: « تأمل هيئة تحرير المجلة من الكتاب مراعاة ما يلي ي »للن�ش �ف

ونيا مشفوعة بصورة عن الهوية الشخصية، أو صورة لجواز السفر لغ�ي - ترسل المادة المطبوعة إلك�ت

ي للمجلة. و�ف لك�ت يد الإ ف عل عنوان ال�ب الأردني�ي

ت سابقا. - أل تكون المادة قد ن�ش

ي حدها الأقىص. - أل يتجاوز عدد كلماتها 1000 كلمة �ف

.MB 00 .1 الصور المرسلة للمادة يجب أن تكون عالية الدقة والوضوح عل أن ل تقل عن -

ها. - هيئة التحرير هي الجهة المخولة بقبول المادة للن�ش أو العتذار عن عدم ن�ش

ها ويشمل هذا الحق الطباعة الورقية والن�ش ي تن�شي الترصف بالمواد ال�ت

- تحتفظ المجلة بحقها �ف

، ول يجوز إعادة ن�ش مواد مجلة “أفكار” دون إذن خطي مسبق من هيئة تحرير المجلة. يو�ف لك�ت الإ

(، ونبذة ف ي )للكتاب الأردني�ي ، واسم الشهرة الذي يعرف به، ورقمه الوط�ف ي

- يرسل الكاتب اسمه الثال�ش

ته الذاتية )للمرة الأوىل فقط(. من س�ي

جم عنه. شارة إىل المصدر الم�ت جم، والإ ة مؤلف النص الم�ت جمة نبذة من س�ي - يرفق مع المواد الم�ت

- يخضع ترتيب المواد المنشورة لعتبارات فنية فقط.

ورة عن رأي المجلة بال�ض عن آراء كتابها، وال تع�ب ي هذا العدد تع�بE-mail: afkar@culture. gov. joالمواد المنشورة �ض

347 كانون األول 2017

39

76

8117

رئيس التحرير

جمال ناجيمديرة التحرير

مجدولين أبو الربسكرتيرة التحرير

منال حمدي

هيئة التحرير

د. سمير قطامي د. أيمن تيسير

د. غسان عبد الخالق د. خالد الحمزة

د. خلدون امنيعم نضال برقان

اإلخراج الفني والغالف

محمد خضير

يمكن تصفح المجلة عل موقع الوزارة:

www. culture. gov. joيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية: رقم الإ

)1090( 2010 / د

المراسـالت: باسم رئيـس التحرير

يدي: العنوان ال�ب

الأردن – عمان ص. ب: 6140

يدي: 11118 - عمان الرمز ال�ب

- -

مفتتح: دعوة إلنقاذ الرواية العربية ..................................................................... د. غسان عبدالخالق

ثقــافة مدنيــة

- الدولة املدنية والتنشئة الوطنية ......................................................................... سليمان نصيرات

- الحوار وقبول اآلخر ..................................................................................................... د. قاسم العمرو

دراسات

- عمر الخيام: مشاجرة مع أمير ................................................................................... ترجمة: د. يوسف بكار

- اإلبداع... نشاط إنساني ............................................................................................. د.حسين جمعة

- الرواية اآلن.. أن نبدأ من حيث انتهى اآلخرون ...................................................... محمد الغربي عمران

- بين ميثاق القراءة وتجنيس األدب .......................................................................... د. رشيد وديجي

- إمـيـلـيـو غـارسيا كــوميث رائـد االســتـشـراق يف إســـبـانيـا ....................... د. مـهــا بـنـســعـيـد

- املعتقدات الشعبية وأصولها األسطورية ............................................................. فاطمة أبو شقال

- الشامانية.. فلسفة حياة نحو تناغم العالم وخالصه ........................................... مدني قصري

- ثيمة الغناء يف شعر حبيب الزيودي ..................................................................... د. خولة شخاترة

- الحدث والقضية يف قصص محمود الريماوي ...................................................... د. أحمد الزعبي

- التخصيب السردي يف رواية “مقتل بائع الكتب” ................................................. د. نادية هناوي سعدون

- داللة العنوان يف رواية “قبل األبد برصاصة” ........................................................ شوقي بدر يوسف

- يف ذكرى رحيل )األوغاد املتحمسون( .................................................................. ذكريات حرب

فنـــون

- املوجي وعبدالحليم ومشاعر راقية يف أدعية دينية ...................................... د. نجالء الجبالي

- الفيلم السينمائي “قتل املسيح” ........................................................................... عبد الكريم قادري

- بورتريه خاص جدا يف الفيلم الوثائقي “كل هذا الفزع” ................................... عباده تقال

- يف رحاب ماليزيا ....................................................................................................... رميساء خالبي

تكنولوجيا ثقافيــة............................................................................................... تسنيم ذيب

إبــــداع

- ما لم يقـلـه أبو الطــيــب- شعر ............................................................................ قيس الطه قوقزة

- ننسى حين نحب- شعر ........................................................................................... محمد خضير

- وهج الغياب- شعر .................................................................................................... محمد ياسين

- بانوراما الشاعر- نص ................................................................................................ حسن ناجي

- قصائد قصيرة- شعر .................................................................................................. أشرف قاسم

- “دونما ندم”- نص ..................................................................................................... عماد مدانات

- رزق حالل- قصة ........................................................................................................ علي خيون

ترجمــات: قصيدتان لـ”تورغوت أويار” ................................................................. ترجمة: صفوان الشلبي

ثقافة اقتصادية: سعر الفائدة املصرفية .......................................................... حسام عايش

نوافذ ثقافية .......................................................................................................... محمد سالم جميعان

تلويحة: قهوتها يف الحنين ................................................................................. محمد العامري

4

7

14

17

21

27

34

39

44

49

54

60

65

71

76

81

87

93

99

107

113

115

119

121

125

128

131

136

140

146

160

4

حالة عالن لإ حان قد الوقت أن أحسب العربية؛ الرواية بخصوص القصوى الطوارئ ي العام المنرصم، فرصة الطالع

فقد تسنت ىلي �فالسنوات ي

�ف صدرت عربية رواية مئة نحو عل د، بأن القليلة الماضية، وأستطيع الجزم دون تردالقليل منها يستحق اللتحاق بفيلق الرواية! وأما معظم ما قرأت منها فيمكن القول إنها تمرينات ي للمطالبة

روائية وهمية أو متقدمة. ومما يدعو�فأن القصوى، حقيقة ب التأه بإعالن حالة ثانية ف الذين قرأت م�ي ف المخرصف غ�ي قليل من الروائي�ين شديد، قد أدرك نصوصهم الروائية لهم بتمعف والمغامرين هم من الطارئ�ي ما أدرك نصوص غ�ي

ف وعابري السبيل. ب�ي والمجردة الرواية كما أفهمها، حدث م�ود بتقنيات متعدأنها يجب أن تبدأ ي

ي المقام الأول. وهذا يع�ف�ف

واية العربية دعوة إلنقاذ الر

د. غسان إسماعيل عبد الخالق/ األردن

5 ، ي الحد الأد�ف

بفعل وتنتهي بفعل، ومن المث�ي للسخرية والشفقة �فأن يعمد كث�ي من منتحلي الكتابة الروائية، إىل الحتيال عل المطلوب ة إىل رواية، سواء تحويل قصة قص�ي ، ع�ب ي

بداع الروا�أ وتشويه جوهر الإي تمثل

الت ال�ت من خالل التمهيد للفصل الرئيس بفصل أو أك�ش من التأمي تمثل تعقيبا عل

مة لما سيحدث، أو بفصل أو أك�ش من الخواطر ال�ت مقدور الشعرية المتوالدة ما حدث، أو بأرتال من الفوائض اللغوية والص وتحقيقا لمقولة تداخل الأجناس. والأنىك ي

بدعوى شعرنة النص الروا�أمن ذلك كله أنك سواء قرأت لكاتب معتدل أو لكاتب متمرد فسوف تجد نفسك مضطرا لمصافحة )البطل( نفسه؛ الثائر المخدوع الذي أصبح ومخزونه ياسي عاشقا وغدا، ول يفعل شيئا سوى استعادة ماضيه السا عن غضبه وإحباطه. سهن تعب�ي ي اف�ت

وتعداد أسماء النساء اللوا�ت يالثقا�ف

اثية ي واستحضار بعض الشخصيات ال�ت ح بالنفري وابن عر�ب وأما عن التمسث ث ول حرج. وأما عن الأخطاء اللغوية الفاحشة بأنواعها فحد عنوة فحدول حرج أيضا. ما هذه الوصفة الروائية الجاهزة؟ وما هذا الـ”كاتالوغ” ؟ أين ف البارد؟ أين الرواية العربية الحقيقية؟ أين أبطال الروايات الحقيقي�ي

ا؟ ا إبراهيم ج�ب نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وج�بوباختصار، فقد تحول فن الرواية العربية إىل ما يشبه الأطروحة الجامعية ي ما إن تطالع الصفحة الأوىل منها ح�ت تعرف كل ما سوف

المكرورة ال�تط المستوى أن تطالعه من صفحات تالية، وصار يمكن لأي قارئ متوسي ظل تساهل إدارات

يغامر بإصدار رواية قد تحظى بالرواج والنتشار، �فط التجريب والتعجيب بعض الجوائز العربية واتجاهها إىل تغليب �شي ظل تساهل معظم دور الن�ش

نعة والعمق، و�ف ام الص ط اح�ت عل �شف ي ظل انسحاب النقاد المرموق�ي

واتجاهها إىل ترويج النص المدفوع، و�فالخرق قد بأن اعتقادهم مت جراء الص ام جانب ف ال�ت إىل واتجاههم أنفسهم ف الحقيقي�ي ف الروائي�ي استسالم ظل ي

و�ف الراتق، عل اتسع ف الروائي�ي يناصبون بأنهم يتهموا ل الواقع، ح�ت لمهاونة واتجاههم

خالء العداء! الد

7

مقدمة

التنشئة أن أي الأعل، إىل القاعدة من وع الم�ش لهذا التأسيس يبدأ ن منها المجتمع وهي ي يتكو

النواة الأوىل ال�ت الصحيحة ينبغي أن تبدأ من عالم كافة وبجميع أشكالها أن تتجه لدعم الأ�ة، وهنا يجب عل وسائل الإي تشكيل القيم الأوىل للنشء الجديد، وهذه القيم يجب

الأ�ة ومساعدتها �فوالقيم الأصيلة الوطنية القيم عل ومستندة هة وموج معروفة تكون أن محة البعيدة عن الغلو والتطرف. والأ�ة ل تعمل لوحدها، وإنما الدينية السي

ي تحدث داخل المجتمع وال�تتعمل ضمن بحر متالطم من التفاعالت ال�ت

ة ل يوجد سيطرة لالأ�ه عليها، وهذه تقودها أو تقولبها وسائل إعالم كث�ي متماسك، وهنا ي

وع وط�ف ي مصلحة تشكيل هوية وطنية أو م�شقد ل تصب �ف

تظهر أهمية التنشئة الجتماعية لتحقيق إطار لمواطنة مستقرة.آليات التنشئة االجتماعية في المجتمع المدني

- دور االأرسة: ي تتشكل فيها قيم الفرد الجتماعية

سة الجتماعية الأوىل ال�ت الأ�ة هي المؤس: ص دور الأ�ة بما يلي والدينية، ويتلخ

- تشجيع الأطفال عل الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع والبيئة.أن العام والقضايا العامة المؤثرة عليهم. - توجيه الأطفال لالهتمام بالش

نشئة الوطنية الدولة المدنية و التأسيس للمشروع المدني.. من أين نبدأ؟ الت

سليمان نصيرات/ األردن

8- تشجيع الأطفال عل انتهاج أسلوب البحث العلمي وتوف�ي المكتبات وتنمية

ف الطفل والمكتبة. عالقة صحيحة ما ب�ي- تذك�ي الأطفال بالمناسبات الوطنية لإحيائها وبيان منجزات الوطن لهم.

- دور المدرسة:المنهاج أهداف لتحقيق المجتمع أداة تمثل اجتماعية مؤسسة المدرسة بأبعادها بوية أل�ت الفلسفة ده تحد والذي التعليمي، بوي ال�ت المدرسي تنمية شخصية إىل أيضا المدرسة وتهدف بوية، وال�ت والجتماعية النفسية ومعتقدات قيم غرس وكذالك والجسمية، والنفعالية دراكية الإ الطالب المجتمع وروح النتماء للوطن والأمة والقيم الدينية السمحة، وهي تقوم

: بذلك من خالل ما يليف الطالب. ف عل تنمية العمل بروح الفريق ب�ي ك�ي - ال�ت

ز عل خدمة المجتمع كجزء من المنهاج. - وضع برامج غ�ي صفية تركي التعامل مع المواقف، والبتعاد عن الغلو والتطرف.

ف عل الوسطية �ف ك�ي - ال�تز عل استنهاض الروح الوطنية. ي ترك

امج ال�ت - إقامة الأنشطة والمسابقات وال�بنسانية للطالب. ي ترتقي بالمشاعر الإ

- تشجيع النشاطات الأدبية والفنية ال�ت- تنمية روح البحث العلمي والتشجيع عل القراءة واقتناء الكتب.

- تنظيم الزيارات الميدانية لأنحاء الوطن كافة لتعريف الطالب بوطنه.

: ي- دور منظمات المجتمع المد�ض

ي مؤسسات أهلية تشكل قنوات لالأفراد للتعب�ي تعد منظمات المجتمع المد�ف

فاع عن حقوقهم، وتفعيل مشاركاتهم الجماعية؛ لتحقيق عن مطالبهم، والدي

المد�ف المجتمع منظمات وتقوم وسياسية. واقتصادية اجتماعية أهداف ي عملية التنشئة السياسية، وهي عملية

بهذه الأدوار من خالل المساهمة �في المجتمع، وبذلك فإن

تأهيل وتعليم وتثقيف الفرد من أجل تفعيل دوره �في -كونها منظمات مستقلة- لديها القدرة عل التفاعل

منظمات المجتمع المد�في مع مفهوم التنشئة الوطنية. وهذه منظمات ذات صبغة اجتماعية يجا�ب الإأو اقتصادية أو ثقافية أو سياسية أو مهنية، وهي منظمات طوعية ومستقلة ف المواطن والدولة، وتعد جوهر الفكر الديمقراطي، تقوم بدور وسيط ما ب�يالقيادات الجتماعية الجديدة. وتضم منظمات أنها تعمل عل تأهيل كما

9ي كل من النقابات المهنية والتحادات العمالية والجمعيات

المجتمع المد�فرجال واتحادات والصناعية التجارية والغرف والفنية والثقافية التعاونية الطالبية والتحادات والبيئية والجتماعية الرياضية والنوادي الأعمال والمؤسسات المرأة ومنظمات نسان الإ حقوق ومراكز الشبابية والمراكز الصحفية المستقلة ومراكز الأبحاث والدراسات المستقلة. ولهذه المنظمات ي تميل

ي التنشئة السياسية بخالف مؤسسات القطاع العام وال�ت �ف دور كب�ي

دة سلفا. إىل التأط�ي والقوالب الجاهزة نحو اتجاهات محد

- دور المعلم )كقائد وقدوة وصاحب رسالة(: المعلم يسهم أن ويمكن الوطنية، بية ال�ت ي

�ف كب�ي دور المعلم يقع عل القدوة بأمور عديدة منها: الحفاظ عل الأمن الفكري للطالب، وغرس روح

الولء والنتماء، والمحافظة عل مكتسبات الوطن.تأهيال ال مؤه يكون أن عليه ور الد بهذا يقوم أن المعلم يستطيع وح�ت ي سلوكه،

�ف أفكاره، ومرنا ي �ف مبدعا يكون وأن وتربويا وبشكل شامل، ا علمي

ي أخالقه وإخالصه لعمله وواجبه.ومرشدا لطالبه، وقمة �ف

سات السياسية: - دور المؤستعمل وهذه الأحزاب؛ أو الحاكمة السلطة المؤسسات هذه كانت سواء باستمرار عل طرح برامج تثقيف تنسجم مع متطلباتها، فمن خالل التثقيف يحاول النظام أو الحزب السياسي طرح قيمه وأفكاره ومعتقداته. وهناك فرق والمجتمعات الديمقراطية المجتمعات ي

�ف السياسية التنمية ف ب�ي ما شاسع الدكتاتورية.

ة التربية الوطنية أهداف خطالوطنية من خالل وضع الروح الوطنية إىل استنهاض بية ال�ت تهدف خطة

خطة شاملة تهدف إىل تحقيق الأمور التالية:- الرتقاء بمفهوم العمل العام والخدمة العامة.

ي. عي الخ�ي - تشجيع ثقافة العمل التطو- استيعاب مفاهيم التعددية السياسية والفكرية والثقافية.

- تعريف المواطن بحقوقه وواجباته.- التأكيد عل أن الشعب مصدر السلطات انسجاما مع نصوص الدستور.

10والجامعات، المدارس ي

�ف التعليم منهاج ضمن الوطنية بية ال�ت إدخال -المتسارعة ات المتغ�ي مع ليتالءم باستمرار وتطويره تحديثه عل والعمل

ي تحدث داخل الوطن وخارجه.ال�ت

تعليم مفهوم المواطنة : نامج المتعلق بتعليم مفهوم المواطنة ما يلي ن ال�ب يتضم

ف عل تعليم الأطفال -ومنذ البدايات- ك�ي أوال: تعليم الأطفال؛ حيث يتم ال�تا سواء داخل المدرسة أو ا وأخالقي الثقة بالنفس والسلوك المسؤول اجتماعيف عنهم. خارجها، وكذلك عالقة الأطفال بعضهم مع بعض أو مع المسئول�يلأوانه، سابق البتدائية المدارس ي

�ف الأطفال تعليم أن بعضهم يعتقد ، فالأطفال يتم تشكيلهم من خالل التعليم والنقاش حول وهذا خطأ كب�يف وأسلوب اتخاذ القرارات، وكذلك مفاهيم العدالة والمواقف تجاه القوان�يأو البيت خالل من يلتقطون الأطفال أن كما الجتماعية، المسؤوليات المدرسة أو من أي مصادر أخرى بعض المعرفة حول الوسط الذي يعيشون

فيه وهل هو وسط ديمقراطي أم ل؟بالمعرفة وتزويدهم السياسية، الثقافة مبادئ الطالب تعليم ثانيا:

ي الحياة العامة.ف �ف ي تجعلهم فاعل�ي

والمهارات والقيم ال�تي المدارس والجامعات

وبشكل عام، فإن تعليم الطالب مفهوم المواطنة �فدف، وينبغي أن تجري مسوحات واستطالعات مهم جدا، ول يمكن تركه للصد من معرفة الطالب بمفهوم المواطنة من داخل المدارس والجامعات للتأكحيث الحقوق والواجبات والأدوار، وذلك لمعرفة نقاط الضعف الموجودة الفينة ف ب�ي الخطط ولتجديد النقاط تلك تعالج برامج ووضع لديهم، ز المنهاج عل عوامل أساسية وهي: الديموقراطية والأخرى، ويجب أن يرك

والمجتمع والمواطنة والأنظمة السياسية.ويمكن ترسيخ مفهوم المواطنة أيضا من خالل تشجيع الطالب عل القيام والعمل البيئية النشاطات مثل المجتمع؛ بخدمة لها عالفه ي

ال�ت بالأعمال ائب الرصف بدفع والمبادرة ف القوان�ي ام واح�ت ف المحتاج�ي ومساعدة العام

وتعزيز عنارص الولء والنتماء وتنمية روح الفريق.: تعزيز القيم ي

، فتتمثل �ف يي الوط�ف

أما الأهداف الرئيسة من التعليم المد�في

ي الحقول كافة، والمساهمة �في المجتمع، وتقدير قيمة العمل �ف

نسانية �ف الإ

11م الوطن وتطويره، وتعلم آليات النقد والمناقشة وقبول الآخر، وتعزيز تقدالجتماعية، الحياة ي

�ف المشاركة وتشجيع والمساواة، العدالة مفاهيم ضافة إىل تعزيز مفهوم الهوية الوطنية المتسامحة، وترسيخ النتماء إىل بالإي

ف كافة �ف الهوية القومية المنفتحة عل العالم، والقضاء عل أشكال التمي�يالمجتمع.

نمية المدنية قات الت معوي الجوانب

قات عديدة تحول دون التنمية المدنية، يمكن حرصها �ف توجد معوالتالية:

: يي الجانب القانو�ض

- �ض• ضعف المنظومة القانونية وغياب المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة.

لطات الأخرى، وغالبا ما لطات أو هيمنة سلطة عل الس ف الس • التداخل ب�يي الأنظمة الستبدادية هي السلطة التنفيذية.

تكون السلطة المهيمنة �ف: ي الجانب السياسي

- �ض• غياب الحريات الفردية والعامة. . • فرض القيود عل حرية التعب�ي

• ضعف منظومة الأحزاب أو تهميش دورها. تها أو غيابها. ي وعدم فاعلي

• ضعف منظومة المجتمع المد�في نزاهة النتخابات وإفرازاتها.

• عدم الثقة �فهم. ي اتخاذ القرارات المتعلقة بمص�ي

ف عن المشاركة �ف • إبعاد المواطن�يعالمي: ي الجانب االإ

- �ض* عدم وجود إعالم حر ومستقل.

عالم حف أو وسائل الإ * وجود قيود عل حرية التعب�ي أو عل إنشاء الصالأخرى.

شيدة وعالقتها بالدولة المدنية الحكمية الر

- الحكمية وأبعادها:السياسية السلطة استخدام أسلوب بأنها الحكمية الدوىلي البنك يعرف التنمية تحقيق أجل من الموارد دارة لإ المجتمع ي

�ف بط الض قوى وممارسة

11

12الجتماعية والقتصادية.

: ر نوعية الحكمية بما يلي ي تقرويمكن حرص العنارص ال�ت

ا أم دكتاتوريا فرديا. ي ما إذا كان ديمقراطي؛ �ف - نوعية النظام السياسي

والمالية القتصادية الموارد إدارة ي �ف اهة ف وال�ف العدالة مبدأ تطبيق مدى -

ية. والب�شتلك إنجاز وأسلوب الموضوعة للسياسات الحكومات ممارسة كيفية -

د. وقراطي معق السياسات والخطط، وهل هو أسلوب إبداعي أم ب�ي أما العنارص الأساسية للحكمية الجيدة فهي:

وتقبل طوعي وبشكل عب الش قبل من تها عي ب�ش اف بالع�ت تحظى أن -ومعرفتها عب، بالش الحكمية والتصاق النافذة، ف للقوان�ي ف المواطن�يالمسئولون يضع وأن التوقعات، لتلك واستجابتها المستقبلية عاته لتوق

الحوافز لستمرار القبول وتعزيزه.ف - أن يقتنع الشعب بوجد نظام جدي للحساب والعقاب لكافة المسئول�ي

دارية. مهما علت مرتبتهم القيادية أو الإبعضا، بعضهم السياسية العملية ي

�ف المنخرطون الالعبون يتقبل أن -ي المعارضة.

ي سدة السلطة أو من هو موجود �فسواء من هو موجود منهم �ف

الوصول وحرية المعلومات لنسياب قانونية ضمانات هناك تكون أن -إليها.

وعليه الجيدة، للحكمية أساسي ط �ش نها لأ دارية الإ الكفاءة تتوفر أن -

يجب الستمرار بتدريب وتأهيل القيادات والكوادر عل واجباتهم لزيادة والفاعلية. الكفاءة

ض الحكمية الجيدة والمواطنة: - العالقة ما ب�يالرقابة إمكانية ر توف بذلك فهي والواجبات، الحقوق المواطنة د تحدوط والإجراءات أهمها: والمحاسبة، ويمكن صونها من خالل جملة من ال�شي اتخاذ القرار،

ر صحافة حرة ومستقلة، والشفافية �ف ر المعلومات، وتوف توفن ي تمك

ي إدارة الموارد العامة، وأيضا من خالل وضع الآليات ال�توالكفاءة �ف

ي اتخاذ ف �ف ف عل ترصفاتهم، ومشاركة المواطن�ي من محاسبة الأفراد والمسئول�ي

ي يهة وال�ت ف ي هذه المشاركة عادة من خالل النتخابات الحرة ال�ف

القرارات وتأ�تعية السلطة السياسية، ويؤثر شكل نظام الحكم كن الأساسي ل�ش تمثل الر

13ا أم استبداديا. ا أم دستوريا أم رئاسي ي هذه المسألة من حيث كونه برلماني

�ف

وسائل تعزيز الوحدة الوطنية

داري: • الجهاز الحكومي واالإدارية -وعل كافة مستويات الدولة والسلطة ي أن تقوم العملية الإ

وهذا يع�فبهدف تنظيمية قواعد عل مرتكزة علمية أسس عل بخاصة- التنفيذية دارة الوطنية عل تحقيق أك�ب قدر من الفاعلية، وهذا بغرض أن تقوم الإ

ف هما: ف أساسي�ي ركن�ياهة، وليس عل اعتبارات قبلية أو جهوية أو طائفية أو ف - معيار الكفاءة وال�ف

مصلحة.. ف ف دون تمي�ي - أن تقدم الخدمات للمواطن�ي

• القوات المسلحة: ي تعزيز

ف معظم مؤسسات الدولة �ف تحتل القوات المسلحة مركزا جيدا ب�يف بالنظام والنضباط،

ن المؤسسة العسكرية تتم�يالوحدة الوطنية، وذلك لأ

عاليا، تأهيال ف ل�ي المؤه ف داري�ي والإ القادة من ينضب ل معينا م تقد وهي ول عن المجتمع والدولة ضد أي

فاع الأ وتمثل المؤسسة العسكرية خط الدسة كمؤس طبيعته من الجتماعية الناحية من الجيش أهمية ي

وتأ�ت تهديد. تقوم عل أسس وطنية سليمة، وذلك لأن المؤسسة العسكرية إذا ما قامت اهة- ف عل أسس وطنية سليمة -من حيث اعتمادها عل معيار الكفاءة وال�ف

ي بوتقة وطنية واحدة. فإنها بذلك تصبح أداة فعالة لصهر المجتمع �ف

• االأحزاب السياسية: ي

�ف الديمقراطي الأسلوب تنتهج ي ال�ت المعارصة السياسية النظم ترتكز

ي ي مظهرها الأساس هو الأحزاب، وتأ�ت

الحكم عل التعددية السياسية وال�تأهمية الأحزاب من إمكانية قيامها بعدد من الأدوار منها: وظيفة التصال ما ف القاعدة والقيادة، ووظيفة التنظيم، والمشاركة السياسية الفاعلة. كذلك ب�يتقوم الأحزاب بوظائف تثقيفية وتربوية، وتعمل عل خلق قيادات جديدة

بها من أجل المستقبل وتدر

14

جميع ي �ف أساسية ورة الب�ش كرصف يحتاجها ومدنية إنسانية قيمة الحوار

العالقات الخالفات، وبناء الآخر، وتجاوز مجالت حياتهم من أجل فهم نسانية، والوصول إىل حلول، كما أن الحوار لغة الحياة وأساسها الذي بدأ الإ

به رب العزة جل جالله.يله: ف ي محكم ت�ف

إذ يقول �فعل فيها من )وإذ قال ربك للملئكة إن جاعل ف الرض خليفة قالوا أتس لك قال إن أعلم ماء ونحن نسبح بحمدك ونقد يفسد فيها ويسفك الد

ما ل تعلمون)30((”سورة البقرة”.

ي أذهاننا قيمة الحوار، وكيف أن الله جل حقيقة هذه الآية الكريمة تكرس �ف

ي نسان �ف ي أمر هو يعلمه لخالفة الإ

جالله قد حاور المالئكة واستشارهم �فالأرض، وكيف كانت ردودهم، ولكن الله أقنعهم وذكرهم بعلمه وبالحجة

الدامغة إذ قال جل جالله:بأسمء أنبئون فقال اللئكة عل عرضهم ثم ها كل السمء آدم م )وعل

الحوار و قبول اآلخر

د. قاسم العمرو/ األردن

15متنا إنك ؤلء إن كنتم صادقني )31( قالوا سبحانك ل علم لنا إل ما عل ه

أنت العليم الكيم )32((”سورة البقرة”.

للة عل الأشياء، فإذا علمنا أن الله ل يوجد أبلغ وأفصح من كالم الله للدشارات بقوة عل أهمية الحوار بقدرته قد حاور المالئكة، فنستدل بهذه الإي الفكر أو الجنس أو العرق أو العقيدة،

وقبول الآخر مهما اختلفت معه �فنسان، ة الإ وري لمس�ي ن الحوار متطلب مهم ورصف

فكلنا مخلوقات الله، ولأالختالف يجعل ما الفروق من وبينهم متساوين، الب�ش يخلق لم حيث

نعمة، ول يمكن لنا تعظيم قيمة الختالف إل بالحوار وقبول الآخر.لقوله تعاىل:

هم جيعا أفأنت تكره الناس حتى )ولو شاء ربك لمن من ف الرض كليكونوا مؤمنني)99(( “يونس”.

اختالف بسبب والرغبات هات والتوج الأفكار ي �ف يتفقون ل الناس ن

ولأدراك، والأمثلة ي نشأوا فيها، وتفاوت مستوى الفهم والإ

ظروفهم والبيئة ال�تة عل مستوى الدين الواحد أو العائلة الواحدة أو المذهب الواحد، فإن كث�يف كل الحل الوحيد الممكن هو “الحوار” لتعظيم جوانب التوافق واللقاء ب�ي

هذه الختالفات. ول يمكن تغييبه لتعزيز ثقافة وري وأساسي ن الحوار وقبول الآخر أمر رصف

ولأ، بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم وأوطانهم، ف الب�ش اللقاء والقبول ب�يأبناء ف ب�ي والتفاهم اللقاء لتعزيز روح الأساسية ة ف ك�ي الر يعت�ب الحوار فإن

الوطن الواحد والعائلة الواحدة.إىل والوصول ي

نسا�ف الإ يوالر�ت م التقد نحو يسعى بأ�ه اليوم والعالم

لبة ، فإن الحوار يعد من الأساسات الص يالأسس المتينة لبناء المجتمع المد�ف

تحقيق ن ولأ القانون. وسيادة الآخر وتقبل ي

المد�ف المجتمع فكرة لتحقيق الحوار فبغ�ي المشاركة؛ ومنها مهمة بمراحل تمر ي

المد�ف المجتمع فكرة تعت�ب المشاركة قارصة، وبغ�ي قبول الآخر ل يعتد بالمشاركة السياسية، ففي أك�ش وضوحا، المشهد ويصبح الضبابية، وتنكشف الصورة تكتمل الحوار نسان ما ينقصه من أفكار وآراء، ويخرج من دائرته الضيقة إىل فضاء ويجد الإته نسان قيمة الحوار وأهمي أرحب لنتقاء الأفضل والأجمل. من هنا يدرك الإ

16ق التعاون المنشود. لتجاوز الختالف والجمود عل الموقف، ويحق

الشؤون ي �ف مجتمعاتنا ي

�ف الغالبة مات الس ن لأ لنا الحوار أهمية وتكمن

ي محاولة كل طرف النتصار عل ي أي مجال، تظهر بوضوح �ف

الثقافية، أو �في تحتكر الحقيقة، وتريد فرض

الآخر بسبب طريقة التفك�ي الستعالئية ال�توهذا وحريته، لرأيه اعتبار أي دون لرؤيتها وإخضاعه الآخر عل الرأي بل الخالفية، المشكالت يحل لن المغلقة، والعقلية ي

الستعال�أ الأسلوب دها ويزيد الموقف تصعيدا. يعق

والحوار أساسا هدفه البحث عن الحقيقة المختلف عليها من خالل الحجة والآراء الأفكار وانتصار القناعات، ي

�ف المطلوب التغي�ي لإحداث هان؛ وال�بغط. كراه أو الض القويمة، دون اللجوء إىل الإ

إن الحوار ل بد وأن يكون دليال عل التسامح وقبول الآخر من أجل حفاظ ن رفض الحوار فيه تعد عل

نسانية، لأ وقيمه الإ المجتمع عل سلمه الأهلينسان وعدم قبول وجوده، وهو ما يدفع إىل حرية الآخر، وامتهان لكرامة الإ

خلق العداوات، ويؤدي إىل العنف والقتتال وتمزيق المجتمع.ومن آداب الحوار حسن الستماع، إذ يتمكن كل طرف من طرح وجهة نظره ف وجهات النظر ويعتمدوا الأقوى وا ب�ي ف

بحرية، حيث يصغي الجميع، ليم�يهان، وللدللة عل ذلك قول الله جل جالله: ي المنطق وال�ب

�فئك ذين هداهم الل وأول ئك ال ذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أول )ال

هم أولو اللباب)18((”سورة الزمر”.

اختيار من المستمع ن يمك لأنه الستماع؛ أهمية عل واضح دليل وهذا الأفضل. ومن آليات الحوار التسامح، إذ بغ�ي التسامح ل يمكن لالآخرين طرح أفكارهم والسماح لهم بمواصلة الحوار، وبغ�ي ذلك توصد أبواب الحوار،

ا ل قيمة له ول مضمون. ليصبح شكلي

والعزلة مت الص حواجز ويك� النفس، ب ويهذ القيم، خ يرس فالحوار الآخر، ي

�ف الثقة ا عل مبني واقعا النتماء، ويخلق ز روح والنطوائية، ويعزبعيدا عن السامية بالمبادئ مؤمنا ي جيال

ويب�ف نسانية، الإ العالقات ز ويعزي والطائفي. الحوار لغة الحياة المدنية الجهوية والنغالق الفكري والمذه�ب

نسان ويك� قيود العنرصية والكراهية ي يبغيها الإال�ت

17

الدولة)2( )عالء الري “ملك سالم”)1(: الإ “تاريخ حكماء ي �ف البيهقي يقول

وسجايا الحكماء بفضائل يتصف عادل ملكا كان فرامرز. علي بن فرامرز

ة وخمسمائة )516هـ(؛ وكان عرض عل الحكام. رأيته بخراسان سنة ستة ع�ش

ي والدي تصنيفه الذي سماه )مهجة التوحيد(. وكان يذب عن رأي الحكيم أ�ب

اضات ي اع�تمام عمر الخيام: ما تقول �ف كات)3(... البغدادي. قال يوما لالإ ال�ب

مام عمر: أبو )ابن سينا(؟, فقال له الإ ي علي كات عل كالم أ�ب ي ال�ب الحكيم أ�ب

دراك لكالمه، فكيف ، وليست لديه رتبة الإ ي علي كات لم يفهم كالم أ�ب ال�ب

الملك له فقال الشكوك عل كالمه؟ وإيراد عليه، اض الع�ت رتبة له يكون

أم ي علي عالء الدولة: أمن المستحيل أن يكون حدس أقوى من حدس أ�ب

مام عمر: ليس من المستحيل. فقال له الملك عالء من الممكن؟ فقال الإ

اض، دراك والع�ت الإ رتبة له ليست تقول: أنت ك! عبد غ�ي الدولة: ساواك

بما ل تتكلم اض والزيادة. دراك والع�ت الإ له رتبة يقول: ) ي)الدوا�ت وغالمي

مام عمر. فقال له الملك يزيد به كالمك عل كالم مملوك.... فتشور)4( الإ

السفيه بالوقيعة هان، والجدىلي ه بال�ب عالء الدولة: الحكيم يهجن كالم غ�ي

مام . فقام الإ ف ، ول تقنع بأحسن الرذيلت�ي ف والبهتان؛ فاطلب أعل الدرجت�ي

عمر الخيام: مشاجرة مع أمير*

ترجمة: د. يوسف بكار/ األردن

18عمر ملجما بالسكوت”.

: يف من هذه الحكاية المخترصة الآ�ت

يتب�يأوال:

ة الخيام، الذي كان، حسب روايات عدة متواترة، يخالط رجالت نوع معا�شف كان )5( إنه ح�ي ف دد عليهم. يؤكد هذا قول أحد المؤرخ�ي الطبقة العليا، وي�ت

يذهب إىل بخارى يجلسه شمس الملوك بجانبه عل ال�ير.ثانيا:

ي الحكمة، يقصد من سؤاله لم يكن عالء الدولة، وهو من أهل الفضل ومح�بابن سينا كشفها وإظهارها حسب، كات علي ال�ب ي أ�ب اضات اع�ت الخيام عن كات وتبجيله، أن يضم الخيام عظيم حكماء ال�ب ي بأ�ب وإنما أراد، لعتقاده

كات لبن سينا. ي ال�ب ي انتقادات أ�بالعرص إليه �ف

ثالثا:ي رصاحة

، فأبدى رأيه �ف يلم يدرك الخيام ما رمى إليه الملك وميله الباط�ف

أبا وأن وأستاذه، ا وكب�ي عظيما سينا ابن يعد كان لأنه مواربة، دون تامة كات لم يكن إىل جانبه سوى طبيب متفلسف. ال�ب

رابعا:كان الخيام، لجدية طبعه، يوىلي المسائل العلمية والفلسفية أهمية خاصة، كات. وربما ي ال�ب ي اعتقاده بأ�ب

إىل حد يذر فيه جانبا مجاملة الأم�ي ومماشاته �فظن أن عالء الدولة كان يتحرى الحقيقة وينشدها؛ لكن لذ بالصمت، بعد أل أنه يجب يعي ما جعله المؤذي، الصارم الدولة أن سمع جواب عالء ي رصاحة وقطع مهما أوتوا من فضل

يتحدث، عند أرباب الدولة والقتدار، �فوحب العلماء وتقديرهم.

ا: خامسا وأخ�يبالمالمة ن المق�ت الدولة أن كالم عالء كان صمته واضطرابه لأنه رأى ربما منطقي غ�ي قابل للرد، وأن عل الحكيم والعالم أن يرد عل الآخرين بالأدلة ي نظره،

كات كان، �ف ن أبا ال�ب. لماذا، إذا، لم يفعل هو نفسه؟ ربما لأ ف اه�ي وال�ب

ي محلها كي يفصل القول اضاته عل ابن سينا ليست �ف أقل مما يرد عليه، واع�ت

يهيج أن بدل أدلة إليه يطلب أن الدولة عالء من ينتظر كان وربما فيها. يفعل؛ بل وضع أنه لم بيد القويمة، ابن سينا آراء له ح ويلوم، لىكي ي�ش

ي كفة واحدة!عقيدة أحكم علماء العرص وفرضيات غالمه �ف

19ح آراء ي تلك اللحظة، أن يعرض كل المطالب، وي�ش

ي مكنة الخيام، �فكان �ف

كات. غ�ي أن جواب عالء الدولة الحاد ي ال�ب اضات أ�ب ابن سينا، ويسخف اع�تيتحدث مع أل يجب أنه بفطرته وتحوطه، فأدرك ونبهه، أيقظه والقاسي ، ، أو أج�ب ذوي المقدرة عل أنهم علماء ينشدون الحقيقة. فإذا ما اضطركات، قد يش�ي بأصبعه إىل أمور يفوح منها شذا ابن ي ال�ب اضات أ�ب ي رد اع�ت

�فسينا، فضال عن نشدان النجاة.

* * *، بالعودة إىل صفحات التاريخ، عل موضوعات عدة من هذا القبيل قد نع�شبهذا أكتفي ي

أن�ف غ�ي الجتماعي. الخيام عن وضع أفضل، بنحو تكشف، ي أعمال الخيام المسلم بها علنا نخرج

طناب، لأخوض �ف المخترص تجنبا لالإمنها بأمور أخرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. ي

* مبحث من كتاب “دمى باخيام- بالفارسية” )وقفة مع الخيام(، لعلي دش�تاللغة مجمع . علي كرد محمد ة ن�ش .117-118 سالم الإ حكماء تاريخ )1(ي نصه بعض ما

ء، وأورد �ف يي بعض ال�ش

العربية- دمشق 1988. ترصف دش�ت .322-323 الأفراح وروضة الأرواح نزهة الحكماء: )تاريخ الشهرزوري عند

سالمية. ليبيا 1988(. تحقيق عبد الكريم أبو شويرب. جمعية الدعوة الإالدين(، )عضد أنه الشهرزوري “ذكر حاشية(: )ص-23 المؤلف يقول )2(

وكتابه )بهجة التوحيد(”.صحيح، إن الشهرزوري قال: )عضد الدنيا والدين ملك يزد(، لكنه ذكر أن ،)322 الحكماء )تاريخ التوحيد” “بهجة وليس التوحيد” “مهجة هو كتابه )بهجة( خطأ الأصل ي

“�ف أحمد: السيد خورشيد الهندي المحقق وإن ذكر آباد- حيدر العثمانية. المعارف دائرة .3 حاشية ص-47 الأرواح، )نزهة

الدكن، الهند. ط1: 1976(.)3( هو هبة الله بن علي بن ملكا )560-480(، ولقبه “أوحد الزمان”. كان طبيبا المستنجد الخليفة وخدم بغداد، سكن وأسلم. يهوديا وكان وفيلسوفا، ة، أشهرها “المعت�ب ي آخر أيامه؛ وكان له تالميذ ومصنفات كث�ي

بالله. عمي �فة دائرة ه عام 1415هـ عن ن�ش ي الحكمة” الذي أعادت جامعة أصفهان ن�ش

�فالمعارف العثمانية. حيدرآباد- الدكن، الهند 1357.

20راجع:

ي طبقات الأطباء 300-296:2. دار الثقافة- ي صيبعة: عيون الأنباء �ف - ابن أ�ب

وت. ط2: 1979. ب�يسالم 154-152. مصدر سابق. - البيهقي: تاريخ حكماء الإ

وت - ابن خلكان: وفيات الأعيان 74:6. تحقيق إحسان عباس. دار صادر- ب�ي.1978

نفسه، الكتاب ي �ف المعت�ب وبكتابه به التعريف الندوي: سليمان سيد -

ة جامعة أصفهان(. ص252-230. )ن�شالمطبعة .304 العميان نكت ي

�ف الهميان نكت الدين: صالح الصفدي، -الجمالية- القاهرة 1911.

ي نزهة الأرواح: فتشوش؛ ومع�ف تشور: خجل )لسان العرب- شور(.)4( �ف

لة الندماء، ف له م�ف ف )5( هو البيهقي، الذي يقول: “وكان السلطان ملكشاه ي�فمام عمر والخاقان شمس الملوك ببخارى يعظمه غاية التعظيم، ويجلس الإ

سالم 121(. عل �يره”)تاريخ حكماء الإ

21

نتاج ر أدوات الإ ة مع تطو ي العقود الأخ�يي �ف

بداع الف�ف تضاعفت أهمية الإي

ال�ت ي الأسواق، عة وتوافرها بكميات هائلة �ف المتنو لع الس المادي وفيضان

الذين الناس من ومعدودة محددة فئات عملها وآليات بحراكها تتحكم

الفتات، مما أصاب الساحقة سوى ية كون لالأك�ش ء، ول ي�ت ييملكون كل سش

ر الحياة الروحية للشخصية ، وأعاق تطو الفرد بالغثيان والضطراب النف�ي

بداع، لالإ ي الذا�ت الحافز تنامي من وحد المبادرة، روح وأفقدها نسانية، الإ

ف ثقافة روحية ي ظل تدش�يء �ف ي

نسان المتمرس عل فعل أي سش وصناعة الإ

متنامية تحرصف كتعب�ي فعلي راسخ عن إبداع الشعب بكل فئاته الجتماعية

الحية، الجوهرية الروحية لقواه وجالء والمذهبية، الفكرية عاته وتنو

م للتقد مكافئة وتقنية مادية قاعدة بناء ع�ب الدائم، وسطوعها وخلودها

متطلبات تحقيق أجل من المادي، نتاج الإ وتطوير والروحي، الجتماعي

أشكاله بمختلف بداع لالإ الدافعة الظروف تنشأ وبهذا عامة. نسان الإ

ي تحرض الفرد عل مضاعفة نشاطه المادي والروحي، وتعزيز وبه، ال�ت ورصف

د، متجد عالم وإشادة به، المحيط الوسط إنتاج إعادة ي �ف الفاعل دوره

اإلبداع... نشاط إنساني د. حسين جمعة/ األردن

22ي وإعادة بناء

ف عمله الف�ف يقيم ثقافة مجتمعية متطورة ورائدة، تتيح تدش�يف المجتمع اي�ي الظواهر الحياتية من وجهة نظر واعية، تستقي حيويتها من �شي تطوير ركائز المجتمع وإعمار الحياة

وأنساغ الحياة الفعلية للس�ي قدما �فنسانية. الجتماعية والروحية للشخصية الإ

وات إن بناء المجتمع الحر المرتكز إىل العدالة الجتماعية والتوزيع العادل لل�ش، وهي القدرة عل ي

بداع الف�ف الروحية والمادية، يولد الحالت الموضوعية لالإالتفك�ي المستقل، والبحث عن حلول ناجعة وأصيلة لمشاكل المجتمع الذي ف العليم بأحوال مجتمعه وصاحب الرؤية ي أحضانه. المبدع المح�ت

يعيش �ف، وهو ي كب�ي

الفسيحة ينجب أعمال فنية رائعة ذات ثمار ناضجة ومغزى حيا�تي وحيوية ممارسة التلقي الجماىلي وما ينتج عنه

بداع الف�ف يستثمر طبيعة الإالمتلقي، عل للـتأث�ي ذلك شابه وما وأفالم ولوحات وأشعار روايات من ي أعماق المبدع ع�ب أعماله، ويكتشف ما يدور هناك من

الذي بدوره يحدق �فب منه ومن ته الحياتية والفكرية، ويق�ت الت وأحالم، ويتعرف عل مس�ي تأمف المبدع والمتلقي. وهذا الأمر خ الأوارص المتينة ب�ي س

آرائه وأفكاره، حيث ت�تي حياة الفرد والمجتمع، ويفصح عن أن

بداع وفاعليته �ف ز مدى أهمية الإ ي�برفعة سبيل ي

�ف ه موج حر ي إنسا�ف نشاط والعضوي الحقيقي المبدع نشاط

ي الكون والحياة.نسان وتسامي مكانته �ف الإ

الشامل العريض ي معناه �ف النشاط ؟ ي

الحيا�ت بالنشاط نعنيه الذي ما لكن، لذات مالئمة ظروف لتعم�ي هة موج والجوانب، الأبعاد بة متشع عملية الكون، وتطوير ي

�ف مكانته نسان وتعزيز الإ تثبيت وجود أجل المجتمع من وفق الجتماعي الواقع صياغة وإعادة حياته، مستوى ورفع عيشه سبل نسان الحاجات الجتماعية والغايات والمهمات المجتمعية. ويتبدى نشاط الإالذي يقوم عليه وب متنوعة وأشكال مختلفة، الأساس ي وجوه عدة ورصف

�في يستخدمها الناس لخلق

ة ال�ت نتاج الغف�ي هذا النشاط يعتمد عل وسائل الإوالأعراف ف القوان�ي ووضع المادية، حياتهم وظروف عيشهم مالبسات ي ظاهرة

نسا�ف ي تنظيم أمور حياتهم. والنشاط الإي تسعفهم �ف

المجتمعية ال�تنسان قادر عل نتاج المادي والروحي، والإ شمولية، يشمل جميع أصناف الإنتاج وفق عالمات أي نوع، كما أنه قادر عل وضع عالقة حيوية تختص الإف الطبيعة، ليعيد إنتاجها وتشكلها بالنوع الممهور، لأنه يبدع حسب قوان�يغايته ووعيه بإرادته نسان الإ المنتج. عمله خالل من ذاته إنتاج يعيد كما

23

تغي�ي المالبسات الجتماعية والحياتية المحيطة به لالأفضل والأكمل، وقد يرى وشخصيته. نسان الإ لذات المحدد هو الحر الواعي النشاط أضحى نسان ونشاط الحيوان: “الحيوان يتساوى ف نشاط الإ ماركس أن ثمة تباينا ب�ينسان الإ أما النشاط. ذاته جراء هذا ة. وهو ل يغ�ي ي مبا�ش

الحيا�ت ونشاطه ي

نسان الحيا�ت رادته ووعيه. نشاط الإ ي مادة لإفإنه يجعل من نشاطه الحيا�ت

ي وحدة موحدة. ة �ف نشاط واع. وهذا ليس تعيينا محددا يندمج فيه مبا�ش

ي ة عن النشاط الحيا�ت نسان مبا�ش ف الإ

ي الواعي هو ما يم�ينسا�ف إن النشاط الإ

للحيوان”.

24مادي : ف أساسي�ي ف شكل�ي ي

�ف واضحا ويتبدى جليا، ي نسا�ف الإ النشاط يتمظهر

وروحي. ونحن هنا نتوقف عند النشاط الروحي، الذي تلعب فيه الشخصية ذات هي الشخصية أن والمعلوم والجوهري. الأساسي الدور نسانية الإالنشاط المجتمعي والروابط الجتماعية، وهي تتشكل وفق صورة المجتمع نسان مع ذلك مخلوق فاعل ومبدع، نشاطه ذو جدوى وعل مثاله. لكن الإف ظروف مالئمة لوجوده وتطوره. وكان للعمل وتقسيمه وغاية تنحو إىل تدش�يي ظهور النشاط الروحي، الذي ساير تجزئة العمل

وتخصيصه دور فاعل �فنسان وسطوع ي اكتمال الإ

، وتجل كمرحلة حيوية �ف ييا�أ ف ي والف�ي

ف الذه�ف ما ب�ينتاجية، الإ والعالقات نتاج الإ وسائل وتطوير والروحي، المادي حضوره ي ظل تقسيم العمل إىل هيمنة رأس المال

وتنامي المنتج الذي أدى بدوره �فمنتجيه، عن نتاج والإ العلم اب اغ�ت إىل أفىصف وهذا وأدواته، نتاج الإ عل الحر، وأعاق ي

الذا�ت النشاط نسان إىل سلعة؛ مما حد من الإ وتحول نشاط ي

يا�أ ف ر الجتماعي، وتحول العلم إىل وسيلة للحفاظ عل الوجود الف�ي التطواسة. وهذا الوضع قلص من ه ومعاناته ب�ش نسان البسيط، واستغالل كد لالإشيوع المبادرات الفردية، وحد من أعمال الفكر الحر الحقيقي، الذي أضحى ائه للذمم، وغدا إنتاج المبدع ضحية رهينة لهيمنة رأس المال وسطوته و�شي العر�ب العالم ي

الفنية �ف المبدعات للعرض والطلب. ولما كان الطلب عل من أصحابها انسحاب أو ندرتها إىل ذلك أفىصف فقد معدوما، يكون يكاد ا من الوهج الوثاب والمقدرة عل الحضور الميدان، وهذا الأمر أفقدها كث�ي

الساطع.بداعية تماما، لأن الدراسات النفسية أثبتت ي غياب المواهب الإ

هذا ل يع�فيو/ ف نسان يولد وهو يحمل جملة من الحيثيات الطبيعية والملكات الف�ي أن الإالمجتمعية الحاجة عند تتحول العصبية، ومنظومته دماغه ي

�ف يحية ت�شنسان بداع... أي أن الإ الماسة ووجود ظروف اجتماعية محددة إىل حوافز لالإزه عل نة هي عوامل أصالة غريزية تحف يمتلك صفات نفسية ومؤهالت معيبداعي عند الحاجة أو الطلب المنشود. هذه المؤهالت الشخصية النشاط الإإنتاج عل قادرة المستقل، التفك�ي وعل بداع الإ عل المحرضة النفسية أعمال ذات طابع جماىلي وصبغة فنية. نظرية المؤهالت والملكات هذه ترى ي تستجيب

أنها جملة من الصفات الفردية النفسية والطبائع الشخصية، ال�تلمتطلبات أنماط محددة من النشاط، وتساعد عل تفعيلها ونجاحها من قبل

25ي أنواع محددة وملموسة

الفرد الذي يمتلكها. هذه الملكات تتشكل وتظهر �ف، وكل نشاط منها مرتبط ارتباطا وثيقا بأشكال معينة من ي

نسا�ف من النشاط الإات الخارجية الملموسة. ده البيئة الحاضنة والتأث�ي ، الذي تحد النشاط النف�يوقد خلصت الختبارات إىل أن تشكل الصفات النفسية يرافقه تشكل العضو نسان. ولم يقترص الأمر عل ظهور الصفات ي دماغ الإ

الوظيفي المطابق �فالجتماعي ر التطو نتيجة تتبلور أخذت وإنما بالفرد، الخاصة النفسية المعقد النشاط أنواع ي

�ف تشكلت كة، حيث عامة ومش�ت التاريخي مؤهالت ر لتطو وطيدا أساسا كانت مخصوص، طابع لها نفسية صفات ع والمتنو

الشخصية المنسجم والشامل.أي ي

�ف نجاز الإ إىل ع ف ت�ف مارات والإ الصفات هذه تحتضن ي ال�ت الشخصية

ى ومهمة، وتتحفز ي المؤدي إىل نتائج ك�بنسا�ف وب النشاط الإ ب من رصف رصف

الشخصية والطبائع المالمح هذه ومجمل وتكوينه، صياغته اكتمال إىل تتحدد الملكات وهذه الجمالية. بداعية الإ الملكات لجالء الأرضية أ ته�يللشخصية، والجمالية والستقبالية والتوصيفية الذهنية للخواص كمركب

ي أي شكل من وز �ف حيث تتيح لها إمكانية ال�ب

ي الذي تبدعه جماليا... نسا�ف أشكال النشاط الإ

نشاطها ي تب�ف إنها ماركس يقول كما ي

يع�فها تستث�ي ي

ال�ت الجمال” ف قوان�ي “وفق حتما قد ي

وال�ت الجتماعي، ر التطو احتياجات المتباينة، الجتماعية الطبقات تستغلها ي حالت

ي �فهها وفق مصالحها؛ مما يفىصف وتوج

ة إىل عمليات استمتاع بقيم مضللة وح�ت كث�يمدمرة. وعلينا أن نعمل عل الجمع العضوي واعية ل أكانت سواء كلها، نسان الإ لملكات كانت أو ، النفعاىلي / الح�ي المستوى عل للشخصية الجمالية للصفات واعية ذهنية

حسب المعاي�ي الجمالية. الحمولت الجمالية تستكمل بعضها بعضا، تحوز ي

ال�ت الشخصية خصائص جانب فإىل والمشحونة الفرد، أو الشخصية عليها

26مستعدة تكون عادة الشخصية هذه فإن الالفتة، الستقبالية بالمدركات للمشاهدة والرصد... فطنة وحساسة... مدركة ومتوثبة النتباه، وذات مستوى القابلية جانب إىل المخصوص الجماىلي فالتلقي ؛ الجماىلي التلقي من عال ي ذاتهما عمل إبداعي، لأنهما مرتبطان بالختيار

أو الفراسة الجمالية هما �فالفرد منها يستمد ي

ال�ت المتعاظمة، الخارجي العالم ات لتأث�ي الالواعي ي تستجيب لمتطلبات الجمال والتساق والكمال والنسجام

النطباعات ال�تهاته القيمية. ي يتخيلها الفرد وتتفق وتوج

ال�تالجتماعي والوسط الخارجي والعالم للكون الجماىلي دراك الإ أو التلقي ي

ي تلك اللحظة... الصورة ال�تنسان �ف اءى لالإ ي ت�ت

ليس سوى صورة للمادة ال�تي المؤهالت

هات القيمية للشخص. وبهذا الندماج �ف ي منظومة التوجتندمج �ف

ز التلقي وتتقوى عمليات الرصد والفراسة الشخصية بداعية الجمالية يتعز الإمن جديدة مرحلة إىل الخابية الخارج ات تأث�ي تنتقل حيث وحساسيتها، ي تتسق ومتطلبات الفرد

الستجابة الحسية الجمالية النفعالية الفاعلة، ال�تي

نجاز مهامه وغاياته. �ف وأهدافه، وتضع أمام المبدع معلومات ملموسة لإورة التفك�ي المبدع وحضور المعطيات القيمة يجري هذا المستوى من س�ي، الحدس، الخيال، اسلي بداع: التفك�ي ال�ت ترسيخ عمل القابليات الالزمة لالإ

ها. التخييل، الذائقة الجمالية وغ�يتندغم الالواعي المستوى عل النفعالية والمعاناة التلقي ورة س�ي ي

�فالحساسية مثل سابقا، حيثياتها تشكلت قد كانت ي

ال�ت الأخرى، الحلقات من منطقي إىل مستوى وتتصاعد بعضها، الجمالية مع والذائقة الجمالية من خالية حساسة مادة بداعية الإ المواهب لحامل تتيح بحيث الوعي، بها إىل عالم آخر ومضمار آخر، وتبتعد عن الهوامش والنماذج الشوائب يع�ببداعية عادة تكون غ�ي مرتاحة للمكتسبات السابقة، الجاهزة، لأن الملكة الإ

وتسعى دوما إىل الكتمال والكمال والتجديد المستمر. الغامرة والحساسية الجمالية القابلية تطوير ع�ب المبدعة الموهبة تضفي ا عامرا، عل قدر ما تكون حساسية المبدع بداع ونتاجه مغزى إنساني عل الإالجماىلي إنتاجه ع�ب المبدع يتمتع لالآخر. الروحي العالم ولوج إىل هة موجنجاز السعادة يائية لإ ف ي أي حقل كان بحرية تامة لجالء قواه الروحية والف�ي

�فنسانية الحقيقية- الغاية المثالية والمقصد المعمود لأي إنسان، ناهيك الإ

نسان مبدعا عضويا جديرا بإنسانيته الوضاءة أن يكون هذا الإ

27

وصـــفةي

وأجد�ف الكتاب.. من لعدد روائية تجارب قرأت مضت عقود مدى عل ي

�ف بها والأخذ هضمها حاولت ما ا وكث�ي والمقولت.. الآراء لبعض معجبا ي فشلت..

ه.. لكن�ف واية” وغ�ي ي “ثالثية حول الر.. مثل آراء ميالن كونديرا �ف أعماىلي

ي منجذبا إىل ما جاء فيه.. لأجد أن تلك الآراء القريبة من فمع كل كتاب أجد�ف

ي �ف الستمرار الوقت وجدت كاتبا.. ومع مرور أن تصنع يمكن الوصفات ل

الأخرى.. نسانية الإ والعلوم والتاريخ واية الر : ي�ف وبالذات عة المتنو القراءة

ليكون دة محد توجد وصفة ل بأنه نت تيق كما الكاتب.. ر لتطو ف مع�ي خ�ي

عة. وعل المتنو القراءة ي بداع الستمرار �ف الإ كاتبا مجيدا. وأن وقود الكاتب

قة قراءة الجديد من الأعمال ال�دية. وجه الدومن خالل استمرار قراءة أعمال �د جديد.. وجدت أن بينها أعمال ملهمة وتدفعه د.. التجد عل الكاتب ز وتحف القارئ.. ذهن ي

�ف فنياتها تستقر ها للكاتب. فمثال وجدت نف�ي لالختالف.. وهي الأعمال الأك�ش نفعا من غ�ي

واية اآلن الرأن نبدأ من حيث انتهى اآلخرون

محمد الغربي عمران/ اليمن

28ال بمشاهد لم أشاهدها يوما.. محموبمشاعر لأشخاص لم ألتقهم قط.. بعد ي

أعما�ت ي �ف استقر ه وغ�ي ذلك

وايات.. ومنها “باول” قراءة بعض الرلمست حينها اللندي.. ليزابال دون والبسيط الجذاب أسلوبها أفكار روائية قبل كانت لدي تنميق. أحاول ة لف�ت “باول”.. وكنت أقرأ أن “باول” لأجد النور.. إىل إخراجها ي لإخراج تلك الأفكار القابعة..

تدفع�فبعدها بدأت بكتابة رواية “مصحف وليست مختلف بأسلوب أحمر” ـ”باول”. فـ”إيزابال” انتهجت محاكاة للبنتها المتواصل البوح فيها كما المرضية. غيبوبتها ي

�ف السادرة ثها أنها اعتمدت عل راو وحيد لتحدعن ذكرياتهما معا.. وعما سيعيشانه وتتغلب عل مرضها. تفيق أن بعد الأشقاء اب اح�ت تعالج و”مصحف” وصنعاء اكية الش�ت عدن ف ب�ي

“مصحف” أن كما المجتمع. عل الدامية الحروب تلك وآثار المنفتحة.. ف واة الذين تجاوز عددهم الثالثة، وأسلوب المراسالت ب�ي د الر اعتمدت تعدي الموضوع والتقنيات ال�دية، إل أن “باول”

شخصياتها. ورغم الختالفات �في كتابة “مصحف”!

من ألهمت�في

�ف ع أ�ش ولم النور.. رؤية تنتظر أخرى أفكار ظلت أحمر مصحف بعد ف بن ي اليمن” لحس�ي

كتابتها ح�ت قرأت كتاب “الصليحيون والحركة الفاطمية �في علم النفس والفلسفة

ة كتب قبل ذلك �ف . بعد قراءة عد يفيض الله الهمدا�ف

ي الأدب.. إل أن كتاب “الصليحيون” هو ي الدائمة �ف

والتاريخ إىل جانب قراء�تبأحداث الهجري الرابع القرن ا

مستحرصف يائيل”. “ظلمة لكتابة ي دفع�ف من

الدولة شخصيات ال متخي العربية.. الجزيرة جنوب حكمت وشخصيات

29ي مرص، مستحدثا شخصيات

ي اليمن والتابعة للدولة الفاطمية �فسماعيلية �ف الإ

ي دورتها الثانية.هامشية كأبطال للرواية -الفائزة بجائزة الطيب صالح �ف

م كل ما لدي حول ذلك ي لم أقدبعد صدور “ظلمة يائيل” أحسست بأن�ف

لها.. ثانيا جزءا اعتبارها يمكن أخرى رواية بكتابة بعدها لأبا�ش العرص.. تحت عنوان “ملكة الجبال العالية”- الفائزة بجائزة كتارا.. ولصدورها عن دار ف يوما أعلن حجب الجائزة عنها، النتائج بخمسة وأربع�ي الهالل قبل إعالن ف من شخصيات “ظلمة يائيل” فيها )شوذب وجوذر( ت�ي كت شخصي وقد أ�شا زمني تلت ” المو�ت “مسامرة أحداث أن كما الشخصيات. بقية اختالف مع ة أحداث “ظلمة يائيل” مع اختالف المكان.. فظلمة يائيل كانت صنعاء حارصف

ي مدينة أخرى “ذي جبلة”. ” فدارت �ف أحداثها.. وأما “مسامرة المو�ت

لشخصيات يمنية نضالية ومذكرات من زاروا بعد ذلك، تفرغت لقراءة س�يالنظام مزيلة انفجرت ي

ال�ت 1962 ثورة قبل وعرب ف أوروبي�ي من اليمن ي

ي للجمهورية.. وأجزم بأن�فالأمامي.. ومن ضمن ما قرأت مذكرات الرئيس الثا�ف

من أي منها. نسجت رواية “الثائر” بعد تشبعي بتلك القراءات دون تأث�ية أعمال .. قرأت خاللها عد ف مررت بعد صدور “الثائر” بسكون يقارب السنت�يروائية ومنها “الجزيرة تحت البحر” لليندي.. ووجدت نف�ي حبيس تقنيات ي

ال�ت الفكرة جديد.. تلك يوع روا�أ لتنبعث فكرة م�ش .. يزابلي الإ ذلك العمل

بسلطة يتماهى الذي القبلي المجتمع تدور حول والفكرة لسنة.. ي عايشت�ف

: شيخ القبيلة ورجل الدين والعسكري.. ينة من ثال�ش ي اليمن.. والمكو

الدولة �في رواية جديدة بعنوان “حصن

ي �في “الجزيرة تحت البحر” لإخراج فكر�ت

دفعت�فزا مرك الزمن”.. تكس�ي “تقنية إيزابال استخدمته ما فيها الزيدي”، مستخدما عل عنف الجدل لمصائر شخصياتها.. وفق إيقاع متسارع لشخصيات تظهر د المحاور.. فيه يتجل واية رصاع متعد عل م�ح الأحداث لتلقى حتفها.. الرفيه. الفعال العامل القبيلة تزال ما الىلي عل مجتمع الس ي

الدي�ف الفكر أثر ف للمتلقي بأن السلطة مفسدة.. والقوة مفسدة مع نهاية العمل يتجل اليق�ي

والمال مفسدة... إن لم يكن لسلطة القانون هيمنتها.ي

يقي�ف لأجد . أعماىلي بعض إخراج عل ساعدت نوافذ ة عد من نافذة تلك الذي .. ي

الروا�أ د ال� من الجديد قراءة هي للكاتب ف مع�ي خ�ي بأن ز يتعز

من أعماله يبدع بحيث ال�دية.. والأساليب التقنيات أحدث عل يضعه ا. حيث انتهى الآخرون فني

30تشــــابه

ي ي إياه قراءة الأعمال الروائية.. ففي الوقت الذي ظلت ثق�ت

أمر آخر منحت�فقرأتها روائية أعمال تشابه مالحظة أن إل أحمر”، “مصحف بجودة عالية لبعض الكتاب جلبت ىلي القلق.. من خالل تشابه سمات الشخصيات وتكرار بالأساليب جاء بعضها إن بل الأفكار.. وتطابق الأحداث وتشابه الأمكنة.. ولذلك عناوين. ة عد من واحدا عمال الأعمال تلك وكأن نفسها.. الصياغية

ي التشابه.ي قلق الوقوع �ف

ظللت أعا�ف .. ي

شخصيا�ت تفك�ي وأتابع ، نف�ي أرقب يائيل” “ظلمة إنجاز أثناء ي لأجد�ف

ايد ف العالقات فيما بينها.. لغاتها.. سماتها، ثيمات الأعمال... إلخ. ولقلقي الم�تأخذت بقراءة “ظلمة” عدة مرات باحثا عن أي تشابه مع سابقتها. وهكذا، الرابع أن عمل بعد آخر أحاول إيجاد تكرار قد يكون. لألحظ بعد العمل ي الأربع روايات.. وكذلك ضبابية

ك �ف شخصية البن الوحيد هي العامل المش�تي ذلك يعود

ة حضور الأم. إن السبب �ف الحبيبة. وأيضا غياب الأب مقابل قو ” لة لالأخرى. فـ”مسامرة المو�ت إىل أن تلك الأعمال ثنائيات.. وأن كال منها مكمـ”ظلمة يائيل”. و”مصحف أحمر” يتكامل مع رواية “الثائر”.. ي ل

هي الجزء الثا�فف يعالج زمنا متصال ببعضه. وكل من الجزئ�ي

لأحرص عل أن أنجز العمل الخامس “حصن الزيدي” ليكون مختلفا.. دون ديمومة به من استفدت ما ذلك أعمال. ما سبقه من تشابه مع أي وجود

دد. ي هذا الصواية �ف ي للر

قراءا�ت

31ثـرثـرة

غراق ي الإي قرأتها.. ويتمثل �ف

وائية ال�ت ي بعض الأعمال الرأمر ثالث وجدته �ف

أوسع عل حساب �د ا ف ح�ي الوصف يشغل ف ح�ي ة.. الصغ�ي التفاصيل ي �ف

ـ”مصحف ي أثناء إنجاز كل عمل.. بداية ب ي إىل مراقبة أسلو�بالأحداث.. ما دفع�ف

ي تناسيت مراقبة أحمر” الذي خرجت به دون فضفضة ول زوائد تذكر.. لكن�ف

بات.. لتخرج بعدها ي صدرت وقد شابها بعض التشعي “ظلمة يائيل” ال�ت

ي �فذا�ت

“الثائر” بوصف أك�ش من سابقاتها.. ولم أدرك ذلك لالأسف إل بعد صدورها. ي بحالة نفسية متعبة.. بعدها

ة الفعل بعد “الثائر” أنها تركت�ف ولذلك كانت ردل لمحاولة صياغتها بشكل متوازن و

طر الأ ” منذ الس أخضعت “مسامرة المو�تي صعقت وأنا ألحظ تلك الفضفضة بعد

ف الوصف و�د الأحداث.. لكن�ف ب�يي عل مستوى

ة مرات. وكانت مراجع�ت ي منها.. لأخضعها للمراجعة لعدانتها�أ

ي أكتبها من جديد. لتنتهي تلك المراجعات تشكيل الجملة وبناء الفقرة وكأ�ف

ألف ين يقارب ع�ش كلمة.. بعد حذف ما ألف ف بتقليصها إىل واحد وأربع�يف ألف. كلمة.. من أصل ست�ي

ف من إنجاز “مسامرة” بدأت بـرواية “حصن الزيدي”. كتبتها وقد وبعد سنت�ي-دون ي

جعل�ف ما السابقة.. أعماىلي ي �ف الزائد للوصف ميلي من قلق ي

سكن�فالأحداث مساحة احتلت بتقريرية مخلة.. حيث “الحصن” أنجز ألحظ- أن الوصفية ضافات بالإ مراجعتها عل لأعكف الوصف.. حساب عل واسعة أصفه أن يمكن ما ردم أعمل عل وكذلك والأمكنة.. للشخصيات المهمة

32

ي ي من محارصة التقريرية المخلة �ف

بـ”فجوات تنامي الأحداث”.. وبعد انتها�أف ألف. ف ألف كلمة إىل خمس�ي “حصن الزيدي” أجدها وقد زادت من أربع�ي

ي �د الأحداث يادة �ف ف الز من خالل ما سبق يتضح أن خيطا رقيقا يفصل ب�ي

. كثار من الوصف أيضا مخل .. والإ يجاز مخل ي الإوالوصف.. وأن التطرف �ف

د.. بما يخرج عمال متناغما ف الوصف وال� ول بد من توزيع مساحة العمل ب�يا. قا فني وشي

. كما استفدت ي الدائمة لأعمال روائية ش�ت تلك مالحظات اكتسبتها من قراءا�ت

.. بمع�ف أن الكاتب يستفيد من تجربته عل ضوء تجارب من مراجعة أعماىليع ألعيبه. ر أساليبه.. وكذلك تنو الآخرين. ما يؤدي إىل تطو

ــات شخصيــر.. ة عدد شخصيات بعض الأعمال الروائية دون م�ب ي ك�ش

أمر آخر.. يتمثل �فة من يسهون عن بعضها الكتاب يمسكون بخيوطها جميعا.. وك�ش من وقلة لتبدو زائدة أو تمثل عبئا عل العمل.. فنجد أن بعضها يذبل ويتضاءل دوره، واية الر فن بأن ونعلم لتكاثرها. مصائرها تتماهى ولذلك ين�.. وبعضها ة ي التشويق عل نسج مصائر تلك الشخصيات، ولهذا نجد أن ك�ش

يعتمد �ف

33ي تزيد العبء.. ما يؤدي إىل عدم تفعيلها أو

وا�أ الر ي العمل الشخصيات �ف

م . ولذلك حرصت عل أن أقد يوا�أ بالعمل الر

فقدان خيوطها، وذلك ما يرصفالمحورية الشخصيات: وهي الشخصيات.. من مستويات ثالثة أعماىلي ي

�فالمحورية.. من حيث ز بشكل أساسي عل أرك والثانوية والمتماهية؛ بحيث ي أكتفي بأسمائها دون

ي عوالمها.. ثم الثانوية ال�تل �ف إبراز خصائصها والتوغ

الجهد.. من الكث�ي تأخذ ل ي ال�ت المتماهية ا وأخ�ي عل خصائصها..

ف ك�ي ال�تحيث يكون وجودها عابرا.. فال أسماء لها.. مكتفيا بصفاتها.

فيها عل اعتمد الذي “يوسا” ي و�ف الب�ي ي

وا�أ للر التيس” ر رواية “حفلة وأتذك ي

ي تخييل يسبق الكتابة.. اشتغال ذه�فوا�أ آلية المشهدية. بمع�ف أن العمل الر

بامتياز.. فدون التخييل ل يمكن تقديم عمل مقبول.. ولذلك نجد أن العتناء . ي سبكها عامل مهم

وع �ف بأغوار الشخصيات لرسم مشاهد مكتملة قبل ال�شي آلية المشهد من أسس نجاح العمل.

والشخصيات �فمساك الإ ورة رصف مع مواضعها.. ي

�ف الشخصيات وضع نتعلم سبق مما مقنعة بخيوطها ح�ت النهاية.. ح�ت ل نجد إحدى الشخصيات وقد بدت غ�يي مواضع

ي وجودها وعالقاتها بالشخصيات الأخرى.. بل علينا أن نضعها �ف�ف

ي بعض الوقت.. ل مجالسة شخصيا�ت ت تخي إعجاب القارئ. وقد تعود تث�ي

بالشخصيات عالقتها عليه ستكون وفيما السابقة.. أحداثها حول أحاورها والتخييل تكشف للكاتب قدرات الأخرى مستقبال. وتلك الفسحة من التفك�ياب من شخصياته.. بل إنها تمنحه ثقة الستمرار عل خلق ذهنية تمنحه الق�ت

ألعيب ومتاهات مدهشة

34

اضها عل تجنيس إن كل النظريات والمواقف النقدية عل الرغم من اع�ت، وكتاب النصوص الحداثية ي ا عل مفهوم الجنس الأد�ب الأدب تحيل ضمنيوالأجناسية الشكلية، المعاي�ي تلك الكتابة أثناء ي

�ف ون يستحرصف أنفسهم تقنيات، بون يجر أنهم سيخرقونها، صحيح أنهم يدعون ي

ال�ت الكالسيكية وأساليب، وقوالب مختلفة، لكن الختالف ل يكون إل تبعا لمعيار مكرس؛ وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل: أل تعد الكتابة ذاتها خارج المعيار وكأنها ته وسحره، وسيندثر ليحل محله معيار معيار جديد �عان ما سيستنفد قو

آخر مختلف؟إىل يش�ي وقد بعضهم، عند بداع لالإ دا محد التجنيس قالب يكون قد أن يجد بعضهم يمكن الكتابة، من هنا المسبقة عل القواعد والمكونات أيضا المنح هذا لكن أرحب، ي كتا�ب أفق إىل النفالت باتجاه لحراكه يرا ت�بثارة الجدل؛ حيث أن التشتت الواسع يؤدي إىل ضياع فكرة النص يدعو لإ

بداع. ي الوقت نفسه يمكن أن يعطي مجال لالإاتيجياته البانية له، و�ف واس�ت

طار، حرص الأدباء عل إبداع نصوص ذات أشكال شاذة “هجينة ي هذا الإو�ف

رها أرسطو، ي تصوي تلك الخانات الثالث ال�ت

ومنغولة”، يستعىصي تصنيفها �ف

بين ميثاق القراءة وتجنيس األدبالعقد الضمني بين المبدع والقارئ

د. رشيد وديجي/ المغرب

35

قرنا؛ ين ع�ش من أك�ش طيلة سائدة ظلت ي وال�ت فائقة، بعناية دها وحد

ف الفنون، والأشكال، والقوالب. نصوص تقيم عالقات وثيقة ب�ييقودنا هذا الكالم إىل التذك�ي بوجود عدد كب�ي من الكتاب الذين يحاولون وعه م�ش ي

�ف د محد بجنس المبدع فم يل�ت ل بحيث كتاباتهم، ي �ف التنويع

، وهذا ما يث�ي تساؤلت عدة، ومن بينها: ي الكتا�ب Bertoltبريشت وبرتولد Eugene O’neill أنوي جورج م�حيات هل - Eugene يونيسكو ف ويوج�ي Samuel Beckett بكيت وصامويل Brecht

Ionesco نصوص تراجيدية، أم كوميدية؟- هل” Finnegans Wake “لـجيمس جويس James Joyce رواية، أم شعر،

ي اللغة؟الت �ف أم تأم

أم ، يذا�ت - برتون André Breton محىكي س�ي لأندري ”Madja“ - هل نص

قصيدة ن�ش طويلة؟عن للحديث الكالسيكية الأجناسية التصنيفات تصلح هل آخر، بتعب�ي ي بدأت تظهر ابتداء من الثلث الأول للقرن

ها ال�ت هذه النصوص، وعن غ�يين؟ الع�ش

هذه مألوفية ل ن لأ إنكاري، نفي عل بالتأكيد ينطوي السؤال هذا إن

النصوص، ول نمطيتها تجعالنها تتمرد عل تلك التصنيفات.ما مع تتنا�ف النص فرادة فإن هم، ولغ�ي الكتاب لهؤلء بالنسبة بالفعل،

أندري بريتون

36

ال لهويته الخاصة، كما لو كان مجرد تسمية كتاب ما “رواية” ف ونه اخ�ت يعت�بء منها، ولهذا يرفض أندري الت�ب أو “شعر” أو “م�ح” تهمة مشينة ينبغي ي

بريتون Breton André تسمية نصوص “الكتابة الأوتوماتيكية” )الكتابة ال�تالرقابة( سلطة من ر ومتحر ، ي

عر�ف هو ما كل وعل دفة، الص عل ي تنب�ف

الخراط يرفض إدوار أن ال تسميتها “نصوص �يالية”، كما “قصائد” مفض”، أو “نزوات ي

ال أن يسميها “كولج روا�أ تسمية نصوصه ال�دية “روايات” مفض Projet d’histoire ي كتابه

روائية”، أما لويس أراغون Louis Aragon فهو �فف ف إجراء تافها إذ ل حدود عنده ب�ي littéraire contemporaine يعت�ب التمي�يوبالتساوي إليه بالنسبة هذا فكل والأمثال، والفلسفة، والرواية، الشعر، يتكرر( لن صيف )مثل كتابه يسمي أن برادة محمد ل فض ف ح�ي ي

�ف كالم. “محكيات”.

فكرة ف ب�ي القطيعة أوصل الذي هو Henri Michaux ميشو ي ه�ف ولعل فورة كان عر سواء الش بأن يعتقد فهو منتهاه، إىل النص الجنس وجوهر انفعال، أو ابتكار، أو موسيقى، هو دوما جوهر غ�ي قابل للوزن، أو الحوجزة،

ي للعالم.ي كل الأجناس، إنه تعريض فجا�أ

فهو موجود �ففإنه ية عجيبة، تقع�ي لعبة وبواسطة Edmond Jabès إدمون جابيس أما ف يدي الآن ينطق إحدى شخوص نص Le Livre Des Questions بقوله: “ب�يLe Livre Des Questions هل هو بحث؟ ل، ربما، هل هو قصيدة بعيدة الغور؟ ل، ربما، هل هو رواية؟ قد يكون كذلك... إنه كتاب غريب.. كتاب تسميته: بإمكانك لعل تسميته؟ يمكنك فماذا الكتب. ف ب�ي تصنيفه يتعذر

الكتاب”.

إدوار الخراط

37التخييلية، بعقيدتها عناوينها منذ تجهر المعارصة الذاتية ة الس�ي أن كما ”Anti-Mémoires“ سماها André Malraux ”ـ”أندريه مالرو ة الذاتية ل فالس�ي ”Serge Doubrouvsky ”Fils ج دوبروفسىكي )الالمذكرات(، كما أن نص س�ي

.) يسماه Auto-Fiction )تخييل ذا�ت

ته أما آلن روب غرييه Alain Robbe-Grillet فقد سمى الأجزاء الثالثة لس�ييحلو وسواها الأتوبيوغرافية النصوص فهذه .”Romanesques“ الذاتية لها خلط الواقع والخيال، �د أحداث حقيقية وقعت للمؤلف، وأخرى من اء مخيلته، وكأنها تتعمد التشويش عل فكرة صفاء الأجناس، ومن ثم اف�ت

هلة. إرباك المقروئية السأما لويس أراغون فقد اختار تدوين حياته بواسطة الشعر المنظوم، رافضا ة الذاتية بدليل عنونة وعه ذا صلة ما بالس�ي ي الوقت نفسه، أن يكون م�ش

�فـ)Le Roman Inachevé( “رواية غ�ي مكتلمة”. كتابه ب

ي كتابه “الكتابة ع�ب النوعية” لنمط نىصي عابر لالأنواع وقد نظر إدوار الخراط �ف

أو بعضها من قصة، وشعر، ودراما، المعروفة الأدبية الأجناس يستوعب أخرى فنون إيحاءات، من أو إنجازات إليه بل يضم ويتجاوزها، يتمثلها، ة كالنحت، أو التصوير، أو العمارة، أو الموسيقى ل يزدان بها بل غ�ي قولي

ينصهر فيها.تلك بانتهاك نفسه تمرس هو بالتطبيق، حيث التنظ�ي الخراط قرن ولقد

لويس أراغون

38ي الوعي النقدي التقليدي،

ي تتمتع بها مقولة الأجناس �فالحرمات المزعومة ال�ت

اعتيادية غ�ي بأسماء “روايات” نصوصه بعض تسمية عن يستفيض فهو ” هي “كولج ي

اقات الهوى والتهلكة” هي “نزوات روائية” و”إسكندري�ت فـ”اخ�ت” و”تباريح الوقائع والجنون” هي “تنويعات روائية” أو لنقل إنها روايات ي

روا�أتها من غ�ي أن تكون روايات بما أن مقصدية إدوار الخراط هي تخريب روائي

بالذات.الفجائية، التوثبات بصيغة ال�د أي اللعب؛ بغواية توحي وة” ف فـ”ال�فبتشكل يوحي و”الكولج” المتوقعة. غ�ي لت والتبد الطارئة، والنفجارات بتقنية رنا يذك وهذا متنافرة، جاهزة سيميوطيقية وآثار عنارص من النص ف الجنس الجمعي للنص، . وأما “التنويع” فيوحي بتهج�ي لصاق التشكيلي الإ

هو جنس الرواية، بخطابات، ولغات، وأشكال متناغمة.من خالل الأمثلة السابقة، يتضح، إذن، أن بعض العوامل المالزمة للنصوص بك ف النص والقارئ ل�ت ط ب�ي ية تارة أخرى، يمكن لها أن تتوس تارة، والمتعدي يروم تصنيف

ورة التلقي، بل لتشوش كل مجهود تاريخي أو بيبليوغرا�ف س�يي هذه الحال أن تصدر الكتب

هذه النصوص ونمذجتها. فهل من الأنسب �فغ�ي مؤطرة بأسماء أجناس الأدب؟

ي ي أقرتها الشعرية المعارصة، وال�ت

يضمر هذا السؤال نوعا من البديهية ال�تتبعا النص، ل إليه سلطة تجنيس من تؤول القارئ هو وحده أن مفادها ي

اتيجيات التأويلية ال�ت ي حد ذاته حسب، بل أيضا وبخاصة لالس�تته �ف لنوعي

يشغلها القارئ نفسه.ضة ليست سوى مرحلة من مراحل عوة، إذن، إىل أفول الأجناس المف�ت الدين ي القرن الع�ش

رها، كما أن الجمالية الرومانسية، وكذا الطالئع الأدبية �ف تطوي

�ف شاذة ظواهر ليست الجديدة”... “الرواية والالرواية المضاد، )الم�ح الأجناس بالأحرى صيغة مختلفة لطرح مشكل إنها الأدبية، الأشكال تاريخ الأدبية، فالأمر ل يتعلق برفض الأجناس الأدبية بقدر ما يتعلق بمضاعفتها ، والرواية ي

، والم�ح الملحمي، والتخييل الذا�ت بالتنويع عليها )قصيدة الن�شأجناسية خانات ي

�ف النصوص بتصنيف الهتمام بدل لذلك العجائبية(، ف هذه النصوص من عالقات وتجاذبات. متباينة، يبدو من الأجدر إبراز ما ب�ي

ي ذاكرة ، ودع النص �ف ي

ونضيف هنا قولنا: دع النص يقود إىل المنهج القرا�أالمتلقي يخلق جنسه، فالنص ل مع�ف له دون ذاكرة قرائية

39

ف ق�ي يعد إميليو غارسيا كوميث Emilio Garcia Gomez، من أهم المست�شسبانية، سبان، عمل عل نقل الحضارة العربية الأندلسية إىل الحضارة الإ الإسبانية، بسبب عشقه لالأندلس عن طريق ترجمة أمهات الكتب العربية إىل الإف العربي�ي والأدب التاريخ مؤلفات عديدة حول له وآثارها. وتراثها وثقافتها واستفاد سبانية، الإ إىل العربية النصوص من الكث�ي ترجم وحديثا، قديما

. اث الأندل�ي ف بال�ت ف والمهتم�ي منها العديد من الباحث�يي

ا �ف ي أثرا كب�ي عر العر�ب أحدثت ترجمات إميليو غارسيا كوميث لبعض أبيات الشي قمة

سبا�ف . وقد ظهرت هذه المختارات عندما بلغ الشعر الإ يسبا�ف عر الإ الش

العالمية، وذلك بظهور الشعراء الكبار أمثال: ميجيل دي أونامونو، وأنطونيو ماتشادو... تالهم جيل آخر من مثل فديريكو غارسيا لوركا، وخورخي جيان،

هم. ، وغ�ي ي�ت ي ألكساندر، ورفائيل أل�ب

وفيثين�تلشعراء أبياتا ن تتضم نجدها جوميث، غارسيا إميليو لمختارات لنا وبتأمف كبار مثل: أبو الوليد المعروف بـابن زيدون، وعبدالله بن خفاجة أندلسي�ي ، ي

، والأم�ي مروان الطليق، وابن فرج الجيا�ف ، وابن شهيد الأندل�ي الأندل�يإميليو ترجمات ولكن وسواهم. عمار بن بكر وأبو ، الأندل�ي أ ها�ف وابن

إميليو غارسيا كوميثرائد االستشراق في إسبانيا

د.مها بنسعيد/ المغرب

40

سبان إىل هذا ه أذهان كبار الشعراء الإ ه الأك�ب الذي وج جوميث، كانت المنب.)1( ف ف المخبوء للشعراء العرب الأندلسي�ي الك�ف

ي مرص، ي قضاها �ف

ال�ت البعثة إثر العربية، بالدراسات تأث�ي جوميث، يرجع ا تاراجو، وبتمويل من دوق ألبا، وكانت هذه أول بتوصية من خوليان ريب�يفأصبح ق، الم�ش ي

�ف ي العر�ب العالم إىل ي سبا�ف الإ اق الست�ش فيها يتجه مرة

ي هذا الأفق الجديد)2(.يادة �ف ميليو غارسيا جوميث، فضل الر لإ

)1927 و1928( ي ف سن�ت ب�ي ما أشهر، ي مرص سنة وبضعة

�ف قىصف جوميث، توثقت صلته خاللها بأستاذين احتفيا به، وهما: أحمد زكي باشا شيخ العروبة، ي

ال�ت الثقافية الحياة عل شاهدا غارسيا إميليو أصبح هكذا . ف حس�ي وطه إميليو غارسيا ينيات. وأثمرت صداقة الع�ش أواخر ي

بها مرص �ف كانت تموج ي حياته المستقبلية، ذلك أن

ف شهدت حدثا كان له أبعد الآثار �ف جوميث، ح�يزين ي مخطوطة نادرة لكتاب “رايات الم�ب

سبا�ف أحمد زكي باشا أهدى ضيفه الإأندلسية شعرية مختارات وهي ، ي المغر�ب سعيد لبن ين” ف المم�ي وغايات المغرب، وما أشبه ي حل

“المغرب �ف ة الكب�ي المؤلف من موسوعته انتخبها الليلة بالبارحة”.

سبانية لكتاب ، فقد نتج عنها ترجمته الإ ف أما صلة إميليو غارسيا بطه حس�يها بعد ذلك بسنوات، وهي أول ترجمة تصدر بهذه اللغة ي ن�ش

“الأيام” ال�تي المعارص)3(. لمعلم كب�ي من معالم أدبنا العر�ب

إميليو غارسيا كوميث

41ف إميليو غارسيا جوميث ووزير التعليم فرناندو ي غرناطة مباحثات ب�ي

جرت �فدي لوس ريوس -أحد أعالم حركة التنوير- من أجل إنشاء مدرسة لالأبحاث هذه إنشاء تم وقد بلسانها. ناطقة ومجلة وغرناطة، مدريد، ي

�ف العربية ي سنة 1932، وتم إصدار مجلتها

المدرسة بفرعيها المدريدي والغرناطي �فف بالثيوس ي السنة التالية، وتوىل ميجيل آس�ي

ي حملت اسم “الأندلس” �فال�ت

إدارة المدرسة ورئاسة تحرير المجلة. وكان إميليو غارسيا جوميث نائبه، وظل أن بعد 1978 سنة ي

�ف دور، الص عن انقطعت ح�ت المجلة إصدار يبا�ش ف مجلدا)4(. مت لقرائها ثالثة وأربع�ي قد

كتابه إىل غرناطة، بعد وصوله ي سنة 1930، �ف إميليو غارسيا جوميث ن�ش

مختارات من مجموعة سبانية الإ إىل فيه ترجم الذي أندلسية”، “أشعار زين” لبن ، معتمدا فيها عل نصوص من كتاب “رايات الم�ب الشعر الأندل�ي، ثم أتبع ذلك بمجموعة أخرى ترجمها شعرا بعنوان “قصائد ي سعيد المغر�بسبان، وقد ي الشعراء الإ

ها الكب�ي �ف جمات تأث�ي من الأندلس”، وكان لهذه ال�تذلك من الثانية الطبعة مقدمة ي

�ف التأث�ي هذا غارسيا جوميث إميليو ف ب�ي

الكتاب حيث يقول: إن الأوساط الشعرية، قد استقبلته بحماسة بالغة عل الثالثينيات جيل شعراء بأن ذلك: ويعلل نفسه، هو له مفاجئا كان نحو النظر بغرابتها، فكان ابتكار صور شعرية تبهر سبان، كان همهم الأك�ب الإا ، من أمثال تلك الصور مث�ي ي الأندل�ي مه الشعر العر�ب اطالعهم عل ما يقدي ميدان

ها لما يمكن أن يستفيدوه من مبتكرات ذلك الشعر �ف لأخيلتهم ومنبالتشبيهات والستعارات)5(.

طه حسين

42ي منذ أواخر الأربعينيات، أحد ف إسبانيا والعالم العر�ب أصبحت العالقات ب�يي هذا السياق

ي ترتكز عل سياسة إسبانيا الخارجية، و�فالمحاور الرئيسة ال�ت

ي الثقا�ف “المعهد إنشاء عل 1954 سنة سبانية الإ الخارجية وزارة أقدمت

ي سنة 1956 ”، وأسندت إدارته إىل إميليو غارسيا جوميث. و�ف ي ي العر�ب

سبا�ف الإ ،” ي وقت واحد، أحدهما “مجموع شعر ابن الزقاق البلن�ي

صدر عنه كتابان �فوالآخر سبانية، الإ إىل ترجمة شعرية مع ، ف الأندلسي�ي الطبيعة ي

وصا�ف أحد ي الأرياف”، وكان هذا

ترجمة إسبانية لرواية توفيق الحكيم “يوميات نائب �فجمته)6(. ي معارص يقوم جوميث ب�ت ي عر�ب ي أثر أد�ب

ثا�فقة خيسوس ق إميليو غارسيا جوميث، قامت المست�ش بالإضافة إىل المست�شالعام ت خالل المعتمد بن عباد، ن�ش جمة عدد من قصائد أماتا ب�ت روب�ي علمية ف هيئات ب�ي بالتعاون سبانية( والإ )العربية مزدوجة ي طبعة

�ف ،1982ي بمدريد. ي العر�ب

سبا�ف ثالث، هي جامعة قطر، وجامعة إشبيلية، والمعهد الإوصدرت المجموعة تحت عنوان “المعتمد بن عباد- أشعار”.

توفيق الحكيم

43وقد كتبت صاحبة هذه المختارات مقدمة لها، تناولت فيها حياة المعتمد ي

�ف ما وأبرز أغمات. ي �ف ا أس�ي موته الأندلس ح�ت ي

�ف نشأته منذ بالتفصيل، ف المعتمد بن عباد والبطل ي عقدتها ب�ي

هذه المقدمة هو تلك المقارنة، ال�تالملحمي، تحول فيها المعتمد إىل بطل أسطوري، وإىل شخصية أدبية تشبه

معارصه السيد)7(. قة خيسوس روب�ي ق إميليو غارسيا جوميث، والمست�ش بالإضافة إىل المست�شي العر�ب “الشعر ضمنها من بيدال، مينينديث رامون دراسات نجد أماتا،

.)8(ي ي الأورو�ب

”، وهي دراسة عن أصول الشعر الغنا�أ ي والشعر الأورو�بغارسيا إيمليو ي

سبا�ف الإ ق المست�ش إن القول يمكننا سبق، مما انطالقا ي ترجمة وتحقيق العديد من المخطوطات

غوميث؛ كان له الفضل الكب�ي �فاق، ي ميدان الست�ش

والروايات والدواوين، مما جعله يحتل مكانة خاصة �فف أث�ي والتأثر ب�ي ق والغرب عن طريق الت ف ال�ش فأصبح بذلك صلة وصل ب�ي

الثقافات المختلفة

المصادر والهوامش:

، دار الفكر يسبا�ف ي والإ ف العر�ب ي الأدب�ي

)1( حامد أبو أحمد، دراسات نقدية �ف، القاهرة، 1987، ص111-112. ي العر�ب

ترجمة ا، بيج�ي ماريا خيسوس ألونصو- إميليو غرسيا غوميس- داماسو )2(المجلس ، الأندل�ي الشعر عن دراسات ثالث ، مىكي علي محمود وتقديم

الأعل للثقافة، القاهرة، 1999، ص13.)3( المرجع السابق، ص13-14.

)4( المرجع السابق، ص15.

)5( المرجع السابق، ص16.

)6( المرجع السابق، ص20.، م.س، ي

سبا�ف والإ ي العر�ب ف الأدب�ي ي �ف نقدية دراسات أحمد، أبو حامد )7(

ص114-115.)8( المرجع نفسه، ص124-125.

44

ات عدة، ومن أعظمها العقل الذي به ف نسان بم�ي الله سبحانه وتعاىل الإ ف م�ينسان، ي جنوح خيال الإ

يحدث التفك�ي والخيال، والتفك�ي هو اللبنة الأوىل �في ما حوله، وطرح الأسئلة

نسان مجبول بطبيعته وفطرته عل التفك�ي �ف فالإها(. ولعل وجود مثل تلك السمة ي إىل هنا؟ وغ�ي العديدة: )من أنا؟ من جاء �بوالمبدع الكون، ذلك خالق إىل بفكره الهتداء أجل من نسان هي الإ عند نسان إىل خالقه، إل ي تقود الإ

الواحد الأحد، وهذه هي الفطرة السليمة ال�تالمسيطر عل ا، ويصبح هو مهم دورا الخيال يلعب الأمم أغلب ي

و�ف أنه نسان بطبيعته ل يؤمن إل بأن يكون وراء ذلك الكون قوة ن الإ

، ولأ التفك�ي. مسيطرة، فقد أطلق عنان خياله ليظهر ما يسمى الأساط�ي

عل حياته يكيف بدأ البسيطة هذه وجه عل نسان الإ وجد أن ومنذ ي حقيقتها رواسب أساط�ي وخرافات القرون الماضية،

ي هي �فالمعتقدات وال�ت

أنه الأغرب الشعبية غريبة وشاذة، ولكن المعتقدات تبدو بعض من وقد م والمنطق العلمي الذي هو الأساس الذي ي عرص التقد

وبالرغم من أننا �في عقول وقلوب بعض

خة �ف ستب�ف عليه الحقائق، إل أن هذه المعتقدات م�ت

سالمية، ي بالدنا العربية والإا �ف ف سن م�ي من العامة وتتجل بوضوح عند المتقد

المعتقدات الشعبية وأصولها األسطورية

فاطمة أبو شقال/ األردن

45ي وضعف المستوى

وقد يعود ذلك إىل أسباب عديدة منها قلة الوعي الدي�فمن المثقفة أو المتعلمة غ�ي الطبقة ي

�ف ة وبك�ش تنت�ش أنها العلمي، حيث ف العادة والمعتقد، فالعادة هي ما دد ينبغي أن نفرق ب�ي الناس. وبهذا الصي المناسبات الخاصة،

ي اليوم والليلة أو �فاعتاد الفرد أو الجماعة عل فعله �ف

ي نفسه، ك به الفرد أو الجماعة ويعتقد بصحته �ف وأما المعتقد فهو ما يتمس

به لحد أن اليومية، بل وقد يؤمن فيقتدي به، ويصبح جزءا من ممارسته يكون مبدأ عنده ومعتقد، فالمعتقدات مرتبطة بضم�ي الفرد، وأما العادة الفرد من العنرصان هذان ن يتمك أن وبعد خاصة، بالسلوك تع�ف فهي

هما. نسان أو الجماعة، وليس من السهل تغي�ي يصبحان جزءا من كيان الإالناس عقول احتلت وسلوكية فكرية موروثات هي الشعبية والمعتقدات وملكت قلوبهم؛ فأصبحت مسلمات ل يمكن أن ير�ت إليها الشك، برصف ا، فقد أخذت بديهي الخضوع لحكمها تها وخطئها، وأم� النظر عن صحهم وصغ�ي هم كب�ي تهم وخاص تهم عام ونفوس الناس قلوب إىل سبيلها جزءا وأضحت ، ي الشع�ب الفكري الوعي ي

�ف ورسخت امرأة، أم كان رجال وأصبحت ، ي الشع�ب المأثور عداد ي

�ف ودخلت ، ي الشع�ب الوجدان من ا مهمهاجسا يشغل بال وفكر أغلب الناس، فيشعرهم بالتفاؤل والفرح أحيانا،

46والعادات المعتقدات هذه أن إل أخرى، أحيانا والتشاؤم والخوف أصوله ي

�ف يعود معظمها الحاىلي عرصنا ي �ف العامة يتداولها ي

وال�ت الشعبية ا من معتقداتهم الدينية ي كانت جزءا أساسي

إىل أساط�ي الأمم السابقة وال�تن منها بعد اكتشاف الكتابة، وعرفت وطقوسهم الشعائرية، فوصل ما دوي كث�ي منها وتختلف من أمة إىل أخرى ببعض

ي تتشابه �فباسم الأساط�ي ال�ت

ة زمنية ما من تاريخ ي ف�تة، لكنها تبقى أساط�ي تم تداولها �ف التفاصيل الصغ�ي

ية، وما بقي منها هو عل هيئة معتقدات وتقاليد، فما هي الأسطورة؟ الب�شي القران

الأسطورة كلمة عربية الأصل، وهي عل وزن أفعولة، وقد وردت �ف()1(، وهي مجموعة خرافات وأقاصيص مشتقة من ف الكريم: )أساط�ي الأول�يالأبطال مواضيع الآلهة قصص إىل بالإضافة وتتناول الأحاديث(، )سطر الت الزمان والمكان الذي نشأت فيه، رات وخيالت وتأم الغابرين ضمن تصوي

نسا�ف الإ والالوعي للوعي تسجيال وتمثل العرص، ذلك بثقافة تنطق وهي لتفس�ي نسان لالإ الأوىل الفكرية المحاولة هي فالأسطورة ذاته، الوقت ي

�في تضمنت خالصة تجاربه وماضيه، فتوارثتها الأجيال

الوجود وما حوله، وال�توعدلت فيها وأضافت عليها، ول تتكامل دراسة التاريخ القديم دون الرجوع

إليها)2(. نسان بدأت الأساط�ي ي نظمت حياة وفكر الإ

وبظهور الديانات السماوية ال�تعل الأمم من أمة كل معتقد ي

�ف عالقة تبقى بقاياها أن إل بالنحسار، ي ثقافات كث�ي من

سخ �ف ر العلمي الذي ينفي الأسطورة، فت�ت الرغم من التطو

47ق منها)3(، فالمعتقدات الشعبية تكون خبيئة الشعوب وخاصة دول الم�شن من الآخرين، ولكنها تختمر وتتشكل بصعوبة ي نفوس الناس، فهي ل تلق

�فالبارز بإعطائها طابعا خاصا، ور الد مبالغ بها، أو مخففة، ويكون للخيال ي كل مكان،

�ف نسانية جعلها موجودة الإ النفس أعماق ي �ف الأسطورة ن وتمك

عند سائدة وهي والأغنياء، الفقراء ولدى ، الحرصف أو ف الريفي�ي عند سواء رجات)4(. ، مع تفاوت بالد ف ف كما عند الجاهل�ي المثقف�ي

بقايا عن عبارة المعتقدات فإن ف بولوجي�ي الأن�ش ف المحلل�ي نظر وجهة ومن نسان الإ ك تمس نتيجة العصور ع�ب مستمرا أثرها وبقي اندثرت أساط�ي ، كما أنها قد تكون بقايا وثنية لها عالقة وطمعا بالخ�ي

بها خوفا من ال�شي تؤمن بها)5(، ومن ذلك أن الفراعنة ف�وا فيضان نهر

بمستوى الطبقات ال�تهم بأنه دموع )إيزيس( تسكبها عل فراق أخيها )أوزوريس( ي أساط�ي

النيل �فإل )إيزيس(، أزالت عبادة المسيحية أرض مرص نزلت قتل، وعندما الذي ي معتقدات فالحي مرص كقصة، ولكن بشكل معتقد

أن الأسطورة ظلت �فالقديس ينبع من دموع الفيضان إن مسيحي وبرؤية جديدة؛ حيث تقول لهي ويرجو ميخائيل الذي كان كلما حل ميعاد الفيضان يدخل عل العرش الإ، فيأمر بزيادة النيل، ويظل هذا القديس ف الرب أن يرحم عباده المرصي�ي

ع ويبىكي ح�ت يستجاب دعاؤه ويفيض النيل من فيض دموعه)6(. يترصف

رمز من مستمد ف المسيحي�ي عند الميالد عيد شجرة تقليد بأن ويعتقد ة (، ففي بابل كان يعرف ما الخصب الذي ترمز إليه الآلهة )عشار أو عش�يي المعابد أو فوق

يسمى البغاء المقدس )الز�ف المقدس(، والذي كان يقام �فاء، وقد بقيت هذه الطقوس تمارس الجبال العالية، أو تحت الأشجار الخرصفف والذي كان يدين بديانة المسيحية، د قسطنط�ي اطور الموح م�ب إىل أن جاء الإإل ي آسيا عام 325م، بابل وغر�ب ي

الوثنية �ف التقاليد بإلغاء كل هذه فقام بعض عند يمارس معتقد ضمن تمارس زالت ما الأسطورة تلك بقايا أن ة” ي الميثولوجيا اسم “عش�ي

ي أرض كنعان، وهي ما يطلق عليها �فف �ف الشعبي�ي

ي أرض العراق. وهذه الأشجار )وهي رمز الخصب(، أو ما يسمى “عشتار” �ف

ي معتقدات بعضهم، ففي المزارات القديمة ببالد الشام ما تزال موجودة �ف

يقوم بعضهم بتعليق بعض من مالبس النساء طلبا للنسل إن كانت المرأة ي الخمسينات

عاقرا، وهذا ما فعلته زوجة شاه إيران ثريا عندما زارت لبنان �ف، فقد كانت الشجرة الحية الخصبة رمزا لالآلهة عشتار)7(، ي

من القرن الما�ف

48ي العديد من المجتمعات المعارصة.

ات الأسطورة مستمرة �ف وما تزال تأث�يي المقابر والمعابد، وجاء ذكر استعمال

ي مرص استعمل القدماء البخور �فو�ف

ف الخامسة والسادسة)8(، كذلك وضع ي مرص ضمن نقوش الأ�ت�يالبخور �ف

الجثث وتوضع عل أ�ة أكاليل الزهور عل ق�ب الميت، فبعد الوفاة تحرصفمن الزهور، وحول جباهها تيجان من الزهور مثبتة بدبابيس، وفوق صدورها توضع المالية وباقات الزهور، وكانت تلك الزهور تصنع أحيانا من الخشب ، وبالقرب منها باقات دة المقوى، فتوضع بجانب جثة المتو�ف أو من ورق ال�بالأزهار ويحملن الدفن يوم ي

�ف ف يأت�ي النائحات وكانت الطبيعية، الزهور ف ي حامالت القراب�ي

، ومن ثم كانت تأ�ت أمام عربة المتو�ف ح�ت يصلن إىل الق�بي نقوش الدولة القديمة)9(

ة؛ كما هو موثق �ف بالزهور كل يوم إىل المق�ب

المراجع

ال�اة، نطق عندما سلسلة كيوان، دار حضاري، توثيق الأسطورة )١(المنامة، البحرين، 2009، ص22.

الحضارة، لبحوث المرصي المركز اث، وال�ت الأسطورة ، يالقم�ف سيد )2(

القاهرة، ط3، 1999 ص25.وق، القاهرة، مدينة نرص، ق، دار ال�ش )3( سليمان مظهر، أساط�ي من ال�ش

.2000)4( محمد الجوهري، الدراسة العلمية للمعتقدات الشعبية، سلسلة علم

ون، ج1، دار الكتاب، 1978، ص43. الجتماع المعارص، الكتاب الع�شي تشكيل القصيدة العربية المعارصة

ي �ف اث الشع�ب )5( كاملي بلحاح، أثر ال�تدمشق، العرب، الكتاب اتحاد منشورات والأصول( المكونات ي

�ف )قراءة 2004، ص121.

ق، مرجع سابق. )6( سليمان مظهر، أساط�ي من ال�شأهم ومعجم القديمة الشعوب وأساط�ي ميثولوجيا نعمة، حسن )7(

المعبودات القديمة، دار الفكر.اث )8( و)9( خزعل الماجدي، أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ، سلسلة ال�ت

وق، عمان، 1997. نسان، دار ال�ش الروحي لالإ

49

ي أهملها العلم والفلسفة هي جوهر كائننا الحقيقي. ل شك أن الروح ال�ت

العالم مجتمعات تنشدها ي ال�ت حوة الص إىل الحاجة فبحكم ولذلك

ي أك�ش شمول، بدأ الحديث عن الشامانية �ف ي

اليوم نحو وعي كو�ف المتحرصفنت. ن�ت ذاعية والإ التلفزيونية والإ امج ال�ب ي الكتب، ومن خالل

حافة، و�ف الصي الغرب عل الخصوص المؤتمرات والرحالت، والمعارض حول

كما تنظم �فهذا الموضوع.

ي �ف الشامان “أيقظوا كتاب مؤلف ريو”، “أرنو الفرن�ي ي

الأخصا�أ يقول كانت الهندية، الثقافة ي

�ف منشأها تجد أن قبل “الشامانية، إن داخلكم”: الشامانية التقاليد آثار من العالم. هناك ي

الثقافات �ف ي جميع قد نشأت �ف

نسان الأول طقوسها الأوىل تعود إىل 50 ألف سنة مضت، حيث مارس الإي من

ي الكهوف! الشامانية ليس لها عمر، وليس لديها بلد منشأ، لأنها تأ�ت�ف

الطبيعة!”.بأنها chamanism الشامانية والروحيون النفسانيون المختصون يعرف ي تم اكتشافها بفضل أعمال

ية ال�ت واحدة من أقدم أشكال الروحانية الب�شسيا إلياد” )الشامانية كي “م�ي وبولوجي الأم�ي “كارلوس كاستانيدا”، وبفضل الأن�شالمعارص نهجا م لعالمنا تقد القديمة 1968(. فالشامانية النشوة وتقنيات

شامال للحياة.

الشامانية.. فلسفة حياة نحو تناغم العالم وخالصه

مدني قصري/ الجزائر

50مبادئ الشامانية

ي تع�ف يا( سيب�ي )لغة تونغوسيك لغة من وأصلها ،chaman شامان كلمة

ي ظالم الليل”.“الشخص الذي يرى �ف

نسان لأن يبحث عن النسجام مع الطبيعة من مبادئ الشامانية أنها تدعو الإ ، الحارصف ي

�ف اطاته، ولأن يعيش أوهامه، وقوالبه واش�ت والحياة، ولأن يعي ف مستقبل ليس سوى فكرة. ف ماض صار ذكرى، وب�ي وليس مشتتا ب�ي

ي والعالم غ�ي المر�أ ي

ض العالم المر�أ ب�ي عن روح الكون، لأننا يرى الباحثون الغربيون الأخصائيون أن الشامانية تع�با ما نن� مقوماتنا الأساسية، جميعا جزء من هذه الروح. ففي خالل حياتنا كث�يوهي أن نعيش من أجل ما جئنا من أجله. ولذلك تساعد تقنيات الشامانية نسان عل تحويل وتكييف طقوسه، وفقا لذاته العميقة المتناغمة أصال الإ

مع الكون.ر حساسيته. ويتيح له هذا الشامان، حسب الخب�ي الفرن�ي “أرنو ريو”، يطو، الـ”هنا” والـ”هناك”، ي

والعالم غ�ي المر�أ يف العالم المر�أ أن يكون ج�ا ب�ي

، والمستقبل... وهذا يتيح له التواصل بشكل طبيعي مع الأرواح... والحارصفي إذن يرى الأرض والحيوانات والنباتات والب�ش كأجزاء من كيان كامل

الشاما�في

ي صارت �فرنا الشامانيون من الثقافة الغربية المادية ال�ت ر. ولذلك يحذ متطو

نسان من جذوره، وك� عالقاته مع القوى كل مكان تريد فرض اجتثاث الإي الأرض والكون.

الطبيعية �فض التحليل النفسي والشامانية العالقة ب�ي

ف العالج النف�ي والشامانية، يرى “أرنو ريو” أن العالقة موجودة بالطبع ب�يي عياداتهم

ف الذين أدخلوا �ف ف الغربي�ي ويتفق معه العديد من الأطباء النفسي�يالنفسية تقتيات الشامنية وفلسفتها ضمن أدوات العالج النف�ي التقليدية ي الكب�ي “كارل غوستاف يونج”،

ا ما أثبتت فشلها، فالمحلل النفسا�ف ي كث�يال�ت

نظر الجمعي من وجهة الالوعي ف ب�ي أثبت وجود صلة المثال، عل سبيل ، ة والتنويم المغناطي�ي ف هذه الأخ�ي ف الشامانية، وب�ي ، وب�ي العالج النف�يه من طرق العالج النف�ي الحديثة. ول شك أن جميع هذه العالجات وغ�يورة العالج النف�ي ي س�ي

الجديدة متصلة حقا بجوهر الشامانية، لأنها تدمج �فالشعور ف ب�ي الروحية الجسور من والكث�ي كالالوعي... ، ي

المر�أ غ�ي العالم والالشعور.

51نبوءات شامانية

ي فلسفة ومبادئ الشامانية الروحية أن نبوءات يرى الباحثون المختصون �ف

اب حتمي لنهاية العالم ث عن عرصنا من حيث هو اق�ت ة تتحد شامانية كث�يا. عالمنا تدريجي ي الواقع لأننا، من حيث ل ندري، بصدد تدم�ي

حضاريا. ذلك �فث الهواء والماء ودفن النفايات السامة، وتدم�ي ف أن تلو ففي رأي الشاماني�يالحرارة، درجات ي

�ف ات والتغ�ي الأوزون، طبقة واستنفاد الأمازون، غابات نسان عن الإ تخلي نتيجة يحدث كل هذا الشامل... مار الد أسلحة وتراكم

قيم الشامانية القديمة.الشامانية والوعي النقي

وبولوجيا أن الشامانية من علماء النفس والجتماع والأن�ش ولذلك، يرى الكث�ي، لأنها تالمس منبع وعينا ذاته، الوعي النقي الذي ينشأ يمكن أن تعلمنا الكث�يوإبداعنا رغباتنا وهيكلة وذكاؤنا، للحقائق، وإدراكنا ويقظتنا، انتباهنا فيه ف الطبيعة الحقيقي، وطاقة أجسامنا الكامنة. لأن الشامانية ج� حقيقي ب�يف العالم من حولنا المادية والروح، إذ تتيح لنا تحقيق حالة من النسجام ب�ي

. وعالمنا الداخلي

منهاج عملي إن الشامانية ليست مجرد أفكار ومشاعر روحانية بقدر ما هي منهاج عملي جدا، إذ يعت�ب المرض ي

، مثال، غ�ف ييشمل كل نواحي الحياة. الطب الشاما�ف

منا الربانية، لأن كل واحد أو نسيانا لطبيعتنا الجهل، باعتباره عالمة عل يملك القدرة والمسؤولية عل الشفاء، وعل أن يكون طبيب نفسه أيضا.

ي الغربأقدم عالج طبيعي يصبح مألوفا �ض

ي صارت ال�ت الشامانية إن كول ج�ي ف مارت�ي الفرنسية النفسية المحللة تقول

ية، ي تاريخ الب�شي الغرب مألوفة جدا اليوم، هي أقدم طريقة للشفاء �ف

�في نسيج ل نهاية له. فهذا التقليد

ابط �ف ي الكون م�تء �ف ي

فهي تعلمنا أن كل سشالقديم يفتح الأبواب عل مستويات أخرى من الواقع الذي ل يقترص عل بالطبيعة بطنا ل�ي فينا الكامن الحدس يوقظ إذ الخمس وحدها، الحواس

والحياة بأبعادها وطاقاتها الخفية.

الس، وتعود تتك� دمة، الص أو لالألم مواجهتها عند الروح أن الشامانية ترى عادي، من وراء الزمان والمكان والمعاناة والألم. بعض “أجزائها” إىل واقع غ�ي

52أي، بمع�ف آخر، أن أجزاء الروح تغادر الجسم، وتذهب لتشحن طاقتها من

وط الوجود المادي. ، بعيدا عن ظروف و�ش مهدها الروحي الأصليوللقيام بعميلة استعادة الروح، يقوم الشامان برحلة شامانية يقوده خاللها حلفاؤه من الأرواح إىل حيث يتواجد فيض الروح الذي لجأ إىل العالم الآخر ي موكله المريض، ليدرك

ه الشامان إىل ما�ف ي بعض الحالت يتوجالخفي. �ف

أخرى حالت ي �ف بينما روحه، هروب ي

�ف تسببت ي ال�ت الظروف عل ويقف

ي لن يسافر الشامان إىل عوالم بعيدة عن الواقع الملموس، وعن العوالم ال�ت

ي جميع الحالت يسعى الشامان إىل العثور يدركها إل بالتجريد الخالص. و�ف

عل روح موكله )أي المريض(، ح�ت يتمكن من إعادتها إىل الواقع العادي، ي

النفخ �ف ي جسد هذا الشخص المريض، عن طريق لىكي ترسو مرة أخرى �ف

قلبه، مثال.ض ض عالم�ي وسيط ب�ي

عالقة عل القائم المبا�ش والوحي ة الخ�ب إىل الشامانية تستند هذا ي و�ف

. يوكيفية التواصل مع “الأرواح الحليفة”، ول عالقة للشامانية بأي معتقد دي�ف

، ومعالجا، ووسيطا الشامان رجل طب يعت�ب التقليدية، المجتمعات ففي ف يستطيع السفر فيهما بملء إرادته، ترافقه أرواحه الوصية. ف عالم�ي ب�ي

الشامانية والمرض العقلييقول “مليدونا باتريس سومي”، وهو كاتب وباحث روحي من غرب أفريقيا: ي غرب أفريقيا، داغابا

ه الغرب مرضا عقليا، يراه شعب داغارا )�ف “إن ما يعت�ب“الضطرابات الآخر”. العالم من سارة أخبار أنه عل ية( ف نجل�ي الإ باللغة حقيقة إىل تش�ي الأنواع، جميع من السلوكية والضطرابات النفسية، هذه “وتحدث نفسه”. الحقل ي

�ف اندمجتا قد ف متوافقت�ي غ�ي ف طاقت�ي أن من آتية طاقة مواجهة عل الشخص مساعدة يتم ل عندما الضطرابات

العالم الروحي”. يش�ي إىل “ولدة معالج” ي الرؤية الشامانية، أن المرض العقلي

ي ذلك، �فيع�ف

بالقول الحقيقة هذه سومي” باتريس “ماليدونا الخب�ي ح ويوض )مطبب(. إن الضطرابات النفسية هي حالت واضطرابات روحية حرجة، ويجب أن تعامل كما هي، لمساعدة هذا المطبب القادم عل ولدته الجديدة. ففي رأي هذا الشعب )شعب داغارا( أن الشخص الذي يمر بأزمة نفسية قد اخت�ي

كوسيلة لنقل رسالة إىل المجتمع، يتم إبالغها من العالم الروحي الخفي.

53التعامل مع ف عل ي الغرب غ�ي مدرب�ي

أن أطباء الطب العام �ف ي ذلك يع�ف

الضطربات، هذه مع ويتعاملون الروحي، والعالم النفسية، الظواهر . أك�ش ليس أعراضها من خالل الجسمية الأمراض ي

با�ت مع يتعاملون مثلما ففي الواقع، يتم تجاهل القدرات النفسية. فعندما تظهر طاقات العالم ي النفس، يظل الفرد عاجزا تماما عن دمجها، أو ح�ت عن فهم ما

الروحي �فيحدث. ولهذا يمكن أن تكون النتائج مرعبة. فمن دون بيئة مالئمة، ومساعدة ي نهاية المطاف

لمواجهة انفراجة من مستوى واقع آخر، يصاب الشخص �فا ما ة من العقاق�ي المضادة للذهان كث�ي . والحال أن جرعات كب�ي ي

بمس جنو�فدماج الذي يمكن أن يؤدي إىل نمو الروح، تفاقم المشكلة، وتحول دون الإ

ونمو الفرد الذي يتلقى هذه الطاقات الكامنة.الحاسة السادسة

“الثقافة فيها: يقول سومي، للدكتور بخالصة المقال هذا أختم أن أود العالم فإن لذلك، “ونتيجة .” ف المعالج�ي ولدة باستمرار تتجاهل الغربية منه محاولة ي

�ف الأشخاص، من بمزيد فأك�ش أك�ش التصال إىل يميل الآخر للفت النتباه”. “الكائنات الروحية تنجذب أك�ش إىل الأشخاص الذين لم يتم تخدير حواسهم. الحاسة السادسة غالبا ما تكون دعوة إىل عالم رائع حيث

ي تساعدنا عل منح مع�ف الحياة” الحكمة الذكية ال�ت

54

مقاطع شعرية، وجمال، يضم الزيودي حبيب أن شعر المتلقي يلحظ ع ومفردات تشتمل عل ثيمة الغناء، وتشغل مساحة واسعة من شعره، تتفر، العود، العزف، الناي، الراعي. وهذه الثيمات ي

عنها ثيمات صغرى: المغ�فموضوعات مع قوية بوشائج وترتبط القصيدة، بنية من مهما جزءا تشكل

مهمة مثل: المرأة، والمكان: العالوك، عمان، الوطن.مفتاحا تصلح الأسئلة من مجموعة طرح إىل الدارس يدفع لحاح الإ هذا الناي مع ؟ وهل يحرصف ي

لمقاربة شعر حبيب: لماذا الغناء؟ وأي غناء يع�ف؟ ي

ي أحدهما عن الآخر؟ وماذا عن العود والمغ�ف الراعي، أم يغ�ف

*الغناء - الحياةة من شعر حبيب، ويحرصف الغناء ي مواطن كث�ي

يعد الغناء مرادفا للحياة �فانسجام من تمثله بما ي

التال�ت عند العناق كلحظة الحميمية: اللحظات ي �ف

جسدي وروحي كفيلة بفتح الأبواب المغلقة، بما فيها أبواب عمان، للحمام ي ما مىصف خافتة الأضواء يسودها

ي راحتيها، مع أن أبوابها كانت �فكي تنام �ف

مت، ول مكان للفرح فيها. هذه اللحظة -لحظة انسجام الأرواح قبل الصإذ الكون؛ نواميس تغي�ي عل القدرة وتملك الغمام، تستمطر الأجساد- لهذا للرطب(، و)الجاف لالأعل( )الأسفل غمام إىل اب ال�ت فيها يتحول الشاعر مطر ف

يم�ي ما لكن نوح. طوفان ا مستحرصف بالهطول، السماء تبدأ

ثيمة الغناء في شعر حبيب الزيودي

نماذج مختارة

د. خولة شخاترة/ األردن

55

ف يطفوان يحمل كل واحد منهما زوجا من كل أنه يستمر لمدة عام، وح�ي: “تعاىلي الكلمة من مع�ف ي هذه

للحياة بكل ما �ف الكون بتهيئة إيذانا جنس ف نذوب ، ح�ي در بيارة للعصاف�ي ي الص

أضمك، عندي مزيد من الأغنيات، و�فاب غماما، ويبتدي ي العناق ستفتح عمان أبوابها للحمام... يص�ي ال�ت

معا �فالطوفان”)ص31-32(.

ي للبالد بما فيها من شجر وحجر، يبوح لها، ؟ إنه يغ�ف ي

والسؤال: لمن يغ�فف من شعره، فكلما خنقوا فيه وترا أورق ف يسخر السالط�ي ويبثها شوقه ح�يد كفيل ببقاء ا بحياة جديدة)ص39(. هذا التوالد والتجد ي روحه وتر، مب�ش

�فالتضييق الخونة- أو اللصوص أو -الغرباء الحياة واستمرارها، مهما حاول ومع والغياب. الحضور والحياة، الموت ثنائيات إىل اللتفات مع عليه. الأرض معها وتحرصف بلسما، له أصبحت ي

ال�ت المرأة تحرصف والغناء الوتر ي علمته أن يراقب مواعيد المطر، وأن يكتب أوجاعه عل الشجر وعل

ال�تي الأرض أن أكتب أوجاعي عل...هامة البحر، وقامات

هامة البحر: “علمت�فالشجر”)ص41(. هذا البوح يدفعه إىل استحضار تاريخ هذه الأرض ورصاعها بلوطاتها، واحدة... واحدة، طاردها ي أحببت

مع الأعداء: “هذه الأرض ال�ت

56”: لماذا ي

ي قصيدة “طواف المغ�ف”)ص40(. ثم يعاوده السؤال �ف ي ي قل�ب

الرومان �ف؟ وتكون الإجابة: “ح�ت ل ينشب العنكبوت خيطانه، وح�ت نمزق ثوب ي

نغ�فرنا بالجوع”. ئب الذي يذك كون، وح�ت نقتل الذ الس

ي رهبة �ف والليل النخل “أرى ي قصيدة

�ف الشاعر عند مشهد مهيب يتوقف ي

يسجدان”، يسأل الشاعر بابل عن النخل والليل والط�ي والزهر: “لمن ينح�فالقنابل”. الأغنيات عن ترد وكف يقاتل، لسيف قالت: المصلون، هؤلء ي تدافع عن الوطن.

تستحق الأغنيات هذه التضحيات، كما تستحقها اليد ال�تالفرح يزرع من فإن التكريم، هذا مثل تستحق ة الأخ�ي هذه كانت واذا ه. ن الغناء وسيلة الشاعر للرد عل القبح والتشو

فاع؛ لأ يستحق التضحية والددللة، من عليه متعارف هو ما دللته ي

�ف يتجاوز الزيودي عند الغناء إن ي الجمال والحياة.

وعل الرغم من أهميته إل أن الغناء عنده يشمل كل معا�فالذي ومعان، للجنوب غ�ف ف ح�ي “نيسان” أغنية هي عنده أغنية وأجمل أغنية أجمل نيسان الضيم: عل يسكت ولم والعدالة الحرية عل أفاق رددتها الفصول... فأينعت الأرض وأزهرت... فإذا كان نيسان أق� الشهور كل فضح نيسان ن

لأ حبيب؛ عند أغنية أجمل فهو “ت.س.إليوت”، عند الأوجاع، وأعاد إىل الأرض الحياة، فهو أغنية الفقراء وهم يزرعون القمح، وصالة الطفارى، صورة أم ترسل أبناءها إىل المدارس كي ل يتعلموا خيانة أغنية أجمل فنيسان ونتباهى، ي

نغ�ف أن نا حق من لنيسان، ي “نغ�ف اب: ال�ت

ي ي وط�ف

دت عتمة الليل �ف ي بدي لأقمار نيسان، تلك ال�ت

دتها الفصول... نغ�ف رديجابية للغناء، إل أن الواقع المؤلم بسناها”)ص138(. عل الرغم من الدللة الإ؟ ي

اف بصعوبته؛ لهذا يستفهم: كيف يغ�ف ه عل الع�ت يفرض نفسه، ويج�ب، والحبيبة أبعد ما تكون وا ريش العصاف�ي وقد مد اللصوص البنادق فبع�ش

عن نجمة، والزمان شحيح ل يجود علينا بتحقيق أحالمنا؟)ص112(.

الغناء والمكانته ي رحلة البحث عن الوطن داخل الوطن، تظهر العالوك -قرية الشاعر- جن

�في له. فإذا ما استشعر أن

د ذكره، ويغ�ف أ يرد عل الأرض، وفردوسه الذي ما ف�تن العالوك مجس يقيس به مدى قربه أو

أزقته ملته، شعر بالويل والثبور؛ لأ ، ي

، وأزقة العالوك ملت صحب�ت ي ا�ب ي و�ش�ت بعده عن الوطن: “مل الندامى ع�ش

ي العالوك امرأة ها �ف ي أحب

وياله... وهي مالعب الأحباب”)ص49-48(. والمرأة ال�ت

57مختلفة، وطقوس اللقاء بها كانت مختلفة، فهي تقارب ما يقوم به الناسك ، يبحث ف ي القدم�ي

ي إليها خالعا نعليه، حا�فقبل الصالة استعدادا لها: سيأ�ت

معها عن عمره الذي ضاع. هذه المرأة كفيلة بإعادة ما ضاع من عمره: “أتيتك التيه، عن ي صحارى

، يبحث �ف ف القدم�ي ي أوجاعا، كشيخ حا�ف والفؤاد يسيل

ف ملتاعا”)ص66(. ي القدم�يالعمر الذي ضاعا، أتيتك حا�ف

وإذا كانت العالوك جنته وفردوسه الذي حرص عل تصويرها كما يشاء، فإن ن ابتعادها عنه هو ابتعاد

أن تمد يدها إليه. لأ عمان نقيض العالوك، يتم�فعد، ودونها يبدو كالأغصان العارية: ليتها بعد الصد تسمعه: الس

ي قد بسطت يدي يدا بعد الفراق فإ�ض ت إلي يا ليت عمان قد مد

ف إن عطشت: عمان تنأى ومع كل هذا الصد، إل أنه سيسقيها من دمع الع�يب منه. أن تق�ت ب منها، ويتم�ف عنه وتجفوه، ويشعر بالغربة فيها، لكنه يق�ت

أما العالوك فهي قريبة منه، ودودة، يشعر بقربها. ي حبيب الزيودي للوطن لأن عذاباته تتقاطع مع عذابات الوطن، لكن

يغ�فمع من قيثارته، ي الروح يقيم، ويفيض الد

ف الضلوع يحيا، و�ف هذا الأخ�ي ب�يف ... وب�ي ي

، لكنه وط�ف ي ي من عذابك يا بالدي ما �ب يار ربابته: “�ب ي حب الدوتذوب �ف

ي ي هذا أن الوطن الذي أحبه وتفا�ف �ف

ضلوعه روحي”)ص52-51(. لكن المبىكي �فة تتملكه: حبه يسلمه للغزاة. أي منطق يحكم هذه العالقة؟ وأي بؤس وح�ي

”)ص 53(. ي ي لمغتص�بك�ف ... فعالم ي�ت ي

“هذا الذي أحببته وط�فحملها ي

ال�ت الجميلة الدللت وكل السامية، ي المعا�ف كل من الرغم عل

الغناء، فهو شقيق الروح الذي يبعث الحياة، وعالقته بالمكان عالقة وثيقة، ن

لأ الغناء؛ عن صديقه ينهى والنكسار الخذلن لحظة ي �ف الشاعر لكن

، وأن د، وحلمه يتالسش بلبله رمز الصوت الجميل صار حجرا، وحزنه يتجد الشعراء ء ح�ت صار القمر الذي تغ�ف ي

ال�داب بعتمته يمتد، ويجتاح كل سشبجماله شاحب الوجه. فاستحرصف لمقاربة هذه الحالة صورة العصفور الذي د مياه دجلة، عشق سنبلة: “هو ما لوث ماء النيل، ما قامر بالأهرام، ما سو”)ص37(. فتصدى له السادن وأدخل عليه ألف جالد، وألف مقصلة، هو غ�فالعصفور؟ هل حول مياه دجلة إىل فه هذا اق�ت الذي ما الشاعر: فتساءل ي هذا إشارة إىل جريمة المغول، هل لوث مياه النيل؟ كل جريمته

السواد؟ و�ف... فقطعت الوتر، فلماذا أيها السادن قطعت وعشق سنبلة: “هو غ�ف أنه غ�ف

الوتر؟”)ص37(.

58ي فإنه يتساءل: عل أي

ورة المغ�ف وبما أن الحديث عن الغناء يستدعي بالرصف؟ ي

؟ وقد انك� العود وذبل الورد؟ أي ظلم لحق بالمغ�ف ي جنب ينام المغ�ف

: ي مع أنه يسعى إىل إشاعة الفرح وحب الحياة. فالشاعر يستبطن آلم المغ�ف

ي هذا الظالم، والظلم يسود العالم؟ معاناته، أحزانه، وحدته: كيف ينام �ف

ف المضارب وكأنه يريد محو الظالم كي يحل فهو يحمل أقماره ويطوف ب�يشارة إىل أن الطواف كلمة ذات أبعاد دينية: “عل أي جنب ينام النور، مع الإ

ف يديه”)ص109(. ي المزهريات، وانك� العود ب�ي، وقد ذبل الورد �ف ي

المغ�فللت الد كل ويحمل والهتمام، الحتفاء هذا يستحق الغناء كان وإذا العزف يكن فلم ذاتها. للة الد يحمل ل اللحن( أو )العزف فإن السابقة، “فدعيه للتحريض: جاء بل للطرب، بالمطر( يحلم )الشيخ قصيدة ي

�في يعزف للخوارج، لحنا عل وتر الغضب”، والخوارج ليست بالمع�ف السل�ب، هذا التحريض ينسجم مع بدللته التاريخية، بل الخروج من أجل التغي�يي السياق ذاته يطلب من المرأة

ء ليل العرب. و�ف يحلم الشيخ بمستقبل يىصف

يحكمه الواقع ن لأ بالحلم؛ إل ق يتحق ل المستقبل ن

لأ يحلم؛ تدعه أن “سالومي” ألف يوم كل إنجاب عن الواقع هذا ع يتور فال والنفط، المال ة بصورة الثائر. م كي تصلبه. ثم يطلب منها أن تعيد رسم صورة عن�ت تتقدف بالزمان ول بالمكان، فإن الشاعر أيضا يعيد رسم فكما أن الحلم ل يع�تالكون والحياة والناس وفق رؤية خاصة به. أما اللحن فإنه يرد بدللة أخرى للة ل المدينة لحنا عل شفاه المرأة لحظة اللقاء، وكأن هذه الد ف تتحو ح�ي

ن بالمرأة. يكتسبها اللحن إذا اق�ته، ويبث فيه أما دندنة العود، فإنها تستدعي عالما من الذكريات، يستحرصفا بالحياة، وشقاوة الطفولة، وما تحمله من الحياة: عالم غاب عنه، كان ضاجالعود دندن “كلما العود: بالشعر ودندنة استعادته يحاول لكنه حكايات،

ع �با من الذكريات”)ص287(. ، ورج ي لمنازل أهليع�ف رج

حالة توازي حالتها جن، بالش معجونة للفجيعة منذورة فهي بابة، الر أما فإن للحزن... واستسلمت سند، بال فأصبحت وأخوتها أبوها مات امرأة بابة منذورة ارتحل القوم ل تجد من يهد خيمتها، أو يشد لها هودجها: “الرأما بها اليتم”)ص31(. جى، مات إخوتها وأبوها فعذ للفجيعة، معجونة بالش

حال، فال يملك من أمره إل مدح الشيخ وابنه. شاعرها فقد كتب عليه ال�تبابة ل تختلف عن ناي الراعي الذي تجد فيه كل الدنيا إل ناي ا: إن الر أخ�ي

59ه للحمام يهدلن الراعي. أما صوت الناي فإن الشاعر يجد فيه: القمح ين�شوبوحا للحب، ظامئة وأصابع بالمرآة، مغرمة لفتاة والبيت فح، الس فوق يهدلن، عل لحمامات سمر كل مساء، ه ين�ش الراعي قمح، ناي ي

“�ف وكالما: السفح”)ص331-332(

60

ي النقد المعارص تعب�ي )أحداث وقضايا: Events and Issues( عند يشيع �ف

ي بعامة، والنص القصىصي بخاصة. ويش�ي هذا التعب�ي أو دراسة النص الأد�ب

ي قصصه ينطوي عل قضية ما، يأمل القول إىل أن كل حدث ي�ده الكاتب �ف

ته. ن تلك القضية هي مركز اهتمامه وجوهر قصالكاتب أن يدركها القارئ، لأ

ي أن الحدث، عل أهميته، غ�ي مقصود لذاته، و إنما المقصود هو وهذا يع�ف

شارات والتلميحات ما وراء الحدث، أو ما يحيل إليه ويوحي به، من خالل الإ

ي ينطوي عليها النص.ات والإحالت ال�ت ف م�ي وال�ت

ض الماء والرمل”* ي ب�ية “الليلة نمسش قص

وابنه أب ف ب�ي حواري مشهد شكل عل القصة ي �ف الرئيس الحدث م يقد

والحلم الأب، يراه الذي المرير الواقع والحلم؛ الواقع يكشف عن رصاع

البعيد الذي ينتظره البن. ويستكمل المشهد الرئيس بقدوم طفل آخر تائه

نفسه ليجد -الأب- الراوي يخشاه الذي المرير الواقع دائرة يكمل ضال،

ى ي إشارة رامزة دالة كما س�فمضطرا للس�ي فوق الرمال والبتعاد عن الماء، �ف

عند التحليل.

ة في قصص الحدث والقضي

محمود الريماوي مل” نموذجا يلة نمشي بين الماء والر “الل

د. أحمد الزعبي/ األردن

61

بالمشهد المتصلة القصة أحداث ها تث�ي ي ال�ت القضايا عن البحث وعند

الأب ف ب�ي الحوار وكذلك والبن، الأب ف ب�ي الحوار فان الرئيس، الحواري وأفكاره المطروحة الكاتب هموم عن يكشفان د،

الم�ش الغريب والطفل ي تتمحور حولها هذه الحكاية.

وقضاياه ال�تعاء بأن يجنب الله ابنه الصغ�ي الشقاء والتيه ي والد

ويبدأ الأب حكايته بالتم�ف الطفل أيضا أن والجفاف بعد أن ابتعد عن الماء رمز الحياة والأمان. ويتم�فيبتعد عن الرمل والجفاف ويعود إىل الماء عل ظهر مركب يطفو فوق سطح

البحر ليحيط به الماء من كل جانب.رحلة لتجسيد والرمل البحر أو واليابسة الماء ثنائية يوظف هنا والكاتب ف الحياة والموت. فالبحر أمامهما ول يستطيعان ي ما ب�ي

رصاع الأب والبن �فعليهما، محرم محتل سليب وطن وكأنه إليه، الوصول أو فيه السباحة ي جفافها

والرمال أمامهما، وكأنها الطريق الوحيدة المتاحة لهما أن يغوصا �ف

62ك النهر وراءه ف ي�ت ته ح�ي وهالكها. وهو المص�ي الذي يختتم الراوي به قصي عنوان القصة “الليلة

ويتجه نحو الرمال، وهو أيضا ما يش�ي إليه المؤلف �فف الماء والرمل”. ي ب�ي

نم�شعن الراوي الأب/ مونولوجات تكشف مثلما والبن الأب حوارات وتكشف ف د ما ب�ي ي فخ القيد أو الأ� أو التجم

جوهر معاناتهما وأسباب وقوعهما �فف الحياة والموت. فالراوي يهرب بابنه من موت ماحق البحر والرمل، أو ما ب�يي به إىل

الهروب سيفىصف ليلة، ولكنه يدرك أن هذا داهم أرضه وبيته ذات ي صحارى الأرض وأصقاعها. وهي

د �فل فيه الرمل والتيه والت�ش موت آخر يتكف

ف نيا بعيدا عن وطن المرء هي صحراء قاحلة ح�ي إشارة رامزة إىل أن كل الديكون هذا الوطن مسلوبا مأسورا، ول بد إذا من التشبث بحلم العودة إىل

الماء/ والمركبة.ف القابع�ي الحائرين وابنه الأب إىل د

الم�ش الغريب الطفل مجيء ح ويوضويلقي ضوءا جديدا عل ، فأك�ش أك�ش الصورة ح يوض والحياة.. الموت ف ب�يي قصته.

�ف لملمتها وتجسيدها المؤلف يحاول ي ال�ت الفكرة الحالة/ القضية/

ده ي تجربته( عن ضياعه وت�ش

ي سنه، الرجل �فحيث يفصح الطفل )الطفل �ف

وراحوا الناس أن طرده وبعد أصحابه دوا أ�ته و�ش الأعداء قتل أن بعد

د الت�ش مرارة بسبب أوانه قبل ك�ب الطريد فالطفل ويحذرونه. يخافونه

المص�ي واجها اللذين وابنه الأب مع يلتقي وهنا وأرضه، بيته من والطرد ن الأب فاقد الوطن والأ�ة و”النهر”،

ء ل يعطيه ولأ ين فاقد ال�ش

نفسه، ولأي مصيدة واحدة أو

د يرتد خائبا، وقد أدرك أنهم جميعا �ففإن الطفل الم�ش

ي منحدر مظلم وعر.ي حفرة واحدة فوق رمال قاحلة قاتلة، أو �ف

�في القصة إىل أسلوب المونولوج أو حوار الذات الذي ينسجم

ويلجأ الريماوي �فف واقع محزن وأحالم ي أعماق الراوي/ الأب ب�ي

اع الدائر �ف ويناسب ثنائية الرصز عل مستقبل ابنه، أو مستقبل بعيدة. فالأب ينتظر الخالص لبنه وله، ويركق الطفل أمنيته بالحصول عل “مركبة أن يحق الأجيال القادمة، حيث يتم�ف البحر دون خوف أو تيه. وأمنية الطفل تش�ي إىل البحث طويلة” تنقله ع�بعن مكان آمن مستقر فيه الماء )أو الحياة(، أو إىل المكان الأول الذي كان .. مستقرا آمنا سعيدا فيه قبل أن يطرد منه أو يدفع به إىل هذا المكان “الرملي

المعتم المقلق”.ة. ف الزمانية والمكانية بتوازن ودق ويوظف الريماوي بنية الحدث من الناحيت�ي

63ف ثالثة أجيال: الحفيد والأب والجد، فالأب/ ا ب�ي ا يتحرك الحدث ذهني فزمانيالنهر الماء/ يكن ولم رة جميلة، متحر كانت وقد الطفولة إىل يرتد الراوي د

مفقودا أو محرما عليه، ويقابل ذلك الطفل الجديد/ أو البن الآن.. الم�شف المبعد عن الماء والحياة المستقرة نحو الرمال والجفاف.. ويقارن رمزيا ب�يي

ف الأب والدا الآن وابنه �ف ي حضن أبيه )الجد( الآمن المستقر وب�يالأب طفال �ف

ي د �ف ف ثالثة أجيال تجس حضنه القلق العاصف البارد. فحركة الزمان الخفية ب�ي

مار، ف قوى الحياة وقوى الد اع المتعاقب المستمر ب�ي القصة ضمنا هذا الرصف الأحالم ي المستقر والحارصف المؤلم والمستقبل المتأرجح ب�ي

ف الما�ف وب�يوالأوهام والمخاوف.

د ي تجسي ذهن الراوي/ الأب بالأمكنة أيضا ال�ت

وتلتحم هذه الأزمنة الثالثة �فبها توحي ي

ال�ت القضية جوهر د تجس مثلما الم�ودة، الأحداث محور التيه مكان هو القصىصي الحدث ي

�ف ي الآ�ف فالمكان وتلميحا. ا ف ترم�ي القصة

ف ب�ي أو الوطن والمنفى، ف ب�ي ما أو الماء والرمل، ف ب�ي ما د والنتظار والت�ش

عل ف ي الهواء، ع�يالتعلق �ف المكان الحالة، أي حالة الحياة والموت، وهو

التيه/ الضياع/ الرمال/ عل ف وع�ي النهر الوطن/ البيت/ الماء/ الأرض/ ي البحر( للعودة

ف بالأحالم )أمنية المركبة �ف تستع�ي ف المجهول/ المستقبل. ع�يد/ الرمل الذي يحيط / الت�ش ي

تفر وتخاف من الآ�ت ف / الوطن، وع�ي يإىل الما�ف

بالأب وابنه.ن

لأ الراوي، رأس ي �ف ي

الذه�ف التمزق حالة والمكان الزمان ثنائية وتعكس بحر أو يرى- -كما نهر أو ضائع وطن عن البحث مكانية، أساسا القضية ت بع�ش هذه البحث وحالة رمزا، القصة ترى كما حياة أو البن يرى كما / ي

الذه�ف التمزق بهذا ويتصل الراوي. أعماق ي �ف ف اليق�ي وخلخلت الذهن

-بالقدر أيضا زمانية أساسا القضية ن لأ المكان، ي

�ف وتمزق تداخل ي المكا�ف

د ينطوي عل حالة ي مرحلة ال�ن الزمن المتمزق �ف

ي نفسه- وذلك لأالمكا�ف

د بما ف ما كان وما هو كائن، ويهد والتخلخل والتيه الذي يقارن ب�ي من التبع�شي الأمكنة إىل

ي الأزمنة مثلما تفىصفي ما بعد، حيث تفىصف

ستكون عليه الأحوال �في نهاية المطاف/ القصة

ي الرمال �فدها أمنية الغوص �ف حالة يائسة تائهة تجس

ل. د الراوي يائسا منهارا بعد طول أمل وتأم كما يردي حواره الداخلي الصامت ح�ت مجيء

ويطارد الراوي أحالمه وأحالم طفله �فد أوسع أو إىل نكبة

د الذي يشبه طفله، وكأنه إشارة إىل ت�شالطفل الآخر الم�ش

64داد أحزان الأب وتبتعد أحالمه، وتغيب أمنية ف جديدة حلت بوطنه وأهله. ف�تالآمنة الحياة تبتعد الماء. النهر/ البحر/ ويبتعد لبنه، الطويلة” “المركبة المستقرة، يبتعد الوطن.. يبتعد حلم العودة إىل حد اليأس والستسالم، من أو الموت، إىل الحياة اليأس، ومن إىل الأمل من عاء الد لهجة فتتغ�يي نهاية القصة يائسا مستسلما: “يا أيها الرب

مار، يقول �ف البقاء إىل الفناء والدالعظيم: ما دام ل ماء ول طوفان هناك، ل فيض ول غرق هناك، فاجعلها

ي مكانا لغ�ي الرمل”.ي ذاكر�ت

رمال خالصا، وبغامر قدرتك، ل تفسح �فعاء الذي ي نهاية القصة والد

عاء السابق �ف ف الد وواضح من خالل المقارنة ب�يي سن

ف يقول: “اجعل يا رب لبنك الطفل الآن وغدا، و�ف تبدأ به القصة ح�يي ذاكرته مكانا

الك�ب وأرذل العمر.. مركبة طويلة، وبفيض قدرتك.. ل تفسح �فلغ�ي الماء”)ص29(… واضح أن الراوي قد أنهى حلمه كما أنهى حلم ابنه بالعودة إىل الحياة أو إىل النهر أو إىل الماء أو إىل الوطن. كما هو يتضح أيضا الذاكرة” كما ي

أو “الرمل �ف اليأس والخراب والجفاف والموت أين دفعه إىل الموت ما دام الخراب أصبح شامال ي لحظة انهيار تام يتم�ف

يقول، وكأنه �فف ف “الماء والرمل” أو ما ب�ي ا، ما دام انهما -الأب وابنه- قد حورصا ما ب�ي وحتمي

ف الحياة والموت. الجنة والنار؛ ما ب�يالقصة أحداث من تستنتج ي

ال�ت القضايا أو المشاعر أو الأفكار هذه إن الهموم وهي الكاتب، اهتمام محور هي والخارجية الداخلية وحواراتها ي هذه القصة

الريماوي �ف سدها ويطرحها ي يعانيها ويجالذاتية والعامة ال�ت

وإبهام(... وتجريد وتعقيد صعوبة من تخلو ل )فهي بة المرك العميقة ا وفكريا رغم كل هذا ة فني ف

المتم�ي

___________________________ف الماء والرمل”، وزارة الثقافة، ي ب�ي

*محمود الريماوي/ مجموعة “الليلة نم�شعمان/ الأردن، 1997.

65

جسية شكال من أشكال الكتابة الميتا�دية ونمطا أجناسيا تعد الكتابة ال�فع التفر للرواية يتيح وهو الحداثية بعد ما الرواية ي

�ف استعمال الأك�ش هو

واية رواية وليدة داخلها، بها مجل حالها عم والتناسل والولدة لتنتج الر والت�ب

ي والتوالد؛ بمع�ف أن وعية التخصيب الذا�ت ق م�ش ومآلها، ومن خاللها تتحق

الرواية “ترفض إخفاء عملية إنتاج النص. إنها تظهر عملية تكوينه وتعرضها

ل نقدي عل صعيد البتداع وبتوضيح للمبادئ عل القارئ، وهي تقوم بتأم

الشكلية لل�د عل صعيد الكتابة”

مستعينة معيشة تجربة واقعية من إما نابعة الكتابية ابطات ال�ت لتبدو

اء. ولقد جاعاتها، أو ل واقعية مصوغة من النثيال تخييال واف�ت بالذاكرة واس�ت

المتأملة )الرواية الجديد ي وا�أ الر كل الش هذا ي

العا�ف د.شجاع الناقد سمى

ي الدين ي مح�يا إىل أن أول محاولة لكتابتها كانت عل يد الروا�أ لذاتها(، مش�ي

الرواية كتاب أك�ش بأنه الحب عالمة”، وقد وصفه “ويبقى روايته ي �ف زنكنة

الثيمات ي هو تجلية الف�ف البناء العراقية شكلية ، والبغية من توظيف هذا

ة دم، وتعد الهوية إحدى الثيمات المهمة والأث�ي د والص وحملها عل التجد

ي الروايات المتأملة لذاتها؛ كونها تفكك مسلمات النظر التقليدي لمفاهيم �ف

التخصيب السردي في رواية

“مقتل بائع الكتب””سعد محمد رحيم” ـ ل

د. نادية هناوي سعدون/ العراق

66الهوية وتفرعاتها، وتحاول أن تعالجه من منظور تفكيىكي تهدم فيه ثوابت للنماء ي بدلها مواضعات هي ليست قواعد، ولكنها رؤى قابلة

بعينها وتب�فوالبناء تتعلق بالوجود والنتماء والذات والكينونة.

يروم تأليف وع م�ش شكل ي �ف الكتب” بائع “مقتل رواية موضوع د ويتجس

محمود ة س�ي ليكتب به القيام بغدادي ماجد الصحفي المركزي السارد المرزوق الذي قتل عل يد مجهول، فيقوم السارد بجمع كل ما يمت لهذه الشخصية بصلة من عالقات وصداقات ومحطات ضائعة وأحداث جسام، د إدلء واستشهادا وتوثيقا من خالل ثمانية �اد ه هذا السارد بؤرة ال� ويوج)مصطفى كريم ومحمود المرزوق وفراس سليمان وهيمن قره داغي وسامي ي والحاج منصور(، وهكذا تتأرجح بنية الخطاب

الرفاعي ورباب وأث�ي العرا�تي وتارة

ف أصوات ال�اد لتتناسل باستمرار، فتارة هي �د أوتوبغرا�ف ال�دي ب�يهي �د موضوعي وثالثة هي �د بأنا الراوي الغائب.

التسجيلية بالرواية أشبه تجعلها صوتية تعددية للرواية يحقق ما وهذا الفينة والأخرى، وفيه يمارس ف ي ب�ي

ذا�ت ي يخرقها ال�د الس�يالوثائقية ال�ت أو

الصحفي العمل أسلوب مستعمال والمؤرخ والناقد المخ�ب دور السارد ، مستحثا نفسه عل الجمع والرصد والتفك�ي لعله يعيد والتحقيق البولي�يي داخل الرواية نفسها “لماذا

إنتاج الرواية �ف ترتيب الوقائع الذي فيه إعادة ة الجادة بكتابة كتاب يكشف الحساب الذي ي المبا�ش

ي أخاف الكتابة؟ أع�فترا�ف

المرتقبة؟”)الرواية، وس هوم�ي إلياذة وكأنه ي معار�ف أمام به حت تبج طالما

ص176(.

67

67

ف ال�دي الداخلي ي الم�تورة والدوام، فتتمرأى �ف وهذا ما يحقق للحبكة الس�ي

داخل بالرواية شبيها العمل ليبدو النىصي الخارج من المستدعاة الوثائق الرواية.

ق جاعي منحى التوثيق الذي بنيت عليه الرواية كما تخ�ت د ال�د الس�ت ويعضالعبارات الميتا�دية بنية ال�د التقليدي لتخلخله، عاملة عل توصيل ثيمة ام اح�ت عرف ما واقع ظل ي

�ف ، يالهويا�ت التشظي ورة بس�ي المتمثلة الرواية

الآخر ول حرية الرأي عل تعاقب مراحله المعارصة والراهنة.رؤى إىل المرزوق محمود الكتب بائع مقتل مالبسات عن البحث ويقود ف ف سامي الرفاعي، وهو مثقف بع�ي دة ومتضادة، فالمرزوق فنان بع�ي متعدعاشق وهو داغي، قره هيمن ف بع�ي اىلي ولي�ب متحرر وهو سليمان، فارس ، لكن ذلك لم ي

أث�ي العرا�ت ف ف رباب، وهو فاسق ومنحل بع�ي رومان�ي بع�يالمرزوق ة س�ي يتتبع وهو بغدادي ماجد الأول المركزي السارد دور يلغ دلء والتوثيق، صانعا فم تأليف كتاب حوله، مانحا الم�ودات حرية الإ ويع�تمنها بؤرة �دية هي أشبه بمناورات تتخذ شكل التحقيق الصحفي الذي ل يتوا�ف عن تسجيل كل شاردة وواردة، مستعينا بالمذكرات والوثائق الصوتية

والصورية والوصفية عن الضحية. إىل والتوثيق والرصد والستقصاء بالجمع المركزي السارد انهماك ويؤدي ف أليغوري، ي حقيقته ترم�ي

، هو �ف تحويل الم�د الوقائعي إىل م�د تخييليدة والمشتتة بحسب الأصوات ال�دية إل لعبة فليست هوية المرزوق المتعدي بواطن السارد، ودفعته إىل البحث عن نفسه متصادما مع ذاته،

اعتملت �فوعه ، فال هو أنجز م�ش ف ي الحال�ي

فهو الصحفي والعاشق الذي فقد الرهان �فوعه الشخىصي الذي ة المرزوق، ول هو أتم م�ش ي الذي هو كتابة س�ي

المه�في

ال�ت م�وداته عل ا نرجسي التصادم هذا لينعكس فاتن، من الزواج هو ستتصادم مع واقعها، متصارعة داخليا وخارجيا مكانيا وزمانيا.

ز أنا المؤلف الذي أدخل ف الخطاب ال�دي والميتا�دي تتعز وبالمحايثة ب�يلديه ة الأث�ي الأمكنة وذكر بأصدقائه، واستعان د، ال� تضاعيف ي

�ف اسمه د الشتغال قناعي للمنحى الرؤيوي، فضال عن كونه وك كنوع من التدعيم الإالميتا�دي جاعال المرزوق واسع الثقافة، مطلعا عل أمهات الكتب الأدبية، ة قراءاته واطالعاته الأدبية والسياسية ي من ك�ش

ي المتأ�تي وعيه المعر�ف

عميقا �فوالتاريخية والثقافية.

68جاعات اس�ت بناء عل التقليدي ال�د ي مواضعات

الهويا�ت التشظي ويخرق بها ي

ال�ت المكاشفة نحو الرواية هم تس�ي ل�اد جمعية ذاكرة من نابعة الفكرية والذاتية تجاه كاشفا عن تضاداته كل صوت �دي نفسه يحاسب ي

وع العب�ش ف جوازي، وال�ف المجتمع والتاريخ من قبيل الحديث عن العالم ال�بي النقل عن الواقع، وازدواجية النظر “هي محاولة

ي الحياة، وزيف الكتابة �ف�ف

ئة الذات؟ لتضليل الآخرين”)ص188(. لت�بف الفينة والأخرى بكل ما يقوم به من حذف وشطب ويكاشف السارد قارئه ب�يواقتطاع أو إضافة، مسيطرا عل الحبكة، مسلسال المادة ال�دية، متعامال ي غالبا ما يختم

معها بال نمطية أو تتابعية من خالل المقاطع الميتا�دية ال�تجاعي كقوله: “لست بصدد كتابة رواية الرجل الغامض الذي بها ال�د الس�تي قالب رواية، بل يريد

وع ل يفكر بنص متخيل �ف يتحمل تكلفة هذا الم�شأعرضها كلماته “وهذه أو افات”)ص117(، واع�ت وقائع تعتمد حقيقية ة س�يي من غ�ي أن أجري عليها أي تعديل أو تحريف أو إعادة صياغة سوى ما

لقرا�أي سالمة اللغة”)ص147(.

تقتىصفوالقصد إدامة بنية الم�ود له، وجعل القارئ واعيا للعبة الكتابية ليقوم ي كتا�ب اشتغال هو مفتوحة النهاية جعل أن كما الفراغات، بملء ثم من بداعية، ح�ت ل تغدو هناك أسبقية تفاعلي يجعل القارئ جزءا من العملية الإبالتشظي الإحساس أليغورية ق يعم ما وهذا الكتابة.. القراءة/ متوالية ي

�فوع نحو المغالبة بالظهور والختفاء، ليتصاعد التأزم وتتضح خطورة ف وال�في بحثه عن هوية المرزوق، واستقصائه

ور الذي يقوم به السارد المركزي �ف الدد هذه الهوية وتضادها، فيتعرض لمحاولة إطالق نار، ولكنه لمالبسات تعد“القصة الميتا�دي ي والموضوعي وال�د

ذا�ت الس�ي ال�د ف ب�ي يظل مراوحا بالمضمون، وإن كنت كما أعدت صياغتها باختصار محاول عدم الإخالل

أدرك أن المضمون لن يكون هو ذاته مع تغي�ي الشكل”)ص213(.قراءات المبا�ش عل شكل الخارجي الوصف أسلوب استعمال أن صحيح ق حق نفسه الآن ي

�ف لكنه لل�د، ي الذا�ت التناسل درامية ف خف قد نقدية

ا( مطرزا ف الكام�ي د المشهدي والدرامي بالوصف الخارجي )ع�ي تطعيم ال�ف الوصفي وال�دي. الرتابة بلولبية التواىلي ما ب�ي

ونفسية سيميائية قراءات عن عبارة الوصفية المقاطع أغلب ولقد غدت صف ي

�ف يقفون خمسة ، ف ورجل�ي ف امرأت�ي ط “يتوس المقطع كهذا وتشكيلية

69ي عيونهم الوداعة الحزينة لمن

ع مكانا ألفه، و�ف ي نظره أس من يودواحد �ف

ف يفارقهم، ل يظهر من ك فراغا مضنيا ح�ي عون شخصا يعرفون أنه سي�ت يودض أن السماء غائمة والمطر ل عال، أف�ت ف ء، والخلفية جدار م�ف ي

السماء سشوشيك”)ص84ـ85(.

ي العيون، ا تسلط نظرها عل المكان والوجوه لتقرأ المخفي �ف ف الكام�ي فع�ي

ة، وهذه ممارسة نقدية ي التفاصيل المكانية الصغ�يأو تكشف عن ما يقبع �ف

ي كنوع من التجريب الميتا�دي عامال عل استنهاض القارئ، وا�أ أدخلها الر

ل البرصيات المرئية إىل منقودات ، محو يدافعا إياه إىل التأمل والغوص الذه�ف

فات تقلل م�دة، وكأنه يرسم الكلمات ليفرض بها عل المنحى ال�دي توقي الرواية.

من حدة الدراماتيكية �فل عند الكاتب، إل أن ه جاع ت�ت وإذا كانت بعض التوظيفات للوصف أو الس�تونية وبوسائل لك�ت ي أساليب التوثيق، ل سيما التوثيق بالرسائل الإ

التنويع �فم متطلبات التحقيق الصحفي يميل، قد تم التواصل الجتماعي الجات والإ

عن المرزوق. ي

الصو�ت د التعد نىصي الخارج- مستوى عل التنويع هذا إىل أضفنا وإذا ا، ذاتي وإخصابها الأحداث تناسل لنا د يتوك ، النىصي الداخل- عل مستوى ليغدو المتحصل من وراء ذلك تعميق الإحساس بالتشظي للهوية ال�دية، ج�ي الذي فيه الهوية ال�دية تساوي الهوية الذاتية ي ال�ف وبالتمظهر الكتا�ب

أو الشخصية.. ي وثائقية

يغال �ف ولو ظل السارد محتفظا بهذا الشتغال لوحده متجاوزا الإأفق مألوفية ل تحقيق ربما لستطاع ا، الكام�ي ف بع�ي الصوري التوصيف

ي بشكل أعمق.ع القرا�أ التوق

جاعية بالأفعال الماضية د الكاتب النتقال من البنية ال�دية الس�ت ولقد تقصإىل البنية الستحضارية بالأفعال المضارعة لىكي يصنع درامية خالصة تعوض بالبحث المكانية البنية فيها ي سيطرت

ال�ت الطويلة الوصفية الوقفات تلك لتظل خيوط جاع والستشهاد، بالس�ت الزمنية البنية والتوثيق عل والرصد ال�د بوتقة ي

�ف تصب دة، متعد احتمالت عل مفتوحة والميتا�د ال�د ي

دة �ف ى نفسها متجس الذاتية ل�ت الهوية ، وهذا ما سينعكس عل ج�ي ال�فالهوية ال�دية ومتمظهرة فيها..وأهم مالمح هذه الذات أنها رصيعة الشك الوجود جدل متاهة ي

�ف واقعة دوما وهي والهيام، ع والتصد والتذبذب

70ر والقتالع، ولذلك ل ، التجذ ي

د والتالسش اب، التوح والعدم، النتماء والغ�تا أو أكيدا.. ء حقيقي ي

ترى أي سشأرادت ما بعكس عملت كونها صادمة، الرواية نهاية ي

�ف المفارقة وتغدو مقتل ي

�ف بب الس هو رهاب الإ فليس توكيده، والتوثيقات جاعات الس�تمحمود المرزوق، بل هي الهوية المتشظية استالبا وضياعا..وهذه المفارقة الذاتية الهوية توقظ ي

ال�ت الت�يد هي إىل التوثيق من بالنتقال الصادمة ر، ناظرة إىل الأمام بدينامية وثابة ومستمرة، جاع والتذك لتغادر منطقة الس�توبضم�ي التكلم معلنة عزمها عل تعزيز ثقتها بهويتها من خالل جعل الختام فيه ي

فم السارد المركزي المىصف بداية لدرامية البحث والستقصاء الذي سيع�تر ككيان نام ومتحر

71

العنوان، وهو الأوىل عتبته بداية من النص هذا نقرأ أن استطعنا إذا إشاراته لسيميائية النصية الدللة بهذه وهلة ول

لأ نصطدم سوف فإننا

خاص، بتأويل منها واحدة كل تقوم مفردات، ثالث خالل من النابعة

ي هذا المنتهى الأخ�ي والمتوقع والقائم د رؤية الكاتبة �ف د يجس ومع�ف محد

س نتلم أن نستطيع كذلك النص، جسم داخل وتأويالته دللته بإشارات

الوضع المأساوي الذي عاشته الشخصية المحورية، وهي شخصية )مهى(

ها المحتوم إىل مص�ي أك�ش الفتاة العراقية الرامزة للوطن، والهاربة من مص�ي

بداية إىل أخرى مرة الجسد فيها يعود دائرية حركة ي �ف مرارة، وأك�ش تأزما

وحياته الأصيلة، هويته إليه تعيد بطريقة ولكن المؤجل، الأول واقعه

دة له سلفا، وهذه المفردات الثالث هي “قبل ية المحد الحقيقية والمص�ي

الأبد برصاصة”، أي قبل الموت برصاصته الوحيدة الحرة الحاملة لتجليات

الأبواب الموصدة لمع�ف الحياة، والحاملة معها أيضا مشاعر الألم المستمر

ي سجن أبو غريب، وهروبها مع ما عانته الشخصية من قهر وقمع واغتصاب �ف

من ثأر الأب الصادم والمصدوم بعد أن علم بواقعة اغتصاب ابنته.

تهرب مهى بمساعدة صديقتها وشقيق صديقتها، اللذان يعيان الموقف عل

داللة العنوان في رواية

“قبل األبد برصاصة” للروائية السورية أنيسة عبود

شوقي بدر يوسف/ مصر

72

ي حادثة قصف ماتت فيه ، وتستبدل مهى اسمها �ف ي

نسا�ف ي والإالمستوى الذا�ت

ي كانت ذاهبة إىل دمشق لزيارة أقاربها، ” صاحبة هذا السم ال�ت ف “بهية الحس�ي

ي السيارة ف كانت معها �ف ي مفارقة مأساوية مفاجأة ح�ي

وحملته عنها “مهى” �ف

73“بهية أو “مهى”، عليها كانت ي

ال�ت الحالة فهذه القصف، استهدفها ي ال�ت

لحياتهما ى ك�ب لمفارقة الحامل والمأزوم الملتبس الجسد هذا ” ف الحس�يالشباب ف تحمل مهى معها سن�ي الصادم، المأساوي المشهد ي هذا

�ف معا ف الشيخوخة ي الوقت نفسه تحمل سن�ي

ي شخصيتها الحقيقية، و�فالمتفتحة �ف

. ف ي وثيقة هوية الشخصية الملتبسة الأخرى؛ شخصية بهية الحس�يالستينية �ف

ي مفرداته دللت الحالة المأساوية الراهنة للواقع وكما أن العنوان يحمل �ف

ي فإنه يحمل أيضا بعدا تتماهى فيه الهوية والذات والوطن، وهو ما يكمن �ف

أك�ش من بعد مأساوي جسدته الكاتبة، فعندما جاءها طبيب السجن وبارك ب رأسها بالجدار ح�ت سقطت عل ، راحت ترصف كي لها بالحمل من جندي أم�يالأرض، وحينما تحرصف أمها لزيارتها �ا بالسجن، وتعلم ما حدث، تشهق شهقة عالية تستمع لها العراق بأكملها، ويشهق معها نخيل الفرات، ويبىكي ي باتت ل حول لها ول

قامة العزاء لمهى ال�ت لإ ة تحرصف دجلة، بينما العش�يي جاءت عل

ال�ت النهاية ي هذه �ف العنوان من الثالثة المفردة وتحرصف قوة.

ي الوقت نفسه تحرير للوطن، العراق بنخله شكل تحرير الذات الذي هو �ف

ي أقدمت ال�ت ة العذبة، وتحرير العش�ي نهريه دجلة والفرات السامق ومياه

عل التخلص من عارها المزعوم، فما كان من مهى إل أن خلصت الجميع ن أذاقوها كؤوس من هذا الثأر الملتبس بأن ثأرت لذاتها ولهم جميعا مماستشهادية عملية ي

�ف والمعاناة القهر مرارة الوطن وأذاقوا والعار، الذل الذين ف كي�ي الأم�ي الجنود ي شخص هؤلء

�ف ي الروا�أ نصها الكاتبة بها ختمت

ي قبة السماء.. جندلتهم معها: “وكان ليل.. طلع الفجر.. ارتفعت الشمس �ف

التليفزيون وراح الظهر.. أذان ارتفع الفرات.. فوق الذهبية حبالها أرخت إثر عملية آخرين ين ف وجرح ع�ش أمريكي�ي يبث مقتل خمسة جنود ي

العرا�تالعبارة هذه حملت لقد ”)ص192(. ف الحس�ي مهى بها قامت استشهادية المرأة ف الحس�ي وبهية الشابة، العراقية الفتاة مهى واحد؛ اسم ي

�ف ف اسم�يي طريقها إىل أهلها

ي إحدى غاراتها وهي �فكية �ف ي استهدفتها الطائرات الأم�ي

ال�تي لحظات تفاعلهما مع

ف �ف ي مهى وبهية الحس�ي ي الشام، تداخلت شخصي�ت

�في قذفت

حركة الحياة الحاملة معها لحظات الموت من خالل هذه الطائرة ال�ت(، وفقدت مهى معها ف رتل السيارات المتجه إىل الشام، فقتلت )بهية الحس�يقت هويتها الورقية ضمن أمتعتها، وكان ل هويتها الحسية والمعنوية، اح�تبد من تخطي حاجز الحدود بأي ثمن، فأعطاها سائق السيارة هوية بهية

74ة الحسناء بذلك هى المرأة الستينية المغدورة، وأصبحت مهى الفتاة الصغ�يي الهوية قد حدث شكال

ف عاما، وكان هذا التماهي �ف ف ذات الست�ي بهية الحس�ية الجميلة ي وضعت فيها مهى الفتاة الصغ�ي

ي اللحظة ذاتها ال�تومضمونا �ف

ت رأسها ووجهها بشال المرأة الستينية، وحملت الأعوام هذه الأحمال وس�ت“بهية الرجل ي

“نادا�ف معا: والمكان الزمان وتجاوزت ببهية، الخاصة نفسها ي السائق.. ردي يا ست بهية.. ثم

”. لم أرد.. ول أعرف من بهية.. لكز�ف ف الحس�يمع بسبب الحرب”)ص23(، ي فقدت الس

ح له بأ�ف طي وهو ي�ش نظر إىل ال�شالمرأة مع وتبدأ معاناة إىل دمشق، الشابة ف الحس�ي بهية أو )مهى( وتصل مجتمع جديد ل يرحم. وتسكن مهى أشهر الأحياء الذي يضم المهاجرين معاناة جديد، نوع من معاناة مع مهى تبدأ جرمانا حي ومن ، ف العراقي�يي عزلتها وضعفها، وهاجمتها كوابيس وأحالم العودة إىل العراق أك�ش

المرأة �فبت اميس( إىل غرفة مهى.. جلست معها و�ش ي الليل جاءت )سم�ي

من مرة: �فاميس.. أنت القهوة أيضا وكانت غاضبة وحزينة.. قالت لها: أنت حفيدة سم�يف فتاة ليل؟ عليك أن تعودى إىل العراق.. عودي حفيدة الملوك.. كيف تعمل�يف الهجرة مرة بعد مرة. عودي رين من الشام وأرض الشام وتعان�ي وإل ستتهجي عقل وقلب

حر �ف )ص 175(. وكأن هذه الكلمات قد وقعت موقع الس ييا ابن�ت

ف أشار بأن العراقية مهى، وتتذكر مهى كلمات سائق السيارة الذي أ�ت بها ح�يف ح�ت تستطيع المرور من مأزق فقدان تتشبه بالمرأة الستينية بهية الحس�ي

ف مثلها”. اب وانحن قليال.. تصبح�ي هوية المرور: “امرغي وجهك بال�تة تنوء بحملها أرض سوريا وتعود مهى إىل أرض العراق بعذابات وأوجاع كث�يف الستينية العراقية والقرينة الشابة مهى، تعود والعراق. تعود بهية الحس�يمزدوج كرمز ف السم�ي هذين التليفزيون وبث . ف علي�ي أعل إىل رأسها فع ل�تي شخص هؤلء الجنود

غال، لعملية غالية طالت رمز القمع والظلم والقهر �ف .) ف الذين جندلهم الموت مع شهيدة الوطن مهى )بهية الحس�ي

، ي مفرداتها القليلة بعض من كث�يي مختتم النص تحمل �ف

كانت هذه العبارة �في شكل معاناة مأساوية تعرضت

ي نسيج النص �فتواجدت أحداثها المتواترة �ف

الشام، فهذا تها وح�ت وصولها إىل حدود لها مهى، منذ هروبها من عش�يالمشهد الذي بدأ مع طلوع الفجر.. وارتفاع الشمس إىل قبة السماء فوق نهر ه مهى حبيبها الأول.. ومع ارتفاع أذان الظهر بكلماته المقدسة، الفرات، تعت�بإل أن فجرت نفسها وسط حينئذ حانت ساعة الخالص، فما كان من مهى

75ف الذين اغتصبوها عنوة، واغتصبوا معها كي�ي هذا الحشد من الجنود الأم�يوطنها وقتلوا فيها العزة والحياة الكريمة وكانت هذه العملية الستشهادية ي

ي دللت عل أن “الأبد” قد سبقته رصاصة واحدة جندلت الجميع؛ �فهى ال�ت

ي شخص ا بعد معاناة شديدة عانتها مهى �ف لهذا المشهد الذي جاء أخ�ي

ف ترم�يف قرينتها، وكأنها كانت تنتقم لكل نساء العراق ذاتها وشخص بهية الحس�يالعراق ي كل مدن

ي بغداد و�فكية �ف الأم�ي العسكرية الآلة اغتصبتهن ي

اللوا�تالأخرى.. دورا، سلمى، شقيقها حسن، خرصف شقيق دورا.

ي جاءت عل لسان ي استهلت بها الكاتبة روايتها، وال�ت

ولعل هذه العبارة ال�تي رحيلها إىل الشام هربا: “وأنا..

خرصف شقيق مهى أثناء تسللها من قريتها �فتنا الماضية ونتأس ي رحيلها.. لم يكن هناك وقت نفتح س�ي

ما كنت أرغب �فالعطف بحرف بدأت ي

ال�ت العبارة بهذه الخراب”)ص5(. الوقت عل معا ”.. حيث سبق هذه العبارة مشاهد ومواقف مأساوية ي نطق بها “خرصف

وال�تي نسيج

ي تبلورت �فة والحالة العامة ال�ت فجرت أزمة الذات والوطن والعش�ي

أبو سجن ي �ف اغتصبت ي

ال�ت العراقية ة العش�ي ابنة مهى لشخصية النص ها من المدن. لقد كان هذا ي بغداد وغ�ي

غريب، كما اغتصب العراق بأكمله �ف عن القلق النص بسطوة ما حمله من عذابات الرحيل، وبدايات الوجع يع�ب

ي حالتها الراهنة. ي لما تمر به الأمة العربية الآن �ف

ي والوجدا�فنسا�ف الإ

الكتابة لديها إن هاجس ي إحدى حواراتها: الحالة �ف الكاتبة عن هذه تقول

معا. ف واليق�ي الشك الباعث عل والروحي ي الوجدا�ف القلق ذلك ي

�ف “يتمثل ي كل سؤال

المتشكك �ف التجريح، المنتقد حد المربك، الإحساس إنه ذلك ي أحاول النفكاك عنها فال أقدر. مرات

وجواب. إنه أناي الأخرى المتعبة ال�تعديدة أريد أن أكون أنا. وحدي بال هذه التداخالت مع الأنا الأخرى ومع نارة لإ أتصدى ي

أجد�ف ي ولك�ف للهروب، محاولة هناك دائما الآخر. العالم

والمستبعد؛ مما يخلق ر فيه، ومن المقىصي المساحات المعتمة من الال مفكي وحدي، فأنا

ي ل أستطيع الخلوص إىل ذا�ت. ذلك أن�ف بعض التأزم الداخلي

، وكل ما يتداخل مع هذا ي جزء من نسيج اجتماعي ونف�ي واقتصادي يحيط �ب من مواقفي تجاه الأشياء، وبالتاىلي ي ويغ�ي النسيج أو ما يتفاعل معه يؤثر �ب

الكتابة”*. ي أريد بثها إىل هالة الضوء ع�بتجاه القضايا ال�ت

، ي *)حوار مع الأديبة أنيسة عبود، أجرى الحوار د.عجاء زنية، الأسبوع الأد�بدمشق، ع 815، 6 تموز/ يوليو 2002(

76

عي للنقد النف�ي يرى مؤرخو النقد أن الفيلسوف “أرسطو” هو الأب ال�شالمنهج اتخذ نسانية. ثم الإ الأدب والنفس ف الوطيدة ب�ي بالعالقة أقر لأنه

وافع الد ي �ف وجد الذي فرويد” “سيجموند يد عل مختلفا منحى النف�ي

كوستاف” “كارل ويذهب بداعي. الإ العمل تشكيل ي �ف الأك�ب الأثر الجنسية

ى “أدلر” ف�ي أما اكمة ماضية. ات م�ت الكتابة تشكلت بفعل خ�ب أن إىل يونغ

أن الشعر والفن مبعثه التعويض. ويربط الناقد الفرن�ي “سانت بيف” حياة

الأديب بنتاجه من خالل المؤثرات الرئيسة فيه لفهم أعماله الأدبية بطريقة

قواعد تحكمها الفرويدية التحليالت أن مورون” “شارل ف ويب�ي صحيحة.

نف�ي تحليل العمق، ي و�ف الخارج، من عليه المفروضة ي الط�ب التشخيص

ي بدءا من النص، وانتهاء فيه وإليه وإىل الأبد. أد�ب

محمد طميله... صوت من الداخل

ترابة، شمال أبو ي قرية الذي ولد �ف الطفل محمد طمليه لم تختلف حياة

ي المخيمات ف الذين ترعرعوا �ف مدينة الكرك عام 1957 عن آلف الفلسطيني�ي

ي تعود إىل ي قصمت ظهر الأمة العربية عام 1948. فأصوله ال�ت

إثر النكبة ال�ت

، مما كان له ف ش مخيم الحس�ي قرية عنابة بقضاء الرملة، جعلت عائلته تف�ت

في ذكرى رحيل

)األوغاد المتحمسون(ة جربة القصصي البعد النفسي في الت

ـ )محمد طمليه( ل

ذكريات حرب/ األردن

77ي كشفت له معاناة

ي تكوين شخصيته، ل سيما مرحلة صباه ال�تالأثر الأك�ب �ف

القصصية، مثل كتاباته ي له �ف )الفقر( عنوانا ، وأمست مفردة ف الفلسطيني�ي

ي مجموعته “حالت”: )الوحل( �ف

أبو يخرج عندما )فقر( قصة ي و�ف فقراء..؟”، هنالك يكون أن يليق “وهل

ه أن نقص الحديد رياض مع ابنه بعد فحصه عند طبيب الطوارئ، ويخ�بهو ما يسبب الدوار لرياض، يشد عل يد ولده كلما رأى دكانا لبيع اللحوم البيت للغداء مع أ�تهما: “جلسوا حول طعام الغذاء، عند عودتهما إىل خي ثالث حبات من حن المجاور، كانت تس�ت ي الص

)ملوخية( دون لحم، و�فيفيد، أن كل ذلك ل كالقنابل، وكان يعرف الباذنجان(، وقد بدت )مخلل مدرسا نوه عي أن منذ نشأت ي

ال�ت بالفيتامينات القديمة عالقته فبحكم ي تفصل

ة ال�ت ي الف�تللعلوم، ظل يفكر بالكبدة والحديد”، وينظر إىل زوجته �ف

ى لحما، وتفاحا، وحلوى، بعد أن رأى ر أن يش�ت اللقمة عن الأخرى، فيقرالصفرار يخيم عل وجه أبنائه: “لكنها بعد أن نام الأولد، سألته: النقود؟ ف أجابها: استدنتها. غمغمت ونامت. ظل ي السقف ح�ي

كانت هادئة، تنظر �فعن يقلع أن ر قر يغفو أن وقبل الليل، منتصف ح�ت السقف ي

�ف يبحلق ، ويذهب إىل المدرسة ويعود منها ماشيا، تثاءب، وأغمض عينيه”. ف التدخ�يلكنه ا ساخنا، ف الطفل خ�ب تم�ف يريدون رغيفا ساخنا(، )الأطفال ي قصة

و�فالمعطف ر ثمن يوف أن بغية بالنقود ليحتفظ الحلم، لنسيان هذا اضطر البلل. ي كل شتاء إىل

المقبل، وح�ت ل يتعرض �ف الشتاء الذي سيحميه من ي )الحيلة(، يحلم أحمد بارتداء حذاء أخيه الجديد ليوم واحد، فهو لن

و�في حذائه، ويستطيع أن

يشعر بالحرج كما يشعر كل يوم بسبب الثقب الذي �فيمد قدميه ولو ليوم عمدا، فحذاء أخيه لن يجلب له العار، وما عليه إل أن ي قدمه، ولن يذهب إىل المدرسة، لكن

يستيقظ مبكرا. فأخوه أصيب بك� �في مهده عندما يستيقظ صباحا ليجد أخاه قد ارتدى حذاءه،

حلمه يموت �فف ببيئته ث عن عالقة ياس�ي والمطر ينهمر خارجا. أما قصة )الخيبة(، فهو يتحدابنها يكون أن ي

�ف حلمها تحقيق بغية الناس عند خادمة تعمل ي ال�ت وأمه

ي ي علياء ال�ت

ا من جهة، وحياته الجامعية ومجتمع الأثرياء المتمثل �ف جامعييحبها من جهة أخرى.

ي بمقدورها أن ا ال�ت ي قرارة نفسه يحسد أمه كث�ي

ي قصة )ل هوادة(: “وكان �فو�ف

ي مطبخ أم أيمن ح�ت الظهر دون أن يزجرها أحد، بل عل العكس، تظل �ف

78تستقبل عندما وأمه الحمراء”، سيارتهم تغسل بأن لها يسمحون إنهم ي الخليج،

ف �ف ب�ي ي الغرباء( ورائحة المغ�تي الصيف يأ�ت

ـ )�ف أخاها “أبو أحمد” ببما يسد رمقه: يمدوه أن ما، أحد إذا طلب ي تختفي

ال�ت ة الكث�ي وأموالهم ة، ي رسالته الحماسية الأخ�ي

ي السعودية، و�فلت أمي، كان أبو أحمد �ف ف ترم “ح�ي

بسيارته وصل ولما قريبا، سيعود وأنه شقيقته، عن يتخل لن أنه أرص ث أبا أحمد ، أمي تحد ي

ي الصيف الثا�فالأمريكية مع زوجته الأنيقة وأولده �ف

، وهو يهز رأسه الأشيب، ويأسف لهذا الحال الذي آلت ي عن نكبتها بوفاة أ�بالمخمل، قماش من قطعة أمي، الهدايا.. كانت المساء، ي

و�ف أ�تنا.. إليه .. وأنا مالبس داخلية.. وخاىلي صار ي

سات وطوا�ت ي مسدوعلبة ماكياج.. وأخو�ت

ي يملك ثروة طائلة.” ونقرأ: “وعندما طلبت أمي مبلغا من المال لأكمل دراس�ت

ل أنه أمواته برؤوس وأقسم ا، كث�ي ر تذم أمريكية، بسيارة وأعود وأتخرج يملك مال زائدا، رصفنا النظر عن الإصالحات، والمطر انزلق عل رؤوسنا من

ء”. يقف وتبلل كل سش الس

والمواقف والمفارقات والبساطة الشديدة بالواقعية طمليه أسلوب امتاز ل بعباراته الساخرة العبثية حد البكاء أو الضحك، واستطاع بحرفية عالية التنقف روح ناقمة أو ضاحكة بسخرية، وقدرته عل توظيف لغة قصصية موجزة ب�يي صارت جزءا من قاموسه، وغلبت عل كتاباته

ممتلئة بالتشبيهات الغريبة ال�تو�د الأمل، وخيبة والمرض والتشاؤم الطفولة جاع واس�ت الح�ة أجواء ي تقديم

تفاصيل حياة البؤس والألم المغلف بحلم بعيد المنال، ونجح �فالشخصية المتعلقة بالحياة وتحدي القهر عل الرغم من الأبواب الموصدة ر لها أن تستحم كل يوم، لكانت ي قصة )سامية(: “ولو قد

أمامها، كما جاء �فة إىل ي غرفة صغ�ي

أجمل البنات عل الإطالق، كانت تعيش مع أمها وأبيها �فة، ول يفصلنا عنهم سوى لوح من الزينكو..”. جانبنا مبا�ش

طمليه... صوت االآخر.. النفسي واالجتماعيمحمد طمليه الذي أصدر مجموعات قصصية عديدة منها؛ “جولة العرق” و”الخيبة” و”المتحمسون الأوغاد”، و”يحدث ىلي دون سائر الناس” مع عماد حجاج، لم يكتف بالتعب�ي عن حالته فقط، بل مد برصه إىل كل من حوله، ونقل الكث�ي مما رآه وعاشه مع الآخرين ملتحما معهم، لأنه منهم، وهم ينتمون إليه، فصوتهم واحد، وجرحهم واحد، وفقرهم وحلمهم وآمالهم ي يستمدون

ي من ألواح الزينكو واحدة، ووكالة الغوث ال�تويأسهم وبيوتهم ال�ت

79منها ما يسد رمقهم هي نفسها.

عرقهم ف ث طمليه عن طبقة العمال الذين ي�ف ي قصة )جولة العرق(، يتحد�ف

ي وضح النهار لأجل لقمة العيش مهما كان العمل ضئيال، بل يكاد يكون �ف

ي تركيبهم لبعض الأثاث كما ي كل قطعة نلبسها أو نأكلها أو ح�ت �ف

عرقهم �في وضح النهار، ورأى الرجل ذو

كيب الفيديو �ف حدث مع العامل الذي قام ب�تالكرش حبات العرق عندما فتح الفيديو ليعرف لماذا الصورة باهته: “فالحظ ة، حاول أن يمسحها بيده، لكن رائحة أن عل الأسالك قطرات مائية صغ�يي )وقاحة موظف(، قصة الموظف الذي يعمل

ي الغرفة”. و�فالعرق عبقت �ف

، وعندما يطلب ين وضعه المعي�ش ي سبيل أن يحس

ليال ونهارا دون توقف �فإضافية، ساعات خمس الدوام بعد يبقى أن الأيام أحد ي

�ف منه المدير ة، يوافق عل أمل أن يعطيه زيادة عل راتبه يكون لمراجعة الملفات الكث�يبمقدورها أن تغطي نفقات ال�وال والقميص، لكنه يتفاجأ بأن المدير غض ي المرة الثانية أن يعاود التأخ�ي خمس ساعات

برصه عن الزيادة. ولما أمره �ف

80وام الرسمي، يغادر العمل، فيتهمه المدير بوقاحة الترصف، وأنه بعد الدي

كة، ويجب تنفيذ الأمر، فال يبقى أمامه سوى أن يبصق �ف سبب خسارة ال�شي يعيش فيها، والفقر والحاجة.

ي دللة عل المذلة ال�توجه المدير، لتأ�ت

كاء، ويستطيع حل ف بالذ ي )المسألة(، الولد رياض -اسم أحد إخوته- تم�ي

و�في ذاك اليوم لم يستطع حل المسألة بسبب

مسائل الرياضيات بدقة، لكنه �فبه وعاقبه بالوقوف بب لمعلمه الذي رصف اج، ولم يفصح عن الس ك� ال�ي )العالج(، يسأل طبيب المستشفى الحكومي الطفل

عند سلة المهمالت. و�فف وشاي. د عليه الطفل: “خ�ب ي بطنه: ماذا أكلت بالأمس؟ ف�ي

لشعوره بألم �فف يديه”. وعاود السؤال: وقبل ذلك؟ ضحك الصغ�ي ودفن وجهه ب�ي

كلب لراحة يعمل الذي صابر ي أ�ب ف ب�ي جميلة مفارقة )الكلب(، قصة ي و�ف

ر لأبنائه ثمن الطعام والكساء. ينتظر خروج العائلة بعد ية، ليوف العائلة ال�شأن أوصته بتنظيف بيت الكلب، وبعد تنظيفه للبيت: “يحمله نائما ويرجعه ل ح�ت منخفض بصوت ثان يتحد الظل، ي

�ف الخادمة مع ويجلس نائما، يزعجان الكلب”.

اللغة ف ب�ي المزج عل فيها اعتمد كتابية أيقونة طمليه محمد شكل لقد ي عاش

ي كان لها أجواؤها وأمكنتها الخاصة ال�تال�دية البسيطة الخاصة ال�ت

كانت منفذا ي ال�ت النفسية بالذاكرة، بحالته التصقت ي

ال�ت فيها، وشخوصه ، وواقع كل من حوله، محاول أن يرسم تفاصيلهم كما ي

لنقل واقعه المعي�شي نقلها إىل العالم الذي يقع وراء جدران المخيم

هي، ورغبة �ف

المراجع:، الأدب والنقد. ي

و�ف لك�ت - عبد الحق حمادي الهواس، موقع الهواس الإونية، مدارس المنهاج النقدية – - حسن صادق وأمريمة سناء، دراسة إلك�ت

. المنهج النف�يدار والتجريبية، النظرية أسسه بوي- ال�ت النفس علم الله، خ�ي سيد -

، مرص، 1981. النهضة العربية للطباعة والن�شدار العام، النفس علم الزغول، عقيل ورافع الريماوي د. محمد عودة -

ة للن�ش والتوزيع، عمان، 2004. المس�ي.2007 ، - محمد طمليه، إليها بطبيعة الحال، عمان، منشورات البنك الأهلي

- محمد طمليه، الأعمال القصصية، عمان، دار أزمنة، 2009.

81

وتعميق الفضيلة عل المجتمع أفراد حث ي �ف تأث�ي الدينية لالألحان

يمانية، فهي تلهب الأحاسيس الروحانية الفطرية بذكر المشاعر الدينية والإ

، وبالتاىلي يمكن أن تنعكس تلك المشاعر الله، والتقرب إليه بكل ما فيه الخ�ي

ي تأصيل مبادئ إنسانية راقية. عل سلوك الفرد، فتساعد �ف

ولالأغنية الدينية أنواع منها التواشيح والبتهالت والقصائد الدينية والأدعية،

يحاول هذا يومنا وإىل المجال، هذا ي �ف بإنتاجهم الموسيقيون أبدع وقد

ي هذا المجال ة �ف ف

المبدعون إثراءه بإبداعاتهم المختلفة، ومن الأمثلة المتم�ي

ف وتمس المستمع�ي ط؛ حيث تدخل بسهولة إىل قلوب ي لها شكل مبسوال�ت

ي أداها عبدالحليم حافظ من ألحان الموجي، مشاعرهم، الأدعية الدينية ال�ت

نسانية ة للعواطف الإ ي النفس، ومث�يفقد كانت عل الرغم من قلتها مؤثرة �ف

ع إليه بكل الروحانية، بالتذك�ي بعظمة الله سبحانه وتعاىل، ومناجاته، والترصف

ة للموجي، الحب، بكلمات راقية للشاعر عبدالفتاح مصطفى، وألحان مع�ب

ف لعبدالحليم حافظ. وأداء متم�ي

ي مجال الأغنية الدينية، حيث كان ة �ف ف

وللموجي وعبدالحليم إبداعات متم�ي

81

الموجي و عبدالحليم ومشاعر راقية في أدعية دينية

د. نجالء الجبالي/ مصر

8282

، فقد يي هذا المجال الروحا�ف

للموجي أعمال من هذا النوع تعد عالمات �فلسيدة والنور” و”الرضا الأقدار” “حانة أبرزها من دينية أعمال عدة لحن ي مجال

ي أم كلثوم. وبالرغم من أن ما قدمه عبدالحليم حافظ �ف الغناء العر�بهذه أصبحت فقد خاصا، شكال يمثل أنه إل قليال يعت�ب الدينية الأغنية

ي هذا المجال. ف �ف

الأدعية عالمة من عالمات التجديد والتم�ي

8383ف الناس”، ي وب�ي

ي كلمة”، “بي�فونتج عن هذا التعاون أحد ع�ش دعاء هي “خلي�ف

“عالتوتة الزهرة”، خالق “يا الورد”، صحبة ف “ب�ي دعايا”، سامع يا “أدعوك ف المنام”، “أنا من تراب”، “ورق ي الأرض”، “نفضت ع�ي

والساقية”، و”الحبة �في النسيم والضل”.

الشجر”، و”رحمتك �فلقد طرحت تلك الأدعية مواضيع مختلفة منها ما هو اجتماعي، يدعو فيه الخ�ي فيه ما بكل ي مجتمعه

�ف التأث�ي القدرة عل أن يعطيه الله عز وجل ي

ي كلمة” و”بي�فالنفس ومع الآخرين، مثل دعاء “خلي�ف والحق والصدق مع

تعاىل الله قدرة يظهر ما ومنها دعايا”، سامع يا و”أدعوك الناس” ف وب�ينسان أمام القادر العظيم، وأنه المالذ الوحيد له، مثل ح ضعف الإ ويوضي المنام”، ومنها ما

ي الأرض”، و”نفضت عي�فدعاء “أنا من تراب” و”الحبة �ف

ل ي ال�ت بداعات الإ تلك ي

�ف ل للتأم ويدعو خلقه ي �ف الله إبداعات إىل يش�ي

ف صحبة الورد”، ي مثل دعاء “ورق الشجر”، “ب�ي يضاهيها أبدا أي إبداع ب�شي النسيم”.

“يا خالق الزهرة”، “عالتوتة والساقية”، و”رحمتك �فبمقدمة تبدأ فهي صياغتها، ي

�ف ا ف متم�ي شكال الأدعية تلك اتخذت وقد الشيلو مثل الوترية الآلت تؤديها ر متكر وإيقاعي ي

لح�ف جزء عل تعتمد ة وشجية وأضفت ي جاءت مع�ب

باص، ثم تقاسيم عل آلة الناي وال�ت والكون�تا بنغمات بسيطة، بشكل يساعد المستمع عل الإحساس بصفاء ا روحاني جونفسه المقام ي

�ف بالتقاسيم تبدأ كانت الأدعية وبعض والسمو. النفس

8484

التحويل من مقام يتم بتغي�ي بسيط. وبعضها أو ي نفسه اللح�ف وبالمسار

ن الموجي من أدواته التقاسيم إىل مقامات أخرى بمقدرة عالية، وتظهر تمكن من ن، وكذلك فقد أعطى الموجي لكل كلمة حقها من التعب�ي بتمك كملحي التحويل النغمي،

اعة �ف استعراض النغمات، وتكوين الجمل اللحنية، وال�بوأيضا ، ي

نسا�ف والإ ي الروحا�ف الجو عن ة المع�ب للمقامات ق الموف واختياره

جن وتختلط بالمشاعر ف بالش عن النص الشعري، حيث اختار مقامات تتم�ي

عنها بكل صدق مثل مقام العراق والصبا. الروحانية لتع�بالتعب�ي عن مع�ف ي

�ف ا ف كان متم�ي بالنسبة لأداء عبدالحليم حافظ، فقد أما وذلك والخفوت، والعلو ، ف والل�ي الشدة ف ب�ي تنوع حيث واللحن، النص ي تعكسها الكلمات. وكذلك يظهر تفاعله بمختلف

ع الأحاسيس ال�ت بحسب تنوي الأعمال، واستغل

ياقات اللحنية �ف عنها المقامات والس ي تع�بالمشاعر ال�ت

عبدالحليم إمكانياته الغنائية عند أداء الجمل اللحنية الطويلة وأخذ النفس ي وضع لها الموجي نغمات

ي حروف المد وال�تي المواضع المناسبة، خاصة �ف

�فطويلة تتيح لعبدالحليم الفرصة لستعراض إمكانياته الأدائية الخاصة بهذه الصوتية المنطقة ي

�ف سواء ن التمك من نفسه بالقدر أداؤه وكان القدرة، المتوسطة أو العليا.

المناطق مختلف استعراض فرصة لعبدالحليم اللحن أتاح فقد وكذلك، ا فكان صوته مع�ب منطقة صوتية، كل ي

�ف وإبراز جماليات صوته الصوتية، ي المنطقة العليا. ورغم أن الأدعية

ي المنطقة الوسطى، ورنانا وقويا �فحنونا �ف

ظهار إمكانيات أدائه فيها ي المنطقة الغليظة لإة �ف لم تحتو عل أجزاء كب�ي

ي أظهرت هذه المنطقة أداها عبدالحليم بشكل واضح، إل أن النغمات ال�ت

ن وإحساس. بكل تمك

8585حة لمخرج كل حرف وقد جاءت مخارج الحروف واضحة وصحيحة وموضأداه عبدالحليم حافظ، بالإضافة لستخدام الضغط عل الحروف للتعب�ي

عن أحاسيس وانفعالت مختلفة. ولىكي نتعرف بشكل أك�ش وضوحا وتفاعال مع تلك الأعمال الرائعة يمكننا أن ي أحد الأدعية وليكن دعاء

ي نجدها �فالفنية ال�ت التفاصيل نستعرض بعض

“أدعوك يا سامع دعايا”، فقد كانت الكلمات:يا رب سبحانك

أدعوك يا سامع دعايا يا عاىلي فوق كل غايةي النهاية

يا عالم ال� وحدك والكل لك �في صادق واقول الحق لو كان مر

إجعل�في الحر ي مااسمعش إل صوت ضم�ي

علم�في بسمة حنان كلمة سالم وأمان

خلي�ف

رحمة وعزيمة وعمل نافع يفيد ما يرصفي نهاية

يبدأ عبدالحليم الغناء ببداية هادئة لكلمة “يا رب”، وعند إعادتها �في حرف النداء “يا” ويظهر

مقطع “يا رب سبحانك” يتم استغالل حرف المد �فع إىل الله.

عاء والترصف زخارف بسالسة ووضوح زادت الإحساس بالد

86المثال سبيل فعل الصوت، ي

�ف ف والل�ي الشدة ف ب�ي عبدالحليم أداء ع وتنومتوسطة هادئة ة صوت بن�ب يؤدي غاية” كل فوق عاىلي “يا ي جملة

�ف نجده ن. الشدة ترجمت إحساسه بإجالله لله والذي ترجمه لحن الموجي بتمك

ة صوت يظهر فيها ي جملة “يا عالم ال� وحدك” نجد الأداء قويا بن�ببينما �ف

ي كلمة “وحدك”، أكيد عل إظهار مخرج الحرف “حاء” �ف الشدة، ونالحظ الت

والفهم الدقة من قدر أعل عل للمضمون جم ي�ت الموجي لحن ونجد المقطع؛ ي هذا

ر نغمة واحدة عدة مرات �ف بالكلمة، فنجده كر والإحساس مما عكس شعورا قويا بالتأكيد عل أن الله سبحانه وتعاىل هو العالم وحده

بما تخفيه النفس من أ�ار. ي بسمة حنان كلمة سالم

ي “خلي�في المنطقة الصوتية الحادة �ف

ويستمر اللحن �فعاء، ونجد الد ي

�ف دق الرجاء والص عن يع�ب ما اللحن أصدق وأمان” ونجد ات صوتية تعكس مع�ف الحنان والأمان، حيث عكست جانب الرقة الأداء بن�ب

ي صوت عبدالحليم.والعذوبة �ف

ي المصاحب بإيقاع بداية عاء وهو الجزء الغنا�أ وننتقل إىل لمحة أخرى من الد

ا ي صادق واقول الحق لو كان مر” يتصاعد اللحن تدريجيمن جملة “اجعل�ف

من المنطقة الصوتية المتوسطة إىل المنطقة الصوتية العليا، ويتدرج كذلك تبعا الشدة إىل وت الص ة ن�ب ي

�ف ط التوس من بالنفعال عبدالحليم أداء ي الهبوط مرة أخرى ويعود

لتصاعد النغمات بطبقاتها، إىل أن يبدأ اللحن �فوت بداية ة الص ي ن�ب

لالأداء الحر دون مصاحبة إيقاعية، والهدوء والخفوت �فع ورجاء

ي ترصفعاء �ف من جملة “رحمة وعزيمة” إىل كلمة “يا رب” لينهي بها الد

ملموس ويشعر به المستمع كالما ولحنا وأداء

8787

،killing jesus ” 2017المسيح “قتل ي الأرجنتي�ف / ي الكولوم�ب الفيلم أعاد

كا أم�ي ي �ف اليساري النشاط صفحات من صفحة مورا”، “لورا للمخرجة

كل إسكات أجل من تحدث، كانت ي ال�ت السياسية والغتيالت الالتينية،

ي وجهها، لهذا د الأنظمة الفاسدة، ويحرض عل الثورة والوقوف �ف صوت يهد

ي كانت تعتمدها تلك الأنظمة، لتخويف كان الغتيال أحد أك�ش الوسائل ال�ت

الأصوات الحرة، ولتقديم رسائل تهديد إىل كل من يخرج عل النهج، ويدعو للحرية.

ي طويل للمخرجة “لورا مورا”، الذي ر جاء أول فيلم روا�أ ووفقا لهذا التصو

الدوىلي ي السينما�أ القاهرة لمهرجان الرسمية المسابقة ي

�ف به مؤخرا شاركت / نوفم�ب ي

ين الثا�ف ة، من 21 إىل 30 ت�ش الذي انعقدت دورته الـ)39( الأخ�ي، وهي جائزة لجنة التحكيم ي

2017، وحصدت من خالله جائزة الهرم الفىصفم للمخرج، كما تحصل عل جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية الخاصة، وتقدموا هذه الجائزة للفيلم “لمعالجته ي قال أعضاؤها إنهم قد

س(، وال�ت )في�بالفيلم يطرحها ي

ال�ت وللتساؤلت معقدة، أخالقية لمشكلة ة ف المتم�ي الفنية

بخصوص مسؤولية البحث عن العدالة”.دقيقة، ـ)100( ب محدودة زمنية مدة ي

�ف المخرجة حرصتها الفيلم أحداث

الفيلم السينمائي

“قتل المسيح”اليسار الكولومبي واالغتياالت السياسية

عبد الكريم قادري/ الجزائر

8888

اثنتان العمر من تبلغ ي ال�ت خاراميليو( ناتاشا )الممثلة “باول” وتدور حول

أمام السياسية، العلوم أستاذ والدها مقتل تشهد حيث سنة، ين وع�شي السيارة، ما جعلها تلقي نظرة �يعة عل وجه

عينيها، إذ كانت برفقته �فطة، ال�ش مكاتب مع رحلتها بدأت هنا من وجهه، مالمح وعرفت القاتل، أي تظهر لم طة( )ال�ش ة الأخ�ي لكن ، ي

الجا�ف ومعرفة شامل تحقيق لفتح ي القضية، وهذا ما جعل “باول” وعائلتها يدركون جيدا

اهتمام بالتحقيق �في كولومبيا، ومن المستحيل أن

ي قائمة طويلة للضحايا �فبأنهم مجرد رقم �ف

طة، وعدم ي ظل لمبالة ال�شي وتقديمه للعدالة، �ف

يتم القبض عل الجا�فة هذه القضايا، لكن بعد أشهر قليلة أخذ قضية جريمة القتل بجدية، لك�شطريق -وعن إذ بنفسها، ور الد بهذا تقوم أن “باول” قررت الحادثة، من ي رودريجز(،

)الممثل جيوفا�ف “إيسوس” يدعى ا قابلت شابا صغ�ي دفة- الصمعتقدة أنه قاتل والدها، وهذا ما جعلها ترسم خطة للتقرب منه، لتعرفه

أك�ش وتعرف من حرضه عل عملية القتل.

ما تعد به المقدمة الأول من الفيلم قويا وصادما، وعقد من خالله المشاهد ي

بع الزم�ف جاء الرا إىل مرحلة مهمة من تاريخ النضال آمال عريضة، واعتقد بأنه سيسافر زمني

8989دور لليسار كان حيث بالذات، كولومبيا ي

و�ف الالتينية، كا أم�ي ي �ف السياسي

تمارس كانت ي ال�ت والضغوط كراه الإ رغم عوب، الش وعي بلورة ي

�ف واسع ة إىل ي توصيل هذه الفكرة، حيث أخذنا مبا�ش

عليه، ولقد نجح السيناريو �فى، ارة النتفاضات الك�ب أحد مدرجات الجامعة، قبلة المعرفة والوعي، و�شالمطالبة كيفية الشباب، حول من ف مجموعة ب�ي سة مناقشات �ش لنشاهد ف الجائرة، إذ أظهر كل ي وجه القوان�ي

بالحقوق، وتنظيم احتجاجات تقف �فة، ومن بينهم “باول”، بعدها شاب طريقة عمله ونظرته لالأشياء، بحماسة كب�يا المخرج إىل أحد أروقة الجامعة، أين وتثبيتا لهذا المفهوم، رحلت بنا كام�يلطلبته، درسا يقدم وهو الأساتذة، أحد إىل تستمع وهي “باول” وقفت ي وجه الظلم والستبداد، وبعد النتهاء من

ورة التغي�ي والوقوف �ف حول رصفالدرس التقت به، وقد حاول كاتب السيناريو أن يوحي بأن هذا الأستاذ هو ف بأنه والد “باول”، حيث يعودان معا

قائد لتنظيم ما، لكن بعد لحظات تب�يإىل البيت، وعن طريق الحوار الذي دار بينهما داخل السيارة يمكن معرفة

9090من وفلسفية، فكرية يملك خيارات الذي الوالد، الأستاذ/ مدى وعي هذا خالل طريقة تقبل ترصفات ابنته، ح�ت وإن كانت خاطئة، وعدم فرض رأيه عليها، من بينها مثال علمه تدخينها الحشيش، لكنه لم يتعاط مع هذا الأمر ورة ترك هذه الآفة بي�، لكن هذا الحوار بغضب أو بعنف، أوصل لها رصفإىل تعرض حيث ل، ف الم�ف باب عند السيارة من الوالد نزول بمجرد انتهى ف يقودان دراجة نارية، وسقط ميتا عملية اغتيال بطلق ناري، من طرف شاب�ي

له، فيما لذا بالفرار إىل وجهة مجهولة. ف أمام باب م�فلحظة غاية إىل الفيلم، بداية من حرصها يمكن ي

ال�ت الزمنية ة الف�ت هذه سالسة أو التمثيل ناحية من سواء العمل، لحظات أقوى هي الغتيال، ي

ر شامل لما حدث أو سيحدث �ف ق الأفكار، ووضع المشاهد أمام تصو تدفف ينقص من الفيلم، أين تم تقديم الشخصيات وخلفياتهم دون أي تلق�يلت فكرة النضال اجع، وتحو الخيارات الجمالية، لكن بعدها بدأ السيناريو ي�تمبدأ فيما أصبح ، ي

إىل فعل هام�ش الفيلم بداية بها أوحت ي ال�ت السياسي

”، من هنا يمكن ف الأعمال إىل “م�ت الكث�ي من الذي تعتمد عليها “التحقيق” ي بناها الفيلم من خالل المقدمة، �عان ما تالشت

أن نقول إن العالقة ال�تف ي طريق العالقة ب�ي

أثناء عرض الأحداث، بعد أن أصبح السيناريو يس�ي �في يمكن أن

الأب الضحية، والقاتل المضطر، حيث تم ك� حلقة الوصل ال�تتكشف وجه المحرض عل القتل وخالق فعل التخويف، فيما كانت مقدمة إيصال ا عل منصب الأمل كان إذ الطرح، هذا توحي عكس القوية الفيلم

9191، وكأن فكرة اغتيال الأستاذ/ الناشط السياسي صدمة وفكرة الغتيال السياسيارة، ربما ستكون بداية لثورة، أو لخلق نظام بديل يحول ستتحول إىل �شدون تكرار هذا الفعل، ومحاسبة وتجريم كل من فعل هذا، لكن هذا ما ن السيناريو ناور المتلقي وأوهمه بأحداث ل يمكن أن يعتمد

لم يحدث، لأعليها، بنية أن تكون الأحداث القادمة أجمل!

غ�ي دهشة وخلق المتلقي، أفق ك� نية عل المخرج يعتمد أن جميل ط أن تكون هناك جمالية يعكسها البناء والفكرة المتشظية، عة، لكن ب�ش متوقي

اليونا�ف للمخرج “زاد” الفرن�ي الجزائري/ الفيلم ي �ف مثال حدث ما وهذا

، لكن النتيجة كانت “كوستا غافراس”، الذي تناول عملية اغتيال ناشط سياسيي تركيب

ف يكون هناك ضعف �ف مرضية للمتلقي والفكرة بشكل عام، أما ح�يالعامة، الفيلم فكرة تخدم ل مة مقد خلق خالل من السيناريو أحداث ي آخر المطاف

م وعدا للمتلقي، و�ف عة، وكأنك تقد ستكون النتيجة غ�ي متوق هذا الشعور. ي هذه الحالة يمكن تغ�ي

م له ما وعدت به، و�ف ل تقد

تنوع الفضاءات/جماليات إضافيةوضعت حيث الفيلم، مشاهد تنويع ي

�ف مورا” “لورا المخرجة نجحت عة، عكستها صور من المدينة العميقة، الأحياء المشاهد أمام “كادرات” متنوالليلية العلب الضيقة، الشوارع والفوضوية، ة الصغ�ي البيوت ة، الفق�يالضواحي، صور عن ناهيك الحتفالت، أجواء وعة، الم�ش وغ�ي المقننة من عل، حيث التقطت للمدينة بانورامية ات، ممرات، صور أشجار، بح�يالحالة لتعكس وجاءت ا درامي رة م�ب بل عشوائية، المناظر هذه تكن لم النفسية للضحية “باول” والجالد “إيسوس”، والذي تحول هو الآخر مع تواىلي ي يعيش

ي صنعها الشارع والحي والمدينة ال�تالأحداث إىل ضحية، ساهم �ف

همال السلطة والمجتمع، ولقد عرفت “باول” هذا، ما جعلها فيها، ضحية لإف الجالد والضحية، عرفت بأن النتقام ل يولد سوى ي متالزمة الحب ب�ي

تقع �فالنتقام، لهذا لم تشأ أن تلوث يدها بالنتقام، رغم أنه كان أحد أهدافها،

ورمت بالمسدس بعيدا، كي تنتهي أحداث القتل.الفقد إحساس للمشاهد تنقل أن خاراميليو” “ناتاشا الممثلة استطاعت والضياع، إحساس اليأس والحزن من الحياة، وأن تقلب هذه الأحاسيس إىل حب وشفقة، وتظهر هذا عن طريق فعل القول، فقط من خالل الترصفات

92جعل ي

�ف الآخر هو فنجح رودريجز” ي “جيوفا�ف الممثل أما العيون، ونظرة

طريق عن الشارع، إىل ينتمي فعال هو الشاب هذا بأن يحس المشاهد أو عائلته سواء الآخر، مع تعامله ولبسه، كالمه طريقة جسده، حركات أصدقائه وح�ت الأعداء، ناهيك عن الحب الذي بات يكنه لـ”باول”، ما جعله ف أثبت بأن أن يموت عل يدها، بدل أن تقتله جهة أخرى، وهذا ح�ي يتم�ف

قتل والدها ما هو سوى عمل بالنسبة له. ي تقديم الفيلم بطريقة معقولة،

ف �ف ف للممثل�ي وقد ساعد هذا الأداء المم�يي وقع فيها السيناريو

ي الوقت نفسه حجب الكث�ي من الهنات ال�تو�ف

9393

”، فيلما مت المخرجة الألمانية الشابة “بيتينا بلوم�ف قبل عدة سنوات، قدات”، رصدت من خالله حياة ثالث وثائقيا جريئا، حمل عنوان “حمام الأم�يي الطفولة الأوىل، ويتشاركن

مراهقات، تجمعهن عالقة حميمة تعود إىل س�في أحضان أمهاتهن بعيدا عن الأب، الذي هجر العائلة واختار بدء

النشأة �في مكان آخر.

حياة جديدة �في

ي التقاط اللحظات المتناقضة �ف”، إضافة إىل براعتها �ف ف فيلم “بلوم�ف

ما م�يحياة بطالتها، أنها لم تشعرنا طوال مدة الفيلم، أننا أمام عرض وثائقي، ته واتقاده، من خالل عالقة الفتيات مع اع الدرامي بكل حد بل حرصف الرصي كث�ي

المحيط، أمهاتهن وعشاقهن، ومن حيث وجهات النظر المتناقضة �فمن الأحيان.

ص ”، يتلخ رنا برأي مهم للمخرج الفرن�ي “نيكول فليب�ي وهو الأمر الذي ذكوري أن تكون الأفالم الوثائقية تلقينية، بل من الممكن ي أنه ليس من الرصف

�فن عواطف، وتحىكي قصصا. أيضا أن تتضم

ا، أبرص النور حديثا، ” الممتع، ونحن نتابع إنتاجا وثائقي رنا فيلم “بلوم�ف تذكشوارع ي

�ف ولكن الفتيات، حياة ي �ف تقريبا، ذاتها العمرية المرحلة يتناول

مدير وزوجها غيج”، ي “جي�ف المخرجة بصمة حامال المرة، هذه نيويورك

بورتريه خاص جدا، لحياة سبع مراهقات

في الفيلم الوثائقي

“كل هذا الفزع”عباده تقال/ سوريا

94ولد ح�ت متواصلة سنوات لثالث عمال اللذان تون”، بيت�ي “توم التصوير

فيلمهما الجريء “كل هذا الفزع”.جارتيها تتابع غيج”، ي

“جي�ف راحت سابقة، موضة رة ومصو مخرجة يبعي�ف

”، ومع ف ي “بروكل�يي منطقة “كلينتون هيل” �ف

”، �ف ي، “جينجر” و”داس�ت ف الشقيقت�ي

، وعمال طيلة ثالث ف الوقت أصبحت وزوجها داخل دائرة صديقات الفتات�يات سنوات عل تصوير وقائع حياة سبع فتيات، راصدين التحولت والتغ�يمرحلة إىل الطفولة مرحلة من ال�يع النتقال ذلك عليهن، طرأت ي

ال�تمع العالقة واضطرابات والأحاديث، والمزاج كل الش لت تبد المراهقة، صتها إحدى الفتيات بالقول: “يريدون أن يرووا لنا، لكنهم ي لخ

الأهل، ال�تيرفضون سماعنا”.

طوال وقت نقاش الفتيات مع الأهل، كنا نشعر وكأننا داخل تلك الغرف، كجزء من ذلك الجدال، وهو أمر يحسب للمخرجة ومدير تصويرها، اللذين ما مشاهد حياتية بعيدة عن أي تجميل، أو استعراض يرصف النظر عن قد

الهدف الأساسي للمشهد.

9595

يتوارى العالم البسيط الذي عاشت فيه الفتيات قبل سن النضج، آخذا معه ة، تفاصيل من مثل التشاور لختيار الزي المناسب لأول خالفاتهن الصغ�يم المخرجة لقطة أيام المدرسة، وت�يح كل واحدة لشعر الأخرى. هنا تقدي لقطة �يعة، بينما

ذكية جدا، عندما تعرض زجاجة الكول عل المنضدة �في أيدي الفتيات.

زجاجات الشمبانيا تتمايل �فء بالأ�ار، ي متاهات عالم ملي

خول �ف إنه الخروج من عالم الطفولة، والدي العالقة مع الأهل والأصدقاء،

الحفالت، الجنس والمخدرات، والتحول �فوالتفك�ي المستمر بالفتيان، وما يمكن أن يزيد من لفت أنظارهم.

كل برغم غامضة ومؤلمة، مرحلة ي �ف ل التأم عن الناتج عر الذ ي

يأ�ت هنا من العالم إىل التحولت والنتقال ي تصوير

�ف المخرجة بهجتها، وتتألق صورة ي قذارته.

، الغارق �ف أ الس�يي ربتها

ة السمراء، ال�ت مها الفيلم، مثل “سيج”، صاحبة الب�ش نماذج ملفتة قدأمها وحدها، مما أسس لبناء صداقة عميقة بينهما.

تطمح سيج بالحصول عل منحة من جامعة هارفارد، وذلك بعد أن تتخل ي المجتمع عل

ا، فهو تصنيف المرأة �ف عن طبعها الصعب. أما ما يزعجها كث�يتها. أساس لون ب�ش

ي ل تهدأ رصاعاتها مع والدها، فيبدو خوفها من أما الجميلة “جينجر”، ال�ت

ي ء الأك�ش رعبا �ف ي

ي قولها: “ل أريد أن أهرم. أعتقد أنه ال�شالزمن، مخترصا �ف

العالم”.

96ا “كل هذا الفزع” إخراجي

التسع الفيلم دقائق دقيقة من كل ي �ف الحياة ي زرع

�ف ي غيج” “جي�ف نجحت

مها لنا لحظات مليئة بالجرأة، وطرح المسائل العميقة، إىل ، لتقد ف والسبع�يي

درجة أن بعضهم عد فيلمها واحدا من أك�ش الأفالم الوثائقية صدقا وذكاء �ف، فالفيلم رحلة سفر ، وهو ما نتفق معه إىل حد كب�ي ف تناول حياة المراهق�يي ثنايا مرحلة

ليس فيها أي محطات تذكر للملل والتشتت، بل تنساب بذكاء �فرنا بزمن كانت أيامه تبدو أك�ش طول، وسنته عمرية متفردة بخصوصيتها، لتذكالدراسية وكأنها قدر ل يعرف النهاية، بينما الصيف بطيء، كأن ل رغبه له

ي المجيء.�ف

ف بأن الأشياء كاملة، كما حلمنا بها، هو فيلم عن خيبات أول العمر، اليق�ي . ف قبل أن نكتشف كم كنا مخطئ�ي

فا صورة فوضوية وصادقة بال حدود، ل تملك إل أن تتابعه بشغف، متوقي سمحت المخرجة فيها للفتيات بالتعب�ي عن تجاربهن

عند تلك الطريقة ال�تكما حدثت، وبكلماتهن الخاصة.

كما يلفت نظرك ذلك النتقال السلس والرشيق من فتاة إىل أخرى، دون أي ق الفيلم. قسوة مونتاجية، تعيق استمتاع المشاهد وتدف

ي مناسبات قليلة، بل كان الصوت ا إل �ف لم تتكلم بطالت الفيلم مع الكام�ي

الفيلم ي �ف قوة نقطة يعد ما وهو عة، متنو حياتية أفعال مع امنا ف م�ت ي

يأ�تأبعدته عن التقريرية.

9797تصوير تقديم ي

�ف نجحت فقد تون”، بيت�ي “توم التصوير مدير ا كام�ي أما لقلق المحاكي ازها، ف واه�ت تأرجحها عل محافظة وحقيقي، يومي بسيط، ي تعيشها. كما

الشخصيات، وعدم وضوح موقفها من المرحلة العمرية ال�تي أك�ش اللحظات حاجة لأن نرى وجه

قام باستخدام الكلوز للشخصيات �في الكادر.

إحدى الشخصيات وحده �فقدراتها الوثائقية، السينما أهمية عل جديد تأكيد الفزع”، هذا “كل المخرجون يحسن عندما والمتكاملة، المستقلة وشخصيتها الالمحدودة،

فك شيفرتها، واستثمار طاقاتها. بأن منهم- -ونحن ين الكث�ي نظر لوجهة دعم الوثائقي الفيلم هذا ي

و�في

�ف السينما مستقبل هما ، القص�ي الفيلم إىل إضافة الوثائقي، الفيلم قادمات الأيام

9898

9999

ي واليابا�ف ي

يطا�ف ال�ب الستعمار ويالت من ها لتو خرجت قد يا ف مال�ي كانت ؛ ي مناجم النحاس والقصدير وثروات حزامها الأخرصف

، طمعا �ف عل التواىليهذا الحزام الذي كان يغطي مساحة كل البلد تقريبا، لدرجة أنهم يقولون

إن البلد لم ير نور الشمس إل من تحت أشجاره الستوائية العمالقة. يا هي ف النفيسية، ومال�ي وات لل�ش م حينها ماسة المتقد العالم كانت حاجة ي تعرضت للنهب طيلة قرن من

ف جزر الأرخبيل المالوي ال�ت واحدة من ب�يي أقل من

ي تلك الجزر، استطاعت �فالزمن عل الأقل، لكنها عل خالف با�ت

ابية، بفضل ي مجتمعا وطنيا مخلصا ومتماسكا بوحدته ال�تثالثة عقود أن تب�ف

البلد إىل صالح خدمة ع المتنو ي الب�ش المورد ي حولت ال�ت الحكيمة إدارته

جهة من ونام جهة، من آمن بلد إنه طائفية. لفتنة ارة �ش يكون أن قبل ي زمن

�ف أسيان الآسيوية ومجموعة النمور لدول النضمام ي �ف أخرى، نجح

مة سوى حلول سنة . ل يفصله اليوم عن اللحاق بصف الدول المتقد قياسي-2025 كما أعلنت الحكومة.

)1(ي التالية بعد إندونيسيا،

يا سنة 2014، وقد كانت محط�ت ف ي آخر زيارة ىلي لمال�ي�ف

ي عاصمتها كواللمبور، وتحديدا اختالف الألوان والأشكال �ف ي أول ما شد

�ف شد

في رحاب ماليزيارميساء خالبي/ املغرب

100100توافدوا عل عابرون، سياح أنهم اعتقادي كان المنطوقة. واللغات للناس يا تعت�ب بلدا مفتوحا، ف البلد من مختلف أقطار العالم، خصوصا وأن مال�ياليا وأس�ت لأوروبا عبور محطة ويعت�ب بل إليه، للدخول ة تأش�ي ط يش�ت ل ي الدول المجاورة، ول

اعات �ف ف من الحروب والرص )الحلم( لكث�ي من الهارب�يف من مينمار. أدل عل ذلك من موجات النازح�ي

المفاجأة كانت وأنا أكتشف معالم المدينة، إنها معابد بوذية هنا، وأخرى هذه العبادة دور تكون أن يعقل فهل أيضا. وكنائس هناك، هندوسية هم، حيث يشكل البلد قبل غ�ي إنها مقصد سكان العابرين؟! كال، للسياح : %9 منهم مسيحيون، ف عل الشكل التاىلي ف فيه %40. موزع�ي غ�ي المسلم�ي%20 بوذيون، %1.7 أتباع ديانات صينية تقليدية كالكنفوشوسية والطاوية، ف وأتباع بعض الديانات ف الالديني�ي %7 هندوس، و %2.3 الباقية، موزعة ب�يي رحالت متتالية، كان آخرها قبل قرن، عندما

يا �ف ف البدائية، وصلوا إىل مال�يفرصة عن للبحث الهند( )جنوب والتاميل ف الص�ي من جنوب عمال وصل

ي كانت تحت سيطرة المستعمر.ي مناجم المعادن، ال�ت

عمل �فقامة مدة ء تراه هنا. لست بحاجة لالإ ي

ي كل سشع الذي تلمسه �ف إنه بلد التنو

ستدرك ، ي شع�ب مطعم بأي جلوسك فبمجرد ذلك، تكتشف ح�ت طويلة الهندي، المطبخ من قريبا تراه فمرة ع، التنو شديد المطبخ هذا أن كم

101101ق آسيا ، وإن كانت لديك فكرة عن مطبخ �ش ي

ومرة أخرى من المطبخ الصي�فجت ف عموما، ستشبهه به. لكن الحقيقة أنه مطبخ كل تلك المطابخ، لقد ام�تواحدة، ي طنجرة طبيخ

�ف القدم منذ الجزر استوطن هذه من كل بهارات ي. وكم هو لذيذ! ف مشكلة ما يسمى اليوم بالمطبخ المال�ي

)2(أشهر ستة زهاء ي

م�ف أخذت ي وال�ت كمبوديا، مملكة ة الأخ�ي ي

محط�ت بعد إنها رحلة ساعة واحدة فقط ثانية. يا ف رت أن أعرج عل مال�ي لكتشافها، قريا ف مال�ي ف ب�ي جوية رحلة من ح�ت أقرب ،” ف ب�ي “فنوم مطار من بالطائرة يون ف ي المطار الدوىلي بكواللمبور أصدقاء مال�ي

ي �فقية والغربية. استقبل�ف ال�ش

ي “شاه علم”، عاصمة ولية ف �ف من أصول إندونيسية، أقمت معهم أسبوع�ي

را، واستقبال للعمالة الخارجية. ما وتطو سيالنغور، أك�ش وليات البلد تقدالصباح ساعات ح�ت تهدأ لم نارية ألعاب أصوات صاخبة، الليلة كانت ”، وهي ح ىلي أنها أيام الـ”ديبافاىلي الأوىل. استف�ت من أحد الأصدقاء، ف�شكان أنه والحقيقة لأسبوع. تستمر الهندوسية، الطائفة عند دينية مناسبة الجهات كانت الرسمي، المستوى فعل ا، ديني عيدا منه أك�ش ا وطني عيدا ح ىلي الأصدقاء ي عطلة ليوم واحد، وقد �ش

الحكومية والمدارس والجامعات �فأن الأعياد الدينية لكل الطوائف هي عطل رسمية.

102102الهندوسي ، والكب�ي الصغ�ي فيه يشارك بمهرجان أشبه فهو رأيته ما أما ، أما شوارع ف ي انتظار المؤمن�ي

ه من الأعياد، كانت المعابد �ف والمسلم. وكغ�يف عن الفرح. انتهت ، الباحث�ي ف المدينة وأسواقها فكانت تعج بحركة المواطن�يالأيام السبعة ولم تتوقف الألعاب النارية، إما احتفال بعيد طائفة ما، أو

! ف انتظارا لعيد آخر، أو ح�ت لقتل الوقت من قبل المراهق�ي

103103)3(

إليها الزائر انتباه يشد ما أول التنظيم. مدينة شديدة أنها اف الع�ت عليف ب�ي الرائجة التسمية الأزرق؛ المسجد أو عبدالعزيز، السلطان مسجد سالمية وبركة السياح. مساحة سالم، بناية عظيمة محاطة بحديقة الفنون الإليكون سنوات، ست من أقل ي

�ف للولية الثامن السلطان شيده طبيعية. ق آسيا، بعد مسجد الستقالل بجاكارتا ي دول جنوب �ش

ي أك�ب مسجد �فثا�ف

ي ي أك�ب قبة لدار عبادة �ف

ه فهو قبته الزرقاء، ثا�ف ف عاصمة إندونيسيا. أما ما يم�ي

لة ح�ت الآن العالم بأ�ه، أما مآذنه الأربع، فهي أعل مجموعة مآذن مسجي غينيس.

�فولية ف

تم�ي معلمة يشيد أن أراد العزيز عبد السلطان إن الحكاية، تقول بناء إىل وتوصلوا ، ف المهندس�ي بأبرع فاجتمع الوليات، ي

با�ت عن سيالنغور رة. وهو ما يعكس مسجد عل الطراز المالوي الأصيل، لكن بتقنيات متطوي ما زالت معظم أحيائها السكنية تضم فلال فسيحة بحدائق

حال الولية ال�تعات السكنية المزدحمة كما خلفية ومساحات أمامية، بدل العمارات والتجمي عملية التخطيط

ي كواللمبور مثال. كان السلطان نفسه مشاركا �فهي الحال �ف

ي أي ولية ينافس المسجد اف عل البناء. واليوم ل يوجد أي مسجد �ف �ش والإ

ي بساطته الممتنعة. الأزرق �ف

مام النووي، ي للمسجد، اكتشفت أنه يضم مكتبة هي مكتبة الإأثناء زيار�ت

القرآن، فضال لعقد الرحمان، وغرفة للمؤتمرات، ومطعما لضيوف وقاعة نة من ثمانية أقسام، تتواجد بطابقه الأول. قيل عن مؤسسة تعليمية مكويا أيضا، بل ودور العبادة لكل الطوائف هنا، ليست ف ىلي إن بقية مساجد مال�يفضاءات للصالة حسب، بل هي ملتقى لممارسة مختلف الأنشطة الدينية

والجتماعية عل حد السواء.

104104)4(

“إيمي السيدة مع قامة لالإ وأتيت الإحسان- –دار سيالنغور ولية غادرت العمر 74 سنة، مدرسة تبلغ من الفنان “أوغست وان”، وان”، وهي والدة ي قد ساءت بعد شهر

ية من أصول صينية. كانت حالة معد�ت ف يوغا، وهي مال�يي بتجربة الأعشاب الطبية المشهورة

من أكل كل ما تقع عليه عيناي. نصحت�فة ي معبد “ثيان هوو” البوذي. وبالفعل ذهبت إىل هناك. كان المكان عل قم

�فجبل ل تصل إليه وسائل النقل العمومي.

ف من الزمن، من قرية جنوب ف وصلوا قبل قرن�ي تقول الحكاية، إن رهبانا بوذي�يي

ي البلد، وبنوا عليها أك�ب معبد �فف تدعى “هينانان”، اختاروا أعل قمة �ف الص�ي

ها شهرة اليوم. ق آسيا، وهو أعرقها عل الإطالق وأك�ش دول جنوب �شي للمعبد حديقة أعشاب جميلة، ومتاجر لبيع تحف

تتواجد بالطابق الأر�فجيل، ومطعما للوجبات الشعبية. صينية يدوية من خشب البامبو وال�ف

المعبد توقف عن إن لنا المكان دون أن نحصل عل أعشاب، قيل غادرنا النوع هذا ر توف ي

ال�ت العيادات انتشار بسبب ، التكميلي التطبيب خدمة من العالجات، فضال عن دعم الحكومة لأصحاب تلك المشاريع، وتقنينها ممارسة المهنة من طرف العطارين والكهنة. أما ما تنتجه الحديقة من أعشاب،

ي تعرف إقبال ملحوظا.ع عل المحالت التجارية المعروفة وال�ت فهو يوز

105105)5(

المعالم أشهر كيفز”؛ ـ”باتو ل زيارة دون عا متنو بلدا أغادر أن ليس سهال الهندوسية هنا، وأعرقها، وأك�ب وجهة لحجاج أتباع الديانة خارج الهند.

قا، هذا المعبد الذي يستقبل أك�ش كان الوصول إليه بعد الفجر اختيارا موفي له سنة 2014: إله

ي المعبد عن زيار�ت �ف ء تغ�ي ي

من 5000 زائر كل يوم. ل سش، 272 درجة ي ساحة المعبد الكب�ي

الخ�ي أورغن المطلي بالذهب يستقبلك �فعليك صعودها لتصل لمدخل الكهوف، ول مفر طبعا من القردة المزعجة. ية. إنها يا الحرصف ف ت معالم مال�ي مهما تغ�ي يبدو أن دور العبادة تأ�ب أن تتغ�يي تسامحهم وتعاونهم وتقبلهم لبعضهم، الذي ل

ي هذا البلد �فمثل مواط�ف

مهما اختلفت مرجعياتهم الدينية. يتغ�يالطبيعي، الهند تجرب عص�ي جوز أن تن� العابر ل أيها قبل مغادرتك علق زهور الأقحوان عل عنقك، واستمتع بأشهى الحلويات الهندية. يكفي

أن تنظر حولك.. المدينة تناديك!

106106

www.pinterest.com.au/pin

107107

وهم الحركة

العرص هذا تقنيات بحديث واطرادا تعاقبا وتذهلنا عقولنا نذهل إذ إننا

ومستجداته، نغفل –قاصدين- أي التفاتة تجاه “ماذا كان يحدث عندما لم

مهم وفرد حياتنا من جزء اليوم أنها حيث متوافرة؟”، التقنية هذه تكن

ي العائلة التكنولوجية.مسلم بوجوده �ف

هو التحديد، وجه عل كة المتحر الرسوم أو لية التخي الشخصيات عالم

ومقرا عائدا فضال كيفية صنعه- حول نتساءل هذا ي عرصنا �ف نعد لم ما

مجيات التصميم والرسم الرقمي وبرمجيات إنتاج المقاطع المتحركة به ل�ب

ف ي تملك مختلف الأدوات لرسم الشخصية بتفاصيلها وتمك�يدة، وال�ت المتعد

م. ها ما استلزم العمل وما أمكن خيال المصم حركتها وتغي�ي تعاب�ي

ور ال�دي ي أوىل القرون تشغل الدوإذا كانت الرسوم والنقوش الكهفية �ف

انفك ما نسان الإ فإن الأحداث، ي �ف منفصلة ومتسلسلة عدة رسومات ع�ب

والقلب ىلي والأ الأساس ولعل المتحركة! الحية الرسومات صناعة يحاول

ف هذا الفن هو تصوير الحركة بسلسلة من الرسوم كل منها ن لقوان�ي المكو

تكنولوجيا ثقافية

إعداد: تسنيم ذيب/األردن

108108ليتواىل يليه، الذي والرسم يسبقه الذي الرسم اختالفا طفيفا عن يختلف ي خلق مشهد حي

بعد ذلك عمل التقنيات التصويرية والتقنيات العرضية �فكة. بشخصيات متحر

بأوراق التحريك أيضا )يسمى التقليدي التحريك كان ين الع�ش القرن ي �ف

ي �ف المستعملة العملية اليدوي( التحريك أو Cel Animationالسيلولويد

الفردية )اللقطات( الأطر كل أن حيث المتحركة. الرسوم أفالم معظم ر ترسم عل أوراق شفافة تسمى )سيل( اختصارا لكلمة سيلولويد، ثم تصوي الفيلم المتحرك عل الخلفية الملونة

خاليا الشخصية الكاملة المتتابعة �فوذلك باستخدام آلة تصوير خاصة، مع مراعاة تغي�ي موقع الشخصية نسبة ي

للخلفية أو العكس. ويعد البعد الثالث أو “العمق” أحد أبرز العقبات ال�تثنائية الرسومات أن حقيقة إىل بالعودة الكرتون أفالم منتجو لها تعرض م نحو الأبعاد مرسومة عل أوراق ولوحات مسطحة، ما حمل بعقل المصمدة المستويات”، ذلك أن العنارص المختلفة للمشهد ا متعد صناعة “الكام�يكان يتم فصلها بالعتماد عل اختالف بعدها عن الناظر )العنارص الأبعد، والعنارص القريبة، والأك�ش قربا.. وهكذا(، وترسم كل منها عل لوح زجاجي دة متعد ا الكام�ي ي

�ف مسبقا مهيئة دعامات ع�ب به خاص مستوى ي �ف يثبت

المستويات هذه حركة و�عة باتجاه م التحك يتم ثم ومن المستويات، اب من نقطة ما بالنسبة لآلة التصوير المثبتة لخلق وهم البتعاد أو الق�ت

عل البعد الثالث.ي نقلت مهمة خلق وهم حركة

ي ما بعد البتكارات الحاسوبية ال�تتتابعت �ف

الرسومات وصناعة الأفالم الكرتونية لمرحلة أك�ش سهولة وأك�ب إتقانا.

109109تكنولوجيا قياس اللون

ة المهمة للفنون المرئية كافة، وهو عامل ف والرك�ي يعد اللون الركن الأساسيباين بينها وإبراز الجمالية الشكلية لها، من عوامل تقدير الأشياء وإضافة التغ�ي إحساس ومجرد ف الع�ي شبكية ي

�ف ينتج ا فيسيولوجي أثرا كان وإن وهو للكائنات الحية، فهو بالتأكيد أحد ي ماغ، أو الجهاز العص�ب ي الد

موجود إل �في تدرس منذ زمن.

العلوم ال�ت

110110دة رمزا من يائية والنفسية والثقافية المتعد ف ولما كانت الألوان بدللتها الف�ياللون، وهي أداة بداع، استحدثت تقانة قياس الفن، وبوابة وافرة الإ رموز وتقوم للطاقة، تخزين بطارية ع�ب تعمل الثقل، خفيفة الحجم ة صغ�يالأجهزة إىل ونقلها الملموسة المادية لالأشياء اللون درجة ونسخ بقياس م تقنية البلوتوث، ما يجعل من مهمة المصم ونية المتصلة بها ع�ب لك�ت الإ وإيضاح التعب�ي والأثر المنتظر من العمل ي

ي إيجاد التناسب اللو�فوالرسام �ف

أك�ش إتقانا وحرفية.جمة حساس اللون المصغر- Mini Color Sensor هو الوسيلة الجديدة ل�تي

اللون نحو صيغته الرقمية؛ وهي مجموعة من الرموز والأرقام والأحرف ال�تالأجهزة تب�ف عليه معتمد ي

لو�ف ي نظام اللون �ف دة من عن درجة محد تع�ب

الثقافات كانت وحيث الرسم، وبرمجيات العرض وشاشات ونية لك�ت الإهذه فإن دللته، ف وتعي�ي للون نظرتها ي

�ف تتباين العيون وح�ت والشعوب التكنولوجيات ترمز الألوان وتحفظ لها كينونتها.

111111تقنية النسخ الرقمية

ي ل تكاد أيامنا وح�ت الساعات أن ي هذا العرص وال�ت

إن البتكارات التقنية �فلنا تبعث أن بوسعها سوى ليس المجالت، ي عموم

�ف تخلو من جديدها ر مبتكرات دة حيال عجز خيال إنسان اليوم عن تصو بحقائق واضحة ومؤكية، تواصل ي غمر ما تقدمه هذه التقنيات من تسهيالت للب�ش

إنسان الغد! و�في سبيل تحويل الصفحة من نسختها

ي تحديثاتها �فتكنولوجيا المسح الضو�أ

الورقية الملموسة إىل نسخة رقمية مدرجة عل أجهزة الحاسوب أو الهاتف، إحدى برمجيات العرض المعروفة. ومخزنة ع�ب

استثنائية، خدمات توفر حديثة ضوئية ماسحات العرص متاجر ي �ف تنت�ش

ولعل أبرزها القدرة عل قراءة النص، أي أنها تقوم بنسخ الكلمة المكتوبة ي

عل الورقة إىل كلمة مطبوعة عل شاشة الآلة بنسخة قابلة للتعديل، ما يع�فونية مهما بلغ عددها أصبح لك�ت أن إدخال وطباعة الكلمات عل الأجهزة الإي غاية السهولة. وتتنوع هذه التقنية من أجهزة مصغرة إىل

خطوة �يعة و�فونية تتعرف عل الكلمة المكتوبة وتنسخها لسلكيا ولحظيا عل أقالم إلك�تالحاسوب أو الهاتف المتصل بها، وقد تملك القدرة عل حفظها وتخزينها ا، وأكرم ما أغدقته هذه التقنية أو ترجمتها للغة أخرى أو النطق بها صوتيالكتب أو القديمة الورقية المكتوبات طباعة عادة لإ الفرصة إتاحة لهو أداة فريدة والمجلدات محدودة النسخ والتعديل عليها -إن لزم الأمر- ع�بي إعادة

سهلة الستخدام و�يعة العمل دون الحاجة لهدر طاقات هائلة �في ي عادة ما يتخللها الخطأ الب�ش

طباعة المادة بالطريقة التقليدية وال�ت

112112

www.pinterest.com.au/pin

113

تــقــف هنـا نيـا... الد كانت مـذ الأرض

رحلوا من � عن ىلي اليوم وتهمس

دمهـا راودوا الأمانـي بســتـر ومـــن

ذاكرتـــي قمصـان قــــبـــل مـن تـقـــد

وجعــي يـــقــرأوا لـم لمن ي وتشــتكي�ف

عـــمـد عــــــن فيـك ي قل�ب توابيت ألقي

أبــي صواع ي كــف ي �ف الماء عل ي

أم�ش

مــقاصدهـا عــن رحيلي مـــلء أنــام

لة ف م�ف بالشعـر أرتقـــي أن أردت

دمي هيل والص خيل الأرض ي �ف رجالي

صحف عل شعري مستلهما صعدت

ييسابق�ف حتفـي إىل شعري وكان

خطـيئــته كانت مــذ الشــعر دم أنا

كتــبـوا من كل شعري بردة فتـحت

وتــعــتـرف كــفــي... عل وتـستـــــريح

ذرفوا دمعهم من صدرها عل ومن

ــــطف ـ النـ أرحامها عل تـثـــور لىكي

والغــرف الأبــواب ي �ب ق ـ تغــــلــ ح�ت

أختلف عنــه شكال القراطيـــس علـــى

ــدف الص نحــوه ي ...تم�ش اليــم كأنـك

ــف يـرتجـ المــوج لطـم بـيـن وقاربـي

والأسف مت الص روحي يــغـلف ول

ـف يـــق حينما يـا... ال�ش منـه تغار

ـرف والش والقرطاس الليـل ي وغاي�ت

والصحف الأوجاع ي تحمل�ف فعدت

وتنـحـرف تدنــو ظــلها من مس والش

تـنـكــشـف الأسـرار حينمـا وبوحـه...

هتفـوا من كل شعري إمرة وتـحت

يب... ما لم يقله أبو الطشعر: قيس طه قوقزة/ األردن

114نــف�ي من الأرض هـذي أنفاس تـمر

لـه ت أ�ش لو طوعـا الشعر ي يجيئ�ف

أنـا النخيل... جذع عل صلبت ولو

يوط�ف هنا ، ي

أر�ف هنا ـدت... ول هنا

أنرصف حيــن ي حضـ�ف فوق وتــرتمـي

ويرتشـف ي قل�ب لظى من ويــرتــوي

وقـفـوا إذا )فرعون(... ألـف ي لهابـ�ف

الألـف كـيفما وقوفـا... أمـوت هنا

115

نا... ي حب�ف

نـا نحو الحياة ي س�ي�ف

تنسل من فمنا الحقيقة

مثل سيف

ي نومه... طاعن �ف

ي غمده �ف

ال! ف يأ�ب ال�ف

نا... ي حب�ف

نا نحو الجنون ي س�ي�ف

عناف قد نغمض العين�ي

ي الكون ل نرى �ف

إل ما نرى

رجال وحيدا

.. ننسى حين نحب

شعر: محمد خضير/ األردن

116أنثاه أجوبة السؤال!

وتمائما

ما انفك سحر حروفها

ي غبشا بفنجا�ف

وكف الغيب آهات ثقال.

نا... ي حب�ف

نا نحو الغيوم ي س�ي�ف

حكات قد تمطر الض

... أو قمر أن�ش

أو شاعرا يستلهم الأيام

من عنق المواسم والمها!

نا... ي حب�ف

نغتال زهر الأقحوان

قصيدة ف عطر الياسم�ي ويص�ي

ر الموت الجميل لوردة ون�ب

أن صار للورد احتمال!

ما أكذب العشاق

إن صار الهوى

ي الصدور ريحا توسوس �ف

أو صار شيطان الغواية ملهما

كعروس بحر أو ندى!

نا... ي حب�ف

ي وقتنا المهدور �ف

كم ضاعت دقائق عمرنا!

117لم ننتبه...

ي مدن السالم للموت �ف

لم ننتبه

لقوافل التجار تحمل نفطنا

وتقايض الأعراب

! بالحكم الوف�ي

لم ننتبه

ة لمدائن البحر الأس�ي

وهي تبىكي جرح حيفا

جرح درعا

جرح قاهرة العرب!

لم ننتبه

سجن لأس�ي

جان مع�ف النتظار! علم الس

نا... ي حب�ف

نا نحو الغياب ي س�ي�ف

لم نعتذر لبكاء طفل

ي دمشق مارس الأيام كهال �ف

ف وطوى بحزن الع�ي

مى أهداب الد

يمن ثم نام الطفل �ف

غمد الحراب.

لم نعتذر...

ي الحزن العميقللمرأة الملقاة �ف

ي المرايا الكاذبات وقفت بصمت �ف

ت مالمح وجهها جس

118وتساءلت، أين القمر؟

ف أين انتظار الياسم�ي

ليعض غيم الليل

ي خجل النساء!�ف

فاه الحمر أين الش

كالجمر استباحت

لون حب الكستناء؟

أين العيون

ق غ السحر المـعت تمر

ي الصامتات؟ي الأغا�ف

�ف

نظرت إىل الورد الأس�ي

بول ى الذ مكبال تجتاحه حم

رصخت...

بحزن ولولت

سقطت...

بصمت مطبق

همست

لحب قادم:

عراء ما أكذب الش

ما أكذب

عراء! الش

119

حى يضاح من رأد الض ي لحظة الإ�ف

وهج جال عن روحي الغبـشاهي لحظة...

ي�ف فيها وقفت عل شفا حتف سحيق شد

ي�ف صوب الغياب ورد

وارتد مرتعشا* * *

كم تقت للمجهول.. إىل غد

ف ي غيابات الحن�يكم أنفقت عمري �ف

ي إليه وكلما أم�ش

ي جهة الضياء م�شأوشكت أن ألقاه �في إليك فربما

خذ�فيح القلب ي ظل صمتك يس�ت

�فأعتق من خسارات

ومن خيبات عمر بات منثورا عل الأشواك مة أياما ملغ

ومصلوبا عل قدر

وهج الغيابشعر: محمد ياسين/ األردن

120 الليل قد نقشا

ف ي جب�يومرهونا بسطر �ف

ي ي إىل �دابك ال�خذ�ف

ي طريق العتم واع�ب �بصوب الفرجة البيضاء

حيث تحرر الأرواح من درن الحياةفهناك تنح� المسافة

تستوي الأشياء والأسماء

تتخذ الحقيقة شكلها الأبديتائر كلها تهوي ة.. والس تتقد البص�ي

ترى ما ل يرى!ي لغة القصيدة

ل زيف �فء واضح ي

كل سشلغة المجاز رصيحة

وكذا الكناية، والصفات* * *

ي لحظة وسع المدى�ف

ورأيت ثمة بارقا يدنو

يوطيفا مـد ىلي غوثا وأرجأ�ف

لأمر ما...رجعت أعد أياما

ومن حوىلي غثاء الذكريات

121

شاعر يكتب كما نشاء حكاية الغزل من الألف إىل الياء

يرتدي قصيدته...ف نون النسوة وتاء التأنيث يتجول ب�ي

ن أصابع النون بموسيقى الحنــاء ويلوشاعر.. يقلب برموش عينيه الورق

ورقة، لسماء الوطن وقصفة الحبق ورقة، لخرص امرأة ودرب العبق

ي قصائدهوكل حرف �ف

بنون النسوة شهقشاعر عصا الطاعة لغ�ي الله شق

ويحلو له أن يقول لنا تصدق المرأة ح�ت لو كذبت

وكم يكذب الشاعر ح�ت لو صدق.

* * *شاعر.. مزدحم بالكلمات

ف يديه يانعة ب�يما مســها يوما يبس

بانوراما الشاعر إلى راشد عيسى

نص: حسن ناجي/ األردن

122كلمة من الندى يرسمها عل حبة مطر

ع عطرها لبياض ياسمينة توزحو يكتبها عل درب النعس كلمة من الص

كلمة يعزفها موسيقى عل خرص امرأة ي آخر الأمر يأتيها عل فرس

و�في مرآة النوم

ئها �ف كلمة تبقى عل أجفانه عالقة، يخبعل مشارف بوابة الحلم حرس

كلمة إن قيلت يوما عل من�ب فهي الجرس.

* * *ي

شاعر تتبعه الكلمات وهي تنث�في الزمن من عهد عاد

طاعنة �ف

يف يديه المعا�ف وتولد ب�ي

ييهش عليها بأصابع ج�ف

ي حكايات شهرزاد قامة �ف لم يألف الإ

شاعر يعيد ترتيب الزمن للقصيدة ويبعثها ثانية ي

ستائر ضوء وث�فوكلما قالت له الحلوة هات... زاد

يشاعر يدخل القصيدة بكامل حضوره الزم�ف

هشة وبرق الرعشة ســلمه الدعراء... زاد. ح�ت صارت قصائده عل موائد الش

***عر اشتعل ـه الش شاعر إذا مس

عر من بوابة الشمس يدخل قرص الشطالبا حفنة دفء ورغوة الأمل

ي تضاريس القصيدة شاعر يحلو لمثله التحديق �ف

ويلون رصخاته بالهمس يمر من رذاذ الضوء عل عجل

شاعر يستل شعره من نخيل العراق وسهول بالد الشام

وياسمينه قبـل

123 يتوضأ بماء النيل والفرات ي قاموسه درس

فالعروبة �فشاعر جبهته عالية عاليه

مثل جبال عمان، والكرمل، والكركومثلما يرتفع إىل أعل الأعل النخل

* * *ي اليوم مرات ومرات

شاعر يولد �في كل ولدة وجع

و�فوحبيبته، طفلة،امرأة، أم

ف تربط الشمس عصبة عل الجب�يء ما حولها ي

تىصفف ي الكلمات الحن�ي

وتبعث �فة ضوء عتمته واستحم بزخ

شاعر بع�شا للصالة

حارصفله ارتفع وكلما سجد لالإه لو كان واقفا وقع وغ�ي

ي شاعر، بيته العتيق يعبق بالزع�ت ال�بي الليل يشم رائحة القمر

و�فومن نوره رضع

ويهديه أغنيات يمارس طقوسه الصباحية كالعادة

مع فنجان قهوته وزه وصوت ف�يف وعطر الياسم�ي

وامرأة كل جمال الدنيا فيها اجتمع

* * *ي

شاعر يسوق غيم المعا�فويمطرها عل جفاف الورق

الكالم... والعطر... والألق ف فيصحو ياسم�ي

124ا، أو هتافا شاعر ما احتاج يوما من�ب

وإذا ما صمت نطق ي سباق

شاعر يرى الكل �فوإذا سار عل مهل سبق

ل تلمه بحق رب الفلق عر دون النطفة وأقل من العلق من الش فكث�ي

عر ل يخ�ش من الغرق شاعر إذا خاض بحار الشعل شفتيه تولد نون النسوة

فسبحان من خلق ي دروب الجمال

ويسافر �فوإذا ما ق� الشعراء... رق

125

)1(

أة روحي مهي

أة وأنت مهي

ص�ي قديسا بفردوسلأ

امرأة!

ي شواطئكالآن أبحر �ف

اق ي من دمع عشال�ت

قضوا

ئة! متوض

أنا مركب العشق

ي المدىالضليلة �ف

وعل جبينك

عاد يحضن

مرفأه

متهتك

ك متنس

قصائد قصيرةشعر: أشرف قاسم/ مصر

126ك بضالله متمس

وبنور هديأه!! ضو

بابعل خلجان قلبك

من دميموع وعل دمي تحنو الد

ابئة الصمن أنت؟

ييا خيل الفتوحات ال�ت

أخ�ش عليهامن صخوري

الناتئة!!

)2(وبنيت ىلي قرصا عل ظهر القمري

وغسلت حز�ف ضيائك الرقراق

ف ي لج�ي

�في ليل المطر

�في ثقة

ووهبت�فبكل الناس

ي زمن الغجر�ف

ي عينيكونسيت �ف

فر أوجاع السوالآن

ي قلت إن�ف

أهوى امتالككليت...!

لكن!

127من سيمتلك القمر؟

)3(ت أصابعها.. مدمددت أصابعي

فتشابكت أغصانها ي أضلعي

�فو�ت بكفي

رجفة وسعادة

قنا منذ اف�تي

لم تزل تم�شمعي!

128

يلة لن أحلم كما أفعل عادة، بل سأدوس عل أوهامي بحذاء رخيص، اللالمؤطرة القصص التقاط ي

�ف المتسارعة ي ولغ�ت البليد، ي

بذه�ف يليق هكذا

بالهزائم.

ي هكذا دونما هدف...ثم أمىصف

ي بكل رداءة واختصاروأمارس شقاو�ت

ي عر ال�ت كأن أدرب أصابعي عل غسل الكؤوس النظيفة، وأمزق دواوين الش

ي هاتفي ي حديقة الدار. أو أمسح الأرقام المعلقة �ف

ركنتها مع أحذية الصيف �ف

ي قميص، وألف مالمح أصحابها بأوراق متسخة دون ندم، كخيوط زائدة �ف

ها عل الرصيف كعلب الحليب. وأن�ش

ي منتصف الليل لأمالأ المدينة بالموسيقى الرديئة ي الصباح وأصحو �ف

أنام �ف

النساء إذا ما رأتهن الميتة عل الأبواب ح�ت والرصاخ وأعلق جثث القطط

من فرط السعادة. مزقن أثوابهن من فوق، فأسقط مغشيا علي

اع المكائد. ي اخ�تكم أنا شقي وبشع �ف

ي أرشيف المنازل سوى الخيبات ء يستحق أن تنفض عنه الغبار �ف ي

إذ ل سش

والندم البعيد!

“دونما ندم”نص: عماد مدانات/ األردن

129* * *

هكذا أمارس مهامي كل ليلة.. كطفل، أتدحرج كعلبة ي الشوارع كأي كائن مريض فقد ظله، أتع�ش

أدور �ففارغة، وأنهض إن استطعت دون أن ألتفت إىل الشمال، فال أحد يلتفت إىل ي زاوية الشارع، إذ أؤمن أن الطرقات تكتم أ�ارها عند مغيب

ة لوز �ف ق�شي الزحام إىل النهايات، والعابرين

الشمس، والأقدام تن� وقع خطواتها �فإىل أحالمهم مجرد ذباب.

ث! من يك�ش.. ي عل المالأ

الليلة سأفتح خيبا�تي دونما خجل.

ي حديقة عجوز أعلن حقيق�تكالأشواك النافرة �ف

وأرصخ بملء النهار:أنا وكر الخيبة، وناصية الخديعة، وهامش الفراااااغ!

أنا لعنة اللحظة وحائط النهزام.. ي

فاتبعو�ف* * *

ي ساعة الفجر! ي نزعت قناعي الأول أمام حافالت البدو �ف

ماذا يحدث لو أن�في كنقاط

ماذا لو رأوا من شقوق النوافذ بقع الرياء وهي تتساقط من جبه�تالبول!

الحقيبة أن أدرك الذائب بالحديد ل المحم الوجه ذو الحافلة سائق وأن تائم والعناوين المبهمة، والرسائل السوداء عل كتفي مملؤة بالخداع والش

وقفت عل طرف الخارصة، ولم تصل إىل الجهات.ي من ذاكرة المرايا والذهول!

وجهته إىل قرى بعيدة، ويمسح صور�ت أتراه يغ�ياب ويلعن النهار! ي ال�ت

أم يرمي تعويذة �ف* * *

فوق ي ل أحب أحدا وكأي كائن نزق رخو، سأترك أثرا يدل عليالليلة سأعلن أ�ف

اب. ال�تي آخر الحارة

أمقت بائع الخضار �فف وحبال الغسيل المتأرجحة من الأن�يف المرتجفة وحارس العمارة ذو الع�ي

ي الخيانة ح�ت النخاع، وحروف اسمي،وأصابعي المغموسة �ف

130ي السؤال.

والجرائد الخبيثة، والأصابع المنهوكة �في

تقالة وكتاب تاريخ، إذ أن�ف ف حذاء مدعوس ك�ب ف ب�ي ي هذا الوقت تماما لن أم�ي

�في حاوية الزبالة، وأقلب المعادلة عند

ي وأطرح الآخر �في حقيب�ت

سأضع الأول �فالمساء ح�ت تتشقق الكلمات.

ي محطات العمر فحارصه النعاس!من يلوم رجال ن�ي نفسه �ف

والعناكب الدود لأسنان سأتركها ها، أن�ش ول الحروف عل سأدوس لهذا الغامضة، والأقدام المستعجلة، وألعن المدارس عل المالأ كتلميذ خائب، ، وأتورط أمام القضاة بتهمة نكران وأحطم نوافذها بقشور الفول الأخرصفي أدمغة العجائز،

الجميل والسقوط من أعاىلي الفضيلة، وتخريب المزروعات �فف التالميذ. ي خ�ب

وعجن الأساط�ي �فالليل حارصه بط كذكر وأعوي المالحة البطيخ بذور أمضغ وأنا ذلك كل

خارج الحديقة.* * *

هكذا..فارغة، حقيبة نف�ي وأسمي ملح، وأكوام نائمة قوافل الوقت سأسمي ي سأكتفي

ف تدق ساعة مو�ت باعة غيم، وح�ي الخجل ف عل حافات والواقف�ي، وأناوله قبلة من ي إىل كاهن المدينة قبل أن يغطي وجهي بالمزام�ي

بمد لسا�في أكلت نصف عمري بثعالبها، سوف أجلدها ب�ب

، والمرأة ال�ت ف طرف الع�يي مع عاهرات

نحل تحت إبطيها، وأدق لسانها بعضلة القلب، وأعلن خيان�ت. ف ي أزقة الكادح�ي

، والذبائح المعلقة من أثدائها �ف الأساط�يسيكون مريعا أن ترى الصدمة ترتعش عل شفاه الفضيلة، والأصابع تتك� ، تفاوضهم كأقراص الملح من الدهشة، وأنت تدخل حانة سكانها من المو�تي سبيل جرعة واحدة

ي صحف التاريخ، �فعل أكفانهم وصورهم المتجهمة �ف

الوهم دوامة ي �ف العمر بسقوط لذتها فقدت الندم عل زجاجة خمر من

وخديعة الحياة.* * *

ي ذاكرة الرعاة، وأشد شعر النهار من أما أنا فسأعد الخطايا كما أعد الحىص �ف

مؤخرته وأنام.غريب هذا الذي يسمي نفسه وسادة

د كالخيبة وينااام! كيف يتمد

131

ي الثامنة صباحا، استيقظت قلقا، ي صباح يوم الجمعة، رن هاتفي النقال �ف

�في تماما، ذلك لأنه

ي يوم عطلة، يرعب�في مثل هذا الوقت، و�ف

ف الهاتف �ف فرن�ي ، ي

، وقيل ىلي إن جنان، زوج�ت ف رن ذات صباح، من جمعة دامية، قبل عام�يمك ين آخرين وهم يقطعون الشارع إىل سوق الخضار والس رحلت مع ع�ش

ي وقت مبكر لنتقاء ما هو بكر وطري.الذي تقصده ربات البيوت �ف

ي مجرم لم يعلن مسؤوليته عن الحادث، ولم علمت يومئذ، أن القاتل إرها�بيف� سبب استهدافه أرواح الأبرياء، ولحساب من؟ وها هو الهاتف يرن،

ي الساعة نفسها:�ف

- من يا ترى؟أسداسا بت ورصف الهاتف، من أدنو أن قبل عال، وبصوت ب�عة، فكرت من ة ح�ي ي

�ف ي جعل�ف الهاتف، شاشة تظهره الذي السم أن بيد بأخماس،

أثناء ي �ف به ي

، توطدت عالق�ت إنه صديقي خلدون، وهو محام كب�ي أمري، ي أعمل فيها.

ي الجريدة ال�تي تحرير الصفحة القانونية �ف

عمله �ف“أنت باب ر أحر كنت إذ الصحفي، بعملي معجبة عائلته أن منه، علمت أجد المعارصة”، وكنت “المرأة ي مجلة

�ف تجيب” المعارصة والمرأة ف تسأل�ي، فقد كنت ي

حلول عجيبة لمشاكل القارئات، دون أن أتيح لإحداهن معرف�تي بتلك الصيغة،

ي امرأة، ويخاطبن�فن�ف ع المقالت باسم “نون”، وكن يظن أوق

رزق حاللقصة: علي خيون/ العراق

132ي أحتفظ بأعداد

وهو باب صحفي كنت أقلد فيه بعض المجالت المرصية ال�تة منها. كث�ي

ي أيقظتك مبكرا. ن�في صوت صديقي خلدون معتذرا ومرتبكا: “أعتذر لأ

جاء�في شارع الكتب

سأمر عليك بعد نصف ساعة، نذهب إىل شارع الجمعة، أع�ف، أحتاج إىل استشارتك”. ي

�ف ي موضوع يخصث �ف ، ونتحد ي ي المتن�ب

�فالشابندر، مقهى ي

و�ف الزحام، بسبب ي المتن�ب شارع ي �ف الحوار نستطع لم

ي الزواج، وهو قلق عليها بعد رحيل والدتها. والمشكلة رت �ف قال إن ابنته تأخ

ف ي مجتمع يعج بالسارق�يأنها ل تختلط بأحد من الشباب لأنها ل تثق بأحد �ف

عية، جعله أك�ش تعقيدا، وبات يخ�ش ي المحاكم ال�شف أن عمله �ف

والقتلة. وب�يإىل كدر وندم يتحول زواجها أو أن تفشل من الوحيدة، ابنته عل مص�ي

وحزن.سألته باهتمام:

- وما الذي يمكن أن أفعله بالتحديد؟ر عل نحو قناع، أن تجعلها تفك ، لديك قدرة عل الإ ي

- أن تعدل مزاج ابن�تعل كلها ئة سي الحياة ليست وجاد، ناضج شاب اختيار ي

�ف وتفلح سليم، ء. ي

الرغم من كل سشي مثل تلك الموضوعات”.

ة عالية �ف وأضاف: “صارت لديك خ�بفت قبالة دار صديقي، فخرجت ابنته، وقالت بجرأة، بعد يوم واحد، توق

: ي مات، وهي تصعد إىل جان�ب ودون مقدي إىل النهر!

- سيد نون، أنا “وصال”، خذ�ف- النهر؟

- دجلة؟ أل تعرف دجلة؟ذ أوامرها، ففعلت. ها ونظراتها أن أنف وضحكت بعمق وصفاء، وأومأت بكفأحب كنت أغنية عل المسجلة وفتحت دجلة، باتجاه بالسيارة اندفعت يت ، فغن ي

ي بحركة من يدها لأغ�فالستماع إليها، فراحت تدندن معها، وحثت�ف

تضحك وسمعتها ففعلت، دجلة، شاطئ عل نس�ي أن وطلبت لغنائها، وتقول وهي تش�ي إىل النهر كأنها تمثل مشهدا:

النصائح، انظر إىل النهر الخالد الجميل، ه إىلي ي وجهي ول توجق �ف - ل تحد

من ليست سوى رزق الزواج فمسألة الطيب، والدي به أوصاك ما وانس ي لحظة غفلة وبال انتظار!

ي �فالله، رزق حالل، يأ�ت

133ي المنحدر الهابط ح�ت الشاطئ المغمور بالمياه،

وأمسكت بكفي، وركضت �فيك بالماء”. وأنا ألهث وراءها، وقالت بلهجة جادة: “اغمس كف

لم وإن زق، “س�ت وقالت: الأعماق، من فضحكت الماء، ي �ف ي كف غمست

.”! يترزق، فعاتب�ف

ي ي الهواء، وركضت عل طول الشاطئ، كانت تضحك، وتحث�ف

ألقت بحذائيها �فمن الصبية تشكو تكون أن متضايقا، وخفت كض، هرولت خلفها الر عل ي ورطة ل خالص منها، وجعلت

ي العقل، وهرب منها والدها ليورط�فلوثة �ف

ي النهر؟”.: “ماذا لو ألقت بنفسها �ف أسال نف�ي

: ي، وسألت�ف ي

فت كأنها تنصت إىل أعما�ت توق؟ ي

ي النهر، هل تنقذ�ف- إذا ألقيت نف�ي �ف- نعم، بكل تأكيد.- أتعرف السباحة؟

- ل. ضحكت بصفاء وقالت:

د. د - رصت شجاعا، أرأيت؟عالجتك من الخوف وال�ت، وقالت بلهجة ي

ي ب�عة ومرح إىل نتوء أر�في من ذراعي، وقادت�ف أمسكت �ب

ث طفال: “ل تغادر مكانك!”. آمرة كأنها تحد أن...”. قلت وأنا ألهث: “وصال، والدك طلب إىلي

كبة، ابتل بنطلونها، لت النهر ح�ت الر ف فأهملت الموضوع كله، وأ�عت ف�ف: ي

كانت سعيدة غاية السعادة، صحت من مكا�ف- عودي!

رت بما سأقوله للمحامي، فتا تتابعان المنظر، فك مرت امرأة مع ابنتها، وتوقلم تتح ىلي “وصال” الحديث معها، وأقنعت نف�ي بأن طريق العودة تكفي ، فسمعت ي

بت المرأة م�ف للحوار. كانت المرأة وابنتها تتابعان المنظر، واق�ت

ها: مالصبية تقول لأ

ي يفعل هذا! - لم يكن أ�بي معها، أنا خائف عليها، حاوىلي أن ، والع�ب ي قلت للصبية من فوري: “اذه�ب

ي ترافقها:تعيديها إىل الشاطئ!”. قالت المرأة ال�ت

، أنت وحيدة وضجرة، ورزقك الله بصديقة! ي - “سارة”، اذه�ب ، ي

دة، لكنها مضت بتشجيع م�ف د مت م�ت رفعت “سارة” أذيال تنورتها، وتقد

134ي حدود

ي تراقب ما يجري. كانت امرأة جميلة �ف بينما جلست والدتها إىل جان�ب، وهو ي

عب�ش تفج�ي ي حادث �ف “سارة” رحل والد أن منها ، وفهمت ف الأربع�ي

جديتها: من لأخرجها مازحا لها قلت ببغداد. الكرادة شارع بسيارته يقطع يك بماء النهر؟”. “هل غمست كف

قالت: “ل، ولم أفعل ذلك؟”ين”. قلت وأنا أنهض: “تعاىلي اغم�ي يديك وس�ت

ل القطرات وهي ل قوامها الجميل، ظلت تتأم جاءت المرأة معي، كنت أتأمبت يها، شعرت بألفة معها، واق�ت يها، غمست كفي إىل جانب كف تسقط من كفعما الوقت تستف� طوال المرأة كانت الماء، تحت يها كف فلمست بحذر زق معا”. ، س�ف ف زق�ي ة بعينيها: “س�ت أفعل محرجة، فقلت لها وأنا أنظر مبا�ش

- لم أفهم!ي الحديث إىل امرأة، مرة واحدة،

عدنا إىل الصخرة، كنت أريد أن أبدو شجاعا �فث باسمي الحقيقي، وليس “نون” الغامض ، وأن أتحد ي

ي حيا�تمرة واحدة �ف

. أردت ييح�ف ة ف�ي ف المواجهة المبا�ش ي وب�ي

الكاذب البعيد، إنه ستار يحول بي�في فرحت بالنهر،

أن أترك الموضوعات تنتهي كما تشاء، تماما مثل الصبية ال�تي

ي اقتنعت أو أقنعت نفسها بأن الحوار عن الزواج لن ينفع، فالأمر يأ�توال�ت

عل نحو ما، وبشكل مباغت.ري تفك “ألم ة: عس�ي مهمة إنجاز أريد ي

كأن�ف ب�عة وقلت ريقي، بلعت م شخص لخطبتك؟ هل رفضت الأمر بسبب ابنتك؟”. بالزواج؟ ألم يتقد

الخروج ي أخ�ش ن�فلأ بها المطلقة، وجئت ابنة جارتنا ، ي

ابن�ت ليست - هذه وحدي، وهي ل تستطيع الخروج بمفردها، ووالدتها ل تغادر حزنها بسبب

الطالق!من البيوت يخرب كالأرضة صار دي الم�ت القتصادي “الوضع وواصلت:

الداخل”. ، ف البنت�ي عودة ننتظر كنا وبينما المؤسف، الأمر لنستوعب مت، الص لزمنا ث نفسها: “صحيح، الحركة بركة، الصبية كانت هي تقول ذاهلة كأنها تحدم لخطبتها عل الرغم من جمالها تعرفت إىل فتاة بعمرها، لكن ل أحد يتقد

الأخاذ”. وقالت كأنها تنطق حكمة: “يبقى الزواج ضالة المرأة”.

: ف ت�ي ي قبل عودة الصبيد، وأنا أستجمع شجاع�ت قلت دون ترد

135- لعلك وجدت ضالتك؟

؟”. يتساءلت المرأة: “ماذا تع�ف

ف سعيدة ثك عن نف�ي بالتفصيل، وستكون�ي ي زوجا، وسأحد- أريد أن تقبلي�ف

معي.: “وابنتك؟”. ي

أطرقت المرأة خجلة، ثم ألقت نظرة �يعة عل النهر، وسألت�ف.” ي

فضحكت وقلت: “هذه ليست ابن�تغمغمت:

باح، فيعرض ء هذا الص ي- ما أغرب الحياة، جئت إىل النهر يائسة من كل سش

الزواج رجل ل أعرفه من قبل! عليا عبارة “وصال”:

ف بكفي، مستحرصف يها النديت�ي قلت لها مازحا، وأنا أغمر كفي من غ�ي موعد!

- إنه رزق حالل يأ�ت

136

زوجة الموظف

يإىل زوج�ت

ترتدين من الحرير أسوأه

ة رجة العا�ش أنت زوجة موظف من الد

.... ي امرأة مكابدة، وفية، ونصف قل�ب

سعيا خلف نظرة، أو وعد

راضية بالنصيب، أحنيت رأسك

... ي الخامسة ع�ش، أصبحت امرأة �ف ي

سيد�ت

ا بالموضة، ف كث�ي ل تلم�ي

لم تطل أظافرك منذ زفافك.

تلفت يداك من مساحيق الغسيل.

ة لديك، ة، كب�ي ل أحالم كب�ي

ف القرش عل القرش، تجمع�ي

قصيدتان للشاعر التركي

تورغوت أويار*ترجمها عن التركية: صفوان الشلبي/ األردن

137ف بعالوة أو مكافأة... تأمل�ي

هدرت عمرك عل رؤوس الجبال،، ف أصبحت أما قبل بلوغك الثالث�ي

ي الثامنة من عمرهم...خمسة أطفال لديك، �ف

ي السنة،ف مرة �ف تذهب�ي

إىل مدينة المالهي، أو الجزر، أو البحر،ف السنة كلها بجورب وفستان واحد... تمض�ي

ة أنت زوجة موظف من الدرجة العا�ش. ي امرأة مكابدة، وفية، ونصف قل�ب

مهما فعلت فلن أوفيك حقك.

* * *

االأقدار البعيدة

ذات يوم ماطر. ي

، دون رغبة م�ف يسأغادر عائل�ت

بقلب لم يمل الحب،ي سأغادر وحيدا.

أعرف أ�ف

ين، آمنا القرن، هو القرن الع�ش، وأحمل وجعي، ي

أحمل محب�تأضواء النيون تضفي العتمة عل ليالينا،

البعيد يزداد بعادا،خور، منذ عهد آدم، ف الص كدفينة تخرج من ب�ي

أنا بحاجة إىل محبة دافئة.سأغادر ذات يوم، وحيدا،

138لتلمع النجوم، لتخل الطرقات، الطرقات..

، أزرق أ ليلف وسطي شال دا�فبعد نهاية حزينة، بال أغنيات،

لتنحن أحالمي السعيدة المنسية،. بالعاطفة، لمستا الكث�ي

ف مفعمت�يف أمام شفت�ي

ق نفسه عمري، ما عاد يطوي أعيش قدر كل إنسان،

ليت�في بالد الغربة،

عشق دموي �في إحدى القرى النائية طفولة تعيسة،

�في الفجر الأك�ش بعدا،

�في العرص الأك�ش قربا،

�في حانة عل شاطئ البحر،

ومساء شاعري �فاب.. ي أبىكي ول أتوقف عن ال�ش

ليت�ف

اله؟ ل أدري، ف كيف يمكن اخ�تالكل يريد حصته من المتاعب.

مياه الأقدار البعيدة تخرخر الآن،ي داخلنا.

والنجوم تتساقط إىل ما لنهاية �ف

ي الحديقة، ذات يوم، بينما أجلس �ف

أعلم أن يدا ستلمس كتفي مع هطول المطر،، ودعوة ضيافة، وقلب،

ف وزوج من الأع�ي. ي

سأتخل عن عائل�ت

أوراق الشجر ستتساقط، والأزهار ستذبل،ذات ربيع، وذات صباح سيهطل المطر،

نسان، اب والإ عابق برائحة ال�تي حالة ثمل مصحوب بالعويل، منذ سنوات،

�فسأغادر وحيدا

139* * *

من الخمسينات ي �ف بدأت طليعية حركة إىل شعره ينتمي )1923-1985( *

كي ف بإضافته إىل الشعر ال�ت ، وعرفت باسم الحداثة الثانية. تم�ي ي

القرن الما�في الأساليب واللغة، وتواصل مع الجماه�ي ح�ت صار

�ف ف جديدة، وغ�ي مضام�ية دواوين شعرية، ونال أربع شعره مقروءا من السواد الأعظم. أصدر ع�ش

جوائز أدبية.

140

مدخل

نسان المدرك لحقيقة وجوده ي مساهمتها بإعداد الإتكمن أهمية الثقافة �ف

ول الماضية عل طريق النمو ودوره وقدرته عل التغي�ي نحو الأفضل؛ والدالقتصادية، كافة؛ الجتماعية، المجالت ي

�ف ثقافة مواطنيها لتقوية تحتاج الصعيد فعل . ي

نسا�ف الإ الستثمار من شكال باعتبارها والسياسية..إلخ، المعيشة مثال دون وجود الحديث عن رفع مستوى يمكننا القتصادي، ل نتاجية عل قاعدة أعل عائد ف يدفعون نحو ترسيخ قيم الإ ف اقتصادي�ي مثقف�يالذي المرصفية” الفائدة “سعر لموضوع نعرض المع�ف بهذا كلفة، بأقل ي ل غ�ف عنها للسياسة القتصادية بعامة والنقدية بخاصة؛

يمثل الوسيلة ال�تودونه ليس ممكن وزن العمليات القتصادية، ومعاي�ي القيام بها.

التعريف صها أنه نسبة تحصل عليها البنوك يوجد أك�ش من تعريف لسعر الفائدة ملخي حكمها من العمالءعند تقديم القروض لهم، ونسبة تدفعها البنوك

أو من �فللعمالء عند إيداع أموالهم فيها.

وعليه هناك وجهان لسعر الفائدة

سعر الفائدة المصرفيةحسام عايش/ األردن

141ف حسب المدة الزمنية وحجم المبلغ ي تدفع للمودع�ي

ل يمثل النسبة ال�ت والأ

ي تحصل عليها البنوك عند تقديمها ي يمثل النسبة ال�ت

يداع، والثا�ف وعملة الإالقروض للعمالء أو منحها البطاقات الئتمانية لهم )نسبة الفائدة السنوية

عليها %21 بواقع %1.75 فائدة شهرية(.

سعر الفائدة لدى البنوك التجاريةبنك لكل يمكن 1990، حيث العام منذ الأردن ي

�ف مة معو الفائدة أسعار عر المناسب لظروفه، لكن البنك المركزي يمكنه التأث�ي عليها من عرض السة كسعر الفائدة الذي يدفعه عل إيداعاتها لديه، خالل أدواته غ�ي المبا�شف البنوك اض ما ب�ي وتحديده سعر الفائدة الأساسية الذي يمثل كلفة الق�ت

نفسها.قراض - سعر فائدة االإ

اض الأموال من البنوك متضمنا مخاطر إقراض العميل ي كلفة اق�توهو يع�ف

استيفاء يتم العادة ي و�ف اض(، الق�ت ة )ف�ت داد الس ة ف�ت وطول ض؛

المق�تم مرتفع يدفع ي حال وجود تضخ

ة الأجل إل �ف فائدة أقل عل القروض قص�يتفع أسعار الفائدة عليها، لتشديد البنك المركزي عل سياسته النقدية، ف�ت

. يطة وطويلة الأجل لتقييم إضا�ف فيما تخضع القروض متوس

- سعر الفائدة االسمي والحقيقين تتقا�ف البنوك من عمالئها ما يسمى “سعر الفائدة السمي” الذي يتضمعر السمي دون م السائد؛ فيما سعر الفائدة الحقيقي هو الس ل التضخ معدالسمي الفائدة فسعر م صفرا التضخ ل معد كان فإذا م، التضخ ل معد

عر الحقيقي. يكون هو نفسه الس

أنواع الفائدة عمر طول عل ثابتة -تظل الثابتة كالفائدة منها؛ دة متعد أنواع هناك القرض- والفائدة المتناقصة -لحتسابها عل رصيد القرض المستحق نهاية ما من قيمة القرض سواء كل شهر- والفائدة المدفوعة مقدما -لقتطاعها مقدنسبة أقل من تبدو الثابتة الفائدة نسبة أن متناقصة- ومع أو ثابتة كانت ، فنسبة 5% ض يكون أك�ب عل المق�ت ي

الفائدة المتناقصة إل أن عبئها النها�أوللمبلغ سنوات أربع لمدة متناقصة 8% نسبة حصيلتها ي

�ف تساوي ثابتة

142ا ت بعض المعطيات، لذلك كث�ي ي حال تغ�ي

نفسه؛ وقد تساوي نسبة %9 �فما تعرض البنوك الفائدة الثابتة عل قروض السيارات والعقارات أحيانا لأنها

تبدو أصغر من الفائدة المتناقصة.

عوامل داخلية وخارجية ينبغي مراقبتها للتعرف عل اتجاهات سعر الفائدة

م ل التضخ - معدف م لزيادة سعر الفائدة خوفا من إنفاق المودع�ي ل التضخ يدفع ارتفاع معدقيمتها ي

لتد�ف با تجن مختلفة استهالكية متطلبات عل أموالهم -بعضهم- ائية. ال�ش

- عجز الموازنة العامة قد وعود مجرد -وهي والمساعدات المنح قبل وبالذات العجز، فوجود يزيد ض كمق�ت الحكومة دخول ي

يع�ف تتحقق- ل وقد ا جزئي أو ا كلي ق تتحقتفع أسعار الفائدة. الطلب عل أموال البنوك، ف�ت

- االحتياطي النقدياستقرار وضع الحتياطي من العمالت الأجنبية عند مستويات مرتفعة تغطي ؛ تدفع البنك المركزي لعرض أسعار مستوردات تزيد عن نصف العام وأك�شيداع وإيداعات البنوك لديه، مما يخفض أسعار فائدة أقل عل شهادات الإعات تكون قوية الفائدة، والعكس يحدث عند تراجع الحتياطي حيث التوق

بشأن ارتفاع أسعار الفائدة.- عرض النقد

قراض، أو من خالل ي عرض النقد -من خالل الأموال المتاحة لالإ �ف يؤثر التغ�ي

م- عل أسعار الفائدة. ل التضخ ه عل معد تأث�ي- النشاط االقتصادي

فزيادة حجم الفائدة، أسعار اتجاهات القتصادي النشاط طبيعة د تحديتطلب القتصادي النمو لت معد رفع خالل من الإجماىلي المحلي الناتج مزيدا من الستثمارات، ما يستدعي طلبا أك�ب عل أموال البنوك، الأمر الذي خار والستثمار يؤدي إىل ارتفاع أسعار الفائدة؛ أخذا باعتبار أن مستوى الد

أسعار الفائدة. ة عل تغ�ي يؤثر مبا�ش

ي- التصنيف االئتما�ض

143عل الحصول عل الحكومة قدرة من ي

الئتما�ف التصنيف تخفيض يحد ، الداخلي اض الق�ت نحو هها توج ي

يع�ف ما الدولية، الأسواق من القروض اض الق�ت يتيح التصنيف رفع لكن القروض، عل الفائدة أسعار تفع ف�ت

الخارجي وبسعر فائدة منخفض. - مدى هامش سعر الفائدة

الودائع، لها عل القروض ومعد الفائدة عل ل ف معد الفرق ب�ي يمثل وهو ف 5% ب�ي يصل الأردن ي

�ف لكنه إىل 3%، ف 2% ب�ي اوح ي�ت أن ض يف�ت والذي الودائع وارتفاعها عل الفائدة عل ، ما يش�ي لنخفاض أسعار و%6 وأك�شي الذي يمنح البنوك

ي الجهاز المرص�فا �ف ز المرتفع نسبي ك القروض بسبب ال�ت

ي تحديد الهامش لعدم حاجتها إىل يولة المرتفعة وزنا أك�ب �ف ة ذات الس الكب�ي

دفع أسعار فائدة مرتفعة عل الودائع، إضافة لعدم قيام البنوك بعكس ة لتقليل الهامش يون المتع�ش صات الد انخفاض مصاريفها التشغيلية ومخص

رغبة منها بزيادة أرباحها.- الوضع االقتصادي السائد

لت معد وتنخفض ائب، الرصف فيه ترتفع اقتصادي وضع يسود عندما لت البطالة، ويصبح استمرار النمو، وتزداد مديونية الحكومة والأفراد ومعدا مؤ�ش يكون ذلك فإن صعبا، ها وغ�ي القتصادية والفعاليات المؤسسات ف اجع أعداد العمالء الجيدين الحالي�ي لرتفاع أسعار الفائدة عل القروض ل�تالودائع عل انخفاضها مقابل السوقية، المخاطر حجم وتزايد والجدد، ر عائد يغطيها. ل الفائدة عليها إىل كلف دون توف لغياب فرص استثمارها وتحو

كية أسعار الفائدة االأم�ي - تغ�ي بسعر رصف ثابت منذ العام كي بالدولر الأم�ي ي

نظرا لرتباط الدينار الأرد�في الأردن تتأثر برفع أو خفض مجلس

1995؛ فإن أسعار الفائدة المرصفية �في الوليات المتحدة، ما يدفع

كي لأسعار الفائدة �ف الحتياطي الفدراىلي الأم�يبقاء هامش كي لإ لرفع أسعاره عل الودائع مع كل رفع أم�ي ي

المركزي الأرد�فسعري مغر لصالح الدينار ينجم عنه ارتفاع أسعار الفائدة عل القروض،

والعكس صحيح.- أسعار الفائدة الخارجية

لالستفادة بينها الأموال لنتقال ول الد ف ب�ي الفائدة أسعار اختالف يؤدي قراض، لالإ المتاحة الأموال تنخفض أو يد ف ف�ت الأفضل، الفائدة سعر من

144منها تخرج ي

ال�ت ول الد ي �ف البنوك ف ب�ي المنافسة اشتعال إىل يؤدي قد ما

ي وال�ت عليها، الفائدة أسعار لرفع باللجوء بديلة ودائع الأموال لستقطاب

تؤدي بالتداعي لرتفاعها عل القروض أيضا.

تفس�ي حركة سعر الفائدةآلية عرض الأموال والطلب عليها تف� حركة أسعار الفائدة، إذ كلما رغب يولة النقدية؛ أي تقليل عرضهم لالأموال، الناس بالحتفاظ بالمزيد من السي المقابل

يرتفع سعر الفائدة، وكلما حدث العكس ينخفض ذلك السعر. �ففتبدأ اض؛ الق�ت عل إقبالهم زاد المستثمرين أوساط التفاؤل ساد كلما اضهم، فتنخفض أسعار الفائدة بالرتفاع، وكلما أصابهم التشاؤم يقل اق�ت

الأسعار.

نات سعر الفائدة عل القروض مكول معد زائدا الودائع، عل )الحقيقي( الفعلي الفائدة سعر من ن يتكوض، زائدا مخاطر سعر الفائدة ع، زائدا مخاطر إفالس المق�ت م المتوق التضخبح المستهدف. فإذا كان سعر الفائدة نفسه، زائدا الكلف التشغيلية، زائدا الرض ع %3.5 ومخاطر إفالس المق�ت م المتوق ل التضخ الحقيقي %2.5 ومعدبحي 1%، %2 ومخاطر سعر الفائدة %1 والكلف التشغيلية %1 والهامش الر

ع عل القروض 11%. فإن سعر الفائدة المتوق

تداعيات ارتفاع سعر الفائدة عل القروض إقبالهم ائية، وضعف ال�ش القوة تراجع الذين سيعانون من الأفراد، ال، أو

اء الأصول كالعقارات، والسيارات..إلخ. عل �شلت الستثمار، وتقلص اجع معد كات والفعاليات القتصادية، ب�ت ثانيا، ال�شا عل القروض والتسهيالت الربحية، والمعاناة المالية لمن يعتمد منها كث�ي

المرصفية.يداع وانخفاض الطلب عل قبال عل الإ ثالثا، البنوك، بزيادة كلفها نظرا لالإالأرباح تراجع عليها، للحصول مة المقد الضمانات قيمة وتراجع القروض ارتفاع المرصفية، والمنتجات الخدمات عل الطلب انخفاض عن الناجم يون المعدومة يد مخصصات الد ف مخاطر عدم سداد العمالء أقساطهم، ف�ت

145أو المشكوك بتحصيلها.

لت البطالة، وتراجع أداء الفعاليات رابعا، النشاط القتصادي، بارتفاع معدإىل بعضها مغادرة أو أبوابها، إقفال أو نشاطاتها، بتقليل إما القتصادية للحكومة الداخلية يون الد الفائدة عل إصدارات كلف ارتفاع أخرى، دول

..إلخ. بالدينار، وتراجع أداء السوق الماىليف الذين خل الثابت من الموظف�ي ، أصحاب الد ف ف الحالي�ي ض�ي خامسا، المق�ت

ترتفع كلف الأقساط المرصفية عليهم.كلف الفائدة ترتفع ارتفاع سعر امن مع ف بال�ت إذ نشاءات، سادسا، قطاع الإ

ا. لة مرصفي قق السكنية الممو اء الش اجع الطلب عل �ش هذا القطاع؛ وي�تالخارجية، الستثمارات بعض الفائدة أسعار ارتفاع يجذب المقابل ي

�فيد الحتياطي من العمالت ف ويحد من خروج الأموال المحلية إىل الخارج؛ ف�يي البيئة

الأجنبية، وهذا كله منوط بالظروف والمعطيات المحيطة والمؤثرة �فالقتصادية

146

ة ثقافة عربي

ض جرائم الحرب/ مجموعة مؤلف�ي

أضحى تعب�ي “جرائم الحرب” و”مجرمي الحرب” أك�ش تداول نظرا لشيوع ب ، ورصف ي

نسا�ف ي الإي انتهاك القانون المد�ف ، ولتف�ش ف العنف الموجه ضد المدني�ي

اع إىل الدم مفتوحة عل التفاقات الدولية بعرض الحائط، فشهية فرقاء الرص

مداها الالمتناهي.

، وما ينبغي عل هذا يي هذا الكتاب ليكون دليال توعويا للجمهور المد�ف

ويأ�ت

ي قبضة ا �ف ، أو أس�ي ف ف يجد نفسه تحت وابل قصف المتنازع�ي الجمهور فعله ح�ي

أي حالة تستدعي أو ، أو تحت وطأة احتالل، ف المتقاتل�ي الفرقاء جنود أحد

ورها نقاذ نفسه من ويالت الحرب و�ش لجوءه إىل العتصام بالقانون الدوىلي لإ

147

د وجوده المعنوي العاطفي، أو وجوده الموضوعي ي تهدونتائجها الجائرة، ال�ت

ف الت والمحام�ي ف والج�ف نسان أن يعتمد عل السياسي�ي الحيوي، إذ ل يكفي الإ

إزاء نسانية الإ كرامته عن ويدافع بقاءه، ليحفظ نسان الإ حقوق ومنظمات

اع. ف ي مناطق ال�في يتعرض لها �ف

النتهاكات الصارخة ال�ت

دة ك�ش م مقالت الكتاب أمثلة محلية وإقليمية ودولية لجرائم حرب محد تقد

عيتها أو خطأها، بما فيها قانونية ف عل �ش ف الدولي�ي ع�يف الم�ش الختالف ب�ي

اعات؛ دولية كانت أم داخلية، فكث�ي من ف م، وطبيعة ال�ف الحرب وإرثها المسم

ف ي تقع ب�يي المنطقة الرمادية وبخاصة تلك ال�ت

اعات كما يش�ي الكتاب تقع �ف ف ال�ف

اع عندما ة إىل تدويل الرص ، تستدعي أحيانا كث�ي ف قوات حكومية وعصاة مسلح�ي

. ي قتال داخليي إىل جانب قوات متمردين منخرطة �ف تقاتل قوات من بلد أجن�ب

ة مقالت ينعقد فيها الحديث فالصفحات 40-1 من هذا الكتاب تتضمن ع�ش

فيه تعمل الذي النظري الإطار للقارئ ترسم أساسية قانونية مسائل عل

الذين ف العسكري�ي جماح لكبح الدولية، وتوكولت وال�ب والتفاقات ف القوان�ي

ر يعة الغاب، كما ترصد هذه الصفحات تطو ي الحرب فرصة لسيادة �شيرون �ف

مهم إىل العدالة لمواجهة ي تالحق مجرمي الحرب، وتقدف الجنائية ال�ت القوان�ي

ي الرعب والفو�ف الالأخالقية. قانون الحرب، والقتصاص من مرتك�ب

148 ومن موقع الذات والهوية العربية، فقد تم تخصيص الجزء الأول من الكتاب

ق الأوسط” وهي جرائم لم يكن لطهارة ي “ال�شللحديث عن جرائم الحرب �ف

ث بكث�ي من التفصيالت عن . ومقالت هذا الجزء تتحد السالح فيها أي مع�ف

ف مجازر ، الذي كشفت وثائقه عن ارتكاب الإ�ائيلي�ي ي الإ�ائيلي اع العر�ب الرص

ي خانة جرائم الحرب، وكل مقال من مقالت هذا ، مما يندرج �ف ف بحق المدني�ي

الجزء الذي يستغرق ح�ت الصفحة مائة، مبدوء ب�د حكاية قتل أو اعتقال أو

هدم أو حصار أو طرد تطال إنسانا أو قرية/ مدينة فلسطينية، يشفعها الكاتب

ي فيها، ومن ثم تحليلها وفق معادلة نسا�ف ي أو الإ

بالكشف عن الجانب القانو�ف

ي والإ�ائيلي معا. ول يغفل كتاب هذا الجزء ير العر�ب متوازنة يظهر فيها الت�ب

م الكتاب الصحفيون ومراسلو وكالت الحديث عن حال لبنان والعراق، فيقد

ي مآلت الحروب وما أورثته من ويالت اجتماعية وإنسانية الأنباء شهاداتهم �ف

ليس من السهل غفرانها أو نسيانها.

قية، فيقف “فلورنس هارتمان” ي أوروبا ال�شور الحرب �ف ويعرج الكتاب عل �ش

، والمذابح يي استمرت ثالثة أعوام مليئة بالتطه�ي العر�ت

عند مأساة البوسنة ال�ت

الجماعية، وموقف المحكمة الدولية من محاكمة مجرمي الحرب، مؤكدا أن

ف صغارا، إل أنها كانت غ�ي قادرة عل كشف قناع “المحكمة حاكمت مسؤول�ي

ي شهر تموز صمت الغرب حول طبيعة الأزمة، فلم تستطع المحكمة إل �ف

ل الناتو وشيكا، أن تدين القائد السياسي “رادوفان 1995، عندما أصبح تدخ

ي بادة”. وتش�ي الأدبيات ال�ت كرادتش” والقائد العسكري “رانكومالدك” بتهمة الإ

ف الخداع وعدم الولء، من التفريق ب�ي وقفت عند حرب البوسنة إىل أهمية

والتضليل يهام والإ التمويه الحرب غ�ي محظورة، فعمليات أن خدع حيث

وترويج المعلومات الخاطئة من خدع الحرب المسموح بها، ولكن الحقائق

ي تتكشف مع الزمن تؤكد جهل الجمهور الذي يقع ضحية الخداع، بالحدود ال�ت

ي وضع الضحية. ف الخداع والغدر، إل بعد أن يكون �ف الفاصلة ب�ي

ي قارة آسيا، ولكن نمط هذه الجرائم ويقف الكتاب عند جرائم حرب أخرى �ف

ب الأطفال ي كمبوديا من رصفمختلف إىل حد ما، ل سيما ما قام به الخم�ي الحمر �ف

الدولية القانونية ن الأ�ة تمك ، دون ف المثقف�ي الموت، وقتل بالأشجار ح�ت

149

Dusan Djukaric، Venice

أن ضحاياهم كمبوديون، الحرب، من منطلق اتهامات لمجرمي من توجيه

ي قامت عل أسس عرقية ودينية. ر قيام عدد من المذابح ال�ت الأمر الذي بر

ي فيتنام تستخدم ف �ف وفضال عن هذا يتنور القارئ كيف كانت جموع المدني�ي

الأ�ى عل وإجبار الألغام، الغزو حقول قوات لتفادي ية كمجسات ب�ش

ي صفوف قوات الخصم، وكيف نظمت التفاقات الدولية الخدمة العسكرية �ف

ي براثن الحرب، وأن لهم أولوية العناية حرمة المو�ت والجرحى ممن يقعون �ف

بهم أك�ش من الأحياء.

هو وما منها مباح هو ما الأسلحة؛ استخدام موضوع من النتهاء وبعد

ي كبح جماح ي تلعب دورا �ف

محظور، يعرف الكتاب ببعض المنظمات الدولية ال�ت

ر ف من حيث حمايتهم والرصف الحروب. ول يفوت الكتاب الحديث عن المدني�ي

ي الذي يلحق بهم ونقلهم وسجنهم. ومن الطبيعي أن يختم الكتاب الجنا�أ

، بوصفهم آكلي الثمرة المرة من الحرب. ف ف والنازح�ي بالحديث عن الالجئ�ي

ي إيران/ رسكيس أبو زيدالمسيحية �ض

ف يمكن للمتابع لشؤون يراني�ي ف الإ يجيب الكتاب عن أسئلة تتعلق بالمسيحي�ي

تطورت وكيف إيران؟ ي �ف الكنيسة نشأت وم�ت كيف يسألها: أن الديانات

ف ي ظل تباين آراء الباحث�يوازدهرت؟ وهي أسئلة ربما تبدو الإجابة عنها صعبة �ف

ف بسبب تصاعد تنامي التيارات الدينية، وشح يراني�ي ف الإ عن وضع المسيحي�ي

ي إيران بخاصة، ق عموما و�ف ي ال�ش

ي تناولت التجربة المسيحية �فالمصادر ال�ت

ق. ولهذا يسعى ي وجهات نظرها تجاه ال�شف المصادر الغربية �ف

فضال عن تح�ي

كة( انطالقا عادة كتابة التاريخ بطريقة تكاملية ومش�ت ي هذا الكتاب )لإالمؤلف �ف

من حل مشاكل المنطقة عل قاعدة الحوار لبناء مواطنية إيرانية قائمة عل

ا، ونقل صورة أقرب إىل الواقع الحقيقي ا وديني د والنفتاح عل الآخر عرقي التعد

، من حيث أعدادهم ووضعهم الجتماعي. ف ي ما يخص المسيحي�ي�ف

ف قبل ظهور وينفتح الفصل الأول من الكتاب عل معاينة وضع المسيحي�ي

س المسيح عليه السالم كنيسته عل الأرض منطلقا من الإسالم، عندما أس

ها هو وتالمذته ح�ت وصلت إىل أنطاكية. ول يغفل ي ن�ش، وأخذ �ف ف فلسط�ي

150ي اضطهدت

ي مدينة القدس ال�تي بيئة يهودية �ف

المؤلف هنا نشأة المسيحية �ف

مراسم لرفضهم نفسها، روما قلب ي �ف ون ن�ي كما اضطهدهم ، ف المسيحي�ي

ي كانت عليها روما آنذاك. ول يغادر المؤلف هذا الباب ح�ت العبادة الوثنية ال�ت

يجلي عالقة الكرسي الفارسي بأنطاكيا المسيحية.

الفارسية اطورية م�ب الإ ي �ف ف المسيحي�ي لوضعية التاريخي د ال� ويتسع

النسبية الراحة عن ويكشف الثالث، القرن ح�ت الأول الميالدي القرن من

ي ما بعد ، ما أتاح لهم �ف ف ي عهد الإخميني�ي

ي كنفها المسيحيون �في عاش �ف

ال�ت

، بسبب موقفهم من المانوية. ف ي تنشئة أبناء الملوك الساساني�يالمساهمة �ف

ف الرسل اه فتور عندما اضطهد بعض ملوك الساساني�ي لكن هذا النفراج اع�ت

ي التعليم ونقل الثقافات اليونانية ع�ب، بالرغم من دورهم البارز �ف ف المسيحي�ي

ي ور المبا�ش �ف ف الذين كان لهم الد ي أنشأوها، بمساعدة البارثي�ي

أكاديمياتهم ال�ت

يرانية، وهو ما يلمسه القارئ عند مطالعته الباب الثالث تأسيس الكنيسة الإ

ف الدولة الرومانية والدولة من هذا الفصل واستنتاجه لأثر العالقة السياسية ب�ي

ي الدولة الفارسية أو انحسارها بسبب لها �ف ي امتداد المسيحية وتوغ

الفارسية �ف

ف سنة، لم تتخلص منها إل بجهود ي رزحت تحتها طوال أربع�يالفو�ف ال�ت

اللذين ادعي ال�ب الأرشمي( ويعقوب )سمعان

ي ن�ش المنوفزية المتصلة كان لهما دور بارز �ف

من مناطق مختلفة ي �ف النسطوري بالمذهب

داخلية عوامل بفعل الفارسية، طورية م�ب الإ

البالط ومساعدة الغساسنة كدور وخارجية،

، وبهذا تكون الكنيسة قد انتقلت من الفارسي

يتجل كما الستقرار، عهد إىل كود الر عهد

ي الباب السادس، التعب�ي عنه لدى المؤلف �ف

ساعدت ي ال�ت والظروف العوامل يورد حيث

ي �ف للمسيحية التاريخي المسار تحول عل

ي طورية الفارسية، بعد الحروب ال�ت م�ب ظل الإ

ف الروم والفرس. اشتعلت ب�ي

151إىل الفارسية اطورية م�ب الإ ي

�ف نشأت ي ال�ت الفارسية المدارس المؤلف ويرجع

ي ي تثقيف العلماء وتخريجهم �ف

، الذين كان لهم دور فاعل �ف ف جهود المسيحي�ي

ي علوم الطب ، �ف ف ، والرها، وجندياسابور، وقن�ين، وقرتم�ي ف مدارس: نصيب�ي

والفلسفة.

ي من الكتاب عن تاريخ المسيحية وقت ي الفصل الثا�ف

يتواصل حديث المؤلف �ف

والنفراج التأزم من حالة ي �ف ف الديانت�ي ف ب�ي العالقة وتبدو الإسالم، ظهور

ي الدولة الإسالمية وقلة فطنة ف �ف بحسب الظرف السياسي لدى كل من الحاكم�ي

ي مختلف العصور الإسالمية الأوىل والوسيطة، ، �ف ف ومرونة بعض المسيحي�ي

ة. ولكن المؤلف ل ين� التنويه بتسامح عمر بن ي اليمن ونجران والح�يكما �ف

ي ف دورا من الوجهة السياسية والعلمية والدينية �ف الخطاب، ما أتاح للمسيحي�ي

نصاف، ، وهو دور فيه كث�ي من التسامح والإ ف عهد الخلفاء الراشدين والعباسي�ي

لسيما بعد الفتوحات الإسالمية لبالد فارس.

ي ي عهد الشاه رضا بهلوي، وما تعرضوا له �ف

ف �ف والحديث عن وضع المسيحي�ي

ي أداء شعائرهم، ورعاية عهده من طمس لهويتهم القومية، والتضييق عليهم �ف

ي ف عهد الشاه وعهد الخمي�ف كنائسهم؛ يعد تمهيدا لرسم معالم المفارقة ب�ي

ي التعامل معهم ، الذين بلغ انفتاح الثورة الإسالمية �ف ف ي النظر إىل المسيحي�ي

�ف

اء لوضع مسودة دستور ي مجلس الخ�بف من رؤساء طوائفهم �ف ف اثن�ي حد تعي�ي

والكلدان، ، ف الأشوري�ي من لكل المؤلف يخصص وهنا يرانية. الإ الجمهورية

ح ي�ش خاصا، فصال وتستانت، وال�ب والأرثوذكس، ، ف نجيلي�ي والإ والكاثوليك،

وانفتاح ، ييرا�ف الإ المجتمع بانفتاحهم عل ة ف المتم�ي الراهنة، أوضاعهم فيه

يرانية العراقية، وحرب ي عليهم، غ�ي غافل عن أثر الحرب الإيرا�ف المجتمع الإ

ي إيران.ف �ف ي تناقص عدد المسيحي�ي

الخليج الثانية �ف

ي ترعى حق أهل ف والأنظمة ال�ت ويتصل الفصل الرابع من الكتاب بمسألة القوان�ي

ي تطويرها لالرتقاء احاته �ف ي الدولة الإسالمية، مقدما اق�ت

الكتاب والأقليات �ف

الشخصية الأحوال مقررات يتضمن بملحق كتابه خاتما الدينية، بالأقليات

المسيحية وواقعها تاريخ ، وبهذا يكتمل الحديث عن ف الغريوغوري�ي لالأرمن

ي إيران بخاصة. ي العالم عامة و�ف

الراهن �ف

152 الحركة الكردية المعارصة/عثمان علي

تحولتها بالغة عل مستوى الكردية ذات حساسية الموضوعة أن يخفى ل

اع والرص القومي، والوفاق الوئام ف ب�ي فما والدولية، قليمية والإ الداخلية

ي وأكاديمي حيادي ف الإخوة تظل هناك مسافة تحتاج إىل جهد ثقا�ف المسلح ب�ي

ة ي مس�يف �ف كب�ي لردمها، ومن ثم لجالء المراحل والأدوار والأشخاص الفاعل�ي

دة الشعب الكردي الموزع عل جغرافيات جعلت القضية الكردية قضية معق

ي والحضاري.بة يشتبك فيها السياسي بالثقا�ف ومرك

ي ستة ع�ش فصال عل الحركة الكردية المعارصة، أ هذا الكتاب الذي يقع �ف ويض�ي

بعضها للمرة الأوىل. ي ين�شمتسلحا بالستقراء التاريخي المسنود بالوثائق ال�ت

ي الكرد �ف الأول عند موقع الفصل ي

المؤلف �ف التاريخي، يقف الم�ود ففي

يضاح مكانة الكرد الجتماعية والسياسية، ودورهم ، لإ ي- العثما�ف اع الروسي الرص

قليمية اليوم، والعوامل المؤثرة فيه تاريخيا، بعد أن وقع الكرد اعات الإ ي الرص�ف

ف روسيا وبريطانيا والدولة العثمانية إبان مطلع ي سلسلة من التجاذبات ب�ي�ف

ي أتاحت لهم النتفاض عل ين، بحكم الجغرافيا السياسية ال�ت القرن الع�ش

ي مواجهة الظلم الذي حاق بهم، ف عل مساندة روسيا لهم �ف ، معول�ي ف العثماني�ي

ي ثم تحولهم ثانية إىل جانب الخالفة العثمانية بعد تأسيس م�ي محمد السورا�ف

ي الفصل ص المؤلف البحث فيه �ف ي كردستان العراق، وهو ما خص

دولة مركزية �ف

ي ي ل تهمها سوى مصالحها، �ف

، منتهيا إىل التأش�ي عل دور بريطانيا ال�ت يالثا�ف

القضاء عل دولة م�ي محمد وإجهاض الحلم الكردي، وهو العامل المبا�ش

ي قامت عل ضفاف دجلة، حيث ي سقوط حكومة بدر خان الكردية ال�ت

أيضا �ف

ف اع الكردي- الأشوري، الذي ظل مرتبطا بطبيعة القوان�ي جت بريطانيا الرص أج

وبهذا الأخرى، الأقليات تجاه لصالحهم الأكراد استغلها ي ال�ت العثمانية،

ينهي المؤلف الفصل الثالث من كتابه، ليلحق هذا الجزء من دراسته بالوثائق

المتعلقة بهذه المرحلة )مرحلة التأسيس والبناء للدولة الكردية(.

ي الفصل الرابع للحديث عن حركة عبيد ويتواصل الم�ود التاريخي للوقوف �ف

ة فعل عل سياسة الإصالحات والتنظيمات العثمانية. ي جاءت ردالله النهري، ال�ت

يطانية والعثمانية، ويتناول المؤلف هذه الحركة وأهدافها من خالل الوثائق ال�ب

153ي

قليمية المؤثرة فيها، والقصور الذا�ت مسلطا البحث عل العوامل الدولية والإ

ي طروحاتها بربطها العضوي ي أزمات داخلية، وتناقضات �ف

ي وقوعها �فالمتمثل �ف

ف الأكراد. يعة الإسالمية والدفاع عن مظلومية المسلم�ي فاع عن ال�ش ف الد ب�ي

ي أحاطت بتشكيل السلطان ي الفصل الخامس يناقش المؤلف اللتباسات ال�ت

و�ف

ي لالألوية الكردية، بهدف رد العتبار لهم ولقيادتهم التقليدية عبد الحميد الثا�ف

ي رؤساء العشائر وعلماء الدين، ولكن السؤال هنا هو: هل المتيازات ممثلة �ف

عة القومية الكردية؟ ف ي حظي بها اللواء الحميدي الكردي قد هيأت لظهور ال�فال�ت

ف الم�ود التاريخي كه للقارئ، وهو ل شك قادر عل المقارنة ب�ي هذا ما ن�ت

ي ي الوثائق، لينظر من بعد -بعيدا عن العشوائية- �ف

بلغة المؤلف، وما جاء �ف

ببحثه ، وهو ما اختص ي�ت ي ظل حكم التحاد وال�ت

إقليم كردستان �ف صورة

عة القومية لدى الأكراد، ف ي الفصل السادس، حيث يتضح له بروز ال�فالمؤلف �ف

ين، مما كان له أك�ب الأثر ي الحركة الكردية طوال القرن الع�شوالأثر الذي تركته �ف

ي تشكيل الوجدان القومي الكردي.�ف

ف السابع والثامن قام بالتأش�ي عل حكومة الشيخ ي الفصل�يوإذا كان المؤلف �ف

ورصاع ، العا�ش الفصل ي �ف الثانية وحكومته )1920 1918-( الأوىل محمود

اب حينا والبتعاد بالق�ت المراوحة ي �ف الماكر بريطانيا ودور الكردية، الفئات

حينا آخر من الأكراد، فإن الفصل التاسع يكشف عن شخصية كردية “إسماعيل

ي السياسة الكردية، ح�ت أثارت جدل واسعا لدى سمكو آغا” لعبت دورا حيويا �ف

، ي ف الأكراد الذين -كما يرى المؤلف- تناولوه وفق المنهج الغر�ب كث�ي من الباحث�ي

وع سمكو. ، المعادين لم�ش ف يطاني�ي ف الروس وال�ب متأثرين بالباحث�ي

ف الحديث عن مؤتمر لوزان وقضية الموصل، ووصولها إىل أروقة الأمم وما ب�ي

، تظل القضية الكردية تراوح ي ع�شف الحادي ع�ش والثا�ف ي الفصل�ي

المتحدة، �ف

ي تحقيق حلمها بدولة مستقلة؛ إذ ظل العامل الرئيس ف طموحها وفشلها �ف ب�ي

لحراكها السياسي مرهونا لمعادلة إقناع الدول الغربية بأهمية إقامة دولة كردية

ي لحظة تعمل تضمن للغرب مصالحه وتحالفاته. لكن موازين القوى لم تكن �ف

ي الفصل الثالث ي حركة الشيخ سعيد كما يرصح المؤلف �ف

لصالح الأكراد، ح�ت �ف

. ع�ش

154ي

ازا�ف ث المؤلف عن ثورة الشيخ محمود الثالثة والشيخ أحمد ال�ب وقبل أن يتحد

ي الحديث عن الأسباب الباعثة عل ثورة أيلول ، أسهب �ف ي الفصل الرابع ع�ش

�ف

العراق وبريطانيا، وهو الأمر الذي ف ي أعقبتها ب�يال�ت عام 1932 والمعاهدة

المعاهدة سلبا عل انعكست هذه الكردية، وإن القضية إىل الأنظار جلب

ي العراق، وما تبع ذلك من الأكراد الذين قاطعوا النتخابات العامة للنواب �ف

المركزية السليمانية، وحدوث تحد للسلطة ي لواء اشتعال حرب عصابات �ف

، الذي يسهب المؤلف بتحليل يازا�ف ي ظهور حركة الشيخ أحمد ال�ب

أسهمت �ف

ص الفصل الخامس ع�ش للحديث عن شخصيته ومواقفه، إىل درجة أنه خص

ثورته الثانية.

ويعد الفصل السادس ع�ش الملخص المكثف لكل الم�ود التاريخي الذي

ي سياقه العام، ومن جهة ز الحراك القومي الكردي �ف سبقه، فهو من جهة ي�ب

م رؤاه الخاصة المتكئة عل أيديولوجيته الإسالمية أخرى يتيح للمؤلف أن يقد

ي تفس�ي وتحليل الوقائع. وهنا ل يبدو أي أثر لصدى الوثائق التاريخية، مما �ف

ي تحليالته ي اعتمدها المؤلف �ف

يعطي انطباعا لدى القارئ بانتقائية الوثائق ال�ت

السابقة.

155 ثقافة عالمية

“الله يفعل ما يشاء”/ أحمدو كوروما

البيض استعباد ي �ف الوقحة وعوراتها الدكتاتوريات ضد الرواية هذه تقف

ة الجهل. ي بح�يبقاء عل تخلفهم وغمسهم �ف هم والإ لالأفارقة وتسخ�ي

الذي يخنق الرعب ي وزوجته، إشارة إىل الرواية إىل أطفال جيبو�ت ي إهداء

و�ف

ف أبطالها التعساء. ف الفئت�ي ي كانت هات�يي حقبة المجازر ال�ت

الأطفال والنساء �ف

ي الرواية، ل ـ”إبراهيما” الشخصية المركزية �ف ة السندبادية الساخرة ل وهذه الس�ي

يليق بها إل عنوان يفيض مرارة وسخرية لذعة “الله يفعل ما يشاء”. وهذا هو

ي ف يملي إرادته. فال يكون مرغما عل إقامة العدل �ف شأن المحتل والمستعمر ح�ي

ف يبلغ المستبد درجة الألوهة فإنه عندئذ يرسم مصائر الب�ش كافة أفعاله. فح�ي

عل النحو الذي يريده.

إتمام “إبراهيما” الصغ�ي للزنجي رادة الستعمارية لم يسمح الإ ومن وحي

ذاته واكتشاف والتمدن والتحرصف التعلم إىل يقوده التعليم ن لأ تعليمه،

ي وعي الناس أن المدرسة لم تعد تساوي شيئا واكتشاف تاريخه. فقد وقر �ف

طة عجوز فانية”.. هكذا صور المستعمر التعليم لالأفارقة. ولهذا “ول ح�ت رصف

ظل “إبراهيما وقحا، وأعوج كلحية تيس، ويتكلم كالم شخص قذر”.

قواميس أربعة من بذاءة المفردات أك�ش استنسـاخ عن إبراهيما ع يتور ول

البذيئة الكلمـات عن البحث عل تعينه ي ال�ت المفردات لسـتنباط اقتناهـا

”: )هذا أنا. ين جميع البشـر سيقرأون ثرثر�ت

ق منها ومن ثم شـرحهـا “لأ والتحق

ع حقا برواية قصة . سوف أ�ش لست لوحة مفرحة. الآن. وبعد أن قدمت نف�ي

ء: ي. واكتبوا كل سش ي كشخص معذب. اجلسوا وأصغوا إىلي

ي الخرائية. قص�تحيا�ت

ي كافة أفعاله عل هذه الأرض(. الله ليس مرغما عل إقامة العدل �ف

هذا بعض من “إبراهيمـا” الملطخ ببذاءة اللغة. والمغسـول بالعرق والنتانة.

ف الذين تعلموا لغة المنتمي إىل”المالنكية” وهم الزنوج السود الأفارقة الأصلي�ي

156غ�ي لغتهم. فانقطعوا عن سمائهم وأحالمهم وفقدوا مالئكيتهم. ولكنهم قبل

ي حروب أهلية طاحنة، وقودها الجنود/ الأطفال الذين تعفنت ذلك دخلوا �ف

جثثهم تحت الشمس الستوائية الحارقة.

ا ليتعاطى المخدرات، وكلما زكمت رائحة الجثث أنف “إبراهيما” ينتبذ مكانا قصي

ن ح�ت يبلغ حالة من الغيبوبة؛ وإذ يفيق يهرع إىل القواميس الفرنسية ليدو

ها ي إفريقيا السوداء. وبعد أن يتحقق من بذاءتها يف�مفردات اللغة الفرنسية �ف

لأصحابه الذين يأخذون بالرطانة بها، فال ينطقونها بحسب صوتياتها، فينهال

عليهم المستعمر بالسباب ويرشقهم بالنعوت الجارحة لأن عليهم أن ينطقوا

ي )ثرثرته(: “أنا زنجي لغة المستعمر بحسب قواعدها. كما يؤكد “إبراهيما” �ف

ي أتكلم . ل. بل أنا زنجي صغ�ي لأن�ف ي ولد صغ�ي

ي أسود أو لأن�ف. ليس لأن�ف صغ�ي

لغة فرنسية مك�ة... إن قانون اللغة الفرنسية المطبق كل يوم هو الذي يريد

ذلك”.

ء من أي يي أي مكان وي�ق كل سش

ف يفضح “إبراهيما” نفسه بأنه ينام �ف وح�ي

ه ي المستعمر شيئا. فما يرصفمكان لىكي يأكل، وأنه ابن شوارع، فإن ذلك ل يع�ف

هو أن يكون )بيالكورو( أي غ�ي مختون، لأنه عندئذ يقع خارج دائرة الآدمية

ي أو -وفق المستعمر- وبالتاىلي هو غ�ي إنسان وإنما محض ثعبان أو كائن ما�أ

شجرة.

بـا ه جدته بأن جده كان مهر ويلح إبراهيما لمعرفة ذاته ومعرفة جذوره، فتخ�ب

ي القرية لىكي تمنع موت أمه المفاجئ بسبب ه أنها بقيت �ف ا للذهب. وتخ�ب كب�ي

توقف قلبها أو إنتان جرحها.

ي أنه غ�ي مختون، ومجهول تاريخ الولدة. وتتفاقم مأساة “إبراهيما” تجاه ذاته �ف

وينشغل “إبراهيما” بطقس الخفاض والختان الذي يتم مرة كل عام عندما

بيوتهن من الفتيات تخرج الأوىل الديكة )فمنذ صيحات الشمال ريح تهب

ي ف بصمت ح�ت يصلن إىل مكان الخفاض �ف ي الدغل رتال أحاديا ويمش�ي

ويدخلن �ف

لحظة الهاجرة تماما. ل يحتاج المرء للذهاب إىل منطقة الخفاض لىكي يعرف أن

جزءا من الفتيات سوف يقطع. لقد قطع جزء من أمي. ولسوء حظها لم يتوقف

سيالن دمها.. سال دمها كنهر أفاضته العاصفة. بينما توقفت دماء رفيقاتها

157ي ساحة الخفاض. هذا هو الثمن

جميعا عن السيالن. إذا ل بد أن أمي ستموت �ف

ي حفل الخفاض: تأخذ جنية الدغل فتاة من المخفوضات الذي سيدفع سنويا �ف

فتقتلها وتجعلها أضحية عل ساحة الخفاض. ويجب أل تكون الفتاة قبيحة

أبدا. ل بد أن تكون من الجميالت. كانت أمي أجمل أترابها. ولهذا اختارتها جنية

الدغل للموت(.

ق قلبها يف، ف�ي ف ع الخافضة إىل جنية الدغل القاتلة كي توقف ال�ف وهنا تترصف

يف، فيفرح الجد والجدة وأهل القرية. ويقررون مكافأة الخافضة ف وتوقف ال�ف

فضهـا الخافضة، لأنها أرادت البيضاء، ف�ت بالمال والمواشـي والكول والذرة

وج من فتاة ف ( الذي ينتمي إىل عرق )البامارا( أن ي�ت يلبنهـا )الكافر. الملحد. الوث�ف

ورعة تنتمي إىل المالنكية الذين سمعوا جيدا كالم الله وأطاعوه. ويصلون

بون خمر النخيل. ولما رفضت القرية بأ�ها ي اليوم. ول ي�شخمس مرات �ف

هذا الزواج، ألقت الساحرة الخافضة وابنها السـاحر عل سـاق أم إبراهيما

د( وألقيا تعويذة قدرا سيئا )سم ي�ي مفعوله عن بعد عل الشخص المحد

ي ساقها اليم�ف وامتد إىل قدمها أ وقوي وفاعل. فانفغر الجرح �ف ذات تأث�ي س�ي

وأخذ يتقيح. فقطع الطبيب ساقها من الركبة ورمى بها لكالب المزبلة، وقال

الطبيب الفرن�ي الذي أقسم قسم أبوقراط )إن مرض الخفاض ومرض السحر

ليس مرض شخص أبيض، بل هو مرض شخص أفريقي أسود زنجي متوحش.

إنه مرض ل يستطيع الطب ول العلم الغربيان أن يشفياه(. ولهذا أشاع بأن

ي أرواح الحيوانات مرض الخفاض يحول صاحبه إىل ساحر وإىل كائن يتناسخ �ف

قه )كانت كل ليلة تأكل الأرواح مع سحرة ح�ت أيقن إبراهيما نفسه ذلك وصد

ي قرح ساقها. لذا لم يكن قرحها ليشفى أبدا. ل أحد بإمكانه أن يشفي آخرين و�ف

ي عل إليتيها وساقها ي كانت تريد أن تم�ش

ن. إن أمي نفسها هي ال�ت القرح المتعف

س ي الهواء طوال حياتها لأنها تحب أن تأكل ليال أرواح الآخرين وأن تف�تاليم�ف �ف

ن(. جرحها المتعف

از من الأكل معها. فيهرب ف ساءة إىل أمه ويشعر بالشم�أ وهنا يأخذ إبراهيما بالإ

منها )كنت أخ�ش أن تأكل روحي ذات يوم(. وعندما ماتت أمه بكاها إبراهيما

بعد أن قال له )بال( وجدته إن أمه يمتنع عليها السحر لأنها مؤمنة وتؤدي

158صلواتها الخمس. فتأكله غصة أليمة لأنه أساء إليها أيما إساءة، وغدر بها، فقد

ي طالما مشت عل إليتيها لم يكن يحق لها أن تغادر �ير كان موقنا أن أمه ال�ت

بها. فالزوجة دائما عل باطل والزوج دائما عل حق، زوجها ولو شتمها ورصف

لأنه الآمر الناهي والزعيم، ولأنه الذكر الذي تقبل الزوجة إهاناته... ليس لأنها

)الزوجة(، ولكن بسبب أنها )الأم(.

ا عن معصيته لها وإهانتها ينضم إبراهيما إىل الصبية بعد موت أمه. وتكف�ي

الذين سيختنون عل يد ساحر ومشعوذ.

ض المستعمرون مديرة المال )سيتا( لتتوىل أمر تحصيل أجور الأرض وقد فو

ي يجب أن يدفعها الباحثون عن الذهب كل ثالثة أشهر. لأنها ترى أن من ال�ت

يبحث عن الذهب دون ترخيص من المستعمر، هو لص. لهذا كانت تنظم

/اللصوص صباح كل سبت. فيما تضحك )سيتا( ف ي المواطن�يعدام �ف وجبات الإ

مقهقهة.

ي ( فينطلق بعدها �ف حظي “إبراهيما” بحب قائدة الجنود/الأطفال )ريتا باكلي

والموت بالسالح مدججا الجنود/الأطفال فيالق

ويرفع الأفارقة، من جلدته أبناء بادة لإ المتعطش

، معلنا أن هؤلء المنذورون جماجمهم عل العىصي

للموت هم لصوص سود وليسوا أسيادا من البيض.

ء سوى ييظفر ب�ش فلم بإبراهيما الفرنسيون يغدر

ا . يبىكي كث�ي بجماجم أجداده المرفوعة فوق العىصي

وهو يتأمل رؤوسهم المتدحرجة تحت وابل الرصاص

لأنهم �قوا ذهب )الأجانب( كما لقنوه.

ي الفكرة العجيبة �ف ي رأسي

ي تلك اللحظة ولدت �ف)�ف

أن الياء. إىل الألف من ي مغامرا�ت قصص أروي أن

القوباب وبلغة الفرنسية العلمية بالكلمات أحكيها

والمستعمر والعنرصي. وبالكلمات البذيئة لالأفريقي

القذر الزنجي وبكلمات المتوحش الزنجي الأسود

البيدجان..(

159

160

ي كأس شفافة، لكن ه أقرب إىل نار سائلة �ف ي لون الشاي، أحس

دائما يدهش�فباحي، ل أعرف ما الذي ي الأعل هو بتتبع رائحة القهوة وسحرها الص

اندهاسش

ي جاع الأحالم �ف حو واس�ت باح، كما لو أنها جارة الص جعل القهوة شقيقة الص

ليلة فائتة.

رات الأصوات الصباحية، ي التعامل مع تفجي أك�ش رؤما وسالسة �ف

حيث تجعل�ف

تلتقي حبيبتك الصباحية حيث المواعيد المرتعشة، لحظة اللحظة انفجار

ك لتعطيك من ي تضمال�ت الوردة الورود، بل هي للتو بطزاجة وهي خارجة

بخورها تعويذة اليوم..

تؤثثك الغامقة الرائحة تلك بوح، الص كأس ي �ف كضوء اشتياقا عليك تسيل

باح اعتدت أن أوارب ي الصبهواجس عاشق شهقت أحالمه ليال إىل عليائها، �ف

ة أذهب إىل ف تتمنع عن ذلك، فالقبلة هي محو التمنع، مبا�ش لأصنع قهوتها ح�ي

ي أنفي إىل أوان أنف خ�ب الروائح، يقود�ف داب أفتش عن حواس القهوة ع�ب ال�

ي ر، أدركت أن�ف ف تتجاور مع السك ي داخلها جغرافيا القهوة ح�ي

أسطوانية تحمل �ف

ف وحالوة الوصل. ف مر الأن�ي ب�ي

ف تشعل نارك الزرقاء، الأشبه بسماء ساخنة تصعد باتجاه ركوة نام فيها فح�ي

مها بمسحوق سناج الروائح، تهدر تلك الركوة بأسئلة حارة وتدعوك لأن تلق

ف الظل المنك� عل الشباك عل جسد الماء الفائر بالشتياق، مسافة ب�ي ي ترا�ب

ة.. ف قلبك وجوف الفنجان المزخرف بنباتات صغ�ي ، المسافة ب�ي ف ورائحة الياسم�ي

الذي يجاور فنجانك هي محض مسافة المنبعثة من فنجانها الرائحة تلك

لسؤال الحب

قهوتها في الحنينمحمد العامري/ األردن

161