سفيان فأعطاه

ويعود إلى دياره، فأخذ اإلبل وعاد، وركب أحدها فهوهf، وفارق fت عنق جلت به، فسقط على رأسه، فاندق

الحياة، بال دين وال دنيا. أم قصيدتfه التي هيأها ليقولها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم

سن يقولf فيها: fالح fفهي بديعة ،- شباب وشيب وافتقار وثروة ... فلله هذا الدهرf كيف

ترددا إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... والقيت بعد

الموت من قد تزودا

Page 236: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ندمت على أن ال تكون كمثله ... وأنك لم تfرصد لماكان أرصدا

أمجاد زائلة

ة، ة أن تكون دائمة تام إن من لوازم السعادة الحق فدوامfها أن تكون في الدنيا واآلخرة، في الغيب

والشهادة، اليوم وغدا.fنغصها نكد، وأن ال يخدش وجهfها أن ال يfوتمام

محاسنها بسخط. جلس النعمانf بنf المنذر - ملكf العراق - تحت شجرة

ها يشربf الخمر فأراد عدي بنf زيد - وكان حكيما متنز، أتدري ماذا fأن يعظه بلفظ فقال له: أيها الملك - : ماذا تقول: قال f؟ قال الملكfجرة تقولf هذه الش

: fعدي: تقولون الخمر بالماء fج fوا حولنا ... يمز fب ركب قد أناخ fر

الل الز ثم صاروا لعب الدهرf بهم ... وكذاك الدهرf حاال بعد

حال

، وترك الخمر، وبقي متكدرا حتى fالنعمان fفتنغص مات.

(1/343)

وهذا شاهf إيران الذي احتفل بمرور ألفين وخمسمائةfخططfسنة على قيام الدولة الفارسية، وكان ي

لتوسيع نفوذه، وبسط ملكه على بقعة أكبر من بلده،لك fؤتي المfه بين عشية وضحاها }تfسلب سلطانfثم ي

لك ممن تشاء{ . fالم fمن تشاء وتنزعfوره ودنياه طردا، ويموتfمن قصوره ود fد fويطر

وما مفلسا، ال يبكي عليه أحد: }كم fدا بعيدا محر مشروع ومقام كريم }25تركfوا من جنات وعfيfون } fر fوز }

{ ونعمة كانfوا فيها فاكهين{ .26 وكذلك شاوشيسكو رئيسf رومانيا، الذي حكم اثنتينه الخاص سبعين ألفا، ثم fوعشرين سنة، وكان حرس

قونهf وجنودهf إربا إربا }فما يحيطf شعبfه بقصره، فيمزونهf من دfون الله وما كان من fر fمن فئة ينص fكان له

Page 237: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

نتصرين{ . لقد ذهب، فال دنيا وال آخرة. fالم وذاك رئيسf الفلبين ماركوس: جمع الرئاسة والمال، ولكنه أذاق أمته أصناف الذل، وأسقاها كأس الهوان،د فأذاقه اللهf غfصص التعاسة والشقاء، فإذا هو مشر

من بالده ومن أهله وسلطانه، ال يملكf مأوى يأوي إليه، ويموتf شقيا، يرفضf شعبfهf أن يfدفن في بلده:م في تضليل{ ، }فأخذهf اللهf نكال fألم يجعل كيده{

fولى{ ، }فكfال أخذنا بذنبه{ . اآلخرة واأل

(1/344)

اكتسابf الفضائل أكاليل على هام الحياة السعيدة

مطلوب من العبد لكي يكسب السعادة واألمن والراحة، أن يfبادر إلى الفضائل، وأن يfسارع إلى

الصفات الحميدة واألفعال الجميلة ))احرص على ماينفعfك واستعن بالله(( .

أحدf الصحابة يسألf الرسول - صلى الله عليه وسلم - مرافقتهf في الجنة فيقول: ))أعني على نفسك

دf لله سجدة، إال رفعك fبكثرة السجود، فإنك ال تسج بها درجة(( . واآلخرf يسألf عن باب جامع من الخير،

فيقولf له: ))ال يزالf لسانfك رطباf من ذكر الله(( .بن أحدا، وال تضربن fله: ))ال تس fفيقول fوثالث يسأل

بنه بما fفيك فال تس fبيدك أحدا، وإن أحد سبك بما يعلم تعلمf فيه، وال تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن

تfفرغ من دلوك في إناء المستقي(( . إن األمر يقتضي المبادرة والمfسارعة: ))بادروا باألعمال فتنا(( ، ))اغتنم خمسا قبل خمس(( ،

م كانfوا fم وجنة{ ، }إنهfبك }وسارعfوا إلى مغفرة من رون{ . fابق ون الس fابق يfسارعfون في الخيرات{ ، }والس، وال ال تfهمل في فعل الخير، وال تنتظر في عمل البر

تfسوف في طلب الفضائل:اتf قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق وثوان دق

ون{ . fتنافس fوفي ذلك فليتنافس الم{ عمرf بنf الخطاب بعد أن طfعن وثج دمfه، يرى شابا يجرfيا ابن أخي، ارفع إزارك، فإنه(( : fإزاره، فقال له عمر أتقى لربك، وأنقى لثوبك(( . وهذا أمر بالمعروف فير{ . سكرات الموت }لمن شاء منكfم أن يتقدم أو يتأخ

Page 238: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/345)

إن السعادة ال تحصلf بالنوم الطويل، والخلود إلى الدعة، وهجر المعالي، واطراح الفضائل. }ولكن كرهم وقيل اقعfدfوا مع القاعدين{ . fم فثبطه fانبعاثه fالله

إن منطق أصحاب الهمم الدنية والنفوس الهابطة{ ، }لو كانfوا عندنا ما وا في الحر fال تنفر{ : fيقول

تلfوا{ . fوا وما قfمات وقد نهي العبدf بالوحي عن التأخر عن فعل الخير:

وا في سبيل الله اثاقلتfم fانفر fمf fم إذا قيل لك }ما لكfولكنه{ ، } إلى األرض{ ، }وإن منكfم لمن ليfبطئن

أخلد إلى األرض{ ، }أعجزتf أن أكfون مثل هذامf استحبوا الحياة الدنيا على fراب{ ، }ذلك بأنهfالغ

اآلخرة{ ، }وال تنازعfوا فتفشلfوا{ ، }وإذا قامfوا إلىالة قامfوا كfسالى{ ، ))اللهم إني أعوذf بك من الص

الكسل(( ، ))والكيfسf من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجزf من أتبع نفسه هواها، وتمنى على

الله األماني(( .

نا fهناك ال ه fوالنعيم fلد fالخ هل تريدf أن تبقى شابا مfعافى غنيا مخلدا؟ إن كنت تريدf ذلك فإنهf ليس في الدنيا، بل هناك في اآلخرة، إن هذه الحياة الدنيا كنب اللهf عليها الشقاء والفناء،

وسماها لهوا ولعبا ومتاع الغرور. عاش أحدf الشعراء معدما مfفلسا، وهو في عنفوانfل fزوجة فال يحص fيريد ،fهfدرهما فال يجد fشبابه، يريد

ه، fا كبرت سن وشاب رأس عليها، فلم

(1/346)

fل أمر fمن كل مكان، وسه fالمال fجاءه ،fه fورق عظم زواجه وسكنه، فتأوه من هذه المتادات وأنشد:

لكتfهf بعد ما fابن عشرينا ... م fإذ كنت fأرجوه fما كنت جاوزتf سبعينا

تطfوفf بي من بنات الترك أغزلة ... مثلf الظباء علىكfثبان يبرينا

نا ... فما الذي تشتكي fسهرfك طول الليل يfقالوا أنين

Page 239: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قلتf الثمانينا

} fالنذير fمfر وجاءك رf فيه من تذك ا يتذك ركfم م }أولم نfعمfون{ ، }وما هذه الحياةfرجعfم إلينا ال ي fوظنوا أنه{ ،

الدنيا إال لهو ولعب{ . إن مثل هذه الحياة الدنيا كمسافر استظل تحت ظل

شجرة ثم ذهب وتركها.

باني أعداءf المنهج الر ادين عن منهج الله شعرا قرأتf كتبا للمالحدة الص

ونثرا، فرأيتf كالم هؤالء المنحرفين عن منهج الله في األرض، وطالعتf سخافاتهم، ووجدتf االعتداء

بانية، الجارف على المبادئ الحقة، وعلى التعاليم الركام الرخص الذي تفوه به هؤالء ووجدتf هذا الر

وء أدبهم، ومن قلة حيائهم، ما يستحي fمن س fورأيت ل للناس ما قالوه وما كتبوه وما fأن ينق fاإلنسان

.fأنشدوه وعلمتf أن اإلنسان إذا لم يحمل مبدأ ولم يستشعر

رسالة، فإنهf يتحولf إلى دابة في مسالخ إنسان، وإلىم fأن أكثره fل: }أم تحسب fبهيمة في هيكل رج

م أضل fم إال كاألنعام بل ه fون إن هfون أو يعقلfيسمع سبيال{ .

(1/347)

f الكتاب: كيف يسعدf هؤالء وسألتf نفسي، وأنا أقرأوا عن الله الذي يملكf السعادة ويعطيها fوقد أعرض

سبحانه وتعالى لمن يشاءf؟! كيف يسعدf هؤالء وقد قطعوا الحبال بينهم وبينه،

وأغلقوا األبواب بين أنفسهم الهزيلة المريض وبينرحمة الله الواسعة؟!

كيف يسعدf هؤالء وقد أغضبfوا الله؟!وكيف يجدون ارتياحا وقد حاربfوه؟!

ولكني وجدتf أن أول النكال أخذ يfصيبfهم في هذه الدار بمقدمات نكال أخروي - إن لم يتوبوا - في نار

،fيق ، نكالf الشقاء، وعدمf المباالة، والض جهنمfومن أعرض عن ذكري فإن له{ : fواإلحباط fواالنهيار

معيشة ضنكا{ .

Page 240: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، وأن تنتهي fأن يزول العالم fحتى إن كثيرا منهم يريد الحياةf، وأن تfنسف الدنيا، وأن يfفارق هذه المعيشة.

إن القاسم المشترك الذي يجمعf المالحدة األولين واآلخرين هو: سوءf األدب مع الله، والمجازفةf بالقيمعfونةf في األخذ والعطاء واإلعراضf عن والمبادئ، والر

العواقب، وعدمf المباالة بما يقولون ويكتبونس بfنيانهf على تقوى من الله ويعملون: }أفمن أس

ف هار fر fعلى شفا ج fنيانهfس ب ن أس ورضوان خير أم م فانهار به في نار جهنم واللهf ال يهدي القوم

الظالمين{ . إن الحل الوحيد لهؤالء المالحدة، للتخلص من

همومهم وأحزانهم - إن لم يتوبوا ويهتدوا - أن، والمر التافه ر fوا هذا العيش الم fنهfوا وي fينتحر

سكfم fوا أنفfلfم{ ، }فاقتf ل مfوتfوا بغيظك fالرخيص: }ق fم خير لكfم{ . ذلك

(1/348)

حقيقةf الدنيا إن ميزان السعادة في كتاب الله العظيم، وإن تقديرfالشيء وقيمته fر األشياء في ذكره الحكيم، فهو يقر

ومردودهf على العبد في الدنيا واآلخرة }ولوال أنحمن رf بالر fة واحدة لجعلنا لمن يكف يكfون الناسf أfمون } fة ومعارج عليها يظهر فا من فض fق fوتهم سfيfلب

را عليها يتكؤfون }33 fر fوتهم أبوابا وسfيf34{ ولب} fالحياة الدنيا واآلخرة fا متاع فا وإن كfل ذلك لم fخر fوز

تقين{ . fعند ربك للمها، وذهبfها fورfها ود fالحياة، وقصور fهذه هي حقيقة

تfها ومناصبfها. وفض إن من تفاهتها أن تعطي الكافر جملة واحدة، وأن

يfحرمها المؤمنf ليبين للناس قيمة الحياة الدنيا. إن عتبة بن غزوان الصحابي الشهير يستغربf وهو

يخطبf الناس الجمعة: كيف يكونf في حالة مع رسولfالله - صلى الله عليه وسلم -، مع سيد الخلق يأكل

معهf ورق الشجر مجاهدا في سبيل الله، في أرضى ساعات عمره، وأحلى أيامه، ثم يتخلفf عن رسول

الله - صلى الله عليه وسلم -، فيكونf أميرا علىfقبلfإقليم، وحاكما على مقاطعة، إن الحياة التي ت

Page 241: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حياةرخيصة حقا.

أرى أشقياء الناس ال يسأمfونها ... على أنهم فيهاfوع fعراة وج

أراها وإن كانت تfسر فإنها ... سحابةf صيف عن قليلfع تقش

اص يصيبfهf الذهولf وهو يتولى إمرة سعدf بنf أبي وق الكوفة بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -،

وقد أكل معه الشجر، ويأكلf جلدا ميتا، يشويه ثمه، ثم fيسحق

(1/349)

يحتسيه على الماء، فما لهذه الحياة وما لقصورها ودfورها، تfقبلf بعد إدبار الرسول - صلى الله عليه

وسلم -، وتأتي بعد ذهابه - صلى الله عليه وسلم -fولى{ . }ولآلخرةf خير لك من األ

fإنها تفاهة ، إذن في األمر شيء، وفي المسألة سرال الدنيا فحسبf }أيحسبfون أنما نfمدهfم به من م

م في الخيرات بل ال55وبنين } fله fسارعfن } ون{ ، ))والله ما الفقر أخشى عليكم(( . fرfيشع

لم دخل عfمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المشربة، ورآه على حصير أثر في جنبه،

وما في بيته إال شعير معلق، دمعت عينا عfمر. إن الموقف مؤثر، أن يكون رسولf الله - صلى الله عليه وسلم - قدوةf الناس وإمامf الجميع، في هذه

ول يأكfلf الطعام fس الحالة }وقالfوا مال هذا الرويمشي في األسواق{ .

ثم يقولf له عfمرf - رضي اللهf عنه -: كسرى وقيصر فيما تعلمf يا رسول الله! قال رسولf الله - صلى الله

عليه وسلم -: ))أفي شك أنت يا بن الخطاب، أماترضى أن تكون لنا اآلخرةf ولهم الدنيا(( .

إنها معادلة واضحة، وقسمة عادلة، فليرض من، وليطلfب السعادة من fيرضى، وليسخط من يسخط

أرادها في الدرهم والدينار والقصر والسيارة ويعمللها وحدها، فلن يجدها والذي ال إله إال هو.

}من كان يfريدf الحياة الدنيا وزينتها نfوف إليهمون } fبخسfم فيها ال ي fم فيها وه fولئك15أعمالهf { أ

Page 242: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

النارf وحبط ما صنعfوا م في اآلخرة إال fالذين ليس له ا كانfوا يعملfون{ . فيها وباطل م

عفاء على دنيا رحلتf لغيرها ... فليس بها للصالحينfج عر fم

(1/350)

مفتاحf السعادة

إذا عرفت الله وسبحته وعبدتهf وتألهتهf وأنت فيكوخ، وجدت الخير والسعادة والراحة والهدوء.

ولكن عند االنحراف، فلو سكنت أرقى القصور، وأوسع الدور، وعندك كل ما تشتهي، فاعلم أنها

ةf، وتعاستfك المحققةf؛ ألنك ما ملكت إلى ر fك المfنهايت .مفتاح السعادةاآلن

fنfوز ما إن مفاتحهf لتنfوءf بالعfصبة أfولي }وآتيناهf من الكوة{ . fالق

وقفة

fعنهم fوا{ . إي: يدفعfعن الذين آمن fدافعfإن الله ي{ شرور الدنيا واآلخرة.

»هذا إخبار ووعد وبشارة من الله للذين آمنوا، أنه يدفعf عنهم كل مكروه، ويدفعf عنهم - بسبب إيمانهم

- كل شر من شرور الكفار، وشرور وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحملf عنهم عند نزول المكاره ما ال يتحملونه،

فيfخفف عنهم غاية التخفيف، كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمfستقل

ومfستكثر« . »من ثمرات اإليمان أنه يfسلى العبدf به عند المصائب، وتfهون عليه الشدائدf والنوائبf }ومن يfؤمن بالله يهد

قلبهf{ وهو العبدf الذي تصيبfه المصيبةf، فيعلمf أنها منfخطئه، وما أخطأهfن ليfعند الله، وأن ما أصابه لم يك

لم يكfن ليfصيبه، فيرضى ويfسلمf لألقدار المؤلمة، وتهونf عليه المصائبf المزعجةf، لصدورها من عند

الله، وإليصالها إلى ثوابه« .

Page 243: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/351)

fوا يعيشfكيف كان

تعال إلى يوم من أيام أحد الصحابة األخبار، وعظمائهم األبرار، علي بن أبي طالب مع ابنه رسول

و fالله - صلى الله عليه وسلم -، مع فلذة كبده، بصح علي في الصباح الباكر، فيبحثf هو وفاطمةf عن

شيء من طعام فال يجدان، فيرتدي فروا على جسمه، ويتلمسf ويذهبf في أطراف fمن شدة البرد ويخرج

المدينة، ويتذكرf يهوديا عنده مزرعة، فيقتحمf عليfويقول ، fيق الصغير ويدخل عليه باب المزرعة الض

، تعالى وأخرج كل غرب بتمرة. اليهودي: يا أعرابيه من fه، أي: إظهار fوإخراج ، fالكبير fهو الدلو fوالغرب fعلي - رضي الله fعاونة مع الجمل. فيشتغل fالبئر م

عنهf - معهf برهة من الزمن، حتى ترم يداه ويكل جسمfه، فيfعطيه بعدد الغروب تمرات، ويذهبf بها

ويمر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويfعطيه منها، ويبقى هو وفاطمةf يأكالن من هذا التمر القليل

طيلة النهار.م قد امتأل fهذه هي حياتهم، لكنهم يشعرون أن بيته

سعادة وحبورا ونورا وسرورا.ة التي بfعث بها إن قلوبهم تعيشf المبادئ الحق

ثfل السامية، fصلى الله عليه وسلم -، والم - fالرسول فهم في

أعمال قلبية، وفي روحانية قfدسية يfبصرون بها الحق، ويfنصرون بها الباطل، فيعملون لذاك ويجتنبون

هذا، ويfدركون قيمة الشيء وحقيقة األمر، وسرالمسألة.

أين سعادةf قارون، وسرورf وفرحf وسكينةf هامان؟! فاألولf مدفون، والثاني ملعون }كمثل غيث أعجب

صفرا ثfم يكfونf حfطاما{ . fم fفتراه fم يهيجfث fهfار نبات fف الك

(1/352)

السعادةf عند بالل وسلمان وعمار، ألن بالال أذندق، وعمارا وفى للحق، وسلمان آخى على الص

Page 244: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

م أحسن ما عملfوا fعنه fولئك الذين نتقبلf الميثاق }أدق ونتجاوزf عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الص

الذي كانfوا يfوعدfون{ .

بر أقوالf الحكماء في الص

يfحكى عن أنوشروان أنهf قال: جميعf المكاره في الدنيا تنقسمf على ضربين: فضرب فيه حيلة،

fدواؤه، وضرب ال حيلة فيه، فاالصطبار fفاالضطراب .fهfشفاؤ

: الحيلةf فيما ال حيلة فيه، fالحكماء يقول fكان بعض . fالصبر

. fالنصر fمن اتبع الصبر، اتبعه : fوكان يقال ومن األمثال السائرة، الصبرf مفتاحf الفرج من صبر

، عند اشتداد البالء يأتي fالصبر الظفر fقدر، ثمرة .fخاء الر

، وارجf النفع : خف المضار من خلل المسار fوكان يقال من موضع المنع، واحرص على الحياة بطلب الموت، فكم من بقاء سببfه استدعاءf الفناء، ومن فناء سببfه

البقاء، وأكثرf ما يأتي األمنf من قبل الفزع.: إن في الشر خيارا. fتقول fوالعرب

ر أهونf من بعض. : معناهf: أن بعض الش قال األصمعيfإذا أصابتك مصيبة، فاعلم أنه :fوقال أبو عبيدة: معناه

ن عليك مصيبتfك. fأجل منها، فلته fقد يكون

(1/353)

قال بعضf الحكماء: عواقبf األمور تتشابهf فيب محبوب في مكروه، ومكروه في fالغيوب، فر

محبوب، وكم مغبوط بنعمة هي داؤfه، ومرحوم منداء هو شفاؤfه.

. ، ونفع من ضر ب خير من شر fر : fقالfوكان ير ، في كالم له: اصبر على الش وقال وداعةf السهمي

غوة إن قدحك، فربما أجلى عما يfفرحfك، وتحت الر. fريح اللبنf الص

يأتي اللهf بالفرح عند انقطاع األمل: }حتى إذام fوا جاءهfذبfم قد ك fوظنوا أنه fل fس استيأس الر

ابرين{ ، }إنما يfوفى نا{ ، }إن الله مع الص fنصر

Page 245: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ون أجرهfم بغير حساب{ . fابر الص يقولf بعضf الكfتاب: وكما أن الله - جل وعال - يأتي بالمحبوب من الوجه الذي قدر ورود المكروه منه،

ويفتحf بفرج عند انقطاع األمل، واستبهام وجوه الحيل، ليحfض سائر خلقه بما يريدهم من تمام قدرته،

على صرف الرجاء إليه، وإخالص آمالهم في التوكلم في وقت من األوقات fوا وجوههfعليه، وأن ال يزو

وح منه، فال يعدلfوا بآمالهم على أي حال ع الر عن توق من الحاالت، عن انتظار فرج يصدfر عنه، وكذلك أيضا

هم فيما ساءهم، بأن كفاهم بمحنة يسيرة، ما يسرة سهلة، مم كان أنكى لم fم بم fمنها، وافتداه fهو أعظم

م. fفيهم لو لحقهfت األجسام لعل عتبك محمود عواقبfهf ... فربما صح

بالعلل

(1/354)

قال إسحاقf العابدf: ربما امتحن اللهf العبد بمحنةه بها من الهلكة، فتكون تلك المحنةf أجل نعمة. fيخلص

: إن من احتمل المحنة، ورضي بتدبير الله تعالى fيقال دة، كشف له عن منفعتها، في النكبة، وصبر على الش

حتى يقف على المستور عنه من مصلحتها.fكي عن بعض النصارى أن بعض األنبياء عليهمfح

، fال يدوم fتأديب من الله، واألدب fقال: المحن fالسالم فطوبى لمن تصبر على التأديب، وتثبت عند المحنة، فيجبf له لfبسf إكليل الغلبة، وتاج الفالح، الذي وعد

حبيه، وأهل طاعته. fبه م fاللهجر، إذا أصابتك أسنةf المحن، قال إسحاقf: احذر الض

وأعراضf الفتن، فإن الطريق المؤدي إلى النجاةصعبf المسلك.

: انتظارf الفرج بالصبر، يfعقبf االغتباط. fقال بزرجمهر

fالظن بالله ال يخيب fسن fح))أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء(( .

لبعض الكfتاب: إن الرجاء مادةf الصبر، والمfعينf عليه.سنf الظن بالله، الذي ال fح ،fالرجاء ومادته fفكذلك علة

يجوزf أن يخيب، فإنا قد نستقري الكرماء، فنجدfهم يرفعون من أحسن ظنهf بهم، ويتحوبfون من تخيب

Page 246: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أملfه فيهم، ويتحر جون من قصدهم، فكيف بأكرمfليه، ما يزيد ه أن يمنح مؤم fاألكرمين، الذي ال يعوز

على أمانيهم فيه.

(1/355)

ك عبده ه، لتمس fالشواهد بمحبة الله جل ذكر fوأعدل وح من ظله ومآبه، أن اإلنسان ال برحابه، وانتظارf الر يأتيه الفرج، وال تfدركfه النجاةf، إال بعد إخفاق أمله في

ه نحوه بأمله ورغبته، وعند انغالق كل ما كان يتوجه ومحنته، ليكون مطالبه، وعجز حيلته، وتناهي ضر

، ذلك باعثا له على صرف رجائه أبدا إلى الله عز وجلسن ظنه به }إن الذين fوزاجرا له على تجاوز ح

م fوهfم فادعfكfون الله عباد أمثالfون من دfتدع fم إن كfنتfم صادقين{ . فليستجيبfوا لك

بfورf أحمد األمور يfدركf الصوي عن عبدالله بن مسعود: الفرجf والروحf في fر

ك والسخط. اليقين والرضا، والهم والحزنf في الش، يfدركf أحمد األمور. fورfب : الص fوكان يقول

: من أفضل fأعربيا يقول fتغلب: سمعت fبن fقال أبان آداب الرجال أنهf إذا نزلت بأحدهم جائحة استعمل

الصبر عليها، وألهم نفسه الرجاء لزوالها، حتى كأنه لصبره يعاينf الخالص منها والعناء، توكال على الله عز

سن ظن به، فمتى لزم هذه الصفة، لم fوح ، وجل يلبث أن يقضي اللهf حاجته، ويfزيل كfربيه، ويfنجح

ه ومروءتfه. fه وعرضfدين fومعه ،fطلبتهر من روى األصمعي عن أعرابي أنه قال: خف الش

ب حياة fفر ، ر موضع الخير، وارجf الخير من موضع الشfالحياة، وأكثر fه طلبfالموت، وموت سبب fها طلبfسبب

ما يأتي األمنf من ناحية الخوف.ن fكله fها ... نم فالحوادثfالحظتك عيون fوإذا العناية

fأمان

(1/356)

Page 247: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقال قطري بنf الفجاءة:تخوفا fال يركنن أحد إلى اإلحجام ... يوم الوغى م

لحمامة ماح دريئة ... من عن يميني مر فلقد أراني للر

وأمامي حتى خضبتf بما تحدر من دمي ... أحناء سرجي أو

عنان لجامي ثم انصرفتf وقد أصبتf ولم أfصب ... جذع البصيرة

قارح اإلقدام

ى فيما نزل به من وقال بعضf الحكماء: العاقلf يتعزمكروه بأمرين:

أحدهما: السرورf بما بقي له.واآلخر: رجاءf الفرج مما نزلهf به.

والجاهل يجزعf في محنته بأمرين:أحدهما: استكثارf ما أوى إليه.

.fه ما هو أشد منه fواآلخر: تخوفfالله عز وجل لخلقه، وتأديب fآداب fالمحن : fوكان يقال

الله يفتح القلوب واألسماع واألبصار. ووصف الحسنf بنf سهل المحن فقال: فيها تمحيص

ض للثواب بالصبر، من الذنب، وتنبيه من الغفلة، وتعر وتذكير بالنعمة، واستدعاء للمثوبة، وفي نظر الله عز

. fوجل وقضائه الخيار فهذا من أحب الموت، طلبا لحياة الذكر. }الذين قالfوا

ل فادرؤfوا fوا قfتل fونا ما قfوا لو أطاعfإلخوانهم وقعد سكfمf الموت إن كfنتfم صادقين{ . fعن أنف

(1/357)

أقوال في تهوين المصائب:ار: ما أصغر المصيبة باألرباح، إذا قال بعضf عقالء التج

عادت بسالمة األرواح.خلةf هدر. وكان من قول العرب: إن تسلم الجلةf فالس

ومن كالمهم: ال تيأس أرض من عمران، وإن جفاها. fالزمان

والعامة تقول: نهر جرى فيه الماءf البد أن يعود إليه. وقال ثامسطيوس: لم يتفاضل أهلf العقول والدين

درة والنعمة، fإال في استعمال الفضل في حال الق

Page 248: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دة والمحنة. وابتذال الصبر في حال الش

وقفة

م يألمfون كما تألمون fون فإنهfوا تألمfونf }إن تكون{ . fون من الله ما ال يرج fوترج

ولهذا يوجدf عند المؤمنين الصادقين حين تصيبfهم النوازلf والقالقلf واالبتالءf من الصبر والثبات

fوالطمأنينة والسكون والقيام بحق الله ماال يوجد ة اإليمان عfشرf معشاره عند من ليس كذلك، وذلك لقو

واليقين.fعنه قال: قال رسول fعن معقل بن يسار رضي الله الله - صلى الله عليه وسلم -: ))يقولf ربكم تباركغ لعبادتي، أمأل قلبك غنى، وتعالى: يا بن آدم، تفر

وأمأل يديك رزقا. يا بن آدم، ال تباعد مني، فأمأل قلبكغال(( . fفقرا، وأمأل يديك ش

(1/358)

ضا به »اإلقبالf على الله تعالى، واإلنابةf إليه، والر وعنهf، وامتالءf القلب من محبته، واللهجf بذكره،

والفرحf والسرورf بمعرفته ثواب عاجل، وجنة، وعيش،ال نسبة لعيش الملوك إليه ألبتة« .

ال تحزن إن قل مالfك أو رث حالfكfك شيء آخرfفقيمت

. fحسنfكل امرئ ما ي fقيمة :fعنه fقال علي رضي اللههf قل منهf أو كfثر، وقيمةf الشاعر fالعالم علم fفقيمة ه أحسن فيه أو أساء. وكل صاحب موهبة أو fشعر حرفة إنما قيمتfه عند البشر تلك الموهبةf أو تلك

،fعلى أن يرفع قيمته fليس إال، فليحرص العبد fالحرفة وده fغلي ثمنه بعمله الصالح، وبعلمه وحكمته، وجfوي

ثابرته وبحثه، وسؤاله fوحفظه، ونبوغه واطالعه، وم وحرصه على الفائدة، وتثقيف عقله وصقل ذهنه،

وحه، والنبل في نفسه، لتكون fوإشعال الطموح في ر قيمتfه غالية عالية.

Page 249: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال تحزن، واعلم أنك بوساطة الكfتfبيمكنf أن تfنمي مواهبك وقدراتك

مطالعةf الكتب تfفتقf الذهن، وتهدي العبر والعظات، وتمد المطلع بمدد من الحكم، وتfطلقf اللسان، وتfنمي

به، وهي خf الحقائق، وتطردf الش ملكة التفكير، وترسد، ومناجاة للخاطر، ومحادثة للسامر، سلوة للمتفر

ومتعة

(1/359)

ة fرت المعلوم اري، وكلما كر ل، وسراج للس للمتأمها، fحصت، أثمرت وأينعت وحان قطافfبطت، وم fوض

واستوت على سوقها، وآتت أfكfلها كل حين بإذن.fه ربها، وبلغ الكتابf بها أجلهf، والنبأf مستقر

fالنظر في الكتب واالنفراد fالمطالعة، وترك fوهجر بسه في اللسان، وحصر للطبع، وركود fبها، ح

للخاطر، وفتور للعقل، وموت للطبيعة، وذبول في رصيد المعرفة، وجفاف للفكر، وما من كتاب إال وفيهفائدة أو مثل، أو طfرفة أو حكاية، أو خاطرة أو نادرة.

هذا وفوائدf القراءة فوق الحصر، ونعوذf بالله منمح، فإنها من ة العزيمة، وبرود الر موت الهمم وخس

أعظم المصائب.

ال تحزن، واقرأ عجائب خلق الله في الكوننعه في المعمورة، تجد العجب fوطالع غرائب ص

العfجاب، وتقضي على همومك وغمومك، فإن النفسمfولعة بالطريف الغريب.

fروى البخاري ومسلم، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: بعثنا رسولf الله - صلى الله عليه وسلم -،

ى عيرا لقريش، وزودنا وأمر علينا أبا عبيدة، نتلق جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يfطينا

تمرة تمرة.: كيف كنتfم تصنعون fقال - الراوي عن جابر -: فقلت ، ثم نشربf عليها بي ها كما يمfص الص بها؟ قال: نمص

fمن الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب .fلهfله فنأكfبعصينا الخبط - أي ورق الشجر - ثم نب

Page 250: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/360)

قال: وانطلقنا على ساحل البحر فإذا شيء كهيئة الكثيب الضخم - أي كصورة التل الكبير المستطيلحدودب من الرمل - فأتيناهf، فإذا هي دابة تfدعى fالم

fالعنبر. قال: قال أبو عبيدة: ميتة. ثم قال: ال بل نحن لf رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي fس fر

سبيل الله، وقد اضطfررتfم فكfلfوا. قال: فأقمنا عليه شهرا ونحنf ثالثمائة حتى سمنا. قال: ولقد رأيتfنا

نغترفf من وقب عينه - أي من داخل عينه - ونفرقfها بالقالل - أي بالجرار الكبيرة - الدهن، ونقتطعf منه الفدر - أي القطع - كالثور أو قدر الثور. فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثالثة عشر رجال، فأقعدهم في وقب

عينه، وأخذ ضلعا من أضالعه فأقامها، ثم رحل أعظمل فحملهf عليه، فمر من fبعير، ونظر إلى أطول رج

تحتها.ا قدمنا المدينة، أتينا وتزودنا من لحمه وشائق، فلم

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنا له ذلك، فقال: ))هو رزق أخرجه اللهf لكم، فهل معكم من

لحمه شيء فتfطعمونا؟(( ، قال: فأرسلنا إلى رسولالله - صلى الله عليه وسلم -، فأكل منه.}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ :

البذرةf إذا وfضعت في األرض ال تنبتf حتى تهتزfبجهاز رختر، فتفقس fل ة خفيفة، تfسج األرضf هز

ت : }فإذا أنزلنا عليها الماء اهتز fوتنبت fالبذرة وربت{ .

}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ : قال أبو داود في كتابه )السنن( في باب زكاة الزرع:

ة ج fترf شبرتf قثاءة بمصر ثالثة عشر شبرا، ورأيتf أ على بعير بقطعتين، قfطعت وصيرت على مثل

عدلين.

(1/361)

}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ : ذكر الدكتورf زغلولf النجارf الدارسf لآليات الكونية - في إحدى محاضراته - أن هناك نجوما انطلقت من

Page 251: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

آالف السنوات، وهي في سرعة الضوء، ولم تصل حتى اآلن إلى األرض، وما بقي إال مواقعfها }فال

وم{ . fبمواقع النج fقسمfأ}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ :

396جاء في )جريدة األخبار الجديدة( في العدد أنه: »دخلf صباح اليوم2 م ص 1953/ 9/ 27بتاريخ

ه عشراتf من fأونا( باريس دخول الفاتحين، يحرس( ا )أونا( هذا فهو رجال البوليس، الراكب والراجل. أم

كيلو، وكان80000حوت نرويجي ضخم محنط، وزنه محموال على عشر جرارات مربوطة بسيارة نقل

ضخمة، وسيfعرضf الحوتf لمدة شهر ويfسمحf للناسfعشرة fبدخول كرشه المضاء بالكهرباء، ويستطيع

ة واحدة. أشخاص أن يدخلوا بطنه مر لكن المشرفين على معرض )أونا( وبوليس المدينة،، وهم fفيه الحوت fلم يتفقا على المكان الذي يوضع

يخشون وضعهf فوق محطة القطار األرضي خشية أن.fينهار الشارع

شهرا،18وبرغم أن سن هذا الحوت ال يزيدf على مترا، وقد صيد في شهر سبتمبر من20فإن طوله

fعربة fنعت له fالعام الماضي في مياه النرويج، وقد ص ة، لنقله في جولة عبر أوربا، ولكنها قطار خاص

، طولها 30انهارت تحته، فصنfعت له سيارةf جرمترا« .

(1/362)

}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ :fوتها من الصيف للشتاء؛ ألنها ال تخرج fق fتدخر fالنملة

في الشتاء، فإذا خشيت أن تنبت الحبةf، كسرتها نصفين، والحيةf في الصحراء إذا لم تجد طعاما،

.fفتأكله fعليها الطائر fنصبت نفسها كالعود، فيقع}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ :

: سمعتf معمر بن راشد قال عبدfالرزاق الصنعاني: رأيتf باليمن عنقود عنب، وقر بغل fالبصري يقول

. }والنخل باسقات لها طلع نضيد{ . كل األشجار تاملf بعضها على والنباتات تfسقى بماء واحد }ونfفضة، فمنها بعض في األfكfل{ . وللنباتات مناعة خاص

القويةf بنفسها، ومنها الشوكيةf التي تدافعf بشوكها،

Page 252: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

.fالالذعة fومنها الحامضة}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ :

قال كمالf الدين األfدفوي المصري في كتابه )الطالع السعيد الجامع نجباء أنباء الصعيد( : »رأيت قطف

fزنت حبةfوو ، عنب، جاءت زنfته ثمانيةf أرطال بالليثيعنب، جاءت زنتfها عشرةf دراهم، وذلك بأfدفو بلدنا« .

}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ : وقد ذكر علماءf الفلك أن الكون ال يزالf يتسعf شيئا

ماء بنيناها بأيد وإنا فشيئا كما تتسع البالونةf: }والس، وأن fون{ . وذكروا أن األرض اليابسة تنقصfوسعfلم

ها fص fأولم يروا أنا نأتي األرض ننق{ ، fالمحيطات تتسع من أطرافها{ .

(1/363)

}الذي أعطى كfل شيء خلقهf ثfم هدى{ : هـ ص1402 سنة 62جاء في مجلة )الفيصل( عدد

كيلو22 صورة لثمرة كرنب )ملفوف( وزنت 112ها مترا واحدا، وصورة لبصلة يابسة fغراما، وبلغ قطر

سم.30 كيلو غراما، وبلغ قطرها 2,3واحدة، وزنت وذكرت المجلةf عقب ذلك، أن ثمرة بندورة )طماطم(

سم، وأن هذه األشياء60واحدة بلغ محيطfها أكثر من غير العادية، نبتت في أرض المfزارع المكسيكي )جوزيه كارمن( ذي الخبرة الطويلة في الزراعة

والعناية باألرض، مما جعلهf المزارع األول فيالمكسيك.

(1/364)

يا الله يا الله

نها ومن كfل كرب{ . يكfم م ل اللهf يfنج fق{. }fبكاف عبده fأليس الله{

يكfم من ظfلfمات البر والبحر{ . ل من يfنج fق{وا في األرض{ . fضعفfن على الذين استfأن نم fريدfون{وقال عن آدم: }ثfم اجتباهf ربهf فتاب عليه وهدى{ .

يناهf وأهلهf من الكرب العظيم{ . ونوح: }ونج

Page 253: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لنا يا نارf كfوني بردا وسالما على fوإبراهيم: }ق إبراهيم{ .

(1/366)

ويعقوب: }عسى اللهf أن يأتيني بهم جميعا{ .جن ويوسف: }وقد أحسن بي إذ أخرجني من الس

ن البدو{ . وجاء بكfم مسن fلفى وح fعندنا لز fذلك وإن له fوداود: }فغفرنا له

مآب{ .. } ر fوأيوب: }فكشفنا ما به من ض

. } يناهf من الغم ويونس: }ونج. } يناك من الغم وموسى: }فنج

وهf فقد نصرهf اللهf{ ، }ألم يجدك fر fتنص ومحمد: }إال { ووجدك7{ ووجدك ضاال فهدى }6يتيما فآوى }

عائال فأغنى{ .و في شأن{ : fل يوم هfك{

هم: يغفرf ذنبا، ويكشفf كربا، ويرفع أقواما، fقال بعض ويضعf آخرين.

ك بالبلج fبح fتنفرجي ... قد آذن ص fاشتدي أزمة

سحابة ثم تنقشع: }ليس لها من دfون الله كاشفة{

ال تحزن، فإن األيام دfول

سجن ابنf الزبير محمد بن الحنفية في سجن )عارم(بمكة، فقال كfثر عزة:

وما رونقf الدنيا بباق ألهلها ... وما شدةf الدنيا بضربةالزم

fهfما القيت fصبحfدة سوف تنقضي ... وي fلهذا وهذا م حلم حالك

(1/367)

fالزبير وابن fبعد هذا الحدث بقرون، فإذا ابن fوتأملت م fحس منهfعارم كحلم حالم: }هل ت fالحنفية وسجن

م ركزا{ . fله fن أحد أو تسمع م

Page 254: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

. fوالمحبوس fوالحابس fوالمظلوم fمات الظالمكل بطاح من الناس له يوم بطوح.

}هذان خصمان اختصمfوا في ربهم{

وفي الحديث: ))لتfؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يfقادللشاة الجلحاء من القرناء((

fماء مثل أنفسك أيها المغرورf ... يوم القيامة والسfتمور

ت عليه هذا بال ذنب يخافf لهوله ... كيف الذي مرfرfو fهfد

ال تحزن، فيfسر عدوك

إن حزنك يfفرحf خصمك، ولذلك كان من أصول الملةإرغامf أعدائها: }تfرهبfون به عدو الله وعدfوكfم{ . وقولfه - صلى الله عليه وسلم - ألبي دfجانة، وهو

يخطرf في الصفوف متبخترا في أfحد: ))إنها لمشيةfإال في هذا الموطن(( . وأمر أصحابه fها الله fيبغض مل حول البيت، ليfظهروا قوتهم للمشركين. بالر

(1/368)

إن أعداء الحق وخصوم الفضيلة سوف يتقطعونل fوا بسعاتنا وفرحنا وسرورنا، }قfحسرة إذا علم

ؤهfم{ ، }ودوا fصبك حسنة تسfم{ ، }إن تf مfوتfوا بغيظكما عنتم{ .

ب من أنضجتf يوما قلبهf ... قد تمنى لي شرا لم fر يfطع

وقال آخر:امتين أfريهمf ... أني لريب الدهر ال وتجلدي للش

fأتضعضع

وفي الحديث: ))اللهم ال تfشمت بي عدfوا وال حاسدا((.

وفيه: ))ونعوذf بك من شماتة األعداء(( . كfل المصائب قد تمfر على الفتى ... وتهونf غير

Page 255: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

شماتة األعداء

مون في الحوادث، ويصبرون للمصائب، وكانوا يتبسfنfوف الشامتين، وإدخال ويتجلدfون للخطوب، إلرغام أم fوا لما أصابهfالغيظ في قلوب الحاسدين: }فما وهن

وا وما استكانfوا{ . fفfفي سبيل الله وما ضع

(1/369)

تفاؤل وتشاؤم

ون } fم يستبشر fم إيمانا وه fوا فزادتهfا الذين آمن }فأمم رجسا124 fرض فزادته لfوبهم م fا الذين في ق { وأم

ون{ . fم كافر fوا وهfإلى رجسهم ومات كثير من األخيار تفاءلوا باألمر الشاق العسير، ورأوا

في ذلك خيرا على المنهج الحق: }وعسى أن تكرهfواو شر fحبوا شيئا وهfم وعسى أن تfو خير لك fشيئا وه

لكfم{ .: fها الناسfحب ثالثا يكرهfأ : fفهذا أبو الدرداء يقول أحب الفقر والمرض والموت، ألن الفقر مسكنة،

. رة، والموت لقاء بالله عز وجل والمرض كف ولكن اآلخر يكرهf الفقر ويذfمه، ويfخبرf أن الكالب حتى

هي تكرهf الفقير:ت ت عليه وكشر إذا رأت يوما فقيرا مfعدما ... هر

أنيابها

مى رحب بها بعضfهم فقال: fوالحرةf الذنوب سريعة ... فسألتfها بالله أن ال زارت مكف

تfقلعي

لكن المتنبي يقولf عنها: بذلتf لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في

عظامي

جنf أحب فf عليه السالمf عن السجن: }الس fوقال يوس ا يدعfونني إليه{ . إلي مم

وعلي بنf الجهم يقولf عن الحبس أيضا:

Page 256: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بست فقلتf ليس بضائري ... حبسي وأي fقالوا ح fغمدfمهند ال ي

(1/370)

: fولكن علي بن محمد الكاتب يقول قالوا حfبست فقلتf خطب نكد ... أنحى علي به

fرصدfالم fالزمان

: مرحبا fبوا به، فمعاذ يقول والموتf أحبه كثير ورحبالموت، حبيب جاء على فاقة، أفلح من ندم.

ويقولf في ذلك الحfصيfن بنf الحمام: تأخرتf أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل

أن أتقدما

: ال بأس بالموت إذا الموتf نزل. fاآلخر fويقول.fوا منه وا من الموت وسبوه وفر fولكن اآلخرين تذمر

فاليهودf أحرصf الناس على حياة، قال سبحانه وتعالىfفإنه fون منه ل إن الموت الذي تفر fعنهم: }ق

القيكfم{ . fمهم: fوقال بعض

ومالي بعد هذا العيش عيش ... ومالي بعد هذا الرأسfرأس

والقتلf في سبيل الله أمنية عذبة عند األبرار} fم من ينتظر fومنه fم من قضى نحبه fالشرفاء: }فمنه

.:fرواحة ينشد fوابن

لكنني أسألf الرحمن مغفرة ... وطعنة ذات فزعبدا تقذفf الز

(1/371)

ويقولf ابنf الطرماح: أيا رب ال تجعل وفاتي إن أتت ... على شرجع يعلو

سن المطارف fبح ولكن شهيدا ثاويا في عصابة ... يfصابون في فج من

Page 257: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

األرض خائف

fجميل fغير أن بعضهم كره القتل وفر منه، يقول بثينة:

يقولون جاهد يا جميلf بغزوة ... وأي جهاد غيرهfنfريدfأ

: والله إني أكرهf الموت على فراشي، وقال األعرابيfمfسك fوا عن أنفfل فادرؤ fه في الثغور }قfفكيف أطلب

fم الموت إن كfنتfم صادقين{ ، }قfل لو كfنتfم في بfيfوتك لبرز الذين كfتب عليهمf القتلf إلى مضاجعهم{ . إن

. fالوقائع واحدة لكن النفوس هي التي تختلف

أيها اإلنسان

: يا من مل من الحياة، وسئم العيش، fأيها اإلنسان وضاق ذرعا باأليام وذاق الغfصص، أن هناك فتحا مبينا، ونصرا قريبا، وفرجا بعد شدة، ويfسرا بعد

عfسر. إن هناك لfطفا خفيا من بين يديك ومن خلقك، وإن هناك أمال مشرقا، ومستقبال حافال، ووعدا صادقا،رجة fإن لضيقك ف . }fوعده fالله fخلفfوعد الله ال ي{

وكشفا، ولمصيبتك زوال، وإن هناك أنسا وروحا وندى وطال وظال. }الحمدf لله الذي أذهب عنا الحزن{

.

(1/372)

: آن أن تfداوي شكك باليقين، والتواء fأيها اإلنسان دى، واضطراب fضميرك بالحق، وعوج األفكار باله

شد. المسيرة بالر آن أن تقشع عنك غياهب الظالم بوجه الفجر

ضا، وحنادس الصادق، ومرارة األسى بحالوة الرالفتن بنور يلقفf ما يأفكfون.

: إن وراء بيدائكم القاحلة أرضا مطمئنة، fأيها اإلنسان ها رغدا من كل مكان fيأتيها رزق

نى واإلجهاد، جنة ة والض وإن على رأس جبل المشق أصابها وابل، فهي مfمرعة، فإن لم يصبها وابل فطل

Page 258: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من البfشرى والفأل الحسن، واألمل المنشود. يا من أصابه األرقf، وصرخ في وجه الليل: أال أيها

fبح الليل الطويلf أال انجل، أبشر بالصبح }أليس الصبقريب{ . صبح يملؤfك نورا وحبورا وسرورا.

ق الغيب fفfويدك، فإن من أ fر : يا من أذهب لfبه الهمسحة. fنن الثابتة الصادقة ف فرجا، ولك من الس

يا من مألت عينك بالدمع: كفكف دموعك، وأرح مfقلتيك، اهدأ فإن لك من خالق الوجود والية، وعليك

، وذهب ظمأf من لطفه رعاية، اطمئن أيها العبدf، فقد فfرغ من fوحصل اللطف ، fالقضاء، ووقع االختيار ة، وابتلت عروقf الجهد، وثبت األجرf عند من ال المشق

. fلديه السعي fيخيب

(1/373)

: فإنك تتعاملf مع غالب على أمره، لطيف اطمئننع في تدبيره. بعباده، رحيم بخلقه، حسن الص: فإن العواقب حسنة، والنتائج مريحة، اطمئن

والخاتمة كريمة. بعد الفقر غنى، وبعد الظمأ ري، وبعد الفراق

اجتماع، وبعد الهجر وصل، وبعد االنقطاع اتصال،هاد نوم هادئ، }ال تدري لعل الله يfحدثf بعد وبعد الس

ذلك أمرا{ .هfم وقد عسعس الليـ ... ـلf ومل الحادي fلمعت نار

fوحار الدليللتfها وفكري من البيـ ... ـن عليل وطرفf عيني فتأم

fكليلfالمعنى ... وغرامي ذاك الغرام fوفؤادي ذاك الفؤاد

fالدخيلات هل إليه لم fوسألنا عن الوكيل المرجى ... للم

؟ fسبيللك طfرا ... أكرم المfجزلين فرد fفوجدناه صاحب الم

fجليل

نى نك والض أيها المعذبfون في األرض، بالجوع والضوا، فإنكم سوف fواأللم والفقر والمرض، أبشر

ون، }والليل إذ تشبعون وتسعدون، وتفرحون وتصحبح إذا أسفر{ .33أدبر } { والص

Page 259: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فالبfد لليل أن ينجلي ... والبد للقيد أن ينكسرعfود الجبال ... يعش أبد الدهر بين fومن يتهيب ص

فر fالحfن بربه خيرا، وان ينتظر منهfوحق على العبد أن يظ

ه في fطفا، فإن من أمرfل fو من مواله fفضال، وأن يرج كلمة )كfن( ، جدير أن يfوثق بموعوده، وأن يfتعلق

ر إال هو، بعهوده، فال يجلبf النفع إال هو، وال يدفع الضولهf في كل

(1/374)

نفس لfطف، وفي كل حركة حكمة، وفي كل ساعةبحا، وبعد القحط غيثا، يfعطي fفرج، جعل بعد الليل ص ، يمنحf النعماء ليسمع fشكر، ويبتلي ليعلم من يصبرfلي الثناء، ويfسلطf البالء ليfرفع إليه الدعاءf، فحري بالعبد

fكثرfمد إليه الحبال، ويfأن يقوي معه االتصال، وي السؤال }واسألfوا الله من فضله{ ، }ادعfوا ربكfم

فية{ . fعا وخ تضرك ما ود كف fمن ج ... fهfبfرد نيل ما أرجو وأطلfلو لم ت

علمتني الطلبا

انقطع العالءf بنf الحضرمي ببعض الصحابة فيوا على الموت، فنادى fهم، وأشرفfالصحراء، ونفد ماؤ

العالءf ربه القريب، وسأل إلها سميعا مجيبا، وهتف. فنزل fيا حكيم fيا حكيم ، fبقوله: يا علي يا عظيم

الغيثf في تلك اللحظة، فشربfوا وتوضؤوا، واغتسلوالf الغيث من بعد ما و الذي يfنز fوسقوا دوابهم. }وه

. }fو الولي الحميد fوه fرحمته fر fوا وينشfقنط

وقفة

fونfك ته، ودوامf ذكره، والس fالله تعالى، ومعرف fمحبة« إليه، والطمأنينةf إليه، وإفرادfه بالحfب والخوف

fيكون هو وحده fبحيث ،fوالمعاملة ، fوالرجاء والتوكل fالمستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته. هو جنة

ة عين ر fنعيم، وهو ق fشبههfالذي ال ي fالدنيا، والنعيم حبين، وحياةf العارفين« . fالم

:fبذكره والقناعة fواللهج fالقلب بالله وحده fتعلق«

Page 260: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أسباب لزوال الهموم والغموم، وانشراحf الصدرfصدرا، وأكثر fد، فال أضيق د بالض والحياةf الطيبة. والضن تعلق قلبfه بغير الله، ونسي ذكر الله، ولم هما، مم

يقنع بما آتاهf اللهf، والتجربةf أكبرf شاهد« .

(1/375)

تعز بالمنكوبين

رى{ . fن الق }ولقد أهلكنا ما حولكfم م،fكب نكبة دامية ساحقة ماحقة: البرامكةfن ن ومم

خاء، أfسرةf األfسرةf األfبهة والترف والبذل والس وأصبحت نكبتfهم عبرة وعظة ومثال، فإن هارون

حاها، وكانوا في fالرشيد سطا عليهم بين عشية وض غد دافئين، وفي النعيم غافلين، وفي لحاف الر

حى وهم fالله ض fنعين، فجاءهم أمر fبستان الترف م ب دfورهم، يلعبون، على يد أقرب الناس إليهم، فخرم، fم، واستلب عبيدهfورهfت fم، وهتك سfوهدم قصوره

وأسال دماءهم، وأوردهم موارد الهالكين، فجرحح بنكالهم عيون بمصابهم قلوب أحبابهم، وقر

لبت، fكم من نعمة عليهم س ،fأطفالهم، فال إله إال الله وا يا أfولي fفكت، }فاعتبر fوكم من عبرة من أجلهم س

األبصار{ . قبل نكبتهم بساعة، كانوا في الحريرلون، وعلى الديباج يزحفون، وبكأس األماني fيرف

يترعfون، فيها لهول ما دهاهfم، ويا لفجيعة ما عالهمfاأليام fمحقfوهكذا ت ... fه جلل fوإال غير fهذا المصاب

fوالدول

اطمأنوا في سنة من الدهر، وأمن من الحدثان، وغفلة من األيام }وسكنتfم في مساكن الذين ظلمfوا

fمfم كيف فعلنا بهم وضربنا لكf م وتبين لك fسه fأنف ت األمثال{ . خفقت على رؤوسهمf البنودf، واصطف

.fعلى جوانبهم الجنودون إلى الصفا ... أنيس ولم fن بين الحجfكأن لم يك

fر بمكة سامر fيسم

(1/376)

Page 261: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

رتعfوا في لذة العيش الهين، وتمتعfوا في صفو الزمان آمنين، ظنوا السراب ماء، والورم شحما،

لfودا، والفناء بقاء، وحسبوا الوديعة ال fوالدنيا خ ، واألمانة ال تfؤدى، }وظنوا fضمنfسترد، والعارية ال تfت

م إلينا ال يfرجعfون{ . fأنهات مان مسر نوعة ... وللز fالدهر ألوان م fفجائع

fوأحزان وهذه الدارf ال تبقي على أحد ... وال يدومf على حال

fلها شأن

أصبحوا في سرور وأمسوا في القبور، وفي لحظة من لحظات غضب هارون الرشيد، سل سيف النقمة

، وصلبهf ثم عليهم، فقتل جعفر بن يحيى البرمكي أحرق جثمانه، وسجن أباه يحيي بن خالد، وأخاه

الفضل بن يحيى، وصادر أموالهم وأمالكهم.

(1/377)

ولما قتل أبو جعفر المنصورf محمد بن عبدالله بن الحسن، بعث برأسه إلى أبيه عبدالله بن الحسن في

السجن مع حاجبه الربيع، فوضع الرأس بين يديه، فقال: رحمك اللهf يا أبا القاسم، فقد كنت من الذين يfفون بعهد الله، وال ينقfضون الميثاق، والذين يصلون

ما أمر اللهf به أن يfوصل ويخشون ربهم ويخافونسوء الحساب، ثم تمثل بقول الشاعر:

ه ... ويكفيه سوءات fفتى كان يحميه من الذل سيف األمور اجتنابfها

(1/378)

ل fوالتفت إلى الربيع حاجب المنصور، وقال له: ق دة، ومن نعيمك مثfلها، fؤسنا مfلصاحبك: قد مضى من ب

والموعدf اللهf تعالى! وقد أخذ هذا المعنى العباسf بنf األحنف - وقيل:

عمارةf بنf عقيل - فقال:ة ... بنظرة عين عن فإن تلحظي حالي وحالك مر

fحجبfهوى النفس ت

Page 262: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ر بيوم من نعيمك fؤس عيشتي ... يمfل مر من بfنجد ك fحسبfي

كما في )قول على قول( .؟ أين واآلن: أين هارون الرشيدf وأين جعفرf البرمكي

؟ أين الذين fوالمأمور f؟ أين اآلمر fوالمقتول fالقاتل أصدر أمره وهو على سريره في قصره؟ وأين الذيلب؟ ال شيء، أصبحوا كأمس الدابر، وسوف fقتل وص يجمعfهم الحكمf العدلf ليوم ال ريب فيه، فال ظfلم والها عند ربي في كتاب ال يضل ربي fهضم، }قال علم

ومf الناسf لرب العالمين{ ، fوال ينسى{ ، }يوم يق ون ال تخفى منكfم خافية{ . fعرضfيومئذ ت{

: أرأيت هذه النكبة، هل قيل ليحيى بن خالد البرمكي تدري ما سببfها؟ قال: لعلها دعوةf مظلوم، سرت في

ظالم الليل ونحنf عنها غافلون. ونfكب عبدfالله بنf معاوية بن عبدالله بن جعفر، فقال

في حبسه: خرجنا من الدنيا ونحنf من أهلها ... فلسنا من

األموات فيها وال األحياءجانf يوما لحاجة ... عجبنا وقلنا: جاء هذا إذا دخل الس

من الدنيا

(1/379)

ل حديثنا ... إذا نحنf أصبحنا الحديث fؤيا فج ونفرحf بالرؤيا عن الر

نت كانت بطيئا مجيئfها ... وإن قبfحت لم fفإن حس تنتظر وأتت سعيا

fملوك فارس حكيما من حكمائهم، فكتب له fسجن أحد بتني ر علي فيها ساعة، إال قر fإنها لن تم : fرقعة يقول

عة، بتك من النقمة، فأنا أنتظرf الس من الفرج وقروأنت موعود بالضيق.

ويfنكبf ابنf عباد سلطانf األندلس، عندما غلب عليهت fعن الجادة، فكثر fوغلب عليه االنحراف ، fالترف fوالعزف ، fوالطنابير fالجواري في بيته، والدفوف

وسماعf الغناء، فاستغاث يوما بابن تاشفين - وهو سلطانf المغرب - على أعدائه الروم في األندلس،

Page 263: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fابن fتاشفين البحر، ونصر ابن عباد، فأنزله fفعبر ابن عباد في الحدائق والقصور والدور، ورحب به وأكرمه.

وكان ابنf تاشفين كاألسد، ينظرf في مداخل المدينةوفي مخارجها، ألن في نفسه شيئا.

وبعد ثالثة أيام هجم ابنf تاشفين بجنوده على المملكة الضعيفة، وأسر ابن عباد وقيده وسلب مfلكه،

fوره ودمر قصوره، وعاث في حدائقه، ونقلهfوأخذ د إلى بلده )أغمات( أسيرا، }وتلك األيامf نfداولfها بين

كم، وادعى أن fتاشفين زمام الح fالناس{ . فتقلد ابن أهل األندلس همf الذين استدعوه وأرادوه.

(1/380)

، وإذا ببنات ابن عباد يصلنه في السجن، fت األيام ومرا رآهن بكى عند حافيات باكيات كسيفات جائعات، فلم

الباب، وقال:fنت باألعياد مسرورا ... فساءك العيدfفيما مضى ك

في أغمات مأسورا ترى بناتك في األطمار جائعة ... يغزلن للناس ما

يملكن قطميراهfن حسيرات fبرزن نحوك للتسليم خاشعة ... أبصار

مكاسيرا يطأن في الطين واألقدامf حافية ... كأنها لم تطأ

مسكا وكافfورا

ثم دخل الشاعرf ابنf اللبانة على ابن عباد، فقال له:ب بها مسكا عليك fالم فإنما ... أص ق رياحين الس تنش

وحنتمال مجازا إن عدمت حقيقة ... بأنك ذو نfعمى فقد fوق

كfنت مfنعماfعد يfوبها ... عليها وتاه الر fت ج بكاك الحيا والريحf شق

علما fباسمك م

وهي قصيدة بديعة، أوردها الذهبي ومدحها.fروى الترمذي، عن عطاء، عن عائشة - رضي الله

ت بقبر أخيها عبدالله الذي عنها وأرضاها - أنها مر دfفن فيه بمكة، فسلمت عليه، وقالت: يا عبد الله، ما

م: تم fلك إال كما قال مfمثلي ومث

Page 264: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ذيمة بfرهة ... من الدهر حتى قيل لن fنا كندماني جfوك يتصدعا

وعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهطكسرى وتfبعا

قنا كأني ومالكا ... لطfول اجتماع لم نبت ا تفر فلمليلة معا

ثم بكت وودعته.

(1/381)

وكان عمرf رضي اللهf عنهf يقولf لمتمم بن نويرة: يا متمم، والذي نفسي بيده، لوددتf أني شاعر فأرثي

أخي زيدا، والله ما هبت الصبا من نجد إال جاءتني، إن زيدا أسلم قبلي وهاجر وقتل fبريح زيد. يا متمم

قبلي، ثم يبكي عمر. يقول متمم: لعمري لقد الم الحبيبf على البfكا ... حبيبي لتذراف

وافك الدموع الس فقال أتبكي كل قبر رأيتهf ... لقبر ثوى بين اللوى

فالدكادكجى ... فدعني فهذا جى يبعثf الش فقلتf له إن الش

كلهf قبرf مالك

fابن fكب بنو األحمر في األندلس، فجاء الشاعرfن يهم في هذه المصيبة فقال: عبدون يfعز

الدهرf يفجعf بعد العين باألثر ... فما البكاءf علىور األشباح والص

أنهاك أنهاك ال آلfوك موعظة ... عن نومة بين نابر fالليث والظف

وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بمن شاءتمن البشر

fنا جعلنا عاليها سافلها{ ، }إنما مثل fا جاء أمر }فلمfماء فاختلط به نبات الحياة الدنيا كماء أنزلناهf من الس

ا يأكfلf الناسf واألنعامf حتى إذا أخذت األرض ممون fم قادر fها أنهfينت وظن أهل فها واز fخر fز fاألرض

نا ليال أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم fعليها أتاها أمر تغن باألمس{ .

Page 265: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/382)

ضا اليانعة ثمراتf الر

. }fوا عنه fم ورض fعنه fضي الله }رfعنه، يرتفع fوللرضا ثمرات إيمانية كثيرة وافرة تنتج بها الراضي إلى أعلى المنازل، فيfصبحf راسخا في

يقينه، ثابتا في اعتقاده، وصادقا في أقواله وأعمالهوأحواله.

هf من األحكام عليه. fعبوديته في جريان ما يكره fفتمام ، لكان أبعد شيء عن ولو لم يجر عليه منها إال ما يحب

بر والتوكل عبودية ربه، فال تتم له عبودية. من الصع واالفتقار والذل والخضوع وغيرها - ضا والتضر والر

إال بجريان القدر له بما يكرهf، وليس الشأنf في الرضا بالقضاء المالئم للطبيعة، إنما الشأنf في القضاءؤلم المنافر للطبع. فليس للعبد أن يتحكم في fالم

قضاء الله وقدره، فيرضى بما شاء ويرفضf ما شاء، فإن البشر ما كان لهم الخيرةf، بل الخيرةf الله، فهوfالغيب المطلع fوأجل وأعلى، ألنه عالم fوأحكم fأعلم

على السرائر، العالمf بالعواقب المحيطf بها.

رضا برضا: وليعلم أن رضاه عن ربه سبحانهf وتعالى في جميع الحاالت، يfثمرf رضا ربfه عنه، فإذا رضي عنه بالقليلزق، رضي ربه عنه بالقليل من العمل، وإذا من الر

fوجده ،fرضي عنه في جميع الحاالت، واستوت عنده اه وتملقه؛ ولذلك أسرع شيء إلى رضاهf إذا ترضfخلصين مع قلة عملهم، كيف رضي اللهfانظر للم

وا عنهf ورضي عنهم، بخالف fسعيهم ألنهم رض المنافقين، فإن الله رد عملهم قليلهf وكثيرهf؛ ألنهم

سخطfوا ما أنزل الله وكرهfوا رضوانهf، فأحبطأعمالهم.

(1/383)

: fخط من سخط فلهf السخطf بابf الهم والغم والحزن، وشتات القلب، والس

Page 266: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وء الحال، والظن بالله خالفf ما هو fوكسف البال، وس ه من ذلك كله، ويفتحf له باب جنة fخلصfه. والرضا يfأهل

الدنيا قبل اآلخرة، فإن االرتياح النفسي ال يتم بمfعاكسة األقدار ومضادة القضاء، بل بالتسليم

واإلذعان والقبfول، ألن مدبر األمر حكيم ال يfتهمf في قضائه وقدره، وال زلتf أذكرf قصة ابن الراوندي

الفيلسوف الذكي الملحد، وكان فقيرا، فرأى عاميا جاهال مع الدور والقصور واألموال الطائلة، فنظر

إلى السماء وقال: أنا فيلسوفf الدنيا وأعيشf فقيرا، وهذا بليد جاهل ويحيا غنيا، وهذه قسمة ضيزى. فما زادهf اللهf إال مقتا وذfال وضنكا }ولعذابf اآلخرة أخزى

ون{ . fنصرfم ال ي fوه

ضا: فوائدf الرfله الطمأنينة، وبرد القلب، وسكونه fوجبfضا ي فالر

به والتباس والقضايا وقراره وثباتهf عند اضطراب الش وكثرة الوارد، فيثقf هذا القلبf بموعود الله وموعود

fلسان fرسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويقول fوصدق الله fهfول fورس fالحال: }هذا ما وعدنا الله

fم إال إيمانا وتسليما{ . والسخط fوما زاده fهfول fورس يوجبf اضطراب قلبه، وريبتهf وانزعاجهf، وعدم قراره،

دا، قهf، فيبقى قلقا ناقما ساخطا متمر ومرضهf وتمزولfهf إال fورس fا وعدنا الله : }م fحاله يقول fفلسان

ورا{ . فأصحابf هذه القلوب إن يكfن لهمf الحق، fرfغ يأتوا إليه مfذعنين، وإن طfولبوا بالحق إذا هم

يصدفون، وإن أصابهم خير اطمأنوا به، وإن أصابتهمفتنة

(1/384)

وا الدنيا واآلخرة }ذلك fوا على وجوههم، خسرfانقلب { . كما أن الرضا يfنزلf عليه fبين fالم fسران fو الخ fه السكينة التي ال أنفع له منها، ومتى نزلت عليه

السكينةf، استقام وصلحت أحوالfه، وصلح بالfه،لت خط يfبعدfه منها بحسب قلته وكثرته، وإذا ترح والس

fوالراحة fواألمن fترحل عنه السرور ،fالسكينة fعنه fل وطيبf العيش. فمن أعظم نعم الله على عبده: تنز

السكينة عليه. ومن أعظم أسبابها: الرضا عنه في

Page 267: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

جميع الحاالت.

ال تfخاصم ربك: والرضا يخلصf العبد من مfخاصمة الرب تعالى في

خط عليه مfخاصمة له فيما أحكامه وأقضيته. فإن الس لم يرض به العبدf، وأصلf مخاصمة إبليس لربه: من

عدم رضاه بأقضيته، وأحكامه الدينية والكونية. وإنما ألحد من ألحد، وجحد من جحد ألنهf نازع ربه رداء

العظمة وإزار الكبرياء، ولم يfذعن لمقام الجبروت،fط فهو يfعطلf األوامر، وينتهكf المناهي، ويتسخ

المقادير، ولم يfذعن للقضاء.كم ماض وقضاء عدل: fح

ب ماض في عبده، وقضاؤfه عدل فيه، كما كمf الر fوح في الحديث: ))ماض في حكمfك، عدل في قضاؤك(( .

ومن لم يرض بالعدل، فهو من أهل

(1/385)

الظلم والجور. واللهf أحكمf الحاكمين، وقد حر الظلم على نفسه، وليس بظالم للعبيد، وتقدس سبحانه

ه عن ظfلم الناس، ولكن أنفfسهم يظلمون. وتنز وقولfه: ))عدل في قضاؤك(( يعfم قضاء الذنب،

وقضاء أثره وعقوبته، فإن األمرين من قضائه عز، وهو أعدلf العادلين في قضائه بالذنب، وفي وجل

قضائه بعقوبته. وقد يقضي سبحانه بالذنب على العبد ألسرار وخفايا هو أعلمf بها، قد يكونf لها من

المصالح العظيمة ما ال يعلمfها إال هfو.

خط: ال فائدة في السا أن يكون لفوات ما أخطأهf مم يحبه ضا: إم وعدمf الرن ويريدهf، وإما إلصابة بما يكرهfه ويfسخطfه. فإذا تيق

أن ما أخطأه لم يكfن ليfصيبه، وما أصابه لم يكن ليfخطئه، فال فائدة في سخطه بعد ذلك إال فواتf ما

fه. وفي الحديث: ))جف القلم ينفعfه، وحصولf ما يضررغ من القضاء، fبما أنت الق يا أبا هريرة، فقد ف

، fفعت األقالم fور ، fتبت المقاديرfهي من القدر، وكfوانت . )) fفfح ت الص وجف

Page 268: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ضا: السالمةf مع الر والرضا يفتحf له باب السالمة، فيجعلf قلبهf سليما،

، وال ينجو من عذاب الله نقيا من الغش والدغل والغلبه، المf من الش إال من أتى الله بقلب سليم، وهو الس

نده، وتخذيله fرك، وتلبس إبليس وج ك والش والش

(1/386)

وتسويفه، ووعده ووعيده، فهذا القلبf ليس فيه إالم في خوضهم يلعبfون{ . fم ذرهfث fل الله fق{ :fاللهخط وعدم وكذلك تستحيلf سالمةf القلب من الس

الرضا، وكلما كان العبدf أشد رضا، كان قلبfه أسلم.fخط. وسالمة : قرينf الس فالخبثf والدغلf والغش

ه: قرينf الرضا. وكذلك الحسدf هو fصحfه ون القلب وبر من ثمرات السخط. وسالمةf القلب منهf: من ثمرات

الرضا. فالرضا شجرة طيبة، تfسقى بماء اإلخالص فيfها األعمالfوأغصان ، fها اإليمانfبستان التوحيد، أصل

الصالحةf، ولها ثمرة يانعة حالوتfها. في الحديث: ))ذاق طعم اإليمان من رضي بالله ربا، وباإلسالم دينا،

وبحمد نبيا(( . وفي الحديث أيضا: ))ثالث من كن فيهوجد بهن حالوة اإليمان....(( .

: ك خطf بابf الش السك في الله، وقضائه، خطf يفتحf عليه باب الش والس

وقدره، وحكمته وعلمه، فقل أن يسلم الساخطf من شك يfداخلf قلبه، ويتغلغلf فيه، وإن كان ال يشعرf به،

فلو فتش نفسه غاية التفتيش، لوجد يقينهf معلوال مدخوال، فإن الرضا واليقين أخوان مfصطحبان،

خط قرينان، وهذا معنى الحديث الذي ك والس والشضا مع في الترمذي: ))إن استطعت أن تعمل بالر

اليقين، فافعل. فإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره النفسf خيرا كثيرا(( . فالساخطfون ناقمون

من الداخل، غاضبون ولو لم يتكلموا، عندهم إشكاالت وأسئلة، مفادfها: لم هذا؟ وكيف يكونf هذا؟ ولماذا

وقع هذا؟

(1/387)

Page 269: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ضا غنى وأمن: الر ومن مأل قلبه من الرضا بالقدر، مأل اللهf صدرهf غنى

غ قلبه لمحبته واإلنابة إليه، وأمنا وقناعة، وفرضا، امتأل قلبfه والتوكل عليه. ومن فاته حظه من الر

ه. fه وفالحfا فيه سعادت بضد ذلك، واشتغل عمغf القلب من غf القلب لله، والسخطf يفر ضا يfفر فالر

الله، وال عيش لساخط، وال قرار لناقم، فهو في أمرfباخس، وعطيته fناقص، وحظه fمريج، يرى أن رزقه

ة، فيرى أنه يستحق أكثر من هذا، زهيدة، ومصائبهf جم، لكن ربه - في نظره - بخسهf وحرمه وأرفع وأجل

ومنعهf وابتاله، وأضناهf وأرهقه، فكيف يأنسf وكيفمf اتبعfوا ما أسخط الله fيرتاح، وكيف يحيا؟ }ذلك بأنه

م{ . fفأحبط أعماله fوا رضوانهfوكره

: fكر ضا الش ثمرةf الر والرضا يfثمرf الشكر الذي هو من أعلى مقامات

اإليمان، بل هو حقيقةf اإليمان. فإن غاية المنازل شكر المولى، وال يشكfرf اللهf من يرضى بمواهبه

fنعه وتدبيره، وأخذه وعطائه، فالشاكر fوأحكامه، وص أنعمf الناس باال، وأحسنfهم حاال.

: fخط الكفر ثمرةf الس والسخطf يfثمر ضده، وهو كfفرf النعم، وربما أثمر له

كfفر المنعم. فإذا رضي العبدf عن ربه في جميعكره، فيكونf من fالحاالت، أوجب له لذلك ش

(1/388)

الراضين الشاكرين. وإذا فاتهf الرضا، كان منfل الكافرين. وإنما وقع الحيفfب fالساخطين، وسلك س

في االعتقادات والخللf في الديانات من كون كثير من العبيد يريدون أن يكونوا أربابا، بل يقترحون على

ربهم، ويfحلون على موالهم ما يريدون: }يا أيهاوله{ . fوا بين يدي الله ورسfقدمfوا ال تfالذين آمن

خطf مصيدة للشيطان: الس والشيطانf إنما يظفرf باإلنسان غالبا عند السخط والشهوة، فهناك يصطادfه، والسيما إذا استحكم

Page 270: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، ويفعلf ما ال ب سخطfه، فإنهf يقولf ما ال يfرضي الر يfرضيه، وينوي ما ال يfرضيه، ولهذا قال النبي - صلى

fالله عليه وسلم - عند موت ابنه إبراهيم: ))يحزن ، وال نقولf إال ما يfرضي ربنا(( . fالعين fوتدمع fالقلب

فإن موت البنين من العوارض التي تfوجبf للعبد السخط على القدر، فأخبر النبي - صلى الله عليه

وسلم - أنهf ال يقولf في مثل هذا المقام - الذي يسخطfه أكثرf الناس، فيتكلمون بما ال يfرضي الله،

ويفعلون ما ال يرضيه - إال ما يfرضي ربه تبارك وتعالى. ولو لمح العبدf في القضاء بما يراهf مكروها

. fمور، لهان عليه المصابfإلى ثالثة أfأخبر fه بحكمة المقدر جل في عاله، وأنهfأولها: علم

بمصلحة العبد وما ينفعfه. ثانيها: أن ينظر لألجر العظيم والثواب الجزيل، كما

وعد اللهf من أfصيب فصبر من عباده.، والتسليم واإلذعان ب كم واألمر للر fها: أن الحfثالث

م يقسمfون رحمة ربك{ . fللعبد: }أه

(1/389)

ضا يfخرجf الهوى: الر والرضا يfخرجf الهوى من القلب، فالراضي هواهf تبع،fلمراد ربه منه، أعني المراد الذي يحبه ربه ويرضاه فال يجتمعf الرضا واتباعf الهوى في القلب أبدا، وإن

عبة من هذا، وشعبة من هذا، فهو للغالب fش fكان معه عليه منهما.

إن كان رضاكfم في سهري ... فسالمf الله علىوسني

}وعجلتf إليك رب لترضى{ .كfمf ما قال حاسدfنا ... فما لجرج إذا إن كان سر

fأرضاكمو ألم

وقفة

دة(( . ف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الش ))تعرب اء )إلى الله( أي: تحبب وتقر ف( بتشديد الر » )تعر

كر لهf على سابغ نعمته، والصبر إليه بطاعته، والش

Page 271: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ر أقضيته، وصدق االلتجاء الخاص قبل نزول fتحت م بليته. )في الرخاء( أي: في الدعة واألمن والنعمة

ة البدن، فالزم الطاعات واإلنفاق وسعة العمر وصحبات، حتى تكون متصفا عنده بذلك، معروفا fر fفي الق

دة( بتفريجها عنك، وجعله لك من به. )يعرفك في الش كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، بما سلف من

ف« . ذلك التعرة به معرفة خاص »ينبغي أن يكون بين العبد وبين ر

بقلبه، بحيثf يجدfه قريبا لالستغناء لهf منهf، فيأنسf بهفي خلوته، ويجدf حالوة ذكره ودعائه

(1/390)

ومناجاته وطاعته، وال يزالf العبدf يقع في شدائدfرب في الدنيا والبرزخ والموقف، فإذا كان بينهfوك

ة، كفاهf ذلك كله« . وبين ربه معرفة خاص

اإلغضاءf عن هفوات اإلخوانر بالعfرف وأعرض عن الجاهلين{ . fذ العفو وأم fخ{

لfقين fق أو خfل fال ينبغي أن يزهد فيه - أي األخ- لخ هما منهf، إذا رضي سائر أخالقه، وحمد أكثر fينكر

شيمه، ألن اليسير مغفور، والكمال مfعوز، وقد قاللfقا واحدا، وهو ذو fمن صديقك خ fالكندي: كيف تريد

طبائع أربع. مع أن نفس اإلنسان التي هي أخص النفوس به، ومدبرة باختياره وإرادته، ال تfعطيه

قيادها في كل ما يريدf، وال تfجيبfه إلى طاعته في كلfم من قبلfنتfفكيف بنفس غيره؟! }كذلك ك ، fما يجب

و أعلمf بمن fم هfسك fزكوا أنفfم{ ، }فال تf فمن اللهf عليكاتقى{ .

ه، وقد قال أبو fك أن يكون لك من أخيك أكثرfوحسب عاتبةf األخ خير من فقده، fالدرداء - رضي الله عنه -: م من لك بأخيك كله؟! فأخذ الشعراءf هذا المعنى، فقال

أبو العتاهية:fخي من لك من بني الد ... نيا بكل أخيك من لك أأفاستبق بعضك ال يملـ ... ـك كل من لم تfعط كfلك

: وقال أبو تمام الطائيما غبن المغبون مثلf عقله ... من لك يوما بأخيك كfله

Page 272: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/391)

وقال بعضf الحكماء: طلبf اإلنصاف، من قلةاإلنصاف.

سنا، فكيف fما رضينا عن أنف fهم: نحن fوقال بعض نرضى عن غيرنا!!

وقال بعضf البلغاء: ال يfزهدنك في رجل حمدت سيرته، وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله، وبطنت

، تحيطf به كثرةf فضائله، أو ذنب عقله - عيب خفي صغير تستغفرf له قوةf وسائله، فإنك لن تجد - ما

بقيت - مfهذبا ال يكونf فيه عيب، وال يقعf منه ذنب، فاعتبر بنفسك بعدf أال تراها بعين الرضا، وال تجري

كم الهوى، فإن في اعتبارك بها، fفيها على ح ، ويعطفك على fواسيك مما تطلبfواختبارك لها، ما ي

: fوقد قال الشاعر ، fذنبfمن ي ومن ذا الذي تfرضى سجاياهf كلها ... كفى المرء نfبال

أن تfعد معايبfه

: وقال النابغةf الذبيانيجال هf ... على شعث أي الر ستبق أخا ال تلfم fولست بم

المهذب وليس ينقضf هذا القول ما وصفناهf من اختباره،

واختبار الخصال األربع فيه، ألن ما اعوز فيه معفو عنهf، هذا ال ينبغي أن تfوحشك فترة تجدfها منهf، وال أنق تغيره، تfسيء الظن في كبوة تكونf منه، ما لم تتحق

ن تنكره، وليصرف ذلك إلى فترات النفوس، وتتيق واستراحات الخواطر، فإن اإلنسان قد يتغيرf عن

fراعاة نفسه التي هي أخص النفوس به، وال يكونfم ذلك من عداوة لها، وال ملل منها. وقد قيل في منثور

الحكم: ال يfفسدنك الظن على صديق قد أصلحك، من اليقينf له. وقال جعفرf بنf محمد البنه: يا بfنيل فيك سوى fات، فلم يق غضب من إخوانك ثالث مر

الحق،

(1/392)

Page 273: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فاتخذه لنفسك خال. وقال الحسنf بنf وهب: من حقوق المودة أخذf عفو اإلخوان، واإلغضاءf عن تقصير

إن كان. وقد روي عن علي - رضي اللهf عنهf - فيضا فح الجميل{ ، قال: الر قوله تعالى: }فاصفح الص

بغير عتاب.: وقال ابنf الرومي

fكدرfلم بعين أو يfد من قذى ... يfوالدنيا والب fالناس fهم مشربا

ومن قلة اإلنصاف أنك تبتغي الـ ... ـمfهذب في الدنياولست المهذبا

وقال بعضf الشعراء:بيع نا مطرf الر fنا على األيام باق ... ولكن هجرfل fتواصوع fعلى عالته داني النز ... fلكن تراه fهfك صوبfوع fير

معاذ الله أن تلقى غضابا ... سوى دلf المطاع علىالمfطيع

ن أحد fم ورحمتfهf ما زكا منكfم م }ولوال فضلf الله عليكأبدا{

وحf بال دfخان fود يفfهذبا ال عيب فيه ... وهل عfم fتريد

و أعلمf بمن اتقى{ . fم هfسك fزكوا أنفfفال ت{

(1/393)

fوالفراغ fة ح الصة جسمك، وفراغ وقتك، بالتقصير ينبغي أال تضيع صح

في طاعة ربك، والثقة بسالف عملك، فاجعلتك، والعمل فرصة فراغك، فليس االجتهاد غنيمة صح

كل الزمان مستعدا وال ما فات مستدركا، وللفراغزيغ أو ندم، وللخلوة ميل أو أسف.

وقال عمرf بنf الخطاب: الراحةf للرجال غفلة،وللنساء غfلمة.

fمجهدة، فالفراغ fإن يكن الشغل : fوقال بزرجمهر مفسدة.

fفسدfالحكماء: إياكم والخلوات، فإنها ت fوقال بعض العقول، وتعقدf المحلول.

وقال بعضf البلغاء: ال تمض يومك في غير منفعة، وال

Page 274: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تضع مالك في غير صنيعة، فالعمرf أقصرf من ينفد في غير المنافع، والمالf أقل من أن يfصرف في غيرfفني أيامه فيما ال يعودfأجل من أن ي fالصانع، والعاقل

عليه نفعfه وخيرهf، ويfنفق أموالهf فيما ال يحصfل لهه. fه وأجرfثواب

وأبلغf من ذلك قولf عيس ابن مريم، على نبينا وعليه، فمن fوالصمت ، fوالنظر ،fالبر ثالثة: المنطق : fالسالم

ه fه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظر fكان منطق في غير اعتبار فقد سها، ومن كان صمته في غير

فكر فقد لها.

(1/394)

اللهf ولي الذين آمنfوا

العبدf بحاجة إلى إله، وفي ضرورة إلى مولى، والبدكم، والغنم، fدرة والنصرة، والح fفي اإلله من الق

fتصف بذلك هو الواحد fوالغناء والقوة، والبقاء. والم ، جل في عاله. fالمهيمن fالملك fاألحد

فليس في الكائنات ما يسكfن العبدf إليه ويطمئن به،fسبحانه، فهو مالذ fه إليه إال الله ويتنعمf بالتوج

fالمستغيثين، وجار fلجئين، وغوثfالم fالخائفين، ومعاذ fم{ ، المستجيرين: }إذ تستغيثfون ربكfم فاستجاب لك

م من دfونه ولي fعليه{ ، }ليس له fجارfوال ي fجيرfو ي fوه{ وال شفيع{ ، ومن عبد غير الله، وإن أحبه وحصل له

به مودة في الحياة الدنيا، ونوع من اللذة - فهو مفسدة لصاحبه أعظمf من مفسدة التذاذ أكل الطعام

المسموم }لو كان فيهما آلهة إال اللهf لفسدتاما fون{ فإن قوامه fا يصف بحان الله رب العرش عم fفس

بأن تألها اإلله الحق، فلو كان فيهما آلهة غيرf الله، لم يكن إلها حقا، إذ اللهf ال سمي له وال مثل له، فكانت

ها، هذا من جهة اإللهية. fد، النتفاء ما به صالح fتفس fلم بالضرورة اضطرار العبد إلى إلهه وموالهfفع

وكافيه وناصره، وهو اتصالf الفاني بالباقي،، وكل من لم يتخذ والضعيف بالقوي، والفقير بالغني

الله ربا وإلها، اتخذ غيره من األشياء والصور والمحبوبات والمرغوبات، فصار عبدا لها وخادما، ال

، }fهواه fمحالة في ذلك: }أرأيت من اتخذ إلهه

Page 275: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

}واتخذfوا من دfون الله آلهة{ . وفي الحديث: ))يا، كم تعبدf؟(( قال: أعبدf سبعة، ستة في األرض، fصينfح وواحدا في السماء. قال: ))فمن لرغبك ولرهبك؟(( .

ك التي في fقال: الذي في السماء. قال: ))فاتر األرض، واعبfد الذي في السماء(( .

(1/395)

fشركfواعلم أن فقر العبد إلى الله، أن يعبد الله ال ي به شيئا، ليس له نظير فيfقاسf به، لكن يfشبهf - من بعض الوجوه - حاجة الجسد إلى الطعام والشراب،

وبينهما فروق كثيرة.ه، وهي ال صالح لها إال fوح fه ورfفإن حقيقة العبد قلب بإلهها الله الذي ال إله إال هو، فال تطمئن في الدنيا

إال بذكره، وهي كادحة إليه كدحا فمfالقيتfه، والبfد لهامن لقائه، وال صالح لها إال بلقائه.

با fأشد ح fومن لقاء الله قد أحبا ... كان له اللهه الكارهf فالله اسأل ... رحمتهf فضال وال تتكل fوعكس

fولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله، فال يدوم ذلك، بل ينتقلf من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعمf بهذا في وقت وفي بعض األحوال،

وتارة أfخرى يكون ذلك الذي يتنعمf به ويلتذ، غير منعم لهf وال ملتذ له، بل قد يfؤذيه اتصالfه به ووجودfه عنده،

ه ذلك. ويضر وأما إلههf فالبfد لهf منه في كل حال وكل وقت، وأينما

كان فهو معه. عساك ترضى وكل الناس غاضبة ... إذا رضيت فهذا

مfنتهى أملي

وفي الحديث: ))من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عليه، وأرضى عنه الناس. ومن أسخط الله برضا

الناس، سخط اللهf عليه وأسخط عليه الناس(( . والة )العكوك( الشاعر وقد مدح أبا دلف زلتf أذكرf قص

األمير فقال: وال مددت يدا بالخير واهبة ... إال قضيت بأرزاق

وآجال

Page 276: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فسلط اللهf عليه المأمون فقتله على بساطه بسبب هذا البيت }وكذلك نfولي بعض الظالمين بعضا بما

كانfوا يكسبfون{ .

(1/396)

إشارات في طريق الباحثين

، وهي fوإشارات تظهر ، fللسعادة والفالح عالمات تلوح شهود على رقي صاحبها، ونجاح حاملها، وفالح من

اتصف بها.نه fفمن عالمات السعادة والفالح: أن العبد كلما زاد وز

ونفاستfه، غاص في قاع البحار، فهو يعلمf أن العلم موهبة راسخة يمتحنf اللهf بها من شاء، فإن أحسنكرها، وأحسن في قبfوله، رفعهf به درجات }يرفع fش اللهf الذين آمنfوا منكfم والذين أfوتfوا العلم درجات{ . وكلما زيد في عمله، زيد في خوفه وحذره، فهو ال

يأمنf عثرة القدم، وزلة اللسان، وتقلب القلب، فهو في مfحاسبة ومfراقبة كالطائر الحذر، كلما وقع على شجرة تركها ألخرى، يخافf مهارة القناص، وطائشة

الرصاص. وكلما زيد في عمره، نقص من حرصه ويعلمf علم اليقين أنهf قد اقترب من المنتهى، وقطع

المرحلة، وأشرف على وادي اليقين. وهو كلما زيد في ماله، زيد في سخائه وبذله؛ ألن المال عارية،

والواهب ممتحن، ومناسبات اإلمكان فfرص، والموت بالمرصاد. وهو كلما زيد في قدره وجاهه، زيد في

ع لهم؛ ألن fربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواض fق العباد عيالf الله، وأحبهم إلى الله أنفعfهم لعياله.

وعالماتf الشقاوة: أن كلما زيد في علمه، زيد في كبره وتيهه، فعلمfه غيرf نافع، وقلبfه خاو، وطبيعتfه

ثخينة، وطينتfه سباخ وعرة. وهو كلما زيد في عمله،سن ظنه بنفسه. fزيد في فخره واحتقاره للناس، وح

fفهو الناجي وحده، والباقون هلكى، وهو الضامن جواز المفازة، واآلخرون على شفا

(1/397)

Page 277: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

المتالف. وهو كلما زيد في عمره، زيد في حرصه،، وال تfزعزعfه fالحوادث fكه فهو جمfوع منfوع، ال تfحر، وال تfوقظهf القوارعf. وهو كلما زيد في fالمصائب

ماله، زيد في بfخله وإمساكه، فقلبfه مقفر من القيم،ه صفيق عري من fه شحيحة بالبذل، ووجه وكف

المكارم. وهو كلما زيد في قدره وجاهه، زيد فيfاإلرادة منتفخ fكبره وتيهه، فهو مغرور مدحور، طائش

ئة، مريشf الجناح، لكنه في النهاية ال شيء: الر، ))يfحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر

م الناسf بأقدامهم(( . وهذه األموfر ابتالء من fيطؤه الله وامتحان، يبتلي بها عباده فيسعدf بها أقوام،

ويشقى بها آخرون.

الكرامةf ابتالء

لطان لك والس fامتحان وابتالء، كالم fوكذلك الكرامات ا رأى عرش والمال، قال تعالى عن نبيه سليمان لم

بلقيس عنده: }هذا من فضل ربي ليبلfوني أأشكfرf أم{ ، فهو سبحانه يfسدي النعمة ليرى من قبلها fر fأكف

بقبfول حسن، وشكرها وحفظها، وثمرها وانتفع ونفع بها، ومن أهلها وعطلها، وكفرها وصرفها في

مfحاربة المعطي، واستعان بها في مfحادة الواهب جل.fالهfفي ع

fكر fبها ش fابتالء من الله وامتحان، يظهر fفالنعم الشكfور وكfفرf الكفور. كما أن المحن منهf سبحانه، فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب قال تعالى:

fول fفيق fونعمه fفأكرمه fربه fإذا ما ابتاله fا اإلنسان }فأما إذا ما ابتالهf فقدر عليه رزقه15fربي أكرمن } { وأم

ولf ربي أهانن } fأي ليس كل من16فيق ، }.... { كالعتf عليه وأكرمتfه ونعمتfه، يكونf ذلك إكراما مني وس

fه، يكونfعليه رزقه وابتليت fله، وال كل من ضيقت إهانة مني له.

(1/398)

fالباقية fالكنوز

fإن المواهب الجزيلة والعطايا الجليلة، هي الكنوز

Page 278: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الباقيةf ألصحابها، الراحلةf معهم إلى دار المقام، منى والهجرة اإلسالم واإليمان واإلحسان والبر والتق

والجهاد والتوبة واإلنابة: }ليس البر أن تfولواوهكfم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن fجfو

fمfبالله واليوم اآلخر ... { إلى قوله تعالى: }ه ون{ . fتق fالم

ة تنطحf الثريا هم

ة كبرى، ارتحلت به في دروب إذا أfعطي العبدf همالفضائل، وصعدت به في درجات المعالي.

ة، وجاللة ومن سجايا اإلسالم التحلي بكبر الهم المقصود، وسمو الهدف، وعظمة الغاية. فالهمة هي

مركزf السالب والموجب في شخصك، الرقيبf على،fالملتهبة fي والطاقة جوارحك، وهي الوقودf الحس

التي تمد صاحبها بالوثوب إلى المعالي والمسابقة ة يجلبf لك. بإذن الله خيرا إلى المحامد. وكبرf الهم

غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيfجري في عروقك دم الشهامة، والركض في ميدان العلم

والعمل. فال يراك الناسf واقفا إال على أبوابfنافسfات األمور، ت الفضائل، وال باسطا يديك إال لمهم

ادة في المزايا، ال واد في الفضائل، وتfزاحمf الس الر. ترضى بالدون، وال تقفf في األخير، وال تقبلf باألقل

ة، يfسلبf منك سفساف اآلمال وبالتحلي بالهم

(1/399)

واألعمال، ويfجتث منك شجرةf الذل والهوان،ةf ثابتf الجأش، ال والتملق، والمداهنة، فكبيرf الهم، وفاقدfها جبان رعديد، تfغلقf فمه fه المواقفfرهبfت

.fالفهاهة وال تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر، فإن بينهماجع واألرض ذات من الرق كما بين السماء ذات الر

ر fة تاج على مفرق القلب الح دع، فكبرf الهم الص المثالي، يسعى به دائما وأبدا إلى الطهر والقداسةيادة والفضل، فكبيرf الهمة يتلمظf على ما فاته والزرf على ما فقده من مآثر، فهو من محاسن، ويتحس، ونهم دؤوب للوصول إلى الغاية في حنين مستمر

Page 279: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والنهاية.ة حليةf ورثة األنبياء، والكبرf داءf المرضى بعلة كبرf الهم

الجبابرة البؤساء.fوالكبر ، قي ة تصعدf بصاحبها أبدا إلى الر فكبرf الهم

يهبطf به دائما إلى الحضيض. فيا طالب العلم، ارسمfلنفسك كبر الهمة، وال تنفلت منها وقد أومأ الشرع إليها في فقهيات تfالبس حياتك، لتكون دائما على

يقظة من اغتنامها، ومنها: إباحةf التيمم للمكلف عند فقد الماء، وعدمf إلزامه بقبfول هبة ثمن الماء

للوضوء، لما في ذلك من المنة التي تنالf من الهمةمناال، وعلى هذا فقيس.

ة، وسل سيفها في فالله الله في االهتمام بالهمغمرات الحياة:

ل العينf أختها ... وحتى يكون fهو الجدث حتى تفض اليومf لليوم سيدا

(1/400)

قراءة العقول

fوالتأمل fر النفس، القراءة fا يشرح الخاطر ويس مم في عقول األذكياء وأهل الفطنة، فإنها متعة يسلو

بها المfطالع لتلك اإلشراقات البديعة من أولئك الفطناء. وسيدf العارفين وخيرةf العالمين، رسولfنا -

صلى الله عليه وسلم -، وال يfقاسf عليه بقيةf الناس، ألنهf مؤيد بالوحي، مصدق بالمعجزات، مبعوث باآليات

البينات، وهذا فوق ذكاء األذكياء ولمfوع األدباء.

و يشفين{ fفه fوإذا مرضت{

ار، خير من اإلكثار من : »اإلقاللf من الض fقال أبقراط ل عن fة بترك التكاس ح النافع« . وقال: »استديموا الص

التعب، وبترك االمتالء من الطعام والشراب« . وقال بعضf الحكماء: »من أراد الصحة: فليfجود الغداء،

وليأكfل على نفاء، وليشرب على ظماء، وليfقلل منرب الماء، ويتمدد بعد الغداء، ويتمش بعد العشاء، fش

وال ينم حتى يعرض نفسهf على الخالء، وليحذر دخولة في الصيف خير من الحمام عقيب االمتالء، ومر

Page 280: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عشر في الشتاء« .ه البقاءf - وال بقاء - فليfباكر : »من سر fوقال الحارث

داء، وليfقل ف الر ل العشاء، ولfخف الغداء، وليfعجغشيان النساء« .

وقال أفالطون: »خمس يfذبن البدن، وربما قتلن:عf المغايظ، ورد قصرf ذات اليد، وفراقf األحبة، وتجر

النصح، وضحكf ذوي الجهل بالعقالء« .

(1/401)

ومن جوامع كلمات أبقراط قولهf: »كل كثير، فهوعاد للطبيعة« . fم

وقيل لجالينوس: ما لك ال تمرضf؟ فقال: »ألني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أfدخل طعاما علىطعام، ولم أحبس في المعدة طعاما تأذيتf منه« .fوالنوم ، fالكثير fالجسم: الكالم fمرضfأشياء ت fوأربعة

: fالكثير fفالكالم . fالكثير fوالجماع ، fالكثير fواألكل ، fالكثير fيب. والنوم لf الش ه، ويعج fضعفfخ الدماغ ويfيقلل م

رf الوجه، ويfعمي القلب، ويfهيجf العين، : يصف fالكثير ويfكسلf عن العمل، ويولدf الغليظة، واألدواء العسرة.fف وى، ويfجف fالق fضعفfد البدن، وي fيه : fالكثير fوالجماع

دد، ويعfم طfوبات البدن، ويfرخي العصب، ويfورثf الس fر fجميع البدن، ونخفض الدماغ لكثرة ما يتحلل fه fضرر

هf أكثر من إضعاف fوح النفساني. وإلضعاف منهf من الروح شيئا جميع المستفرغات، ويستفرغ من جوهر الر

كثيرا.. fهر ، والجوعf، والس fوالحزن ، أربعة تهدم البدن: الهم

: النظرf إلى الخfضرة، وإلى الماء الجاري، fفرحfوأربعة ت والمحبوب، والثمار.

fواإلمساء fحافيا، والتصبح fظلم البصر: المشيfوأربعة ت fكاء، وكثرةfالب fوكثرة ،fبوجه البغيض والثقيل والعدو

النظر في الخط الدقيق.

(1/402)

وأربعة تقوي الجسم: لfبسf الناعم، ودخول الحمام المعتدل، وأكلf الطعام الحلو والدسم، وشم الروائح

Page 281: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الطيبة.:fوطالقته fماءه وبهجته fذهبfيبس الوجه، وتfوأربعة ت

fالسؤال عن غير علم، وكثرة fوكثرة ،fوالوقاحة ، fالكذب الفجور.

اء، fوالوف ،fفي ماء الوجه وبهجته: المروءة fوأربعة تزيد ، والتقوى. fوالكرم

،fوالحسد ، fالبغضاء والمقت: الكبر fوأربعة تجلب .fوالنميمة ، fوالكذب

وأربعة تجلبf الرزق: قيامf الليل، وكثرةf االستغفاردf الصدقة، والذكر أول النهار وآخره. fباألسحار، وتعاه

بحة، وقلةf الصالة، وأربعة تمنعf الرزق: نومf الص.fوالخيانة ، fوالكسل

وأربعة تfضر بالفهم والذهن: إدمانf أكل الحامض. ، والغم والفواكه، والنومf على القفا، والهم

وأربعة تزيدf في الفهم: فراغf القلب، وقلةf التمليسن تدبير الغذاء باألشياء fمن الطعام والشراب، وح لة للبدن. لوة والدسمة، وإخراجf الفضالت المثق fالح

(1/403)

ذfوا حذركم fخ

فالحازم يتوقفf حتى يرى ويبصر، ويترقب، ويتأمل، ويfعيد النظر، ويقرأ العواقب، ويقدر الخطوات، ويfبرم الرأي، ويحتاط ويحذر، لئال يندم، فإن وقع األمرf على

ما أراد، حمد الله، وشكر رأيه، وإن كانت األfخرى،قال: قدر اللهf، وما شاء فعل. ورضي ولم يحزن.

فتبينfوا

أي، إذا هجمت عليه فالعاقلf ثابتf القدم، سديدf الرذf بالبوادر، وال fفال يأخ ، fوأشكلت المسائل ، fاألخبار

، ويقلبf النظر، fما يسمع fمحصfكم، وإنما ي fل الح يتعجأي الخمير، ويfحادثf الفكر، ويfشاورf العقالء، فإن الر

خير من الرأي الفطير. وقالوا: ألن تfخطئ في العفو،وا على ما fصبحfخير من أن تخطئ في العقوبة }فت

فعلتfم نادمين{ .

Page 282: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

اعزم وأقدم إن كل ما أكتبfه هنا من آيات وأبيات، وأثر وعبر،

وقصص وحكم، تدعوك بأن تبدأ حياة جديدة، ملؤfهاسن العاقبة، وجميل الختام، وأفضل fفي ح fالرجاء ة صادقة، النتائج. وال تستطيعf أن تستفيد إال بهم

وعزم حثيث، ورغبة أكيدة في أن تتخلص من همومك وغمومك وأحزانك وكآبتك. قيل ألحد العلماء: كيف

يتوبf العبدf؟ قال: البfد له من سوط عزم. ولذلك

(1/404)

fولfوا ميز اللهf أfولي العزم بالهمم }فاصبر كما صبر أل{ . وآدمf ليس من أfولي العزم، ألنه fس العزم من الر

}فنسي ولم نجد لهf عزما{ ، وكذلك أبناؤه، فهيها من أخزم، ومن يfشابه أباه فما ظلم، fشنشنة نعرف fخالفه في التوبة. واللهfلكن ال تقتد به في الذنب، وت

. fالمستعان

ليست حياتfنا الدنيا فحسب

سعادةf اآلخرة مرهونة بسعادة الدنيا، وحق على العاقل أن يعلم أن هذه الحياة متصلة بتلك، وأنها

fوالدنيا واآلخرة، واليوم ،fالغيب والشهادة ،fحياة واحدة هم أن حياته هنا فحسب، فجمع fوغد. وظن بعض

فأوعى، وتشبث بالبقاء، وتعلق بحياة الفناء، ثم ماتبه وطموحاتfه ومشاغلfه في صدره. fومآر

نروحf ونغدو لحاجاتنا ... وحاجةf من عاش ال تنقضيتموت مع المر حاجاتهf ... وتبقى له حاجة ما بقي

أشاب الصغير وأفني الكبيـ ... ـر الغداة ومر العشيإذا ليلة أهرمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي

وعجبتf لنفسي والناس من حولي: آمال بعيدة، وأحالم مديدة وطموحات عارمة، ونوايا في البقاء، وتطلعات مfذهلة، ثم يذهبf الواحدf منا وال يfشاورf أواذا تكسبf غدا وما يfخبرf أو يfخبرf }وما تدري نفس م

. } fوتfتدري نفس بأي أرض تم

(1/405)

Page 283: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأنا أعرضf عليك ثالث حقائق:، األولى: متى تظن أنك سوف تهدأf وترتاحf وتطمئن إذا لم ترض عن ربك وعن أحكامه وأفعاله وقضائهوقدره، ولم ترض عن رزقك، ومواهبك وما عندك!

الثانية: هل شكرت على ما عندك من النعم واأليادي والخبرات حتى تطلب غيرها، وتسأل سواها؟! إن من

عجز عن القليل، أولى أن يعجز عن الكثير. الثالثة: لماذا ال نستفيدf من مواهب الله التي وهبنا

ها توظيفا حسنا، fها، وننميها، ونوظف fوأعطانا، فنثمر وائب، وننطلقf بها في هذه وننقيها من المثالب والش

الحياة نفعا وعطاء وتأثيرا.فات الحميدة والمواهب الجليلة، كامنة في إن الص عقولنا وأجسامنا، ولكنها عند الكثير منا كالمعادن

الثمينة في التراب، مدفونة مغمورة مطمورة، لم تجديها، لتلمع ها من الطين، فيغسلfها وينق fخرجfحاذقا ي

وتشع وتfعرف مكانتfها.

fالفرج fق fت ريثما يبر التواري من البطش حل مؤق

قرأتf كتاب )المتوارين( لعبد الغني األزدي، وهو لطيف جذاب، يتحدث فيه عمن توارى خوفا من

الحجاج بن يوسف، فعلمتf أن في الحياة فسحة،ر خيارا، وعن المكروه مندوحة أحيانا. وفي الش

(1/406)

: fبيتين لألبيوردي عن تواريه، يقول fوذكرت تسترتf من دهري بظل جناحه ... فعيني ترى دهري

وليس يراني فلو تسأل األيام عنfي ما درت ... وأين مكاني ما

عرفت مكاني

ادقf، أبو عمرو هذا القارئf األديبf الالمعf الفصيحf الصعاناته في حالة االختبار: fعن م fالعالء، يقول fبن

اجf فهربتf إلى اليمن، فولجتf في بيت »أخافني الحج بصنعاء، فكنتf من الغدوات على سطح ذلك البيت، إذ

:fنشدfرجال ي fسمعت

Page 284: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

رجة كحل fف fمن األمـ ... ـر له fالنفوس fبما تجزع fر العقال

ررتf بها. قال: وقال fرجة. قال: فس fف : fقال: فقلت fقال: فوالله ما أدري بأيهما كنت . fآخر: مات الحجاج

. » fبقوله: فرجة. أو بقوله: مات الحجاج ، أfسرfإن القرار الوحيد النافذ، عند من بيده ملكوت و في شأن{ . fل يوم هfالسماوات واألرض }ك

fاج، فجاءه الخبر توارى الحسنf البصري عن عين الحجبموته، فسجد شكرا الله.

، fهم يموت fسبحان الله الذي مايز بين خلقه، بعض fكر فرحا وسرورا }فما بكت عليهم هf للش fغير fسجدfفي

ماء واألرضf وما كانfوا مfنظرين{ . وآخرون الس، fاألجفان fإلى مآتم، وتقرح fالبيوت fيموتون، فتتحول

وتfطعنf بموتهم القلوبf في سويدائها.

(1/407)

fاج، فجاءه الخبر وتوارى إبراهيمf النخعي من الحجبموته، فبكى إبراهيمf فرحا.

طفح السرورf علي حتى إنني ... من عظم ما قدني أبكاني سر

إن هناك مالذات آمنة للخائفين في كنف أرحم الراحمين، فهو يرى ويسمعf ويfبصرf الظالمين

والمظلومين، والغالبين والمغلوبين }وجعلنا بعضكfمون وكان ربك بصيرا{ . fلبعض فتنة أتصبر

مرة، جاءت تfرفرفf على fبهذا طائرا يسمى الح fذكرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو جالس مع أصحابه تحت شجرة، كأنها بلسان الحال تشكو رجال

ها، فقال - صلى الله عليه وسلم أخذ أفراخها من عشدوا عليها أفراخها(( . fمن فجع هذه بأفراخها؟ ر(( :-

وفي مثل هذا يقولf أحدfهم: جاءت إليك حمامة مfشتاقة ... تشكو إليك بقلب صب

من أخبر الورقاء أن مكانكم ... حرم وأنك ملجأواجفللخائف

اج، وقال سعيدf بنf جبير: والله لقد فررتf من الحج. ثم جيء به إلى حتى استحييتf من الله عز وجل

Page 285: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

م. قال ل السيفf على رأسه، تبس fا س الحجاج، فلمرأتك على الله، fمن ج f؟ قال: أعجب fلم تبتسم : fالحجاج ومن حلم الله عليك. يا لها من نفس كبيرة، ومن ثقة

سن المصير، وطيب fفي وعد الله، وسكون إلى ح . fن اإليمانfنقلب. وهكذا فليكfالم

(1/408)

أنت تتعاملf مع أرحم الراحمين، فقد لفت نظري أيضا، fإن لفت نظرك هذا الحديث

، أن وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى والبزارf والطبراني شيخا كبيرا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهودعم على عصا، فقال: يا نبي الله، إن لي غدرات fم وفجرات، فهل يfغفرf لي؟ فقال النبي - صلى الله

عليه وسلم -: ))تشهدf أن ال إله إال اللهf وأن محمدا رسول الله؟(( قال: نعم يا رسول الله. قال: ))فإن الله قد غفر لك غدراتك وفجراتك(( . فانطلق وهو

. fأكبر fالله ، fأكبر fيقول: الله أفهمf من الحديث مسائل: منها سعةf رحمة أرحم الراحمين، وأن اإلسالم يهدمf ما قبله، وأن التوبة

تجب ما قبلها، وأن جبال الذنوب في غفران عالمسنf الظن بموالك، fعليك ح fالغيوب الشيء، وأنه يجب

والرجاءf في كرمه العميم، ورحمته الواسعة.

براهينf تدعوك للتفاؤل

سن الظن بالله« البن أبي الدنيا، واحد fفي كتاب »ح ، ما بين آية وحديث، كلها تدعوك وخمسون ومائة نصثابرة على fإلى التفاؤل، وترك اليأس والقنوط، والم

سن العمل، حتى إنك لتجدf نصوص fسن الظن وح fح الوعد أعظم من نصوص الوعيد، وأدلة التهديد، وقد

جعل اللهf لكل شيء قدرا.

(1/409)

حياة كلها تعبلقت. fال تحزن من كدر الحياة، فإنها هكذا خ

Page 286: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fنى، والسرور إن األصل في هذه الحياة المتاعبf والض فيها أمر طارئ، والفرحf فيها شيء نادر. تحلو لهذه

ا؟! الدار واللهf لم يرضها ألوليائه مستقرfن فيها األمراضfابتالء، لم تك fولوال أن الدنيا دار

، ولم يضق العيشf فيها على األنبياء fواألكدار واألخبار، فآدمf يfعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا،

ونوح كذبهf قومfه واستهزؤfوا به، وإلبراهيمf يfكابدf الناره، وموسى fبكى حتى ذهب بصر fوذبح الولد، ويعقوب

يfقاسي ظfلم فرعون، ويلقى من قومه المحن، وعيسى بنf مريم عاش معدما فقيرا، ومحمد - صلى

ه حمزة، الله عليه وسلم - يfصابرf الفقر، وقتل عم وهو من أحب أقاربه إليه، ونفور قومه منهf. وغيرهf. ولو fول ذكرfهؤالء من األنبياء واألولياء مما يط

لقت الدنيا للذة، لم يكن للمؤمن حظ منها. وقال fخ fالنبي - صلى الله عليه وسلم -: ))الدنيا سجن

جن fالكافر(( . وفي الدنيا س fالمؤمن، وجنة الصالحون، وابتfلي العلماءf العاملون، ونغص على كبار

األولياء. وكدرت مشاربf الصادقين.

وقفة

fعنه - قال: سمعت fعن زيد بن ثابت - رضي الله : ))من fرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول

fوجعل فقره ،fعليه أمره fق الله ةf، فر كانت الدنيا هم بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إال ما كfتب له. ومن

كانت اآلخرةf نيتهf، جمع اللهf له أمرهf، وجعل غناهf فيقلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة(( .

(1/410)

وعن عبدالله بن مسعود - رضي اللهf عنه - قال:: ))من fنبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول fسمعت جعل الهموم هما واحدا، وهم آخرته، كفاهf اللهf هم

مfومf في أحوال الدنيا، لم fدنياه، ومن تشعبت به اله يfبال اللهf في أي أوديتها هلك(( .

قال الكاتبf المعروفf بـ »الببغاء« :تنكب مذهب الهمج ... وعfذ بالصبر تبتهج

جج fظلم األيا ... م محجوج بال حfفإن م

Page 287: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

كر ... وتمنعfنا بال حرج fنا بال ش fسامحfتولfطفf الله في إتيا ... نه فتح من اللجج

فمن ضيق إلى سعة ... ومن غم إلى فرج

الوسطيةf نجاة من الهالك

تمامf السعادة مبني على ثالثة أشياء:. اعتدال الغضب.1. اعتدال الشهوة.2. اعتدال العلم.3

fطا، لئال تزيد قوة ها متوس fأن يكون أمر fفيحتاج fقوة fخص فيهلك، أو تزيد الشهوة، فتfخرجه إلى الرج إلى الجموح فيهلك. ))وخيرf األمور fالغضب، فيخر

أوسطfها(( .

(1/411)

ة العلم، دل على وتان بإشارة قو fطت الق فإذا توس: إذا زاد، سهfل عليه fطريق الهداية. وكذلك الغضب

، وإذا نقص، ذهبت الغيرةf والحميةf في fوالقتل fالضرب fوالشجاعة fط، كان الصبر الدين والدنيا، وإذا توسfإذا زادت، كان الفسق :fوكذلك الشهوة .fوالحكمة ، وإن fوالفتور fوإن نقصت، كان العجز ، fوالفجور

طت، كانت العفةf والقناعةf وأمثالf ذلك. وفي توسة الحديث ))عليكم هديا قاصدا(( }وكذلك جعلناكfم أfم

وسطا{

المرءf بصفاته الغالبة

، من سعادتك أن تغلب صفاتf الخير فيك صفات الذم فيfساقf إليك الثناءf حتى على شيء ليس فيك، ولم يقبل الناسf فيك ذما ولو كان صحيحا، ألن الماء إذا

لتين لم يحمل الخبث. إن الجبل ال يزيدf فيه حجر fبلغ ق وال ينقصهf حجر.

طالعتf هجوما مقذعا في قيس بن عاصم حليمتيبة بن مسلم fالعرب، وفي البرامكة الكرماء، وفي ق

القائد الشهير، ووجدت أن هذا الشتم والهجو، لم يfحفظ ولم يfنقل ولم يfصدقه أحد، ألنه سقط في بحر

Page 288: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

د من ذلك مدحا المحاسن فغرق، ووجدتf على الضاج، وفي أبي مسلم الخراساني، وفي وثناء في الحج الحاكم بأمر الله العfبيدي، ولكنه لم يfحفظ ولم يfنقل ولم يfصدقه أحد، ألنه ضاع في ركام زيفهم وظلمهم

وتهورهم، فسبحان العادل بين خلقه.

(1/412)

لقت fهكذا خ

لق له(( . فلماذا fر لما خ يس fفي الحديث: ))كل م فات والقدرات ليا؟! تfعسفf المواهبf ويfلوى عنقf الص

fإن الله إذا أراد شيئا هيأ أسبابه، وما هناك أتعس نفسا وأنكدf خاطرا من الذي يريدf أن يكون غير نفسه،

والذكي األريبf هو الذي يدرسf نفسهf، ويسد الفراغاقة، اقة كان في الس الذي وfضع له، إن كان في الس

وإن كان في الحراسة كان في الحراسة، هذا سيبويههf فيع، شيخf النحو، تعلم الحديث فأعياهf، وتبلد حس

fجاب. يقولfفتعلم النحو، فمهر فيه وأتى بالعجب الع أحدf الحكماء: الذي يريدf عمال ليس من شأنه، كالذي

ج في fاألتر fالنخل في غوطة دمشق، ويزرع fيزرع الحجاز.

fليس بالال، وخالد fاألذان، ألنه fجيدfثابت ال ي fبن fحسان بنf الوليد ال يقسمf المواريث، ألنه ليس زيد بن ثابت،

وعلماءf التربية يقولون: حدد موقعك.

البfد للذكاء من زكاء سمعتf إذاعة لندن تfخبرf عن محاولة اغتيال الكاتب نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل في األدب،، fها من قبلfقرأت fبذاكراتي إلى كتب له كنت fوعدت

، كيف فاتهf أن الحقيقة أعظمf من وعجبتf لهذا الذكي الخيال، وأن الخلود أجل من الفناء، وأن المبدأ

ماوي أسمى من المبدأ البشري باني الس الر

(1/413)

Page 289: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

}أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يfتبع أمن ال يهدي إال أن يfهدى{ . بمعنى أنهf كتب مسرحيات من نسج

خياله، مfستخدما قدراته القوية في التصوير والعرضة لها. واإلثارة، والنهايةf أنها أخبار ال صح

لقد استفدتf من قراءة حياته مسألة كبرى، وهي أن السعادة ليست سعاد اآلخرين على حساب سعادتك

وراحتك، فليس بصحيح أن يfسر بك الناسf وأنت في هم وغم وحزن، إن بعض الكfتااب يمدحf بعض

ه بأنه يحترقf ليfضيء للناس، fبدعين، ويصفfالم fضيءfالمبدع ي fهو الذي يجعل fوي الثابت والمنهجf الس

في نفسه ويضيءf للناس، ويعمرf نفسه بالخيرشد، ليعمر قلوب الناس بذلك. والهدى والر

(1/414)

وبعد هذا، فماذا ينفعf اإلنسان لو حاز على مfلك كسرى وقلبfه بالباطل مكسور، وحصل على سلطان؟! إن الموهبة إذا لم fه عن الخير مقصورfقيصر وأمل

تكن سببا في النجاة، فما نفعfها وما ثمرتfها؟!

كfن جميال تر الوجود جميال

إن من تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة في حدود منطق الشرع المقدس، فاللهf أنبت حدائق ذات

fآيا الوحدانية بهجة، ألنهf جميلf يحبf الجمال، ولتقرأا في و الذي خلق لكfم م fنع البهيج }ه في هذا الص

األرض جميعا{ .، كيةf والمطعمf الشهي والمنظرf البهي فالرائحةf الز

ا في وح فرحا }كfلfوا مم در انشراحا والر تزيدf الصبب إلي من fاألرض حالال طيبا{ . وفي الحديث: ))ح

ةf عيني في ر fعلت ق fوج ،fوالنساء ، fدنياكم: الطيب الصالة(( .

إن الزهد القاتم والورع المfظلم، الذي دلف علينا من مناهج أرضية، قد شوه مباهج الحياة عند كثير منا،

fا وجوعا وسهرا وتبتال، بقول ا وغم وا حياتهم هم fفعاش fنا - صلى الله عليه وسلم -: ))لكني أصومfرسول

، وأتزوجf النساء، وآكfلf اللحم، fوأفتر fوأقوم ، fفطرfوأ نتي فليس مني(( . fفمن رغب عن س

Page 290: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/415)

وإن تعجب، فعجب ما فعلهf بعضf الطوائف بأنفسهم!fال يشرب fوآخر ، fالرطب، وذاك ال يضحك fفهذا ال يأكل الماء البارد، وكأنهم ما علمfوا أن هذا تعذيب للنفس

م زينة الله التي أخرج ل من حر fوطمس إلشراقها }ق زق{ . لعباده والطيبات من الر

إن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أكل العسل وهو أزهدf الناس في الدنيا، واللهf خلق العسل ليfؤكل:

ختلف ألوانfهf فيه شفاء جf من بfطfونها شراب م fيخر{ وا ما طاب fللناس{ . وتزوج الثيبات واألبكار: }فانكح

باع{ . ولبس أجمل fالث ورfن النساء مثنى وث لكfم مfم ذfوا زينتك fالثياب في مناسبات األعياد وغيرها: }خ

fل مسجد{ . فهو - صلى الله عليه وسلم - يجمعfعند ك وح وحق الجسد، وسعادة الدنيا واآلخرة، بين حق الرألنه بfعث بدين الفطرة التي فطر اللهf الناس عليها.

أبشر بالفرج القريب يقولf بعضf مؤلفي عصرنا: إن الشدائد - مهما

fعلى أصحابها، وال تخلد fتعاظمت وامتدت. ال تدوم على مصابها، بل إنها أقوى ما تكونf اشتدادا وامتدادا واسودادا، أقربf ما تكونf انقشاعا وانفراجا وانبالجا، عن يfسر ومالءة، وفرج وهناءة، وحياة رخية مشرقة

اءة، فيأتي العونf من الله واإلحسانf عند ذروة وضدة واالمتحان، وهكذا نهايةf كل ليل غاسق، فجر الش

صادق.ير فما هي إال ساعة ثfم تنقضي ... ويحمدf غب الس

fمن هو سائر

(1/416)

أنت أرفعf من األحقادfهم صدرا، هو الذي يريدfالناس حاال وأشرح fأسعد دf الناس على ما آتاهم اللهf من fاآلخرة، فال يحس

ثfل سامية من fفضله، وإنما عنده رسالة من الخير وم البر واإلحسان، يريدf إيصال نفعه إلى الناس، فإن لم

يستطع، كف عنهم أذاه. وانظر إلى ابن عباس بحر

Page 291: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لfقه الجم fمان القرآن، كيف استطاع بخ fالعلم وترج fوسخاوة نفسه مساراته الشرعة، أن يحول أعداءه

من بني أfمية وبني مروان ومن شايعهم إلى أصدقاء، فانتفع الناسf بعلمه وفهمه، فمأل المجامع فقها وذكرا وتفسيرا وخيرا. لقد نسي ابنf عباس أيام

ين، وما قبلها وما بعدها، وانطلق يبني الجمل وصف، fالجميع fالجراح، فأحبه fالفتق، ويسمح fقfويرت ، fصلحfوي وأصبح - بحق حبر األمة المحمدية. وهذا ابنf الزبير -

رضي اللهf عنه -، وهو من هو في كرم أصله وشهامتهل المfوجهة مجتهدا في وعبادته وسمو قدره، فض

واية، وخسر غل عن الر fذلك، فكان من النتائج أن ش fجمعا كثيرا من المسلمين، ثم حصلت الواقعة

fبح كثيرfجاورته في الحرم، وذfألجل م fربت الكعبة fفض لب }وكان أمرf الله قدرا fتل هو ثم ص fمن الناس، وق صا للقوم، وال تطاوfال على قدfورا{ . وليس هذا تنق م

مكانتهم، وإنما هي دراسة تاريخية تجمعf العبرفق واللين والصفح والعفو، صفات والعظات. إن الر

fكلفfمن البشر، ألنها ت fالقليلة fها إال القلةfال يجمع اإلنسان هضم نفسه، وكبح طموحه، وإلجام اندفاعه

وتطلعه.

(1/417)

وقفةف إلى الله »قولهf - صلى الله عليه وسلم -: ))تعردة(( يعنى أن العبد إذا في الرخاء، يعرفك في الش اتقى الله وحفظ حدودهf، وراعى حقوقهf في حال

ف بذلك إلى الله، وصار بينه وبين ربه رخائه، فقد تعردة ورعى له ة، فمعرفهf ربه في الش معرفة خاصاهf من الشدائد بهذه فهf إليه في الرخاء، فنج تعر

ة، تقتضي قfرب العبد من المعرفة، وهذه معرفة خاصربه ومحبته له وإجابتهf لدعائه« .

fإذا قام به العبد كما ينبغي، انقلبت المحنة fالصبر« ه منحة، واستحالت البلية عطية، وصار في حق

المكروهf محبوبا، فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله عطية، وصار المكروهf محبوبا، فإن الله تعالى على

اء، ر راء، كما له عبودية في الس العبد عبودية في الض وله عبودية عليه فيما يحبونه، والشأنf في إعطاء

Page 292: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

العبودية في المكاره، ففيه تفاوتf مراتب العباد،وبحسبه كانت منازلfهم عند الله تعالى« .

العلمf مفتاحf اليfسر

العلمf واليfسرf قرينان وأخوان شقيقان، ولك أن تنظر في بحور الشريعة من العلماء الراسخين، ما أيسر

م، وما أسهل التعامfل معهم! إنهم فهموا fحياته وا في fوا على المطلوب، وغاصfالمقصد، ووقع

األعماق، بينما تجدf من أعسر الناس، وأصعبهمادf الذين قل نصيبfهم ه هم طريقة الز مراسا، وأشق

(1/418)

مال ما فهموها، ومسائل ما fوا جfمن العلم، ألنهم سمع عرفfوها، وما كانت مصيبةf الخوارج إال من قلة علمهم وضحالة فهمهم؛ ألنهم لم يقعfوا على الحقائق، ولم يهتدfوا إلى المقاصد، فحافظfوا على النتف، وضيعfوا

المطالب العالية، ووقعfوا في أمر مريج.

ما هكذا تfوردf اإلبل طالعتf كتابين شهيرين، ال أرى إال أن فيهما سطوة

fسر اللذين أتى بهما الشارعfعارمة على السعادة والي . fالحكيم

، دعوة صارخة فكتابf »إحياء علوم الدين« للغزالي للتجويع والعfريش )والبهذلة( ، واآلصال واألغالل

التي أتى رسولfنا - صلى الله عليه وسلم - لوضعها عن العالمين. فهو يجمعf من األحاديث، المتردية

، وغالبfها ضعيفة أو fعfب والنطيحة وما أكل السوال يظنها من أعظم ما fصfموضوعة، ثم يبني عليها أ

لf العبدf إلى ربه. يfوص وقارنتf بين إحياء علوم الدين وبين الصحيحين

للبخاري ومسلم، فبان البونf وظهر الفرقf، فذاكة وتكلف، وهذه يfسرf وسماحة وسهولة، عنت ومشق

ك لليfسرى{ . fر فأدركتf قول البري: }ونfيس، والكتابf الثاني: »قfوتf القلوب« ألبي طالب المكي

لح منه لترك الحياة الدنيا واالنزواء عنها، fوهو طلب م

Page 293: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عي والكسب، وهجر الطيبات، والتسابfق وتعطيل السدة. نى والش في طرق الضنك والض

(1/419)

، ، وأبو طالب المكي والمؤلفان: أبو حامد الغزالينة والحديث أرادا الخبر، لكن كانت بضاعتfهما في الس

، والبfد للدليل أن يكون fزجاة، فمن هنا وقع الخللfم يتا في معرفة المسالك }ولكن ماهرا في الطريق خر

كfونfوا ربانيين بما كfنتfم تfعلمfون الكتاب وبما كfنتfمون{ . fس fتدر

أشرحf الناس صدراعلم الخير - صلى الله عليه fفي م fالبارزة fالصفة ، فهو fضا والتفاؤل وسلم -: انشراحf الصدر والر

ة والتنفير، وال يعرفf اليأس ر، ينهى عن المشق مبشضا في خلده، واإلحباط، فالبسمةf على مfحياه، والر

fنته، والسعادة fفي س fفي شريعته، والوسطية fسرfوالي ته أن يضع عنهم إصرهم ل مهم fفي ملته. إن ج

واألغالل التي كانت عليهم.

رويدا.. رويدا

إن من إضفاء السعادة على المfخاطبين بكلمة الوعي،، يصدقf هذا وصيتfه - صلى جf في المسائل، األهم التدرا أرسله الله عليه وسلم - لمعاذ - رضي اللهf عنه - لم

إلى اليمن: ))فليكfن أول ما تدعوهم إليه، أن ال إله إال الله وأني رسولf الله.....(( الحديث. إذن في المسألة

أول وثان وثالث، فلماذا نfقحمf المسائل علىها جملة واحدة؟! fالمسائل إقحاما، ولماذا نطرح ملة fج fرآن fل عليه الق وا لوال نfز fوقال الذين كفر{

ؤادك ورتلناهf ترتيال{ . fثبت به فfواحدة كذلك لن

(1/420)

إن من سعادة المسلمين بإسالمهم أن يشعfرواي أوامره باالرتياح من تعاليمه وباليfسر في تلق

Page 294: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ونواهيه؛ ألنه أتى أصال إلنقاذهم من االضطرابرد الذهني والتفلت االجتماعي. النفسي والتشر

fالله fكلفfلم يأت في الشرع إال منفيا }ال ي fالتكليف« ة، والدينf لم وfسعها{ ، ألن التكليف مشق نفسا إال

ة، وإنما أتي إلزالتها« . يأت بالمشق إن الصحابي كان يطلبf من الرسول - صلى الله عليه

fه بحديث مختصر الحاضر fخبرfفي ،fوسلم - وصيته والبادي، فإذا الواقعيةf ومراعاةf الحال واليfسرf هي

السمةf البارزةf في تلك النصائح الغالية.دf على المستمعين كل ما في fيوم نسر fإننا نخطئ

نن وآداب، في fجعبتنا من وصايا ونصائح، وتعاليم وس رآنا فرقناهf لتقرأهf على الناس على fمقام واحد }وق

لناهf تنزيال{ . مfكث ونزfيا سعد fوردfشتمل ... ما هكذا ت fأوردها سعد وسعد م

اإلبل

كيف تشكfرf على الكثيركر القليل fوقد قصرت في ش

الل، ال إن من ال يحمدf الله على الماء البارد العذب الز يحمدfه على القصور الفخمة، والمراكب الفارهة،

والبساتين الغناء.fالله على الخبز الدافئ، ال يشكره fرfوإن من ال يشك هية والوجبات اللذيذة، ألن الكنfود على الموائد الش

ود يرى القليل والكثير سواء، وكثير من fالجح

(1/421)

هؤالء أعطى ربه المواثيق الصارمة، على أنه متىfنفقfوي fرfوأغدق عليه فسوف يشك fأنعم عليه وحباه ن عاهد الله لئن آتانا من فضله م م fومنه{ fويتصدق

الحين } fونن من الص دقن ولنك ا آتاهfم من75لنص { فلمون{ . fعرض فضله بخلfوا به وتولوا وهfم م

ف بشرا كثيرا، ونحنf نالحظf كل يوم من هذا الص كاسف البال مكدر الخاطر، خاوي الضمير، ناقما على

ربه أنه ما أجزل له العطية، وال أتحفهf برزق واسعة وعافية وكفاف، ولم يشكfر بينما هو يرفfلf في صح

غل مثل هذا fوهو في فراغ وفسحة، فكيف لو ش

Page 295: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

دا fر fبالكنوز والدور والقصور؟! إذن كان أكثر ش fالجاحد من ربه، وعقوقا لموالهf وسيده.

الحافي منا يقول: سوف أشكرf ربي إذا منحني حذاء.كر حتى يحصfل على سيارة وصاحبf الحذاء يؤجل الش

،fكر نسيئة ذ النعيم نقدا، ونfعطي الش fفارهة نأخ fالله عندنا بطيئة fة، وأوامر رغباتfنا على الله ملح

االمتثال.ثالثf لوحات

ثمينة:ثالث لوحاتبعضf األذكياء علق على مكتبه مكتوب على األولى: يومfك يومfك. أي عش في حدود

اليوم. وعلى الثانية: فكر واشكر. أي فكر في نعم الله

عليك، واشكfره عليها.وعلى الثالثة: ال تغضب.

إنها ثالثf وصايا تدلك على السعادة من أقرب الطرق،بfل، ولك أن تكتبها في مfفكرتك ومن أيسر الس

لتطالعها كل يوم.

(1/422)

وقفة

»من لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليfسر، أن الكرب إذا اشتد وعظfم وتناهى، وحصل للعبد اليأسf من كشفه من جهة المخلوقين تعلق بالله

وحده، وهذا هو حقيقةf التوكل على الله. وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منهعه، ولم يظهر عليه أثرf اإلجابة، كثرة دعائه وتضر

فرجع إلى نفسه بالالئمة، وقال لها: إنما أfتيتf من. وهذا اللومf أحب إلى fجبتfقبلك، ولو كان فيك خير أل الله من كثير من الطاعات، فإنه يfوجبf انكسار العبد

ه له بأنه أهل لما نزل من البالء، وأنه fواعتراف ،fلمواله fإليه حينئذ إجابة fسرعfليس أهال إلجابة الدعاء، فلذلك ت

الدعاء وتفريجf الكرب« . ويقولf إبراهيمf بنf أدهم الزاهدf. »نحن في عيش لو

، لجالدfونا عليه بالسيوف« . fعلم به الملوكر بقلبي fاإلسالم: »إنها لتم fتيمية شيخ fابن fويقول

Page 296: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: إن كان أهلf الجنة في مثل ما أنا فيه، fساعات أقول فهم في عيش طيب« .

fاطمئنوا أيها الناسدة« أكثر من ثالثين كتابا، في كتاب »الفرج بعد الشنا أن في ذروة المfدلهمات انفراجا، وفي fخبرfكلها ت

ة األزمات انبالجا، وأن أكثر ما تكون مكبوتا حزينا قمولة fه غارقا في النكبة، أقربf ما تكونf إلى الفتح والس

والخروج

(1/423)

نك، وساق لنا التنوخي في كتابه الطويل من هذا الضوا أو fبس fوا، أو حfكبfة لمن ن الشائق، أكثر من مائتي قص

لدfوا، أو fوا وجfذبfوا، أو عfردfوا وطfد ر fوا، أو شfزلfع وا وأملقوا، فما هي إال أيام، فإذا طالئع اإلمداد fافتقر

وكتائب اإلسعاد وافتهم على حين يأس، وباشرتهم على حين غفلة، ساقها لهم السميع المجيب. إن

التنوخي يقولf للمصابين والمنكوبين: اطمئنوا، فلقدسبقكfم فوق في هذا الطريق وتقدمكم أfناس:

مانا ... وعناهfم من شأنه ما صحب الناسf قبلنا ذا الزعنانا

نيع ليـ ... ـاليه ولكن تfكدرf اإلحسانا بما تfحسنf الص fر

نة ماضية }ولنبلfونكfم بشيء{ ، }ولقد fإذن فهذه س فتنا الذين من قبلهم{ . إنها قضية عادلة أن يfمحص

م بالرخاء، fيتعبدهم بالشدة كما تعبده fعباده، وأن fالله وأن يfغاير عليهم األطوار كما غاير عليهم الليل

رf }ولو والنهار، فلم إذن التسخطf واالعتراضf والتذموا من fج fم أو اخرfسك fوا أنفfلfأنا كتبنا عليهم أن اقت

م{ . fنه قليل م ا فعلfوهf إال دياركfم م

وء صنائعf المعروف تقي مصارع السديق - رضي الله من أجمل الكلمات، قولf أبي بكر الص

. وهذاصنائع المعروف تقي مصارع السوءعنه -: : }فلوال أنهf كان من fوالعقل fصدقه النقلfكالم ي

سبحين } fون{ .143المfبعثfللبث في بطنه إلى يوم ي } fخديجة fتقول

Page 297: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/424)

للرسول - صلى الله عليه وسلم -: ))كال والله الfوتكسب ، حم، وتحملf الكل يfخزيك اللهf أبدا لتصلf الر المعدوم، وتfعينf على نوائب الدهر(( . فانظfر كيف

سن العواقب، وكرم fاستدلت بمحاسن األفعال على ح البداية على جاللة النهاية.

وفي كتاب »الوزراء« للصابي، و »المنتظم« البنة، دة« للتنوخي قص الجوزي، و »الفرج بعد الش

مفادfها: أن ابن الفرات الوزير، كان يتتبعf أبا جعفر بن بسطام باألذية، ويقصدfه بالمكاره، فلقي منه في

ذلك شدائد كثيرة، وكانت أfم أبي جعفر قد عودته - منذf كان طفال - أن تجعل له في كل ليلة، تحت مخدته

التي ينامf عليها رغيفا من الخبز، فإذا كان في غد،دة من أذية ابن fا كان بعد م تصدقت به عنه. فلم

الفرات له، دخل إلى ابن الفرات في شيء احتاج إلىبز في fمك خfالفرات: لك مع أ fذلك فيه، فقال له ابن رغيف؟ قال: ال. فقال: البfد أن تصدfقني. فذكر أبو جعفر الحديث، فحدثه به على سبيل التطايfب بذلك

من أفعال النساء. فقال ابنf الفرات: ال تفعل، فإني بت البارحة، وأنا أfدبرf عليك تدبيرا لو تم الستأصلتfك،

، فرأيتf في منامي كأن بيدي سيفا مسلوال، fفنمت وقد قصدتfك ألقتلك به، فاعترضتني أfمك بيدها رغيف

. فعاتبه fإليك، وانتبهت fك به مني، فما وصلت fس تfتر أبو جعفر على ما كان بينهما، وجعل ذلك طريقا إلى

سن fه من حfمن نفسه ما يريد fاستصالحه، وبذل له الطاعة، ولم يبرح حتى أرضاهf، وصارا صديقين. وقال

وءا أبدا. fالفرات: والله، ال رأيت مني بعدها س fله ابن

(1/425)

ير استجمام يfعين علىf مfواصلة السfعينfسحة، تfمن المعلوم أن في الشريعة سعة وف العبد على االستمرار في عبادته وعطائه وعمله الصالح، فرسولfنا - صلى الله عليه وسلم - كان

و أضحك وأبكى{ ، وكان يمزحf وال fه fوأنه{ fيضحك يقولf إال حقا، وسابق عائشة رضي اللهf عنها، وكان

Page 298: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

آمة عليهم، يتخولf الصحابة بالموعظة، كراهية الس وكان ينهى عن التعمق والتكلف والتشديد، ويfخبرf أنه لن يfشاد الدين أحد، إال غلبهf، وفي الحديث أن الدين متين، فأوغلfوا فيه برفق. وفي الحديث أيضا أن لكلfوال يلبث .fواالندفاع fراوة ة، وهي الشدةf والض عابد شر

المتكلفf إال أن ينقطع، ألنه نظر إلى الحالة الراهنةدة وماللة النفس، وإال fول المfونسي الطوارئ وط فالعاقلf له حد أدنى في العمل يfداومf عليه، فإن

نشط زاد، وإن ضعف بقي على أصله، وهذا معنى األثر من كالم بعض الصحابة: إن للنفوس إقباال

وها عند إدبارها. fوإدبارا، فاغتنموها عند إقبالها، وذروا من النوافل، fوا في الكيل، وأكثرfنفرا زاد fوما رأيت ا كانوا وحاولوا أن يfغالوا، فانقطعfوا وعادfوا أضعف مم

قبل البداية.رآن fأصال جاء لإلسعاد }ما أنزلنا عليك الق fوالدين

وا أنفfسهم فوق fقوما كلف fلتشقى{ . وقد الم الله الطاقة، ثم انسحبوا من أرض الواقع ناكثين ما ألزمfوا

أنفسهم به }ورهبانية ابتدعfوها ما كتبناها عليهم إالابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها{ .

وميزةf اإلسالم على سائر األديانf أنه دينf فطرة، وأنهوح والجسم، والدنيا واآلخرة، وأنه وسط، وأنه للر

. } fالقيم fميسر }ذلك الدين

(1/426)

دري قال: جاء أعرابي إلى النبي - fعن أبي سعيد الخ صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي

الناس خير؟ قال: ))مؤمن مجاهد بنفسه وماله فيعاب ل معتزل في شعب من الش fسبيل الله، ثم رج

يعبfد ربه(( . وفي رواية: ))يتقي الله ويدع الناس منه(( ، وعن أبي سعيد قال: سمعتf النبي - صلى شر: ))يfوشكf أن يكون خير مال fالله عليه وسلم - يقول المسلم غنم يتبعf بها شعف الجبال ومواقع القطر،

يفر بدينه من الفتن(( . رواه البخاري.ذfوا حظكم من العfزلة« . وما أحسن fخ« : fقال عمر

قول الجنيد: »مfكابدةf العزلة أيسرf من مداراة: لو لم يكfن في العزلة إال الخلطة« . وقال الخطابي

fمن الغيبة، ومن رؤية المنكر الذي ال يقدر fالسالمة

Page 299: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

على إزالته، لكان ذلك خيرا كثيرا.، من حديث أبي ذر fالحاكم fوفي هذا معنى ما أخرجه وء(( . مرفوعا، بلفظ: ))الوحدfة خير من جليس الس

وسنده حسن. وذكر الخطابي في »كتاب العزلة« أن العزلة

fحمل األدلةfباختالف متعلقاتهما، فت fواالختالط يختلف fفي الحض على االجتماع، على ما يتعلق fالواردة

ها في عكسه، وأما fبطاعة األئمة وأمور الدين، وعكس االجتماعf واالفتراقf باألبدان، فمن عرف االكتفاء

fبنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه، فاألولى له االنكفافf من مخالطة الناس، بشرط أن يfحافظ على

د، وحقوق المسلمين من الم والر الجماعة، والس العيادة وشهود الجنازة، ونحو ذلك. والمطلوبf إنما

حبة، لما في ذلك من شغل البال هو تركf فضول الص

(1/427)

ات، ويجعلf االجتماع بمنزلة وتضييع الوقت عن المfهم االحتياج إلى الغداء والعشاء، فيقتصرf منه على ما. fأعلم fللبدن والقلب. والله fالبد له منه، فهو أروح

وقال القfشيري في »الرسالة« : طريقf من آثر، fه، ال العكس العfزلة، أن يعتقد سالمة الناس من شر

fه نفسه، وهي صفة fاستصغار fنتجهfفإن األول: ي المتواضع، والثاني: شهودfه مزية له على غيره، وهذه

صفةf المتكبر.والناسf في مسألة العfزلة والخلطة طرفان ووسط.

مع fمن اعتزل الناس حتى عن الج : fفالطرف األول والجماعات واألعياد ومجامع الخير، وهؤالء أخطؤfوا. والطرف الثاني: من خالط الناس حتى في مجالسمان، وهؤالء اللهو واللغو والقيل والقال وتضييع الز

أخطؤfوا. والوسط: من خالط الناس في العبادات التي ال تقوfم

إال باجتماع، وشاركهم في ما فيه تعاون على البرد والتقوى وأجر ومثوبةf، واعتزال مناسبات الص واإلعراض عن الله وفضول المباحات }وكذلك

ة وسطا{ . جعلناكfم أfم

(1/428)

Page 300: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقفة

عن عfباد بن الصامت قال: قال رسولf الله - صلى الله عليه وسلم -: ))عليكم بالجهاد في سبيل الله،

)) فإنه باب من أبواب الجنة، يfذهبf اللهf به الغم والهم.

، فأمر معلوم ا تأثيرf الجهاد في دفع الهم والغم »وأم بالوجدان، فإن النفس متى تركت صائل الباطل

وصولتهf واستيالءهf، اشتد همها وغمها، وكربfهازن fذلك الهم والح fها، فإذا جاهدته لله، أبدل الله fوخوف

م fوهfفرحا ونشاطا وقوة، كما قال تعالى: }قاتل ركfم عليهم ويشف fخزهم وينصfم ويfبأيديك fالله fم fعذبهfي

ؤمنين } دfور قوم م fوبهم{ .14صfل fذهب غيظ قfوي } فال شيء أذهبf لجوى القلب وغمه وحزنه من الجهاد،

. » fالمستعان fوالله: fقال الشاعر

وإني ألfغضي مقلتي على القذى ... وألبسf ثوبالصبر أبيض أبلجا

وإني ألدعو الله واألمرf ضيق ... علي فما ينفك أنجا يتفر

هf ... أصاب لها في fدت عليه وجوه fوكم من فتى س دعوة الله مخرجا

مسارحf النظر في الملكوت

ق االرتياح وبسطة الخاطر، التطلعf إلى آثار fرfمن ط درة في بديع السماوات واألرض، فتستلذ بالبهجة fالق

العامرة في خلق الباري - جل في عfالهf - في الزهرة، في الشجرة، في الجدول، في الخميلة، في التل

والجبل، في

(1/429)

األرض والسماء، في الليل والنهار، في الشمس والقمر، فتجدf المتعة واألfنس، وتزدادf إيمانا وتسليما

وا يا أfولي fوانقيادا لهذا الخالق العظيم }فاعتبر األبصار{ .

Page 301: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fإذا شككت fالفالسفة ممن أسلموا: كنت fيقول أحد درة، نظرتf إلى كتاب الكون، ألfطالع فيه fفي الق

ف اإلعجاز واإلبداع، فأزدادf إيمانا. fأحر

خfطوات مدروسة

: أوصاني بعضf العلماء فقال: ال يقولf الشوكاني تنقطع عن التأليف ولو أن تكتfب في اليوم سطرين.

قال: فأخذتf بوصيته، فوجدتf ثمرتها. وهذا معنى الحديث: ))خيرf العمل ما داوم عليه

fمع القطرة تجتمع fوقال: القطرة )) صاحبfه وإن قلسيال عظيما.

خر قد أما ترى الحبل بطfول المدى ... على صليب الصأثرا

وإنما يأتينا االضطرابf من أننا نريدf أن نفعل كلكf العمل، ولو fونتر fة واحدة، فنمل ونتعب شيء مر

عناه على مراحل، أننا أخذنا عملنا شيئا فشيئا، ووز لقطعنا المراحل في هدوء، واعتبر بالصالة، فإن

fقة، ليكون العبد رع جعلها في خمسة أوقات متفر الشمعت fفي استجمام وراحة، ويأتي لها باألشواق، ولو ج

نبت ال fفي وقت، لمل العبد، وفي الحديث: ))إن الم ظهرا أبقى وال أرضا قطع(( . ووfجد بالتربة، أن من

يأخذf العمل على فترات،

(1/430)

يfنجزf ما لم يfنجزهf من أخذهf دفعة واحدة، مع بقاءد العاطفة. وح وتوق جذوة الر

fه عن بعض العلماء، أن الصلوات ترتبfومما استفدت الة كانت األوقات، أخذا من قول الباري: }إن الصع وتا{ . فلو أن العبد وز fوق ؤمنين كتابا م fعلى الم

أعمالهf الدينية والدنيوية بعد كل صالة، لوجد سعة فيالوقت، وفسحة في الزمن.

وأنا أضربf لك مثال: فلو أن طالب العلم، جعل ما بعد الفجر للحفظ في أي فن شاء، وجعل بعد الظهر

للقراءة السهلة في المجامع العامة، وجعل بعد العصر للبحث العلمي الدقيق، وما بعد المغربيارة واألfنس، وما بعد العشاء لقراءة الكfتfب للز

Page 302: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

العصرية والبحوث والدوريات والجلوس مع األهل، لكان هذا حسنا، والعاقل له من بصيرته مدد ونور.

رقانا{ . fم فfوا الله يجعل لك fإن تتق{

بال فوضوية

مما يfكدرf ويfشتتf الذهن، الفوضويةf الفكريةf التيدراته، ولم يقصد fالناس، فهو لم يحدد ق fها بعض fيعيش إلى ما يجمعf شمل فكره ونظره؛ ألن المعرفة شعوب

ودروب، والبfد من تحديد آيتها ومعرفة مسالكها، ويfجمعf رأيه على مشرب معروف، ألن التفرد

مطلوب.

(1/431)

fالدين ، ا يشتتf الذهن، ويfورث الغم وكذلك مم والتبعاتf الماليةf والتكاليفf المعيشيةf. وهناك أصول

في هذه المسألة أريدf ذكرها: أولها: ما غال من اقتصدf: ومن أحسن اإلنفاق،

وحفظ مالهf إال للحاجة، واجتنب التبذير واإلسراف،بذرين كانfوا إخوان fوجد العون من الله }إن الم

وا ولم fسرفfوا لم ي fياطين{ ، }والذين إذا أنفق الشوا وكان بين ذلك قواما{ . fرfيقت

باحة، وهجرf كل fالثاني: كسب المال من الوجوه الم م، فإن الله طيب ال يقبلf إال طيبا، واللهf ال كسب محر

fفي المكسب الخبيث }ولو أعجبك كثرة fباركfي الخبيث{ .

عيf في طلب المال الحالل، وجمعfه من الثالث: الس حله، وتركf العطالة والبطالة، واجتناب إزجاء األوقات

في التفاهات، فهذا ابنf عوف يقول: دfلوني علىوا في األرض fفانتشر fالة ضيت الص fالسوق: }فإذا ق

وا الله كثيرا لعلكfم fرf وابتغfوا من فضل الله واذكون{ . fفلحfت

ك fقfل fك وخfك إيمانfثمن، وعليه أسمال بالية fالمعدوم fالفقير fمر هذا الرجل

وثياب رثة، جائع البطن، حافي القدم، مغمور النسب،

Page 303: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال جاه وال مال وال عشيرة، ليس له بيت يأوي إليه،يه ة بكف وال أثاث وال متاع، يشربf من الحياض العام

مع الواردين، وينامf في المسجد، مخدتfه ذراعfه،ه البطحاءf، لكنه صاحبf ذكر لربه وتالوة لكتاب fوفراش موالهf ال يغيبf عن الصف األول في الصالة والقتال،

مر ذات

(1/432)

fيوم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فناداه ؟(( . قال: يا fأال تتزوج fليبيب fباسمه وصاح به: ))يا ج ني؟ وال مال وال جاه؟ ثم مر fزوجfرسول الله، ومن ي به أخرى، فقال له مثل قوله األول، وأجاب بنفس

الجواب، ومر ثالثة، فأعاد عليه السؤال وأعاد هو، fالجواب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ))يا جليبيب ل له: رسولf الله - fانطلق إلى بيت فالن األنصاري وق

صلى الله عليه وسلم - يقرئfك السالم، ويطلبf منكأن تfزوجني بنتك(( .

وهذا األنصاري من بيت شريف وأسرة موقرة، فانطلق جليبيب إلى هذا األنصاري وطرق عليه الباب

وأخبره بما أمره به رسولf الله - صلى الله عليه وسلم - فقال األنصاري: على رسول الله - صلى الله

fزوجك بنتي يا جليبيبfوكيف أ ، fعليه وسلم - السالم fه الخبر فتعجبfزوجت fوال مال وال جاه؟ وتسمع

fع البنتfجليبيب! ال مال وال جاه؟ فتسم : fوتتساءل المؤمنةf كالم جليبيب ورسالة الرسول - صلى الله

دان طلب رسول الله fعليه وسلم - فتقول ألبويها: أتر - صلى الله عليه وسلم -، ال والذي نفسي بيده.fوالبيت fالمباركة fية وحصل الزواج المبارك والذر، المؤسسf على تقوى من الله ورضوان، fالعامر

ونادى منادي الجهاد، وحضر جليبيبf المعركة، وقتل بيده سبعة من الكفار، ثم قfتل في سبيل الله،

وتوسد الثرى راضيا عن ربه وعن رسوله - صلى اللهfد عليه وسلم - وعن مبدئه الذي مات من أجله، ويتفق

ه fخبرfصلى الله عليه وسلم - القتلى، في - fالرسول الناسf بأسمائهم، وينسون جليبيبا في غمرة الحديث،

ألنهf ليس المعا وال مشهورا، ولكن الرسول - صلىfويحفظ ،fجليبيبا وال ينساه fرfالله عليه وسلم - يذك

Page 304: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fلكنني أفقد(( : fغفله، ويقولfاسمه في الزحام وال ي جليبيبا(( .

ويجده وقد تدثر بالتراب، فينفضf التراب عن وجههتلت؟ أنت مني وأنا fله: ))قتلت سبعة ثم ق fويقول

منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك(( . ويكفي هذا الوسام النبوي جليبيبا عطاء ومكافأة

وجائزة.

(1/433)

إن ثمن جليبيب، إيمانfه وحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، ورسالتfه التي مات من أجلها. إن

ره عن هذا الشرف فقره وعدمه وضآلةf أسرته لم تfؤخضا العظيم والمكسب الضخم، لقد حاز الشهادة والر والقبfول والسعادة في الدنيا واآلخرة: }فرحين بما وا fون بالذين لم يلحق fمن فضله ويستبشر fالله fمfآتاه م يحزنfون{ . fخوف عليهم وال ه ن خلفهم أال بهم م

إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة. إن سعادتك في معرفتك لألشياء واهتماماتك

وسموك. إن الفقر والعوز والخمول، ما كان - يوما من األيام- عائقا في طريق التفوق والوصول واالستعالء. هنيئاfلمن عرف ثمنه فعال بنفسه، وهنيئا لمن أسعد نفسه

تين، بتوجيهه وجهاده ونfبله، وهنيئا لمن أحسن مر وسعد في الحياتين، وأفلح في الكرتين، الدنيا

واآلخرة.

يا سعادة هؤالء

أبو بكر - رضي اللهf عنهf -: بآية: }وسيfجنبfها األتقى }{ الذي يfؤتي مالهf يتزكى{ .17

عمرf - رضي الله عنه -: بحديث: ))رأيتf قصرا أبيض؟ قيل لي: لعمر fلمن هذا القصر : fفي الجنة، قلت

بنش الخطاب(( . وعثمانf - رضي الله عنهf -: بدعاء: ))اللهم اغفر

ر(( . لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخ

(1/434)

Page 305: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ل يحب الله ورسوله، fرج(( :- fوعلي - رضي الله عنه ويحبه الله ورسولfه(( .

fاهتز له عرش(( :- fمعاذ - رضي الله عنه fبن fوسعد الرحمن(( .

:- fالله بن عمرو األنصاري - رضي الله عنهfوعبد مان(( . fكفاحا بال ترج fكلمه الله((

لتهf مالئكةf الرحمن(( وحنظلةf - رضي الله عنهf -: ))غس.

ويا شقاوة هؤالء

ون عليها غfدfوا وعشيا{ . fعرضfي fالنار{ : fفرعون: }فخسفنا به وبداره األرض{ . fوقارون

هf صعfودا{ . fرهقfالمغيرة: }سأ fبن fوالوليدمزة لمزة{ . fل هfخلف: }ويل لك fبن fميةfوأ

. } وأبو لهب: }تبت يدا أبي لهب وتبد لهf من fونم fول fما يق fبfوائل: }كال سنكت fوالعاص بن

العذاب مدا{ .

وقفةfالحق وفساد fالرأي، وخفاء fالتوفيق وفساد fقلة«

القلب، وخمولf الذكر، وإضاعةf الوقت، ونفرةf الخلق،والوحشةf بين العبد وبين ربه، ومنعf إجابة

(1/435)

زق الدعاء، وقسوةf القلب، ومحقf البركة في الر، وإهانةf العدو والعfمر، وحرمانf العلم، ولباسf الذل

وضيقf الصدر، واالبتالءf بقرناء السوء الذين يfفسدونfوضنك ، القلب ويfضيعون الوقت، وطولf الهم

المعيشة، وكسفf البال ... تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولد الزرعf عن الماء، واإلحراقf عن

النار. وأضدادf هذه تتولدf عن الطاعة« .ا تأثيرf االستغفار في دفع الهم والغم والضيق، »أم

ا اشترك في العلم به أهلf الملل وعقالءf كل أمة، فمم، والخوف إن المعاصي والفساد تfوجب الهم والغم

والحزن، وضيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إن

Page 306: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

هم، fأهلها ذا قضوا منها أوطارها، وسئمتها نفوس يق ارتكبوها دفعا لما يجدونهf في صدورهم من الض

، كما قال شيخf الفسوق: والهم والغموكأس شربتf على لذة ... وأfخرى تداويتf منها بها

وإذا كان هذا تأثيرf الذنوب واآلثام في القلوب، فال. » fواالستغفار fدواء لها إال التوبة

رققا بالقواريرودة وف{ . }وجعل بينكfم م fن بالمعرfوه fوعاشر{

ورحمة{ .وا بالنساء خيرا، فإنهن عوان fوفي الحديث: ))استوص

عندكم(( .كم fكم خيركم ألهله، وأنا خير fوفي حديث آخر: ))خير

ألهلي(( .

(1/436)

البيتf السعيدf هو العامرf باألfلفة، القائمf على الحبس بfنيانهf على المملوءf تقوى ورضوانا: }أفمن أس

س بfنيانهf على ن أس تقوى من الله ورضوان خير أم مف هار فانهار به في نار جهنم واللهf ال يهدي fر fشفا ج

القوم الظالمين{ .

بسمة في البداية

م الزوجة من حfسن الطالع وجميل المقابلة تبس لزوجها والزوجf لزوجته، إن هذه البسمة إعالن مبدئي

مك في وجه أخيك للوفاق والمصالحة: ))وتبساكا صدقة(( . وكان - صلى الله عليه وسلم - ضح

اما. بسسكfم تحية fوا على أنفfوفي البداية بالسالم: }فسلم باركة طيبة{ ، ورد التحية من أحدهما fن عند الله م م

ييتfم بتحية فحيوا بأحسن منها أو fلآلخر: }وإذا ح دوها{ . fر

قال كfثير: حيتك عزةf بالتسليم وانصرفت ... فحيها مثل ما

fحيتك يا جمل

Page 307: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ييت fليت التحية كانت لي فأشكرها ... مكان يا جمال ح fيا رجل

ومنها الدعاءf عند دخول المنزل: ))اللهم إني أسألfك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم

الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا(( . ومن أسباب سعادة البيت: لينf الخطاب من

الطرفين: }وقfل لعبادي

(1/437)

. } fوا التي هي أحسنfول fيق وكالمfها السحرf الحاللf لو أنه ... لم يجن قتل المسلم

ز المتحر إن طال لم يfملل وإن هي أوجزت ... ود المحدثf أنها

لم تfوجز

يا ليت الرجل ويا ليت المرأة، كل منهما يسحبf كالم اإلساءة وجرح المشاعر واالستفزاز، يا ليت أنهما

يذكران الجانب الجميل المشرق في كل منهما،ان الطرف عن الجانب الضعيف البشري في ويغض

كليهما. إن الرجل إذا عدد محاسن امرأته، وتجافى عن

كf مؤمن fالنقص، سعد وارتاح، وفي الحديث: ))ال يفر مؤمنة، إن كره منها خلfقا رضي منها آخر(( .

ومعنى ال يفرك: ال يبغض وال يكره.من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط

fفضائله وال كبا جواد fمن الذي ما ما نبا سيف fم ورحمتfهf ما زكا محاسنه: }ولوال فضلf الله عليك

ن أحد أبدا{ . منكfم م أكثرf مشاكل البيوت من معاناة التوافه ومعايشة صغار المسائل، وقد عشتf عشرات القضايا التي

تنتهي بالفراق، سببf إيقاد جذوتها أمور هينة سهلة، أحدf األسباب أن البيت لم يكن مرتبا، والطعام لم

يقدم في وقته، وسببfه عند آخرين أن المرأة تريدf من زوجها أن ال يfكثر من استقبال الضيوف، وخذ من هذه

القائمة التي تfورثf اليتfم والمآسي في البيوت.

Page 308: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/438)

إن علينا جميعا أن نعترف بواقعنا وحالنا وضعفنا، وال نعيشf الخيال والمثاليات، التي ال تحصلf إال ألولي

العزم من أفراد العالم.، وما معنا إال fونخطئ fونحتد، ونضعف fنحن بشر نغضب البحثf عن األمر النسبي في الموافقة الزوجية حتى

بعد هذه السنوات القصيرة بسالم.سن صحبته تقدم في fإن أريحية أحمد بن حنبل وح

هذه الكلمة، إذ يقول بعد وفاة زوجته أم عبدالله: لقدصاحبتfها أربعين سنة ما اختلفتf معها في كلمة.

إن على الرجل أن يسكت إذا غضبت زوجتfه، وعليها أن تسكتf هي إذا غضب، حتى تهدأ الثائرةf، وتبرد

، وتسكن اضطراباتf النفس. fالمشاعر قال ابنf الجوزي في »صيد الخاطر« : »متى رأيت

، فال ينبغي fبما ال يصلح fصاحبك قد غضب وأخذ يتكلم أن تعقد على ما يقولfه خنصرا )أي ال تعتد به وال

fتلتفت إليه( ، وال أن تؤاخذه به، فإن حاله حال السكران ال يدري ما يجري، بل اصبر ولو فترة، وال

تعول عليها، فإن الشيطان قد غلبه، والطبعf قد هاج، والعقلf قد استتر، ومتى أخذت في نفسك عليه، أو أجبته بمقتضى فعله، كنت كعاقل واجه مجنونا، أو مفيق عاتب مغمى عليه، فالذنبf لك، بل انظر إليهج في ح تصريف القدر له، وتفر بعين الرحمة، وتلم

لعب الطبع به. واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرف لك

fسلمه فيما يفعلfبر، وأقل األقسام أن ت فضل الصفي غضبه إلى ما يستريحf به.

(1/439)

وهذه الحالةf ينبغي أن يتلمحها الولدf عند غضب الوالد، والزوجةf عند غضب الزوج، فتتركه يشفى بما

، وال تعول على ذلك، فسيعودf نادما معتذرا، fيقول fوبل على حالته ومقالته صارت العداوة fومتى ق

ه عل في حق fمتمكنة، وجازى في اإلفاقة على ما ف كر. وقت الس

Page 309: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأكثرf الناس على غير هذا الطريق، متى رأوا غضبان، وهذا على غيرf مقتضى fويعمل fوه بما يقولfقابل

، وما يعقلfها إال fما ذكرت fالحكمة، بل الحكمة العالمون« .

عاف في النفوس الهائجة fم ز fحب االنتقام س في كتاب »المصلوبون في التاريخ« قصص وحكايات

لبعض أهل البطش الذين أنزلوا بخصومهم أشد العقوبات وأقسى المfثالت، ثم لما قتلوهم ما شفى لهم القتلf غليال، وال أبرد لهم عليال، حتى صلبوهfم

ب، والعجبf أن المصلوب بعد قتله ال يتألم fشfعلى الخ ، ألن روحه فارقت جسمه، ولكن fحس وال يتعذبfوال ي ، ويfسر بزيادة التنكيل. إن fويرتاح fالحي القاتل يأنس

هذه النفوس المتلمظة على خصومها المضطرمة على أعدائها لن تهدأ أبدا ولن تسعد، ألن نار االنتقام

هم قبل خصومهم. fي يدمر وبركان التشف وأعجبf من هذا أن بعض خلفاء بني العباس فاته أن

يقتل خصومه من بني أمية، ألنهم ماتfوا قبل أنهم رميم fيتولى، فأخرجهم من قبورهم وبعض

فجلدهم، ثم صلبهم، ثم أحرقهم. إنها ثورةf الحقدات وعلى مباهج العارم الذي يfنهي على المسر

النفس واستقرارها.

(1/440)

، ألنه فقد أعصابه fإن الضرر على المنتقم أعظم وراحته وهدوءهf وطمأنينته.

ال يبلغf األعداءf من جاهل ... ما يبلغf الجاهلf من نفسه

ل مfوتfوا fاألنامل من الغيظ ق fمfوا عليك }وإذا خلوا عضfم{ . بغيظك

وقفة »ليس للعبد إذا بfغي عليه وأfوذي وتسلط عليه

fله من التوبة النصوح، وعالمة fه، شيء أنفعfخصوم سعادته أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه

وعيوبه، فيشتغل بها وبإصالحها، وبالتوبة منها، فال يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به، بل يتولى هو التوبة

Page 310: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وإصالح عيوبه، واللهf يتولى نfصرته وحفظه والدفع عنه والبد، فما أسعدهf من عبد، وما أبركها من نازلة

نزلت به، وما أحسن أثرها عليه، ولكن التوفيق والرشد بيد الله، ال مانع لما أعطى وال مfعطي لما

منع، فما كل أحد يfوفق لهذا، ال معرفة به، وال إرادةله، وال قدرة عليه، وال حول وال قوة إال بالله« .

سبحان من يعفو ونهفو دائما ... ولم يزل مهما هفاالعبدf عفا

يfعطي الذي يخطي وال يمنعfه ... جاللfه عن العطا لذيالخطا

(1/441)

ال تذfب في شخصية غيرك

fالتقليد، وطور fأطوار: طور fتمر باإلنسان ثالثة fهو المحاكاة :fاالبتكار. فالتقليد fاالختيار، وطور لآلخرين وتقمصf شخصياتهم وانتحالf صفاتهمfهذا التقليد هو اإلعجاب fفيهم، وسبب fوالذوبان

والتعلقf والميلf الشديدf، وهذا التقليدf الغالي ليحملم على التقليد في الحركات واللحظات، ونبرة fبعضه

الصوت وااللتفات، ونحو ذلك، وهو وأد للشخصيةعاناة هؤالء من أنفسهم، fوانتحار معنوي للذات. ويا لم

م، ويسيرون إلى الخلف!! fوهم يعكسون اتجاهه فالواحدf منهم ترك صوته لصوت اآلخر، وهجر مشيته

لمشية فالن، ليت هذا التقليد كان للصفات الممدوحة والرفعة، كالعلم والكرم والحلم ونحوها، لكنك تfفاجأf التي تfثري العمر وتfضفي عليه هالة من السمو

أن هؤالء يقلدون في مخارج الحروف وطريقة الكالموإشارة اليد!! .

، fوشيء آخر fالتأكيد عليك بما سبق: إنك خلق آخر fأريد fك أنت من خالل صفاتك وقدراتك، فإنه منذfإنه نهج

خلق اللهf آدم إلى أن ينهي اللهf العالم، لم يتفق اثنان في الصورة الخارجية للجسم، بحيثf ينطبق شكلf هذا

fم......{ fم وألوانك على شكل ذاك: }واختالفf ألسنتك اآلية. فلماذا نحنf نريدf أن نتفق مع اآلخرين في

صفاتنا ومواهبنا وقدراتنا؟!سن إلقائك fدا، وإن ح إن جمال صوتك أن يكون متفر

Page 311: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

مر fدد بيض وح fأن يكون متميزا: }ومن الجبال ج ود{ . fس fها وغرابيبfختلف ألوان م

(1/442)

المكظومون في انتظار لطف الله

هذا الخطيبf المصقعf ال يلتوي لسانfه إذا تراكضت األلفاظf في ميدان البيان، بل يمضي ساطعا صارما

قا. متدف، fالرسول - صلى الله عليه وسلم - وحسب fهو خطيب

وخطيب اإلسالم وكفى، كان يرفع صوته بالخطب بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنصرة الدين، إنه ثابتf بنf قيس بن شماس، وأنزل اللهf: }ياfم فوق صوت النبي أيها الذين آمنfوا ال ترفعfوا أصواتكوا لهf بالقول كجهر بعضكfم لبعض أن تحبط fوال تجهر

ون{ . وظن قيس أنه هو fرfم ال تشعfم وأنتfكfأعمال المقصودf، فاعتزل الناس واختبأ في بيته يبكي،

وفقده رسولf الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنه، فأخبره الصحابةf الخبر، فقال: ))كال، بل هو من

أهل الجنة(( .فصارت النذارةf بشارة.

fهناء محا ذاك العزاء المقدما ... فما جزع المحزون ما حتى تبس

وتبقى عائشةf أم المؤمنين - رضي اللهf عنها - تبكيقf كبدها شهرا كامال ليال ونهارا، حتى كاد البكاء يمز ويفري جسمها، ألنها طfعنت في عرضها الشريف،

حصنات fون المfالعفيف، فجاء الفرج: }إن الذين يرم ؤمنات لfعنfوا في الدنيا واآلخرة{ . fالغافالت الم

وحمدت الله وصارت أطهر الطهر، كما كانت، وفرحالمؤمنون بهذا الفتح المبين.

والثالثةf الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وضاقت عليهمهم، وظنوا أن fبت، وضاقت عليهم أنفس fبما رح fاألرض

ال ملجأ من الله إال إليه، أتاهم الفرجf ممن يملكfه -سبحانه- ونزل عليهم الغوثf من السميع القريب.

(1/443)

Page 312: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fله fاحرص على العمل الذي ترتاح

: fابن تيمية: »ابتدأني مرض، فقال لي الطبيب fيقول إن مطالعتك وكالمك في العلم يزيدf المرض. فقلت

له: ال أصبرf على ذلك، ال أصبرf على ذلك، وأنا أحاكمfكت قويت ر fإذا فرجت وس fإلى علمك، أليست النفس

الطبيعةf، فدفعت المرض؟ فقال: بلى. فقلتf له: فإن نفسي تfسر بالعلم، فتقوى به الطبيعةf، فأجدf راحة. فقال: هذا خارج عن عالجنا« }ال تحسبfوهf شرا لكfم

و خير لكfم{ . fبل هfفربما صحت األجسام ... fهfلعل عتبك محمود عواقب

بالعلل

كfال نfمد هؤالء وهؤالء

ما أحوجنا إلى المثابرة واستثمار الوقت، ومسابقة األنفاس بالعمل الصالح النافع المفيد، إننا سوف

نسعدf يوم نقدم لآلخرين نفعا ووعيا وخدمة وثقافة وحضارة، وسوف نسعدf إذا علمنا أننا لم نأت إلى

دى، ولم نfخلق عبثا، ولم نfوجد لعبا. fالحياة سحتf »األعالم« للزركلي فوجدتf تراجم يوم تصف

شرقيين وغربيين، ساسة وعلماء، وحكماء وأدباء وأطباء، يجمعهم أنهم نابغون مؤثرون المعون،

ووجدتf في سيرهم جميعا سنة الله في خلقه، ووعد الله في عباده، وهي أن من أحسن من أجل الدنيا

وfفي نصيبه من الدنيا، من الذيوع والشهرة واالنتشار، وما يلحقf ذلك من مال ومنصب وإتحاف،

ومن أحسن لآلخرة

(1/444)

وجدها هنا وهناك، من النفع والقبول والرضا واألجر والمثوبة: }كfال نمد هؤfالء وهؤfالء من عطاء ربك وما

كان عطاء ربك محظfورا{ . ووجدتf في الكتاب أيضا أن هؤالء العباقرة الذين

قدموا للبشرية نفعا ونتاجا ولم يعملfوا لآلخرة - وأخص منهم غير المؤمنين بالله ولقائه - وجدتfهم

أسعدوا الناس أكثر من أنفسهم، وأفرحوا أرواح

Page 313: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، fهم ينتحر fاآلخرين أكثر من أرواحهم، فإذا بعض وبعضهم يثورf من واقعه ويغضبf من حياته، وآخرون

منهم يعيشون بؤسا وضنكا. وسألتf نفسي: ما هي الفائدةf إذا سعد بي قوم

رمت أنا؟! fوشقيت أنا، وانتفع بي مأل وح ووجدتf أن الله أعطى كل أحد من هؤالء البارزين ما

أراد، تحقيقا لوعده، فجمع منهم حصل على جائزة نوبل، ألنه أرادها وسعى لها، ومنهم من تبوأ الصدارة

في الشهرة، ألنه بحث عنها وشغف بها، ومنهم من وجد المال، ألنه هام به وأجبه، ومنهم عبادf الله

الصالحون، حصلfوا على ثواب الدنيا وحسن ثواب اآلخرة - إن شاء اللهf -، يبتغون فضال من الله

ورضوانا. إن من المعادالت الصحيحة المقبولة: أن المغمور السعيد الواثق من منهجه وطريقه، أنعمf حظا من

الالمع الشهير الشقي بمبادئه وفكره. إن راعي اإلبل المسلم في جزيرة العرب أسعدf حاال بإسالمه من »تولوستوي« الكاتب الروائي الشهير،

ألن األول قضى حياته مطمئنا راضيا

(1/445)

ق ساكنا يعرفf مصيرهf ومنقلبه، والثاني عاش ممز اإلرادة، مبعثر الجهد، لم يبرد غليلfه من مراده، وال

.fيعرف مستقبله عند المسلمين أعظمf دواء عرفته البشريةf، وأجل

عالج اكتشفته اإلنسانيةf. إنه اإليمانf بالقضاء والقدر، حتى قال بعضf الحكماء: لن يسعد في الحياة كافر

بالقضاء والقدر. وقد أعدتf عليك هذا المعنى كثيرا، وعرضتfه لك في أساليب شتى، وأنا على عمد، ألنني أعرفf من نفسي ومن كثير مثلي أننا نؤمنf بالقضاء

،fه fعليه فيما نكره fوالقدر فيما نحبه، وقد نتسخط ولذلك كان شرطf الملة وميثاقf الوحي: ))أن تؤمن

ه(( . بالقدر خيره وشره، حلوه ومر

ومن يؤمن بالله يهد قلبه

أسوقf هنا قصة لتظهر سعادة من رضي بالقضاء،

Page 314: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وحيرة وتكدر وشك من سخط من القضاء: فهذا كاتب أمريكي المع، اسمfه »بودلي« مؤلفf كتاب »رياح على الصحراء« ، و »الرسول - صلى الله عليه

وسلم -« وأربعة عشر كتابا أخرى، وقد استوطن عام م إفريقية الشمالية الغربية، حيث عاش مع1918

ل البدو المسلمين، يصلون ويصومون ح قوم من الر ويذكرون الله. يقولf عن بعض مشاهده وهو معهم: هبت ذات يوم عاصفة عاتية، حملت رمال الصحراء

وعبرت بها البحر األبيض المتوسط، ورمت بها واديالرون في فرنسا، وكانت العاصفة

(1/446)

حارة شديدة الحرارة، حتى أحسستf كأن شعر رأسي، فأحسستf من يتزعزعf من منابته لفرط وطأة الحر فرط الغيظ كأنني مدفوع إلى الجنون، ولكن العربوا أكتافهم وقالوا: قضاء لم يشكوا إطالقا، فقد هز

fمكتوب. واندفعوا إلى العمل بنشاط، وقال رئيس : لم نفقد الشيء الكثير، فقد كنا fالقبيلة الشيخ

خليقين بأن نفقد كل شيء، ولكن الحمدf لله وشكرا، فإن لدنيا نحو أربعين في المائة من ماشيتنا، وفي

استطاعتنا أن نبدأ بها عملنا من جديد. وثمة حادثة أخرى.. فقد كنا نقطعf الصحراء بالسيارة

يوما فانفجر أحدf اإلطارات، وكان الشائقf قد نسي، وانتابني fوتوالني الغضب ، استحضار إطار احتياطي

، وسألتf صحبي من األعراب: ماذا عسى القلقf والهم أن نفعل؟ فذكروني بأن االندفاع إلى الغضب لن

يfجدي فتيال، بل هو خليق أن يدفع اإلنسان إلىمق، ومن ثم درجت بنا السيارة وهي fالطيش والح

تجري على ثالثة إطارات ليس إال، لكنها ما لبثت أنت عن السير، وعلمت أن البنزين قد نفد، وهناك كف

أيضا لم تثر ثائرة أحد من رفاقي األعراب، والم هدوؤهم، بل مضوا يذرعون الطريق سيرا fفارقه

على األقدام، وهم يترنمون بالغناء! قد أقنعتني األعوامf السبعةf التي قضيتfها في

ل، أن الملتاثين، ومرضى الصحراء بين األعراب الرح النفوس، والسكيرين، الذين تحفلf بهم أمريكا

Page 315: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وأوربة، ما هم إال ضحايا المدينة التي تتخذf السرعةأساسا لها.

(1/447)

، وأنا أعيشf في إنني لم أعان شيئا من القلق قط الصحراء، بل هنالك في جنة الله، وجدتf السكينة

والقناعة والرضا، وكثيرون من الناس يهزؤون، ويسخرون من fبالجبرية التي يؤمن بها األعراب

امتثالهم للقضاء والقدر. ولكن من يدري؟ فلعل األعراب أصابfوا كبد الحقيقة،

فإني إذ أعودf بذاكرتي إلى الوراء.. وأستعرضf حياتي، أرى جليا أنها كانت تتشكلf في فترات متباعدة تبعا لحوادث تطرأ عليها، ولم تكن قط في الحfسبان أو

مما أستطيعf له دفعا، والعربf يطلقون على هذا اللون من الحوادث اسم: »قدر« أو »قسمة« أو

»قضاءf الله« ، وسمه أنت ما شئت. وخالصةf القول: إنني بعد انقضاء سبعة عشر عاما

على مغادرتي الصحراء، ما زلتf أتخذ موقف العرب حيال قضاء الله، فأقابلf الحوادث التي ال حيلة لي

فيها بالهدوء واالمتثال والسكينة، ولقد أفلحت هذه الطباعf التي اكتسبتfها من العرب في تهدئة أعصابي

أكثر مما تفلحf آالف المسكنات والعقاقير! ... اهـ.نfوا هذا الحق من : إن أعراب الصحراء تلق fأقول

مشكاة محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن خالصة رسالة المعصوم هي إنقاذ الناس من التيه،

وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ونفض التراب عن رؤوسهم، ووضع اآلصار واألغالل عنهم. إن الوثيقة

دى - صلى الله عليه وسلم - fاله fعث بها رسولfالتي ب فيها أسرارf الهدوء واألمن، وبها معالمf النجاة من

اإلخفاق، فهي اعتراف بالقضاء وعمل بالدليل، ووصول إلى غاية، وسعي إلى نجاة، وكدح بنتيجة. إن

الرسالة الربانية جاءت لتحدد لك موقعك في الكون المأنوس، ليسكن خاطرك، ويطمئن قلبك، ويزول

همك، ويزكو عملك، ويجمfل خلقك، لتكون العبد المثالي الذي عرف سر وجوده، وأدرك القصد من

نشأته.

Page 316: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/448)

المنهج وسط

ة وسطا{ . }وكذلك جعلناكfم أfم السعادة في الوسط، فال غfلfو وال جفاء، وال إفراطfوال تفريط، وإن الوسطية منهج رباني حميد يمنع

العبد من الحيف إلى أحد الطرفين. إن من خصائص اإلسالم أنه دينf وسط، فهو وسط بين اليهودية

والنصرانية: اليهودية التي حملت العلم وألغت العمل، والنصرانية التي غالت في العبادة واطرحت الدليل،

فجاء اإلسالمf بالعلم والعمل، والروح والجسد،والعقل والنقل.

ا يسعدfك في حياتك الوسطية، الوسطيةf في وإن مم عبادتك: فال تغلf فتنهك جسمك وتقضي على نشاطك

ومداومتك، وال تجف فتطرح النوافل وتخدش الفرائض وتركن إلى التسويق. وفي إنفاقك: فال

ملقا، وال fتتلف أموالك وتهلك دخلك فتبقى حسيرا م تمسك عطاءك وتبخل بنوالك، فتبقى ملوما محروما.

ووسط في خلقك: بين الجد المفرط واللين المتداعي، بين العبوس الكالح والضحك المتهافت،

بين العزلة الموحشة والخلطة الزائدة على الحد. إنه منهجf االعتدال في أخذ األمور، والحكم على

fاألشياء، ومعاملة اآلخرين، فال زيادة يطفو بها كيل القيم، وال نقص يضمحل به أصلf الخير، ألن الزيادة

fترف وسرف، والنقص جفاء و'حفاء: }فهدى الله fوا فيه من الحق بإذنه والله fوا لما اختلفfالذين آمن

ستقيم{ . يهدي من يشاءf إلى صراط م

(1/449)

إن الحسنة بين السيئتين: سيئة اإلفراط وسيئةين: شر الغfلfو وشر التفريط، وإن الخير بين الشر المجافاة، وإن الحق بين الباطلين: باطل الزيادة

وباطل النقص، وإن السعادة بين الشقاءين: شقاءالتهور وشقاء النكوص.

Page 317: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ال هذا وال هذا

ير الحقحقة. وهو ف بنf عبد الله: أشر الس يقولf مطر الذي يجتهد في السير حتى يضر بنفسه ودابته. وفيfوهو الذي يتعسف . ))fطمةfعاء الح الحديث: ))شر الر

في واليته ألهله أو من واله اللهf شأنه. إن الكرم بين اإلسراف والبخل، وإن الشجاعة بين الجبن والتهور،

وإن الحلم بين الحدة والتبلد، وإن البسمة بين العبوس والضحك، وإن الصبر بين القسوة والجزع،

وللغلو دواء هو التخفيفf من هذا الغلو، وإطفاءf شيء من هذا اللهيب المحرق وللجفاء دواء هو سوطf عزم،

راط وومضةf همة، وبارقةf من رجاء، }اهدنا الص { صراط الذين أنعمت عليهم غير6المfستقيم }

الين{ . وب عليهم وال الض fالمغض

وقفة

»ليس في الوجود شيء أصعبf من الصبر، إما عن المحبوب، أو على المكروهات. وخصوصا إذا امتد

fتحتاج fمن الفرج. وتلك المدة fالزمان، أو وقع اليأس ها، والزاد يتنوعf من أجناس: fبه سفر fقطعfإلى زاد ي

(1/450)

فمنه: تلمحf مقدار البالء، وقد يمكنf أن يكون أكثر. ومنه: أنه في حال فوقها أعظمf منها، مثل أن يfبتلى

بفقد ولد وعنده أعز منه.ومن ذلك: رجاء العوض في الدنيا.

ومنه: تلمح األجر في اآلخرة. ومنه: التلذذf بتصويرfالمدح والثناء من الخلق فيما يمدحون عليه، واألجر

. من الحق عز وجل.fصاحبه fبل يفضح ،fومن ذلك: أن الجزع ال يفيد

، fوالفكر fها العقل fإلى غير ذلك من األشياء التي يقدح فليس في طريق الصبر نفقة سواها، فينبغي للصابر

أن يشغل بها نفسه، ويقطع بها ساعات ابتالئه« .

fاألولياء fمfمن ه

Page 318: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

من صفات األولياء: انتظارf األذان باألشواق، والتهافfتf على تكبيرة اإلحرام، والولهf بالصف األول،

ومداومة الجلوس في الروضة، وسالمةf الصدر،نة، وكثرةf الذكر، وأكل الحالل، وظهورf مراسيم الس

وتركf ما ال يعني، والرضا بالكفاف، وتعلمf المحيعf لمصائب حيا، والتوج fالم fكتابا وسنة، وطالقة

fللشدائد، وبذل fالخالف، والصبر fالمسلمين، وترك المعروف.

(1/451)

، فال غنى fما يكون fفي المعيشة أفضل fالتوسط مطغيا وال فقرا منسيا، وإنما ما كفى وشفى،

وقضى الغرض، وأتى بالمقصود في المعيشة، فهوأجل العيش عائدة، وأحسنf القوت فائدة.

والكفايةf: بيت تسكfنهf، وزوجة تأوي إليها، ومركب حسن، وما يكفي من المال لسد الحاجة وقضاء

الالزم

اللهf لطيف بعباده 1376أخبرني أحدf أعيان مدينة الرياض أنه في عام

هـ، ذهب مجموعة من البحارة من أهل الجبيل إلى البحر، يريدون اصطياد السمك، ومكثوا ثالثة أيام

بلياليهن لم يحصلfوا على سمكة واحدة، وكانوا يصلون الصلوات الخمس، وبجانبهم مجموعة أخرى ال تسجدf لله سجدة، وال تصلي صالة، وإذا هم يصيدون،

fويحصلون على طلبهم من هذا البحر، فقال بعض هؤالء المجموعة: سبحان الله! نحن نصلي لله عز

وجل صالة، وما حصلنا على شيء من الصيد، وهؤالء ال يسجدون لله سجدة وها هو صيدfهم!! فوسوس

لهم الشيطانf بترك الصالة، فتركfوا صالة الفجر، ثم صالة الظهر، ثم صالة العصر، وبعد صالة العصر أتواوا بطنها، fوها وبقر fوا سمكة، فأخرجfإلى البحر فصاد

فوجدfا فيها لؤلؤة ثمينة، فأخذها أحدfهم بيده، وقلبها ونظر إليها، وقال: سبحان الله! لما أطعنا الله ما

حصلنا عليها، ولما عيناه حصلنا عليها!! إن هذا الرزق فيه نظر. ثم أخذ اللؤلؤة ورمى بها في البحر، وقال:

Page 319: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

نا اللهf، والله ال آخذfها وقد حصلت لنا بعد أن fيعوض تركنا الصالة،

(1/452)

هيا ارتحلfوا بنا من هذا المكان الذي عصينا الله فيه، فارتحلfوا ما يقاربf ثالثة أميال، ونزلfوا هناك في

خيمتهم، ثم اقتربfوا من البحر ثانية، فصادfوا سمكة الكنعد، فبقروا بطنها فوجدوا اللؤلؤة في بطن تلك

السمكة، وقالوا: الحمدf لله الذي رزقنا رزقا طيبا. بعد أن بدؤوا يصلون ويذكرون الله ويستغفرونه، فأخذوا

اللؤلؤة. اهـ. فانظر كيف كان من ذي قبل، في وقت معصية،

وكان رزقا خبيثا، وانظر كيف أصبح اآلن في وقتfمfوا ما آتاه fم رض fطاعة، وأصبح رزقا طيبا. }ولو أنه

ولfهf وقالfوا حسبfنا اللهf سيfؤتينا اللهf من fورس fالله ولfهf إنا إلى الله راغبfون{ . fفضله ورس

إنه لطف الله، ومن ترك شيئا لله عوضه اللهf خيرامنه.

يذكرني هذا بقصة لعلي - رضي الله عنه -، وقد دخل مسجد الكوفة ليصلي ركعتي الضحى، فوجد غالما

، احبس بغلتي حتى أصلي. fعند الباب، فقال: يا غالم ودخل علي المسجد، يريدf أن يعطي هذا الغالم

درهما، جزاء حبسه للبغلة، فلما دخل علي المسجد، أتى الغالم إلى خطام البغلة، فاقتلعه من رأسها

وذهب به إلى السوق ليبيعه، وخرج علي فما وجد الغالم، ووجد البغلة بال خطام، فأرسل رجال في أثره،

وقال: اذهب إلى السوق، لعله يبيعf الخطام هناك.جf على الخطام، وذهب الرجل، فوجد هذا الغالم يحر

فشراه بدرهم، وعاد يخبرf عليا، قال سبحان الله! والله لقد نويتf أن أعطيه درهما حالال، فأبى إال أن

يكون حراما.

(1/453)

وا fعباده أينما سار fيالحق ، إنه لطفf الله عز وجل وأينما حلوا وأينما ارتحلfوا: }وما تكfونf في شأن وما

Page 320: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fم كfنا عليك رآن وال تعملfون من عمل إال fمن ق fو منهfتتل ثقال بك من م بf عن ر fون فيه وما يعز fفيضfودا إذ ت fه fش

ماء{ . ة في األرض وال في الس ذر

} fال يحتسب fمن حيث fقه fويرز{دة« ما وقد ذكر التنوخي في كتابه »الفرج بعد الش

، fهذا المقام: أن رجال ضاقت عليه الحيل fيناسب وأfغلقت عليه أبوابf المعيشة، وأصبح ذات يوم هو وأهلfه ال شيء في بيتهم، قال: فبقيت أنا وأهلي

fاليوم األول جوعى وفي الثاني، فلما دنت الشمس للمغيب، قالت لي زوجتي: اذهب وانطلق والتمس لنا

رزقا أو طعاما أو أكال، فقد أشرفنا على الموت. قال: فتذكرتf امرأة قريبة لي، فذهبتf إليها وأخبرتfها الخبر، قالت: ما في بيتنا إال هذه السمكةf وقد أنتنت.fعلي بها، فإنا قد أشرفنا على الهالك. وذهبت : fقلت بها وبقرتf بطنها، فأخرجتf منها لؤلؤة بعتfها بآالف

الدنانير، وأخبرتf قريبتي، قالت: ال آخذf معكم إال قسمي. قال: فاغتنيتf فيما بعدf، وأثثتf من ذلك بيتي، وأصلحتf حالي، وتوسعتf في رزقي. فهو

.fالله سبحانه وتعالى ليس غيره fلطف}وما بكfم من نعمة فمن الله{ .

fم{ . }إذ تستغيثfون ربكfم فاستجاب لك

(1/454)

لf الغيث{ و الذي يfنز fوه{ حدثنا أحدf الفضالء من العfباد: أنه كان بأهله في

الصحراء، في جهة البادية، وكان عابدا قانتا منيبا ذاكرا لله. قال: فانقطعت المياهf المجاورةf لنا،

، وذهبتf ألتمسf ماء ألهلي، فوجدتf أن الغدير قد جف فعfدتf إليهم، ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة، قلم نجد

ولو قطرة، وأدركنا الظمأf، واحتاج أطفالي للماء،fرب العزة - سبحانه- القريب المجيب، فقمت fفتذكرت

، واستقبلتf القبلة وصليتf ركعتين، ثم fفتيممت ، وسالت دموعي، وسألتf الله fيدي وبكيت fرفعت بإلحاح، وتذكرتf قوله: }أمن يfجيبf المfضطر إذا دعاهf.....{ اآلية، ووالله ما هو إال أن قمتf من

مقامي، وليس في السماء من سحاب وال غيم، وإذا

Page 321: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

طت مكاني ومنزلي في الصحراء، بسحابة قد توس واحتكمت على المكان، ثم أنزلت ماءها، فامتألت

الغدرانf من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا، فشربنا واغتسلنا وتوضأنا، وحمدنا الله سبحانه وتعالى، ثم

، fوالقحط fقليال خلف هذا المكان، وإذا الجدب fارتحلت فعلمتf أن الله ساقها لي بدعائي، فحمدتf الله عز

لf الغيث من بعد ما قنطfوا و الذي يfنز fوه{ : وجل. }fو الولي الحميد fوه fرحمته fر fوينش

إنه البد أن نلح على الله سبحانه وتعالى، فإنه ال يfصلحf األنفس، وال يرزقf وال يهدي، وال يوفقf وال، إال هو سبحانه وتعالى. fوال يغيث fوال يعين ، fيثبت

م fإنه fزوجه fذكر أحد أنبيائه فقال: }وأصلحنا له fوالله كانfوا يfسارعfون في الخيرات ويدعfوننا رغبا ورهبا

وكانfوا لنا خاشعين{ .

(1/455)

fخيرا منه fالله fعوضهه أن رجال من العfباد كان في مكة، fرجب وغير fذكر ابن

وانقطعت نفقتfه، وجاع جوعا شديدا، وأشرف علىة مكة إذ عثر على الهالك، وبينما هو يدورf في أحد أزق

عقد ثمين غال نفيس، فأخذه في كمه وذهب إلى الحرم وإذا برجل ينشدf عن هذا العقد، قال: فوصفه

لي، فما أخطأ من صفته شيئا، فدفعتf له العقد على أن يعطيني شيئا. قال: فأخذ العقد وذهب، ال يلوي

على شيء، وما سلمني درهما وال نقيرا وال قطميرا.: اللهم إني تركتf هذا لك، فعوضني خيرا منه، fقلت

،fثم ركب جهة البحر فذهب بقارب، فهبت ريح هوجاء ، وركب هذا الرجل على خشبة، fوتصدع هذا القارب

وأصبح على سطح الماء تلعبf به الريح يمنة ويسرة، حتى ألقته إلى جزيرة، ونزل بها، ووجد بها مسجدا وقوما يصلون فصلى، ثم وجد أوراقا من المصحف

فأخذ يقرأ، قال أهل تلك الجزيرة: أئنك تقرأ القرآن؟: نعم. قالوا: علم أبناءنا القرآن. فأخذتf أعلمهم fقلت

بأجرة، ثم كتبتf خطا، قالوا: أتعلم أبناءنا الخط؟: نغم. فعلمتfهم بأجرة. fقلت

ثم قالوا: إن هنا بنتا يتيمة كانت لرجل منا فيه خير: ال بأس. fوفي عنها، هل لك أن تتزوجها؟ قلتfوت

Page 322: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

قال: فتزوجتfها، ودخلتf بها فوجدتf العقد ذلك بعينه: ما قصةf هذا العقد؟ فأخبرت الخبر، fبعنقها. قلت وذكرت أن أباها أضاعه في مكة ذات يوم، فوجده

رجل فسلمه إليه، فكان أبوها يدعو في سجوده، أن. fيرزق ابنته زوجا كذلك الرجل. قال: فأنا الرجل

فدخل عليه العقدf بالحالل، ألنه ترك شيئا لله، فعوضهالله خيرا منه ))إن الله طيب ال يقبلf إال طيبا(( .

(1/456)

إذا سألت فاسأل الله إن لطف الله قريب، وإنه سميع مجيب، وإن التقصير

ة إلى أن نلح وندعوه، وال نمل منا، إننا بحاجة ماس، وال يقولf أحدنا: دعوتf دعوتf فلم يfستجب لي. fنسأم ، ونلظ بـ ))يا ذا fوجوهنا في التراب، ونهتف fغ بل نمر

الجالل واإلكرام(( ، ونعيدf ونبدئf تلك األسماء الحسنى والصفات العfلى، حتى يجيب اللهf سبحانه وتعالى طلبنا،، أو يختار لنا خبرة من عنده سبحانه

فية{ . fعا وخ وتعالى }ادعfوا ربكfم تضر ذكر أحدf الدعاة في بعض رسائله أن رجال مسلما

ذهب إلى إحدى الدول والتجأ بأهله إليها، وطلب بأن، وحاول fتمنحه جنسية، فأغلقت في وجهه األبواب هذا الرجل كل المحاولة، واستفرغ جهده، وعرض

دت السبل، fوس ، fاألمر على كل معارفه، فبارت الحيل ثم لقي عالما ورعا فشكا إليه الحال، قال: عليكfبالثلث األخير من الليل، ادع موالك، فإنه الميسر

سبحانه وتعالى - وهذا معناه في الحديث: ))إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن

األمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إال بشيء قد كتبه اللهf لك(( - قال هذا الرجل: فوالله

لقد تركتf الذهاب إلى الناس، وطلب الشفاعات، وأخذتf أداومf على الثلث األخير كما أخبرني هذا

حر وأدعوه، فما هو العالم، وكنتf أهتفf لله في الس إال بعد أيام، وتقدمتf بمعروض عادي ولم أجعل بيني، وما هو إال أيام fوبينهم واسطة، فذهب هذا الخطاب

وفوجئتf في بيتي، وإذ أنا أfدعى وأسلمf الجنسية،وكانت في ظروف صعبة.

Page 323: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/457)

}اللهf لطيف بعباده{

:fالغالية fالدقائقاه - : أن أحدf الوزراء في بغداد - وقد سم ذكر التنوخي

اعتدى على أموال امرأة عجوز هناك، فسلبها حقوقها وصادر أمالكها، ذهبت إليه تبكي وتشتكي من

ظلمه وجوزه، فما ارتدع وما تاب وما أناب، قالت: ألدعون الله عليك، فأخذ يضحكf منها باستهزاء،

وقال: عليك بالثلث األخير من الليل. وهذا لجبروته وفسقه يقول باستهزاء، فذهبت وداومت على الثلث

fزل هذا الوزيرfاألخير، فما هو إال وقت قصير إذ ع ه، ثم أfقيم في السوق fخذ عقارfه، وأfلبت أموال fوس

، fت به العجوز يfجلدf تعزيرا له على أفعاله بالناس، فمر فقالت له: أحسنت! لقد وصفت لي الثلث األخير من

. fه أحسن ما يكونfالليل، فوجدت إن ذاك الثلث غال من حياتنا، نفيس في أوقاتنا، يوم

يقولf رب العزة: ))هل من سائل فأعطيه، هل منمستغفر فأغفر له، هل من داع فأجيبه(( .

fوسمعت . لقد عشتf في حياتي على أني شاب سماعات وأثر في حياتي حادثات ال أنساها أبد الدهر،

، وعنده fأقرب من القريب، عنده الفرج fوما وجدت ، وعنده اللطفf سبحانه وتعالى. fالغوث

ارتحلتf مع نفر من الناس في طائرة من أبها إلى الرياض في أثناء أزمة الخليج، فلما أصبحنا في

السماء أfخبرنا أننا سوف نعودf مرة ثانية إلى مطاروا ما استطاعfوا fأبها لخلل في الطائرة، وعدنا وأصلح

إصالحه، ثم

(1/458)

ارتحلنا مرة أخرى، فلما اقتربنا من الرياض أبت العجالتf أن تنزل، فأخذ يدورf بنا على سماء الرياض ساعة كاملة، ويحاولf أكثر من عشر محاوالت يأتي، فيرتحلf مرة fالهبوط فال يستطيع fالمطار ويحاول fوكثر ، fوأصاب الكثير االنهيار ، fأخرى، وأصابنا الهلع

Page 324: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بكاءf النساء، ورأيتf الدموع تسيلf على الخدود، وأصبحنا بين السماء واألرض ننتظرf الموت أقرب من

لمح البصر، وتذكرتf كل شيء فما وجدتf كالعمل الصالح، وارتحل القلبf إلى الله عز وجل وإلى

fالدنيا، وزهادة fالدنيا، ورخص fاآلخرة، فإذا تفاهة ر: ))ال إله إال الله وحده ال شريك له، الدنيا، وأخذنا نكر له الملكf وله الحمدf وهو كل شيء قدير(( ، في هتاف صادق، وقام شيخ كبير مسن يهتفf بالناس أن يلجؤfوا

إلى الله وأن يدعوهf، وأن يستغفروهf وأن ينيبfوا له.لك fوا في الفfه عن الناس أنهم: }فإذا ركبfوقد ذكر الل

خلصين لهf الدين{ . fا الله م fدعو ودعونا الذي يجيبf المضطر إذا دعاه، وألححنا في

الدعاء، وما هو إال وقت، ونعودf للمرة الحادية عشرة والثانية عشرة، فنهبطf بسالم، فلما نزلنا كأنا خرجنا

من القبور، وعادت النفوسf إلى ما كانت، وجفت، فما أعظم لطف الله fوظهرت البسمات ،fالدموع

سبحانه وتعالى.ر يحل بنا ... فإن تولت باليانا fالله في ض fكم نطلب

fنسيناه ندعوه في البحر أن يfنجي سفينتنا ... فإن رجعنا إلى

fالشاطي عصيناه ونركبf الجو في أمن وفي دعة ... وما سقطنا ألن

fالحافظ الله

إنهf لطفf الباري سبحانه وتعالى، وعنايتfه، ليس إال.

(1/459)

»من لنا وقت الضائقة؟«

ذكرت جريدةf »القصيم« -وهي جريدة قديمة كانت تصدfر في البالد- ذكرت أن شابا في دمشق حجز

ليسافر، وأخبر والدته أن موعد إقالع الطائرة في، fالساعة كذا وكذا، وعليها أن توقظه إذا دنا الوقت ، وسمعت أمه األحوال الجوية في ونام هذا الشاب

أجهزة اإلعالم، وأن الرياح هوجاءf وأن الجو غائم، وأن هناك عواصف رملية، فأشفقت على وحيدها وبخلت

بابنها، فما أيقظته أمال منها أن تفوته الرحلةf، ألن

Page 325: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الجو ال يساعدf على السفر، وخافت من الوضع الطارئ، فلما تأكدت من أن الرحلة قد فاتت، وقد

أقعلت الطائرةf بركابها، أتت إلى ابنها توقظfهفوجدته ميتا في فراشه.

القيكfم ثfم fم fفإنه fون منه ل إن الموت الذي تفر fق{ هادة فيfنبئfكfم بما كfنتfم تfردون إلى عالم الغيب والش

تعملfون{ .فر من الموت وفي الموت وقع.

وقد قالت العامةf: »للناجي في البحر طريق« .وإذا حضر األجلf فأي شيء يقتلf اإلنسان.

من قصص الموت ذكر الشيخf علي الطنطاوي في سماعاته ومشاهداته:

أنه كان بأرض الشام رجل له سيارةf لوري، فركبمعه رجل في ظهر السيارة، وكان في

(1/460)

ظهر السيارة نعش مهيأ لألموات، وعلى هذا النعشfوسال الماء fشراع لوقت الحاجة، فأمطرت السماء

فقام هذا الراكبf فدخل في النعش وتغطى بالشراع، وركب آخرf فصعد في ظهر الشاحنة بجانب النعش، وال يعلمf أن في النعش أحدا، واستمر نزولf الغيث، وهذا الرجلf الراكبf الثاني يظن أنه وحده في ظهر

السيارة، وفجأة يخرج هذا الرجلf يده من النعش،fأم ال؟ ولما أخرج يده أخذ يلوح fليرى: هل كف الغيث ، fوالخوف fوالجزع fالثاني الهلع fبها، فأخذ هذا الراكب

وظن أن هذا الميت قد عاد حيا، فنسي نفسه وسقطمن السيارة، فوقع على أم رأسه فمات.

وهكذا كتب اللهf أن يكون أجلf هذا بهذه الطريقة.وأن يكون الموتf بهذه الوسيلة.

كل شيء بقضاء وقدر ... والمنايا عبر أي عبر

وعلى العبد أن يتذكر دائما أنه يحملf الموت، وأنه يسعى إلى الموت، وأنه ينتظرf الموت صباح مساء،

fوما أحسن الكلمة الرائقة الرائعة التي قالها علي بن : ))إن اآلخرة fعنه - وهو يقول fأبي طالب - رضي الله

دبرة، fقد ارتحلت مقبلة، وإن الدنيا قد ارتحلت م

Page 326: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فكونوا من أبناء اآلخرة، وال تكونوا من أبناء الدنيا،، وغدا حساب وال عمل(( . fفإن اليوم عمل وال حساب وهذا يفيدfنا أن على اإلنسان أن يتهيأ وأن يتجهز وأنfجدد توبته، وأن يعلم أنه يتعاملfصلح من حاله، وأن يfي

مع رب كريم قوي عظيم لطيف.

(1/461)

إن الموت ال يستأذنf على أحد، وال يحابي أحدا، وال، وليس للموت إنذار مبكر يخبرf به الناس، }وما fيجامل اذا تكسبf غدا وما تدري نفس بأي أرض تدري نفس م

} fوتfتم

ون عنهf ساعة وال تستقدمfون{ fال تستأخر{ ذكر الطنطاوي أيضا في سماعاته ومشاهداته: أنه يلتفتf يمنة fباصا كان مليئا بالركاب، وكان سائق ؟ fلم تقف : fويسرة، وفجأة وقف، فقال له الركاب

قال: أقفf لهذا الشيخ الكبير الذي يfشيرf بيده ليركب معنا. قالوا: ال نرى أحدا، قال: انظروا إليه. قالfوا: ال

نرى أحدا! قال: هو أقبل اآلن ليركب معنا. قالوا كلهم: والله ال نرى أحدا من الناس! وفجأة مات هذا

السائقf على مقعد سيارته. لقد حضرت منيتfه، وحلت وفاتfه، وكان هذا سببا،

ون ساعة وال يستقدمfون{ fم ال يستأخر fهfفإذا جاء أجل{ ، إن اإلنسان يجبfن من المخاوف، وينخلعf قلبه من

مظان المنايا، وإذا بالمآمن تقتلfه، }الذين قالfوال فادرؤfوا fوا قfتل fونا ما قfوا لو أطاعfإلخوانهم وقعد fم صادقين{ . والعجيبfنتfالموت إن ك fمfسك fعن أنف

، وال في فينا أننا ال نفكرf في لقاء الله عز وجل حقارة الدنيا، وال في قصة االرتحال منها إال ذا وقعنا

في المخاوف.

(1/462)

ت األجسامf بالعلل فربما صح، فأfقعد في fالسير: أن رجال أصابه الشلل fذكر أهل بيته، ومرت عليه سنوات طوال من الملل واليأس

Page 327: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

واإلحباط، وعجز األطباءf في عالجه، وبلغوا أهله وأبناءه، وفي ذات يوم نزلت عليه عقرب من سقف منزله، ولم يستطع أن يتحرك من مكانه، فأتت إلى رأسه وضربته برأسها ضربات ولدغته لدغات، فاهتز

جسمfه من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه، وإذا بالحياةf تدب في أعضائه، وإذا بالبfرء والشفاء يسير في أنحاء جسمه، وينتفضf الرجلf ويعودf نشيطا، ثم

fعلى قدميه، ثم يمشي في غرفته، ثم يفتح fيقف بابه، ويأتي أهله وأطفاله، فإذا الرجلf واقفا، فما

كانوا يصدقون وكادوا من الذهول يfصعقون،فأخبرهم الخبر.

(1/464)

فسبحان الذي جعل عالج هذا الرجل في هذا!! وقد ذكرتf هذا لبعض األطباء فصدق المقولة، وذكر

أن هناك مصال ساما يfستخدم بتخفيف كيماوي،ويعالجf به هؤالء المشلولون.

فجل اللطيفf في عاله، ما أنزل داء إال وأنزل لهدواء.

ولألولياء كرامات

هذا صلةf بن أشيم العابدf الزاهدf من التابعين: يذهبfإلى الشمال ليجاهد في سبيل الله، ويضمه الليل فيذهبf إلى غاية ليصلي فيها، ويدخل بين الشجر

أ، ويقوم مصليا، وينهد عليه أسد كاسر، ويتوضfبه، وصلة fمن »صلة« وهو في صالته، ويدور fويقترب

fولم يقطع صالته وذكره، ويسلم ، في تبتله مستمر صلةf بن أشيم من ركعتين، ثم يقولf لألسد: إن كنت أfمرت بقتلي فكلني، وإن تfؤمر فاتركني أناجي ربي.

فأرخى األسدf ذيله وذهب من المكان، وترك صلةيصلي.

ولك أن تنظر في »البداية والنهاية« وغيرها من كتب التاريخ، وهذا مذكور عن »سفينة« مولى رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - في كتب تراجم الصحابة، أنه أتى هو ورفقة معهf من ساحل البحر، فلما نزلfوا

البر فإذا بأسد كاسر مfقبل يريدfهم، فقال سفينةf: يا

Page 328: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

أيها األسدf أنا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا خادمfه، وهؤالء رفقتي وال سبيل

لك علينا. فولى األسدf هاربا، وزأر زأرة كاد يمأل بهاربوع المكان.

(1/465)

ها إال مكابر، وإال ففي fال ينكر fواألحداث fوهذه الوقائع fبمثل هذا، ولوال طول fنن الله في خلقه ما يشهد fس

المقام ألوردتf عشرات القصص الصحيحة الثابتة في هذا الباب، لكن يكفيك داللة من هذا الحديث، لتعلم

أن هناك ربا لطيفا حكيما ال تغيبf عنه غائبة. إن علم الله يالحقf الناس، ولطفه سبحانه وتعالى وشهوده

م وال fهfو رابع fمن نجوى ثالثة إال ه fونfواطالعه: }ما يك م وال أدنى من ذلك وال أكثر إال fه fو سادس fخمسة إال ه

م أين ما كانfوا{ . fو معه fه

كفى بالله وكيال وشهيدا ذكر البخاري في صحيحه: أن رجال من بني إسرائيل

طلب من رجل أن يfقرضه ألف دينار، قال: هل لك شاهد؟ قال: ما معي شاهد إال اللهf. قال: كفى بالله شهيدا. قال: هل معك وكيل؟ قال: ما معي وكيل إال

اللهf. قال: كفى بالله وكيال. ثم أعطاه ألف دينار، وذهب الرجل وكان بينهما موعد وأجل مسمى،

وبينهما نهر في تلك الديار، فلما حان الموعدf أتى صاحبf الدنانير ليعيدها لصاحبها األول، فوقف على شاطئ النهر، يريدf قاربا يركبfه إليه، فما وجد شيئا، وأتى الليلf وبقي وقتا طويال، فلم يجد من يحملfه، فقال: اللهم إنه سألني شهيدا فما وجدتf إال أنت، وسألني كفيال فما وجدتf إال أنت، اللهم بلغه هذه

الرسالة. ثم أخذ خشبة فنقرها وأدخل الدنانير فيها، وكتب فيها رسالة، ثم أخذ الخشبة ورماها في النهر، فذهبت بإذن الله، وبلطف الله، وبعناية الله سبحانه

fوتعالى، وخرج ذاك الرجل

(1/466)

Page 329: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

صاحبf الدنانير األولf ينتظرf موعد صاحبه، فوقف على شاطئ النهر وانتظر فما وجد أحدا، فقال: لم ال آخذ حطبا ألهل بيتي؟! فعرضت له الخشبةf بالدنانير، فأخذها وذهب بها إلى بيته، فكسرها فوجد الدنانير

والرسالة. ألن الشهيد سبحانه وتعالى أعان، وألن الوكيل أدى

.fالهfفي ع fالوكالة، فتعالى اللهؤمنfون{ . fوعلى الله فليتوكل الم{

ؤمنين{ . }وعلى الله فتوكلfوا إن كfنتfم م

وقفة

:fقال لبيد فاكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يfزري

باألمل

: وقال البستي أفد طبعك المكدود بالهم راحة ... تجم وعللهf بشيء

من المزح ولكن إذا أعطيته ذاك فليكن ... بمقدار ما يfعطى

الطعامf من الملح

وقال أبو علي بن الشبل:fحفظfفيه ... بقاء النار ت fبحفظ الجسم تبقى النفس

بالوعاء فباليأس المfمض فال تfمتها ... وال تمدد لها طول

الرجاء

(1/467)

وعدها في شدائدها رخاء ... وذكرها الشدائد فيالرخاء

ها هذا وهذا ... وبالتركيب منفعةf الدواء fعد صالحfي

أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

fهذه الحقيقة، وهو أحد fأبي وقاص يدرك fبن fكان سعد العشرة المبشرين بالجنة، وقد دعا له - صلى الله

Page 330: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عليه وسلم - بسداد الرمي وإجابة الدعوة، فكان إذادعا أfجيبت دعوتfه كفلق الصبح.

أرسل عمرf - رضي اللهf عنه - أناسا من الصحابةfيسألون عن عدل سعد في الكوفة، فأثنى الناس

عليه خيرا، ولما أتوا في مسجد حي لبني عبس، قامfرجل فقال: أما سألتموني عن سعد؟ فإنه ال يعدل

وية، وال يمشي مع في القضية، وال يحكمf بالس الرعية. فقال سعد: اللهم إن كان قام هذا رياء

ضه للفتن. وسمعة فأعم بصره، وأطل عمره، وعر فطال عfمرf هذا الرجل، وسقط حاجباهf على عينيه،

ضf للجواري ويغمزهfن في شوارع الكوفة، وأخذ يتعرويقول: شيخ مفتون،، أصابتني دعوة سعد.

، وصدق النية معه، والوثوق إنه االتصالf بالله عز وجلبموعوده، تبارك اللهf رب العالمين.

عد أيضا: أن رجال fوفي »سير أعالم النبالء« : عن س ب عليا -رضي اللهf عنه-، فدافع سعد عن fقام يس

علي، واستمر الرجل في السب والشتم، فقال سعد: اللهم اكفنيه بما شئت. فانطلق بعير من الكوفة

فأقبل

(1/468)

مسرعا، ال يلوي على شيء، وأخذ يدخل من بينيه حتى الناس حتى وصل إلى الرجل، ثم داسه بخف

قتله أمام مشهد ومرأى من الناس.لنا والذين آمنfوا في الحياة الدنيا ويوم fس fر fر fإنا لننص{

. }fاألشهاد fوم fيق وإنني أعرضf لك هذه القصص لتزداد إيمانا ووثوقا

ه fبموعود ربك فتدعوه وتناجيه، وتعلم أن اللطف لطف سبحانه، وأنه قد أمرك في محكم التنزيل فقال:

fم{ . }وإذا سألك عبادي عني }ادعfوني أستجب لكفإني قريب أfجيبf دعوة الداع إذا دعان{ ..

اجf الحسن البصري ليبطش به، لقد استدعى الحجfالله ولطف fوما في ذهنه إال عناية fوذهب الحسن fبوعد الله، فأخذ يدعو ربه، ويهتف fالله، والوثوق

بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فيحول اللهf قلبfفي قلبه الرعب، فما وصل الحسن fالحجاج، ويقذف

إال وقد تهيأ الحجاجf الستقباله، وقام إلى الباب،

Page 331: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

واستقبل الحسن، وأجلسه معه على السرير، وأخذ يfطيب لحيته، ويترفقf به، ويfلينf له في الخطاب!! فما

هو إال تسخيرf رب العزة والجالل. إن لطف الله يسري في العالم، في عالم اإلنسان،

في عالم الحيوان، في البر والبحر، في الليل والنهار، في المتحرك والساكن، }وإن من شيء إال

م إنهf كان fون تسبيحه fبحمده ولكن ال تفقه fسبحfي ورا{ . fحليما غف

: أن سليمان عليه السالم قد أfوتي منطق الطير، صح خرج يستسقي بالناس، وفي طريقه من بيته إلى

المصل رأى نملة قد رفعت رجليها تدعو

(1/469)

fويلطف fرب العزة، تدعو اإلله الذي يعطي ويمنح ، عودfوا فقد كfفيتfم fفقال سليمان: أيها الناس ، fغيثfوي

بدعاء غيركم. فأخذ الغيثf ينهمرf بدعاء تلك النملة، النملة التي فهم

، وهو يزجفf بجيشه fعليه السالم fكالمها سليمان ار، فتعظf أخواتها في عالم النمل: }قالت نملة يا الجر

fليمان fم سfم ال يحطمنكf لfوا مساكنك fادخ fأيها النمل ون } fرfم ال يشع fوه fهfودfن fم ضاحكا من18وج { فتبس

قولها{ . في كثير من األحيان يأتي لطفf البريسبحانه وتعالى بسبب هذه العجماوات.

: fوقد ذكر أبو يعلى في قدسي أن الله يقول ع، ض fكع، وأطفال ر fتي وجاللي، لوال شيوخ ر ))وعز

تع، لمنعتf عنكم قطر السماء(( . fر fوبهائم

وإن من شيء إال يسبحf بحمد ربه

،fوأذعن لمواله ،fإن الهدد في عالم الطيور عرف ربه وأخبت لخالقه.

ذهب الهدهدf، وكانت تلك القصةf الطويلةf، وانتهتfإلى تلك النتائج التاريخية، وكان سببها هذا الطائر

الذي عرف ربه، حتى قال بعضf العلماء: عجيب! الهدد أذكى من فرعون، فرعونf كفر في الرخاء فما نفعه

دة، والهدهدf آمن بربه في الرخاء، إيمانfه في الش

Page 332: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فنفعه إيمانfه في الشدة.دfوا لله الذي يfخرجf الخبء fقال: }أال يسج fالهدهد

(1/470)

ن إله .....{ . وفرعونf يقول: }ما علمتf لكfم م غيري......{ . إن الشقي من كان الهدهد أذكى منه،

والنملة أفهمf لمصيرها منه. وإن البليد من أظلمته عن النفع، fه، وتعطلت جوارحfله، وتقطعت حبالfسب

ون بها fبصرfن ال يfم أعي fون بها وله fوب ال يفقهfل fم ق fله{ م آذان ال يسمعfون بها{ . fوله

ه يجري، fفي عالم النحل لطف الله يسري، وخير وعنايتfه تالحقf تلكم الحشرة الضئيلة المسكينة،

تنطلقf من خليتها بتسخير من الباري، تلتمسf رزقها، ال تقعf إال على الطيب النقي الطاهر، تمص الرحيق،

لة بشراب هر، تعودf محم تهيمf بالورود، تعشقf الز مختلف ألوانfه فيه شفاء للناس، تعودf إلى خليتها ال

إلى خلية أخرى، ال تضل طريقها، وال تحارf في سبلها، }وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال

ون } fا يعرش جر ومم { ثfم كfلي من68بfيfوتا ومن الشجf من بfطfونها fال يخرfلfل ربك ذfب fكي سfل الثمرات فاسلfك

ختلف ألوانfهf فيه شفاء للناس إن في ذلك شراب مون{ . fآلية لقوم يتفكر

(1/471)

إن سعادتك من هذا القصص، ومن هذا الحديث، ومن هذه العبر: أن تعلم أن هناك لطفا خفيا لله الواحد الحد، فتدعوه وحده، وترجوه وحده، وتسألهf وحده،، وأن عليك واجبا شرعيا نزل في الميثاق الرباني

وفي النهج السماوي أن تسجد له، وأن تشكره، وأن تتواله، وأن تتجه بقلبك إليه. إن عليك أن تعلم أن هذا

البشر الكثير وهذا العالم الضخم، ال يfغنون عنك من، إنهم كلهم محتاجون إلى fالله شيئا، إنهم مساكين

الله، إنهم يطلبون رزقهم صباح مساء، ويطلبونتهم وعافيتهم وأشياءهم وأموالهم سعادتهم وصح

ومناصبهم من الله الذي يملكf كل شيء.

Page 333: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

و الغني fه fقراء إلى الله والله fالف fمfأنت fيا أيها الناس{ الحميدf{ ، إن عليك أن تعلم علم اليقين أنه ال يهديكنك، وال يحميك وال يتوالك، وال يحفظfك، وال fوال ينصر

د اتجاه القلب، وتفرد يمنحfك إال اللهf، إن عليك أن توح الرب بالوحدانية واأللوهية والسؤال واالستعانة

fوالرجاء، وأن تعلم قدر البشر، وأن المخلوق يحتاج إلى الخالق، وأن الفاني يحتاجf إلى الباقي، وأن

الفقير يحتاجf إلى الغني، وأن الضعيف يحتاجf إلىfالمطلقة fة القوي. والقوةf والغنى والبقاءf والعز

.fوحده fها اللهfيملك إذا علمت ذلك، فاسعد بقربه وبعبادته والتبتل إليه،

إليه، إن استغفرته غفر لك، وإن تبت إليه تاب عليك، وإن سألته أعطاك، وإن طلبت منه الرزق رزقك، وإن

استنصرته نصرك، وإن شكرته زادك.

(1/472)

ارض عن الله عز وجل

من لوازم ))رضيتf بالله ربا، وباإلسالم دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا(( . أن ترضى عن ربك سبحانه وتعالى، فترضى بأحكامه، وترضى بقضائه

ه. لوه ومfر fوقدره، خيره وشره، ح إن االنتقائية باإليمان بالقضاء والقدر ليست صحيحة، وهي أن ترضى فحسبf عند موافقة القضاء لرغباتك،

وتتسخط إذا خالف مرادك وميلك، فهذا ليس منشأن العبد.

وا بربهم في الرخاء وسخطfوا في البالء، fإن قوما رض وانقادfوا في النعمة وعاندfوا وقت النقمة، }فإن

أصابهf خير اطمأن به وإن أصابتهf فتنة انقلب علىوجهه خسر الدنيا واآلخرة{ .

لقد كان األعرابf يfسلمون، فإذا وجدfوا في اإلسالم رغدا بنزول غيث، ودر لبن، ونبت عشب، قالوا: هذا

دينf خير. فانقادfوا وحافظوا على دينهم. فإذا وجدfوا األخرى، جفافا وقحطا وجدبا واضحمالال

وا على أعقابهم fفي األموال وفناء للمرعى، نكص وتركfوا رسالتهم ودينهم.

هذا إذن إسالمf الهوى، وإسالمf الرغبة للنفس. إن

Page 334: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، ألنهم يريدون هناك أناسا يرضون عن الله عز وجل ما عند الله، يريدون وجهه، يبتغون فضال من الله

ورضوانا، يسعون لآلخرة. رضينا بك اللهم ربا وخالقا ... وبالمصطفى المختار

نورا وهاديار fسيرها ... وإال فموت ال يس fا حياة نظم الوحي فإم

األعاديا

(1/473)

ه اللهf للعبودية ويصطفيه للخدمة fإن من يرشح ويجتبيه لسدانة الملة، ثم ال يرضى بهذا الترشيح

واالصطفاء واالجتباء، لهو حقيق بالسقوط األبديfآياتنا فانسلخ منها فأتبعه fرمدي: }آتيناه والهالك السيطانf فكان من الغاوين{ ، }ولو علم اللهf فيهم الش

ون{ . fعرض م لتولوا وهfم م fم ولو أسمعه fسمعه خيرا ألبون إن الرضا بوابةf الديانة الكبرى، منها يلجf المقر

إلى ربهم، الفرحون بهداه، المنقادون ألمره،المستسلمون لحكمه.

نين، فأعطى fم - صلى الله عليه وسلم - غنائم ح قس كثيرا من رؤساء العرب ومتأخري العرب، وترك

األنصار، ثقة بما في قلوبهم من الرضى واإليمان واليقين والخير العميم، فكأنهم عتبfوا ألن المقصود

لم يظهر لهم، فجمعهم - صلى الله عليه وسلم -ر لهم السر في المسألة، وأخبرهم أنه معهم، وفس

وأنه يحبهم، وأنه ما أعطى أولئك إال تأليفا لقلوبهم، لنقص ما عندهم من اليقين، وأما األنصارf فقال لهم:

))أما ترضون أن ينطلق الناس بالشاء والبعير، وتنطلقون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى

fدثار، رحم الله fرحالكم؟! األنصار شعار، والناس األنصار، وأبناء األنصار، وأبناء أبناء األنصار، لو سلك

الناسf شعبا وواديا، وسلك األنصارf شعبا وواديا لسلكتf وادي األنصار وشعب األنصار(( . فغمرتهم،fونزلت عليهم السكينة ،fة الفرحةf. ومألتهم المسر

وفازوا برضا الله ورضا رسوله - صلى الله عليهوسلم -.

إن الذين يتطلعون إلى رضوان الله ويتشوقون إلى، ال يقبلون الدنيا fواألرض fها السماوات fجنة عرض

Page 335: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

بحذافيرها بدال من هذا الرضوان، وال عوضا عن هذاالنوال العظيم.

(1/474)

أسلم أعرابي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه - صلى الله عليه وسلم - بعض

المال، فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتfك. فقال رسولf الله - صلى الله عليه وسلم -: ))على ماذا بايعتني؟(( قال: بايعتfك على أن يأتيني سهم

طائش فيقع هنا )وأشار إلى حلقه( ويخرج من هناfق اللهfوأشار إلى قفاه( . قال له: ))إن تصد(

ك(( . وحضر المعركة، وجاءه سهم طائش ونفذ fيصدق من نحره، ولقي ربه راضيا مرضيا.

ما المالf واأليامf ما الدنيا وما ... تلك الكنوزf منالجواهر والذهب

ما المجدf والقصرf المنيفf وما المنى ... ما هذهاألكداسf من أغلى النشب

fل نفيسة مرغوبة ... تفنى ويبقى اللهfال شيء ك أكرم من وهب

ع - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أمواال، ووز فأعطى أناسا. قليلي الدين، ضحلى األمانة، مقفرين

ثfل، وترك أناسا ثfلمت سيوفfهم في fفي عالم الم رحت أجسامfهم في fلهم، وجfنفقت أمواfسبيل الله، وأ

الجهاد والذب عن الملة، ثم قام - صلى الله عليه وسلم - خطيبا في المسجد وأخبرهم باألمر، وقال لهم: ))إني أعطي أناسا لما جعل اللهf في قلوبهم

من الجزع والطمع، وأدعf أناسا لما جعل اللهf فيfقلوبهم من اإليمان - أو الخير - منهم: عمرو بن

تغلب(( . فقال عمروf بنf تغلب: كلمة ما أريدf أن ليبها الدنيا وما فيها.

إنه الرضا عن الله عز وجل الرضا عن حكم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، طلب ما عند الله، إن الدنيا ال تساوي عند الصحابي الواحد كلمة راضية باسمة منه -

صلى الله عليه وسلم -. لقد كانت وfعودf الرسول - صلى الله عليه وسلم -

ألصحابه ثوابا من عند الله، وجنة عنده ورضوانا منه،

Page 336: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لم يعد - صلى الله عليه وسلم - أحدا منهم بقصر أووالية إقليم أو حديقة. كان

(1/475)

يقول لهم: من يفعلf كذا وله الجنةf؟ وآلخر: وهو رفيقي في الجنة؟ ألن البذلf الذي بذلوه والمالf الذي

أنفقوه والجهدf الذي قدموه، ال جزاء له إال في الدار اآلخرة، ألن الدنيا بما فيها ال تكافئf المجهود الضخم؛

ألنها ثمن بخيس، وعطاء رخيص وبذل زهيد. وعند الترمذي: يستأذنf عمرf -رضي اللهf عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العمرة، قال: ))ال

تنسنا من دعائك يا أخي(( . وقائل هذه الكلمة هو رسولf الهدى - صلى الله عليه، الذي ال ينطقf عن الهوى، fالمعصوم fوسلم -، اإلمام ولكنها كلمة عظيمة وثمينة ونفيسة، قال عمرf فيما

بعدf: كلمة ما أريد أن لي بها الدنيا وما فيها. ولك أن تشعر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم

-، قال لك أنت بعينك: ال تنسنا من دعائك يا أخي. كان رضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن

ه الواصفون، فهو راض في الغنى fربه فوق ما يصف والفقر، راض في السلم والحرب، راض وقت القوة

والضعف، راض وقت الصحة والسقم، راض فيالشدة والرخاء.

عاش - صلى الله عليه وسلم - مرارة اليfتم، وأسى اليتم، ولوعة اليتم فكان راضيا، وافتقر - صلى الله

عليه وسلم - حتى ما يجد دقل التمر - أي رديئه -، وكان يربطf الحجر على بطنه من شدة الجوع،

fدرعه عنده، وينام fشعيرا من يهودي ويرهن fويقترض على الحصير

(1/476)

فيؤثرf في جنبه، وتمر ثالثةf أيام ال يجدf شيئا يأكلfه، ومع ذلك كان راضيا عن الله رب العالمين }تبارك

الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري منورا{ . fصfويجعل لك ق fتحتها األنهار

Page 337: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ورضي عن ربه وقت المجابهة األولى، يوم وقف هو في حزب الله، ووقفت الدنيا - كل الدنيا - تحاربfه بخيلها ورجلها، بغناها بزخرفها، بزهوها بخيالئها،

فكان راضيا عن الله. رضي عن الله في الفترة الحرجة، يوم مات عمه وماتت زوجته خديجةf، وأfوذي

أشد األذى، وكfذب أشد التكذيب، وخfدشتf كرامتfه،مي في صدقه، فقيل له: كذاب، وساحر، وكاهن، fور

ومجنون، وشاعر. ورضي يوم طfرد من بلده، ومسقط رأسه، فيها مراتعf صباه، ومالعبf طفولته، وأفانينf شبابه،

فيلتفتf إلى مكة وتسيلf دموعfه، ويقول: ))إنك أحب، ولوال أن أهلك أخرجوني منك ما بالد الله إلي

. )) fخرجت ورضي عن الله وهو يذهبf إلى الطائف ليعرض

دعوته، فيfواجه بأقبح رد، وبأسوأ استقبال، ويfرمىبالحجارة حتى تسيل قدماه، فيرضى عن مواله.

ويرضى عن الله وهو يخرج من مكة مرغما، فيسير إلى المدينة ويfطاردf بالخيل، وتfوضعf العراقيلf في

طريقه أينما ذهب. يرضى عن ربه في كل موطن، وفي كل مكان، وفي

كل زمن.ه، fشج رأسfدا - صلى الله عليه وسلم - في fحfيحضر أ

fغلبfوي ،fأصحابه fذبحfعمه، وي fقتلfه، ويfثنيت fكسرfوت وا ورائي ألfثني على ربي(( . ف fه، فيقول: ))ص fجيش

(1/477)

يرضى عن ربه وقد ظهر حلف كافر ضده من المنافقين واليهود والمشركين، فيقف صامدا متوكال

على الله، مفوضا األمر إليه. وجزاءf هذا الرضا منه - صلى الله عليه وسلم -:

}ولسوف يfعطيك ربك فترضى{ .

هتاف في وادي نخلة

أfخرج محمد المعصومf - صلى الله عليه وسلم - من ه ووطنfه، طfردf طردا fه وأبناؤه ودارfمكة حيث أهل

وبل بالتكذيب fد تشريدا، والتجأ إلى الطائف فق وشر

Page 338: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وبه بالجحود، وتهاوت عليه الحجارةf واألذى والس fوج . fوالشتم

فعيناه بدموع األسى تكفان وقدماه بدماء الطهر، فإلى من fه بمرارة المصيبة يلعجfتنزفان، وقلب ؟ وإلى من يشكو؟ وإلى من fيلتجئ؟ ومن يسأل

يقصدf؟ إلى الله إلى القوي إلى القهار، إلى العزيز،إلى الناصر.

استقبل محمد - صلى الله عليه وسلم - القبلة،، وشكر مواله، وتدفق لسانهf بعبارات وقصد رب

الشكوى وصادق النجوى وأحر الطلب، ودعا وألحوبكى، وشكا وتظلم وتألم.

المآقي من الخطوب بكاءf ... والمآسي على الخدودfظماء

fواألنواء fالرعود fوجها ... نحتته fاأليام تلثم fوشفاهfاسمع سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - مواله وإلهه ليلة نخلة، إذ يقول: ))اللهم إني أشكو إليك

ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنتأرحمf الراحمين،

(1/478)

ورب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلfني؟ إلىمfني، أو إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن قريب يتجه علي غضب فال أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لfي،

، وصلfح fبنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات fأعوذ عليه أمرf الدنيا واآلخرة، أن ينزلf بي غضبfك، أو يحل

بي سخطfك، لك العfتبى حتى ترضى، وال حول وال قوةإال بك(( .

جوائز للرعيل األول

ؤمنين إذ يfبايعfونك تحت fعن الم fلقد رضي الله{ كينة عليهم لfوبهم فأنزل الس fجرة فعلم ما في ق الش

م فتحا قريبا{ . fوأثابه هذه غايةf ما يتمناه المؤمنين وما يطلبfه الصادقون

وما يحرصf عليه المفلحون.. رضوان الله. إن الرضاأجل المطالب وأنبلf المقاصد وأسمى المواهب.

هنا في هذه اآلية جاء رضا الله، بينما ذfكر في موضع

Page 339: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

: }ليغفر لك اللهf ما تقدم من ذنبك وما fآخر الغفران ر{ . وفي موطن ثان التوبةf: }لقد تاب الله على تأخ

:fهاجرين واألنصار{ . وفي ثالث العفو fالنبي والم م{ . fعنك لم أذنت له fعفا الله{

قf، ألنهم يبايعونك تحت أما هنا: فالرضوان المحق الشجرة وعلم اللهf ما في قلوبهم، فبيعتfهم بيعة

ألرواحهم الثمينة عندهم لتزهق لمرضاة الملك

(1/479)

الحق، وبيعة ألنفسهم النفيسة لتذهب لمرضاة الواحد القهار، وبيعة لوجودهم وحياتهم، ألن في موتهم

حياة للرسالة، وفي قتلهم خلودا للملة، وفي ذهابهمبقاء للميثاق.

وعلم ما في قلوبهم من اإليمان المكين واليقين المتين، واإلخالص الصافي والصدق الوافي، لقدfوا، وأصابهم الضررfوا وظمئfوا، وجاع fوا وسهرfتعب

والضيقf، والمشقةf والضنى، لكنه رضي عنهم.وا fوا األهل واألموال واألوالد والديار، وذاق fلقد فارق

مرارة الفراق ولوعة الغربة، ووعثاء السفر وكآبةاالرتحال، لكنه رضي عنهم.

وا وتعبfوا وأfجهدfوا، لكنه fق ر fوا وفfردfدوا وط ر fلقد ش رضي عنهم.

هل جزاءf هؤالء المجاهدين والمنافحين عن الملة: غنائمf من إبل وبقر وغنم؟ هل مكافأةf هؤالء

المناضلين عن الرسالة الذابين عن الدين: عfروض مالية؟ هل تظن أنه يfبردf غليل هؤالء الصفوة

المجتباة والنخبة المصطفاة، دراهمf معدودة أوبساتينf غناء أو دور منمقة؟ ال.

fثلجfالله، وي fهم عفوfفرحfالله، وي fرضيهم رضوانfي وا جنة وحريرا } fم بما صبرfصدورهم كلمة: }وجزاه

تكئين فيها على األرائك ال يرون فيها شمسا12 fم } { ودانية عليهم ظاللfها وذfللت13وال زمهريرا }

ها تذليال } fوفfطfة14ق { ويfطافf عليهم بآنية من فضوها15وأكواب كانت قواريرا } fة قدر { قوارير من فض

تقديرا{ .

(1/480)

Page 340: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الرضا ولو على جمر الغضا

خرج رجل من بني عبس يبحثf عن إبله التي ضلت، فذهب والتمسها، ومكث ثالثة أيام في غيابه، وكان

هذا الرجل غنيا، أعطاه اللهf ما شاء من المال واإلبلfوالبقر والغنم والبنين والبنات، وكان هذا المال

واألهلf في منزل رحب على ممر سيل في ديار بني عبس، في رغد وأمن وأمان، لم يفكر والدfهم ولم

يفكر أبناؤه أن الحوادث قد تزورهم، وأن المصائبهم. fقد تجتاح

يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قدقن أسحارا fيطر

هم، معهم أموالfهم fهم وصغار fجميعا كبار fنام األهل في أرض مستوية، ووالدهم غائب يبحثf عن ضالته، وأرسل اللهf عليهم سيال جارفا ال يلوي على شيء،

يحملf الصخور كما يحملf التراب، ومر عليهم في آخر الليل، فاجتاحهم جميعا، واقتلع بيوتهم من أصلها،

وأخذ األموال معه جميعا، وأخذ األهل جميعا، وزهقتوا أثرا بعد عين، fق الماء، وصار أرواحfهم من تدف

وا حديثا يfتلى على اللسان. fفكأنهم لم يكونوا، صار وعاد األبf ثالثة أيام إلى الوادي، فلم يfحس أحدا، ولم

يسمع رافدا، ال حي وال ناطق وال أنيس، المكانf قاع صفصف، يا اللهf!! يا للداهية الدهياء!! ال زوجة ال ابن

ال ابنة، ال ناقة ال شاة ال بقرة، ال درهم ال دينار، الثوب ال شيء، إنها مصيبة!!

(1/481)

وزيادة في البالء: إذا جمل من جماله قد شرد، فحاول أن يدركه وأخذ بذيله علة أن يجد رجال يقودfه إلى مكان يأوي إليه، وبعد حين ووقت من هذا اليوم، فأتى إليه وقاده، وذهب به إلى fسمعه أعرابي آخر

الوليد بن عبدالملك الخليفة في دمشق، وأخبرهالخبر، فقال: كيف أنت؟ قال: رضيتf عن الله.

وهي كلمة كبيرة عظيمة، يقولfها هذا المسلfم الذي حمل التوحيد في قلبه، وأصبح آية للسائلين، وعظة

للمتعظين، وعبرة للمعتبرين.

Page 341: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والشاهد: الرضا عن الله. والذي ال يرضى وال يسلمf للمقدر، فإن استطاع أن

لما في السماء، وإن fيبتغي نفقا في األرض أو س ماء ثfم ليقطع فلينظfر شاء: }فليمدfد بسبب إلى الس

}fما يغيظ fهfذهبن كيدfهل ي

وقفة

قال أبو علي بن الشبل:fنى ... وعدا فخيراتfوإذا هممت فناج نفسك بالم

fالجنان عداتنة ... حتى تزول بهمك fون يأسك جfواجعل رجاءك د

fاألوقاتfاد س fك الحfلساء بثك إنما ... جلساؤ fواستر عن الج

fمات والش

(1/482)

ودع التوقع للحوادث إنه ... للحي من قبل المماتfممات

فالهم ليس لهf ثبات مثل ما ... في أهله ما للسرورfثبات

لوال مغالطةf النفوس عقولها ... لم تصفf للمتيقظينfحياة

اتخاذf القرار

}فإذا عزمت فتوكل على الله{ . }إن الله يfحبتوكلين{ . fالم

إن كثيرا منا يضطربf عندما يريد أن يتخذ قرارا،، فيبقى في فيصيبfه القلقf والحيرةf واإلرباكf والشك

ألم مستمر وفي صداع دائم. إن على العبد أن يشاور وأن يستخير الله، وأن يتأمل قليال، فإذا غلب على

ظنه الرأيf األصوبf والمسلكf األحسنf أقدم بال إحجام، وانتهى وقتf المشاورة واالستخارة، وعزم

وتوكل، وصمم وجزم، لينهي حياة الترددواالضطراب.

لقد شاور - صلى الله عليه وسلم - الناس وهو على

Page 342: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

د، فأشاروا بالخروج، فلبس ألمته وأخذ fحfالمنبر يوم أ سيفه، قالوا: لعلنا أكرهناك يا رسول الله؟ لو بقيت في المدينة. قال: ))ما كان لنبي إذا لبس ألمته أن

ه(( . وعزم - ينزعها حتى يقضي اللهf بينه وبين عدوصلى الله عليه وسلم - على الخروج.

إن المسألة ال تحتاجf إلى تردد، بل إلى مضاء وتصميم وعزم أكيد، فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في

اتخاذ القرار.

(1/483)

تداول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه الرأي فيورى{ ، fم ش fه fم في األمر{ ، }وأمر fبدر: }وشاوره

وا عليه فعزم - صلى الله عليه وسلم - وأقدم، fفأشار ولم يلو على شيء.

ة، وخور إن التردد فساد في الرأي، وبرود في الهمير. في التصميم وشتات للجهد، وإخفاق في الس

fوالجزم fمرض ال دواء له إال العزم fوهذا التردد . أعرفf أناسا من سنوات وهم يfقدمون fوالثبات

ويfحجمون في قرارات صغيرة، وفي مسائل حقيرة، وما أعرفf عنهم إال روح الشك واالضطراب، في

أنفسهم وفي من حولهم. إنهم سمحوا لإلخفاق أن يصل إلى أرواحهم فوصل،

وا للتشتت ليزور أذهانهم فزار. fوسمح إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة، وتتأمل المسألة، وتستشير أهل الرأي، وتستخير رب

السماوات واألرض، أن تfقدم وال تfحجم، وأن تfنفذ ماظهر لك عاجال غير آجل.

وقف أبو بكر الصديق يستشيرf الناس في حروب الردة، فأشار الناسf كلهم عليه بعدم القتال، لكن هذاه للقتال، ألن هذا إعزاز fالخليفة الصديق انشرح صدر لإلسالم، وقطع لدابر الفتنة، وسحق للفئات الخارجة

على قداسة الدين، ورأى بنور الله أن القتال خير، فصمم على رأيه، وأقسم: والذي نفسي بيده،ق بين الصالة والزكاة، والله لو ألfقاتلن من فر

منعوني عقاال كانوا يؤدونه لرسول الله - صلى اللهfهم عليه. قال عمر: فلما علمتfعليه وسلم - لقاتلت

أن الله شرح صدر أبي بكر، علمتf أنه الحق. ومضى

Page 343: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وانتصر وكان رأيهf الطيب المبارك، الصحيح الذي اللfبس فيه وال عوج.

(1/484)

؟ وإلى متى نراوحf في أماكننا؟ fإلى متى نضطرب وإلى متى نتردد في اتخاذ القرار؟

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أنتترددا

إن من طبيعة المنافقين إفشال الخطة بكثرة تكرارا وا فيكfم م fالقول، وإعادة النظر في الرأي: }لو خرج fمf الفتنة{ . fم يبغfونك خباال وألوضعfوا خاللك زادfوكfم إالتلfوا fونا ما قfوا لو أطاعfوا إلخوانهم وقعدfالذين قال{

سكfمf الموت إن كfنتfم صادقين{ . fوا عن أنفfل فادرؤ fق إنهم يصطحبون »لو« دائما، ويحبون »ليت«

« فحياتfهم مبنية على التسويق، ويعشقون »لعلذبذبين وعلى اإلقدام واإلحجام، وعلى التذبذب، }م

بين ذلك ال إلى هؤfالء وال إلى هؤfالء{ .مرة معنا ومرة معهم، مرة هنا ومرة هناك.

كما في الحديث: ))كالشاة العائرة بين القطيعين منfالغنم(( وهو يقولون في أوقات األزمات: }لو نعلم

قتاال التبعناكfم{ . وهم كاذبون على الله، كاذبون على أنفسهم، فهم يسرون وقت األزمة، ويأتون

وقت الرخاء وأحدfهم يقول: }ائذن لي وال تفتني{ . إنه لم يتخذ إال قرار اإلخفاق واإلحباط. ويقولون في

األحزاب: }إن بfيfوتنا عورة وما هي بعورة{ . ولكنهالتخلصf من الواجب، والتملصf من الحق المبين.

(1/485)

fد fحfاثبت أ إن من طبيعة المؤمن: الثبات والتصميم والجزم

وله ثfم fوا بالله ورسfون الذين آمنfؤمن fوالعزم، }إنما الم م في ريبهم يترددfون{ ، fوا{ ، أما أولئك: }فهfلم يرتاب

وفي قرارهم يضطربون، وعلى أدبارهم ينكصون،fإذا لمع بارق fولعهودهم ينقضون. إن عليك أيها العبد ، fح لديك النفع ، وترج الصواب، وظهر لك غالبf الظن

Page 344: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ر. أن تfقدم بال التواء وال تأخ اطرح ليتا وسوفا ولعل ... وامض كالسيف على كف

البطلين، لقد تردد رجل في طالق زوجته التي أذاقته األمر

وذهب إلى حكيم يشتكيه، قال: كم لك من سنة مع هذه الزوجة؟ قال: أربع سنوات. قال: أربع سنوات

؟! م وأنت تحتسي الس صحيح أن هناك صبرا وتحمال وانتظارا، لكن إلى متى؟

fيصلح ، إن الفطن يعلمf أن هذا األمرين يتم أو ال يتم، يستمر أو ال يستر، فليتخذ قرارا. fأو ال يصلح

: fيقول fوالشاعروعالجf ما ال تشتهيـ ... ـه النفسf تعجلf الفراق

ير واستقراء أحوال الناس، أن والذي يظهرf من الس اإلرباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرة، لكن غالب

ما يأتيهم في أربع مسائل:ص، فهو ال يدري األولى: في الدراسة واختيار التخص

fه، فيبقى في ذلك فترة. وعرفتfأي قسم يسلك طfالبا ضيعfوا سنوات بسبب ترددهم في األقسام،

وفي الكليات، فيبقى بعضهم مترددا قبل التسجيل،حتى يفوته

(1/486)

هم يدخلf في قسم سنة أو سنتين، fوبعض ، fالتسجيل فيرتضي الشريعة ثم يرى االقتصاد، ثم يعودf إلى

، فيذهبf عمرf شذر مذر. الطب ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أول

أمره، ثم ذهب ال يلوي على شيء، ألحرز عمره وصانص. وقته، ونال ما أراد من هذا التخص

، فبعضهم ال يعرفf ما هو fالمناسب fالثانية: العمل العمل الذي يناسبfه، فمرة يعتنقf وظيفة، ثم يتركfها

ليذهب إلى شركة، ثم يهجرf الشركة إلى عمل تجاري بحت، ثم يحصلf على العدم واإلفالس والفقر ثم

يلزمf بيته مع صفوف العاطلين.تح له بابf رزق فليلزمهf، فإن fلهؤالء: من ف fوأقول رزقه من هذا المكان، ومن لزم بابا أfوتي سهولته

وفتحه وحكمته.

Page 345: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fما يأتي الشباب الحيرة fوأكثر ، fالثالثة: الزواج fفي مسألة اختيار الزوجة، وقد يدخل fواالضطراب

رأي اآلخرين في االختيار، فالوالدf يرى لولده امرأة، فربما وافق غير التي يراها االبنf أو التي تراها األم االبنf رغبة والده، فيحصلf ما ال يريدfه، وما يحبه، وما

ال يقدمfه. ونصيحتي لهؤالء أن ال يfقدمfوا في مسألة الزواج

بالخصوص إال على ما يرتاحون إليه في جانب الدينسن والموافقة، ألن المسألة مسألةf مصير امرأة fوالح

ال مكان للمجازفة بها. الرابعة: تأتي الحيرةf واالضطرابf في مسألة الطالق،

فيوما يرى الفراق ويوما يرى المعايشة ويوما يرى أنيfنهي المعايشة، وآخر يرى أن

(1/487)

مى الروح، fيقطع الحبل، فيصيبه من اإلعياء، وح وفساد الرأي، وتشتت األمر، ما اللهf به عليم.

إن على العبد أن يfنهي هذه الضوائق النفسية بقرارهر، وإن الصارم، إن العمر واحد، وإن اليوم لن يتكر الساعة لن تعود، فعليه أن يعيشها سعادة يشارك

فيها بنفسه، يشاركf بنفسه في استجالب هذه السعادة، وتأتي هذه السعادةf باتخاذ القرار. إن العبد

المسلم إذا هم وعزم وتوكل على الله بعد أن يستخيرويfشاور، صار كما قال األول:

يه عينهf ... وأعرض عن ذكر إذا هم ألقى بين همالعواقب جانبا

إقدام كإقدام السيل، ومضاء كمضاء السيف، وتصميم كتصميم الدهر، وانطالق كانطالق الفجر، }فأجمعfوا

ة ثfم fم غfم كfم عليك fن أمرf ركاءكfم ثfم ال يك fم وشfأمرك ون{ . fنظرfوا إلي وال ت fاقض

كما تدين تfدان

fمن الناس أن يكونوا حلماء ونحن fعجبا لنا! نريد ، fمنهم أن يكونوا كرماء ونحن نبخل fونريد ، fنغضب

ونريد منهم الوفاء بحسن اإلخاء، ونحن ال نؤدي ذلك.

Page 346: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

تfريدf مهذبا ال عيب فيه ... وهل عfود يفوحf بال دfخانوقالوا: من ألخيك كله.

(1/488)

وقال آخر:هf ... على شعث أي الرجال ستبق أخا ال تلfم fولست بم

fالمهذب

: وقال ابنf الرومي ومن عجب األيام أنك تبتغي الـ ... ـمهذب في الدنيا

ولست مfهذبا

وقفة

قال إيليا أبو ماضي:أيها الشاكي وما بك داء ... كيف تغدو إذا غدوت عليال

ناة في األرض نفس ... تتوقى، قبل fإن شر الج حيال الرحيل الر

وك في الورود، وتعمى ... أن ترى فوقها وترى الشالندى إكليال

هو عبء على الحياة ثقيل ... من يظfن الحياة عبئاثقيال

هf بغير جمال ... ال يرى في الوجود شيئا fوالذي نفس جميال

بح ما دfمت فيه ... ال تخف أن يزول حتى فتمتع بالصوال fيز

ر البحث فيه كيال يطfوال وإذا ما أظل رأسك هم ... قصوابي ... فمن العار أن تظل أدركت كfنهه طيورf الر

وال fجه ما تراها والحقلf ملكf سواها ... تخذت فيه مسرحا

ومقيال

(1/489)

ضريبةf الكالم الخالب

Page 347: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إن سعادتنا تكملf في قيامنا بواجبنا مع خالقنا، ثم مع خلقه، مع الله ثم مع اإلنسان. إن الكالم سهل

ه وزخرفتfه، لكن األصعب من ذلك fه وتجبير fنطق ثfل عليا من الصفات الحميدة واألعمال fه في مfصياغت

سكfم وأنتfم fون الناس بالبر وتنسون أنف fرfالجليلة }أتأم تتلfون الكتاب أفال تعقلfون{ .

إن اآلمر بالمعروف التارك له، والناهي عن المنكر الفاعل له، يfوضعf - كما في الحديث الصحيح - يومfالحمار fبأمعائه كما يدور fالقيامة في النار، فيدور

fالنار عن سر هالكه، فقال: كنت fفيسأله أهل ،fبرحاه كم بالمعروف وال آتيه، وأنهاكfم عن المنكر وآتية. fآمر

يا أيها الرجلf المعلمf غيرهf ... هال لنفسك كان ذاfالتعليم

وقف الوعظf الشهيرf أبو معاذ الرازي فبكى وأبكىالناس، ثم قال:

وغيرf نقي يأمرf الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناسوهfو عليل

كان بعضf السلف إذا أراد أن يأمر الناس بالصدقة،تصدق هو أوال، ثم أمرهم، فاستجابfوا طواعية.

لة، أراد أن وقرأتf أن واعظا في عهد القرون المفض يأمر الناس بالعتق، وقد طلب منه كثير من الرقيق أن يسأل الناس ذلك، فجمع نقودا في وقت طويلfثم أعتق رقبة، ثم أم فأمر بالعتق، فاقتدى الناس

وا رقابا كثيرة. fوأعتق

(1/490)

الراحةf في الجنة

}لقد خلقنا اإلنسان في كبد{ . يقولf أحمدf بنf حنبل، وقد قيل له: متى الراحةf؟ قال:

إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت.fوزعازع fال راحة قبل الجنة، هنا في الدنيا إزعاجات

، مرض وهم وغم fونكبات fومصائب fوفتن وحوادث وحزن ويأس.

طfبعت على كدر وأنت تريدfها ... صفوا من األقذاء

Page 348: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

واألكدار

أخبرني زميلf دراسة من نيجيريا، وكان رجال صاحب أمانة، أخبرني أن أمه كانت تfوقظfه في الثلث األخير،اهf، أريد الراحة قليال. قالت: ما أوقظك إال قال: يا أم

لراحتك، يا بني إذا دخلت الجنة فارتح. كان مسروق - أحدf علماء السلف - ينامf ساجدا، فقال

.fلو أرحت نفسك. قال: راحتها أريد :fله أصحابهلون لون الراحة بترك الواجب، إنما يتعج إن الذين يتعج

العذاب حقيقة. إن الراحة في أداء العمل الصالح، والنفع المتعدي،

بf من الله. واستثمار الوقت فيما يقر إن الكافر يريدf حظه هنا، وراحتهf هنا، ولذلك يقولون:

ل لنا قطنا قبل يوم الحساب{ . }ربنا عجرين: أي: نصيبنا من الخير وحظنا قال بعضf المفس

من الرزق قبل يوم القيامة.

(1/491)

}إن هؤfالء يfحبون العاجلة{ ، وال يفكرون في الغد والوا اليوم والغد، والعمل fفي المستقبل، ولذلك خسر

والنتيجة، والبداية والنهاية.لقت الحياة، خاتمتfها الفناءf فهي شرب fوهكذا خ

مكدر، وهي مزاج ملون ال تستقر على شيء، نعمةونقمة، شدة ورخاء، غنى وفقر.

هذه هي النهاية:كمf وهfو fالح fالحق أال له fمfدوا إلى الله مواله fم رfث{

أسرعf الحاسبين{ .

وقفة

قال إيليا أبو ماضي: كم تشتكي وتقولf إنك معfدمf ... واألرضf ملكfك

م؟ fوالسما واألنجfلبلfها والبfها ... ونسيم fها وأريج fوزهر fولك الحقول

fالمترنمة رقراقة ... والشمسf فوقك عسجد والماءf حولك فض

fم يتضر

Page 349: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فوح وفي الذرا ... دورا مزخرفة والنورf يبني في السfوحينا يهدم

مت فعالم ال ت لك الدنيا فما لك واجما؟ ... وتبس هش؟ fم تتبس

(1/492)

إن كنت مكتئبا لعز قد مضى ... هيهات يfرجعfه إليكfتندم

أو كنت تfشفقf من حلول مصيبة ... هيهات يمنعf أنfم يحل تجه

أو كنت جاوزت الشباب فال تقل ... شاخ الزمانf فإنهfال يهرم

انظر فما زالت تfطل من الثرى ... صور تكادf لحسنهاfتتكلم

فقf يfعينf على حصول المقصود الرت آثار ونصوص في الرفق، والرفقf شفيع ال يfرد مر في طلب الحاجات، ولك أن تعلم أن الطريق الضيق بين جدارين، الذي ال يتسع إال لمرور سيارة واحدة

، ال تدخلfها هذه السيارة إال برفق من قائدها fفحسب وحذر وتوق، بينما لو أقبل بها مسرعا وأراد المرور

من هذا المكان الضيق الصطدم يمنة ويسرة وتعطلت سيارتfه، والطريقf لم يزد ولم ينقص، والسيارةf هي

هي، لكن الطريقة هي التي اختلفت، تلك برفقها في fالتي نغرس fالصغيرة fوهذه بشدة. والشجرة

حوض فناء أحدنا، إذا سكبت عليها الماء شيئا فشيئا تشربf منه وينفعfها، فإذا أخذت كمية من هذا الماء

بعينه وحجمه وألقيته دفعة واحدة القتلعت هذه النبتةمن مكانها، إن كمية الماء واحدة ولكن األسلوب تغير. إن من يخلعf ثوبه برفق يضمنf سالمة ثوبه، خالف من

يجذبfه بقوة ويسحبfه بسرعة، فإنه يشكو من تقطعقه. أزراره وتمز

(1/493)

Page 350: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ومن اللطائف في انكشاف عدم صدق إخوة يوسف في مجيئهم بثوبه، وزعمهم أن الذئب أكله: أنهم

خلعfوا الثوب برفق فلم يحصل فيه شقوق، ولو أكلهق، ولم يخلعه ق الثوب كل ممز الذئبf كما زعموا لمز

خلعا. إن حياتنا تحتاجf إلى رفق نرفقf بأنفسنا: ))وإن

لنفسك عليك حقا(( . نرفقf بإخواننا: ))إن الله رفيقيحب الرفق(( . نرفقf بالمرأة: ))رفقا بالقوارير(( .

على الجسور الخشبية التي بناها األتراكf على ممرات األنهار، مكتوب في أول الجسر: رفقا رفقا. ألن

، أما المسرعf فجديرf أن يهوي fالمار بهدوء ال يسقط إلى مستقر النهر.

وفي مذكرات ألديب سوري كان يسكنf في مدينةاجة نارية، أراد أن يعبر بها على »السلمية« ، وله در جسر بناه األتراكf من الخشب على النهر، وهم بنوه

لمن أراد أن يمشي بدراجته متئدا متأنيا، قال هذاfمسرعا على جسري، فلما أصبحت fالرجل: فذهبت

طا النهر، نظرتf يمنة ويسرة، من أعلى الجسر متوس وأنا لم أرفق بنفسي وال بدراجتي فاضطربت بي

واختل نظري، فوقعتf بدراجتي في النهر ... وكانتقصة طويلة.

إن على مداخل حدائق الزهور والورود في بعض مدنق« ، ألن الداخل أوروبة: لوحة مكتوب فيها: »ترف

مسرعا ال يرى ذاك النبت الجميل وال يضمنf سالمة ذاك الورد الباهي، فيحصل الدعس والدفس واإلبادة،

ألنه ما رفق وال تأنى.

(1/494)

هناك معادلة تربوية تقول: إن العصفور تربوية تقول: إن العصفور ال يترفقf كالنحلة. وفي الحديث:

))المؤمنf كالنحلة، تأكلf طيبا وتضعf طيبا، وإذا وقعتfحس بها الزهرةfود لم تكسره(( . فالنحلة ال تfعلى ع

أبدا، وهي تعلقf الرحيق بهدوء، وتنالf مطلوبها برفق. والعصفورf على ضآلة جسمه يخبرf الناس بنزوله علىسنابل، فإذا أراد النزول سقط سقوطا، ووثب وثبا.ام الهندي، وقد رسم لوحة وال أزالf أذكرf قصة الرس

بديعة الحسن ملخصها: سنبلةf قمح عليها عصفور قد

Page 351: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

، مترعرعةf النمو، وقع، وهذه السنبلة مليئة بالحب باسقةf الطول، وعلقها الملكf على جدار ديوانه،

ودخل الناسf يهنئون الملك بهذه اللوحة ويشكرونام على حسنها، ودخل رجل فقير مغمور في الرس

وسط الزحام فاعترض على اللوحة، وأخبر أنها خطأ،وا، ألنه خالف اإلجماع، فاستدعاه وضج الناسf به وصج

الملكf برفق وقال: ما عندك؟ قال: هذه اللوحةf خطأ رسمfها، وغلط عرضها. قال: ولم؟ قال: ألن الرسام رسم العصفور على السنبلة وترك السنبلة مستقيمة ممتدة، وهذا خطأ، فإن العصفور إذا نزل على سنبلة

القمح أمالها، وأخضعها، ألنه ثقيل ال يملكf الرفق.: صدقت. وقال الناسf: صدقت. وأنزل fقال الملك

حبت الجائزةf من الرسام. fاللوحة، وس إن األطباء يfوصون بالرفق في تناول العالج، وفي

مزاولة العمل واألخذ والعطاء. فذاك يقلعf ظفره بيده، وذاك يباشرf سنه بنفسه،

وآخر يغfص باللقمة، ألنه أكبرها وما أحسن مضغها.

(1/495)

fقرأت . fر إن الماء يترفقf، وإن الريح تfزمجرf فتدم لبعض السلف أنه قال: إن من فقه الرجل رفقهf في دخوله وخروجه منه، وارتداء ثوبه وخلع نعله وركوب

دابته. إن العجلة والهوج والطيش في أخذ األمور وتناول

األشياء، كفيلة بحصول الضرر وتفويت المنفعة، ألن الخير بfني على الرفق: ))ما كان الرفقf في شيء إال

. ))fمن شيء إال شانه fزع الرفقfزانه، وما ن، وتنقادf له fله األرواح fذعنfإن الرفق في التعامل ت

. fله النفوس fوتخشع ، fالقلوب إن الرفيق من البشر مفتاح لكل خير، تستسلمf له،fالحاقدة fإليه القلوب fالمستعصية، وتثوب fالنفوس م ولو كfنت فظا غليظ fن الله لنت له }فبما رحمة م

وا من حولك{ . القلب النفض

(1/496)

Page 352: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وقفة

طه حسين يتحدثf بصيغة الغائب: »كان يرى نفسه إنسانا من الناس وfلد كما يfولدون،

م الوقت والنشاط فيما وعاش كما يعيشون، يقسfمون فيه وقتهم ونشاطهم، ولكنه لم يكن يأنس يقسرب بينه fإلى أحد، ولم يكن يطمئن إلى شيء، قد ض ، fه الرضا واألمن fوبين الناس واألشياء حجاب ظاهر

fواضطراب fوالقلق fوالخوف fه من قبله السخطfوباطن النفس، في صحراء موحشة ال تحدها الحدودf، وال

fفيها األعالم، وال يتبين فيها طريقه التي يمكن fتقوم أن يسلكها، وغايته التي يمكن أن ينتهي إليها« . يقولf شيخf اإلسالم ابنf تيمية: »إنها تمر بالقلب

لحظات من السرور أقول: إن كان أهلf الجنة فيمثل هذا العيش، إنهم لفي عيش طيب« .

وقال إبراهيم بن أدهم: »نحن في عيش لو علم بهيوف« . الملوكf لجالدونا عليه بالس

(1/497)

حتى تكون أسعد الناس

fالغموم , وهو قرة fالهموم ,ويزيل fذهبfي fاإليمان - عين الموحدين , وسلوةf العابدين.

- ما مضى فات , وما ذهب مات ,فال تفكر فيما مضى, فقد ذهب وانقضى.

- ارض بالقضاء المحتوم , والرزق المقسوم , كلجر. شيء بقدر، فدع الض

- أال بذكر الله تطمئن القلوبf , وتحط الذنوبf , وبهيرضى عالمf الغيوب , وبه تفرجf الكروب.

- ال تنتظر شكرا من أحد , ويكفي ثواب الصمد , وماعليك ممن جحد , وحقد, وحسد.

- إذا أصبحت فال تنتظر المساء , وعش في حدوداليوم , وأجمع همك إلصالح يومك.

- اترك المستقبل حتى يأتي , وال تهتم بالغد؛ ألنك إذاأصلحت يومك صلح غدfك.

ه من الحقد , وأخرج منه ر قلبك من الحسد, ونق - طهالبغضاء , وأزل منه الشحناء.

Page 353: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- اعتزل الناس إال من خير , وكن جليس بيتك , وأقبلعلى شأنك , وقلل من المخالطة.

- الكتابf أحسنf األصحاب , فسامر الكتب , وصاحبالعلم , ورافق المعرفة.

- الكونf بfني على النظام , فعليك بالترتيب فيملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك.

(1/516)

ج - اخرج إلى الفضاء , وطالع الحدائق الغناء وتفرفي خلق الباري وإبداع الخالق.

- عليك بالمشي والرياضة , واجتنب الكسل والخمول,واهجر الفراغ والبطالة.

- اقرأ التاريخ، وتفكر في عجائبه، وتدبر غرائبهواستمتع بقصصه وأخباره.

- جدد حياتك , ونوع أساليب معيشتك , وغير منه. fالروتين الذي تعيش

- اهجر المنبهات واإلكثار منها كالشاي والقهوة,واحذر التدخين والشيشة وغيرها.

- اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهركمع السواك والطيب.

- ال تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم واإلحباطواليأس والقنوط.

- تذكر أن ربك واسعf المغفرة يقبلf التوبة ويعفو عنعباده , ويبدلf السيئات حسنات.

- اشكرf ربك على نعمة الدين والعقل والعافيةتر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها. والس

ته أو - أال تعلمf أن في الناس من فقد عقله أو صحهو محبوس أو مشلول أو مبتلى؟! .

- عش مع القران حفظا وتالوة وسماعا وتدبرا فإنه. من أعظم العالج لطرد الحزن والهم

- توكل على الله وفوض األمر إليه , وارض بحكمه ,والجأ إليه , واعتمد عليه فهو حسبfك وكافيك.

(1/517)

Page 354: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- اعفf عمن ظلمك , وصل من قطعك , وأعط من حرمك , واحلم على من أساء إليك تجد السرور

واألمن.ر »ال حول وال قوة إال بالله« فإنها تشرحf البال - كر

وتصلح الحال , وتfحمل بها األثقالf , وترضي ذاالجالل.

fوالذرية fوالفرج fأكثر من االستغفار , فمعه الرزق - والعلمf النافعf والتيسيرf وحط الخطايا.

- اقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجدالراحة والسعادة.

- اعلم أن مع العسر يسرا، وأن الفرج مع الكرب وأنه، وأن األيام دول. fالحال fال يدوم

- تفاءل وال تقنط وال تيأس , وأحسن الظن بربكوانتظر منه كل خير وجميل.

- افرح باختيار الله لك , فإنك ال تدري بالمصلحة فقدتكونf الشدةf لك خيرا من الرخاء.

fبينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب fب - البالءf يقرعنك الكبر والعfجب والفخر.

- أنت تحملf في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيراتالتي وهبك الله إياها.

- أحسن إلى الناس وقدم الخير للبشر؛ لتلقى السعادة من عيادة مريض وإعطاء فقير والرحمة

بيتيم.، واطرح األوهام، والخياالت - اجتنب سوء الظن

الفاسدة، واألفكار المريضة. - اعلم أنك لست الوحيد في البالء , فما سلم من

الهم أحد , وما نجا من الشدة بشر.

(1/518)

ن أن الدنيا دارf محن وبالء ومنغصات وكدر - تيقفاقبلها على حالها واستعن بالله.

- تفكر فيمن سبقوك في مسيرة الحياة ممن عfزلبس وقتل وامتfحن وابتلي ونكب وصودر. fوح

ه على الله من الهم والغم fكل ما أصابك فأجر - والحزن والجوع والفقر والمرض والدين والمصائب.

- اعلم أن الشدائد تفتحf األسماع واألبصار وتحييالقلب، وتردعf النفس، وتذكر العبد وتزيد الثواب.

Page 355: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- ال تتوقع الحوادث , وال تنتظر السوء, وال تصدقالشائعات , وال تستسلم لألراجيف.

- أكثرf ما يfخافf ال يكونf , وغالبf ما يfسمع من مكروه. fوفي الله كفاية وعنده رعاية ومنه العون , fال يقعمى fقالء والحسدة فإنهم حfغضاء والثfال تجالس الب -

لf الكدر وحملةf األحزان. fس fالروح , وهم ر - حافظ على تكبيرة اإلحرام جماعة , وأكثر المfكث

في المسجد , وعود نفسك المبادرة للصالة لتجدالسرور.

- إياك والذنوب , فإنها مصدرf الهموم واألحزان، وهيسبب النكبات، وبابf المصائب واألزمات.

بحانك إني كfنتf من fأنت س الظالمين{ . فلها سر عجيب في كشف الكرب , ونبأ - داوم على }ال إله إالعظيم في رفع المحن.

(1/519)

- ال تتأثر من القول القبيح والكالم السيئ الذي يقالفيك، فإنه يؤذي قائله وال يؤذيك.

- سب أعدائك لك وشتمf حسادك يساوي قيمتك؛ ألنكأصبحت شيئا مذكورا، ورجال مهما.

- اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته، وحطمن سيئاتك، وجعلك مشهورا، وهذه نعمة.

- ال تشدد على نفسك في العبادة , والزم السنةواقتصد في الطاعة , واسلك الوسط وإياك والغfلfو.

ك , فبقدر صفاء fأخلص توحيدك لربك لينشرح صدر - توحيدك ونقاء إخالصك تكونf سعادتfك.

- كن شجاعا قوي القلب، ثابت النفس، لديك همة. fواألراجيف fوعزيمة , وال تغرنك الزوابع

- عليك بالجود فإن صدر الجواد منشرح وباله واسع،والبخيلf ضيقf الصدر، مظلمf القلب، مكدرf الخاطر.

- أبسط وجهك للناس تكسب ودهم , وألن لهم الكالميحبوك , وتواضع لهم يجلوك.

- ادفع بالتي هي أحسنf , وترفق بالناس , وأطفئالعداوات , وسالم أعداءfك , وكثر أصدقاءك.

- من أعظم أبواب السعادة دعاءf الوالدين , فاغتنمههما ليكون لك دعاؤهما حصنا حصينا من كل ببر

مكروه.

Page 356: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/520)

- اقبل الناس على ما هم عليه وسامح ما يبدرf منهم ,واعلم أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة.

fال تعش في المثاليات بل عش واقعك , فأنت تريد - من الناس ما ال تستطيعه فكن عادال.

- عش حياة البساطة وإياك والرفاهية واإلسراف. fدت الروح ه الجسمf تعق والبذخ فكلما ترف

- حافظ على أذكار المناسبات فإنها حفظf لك وصيانةك. fبه يوم fوفيها من السداد واإلرشاد ما يصلح ,

- وزع األعمال وال تجمعها في وقت واحد، بل اجعلهافي فترات وبينها أوقاتf للراحة ليكن عطاؤfك جيدا.

- انظر إلى من هو دونك في الجسم والصورة والمال والبيت والوظيفة والذرية، لتعلم أنك فوق ألوف

الناس. - تيقن أن كل من تعاملfهم من أخ وابن وزوجة قريب

وصديق ال يخلو من عيب، فوطن نفسك على تقبلالجميع.

- الزم الموهبة التي أعطيتها، والعلم الذي ترتاحf له،تح لك، والعمل الذي يناسبfك. fوالرزق الذي ف

- إياك وتجريح األشخاص والهيئات، وكن سليماللسان، طيب الكالم، عذب األلفاظ، مأمون الجانب.

- اعلم أن االحتمال دفن للمعائب، والحلم ستر للخطايا , والجود ثوب واسع يغطي النقائص

والمثالب.

(1/521)

- انفرد بنفسك ساعة تدبرf فيها أمورك، وتراجعf فيهانفسك، وتتفكر في آخرتك، وتصلحf بها دنياك.

- مكتبتfك المنزليةf هي بستانfك الوارفf , وحديقتfكه فيها مع العلماء والحكماء واألدباء الغناءf ,فتنز

والشعراء. - اكسب الرزق الحالل وإياك والحرام , واجتنب سؤال

الناس , والتجارةf خير من الوظيفة , وضارب بمالكواقتصد في المعيشة.

- البس وسطا , ال لباس المترفين وال لباس البائسين

Page 357: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

, وال تfشهر نفسك بلباس , وكن كعامة الناس. - ال تغضب فإن الغضب يفسدf المزاج، ويغير الخلق

ويسيءf العشرة، ويفسدf المودة، ويقطعf الصلة. - سافر أحيانا لتجدد حياتك، وتطالع عوالم أخرى،

وتشاهد معالم جديدة، وبلدانا أخرى، فالسفرf متعة.fلك أعمالك، وتنظم fبمذكرة في جيبك ترتب fاحتفظ -

ك بمواعيدك، وتكتبf بها مالحظاتك. fأوقاتك، وتذكرfابدأ الناس بالسالم، وحيهم بالبسمة، وأعرهم - االهتمام؛ لتكون حبيبا إلى قلوبهم قريبا منهم.

- ثق بنفسك وال تعتمد على الناس، واعتبر أنهم عليك ال لك وليس معك إال اللهf وال تغتر بإخوان

الرخاء. - احذر كلمة )سوف( وتأخير األعمال والتسويف بأداء

الواجب، فإن هذ عنوانf الفشل واإلخفاق.

(1/522)

- اترك التردد في اتخاذ القرار، وإياك والتذبذب فيالمواقف، بل اجزم واعزم وتقدم.

- ال تضيع عمرك في التنقل بين التخصصات والوظائف والمهن، فإن معنى هذا أنك لم تنجح في

شيء. - افرح بمكفرات الذنوب كالصالحات، والمصائب

والتوبة ودعاء المسلمين، ورحمة الرحمن، وشفاعةالرسول - صلى الله عليه وسلم -.

- عليك بالصدقة ولو بالقليل، فإنها تطفئf الخطيئة،، وتزيدf في الرزق. وتسر القلب، وتfذهبf الهم

- اجعل قدوتك إمامك محمدا - صلى الله عليه وسلم - فإنه القائدf إلى السعادة , والدال على النجاح،

والمرشدf إلى النجاة والفالح.ر المستشفى لتعرف نعمة العافية , والسجن fز -

لتعرف نعمة الحرية , والمارستان لتعرف نعمةالعقل؛ ألنك في نعم ال تدري بها.

- ال تحطمك التوافهf , وال تعط المسألة أكبر من حجمها , واحذر من تهويل األمور والمبالغة في

األحداث.ق، والتمس األعذار لمن أساء إليك fكن واسع األف - لتعش في سكينة وهدوء , وإياك ومحاولة االنتقام.

Page 358: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- ال تfفرح أعداءك بغضبك وحزنك فإن هذا مايريدون , فال تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك.

- ال توقد فرنا في صدرك من العداوات واألحقاد،وبغض الناس، وكره اآلخرين , فإن هذا عذاب دائم.

(1/523)

- كن مهذبا في مجلسك , صموتا إال من خير , طلق الوجه محترما لجالسك، منصتا لحديثهم , وال

م أثناء الكالم. fتقاطعهرح , فإياك fإال على الج fال تكن كالذباب ال يقع -

والوقوع في أعراض الناس وذكر مثالبهم والفرحبعثراتهم وطلب زالتهم.

- المؤمنf ال يحزنf لفوات الدنيا وال يهتم بها، واليرهبf من كوارثها، ألنها زائلة ذاهبةf حقيرة فانية.

- اهجر العشق والغرام، والحب المحرم؛ فإنه عذاب للروح، ومرض للقلب , وافزع إلى الله وإلى ذكره

وطاعته. - إطالقf النظر إلى الحرام يورثf هموما وغموما

وجراحا في القلب , والسعيدf من غض بصره وخاف.fربه

- احرص على ترتيب وجبات الطعام , وعليك بالمفيد،. fواجتنب التخمة، وال تنم وأنت شبعان

- قدر أسوأ االحتماالت عند الخوف من الحوادث , ثموطن نفسك لتقبل ذلك فسوف تجدf الراحة واليسر. - إذا اشتد الحبلf انقطع , وإذا أظلم الليلf انقشع ,

وإذا ضاق األمرf اتسع , ولن يغلب عfسر يfسرين. - تفكر في رحمة الرحمن، غفر لبغي سقت كلبا،

وعفا عمن قتل مائة نفس، وبسط يده للتائبين، ودعاالنصارى للتوبة.

- بعد الجوع شبع، وعقب الظمأ ري، وإثر المرض، fه الغنى، والهم يتلوه السرورfيعقب fعافية، والفقر

سنة ثابتة.

(1/524)

Page 359: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- تدبر سورة }ألم نشرح لك صدرك{ وتذكرها عندالشدائد، واعلم أنها من أعظم األدوية عند األزمات.

fالعظيم fأين أنت من دعاء الكرب ))ال إله إال الله - ، ال إله إال اللهf رب العرش العظيم، ال إله إال fالحليم

الله رب السموات ورب األرض رب العرش الكريم(( . - ال تغضب إذا غضبت فاسكت وتعوذ من الشيطان وغير مكانك، وإن كنت قائما فاجلس وتوضأ وأكثر

من الذكر. - ال تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك، وتذيقfك طعمالعافية، وتشد من أزرك وترفعf شأنك، وتظهرf صبرك.

مق وجنون، وهو مثل طحن fالتفكر في الماضي ح - الطحين ونشر النشارة وإخراجf األموات من قبورهم.

- انظر إلى الجانب المشرق من المصيبة، وتلمح أجرها، واعلم أنها أسهلf من غيرها، وتأس

بالمنكوبين. - ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن

ليصيبك , وجfف القلم بما أنت الق , وال حيلة لك فيالقضاء.

- حول خسائرك إلى أرباح , واصنع من الليمون شرابا حلوا , وأضف إلى ماء المصائب حفنة سكر , وتكيف

مع ظرفك. - ال تيأس من روح الله وال تقنط من رحمة الله، وال

تنس عون الله , فإن المعونة تنزل على قدر المؤونة.

(1/525)

- الخيرةf فيما تكرهf أكثرf منها فيما تfحب , وأنت ال تدري بالعواقب , وكم من نعمة في طي نقمة، ومن

. خير في جلباب شر - قيد خيالك لئال يجمح بك في أودية الهموم , وحاولأن تفكر في النعم والمواهب والفتوحات التي عندك.

- اجتنب الصخب والضجة في بيتك ومكتبك , ومن. fوالنظام fوالسكينة fعالمات السعادة الهدوء

- الصالةf خيرf معين على المصاعب , وهي تسمو بالنفس في آفاق علوية، وتهاجرf بالروح إلى فضاء

النور والفالح. - إن العمل الجاد المثمر يحررf النفس من النزوات

مة. الشريرة والخواطر اآلثمة، والنزعات المحر

Page 360: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- السعادةf شجرة ماؤfها وغذاؤfها وهواؤfها وضياؤها.fاآلخرة fبالله، والدار fاإليمان

لfق شريف، أسعد fوذوق سليم وخ ، - من عنده أدب جمنفسه وأسعد الناس، ونال صالح البال والحال.

- روح على قلبك فإن القلب يكل ويمل , ونوع عليهاألساليب , والتمس له فنون الحكمة وأنواع المعرفة.

fمدارك النظر ويفتح fالصدر، ويوسع fالعلم يشرح - اآلفاق أمام النفس فتخرجf من همها وغمها وحزنها.

- من السعادة االنتصارf على العقبات ومغالبةf الصعاب , فلذةf الظفر ال تعدلها لذة، وفرحة النجاح ال تساويها

فرحة.

(1/526)

- إذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به. وال تبخسهم أشياءهم، وال تضع من

أقدارهم. - إذا عرف اإلنسانf نفسه، والعلم الذي يناسبfه، وقام

به على أكمل وجه؛ وجد لذة النجاح ومتعة االنتصار. - المعرفةf والتجربةf والخبرةf أعظمf من رصيد المال؛. ، والفرح بالمعرفة إنساني ألن الفرح بالمال بهيمي، وليقبل كل fالزوجين فليصمت اآلخر fإذا غضب أحد - منهما اآلخر على ما فيه فإنه لن يخلو أحد من عيب.

- الجليسf الصالحf المتفائلf يهون عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء، والمتشائمf يسودf الدنيا في

عينك. - من عنده زوجة وبيت وصحة وكفاية مال فقد حاز صفو العيش، فليحمد الله وليقنع، فما فوق ذلك إال

. الهم - ))من أصبح منكم آمنا في سربه , معافى في

جسده، عندهf قوتf يومه، فكأنما حيزت له الدنيا(( . - ))من رضي بالله ربا وباإلسالم دينا، وبمحمد - صلى

الله عليه وسلم - رسوال، كان حقا على الله أنيرضيه(( ، وهذه أركانf الرضا.

- أصولf النجاح أن يرضى اللهf عنك، وأن يرضى عنكك راضية وأن تقدم عمال fمن حولك وأن تكون نفس

مثمرا.fأسبوع، والزواج fسعادة fيوم، والسفر fسعادة fالطعام -

Page 361: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fسعادة fسنة، واإليمان fسعادة fسعادة شهر، والمال العمر كله.

(1/527)

- لن تسعد بالنوم وال باألكل وال بالشرب وال بالنكاح، وإنما تسعدf بالعمل وهو الذي أوجد للعظماء مكانا

تحت الشمس. - من تيسرت له القراءةf فإنه سعيد ألنه يقطف من

حدائق العالم، ويطوفf على عجائب الدنيا ويطويالزمان والمكان.

fالبريء fاألحزان، والمزاح fذهبfاإلخوان ت fمحادثة - راحة، وسماعf الشعر يريحf الخاطر.

- أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها، فحياتfك منصنع أفكارك، فال تضع نظارة سوداء على عينيك.

- فكر في الذين تحبهم وال تعط من تكرههم لحظةواحدة من حياتك، فإنهم ال يعلمون عنك وعن همك.

- إذا استغرقت في العمل المثمر بردت أعصابfك،ك، وغمرك فيض من االطمئنان. fوسكنت نفس

- السعادةf ليست في الحسب وال النسب وال الذهب،وإنما في الدين والعلم واألدب وبلوغ األرب.

- أسعدf عباد الله عند الله أبذfلهم للمعروف يدا،هم على اإلخوان فضال، وأحسنfهم على ذلك fوأكثر

شكرا. - إذا لم تسعد بساعتك الراهنة فال تنتظر سعادة سوف تطل عليك من األفق، أو تنزلf عليك من

السماء. - فكرf في نجاحاتك وثمار عملك وما قدمته من خير

fوافرح به، واحمد الله عليه، فإنه هذا مما يشرح الصدر.

(1/528)

- الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وهم غد،؟ وإذا عليك fفتوكل عليه، فإذا كان معك فمن تخاف

فمن ترجو؟ - بينك وبين األثرياء يوم واحد، أما أمس فال يجدون

Page 362: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

لذته، وغد فليس لي وال لهم، وإنما لهم يوم واحد،فما أقله من زمن!

- السرور ينشطf النفس، ويفرحf القلب، ويوازنf بين األعضاء، ويجلfب القوة، ويعطي الحياة قيمة والعمر

فائدة. - الغنى واألمنf والصحةf والدينf وركائزf السعادة، فال هناء لمعدم، وال خائف وال مريض وال كافر , بل هم

في شقاء. - من عرف االعتدال عرف السعادة , ومن سلك

التوسط أدرك الفوز , ومن اتبع اليسر نال الفالح. - ليس في ساعة الزمن إال كلمة واحدة: اآلن , وليس

في قاموس السعادة إال كلمة واحدة: الرضا.ن عليك, وتفكر fإذا أصابتك مصيبة فتصورها أكبر ته - fجيت فرحة fالشدة ما ر fفي سرعة زوالها , فلوال كرب

الراحة. - إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك

اللهf منها، حينها تعلمf أن من عافاك في األولىسيعافيك في األخرى.

- العاق ليومه من أذهبه في غير حق قضاه، أو فرضله، أو علم تعلمه، أو أداه، أو مجد شيدهf، أو حمد حص

قرابة وصلها، أو خير أسداه. - ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتابf دائم؛ ألن هناك أوقاتا تذهب هدرا، والكتاب خير ما يحفظf به

. fبه الزمن fويعمر fالوقت

(1/529)

- حافظf القرآن، التالي له آناء الليل وأطراف النهار ال يشكو ملال وال فراغا وال سأما، ألن القرآن مأل

حياته سعادة.ة , ثم - ال تتخذ قرارا حتى تدرسه من جوانبه كاف استخر الله وشاور أهل الثقة , فإن نجحت فهذا

المراد وإال فال تندم. - العاقل يfكثرf أصدقاءه ويfقللf أعداءه، فإن الصديق

يحصلf في سنة والعدو يحصل في يوم، فطوبى لمنحببه الله إلى خلقه.

- اجعل لمطالبك الدنيوية حدا ترجع إليه، وإال تشتتك، وساء حالfك. fك، وتنغص عيش fك وضاق صدرfقلب

Page 363: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- ينبغي لمن تظاهرت عليه نعمf الله أن يقيدهابالشكر، ويحفظها بالطاعة، ويرعاها بالتواضع لتدوم.

ه باإليمان، fر فكر fه بالتقوى، وطه fمن صفت نفس - ب الناس. fب الله وح fه بالخير نال ح fقلت أخالق fوص - الكسولf الخاملf هو المتعبf الحزينf حقيقة، أما العاملf المجد فهو الذي عرف كيف يعيشf وعرف

.fكيف يسعد - إن لذة الحياة ومتعتها أضعافf أضعاف مصائبها وهمومها، ولكن السر كيف نصل إلى هذه المتعة

بذكاء. - لو ملكت المرأةf الدنيا، وسيقت لها شهاداتf العالم،

وحصلت على كل وسام وليس عندها زوج فهيمسكينة.

- الحياةf الكاملةf أن تنفق شبابك في الطموح،ورجولتك في الكفاح، وشيخوختك في التأمل.

(1/530)

- لfم نفسك على التقصير، وال تلم أحدا، فإن عندكه فاترك غيرك. fالوقت إصالح fمن العيوب ما يمأل

- أجملf من القصور والدور كتاب يجلوf األفهام، ويfسر القلوب، ويؤنسf النفس، ويشرحf الصدر، وينمي

الفكر.ما فقد حزت fاسأل الله العفو والعافية، فإذا أعطيته -

زت بكل سعادة. fف ، كل خير، ونجوت من كل شر - رغيف واحد، وسبعf تمرات، وكوبf ماء، وحصير في

. fغرفة مع مصحف، وقل على الدنيا السالم - السعادة في التضحية وإنكار الذات، وبذل الندى

وكف األذى، والبعد عن األنانية واالستئثار. - الضحكf المعتدلf يشرحf النفس، ويقوي القلب

ويfذهبf الملل وينشطf على العمل، ويجلو الخاطر.، ومن لزم fوالصالح هو النجاح ،fهي السعادة fالعبادة -

fاألذكار، وأدمن االستغفار وأكثر االفتقار فهو أحد األبرار.

، وتفضي إليه fبه وترتاح fاألصحاب من تثق fخير - ك. بمتاعبك، ويشاركfك همومك وال يفشي سر

- ال تتوقع سعادة أكبر مما أنت فيه فتخسر ما بين يديك، وال تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم

Page 364: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والحزن. - ال تظن أنك تعطي كل شيء، بل تعطي خيرا كثيرا،

أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية فهذا بعيد.

(1/531)

- امرأة حسناءf تقية، ودار واسعةf، وكفاف من رزق،. fها الكثيرfوجار صالح.. نعم جهل

- فن النسيان للمكروه نعمة، وتذكرf النعم حسنة،والغفلةf عن عيوب الناس فضيلة.

- العفوf ألذ من االنتقام، والعملf أمتعf من الفراغ،والقناعةf أعظمf من المال، والصحة خير من الثروة.

- الوحدةf خير من جليس السوء، والجليسf الصالحf خيرمن الوحدة، والعزلةf عبادة، والتفكرf طاعة.

fمق، والوثوق fالخلطة ح fاألفكار، وكثرة fمملكة fالعزلة - ؤم. fهم شfبالناس سفه، واستعداؤ

fرذالة، وتتبع fوالغيبة ، م fس fق عذاب، والحقدfل fالخ fسوء - العثرات خذالن.

- شكرf النعم يدفعf النقم، وتركf الذنوب حياةf القلوب،واالنتصارf على النفس لذةf العظماء.

fخبز جاف مع أمن ألذ من العسل مع الخوف، وخيمة - مع ستر أحب من قصر فيه فتنة.

fه باق، وفرحة fه خالد، وذكرfالعلم دائمة، ومجد fفرحة - ه إلى نهاية. fه إلى الزوال، وذكرfالمال منصرمة، ومجد

fباإليمان فرح fالصبيان، والفرح fبالدنيا فرح fالفرح - ، والعملf لله شرف. األبرار، وخدمةf المال ذل

- عذابf الهمة عذب، وتعبf اإلنجاز راحة، وعرقf العملمسك، والثناءf الحسنf أحسنf طيب.

(1/532)

ك أنيسك، وعملfك هوايتك، fأن يكون مصحف fالسعادة - ك قناعتك. fك صومعتك، وكنزfوبيت

fالفرح بالطعام والمال فرح األطفال، والفرح - بحسن الثناء فرحf العظماء، وعملf البر مجد ال يفنى.

- صالة الليل بهاءf النهار، وحب الخير للناس منطهارة الضمير، وانتظارf الفرج عبادة.

Page 365: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fاألجر، ومعايشة fفنون: احتساب fفي البالء أربعة - عf اللطف. سنf الذكر، وتوق fبر، وح الص

، fالواجب، وحب المسلمين fجماعة، وأداء fالصالة - وترك الذنوب، وأكلf الحالل صالح الدنيا واآلخرة.

- ال تكن رأسا فإن الرأس كثيرf األوجاع، وال تحرص على الشهرة فإن لهل ضريبة، والكفافf مع الخمول

سعادة.fالتوبة، واستعداء fالوقت، وتأخير fمق ضياع fالح fعالمة -

الناس، وعقوقf الوالدين، وإفشاءf األسرار. - يfعرفf موتf القلب بترك الطاعة، وإدمان الذنوب،

وعدم المباالة بسوء الذكر، واألمن من مكر الله،واحتقار الصالحين.

- من لم يسعد في بيته لن يسعد في مكان آخر، ومنلم يحبه أهلfه لن يحبه أحد، ومن ضيع يومه ضيع غده.، وزوجة - أربعة يجلبون السعادة: كتاب نافع، وابن بارمحبوبة، وجليس الصالح، وفي الله عوض عن الجميع.

(1/533)

- إيمانf وصحةf وغنى وحريةf وأمن وشباب وعلم هيملخصf ما يسعى له العقالءf، لكنها قل أن تجتمع كلها.

- اسعد اآلن فليس عندك عهد ببقائك، وليس لديك أمان من روعة الزمان، فال تجعل الهم نقدا والسرور

دينا.لfق مستقيم، fأفضل ما في العالم إيمان صادق، وخ -

وعقل صحيح وجسم سليم، ورزق هانئ وما سوىذاك شغل.

- نعمتان خفيتان: الصحةf في األبدان، واألمنf فيfوالذرية ، fالحسن fاألوطان. نعمتان ظاهرتان: الثناء

.fالصالحةfميكروبات البغضاء، والنفس fيقتل fالمبتهج fالقلب -

الراضيةf تطاردf حشرات الكراهية. - األمنf أمهدf وطاء، والعافيةf أسبغf غطاء، والعلمf ألذ

غذاء، والحب أنفعf دواء، والسترf أحسنf كساء. - السعيد ال يكون فاسقا وال مريضا وال مدينا وال

غريبا وال حزينا وال سجينا وال مكروها.fالعداوات، وعمل fالغمرات، وإزالة fالسعيد: انجالء -

الصالحات، واالنتصارf على الشهوات.

Page 366: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ك إلى بيتك، وأكثر األيام fالطرق خطرا طريق fأقل - بركة يوم تعملf صالحا، وأشأمf األزمان زمن تسيء

فيه ألحد. - إن سبك بشر فقد سبوا ربهم تعالى، أوجدهم من

م من جوع fالعدم فشكوا في وجوده، وأطعمه م من خوف فحاربfوه. fوآمنه ،fفشكروا غيره

(1/534)

- ال تحمل الكرة األرضية على رأسك، وال تظن أننا إن زكاما يصيبf أحدكم ينسيهم fم أمر الناس يهمه

موتي وموتك. - السرورf كفاية ووطن، وسالمة وسكن، وأمن من

الفتن، ونجاة من المحن، وشكر على المنن، وعبادةطيلة الزمن.

- ))كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل(( ، ))وصل صالة المودع(( ، ))وال تكلم بكالم تعتذرنه(( ، ))وأجمعf اليأس عما في أيدي الناس(( . fم

- ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس، واقنع بالقليل واعمل بالتنزيل واستعد fيحبك الناس

للرحيل، وخف الجليل. - ال عيش لممقوت، وال راحة لمعاد، وال أمن لمذنب،وال محب لفاجر، وال ثناء على كاذب، وال ثقة بغادر. - ))عجبا ألمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك

ألحد إال للمؤمن إن أصابته سراءf شكر فكان خيرا له،وأن أصابته ضراءf صبر فكان خيرا له(( .

- االبتسامةf مفتاحf السعادة، والحب بابfها، والسروfرها. fجدار fها، واألمن fنور fها، واإليمانfحديقت

، وماء بارد، fوجه جميل، وروض أخضر :fالبهجة - وكتاب مفيد مع قلب يقدرf النعمة ويتركf اإلثم ويحب

الخير. - ينام المعافى على صخر كأنه على ريش حرير،

ويأكلf خبز الشعير كالثريد، ويسكنf الكوخ كأنه فيإيوان كسرى.

- البخيل يعيش فقيرا أو يموتf غنيا خادما لذريته، حارسا لماله، بغيضا عند الناس، بعيدا من الله، سيئ

السمعة في العالم.

Page 367: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

(1/535)

- األوالد أفضلf من الثروة، والصحةf خير من الغنى،واألمنf أحسنf من السكن، والتجربةf أغلى من المال. - اجعل الفرح شكرا، والحزن صبرا، والصمت تفكرا،

والنظر اعتبارا، والنطق ذكرا، والحياء طاعة، والموتأمنية.

- كfن مثل الطائر يأتيه رزقfه صباح مساء، وال يهتم بغد وال يثقf بأحد وال يؤذي أحدا، خفيف الظل رفيق

الحركة. - من أكثر مخالطة الناس أهانfوه، ومن بخل عليهم مقتوه، ومن حلم عليهم وقروه، ومن أجاد عليهم

أحبوه، ومن احتاج إليهم ابغضوه.، والليالي حبالى، واأليامf دfول، ومن fالفلك يدور -

المحال دوامf الحال، والرحمنf كل يوم هو في شأن..فلماذا تحزن؟.

- كيف تقفf على أبواب السالطين ونواصيهم في قبضة رب العالمين؟! تسألf المال من فقير، وتطلب

بخيال، وتشكو إلى جريح!! .fها الدمعfحر: مداد - ابعث رسائل وقت الس

ها الخدودf، وبريدfها القبولf ووجهتfها fوقراطيس : وانتظر الجواب. fالعرش

- إذا سجدت فأخبره بأمورك سرا فإنه يعلمf السر وأخفى، وال تfسمع من بجوارك؛ ألن للمحبة أسرارا

والناسf حاسد وشافع.ة، واالفتقار إليه غنى، - سبحان من جعل الذل له عز

ومسألته شرفا، والخضوع له رفعة، والتوكل عليهكفاية.

- إذا دارهم ببالك وأصبح حالfك من الحزن حالكا،fوفجعت في أهلك ومالك، فال تيأس لعل الله يحدث

بعد ذلك أمرا.

(1/536)

fفإنها تطفئ } fونعم الوكيل fنا اللهfال تنس }حسب - الحريق، وينجو بها الغريقf، ويعرف بها الطريق،

وفيها العهد الوثيق.

Page 368: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- طوبى لك يا طائر: تردf النهر، وتسكن الشجر، وتأكل الثمر، وال تتوقع الخطر، وال تمر على سقر،

فأنت أسعد حاال من البشر.fكفارة، والغضب fلحظة مستعارة، والحزن fالسرور -

شرارة، والفراغf خسارة، والعبادةf تجارة. - أمس مات، واليومf في السياق، وغدا لم يولد، وأنت

ابنf الساعة فاجعلها طاعة، تعfد لك بأربح بضاعة.، fوصاحبك الكتاب ، fك الحبر fوغدير ، fنديمك القلم - ك قوتfك، فال تأسف على ما fك، وكنزfومملكتك بيت

فات.ها، fتك أواخر - ربما ساءتك أوائلf األمور وسركالسحاب أوله برق ورعد وآخره غيث هنيء

fذهبfالبال، وي fيفتح األقفال، ويشرح fاالستغفار - األدغال، وهو عfربونf الرزق ودروازةf التوفيق.

- ست شافية كافية: دين وعلم وغنى ومروءة وعفووعافية.

- من الذي يجيبf المضطر إذا دعاهf، وينقذf الغريق إذا.f؟ إنه اللهfناداه، ويكشف الكرب عنا من؟ قال: يا الله

- ابتعد عن الجدل العقيم، والمجلس الالغي، والصاحب السفيه، فإن الصاحب ساحب، والطبع لص

والعين سارقة.

(1/537)

- التحلي بحسن االستماع، وعدم مقاطعة المتحدث، ولين الخطاب، ودماثة الخلق، أوسمة على صدور

األحرار. - عندك عينان وأذنان ويدان ورجالن ولسان وإيمان

وقرآن وأمان.. فأين الشكرf يا إنسانf }فبأي آالءربكfما تfكذبان{ .

- تمشي على قدميك وقد بfترت أقدام، وتعتمدf علىfطعت سيقان، وتنام وغيرك شرد األلمfيك وقد ق fساق

نومه، وتشبع وسواك جائع.مم والبfكم والعمى، ونجوت من - سلمت من الص

البرص والجنون والجذام، وعوفيت من السلوالسرطان، فهل شكرت الرحمن؟!

- مصيبتنا أننا نعجزf عن حاضرنا ونشتغلf بماضينا،ونهملf يومنا ونهتم بغدنا فأين العقلf وأين الحكمةf؟!

Page 369: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- نقدf الناس لك معناه أنك فعلت ما يستحق الذكر،م علما أو فهما أو ماال أو منصبا أو جاها. fوأنك فقته

- تقمصf شخصية الغير، والذوبانf في اآلخرين،ومحاكاةf الناس انتحار وإزهاق لمعالم الشخصية.

م{ ، }ولكfل وجهة هfو fناس مشربهf - }قد علم كfل أوليها{ ))ال تكونوا إمعة(( ، }صنوان وغيرf صنوان fم

يfسقى بماء واحد{ . - مع الدمعة بسمة، ومع الترحة فرحة، ومع البلية

عطية، ومع المحنة منحة، سنة ثابتة وقاعدة مطردة. - انظر هل ترى إال مبتلى، وهل تشاهدf إال منكوبا،

في كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع، وفي كل وادبنو سعد.

(1/538)

- صوت من شكر معروفك أجملf من تغريد األطيار،ونسيم األسحار، وحفيف األشجار، وغناء األوتار.

- إذا شربت الماء الساخن قلت الحمدf لله بكلفة، وإذاشربت الماء البارد قال كل عضو فيك: الحمدf لله.

- أرخصf سعادة تfباعf في سوق العقالء تركf ماال يعني،وأغلى سلعة عند العالم أن تألف الناس ويألفوك.

، والعجز فإنه موت، والكسل م fإياك والهم فإنه س - فإنه خيبة، واضطراب الرأي فإنه سوء تدبير.fالسوء شر من غربة اإلنسان، واصطناع fجار -

fالحسن fالمعروف أرفع من القصور الشاهقة، والثناء .fهو المجد

(1/539)

هم، وأوالهم بالحب fأحق الناس بزيادة النعم أشكر - من بذل نداه ومنع أذاه وأطلق محياه.

(1/541)

- ... السرور محتاج إلى األمن، والمالf محتاج إلى صدقة، والجاهf محتاج إلى الشفاعة، والسيادة محتاجة

Page 370: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إلى التواضع. - ... ال تfنال الراحةf إال بالتعب، وال تدركf الدعةf إال

بالنصب، وال يfحصلf على الحب إال باألدب.لfقf أجل من المنصب، fأهم من الثروة، والخ fاألبناء ... - والهمةf أعلى من الخبرة، والتقوى أسمى من المجد.

، وال تركن لكل صديق، وال fال تطمع في كل ما تسمع - ك إلى امرأة، وال تذهب وراء كل أمنية. تfفش سر - ما رأيتf الراحة إال مع الخلوة، وال األمن إال مع الطاعة، وال المحبة مع الوفاء، وال الثقة إال مع

دق. الصب أكلة تمنع أكالت , وكلمة تجلبf عداوات , وسيئة fر -

تمنعf الخيرات , ونظرة تfعقب حسرات. - ال يكن حبك كلفا، وال بغضfك سرفا، وال حياتك ترفا،

ك أسفا، وال قصدك شرفا. fوال تذكر - كل امرئ في بيته أمير ال يهيfنه أحد، وال يحجبfه

بشر، وال يذلهf جبار وال يرده بخيل. - أفضلf األيام ما زادك حلما، ومنحك علما، ومنعك

إثما، وأعطاك فهما، ووهبك عزما.fها إال بعد أن نفقدها، والعافية fالحياة فرصة ال نعرف -

تاج على رؤوس األصحاء ال يراها إال المرضى.

(1/542)

- متى يسعدf من له ابن عاق، وزوجةf مشاكسة، وجارمؤذ، وصاحب ثقيل، ونفس أمارة، وهوى متبع.

بك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولعينك - إن لر عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا،

.fفأعط كل ذي حق حقهه - استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه فإن له

جماال جالال إشراقا يفتح لك األمل والتفاؤل. - عليك بالبكور فإنه بركة، فأنجز فيه عملك من ذكر

أو تالوة أو حفظ أو مطالعة أو تأليف أو سفر. - كن وسطا، وامش جانبا، وارض خالقا، وارحم

مخلوقا، وأكمل فريضة، وتزود بنافلة تكن راشدا.fالقول، وصالح fالخاتمة، وسداد fالتوفيق: حسن -

حم. العمل، والبعدf عن الظلم، وقطيعةf الر - رب كلمة سلبت نعمة، ورب زلة أوجبت ذلة، وكم

من خلوة حلوة، وصاحبf العزلة فيها عز له.

Page 371: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- ))المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمنf من أمنه الناسf على دمائهم وأموالهم(( ،

))والمهاجرf من هجر ما نهى اللهf عنه(( .fمالك ما نفعك، وأجل علمك ما رفعك، وخير fخير -

البيوت ما وسعك، وخيرf األصحاب من نصحك. - إذا لم يكن لك حاسد فال خير فيك، وإذا لم يكن لك

لfق لك، وإذا لم يكن لك دين فال مبدأ لك. fصاحب فال خ

(1/543)

ر نفسك بتذكر حسناتك، وأرح قلبك بالتوبة من fس - سيئاتك، وطوق األعناق بأياديك البيضاء.

- السمنة غفلة، والبطنة تذهب الفطنة، وكثرةf النومfالقلب، والوسوسة fميتfإخفاق، وكثرة الضحك ت

عذاب.لوةf الرضاع مرة الفطام، وفرحةf الوالية fح fاإلمارة -

يذهبfها حزنf العزل، والكرسي دوار.، والبعدf عمن - من لذائد الدنيا: السفرf مع من تfحب

، والسالمةf من يؤذي، وتذكرf النجاح. fتبغضfيقيد اإلنسان، الحلم fواإلحسان ، يستبعدf الحر - البر

يقهرf الخصم، والصبر يطفئ الجمر، والحاجةf أرخصf ما fهانfحين ت fما تكون fالدنيا أهنأ -

تكون حينما يfستغنى عنها. - إذا أهمك رزقf غد فمن يكفلf لك قدوم غد، وإذا

أحزنك ما حدث باألمس فمن يعيدf لك األمس. - توفيق قليل خير من مال كثير، وعزل في عزة خير

من والية في ذلة، وخمول في طاعة خير من شدةفي معصية.

، والغضبانf مجنون، fأهوج fملك، والمسرف fالقانع - والعجولf طائش، والحاسدf ظالم.

- ذكرf الله يرضي الرحمن، ويسعدf اإلنسان، ويخسئالشيطان، ويfذهبf األحزان، ويمأل الميزان.

(1/544)

ه وحسن عملfه، وموفق من كثfر fسعيد من طال عمر - ه، ومبارك من زاد علمfه فزادت تقواه. مالfه فكثر بر

Page 372: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- جزاءf من اهتم بالناس أن ينسى همومه، وثوابf من، وجائزةf من ترك الدنيا fخدم مواله أن يخدمه الناس

ه رغدا. fأن يأتيه رزق - ال تستقل شيئا من النعم مع العافية، وال تحتقر شيئا من الذنب مع عدم التوبة، وال تكثر طاعة مع

عدم اإلخالص. - الفرح بالدنيا فرحf األطفال، والفرح بالثناء الحسن

فرح الرجال، والفرحf بما عند الله فرح األولياءاألبرار.

- الصدقf طمأنينة، والكذب ريبة، والحياءf صيانة،ة، والبيانf جمال، والصمتf حكمة. ج fوالعلم ح

- حالوةf الظفر تمحو مرارة الصبر، ولذةf االنتصارتfذهبf وعثاء المعاناة، وإتقان العمل يزيلf مشقته.

- أطيبf ما في الدنيا محبةf الله، وأحسنf ما في الجنةfالله، وأبر الخلق رسول fالكتب كتاب fالله، وأنفع fرؤية

الله - صلى الله عليه وسلم -. - السعيfد من اعتبر بأمسه، ونظر لنفسه، وأعد

لرمسه وراقب الله في جهره وهمسه.fوالهيبة ،fة ح خس - الحرصf ذل والطمعf مهانة، والش

خيبة، والغفلةf حجاب. - ))احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك،ف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا تعر

سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله(( .

(1/545)

- اجعل زمان رخائك عدة لزمان بالئك، واجعل مالكبك. صيانة لحالك، واجعل عمرك طاعة لر

- رب لذة أو جبت حسرة، وزلة أعقب ذلة، ومعصيةت بكاء. سلبت نعمة، وضحكة جر

ت، والدنيا إذا - النعمf إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت، وإذا برت غرت. سرت مر

- السالمة إحدى الغنيمتين، وصحةf الجسم قلةf الطعام , وصحةf الروح قلةf اآلثام , وصحة الوقت البعدf عن

المقت. - دقيقةf األلم يوم , ويومf اللذة دقيقة , وليلةf السرور

قصيرة , ويومf الهم طويل ثقيل. - البؤسf ذكرك النعيم , والجوع حبب إليك الطعام ,

Page 373: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

والسجنf ثمن لديك الحرية , والمرضf شوقك للعافية. - عليك بثالثة أطباء: الفرح والراحة والحمية وإياك

وثالثة أعداء: التشاؤم والوهم والقنوط. - السعادةf هي أن تصل النفس إلى درجة كمالها,

والفوز أن تجد ثمرة أعمالها , والحظ أن تخدمfه الدنيابإقبالها.

- اجلس في السحر، ومد يديك، وأرسل عينيك وقل:. fوجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل يا جليل

- من النعم السالمةf من األلم والسقم والهرم , وال تشرب حتى تظمأ , وال تأكل حتى تجوع , وال تنم

حتى تتعب.

(1/546)

- من تأنى حصل على ما تمنى , ومن للخير تعنىفبالفوز تهنا , والعجلةf عقم , واألماني إفالس.

- ارض عن الله فيما فعله بك, وال تتمن زوال حالةأقامك فيها, فهو أدرى بك منك وأرحمf بك من أمك.

- قضاءf الله كله خير, حتى المعصيةf بشرطها من ندموتوبة , وانكسار واستغفار , وإذهاب الكبر والعfجب.

- داوم على االستغفار فإن لله نفحات في الليل والنهار, فعسى أن تصيبك منها نفحة تسعدf بها إلى

يوم الدين. - طfوبى لمن إذا أfنعم عليه شكر , وإذا ابتfلي صبر,

وإذا أذنب استغفر, وإذا غضب حلم , وإذا حكم عدل. - من فوائد القراءة فتقf اللسان , وتنميةf العقل ,

وصفاءf الخاطر , وإزالةf الهم , واالستفادةf منالتجارب، واكتسابf الفضائل.

- غذاءf القلب في اإلخالص والتوبة واإلنابة , والتوكل على الله , والرغبة فيما عنده والرهبة من عذابه ,

وحبه تعالى. - الزم ))يا ذا الجالل واإلكرام(( وداوم على ))يا حي

(( لترى الفرج والفرح fبرحمتك استغيث fيا قيوم والسكينة.

ل العفو، وأجر - إذا آذاك أحد فتذكر القضاء، وفض الحلم، وثواب الصبر، وأنه ظالم وأنت مظلوم , فأنت

أسعدf حظا. - القضاء نافذf واألجلf محتوم والرزقf مقدر , فلماذا

Page 374: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

؟ والمرضf والفقرf والمصيبةf بأجرها فلم fالحزن ؟. الهم

(1/547)

- في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة اآلخرة,fبه والشوق fه وحبه واألنسfه سبحانه وطاعت fوهي ذكر

إليه. - رضي الله عنهم ألنهم أطاعوا أمره واجتfنبوا نهيه

ورضوا عنه؛ ألنه أعطاهم ما أملfوا، وآمنهم مماوا. fخاف

fويرزق fويستر fويغفر fمن عنده رب يقدر fكيف يخزن - ، وبيده مقاليدf األمور. fويسمع fويرى

- الرحمةf واسعة والبابf مفتوح، والعفوf ممنوح،، والتوبةf مقبولة، وحلمه كبير. fه يغدو ويروحfوعطاؤ - ال تحزن ألن القضاء مفروغ منه، والمقدور واقع،

واألقالم جفت، والصحف طfويت واألجرf حاصل،والذنب مغفور.

ر األمل، وانتظر األجل، وعش - أحسن العمل وقص يومك، وأقبل على شأنك واعرف زمانك واحفظ

لسانك. - ال أفيد من كتاب، وال أوعظ من قبر، وال أسأم من

معصية، وال أشرف من زهد، وال أغنى من قناعة.fك، والمجدfتاريخ fكتبfبقدر همتك وجدك ومثابرتك ي -

ال يfعطى جزافا وإنما يؤخذ بجدارة ويfنالf بتضحية.، fن، واجعل الهم هم اآلخرة فحسب fهون األمر يه -

وتهيأ للقاء الله تعالى، واترك الفضول من كل شيء. - فضولf المباحات من المزعجات كفضول الكالمfوالطعام والمنام والخلطة والضحك , وهي سبب

. الغم

(1/548)

- }لكيال تأسوا على ما فاتكfم{ فال تذوبوا حسرة وندما, وال تهلكوا بكاء وأسفا, وال تنقطعوا عويال

وتسخطا.fؤمنين{ يكفيكم الله fومن اتبعك من الم fك اللهfحسب{ -

Page 375: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فيسددكم ويرعاكم ويدفع عنكم ويحميكم فالتخافون.

- }إن الله مع الذين اتقوا{ يدفع عنهم األعداء , يعافيهم من البالء , ويشافيهم من الداء , يحفظfهم

في البأساء والضراء.نا fال تحزن إن الله معنا{ يرانا, يسمع كالمنا, ينصر{ - نا. نا, يكشفf عنا ما أغم على عدونا, ييسرf لنا ما أهم - }ألم نشرح لك صدرك{ أما جعلناه فسيحا وسيعا

مبتهجا مسرورا ساكنا مطمئنا فرحا معمورا؟!ون{ فنحن نكفيك fرfا يمك - }وال تكf في ضيق مم

مكرهم, ونصد عنك كيدهم, ونرد عنك أذاهم فال تضقذرعا.

- }وال تهنfوا وال تحزنfوا{ وأنتم األعلون عقيدة وشريعة , واألعلون منهجا وسيرة , واألعلون سندا

ومبدأ, وأخالقا وسلوكا.fالمغفرة{ يعفو عن المذنب , يقبل fإن ربك واسع{ -

التوبة, يقيلf العثرة, يمحو الزلة, يستر الخطيئة,يتوبf على التائب.

وا من روح الله{ فإن فرجه قريب, fوال تيأس{ - ولطفهf عاجل , وتيسيرهf حاصل , وكرمfه واسع,

وفضله عام.احمين{ يfشافي ويfعافي ويfجتبي و أرحمf الر fوه{ -

fويحلم , fويغفر fويتولى, ويستر fويختار, ويحفظ . fويتكرم

(1/549)

- }فاللهf خير حافظا{ يحفظ الغائب, يرد الغريب , يهدي الضال , يعافي المبتلى , يشفي المريض ,

يكشفf الكرب. - }وعلى الله فتوكلfوا{ فوضوا األمر إليه, وأعيدوا

الشأن إليه, واشكوا الحال عليه, ارضوا بكفايته,اطمئنوا لرعايته.

- }فعسى اللهf أن يأتي بالفتح{ فيفتح األقفال, ويكشف الكfرب الثقال, ويزيل الليالي الطوال,

ويشرح البال , ويصلح الحال. - }ال تدري لعل الله يfحدثf بعد ذلك أمرا{ فيذهب غما

بf بعيدا. د هما ويزيلf حزنا ويسهل أمرا ويfقر fويطر

Page 376: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

و في شأن{ يكشفf كربا ويغفرf ذنبا fل يوم هfك{ - ويعطي رزقا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى، ويفك

مأسورا، ويجبرf كسيرا. - }فإن مع العfسر يfسرا{ مع الفقر غنى, وبعد

المرض عافية , وبعد الحزن سرور , وبعد الضيق سعة, وبعد الحبس انطالق , وبعد الجوع شبع.

, fيحل القيد fسرا{ سfسر يfبعد ع fالله fسيجعل{ - fوينزل الغيث , ويصل , fالباب fفتحfوي , fالحبل fوينقطع

. fوتصلح األحوال , fالغائبfفصبر جميل{ فسوف يبدل الحال , وتهدأ{ - ,fوتحل العقد , fويسهل األمر , fالصدر fوينشرح , fالنفس

.fاألزمة fوتنفرج{ ليصلح حالfك, fوتfوتوكل على الحي الذي ال يم{ -

ويشرح بالfك, ويحفظ مالfك , ويرعى عيالfك , ويكرمق آمالfك. مآلfك, ويfحق

{ يكشف عنا الكروب, fونعم الوكيل fنا اللهfحسب{ - ويزيلf عنا الخطوب, يغفرf لنا الذنوب, يصلح لنا

القلوب , يذهب عنا العيوب.

(1/550)

بينا{ هديناك واجتبيناك, fإنا فتحنا لك فتحا م{ - وحفظناك ومكناك, ونصرناك وأكرمناك, ومن كل بالء

حسن أبليناك.ك من الناس{ فال ينالfك عدو , وال fيعصم fوالله{ -

يصل إليك طاغية , وال يغلبك حاسد , وال يعلو عليكحاقد , وال يجتاحك جبار.

- }وكان فضلf الله عليك عظيما{ خلقك ورزقك , علمك وفهمك , هداك وسددك, أرشدك وأدبك, نصرك

وحفظك, توالك ورعاك.fم من نعمة فمن الله{ أعطى الخلق والرزق - }وما بك , والسمع والبصر , والهداية والعافية , والماء والهواء

, والغذاء والدواء , والمسكن والكساء. - إذا سألت فاسأل الله تجد العون والكفاية والرشد

والسداد , واللطف والفرج , والنصر والتأييد. - على الله توكلنا وبدينه آمنا ولرسوله اتبعنا ولقوله

استمعنا وبدعوته اجتمعنا, فال تحزن إن الله معنا.ه , فيرفfع قدره، ويعلي fمن ينصر fولينصرن الله -

Page 377: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

شأنه، ويتولى أمره، ويخذلf عدوه ويكبتf خصمهويخزي من كاده.

- ))ال حول وال قوة إال بالله(( ال إرادة وال قدرة وال تأييد وال نصر وال فرج وال عون وال كفاية وال طاقة إال

بالله العظيم. - }ألم نجعل لهf عينين{ يطالع كتاب الكون، ويقرأ

سن ويسرحf طرفه fبمشاهد الح fدفتر الجمال , ويتمتع في مهرجان الحياة.

fبالبيان المشرق , ينطق fولسانا وشفتين{ يتكلم{ - بالحديث الجذابf , يتحدثf بالكلمات اآلسرات , يترجم

عما في قلبه.

(1/551)

- }لئن شكرتfم ألزيدنكfم{ فيعظم علمfكم ويزيدfكم ويكثر fنصر fم، ويتحققfكم ويبارك في رزقكfفهم

كم. fخيرfم نعمهf ظاهرة وباطنة{ عامة وخاصة , - }وأسبغ عليك

في الدين والدنيا, في األهل والمال , في المواهبوالجوارح , في الروح.

- }وأfفوضf أمري إلى الله{ أرفع شكايتي إليه ,نf ظني به , أتوكلf عليه, أعرضf حالي عليه, أfحس

أرضى بحكمه, أطمئن إلى كفايته. - }اللهf لطيف بعباده{ يرزقهم إذا افتقروا , يغيثهم

إذا قحطfوا , يغفرf لهم إذا استغفروا, يشفيهم إذاوا, يعافيهم إذا ابتfلوا. fمرض

- }ال تقنطfوا من رحمة الله{ لم يغلق بابه , لم يسدل حجابه, لم تنفد خزائنfه , لم ينته فضلfه, لم ينقطع

حبلfه. - }أليس اللهf بكاف عبدهf{ يكفيه ما أهمه وأغمه ,

يحميه ممن قصده , يمنعه ممن كاد له , يحفظfه ممنمكر به.

زق{ فعنده الخزائfن، ولديه - }فابتغfوا عند الله الرfالفتاح fالمنان fوهو الجواد , fوبيده الخير ، fالكنوز

. fالعليم - }ومن يfؤمن بالله يهد قلبهf{ يكشف كربه ويغفر

ذنبه, ويذهب غيظه وينيرf طريقه ويسددf خطاه.fم{ كنتم أمواتا فأحياكم , وا نعمة الله عليك fرf - }اذك

Page 378: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الال فهداكfم , وفقراء فأغناكم , وجهلة فعلمكم, fوض ومستضعفين فنصركم.

- كم مرة سألت فأعطاك , كم مرة طلبت فحباك , كم مرة عثرت فأقالك , كم مرة أعسرت فيسر عليك,

كم مرة دعوته فأجابك.

(1/552)

، fالغموم fعلى المعصوم تذهب fوالسالم fالصالة - fوتشافي القلب المكلوم، وتفتح , fالهموم fوتزيل

. fالمقسوم fالعلوم ويحصل بها الفضلكم , fم{ ارفعوا إلى الله أكف - }ادعfوني أستجب لك

قدموا إليه حوائجكم , اسألوه مرادكم , اطلبوهرزقكم, اشكوا عليه حالكم.

ن يfجيبf المfضطر إذا دعاهf{ فيزيل كربه وبلواه - }أمويfذهبf ما أضناه , ويعطيه ما تمناه , ويحققf مبتغاه. - تصدق بعرضك على فقراء األخالق , واجعلهم في. fحل إن شتموك أو سبوك أو آذوك فعند الله العوض

بان السفينة نادى: يا اللهf , إذا ضل fإذا خاف ر - , fإذا اغتم السجين دعا: يا الله , fالحادي هتف: يا الله

.fصاح: يا الله fإذا ضاق المريضمدf{ تصمدf إليه الكائناتf , تقصدfه - }اللهf الص

المخلوقاتf , تدعوه البرياتf بشتى اللغات ومختلفاللهجات في سائر الحاجات.

- }ذلك بأن الله مولى الذين آمنfوا{ ينيرf لهمة , يوضحf لهم الهداية , الطريق , يبين لهم المحج

يحميهم من الضاللة , يعلمfهم من الجهالة. - رفقا بالقوارير ولطفا بالقلوب، ورحمة بالناس،

ورويدا بالمشاعر، وإحسانا للغير، وتفضال على. fالعالم.. أيها الناس

- اكتم الغيظ , وتغافل عن الزلة , وتغاض عن اإلساءة , واعفf عن الغلطة , وادفن المعائب تكن

أحب الناس إلى الناس. - باب ومفتاح , وغرفة تدخلfها الرياحf , وقلب مرتاح ,

مع تقوى وصالح , وقد نلت النجاح.

(1/553)

Page 379: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

, fعن الحاجة أثقال fفضول العيش أشغال , والزائد - وعفاف في كفاف خير من بذخ وإسراف.

- ال تحمل عقدة المؤامرة , وال تفكر في تربص اآلخرين , وال تظن أن الناس مشغولون بك, فكل في

فلك يسبحون.مf اللهf{ فيرد كيدهم ويبطل مكرهم، fفسيكفيكه{ -

fذهبfقوتهم , وي fجندهم، ويفل حدهم, ويمحق fويخذل بأسهم ويشتتf شملهم.

كينة عليهم{ فشفى غليلهم , وأبرد - }فأنزل الس عليلهم , وأطفأ لهب صدورهم , وأراح ضمائرهم ,

وطهر سرائرهم.fالنفس، وتسعد fالكلمة الطيبة صدقة(( ألنها تفتح(( - القلب، وتدملf الجراح، وتذهبf الغيظ وتعلنf السالم.fتبسمك في وجه أخيك صدقة(( ألن الوجه عنوان(( -

الكتاب , وهو مرآةf القلب، ورائدf الضمير وأولf الفأل.{ بترك االنتقام، ولطف fادفع بالتي هي أحسن{ -

الخطاب، ولين الجانب , والرفق في التعامل ونسياناإلساءة.

رآن لتشقى{ ولكن لتسعد fما أنزلنا عليك الق{ - ك، وتدخل به جنة الفالح، fك، وتسكن نفسfوتفرح روح

وفردوس السعادة.fم في الدين من حرج{ بل يسر - }وما جعل عليك

وسهولة، ومراعاة للمشقة، وبعد عن الكلفة، وسالمةمن التعب واإلرهاق.

م واألغالل التي كانت عليهم{ fم إصره fعنه fويضع{ - فيسعدون بعد شقاء ويرتاحون بعد عناء ويأمنون بعد

زن. fخوف، ويسرون بعد ح

(1/554)

ر لي أمري{ فأرى - }قال رب اشرح لي صدري ويس النور أمامي، وأحس الهدى بقلبي، وأمسك الحبل

بيدي، وأنال النجاح في حياتي، والفوز بعد مماتي.ك لليfسرى{ فتعبد ربك بحب وتطيعه بود fر - }ونfيس

وتجاهد فيه بصدق؛ فيصبح العذابf فيه عذابا،والعلقمf في سبيله شهدا.

- }ال يfكلفf اللهf نفسا إال وfسعها{ فال تكليف فوق الطاقة، وإنما على حسب الجهد وعلى قدر الموهبة

Page 380: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وعلى مقدار القوة.fأحيانا، ونغفل fؤاخذنا إن نسينا{ فأنا نهمfربنا ال ت{ - يبنا الشرودf ويعترينا الذهولf فعفوك يا fأوقاتا، ويص

. رب - }أو أخطأنا{ فلسنا معصومين وال من الذنب

بسالمين، ولكنا في فضلك طامعون وفي رحمتكراغبون.

- }ربنا وال تحمل علينا إصرا{ فنحن عباد ضعفاء، أنت الذي علمتنا كيف ندعوك فأجبنا fوبشر مساكين

كما دعوتنا.لنا ما ال طاقة لنا به{ فنعجز وتكل - }ربنا وال تfحم

قلوبfنا وتمل نفوسنا، بل يسر علينا وقد فعلت،وسهل علينا وقد أوجبت.

fعنا{ فنحن أهل الخطأ والحيف ومنا تبدر fواعف{ - اإلساءةf، وفينا نقص وتقصير، وأنت جواد كريم

رحمان رحيم.fالذنوب إال أنت، وال يستر fواغفر لنا{ فال يغفر{ - العيوب إال أنت، وال يحلمf عن المقصر إال أنت، وال

يتفضلf على المسيء إال أنت.

(1/555)

fوبرحمتك تعيش ,fوارحمنا{ فبرحمتك نسعد{ - آمالنا , وبرحمتك تfقبلf أعمالfنا , وبرحمتك تصلح

أحوالfنا. - ))بعثت بالحنيفة السمحة(( فالعنت فيها وال تنطع وال تكلف وال مشقة وال غلو , بل فطرة وسنة ويسر

واقتصاد. - ))إياكم والغلو(( بل الزموا السنة, اتباع ال ابتداع , وسهولة ال مشادة , وتوسط ال تطرف , واقتفاء بال

زيادة.fها سيدfأمتي أمة مرحومة(( توالها ربها, فرسول(( -

الرسل ودينfها أحسنf األديان، وهي أفضل األمموشريعتfها أجملf الشرائع.

- ))ذاق طعم اإليمان من رضى بالله ربا، وباإلسالم دينا وبمحمد رسوال(( وهذه الثالثة أركان الرضا

وأصول الفالح. - إياك والتسخط فإنه باب الحزن والهم والغم

Page 381: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالحال وضياع fالبال وسوء fالقلب وكسف fوشتات العمر.

- الرضا يكسب في القلب السكينة والدعة، والراحةواألمن، والطمأنينة وطيب العيش والسرور والفرح.

- الرضا يجعل القلبf سليما من الغش والدغل، والغل والتسخط، واالعتراض والتذمر، والملل والضجر

والتبرم. - من رضي عن الله مأل قلبه نورا وإيمانا، ويقينا وحبا

وقناعة ورضى وغنى وأمنا، وإنابة وإخباتا. - أيها الفقير: صبر جميل , فقد سلمت من تبعات

المال , وخدمة الثروة , وعناء الجمع، ومشقةوحراسة المال وخدمته، وطول الحساب عند الله.

(1/556)

- يا من فقد بصره: أبشر بالجنة ثمنا لبصرك، واعلمضت نورا في قلبك، وسلمت من رؤية أنك عfرالمنكرات , ومشاهدة المزعجات والملهيات.

ذبت من fفقد ه fيا أيها المريض: طهور إن شاء الله - قل قلبكf وانكسرت fيت من الذنوب , وص الخطايا , ونfق

ك وعجبك. fك , وذهب كبر fنفس - لماذا تفكر في المفقود وال تشكرf على الموجود ,

وتنسى النعمة الحاضرة , وتتحسرf على النعمة الغائبة, وتحسدf الناس وتغفلf عما لديك.

fخبز , وجرعة fكن في الدنيا كأنك غريب(( قطعة(( - ماء , وكساء , وأيام قليلة , وليال معدودة , ثم ينتهيالعالم , فإذا قبرf أغنى األغنياء وأفقر الفقراء سواء.

- يدفن الملكf بجانب الخادم , والرئيسf بجوار الحارس , والشاعرf المشهورf مع الفقير الخامل ,

والغنيf مع المسكين والفقيرf والكسيرf , ولكن داخلالقبر أعمال مختلفة ودرجات متباينة.

- إذا زارك يوم جديد فقل له مرحبا بضيف كريم , ثم أحسن ضيافته بفريضة تؤدى , وواجب يfعملf وتوبة

تجددf, وال تكدرهf باآلثام والهموم فإنه لن يعود. - إذا تذكرت الماضي فاذكر تاريخك المشرق لتفرح ,

وإذا ذكرت يومك فاذكر إنجازك تسعد , وإذا ذكرتالغد فاذكر أحالمك الجميلة لتتفاءل.

- طولf العمر ثروة من التجارب , وجامعة من

Page 382: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

المعارف , ومستودع من المعلومات , وكلما مر بك يوم تلقيت درسا في فن الحياة , إن طول العمر

بركة لقوم يعقلون.

(1/557)

- البد من شيء من الخوف يذكرك األمن , ويحثك على الدعاء , ويردعfك عن المخالفة , ويحذرك من

خطر أعظم. - والبد من شيء من المرض يذكرك العافية , ويجتث شجرة الكبر ودرجة العfجب ليستيقظ قلبfك من رقدة

الغافلين.fرها أكثر بالنكد , والصديق - الحياةf قصيرة فال تقص

قليل فال تخسره باللوم , واألعداءf كثير فال تزدلfق. fعددهم بسوء الخ

- كن كالنملة في المثابرة , فإنها تصعدf الشجرة مائة، ثم تعودf صاعدة حتى تصل , وال تكل fمرة وتسقط

. وال تمل - وكن كالنحلة فإنها تأكلf طيبا، وتضعf طيبا، وإذا

ها. fوقعت على عود لم تكسره، وعلى زهرة ال تخدش - ال تدخل المالئكة بيتا فيه كلب , فكيف تدخل

السكينfة قلبا فيه كالبf الشهوات والشبهات. - احذر مجالس الخصومات ففيها يباعf الدينf بثمنfفيها العرض fعلى المروءة , ويداس fبخس , ويحرج

بأقدام األنذال. - }وسابقوا{ , ليس إال المسابقة فالزمنf يمضي , والشمسf تجري , والقمرf يسير , والريحf تهب , فال

تقف، فلن تنتظرك قافلةf الحياة. - }وسارعfوا{ ثب وثبا إلى العلياء فإن المجد مناهيه , ولن يقدم النصرf على أقدام من ذهب ولكن مع دموع

ودماء وسهر ونصب وجوع ومشقة.fالعامل أزكى من مسك القاعد , وزفرات fعرق -

الكادح أجملf من أناشيد الكسول , ورغيفf الجائع ألذمن خروف المترف.

(1/558)

Page 383: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- الشتمf الذي يوجه للناجحين من حسادهم هي طلقاتf مدفع االنتصار , وإعالناتf الفوز , ودعاية

مجانية للتفوق. - التفوقf والمثابرةf ال تعترفf باألنساب واأللقاب

ومستوى الدخل والتعليم , بل من عنده همة وثابة ,ونفس متطلعة, وصبر جميل , أدرك العلياء.

- ال تتهيب المصاعب فإن األسد يواجه القطيع من الجمال غير هياب , وال تشكf المتاعب فإن الحمار يحملf األثقال وال يئن , وال تضجر من مطلبك فإن

الكلب يطاردf فريسته ولو في النار. - ال تستقل برأيك في األمور بل شاور فإن رأي

االثنين أقوى من رأي الواحد , كالحبل كلما قfرن بهحبل آخر قوي وأشتد.

- ال تحمل كل نقد يوجه إليك على أنه عداوة , بل استفد منه بغض النظر عن مقصد صاحبه فإنك إلى

التقويم أحوجf منك إلى المدح. - من عرف الناس استراح , فال يطرب لمدحهم، وال

يجزع من ذمهم , ألنهم سريعو الرضا , سريعوالغضب , والهوى يfحركfهم.

- ال تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات , فكم من فاضل حاز المجد وهو أعمى أو أصم أو أشل أو أعرج

, فالمسألةf مسألةf همم ال أجسام. - عسى أن يكون منعه لك سبحانهf عطاء وحجزك عنfرغبتك لطفا , وتأخرك عن مرادك عناية , فإنه أبصر

بك منك. - إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابةf صيف عن قليل

ها فربما fها، وال يرهبك برقfك رعد fخفfوال ي , fقشعfت كانت محملة بالغيث.

(1/559)

- اخرج بأهلك في نزهة عائلية كل أسبوع فإنها تعرفك بأطفالك أكثر وتجدد حياتك وتذهبf عنك

الملل. - من لم يسعد في بيته فلن يسعد في أي مكان , واعلم أن أنسب مكان لراحة النفس وهدوء البال،

والبعد عن التكلف هو بيتfك. - العلم والثقافةf مجدfها باق خاصة لمن علم الناس

Page 384: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وألف , أما مجدf الشهرة والمنصب فظل زائل، وطيفزائف.

- الفكر إذا تfرك ذهب إلى خانة المآسي , فجر اآلالمواألحزان , فال تتركه يطيش ولكن قيده فيما ينفع. - مما يشوش البال ويقسي القلب مخالطةf الناس

وسماعf كالمهم الالهي، وطول مجالستهم , وماأحسن العزلة مع العبادة والعلم.

- أشرف السبل سبيلك إلى المسجد , وآمنf الطرقك إلى بيتك , وأصعبf المواقف وقوفك أمام fطريق

السلطان , وأعظمf الهيئات سجودfك للديان. - سماع القرآن بصوت حسن, والذكرf بقلب حاضر ,

fبلسان فصيح موائد fمن مال حالل , والوعظ fواإلنفاق للنفس وبساتينf للقلب.

- األخالق الجميلة والسجايا النبيلة, أجملf من وسامة الوجوه، وسواد العيون، ورقة الخدود؛ ألن جمال

المعنى أجل من جمال الشكل. - صنائعf المعروف تقي مصارع السوء , وجدارf العقل يمنعf من مزالق الهوى , ومطارقf التجارب أنفعf من

ألف واعظ. - إذا رأيت األلوف من البشر وقد أذهبfوا أعمارهم في

الفن واللهو واللعب والضياع فاحمد الله على ماعندك من خير , فرؤيةf المبتلى سرور للمعافى.

(1/560)

- إذا رأيت الكافر فاحمد الله على اإلسالم , وإذا رأيت الفاجر فاحمد الله على التقوى , وإذا رأيت

الجاهل فاحمد الله على العلم , وإذا رأيت المبتلىفاحمد الله على العافية.

- خلقت الشمسf لك فاغتسل بضيائها , وخلقت الرياحf لك فاستمتع بهوائها , وخلقت األنهارf لك

فتلذذ بمائها , وخلقت الثمارf لك فاهنأ بغذائها, واحمدمن أعطى جل في عاله.

- األعمى يتمنى أن يشاهد العالم , واألصم يتمنى سماع األصوات , والمقعدf يتمنى المشي خطوات ,

واألبكمf يتمنى أن يقول كلمات , وأنت تشاهدf وتسمع. fوتتكلم

- ال تظن أن الحياة كملت ألحد , من عنده بيت ليس

Page 385: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

عنده سيارة , ومن عنده زوجة ليس عنده وظيفة , ومن عنده شهية قد ال يجد الطعام , ومن عنده

نع من األكل. fم fالمأكوالت - المسجدf سوق اآلخرة , والكتابf صديقf العمر ,

والعملf أنيسf في القبر , والخلقf الحسنf تاجf الشرف, والكرمf أجملf ثوب.

fإياك وكتاب المالحدة فإن فيها رجسا ينجس - القلب , وسما يقتلf النفس , ولوثة تعصفf بالضمير،

وليس أصلح لك من الوحي، يطهرf روحك ويشفىداءك.

- ال تتخذ قرارا وأنت مغضب فتندم؛ ألن الغضبان. fه التأمل fالصواب، وتفوته الروية، وينقص fبفقد

, fللمستقبل fال يصلح fال يرد الغائب , والخوف fالحزن - fوالقلب ،fالسوية fالنجاح , بل النفس fال يحقق fوالقلق

الراضي هما جناحا السعادة.

(1/561)

- ال تطالب الناس باحترامك حتى تحترمهم , وال تلfمهم على إخفاق حصل لك , بل لfم نفسك , وإن

أردت أن يكرمك الناسf فأكرم نفسك. - على صاحب الكوخ أن يرضى بكوخه إذا علم أن

القصور سوف تخربf , وعلى البس الثياب الممزقةأن يقنع بثيابه إذا تيقن أن الحرير سوف يبلى.

- من أعطى نفسه كلما تطلبf تشتت قلبfه , وضاع أمfره , وكثرf همه؛ ألنه ال حد لمطالب النفس فهي

أمارة غرارة. - يا من فقد ابنه: لك قصرf الحمد في الجنة , ويا من

فاته نصيfبه من الدنيا: نصيبك في جنات عدنتنتظرك.

- الطائرf ال يأتيه رزقfه في العش , واألسدf ال تقدم له وجبتfه في العرين , والنملةf ال تعطي طعامها في

مسكنها, ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلب كماطلبوا تجد ما وجدوا.

- }يحسبfون كfل صيحة عليهم{ يموتون قبل الموت , وينتظرون كل مصيبة , ويتوقعون كل كارثة ,

ويخافون من كل صوت وخيال وحركة؛ ألن قلوبهمهواء ونفوسهم ممزقة.

Page 386: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- إذا أقامك اللهf في حالة فال تطلب غيرها ألنه عليم بك , فإن أفقرك فال تقل ليته أغناني، وإن أمرضك

فال تقل ليته شفاني.ك عن سفر خيرا , وعسى حرمانfك fعسى تأخير -

زوجة بركة , وعسى ردك عن وظيفة مصلحة , ألنه. fوأنت ال تعلم fيعلم

- الصخرf أقوى من الشجر , والحديدf أقوى من الصخر , والنارf أقوى من الحديد , والريح أقوى من

النار , واإليمانf أقوى من الريح المرسلة.

(1/562)

- كل مأساة تصيبfك فهي درس ال يfنسى , وكل مصيبة تصيبfك فهي محفورةf في ذاكرتك, ولهذا هي

النصوص الباقية في الذهن. - النجاحf قطرات من المعاناة والغصص والجراحات

واآلهات والمزعجات , اإلخفاقf قطرات من الخمولوالكسل والعجز والمهانة والخور.

- الذي يحرص على الشهرة المؤقتة، وال يسعى للخلود بثناء حسن، وعلم نافع صالح، إنما هو رجل

بسيط ال همة له. - ))يا بالل, أقم الصالة , أرحنا بها(( ألن الصالة فيض من السكينة , ونهر من األمن , وريح طيبة باردة تهب

على النفس فتطفئ نار الخوف والحزن. - إذا لم تعص ربا؛ ولم تظلم أحدا، فنم قرير العين ,

وهنيئا لك فقد عال حظك وطاب سعيfك فليس لكعدو.

- هنيئا لمن بات والناسf يدعون له, وويل لمن نام, fشرى لمنى أحبته القلوبfيدعون عليه , وب fوالناس

. fوخسارة لمن لعنته األلسن - إذا لم تجد عدال في محكمة الدنيا فارفع ملفك

لمحكمة اآلخرة فإن الشهود مالئكة , والدعوىمحفوظةf , والقاضي أحكمf الحاكمين.

fركfم{ لولم يكن للذكر من فائدة إال وني أذك fرf - }فاذك هذه لكفى , ولو لم يكن له نفع إال أن يذكرك ربك

لفى fلكفى به نفعا , فيا له من مجد وسؤدد وز وشرف.

fاإليمان فهو يذهب fشطر fبشرى لك. . فالطهور -

Page 387: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الخطايا ويغسلf السيئات غسال، ويطهرك لمقابلةملك الملوك تعالى.

(1/563)

- طfوبى لك فالصالةf كفارة تذهبf ما قبلها , وتمحو ما أمامها , وتصلح ما بعدها , وتفك األسر عن

صاحبها , فهي قرةf العيون. - الرجل الذي يسعى دائما للظفر باحترام الناس وال

يتعرضf لنقدهم , كثيرا ما يعيشf شقيا بائسا ,والسعيf وراء الظهور والشهرة عدfو للسعادة.

- النظرياتf والدروسf في فن السعادة ال تكفى , بل البد من حركة وعمل وتصرف كالمشي كل يوم ساعة

أو السفر أو الذهاب إلى المنتزهات. - تتعرضf البعوضةf لألسد كثيرا وتحاولf إيذاءه فال

ها اهتماما وال يلتفتf إليها، ألنه مشغول fيعير بمقاصده عنها.

- احذر المتشائم , فإنك تريه الزهرة فيريك شوكها , وتعرضf عليه الماء فيخرجf لك منه القذى , وتمدحf له

الشمس فيشكو حرارتها. - أتريدf السعادة حقا؟! ال تبحثf عنها بعيدا , إنها فيك؛ في تفكيرك المبدع , في خيالك الجميل , في إرادتك

المتفائلة , في قلبك المشرق بالخير.هf على من حولك - السعادةf عطر ال يستطيعf أن ترش

دون أن تعلق به قطرات منه. - مصيبfتنا أننا نخافf من غير الله في اليوم أكثر منfأن نخطئ , نخاف fمائة مرة: نخاف أن نتأخر , نخاف

أن نستعجل , نخافf أن يغضب فالن , نخافf أن يشكفالن.

- كثيرون من الناس يعتقدون أن كل سرور زائل ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم , فهم يؤمنون

زن. fبموت السرور، ويكفرون بموت الح

(1/564)

نا مثل السمكة العمياء تظن وهي في البحر fبعض - أنها في كأس صغير , فنحن خلقنا في عالم اإليمان

Page 388: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

فأحطنا أنفسنا بجبال الكره والخوف والعداوةوالحزن.

ها, - إن الحياة كريمة، ولكن الهدية تحتاجf لمن يستحقfلهم الحياة وهم يبكون، وتبتسم fوإن الذين تضحك

لهم وهم يكشرون ال يستحقون البقاء. - وضع صياد حمامة في قفص فأخذت تغني فقال الصيادf: أهذا وقتf الغناء؟! فقالت: من ساعة إلى

ساعة فرج. - قيل لحكيم: لماذا ال تذهبf إلى السلطان فإنه

يعطي أكياس الذهب؟ قال: أخشى منه إذا غضب أن يقطع رأسي ويضعه في أحد تلك األكياس ويقدمه

هدية لزوجتي!!. - لماذا تسمع نfباح الكالب وال تنصتf لغناء الحمام؟! لماذا ترى من الليل سواده، وال تشاهد حسن القمر

والنجوم؟! لماذا تشكو لسع النحل وتنسى حالوةالعسل؟!.

- تاب أبوك آدمf من الذنب فاجتباه ربك واصطفاه وهداه , وأخرج من صلبه أنبياء وشهداء وعلماء

وأولياء , فصار أعلى بعد الذنب منه قبل أن يذنب. - ناح نوح والطوفان كالبركان فهتف: يا رحمانf يا

منانf , فجاءه الغوثf في لمح البصر فانتصر وظفر ,أما من كفر فقد خسر واندحر.

- أصبح يونس في قاع البحر في ظلمات ثالث فأرسل رسالة عاجلةf فبها اعترافf باالقتراف ,

واعتذر عن التقصير , فجاء الغوث كالبرق ألن البرقيةصادقة.

(1/565)

- غسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوبf توبته أبيض؛ ألن القماش نfسج في المحراب والخياطf أمين ,

حر. وغfسل الثوبf في الس - إذا اشتد عليك األمرf وضاق بك الكربf وجاءك

؛ فانتظر الفرج. fاليأس - إذا أردت الله يفرج عنك ما أهمك فاقطع طمعك

في أي مخلوق صغر أم كبر , وال تعلق على أحد أمالغير الله، وأجمع اليأس في الناس كافة.

- نفسك كالسائل الذي يلون اإلناء بلونه، فإن كانت

Page 389: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال، fنفس وإن كانت ضيقة متشائمة رأيت الشقاء والشر

بح. fوالق - إذا أطعمت المعبود، ورضيت بالموجود، وسلوت عن

المفقود، فقد نلت المقصود وأدركت كل مطلبمحمود.

- من عنده بستان في صدره من اإليمان والذكر، ولديه حديقة في ذهنه من العلم والتجارب فال يأسف

على ما فاته من الدنيا. - إن من مؤخر السعادة حتى يعود ابنه الغائبf , ويبني

بيته ويجدf وظيفة تناسبه، إنما هو مخدوع بالسراب،مغرور بأحالم اليقظة.

- السعادةf: هي عدمf االهتمام، وهجرf التوقعاتواطراحf التخويفات.

، وهي عfربونf المودة fالحالل fالبسمة: هي السحر - وإعالنf اإلخاء، وهي رسالة عاجلة تحملf السالم

، وهي صدقة متقلبة تدل على أن صاحبها والحبراض مطمئن ثابت.

- أنهاك عن االضطراب واالرتباك والفوضوية , وسببها تركf النظام وإهمالf الترتيب , والحل أن

يكون لإلنسان جدول متزن فيه واقعية ومران.

(1/566)

؛ - إذا وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر ألنه يخففf منها وينقصf من عمرها, ألن للشدة عمرا

كعمر اإلنسان ال تتعداه. - ينبغي أن يكون لك حد من المطالب الدنيوية تنتهي إليه , فمثال تطلبf بيتا تسكنه وعمال يناسبك، وسيارة

تحملfك , أما فتحf شهية الطمع على مصراعيها فهذاشقاء.

نة ال تتغيرf لهذا fلقد خلقنا األنسان في كبد{ س{ - اإلنسان فهو في مجاهدة ومشقة ومعاناة , فالبد أن

يعترف بواقعه ويتعامل مع حياته. - يظن من يقطعf يومه كله في اللعب أو الصيد أو اللهو أنه سوف يسعدf نفسه , وما علم أنه سوف

يدفع هذا الثمن هما متصال وكدرا دائما؛ ألنه أهملالموازنة بين الواجبات والمسليات.

Page 390: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالزائدة fتخلص من الفضول في حياتك, حتى األوراق - في جيبك أو على مكتبك, ألن ما زاد عن الحاجة - في

كل شيء - ما كان ضارا. - كان الصحابة أسعد الناس ألنهم لم يكونوا يتعمقون

في خطرات القلوب، ودقائق السلوك، ووساوسالنفس , بل اهتموا باألصول، واشتغلوا بالمقاصد. - ينبغي أن تهتم بالتركيز، وحضور القلب عند أداء العبادات , فال خير في علم بال فقه , وال صالة بال

خشوع , وال قراءة بال تدبر. - }والطيباتf للطيبين{ فالطيباتf من األقوال واألعمال واآلداب واألخالق والزوجات لألخيار

fنسfبهذا اللقاء، ويحصل األ fاألبرار , لتتم السعادة . fوالفالح

(1/567)

- }والكاظمين الغيظ{ يكظمونه في صدورهم فاله من السب والشتم واألذى والعداوة , بل fآثار fتظهر

قهروا أنفسهم وتركوا االنتقام. - }والعافين عن الناس{ وهم الذين أظهروا العفو

والمغفرة وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم منfبل ظهر الحلم fوا فحسبfطلب الثأر , فلم يكظم

والصفحf عليهم.حسنين{ وهم الذين عفوا عمن fحب المfي fوالله{ - ظلمهم بل أحسنوا إليه وأعانوه بمالهم وجاههم

وكرمهم, فهو يسيء وهم يحسنون إليه, ولهذا أعلىالمراتب وأجل المقامات.

- حدد بالضبط األمر الذي يسعدfك. سجل قائمة بأسعد حاالتك: هل تحدث بعد مقابلة شخص معين؟ أو ذهابك

إلى مكان محدد؟ أو بعد أدائك عمال بذاته؟ إذا كنت تتبعf روتينا جيدا, ضعه في قائمتك. تجد بعد أسبوع

أنك ملكت قائمة واضحة باألفكار التي تجعلfك سعيدا. - تعود على عمل األشياء السارة: بعد تحديد األمور التي تسعدfك أبعد كل األمور األخرى عن ذهنك. أكد

األمور السعيدة , وانس األمور التي ال تسعدfك. وليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حد

ذاتها. - ارض عن نفسك وتقبلها: من المهم جدا أن تنتهي

Page 391: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

إلى قرار بالرضا عن نفسك, والثقة في تصرفاتك, وعدم االهتمام بما يوجه إليك من نقد , طالما أنت

ملتزم بالصراط المستقيم , فالسعادةf تهربf منحيثf يدخلf الشك أو الشعورf بالذنب.

(1/568)

- اصنع المعروف واخدم اآلخرين: ال تبق وحيدا معزوال, فالعزلةf مصدرf تعاسة , كل الكآبة والتعاسة

fبأسرتك والناس , وتقدم fوالتوتر تختفي حينما تلتحم شيئا من الخدمات. وقد وصف العمل أسبوعين في

خدمة اآلخرين عالجا لحاالت االكتئاب. - أشغل نفسك دائما: يجب أن تحاول - بوعي وإرادة -

استخدم المزيد من إمكاناتك. سوف تسعدf أكثر إن شغلت نفسك بعمل أشياء بديعة , فالكسلf ينمي

االكتئاب. - حارب النكد والكآبة: إذا أزعجك أمر , قم بعمل

جسماني تحبه تجد أن حالتك النفسية والذهنية قد تحسنت. ويمكنك أن تمارس مسلكا كانت تسعدك

ممارسته في الماضي, كأن تزاول رياضة معينة أورحلة مع أصدقاء.

- ال تبتئس على عمل ال تكمله: يجب أن تعرف أن عمل الكبار ال ينتهي. من الناس من يشعرون أنهموا fلن يكونوا سعداء راضين عن أنفسهم إال إذا أنجز كل أعمالهم. والشخصf المسؤولf يستطيع أن يؤدي القدر الممكن من عمله بال تهاون, ويستمتع بالبهجة

في الوقت نفسه , مادام لم يقصر. - ال تبالغ في المنافسة والتحدي: تعلم أال تقسو على نفسك, خاصة حينما تباري أحدا في عمل ما بدون أن

تشترط لشعورك بالسعادة أن تفوز. - ال تحبس مشاعرك: كبتf المشاعر يسببf التوتر,

ويحولf دون الشعور بالسعادة. ال تكتم مشاعرك. عبرعنها بأسلوب مناسب ينفثf عن ضغوطها في نفسك.

(1/569)

Page 392: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

fالناس fال تتحمل وزر غيرك: كثيرا ما يشعر - باالبتئاس , والمسؤولية , والذنب , بسبب اكتئاب

شخص آخر , رغم أنهم برءاء مما هو فيه, تذكر أن كل إنسان مسؤول عن نفسه, وأن للتعاطف

والتعاون حدودا وأولويات. وأن اإلنسان على نفسهبصيرة }وال تزرf وازرة وزر أfخرى{ .

- اتخذ قراراتك فورا: إن الشخص الذي يؤجل قراراته وقتا طويال , فإنه يسلبf من وقت سعادته ساعات ,

وأياما , بل وشهورا. تذكر إن إصدار القرار اآلن ال.fيعني بالضرورة عدم التراجع عنه أو تعديله فيما بعد

- اعرف قدر نفسك: حينما تفكرf في اإلقدام على عمل تذكر الحكمة القائلة: ))رحم الله امرءا عرف

قدر نفسه(( إذا بلغت الخمسين من عمرك, وأردت أن تمارس رياضة, فكر في المشي أو السباحة أو

التنس - مثال - وال تفكر في كرة القدم. وحاول تنميةمهاراتك باستمرار.

- تعلم كيف تعرف نفسك: أما االندفاعf في خضم الحياة دون إتاحة الفرصة لنفسك كي تقيم أوضاعك

ومسؤولياتك في الحياة, فحماقة كبرى. فهؤالء الذينال يفهمون أنفسهم لن يعرفوا إمكاناتهم.

- اعتدل في حياتك العملية: اعمل إن استطعت جزءا من الوقت، فقد كان اإلغريق يؤمنون بأن الرجال ال

رم من الوقت الفراغ fيمكن أن يحتفظ بإنسانيته إذا ح واالسترخاء

- كن مستعدا لخوض مغامرات: الطريقة الوحيدة لحياة ممتعة هي اقتحامf أخطارها المحسوبة، لن

تتعلم ما لم تكن عازما على مواجهة المخاطر، قممثال بتعلم السباحة لمواجهة خطر الغرق.

(1/570)

، وال ، وال قيد إال سوف يfفك fفتحfال قفل إال سوف ي - .. ولكن fوال غائب إال سوف يصل ، fبعيد إال سوف يقرب

بأجل مسمى.fالحياة، وزاد fالة{ فهما وقود بر والص - }استعينfوا بالص السير، وباب األمل، ومفتاحf الفرج، ومن لزم الصبر،

ره بفجر صادق، وفتح وحافظ على الصالة؛ فبشمبين، ونصر قريب.

Page 393: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

حب وطfرد فأخذ يرددf: أحد fذب وسfرب عfلد بالل وض fج - و اللهf أحد{ ، فلما دخل الجنة fل ه fأحد، ألنه حفظ }ق

احتقر ما بذل، واستقل ما قدم ألن السلعة أغلى منالثمن أضعافا مضاعفة.

- ما هي الدنيا؟ هل هي الثوبf إن غاليت فيه خدمته وما خدمك، أو زوجة إن كانت جميلة تعذبf قلبها

بحبها، أو مال كثر أصبحت له خازنا.. هذا سرورهافكيف خزنfها؟

- كل العقالء يسعون لجلب السعادة بالعلم أو بالمال أو بالجاه، وأسعدfهم بها صاحبf اإليمان ألن سعادته

.fدائمة على كل حال حتى يلقى ربه - من السعادة سالمةf القلب من األمراض العقدية

كالشك والسخط واالعتراض والريبة والشبهةوالشهوة.

هم للناس، فهو يحمل تصرفاتهم fالناس أعذر fأعقل - وأقوالهم على أحسن المحامل، فهو الذي أراح

واستراح.اكرين{ اقنع بما عنك، ن الش ذ ما آتيتfك وكfن م fفخ{ -

ارض بقسمك، استثمر ما عندك من موهبة، وظفطاقتك فيما ينفعf واحمد الله على ما أوالك.

(1/571)

- ال يكن يومfك كله قراءة أو تفكرا أو تأليفا أو حفظا بل خذ من كل عمل بطرف ونوع فيه األعمال فهذا

أنشطf للنفس. - الصلواتf ترتبf األوقات فجعل كل صالة عمال من

األعمال النافعة. - إن الخير للعبد فيما اختار له ربه، فإنه أعلمf به

وأرحم به من أمه التي ولدته، فما للعبد إال أن يرضى بحكم ربه، ويفوض األمر إليه ويكتفي بكفاية ربه

وخالقه ومواله. - ولعبدf لضعفه ولعجزه ال يدري ما وراء حجب الغيب،

فهو ال يرى إال ظواهر األمور أما الخوافي فعلمfها عند ربي، فكم من محنة. صارت منحة وكم من بلية

أصبحت عطية، فالخيرf كامن في المكروه. - أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى

األرض، فظاهر المسألة أن آدم ترك األحسن

Page 394: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

واألصوب ووقع عليه المكروه، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم، فإن الله تاب عليه وهداه

ال وأنبياء fس fواجتباه وجعله نبيا وأخرج من صلبه ر وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين

ومنفقين، فسبحان الله كم بين قوله }اسكfن أنتك الجنة{ ، وبين قوله }ثfم اجتباهf ربهf فتاب fوزوج عليه وهدى{ فإن حالة األول سكن وأكل وشرب

وهذا حال عامة الناس الذين ال هم لهم وال طموحات، وأما حاله بعد االجتباء واالصطفاء والنبوة والهداية

فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ. - وهذا داودf عليه السالم ارتكب الخطيئة فندم وبكى,ه نعمة من أجل النعم, فإنه عرف ربه فكانت في حق

معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع

(1/572)

المنكسر , وهذا مقصودf العبودية فإن من أركان. وقد سئل شيخ العبودية تمامf الذل لله عز وجل

اإلسالم ابنf تيمية عن قوله - صلى الله عليه وسلم -: ))عجبا للمؤمن ال يقضي اللهf له شيئا إال كان خيرا

له(( هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد؟ , قال نعم؛ بشرطها من الندم والتوبة واالستغفار

واالنكسار. فظاهرf األمر في تقدير المعصية مكروه على العبد،

وباطنfه محبوب إذا اقترن بشرطه. - وخيرة الله وللرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ظاهرة باهرة , فإن كل مكروه وقع له صار محبوبا

مرغوبا , فإن تكذيب قومه له؛ ومحاربتهم إياه كان سببا في إقامة سوق الجهاد، ومناصرة الله والتضحية في سبيله , فكانت تلك الغزواتf التي نصر اللهf فيها رسوله , فتحا عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم, ولوال تلك المجابهة من, fالعظيم fالكبير والفوز fالكفار لم يحصل هذا الخير

ولما طfرد - صلى الله عليه وسلم - من مكة كانfوالفالح fاألمر مكروها ولكن في باطنه الخير fظاهر

والمنةf , فإنه بهذه الهجرة أقام - صلى الله عليهfوسلم - دولة اإلسالم، ووجد أنصارا، وتميز أهل

اإليمان من أهل الكفر , وعfرف الصادق في إيمانه

Page 395: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غfلب عليه الصالة والسالم وأصحابfه في أحد كان األمرf مكروها في

ظاهره، شديدا على النفوس، لكن ظهر له من الخير وحسن االختيار ما يفوقf الوصف, فقد ذهب من بعض

النفوس العجبf بانتصار يوم بدر، والثقةf بالنفس، واالعتمادf عليها , واتخذ اللهf من المسلمين شهداء

أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء , ومصعب سفير اإلسالم , وعبدالله ابن عمرو والد جابر الذي كلمه

اللهf وغيرهم , وامتاز المنافقون بغزوة أحد، وفضحم. . fأسرارهم وهتك أستاره fالله fأمرهم، وكشف

وقس على ذلك أحواله - صلى الله عليه وسلم -،fله fها الخيرfوباطن ،fها المكروه fومقاماته التي ظاهر

وللمسلمين.

(1/573)

سن اختيار الله لعبده هانت عليه fومن عرف ح - ، وسهلت عليه المصاعبf , وتوقع اللطف fالمصائب

من الله، واستبشر بما حصل، ثقة بلطف الله وكرمه،fه وضيق fه وضجرfحزن fوحسن اختياره، حينها يذهب

fصدره , ويسلم األمر لربه جل في عاله، فال يتسخط ، حتى تلوح له fويصبر fبل يشكر ، fوال يتذمر ، fوال يعترض

، وتنقشعf عنه سحبf المصائب. fالعواقب - نوح عليه السالمf يfؤذى ألف عام إال خمسين عاما

في سبيل دعوته , فيصبرf ويحتسبf ويستمر في نشر دعوته إلى التوحيد ليال ونهارا , سرا وجهرا , حتى

ينجيه ربه ويهلك عدوه بالطوفان. - إبراهيمf عليه السالمf يfلقى في النار فيجعلfها الله عليه بردا وسالما , ويحميه من النمرود، وينجيه من

ه عليهم، ويجعلf دينه خالدا في fكيد قومه وينصر األرض.

- موسى عليه السالم يتربصf به فرعونf الدوائر، ويحيكf له المكائد، ويتفننf في إيذائه ويطاردfه ,

ه اللهf عليه ويعطيه العصا تلقفf ما يأفكون , fفينصر ويشقf له البحر ويخرجf منه بمعجزة، ويهلكf اللهf عدوه

ويخزيه. - عيسى عليه السالمf يحاربfه بنو إسرائيل، ويؤذونه في سمعته وأمه ورسالته , ويريدون قتله فيرفعfه

Page 396: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

ه نصرا مؤزرا، ويبوءf أعداؤه fإليه وينصر fالله بالخسران.

- رسولfنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يؤذيهfوالنصارى أشد اإليذاء , ويذوق fالمشركون واليهود

صنوف البالء، من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاءوسخرية وسب وشتم

(1/574)

واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر واالفتراء ,fتهمfبأتباعه, وي fنكلfه ويfقتل أصحابfوي fحاربfوي fطردfوي في زوجته، ويذوقf أصناف النكبات، ويهدد بالغارات،،fهfوتكسر ثنيت ، fويجرح ، fويمر بأزمات , ويجوع ويفتقر

ه ويفقدf عمه أبا طالب الذي ناصره , fويشج رأس وتذهب زوجتfه خديجة التي واسته , ويfحصرf في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر ,

وتموتf بناتfه في حياته وتسيلf روحf ابنه إبراهيم بينقf عمه حمزةf , ويتعرض يديه , ويfغلبf في أحد , ويfمز لعدة محاوالت اغتيال , ويربطf الحجر على بطنه من

الجوع وال يجدf أحيانا خبز الشعير وال رديء التمر , ويذوقf الغصص ويتجرع كأس المعاناة , ويfزلزلf مع

م الحناجر , وتعكس fقلوبه fأصحابه زلزاال شديدا وتبلغ مقاصدfه أحيانا، ويبتلى بتيه الجبابرة وصلف

المتكبرين وسوء أدب األعراب وعجب األغنياء، وحقد اليهود، ومكر المنافقين، وبfطء استجابة الناس , ثم

تكون العاقبةf له، والنصرf حليفه، والفوزf رفيقه، فيظهرf اللهf دينه، وينصرf عبده، ويهزم األحزاب وحده،

ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم , واللهf غالب علىأمره ولكن أكثر الناس ال يعلمون.

- وهذا أبو بكر يتحملf الشدائد، ويستسهلf الصعاب في سبيل دينه وينفقf ماله ويبذلf جاهه، ويقدم

الغالي والرخيص في سبيل الله، حتى يفوز بلقبالصديق.

- وعمرf بنf الخطاب يضرجf بدمائه في المحراب، بعدfوالزهد fوالتضحية fوالبذل fحياة ملؤها الجهاد

والتقشفf وإقامةf العدل بين الناس.

(1/575)

Page 397: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

- وعثمانf بن عفان ذfبح وهو يتلو القرآن , وذهبته ثمنا لمبادئه ورسالته. fروح

- وعلي بن أبي طالب يfغتالf في المسجد، بعد مواقف جليلة ومقامات عظيمة من التضحية والنصر

والفداء والصدق.fقتلfه الله الشهادة وي fبن علي يرزق fوالحسين ... -

بسيف الظلم والعدوان.fفيبوء fيقتله الحجاج fالزاهد fحبير العالم fبن fوسعيد -

بإثمه. - وابنf الزبير يكرمfه اللهf بالشهادة في الحرم على يد

الحجاج بن يوسف الظالم. - ويfحبس اإلمامf أحمدf بنf حنبل في الحق، ويfجلد

فيصيرf إمام أهل السنة والجماعة. - ويقتل الواثقf اإلمام أحمد بن نصر الخزاعي الداعية

إلى السنة بقوله كلمة الحق. - وشيخf اإلسالم ابنf تيمية يسجن ويfمنعf من أهلهوأصحابه وكتبه , فيرفعf اللهf ذكرهf في العالمين.

لد اإلمامf أبو حنيفة من قبل أبو جعفر fوقد ج - المنصور.

fبن المسيب العالم الرباني , جلده أمير fلد سعيد fوج - المدينة.

, fالمحدث fالله بن عون العالمfوضرب اإلمام بن عبد - ضربه بالل بن أبي برده.

- ولو ذهبت أعدد من ابتلfى بعزل أو سجن أو جلد أو قتل أو أذى لطال المقام ولكثر الكالم , وفيما ذكرت

كفاية.

(1/576)

وفي الختام، تقبل تحياتي، وهاك سالمي مقرونابدعائي لك بالسعادة ...

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن ال إله أنتأستغفرك وأتوب إليك.

(1/583)

Page 398: برنامج المكتبة الشاملة - ://aboanaselazhery.files.wordpress.com/2013/10/d98…  · Web viewإنه ينهاك نهياً جازماً عن الإصرارِ على

الخاتمة

أنا وأنت، هيا نقصد الغني الواحد الماجد، األحد الصمد الحي القيوم، ذا الجالل واإلكرام، لننطرح على عتبة ربوبيته، ونلتجئ إلى باب وحدانيته، نسأله ونfلح في

السؤال، ونطلبfه وننتظرf النوال، فهو المعافي. fالمحيي المميت fالشافي الكافي وهو الخالق الرزاق

}ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقناعذاب النار{ .

))اللهم إنا نسألfك العفو والعافية والمعافاة الدائمةفي الدنيا واآلخرة(( .

))اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونعوذf بك من شر ما

استعاذك منه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -(( . ))اللهم إنا نعوذf بك من الهم والحز، ونعوذf بك من

fبن، ونعوذ fبك من البخل والج fالعجز والكسل، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال(( .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسالم علىالمرسلين، والحمدf لله رب العالمين.

(1/584)