تفسري القرطبيالفرقانسورة

معايل الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء تاريخ

المكان:المحاضرة:

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

2

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.بسم هللا الرحمن الرحيم.

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.قال اإلمام القرطبي -رحمه هللا-:

ياح نشرا بين يدي رحمته{"قوله تعالى: [.48 ]سورة الفرقان:}وهو الذي أرسل الرتقدم في األعراف مستوفى."

( ه55ذه الق55راءة ال55تي عليه55ا المؤل55ف -رحم55ه هللا- تع55الى وهي ق55راءة ن55افع كم55انشرامع55روف أن ) هو معلوم، والمؤلف يقرأ بقراءة نافع، ويفسر ق55راءة ن55افع، وال55ذين طبع55وا الكت55اب أدخل55وا اآلي55ات على ق55راءة عاص55م، وه55ذا تص55رف ال يلي55ق، إذا تص55رفوا وأدخل55وا المتن س55واء ك55ان الق55رآن كم55ا هنا أو غيره من المتون أنه ينبغي أن يدخل متن يتفق م5ع ش5رح المؤل5ف، اآلن اآلي5ة ال5تي معن5ا:

دي رحمت>>ه{ را بين ي>> اح بش>> ي>> ل الر ه55ذا أدخلوه55ا من مص55حف ف55اروق كم55ا ه55و}وه>و الذي أرس>>(.نشرامعلوم، ومر بنا مرارا التنبيه على مثل هذا، والمؤلف يقرأ على رواية نافع )

ماء ماء طهورا{ " قوله تعالى: [.48]سورة الفرقان:}وأنزلنا من السفيه خمس عشرة مسألة:

األولى: قوله تعالى: }ماء طهورا{ يتطهر به، كما يقال: وض>وء للم>>اء ال>ذي يتوض>>أ ب>>ه، وك>>ل"طهور طاهر وليس كل طاهر طهورا.

نعم، ه55ذا على م555ذهب من يجع55ل المي555اه ثالث555ة أن555واع، طه555ور وط555اهر ونجس، أم55ا من يجع555ل أويقسم الماء إلى قسمين، طاهر ونجس، فيجعل الطهور من الطاهر.

"فالطهور بفتح الطاء االسم، وكذلك الوضوء والوقود، وبالض>>م المص>>در، وه>>ذا ه>>و المع>>روف في اللغة، قاله ابن األنباري، فبين أن الماء المنزل من السماء طاهر في نفس>>ه مطه>>ر لغ>>يره، فإن الطهور بناء مبالغة في طاهر، وهذه المبالغة اقتضت أن يك>>ون ط>>اهرا مطه>>را، وإلى ه>>ذا

بمعنى طاهر، وهو قول أبي حنيف>>ة، وتعل>>ق بقول>>ه تع>>الى:}طهورا{ذهب الجمهور، وقيل: إن [ يعني طاهرا، وبقول الشاعر:21 ]سورة اإلنسان:}وسقاهم ربهم شرابا طهورا{أداوي بها قلبي علي فجورخليلي هل في نظرة بعد توبة

عذاب الثنايا ريقهن طهورإلى رجح األكفال غيد من الظبا فوصف الريق بأنه طه>ور وليس بمطه>ر، وتق>ول الع>رب: رج>ل ن>ؤوم، وليس ذل>ك بمع>نى أن>ه م>>نيم لغ>>يره، وإنم>>ا يرج>>ع ذل>>ك إلى فع>>ل نفس>>ه، ولق>>د أج>>اب علماؤن>>ا عن ه>>ذا فق>>الوا: وص>>ف ش>>راب الجن>>ة بأن>>ه طه>>ور يفي>>د التطه>>ير عن أوض>>ار ال>>ذنوب، وعن خس>>ائس الص>>فات كالغ>>ل والحس>>>د، ف>>>إذا ش>>>ربوا ه>>>ذا الش>>>راب يطه>>>رهم هللا من رحض ال>>>ذنوب، وأوض>>>ار االعتق>>>ادات

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

المالذميم>>ة، فج>>اءوا هللا بقلب س>>ليم، ودخل>>وا الجن>>ة بص>>فات التس>>ليم، وقي>>ل لهم حينئ>>ذ: }س>> [، ولم>>ا ك>>ان حكم>>ه في ال>>دنيا ب>>زوال حكم73 ]س>>ورة الزم>>ر:عليكم طبتم فادخلوه>>ا خال>>دين{

"الحدث بجريان الماء على األعضاء كانت تلك حكمته في اآلخرة. الصيغة صيغة )طهور( صيغة مبالغة، وهذه المبالغ5ة في ه5ذه الص55يغة ه55ل هي ترج5ع إلى الم55اء ذاته؟ بمعنى أنه أطهر من غيره، أو ألنه يتكرر منه التطهير، يعني أن55ه مطه55ر أك55ثر من غ55يره، وله55ذا يص55لح لتطه55ير غ55يره أو أن55ه تك55رر من55ه التطه55ير؟ وف55رق بينهم55ا، يع55ني الم55اء إذا خ55رج من األرض أو ن5555زل من الس5555ماء ثم وض5555ع في فل5555تر، ال ش5555ك أن5555ه ت5555زداد طهوريت5555ه، وي5555زداد نق5555اؤه وص55فاؤه ثم إذا نقي م55رة ثاني55ة وثالث55ة وك55ل م55ا ينقى يس55لم من الش55وائب فيك55ون أش55د في التطه55ير، يعني هل هذا اآلن طهور؛ ألنه تكرر تطه55يره أو ألن55ه تك55رر التطه5ر ب55ه؟ ه5ذه المبالغ55ة، المبالغ5ة ال تأتي من شيء واحد؛ ألن ما طهر م5رة واح5دة ال يس5تحق ص5يغة المبالغ5ة، يق5ال: ط5اهر، إنم5ا يقال: طهور إذا كانت طهارته تكررت مرارا أو ك55ان التطه55ر ب55ه تك55رر م55رارا، ال55ذي ي55دعو إلىنة من أن الم55اء المس55تعمل في الطه55ارة أك55ثر من مث55ل ه55ذا الكالم م55ا ذك55ره البغ55وي في ش55رح الس55 م5رة ه5و ال5ذي يس55تحق أن يس5مى طه5ورا؛ ألن5ه تك5رر التطه5ر ب5ه مث55ل الش5كور مث5ل الص55بور، م5ا يس555تحق ه555ذه الص555يغة إال بع555د أن يتك555رر من555ه الفع555ل، لكن ه555ل الم555راد من ه555ذه الص555يغة تك555رار

التطهر به أو تكرار طهارته بنفسه؟ البغ555وي يق555رر يق555ول: إن555ه ال يس555تحق ه555ذه الص555يغة إال إذا تك555رر التطه555ر ب555ه، إذا تك555رر تطه555يره لغ55يره كالص55بور والش55كور، إذا تك55رر من55ه الص55بر والش55كر، لكن ه55ل اس55تعماله في طه55ارة -في تطهير- يزيده نقاوة وطهارة أم يزيده كدرة؟ يزيده كدرة بال شك؛ ألن هذا يخف5ف من طهارت55ه؛

ألنه إنما استعمل بالطهارة؛ إلزالة األوساخ. يعني عندنا طهور ص55يغة مبالغ55ة، وه5ذه مس55ألة فيه55ا ش55يء من الخف5اء، وكالم البغ55وي ق55د يمش55ي على بعض الن55اس، يق55ول: الطه55ور م55ا يتك55رر التطه55ير ب55ه، فالم55اء ال55ذي يس55تعمل في الوض55وء أو في الغسل مرتين، ثالثا، خمسا كلما يزيد التطهر به ي55زداد دخ5وال وإيغ55اال في ه5ذه الص55فة، يري55د أن يق55رر أن الم55اء المس55تعمل في الطه55ارة أولى بوص55ف الطه55ور من غ55ير المس55تعمل، والعلم55اء معروف عندهم أن المستعمل ال سيما عند الحنابلة والشافعية المس5تعمل في رف5ع الح55دث خالص انتهى، ص55ار ط55اهرا م55ا يطه55ر غ55يره، ويري55د أن يق55رر ك55ل م55ا اس55تعمل في ه55ذه الطه55ارة ص55ار دخول55ه في ه55ذا الوص55ف أولى؛ ألن عن55دنا فيم55ا يتعل55ق بالم55اء أم55ران: طهارت55ه بنفس55ه، وتطه55يره لغ55يره، فطهارت55ه بنفس55ه األص55ل أن55ه طه55ور وط55اهر، األص55ل أن55ه ط55اهر؛ ألن55ه لم تخالط55ه نجاس55ة، فه55و ط55اهر، إذا نقي م55رة ثاني55ة ت55زداد طه55ارة، نقي ثالث55ة خامس55ة عاش55رة، ك55ل م55رة ي55زداد طه55ارة فيس55تحق الوص55ف بأن55ه طه55ور، والبغ55وي -رحم55ه هللا- جع55ل المس55ألة عكس، أن ك55ل م55ا اس55تعمل

في طهارة صار في الوصف أدخل.

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

4

طالب: هل كونه يزداد بعدد مرات التطهير به هل يترتب عليه حكم؟ما يترتب، لكنه أنقى وأطهر من الذي لم يكرر أصال أو كرر مرة أو مرتين.

طالب: البغوي شافعي؟نعم شافعي، يعني خالف مذهبه، هو خالف مذهبه.

وأم>>ا ق>>ول الش>>اعر: )ريقهن طه>>ور( فإن>>ه قص>>د ب>>ذلك المبالغ>>ة في وص>>ف الري>>ق بالطهوري>>ة؛" لعذوبت>>ه وتعلق>>ه ب>>القلوب وطيب>>ه في النف>>وس، وس>>كون غلي>>ل المحب برش>>فه ح>>تى كأن>>ه الم>>اء

الطهور، وبالجملة فإن األحكام الشرعية ال تثبت بالمجازاة الشرعية".بالمجازات الشعرية.

."ال تثبت بالمجازاة الشعرية"بالمجازات.

"فإن األحكام الشرعية ال تثبت بالمجازات الشعرية فإن الشعراء يتجاوزون في االستغراق ح>>دالصدق إلى الكذب."

هكذا المجازات، لكن المجازاة هل هي بتاء مربوطة أم مفتوحة؟طالب: مفتوحة.

هذا األصل، مجاز جمعه مجازات لكن يبقى أنه كتبها: )مجازاة( بالمربوطة يحتاج إلى نظر."ويسترسلون في القول"

عندكم الطبعات الجديدة ماذا؟طالب: مربوطة.

مربوطة؟ مثلما عندنا.طالب: أليست مجاراة؟

مجاراة عندك؟طالب: ال.

مج55ازات، يع55ني التج55اوز، يع55ني مج55اوزات، تج55اوز الح55د، مبالغ55ة يع55ني، المقص55ود ب55ه المبالغ55ة، وليس من ب55اب المج55از ال، وق55د يك55ون من ب55اب المج55از عن55دهم، من ب55اب المج55از؛ ألن55ه اس55تعمال

للفظ في غير موضعه، استعمل الطهر في غير ما وضع له. "ويسترسلون في القول حتى يخرجهم ذلك إلى البدعة والمعصية، وربم>>ا وقع>>وا في الكف>>ر من

حيث يشعرون، أال ترى إلى قول بعضهم:لما كنت أدري علة للتيمم"ولو لم تالمس صفحة األرض رجلها

مبالغة، نسأل هللا العافية، نسأل هللا العافية.

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

"وه>>ذا كف>>ر ص>>راح نع>>وذ باهلل من>>ه، ق>>ال القاض>>ي أب>>و بك>>ر بن الع>>ربي: ه>>ذا منتهى لب>>اب كالم العلماء، وهو بالغ في فنه إال أني تأملت من طريق العربية، فوجدت فيه مطلع>>ا مش>>رقا، وه>>و

أن بناء فعول للمبالغة إال أن المبالغة قد تكون في الفعل المتعدي، كما قال الشاعر:ضروب بنصل السيف سوق سمانها

وقد تكون في الفعل القاصر، كما قال الشاعر:نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل"

نعم، ف55األول فعل55ه متع55دي، يك55ثر من55ه الض55رب لغ55يره، والث55اني فعل55ه قاص55ر يك55ثر الن55وم بنفس55ه اللغيره، فال ينيم غيره، بينما الضروب يضرب غيره.

"وإنم>>ا تؤخ>>ذ طهوري>>ة الم>>اء لغ>>يره من الحس>>ن نظاف>>ة، ومن الش>>رع طه>>ارة، كقول>>ه -علي>>ه وأجمعت األمة لغة وشريعة على أن وصف طهور»ال يقبل هللا صالة بغير طهور«،السالم-:

يختص بالماء، فال يتعدى إلى سائر المائع>>ات وهي ط>>اهرة، فك>>ان اقتص>>ارهم ب>>ذلك على الم>>اءر، وق>>د ي>>أتي فع>>ول لوج>>ه آخ>>ر ليس من ه>>ذا كل>>ه، وه>>و أدل دلي>>ل على أن الطه>>ور ه>و المطه>> العبارة به عن اآللة للفعل، ال عن الفعل، كقولنا: وقود وسحور بفتح الف>>اء، فإنه>>ا عب>>ارة عن

الحطب والطعم المتسحر به، فوصف الماء بأنه.."والطعم يعني الطعام.

".فإنها عبارة عن الحطب والطعم المتسحر به"كالوضوء عبارة عن الماء الذي يتوضأ به.

ا يك>>ون خ>>برا عن اآلل>>ة ال>>تي يتطه>>ر به>>ا، ف>>إذا "فوص>>ف الم>>اء بأن>>ه طه>>ور )بفتح الط>>اء( أيض>> ضمت الفاء في الوقود والسحور والطهور عاد إلى الفعل وكان خبرا عنه، فثبت بهذا أن اسم الفع>>ول )بفتح الف>>اء( يك>>ون بن>>اء للمبالغ>>ة، ويك>>ون خ>>برا عن اآلل>>ة، وه>>و ال>>ذي خط>>ر بب>>ال الحنفية، ولكن قصرت أشداقها عن لوكه، وبعد هذا يقف البيان عن المبالغ>>ة وعن اآلل>>ة على

ورا{ال>دليل بقول>>ه تع>>الى: اء طه>> ماء م> ا من الس>> [، وقول>ه -علي>ه48 ]س>>ورة الفرق>ان:}وأنزلن> يحتمل المبالغة، ويحتمل العبارة به عن اآللة،»جعلت لي األرض مسجدا وطهورا«السالم-:

ركم به{ فال حجة فيه لعلمائنا، لكن يبقى قوله: ( سورة األنف>>ال[ نص في أن فعل>>ه11])}ليطهيتعدى إلى غيره.

الثانية: المياه المنزلة من السماء والمودع>>ة في األرض ط>>اهرة مطه>>رة على اختالف ألوانه>>ا وطعومها وأرياحها حتى يخالطه>>ا غيره>ا، والمخال>ط للم>>اء على ثالث>ة أض>>رب: ض>>رب يوافق>>ه في ص>>فتيه جميع>>ا، ف>>إذا خالط>>ه فغيره لم يس>>لبه وص>>فا منهم>>ا؛ لموافقت>>ه لهم>>ا وه>>و ال>>تراب،

"والضرب الثاني يوافقه في إحدى صفتيه وهي الطهارة.

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

6

يعني الوص5فان هم5ا الطه5ارة في نفس5ه والتطه5ير لغ55يره، ف5التراب ط55اهر في نفس5ه مطه5ر لغ5يره، باعتب55ار أن55ه يتطه55ر ب55ه في ال55تيمم، فه55ذا إذا خال55ط الم55اء لم ي55ؤثر في55ه م55ا لم يمن55ع من تس55ميته م55اء ك55أن يك55ون طين55ا مثال، أم55ا إذا من55ع من تس55ميته م55اء فال يص55ح الوض55وء ب55ه، والث55اني: موافقت55ه في إح555دى ص555فتيه وهي الطه555ارة كس555ائر المائع555ات ال555تي ال يطل555ق عليه555ا اس555م الم555اء ك555اللبن مثال، إذاب على الم55اء بحيث من رآه ال يق55ول ه55ذا م55اء، أو الم55رق، أو غيرهم55ا، إذا ص55ب على الم55اء ص55

سلبه االسم. "والض>رب الث>اني يوافق>ه في إح>دى ص>فتيه وهي الطه>ارة، ف>إذا خالط>ه فغيره س>لبه م>ا خالف>ه

فيه، وهو التطهير كماء الورد وسائر الطاهرات. والضرب الثالث يخالفه في الصفتين جميعا، فإذا خالطه فغيره سلبه الصفتين جميع>>ا لمخالفت>>ه

له فيهما، وهو النجس. الثالث>>>ة: ذهب المص>>>ريون من أص>>>حاب مال>>>ك إلى أن قلي>>>ل الم>>>اء يفس>>>ده قلي>>>ل النجاس>>>ة، وأنوا بين القلي>>ل الكث>>ير ال يفس>>ده إال م>>ا غ>>ير لون>>ه أو طعم>>ه أو ريح>>ه من المحرم>>ات، ولم يح>>د

ا يوقف عنده. "والكثير حدا بين القلي55555ل والكث55555ير، يع55555ني ه55555ذا ه55555و رأي الحنابل55555ة والش55555افعية إال أنهم يح55555دون، يض55555عون ح55555دا رأي الحنفي555ة إال أن تحدي555دهم والح555د الفاص555ل بين ويجعل555ون الح555د الفاص555ل القل555تين، وه555و أيض555 القليل والكثير يختلف عن رأي الشافعية والحنابلة باعتبار أن الحنفية يقولون: القليل م55ا زاد عن

عشرة في عشرة، أو ما إذا حرك طرفه لم يتحرك طرفه اآلخر. "إال أن ابن القاسم روى عن مالك في الجنب يغتسل في حوض من الحياض ال>>تي تس>>قى فيه>>ا الدواب ولم يكن غسل م>ا ب>ه من األذى أن>>ه ق>د أفس>د الم>>اء، وه>>و م>>ذهب ابن القاس>م وأش>هب وابن عبد الحكم ومن اتبعهم من المصريين، إال ابن وهب فإنه يقول في الماء بق>>ول الم>>دنيين من أص>>حاب مال>>ك، وق>>ولهم م>>ا حك>>اه أب>>و مص>>عب عنهم وعن>>ه: أن الم>>اء ال تفس>>ده النجاس>>ةا ا أو ريح>> الحالة فيه قليال كان أو كثيرا إال أن تظهر فيه النجاسة الحالة فيه، وتغير من>>ه طعم>>

أو لونا."حه شيخ اإلسالم -رحمه هللا-، أن الماء ال ينتق55ل من وص55ف الطه55ارة إلى النجاس55ة وهذا ما يرج ح555تى يتغ555ير، ق555ل أو ك555ثر؛ وذلكم ألن ح555ديث القل555تين في555ه كالم كث555ير أله555ل العلم، وش555يخ اإلس555الم مع5555روف يص5555حح الح5555ديث، لكن5555ه يعم5555ل بمنطوق5555ه دون مفهوم5555ه، م5555ع تص5555حيحه للح5555ديث يعم5555ل بمنطوقه دون مفهومه، فال يرى ت5أثر م55ا دون القل5تين بم5ا خالط55ه م5ا لم يتغ55ير، أم5ا إذا تغ5ير فه55و نجس باإلجماع قل أو أكثر، نجس باالتفاق، والغ55زالي ص55احب اإلحي5اء تم55نى أن ل5و ك55ان م5ذهب اإلمام الشافعي مثل مذهب اإلمام مالك في الماء، أنه ال يحكم بنجاسته إال إذا تغير قل أو أك55ثر،

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

وال شك أن هذا أوضح، ومن نظر في الكتب الفقهية المطول55ة س55واء من الش55افعية أو الحنابل55ة أو الحنفي55ة رأى ش55يئا ال يلي55ق بس55هولة الش55ريعة ويس55رها في كث55ير من مس55ائل الطه55ارة والمي55اه عنت وتش55ديد ش55يء ال يلي55ق بس55هولة الش55ريعة، ول55ذا الم55رجح في ه55ذه المس55ألة ه55و ق55ول مال55ك -رحم55ه

هللا-. "وذك>>ر أحم>>د بن المع>>دل أن ه>>ذا ق>>ول مال>>ك بن أنس في الم>>اء، وإلى ه>>ذا ذهب إس>>ماعيل بن إسحاق ومحمد بن بكير وأب>>و الف>>رج األبه>>ري وس>>ائر المنتحلين لم>>ذهب مال>>ك من البغ>>داديين؛ وه>>و ق>>ول األوزاعي والليث بن س>>عد والحس>>ن بن ص>>الح وداود بن علي، وه>>و م>>ذهب أه>>ل

البصرة، وهو الصحيح في النظر وجيد األثر. وق>>ال أب>>و حنيف>>ة: إذا وقعت نجاس>>ة في الم>>اء أفس>>دته كث>>يرا ك>>ان أو قليال، إذا تحققت عم>>وم النجاسة فيه، ووجه تحققها عنده أن تقع مثال نقطة بول في برك>>ة، ف>>إن ك>>انت البرك>>ة يتح>>رك طرفاها بتحرك أحدهما فالكل نجس، وإن كانت حركة أحد الطرفين ال تح>>رك اآلخ>>ر لم ينجس،

وفي المجموعة نحو مذهب أبي حنيفة. وقال الش>افعي: بح>ديث القل>تين، وه>و ح>>ديث مطع>>ون في>ه، اختل>ف في إس>ناده ومتن>ه، أخرج>هر ب>ه كتاب>>ه وجم>ع طرق>ه، ق>>ال ابن الع>>ربي: أبو داود والترمذي وخاص>ة ال>دارقطني، فإن>>ه ص>>دح ح>>ديث القل>تين فلم يق>>در، وق>>ال أب>>و عم>>ر بن عب>>د وق>>د رام ال>>دارقطني على إمامت>>ه أن يص>>ح البر: وأما ما ذهب إليه الشافعي من حديث القلتين فمذهب ضعيف من جه>>ة النظ>>ر غ>ير ث>>ابت في األث>>ر؛ ألن>>ه ق>>د تكلم في>ه جماع>ة من أه>ل العلم بالنق>>ل؛ وألن القل>تين ال يوق>>ف على حقيق>>ةا ل>>وجب على العلم>>اء البحث عن>>ه ا الزم>> مبلغهم>>ا في أث>>ر ث>>ابت وال إجم>>اع، فل>>و ك>>ان ذل>>ك ح>>د ليقفوا على حد ما ح>ده الن>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-؛ ألن>>ه من أص>ل دينهم وفرض>>هم، ول>>و

كان ذلك كذلك ما ضيعوه، فلقد بحثوا عما هو أدون من ذلك وألطف. قلت: وفيما ذك>>ر ابن المن>>ذر في القل>>تين من الخالف ي>>دل على ع>>دم التوقي>>ف فيهم>>ا والتحدي>>د،اد بن زي>>د عن عاص>>م بن المن>>ذر ق>>ال: القالل الخ>>وابي العظ>>ام، وفي س>>نن ال>>دارقطني عن حم>> وعاص>>م ه>>ذا ه>>و أح>>د رواة ح>>ديث القل>>تين، ويظه>>ر من ق>>ول ال>>دارقطني أنه>>ا مث>>ل قالل هج>>ر

»لم>ا رفعتلسياقه حديث اإلسراء عن أنس بن مالك أن النبي -ص>لى هللا علي>ه وس>لم- ق>ال: إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مث>>ل قالل هج>>ر، وورقه>>ا مث>>ل آذان الفيل>>ة ... « وذكر الح>>ديث، ق>ال ابن الع>>ربي: وتعل>>ق علماؤن>>ا بح>>ديث أبي س>>عيد الخ>>دري في ب>>ئر بض>>اعة،

رواه النسائي والترمذي وأبو داود وغيرهم".

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

8

أن الماء طهور ال ينجس55ه ش5يء، س5ئل عن ب55ئر بض5اعة وم55ا يلقى فيه5ا من الحيض والنتن فق5ال: فه55ذه»إال م55ا غ55ير لون55ه أو طعم55ه أو ريح55ه« وأم55ا الزي55ادة: »إن الم55اء طه55ور ال ينجس55ه ش55يء«

ضعيفة باالتفاق، باتفاق الحفاظ، لكن الحكم مجمع عليه. "وهو أيضا حديث ضعيف ال قدم له في الصحة فال تعويل عليه، وقد فاوض>>ت الطوس>>ي األك>>بر في هذه المسألة فقال: إن أخلص المذاهب في هذه المسألة مذهب مالك، فإن الم>>اء طه>>ور م>>ا لم يتغ>>ير أح>>د أوص>>افه إذا ال ح>>ديث في الب>>اب يع>>ول علي>>ه، وإنم>>ا المع>>ول على ظ>>اهر الق>>رآن،

ورا{وه>>>و قول>>>ه تع>>>الى: اء طه>>> ماء م>>> ا من الس>>> [، وه>>>و م>>>ا دام48 ]س>>>ورة الفرق>>>ان:}وأنزلن>>> بصفاته فإذا تغ>>ير عن ش>يء منه>>ا خ>>رج عن االس>>م؛ لخروج>>ه عن الص>>فة، ول>ذلك لم>ا لم يج>>د البخاري -إمام الحديث والفقه- في الباب خبرا يعول عليه قال: )باب إذا تغ>>ير وص>>ف الم>>اء(

»ما من أحد يكلم في سبيل هللا -وهللا أعلم بمن يكلم في س>>بيله- إالوأدخل الحديث الصحيح: ا، الل>ون ل>ون ال>دم وال>>ريح ريح المس>>ك« ف>أخبر -ص>لى هللاجاء يوم القيامة وجرحه يثعب دم>

علي>>ه وس>>لم- أن ال>>دم بحال>>ه وعلي>>ه رائح>>ة المس>>ك، ولم تخرج>>ه الرائح>>ة عن ص>>فة الدموي>>ة، ول>>ذلك ق>>ال علماؤن>>ا: إذا تغ>>ير الم>>اء ب>>ريح جيف>>ة على طرف>>ه وس>>احله لم يمن>>ع ذل>>ك الوض>>وء

منه".يعني إذا كان التغير بسبب المجاورة ال المخالطة، بسبب المجاورة ال تؤثر.

ا ل>>ه للمخالط>>ة، واألول مج>>اورة ال تعوي>>ل "ول>>و تغ>>ير به>>ا وق>>د وض>>عت في>>ه لك>>ان ذل>>ك تنجيس>>عليها.

قلت: وقد استدل به أيضا على نقيض ذلك، وهو أن تغير الرائحة يخرج>>ه عن أص>>له، ووج>>ها، هذا االستدالل أن الدم لما استحالت رائحته إلى رائحة المسك خرج عن كونه مستخبثا نجس>> وأن>>ه ص>>ار مس>>كا، وإن المس>>ك بعض دم الغ>>زال، فك>>ذلك الم>>اء إذا تغ>>يرت رائحت>>ه، وإلى ه>>ذا التأوي>>ل ذهب الجمه>>ور في الم>>اء، وإلى األول ذهب عب>>د المل>>ك، ق>>ال أب>>و عم>>ر: جعل>>وا الحكم للرائح>>ة دون الل>>ون، فك>>ان الحكم له>>ا، فاس>>تدلوا عليه>>ا -في زعمهم- به>>ذا الح>>ديث، وه>>ذا ال يفهم من>>ه مع>>نى تس>>كن إلي>>ه النفس، وال في ال>>دم مع>>نى الم>>اء فيق>>اس علي>>ه، وال يش>>تغل بمث>>ل ه>>ذا الفقه>>اء، وليس من ش>>أن أه>>ل العلم اللغ>>ز ب>>ه وإش>>كاله، وإنم>>ا ش>>أنهم إيض>>احه وبيان>>ه، ولذلك أخذ الميثاق عليهم ليبيننه للناس وال يكتمونه، والم>>اء ال يخل>>و تغ>>يره بنجاس>>ة أو بغ>>ير نجاسة، ف>إن ك>ان بنجاس>>ة وتغ>>ير، فق>د أجم>ع العلم>اء على أن>ه غ>ير ط>اهر وال مطه>>ر، وك>>ذلك أجمعوا أنه إذا تغير بغير نجاسة أنه طاهر على أصله، وقال الجمهور: إنه غ>>ير مطه>>ر إال أن

يكون تغيره من تربة."وحمأة؟ كذا وحمأة؟ عندنا الحاء ليست موجودة.

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

"إال أن يكون تغيره من تربة وحم>>أة، وم>>ا أجمع>>وا علي>ه فه>و الح>>ق ال إش>كال في>ه وال التب>اسمعه.

الرابع>>ة: الم>>اء المتغ>>ير بق>>راره ك>>زرنيخ أو ج>>ير يج>>ري علي>>ه، أو تغ>>ير بطحلب أو ورق ش>>جر ينبت علي>>ه، ال يمكن االح>>تراز عن>>ه، ف>>اتفق العلم>>اء أن ذل>>ك ال يمن>>ع من الوض>>وء ب>>ه؛ لع>>دم

االحتراز منه واالنفكاك عنه، وقد روى ابن وهب عن مالك أن غيره أولى منه." غيره أولى من55ه؛ ألن5ه تغ55ير، وإن ك55ان يش55ق التح55رز من55ه كالم55اء ال55ذي تغ5ير بط5ول المكث، الم5اء اآلجن، يجوز الوضوء به، ويصح اتفاقا، إال ما يحكى عن ابن سيرين من كراهته، وهو موافق

لقول مالك وغيره أولى منه. "الخامسة: قال علماؤنا -رحمة هللا عليهم-: ويكره س>>ؤر النص>>راني وس>>ائر الكف>>ار، والم>>دمن الخمر، وما أكل الجيف كالكالب وغيره>>ا، ومن توض>>أ بس>>ؤرهم فال ش>>يء علي>>ه ح>>تى يس>>تيقن النجاس>>ة، ق>>ال البخ>>اري: وتوض>>أ عم>>ر -رض>>ي هللا عن>>ه- من بيت نص>>رانية، ذك>>ر س>>فيان بن عيينة قال: حدثونا عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما كنا بالشام أتيت عمر بن الخطاب بماء فتوضأ منه فقال: من أين جئت بهذا الماء؟ ما رأيت ماء عذبا وال ماء سماء أطيب من>>ه، ق>>ال قلت: جئت به من بيت هذه العجوز النص>>رانية، فلم>>ا توض>>أ أتاه>>ا فق>>ال: أيته>>ا العج>>وز أس>>لمي تسلمي، بعث هللا محمدا -صلى هللا عليه وس>>لم- ب>>الحق، ق>>ال: فكش>>فت عن رأس>>ها، ف>>إذا مث>>ل الثغامة فقالت: عج>>وز كب>يرة، وإنم>>ا أم>>وت اآلن! فق>>ال عم>>ر -رض>ي هللا عن>ه-: اللهم اش>هد، خرجه الدارقطني، ح>>دثنا الحس>ين بن إس>ماعيل ق>ال: ح>دثنا أحم>د بن إب>راهيم البوش>نجي ق>ال:

حدثنا سفيان فذكره.ا عن الحس>>ين بن إس>>ماعيل ق>>ال: ح>>دثنا خالد بن أس>>لم ح>>دثنا س>>فيان عن زي>>د بن ورواه أيض>> أس>>لم عن أبي>>ه أن عم>>ر بن الخط>>اب -رض>>ي هللا عن>>ه- توض>>أ من بيت نص>>رانية أتاه>>ا فق>>ال:

أيتها العجوز أسلمي، وذكر الحديث بمثل ما تقدم". ل5555و أن هللا -ج5555ل وعال- كتب له5555ا الس5555عادة ألس5555لمت؛ ألن كونه5555ا تم5555وت اآلن أفض5555ل أن تس5555لم،

أفضل أن تسلم من أن تصر على كفرها - نسأل هللا السالمة والعافية-. "السادسة: فأما الكلب إذا ول>>غ في الم>اء فق>>ال مال>>ك: يغس>>ل اإلن>اء س>>بعا وال يتوض>>أ من>ه وه>و طاهر، وق>ال الث>وري: يتوض>أ ب>ذلك الم>اء وي>تيمم مع>>ه، وه>و ق>ول عب>د المل>ك بن عب>د العزي>ز ومحم>>د بن مس>>لمة، وق>>ال أب>>و حنيف>>ة: الكلب نجس ويغس>>ل اإلن>>اء من>>ه؛ ألن>>ه نجس، وب>>ه ق>>ال الش>افعي وأحم>د وإس>حاق، وق>د ك>>ان مال>ك يف>رق بين م>ا يج>>وز اتخ>اذه من الكالب وبين م>ا الس يج>>وز اتخ>>اذه منه>>ا في غس>>ل اإلن>>اء من ولوغ>>ه، وتحص>>يل مذهب>>ه أن>>ه ط>>اهر عن>>ده ال ينجا وال غ>يره إال أن>ه اس>تحب هراق>ة م>ا ول>غ في>ه من الم>اء؛ ليس>ارة ولوغه شيئا ولغ في>ه طعام>

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

10

مؤونته، وكلب البادية والحاضرة سواء، ويغسل اإلناء منه على كل حال س>>بعا تعب>>دا، ه>>ذا م>>ااستقر عليه مذهبه عند المناظرين من أصحابه.

ذكر ابن وهب قال: حدثنا عب>د ال>رحمن بن زي>>د بن أس>لم عن أبي>>ه عن عط>>اء عن أبي هري>>رة قال: سئل رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- عن الحياض التي تكون فيما بين مكة والمدين>>ة

»لها ما أخذت في بطونه>>ا، ولن>ا م>ا بقي ش>>رابفقيل له: إن الكالب والسباع ترد عليها فقال: أخرجه الدارقطني، وهذا نص في طهارة الكالب وطهارة ما تلغ في>>ه، وفي البخ>>اريوطهور«

عن ابن عمر أن الكالب كانت تقبل وتدبر في مسجد رسول هللا -صلى هللا علي>>ه وس>>لم-، واليرشون شيئا من ذلك".

، هذه في »تقبل وتدبر وتبول«في بعض الروايات، بعض الروايات في رواية الصحيح وتبول، بعض الرواي5555ات، ال أق5555ول الرواي5555ات المخرج5555ة في الص5555حيح، إنم5555ا الرواي5555ات في الص5555حيح عن البخ55اري، يع55ني بعض من ي55روي الص55حيح عن البخ55اري أثبت ه55ذه اللفظ55ة وبعض55هم لم يثبته55ا؛ ألنه555ا ثابت555ة في بعض الرواي555ات دون بعض، نف555رق بين أن تك555ون الرواي555ة في البخ555اري وتك555ون

الرواية عن البخاري، هذه في بعض الروايات عن البخاري ال في البخاري عن غيره. "وقال عمر بحضرة الصحابة لصاحب الحوض الذي سأله عمرو بن العاص: هل ت>>رد حوض>>ك السباع؟ فقال عمر: يا صاحب الحوض ال تخبرنا، فإن>>ا ن>>رد على الس>>باع وت>>رد علين>>ا، أخرج>>ه مال>>ك وال>>دارقطني، ولم يف>>رق بين الس>>باع، والكلب من جملته>>ا، وال حج>>ة للمخ>>الف في األم>>ر بإراقة ما ولغ في>ه، وأن ذل>ك للنجاس>>ة، وإنم>ا أم>ر بإراقت>ه؛ ألن النفس تعف>>ه ال لنجاس>>ته؛ ألن التنزه من األقذار مندوب إليه، أو تغليظا عليهم؛ ألنهم نه>>وا عن اقتنائه>>ا، كم>>ا قال>>ه ابن عم>>ر والحسن، فلما لم ينته>وا عن ذل>ك غل>ظ عليهم في الم>اء؛ لقلت>ه عن>دهم في البادي>ة ح>تى يش>تد عليهم فيمتنعوا من اقتنائها، وأم>ا األم>ر بغس>>ل اإلن>اء فعب>ادة ال لنجاس>ته كم>ا ذكرن>اه ب>دليلين: أحدهما: أن الغسل قد دخله العدد، الثاني: أنه جعل للتراب فيه مدخل؛ لقوله -عليه الس>>الم-:

، ولو ك>>ان للنجاس>>ة لم>>ا ك>>ان للع>دد وال لل>>تراب في>ه م>دخل ك>>البول،»وعفروه الثامنة بالتراب« وقد جعل -صلى هللا عليه وس>لم- اله>ر وم>ا ول>غ في>ه ط>اهرا، واله>ر س>بع ال خالف في ذل>ك؛ ألن>>ه يف>>ترس ويأك>>ل الميت>>ة، فك>>ذلك الكلب وم>>ا ك>>ان مثل>>ه من الس>>باع؛ ألن>>ه إذا ج>>اء نص فيا في اآلخ>ر؛ وه>ذا من أق>وى أن>واع القي>اس ه>ذا ل>و لم يكن هن>اك دلي>ل، وق>د أح>دهما ك>>ان نص>

ذكرنا النص على طهارته، فسقط قول المخالف، والحمد هلل." يس55تدلون على طهارت55ه؛ ألن كلب الص55يد ي55أتي بالفريس55ة وق55د نهش55ها بأس55نانه، ولم ي55ؤمر بغس55لها وال بتتريبها، وهذا أش5د من مج5رد الول5وغ، فغس55ل اإلن5اء وإراق55ة الم5اء وتعف5يره ب55التراب ك5ل ه5ذا من ب5555اب التنف5555ير من اقتنائ5555ه، ه5555ذا على رأيهم هم، والص5555واب أن5555ه لنجاس5555ته، والكلب نجس عن5555د

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

عام5555ة أه5555ل العلم خالف5555ا لمال5555ك -رحم5555ه هللا-، ه5555و نجس، والغس5555ل إنم5555ا يك5555ون لطه5555ارة الح5555دث والخبث، وال ح55دث حينئ55ذ إذا فيك55ون الس55بب ه55و الخبث، والخبث ه55و النجاس55ة، أم55ا ع55دم األم55ر بغس55ل م55ا يص55يده الكلب فألن55ه س55وف يع55رض على الن55ار ويغلى ويطبخ وتطه55ره، خالف55ا لإلن55اء،

وطبخ هذه الفريسة وغليها بالنار أشد من مجرد غسلها وتتريبها.طالب:. . . . . . . . .

ه55و إن ك55ان الم55اء قليال فه55و ي55راق بال ش55ك، الم55اء القلي55ل ي55راق، والكث55ير عن55د أه55ل العلم ال ي55ؤثرفيه الولوغ كغيره من النجاسات ما لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه.

طالب: كالب التفتيش يتحرج بعض الناس من تفتيش المالبس وكذا، هل يجب غسلها؟ نعم، الكالب ال5555تي يس5555مونها البوليس5555ية، والكالب ال5555تي تكش5555ف المج5555رمين والمخ5555درات أوال في اقتنائه55555ا مح55555ل نظ5555ر، ه5555ل هي مقيس5555ة على كلب الماش55555ية أو كلب ال5555زرع؟ أم قياس55555ها من ب55555اب األولى، قياس األولى أن اقتناءها أهم من كلب زرع أو ماشية، فحينئذ يجوز اقتنائه55ا، وإذا قلن55ا: إن النص توقي55ف في ه55ذه األم55ور الثالث55ة، وأن55ه ال يتع55داها، وم55ا ع55دا ذل55ك ال يج55وز وينقص منا، وعلى ك555ل ح555ال هي مثله555ا من حيث النجاس555ة والطه555ارة، مث555ل أج555ر المقت555ني ك555ل ي555وم قيراط555

غيرها.طالب: تنجسها بشم المالبس والحقائب وكذا في المطارات وغيرها؟

يلحقها شيء من لعابها؟طالب: أحيانا.

ال بد من غسلها، ال بد من غسلها.طالب: التفريق بين كالب الزرع والماشية وغيرها من الكالب؟

ال، هي نجسة.طالب: تعامل معاملة واحدة؟

هي معاملة واحدة، كلها نجسة. "الس>>ابعة: م>>ا م>>ات في الم>>اء مم>>ا ال دم ل>>ه فال يض>>ر الم>>اء إن لم يغ>>ير ريح>>ه، ف>>إن أنتن لم يتوضأ به، وكذلك ما كان له دم سائل من دواب الماء ك>>الحوت والض>>فدع لم يفس>>د ذل>>ك الم>>اء موت>>ه في>>ه إال أن تتغ>>ير رائحت>>ه، ف>>إن تغ>>يرت رائحت>>ه وأنتن لم يج>>ز التطه>>ر ب>>ه وال الوض>>وء

منه، وليس بنجس عند مالك، وأما ما له نفس سائلة فمات في الماء ونزح مكانه .."والنفس السائلة هي الدم، من كان له دم يؤثر، وما ال دم له ال يؤثر.

" وأما ما له نفس سائلة فمات في الماء ونزح مكانه ولم يغير لونه وال طعمه وال ريحه فه>>و طاهر مطهر سواء كان الماء قليال أو كثيرا عند المدنيين، واستحب بعضهم أن ينزح من ذلكا ال يتع>>دى، ويكره>>ون اس>>تعمال ذل>>ك الم>>اء دالء؛ لتطيب النفس ب>>ه، وال يح>>دون في ذل>>ك ح>>د

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

12

الماء قبل نزح الدالء، فإن استعمله أحد في غس>ل أو وض>وء ج>از إذا ك>انت حال>ه م>ا وص>فنا، وقد كان بعض أصحاب مال>ك ي>>رى لمن توض>>أ به>>ذا الم>اء وإن لم يتغ>>ير أن ي>تيمم فيجم>>ع بين

الطهارتين احتياطا، فإن لم يفعل وصلى بذلك الماء أجزأه. وروى ال>>دارقطني عن محم>>د بن س>>يرين: أن زنجيا وق>>ع في زم>>زم يع>>ني فم>>ات، ف>>أمر ب>>ه ابن عباس -رض>ي هللا عن>ه- ف>أخرج ف>أمر به>ا أن ت>نزح، ق>ال: فغلبتهم عين ج>اءتهم من ال>ركن، فأمر بها فدسمت بالقباطي والمط>>ارف ح>تى نزحوه>ا، فلم>>ا نزحوه>ا انفج>>رت عليهم، وأخرج>ه عن أبي طفيل: أن غالما وقع في بئر زمزم فنزحت، وه>ذا يحتم>ل أن يك>ون الم>اء تغ>ير، وهللا

أعلم. وروى ش>>عبة عن مغ>>يرة عن إب>>راهيم أن>>ه ك>>ان يق>>ول: ك>>ل نفس س>>ائلة ال يتوض>>أ منه>>ا، ولكن رخص في الخنفساء والعقرب والجراد والجدجد إذا وقعن في الركاء فال بأس به، ق>>ال ش>>عبة: وأظنه قد ذكر الوزغة، أخرجه الدارقطني، حدثنا الحسين بن إسماعيل، ق>>ال: ح>>دثنا محم>>د بن

الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة فذكره.الثامنة".

طالب: لو تغير بهذه األشياء التي ال نفس لها سائل. ل555و تغ555ير ل555و أنتن مثال، تق555دمت اإلش555ارة إلي555ه أن555ه ال يتوض555أ ب555ه، ل555و أنتن؛ ألن ه555ذا النتن تغ555ير، ومج5555رد الرائح5555ة ال س5555يما إذا ك5555انت خفيف5555ة ال ت5555ؤثر في الم5555اء؛ ألنه5555ا تك5555ون عن مخالط5555ة وعن

مجاورة وعن مكث أيضا ال عن تغير حقيقي بوجود نجاسة فيه حالة فيه. "الثامنة: ذهب الجمهور من الصحابة وفقهاء األمصار وس>>ائر الت>>ابعين بالحج>>از والع>>راق: أن ما ولغ فيه الهر من الم>>اء ط>اهر، وأن>>ه ال ب>أس بالوض>>وء بس>ؤره؛ لح>>ديث أبي قت>>ادة أخرج>>ه مالك وغيره، وق>>د روي عن أبي هري>>رة في>>ه خالف، وروي عن عط>>اء بن أبي رب>>اح، وس>>عيد بن المس>>يب ومحم>>د بن س>>يرين أنهم أم>>روا بإراق>>ة م>>اء ول>>غ في>>ه اله>>ر وغس>>ل اإلن>>اء من>>ه، واختلف في ذلك عن الحس>>ن، ويحتم>>ل أن يك>>ون الحس>>ن رأى في فم>>ه نجاس>ة؛ ليص>>ح مخ>>رج

الروايتين عنه. ق>>ال الترم>>ذي لم>>ا ذك>>ر ح>>ديث مال>>ك: وفي الب>>اب عن عائش>>ة وأبي هري>>رة ه>>ذا ح>>ديث حس>>ن صحيح، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب الن>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- والت>ابعين ومن بعدهم مثل الشافعي وأحمد وإسحاق لم يروا بسؤر الهرة بأسا، وهذا أحسن ش>>يء في الب>>اب،د مال>ك ه>ذا الح>>ديث عن إس>حاق بن عب>د هللا بن أبي طلح>>ة، ولم ي>أت ب>ه أح>د أتم من وقد ج>ونة رس>>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه مالك، قال الحافظ أبو عمر: الحج>>ة عن>د التن>ازع واالختالف س>>

الح>>ديث، وعلي>>ه...وسلم-، وقد صح من حديث أبي قتادة أنه أصغى لها اإلناء ح>>تى ش>>ربت

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

اعتماد الفقهاء في كل مصر إال أبا حنيف>>ة ومن ق>>ال بقول>>ه، فإن>>ه ك>>ان يك>>ره س>>ؤره، وق>>ال: إن توضأ به أحد أج>>زأه، وال أعلم حج>>ة لمن ك>>ره الوض>>وء بس>>ؤر اله>>رة أحس>>ن من أن>>ه لم يبلغ>>هنة ح>>ديث أبي قت>>ادة، وبلغ>>ه ح>>ديث أبي هري>>رة في الكلب، فق>>اس اله>>ر علي>>ه، وق>>د ف>>رقت الس>>نة خاص>>مته، وم>>ا خلفه>>ا مط>>رح، وباهلل بينهما في باب التعبد في غسل اإلناء، ومن حجته الس

التوفيق".المراد خصمته، يعني غلبته.

ا م>>ا رواه ق>>رة بن خال>>د عن محم>>د بن س>>يرين عن أبي هري>>رة عن الن>>بي- "ومن حجتهم أيض>> ش>ك»طه>ور اإلن>اء إذا ول>غ في>ه اله>ر أن يغس>ل م>رة أو م>رتين«صلى هللا عليه وسلم- ق>ال:

ة، وهذا الحديث لم يرفعه إال قرة بن خالد، وقرة ثقة ثبت. قر »طه>ور اإلن>اء إذا ول>غ في>ه الكلب أن يغس>>ل س>بعقلت: هذا الحديث أخرجه الدارقطني ومتنه:

ق>رة ش>ك، ق>ال أب>و بك>ر: ك>ذا رواه أب>و عاص>ممرات، األولى بالتراب، واله>ر م>رة أو م>رتين« مرفوعا، ورواه غيره عن قرة ولوغ الكلب مرفوعا، وولوغ اله>>ر موقوف>>ا. وروى أب>>و ص>>الح

»يغس>>ل اإلن>>اء من اله>>ر كم>>اعن أبي هري>>رة ق>>ال: ق>>ال رس>>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-: ا، والمحف>>>وظ من ق>>>ول أبي هري>>>رةيغس>>>ل من الكلب« ق>>>ال ال>>>دارقطني: ال يثبت ه>>>ذا مرفوع>>>

واختل>ف عن>>ه. وذك>>ر معم>>ر وابن ج>>ريج عن ابن ط>>اووس عن أبي>>ه أن>>ه ك>>ان يجع>>ل اله>>ر مث>>ل الكلب، وعن مجاه>>>د أن>>>ه ق>>>ال في اإلن>>>اء يل>>>غ في>>>ه الس>>>نور ق>>>ال: اغس>>>له س>>>بع م>>>رات، قال>>>ه

الدارقطني."المعول في هذا حديث أبي قتادة، وأن سؤره طاهر، وهو أصح ما ورد في الباب.

"التاسعة: الم>>اء المس>>تعمل ط>>اهر إذا ك>>ان أعض>>اء المتوض>>ئ ب>>ه ط>>اهرة إال أن مالك>>ا وجماع>ة من الفقه>>اء الجل>>ة ك>>انوا يكره>>ون الوض>>وء ب>>ه، وق>>ال مال>>ك: ال خ>>ير في>>ه، وال أحب ألح>>د أن يتوضأ به، فإن فعل وص>>لى لم أر علي>>ه إع>ادة الص>>الة ويتوض>>أ لم>>ا يس>>تقبل، وق>ال أب>>و حنيف>>ة والش>>افعي وأص>>حابهما: ال يج>>وز اس>>تعماله في رف>>ع الح>>دث، ومن توض>>أ ب>>ه أع>>اد؛ ألن>>ه ليس

"بماء مطلق ويتيمم واجده؛ ألنه ليس بواجد ماء. ألن وج555ود مث555ل ه555ذا الم55اء كعدم555ه في555تيمم م555ع وج55وده، وال يل555زم إراقت55ه؛ ألن555ه انتق55ل من وص555ف

الطهورية إلى الطهارة؛ ألنه استعمل في رفع الحدث، وهذا معروف عند أكثر أهل العلم."وقال بقولهم في ذلك أصبغ بن الفرج، وهو قول األوزاعي، واحتجوا بحديث الصنابجي "

الصنابحي." واحتجوا بحديث الصنابحي خرجه مالك، وحديث عمرو بن عنبسة"

عبسة.

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

14

" وحديث عمرو بن عبسة أخرجه مسلم، وغ>>ير ذل>>ك من اآلث>>ار، وق>>الوا: الم>>اء إذا توض>>ئ ب>>ه خرجت الخطايا معه، فوجب التنزه عنه؛ ألنه ماء الذنوب، قال أبو عمر: وهذا عن>دي ال وج>ه له؛ ألن الذنوب ال تنجس الماء؛ ألنها ال أشخاص لها وال أجسام تم>ازج الم>اء فتفس>ده، وإنم>>ا مع>>نى قول>>ه: خ>>رجت الخطاي>>ا م>>ع الم>>اء، إعالم من>>ه ب>>أن الوض>>وء للص>>الة عم>>ل يكف>>ر هللا ب>>ه السيئات عن عباده المؤمنين رحم>>ة من>>ه بهم وتفض>>ال عليهم، وق>>ال أب>>و ث>>ور وداود مث>>ل ق>>ول مالك، وأن الوضوء بالماء المستعمل ج>>ائز؛ ألن>>ه م>>اء ط>>اهر ال ينض>>اف إلي>>ه ش>>يء وه>و م>>اء

مطلق. واحتجوا بإجماع األمة على طهارته إذا لم يكن في أعضاء المتوضئ نجاس>>ة، وإلى ه>>ذا ذهب أب>>و عب>>د الم>>روزي محم>>د بن نص>>ر، وروي عن علي بن أبي ط>>الب وابن عم>>ر وأبي أمام>>ة وعط>>اء بن أبي رب>>اح والحس>>ن البص>>ري والنخعي ومكح>>ول والزه>>ري أنهم ق>>الوا فيمن نس>>ي مسح رأسه فوجد في لحيته بلال: إنه يجزئه أن يمسح بذلك البلل رأسه، فهؤالء كلهم أج>>ازوا

الوضوء بالماء المستعمل. روى عبد السالم بن صالح حدثنا إسحاق بن سويد عن العالء بن زياد عن رجل من أص>>حاب النبي -صلى هللا عليه وسلم- مرضي: أن رس>>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-: خ>>رج عليهم ذات يوم وقد اغتسل، وق>د بقيت لمع>>ة من جس>ده لم يص>بها الم>اء، فق>الوا: ي>ا رس>ول هللا ه>ذه لمع>>ة لم يص>>بها الم>>اء، فك>>ان ل>>ه ش>>عر وارد، فق>>ال بش>>عره هك>>ذا على المك>>ان فبل>>ه، أخرج>>ه الدارقطني، وقال عبد السالم بن ص>>الح: ه>>ذا بص>>ري وليس بق>>وي، وغ>>يره من الثق>>ات يروي>>ه

عن إسحاق عن العالء مرسال، وهو الصواب". وأما قولهم عن رجل من أصحاب النبي -صلى هللا عليه وسلم- مرضي فه5و وص55ف كاش5ف ال

مفهوم له؛ إذ كل الصحابة مرضيون. "قلت: الراوي الثقة عن إسحاق بن سويد العدوي عن العالء بن زياد العدوي أن رس>>ول هللا-

الحديث فيما ذكره هشيم. ...صلى هللا عليه وسلم- اغتسل قال ابن العربي: مسألة الماء المستعمل إنما تنبني على أصل آخر، وهو أن اآللة إذا أدي بهاا على الرقب>>ة إذا أدى به>>ا ف>>رض ه>>ل ي>>ؤدي به>>ا ف>>رض آخ>>ر أم ال؟ فمن>>ع ذل>>ك المخ>>الف قياس>> فرض عتق لم يصلح أن يتكرر في أداء فرض آخر، وهذا باطل من القول، فإن العتق إذا أتى على ال>>رق أتلف>>ه فال يبقى مح>>ل ألداء الف>>رض بعت>>ق آخ>>ر، ونظ>>يره من الم>>اء م>>ا تل>>ف علىا، كم>>ا تل>>ف ال>>رق في الرقب>>ة األعضاء، فإنه ال يصح أن يؤدى به فرض آخر لتل>>ف عين>>ه حس>>

بالعتق حكما، وهذا نفيس، فتأملوه.

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

العاشرة: لم يفرق مالك وأصحابه بين الماء تقع فيه النجاسة وبين النجاسة ي>>رد عليه>>ا الم>>اء"راكدا ..

يعني من فروع ه5ذه المس5ألة وم55ا ينظ5ر عليه5ا اس55تعمال الحج5ارة في رمي الجم5ار، ف55إذا اس55تعمل مرة في عبادة صارت مستعملة ال تستعمل مرة أخرى قياسا على الماء، هذا عند من يق55ول ب55أن الم55اء المس55تعمل ال يس55تعمل في الطه55ارة م55رة أخ55رى، وال ش55ك أن ه55ذا قي55اس م55ع الف55ارق، أوال: األص555ل -المقيس علي5555ه- لم يس555لم للخالف الموج555ود، واألم555ر الث555اني: أن الم5555اء يت555أثر بالطه555ارة

والحجارة ال تتأثر. "العاشرة: لم يفرق مالك وأصحابه بين الماء تقع فيه النجاسة وبين النجاسة يرد عليها الم>>اء

»الم>اء ال ينجس>>هراكدا ك>>ان الم>>اء أو غ>>ير راك>د؛ لق>>ول رس>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-: ، وف>>رقت الش>>افعية فق>>الوا: إذا وردتش>>يء إال م>>ا غلب علي>>ه فغير طعم>>ه أو لون>>ه أو ريح>>ه«

"النجاسة على الماء تنجس، واختاره ابن العربي .. يعني يفرقون بين ورود النجاسة على الماء فتؤثر فيه، وبين ورود الماء على النجاسة فال تؤثرب الم55اء على النجاس55ة يطهره55ا، وال يق55ال: إن55ه التقى في55ه، ي55ؤثر فيه55ا وال ت55ؤثر في55ه، كم55ا ل55و ص55ا، ال، فف55رق بين أن يك55ون الم55اء واردا الم55اء بالنجاس55ة ثم انتق55ل من كون55ه ط55اهرا إلى كون55ه نجس55ب على ب55ول األع55رابي، وإن وردت علي55ه أو م55ورودا، ف55إن ك55ان واردا أث55ر، كال55ذنوب ال55ذي ص55

النجاسة أثرت فيه، فالحكم للوارد عندهم -عند الشافعية-. طالب: حمل النجاسة اآلن يسأل المرض>>ى كث>>ير منهم، حم>>ل الب>>ول يك>>ون في العلب>>ة البالس>>تيك

وهو يصلي. أم55ا عن55د الحاج55ة إلي55ه ك55أن ك55ان التخلي عن55ه أو فص55له من محل55ه ه55ذا إذا اض55طر إلي55ه كم55ا ل55و فتح للم55ريض مخ55رج غ55ير المخ555رج األص555لي، ووض555ع في55ه لي55ات ووع55اء يحم55ل في55ه الب55ول، إذا ك55ان يت555أثر بإزالت555ه فال ش555ك أن ص555الته ص555حيحة، كمن حدث555ه دائم، وأم555ا إذا ك555ان ال يت555أثر في555نزع في

وقت الصالة.طالب:. . . . . . . . .

ال، ال، هذا مفرع عن تأثر الماء بالنجاسة. "واختاره ابن العربي وقال: من أصول الشريعة في أحكام المياه أن ورود النجاسة على الم>>اء

»إذا اس>>تيقظ أح>>دكمليس ك>>ورود الم>>اء على النجاس>>ة؛ لق>>ول الن>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-: من نوم>>ه فال يغمس ي>>ده في اإلن>>اء ح>>تى يغس>>لها ثالث>>ا، ف>>إن أح>>دكم ال ي>>دري أين ب>>اتت ي>>ده« فمنع من ورود اليد على الماء، وأمر ب>>إيراد الم>>اء عليه>>ا، وه>ذا أص>>ل ب>>ديع في الب>>اب، ول>>وال

وروده على النجاسة، قليال كان أو كثيرا لما طهرت.

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

16

»ص>>بواوقد ثبت عن النبي -صلى هللا علي>>ه وس>>لم- أن>>ه ق>ال في ب>>ول األع>>رابي في المس>>جد: " قال شيخنا أبو العباس: واستدلوا أيضا ..عليه ذنوبا من ماء«

أبو العباس شيخ المصنف - شيخ المفسر-، والمقصود به أبو العباس القرطبي صاحب المفهم.ا بح>>ديث القل>>تين فق>>الوا: إذا ك>>ان الم>>اء دون القل>>تين "ق>>ال ش>>يخنا أب>>و العب>>اس: واس>>تدلوا أيض>> فحلته نجاسة تنجس وإن لم تغيره، وإن ورد ذلك القدر فأقل على النجاسة فأذهب عينه>>ا بقي الم>>اء على طهارت>>ه وأزال النجاس>>ة، وه>>ذه مناقض>>ة؛ إذ المخالط>>ة ق>>د حص>>لت في الص>>ورتين، وتفريقهم بورود الماء على النجاسة وورودها عليه فرق ص>>وري ليس في>>ه من الفق>>ه ش>>يء، فليس الباب باب التعبدات، بل من باب عقلية المعاني، فإنه من باب إزالة النجاسة وأحكامها،

»الم>اء طه>>ور ال ينجس>>ه ش>>يء إال م>اثم ه>ذا كل>ه من>ه ي>رده قول>>ه -علي>>ه الص>>الة والس>>الم-: .غير لونه أو طعمه أو ريحه«

قلت: هذا الحديث أخرج>>ه ال>>دارقطني عن رش>>دين بن س>>عد أبي الحج>>اج عن معوي>>ة بن ص>>الح عن راش>>د بن س>>عد عن أبي إمام>>ة الب>>اهلي، وعن ثوب>>ان عن الن>>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- وليس في>>ه ذك>>ر الل>>ون، وق>>ال: لم يرفع>>ه غ>>ير رش>>دين بن س>>عد عن معاوي>>ة بن ص>>الح وليس بالقوي، وأحسن منه في االستدالل ما رواه أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد هللا بن عب>>د هللا بن راف>ع بن خ>>ديج عن أبي س>>عيد الخ>دري ق>ال: قي>ل: ي>>ا رس>ول هللا أنتوضأ من بئر بضاعة؟ وهي بئر تلقى فيها الحيض ولح>>وم الكالب والنتن فق>>ال رس>>ول هللا-

أخرج>>>ه أب>>>و داود والترم>>>ذي»إن الم>>>اء طه>>>ور ال ينجس>>>ه ش>>>يء«ص>>>لى هللا علي>>>ه وس>>>لم-: د أب>>و أمام>>ة ه>>ذا والدارقطني كلهم بهذا اإلسناد، وقال أبو عيسى: ه>>ذا ح>>ديث حس>>ن، وق>د ج>>و

الحديث".أبو أسامة، أبو أسامة.

طالب: أسامة؟!نعم.

د أبو أسامة هذا الحديث، ولم يرو أحد .. ""وقد جو جوده حماد بن س5لمة، أب5و أس5امة ال5ذي ض5بطه وأتقن5ه، أب5و أس5امة ه5و ال5ذي ج5ود الح5ديث، حم5اد

بن سلمة معروف.الطالب: حماد بن سلمة؟

معروف، أبو أسامة هو الذي ضبط إسناده. "ولم يرو أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، فهذا الحديث نص في ورود النجاسة على الماء، وقد حكم -صلى هللا عليه وسلم- بطهارت>>ه وطه>>وره، ق>ال أب>>و

17

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

17

داود: س>>معت قتيب>>ة بن س>>عيد ق>>ال: س>>ألت قيم ب>>ئر بض>>اعة عن عمقه>>ا، قلت: أك>>ثر م>>ا يك>>ون الماء فيه>ا؟ ق>ال: إلى العان>ة، قلت: ف>إذا نقص؟ ق>ال: دون الع>ورة، ق>ال أب>و داود: وقدرت ب>ئر بض>>اعة ب>>ردائي مددت>>ه عليه>>ا ثم ذرعت>>ه ف>>إذا عرض>>ها س>>تة أذرع، وس>>ألت ال>>ذي فتح لي ب>>اب البس>>تان ف>>أدخلني إلي>>ه: ه>>ل غ>>ير بناؤه>>ا عم>>ا ك>>انت علي>>ه؟ فق>>ال: ال، ورأيت فيه>>ا م>>اء متغ>>ير اللون، فكان هذا دليال لن>>ا على م>>ا ذكرن>>اه، غ>>ير أن ابن الع>>ربي ق>>ال: إنه>>ا في وس>>ط الس>>بخة،

"فماؤها يكون متغيرا من قرارها، وهللا أعلم. ب555ئر بض555اعة يلقى فيه555ا الحيض -يع555ني الخ555رق ال555تي تس555تعملها الح555ائض لمن555ع م555ا يخ555رج منه555ا- ولح5555وم الكالب والنتن، وال5555ذي يلقي ه5555ذه األش5555ياء هي الري5555اح؛ ألنه5555ا في منخفض من األرض، وال يظن بالصحابة أنهم يلقون فيها وقد نهوا عن البراز في الم5وارد وغيره5ا، وإنم5ا ال5تي تلقيه5ا

الرياح.طالب: أقول: الماء متجدد ليس راكدا؟

الماء ماذا؟طالب: بئر بضاعة الماء يتجدد أم أنه راكد؟

ال، يتجدد، يتجدد، كل اآلبار على هذا، لها نبع كل ما أخذ منها زادت. "الحادية عش>رة: الم>اء الط>اهر المطه>ر ال>ذي يج>وز ب>ه الوض>وء وغس>>ل النجاس>>ات ه>و الم>اء الق>>راح الص>>افي من م>>اء الس>>ماء واألنه>>ار والبح>>ار والعي>>ون واآلب>>ار، وم>>ا عرف>>ه الن>>اس م>>اء مطلقا غير مضاف إلى شيء خالطه كما خلقه هللا -عز وجل- صافيا، وال يض>ره ل>ون أرض>ه على ما بيناه، وخالف في هذه الجملة أبو حنيفة وعبد هللا بن عمرو وعبد هللا بن عم>>ر، فأم>>ا أب>>و حنيف>>ة فأج>>از الوض>>وء بالنبي>>ذ في الس>>فر، وج>>وز إزال>>ة النجاس>>ة بك>>ل م>>ائع ط>>اهر، فأم>>ا

بالدهن والمرق فعنه رواية أنه ال يجوز إزالتها به إال أن أصحابه يقولون": نعم؛ ألن5555ه امته5555ان، امته5555ان له5555ذه النعم5555ة أن ت5555زال به5555ا النجاس5555ة، وعلى ه5555ذا ال يج5555وز اس5555تعمال المطع555وم في إزال555ة النجاس555ة وإزال555ة األوس555اخ وتنعيم البش555رة وترطيبه555ا وإزال555ة بعض م555ا ي555ؤثر عليه55ا، ال يج55وز ك55ل ه55ذا؛ ألن ه55ذا امته55ان لنعم55ة هللا -ج55ل وعال-، وليس ه55ذا من ش55كرها، نعم ق555د يحت555اج إلى الملح، وق555د ج555اء التوجي555ه في بعض األح555اديث إلى إزال555ة النجاس555ة عن555د الح555ائض بش55555يء من الملح، والملح ال ش55555ك أن أص55555له الم55555اء، ف55555إذا خل55555ط بالم55555اء ع55555اد إلى أص55555له وانتفت مطعوميته، صار حكم5ه حكم الم5اء، وبعض الن5اس يس55تعمل العس5ل، وبعض5هم يس55تعمل الزب5ادي، وبعض5555هم يس5555تعمل أش5555ياء من المطع5555وم؛ إلزال5555ة األوس5555اخ عن الب5555دن، ك5555ل ه5555ذا ال يج5555وز؛ ألن5555ه امته555ان، لكن ق555د يق555ول قائ555ل: إن بعض ه555ذه األم555ور إذا انتهت ص555الحيتها، الزب555ادي عش555رة أي555ام وينتهي بعد العشرة األيام ويرمى، فهل يس5تعمل في مث5ل ه5ذه األش5ياء؟ نق5ول: الطع5ام إذا لم يكنمما يستفاد منه، مما يستفيد منه إنسان أو حيوان فإنها انتفت مطعوميته اآلن، انتفت فيستعمل.

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

18

طالب: للعالج؟ استعمال العالج، عالج القروح بالعسل؟العسل؟ إنسان مجروح؟ كونه دواء ال بأس -إن شاء هللا-، ما في إشكال -إن شاء هللا-.

طالب: اآلن يوجد صابون مكتوب عليه أن فيه خيارا وفيه عسل، هل هذا له دخل؟الشيء إذا استحال ولم يصلح لالستعمال هل ممكن أن يؤكل؟ ال ما يصلح، انتفت مطعوميته.

"فأم>>ا بال>>دهن والم>>رق فعن>>ه رواي>>ة أن>>ه ال يج>>وز إزالته>>ا ب>>ه إال أن أص>>حابه يقول>>ون: إذا زالت النجاسة به جاز، وكذلك عنده النار والشمس، حتى إن جلد الميت>>ة إذا ج>>ف في الش>>مس طه>>ر من غ>>ير دب>>اغ، وك>>ذلك النجاس>>ة على األرض إذا جفت بالش>>مس فإن>>ه يطه>>ر ذل>>ك الموض>>وع بحيث تج>>وز الص>>الة علي>>ه، ولكن ال يج>>وز ال>>تيمم ب>>ذلك ال>>تراب، ق>>ال ابن الع>>ربي: لم>>ا وص>>ف هللا- سبحانه- الماء بأنه طهور، وامتن بإنزاله من الس>>ماء ليطهرن>>ا ب>>ه، دل على اختصاص>>ه

بذلك. وكذلك قال -عليه الصالة والسالم- ألس>>ماء بنت الص>>ديق حين س>>ألته عن دم الحيض يص>>يب

فلذلك لم يلحق غير الم>اء بالم>اء؛ لم>ا في ذل>ك»حتيه ثم اقرصيه ثم اغسليه بالماء«،الثوب: ا ح>>تى يق>>ال: ك>>ل م>>ا أزاله>>ا فق>>د ق>>ام ب>>ه من إبط>>ال االمتن>>ان، وليس>>ت النجاس>>ة مع>>نى محسوس>> الغ>>رض! وإنم>>ا النجاس>>ة حكم ش>>رعي عين ل>>ه ص>>احب الش>>رع الم>>اء، فال يلح>>ق ب>>ه غ>>يره؛ إذ ليس في معناه؛ وألنه لو لحق به ألسقطه، والف>>رع إذا ع>>اد إلحاق>>ه باألص>>ل في إس>>قاطه س>>قط

نة ذو العز بن المرتضى الدبوسي يسميه فرخ زنا. "في نفسه، وقد كان تاج الس ط>>>الب: أحس>>>ن هللا إلي>>>ك: اس>>>تعمال المغاس>>>ل في البخ>>>ار بغ>>>ير الم>>>اء في الص>>>وف، في إزال>>>ة

النجاسة؟ عند من ي55رى أن النجاس55ة إذا زالت بنفس55ها أو اس55تحالت يكفي، وه5ذا رأي الحنفي55ة واختي5ار ش55يخ اإلس55الم يق55ول: يكفي البخ55ار، وال55ذين يعين55ون الم55اء إلزال55ة النجاس55ة كبقي55ة األئم55ة يق55ول: ال يكفي،

ال بد من الماء.ما معنى كالمه هذا؟

طالب: ولو أفسدها الماء يفسد الصوف الماء؟ م55ا يتلف55ه الم55اء يكتفى ب55أدنى م55ا يزي55ل النجاس55ة، م55ا يتلف55ه الم55اء يع55ني مث55ل ال55ورق، ال55ورق يتلف55ه

نة .. الماء، فإذا زالت النجاسة بغيره كفى. ماذا يقول هنا؟ وقد كان تاج السنة ذو العز بن المرتضى الدبوسي يسميه فرخ زنا." "وقد كان تاج الس

ماذا يسمي؟ يسمي الفرع الذي يعود على أصله باإلبطال؟ طالب: والفرع إذا عاد إلحاقه باألصل سقط في نفسه.

يعود على أصله باإلبطال، إذا عاد على األصل باإلبطال سقط، ما وجه تسميته بفرخ الزنا؟

19

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

19

طالب: ولد الزنا؟يعني ولد الزنا ماذا فيه؟ يعود على ولده باإلبطال بإبطال االنتساب إليه؟

طالب: نعم يا شيخ. نعم، وجه.

"قلت: وأما ما استدل به على استعمال النبيذ فأحاديث واهية ضعاف، ال يقوم شيء منها على س>>>اق، ذكره>>>ا ال>>>دارقطني وض>>>عفها ونص عليه>>>ا، وك>>>ذلك ض>>>عف م>>>ا روي عن ابن عب>>>اس موقوفا: )النبيذ وضوء لمن لم يج>>د الم>>اء( في طريق>>ه ابن مح>>رز م>>تروك الح>>ديث، وك>>ذلك م>>ا روي عن علي أنه قال: ال بأس بالضوء بالنبيذ. الحجاج وأب>>و ليلى ض>>عيفان، وض>>عف ح>>ديث ابن مسعود، وقال: تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف الحديث، وذكر عن علقمة بن قيس ق>>ال: قلت: لعبد هللا بن مسعود: أشهد رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- أحد منكم ليل>>ة أت>>اه داعي الجن؟ فقال: ال. قلت: هذا إسناد ص>حيح ال يختل>ف في عدال>ة روات>ه، وأخ>>رج الترم>ذي ح>ديث

ابن مسعود". إما أن يحمل على تعدد القصة، ففي هذه المرة لم يصحبه أحد وقد صحب في غيرها، أو يق55ال: إنه صحبه في أول الطريق من صحبه ثم في بقية الطريق تفرد -عليه الص55الة والس55الم-، وفي ح55ديث ابن مس55عود في الوض555وء بالنبي55ذ أن55ه ليل55ة الجن، س55معه يق55ول: تم55رة طيب55ة وم55اء طه55ور،

والحديث ضعيف عند أهل العلم بال شك. "قلت: هذا إسناد صحيح ال يختلف في عدالة رواته، وأخرج الترمذي ح>>ديث ابن مس>>عود ق>ال:

»تم>>رة طيب>>ة فقلت: نبي>>ذ، فق>>ال: »م>>ا في إداوت>>ك؟«س>>ألني الن>>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم-: ق>ال: فتوض>أ من>ه، ق>>ال أب>>و عيس>>ى: وإنم>ا روي ه>ذا الح>>ديث عن أبي زي>>د عنطه>>ور« وم>>اء

عبد هللا عن النبي -صلى هللا عليه وسلم- وأبو زيد رجل مجهول عند أه>ل الح>>ديث ال نع>>رف له رواية غ>ير ه>ذا الح>>ديث، وق>د رأى بعض أه>ل العلم الوض>>وء بالنبي>ذ منهم س>فيان وغ>يره، وقال بعض أهل العلم: ال يتوضأ بالنبي>ذ، وه>و ق>ول الش>افعي وأحم>د وإس>حاق، وق>ال إس>حاق:

إن ابتلي رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إلي. قال أبو عيسى: وق>>ول من يق>>ول: ال يتوض>>أ بالنبي>>ذ أق>>رب إلى الكت>>اب والس>>نة وأش>>به؛ ألن هللا

با{تعالى: [، وهذه المس>>ألة مطول>>ة في43 ]سورة النساء: }فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيكتب الخالف، وعمدتهم التمسك بلفظ الماء حسبما تقدم في المائدة بيانه، وهللا أعلم.

ورا{الثاني>>ة عش>>رة: لم>>ا ق>>ال هللا تع>>الى: اء طه>> ماء م>> ا من الس>> [48 ]س>>ورة الفرق>>ان:}وأنزلن>>ركم به{وقال: [ توقف جماع>ة في م>>اء البح>ر؛ ألن>ه ليس بم>نزل من11 ]سورة األنفال:}ليطه

السماء حتى رووا عن عب>>د هللا بن عم>ر وابن عم>رو مع>ا أن>ه ال يتوض>أ ب>>ه؛ ألن>>ه ن>>ار، وألن>>ه

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

20

»ه>>>وطب>>>ق جهنم، ولكن الن>>>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>>لم- بين حكم>>ه حينم>>>ا ق>>ال لمن س>>>أله: أخرج>>ه مال>ك، وق>ال في>>ه أب>>و عيس>>ى: ه>ذا ح>>ديث حس>>ن ص>>حيح،الطهور م>اؤه، الح>>ل ميتت>ه«

وهو قول أكثر الفقهاء من أصحاب النبي -صلى هللا عليه وسلم- منهم أب>>و بك>>ر وعم>>ر وابنا بم>>اء البح>>ر، وق>>د ك>>ره بعض أص>>حاب الن>>بي -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- العب>>اس لم ي>>روا بأس>>

الوضوء بماء البحر منهم ابن عمر وعبد هللا بن عمرو، وقال عبد هللا بن عمرو: هو نار. قال أبو عمر: وقد سئل أبو عيسى الترمذي عن حديث مالك هذا عن ص>>فوان بن س>>ليم فق>>ال:

هو عندي حديث صحيح، قال أبو عيسى: فقلت للبخاري: هشيم يقول فيه أبي ابن برزة".ابن أبي برزة.

نعم؟مقلوب أم؟

يقول فيه بقول.فقلت للبخاري.

.فقلت للبخاري: هشيم يقولهشيم.

"."فقلت للبخاري: هشيم يقول فيه أبي ابن برزةطالب: ابن أبي برزة.

نعم مقلوب فيه.

أحسن هللا إليك. "فقلت للبخاري: هشيم يقول فيه ابن أبي برزة فقال: وهم فيه، إنما هو المغيرة بن أبي بردة، ق>>ال أب>>و عم>>ر: ال أدري م>>ا ه>>ذا من البخ>>اري -رحم>>ه هللا-، ول>>و ك>>ان ص>>حيحا ألخرج>>ه في مصنفه الصحيح عنده ولم يفعل؛ ألنه ال يعول في الص>>حيح إال على اإلس>>ناد، وه>>ذا الح>>ديث ال يحتج أهل الحديث بمثل إسناده، وهو عندي صحيح؛ ألن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به،

وال يخالف في جملته أحد من الفقهاء، وإنما الخالف بينهم في بعض معانيه. وقد أجمع جمهور من العلماء وجماعة أئم>>ة الفت>>وى باألمص>>ار من الفقه>>اء: أن البح>>ر طه>>ور م>>اؤه، وأن الوض>>وء ب>>ه ج>>ائز إال م>>ا روي عن عب>>د هللا بن عم>>ر بن الخط>>اب وعب>>د هللا بن عمرو بن العاص أنهما كرها الوضوء بماء البحر، ولم يتابعهما أحد من فقهاء األمص>>ار علىج علي>>ه وال التفت إلي>>ه؛ لح>>ديث ه>>ذا الب>>اب، وه>>ذا ي>>دلك على اش>>تهار الح>>ديث ذل>>ك، وال ع>>ر عندهم، وعملهم به، وقبولهم له، وه>>و أولى عن>>دهم من اإلس>>ناد الظ>>اهر الص>>حة لمع>>نى ت>>رده

األصول، وباهلل التوفيق."

21

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

21

الح5555ديث إذا تلقي ب5555القبول من قب5555ل أه5555ل العلم ازداد ق5555وة، واكتس5555ب القطعي5555ة، وص5555ار أق5555وى من ح55ديث ي55روى من ط55رق كث55يرة متباين55ة؛ ألن التلقي ب55القبول وح55ده أق55وى من مج55رد تع55دد الط55رق

عند أهل العلم. "قال أب>>و عم>>ر: وص>فوان بن س>>ليم م>ولى حمي>>د بن عب>>د ال>>رحمن بن ع>وف الزه>ري من عبادا هلل أهل المدينة وأتقاهم هلل، ناسكا كث>>ير الص>>دقة بم>>ا وج>>د من قلي>>ل وكث>>ير، كث>>ير العم>>ل خائف>> يك>نى أب>ا عب>د هللا، س>كن المدين>ة لم ينتق>ل منه>ا، وم>ات به>>ا س>نة اثن>تين وثالثين ومائ>ة، ذك>>ر عبد هللا بن أحمد بن حنبل ق>ال: س>>معت أبي يس>>أل عن ص>>فوان بن س>>ليم فق>>ال: ثق>>ة من خي>>ار عباد هللا وفضالء المسلمين، وأما سعيد بن س>لمة فلم ي>رو عن>ه فيم>ا علمت إال ص>فوان، وهللا

أعلم، ومن كانت هذه حاله فهو مجهول، ال تقوم به حجة عند جميعهم". لم يرو عنه إال واحد فهو مجهول العين، مجهول العين عن5د أه5ل العلم، لكن أثبت أه5ل العلم أن5ه

روى عنه غير واحد، فارتفعت جهالته. "وأم>>ا المغ>>يرة بن أبي ب>>ردة فقي>>ل عن>>ه: إن>>ه غ>>ير مع>>روف في حمل>>ة العلم كس>>عيد بن س>>لمة،

ليس بمجهول، قال أبو عمر: المغيرة بن أبي بردة وجدت ذك>>ره في مغ>>ازي موس>>ى بن وقيل: نصير بالمغرب، وكان موس>>ى يس>>تعمله على الخي>>ل، وفتح هللا ل>>ه في بالد ال>>بربر فتوح>>ات في البر والبحر، وروى الدارقطني من غير طريق مالك عن أبي هريرة أن رسول هللا -ص>>لى هللا

قال إسناده حسن.»من لم يطهره ماء البحر فال طهره هللا«عليه وسلم- قال: الثالثة عشرة: قال ابن العربي: توهم قوم أن الماء إذا فضلت للجنب منه فضلة ال يتوضأ به، وه>>و م>>ذهب باط>>ل فق>>د ثبت عن ميمون>>ة أنه>>ا ق>>الت: أجنبت أن>>ا ورس>>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- واغتس>>لت من جفن>>ة وفض>>لت فض>>لة، فج>>اء رس>>ول هللا ليغتس>>ل من>>ه، فقلت: إني ق>>د اغتسلت منه، فقال: »إن الماء ليس عليه نجاسة أو إن الماء ال يجنب« قال أبو عم>>ر: وردت آثار في هذا الباب مرفوع>>ة في النهي عن أن يتوض>>أ الرج>>ل بفض>>ل الم>>رأة، وزاد بعض>>هم في بعض>>ها: ولكن ليغترف>>ا جميع>>ا، فق>>الت طائف>>ة: ال يج>>وز أن يغ>>ترف الرج>>ل م>>ع الم>>رأة في إن>>اء واحد؛ ألن كل واحد منهما متوضئ بفضل صاحبه، وقال آخرون: إنما كره من ذل>>ك أن تنف>>رد

المرأة باإلناء ثم يتوضأ الرجل بعدها بفضلها، وكل واحد منهم روى بما ذهب إليه أثرا. والذي ذهب إليه الجمهور من العلماء وجماعة فقهاء األمص>>ار أن>ه ال ب>>أس أن يتوض>أ الرج>>ل

بفضل المرأة وتتوضأ المرأة من فضله، انفردت المرأة بالماء أو لم تنفرد". معروف عند الحنابلة أن الماء الذي تخلو ب5ه الم5رأة لطه5ارة كامل5ة عن ح5دث أن5ه ال يرف55ع ح5دث

»الالرج55ل، ومع55روف في ه55ذا ح55ديث عن رج55ل ص55حب الن55بي -علي55ه الص55الة والس55الم-، ق55ال: فق55الوا: بش55قه األول ولم يقول55وا بش55قهيتوض55أ الرج55ل بفض55ل الم55رأة، وال الم55رأة بفض55ل الرج55ل«

تفسير القرطبي-سورة(004الفرقان )

22

الثاني، يعني عملوا بالنهي عن وضوء الرجل بفضل المرأة، لكنهم لم يعملوا بالشق الثاني الذيا بين المتم555اثلين، فإم555ا أن في555ه النهي عن طه555ارة الم555رأة بفض555ل الرج555ل، وال ش555ك أن ه555ذا تفريق555 يعملوا بالجملتين، أو يطرحوا الجملتين؛ تبعا لثبوت الخبر وعدمه، وما هو أصح من ذل55ك، ثبت أن النبي -عليه الصالة والسالم- توضأ بفضل بعض نسائه، توضأ مع نسائه، فالذي يظهر أن55ه

ال مانع وال بأس أن تتوضأ المرأة بفضل الرجل والعكس.ه شيئا إال م>>ا ظه>>ر في>>ه "وفي مثل هذا آثار كثيرة صحاح، والذي نذهب إليه أن الماء ال ينجس

من النجاسات".ه شيء. ال ينجسأحسن هللا إليك.

ه ش>>>يء إال م>>>ا ظه>>>ر في>>>ه من النجاس>>>ات أو غلب علي>>>ه منه>>>ا، فال وج>>>ه "أن الم>>>اء ال ينجس>>>لالشتغال بما ال يصح من اآلثار واألقوال، وهللا المستعان.

روى الترمذي عن ابن عباس قال: حدثتني ميمونة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول هللا- صلى هللا عليه وس>لم- من إن>>اء واح>>د من الجناب>ة، ق>ال ه>ذا ح>>ديث حس>>ن ص>حيح، وروى البخ>اري عن عائشة قالت: كنت أغتسل أن>>ا والن>>بي -ص>لى هللا علي>ه وس>لم- من إن>>اء واح>>د، يق>>ال ل>>ه: الفرق. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس: أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- كان يغتسل بفض>>ل ميمون>>ة. وروى الترم>>ذي عن ابن عب>>اس ق>>ال: اغتس>>ل بعض أزواج الن>>بي- ص>>لى هللا عليه وسلم- في جفن>>ة، ف>أراد رس>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- أن يتوض>أ من>ه فق>>الت: ي>ا

قال: هذا حديث حسن صحيح وه>>و ق>>ول»إن الماء ال يجنب«رسول هللا، إني كنت جنبا، قال: سفيان الثوري ومالك والشافعي.

وروى ال>>دارقطني عن عم>>رة عن عائش>>ة -رض>>ي هللا عن>>ه- ق>>الت: كنت أتوض>>أ أن>>ا والن>>بي- صلى هللا عليه وسلم- من إناء واحد، وقد أصابت الهرة منه قبل ذلك، قال: هذا ح>>ديث حس>>ن صحيح، وروى أيضا عن رج>ل من ب>ني غف>ار ق>ال: نهى رس>>ول هللا -ص>لى هللا علي>ه وس>لم- عن فض>>ل طه>>ور الم>>رأة، وفي الب>>اب عن عب>>د هللا بن س>>رجس، وك>>ره بعض الفقه>>اء فض>>ل

طهور المرأة، وهو قول أحمد وإسحاق. الرابع>>>ة عش>>>رة: روى ال>>>دارقطني عن زي>>>د بن أس>>>لم م>>>ولى عم>>>ر بن الخط>>>اب أن عم>>>ر بنن ل>ه الم>>اء في قمقم>>ة ويغتس>>ل ب>>ه، ق>>ال: وه>>ذا إس>>ناد ص>>حيح، وروي عن الخط>>اب ك>>ان يس>>خ عائش>>ة ق>>الت: دخ>>ل علي رس>>ول هللا -ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم- وق>>د س>>خنت م>>اء في الش>>مس

رواه خالد بن إسماعيل المخزومي."»ال تفعلي يا حميراء؛ فإنه يورث البرص«فقال: حديث ضعيف، وضعفه شديد، حديث في غاية الضعف.

23

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

23

"رواه خالد بن إسماعيل المخزومي عن هشام بن ع>روة عن أبي>ه عن عائش>ة، وه>و م>تروك، ورواه عم>>رو بن محم>>د األعش>>م عن فليح عن الزه>>ري عن ع>>روة عن عائش>>ة، وه>>و منك>>ر

الحديث، ولم يروه غيره عن فليح وال يصح عن الزهري، قاله الدارقطني. الخامس>>ة عش>>رة: ك>>ل إن>>اء ط>>اهر فج>>ائز الوض>>وء من>>ه إال إن>>اء ال>>ذهب والفض>>ة؛ لنهي رس>>ول هللا- صلى هللا عليه وسلم- عن اتخاذهما؛ وذل>>ك -وهللا أعلم- للتش>>به باألع>>اجم والجب>>ابرة ال لنجاس>>ة فيهم>>ا، ومن توض>>أ فيهم>>ا أج>>زأه وض>>وؤه، وك>>ان عاص>>يا باس>>تعمالهما، وق>>د قي>>ل: ال يج>>زئ الوض>>وء في أح>>دهما، واألول أك>>ثر، قال>>ه أب>>و عم>>ر. وك>>ل جل>>د ذكي فج>>ائز اس>>تعماله للوضوء وغير ذلك، وك>>ان مال>>ك يك>>ره الوض>>وء في إن>>اء جل>د الميت>ة بع>>د ال>دباغ على اختالف

من قوله، وقد تقدم في النحل." أما ما جاء في الذهب والفضة فالشرب فيهما واألكل جاء به الحديث الصحيح الصريح، وقياس س55ائر االس55تعماالت ال55تي منه55ا الوض55وء على الش55رب وك55ذلك األك55ل ي55راه بعض55هم أن55ه من قي55اس األولى فالشرب قد يحت55اج إلي55ه، الحاج55ة إلي5ه داعي55ة لإلن5اء، أم55ا س5ائر االس55تعماالت فالحاج5ة إليه55ا أق55ل، فمن55ع االس55تعمال أولى من اس55تعمال األك55ل والش55رب فق55ط للحاج55ة الداعي55ة إلى ذل55ك، ومنهم من ال يقيس، يق555ول: يمن555ع األك555ل والش555رب وتب555اح س555ائر االس555تعماالت، وال ش555ك أن ه555ذا توس555ع، وأمور الدنيا جاءت النصوص بعدم التوسع فيها، فالمتجه منع جميع االستعماالت إال م55ا اس55تثنى

بالنصوص. »أيما إه5اب دب5غ فق5د طه5ر«وأما مسألة الدباغ وهي المسألة التي تليها فال شك أن الدباغ طهور

ويش55مل جمي55ع األهب، إال م55ا نهي عن اس55تعماله م55ع كون55ه يطه55ر كجل55ود الس55باع ال55تي نهين55ا عن اتخاذه55ا والجل55وس عليه55ا، فه55ذه وإن طه55رت بال55دباغ إال أن55ه ال يج55وز اس55تعمالها، وم55ا ع55دا ذل55ك فإنه يدبغ ويستعمل ويطهر، ويس55تعمل في المائع55ات واليابس55ات على ح55د س55واء، خالف55ا لمن ف55رق

بين ذلك، وهللا أعلم.وصلى هللا على محمد. اللهم صل وسلم عليه.