المشرق إلى المغاربة رحالتالتواصل ثقافة تعزيز في ودورها

إفرخاس محمـداإلمارات – بدبي الخيري والعمل اإلسالمية الشؤون بدائرة باحث

صديق محمد صالح ناديةاإلمارات – الخاصة األولى دبي بمدرسة اإلسالمية التربية أستاذة

المتحدة العربية اإلمارات – دبي211163ص.ب: 00971503242570هاتف:

tamimte179@hotmail.com

1

6مقـدمـة

ــدافها ــوع أه ــرق بتن ــاه المش ــة تج ــرحالت المغاربي ــوعت ال تن ومقاصدها، وتعددت بتعدد أسبابها وحوافزهــا، ممــا أدى إلى الربــط

المتين بين ثقافة المشرق والمغرب.

ــل مظهــرا من مظــاهر ــرحالت في كونهــا تمث ــة ال وتكمن أهمي الحضارة العربية اإلسالمية... فتحت اآلفــاق المعرفيــة، واستقصــتــون ــة، ودونت فن ــل التجاري ــنت القواف ــرية، واحتض ــادات البش الع المجــالس العلميــة، واقتحمت الحــدود السياســية، وطــرقت أبــوابــة، ــط الجغرافي ــة الصــوفية، ورســمت حــدود الخرائ الطــرق الديني

لمختلف األقطار اإلسالمية...

ولقــد اســتمر التفاعــل والتالقح بين المشــرق والمغــرب عــبر التــاريخ، إذ إن كال منهمــا يشــعر بحاجتــه لآلخــر، ويحــاول اكتشــاف

العالم المحيط به.

ــون ــرحالت وموضــوعاتها، أن يك )ويغلب على أســاليب كتب الــاه، وتســجيل مبناها عرض خط السير من منطلق صاحبها إلى منته معالم الطريق وأحداث المسير، وما جرى لصاحبها من أحداث تسر أو تحزن، وتضحك أو تبكي، وطالما تشتمل على مجــالس أدبيــة، أوــا اختلفت ــاريء، مهم ــل ق ــة لك ــة... فهي بحــق ماتع ــاحث علمي مب

2

، أو تعددت االختصاصات(.االتجاهاتالعادات، أو تنوعت

والحق أن أدب الرحالت شكل نافــذة أكــثر أهميــة في التعــرف على بلدان وأقطار عديدة. تجلى ذلك بوضوح مع أصحاب المدرسةــة الكالســيكية في القــرن العاشــر الميالدي، مــع ــة العربي الجغرافي

م(،977هـ-367م(، وابن حوقــــــل )951هـ-340األصــــــطخري )ــي ) ــ ــال والعلم997هـ-387والمقدس ــ ــوا الترح ــ ــذين جمع ــ م(، ال

الجغرافي.

من هذا وغيره، وجــدنا الرحلــة شــكلت اللحظــة األكــثر انفتاحــا وانطالقا في المعرفة العربية عن اآلخـر، ألنهـا اتخـذت من التجربـة والمشــاهدة المباشــرة، أساســا لتــدوينها ووصــفها، فكــان الرحالــة العربي بمثابة اثنوغرافي أصيل، اختزن في جوانب وصفه إرهاصات األنتربولوجي الحديث، وهو ما ساعده على اختراق الصــورة الثابتــة النمطية التي ورثها الجغرافي العربي عن بطليمــوس، وجعلــه أكــثر قربا من واقع الحياة الحضرية للشعوب، وبهــذا يكــون قــد قــدم لنــا معطيات ال يمكن االستغناء عنها لمعرفة مقطــع هــام ومجهــول من

حياة تلك الشعوب.

ــاريخ، وغــرة ــد الت ــرحالت – إذن – عقــد نفيس في جي فكتب الــال ــريخ، وهي مج ــات – من األرض للم ــق المكتب ــعة – في حق ناص

واسع رحب عميق، وسيظل أرضا بكرا لألبحاث والتحقيق.

فكيف غرست هذه الرحالت ثقافة التواصل والتالؤم؟

3

وكيف ضمخ شذاها مبدأ التآخي والتالحم؟

ــعوب دون ــاء، فجمعت الش ــة والعط ــمت بالفاعلي ــف اتس وكياختالف وال تصادم؟

هذه األسئلة وغيرها تحتاج إلى أجوبة تكشف عنها كنوز األوعيةالمعرفية، والتي تحفل وتعج بها مكتباتنا العربية.

ولإلسهام في تلمس اإلجابة عنها، سطرنا هذا البحث المتواضعفي الورقات التالية.

هذا والله المستعان، وعليه التكالن، ومنه التوفيق والتبيان.

الثقافـة مفهومــرد، تختلف ارتباطات كلمة )الثقافة( بحسب ما نعنيه من نمو ف أو نمو فئة أو طبقة، أو نمــو مجتمــع بأســره. وجــزء من دعــواى أن ثقافة القرد تتوقف على ثقافــة فئــة أو طبقــة، وأن ثقافــة الفئــة أو

ــةهلىإالطبقة تتوقف على ثقافة المجتمع كله، الذي تنتمى تلك الفئــاء على ذلــك فــإن ثقافــة المجتمــع هي األساســية، أو الطبقــة، وبن ومعنى كلمة )الثقافة( بالنسبة إلى المجتمع كلـه هـو المعـنى الـذي

للداللــة على(1)يجب بحثــه أوال. وحين تســتعمل كلمــة )الثقافــة(

معنىCulture أي في اللغة اإلنجليزية، حيث نجد أن معنى )الثقافة( في الكلمة (1) انتقلت إليه الكلمة من المعنى الحسي األصلي وهو معنى الزراعة أو التربيةيمجاز

في تركيب كلمة الزراعة في اإلنجليزية، كماCulture )المادية(. ولهذا تدخل كلمة

4

ــا ــة دنيـ ــات حيـ ــال في عمـــل–التصـــرف في كائنـ ــا هي الحـ كمـ فإن المعــنى يكــون واضــحا إلى درجــة–البكتريولوجى أو الزراعي

كافية، ألننا نجد اتفاقا تاما في الرأي بالنسبة إلى الغايات التي يراد الوصول إليها، ويمكننا أن نتفق إذا وصلنا إليها أو لم نصل. أمــا حين تســتعمل لترقيــة العقــل البشــري، والــروح البشــرية، فــإن احتمــالــا على مــا هي الثقافــة يكــون أقــل. وتــاريخ الكلمــة نفســها، اتفاقنــا في أمــور البشــر، باعتبارها دالة على شيء يقصد إليه قصدا واعي ليس بالتاريخ الطويل. وكلمــة )الثقافــة( بمعــنى شــئ يتوصــل إليــهــف ــرب إلى الفهم حين تتكلم عن تثق ــون أق ــد المقصــود، تك بالجه الفرد، الذي ننظر إلى ثقافته منسوبة إلى أســاس من ثقافــة الفئــة والمجتمع. وخير ما يمكن أن يــبين الفــرق بين االســتعماالت الثالثــة للكلمة أن نســأل إلى أي حــد يكــون وجــود هــدف واع هــو تحصــيل الثقافة شيئا له معنى بالنسبة إلى الفرد، والفئة، والمجتمع باعتباره

ا. ويمكن تجنب كثير من االضطراب إذا امتنعنا عن أن نضع أمــاملك الفئة ما ال يمكن أن يكون إال هدفا للفرد، وأمــام المجتمــع باعتبــاره

ا ما ال يمكن أن يكون إال هدفا لفئة.لك

وإن أسباب االنحدار الشامل للثقافة معقدة بقدر تعــدد الــدالئل على هذا االنحدار. وبعض هذه األسباب يمكن أن توجد فيما يسـجله

اــهنيبمختلف المتخصصــين من أســباب ألمــراض اجتماعيــة يمكننــا ت بســهولة أكــبر، ويجب علينــا أن نســتمر في التمــاس وســائل العالج النوعية لها. على أننا ال نزال نزداد إدراكــا لمــدى انطــواء مشــكالت

تستعمل لما يقوم به البكتريولوجى من )زرع( الميكروبات ونحوها. ونظير ذلك أنكلمة )الثقافة( في العربية مجاز مأخوذ من تثقيف الرمح أي تسويته.

5

العالقة بين كل جزء من العالم وكل جزء آخــر على هــذه المشــكلة المحيرة: مشكلة الثقافة. فعندما نعنى بعالقة األمم الكــبرى بعضــها

ــغرى ــ ــاألمم الص ــ ــبرى ب ــ ــة(1)ببعض، وعالقــــة األمم الك ــ ، وعالق المختلطة، كما في الهند، بعضها ببعض، وعالقة األمم(2))الطوائف(

ــة ــتعمرات، وعالق ــأت على أنهــا مس ــتي نش ــالفروع ال األصــلية ب المستعمر بالوطنى، والعالقة بين الشــعوب في منــاطق مثــل جــزر الهنــد الغربيــة، حيث أدى القهــر أو اإلغــراء االقتصــادي إلى اجتمــاع

فهنــاك وراء كــل هــذه المســائل–أعداد كبيرة من أجناس مختلفــة ــيرون كــل–المحيرة التي تستتبع قرارات يجب أن يتخذها رجال كث

.(3)يوم

ــه: )مشــكلة ــبي: فقــد عــرف الثقافــة في كتاب أمــا مالــك بن نــة الــتي ــة والقيم االجتماعي الثقافة( بأنها: )مجموعة الصفات الخلقي

Conditions أ.هـ. كار في كتابه– دون مساس لمعنى الثقافة –تناول هذه النقطة (1)of Peaceالقسم األول، الفصل الثالث(، فهو يقول: )يجب أن نميز بين )أمة ذات(

ثقافة( و)وأمة ذات دولة( إذا أخذنا باصطالح نشأ في أوربا الوسطى، وهو اصطالح خشن ولكنه مفيد. فوجود جماعة جنسية أو لغوية على قدر من االنسجام، تربط

ضربة الزب- إلى اقامة–بينها تقاليد مشتركة ومزاولة ثقافة مشتركة، يجب أال يدعو وحدة سياسية مستقلة، أو المحافظة على هذه الوحدة(. ولكن المستر كار معنى هنا بمشكلة الوحدة السياسية، أكثر من المحافظة على الثقافات أو كونها جديرة

بالمحافظة عليها داخل الوحدة السياسية. المراد هنا )الطوائف( بالمعنى العام، أي الطوائف الجنسية أو الدينية (2)

communities ال نظام )الطوائف( الخاص بالهند castesوهو نتاج تاريخي معقد، له ، ارتباط بالمهن كما أن له ارتباطا بالسالالت، ومداره تفاوت الجماعات المختلفة التي

يتألف منها مجتمع واحد من حيث منازلها من )الشرف(. انظر: مالحظات نحو تعريف الثقافة، لـ: ت، س، إليوت ترجمة: د. شكري محمد (3)

.31-23: صعياد، مراجعة: عثمان نوية

6

ر في الفرد منذ والدتــه، وتصــبح ال شــعوريا العالقــة الــتي تربــط تؤث.(4)سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه(

ح الدكتــور عبــد الكــريم عثمــان بــأن: )الثقافــة في اللغــة وصرــذق تعني الحذق والفهم، والتثقيـف بمعنى التشذيـب والتقويم والحفـــت المعـــاجم الحديثـــة للغـــة العربيـــة هـــذه والفطنـــة، وقـــد عر

.(1)الكلمـة بـأنهــا: العـلـوم والفـنـون التـي يطلـب فيهـا الحـذق(

لة العلــوم والمعــارف والفنــون والحاصل أن الثقافــة هي محصــ والتقاليد والموروثات واألعراف والعقائد التي تصــوغ فكــر اإلنســان

وتقوم سلوكه ليتفاعل مع مهمته ووظيفته في الحياة الدنيا.

و الثقافي للسيد فوزي الجودة، دراسة منشورة في دورته – المناضلزالثقافة... الغ (4).44 ص280– العدد:

.9الثقافة اإلسالمية، للدكتور عبد الكريم عثمان، ص: (1)

7

واالتصال التواصل مفهومــه ومرمــاه ومقاصــده هي التواصــل واالســتمرار االتصــال غايت

ة أوــة اقتصاديــوتبادل المنافع والمصالح والفوائد كيفما كانت ماديــمعنوي ــ مث،ةــ ــلوكية، حيث :لـ ــة والس ــة واألخالقي �ن القيم الثقافي إ

اســتمرارية الوجــود اإلنســاني على هــذا الكــوكب األرضــي، يتطلب بــدليل قولــه،تضافر الجهود وتضامن األفراد والجماعــات وتعــاونهم

.( ﴾)1﴿تعالى:

فالتعاون الذي ينتج عن االتصال والتواصل بواسطة الحــوار هــوــآلف والمحبة ــاق والت ــاهم واالتف ــارب والتف ــؤدي إلى التق ــذي ي ،ال

للتغلب على المشــاكل والصــعوبات والمســتجدات الحياتيــة على )والحوار هو السبيل إلى بلوغ الهــدف والوصــول،جميع المستويات

بالبشــرية إلى بــر الســالم، فمســتقبل إنســانية جمعــاء يتعلــق بحــلإشكالية التفاهم المتبادل بين الشعوب(.

ــال ــة االتص ــد عملي ــد وتؤي ــة تؤك ــات القرآني ــاءت اآلي ــد ج ولق.2سورة المائدة، اآلية: (1)

8

ــماوية على ــاالت الس ــريب بين الرس ــور التق ــل وفتح جس والتواص أساس االحترام المتبادل والعالقات الطيبة والمعامالت الحسنة كي

حتى في ، والدعوة إلى سبيل الله،يستمر )الدين لله شد الظروفأ و لفت انتبــاههــهتم به القرآن في هذا المجــال ا وأول ما .وأصعبها(

ويكنــون، مؤمــنين حقااالمســلمين إلى أن من بين النصــارى رجــال ﴿ وهذا واضح في قوله تعالى: ،المودة

﴾)2)

ووجود هذه اآلية في القرآن إنما جاء من باب التحفــيز لبنــاء عالقــةــق تعاون بين المسلمين وهذا الصنف من النصارى، خدمة لدين الح

وإبقاء عليه.

وال أ القــرآن على مجــرد التنبيــه إلى وجــود أخيــار فييتجــر النصارى بل يذهب من أجل التمكين لالتصال والتواصل إلى الدعوة

حــتى إذا اقتضــى هــذا التعــاون وجــود مــا يمــيز بين،إلى التعــاون إلى نبــذ االختالفــات والحــرص على االتفــاق علىاالديانات فيــدعونــحت وعليها نبني عالقاتنا ونؤسس ،الفكرة الجوهرية عاوننا وهذا واض

﴿في قولـــه تعـــالى:

﴾)1)لــــــو ذهبنــــــا. و

.82سورة المائدة، اآلية: (2).64سورة آل عمران، اآلية: (1)

9

يؤكد بإلحــاح علىمنهانستقصي آيات القرآن الكريم لوجدنا الكثير ضرورة التعاون وتوظيف الجهـد اإلنسـاني لمختلـف أتبـاع الـديانات

حفظــا للحيــاة وتحقيقــا لســعادة اإلنســان، وليس مجــرد،السماوية�نالقرآن وحده حض على تعاون الديانات المســاوية بــل الرســولإ

أيضا دعا إلى ذلك في المعاهــدات الــتي كــانت بينــه وبين محيطــه، واســتلهم الخلفــاء الراشــدون من بعــده ذلــك في تنظيم العالقــات

إلىتمضاالجتماعيـــة والسياســـية للطوائـــف واألجنـــاس الـــتي انالمجتمع اإلسالمي نتيجة الفتح.

ى من التمكين لالتصــالدجــوبعد هذا كله فإننا ال نرى أمثل وال أ وتعزيــزه ومقاومــة الرغبــة في االنفراديــة والعزلــة والتقوقــع الــتي عانت منها الديانات الســماوية، وكــانت ســببا مباشــرا لتغذيــة ســوء

الظن فيما بينها.

وتكشف أن لديها عوامل التفاهم، يمكن أن تتعارفتواصلفبال تحاد أكثر ممــا يفــرق بينهــا، وباالتصــال يمكناواالتفاق والتكامل وال

حدوث عمليــة التواصــل والتفاعــل الــتي تفضــي بــدورها إلى تبــادلــديانات تتفــق،المعارف والخبرات وتنسيق الجهود مما يجعل هذا ال

على توحيد مواقفها تجــاه القضــايا الحساســة في الحيــاة اإلنســانيةــية ــغطها على النظم السياس ــارس ض ــترام،وتم ــا على اح وتحمله

.(2)الوجود اإلنساني وضمان الحقوق األساسية لإلنسان

المثمر والتواصل الرحالت مفهوم التواصل والحضارة اإلنسانية، د. معوان مصطفى، مجلة الحضارة (2)

.361-360م، ص: 2004 سنة 11اإلسالمية، جامعة وهران، العدد

10

تعتبر الرحالت نبعا غنيا استقى وال يــزال يســتقي منــه الرحالــة والكتاب واألدباء والشعراء مادتهم، فــالرحالت تــتيح االلتقــاء ببيئــات وطبائع وأجناس وأنمــاط ومفــاهيم وعــادات ال عهــد للمــرء بهــا من قبل، وبالتالي فهي كرحيل وراء المعلــوم والمجهــول. تــترك آثارهــا على نفس المشــاهد وقلمــه. كمــا أن هــذه اآلثــار تختلــف بــاختالفــير من ــه األدبي في كث ــه وطابع ــة وثقافت ــاتب الرحال ــاس الك إحس األحيــان. ولهــذا نجــد أن هــذا النــوع من األدب يختلــف في مؤلفاتــه

باختالف عصر الكاتب وثقافته وهدفه من الكتابة.

والواقع أن العرب عرفــوا الــرحالت منــذ فجــر تــاريخهم، وكــان زاخرا بأحــاديث هــذه– على طول تاريخه وامتداده –األدب العربي

الرحالت ورواياتها من خالل كتابات رواد ما عرف بأدب الرحلة.

ــألوان ــاتهم ب وتفيض أحاديث رواد أدب الرحلة من العرب وروايمن المتعة التي تمتزج بروعة التعبير والتصور والخيال.

ويقول الدكتور سيد نوفل: المؤرخــون القــدماء تؤكــد روايــاتهم فتنة العرب بالرحالت إلى أرجاء جزيــرتهم وأطرافهــا، وإلى مــا دنــا

تل من األقطار عنها، والفتوحات العربيــة في صــدر اإلســالم ددعوب في وضــوح على أن العــرب كــانوا عــارفين تمامــا ببالد عــالمهم

.(1)وإمكانات شعوبها

والحقيقة أن الرحالت كانت من دعائم وحدة الفكر العربي في عصور اإلسالم األولى، حيث كان حج الــبيت، وكــان طلب العلم من

م.1975انظر مقاله: )الرحالت في األدب العربي القديم(، مجلة الهالل: يوليو (1)

11

ــرحالت، بال ــذه ال ــع ه ــة في االســتطالعإأهم دواف ضــافة إلى الرغب والمشــاهدة والتعــرف على الجديــد من خالل التنقــل حــول العــالم

العربي والعالم الخارجي.

وال شك أن للرحالت التي قام بها العرب األوائل، أهميــة بالغــة،شارة إليهما:إوهي أهمية ذات شقين يجدر بنا ال

الشق األول:-

ــا رواه ــرحالت من خالل م ــة لل ــة األدبي ــل في القيم ــو يتمث وه الرحالة في أحاديثهم ومذكراتهم ومؤلفاتهم مما جعلها تأخذ ســبيلهاــدرة على ــه الق ــا تتجلى في ــا أدبي ــفها نموذج ــالم األدب بوص إلى ع

القائم على ، والتعبير الفني الصادق،الوصف الدقيق سلوب جميــلأيعكس لنا قوة البالغة في العصر الذي كتبت فيه.

الشق الثاني:-

حتــواء معظماوهو يتمثــل في القيمــة العلميــة الــتي تكمن في هذه الرحالت على كثير من المعرفة التي تمت إلى علم الجغرافيــاــأوثق الصــالت، ففي الــرحالت وأدبهــا صــور وافيــة ــاريخ ب وعلم الت ومعلومات دقيقة عن األحــوال االقتصــادية واالجتماعيــة والعمرانيــة والسياسية للعرب ومن جاورهم من شعوب أفريقيا وآســيا وشــطر من أوروبا. كذكر المعــالم األثريــة، والعالقــات االقتصــادية، ووصــف

وغير ذلك،البلدان والممالك واألصقاع واألقطار والمسالك والطرق

12

مرجعــا أساســيا في دراســة– حــتى يومنــا هــذا –مما ال يزال يعتبر .(1)جغرافية هذه المناطق وتاريخها

وندــع ي– أفارقــة وأندلســيين –وأصحاب الرحالت من المغاربة بالعشرات بين قديمهم والجديد، وما تركوه لنا من أثر تقاييدهم في السفر يتفــاوت قيمــة وأهميــة بطبيعــة األمــر، ال من ناحيــة الوجهــة والغاية فحسب، بل من ناحية التحقيق والتحرير وشــدة الرغبــة في

االطالع على حقائق األشياء وأصولها.

وليس من شك أن فريضــة الحج في اإلســالم كــانت من أعظم البــواعث على ســفر آالف من المغاربــة في كــل عــام إلى الحجــاز للقيام بهذه الفريضة، وبعد زيارة الحــرمين الشــريفين كــان الكثــير منهم يقصــدون المقامــات المباركــة بالمشــرق كالمســجد األقصــى بالقدس، وقبر إبراهيم الخليل في حبرون، ثم يعرجون على دمشق ومدائن أخرى من الشــام، وطالمــا زاروا بغــداد عاصــمة العباســيينــالعراق. وفي رجــوعهم يقفــون برهــة بمصــر حيث جــامع عمــرو ب

تعليمــه، والمشــهد الحســيني،قــل�بالفســطاط، والجــامع األزهــر وح كــانن� إ–ومقام الشافعي. ثم يقطعون مفازة برقة إلى طــرابلس

ثم إلى تونس ومنها ينتهون إلى قــرارهم األصــلى–السفر في البر بــالمغرب األوســط أو األقصــى أو باألنــدلس وهي نهايــة العــالم

اإلسالمي وقتئذ.

انظر: )أدب الرحالت عند العرب( لعبد الرحمن شلش، مجلة الفيصل: العدد (1).121م، ص: 1978، سنة 9

13

ــوكان علماء نبهاء من بين هؤالء الحجيج وي مشــاهداتهم،وننود فيصفون تجــوالهم في مختلــف تلــك األقطــار، ويســجلون األحــداث التي عرضت لهم مدة ترحــالهم تخليــدا لــذكرهم، وهدايــة إلخــوانهمــك وبقية مواطنيهم، وتعريفا بالمسالك التي يجب سلوكها، أو المهال

التي ينبغي اتقاؤها.

وصف مــا اجتــاز بــه من اآلفــاق مننومن بين هؤالء الرواد: م وقت مفارقته لوطنه إلى حين عودتــه إليــه، وصــفا يتمشــى مــع مــا تصبو إليه نفســه، ويرتــاح إليــه خــاطره، ويتفــق مــع ميلــه الغريــزي وتكوينــه العلمي، فيقصــر تقييــده على مــا كــان يقصــد من ترحالــه، كالتعرف برجال العلم الديني، وال سيما بأهل الحديث وأئمة الفقــه،ــا اتصــل فيذكر لنا أسماء من لقي منهم، وما أخذ عن كل واحد، وم به من أسانيدهم، وطرائق رواياتهم، ويجتهد في الحصول على أكثر

ســوى ذلــك من وصــفامما يمكن من اإلجازات، ويغض الطرف عمتازت به، وما احتوت عليه من معالم ورسوم وعادات.االبالد وما

يد قليل الفائــدة، محــدود النفــع، إذ كــانيوهذا الصنف من التقا محصــورا في لــون خــاص من المشــاهدة الــتي ال تهم إال من يعــنى

دب، فحصرأبعلوم الدين الحنيف. ومنهم من انصرفت عنايته إلى ال تدوينه في سرد أسماء األدباء المعاصــرين والشــعراء الــذين اجتمــع بهم، فيثبت ما روى من نتائج قرائحهم، ويسوق نمــاذج مختــارة منــا من معاهــد قصائدهم، وال يلتفت إلى التعريف بالبالد، وما رأى فيه

جليلة ومنشئات بارزة، كمــا نــه ال يكـترث بالبيئــة االجتماعيــة الـتيأــأ بأصـــناف ــا، وال يعبـ ــا وأخالقهـ ــا، وال بأنظمتهـ أقـــام بين ظهرانيهـ

14

�حال�مصنوعاتها وتجاراتها، ومحصول ف ا، ومــا إلى ذلــك من أوضــاعهتاقتصادها.

ــالين ــر من الرح ــق آخ ــل –وفري ــادر القلي إلىقف و– وهم الن فأتى بمشاهداته عامة متنوعــة، تشــملء،مراعاة ذوق جمهور القرا

–كل ما يمكن أن يقال ويكتب عن البلد المــزور من ســائر نواحيــه الجغرافية والتاريخية والعمرانية واالقتصادية، بحيث يجعل القــاريء رفيقا مالزما له في ســفره، وصــاحبا في تنقالتــه، ومنصــتا لحديثــه،

ومشاركا له في مشاهداته.

وعلى هــذا المنــوال نســج أبــوبكر بن العــربي اإلشــبيلي حافــظ هـ في تقييد رحلتــه، الــذي لم يــزل في543األندلس المتوفى سنة

ــوزير االندلســي في ــير ال :حــيز المخطوطــات، وكــذا فعــل ابن جب ، وهي بال ريب من غــرر(تــذكرة األخبــار، عن اتفاقــات األســفار)

الرحالت المغربية، وقد طبعت مرات وترجمت إلى ألسنة كثيرة.

في الزمــان هــورخ في هذا الميــدان، المتأمدوال ننس أن المقــكي�جنالرائد المغامر ابن بطوطة الط ــاق، ودون ذل الذي طبق اآلف

التقييد الخالب الذي وصف فيــه آثــار المعمــورة شــرقا وغربــا أبــدع وصــف، ونقــل عمن لقيــه من إخوانــه الســياح نعت مــا لم تشــاهده عيناه، ولم تطأه قدماه، فأتى بالصحيح الموثوق بــه، وكــذلك ضــمن رحلته شوارد من األخبار تثــير االســتغراب واإلعجــاب، ممــا هــو من

في أفكــار أهــل ذلــكاجونوع األساطير المسموعة التي كان لهــا ر على–العصــر، وعلى كـل فــإن هــذا الصــنف من مــؤلفي الـرحالت

15

ــه ــتياق من–ندرت ــه بعين االش ــور إلي ــه، والمنظ ــوب في ــو المرغ ه.(1)المطالعين مع الرغبة والتقدير من الباحثين

ــبال من خاللــه وفي قربوفن الرحلة قديم في األدب العربي ع ه� فاق مكتشــفا أو متعلمــا،آاألديب العربي عما أحس به وهو يجوب ال

وتوسل إلى التعبير عن ذلك تارة بالشــعر وأخــرى بــالنثر، ورغم أن جل ما دونه األديب العربي من رحالت لم يصــلنا، إمــا ألنــه ضــاع أو

ا عليــه من هــذهــنعلط فــإن مــا أد،ألننــا لم نتلمس طريقنــا إليــه بعــــوع ــرحالت وتن ــرحالت يعطي صــورة واضــحة على قــدم هــذه ال ال

.(1)اتجاهاتها وطرقها واختالف أهدافها وغنى مضامينها

�بــداعإال أن هــذا الفن يــرقى إلى القمــة في ويــزداد اتســاعااإل�وخصوبة في الغرب ال بما عرف،سالمي عند األندلسيين والمغاربةإ

،ة األمــاكن المقدسةرعنهم من رغبتهم في األخذ عن الشــيوخ وزياــل االطالع والبحث ــوالتهم من أج ــل(2)وج ــر على ك ــا يعس ومن هن

�لمــامبــاحث بكــل من رحلــوا على مــدى الاإل عصــر واألزمنــة، وإنأــال ــير في مج ــاريخ واألدب تش ــير والت ــتراجم والس ــانت كتب ال ك

ــف ب ــخاص أو التعري ــة لألش �الترجم ــؤالءإ ــير من ه ــاجهم إلى الكث نتــالمق ــة ورحالتهم، ف ــد أورد في كتابه:ي مثالرالرحال ــا(النفح) : ق م

يزيد على ثالثمائة من الرحالين األندلســيين الــذين رحلــوا من أجــل طلب العلم وحده وليس بغرض التجارة أو الحج، ومع ذلــك يعــترف

انظر: مقدمة رحلة التجاني، للعالمة المرحوم حسن حسني عبد الوهاب، ط. (1)الدار العربية للكتاب.

التعريف بأهم هذه الرحالت وأصحابها في كتاب )الرحلة المسلمون في (1)العصور الوسطى( للدكتور زكي محمد حسن.

.11تاريخ الجغرافية والجغرافيين ص (2)

16

بقصوره وعجزه عن استيعاب كل من كانت لهم رحلــة، يقــول: )إنــك علىملعحصــر أهــل االرتحــال ال يمكن بوجــه وال بحــال وال ي ذل

ام الغيوب الشديد المحال، ولــو أطلقنــا عنــان األقالملة إال عاطحإالــثر الكالم، في من عرفناه فقط من هؤالء األعالم، لطال الكتاب وك

ــاب داع إلى،ولكننا نذكر منهم لمعا على وجه التوسط من غير إطن�ال .(3)(امل للمدؤمالل واختصار مإ

ي ذكـر هـذا العـدد من الرحــالين، وهـو يؤلــفرـقوإذا تيسر للم (4) على ذاكرته بعيــدا عن كتبــه ومصــادرهدا�كتابه النفح بمصر، معتم

فكيف يمكن أن نتصور المساحة الشاسعة لهــذا الحقــل الهائــل منــدرك األدب والفكر؟ ويزداد الميدان اتساعا والموضوع تشعبا حين ن )أن اهتمام المغاربة بالرحلة كان يتجاوز اهتمام األندلســيين، وظــل

.(1)هذا االتجاه مزدهرا بين ظهرانيهم(

هــذه الرغبــةىعر و،ولعل الذي ساعد على تنمية هذا االهتمــام في الرحلة عند المغاربة هو الموقع الجغرافي للمغــرب، ببعــده عن

�الشرق والحجــاز من جهــة و طاللــه على القــارة األوربيــة من جهــةإــة شــرقا ــة األقطــار المختلف ــذا انتظمت رحالت المغارب ــة، وله ثاني

ــا، بالدا ــير إســالمية، وإنوغرب ــا وجــدنا أن الحجــاز إســالمية وغ كن يستقطب أكثر المغاربة ويستهويهم ويجذبهم نحــوه، فلقــد ذكــر ابن خلدون في المقدمة بأن رحلـة المغاربـة )كـانت غالبــا إلى الحجـاز، وهــو منتهى ســفرهم، والمدينــة يؤمئــذ دار العلم، ومنهــا خــرج إلى

.18-17: 1 تاريخ األدب الجغرافي ،5: 2نفح الطيب (3).71-1نفح الطيب: (4) مكانة الجغرافية من الثقافة اإلسالمية ص،382: 1تاريخ األدب الجغرافي (1)

28.

17

العــراق، ولم يكن العــراق في طــريقهم فاقتصــروا على األخــذ عن.(2)علماء المدينة(

وهكذا تتابعت أفــواج الرحالــة المغاربــة نحــو الحجــاز وتكــاثرت وفودهم، على هــذا البلــد المقــدس، وتكــاد ال تخلــو أيــة ترجمــة من

شارة إلى صاحبها بأنــه حج أو رحــل إلى الــديار المقدســة، فعبــدإالــل الحج ــاب )دليـ ــاحب كتـ ــه لصـ ــر في تقريظـ ــاني ذكـ الحي الكتـ

قائمة طويلة بمن رحــل إلى الحج، واقتصــر فقــط من(3)والسياحة( ، منهــا أربعين رحلــة حجازيةدــع ف،اشــتهرت رحالتهم بين النــاس

عن كـثرة المغاربـة، ممـا ينم(4)خـرونآونفس األمر قام به باحثون ــاز، وال عجب في ذلك ــذاهبين إلى الحج ــدس،ال ــد مق ــاز بل فالحج

تحتضن تربته أشرف الخلق جميعهم، والــبيت الــذي يتجــه إليــه كــل المسلمين في صلواتهم، ويطوفون به في حجهم، ولقــد تحــدث ابن

المغاربــة هنــاك قــائال: )وفيةبطوطة عمــا شــاهده بمكــة من كــثر منتصــف ذي القعــدة وصــل األمــير ســيف الــدين يلملــك، وهــو من الفضالء، ووصل في صحبته جماعــة من أهــل طنجــة بلــدي حرســها الله، فمنهم: الفقيه أبو عبد الله بن عطاء الله، والفقيــه أبــو محمــد

ــاس بن،عبيد الله الحضري والفقيه أبو عبد الله المرسي، وأبو العب الفقيــه أبي علي البلنســي، وأبــو محمــد بن القابلــة، وأبــو الحســن

وأبو العباس بن نافوت، وأبو الصــبر أيــوب الفخــار، وأحمــد،البياري

.805مقدمة ابن خلدون ص (2).297-293ة ص حدليل الحج والسيا (3) مقال األستاذ المنوني.175-173: 29مجلة المجمع العلمي العراقي (4)

19 مقال األستاذ الجراري. دعوة الحق سنة 66-44- من 10مجلة المناهل مقال األستاذ المنوني.29-21 ص 5عدد

18

بن حكامــه، ومن أهــل القصــر المجــاز أبــو زيــد عبــد الرحمــان بنــير،بن مخلوفاالقاضي أبي العباس ــه: ومن أهل القصر الكب الفقي هـو. و(1) وأبو إسحق إبراهيم بن يحـيى وولـده(،أبو محمد بن مسلم

عدد كبير ممن وفدوا على الحجاز من بلد واحد ومدينة واحدة، فمــا لم يتعــرف،بالك بمغاربة آخــرين من مــدن أخــرى ومنــاطق أخــرى

عليهم ابن بطوطة؟.

ــة،وهناك ظاهرة أخرى جديرة بالتسجيل وهي أن بعض المغارب ال يكتفون برحلــة واحــدة إلى المشــرق عامــة وإلى الحجــاز خاصــةــدهم يســرعون إلى العــودة من ولكنهم بمجــرد مــا يصــلون إلى بل جديد، فهذا ابن جابر الــواد آشــي أطلــق عليــه ابن خلــدون صــاحب الرحلتين، وهذا ابن جبــير قــام بــرحالت ثالث، وابن بطوطــة قضــى

جزءا كبيرا من حياته في الرحلة والتنقل.

هو أن البعض من المغاربــة كــان،ولشدة التعلق بالحجاز خاصة يطيل مقامه هناك، فيستقر لفترة طويلة بمكــة أو المدينــة أو بهمــا :معا، حتى يشبع رغبته ويروى ظمأه، ومن الذين عرفوا بهذا الصنيع

الذي أقام في الشرق،أبو عبد الملك ابن سمجون اللواتي الطنجي ، وقاسم بن أحمد بن عمران الحضــرمي )تــوفي(2)سبع عشرة سنة

،هـ( الــذي رحــل من ســبتة إلى الحجــاز فقضــى فريضــة الحج750 . أمــا ابن(3) من أربعة عشــر عــام في البالد المشرقية نحوافوطوت

ميمون الغماري فقد استمرت به إقامتــه في الشــام إلى أن تــوفي

.234رحلة ابن بطوطة ص (1).119، األدب المغربي ص43: 4معجم البلدان (2).268-267: 4حاطة إال (3)

19

.(4)بها

وكانت الرحلة تعني الطلب والدراســة، وصــار من المــألوف أن تتجــه الرحلــة في أغلب األحــوال إلى الشــرق للتلمــذة واألخــذ عن علمائه، وهذا شيء طبيعي ومشــروع، فالشــرق منبــع كــل فضــيلة، ومنه شع قبس العلوم والمعرفة، ولهذا كان ال بد وأن يكون الحجاز

.(1)منتهى سفرهم كما يذكر ابن خلدون

ومـع األيــام بــدأ يتقلص حجم المغـربي أمــام تضــخم الشــرقي،� الشعور بالتفوق الــذي صــار يقتنــع بــه المغــرب نفســه، ولقــد �ورم بــة سجل ابن خلدون هذه الظاهرة قائال: )فأهل المشرق على الجمل�نــه أرســخ في صــناعة تعليم العلم، بــل وفي ســائر الصــنائع، حــتى إ ليظن كثير من رحالـة أهـل المغـرب إلى المشـرق في طلب العلم أن عقولهم على الجملة أكمل من عقول أهل المغرب، وأنهم أشــذ نباهة وأعظم كيسا بفطرتهم األولى، وأن نفوســهم الناطقــة أكمــل بفطرتها من نفوس أهل المغــرب، ويعتقــدون التفــاوت بيننــا وبينهم�نسانية، ويتشيعون لذلك، ويولعون بــه، لمــا يــرون من في حقيقة اإل

.(2)كيسهم في العلوم والصنائع، وليس كذلك(

فاالهتمام المغــربي كــان منصــبا على كــل مــا يفــد من الشــرق العربي، وكان االعتقاد السائد هو أن الشخصية العلميــة المغربيــة الر كــثرة تكتمل إال باألخذ عن المشارقة والتتلمذ عليهم، وهذا هو ســ�

.74: 1. سلوة األنفاس 275دوحة الناشر ص (4).805مقدمة ابن خلدون ص (1).775مقدمة ابن خلدون ص (2)

20

الــرحالت نحــو المشــرق، وقلــة الــرحالت الشــرقية نحــو المغــرب،ــذكر من307فالمقري ذكر راحل أندلسي إلى المشرق، بينما لم ي

ر هــذا إال86الرحالــة المشــارقة إلى حــوالي راحال فقــط، وال يفســ بشــعور المغاربــة بالتلمــذة للمشــارقة، فالضــرورة تــدعو إلى شــدــد المكــان وطــال الزمــان، ألن التلمــذة هي الرحــال إليهم، ولــو بع مطمح المغاربـــة، فال بـــد من ربـــط ســـندهم العلمي بهم، إمـــاــا أن نجــد �فن بالمشافهة والدراسة عليهم، أو باالستجازة... وهكــذا ألــة الرحالة يحمل معه استدعاء لجمع إجازات علماء المشرق لمغارب

، وأحمــد(3)لم يتمكنوا من الرحلة، فابن رشيد يستجيز لعلماء ســبتة زروق يســتجيز لعلمــاء جلــة فيهم ابن غــازي وولــده، وأبــو العبــاس

...(4)الونشريسي

ــافت على كــل مــا هــو وال نســتطيع أن نرجــع ســبب هــذا التهــا وعلى األخص مصــر، كمــا يــرى مشرقي إلى تفــوق الشــرق فكري

، فهــذا ال يقــره التــاريخ وال يؤيــده مــا نعرفــه عن(1)كراتشوفســكي مستوى علماء المغرب كما سيأتي، فمن المؤكد أن تــأثير المغاربــةــة، في مصر عن طريق الرحلة كان أبعد أثرا )فبتأثير الجوار والرحل انتقل المذهب المالكي إلى اإلسكندرية وســاد فيهــا، لهــذا نــرى أن

المصــريين–عددا كبير من علماء اإلسكندرية في العصر اإلسالمي

االستدعاء الكبير: مخطوط بخزانة القرويين نشره: ابن الخوجة في رحلة ابن (3).463: 3رشيد

.289: 1، فهرس الفهارس 128فهرس ابن غازي ص (4).405: 1تاريخ األدب الجغرافي (1)

21

، كمـا أنـه لهـذا السـبب(2) كانوا مالكيي المـذهب(–منهم والمغاربة أيضا نالحــظ ســيادة المــذهب األشــعري في مصــر باعتبــاره مــذهباــه محــل المــذهب الشــيعي الــذي كــان قــد فرضــه رســميا، وحلول

.(3)الفاطميون

وقد كــان الهــدف من الســعي إلى لقــاء العلمــاء واالتصــال بهم أحيانا اكتساب مناهج علمية جديدة، وطرق وأســاليب متطــورة في التعليم والتأليف وغير ذلك، فحضور أبي العباس القباب في رحلتــه بتونس لمجلس ابن عرفة، جعله يوازن بين طريقة التبليــغ في كــل من تونس والمغرب والمشرق، مما كان له األثر الكبير في تطويره طريقة التدريس فيما بعد، حتى تجمع بين التحصــيل والتصــرف في

، فلقاؤه البن عرفة إذن كــان ذا أثــر في تصــحيح المنهج(4)المعارف الفكري والتعليمي، وهذا ما يجعــل الرحالــة شــديد التعلــق بالعلمــاء

بعــد–األعالم الذين أعج�ب بهم في رحلتـه، فيبقى على الصــلة بهم عن طريق المراسلة إما الستيضــاح مشــكل، أو–عودته إلى وطنه

–الستفتاء، أو للمزيد من التعلم والتحصيل، فلقد تبادل أحمد زروق

رســائل مــع شــيخه بالقــاهرة أبي العبــاس–بعد عودته من الشرق هـ-895شهاب الدين أحمــد بن عبــد القــادر الحضــرمي اليمــني )ت

م( ليستنير بها في الطريقة الصوفية، ويسير على هديها فيما1489

بحث د. جمال الدين الشبال مجلة95الكتاب الذهبي لجامع القرويين ص (2).48 ص 1 عدد 4دعوة الحق سنة

وأدب الرحلة بالمغرب، بحث د. طه الحاجري10 ص87المجلة المصرية عدد (3).81-80: 1ج

.32: 3أزهار الرياض (4)

22

.(5)يقدم عليه من أمور

ان الشرق في الالمعين المغاربة للعلماء نماذج �ب رحلتهم إ

ــة بالشــرق ــق المغارب ــاز –أدى تعل ــار– وبخاصــة الحج أن اختــة، حيث الرحالة المغربي اإلقامة الدائمة والجوار في مكة أو المدين قــبر الرســول عليــه الســالم والكعبــة المشــرفة، فلقــد روى يحــيى السراج في فهرسته قائال: )حدثني الفقيه أبو عبد الله الرعيني إذنا في الجملة، عن القاسم ابن يوسف التجيبي إجــازة، قــال: لم يــزل�قامة بمكة رجاء البركــة، فياتونهــا الفضالء في كل عصر يقصدون اإل

. وليس(1)من كل مصر، ويرون بها األعاجيب، ويحدثون بهــا النــاس(هذا مستبعدا لما لمكة في نفوس المسلمين من إجالل وتعظيم.

ومن الذين عرفوا بالمجــاورة في الحجــاز الــتي اتخــذوها وطنــا دائما وفضلوها على مسقط الرأس: أبو القاسم قاســم بن علي بن

هـ( الــذي جــاور بمكــة، وأخــذ بهــا عن811محمد بن علي الفاسي )ــة(2)شيوخ عديدين �قامة بالمدين ، وأبو إسحاق الفاسي الذي فضل اإل

،(3)المنورة، ألنها مدفن الرسول عليه الســالم، وبلــد مالــك بن أنس وذكر ابن بطوطة جماعة من المغاربة المجــاورين بمكــة التقى بهم

:(4)هناك، وهؤالء هم

.109-105 ورقات 1385الخزانة العامة ق بمناقب الحضرمي مخطوط (5).96فهرسة السراج. ص (1).92: 7، شذرات الذهب 412: 8انباء الغمر. (2)ب.8: 5رحلة ابن رشيد (3).153-149 1: 48رحلة ابن بطوطة ص (4)

23

ــه األنجــري - الفقيه الصالح الزاهد أبو الحسن علي بن رزق الل من أهل قطر طنجة. من كبار الصالحين، جــاور بمكــة أعوامــا وبهــا وفاته. كانت بينه وبين والد ابن بطوطــة صــحبة قديمــة، ومــتى أتى

طنجة نزل عنده.

- أبو العباس الغمــاري من أصــحاب أبي الحســن ابن رزق اللــهوسكن رباط ربيع بمكة ووفاته بها.

ــة ســبتة، كــان خــديما ــو يعقــوب يوســف، من بادي - الصــالح أبللشيخين المذكورين.

- الصـــالح الســـابح الســـالك أبـــو الحســـن علي بن فرغـــوسالتلمساني.

- حسن المجنون، وكان بمكة أيام مجاورته لها.

وبعض الرحالين المغاربة كان يستهويهم الشــرق عامــة، وتأخــذ بلبهم مجالسه العلميـة، وتجتـذبهم حلقاتــه ومناظراتــه، فال يعـودون إلى بلدهم، ولــذلك نســبوا إلى بلــدهم األصــلي باإلضــافة إلى البلــد

الذي أقاموا فيه، ومن أمثلة هؤالء:

ــ( يعــرف688شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عمران )ت هـ بالشريف الكركي نسبة إلى بلدة بالشام، مع أنه ولد بفاس )وتفقه

.(1)على الشيخ أبي محمد صالح، ثم رحل إلى المشرق(

جامع162، الكتاب الذهبي ص 332أ – الديباج ص 68: 5رحلة ابن رشيد (1).491: 2القرويين

24

هـ(،718وكذلك محمد بن إبراهيم الوطواط الكاتب الوراق )ت.(2)مغربي المولد، مصري الوطن والدار

هـ(،699أما الشاعر المشهور أبو عبد الله محمد البوصيري )ت الذي نسب إلى األرض المصرية، فيذكر عنه أبــو الوليــد بن األحمــر في شرحه للبردة المشهورة بأن )مولده ببجايــة وارتحــل عنهــا مــع أبيه إلى المشــرق، فاســتوطن مدينــة بوصــير، وكــان يــؤم بجامعهــا

.(3)األعظم(

ونفس الشــيء يقــال في مؤلــف الــديباج المــذهب إبــراهيم بنــزحت أســرته1397هـ-799علي بن فرحون توفي سنة ) م( الذي ن

من المغرب، فولد ونشأ في المدينة ونسب إلى يعمر بن مالك من.(4)عدنان على الطريقة المشرقية

وال ننســى في هــذا المجــال مؤلــف )شــفاء الغــرام( محمــد بن م( الـذي نشـأ1438هـ-842أحمد بن علي تقي الـدين الفاســي )ت

.(1)بمكة ولكنه من أصل فاسي، كما تفصح عنه هذه النسبة

فقد كان لها في نفوس المغاربــة مكانـة عظيمـةأما القدسمــوا من شــاء ومقدسة، شدوا الرحال إليها، وجالسوا علماءهــا، وعل

سوا بعضا من زواياها ومدارسها. �ها، وحب ب من طال

.222: 8، معجم المؤلفين 406: 1تاريخ األدب الجغرافي (2).40/643مقدمة شرح البردة مخطوط القرويين رقم (3)ال (4) .47: 1عالم للزركلي أ.51-1/50، أدب الرحالت بالمغرب ج304نيل االبتهاج ص (1)

25

ولقد كتب السلطان أبــو الحســن علي بن عثمــان المريــني )ت هـ( مصحفا بخطه، وأرســله إلى المســجد األقصــى. وهــو أحــد752

ثالثة مصاحف كتبها وأرسلها إلى كل من المساجد الثالثة التي تشد إليها الرحال، وأوقف عليها أوقافــا جليلــة. ويــذكر المقــري أنــه رأى هذا المصــحف في القــدس، وأعج�ب بربعتــه )أي ظرفــه( الــتي هي

.(2)في غاية الصنعة

وقد استمر وجود هذا المصحف في مدينة القــدس إلى الــوقتــت ــني تعرض ــن المري ــة أبي الحس ــزاء ربع ــر، لكن بعض أج الحاضــة الصــخرة المشــرفة إلى المتحــف ــا من خزان ــد نقله للضــياع، بع

.(3)اإلسالمي في القدس

- وقد تجلى حب المغاربة للقدس لما يلي:

- اعــتزاز العلمــاء المغاربــة بالتــدريس أثنــاء رحالتهم خــارجـا من كالم أحمـــد بن محمـــد المقـــري ــ بلـــدانهم، يتضـــح هـــذا جلي

ــاني )ت ــدة دروس1041التلمسـ ــول: )...وألقيت عـ ــ( حيث يقـ هــ.(4)باألقصى والصخرة المنيفة(

– أثنــاء الــرحالت –- تخصيص المغاربــة أوقافــا للوافــدين منهم

ــاعدهم على ــذكر، م�ما س ــا ال ــيرهم لبعض زواي ــدس، وتعم إلى القاالستقرار.

.4/400 الطيب: حنف (2).104حي المغاربة في القدس، لعبد الهادي التازي، ص (3).1/57نفح الطيب: (4)

26

• فهذا: أبو مدين شعيب بن المجاهد، أبو عبد اللــه محمــد بن الشيخ أبو مدين شعيب المغربي، حبس بعض األمــاكن في القــدس وخارجها على المغاربة المقيمين في القدس الشريف أو القــادمين

إليه.

وأوقف الشيخ العابد المجاهد عمــر المجــرد بن عبــد اللــه بن • هـــ(، زاويــة في القــدس،703عبــد النــبي المغـربي المصــمودي )ت

أنشــأها من مالــه الخــاص، في حــارة يكــثر فيهــا المغاربــة، عــرفتبحارة المغاربة.

�ه� • �قائ وأشار ابن بطوطة في أثناء زيارته لمدينة القدس إلى التأة سون في المدرســة المالكيــة المنشــ أحد المغاربة الذين كانوا يدر

هـ، زمن الناصر محمد بن قالوون، وهــو: الشــيخ أبــو عبــد741سنة .(1)الله محمد بن مثبت الغرناطي نزيل القدس

والذي قال عنه خالد البلوي: )إنه رحل شابا من األندلس، لكنــهــرم ــذلك الح ــال واألوالد، منهم اآلن ب ــدس، ورزق بالم ــغ في الق نبــاء ال ــ ــار الرؤس ــ ــار المدرســـين وكب ــ الشـــريف، من هـــو من خي المرؤوسين، كثيرا ما كنت أحضر مجالسه العلمية ودروسه الفقهية

(2)والنحوية...

- الشيخ القدوة خليفة بن مسعود بن موسى المغربي الجــابريــد�م من833المالكي )ت هـ(، إمام المالكية في المسجد األقصى: ق

.46رحلة ابن بطوطة، ص: (1).1/267تاج المفرق للبلوي: (2)

27

هـــ، وتــولى مشــيخة المغاربــة684المغرب إلى بيت المقدس سنة .(3)وإمامة المالكية فيها

ــد - الشيخ جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عب هـ(: رحل من األندلس، فــزار مصــر685الله البكري الشريشي )ت

ــدس � الق ــرم ــخرة في ح ــيخة الص ــولى مش ــام، وت ــراق والش والع الشريف، ومشيخة الحرم، والمدرســة في القـدس. وكـان ذا خـبرة بالتدريس، مارسه في المدرسة الفاضــلية بالقــاهرة، وفي مــدارس

.(1)القدس، وتولى مشيخة الرباط الناصري في الجبل بدمشق

- الشيخ اإلمام شمس الــدين عبــد الواحــد بن جبــارة المغــربي هـ(: تصــدر لتــدريس النحــو والحســاب والفــرائض826المالكي )ت

.(2)وغيرها من العلوم في المسجد األقصى

ــدين أحمــد بن محمــد المغــربي األصــل، المــالكي - شــهاب ال هـ(: كان يشــتغل بــاألذان في المســجد األقصــى،874المذهب، )ت

.(3)ويدرس فيه في الوقت نفسه، وكان من العدول في القدس

.2/247األنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، لمجيز الدين الحنبلي، (3).627: 3انظر: نفح الطيب، تح: إحسان عباس / (1).3/258األنس الجليل: (2).2/250نفس المصدر: (3)

28

خاتمة من خالل هذا العرض السريع لـرحالت المغاربـة نحـو المشـرق

ودورها في تعزيز ثقافة التواصل، خلصنا إلى النقاط التالية:

من المالحظ )في تاريخ الثقافة أن أدب الرحالت ازدهر في •1 العصور المتأخرة، التي اعــترى الجمــود مختلــف الجــوانب الثقافيــة

(1)مـنذ الـقرن الـحادي عـشر الهـجري، ـحتى نهاـية الـقرن الـثالث عـشر(

وقد كان ذلك دافعا لعلمــاء تلــك البالد البعيــدة عن مراكــز اإلشــعاع إلى الرحلــة لتحصــيل– وأهمهــا القــاهرة –الثقافي في تلك الفترة

ــا رأوه فيها ــدوين رحالتهم وم ــريقهم للحج. وت ــوم في ط ومن،العل قابلوه وأخذوا عنه من العلماء وهي بهذا أشبه بوثيقة علميــة تشــهد

لهم بما حصلوه من علوم ومعارف ومصادر تلك المعارف.

وتتمثــل قيمــة كتب الــرحالت هــذه في أنهــا تمــدنا بصــورة •2

حمد الجاسر، في رحاب الحرمين من خالل كتب الرحالت إلى الحج، مجلة (1).328م ص1975، يناير 6، 5العرب السنة التاسعة ج

29

ــة حقيقة لشهود العيان عن األحوال: السياسية والثقافية واالجتماعي واالقتصــادية والجغرافيــة البلــدان، الــتي يزورنهــا ممــا ال نجــده في

ــذه الموضـــوعات- إن ــج والكتب المتخصصـــة المفـــردة لهـ – تدـ� باإلضافة إلى إلى أنها تمثــل زادا وفــيرا لــتراجم الكثــير من العلمــاء

أو لم توفهم حقهم من العناية.،الذين غفلت عنهم كتب التراجم

ــات •3 ــة والبيئ ــاة الثقافي ــة الحي ــرحالت مصــدر مهم لمعرف الــة ــة،–العلمي ــز العلمي ــر ألهم المراك ــا ذك ــا -، ففيه مشــرقا ومغرب

ومجــالس الــدرس والتحصــيل، والكتب المعتمــدة في الدراســة،ين والطلبة.�الحوالعلوم التي كانت هدف الر

إن علماء المغرب لم يكونوا أقــل في تكــوينهم العلمي من •4 شخصــيةتدــغيرهم من علماء الشرق واألنــدلس وتــونس، فلقــد ب

� �م متكافئــة مــع زمالئــه الــذين– من خالل الــرحالت – المغربي العالــق نم لالتقى بهم في الرحلــة، إن متفوقــة عليهم. فلقــد أشــارتل

الرحالت إلى كثير من المواقف التي أبدى فيها الرحالــة آراءه الــتي�كثيرا ما تخلق أصداء ال ــيرة في رحالتإ عجاب والتقدير، واألمثلة كث

ابن رشيد، والعبدري، والتجيبي على الخصوص.

–ومن هنـــا فلم تكن الرحلـــة إلى المشـــرق تتـــوخى - دائمـــا التلمــذة والــدرس والطلب، وإنمــا كــانت من أجــل أهــداف وغايــات

والحصــول على الروايــة والســند، كزيــارة المراكــز الثقافية:أخــرى العالي، وجلب الكتب، ولقاء العلماء، ومجالســتهم، والحصــول على اإلجازات، وبناء الشخصية العلميــة، أو القيــام بســفارة لــدى ملــوك

مصر خاصة، أو حمل المصاحف إلى األماكن المقدسة هناك...

30

�ن•5 الرحالت أمثلة كثيرة لسيادة الجانب الروحي وتمكنهفي إ من النفوس، شعبيين ورســميين، وهكــذا كــثرت الــرحالت الزياريــة

من أجل مالزمة الشيخ ومــا إلى ذلــك، بــل إن،والرحالت السياحية هناك مؤتمرات يقصدها المتصوفة، من نحو ذلــك الــذي حضــره ابن

مــع من ال يحصــى من الفضــالء. ومن مظــاهر هيمنــة،قنفــد بدكالة من الحــديث عن كرامــات الصــلحاءةل رحلــخالناحية الروحية، لم ت

واألولياء والشيوخ، وروايات سند خرقة التصــوف، وإثبــات الــورد أوحزب الشيخ...

تعتـبر الـرحالت مصــدرا فريــدا لكثـير من النصــوص األدبيـة •6ــأغلب ونثراشعرا . فلقد انفردت برواية كثير من النصوص، وهكذا ف

رحالتهم النــوادر، كمــا أنهم أدرجــوامضــالرحالين حرصوا على أن ت في رحالتهم كثيرا من قصائدهم الشعرية ورسائلهم النثرية مما لــه

مما جعل الرحالت ذات أهمية خاصة، فــأكثر،عالقة بظروف الرحلة الرحالين لم تعــرف لهم أشــعار أو كتابــات إال من خالل مــا ورد في

الرحالت بمثابــة دواوين ألصــحابها،تر�بترحالتهم. ومن أجل ذلك اعومجاميع ضمت ألوانا من إنتاج علماء العصر وأدبائه.

وللــرحالت أهميتهــا أيضــا فيمــا احتضــنته من تــراجم ألعالم •7 التقى بهم الرحالون وخبروا أحوالهم واطلعوا على ظروف حيــاتهم، مما جعل لهذه التراجم طابعا معينا، وخصوصية مميزة، تختلــف بهــا عما تضمه كتب التراجم والطبقــات، إذ الرحالــة يســتقي معلوماتــه

ــر به ــال المباش ــالس،من االتص ــه في مج ــالمترجم ل ــاك ب واالحتكــبيت، أو في المســجد، أو النزهــة، أو الشــارع... ــدرس، أو في ال الــانب ــة مقتصــرة على الج ــذه الترجم ــه في ه ــذلك لم تكن إفادت وب

31

ــة العملي، وإنما يتعمق الشخصية فيفيدنا بما له عالقة بنواحي عقليونفسية ومزاجية...

والرحالت مصدر هام أيضــا لدراســة الحركــة النقديــة، فمن •8 خالل ما صــدر عن الرحــالين من آراء نقديــة وتصــويبات وتعليقــات،

لدينا رأي واضح عن االتجاهات والمقاييس النقدية التي ترجعنوكتإلى مقاييس ذوقية، ولغوية، وبالغية، وعروضية، وتكاملية...

من خالل دراسة شكل الرحالت، الحظنا أن األســلوب فيهــا •9 في–لم يكن مثقال بالصـــنعة والزخـــرف اللفظي، وإنمـــا اتســـم

بوضوح الفكرة وجمال التعبير وإشراقه، وبساطة الجملة–معظمه وســالمتها من التكلــف والتصــنع، وحــتى في المســتويات األســلوبية األخــرى لم ينحــدر إلى درك التكلــف والتصــنع اللفظي والتعقيــد المعنوي. ومن هنا، فمن الخطأ والتســرع في الحكم: االعتقــاد بــأن

نحــو نحــوه ويحتــذي حــذوه.يالنثر المغربي صورة للنــثر المشــرقي فمثــــل هــــذا التعميم يجــــانب المنهج العلمي والبحث الرضــــين

.(1)المتأني

دولة اإلسالم إلى زيادة أهميــة المعلومــات عنعأدى توس •10 والوقوف على أحــوال البالد والســكان، ال،م اإلسالميأطراف العال

سيما وقد تشعبت الســلطة السياســية بين الملــوك واألمــراء، حينــدة ــارات عدي ــرت دويالت وإم ــية. وظه ــدة السياس ــدعت الوح تص

المجتمــع الواحــد إلى مجموعــة من المجتمعــات المحليــة،تمســق

، للحسن الشاهدي.661-2/659أدب الرحالت بالمغرب: ج (1)

32

بوــج�ووافق ذلك ولوع العــرب باألســفار والتنقــل، فقــام الرحالــة بــفرالبالد اإلسالمية، وتجاوزوا بصورة ملحوظة حدود العالم كمــا ع ه

ــان، فلم تمنعهم صــعوبة المواصــالت، أو بعــد المســافات عن اليونأــالوصــول إلى أهــدافهم، ف ا الــتراث اإلنســاني بوصــفهم للحيــاةورث

االجتماعية واالقتصادية والسياسية.

إن معظم الرحالة المغاربة لم يرحلو إلى الشــرق إال بعــد •11 اكتمال ثقافتهم وإلمامهم بفنون مختلفة من العلــوم، ممــا يؤكــد أن ذهابهم إلى الشرق لم يكن بهدف التلقي واألخذ عن الشيوخ، فهــذا

مــام محمــد بن عمــران بن موســى الحســيني الشــهير بــالكركيإال م أو السنة التي بعدها )قدم من1289هـ-688المتوفى بمصر سنة

كان قد تفقه فيه على أبي محمــد، و(1)المغرب فقيها بمذهب مالك( صالح فقيه المغرب في وقته، ولذلك كمــا يقــول ابن رشــيد )انتهت

.(2)في زماننا( إليه الرياسة بالديار المصرية وعليه مدار الفتيا ومروان بن عبد الملك بن ســنجون اللــواتي الطنجي قــال: )لم أدخل إلى الشرق حتى حفظت أربعــة وثالثين ألــف بيت من أشــعار

ــالتراث األدبي، والحفــظ(3)الجاهلية( ، فإذا كان هذا اإللمام الواسع ب الدقيق من الشعر الجاهلي، فما عسى أن يكون قد حفظ من غيره

لمــا،من العصور؟، ولو لم يكن ألبي العبــاس القبــاب مســتوى جيدتنبه إلى األخطاء المنهجية التي يرتكبها ابن عرفة.

كان االحترام الــذي يقابــل بــه الرحالــة عمومــا، ناتجــا في •12

أ.68: 5، رحلة ابن رشيد 332الديباج ص (1)ب.69: 5رحلة ابن رشيد (2).119، األدب المغربي ص43: 4معجم البلدان (3)

33

ــدرتهم في ــاش وق ــوقهم في النق ــة لتف ــات المغارب ــالب عن إثب الغ المنــاظرة وتمكنهم من الحفــظ والتمثــل للشــواهد واألمثلــة، فــأبو

ــي )ت ــ ــز العبدوس ــ ــد العزي ــ ــم عب ــ م( أعجب1433هـ-837القاســه لكــلنيب وت،التونسيون بعلمه وتسابقوا إلى حلقات دروسه وا إتقان

إقبــالهممن علوم الشريعة والقواعد العربية فازداد عجبهم، واشــتد.(4)على دروسه، ونفس الشيء وقع البن رشيد السبتي في مصر

ومن هنـــا ال غرابـــة إذا وجـــدنا أن المشـــارقة يتســـابقون إلى فهــذا ضــياء الــدين عيســى بنة،الحصول على االجازة من المغاربــ

وهــو الــذي ، كان مقصــودا بالقــاهرة،يحيى األنصاري السبتي نشــدأ�في ال جازة العامة األبيات المشــهورة الــتي اتخــذت عنــه الكثــيرينإ

نموذجا لإلجازة قال: أجزت لمن سمى بها ما يجوز لي روايتـه بالشرط

في كل مسنــد

إن الرحلة عند المغاربة أنشط منها عند األندلسيين الذين هم • دونهم اهتمامــا بهــا، فيجب أن نفهم أنهم دونهم اهتمامــا ال وجــودا، وإال فاألندلســيون أشــد منــا رحلــة وأســبق، ومــا وجــود الغــزال في العراق، وهو يعاصر أبا نواس، إال دليال صارخا على سبقهم إلى هذا، ثم نجد ابن عبد ربــه من الرحــالين إلى المشــرق، يــذكر في العقــد بعض مشاهداته بالحرم المكي، واستمر اهتمامهم حــتى هــذا العهــد

الذي نجد فيه البلوي يؤلف رحلته التي يعرض إليها ابن الخطيب.

ــالث رحالت ــل القــرن الث ــدلس عــرفت مبكــرا أوائ ــل إن األن ب جماعية إلى الشرق وغــيره، فقــد توجــه جماعــة من الربضــيين إلى

.87-86: 1، وأدب الرحلة بالمغرب ج12: 3رحلة ابن رشيد (4)

34

ومــا مكثــوا طــويال حــتى غادروهــا إلى جزيــرة كــريت،ســكندريةإال فعمروهــا، وإن كــان ابن جبــير لم يتــول تــأليف رحلتــه فــإن كاتبهــا

.(1) ابن بطوطة كاتبها أندلسي،ةلح�ر ف،أندلسي، وال غرو في هذا

عني اإلسالم عناية فائقة بالعلم، وحض على طلبــه والســعي •ــذ فجــر اإلســالم في طلب العلم ــذلك من ــه، وأصــبح االرتحــال ل إلي

هـــ( من أن256ضرورة الزمة، كالذي رواه البخاري )المتوفي عــام رحــل مســيرة شــهر إلى عبــد اللــه بن أنيس في،جابر بن عبد الله

ــة. ولم طلب حديث واحد. والبخاري نفسه مثال رائد للعلماء الرحال ، بــل إن كثــيرا منهم كــان يقطــع�نيثدــيقتصر األمر على هذين المح

الفيافي جريا وراء تصحيح حديث أو معرفة سنده. ذلك أن الصحابة العلماء تفرقوا في األمصــار وأنشـأوا حركـة علميــة في كــل مصــر،

وا مدارس، فتوافد عليهم طالبو العلم يأخذون عنهم.نووك

ولم تقتصــر،كــانت الرحلــة في طلب العلم أمــرا مألوفاولقــد على بلــد معين، ونجــد أمثلــة للعديــد من العلمــاء المشــارقة الــذين رحلــوا إلى المغــرب واألنــدلس، ولعلمــاء من األنــدلس رحلــوا إلى

ولتكوين فكرة عن ضخامة مثل هذه الرحالت نذكر مثال أن،الشرق هـــ( قــد أورد أســماء مــا يزيــد على1041المقــري )المتــوفي عــام

مائتين وثمانين شخصا رحلوا إلى المشــرق في طلب العلم وحــده،وليس لغرض التجارة أو الحج.

وبجانب الهدف الرئيسي للرحلة في طلب العلم، كانت تتحقــق أهــداف أخــرى في التعــرف على أحــوال البالد السياســية ومراكــز

.1/8أدب الرحالت بالمغرب ج (1)

35

الحيــاة العلميــة. ومشــاهدة الطــرق والمســالك وحيــاة النــاس منعادات وأخالق.

فكانت الرحالت، وال تزال، الســبب األقــرب في تثقيــف العقــل ا غــير هــازل، وفي هــذاد�ــجوالنبوغ في العلم، مــتى كــان الراحــل م

�الصدد نظم ال هـ( أبياتا منها:204 عام ىمام الشافعي )المتوفإ

ــده إن سال طاب إني رأيت وقـــوف المـــاء يفس�وإن لم يجـــر� لم يطـب�

األسد لوال فراق الغاب ما افترست والسهم لوال فراقالقوس لم يص�ـب�

راجت التجارة في فترات مختلفــة من عصــور دول اإلســالم، • فكانت تجارة تربط األقاليم اإلســالمية ببعضــها البعض داخــل حــدود الدولة، وتجارة أخرى تجاوزت تلك الحدود وصل بها التجار أواســط

وجنوب شرقي آسيا.، وشمالي شرقي أوروبا،إفريقيا

والحــق أن العــرب قــد عرفــوا التجــارة الخارجيــة مــع األقــوامــل ــادلاإلســالمالمجــاورة قب ، ولعبت بالدهم دور الوســيط في التب

التجـــاري بين الهنـــد وإفريقيـــا الشـــرقية من ناحيـــة، وبالد دجلـــة وإمبراطورية الروم من ناحية أخــرى. ثم أضــاف اإلســالم،والفرات

التجارة.ونمت ،ظروفا جديدة شجعت التجار

بــل،ولم يقتصــر دور العــرب على الوســاطة التجاريــة فحسب .هون بغالت بالدهم ذات الرواج االقتصادي كالبخور وسوار�جتكانوا ي

36

وســلكوا طــرق الــبر والبحــر في تجــارتهم مــع األقــوام المجــاورة. وبلغت بالد العرب شهرة تجارية دعت البعض إلى القول إن قريشا سميت بهــذا االسـم الشـتغالها بالتجـارة، إذ كـانوا أهـل تجـارة، ولم يكونــوا أصــحاب ضــرع وزرع. من قــولهم فالن يتقــرش المــال: أي

يجمعه.

وقد اقتضت األوضاع التجارية أن يضع الجغرافيون كتب الــدليل لهــذه الـرحالت، فــذكرت األمــاكن، ومــوارد الميــاه، والجبــال وبينت المســافات وأخالق األمم وعــادات النــاس ومــا عنــدهم من الســلعــل ــادوه من المكايي ــا اعت ــة، وم والمصــنوعات والحاصــالت الزراعي

والموازين والمقاييس.

وجاب التجار البلدان ونقلوا ما سمعوه من أخبار، وما شــاهدوه لم– فيمــا وصــل إلينــا من روايــاتهم –من أحــوال النــاس، إال أنهم

ا الحقيقة دائمــا، فجــاءت بعض أخبــارهم مزيجــا من الحقيقــةوريتحوالخيال.

الرحالت باألخبــار االجتماعيــةتل�فوفي الجانب االجتماعي ح • ونشاطهم،كعادات السكان وأخالقهم وتقاليدهم في حياتهم اليومية

االقتصادي ومستواهم الثقافي وأزيائهم، وأوضاعهم السياسية كذكر ونوع الحكم السائد في البالد، ومراسيم البالطــات،الحروب والفتن

في رحلــة ابنك وأثر ذلك على الســكان، وتجــد مثــاال لــذل،األجنبية بطوطة عما أصاب الناس من خنوع تحت حكم الســالطين المغــول

فصاروا أكــثر، ذلك صرفهم إلى شؤون الدين وكيف أن،في العراق

37

اهتماما بالخالفات المذهبية على زمنه.

ــاعد الر ــا س ــالحومم ــة في ــواهر االجتماعي ــاولهم للظ ة في تن نواحي ثقــافتهم وقــوة مالحظــاتهم الــتيددع ت،البلدان الذي زاروهاتدعو إلى االعجاب.

وقد شجع انتشار تلــك المعلومــات على الهجــرة واالختالف بين هــذا إلى،المجتمعــات، ومعرفــة كــل مجتمــع للمجتمعــات األخــرى

المتــأخرة بمــاات في تقــدم المجتمعــجانب أن الرحالت كانت سببانقل إليها من علوم ومعارف المجتمعات المتقدمة.

ولم يقتصر األمر على عملية االمتزاج االجتماعي والثقافي، بــل عرف خيرات كل بلــد لآلخــر، وحفلت كتابــات الرحالــة بالمعلومــات

�االقتصادية: كثروات البلدان المعدنيــة و نتاجهــا الــزراعي، والحــرفإ ،الصــناعية، واألطعمــة واألغذيـة، وأنــواع السـلع واألســواق التجارية

ــاليمتنوبي ــ ــات بين األق ــ ــرق والخان ــ ــاف الط ــ ــافات وأوص ــ المســالب أدبي يفيض ــك في ق ــة. وذل ــا الرحال ــتي واجهه والصــعوبات ال ،بالحيويـــة والنشــاط. فأفــادت الــرحالت المجتمعـــات اإلســـالمية

مدارك الناس.تعووس

ــان ــاة اإلنسـ ــوانب حيـ ــة على جـ ــام الرحالـ ــر اهتمـ ولم يقتصـ بــل نجــد أن بعضــهم، كــالقزويني،االجتماعية والدينيــة واالقتصــادية

بعجــائب المخلوقــات والحيوانــاتي�نهـــ( قــد ع682 عام ى)المتوفــات ــة الحيوانـ ــام بدراسـ ــه إلى االهتمـ ــودات، نبـ ــرائب الموجـ وغـ

38

وخصائصها.

اود وأ،وبعــد، فــإن الرحالـة من أســالفنا قــد أفــادوا مجتمعــاتهم وجمعوا معلومات قيمة عن البلــدان الــتي زاروهــا. فحــدث،دورهم

انــارحال والتآلف بين أفراد وجماعات العالم اإلســالمي، ومــا أصاالتــذو ــوم أن نح ــدي بفعلهم، ال ســيما وأن صــعوباتالي ــذوهم ونقت ح

رحالت اليوم ال تقارن بمثيالتها بــاألمس، فنســتفيد معرفــة وتجــارب�جديــدة، وتوطــد صــالت المحبــة وال في بالدنــا العربيــة، الــتي الءخاإ

.(1)يعرف بعضنا سوى أسمائها

والمراجع المصادرــيروت- أحمد زروق والزروقية. تأليف د. خشيم علي فهمي، ب

م.1975

مية، للدكتور عطيةسالأثر الرحالة المسلمين في تعريف المجتمعات اإل (1).35-34عودة أبو سرحان، مجلة الفيصل، ص:

39

اختصار األخبار عما كان بثغر ســبتة من ســني اآلثــار، تــأليف- محمد األنصــاري الســبتي. تحقيــق األســتاذ محمــد بن تــاويت، نشــر

م.1958 سنة 4-3بمجلة تطوان عدد

أدب الرحلة عند العرب، تــأليف: د. محمــد حســين حســيني،-م.1976مصر

ــاويت، باالشــتراك مــع- ــأليف: محمــد بن ت األدب المغــربي، تم.1960محمد الصادق عفيفي، بيروت

ــاس- ــاض، ألبي العب ــي عي ــار القاض ــاض في أخب ــار الري أزه الرباط.–المقري، نشر وزارة األوقاف

ــاس- ــار دول المغـــرب األقصـــى، ألبي العبـ ــا ألخبـ االستقصـم.1956الناصري. الدار البيضاء

( لحمـــد الجاســـر، منشـــورات دار1أشـــهر رحالت الحج )ج-م.1982هـ-1402الرفاعي بالسعودية

�ســالمية في الشــرق- األصول التاريخيــة للحضــارة العربيــة اإلاألقصى، تأليف فيصل السامر، باريس.

أعجب الــــرحالت في التــــاريخ، تــــأليف: أنيس منصــــور،-م.1972اإلسكندرية

األعالم، لخير الدين الزركلي، بيروت.-

ــأليف:- ــات من األعالم، تـ ــراكش وأغمـ ــل بمـ اإلعالم بمن حـعباس بن إبراهيم المراكشي، المطبعة الملكية بالرباط.

40

ــور2أعالم المغرب العربي )ج- (، تأليف: عبد الوهاب بن منصم.1979هـ-1399المطبعة الملكية بالرباط

أنس الفقير وعز الحقير البن قنفد، تحقيــق: محمــد الفاســي-م.1965وأدلف فور، الرباط

األنيس المطرب بروض القرطاس، في أخبار ملوك المغرب-ــور. وتاريخ مدينة فاس، تأليف: ابن أبي زرع الفاسي، ط دار المنص

م.1973الرباط

ــأليف- ــون، ت ــف الظن ــذيل على كش ــون في ال ــاح المكن إيضإسماعيل باشا البغدادي، مكتبة المثنى، بغداد.

بدائع السلك في طبائع الملــك، البن األزرق تحقيــق: د. علي-م.1977سامي النشار. ط بغداد

ــأليف: محمــد- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، تهـ.1348بن علي الشوكاني، القاهرة

ــا - ــونس–برنامج التجيبي، تحقيق: عبد الحفيظ منصور، ليبي تم.1981

م.1982برنامج الودياشي، تحقيق: محمد محفوظ. بيروت -

بغية الرواد في ذكر الملوك من بــني عبــد الــواد، ألبي يحــيى-م.1903هـ-1321ابن خلدون الجزائر

هـ-1399بغية الوعــاة لعبــد الــرحمن الســيوطي. دار الفكــر -م.1979

41

البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب البن عذارى. ط.-بيروت.

تاج المفرق في تحلية علماء المشــرق، وهــو رحلــة خالــد بن-عيسى البلوي، تحقيق: الحسن السائح. مطبعة فضالة، المحمدية.

تاريخ ابن خلدون، انظر: كتاب العبر.-

تاريخ سبتة، األستاذ ابن تاويت. ط دار الثقافة بالدار البيضاء-م.1982

تــاريخ المغــرب، لألســتاذ عبــد العزيــز بنعبــد اللــه. ط الــدار-البيضاء.

تحفــة المغــترب ببالد المغــرب لمن لــه من اإلخــوان، في- كرامات الشــيخ أبي مــروان، ألحمــد بن إبــراهيم األزدي القشــتالي،

م.1974تحقيق: دي الجرانخا مدريد

تحفــة النظــار في غــرائب األمصــار وعجــائب األســفار، وهي-م.1968هـ-1388رحلة ابن بطوطة. ط دار التراث بيروت

تذكرة الحفاظ لشمس الدين الذهبي. ط دار إحيــاء الــتراث.-لبنان.

ــرا، ألبي- ـرا وبح ـ ــور ب ــار المعم ــبرى، في أخب ــة الك الترجمانهـ-1397القاسم الزياني، تحقيق: عبد الكـريم الفيالني، المحمديــة

م.1967

تطور األساليب النثرية في األدب العربي، ألنيس المقدســي،-

42

م.1974، بيروت 5ط

التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، لعبــد الــرحمن بن-م.1951هـ-1370خلدون، القاهرة

ــيروت- ــادة، ب الجغرافية والرحالت عند العرب، تأليف نقوال زيم.1980

م.1962الجغرافيون العرب، لمصطفى الشهابي، مصر -

ــد اللــه الكــانوني،- جواهر الكمال في تراجم الرجال، ألبي عبهـ.1356القسم الثاني، البيضاء

الحلــل الموشــية، في ذكــر األخبــار المراكشــية، لمؤلــف-م.1979مجهول، تحقيق: األستاذين زكار، وزمامة. الدار البيضاء

الخزانة العلميــة بــالمغرب، لمحمــد العابــد الفاســي، الربــاط-م.1960هـ-1380

م.1956الرحالة العرب لنقوال زيادة، القاهرة -

الرحالة المســلمون في العصــور الوســطى، تــأليف: د. زكي-م.1945محمد، حسن دار المعارف مصر

القاهرة.– 3الرحالت، تأليف: د. شوقي ضيف، ط-

الرحلة في طلب الحديث ألبي بكــر البغــدادي، تحقيــق: نــور-م.1975هـ-1395 دار الكتب العلمية، لبنان –الدين عتر

رحلة إلى جرز مالديف، لمحمد بن ناصــر العبــودي، الريــاض-

43

م.1981هـ-1401

رحلة التجاني، أبي محمد عبد الله، تقديم: حسن حسني عبد-م.1981الوهاب، تونس

رحلـــة ابن جبـــير أبي الحســـين أحمـــد، دار صـــادر، لبنـــان-م.1980هـ-1400

ــادة،- رحلة ابن جبير ورحلة ابن بطوطة، لمحمد مصــطفى زيم.1939القاهرة

رحلة الحشائشي محمد بن عثمــان، تحقيــق: علي مصــطفى-م.1965المصراتي، لبنان

رحلة ابن رشــيد الســبتي )دراســة وتحليــل( رســالة جامعيــة- م،1982م-1981تقدم بها أحمد الحدادي، لكلية اآلداب بفاس سنة

نسخة مرقونة.

ــاط- الرحلة العياشية )ماء الموائد(، ألبي سالم العياشي، الربم.1977هـ-1397

م.1968رحلة مع ابن بطوطة لمحمود الشرقاوي، القاهرة -

الرحلــة المغربيــة ألبي عبــد اللــه العبــدري، تحقيــق: محمــد-م.1968الفاسي، الرباط

الرحلة المغربية، تحقيق: أحمد بن جدو. ط. قسنطينه.-

ــوان- ــوني، تط ــد المن ــتاذ محم ــربي، لألس ــاج المغ ركب الحم.1953

44

الســعادة األدبيــة، البن المــوقت المراكشــي، الــدار البيضــاء-هـ.1342

سلوة األنفاس لمحمد بن جعفر الكتاني، طبعة حجرية.-

شــجرة النــور الزكيــة في طبقــات المالكيــة، البن مخلــوف،-هـ.1349بيروت

ــار من ذهب، البن العمــاد الحنبلي،- شــذرات الــذهب في أخبطبعة بيروت.

صبح األعشى في صناعة اإلنشــا، ألبي العبــاس القلقشــندي،-طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة.

فضائل الشام ودمشق ألبي الحسن علي الربعي، تحقيق: د.-م.1950صالح الدين المنجد ط. المجمع العلمي بدمشق

فهــرس ابن غــازي، تحقيــق: محمــد الــزاهي، الــدار البيضــاء-م.1979هـ-1399

م.1976فهرس المنجور تحقيق: د. محمد حجي، الرباط -

فهــرس الفهــارس لعبــد الحي الكتــاني، تحقيــق: د. إحســان-م.1982هـ-1402عباس، بيروت

م.1959كتاب العبر، لعبد الرحمن بن خلدون، بيروت -

كتــاب المغــرب في ذكــر بالد إفريقيــة والمغــرب، ألبي عبيــد-م.1965البكري، نشر وترجمة: دوسالن باريس

45

كتــاب الوفيــات البن قنفــذ، تحقيــق: عــادل نــويهض، بــيروت-م.1978

ــاكر- ــأليف: د. ش ــرافي، ت ــتراث الجغ ــيئة في ال ــات مض كتابم.1979خصباك، بغداد

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنــون، لحــاجي خليفــة،-ط. بغداد.

لسان العرب البن منظور، طبعة بيروت.-

اللسان المعرب عن تهافت األجنبي حول المغرب، ألبي عبد-م.1971هـ-1391الله السليماني، الرباط

المحاضرات للحسن اليوســي، إعــداد: محمــد حجي، الربــاط-م.1976هـ-1396

م.1981هـ-1401المدخل البن الحاج العبدري، بيروت -

مسالك األبصار في ممالك األمصار، ألحمد العمري، تحقيــق:-حسن عبد الوهاب، تونس.

مستفاد الرحلة واالغــتراب، للتجيــبي، تحقيــق: عبــد الحفيــظ-م.1975هـ 1395 تونس –منصور، ليبيا

مشاهدات لسان الدين ابن الخطيب، جمع وتحقيق: د. أحمد-م.1958المختار العبادي، اإلسكندرية

ــرون- ــيين في القـ ــة واألندلسـ ــر المغاربـ ــرق في نظـ المشـم.1963الوسطى، تأليف: د. صالح الدين المنجد، بيروت

46

مظاهر الثقافة المغربية، تأليف: د. محمد بنشقرون.-

المعجب في تلخيص أخبار المغرب، لعبد الواحد المراكشي.-م.1978. البيضاء 7تحقيق: سعيد العريان ومحمد العلمي، ط

مكانة الجغرافية في الثقافة اإلســالمية، لعبــد الفتــاح وهيبــة،-م.1979جامعة بيروت

( للرحالــة ابن رشــيد، تحقيــق: د.3،ــ 2ملء العيبة )الجــزآن -م.1982هـ-1402ابن الخوجة، تونس

مهذب رحلة ابن بطوطة، تأليف: أحمد بك العوامري ومحمد-م.1939أحمد جاد، ط بوالق

الموسوعة المغربية لألعالم البشرية والحضارية، لعبد العزيز-بنعبد الله، طبع وزارة األوقاف بالرباط.

ــا - ــدوي، ليبي ــرحمن ب ــد ال ــدون لعب ــونس–مؤلفــات ابن خل تم.1979هـ-1399

النبوغ المغربي في األدب العربي، تــأليف: عبــد اللــه كنــون،-م.1961بيروت

نشــر المثــاني، لمحمــد بن الطيب القــادري، تحقيــق: محمــد-م.1977حجي وأحمد التوفيق، الرباط

ــان- ــق: د. إحسـ ــري، تحقيـ ــاس المقـ نفح الطيب، ألبي العبـم.1968هـ-1388عباس، بيروت

ــز- ــد العزي ــاء والخلفــاء والملــوك، لعب نظم الســلوك في األنب

47

م.1963هـ-1382الملزوزي، المطبعة الملكية، بالرباط

نيل االبتهاج بتطريز الــديباج، ألحمــد بابــا التنبكــتي، )بهــامش-كتاب الديباج( بيروت.

الوافي باألدب العربي في المغرب األقصى، لألستاذ: محمــد-م.1981بن تاويت، الدار البيضاء

48