والصمود" ص"رسول اهللا هجرة****************

:اللهم صل وسلم عليك يا رسول اهللا يا من قال فيك القائل ختار ـلوال مطاردة الم سائمة سل عصبة الشرك حول الغار

مـلم تسهمس التسابيح والقرآن األثر الوضاء أم سمعوا هل أبصروا

من أممزغب ـحائمات الـ ـوال له كالغاب وهل تمثل نسج العنكبوت

رخمـكالباطل من جالل الحـق ـك ـنهم أدبروا ووجوه األرض تلعـف

منهزملـم وعينه حول ركن الـدين ما ارين ما سلـد اهللا بالجـبلوال ي مـيق

كانت في كل خطـوة من مكة إلى المدينة إن هجرة رسول اهللا وصمودا لدين اإلسالم وإنهيارا ألعدائـه مـن نصرا لرسول اهللا منها

ولقد خرج رسول اهللا من مكـة يـوم , أهل الكفر والشرك والضاللاألخير من شهر صفر ودخل المدينة يوم اإلثنين الثاني عشـر مـن األثنين

ومحمـد عليـه , وعندما دخلها أضاء فيها كل شئ شهر ربيع األول خرج أفضل الصالة والسالم ذلك القائد الشجاع ما كان هو أول من

من المدينة مهاجرا ولكنه مكث فيها حتى خرج أكثر الناس فقـد فهاجر الصحابة . سبخة ذات نخل قال ألصحابه أريت دار هجرتكم

ومـا غـادر قليل وبأمر منه نفر إلى المدينة وما مكث معه في مكة إال إال مـن حبسـه قومـه مكة حتى غادرها كل الناس مـن أهـل اإليمـان

وكان من أواخر من خرج من مكة قبل إنما هو عمر بـن الخطـاب هجرته فقال لم أرى أحدا خرج من بي طالبأبن والذي وصف علي

عندما أراد الهجرة إنما تقلد وخلسة ما عدا عمر مكة إال مستخفيا حوله سبعة سيفه وأخرج أسهما من كنانته ثم جاء إلى البيت فطاف

أي _أهـل الشـرك أشواط متمكنا ال سرعة فيها ثم مـر علـى حلـق وهـو يقـول أرغـم اهللا عـز وجـل هـذة _األماكن التي يجتمعون حولها

تثكله ثم قال من أراد أن_ أي جعل أنوفكم في التراب _ طسالمعافما تبعه أحد إال أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقن خلف هذا الوادي وقبـل أن يخـرج .المستضعفين من أهل اإلسالم خرجوا معـه مهـاجرين

وقل رب أدخلنـي مـدخل (من مكة كان يتلو آيات اهللا عز وجل رسول اهللا

أي 80اإلسـراء ) .واجعل لي من لدنك سلطانا نصيراصدق وأخرجني مخرج صدق دخوال إلى المدينة فيه كبرياء وعزة وأخرجني مخرج صدق من مكة

ويقول اهللا عز وجل عزة وكبرياء وانصرني يا رب على األعداء خروجا فيه وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ( ويمكـرون ويمكـر اللـه ◌ ◌

المؤامرة التي كانت تصف لنا تلك اآلية 30األنفال . ) والله خير الماكرينفـي دار في مجلس شورى أهل الشرك والكفـر حاك لرسول اهللا ت

فقال أحدهم اجعلوه في القيود الندوة وقد اجتمع رؤس وقادة الكفر وقال أبو جهل أرى نتركه يخرج ونرتاح منه واألخر قال نقتله وثالث قال

أن نأتي من كل قبيلة بفتى جلد نسيبا حسيبا من علية قومه ثم نعطيه فيتفرق دمه سيفا مسلطا فإذا خرج محمد ضربوه ضربة رجل واحد

وتكتـل هـؤالء الشـباب , في القبائل فال يسـتطيع قومـه أن يثـأروا لـه في بيته بعـد أن أمـر وهو وحيدا وجعلوها حلقة أمام بيت رسول اهللا

عندما جـاءه الصديقأصحابه كلهم بالخروج ولم يبقى معه إال يستأذنه في الهجرة قال له على رسلك يا أبا بكر لعل اهللا يجعل لك

رسول اهللا والذي أمره وأما الثاني فكان علي بن أبي طالب احبا ص أن ينام في فراشه ويتغطى ببرده األخضر وقال له إنه لن يصـيبك

خرج رسول . فنام علي وقد هيأ نفسه للقتل أو األسر , منهم ما تكرهه لهـذا الجمـع مـن من الباب وإذا به يسمع أبا جهـل وهـو يقـول اهللا

فقال إلى قتل رسول اهللا ويغذي فيهم روح اإلندفاع والحماسالشباب كم إن تابعتموه على دينه كنتم ملوك العرب لهم إن محمد يزعم إن

كانت لكم جنان مثل جنان األردن تسكنون فيها والعجم وإذا متم ثم أججت لكم نارا تحشرون إليها وإذا لم تتابعوه كان له فيكم ذبح

أهل اإلسالم الذي أراد به الشر هو قول حق ولو أن وقد كان قوله هذا. على دين اإلسالم واتبعوا ما أمرهم في كل زمان ومكان تابعوا محمد

به دين اإلسالم وانتهوا عما نهاهم عنه لكـانوا قـادة العـرب والعجـم والعالم بأسره ولما ال وقد كان في تاريخ اإلسالم الطويل أمثلة ونماذج

دين اإلسالم متمكنا في القلوب والعقول كانت يوم كان على ذلك بي جهـل قـول أفكان قول , الراية مرتفعة وكانت رقعة البالد شاسعة

. حق في كل زمان ومكانأقـول ذلـك وهو خارجا من بيته ويقول لهم نعم انا يجيبه رسول اهللا

إنك لمن .حكيمالقرآن الو. يس (فذلك قول حق ثم يتلو آيات من سورة يس على .المرسلين . لتنذر قوما ما أنذر آبـاؤهم فهـم غـافلون . تنزيل العزيز الرحيم .صراط مستقيم ◌

لقد حق القول على أعنـاقهم أغلالـا فهـي إلـى الأذقـان إنا جعلنا في . أكثرهم فهم لا يؤمنون ◌

) .وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهـم لـا يبصـرون . فهم مقمحونوأرادوا بــذلك أن أهــل الشــرك مــن الــذين تجمعــوا لقتلــه 9-1يــس قبل أن تنتشر فـي األرض ا نور اإلسالم ويحيطوا بتلك الرسالة ئويطف

يخـرج علـيهم ويأخـذ التـراب مـن األرض فـإذا برسـول اهللا كلها ال يتحركـون وكـأنهم ويضعه على رؤوسهم وهم في سـبات عميـق

ينظرون إليه فقد جعل اهللا عز وجل بينه وبين أعينهم سدا فهم أصنامهللا أبصارهم كما أعمى قلوبهم من ولكنهم ال يبصرون فقد أعمى ا

وذلك دليال على أن دين اإلسالم سوف يجعـل كـل أعـداءه تحـت قبل .التراب وينتصر عليهم في كل زمان ومكان بإرادة اهللا عز وجل

يظل هؤالء القوم وقوفا عند البـاب فـي إنتظـار خـروج رسـول اهللا وكلما نظروا من فتحات الباب وجدوه ال يزال نائما وعليه برده األخضر

بن أبي طالب رضى اهللا عنـه حتـى يـأتيهم وما كانوا يدرون إنه علي ويقول لهم لماذا تقفون هنا خيبكم اهللا فيقولون ننتظر محمـد رجل

رؤوسـكم التـراب فيضـعوا ووضع علـى فيقول لهم لقد خرج محمد ويصف لنا علي بن . سهم فيجدوا التراب قد غطاها أيديهم على رؤو

والذي قال فيه تلك الليلة التى نامها مكان رسول اهللا أبي طالب إن أول من شرى نفسه في دين اإلسالم إنما هوعلي عبد اهللا بن عباس

وقيت بنفسي خير من وطـأ قال علي بن ابي طالب, بن أبي طالبوقـد العتيـق وبـالحجر رسـول اهللا وخير مـن طـاف بالبيـت الحصى

من المكر فبات بالغار آمنا في حفظ من مكروا به فنجاه القوي العزيز وقد وطنت نفسي على القتل أو وبت أفديه وينظرون إلياإلله وفي ستر

ذلك الذي توقعه علي لنفسه في تلك الليلـة إمـا أن يقتلـوه أو .األسر .يأسروه

تقول عائشة أم المؤمنين رضى الصديق إلى بيت خرج رسول اهللا ودخل على _ في وسط النهار _ في الهاجرة اهللا عنها جاء رسول اهللا

الصحبة يا أبا بكر فواهللا ما كنت أرى أحد يبكي أبي بكر وقال له رسـول اهللا من الفرح حتى رأيت أبي يبكي من الفرح عنـدما قـال لـه

يخرج معه أبا بكر من خلف الدار وقد أراد رسول اهللا أن يخدع . ذلك فيتجه في طريق إلى اليمن إلى غار ثور وليس إلى غار حراء أهل الكفر

ألن غار حراء معروف لهم وهو علـى طريـق المـارة ومـن يمـر قـد يـراه أما غار ثور فإنه في طريق مخالف لوجهته وهو يريد أن يأخذ بوضوح ويختار جبل ثور ألن فيه أكثر , لدنيا التي أمرنا اهللا عز وجل بها بأسباب ا

وهو جبل ال تثبـت من غار وهي كالقبو الذي بداخله ال يراه من بخارجه وقد احتاط رسول اهللا لذلك أشد اإلحتياط فـأمر , فيه آثار األقدام

أن يرعى هيرة عبد اهللا بن أبي بكر بأن يتحسس له األخبار ويأمر عامر بن فويامر أسماء بنت أبـي , بغنمه حتى يعمي على أهل الشرك آثار األقدام

يرى الصديق, بكر أن تسعفهم بالطعام والشراب وهما في الغار لو فيقول لرسول اهللا وهما في الغار أقدام أهل الشرك يبحثون عنهم اسكت يا أبا بكر طأطأ أحدهم رأسه لرآنا فيقول له رسول اهللا

. ا بالك بإثنين اهللا ثالثهما فماألمـة كلهـا عاتـب اهللا عـز وجـل , يقـول فيهـا عبد اهللا بن عبـاس

إلا تنصروه فقد نصره الله إذ (فإن اهللا عز وجل يقول واستثنى منها الصديق يقول لصاحبه لا تحزن إن اللـه معنـا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ فـأنزل ◌

الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الـذين كفـروا السـفلى ◌ وكلمـة اللـه ◌

هي العليا ومن هذه اآلية قـال أهـل العلـم فـي 40ة التوب) . والله عزيز حكيم ◌أن من يسب أبا بكر فقد كفر ألن اهللا عز وجل زكاه في دين اإلسالم وقال له إنك مع رسول اهللا في معية واحدة وفي غار واحد ذلك القول

قـرأ أول رسول اهللا . وهو يثبتك باإليمان والتوحيد وأنت تشكو إليه والعلماء يقولون إنه ال يقرأها سورة يس فكانت له دفاعا من اهللا عز وجل

.خائف إال أمن وكان قد اتفق مع عبد اهللا بـن في الغار ثالثة ايام بتمامها ومحمد

وجغرافيـا أريقط وهو رجل مشـرك ولكنـه أدرى النـاس بـالطريق جـائزة وذهب عقلها فرصـدت وقريش جن جنونها , ذلك المكان

, حيـا أو ميتـا كبيرة لمن يأتي بمحمد عليـه أفضـل الصـالة والسـالم .وتلك الجائزة سال لها لعاب الذين يريدون مغانم الدنيا

يسـير تـارة وقد كان الصـديق في طريقه إنطلق رسول اهللا عـن ذلـك فيقـول يـا رسـول اهللا فيسأله رسول اهللا هخلفه وتارة أمام

, مشي خلفـك أثم أذكر الرصد فأتذكر الطلب فأمشي أمامك وإذا بالجائزة تحرك الناس .إنما يريد أن يدفع الشر عنه ويفديه بنفسه

إليـه لحصدها وكان ممن ذهب وكاد أن يصل حتى يسعوا وراءه يـرى خلفهم وإذا بالصـديق انطلق وفرسه وهو سراقة بن مالك

غبار فرسه فيقول يا رسول اهللا لقد أدركنا الطلب فقال رسول اهللا وهو يتوجه إلى اهللا اللهم اكفيناه بما شئت فإذا برجل فرس سراقة بن

وكمـا جـاء فـي صـحيح , في صخر جلد مالك تسوخ في األرض ثم يقـول سـراقة , صخر أي دخلت في الصخر إنها ساخت في مسلم

وال أضرك عجيبا وغير مألوف أدعو لي يا محمد وقد علم إن هذا أمرا فدعا له فخرجت قدمي الفرس من الصخر ثم يعاود الكرة ألن الجائزة

وخ وإذا برسول اهللا يدعو اهللا مرة أخرى فتسـ كبيرة يسيل لها اللعاب قدمي فرسه في الصخر فيطلب من رسول اهللا أن يدعو لـه فيـدعو لـه

يقول سراقة يا رسول اهللا أكتب لـي فتخرج قدمي الفرس ثم في الثالثةإنما ذلك يدل على صمود دين اإلسالم وقوته فها هو , كتاب أمان

محمد عليه أفضل الصالة والسالم وهو مطـارد مـن قـادة الشـرك وعندما يدركه أحدهم فإنه هو الذي يطلـب منـه والكفر كلهم

ذلك ألن ذلك الدين , بسوء األمان والعهد حتى ال يضره رسول اهللافإن ذلك إنما ينصر بإرادة اهللا عز وجل وهو الذي يدافع عنه وعن أهله

ولكن بإرادة اهللا عز وجـل غاصـت رجـاله فـي الطالب وصل إليهما الصخر فمن الذي جعل هذا الصخر لينا كالماء حتـى تغـوص فيـه

نما وإذا بذلك الطالب الذي جاء ليقتل إاألقدام إنما هو رب العالمين ثـم قـال صك أمان فكتب له رسول اهللا, هو الذي يطلب األمان

مرني بما شئت يا محمد قال له عمي علينا الطلب فكان أول النهار أؤوإذا به آخر النهار حارسا لهما يقف سراقة وقد خرج عليهما مجاهدا

بن مالك كلما يأتيه ركب ممن يطلبون تلك الجائزة يقول لهم قد أي أني قد أطلعلت علـى تلـك المنطقـة ولـم {ها هنا كفيتكم

ثم عندما يقابل أبو جهل يقول أبـا حكـم لـو كنـت }أجدهم فيها في األرض قوائمه لعجبت ولم تشكك أمر جوادي إذ ساخت شاهدا

محمد رسول ونبي فمن ذا يقاومه إليك فكف الناس عنه فإني أرى ن إيـن اإلسـالم وذلـك هـو ذلك هو صـمود د , يوما سوف تبين معالمه

.إنهيار أعدائه إلى المدينة كانت هناك قبيلة تسمى أسلم وفي طرق رسول اهللا

وقد سمعت بتلك الجائزة التي رصدتها مكة لمن يأتي برسول اهللا ألبـد وأن يمـر علـي حـدودها فـي وعلمت تلك القبيلة إن رسول اهللا لتنال تلك الجـائزة بقيـادة زعيمهـا طريقه فخرجت عن بكرة أبيها

وتنتظر حتى يأتي إلـيهم الركـب وقـد تقلـدوا , بريدة بن الحصيب بالدعوه إلى يقابلهم السيوف وأعدوا العدة والسالح وإذا برسول اهللا

دين اهللا وبالخلق الحسن ويقرع الحجة بالحجة والقول بالقول وإذا بذلك يقول يه أفضل الصالة والسالم لكي يقتل وينال من محمد علالذي خرج

أشهد أن ال إله إال اهللا وأن محمد رسول اهللا وقبل صالة الفجر كانـت وكان قد أسلمت قبيلة اسلم كلها برجالها ونساءها وكل من فيها

وفي ذلك يقول رسـول , عددهم أضعاف من كان قد أسلم من قبل نا الذي قلت إنما قالها أوغفار غفر اهللا لها ما أسلم سالمها اهللا اهللا

أول صـالة وفي ذلك المكـان وفـي قبيلـة أسـلم تقـام , اهللا عز وجل ذلـك الرسـول , جماعة في تاريخ دين اإلسـالم وكانـت صـالة الفجـر

المطارد وليس معه إال الصديق مسلم وعبد اهللا بن أريقط المشرك وإذا بـالقوة الكامنـة فـي ديـن أليس ذلك الركب ضعيف وخـائف

ويريـدون أن م تقلب الموازين كلها وتحير عقول الـذين يحاربونـه اإلسالعندما قال أحد زعماء أعداء ذلك يقهروه وكأننا بهم في هذه األيام

فإنهم اليوم ال يستطيعون أن الدين أنا زعيم الحملة الصليبية الجديدة ن الناظر إلى إرغم أو أوروبا في أمريكا يردوا من يدخل في دين اإلسالم

والهوان في أهل اإلسالم والحرب عليه أهل اإلسالم اليوم ال يرى إال الضعف والذين يحاربونه هم أشد قوة وعتادا والقسوة كلها في من كل جانب

وما , مون قلوبهم ولكن اهللا غالب على أمره ولكن أكثر الناس ال يعلومعـه سـلمي فها هو بريدة بن الحصـيب األ , يعلم جنود ربك إال هو

وهم ما وصاحبه ينتظر رسول اهللا حشد من قومه مدججين بالسالحخرجوا بسالح أو عدة لقتال فـإذا بهـذا الرجـل وقومـه وقبيلتـه جميعـا

فذلك هو صمود دين اإلسـالم وذلـك هـو يدخلون في دين اإلسالم أنت يا بريدة عين ألهل المشرق ويقول له رسول اهللا, نصر اهللا لرسوله

يخرج بريدة هذا في الفتوح حتـى يصـل أصبح أحد جنود اإلسالم وفسكنا له " مرو"فيفتحها مع من فتحها ويتخذ من مدينة إلى خوراسان

ت ويدفن فيها فذلك هو التمكـين لـدين اهللا عـز وجـل فـي حتى يمويقول إنـه أحداث الهجرة وسيرة رسول اهللا األرض والذي ينظر إلى

. لك الدين فإذا بها العلو والصمود والنصر هروب وإنها النهاية لذ