http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب : الحجج اللطاف في الرد علىالغماري والسقاف

المؤلف : محمد عادل مالح1عدد األجزاء :

الناشر : الكتاب غير مطبوعالطبعة : الكتاب غير مطبوع

بريد المؤلف :mallah99@hotmail.com

الحجج اللطاف في الرد على الغماري والسقافيحتوي هذا الكتاب على ثالث رسائل هي :

- تحذير العبد األواه من ترك تحريك اإلصبع في1الصالة.

- دحض األدلة الفرية لسنة الجمعة القبلية.2- رفع االرتياب بتوهين الحارث الكذاب.3

وجمعت الرسائل الثالث معا وسميت المجموع :الحجج اللطاف في الرد على الغماري والسقاف

بقلم : محمد عادل مالح00963215551155سوريا - حلب هـ

mallah99@hotmail.com

عن المؤلف وأعماله : أنا محمد عادل بن محمد زكي مالح من مواليد حلب

تخرجت من كلية الهندسة قسم الهندسة1941عام ثم1964الكهربائية والميكانيكية بجامعة حلب عام

اتجهت إلى دراسة علوم الحديث على بعض العلماء منهم الشيخ محمد ناصر الدين األلباني " رحمه الله "

في حلب ودمشق وقد ألفت كتاب فهرس التراجم يبلغ حوالي عشرة آالف صفحة جمعت فيه جميع

أسماء األشخاص المترجمين في خمسة وستين كتاب من كتب التراجم ذاكرا فيه كال منهم مع جميع

أسمائه ونسبه المتفق عليه والمختلف فيه وذكر أسماء الكتب مع رقم الجزء والصفحة التي تحتوي

على الترجمة وكذلك ألقابه وكناه وإن تعددت وأنا اآلن بصدد إضافة بعض الكتب وتشكيل األسماء

المبهمه وتعديل رقم الصفحات برقم الترجمة وكذلك إضافة تواريخ الوالدة والوفاة لكل منهم حسب ماهو

وارد في هذه الكتب وكذلك درجة الراوي من حيث الجرح والتعديل وكذلك اإلشارة لرواة الكتب الستة

منهم بالرموز المصطلح عليها في كتب التراجم وبينت مااخترته من هذه الرموز في مقدمة هذا

الكتاب وقد أثنى الشيخ األلباني "رحمه الله" خيراعلى هذا الكتاب بعد اطالعه عليه .

أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني إلتمام هذاالمشروع ونشره آمين إنه سميع مجيب .

والحمد لله رب العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده , ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فال مضل له , ومن يضلل فال هادي له ,

وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له , وأشهدأن محمدا عبده ورسوله.

} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و ال تموتن(102إال وأنتم مسلمون {. )آل عمران:

} يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثيرا

ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به واألرحام إن الله(1كان عليكم رقيبا { . )النساء:

} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قوال سديدا ؛ يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله

(71-70ورسوله فقد فاز فوزا عظيما { . )األحزاب:

أما بعد فإن خير الكالم كالم الله , وخير الهدي هدي محمد ? , وشر األمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة ,

وكل بدعة ضاللة , وكل ضاللة في النار. وبعد :

لقد وقع تحت يدي ثالث رسائل وهي :

- تحذير العبد األواه من تحريك اإلصبع في الصالة1لألستاذ حسن بن علي السقاف.

- األدلة الجلية لسنة الجمعة القبلية لألستاذ حسن2بن علي السقاف.

- نكث الناكث المعتدي بتضعيف الحارث لألستاذ عبد3العزيز الغماري.

وطالعت الرسائل الثالث ، لعلي أجد عند هذين األستاذين أدلة صحيحة تثبت ما ذهبا إليه ، وبكل

أسف لم أر في الرسائل الثالث سوى الشتائم واالفتراءات والتحريفات التي ال تنطلي سوى على العامة أما من كان عنده شيء من العلم فيعلم أن

هذه التحريفات باطلة.

وقد امتدت هذه التحريفات لتشمل أسماء المؤلفين مثل محمد شمس الحق العظيم آبادي وكنيته أبو

الطيب فقد سماه السقاف عبد العظيم آبادي في من رسالة تحذير العبد األواه وسماه28الصفحة

من46الغماري أبا الطيب العظيم آبادي في الصفحة رسالة نكث الناكث ظانا أن أحد أسمائه العظيم بينما

هو شمس الحق العظيم والعظيم هو بدل من الحق وشمس مضاف إلى الحق كإضافة عبد إلى الله أو

إلى الرحمن فال يكون الله أو الرحمن اسما لعبد وإنما عبد مضاف إلى لفظ الجاللة الله أو الرحمن

كعبد الله أو عبد الرحمن.

وياليت الغماري وقف عند تحريف أسماء المؤلفين ، بل امتد إلى تحريف اآليات ، ووضعها ضمن قوسين

من سورة النساء أوردها الغماري في ص115كاآلية من رسالته هذه نكث الناكث ، بقوله : والله تعالى55

يقول :

} ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصلهسول من بعد جهنم {) بينماهي : } ومن يشاقق الر ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما

(115تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا { )النساء:وشتان بين المعنيين.

فمن يحرف أسماء المؤلفين عمدا أو جهال ، ومن ثم يحرف اآليات ، ليس ببعيد عليه أن يحرف معنى كالم المؤلفين ، بل ويحرف كالمهم أيضا مما سنجده أثناء

الرد في ثنايا الرسائل التالية.

والسقاف يدعي اإلجماع في كل ما يذهب إليه ويهواه ،حتى أوقعه ذلك في تناقضات كثيرة ، منها

مثال أنه اتهم األلباني رحمه الله بتصحيح أحاديث 5ضعيفة ، وتضعيف أحاديث صحيحة ، وأورد في ص

من رسالته مثاال على ذلك في الحاشية بقوله : كحديث ) من كان له إمام فقراءة اإلمام له قراءة (

وقال وهو حديث ضعيف معلول باتفاق الحفاظ . وكان األلباني رحمه الله قد صححه فعال لتعدد طرقه ، وفي إحدى طرقه أبو حنيفة . ثم ختم

بقوله: وضعف22السقاف رسالته هذه في ص األلباني اإلمام أبا حنيفة رحمه الله ..... مع أن

الثقات رووا عنه ، وأجمعت األمة على ثقته وجاللته فهل تجمع األمة على ثقته ، ثم تجمع على رد حديثه ، وإن رواه معه آخرون ؟ فالثقة حديثه صحيح بدون أن

يتابعه أحد ، وأبو حنيفة قد تابعه في هذا الحديث آخرون ، فأبو حنيفة لو كان عنده ثقة ، لقبل تصحيح

حديثه ولو منفردا ، ولو كان ضعيفا عنده لقبل تصحيح حديثه ، نظرا لوروده من طرق أخرى ، فيها ضعفاء ، فيتقوى حديث أبي حنيفة بهم ، ويصح ، أو

على األقل يتحسن بهم ، أما وأنه يرد حديثه حتى مع المتابعة ، فمعنى ذلك أنه ينزله منزلة الكذابين

والوضاعين ، فهل ما زال األلباني مخطئا في تصحيح حديث أبي حنيفة ، أم السقاف يدعي ثقة أبي حنيفة

وإجماع األمة على ذلك بشكل نظري ، وعمليا ينزله منزلة الكذابين والوضاعين ، فال يقبل حديثه ، وإن

شهد له أهل األرض جميعا ؟ . وغير هذه التناقضاتكثير وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الرسالة الثانية : دحض األدلة الفرية لسنة الجمعة القبلية وهي رد

على رسالته األدلة الجلية لسنة الجمعة القبليةللسقاف.

رددت فيهاعلى تصحيح السقاف ألحاديث ضعيفة ليقوي بها زعمه سنية صالة الجمعة القبلية وتالعبه

بالنقل وحذفه مايفيد بأن الصالة التي يستشهد بها هي صالة تحية المسجد وقد نقل السقاف مانقله ابن

حجر في الفتح عن النووي في الخالصة بقوله وقد استدل واحتج بهذا الحديث ) حديث كان ابن عمر

يطيل الصالة قبل الجمعة ( اإلمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الخالصة على إثبات سنة الجمعة

التي قبلها ولم ينقل قول ابن حجر بعدها ناقدا لها قوله ) باب الصالة بعد الجمعة وقبلها ( ....قال ابن المنير في الحاشية كأنه يقول األصل استواء الظهر والجمعة حتى يدل دليل على خالفه ألن الجمعة بدل

الظهر قال وكانت عنايته بحكم الصالة بعدها أكثر وكذلك قدمه في الترجمة على خالف العادة في تقديم القبل على البعد وكذلك نقل صاحبنا كالم

البخاري وعكسه بقوله باب الصالة قبل الجمعة وبعدها ظنا منه أن البخاري أخطأ فصحح له أو أنه

عرف أن البخاري لم يخطئ ولكنه غش بالنقل ليتجنب شك القارئ في سبب تقديم البعد على

القبل على خالف العادة فيلجأ للبحث عن السبب.

ثم ادعى السقاف كذبا أن سنة الجمعة القبلية ثابتة في المذاهب األربعة المتبوعة وهي مذهب اإلمام

البخاري وفندت قوله هذا من كتبهم..142-110وهي من الصفحة

ورسالتا السقاف جمعتا معا ، لذا فإن ترتيب صفحاته، تكون :

للرسالة األولى تحذير العبد األواه من29- 1من تحريك اإلصبع في الصالة.

للرسالة الثانية ، والتي هي بعنوان :142- 110ومن األدلة الجلية لسنة الجمعة القبلية.

ولقد حاول األستاذ السقاف جاهدا في الرسالة األولى ، أن يضعف حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ، رواية زائدة بن قدامة بالتحريف والتضليل ،

رغم اعترافه بصحتها ، واعترافه بأن زائدة بن قدامة ثقة ، ليقوي حديث ابن الزبير ، رواية ابن جريج ، رغم ضعفها وعنعنة ابن جريج فيها ، وعدم ثبوت

تصريحه بالتحديث ، ورغم مخالفتها لروايات مسلم لحديث ابن الزبير ، من غير طريق ابن جريج وتجنب

اإلمام مسلم رواية ابن جريج لعدم صحتها عنده.

أما رسالة الغماري فقد طبعت عقب رسالة أخرى ، وموضوعها60 - 29 صفحة تبدأ من 32وتتألف من

هو توثيق الحارث األعور الكذاب ، وكان قد تبادر إلى ذهني أنه يوثق الحارث بن أسد المحاسبي ، فقلت

في نفسي صوفي يدافع عن صوفي ليقوي حديثه ، وعلى كل فالرجل غير متهم وحديثه مقبول في المتابعات ، وعندما بدأت بقراءتها ، تبين لي أن

الحارث المقصود ، هو الحارث بن عبد الله األعور الكذاب ، فهالني األمر ، إذ أن محاولة تقوية ضعيف تأتي من باب العصبية ، أما توثيق الكذابين فهذا ما

لم يحتمله أحد ، وكان المؤلف الغماري قد ألف كتابا باسم " الباحث عن علل الطعن في الحارث " فنوه

الشيخ ناصر الدين األلباني رحمه الله في مقدمة أحد كتبه مستغربا : " حتى أن أحدهم ألف رسالة خاصة

في توثيق الحارث األعور الشيعي " فكانت جريمة ال تغتفر ، عند من تسمى بمحدث المغرب عبد العزيز الغماري ، فعمد إلى تحرير هذه الرسالة وسماها "

نكث الناكث المعتدي بتضعيف الحارث " ليبرهن على توثيق الحارث ، بما يعلم أي مبتدىء بعلم الحديث ،

أنه ال عالقة له بالجرح والتعديل ، كسؤال الحسن والحسين رضي الله عنهما له عن حديث علي رضي الله عنه ، بدون أن يرويا عنه ، وكتقديم أهل الكوفة له في الصالة وغير ذلك ، وحث علي رضي الله عنه

له على التعلم ، أما التوثيق فهو قول أحد أئمة الجرح والتعديل بأنه ثقة ، دون أن يتراجع عن رأيه هذا ،

ودون أن يجرحه غيره بجرح مفسر ، وصاحبنا هذا كما سنرى في ثنايا الرد ، بأن أربعة وأربعين إماما من

أئمة الجرح والتعديل ، قد ردوا حديثه ،

واتهمه بعضهم بالكذب ، وعدله ثالثة منهم ابن معين والنسائي وأحمد بن صالح المصري ، تراجع األوالن

عن تعديله وضعفاه ، وغمزه الثالث غمزة أدت به إلى عدم قبول روايته نهائيا أال وهي أنه كان يكذب في

رأيه وهذا حتى في مذهب الغماري غير مقبول الرواية نهائيا ألن العدالة ال تتجزأ عنده وال تتبعض فال

يكون عدال في جهة وكذابا في جهة أخرى.

وقد قمت بتحرير ردود على الرسائل الثالث وسميتها

:

- تحذير العبد األواه من ترك تحريك اإلصبع في1الصالة.

- دحض األدلة الفرية لسنة الجمعة القبلية.2

- رفع االرتياب بتوهين الحارث الكذاب.3

وجمعت الرسائل الثالث معا وسميت المجموع :

الحجج اللطاف في الرد على الغماري والسقاف

وفي هذه الردود فندت جميع التحريفات والمغالطات التي عمد إليها المؤلفان إلثبات ماذهبا إليه وأضفت

إلى النصوص التي نقالها مبتورة ما حذفاه منها لبيان المعاني واألحكام التي يقصدها أصحابها ال

المعاني التي يرويها الغماري والسقاف. نسأل الله الهداية لنا ولألستاذين والله من وراء

القصد وهو يهدي سواء السبيل.

الرسالة األولى

تحذير العبد األواه من ترك تحريك اإلصبع في الصالة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصالة والسالم على نبيه الذي

اصطفى وبعد : إن ردنا هذا ليس هو من قبيل المكابرة والتمسك

بالرأي فليس أسهل علينا من التبرؤ من رأي خاطىء ارتأيناه والعودة إلى الحق الذي وجدناه فقد سبق وتراجع الشيخ ناصر الدين األلباني رحمه الله عن

بعض آرائه وعلى صفحات كتبه شاكرا لمن انتقده إن من7نبهه إلى الحق والصواب كما ترى ذلك في ص

صفة صالة النبي -صلى الله عليه وسلم - الطبعة السادسة مثاال على ذلك ، لكن ردنا هو لبيان

المغالطات التي أوردها السقاف في رسالته ليدلل على ما ذهب إليه بدال من أن يتق الله ويفتش عن

األدلة الصحيحة ويسهم في نشرها وينال رضى اللهفي الدنيا واآلخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

…وقد ابتدأت هذه الرسالة بالرد على اإلشكاالت التي أوردها السقاف بالترتيب معترضا على األلباني سواء

كان لها عالقة بموضوع الرسالة أم ال.

- كتمان السقاف آلراء بعض أئمة الشافعية التي1نقلها النووي باستحباب التحريك مع نقله لبقية اآلراء

: أورد فتوى النووي باستحباب4في الصفحة اإلشارة برفع المسبحة من اليد اليمنى عند الهمزة من قوله إال الله وال يحركها فلو كرر تحريكها كره

ولم تبطل صالته على الصحيح وقيل تبطل.

وقد راجع السقاف المجموع شرح المهذب للنووي من رسالته وكتم13 ونقل منه في الصفحة 454 / 3

ماذكره النووي هنا وفيه ثالثة آراء ألئمة الشافعية إذ قال النووي : وهل يحركها عند الرفع باإلشارة فيه

أوجه :

- الصحيح الذي قطع به الجمهور أنه اليحركها فلو1حركها كان مكروها وال تبطل صالته ألنه عمل قليل.

- والثاني يحرم تحريكها فإن حركها بطلت صالته2حكاه عن أبي علي بن أبي هريرة وهو شاذ ضعيف.

- والثالث يستحب تحريكها حكاه الشيخ أبو حامد3والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وآخرون.

فكما تالحظ أن النووي صحح األول وضعف الثاني وأشار إلى من عمل بالثالث ثم أورد دليلهم وهو حديث وائل بن حجر ثم حاول التوفيق بينه وبين رواية ابن جريج لحديث عبد الله بن الزبير . إذن

تحريم التحريك عند النووي مردود ويتراوح الحكم على التحريك عند الشافعية بين الكراهة عند بعضهم واالستحباب عند البعض اآلخر موافقة منهم للحنابلة والمالكية ولحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم

- الصحيح والرأي الثالث كما يالحظ لم يضعفه النوويكما

ضعف الثاني وهو ولو لم يحكم له بالصحة صراحة كما فعل في األول ) كي ال يثير المتعصبين عليه ( إال أنه أورد دليلهم وهو حديث وائل بن حجر وحاول الجمع

بينه وبين رواية ابن جريج التي ظنها صحيحة. إذن هناك بعض أئمة الشافعية الكبار ممن وقفوا على حديث وائل عملوا بالحديث وأفتوا به اتباعا

لقول إمامهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " ، واتباعا لسنة سيد ولد63 / 1المجموع للنووي

سول فقد آدم ? وعمال باآلية الكريمة ( من يطع الر(.80أطاع الله ) )النساء: من اآلية

: استشهد السقاف بحديث4- وفي حاشية الصفحة ابن عمر وفيه " وأشار بإصبعه التي تلي اإلبهام "

على عدم التحريك.

قلت : هذا يؤيد حديث التحريك وال يعارضه كما في قولك وأشار إليه أن تعال واألحاديث األخر فيها فكان

يدعو بها يحركها أي يحركها وكأنه يدعو بها أحداويناديه.

: استشهد السقاف أيضا4- وفي حاشية الصفحة على عدم التحريك بحديث ابن الزبير " أن النبي -

صلى الله عليه وسلم - كان يشير بإصبعه ال يحركها "وقال وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود والبيهقي.

.55-50 و 21قلت : ليس بصحيح كما سيأتي بيانه ص

- إنكار السقاف أحاديث صفة صالة النبي -صلى الله2عليه وسلم -

: قال السقاف وكم في صفة صالته5- في الصفحة ) أي األلباني ( من أحاديث ضعيفة قد صححها

وأحاديث صحيحة ضعفها كما ال يخفى.

قلت : قلد السقاف في ذلك الغماري في قوله صفة صالته جاهال أو متجاهال ما ينطوي عليه هذا اللفظ

فإن كان يقصد أن األلباني هو النبي فقد كفر وإن كان يقصد أن هذه هي صفة صالة األلباني اخترعها

من عنده فقد أنكر أحاديث النبي -صلى الله عليهوسلم - وردها ومن فعل ذلك فقد كفر.

- ادعاؤه كذبا على لسان ابن حجر اتفاق الحفاظ3على تضعيف وإعالل حديث من كان له إمام

: استشهد السقاف للنوع األول ) أي5- في الصفحة األحاديث الضعيفة التي صححها األلباني رحمه الله (

في حاشيته على هذا الكالم بقوله : كحديث " منكان له إمام فقراءة اإلمام له قراءة " الذي ذكره ص

من الطبعة السادسة من صفة صالته وهو حديث95 ضعيف معلول باتفاق الحفاظ كما قال ابن حجر في

وغيره.242 / 2فتح الباري

قلت : غير صحيح فابن حجر لم يقل هذا الكالم ولم يدع اتفاق الحفاظ على هذا الكالم وإليك ما قاله ابن

من283 /2حجر على هذا الحديث ] في الصفحة 242 / 2طبعة دار البيان للتراث التي تقابل الصفحة

من نسخة السقاف [ :

واستدل من أسقطها عن المأموم مطلقا كالحنفية بحديث " من صلى خلف إمام فقراءة اإلمام له قراءة " لكنه حديث ضعيف عند الحفاظ وقد استوعب طرقه

وعلله الدارقطني وغيره واستدل من أسقطها عنهفي الجهرية كالمالكية " وإذا قرأ فأنصتوا " .

فأبدل السقاف عبارة ابن حجر " لكنه حديث ضعيف عند الحفاظ " بعبارة " وهو حديث ضعيف معلول

باتفاق الحفاظ " فهل هذان التعبيران بنفس اللفظ وحتى بنفس المعنى فابن حجر لم يدع االتفاق الذي

تدعي أنه قاله ـ وكما أشار الشيخ ناصر رحمه الله في صفة صالة النبي -صلى الله عليه وسلم - بأنه قواه شيخ اإلسالم ابن تيمية كما في الفروع البن

( وفال ) وصحح بعض طرقه2 / 48عبد الهادي ) ق البوصيري وقد تكلمت عليه بتفصيل وتتبعت طرقه

( وأشار493في األصل ثم في إرواء الغليل رقم ابن حجر إلى أن الدارقطني قد استوعب طرقه

من162 / 1وتكلم ابن حجر بإسهاب في الدراية طبعة دار المعرفة على الحديث وأورد الدارقطني

وابن حجر بعض الطرق فأين االتفاق الذي تدعيه إذنالحديث صحيح بمجموع طرقه.

- رد السقاف حديث أبي حنيفة وتنزيله منزلة4الكذابين والوضاعين

ومن بين الطرق التي أورداها رواية من طريق أبي حنيفة والحسن بن عمارة وقد ضعف الدارقطني هذه

الطريق بقوله وأبو حنيفة والحسن بن عمارة 163 / 1ضعيفان ونقلها عنه ابن حجر في الدراية

وحسب علمنا أنك تدافع عن أبي حنيفة وتوثقه بل 22شنعت على األلباني في نهاية رسالتك هذه ص

بقولك :

وضعف األلباني اإلمام أبا حنيفة رحمه الله كما في مع76 / 1تعليقه على كتاب السنة البن أبي عاصم

أن الثقات رووا عنه وأجمعت األمة على توثيقه وجاللته .... إلخ . فانظروا كيف يتطاول على اإلمام

األعظم رحمه الله . ا هـ .

فلماذا ترد حديث أبي حنيفة مطلقا هنا وال تقبله حتى في المتابعات مع ادعائك إجماع األمة على

توثيقه وتشنع على األلباني تضعيفه أبا حنيفة من جهة حفظه في نهاية رسالتك فاأللباني قد قبل

حديثه في المتابعات لنفي احتمال خطئه غير المقصود وأنت ترد حديثه مطلقا فقد تابعه الحسن بن عمارة وهو ضعيف كما قال الدارقطني وتابعه عاصم بن عصام وهو مجهول وغيره مما يدفع عن

أبي حنيفة احتمال خطئه في هذا الحديث.

فهل أبو حنيفة عندك كذاب أم وضاع حتى ترد حديثه ولو توبع فما أراك إال وينطبق عليك المثل " رمتني

بدائها وانسلت ".

- ادعاء السقاف إجماع األمة على توثيق أبي حنيفة5ورد حديثه

إن األلباني صحح حديث " من صلى خلف إمام فقراءة اإلمام له قراءة " لتعدد طرقه وفي أحد

طرقه أبو حنيفة وقبل األلباني رواية أبي حنيفة في المتابعات نظرا لسوء حفظه رحمه الله وهذا لم

يخدش في جاللته وإمامته والسقاف قد قال عن الحديث : وهو حديث ضعيف معلول باتفاق الحفاظ

242 / 2) كذبا ( كما قال ابن حجر في فتح الباري وابن حجر أشار هناك إلى أن الدارقطني استوعب

طرق الحديث بقوله : وفي سنن الدارقطني من بين

الطرق التي استوعبها طريق أبي حنيفة والحسن بن عمارة وقال عقبهما وأبو حنيفة والحسن بن عمارة

ضعيفان.

من رسالته عن أبي22وقال السقاف في صحنيفة : وأجمعت األمة على توثيقه وجاللته.

فهل تجمع األمة على أمرين متناقضين ؟ هل تجمع األمة على ثقة أبي حنيفة وجاللته ثم تجمع على رد

حديثه مطلقا والرسول ? يقول " ال تجتمع أمتي على ضاللة " رواه الترمذي في الفتن باب لزوم الجماعة

ووضعه األلباني في صحيح الجامع الصغير برقم1848 0

فهل يستحيل على األمة االجتماع على ضاللة ، ثم تجمع على أمور متناقضة : ) توثيق أبي حنيفة ( و ) رد حديثه مطلقا ( ؟ وهذا قول ال يقوله مجنون

فضال عن إجماع األمة والحفاظ.

أبو حنيفة ضعيف عند السقاف عندما روى حديثا اليريده السقاف ) من صلى خلف إمام فقراءة اإلمام

له قراءة (. وتابع أبا حنيفة آخرون.

أبو حنيفة أجمعت األمة على توثيقه وجاللته عند السفاف ليهاجم ويشنع على األلباني تضعيفه أبا

حنيفة من جهة حفظه. لماذا تشنع يامحدث المشرق على األلباني تصحيحه

هذا الحديث طالما أنك تدعي إجماع األمة على توثيق أبي حنيفة )) من صلى خلف إمام فقراءة اإلمام لهقراءة (( مع أن في سنده أبو حنيفة بجانب آخرين.

ومن الملفت للنظر أنه ينتقد األلباني رحمه الله ويتهمه بتصحيح أحاديث ضعيفة وتضعيف أحاديث صحيحة بزعم السقاف فوقع المسكين في رمي

األمة باإلجماع على أمرين متناقضين في آن ليثبت ذلك ؛ فما أسهل ادعاءه اإلجماع ونقله عن كبار

العلماء !

- ادعاؤه كذبا على لسان النووي اتفاق الحفاظ6وأهل العلل على إدراج وغلط حديث مالي أنازع

: وكذلك حديث "مالي أنازع "5وتابع في حاشية ص وقد اتفق الحفاظ وأهل العلل والمتخصصون94ص

على أن هذا الحديث غلط فيه إدراج وفيه نسبة كالم ألبي هريرة لم يقله كما في المجموع للحافظ

.368 / 3النووي

قلت : فلم هذا التهويل هل هذا الحديث غلط كما تزعم ومن قال من الحفاظ وأهل العلل

والمتخصصين أن هذا الحديث غلط ؟ بل هذا الكالم هو كالمك فقط فهل كالمك يعني اتفاق الحفاظ

وأهل العلل والمتخصصين كما ادعيت اتفاقهم علىتوثيق أبي حنيفة ورد حديثه مطلقا ؟

أم أن اتفاق الحفاظ هو تحت طلبك كلما ارتأيت رأيا ، ومن قال من أهل الصناعة أنه مدرج سواك

وكما هو معلوم أن الحديث المدرج هو ما اختلط فيه قول أحد الرواة بكالم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وروي كله عن رسول الله -صلى الله عليه

وسلم - أما في هذا الحديث فكالم أبي هريرة منفصل عن كالم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

.

غاية ما في األمر أن بعض الحفاظ نسب كالم أبي هريرة إلى الزهري وبعضهم نسبه إلى أبي هريرة وفي كلتا الحالتين هو تفسير لفعل الصحابة رضي الله عنهم من أن سبب انتهائهم عن القراءة خلف اإلمام فيما جهر به هو هذا الحديث " مالي أنازع "

وقال عقبه قال828وقد روى أبو داود الحديث برقم مسدد في حديثه قال معمر فانتهى الناس عن

القراءة فيما جهر به رسول الله? وقال ابن السرح في حديثه : قال معمر عن الزهري قال أبو هريرة فانتهى الناس. فقد بين ابن السرح شيخ أبي داود

بأن الزهري رفع صراحة هذا الكالم ألبي هريرةوأوقفه مسدد على معمر.

فبعض الرواة رفع الكالم إلى أبي هريرة وبعضهم أوقفه على الزهري وبعضهم أوقفه على معمر وهذا

اليمنع من أن يكون الزهري قد حدث بالحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ونشط فرفع

فعل الناس إلى أبي هريرة تارة وقاله قوال بدون الرفع تارة وكذلك فعل معمر عن الزهري عن أبي هريرة وقد رواه األوزاعي عنه بدون الرفع فرجح الذهلي والبخاري وأبو داود وقف الكالم المنسوب

ألبي هريرة على الزهري بدون دليل.

/3أما كالم النووي في المجموع طبع مطبعة اإلمام والذي أشار إليه السقاف فهو : " وصحح321

البيهقي الحديث األول وضعف الثاني حديث أبي هريرة [ مالي أنازع القرآن ] وقال تفرد به عن أبي هريرة : ابن أكيمة - بضم الهمزة وفتح الكاف - وهو

مجهول قال وقوله : [ فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فيما جهر به ] هو من كالم الزهري وهو الراوي عن ابن أكيمة قاله محمد بن يحيى الذهلي والبخاري وأبو داود واستدلوا برواية األوزاعي حين ميزه من الحديث

وجعله من قول الزهري.

فأين هذا الكالم من الكالم الذي نقله السقاف عن النووي : اتفاق الحفاظ وأهل العلل والمتخصصين

على أن هذا الحديث غلط ؟

أما قول النووي بأن البيهقي ضعف الحديث ألن فيهابن أكيمة وهو مجهول أقول :

ال مانع من أن يكون مجهوال لدى البيهقي فقد عرفه غيره ووثقه وهو أعني ابن أكيمة : عمارة بن أكيمة

الليثي الخبذعي قال الحافظ في التقريب : ثقة وقال في التهذيب : قال ابن البرقي في باب من لم

تشتهر عنه الرواية واحتملت روايته لرواية الثقاث عنه ولم يغمز : ابن أكيمة الليثي قال يحيى بن معين كفاك قول الزهري سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن

المسيب وقال يعقوب بن سفيان هو من مشاهير التابعين بالحديث وقال ابن عبد البر إصغاء سعيد بن

المسيب إلى حديثه دليل على جاللته عندهم فالحديث صحيح لزوال الجهالة عن ابن أكيمة عند البيهقي

والنووي.

ثم أذكرك يا صاحبي بأن الحديث احتج به إمام مذهبك

واعتماد157 / 2في األم فقال البيهقي في السنن الشافعي في القديم بعد اآلية على الحديث الذي

أخبرنا ..... فذكر الحديث بعدة طرق.

فأين كالم النووي من كالمك يا صاحبي ؟ ثم أليس الشافعي من الحفاظ وأهل العلل والمتخصصين

فلماذا لم يضعف الحديث بل صححه واعتمد عليه ؟ ثم هل أدرج أحد الرواة عبارة أبي هريرة : ] فانتهى

الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - [ في الحديث ورفعها إلى رسول الله -صلى

الله عليه وسلم - ؟ أم أنك ال تدري ما الحديث المدرج؟

- ادعاء السقاف كذبا تصحيح البيهقي وابن حبان7والذهبي لحديث ابن الزبير

للنوع الثاني )5كما استشهد السقاف في حاشية ص أي األحاديث الصحيحة التي ضعفها األلباني ( بحديث عبد الله بن الزبير وقال وقد صححه الحفاظ ومنهم

النووي والبيهقي وابن حبان والذهبي والحافظبإقراره.

فأقول :

من رسالته تصحيح13أوال : قد بين السقاف في ص البيهقي لهذا الحديث نقال عن النووي وعاد إلى

األصل ) سنن البيهقي ( وأشار إلى الصفحة والجزء الذي فيه تصحيح البيهقي لهذا الحديث فقال في

.132 ، 2/131الحاشية وانظر سنن البيهقي

وكان من أمانة السقاف أن يكتم أن البيهقي قد أتبعه مباشرة بالحديث الذي يعارضه وهو حديث وائل

بن حجر ) حديث التحريك ( ومحاولة البيهقي بعد روايته لحديث التحريك أن يوفق بينه وبين حديث عدم

التحريك ؛ ولم يتعرض البيهقي للحديثين صحة أوضعفا . فأين تصحيح البيهقي للحديث ؟

ثانيا : وأما ابن حبان فلم يصححه بل بالعكس فإن ابن حبان قد صحح الحديث المعاكس وهو حديث وائل

بن حجر بالتحريك وذلك برواية الحديث في صحيحه

من موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان485برقم ولم يرو حديث ابن الزبير في صحيحه مما يدل على

أنه ضعيف عند ابن حبان.

ثالثا : لم تذكر لنا تصحيح الذهبي والحافظ بإقراره أين هو ؟ وأي حافظ تتبع الذهبي وانتقده حتى

يقره ؟

لم تتعرض13رابعا : إنك أثناء تحقيقك للحديث صالبن حبان وال للذهبي بأي ذكر في تصحيح الحديث.

إذن يتبين مما سبق أن الحفاظ النووي والبيهقي وابن حبان والذهبي والحافظ ) المزعوم المجهول (

بإقراره لم يصححوا الحديث كما يزعم السقاف.

- جهل السقاف بمصطلح الحديث كالشذوذ وزيادة8الثقة

في نقض أدلة األلباني التي6قال السقاف في ص استدل بها على تحريك اإلصبع والتي انغر بها من

وثق بكالمه.

- أما حديث سيدنا وائل بن حجر1اإلشكال األول : الذي أورده فهو حديث صحيح كما قال إال لفظة "

يحركها " التي فيه فهي شاذة وذلك ألن الحديث روي من طريق أحد عشر رجال من الثقات الحفاظ كلهم

لم يذكروها وانفرد زائدة بن قدامة الثقة بها مخالفا رواية ابن الزبير الصحيحة التي فيها نفي التحريك

وكذا رواية ابن عمر التي في مسلم التي ليس فيها ذكر للتحريك وقد أعل هذه الزيادة وهي لفظة "

354 / 1يحركها " الحافظ ابن خزيمة في صحيحه حيث قال ليس في شيء من األخبار يحركها إال في

هذا الخبر زائدة ذكره ، وأما قول األلباني رواه البيهقي فصحيح هو في سنن البيهقي والزيادة

مطروحة كما قدمنا وأما قوله رواه أبو داود فليسبصحيح.

أقول : حديث وائل بن حجر اعترف السقاف بصحته إنما اعترض على لفظة " يحركها " فيه بدعوى

الشذوذ ألن الحديث روي من طريق أحد عشر رجال

من الثقات الحفاظ كلهم لم يذكروها وهؤالء الثقات الحفاظ قد رووها بألفاظ عديدة منهم من يقول

وأشار بالسبابة يدعو بها ومنهم من قال مشيرا بها ولم يقل أحد منهم ال يحركها كرواية أبي داود التي

اعتمد عليها السقاف والشذوذ هو كما جاء في المصطلح هو أن يروي الثقة حديثا يخالف فيه من هو

أوثق منه فأنت ترى ليس بين األحد عشر رجال من الثقات الحفاظ من قال اليحركها وإنما بعضهم من

قال أشار بالسبابة يدعو بها وبعضهم قال مشيرا بها ولو أردت الجمع بين هذه الروايات الستفدت التحريك ولما وجدت التعارض ألن اإلشارة باإلصبع والدعاء بها

يستوجبان تحريكها وليس في أي رواية صحيحة اليحركها ، وإن لم تفهم التحريك من رواياتهم

فعندها تكون هذه الرواية رواية زائدة بن قدامة زيادة من ثقة وزيادة الثقة مقبولة كما هو معلوم في علم الحديث ألنه ال يعارض في هذا الحديث باقي الثقات

وإنما يزيد عليهم.

فالسقاف بدال من أن يقول هذه الزيادة رواها زائدة بن قدامة زيادة عن غيره قال شذ وبذلك يكون

السقاف قد شذ عن المعروف في علم الحديث.

- رد السقاف الرواية الصحيحة لمخالفتها الرواية9الضعيفة

أما مخالفتها لرواية ابن الزبير الصحيحة فلم تخالف لرواية ابن الزبير الصحيحة التي رواها مسلم بجميع

بشرح النووي79 / 5طرقها الصحيحة في صحيحه في المساجد باب صفة الجلوس في الصالة األولى منهما من طريق عثمان بن حكيم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه والثانية من طريق محمد بن

عجالن عن عامر بن عبد الله بن الزبيرعن أبيه والتي كلها تؤيد رواية زائدة بالمعنى وتعضدها وكلها ليس فيها لفظة ال يحركها وتجنب مسلم طريق ابن جريج

إلى ابن الزبير التي لم تصح عنده وإال لو صحت عنده ألوردها أثناء تتبعه وإيراده جميع روايات الحديث

كعادته . وما أورده السقاف على رواية زائدة ينطبق وبشكل أشد على رواية ابن جريج لحديث ابن الزبير

ألنه :

- سندها ضعيف الختالط حجاج بن محمد األعور1 الذي فيه نصريح ابن1/89بآخره تقريب التهذيب

جريج بالسماع.

- سندها ضعيف لتدليس ابن جريج الذي عنعنه2 ) وذلك في الطرق التي فيها عنعنة ابن جريج بسند

.520 / 1صحيح إليه ( تقريب التهذيب

- مخالفتها لرواية عامر بن عبد الله بن الزبير عن3 التي فيها وأشار بأصبعه5/79أبيه في صحيح مسلم

السبابة وعامر أعرف برواية أبيه من المدلس الذيعنعن روايته.

- تفرد هذه الرواية عن باقي روايات ابن الزبير4 العديدة بلفظة ال يحركها ومعارضتها لها ولرواية

زائدة يحركها.

- إدراج لفظة ال يحركها في الحديث فهي من كالم5 ابن جريج وهو فقيه ولم يتابعه فيها أحد ممن روى

عن ابن الزبير هذا الحديث وال تتفق بالمعنى معباقي الروايات.

- لفظة يحركها أقرب إلى معنى باقي الروايات من6لفظة ال يحركها.

- الموقف هو وصف وإثبات ألفعال ال نفي ألفعال7ولو جئت تنفي أفعاال لما انتهيت.

- لفظة يحركها مثبتة ولفظة ال يحركها نافية8والمثبت مقدم على النافي.

فهل بعد هذه المخالفات الثماني في الرواية الضعيفة للرواية الصحيحة نرد الرواية الصحيحة

لمخالفتها للرواية الضعيفة وقواعد المصطلح تقولإذا خالف الضعيف الثقة صار حديثه منكرا.

- جهل السقاف لمعنى اصطالحهم ليس في شيء10من األخبار إال هذا أوال يروى إال من هذا الوجه

وأما قول السقاف وقد أعل هذه الزيادة وهي لفظة

" يحركها " الحافظ ابن خزيمة في صحيحه حيث قال ليس في شيء من األخبار " يحركها " إال في هذا

الخبر زائدة ذكره.

أقول : هل هذه العبارة تفيد التعليل إن من كان عنده أدنى علم في الحديث يفهم من هذا الكالم أن

زائدة تفرد بهذه الزيادة وإال لما رواها ابن خزيمة في صحيحه وكما رأينا تفرده ال يضر ألن زيادة الثقة

مقبولة.

وقد قال الترمذي عن حديث " إنما األعمال بالنيات " هذا حديث حسن صحيح وال نعرفه إال من1647حديث

حديث يحيى بن سعيد األنصاري ، فهل يفهم من كالم الترمذي أن هذا الحديث ضعيف ؟ ال ، غاية ما في األمر أنه يقصد بأن هذا الحديث تفرد به يحيى بن

سعيد األنصاري وهو من األثبات وقد قال ابن كثير من اختصار علوم35نقال عن ابن الصالح في ص

الحديث في هذا الحديث فإنه تفرد به عمر وعنه علقمة وعنه محمد بن إبراهيم التيمي وعنه يحيى بن سعيد األنصاري فكما ترى لم يتفرد في هذا الحديث

راو واحد وإنما تفرد به من كل طبقة راو فمن الصحابة تفرد به عمر ومن التابعين تفرد به عنه علقمة ومن أتباع التابعين تفرد به عنه محمد بن إبراهيم التيمي ومن بعده تفرد به عنه يحيى بن

سعيد األنصاري.

وكذلك يورد ابن كثير في كتابه اختصار علوم الحديث طبعة دار الفكر بعض ما تفرد به الثقات بأشياء35ص

ال يرويها غيرهم كالزهري ومالك فقال وقد قال مسلم : للزهري تسعون حرفا ال يرويها غيره ومن ثم

يستخلص النتيجة في نهاية الصفحة بقوله : فإذن الذي قاله الشافعي أوال هو الصواب : إنه إذا روى

الثقة شيئا قد خالفه فيه الناس فهو الشاذ المردود . وليس من ذلك أن يروي الثقة ما لم يرو غيره بل هو

مقبول إذا كان عدال ضابطا حافظا فإن هذا لو رد لردت أحاديث كثيرة من هذا النمط وتعطلت كثير من

المسائل عن الدالئل والله أعلم.

في38ثم قال ابن كثير نقال عن ابن الصالح ص

موضوع زيادة الثقة : ومنهم من قال إن كانت مخالفة في الحكم لما رواه الباقون لم تقبل وإال

قبلت كما لو تفرد بالحديث كله فإنه يقبل تفرده به إذا كان ثقة ضابطا أو حافظا وقد حكى الخطيب على

ذلك اإلجماع.

أما رواية ابن جريج فإنها تخالف رواية غيره بزيادة "ال يحركها " إذ كيف نقول يدعو بها وال يحركها ؟

: وكذا رواية ابن عمر التي7أما قول السقاف ص ليس فيها ذكر التحريك فأنت ترى بعد ضم عبارة " ورفع إصبعه اليمنى التي تلي اإلبهام " فدعا بها "

وعبارة ابن ماجة " فيدعو بها " تفيد التحريك وتؤيد رواية زائدة لحديث وائل بن حجر وكذلك رواية عبد

الله بن الزبير الصحيحة وهذه الروايات كلها تشترك إما بالتصريح بالتحريك أو بالتلويح بقولهم وأشار

بالسبابة يدعو بها أو فدعا بها إذ ال تعارض بيناألحاديث.

إذن رواية زائدة ال تعارض رواية األحد عشر رجال الثقات الذين لم يذكروها وإنما هي تروي لفظة

زائدة توضح المعنى لـ " يدعو بها " وال تفسده وال تعارض حتى رواية ابن عمر التي فيها أيضا لفظة " فدعا بها " عند مسلم وهي عند ابن ماجة " فيدعو

بها ".

وكذلك ال تخالف روايات حديث ابن الزبير الصحيحة التي أوردها مسلم بجميع طرقها دون طريق ابن

جريج لمعارضتها لجميع الطرق ولعدم صحتها لديه ؛ ومنها رواية عثمان بن حكيم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه ورواية أبي خالد األحمر عن ابن

عجالن عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه.

ولم تخالف سوى إحدى روايات حديث ابن الزبير التي هي من طريق ابن جريج التي تجنب روايتها أصحاب الصحاح عن زياد عن محمد بن عجالن عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه إذ انفرد ابن جريج بهذه

اللفظة عن محمد بن عجالن مخالفا :

- رواية محمد بن عجالن عن عامر بن عبد الله بن1 الزبير عن أبيه التي لم تخالف سائر الروايات

الصحيحة.

- ومنها رواية عثمان بن حكيم عن عامر بن عبد الله2بن الزبير عن أبيه.

بشرح النووي كتاب79 / 5اللتين رواهما مسلم المساجد باب صفة الجلوس في الصالة .

فالسقاف بدل أن يستنكر رواية ابن جريج عن زياد عن محمد بن عجالن التي انفرد بها عن محمد بن

عجالن إذ رواها غيره عن محمد بن عجالن بدون هذه اللفظة ورواها غير محمد بن عجالن أيضا بدون هذه

اللفظة ذهب السقاف وحكم بالشذوذ على رواية زائدة التي شاركت جميع روايات غيره إما لفظا أو معنى بينما رواية ابن جريج خالفت جميع الرواياتلفظا ومعنى إذ كيف يقول يدعو بها وال يحركها ؟

- عدم تمييزه كالمه من كالم خصمه ورده عليه11

: وأما قول األلباني : رواه7وأضاف السقاف ص البيهقي فصحيح هو في سنن البيهقي والزيادة

مطروحة كما قدمنا وكان أثناء تعداده أدلة األلباني قد ذكر حديث وائل بن حجر ثم قال رواه5وشبهه ص

البيهقي وأتبعه بقوله قال األلباني رواه أبو داود والنسائي وابن الجارود وابن خزيمة وابن حبان

وصححه ابن الملقن.

أقول : إن األلباني رحمه الله لم يعز الحديث للبيهقي وذلك تقصير منه وقد نقل السقاف عزو

األلباني رحمه الله بكامله وليس فيهم البيهقي فعجيب منه أن يترك جميع من عزاه األلباني إليهم

ويبدلهم بمصدر لم يعزه إليه األلباني رحمه الله.

وأمعنا النظر فيما كتبه السقاف5ولو عدنا إلى ص لرأيناه ذكر الحديث ثم قال رواه البيهقي ثم قال :

قال األلباني رواه أبو داود ... فواضح للعيان أن نسبة الحديث للبيهقي ليست من قول األلباني بل هي من قول السقاف نقلها من المجموع للنووي واختلطت

على المسكين مع نقله الكامل لعزو األلباني للحديثوأجاب عنه باإليجاب فلم يميز كالمه من كالم خصمه.

- إصرار السقاف على إنكار نسبة الحديث ألبي12 داود نتيجة جهله أو تجاهله أصول الرواية عند

المحدثين

: وأما قوله رواه أبو داود ا هـ .7وقال متابعا ص فليس بصحيح فقد وهم األلباني فظن أن أبا داود

أخرجه ولم يخرجه أبو داود.

وعلق في الحاشية عليه بقوله : وقد ظن أحد مقلدي األلباني أن هذا الحديث موجود في سنن أبي داود

، أو أنه أراد أن ينصر شيخه فكتب ورقات727برقم لي مألها سبابا وشتما لكنه لم يخرج منها بطائل وما في سنن أبي داود هو حديث آخر في رفع اليدين عند تكبيرة اإلحرام ورفعها وتحريكها من تحت الثياب في

البرد فليتنبه إليه وقد أوردها أبو داود في باب رفعاليدين.

أقول : أما أبو داود فقد رواه فعال كما كتب لك أحد حسب زعمك لكن ادعاءك727أنصار األلباني برقم

بأنه كتب ورقات لك مألها سبابا وشتما فذلك زعم باطل ألن الرسالة الخاصة عادة يغلب عليها طابع النصح والتودد أمال في عودة المنصوح إلى الحق

وعدم تماديه بالباطل إذ أنه ظن فيك خيرا فأحب أن ينصحك وإال لشهر بك في رسالة علنية ، وقد جرب عليك الكذب في هذه الرسالة إذ ادعيت تصحيح ابن

حبان والبيهقي والذهبي رواية ابن جريج لحديث ابن الزبير وهم بالعكس قد صححوا الحديث المخالف وهو

حديث زائدة وتجاهلوا رواية ابن جريج لحديث ابن الزبير لضعفها عندهم سوى البيهقي الذي روى الحديثين بدون التعرض لهما صحة أو ضعفا على

طريقة أهل السنن وكل ذلك لتدلل على صحة ادعائك فكيف نصدق هذا الزعم ورسالتك هذه هي المليئة

بالسباب والشتائم والكذب.

ثم هال ترويت قبل أن تكذب هذا الناصح وتفتري عليه وقرأت النص الذي أشار إليه فلو كنت من أهل

الحديث حقا لعلمت أن ما ذهب إليه هذا الناصح حق

ولما وصفته بالتقليد فلو أمعنت النظر في الحديث الذي قبله لرأيت أن الحديث الذي726 والحديث 727

قبله وصف فيه صالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من التكبير حتى جلسة التشهد وقال ورأيته

يقول هكذا وحلق بشر اإلبهام والوسطى وأشار بإسناد727بالسبابة ثم روى أبو داود الحديث رقم

فيه زائدة عن عاصم بن كليب ولم يعد الحديث والسنده بل قال بإسناده ) أي كما هو باقي إسناد

الحديث الذي قبله ( ومعناه ) أي بنفس معنى الحديث الذي قبله ( إال أنه زاد قال فيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى ..... الخ كالمه الذي لم يرد

في الرواية السابقة.

وهذا حسب اصطالح المحدثين : يروي المحدث حديثا ثم يروي هذا الحديث بإسناد آخر يتفق في نهاية اإلسناد مع اإلسناد األول فيقول حين يتفق مع

اإلسناد األول بإسناده وإذا كان يؤدي نفس المعنى ولكنه يخالفه باللفظ فيقول بمعناه وال يلزم هذا الراوي أن ينقل اللفظ الثاني إنما عليه أن يبين

الزيادة أو األلفاظ المخالفة بالمعنى.

وهذا ما فعله أبو داود إذ أن الرواية الثانية فيها ألفاظ لم ترد في الرواية األولى فأوردها بعد أن قال

بإسناده ومعناه إذ قال : وقال فيه فذكرها.

ومعروف أن زائدة لم يتردد في روايته ولم يضطرب فيها وخاصة لفظ التحريك في جميع الكتب التي

وردت فيها روايته نستنتج من ذلك أن عزو األلباني رحمه الله للرواية صحيح وكذلك عزو الناصح لهذه

الرواية صحيح.

يضاف إلى ذلك فائدة أفيدك إياها بأن أبا داود رحمه الله قد فهم من الروايتين األولى التي فيها " وأشار

والرواية الثانية " كان726بالسبابة " في الحديث أنهما727يحرك إصبعه يدعو بها " في الحديث

بنفس المعنى وذلك حين قال بإسناده ومعناه ولم يشر إلى اللفظ الثاني في الرواية الثانية ولو فهم أن اللفظ الثاني هو غير األول في المعنى لوجب

عليه بيانه كما بين ما اختلفت به الرواية الثانية عناألولى إذ قال وقال فيه فذكر الخالف والزيادة.

- جهل السقاف عادة المحدثين روايتهم الحديث13كامال أو قطعة منه تحت عنوان معين أو حكم معين

وقول السقاف منكرا على الناصح ) وما في سنن أبي داود هو حديث آخر في رفع اليدين عند تكبيرة

اإلحرام ورفعها وتحريكها من تحت الثياب في البرد فليتنبه إليه وقد أوردها أبو داود في باب رفع

اليدين ( .

ونسي السقاف أو تناسى أنه جرت العادة عند المحدثين أن يرووا الحديث كامال وأحيانا قطعة منه

تحت عنوان أو حكم معين يفيدهم كدليل لهذا الحكم وهذا ال يعني أن هذا الحديث ليس فيه سوى هذا

الحكم فأغلب األحاديث تتضمن أحكاما كثيرة قد ال تكون في موضوع واحد بل حتى وال في عبادة

واحدة . وهذا ما فعله أبو داود في باب رفع اليدين إذ كاملة727 ، 726 ، 723 ، 721أنه روى األحاديث

ليستشهد بجزء منها كدليل للباب.

ومع ذلك يطلب السقاف من القارىء أن يذهبمذهبه ويفهم فهمه بقوله فليتنبه إليه.

وقد عزاه ألبي داود أيضا عبد الله هاشم يماني المدني محقق سنن الدارمي وكذلك الشيخ سالم الله

وكذلك صاحب عون المعبود وصاحب منار السبيلوصاحب المنتقى من األخبار وشرحه نيل األوطار.

ثم إن أبا داود قال بإسناده ومعناه في الحديث رقم 726 وقد ذكر اإلشارة بالسبابة في الحديث 727

الذي قبله وأورد الزيادة بتحريك اليدين تحت الثياب من البرد التي فيه وقد ذكره بتمامه ابن الجارود في

ولو راجعته هناك لرأيت فيه تحريك208الحديث رقم اليدين تحت الثياب من البرد ورأيت فيه عبارة :

فرأيته يحركها يدعو بها لكنك التريد أن تقر بذلك ألنهليس على هواك.

- ولع السقاف بالمنكر واتهامه غيره بالولع بالشاذ14

: أما قوله ) أي7اإلشكال الثاني يقول السقاف ص األلباني ( إنه فيه دليل على أن السنة أن يستمر في

اإلشارة في تحريكها إلى السالم فمردود ألنه أخذ برواية ـ أعني األلباني ـ وترك باقي الروايات

الصحيحة التي نص الحفاظ على صحتها كرواية ابن عمر في مسلم ولعا منه بالشاذ مع أن اللفظة التي تمسك بها ضعيفة بالشذوذ وترك أيضا رواية سيدنا عبد الله بن الزبير التي خرجها أبو داود والبيهقي بأسانيد صحيحة بل ادعى لينصر رأيه أن رواية ابن

الزبير التي فيها لفظة ) ال يحركها ( ضعيفة.

أقول : جميع الروايات الصحيحة متضافرة لفظا ومعنى سواء رواية ابن عمر أو وائل بن حجر أو

روايات ابن الزبير التي في مسلم والتي رواها محمد بن عجالن وعثمان بن حكيم عن عامر بن عبد الله بن

الزبير عن أبيه وقد بينا أن األلفاظ : مشيرا بها ، يدعو بها ، يحركها هي بنفس المعنى وكما فهمه

أيضا أبو داود ولم يخالف هذه الروايات سوى رواية ابن جريج لحديث ابن الزبير والتي بينا وسنبين عللها

إن شاء الله.

إضافة إلى ذلك اعترف السقاف بصحة رواية زائدة من رسالته6لحديث وائل بن حجر في الصفحة

بقوله فهو حديث صحيح كما قال ؛ لكنها خالفت إحدى الروايات الضعيفة وليس الصحيحة لرواية

حديث ابن الزبير والتي هي من طريق ابن جريج التي فأصبحت عند السقاف العالم21بينا بعض عللها ص

البعيد عن الهوى والضالل والجهل شاذة لمخالفتها إحدى الروايات الضعيفة المليئة بالعلل واتهم بالجهل

والضالل والهوى من قال بضعف هذه الرواية الضعيفة والتي قصر فيها األلباني سامحه الله ولم يصفها بالنكارة وبذلك يضرب السقاف بعلم الحديث

عرض الحائط إذ أنه من المقرر في علم الحديثإذاخالف الضعيف الثقة كان الحديث منكرا.

فيقرر السقاف أن الحديث الضعيف يرتفع إلى الصحة ) ألنه وافق رأيه ( ويحرف الصحيح إلى

الشذوذ وبذلك تعلم كالم من هو المردود ومن أخذ برواية وترك ليس باقي الروايات الصحيحة بل كل

الروايات الصحيحة.

- ادعاء السقاف أن أقوال مالك ليست دليال15شرعيا حتى حين موافقتها الحديث الصحيح

: أما قوله8اإلشكال الثالث : قال السقاف في ص إنه مذهب مالك فاأللباني ال يحتج بأقوال مالك وال غيره فال فائدة في هذا الكالم البتة وخصوصا أنه

ليس دليال شرعيا عنده.

فأقول : إن األلباني رحمه الله يحتج بأقوال من عمل بالحديث الصحيح ألن مذهبه أن يعمل بالحديث

الصحيح أحد العلماء المجتهدين قبله كي ال يتفرد هو بالعمل به وإال فهل أقوال مالك هي دليل شرعي

عندك ياسقاف.

- ظنه إذا خالف أحد علماء المذهب لرأي المذهب16صار خالفا عاما

ثم يقول السقاف : ونزيد األلباني فنقول له هناكخالف بين المالكية في تحريك اإلصبع.

أقول : ياسبحان الله قول األلباني رحمه الله وهو مذهب مالك وغيره هل هذا الكالم معناه مذهب

المالكية أم أن هذا مذهب مالك وهل إذا قال اإلمام رأيا ألزم جميع من انتسب إلى مذهبه بالقول به وهذا الخالف بين علماء المذهب طبيعي في حال ثبوته إذن

فال فائدة من إيراد خالف بعض المالكية إلمامهم وليس حجة على اإلمام وال على غيره على الرغم من

قول سالم الله بأن هذا المذهب أخذ به مالك والجمهور كما زعمت أنت فقد أتيت به ليشهد لك فشهد عليك فقد صرح بأن هذا الرأي أخذ به مالك والجمهور أي أن جمهور المالكية هم من أهل هذا الرأي وال عبرة للباقي خاصة في حال مخالفتهم

للحديث الصحيح.

- استشهاده بالشيخ سالم الله الذي ترك مذهبه17 واتبع الحديث الذي ظنه في مسلم ) خطأ ( بينما هو

) أي السقاف ( يفعل العكس

ثم يستشهد السقاف بكالم الشيخ سالم الله في /3شرح موطأ مالك فيقول : ففي عون المعبود

قال الشيخ سالم الله في شرح موطأ مالك455 وفي حديث وائل عند أبي داود وفيه " ثم رفع إصبعه

فرأيته يحركها يدعو بها " ففيه تحريك السبابة عند الرفع وبه أخذ مالك والجمهور على أن المراد

بالتحريك ههنا هو الرفع ال غير ؛ فال يعارضه ما في مسلم عن ابن الزبير " كان ? يشير بإصبعه إذا دعا ال

يحركها " ا هـ من عون المعبود.

أقول : ياسبحان الله شتان بين ورع الشيخ سالم الله وبين مغالطاتك فالشيخ سالم الله مالكي ومذهب التي في سنن أبي داود ) التي أنكرتها ( وظنها خطأ إمامه التحريك لكنه وقع على رواية ابن جريج هذه

أنها في مسلم فلم يسعه رحمه الله أن يتمسك برأي إمامه ويترك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الذي ظنه صحيحا فحاول التوفيق بين الحديثين قدر

جهده فتوصل إلى الرأي بأن يحركها مرة واحدة ثم يتوقف عن التحريك فهو مأجور على اجتهاده هذا

وإن أخطأ ولكنك اطلعت على ضعف الحديث برواية ابن جريج فما الحاجة ألن تتمسك باجتهاده الذي بني على أساس خاطىء وهو الذي أراد به وجه الله لكنك

تريد به غير ذلك وهذا الرأي ليس هو رأي المالكية بل هو رأي الشيخ سالم الله فقط وذلك لظنه خطأ أن الحديث هو في صحيح مسلم فلم يجرؤ الرجل على

مخالفة الحديث في سبيل اتباع مذهبه وأنت ياسقاف تخالف الحديث الصحيح ليس في سبيل اتباع مذهبك ألن إمامك يقول إذا صح الحديث فهو مذهبي وإنما

تخالفه لشيء آخر تخفيه في نفسك.

- تخطئة السقاف صاحب عون المعبود والشيخ18سالم الله بعزو حديث وائل ألبي داود

على ما نقله8ثم يستدرك السقاف بجهله ص صاحب عون المعبود عن الشيخ سالم الله في شرح

موطأ مالك في قوله وفي حديث وائل عند أبي داود وفيه " ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها " وذلك بتعليقه في الحاشية بقوله : وقد اغتر األلباني بنسبة

هؤالء المصنفين الحديث ألبي داود فنسبه هو أيضا ألبي داود تقليدا ال تحقيقا وذلك من أكبر األدلة علىأنه ليس بمحدث بل هو ناقل من الكتب ال غير فتنبه.

أقول : اغتر السقاف بنفسه كثيرا حتى أنه لم يمأل عينه الشيخ سالم الله شارح موطأ مالك وال صاحب

عون المعبود في عزو األول للحديث ألبي داود وموافقة الثاني له ولم يدفعه عزوهما هذا وال صاحب

منار السبيل وال صاحب المنتقى من األخبار وال صاحب نيل األوطار إلى إعادة القراءة لحديث أبي داود ولم يدفعه نصح أحد اإلخوان له وإرشاده إلى

مكان الحديث بالضبط فنسب الناصح إلى تقليد األلباني ونسب األلباني رحمه الله كما ترى إلى

الجهل وأنه ليس بمحدث ووصفه بأنه ناقل من الكتب ال غير ومن ثم ينبه القارىء إلى ما استنتجه هو

مستدال بدليل واعتبره من أكبر األدلة أال وهو عزو الحديث إلى أبي داود وقد غاب عن ذهنه أنه دلل

بعمله هذا على صلفه وعجبه بنفسه إذ على الرغم من أن جميع هؤالء العلماء ينسبون الحديث إلى أبي

داود فهو يكابر ويقرر أن من قلدهم هو جاهل فجميع هؤالء العلماء جهلة ومن قلدهم جاهل عند

هذا الجاهل فهذا السقاف الذي يدعي أنه عربي قرشي هاشمي حسيني وبكل أسف اليفقه فهم اللغة العربية كما سيأتي في أواخر هذه الرسالة

بفهمه قول وائل بن حجر يحركها اليحركها إنه يفهم الكالم العربي بأسلوب يستحيي الكردي أو األرمني

أن يفهمه به فغاية مايفهمه الكردي واألرمني أن يذكر المؤنث ويؤنث المذكر أما أن يفهم اإلثبات نفيا

والنفي إثباتا فهذا مالم يفعله األعاجم فمثل هذا األعجمي اللسان والفهم أنى له فهم مصطلح علم

الحديث.

- اعترافه بأن مذهب مالك هو التحريك19

بتفسير الشيخ سالم الله8ثم يستشهد السقاف ص لحديث التحريك بعد اعترافه بأنه أخذ به مالك

والجمهور بأن المراد بالتحريك ههنا هو الرفع الغير.

فأقول : من أين له هذا التخصيص للحديث ونصه واضح " ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها "

يقول الحديث رفع إصبعه فرأيته يحركها ولم يقلحركها أكد تأكيدا ثانيا على التحريك بقوله يدعو بها.

ولكن التعصب يوهمه أنه فعل شيئا وطالب المرحلةاالبتدائية يعلمون أن فعل المضارع يفيد االستمرار !

- طلب السقاف من األلباني تقليد مذهب مالك20في خطئه وصوابه

: أقول سبحان الله عندما يوافق9ثم يقول ص اجتهاد اإلمام مالك ما يريد األلباني يأخذ به ويعتبره

وعندما يخالفه يضرب به عرض الحائط.

وأنا أقول : سبحان الله عندما ترى كالم أي شخص يوافق رأيك أو أي حديث مهما كان ضعيفا يوافق مذهبك فأنت مستعد لرد جميع الروايات الصحيحة

وتصحيح الرواية الضعيفة كما تفعل اآلن وكما سودت صفحات رسالتك هذه بكالم ليس فيه أي بصيص من العلم وإنما هو عبارة عن افتراءات وشتائم وهذا هو

سالح الجاهل.

- ادعاء السقاف عدم استمرار التحريك عند21المالكية

: علما بأن الذين يقولون9ثم يقول السقاف ص بالتحريك من السادة المالكية ال يقولون بالصفة التي

يدعو لها األلباني.

فأقول : أثبت ذلك وإال فهي إحدى افتراءاتك.

- قول المالكية ليس حجة عند السقاف وإن كان22معهم الدليل

: ولو ثبت أن السادة المالكية9ثم يقول السقاف ص يقولون بالتحريك بالصفة التي يقول بها هذا األلباني

فال حجة بذلك عندنا وعنده.

قلت : هذا صحيح لكن مع الفارق بينك وبينه فهو يدور مع الحديث حيث دار - ابتغاء وجه الله - وأنت

ر الحديث حيث تدور - ابتغاء غير ذلك. تدو

- الدليل على أن األلباني يدور مع الحديث حيث23دار وال يدور الحديث حيث يدور

: وقد أنكر مالك حديث تحريم9ثم قال السقاف ص صيام السبت في غير الفريضة وهو أمير مؤمنين في

الحديث من أئمة السلف فلماذا أعرض األلباني عنكالمه ؟

أقول : يقال أمير المؤمنين وليس أمير مؤمنين - وياليتك أعجمي وتفهم اللغة العربية مثل األلباني

بدال من أن تكون عربيا كما تدعي وال تجيد اللغة العربية - والعربي يفرق بين اللفظين فاللفظ األول

معرفة أما الثاني فنكرة وإذا قلت أمير المؤمنين فهم أن مالكا هو أمير جميع المؤمنين في علم

الحديث أما إذا قلت أمير مؤمنين فهذا يعني أنه أمير بعض المؤمنين وقد يكونون اثنين ، ثم كالمك هذا في

مخالفة اإلمام مالك لدليل واضح على أن األلبانير الحديث حيث يدور يدور مع الحديث حيث دار وال يدو

وال يعبد الرجال بل يعبد رب الرجال.

- دعوة األلباني التباع السنة في حال ثبوتها24ونسي ما يفعله هو بالسنة

: ونحن سنثبت بإذن الله تعالى9ثم قال السقاف ص ومشيئته لأللباني ولغيره أن السنة عدم تحريك

اإلصبع في الصالة فإن ثبت ذلك أفيترك األلباني مذهب مالك كما يزعم ويتبع السنة كما يدعو الناس

إلى ذلك بزعمه ؟ أم يبقى مصرا معاندا ؟

فأقول : ياسبحان الله أال تدري ما تقول ؟ أم نسيت ماقلت قبل هذا الكالم بأسطر ؟ أنسيت أنك قلت :

ولو ثبت أن السادة المالكية يقولون بالتحريك بالصفة التي يقول بها هذا األلباني ) مستهزئا به ( فال حجة

بذلك عندنا وعنده واستدللت على ذلك بأن مالكا أنكر حديث تحريم صيام السبت في غير الفريضة وأعرض األلباني عن كالمه ) أي كالم مالك ( فهل هذا الكالم

دليل على أن األلباني رحمه الله يذهب مذهبا أو يقلد مذهبا ثم يطوع األحاديث لمذهبه ؟ أم أنه يتبعالحديث غير معتد بمن خالفه ابتغاء وجه الله ؟

ثم نعكس السؤال : بعد أن أثبتنا لك أن السنة الصحيحة ) كما اعترفت أنت بصحة حديث التحريك وبعد أن أثبتنا لك ضعف الرواية التي تمسكت بها

وهي عدم التحريك ( هي التحريك فهل تتخلى عن مذهبك وتتبع السنة كما يدعو األلباني رحمه الله

الناس ؟ أم تبقى مصرا معاندا ؟ عهدي بك الثانيوأرجو أن يخطىء ظني بك لكن الأظنه.

- نفي السقاف قول اإلمام أحمد بالتحريك25

: أما قوله سئل9اإلشكال الرابع : قال السقاف ص اإلمام أحمد فقال يشير بها شديدا . ا هـ فليس في

كالمه ما يدل أو يشير للتحريك.

أقول : آفة العلم من الفهم السقيم فإذا لم تفهم الحديث في سنن أبي داود رغم أن أحد اإلخوان قد أشار لك برقم الحديث من الكتاب ورغم قول سالم

الله ذلك ورغم قول صاحب عون المعبود و ..... و وأصررت على التعامي أو أنك لم تفهم اصطالح

القوم في الرواية ولم تجد تتبع الروايات في الكتبفهذا ليس شأننا.

فقد قال األلباني رحمه الله في صفة صالة النبي - : وسئل اإلمام أحمد :170صلى الله عليه وسلم - ص

هل يشير الرجل بإصبعه في الصالة ؟ قال : نعم شديدا . ذكره ابن هاني في مسائله عن اإلمام أحمد

من مخطوطة المكتب االسالمي ا هـ . فكيف26ص يفهم العربي عبارة يشير الرجل بإصبعه في الصالة

شديدا المعنى الصريح والواضح لكل عربي أن الرجل يحرك إصبعه بشدة وإال لما بقي للسؤال وال للجواب

معنى.

ثم تذهب لتغوص في مذهب اإلمام أحمد كما غصت في مذهب مالك عمن يخالف إمام المذهب في رأيه

على الرغم من أن األلباني رحمه الله لم يستشهدسوى برأي إمام المذهب.

- ادعاؤه أن مذهب السادة الحنابلة عدم التحريك26

: ومذهب السادة الحنابلة عدم9وأضاف السقاف ص التحريك وهم أدرى بأقوال إمامهم ومعانيها

وصحيحها من سقيمها.

أقول : هل يقول هذا إنسان فمذهب الحنابلةوالمالكية معروف ومشهور بالتحريك.

غاية ما في األمر أن بعض الحنابلة حاول التوفيق بين الحديث الصحيح " يحركها " وبين الحديث الضعيف

الذي ظنه صحيحا " ال يحركها " فقالوا يشير بها عند ذكر الله في التشهد وغيره ويخفضها حين عدمه

فشتان بين ورعه وعنادك.

- فهمه إشارة الحنابلة عند كل ذكر لله في27التشهد عدم تحريك

: قال صاحب الروض المربع9وأضاف السقاف ص ما نصه : ويشير بسبابتها من غير59 / 1الحنبلي

تحريك في تشهده ودعائه في الصالة وغيرها عند ذكر الله تعالى تنبيها على التوحيد . ا هـ والروض

المربع مختصر معتمد عند الحنابلة.

أقول هنا : أي أنه ال يستمر بالتحريك بل يشير بها عند ذكر الله تعالى وليس ال يحركها مطلقا ، ويشهد لذلك ما قاله الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقزي

: قوله "179 / 1في حاشيته على الروض المربع عند ذكر الله تعالى " انظر هل المراد عند ذكر لفظ

الله أو عند ذكر كل لفظ دال على " الله " حتى " اللهم " والضمائر فليراجع ثم رأيت ابن نصر أفصح

عن المسألة وعبارته في شرحه على الفروع : وتبعه م ص ) أي حاشية منصور على المنتهى ( أي عند

لفظ الله ومقتضى ذلك أنه يشير بها في تشهده أربع مرات م خ ) أي حاشية محمد الخلوتي ( ا هـ بحروفه

ولكن ماذا نفعل مع العربي الذي اليستطيع فهمالعربية.

- تقوى ابن قدامة بتمسكه بالحديث28

: وقال شيخ المذهب ابن قدامة10وتابع السقاف ص " ويشير بالسبابة يرفعها1/534الحنبلي في المغني

عند ذكر الله تعالى في تشهده لما روى عبد الله بن الزبير ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يشير

بإصبعه وال يحركها ( " . رواه أبو داود ؛ فمن أعلم بكالم اإلمام أحمد ابن قدامة شيخ المذهب أم

األلباني ؟

أقول : إن ابن قدامة يقرر اإلشارة بالسبابة عند ذكر الله ) أليس هذا تحريك ( ليوفق بين حديث وائل بن حجر وحديث ابن جريج الذي ظنه صحيحا وشتان بين

ورعه وعنادك.

وابن قدامة يقول بالتحريك ويقيده بذكر الله ليوفق بين الحديثين ومن المعلوم أنه بعد معرفة ضعف الحديث الثاني القائل بعدم التحريك يرتفع القيد

ويبقى التحريك مطلقا.

فمن أعلم بمذهب اإلمام أحمد صاحب الروض المربع وابن قدامة وابن مفلح وصاحب منار السبيل أم

السقاف الذي ظن كلمة من غير تحريك في كالمهم تفيد عدم التحريك مطلقا ونسي أو تناسى بأنهم

يقولون يشير بالسبابة عند ذكر الله أي يرفعها عندذكر الله ويخفضها في غيره وهو تحريك مقيد.

- مع بتر كالم ابن مفلح يتضح ما أخفاه السقاف29من قول أكثر أئمة الحنابلة بالتحريك المستمر

: وفي المبدع شرح المقنع10وأضاف السقاف ص ما نصه : وعلى كل حال ال1/462البن مفلح الحنبلي

يحركها في األصح لفعله عليه السالم قال في الغنية : ويديم نظره إليها في كل تشهده لخبر ابن

الزبير رواه أحمد.

أقول : مهما اقتطعت من كالم ابن مفلح فظاهر منه أنه عرض آراء من قال بالتحريك من كبار أئمة

الحنابلة ودليلهم ومن قال بالتحريك المقيد باإلشارة عند ذكر الله مع دليله وهو حديث ابن جريج ثم رجح

الرجل ولورعه التقييد ومخالفته إلمامه اتباعا للحديث الذي ظنه صحيحا فهو مأجور على اجتهاده وعدم

تعصبه إلمامه وإن أخطأ وأنت موزور ياسقاف على عنادك ومخالفتك المتعمدة للحديث الصحيح ولو

رجعت إلى الكتاب المشهور عند الحنابلة وهو منار السبيل في شرح الدليل على مذهب اإلمام أحمد بن

/1حنبل إذ يقول الشيخ مرعي بن يوسف في المتن " ويشير بسبابتها عند ذكر الله " ويعلق الشارح94

الشيخ إبراهيم المحمد بن ضويان على ذلك بقوله لحديث ابن عمر " كان رسول الله -صلى الله عليه

وسلم - إذا جلس في الصالة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي اإلبهام فدعا بها "

رواه أحمد ومسلم. وفي حديث وائل بن حجر " ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه

فرأيته يحركها يدعو بها " رواه أحمد وأبو داودوالنسائي.

إذن مذهب الحنابلة التحريك بالرغم من أنك تفتش عمن حاول التخلص من مخالفة حديث ابن جريج

فاجتهد بتقييد التحريك خروجا من هذه المخالفة وإناإلمام أحمد يذهب إلى تحريك اإلصبع وبشدة.

- عزو صاحب منار السبيل حديث وائل بن حجر30إلى أبي داود الذي أنكره السقاف

وهنا أهمس في أذنك ياسقاف هل الشيخ إبراهيم المحمد صاحب منار السبيل بعزوه الحديث ألبي داود

هو من المصنفين الذين أخطأوا أم الذين ليسوابمحدثين وليسوا سوى ناقلين من الكتب.

ثم يعود السقاف لسؤاله السخيف والمغالط لأللباني رحمه الله والذي يعرف جوابه ودلل عليه أثناء

مناقشته لمذهب مالك في التحريك بقوله التالي فيالفقرة القادمة.

- انقالب السحر على الساحر31

: ونقول لأللباني لو فرضنا أن10فقال السقاف ص اإلمام أحمد يقول بالتحريك الذي تقول أنت به ـ جدال

ـ وثبت في السنة خالف ذلك فهل تبقى معاندامتعصبا لإلمام أحمد ؟

وأنا أقول لك ياسقاف : هل األلباني وضع كالم اإلمام أحمد هو األصل واستدل عليه باألحاديث وطوعها ليثبت كالمه أم أنه فتش عن الحديث

الصحيح ثم عمن عمل به ليطمئن به قلبه ؟

ولنعكس السؤال : لو ثبت لك عدم صحة الحديث الذي بنيت عليه رسالتك هذه كلها وثبت لك صحة باقي الروايات هل تتبع الحديث الصحيح الذي تحث عليه

األلباني رحمه الله أم تبقى معاندا متعصبا لهواك ؟ !

- حتى أئمة الشافعية يقولون بالتحريك32

ومن المشهور بين جميع الناس أن المالكية والحنابلة يحركون إصبعهم في التشهد ولكن الذي كتمه

/3السقاف بعد أن قرأه في المجموع شرح المهذب من رسالته ( ما وافق13 واقتطع منه ) ص 454

هواه وكتم الباقي أن هناك من كبار أئمة الشافعيةمن يقول باستحباب التحريك فقال النووي :

وهل يحركها عند الرفع باإلشارة ؟ فيه أوجه :

- الصحيح الذي قطع به الجمهور أنه ال يحركها فلو1حركها كان مكروها وال تبطل صالته ألنه عمل قليل.

- والثاني : يحرم تحريكها فإن حركها بطلت صالته2حكاه عن أبي علي بن أبي هريرة وهو شاذ ضعيف.

- والثالث يستحب تحريكها حكاه الشيخ أبو حامد3والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وآخرون.

وقد يحتج لهذا بحديث وائل بن حجر رضي الله عنه أنه وصف صالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

وذكر وضع اليدين في التشهد قال : " ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها " رواه البيهقي بإسناد

صحيح.

إذن ليس فقط الحنابلة والمالكية يقولون بالتحريك ولكن العلماء الكبار من الشافعية يقولون بالتحريك وقد قرأته ياسقاف لكنك كتمته كما كتم اليهود آية

الرجم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حينما طلبوا منه أن يحكم في يهودي ويهودية زنيا كما جاء

في صحيح البخاري في المحاربين باب الرجم في في الحدود باب11/209البالط ومسلم في صحيحه

حد الزنا والدارمي في الحدود باب الحكم بين أهل الكتاب ولكن ( ويأبى الله إال أن يتم نوره ولو كره

( وما أريدك أن تجاري32الكافرون ) ) التوبة اآلية اليهود في فعلهم فالحق أحق أن يتبع.

- تفسيره البهلواني للحديث " فرأيته يحركها يدعو33بها " برفعها فقط

قوله : ) ومنه10اإلشكال الخامس : قال السقاف ص يتبين أن تحريك اإلصبع في التشهد سنة ثابتة ( ؛

فجوابه نعم رفعها وهو تحريكها مرة واحدة سنة ثابتةال تكرار التحريك كما توهم الشيخ.

أقول : سبحان الله إذا ضعفت حديث التحريك فأين الدليل على تحريكك هذا مرة واحدة ؟ وإذا ثبت إلى

رشدك وصححت الحديث فمن أين أتيت بتخصيص التحريك بمرة واحدة ؟ ثم هل رفع اإلصبع يسمى

تحريكا ودعاء بها ؟ وهل هذا الذي يعنيه الحديث " ثمرفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها " .

- قول السقاف لو كان مراد وائل بن حجر دوام34التحريك لما قال فرأيته يحركها

: وأقول لو كان األمر كما11ثم يقول السقاف ص يزعم ويدعي ) أي األلباني ( لما قال سيدنا وائل بن حجر رضي الله عنه ) ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها ( ألن ظاهر هذه الرواية يفيد أنه كان واضعها ثم أشار

بها بدليل رواية سيدنا ابن عمر في صحيح مسلم ) وعقد ثالثة وخمسين وأشار بالسبابة ( فاتضح أنه

أشار بها بعدما كان واضعا لها من أول التحيات وهذا مراد سيدنا وائل بالتحريك على فرض ثبوته وعدم

شذوذه ولم يرد سيدنا وائل دوام التحريك قطعا كما تفيده النصوص واأللباني يخالف ذلك كله بالتحريك

من أول الجلوس في التشهد مع أن رواية ) اليحركها ( الصحيحة تثبت وتؤكد ما قررناه.

أقول : لنورد الحديث وليقرأه القراء ليشهدوا لك أوعليك :

يقول وائل بن حجر : " قلت ألنظرن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي ؟ قال فنظرت إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع

كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم ركع فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء

أذنيه ثم جلس فافترش اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق

حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ؛ ثم جئت بعد ذلك في زمن فيه برد فرأيت الناس وعليهم

جل الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب " هذا لفظ وفي ابن حبان في الزوائد208ابن الجارود برقم

" ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى485برقم والرسغ والساعد " وباقي الحديث بألفاظ متقاربة

معه.

فهل تريد أن يرفع إصبعه وهو في السجود أم وهو واقف ؟ فوائل بن حجر يصف صالة رسول الله -صلى

الله عليه وسلم - قوله ثم جلس فافترش اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى

ووضع حد مرفقه اليمنى على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته

يحركها يدعو بها.

فهو يصف األعمال بالترتيب وكذلك في رواية ابن عمر " وعقد ثالثة وخمسين وأشار بالسبابة " فكيف اتضح لك يا صاح أنه أشار بها بعد ما كان واضعا لها

من أول التحيات وأين ذكر وضعه لها في روايتي وائل وابن عمر فقد شرح وائل بن حجر كيف وضع

رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كفه على فخذه وركبته اليسرى بينما وصف يده اليمنى رأسا بالوضع

فالقبض فالتحريك ؟

ثم هل مراد وائل بن حجر بالتحريك عدم التحريك ؟ أتراه أعجميا ال يجيد التعبير فيعبر عن عدم التحريك

بالتحريك ؟

صحيح أنه ليس حسينيا وال هاشميا وال قرشيا لكنه حضرمي كندي من بقايا أبناء الملوك في حضرموت

فهو يجيد العربية ويعبر عن كل شيء بما يناسبه منير الناس في فهم مراده وال اللغة العربية وال يح يحوجهم لفهم كالمه إلى أن يعكسوه وفي اللغة

العربية كلمة يحركها تفيد استمرار التحريك وإال الكتفى بكلمة رفع إصبعه إذا كان الهدف من التحريك

هو مجرد الرفع.

ولقد فتشت عن تعبير أفصح من هذا يعبر به عما أراده األلباني رحمه الله لنعطيه ونعلمه لوائل بن حجر ليصحح تعبيره فلم أجد فلم يبق أمامنا إال أن

نلجأ للعربي القرشي الهاشمي الحسيني الشافعي السقاف ليعطينا التعبير العربي الذي كان على وائل بن حجر أن يقوله ليعبر عن استمرار التحريك لو كان

يعنيه . فقد نفى السقاف داللة كالم وائل على ما يزعم ويدعي األلباني رحمه الله بقوله : لو كان األمر كما يزعم ويدعي لما قال سيدنا وائل بن حجر رضي الله عنه .... أما كان عليه أن يقول ما كان على وائل

بن حجر أن يقول لو كان األمر كما يزعم ويدعياأللباني ولخلصنا من الحيرة ؟

- رد السقاف تضعيف األلباني لحديث ابن جريج35من قبل إسناده وهو ضعيف من قبل إسناده ومتنه

: قوله11اإلشكال السادس : قال السقاف ص ) حديث ال يحركها ال يثبت من قبل إسناده ( مردود

عليه.

أقول : بل ال يثبت من قبل إسناده ومتنه كما بيناه إن شاء الله تعالى.55-50 وما سنبينه ص21ص

- ثالث مالحظات على التراجم التي نقلها السقاف36تظهر أن وراء األكمة ما وراءها

: وإليك الحديث ورجاله11ثم قال السقاف ص وأقوال الحفاظ فيه : قال أبو داود في سننه : حدثنا

إبراهيم بن الحسن المصيصي أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن زياد عن محمد بن عجالن عن عامر عن عبد

الله بن الزبير " أنه ذكر أن النبي -صلى الله عليهوسلم - كان يشير بإصبعه إذا دعا وال يحركها " .

ثم قال رجال الحديث وأقوال أهل الجرح والتعديلفيهم :

أ- إبراهيم بن الحسن المصيصي قال الحافظ في ثقة ) د س (.164 رقم 89تقريب التهذيب صحيفة

قال708 / 66 / 3ب- حجاج بن محمد قال في الجرح علي المدني ثقة صدوق وقال الحافظ في تقريب

ثقة ثبت . وأضاف في1135 رقم 153التهذيب الحاشية وما أورده هنا بعض األغبياء من أهل الكنود

والجحود فال شيء البتة ) ع (.

قال1687 / 357 / 5ج - ابن جريج قال في الجرح أحمد : ابن جريج : ثبت صحيح الحديث لم يحدث

بشيء إال أتقنه ) ع ( .

قال2408 / 533 / 3د- زياد بن سعد قال في الجرح أحمد : خراساني ثقة ا هـ وفي التقريب ثقة ثبت

) ع (.

/664 / 3ه - محمد بن عجالن : قال في الميزان إمام صدوق مشهور وثقه أحمد وابن عيينة7938

وأبو حاتم ) وهو من رجال مسلم واألربعة (.

/325 / 6و- عامر بن عبد الله : قال في الجرح قال اإلمام أحمد : ثقة من أوثق الناس ا هـ1810

وفي التقريب ثقة عابد من رجال الستة.

هذا تخريج رجال الحديث وقد رأيت أن رجاله كلهمعدول ثقات.

أقول : كما أريتنا إن رجال الحديث كلهم عدول ثقات ال كما رأينا فدعنا نبحث بأنفسنا عن رجال الحديث

بعد أن نلقي نظرة على تخريجك.

ففي هذا التخريج عدة مالحظات :

- من المعروف أن تهذيب التهذيب هو كتاب مختصر1 يحوي تراجم رجال كتب األئمة الستة وهو يحتوي

على ما حكاه أبو حاتم وابن معين وأحمد والبخاري والنسائي وابن عدي وو ... وعادة ال يلجأ المحدث إلى غيره إال في غير رجال كتب األئمة الستة وإذا

أراد إجمال أقوالهم رجع إلى كتاب التقريب فالحافظ ابن حجر لخص التراجم فيه بحكمه هو المستخلص

من أقوال األئمة في التهذيب.

والحديث هو في سنن أبي داود أي أن رجاله كلهمفي التهذيب والتقريب .

وصاحبنا السقاف قد ترجم رجال الحديث.أ - إبراهيم بن الحسن - من التقريب

ب - حجاج بن محمد - من الجرح والتقريب ) فيمانتقى (

جـ - ابن جريج من الجرح ووضع رمز ع دون أن يبين ما يقصد به وكتاب الجرح ال يستعمل هذا الرمز وإنما

هو من استعمال التقريب والتهذيب والميزان.

د - زياد بن سعد - من الجرح والتقريب .

هـ- محمد بن عجالن - من الميزان.

و - عامر بن عبد الله - من الجرح والتقريب .

فلم هذا التحول من التقريب في األول إلى الجرح والتقريب في الثاني إلى الجرح في الثالث مع رمز

التقريب فقط ثم الجرح والتقريب في الرابع ثم إلى الميزان في الخامس ثم إلى الجرح والتقريب في

السادس ؟

- إحجامه عن الترجمة من التقريب البن جريج ونقله2 الرمز ع منه فقط دون أن ينسبه له وهو من

استعماله.

- إضافته إلى ترجمة حجاج بن محمد في الحاشية :3 وما أورده هنا بعض األغبياء من أهل الكنود والجحود فال شيء البتة فلم يكشف لنا من هم هؤالء األغبياء من أهل الكنود والجحود ولم يكشف لنا ما قالوا وال

أين قالوا ؟

فال بد أن وراء األكمة ما وراءها .

ولرؤية ما وراء األكمة يجب أن نبحث في التهذيب والتقريب عن تراجم هؤالء الرجال لنتبين سبب

إحجامه عن تراجمهم فيهما فالرجل ذمته واسعة جدا.

- إخفاء السقاف اختالط حجاج بن محمد أثناء نقله37ترجمته

ب- حجاج بن محمد ] رقم الصفحة في الجرح هو وعلي هو ابن المديني وليس66 وليس 166

المدني [ .

أما ترجمته في التقريب : ثقة ثبت لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته وهذا من أمانته إذ

نقل ما يفيده ويدعمه في دعم دليله واستبعد ما يضيره ويهدم بنيانه من أساسه ) والمختلط حديثه

ضعيف كما في مقدمة التقريب (.

- وصف السقاف كبار أئمة الجرح والتعديل الذين38 ذكروا اختالط حجاج بن محمد بانهم أغبياء من أهل

الكنود والجحود

ويا ليته وقف عند هذا الحد بل زاد الطين بلة فقال وما أورده هنا بعض األغبياء من أهل الكنود والجحود

فال شيء البتة.

ولنتبين من هم األغبياء رأينا أوال أن ابن حجر قد ذكر في التقريب اختالط حجاج ولنتبين باقي األغبياء من

أهل الكنود والجحود علينا أن نعود إلى التهذيب والميزان فنرى أن الذهبي قد ذكر اختالط حجاج في الميزان وابن حجر قد ذكره في التهذيب ونقله عن

ابن سعد وإبراهيم الحربي ويحيى بن معين والخالل وأبي العرب القيراوني الذي ذكره في الضعفاء بسبب االختالط وأصل كتاب تهذيب التهذيب هو تهذيب الكمال ألبي الحجاج المزي وأصل تهذيب

الكمال أيضا الكمال في أسماء الرجال للمقدسي فاألغبياء من أهل الكنود والجحود هم الذهبي وابن حجر وابن سعد وإبراهيم الحربي ويحيى بن معين والخالل وأبو العرب القيرواني وأبو الحجاج المزي

والمقدسي وهؤالء كلهم من أهل الكنود والجحود والشيء كالمهم البتة.

-إخفاء السقاف تدليس ابن جريج39

ج - ابن جريج : قال في الجرح قال أحمد : ابن جريج ثبت صحيح الحديث لم يحدث بشيء إال أتقنه ا هـ

) ع ( قلت الرمز ) ع ( ليس للجرح بل هو للتقريب وتعني أنه من رواة الستة فلماذا نقل السقاف

ترجمة ابن جريج من الجرح ولم ينقلها من التقريب كما فعل فيمن قبله ومن بعده طبعا ليس مصادفة

/1بل لغاية في نفس يعقوب فلنعد إلى التقريب ونرى ما فيه فيقول الحافظ : ثقة فقيه1324/ 520

فاضل وكان يدلس ويرسل ولو تعدينا التقريب إلى لوجدنا في الترجمة : وقال أبو6/404/855التهذيب

بكر بن خالد عن يحيى بن سعيد كنا نسمي كتب ابن جريج كتب األمانة . وإن لم يحدثك بها ابن جريج من

كتابه لم ينتفع به . وقال األثرم عن أحمد إذا قال ابن جريج قال فالن وقال فالن وأخبرت جاء بمناكير وإذا قال وسمعت فحسبك به .... وقال الدارقطني تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ال يدلس إال فيما

سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما فالتدليس أخفاه

السقاف بنقله قول أحمد فقط من الجرح فيه هذه هي أمانة العلم عند السقاف بل هذا هو العلم عند

السقاف.

أما األلباني فهو ناقل كتب ال يجيد التدليس وال مهاجمة أئمة الجرح والتعديل أما السقاف فبطل

ويطلق العنان للسانه في شتم أئمة الدين فأين هذامن ذاك !

وابن جريج هنا قد روى الحديث وعنعنه ولم يصرح بالتحديث فكما قال أحمد فيه : إذا قال ) أي ابن

جريج ( قال فالن وقال فالن وأخبرت جاء بمناكيرفالحديث منكر.

د- زياد بن سعد قال في الجرح قال أحمد خراسانيج إلى ثقة ا هـ وفي التقريب ثقة ثبت ) ع ( وما عر

الجرح إال ليبرر تعريجه عن التقريب في ترجمة محمد

بن عجالن مع أن عبارة التقريب أقوى وأوثق منعبارة الجرح.

هـ - محمد بن عجالن قال في الميزان إمام صدوق مشهور وثقه أحمد وابن عيينة وأبو حاتم وهو من

رجال مسلم واألربعة.

والسقاف لم تعجبه ترجمة الحافظ لمحمد بن عجالن في التقريب فنزع إلى الميزان أمال في إبعاد أي

شبهة ضعف عن رواة الحديث الذي تبناه ولكنه زاد الطين بلة إذ أنه نقل التوثيق له دون التضعيف وذلك

من أمانته العلمية وفضله وتقواه.

وإليك ما أورده الذهبي في الميزان بعد ذكره التوثيق سالف الذكر قال الحاكم : أخرج له مسلم في كتابه ثالثة عشر حديثا كلها شواهد ) أي لم يحتج مسلم به

بل روى له متابعة أي هو عنده ضعيف ( وقد تكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه قلت ) القائل الذهبي ( : والثالثة المسمون قل ما رووا عنه ) هم

مالك وشعبة ويحيى القطان ( قال يحيى القطان كان مضطربا في حديث نافع وقال عبد الرحمن بن القاسم قيل لمالك إن ناسا من أهل العلم يحدثون

قال من هم فقيل له : ابن عجالن فقال لم يكن ابن عجالن يعرف هذه األشياء ولم يكن عالما قلت

) القائل الذهبي ( : قال مالك هذا لما بلغه أن ابن عجالن حدث بحديث خلق الله آدم على صورته والبن

عجالن فيه متابعون وخرج في الصحيح . وقال البخاري في ترجمة ابن عجالن في الضعفاء وقال لي

علي بن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر ابن عجالن فذكر خبرا و قال البخاري قال يحيى القطان : ال أعلم إال أني سمعت ابن عجالن يقول كان سعيد

المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلط فجعلهما عن أبي هريرة كذا

في نسختي بالضعفاء للبخاري . ا هـ .

ومع ذلك ال نفعل مثله نورد ما يدعمنا ونخفي ما يهدم أساسنا بل نورد مالنا وما علينا والحافظ ابن

حجر يقول في التقريب في ترجمته : محمد بن عجالن المدني صدوق إال أنه اختلطت عليه أحاديث

أبي هريرة وكلمة صدوق ) هي دون الثقة وفوق الضعيف في مصطلح القوم ( . تنزل الحديث ) وحدها

إذا لم يوجد في السند علة أخرى ( من مرتبة الصحة إلى مرتبة الحسن إال أنه ضعيف في أحاديث أبي

هريرة ألنها اختلطت عليه.

- بعد تدليس السقاف تراجم رجال الحديث دلس40عبارة رجاله كلهم عدول ثقات

ثم قال السقاف : هذا تخريج الحديث وقد رأيت أنرجاله كلهم عدول ثقات.

قلت : هذا تعبير عند أهل الحديث خاص بهم وال يعني الصحة ألنه ال يحترز عن االنقطاع واإلرسال

والتدليس وسوء الحفظ واالختالط بل يلتزم فقط بوصف رجال السند بأنهم ثقات وكذا قولهم رجاله

رجال الصحيح وكذا رجاله موثقون.

فإن قاله السقاف وهو يدري معناه فقد دلسه على الناس وهو ليس بصحيح ليوهمهم أنه صحيح ، وإن

قاله وهو ال يدري معناه بل رآه في كتب الحديث فأحب أن يتمثل بقولهم ويقلدهم دون أن يدري ما يقول ) وعندها يكون ناقل صحف اليفقه ماينقل (

فنقول له إن هذا الكالم ليس نصا على التصحيحففي سنده كما رأينا ال كما أرانا هو :

- حجاج بن محمد المصيصي األعور ثقة اختلط1 فهو ضعيف.89 /1بآخره تقريب التهذيب

- عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مدلس تقريب2 وقد عنعنه وقد قال الدارقطني520 / 1التهذيب

تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ال يدلس إال فيما سمعه من مجروح وقال أحمد إذا قال ابن

جريج قال فالن وقال فالن وأخبرت جاء بمناكير وإذا قال أخبرني وسمعت فحسبك به تهذيب التهذيب

وهنا عنعنه فهو منكر.6/404

)190 / 2- محمد بن عجالن صدوق تقريب التهذيب 3 وهو وصف دون الثقة وفوق الضعيف كما أوضحنا

سابقا (.

هذا من ناحية السند وأما من ناحية المتن فقد.21انتقدناه في ص

بعد ذلك : أما قول األئمة والحفاظ في12ثم قال ص هذا الحديث فإليك هي : ) والصواب فإليك هو ولكن

مالعمل فالسقاف عربي فرشي هاشمي حسيني كما يدعي ( قال اإلمام الحافظ النووي في شرح المهذب

ذكر البيهقي بإسناده الصحيح عن ابن الزبير454 / 3 : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يشير

بإصبعه إذا دعا ال يحركها ـ رواه أبو داود بإسنادصحيح.

أقول : هذا حكم النووي على إسناد أبي داود وعنه البيهقي بالصحة ال حكم أبي داود وال البيهقي وقد حكم النووي قبل هذا لرواية زائدة لحديث وائل بن

حجر بالصحة.

- يقرر السقاف أن حديث ابن جريج صحيح رغم ما41دلسه في التراجم

: إذا فالحديث صحيح ال غبار عليه.13ويقول ص

قلت : بل منكر وطبعا الغبار عليه بل طين لما سبق.55 - 50 و 21وبيناه ص

- يتساءل كيف ساغ لأللباني تضعيف هذا الحديث42

: فأقول ويقول كل منصف13ثم أردف قائال ص طرح التعصب جانبا كيف ساغ لأللباني أن يضعف هذا

الحديث ؟ الشك أن الضعف أتى لهذا الحديث ألنه ال يوافق مذهب األلباني القاضي بتكرار تحريك اإلصبع

في التشهد.

أقول : هل تستطيع أن تطرح التعصب جانبا ولو للحظة واحدة ؟ ثم هل تسأل هذا السؤال مخلصا ؟

إن كنت تسأل مخلصا وما أخالك فإليك الجواب :

لقد سوغ لأللباني رحمه الله تضعيف هذا الحديث ورعه وتقواه وعلمه وحبه لرسول الله -صلى الله

عليه وسلم - ويا ليتك تفعل مثله وأعكس السؤال اآلن كيف ساغ لك أن تصحح حديثا ضعيفا بل منكرا

وتضعف أحاديث صحيحة فهل تستطيع أن تجيب على سؤالي كما أجبتك على سؤالك إن أجبت باإليجاب كما أجبتك فهنيئا لك بهذا الورع وإن أجبت بالنفي فهنيئا

لك أجرك في اآلخرة.

ظانا أنه من13ثم يتولى اإلجابة عن األلباني ص طينته فقال : الشك أن الضعف أتى لهذا الحديث ألنه

ال يوافق مذهب األلباني القاضي بتكرار تحريكاإلصبع في التشهد.

فأقول : عجبا لهذا الكالم إذ ال يجرؤ أن يقوله سكان المارستانات فماذا يجبر األلباني على اتباع رأي معين سوى قول الرسول ? أهو مقلد ويقلد من ؟ أهو ذنب فذنب من ؟ هل هو كغيره يفرض الرأي ثم يستشهد

عليه بأحاديث ينسجها على قد الرأي ؟

لقد خالف ابن تيمية في أمور كثيرة وهو من محبيه ال لشيء إال ألنه اعتقد أن ابن تيمية لم يصب الصواب في بعض األمور فخالفه فيها وخالف فالنا وفالنا ولم

يهب من خالفه العتقاده أن مخالفته ال تضر من خالفه وال تنقص من فضله شيئا وأكثر من ذلك اعتقد

أنه مأجور لكن أجرا واحدا على اجتهاده وفقد األجر اآلخر وهو أجر اإلصابة كما ورد عن رسول الله -صلى

الله عليه وسلم - :

] إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد [ . أو كما قال - صلى

الله عليه وسلم - أخرجه البخاري في االعتصام باب أجر الحاكم ومسلم في األقضية والترمذي في

األحكام في القاضي يصيب ويخطىء وابن ماجة في األحكام باب الحاكم يجتهد وباقي الستة بألفاظ

متقاربة فهل بعد ذلك يقال له هذا الكالم بل بالعكس يوجه هذا الكالم لمخالفيه ألنهم بموافقتهم له

يقرون له بالعلم وينكشف جهلهم لذلك يلجؤون إلى التشنيع عليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيال بال وازع

وال رادع من الله سبحانه وتعالى.

- تقعيد السقاف قاعدة يطبقها على األلباني هنا43 من رسالته11وال يطبقها على نفسه ص

: أما قول13اإلشكال السابع : قال السقاف في ص األلباني ) ولو ثبت فهو ناف وحديث الباب مثبت

والمثبت مقدم على النافي كما هو معلوم عند العلماء ( ا هـ . فأقول ) القائل السقاف ( : احترز

بقوله ) ولو ثبت ( ما إذا أثبته أحد الناس وبين صحته للناس وإال فالحديث صحيح بال ريب فيكون األلباني قد أخذ حذره وفيه إشارة إلى أنه صحيح عنده أيضالكنه يستر صحته ألنه مخالف لمشربه كما أسلفنا.

فأقول : قد استعملت ياسقاف هذا األسلوب في فقلت لو كان11افتراض الصحة قبل صفحتين ص

األمر كما يزعم ويدعي لما قال سيدنا وائل بن حجر رضي الله عنه ] ثم رفع إصبعه فرأيته ) في األصل فرأيتها وهو خطأ ( يحركها [ ... . وهذا مراد سيدنا وائل بالتحريك على فرض ثبوته وعدم شذوذه وما

ألزمت به غيرك ال يلزمه إنما يلزمك ألنك أنت قعدت هذه القاعدة فاألحرى أن تطبق عليك فمعنى ذلك

وحسب قاعدتك أنك تعتقد بصحة الحديث كما صرحت وعدم شذوذه لكنك تكابر وتكابر بتضعيفه6في ص

ألنه يخالف مذهبك ومشربك.

أما األلباني فغير ملزم بمذهب وال رأي أحد وال حتى رأيه فهو إذا وجد أنه على خطأ في أمر ما رجع عنه بسهولة غير عابىء بما يقوله عنه الجاهلون فالحق

أحق أن يتبع ورضوان الله خير من رضاء الناس ؛وقاعدتك هذه غير مقبولة عند العلماء.

فهذا التعبير مستعمل جدا عند الفقهاء والمحدثين " ولو ثبت " ولم يقل لهم أحد بأنه ثابت عندك ولكنك تكابر فالظاهر أنك تشعر بأنك تكابر عندما تستعمل

هذا االصطالح فظننت أن غيرك أيضا يكابر رغم صحةالحديث لديه.

- ادعاء السقاف تصحيح األئمة األعالم والبيهقي44للحديث من رواية ابن جريج " ال يحركها "

: والحديث ثابت كما قال األئمة13وتابع السقاف ص

األعالم وكفى بالحافظ البيهقي والحافظ النوويأنهما قد صححاه.

قلت : الحديث لم يصححه األئمة األعالم وإال فاذكرهملنا فقد تجنبه جميع من ألف في الصحيح.

أما الحافظ النووي فهو وحده الذي حكم على الحديث بالصحة وقبل هذا الحديث مباشرة ذكر حديث وائل بن حجر من رواية زائدة استشهادا لرأي الشافعية

الذين قالوا باستحباب التحريك وحكم له بالصحةأيضا.

أما البيهقي فقد ذكر الحديثين أيضا معا كما ذكرهماالنووي ولم يذكر فيهما تصحيحا وال تضعيفا.

ويبدو أنك لم تميز بين كالم النووي أخرجه البيهقي بإسناد صحيح وتعبير صححه البيهقي وأنك تخلط

بينهما.

والفرق بينهما واضح فقول النووي أخرجه أو رواه البيهقي بإسناد صحيح تصحيح من النووي فقط

وليس من البيهقي أما تعبير صححه البيهقي فهومنسوب للبيهقي وهو لم يقله.

- يكفي السقاف في دليله ما ال يكفي في دليل45خصمه

أما قولك وكفى بالحافظ البيهقي والحافظ النووي أنهما قد صححاه فعجيب قولك هذا أال ترى أنهما

عامال الحديثين " يحركها " و " ال يحركها " معاملة واحدة فالبيهقي رواهما معا مقدما " يحركها " على

" ال يحركها " ولم يتكلم على إسنادهما صحة أوضعفا ) فلم يصحح أحدهما كما تزعم (.

والنووي قد ذكرهما أيضا مقدما حديث التحريك على عدم التحريك أيضا وحكم لالثنين بالصحة معا في

فما تقوله عن حديث " ال يحركها "454 / 3المجموع ينطبق تماما على حديث يحركها فقد قلت وكفى

بالحافظ البيهقي والحافظ النووي أنهما قد صححاهبالنسبة لحديث " ال يحركها ".

أال يكفي بالحافظ البيهقي والحافظ النووي أنهما قد صححاه بالنسبة لحديث " يحركها " . بعد تقديمهما

لحديث يحركها على اليحركها ومحاولة الجمع بينهما ليتخلصا من مخالفة أحدهما إضافة إلى تصحيح األول

من قبل كل من أخرجه من أصحاب الصحاح كابن حبان وابن خزيمة وعدم ذكرهم للثاني أصال لضعفه

عندهما.

- يقرر السقاف وجوب الجمع بين الحديثين46الصحيح والمنكر

وقد تعارضت رواية وائل بن13ثم قلت يا سقاف ص حجر التي فيها) يحركها ( على فرض عدم ضعفها

بالشذوذ مع رواية عبد الله بن الزبير التي فيها ) اليحركها ( ظاهرا وأصوليا يجب الجمع بينهما.

أقول : ال يمكن الجمع بين المثبت والنافي هنا فهو يصف فعال واحدا باإليجاب والنفي معا كيف نجمع بين

يحركها وال يحركها.

في حال التعارض القاعدة المتبعة المثبت مقدم على النافي وهنا يتعذر الجمع بين الحديثين فيقدم المثبت

على النافي هذا لو تساويا في الصحة وإال فبين الروايتين ما بين السماء واألرض أحدهما صحيح

والثاني منكر.

- يعيب السقاف على األلباني اختصار عبارة " إذا47تعذر الجمع بينهما " ويبيح لنفسه تدليس التراجم

ثم تعقب السقاف على قوله بعد اعترافه بصحة :14القاعدة بقوله ص

فاعلم أيها اللبيب أن األلباني حذف عبارة ) إذاتعذر الجمع بينهما ( وبحذفها ينال مراده ويتم له األمر

الذي يهواه وال يهمه ذلك وإن كان الطريق إليهبالتدليس وحذف تمام الكالم.

أقول : لقد افترض األلباني رحمه الله أنك تفهم اللغة العربية ) وصدق أنك عربي قرشي هاشمي

ا رأى نسبك الحسيني الهاشمي القرشي حسيني ( لم الحسيني وخاف أن يتوسع بالشرح فتأخذ على

خاطرك فتقول له إنك أعجمي وأنا قرشي هل تراني ال أجيد لغة قومي حتى تتوسع لي بهذا الشرح لكالم معروف بالبديهة وإال لو عرف أن فهمك للغة العربيةال يساعدك على فهم الكالم العربي لشرح لك أكثر.

ك ولم فباللغة العربية يا عزيزي ال يمكن أن نقول حرك إال إذا أتينا على أحد الفعلين وأفرغناه من يحر

معناه فكيف يحرك إصبعه وال يحركها والوصف يحركها وباللغة العربية معناها يستمر بالتحريك وأما ال يحركها فتعني نفي الفعل أصال فال يمكن الجمع

بينهما حسب منطوق ومفهوم الروايتين لذلك حذف األلباني اختصارا من القاعدة عبارة " إذا تعذر الجمع

بينهما " ألن العربي ولو كان قليل العلم يعلم أنه من المستحيل الجمع بينهما هذا لو صحت رواية ابن جريج

ولكن هيهات فهي منكرة.

فقد فرض األلباني افتراضا غير حاصل أصال وزاد مخالفيه اطمئنانا أنه حتى لو ثبتت هذه الرواية ولم

تثبت فالمثبت مقدم على النافي ألنه ال يمكن الجمع بينهما وال تظن أن األلباني رحمه الله يفعل فعلك كما فعلت في ادعائك تصحيح البيهقي وابن حبان

والذهبي لرواية ابن جريج ، وكما دلست ترجمة ابن جريج وحجاج بن محمد ، وما تورعت عن رمي كبار

علماء الجرح والتعديل بالغباء والجحود والكنود ومنهم ابن حجر والمزي والمقدسي والذهبي وابن سعد

وإبراهيم الحربي ويحيى بن معين والخالل وأبو العرب القيرواني ـ ال لشيء إال ألنهم قالوا إن حجاج

بن محمد قد اختلط ـ وأضفت بقولك وأن كالمهم هذاليس بشيء البتة.

فهل جريمة األلباني باختصاره لعبارة " إذا تعذر الجمع بينهما " لحسن ظنه بك أنك تجيد فهم لغة

قومك الذين تدعي نسبتك إليهم أكبر من جريمتك في رمي علماء األمة بالغباء والجحود والكنود

وتدليسك في تراجم رجال الحديث ومع ذلك فكان موضوع الجمع أو التقديم هو مجرد افتراض صحة الحديثين وإال فأحدهما صحيح واآلخر منكر ولكن

صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم - " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " أخرجه البخاري في األدب

باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت وأبو داود في األدب باب الحياء وابن ماجة في الزهد باب الحياء وأحمد

عن أبي مسعود عن حذيفة.

- معاجلة شتم تلميذ األلباني بما ال عالقة لأللباني48وال لكتابه به

ثم لم يكتف السقاف بكيل الشتائم لأللباني رحمه الله بل عاجل تلميذه صاحب كتاب إرشاد الساري بما

تيسر له من الشتائم واأللباني ال عالقة له بالكتابالمذكور وال عالقة للرسالة بموضوع الكتاب.

- جهل السقاف معنى اصطالح المحدثين لم يرو49إال من هذا الوجه بأنه للتفرد وليس للشذوذ

صفحات فصال في بيان شذوذ7ثم عقد السقاف في لفظة يحركها في حديث وائل بن حجر فافتتحه في

بكالم ابن خزيمة بأنه صرح بشذوذ هذه اللفظة16ص وفهم هذا الفهم من قوله ليس في شيء من األخبار

) يحركها ( إال في هذا الخبر زائدة ذكره ا هـ.

قلت : قد عقبنا عليه سابقا بأن هذا هو اصطالح المحدثين لتعبيرهم عن تفرد راو بحديث أو لفظ

وتوسعنا في شرحنا واستشهدنا لذلك بقول الترمذي في حديث " إنما األعمال بالنيات " وال نعرفه إال من

حديث يحيى بن سعيد األنصاري وقول ابن الصالح من الباعث الحثيث في هذا الحديث فإنه35فيه ص

تفرد به عمر وعنه علقمة وعنه محمد بن إبراهيم التيمي وعنه يحيى بن سعيد األنصاري فكما ترى لم

يتفرد في هذا الحديث راو واحد وإنما تفرد به من كل طبقة راو فمن الصحابة تفرد به عمر ومن التابعين تفرد به علقمة ومن بعده تفرد به محمد بن إبراهيم التيمي ومن بعده تفرد به يحيى بن سعيد األنصاري

ومع ذلك لم يقل أحد بأنه ضعيف أو فسر كل هذا الكالم عنه بأنهم ضعفوه بل اعتبروه أصل الدين

واعتبروا أنه ال تقبل األعمال الحسنة إال بالنيةالحسنة.

فابن خزيمة لم يضعف هذا الحديث وإنما أشار لتفرد زائدة بهذه اللفظة وهذا ال نزاع فيه فهو بروايته

لحديث وائل في صحيحه دليل على صحته عنده مع إعطائه لنا فائدة حديثية بأن زائدة تفرد بهذه اللفظة وهذا موجود بكثرة في صحيح ابن خزيمة وفي سنن

الترمذي وغيرهما من كتب السنة ولم يقصد واحدمنهم بذلك ضعف الحديث.

وعدم رواية ابن حبان وابن خزيمة لحديث ابن الزبير من رواية ابن جريج دليل على ضعفها عندهم وكذا

مسلم الذي روى حديث ابن الزبير بجميع رواياتهالصحيحة وتجنب رواية ابن جريج لعدم صحتها عنده.

- عودة مرة أخرى الدعاء السقاف تصحيح الحفاظ50لرواية ابن جريج

بأن رواية ابن الزبير16ثم أعاد السقاف هنا ص صححها الحفاظ.

قلت : كما مر معنا في األبحاث السابقة لم يصححها أحد منهم سوى النووي وكذب السقاف وعدد منهم

من رسالته ابن حبان ) الذي صحح الرواية5ص المعاكسة وتجنب هذه ( والبيهقي ) الذي روى

الحديثين معا دون اإلشارة إلى صحتهما أو ضعفهما ( والذهبي ) لم يذكر أين ( وموافقة الحافظ له ) ليس

له وجود (.

وبعد ذلك عدد من خالف زائدة في رواية الحديث وهم أحد عشر ونعود فنقول إنها ليست مخالفة بل

موافقة وزيادة توضيح بهذه اللفظة فمهما لت وعجن وتمنطق فلن يستفيد شيئا ألننا موافقون منذ البداية

على أن زائدة تفرد بهذه اللفظة عن باقي الحفاظ وهي غير مخالفة لما رووه بل موافقة ومفسرة

ومبينة وموضحة لما تعنيه باقي الروايات فهي زيادةثقة وزيادة الثقة مقبولة.

- ادعاؤه عدم اعتبار من جمع بين الفقه والحديث51لرواية زائدة

وهذا يثبت قطعا أن التحريك شاذ17وقال ص

لتصريح الحافظ ابن خزيمة السلفي بذلك وعدم اعتبار الفقهاء الجامعين بين الفقه والحديث لها

ولقواعد الحديث وأصول الفقه الناصة على أن الثقة إذا خالف الثقات اعتبر ما جاء به شاذا ولتصريح

األحاديث األخرى الصحيحة بعدم التحريك.

أقول :

- رأينا عدة مرات أن ابن خزيمة صحح الحديث1 بإيراده في صحيحه وتجنب رواية ابن جريج لضعفها

عنده وأشار إلى تفرد زائدة بلفظة يحركها وليسإلى شذوذها.

- يدعي عدم اعتبار الفقهاء الجامعين بين الفقه2والحديث لها فنقول :

- إنه اعترف بأن البيهقي روى الحديث وذلك في1 من رسالته وأشار إلى أن الحديث7 ، 5الصفحات

وقد حاول الجمع بينها وبين132 / 2عند البيهقي رواية ابن جريج دون أن يطعن في إحداهما أو أن

يقدم واحدة منهما على األخرى والبيهقي هو فقيه ومحدث كبير وكتابه في السنن يشهد له بباعه

الطويل في الفقه والحديث.

- إنه اعترف بأن ابن خزيمة روى الحديث وذلك في2 من رسالته وأشار إلى أنه17 ، 16 ، 7 ، 5الصفحات

وابن خزيمة قد رتب صحيحه354 / 1في صحيحه على أبواب الفقه بل تجنب رواية ابن جريج في

صحيحه لعدم صحتها لديه ولم يجرؤ أحد أن يدعي أنهلم يجمع بين الفقه والحديث.

- إنه أقر األلباني بنقله لعزوه الحديث البن حبان3 من رسالته وابن5وسكت عليه وذلك في الصفحة

من موارد485حبان قد رواه في صحيحه برقم الظمآن وابن حبان محدث وفقيه ويشهد له كتابه

صحيح ابن حبان المبوب حسب أبواب الفقه.

- إنه أقر األلباني بنقله لعزوه الحديث للنسائي4 من رسالته5وسكت عليه وذلك في الصفحة

في السنن ولم37 / 3والنسائي قد روى الحديث يقل أحد بأن النسائي لم يجمع بين الفقه والحديث

وكتابه سنن النسائي يشهد بذلك.

- إنه نقل عزو األلباني الحديث ألبي داود في5 من رسالته وأشار إليه الناصح بأنه برقم5الصفحة

وعزاه إليه كبار العلماء والمصنفين وأصر على727 التعامي عنه أليس أبو داود ممن جمع بين الفقه

والحديث ؟

- إنه أقر األلباني بنقله لعزوه الحديث البن الجارود6 من رسالته وقد رواه ابن5وسكت عليه في الصفحة

ومعروف أن ابن208الجارود في المنتقى برقم الجارود قد رتب منتقاه على أبواب الفقه وهو محدث

وفقيه انتقى المنتقى من بعض رواياته.

- إنه أقر األلباني بنقله عزو الحديث البن الملقن7 من رسالته وسكت عليه ونقل5في الصفحة

تصحيحه الحديث عن األلباني ، وابن الملقن معروفبأنه محدث وفقيه.

وهو إمام المذهب318 / 4- رواه أحمد في مسنده 8 الحنبلي أحد المذاهب األربعة وصاحب المسند فهو

محدث وفقيه.

في سننه أليس هو1364- رواه الدارمي برقم 9محدثا وفقيها ؟

أال94 / 1- أورد الحديث صاحب منار السبيل فيه 10يجمع فيه بين الفقه والحديث ؟

- أورد الحديث النووي في المجموع شرح المهذب11 أليس النووي ممن3/454الذي نقل السقاف منه

جمع بين الفقه والحديث ؟

- كبار أئمة الشافعية الذين اتبعوا هذا الحديث12 وعدلوا عن رأي إمامهم وقالوا باستحباب تحريك

ومنهم454 / 3اإلصبع وذكرهم النووي في المجموع الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي أبو الطيب

أليسوا ممن جمع بين الفقه والحديث ؟

- أورد الحديث ابن تيمية صاحب منتقى األخبار13 باب اإلشارة بالسبابة وصفة وضع اليدين أليس هو

ممن جمع بين الفقه والحديث ؟ - ذكره الشوكاني صاحب نيل األوطار فيه وأتم14

عزوه أليس هو ممن جمع بين الفقه والحديث ؟ ولم أتفرغ لتتبع من أورده ممن جمع بين الحديث

والفقه إذ لم أراجع سوى المراجع التي أشار إليها السقاف في رسالته وبعض المراجع التي وقعت

عرضا تحت يدي أثناء تحريري هذا الرد.

بينما لم يرو حديث ابن جريج هذا سوى أبي داود والنسائي وأبي عوانة والبيهقي وكلها عن حجاج بن

محمد األعور عن ابن جريج عن زياد بن سعد عنمحمد بن عجالن.

فكل الفقهاء الجامعين للفقه والحديث الذين مروا معنا وعددناهم قد رووا رواية زائدة وأفتوا بها

وتجاهلوا رواية ابن جريج سوى النادر منهم على الرغم من أن مسلما قد روى جميع روايات حديث ابن

الزبير ومنها رواية محمد بن عجالن من غير طريق ابن جريج وما ذلك إال لضعف رواية ابن جريج عنده

حتى أنه لم يروها متابعة أو شاهدا لحديث ابن الزبير الصحيح وهؤالء الذين رووا رواية ابن جريج لم ينصوا

على صحتها سوى النووي وإنما أكثرهم رواها إلى جانب رواية زائدة بمن فيهم النووي وصححها إضافة

إلى رواية ابن جريج.

فكان األحرى بالسقاف أن يقول : وهذا يثبت قطعا أن عدم التحريك منكر وليس شاذا لرواية الفقهاء

الجامعين بين الفقه والحديث لها ) يحركها ( ولقواعد الحديث وأصول الفقه الناصة على أنه إذا خالف

الضعيف الثقة يصبح حديثه منكرا و قد خالف حجاج بن محمد المصيصي األعور وهو قد اختلط فرواه عن

ابن جريج مصرحاوقد تفرد عنه عن زياد وقد تفرد عنه وعنعنه عن محمد بن عجالن وخالف رواية مسلم

عن محمد بن عجالن وهكذا تصبح رواية ابن جريجمنكرة.

أما تصريح األحاديث األخرى الصحيحة بعدم التحريك فال يقول أي حديث صحيح بعدم التحريك سوى

الرواية الضعيفة بل المنكرة.

- من جازف بالتصحيح والتضعيف األلباني أم52السقاف؟

: وظهر أيضا أن األلباني17ويقول السقاف ص جازف في تصحيح التحريك وتضعيف ما سواه بدون

حجة وال برهان مقبول عند جميع العقالء.

أقول : بل جازف السقاف وراوغ ليضعف التحريك ويصحح ماسواه وحججه وبراهينه ليست مقبولة ، أما حجج األلباني رحمه الله وبراهينه فهي المقبولة عند

جميع العقالء ألنها كلها توافق المنطق والمعقول وأصول الحديث والفقه ؛ وقد بينا صحة رواية زائدة

ونكارة رواية ابن جريج.

- مقارنة ألفاظ الحديث مع كلمتي يحركها وال53يحركها لبيان ما يوافق وما يخالف

: وال يمكن بحال من األحوال18ويقول السقاف ص أن تعتبر لفظة ) يحركها ( زيادة ثقة وخصوصا أن قواعد المصطلح ال تحكم بذلك قال اإلمام الحافظ

العراقي في ألفيته في قواعد الحديث.

وذو الشذوذ ما يخالف الثقة … فيه المال فالشافعيحققه

ثم قال العراقي في شرحه :

اختلف أهل العلم بالحديث في صفة الشاذ فقال الشافعي ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما

اليروي غيره وإنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالفما روى الناس إلى أن قال :

أحدها ) أقسام زيادة الثقة ( : ما يقع مخالفا منافيا لما رواه سائر الثقات فهذا حكمه الرد كما سبق في

نوع الشاذ ا هـ .

أقول : العلة ليست في الحديث إنما العلة في الفهم وأنى ألعجمي الفهم أن يطبق قواعد علم الحديث

بعد إيرادها ؛ لنضع العبارات بعضها بجانب بعض ونضع بجانبها مرة يحركها ومرة ال يحركها لنر ما ينسجم

منها مع باقي الروايات وما الينسجم .

وأشار بالسبابة ، يشير بها ، فدعا بها ، يدعو بها ،يحركها

وأشار بالسبابة ، يشير بها ، فدعا بها ، يدعو بها ، اليحركها

فأي اللفظين يتوافق مع باقي األلفاظ ؟ وأي منهاينافيها ؟

فطبعا صاحب الفهم السليم والعربي اللسان والفطرة السليمة البعيدة عن الهوى والعصبية يقول اللفظ األول هو المتوافق وكلمة يحركها تتناسب مع

باقي األلفاظ : يشير بها ويدعو بها.

أما صاحب الفهم السقيم واألعجمي اللسان والفطرة الملوثة المدفوع بالهوى والعصبية ويبغض السنة وأهلها سوف يكابر ويكابر ويقول " عنزة ولو

طارت " ويقول إن السطر الثاني هو المتوافق ويصرعلى أن فيدعو بها ال يحركها كلمتان متوافقتان.

- جمعه بين الحديثين بإلغاء أحدهما تماما54

: ونزيد قطعا للوسوسة أنه19ويقول السقاف ص على فرض عدم شذوذ لفظة ) يحركها ( . ] وأقول

هنا على قاعدته أنه يعترف بصحتها لكنه يكابر [ يمكن الجمع بينها وبين ) ال يحركها ( كما جمع بينهما بعض الحفاظ ناصين به على عدم التحريك بالشكل الشاذ

الذي ولع به األلباني ومن انغر بكالمه.

أقول : مرحى لك يا سقاف لبهلوانيتك التي استطاعت أن تجمع بين ما اعتبرته ضعيفا وبين ما اعتبرته صحيحا بين يحركها وال يحركها كيف نجمع

بينهما ؟ لقد جمع بينهما ببراعة وهو ال يحركها يالجمعك الذي يضاهي فهمك !

- تفسيره التحريك بعدم التحريك55

: بيان طريقة الجمع بين19ويقول السقاف ص الحديثين كما هو قاعدة العلماء من أصوليين

ومحدثين.

اعلم يرحمك الله تعالى أن مراد سيدنا وائل بن حجر إن صح عنه قوله ) يحركها ( هو رفع السبابة بعدما كانت موضوعة ال غير وهو اإلشارة بالتوحيد أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم - لم يرفعها من أول

التحيات بل عند قوله أشهد أن ال إله إال الله.

أقول : ما الدليل على ذلك ؟

وأضاف وأما سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فأراد ) أقول لو صح عنه وهيهات ( فأراد بعدم

التحريك في قوله ) ال يحركها ( عدم تكرار التحريك أكثر من مرة وهي مرة الرفع فال تعارض بين

الحديثين هذا ملخص ما قاله العلماء في المسألة.

أقول : حرفت األول وهو الصحيح حتى أفرغته من معناه نهائيا بدون دليل وأثبت الثاني وهو ضعيف بل

ومنكر! وهكذا يكون العلماء وإال فال.

- اختصار السقاف كالم البيهقي بتحريفه عن56معناه

: ونقل النووي في نفس20ثم يقول السقاف ص الموضع عن اإلمام الحافظ البيهقي : إن المراد في

حديث سيدنا وائل بن حجر في قوله ) يحركها ( يشير بها مرة واحدة أي ال يديم تحريكها فيكون موافقا لرواية عبد الله بن الزبير ) ال يحركها ( ا هـ كالم /2البيهقي منقوال من المجموع ومن سننه الكبرى

ببعض تصرف اختصارا .132

ف السقاف مرتين : أقول حر

أوال : نقل النص من سنن البيهقي ببعض تصرففه ليقلب هنا معناه ثم قال اختصارا ونصه فحر

المختصر أطول من نص البيهقي وإليك نصالبيهقي :

فيحتمل أن يكون المراد بالتحريك اإلشارة بها ال تكرير تحريكها فيكون موافقا لرواية ابن الزبير والله

تعالى أعلم.

فأنت ترى أن نص البيهقي هو أصغر من نصالسقاف المختصر.

كذلك قال البيهقي يحتمل أن يكون المراد بالتحريك اإلشارة بها ال تكرير تحريكها فقول البيهقي باالحتمال ينافيه قول السقاف بالجزم وقول

البيهقي اإلشارة بها ينافيه قول السقاف مرة واحدة ولم يقل البيهقي في آخر كالمه لفظة ال يحركها ثم أتبعه البيهقي رحمه الله بقوله والله تعالى أعلم أي

أن البيهقي ليس جازما بهذا المعنى ألنه بدأه باالحتمال وأنهاه بقوله والله تعالى أعلم ال بالجزمكما ادعى السقاف وباالحتمال يسقط االستدالل.

- دفعه حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم -57 وفتوى المالكية وأحمد وكبار أئمة الشافعية بفتوى

النووي

: وقد نقلنا فتوى اإلمام20وقال السقاف ص النووي بكراهة تحريك اإلصبع في الصالة أول هذه

الرسالة.

أقول : قد مر أن النووي ذكر عن كبار أئمة الشافعية استحباب تحريك اإلصبع في الصالة وذلك في

وكذلك مرت معنا454 / 3المجموع شرح المهذب فتوى الحنابلة ومنهم اإلمام أحمد وشيخ المذهب ابن قدامة وغيرهم ومالك بسنية التحريك اتباعا للحديث

فمن أولى باالتباع فتوى النووي أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومالك وأحمد وابن قدامة وابن

خزيمة وابن حبان وابن الجارود وابن الملقن وكبار أئمة الشافعية علما أن النووي ذكر اآلراء الثالثة

كراهة وتحريم واستحباب التحريك وأن األول مذهب

الجمهور من الشافعية والثاني مذهب أبي علي بن أبي هريرة ووصفه بالشاذ والثالث حكاه عن بعض

الشافعية الكبار.

- استعانته بالكذب لتصحيح حديث مالك بن نمير58الخزاعي

ويؤكد ما ذكرناه ما رواه أبو20وقال السقاف ص داود في سننه بإسناد صحيح عن نمير الخزاعي قال :

" رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم - واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا إصبعه السبابة قد

حناها شيئا " وقال في الحاشية وهذا الحديث صححه الحافظ ، ومالك بن نمير الخزاعي الذي في سنده مقبول كما في التقريب وهو وإن لم يرو عنه إال

واحد فقد صحح الحفاظ حديثه ..... وقد نص على صحة حديث مالك بن نمير عن أبيه ابن خزيمة في

وأقر تصحيحه الحافظ في اإلصابة354 / 1صحيحه في ترجمته ) في األصل ترجمة وهو خطأ ( رقم

وروى الحديث ابن حبان في صحيحه ....8807 وسكت عليه أبو داود وهذا كاف في الحكم على

الحديث بالصحة خالفا لكالم األلباني في تمام المنة.

أقول : ال حاجة الستداللك هذا بهذا الحديث ألن طرق الحديث الكثيرة والصحيحة كلها فيها اإلشارة باإلصبع

والدعاء بها وال تفيد عدم التحريك وهذا الحديث ال يفيد عدم التحريك وإنما فيه حني اإلصبع قليال وهذا

ال يمنع التحريك لو صح لكنه لم يصح.

ففيه مالك بن نمير الخزاعي قال الحافظ في من التقريب السادسة5التقريب مقبول وقال ص

) أي الطبقة السادسة ( من ليس له من الحديث إال القليل ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله وإليه اإلشارة بلفظ مقبول حيث يتابع وإال فلين الحديث

) فكلمة مقبول في التقريب هي اختصار لعبارة مقبول حيث يتابع وإال فلين الحديث ( وهذا الحديث لم يتابعه فيه أحد فالحديث لين أي ضعيف فال أدري

هل السقاف جاهل بمعنى اصطالح ابن حجر مقبول ) وهذا ال يقبل جهله حتى من المبتدئين بعلم الحديث (

أم أنه كاذب ومدلس وما أظنها األولى ثم دعواك صحح الحفاظ حديثه من أين أتيت بها ثم قولك كثير

من الثقات المتفق على ثقتهم لم يرو عنهم غير واحد كثابت بن قيس الزرقي المدني فأنت تقول أن

هؤالء الثقات متفق على ثقتهم وصاحبك هذا مالكبن نمير من نص على ثقته لنقبل تفرده؟

- تدليس السقاف تصحيح األلباني حديث مالك بن59نمير الخزاعي

: ثم رأيته تناقض20أما قوله في تتمة الحاشية ص فصحح لمالك بن نمير الخزاعي في صحيح سنن

.272 / 1النسائي

أقول : هذه كذبة أخرى وقطعا قرأ في صحيح سنن النسائي ماكتب بجانب الحديث بعد حذف ) قد أحناها

)176شيئا وهو يدعو ( ) صحيح ( ـ ضعيف أبي داوود ( والبد أنه رجع990 برقم 357 / 1سن أبي داوود

إلى ضعيف أبي داوود ووجد بجانب الحديث عبارة ( ثم رجع1274 /28ضعيف ) ضعيف سنن النسائي

الى ضعيف سنن النسائي ووجد بجانب الحديث : ] عندنا1760منكر بزيادة اإلحناء ضعيف أبي داود

[ فهل حكم األلباني بذلك على1991 / 209برقم حديث مالك بن نمير بالصحة .

هناك ثالثة أحكام في الحديث : - في ضعيف سنن أبي داود حكم على الحديث من1

حيث سنده بالضعف. - في ضعيف سنن النسائي حكم على الحديث من2

حيث سنده وزيادة اإلحناء فيه بالنكارة لمخالفتهااألحاديث الصحيحة مع ضعفها.

- في صحيح سنن النسائي حكم على الحديث ) بعد3 حذف اإلحناء ( بأنه صحيح لغيره ألن الحديث يوافق

األحاديث الصحيحة فكالم السقاف ال يقصد منه بيان خطأ األلباني أو تناقضه ألنه في الحقيقة لم يخطىء

هنا ولم يتناقض فاخترع تناقضا كون مالك بن نمير لم يوثقه غير ابن حبان وابن خزيمة فهو مجهول

الحال وحديثه ضعيف عند األلباني متابعة للجمهورولقواعد علم الحديث.

ثم صحح األلباني حديثه لمتابعته لغيره بعد الحكم على ما تفرد به بالنكارة لمخالفته األحاديث الصحيحة

وال شيء على كالم األلباني البتة. والسقاف قد نسي أو تناسى أنه نقل عن الشيخ

من رسالته تحذير العبد األواه28شعيب في ص قوله : وهذا حديث حسن في الشواهد. والحديث

الحسن في الشواهد يكون ضعيفا فيتحسن بوجود ضعيف مثله ويتقوى به وهذا الحديث تقوى باألحاديث

الصحيحة التي فيها رفع اإلصبع والدعاء بها فأصبح الحديث صحيحا لغيره وليس حسنا لذاته أما إحناء

اإلصبع فخالف به األحاديث الصحيحة وعندما يخالف الضعيف الثقة يصبح حديثه منكرا فبحكم الشيخ

شعيب هذا على الحديث يصبح اإلحناء عنده منكرا.

فمن أحق بالنكير األلباني أم السقاف ؟

والسقاف ال يقصد أن يدلس على طالب الحديث فتدليسه هذا مكشوف لديهم ولكنه يقصد بتدليسه هذا من ليس من طالب الحديث فال يميزون سقيم

كالمه من سقيمه ! وكله سقيم.

- تحريك اإلصبع مذبة للشيطان وليس للتوحيد60فقط

: وأما حديث " لهي أشد على21وقال السقاف ص الشيطان من الحديد " فال داللة فيه على التحريك

البتة إنما يفيد الحديث أن المتشهد إذا أشار بإصبعه بالتوحيد في الصالة فكأنه يضرب الشيطان بالحديد

وليس معنى ذلك أن الشيطان يكون تحت إصبعه وهو يحركها فيضربه ضربا كأنه الحديد كما توهمه بعض

السذج فهذا مما ال يقول به عاقل.

أقول نحن والسقاف نتفق على أن الحديث عن السبابة وقد ثبت التحريك للسبابة فالمشار إليه في

الحديث هو لتحريك اإلصبع.

أما معنى الضرب الذي يقول السقاف توهمه بعض السذج فهذا مما اليقول به عاقل ونحن لم يخطر لنا

على بال هذا المعنى وال نتصور أنه حتى السذج يتوهمون مثل هذا المعنى ألنه مهما كان اإلنسان

ساذجا فال يخطر على باله بأن يضرب الشيطان بإصبعه ويتصور أن إصبعه تنزل على رأس الشيطان

وتؤلمه كأنها مطارق الحديد وهذا مثله مثل الرمي على الرغم من أنهم يقولون بأنهم يرمون الشيطان

في منى وال يتصورون بأن يقف الشيطان هناك بانتظار رميهم له بالحجارة فمهما بلغت سذاجة

أحدهم فال يفوته أن ذاك الرمي وهذا التحريك هما رمز فذاك رمز وتذكير برمي إبراهيم له حينما أتاه

ليتظاهر بنصحه ويثنيه عن ذبحه ابنه إسماعيل وهذارمز لطاعة الله ومن ثم طاعة رسوله ?.

أما إن نزل شخص إلى مستوى تحت مستوى السذج ومنهم من أشرت إليه فهذا ليس شأننا وعلى كل

المسألة مسألة أمر ونحن لسنا مسؤولين عن معنىهذا األمر وإنما عن تنفيذه فقط.

والحديث عزاه األلباني لـ أحمد والبزار وأبي جعفر وعبد الغني المقدسي60 / 1البختري في األمالي

بسند حسن والروياني في مسنده12 / 2في السنن والبيهقي.249 / 2

فقال ثنا648وقد روى الحميدي في مسنده برقم سفيان وعبد العزيز بن محمد قاال ثنا مسلم بن أبي

مريم أخبرني علي بن عبد الرحمن المعاوي قال : صليت إلى جنب ابن عمر فقلبت الحصى فلما

انصرف قال ال تقلب الحصى فإن تقليب الحصى من الشيطان وافعل كما رأيت رسول الله -صلى الله

عليه وسلم - قلت وكيف رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وضم أبو بكر الحميدي ثالث أصابع ونصب السبابة

ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وبسطها قال سفيان وكان يحيى بن سعيد حدثناه عن مسلم فلما

لقيت مسلما حدثنيه وزاد فيه وهي مذبة الشيطان اليسهو أحد وهو يقول هكذا ونصب الحميدي إصبعه.

وسفيان هو ابن عيينة وهذا الحديث صحيح . إذن تحريك اإلصبع باإلضافة إلى أنه للتوحيد فهو أيضا كي

ال يسهو أحد.

- طعن السقاف في حديث " لهي أشد على61الشيطان من الحديد " وفي تحسينه

ثم قال السقاف : هذا مع مالحظة أن حديث " لهي أشد على الشيطان من الحديد " فيه ضعف ففي

اإلسناد رجل وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وقال فيه الحافظ في التقريب : كثير بن زيد : صدوق

يخطىء وليس هو من رجال الصحيحين واأللباني ربما يضعف السند بمن هو أقوى منه كما هو معلوم

من كتبه ومسوداته.

أقول : وهنا كذب السقاف مرة أخرى فقد قال ابن حجر في ترجمته قال عبد الله بن أحمد عن أبيه ما

أرى به بأسا وقال عبد الله بن الدورقي عن ابن معين ليس به بأس وقال معاوية بن صالح وغيره عن

ابن معين صالح وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ليس بذاك وكان أوال قال ليس بشيء وقال ابن عمار

الموصلي ثقة وقال يعقوب بن شيبة ليس بذاك الساقط وإلى الضعف ما هو وقال أبو زرعة صدوق

فيه لين وقال أبو حاتم صالح ليس بالقوي يكتب حديثه وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي وتروى عنه نسخ ولم أر به بأسا وأرجو أنه ال بأس به وذكره

ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد توفي في خالفة أبي جعفر وكان كثير الحديث وقال أبو جعفر

الطبري وكثير بن زيد عندهم ممن ال يحتج بنقله وخلطه ابن حزم بكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف

ثم قال كثير بن عبد الله بن زيد بن عمرو ساقط متفق على اطراحه وأن الرواية عنه ال تحل وتعقبه الخطيب بما ملخصه إن الحديث عند ) د ( ـ أي أبي

داود ـ من رواية كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة وعند ) ت ( ـ أي الترمذي ـ من رواية كثير

بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده فهما اثنان اشتركا في االسم وسياق المتن واختلفا في

النسب والسند فظنهما ابن حزم واحدا وكثير بن زيد لم يوصف بشيء مما قال بخالف كثير بن عبد الله

اآلتي.

إذن الرجل وثقه أحمد وابن معين ) في رواية معاوية بن صالح وعبد الله بن الدورقي ( وابن عمار

الموصلي وأبو زرعة وابن عدي وابن حبان ) معتشدده في غير المجاهيل ( والخطيب.

وجعله بين الضعيف والثقة يعقوب بن شيبة وأبوزرعة وأبو حاتم .

وضعفه ابن معين ) في رواية ابن أبي خيثمة (والنسائي وأبو جعفر الطبري .

وأخيرا وصفه ابن حجر في التقريب بأنه صدوق يخطىء ) وهو يقل عن مرتبة الصدوق قليال أي يلزمه جبر بسيط ليرتفع إلى مرتبة الحسن وليس الصحيح (

وقد روى الحميدي بسند صحيح في مسنده برقم بقوله : " وهي مذبة الشيطان ال يسهو أحد "648

وبذلك يرتفع الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره وقد قال األلباني عن سنده حسن ولم يقل صحيح . وأما

أن يشترط بالثقة أن يكون من رجال الصحيحين فهذا ما لم يقل به أحد إضافة إلى أن صاحبك الحارث الذي تحاول أنت والغماري توثيقه في رسالة الغماري بيان

نكث الناكث المعتدي اليكفي أنه ليس من رجال الصحيحين فقط وإنما كذبه صاحبا الصحيحين

البخاري ومسلم بل وأجمع كل أئمة الجرح والتعديل على تكذيبه كما سنبين ذلك في ردنا على رسالة

الغماري نكث الناكث المعتدي ولم يضعف األلباني رحمه الله أحدا هو أقوى من كثير بن زيد ولو عاد

السقاف إلى اصطالح ابن حجر في مقدمة التقريب لرأى أن اصطالح صدوق يخطئ هي الخامسة بينما

اصطالح مقبول التي وصف فيها مالك بن نمير الذي صحح السقاف حديثه هي السادسة بترتيب ابن حجر وقد رتب ابن حجر مصطلحاته بقوله فأولها الصحابة

ثم يذكر باقي المراتب األضعف باألضعف.

إذن فالسقاف يضعف كثير بن زيد وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة بينما يقوي حديث مالك بن

نمير وقد ذكره ابن حجر في المرتبة السادسة فمن يضعف من هو أقوى من كثير بن زيد يا سبحان الله

رمتني بدائها وانسلت فهل مالك بن نمير صاحب المرتبة السادسة هو أقوى من كثير بن زيد صاحب

المرتبة الخامسة.

فاأللباني حسن حديث كثير بن زيد القتران روايته مع غيره من الروايات الصحيحة ورتبه ابن حجر بالمرتبة

الخامسة وضعفه السقاف بينما مالك بن نمير الذي وصفه ابن حجر مقبول ورتبه بالمرتبة السادسة أي يأتي بالمرتبة بعد كثير بن زيد ضعف حديثه األلباني

وصحح حديثه القتران روايته مع غيره بينما السقافصحح حديثه مع تفرده ؛.

فالسقاف يوثق مالك بن نمير وهو صاحب المرتبة السادسة بينما يضعف كثير بن زيد صاحب المرتبة

الخامسة والسادسة هي أدنى من الخامسة فيمراتب ابن حجر.

- ادعاء السقاف رد األلباني توثيق ابن حبان62مطلقا

ثم قال السقاف فاأللباني مثال يقول في صحيحته ومن المعلوم أن توثيق ابن حبان343حديث رقم

غير معتمد عند المحققين من العلماء والنقاد ....ومنهم الذهبي ا هـ .

أقول : كذب السقاف مرة أخرى فاأللباني دائما يردد أن توثيق ابن حبان وشيخه ابن خزيمة ال يعتد به في

المجاهيل ألنهما يوثقان المجاهيل خالفا للجمهور وهو هنا وحده قد وثق عطية بن عامر الجهني وهو مجهول العدالة لذا فال يعتد بتوثيقه ولو كان هناك

إنصاف عند السقاف لقال بأن األلباني يضعف الروايات التي يسوقها ليبرهن بها على صحة الحديث : " إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم

القيامة " . إذن األلباني رحمه الله حينما يستشهد بحديث يبين مدى ضعفه وال يسكت عن علل الروايات التي يوردها في سبيل دعم رأيه في تصحيح الحديث

وهذا دليل على علم الرجل وورعه.

- كذب السقاف بقوله إن األلباني يقول إن توثيق63ابن حبان فيه لين

فيقول : وقد تناقض األلباني21ثم يتابع السقاف صن إسنادا فيه من فرد على الحافظ المنذري حين حس

105وثقه ابن حبان بقوله كما في الصحيحة برقم وفي ذلك نظر عندي لما قررناه مرارا أن توثيق ابن

حبان فيه لين.

أقول : كذب السقاف مرة أخرى فلم يرد ذكر الحافظ من105المنذري وال ابن حبان في الحديث رقم

سلسلة األحاديث الصحيحة . ولم يقل األلباني أبدا أن توثيق ابن حبان فيه لين بل يعتد به وهو من

المتشددين إال في المجاهيل ألنه خالف الجمهور.

- ذمه األلباني بدل شكره لرده توثيق ابن حبان64لمجهول يدعم دليله

: وقال في حجاب المرأة21ثم يتابع السقاف ص فهو في عداد المجهولين وإن أورده ابن110صحيفة

حبان في الثقات على قاعدته ومنه تعلم أن قولهـ .1الحافظ البوصيري إسناده حسن غير حسن

أقول : الرجل لم يخرج عن قاعدته في رد توثيق ابن حبان للمجاهيل ولم يفرح بتحسين البوصيري لسند

حديث أورده األلباني كشاهد لحديث آخر بل ردالتحسين.

رجل يورد حديثا شاهدا لحديث يرويه وينبه إلى أن بعض المحدثين قد حسن هذا الشاهد كي ال يغتر بتحسينه أحد فهو يصر على ضعفه فينهض هذا بضعفه الحديث المشهود له وينهض ضعف هذا

الشاهد بضعف المشهود له كل منهما إلى مرتبةالحسن لغيره.

رجل يدحض ما يدعم قوله بالباطل أفنشكره أمنذمه ؟

بينما سقافنا هذا يبحث في بطون الكتب فال يتورع عن تحريف النصوص وادعاء نصوص ليدعم بها كالمه

ولو بالباطل ويحور كالم العلماء الذين تكلموا ضد دليله ويدعي أنهم صححوا دليله هكذا العلماء يكذبون ليدعموا دليلهم ثم يذمون من رد كالم من دعم دليله

خطأ كما رد األلباني هنا كالم البوصيري تحسين شاهد أورده األلباني لتقوية حديث ضعيف آخر فيصبح

االثنان كل منهما حسنا لغيره لذلك أتبعه األلباني بقوله إال إذا كان يريد أنه حسن لغيره فهو سائغ

وشتان بين العلم مع الورع ، وبين الجهل وقلة الدين

. وأتبعه األلباني بقوله وكذلك أورده المقدسي فياألحاديث المختارة والله أعلم.

- طعنه تحسين األلباني لحديث عبد الله بن يسار65متابعة

بقوله : ثم ناقض نفسه21ثم يتابع السقاف ص فصحح حديث عبد الله بن يسار واحتال له أن عبد الله

هذا وإن لم يذكروا توثيقه عن غير ابن حبان فقدروى عنه جماعة من الثقات.

أقول : كذب السقاف مرة أخرى قاأللباني لم يصححه فقد أتبعه األلباني بقوله : وله شاهد من حديث عمار بن ياسر أخرجه أبو عمرو بن مهند في المنتخب من

. والصحيح لذاته ال يحتاج إلى متابعة268 / 2فوائده وال شواهد ؛ وبذلك يصبح حديثه حسنا لغيره وبين المرتبتين أربع مراتب صحيح لذاته ، صحيح لغيره ، حسن لذاته ، حسن لغيره ، فهل هذا جهل أم كذب

من هذا السقاف.

- طعنه تحسين األلباني لحديث المهاجر بن عمرو66متابعة

فيقول وحسن حديث22ثم يتابع السقاف ص المهاجر بن عمرو وقال وثقه ابن حبان وروى عنه

(.110جماعة من الثقات ) حجاب

أقول : هو حسن لغيره فقد أتبعه األلباني بشاهد آخر ضعيف فيرفع الحديثان بعضهما لبعض لمرتبة الحسن

لغيره ولكن ماذا نفعل بمن يجهل العلم ثم ينتقد العالم فالسقاف إما أنه جاهل بعلم الحديث أو أنه

كذاب.

- طعنه تحسين األلباني لحديث يحيى بن مالك67وهو ثقة

بقوله : وقال في يحيى بن22ثم يتابع السقاف ص مالك فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى لتابعيته

365ورواية جماعة من الثقات عنه .... الخ صحيحته

أقول : هل األمانة أن تنقل كالم الشيخ ناصر مبتورا ياسقاف فقد أتم قوله مع تصحيح الحاكم والذهبي له

فتصحيح ابن حبان والحاكم والذهبي ورواية الثقات عنه لم يطمئن األلباني إلى تصحيح حديثه رغم أنه

استشهد به لتصحيح حديث أورده في سلسلة األحاديث الصحيحة فحكم له بالحسن ومع ذلك فيحيى بن مالك هو أبو أيوب األزدي البصري العتكي المرادي

وثقه النسائي والعجلي وابن سعد كما في التهذيب وقال في التقريب ثقة فالحديث صحيح وليس حسنا

فقط.

- طعنه تحسين األلباني لحديث ابن سليط موافقة68البن حجر بادعائه لم يرو عنه إال واحد أو اثنان

وحسن أيضا حديث ابن22ثم يقول السقاف ص سليط ولم يوثقه إال ابن حبان ولم يرو عنه إال واحد

الطبعة88 و 64أو اثنان كما في آداب زفافه ) صالقديمة ( .

من الطبعة الثانية ولم أره68أقول : وجدته في ص فقد120 - 88في المكان الثاني حوالي الصفحة

ال188 / 9قال األلباني موافقا ابن حجر في الفتح بأس به رغم قوله عن عبد الكريم بن سليط في

التقريب مقبول فهو ليس حسنا وإنما هو ضعيف وقد وهم الشيخ غفر الله له متابعا ابن حجر . ثم كيف

تقول لم يرو عنه إال واحد أو اثنان ؟ ومن أين أتيت /6بهذا الكالم ؟ ألم تقرأ في ترجمته في التهذيب

وعنه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي والحسن373 بن صالح بن حي ثم تعقب ابن حجر على قول ابن

معين لم يرو عنه إال الحسن بقوله : قلت : ذكره ابن حبان في الثقات وقال روى عنه المراوزة فهل عبد

الرحمن والحسن والمراوزة هم واحد أو اثنان ؟ !

- يتباكى السقاف على تضعيف األلباني أبا حنيفة69ويرد هو حديثه مطلقا تنزيال له منزلة الكذابين

وأخيرا ذهب السقاف يستصرخ قلوب الناس ويتظاهر :22بالغيرة على اإلمام أبي حنيفة بقوله ص

وضعف األلباني اإلمام أبا حنيفة رحمه الله كما في 76 / 1تعليقه على كتاب السنة البن أبي عاصم له

مع أن الثقات رووا عنه وأجمعت األمة على ثقته وجاللته ..... الخ فانظروا كيف يتطاول على اإلمام

األعظم رحمه الله !

أقول يا لدموع التماسيح :

- لو كنت تعتقد أنه اإلمام األعظم التبعته ولما1 رميت بعلمه وفقهه كله وراء ظهرك حتى وإن كان

معه الدليل.

- لو كنت تعتقد أن األمة أجمعت على ثقته وجاللته2 كما تقول فلم رددت الحديث الصحيح الذي يرويه هو ويطبقه في فقهه " من كان له إمام فقراءة اإلمام

ورواه عنه الدارقطني وتابعه5له قراءة " في ص الجسن بن عمارة أم أنك تبطن غير ما تظهر واألصح

أنك تكذب.

- إنك لو اعتقدت في أبي حنيفة الضعف لسوء3 حفظه كما يقول البخاري ومسلم والنسائي وابن

عدي والدارقطني وابن حبان وابن سعد وابن حجر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن المبارك وابن معين وأحمد بن حنبل وابنه عبد الله والحاكم وعبد الحق

اإلشبيلي والذهبي ووقفت عند هذا الحد الذي وقف عنده األلباني لقبلت حديثه في المتابعات والشواهد والحديث الذي رددته قد تابعه فيه الحسن بن عمارة

وللحديث شواهد عديدة.

- إن ردك المطلق لحديث أبي حنيفة حتى وإن توبع4 يعني أنك تنزله إلى مرتبة الكذابين والوضاعين وحاشاه من ذلك . وشتان بين موقفك وموقف

األلباني من أبي حنيفة رحمه الله . فاأللباني رحمه الله يتبعه إذا كان الدليل معه وأنت ال تتبعه حتى وإن كان الدليل معه ) لغاية في نفسك ( واأللباني يقبل حديثه اذا أمن خطأه بأن يتابعه شخص آخر وإن كان

ضعيفا وأنت ال تقبل حديثه حتى وإن شهد له أهلاألرض جميعا.

ولنطلع اآلن على أقوال األلباني رحمه الله في أبي حنيفة وتأدبه مع هذا اإلمام الكبير فقال في تخريج

ما يلي :76 / 1حديث في السنة البن أبي عاصم

اسناده ضعيف رجاله ثقات رجال البخاري غير أبي حنيفة فإنه على جاللته في الفقه ضعفه األئمة لسوء

حفظه وقد خرجت أسماء هؤالء األئمة في األحاديث بما ال تراه في كتاب آخر ولدينا مزيد.5/76الضعيفة

ما يلي بعد أن76 / 5وقال في األحاديث الضعيفة أورد أسماء األئمة الذين ضعفوه وكالمهم فيه من

وقال عقبه :79 / 1 - 76 / 1الصفحة

ومما الشك فيه عندنا أن أبا حنيفة من أهل الصدق ولكن ذلك ال يكفي ليحتج بحديثه حتى ينضم إليه

الضبط والحفظ وذلك مما لم يثبت في حقه رحمه الله بل ثبت فيه العكس بشهادة من ذكرنا من األئمة وهم القوم ال يضل من أخذ بشهادتهم واتبع أقوالهم

وال يمس ذلك من قريب وال من بعيد مقام أبي حنيفة رحمه الله في دينه وورعه وفقهه خالفا لظن بعض المتعصبين له من المتأخرين فكم من فقيه وقاض

وصالح تكلم فيهم أئمة الحديث من قبل حفظهم وسوء ضبطهم ومع ذلك لم يعتبر ذلك طعنا في

دينهم وعدالتهم كما ال يخفى ذلك على المشتغلين بتراجم الرواة وذلك مثل محمد بن عبد الرحمن بن

أبي ليلى القاضي وحماد بن أبي سليمان الفقيه وشريك بن عبد الله القاضي وعباد بن كثير ......

فهذا هو الحق والعدل وبه قامت السماوات واألرض فالصالح والفقه شيء وحمل الحديث وحفظه

وضبطه شيء آخر ولكل رجاله وأهله فال ضير على أبي حنيفة رحمه الله أن ال يكون حافظا ضابطا ما

دام أنه صدوق في نفسه أضف إلى ذلك جاللة قدره في الفقه والفهم فليتق الله بعض المتعصبين له ممن يطعن في مثل اإلمام الدارقطني لقوله في

أبي حنيفة " ضعيف الحديث " ويزعم أنه ما قال ذلك إال تعصبا على أبي حنيفة ولم يدر البعض المشار إليه أن مع الدارقطني أئمة الحديث الكبار مثل الشيخين

وأحمد وغيرهم ممن سبق ذكرهم أفكل هؤالء متعصبون ضد أبي حنيفة ؟ تالله إن شخصا يقبل مثل

هذه التهمة توجه إلى مثل هؤالء األئمة أليسر عليه وأقرب إلى الحق أن يعكس ذلك فيقول صدق ) في

األصل صدوق وهو خطأ ( هؤالء فيما قالوه في اإلمام أبي حنيفة وال ضير عليه في ذلك فغايته أن ال

يكون محدثا ضابطا وحسبه ما أعطاه الله من العلم والفهم الدقيق حتى قال اإلمام الشافعي : الناس

عيال في الفقه على أبي حنيفة ولذلك ختم الحافظ بقوله5/288/1الذهبي ترجمة اإلمام في سير النبالء

وبه نختم : قلت : اإلمامة في الفقه ودقائقه مسلمةإلى هذا اإلمام وهذا أمر ال شك فيه.

وليس يصح في األذهان شيء… إذا احتاج النهار إلىدليل

فبالله عليك أخي القارىء من يتطاول على اإلمامأبي حنيفة رحمه الله ؟

األلباني الذي نقل رأي أئمة الحديث في تضعيف أبي حنيفة في الحديث من جهة حفظه وأقر له بالعلم

والفقه والفهم والدين والورع واإلمامة وفصلها عن الحديث العتماد الحديث على الحفظ والضبط أم

اه اإلمام األعظم السقاف الذي ال يأخذ بقول من سم) سماه هكذا رياء ( حتى وإن كان الحق والدليل معه.

واأللباني الذي يقبل حديث أبي حنيفة رحمه الله إذا أمن الخطأ ) وذلك بمتابعته أو وجود شواهد لحديثه ( أم السقاف الذي ادعى بأن األمة أجمعت على ثقته

وجاللته ومع ذلك يرد حديثه منفردا أو حتى فير باأللباني لقبوله حديثه إذا توبع ؟ المتابعات وشه

فهل تبدي بلسانك غير ما تخفيه يا سقاف ؟ فكلإناء بما فيه ينضح.

وياليتك تطاولت على اإلمام أبي حنيفة رحمه الله 12فقط يا سقاف بل وصلت بك الجرأة في الصفحة

من رسالتك هذه إلى شتم علماء األمة ووصفهم باألغبياء من أهل الكنود والجحود وبأن ما قالوه هو ال

شيء البتة ال لذنب اقترفوه إال ألنهم وصفوا حجاج بن محمد بأنه قد اختلط في آخره وبذلك يسقط

الحديث الذي تدافع عنه في هذه الرسالة وتحشد لتصحيحه األكاذيب واالفتراءات ومن هم العلماء

الذين ضعفوا صاحبه حجاجا هذا ؟ هم : يحيى بن معين ، ابن سعد ، الخالل ، ابراهيم الحربي ، أبو

العرب القيرواني ، المقدسي ، المزي ، الذهبي ، ابنحجر.

فكما ترى عزيزي القارىء أن السقاف أراد أن يوهم الناس أن األلباني رحمه الله يتطاول على اإلمام أبي

حنيفة رحمه الله مستغال نقله آراء أئمة الحديث في حفظ أبي حنيفة رحمه الله علما أنه يركز على إمامة

أبي حنيفة رحمه االله في العلم والفقه والفهم والدين والورع فبان عواره وكيف أنه ) السقاف ( رد

حديث أبي حنيفة رحمه الله مطلقا وبذلك أنزله مرتبة الوضاعين والكذابين ولم يقف عند تطاوله

على هذا اإلمام بل تعدى ذلك إلى وصف علماء األمة وخاصة في الرجال فوصفهم بالغباء والكنود والجحود

وبأن قولهم ليس بشيء البتة.

- عثور السقاف أخيرا على محدث في بالد الشام70بعد نفيه مع الغماري وجود محدث

فصال في تخريج للحديث للشيخ23ثم عقد في صشعيب األرناؤوط .

أقول : عجبا للجوئك للشيخ شعيب األرناؤوط من يكون هذا بعد قولك تعليقا على قول من لقيه محدث المغرب عبد العزيز الغماري الحسني أثناء ادعائه كذبا

وبهتانا في رسالته بيان نكث الناكث المعتدي بتضعيف الحارث ) الذي كذبه كل علماء الجرح

والتعديل على اإلطالق وعددهم ما يقارب الخمسين ( :41ثقة الحارث . فقال ص

ولكنه اغتر ) أي األلباني ( بفراغ الجو وخلو البالدممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح .

فعلقت على كالمه هذا مؤيدا بقولك :

قلت وخصوصا بالد الشام فليس فيها محدث البتة والشيخ بدر الدين الذي شهروا بأنه محدث لم يكن

كذلك ويشهد لذلك عدم تخرج تالمذة به يعرفون الحديث مع عدم وجود كتب حديث من تصنيفه تدل

على أنه محدث وكل من عرفته أو سمعت عنه يشهد له بأنه محدث . هو حقيقة ال يعرف الحديث وإنما يتناقل الناس ذلك دون تمحيص وإدراك وقد نقل

الحافظ الشريف أحمد الغماري في بعض كتبه بأنه حضر عليه فوجده ال يعرف الحديث وليس هذا طعنا

بالشيخ البتة وإنما هو إخبار بالواقع ا هـ حسن.

فهل الشيخ شعيب األرناؤوط هو نجل الغماري وتخرج من مدرسة الغماري أم أنه محدث أتانا من

المريخ فحسب زعمك وزعم صاحبك الغماري أنه ال يوجد في بالد الشام خاصة وبالد اإلسالم عامة محدث يعرف الحديث فكيف اكتشفت الشيخ شعيبا هل ظهر

الساعة هذه فأعلنت عنه أم أنك كنت تكذب مع صاحبك الغماري وتدعي خلو بالد الشام من علماء

الحديث وبالد الشام مباركة دعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بقوله " اللهم بارك لنا في شامنا "

أخرجه البخاري في االستقامة باب ما قيل فيالزالزل واآليات وفي الفتن باب ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - الفتنة من قبل المشرق

والترمذي في المناقب باب فضل الشام واليمن.

وكبار المحدثين والعلماء قديما وحديثا إما أنهم ظهروا من بالد الشام أو أنهم تخرجوا على يد علماء أهل الشام فليسوا بحاجة ألن يأتيهم شخص ال يعرف

من هو وال بمن هو مرتبط ويدعي نسبته حسنيا هاشميا قرشيا عربيا مسلما ليحكم على علمهم فهم الذين يحكمون على الناس أنهم علماء أم ال وال يحكم

الناس عليهم هم مشهورون بالعلم وغيرهم مغمورون فكيف يحكم المغمورون والغماريون على

المشهورين ورسالتاكما هاتان المليئتان باألكاذيب واألباطيل لم تفند ولم تعر كما يجب سوى في بالد الشام ولم يستهجنها سوى علماء بالد الشام ألنهم

من عنوانها شموا نتنها فالعلم ليس بالنسب المدعىوإنما هو بالجد والتقوى والعمل.

- ملخص لبحث الشيخ شعيب األرناؤوط في71الحديث

وملخص بحث الشيخ شعيب األرناؤوط الذي نقله السقاف وعلى ذمته ألنه مجرب عليه الكذب في

رسالته هذه وغيرها.

- حديث وائل بن حجر برواية زائدة بن قدامة1 إسنادها صحيح لكن لفظة يحركها شاذة النفراد زائدة

بها.

- حديث وائل بن حجر رواية غير زائدة ال تتضمن2 لفظة يحركها مع ورود ألفاظ : وأشار بالسبابة يدعو بها ، جعل يدعو هكذا يعني بالسبابة يشير بها ، يدعو

بها ، ودعا بالسبابة.

- حديث ابن عمر ال يتضمن لفظة يحركها مع ورود3 ألفاظ : وأشار بالسبابة ، فدعا بها ، يدعو بها . مسلم

) كتم السقاف294 ( ، والترمذي 114 ( ) 5/80) الثانية والثالثة ظنا مع ادعاء التقديم والتأخير دون

أن يتعرض للدعاء (.

- حديث ابن الزبير من رواية غير ابن جريج تتضمن4اإلشارة والدعاء بها وال تتضمن لفظة يحركها.

- حديث ابن الزبير من رواية ابن جريج تتضمن5 اإلشارة والدعاء ولفظة ال يحركها . وهي حسنة

اإلسناد وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند أبي عوانةوالنسائي والبيهقي.

- نزول رواية ابن جريج من الصحة طوال الرسالة72فجأة إلى الحسن في آخرها

وهنا أقول للسقاف هل أنت موافق على ما قرره الشيخ شعيب أي أن رواية ابن جريج حسنة بعد أن

كنت في رسالتك كلها تدعي صحتها وترد بها رواية زائدة الصحيحة فسبحان مغير األحوال ومغير اآلراء

في نفس الرسالة وفي نفس البحث.

- هل يرد الصحيح بالحسن73

بعد أن هبطت رواية ابن جريج عند السقاف إلىالحسن لنقارن على هذا األساس الذي استجد عنده :

فرواية زائدة صحيحة اإلسناد وتنفرد بلفظة يحركها.

ورواية ابن جريج حسنة اإلسناد وتنفرد بلفظة اليحركها ) تتفرد بها عن روايات مسلم للحديث (.

نحن اآلن أمام روايتين متعاكستين :

أ-…من حيث السند هل يقدم الحسن على الصحيح أمالعكس.

ب-…من حيث المتن والمعنى :

األول يشير بها ، يدعو بها يحركها .

الثاني يشير بها ، يدعو بها ال يحركها .

أي حديث يوافق بالمعنى أكثر ألفاظ باقي الروايات ؟ ! طبعا األول إذ كيف يدعو بها وال

يحركها ؟

- تضعيف تصريح ابن جريج في السماع74

ثم أقول للشيخ شعيب ) إن صدق السقاف في نقلهوإال فهو مجرب عليه الكذب في رسالته هذه كثيرا ( .

أيوب بن محمد الوزان عند النسائي والفضل بن يعقوب البغدادي عند البيهقي سمعا من حجاج بن

محمد بعد عودته إلى بغداد وتغيره وقد ترجم الخطيب لالثنين بسبب دخولهما بغداد ولطالما أن حجاجا روى

العنعنة قبل االختالط وروى التصريح بعد االختالط فالتصريح مردود حتما ونعيد هنا ما كنا ذكرناه في

من هذه21تضعيف حديث ابن جريج في الصفحة الرسالة :

- سندها ضعيف الختالط حجاج بن محمد األعور1 الذي فيه نصريح ابن1/89بآخره تقريب التهذيب

جريج بالسماع.

- سندها ضعيف لتدليس ابن جريج الذي عنعنه2 ) وذلك في الطرق التي فيها عنعنة ابن جريج بسند

.520 / 1صحيح إليه ( تقريب التهذيب

- مخالفتها لرواية عامر بن عبد الله بن الزبير عن3 التي فيها وأشار بأصبعه5/79أبيه في صحيح مسلم

السبابة وعامر أعرف برواية أبيه من المدلس الذيعنعن روايته.

- تفرد هذه الرواية عن باقي روايات ابن الزبير4 العديدة بلفظة ال يحركها ومعارضتها لها ولرواية

زائدة يحركها.

- إدراج لفظة ال يحركها في الحديث فهي من كالم5 ابن جريج وهو فقيه ولم يتابعه فيها أحد ممن روى

عن ابن الزبير هذا الحديث وال تتفق بالمعنى معباقي الروايات.

- لفظة يحركها أقرب إلى معنى باقي الروايات من6لفظة ال يحركها.

- الموقف هو وصف وإثبات ألفعال ال نفي ألفعال7ولو جئت تنفي أفعاال لما انتهيت.

- لفظة يحركها مثبتة ولفظة ال يحركها نافية8والمثبت مقدم على النافي.

اللهم ال فالضعيف إذا خالف الثقة أصبح حديثه منكرا حسب قواعد علم الحديث وليس حسب علم

السقاف.

ثم لنناقش رواية ابن جريج فنقول :

إن عبد الله بن الزبير قد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يصلي فوصف صالته فالموقف موقف

وصف وليس موقف نفي فما أدراه بالحركة حتى يقول ال يحركها ولو أخذ يصف بالنفي لما انتهى من

الوصف إذ عليه أن يصف كل حركة من حركات الصالة وينفي عنها أشياء كثيرة عند كل حركة لذا أرى أن

لفظة ال يحركها هي فيما يبدو والله أعلم من تفسير ابن جريج ـ وهو فقيه ـ للفظة يشير بها فظن حجاج

بن محمد أنها من روايته فرواها عنه على أساس أنها

من روايته وقد عنعن ابن جريج الحديث فاختلط حجاج وتردد في تصريح ابن جريج وفي عنعنته

فالحديث مدرج ثم زيادة على ذلك :

فقد تفرد ابن جريج عن زياد بن سعد بها وتفرد زياد بن سعد عن محمد بن عجالن بهذه الرواية ال يحركها

ورواها الليث بن سعد وغيره عن محمد بن عجالنبدون لفظة ال يحركها.

إذن تفرد زياد بن سعد عن محمد بن عجالن دون غيره إذ روي عن محمد بن عجالن بدون هذه اللفظة وتفرد ابن جريج عن زياد بن سعد بها . وتفرد حجاج

بن محمد عن ابن جريج بها.

- وصف تخريج الشيخ شعيب بالتحقيق الدقيق75واالستقصاء العميق

في الحاشية : ومن هذا28ثم علق السقاف صالتحقيق الدقيق واالستقصاء العميق :

أقول للسقاف : هل هي رمية من غير رام ؟ أم أن الشيخ شعيبا قد خرج منه هذا التحقيق صدفة فوافق

الصواب عندك وأصبح دقيقا ؟ أم عادت البالد اإلسالمية عامة والبالد الشامية خاصة وامتألت بالمحدثين ؟ أم حسب الحاجة فحين يتكلم أحد

الشاميين بكالم يوافقك يصبح محدثا ثم يعود أدراجهويجلس في صفوف الجهلة ؟

- خمس مالحظات على التعليق تكشف جهله76 المطبق في الكالم وجهله أسماء المؤلفين الذين

ينقل عنهم

: يتبين ) من هذا28يتابع السقاف تعليقه ص التحقيق ( أن ما قاله المعلق على رسالة الحافظ ابن

رجب " الخشوع في الصالة " طبع دار عمار الطبعة 7 هـ هباء منثورا وخصوصا أنه ادعى ص1406األولى

374 / 1أن عبد العظيم أبادي قال في عون المعبود " وفيه تحريكها دائما " والحق أن عبد العظيم أبادي

على أن281 / 3قال أيضا بعد ذلك في عون المعبود المراد بالتحريك ههنا هو الرفع ال غيره فيكون النص

الثاني ناسخا لألول ويكون عبد العظيم أبادي نفىالتحريك كما نفاه أهل الحديث والحمد لله تعالى.

أقول :

- إن صاحب عون المعبود ليس اسمه عبد العظيم1 وإنما اسمه محمد وكنيته أبو الطيب ولقبه شمس

الحق العظيم آبادي كما ورد في مقدمته ورجل يحرف أوال يعرف اسم المؤلف للكتاب الذي ينقل منه

أو قرأ ولم يفهم فيتصرف باالسم حسب فهمه األعجمي الحسب حسبه العربي القرشي الهاشمي الحسني المدعى ليس مستغربا أن يحرف النصوص

التي ينقلها من الكتب ليدعم آراءه.

- بل قل الحمد لعبد العظيم فقد رفعته إلى مرتبة2 المشرع ثم ينسخ أحكاما كان قد شرعها من قبل بدال

من أن تقول إن شمس الحق العظيم قد استنبط حكمين متناقضين كل منهما من حديث لذا يقدم

الحكم الموافق للحديث الصحيح فشمس الحق ليسمشرعا وال ناسخا واليقال النسخ في قول البشر.

أن عبد العظيم7- هل ترى أن عبارة : ادعى ص3 عبارة صحيحة1/374أبادي قال في عون المعبود

ودقيقة ؟ ترى هل هي كذب حتى تصفه بأنه ادعى ؟ أم هي صحيحة ولكنها ال تروق لك ؟ ولطالما أنك

فتشت الكتاب واستخرجت منه العبارة المناقضة في الجزء الثالث فال بد أنك فتشت الجزء األول ورأيت

العبارة التي يشير إليها المعلق على رسالة الحافظابن رجب.

ولعمري طالما أنك ال تميز بين كلمة ادعى وبين قال ثم تتربع عرش االجتهاد فليس غريبا أن تخرج مثل

هذه الرسالة من تحت يدك المليئة باألكاذيب واألغاليط والتحريفات حتى في أسماء المؤلفين ثم ليس غريبا منك أن يأخذك الغرور والعجرفة وتصف

علماء األمة بالغباء والكنود والجحود.

ولعمري ال يخرج هذا الوصف لعلماء األمة إال من عدولإلسالم والمسلمين حاقد عليهم.

ففي هذه الحاشية البسيطة كشف عن جهله :

- تحريفه اسم صاحب عون المعبود .1

- وصف تحقيق الشيخ شعيب بالتحقيق الدقيق مع2 تنزيله الحديث الذي يدافع عنه السقاف إلى الحسن وهو الذي كان يدعي صحته طوال هذه الرسالة فهل الشيخ شعيب أعلم منك فاعترفت بشكل غير مباشر

بخطئك في تصحيح الحديث.

- عدم تمييزه بين كلمتي ادعى وقال واستعمل3الواحدة مكان األخرى.

- استعمل النسخ لكالم المؤلف وبذلك رفعه إلى4مرتبة المشرع الذي هو اإلله.

- لم ال يكون حكمه الموافق للحديث هو األصح ؟5

- مالحظات حول تخريج الشيخ شعيب77

نقل السقاف عن الشيخ شعيب األرناؤوط في تخريج أن الشيخ شعيبا قال :23حديث وائل بن حجر ص

/4فحديث سفيان بن عيينة عن عاصم عند أحمد 35 - 34 / 3 والنسائي 885 والحميدي 318

بلفظ " وأشار بالسبابة ".85 ، 78 / 22والطبراني

أقول هو عند الحميدي بلفظ " وحلق حلقة ودعا هكذا ونصب الحميدي السبابة " . والدعاء بالسبابة يتنافى

مع ثباتها.

بألفاظ " وأشار " "35 - 34 / 3وهو عند النسائي وأشار بالسبابة يدعو بها ".

:25ثم قال ص

فهؤالء الثقات األثبات من أصحاب عاصم لم يذكروا التحريك الذي انفرد به زائدة وهذا من أبين األدلة

على وهم زائدة فيه السيما أن روايتهم تتأيد بأحاديث صحيحة ثابتة عن غير وائل بن حجر ولم يرد فيها

التحريك وجاء في بعضها إثبات اإلشارة ونفيالتحريك كما تتفق عليه.

أقول :

- لو انفرد زائدة بلفظ التحريك فهو ثقة واليضره1تفرده فزيادة الثقة مقبولة.

- ال يضره عدم ورود التحريك بأحاديث صحيحة ثابتة2 عن غير وائل إضافة إلى اقتران اإلشارة بالسبابة

بالدعاء بها والدعاء بها يفيد التحريك وال ينافيه.

- قولك وجاء في بعضها إثبات اإلشارة ونفي3 التحريك كما سنقف عليه فهذا مما لم أقف عليه ألنه

ال يوجد في هذا البحث ـ الذي يقول السقاف بأنه ذاكره بتمامه ـ أي حديث ينفي التحريك ويحكم عليه

الشيخ شعيب بالصحة.

في تتمة تخريج الشيخ شعيب27- أورد السقاف ص4 حديث عدم تحريك اإلصبع رواية ابن جريج عند أبي

داود والنسائي وأبي عوانة والبيهقي وحكم عليه بالحسن بقوله وهذا إسناد حسن فهل يعارض اإلسناد

الحسن اإلسناد الصحيح ويرده تالله لم تقل بهذا أيقاعدة من قواعد علم الحديث.

- بعد ذكر علل رواية ابن جريج وبيان أن لفظة ال5 يحركها مدرجة في الحديث إضافة لضعف سندها هل

ما زالت تقدم على رواية زائدة الصحيحة اإلسنادومتطابقة المعنى مع جميع روايات الحديث فتأمل !

- تحسينه لحديث فيه لفظة منكرة78

حديث مالك بن نمير الخزاعي28ذكر في الصفحة عن أبيه " أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم

-قاعدا في الصالة واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا إصبعه السبابة قد أحناها شيئا وهو

يدعو " . وهذا حديث حسن في الشواهد.

أقول : إن قولك هذا ياحسن ليس بحسن فالحديث كما تعلم فيه مالك بن نمير الخزاعي وهو مجهول

الحال فالحديث بلفظة أحناها محني بل منكر لمخالفة المجهول للثقات وأما باقي الحديث فيمكن

أن تعتبره حسنا لغيره أو صحيحا لغيره

- بيان في معنى التحليق79

: تنبيه في معنى التحليق : ظن بعض28ثم أورد ص الناس أن التحليق هو تحريك اإلصبع الشاهد ) السبابة

( بشكل دائري كالحلقة وليس كذلك ...... وهذا اليلزم منه تحريك البتة.

…أقول : التحليق هو وصف األصابع وليس وصف الحركة وأما التحريك فمستفاد من صريح لفظ

الحديث.

ولكن كالمك هذا تريد أن توهم القارئ أن استفادة التحريك هي من سوء فهم من قال بالتحريك من

التحليق وبذلك تعبر عن عدم فهمك للغة العربية التي تكلم بها من قال بالتحريك فكيف تفهم علم الحديث

فعلم الحديث له أهله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينكتبه محمد عادل مالح ونقحه على فترات

الرسالة الثانية

دحض األدلة الفرية لسنة الجمعة القبلية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصالة والسالم على رسول الله وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا

عبده ورسوله وبعد .

لقد أورد السقاف في رسالته األدلة الجلية لسنة الجمعة القبلية أحاديث ضعيفة وواهية وقدمها على

الصحيحة ليدعم بها رأيه في إثبات سنة الجمعة القبلية وادعى في نهايتها أن سنة الجمعة القبلية ثابتة في المذاهب األربعة المتبوعة وها أنذا أفند

حججه وأردها واحدة بعد أخرى .

وقد جريت في هذا الرد على إيراد مقاطع من رسالته بحروفها ثم أعقب عليه بما يستحق من النقد

العلمي متجاهال السباب والشتائم فأقول :

ابتدأ الكاتب بالسباب والشتائم واصفا األلباني رحمه الله ومن تبعه بأنه من أدعياء الحديث المتنطعين

وغيرها من األوصاف الشائنة وإن تجنب االسم ثم :33قال ص

إعلم يرحمك الله أن سنة الجمعة القبلية أعني ركعتين أو أربعا قبلها من السنن المؤكدات وقد كان

رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ) بعد أن تزولالشمس ـ أي تميل

عن وسط السماء ويدخل وقت الظهر ـ يصلي أربع ركعات سنة للجمعة قبلها في بيته وكان بيته في

مسجده ) كما هو معلوم ثم يخرج إلى المسجد فيصعد على المنبر فيؤذن المؤذن فيقوم للخطبة فاآلذان

كان بعد دخول الوقت وبعد أن يصلي الركعات األربع وإنما كانوا يعرفون زوالها سليقة . وبقي األمر هكذا

في زمن سيدنا أبي بكر وكذا في زمن سيدنا عمر رضي الله عنهما ثم سن سيدنا عثمان رضي الله عنه

األذان الثاني واألذان الثاني هو األول توقيتا بمعنى أن األذان الثاني الذي سنه سيدنا عثمان قبل الذي

يكون بعد صعود اإلمام على المنبر فجعل هذا األذان الثاني ) وهو األول زمنا ( إعالما على دخول الوقت

أي وقت الظهر وزوال الشمس عن كبد السماء وأما األذان األول الذي كان على عهد النبي صلى الله

عليه وسلم فبقي على محله وهو بعد صعود اإلمامعلى المنبر فيكون الثاني زمنا واألول تشريعا.

أقول :

- ما دليلك على سنيتها ؟.1

- ما دليلك على أن رسول الله صلى الله عليه2وسلم كان يصليها في بيته ؟.

- متى كان األذان بعد دخول الوقت ) واألذان كما3هو معلوم إعالم بدخول الوقت ( ؟.

- صالة السنة المؤكدة هل تكون قبل األذان أم4بعده ؟.

- استشهدت في الحاشية بأحاديث " إن الرسول5 ) كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس " و " كنا

نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء " و " كنا نخرج بعد

صالة الجمعة فنقيل قائلة

الضحى " والمعروف أنه بين األذان وصالة الجمعة هناك فاصل أال وهو الخطبة فطبيعي أن تتأخر صالة

الجمعة عن الوقت وأما أن يتأخر األذان عن الوقتفهذا ماال يقبل به أحد.

- هال تكرم شيخنا السقاف وبين للمتنطعين بزعمه6 لم ابتدع سيدنا عثمان رضي الله عنه األذان الثاني

) مع أنه لم يقل أحد بأن عثمان رضي الله عنه إبتدع وإنما يقولون سن ألن البدعة التليق بالصحابة وخاصة

الخلفاء الراشدين منهم ( هل سنه استحسانا ؟ أمرأيا ارتآه ؟ أم لضرورة ؟.

السبب موجود في نفس الخبر الذي نقله السقاف من غير عزو لمصدره فهو في34سردا في ص

صحيح البخاري كتاب الجمعة " باب الجلوس علىالمنبر عند التأذين " و " باب التأذين عند الخطبة ".

فقال في األول : حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره أن التأذين يوم الجمعة أمر به عثمان حين كثر

أهل المسجد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلساإلمام.

وقال في الثاني : حدثنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري قال سمعت السائب بن يزيد يقول : إن األذان يوم الجمعة كان

أوله حين يجلس اإلمام يوم الجمعة على المنبر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر

وعمر رضي الله عنهم فلما كان في خالفة عثمان رضي الله عنهما وكثروا أمر عثمان يوم الجمعة

باألذان الثالث ) األذانان األصليان هما األذان بين يدي الخطيب واإلقامة عند الصالة ( فأذن به على الزوراء

فثبت األمر على ذلك .

إذن فعله عثمان رضي الله عنه لضرورة أال وهي إسماع الناس لما كثروا في المسجد ولم يفعله عن هوى ولو تأمن إسماع الناس بوسيلة أخرى لما لجأ

لسن أذان آخر.

واآلن وبعد اختراع مكبرات الصوت زالت الحاجة لهذا األذان لذا فإبقاء هذا األذان أو الدعوة إلبقائه هو من التنطع فعند فقدان الماء يشرع التيمم وبوجوده ثانية

يعود األمر لسابق عهده أال وهو الوضوء أو الغسل حسب الحال وهنا سن عثمان رضي الله عنه األذان الثاني لحاجة إسماع الناس وعندما تأمن إسماعهم عن طريق مكبرات الصوت زالت الحاجة لهذا األذان

الثاني فالرجوع لألصل هو األصل.

فهل فعل فعله عثمان رضي الله عنه لضرورة يصبح تشريعا دائما وثابتا ولو زالت هذه الضرورة ؟ اللهم

ال.

ولو قلت بذلك للزمك القول بعدم جواز الجماعة في قيام رمضان والتي منعها أو تركها رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - خشية أن تفرض علينا فال نستطيعها ولو زالت هذه الخشية بوفاته - صلى الله عليه وسلم - . ومن المعلوم أن رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - أعلى مرتبة من عثمان وغيره . فقد روى البخاري في صحيحه كتاب الصوم باب " فضل من قام رمضان " ومسلم في صحيحه كتاب

صالة المسافرين باب " الترغيب في صالة التراويح " ومالك في موطئه كتاب الصالة في رمضان باب " الترغيب في الصالة في رمضان " والنسائي في

سننه كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب " قيام شهر رمضان " واللفظ للبخاري : " إن رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - خرج ليلة من جوف الليل فصلىفي المسجد وصلى رجل بصالته فأصبح الناس

فتحدثوا فاجتمع أكثر فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى فصلوا بصالته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن

أهله حتى خرج لصالة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : أما بعد فإنه لم يخف

علي مكانكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واألمر

على ذلك " . ولفظ مسلم : " أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم

صالة الليل فتعجزوا عنها " . ولفظ مالك والنسائي : " قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إال أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان " . إال أن النسائي قال : " فلم يمنعني وقال أن يفرض

عليكم ".

وبعد وفاته ) زالت خشية افتراضها على األمة النقطاع الوحي واكتمال الرسالة فأعاد عمر رضي الله عنه األمر إلى ما كان عليه وأعاد الجماعة إلى صالة التراويح ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ذلك ولم يقل له أحد : إنك فعلت شيئا نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل عرفوا أن ما منعت

الجماعة ألجله قد زال فعادت مشروعيتها ولم يبق األمر على ما كان في عهد رسول الله صلى الله

عليه وسلم ولم يهوش عليه أحد كما هوشت علينا.

هذا بالنسبة لفعل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نقض لزوال سببه فكيف بفعل فعله عثمان رضي الله عنه بعد زوال سببه بمخترعات حديثة أدت

ما هدف إليه من فعله واحتاج الناس إليه.

أم أنك ما زلت مصرا على رأيك بسنية األذان الثاني وبذلك يلزمك القول كما أسلفت أنت بعدم مشروعية

قيام رمضان جماعة مع العلم أن نقض سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من سنة سنها

خليفة من بعده لضرورة.

وبذلك يرتد عليك ما أوردته علينا بقولك أسأتوأخطأت من أوجه :

األول : نسبت الى عمر رضي الله عنه مخالفة السنةورميته باالبتداع وليس لك ذلك.

الثاني : نسبت إلى الصحابة الذين أقروا عمر رضي الله عنه على هذا الفعل اإلقرار على الباطل ولم

تعتبر إجماعهم .

الثالث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصى وصية فقال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء

الراشدين المهديين ـ وليس المهدين كما أورده السقاف ـ عضوا عليها بالنواجذ " رواه الترمذي في

كتاب العلم باب ما جاء في األخذ في السنة واجتناب البدع وأبو داود في كتاب السنة باب لزوم السنة

وابن ماجة في المقدمة باب اتباع سنة الخلفاء وابن حبان127 ، 4/126الراشدين المهديين وأحمد

والحاكم والدارمي بألفاظ متقاربة فيكون ما فعله عمر رضي الله عنه إحياء لسنة أوصى بالتمسك بها

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثهالصحيح الصريح هذا.

فيتضح ساعتئذ أن من سعى في إلغاء األذان الثاني لصالة الجمعة ساع في إحياء سنة خولفت لضرورة بعد أن زالت هذه الضرورة كما أعاد عمر رضي الله

عنه سنة الجماعة في قيام رمضان بعد أن زال سببمنعها وهو

خشية االفتراض علينا فال نطيقها وبذلك تمسك بوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أمر بها

وحض عليها بقوله " عليكم بسنة الخلفاء الراشدين " وبذلك ينطبق على المنكر على هذا الساعي الحديث

الصحيح " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " أخرجه البخاري في كتاب أحاديث األنبياء

باب قول الله عز وجل وأما عاد فأهلكوا وفي األدب باب ماجاء في قول الرجل ويلك وفي اسستتابة

المرتدين باب قتل الخوارج والملحدين ومسلم في الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم وباب التحريض على قتل الخوارج والترمذي في الفتن باب صفة

المارقة وابن ماجة في السنة وأبو داوود في البيعة بألفاظ متقاربة فنسأل الله تعالى الهداية لهذا

السقاف المنكر.

: أدلة سنة الجمعة القبلية36قال السقاف ص

) سأرد على كل دليل أوال بأول (.

- روى اإلمام الحافظ أبو الحسن الخلعي في1 فوائده بإسناد جيد من طريق أبي إسحاق عن عاصم

بن ضمرة عن علي رضي الله عنه : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الجمعة أربعا

وبعدها أربعا " . قال الحافظ ولي الدين العراقي في طرح التثريب إسناده جيد وكذلك نص عليه ونقله عن

العراقي اإلمام المحدث المناوي في فيض القدير ففي هذا الحديث تصريح بسنة الجمعة5/216

القبلية.

قلت : قول العراقي إسناده جيد غير جيد ففيه :

أ - أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد مدلس وقد عنعنه وهو ثقة لكنه اختلط في آخره فقد

نقل الحافظ ) ابن حجر ( من ثقات ابن حبان أن أبا

إسحاق السبيعي كان مدلسا وكذا ذكره في المدلسين حسين الكرابيسي وأبو جعفر الطبري وذكر الحافظ ما يدل على تدليسه . ذكر ذلك في

.8/66ترجمته في تهذيب التهذيب

ب - عاصم بن ضمرة ضعفه ابن عدي والجوزجاني فقال وعن علي بأحاديث باطلة اليتابعه الثقات عليها والبالء منه وقال ابن حبان كان رديء الحفظ فاحش

الخطأ على أنه أحسن حاال من الحارث تهذيب وقال الحافظ في التقريب صدوق.5/46التهذيب

جـ - لم نر بقية السند لنر مافيه أيضا .

فالحديث ضعيف وال يصلح كدليل خاصة وأن األثرم قال عنه إنه حديث واه وأعله الحافظ بمحمد بن عبد

الرحمن السهمي وقال هو ضعيف كما في الفتح2/493.

- وروى ابن ماجة بإسناد صحيح عن أبي هريرة2 رضي الله عنه قال : جاء سليك الغطفاني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أصليت قبل أن تجيء ؟

قال ال ، قال فصل ركعتين وتجوز فيهما . وقال : قال المجد بن تيمية في األحكام رجال إسناده ثقات

وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي إسناده صحيح نقل ذلك الحافظ ولي الدين العراقي في

.3/42طرح التثريب

أقول : قول العراقي إسناده صحيح غير صحيحففيه :

.4/224أ - األعمش مدلس وقد عنعنه تهذيب التهذيب

ب - حفص بن غياث تغير حفظه في آخره وكان يدلس ونقل الحافظ في تهذيب التهذيب : وقال

صالح بن محمد لما ولي القضاء جفا كتبه وأشار إلى أن حديث " من أقال مسلما " تفرد به عن األعمش

وليس هذا الحديث في كتبه وأنكروا عليه عدة أحاديث وقد لقيه داود بن رشيد الراوي عنه في آخره إذ أنه

سكن في آخره ببغداد وكذا حفص بن غياث وقد مات تهذيب التهذيب239 وداود سنة 196حفص سنة

2/418 ، 3/184.

جـ - لفظة " قبل أن تجيء " منكرة مخالفة لجميع روايات قصة سليك وقد صنفها اإلمام ابن ماجة تحت

باب ما جاء فيمن دخل المسجد واإلمام يخطب ولميروه تحت باب سنة الجمعة القبلية.

في كتاب الجمعة باب6/164وكذلك رواه مسلم التحية واإلمام يخطب كمايلي :

" جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له ياسليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم

يوم الجمعة واإلمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوزفيهما "

وترجم له النووي بالتحية واإلمام يخطب وقال النووي في تعليقه على هذا الحديث والذي قبله في صحيح مسلم هذه األحاديث كلها صريحة في الداللة لمذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وفقهاء المحدثين

أنه إذا دخل الجامع يوم الجمعة واإلمام يخطب

استحب له أن يصلي ركعتين تحية المسجد ويكرهالجلوس قبل أن يصليهما ... ا هـ.

من طبعة دار2/475وقد قال ابن حجر في الفتح البيان للتراث مايلي :

وأجاب المانعون بأجوبة غير ما تقدم ) في منع تحيةالمسجد أثناء الخطبة ( :

اجتمع لنا منها زيادة على عشرة أوردتها ملخصة مع الجواب عنها لتستفاد : وعدها حتى وصل الى الثامن

فقال :

) الثامن ( ... ومن هذه المادة قولهم : إنما أمره ) لسليك ( بسنة الجمعة التي قبلها ومستندهم قوله

في قصة سليك عند ابن ماجة " أصليت قبل أن تجيء " فال يصلي إذا دخل المسجد وتعقب بأن المانع من

صالة التحية اليجيز التنفل حال الخطبة مطلقا . ويحتمل أن يكون معنى قبل أن تجيء أي إلى

الموضع الذي أنت به اآلن وفائدة االستفهام احتمال أن يكون صالها في مؤخر المسجد ثم تقدم ليقرب من سماع الخطبة كما تقدم في قصة الذي تخطى ويؤكده أن في رواية لمسلم " أصليت الركعتين " باأللف والالم وهو للعهد وال عهد هناك أقرب من

تحية المسجد وأما سنة الجمعة التي قبلها فلم يثبتفيها شيء كما سيأتي في بابه.

أقول : هذا الجمع بين الروايات لو كانت رواية ابنماجة صحيحة وإال فكما رأيت هي منكرة.

قوله ) أي473 / 2وقال ابن حجر في الفتح / البخاري : باب ( " إذا رأى اإلمام رجال جاء وهو يخطب

أمره أن يصلي ركعتين " أي إذا كان لم يصلهما قبلأن يراه ".

3/42وقال زين الدين العراقي في طرح التثريب قال والدي رحمه الله في شرح الترمذي وإسناده

صحيح قالوا فقوله قبل أن يجيء يدل على أن الصالة المأمور بها ليست تحية المسجد ألن فعلها في البيت

اليقوم مقام فعلها في المسجد فتعين أنها سنة

الجمعة وفيه نظر فلم يتعين ذلك فال يجوز إثبات سنة الجمعة لمجرد هذا إذ يحتمل أن معناه قبل أن تقترب مني لسماع الخطبة وليس المراد قبل أن يجيء إلى المسجد ألن صالته قبل مجيء المسجد غير مشروعة

فكيف يسأله عنها إذ المأمور به بعد دخول وقت الجمعة السعي إلى مكان الجمعة وقبله اليصح فعلها

بتقدير ثبوتها.

وعهدي بك يا سقاف شافعيا كما تذكر على غالف رسالتك والحديث الذي رواه مسلم في قصة سليك

عمم بأن من أتى المسجد واإلمام يخطب فليصل ركعتين ولم يقل إذا لم يصل في بيته فليصل في

المسجد . وياليتك تتبع الحديث وتخالف مذهب إمامك حين يكون الحديث مع غير إمامك أما وأن الحديث مع

إمامك وجميع علماء المذهب وجميع رواة الحديث فهموا أن الحديث هو لتحية المسجد وليس لسنة

الجمعة القبلية فمن هو المولع بالشاذ ؟

- وعن نافع قال : " كان ابن عمر يطيل الصالة3 قبل الجمعة ويصلي ركعتين في بيته ويحدث أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك "رواه أبو داوود وابن حبان في صحيحه.

وابن حبان في1128قلت : رواه أبو داوود برقم بلفظ " ويصلي بعدها ركعتين "570الموارد برقم

وواضح لم حذف السقاف كلمة بعدها وعلق الهيثمي على هذا الحديث بقوله : قلت الصالة بعد الجمعة في

البيت صحيح وترجم له

أبو داوود الصالة بعد الجمعة ولم يفتح بابا للصالة قبل الجمعة ولم يترجم لهذا الحديث بالصالة قبل

الجمعة سوى الهيثمي رحمه الله وأنا أجيب على ذلك:

قول الراوي كان ابن عمر يطيل الصالة قبل الجمعةهناك حالتان ال ثالث لهما :

- أن يصليهما بعد دخول الوقت وبذلك تفوته1 الخطبة وصالة الجمعة وال يعقل أن يفعل ذلك رسول

الله صلى الله عليه وسلم ألنه هو الخطيب واإلمام ويستحيل عليه فعل ذلك فضال عن اإلطالة بهما

وكذلك ابن عمر ثم فقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبكير للصالة يوم الجمعة بقوله ) " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب

بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج

اإلمام حضرت المالئكة يستمعون الذكر " رواه البخاري في الجمعة باب فضل الجمعة ومسلم في

الجمعة والترمذي في الصالة باب التبكير إلى الجمعةوباقي أهل السنن بألفاظ متقاربة.

وقوله كان ابن عمر يطيل الصالة دليل على االستمرارية ال مرة وال مرتين وإنما بشكل دائم كل يوم جمعة يطيل الصالة في بيته ويستبعد من مثل هذا الصحابي الجليل الفقيه أن يطيل ركعتين بعد

دخول وقت الجمعة في بيته ويفوت أجر التبكير إلى الجمعة وبشكل دائم والتبكير ليس بعد دخول الوقت

وإنما قبل ساعات كما يفيد الحديث والوقت قبل الجمعة بساعات هو وقت نفل مطلق يوم الجمعة ولم

يحدد في هذا الحديث عدد الركعات التي كان يصليهافظهر أنها صالة نفل مطلق ال سنة راتبة للجمعة.

- أن يصليهما قبل خروجه إلى المسجد مبكرا أي2 قبل دخول الوقت بساعات فهذا صريح بأنها صالة

نفل مطلق وخاصة أن الهيثمي علق عليه في الموارد بقوله الصالة بعد الجمعة في البيت صحيح ملمحا إلى عدم ثبوت صحة الصالة قبل الجمعة بالمعنى الذي قد

يتبادر إلى الذهن . أما أبو داوود ففهم أنها صالة تطوع مطلق لذا عقد لهذا الحديث بابا في الصالة بعد

الجمعة ولم يعقد له بابا في الصالة قبل الجمعة.

عن أبي هريرة " أن1/175وروى الشافعي في األم رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصالة نصف النهار حتى تزول الشمس إال يوم الجمعة " وصالة ابن عمر هي من هذا القبيل وليست سنة الجمعة القبلية بل صالة تطوع مطلق وقد روى

البخاري عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ال يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب

بيته ثم يخرج فال يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم اإلمام إال غفر له ما بينه وبين الجمعة األخرى " رواه في كتاب الجمعة باب الدهن

للجمعة وصالة ابن عمر هي من هذا القبيل هي صالة نفل مطلق وليست سنة الجمعة القبلية ألنها كما هو

واضح قبل دخول وقت الجمعة.

وتابع السقاف قوله : وقد استدل واحتج بهذا الحديث ) حديث ابن عمر ( اإلمام النووي رحمه الله تعالى

في كتاب الخالصة على إثبات سنة الجمعة التي قبلها.2/426كما نقل ذلك عنه ابن حجر في الفتح

أقول في عبارة السقاف هذه تدليسان :

- التدليس األول : أن ابن حجر نقل كالم النووي1مستشهدا به ومؤيدا له.

- التدليس الثاني : لم ينقل رد ابن حجر لكالم2 النووي عقبه كما تدعو له أمانة العلم . فقد قال ابن

من طبعة دار البيان للتراث2/493حجر في الفتح من نسخة السقاف : باب2/426المقابلة للصفحة

الصالة بعد الجمعة وقبلها.

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد

المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين وكان اليصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.

قوله ) باب الصالة بعد الجمعة وقبلها ( ... قال ابن المنير في الحاشية كأنه يقول األصل استواء الظهر والجمعة حتى يدل دليل على خالفه ألن الجمعة بدل

الظهر قال وكانت عنايته بحكم الصالة بعدها أكثر وكذلك قدمه في الترجمة على خالف العادة في

تقديم القبل على البعد انتهى.

ووجه العناية المذكورة ورود الخبر في البعد صريحا دون القبل وقال ابن بطال إنما أعاد ابن عمر ذكر

الجمعة بعد الظهر من أجل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي سنة الجمعة في بيته بخالف

الظهر قال والحكمة فيه أن الجمعة لما كانت بدل

الظهر واقتصر فيها على ركعتين ترك التنفل بعدها في المسجد خشية أن يظن أنها التي حذفت انتهى وقال ابن التين لم يقع ذكر الصالة قبل الجمعة في

هذا الحديث فلعل البخاري أراد إثباتها قياسا علىالظهر انتهى .

والذي يظهر أن البخاري أشار إلى ما وقع في بعض طرق حديث الباب وهو ما رواه أبو داوود وابن حبان من طريق أيوب عن نافع قال " كان ابن عمر يطيل

الصالة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيتهويحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان

يفعل ذلك " احتج به النووي في الخالصة على إثبات سنة الجمعة التي قبلها وتعقب بأن قوله " وكان يفعل ذلك " عائد على قوله ويصلي بعد الجمعة

ركعتين في بيته " ويدل عليه رواية الليث عن نافع عن عبد الله أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فسجد

سجدتين في بيته ثم قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك " أخرجه مسلم وأما قوله "

كان يطيل الصالة قبل الجمعة " فإن كان المراد بعد دخول الوقت فال يصح أن يكون مرفوعا ألنه - صلى

الله عليه وسلم - كان يخرج إذا زالت الشمس فيشتغل بالخطبة ثم بصالة الجمعة وإن كان المراد قبل دخول الوقت فذلك مطلق نافلة ال صالة راتبة فال حجة فيه لسنة الجمعة التي قبلها بل هو تنفل مطلق وقد ورد الترغيب فيه كما تقدم في حديث

سلمان وغيره حيث قال فيه " ثم صلى ما كتب له " وورد في سنة الجمعة التي قبلها أحاديث أخرى

ضعيفة منها عن أبي هريرة رواه البزار بلفظ " كان يصلي قبل الجمعة ركعتين وبعدها أربعا وفي إسناده

ضعف وعن علي مثله رواه األثرم والطبراني في األوسط بلفظ " كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها

أربعا " وفيه محمد بن عبد الرحمن السهمي وهو ضعيف عند البخاري وغيره وقال األثرم إنه حديث واه ومنها عن ابن عباس مثله وزاد " ال يفصل في شيء

منهن " أخرجه ابن ماجة بسند واه قال النووي في الخالصة إنه حديث باطل وعن ابن مسعود عند

الطبراني أيضا مثله وفي إسناده ضعف وانقطاع ورواه عبد الرزاق عن ابن مسعود موقوفا وهو

الصواب وروى ابن سعد عن صفية زوج النبي صلى

الله عليه وسلم موقوفا نحو حديث أبي هريرة وقد تقدم في أثناء الكالم على حديث جابر في قصة سليك قبل سبعة أبواب قول من قال أن المراد

بالركعتين اللتين أمره بهما النبي صلى الله عليه وسلم هي سنة الجمعة والجواب عنه وقد تقدم نقل

المذاهب في كراهة التطوع نصف النهار ومناستثنى يوم الجمعة دون

بقية األيام في باب " من لم يكره الصالة إال بعد العصر والفجر " في أواخر المواقيت وأقوى ما

يتمسك به في مشروعية ركعتين قبل الجمعة عموم ماصححه ابن حبان من حديث عبد الله بن الزبير

مرفوعا " ما من صالة مفروضة إال وبين يديها ركعتان " ومثله حديث عبد الله بن مغفل الماضي

في وقت المغرب " بين كل أذانين صالة " ا هـ بحروفه وقد استشهد بهما السقاف في رابعا

وخامسا.

- وفي الصحيحين ثبت أن النبي صلى الله عليه4وسلم قال : بين كل أذانين صالة ".

قلت : الحديث صحيح لكن المقصود باألذانين هو األذان واإلقامة فبين كل أذان وإقامة صالة وال يدخل

تحته أذانا الجمعة ألن األذان األول بالوقت محدث لحاجة وليس هو أذانا أصليا كما نابت خطبة الجمعة عن الصالة بين األذان واإلقامة وهناك أيضا أذانان

كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل أحد أن بينهما صالة أال وهما أذانا الفجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بالال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يسمعوا أو يؤذن ابن أم

مكتوم " . فكيف باألذان الذي أحدث لحاجة اإلسماع . الحديث

أخرجه البخاري في الصوم باب اليمنعنكم من سحوركم أذان بالل ، ومسلم في الصيام باب صفة

الفجر ، والترمذي في الصالة باب األذان في الليل ، والنسائي في األذان واألذان في الصالة باب وقت أذان الفجر ، وابن الجاوود وأحمد بألفاظ متقاربة

واللفظ لمسلم والترمذي.

- وفي صحيح ابن حبان من حديث عبد الله بن5 الزبير مرفوعا " ما من صالة مفروضة إال وبين يديها ركعتان " فهذا فيه داللة قوية على أن صالة الجمعة

لها ركعتان راتبتان قبلها كباقي الصلواتالمفروضات.

أقول : صحيح أنه ما من صالة مفروضة إال وبين يديها ركعتان وقد قلنا في الدليل الرابع أن خطبة الجمعة

قامت مقام الركعتين ومن المعلوم أن األذان بين يدي الخطيب هو األذان حين دخول الوقت وهو الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم يشرع

الرسول ) بالخطبة وحين تنتهي الخطبة تقام الصالة ويشرع المصلون بصالة الجمعة . إذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان األذان حين دخول الوقت يكون بين يدي الخطيب وهو الرسول ) بعد أن يصعد

المنبر ثم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم بالخطبة وحين ينزل من المنبر تقام الصالة ويشرع النبي

صلى الله عليه وسلم مع المصلين في صالة الجمعةفأين وقت السنة المزعومة ؟.

- ولذلك عقد البخاري بابا في الصحيح في كتاب6 الجمعة سماه ) باب الصالة قبل الجمعة وبعدها ( أورد

فيه حديث ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين

" يشير كما قال الحافظ ابن المنير إلى أن األصل استواء الظهر والجمعة حتى يدل دليل على خالفه

ألن الجمعة بدل الظهر فقاس البخاري الجمعة علىالظهر.

قلت : تتمة الحديث " وبعد المغرب ركعتين في بيته وبعد العشاء ركعتين وكان ال يصلي بعد الجمعة حتى

ينصرف فيصلي ركعتين " والباب هو " باب الصالة بعد الجمعة وقبلها " وليس كما ذكره السقاف وقد

مر في الرد على الدليل الثالث للسقاف سبب تقديمالبعد على القبل لكن السقاف ظن

أن البخاري أخطأ فأصلح له الخطأ دون أن ينوه عن ذلك فيالحظ من الحديث أن السنن المعددة هي

ألوقات الظهر والمغرب والعشاء والجمعة البعدية فالجمعة مذكورة في الحديث ومعطاة حكمها فما

الحاجة لقياسها على الظهر ؟ ولو أنها لم تذكر في الحديث وقست لكان هناك مبرر فكيف نقيسها على

الظهر ؟ ومتى تصلى إذا كان األذان يؤذن حين دخول الوقت ـ كما هو باقي األوقات ـ بين يدي رسول الله

صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ثم يشرع مباشرة بالخطبة وعندما ينزل من المنبر تقام الصالة

ويشرع في صالة الجمعة فأين وقت الركعتين قبل الجمعة ؟ ثم مر معنا في الرد على الدليل الثالث أن

أن البخاري عقد2/493ابن حجر قال في الفتح الباب باسم " باب الصالة بعد الجمعة وقبلها " وليس كما يقول السقاف " باب الصالة قبل الجمعة وبعدها

. " قال ابن المنير وكانت عنايته لحكم الصالة بعدها أكثر

وكذلك قدمه في الترجمة على خالف العادة في تقديم القبل على البعد انتهى . ووجه العناية

المذكورة ورود الخبر في البعد صريحا دون القبل وقال ابن بطال إنما أعاد ابن عمر ذكر الجمعة بعد

الظهر من أجل أنه ) كان يصلي سنة الجمعة في بيته بخالف الظهر قال والحكمة فيه أن الجمعة لما كانت بدل الظهر واقتصر فيها على الركعتين ترك التنفل بعدها في المسجد خشية أن يظن أنها التي حذفت

انتهى بحروفه.

3/41وقال أبو زرعة العراقي في طرح التثريب طبعة دار المعارف أثناء تعداده الفوائد المستفادة

من حديث ابن عمر في صالة التطوع :

السابعة : قد يستدل به على أنه عليه الصالة والسالم لم يكن يصلي قبل الجمعة شيئا إذ لو وقع ذلك منه

لضبط كما ضبطت صالته بعدها وكما

ضبطت صالته قبل الظهر ولعل البخاري أشار إلى ذلك بقوله في صحيحه باب الصالة بعد الجمعة وقبلها

أي باب حكم ذلك وهو الفعل بعدها لوروده والترك قبلها لعدم وروده فيكون بدعة فإنه لم يذكر في

الباب المذكور ما يدل على الصالة قبلها ويحتمل أنه أشار إلى فعل الصالة قبلها بالقياس على سنة

الظهر التي قبلها المذكورة في حديث ابن عمر الذي أورده وهذان االحتماالن يجيئان أيضا في قول

الترمذي في جامعه باب ما جاء في الصالة قبل

الجمعة وبعدها واقتصر ) في األصل واختصر ( والدي رحمه الله في شرح الترمذي على احتمال ثالث وهو أنه إنما ذكر الصالة قبل الجمعة في تبويبه لما حكاه

في أثناء الباب المذكور عن ابن مسعود أنه كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا وقد أنكر

جماعة كون الجمعة لها سنة قبلها وبالغوا في إنكاره وجعلوه بدعة وذلك ألنه عليه الصالة والسالم لم يكن يؤذن للجمعة إال بين يديه وهو على المنبر فلم يكن

يصليها وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ألنه إذا خرج اإلمام انقطعت الصالة وممن أنكر ذلك من متأخري

أصحابنا وجعله من البدع والحوادث اإلمام شهاب الدين أبو شامة ولم أر في كالم الفقهاء ) في األصل

ولم أر كالم ( من الحنفية والمالكية والحنابلة استحباب سنة للجمعة قبلها وذهب آخرون إلى أن لها

سنة قبلها منهم النووي . ا هـ

- ولقد ترجم أيضا الحفاظ من السلف في7 مصنفاتهم في الحديث كما ترجم البخاري أن هناك

صالة قبل الجمعة وبعدها وعدد منهم عبد الرزاق وابن أبي شيبة والترمذي وقال هؤالء من أئمة

السلف.

أقول : سبق وبينا أن أبا زرعة العراقي قال ولعل البخاري أشار إلى ذلك بقوله في صحيحه باب الصالة

بعد الجمعة وقبلها أي باب حكم ذلك وهو

الفعل بعدها لوروده والترك قبلها لعدم وروده فيكون بدعة فإنه لم يذكر في الباب المذكور ما يدل

على الصالة قبلها وقال أيضا وهذان االحتماالن يجيئان أيضا في قول الترمذي في جامعه باب ما جاء في الصالة قبل الجمعة وبعدها وما قيل في الترمذي

يقال أيضا في عبد الرزاق وابن أبي شيبة وما دعاهإلى ذلك االحتمال هو عدم وجود وقت لدى الرسول -

صلى الله عليه وسلم - وال الصحابة الكرام وقت لصالتها ومن ترجم من الحفاظ بقوله باب الصالة قبل الجمعة وبعدها قد أتوا بأدلة على الصالة بعد

الجمعة ولكنهم لم يأتوا بأي دليل ينهض إلثبات الصالة قبلها خاصة وأننا بينا عدة مرات أنه ال يوجد وقت للصالة قبل الجمعة فما قيل قبل الجمعة هو

قبل وقت الجمعة عموما.

وهاهو مسلم والنسائي وأبو داوود لم يذكروا بابا للصالة قبل الجمعة مع روايتهم لهذا األثر وإنما

أوردوه لالستدالل على سنة صالة الجمعة البعدية. وكذلك الدارمي والدارقطني والطيالسي بترتيب البنا

ومالك والطحاوي والحاكم.

- وقد وردت آثار عن الصحابة في ذلك منها :8

- مارواه اإلمام الحافظ عبدالرزاق في مصنفه1 ) كان عبد الله بن مسعود يأمرنا أن نصلي قبل

الجمعة أربعا وبعدها أربعا (.

قلت : رواه عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : " كان عبد الله يأمرنا أن نصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها

أربعا حتى جاءنا علي فأمرنا أن نصلي بعدها ركعتين في الجمعة باب الصالة قبل الجمعة3/247ثم أربعا "

وبعدها.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن هشيم عن عطاء بن السائب بهذا اإلسناد وزاد فأخذنا بقول علي وتركنا قول عبد الله نقله حبيب الرحمن األعظمي بحاشية

عبد الرزاق على هذا الحديث.

وأبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب لم يسمع من ابن مسعود لكنه سمع عليا تهذيب التهذيب

فأمر ابن مسعود لهم بالصالة قبل الجمعة لم5/184 يثبت لالنقطاع وعلى كل فإن عليا أمر أهل البصرة

بالصالة بعد الجمعة فأخذوا به وتركوا قول ابنمسعود ) الذي لم تصح نسبته إليه (.

- وصح عند الحافظ عبد الرزاق أيضا أن عبد الله بن2 مسعود رضي الله عنه " كان يصلي قبلها ـ أي

الجمعة ـ أربع ركعات ) في األصل عند السقاف إلى بدل أي وهو خطأ ( وبعدها أربع ركعات " وكذا رواه

ابن أبي شيبة من وجه آخر.

قلت : رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يصلي قبل الجمعة أربع ركعات وبعدها

أربع ركعات . قال أبو إسحاق وكان علي يصلي بعد.3/247الجمعة ست ركعات وبه يأخذ عبد الرزاق

ورواه ابن أبي شيبة عن شريك عن أبي إسحاق عن عبد الله بن حبيب قال كان عبد الله يصلي أربعا فلما

قدم علي صلى ستا ركعتين وأربعا ) وكالهما بعد الجمعة كما في األثر األول ( نقله حبيب الرحمناألعظمي بحاشية عبد الرزاق على هذا الحديث.

وفي السند األول قتادة لم يسمع عبد الله بن مسعود نقل ابن حجر عن8/355وال عليا تهذيب التهذيب

الحاكم : لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس.

أما السند الثاني فإن عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي لم يسمع ابن مسعود ولكنه سمع

عليا وينضم محتوى هذا األثر من قول علي إلى محتوى األثر األول من قول علي من الصالة بعد

الجمعة وأما عن ابن مسعود فلم يصح شيء لعلةاالنقطاع.

ثم الوارد من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصالة بعد الجمعة ركعتان أو أربع وأما الوارد من

أمر علي أو فعله فست ركعات.

وأضاف عبد الرزاق معلقا على األثر قال أبو إسحاق وكان علي يصلي بعد الجمعة ست ركعات بقوله : وبه

يأخذ عبد الرزاق أي ويترك ماورد عن ابن مسعودلعدم صحته عنده.

- وأخرج ابن سعد عن صفية بنت حيي رضي الله3 عنها " أنها صلت قبل الجمعة أربعا " حكاه الحافظ

.143ابن حجر في الدراية ص

قلت : أشار ابن حجر في الدراية إلى أن األثر هو في ترجمة صفية ففتشت ترجمة صفية بنت حيي من

طبقات ابن سعد فلم أره فلعلها تكون في نسخته وسقطت من النسخ التي بين أيدينا إن لم يكن ابن

حجر قد وهم في عزوه وعلى كل لو صح سنده لكانتصالتها هذه كصالة ابن عمر أي هي

نفل مطلق قبل دخول وقت الجمعة لعدم وجود وقت للصالة قبل الجمعة بعد أذان الجمعة كما وضحنا

سابقا.

- ذكر أئمة أهل العلم ثبوت هذه السنة واعتمدوها9 كاإلمام النووي في كتبه والحافظ المجد بن تيمية في المنتقى وقال قوله ) لسليك أصليت قبل أن

تجيء دليل على أنها سنة الجمعة التي قبلها ال تحية المسجد . ومن قال إن حديث سليك مصحف فهو

صاحب دعوى ال دليل له عليها لذلك لم يعرج عليهاالحفاظ كالزيلعي.

أقول : إن لفظة قبل أن تجيء في رواية ابن ماجة التي تفرد بها عن جميع من روى حديث سليك

الغطفاني كالشيخين وأصحاب السنن بما فيهم ابن ماجة هي منكرة وجميع من روى حديث سليك هذا بما

فيهم ابن ماجة قد ترجم للحديث بتحية المسجد واإلمام يخطب أو ما جاء فيمن دخل المسجد واإلمام يخطب بل أتبعها مسلم وغيره بتتمة الحديث بقولهم

ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة واإلمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما ولم يقل ولم يصل في بيته فهل نعدل عن هذه الزيادة الصحيحة التي

رواها الثقات األثبات إلى الزيادة التي رواها ابن ماجة بسند ضعيف جدا وتلك الرواية واضحة الداللة

على أنها تحية المسجد أما هذه الزيادة الضعيفة جدا فظاهرها الصالة في البيت إذا انفردت وبذلك تصبح منكرة لمخالفتها الروايات الصحيحة وقد سبق وقلنا

إن فيها ) رواية ابن ماجة ( ثالث علل :

- سليمان بن مهران األعمش مدلس وقد عنعنه.1

- حفص بن غياث تغير حفظه في آخره وقد لقيه2داود بن رشيد في آخره.

- خالفت الروايات الصحيحة فأصبحت منكرة.3

إذن الدليل على تصحيفها بل على نكارتها موجودبثالث علل في سندها ومتنها.

أما النووي فإليك ما علقه على حديث سليك في

شرحه لمسلم بعد رواية مسلم للحديث بأسانيد عديدة وروايات عديدة ليس في أحدها طبعا " قبل أن

تجيء : " هذه األحاديث كلها صريحة في الداللة لمذهب الشافعي ) الذي هو مذهبك كما تنتسب إليه

على غالف رسالتك ( وأحمد وإسحاق وفقهاء المحدثين أنه إذا دخل الجامع يوم الجمعة واإلمام يخطب استحب له أن يصلي ركعتين تحية المسجد ويكره الجلوس قبل أن يصليهما وأنه يستحب أن

يتجوز فيهما ليسمع بعدهما الخطبة وحكي هذا المذهب أيضا عن الحسن البصري وغيره من

المتقدمين. …هذا هو الرأي الذي اعتمده اإلمام النووي مستدال

بهذه األحاديث للداللة على مذهب إمامه أال وهوالشافعي وغيره كما عددهم.

أما المجد بن تيمية فقد انخدع بكالم العراقي على الحديث بقوله رجال إسناده ثقات فظنه تصحيحا

للحديث ويفهم منه لو صح أن المراد به سنة الجمعة وكذلك الزيلعي ذهل عن علله ) وجل من ال يسهو (

عندها انصاع المجد للحديث اتباعا ال عنادا.

أما العبارة رجال إسناده ثقات فال تعني صحة الحديث باصطالح القوم فرجال إسناده كلهم ثقات لكن هناك

تدليس األعمش وقد عنعنه وتغير حفظ حفص بن غياث وتحديثه من حفظه أثناء توليه القضاء فأخطأ

في هذا الحديث كما أخطأ في أحاديث كثيرة غيره ثممخالفتها لجميع روايات حديث قصة

سليك الغطفاني ولو علم المجد رحمه الله عدم صحتها لما قال بها . فمن غيره وغير النووي من

آالف العلماء قال بذلك ؟ اللهم ال.

فأصحاب الصحاح والسنن ممن روى الحديث ترجموا له بباب تحية المسجد أو ما يفعل إذا جاء واإلمام

يخطب وهذا الرسول الكريم ) قد وضح الحكم بعد أمره لسليك أن يصلي الركعتين بقوله " إذا جاء

أحدكم يوم الجمعة واإلمام يخطب فليركع ركعتين ولم يقل6/164وليتجوز فيهما " شرح صحيح مسلم

إذا لم يصل في بيته وعلق عليه اإلمام النووي في شرحه لمسلم بقوله " وهذا نص ال يتطرق إليه تأويل

وال أظن عالما يبلغه هذا اللفظ صحيحا فيخالفه " ... وأن تحية المسجد ال تفوت بالجلوس في حق جاهل

بحكمها ... والمستنبط من هذه األحاديث أن تحية المسجد ال تترك في أوقات النهي عن الصالة أو أنها

ذات سبب تباح في كل وقت " . ا هـ.

ثم تأتي إلى لفظة منكرة ياصاحبي وهي " قبل أن تجيء " وتدفع بها الحكم الواضح الذي أتت به جميع الروايات الصحيحة لحديث سليك وهي تحية المسجد وهذا النووي يقول : وهذا نص ال يتطرق إليه تأويل

وال أظن عالما يبلغه هذا اللفظ صحيحا فيخالفه فزن نفسك وقولك هذا في ميزان النووي هذا واعرف

مقدار نفسك !

ثم قوله في آخر رسالته : فتبين واتضح وضوحا جليا أن سنة الجمعة القبلية ثابتة عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن السلف وقد قالبها العلماء.

أقول : قد تبين واتضح وضوحا جليا أن سنة الجمعة القبلية غير ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وال عن الصحابة وال عن السلف وليس لها

أصل في السنة البتة.

نعم قال بها المجد ظنا بقول العراقي في إحدى روايات ابن ماجة التي فيها " قبل أن تجيء " رجال

إسناده ثقات تصحيحا للحديث وقد بينا أنه ليس تصحيحا للحديث . فالمجد من ورعه رحمه الله اتبع الحديث وقال به وهو مأجور على اجتهاده أما من تبين له الحق ويصر على اتباع الباطل فهو موزور

والعياذ بالله.

وأما باقي العلماء فقالوا بتحية المسجد اعتمادا على حديث سليك ولم يستنبطوا منه سنة الجمعة القبلية

كما تزعم وعلى رأسهم اإلمام النووي.

ثم قوله بعد ذلك : فمن نهى عنها في هذا الزمان أو نهى عن أذانين يوم الجمعة فقد خالف السنة وشذ

بعيدا وإن ادعى بأنه متمسك بالسنة.

أقول : إن من نهى عنها في هذا الزمان وغيره فقد وافق السنة لعدم نهوض دليل واحد على صحتها ومن دعا إليها هو الذي خالف السنة وابتدع وشذ بعيدا بعد

أن علمت أنه ال يوجد وقت بعد دخول وقت الجمعة لصالتها النشغال الرسول الكريم ) بالخطبة مباشرة بعد األذان بين يديه ثم صالة الجمعة فور نزوله من

المنبر . وكذلك النهي عن أذانين يوم الجمعة لزوال سبب سن األذان األول من قبل عثمان رضي الله عنه فهل بعد هذا البيان الذي بيناه لك أجاب الله

دعاءك الذي دعوته في نهاية الرسالة أال وهو : نسأل الله السالمة وحسن األدب واإلعانة والعون على

الطاعة واقتفاء سيدنا رسول الله صلى الله عليهوسلم

في األقوال واألفعال واألحوال وصحابته ومن تبعهبإحسان إلى يوم الدين ؟

وهل طبقت ما استشهدت به من قول صاحبالجوهرة :

وكل خير في اتباع من سلف ***** وكل شر فيابتداع من خلف

وكل هدي للنبي قد رجح ***** فما أبيح افعل ودع مالم يبح

وتابع الصالح ممن سلفا ***** وجانب البدعة ممنخلفا ؟؟

أرجو ذلك.

- ثم استدرك بعد إنهاء رسالته بقوله :

) تنبيه ( : سنة الجمعة القبلية ثابتة في المذاهب األربعة المتبوعة ونصت كتبهم على سنيتها وهي

مذهب اإلمام البخاري أيضا وغيره فتأمل.

قلت : تأملت فوجدت مايلي :

- مذهب مالك : لم يتعرض اإلمام مالك لذكرها في1 الموطأ مطلقا ولو كانت عنده سنة لذكرها وقد مر

3/41معنا قول أبي زرعة العراقي في طرح التثريب

ولم أر في كالم الفقهاء ) ولم أر كالم ( من الحنفيةوالمالكية والحنابلة استحباب سنة للجمعة قبلها.

- مذهب الشافعي : لم يتعرض اإلمام الشافعي في2األم لها بل :

أ - ذكر اإلمام الشافعي في األم باب الصالة نصف النهار يوم الجمعة واستدل بأحاديث على استثناء

تحريم الصالة في األوقات المنهي عنها في وقتانتصاف النهار حتى تزول الشمس يوم الجمعة.

كما ذكر فعل الناس من صالتهم ما شاؤوا إلى أن يصعد عمر إلى المنبر ويؤذن المؤذن بين يديه ) علما

أنه كان في عهده هذا مازال هو األذان الوحيد (فيمسكون عن الصالة.

ثم عقد فصال لمن دخل المسجد يوم الجمعة واإلمام على المنبر ولم يركع واستشهد له بحديث سليك وقد

رأينا سابقا كالم النووي بأن هذا الحديث يدل على تحية المسجد وأشار إلى أنه مذهب الشافعي وأحمد

وإسحاق وأنهى الشافعي هذا الفصل بقوله في األم : وإن لم يصل الداخل في حال تمكنه فيه كرهت ذلك له وال إعادة وال قضاء عليه ولو كانت عنده سنة

الجمعة القبلية لقال بقضائها ألن الشافعي يرى حديث1/131قضاء النوافل الراتبة فروى في األم

أم سلمة بسنده إليها فقالت ) دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعد العصر فصلى

عندي ركعتين لم أكن أراه يصليهما فقلت يارسول الله لقد صليت صالة لم أكن أراك تصليها قال : " إني كنت أصلي ركعتين بعد الظهر وأنه قدم علي

وفد بني تميم أو صدقة فشغلوني عنهما فهما هاتانالركعتان " (.

وقال في نهاية هذا الباب وهذا مثل نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصالة نصف النهار حتى تزول الشمس إال يوم الجمعة ألن من شأن الناس التهجير ) أي التبكير قبل وقتها بساعات ( للجمعة

والصالة إلى خروج اإلمام ) وعندها يؤذن المؤذن بينيديه بدخول الوقت فيبدأ بالخطبة (.

أما سنة الجمعة2/475ب - قول ابن حجر في الفتح فلم يثبت فيها شيء.

جـ - قال زين الدين العراقي عن والده في طرح فال يجوز إثبات سنة الجمعة لمجرد هذا3/42التثريب

) داللة لفظ قبل أن تجيء على الصالة في البيت وعدم كونها تحية المسجد ( إذ المأمور به بعد دخول

وقت الجمعة السعي إلى مكان الجمعة وقبله اليصلحفعلها بتقدير ثبوتها . ا هـ.

3/41د - قول أبي زرعة العراقي في طرح التثريب في الفوائد المستفادة من حديث ابن عمر في

النوافل : قد يستدل به على أنه عليه الصالة والسالم لم يكن يصلي قبل الجمعة شيئا إذ لو وقع ذلك منه

لضبطت كما ضبطت صالته بعدها وكما ضبطت صالته قبل الظهر ولعل البخاري أشار إلى ذلك بقوله في صحيحه باب الصالة بعد الجمعة وقبلها أي باب حكم

ذلك وهو الفعل بعدها لوروده والترك قبلها لعدم وروده فيكون بدعة فإنه لم يذكر في الباب المذكور

مايدل على الصالة قبلها.

هـ - وتابع أبو زرعة في هذا الباب : وقد أنكر جماعة كون الجمعة لها سنة قبلها وبالغوا في إنكاره

وجعلوه بدعة ألنه عليه الصالة والسالم لم يكن يؤذن للجمعة إال بين يديه وهو على المنبر فلم يكن يصليها وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ألنه إذا خرج اإلمام

انقطعت الصالة وممن أنكر ذلك من متأخري أصحابنا وجعله من البدع والحوادث اإلمام شهاب الدين أبو شامة ولم أر كالم الفقهاء من الحنفية والمالكية

والحنابلة استحباب سنة للجمعة قبلها وذهب آخرونإلى أن لها سنة قبلها ومنهم النووي.

بعد أن109 - مذهب أحمد : قال صاحب الدليل ص 3 عدد التطوع بالكسوف واالستسقاء والتراويح والوتر

قال وأفضل الرواتب سنة الفجر ثم المغرب ثم سواء والرواتب المؤكدة عشر : ركعتان قبل الظهر

وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر واستشهد لها شارحه

صاحب منار السبيل بحديث ابن عمر في الصحيحين ثم عدد صالة الضحى وتحية المسجد وسنة الوضوء

وسجود الشكر ولم يتعرض لسنة الجمعة القبلية كمالم يتعرض لها في باب صالة الجمعة.

في10وفي الروض المربع الذي تقول عنه ص رسالتك تحذير العبد األواه بأنه مختصر معتمد عند

من الكتاب الذي عليه حاشية الروض1/303الحنابلة المربع للعنقزي مايلي :

) ومن دخل ( المسجد ) واإلمام يخطب لم يجلس ( ولو كان وقت نهي ) حتى يصلي ركعتين يوجز

فيهما ( بقوله عليه الصالة والسالم " إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج اإلمام فليصل ركعتين " متفق

عليه زاد مسلم " وليوجز فيهما " فإن جلس قام فأتى بهما مالم يطل الفصل فتسن تحية المسجد لمن دخل غير وقت نهي وقيام الخطيب ا هـ . ما ضمن القوسين المتن لصاحب زاد المستنقع وما

خارج القوسين هو لشارحه صاحب الروض المربع.

) وأقل السنة ( الراتبة ) بعد الجمعة1/298وقال ركعتان ( ألنه عليه الصالة والسالم " كان يصلي بعد

الجمعة ركعتين " متفق عليه من حديث

ابن عمر ) وأكثرها ست ( ركعات لقول ابن عمر " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله " رواه أبو

داوود.

ولم يتعرض بذكر للسنة القبلية وباعترافك إن هذا الكتاب المختصر هو المعتمد عند الحنابلة وعلماء

المذهب أعلم بمذهب إمامهم حسب زعمك كما ورد.9في تحذيرك ص

- المذهب الحنفي : ذكر الطحاوي في شرح معاني4 اآلثار باب التطوع بعد الجمعة كيف هو وأورد 1/336األحاديث التي تدل على سنة الجمعة البعدية :1/334وأما في باب التطوع بالليل والنهار كيف هو

فقد روي عن ابن عمر أنه كان يصلي قبل الجمعة أربعا ال يفصل بينهن بسالم ثم بعد الجمعة ركعتين ثم

أربعا.

وروي عن ابن مسعود " أنه كان يصلي قبل الجمعةأربعا وبعدها أربعا ال يفصل بينهن بتسليم.

فأقول : األول صحيح اإلسناد.

أما الثاني ففيه :

- ابراهيم بن يزيد النخعي لم يلق ابن مسعود1 ) وقال ابن المديني لم يلق النخعي أحدا من أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم تهذيب التهذيب1/178.)

- محل بن محرز األعور الضبي ال بأس به تقريب22/232التهذيب

- أبو معاوية الضرير أحفظ الناس لحديث األعمش3 وهو مضطرب في غيره ) وهذا الحديث ليس عن

/9األعمش ( وهو مدلس وقد عنعنه تهذيب التهذيب 139.

واألول رأينا أن ابن عمر كان يصلي قبل الجمعة أي قبل دخول وقت الجمعة وإال فال يتم ذلك له بعد أذان

الجمعة :

- لصالته لها في بيته كما مر في الدليل الثالث.1

- لتبكيره إلى المسجد لصالة الجمعة كما هي2السنة.

- النشغاله بسماع الخطبة بعد أذان الجمعة.3

والطحاوي وهو الذي دعم المذهب الحنفي باألدلة وأفرد بابا لسنة الجمعة البعدية فلم يفرد لسنة

الجمعة القبلية بابا ولم يشر إليها ألنه فهم من هذااألثر مافهمناه.

- وقد قال أبو زرعة العراقي في طرح التثريب5 مجمال آراء المذاهب األربعة والبخاري بعد أن3/41

وجه ترجمة البخاري باب " الصالة بعد الجمعة وقبلها " إلى ثبوت الصالة بعد الجمعة وعدم ثبوتها قبلها

) كما وجهه ابن حجر في الفتح نقال عن ابن المنير ( لتقديمه البعد على القبل على خالف العادة وعدم

إمكانية صالتها ألن األذان للجمعة كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ثم ينشغل بالخطبة فصالة الجمعة وذكر من عد هذه الصالة من البدع من الشافعية قال : ولم أر في كالم الفقهاء

من الحنفية والمالكية والحنابلة استحباب سنة للجمعة قبلها وذهب آخرون إلى أن لها سنة قبلها

منهم

النووي ثم ذكر األدلة المدعمة لقوله ودحضها . وقد رأينا كيف أن النووي وجه حديث سليك لتحية

المسجد.

- وهاهو مسلم والنسائي وأبو داوود والدارمي6 والدارقطني ومالك والطحاوي والحاكم لم يجعلوا

بابا لها . وبذلك تعلم أن سنة الجمعة القبلية لم يقل بها أحد من األئمة الثالثة كما لم يقل بها شيخ المذهب الحنفي وصاحب الفضل عليه أال وهو

الطحاوي كما لم يقل بها كل من اتبع مذهبه من أهل المذاهب األربعة الذين احتجوا بالدليل فكما ترى بأن آخر سهم رماه بعد انتهاء رسالته وظن أنه يثبت به رسالته قد ارتد إلى نحره وقوض دعائم رسالته من

أولها إلى آخرها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه محمد عادل مالح ونقحه على فترات

الرسالة الثالثة

رفع االرتياب بتوهين الحارث الكذاب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله

فال مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.

فقد ألف األستاذ الغماري رسالتين األولى " الباحث عن علل الطعن في الحارث " والثانية بعنوان " نكث

الناكث المعتدي بتضعيف الحارث " رد على تنويه الشيخ ناصر الدين األلباني في مقدمة أحد كتبه بقوله : " حتى أن أحدهم ألف رسالة خاصة في

توثيق الحارث األعور الشيعي " وكلها شتائم للشيخ ناصر الدين األلباني رحمه الله حتى في عنوانها ومن

ثم في مقدمتها وهنا في رسالتي هذه أرد على الثانية ألنها أحدث وقد جمع األستاذ الغماري كل

قواه ليرد على الشيخ ناصر الدين األلباني رحمه الله ويتحفه بشتائمه وقد عمدت في هذا الرد كما في

الردود السابقة إلى إيراد فقرات من رسالته والردعليها بما تستحقه.

: وحمله ) األلباني29فقال الغماري في المقدمة ص ( عليه ) هذا التنويه ( ما عرف به واشتهر عنه من تسليط لسانه األعجمي على عباد الله تعالى بدون

ذنب اكتسبوه وال إثم اقترفوه .....

أقول : أي جريمة أكبر من هذه الجريمة التي تقوم بها يامحدث المغرب من اإلتيان إلى أكذب رجل بين الرواة والذي أجمع على رد حديثه كل علماء الجرح

والتعديل وعلى رأسهم الشيخان بل ولم يستطع اإلمام مسلم بعد أن تجنب روايته أن يسكت عنه كي اليظن ظان بأنه تركه سهوا بل نوه عنه في مقدمة

صحيحه فقال مسلم ) ثنا قتيبة ثنا جرير عن الشعبي حدثني الحارث األعور وكان كذابا ( ثم تخطىء

الشيخين وتقول بأنه كان عليهما أن يصنفاه في مقدمة رجال الصحيح بل يجب أن يكون سنده عن علي عليه السالم أصح األسانيد من غير شك كما

. وبذلك يكون الحارث37ذكرت ذلك في رسالتك ص األعور الكذاب عن علي أصح من مالك عن نافع عن

ابن عمر والسند الثاني سماه المحدثون السلسلة الذهبية وباستدراك محدث المغرب بأنه على الشيخين

أن يصنفاه في مقدمة رجال الصحيح يصبح الحارث األعور الكذاب عن علي أقوى وأصح سندا من مالك

عن نافع عن ابن عمر.

وإني ألتساءل ما الهدف من توثيق هذا الكذاب ؟ فأقول : إنه ال يخفى على أي إنسان بأن من يسعى

لذلك يكون هدفه ترويج أحاديثه الموضوعة التي رواها للناس واعتبارها فوق أحاديث الصحيحين

ليخرب بذلك للمسلمين دينهم وليحلل لهم الحرام ويحرم عليهم الحالل كما هو هدف الشعوبيين

والزنادقة كما صرح بذلك عبد الكريم بن أبي العوجاء حين قتله محمد بن سليمان العباسي األمير بالبصرة

هجرية في خالفة المهدي160على الزندقة بعد سنة ولما أخذ لتضرب عنقه قال " لقد وضعت فيكم أربعة

آالف حديث أحرم فيها الحالل وأحلل الحرام " . وهذا الذي يسعى إليه644/ 2الميزان

المستشرقون الحانقون على اإلسالم وأهله أن يدلسوا علينا من يتظاهر بأنه من أبناء جلدتنا ويضعوه

في مصاف علمائنا ثم يفتري

ويدلس على المسلمين دينهم وينهال على العلماء بالشتائم والقذف والتشنيع ويتهمهم بالجهل بل

ويعيرهم بلسانهم األعجمي ويصفهم بأنهم أعاجم.

فهل يجوز لمحدث المغرب أن يعير إنسانا بأن أصله غير عربي وقد قال ) ألبي ذر عندما عير بالال بأمه

بقوله ياابن السوداء قال له " أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية " أخرجه البخاري في اإليمان باب

المعاصي من أمر الجاهلية ، والله سبحانه وتعالىيقول :

} يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم {

(13)الحجرات:

ثم إنه من المعلوم أن محمد بن إسماعيل البخاري هو من بخارى ومحمد ابن ماجه هو من قزوين وأبو داود هو من سجستان والنسائي من نسا والترمذي من ترمذ وأبو حنيفة النعمان بن ثابت هو فارسي

فهؤالء كلهم ليسوا عربا وقد سخرهم الله سبحانه وتعالى لنقل ديننا وحفظه لنا والذب عنه من أعداء

الدين.

وقال محدث المغرب في مقدمته : وتطاول ) أي األلباني ( على مقام أكابر الحفاظ كالمنذري الحافظ

المتقن رحمه الله تعالى وغيره بدون أدنى سبب يوجب ذلك التطاول على مقامهم في خدمة الحديث

النبوي.

أقول : هل يجوز لمحدث المغرب االفتراء على األلباني أو غيره بأنه يتهجم على أكابر الحفاظ

كالمنذري وغيره دون دليل علما بأن كتب األلباني مليئة بنقوله عنهم مع تأدبه معهم أجمعين بل وحث

قراءه وأتباعه على احترامهم حتى في حال مخالفتهم ، ونسي المسكين أنه بمؤلفه هذا

والمؤلف الذي يدافع عنه قد تطاول فيه على األمة

اإلسالمية بأسرها التي أجمعت على رد حديث الحارث األعور وعمد إلى توثيقه ، ثم يتهم العلماء تارة

بالعداوة لهذا الكذاب وتارة بالغفلة والتقصير في العلم والفهم وخاصة أصحاب الصحيحين ) أصح

كتابين بعد كتاب الله ( لعدم رفعهما هذا الحارث األعور الكذاب من الحضيض في مراتب الحديث

وتقديمه على جميع رجال الصحيح.

فهل يسلك هذا المسلك من كان من أبناء جلدتناومن قال ال إله إال الله مخلصا بها من قلبه ؟

واآلن لنتتبع جميع اإلشكاالت التي أوردها هذا الغماري في رسالته ونرد عليها بما يناسبها من العلم

ثم بعد ذلك نورد ماقاله أهل العلم في الحارثالكذاب في كتب التراجم.

وعند اإلشارة إلى رقم الصفحة يالحظ أننا لم نبدأ ألن الرسالة مطبوعة عقب رسالة1بالصفحة رقم

أخرى لقريبه عبد الله الغماري فهي تبدأ من الصفحة.29رقم

:30- قال الغماري ص1 ألن الحارث األعور الهمذاني الذي وثقته وبينت

بطالن جرح من جرحه مثله مثل سائر رواة الصحيح الذين اختلف فيهم أئمة الجرح ما بين مادح وقادح ومجرح وموثق كما يعلم ذلك من تتبع أحوال رجال

الصحيحين .....

بل من يتتبع أحوال الرجال ويطلع على كتب الجرح والتعديل يحصل عنده العلم اليقين أنه ال يوجد راو

مهما عال قدره وسمت منزلته لم يتناوله جرح ولو بالتدليس مثال .... وإذا كان هذا حال سائر الرواة إال النادر منهم جدا فال ينبغي أن يحمل باللوم على من

اختار توثيق الحارث.

أقول : هل تقارن الحارث األعور الكذاب الذي أجمعت األمة على طرح حديثه برجال الصحيحين

كمالك وابن اسحاق اللذين اختصما فجرح كل منهما اآلخر مما يعبر عن الخصومة فنبذ أهل الجرح

والتعديل كالمهما هذا واعتبروه كأن لم يكن ولم يؤثر ذلك على توثيقهما وأما الحارث األعور فقد كذبه

الشعبي في الرواية وهو ما زال يتردد عليه ليتعلم منه الفرائض والحساب ووصفه بأنه من أحسب

الناس إذن كذبه الشعبي ديانة ال عداوة وبقي عنده ليتعلم منه ما يجيده من العلوم سوى الرواية التي

تعتمد على الصدق والحفظ.

ثم إن اختيار التوثيق ليس مزاجيا وإنما ينضوي تحت قواعد وضوابط معروفة في علم الحديث فإذا كان التضعيف مثال لعداوة أو لعمل يقوم به الراوي وهو

مباح في مذهبه لكنه محرم في مذهب الجارح أو لخطأ أخطأ فيه راو بحديث أو حديثين بجانب كم هائل

من أحاديث يرويها على وجهها فيرد تجريحه وأما توثيق الحارث فليس هو من هذا القبيل إنما هو

مخالفة متعمدة لقواعد الحديث وضرب بكالم علماءالجرح والتعديل عرض الحائط.

31- يقول عن كتابه " الباحث عن علل الحارث " ص2:

" الكتاب الذي أعجب به كل من قرأه من أهل العلم السالمين من داء الشغب والشغف بنشر الخالف بين

المسلمين ".

أقول يعجب به فريقان ال ثالث لهما :

أ- جاهل بعلم الحديث وقواعده ومصطلحات القوم في الجرح والتعديل فتدلس عليه من غير أن يتنبه

لذلك فالبخاري مثال يصف بعض الرواة بقوله " سكتوا

عنه " أو " فيه نظر " ولغويا تعني أن علماء الجرح لميتعرضوا لهذا الراوي بالنقد فمرروا حديثه بينما هذه

اللفظة المهذبة عنده يستعملها هذا اإلمام لمن كان في أدنى المنازل وأردئها عنده ، وكذلك قال ابن أبي

حاتم : إذا قيل " صدوق " أو " محله الصدق " أو " البأس به " فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه ) أي

يقارن مع غيره ليرى هل يعضده فيتحسن به أم ال ( وهذا المصطلح لغويا يعني أنه ثقة وحديثه صحيح

وكذلك هو في اصطالح ابن حجر مثال أنه بين الثقة والضعيف فحديثه حسن ، أما حين يقول ابن حجر عن راو إنه " مقبول " فيعني ذلك أن حديثه مقبول حين

يتابع وإال فلين الحديث أي ضعيف كما في مقدمة التقريب ولغويا كلمة مقبول تعني أنه مقبول الحديث

لدى المحدثين وحديثه صحيح. كما أن وصف راو بالفضل والزهد والتعبد والفقه اليفيد التوثيق في

مصطلحهم فتسويد صفحات بمدح ألحد الرواة ال تعادل كلمة ثقة فكلمة ثقة تعني الصدق والحفظ

والضبط والصفتان الثانية والثالثة ليست بيد اإلنسان وإنما هي هبة من الله فنقصها أو عدم وجودها ال

يقدح في جاللة وعدالة وفهم الراوي وفقهه ودينه ولكنها تقدح في روايته . إذن الرواية وشروطها

الصدق والحفظ والضبط ألدائها كما تلقاها شيء والفقه والفهم والعبادة والدين شيء آخر ليس له

أي عالقة بالرواية إال اذا انضم للشرط األول فيزيدهابهاء.

ب- عدو للحديث وأهله ومتعصب للهوى فكيف اليفرحهذا بأي سهم يصوب إلى نحور المسلمين وعلمائهم.

:31- قال ص3 " في الوقت الذي هم فيه أحوج ما يكونون إلى

الوفاق وااللتئام والوئام ...... وطرح الترهات والخزعبالت التي يراها الجاهلون ومن في قلوبهم

مرض أنها من صميم الدين وليست من الدين ال في قبيل وال في دبير وإنما أثارها المثيرون وأخرجها

المضلون من زوايا اإلهمال ومخابىء النسيان تلبيةلنداء الشر وإجابة لدعوة الشيطان في

التفرقة ورفع لواء التنافر والتناحر وإيغار الصدور بين أهل ال إله إال الله ليسهل اجتياحهم على عدوهم

والقضاء عليهم في عقر دارهم رغم ما هم فيه منالبالء ".

أقول : أليس هذا هو حالك يا محدث المغرب وياليتك أتيت بمسألة خالفية لتطرحها بين المسلمين فتثير

فيها ما تصف وإنما تأتي بأمر أجمع العلماء عليه قديما وحديثا أال وهو رد حديث الحارث األعور الكذاب

وتقوم اآلن بعد أربعة عشر قرنا وتشتم السلف والخلف وتصفهم بعدم الفهم ألنهم لم يرفعوا

الحارث الكذاب إلى مقدمة رجال الصحيح بما فيهمالبخاري ومسلم.

:31- ثم يقول ص4

" ووطنه ) أي األلباني ( الذي ينتمي إليه وعرف باالنتساب إليه يحكمه الشيوعيون بل المتطرفون

منهم وإنا لله وإنا إليه راجعون وإخوانه يذوقون الويل والعذاب من تسلطهم فكان ينبغي لأللباني

قبل الهجوم على العلماء وأئمة السلف والسعي بين المسلمين بالفرقة لقصد أو بدون قصد أن يكرس جهوده ويوجه لسانه على األقل لدعوة األلبانيين

إخوانه للجهاد وقتال الشيوعيين المالحدة مع أني لم أسمع عنه شيئا يتعلق بهذا األمر مطلقا بل كان

الواجب عليه أن يكون أول الحاملين للسالح لتحرير بالده من حكم المالحدة وعند ذلك يعطي الدليل وألف دليل على غيرته على اإلسالم ونصيحته لدينه والدفاع

عن أهل ملته ".

أقول : ال يا ألباني لم لم تفعل ذلك ؟! حقا إنك لمجرم أما كان لك أسوة بالغماري الذي لم يقر له

جفن حزنا على إخوانه المسلمين في األندلس الذين خضعوا لحكم بالده المغرب سنين عديدة وحتى أنها

فتحت انطالقا من بلده ويفصل بين بلده وبين األندلس ما ينوف عن مئات األمتار من المياه ومع

ذلك فهو يتقلد سيفا ويذهب إلى

األندلس كل يوم ويقتل المئات من اإلسبانيين الذين أنشأوا محاكم التفتيش وقتلوا كل من أظهر انتقاله للنصرانية وأبطن ثباته على دينه اإلسالم هذا إضافة إلى مؤلفاته التي طبقت شهرتها اآلفاق وهي تدعو

هؤالء المسلمين إلى الجهاد ضد حكامهم من النصارى المجرمين في األندلس منها مثال كتاب "

الدعوة لتحرير األندلس " و " الدعوة لنجدة المسلمين في األندلس " و " لبيك يا أندلس " وغيرها كثير بينما

ال يفصل بينك وبين بلدك سوى بضعة آالف من األميال ولم يتجاوز سنك بعد المئة أي إجرام أكبر من

هذا يا ألباني.

:32- ثم يتابع الغماري حديثه ص5 " أما حمل القلم وتجريد اللسان للطعن في أئمة

المسلمين وحماة الشريعة من رجال السلف والخلف والدعوة إلى الخالف والشقاق في أمور تافهة للغاية

فذلك ال يجمل صدوره من مسلم عامي فضال عمن يدعي خدمة اإلسالم ...... إلى درجة أن يدخل من

أجل ذلك في مداخل ال قبل له بها وال تقرها السنةالنبوية التي نصب نفسه للدعوة إليها.

أقول : ليس لك حق يا ألباني أن تشير إلى أن الغماري - ولو إشارة بسيطة - قد ألف كتابا مستقال

لتوثيق الحارث األعور المتفق على رد حديثه عند األمة فإنك بذلك تطعن في األئمة - وليس الذي

ينتقدهم وعلى رأسهم البخاري ومسلم ويجهلهم ويعنفهم في عدم توثيقهم للحارث الكذاب - سلفها وخلفها فإنك بذلك تقطع الطريق عليه في تلبيسه

على الناس دينهم وبذلك تثير الخالف والشقاق وهذه أمور تافهة للغاية اليجمل صدورها من مسلم عامي

وال تقرها السنة فتوثيق الكذابين أمر تافه اليجمل بك يا ألباني أن تنبه الناس عليه وال تقرك عليه سنة

المستشرقين لذا فإنك تستحق ماجرده عليك الغماريمن قلمه بالشتائم واالفتراءات.

- قال الغماري متابعا :6

" والذين ال يجوز ألجل ذلك تكفيرهم أو منع الصالة خلفهم وعليهم أو معاملتهم بغير ما يعامل به

المسلم الذي حرم الله تعالى دمه وماله وعرضه ".

أقول : عتبي عليك يا ألباني هل يسمع بهذه الفتوى من يبعد عنك آالف األميال وال نسمعها منك ونحن

بجوارك عشرات السنين وكيف سمعها منك الغماري

هل نشرتها في كتاب وزعته في بالد الماو ماو ولم تجد علينا بنسخة منه ثم لم نرك تطبق هذه الفتوى

حتى نقتدي بك.

:32- ويتابع الغماري ص6

" ألنهم من أهل ال إله إال الله التي يثقل بها ميزانهم يوم يقوم الناس للحساب مهما ارتكبوا من موبقات ومهما خرجوا عن الطريق وفعلوا وفعلوا كما يشهد بذلك حديث البطاقة ألنه حديث قاصم لظهر كل من

يريد أن يحجر على أهل ال إله إال الله رحمة اللهتعالى وفضله ومغفرته التي وعد بها قائلها".

أقول : ما يمنعك يا ألباني أن تدعو إلى ما يدعو إليه الغماري فتقول للناس قولوا ال إله إال الله وافعلوا ما

تشاؤون وما تريدون من الموبقات فهذه البطاقة سوف تثقل ميزانكم مهما فعلتم من الموبقات

واستحللتموها ، بل لم العبادة إذن ولم تثقل علينا بمصنفاتك كل يوم وتعلمنا فيها صفة صالة النبي صلى الله عليه وسلم وحجة النبي صلى الله عليه

وسلم والصيام وغيرها من العبادات وهذا ماصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ما لم يصح وكان

يكفيك من ذلك أن تقول لنا كما ورد في بعض روايات الحديث " قولوا ال إله إال الله تفلحوا " وكفى

المؤمنين القتال فال حاجة لصالة والصيام والحج والزكاة وال وال وال بأس من ارتكاب الموبقات مهما

تعدد أشكالها . ثم ما الفائدة من العلم والعلماء وهذه القناطير المقنطرة من كتب التوحيد والفقه

والحديث بل ما الفائدة من نزول الوحي على محمد ) ثالثا وعشرين سنة ثم لماذا حرب أبي بكر للمرتدين

عندما منعوا الزكاة و و ........ طالما

أن الدين كله يكفي منه أن يقول أحدنا الإله إال الله حتى ولو بلسانه دون اعتقاد بها هذا لعمري مالم يحلم أي مستشرق بتحقيقه بين المسلمين ! قال تعالى : ) قالت األعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن

ا يدخل األيمان في قلوبكم قولوا أسلمنا ولم( .14) )الحجرات آية

واإليمان كما عرفه العلماء ومنهم إمام مذهبك

الشافعي هو قول وعمل ) قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل باألركان ( أم أنك يا غماري تستشهد

الة { )النساء آية ( .43باآلية الكريمة } ال تقربوا الصوتقف كما وقف غيرك عندها ! ؟

فانظر أخي المسلم إلى النصح بين المسلمين ومن يريد لهم الخير شتان بين شخص يدعوهم إلى قول

الإله إال الله حتى ولو بلسانهم ويبيح لهم فعل الموبقات مهما تعددت وال يكلفهم بأي نوع من

العبادات مهما صغرت وبين إنسان يطلع علينا كل يوم بكتاب يصحح فيه لنا عقيدتنا وعبادتنا ويعلمنا ما

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يصح.

إال أنه يوجد لي عليك اعتراض ياغماري أو سمه إشكاال : ما الحاجة لرسالتك هذه لتوثيق الحارث

الكذاب وماتفيدنا طالما أنه يكفينا قول الإله إال الله ولو بلساننا رغم ماتثيره من الجدل ومافيها منالطعن في الحديث وأهله من السلف والخلف.

قوله :33- ويتابع ص 6

" أقول : اليجمل بالمسلم الناصح أن يسعى بين جماعة المسلمين ـ في هذا الوقت ـ بالتفرقة وبث الشقاق والخالف في أمور تافهة للغاية إثمها أكبر

من نفعها إن كان فيها نفع وإال فإثمها محققوضررها قد ظهر للعيان ".

قلت : اليجمل بك ياألباني أن تنبه الناس إلى مايدلسه الغماري على المسلمين في دينهم ولو

بإشارة خفيفة فيضطر للرد عليك بصفحات عديدة وبذلك ينقسم المسلمون قسمين ويتنازعون فيما

بينهم أما لو سكت فعندها يستطيع أن يخدعهمويلفهم حوله.

:33- يعلق السقاف على كالم الغماري محشيا ص 9 " حتى أن أتباع األلباني ومقلديه في أمريكا كانوا وما

يزالون سببا إلغالق مساجد عديدة من قبل البوليس األمريكي ألجل ما فعلوه وسببوه من فتن وخالفات

وشجار في تلك المساجد ا هـ حسن.

قلت : يسلم فمك يا حسن قل لأللباني : لو سكت أتباعك يا ألباني ولم يعترضوا على ما ننشره من ترهات وأغاليط لما اضطررنا لضربهم ولما تدخل البوليس األمريكي فأغلق المساجد التي تواجدتم فيها وكان بإمكانهم السكوت عليها ألنها أباطيل

وخرافات واهية فماذا يكون إذا عبدنا الجيالني واستغثنا به من دون الله وماذا يكون لو اتبعنا البدع وتركنا السنة وماذا يكون لو عبدنا المشايخ مع الله

وماذا لو قلنا :

الرب عبد والعبد رب * * * فما أدري من المكلف

كما يقول ابن عربي وماذا يكون لو قلنا :

وما الكلب والخنزير إال إلهنا * * * وما الله إال راهبفي كنيسة

كما يقرر ابن عربي وماذا يكون لو قلنا : " ما في الجبة إال الله " كما يقول الحالج أليس نقول في

النهاية ال إله إال الله هل تحتاج هذه الخالفات الواهية إلى هذه االعتراضات التي النستطيع أن نقضي عليهابالدليل فنلجأ معذورين إلى أن نقضي عليها بالقوة.

وهؤالء المشركون قالوا لمحمد - صلى الله عليهبونا وسلم - " } ما نعبدهم ) أي األصنام ( إال ليقر

( . أي نعلم أنهم ال3إلى الله زلفى { )الزمر: آية يخلقون شيئا ولكن يخلقون واليرزقون أحدا ولكن

نعبدهم ليكونوا لنا شفعاء عند الله ، أما قول الرسول ) البن عباس " إذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن

ينفعوك بشيء لم ينفعوك إال بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إال

بشيء قد كتبه الله عليك رفعت األقالم وجفت الصحف " . رواه الترمذي في صفة القيامة باب ولكن يا حنظلة ساعة وساعة وقال هذا حديث حسن صحيح

وصححه األلباني.

فابن عباس هذا فيما يبدو من أهل الظاهر وال يعرف علم الباطن فخاطبه الرسول ) على قدر فهمه ولو

فهم ابن عباس طريقة القوم في التصوف وتحريف

الكالم عن مواضعه لخاطبه بغير ذلك أما قول اللهسبحانه وتعالى :

} وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم

( . فهذه اآلية وغيرها186يرشدون { )البقرة آية كثير هي ألهل الظاهر وال يحق لك ياألباني أن

تعترض على شيء مما ندعو إليه وإن خالف القرآن والسنة ألنها خالفات واهية وإذا تكلمت بشيء عنها

فسنقيم الدنيا وال نقعدها وعندها تتفرق كلمة اإلسالم والمسلمين واإلسالم ينهى عن الفرقة

فاحذر هذا.

أنسيت يا ألباني أن المشركين قالوا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - قد أتيت بدين فرق بين األب وابنه

وبين األخ وأخيه أتريد أن تتابع عنادك ودعوتك إلى الله ورسوله كما تابع محمد - صلى الله عليه وسلم -الدعوة إلى الله وحده وتقف في وجه أعداء السنة ؟

:33- وقال الغماري ص10

" إن الحارث ثقة عدل رضي وثقه جماعة السلف والخلف واعتمدوا على روايته واحتجوا بحديثه ألنه

إمام من أئمة العلم والحديث في الكوفة.

أقول : إن التوثيق هو أن ينص إمام من أئمة الجرح على توثيقه بلفظ ثقة فدلنا على واحد فقط من جماعة السلف والخلف ممن وثقه بهذا اللفظ أو

بلفظ معتمد في مصطلح الحديث ثم من اعتمد علىروايته ومن احتج بحديثه هل البخاري أم مسلم ؟

:33- وتابع الغماري ص11

" وقدمه أهل الكوفة على غيره في العلم وفي الصالة بهم في الوقت الذي كانت عامرة بسادات

التابعين وأئمة العلم والحديث في الكوفة " .

قلت : نعم قدموه في العلم الذي هو الفقه وليس في الرواية فذاك عمدته الفهم وهذه عمدتها الصدق

والضبط أما الصالة فليس لها عالقة بالرواية.

:34- وتابع الغماري ص12

" ولو لم يكن دليل على توثيق الحارث وجعله في الطبقة األولى من أهل العدالة وتقديمه على أغلب

رجال الصحيح إال هذا لكان كافيا ألهل العلم في ذلكومغنيا عن غيره من األدلة ".

قلت : وال في الدرجة العاشرة من أهل العدالة لما سبق وبينا أن العلم والفقه واإلمامة هي غير الرواية

فالرواية كما أسلفنا تعتمد على الصدق والضبط العلى الفقه واإلمامة.

:34- وتابع ص13

" ألن من المقرر عند أهل الحديث أن من األمور التي يعرف بها عدالة الراوي وكونه ثقة شهرته بذلك بين أهل بلده ووطنه وربما كان عندهم هذا أعلى وأرقى

في التعديل والتوثيق من ثناء رجل واحد من أئمةالجرح عليه.

أقول : قال ابن الصالح في النوع الثالث والعشرين من علوم الحديث : معرفة من تقبل روايته ومن ال

تقبل وبيان الجرح والتعديل المقبول : الثقة الضابط لما يرويه وهو المسلم العاقل البالغ ..... وأن يكون

مع ذلك متيقظا غير مغفل حافظا إن حدث من حفظه فاهما إن حدث على المعنى فإن اختل شرط

مما ذكرنا ردت روايته . وتثبت عدالة الراوي باشتهاره بالخير والثناء الجميل عليه أو بتعديل األئمة

أو اثنين منهم له أو واحد على الصحيح ولو بروايته عنه في قول . قال ابن الصالح وتوسع ابن عبد البر

فقال كل حامل علم معروف العناية به فهو عدلمحمول أمره على العدالة حتى يتبين جرحه.

إذن حتى يتبين جرحه وصاحبنا هذا لم يختلفوا فيجرحه وإنما أجمعوا على جرحه.

:34- وتابع الغماري ص14

" وأول من اعتمد عليه في الرواية عنه واألخذ منه

سيدا شباب أهل الجنة - الحسن والحسين عليهما 168 /6السالم - فقد روى ابن سعد في الطبقات

عن الشعبي قال " لقد رأيت الحسن والحسين يسأالن الحارث األعور عن حديث علي " ..... وفي هذا أعظم دليل وأكبر حجة وأقوى برهان على أنه ثقة عندهما ، عنده من حديث علي والدهما - عليه السالم - مااليوجد عند غيره ..... إال أنا نقول مثل

الحسن والحسين في العلم والجاللة في الدين اليأخذالحديث عمن عرف بالكذب وعدم الصدق في الرواية.

أقول : فعال الحسن والحسين سأال الحارث عما عنده من حديث علي فتبين لهما كذبه فلم يروياعنه وإال

فليقل لنا الغماري أين روايتهما عنه ؟

:35- وتابع الغماري ص15

" فرواية الحسن والحسين عن الحارث ترد طعن الشعبي فيه بالكذب وتظهر أنه أراد به - إن سلم ذلك

له - الكذب في الرأي كما قال أحمد بن صالحالمصري.

أقول : قال أبو عمرو بن الصالح في كتاب علوم بتحقيق نور الدين عتر : التائب من104الحديث ص

الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق تقبل روايته ..... وأطلق اإلمام أبو بكر الصيرفي

الشافعي فيما وجدت له في شرحه لرسالة الشافعي فقال " كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر ومن ضعفنا

نقله لم نجعله قويا بعد ذلك " . والحارث حتى لميعلن توبته.

:35- قال الغماري ص16

" ومع ذلك فقد قال يحيى بن معين ما زال الناسيقبلون حديثه " .

قلت : هو إلى الضعف أقرب ألن معناه في اصطالح القوم يقبلون حديثه حيث يتابع وإال فال وهذا الكالم

يفسر قول ابن معين ثقة والرواية األخرى البأس به ثم ما زال المحدثون يقبلون حديثه أي أنهم مترددون

ثم145 / 2بين قبوله وبين طرحه تهذيب التهذيب حزم أمره في األخير وقال ليس بالقوي ثم قال

وذلك435 / 1ضعيف كما نقله عنه الذهبي . الميزان بعد أن تأكد الرجل من عدم صحة رواياته.

:35- وتابع الغماري ص17

" وقد وثقه أحمد بن صالح المصري إمام أهل مصر في الحديث فقيل ألحمد بن صالح قول الشعبي

حدثنا الحارث وكان كذابا قال أحمد بن صالح لم يكنبكذاب وإنما كان كذبه في رأيه.

أقول : مر معنا أنهم اختلفوا في قبول رواية التائبمن الكذب وهذا لم يتب.

:36- وتابع الغماري ص18

" ثم إن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال من يشتري علما بدرهم فاشترى الحارث األعور صحفا بدرهم ثم جاء بها عليا فكتب له علما كثيرا ثم إن عليا خطب الناس بعد فقال يا أهل الكوفة غلبكم

نصف رجل وهذا أيضا شهادة من علي بفضل الحارث وأنه من أهل العلم الذين يؤخذ عنهم وأنه غلب أهل الكوفة في العلم ولو كان متهما في ذلك لبين علي

أمره وحذرهم منه ".

أقول : إن تشجيع علي ألهل الكوفة لكتابة علمه واندفاع الحارث لذلك هذا ليس توثيقا له فالتوثيق يكون بعد الرواية ال قبل الرواية وقبل األخذ وعلي اليعلم الغيب وال يعرف ما سوف يؤديه هذا الحارث

من الرواية على وجهها أم على غيره وقد وصفهبنصف رجل فهل هذا الوصف مدح أم قدح ؟ !

:36- وتابع الغماري ص19

" عن أبي إسحاق أنه كان يصلي خلف الحارث األعوروكان إمام قومه وكان يصلي على جنائزهم ".

قلت : اإلمامة في الصالة ال دخل لها بالرواية وال

بالتوثيق . وقد نقل عن السلف رحمهم الله ) الصالةخلف كل بر وفاجر (.

ذكر تقديم أهل الكوفة36- وأعاد الغماري ص20 للحارث األعور على عبيدة السلماني وعلقمة

ومسروق وشريح.

أقول : التقديم في العلم والفقه واإلمامة وليس في الرواية وإال فليس منهم من جرح أو ردت روايته

غيره.

:36- وتابع الغماري ص21

"وبعد أن أعاد ذكر تقديمه الحارث على األربعة ) عبيدة وعلقمة ومسروق وشريح ( . قال : قال ابن سيرين : إن قوما آخرهم شريح لقوم لهم شأن ا هـ

557 / 2انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 146 / 2 وتهذيب التهذيب 215 / 1وتهذيب الكمال

. وفي بعض الروايات قال ابن203 / 1والميزان سيرين : " إن قوما آخرهم شريح لقوم خيار " وفي

اللفظ الذي ذكره الذهبي في الميزان قال ابن سيرين وفاتني الحارث فلم أره وكان يفضل عليهم

وكان أحسنهم.

أقول : فكما تالحظ أن قول الذهبي في الميزان يختلف عن الرواية التي ساق فيها ذكر المصادر لفظا

طبعة دار إحياء437 / 1ومعنى إال أنها في الميزان الكتب العربية كما أن هذا الكالم غير موجود في

التهذيب أما تهذيب الكمال والمعرفة والتاريخ فليست هذه الكتب تحت يدي ألتأكد من نقله ومهما يكن فمعنى هذا الكالم هو تقديم الحارث في الفقه

وليس في الرواية.

:37- وتابع الغماري ص22

"وإنه ممن يجب أن يكون في مقدمة رجال الصحيح بل يجب أن يكون سنده عن علي عليه السالم أصح األسانيد من غير شك ألنهم قالوا فيما ذكروه في

أصح األسانيد : محمد بن سيرين عن عبيدة السلمانيعن علي.

أقول : لقد وصفه مسلم فعال في مقدمة صحيحه وذكر سبب تجنب روايته بذكر كالم الشعبي فيه أال

وهو الكذب واعتبر سنده عن علي رضي الله عنه كما قال الغماري بإبدال كلمة واحدة منه فقط فأبدل

كلمة أصح بكلمة أحط وذلك بوصفه بالكذب ونقل ابن بسنده عن أبي نعيم222/ 1حبان في الضعفاء له

سمع الحارث من علي عليه السالم أربع أحاديث : وقال أبو بكر145/ 2ونقل ابن حجر في التهذيب

بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم ونقل الذهبي في عن مغيرة قال لم يكن الحارث437 / 1الميزان

يصدق عن علي في الحديث.

:38- قال الغماري ص 23

" بل جعلوا طعن إبراهيم النخعي في الشعبي بكذبه في السماع من مسروق عقوبة من الله تعالى له

حيث تعدى على الحارث في لمزه بالكذب ".

أقول : قد خاف جماعة من العلماء من التكلم في الرواة بما فيهم وظنوه غيبة لكن البخاري وغيره من أهل الجرح و التعديل اعتبروه فرضا في الدين لتبيان حال الرواة من أجل الحكم على صحة أحاديثهم ومن

عده عقوبة خاف أن تكون غيبة.

:38- قال الغماري ص 24

" ولو لم يرد طعن الشعبي في الحارث فهو باطلألنه غير مفسر وال مبين السبب وهو مردود اتفاقا.

قلت : أي تفسير أوضح من أن يقال و كان كذابا وأي عبارة أردأ من هذه العبارة في الجرح أما الجرح الذي

ال يقبل إال مفسرا كأن يوثقه جماعة كثر و يضعفه واحد بقوله ضعيف فهذا الجرح ال يقبل إال مفسرا

ألنه ما يكون جرحا في رأي شخص قد اليكون جرحا عند اآلخرين وقصة البخاري الذي سافر مسافة

طويلة ليأخذ حديثا عن راو ورآه يكذب على دابته التي تفلتت منه يوهمها أن معه شيئا تأكله فتركه

وعاد دون أن يسأله و قال إن الذي يكذب على الدابة ال آمن أن يكذب علي فهذا الجرح عندما عرف سببه

من البخاري لم يأخذ به أهل الحديث و لم يعتبروه جرحا فكلمة ضعيف تخبىء وراءها أشياء و أشياء

فهي مقبولة و لو كانت غير مفسرة في حق من لم يعدل أما من كثر معدلوه وقل جارحوه فال يقبل

جرحهم إال مفسرا هذا الذي يقوله أهل هذه الصناعة . و صاحبنا أجمعوا على ذمه ووصفوه

بالكذب و في حالته و لو وصف بالضعف من غير تفسير الضعف فمقبول جرحه لعدم تعديل أحد منهم

له فكيف وهو موصوف بالكذب.

:38- قال الغماري ص 25

" وال يخرج تكذيب الشعبي له عن أن يكون من كالم األقران في بعضهم بعضا و ذلك معروف مشهور بين أهل العلم وعقد له ابن عبد البر في جامع بيان العلم

/2بابا خاصا استوفى الكالم فيه على ذلك ، انظر منه ".150

184 / 2أقول : لقد عقد ابن عبد البر هذا الباب في 2من الطبعة الثانية له طبع المكتبة السلفية و لخصه

بما يلي : قال أبو عمر " هذا باب قد غلط فيه186/ كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة ال تدري ماعليها

في ذلك . و الصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته وبانت ثقته وعنايته

بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول

أحد إال أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من

المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب قبوله من جهة الفقه والنظر وأما من لم تثبت إمامته والعرفت

عدالته والصحت لعدم الحفظ واإلتقان روايته فإنه ينظر فيه إلى مااتفق أهل العلم عليه ويجتهد في

قبول ماجاء به على حسب مايؤدي النظر إليه.

و الشعبي اعترف بتقدمه في الفقه والفرائض والحساب لذا واظب على تعلمها منه وقد قيل

للشعبي كنت تختلف إلى الحارث قال نعم أختلف إليهأتعلم منه الحساب كان أحسب الناس.

إذن هذا ليس من كالم األقران بعضهم في بعض

فكالم األقران في بعضهم يأتي عند الغضب و اليأخذه أهل الحديث على محمل الجد . أما الشعبي فعلى

الرغم من تكذيبه له كان يختلف إليه ليتعلم منه الفقه والفرائض والحساب وال أثر هنا للخصام بل الرجل قد واظب على االستفادة من الحارث في

الحساب.

و الحارث كما سنرى في نهاية هذه الرسالة إن شاء الله قد ضعفه حوالي خمسون إماما وعدله منهم

ثالثة هم ابن معين و النسائي وأحمد بن صالح المصري ، تراجع االثنان األوالن عن تعديله وضعفاه

بأصرح عبارات التضعيف مع إصرار الثالث على توثيقه مع وصفه بأنه كان يكذب في رأيه أي في حديثه مع الناس وهذا مما اليقبله حتى الغماري

من44ويرفض حديثه ألن الغماري يقول في ص رسالته هذه التي ننتقدها بقوله : ألن المقرر عند أهل الحديث أن الراوي إذا كان يكذب في لهجته و

كالمه وال يكذب في حديثه فروايته أيضا غير مقبولة ألن العدالة ال تتجزأ وال تتبعض فال يكون الراوي ثقة

عدال في جهة و كذابا فاسقا في جهة أخرى.

:39- و قال الغماري ص 26

" ومعلوم أن الحارث كان أعلم بحديث علي - عليه السالم - من الشعبي فلما سمع منه ما لم يبلغه من حديث علي عليه السالم - سارع إلى تكذيبه و هكذا

حاله حتى مع الصحابة فكيف بالحارث . فقد نقل الحافظ الذهبي في ترجمة الشعبي من " تذكرة

عن الحاكم عن ربيعة بن يزيد قال :83 / 1الحفاظ " قعدت إلى الشعبي بدمشق في خالفة عبد الملك

فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اعبدوا ربكم و التشركوا به شيئا وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة وأطيعوا األمراء

فإن كان خيرا فلكم و إن كان شرا فعليهم و أنتم منه براء " فقال له الشعبي كذبت . فهذه القصة فيها

دليل بين على أن الشعبي كان سريع التكذيب لمن حدث بما لم يبلغه . فمن جعل طعن الشعبي في

الحارث بالكذب حجة فليجعله في تكذيب هذا الصحابي كذلك مع أني أكاد أجزم بأن تكذيب الشعبي

للحارث إنما هو من جهة رأيه ال غير.

أقول : يا فضيلة الشيخ أخطأت في الفهم وفياالستدالل وغالطت في االستنتاج بأمور :

- هذا الكالم غير صحيح والعبرة لردة فعله في1 حادثة أو حادثتين ) لو صحت و هذا لم يصح كما

سنبينه ( و إال لما عد من أهل الجرح والتعديل ولم يقبل كالمه أصال في جرح أو تعديل أي راو إذا كان هذا طبعه ثم لم يتفرد بتضعيف الحارث كما سنبينه

فيما بعد.

- الذهبي نقل هذه القصة في مآثر الشعبي و ليس2 في مساوئه و لم يستنتج مااستنتجته أنت منها فقد نقل قبلها و بعدها أقواال تدل على فهمه و حيطته

منها : - مولده أثناء خالفة عمر في ما قيل كان إماما حافظا

فقيها متفننا ثبتا متقنا.

- وروى عن علي فيقال مرسل وعن عمران بن حصين وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس

وعائشة وعبد الله بن عمر وعدي بن حاتم والمغيرةبن شعبة وفاطمة بنت قيس وخلق.

- قال أحمد العجلي مرسل الشعبي صحيح ال يكاديرسل إال صحيحا.

- عن الشعبي قال أدركت خمسمائة من أصحابالنبي صلى الله عليه وسلم .

- عن أبي مجلز ما رأيت أفقه من الشعبي السعيد بن المسيب والطاوس والعطاء وال الحسن وال ابن

سيرين.

- جرير عن ) في األصل بن وهو خطأ ( أيوب قال سأل رجل الشعبي عن ولد الزنا شر الثالثة هو ؟

فقال لو كان كذلك لرجمت أمه وهو في بطنها ) أي لم يحل رجمها إلى أن يولد ويرضع ويفطم لتسلم

حياته (.

- وعن أبي بكر الهذلي قال قال لي ابن سيرين الزم

الشعبي فلقد رأيته يستفتى والصحابة متوافرون. - وعن ابن المديني قال قيل للشعبي من أين لك هذا

العلم كله ؟ قال بنفي االعتماد والسير في البالدوصبر كصبر الجماد وبكور كبكور الغراب.

- قال ابن عيينة : العلماء ثالثة : ابن عباس في زمانهوالشعبي في زمانه والثوري في زمانه.

- جعفر بن عون سمعت ابن أبي ليلى يقول و ذكر هذين فقال كان الشعبي صاحب آثار و كان إبراهيم

صاحب قياس.

- وعن عبد الملك بن عمير قال مر ابن عمر بالشعبي و هو يحدث بالمغازي فقال شهدت القوم ولهذا

أحفظ لها وأعلم بها مني.

- و قال عيسى الحناط قال الشعبي إنما كان يطلب هذا العلم من جمع النسك و العقل فإن كان عاقال بال نسك قيل هذا ال يناله وإن كان ناسكا ولم يكن عاقال

قيل هذا أمر ال يناله إال العقالء ثم قال فلقد رأيتاليوم يطلبه من ال عقل له وال نسك.

- عن حصين عن عامر قال : ماكذب على أحد فيهذه األمة ما كذب على علي رضي الله عنه. - أشعث عن ابن سيرين قال : قدمت الكوفة

وللشعبي حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم يومئذ كثير.

- ثنا داود بن يزيد سمعت الشعبي يقول : و الله لو أصبت تسعا وتسعين مرة و أخطأت مرة ألعدوا علي

تلك الواحدة.

- وعن الشعبي : أنا مبغض لمن أبغض عثمان وعليا.

- زكريا بن أبي زائدة قال كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه ويقول تفسر القرآن وأنت ال تقرأ

القرآن.

- أنا مجالد عن الشعبي قال كره الصالحون األولون اإلكثار من الحديث ولو استقبلت من أمري ما

استدبرت ما حدثت إال بما أجمع عليه أهل الحديث.

- ثم أورد هذه الحادثة للداللة على فهمه ومعارضته حتى للصحابة في فهمهم . ) الحادثة التي استشهد

بها الغماري ( .

- ثم أورد بعدها قوله : ما كنت أعرف فقهاء الكوفة إال أصحاب عبد الله ) أي ال يوجد فقهاء فقههم

صحيح سوى أصحاب عبد الله بن مسعود وإال فأدعياء الفقه كثر ( . فقال له قيس األرقب : أفال تعرف

أصحاب علي ؟ فقال : نعم ، قال : فتعرف الحارث األعور ؟ قال : نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على نفسي منه الوسواس فال أدري

ممن تعلمه . قال : فهل تعرف ابن حبتن ؟ قال : نعم لم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال : فهل تعرفصعصعة بن صوحان ؟ قال : كان رجال خطيبا ولم

يكن بفقيه قال : فهل تعرف رشيدا ) في األصل رشيد وهو خطأ ( الهجري ؟ قال الشعبي : نعم بينما

واقف في الهجريين إذ قال لي رجل : هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين قلت : نعم فأدخلني على رشيد فلما رآني أشار بيده إلي وأنشأ يحدث قال :

خرجت حاجا فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين فمررت بالمدينة فأتيت باب علي

فقلت إلنسان استأذن لي على سيد المسلمين فقال هو نائم وهو يظن أني أعني الحسن فقلت : لست

أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، قال أو ليس قد

مات ؟ فقلت أما والله إنه ليتنفس اآلن بنفس حي ويعرق من الدثار الثقيل فقال أما إذا عرفت سر آل

محمد فادخل وسلم عليه واخرج فدخلت على أمير المؤمنين فأنبأني بأشياء تكون فقلت لرشيد إن كنت كاذبا فلعنك الله وقمت وبلغ الحديث زيادا فبعث إلى

رشيد فقطع لسانه وصلبه.

- عاصم األحول عن الشعبي إنه كان أكثر حديثا منالحسن وأسن منه بسنتين.

- ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا وال حدثني رجل بحديث قط

إال حفظته وال أحببت أن يعيده علي ولقد نسيت منالعلم ما لو حفظه أحد لكان به عالما.

- وفي نهاية الترجمة قال ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ماسمعت منذ عشرين سنة من رجل

يحدث بحديث إال وأنا أعلم به منه.

- فكما ترى يافضيلة الشيخ كل ما نقله الذهبي يدل على حفظ الشعبي وعلمه وورعه وفقهه وحيطته

وروايته عن خمسمائة صحابي وأنه أعلم بالحديث من راويه وإن كان صحابيا وأعلم بالمغازي ممن حضرها

بشهادة ابن عمر رضي الله عنه له.

-وفي هذا الحديث يا فضيلة الشيخ لم يذكر لنا ربيعة3 بن يزيد اسم هذا الصحابي لنر مرتبته في الحفظ

والضبط والفهم ومهما يكن فليس هو أفضل من عبد الله بن عمر الذي يشهد بأن الشعبي أعلم بالمغازي

منه مع أن ابن عمر رآها وأن الشعبي رواها فهذا الصحابي روى الحديث صحيحا حتى وأطيعوا األمراء

ثم أتبعه بتفسيره له بعبارة " فإن كان خيرا فلكم وإن كان شرا فعليهم وأنتم منه براء " . وهذا لم يكن

من الحديث أصال ؛ ألن األحاديث التي رويت في طاعة األمراء كلها توصي بالسمع والطاعة لهم

ماأقاموا كتاب الله أو مالم يأمروا بمعصية فكيف يتالءم هذا مع رواية هذا الصحابي : " وإن كان شرا

فعليهم وأنتم منه براء " .

فقد روى مسلم في صحيحه في كتاب اإلمارة باب وجوب طاعة األمراء في غير معصية : عن أم الحصين

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أمرعليكم عبد مجدع حسبتها قالت أسود يقودكم

بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا ".

وروى عن ابن عمر بعده عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إال أن يؤمر بمعصية فال سمع وال

طاعة " ورواه الترمذي في كتاب الجهاد باب ما جاء الطاعة لمخلوق في معصية الخالق ورواه أيضا

البخاري وباقي الستة وأحمد ورواه ابن الجارود في المنتقى باب ما يجب من طاعة األمراء وتركه إذا

وهناك أحاديث كثيرة1041أمروا بمعصية حديث رقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحض على ترك

طاعة األمير حين يأمر بما يخالف كتاب الله منها ما رواه مسلم عقب الحديث السابق عن علي أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجال فأوقد نارا وقال ادخلوها فأراد ناس أن يدخلوها

وقال اآلخرون إنا قد فررنا منها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن

يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامةوقال

لآلخرين قوال حسنا . وقال ال طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف . وال عجب أن يكون فهم

الشعبي للحديث أجود من فهم ذلك الصحابي والرسول ) يقول : " فرب مبلغ أوعى من سامع "

رواه الترمذي في العلم وأحمد وابن حبان وقالالترمذي هذا حديث حسن صحيح وصححه األلباني.

- إن طالب المرحلة االبتدائية يعرفون الفرق بين4 كذبت وكذاب فاألولى تدل على الفعل في حالة

واحدة أما الثانية فتعني االستمرارية والمالزمة فما بالك بالشعبي العربي الهمداني اليمني األصل الذي

كتب عن خمسمائة صحابي ووصفه قراء الكوفة " بأنه زعيم القراء " الذي تذوق اللغة العربية في مهده

وورثها عن أجداده حقيقة الادعاء كما فعل غيره فقال للصحابي لما استنبط حكما خاطئا من الحديث

كذبت ولم يقل له كذاب كما قال للحارث األعور.

- لجهل فضيلتك أو تجاهلك وصفت الشعبي بأنه5 سريع التكذيب لمن حدث بما لم يبلغه . وكأن الرجل يحفظ حديثا أو حديثين فينصب نفسه ميزانا للرواة

ونسيت فضيلتك قول الشعبي :

" لقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالما " ) هذا مما لم يكتبه وما بقي في ذهنه مما لم يكتبه

أكثر بكثير عدا الذي كتبه (.

- لجهل فضيلتك بلغات العرب وصفت الشعبي هذا6 الوصف وكأنه أحمق يبادر بالتكذيب ألي كان لمجرد

تحديثه بحديث لم يبلغه.

فقد قال ابن حبان في كتاب علماء األمصار وأعالم : أبو محمد البخاري الذي كان92فقهاء األقطار ص

يقول : الوتر حق فقال عبادة بن الصامت : كذب أبومحمد

اسمه مسعود بن زيد بن سبيع األنصاري ومن قال إن اسمه أحمد فقد وهم وليس في الصحابة أحد اسمه

أحمد وقول عبادة كذب يريد أخطأ هذه لغة سائرةفي أهل الحجاز.

فهذه لغة أهل الحجاز يا فضيلة الشيخ وال يسع الذي يوثق ويضعف ويصدر األحكام بأن يقول هذا سريع

التكذيب وهذا يرد قوله أقول ال يسعه أن يجهل لغاتاألمصار واصطالح أهل الفن.

…فقول الشعبي لهذا الصحابي كذبت يعني أخطأت أي أخطأت في تفسير الحديث بعبارتك التي فسرت بها الحديث " وإن كان شرا فعليهم وأنتم منه براء "

هذا التفسير خطأ يرده الروايات التي أوردناها سابقا ومنها " إنما الطاعة في المعروف " وهو ليس من

الحديث أصال.

قد تعود إلى مغالطاتك وتقول بأن الشعبي كوفي وبعيد عن الحجاز فأقول لك بأنه أخذ عن عائشة وابن عمر في الحجاز وفي المدينة بالذات وقضى فترة ال

بأس بها في المدينة والصحابي غالبا هو من أهلالحجاز فيفهم كالمه أيضا على محمله.

- لم يصفه أحد من السابقين وال الالحقين بأنه7 سريع التكذيب حتى الذين أوردوا له هذه القصة

طوال أربعة عشر قرنا حتى تبادر فضيلتك فتصفهبهذا الوصف.

- من قال بأن الحارث أعلم بحديث علي من8 الشعبي ؟ إذا كان الشعبي أعلم بالمغازي التي رواها من ابن عمر الذي رآها بشهادة ابن عمر نفسه وقول الشعبي : ما سمعت منذ عشرين سنة من رجل يحدث

بحديث إال وأنا أعلم به منه ) أي بمعناه ( فمع هذا العلم الغزير والفهم القويم هل يقدم علم الحارث

على علم الشعبي بحديث علي ومن أين استنبطته ؟

- ال تجزم بما ال تعرف وال تقل إن تكذيب الشعبي9 للحارث إنما هو من جهة رأيه ال غير فقد نقلنا لك من تذكرة الحفاظ للذهبي قوله في الحارث لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على

نفسي منه الوسواس فال أدري ممن تعلمه فالرجل لم يرو عنه بل اكتفى في البداية وبعد أن عرف حاله

بتعلم الفرائض منه.

ثم خاف على نفسه الوسواس لعدم وثوقه بالحارث وبكالمه عمن تعلمه وإال لسأله ولكنه جرب عليه

الكذب.

:40- وتابع الغماري ص27

" و إال لما أخذ ) الشعبي ( عنه ) الحارث ( وتعلم منهوهو معدود من الرواة عن الحارث " .

قلت : ال مانع من الرواية عنه مع بيان حاله وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عنه قوله حدثني الحارث

وكان كذابا . فالرجل روى عنه مع بيان حاله وهذا أبو حنيفة يروي عن جابر الجعفي ويقول ما رأيت فيالتابعين أكذب منه . أحوال الرجال للجوزجاني ص

50.

أما التعلم فتعلم منه الحساب وقال ما رأيت أحسبمنه.

:40- وتابع الغماري ص28

" السيما والكذب لم يكن له سوق بين التابعين وال له رواج على لسانهم ..... وما صار التابعون يأخذون الحذر من الرواة ويحتاطون في األخذ حتى وقعت الفتنة فلما وقعت نظروا من كان من أهل السنة

أخذوا حديثه ومن كان من أهل البدع تركوا حديثه -كما قال ابن سيرين رحمه الله ".

أقول : قال الزهري " وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون " شرح

الطبعة األولى للمكتب االسالمي .609الطحاوية ص فوقعت الفتنة بين علي ومعاوية وبين علي وعائشة

وبين علي والمنشقين عنه من الخوارج وهذه الفتن جميعها في عهد الصحابة وقام كثيرون من أنصار كل

فرقة ووضعوا أحاديث تؤيد فريقهم في الفتنة وتدحض الطرف اآلخر عداء لإلسالم وأهله ومنهم

تدينا ظنا منهم كما أجاب أحدهم عندما ذكر بحديث " من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار " أجاب إنا نكذب له العليه . وهذا أبو حنيفة يقول عن شيخه جابر الجعفي ما رأيت أكذب منه وهذا الحارث قد

كذبه الشعبي فالكذب موجود في عهد التابعين نتيجة لدخول أعداء اإلسالم فيه ليطعنوه من الداخل كما

تفعل أنت يا غماري وإال فما غرضك من توثيق كذاب أجمع علماء األمة سلفهم وخلفهم منذ أربعة عشر

قرنا على رد حديثه.

عن ابن80 / 1وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عباس : إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم إذ لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعبوالذلول تركت الحديث عنه.

وقال أيضا : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجال يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا

وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلوللم نأخذ من الناس إال ما نعرف.

إذن في عهد ابن عباس ركب الناس الصعب والذلول وكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لذا أخذ يرد حديثهم وال يأخذ منهم إال ما يعرف وهذا في عهد

الصحابة فما بالك بعصر التابعين.

:147 / 1وقال البخاري في التاريخ الصغير

- فأوحى المختار الثقفي ابن الربعة الخزاعي وهو1 صحابي فقال : إنك شيخ أدركت النبي صلى الله عليه

وسلم وال تكذب بما حدثت عنه فقونا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه سبعمائة دينار . قلت

الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم النار وما أنابفاعل.

- يقول محمد بن عمار بن ياسر قدمت على رجل2) أي المختار ( يفتري على الله ورسوله.

- يقول عدي بن حاتم أشهد أن هذا كذاب يعني3المختار.

-يقول صلة : قاتل الله الكذاب ) المختار( أي حديث4أفسد وأي شيعة شان.

فإذا كان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتشر في عهد ابن عباس والصحابة فهل

يصدق قولك " والكذب لم يكن له سوق بين التابعين وال له رواج على لسانهم " فال أدري أجهال قولك هذا

أم كذبا ؟

وأما قولك إن التابعين أخذوا حديث أهل السنة وتركوا حديث أهل البدع فليس بصحيح فقد رووا

للثقة من أهل السنة والبدعة على السواء وتركوا الكذاب من أهل السنة والبدع على السواء وهذا

صحيح البخاري وصحيح مسلم مليئان بأحاديث الشيعةوالخوارج لكن الثقات منهم.

كالم الذهبي في رسالته40- ثم نقل الغماري ص29 " في الثقات المتكلم فيهم فيما ال يوجب ردهم " ما

نصه :

" فمن ندر في جنب ما قد حمل احتمل ومن تعدد غلطه وكان من أوعية العلم اغتفر له أيضا ونقل حديثه وعمل به على تردد بين األئمة األثبات في

االحتجاج عمن هذا نعته كالحارث األعور وعاصم بن ضمرة وصالح مولى التوأمة وعطاء بن السائب

ونحوهم " .

وأخذ انطالقا من هذا الكالم يستنتج ما يحلو له من التوثيق ووصف الحافظ الذهبي بالناقد المتقن

متناسيا أن الحافظ الذهبي قد قال بأن األئمة األثبات ترددوا باالحتجاج في هؤالء ولما عاد إلى تراجمهم بصفة موسعة وصف كال منهم بما له وما عليه في

الميزان وضعفهم إلى المرتبة التي يستحقونها ولما عاد صاحبنا الغماري إلى ترجمة الذهبي للحارث في

الميزان ورأى ما فيها تراجع عما وصف به الذهبي من رسالته : الحافظ الناقد المتقن40في الصفحة

من رسالته : وكذلك ناقض43الذهبي فذكر في ص الذهبي نفسه حيث قال : مع روايتهم لحديثه في

األبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فال وكان من أوعية العلم ..... الخ كالمه المذكور في

وعلق على ذلك بقوله :1/202الميزان

فرواية أهل الحديث لحديثه في األبواب دليل على أنه لم يوهنوه وأما قوله والظاهر أنه كان يكذب في

لهجته فباطل أيضا بل من أبطل الباطل ألن المقرر عند أهل الحديث أن الراوي إذا كان يكذب في لهجته وكالمه واليكذب في حديثه فروايته أيضا غير مقبولة ألن العدالة التتجزأ وال تتبعض فال يكون الراوي ثقة

عدال في جهة وكذابا فاسقا في جهة أخرى وهذا مما تشترك فيه الرواية مع الشهادة ) ونسي بأنه أقر أحمد بن صالح المصري قوله لم يكن بكذاب وإنما

(.35كان كذبه في رأيه ص

أقول : مهال مهال عندما يقول إمام كلمة تظنها في صالحك ] وهي ليست في صالحك كما ذكرت عما

من رسالتك [ ترفعه إلى40أورده الذهبي في ص أعلى عليين وتصفه بالحافظ الناقد المتقن وعندما

يوضح كالمه في مكان آخر تصفه بالتناقض وبأن قوله من أبطل الباطل كما ذكرت عنه في رسالتك

فما ذنبه إذا فسرت القول األول جاهال أو44 و43ص متجاهال على مزاجك وبما يحلو لك وتركت قوله اآلخر الذي هو المعتمد ألن كالمه في الرسالة " في الثقاتالمتكلم فيهم ..... " ليس هو موضع ترجمة وإنما هو

تقرير قواعد وأما الترجمة المعتمدة فموضعها الميزان وهو مسؤول عن كالمه عن التراجم في

الميزان وليس في غيره من الكتب التي ليس موضوعها الترجمة وأما القول بأن رواية أهل الحديث

لحديثه في األبواب دليل على أنهم لم يوهنوه فهذا غير صحيح ألنهم لم يلتزموا الصحة في السنن بل

رووا لكثير من الوضاعين وممن نصوا هم على أنهم وضاعون مثل جابر الجعفي وغيره فقد قال فيه أبو حنيفة ما لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي

ما أتيته بشيء من رأيي إال جاء فيه بأثر . تهذيب ، وفي أحوال الرجال للجورجاني ص48 / 2التهذيب

بمعناه.50

- يعود الغماري الستنتاجاته من كالم الذهبي ص30 بقوله :40

فأفاد هذا التقرير من الحافظ الناقد المتقن الذهبيفيما يتعلق بالحارث أمورا :

- إن الحارث لم يكن كذابا كما زعم الشعبي ألن1الكذب لم يكن يصدر من التابعين عمدا.

فأقول : لقد أورد الذهبي كالم الشعبي في الميزان وأقره كما أقره مسلم في مقدمة صحيحه وأورده

البخاري في ضعفائه إضافة لتاريخه الكبير والصغير واتفق النقاد على ضعفه كما سنرى في نهاية هذه الرسالة فهل بعد هذا الكالم حاجة لمستزيد أما عن تعمد الكذب فهذا أبو حنيفة يقول عن جابر الجعفي مارأيت في التابعين أكذب منه كما تقدم في أحوال

/2 وفي تهذيب التهذيب 50الرجال للجوزجاني ص " ما لقيت فيمن لقيت أكذب منه ..... ".48

- إن حديثه يعمل به في األحكام وينقل بين الناس2 ولهذا احتج أصحاب كتب السنة بحديثه للمعنى الذي ذكره الذهبي والتردد في ذلك ال يضر فقد ذكرت أن

ذلك التردد

ال أساس له وال دليل عليه وأن الحارث ثقة يعملبحديثه قوال واحدا على حسب القواعد المقررة.

أقول : مهال سوف تقرر بعد ثالث صفحات بأن العدالة ال تتجزأ وال تتبعض فال يكون الراوي ثقة عدال

في جهة وكذابا فاسقا في جهة أخرى فكيف يعمل بحديث الحارث في األحكام ويرد في العبادات . أما

احتجاج أصحاب كتب السنة بحديثه فقد سبق وبينا أن أصحاب السنن لم يلتزموا الصحة في أحاديثهم وإنما رووا فيها عن وضاعين نصوا هم على أنهم وضاعون

فال حجة في رواية أصحاب السنن عن الحارث.

- إن الحارث لم يقع منه تفرد في حديثه وإنه لم2 يكن ممن فحش خطؤه وكذا وهمه ألنه كان من

التابعين األولين وإنما ذلك يوجد في صغار التابعينفمن بعدهم.

قلت : لم يقولوا عنه بأنه ممن فحش خطؤه وكثروهمه وإنما وصفوه بالكذب.

:41- ثم يقول الغماري ص31

" فأين يذهب األلباني من هذا الكالم الذي قرره الذهبي الحافظ الناقد الذي ما أتى بعد يحيى بن

معين خبير بأحوال الرجال مثله ، في شأن الحارثوحكمه فيه بأنه ممن يعمل بحديثه وينقل عنه.

أقول : بعد أن وصفت الذهبي هذا الوصف فما ذنب الذهبي إذا فهمت كالمه بالعكس وفسرت كالمه في غير مكان الترجمة حينما ذكره من بين الرواة الذين

تردد األئمة في االحتجاج بهم على أنه توثيق له واستغربت ما ترجمه ونقل ما له وما عليه في

الميزان بشكل موسع فنقل تكذيبه وتوهين الجمهور له وقد قالوا : " آفة العلم من الفهم السقيم " هذا

إذا أضيف للفهم السقيم الغرض الخبيث فتكون النتيجة عجائب فلم يقل الرجل ال هنا وال هناك بأنه

ممن يعمل بحديثه وينقل عنه فأكثر من عدهم اليقبل حديثهم إذا

انفردوا ألنهم ضعفاء وترجمهم في الميزان ووصف كال منهم بما يليق به . فأين تذهب ياغماري من قول

الذهبي الحافظ الناقد المتقن كما وصفته أنت وهذا الشعبي يكذبه ثم43ونقلته عنه في الصفحة

يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فال ثم تقرر بعدها بأن

العدالة ال تتجزأ وال تتبعض.

: فظهر من هذا أن41- وقال الغماري ص32 األلباني ليس له معرفة بالرجال وال له غوص في

نقل عبارات أهل الجرح.

أقول : الحمد لله أنه ليس لأللباني معرفة بالرجال كمعرفتك هذه وال له غوص كغوصك وإنما شأن

الرجل يقتصر على جمع طرق الحديث والحكم على

سندها كما يقول أهل الجرح والتعديل وعلى حسب مصطلحات القوم. وال يغوص كغوصك ألنه إذا غاص كهذا الغوص ما خرج من جهنم والعياذ بالله . رجل

يغوص غوصا يخطىء به األمة وعلماءها وما أجمعت عليه منذ أربعة عشر قرنا ويستنتج أن البخاري

ومسلما والشعبي والذهبي وابن حجر وابن سعد والنووي والنسائي وابن معين وابن المديني وأحمد بن حنبل وأبا حاتم وابن أبي حاتم وبندارا وو ......

كلهم أخطؤوا في ردهم لحديث الحارث حتى من عاصر منهم الحارث واختبره وغمارينا الذي ينتسب

إلى نفس الفرقة التي ينتسب إليها الحارث أال وهي الشعوبية هو أخبر به ممن عاصره بأحواله فله الحق

بتوثيقه.

: فنجده ) األلباني ( يصحح41- وقال الغماري ص33 ما هو موضوع ويضعف ما هو صحيح ويحكم بوقف ما

هو مرفوع.

أقول : إن األلباني يخاف أن يقدم على ما أقدمت عليه ياغماري فيخالف األمة وعلماءها وما اتفقت

عليه منذ أربعة عشر قرنا أما أنت فشجاع كشجاعة أبي طالب وأبي لهب وأبي جهل فال تخاف من إعالن

رأيك أحدا حتى الله أما األلباني فجبان فهو يخاف الله وال يجرؤ على مخالفة إجماع األمة ألنه أوال

وأخيرا مسلم لذا فهو يصحح ما هو صحيح بنظر األمة وإن كان موضوعا بعرفك ويضعف كل حديث صححته

طائفتك ) الشعوبية ( لتطعن به ديننا.

:41- وتابع الغماري ص34

" ولكنه ) األلباني ( اغتر لفراغ الجو وخلو البالد ممنيشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.

أقول : الحمد لله على فراغ الجو وخلو البالد ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح الذي تشتغل به

أنت والذي تبغي به وجه الشيطان فتخالف إجماع األمة فتصحح ماأجمعت األمة على تضعيفه وتضعف

ماأجمعت األمة على تصحيحه وتوثق من أجمعت األمةعلى تكذيبه وتضعف من أجمعت األمة على توثيقه.

معلقا على كالم41- قال الصياد السقاف ص35الغماري هذا :

" وخصوصا بالد الشام فليس فيها محدث البتة " .

أقول : إذا كان ذلك كذلك فمن هو الذي دعوته شعيب أرناؤوط - وعذرا من األستاذ شعيب- وأين بلده الذي نقلت بحثا كامال بحروفه من بحثه في حديث تحريك

اإلصبع في رسالتك تحذير العبد األواه من تحريك 23اإلصبع في الصالة وأفردت فصال خاصا به ؟ ص

دون أن تتحفظ على ما قرره وما ذهب إليه ؟ وتصف بقولك : " ومن هذا28تحقيقه في الحاشية ص

التحقيق الدقيق واالستقصاء العميق يتبين ..... " :

- فإن كان محدثا فتكذب أنت والغماري في1 ادعائكما أنه ال يوجد محدث في البالد وخصوصا بالد

الشام ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.

- وإن لم يكن محدثا فما هي صفته حتى استشهدت2به ضد األلباني؟

- وإن كان محدث أوراق كما هو األلباني فتكون3بذلك قد استشهدت بكالم جاهل على كالم جاهل.

- في أي المكانين تكذب هل هنا بقولك " وخصوصا4 بالد الشام فليس فيها محدث البتة ؟ أم هناك حيث

تصف تحقيقه بالتحقيق الدقيق واالستقصاء العميق.

:42- وتابع الغماري نقده لأللباني ص36

" حتى يعلم الطلبة أنه محدث األوراق والصحف " .

أقول : إن األلباني رحمه الله محدث األوراق والصحف ينظر فيما نقلته لنا األمة ثقة عن ثقة

وحفظت به لنا ديننا فيبينه لنا وال يخلو بالمستشرقين وأعداء اإلسالم والمسلمين ثم ينقل

إلينا ما يشرعونه لنا في ديننا.

:42- وتابع الغماري ص37

" وأعظم دليل على هذا ) أن األلباني محدث أوراق وصحف ( ما وقع له في شأن الحارث في الميزان أن الجمهور على توهينه فأخذ ذلك منه مسلما ورأى أن ذلك هو الحق ألنه ليس له أهلية لمعرفة صواب كالم

أهل الجرح من خطئه ".

أقول : األلباني أصلحه الله ليس له أهلية لمعرفة صواب كالم إجماع األمة من خطئه فهل لك اتصال يا ألباني بأعداء المسلمين ليوجهونك إلى صواب إجماع

األمة من خطئه ؟ إنك ال تعدو كونك تبحث في األوراق والصحف وتتقيد بالقواعد التي قعدها علماء

األمة لتحكم على الحديث صحة أو ضعفا ولكن الغماري الذي يتصل بالمستشرقين ليعرف منهم صواب إجماع األمة من خطئه هو المحدث الحديث

وصاحب الدين الجديد . فهذا وإن كان الذهبي من40) الحافظ المتقن كما وصفه في الصفحة

رسالته ( قال في ترجمة الحارث : والجمهور على توهينه وإن نقل ابن حجر بأن الجمهور قد كذبوه ووهنوه لكن أحاديثه المكذوبة تفيد المستشرقين

والشعوبيين الجدد في نشر األباطيل بين

صفوف المسلمين وبذلك يفسد دينهم فهو نتيجة لمصلحة أعداء المسلمين يجب أن يوثق لتقبل أحاديثه

وتدلس على المسلمين.

:42- وتابع الغماري ص38

" ألن الذهبي وإن كان حافظا ناقدا لكنه له أوهاموأغالط في كالمه على بعض الرجال ".

أقول : لذا فكالم الذهبي في الميزان المخصص للتراجم والذي وافق فيه إجماع األمة على رد حديث الحارث خطأ ووهم أما كالمه العام واستشهاده على

قواعد في علم الحديث بإيراد أسماء فيمن تردد العلماء في قبول روايتهم فهو الصحيح ، تخطئة

الذهبي في المكان المختص وتصويب رأيه في مكان االستشهاد هذا هو المنطق الصحيح عند الغماري ومع

ذلك فالرأيان فيهما التضعيف لو فهم النصين كمايفهمه أهل اللغة والحديث.

:42- وتابع الغماري ص39

" كما يقع له أيضا ) الذهبي ( أوهام في تصحيح األحاديث وتضعيفها .... كما يعلم من قرأ تلخيص

المستدرك له ومن ذلك قوله في الحارث إن الجمهورعلى توهينه فإنه وهم محض وتسرع في القول.

أقول : لم يكتف الذهبي بتكذيب الحارث في الميزان أثناء ترجمته - وهو الحافظ الناقد المتقن - حتى

يطبق كالمه ويوافق فيه أئمة الجرح والتعديل أثناء تلخيصه المستدرك وتحقيق أحاديثه . فاأللباني ليس

وحده الذي يصحح ويضعف جاهال بل الذهبي أيضا يصحح ويضعف واهما وال يعرف قواعد الحديث كما يعرفها الخبير الذي طلع علينا بعد أربعة عشر قرنا

ليجدد النظر في توثيق الرواة وجرحهم !

:42- وتابع الغماري ص40

" ولو تتبع األلباني كالم أهل الجرح في الحارث كما حصل لنا - ونظر في مخرج جرح المجرحين له لعلم

وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث ال يوجد إال في الميزان للذهبي رحمه الله تعالى - وأنه ال حقيقة له في الخارج مطلقا كما

يقولون في العنقاء.

أقول : فعال لو تتبع األلباني كالم أهل الجرح في الحارث على طريقة تتبع الغماري ونظر في مخرج

جرح المجرحين له لعلم وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث ال يوجد إال

في الميزان للذهبي - وهو طبعا واهم - وأنه ال حقيقة له في الخارج مطلقا كما يقولون في العنقاء فال وجود للبخاري وال لمسلم وال ألحمد بن حنبل وال

البن معين وال لعلي بن المديني وال للشعبي وال البن سعد وال ألبي حاتم وال البن أبي حاتم وال ألبي زرعة

وال ألحمد بن يونس وال لزائدة وال لمنصور بن المعتمر وال للمغيرة بن مقسم وال إلبراهيم النخعي وال ألبي سعيد األشج وال للجوزجاني وال ليحيى بن

سعيد القطان وال لعبد الرحمن بن مهدي وال للنسائي وال للدارقطني وال البن عدي وال البن شاهين وال

البن حجر وال البن العماد الحنبلي وال للنووي وال وال ....... فهؤالء خيال والوجود لهم وتحكى عنهم

الحكايات كما تحكى عن العنقاء.

قوله :42- ويتابع الغماري في ص41

" ألن الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وابن سيرين وسعيد

بن جبير وابن معين وأحمد بن صالح المصري وحبيب بن أبي ثابت والنسائي وأبو بكر بن أبي داود وأبو

حفص بن شاهين وابن عبد البر وغيرهم كثير ممن وثقه وأثنى عليه بل قال ابن معين : ما زال

المحدثون يقبلون حديثه . الجمهور الذي يخرج منه هذا العدد الجم من أئمة السلف والخلف لجدير أن

ينبذ نبذ النواة ويطرح في زوايا الترك واإلهمالويسدل عليه ستار النسيان ".

أقول : نعم الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وو......

لجدير أن ينبذ نبذ النواة فكيف إذا انضموا إلى من عددناهم في الفقرة السابقة فلم يبق من الجمهور

الذي يوثق الحارث غيرك يا غماري وأنت حكمت علىنفسك بما تستحق.

فسؤال الحسن والحسين له كما أسلفنا عن حديث والدهما - عليهم السالم - ليس بتوثيق له فالرسول

الكريم - صلى الله عليه وسلم - " مات ودرعه مرهونة عند يهودي " رواه البخاري في الجهاد باب

والترمذي في البيوع باب86 والمغازي باب 89 الرخصة في الشراء إلى أجل والنسائي في البيوع

باب مبايعة أهل الكتاب وابن ماجة في الرهونوالدارمي في البيوع وأحمد.

فهل يصبح اليهودي ثقة في الحديث إذا عامله أو كلمه ليس الحسن والحسين أو علي بل سيد البشر

محمد - صلى الله عليه وسلم - .

أقول : إن الحسن والحسين سأال الحارث ولو وثقاه لرويا عنه فلم لم يرويا عنه ولم يقل أحد بأنهما رويا عنه غيرك وإال فأين الرواية وأما علي رضي الله عنه

فقد حثه كما حث غيره على العلم والحث على العلم ليس بتوثيق والنسائي ذكره في كتابه الضعفاء ولم

ينقل توثيقه مما يؤكد على أنه استقر في نهاية األمر على تضعيفه وأحمد بن صالح المصري نزل كالم الشعبي في تكذيبه للحارث على الكذب في حديثه ) ومن كانت هذه صفته فحديثه مردود عند

المحدثين وكذلك مردود عندك ( وابن معين أوردت كالمه الذي هو إلى التضعيف أقرب فلو كنت محدثا لنأيت عن هذا االستشهاد بقول ابن معين الواضح لطلبة الحديث وللمبتدئين به إن هذا الوصف معناه

أنهم يترددون في قبول حديثه

ولما يستقر رأيهم بعد على نبذ حديثه وبذلك يتذكر القارىء ما استقر عليه رأي ابن معين في النهاية وحزم عليه أمره فأطلق عليه لقب ضعيف وليس

بالقوي.

أما باقي من عددتهم فقد وصفوه بالعلم والفهموالفضل وهذا ليس موضوع بحثنا اآلن.

:43- وتابع الغماري في ص42

" فذكر ذكر أبي إسحاق الشيرازي للحارث في فقهاء التابعين وأنه من أصحاب ابن مسعود وقول سعيد بن

جبير عن أصحاب ابن مسعود بأنهم سرج المدينة وقول الشعبي بأن ابن مسعود أفقه أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم ثم قال : فالذي يتمسك بقول الذهبي في توهين الحارث بعد هذا هو الواهي

حقيقة.

قلت : لو كنت مسلما حقا ما تجرأت على هذا القول لكن كل إناء بما فيه ينضح فحقدك األسود على

اإلسالم والمسلمين أعماك ولم تدر مايخرج من فيك وكل من عددنا وسنرتبهم مع أقوالهم في نهاية

الرسالة من علماء األمة كلهم واهون عندك يا غماري لكن إذا لم تستح فاصنع ماشئت إذا كان البخاري

ومسلم وأحمد والنسائي وابن معين وابن المدينيوو ...... واهين فمن الثقة إذن ؟ !

طبعا مسيلمة وعبد الله بن سبأ والغماري هؤالء همثقات األمة وعنهم يؤخذ الدين.

فهذا الكالم الذي ترد به توهين الحارث على علماء األمة ، قول العلماء في فقه ابن مسعود ومن ثم

فقه أصحابه ليس توثيقا ألصحابه في الرواية ياجاهالبالرواية وأهلها.

:43- وتابع الغماري في ص43

فذكر تناقض الذهبي في رسالته " الرواة الثقات المتكلم فيهم " وبقوله فيها أن الحارث وشبهه يعمل

بحديثه وينقل على تردد بين األئمة األثبات في االحتجاج عمن هذا نعته وبين توهينه له في الميزان

وكذلك مع قوله " مع روايتهم لحديثه في األبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب

في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فال ".

أقول : إن المكان المخصص للتراجم والمرجع لذلك والمعتمد في التوثيق والتضعيف هو الميزان عند

الذهبي أما رسالته واستشهاده فيها بأسماء فال عبرة له للتوثيق والتضعيف فيها إال إذا لم يكن للمؤلف رأي آخر أودعه المكان المخصص له ففي الميزان نظر اإلمام الذهبي الحافظ الناقد المتقن الذي لم

يأت أحد بعد ابن معين مثله كما أسلفت أنت نظر في جميع ما قيل في الحارث وحكم عليه بما يستحق

فكالمه في الميزان هو بعد التحقيق والتمحيص وفي غيره يكون الكالم عرضا . ثم إن الرجل ال يتناقض

وإنما ينقل آراء الناس ويقول مع أن الجمهور على توهينه فقد رووا حديثه في األبواب واستنتج الرجل أن الحارث ال يكذب في الحديث النبوي وإنما يكذب

في حديث الناس.

:45- وقال الغماري في ص 44

: والنسائي مع1/23" بل قال الذهبي في الميزان تعنته في الرجال قد احتج به.

قلت : نقل ابن حجر هذا الكالم عن الذهبي في التهذيب في ترجمة الحارث ثم أتبعه بقوله قلت لم

يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة

متابعة هذا جميع ماله عنده وذكر الحافظ المنذري أن ابن حبان احتج به في صحيحه ولم أر ذلك البن حبان وإنما أخرج من طريق عمرو بن مرة عن الحارث بن عبدالله الكوفي عن ابن مسعود حديثا والحارث بن

عبدالله الكوفي هذا هو

عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث األعور كذا ذكر في الثقات وإن كان قوله هذا ليس بصواب والله

أعلم.

:45- وقال في ص 45

" وهذه شهادة من النسائي بأن الطعن الذي وقعفي الحارث مردود غير مقبول.

قلت : مر معنا في التعليق السابق بأن النسائي لم يرو له إال حديثين متابعة ولم يوثقه بل وذكره في كتابه الضعفاء له وبذلك لم يخرج النسائي المتعنت

في الرجال عن قاعدته وهو الذي يرد حديث الراوي بما اليكون جرحا فكيف إذا جرح بالكذب كما قلت

أنت.

:45- وتابع في ص 46

" فاحتجاجه ) أي النسائي ( مع هذا دليل واضح علىأنه ثقة ... وأن حديثه صحيح كسائر أحاديث الثقات.

أقول : لم يحتج به النسائي كما مر معنا بل روايته له حديثين فقط متابعة دليل على أنه ليس بثقة عنده وليس حديثه صحيحا كسائر أحاديث الثقات وكيف يكون حديثه صحيحا عنده وقد ذكره في الضعفاء

وقال ليس بالقوي.

منوها أن ابن عبد البر قال عن45- وقال في ص 47 حديث " والصحيح عن علي من وجوه شتى صحاح أنه قال في الصالة الوسطى صالة العصر وروى ذلك عن

النبي صلى الله عليه وسلم رواه عنه جماعة من أصحابه منهم عبيدة السلماني وشتير بن شكل

ويحيى الجزار والحارث واألحاديث في ذلك صحاحثابتة أسانيدها حسان ا هـ ".

أقول : فكما تالحظ أن ابن عبد البر لم يقل قال الحارث وإنما أورد عدة من أصحاب علي وذكره في

آخرهم ومع ذلك ومع متابعة بعضهم البعض فلم يحكم على مجموع أسانيدها بالصحة وإنما حكم لها

بالحسن وقوله هذا ليس تعديال للحارث فقد روى ابن عبد البر هذا الحديث له متابعة لغيره وهم كثر كما

ترى.

" واأللباني لشذوذه45- وقال في ص 48 وجهله ....... خالف عمل هؤالء األئمة من السلف

والخلف في توثيق الحارث وتصحيح حديثه ".

أقول : واضح مما سبق من الشاذ والجاهل هل من خالف األمة وشتمها ليوثق كذابا أم من تابع األمة

ووافقها ؟

:45- وقال في ص 49

" كما وقع منه في كالمه ) أي األلباني ( على حديث : " األنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالسهم زيادة "

وقال موضوع.

أقول : هل حديث الحارث الكذاب حسب قواعد المصطلح في الحديث يستحق أعلى من هذه المرتبة إضافة لعلة ثانية وهي أن أبا إسحاق لم يسمعه من

الحارث ؟

:46- وقال في ص 50

وقد أظهر في هذا الكالم من الجهل ما يضحك منهصغار الطلبة.

أقول : بما فيهم أنت لجهلكم قواعد المصطلح إذاكنتم مخلصين ولكشف عواركم إن كان غير ذلك.

:46- وقال في ص 51

" واعتماد األلباني - لعدم وصوله إلى درجة االجتهاد في الكالم على الرجال أوقعه كما قلنا فيما كشف به

عن جهله.

أقول : إن األلباني اليجتهد بعد إجماع األمة وأئمة الحديث على تكذيب راو بعد أربعة عشر قرنا ويطلع على األمة اإلسالمية بأنها كانت طوال هذه العصور مخطئة في تضعيفها الحارث والحق الذي ارتآه بعد

أربعة عشر قرنا أن الحارث الكذاب ثقة . ال لم يصل األلباني إلى هذه المرتبة لعدم ارتباطه مع جهات معينة توجهه بل غاية فعل األلباني أن يتتبع قول

علماء األمة ويحكم على الحديث حسب قواعدالمصطلح.

:46- وقال الغماري في ص 52

" واأللباني أوقعه في هذا الخطأ القبيح والغلطالشنيع تقليده ألبي الطيب العظيم آبادي.

قلت : فعال األلباني جاهل والغماري عالم ومجتهد وو.......... حتى أن الغماري اختصر اسم أبي الطيب اختصارا اليمكن أن يقع من جاهل فأبو الطيب اسمه

محمد شمس الحق العظيم آبادي وليس العظيم آبادي فالعظيم هو بدل من الحق وليس صفة لمحمد وال

ألبي الطيب فالحق والعظيم هما اسمان لله وشمس مضافة لله باسميه الحق والعظيم فإذا حذفت شمسا من اسمه فكأنك تحذف عبدا من اسم عبد الله أو عبد

الرحمن فتسميهما الله أو الرحمن فهل يقبل هذا جاهل ؟ ! فإذا كنت التعرف اسم من تنقل عنه وال

تفقه معنى اسمه ثم تسميه بأحد أسماء الله ) العظيم ( بدال من شمس الحق العظيم فأنا أقر بأنك غصت لكنك لم تخرج وبان جهلك بل وعدم

فهمك وحسبنا الله ونعم الوكيل.

:46- وقال في ص 53

" فالقاعدة المقررة عند أهل العلم بالحديث واألمر الذي عليه العمل عندهم وهو الذي يقتضيه النظر

أيضا : أن الحديث يجب أن يعلل أوال بالهيثم بن موسى المروزي المجهول فإني لم أقف له على

ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ..... فالرجل في عداد المجهولين فيما يظهر . فكان يجب على

األلباني - لو كان بصيرا بنقد األحاديث - أن يبدأ في

الكالم على سند الحديث الذي أعله بالحارث من أولهليسلم له التعليل.

أقول : اعتراضك على طريقة التعليل ليس بأغرب من اعتراضك على علماء األمة بتضعيف الحارث فمن

المنطقي :

- أن يبدأ المحدث بتحقيق الحديث من األعلى وليس1 من األسفل الحتمال المتابعة وورود الحديث من

طريق أخرى.

- هل يعلل الحديث بالمجهول أو الضعيف وينسب2إليه الوضع ويترك الكذاب ؟

فهذا لم يقل به من انتسب إلى هذا العلم الشريف من المسلمين وأما من غيرهم فهم أحرار في

طريقة بحثهم وقد علق شمس الحق العظيم آبادي على الحديث في سنن الدارقطني بقوله وأما رواية

علي في الكتاب ففيها الحارث بن عبد الله األعور وهو ضعيف جدا فهل هو جاهل أيضا أم محدث أوراق

وصحف ؟

:47- ويقول في ص 54

" فوجود عبد العزيز بن الحصين هذا هو الذي يجب أن يعلل به الحديث كما هي قاعدة أهل العلم في مثل

هذا ألنه لم يوثقه أحد.

أقول : أنسيت ما ذكرته قبل سطرين قول ابن حجر في اللسان : وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم

أخرج له في المستدرك وقال إنه ثقة.

:48- ويقول في ص 55

" كأنه اليوجد ضعيف في السند إال هو ".

أقول : ال يوجد في السند كذاب غيره. :48- وتابع الغماري في ص 56

" وحتى لو سلمنا له أن الحارث ضعيف وكذاب - كما

قال - ولكن من يثبت لنا أنه هو صاحب الحديث مادام الطريق إليه فيها متروكا - والصواب متروك - وغير

ثقة ".

قلت : اسأله فلو كنت تدري ما تقول لما سألت هذا السؤال فحتى البعيد عن علم الحديث لو قلت له من

يتهم بالحديث الكذاب أم متروك الحديث ألجابكمباشرة الكذاب ولكن الهوى يعمي ويصم.

:48- قال في ص 57

" ولو سلمنا له سالمة السند من كل هذا وإن التهمة من جهة الحارث وحده .... ولكن فيه أبو إسحاق وهو

مدلس وقد عنعنه " ا هـ ملخصا.

أقول : لجهلك في علم الحديث تقول هذا فعلة التدليس تؤدي بالحديث إلى الضعف وليس إلى

الوضع فلو كنت فعال محدثا لما أبديت أي اعتراض من اعتراضاتك هذه ألنها كلها ضد طريقة المحدثين وهل يقدم التعليل بالضعف على الوضع ومع ذلك فقد ذكر

األلباني أبا إسحاق في تعليل الحديث.

:49- وقال الغماري في ص 58

" ومن األمور التي تدل على قصور األلباني أنه اقتصر في كالمه على الحارث على قوله : ضعفه الجمهور وقال ابن المديني كذاب وترك ذكر العدد

الكبير الذي وثقه وأثنى عليه كما ذكر ذلك في ترجمةالحارث من كتب الجرح ".

أقول : لقد نسي أن يقول أن الحسن والحسين سأاله عن حديث علي فوجداه كذابا فلم يرويا عنه

وقد حثه علي على العلم ووصفه بنصف رجل.

:49- وقال الغماري ص 59

" ومما يضحك ويجعل حبوتك تنحل عجبا من هذا األلباني أنه جعل قول شعبة لم يسمع منه ) أي أبو إسحاق من الحارث ( إال أربعة أحاديث مما يجرح به

الحارث.

أقول : الظاهر أن حبوتك محلولة لكل طالب .وعجبك هذا ناتج من عدم فهمك ما يلي :

- اللغة العربية ألن األلباني يتكلم عن علل الحديث1 وكالمه هذا هو في علل الحديث وليس في علل

الحارث.

- لغة القوم فعندما يقول األلباني أبو إسحاق لم2 يسمع من الحارث سوى أربعة أحاديث يفهم أي

مبتدئ بالعلم أن هذا ليس طعنا بالحارث وال بأبي إسحاق وإنما يفهم أن هناك انقطاعا في السند بين

أبي إسحاق والحارث ولو كان هذا الحديث من األربعة لصرح بالتحديث فيه أبو إسحاق ولكن كما سبق وقلنا إن " آفة العلم من الفهم السقيم " وكيف من يتصف بهذا الفهم ال يسمي نفسه بمحدث المغرب وقد ذهب لتسويد صفحة كاملة ليبرهن على أن قلة الرواية عن

شيخ ال تضعفه.

:50- وقال الغماري في ص 60

" ثم مما يعرفك بضعف األلباني في هذا العلم وقصوره فيه وعدم اتباعه للمقرر فيه عند أهله أنه حكم على الحديث أوال بأنه موضوع ثم قال بعد أن

ذكر سند الحديث الذي علقه من طريق عن الحارث عن علي بن أبي طالب : وهذا سند ضعيف جدا

فحكمه أوال بأن الحديث موضوع وهو شر الضعيف ألنه الدرجة بعده مطلقاـ ثم حكمه على السند بأنه

ضعيف جدا ثانيا تناقض عظيم وجهل كبير يعلمه طلبة نخبة الفكر ألن السند الضعيف جدا اليصل أن

يكون به الحديث موضوعا بل يحتمل أ ن يكون واهيايرتفع إلى درجة الضعيف بخالف الحديث الموضوع ".

أقول : لو تأمل الغماري صنيع األلباني لرآه يذكر الحديث أوال ثم يذكر فيه رتبة هذا الحديث ثم يذكر

العلل التي بموجبها حكم عليه هذا الحكم فقال األلباني في هذا الحديث موضوع ثم ذكر طريق

الحديث ووصفه بأنه ضعيف جدا وبين علله ثم قول العلماء فيه ثم قال من طريق المعنى بأن لوائح

الوضع عليه ظاهرة فلم يحكم األلباني على الحديث

بأنه موضوع ثم ضعيف جدا لكنه أعطى نتيجة الحكم وبخط عريض ثم بين كيف توصل إلى هذا الحكم وهذا ما يفهمه أي قارئ للكتاب وإن لم يكن محدثا للمغرب

أو للمشرق.

:51- ثم قال الغماري في ص 61

" كأن القاري ـ رحمه الله تعالى ـ يحيى بن معين أو علي بن المديني أو الحافظ ابن حجر أو المنذري

رضي الله عنهم جميعا مع أنه اليعد في العلم شيئامذكورا.

فأقول : حتى ولو كان هو هؤالء فهل يعدون عندكشيئا مذكورا.

:51- وقال الغماري في ص 62

"وفي الختام أراد األلباني أن يجهز على الحديث مرة واحدة واليدع للنزاع معه طريقا فتناول الطعن في

الحديث من جهة معناه فقال ولوائح الوضع عليه ظاهرة وهذا منه مجرد تحكم بالهوى ودفع بالصدر

وإال فما الذي يلوح عليه من عالمات الوضع ؟.

أقول : إن من يعمل بالحديث ليله ونهاره ويتذوق حالوته فبمجرد أن يمر عليه كالم منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيعرف إذا كان من كالم النبي صلى الله عليه وسلم أم ال لمجرد أن يرى آثار النبوة عليه لكن اليجعل كالمه هذا مقدما على النقد العلمي

وإنما ينقد السند نقدا علميا ثم يضيف إليه ذوقه الذي تذوقه من الحديث ولصنيع األلباني هذا عند

الحفاظ سابقة فقال ابن كثير في الباعث الحثيث النوع الثالث عشر المعلل من الحديث " وهو فن

خفي على كثير من علماء الحديث حتى قال بعض حفاظهم معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل وإنما يهتدي

إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم ... فمن األحاديث المروية ما عليه أنوار النبوة ومنها ماوقع

فيه تغيير لفظ أو زيادة باطلة أو مجازفة أو نحو ذلك يدركها البصير من أهل هذه الصناعة " . وأما من

طمس الله على بصره وبصيرته فاليحسن حتى أن يقرأ لغة القوم واليفهم اصطالحاتهم فكيف يرى آثار

النبوة على الحديث هذا مستحيل . ثم إنك أضفت إلى الحارث صاحبك هذا الذي اتهمه األلباني بالوضع علال أخرى وحاولت إلصاق الوضع بأناس آخرين في السند

مما يزيد في ظالمة السند فهل زيادة العلل تصححالحديث أم تنزل به إلى الحضيض.

:51- وقال الغماري في ص 63

" وورد ما يشهد له في أحاديث كثيرة ".

أقول : أين هي بالله عليك ؟

:51- وتابع الغماري في ص 64

" وورد موقوفا عن أبي مسعود ـ والصواب ابن مسعود ـ بلفظ " المتقون سادة والفقهاء قادة

ومجالسهم زيادة " . رواه الطبراني في الكبير قال ورجاله موثقون.1/126الهيثمي في المجمع

أقول : هل األثر الموقوف على الصحابي هو بمثابة المرفوع وهل يكون عليه آثار النبوة ثم أال تدري أن اصطالح القوم رجاله موثقون التعني صحة الحديث

أو األثر ألنها تقتصر على أن رجال السند وصفوا بالثقة وهذا اليدفع االنقطاع في السند وال التدليس

وال االختالط الذي طرأ على بعض الرواة والتغير الحفظ واألثر الموقوف رواه الخطيب في " الفقيه

قال :1/32والمتفقه "

أنا الحسين بن عمر الغزال وعبد الله بن يحيى السكري قال أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا عباس

بن عبد الله الترقفي نا أبو عبد الرحمن المقري ) في األصل القري وفيه خطأ مطبعي ( نا سعيد ـ

يعني ابن أبي أيوب ـ عن عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ) في األصل عبد

الرحمن بن حجيرة وهو سقط مطبعي ( عن أبيه قال كان عبد الله بن مسعود يقول فذكره وقال الهيثمي

في مجمع الزوائد رجاله موثقون وهو كما قال فرجاله كلهم ثقات ماعدا عبد الله بن الوليد بن قيس

بن األخرم التجيبي المصري قال الحافظ في التقريب لين الحديث وقال في التهذيب ذكره ابن

حبان في الثقات وضعفه الدارقطني فقال اليعتبربحديثه . فاألثر عن ابن مسعود ضعيف.

:52- ثم قال الغماري في ص 65

" وإذا كان األلباني اليقول بقاعدة واليرجع إلى أصل يحتكم إليه وهو يخترع القواعد على حسب ما يظهر له ويريد فهمه ولهذه تجده في كالمه على األحاديث

يصحح ويضعف ويثبت ويبطل بما يخالفه هو نفسهإذا اقتضى نظره وجداله وخصامه ولدده ذلك.

أقول : أي قاعدة اخترعها األلباني وطبقها وهي غير موجودة في كتب المصطلح ثم من الذي يصحح

ويضعف خالفا لجمهور علماء المسلمين ويخطئ ما سار عليه علماء األمة وقرروه منذ أربعة عشر قرنا

واآلن يطلع علينا بتوثيق الكذابين ويعيب على البخاري ومسلم أنهما لم يخرجا للحارث الكذاب

واعتباره في مقدمة رجالهما ومن يدري غدا فقد يطعن في رجال الصحيح فال عجب من ذلك ثم يدعونا

لتصحيح أحاديث الموضوعات البن الجوزي.

:52- وقال الغماري في ص 66

"ألن قواعده ) أي األلباني ( مبعثرة فال هي تابعة ألهل الحديث وال ألهل األصول وال للفقهاء وغرضه

بذلك الهرب من الوقوع في يد خصمه إذا ) في األصل إذ وهو خطأ ( وقع في نزاع فيما يختاره من األقوال الشاذة الواهية وهي كثيرة في صفة صالته وتجهيز جنازته وحجاب امرأته وحلية نسائه وسلسلة

أحاديثه " .

أقول لهذا المتعالم المتعجرف : إنك لم تقرأ القرآن ولم تتذوق معناه ولم تتأدب بأخالقه فتسمي كتب األلباني بغير مسماها فتشير إلى كتاب صفة صالة

النبي صلى الله عليه وسلم بصفة صالته فإن اعتبرت أن األلباني هو النبي صلى الله عليه وسلم فقد

كفرت وإن اعتبرت أن هذه هي صفة صالة األلباني اخترعها من عنده فقد أنكرت أحاديث النبي صلى

الله عليه وسلم ورددتها فقد كفرت وما قيل عن هذا الكتاب يقال عن باقي الكتب التي ذكرها الغماري

مستهزئا بها . أما تجهيز جنازته فال يوجد كتاب بهذا االسم العنده والعند غيره وإنما عنده كتاب أحكام

الجنائز وبدعها فإن كنت تدعو عليه بهذا التعبير التهكمي فال مانع عندنا وعنده بعد أن ذهب رحمه الله

تعالى إلى لقاء ربه وتجهزت جنازته على السنةوذهب إلى لقاء ربه

بنفس راضية مرضية وأما أنت إذا أبيت إال أن تكون جنازتك على غير هذه الصفة ويكون لقاؤك لله على

غير هذا اللقاء فلك ذلك إن شاء الله.

:52- وتابع الغماري ص 67

" بحيث لو تتبعها اإلنسان ألخرج منها كتابا مفيدا للفكاهة وقت االستراحة من العمل الشاق يصلح أن

يكون ذيال لكتاب أخبار الحمقى والمغفلين البنالجوزي رحمه الله تعالى.

أقول : إن هذا الكالم يستحيي أن يقوله وأن يجاهر به أشد الناس إلحادا فكيف تدعي بأنك محدث المغرب

وبكل صفاقة وقلة حياء تتبع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي استشهد بها األلباني في كتبه ثم الترفعها لتصبح كتابا وإنما ذيل كتاب ألخبار

الحمقى والمغفلين قبحك الله من محدث وقبح علمك والبارك الله بك وال بعلمك ولو أقيم حكم إسالمي

لحكم عليك باإلعدام الستهزائك بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما استهزاء ولسوف تتفكه

بهذه األحاديث وقت االستراحة من العذاب في جهنم إن شاء الله إن كان هناك وقت لالستراحة وما أظن

ذلك فـ " إذا لم تستح فافعل ما شئت " أخرجه البخاري في األدب باب إذا لم تستح وأبو داود في األدب باب الحياء وابن ماجة في األدب باب الحياء

وأحمد عن أبي مسعود وعن حذيفة فلست أقل سوءا وشرا من سلمان رشدي صاحب كتاب اآليات

الشيطانية الذي نبذه المسلمون وهددوا حياته فهويعيش اآلن كالجرذان ويهرب من وكر لوكر.

: " ومن شذوذه52- وقال الغماري في ص 68المضحك "

أقول : نعم شذوذه عن جادة الكفر واتباعه طريقاإليمان ) فليضحكوا قليال وليبكوا كثيرا ) )التوبة اآلية

82.)

بقوله :52- وتابع الغماري في ص 69

" ما وقع منه في شأن الحارث من جزمه بكذبه واعتراضه علي في توثيقي له األمر الذي يوهم الغر

المبتدئ أني تفردت بذلك عن الجمهور.

قلت : قد برهنا ذلك هنا وسنوضح إجماع األمة على ذلك في أواخر الرسالة إن شاء الله وهذا الذي أثار

حنقك وضغينتك عليه فلم يتركك تسرح وتمرحوتضلل المسلمين.

بحديث52- ثم يستشهد محدث المغرب في ص 70 موضوع آخر وينسبه لرسول الله صلى الله عليه

وسلم أال و هو " اتركوا الترك ".

أقول : لفظ الحديث " اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الله عز وجل بنو /3قنطورا من كركرا " رواه الطبراني في الكبير

و أبو152/5 والخالل في أصحاب ابن منده 1 / 76 جعفر الطوسي في األمالي عن مروان بن سالم الجزري عن األعمش عن أبي وائل وزيد بن وهب

) الطبراني والخالل عن ابن مسعود ( ) و الطوسي عن حذيفة ( به و فيه مروان بن سالم الجزري قال البخاري ومسلم وأبو حاتم منكر الحديث و قال أبو

10/93عروبة الحراني يضع الحديث تهذيب التهذيب فهل هذا الراوي الوضاع أيضا عندك ثقة و لكي تدعم

حديثك هذا يافضيلة الشيخ عليك أن تؤلف رسالة أخرى في توثيق الجزري وتطعن في البخاري ومسلم

لطعنهم في هذا الراوي الكذاب و تتابع سلسلة رسائلك بتوثيق باقي الكذابين والوضاعين لتدعم بها األحاديث الموضوعة التي تستشهد بها وتدلسها على

المسلمين.

و لم يكتف محدث المغرب بتوثيق الكذابين بل ذهبيستشهد باألحاديث الموضوعة أيضا.

فما فائدة االشتغال بعلم الحديث والمهاترات فيه إذا كان ال فرق عندك في االستشهاد بين الحديث

الصحيح والموضوع قل كل صحيح و كفى . فقبل صفحات دافعت عن حديث موضوع " األنبياء سادة ...

" و ها أنت تستشهد بحديث موضوع آخر " اتركوا الترك " و قد قال الله تعالى في حق أحبار اليهود

لوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل ) مثل الذين حم ( .5الحمار يحمل أسفارا ) )الجمعة اآلية

وها أنت تحمل علما وتسود صفحات لتدلس على الناس توثيق كذاب ولم تتأن حتى يتقبل الناس منك

ذلك بل عاجلتهم بحديثين موضوعين أحدهما من طريق صاحبك الكذاب الحارث و اآلخر يساندك في

شتم األلباني و طبعا هذا هو هدفك من توثيق الكذابين و قد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقال أيضا "

من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين."

:53- و تابع الغماري قوله في ص 71

" و كذلك أقواله الشائنة فيما يتعلق بذات الله تعالى مما يدل على أنه ال يعرف ما يستحيل وصف الحق

تعالى به كقوله العصمة لله تعالى.

أقول : العصمة هي المنع من الخطأ والله سبحانه و تعالى ال يجوز عليه الخطأ لكماله سبحانه و طبعا ال

يعصمه غيره وإنما كماله.

- ثم يأتي دور الصياد السقاف ليعلق على قوله72 في الحاشية بقوله :52ص

" و كإقراره لشارح الطحاوية في ما ذكره في الشرح من أغالط كقدم نوع العالم وإثبات الحد لله دون أن

يعلق على تلك العبارات باإلنكار ".

أقول : إن األلباني لم ينتقد صاحب الكتاب و لم يناقشه آراءه وعقيدته بل كان كل عمله فيه تخريج أحاديثه فسكوته هنا ال يختلف عن سكوته في جميع

ما أصاب به الشارح أو أخطأ أما التحقيق واالنتقاد فقد تركه لمشروع آخر كما قال في التوضيح و لو

نظرت إلى غالف الكتاب لرأيت : خرج أحاديثه محمدناصر الدين األلباني.

و مع ذلك فإن الشيخ ناصرا قد علق على ذلك ورد قول شارح الطحاوية كما سيأتي مما يبين كذب

السقاف أو جهله وغفلته وحكمه على الشيء بدونعلم.

من الطبعة295فقد علق الشيخ ناصر في الصفحة من الطبعة الثالثة على حديث233الرابعة و الصفحة

:

" إن أول ما خلق الله القلم ....... " ) و في الحديث إشارة إلى الرد على من يقول من العلماء بحوادث ال

أول لها ( . ثم من يثبت الحد لله سبحانه و تعالى فلقد وصفنا الله سبحانه و تعالى بما وصف به نفسه

فقال تعالى :

حمن على العرش استوى { ) طه اآلية (.5} الر

(.10} إليه يصعد الكلم الطيب { ) فاطر اآلية

يك ورافعك إلي { ) آل عمران اآلية (.55} إني متوف

} وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه { ) النساء آية157 - 158.)

(.50} يخافون ربهم من فوقهم { ) النحل اآلية

ماء أن يخسف بكم األرض { } أأمنتم من في الس (.16) الملك اآلية

وح إليه { ) المعارج } ذي المعارج تعرج المالئكة والر ( .4 - 3اآلية

} وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغماوات فأطلع إلى إله موسى األسباب أسباب الس

(.37 - 36وإني ألظنه كاذبا { ) غافر اآلية

و قد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية باإليمان حين سألها " أين الله " فقالت في السماء .

رواه مسلم في المساجد باب تحريم الكالم في الصالة وأبو داوود في الصالة باب تشميت العاطس

في الصالة و في اإليمان باب الرقبة المؤمنة والنسائي في السهو باب الكالم في الصالة ومالك

في العتق باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة ،2/291 و أحمد 242والشافعي في الرسالة فقرة

5/447 - 448 - 449.

لكننا ال نكيف كيف هو في السماء و ال نشبهه بشيء كالمجسمة وال ننفي عنه الجهة حتى يصبح عدما

كالمعتزلة فالله سبحانه وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن عن خلقه وقد نقل الذهبي رحمه الله

عن الرسول ) وعن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأئمة الحديث والفقه وعلماء األمة سلفهم وخلفهم

قولهم بالعلو ومن شاء التوسع فليراجع في هذا كتاب ) العلو للعلي الغفار ( . لكننا النقول بعقيدة

الحلول كعقيدة الحالج " ما في الجبة إال الله " والنقول بعقيدة االتحاد كعقيدة ابن عربي الذي يقول

إن الله سبحانه وتعالى اتحد بمخلوقاته ويدلل علىذلك بقوله :

العبد رب والرب عبد * * * فما أدري من المكلف

ويقول أيضا :

وما الكلب والخنزير إال إلهنا * * * وما الله إال راهبفي كنيسة

وما هذا الكالم إال لقوله بأن الله سبحانه وتعالى اتحد بمخلوقاته فإن عبد الله عبد نفسه وإن عبد نفسه

عبد الله وكذلك فإلهه يظهر في الكلب ويظهر في الخنزير ويظهر في الراهب فأي شيء يعبده ابن

عربي فكأنما عبد الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فهل هذه العقيدة التي تعتقدها ياسقاف هل تعتقد

أن الكلب إلهك والخنزير إلهك والحجر إلهك والشجرإلهك أم تعتقد أنك أنت الله ؟!

نحن مسلمون مؤمنون موحدون ياسقاف ولسنا عبدة أوثان وننزه ربنا عن الحلول واالتحاد والتعطيل

واإلحداث وعن كل مااليليق به سبحانه وتعالى فإن اخترت أنت غير هذه العقيدة فأنت حر } قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني

وسبحان الله وما أنا من المشركين {) يوسف اآلية108.)

صفحات ليدافع عن7- ثم عقد الغماري فصال من 73 الحارث وعن تشيعه ويرمي األلباني بالقصور

العتراضه عليه في توثيقه الحارث لكونه شيعيا وأخذ يستشهد بالصحيحين في قبولهما أحاديث الشيعة

وصال وجال بكالم الخالف عليه بين العلماء ولم يقل األلباني خالفه فاأللباني لم يضعف الحارث لكونه شيعيا لكنه جرت العادة لدى المحدثين أن يضيفوا

للراوي بدعته إلى كذبه أو ضعفه وليست سببا لضعفه وإنما تكون له حافزا ودافعا لكذبه في أكثر األحيان وليس دائما وقد قال الذهبي عن أبان بن

تغلب شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليهبدعته.

أما أنت ياغماري فلجوؤك لهذا البحث ناتج عن غبائك وعدم فهمك لغة القوم ومرادهم بنسبة البدعة إلى

المترجم حين يذكرون ضعفه كغبائك في توثيقالحارث وظنك سؤال الحسن والحسين له توثيقا له.

لحديث " أنا سيد58- ثم تطرق الغماري في ص74 ولد آدم وعلي سيد العرب " وقال فإنه ) أي

األلباني ( حكم بوضعه في مقدمة كتبها لبعض الرسائل مستدال على وضعه بأن روح التشيع واضحة

في الحديث وال أدري أين هذا التشيع الذي وضح له من الحديث مع أن الحديث له شواهد وطرق وعلى

قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي أال نقبل حديثا في فضل علي عليه السالم ولو تواتر إذا كان يخبر بفضل

لعلي اليوجد لغيره من الصحابة رضوان الله عليهم كحديث " من كنت مواله فعلي مواله اللهم وال من

وااله وعاد من عاداه و انصر من نصره ".

أقول : أين قال األلباني أن القاعدة أن يستدل على الحديث بوضعه بأن روح التشيع واضحة فيه فهذا لم

يقل به أحد ولقد ذكرنا سابقا بأنه جرت عادة المحدثين أن ينقدوا سند الحديث وبعد أن يتبين لهم

ضعفه أو وضعه ينتقلوا للتكلم على معناه ومرماهويتبينوا نور النبوة فيه أو ظلمة الوضع.

فهاهو الحاكم يروي الحديث األول في المستدرك " أنا سيد ولد آدم .... " وقال هذا حديث3/124

صحيح اإلسناد ولم يخرجاه وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق ولوال ذلك لحكمت بصحته

على شرط الشيخين . وعقب عليه الذهبي بقوله قلت أظن أنه هو الذي وضع هذا وكذلك شاهده عقب

عليه الذهبي بقوله قلت وضعه ابن علوان وكذلك شاهده الثالث بقوله ورواه عمر بن موسى الوجيهي

عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا قلت عمر وضاع فهل يجبر الوضاع حديث وضاع يامحدث المغرب وهل الذهبي الذي وصفته بالحافظ الناقد المتقن الذي لم يأت بعد يحيى بن معين مثله كما قلت يقلد غيره في الحكم على الحديث بالوضع أم أنه أيضا محدث أوراق

وصحف ؟ أم أنه اليعرف أن الوضاع يجبر ويشهد لحديث الوضاع وعرفته أنت ؟ فاسمع إلى ماقاله أبو

من الباعث الحثيث تعليق40عمرو بن الصالح ص أحمد شاكر : اليلزم من ورود الحديث من طرق

متعددة كحديث األذنان من الرأس أن يكون حسنا ألنالضعف يتفاوت

فمنه مااليزول بالمتابعات يعني اليؤثر كونه تابعا أو متبوعا كرواية الكذابين والمتروكين ومنه ضعف يزول

بالمتابعة كما إذا كان راويه سيء الحفظ أو روىالحديث مرسال فإن المتابعة تنفع حينئذ.

فهل عرفت ياغماري من أين وضح له التشيع في هذا الحديث رغم شواهده وطرقه ألن فيها كلها وضاعين

شيعة اليخشون الله فيكذبون على الله ورسولهليؤيدوا دعاويهم.

أما قوله : وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي أال نقبل حديثا في فضل علي عليه السالم ولو تواتر السيما إذا كان يخبر بفضل لعلي اليوجد لغيره من

الصحابة كحديث " من كنت مواله فعلي مواله اللهم وال من وااله وعاد من عاداه وانصر من نصره " .

فكالمك ينبئ عن أنك شيعي متحرق فضال عن جهلك بعلم الحديث فمتى رفض األلباني أو أي محدث سني

حديثا صحيحا يخبر بفضل علي إال إذا ركبه شيعي متحرق مثلك فال يقول به األلباني والغيره وليس إن

كان فيه فضل لعلي بل إذا كان ألبي بكر بل وللرسول الكريم ) فالفضائل التنسج باألحاديث

الموضوعة وإنما تروى بالسند الصحيح عن الصادق المصدوق وأما أنك تأتي إلى كل حديث فيه فضيلة

لعلي وتقول إنه صحيح حتى ولو كان موضوعا فهذا لم يقل به عاقل . أما الحديث " من كنت مواله فعلي

مواله ... " فقد تتبع الشيخ ناصر طرقه في سلسلة وصححه لتعدد طرقه1750األحاديث الصحيحة برقم

بل قال عن الشطر األول " من كنت مواله فعلي مواله " بأنه متواتر والشطر الثاني " اللهم وال من وااله وعاد من عاداه " صحيح بمجموع طرقه الكثيرة إال أنه توقف في الشطر األخير " وانصر من نصره " لعدم وقوفه سوى على طريق واحدة ضعيفة ورجح

أن يكون تفسيرا للشطر الثاني وزيادة على ذلك الم شيخه ابن تيمية لتسرعه بالحكم على الشطر األول بالضعف والشطر الثاني بالوضع وعدم جمعه طرقه

قبل الحكم عليه . فالرجل ليس منحرفا عن عليفعلي رضي الله عنه هو

صحابي وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره على ابنته فاطمة التي هي أحب بناته إليه وهو رابع

الخلفاء الراشدين المهديين وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم - في فئة معاوية بأنها الفئة الباغية

بقوله لعمار " تقتلك الفئة الباغية " رواه الترمذي عن أبي هريرة في مناقب عمار والطيالسي عن أبي

سعيد وعن أم سلمة في مناقب عمار والبرقاني واإلسماعيلي بطرق يعضد بعضها بعضا وصححه

األلباني . وقد قتل عمار وهو في فئة علي.

أما أن يقر األلباني بكل مايدعيه الشيعة في فضل علي فهذا ماال يفعله كما أنه اليفعله إذا ورد في

فضل أبي بكر أو عمر أو النبي -صلى الله عليه وسلم- إال بطريق صحيح.

قوله : وهكذا إذا اتبع58- وأضاف في ص 75 اإلنسان كل جاهل وأجاب كل صارخ ولم يعمل النظر

ويبحث عن األقوال قبل قائلها فإنه يرد السنة الصحيحة جملة ويعطي مع ذلك السالح ألعداء الدين

ومالحدة العصر في رد مااليعجبهم ويوافق هواهممن حديث سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - .

قلت : هذا الكالم صحيح وأضيف إليه ويوثقون الكذابين ليدسوا أكاذيبهم في دين المسلمين

ويهدموا دينهم.

وقبل أن أجمع كالم علماء الجرح في الحارث أرى أن أورد هنا بعض ما أورده مسلم في مقدمة صحيحه وما علق عليه النووي في شأن الحارث : فقد روى مسلم

في مقدمة صحيحه بسنده إلى الشعبي قال حدثنيالحارث األعور الهمداني وكان كذابا.

فعلق النووي عليه بقوله بعد ضبط اسم الشعبي ولد ) أي الشعبي ( لست سنين خلت من خالفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الشعبي إماما عظيما

جليال جامعا للتفسير والحديث والفقه والمغازي والعبادة قال الحسن كان الشعبي والله كثير العلم

عظيم الحلم

قديم السلم من اإلسالم بمكان . وأما الحارث األعور فهو الحارث بن عبد الله وقيل ابن عبيد أبو زهير

الكوفي متفق على ضعفه.

ثم روى مسلم بعده بسنده : حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد األشعري حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث

األعور وهو يشهد أنه أحد الكذابين.

فعلق عليه النووي بقوله هذا إسناد كله كوفيون . فهذا دليل على كذب الغماري بأن الحارث مقدم عند الكوفيين وهؤالء الرواة الكوفيون كلهم ينقل تكذيب

الشعبي للحارث دون أن يعترض عليه أو يرده ثم روى مسلم بسنده إلى إبراهيم ) وهو النخعي ( قال قال

علقمة قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث القرآن هين الوحي أشد . ثم روى بسنده إلى الحارث أنه قال : تعلمت القرآن في ثالث سنين والوحي في

سنتين أو قال الوحي في ثالث سنين والقرآن في

سنتين.

وعلق عليه النووي بقوله فقد ذكره مسلم في جملة ما أنكر على الحارث وجرح به وأخذ عليه من قبيح

مذهبه وغلوه في التشيع وكذبه.

قال القاضي عياض رحمه الله وأرجو أن هذا من أخف أقواله الحتماله الصواب فقد فسره بعضهم بأن الوحي هنا الكتابة ومعرفة الخط قال الخطابي يقال أوحى ووحى إذا كتب ) ولم يقل أحد أن الكتابة أشد

من تعلم القرآن واليتالءم هذا التفسير مع كالم الحارث ( . وعلى هذا ليس على الحارث درك وعليه

الدرك في غيره قال القاضي ولكن لما عرف من قبح مذهبه وغلوه في مذهب الشيعة ودعواهم الوصية

إلى علي رضي الله عنه وسر النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وعلم الغيب مالم يطلع غيره عليه بزعمهم سيء الظن بالحارث في هذا وذهب به ذلك

المذهب ولعل هذا القائل فهم من الحارث معنىمنكرا فيما أراده والله أعلم.

ثم أورد مسلم بعد ذلك بسنده إلى إبراهيم أنالحارث اتهم.

ثم أورد مسلم بسنده إلى حمزة الزيات قال سمعة الهمداني من الحارث شيئا فقال له اقعد بالباب مر

قال فدخل مرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارثبالشر فذهب.

كان ابن سيرين1/435ونقل الذهبي في الميزان يرى أن عامة مايروى عن علي باطل . ونقل عن

الشعبي : ما كذب على أحد من هذه األمة ما كذبعلى علي رضي الله عنه.

فيا أيها الغماري هل نزل الوحي على هذا الحارث فرآه أشد من القرآن ؟ أم أنك تكذب وإياه ؟ ثم هل

رجل يدعي نزول الوحي عليه يوثق وال يوصفبالكذب ؟ تالله ألنت أكذب منه !

ترجمة الحارث

واآلن نعود إلى بحثنا ونورد ماقاله أهل العلم فيالحارث األعور الكذاب :

:2/145- يقول ابن حجر في التهذيب الحارث بن عبد الله األعور الهمداني الخارفي أبو

زهير الكوفي ويقال الحارث بن عبيد ويقال الحوتي وحوت بطن من همدان روى عن علي وابن مسعود

وزيد بن ثابت وبقيرة امرأة سلمان . روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وأبو البختري الطائي

وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن مرة وجماعة.

- قال مسلم في مقدمة صحيحه ثنا قتيبة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث األعور وكان

كذابا.

- وقال منصور عن إبراهيم إن الحارث اتهم.

- وقال أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبيإسحاق زعم الحارث األعور وكان كذابا.

- وقال يوسف بن موسى عن جرير كان الحارثزيفا.

- وقال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم.

- وقال الثوري كنا نعرف فضل حديث عاصم بنضمرة على حديث الحارث.

- وقال عمرو بن علي كان يحيى وعبد الرحمن اليحدثان عنه غير أن يحيى حدثنا يوما عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث يعني عن علي : " اليجد عبد طعم اإليمان حتى يؤمن بالقدر " فقال هذا خطأ من شعبة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن

عبد الله وهو الصواب.

- وقال أبو خيثمة كان يحيى بن سعيد يحدث عنحديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث.

- وقال الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصموالحارث فقال مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب.

- وقال الدوري عن ابن معين الحارث قد سمع منابن مسعود وليس به بأس.

- وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة . قالعثمان ليس يتابع ابن معين على هذا.

- وقال أبو زرعة اليحتج بحديثه.

- وقال أبو حاتم ليس بقوي والممن يحتج بحديثه.

- وقال النسائي ليس بالقوي.

- وقال في موضع آخر ليس به بأس.

- وقال مجالد قيل للشعبي كنت تختلف إلى الحارث قال نعم أختلف إليه أتعلم منه الحساب كان أحسب

الناس.

- وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث ثنى

بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث.

- وقال علي بن مجاهد عن أبي جناب الكلبي عن الشعبي شهد عندي ثمانية من التابعين الخير فالخير

منهم سويد بن غفلة والحارث الهمداني حتى عدثمانية أنهم سمعوا عليا يقول فذكر خبرا.

- وقال ابن أبي داوود كان الحارث أفقه الناس وأحسب الناس وأفرض الناس تعلم الفرائض من

علي.

- وقال البخاري في التاريخ عن أبي إسحاق إن الحارث أوصى أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد

الخطمي.

- قلت وفي مسند أحمد عن وكيع عن أبيه قال حبيب بن أبي ثابت ألبي إسحاق حين حدث عن الحارث عن

علي في الوتر يا أبا إسحاق يساوي حديثك هذا مألمسجدك ذهبا.

- وقال الدارقطني الحارث ضعيف.

- وقال ابن عدي عامة مايرويه غير محفوظ.

- وقال ابن حبان كان الحارث غاليا في التشيع واهيا.65في الحديث مات سنة

- وكذا ذكر وفاته إسحاق القراب في تاريخه وقرأتهبخط الذهبي.

- وقال ابن أبي خيثمة قيل ليحيى يحتج بالحارثفقال مازال المحدثون يقبلون حديثه.

- وقال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث أظن الشعبي عوقب بقوله

في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبه وإنمانقم عليه إفراطه في حب علي.

- وقال ابن سعد كان له قول سوء وهو ضعيف فيروايته ) في األصل رأيه والتصويب من الطبقات (.

- وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري الحارث األعور ثقة ما أحفظه وما أحسن

ماروى عن علي وأثنى عليه قيل له فقد قال الشعبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث

إنما كان كذبه في رأيه.

- وقرأت بخط الذهبي في الميزان : والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به والجمهور على توهينه

مع روايتهم له في األبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في حكاياته ال في

الحديث.

- قلت ) القائل ابن حجر ( لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة

وآخر في اليوم والليلة متابعة هذا جميع ماعنده.

- وذكر الحافظ المنذري أن ابن حبان احتج به في صحيحه ولم أر ذلك البن حبان وإنما أخرج من طريق

عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله الكوفي عن ابن مسعود حديثا والحارث بن عبد الله الكوفي هذا هو عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث األعور كذا

ذكر في الثقات وإن كان قوله هذا ليس بصواب واللهأعلم . انتهى بحروفه.

:1/435- وقال الذهبي في الميزان 2

- الحارث بن عبد الله الهمداني األعور من كبار علماء التابعين على ضعف فيه يكنى أبو ) في األصل أبا

وهو خطأ ( زهير عن علي وابن مسعود وعنه عمروبن مرة وأبو إسحاق وجماعة.

- قال شعبة لم يسمع أبو إسحاق منه إال أربعة أحاديث وكذلك قال العجلي وزاد وسائر ذلك كتاب

أخذه.

- وروى مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث األعور ـوكان كذابا.

- وقال منصور عن إبراهيم إن الحارث اتهم.

- وروى أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال لم يكنالحارث يصدق عن علي في الحديث.

- وقال ابن المديني كذاب.

- وقال جرير بن عبد الحميد كان زيفا.

- وقال ابن معين ضعيف.

- وقال عباس عن ابن معين ليس به بأس.

- وكذا قال النسائي وعنه ) عن ابن معين ( قال ليسبالقوي.

- وقال الدارقطني : ضعيف.

- وقال ابن عدي عامة مايرويه غير محفوظ.

- وقال يحيى القطان عن سفيان قال كنا نعرففضل حديث عاصم على حديث الحارث.

- وقال عثمان الدارمي سألت يحيى بن معين عن الحارث األعور فقال ثقة قال عثمان ليس يتابع

يحيى على هذا.

- حصين عن الشعبي قال ما كذب على أحد من هذهاألمة ماكذب على علي رضي الله عنه.

- وقال أيوب كان ابن سيرين يرى أن عامة مايروىعن علي باطل.

- وقال األعمش عن إبراهيم إن الحارث قال تعلمتالقرآن في ثالث سنين والوحي في سنتين.

- وقال مفضل بن مهلهل عن مغيرة سمع الشعبييقول حدثني الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين.

- وروى محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق قالزعم الحارث األعور وكان كذابا.

- جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث األعور القرآن هين

الوحي أشد من ذلك.

- وقال بندار أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضربا على نحو من أربعين حديثا من حديث الحارث

عن علي.

- جرير عن حمزة الزيات قال سمع مرة الهمداني من الحارث أمرا فأنكره فقال له اقعد حتى أخرج إليك

فدخل مرة فاشتمل على سيفه فأحس الحارث بالشرفذهب.

- وقال ابن حبان كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث وهو الذي روى عن علي قال لي النبي

صلى الله عليه وسلم " التفتحن على االمام في الصالة " رواه الفريابي عن يونس بن أبي إسحاق

عن أبيه عنه وإنما هو قول علي.

- محمد بن يعقوب بن عباد عن محمد بن داود عن إسماعيل عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنين المريض تسبيحه وصياحه تهليله ونومه

على الفراش عبادة ونفسه صدقة وتقلبه جنبا بجنب قتال لعدوه ويكتب له من الحسنات مثل ما كان يعمل

في صحته فيقوم وما عليه خطيئة أخرجه البخاريفي كتاب الضعفاء له.

- قال أبو بكر بن أبي داود كان الحارث األعور أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس تعلم الفرائض

من علي.

- و حديث الحارث في السنن األربعة و النسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره والجمهور

على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في األبواب فهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه كان

يكذب في لهجته وحكايته وأما في الحديث النبوي فالوكان من أوعية العلم.

- قال مرة بن خالد : أنبأنا محمد بن سيرين قال كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت

منهم أربعة و فاتني الحارث فلم أره و كان يفضل عليهم و كان أحسنهم و يختلف في هؤالء الثالثة

أيهم أفضل علقمة و مسروق و عبيد مات الحارثسنة خمس و ستين.

و اآلن لننقل تراجمه من غير التهذيب و الميزانمقتصرين على ما يتعلق منها بالرواية فقط :

: الحارث .....1/141- قال ابن حجر في التقريب 3 كذبه الشعبي في رأيه و رمي بالرفض و في حديثه

ضعف.

:58- قال الخزرجي في خالصة تذهيب الكمال ص 4 قال الشعبي وابن المديني كذاب ، قال ابن معين في رواية والنسائي ليس به بأس وقال أبو حاتم

والنسائي في رواية ليس بالقوي وقال ابن معينضعيف له في س ) رمز النسائي ( حديثان.

: قال ابن141- قال الذهبي في المفني ص 5 المديني كذاب وقال الدارقطني ضعيف وقال

النسائي ليس بالقوي وقد كذبه الشعبي وقال أبو بكر بن عياش عن مغيرة : لم يكن يصدق عن علي

في الحديث إال أصحاب عبد الله.

: كان غاليا في1/222- قال ابن حبان في الضعفاء 6 التشيع واهيا في الحديث . قال الشعبي حدثنا

الحارث و أشهد أنه أحد الكذابين حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي سمعت العباس بن محمد يقول

سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال سمع مرة الهمداني من الحارث األعور شيئا فأنكره فقال له اقعد حتى أخرج إليك فدخل

مرة واشتمل على سيفه وأحس الحارث بالشر فذهب . وروى عن أحمد بن زهير بسنده سئل يحيى بن

معين عن الحارث صاحب علي فقال ضعيف . وروى بسنده أيضا عن أبي نعيم سمع الحارث من علي عليه السالم أربع أحاديث ) و هو راوية علي لم يسمع منه

سوى أربعة أحاديث (.

: حارث بن29- قال النسائي في الضعفاء له ص 7عبد الله األعور ليس بالقوي.

: كان6/116- قال ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 له قول سوء وهو ضعيف في روايته . وروى عن

علباء بن أحمر أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال من يشتري علما بدرهم ) قيمة الورق الذي

يكتب عليه ( فاشترى الحارث األعور صحفا بدرهم ثم جاء بها عليا فكتب له علما كثيرا ) و مع ذلك لم

يسمع منه سوى أربعة أحاديث كما

روى ابن حبان ( و قال روى جرير عن مغيرة عنالشعبي قال حدثني الحارث األعور و كان كذوبا.

: واتهمه3/78- قال ابن أبي حاتم في الجرح 9 الشعبي بالكذب ولم يسمعه إبراهيم النخعي . حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد األشج نا أبو أسامة حدثني

مفضل بن مهلهل قال حدثني مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث وأنا أشهد أنه أحد

الكذابين . حدثنا أبي نا أحمد بن يونس نا زائدة عن

منصور ومغيرة عن إبراهيم قال اتهم الحارث األعور.

- حدثنا أبو سعيد األشج نا أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق قال زعم الحارث و كان

كذوبا.

- حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ثنا أبي قال قال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث

بأرضاهم كان غيره أرضى منه كانوا يقولون إنهصاحب كتب . وكان ابن مهدي قد ترك حديث الحارث.

- حدثنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال قيل ليحيىبن معين الحارث صاحب علي فقال ضعيف.

- حدثنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعتأبي يقول الحارث األعور كذاب.

- سألت أبي عن الحارث األعور فقال ضعيف الحديثليس بالقوي و ال ممن يحتج بحديثه.

- سمعت أبا زرعة يقول الحارث األعور ال يحتجبحديثه.

: قال لنا1/273- قال البخاري في التاريخ الكبير 10ابن يونس عن زائدة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.

- و قال أبو أسامة حدثنا مفضل عن مغيرة سمعتالسدي حدثنا الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين.

: قال1/156- قال البخاري في التاريخ الصغير 11 الشعبي حدثني الحارث و كان كذابا ، حدثني أحمد بن

يونس ثنا زائدة عن مغيرة عن إبراهيم أنه اتهمالحارث.

: قال ابن28- قال البخاري في الضعفاء له ص 12 يونس عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم أنه اتهم

الحارث.

:1/73- و قال ابن العماد الحنبلي في الشذرات 13 و فيها ) أي سنة خمس وستين ( توفي الحارث بن

عبد الله الهمداني الكوفي األعور صاحب علي وابن مسعود و كان متهما بالكذب و حديثه في السنن

األربعة.

3/288- قال النووي في المجموع شرح المهذب 14 من طبعة مطبعة اإلمام بمصر : و أما األثر عن علي

رضي الله عنه فضعيف أيضا ألن الحارث األعور متفق على ضعفه و ترك االحتجاج به و كذلك قال في

شرحه لمسلم في مقدمة صحيحه متفق على ضعفه.

- قال محمد شمس الحق العظيم آبادي في تعليقه15 أما رواية علي في3/80على سنن الدارقطني

الكتاب ففيها الحارث بن عبد الله األعور ضعيف جدا.

واآلن لكي نستوعب ما قيل فيه نجمع اآلراء ونحذفالمكرر وبعزل الجارحين عن الموثقين:

- مسلم عن قتيبة عن جرير عن مغيرة عن الشعبيحدثني الحارث األعور وكان كذابا.

- ابن أبي حاتم عن أبيه عن أحمد بن يونس عن زائدةعن منصور ومغيرة عن إبراهيم قال : اتهم الحارث.

- أبو سعيد األشج عن أبي معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق زعم الحارث األعور وكان

كذابا.

- يوسف بن موسى عن جرير كان الحارث زيفا.

- ابن أبي حاتم عن ابن أبي خيثمة عن أبيه عن أبي بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره

أرضى منه كانوا يقولون إنه صاحب كتب.

- يحيى القطان عن الثوري : كنا نعرف فضل حديثعاصم بن ضمرة على حديث الحارث.

- عمرو بن علي : كان يحيى وعبد الرحمن اليحدثانعنه.

- ابن مهدي ترك حديث الحارث.

- الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصموالحارث فقال مثلك يسأل عن ذا ؟ الحارث كذاب.

- عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة قال عثمان ليسيتابع ابن معين على هذا.

- أبو زرعة قال اليحتج بحديثه.

- ابن أبي حاتم سألت أبي : الحارث األعور ؟ فقالضعيف الحديث ليس بالقوي وال ممن يحتج بحديثه.

- النسائي قال : ليس بالقوي.

- الدارقطني قال : الحارث ضعيف.

- ابن عدي قال : عامة ما يرويه غير محفوظ.

- ابن حبان : كان الحارث غاليا في التشيع واهيا فيالحديث.

- ابن أبي خيثمة عن ابن معين : مازال المحدثون يقبلون حديثه أو مازال الناس يقبلون حديثه وقال

مرة ضعيف.

- ابن سعد : كان له قول سوء وهو ضعيف في رأيهأو روايته.

- ابن شاهين عن أحمد بن صالح المصري : ثقة إنماكان كذبه في رأيه.

- الذهبي : الظاهر أنه يكذب في حكاياته أو لهجتهوالجمهور على توهينه.

-ابن حجر : كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفضوفي حديثه ضعف.

- ابن المديني قال : كذاب.

- مغيرة عن الشعبي قال : كذاب.

- أبو بكر بن عياش عن مغيرة لم يكن الحارث يصدقعن علي في الحديث.

- ) البخاري ( و ) ابن أبي حاتم عن أبي سعيد األشج ( عن أبي أسامة عن مفضل بن مهلهل عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث وأشهد أنه أحد

الكذابين.

- بندار أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضرباعلى نحو أربعين حديثا من حديث الحارث عن علي.

- جرير عن حمزة الزيات سمع مرة الهمداني منالحارث أمرا فأنكره فحاول قتله.

- جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث األعوروكان كذابا.

- ابن أبي حاتم اتهمه الشعبي بالكذب.

- لم يسمعه إبراهيم النخعي.

- ابن أبي حاتم عن ابن أبي خيثمة عن أبيه : الحارثاألعور كذاب.

- البخاري قال لنا ابن يونس عن زائدة عن مغيرة عنإبراهيم : أنه اتهم الحارث.

- ابن العماد الحنبلي : الحارث كان متهما بالكذب.

- النووي : الحارث األعور متفق على ضعفه وتركاالحتجاج به.

- محمد شمس الحق العظيم آبادي : الحارث بن عبدالله األعور ضعيف جدا.

- إبراهيم ) النخعي ( إن الحارث قال : تعلمت القرآن في ثالث سنين والوحي في سنتين وفي رواية :

القرآن هين الوحي أشد من ذلك.

وكما هو واضح إن أقوال هؤالء كلهم جرح صريح اللبس فيه.

واآلن لنعدد من ضعفه من الدراسة السابقة باعتبار من استشهد بقول غيره بدون االعتراض عليه أن له

فيه نفس الرأي مرتبين أسماءهم حسب األحرفاألبجدية :

- إبراهيم بن يزيد النخعي الشهير بـ ) إبراهيم1النخعي ( تابعي جليل.

- إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أبو إسحاق الشهير2بـ ) الجوزجاني ( صاحب كتاب أحوال الرجال.

- أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي3الشهير بـ ) ابن أبي خيثمة ( صاحب التاريخ الكبير.

- أحمد بن شعيب النسائي الشهير بـ ) النسائي (4صاحب السنن.

- أحمد بن صالح المصري من رجال البخاري وأبي5داود.

- أحمد بن عبد الله بن يونس المصري الشهير بـ6) ابن يونس ( من كبار رجال الجرح بمصر.

- أحمد بن علي بن حجر العسقالني الشهير بـ ) ابن7حجر ( صاحب تهذيب التهذيب.

- جرير بن عبد الحميد الرازي الضبي من رجال8الستة.

- حماد بن أسامة الشهير بـ ) أبي أسامة ( من رجال9الستة.

- حمزة بن حبيب الزيات من رجال مسلم واألربعة.10

- زائدة بن قدامة تابعي جليل.11

- زهير بن حرب النسائي أبو خيثمة الشهير بـ12) أبي خيثمة ( من كبار رجال الجرح.

- سفيان الثوري من رجال الستة ومن كبار رجال13الجرح.

- عامر بن شراحيل الشعبي الشهير بـ ) الشعبي (14تابعي جليل.

- عباس بن محمد الدوري الشهير بـ ) عباس15الدوري (.

- عبد الحي بن العماد الحنبلي الشهير بـ ) ابن16العماد الحنبلي ( صاحب شذرات الذهب.

- عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس17 الرازي الشهير بـ ) ابن أبي حاتم ( صاحب الجرح

والتعديل.

- عبد الرحمن بن مهدي من رجال الستة ومن كبار18رجال الجرح.

- عبد الله بن سعيد األشج أبو سعيد الشهير بـ19) أبي سعيد األشج ( من كبار رجال الجرح.

- عبد الله بن عدي الجرجاني الشهير بـ ) ابن عدي20( صاحب الكامل.

- عبيد الله بن عبد الكريم الرازي أبو زرعة الشهير21بـ ) أبي زرعة ( من كبار رجال الجرح.

- عثمان بن سعيد الدارمي صاحب المسند الكبير.22

- علي بن عبد الله بن المديني الشهير بـ ) ابن23المديني ( صاحب كتاب العلل.

- علي بن عمر الدارقطني الشهير بـ ) الدارقطني24( صاحب السنن والضعفاء.

- عمرو بن عبد الله السبيعي أبو إسحاق الشهير بـ25) أبي إسحاق السبيعي ( من رجال الستة.

- عمرو بن علي الفالس الشهير بـ ) الفالس ( من26كبار رجال الجرح.

- عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الشهير بـ27) ابن شاهين ( صاحب كتاب الثقات.

- قتيبة بن سعيد الشهير بـ ) قتيبة ( من شيوخ28الستة.

- محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي29 الشهير بـ ) الذهبي ( صاحب كتاب الميزان وكتاب

المغني في الضعفاء.

- محمد بن إدريس الرازي أبو حاتم الشهير بـ30) أبي حاتم ( من كبار رجال الجرح.

- محمد بن إسماعيل البخاري الشهير بـ31) البخاري ( صاحب الصحيح.

- محمد بن بشار بندار الشهير بـ ) بندار ( من32شيوخ الستة.

- محمد بن حاتم بن حبان الشهير بـ ) ابن حبان (33صاحب كتاب الثقات والضعفاء والصحيح.

- محمد بن خازم الضرير أبو معاوية الشهير بـ34) أبي معاوية الضرير ( من رجال الستة.

- محمد بن سعد الشهير بـ ) ابن سعد ( صاحب35الطبقات.

- محمد بن شيبة الضبي من رجال مسلم.36

- محمد شمس الحق العظيم آبادي محقق سنن37الدارقطني وغيره.

- مرة بن شراحيل الخير الطيب الهمداني الشهير38

ة الهمداني ( من كبار التابعين. بـ ) مر

- مسلم بن الحجاج الشهير بـ ) مسلم ( صاحب39الصحيح.

- مغيرة بن مقسم الضبي الشهير بـ ) مغيرة (40تابعي جليل.

- مفضل بن مهلهل من رجال مسلم والنسائي41وابن ماجة.

- منصور بن المعتمر تابعي جليل.42

- يحيى بن سعيد القطان من كبار رجال الجرح.43

- يحيى بن شرف بن مري النووي الشهير بـ44) النووي ( الشافعي الصغير.

- يحيى بن معين صاحب كتاب معرفة الرجال.45

- يوسف بن موسى ين راشد القطان من رجال46 البخاري والترمذي وابن ماجة والنسائي في مسند

علي.

- أبو بكر بن عياش من رجال الستة إال مسلما في47المقدمة.

أما الموثقون :

- ابن معين قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة1 وليس يتابع ابن معين على هذا وقال عباس الدوري

عن ابن معين البأس به وقال ابن أبي خيثمة أحمد بن زهير عن ابن معين مازال الناس أو المحدثون

يقبلون حديثه وقال مرة أخرى ضعيف وقال الذهبيعن ابن معين ليس بالقوي.

- النسائي قال ليس به بأس وذكره في الضعفاء2وقال ليس بالقوي دون أن يذكر الرأي األول.

- أحمد بن صالح المصري وثقه إال أنه قال يكذب3في رأيه.

وبدراسة أقوال األئمة الثالثة نرى أن :

- ابن معين قد وثقه في أول األمر ثم بدأ يضعف1 أمره مرة بعد مرة إلى أن قال في النهاية ضعيف ،

ليس بالقوي.

- النسائي نقل عنه أنه قال البأس به وهي منزلة2 دون الثقة وفوق الضعيف واليذكر أحد أين قالها

ولكنه ذكره في الضعفاء وقال ليس بالقوي والعبرةفي رأيه لهذا الكتاب.

- أحمد بن صالح المصري وثقه إال أنه قال يكذب3في رأيه.

نستنتج من الدراسة السابقة :

- قد ضعف الحارث أربعة وأربعون إماما من أئمة1الجرح والتعديل.

- قد عدله ثالثة :2

أ - ابن معين والنسائي ثم تراجعا عن تعديلهوضعفوه.

ب - أحمد بن صالح المصري وثقه ثم غمزه غمزة أدت به إلى عدم قبول روايته نهائيا أال وهي كان

يكذب في رأيه وهذا حتى في مذهب الغماري غيرمقبول الرواية نهائيا ألن العدالة التتجزأ وال تتبعض.

أما مجرد سؤاله بدون الرواية عنه من قبل الحسن والحسين أو حث علي له على التعلم وتعليمه من

قبله الفرائض وتقديم أهل الكوفة له في الصالة أو العلم الذي هو الفقه و مدحه بأنه كان أفقه الناس أو أفرض الناس وأحسب الناس فهذا كله اليفيد التوثيق

ألن الرواية عمادها الصدق والضبط وهذه كلها أمورليس لها عالقة بالصدق والحفظ والضبط.

نصل في النتيجة إلى أن أربعة وأربعين إماما لم يترددوا في جرحه يضاف إليهم ثالثة عدلوه في

البداية ثم رجعوا عن ذلك بعد أن تبينوا ضعفه وبذلك يحصل اإلجماع التام على جرحه بين جميع من تكلم

في هذا الموضوع فلم يحصل أن أجمع سبعة وأربعون إماما على تضعيف شخص كما أجمعوا على

تضعيف الحارث األعور الكذاب دون أن يوثقه أحد.

مما سبق يتبين أن موضوع تضعيف الحارث وجرحه ليس موضوع اجتهاد بين آراء علماء بعضهم عدله

وبعضهم جرحه من غير بيان السبب وإنما الموضوع هو إجماع بين عدد هائل من األئمة وهو قريب من خمسين إماما يكفي جرح أي واحد منهم فقط ألي راو حتى ولو لم يذكر السبب ولم يوثقه أحد أقول

يكفي لقبول جرحه بال معارضة.

فهل يجرؤ على توثيق هذا الشخص مسلم يخاف الله فضال عمن يدعي أنه محدث المغرب وينفي وجود

العلماء في العالم اإلسالمي كله وخاصة بالد الشام وموافقة السقاف له ودعمه لرأيه لوال أنهما

مدفوعان وراء غاية الترضي الله نسأل الله العافية . وبذلك يظهر على من تنطبق اآلية التي استشهدت

من رسالتك هذه55بها في الصفحة

سول من بعد ما تبين له الهدى } ومن يشاقق الر ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم

( . وليس كما أوردتها أنت } ومن115{ )النساء آية يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم { فهل تحريفك في الكتب أدى بك إلى

تحريفك في القرآن نسأل الله العافية.

قد يقول قائل قد يكون هذا التحريف سهوا فأقول وأنا خطر لي ذلك بادئ األمر ولكن بعد التدقيق ظهر

لي أن هذا التحريف عمدا ألمور :

- لو عزا اآلية لسورة النساء لقلنا أنه عزاها من1 حفظه وخانته ذاكرته ولكنه عزاها للسورة مع رقم

اآلية والحافظ اليحفظ القرآن مع أرقام آياته بل يحفظه سردا ولو قلنا بأن البعض يحفظون القرآن مع أرقام اآليات لقلنا ليس سيء الحفظ مثل هذا

يحفظ أرقام اآليات ويخطئ في تالوتها . إذن الرجل فتش عن هذه اآلية في القرآن ونقلها بعد تحريفها

ونقل رقم اآلية.

- حرف اآلية لتخدم غرضه ومن الواضح لكل لبيب2 أن اآلية الصحيحة ليست بمعنى اآلية المحرفة فبعد

أن صور الشيخ ناصر الدين األلباني رحمه الله ـ بالكذب والتحريف ـ أنه خرج عن آراء المؤمنين حرف

هذه اآلية لتخدم غرضه وقد أظهرنا بهذه الرسالة كيف وافق األلباني إجماع األمة وخالفه الغماري بعد

أربعة عشر قرنا وشتم جميع علماء األمة الذينخالفوه رأيه نسأل الله السالمة من الهوى والحقد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه محمد عادل مالح ونقحه على فترات