تفسري القرطبيالفرقانسورة

معايل الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء تاريخ

المكان:المحاضرة:

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

2

بسم هللا الرحمن الرحيم.الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

قال اإلمام القرطبي -رحمه هللا- تعالى-:ي كث��يرا{"قوله تعالى: ا وأناس�� ا أنعام� قيه مما خلقن�� يت�ا ونس�� ]س��ورة الفرق�ان:}لنحيي به بلدة م

49.]يت��ا{ أي ب��المطر، }لنحيي به{ قوله تعالى: دة م بالجدوب��ة والمح��ل وع��دم النب��ات، ق��ال كعب:}بل��

يتا{ المطر روح األرض يحييها هللا به. وقال: ولم يقل ميتة؛ ألن معنى البلدة والبل��د واح��د،}مقاله الزجاج، وقيل: أراد بالبلد المكان."

البلدة، الم,راد البل,دة، وقي,ل: أراد بالبل,دة الم,ذكورة في اآلي,ة المك,ان، وإال ل,و ك,ان الم,,راد البل,د م,,ااحتاج إلى تأويل.

قيه{"وقي��ل: أراد بالبل��دة المك��ان، ق��راءة العام��ة بض��م الن��ون، وق��رأ عم��ر بن الخط��اب }ونس��وعاصم واألعمش فيما روى المفصل".

المفضل."فيما روى المفضل عنهما نسقيه )بفتح( النون.

نسقيه من أسقى الرباعي، ونسقيه من الثالثي. أي بشرا كث�يرا، وأناس�ي واح��ده إنس��ي، نح��و جم�ع القرق��ور"}مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا{

قراقير وقراق�ر في ق��ول األخفش والم��برد وأح��د ق�ولي الف��راء، ول��ه ق��ول آخ��ر: وه�و أن يك��ون واحده إنسانا ثم تبدل من النون ياء فتقول: أناسي، واألصل أناس��ين، مث��ل س��رحان وس��راحين وبستان وبساتين، فجعلوا الياء عوضا من النون، وعلى ه��ذا يج��وز س��راحي وبس��اتي ال ف��رق

بينهما." يع,,ني مث,,ل أناس,,ي، م,,ا دام ج,,از إب,,دال الن,,ون بالي,,اء في أناس,,ي يج,,وز أن يب,,دل م,,ا ك,,ان على زنت,,ه

كالبساتين والسراحين. "ق��ال الف��راء: ويج��وز )أناس��ي( بتخفي��ف الي��اء ال��تي فيم��ا بين الم الفع��ل وعين��ه مث��ل: قراق��ير

"وقراقر.يعني بياء وبدونها، مثل مفاتح ومفاتيح، ومساند ومسانيد، ومراسل ومراسيل .. الخ.

ا{ ولم يق��ل كث��يرين؛ ألن فعيال ق��د ي��راد ب��ه الك��ثرة، نح��و }كث��يرا{"وق��ال: ن أولئك رفيق�� }وحس��[.69]سورة النساء:فناه بينهم{ قوله تعالى: ر د ص�� [ يع��ني الق��رآن، وق�د ج��رى ذك��ره في50]س��ورة الفرق��ان:}ولق��

ل الفرق���ان{ أول الس���ورة. قول���ه تع���الى: ز ارك الذي ن��� د[، وقول���ه: 1]س���ورة الفرق���ان:}تب��� }لق���

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

كر بعد إذ جاءني{ ورا{[ وقوله:29 ]سورة الفرقان:أضلني عن الذ رآن مهج�� ذوا ه��ذا الق�� }اتخ��[."30]سورة الفرقان:

فناه{}ضمير إما أن يع,ود إلى الق,رآن، وق,,د م,ر ذك,ره م,رارا، أو يع,,ود إلى المط,ر ال,ذي ه,وصر أقرب مذكور، وكأن هذا أقرب إلى الفهم باعتبار أنه أقرب المذكور، أقرب من القرآن والسياق

فيه.فناه بينهم{ أي جحودا له وتكذيبا به. وقي��ل: }ليذكروا فأبى أكثر الناس إال كفورا{" ر د ص�� }ولق��

هو المطر، روي عن ابن عباس وابن مسعود: وأنه ليس عام بأكثر مطرا من عام، ولكن هللافناهيصرفه حيث يشاء، فما زيد لبعض نقص من غيرهم، فهذا معنى التص�ريف، وقي�ل: ر }ص�

ا، ق���ال الج���وهري: الره���ام األمط���ار اللين���ة ورذاذا، وقي���ل:بينهم{ ا وطال ورهام��� وابال وطش��� تص��ريفه تنوي��ع االنتف��اع ب��ه في الش��رب والس��قي والزراع��ات ب��ه والطه��ارات وس��قي البس��اتين

والغسل وشبهه. "}ليذكروا فأبى أكثر{

أم,,ا الض,,مير فع,,وده إلى المط,,ر أظه,,ر، وتص,,ريفه بمع,,نى توزيع,,ه بين الن,,اس، توزيع,,ه بين الن,,اس حس,,ب م,,ا تقتض,,يه الحكم,,ة اإللهي,,ة، فق,,د يعطى أن,,اس ويح,,رم أن,,اس آخ,,رون، يعطى الكف,,ار ابتالء وامتح,,,,,ان، ويح,,,,,رم المس,,,,,لمون عقوب,,,,,ة لهم على م,,,,,ا اق,,,,,ترفوه واج,,,,,ترحوه من الس,,,,,يئات وال,,,,,ذنوب

والمعاصي، -نسأل هللا العافية-. ق�ال عكرم��ة: ه�و ق�ولهم في األن��واء: مطرن�ا بن�وء ك��ذا،"}ليذكروا فأبى أكثر الناس إال كفورا{

قال النحاس: وال نعلم بين أهل التفسير اختالفا أن الكفر هاهنا قولهم: مطرنا بنوء ك��ذا وك��ذا، وأن نظ��يره فع��ل النجم ك��ذا، وأن ك��ل من نس��ب إلي��ه فعال فه��و ك��افر، وروى الربي��ع بن ص��بيح ق��ال: مط��ر الن��اس على عه��د رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- ذات ليل��ة، فلم��ا أص��بح ق��ال

»أصبح الناس فيها رجلين، شاكر وكافر، فأم��ا الش��اكر فيحم��دالنبي -صلى هللا عليه وسلم-: ، وه��ذا متف��ق علىهللا تعالى على سقياه وغياثه، وأم��ا الك��افر فيق��ول: مطرن��ا بن��وء ك��ذا وك��ذا«

صحته بمعناه، وسيأتي في الواقعة -إن شاء هللا-. »م��ا من س��نةوروي من ح��ديث ابن مس��عود عن الن��بي -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- أن��ه ق��ال:

ب��أمطر من أخ��رى، ولكن إذا عم��ل ق��وم بالمعاص��ي ص��رف هللا ذل��ك إلى غ��يرهم، ف��إذا عص��وا وقيل: التصريف راجع إلى الريح.."جميعا صرف هللا ذلك إلى الفيافي والبحار«،

مخرج؟ طالب: قال: ذكره المصنف مرفوعا تبع�ا للبغ��وي حيث ذك��ره في تفس�يره ب�دون إس�ناد عن ابن مس��عود، وع��زاه ابن عب��اس من قول��ه وه��و الص��واب، وق��د أس��نده الط��بري والح��اكم عن ابن

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

4

عب���اس موقوف���ا وص���ححه ووافق���ه ال���ذهبي، وه���و على ش���رطهما، وأس���نده الط���بري عن ابن مسعود موقوفا وه�و الص�واب، وق�د ع�زاه ابن كث�ير في تفس�يره إلى ابن مس�عود وابن عب�اس

موقوفا.يعني وقفه أشبه إما على ابن عباس أو ابن مسعود.

"وقي���ل: التص���ريف راج���ع إلى ال��ريح، وق���د مض���ى في البق���رة بيان���ه، وق��رأ حم���زة والكس���ائي: }ليذكروا{ مخفقة الذال من الذكر، والباقون مثقال من التذكر، أي ليذكروا نعم هللا، ويعلموا أن من أنعم بها ال يجوز اإلشراك به، فالتذكر قريب من الذكر غير أن التذكر يطلق فيم��ا بع��د عن

القلب، فيحتاج إلى تكلف في التذكر.ذيرا{ قوله تعالى: ة ن�� ل قري�� [ أي رس��وال ين��ذرهم،51]س��ورة الفرق��ان:}ولو شئنا لبعثنا في ك��

كم�ا قس�منا المط�ر ليخ�ف علي�ك أعب�اء النب�وة، ولكن لم نفع�ل، ب�ل جعلن�اك ن�ذيرا للك��ل؛ ل�ترتفعدرجتك، فاشكر نعمة هللا عليك.

دهم[ أي فيم��ا ي��دعونك إلي��ه من اتب��اع آلهتهم،52]سورة الفرقان:}فال تطع الكافرين{ }وجاه�� [ ق�ال ابن عب��اس: ب��القرآن، وق�ال ابن زي�د: باإلس��الم، وقي��ل: بالس�يف52 ]سورة الفرقان:به{

وهذا فيه بعد؛ ألن السورة مكية نزلت قبل األمر بالقتال." ال يخالطه فتور.}جهادا كبيرا{

فالمراد بالجهاد هنا جهاد اللسان، جهاد الكلمة.رين{ "قول��ه تع��الى: رج البح�� [ ع��اد الكالم إلى ذك��ر النعم،53]س��ورة الفرق��ان:}وه��و الذي م��

خلى وخلط وأرسل، قال مجاهد: أرسلهما وأفاض أحدها في اآلخر، وقال ابن عرفة:}مرج{وأي خلطهما فهما يلتقيان، يقال: مرجته إذا خلطته".}مرج البحرين{

خلطته. خلطته، ومرج ومرج الدين .."

يعني على الضبطين.ر مريج{"وم��رج ال��دين واألم��ر اختل��ط واض��طرب، ومن��ه قول��ه تع��الى: [5 ]س��ورة ق:}في أم��

»إذا رأيت الن�اس م�رجتومنه قوله -عليه الصالة والسالم- لعب�د هللا بن عم��رو بن الع�اص: وش��بك بين أص��ابعه، فقلت ل��ه: كي��ف أص��نععهودهم، وخفت أمان��اتهم، وك��انوا هك��ذا وهك��ذا«،

»إل�زم بيت�ك، وامل��ك علي�ك لس��انك، وخ�ذ بم�ا تع�رف ودع م�اعند ذلك، جعل��ني هللا ف��داك؟ ق�ال: ، خرج���ه النس���ائي وأب���و داودتنك���ر، وعلي���ك بخاص���ة أم���ر نفس���ك، ودع عن���ك أم���ر العام���ة«

"وغيرهما.

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

ا مطاعا، وهوى متبعا، ودني,,ا م,,ؤثرة، فعلي,,ك بخويص,,ةفي الحديث اآلخر بمعناه: »إذا رأيت شح.نفسك، ودع عنك أمر العامة«

رين{"وق�ال األزه�ري: رج البح� [ خلى بينهم�ا، يق�ال: م�رجت الداب�ة إذا53 ]س�ورة الفرق�ان: }م�خليتها ترعى"مرجت الدابة.

رين{" يقال: مرجت الدابة إذا خليتها ترعى، وقال ثعلب: الم��رج اإلج��راء، فقول��ه: رج البح�� }م�� }ه��ذاأي أجراهم��ا، وق��ال األخفش: يق��ول ق��وم: أم��رج البح��رين مث��ل م��رج فع��ل وأفع��ل بمع��نى.

اج{[ أي حل��و ش��ديد العذوب��ة،53 ]سورة الفرقان:عذب فرات{ أي في��ه ملوح��ة }وه��ذا ملح أج��ا بفتح الميم وكس���ر الالم، }وه���ذا ملح{وم���رارة، وروي عن طلح���ة أن���ه ق���رأ: ل بينهم��� }وجع���

أي حاجزا من قدرته ال يغلب أحدهما على صاحبه."برزخا{ملح صيغة مبالغة مثل حذر، يعني شديد الملوحة، بالغ الملوحة.

ان{"كم���ا ق���ال في س���ورة ال���رحمن رزخ ال يبغي��� ا ب��� ان * بينهم��� رين يلتقي��� رج البح��� ]س���ورة}م���[.20-19الرحمن:

ورا{ را محج�� أي س��ترا مس��تورا يمن��ع أح��دهما من االختالط ب��اآلخر، ف��البرزخ الح��اجز}وحج��والحجر المانع.

وقال الحسن: يعني بحر فارس وبحر الروم، وقال ابن عباس وابن جب��ير: يع��ني بح��ر الس��ماءوبحر األرض.

ورا{ق��ال ابن عب��اس: يلتقي��ان في ك��ل ع��ام وبينهم��ا ب��رزخ قض��اء من قض��ائه، را محج�� }وحج��"حراما محرما أن يعذب هذا الملح بالعذب أو يملح هذا العذب بالملح.

طالب: يلتقيان أين؟ بحر فارس والروم؟ ال,,,,تي تص,,,,ب الحل,,,,و، الم,,,,اء الحل,,,,و من األنه,,,,ار والم,,,,الح، وال يختل,,,,ط ه,,,,ذا وال ه,,,,ذا، جع,,,,ل بينهم,,,,ا

حاجزا.ان ربك ق��ديرا{"قوله تعالى: هرا وك�� با وص�� ]س��ورة}وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نس��

[.54الفرقان:فيه مسألتان:

را{األولى: قوله تعالى: اء بش� }فجعل�ه{ أي خل��ق من النطف��ة إنس��انا، }وهو الذي خل��ق من الم��هرا{، أي جعل اإلنسان اء{ وقي��ل: }نسبا وص�� إش��ارة إلى أص��ل الخلق��ة في أن ك��ل حي}من الم��

مخل��وق من الم��اء، وفي ه��ذا اآلي��ة تعدي��د النعم��ة على الن��اس في إيج��ادهم بع��د الع��دم والتنبي��هعلى العبرة في ذلك.

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

6

النسب والصهر معنيان يعمان كل قربى تك��ون بين}فجعله نسبا وصهرا{الثانية: قوله تعالى: آدميين، قال ابن العربي: النسب عبارة عن خلط الم��اء بين ال��ذكر واألن��ثى على وج��ه الش��رع،

ا، ول��ذلك لم ي��دخل تحت قول��ه: متفإن كان بمعصية كان خلقا مطلقا ولم يكن نس��با محقق�� ر }ح��اتكم{ اتكم وبن�� ه�� [ بنت��ه من الزن��ا؛ ألنه��ا ليس��ت ببنت ل��ه في أص��ح23]س��ورة النس��اء:عليكم أم

الق��ولين لعلمائن��ا، وأص��ح الق��ولين في ال��دين، وإذا لم يكن نس��ب ش��رعا فال ص��هر ش��رعا، فال يح���رم الزن���ا بنت أم، وال أم بنت، وم���ا يح���رم من الحالل ال يح���رم من الح���رام؛ ألن هللا امتن

"بالنسب والصهر على عباده. ألنه,,,,ا ليس,,,,ت ببنت في أص,,,,ح الق,,,,ولين لعلمائن,,,,ا، هي ليس,,,,ت ببنت من حيث الحكم الش,,,,رعي، فال تنس,,,ب إلي,,,ه؛ ألن الول,,,د للف,,,راش، وليس,,,ت لل,,,زاني، فليس,,,ت ببنت ل,,,ه اتفاق,,,ا، أم,,,ا قول,,,ه: في أص,,,ح القولين لعلمائنا: فيما يترتب على ذلك من كونه ليست بنتا له أنه يجوز له أن يتزوجه,ا، والق,ول الث,,,اني: أن,,,ه ال يج,,,وز أن يتزوجه,,,ا؛ ألنه,,,ا خلقت من مائ,,,ه وإن لم تثبت نس,,,بتها إلي,,,ه، ولع,,,ل ه,,,ذا

أحوط. "ألن هللا امتن بالنسب والص��هر على عب��اده ورف��ع ق�درهما، وعل�ق األحك��ام في الح��ل والحرم��ة

عليهما، فال يلحق الباطل بهما وال يساويهما. قلت: اختلف الفقهاء في نكاح الرجل ابنته من زنا، أو أخت��ه أو بنت ابن��ه من زن��ا، فح��رم ذل��ك قوم منهم ابن القاسم، وهو قول أبي حنيف��ة وأص�حابه، وأج��از ذل�ك آخ�رون منهم: عب�د المل�ك

بن الماجشون، وهو قول الشافعي، وقد مضى هذا في النساء مجودا. قال الفراء: النسب الذي ال يحل نكاحه، والصهر ال��ذي يح��ل نكاح��ه، وق��ال الزج��اج: وه��و ق��ول علي بن أبي طالب -رضي هللا عنه-، واش��تقاق الص��هر من ص��هرت الش��يء إذا خلطت��ه، فك��ل واح��د من الص��هرين ق��د خال��ط ص��احبه، فس��ميت المن��اكح ص��هرا؛ الختالط الن��اس به��ا، وقي��ل: الصهر قرابة النكاح فقراب��ة الزوج��ة هم األخت��ان، وقراب��ة ال��زوج هم األحم��اء، واألص��هار يق��ع

ا لذلك كله قاله األصمعي. عام وقال ابن األعرابي: األختان أبو المرأة وأخوها وعمها -كم��ا ق��ال األص��معي-، والص��هر زوج ابنة الرجل وأخوه وأبوه وعم�ه، وق�ال محم�د بن الحس��ن في رواي�ة أبي س�ليمان الجوزج�اني: أختان الرجل أزواج بنات�ه وأخوات�ه وعمات�ه وخاالت�ه وك�ل ذات مح�رم من�ه، وأص�هاره ك��ل ذي رحم مح��رم من زوجت��ه، ق��ال النح��اس: األولى في ه��ذا أن يك��ون الق��ول في األص��هار م��ا ق��ال

األصمعي، وأن يكون من قبلهما جميعا يقال: صهرت الشيء: إذا خلطته".أي، أي.

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

"يقال: صهرت الشيء: أي خلطته، فكل واحد منهما قد خلط ص��احبه، واألولى في األخت��ان م��ا روى محم�د بن إس�حاق عن يزي�د ق�ال محم�د بن الحس�ن؛ لجه��تين: إح�داهما الح��ديث المرف�وع

بن عبد هللا بن قس��يط عن محم��د بن أس�امة بن زي��د عن أبي�ه ق�ال: ق�ال رس��ول هللا -ص��لى هللا فه��ذا على أن زوج»أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأن��ا من��ك«،عليه وسلم-:

البنت ختن، والجهة األخرى أن اشتقاق الختن من ختنه إذا قطعه وكأن ال��زوج ق��د انقط��ع عنأهله وقطع زوجته عن أهلها.

وق��ال الض��حاك: الص��هر قراب��ة الرض��اع، ق��ال ابن عطي��ة: وذل��ك عن��دي وهم أوجب��ه أن ابن عباس قال: حرم من النسب سبع، ومن الصهر خمس، وفي رواية أخ��رى: من الص��هر س��بع،

اتيريد قوله -ع�ز وج��ل-: االتكم وبن� اتكم وخ� واتكم وعم اتكم وأخ�� اتكم وبن� ه� مت عليكم أم ر }ح��ات األخت{ [، فه��ذا ه��و النس��ب، ثم يري��د بالص��هر قول��ه تع��الى:23]س��ورة النس��اء:األخ وبن��

عنكم{ اتكم الالتي أرض���� }وأن تجمع����وا بين األختين{[ إلى قول����ه: 23 ]س����ورة النس����اء:}وأمه���� [، ثم ذكر المحصنات، ومحمل هذا أن ابن عباس أراد ح�رم من الص��هر م�ا23]سورة النساء:

ذكر مع��ه، فق��د أش��ار بم��ا ذك��ر إلى عظم��ه وه��و الص��هر، ال أن الرض��اع ص��هر، وإنم��ا الرض��اععديل النسب، يحرم منه ما يحرم من النسب بحكم الحديث المأثور فيه.

ومن روى: وحرم من الصهر خمس أسقط من اآليتين الجم��ع بين األخ��تين والمحص��نات وهنذات األزواج".

ذوات."أسقط من اآليتين الجمع بين األختين والمحصنات وهن ذوات األزواج.

قلت: فابن عطية جعل الرضاع مع ما تقدم نسبا، وهو قول الزجاج، ق�ال أب�و إس��حاق: النس��باتكم{ال��ذي ليس بص��هر من قول��ه -ج��ل ثن��اؤه-: ه�� مت عليكم أم ر }وأن تجمع��وا إلى قول��ه: }ح��

والص��هر من ل��ه ال��تزويج، ق��ال ابن عطي��ة: وحكى الزه��راوي ق��وال: أن النس��ببين األختين{، من جهة البنين والصهر من جهة البنات.

قلت: وذك��ر ه��ذا الق��ول النح��اس، وق��ال: ألن المص��اهرة من جه��تين تك��ون. وق��ال ابن س��يرين: نزلت هذه اآلية في النبي -صلى هللا عليه وسلم- وعلي -رضي هللا عن��ه-؛ ألن��ه جمع��ه مع��ه

نسب وصهر، قال ابن عطية: فاجتماعهما وكادة حرمة إلى يوم القيامة."[ على خلق ما يريده.54 ]سورة الفرقان:}وكان ربك قديرا{

وك,,ادة يع,,ني الحرم,,ة في ه,,ذا متأك,,دة، كمن ي,,تزوج القريب,,ة فه,,ذا يجتم,,ع في,,ه النس,,ب والمص,,اهرة،ا العم الص,,هر، والخ,,ال الص,,هر يتأك,,د حق,,ه أك,,ثر من ح,,ق العم غ,,ير الص,,هر والخ,,ال غ,,ير وأيض,, الص,,,هر، فكلم,,,ا اجتم,,,ع في الش,,,خص س,,,ببان أو ثالث,,,ة ك,,,ان حق,,,ه آك,,,دا بق,,,در م,,,ا يجتم,,,ع ل,,,ه، ف,,,العم

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

8

المج,رد ل,ه ح,ق العموم,ة، وعم الرج,ل ص,,نو أبي,ه، يع,ني مث,,ل أبي,ه، لكن إذا ك,ان م,ع ذل,ك ص,,هرا كان له أيضا من الحق أعظم من اآلخر، وإن كان ممن يود ويحب في هللا -ج,,ل وعال- وس,,ائر

العمومة ال يشتركون معه في هذا الوصف ازداد حقه. طالب: األصهار من الزوجة هل يدخلون في الحث على صلة الرحم؟

أبو الزوجة؟ هو بقدر ما يحقق الهدف الش,,رعي من النك,,اح ومن الم,,ودة والت,,آلف والمحب,,ة يطلبا ص,,,,,لة األص,,,,,هار بالنس,,,,,بة ذل,,,,,ك وإال ال يجب ل,,,,,ه من الص,,,,,لة م,,,,,ا يجب ل,,,,,ذوي األرح,,,,,ام، وأيض,,,,, لألوالد- أوالد الرج,ل- ال,,ذين هم ليس,,وا بأخوال,ه وال أعمام,,ه ب,أن يكون,,وا أص,,هارا ل,,ه من زوج,ة أخرى مثال، إنما ص,,لتهم بق,در م,,ا ي,,ؤدي الغ,,رض في ب,,ر أبيهم، يع,ني مثال زوج,,ة األب ليس له,,ا ح,,,ق على أوالده إال من جه,,,ة أن ص,,,لتها ب,,,ر بالوال,,,د، من ح,,,ق الوال,,,د وإال فاألص,,,ل أن ليس له,,,ا

حقا، وأهلها كذلك إذا كانت صلتهم من قبل األوالد مما يسر الوالد كان ذلك من بره.هم{"قوله تعالى: د55 ]سورة الفرق��ان:}ويعبدون من دون هللا ما ال ينفعهم وال يضر [ لم��ا ع��د

النعم، وبين كمال قدرته، عجب من المشركين في إشراكهم به من ال يقدر على نفع وال ض��ر، أي إن هللا هو الذي خلق ما ذكره، ثم هؤالء لجهلهم يعبدون من دونه أمواتا جمادات ال تنف��ع

وال تضر.يرا{ افر على رب�ه ظه� افر{[ روي عن ابن عب�اس 55]س�ورة الفرق�ان:}وكان الك� هن�ا أب�و}الك�

جهل لعنه هللا، وشرحه أنه يستظهر بعبادة األوثان على أوليائه، وق��ال عكرم��ة: الك��افر إبليسيرا{هنا الشيطان، وقال الحسن: }الكافر{ ظهر على عداوة ربه. وقال مطرف: ا}ظه�� أي معين��

ا ذليال ال ق�در ل��ه وال وزن ن� للشيطان على المعاصي. وقي��ل: المع��نى وك��ان الك��افر على رب��ه هي عنده، من قول العرب: ظهرت به: أي جعلته خلف ظهرك ولم تلتفت إليه، ومن�ه قول�ه تع��الى:

[ أي هينا، ومنه قول الفرزدق:92]سورة هود:}واتخذتموه وراءكم ظهريا{ "بظهر فال يعيا علي جوابهاتميم بن قيس ال تكونن حاجتي

يع,,ني وراء ظه,,رك؛ لزه,,دك في,,ه، وأم,,ا الش,,يء ال,,ذي ت,,رغب في,,ه ف,,أنت تقب,,ل علي,,ه بوجه,,ك، والتوليه ظهرك.

بظهر فال يعيا علي جوابها"تميم بن قيس ال تكونن حاجتي ه��ذا مع��نى ق��ول أب��و عبي��دة، وظه��ير: بمع��نى مظه��ور: أي كف��ر الك��افرين هين على هللا تع��الى، وهللا مستهين به؛ ألن كف�ره ال يض�ره، وقي�ل: وك�ان الك��افر على رب�ه ال�ذي يعب�ده وه�و الص�نم

قويا غالبا يعمل به ما يشاء؛ ألن الجماد ال قدرة له على دفع ضر ونفع.؟}وكان الكافر على ربه ظهيرا{طالب: الراجح في اآلية؟

يظهر -وهللا أعلم- أن المراد الجنس، كل كافر بهذه الصفة.}وكان الكافر على ربه ظهيرا{طالب: ما معنى ظهيرا؟

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

جاء الكالم، إن كان المراد بالرب هو هللا -جل وعال-، فالرب- جل وعال-؛ ألن ظهير فعيل، ت,,أتي بمع,,نى فاع,,ل وت,,أتي بمع,,نى مفع,,ول، يع,,ني ظ,,اهر ق,,ادر أو مظه,,ور مق,,دور علي,,ه، ف,,إن ك,,ان الم,,راد ب,,ه اآلله,,ة الكف,,ار فهي مق,,دور عليه,,ا، مظه,,ور عليه,,ا، ال ق,,درة له,,ا -مغلوب,,ة- بخالف إذا

قلنا: إن المراد به ظاهر: اسم فاعل: يعني أن هللا قادر عليهم.طالب: معنى المظهور عليه؟

يعني المقدور عليه.طالب: هل تحتاج أن تتعدى، تتعدي بعلى؟

المقصود مقدور عليهم، المعنى واحد.طالب: في بعض المساجد تكون هناك دواليب خلف المصلي فيها مصاحف؟

والمصاحف على الجهة الثانية؟ يعني ال,,ذي على ظه,ر المص,,لي تك,,أة مث,,ل ه,,ذه، والمص,,احف في ظهرها -من خلفه,,ا-؟ وهللا ال ينبغي ه,,ذا، ال ينبغي؛ ألنه,,ا بالفع,,ل م,,والة، م,,والة الظه,,ر، لكن إذا كبر الحاجز وصار واسعا يخف األمر، إن كان الحاجز بينهما واسعا، لكن إذا كان مجرد طبق,,ة رقيق,,,ة ف,,,األولى تركه,,,ا، أليس اآلن يض,,,عون الكراس,,,ي ال,,,تي يس,,,تندون عليه,,,ا ه,,,ذه، الج,,,دار ال,,,ذي يس,,,,,تندون علي,,,,,ه، يض,,,,,عون في خلف,,,,,ه مص,,,,,احف من أج,,,,,ل ال,,,,,ذي في الص,,,,,ف الث,,,,,اني، أليس ه,,,,,ذا

المقصود؟ فإن كان الحاجز كبير ا يخف األمر، وإال فالمنع متجه.ذيرا{"قول��ه تع��الى: را ون�� لناك إال مبش�� ا أرس�� [ يري��د بالجن��ة مبش��را56 ]س��ورة الفرق��ان:}وم��

ر{ونذيرا من النار، وما أرس�لناك وكيال وال مس�يطرا. ه من أج� ألكم علي� ا أس� يري�د على}ق��ل م�اء{للتأكي��د، }من{ ما جئتكم به من القرآن وال��وحي، و لكن من ش��اء، فه��و اس��تثناء}إال من ش��بيال{منقط���ع، والمع���نى: لكن من ش���اء ذ إلى رب���ه س��� بإنفاق���ه من مال���ه في س���بيل هللا}أن يتخ���

فلينف��ق، ويج��وز أن يك��ون متص��ال ويق��در ح��ذف المض��اف، التق��دير: إال أج��ر من ش��اء أن يتخ��ذإلى ربه سبيال، باتباع ديني حتى ينال كرامة الدنيا واآلخرة.

ل على الحي الذي ال يم��وت{قول��ه تع��الى: [ تق��دم مع��نى التوك��ل في58 ]س��ورة الفرق��ان: }وتوك آل عم��ران، وه��ذه الس��ورة، وأن��ه اعتم��اد القلب على هللا تع��الى في ك��ل األم��ور، وأن األس��باب

وسائط أمر بها من غير اعتماد عليها." مث,,ل التوكي,,ل، ك,,ون اإلنس,,ان يوك,,ل أح,,دا ين,,وب عن,,ه، لكن,,ه ال يع,,ني أن,,ه يتوك,,ل علي,,ه، يجعل,,ه س,,ببا في تحقي,,ق م,,راده والتوك,,ل على هللا -ج,,ل وعال- ه,,و ال,,ذي يحق,,ق المطل,,وب، وأم,,ا الوكي,,ل فه,,و مجرد سبب، وسيلة وواسطة بين موكله وبين غ,يره؛ لتحقي,,ق المطل,وب، كث,ير من الن,,اس يق,ول-ل على هللا، وأم,,ا التوكي,,ل ل هللا، المف,,روض أن,,ه يق,,ول: توك,, ج,,اء مناس,,بة له,,ذه الكلم,,ة- يق,,ول: وك,,

فهو للواسطة، السبب الذي يتحقق على يديه األمر -إن شاء هللا- يعني إذا أراد هللا ذلك.طالب: ينهى عن هذه اللفظة؟

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

10

ل هللا، نعم، على جه,,ة التوس,ع في اللف,ظ، ف,,إذا أردن,,ا أن هللا -ج,,ل وعال- من أس,مائه الوكي,,ل، وك,, فكون,,ه وكيال ال يع,,ني أن,,ه س,,بب أو يتوص,,ل ب,,ه إلى قض,,اء الح,,وائج، ه,,و ال,,ذي يقض,,ي الح,,وائج، وليس كالوكيل من البشر، كأن مقصود قولهم: وكل هللا، يعني توكل عليه أو ف,وض أم,رك إلي,ه، أو اتخ,,ذه وكيال فال م,,انع -إن ش,,اء هللا تع,,الى-، لكن ال على مع,,نى الوكي,,ل من البش,,ر ال,,ذي ه,,و

مجرد سبب قد يتحقق األمر على يديه أو ال....طالب: الغالب أنه يقصد: اتخذه وكيال، فوض األمر إليه

من هذه الحيثية ال بأس.ده{ " بح بحم�� ه هللا تع��الى عم��ا يص��فه ه��ؤالء الكف��ار ب��ه من الش��ركاء، والتس��بيح:}وس�� أي ن��ز

أي وصل له، وتسمى الصالة تسبيحا."}وسبح{ التنزيه، وقد تقدم. وقيل: الصالة تسبيح، والنافلة سبحة.

أي عليما فيجازيهم بها.}وكفى به بذنوب عباده خبيرا{ "ماوات واألرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش{قوله تعالى: }الذي خلق الس

: في موض����ع خفض نعت����ا للحي، وق����ال}الذي{[ تق����دم في األع����راف، و59]س����ورة الفرق����ان: ولم يقل بينهن؛ ألنه أراد الصنفين والنوعين والشيئين، كقول القطامي:}بينهما{

وتغلب قد تباينتا انقطاعاألم يحزنك أن حبال قيسأراد: وحبال تغلب فثنى، والحبال جمع؛ ألنه أراد الشيئين والنوعين."

نعم إذا ع,,اد الض,,مير إلى ف,,ريقين ول,,و تع,,دد أف,,راد الف,,ريقين فإن,,ه يع,,ود إليهم,,ا بالتثني,,ة، ول,,و تع,,ددلحوا بينهما}األف,,,راد، ؤمنين اقتتل��وا فأص�� [، فع,,,ود9 ]س,,,ورة الحج,,,رات:{ وإن طائفت��ان من الم��

الضمير بالجمع بناء على تعدد األفراد وعوده بالتثنية بناء على الطائفتين.حمن فاسأل به خبيرا{ " قال الزج��اج: المع��نى فاس��أل عن��ه، وق��د حكى ه��ذا جماع��ة من أه��ل}الر

ائل بع��ذاب واق��ع{ اللغة: أن الباء تكون بمعنى عن، كما قال تعالى: ]س��ورة المع��ارج:}سأل س��[ وقال الشاعر:1

إن كنت جاهلة بما لم تعلميهال سألت الخيل يا ابنة مالكوقال علقمة بن عبدة:

خبير بأدواء النساء طبيبفإن تسألوني بالنساء فإنني أي: عن النساء وعما لم تعلمي، وأنكره علي بن سليمان وقال: أهل النظ��ر ينك��رون أن تك��ونا للقي�ك ب�ه األس�د: أي الباء بمعنى عن؛ ألن في هذا إفسادا لمع�اني ق�ول الع�رب: ل�و لقيت فالن� للقيك بلقائك إياه األسد، المعنى فاسأل بسؤالك إي�اه خب�يرا، وك�ذلك ق�ال ابن جب�ير: الخب�ير ه�و

نصب على المفعول به بالسؤال.}خبيرا{ هللا تعالى، ف�

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

ج على وج��ه حس��ن، وه��و أن يك��ون الخب��ير غ��ير هللا، أي فاس��أل عن��ه قلت: ق��ول الزج��اج يخ��ر خبيرا: أي عالما به أي: بص�فاته وأس�مائه، وقي�ل: المع�نى فاس�أل ل�ه خب�يرا، فه�و نص�ب على

الحال من الهاء المضمرة. قال المهدوي: وال يحسن حاال؛ إذ ال يخلو أن تكون الحال من السائل أو المسؤول، وال يص��ح كونه��ا ح��اال من الفاع��ل؛ ألن الخب��ير ال يحت��اج أن يس��أل غ��يره، وال يك��ون من المفع��ول؛ ألن��ه المس��ؤول عن��ه، وه��و ال��رحمن خب��ير أب��دا، والح��ال في أغلب األم��ر يتغ��ير وينتق��ل إال أن يحم��ل

قا{على أنها حال مؤكدة، مثل: [ فيجوز.91 ]سورة البقرة:}وهو الحق مصدحمن{ وأما ففي رفعه ثالثة أوجه: يكون بدال من المض�مر ال�ذي في }اس��توى{ ويج�وز أن}الر

ا باالبت��داء، وخ��بره ا بمع��نى: ه�و ال��رحمن، ويج��وز أن يك��ون مرفوع�� أل ب��هيك��ون مرفوع�� }فاس�� الخفض بمعنى: وتوكل على الحي الذي ال يموت الرحمن، يكون نعت��ا، ويج��وز ويجوزخبيرا{

النصب على المدح.حمن{قوله تعالى: ا[ أي هللا تع��الى، 60 ]س��ورة الفرق�ان:}وإذا قيل لهم اسجدوا لل�ر }ق��الوا وم�

حمن{ على جه���ة اإلنك���ار والتعجب، أي: م���ا نع���رف ال���رحمن إال رحمن اليمام���ة، يعن���ونال���ر مس��يلمة الك��ذاب، وزعم القاض��ي أب��و بك��ر بن الع��ربي أنهم إنم��ا جهل��وا الص��فة ال الموص��وف،

حمن{واستدل على ذلك بقوله: ولم يقولوا: ومن الرحمن؟ قال ابن الحصار: وكأنه-}وما الرحمن{رحمه هللا- لم يقرأ اآلية األخرى: "[.30 ]سورة الرعد:}وهم يكفرون بالر

على مقتض,,,,ى كالم ابن الع,,,ربي -رحم,,,ه هللا- أنهم يق,,,رون ب,,,الرحمن باعتب,,,ار أن,,,ه اإلل,,,ه الخ,,,,الق }وهمالم,,,دبر؛ لكن ال يع,,,ترفون به,,,ذه الص,,,فة ال,,,تي هي ص,,,فة الرحم,,,ة، لكن قول,,,ه -ج,,,ل وعال-:

حمن{ يرد قولهم.يكفرون بالرطالب: أليست السورة مكية؟

.بلى طيب كيف يفسرونها بمسيلمة وهو لم يأت بعد؟

حمن{ أي م,,ا نع,,رف ال,,رحمن إال رحم,,ان اليمام,,ة -يعن,,ون مس,,يلمة- ومس,,يلمة لم }قالوا وما ال��ر ي,,أت بع,,د، يع,,ني ه,,ذا قب,,ل مس,,يلمة؛ ألن الس,,ورة مكي,,ة، على ك,,ل ح,,ال ه,,ذا االس,,م ينكرون,,ه؛ ألنهم تصوروه على معنى تعدد اآللهة فالرحمن غير الرب -جل وعال-، ولذا قال هللا -ج,,ل وعال-:

نى{ ماء الحس�� ا ت��دعوا فل��ه األس�� حمن أيا م [110]س,,ورة اإلس,,راء:}ق��ل ادع��وا هللا أو ادع��وا ال��روهذا من أسمائه الحسنى، ولجهلهم وكفرهم ما يستوعبون مثل هذه األمور.

ا يقول,ون: إنهم يقول,ون: إنهم م,ا يعرف,,ون إال رحم,ان اليمام,ة، فعلى كل كون المفسر وغيره أيض,, ه,ذا ق,,الوه فيم,,ا بع,د حينم,,ا وج,,د مس,,يلمة الك,ذاب -لعن,ه هللا وقاتل,ه- لم,ا وج,,د بع,,د الس,,ورة بأزم,ان

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

12

ا متطاول,,ة ق,,الوا: م,,ا نع,,رف إال رحم,,ان اليمام,,ة، هم يش,,بهونه ب,,الرب -ج,,ل وعال-؛ م,,ع أن جمع,, من أتباع,,ه يعرف,,ون كذب,,ه، يعرف,,ون أن,,ه ك,,ذاب، ويع,,ترفون ب,,ذلك، وينطق,,ون ب,,ه، ويقول,,ون: ك,,ذاب اليمامة خير من صادق مضر، مع أن هذا كذاب وهذا صادق، لكنه التعص,ب المقيت، ه,ذا ش,ؤم

التعصب يعمي القلب ويصمه، فال ينطق بحق -نسأل هللا السالمة والعافية-. على ك,,,ل ح,,,ال هم ينك,,,رون االس,,,م، ال,,,رحمن ينكرون,,,ه، وال يل,,,زم أن يك,,,ون به,,,ذه المناس,,,بة يع,,,ني

بقولهم: رحمان اليمامة. هذه ق�راءة الم�دنيين والبص�ريين أي: لم��ا تأمرن�ا أنت ي��ا محم��د، واخت�اره}أنسجد لما تأمرنا{"

أبو عبي��د وأب��و ح��اتم، وق�رأ األعمش وحم��زة والكس��ائي: )يأمرن��ا( بالي��اء يعن��ون ال��رحمن، ك��ذا تأول��ه أب��و عبي��د، ق��ال: ول��و أق�روا ب��أن ال��رحمن أم��رهم م��ا ك��انوا كف��ارا، فق��ال النح��اس: وليس يجب أن يت��أول عن الكوف��يين في ق��راءتهم ه��ذا التأوي��ل البعي��د، ولكن األولى أن يك��ون التأوي��ل لهم: أنس��جد لم��ا يأمرن��ا الن��بي -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- فتص��ح الق��راءة على ه��ذا، وإن ك��انت

األولى أبين وأقرب تناوال. أي زادهم قول القائل لهم: اسجدوا لل�رحمن، نف��ورا عن ال�دين، وك��ان س��فيان}وزادهم نفورا{

"الثوري يقول في هذه اآلية: إلهي زادني لك خضوعا ما زاد أعداءك نفورا. الذي زادهم النف,ور ه,و األم,,ر، وال,ذي زاده الخض,,وع ه,و األم,ر، فال,ذي زادهم النف,ور ه,و األم,ر بالس,,,,,جود وال,,,,,ذي زاده الخض,,,,,وع ه,,,,,و األم,,,,,ر بالس,,,,,جود، فال,,,,,ذي زادهم النف,,,,,ور ه,,,,,و ال,,,,,ذي زاده

الخضوع.ماء بروجا{"قوله تعالى: [ أي منازل، وقد تق��دم61 ]سورة الفرقان:}تبارك الذي جعل في الس

راجا{ قال ابن عب�اس: يع��ني الش�مس نظ�يره: }وجعل فيها سراجا{ذكرها، مس س� ل الش�� }وجع� بالتوحيد، وقرأ حمزة والكسائي: )سرجا( يري��دون}سراجا{[ وقراءة العامة: 16]سورة نوح:

رج: النج��وم، النجوم العظام الوق��ادة، والق��راءة األولى عن��د أبي عبي��د أولى؛ ألن��ه ت��أول أن الس�� وأن البروج: النجوم، فيجيء المعنى نجوما ونجوما، قال النحاس: ولكن التأوي�ل لهم أن أب�ان بن تغلب قال: السرج: النجوم ال��دراري، ق�ال الثعل��بي: ك��الزهرة والمش��تري وزح��ل والس��ماكين

ونحوها.ن���يرا{ را م [ ين���ير األرض إذا طل���ع، وروى عص���مة عن األعمش و61]س���ورة الفرق���ان:}وقم���

بضم القاف وإسكان الميم وه�ذه ق�راءة ش�اذة، ول�و لم يكن فيه�ا إال أن أحم�د بن حنب�ل}قمرا{ وه��و إم��ام المس��لمين في وقت��ه ق��ال: ال تكتب��وا م��ا يحكي��ه عص��مة ال��ذي ي��روي الق��راءات، وق��د

أولع أبو حاتم السجستاني بذكر ما يرويه عصمة هذا.

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

كورا{ قوله تعالى: ة لمن أراد أن ي��ذكر أو أراد ش�� ار خلف�� ل والنه�� ل اللي�� ]س��ورة}وهو الذي جع��[.62الفرقان:

فيه أربع مسائل: قال أبو عبيدة: الخلفة كل شيء بعد ش��يء، وك��ل واح��د من اللي��ل}خلفة{األولى: قوله تعالى:

والنهار يخلف صاحبه، ويقال للمبطون: أصابته خلفة: أي قيام وقع��ود يخل��ف ه��ذا ذاك، ومن��ه خلفة النبات: وهو روق يخرج بعد الورق األول في الصيف، ومن ه�ذا المع��نى ق�ول زه�ير بن

أبي سلمى:وأطالؤها ينهضن من كل مجثمبها العين واآلرام يمشين خلفة

الرئم ولد الظبي وجمعه آرام، يقول: إذا ذهب فوج جاء فوج، ومن��ه ق�ول اآلخ��ر يص��ف ام��رأةتنتقل من منزل في الشتاء إلى منزل في الصيف دأبا:

أكل النمل الذي جمعاولها بالماطرون إذاسكنت من جلق بيعاخلفة حتى إذا ارتبعت

حولها الزيتون قد ينعافي بيوت وسط دسكرة

جلق هذه هي دمشق.ة{"ق��ال مجاه��د: من الخالف ه��ذا أبيض وه��ذا أس��ود واألول أق��وى، وقي��ل: يتعاقب��ان في}خلف��

الضياء والظالم والزيادة والنقصان، وقيل: هو من باب حذف المضاف أي جعل الليل والنه��ار"ذوي خلفة: أي اختالف.

جع,,ل اللي,,ل والنه,,ار خلف,,ة يع,,ني يخل,,ف أح,,دهما اآلخ,,ر، ف,,إذا ذهب النه,,ار خلف,,ه اللي,,ل، وإذا ذهبالليل خلفه النهار.

[ أي يت���ذكر، فيعلم أن هللا لم يجعل���ه ك���ذلك عبث���ا،62 ]س���ورة الفرق���ان:"}لمن أراد أن ي���ذكر{ فيعتبر في مصنوعات هللا، ويش��كر هللا تع��الى على نعم�ه علي��ه في العق��ل والفك��ر والفهم، وق�ال عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن: معناه من فاته شيء من الخير بالليل أدرك��ه بالنه��ار،

ومن فاته بالنهار أدركه بالليل. »ما من ام��رئ تك��ون ل��ه ص��الة باللي��ل فغلب��ه عليه��ا ن�وم فيص��لي م�ا بين طل�وعوفي الصحيح:

وروى مس��لمالشمس إلى صالة الظهر إال كتب هللا له أجر صالته، وكان نومه عليه ص��دقة«. »من ن��ام عن حزب��ه أوعن عم��ر بن الخط��اب ق��ال: ق��ال رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-:

."عن شيء منه فقرأه فيما بين صالة الفجر وصالة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل«

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

14

يع,,ني من فات,,ه من قراءت,,ه باللي,,ل فليق,,رأ بع,,د ص,,الة الفج,,ر إلى زوال الش,,مس، ومن فاتت,,ه ص,,الة اللي,,ل فيص,,ل إذا خ,,رج وقت النهي بع,,د ارتف,,اع الش,,مس إلى ال,,زوال، ويك,,ون كأنم,,ا فعل,,ه باللي,,ل، لكن إذا لم يكن هذا ديدنه ويكون هو المتسبب للفوات بسهر وتفريط وإال فصالة اللي,,ل ال يع,,دلها

شيء. أما إذا فاتت على اإلنسان مع ب,,ذل األس,,باب وانتف,اء الموان,,ع فإن,ه إذا ص,,الها بين ارتف,اع الش,مس إلى زوالها فإنه فكأنما فعلها بالليل، وه,,ذا مح,,ل ال,,وتر لمن فات,,ه يقض,,يه ش,,فعا، وأم,,ا من ق,,ال بأن,ه يقضيه بعد طلوع الفجر إلى الصالة فهذا قول ضعيف؛ ألن وتر النبي -عليه الصالة والس,,الم- انتهى إلى السحر، فإذا خش,,ي أح,,دكم الص,,بح، إذا طل,ع الص,,بح فال ص,,الة، ال وت,,ر وال غ,يره، إال

ركعتي الفجر كما جاء االستثناء.طالب:. . . . . . . . .

ال، خالص انتهى، فات محلها.طالب: بالنسبة لسنة الضحى يقدمها على صالة الليل؟

نعم، ص,,الة الض,,حى إذا رمض,,ت الفص,,ال، يع,,ني اش,,تد ح,,ر الش,,مس، ووقته,,ا من ارتف,,اع الش,,مسإلى زوالها، لكن يقدم صالة الليل -القضاء- ووقت صالة الضحى باق.

طالب: إذا أذن واإلنسان في صالة الوتر؟ا، وإال فيص,,,لي واح,,,دة ت,,,وتر ل,,,ه م,,,ا ق,,,د ص,,,لى، »إذا خش,,,يإن ك,,,ان في آخ,,,ر ركع,,,ة يكمله,,,ا خفيف,,,

.أحدكم الصبح فليصل واحدة توتر له ما قد صلى«طالب:. . . . . . . . .

إذا أذن يقتصر على األقل، على أقل الوتر.طالب: إذا صلى بعد طلوع الشمس تحسب له الضحى؟

إذا صلى ركعتين بعد ارتفاع الشمس هي الضحى، هي الضحى.ا، ا عالم� "الثانية: قال ابن العربي: سمعت ذا الشهيد األكبر يق��ول: إن هللا تع��الى خل�ق العب�د حي� وب��ذلك كمال��ه وس��لط علي��ه آف��ة الن��وم، وض��رورة الح��دث، ونقص��ان الخلق��ة، إذا الكم��ال لألول الخالق، فما أمكن الرجل من دفع الن��وم بقل��ة األك��ل والس��هر في طاع��ة هللا فليفع��ل، ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين س�نة، ين�ام ليله�ا في�ذهب النص�ف من عم�ره لغ�وا، وين�ام س�دس النه��ار راح��ة في��ذهب ثلث��اه، ويبقى ل��ه من العم��ر عش��رون س��نة، ومن الجهال��ة والس��فاهة أن يتل�ف الرج��ل ثل�ثي عم��ره في ل�ذة فاني�ة، وال يتل�ف عم�ره في س��هر في ل�ذة باقي��ة، عن�د الغ��ني

"الوفي الذي ليس بعدوم وال ظلوم.عديم.

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

ماذا عندك عدوم أم عديم؟ في هذه النسخ؟ بعديم..بعديمنعم.

" عند الغني الوفي الذي ليس بعديم وال ظلوم". فعي,,ل بمع,,نى فاع,,ل، ع,,ادم، ه,,ذا إذا ك,,ان م,,ا ي,,ذهب علي,,ه إال ه,,ذا الق,,در الم,,ذكور، بمع,,نى أن,,ه ين,,ام بالليل والنهار نصف الوقت، وقد ينام منه ما ينام، وقد ينشغل بأعم,,ال دني,اه بق,در م,ا يحت,اج إلي,,ه فال يبقى ل,,,,ه إال ال,,,,نزر اليس,,,,ير، لكن إذا ك,,,,ان ممن ابتلي بالس,,,,هر، واللي,,,,ل ي,,,,ذهب جل,,,,ه في القي,,,,ل والقال ثم ينام النهار فماذا بقي له؟ ال يبقى ش,,يء؟! وإن ك,,ان ممن ابتلي بالوظ,,ائف من غ,ير ني,,ة ص,,الحة ف,,ذهب عم,,ره س,,دى، ثلث الم,,دة في الوظيف,,ة، ف,,إن خليت عن ني,,ة ص,,الحة، وعم,,ل متقن تبرأ به الذمة وإال فقد خاب وخسر؛ ألنه ما يبقى له شيء، يذهب عمره سدى، وذكر عن س,,لف ه,,,,ذه األم,,,,ة أنهم يس,,,,تغلون األنف,,,,اس، منهم من يس,,,,تغل ال,,,,وقت بالص,,,,الة فيص,,,,لي ثالثمائ,,,,ة ركع,,,,ة متواصلة، عرف عن اإلمام أحمد -رحمه هللا- أنه يصلي ب,اليوم واللي,ل ثالثمائ,ة ركع,ة، الحاف,,ظ عبد الغني بين طلوع الشمس وارتفاعها إلى الزوال ثالثمائة ركعة، الحافظ شرف الدين الطي,بي يجلس من صالة الصبح إلى أذان الظهر في التفسير، يفسر القرآن للطالب، وبعد صالة الظه,,ر إلى أذان العصر في صحيح البخاري، وبعد صالة العص,,ر إلى ص,,الة المغ,,رب في كت,,اب ث,,الث، ه,,ذا ديدن,,ه، ج,,ل عم,,ره على ه,,ذا، في ي,,وم من األي,,ام أنهى التفس,,ير وجلس ينتظ,,ر ص,,الة الظه,,ر

ففاضت روحه وهو ينتظر الصالة. اآلن الض,,ياع يع,,ني بالجمل,,ة، يع,,ني ق,,د يم,,ر على ط,,الب العلم الي,,وم والي,,ومين م,,ا فتح المص,,حف، ه,,ذه كارث,,ة ه,,ذه، فض,,,ال عن كون,,,ه ال يفتح كتب العلم والنظ,,,ر في س,,ير أه,,ل العلم وعلى رأس,,هم المص,,طفى -علي,,ه الص,,الة والس,,الم- وص,,حابته الك,,رام، ال ش,,ك أن تض,,ييع األوق,,ات ه,,و تض,,ييع النفس يع,,,ني قت,,,ل النفس، وه,,,ذه األنف,,,اس هي عم,,,ر اإلنس,,,ان، ف,,,إذا ذهبت س,,,دى فال خ,,,ير في,,,ه وال

قيمة له. "الثالث��ة: األش��ياء ال تتفاض��ل بأنفس��ها، ف��إن الج��واهر واألع��راض من حيث الوج��ود متماثل��ة، وإنم��ا يق��ع التفاض��ل بالص��فات، وق��د اختل��ف أي الوق��تين أفض��ل؟ اللي��ل أو النه��ار، وفي الص��وم

"غنية في الداللة، وهللا أعلم، قاله ابن العربي. غني,ة في الدالل,ة لتفض,,يل النه,ار، ولكن للنه,ار وظائف,ه، وللي,ل وظ,,ائف، فهن,اك عب,ادات فعله,ا في الليل أفضل كالصالة، وعبادات في النهار أفضل كالصوم وغيره من العبادات النهارية، ال شك

أن لكل وقت وظائفه.

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

16

د"قلت: والليل عظيم قدره، أمر نبيه -عليه الصالة والس��الم- بقيام��ه فق��ال: ل فتهج }ومن اللي��ل{[، وق��ال:79 ]س��ورة اإلس��راء:ب��ه نافل��ة لك{ [ على م��ا ي��أتي02 ]س��ورة المزم��ل: }قم اللي��

اجع{ بيان��ه، وم��دح المؤم��نين على قيام��ه فق��ال: افى جن��وبهم عن المض�� ]س��ورة الس��جدة:}تتج�� »والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وص��الة[ وقال -عليه الصالة والسالم-: 16

وفي�ه س�اعة يس�تجاب فيه�ا ال�دعاء، وفي�ه ي�نزل ال�رب تب�ارك وتع��الى،الرجل في جوف اللي�ل«حسبما يأتي بيانه -إن شاء هللا تعالى-.

الرابعة: ق��رأ حم��زة وح��ده: )ي��ذكر( بس��كون ال��ذال وض��م الك��اف وهي ق��راءة ابن وث��اب وطلح��ة والنخعي، وفي مصحف أبي: )يتذكر( بزيادة تاء، وقرأ الباقون: }يذكر{ بتش��ديد الك��اف وي��ذكر وي�ذكر بمع��نى واح�د، وقي�ل: مع��نى }ي�ذكر{ ب�التخفيف: أي ي�ذكر م�ا نس�يه في أح�د الوق�تين في

الوقت الثاني، أو ليذكر تنزيه هللا وتسبيحه فيها. يقال: شكر يشكر شكرا وشكورا مثل كفر يكفر كف��را وكف��ورا، وه�ذا الش��كور}أو أراد شكورا{

حمن{على أنهما جعلهما قواما لمعاشهم وكأنهم لما قالوا: قالوا: هو الذي يقدر على}وما الرهذه األشياء.ا{قوله تعالى: حمن الذين يمشون على األرض هون� [ لم�ا ذك��ر63 ]س�ورة الفرق�ان:}وعباد الر

ا، وذك��ر ص��فاتهم جه��االت المش��ركين وطعنهم في الق��رآن والنب��وة ذك��ر عب��اده المؤم��نين أيض�� [1]سورة اإلس��راء:}سبحان الذي أسرى بعبده{ وأضافهم إلى عبوديته تشريفا لهم، كما قال:

وقد تقدم. فمن أطاع هللا وعب��ده وش��غل س��معه وبص��ره ولس��انه وقلب��ه بم��ا أم��ره فه��و ال��ذي يس��تحق اس��م

ل{العبودي���ة، ومن ك���ان بعكس ه���ذا ش���مله قول���ه تع���الى: ل هم أض��� ]س���ورة}أولئك كاألنع���ام ب��� [ يعني في عدم االعتبار كما تقدم في األعراف، وكأنه قال: وعب��اد ال��رحمن هم179األعراف:

الذين يمشون على األرض فحذف هم كقولك: زيد األمير: أي زيد هو األمير، ف��� }ال��ذين{ خ��برامبتدأ محذوف قاله األخفش، وقيل: الخ��بر قول��ه في آخ��ر الس�ورة: زون الغرف�ة بم� }أولئك يج�

بروا{ [ وم���ا بين المبت���دأ والخ���بر أوص���اف لهم وم���ا تعل���ق به���ا قال���ه75]س���ورة الفرق���ان:ص���[.63]سورة الفرقان:}الذين يمشون على األرض{ الزجاج، قال: ويجوز أن يكون الخبر

عب�ارة عن عيش��هم وم�دة حي�اتهم وتص�رفاتهم، ف�ذكر من ذل�ك العظم ال س�يما وفي}يمشون{و"ذلك االنتقال في األرض، وهو معاشرة الناس وخلطتهم.

}يمشون على األرضالمراد بالمشي إذا أطل,,ق ي,,راد ب,,ه وق,,ع األق,,دام على األرض، ه,,ذا المش,,ي، ا{ بمع,,,,,,نى أنهم ال يض,,,,,,ربون األرض ب,,,,,,أرجلهم بحيث يس,,,,,,مع لهم ض,,,,,,جيج وأص,,,,,,وات، والهون����

يس,,رعون في المش,,ي، وإنم,,ا يمش,,ون هون,,ا، ه,,ذه ص,,فة عب,,اد ال,,رحمن وج,,اء في الخ,,بر أن س,,رعة

17

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

17

المش,,,,ي ت,,,,ذهب به,,,,اء الوج,,,,ه، وال ش,,,,ك أن ه,,,,ذا من الخف,,,ة س,,,,رعة المش,,,,ي، خف,,,ة، والن,,,,بي -علي,,,,ه ال ش,ك أن اله,ون والرف,,ق في»أنف,ذ على رس,لك«الصالة والسالم- يقول لعلي وقد بعث,ه للقت,ال:

كل شيء زين ل,ه، لكن ق,,د يك,ون هن,,اك حاج,ة ت,دعو إلى اإلس,راع في ظ,,رف من الظ,روف ألم,,ر يف,,,,وت، أو ألم,,,,ر يلحق,,,,ه ويخش,,,,ى ض,,,,رره فال ب,,,,أس، ف,,,,األمور تق,,,,در بق,,,,درها، والض,,,,رورات له,,,,ا

أحكامها، والحاجات ال شك أنها غالبة، ويبقى أن األصل الهون في كل شيء والرفق واللين. ط��الب: كي��ف يجم��ع بين ه��ذه اآلي��ة وص��فة الرس��ول -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-: كأن��ه ينح��ط من

صبب. كأنه ينحط من ص,,بب، ال تع,ارض بين ه,,ذا وه,ذا، م,ع اله,,ون، يع,,ني يق,ارب بين الخطى ويمش,,ي هونا، ومع ذلك يطوي المس,,افات، بمع,,نى أن,,ه ال يتم,,اوت في مش,,يه بحيث ينتهي وقت,,ه ولم ي,,درك شيئا، وال يعني أنه يسرع سرعة ينتقد فيها، وال شك أن السرعة محل انتق,,اد، وهي مظن,,ة س,,فه، مظن,,,ة أفع,,,ال غ,,,ير الرج,,,ال الكم,,,ل، وأم,,,ا ه,,,و -علي,,,ه الص,,,الة والس,,,الم- فمش,,,يه متوس,,,ط، فإن,,,ه الا بعض ممن يمش,,ي مش,,ية يتم,,اوت كم,,ا يفعل,,ه بعض من ينتس,,ب إلى النس,,ك، التنس,,ك، وليس أيض,,

السفهاء من العجلة وإحداث األصوات من قرع األقدام وما أشبه ذلك. اله��ون مص��در الهين، وه��و من الس��كينة والوق��ار، وفي التفس��ير: يمش��ون }هونا{ قوله تعالى:

على األرض حلم��اء متواض��عين، يمش��ون في اقتص��اد، والقص��د والت��ؤدة وحس��ن الس��مت من »أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس فيأخالق النبوة، وقال -صلى هللا عليه وسلم-:

اإليضاع«. وروي في صفته -صلى هللا عليه وسلم- أنه كان إذا زال زال تقلعا، ويخط��و تكف��ؤا، ويمش��يا، ذري��ع المش��ية، إذا مش��ى كأنم��ا ينح��ط من ص��بب، التقل��ع: رف��ع الرج��ل بق��وة، والتكف��ؤ: هوان�� المي��ل إلى س��نن المش��ي وقص��ده، واله��ون: الرف��ق والوق��ار، وال��ذريع: الواس��ع الخطى: أي أن

"مشيه كان يرفع فيه رجله بسرعة ويمد خطوه خالف مشية المختال، ويقصد سمته.سمته: يعني جهته التي يريدها، ال يحيد عن طريقه يمينا وال شماال.

"وك��ل ذل��ك برف��ق وتثبت دون عجل��ة كم��ا ق��ال: كأنم��ا ينح��ط من ص��بب، قال��ه القاض��ي عي��اض،ا، ق�ال الزه�ري: س�رعة المش�ي وكان عمر بن الخطاب -رضي هللا عنه- يس�رع جبل�ة ال تكلف� ت��ذهب به��اء الوج��ه، ق��ال ابن عطي��ة: يري��د اإلس��راع الح��ثيث؛ ألن��ه يخ��ل بالوق��ار والخ��ير في

ون على األرضالتوسط، وقال زيد بن أسلم: كنت أس��أل عن تفس��ير قول��ه تع��الى: }الذين يمش�� [ فما وجدت في ذلك شفاء، ف�رأيت في المن�ام من ج��اءني فق��ال لي:63 ]سورة الفرقان:هونا{

هم الذين ال يريدون أن يفسدوا في األرض.

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

18

قال القشيري: وقيل ال يمشون إلفس��اد ومعص��ية، ب��ل في طاع��ة هللا واألم��ور المباح��ة من غ��يرور{ه���وك، وق���د ق���ال هللا تع���الى: ل مخت���ال فخ��� ال يحب ك��� ا إن هللا }وال تمش في األرض مرح���

[.18]سورة لقمان: والمعنى األخير يؤخذ من مفهوم اآلي,,ة، ال,,ذي يمش,,ي هون,,ا ال يظن ب,,ه س,,وء، وال يري,,د س,,وءا وال اعت,,داء على أح,,د؛ ألن من ع,,ادة ال,,ذي يري,,د االعت,,داء على أح,,د أو يري,,د اإلفس,,اد والمعص,,ية أن,,ه

يسرع في مشيه ليفرغ منها قبل أن يطلع عليه.طالب: أخذ األحكام والتفسير من المنامات؟

ال شك أنه ال يعول عليها وال يعتمد عليها، لكن إن أبدت معنى ص,,حيحا وروجعت له,ا المراج,ع ووجد هذا القول من ضمن أقوال أهل العلم، أو مما تحتمل,,ه اآلي,,ة فيك,,ون ق,,وال من األق,,وال يع,,ني

ليس بملزم. "وق��ال ابن عب��اس: بالطاع��ة والمع��روف والتواض��ع، وق��ال الحس��ن: حلم��اء إن جه��ل عليهم لم

يجهلوا، وقيل: ال يتكبرون على الناس. قلت: وه���ذه كله���ا مع���ان متقارب���ة، ويجمعه���ا العلم باهلل والخ���وف من���ه، والمعرف���ة بأحكام���ه

والخشية من عذابه وعقابه، جعلنا هللا منهم بفضله ومنه.ا{وذهبت فرق��ة إلى أن ون على األرض{ مرتب��ط بقول��ه:}هون�� [ أن63]س��ورة الفرق��ان: }يمش��

المش��ي: ه�و ه��ون، ق�ال ابن عطي�ة: ويش��به أن يت��أول ه�ذا على أن تك��ون أخالق ذل�ك الماش��يا مناس��بة لمش��يه، ف��يرجع الق��ول إلى نح��و م��ا بيناه، وأم��ا أن يك��ون الم��راد ص��فة المش��ي هون��ا روي��دا وه��و ذئب أطلس، وق��د ك��ان رس��ول هللا -ص��لى هللا وح��ده فباط��ل؛ ألن��ه رب م��اش هون�� عليه وسلم- يتكفأ في مشيه كأنما ينحط في صبب، وهو -عليه الصالة والسالم- الص��در في

هذه األمة. إنما أراد في عق��د»من مشى منكم في طمع فليمش رويدا«،وقوله -عليه الصالة والسالم-:

نفس��ه ولم ي��رد المش��ي وح��ده، أال ت��رى أن المبطلين المتحلين بال��دين تمس��كوا بص��ورة المش��يفقط حتى قال فيهم الشاعر ذما لهم:

كلهم يطلب صيدكلهم يمشي رويد نعم، ه,,,ذا ال,,,ذي يطلب ص,,,يدا ال ب,,,د أن يمش,,,ي روي,,,دا؛ لئال يتنب,,,ه ل,,,ه ه,,,ذا الص,,,يد فيف,,,ر ويترك,,,ه، معروف هذا، والصيد مثلما يكون من الطيور والوح,,وش يك,,ون من غيره,,ا، ال,,ذي يتحين غ,,رات

الناس -نسأل هللا العافية- يمشي رويدا.قلت: وفي عكسه أنشد ابن العربي لنفسه:

وحزت قصاب السبق بالهون في األمرتواضعت في العلياء واألصل كابر

19

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

19

وجل سكون الناس من عظم الكبرسكون فال خبث السريرة أصلهالما{قول�ه تع�الى: اهلون ق�الوا س� اطبهم الج� [ ق�ال النح��اس: ليس63 ]س�ورة الفرق�ان:}وإذا خ�

من التسليم إنما هو من التسلم تقول العرب: سالما: أي تس��لما من��ك: أي ب��راءة من��ك}سالما{ ، ويجوز أن يكون مص��درا، وه��ذا}قالوا{منصوب على أحد أمرين: يجوز أن يكون منصوبا ب�

الما{ه�و العام��ل في }ق�الوا{ قول سيبويه، قال ابن عطية: والذي أقول�ه: إن ؛ ألن المع��نى:}س�الما{قالوا هذا اللفظ، وق��ال مجاه�د: مع��نى ا يدفع��ه ب��ه برف�ق}س�� س��دادا أي يق��ول للجاه��ل كالم��

الما{ على هذا التأويل عامل في قول��ه: }قالوا{ولين، ف� على طريق��ة النح��ويين، وذل��ك أن��ه}س�� بمع��نى ق��وال، وق��الت فرق��ة: ينبغي للمخ��اطب أن يق��ول للجاه��ل: س��الما به��ذا اللف��ظ: أي س��لمنا

سالما أو تسليما، ونحو هذا، فيكون العامل فيه فعال من لفظه على طريقة النحويين."مسألة: هذه اآلية كانت قبل آية السيف نسخ منها ..

يعني مصدر مؤكد للفع,ل نفس,,ه س,لمنا س,الما أو س,لمنا س,,الما، أو لمعن,,اه قلن,ا: س,الما أو}سالما{ ق,,الوا: س,الما، يع,,ني ق,,وال س,,الما، وه,ذا نظ,,ير ق,,ول الص,,ائم لمن س,,ابه وش,,اتمه فليق,,ل: إني ص,,ائم، إني ص,,ائم، والمس,,لم إذا قي,,ل ل,,ه من قب,,ل الس,,فهاء م,,ا يق,,ال ل,,ه، ق,,ال: س,,الما؛ ألني ال أق,,ول إال م,,ا يرض,,,,ي هللا -ج,,,,ل وعال- وأس,,,,لم ب,,,,ه، كم,,,,ا أن الص,,,,ائم ليس بمس,,,,تعد لمكاف,,,,أة الس,,,,فهاء على م,,,,ا يقولون، وك,ذلك المس,لم في أحوال,ه كله,ا، يع,ني إذا ج,,اء النص خ,اص بالص,,يام فمث,,ل النص ال,ذي

معنا عام في جميع أحوال المسلم، عباد الرحمن هؤالء هذه صفاتهم. مس���ألة: ه���ذه اآلي���ة ك���انت قب���ل آي���ة الس���يف نس���خ منه���ا م���ا يخص الكف���رة، وبقي أدبه���ا في المسلمين إلى ي��وم القيام��ة، وذك��ر س�يبويه النس��خ في ه��ذه اآلي��ة في كتاب��ه وم��ا تكلم في��ه على نسخ سواه، رجح به أن المراد السالمة ال التسليم؛ ألن المؤمنين لم يؤمروا قط بالس��الم علىا في مع��نى الكف��رة، واآلي��ة مكي��ة فنس��ختها آي��ة الس��يف، ق��ال النح��اس: وال نعلم لس��يبويه كالم�� الناسخ والمنسوخ إال في هذه اآلية، قال سيبويه: لم ي�ؤمر المس��لمون يومئ��ذ أن يس��لموا على المش��ركين، لكن��ه على مع��نى قول��ه: تس��لمنا منكم وال خ��ير وال ش��ر بينن��ا وبينكم، ق��ال الم��برد: ك��ان ينبغي أن يق��ال: لم ي��ؤمر المس��لمين يومئ��ذ بح��ربهم ثم أم��روا بح��ربهم، وق��ال محم��د بن

زيد:"يزيد.

" وقال محمد بن يزيد:"المبرد -المبرد معروف-.

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

20

"أخطأ سيبويه في هذا، وأساء العبارة، قال ابن العربي: لم يؤمر المس��لمين يومئ��ذ أن يس��لموا على المشركين وال نهوا عن ذلك، بل أمروا بالصفح والهجر الجميل، وقد كان -عليه الصالة

"والسالم- يقف على أنديتهم ويحييهم ويدانيهم وال يداهنهم. لعله,,,,,ا ي,,,,,داريهم، الم,,,,,داراة مطلوب,,,,,ة، لكن المداهن,,,,,ة محرم,,,,,ة، الم,,,,,داراة ال,,,,,تي تقتض,,,,,ي لين الكالم مطلوب,,,,,ة، لكن المداهن,,,,,ة في التن,,,,,ازل عن ش,,,,,يء من الح,,,,,ق أو ارتك,,,,,اب ش,,,,,يء من الباط,,,,,ل فه,,,,,ذه

وا لو تدهن فيدهنون{ محرمة [ أم,,ا الم,,داراة فال ب,,أس به,,ا عن,,د الحاج,,ة إليه,,ا،9]س,,ورة القلم:}ود ولما استأذن ودخ,,ل أالن»بئس أخو العشيرة«،فالنبي -عليه الصالة والسالم- قال عن الرجل:

له الكالم. ؟....طالب: إذا أحسن الكافر إليك تدعو له أو

يدعى له بالهداية. "وق��د اتف��ق الن��اس على أن الس��فيه من المؤم��نين إذا جف��اك يج��وز أن تق��ول ل��ه: س��الم علي��ك،ا في س��ورة م��ريم اختالف العلم��اء في ج��واز قلت: ه��ذا الق��ول أش��به ب��دالئل الس��نة، وق��د بين��

التسليم على الكفار، فال حاجة إلى دعوى النسخ، وهللا أعلم. وقد ذكر النض�ر بن ش��ميل ق�ال: ح��دثني الخلي��ل ق�ال: أتيت أب��ا ربيع��ة األع�رابي وك��ان من أعلم

"من رأيت، فإذا هو على سطح، فلما سلمنا رد علينا السالم، وقال لنا: استووا .. اس,,,تووا يع,,,ني اص,,,عدوا، اص,,,عدوا إلى الس,,,طح، فمن مع,,,اني االس,,,تواء الص,,,عود، اس,,,توى: ص,,,عد

وعال. "وبقينا متحيرين ولم ندر ما قال، فقال لنا أعرابي إلى جنبه: أم��ركم أن ترتفع��وا، ق��ال الخلي��ل:

ان{ه���و من ق���ول هللا -ع���ز وج���ل-: ماء وهي دخ��� توى إلى الس��� [11 ]س���ورة فص���لت:}ثم اس��� فصعدنا إليه فق��ال: ه��ل لكم في خ��بز فط�ير، ولبن هج��ير، وم��اء نم��ير؟ فقلن��ا: الس��اعة فارقن��اه، فقال: سالما، فلم ندر ما قال، قال: فقال األع��رابي: إن��ه س��ألكم مش��اركة ال خ��ير فيه��ا وال ش��ر،

الما{ فق���ال الخلي���ل: ه���و من قول���ه -ع���ز وج���ل-: اهلون ق���الوا س��� اطبهم الج��� ]س���ورة}وإذا خ���[.63الفرقان:

ق��ال ابن عطي��ة: ورأيت في بعض الت��واريخ أن إب��راهيم بن المه��دي -وك��ان من الم��ائلين علىا بحض��رة الم��أمون وعن��ده جماع��ة: كنت أرى علي بن أبي ط��الب -رض��ي هللا عن��ه- ق��ال يوم�� علي بن أبي طالب في النوم، فكنت أقول ل��ه من أنت؟ فك��ان يق��ول: علي بن أبي ط��الب، فكنت أجيء معه إلى قنطرة فيذهب فيتقدمني في عبورها، فكنت أقول: إنما تدعي هذا األم��ر ب��امرأة ونحن أح��ق ب��ه من��ك، فم��ا رأيت ل��ه في الج��واب بالغ��ة كم��ا ي��ذكر عن��ه، ق��ال الم��أمون: وبم��اذا جاوبك؟ قال: فكان يقول لي: سالما. قال الراوي: فكأن إب��راهيم بن المه��دي ال يحف��ظ اآلي��ة أو

21

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

21

ذهبت عن��ه في ذل��ك ال��وقت، فنب��ه الم��أمون على اآلي��ة من حض��ره، وق��ال: ه��و -وهللا- ي��ا عم علي بن أبي طالب، وقد جاوبك بأبلغ جواب، فخزي إب�راهيم واس��تحيا، وك��انت رؤي��ا ال محال�ة

صحيحة.ا{قول��ه تع��الى: دا وقيام�� ج [ ق��ال الزج��اج: ب��ات64 ]س��ورة الفرق��ان:}والذين يبيت��ون ل��ربهم س��

"الرجل يبيت إذا أدركه الليل نام أو لم ينم. قوله في الرؤيا -يعني قوله في الرؤيا: إنما تدعي هذا األم,,ر ب,,امرأة، ونحن أح,ق ب,ه من,ك، ق,,ول إب,,راهيم لعلي بن أبي ط,,الب في الن,,وم: إنم,,ا ت,,دعي ه,,ذا األم,,ر ب,,امرأة ونحن أح,,ق ب,,ه من,,ك، يع,,ني أن,,,ه ي,,,دلي به,,,ذا الح,,,ق أن ل,,,ه حقا في ه,,,ذا األم,,,ر بس,,,بب امرأت,,,ه؛ ألنه,,,ا بنت الن,,,بي -علي,,,ه الص,,,الة والس,,,الم- ال له,,,ذا، وإنم,,,ا دلت النص,,,وص على فض,,,له، وأن,,,ه أفض,,,ل ممن بع,,,ده، بع,,,د الثالث,,,ة ه,,,و أفض,,ل األم,ة وخيره,ا، بع,د أبي بك,,ر وعم,ر وعثم,,ان، وعلى ه,ذا س,,لف ه,,ذه األم,,ة وأئمته,,ا، وه,,و ي,,,دعي بم,,,ا بوي,,,ع ب,,,ه من قب,,,ل أه,,,ل الح,,,ل والعق,,,د، ال أن,,,ه ي,,,دعي ب,,,امرأة، نعم الم,,,رأة خ,,,ير نس,,,اء العالمين، وس,يدة نس,,اء الجن,ة وبنت الن,,بي -علي,ه الص,الة والس,الم- واالنتس,اب إليه,,ا ش,,رف، لكن

يبقى أنه ليس لهذا فقط.طالب: قصة أبي ربيعة األعرابي غير واضحة؟

ماذا؟ طالب: قصة أبي ربيعة األعرابي السابقة؟

أتيت النضر بن شميل؟ قال: حدثني الخليل؟طالب: الذي في آخر شيء فقال له: سالما، لماذا؟

هو على سطح، فلما س,لمنا رد علين,ا الس,الم، وق,ال لن,ا: اس,,تووا، فبقين,,ا متح,يرين لم ن,در م,,ا ق,,ال، يعني ما عرفوا معنى االستواء، فقال لنا أعرابي إلى جنبه: أمركم أن ترتفعوا - يع,,ني تص,,عدوا

ان{ إلي,,,ه- ق,,,ال الخلي,,,ل: ه,,,و من قول,,,ه -ع,,,ز وج,,,ل-: ماء وهي دخ�� توى إلى الس�� ]س,,,ورة}ثم اس��[ ماذا فيها؟11فصلت:

طالب: ال ال، بعدين .. آخر القصة. فص,,دعنا إلي,,ه، فق,,ال: ه,,ل لكم في خ,,بز فط,,ير، ولبن هج,,ير، وم,,اء نم,,ير؟ فقلن,,ا: الس,,اعة فارقن,,اه، فقال: سالما، فلم ندر ما قال، يعني الساعة فارقنا يعني أكلنا منذ وقت قريب، فق,,ال: س,,الما، فلم ن,,,در م,,,ا ق,,,ال، فق,,,ال: فق,,,ال األع,,,رابي: إن,,,ه س,,,ألكم متارك,,,ة ال خ,,,ير فيه,,,ا وال ش,,,ر، يع,,,ني خالص انص,,,رفوا، انص,,,رفوا بس,,,الم، ال تؤذون,,,ني وال أؤذيكم، م,,,ا دام م,,,ا لكم رغب,,,ة في األك,,,ل، فم,,,ا لكم

رغبة في أي شيء.طالب: ما وجه جهالتهم؟

جهالتهم، ما عرفوا معنى استووا، واللفظ موجود في القرآن.

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

22

طالب: ال ال، لما قال لهم: يشاركوه في األكل قالوا: فارقناه الساعة. يع,,,ني أنتم ق,,,وم جه,,,ال م,,,ا ع,,,رفتم مع,,,نى االس,,,تواء، إم,,,ا ت,,,أكلون أو تنص,,,رفون، واض,,,ح؟ وص,,,ف الجهل ظاهر فيهم، حيث خفي عليهم معنى لف,,ظ ورد في الق,رآن، وه,و مع,,روف من لغ,,ة الع,رب معنى الصعود واالرتفاع، وهم ما عرفوه، فحكم عليهم بالجه,,ل، وه,,ؤالء ال يرض,,يهم إال األك,,ل، ال نظ,,ر لهم بعلم، لكن إذا ع,,رض لهم األك,,ل كل,,وا، ه,,ذا الموج,,ود، الخ,,ير موج,,ود، ق,,الوا: فارقن,,اه

من قريب، فقال: سالما، يعني ما بقي شيء.ا{"قول��ه تع��الى: دا وقيام�� ج [ ق��ال الزج��اج: ب��ات64 ]س��ورة الفرق��ان:}والذين يبيت��ون ل��ربهم س��

الرجل يبيت إذا أدركه الليل نام أو لم ينم.قال زهير:

يزاولنا عن نفسه ونزاولهفبتنا قياما عند رأس جوادنا ، وال»وعين ب,,,,,اتت تح,,,,,رس في س,,,,,بيل هللا«ومن ذل,,,,,ك ق,,,,,ول الن,,,,,بي -علي,,,,,ه الص,,,,,الة والس,,,,,الم-:

يتصور النوم لمن يحرس في سبيل هللا."وأنشدوا في صفة األولياء:واذر الدموع على الخدود سجاماامنع جفونك أن تذوق منامايا من على سخط الجليل أقاماواعلم بأنك ميت ومحاسب

اماهلل قوم أخلصوا في حبه هم خد فرضي بهم واختصباتوا هنالك سجدا وقياماقوم إذا جن الظالم عليهم

ال يعرفون سوى الحالل طعاماخمص البطون من التعفف ضمراا، وق��ال وق��ال ابن عب��اس: من ص��لى ركع��تين أو أك��ثر بع��د العش��اء فق��د ب��ات هلل س��اجدا وقائم��

الكلبي: من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعا بعد العشاء فقد بات ساجدا وقائما.اقول��ه تع��الى: ا * إنه�� ان غرام�� ذابها ك�� ذاب جهنم إن ع�� رف عنا ع�� ا اص�� }والذين يقول��ون ربن��

ا{ ا ومقام� [ أي هم م�ع ط�اعتهم مش�فقون خ�ائفون، وجل�ون66]س�ورة الفرق�ان:ساءت مستقرمن عذاب هللا، قال ابن عباس: يقولون ذلك في سجودهم وقيامهم.

[ أي الزما دائما غير مفارق، ومن��ه س��مي الغ��ريم66 ]سورة الفرقان:}إن عذابها كان غراما{ لمالزمته، ويقال: فالن مغرم بكذا: أي الزم له مولع به، وهذا معناه في كالم العرب فيما ذك��ر

ابن األعرابي وابن عرفة وغيرهما، وقال األعشى:جزيال فإنه ال يباليإن يعاقب يكن غراما وإن يعط

وقال الحسن: قد علموا أن كل غريم يفرق غريمه إال غريم جهنم، وقال الزج��اج: الغ��رام أش��د العذاب، وقال ابن زيد: الغرام الشر، وقال أبو عبيدة: الهالك، والمعنى واح��د، وق�ال محم��د بن

23

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

23

كعب: ط��البهم هللا تع��الى بثمن النعيم في ال��دنيا فلم ي��أتوا ب��ه ف��أغرمهم ثمنه��ا بإدخ��الهم الن��ارا{ ا ومقام�� [ أي بئس المس�تقر وبئس المق��ام، أي إنهم66 ]س��ورة الفرق�ان:}إنها ساءت مستقر

يقول��ون ذل��ك عن علم، وإذا ق��الوه عن علم ك��انوا أع��رف بعظم ق��در م��ا يطلب��ون، فيك��ون ذل��ك"أقرب إلى النجح.

النجح." أقرب إلى النجح.

ا{ قوله تعالى: ]س��ورة الفرق��ان:}والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذل��ك قوام�� [ اختلف المفسرون في تأويل هذه اآلية، فقال النحاس: ومن أحس��ن م��ا قي��ل في معن��اه أن67

من أنف��ق في غ��ير طاع��ة هللا فه��و اإلس��راف، ومن أمس��ك عن طاع��ة هللا -ع��ز وج��ل- فه��واإلقتار، ومن أنفق في طاعة هللا تعالى فهو القوام.

ا في غ��ير حق��ه وقال ابن عباس: من أنفق مائة ألف في ح��ق فليس بس��رف، ومن أنف��ق درهم�� فهو سرف، ومن منع من حق عليه فق��د ق��تر، وقال�ه مجاه�د وابن زي�د وغيرهم�ا، وق�ال ع�ون بن عبد هللا: اإلسراف أن تنفق مال غيرك، ق��ال ابن عطي��ة: وه��ذا ونح��وه غ��ير مرتب��ط باآلي��ة، والوجه أن يقال: إن النفقة في معصية أمر قد حظرت الش��ريعة قليل��ه وكث��يره، وك��ذلك التع��دي على مال الغير، وهؤالء الموصوفون منزهون عن ذلك، وإنم��ا الت��أديب في ه��ذه اآلي��ة ه��و في نفقة الطاعات في المباحات فأدب الشرع فيها أال يفرط اإلنسان حتى يضيع حقا آخر أو عي��اال ونحو هذا، وأال يضيق أيضا ويقتر حتى يجيع العيال ويف�رط في الش�ح، والحس��ن في ذل�ك ه�و القوام، أي العدل، والقوام في كل واحد بحسب عياله وحاله وخفة ظهره وص��بره وجل��ده على

الكسب، أو ضد هذه الخصال وخير األمور أوساطها. يع,,ني ه,,ذا في النفق,,ات في س,,بيل هللا، بعض الن,,اس ينف,,ق األم,,وال الطائل,,ة في وج,,وه الخ,,ير، وم,,ع ذلك يترك أوالده يتكففون الناس، أو يش,ق على نفس,,ه بالمس,ألة، فعلى ق,,در ص,,بره وجل,ده وتحمل,ه للعم,,,ل، وال يع,,,رض نفس,,,ه لإلهان,,,ة وس,,,ؤال الن,,,اس وال يض,,,يع من يم,,,ون، ف,,,إذا اجتمعت ل,,,ه ه,,,ذه األمور فلينفق ما شاء، أما إذا امتهن نفسه، بذل نفسه، وأذلها بسؤال الناس أو ترك من خلفه أو من كلف,,ه هللا القي,,ام بأعب,,ائهم وحق,وقهم مث,,ل ه,,ذا علي,,ه أن يس,,دد ويق,,ارب، وال ينف,,ق ش,,يئا يض,,ر ب,,ه

وبهم. "ولهذا ترك رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- أبا بكر الص��ديق أن يتص��دق بجمي��ع مال��ه؛ ألن ذلك وسط بنسبة جلده وصبره في الدين، ومنع غيره من ذل�ك، ونعم م��ا ق�ال إب�راهيم النخعي: ه��و ال��ذي ال يجي��ع وال يع��رى، وال ينف��ق نفق��ة يق��ول الن��اس: ق��د أس��رف. وق��ال يزي��د بن أبيا في ه��ذه حبيب: هم الذين ال يلبسون الثياب لجمال، وال ي�أكلون الطع��ام لل�ذة، وق�ال يزي��د أيض�

تفسير القرطبي-سورة(005الفرقان )

24

ا للتنعم والل�ذة، وال اآلية: أولئك أصحاب محمد -صلى هللا عليه وسلم- كانوا ال ي�أكلون طعام�ا للجم��ال، ولكن ك��انوا يري��دون من الطع��ام م��ا يس��د عنهم الج��وع، ويق��ويهم على يلبس��ون ثياب��

عبادة ربهم، ومن اللباس ما يستر عوراتهم ويكنهم من الحر والبرد. وقال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز حين زوجه ابنته فاطم��ة: م��ا نفقت��ك؟ فق��ال ل��ه عمر: الحس�نة بين س��يئتين، ثم تال ه�ذه اآلي��ة، وق�ال عم��ر بن الخط�اب: كفى ب�المرء س��رفا أال

يشتهي شيئا إال اشتراه فأكله. »إنوفي س��نن ابن ماج��ه عن أنس بن مال��ك ق��ال: ق��ال رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-:

".من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت«مخرج؟

ا أخرج���ه ابن ماج���ة وال���ديلمي وابن الج���وزي في الموض���وعات من ط���الب: ق���ال: ض���عيف ج���د ح��ديث أنس وم��داره على ن��وح بن ذك��وان، وه��و ض��عيف، وب��ه أعل��ه البص��يري في زوائ��د ابن

ماجة وحكم بضعفه، وابن الجوزي حكم بضعفه، وقال األلباني -رحمه هللا-: موضوع.دك مغلول��ة"وقال أبو عبيدة: لم يزيدوا علي المعروف ولم يبخلوا، كقوله تع��الى: ل ي�� }وال تجع��

[، وقال الشاعر:29]سورة اإلسراء:إلى عنقك وال تبسطها كل البسط{ كال طرفي قصد األمور ذميموال تغل في شيء من األمر واقتصد

وقال آخر:ولم ينهها تاقت إلى كل باطلإذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت

دعته إليه من حالوة عاجلوساقت إليه اإلثم والعار بالذي وقال عمر البنه عاصم: يا بني كل في نص�ف بطن�ك، وال تط�رح ثوب�ا ح�تى تس�تخلقه، وال تكن

من قوم يجعلون ما رزقهم هللا في بطونهم وعلى ظهورهم، ولحاتم طيء:وفرجك ناال منتهى الذم أجمعاإذا أنت قد أعطيت بطنك سؤله

ق�رأ حم��زة والكس��ائي واألعمش وعاص�م ويح��يى بن وث�اب على اختالف عنهم��ا:}ولم يقتروا{ بفتح الي��اء وض��م الت��اء، وهي ق��راءة حس��نة، من ق��تر يق��تر، وه��ذا القي��اس في الالزم}يقتروا{

مث��ل: قع��د يقع��د، وق��رأ أب��و عم��رو بن العالء وابن كث��ير بفتح الي��اء وكس��ر الت��اء، وهي لغ��ة معروفة حسنة، وقرأ أهل المدين��ة وابن ع��امر وأب��و بك��ر عن عاص��م بض��م الي��اء وكس��ر الت��اء، ق��ال الثعل��بي: كله��ا لغ��ات ص��حيحة، وق��ال النح��اس: وتعجب أب��و ح��اتم من ق��راءة أه��ل المدين��ة هذه؛ ألن أهل المدينة عنده ال يق��ع في ق�راءتهم الش�اذ، وإنم�ا يق�ال: أق�تر يق��تر إذا افتق��ر، كم��ا

[، وت���أول أب���و ح���اتم لهم أن236 ]س���ورة البق���رة:}وعلى المقت���ر ق���دره{ق���ال -ع���ز وج���ل-: المسرف يفتق�ر س�ريعا، وه�ذا تأوي�ل بعي�د، ولكن التأوي�ل لهم أن أب�ا عم�رو الج��رمي حكى عن

25

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

25

األصمعي أنه يقال لإلنسان إذا ض��يق: ق��تر يق��تر ويقت��ر وأق��تر يق��تر، فعلى ه�ذا تص��ح الق��راءة،وإن كان فتح الياء وأصح وأقرب متناوال وأشهر وأعرف.

ا{ وق��رأ أب��و عم��رو والن��اس بفتح الق��اف يع��ني ع��دال، وق��رأ حس��ان بن عب��د ال��رحمن:}قوام�� بكسر القاف: أي مبلغا وسدادا ومالك حال، والقوام بكسر القاف: ما يدوم عليه األمر}قواما{

ا{ ويستقر. وقي��ل: هم��ا لغت�ان بمع��نى. و خ��بر ك�ان واس��مها مق��در فيه�ا: أي ك��ان اإلنف��اق}قوام�� بين اإلسراف والقتر قواما، قاله الفراء، ول��ه ق��ول آخ��ر يجع��ل }بين{ اس��م ك��ان وينص��بها؛ ألن هذه األلفاظ كثير اس��تعمالها فت��ركت على حاله��ا في موض��ع الرف��ع، ق��ال النح��اس: م��ا أدري م��ا

"وجه هذا؛ ألن بينا إذا كانت في موضع رفع رفعت كما يقال: بين عينيه أحمر. بين هذا األصل فيه أن,,ه ظ,,رف مك,,ان، بين زي,د وعم,,ر يع,ني المك,,ان ال,,ذي بينهم,,ا، وبين المش,,رق والمغ,,رب األص,,ل في,,ه أن,,ه منص,,وب على الظرفي,,ة، لكن الظ,,رف مث,,ل )الي,,وم( ظ,,رف الزم,,ان ق,,د يقع ف,,اعال، وق,,د يق,ع مبت,دأ على حس,,ب م,ا يس,ند إلي,ه، فعلى ه,ذا ت,ؤثر في,ه العوام,ل، وإال فاألص,ل

فيه النصب على الظرفية. طالب: أحتاج للتفسير في معيار اإلسراف، هل هو العرف؟ أو النسبة إلى م��ا. . . . . . . . .

ألف ريال، لكنها ال تش�كل بنس�بة م�ا يملك�ه100فأحيانا تجد شخصا مثال يشتري غرفة نوم ب� في المائ��ة، فه��ل يق��ال ه��ذا إس��راف، أو يق��ال: أن ه��ذا ش��يء بس��يط مم��ا أمل��ك، نفس2 أو 1

الشيء في السيارات اآلن، منهم من يشتري سيارة بنصف مليون، ومنهم من يشتري س��يارة ألف، ما هو المعيار؟30ب�

ا ل,ه نظ,,ر، ول,,ه مح,ل على كل حال، العرف له مدخل في مثل ه,,ذا، ويس,ر اإلنس,ان وعس,,ره أيض,, في ه,,ذا األم,,ر، فينظ,,ر في,,ه إلى عس,,ر اإلنس,,ان ويس,,ره، وم,,ع ذل,,ك إذا تع,,ارف الن,,اس على ش,,يء فالع,,ادة محكم,,ة، وينبغي أن تص,,رف ه,,ذه األم,,ور فيم,,ا ينف,,ع اإلنس,,ان في آخرت,,ه؛ ألن,,ه من أجله,,ا

خلق ال للدنيا، وهللا أعلم.اللهم صل وسلم على سيدنا محمد.