25
اﻹﻇﻬﺎر ﻟﺒﻄﻼن ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﻋﺼﺎر رد ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ اﳊﺴﻦ وﻟﺪ اﻟﺪدو ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ أﺑ اﻟﻤﻨﺬر اﻟﺴﻠﻔﻲ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ

الإظهار في بطلان تأمين الكفار.pdf

  • Upload
    oooooza

  • View
    48

  • Download
    1

Embed Size (px)

Citation preview

اإلظهار لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار

رد على حممد احلسن ولد الددو

لفضيلة الشيخ المنذر السلفي الشنقيطي يأب

حفظه اهللا

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

بسم اهللا الرمحن الرحيم

.آله وصحبه أمجعني ىسيدنا حممد وعلاحلمد هللا رب العاملني وصلي اهللا على

: أما بعد

يام عن حرمة دماء النصارى املوجودين يف بالد املسلمني يتحدث الناس يف هذه األ . ألم مؤمنون كما يزعمون

و اليت استنكر فيها قتل النصارى يف عملية دولد الد ىجاءت فتو ويف هذا الصدد : واليت قال فيها ٢٤/١٢/٢٠٠٧: أالك يوم

ء على أسرة أما بعد فقد بلغين ما حصل باألمس يف بالدنا من االعتدا.. احلمد هللا فرنسية مستأمنة، وهو أمر ال يقره شرع وال عقل، ملا فيه من إزهاق ألرواح بشرية من غري سبب وترويع لآلمنني، فلزم بني حكمه شرعا وبراءة اإلسالم منه، فقد أخرج البخاري يف صحيحه يف كتاب الديات، يف باب إمث من قتل ذميا بغري جرم، عن عبد اهللا بن عمرو

من قتل نفسا معاهدا مل يرح رائحة :" عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال - عنهمارضي اهللا وأخرجه أيضا يف كتاب اجلزية، يف باب إمث " اجلنة وإن رحيها ال يوجد من مسرية أربعني عاما

. احلديث" من قتل معاهدا:"من قتل معاهدا بغري جرم، بلفظ

باب يف الوفاء للمعاهد وحرمة ذمته من وأخرج أبو داوود يف سننه يف كتاب اجلهاد، يف من قتل معاهدا :" قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: حديث أيب بكرة رضي اهللا عنه قال

جاء وأخرج الرتمذي يف سننه يف كتاب الديات يف باب ما" يف غري كنهه حرم اهللا عليه اجلنةن النيب صلى اهللا عليه فيمن يقتل نفسا معاهدا، من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه ع

أال من قتل نفسا معاهدة له ذمة اهللا وذمة رسوله فقد أخفر بذمة اهللا فال يرح :" وسلم قالحديث أبو هريرة : قال أبو عيسى" رائحة اجلنة وإا رحيها ليوجد من مسرية سبعني خريفا

. حديث حسن صحيح

يء يف باب تعشري أهل الذمة وأخرج أبو داوود يف سننه يف كتاب اخلراج واإلمارة والفإذا اختلفوا بالتجارات، عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اهللا صلى

أال من ظلم :" اهللا عليه وسلم عن آبائهم دنية عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قالوم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغري طيب نفس فأنا خصمه ي

. " القيامة

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

وسنده ال بأس به و ال يضره عدم تسمية أوالد الصحابة فهم عدد جيرب تعددهم .جهالتهم ولذلك سكت عنه أبو داوود واحلافظ يف الفتح

هو ..": من قتل معاهدا :" وقال احلافظ بن حجر يف شرح حديث عبد اهللا بن عمرو . نة من سلطان أو أمان من مسلممن له عهد مع املسلمني سواء كان بعقد اجلزية أو هد

قال يف " يف كنهه:" وقال عبد العظيم آبادي يف عون املعبود يف شرح حديث أيب بكرة .كنه األمر حقيقته وقيل وقته وقدره وقيل غايته: النهاية

ومما يزيد هذه اجلرمية شناعة أا ارتكبت يف الشهر احلرام الذي ى اهللا عن قتال يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه قل :"قال اهللا تعاىل. باملستأمننياملقاتلني فيه فكيف

. "قتال فيه كبري

وذه النصوص الصحيحة الصرحية تتبني براءة اإلسالم من هذه اجلرمية وأا من أشنع نسأل اهللا أن جينب بالدنا خماطر التطرف والعدوان، .اجلرائم وأبشعها يف ميزان الشرع احلنيف

آمنة على يوم التناد وان يقمع أهل الزيغ والفساد، وصلى اهللا وسلم على نبينا وأن جيعلها حممد وعلى آله وصحبه

.كتبه حممد احلسن بن الددو

ومل يكتف ولد الددو ذه الفتوى بل أتبعها بفتوى أخرى يكرر فيها ما قاله ويؤكده تطاف النصارى وحيرم فيها التعرض هلؤالء النصارى وذلك عندما حدثت عمليات اخ

.. اإلسبان واإليطاليني األخرية

: حيث قال يف هذه الفتوى

أما بعد فإن دين اإلسالم حيرم حترميا قاطعا وجيرم جترميا واضحا التعرض .. احلمد هللا بأي أذى للمستأمنني من غري املسلمني، وال يفرق بني حرمتهم وحرمة املسلمني يف الدماء

من قتل معاهدا مل "عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال واالعراض و األموال، فقد صحأخرجه البخاري و النسائي وابن " يرح رائحة اجلنة وإن رحيها توجد من مسرية أربعني عاما

وأخرج أبو داوود والنسائي . ماجة وامحد من حديث عبد اهللا بن عمرو رضي اهللا عنهما ال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف سننهما من حديث أيب بكرة رضي اهللا عنه ق

واخرج أبو داوود والبيهقي عن صفوان ." من قتل معاهدا يف غري كنهه حرم اهللا عليه اجلنة:"بن سليم عن عدة من أبناء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن آبائهم دنية عن رسول اهللا

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

كلفه فوق طاقته أو أخذ منه أال من ظلم معاهدا أو انتقصه أو: "صلى اهللا عليه وسلم قالولفظ البيهقي عن ثالثني من أبناء ." شيئا بغري طيب نفس فأن خصمه يوم القيامة

.أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

املراد به من له عهد مع املسلمني : "قال احلافظ ابن حجر يف الفتح يف تعريف املعاهد ."ان من مسلمسواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أم

. بغري حق شرعي" بغري كنهة: "ومعىن

ويدخل يف ما ذكر من حترمي ظلمهم حترمي اختطافهم أو ابتزازهم وباألخص إذا تعلق األمر بالنسا ء والضعفة فإن ظلمهم أعظم يف ميزان الشرع احلنيف من ظلم األقوياء وقد

. والعلم عند اهللا تعاىل .حرم رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قتل النساء يف احلروب

.كتبه حممد احلسن ولد الددو

واملالحظ أن كالمه يف هذه الفتوى واليت قبلها حمصور يف احلديث عن حرمة دم وهي مسلمة ال خيالف فيها أحد من املسلمني لوضوح األدلة الواردة فيها خاصة ، املعاهد

فما ، هرية وجامدة على النصوصبالنسبة للجماعات السلفية اليت يتهمها خصومها بأا ظا . كان ميكن هلا أن تعرض عن هذه النصوص الواضحة

إذا كانت القضية تتعلق بالنصوص الشرعية والدعوة إىل االلتزام ا فلماذا ال يعرتض ولد الددو على هذه احلكومة اليت يساندها الختاذها أعداء اهللا أولياء؟

آمنوا ال تـتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تـلقون إليهم يا أيـها الذين {وقد قال تعايل ة وقد كفروا مبا جاءكم من احلق١: املمتحنة [} بالمود[

وملاذا ال يعرتض عليها يف تعيني امرأة يف منصب وزير اخلارجية اقتداء بأمريكا وخمالفة ؟١)لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة( :هللا عليه وسلم القائلهلدي النيب صلى ا

وحنن نرجو من كل من يتحدث يف هذا املوضوع أن جيعل حديثه حمصورا يف حمل النزاع .. ويرتك اإلطالة واالستكثار باألمور املتفق عليها

.أخرجه البخاري يف صحيحه ١

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

إن مشكلتنا مع العلماء الذين خنتلف معهم يف هذه القضايا أم يتحاورون معنا حوار !! الطرشان

!! ال جيوز اخلروج على والة األمر: احلكام مرتدون فيقولون : نقول

جتوز : ، فيقولون )وهو أعظم مصلحة(الدميقراطية شرك ناقض للتوحيد : نقول !! املشاركة يف الدميقراطية ملا فيها من مصاحل

!! اجلهاد فرض عني، فيقولون ال بد من إذن اإلمام ووجود الراية: نقول

ال جيوز االعتداء : النصارى يف بالدنا مل تتوفر هلم شروط األمان، فيقولون : ونقول !! على املعاهدين

وهذا جيعلنا نعتقد بأم غري جادين يف حديثهم وانتقادهم للمجاهدين وغري حريصني .. على بيان ما يرونه حقا هلم

نتحدث عن املسائل اليت حنن نتابع كالم هؤالء العلماء ونقرؤه كله وحني نرد عليه .. طرحوها بذاا ال غريها

!فلماذا ال يفعلون الشيء نفسه ؟

ملاذا ال حيرصون على تفنيد األفكار اليت يطرحها ااهدون ويبينوا للناس بطالا ؟

..باطل.. باطل..إن أمان هؤالء الكفار باطل : لقد قلنا مرارا

طة ويثبت لنا باألدلة أن أمام صحيح فلماذا ال يتحدث ابن الددو عن هذه النق !مستكمل الشروط ؟

حىت لو افرتضنا جدال أن تأمني هؤالء الكفار صحيح غري باطل، : نقول البن الددو فإن ااهدين يستبيحون قتاهلم حبجة الضرورة واملصلحة، وال ميكنك االعرتاض على ذلك

ة والتصويت على الدستور الكفري كل بعد أن أحبت للناس املشاركة يف الدميقراطية الشركي !! "املصلحة: "ذلك بواسطة العصا السحرية اليت يقال هلا

فهل تريد أن حتتكر هذه العصا فتستبيح ا الكفريات، ومتنع ااهدين أن يستبيحوا !ا أمورا غري مكفرة ؟

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

طوير معلوماته لقد كانت الفرتة الفاصلة بني البيانني الذين أصدرمها ابن الددو كافية لت، ولكن شيئا من ذلك مل )شبهام(ومعرفة وجهة نظر ااهدين يف هذه القضية والرد على

!!حيدث بل جاء بيانه األخري تكرارا لألول

.. واملالحظ أن ابن الددو يدخر شهادات التزكية العالية لكل من يقتله ااهدون

!لدماء املسلمني متاما فالنصارى الذين قتلهم ااهدون دماؤهم مساوية

قال ذلك يف تعليقه على عملية !! (وجند الطاغوت من العسكر املوريتانيني إسالميون ).تورين

فسوف يقول بأم قتلوا املالئكة) باخلطأ(وأعتقد أنه إذا قتل ااهدون بعض اإلخوان !!

**

شيطان اإلنس وأشرع اآلن يف بيان املقصود فأقول عائذا بريب من اخلذالن ووسوسة :واجلان

إن تأمني الكفار من الغرب والنصارى يف الظروف احلالية للعامل اإلسالمي يعترب باطال ؤمن: من جهتني

ؤمن وجهة امل .. جهة امل

ؤمن فألن تأمني الكافر ال يقبل إال من املسلم، وهؤالء الكفار مؤمنون أما من جهة امل

... املرتدينمن طرف عمالئهم من احلكام

. فهم مرتدون لتبديلهم شرعة رب العاملني، ومرتدون ملواالم أعداء الدين

ؤمن . فألن هؤالء النصارى ال تتوفر فيهم شروط األمان وأما من جهة امل

فحرمة دم املعاهد واملؤمن ليست مطلقة ألنه إن مل تتوفر فيه شروط األمان رجع . .دمه مباحا كما كان

مان الكافر والمرتدبطالن أ

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

ذمة المسلمني واحدة " - ]: رضي الله عنه قال [ يعل عن " : الصحيحني "ورد يف "يسعى ا أدناهم

جيري على املسلمني : "وروى ابن أيب شيبة وأمحد وأبو يعلى والدارقطين يف املعجم الكبري "بعضهم

: أيب شيبة يف املصنف ويف رواية ابن

هم : جيري على المسلمني بـعضهم، أو قال : -34079 رجل منـ

جيري على المسلمني أدناهم : " من حديث عمرو بن العاص : وللطيالسي"

افر واملرتد وأنه ال جيري دلت هذه األحاديث مبنطوقها ومفهومها على فساد تأمني الك .على املسلمني إال مسلم

:قال الباجي يف املنتقى

سالم ( شرح املوطأ -املنتقى ).صفات األمان مخسة الذكورة واحلرية والبـلوغ والعقل واإل - ٣١/ ٣

: ويف أسىن املطالب

سري وال مكره حىت امرأة أو عبد أو فاسق أو سفيه أمان لكل مسلم مكلف غري أ (فخرج بالمسلم الكافر ألنه ... كافر وكافرة غري كافر أسري سواء أكانا بدار احلرب أم ال

٢٠٢/ ٤ -ىن املطالب يف شرح روض الطالب أس). متـهم وليس أهال للنظر لنا

وال يصح أمان كافر وإن كان ذميا ألن النيب ) : (٨/٣٩٨(وقال ابن قدامة يف املغين فجعل الذمة " ذمة املسلمني واحدة يسعى ا أدناهم : " صلى اهللا عليه وسلم قال

أهـ) للمسلمني فال حتصل لغريهم، وألنه متهم على اإلسالم وأهله فأشبه احلريب

: وقال الزركشي

ملا روي على رضي اهللا فال يصح أمان الكافر، وإن كان ذميا . منا : قال اخلرقي (رواه أمحد، وهو بعض ) ذمة املسلمني واحدة، يسعى ا أدناهم : ( عنه عن النيب قال

١٨٦/ ٣ - شرح الزركشي ) حديث يف الصحيح، فقيد ذلك باملسلمني

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

ال ذميا : ( يف بيان من ال يصح تأمينه كي صاحب املختصروقال الشيخ خليل املال ). أو خائفا منهم

: قال الكاساين يف بدائع الصنائع

سالم فال يصح أمان الكافر وإن كان يـقاتل مع المسلمني ألنه متـهم يف ( ها اإل ومنـخيانـته وألنه إذا كان متـهما فال يدرى أنه بـىن أمانه على مراعاة حق المسلمني فال تـؤمن

القوة والضعف أم ال فـيـقع الشك ) ) ) حال ( ( ( مصلحة المسلمني من التـفرق عن حالة ة فال يصح مع حيف وجود شرط الص ك١٠٦/ ٧ - بدائع الصنائع ). الش

: و يزيد ذلك بيانا ما رواه ابن ماجة

من قتل معاهدا له ( : عن أيب هريرة عن النيب صلى اهللا عليه و سلم قال -2687 .)ذمة اهللا وذمة رسوله مل يرح رائحة اجلنة

اهللا وهذا العهد الذي جاء بتوقيع من حكومة مرتدة ال ميكن قطعا أن يكون هو ذمة . وذمة رسوله

إن هؤالء النصارى مؤمنون من طرف : ومن الشبه الغريبة اليت تثار اليوم قول البعض !! الشعب ال من طرف احلاكم

وهذا لعمري تالعب غريب وتلبيس عجيب إذ كيف حيمل الشعب الربيء املقهور جريرة احلكومة املرتدة كأنه هو احلاكم بالفعل ؟

فمعىن ذلك أن الشعب هو املسئول عن غياب الشرع أي أنه وإذا كان هذا صحيحا !! ال فرق بينه وبني احلكومة يف الكفر

وهذا أقرب إىل منهج بعض فرق اخلوارج الذين يكفرون احلاكم بغري ما أنزل اهللا ومن !! يعيش يف ظل حكمه

ال ميكن إن العقود والعهود الىت تربمها احلكومات املرتدة ليس هلا أي اعتبار شرعي و أن تكون ممثلة لإلسالم أو املسلمني، فحني حنكم على حكومة بالردة فذلك يعين ضرورة أنا

! وإال وقعنا يف التناقض..حنكم على كل عقودها بالفساد

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

أن أمان هؤالء النصارى صحيح من جهة املؤمن، فقد بقي –جدال –وإذا افرتضنا . فساده من جهة املؤمن

:وهذا بيانه

فاء الضرر شرط لصحة األمانانت

رفع استباحة دم احلريب ورقه، وماله حني قتاله مع العزم ": األمان عرفه ابن عرفة فقال ٨٨٩/ ٢ - الفواكه الدواين "عليه مع استقراره حتت حكم اإلسالم مدة ما

: وجاء يف املوسوعة الفقهية الكويتية تعريف األمان بأنه

ر الزم، قا( وإن مل بل للنـقض بشروطه، وحكمه اجلواز مع شرط انتفاء الضرر عقد غيـية الذين تظهر المصلحة فيه على ما ذهب إليه المالكية والشافعية واحلنابلة، خالفا للحنف

). تكون فيه مصلحة ظاهرة للمسلمني يشرتطون أن

) باب إمث من قتل معاهدا بغري جرم: ( بوب اإلمام البخاري رمحه اهللا فقال

باب إمث من قتل معاهدا : "قوله : (وعلق احلافظ ابن حجر على هذه الرتمجة فقال لكنه مستفاد من قواعد الشرع، كذا قيده يف الرتمجة، وليس التقييد يف اخلرب، " بغري جرم

وفيما أخرجه النسائي " بغري حق : " ووقع منصوصا يف رواية أيب معاوية اآليت ذكرها بلفظ من قتل نفسا معاهدة بغري حلها حرم اهللا عليه : " وأبو داود من حديث أيب بكرة بلفظ

) ٤٣٣ص ٩ج ( فتح الباري البن حجر " ) اجلنة

ة قتل نفس معاهدة بغري حلها، ومن حلها قتلها بسبب دل هذا احلديث على حرم .. ضررها على املسلمني ألن انتفاء الضرر من أهم شروط األمان

وقد اشرتط أصحاب املذاهب األربعة لصحة األمان انتفاء الضرر وزاد احلنفية على . ذلك وجود املصلحة

حيث نص عليه )الضرر أعين انتفاء(واملالكية أكثر الفقهاء تأكيدا على هذا الشرط ).بلفظ، أو إشارة مفهمة، إن مل يضر: ( رمحه اهللا يف خمتصره فقال " خليل"

إن مل يضر األمان باملسلمني بأن حصلت به املصلحة أو ( :جاء يف حاشية اخلرشي ) ١٢ص ١٠ج ) (استوي حالتا املصلحة وعدم الضرر

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

أي بأن تردد هل هناك مصلحة ) إخل أو استوي حالتا : قوله : ( مث قال يف احلاشية أو ليس هناك مصلحة بل انتفاء الضرر فاحلاصل أن املصلحة إما ختفيفا أو احتماال أقول

١٦ص ١٠ج (حاشية اخلرشي ( بل ولو تيقن عدم املصلحة، بل املدار على انتفاء الضرر (

) ر إن مل يض( مث شرط األمان : ( ويف حاشية الدسوقي على الشرح الكبري باملسلمني بأن يكون فيه مصلحة أو استوت املصلحة وعدم الضرر فإن أضر باملسلمني

) ١٩٧ص ٧ج ( حاشية الدسوقي على الشرح الكبري ) وجب رده

ونبه احلطاب على أن األمان تعرتيه األحكام حسب وجوه املصلحة تساويا أو ) ٤٦٨ص ٩ج( رجحانا كما يف مواهب اجلليل يف شرح خمتصر خليل

وشرط : قال يف اجلواهر : تنبيه ) : ٤٥١ص ٤ج: ( وقال يف حاشية العدوى األمان أن ال يكون على املسلمني ضرر فلو أمن جاسوسا أو طليعة أو من فيه مضرة مل

اهـ ) ينعقد

:وقال صاحب اإلنصاف من احلنابلة على ابن سليمان املرداوى

- اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف ( اويشرتط يف أمان اإلمام عدم الضرر علين١٤٦/ ٤(

وقد أشار ابن قدامة إىل أن احلكمة من مشروعية منع الكفار من الدخول إىل أرض : املسلمني بغري أمان هي خشية الضرر فقال

وليس ألهل احلرب دخول دار اإلسالم بغري أمان ألنه ال يؤمن أن يدخل : فصل ( ٣٦٠ص ٨املغين ج) باملسلمني جاسوسا أو متلصصا فيضر

: وأما عند الشافعية ففي أسىن املطالب

ويـبطل أمان متجسس وطليعة إذ من شرط األمان أن ال يـتضرر به المسلمون ومع (هما ألن دخول مثاله خيانة فـعلم أسىن ). أن شرط األمان انتفاء الضرر ذلك يـغتال كل منـ

٢٠٤/ ٤ - املطالب يف شرح روض الطالب

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

وشرط األمان عدم ضرر على : ( قال يف مطالب أويل النهي يف شرح غاية املنتهي ) ١٥٠ص ٧ج) ( املسلمني فيه

ضرر فلم يعاهدهم واملسلمون إال على الكف عما فيه إدخال: ( وقال ابن القيم على املسلمني وغضاضة يف اإلسالم، فإذا مل يوجد فال عهد هلم من اإلمام وال من اهللا،

) ٢٥٩ص ( أحكام أهل الذمة ) وهذا ظاهر ال خفاء به

وهلذا نص العلماء على رد أمان كل من كان أمانه مظنة حلصول الضرر غالبا سواء كان ذلك لعجزه أو اامه

وهذا إذا كان املؤمن عدال : ( رسالة ذاكرا شروط األمان قال الرمحوين يف شرح ال ٢٦٣ص ) وعرف مصلحة األمان

وإذا كان املسلم يف دار احلرب تاجرا أو أسريا أو أسلم هناك : ( وقال السرخسي ١٣٦ص ١٢ج :املبسوط) فأمنهم فأمانه باطل ألنه مقهور يف أيديهم

منع أمان األسري عند الكفار وكذا األجري " ي الثور " وقد نقل ابن حجر يف الفتح عن )٢٧٤:ص - ٦:ج(هلم

. وذلك ألما ال خيرجان عن طوعهم

واألسري أي املقيد أو : ( وقال يف أسين املطالب عطفا على من ال يصح أمانه احملبوس وإن مل يكن مكرها ؛ ألنه مقهور بأيديهم ال يعرف وجه املصلحة وألن وضع

ؤمن األمان أن يأمن ) ٧٢ص ٢١ج( أسين املطالب ) امل

وأما ) : ٤٥٢ص ٤ج ( ويف حاشية العدوى على شرح كفاية الطالب الرباين . فال جيوز تأمينهما) أي من الكفار ( الذمي واخلائف منهم

فقال ) ال ذميا أو خائفا منهم : ( وعلق يف حاشية اخلرشي على قول الشيخ خليل إىل انه ال جيوز تأمينهما ؛ ألن خمالفة األول يف ) ذميا أو خائفا منهم ال : ( وأشار بقوله

الدين حيمله على سوء النظر للمسلمني وإذا ام املسلم على ذلك يف بعض األحوال ) ١١ص ١٠ج ( اخلرشي ) فالكافر أويل بذلك

:١٨٥/ ٢ويف الشرح الكبري للدردير

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

حال عقد االمان فال ميضي الن كفره حيمله )ذميا أو خائفا منهم(ال إن كان املؤمن ( ).على سوء النظر للمسلمني وخوفه حيمله على مصلحة نفسه خاصة دون املسلمني

وسئل أشهب عن رجل شذ عن عسكر املسلمني فأسره العدو فطلبهم املسلمون (فقال العدو لألسري املسلم أعطنا األمان فأعطاهم األمان فقال إذا كان أمنهم وهو آمن

التاج ). على نفسه فذلك جائز وإن كان أمنهم وهو خائف على نفسه فليس ذلك جبائز ٣٦١/ ٣ - واإلكليل

وأما أمان الذمي فال ميضي ومثله املسلم اخلائف من : ( وقال الرمحوين يف شرح الرسالة ١٦٣ص ) الكفار

املسلم اخلائف ال إمنا قلنا املسلم الغري خائف ألن أمان الذمي ومثله : وقال النفراوي ميضي وال جيب الوفاء به ألن املخالفة يف الذمي حتمل على عدم مراعاة املصلحة، وأمر

) ٤١٣ص ٤ج ( الفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين ) اخلائف ظاهر

بأيدي الغرب أو أجراء هلم أو على األقل ىوهل احلكام يف زماننا إال أسر :قلت خائفون ؟

فإن أنكر املكابر ذلك فلن يستطيع إنكار أم ال خيرجون عن طوعهم فشاركوا . األجري واألسري يف العلة فكان أمام مردودا

: الدليل على اشتراط انتفاء الضرر لصحة األمان

الدليل فهو يكاد يكون معلوما كل ما ذكرناه سابقا هو أقوال الفقهاء يف املسألة أمامن القواعد املعروفة املقررة يف " الضرر يزال"حيتاج إىل تذكري، وقاعدة كل أحد وال ىلد

). ال ضرر وال ضرار(الشرع، واألصل فيها قوله صلى اهللا عليه وسلم

.فكل عمل يرتتب عليه ضرر للمسلمني فهو ممنوع غري مشروع

: وإذا كان غري مشروع فهو عقد فاسد غري معترب شرعا

: نروى الدارقطين يف السن

عن خصيف عن عروة عن عائشة رضي اهللا عنها عن النيب صلى اهللا عليه و -99 ).املسلمون عند شروطهم ما وافق احلق: (سلم قال

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

): ٤٥٥٧(والبيهقي يف معرفة السنن واآلثار ) ٩٨(وروى الدارقطين يف السنن

صلى عن كثري بن عبد اهللا بن عمرو بن عوف املزين، عن أبيه، عن جده، عن النيب ).المسلمون عند شروطهم إال شرطا حرم حالال أو شرطا أحل حراما: (اهللا عليه وسلم قال

عن رافع بن خديج قال قال رسول اهللا صلى اهللا : وروى الطرباين يف معجمه الكبري ).املسلمون عند شروطهم فيما أحل(عليه وسلم

األمانأمثلة للضرر في

بان من خالل ما ذكرنا أن األمان ال ينعقد إذا كان فيه ضرر على املسلمني يف دينهم :أو يف دنياهم ومن أمثلة هذا الضرر

: ــ التجسس 1

٤ج( فتاوى السبكي ) والتأمني الباطل مثل تأمني اجلاسوس وحنوه : ( قال السبكي ). ٢٥٤ص

: ١٨٢/ ٢ - ويف حاشية الدسوقي

).أي ال جيوز عقد األمان على التجسس ) وال جيوز عقد عليه ( له قـو (

: ــ االستهزاء باإلسالم والمسلمين 2

وما أعطي األمان على أن يستخف باملسلمني، وهلذا جيرب على : ( قال السرخسي ) ٢٠٨ص ١١ج( املبسوط ) بيع العبد املسلم،

: ــ السحر 3

عن الذمي إذا سحر ىالبخاري باب هل يعف بوب

إن أدخل بسحره ضررا على مسلم نقض عهده : وقال مالك : ( قال ابن حجر ) ٤٤٩ص ٩ج ( فتح الباري البن حجر ) بذلك

: ــ إظهار الكفار لدينهم أو الدعوة إليه 4

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

مع أم بسبب إظهارهم لدينهم" عكاء " أبطل السبكي أمان بعض النصارى يف : فعلوا ذلك بإذن الوايل، ونص السؤال

ورد كتاب من نائب صفد على نائب الشام مضمونه أن مدينة عكاء من ) مسألة (الساحل بعمل صفد ا ميناء يرد إليها التجار الفرنج من البحر يبيعون ما يصل معهم

دهم بعكاء وال ما ويبتضعون غريه ويعودون إىل بالدهم، ومل يكن هلم عادة بإظهار أعيايفعلونه ببالدهم وأنه ملا كان من أيام اجتمع الفرنج وجهزوا من قطع هلم عروق زيتون ومحلوها على أكتاف عتالني نفرين صبيان فرنج والطبول والزمور وأن الصبيان املذكورين

خراب عكاء مجيعهم أعلنوا بالدعاء ملوالنا السلطان امللك الصاحل بامليناء مث إم دخلوا إىل وقدامهم مقدم الوالية وامليناء ومجاعة من املسلمني بسيوف مشهورة وأم ملا وصلوا إىل الكنيسة استغاث الصبيان الراكبني باملسيح بالدين الصليب وبيد أحد الصبيان رمح به راية

قدم وحال الوقت جهز اململوك من أحضر الفرنج املذكورين ومتويل عكاء والقاضي ا ومامليناء والوالية والعتالني فلما حضروا سأل اململوك العتالني عن ذلك فذكروا أنه جري وأن مقدم الوالية أمرهم بشيل الزيتونة مع الفرنج املذكورين وان الفرنج ذكروا أنه شاوروا الوايل

على ذلك

ء وهذه احلال اليت صدرت من هؤال: الشيخ اإلمام رمحه اهللا مبا نصه ) أجاب (من ااهرة باألمور املذكورة وندائهم بالدين الصليب وجمموع ما ذكر من ....املسلمني

والذي أمرهم بذلك وأذن هلم فيه . هؤالء اهليئة ينتقض به أمام ويصريون كمن ال أمان له إن كان واليا يعزل ويؤدب بضرب ال يبلغ أدين احلدود، وإن كان قاضيا يعزل واحلمالون

يبا لطيفا وكذا من كان معهم من املسلمني ومل ينكروا عليهم واهللا سبحانه وتعايل يؤدبون تأد ) ٢٥٤ص ٤ج ( فتاوى السبكي ) أعلم

: ــ التسبب في إبطال الجهاد 5

والشرط أن ال يؤدي األمان إىل إبطال اجلهاد يف تلك : ( قال يف أسين املطالب قهرية وهو من أعظم مكاسب املسلمني فال جيوز الناحية ألن اجلهاد شعار الدين والدعوة ال

) ٧٤ص ٢١ج ( أسين املطالب ) أن يظهر بأمان اآلحاد انسداده

وضابطه أن يؤدي األمان إىل إبطال اجلهاد يف :( ٢٠٧/ ٤ -ويف إعانة الطالبني تلك الناحية فال يصح من اآلحاد حينئذ أمان إلبطاله شعار الدين وأعظم مكاسب

).املسلمني

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

: ــ التسبب في عرقلة الجهاد أو المشقة على المجاهدين 6

وأال يؤدي ــ أي األمان ــ إىل تكليف محل الزاد والعلف فلو : ( قال يف أسين املطالب آمنا آحادا على طريق الغزاة واحتجنا إىل محل ذلك ولوال األمان ألخذنا أطعمة الكفار مل

) ٧٤ص ٢١ج ( أسين املطالب ) يصح األمان للضرر

. فبان من كل هذا أن من كان أمانه مشتمال على ضرر فأمانه باطل

**

وأمان هؤالء الكفار في زماننا اليوم ال يكون معتبرا من الناحية الشرعية إال : بأمرين

ــ أن يؤمنهم أحد املسلمني املوحدين الذين مل يرتكبوا ناقضا من نواقض اإلسالم مع 1 . العام ال يكون آلحاد املسلمني وإمنا لإلمام املسلمالعلم أن األمان

): كتأمني غريه إقليما: ( قال يف حاشية اخلرشي عند قول الشيخ خليل رمحه اهللا

شرح ) تأمني اإلقليم من خصائص اإلمام واملراد باإلقليم العدد الذي ال ينحصر ( ) ١٠ص ١٠ج ( خمتصر خليل للخرشي

: الروضة النديةوقال حممد صديق خان يف

إمنا يصح األمان من آحاد املسلمني إذا أمن واحد أو اثنني فأما عقد األمان ألهل ناحية على العموم فال يصح إال من اإلمام على سبيل االجتهاد وحتري املصلحة كعقد الذمة

ولو جعل ذلك آحاد الناس صار ذريعة إىل إبطال اجلهاد

٣٥٣/ ٢ -الروضة الندية شرح الدرر البهية

ــ أن يكون هؤالء الكفار خاضعني لإلسالم غري مظهرين لدينهم وال داعني إليه وال 2 مدخلني على املسلمني الضرر يف دينهم أو دنياهم ويتم ذلك من خالل العناية بالتأشريات وعدم منحها إال ملن يتضح موجب قدومه وانعدام ضرره، فإن هؤالء الكفار ال يعطون

بالدهم للمسلمني إال بعد الكثري من التحري والتدقيق حىت ال يدخل ل إىلتأشرية الدخو

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

إليهم من يريد أن يضرهم، فينبغي أن نعاملهم مبثل ما يعاملوننا به، فإن هذا من محاية . الوطن اليت يتشدق ا احلكام اليوم

ؤمن معصوم ا لدم فإن اجتمع هذان الشرطان كان األمان صحيحا معتربا، وكان امل

.واملال، وإن اختل أحد الشرطني كان األمان باطال

اخلاصة والعامة ما يسببه قدوم هؤالء الكفار إىل بالد املسلمني من ىومن املعلوم لد ا دين املسلمني ونشروا فيهم فساد يف الدين وفساد يف الدنيا، فهم إن كانوا سواحا أفسدو

ين أخرجوا الناس من دينهم، وإن كانوا والفواحش وشرب اخلمور، وإن كانوا منصر الزىنموظفني كانوا عيونا على املسلمني، ومباشرين لتنفيذ اخلطط واملشاريع الغربية يف بالد

. اإلسالم ومن كان هذا حاله كان تأمينه من أبطل الباطل

: ما يترتب على بطالن األمان وفساده

ار إىل حلها على املسلمني، يرتتب على بطالن األمان رجوع دماء وأموال هؤالء الكف ولو كان على املسلمني ضرر يف األمان كان األمان باطال وال يثبت به : ( قال السبكي

) حق التبليغ إىل املأمن بل جيوز االغتيال يف هذه احلال وإن قصد التأمني ألنه تأمني باطل ) ٢٥٧ص ٤ج ( فتاوى السبكي

: وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية

فإن عقد األمان ...... اهللا و رسوله موجب للقتل ال يعصم منه و ال عهد إن إيذاء( -الصارم املسلول ).هلؤالء ال يصح و ال يصريون مستأمنني بل جيوز اغتياهلم و الفتك م

٢٩٢/ ١

. فاألمان الباطل ال حيقن دم الكفار وإال كان ال معين لبطالنه

ج ( اموع ) ن حكمهم حكم أهل احلرب وإذا انتقض أمام كا: ( قال النووي ) ٢١٢ص ١٩

إىل } كيف يكون للمشركني عهد عند اهللا ورسوله { : قوله تعاىل: (وقال ابن القيم قاتلوا أئمة الكفر إم فوإن نكثوا أميام من بعد عهدهم وطعنوا يف دينكم { : قوله تعاىل

ملشرك عهد ممن كان النيب صلي اهللا عليه اهللا أن يكون ىفنف} ال أميان هلم لعلهم ينتهون

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

فعلم أن العهد ال . وسلم عاهدهم إال قوما ذكرهم فجعل هلم عهدا ما داموا مستقيمني لنا ) ٢٥٩ص ( أحكام الذمة . ) يبقي للمشرك إال ما دام مستقيما

التوسع يف عقد األمان الذي يذكره الفقهاء أن ما فسد منه حيقن منه دم وليس معىن لكافر مطلقا، وإمنا معناه أن يتساهل يف بعض احلاالت مع الكافر إذا اخطأ فظن أن ا

تعال أقتلك فظنه قصد تأمينه : املسلمني أمنوه وكان الواقع خبالف ذلك، أو قال له املسلم .جلهله بلسانه فإنه يبلغ مأمنه يف هذه احلالة وشبهها

): ٥٥٥ص ٧ج : ( ي قال يف مطالب أويل النهي يف شرح غاية املنته

املوضع الذي صدر فيه ما اعتقده : وجيب رد معتقد غري األمان أمانا إىل مأمنه أي ( )أمانا نصا لئال يكون غدرا له

: ( مثاال للتوسع يف األمان فقال ) ٧٨ص ٢١ج ( وذكر صاحب أسين املطالب ) ب على التوسعةإن جاء زيد فقد أمنتك لبناء البا: وبالتعليق بالغرر كقوله

اعتقاد غير األمان أمانا: " وهذا التوسع راجع يف أغلبه إىل صورة واحدة هي : قلت وأما من كان أو ما شاها، ألنه ال تفريط وال اعتداء من الكافر املؤمن يف هذه احلالة، "

حق ، فكل من الفساد أمانه من الكفار بسبب تفريط منه أو اعتداء فإنه ال يبلغ مأمنهله يف األمان ال حق له يف تبليغ املأمن، فليس من الفقه التسوية بني من فسد أمانه للضرر

.ومن فسد أمانه للخطأ أو الغرر

التوسع يف األمان الذي ذكر العلماء ومن زعم ذلك فإنه مل يفهم وليس هذا هو معىن .قصدهم

وعقد األمان أضعف : (بل إن األمان من أيسر العقود انتقاضا كما قال السبكي ) من عقد الذمة ينتقض مبا ال ينتقض به عقد الذمة

)٢٥٤ص ٤ج ( فتاوى السبكي

فإن استعان أهل البغي مبن بيننا وبينهم هدنة : ( وذكر النووي مثاال لذلك فقال فأعانوهم انتقض أمام إال إذا ادعوا أم أكرهوا على ذلك، وأقاموا على ذلك بينة، والفرق

ينهم وبني أهل الذمة أن أهل الذمة أقوي حكما وهلذا ال تنتقض الذمة خلوف جنايتهم ب

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

٢١٢ص ١٩اموع ج ) واهلدنة تنتقض خلوف جنايتهم فألن تنتقض بنفس اإلعانة أويل (

وعقد الذمة آكد ألنه جيب على اإلمام إجابتهم إليه وهو نوع : ( وقال ابن قدامة هلدنة واألمان وهلذا لو نقض بعض أهل الذمة مل ينتقض عهد معاوضة وعقد مؤبد خبالف ا ٣١٨ص ٨املغين ج ) الباقني خبالف اهلدنة واألمان

وقتل عني وإن : ( وهلذا كان قتل اجلاسوس جائزا وإن أمن كما قال خليل رمحه اهللا ). أمن

٩ج ) ( ني يعين أنه جيوز قتل اجلاسوس وهو مراده بالع: ( قال يف حاشية اخلرشي .( ٤٩٣ص /

. وغري اجلاسوس من أصحاب الضرر مثله يف احلكم

**

: المجاهدون ليسوا طرفا في عهود الحكام مع الكفار

.يتضح مما ذكرنا سابقا بطالن أمان الكفار املزعوم من الناحية الشرعية

وحىت لو فرضنا ــ جدال ــ صحته حبيث كان صادرا من حكام غري مرتدين، وغري مستلزم ضررا فإن عهود هؤالء احلكام مع الكافرين ال تلزم ااهدين ألم ليسوا طرفا فيها،

: وذلك لسببني

أن ااهدين ال تشملهم عهود هؤالء احلكام ألم ال يعرتفون بشرعيتهم، :األول .وال يدينون هلم بالطاعة والوالء وليسوا حتت قبضتهم وال يف سلطام

: ( ن ال يلزم اإلمام بتأمني الكفار ممن هم خارج سلطانه، قال ابن قدامة وعقد األما إمنا أمناهم ممن هو يف دار اإلسالم الذين هم يف قبضة اإلمام فأما من هو يف دارهم، ومن ليس يف قبضته فال مينع منه، وهلذا ملا قتل أبو بصري الرجل الذي جاء لرده مل ينكره النيب

سلم ومل يضمنه وملا انفرد هو وأبو جندل وأصحاما عن النيب صلي اهللا صلي اهللا عليه و عليه وسلم يف صلح احلديبية فقطعوا الطريق عليهم وقتلوا من قتلوا منهم وأخذوا املال، مل

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

املغين ) ينكر ذلك النيب صلي اهللا عليه وسلم ومل يأمرهم برد ما أخذوه وال غرامة ما أتلفوه ٣١٨ص ٨ج

.ل من ال حكم لإلمام عليه ومل يكن داخال يف سلطانهوهكذا ك

ويف قصة أيب بصري من الفوائد جواز قتل ): (٥/٣٥١(قال احلافظ ابن حجر يف الفتح املشرك املعتدي غيلة، وال يعد ما وقع من أيب بصري غدرا ألنه مل يكن يف مجلة من دخل يف

)..ريش؛ ألنه إذ ذاك كان حمبوسا مبكةاملعاقدة اليت بني النيب صلى اهللا عليه وسلم وبني ق

ومنها أن املعاهدين إذا تسلموه ومتكنوا منه فقتل أحدا ( :وقال ابن القيم رمحه اهللا منهم مل يضمنه بدية وال قود ومل يضمنه اإلمام بل يكون حكمه يف ذلك حكم قتله هلم يف

املعاهدين بذي ديارهم حيث ال حكم لإلمام عليهم، فإن أبا بصري قتل أحد الرجلني ٣٠٨ص / ٣زاد املعاد ج ) احلليفة وهي من حكم املدينة

وإذا عقد اهلدنة فعليه محايتهم من املسلمني وأهل الذمة ألنه : ( وقال ابن قدامة آمنهم ممن هو يف قبضته وحتت يده كما أمن من يف قبضته منهم، وال تلزمه محايتهم من

ن اهلدنة التزام الكف عنهم فقط فإن أغار عليهم أهل احلرب وال محاية بعضهم من بعض أل ٣١٨ص / ٨ج ) قوم آخرون فسبوهم مل يلزمه استنقاذهم

وال يرد على ذلك بأن احلكام يتعني عليهم محاية هؤالء النصارى ماداموا يف حدودهم، . ألن هذه احلدود باطلة وال أساس هلا من الناحية الشرعية واملعدوم شرعا كاملعدوم حسا

ألن هذا العهد واألمان بني احلكام والكافرين وحدهم وال يشمل ااهدين : الثاني ومن أراد أن يلزم المجاهدين ألن احلرب معلنة عليهم من طرف الكفار يف كل مكان

..بهذا األمان فعليه أن يلزم الكفار بالكف عنهم، ال أن يكون عونا لهم عليهم

لتزام وال يكون من جهة واحدة، وإذا كان األمر كذلك ألن األمان عقد متبادل اال .فإن ااهدين يف حل من قتال هؤالء الكفار

( إن املعاهدين إذا عاهدوا اإلمام فخرجت منهم طائفة : ( قال ابن القيم رمحه اهللا فحاربتهم وغنمت أمواهلم ومل يتحيزوا إىل اإلمام مل جيب على اإلمام دفعهم ) أي أسلمت

والعهد الذي كان بني النيب صلي اهللا عليه وسلم وبني املشركني مل ... نهم ومنعهم منهم عهذا فإذا كان بني بعض ملوك املسلمني وبعض ىن عهدا بني أيب بصري وأصحابه وعليك

أهل الذمة من النصارى وغريهم عهد جاز مللك آخر من ملوك املسلمني أن يغزوهم ويغنم

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

نه وبينهم عهد كما أفىت به شيخ اإلسالم يف نصارى ملطية وسبيهم أمواهلم إذا مل يكن بي ٣٠٩ص / ٣زاد املعاد ج ) مستدال بقصة أيب بصري مع املشركني

وال خيتص األمر بامللوك والسالطني كما قد يفهم من كالم ابن القيم، بل : قلت يف امللوك، وصورة يشمل أفراد املسلمني ألن القصة اليت استدل ا كانت يف األفراد ال

. من غريها السبب قطعية الدخول يف اخلطاب كما يقول األصوليون بل هي أوىل

ويكون قتال الكفار يف هذه احلالة حمرما على من كان داخل العهد، مشروعا ملن كان روي عمر ابن اخلطاب رضي اهللا عنه ملا جاء أبو جندل إىل النيب صلي اهللا ( خارجا عنه ملا

: سلم هاربا من الكفار يرسف يف قيوده، قام إليه أبوه فلطمه وجعل يرده قال عمر عليه و إم الكفار وإمنا دم أحدهم دم كلب وجعلت أدين : فقمت إىل جانب أيب جندل، فقلت

ص / ٨املغين ج ) منه قائم السيف لعله أن يأخذه فيضرب به أباه، قال فضن الرجل بأبيه ٣٢٠

تل الرجل ألنه أي عمر كان داخال يف عهد النيب صلي اهللا عليه وإمنا كف عمر عن ق . وسلم وزين أليب جندل قتله ألنه مل يكن داخال فيه

فإن زعم مكابر أن من كان خارجا عن العهد من املسلمني ال جيوز له قتل الكفار : نا قل) إلسالم اال جهاد يف ارض : أو كما يقول بعضهم ( املعاهدين يف ارض املسلمني

، ومردود ) ١( هذا مردود عليه بفعل عمر رضي اهللا عنه وإرادته قتل الكافر وهو يف املدينةعليه بقتل أيب بصري ألحد الرجلني املعاهدين بذي احلليفة وهي من حكم املدينة كما نبه

على ذلك ابن القيم سابقا

ال هؤالء الكفار والصحيح ما ذكرناه سابقا من بطالن هذا العهد واألمان، فيشرع قت .لكل املسلمني يف كل مكان

**

شبهات مردودة

منرب التوحيد [ .حلديبيةفذلك كان يف ا رضي اهللا عنهما إن كان املراد قصة عمر وأيب جندل: تنبيه )١( ]واجلهاد

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

: شبهة قتال المدنيين -١

أما ما يردده البعض من أن هؤالء مدنيني ال جيوز قتلهم، فهي شبهة باطلة ألن الشريعة اإلسالمية ال تفرق بني املدين والعسكري وإمنا تفرق بني احلريب وغري احلريب، فكل

لى اإلسالم بقول أو عمل أو فكر فهو حمارب لإلسالم، وقتله مشروع لكل من كان معينا ع . ااهدين

والشعوب الغربية اليوم هي اليت تنتخب احلكومات وتوجه السياسات وتدفع . الضرائب، فهي املسئولة أوال وأخريا عن احلرب اليت تشنها حكوماا على اإلسالم

. اربة أمر مشروعه الشعوب احملذواستهداف ااهدين هل

مث إن هؤالء الكفار يف حرم على اإلسالم ال يتورعون عن قتل املدنيني وقتل األطفال والنساء

فكيف يكون األمر حالال هلم حرام حراما علينا

فإن أراد هؤالء الكفار أن نكف عن قتل مدنييهم فليكفوا عن قتل مدنيينا، وإن طفاهلم فليكفوا عن قتل نسائنا وأطفالناأرادوا أن نكف عن قتل نسائهم وأ

}ومن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه مبثل ما اعتدي عليكم{ : قال تعاىل

إن الغرب الكافر هو أول من سن قتل املدنيني واختذه منهجا يف حروبه املعاصرة وقد إلسالم كانت احلروب قبل ذلك تسري على فكرة قتل املقاتلة وسيب الذرية، وهو ما أدركه ا

.وأمضاه

أما احلروب املعاصرة اليت يشنها الغرب الكافر فقد سلكت منهج إفناء الشعوب ودك . املدن وتدمريها على سكاا

ونفسية هؤالء الكفار اجلبانة ال تسمح هلم خبوض احلرب إال عن طريق اآللة . العسكرية املدمرة، فيضربون من بعيد ويدمرون من بعيد من خالل الطريان

. وقد كانت حصيلة احلرب العاملية الثانية أكثر من أربعني مليون قتيل

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

إن احلروب املعاصرة هي حروب قتل للمدنيني، والغرب الكافر هو أول من سن ذلك وللتغطية وأما ما يرددونه من التنديد بقتل املدنيني فما هو إال شعار لذر الرماد يف العيون ،

وهم يف واقع األمر ال يقتلون من املسلمني إال ، على ممارستها على جرمية هم متفقون عمليا !! املدنيني، وأما اجليوش يف بالد اإلسالم فهم جند هلم وأتباع

فهل يالم ااهدون بعد هذا إن استهدفوا املدنيني من الكفار ؟؟

: شبهة قتل النساء -٢

جة أن اإلسالم حرم قتل يعرتض البعض على ااهدين يف قتلهم لنساء الكفار حب املرأة، والواقع أنه ال فرق بني رجال هؤالء الكفار ونسائهم ألن النساء يقمن مبا يقوم به الرجال، والغرب الكافر ال مييز بني الرجال والنساء، وإمنا ي عن قتل املرأة إذا مل تقاتل أو

. تعن، فإن قاتلت أو أعانت شرع قتلها

: أبو داود يف السنن ىرو

كنا مع رسول اهللا صلي اهللا عليه وسلم يف : ( ( عن رباح ابن ربيع قال ١٥٧٨٦٤ــ غزوة فرأي الناس جمتمعني على شيء فبعث رجال فقال انظر عالم اجتمع هؤالء فجاء فقال

املقدمة خالد ابن الوليد فبعث رجال ىعلى امرأة قتيل فقال ما كانت هذه لتقاتل قال وعل )) قتلن امرأة وال عسيفافقال خلالد ال ي

] وقد قال يف رسالته ألهل مكة كل ما سكت عنه فهو صاحل[سكت عنه أبوداود

وهذا يدل على أنه إمنا ي عن قتل املرأة إذا مل تقاتل وألن هؤالء : ( قال ابن قدامة ٣٢٩ص / ٨املغين ج ) إمنا مل يقاتلوا ألم يف العادة ال يقاتلون

ولو وقفت امرأة يف صف الكفار أو على حصنهم فشتمت : صل ف( وقال أيضا املسلمني أو تكشفت هلم جاز رميها قصدا ملا روي سعيد حدثنا محاد ابن زيد عن أيوب

ملا حاصر رسول اهللا صلي اهللا عليه وسلم أهل الطائف أشرفت امرأة : عن عكرمة قال جل من املسلمني فما أخطأ فرماها ر " ها دونكم فارموها : " فكشفت عن قبلها فقال

ذلك منها، وجيوز النظر إىل فرجها للحاجة إىل رميها ألن ذلك من ضرورة رميها، وكذلك جيوز رميها إذا كانت تلتقط هلم السهام أو تسقيهم املاء أو حترضهم على القتال ألا يف

٨ملغين ج ا) حكم املقاتل، وهكذا احلكم يف الصيب والشيخ وسائر من منع من قتله منهم ٣٠٩ص /

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

ونساء الكفار يف هذا الزمان كالرجال يف حماربة اإلسالم، والضرر احلاصل من رجاهلم . حاصل أيضا من نسائهم

. فتعني إحلاق النساء بالرجال يف مشروعية القتل

: شبهة حصر القتال في المحتلين دون حلفائهم -٣

الدول النصرانية اليت ال حتتل يستغرب البعض من استهداف ااهدين لرعايا بعض . بالد اإلسالم، ويدعي هؤالء بأن ذلك غري مشروع

و ينسى هؤالء أو يتناسون أن النصرانية ملة واحدة كما أن اإلسالم ملة واحدة، وأن هؤالء الذين يستهدفهم ااهدون وإن مل يكونوا رعايا دول حمتلة فهم رعايا دول حليفة

. كله متحالف ضد اإلسالمللدول احملتلة، والغرب

: روي مسلم يف صحيحه

عن عمران بن حصني قال كانت ثقيف حلفاء لبىن عقيل فأسرت ثقيف -4333صلى - وأسر أصحاب رسول الله - صلى اهللا عليه وسلم- رجلني من أصحاب رسول الله

صلى اهللا - رجال من بىن عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله - ليه وسلماهللا عفـقال مب أخذتىن ومب . »ما شأنك « فأتاه فـقال . وهو ىف الوثاق قال يا حممد -عليه وسلم

مث انصرف . »أخذتك جبريرة حلفائك ثقيف « اج فـقال إعظاما لذلك أخذت سابقة احل د يا حممد ه . عنه فـناداه فـقال يا حممرحيما رقيقا -صلى اهللا عليه وسلم- وكان رسول الل

لو قـلتـها وأنت متلك أمرك أفـلحت « قال . قال إىن مسلم . »ك ما شأن « فـرجع إليه فـقال د يا حممد . »كل الفالح انصرف فـناداه فـقال يا حمم قال . »ما شأنك « فأتاه فـقال .مث

فـفدى بالرجلني . »هذه حاجتك « قال . أسقىن إىن جائع فأطعمىن وظمآن ف

. ففي هذا احلديث دليل واضح على مشروعية قتال احلريب وكل من حالفه

: شبهة القتال في األشهر الحرم -٤

يف بيانه األول حول عملية أالك ااهدين بسبب قتلهم هلؤالء " ابن الددو " انتقد . احلرم الكفار يف األشهر

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

واحلقيقة أن هذه الشبهة ليست إال تلمسا للعثرات، وختبطا يف البحث عن الزالت، : وقد تكفل ابن جرير الطربي بالرد عليها فقال

والصواب من القول يف ذلك ما قاله عطاء ابن ميسرة من أن النهي عن قتال ( : املشركني يف األشهر احلرم منسوخ بقول اهللا جل ثناؤه

عدة الشهور عند اهللا اثنا عشر شهرا يف كتاب اهللا يوم خلق السموات واألرض إن {منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فال تظلموا فيهن أنفسكم، وقاتلوا املشركني كافة كما

ويسألونك عن الشهر احلرام قتال { : ناسخ لقوله تعاىل وإمنا قلنا ذلك} يقاتلونكم كافة لتظاهر األخبار عن رسول اهللا صلي اهللا عليه وسلم أنه غزا هوازن }فيه قل قتال فيه كبري

حبنني، وثقيفا بالطائف، وأرسل أبا عامر إىل أوطاس حلرب من ا من املشركني يف بعض األشهر احلرم، وذلك يف شوال وبعض ذي القعدة، وهو من األشهر احلرم، فكان معلوما

معصية، كان أبعد الناس من فعله صلي اهللا عليه بذلك أنه لو كان القتال فيهن حراما وفيه . وسلم

عليه وسلم ال تتدافع أن بيعة صلى اهللا أن مجيع أهل العلم بسري رسول اهللا : ىوأخر الرضوان على قتال قريش كانت يف أول ذي القعدة، وأنه صلي اهللا عليه وسلم إمنا دعا

تله املشركون إذ أرسله إليهم مبا أرسله به أصحابه إليها يومئذ ألنه بلغه أن عثمان ابن عفان قمن الرسالة فبايع صلي اهللا عليه وسلم على أن يناجز القوم احلرب وحيارم حىت رجع عثمان بالرسالة، وجري بني النيب صلي اهللا عليه وسلم وقريش الصلح، فكف عن حرم

ذا كان ذلك كذلك حينئذ وقتاهلم، وكان ذلك يف ذي القعدة، وهو من األشهر احلرم، فإ} برييسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه قل قتال فيه ك{ : فبني صحة ما قلنا يف قوله

. وأنه منسوخ

فإن ظن ظان أن النهي عن القتال يف األشهر احلرم كان بعد استحالل النيب صلي اهللا { :عين قوله عليه وسلم إياهن ملا وصفنا من حروبه، فقد ظن جهال وذلك أن هذه اآلية أ

يف أمر عبد اهللا ابن جحش وأصحابه، وما كان من } يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه أمرهم وأمر القتيل الذي قتلوه، فأنزل اهللا يف أمره هذه اآلية يف آخر مجادي اآلخرة من السنة

حنني الثانية من مقدم رسول اهللا صلي اهللا عليه وسلم املدينة وهجرته إليها، وكانت وقعةوالطائف يف شوال من سنة مثان من مقدمه املدينة وهجرته إليها، وبينهما من املدة ما ال

. تفسري ابن جرير) خيفي على أحد

: أخيرا

( منرب التوحيد واجلهاد

لبطالن تأمين الكفار في هذه األعصار اإلظهار

نوصي كل مؤمن حمب لدينه غيور على شرع اهللا أن يكون والؤه لدين اهللا وااهدين ليهم أو احلزن على مصام، ألن ذلك يف سبيل اهللا، وأن حيذر من تويل أعداء اهللا أو امليل إ

.من عالمات النفاق، أجارنا اهللا واملسلمني منه

. أبو المنذر الشنقيطي: كتبه . ٢٠١٠فبراير ٠٣: الموافق ١٤٣١صفر 20

منبر التوحيد والجهاد* * *

http://www.tawhed.ws

http://www.almaqdese.net

http://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

http://www.mtj.tw