235
وكة ل الأ كة ب ش ى عل ري حص ل د وا دي ج ل ع ا ب ا يwww.alukah.net 1

cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

1

Page 2: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وصف الحبيب محمد لمن يحب

تأليفسامح محمد البالح

2

Page 3: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

اإلهداءإلى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أهدي هذه الصفحات

عطرا من شذاه..وغيثا من نداه

ها تلقى القبول حين نلقاه. عل

وأنى لمثلي أن يصور لمحة = كبا دون أدنى وصفها الشعراءولكنها جهد المحب فهل لها = بقدسك من حظ القبول لقاء

3

Page 4: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

المقدمة كم طاف بي خيال تملكني، وشوقني إلى رؤية الحبيب محمد ص--لى الل--ه علي--ه وسلم، فأنهض متلهف--ا، وأنكب على كتب الش--مائل واألخالق المحمدي--ة، أتلمسله، وأرجع البص--ر في ع عيني بوصفه، حتى أسترسل مع الخيال فأتخي ذكره، وأمت الصحائف النبوية، وأتتبع مالمح الصورة فأتصوره، فألمح ن--ورا يفيض بين جنب--ات المك--ان، وك--أن قطع--ة من الش--مس هبطت إلى األرض، غم--ر نوره--ا النفس،

فامتألت بالصفاء والنقاء. وقد تأخذني سنة من النوم، فأرى كأني بين ديار المدينة المنورة؛ علي أراه بينه، أو آنس طيف--ا من ربوعه--ا متفق--دا أص--حابه، أو ألق--اه بين فجاجه--ا متعب--دا رب ضيائه، فأسير في إثره حتى أصل إلى مستقره، وإن لم أنل هذا أو ذاك، أنطلق

فأبحث عن أم معبد؛ لتقص لي أثره، وتذكر لي وصفه. ص--لى الل--ه علي--ه وحين أصحو، ألمس في نفس--ي رغب--ة ملحة في الكتاب--ة عن--ه

ومع إلحاح هذه الرغبة لم أقدر لها أن تخرج إلى النور يوما من األيام، إالوسلم،يت أن صفحة األقدار كانت تخفي لي ما منيته ولم يطل--ع علي--ه أح--د س--واي، فلب تل--ك الرغب--ة، إال أنه--ا ك--انت مش--وبة ب--الخوف والح--ذر؛ ألن المق--ام مق--ام هيب--ة

صلى الله عليه وسلم.وعظمة، وال سيما حين تكون الكتابة عن وصف النبي ة، كان الخوف والحذر قد بلغا وحين أخذ القلم يسبح في بحر الشمائل المحمدي

صلى الله علي--ه وس--لم،مبلغهما؛ ألني خشيت أن أغفل وصفا من أوصاف النبي هم بالتقصير في حقه lت أو أزي--د في أوص--افه م--ا ليسصلى الل--ه علي--ه وس--لم،فأ

فيه، ولم يثبت في صحيح األوصاف، فيكون ذل-ك زل--ة ال أدري المخ--رج منه-ا، إالأن يتداركني الله تعالى برحمته.

وليس في وسعي قبل أن ألج الباب إال أن أقدم بين يدي اعت--ذاري إلى رس--ول فأنى لمثلي أن يصف مثله! فما أنا بالوصاف الماهر،صلى الله عليه وسلم،الله

نت من هذا، فما عندي من فصاحة البي--ان، وال بالغ--ة وال النعات الحاذق، وإن مlك حقه.صلى الله عليه وسلم األسلوب والتبيان ما أستطيع معه أن أوفي الرسول

ي اعتذاري باستئذاني منه أن أنال هذا الشرف الرفيع. ثم أثن وق--د يتعجب البعض ويتس--اءل: أنى ل--ك أن تن--ال ه--ذا الش--رف، وتحظى بتل--ك

في يقظ--ة وال من--ام! فق--دصلى الله علي--ه وس--لم المكانة، وأنت لم تر الرسول باعد القدر المحتوم بين زمانك وزمانه، وحرمتك الذنوب من رؤيت--ه في المن--ام، فأنى ل--ك أن تص--فه؟! إن أولى الن--اس بوص--فه من عاش--وا مع--ه، ورآهم ورأوه، وتحدث إليهم وتحدثوا إلي--ه، ثم من من الل--ه س--بحانه وتع--الى عليهم برؤيت--ه في

منامهم، وأنت لست من هؤالء وال أولئك.

4

Page 5: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قلت: إن الصحابة الكرام رضي الل--ه عنهم حقا هم أولى الن--اس بوص--فه؛ ألنهم كما نقلوا إلينا أحاديثه، وأهدوا إلينا سنته، نقل إلينا بعضهم وصفه ونعته، وتحدثوادها عن خالئقه وشمائله، فمهمتي هنا أن أنقل أحاديث وص--فه كم--ا نقلوه--ا، وأقي كما ذكروها، ال زيادة فيها وال نقصان، وحسبي من هذا الشرف الكبير أن أفص--ح عن غريب األلفاظ، وأشرح ما غمض من األساليب والعب--ارات، ع--ل الل--ه تع--الى أن يجعل ذل--ك في م--يزان حس--ناتنا ي--وم ال ينف--ع م--ال وال بن--ون إال من أتى الل--ه

بقلب سليم.

بين يدي وصفه: قب--ل أن نلج إلى الروض--ة النبوي--ة المبارك--ة، ونن--ال ش--رف الص--حبة الميمون--ة المطهرة، نضع بين يدي هذا الوصف الكريم مجموعة من األم--ور المهم--ة، ال--تي

نفهم من خاللها هذا الوصف الشريف، وهي: األمر األول:

أن الع--رب أه--ل فص--احة وبي--ان، عرج--وا في من--ازل البالغ--ة، وارتق--وا إلى ذlرىlبارون، الفصاحة، واستوى في ذلك رجالهم ونساؤهم، ولقد كانوا في الوصف ال ي يرسمون باللسان ما تعجز عن رسمه األلوان، ويقفون على دقائق األمور وخبايا النفوس، ويلمسون عن قرب صورة الموصوف، فيحيطون بأبعادها وحدودها من أول وهلة، فتنطبع تلك الصورة بمجرد الرؤي--ة في ح--افظتهم، على حالته--ا ال--تي

ئلوا نعتا، راحوا يستحضرون الص--ورةارأوها عليها. ثم إذا طlلب إليهم وصف lأو س ، أم--ام أعينهم، فيص--فون من خالله--ا، وك--أنهم ي--رون ص--احبها رأي العين، أو ك--أن شخصه ماثل بينهم، ال ينقصه إال روح--ه، وال يفارق--ه من هيئت--ه إال بمق--دار تباع--د الزم--ان بين التق--اط ص--ورته وتخزينه--ا في ال--ذاكرة، وبين استحض--ار الص--ورة

وامتثالها. أن يك--ون كتف-اوتإال وهذه المقدرة العجيبة كانوا يتفاوتون فيها تفاوتا، ال يع--دو

جودة الصورة، ومدى مطابقتها لصاحبها. ؛آالت التصوير من حيثز ألح--د وإذا كان من المعلوم أن أداة التصوير واحدة عن--د الع--رب جميع--ا، ال تمي فيها على أحد، إال بمقدار قدرة صاحبها على استعمالها وإتق--ان اس--تخدامها، وإذا توافرت هذه القدرة وذلك اإلتقان، ال يبقى إال وقع صاحب الصورة في نفس من

ره به، وانفعاله بصورته، ف الواحد من--ا ق--د ي--رى الش--خص ألوليصوره، ومدى تأث مرة، فإذا ما فارقه فإنه يفتش في ذاكرت--ه عن ملمح من مالمح--ه، يس--تدني ب--ه صورته، ويقرب به هيئته، فال يجد إلى ذلك سبيال، إال أن هناك من له في القلوبن منه--ا بمج--رد رؤيت--ه، بم--ا مكان يتبوءه من أول وهلة، ومن ملك النفوس وتمك يتسم به من حسن الصورة، وبهاء الطلعة، وجمال الهيئة، واتس--اق الخل--ق فإن--ه

5

Page 6: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يجذب النفوس إليه بمقومات الجم--ال تل--ك بال فتن--ة، ف--إذا زي--د إلى ه--ذا طه--ارة السيرة، ونقاء السريرة، وسمو األخالق، ونبالة الطباع، وحسن الش--يم، ك--ان ل--ه في القل--وب فع--ل عجيب، فتنبعث من--ه إش--ارات نوراني--ة، وإش--عاعات روحاني--ة يتلقاها الرائي، فتتفجر فيه رغبة عارم--ة في أال تف--ارق ه--ذه اإلش--عاعات عيني--ه،

ذلك سبيل، إال أنه ال يفقد األمل، وخاصة أن الص--ورة ق--دإلى في ولكن ليس له انطبعت واس--تقرت في المخيل--ة، فيس--ترجعها بع--د الف--راق؛ ليس--تدني ص--احبه

ويستحضره. صلى الله علي--ه وهذا بالفعل كان حال الصحابة رضي الله عنهم مع رسول الله

وشخص--ه،ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فكل واحد منهم انفعل بصورة النبي وسلم، أو إن ش--ئت قلت: لقط--ةص--لى الل--ه علي--ه وس--لم،فكان له وصف دقيق للن--بي

لصورته وحاله، فهذا يلتقط صورة ل--ه على حال--ة معين--ة وفي وقت معين، وه--ذا يلتقط له أخرى في حالة أخرى ووقت آخر، وثالث.. وراب--ع.. فيص--ف ك--ل واح--د منهم تلك اللقط--ة على تل--ك الحال--ة في ذل--ك ال--وقت.. وهك--ذا تتع--دد اللقط--ات

والمشاهد، وليس هناك تباين في جوهرها. أما االختالف الظاهري الطفيف بين هذه اللقطات، فيرجع إلى اختالف الح--االت واألوقات وتعددها، إال أن هن--اك قاس--ما مش-تركا تلتقي في-ه ك-ل ه-ذه اللقط--ات جميعها، ومن هن--ا، يمكن الجم--ع بين اختالف الرواي--ات، ال--تي يب--دو من ظاهره--ا التعارض، بيد أن ه--ذا التع--ارض ال يلبث أن ي--زول إذا خ--رجت من ه--ذا المخ--رج، ومثل ذلك يتحق--ق في الرواي--ات المتعارض--ة ظ--اهرا، في ط--ول ش--عره، وص--فة

صلى الله عليه وسلم.حاجبيه، وأنفه يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: "رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وسلم هو عند ربه بالمكان الذي نعرفه له، وهو عند المؤمنين به بالمك--ان ال--ذي يرضى الله عن وجوده في نف--وس من آمن ب--ه، ورس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم حينما يتكلم المنصفون عن صفاته الخلقية، إنم--ا يتكلم--ون عن ص--دى م--ا استمالتهم صورته صلى الله عليه وسلم استمالة كانت قيد الن--اظر إلي--ه؛ أي إنة والطاق--ة ي ب lالناظر إليه كان يقيده كل حسن فيه، وم--ا ذل--ك إال ألن الطاق--ة الح القلبي--ة ال تجعالن لن--اظر إلى رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم مع--دى عن استدامة النظ--ر إلي--ه، والنظ--ر إلي--ه يعطي إش--عاعات اليقين، ويعطي إش--عاعاتا، اإليم--ان، وال--دليل على ذل--ك أن من رآه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ك--ان ص--حابي ومعنى ذلك أن للرؤية الذاتية تأثيرا في كيان الم--ؤمن برس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم، وكون الواصفين له يدققون الوصف له في أدق األشياء، ي--دل على أنهم لم يفlتهlم شيء من صفاته صلى الله علي--ه وس--لم، وإن اختل--ف الواص--فون في شيء فإنما ه--و اختالف اللقط--ات، أو اختالف التعب--ير عن اللقط--ات. ف--آالت التصوير - على س--بيل المث--ال - حينم--ا تص--ور إنس--انا، فعلى ق--درة ج--ودة اآلل--ة،

6

Page 7: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وعلى قدر قدرة ومهارة من يستعمل هذه اآللة تخرج الصورة طبق األصل، لكن الواصفين على كل حال يلتقون على أشياء، هذه األشياء تميزه صلى الل--ه علي--ه وسلم ببنية كامل--ة متكامل--ة، بحيث يك--ون للقلب من--ه غ--ذاء، وللعين من--ه غ--ذاء،

.3ولألذن منه غذاء". محمد متولي الشعراوي، الشمائل المحمدية، صاألمر الثاني:

واألم--ر الث--اني ال--ذي نري--د أن نش--ير إلي--ه، ه--و أن البش--ر متف--اوتون من ناحي--ة الجمال والكمال، أقصد جمال الصورة وحسنها، وكمال األخالق وتمامه--ا، فهن--اك من حlبي الصورة الحسنة والمنظر الوسيم، بيد أنه ال خالق له من سمو الخل--ق، وعلو الشيم، وهن--اك من قلت مس--حة جمال--ه، ونقص حظ--ه من روع--ة المنظ--ر وحسن الصورة، إال أن ذل--ك أخف--اه ك-رمl الش-مائل ونب--لl الطب--اع، وهن--اك من الن l--نص--يب ل--ه في ه--ذا وال ذاك، وآخ--ر ه--ذه القس--مة اإللهي--ة الحكيم--ة من حس منظره، وخلص جوهره، واتسق خلقه، وكمل خlلقه، فهذا ق--د جلس على ع--رش الجمال والكمال، ولبس تاج الجالل، وهذا الصنف األخ--ير ال يمثل--ه بين البش--ر إال س--يدهم جميع--ا؛ س--يدنا محم--د ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، ومن بع--ده األنبي--اء

والمرسلون عليهم الصالة والسالم. يقول الشيخ محمد الخضري رحمه الله: "فاعلم - أرشدني الل--ه وإي--اك، وه--دانا للصراط السوي - أن خصال الجالل والكمال في البشر نوعان: ضروري دنيوي،بl إلى lقر lحمد فاعله وي اقتضته الجبلة وضرورة الحياة، ومكتسب ديني: وهو ما ي

الله زلفى.ت--ه فأما الضروري: فما ليس للمرء فيه اختيار وال اكتساب، مثل ما كان في جبل صلى الله عليه وسلم من كمال الخلقة، وجمال الص-ورة، وق--وة العق--ل، وص--حة الفهم، وفصاحة اللسان، وقوة الحواس واألعضاء، واعت--دال الحرك--ات، وش--رفة القوم، وكرم األرض، ويلحق به ما تدعو ضرورة الحي--اة إلي--ه؛ من النسب، وعز

الغذاء والنوم والملبس والمسكن والمال والجاه.ة، واآلداب الش--رعية؛ من ال--دين أم--ا المكتس--بة األخروي--ة: فس--ائر األخالق العلي والعلم والحلم والصبر والشكر والعدل والزهد والتواض--ع والعف-و والعفة والج-ود والشجاعة والحياء والمروءة والصمت والتؤدة والوق--ار والرحم--ة وحlس--ن األدب والمعاشرة وأخواتها، وهي التي يجمعه--ا حlس--ن الخlل--ق". محم--د الخض--ري، ن--ور

.282/ 1اليقين في سيرة سيد المرسلين

األمر الثالث: أمر أخير نضعه بين يدي هذا الوصف، وه--و أن المس--لم في حاج--ة إلى معرف--ة الرسول صلى الله عليه وسلم حق المعرفة؛ ألنه مأمور باالقت--داء والتأس--ي ب--ه،

7

Page 8: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فكل الطرق إلى الله سبحانه وتعالى موصودة إال طريقه صلى الله عليه وسلم، ولن يصل المسلم إلى رضا ربه سبحانه وتعالى إال من خالل ال-دخول تحت راي-ة النبي صلى الله عليه وسلم، فتأتي أفعاله وأقواله وك--ل س--لوكه، موافق--ة له--دي

النبي صلى الله عليه وسلم. م العلماء أفعال النبي إلى ع-دة أقس-ام؛ ح-تىصلى الل-ه علي--ه وس-لم وقد قس

م--ه الل--هخحيكون المسلم على علم بما يقتدي بالرسول فيه، يقول الشوكاني رتنقسم إلى: صلى الله عليه وسلم في إرشاد الفحول: "اعلم أن أفعاله

- هواجس النفس والحركات البشرية؛ كتص--رف األعض--اء، وحرك--ات الجس--د،1 فهذا األمر ال يتعلق به أمر اتباع، وال نهي.

ة؛ كالقي--ام والقع--ود ونحوهم--ا،- ما ال يتعلق بالعب--ادات ووض--ع في--ه أم--ر الجبل2 ، وال به اقتداء، ولكنه يدل على اإلباحة عند الجمهور. فليس فيه تأس

ة إلى التش--ريع بمواظبت--ه علي--ه، على وج--ه- م--ا احتم--ل أن يخ--رج عن الجبل3 ا إذا وق--ع،معروف، وهيئة مخصوصة؛ كاألكل والشرب واللبس والن--وم وخصوص--

فيه اإلرشاد إلى بعض هيئات األكل أو الشرب أو اللباس أو النوم. كالوصال في الص--يام، والزي--ادةصلى الله عليه وسلم - ما عlلم اختصاصه به 4

على أربع في الزواج، فه--و خ--اص ب--ه ال يش-اركه ب--ه غ--يره". الش--وكاني، إرش--اد.74، 73 ص1الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول، ج وهدي--ه فيصلى الله علي--ه وس--لم، وفي هذا الوصف جملة من أفعال الرسول

اللباس والزين--ة واألك--ل والش--رب والن--وم والمش--ي.. إلى غ--ير ذل--ك مم--ا ينبغي للمسلم أن يقتدي بالرسول فيه، ويتأسى به؛ حتى يك-ون ممن ق--ال الل-ه تع-الى فيهم: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حس--نة لمن ك--ان يرج--و الل--ه والي--وم

[. 21اآلخر وذكر الله كثيرا" ]األحزاب: قطرات من بحر وصفه

ستتواتر القطرات هنا بما يش--بع في النفس ش--وقها إلى الح--بيب محم--د ص--لى الله عليه وسلم، وبما يتف--ق م-ع م-ا ص--ح من أوص-افه ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم، فلتتهيأ األذهان واألفهام لتتلقى هذه القطرات العذبة، ال--تي س--تحلو به--ا النفس،

ويصفو بها القلب بوقعها عند متلقيها. وهاك القطرات التي ضاق المقام عن أن نغترف أكثر منها، فق--د وض--عنا أي--ديناlجمل فيها في بحر وصفه صلى الله عليه وسلم، فخرجت بأربع قطرات عذاب، أ

وصفه إجماال بما اقتضته ضرورات الفصاحة والبالغة. القطرة األولى: وصف أم معبد:

هذا الوصف فاض ذكره بين العلماء، وانتشر خبره بينهم، وهو مروي في كتبهم،8

Page 9: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فقد رواه زمرة من الحفاظ، من رواية حزام بن هشام بن ح--بيش بن خال--د عن أبيه، عن جده صاحب رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم، وأخرج--ه القتي--بي عنوي من طرق أخرى كثيرة، lسليمان بن الحكم، بإسناده عن هشام بن حبيش. ور lخ--رج عن أس--ماء lخرج - أيضا - عن أبي معبد نفسه، وعنه عن أم معب--د، وأ وقد أ

بنت أبي بكر وأبي سليط األنصاري رضي الله عنهم. وأم معبد هذه صحابية جليلة، اسمها عاتكة بنت خالد بن خليد الخزاعية، وكنيت بابنها معبد، أما زوجها أبو معبد فقيل: إن اسمه أكثم بن الجون. وق--د ت--رجم ابن عبد البر وابن حجر ألبي معبد، بيد أنهما لم يسمياه، وقد ترجما ألكثم بن الجون،

، وانظر أيضا: االستيعاب177/- 7،- 61/- 1ولم يذكرا أنه أبو معبد. انظر: اإلصابة .141ص

وهذا الوصف الذي ذكرته أم معبد وصف جامع شامل، حوى من صفات الجمال ما يليق بالمصطفى صلى الل--ه علي--ه وس--لم، وينس--ب إلي--ه من جم--ال الرجول--ة العربية ما هو حقيق به، وسط من تفاخروا بصفاتهم ومحاسنهم، وهم لم يبلغ--وا - ولن يبلغوا - الدرجة التي استوى عليها الرسول ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فهم لديهم صورة مثالية للجمال العربي مlجمع عليها فيما بينهم، كل عنصر فيها يمثل غاية الجمال الذي تعارفوا عليه. فكانوا يحمدون الرجال والنساء به--ذه الص--فات الجمالية، ويدور عليها مدحهم وذمهم، وما كان لله تعالى أن يبعث رسوله ص--لى الله عليه وسلم بين قوم يتمادحون بتلك الصفات، وال يكون ل--ه النص--يب األك--بر

منها. اتها ولقد أصابت أم معب--د وأج--ادت؛ أص--ابت من جه--ة فص--احتها، كغيره--ا من لد

الالتي جمعن أدوات البيان والتبيان، وأجادت من جه--ة لمس-ها الص--فات الخلقي--ة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم من أول وهلة رأته فيها، فكأنها أمسكت بين ي-ديها آل-ة تص--وير والتقطت لرس--ول الل-ه ص-لى الل-ه علي-ه وس-لم لقط--ة حي-ة،

ووصفته لزوجها من خاللها. وإني ألعجب لتلك المرأة التي لم يلبث الرسول صلى الله علي--ه وس--لم عن--دها إال يس--يرا، كي--ف اس--تطاعت في ه--ذا ال--وقت اليس--ير أن تلم بعناص--ر الص--ورة الشريفة ومكوناتها، فتخرج وصفا دقيقا، ينطبق على الموصوف انطباق الصورةlعزى إلى جودة اآلل--ة ال--تي اس--تعملتها الضوئية على صاحبها؟! ولعل هذه الدقة تlب--ارون فيه--ا؛ وهي الفص--احة والبالغ--ة في فن أم معبد، وهي آلة كان الع--رب ال ي

ممناالوصف، حتى إن بعض--هم - ومنهم أم معب--د، وهن--د بن أبي هال-ة، وغيرهم- وصف النبي صلى الله عليه وسلم - كانوا معروفين بكمال وصفهم ودقة نعتهم.lع--زى إلي--ه إج--ادة أم معب--د وص--ف الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وأمر آخر يمكن أن ي وسلم، وهو أنه صلى الل--ه علي--ه وس--لم عن--دما ك--ان يق--ف أص--حابه بين يدي--ه أو يتحدثون إليه، ال يلبث النور المحمدي يفيض، فيعم األرجاء ويمح--و من نفوس--هم

9

Page 10: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الظالم الدامس، فتنطبع في قلوبهم صورته الشريفة، ال تفارق عيونهم، وال تبرح خي--الهم، فيتمثلونه--ا في ك--ل وقت وحين، عن--دما يغيب ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم

عنهم، أو يغيبون عنه. كما أن شعاع صورته البهي--ة إذا طالعت--ه عين من يجلس إلي--ه ألول م--رة، تج--ده

على عقل--ه وقلب--ه عن--دما تتف--ارقت--نزل في مخيل--ة جليس--ه منزل--ة س--امية، تلحاألبدان، فيستحضر صورته ويتمثل هيئته، وكأنه رآه منذ زمن طويل.

فهاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصفه يقع في النفس موقع قط--رات الماء الفرات عندما يصادف النفوس الظمأى، ستجد الص--فات كله--ا ص--فات من بلغ منزلة سامقة في الجمال والجالل، ال تض--ارعها منزل-ة، وال يس-مو إليه--ا أح-د من البشر، وهي كلها تدور في فلك بشري ال تدور معها صفات أحد من البش--ر؛

ألنها بلغت درجة الكمال البشري.lروى أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه وم--واله ع--امر بن ي

وا على خيم--ةا فهيرة، ودليلهم الليثي عبد الله بن أريقط خرجوا من مك--ة، وم--ر--اء: امرأة عجوز تسمى أم معبد، وكانت برزة جلدة، جل--دة: ص--لبة. تحت--بي االحتب هو أن يضم اإلنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليه--ا, وقد يكون االحتباء باليدين ع--وض الث-وب. بفن-اء القب-ة، القب--ة: الخيم-ة الص-غيرة أعاله--ا مس--تدير, أو البن--اء المس--تدير المق--وس المج--وف. ثم تس--قي وتطعم،

مرملينفسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئا، وكان القوم نة؛ وهي الج---دب م---رملين: نف---د زادهم. مس---نتين مس---نتين: داخلين في الس---

. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كس--ر الخيم--ة،والمجاعة فقال: "ما هذه الشاة يا أم معبد؟". قالت: ش--اة خلفه-ا الجه-د عن الغنم. فق-ال رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم: "ه--ل به--ا من لبن؟". ق--الت: هي أجه--د من--ا ذل--ك. ق--ال: "أت--أذنين أن أحلبه--ا؟". ق--الت: ب--أبي أنت وأمي، إن رأيت به--ا حلب فاحلبها. فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسح بيده ضرعها، الضرع في البهائم وذوات الخف كالثدي في المرأة. وسمى الله - ج--ل ثن--اؤه - ثم دع--اعت م--ا بين رجليه--ا، وباع--دت ألم معبد في ش--اتها، فتف--اجت علي--ه تف--اجت: وس-- إحداهما عن األخرى، وه--ذا ه--و س--لوك الش--اة عن--د الحلب. ودرت درت: ص--بت اللبن. واج-ترت اج-ترت: أخ--رجت الج-رة من جوفه-ا إلى فمه--ا لتمض-غها، وه-ذا الفعل يقع من اإلبل والغنم الممتلئتين علفا. فهذه الشاة صارت تجتر مع ما هي

رويهم ش--ربهl--فيه من ضعف وجهد. فدعا بإناء ي--ربض الره--ط، ي--ربض الره--ط: ي--ربض الغنم على األرض إذا ح--تى يقع--وا على األرض من ثقلهم، فيربض--وا كم--ا ت شبعت ونامت. والرهط: ال واح--د ل--ه من لفظ--ه، وه--و من الثالث--ة إلى العش--رة.وض نح--و نص--ف l--ريض: ي--رويهم بعض ال--ري. وال--ر lريض الره--ط. ي lروى: بإناء ي وي قربة. وأراض الحوض: إذا صب فيه من الماء ما يواري أرضه. وقيل: هو م--أخوذ

10

Page 11: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

من الروضة، وهو الموضع الذي يستنقع فيه الماء، ومنه قوله في ه--ذا الح--ديث: فشربوا حتى أراضوا علال بعد نهل. أي: ارتووا من الشرب مرة بعد مرة، فالنهلا، أي: كان لبن الشاة هو الشرب األول، والعلل هو الشرب الثاني. فحلب فيه ثج يسيل من ضرعها كالتي امتألت لبنا وسمنا. ح--تى عاله البه--اء، أي: بري--ق رغ--وةمال. lروى: حتى عاله الث اللبن بعد امتالء اإلناء. وأصل البهاء الحسن والنضارة. وي والثمال: جمع ثمالة، وهي رغوة الحليب. ثم سقاها حتى رويت، وسقى أص--حابه

أي: ارت--ووا من الش--ربحتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا علال بع--د نه--ل، --ا بع--د ب--دء،مرة بعد مرة. فالنهل الشرب األول، والعلل الثاني. ثم حلب فيه ثاني

بعد أي: بعد الحلبة األولى. حتى مأل اإلناء ثم غادره أي: تركه. عندها، ثم بايعه--ا، وارتحلوا عنه--ا. فقلم--ا لبثت ح--تى ج--اء زوجه--ا أب--و معب--د، يس--وق أع--نزا عجاف--ا،l-روى: تشاركن هlزال تش-اركن هl-زال: ش--ملهن اله-زال، فك-أنهن اش--تركن في--ه. وي تساوكن هl--زال. أي: يمش-ين مش--يا ض--عيفا. والتس--اوك ه-و التماي--ل من الض--عفا، ومن ش--دة م--ا هي وي أيضا: يتتاركن هزال. أي: يترك بعضهن بعض-- lوالهزال. ور فيه من الضعف تتخلف بعضهن عن بعض. وفي رواية أخرى: تساوقن هزال. أي: يسوق بعضها بعضا، ويتأخر عن--ه. ض--حا مخهن قلي--ل، ق--ال أب--و موس--ى الحاف--ظ األصفهاني: هذه اللفظ-ة ك-انت تنب--و عن قل-بي، ف-إن وقوعه-ا بين ص--فات الغنم بعيد، وكان يغلب على ظني أنه تصحيف، ومن الرواة من أسقطها من الح--ديث، حتى وجدت الحافظ أبا أحمد العسال رواه في معجمه بإسناده، فق--ال: يتت--اركن هزال مخاخهن قليل. وال أظن الصحيح إال كما رواه. والمخاخ جمع المخ، كالحباب في الحlب، فيكون قد صحفت "مخا" بض--حا، وي--دل علي--ه أن--ه مكت--وب في أك--ثر النسخ باأللف. ومما يبط--ل ض--حا أنهم ك--انوا عن--دها في القائل--ة، يق--ول اله--اتف: رفيقين قاال خيمتي أم معبد. وزوجها إنما جاء بعد مسيرهم، فكيف يكون مجيئ--ه ضحا؟! فلما أن رأى أبو معب--د اللبن عجب، وق--ال: من أين ل--ك ه--ذا اللبن ي--ا أم معبد، والشاة عازب أي: بعي--د. حي--ال حي--ال: جم--ع حائ--ل، وهي الش--اة ال--تي لما. وال حل--وب؟! ل: جم--ع حائ--ل أيض-- ل. حي وي حي lتحم--ل، فال يك--ون به--ا لبن. ور الحلوب: الشاة التي تحلب. وlروي: وال حلوبة في البيت. فقالت: ال والله، إال أنهفيه لي ي--ا أم معب--د. مر بنا رجل مبارك، من حاله كذا وكذا، فقال أب--و معب--د: ص-- فقالت: رأيت رجال ظاهر الوض--اءة، أي: الحس--ن والجم--ال. متبلج الوج--ه، األبلج الوج--ه والمتبلج: الحس--ن المش--رق المض--يء. ولم ت--رد ب--ه بلج الح--واجب أي:lجل-ة، البياض بين الح-اجبين؛ ألنه-ا وص--فته بأن--ه أق-رن. حس-ن الخل-ق، لم تعب-ه ثجلة: عظم البطن م--ع اس--ترخاء أس--فله. وفي رواي--ة ب--النون والح--اء المهمل--ة الثحل-ة بمع-نى lحلة(، النحول: الدقة وض--عف ال-تركيب. بي--د أنهم لم يس-تعملوا الن )نlه( بدال من )لم تعبه(. أي: لم تغلب عليه حتى النحول. وفي رواية أخرى: )لم تعلقلة: قلة، الص-- l--زر اإلزراء: التهاون بالش--يء واالحتق--ار ل--ه. ب--ه صl عرف بها. ولم ت طول الصقل، وهو الخصر ومنقطع األضالع من الخاص--رة. وقي--ل: ض--مره وقل--ة

11

Page 12: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قلة بالس--ين l--روى س--l لحمه، من قولهم: ص--قلت الناق--ة إذا أض--مرتها بالس--ير. وي المهملة، وهما بنفس المعنى، على إبدال الصاد سينا؛ ألجل الق--اف. وفي رواي--ةعلة الدق--ة في الب--دن علة: ص--غر ال--رأس. وق--د تك--ون الص-- علة، الص-- l--أخ--رى: ص والنحول. والمعنى أن--ه ليس بعظيم البطن، وال منتفخ الخص--ر، وال ض--امره ج-دا، وال صغير الرأس، فال عيب في صفة من صفاته، وال ينسب إليه عيب صلى الل--ه

: الحسن القسمة وهو الوجه. وقي--ل:القسيمالوسيمعليه وسلم. وسيما قسيما، م الوج--ه وقس--يم الوج--ه، ك--أن ك--ل هو من القس--ام، أي: الجم--ال. ورج--ل مقس-- موضع فيه قد أخذ من الحسن والجمال قسما، فهو كله جمي--ل، لم يكن في--ه م--اlس--تقبح. في عيني--ه دعج، ال-دعج: ش--دة س--واد حدق--ة العين م--ع اتس-اعها. وفي ي أش--فاره األش--فار: ح--روف األجف--ان ال--تي ينبت عليه--ا ش--عر الح--اجبين. غط--ف، الغطف: يروى بالغين ويريد به الطول، وأصله من الغط--ف وه--و: س--عة العيش. ويروى بالعين المهملة )عطف(: وه--و انعط--اف ش--عر األجف--ان لطوله--ا. وي--روى بالواو: )وطف(: وهو كثرة ش--عر العين واس--ترخائه، فاش--تركت الرواي--ات الثالث

والمشهور من ه--ذه الرواي--ات، رواي--ة الغين المعجم--ة،.في طول شعر األجفانlحة حل: ص-وت في--ه ب حل، الص- وأرادت باألش--فار ش-عر األش-فار. وفي ص--وته ص-ة، وهو يستحسن؛ لخلوه من الحدة المؤذية للس--مع. وغلظ، ال يبلغ أن يكون جlش

lروى: صهل بالهاء، من الص--هيل، وه--و ص--وت الف--رس، عن--دما يص--هل بش--دةووي وقوة. وفي عنقه سطع، السطع: طول العنق، وأصله من س--طوع الن--ار، بمع--نى ارتفاع لهيبها. وفي لحيته كثافة، الكثافة في الشعر: اجتماع--ه والتفاف--ه وكثرت--ه.l--روى: كثاث--ة. الكثاف--ة والكثاث--ة بمع--نى واح--د. أزج أق--رن، األزج: المتق--وس وي الحاجبين في طول وامتداد. واألقرن: المتصل رأسي حاجبي--ه. إن ص--مت فعلي--ه الوقار، الوقار: الرزانة والحلم والهيبة. وإن تكلم سما وعاله البهاءl، أجمل الناسن وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحاله من قريب، حلو المنطق، فص--ل، الفص--ل: البي--زر وال ه--ذر، ك--أن منطق--ه خ--رزات الظاهر، الذي يفصل بين الحق والباطل. ال ن الخرز: حبات تنظم في عقد تضعه المرأة في رقبتها لت--تزين ب--ه. نظم يتح--درن،

بعة من الرجال: ما بين الطويل والقصير وكان ميله إلى جانب الطول. ربعة، الر أكثر من ميله إلى جانب القصر، فلم يكن في حد الربعة غير متجاوز ل--ه، فجع--لl--روى: ال ي--ائس ذلك القدر من تجاوز حد الربعة عدم اليأس من بعض الطول. وي من طول بمعنى آيس، وه-و فاع--ل بمع--نى مفع-ول؛ أي: مي--ؤوس من-ه؛ إلف--راط

l--روى: ال ب--ائن من ط--ول. أي: ال يج--اوز الن--اس ط--وال. وفي رواي--ة: ال. وطوله يlبغض لف--رط طول--ه، ومن--ه ج--اءت رواي--ة من روى: ال نؤlه من ط--ول. أي: ال ي تش--ر، أي: ال تحتق--ره ى من طول. ال يأس من طول، وال تقتحم--ه عين من قص-- lتشن ي العيون لقصره فتتركه وتج--اوزه إلى غ--يره، ب--ل تقبل--ه وتق--ف عن--ده. غص--ن بين غصنين، فهو أنضر الثالثة منظرا، أنضر الثالثة منظرا أي: أحس--نهم وأبه--اهم، من النضارة؛ أي: الحسن والنعمة. والثالثة: هم رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم،

12

Page 13: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فقاء يحlفون ب--ه، lوأبو بكر رضي الله عنه، وعامر بن فهيرة. وأحسنهم قدرا، له ر حف به: استدار حوله وأحدق به. إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تب--ادروا ألم--ره، محفود محشود، المحفود: المخدوم. والمحشود: الذي يجتمع الن--اس حول--ه. أي:l--روى بالس--ين المهمل--ة. من كان أصحابه يحيطون به، ويجتمعون على خدمته. وي

، فمن أولى أن يحسد ممن تكاملت في--ه مث--ل ه--ذه األخالق ال!الحسد. فإن صحد: المنسوب إلى الجهلب. عابس وال مفند. العابس: الكالح الوجه المقط والمفن

وقلة العقل، من الفند أي: الخرف. قال أبو معبد: ه--و - والل--ه - ص--احب ق--ريشlكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، وألفعلن إن وجدتlكر لنا من أمره ما ذlالذي ذ

إلى ذلك سبيال. قال: فأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الص--وت، وال ي--درون من ص--احبه، وه--و

يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قاال قاال: من القيلولة، وهو ال--نزول في

القائلة عند شدة الحر؛ لالستراحة والنوم وغير ذلك. خيمتي أم معبد هما نزالها بالهدى واهتدت به = فقد فاز من أمسى رفيق محمد

به من فعال ال يجازى وسؤدد = فيا لقlصي ما زوى الله عنكمومقعدها للمؤمنين بمرصد = ليهن بني كعب مقام فتاتهمفإنكمو إن تسألوا الشاة تشهد = سلوا أختكم عن شاتها وإنائهاله بصريح ضرة الشاة مزبد = دعاها بشاة حائل فتحلبتيرددها في مصدر ثم مورد = فغادرها رهنا لديها لحالب

13

Page 14: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وزاد في رواية: فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد

وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله وأعطى برأس السابح المتجرد قال: فلما سمع حسان بن ثابت األنصاري رضي الل--ه عن--ه ش--اعر رس--ول الل--ه

صلى الله عليه وسلم هذا الشعر، نشب يجاوب الهاتف، وهو يقول: لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم = وقدس من يسري إليهم ويغتدي

ترحل عن قوم فضلت عقولهم = وحل على قوم بنور مجددهداهم به بعد الضاللة ربهم = وأرشدهم، من يتبع الحق يرشدوهل يستوي ضالل قوم تسفهوا = عمايتهم هاد به كل مهتد

وقد نزلت منه على أهل يثرب = ركاب هدى حلت عليهم بأسعدنبي يرى ما ال يرى الناس حوله = ويتلو كتاب الله في كل مسجد

وإن قال في يوم مقالة غائب = فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغدlسعد اللهl يسعد ليهنأ أبا بكر سعادةl جده = بصحبته، من يليهنأ بني كعب مقام فتاتهم = ومقعدها للمؤمنين بمرصد

رواه الح--اكم في المس--تدرك، والط--براني في المعجم الكب--ير، وق--ال ال--ذهبي: البيت؟ قالت: ال والله, إال أنه مر بنا رج--ل مب--ارك, من حال--ه ك--ذا وك--ذا.صحيح.

فقال زوجها: صفيه يا أم معبد, فوصفته له وصفا دقيق--ا في كالم طوي--ل. فق--الأبو معبد: هذا والله صاحب قريش, الذي ذكر لنا من أمره في مكة.

القطرة الثانية: وصف هند بن أبي هالة: هذه القطرة الثانية س--الت عذب--ة من بين ش--فتي هن--د بن أبي هال--ة، ربيب بيت النبوة، واسمه هند بن أبي هالة شماس، وقيل: نباش، وقيل: مالك بن نباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سالمة بن غlوي بن ج--زرة بن أس--يد بن عم--رو بن تميم، حليف بني عبد الدار بن قصي األسدي التميمي. أم--ه خديج--ة بنت خويل--د، خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو زينب ورقي--ة وأم كلث--وم وفاطمة الزهراء ألمهن. قال أبو عمر في "االس--تيعاب": ك--ان هن--د بن أبي هال--ة فصيحا بليغا وصافا، وصف رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فأحس--ن وأتقن،lوlفي قتيال يوم الجمل مع علي رضي الله عنه، وهو خال ابنيه الحسن والحسين ت

– رضي الله عنهما.نه من وص--ف الح--بيب محم--د ص--لى الل--ه بلغ هند من الفصاحة والبيان مبلغا مك عليه وسلم، وكيف ال يصفه وهو زوج أمه السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - ولم ال ين--ال ه--ذا الش--رف وه--و ربيب من أرب--اب ال--بيت النب--وي، ول--ه من

14

Page 15: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ملكات البيان، وأدوات البالغة والتبيان ما يؤهله لتلك المنزلة. كان وصف هند دقيقا غاية الدقة، وشامال للجانب الخلقي والخlلlقي للنبي ص--لى الله عليه وسلم، وحاويا من فص--احة الكالم وفوائ--د اللغ--ة، م--ا دف--ع العلم--اء من أمثال أبي عبيد القاسم بن سالم وابن قتيبة، إلى شرح غريب ألف-اظ حديث--ه في

وصف النبي صلى الله عليه وسلم. عن الحسن بن علي – رضي الله عنهما - قال: سألت خالي هند بن أبي هال--ة -

، وأنا أشتهي أن يص--ف لي منه--ا ش--يئا أتعل--ق ب--ه، وكان وصافا - عن حلية النبي الفخم المفخم:فقال: كان رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فخم--ا مفخم--ا،

. وأص--ل الفخم:مهيبامlهيباالعظيم المعظم في العيون والصدور؛ أي: ك--ان جميال الض--خم، لكن--ه لم يكن ض--خما، وإنم--ا أراد ب--ه التعظيم، يق--ال: رج--ل فخم. أي:lه وامتالؤه، مع الجمال والمهابة. lبل عظيم القدر. وقيل: الفخامة في الوجه، هي ن

من الش--هر،ةليلة الب--در: الليل--ة الرابع--ة عشريتألأل وجهه تأللؤ القمر ليلة البدر، ، المربوع: المعتدل القامة، وسطا أطول من المربوعوفيها يستكمل البدر نوره.

المشذب: الطوي--ل الب--ائن الط--ول، وأقصر من المشذب، بين الطويل والقصير.عفها؛ أي: ذب عنه--ا س-- l--خل--ة الطويل--ة ال--تي ش مع نقص في لحمه، وأصله من النlفحش طولها في مرأى العين. وأكثر م--ا يق--ال المش--ذب في قت، في قlطعت وفlر طول ال عرض له؛ أي: ليس بنحيف طويل، بل طوله وعرضه متناسبان على أتم

ج--ل: ال--ذي ليس رج--ل الش--عر، ، الهامة: الرأس. عظيم الهامةصفة. عر الر الش--lه شديد الجعودة، وال شديد السبوطة، بل بينهم--ا. ت ة: إن انف--رقت عقيص-- العقيص--

عر المجموع كهيئة المضفور، من العقص بمعنى اللي والعط--ف. وقي--ل: هي الشlروى: إن انفرقت عقيقته العقيقة في األص--ل: عر إذا عlقصت. وي الخlصلة من الشميت العقيق--ة المس--نونة l--الشعر الذي يخرج على رأس الصبي حين يولد، وبه س في الذبح عن المولود، إذا حلق شعره بعد سبعة أي--ام من مول--ده، وك--ان تركه--احا ولؤما. وإنما سمي شعر النبي عقيق--ة؛ ألن--ه منه--ا، ونبات--ه من lعندهم عيبا وش أصولها، كما سمت العرب أشياء كثيرة بأسماء ما هي من--ه أو من س--ببه، وذهب بعض األئم--ة إلى أن العقيق--ة في ه--ذا الح--ديث تص--حيف؛ ف--إن أك--ثر الرواي--ات:

االنفراق: مطاوع فرق: إذا فصل بين الشيئين. أي: كان ال يفرق فرق، العقيصة.ق شعره بعدما جمعه وعقصه. شعره، إال أن ينفرق هو بنفسه، كأنه يريد أن يفرقه: إذا ترك كل شيء منه في منبته منح--درا على حالت--ه؛ يقال: فرق شعره وفر ألنه إذا كان معقوصا، فموضعه الذي يجمعه في--ه ح--ذاء أذني--ه، ثم يرس--له هن--اك. قال القتي-بي: ك-ان ه-ذا في ص-در اإلس-الم، يق-ال: إن-ه ك-ان يحب موافق-ة أه-ل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بأمر، فسدل شعره ما شاء الله؛ موافقة ألهل الكتاب،

وفره: أي: وإال فال يج--اوز ش--عره ش--حمة أذني--ه إذا ه--و وفره، ثم فرق بعد ذلك. أعفاه من الفرق. يعني أن شعره إذا فرقه تجاوز شحمة أذنيه، وإذا ت--رك فرق--ه

الل--ون األزه--ر: األبيض أزهر الل--ون، لم يجاوزها. وشحمة األذن: طرفها األسفل.15

Page 16: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ر، وه--و أحس--ن األل--وان، وليسالممتلئ هر: البياض ال--ني هرة والز المستنير، والز ، الجبين: ما عن جانبي الجبهة من مق--دم ال--رأس.واسع الجبينبالشديد البياض.

جج: دقة الحاجبين وس--بوغهما إلى مح--اذاة العين، م--ع تق--وسأزج الحواجب، الزlهي عنه. وأزج الحواجب: دقت حواجب--ه في فا، وقد ن خلقة، وقد تفعله النساء تكل

القرن: أن يلتقي طرفاهم--ا مم--ا يلي أعلىسوابغ في غير قرن، حال سبوغهما. األنف، وهو غير محمود عند العرب، ويستحبون البلج، وهو بياض ما بين رأسيهمابغا وامت--دا ح--تى ك--ادا يلتقي--ان ولم l--وخلوه من الشعر. والمراد أن حاجبيه ق--د س يلتقيا. ونفي القرن هو الصحيح في صفته، دون ما وص--فته ب--ه أم معب--د، ويمكن الجمع بينهما على أنه لم يكن باألقرن حقيق--ة، وال ب--األبلج حقيق--ة، ب--ل ك--ان بين حاجبيه فlرجة يسيرة، ال تتبين إال لمن حقق النظر إليها، كما ذكر في صفة أنف--ه،. والس--وابغ: جم--ع س--ابغ، وه--و ، ولم يكن أش--م فقال: يحسبه من لم يتأمله أشم

ه الغض--ب، التام الطويل. وسبوغ الدرع: سعتها وتمامها. l--در بينهم--ا بينهما عرق ي عرق يدره الغضب: أي يحركه ويظهره، فكان إذا غضب امتأل ذل--ك الع--رق دم--ا،ت الم--رأة ، فيظه--ر ويرتف--ع. وقي--ل: ه--و من أدر --ا إذا در رع لبن كم--ا يمتلئ الض--

، العرنين: األنف. والقنا: طول األنف أقنى العرنينالمغزل؛ إذا فتلته فتال شديدا. ل--ه ن--ور يعل--وه، يحس--به من لمودقته ودقة أرنبته، مع ارتفاع في وسط قص--بته.

: ارتفاع رأس األنف، وإش--راف األرنب--ة قليال، واس--تواء أعلىيتأمله أشم lمم ، الشlحسب لحسن قناه قبل التأمل أشم، فليس بف--احش مف--رط، القصبة. أي: كان ي

مم. : الك--ثيف الم--تراكب، من كث اللحي--ة،بل يميل يسيرا إلى الش الش--عر الكثlو وارتف--اع، سهل الخدين، غير طول وال رقة. lت سهل الخدين: أي: ليس في خده ن

من سهل األرض، ضد حزنه--ا. وقي--ل: أراد أن خدي--ه أس--يالن؛ قليال اللحم، رقيق--ا الضليع الفم: الواسع العظيم، وكانوا يذمون صغر الفم. وقال ضليع الفم،الجلد.

ة في الش--فتين وغلظ--ة فيهم--ا. والض--ليع في األص--ل ال--ذي أبو عبي--د: أحس--به جل عظمت أضالعه واتس--ع جنب--اه، ثم اتس--ع في--ه فاس--تعمل في ك--ل عظيم وإن لم

الشنب: رقة األسنان ودقتها، وتحدد أطرافها. وقي--ل: ه--و أشنب، يكن ثم أضالع. بردها وعذوبتها. ومنه قولهم: رمانة ش--نباء. وهي العذب--ة الطعم، الكث--يرة الم--اء.نب، فأخرج حبة رمان، وق--ال: ه--ذا ه--و الش--نب. ئل رؤبة بن العجاج عن الش lوس

ج األس--نان، الف--رق: فرج--ة بينو الفلج: تباع--د م--ا بين الثناي--ا والرباعي--ات. مlفلبة،األسنان. lة. دقيق المسر ر بة: ما دق من شعر الص--در، س--ائال إلى الس-- lالمسر

الجيد: العنق. الدمي--ة: الص--ورة المص--ورةكأن عنقه جيد دlمية في صفاء الفضة، اعت--دال الخل--ق: تناس--ب األعض--اء واألط--راف،معتدل الخلق،في جدار أو غيره.

وأال تكون متباينة مختلفة في الدقة والغلظ، والصغر والك--بر، والط--ول والقص--ر.--ا متماس--كا، الب--ادن: الض--خم الت--ام اللحم. المتامس--ك: ال--ذي لحم--ه ليسبادن

بمسترخ وال متهدل. ولما وصفه بالبدان--ة أتبعه--ا بالتماس--ك، ك--أن لحم--ه الكتن--ازهمن االس--ترخاء. ا؛ ألن الغ--الب على الس-- س--واءواص--طحابه يمس--ك بعض--ه بعض--

16

Page 17: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

سواء البطن والصدر: متساويهما. يعني أن بطنه غير خ--ارج ب--لالبطن والصدر، ع--ريض الص--در، بعي--د م--ا بينمساو لصدره، وصدره عريض، فهو مساو لبطن--ه.

--بين، lع--د م--ا بينهم--ا ي--دل على س--عة الص--درالمنك المنكب--ان: أعلى الكتفين. وبlردوس، وهو رأس كل عظم كب--ير، ضخم الكراديس، والظهر. الكراديس: جمع ك

وملتقى كل عظمين ضخمين؛ كالمنكبين والمرفقين والوركين والركبتين، ويري--ددبه ضخامة األعضاء وغلظه--ا. د والمlتجر أن--ور المlتج--ر ف عن--ه، المlج--ر lش-- د: م--ا ك

ر.الثوب من البدن. أي: كان مشرق الجسد، ني ي ر اللون، فوضع األنور موض--ع النة ب ة: الوهدة التي في أعلى الصدر، في أسفل الحل--ق بينموصول ما بين الل ب الل

رقlوتين. ة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما س-وى ذل-ك،الت ر والس عاري الثديين والبطن مما سوى ذل--ك، أي: إن ثديي--ه وبطن--ه ليس عليهم-ا ش--عر

بة، الذي جعله يجري كالخ--ط. lأش--عر ال--ذراعين والمنك--بين وأع--اليسوى المسر ندين ندان: العظمان اللذان يليان الك--ف من ال--ذراع، رأسالصدر، طويل الز ، الز

ر. ، الراح--ة: الك--ف. رحب الراحةأح--دهما يلي اإلبه--ام، ورأس اآلخ--ر يلي الخنص-- ورحبها: سعتها. وهو دليل الجود مستعارا، كما أن ضيقها وص--غرها دلي--ل البخ--ل.

بط القص--ب، ب: ك--ل عظم أج--وف في--ه مخ.س-- ثن الكفين والق--دمينالقص-- ، ش--ثن: الغليظ األطراف واألص--ابع. س--ائل األط--راف، كونه--ا س--ائلة أي: ليس--ت الشl-روى: س--ائن األط--راف. بطة. وي بمتعقدة وال متجعدة، فهي مع غلظه-ا س-هلة س--

ين، بالنون على اإلبدال. األخمص من أو قال: شائل األطراف. خlمص--ان األخمص-- القدم: الموضع الذي ال يصل إلى األرض منها عن--د ال--وطء، والخlمص--ان: المب--الغ

مسيح القدمين ينب--ومنه. أي: ذلك الموضع من رجله شديد التجافي عن األرض. القدمان المس--يحتان: اللت--ان ظاهرهم--ا ممس--وح غ--ير متعقد، ف--إذاعنهما الماء،

إذا زال زالصب عليهما الماء مر سريعا؛ لمالستهما فينبو عنهما الماء وال يقف.lلف في ضبط هذه اللفظة، فقال الهراوي: قرأت هذاقلعا ، إذا زال زال قلعا: اخت

الحرف في كتاب غريب الحديث البن األنباري: "قلعا" بفتح القاف وكس--ر الالم، وكذلك قرأته بخط األزهري. قال: وهذا كما جاء في حديث آخر: كأنما ينحط منع من األرض قريب بعضه من بعض. أراد أن--ه قل صبب. واالنحدار من الصبب، والت كان يستعمل التثبت، وال يبين منه في ه--ذه الح--ال اس--تعجال ومب--ادرة ش--ديدة. وقد جاءت صفته في حديث آخر: إذا مشى تقلع. أراد به قوة مش--يه، وأن--ه ك--انا، ال كمن يمش--ي اختي--اال ويق--ارب خط--وه، ف--إن يرفع قدميه من األرض رفعا قوي ذلك من مشي النساء، ويوصفن به. وقيل: هو بفتح القاف وسكون الالم، مصدر بمعنى الفاعل. أي: إذا زال زال قالعا من األرض. ومنهم من يرويه بضم الق--اف

كفؤ: تماي--ل يخطو تكفياوسكون الالم، على أنه مصدر - أيضا - بهذا المعنى. ، الت الماشي إلى قدام، كما تتكفأ الس--فينة والغص--ن إذا هبت ب--ه ال--ريح، وأص--له من--ا غ--ير مهم--وز. وفي كفأت اإلناء: إذا أملته. والذي جاء في الرواية: يمش--ي تكفي

، الهون: المشي في رفق ولين، ويمشي هوناحديث آخر: إذا مشى تكفى تكفيا.17

Page 18: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

غ--ير مخت--ال وال معجب. وفي رواي--ة: ك--ان يمش--ي الهوي--نى. الهوي--نى: تص--غير ال--ذريع: الس--ريع. أي: إن--ه ذري--ع المش--ية، الهونى، تأنيث األهون، وهو من األول.

lظن أن هذا ض--د األول، وال تض--اد في--ه؛ كان واسع الخطو، فيسرع مشيه. وربما ي ألن معناه أنه كان مع تثبته في المش--ي يت--ابع بين الخط--وات ويوس--عها، فيس--بق

ينح--ط: يس--قط ويه--وي من مك--ان ع--ال. إذا مشى كأنما ينحط من صبب، غيره.بب: الموض--ع المنح--در من األرض. وذل--ك دلي--ل على س--رعة مش--يه؛ ألن والص--lوب. بالض--م ب المنحدر ال يك-اد يثبت في مش-يه. وفي رواي-ة: كأنم-ا يه-وي من ص-lص--ب والفتح، فبالضم جمع صبب، وهو المنح--در من األرض. وب--الفتح اس--م لم--ا ي

إذا التفت التفت جميع--اوإذا التفت التفت جميع--ا، على اإلنسان من ماء وغ--يره. أي: لم يكن يل--وي عنق--ه ورأس--ه إذا أراد أن يلتفت إلى ورائ--ه، فع--ل الط--ائش

lدير بدنه كله وينظر، وقيل: أراد أنه كان ال يس--ارق النظ--ر. خ--افضالعجل، إنما ي الط--رف: العين، مس--مى بالمص--در، وك--انت المالحظ--ة معظم نظ--رهالط--رف،

نظ--ره إلى األرض أط--ول من نظ--ره إلىوأك--ثره، وه--و دلي--ل الحي--اء والك--رم. نظره إلى األرض أطول من نظره إلى السماء تفس--ير لخفض الط--رفالسماء،

، جل الشيء: معظمه وأك--ثره. والمالحظ--ة: أن جل نظره المالحظةوالمالحظة.دغ واألذن، وال يح--دق إلى قها ال--ذي يلي الص-- ينظر الرجل بلحظ عيني--ه، وه-و ش--

، يس--وق يس--وق أص--حابهالشيء تحديقا، يق--ال: لح--ظ لحظ--ا، والح--ظ مالحظ--ة.س: lس أص--حابه. والن l--روى: ين lق--دمهم أمام--ه، ويمش--ي وراءهم. وي أص--حابه أي: ي

ا. ه ينسه نس ويبدأ من لقي بالسالم.السوق، وقد نس قلت: صف لي منطقه.

قال: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم متواص--ل األح--زان، دائم الفك--رة، تواصل أحزانه، ودوام فكره، وعدم راحته الهتمامه بأمر ال--دين،ليست له راحة،

lعث به، وكلف تبليغه، وخوفه من أم--ور اآلخ--رة. طوي--ل الس--كت، الوالقيام بما بدق، وه--ويتكلم في غير حاجة، يفتتح الكالم ويختمه بأشداقه، األشداق: جم--ع ش--

حبها وسعتها، والعرب تمت--دح ب--ذلك. lجانب الفم. وإنما يتكلم الرجل بأشداقه؛ لر وأما قوله في الح--ديث اآلخ--ر: "أبغض--كم إلي ي--وم القيام--ة المتش--دقون" ]رواه الطبراني[. فقيل: أراد المس--تهزئين بالن--اس، كال--ذي يل--وي ش--دقه بهم وعليهم. وقيل: أراد المتوسع في كالمه كبرا وعlجبا في غير احتي-اط واح-تراز. وقي-ل: ه-و

جوام--ع الكلم: هي ويتكلم بجوامع الكلم، أن يفتح فاه كله عند الكالم بملء فيه.lوتيت جوام--ع الكلم". يع--ني القليلة األلفاظ الكث--يرة المع--اني، ومن--ه الح--ديث: "أ

ن الظ--اهر المحكم فصال، ال فضول وال تقص-ير، القرآن. الق-ول الفص--ل: ه-و ال-بي الذي ال يعاب قائله وحقيقت-ه: الفاص--ل بين الح-ق والباط--ل، والص--واب والخط--أ.

--ا، والفضول من الكالم: م--ا زاد عن الحاج--ة وفض--ل. ال--دمث: الس--هل اللين دمث ،ليس بالجافي وال المlهينالخلق، وأصله من الدمث، وهي األرض اللينة السهلة.

الجافي: المعرض المتباعد عن الناس، من الجفاء: وهو ترك الصلة والبر. وقيل:18

Page 19: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الجافي: الغلي--ظ الخلق--ة والطب--ع، وق--د جف--ا أص--حابه يجف--وهم: إذا ق--اطعهم، أوl--روى بض--م الميم وفتحه--ا، فبالض--م من اإلهان--ة، وهي ن عليهم. والمهين: ي l--خش

راح. أي: ال يهين أحدا من أصحابه أو من الن--اس. وب--الفتح: ه--و مناإلذالل واالطغر، وق-د مهlن يمهن فه--و مهين. يعظم النعم--ة وإن دقت،المهانة: الحقارة والص--

اليعظم النعمة أي: ال يستصغر شيئا أوتيه وإن كان صغيرا. ودقت أي: ص--غرت. الذواق: اس--م م--ا ي--ذاق باللس--ان. أي: اليذم منها شيئا، ال يذم ذواقا وال يمدحه،

وال تغضبه الدنيا وال م--ا ك--ان له--ا، ف--إذا تع--وطييصف الطعام بطيب وال بشاعة. ، إذا تعوطي الحق لم يعرف--ه أح--د أي: إذا ني--ل من الح--ق أوالحق لم يعرفه أحد

ر عليهم، وخالف عادته معهم، حتى ال يكاد يعرفه lعlرض للقدح فيه، تنك أهمل أو ت ولم يقم لغضبه شيء ح--تىأحد منهم، وال يثبت لغضبه شيء حتى ينتصر للحق.

ينتصر له، ال يغضب لنفسه، وال ينتصر لها. إذا أشار أشار بكفه كله--ا، وإذا تعجب إذا تحدث اتص--ل أي: ك--ان يش--ير بكف--ه إلى حديث--ه،قلبها، وإذا تحدث اتصل بها،

فيض--رب بب--اطن راحت--هوتفسيره: فيضرب بباطن راحته اليمنى إبهامه اليسرى. أي: إذا غض--ب لم يكناليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأش--اح،

غض الطرف وإذا فرح غض طرفه،ينتقم ويؤاخذ، ويقنع باإلعراض عمن أغضبه. التبس-م: أق--ل جl-ل ض--حكه التبس-م،عند الفرح: دليل على نفي البط--ر واألش--ر.

: أي: يكش--ف عن--د التبس--م عن ويفتر عن مثل حب الغمام. الضحك وأدناه. يفتر أسنانه من غير قهقهة. والغمام: السحاب.

--ا، ثم حدثت--ه فوجدت--ه ق--د قال الحسن رضي الل--ه عن--ه: فكتمته--ا الحس--ين زمانا سبقني إليه، فسأله عما سألته عنه، ووجدته ق--د س--أل أب--اه – يع--ني س--يدنا علي

كل: بفتح الش--ين،رضي الله عنه - عن مدخله ومجلسه ومخرج--ه وش--كله، الش-- فلم يدع منه شيئا. وهو السيرة والطريقة.

قال الحسين رضي الله عنه: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم--ا ل--ه في ذل--ك، فك--ان إذا أوى إلىأوى: رج--ع.فقال: ك--ان دخول--ه لنفس--ه مأذون

أ دخوله ثالثة أجزاء: أ: قسم.منزله جز جزءا لله، وجزءا ألهله، وجزءا لنفسه،جز والجزء المختص بالل--ه تع--الى: ه--و اش--تغاله بعبادت--ه ومناجات--ه في ليل--ه ونه--اره. والج--زء المختص بأهل--ه: ه--و ال--وقت ال--ذي يص--حبهم ويعاش--رهم في--ه. والج--زء

أ ج--زءه بين--ه وبينالمختص بنفسه: هو الذي ال يتعبد فيه وال يعاشر أهله. ثم ج--ز ف--يرد ذل-ك على العام--ة بالخاص--ة،أي: قسمه قسمين بينه وبين الن--اس.الناس،

ف--يرد ذل--ك على العام--ة بالخاص--ة: أراد أن العام--ة ك--انت ال تص--ل إلي--ه في ه--ذاlخبر العامة بما سمعت من--ه، فكأن--ه أوص--ل الفوائ--د إلى الوقت، فكانت الخاصة ت العامة بالخاصة. وقي--ل: إن "الب--اء" في الخاص--ة بمع--نى "من"، أي: يجع--ل وقت

وال يدخر عنهم شيئا. العامة بعد وقت الخاصة، وبدال منهم.

19

Page 20: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وذكر مجلسه فقال: مجلس حلم وحياء، وكان من سيرته في ج--زء األم--ة إيث--ار أه--ل الفض--ل بإذن--ه، وقس--مه على ق--در فض--لهم في ال--دين، فمنهم ذو الحاج--ة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم فيما أص--لحهم واألم--ة عن ش--يء من مس--اءلتهم عن--ه، وإخب--ارهم بال--ذي ينبغي لهم، يق--ول ليبل--غ الش--اهد الغ-ائب، وأبلغ-وني حاج--ة من ال يس-تطيع إبالغي حاجت--ه، وإن-ه من أبل-غ س--لطانا

ت الله قدميه يوم القيام--ة، ال ي--ذكر عن--ده إالحاجة من ال يستطيع إبالغها إياه، ثب الرواد: جم--ع رائ--د، وه--و ال--ذيذلك، وال يقبل من أحد غيره يدخلون عليه روادا،

يتقدم القوم يكشف لهم حال الماء والمرعى قبل وصولهم. ال يف--ترقون إال عن ذواق: ض--رب ال--ذواق مثال لم--ا وال يف--ترقون إال عن ذواق،

ينالون عنده من الخير. أي: ال يتفرق--ون إال عن علم يتعلمون--ه، يق--وم لهم مق--ام ويخرج--ونالطعام والشراب؛ ألنه يحفظ األرواح كم--ا يحف--ظ الطع--ام األجس--ام.

ويخرجون أدلة: جمع دليل، أي: يدلون الناس بما قد علم--وه من--همن عنده أدلة. l--روى بال--ذال المعجم--ة، جم--ع وعرفوه. يريد أنهم يخرج--ون من عن--ده فقه--اء. وي ذليل. يريد ب--ه: يخرج--ون من عن--ده متواض--عين متعظين بم--ا س--معوا، من قول--ه تعالى: "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبون--ه أذل--ة على المؤم--نين" ]المائ--دة:

54.] قال: فسألته عن مخرجه، كيف كان يصنع فيه؟ فقال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم يخزن لسانه إال مما يع--نيهم وي--ؤلفهم، وال يف--رقهم وال ينف--رهم، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الن-اس، ويح-ترس منهم من غ-ير أن يطوي عن أحد بشره، وال خلقه، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عم--ا في الن--اس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل األمر غير مختلف، ال يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، ال يقصر عن الح--ق، وال يج--وزه ال--ذين يلون--ه من الن--اس، خي--ارهم خي--ارهم: أفض--لهم عن--ده أعمهم نص--يحة،

وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة. قال: فسألته عن مجلس--ه، ق--ال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ال يجلس وال يقوم إال على ذك--ر الل--ه، وال ي--وطن األم--اكن وينهى عن إيطانه--ا، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي ك--ل جلس--ائه بنصيبهم، ال يحسب جليسه أن أحدا أكرم علي--ه من--ه، من جالس--ه أو فاوض--ه في حاج--ة ص--ابره ح--تى يك--ون ه--و المنص--رف، ومن س--أله حاج--ة لم ي--رد إال به--ا أو--ا، وص--اروا بميسور من القول، قد وسع الناس منه بسطته وخلقه، فص--ار لهم أب في الحق عنده سواء، مجلس--ه مجلس حلم وحي--اء وص--بر وأمان--ة، ال ترف--ع في--ه

lؤبن فيه الحl--رم. أي: ال تق--ذف وت--رمى بعيب.األصوات، وال تؤبن فيه الحرم، ال ت--وا: l--وا أهلي" ]متف--ق علي--ه[. أبن ومنه حديث اإلفك: "أش--يروا علي في أن--اس أبن عابوهم واتهموهم. والحرم: جمع حرمة وهي المرأة، وما يل--زم اإلنس--ان حفظ--ه

20

Page 21: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lهl وصونه. lنثى فلتاته، أي: ال يتحدث عن مجلسه بهف--وة أو زل--ة، وال تنثى فلتات ال ت--وا: إذا أذعت--ه. --وت الح--ديث أنث--وه نث إن ح--دثت في--ه من بعض الق--وم. يق--ال: نثقطة. وقي--ل: معن--اه أن--ه لم يكن في--ه الفلتات: جمع فلتة، وهي ههنا الزل--ة والس--

lنثى. متعادلين، بل ك--انوا يتفاض--لون في--ه ب--التقوى متواض-عين، ي--وقرونفلتات فتالكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.

قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟ قال: كان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه سهل الخلق، لين الجانب،البشر: طالقة الوجه وبشاشته.دائم البشر، لم وسلم

l--ق.يءيئالفظ: الس--ليس بفظ، ل lخاب: فعال من وال غلي--ظ وال ص--خاب الخ ، الص--l--روى بالس--ين والص--اد الصخب، وهو الضجة، واضطراب األص--وات والخص--ام، وي

اب على اإلب--دال. اب: على وزن فعال للمبالغ--ة، وال فحاش وال عي الفحاش والعي وال مداح، متغاف--ل عم--ا المن الفحش في القول، وعيب الناس، والوقيعة فيهم.

"وال ي--ؤيس من--ه، وال يخيب في--ه": قولهس منه، وال يخيب في--ه،نييشتهي، وال يؤ كذا عن--د الط--براني في الكب--ير وابن الج--وزي في ص--فة الص--فوة وأبي نعيم في

الترمذي في الش--مائل والص--نعاني في س--بل اله--دىمعرفة الصحابة، وورد عند بمع--نى أن من يطلب المص--طفى"ال يؤيس منه راجيه، وال يخيب فيه": والرشاد

والل--هلحاجته ويرجوه لها ال ييأس من إجابته وال يتوقع من--ه أن يخيب ظن--ه في--ه. أعلم.

منالن--اس نفس--ه قد ترك نفسه من ثالث: المراء واإلكثار ومما ال يعنيه، وترك ره، وال يطلب عورته، وال يتكلم إال فيما رجا ثواب--ه، ثالث: كان ال يذم أحدا وال يعي

اإلط--راق: خفض ال--رأس،وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الط--ير، وإدامة النظر إلى األرض بين يديه. كأنما على رؤوسهم الطير: يصفهم بالسكون

ف--إذا س--كت تكلم--وا،والثبات في المجلس؛ ألن الطير ال تسقط إال على ساكن.تهم، وال يتنازعون عنده، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولي

للغ--ريبالغ--ريب يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون من--ه، ويص--بر على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إذا كان أص--حابه ليس--تجلبونهم، ويق--ول:

ال يقب-لإذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرشدوه. وال يقبل الثناء إال من مك-افئ، الثناء إال من مكافئ: يريد أنه كان إذا ابتدئ بثناء ومدح ك--ره ذل--ك، وإذا اص--طنع معروفا فأثنى عليه مثن وشكر له قبل ثن--اءه. وأنك--ر ابن األنب--اري ه--ذا التأوي--ل، وقال: المعنى أنه ال يقبل الثناء عليه ممن ال يعرف حقيقة إسالمه، وال يكون من المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. وقال األزهري: فيه قول ثالث، أي: ال يقبل الثناء إال من مقارب غير مجاوز حد مثله، وال مقصر عما رفعه

وال يقط--ع على أح--د حديث--ه ح--تىالله إليه. والمكاف--أة: المج--ازاة على الش--يء. يجوزه، فيقطعه بنهي أو قيام.

21

Page 22: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قلت: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوت رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم على أرب--ع: على الحلم والح--ذر والتق--دير والتفك--ر، فأم--ا تق--ديره، ففي تس--ويته النظر واالستماع بين الناس. وأما تفكره - أو قال ت--ذكره - ففيم--ا يبقى ويف--نى.

الصبر، وكان ال يغضبه وال يستفزه شيء. وجم--ع ل--ه الح--ذروفي وجمع له الحلم lقتدى به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، واجته--اده ال--رأي في أربع: أخذه بالحسنى لي

ه--ذا الح--ديثفيما يصلح أمته، والقيام فيم--ا جم--ع لهم من أم--ر ال--دنيا واآلخ--رة. أخرجه ابن قتيبة في غريبه، عن محمد بن عبيد، بإسناده عن الحس--ن بن علي – رضي الله عنهما، وأخرجه أيضا الترمذي في الش--مائل، وابن س--عد في طبقات--ه، وابن كثير في شمائله، وأبو نعيم في دالئل النب--وة، وال--بيهقي في ال--دالئل. وه--و حديث معروف بهند لم يرو غيره، وإن كان أكثره عن علي رضي الله عنه، وفيه

ما هو موافق لما في الصحيح. القطرة الثالثة: وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا نعت الن-بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم قال: لم يكن بالطويل المlمغط المlمغط: الش--ديد الط--ول. وال القص--ير الم--تردد، المتردد: الذي تردد بعض خلقه على بعض، فاجتمع بدن--ه وت--داخل قص--را. وك--ان ربعة من الق--وم، ولم يكن بالجع--د القط--ط، الجع--د: في ص--فات الرج--ال، يك--ون مدحا وذما، فإذا كان مدحا فمعناه: أن يكون شديد األسر والخلق، أو يكون جع--د الشعر؛ ألن الجعودة تغلب على شعور العرب، والسبوطة - وهي ضد الجعودة - أكثرها في شعور العجم. وإذا كان الجعد ذما، فهو القصير الم--تردد الخل--ق. وق--دعر. يطلق على البخيل، فيقال: هو جعد اليدين. والمراد به في هذا الحديث: الش- ولذلك أتبعه بالقطط، وهو المتناهي الجع--ودة، كش--عر الزن--وج. وال الس--بط، أي: الذي ال جعودة فيه أصال؛ ولذلك أتبعه فق--ال: ك--ان جع--دا رجال. ك--ان جع--دا رجال،من. وقي--ل: النحي--ف ولم يكن بالمطهم أي: المنتفخ الوجه. وقيل: الف-احش الس- الجسم. وقيل: الطهمة في اللون: أن تتجاوز س--مرته إلى الس--واد. وال المكلثم، المكلثم: المستدير الوجه، وال يكون ذلك إال مع كثرة اللحم. وقي--ل: ه--و القص--ير الحنك، الداني الجبهة مع االستدارة. وكان أبيض مشربا، المش--رب من األل--وان:lسقيها فشربها. أدعج العينين، الدعج: شدة سواد الذي خالط بياضه حمرة، كأنه أ العين مع س--عتها. أه--دب األش--فار، أي: طوي--ل ش--عر األجف--ان. جلي--ل المش--اش والكت--د، المش--اش: رؤوس العظ--ام؛ ك--المنكبين والم--رفقين والركب--تين. وق--ال الجوهري: المشاش: رؤوس العظام اللين--ة ال--تي يمكن مض--غها. والم--راد األول: أي إنه كان عظيم رؤوس العظام غليظها، وهو دليل القوة والشدة، والكت--د: م--ابة، أج--رد، ش--ثن الكفين والق--دمين، إذا lر بين األكت--اف إلى الظه--ر. دقي--ق المس--عد. والص--عد مث--ل الص-بب. بب، وفي رواي--ة: ص-- مشى تقلع كأنما يمش-ي في ص-- هكذا شرحه أبو موسى. والمعروف في الصعد أن--ه خالف الص--بب، ووجه--ه - إن صحت الرواية - أنه ك--ان يمش--ي منح--درا في موض--ع في--ه ص--عود وارتف--اع. وإذا

22

Page 23: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

التفت التفت معا، بين كتفي--ه خ--اتم النب--وة، وه--و ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم خ--اتم النبيين، أجود الناس كفا، وأرحب الناس ص--درا، وأص--دق الن--اس لهج--ة، اللهج--ة: اللسان، ويعبر به عن الكالم والقول. وأوفى الناس ذمة، الذمة: العه--د واألم--ان. وألينهم عريكة، العريكة: الخليقة والسجية. وأكرمهم عشرة، العشرة: الص--حبة.

. ومن خالط--هالمخاف--ة واإلجاللالخ--وف واالحتراممن رآه بديه--ة هاب--ه، الهيب--ة: lهl: لم أر قبله وال بعده مثله صلى الله عليه وسلم. أحبه، يقول ناعت

وجاء في رواية أخرى: ك--ان ض--خم ال--رأس، عظيم العي--نين، كث اللحي--ة، أزه--ر اللون، أبيض مشربا بياضه حمرة، أسود الحدق--ة، ال قص--ير وال طوي--ل، وه--و إلى الطول أقرب، ليس بالطويل البائن، الطوي--ل الب--ائن: الخ--ارج عن االعت--دال. والي: المنعطف لشدة طوله. وال القصير الف--احش، ي، الطويل المتثن الطويل المتثن شعره إلى ش--حمة أذن--ه، ع--ريض الجبه--ة، مفلج الثناي--ا، أس--يل الخ--د، أي: قلي--ل: العالم--ة. ك--أن عنق--ه إبري--ق lو. على شفته السفلى خال الخ--الl lت اللحم من غير ن فضة، بعيد ما بين المنكبين، كأن كف--ه من لينه--ا مس أرنب، ك-أن عرق-ه اللؤل--ؤ، وإذا جاء مع القوم غمرهم، أي: عال عليهم. واشتهر من بينهم، وإذا ضحك تبسم،

ليس بسخاب في األسواق.وي في صفته عن جماعة من الصحابة غير علي رضي الل--ه عن--ه، أن--ه ص--لى lور الله عليه وسلم كان أزهر اللون، ليس باألبيض األمهق، األمهق: الذي ال يخالط--ه

بحش--يء من الحم--رة، وليس بن--ير كل--ون الجص ، أي: ك--ان ن--ير البي--اض. ش--كلة: أن يخال--ط بي--اض كلة، الش-- l--بح: العريض. كانت في عيني--ه ش الذراعين، الش

جرة:هكالعين حمرة يسيرة. والش جر العي--نين، الس-- لة: حم--رة في س--وادها. أس-- مثل الشكلة أو قريب منها. في خاص--رتيه انفت--اق، االنفت--اق: االس--ترخاء. أي: لم يكن منفتح الخاصرتين. مفاض البطن، المفاض: أن يكون في--ه امتالء، وه--و عن--دؤدد. وقد وlص--ف في الح--ديث اآلخ--ر أن--ه خميص البطن، العرب من عالمات السبلة، ووجه الجمع بينهما، أن يكون ضامرا أعلى البطن مفاضا أس--فله. واف--ر الس-- السبلة: مقدم اللحية، وما انحدر منه-ا على الص--در. وقي--ل: هي الش-عرات ال-تيمط، بلة: الش--ارب. أخض--ر الش-- تحت اللحى األس--فل. وق--ال الج--وهري: الس--مط: الش--يب. واخض--راره من الطيب وال--دهن الم--روح المطيب بالمس--ك. الش--

ل الخلق، الذي ليس بجسيم وال طويل وال قصير.دأبيض مlقصدا، المقصد: المعتlحي ب-ه القص--د من األم-ور، وه-و الع--دل، فال يمي--ل إلى أح--د ط--رفي كأن خلقه نl--ول العlطب--ول: الطوي--ل. وال قص--ير، أفلج التفري--ط أو اإلف--راط. لم يكن بعlطبلت: األملس النقي. فعم األوص--ال، لتهما، الص-- األسنان أشنبها، سهل الخ--دين ص--: الممتلئ. واألوصال: األعضاء. أكثر شيبة في ف--ودي رأس--ه، ف--ودا رأس--ه: lالفعم ر كأن وجهه الم--رآة، lجانباه. والفود أيضا: معظم شعر الرأس. كان إذا رضي وس lالح--كl وجه--ه، المالحك--ة: ش--دة المالئم--ة وااللتح--ام. والمع--نى أن وك--أن الجl--دlر تl--رى في الم--رآة. وك--ان في--ه lرى في وجهه؛ لوضاءته ونوره، كما ت حيطان البيت ت

23

Page 24: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

شيء من صور، الصور: الميل. قال الخطابي: يش--به أن تك--ون ه--ذه الح--ال في--ذ: الس--بق. أو مشيه إذا جد به السير واستعجل. يبذ القوم إذا سارع إلى خير الب مشى إليه، ويسوقهم إذا لم يسارع إلى شيء بمشية الهوينا الهوين-ا: الت-أني في

يس--بق أص--حابه إذا لم يس--رع. وك--ان من أزمتهمال المشي واللين. يريد أنه كان مت: الثبات والوقار والرزانة. في المجلس .الز

القطرة الرابعة: وصف أبي بكر الصديق رضي الله عنه. لقي أبو بكر رضي الله عنه راهبا، فقال له: صف لي محم--دا ك--أني أنظ--ر إلي--ه، فإني رأيت صفته في التوارة واإلنجي--ل. فق--ال رض--ي الل--ه عن--ه: لم يكن حبي--بيبع--ة، أبيض الل--ون مش--رب ب--الحمرة، جع--د بالطويل البائن وال بالقصير، فوق الر ليس بالقطط، جمته إلى شحمة أذنه، صلت الجبين، واضح الخد، أدعج العي--نين، أقنى األنف، مفلج الثنايا، وكأن عنقه إبريق فض--ة، وجه--ه ك--دارة القم--ر. فأس--لم

.135/ 1الراهب. ربيع األبرار النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن نفسه: إن لي خمسة أسماء: أن--ا محم--د، وأن--ا أحم--د، وأن--ا الم--احي ال--ذي"

، وأن--ا الع--اقبيييمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على ق--دمالذي ليس بعده نبي". متفق عليه.

ا، ح--تى كنت من الق--رن ال--ذي-- --ا فقرن "بعثت من خير ب--ني آدم قرنكنت فيه". رواه البخاري.

إن الله خلق الخلق، فجعلني من خير فرقهم وخ--ير الف--ريقين، ثم" تخير القبائل، فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بي--وتهم،

فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا". رواه الترمذي.ا من "إن الله اصطفى كنان--ة من ول--د إس--ماعيل، واص--طفى قريش--

كنان--ة، واص--طفى من ق--ريش ب--ني هاش--م، واص--طفاني من ب--ني هاش--م". رواهمسلم.

أنا سيد ول-د آدم ي-وم القيام-ة، وأول من ينش-ق عن--ه الق-بر، وأول" شافع وأول مشفع". رواه مسلم.

."أنا أكثر األنبياء تبعا يوم القيامة، وأن--ا أول من يق--رع ب--اب الجن--ة" رواه مسلم.

--ص--دق نبl من األنبي--اء م--ا ص--دقت،يي"أنا أول شفيع في الجنة، لم يا ما صدقه من أمته إال رجل واحد . رواه مسلم."وإن من األنبياء نبي

24

Page 25: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عطيت جوام---ع الكلم، ونص---رتl : أ "فض---لت على األنبي---اء بس---ت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي األرض مسجدا وطه--ورا، وأرس--لت إلى

الخلق كافة، وختم بي النبيون". رواه مسلم.سألت ربي ثالثا؛ فأعطاني ثن--تين ومنع--ني واح--دة: س--ألت ربي أال"

نةl: القحط نة الس- فأعطانيه--ا، وس--ألته أال يهل-ك أم--تي ب-الغرق.يهلك أمتي بالس- فأعطانيها، وفي رواي-ة: فس-ألته أال يس-لط عليهم ع--دوا من غ--يرهم فأعطانيه--ا.

ال يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". رواه مسلم. ن وسألته أا فأحس--نه-- "إن مثلي ومثل األنبياء من قبلي، كمثل رج--ل ب--نى بنيان

وأجمله، إال موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجب--ون وlضعت هذه اللبنة؟". ق--ال: "فأن--ا اللبن--ة، وأن--ا خ--اتم النب--يين ."له، ويقولون: هال

متفق عليه. نسب النبي صلى الله عليه وسلم:

نبينا صلى الله عليه وسلم غصن طيب في أيكة مبارك--ة، أص--لها ث--ابت وفرعه--ا في السماء، وانتقى الله سبحانه وتعالى لنبيه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم األص--الب الطاهرة، التي تنحدر منها نطفته الزكية، واصطفى لهذه النطفة أطه--ر األرح--ام وأنقى األوعية، فظل صلى الله علي--ه وس--لم يتقلب في الس--اجدين، ح--تى غم--ر

نوره الوجود، نبيل العنصر، عالي الكعب، صافي المعدن، وصدق من قال: نسب كأن عليه من شمس الضحى نورا ومن فلق الصباح عمودا

عن واثلة بن األسقع رضي الله عن--ه ق--ال: ق--ال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ها من كنان--ة، وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واص--طفى قريش--

رواه مسلم. واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الل-ه ص--لى الل-ه عليه وسلم: إن الله خلق الخلق، فجعلني من خ--ير ف--رقهم وخ--ير الف--ريقين، ثم تخ--ير القبائ--ل، فجعل--ني من خ--ير القبيل--ة، ثم تخ--ير ال--بيوت، فجعل--ني من خ--ير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا". رواه الترمذي. وفي لفظ آخر: "إن الل--ه خل--ق الخل--ق، ثم جعلهم فرق--تين فجعل--ني في خ--يرهم فرق--ة، ثم جعلهم قبائ--ل-ا وخ-يرهم -ا فجعل-ني في خ-يرهم بيت فجعل-ني في خ-يرهم قبيل-ة، ثم جعلهم بيوت

نفسا". رواه الترمذي. وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "بعثت من خير بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذى كنت في--ه". رواه

البخاري. وهاك سرد النسب الزكي، الذي خرجت من مش--كاته نطف--ة الن--بي ص--لى الل--هيبة عليه وسلم: هو محمد بن عبد الله بن عب--د المطلب اس--م عب--د المطلب: ش--

25

Page 26: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ي بن هاشم اسم هاشم: عمرو بن عبد مناف اسم عبد من--اف: المغ--يرة بن قص--ة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وفه--ر: ه--و اسم قصي: زيد بن كالب بن مlر

ر اسم ض- النض--ر: قيس بن الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة بن مالك بن الن كنانة بن خlزيمة بن مlدركة واسمه عامر بن إلياس بن مlضر بن نزار بن مع--د بن

عدنان. وهؤالء األطهار من المصطفين األخيار قد اتفق العلماء عليهم، أما أج--داده بع--د

عدنان، فقد وقع الخالف فيهم بين العلماء. كنيته:

يكن--ون وا الص--حابة كان صلى الله عليه وسلم يكنى بأكبر أوالده القاسم، فك--ان حتى نهى عن أن يدعو أحدبأبي القاسم، فينادونهم ينادونه ا، أوالدهم بكنيته تبرك

واألصل في ذل--ك م--ا روى حمي--د عن،ا بأبي القاسم ونهى أن يكتنى أحد بهاأحد فالتفت إليه رسول الل--ه ص--لى.يا أبا القاسم: بالبقيعنادى رجل رجال: أنس قال

فق--ال. إنم--ا دع--وت فالنا،ي--ا رس--ول الل--ه إني لم أعنك: فق--ال،الله عليه وسلم وه--ذا".س--موا باس--مي وال تكن--وا بكني--تي": رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم

الن--بيبع--د ولذلك يكني الناس ؛م بعد النبي صلى الله عليه وسلمدlالمعنى قد ع فمحمد بن أبي بكر الصديق ومحم--د بن علي،صلى الله عليه وسلم بهذه الكنية

بن أبي طالب ومحمد بن طلحة بن عبد الله ومحم--د بن األش--عث بن قيس ك--ل ق-ال مال-ك رحم-ه الل-ه وم-ا. وكذلك جماع--ة معهم،واحد منهم يكنى أبا القاسم

وأهل مكة يتحدثون م--ا: قال.ا ويكنى بأبي القاسما أن يسمى محمدعلمت بأسالمنتقى شرح الموطأ.(: )انظر .ا ورزقوامن بيت فيه اسم محمد إال رأوا خير

فعن أنس ه باسمه؛ نوأمرهم أن ينادوحتى نهاهم عن ذلك، في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم.قال: كان النبي

: "سموا، فقال إنما دعوت هذا. فقال فالتفت إليه النبي باسمي، وال تكنوا بكنيتي". رواه البخاري.

أسماؤه: تعددت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم تعددا ينبئ بسمو قدره، وعل--و ش--أنه

ه، وحمل كل اسم من دالالت العظمة ومعاني الفخامة م--ا يلي--ق بمقام--ه عند ربlضيف إلى لفظ الجاللة إضافة تشريف وتكريم، صلى الله عليه وسلم، فمنها ما أ ومنها ما يدل على خصيصة من خصائصه ال--تي حب--اه به--ا رب--ه س--بحانه وتع--الى، وهذه األس--ماء الش--ريفة ال نع--رف له--ا ح--دا وال حص--را؛ إذ أكثره--ا ص--فات، ومن المعلوم أن صفاته صلى الله عليه وسلم كث--يرة، وال عجب في ذل--ك، ألم ت--ر أن العلماء لما استقرؤوا صفات األسد، واستقصوا النظر فيها، أوصلوا أس--ماءه إلى

خمسمائة اسم؟! فما بالنا بصفات حبيبنا صلى الله عليه وسلم؟ يقول ابن القيم: وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:

26

Page 27: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أح--دهما: خ--اص ال يش--اركه في--ه غ--يره من الرس--ل؛ كمحم--د وأحم--د والع--اقبوالحاشر والمقفي ونبي الملحمة.

هl من الرس--ل، ولكن ل-ه من--ه كمال-ه، فه-و lوالثاني: م-ا يش-اركه في معن--اه غ-ير ه وعبده والش--اهد والمبش--ر والن--ذير مختص بكماله دون أصله؛ كرسول الله ونبي

ونبي الرحمة ونبي التوبة. وأما إن جlعل له من كل وصف من أوص--افه اس--م، تج-اوزت أس-ماؤه الم-ائتين؛ كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم، إلى أمثال ذلك. وفي هذا ق--ال من ق--ال من الناس: إن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم. قال--ه أب--و

.84/ 1بن دحية، ومقصوده األوصاف. زاد المعاد، االخطاب قال الشيخ النواوي: قال اإلمام الحافظ القاضي أب--و بك--ر بن الع--ربي الم--الكي في كتابه "عارضة األحوذي في شرح الترمذي": قال بعض الصوفية: لل--ه تع--الى ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، فأما أسماء الله تعالى فه--ذا عدد صغير فيها، وأما أسماء النبي فلم أحصها إال من جهة الورود الظاهر بص--يغةن، فوعيت منها أربعة وس--تين اس--ما. ثم ذكره--ا مفص--لة مش--روحة، األسماء البي فاستوعب وأجاد، ثم قال: وله وراء هذه أسماء. وقد ذك--ر الش--يخ ش--رف ال--دين

الطيبي في كتابه "الكاشف" وغيره أيضا هذه األسماء، وهي: محمد وأحمد ومحمود والماحي والحاشر والعاقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي المالحم والش---اهد والمبش---ر والن---ذير والض---حوك والمتوك---ل والف---اتح واألمينم ون--بي التوب--ة والقاس--م والمص--طفى والخ--اتم والرس--ول والن--بي واألمي والقير والش--فيع والش--افع والمش--فع والح--بيب والعب--د وعب--د الل--ه والمزمل والم--دث والخطيب والح-يي والخلي--ل وال-داعي والس-راج المن--ير وح--ريص عليكم ورؤوف رحيم والطيب وذو العزم والص--احب والص--الح والس--يد والقائ--د واإلم--ام والح--رز والن--ور واألزه--ر واألج--ود والش--كور والك--ريم. الج--امع ألوص--اف الرس--ول البن

.14العاقولي ص ومع كثرة هذه األسماء، فإنه لم يشتهر منه--ا إال م--ا رواه البخ--اري ومس--لم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وس--لم نفسه أسماء، فقال: "أنا محمد، وأن--ا أحم--د، وأن--ا الم--احي ال--ذي يمح--و الل--ه بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده

نبي". ويعتبر اسم "محمد" من أش--هر ه--ذه األس--ماء، وه--و اس--م منق--ول من الص--فة،

يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه صلى الله عليه وسلم: lوشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد

27

Page 28: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وقد ذكر ابن القيم تعليال جميال لتسميته بهذا االسم، فقال: تس--ميته ص--لى الل--ه عليه وسلم بهذا االسم لما اشتمل عليه من مسماه وهو الحمد، فإنه صلى الل--ه عليه وسلم محمود عند الله، ومحم--ود عن--د مالئكت--ه، ومحم--ود عن--د إخوان--ه من المرسلين، ومحمود عند أهل األرض كلهم وإن كفر به بعضهم، فإن م--ا في--ه من صفات الكمال محمود عند كل عاق--ل، وإن ك--ابر عقل--ه جح--ودا أو عن--ادا أو جهالlحمد من اتصف بصفات الكم--ال، باتصافه بها، ولو علم اتصافه بها لحمده، فإنه ي ويجهل وجودها فيه، فه--و في الحقيق--ة حام--د ل--ه، وه-و ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم اختص من مسمى الحمد بما لم يجتمع لغيره؛ فإنه اسمه محم--د وأحم--د، وأمت--ه الحمادون، يحم--دون الل--ه في الس--راء والض--راء، وص--الته وص--الة أمت--ه مفتتح--ة بالحمد، وخطبته مفتتحة بالحمد، وكتابه مفتتح بالحمد، هكذا عند الل--ه في الل--وح المحفوظ أن خلفاءه وأصحابه يكتبون المصحف مفتتحا بالحمد، وبيده صلى الله عليه وسلم لواء الحمد يوم القيامة، ولما يسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة،

، وه--و ص--احب المق--اموي--ؤذن ل--ه فيه--ا، يحم--د رب--ه بمحام--د يفتحه--ا علي--ه حينئذ المحمود الذي يغبطه به األولون واآلخ--رون، ق--ال تع--الى: ومن اللي--ل فتهج--د ب--ه

[. وإذا ق--ام في ذل--ك79نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ]اإلسراء: أهل الموقف كلهم؛ مس--لمهم وك--افرهم، أولهم وآخ--رهم، والمقام، حمده حينئذ

هو محم-ود ص-لى الل-ه علي--ه وس-لم بم-ا مأل األرض من اله-دى واإليم-ان والعلم النافع والعمل الصالح، وفتح ب--ه القل--وب، وكش--ف ب--ه الظلم--ة عن أه--ل األرض، واستنقذهم من أسر الشياطين، ومن الشرك بالله والكفر به والجهل ب--ه، ح--تى

. 89، 88/ 1نال به أتباعه شرف الدنيا واآلخرة. ابن القيم، جالء األفهام كما أورد ابن الع--اقولي في كتاب--ه "الج--امع ألوص--اف الرس--ول" تفس--يرا ض--افيا

ألسمائه صلى الله عليه وسلم، فقال: الماحي: من قولك: محوت الخ--ط إذا أزلت--ه، وج--اء مفس--را في الح--ديث ال--ذي محيت به سيئات من تبعه، ومن قوله: يمحو الله ب--ه الكف--ر، أي: بإظه--ار الحج--ة

على بطالنه، وكل ما قامت الحجة على أنه باطل، فال أثر لوجوده الصوري.lحشر الناس على أثره وزمان نبوته، فهو إسناد مجازي؛ ألنه سبب الحاشر: أي ي

lحشر. في حشرهم، ال يحشرون حتى ي العاقب: هو الذي يخلف في الخير من كان قبله، وكذلك العقlوب.

المقفي: بكسر الفاء بمعنى العاقب، وبالفتح بمعنى الك--ريم، م--أخوذ من القف--ا،مي والقفاوة: البر. lمي وس lبه لكرمه.وس

ن--بي الرحم-ة: من قول--ه تع--الى: "وم-ا أرس--لناك إال رحم--ة للع--المين" ]األنبي-اء:[. وهي العطف واإلشفاق.107

28

Page 29: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

نبي المالحم: من كون--ه يح--ارب الكف--ار. والملحم--ة: الح--رب. والمالحم جمعه--ا.lهم في اإلسالم قهرا، فيص--يرون إلى الجن--ة، ق--ال lدخل وهذا من رحمته بهم؛ ألنه ي

[.110أبو هريرة في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للن--اس" ]آل عم--ران: أي: خير الناس للناس، تأتون بهم في السالس--ل في أعن--اقهم ح--تى ي--دخلوا في

اإلسالم. [. أو من41 الشاهد: من قوله تعالى: "وجئنا بك على ه--ؤالء ش--هيدا" ]النس--اء:

[.12مشاهدته الحال، فأخبر بما شاهد منها "أفتمارونه على ما يرى" ]النجم: [. فالبشارة في119 المبشر والنذير: من قوله تعالى: "بشيرا ونذيرا" ]البقرة:

الخير، واإلنذار في العذاب. الضحوك: لتبسمه؛ ألنه كان بسوما غير عبوس، وهو اسمه بالتوراة.

المتوكل: لتوكله على الله تعالى، وهو التفويض ألموره كلها إليه تعالى.ة. الفاتح: أي أبواب العلوم على األمة األمي

اه به قومه في الجاهلية؛ لما شاهدوا من صدقه وأمانته. األمين: سم المصطفى: من االصطفاء، وهو تناول صفوة الشيء.

الخاتم: من ختمت الشيء: إذا بلغت آخره، وهو آخر األنبياء بعثة. الن--بي: من النب--أ؛ إلنبائ--ه عن الل--ه تع--الى. أو من النب--وة، وهي االرتف--اع. أو من

النبئ، وهو الطريق، وهو في العرف: الرسول الذي لم ينزل عليه كتاب..، وال عكس الرسول: هو النبي الذي أنزل عليه كتاب

األمي: نسبة إلى أم القرى "مك-ة". أو إلى أم-ه؛ لبقائ-ه على أص-ل الخلق-ة فيعدم تعلم الكتابة.

م: ومعناه: الجامع لمكارم األخالق، الكامل فيها. أو الج--امع لش--مل الن--اس؛ القيبتأليفه بينهم وجمع شتاتهم.

نبي التوبة: لمجيئه بقبول التوبة المجردة عن القربان وقتل النفس. القاسم: يقسم مال الله تعالى على عباده.

ل موطأ. د. أي: مl--ذل ،؟وك[ان ق[د ذهب ووطئ العبد: من قولهم: طريق مlعبمي عبدا لذلك. أو قولهم للمكرم: المعبد، قال حاتم بن عبد الله الطائي: lفس

دا؟! lمسك عليك فإنني أرى المال عند الباخلين مlعب تقول: أال تlن--زل علي--ه: المزم--ل: من تزمل الرج--ل بثياب--ه. أي: تد ثر. من قول--ه عن--دما أ

لوني"."زم

29

Page 30: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ر به اإلنسان فوق الشعار، قاله صاحب "المجمل" من قول--ه المد lدث ثر: وهو ما يlنزل عليه: "زملوني". عندما أ

الحبيب: أي: أحبه الله تعالى محبة زائدة على محبته غيره، ومحبته تعالى عبادهعبارة عن إرادته بهم الخير.

الخطيب: ألنه خطيب األنبياء يوم القيامة.[.108 تعالى: "أدعو إلى الله على بصيرة" ]يوسف: ىه الداعي: من قول

lعير لما في دعوته من الظهور التام الحجة على صدقه. السراج المنير: است حريص عليكم: من الحرص على الخير؛ أي: هدايتهم وإنقاذهم.

رؤوف رحيم: مشتقان من أسمائه تعالى.[.26 الطيب: من قوله تعالى: "الطيبات للطيبين" ]النور:

مي بذلك. lمر باالقتداء بهم، فسl ذو العزم: أي: ذو الجد. وقيل: الحزم. أ[.2 الصاحب: من قوله تعالى: "ما ضل صاحبكم" ]النجم:

الصالح: من قول األنبياء: مرحبا باألخ الصالح. السيد: من قولهم: ساد قومه يسودهم، فهو سيد.

األجود: ألنه كان أجود الناس. الشكور: من قوله: "أفال أكون عبدا شكورا". حيث قام حتى تورمت قدماه.

الكريم: لكرمه على الله تع--الى. ابن الع--اقولي، الج--امع ألوص--اف الرس--ول ص باختصار.16، 15

فضائله: lحص--ى، تش--ي خص الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وس--لم بفض--ائل ال تزه على غ--يره من ب--ني بعلو قدره وسمو مقامه عند رب--ه س--بحانه وتع--الى، وتمي البش--ر، فض--ال على األنبي--اء والمرس--لين، وال عجب؛ فه--و س--يد المرس--لين. ومن

فضائله صلى الله عليه وسلم أنه: عن أبي هريرة رضي الله عن--ه أن--ه ق--ال: كن--اصح ثبت * سيد ولد بني آدم، فقد

ف--ع إلي--ه ال--ذراع - وك--انت تعجب--ه - lمع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة، فر متفق عليه.فنهس منها نهسة، وقال: "أنا سيد القوم يوم القيامة"

* أول من تنشق عنه األرض، وأول من يشفع؛ فعن أبي هريرة رض--ي الل--ه عن--ه قال: قال رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم: "أن--ا س--يد ول--د آدم ي--وم القيام--ة،

رواه مسلم.وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع". 30

Page 31: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

--ة للس--ماء، ف--إذا ذهبت * أمان ألمته؛ فقد ورد في الحديث الصحيح: "النجوم أمن--ة ألص--حابي، ف--إذا ذهبتl أتى أص--حابي م--ا lوعد، وأن--ا أمن النجوم أتى السماء ما ت

رواهيوعدون، وأصحابي أمنة ألمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي م--ا يوع--دون" مسلم.

* شهيد وبشير، فعن عقبة بن عامر رضي الل--ه عن--ه أن الن--بي ص--لى الل--ه علي--هlح--د ص--الته على الميت، ثم انص--رف إلى وس--لم خ--رج يوم--ا، فص--لى على أه--ل أ المنبر، فقال: "إني فرط لكم، فرط لكم: أي س--ابقكم وأن--ا ش--هيد عليكم، وإنيlعطيت مف--اتيح خ--زائن األرض أو مف--اتيح والل--ه ألنظ--ر إلى حوض--ي اآلن، وإني أ األرض، وإني والله م--ا أخ--اف عليكم أن تش--ركوا بع--دي، ولكن أخ--اف عليكم أن

متفق عليه.تنافسوا فيها" * صاحب المقام المحمود؛ ففي حديث ابن عمر رضي الل--ه عنهم--ا: "إن الن--اس

ا: ا، جث ه--ا،م ك--ل جالس--ين على ركبهأييص--يرون ي--وم القيام--ة جث أم--ة تتب--ع نبي يقولون: يا فالن اشفع، يا فالن اشفع. حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الل--ه

رواه البخاري.عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود" * أولى بالمؤمنين من أنفسهم؛ قال تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"

[.6]األحزاب: ق--ال الش-وكاني: "ف--إذا دع--اهم الن--بي ص--لى الل-ه علي--ه وس--لم لش--يء ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دع--اهم إلي--ه، وي--ؤخروا م--ا دعتهم أنفسهم إليه، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم ألنفسهم، ويق--دموا طاعت--ه

.18/ 6القدير على ما تميل إليه أنفسهم، وتطلبه خواطرهم". فتح * أنه خليل الرحمن؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ق--ال رس--وله، ول--و كنت متخ--ذا الله صلى الله عليه وسلم: "أال إني أبرأ إلى كل خ--ل من خل

وهذه الخلة لمرواه مسلم.خليال التخذت أبا بكر خليال، إن صاحبكم خليل الله". ينلها أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم، وسيدنا إبراهيم عليه السالم.

أعمامه وعماته: يقول ابن القيم ذاك--را أعمام--ه وعمات--ه: فمنهم أس--د الل--ه وأس--د رس--وله س--يد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، والعباس، وأبو طالب واسمه عبد من--اف، وأب--وى، والزب--ير، وعب--د الكعب--ة، والمق--وم، وض--رار، وقثم، لهب واس--مه عب--د الع--ز والمغ--يرة ولقب--ه حج--ل، والغي--داق واس--مه مص--عب وقي--ل: نوف--ل، وزاد بعض--هم

سلم منهم إال حمزة والعباس. lالعوام. ولم ية وأروى وأميم--ة وأم وأما عماته؛ فص--فية - أم الزب-ير بن الع-وام - وعاتك-ة وب-ر حكيم البيض--اء. أس--لم منهن ص--فية، واختل--ف في إس--الم عاتك--ة وأروى، وص--حح

بعضهم إسالم أروى. 31

Page 32: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ا العب--اس، وعقب من--ه ح--تى مأل أوالده وأسن أعمام--ه الح--ارث، وأص--غرهم س--نlع--د ال lحصوا في زمن المأمون فبلغوا س--تمائة أل--ف. وفي ذل--ك ب األرض. وقيل: أ يخفى، وك--ذلك أعقب أب--و ط--الب وأك--ثر، والح--ارث وأب--و لهب، وجع--ل بعض--هم

/1ابن القيم، زاد المعاد الحارث والمقوم واحدا، وبعضهم الغيداق وحجال واحدا. 101.

32

Page 33: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يقول الحافظ العراقي: lاس lرغم الخن اسl = قد أسلما وأ أعمامlهl: حمزةl والعبlقومlوالم lضرار الغيداق = lثمlحجل ق lبير الحارث lز

lو لهب أردى كسبه عبدl مناف مع عبد الكعبه = كذا أبlميمةl ة أ lم حكيم بر ة عاتكةl = أ lهl: صفي عمات

ة = قيل ومع أروى ومع عاتكة lسلم سوى صفي أروى ولم ي مرضعاته:

فمنهن ثويبة موالة أبي لهب، أرضعته أياما، وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد األسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهم--ا عم--ه حم--زة بن عب--د

lلف في إسالمها، فالله أعلم. المطلب، واخت ثم أرض--عته حليم--ة الس--عدية بلبن ابنه--ا عب--د الل--ه، أخي أنيس--ة وجدام--ة وهيlل--ف في إس--الم الشيماء، أوالد الحارث بن عبد العزى بن رفاع--ة الس--عدي. واخت أبويه من الرضاعة، فالله أعلم. وأرضعت معه ابن عمه أب--ا س--فيان بن الح--ارث بن عبد المطلب، وكان شديد العداوة لرسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، ثم أسلم عام الفتح وحسن إسالمه، وكان عمه حمزة رضي الله عنه مسترضعا في

بني سعد بن بكر. فك--ان حم--زة رض--ي الل--ه عن--ه أخ--ا لرس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في

الرضاعة من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية. زوجاته:

أولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة وأم حبيب--ة وأم س--لمة وزينب بنتl--وlفي عنهن، ولم جحش وميمونة وجويرية وص--فية. فه--ؤالء التس--ع بع--د خديج--ة ت

يتزوج في حياة خديجة غيرها، وما تزوج بكرا غير عائشة. وأما الالتي فارقهن صلى الله عليه وسلم في حياته فتركن--اهن لك--ثرة االختالف

يتان: مارية، وريحانة بنت زي--د. وقي--ل:فيهن. وكان له صلى الله عليه وسلم سربنت شمعون، ثم أعتقها.

روينا عن قتادة، قال: تزوج النبي صلى الله عليه وس--لم خمس عش--رة ام--رأة، فدخل بثالث عشرة، وجمع بين إحدى عشرة، وتوفي عن تسع. تهذيب األس--ماء،

.32/ 1النووي فأما خديجة، فهي خديجة بنت خويل--د القرش--ية األس--دية، ك--انت القلب الحن--ون الذي يأوي إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ووقفت بجواره تؤازره، وتش--د على يديه، وتخفف عنه ما يلقاه في سبيل الدعوة، وقد تزوجها النبي صلى الله علي--ه

33

Page 34: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وسلم قبل البعثة ولها من العمر أربعون عاما، فخلف عليه--ا رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم بعد أبي هالة، ومن وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لها أن--ه لم يتزوج عليها حتى ماتت، وقد أنجب النبي أوالده كلهم منها إال إب--راهيم، وت--وفيت

قبل الهجرة بثالث سنين. وأما سودة، فهي سودة بنت زمعة القرشية، تزوجها صلى الله عليه وسلم بع--د

موت السيدة خديجة رضي الله عنها. وأما عائشة، فهي أم عبد الله، الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الل--ه ص--لى

مك--ة ودخ--ل به--ا فيالله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم في من الهجرة، وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بك--را غيره--ا،الثانية األولى السنة

أه--ا الل--ه س--بحانه وتع--الى من ف--وق س--بع وهي التي حدثت لها حادثة اإلفك، وبر سموات، وكان جبريل عليه السالم قد عرضها للنبي صلى الله عليه وسلم قب--ل الزواج بها في سرقة من حرير، وقال: هذه زوجتك. وكانت أفق--ه زوجات--ه ص--لى الله عليه وسلم، وأعلمهن بالحالل والحرام، وكان الوحي ينزل على النبي ص--لى

الله عليه وسلم وهو في لحافها، ولم ينزل عليه في لحاف امرأة غيرها. وأما حفصة، فهي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وأما زينب، فهي زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هالل بن ع--امر،lوفيت عنده بعد الدخول بها بشهرين. وت

وأما أم سلمة، فهي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، آخر نسائه موتا. وأما صفية، فهي صفية بنت حlيي بن أخطب النضيرية، أمه--ا ب--رة بنت س--موأل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سباها عام خيبر، فتزوجها بع--د أن أعتقه--ا،

وكان هذا هو صداقها. وأما زينب، فهي زينب بنت جحش، من بني أسد بن خزيمة، ابنة عمت--ه أميم--ة. ولقد نالت منزلة لم تنلها امرأة من قب--ل أو من بع--د؛ حيث ك--ان رب الع--زة ع--زوجت النبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات، فك--انت lها، وز وجل ولي تفخر على نساء النبي بذلك، وتقول: زوجكن أه--اليكن، وزوج--ني الل--ه من ف--وق سبع سموات. قال تع--الى: "فلم--ا قض--ى زي--د منه--ا وط--را زوجناكه--ا"] األح--زاب

[. وقد خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ك-انت عن--د زي-د37l--وفيت في أول خالف--ة عم--ر بن الخط--اب رض--ي بن حارثة رضي الله عنه، وقد ت

الله عنه. وأما جويري--ة، فهي جويري--ة بنت الح--ارث بن أبي ض--رار المص--طلقية، من ب--ني المصطلق، تزوجها النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم؛ رغب--ة في دخ--ول قومه--ا في اإلسالم، وقد أتته تطلب منه العون على كتابته--ا، ف--أدى الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه

وسلم عنها كتابتها وتزوجها.34

Page 35: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فهي رمل--ة بنت أبي س--فيان ص--خر بن ح--رب القرش--ية األموي--ة، أم حبيبة، وأما وقي--ل: اس--مها هن--د. تزوجه--ا الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وهي في الحبش--ة مهاجرة؛ حيث زوجها له النجاشي، وأصدقها نيابة عن الرسول ص--لى الل--ه علي--ه وسلم أربعمائة دينار، ثم كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم بع--د عودته--ا من

الحبشة، وماتت في خالفة أخيها معاوية. القيم: قيل: ومن أزواجه ريحانة بنت زيد النض--رية. وقي--ل: القرظي--ة. ابن يقول

بيت يوم بني قريظة، فكانت صفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها lس وتزوجها، ثم طلقها تطليق-ة ثم راجعه-ا. وق-الت طائف-ة: ب-ل ك-انت أمت--ه، وك-ان يطؤه--ا بمل--ك اليمين، ح--تى ت--وفي عنه--ا، فهي مع--دودة في الس--راري ال في الزوجات. والقول األول اختيار الواقدي، ووافقه عليه ش--رف ال--دين ال--دمياطي، وق--ال: ه--و األثبت عن--د أه--ل العلم. وفيم--ا قال--ه نظ--ر، ف--إن المع--روف أنه--ا من

سراريه وإمائه، والله أعلم. فه--ؤالء نس--اؤه المعروف--ات الالتي دخ--ل بهن، وأم--ا من خطبهن ولم ي--تزوجهن، ومن وهبن أنفسهن له ولم يتزوجهن، فنح--و أرب--ع أو خمس، وق--ال بعض--هم: هن ثالثون امرأة. وأهل العلم بسيرته وأحواله صلى الله عليه وسلم ال يعرفون ه--ذا بل ينكرونه، والمع--روف عن--دهم أن--ه بعث إلى الجوني--ة ليتزوجه--ا، ف--دخل عليه--ا ليخطبها، فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك ال--تي رأى بكشحها بياضا فلم يدخل بها، والتي وهبت نفس--ها ل--ه فزوجه--ا غ--يره على س--ور

من القرآن، هذا هو المحفوظ، والله أعلم. lوlفي عن تسع - وكان يقسم منهن لثم--ان: وال خالف أنه صلى الله عليه وسلم ت عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة وسودة

وجويرية. وأول نسائه لحوقا به بعد وفاته صلى الل--ه علي--ه وس--لم زينب بنت جحش س--نة عشرين، وآخرهن موتا أم سلمة سنة اثنتين وستين في خالفة يزيد، والله أعلم.

.110/ 1ابن القيم، زاد المعاد يقول الحافظ العراقي في ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم:

تي بهن قد دخل = ثنتا أو إحدى عشرة خlلف نقل lهl الال زوجاتlالصديقة lم تلي عائشةl lولى تليها سودةl = ث خديجةl األlزيمة lها خlوالد lفزينب = lوقيل قبل سودة فحفصة

مه فبعدها هند أي أم سلمه = فابنةl جحش زينبl المlكرتلي ابنةl الحارث أي جlويريه = فبعدها ريحانةl المlسبيهlلم يتزوجها وذاك أضبط = lيمين فقط lوقيل بل ملك

35

Page 36: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lة lم حبيبة تلي صفي فيان وهي رملةl = أ lأبي س lبنت وكانت كاسمها ميمlونه من بعدها فبعدها ميمlونه = حال

ى معمر قد أدخال = في جlملة الالتي بهن دخال وابنl المlثنlها الواهبة فها بأن ريح واسمlها فاطمةl = عر lبنت ش

lسد الغابه ولم أجد من جمع الصحابه = ذكرها وال بأlالضحاك بانت عنه lوهي ابنة = lتي استعاذت منه ها ال وعلبي نفسها أو خlطبت وغيرl من بنى بها أو وهبت = إلى الن

lوا lثبت ولم يقع تزويجlها فالعدةl = نحو ثالثين بخlلف أ أوالده صلى الله عليه وسلم:

كان الن--بي ص-لى الل-ه علي--ه وس-لم ق-د أنجب أوالده كلهم من الس-يدة خديج-ة رضي الله عنها ما عدا إبراهيم، وأما أول أوالده استهالال القاسم، وكان يكنى به، ومات طفال، وقيل: عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة. ثم زينب رضي الله عنها، وقيل: هي أسن من القاسم. ثم رقية وأم كلثوم وفاطم--ة، وق--د قي--ل في كل واحدة منهن إنها أسن من أختيها، وق-د ذlك-ر عن ابن عب-اس رض-ي الل-ه عنه أن رقية أسن الثالث، وأم كلثوم أصغرهن. أما إبراهيم فقد كان من س--ريته مارية القبطية، وقد ولد سنة ثمان من الهجرة، وكان أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قد بشره به، فوهب له النبي صلى الله عليه وسلم عبدا مكافأة له، وقد مات إبراهيم وهو طفل، كما أن أوالد النبي صلى الله عليه وس--لم كلهم توفوا قبل--ه، إال فاطم--ة فت--أخرت عن--ه س--تة أش--هر، وق--د فض--لت فاطم--ة نس--اء

وقيل: بل بالوقف في ذل--ك. العالمين، وقيل: بل أمها خديجة. وقيل: بل عائشة..100/ 1انطر: زاد المعاد،

ويقول الحافظ العراقي في ذكر أوالده: lونا ذي به يكن lونا = القاسمl ال كان لهl ثالثة بن

بl الطاهرl وهو واحد lوة وlلد = والطي ب ة قبل الن بمكوهو الصحيحl واسمlهl عبدl الله = وقيل بل هذان فابنان سواه

الثl إبراهيمl بالمدينة = عاش بها عاما ونصف سنة والثة عشر فرطا لهl رضا lقصان شهر وقضى = ست وقيل مع ن

ومات قاسم لهl عامان = وعدةl األوالد من نسوانlولlس ا الر lولl = زوجها علي أربعة: فاطمةl البت

بيع وافيا ذا إخالص وزينب زوجها أبا العاص = ابن الر36

Page 37: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ورين بوعده وزوج اثنتين = تعاقlبا عlثمان ذا النlوم تلي = ونعم ذاك الصهرl عlثمانl الولي lلث lم ك ة فأ قي lروجlملةl األوالد من خديجة = لكن إبراهيم من ماريةlول طاب أما وأبا البت وليس في بناته من أعقبا = إال

37

Page 38: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

سراريه صلى الله عليه وسلم: قال أبو عبيدة: ك--ان ل--ه أرب--ع: ماري--ة وهي أم ول--ده إب--راهيم، وريحان--ة وجاري--ة

ابنأخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجاري--ة وهبته-ا ل-ه زينب بنت جحش..110/ 1القيم، زاد المعاد

مواليه صلى الله عليه وسلم: يقول ابن القيم: فمنهم: زيد بن حارثة بن شراحيل، حب رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم، أعتق--ه الرس--ول ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وزوج--ه موالت--ه أم أيمن فولدت له أسامة. ومنهم: أسلم وأبو رافع وثوبان وأبو كبش--ة س--ليم وش--قران - واسمه صالح - ورباح نوبي ويسار نوبي أيضا - قتيل العرنيين - ومدعم وكرك--رة نوبي أيضا، وكان على ثقله صلى الل--ه علي--ه وس--لم، وك--ان يمس--ك راحلت--ه عن--د القتال يوم خيبر، وفي صحيحي البخاري ومسلم أنه الذي غل الشملة ذلك اليوم فقlتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لتلتهب عليه ن--ارا". وفي الموط--أها مدعم، وكالهما قlت--ل بخي--بر، والل--ه أعلم. ومنهم: أنجش--ة الح--ادي، أن الذي غل وسفينة بن فروخ - واسمه مهران - وسماه رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم سفينة؛ ألنهم كانوا يحملون--ه في الس--فر مت--اعهم، فق--ال: "أنت س--فينة". مس--ند أحمد. قال أبو حاتم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال غيره أعتقته

ومنهم: أنس--ة - ويك--نى أب--ا مش--رح - وأفلح وعبي--د وطهم--ان - وه--و أم س--لمة. كيسان - وذكوان ومهران ومروان، وقي--ل: ه--ذا خالف في اس--م طهم--ان. والل--ه أعلم. ومنهم: حنين وسندر وفضالة يماني ومأبور خصي وواقد وأبو واقد وقسام

وأبو عسيب وأبو مويهبة. ومن النساء: سلمى أم رافع، وميمونة بنت سعد وخض--رة ورض--وى ورزين--ة وأم

/1 ابن القيم، زاد المع--اد ض--ميرة وميمون--ة بنت أبي عس--يب وماري--ة وريحان--ة.110.

يقول العراقي في ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم:lأنسة وصالح شقران = lثوبان lهl lسامةl ابن زيد أ

lو نعيم lو كبشة واسمlهl سليم = أو أوس اسماهl به أب كذا أبlو رافع وهو أسلمl كذا رباح ويسار مlدعمl = كذا أب

lلف ثابتlخ lأو هرمز يزيد = lأو فثابت lوقيل إبراهيمورافع كركرة فضاله = وواقد سفينة فزاره

lأو مروان lأو ذكوان lمواله = lأو مهران lأو كيسان lطهمانlبيدlور كذا عl نينl ماب lح = lجد هالل بن يسار زيد

38

Page 39: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lو عlبيد = مع أبي ضlميرة سعيد lو عسيب وأب أبlو مlوهlوبة = حازوا به فخرا على المرتبة ومن مواليه أب

ي = فلم يزد عليهمl عبدl الغني lن lل من سlمي فيها أو ك وكlل قد ورد وزاد بعضlهlم عليه في العدد = تسعا وأربعين ك

lوبدر حاتم lباذام lأيمن = lأنجشه وأسلم lمعه lأفلحlبيد رافعlسعيد اثنان ع = lويفع lدوس قفيز سابق ر

lريبl غيالن = كذا عlبيدl الله سعدl سلمان سندرl سالم كحمن = مكحlولl نافع نفيع وردان مlحمد هlو ابنl عبد الرون lضالة وعمرlميرة فlون = ضlشمع lواقد يسار lزlرمlه

lقال lبيه ونبيل وهالل = كذا أبو رافع آخرl ي كذا نه lو صفي lو لقيط وأب lثيله = أب lو أ lو البشير وأب أب

م = مع أبي هند أي الحجام lو سال lو الحمرا أب كذا أبlو سلمى مع أبي قيلة lبابة = كذا أب lو ل lسر أب lو الي كذا أب

lميمه أما اإلماءl فذlكرن خمسه = فيما مضى رضوى كذا أlا ماريةlهl lخت كانةl = كذاك قيسرl أ lبيحة رزينة ر lر

ميمlونةl اثنتان والبعضl جعل = تين من الخlدام فيما قد نقل

خدامه: كان الصحابة رضي الله عنهم يتس--ابقون فيم--ا بينهم لخدم--ة الن--بي ص--لى الل--ه عليه وسلم، ومع ذلك لم يكن الرس--ول ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يحب أن يمت--از عليهم؛ تواض--عا من--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، ففي قص--ة بن--اء المس--جد بع--د االستقرار في المدينة، أن النبي صلى الله عليه وسلم ك--ان يش--ارك في عملي--ةا ليحمل--وا البناء، فكان الصحابة رضي الله عنهم يتب--ادرون ويس--بق بعض--هم بعض--

فعن أم س--لمة ق--الت: لم--االبن--اء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبن--ون المس--جد، جع--ل أص--حاب النبي صلى الله عليه وسلم يحمل كل واحد لبنة لبنة، وعمار يحمل لبن--تين؛ لبن--ة عنه ولبنة عن النبي صلى الله عليه وس--لم، فمس--ح ظه--ره وق--ال: "ابن س--مية، للن--اس أج--ر ول--ك أج--ران، وآخ--ر زادك ش--ربة من لبن، وتقتل--ك الفئ--ة الباغي--ة". المستدرك على الصحيحين. وهذا إسناد على شرط الصحيحين. الس--يرة النبوي--ة

. 307/ 2البن كثير 39

Page 40: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قول النووي ولقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة خدام كثيرون، ي معددا إياهم: منهم أنس بن مالك، وهند وأسماء ابنا حارثة األسلميان، وربيعة بن كعب األسلمي، وكان عبد الله بن مسعود صاحب نعل--ه، إذا ق--ام ألبس--ه إياهم--ا، وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم، وعقبة بن عامر الجهني، صاحب بغلته يقود به في األسفار، وبالل المؤذن، وسعد مولى أبي بكر الص--ديق، وذو مخم--ر. ويقال: ذو مخبر بالب--اء الموح--دة، ابن أخي النجاش--ي. ويق--ال: ابن أخت--ه. وبك--ير

الشداخ الليثي، ويقال: بكر. وأبو ذر الغفاري، واألسلع بن ش--ريك بنبن )شداد( عوف األعرجي، ومهاجر مولى أم سلمة، وأبو السمح رضي الل--ه عنهم. الج--امع

.119ألوصاف الرسول، ابن العاقولي ص ويق--ول ابن القيم: فمنهم أنس بن مال--ك وك--ان على حوائج--ه، وعب--د الل--ه بن مسعود صاحب نعله وسواكه، وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود ب--ه في األسفار، وأسلع بن شريك وكان صاحب راحلت--ه، وبالل بن رب--اح الم--ؤذن وس--عد موليا أبي بكر الصديق، وأب--و ذر الغف--اري، وأيمن بن عبي--د وأم--ه أم أيمن مولي--ا

ابن القيم، زادالنبي صلى الله عليه وسلم، وك--ان أيمن على مطهرت--ه وحاجت--ه. .110/ 1المعاد

ويقول الحافظ العراقي في ذكر خlدامه من الرجال والنساء:فأنس ألزمlهlم للخدمة = أسماءl هند ولدا حارثة

كذا بالل عlقبةl بنl عامر = سعد فتى الصديق مع ذي مخمرlوا lسب يث ن lكير ولل lو = ذر ب ربيعة مع ابن مسعlود أب

l وابنl شريك أسلع فأربدl = كذا ابنl مالك واالسمl األسودlبي ذكر وابنl أخيه الحدرجان جزرl = لهl بخlدام الن

وسابق وسالم قد ذlكرا = وقيل سلمى واعدlد المlهاجراlربيعة lوهl lعيم أب قيسl بنl سعد أيمنl ثعلبةl = كذا ن

ساء lو عlبيد ومن الن lو الحمراء = أب مح أب lو الس كذا أبزينه = وأمةl الله لهذه ابنه lاثنتان مع ر lمارية

lم أيمن بركةl ة وخولة وخضرةl = سلمى وأ صفيlكرت ذي الخمسةlوفي الموالي ذ = lونةlاش كذا ميم lم عي وأ

40

Page 41: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

مؤذنوه صلى الله عليه وسلم: قال النووي: المؤذنون أربعة: بالل وابن أم مكتوم بالمدينة وأبو مح--ذورة بمك--ة وسعد القرظ بقباء. قال العلماء: أضيف إلى القرظ ال--ذي ي--دبغ في--ه؛ ألن--ه ك--انجر في القرظ فربح فيه؛ فل--زم التج--ارة في--ه جر في شيء خسر فيه، فات كلما ات فأضيف إليه، وهو مولى عمار بن ياسر رضي الله عنه، جعله رسول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه الخالفة وترك بالل األذان، نقله أبو بكر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وس--لم؛ لي--ؤذن في--ه، فلم يزل يؤذن فيه حتى مات في أيام الحجاج بن يوسف، وت--وارث بن--وه األذان، وقيل: الذي نقله ابن الخطاب رضي الل--ه عن--ه. الج--امع ألوص--اف الرس--ول، ابن

. 121العاقولي ص كتابه صلى الله عليه وسلم:

قال النووي: ذكرهم الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق أنهم ثالثة وعش--رون؛lبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاوية وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وأ بن أبي س--فيان ومحم--د بن مس--لمة وأرقم بن أبي األرقم وأب--ان بن س--عيد بن العاص وأخوه خالد بن سعيد وثابت بن قيس وحنظلة بن الربيع وخالد بن الولي--د وعبد الله بن األرقم وعبد الله بن زيد بن عبد ربه والعالء بن عتب--ة والمغ--يرة بن

. وزاد غيره: شرحبيل بن حسنة. قالوا: وكان أكثرهم كتاب--ة زي--دالسجلشعبة و. 120بن ثابت ومعاوية. الجامع ألوصاف الرسول، ابن العاقولي ص

اب هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير، وعامر بن lت وذكر ابن القيم أن الكlبي بن كعب، وعبد الله بن األرقم، وث--ابت بن قيس فهيرة، وعمرو بن العاص، وأ بن ش--ماس، وحنظل--ة بن الربي--ع األس--يدي، والمغ--يرة بن ش--عبة، وعب--د الل--ه بن رواحة، وخالد بن الوليد، وخالد بن سعيد بن العاص، وقيل: إنه أول من كتب له. ومعاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت وكان ألزمهم له--ذا الش--أن وأخص--هم ب--ه.

.110/ 1ابن القيم، زاد المعاد اب النبي صلى الله عليه وسلم: lت يقول الحافظ العراقي معددا ك

lهl اثنان وأربعlونا = زيدl بنl ثابت وكان حينا اب lت كفيان كان واعيه lأبي س lعاويه = ابنlم lوبعده lكاتبه

lبي lو بكر كذا علي = عlمرl عlثمانl كذا أ كذا أبlحسنة lأمه lرحبيل lكذا ش = lسعيد خالد حنظلة lوابنوعامر وثابثl بنl قيس = كذا ابنl أرقم بغير لبس

ن ي مع عبد الغني = منهlم على ذي العدد المlبي واقتصر المزير= جمعا كثيرا فاضبطنهl واحصlر وزدتl من مlفترقات الس

41

Page 42: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

بير وابن الحضرمي = وابن رواحة وجهما فاضمlم طلحة والزوابن الوليد خالدا وحاطبا = هlو ابنl عمرو وكذا حlويطبا

فيانا lريدة أبانا = ابن سعيد وأبا سl حlذيفة بlه يزيدl بعضl مlسلمه = الفتح مع مlحمد بن مسلمه كذا ابن

جل مع أبي سلمة عمرو هlو ابنl العاص مع مlغيرة = كذا السوب األنصاري = كذا مlعيقيب هlو الدوسي lو أي كذا أب

lول المlهتدي وابن أبي األرقم أرقم اعدlد= فيهم كذاك ابنl سله بال اشتباه كذا ابنl زيد واسمlهl عبدl الله= والجد عبدl ربlمير أثبت واعدlد جlهيما العlال بن عlتبة = كذا حlصين بن ن

lوا lل منهlمl وانقلب lوا = وارتد ك وا ثالثة قد كتب lوذكرlسم لي lبهم لم ي ابنl أبي سرح مع ابن خطل= وآخر أ

ولم يعlد منهlم إلى الدين سوى = ابنl أبي سرح وباقيهم غوى شعراؤه وخطباؤه صلى الله عليه وسلم:

يقول ابن القيم: كان من ش--عرائه ال--ذين ي--ذبون عن اإلس--الم: كعب بن مال--ك، وعبد الله بن رواحة، وحس--ان بن ث--ابت. وك--ان أش--دهم على الكف--ار حس--ان بن ثابت، وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك، وكان خطيب--ه ث--ابت بن قيس بن

.124/ 1 ابن القيم، زاد المعاد شماس. رسله صلى الله عليه وسلم:

يقول النووي عن رسله صلى الله عليه وسلم: أرس--ل ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فأخذ كتاب رسول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وسلم ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره، فجلس على األرض، ثم أسلم حين

حضره جعفر بن أبى طالب وحسن إسالمه. وأرسل صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي بكت--اب إلى هرق--ل عظيم الروم، وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى مل--ك ف--ارس، وح--اطب بن أبى بلتعة اللخمي إلى المقوقس ملك اإلس--كندرية ومص--ر، فق--ال خ--يرا، وق--ارب أنlسلم، وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مارية القبطية وأختها س--يرين، ي فوهبها رسول الله صلى الله عليه وس--لم لحس--ان بن ث--ابت. وأرس--ل عم--رو بني--ا بين عم--رو وبين الص--دقة والحكم فيم--ا العاص إلى ملكي عمان فأس--لما، وخلlوlفي رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم. وأرس--ل بينهم، فلم يزل عندهم حتى ت س--ليط بن عم--رو العل--وي إلى اليمام--ة، وإلى ه--وذة بن علي الحنفي. وأرس--ل شجاع بن وهب األس--دي إلى الح--ارث بن أبي ش--مر الغس--اني مل--ك البلق--اء من

42

Page 43: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أرض الشام، وأرسل المه--اجر بن أبي أمي-ة المخ-زومي إلى الح-ارث الحم-يري، وأرسل العالء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي العبدي ملك البحرين، فص--دق وأسلم، وأرسل أبا موسى األشعري ومعاذ بن جبل إلى جمل--ة اليمن داعين إلى

هم وس--وقتهم. الج--امع ألوص--افكووكاإلس--الم، فأس--لم عام--ة أه--ل اليمن؛ مل.120الرسول، ابن العاقولي ص

أمراؤه صلى الله عليه وسلم: يقول ابن القيم: منهم باذان بن ساسان من ولد بهرام جور، أمره رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم على أهل اليمن كلها بعد موت كسرى، فهو أول أم--ير في اإلسالم على اليمن، وأول من أسلم من ملوك العجم، ثم أمر رسول الله ص--لى الله عليه وسلم بعد موت باذان ابن--ه ش--هر بن ب--اذان على ص--نعاء وأعماله--ا، ثم قlتل شهر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وس--لم على ص--نعاء خال--د بن س--عيد بن الع--اص، وولى رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم المه--اجر بن أبي أمي--ةر المخزومي كندة والصدف، فتوفي رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم ولم يس-- إليها، فبعثه أبو بكر إلى قتال أناس من المرتدين، وولى زياد بن أمي--ة األنص--اري حضرموت، وولى أبا موسى األشعري زبيد وعدن والساحل، وولى معاذ بن جبل الجند، وولى أب--ا س--فيان ص-خر بن ح-رب نج--ران، وولى ابن--ه يزي--د تيم-اء، وولى عتاب بن أسيد مكة وإقام--ة الموس--م ب--الحج بالمس--لمين س--نة ثم--ان، ول--ه دون العشرين سنة، وولى علي بن أبي طالب األخم--اس ب--اليمن والقض--اء به--ا. وولى عمرو بن العاص عمان وأعمالها، وولى الصدقات جماعة كثيرة؛ ألن--ه ك--ان لك--ل قبيلة وال يقبض صدقاتها، فمن هنا كثر عم--ال الص--دقات، وولى أب--ا بك--ر إقام--ةا يقرأ على الناس س--ورة ب--راءة، فقي--ل: ألن الحج سنة تسع، وبعث في إثره علي أولها نزل بعد خروج أبي بكر إلى الحج. وقيل: بل ألن عادة العرب ك--انت أن--ه ال--ا ل--ه يحل العقود ويعقدها إال المطاع، أو رجل من أهل بيته. وقيل: أردفه به عون ومساعدا؛ ولهذا قال له الصديق: أمير أو مأمور؟ ق--ال: ب--ل م-أمور. وأم--ا أع--داء

. وليس هذا ببدع من بهتهم وافترائهم. الله الرافضة، فيقولون: عزله بعلي كانت هذه الحجة قد وقعت في شهر ذي الحج--ة، أو ك--انت في ذي القع--دة من

.121/ 1 ابن القيم، زاد المعاد أجل النسيء، على قولين، والله أعلم.

43

Page 44: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وصف النبي صلى الله عليه وسلم هكذا وليس كما صوروه وجهه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا وجه مستو أملس، بدا مخروطا أس--يال كأن--ه ق--د س--ن عن--ه اللحم، فلم يكن وجه--ه مس--تديرا غاي--ة الت--دوير، أو مس--تويا غاي--ة االستواء، بل صيغ بين االستدارة واالستواء، فعن علي بن أبي طالب رضي الل--ه عنه قال: لم يكن رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ب--المطهم المطهم: ه--و المنتفخ الوجه. وال المكلثم، المكلثم: هو المدور الوجه. وكان في وجه--ه ت--دوير. رواه الترمذي والبغوي في شرح السنة. وعن ج--ابر بن س--مرة رض--ي الل--ه عن--ه

قال: كان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مستديرا. رواه أحمد.ن ببش--رة رقيق--ة، ي lولقد الح على هذا الوج--ه الجمي--ل الجلي--ل ج--بين مش--رق، ز وضح معها المحيا، وحسنت به--ا المالمح، وب--دا ك--القمر يتألأل، يق--ول هن--د بن أبي هالة في وصفه النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم

رواه الترم--ذي في الش--مائل،فخما مفخما، يتألأل وجهه كتأللؤ القمر ليل--ة الب--در. والطبراني في الكبير، والسيوطي في الجامع الصغير.

وعن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: كان رس-ول الل--ه ص-لى الل-ه علي--هوسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا. رواه البخاري ومسلم.

ج ه--ذا الح--ديث ابن أبي خيثم--ة من ح--ديث إب--راهيم بن يوس--ف، كم--ا رواه وخر والترم--ذي من ح--ديث أبي نعيم عن زه--ير عن أبيومس--لم البخ--اري مس--لم و

ئل البراء: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مث--ل الس--يف؟ lإسحاق قال: س قال الترمذي في الجامع الصحيح: هذا حديث حسن.قال: ال، مثل القمر.

البيهقي في الدالئل، عن سماك، أنه سمع ج--ابر بن س--مرة رض--ي الل--هاهىروو عنه، قال له رجل: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه--ه مث-ل الس-يف؟ قال جابر: ال، بل مثل الشمس والقمر مستديرا. قال ال--بيهقي: رواه مس--لم في

الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد الله بن موسى. وعن أشعث عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان أي: مضيئة. وعليه حلة حم--راء، فجعلت أنظ--ر إليه وإلى القمر، فلهو أحسن كان في عي--ني من القم--ر. وفي لف--ظ ق--ال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان وعلي--ه حل--ة حم--راء، فجعلت

أماثل بينه وبين القمر. أخرجه الترمذي في الشمائل.ج البخاري من حديث عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب وخر - وكان قائد كعب من بنيه حين عمي - قال: سمعت كعب بن مال--ك يق--ول: لم--ا سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ي--برق وجه--ه، وك--ان رس--ول

44

Page 45: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ر استنار وجه--ه كأن--ه قطع--ة قم--ر، وكن--ا نع--رف lالله صلى الله عليه وسلم إذا س ذلك منه.

وخرج أيضا من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخل النبي صلى الله عليه وس--لم يوم--ا مس--رورا، وأس--ارير وجه--ه ت--برق، فق--ال: "ألم تس--معي م--ا ق--ال المدلجي؟ ورأى زيدا وأسامة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه

األقدام بعضها من بعض". وخرجه مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق، وقال أب--و إس--حاق الهم--داني: عن امرأة من همدان سماها، قالت: حججت مع الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم مرات، فرأيته على بعير له يط--وف بالكعب--ة بي--ده محجن، علي--ه ب--ردان أحم--ران يكاد يمس منكبيه إذا مر بالحجر. قالت: كان كالقمر ليلة الب--در، ولم أر قبل--ه وال

بعده مثله صلى الله عليه وسلم. وخرج عبد الله بن محمد بن إس--حاق الف--اكهي من ح--ديث أس--امة بن زي--د، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: قلت للربيع بنت مع--وذ: ص--في لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: لو رأيته لقلت: الشمس طالعة. انظر: إمتاع األسماع فيما للنبي صلى الله عليه وسلم من األحوال واألم--وال والحف--دة

.152/ 2والمتاع، المقريزي وقالت عائشة رضي الله عنها: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت عني اإلب--رة، فطلبته--ا فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت اإلب--رة لش--عاع ن--ور

رواه ابن عس---اكر، واألص---بهاني في ال---دالئل، وال---ديلمي في مس---ندوجه---ه. الفردوس، كما في الجامع الكبير للسيوطي.

وجاء في وصف أم معبد رضي الله عنها قولها: رأيت رجال ظاهر الوضاءة، أبلج رواه الط--برانيوس--يما قس--يما. األبلج: أي الحس-ن المش-رق المض--يء. الوج-ه،

والحاكم وابن سعد. عن أشعث بن أبي الش--عثاء ق--ال: س--معت ش--يخا من ب--ني كنان--ة، ق--ال: رأيت و

رواه ابن ش--بة فيرسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم كأحس--ن الرج--ال وجه--ا. أخبار المدينة، ورجاله ثقات.

يتبين لنا من جملة هذه األحاديث، أن الن-بي ص-لى الل--ه علي-ه وس--لم حب-اه رب--هlتي وجه--ا جمال المنظر، وحسن السمت، وص--فاء الوج--ه، وبه--اء الص--ورة، ومن أ كهذا الوجه فإن العيون ال تمل من النظر إليه، والنف--وس ال تس--أم من الجل--وس بين يديه؛ فهو ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في ذروة س--نام الحس--ن، وقم--ة ص--باحةر اس--تنار lر أوضأ وال أضوأ منه، إذا سl الوجه، كأنما أفرغ في قالب من فضة، لم ي

45

Page 46: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وجهه وفاض نوره، وإذا رآه الرائي حس--ب أن قطع--ة من القم--ر اس--تقرت علىاألرض.

ولنا وقفة مع حسن الصورة وبهاء الطلعة، فحسن الوجه ين--بئ عن نفس زكي--ة تميل إلى فعل الجميل، وقد وقع بين الخلق والخlلق تناسب قوي، وص--لة قريب-ة؛ا رديئ--ة، وع--ز أن تط--الع عين--ك فإنه قل أن تجد صورة حسنة تخفي وراءها نفس- وجه--ا حس--نا، وال يق--ع في نفس--ك من--ه مظن--ة لفع--ل الجمي--ل، فطالق--ة الوج--ه

واستبشاره بريد ما في النفس وعنوان له. وقد أنشد بعضهم:

سيدي أنت أحسن الناس وجها = كن شفيعي في هول يوم كريه قد روى صحبك الكرام حديثا = اطلبوا الخير من حسان الوجوه

الكالباذي: والذين وجوههم طلقة مستبشرة بسطة، فإن ذل--ك ي--دل على يقول سعة صدورهم، وحسن أخالقهم، وتحريهم مس--رة الن--اس، ومن اتس--ع ص--دره ال

ومن حسن خلقه استحيا من الرد، ومن اتس--ع يصعب عليه قضاء الحاجة ألخيه، صدره يسخو بما في يديه، فإن البخل من ض--يق الص--در؛ ألن--ه يخ--اف أن يحت--اجا به؛ لحاجت--ه إلي--ه، لض--يق ص--دره عن تحم--ل إلى ما يطلب منه، فيتمسك به ضن

ى مسرة الناس، ي سارع إلى قضاء ح--وائجهم؛تالخصاصة إن دlفع إليها. ومن تحر ألن طالقة وجهه وبسطه إنما يري--د ب--ه مس--رة الن--اس، ويطلب مح--ابهم وقض--اء

/1بحر الفوائد المسمى بمعاني األخيار، للكالب--اذي حوائجهم مسرتهم ومحابهم. 117.

ا إال بعثه حس--ن الوج--ه حس--ن الص--وت، ح--تي قال قتادة: ما بعث الله تعالى نبي بعث نبيكم، فبعثه حسن الوجه حسن الصوت، ولم يكن يرجع بل كان يم--د بعض المد. وقيل البن دلبر المنجم: ما الدليل على أن المشتري سعد؟ فقال: حس--نه. وقال الفالسفة: قل صورة حسنة تتبعها نفس رديئة. منظره ينبي--ك عن مخ--بره. نقش الطوالع مقروء من الطين. كفاك منظره إيضاح مخ--بره. في حم--رة الخ--د

ما يغني عن الخجل. وقد وقعت طالق--ة وجه--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وص--باحته موقع--ا حس--نا في نفوس أصحابه، حملهم على توسم العفو والصفح فيه، وتوقعه منه إذا وقع منهم ما يغضبه أو يثير حفيظت--ه، م-ا لم يكن الغض--ب نابع--ا عن انته--اك ح--د من ح--دود الله، أو تعد على حرماته، أما ما يتعلق به صلى الله عليه وسلم فهو صافح عنه، مغتفر ألصحابه ما يغضبه في نفسه، وهذا من خلقه الكريم، كما قال رب العزة:

عليه السالم رضي الله عنهم عليه السالم صلى الله عليه وسلم رضي الله عن[[ه

رضي الله عنه رضي الله عنه رضي الله عنه 46

Page 47: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

رض[[[[ي الل[[[[ه عنهم رض[[[[ي الل[[[[ه عن[[[[ه صلى الله عليه وس[[لم علي[[ه الس[[الم

:[.128]التوبة ولقد مدحه عمه أبو طالب بقوله:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه = ثمال اليتامى عصمة لألرامل كما أن هذا الوجه الطلق الصبوح كان يبعث على األمل والتف--اؤل واالستبش--ار، ولقد بلغ من استبشار الصحابة بوجه الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أنهم ك--انوا يطلبون إليه أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى يستسقيه، عندما كانت تح--ل بهم سنوات القحط والجدب، فعن أنس بن مالك رضي الله عن--ه ق--ال: ك--ان رس--ول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم يخطب ي--وم الجمع--ة، فق--ام إلي--ه الن--اس فص--احوا، فقالوا: يا نبي الله، قحط المطر، واحمر الشجر، وهلكت البه-ائم، ف-ادع الل--ه أن يسقينا. فقال: "اللهم اسقنا". قالوا: وايم الل--ه م--ا ن--رى في الس--ماء قزع--ة من سحاب. قال: فنشأت سحابة فانتشرت، ثم إنها مطرت، ف--نزل ن--بي الل--ه ص--لى الله عليه وسلم فصلى وانصرف، فلم تزل تمطر إلى الجمعة األخرى، فلما ق--ام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، صاحوا وقالوا: يا نبي الله، تهدمت ال--بيوت، وانقطعت السبل، فادع الله يحبسها عنا. ق--ال: فتبس--م ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وق--ال: "اللهم حوالين--ا وال علين--ا". ق--ال: فتقش--عت عن المدين--ة، فجعلت تمط--ر حولها وما تقط--ر بالمدين--ة قط--رة. ق--ال: فنظ--رت إلى المدين--ة وإنه--ا لفي مث--ل

، وقال شعيب األرنؤوط: إس--ناده ص--حيحأخرجه ابن خزيمة في صحيحهاإلكليل. .على شرط مسلم

وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم عن أبيه قال: ربما ذكرت ق--ول الش--اعر وأن--ا فم--ا ي--نزل ح--تى يجيش أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وس--لم يستس--قي،

ب في ج-انب ال-بيت يجيش: يتدفقكل ميزاب: l-رك ويفيض. والم-يزاب: أنبوب-ة تمن أعاله؛ لينصرف منها ماء المطر.

اث. الغمام بوجهه ثمال اليتامى يى وأبيض يستسق عصمة لألرامل ثمال: غيرواه البخاري.وهو قول أبى طالب.

ج--اء في عم--دة الق--اري: ومناس--بة ه--ذا التعلي--ق للترجم--ة تؤخ--ذ من قول--ه: ؛ ألن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهم--ا - يخ--بر عن استس--قاء الن--بييىيستسق

وهو ينظر إلى وجهه الكريم، ولم يكن استس--قاؤه في ذل--ك إال عن س--ؤال عن--ه، ويوضح ذلك ما رواه البيهقي في "الدالئل"، عن أنس بن مالك رض--ي الل--ه عن--ه قال: جاء أعرابي إلى النبي فقال: يا رسول الله، والله لقد أتيناك وم--ا لن--ا بع--ير

في نومه غطا وغطيطا: صات،غط، وال صبي يغطأطأطا وأطيطا: صوت. يئط، ثم أنشد: وردد النفس في خياشيمه.

47

Page 48: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

غلت أم الصبي عن الطفل lدمى لبانها = وقد شl أتيناك والعذراء ييلحl وما يرمlوألقى بكفيه الصبي استكانة = من الجوع ضعفا ما ي

وال شيء مما يأكل الناس عندنا = سوى الحنظل العاهيل العله--ز )بكس--ر العين الع--اهي: فاع--ل من العاه--ة، وهي اآلف--ة. والعله--ز الفس-- المهملة، وسكون الالم، وكسر الهاء، وفي آخ--ره زاي(: ه--و ش--يء يتخذون--ه في سني المجاعة؛ حيث يخلط--ون ال--دم بأوب--ار اإلب--ل، ثم يش--وونه بالن--ار ويأكلون--ه. الفسل )بفتح الفاء، وسكون السين المهملة(: هو الشيء الرديء الرذل، يق--ال:lروى بالشين المعجمة، وقال في باب الش--ين: فسله وأفسله. قاله ابن األثير. وي

الفشل والفزع والخوف والضعف، ومنه حديث االستسقاء.وليس لنا إال إليك فرارنا = وأين فرار الناس إال إلى الرسل؟!

فقام رسول الله يجر رداءه حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى علي--ه، ثم ق--ال: "اللهم اسقنا..". الحديث، وفي--ه: فج--اء أه--ل البطان--ة يص--يحون: الغ--رق الغ--رق. فضحك رسول الله حتى ب--دت نواج--ذه، ثم ق--ال: "لل--ه در أبي ط--الب! ل--و ك--ان حاضرا لقرت عين--اه، من ينش--دنا ش--عره؟". فق--ال علي: ي--ا رس--ول الل--ه، كأن--ك

--ا منه--ا، فق--ال رس--وليىأردت قوله: وأبيض يستسق الغمام بوجهه.. ف--ذكر أبياتالله: "أجل". فقام رجل من بني كنانة فأنشد أبياتا:

قينا بوجه النبي المطر lلك الحمد والحمد ممن شكر = سدعا الله خالقه دعوة = وأشخص معها إليه البصر

سرع حتى رأينا الدررأا وأ الردا = الفإلقاءفلم يك إال كوكان كما قال له عمه = أبو طالب أبيض ذو غlرر

به الله يسقي صوب الغمام = وهذا العيان لذاك الخبرفمن يشكر الله يلق المزيد = ومن يكفر الله يلق الغير

.31/ 7عمدة القاري، فقال رسول الله: "إن يكن شاعر أحسن فقد أحسنت". ولقد ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها نظرت إلى رسول الله ص--لى الل--ه عليه وسلم فبسمت، فقال لها: مم تبسمت يا عائشة؟ فق--الت: ت--أملت وجه--ك، ولو كان أبو كبير الهذلي رآك ما قال ما قال. فقال عليه الصالة والس--الم: "وم--ا

قال؟". فأنشدت: /1ربي--ع األب--رار وإذا نظرت إلى أسرة وجهه = ب--رقت ك--برق الع--ارض المتهل--ل

135. لونه:

48

Page 49: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

كان صلى الله عليه وسلم أزه--ر الل--ون ص--افيه، م--ع إش--راق واض--ح في--ه، ليس باآلدم أي: شديد السمرة. الشديد األدمة، وال باألبيض األمهق أي: ش--دة البي--اض

فعن أنس رضي الله عن--ه: والبرص. الشديد البياض، وإنما يخالط بياضه حمرة، ك--ان الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أزه--ر الل--ون، ليس ب--أبيض أمه--ق وال آدم. واألزهر: هو األبيض المستنير المشرق، وهو أحس--ن األل--وان. متف--ق علي--ه. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله علي--ه وس--لم أبيض مش--ربا بياض--ه حم--رة. رواه أحم--د والترم--ذي وال--بزار وابن س--عد وأب--و يعلى،

والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي. وعن أبي الطفيل رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح--ا

مقصدا. رواه مسلم. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الل--ه علي--ه وسلم أبيض تعلوه حمرة. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وق--ال الهيثمي في المجمع: وفيه اثنان: أحدهما يحيى بن حاتم ولم أعرفه، واآلخر بشر بن مه--ران،قه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم. وبقية رجاله ثقات. وقد تق--دم ه--ذا من ح--ديث وث

عفيف الكندي. رواه أحمد وغيره، ورجاله ثقات. أي:. قال ابن حجر في حديث أنس المتقدم: قوله: أزه--ر الل--ونالكالباذي: قال

lخ--ر ص--ريحة، عن--د أبيض مش--رب بحم--رة، وق--د ورد ذل--ك ص--ريحا في رواي--ات أ /5الترمذي والحاكم وغيرهما: كان أبيض مش--ربا بياض--ه بحم--رة. فيض الق--دير،

94. قال في الروض: الزهرة لغ--ة إش--راق في الل--ون؛ أي ل--ون ك--انالكالباذي: قال

من بياض أو غيره، وقول بعضهم: إن األزهر األبيض خاصة، والزهر اس--م لألبيض من النوار فقط. خطأه أبو حنيفة فيه، وق--ال: إنم--ا الزه--رة إش--راق في األل--وانlحد، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه كلها. وفي حديث يوم أ

تزهران تحت المغفر. انتهى. المرجع السابق. وهذا الل--ون المش--رق تحب--ه الع--رب وتتم--ادح ب--ه، يق--ول القلقش--ندي في ص--بح األعشى: واألل--وان في البش--ر ترج--ع إلى ثالث--ة أص--ول: وهي البي--اض والس--مرة والسواد. ويعبر عن السواد بشدة األدمة، وربما عبر عن البياض برق--ة الس--مرة. ويستحسن من هذه األلوان البياض، وأحسن البياض ما كان مشربا بحمرة. وق--د جاء في حديث ضمام بن ثعلبة أنه حين سأل عن النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم عند وفوده عليه بقوله: أيكم ابن عب--د المطلب؟ قي--ل: ه--و ذاك األمغ--ر المتكئ.

واألمغر هو المشرب بحمرة، أخذا من المغرة؛ وهي الصبغ المعروف. وقد تطلق العرب على هذا اللون أنه أس-مر؛ وله--ذا - كم--ا يق-ول ابن حج-ر في

الباري: جاء في حديث أنس عند أحمد وال--بزار وابن من--ده بإس--ناد ص--حيح، فتح49

Page 50: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وصححه ابن حبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم ك--ان أس--مر. وق--د رد المحب الطبري هذه الرواية بقوله: في ح--ديث الب--اب من طري--ق مال--ك عن ربيع--ة: وال ب--األبيض األمه--ق، وليس ب--اآلدم. والجم--ع بينهم--ا ممكن، وأخرج--ه ال--بيهقي في "الدالئل" من وجه آخر عن أنس، فذكر الصفة النبوية، قال: ك--ان رس--ول ص--لى الله عليه وسلم أبيض بياضه إلى السمرة. وفي ح--ديث يزي--د الرقاش--ي عن ابن عباس في صفة النبي صلى الله عليه وس-لم: رج-ل بين رجلين، جس-مه ولحم-ه أحمر. وفي لفظ: أسمر إلى البياض. أخرج--ه أحم--د، وس--نده حس--ن. وت--بين من مجموع الروايات أن المراد بالسمرة الحمرة ال--تي تخال--ط البي--اض، وأن الم--راد بالبياض المثبت ما يخالط--ه الحم--رة، والمنفي م--ا ال يخالط--ه، وه--و ال--ذي تك--ره

.356/ 10العرب لونه وتسميه أمهق". فتح الباري، ابن حجر ولهذا اللون أيضا إشراق وصفاء يبهج الن--اظرين من غ--ير فتن--ة، كأنم--ا ص--يغ من فضة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ق--ال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم أبيض؛ كأنما صيغ من فضة رجل الشعر. أخرج--ه الترم--ذي في الش--مائل،

وهو صحيح بشواهده. من الص--وغ، يع--ني اإليج--اد؛ أي، ومعنى قوله: كان أبيض كأنم--ا ص--يغ. أي: خلق

الخلق. قال الزمخشري: من المجاز: فالن حس--ن الص--يغة؛ وهي الخلق--ة، وص--اغه الل--ه

صيغة حسنة، وفالن بين صيغة كريمة؛ من أصل كريم. وقوله: من فض--ة. باعتب--ار م--ا ك--ان يعل--و بياض--ه من اإلض--اءة، ولمع--ان األن--وار، والبريق الساطع، فال تدافع بينه وبين ما يأتي عقبه، من أنه كان مشربا بحم--رة، وآثره لتضمنه نعت--ه بتناس--ب ال--تركيب، وتماس--ك األج--زاء، فال اتج--اه لجعل--ه من

الصوغ بمعنى سبك الفضة. وقد نعته عمه أبو طالب بقوله: الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة لألرامليىوأبيض يستسق

وفي رواية ألحمد: فنظرت إلى ظه--ره كأن--ه س--بيكة فض--ة. وفي أخ--رى لل--بزار ويعقوب بن أبي سفيان بإسناد قال ابن حجر: قوي عن سعيد بن المس--يب، أن--ه سمع أبا هريرة يصفه فقال: ك--ان ش--ديد البي--اض. وفي رواي--ة ألبي الطفي--ل عن

/5الطبراني: ما أنسى شدة بياض وجهه، مع ش--دة س--واد ش--عره. فيض الق--دير 88.

يقول الحافظ العراقي في صفة لونه: lشرب حlمرة علت = وفي الصحيح أزهرl اللون ثبت أبيض قد أ

رأسه: كان صلى الله عليه وسلم ضخم ال-رأس، عظيم الهام-ة، فعن علي رض-ي الل-ه

50

Page 51: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عنه قال: كان النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم ض--خم ال--رأس، عظيم العي--نين، إذامشى تكفأ؛ كأنما يمشي في صعد، إذا التفت التفت جميعا.

وعن هند بن أبي هالة رضي الله عنه قال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم عظيم الهامة. وعظم هامته صلى الله عليه وسلم فيه داللة على تقدم--ه،

وعظم رياسته. :lه lشعر

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا ش--عر ش--ديد الس--واد، رجال كث--ير الش--عر، ال مسترسال كشعر الروم، وال جعدا كشعر الزنوج، وإنما بدا كهيئة المتمشط، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رج--ل الشعر، ليس بالسبط، الشعر السبط: السهل والمسترسل الذي ال جعودة في--ه. وال الجعد القطط. الجعد القط-ط ال-ذي زادت جعودت-ه، والجع-ودة االنثن--اء. رواه

أحمد في المسند، أخرجه أبو يعلى في مسنده بإسناد حسن. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الل--ه علي--ه

وسلم كثير شعر الرأس راجله. أخرجه أحمد.--ا، ق--ال وكان صلى الله عليه وسلم يصل شعره إن تدلى إلى أنصاف أذني--ه حين حميد عن أنس صلى الله عليه وسلم: كان ش--عر رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

وسلم إلى أنصاف أذنيه. رواه مسلم. وأحيانا يصل بعد اإلسدال واإلرسال إلى شحمة أذنيه، أو بين أذنيه وعاتقه، روى أبو داود من حديث عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس ق--ال: ك--ان

شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شحمة أذنيه. وللبخاري من حديث أبي إسحاق: سمعت ال--براء بن ع--ازب ق--ال: ك--ان رس--ول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنك--بين، ل--ه ش--عر بل--غ ش--حمة

أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئا قط أحسن منه. وعن أبي قتادة ق--ال: س--ألت أنس بن مال-ك عن ش--عر الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم فق--ال: ك--ان ش--عر رس--ول الل--ه رجال ليس بالس--بط وال الجع--د، بين أذني--ه

وعاتقه. متفق عليه.--ا من الزم--ان، وه--ذا أقص--ى lخر يضرب منكبيه إن تركه بعد الحل--ق حين وأحيانا أ طول له، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب ش--عره منكبي--ه.

متفق عليه. وأخرج مسلم عن البراء بن عازب قال: ما رأيت من ذي لم--ة أحس--ن في حل--ة حم--راء من رس--ول الل--ه، ش--عره يض--رب منكبي--ه، بعي--د م--ا بين المنك--بين، ليس بالطويل وال بالقصير. وروى أب--و داود من ح--ديث هش--ام بن ع--روة عن أبي--ه عن

51

Page 52: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عائشة رضي الله عنها قالت: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ف--وقالوفرة، ودون الجمة.

يتبين مما سبق أن الروايات التي تصف طول شعره صلى الله عليه وس-لم ق--د تعددت، وهي توهم ألول وهلة بالتضارب، ولكن عند النظ--ر المت--أني نج--د أن كال منها تنقل حالة من حاالته في األوقات المختلفة؛ ألن كل واح--د من ال--رواة ك--ان

يخبر بحالته التي رآه عليها. ففي أحاديث هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جمة تبلغ قريبا

يضرب ش--عره منكبي--ه. وليس ذل--ك من منكبيه، وقيل: تبلغ شحمة أذنيه. وقيل: بإخبار عن وقت واحد فتتضاد اآلثار، وإنما ذلك إخبار عن أوق--ات مختلف--ة، يمكن

قصه، فكان إذا غفل عنه بلغ منكبي--ه،إذا ما ترك عن بغفلته فيها زيادة الشعر --ا من منكبي--ه، ف--أخبر ك--ل واح--د عم--ا وإذا تعاهده وقصه بلغ شحمة أذنيه أو قريب

.187/ 17شاهد وعاين. شرح ابن بطال قال النووي: قال القاضي: والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي األذن هو ال--ذي يبلغ شحمة أذني--ه، وه--و ال--ذي بين أذني--ه وعاتق--ه، وم--ا خلف--ه ه--و ال--ذي يض--رب منكبيه. قال: وقيل: ب--ل ذل--ك الختالف األوق--ات، ف--إذا غف--ل عن تقص--يرها بلغت المنكب، وإذا قصرها ك--انت إلى أنص--اف األذنين، فك--ان يقص--ر ويط--ول بحس--ب

.91/ 15ذلك. شرح النووي على مسلم، وقد اختلف الناس في جعودة الشعر وسبوطته، أيهما أحسن؟ فذهب ق--وم إلى استحسان الجع--ودة، وهي انقب--اض الش--عر بعض انقب--اض، وه--و مم--ا يستحس--نه العرب، وإليه ذهب الفقهاء، حتى ل--و ش--رط الب--ائع في عب--د كون--ه جع--د الش--عر، وظه--ر س--بط الش--عر، رد ب--ذلك بخالف العكس. وذهب آخ--رون إلى استحس--ان السبوطة، وهي استرسال الشعر وانبساطه من غير انكم--اش، وأك--ثر م--ا يوج--د ذل---ك في ال---ترك ومن في معن---اهم. ثم ال---ذاهبون إلى استحس---ان الجع---ودة

.197/ 1يستحسنون التواء شعر الصدغ. صبح األعشى ولق--د ك--ان ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يتعه--د ش--عره من حين آلخ--ر، ويمش--طه بالمشط، فيبدو كأنه حبك الرمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتهاقا كالخواتم، وكان صلى الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضا، فيرى متحل الله عليه وسلم أول مرة قد سدل الثوب أو الش--عر أو الس--تر: أرخ--اه وأرس--له.lس--دل نواص--ي الخي--ل، ثم ج--اءه جبري--ل علي--ه الس-الم ناص--يته بين عيني--ه، كم--ا ت

بالفرق ففرق. أم--ا غ--دائر الغ--دائر: ض--فائر الش--عر، وك--ل م--ا ط--ال من--ه. والغ--ديرة: الخص--لة المضفورة من الشعر. شعره، فكان صلى الله عليه وس--لم ربم--ا يجعله--ا أربع--ا، يخرج األذن اليم--نى من بين غ--ديرتين يكتنفانه--ا، ويخ--رج األذن اليس--رى من بين

52

Page 53: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

غديرتين يكتنفانه--ا، وتخ-رج األذن--ان ببياض--هما من بين تل--ك الغ--دائر، كأنه-ا توق--د الك--واكب الدري--ة ال--دري: المض--يء الش--ديد اإلن--ارة. من س--واد ش--عره. فعن أم هانىء قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم له أربع غدائر. وفى لف--ظ:

أربع ضفائر. ا، الغب من أوراد وأما عن صفة ترجيله، فكان صلى الله عليه وسلم يترج--ل غب

رد الماء يوما وتدعه يوما ثم تع--ود، فنقل--ه إلى الزي--ارة وإن ج--اء بع--دأن تاإلبل: --ا بع--د حين. روى الترم--ذي في الش--مائل أيام. والغب: فعل األمر والقيام به حين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله علي--ه وس--لم: أن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ها. وليس هناك معارض--ة بين ه--ذا الح--ديث وظ--اهر الح--ديث وسلم كان يترجل غب الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "من كان له شعر فليكرمه". رواه أبو داود في سننه، وقال األلباني: حسن ص--حيح. انظ--ر السلس--لة الص--حيحة. ال--ذي يحث على تزيين الشعر وترجيله وتدهينه وتعاهده بالنظافة والغس--ل؛ ألن--ه كم--ا يق--ولا محم--وال على من يت--أذى المن--ذري: يحتم--ل أن يك--ون النهي عن الترج--ل إال غب بإدمان ذلك المرض، أو شدة برد، فنهاه عن تكلف م-ا يض-ره. ويحتم-ل أن-ه نهي عن أن يعتقد أن ما كان يفعله أبو قتادة من دهن--ه م--رتين أن--ه الزم، فأعلم--ه أن السنة من ذلك اإلغباب به، ال سيما لمن يمنعه ذلك من تصرفه وش--غله، وأن م--ا زاد على ذلك ليس بالزم، وإنما يعتقد أنه مباح؛ من شاء فعله ومن شاء ترك--ه. ا ه. وقد قال اإلمام ابن القيم تعليق--ا على كالم ابن المن--ذر: وه--ذا ال نحت--اج إلي--ه. والصواب: أنه ال تعارض بينهما بحال، ف--إن العب--د م--أمور ب--إكرام ش--عره، ومنهي عن المبالغة والزي--ادة في الرفاهي--ة والتنعم، فيك--رم ش--عره، وال يتخ--ذ الرفاهي--ةا. هذا أولى ما حمل عليه الحديثان، وبالل--ه التوفي--ق. والتنعم ديدنه، بل يترجل غب

.201/ 9عون المعبود، وكان صلى الله عليه وس--لم يب--دأ ترجيل--ه من الجه--ة اليم-نى، ثم يف--رق رأس--ه، ويمشط الشق األيمن ثم الشق األيسر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره - أي االبتداء ب--اليمين - إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا انتع--ل. رواه مس--لم. وعنه--ا - أيضا - أنها ق--الت: كنت إذا أردت أن أف--رق رأس رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

وسلم صدعت الفرق من يافوخه، وأرسل ناصيته بين عينيه. أخرجه أبو داود. ولقد كان صلى الله عليه وسلم أول األمر يسدل شعره - أي يرس--له - مخالف--ة منه للكفار؛ حيث كانوا يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يس-دلون، ف-وافقهمlحب الف--رق، قl--ه؛ فاس--ت lالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم عدل عن ذلك وص--ار يفر وف--رق ش--عر ال--رأس ه-و قس-مته في المف-رق، وه-و وس--ط ال--رأس. وه--و آخ-ر األمرين منه صلى الله عليه وسلم. فعن ابن عباس رضي الله عنهم--ا أن--ه ق--ال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكت--اب فيم--ا لم ي--ؤمر في--ه،

53

Page 54: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وك--ان أه--ل الكت--اب يس--دلون أش--عارهم وك--ان المش--ركون يفرق--ون رؤوس--هم،فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد. متفق عليه.

أما عن عدد المرات التي حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره فيها بالكلي--ة، فيقول اإلمام النووي: لم يحلق النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم رأس--ه في س--ني

الهجرة إال عام الحديبية، ثم عام عمرة القضاء، ثم عام حجة الوداع. يقول الحافظ العراقي في صفة شعره صلى الله عليه وسلم:

عر = ال سبط وال بجعد الخبر هl رجلl الش وفي الصحيح أنlت = إسنادlهl وكان كث اللحية وعن علي سبط لم يثب

ويقول أيضا: ه lوفرl lذن ي lغl شحمة لأل ه = يبل lبين المنكبين شعر lبعيدlو ظهرهl هl = يضربl منكبيه يعل lوفر lونl lخرى فيك ة أ مرك lسl ما قصرهl في ن سlك = ورب يحلقl رأسهl ألجل الن

ك المحاص lس ألجل الن واصي = إال lوضعl الن وقد رووا ال ت شيبه ولون شعره:

لم يضرب الشيب شعر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان قليل الشيب،lر في شعره بياضا سوى شعيرات معدودات في مقدم لحيت--ه، وفي ال--رأس لم ي نبذ يسير. ولقلة هذه الشعرات؛ عدها الصحابة الكرام رضوان الل--ه عليهم، فق--دئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أخضب رسول الله صلى الله علي-ه وس--لم؟ lس قال: إنه لم ير من الش--يب إال نح--و س--بعة عش--ر أو عش--رين ش--عرة في مق--دم لحيت--ه. أخرج--ه ابن ماج--ه في س--ننه. وص--ححه األلب--اني في مختص--ر الش--مائل.

وأخرج البخاري نحوه. كما أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه وسلم ورأس--ه إال سبع عشرة شعرة بيضاء. وفي بعض األح--اديث م--ا يفي--د أن ش--يبه ال يزي--د على

هن الدهن ويخفيهن إذا ادهن صلى الله عليه وسلم، وك--انيعشرة شعرات، يواردهنه صلى الله عليه وسلم الطيب والحناء.

وه--ذه الش--عرات ش--ابت من ك--ثرة ت--دبر الق--رآن، والخ--وف والخش--ية من الل--ه سبحانه وتعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنه ق--ال: ق--ال أب--و بك--ر: ي--ا رس--ول الله، قد شبت. قال: "ش--يبتني ه--ود والواقع--ة والمرس--الت وعم يتس--اءلون وإذا الش-مس ك-ورت". أخرج-ه الترم-ذي في س-ننه، والح--اكم في المس-تدرك. وفي رواي--ة: "ش--يبتني ه--ود وأخواته--ا". رواه الط--براني في المعجم الكب--ير، وق--ال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. كما رواه ال--بزار في مس--نده، وعب--د ال--رزاق في

54

Page 55: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

مصنفه. وقد استقرت هذه الشعرات البيض في مفرق رأسه، وفي لحيته أسفل الشفة، أو بينها وبين الذقن، وهي العنفقة الواردة في رواي--ة البخ--اري من ح--ديث حري--ز بن عثمان: أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وس--لم ق--ال: أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان ش--يخا؟ ق--ال: ك--ان في عنفقت--ه العنفق--ة

الشعر الذي بين الشفة والذقن. شعرات بيض. أما ما رواه قتادة قال: سألت أنسا: هل خضب النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم؟دغ )بض--م المهمل--ة، دغيه. رواه البخ--اري. والص-- l--ق--ال: إنم--ا ك--ان ش--يء في ص ا للش--عر lق--ال ذل--ك أيض-- وإسكان الدال، بعدها معجمة(: م--ا بين األذن والعين، وي المتدلي من الرأس في ذلك المكان. فمغاير للحديث السابق أن الش--عر األبيض كان في عنفقته، ووجه الجمع ما وقع عند مسلم من طريق سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، قال: لم يخضب رسول الله، وإنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين، وفي الرأس نبذ. أي: متفرق. وعرف من مجموع ذل--ك أن ال--ذي شاب من عنفقته أكثر مما شاب من غيرها. ومراد أنس رضي الل--ه عن--ه أن--ه لم يكن في شعره ما يحتاج إلى الخض--اب، وق--د ص--رح ب--ذلك في رواي--ة محم--د بن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك: أكان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم خضب؟ قال: لم يبلغ الخضاب. ولمسلم من طريق حماد عن ثابت عن أنس: لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه لفعلت. زاد ابن س--عد والح--اكم: م--ا ش--انهlمط مق--دم بالشيب. ولمسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: فقد ش-- رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، فإذا لم يدهن تبين. وأما ما رواه الح--اكم وأصحاب السنن من حديث أبي رمثة، قال: أتيت النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وعليه بردان أخضران، وله شعر قد عاله الشيب، وشيبه أحمر مخضوب بالحناء. فهو موافق لقول ابن عمر: رأيت رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يخض--ب بالصفرة. وقد تقدم في الحج وغيره، والجم--ع بين--ه وبين ح--ديث أنس أن يحم--ل نفي أنس على غلب-ة الش-يب ح--تى يحت--اج إلى خض--ابه، ولم يتف-ق أن--ه رآه وه-و مخضب، ويحمل حديث من أثبت الخضب على أنه فعله إلرادة بي--ان الج--واز ولم

يواظب عليه. وأما ما تقدم عن أنس وأخرجه الحاكم من حديث عائشة، قالت: ما ش--انه الل--ه ببيضاء. فمحمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغ--ير به--ا ش--يء من حس--نه صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر أحمد إنكار أنس أن--ه خض--ب، وذك--ر ح--ديث ابن عمر أنه رأى النبي صلى الله عليه وس--لم يخض--ب بالص--فرة وه--و في الص--حيح،

/1ووافق مالك أنسا في إنك--ار الخض--اب وت--أول م--ا ورد في ذل--ك. فتح الب--اري، 358.

وأما ق-ول ربيع-ة: رأيت ش--عره أحم-ر. فق-د ق-ال ابن الج-وزي عن--ه: أحم-ر من55

Page 56: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الطيب في هذا القول بعد. والظاهر أنه أحمر من الخض--اب؛ ألن--ه ق--د روي عن--هأنه كان يخضب شيبته بالحناء.

أذناه وسمعه: ك-انت أذن-اه ص-لى الل--ه علي--ه وس-لم ت-امتين، واس--تدارتا في اكتم-ال، من غ-ير استرخاء أو إقبال على الوجه، وكانتا متناسقتين مع قسمات وجهه وحجم رأس--ه صلى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة رضي الل--ه عن--ه: ك-ان رس-ول الل--ه ص-لى

جامع األحاديث. أخرجه ابن سعد، وابن عساكر.الله عليه وسلم تام األذنين. أما سمعه صلى الله عليه وسلم، فقد وردت أحاديث تثبت له سماع أهل القبور وعذابهم، فعن زيد بن ثابت رضي الله عن--ه ق--ال: بينم--ا الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمس-ة أو أربع-ة، فق-ال: "من يع-رف أص--حاب ه-ذه األق--بر؟". فقال رجل: أنا. قال: "فمتى مات ه--ؤالء؟". ق--ال: م--اتوا على اإلش--راك. فق--ال: "إن هذه األمة تبتلى في قبورها. فلوال أال تدافنوا لدعوت الل--ه أن يس--معكم من

عذاب القبر الذي أسمع منه". رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الل--ه عن--ه ق--ال: بينم-ا رس--ول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وسلم وبالل يمشيان بالبقيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وس--لم: "ي--ا بالل، هل تسمع ما أسمع؟". قال: ال والله يا رسول الله، ما أسمعه. ق--ال: "أال تس--مع

. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه"أهل القبور يعذبون؟ الذهبي. أبي رافع رضي الله عنه قال: بينما أن--ا م--ع رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وعن

وسلم في بقيع الغرقد أمشي خلفه، إذ قال: "ال هديت ال هديت". قال أبو رافع: فالتفت فلم أرى أحدا، فقلت: يا رسول الله، ما شأني؟ قال: "لست إياك أري--د،lسأل عني فيزعم أنه ال يعرفني". فإذا ق--بر مرش--وش ولكن أريد صاحب القبر، ي

عليه حين دفن صاحبه. رواه الطبراني في المعجم الكبير. جبينه:

الجبين هو ما اكتنف الجبهة من جهة اليمين والشمال، وهو غير الجبهة؛ فالجبهةبين جبينين.

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم واسع الجبين، في اس--تواء وامت--داد ط--وال وعرضا، في تناغم وتالءم بديع مع تقاسيم وجه--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أس--يلا أن--ه ق--ال: ك--ان الجبين. أخرجه عبد الرازق. واألسيل: هو المستوي. وعن--ه أيض-- رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم مlف--اض الج--بين. رواه ابن عس--اكر، وال--بزار

بنحوه. ومlفاض الجبين: أي واسع الجبين. 56

Page 57: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ولقد وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: كان صلى الله عليه وس--لم أجلى الجبهة، إذا طلع جبين--ه من بين الش--عر، أو طل--ع في فل--ق الص--بح، أو عن--د طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس، تراءوا جبينه كأنه ضوء الس--رج المتوق--د

يتألأل. رواه البيهقي في دالئل النبوة، وابن عساكر. وعن علي رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم ص--لت الج--بين. رواه ابن سعد، وابن عساكر. وصلت الج--بين: أي واس--ع، وقي--ل: أملس. وقي--ل: ب--ارز

الجبين. والعرب تحمد سعة الج-بين وتمت-دحها، وهي ص-فة جم-ال عن--د أص-حاب ال-ذوق

ومنها: وضوح الجبين، وسعة الجبهة، وانحسار الشعرالسليم، يقول القلقشندي: صبح األعش--ىعنها، فيستقبح الغمم، وهو عموم الجبهة أو بعضها بشعر الرأس.

1 /197.

57

Page 58: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

حاجباه: كان النبي صلى الله عليه وس--لم أزج الح--واجب؛ الح--اجب: ه--و م--ا ف--وق العين بلحم--ه وش--عره، أو ه--و الش--عر ال--ذي ف--وق العظم وح--ده. وس--مي ب--ه؛ لحجب--ه الشمس عن العين؛ أي منعه لها. وعدل عن الحاجبين إلى الحواجب؛ إشارة إلى المبالغة في امتدادهما، حتى صارا كعدة حواجب. أي: له حاجب--ان غزي--را الش--عر من غير زبب، الزبب: ك--ثرة ش--عر الح--اجب. ط--ال طرفاهم--ا وامت--دا إلى م--ؤخر العين من غير قرن، حتى كأنهما خlطا بقلم، وهذان الحاجبان قويان ورقيقان مع تقوس بديع فيهما، ومتصالن اتصاال خفيفا في نقاء كأنه الفضة الخالصة، ال يك--اد

يرى اتصالهما إال إذا كان مسافرا؛ وذلك بسبب غبار السفر. عن أم معبد رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزج، ال--زجج: ط--ول الح--اجبين ودقتهم--ا، وس--بوغهما إلى م--ؤخر العي--نين أق--رن. رواه الط--براني في المعجم الكب--ير، والح--اكم في المس--تدرك. والق--رن: أن يط--ول

الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما. وهذا خالف ما وصفه به هند بن أبي هالة؛ ألنه قال في وصفه: س--وابغ في غ--ير قرن. وال أراه إال كما ذك--ر ابن أبي هال--ة. وق--ال األص--معي: ك-انت الع-رب تك--ره

ا. دالئل. . القرن، وتستحب البلج والبلج: أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقي.269/ 1النبوة

ويعضده حديث عائشة رضي الل--ه عنه--ا ال--ذي رواه ال--بيهقي في ال--دالئل، وهي أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، ق--الت: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس-لم أزج الح-اجبين، س-ابغهما من غ-ير ق-رن بينهم--ا، وك-ان أبلج م-ا بين الحاجبين، حتى كأن ما بينهما الفض--ة المخلص--ة، بينهم--ا ع--رق ي--دره الغض--ب، الا يرى ذلك العرق إال أن ي--دره الغض--ب. رواه ال--بيهقي في ال--دالئل. ويقوي--ه أيض-- نعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال: كان رسول الله ص--لى الل--ه عليه وسلم أغر أبلج، األبلج: النقي ما بين الحاجبين من الشعر. أهدب األش--فار.

رواه أحمد، وابن سعد، وحسنه األلباني في صحيح الجامع. يتضح مما سبق أن نفي القرن ال--وارد في ح--ديث هن--د ه--و الص--حيح في ص--فته صلى الله عليه وسلم، وليس ما وص--فته ب--ه أم معب--د من أن--ه ك--ان أق--رن. ومن الممكن الجمع بينهما بأنه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم لم يكن ب--األقرن حقيق--ة، وال باألبلج حقيقة، بل كان بين حاجبي--ه فرج--ة يس--يرة، ال يتبينه--ا ال-رائي إال إذا دق--قl--رى أثن--اء س--فره النظر فيها، أو أن القرن الم--ذكور في وص--ف أم معب--د، ك--ان ي صلى الله عليه وسلم من أثر الغبار. فمن وصفه بأنه أق--رن، وص--فه على حالت--ه التي رآه عليها في السفر، وال ريب أن وصف أم معبد له صلى الله عليه وس--لم

كان في السفر.

58

Page 59: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يقول الثعالبي في فق--ه اللغ--ة عن الح--اجب: من محاس--نه: ال--زجج والبلج. ومنبب والمعط. فأما الزجج؛ فدق--ة الح--اجبين وامت--دادهما، ح--تى معائبه: القرن والز كأنهما خlطا بقلم. أما البلج؛ فهو أن تكون بينهما فرجة، والع--رب تس--تحب ذل--ك، وتكره القرن وهو اتصالهما. والزبب كثرة شعرهما، والمعط تساقط الش--عر عن

بعض أجزائهما. ومنها: بلج الحاجبين وزججهما. فالبلج: انقطاع شعر الحاجبين؛ بأال يكون بينهم--ا شعر يصل ما بينهما، وهو خالف القرن. وربما استحسن الخفي من القرن، وه--و

الذي دق فيه شعر ما بين الحاجبين، حتى ال يظهر فيه إال خضرة خفية. والزجج: دقة الح--اجب م--ع طول--ه بحيث ينتهي إلى م--ؤخر العين. وق--د ج--اء في

وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أزج الحاجبين. ويستحس--ن في الح--اجبين س--واد ش--عرهما، وأن يكون--ا مقوس--ين، وأن يش--به

. 197/ 1تقويسهما بالنون تارة، وبالقوس أخرى. صبح األعشى، يقول الحافظ العراقي في صفة حاجبيه:

هl الغضب lدر أزج في غير قرن إذا غضب = بينهlما عرق ي عيناه:

كان صلى الله عليه وس--لم أش--كل العي--نين؛ أي إن عيني--ه ق--د أش--رب بياض--هماكلة - بض--م الش--ين - بحمرة على الصحيح. قال القسطالني في الم--واهب: الش-- هي الحمرة تكون في بياض العين، وهي محبوبة محمودة. وقال الزرقاني: ق--ال الحافظ العراقي: هي إحدى عالمات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام، سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما

.تفارقه. قال الراهب: هو. للزرقانيشرح المواهب

أما ما رواه حرب بن سماك عن جابر بن سمرة رضي الل--ه عن--ه: ك--ان رس--ول الله صلى الله علي--ه وس--لم ض--ليع الفم، أش--كل العي--نين، منه--وش العقب. ق--ال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: واسع الفم. قلت: ما أشكل العي--نين؟ قال: طويل شق العين. قال: قلت: ما منهوش العقب؟ ق--ال: قلي--ل اللحم. رواه

الترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن صحيح. فقد ق--ال عنه--ا القاض--ي: ه--ذا وهم من س-ماك باتف--اق العلم-اء، وغل--ط ظ--اهر، وصوابه م--ا اتف--ق علي--ه العلم--اء، ونقل--ه أب--و عبي--د وجمي--ع أص--حاب الغ--ريب: أن

كلة حمرة في بياض العين. الشوي عن علي رضي الله عنه قال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى lويدل على ذلك ما ر

الله عليه وسلم عظيم العينين، هدب األشفار، مشرب العينين بحمرة. 59

Page 60: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فمعنى قوله: مشرب العين بحمرة. أي: ع--روق حم--ر رق--اق. وهي من عالمات--ه صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وقال مقاتل بن حيان رضي الله عنه: أوحى الله إلى عيس--ى بن م--ريم: ج--د في أم--ري وال ته--زل.. إلى أن ق--ال: صدقوا النبي العربي األنج--ل العي--نين. أخرج--ه يعق--وب بن س--فيان في المعرف--ة

والتاريخ، ومعنى األنجل: ذو عينين واسعتين صلى الله عليه وسلم. وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أدعج العينين، أهدب األش--فار. رواه الترم-ذي في الش-مائل المحمدي--ة، والبغ-وي وابن

. وعن--ه. وأدعج: أي شديد سواد الشعر. واألهدب: ه--و طوي--ل أش--فار العينسعد أيضا قال: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم أس--ود الحدق--ة. رواه يعق--وب في المعرفة والتاريخ. وقال أبو هريرة رضي الله عن--ه: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم أكح--ل العي--نين. رواه عب--د ال--رزاق في المص--نف، وال--بيهقي في الدالئل. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت عيناه صلى الل--ه علي--ه وس--لم نجالوين، أدعجهما، وكان أهدب األشفار حتى تكاد تلتبس من كثرته--ا. وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود الحدقة. دالئ--ل

النبوة للبيهقي. فهذه العين الكريمة قد دعجت في صفاء، ونصع بياضها في رواء، واتسعت في حسن وبهاء، وطالت أهدابها وكثرت حتى كادت أن تلتبس، وك--ل ه--ذه الص--فات

تحمدها العرب وتمتدحها، كما أنها صفات جمال عند أصحاب الذوق السليم. يق--ول الثع--البي في فق--ه اللغ--ة عن محاس--ن العين: من محاس--نها: ال--دعج: أن تكون العين شديدة السواد مع سعة المقلة. البرج: شدة سوادها وشدة بياض--ها. النجل: سعتها. الكحل: سواد جفونها من غير كحل. الح--ور: اتس-اع س--وادها كم--ا هو في أعين الظباء. الوطف: طول أش--فارها وتمامه--ا. وفي الح--ديث: أن--ه ك--ان

هلة حمرة في سوادها. في أشفاره وطف. الش ومنها: حسن العي--نين، ويقول القلقشندي في ما يستحسن من صفات الجمال:

ويستحسن في العين الح--ور، وه--و خل--وص بي--اض العين. والنج--ل: وه--و س--عتها، ويقال فيه حينئذ: أنجل. وربما قيل: أعين، ومنه قيل للحور: عين. وال--دعج: وه--و شدة سواد الحدقة. الكحل: وهو أن تسود مواضع الكحل من العين خلقة. ص--بح

. 198/ 1األعشى وزان ذلك كله، أجفان صبغت خلقة بسواد ليس مثله سواد، جعل من ينظر إليه يحسبه أكحل العينين وليس بأكحل، فعن جابر بن سمرة رض--ي الل--ه عن--ه: ك--ان رسول الله صلى الله عليه وس--لم ال يض--حك إال متبس-ما، وكنت إذا نظ-رت إلي--ه

قلت: أكحل العينين، وليس بأكحل. رواه أحمد والترمذي. فقوله: ليس بأكحل. أي: كانت عينه كحالء من غير اكتحال. قاله القاري، وق--ال

60

Page 61: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

في اللمعات قوله: أكحل وليس بأكحل. الظاهر أن الم--راد: ظننت أن--ه اكتح--ل - أي استعمل الكحل في عينيه - والحال أنه لم يكتحل، بل ك--ان كح--ل في عيني--ه. والكحل )بفتحتين(: سواد في أجفان العين خلق--ة. والرج--ل أكح--ل وكحي--ل، ك--ذا

في القاموس. ومن وقف عند هذه الصفات وتأملها، يقف على عظيم، فالعين ترجمان القلب، تتحدث عنه بأصدق لسان، وتعبر عما فيه بأبلغ بيان، فهي المرآة التي تعكس ما يطويه القلب من شعور وإحساسات، وما تتزين ب--ه النفس من أخالق وص--فات،في وما يعتريها من أحوال وانفع--االت، والن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ك--ان ص-- القلب، رضي النفس، مشرق الفؤاد، تعكس عيناه م--ا يع--تري نفس--ه وقلب--ه في

المواقف واألحداث، إن فرحا أو حزنا. فهذه العين التي أشرقت بنور اإليمان، وبكت من خشية الله وفرط محبت--ه هيت بانكسار راية الباطل، وهي العين ال--تي ر lالتي فرحت بانتصار دعوة الحق، وس ترقرقت فيها دموع الذل واالنكسار بين ي--دي الل--ه س--بحانه وتع--الى، ولم--ع فيه--ا

شعاع العزة والتعالي على الكفرة والمشركين.

61

Page 62: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يقول الحافظ العراقي في صفة عينيه: وفي الصحيح أشكلl العينين = أي حlمرة لدى بياض العين

lرى واد في العين ي را = بشدة الس ولعلي أدعج وفlس ويقول أيضا:

lولها أو غطف أو عطفlمن ط = lفيها وطف lواألهداب lأدعج أنفه صلى الله عليه وسلم:

كان النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ذا أن--ف دقي--ق، عاله ن--ور وض--ياء، وارتفعت قصبته في جالل وبهاء، مع دق--ة في األرنب--ة األرنب--ة: م--ا الن من األن--ف. وح--دب حدب أي ارتفاع. في وسطه، يحسبه من لم يتأمل--ه لحس--ن قن--اء أنف--ه واعت--دال، ذا أنف دقيق، مستو من أوله إلى آخره، ال قناء فيه. فعن هن--د بن ذلك أنه أشم أبي هالة رضي الله عنه ق--ال: ك--ان رس-ول الل--ه ص--لى الل-ه علي--ه وس--لم أق--نى الع--رنين. الع--رنين: أي المس--توي األن--ف من أول--ه إلى آخ--ره وه--و األش--م، ج: عرانين. والعرنين والقنا: طول األنف ودقة أرنبته، مع ارتفاع في قصبته، وح--دب في وسطه، يقال منه رجل أقنى وامرأة قنواء. واألشم أن يكون األن--ف دقيق--ا ال قنا فيه. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ق--ال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى

الله عليه وسلم أقني األنف. رواه ابن عساكر. lعد من صفات الجمال ال--تي تتم--ادح به--ا الع--رب وتتف--اخر، فمن وهذه الصفات ت صفات األنف المحمودة عند العرب - كما يقول الثعالبي - الشمم: ارتفاع قص--بة األنف مع استواء أعالها. القنا: ط--ول األن--ف، ودق--ة أرنبت--ه، وح--دب في وس--طه.

.1/21فقه اللغة، ومنه--ا: حس--ن األن--ف، يقول القلقشندي - فيما يستحسن من ص--فات الجم--ال:

ويستحسن فيه القنا، وهو ارتفاع وسط األنف قليال عن طرفيه مع دقة فيه، وهو الغالب في العرب. وقد جاء في وصفه صلى الل--ه علي--ه وس--لم: أن--ه ك--ان أق--نى

ص--بحاألنف، ويستحسن فيه الشمم أيضا، وهو استواء قصبة األنف وعلو أرنبت--ه..198/ 1األعشى،

كما أن هذه الصفات من عالماته ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في الكتب الس--ابقة، فقد قال مقات--ل بن حي--ان: أوحى الل--ه إلى عيس--ى بن م--ريم أن ص--دقوا ب--النبي

ألقنى األنف. رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.االعربي.. فمه:

كان صلى الله علي--ه وس--لم من أحس--ن عب--اد الل--ه ش--فتين، وألطفهم ختم فم، رواه البيهقي في الدالئل. كما كان حس--ن المض--حك، رواه أحم--د وابن س--عد. ذا فم عظيم جميل، متناسق ومتناسب م-ع وجه--ه الش-ريف، ورد في رواي-ة ش--عبة

62

Page 63: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: كان رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم ضليع الفم = قال: قلت لس-ماك: م--ا ض-ليع الفم؟ ق--ال: عظيم

. الفم. أخرجه مسلم

ال الزمخش--ري: والض--ليع في األص--ل ال--ذي عظمت أض--العه ووlفرت، ف--أجفرق-- جنب--اه، ثم اس--تعمل في موض--ع العظيم، وإن لم يكن ثم أض--الع. وقي--ل: ض--ليعه مهزولة وذابلة. والمراد ذبول شفتيه ورقتهم--ا وحس--نهما. وقي--ل: ه--ذا كناي--ة عن

قوة فصاحته، وكونه يفتتح الكالم ويختمه بأشداقه. وعظم الفم واتساعه صفة تتمادح بها العرب، أما صغره فهو ص--فة ذم عن--دهم، يكرهونه--ا. ق--ال األص--معي: قلت ألع--رابي: م--ا الجم--ال؟ فق--ال: غ--ؤور العي--نين،

.207/ 1وإشراف الحاجبين، ورحب الشدقين. غريب الحديث يقول الحافظ العراقي في صفة فمه:

عظيمl هام واسعl الجبين = فم ضليع أقنى العرنين ريقه صلى الله عليه وسلم:

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ريق كأنه العسل الصافي، له ريح ك--ريح المسك، فعن وائل بن حجر رضي الله عن--ه ق--ال: أتيت الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم بدلو من ماء، فشرب ثم مج في الدلو، ثم ص--ب في الب--ئر، أو ش--رب من

الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك. رواه أحمد والطبراني. ولقد جعل الله سبحانه وتع-الى لري-ق الن-بي ص-لى الل--ه علي--ه وس-لم خص-ائص كثيرة، منها أن فيه شفاء للعليل، فلقد شفى الله سبحانه وتعالى به كث--يرين من أصحابه، داواهم النبي صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف ف--برؤوا ب--إذن الل--ه، وق--د وردت أح--اديث ص--حاح في ذل-ك، ج--اء في الص--حيحين عن س--هل بن س--عد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خي--بر: "ألعطين الراية غدا رجال يفتح الله على يديه، يحب الله ورس--وله، ويحب--ه الل--ه ورس--وله". فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وس--لم وكلهم يرج--و أنlعطاها، فقال صلى الله عليه وسلم: "أين علي بن أبي طالب؟". فقالوا: ه--و ي--ا يlتي ب--ه. رواه البخ--اري وفي رسول الله يشتكي عينيه. قال: "فأرس--لوا إلي--ه". ف--أ رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وس--لم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء

كأنه لم يكن به وجع.ا رض--ي الل--ه عن--ه يق--ول: م--ا رم--دت وال وعن أم موس--ى، ق--الت: س--معت علي صدعت، منذ مسح رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في وجهي، وتف--ل في عي--ني ي--وم خي--بر، حين أعط--اني الراي--ة. رواه أحم--د وأب--و يعلى، وق--ال الهيثمي:

63

Page 64: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

رجالهما رجال الصحيح. lروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رض--ي الل--ه عن--ه بس--هم في ومما ي عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عين--ه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها، ثم تفل بها ومسح عليها وق--ال: "قم

معافى بإذن الله". فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر: اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى

وعن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الل--هتفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ. رواه ابن حبان.

وعن يزيد بن أبي عبيد ق--ال: رأيت أث--ر ض--ربة في س--اق س--لمة، فقلت: ي--ا أب--ا مسلم، ما هذه الض--ربة؟ ق--ال: ه-ذه ض--ربة أص-ابتني ي--وم خي--بر، فق-ال الن--اس:lصيب سلمة. فأتيت النبي صلى الله عليه وس--لم فنفث فيه--ا ثالث نفث--ات، فم--ا أ

اشتكيت حتى الساعة. رواه البخاري. ومن خصائص ريقه أيضا أنه رواء للغليل، روت رزينة أن النبي صلى الل--ه علي--ه وسلم كان يأمر مرضعاته في عاشوراء ورض--عاء فاطم--ة، فيتف--ل في أف--واههم، ويأمر أمهاتهم أال يرضعن إلى الليل. قال ابن حجر في فتح الب--اري: أخرج--ه ابن

خزيمة، وتوقف في صحته، وإسناده ال بأس به.ا أن ل--ه برك--ة ونم--اء، فلق--د حن--ك ب--ه بعض أطف--ال ومن خص--ائص ريق--ه أيض-- المسلمين عند والدتهم، ودعا لهم بالبركة والنماء، فعن أبي موس--ى رض--ي الل--ه عنه قال: وlلد لي غالم فأتيت به النبي صلى الله علي--ه وس--لم فس--ماه إب--راهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبرك--ة، ودفع--ه إلي. وك--ان أك--بر ول--د أبي موس--ى. رواه

البخاري. أسنانه صلى الله عليه وسلم:

ك-انت أس-نانه ص-لى الل--ه علي-ه وس--لم بيض-اء نقي-ة رقيق-ة، ال هي بالغليظ--ة أو السميكة، لها بريق مع تحديد فيها، وأضفى عليها جماال انفراج دقيق بينه--ا، ف--إذاا، كم--ا ئي النور يخرج من فمه، وهذا النور المرئي يحتمل أن يك--ون حس--ي lتكلم ر ا، فيك--ون المقص--ود من التش--بيه ال--وارد في ح--ديث ابن يحتم--ل أن يك--ون معنوي

ة الثانيةعباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، ن الثنية: الس إذا تكلم رئي ك-النور يخ--رج من بين ثنيتي--ه. رواهفي مقدم الفم يمينا أو ش--ماال.

الترمذي والطبراني. والثنايا: األس--نان األرب--ع في مق--دم الفم، اثن--ان من أس--فل يخرج من بين ثناياه من أحاديث--ه الش--ريفة، وكالم--ه الج--امعا واثنان من أعلى. م

ألنواع الفصاحة والهداية. عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم أفلج الثناي--ا عن

أش--نبها. رواه ال--بيهقي في ال--دالئل. والش--نب أن تك--ون األس--نان متفرق--ة، فيه--ا64

Page 65: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ر ال--ذي يك--ون طرائق مثل تعرض المش--ط، إال أنه--ا ح--ادة األط--راف، وه--و األش-- أسفل األسنان، كأنه م--اء يقط--ر من تفتح--ه ذل--ك وطرائق--ه. واألش--نب: ص--احب األسنان البيضاء التي لها بريق مع تحديد فيها. يق--ال من--ه: رج--ل أش--نب وام--رأة

شنباء. ومنه قول ذي الرمة: وفي اللثات وفي أنيابها شنب لمياء في شفتيها حدة لعس =

ة الثانية في مقدم الفم يمينا أو ش--ماال. ن والفلج: فرجة بين الثنيتين. والثنية: السوالثنايا: األسنان األربع في مقدم الفم؛ اثنان من أسفل واثنان من أعلى.

فمعنى أفلج الثنايا أي: بعيد ما بين الثناي--ا والرباعي--ات. ورج--ل مفلج الثناي--ا أي: وهي ص--فةق--ال محق--ق: فل--ه معيت--ان، قي--ل: أك--ثر الفلج في العلي--ا، .منفرجه--ا.

،جميلة، لكن مع القلة؛ ألنه أتم في الفصاحة؛ التساع األسنان فيه. فيض الق--دير5 /93.

يقول الثعالبي في فقه اللغ--ة عن األس--نان ومحاس--نها: من محاس--نها: الش--نب: رقة األسنان واستواؤها وحس--نها. والرت--ل: حس--ن تنض--يدها واتس--اقها. والتفليج:

الشتت: تفرقها في غ--ير تباع--د ب--ل في اس--تواء وحس--ن. ويق--الوتفرج ما بينها. منه: ثغر شتيت، إذا كان مفلجا أبيض حسنا.

رضي الله عنه: كان رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أفلجس وعن ابن عباالثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه. سبق تخريجه.

ئي": ضميره يخرج إلى الكالم، فهو تش--بيه في lقال الطيبي في ضمير الفعل "ر الظهور إلى النور، فالكاف زائدة، وحاصله أنه يخرج كالمه من بين الثناي--ا األرب--ع شبيها بالنور في الظهور. قال محقق: واألنسب بأول الحديث أن المع--نى يخ--رج من الفلج ما يش--به ن--ور النجم أو نح--وه، فالض--مير إلى المش--به المق--در. وقي--ل:

.93/ 5يخرج من صفاء الثنايا تأللؤ. فيض القدير وقال علي بن أبي طالب رضي الل--ه عن--ه: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--هاق الثناي--ا. رواه ابن عس-اكر. وق--ال أب--و هري--رة رض--ي الل--ه عن--ه: ك-ان وسلم بر رسول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم إذا ض-حك ك--اد يتألأل في الج--در. رواه عب--د

الرزاق في المصنف. صفة شاربه صلى الله عليه وسلم:

l--رى كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص شاربه، ويخفف--ه ح--تى ي بياض الجلد، وكان يأمر أص--حابه ب--ذلك؛ تمي--يزا للمس--لمين عن غ--يرهم. كم--ا أن قص الشارب من سنن النبيين، فعن ابن عب--اس رض--ي الل--ه عنهم--ا: أن رس--ول الله كان يقص شاربه، ويذكر أن إبراهيم عليه السالم كان يقص ش--اربه. أخرج--ه أحم--د في مس--نده، والط--براني في المعجم الكب--ير، وق--ال الحاف--ظ في الفتح:

حسنه الترمذى.65

Page 66: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وعن الشعبي أنه صلى الله علي--ه وس-لم ك-ان يقص شاربه حتى يظهر حرف الشفة العلياء وما قاربه من أعاله، ويأخذ ما يزي--د مما فوق ذلك، وينزع ما قارب الشفة من جانبي الفم، وال يزيد على ذلك، وه--ذا أعدل ما وقفت عليه من اآلثار. وقد أب--دى ابن الع--ربي لتخفي--ف ش--عر الش--ارب معنى لطيفا فق--ال: إن الم--اء الن--ازل من األن--ف يتلب--د ب--ه الش--عر؛ لم--ا في--ه من اللزوجة، ويعسر تنقيته عند غسله، وهو بإزاء حاسة شريفة، وهي الشم، فش--رع تخفيفه؛ ليتم الجم--ال والمنفع--ة ب--ه. قلت: وذل--ك يحص--ل بتخفيف--ه، وال يس--تلزم

.348/ 10إحفافه، وإن كان أبلغ. فتح الباري لحيته صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله علي--ه وس--لم كث اللحي--ة، والكثوث--ة أن تك--ون اللحي--ة غ--ير رقيقة وال طويلة، ولكن فيها كثاثة من غ--ير عظم وال ط--ول. وق--د تك--ون الكثاث--ة في غ--ير اللحي--ة من من--ابت الش--عر، إال أن أك--ثر اس--تعمالهم إياه--ا في اللحي--ة.

ستديرة غير رقيقة، وكثيفة غزي--رة، تمأل ص--دره من غ--ير عظم وال ط--ول، فعنم جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان كثير شعر اللحي--ة. أخرج--ه مس--لم. أي:

زاد في رواي--ة: ق--د مألت م--ا بين كتفي--ه. ق--ال القرط--بي: وال. غزيرها مستديرها يفهم منه أنه كان طويلها؛ لما صح أن--ه ك--ان كث اللحي--ة؛ أي كث--ير ش--عرها، غ-ير طويلة. انتهى. قال الغزالي: وفي خبر غريب أنه كان يسرحها في اليوم م--رتين.

.81/ 5فيض القدير وعن البراء بن عازب يص--ف الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: ك--ان كث اللحي--ة.

أخرجه النسائي في سننه، وصححه األلباني. وفي رواية للحارث عن أم معبد: كثيف اللحية. بفتح الكاف: أي غ-ير دقيقه--ا وال طويلها، وفيها كثافة، كذا في النهاية. وفي التنقيح: كث اللحية: كثير شعرها، غير

ي الق--اموس: كثت: ك--ثرت أص--ولها وكثفت وقص--رت وجع--دت؛ ول--ذا. وفمسبلةوي: كانت ملتفة. وفي شرح المقام--ات للشريش--ي: كث--ة كث--يرة األص--ول بغ--ير lر

وإذا عظمت وك--ثر ش--عرهاة.طول، ويقال للحية إذا قص شعرها وكثر: إنه--ا لكث-- قي--ل: إن--ه ل--ذو عش--نون. ف--إذا ك--انت اللحي--ة قليل--ة في ال--ذقن، ولم يكن في العارضين، فذلك السنوط والس--ناط. وإذا لم يكن في وجه--ه كث--ير ش--عر، ف--ذلك الشطط. واللحية - بكسر الالم، وفي الكشاف الفتح لغة الحجاز: الشعر الن--ابت

.75/ 5على الذقن خاصة. فيض القدير ويستحسن في اللحية استدارتها، وتوسطها في المقدار، وس--واد ش--عرها. ف--إذا

.198/ 1حسنت اللحية من الرجل، كملت محاسنه. صبح األعشى وهذه اللحية الشريفة سوداء خال الشيب منها، سوى سبع عشرة ش--عرة، ع--دها الصحابة رضي الله عنهم في عنفقت--ه، فعن أبي هري--رة رض--ي الل--ه عن--ه يص--ف

66

Page 67: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

النبي صلى الله عليه وسلم: كان أسود اللحية، حس--ن الثغ--ر. رواه البخ--اري في األدب المف--رد. وعن أبي جحيف--ة الس--وائي ق--ال: رأيت الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم، ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة العنفقة: الشعر الذي ينبت--ا. رواه البخ--اري. وق--ال تحت الش--فة الس--فلى وف--وق ال--ذقن، ويك--ون قليال غالب الحاف--ظ ابن حج--ر في الفتح: وق--ع عن--د اإلس--ماعيلي من طري--ق عبي--د الل--ه بن موسى عن إسرائيل بهذا اإلسناد: من تحت ش--فته الس--فلى مث--ل موض--ع إص--بع العنفقة = وفي رواية شبابة بن سوار عن إسرائيل عنده: رأيت النبي صلى الله

.354/ 10عليه وسلم شابت عنفقته. فتح الباري عنفقته صلى الله عليه وسلم:

الش--فةأس--فل كان للن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم عنفق--ة الش--عر القلي--ل في السفلى. غاي--ة في الحس--ن والجم--ال، أص--ابها الش--يب؛ من ك--ثرة ت--دبر الق--رآن وقراءته، بيد أن البياض لم ينتشر فيها، فلم يكن به--ا س--وى ش-عيرات مع-دودات من جملة شعرات بيض كانت في مفرق رأسه ومق--دم لحيت--ه، فعن أبي جحيف--ة السوائي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، ورأيت

بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة. سبق تخريجه. خده صلى الله عليه وسلم:

كان خدا النبي صلى الله علي--ه وس--لم مس-تويين، ليس فيهم--ا نت--وء وال ارتف-اع،l--رى بياض--هما ك--بريق قليال اللحم، رقيقا الجلد، ال تفاوت بين لحمهما وال تب--اين، ي اللؤلؤ، فعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله علي--ه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يرى بياض خده. رواه ابن ماج--ه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أبيض الخدين. رواه ابن شبه في أخبار المدينة. وعن يزيد الفارسي: كان رس--ول الل--ه

صلى الله عليه وسلم جميل دوائر الوجه. رواه أحمد. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم س--هل الخدين، صلتهما. الصلت الخد: هو األسيل الخ--د المس--توي، ال--ذي ال يف--وت لحم بعضه بعضا. رواه البيهقي في الدالئل. وأس--الة الخ--دين واس--تواؤهما من أع--ذب صفات الجمال عند العرب، وبهما يمدح الرجال، وبهما تكمل صفات الجمال في

الرجولة العربية.

عنقه صلى الله عليه وسلم: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عنق متناسق مع حجم رأسه، كأنه جي--د دمي--ة،lول--غ في تحس--ينها. ال ه--و طوي--ل وال قص--ير، وكأن--ه إبري--ق الدمية: الصورة التي بlرى الفضة عندما يشوبه الذهب في صفائه ونقائه إذا نزل شعاع الشمس عليه، ي

67

Page 68: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ئي ل--ه lا من--ه، ر متأللئا في بياض الفضة وحمرة ال--ذهب، وإذا أخفت الثي--اب بعض-- بريق كبريق القمر ليلة البدر، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان

عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة. رواه ابن سعد والبيهقي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أحس-ن عب-اد الل--ه عنق-ا، ال ينس--ب إلى الطول وال إلى القصر، ما ظهر من عنقه للش--مس والري--اح فكأن--ه إبري--ق فض--ةب الثي--اب من عنق--ه يشوب ذهبا، يتألأل في بياض الفضة وحمرة ال--ذهب، وم--ا غي

فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر. رواه البيهقي وابن عساكر. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كأن عنق رسول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه. رواه ابن عساكر كما في

الكنز. وهذه الصفات من عالمات نبوت-ه ص--لى الل-ه علي-ه وس--لم في الكتب الس-ابقة، فعن مقاتل بن حيان أنه قال: أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم: ج--د في أمري وال تهزل = إلى أن قال: صدقوا النبي األمي العربي = كأن عنق--ه إبري--ق فض-ة، وك-أن ال-ذهب يج-ري في تراقي-ه. رواه يعق-وب بن س-فيان في المعرف-ة

والتاريخ. ومنها: حسن الجيد - وهو العنق - ويستحسن فيه طوله وبياض--ه - من األبيض -

.198/ 1ويشبه بإبريق فضة. صبح األعشى يقول الحافظ العراقي في صفة عنقه:

lفيه صحل قسيم lوالصوت = lفيه سطع وسيم lوالجيدlنبيك بالخبر lهl ت نة = كانت بديهت lن فيه آيات مlبي لو لم تك

ويقول أيضا: lرى كجيد دlمية = مع صفاء لونه كالفضة lقlهl ي عlن

منكباه صلى الله عليه وسلم: المنكب هو مجمع العض--د والكت--ف، ولق--د ك--ان للن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم منكبان عظيمان، عليهما شعر كثير، وعريضان قد اتس--ع م--ا بينهم--ا في اعت--دال، واتسقت رؤوسهما في جمال، فعن علي رضي الله عنه قال: ك--ان رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم ضخم الكراديس. جمع الكردوس، وهو كل عظمين التقي--ا في مفصل، نح--و: المنك--بين والركب--تين وال--وركين. وقي--ل: رؤوس العظ--ام. رواه

الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وضع رداءه عنهم--ا ب--رزا كس--بيكة الفض--ة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم إذاوضع رداءه عن منكبيه، فكأنه سبيكة فضة. رواه البيهقي، وقال األلباني: حسن.

68

Page 69: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ولقد كان كتفاه عريض--ين عظيمين، ويل--زم من ذل--ك أن--ه ك--ان ع--ريض الص--در، وأعلى الظهر، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان الن--بي ص--لى الل--ه

عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين. متفق عليه. كتفاه صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم عظيم األلواح، ضخم الكتفين، في تناس--ق ت--ام مع تقاسيم جسده صلى الله عليه وسلم، من غير ارتفاع إح--داهما عن األخ--رى.

أبي هالة وعلي بن أبي طالب من أنه ص--لىابن أبو وقد ورد ذلك فيما رواه هند الله عليه وسلم كان ضخم الكراديس. سبق تخريجه. أي: عظيم األعضاء.

خاتم النبوة: الخاتم بكسر التاء، اسم فاعل من الختم، وهو اإلتمام والبلوغ إلى اآلخر. وبفتح

التاء بمعنى الطابع، ومعناه الشيء الذي هو دليل على أنه ال نبي بعده. lعت به في الكتب المتقدمة، قال القاضي البيضاوي: خاتم النبوة أثر بين كتفيه نlعلم بها أنه النبي الموعود، وص-يانة لنبوت--ه عن تط-رق الق-دح إليه-ا وكان عالمة ي

.52/ 6صيانة الشيء المستوثق بالختم، ذكره العيني. تحفة األحوذي ولقد كان هذا الخاتم من أمارات نبوته صلى الله علي--ه وس--لم، ودالئ--ل رس--الته التي كان أهل الكتاب يعرفونه به--ا، ففي قص--ة بح--يرى ال--راهب أن--ه ق--ال: وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه. رواه الترمذي والح--اكم وال--بيهقي وابن عساكر وغير واحد من الحفاظ، وقال الترمذي: حس--ن غ--ريب ال نعرف--ه إال

من هذا الوجه. كما عرف الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عن--ه الن--بي ص--لى الل--ه عليه وسلم بهذا الخاتم الذي وlصف له، فقد ورد في حديثه الذي يرويه عنه عب--د الله بن عباس رضي الله عنهما: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد، قد تبع جنازة رجل من أص--حابه وعلي--ه ش--ملتان، وه--و ج--الس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم اس--تدبرته أنظ--ر إلى ظه--ره، ه--ل أرى الخ--اتم ال--ذي وصف لي صاحبي؟ فلما رآني رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم اس--تدبرته، عرف أني أستثبت في شيء وlصف لي، ف-ألقى رداءه عن ظه-ره، فنظ--رت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي رسول الله صلى الله علي--ه وسلم: "تحول". فتح--ولت بين يدي--ه، فقصص--ت علي--ه ح--ديثي كم--ا ح--دثتك ي--ابن عباس، ف--أعجب رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أن يس--مع ذاك أص--حابه.

األلباني في السلسلة الصحيحة: وهذا إس--ناد حس--ن. وأوردهأخرجه أحمد، وقال : رواه أحمد كله، والطبراني في الكبير بنحوه، ورجاله فقالالمجمعفي الهيثمي

رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع.

69

Page 70: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

70

Page 71: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

موضع الخاتم: ورد أن موضع الخاتم كان عند أعلى كتف النبي صلى الله عليه وس--لم األيس--ر، فعن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لمlصنع بخلط اللحم وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - الثريد: الطعام الذي ي والخبز المفتت مع المرق، وأحيانا يكون من غير اللحم قال: فقلت ل--ه: أس--تغفر

ق--ال: نعم ول--ك. ثم تال ه--ذه اآلي--ة: )واس--تغفر.لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ [. ق--ال: ثم دlرتl خلف--ه، فنظ--رت إلى19لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات( ]محمد:

خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليس--رى جlمع--ا، جم--ع: معن--اه أن--ه كجم--ع الكف، وصورته بعد أن تجمع األصابع وتض--مها. علي--ه خيالن الخيالن: جم--ع خ--ال، وهو الشامة في الجسد. كأمثال الثآليل. الثآليل: حبيب--ات تعل--و الجس--د، مفرده--ا

ثؤلول. رواه مسلم. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: ك--ان وج--ه رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم مثل الشمس والقمر مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفيه مث--ل بيض--ة

الحمامة يشبه جسده. رواه مسلم. وقال أبو زيد رض--ي الل--ه عن--ه: ق--ال لي رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "اقترب مني". فاقتربت منه، فقال: "أدخل يدك فامسح ظهري". قال: فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره، فوقع خ--اتم النب--وة بين أص--بعي. ق--ال: فس--ئل

والحاكم وقال: صحيح ،.عن خاتم النبوة، فقال: شعرات بين كتفيه. أخرجه أحمداإلسناد. ووافقه الذهبي.

قال القرطبي: اتفقت األح--اديث الثابت--ة على أن خ--اتم النب--وة ك--ان ش--يئا ب--ارزا أحمر، عند كتفه صلى الله عليه وسلم األيسر، إذا قلل قدر بيضة الحمام--ة، وإذا

. 350/ 10كبر قدر جمع اليد، والله أعلم. فتح الباري

السر في هذا الموضع: ذكر ابن حجر السر في كون الخاتم عند كتفه األيسر، فقال: "قال العلم--اء في الحكمة من ذلك أن القلب في تلك الجه--ة، وق--د ورد في خ--بر مقط--وع أن رجال سأل ربه أن يريه موضع الشيطان، فرأى الشيطان في صورة ضفدع، عند نغض كتفه األيسر حذاء قلبه، له خرطوم كالبعوضة. أخرجه ابن عبد ال--بر بس--ند ق--ويا إلي ميم---ون بن مه---ران عن عم---ر بن عب---د العزي---ز ف---ذكره، وذك---ره أيض--- صاحب"الفائق" في مص--نفه. ول--ه ش--اهد مرف--وع عن أنس عن--د أبي يعلى وابن عدي، ولفظ--ه: إن الش--يطان واض--ع خطم--ه على قلب ابن آدم. الح--ديث. وأورد

علي--هيىابن أبي دواد في كتاب "الشريعة" من طريق عروة بن رويم، أن عيس-- السالم سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، وقال: فإذا برأس--ه مث--ل

71

Page 72: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الحي--ة، واض--ع رأس--ه على تم--رة القلب، ف--إذا ذك--ر العب--د رب--ه خنس، وإذا غف--ل وسوس. وقال السهيلي: موضع خ--اتم النب--وة عن--د نغض كتف--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم األيسر؛ ألنه معصوم من وسوس-ة الش-يطان، وذل-ك الموض-ع ي-دخل من--ه

.563/ 6الشيطان ليوسوس البن آدم". فتح الباري لونه:

أس--ود الل--ون يمي--ل إلى، وفي رواية أنه ك--ان أسود اللونأحمر اللون كان الخاتم ، وفي رواية أنه كان كلونوفي رواية أنه كان أخضر اللون، أحمر اللونالصفرة

أن ه--ذالإال بين ه--ذه الرواي--ات؛ أو تن--اقض تع--ارض ال ليس هن--اكيب--دوجس--ده. وlعزى إلى اختالف الرؤية من ال--رواة وك--ذلك الحال--ةاألوقات التفاوت في اللون ي

lرى فيها، فتارة يكون كلون الجسد ، وت--ارة يك-ون أبيض مشربا بحمرةالتي كان ي تارة ي--رى أس--ود الل--ون إذ إن من، و وهو الثابت كما قرر الحافظ ابن حجرأحمر

، حس--ب هك--ذا يتف--اوت الل--ونوصفه ب--ذلك ق--ال إن--ه رأى ش--عرات بين كتفي--ه و. الرؤيةاألوقاتباختالف

شكله وحجمه:

ج--ابر بن فعن كان هذا الخاتم مدورا مثل الهالل، وحجمه ق--در بيض--ة الحمام--ة، سمرة رضي الله عنه قال: كان وجه رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم مث--ل الشمس والقمر مستديرا، ورأيت الخاتم عند كتفي--ه مث--ل بيض--ة الحمام--ة يش--به

جسده. رواه مسلم. وفي رواي--ة الترم--ذي عن--ه: أن--ه غ--دة لحم يح--دث بين الجل--د واللحم، يتح--رك بالتحريك. وقيل: هي كل عقدة تكون في الجسد. والمراد أنه كان شبيها بالغ--دة

راء مثل بيضة الحمامة. رواه الترمذي في الشمائل، وصححه األلباني.حم وعن عاصم عن عبد الله بن سرجس رضي الل--ه عن--ه ق--ال: رأيت الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، وأكلت مع--ه خ--بزا ولحم--ا - أو ق--ال ثري--دا - ق--ال: فقلت ل--ه: أستغفر لك الن--بي ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم. ق--ال: نعم، ول--ك. ثم تال ه-ذه اآلي--ة:

[. ق-ال: ثم دlرتl خلف-ه،19)واس--تغفر ل-ذنبك وللمؤم-نين والمؤمن-ات( ]محم--د: فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جlمعا خيالن كأمثال

الثآليل. سبق تخريجه. قال النووي: وظاهر قوله: جlمعا. يحتمل أن يكون المراد تشبيهه به في الهيئ--ة، وأن يكون في المقدار، والمراد به هنا الهيئة؛ ليوافق قوله: مث--ل بيض--ة الحم--ام عليه خيالن. بكس--ر أول--ه، جم--ع خ--ال؛ وهي نقط--ة تض--رب إلى الس--واد. مرق--اة

.456/ 16المفاتيح وهناك روايات أخرى متقارب--ة تفي--د أن--ه مث--ل زر الحجل--ة، أو بيض--ة النعام--ة، أو

72

Page 73: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

التفاحة أو البندقة، أو أنه ش--عر مجتم--ع، فعن الس--ائب بن يزي--د ق--ال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله علي-ه وس-لم، فق-الت: ي--ا رس-ول الل--ه، إن ابن أختي وجع. فمسح رأس--ي، ودع--ا لي بالبرك--ة، وتوض--أ فش--ربت من وض--وئه، ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النب--وة بين كتفي--ه، مث--ل زر الحجل--ة. ال--زر: بيضة الطائر. والحجلة: بيت كالقب--ة يس--تر بالثي--اب تك-ون ل-ه أزرار كب--ار. متف--ق

عليه.وي أيضا بتقديم الراء على الزاي، ويكون المراد البيض، يق--ال: lقال الخطابي: ر أرزت الجرادة )بفتح الراء، وتشديد الزاي(: إذا كبست ذنبها في األرض فباضت.

.99/ 15شرح النووي على مسلم ووقع في رواية ابن حبان من طري--ق س--ماك بن ح--رب: كبيض--ة النعام--ة. ونب--ه

على أنها غلط. ن-د الترم-ذي:ع وعند ابن حب-ان من ح--ديث ابن عم--ر: مث-ل النائت-ة من اللحم. و

كبضعة ناشزة من اللحم. قال القاضي: وهذه الروايات متقاربة متفقة على أنه ش--اخص في جس--ده ق--در بيضة الحمامة، وه-و نح--و بيض--ة الحجل--ة، وزر الحجل--ة. وأم-ا رواي-ة جم-ع الك-ف وناشز، فظاهرها المخالفة، فتؤول على وفق الرواي--ات الكث--يرة، ويك--ون معن--اه على هيئة جمع الكف، لكنه أصغر من--ه في ق--در بيض--ة الحمام--ة. ش--رح الن--ووي

.99/ 15على مسلم وقال البيجوري في شرح الشمائل: ال تع--ارض بين ه--ذه الرواي--ة - يري--د رواي--ة: بيضة الحمامة - والرواية السابقة - يقصد رواية: زر الحجلة - ب--ل وال غيره--ا من الروايات؛ كرواية ابن حبان: كبيضة نعامة، ورواية البيهقي: كالتفاحة، ورواية ابن عساكر: كالبندقة، ورواية مسلم: جlمع )بضم الجيم، وسكون الميم( علي--ه خيالن كأنها الثآليل، وفي صحيح الحاكم ش--عر مجتم--ع؛ لرج--وع اختالف ه--ذه الرواي--ات إلى اختالف األحوال. وقال القرطبي: إنه كان يكبر ويصغر وكل ش--به بم--ا س--نح

له، ومن قال: شعر؛ فألن الشعر حوله كما في رواية أخرى. وبالجملة، فاألحاديث الثابتة تدل على أن الخاتم ك--ان ش--يئا ب--ارزا، إذا ق--ل ك--ان كالبندقة ونحوها، وإذا كثر كان كجمع اليد. وأما رواي--ة: ك--أثر المحجم، أو كركب--ة عنز، أو كشامة خضراء أو س--وداء ومكت--وب فيه--ا: محم--د رس--ول الل--ه، أو: س--ر فإنك المنصور. فلم يثبت منها شيء، كما قاله القس--طالني، وتص--حيح ابن حب--ان

.53/ 9لذلك وهم. انتهى. تحفة األحوذي هل كان الخاتم أثرا لحادثة شق الصدر؟

وقعت حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وس--لم أثن--اء استرض--اعه في ب--ني سعد؛ لنزع العلقة التي كانت حظ الشيطان منه، وقد ادعى القاض--ي عي--اض أن

73

Page 74: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

هذا الشق نتج عنه خاتم النبوة بين كتفيه، وهذا خالف الثابت من أن الشق ك--ان في صدره وبطنه. قال القاضي: وهذا الخاتم هو أث--ر ش--ق الملكين بين الكتفين. وقد تعقبه النووي فقال: هذا باطل؛ ألن الشق إنما كان في صدره وبطنه. وقال القرط--بي: أث--ره إنم--ا ك--ان خطا واض--حا من ص--دره إلى م--راق بطن--ه كم--ا في الصحيحين. قال: ولم يثبت قط أنه بلغ الشق حتى نفذ من وراء ظهره، ولو ثبت للزم عليه أن يكون مستطيال من بين كتفيه إلى قطنته؛ ألنه الذي يحاذي الص--در من سرته إلى مراق بطنه. قال: فهذه غفلة من هذا اإلمام، ولعل ذلك وق--ع مناخ كتابه، فإنه لم يسمع عليه فيم--ا عملت، ك--ذا ق--ال. وق--د وقفت على lس بعض ن مس--تند القاض--ي، وه--و ح--ديث عتب--ة بن عب--د الس--لمي، ال--ذي أخرج--ه أحم--د والطبراني وغيرهما عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف ك--ان بدء أمرك؟ فذكر القصة في ارتضاعه في بني سعد، وفيه أن الملكين لم--ا ش--قا صدره صلى الله علي-ه وس-لم ق--ال أح-دهما لألخ-ر: خط-ه. فخاط--ه، وختم علي-ه

بخاتم النبوة. انتهى. فلما ثبت أن خاتم النبوة كان بين كتفيه، حمل ذلك عي--اضl على أن الش--ق لم--ا وقع في صدره ثم خيط حتى التأم كما كان، وقع الختم بين كتفيه، كان ذلك أث--ر

الشق. لق بالشق، وليس ك--ذلك، ب--ل ه--و. متع وفهم النووي وغيره أن قوله: بين كتفيه

متعل--ق ب--أثر الختم، ويؤي--ده م--ا في ح--ديث ش--داد بن أوس عن--د أبي يعلى في "الدالئل" ألبي نعيم، أن الملك لما أخرج قلبه وغسله ثم أعاده، ختم عليه بخاتم في يده من نور، فامتأل نورا، وذلك نور النبوة، فيحتمل أن يك--ون ظه--ر من وراء

ظهره عند كتفه األيسر؛ ألن القلب في تلك الجهة. وفي ح--ديث عائش--ة عن--د أبي دواد الطيالس--ي وابن أبي أس--امة في "ال--دالئل" ألبي نعيم أيضا: أن جبريل وميكائيل لما تراءيا ل--ه عن--د المبعث، "هب--ط جبري--ل، فسلقني لحالوة القفا، ثم شق عن قلبي فاستخرجه، ثم غس--له في طس--ت من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم ألم--هl، ثم ألق--اني، وخيم في ظه--ري ح--تى وجدت برد الخاتم في قلبي، وقال: اقرأ". الح--ديث. ه--ذا مس--تند القاض--ي فيم--ا

.561/ 6ذكره، وليس بباطل. فتح الباري وخالصة ما قاله ابن حجر أن الخاتم لم يكن أثرا لحادثة الشق؛ ألن الشق ك--ان محله الص--در والبطن، والخ--اتم إنم--ا ك--ان بين كتفي--ه، كم--ا في ح--ديث ج--ابر بن

سمرة السابق. هل كان الخاتم موجودا حين وlلد النبي صلى الله عليه وسلم؟

اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من قال: إنه ول--د ب--ه. ومنهم من ذهب إلى أن--هئ، ق--ال الحاف--ظ: أثبته--ا الث--الث، lب وضع بعد والدته، أو عند شق الصدر، أو حين ن

74

Page 75: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

تضى هذه األحاديث أن الخ--اتم لم يكنومقوبه جزم عياض. وقال الحافظ أيضا: موجودا حين والدته صلى الله عليه وسلم، ففيه تعقيب على من ذهب وزعم أنه وlلد به، وهو قول نقله أبو الفتح اليعمري بلفظ: قيل: ولد به. وقيل: حين وض--ع. نقله مغلطاي عن يحيى بن عائذ. والذي تقدم أثبت احتم--ال أن الخ--اتم وق--ع في موض--عين من جس-ده. ووق-ع مثل--ه في ح--ديث أبي ذر عن-د أحم--د وال--بيهقي في

ي حديث شداد بن وف"الدالئل" وفيه: وجعل خاتم النبوة بين كتفيه كما هو اآلن. أوس في المغازي البن عائذ في قصة ش--ق ص--دره وه--و في بالد ب--ني س--عد بن

ه--ذاوبكر: وأقبل وفي يده الخاتم له شعاع، فوضعه بين كتفيه وثدييه. الح--ديث. قد يؤخذ من--ه أن الخ--اتم وق--ع في موض--عين من جس--ده، والعلم عن--د الل--ه. فتح

.562/ 6الباري صدره صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وس--لم ع--ريض الص--در، ممس--وحه، كأن--ه الم--رآة في استوائها وشدتها، وق--د امتأل الص--در لحم--ا، فال ه--و بالب--دن الس--مين، وال بالقلي--ل النحيل، وال يعدو بعض لحمه بعضا، كما كان صلى الله عليه وسلم أش--عر أع--الي الصدر، خال ثدياه وبطنه من الشعر الكثير. قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم س--واء البطن والص--در، ع--ريض الص--در.

رواه الطبراني في المعجم الكبير، والترمذي في الشمائل. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم ع--ريضا، الصدر، ممسوحه، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، ال يعدو بعض لحم--ه بعض-- على بي--اض القم--ر ليل--ة الب--در، موص--ول م--ا بين لبت--ه إلى س--رته ش--عر منق--ادكالقضيب، لم يكن في صدره وال بطنه شعر غيره. رواه ابن عساكر، والبيهقي.

مسربته صلى الله عليه وس--لم: المس--ربة: هي الش--عر ال--دقيق ال--ذي يب--دأ منالصدر وينتهي بالسرة.

كانت مسربته ص--لى الل--ه علي-ه وس--لم دقيق--ة طويل--ة، وص--لت بين لبت-ه اللب--ة: المنحر، وهو النقرة التي فوق الصدر. وسرته بش--عر ج--رى بينهم--ا كالخ--ط، ولم يكن في بطنه سواها، حيث عري ثدياه وبطنه مما سوى ذل--ك، فعن علي رض--ي الله عنه قال: كان رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم طوي--ل المس--ربة. رواه

أحمد. وعن عائشة رضي الله عنها ق-الت: ك--ان رس--ول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم عريض الصدر، موصول ما بين لبت--ه إلى س--رته ش--عر منق--اد كالقض--يب، لم يكن

في صدره وال بطنه شعر غيره. سبق تخريجه.يقول الحافظ العراقي:

ته lحاذي لب ى ي ة حت ر lبه = من س lوأشعر الصدر دقيق المسر75

Page 76: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

إبطه صلى الله عليه وسلم:

الص--فة من عالم--اتاه كان الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أبيض اإلبطين، وهذ نبوته؛ إذ إن اإلب--ط ع--ادة م--ا يك--ون متغ--ير الل--ون عن--د جمي--ع الن--اس، وق--د ذك--ر الصحابة رضي الله عنهم هذه الصفة، فعن عبد الل--ه بن مال--ك بن بحين--ة رض--ي الله عنه قال: كان النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم إذا س--جد ف--رج بين يدي--ه، أي: باعد. حتى نرى بياض إبطيه. أخرجه البخاري. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم إذا س--جد ج--افى ح--تى ي--رى بي--اض

إبطيه. أخرجه أحمد، وقال الهيثمي في المجمع: رجال أحمد رجال الصحيح. قال الحافظ في الفتح: واختلف في المراد بوص--ف إبطي--ه بالبي--اض، فقي--ل: لم يكن تحتهما شعر، فكانا كلون جسده. ثم قيل: لم يكن تحت إبطي--ه ش--عر البت--ة. وقيل: كان لدوام تعهده له ال يبقى فيه شعر. ووقع عند مسلم في حديث: ح--تى رأينا عفرة إبطيه. وال تنافي بينهم--ا؛ ألن األعف--ر م--ا بياض--ه ليس بالناص--ع، وه--ذا

/10شأن المغابن يكون لونه--ا في البي--اض دون ل--ون بقي--ة الجس-د. فتح الب--اري 372.

وقال المناوي في فيض القدير: وذكر بعض الشافعية أن المصطفى صلى الل--ه عليه وسلم لم يكن له شعر تحت إبطه؛ لحديث كان يرف--ع يدي-ه في االستس--قاء حتى يرى بياض إبطيه. قال اإلسنوي: وبياض اإلبط كان من خصائصه، وأما إب--ط غيره فأسود؛ لما فيه من الشعر. واعترضه الع--راقي ب--أن ذل--ك لم يثبت، ب--ل لم يرد في شيء من الكتب المعتمدة، والخصائص ال تثبت باالحتم--ال، وال يل-زم من بياض إبطيه أال يكون له ش--عر؛ ألن--ه إذا نت--ف بقي محل--ه أبيض؛ ول--ذلك ورد في حديث الترمذي عن عبد الله بن أقرم الخزاعي: كنت أنظر إلى عفرة إبطي--ه إذا سجد. والعفرة بياض غير ناصع، فلو كان خاليا من الشعر لم يكن أعفر، وإطالق

موجود في كالم كثير من الفقهاء وغيرهم واإلنك--ار ][بياض اإلبط في حق غيره.679/ 4. فيض القدير فيه ألن اإلبط ال تناله الشمس في السفر والحضر

بطنه صلى الله عليه وسلم: لم تكن بطن النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس-لم كب--يرة فتعيب--ه، وإنم--ا ك-انت س--واءlجل--ة. أي: ك--بر بص--دره، ق--الت أم معب--د رض--ي الل--ه عنه--ا في وص--فه: لم تعب--ه ث البطن. وق--د يفهم البعض أن رس--ول الل--ه عن--دما ك--برت ب--ه الس--ن ب--دن وامتأل جسده، بناء على الرواي--ة ال--واردة في مس--ند أحم--د وص--حيح ابن حب--ان عن ابن محيريز أنه سمع معاوية على المنبر يق--ول: ق--ال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم: "ال تبادروني بالركوع وال بالسجود؛ فإني قد بدنت". أخرج--ه أحم--د، وابن حب--ان. ويفهم البعض منه--ا أن--ه االمتالء، وليس بص--واب، وإنم--ا وق--ع ال--وهم من قراءة بدlن بالتخفيف، والصحيح أنها "بدن" بتض--عيف ال--دال المهمل--ة المفتوح--ة،

76

Page 77: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

بمعنى أسن وض--عف ال بمع--نى س--من وامتأل؛ إذ البدان--ة وص--ف مخ--الف لوص--فالنبي كما ألمحنا.

لذا جاء في وصف السيدة عائشة له، أنه كان في بطنه ثالث عكن--ات أبيض من القباطي، والقباطي: جمع قبطية، وهي ثياب من كتان رقيق تعمل بمصر. وألين ملمسا، كان اإلزار يغطي واح--دة منهن وتظه--ر األخري--ان. وهن--اك من ق--ال ب--أن اإلزار كان يغطي ثنتين، وتظهر واحدة. والعكنة ما انطوى وتثنى من لحم البطن من السمنة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان له صلى الل--ه علي--ه وس--لم عكن العكن: ما انطوى وتث--نى من لحم البطن س--منا. ثالث؛ يغطي اإلزار اإلزار: ثوب يحيط بالنصف األسفل من الب--دن. منه--ا واح--دة، وتظه--ر ثنت--ان. ومنهم من ق--ال: يغطي اإلزار منه--ا ثن--تين، وتظه--ر واح--دة. تل--ك العكن أبيض من القب--اطي

ا. رواه أبو نعيم في الدالئل، والبيهقي. المطواة، وألين مس كما أن خصره صلى الله عليه وسلم كان له بياض، فعن أبي هريرة رضي الل--ه

: أبيضأن--ه ربم--ا ح--دث عن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: فيق--ول حدثنيهعنه الكشحين. الكشح: هو الخصر. رواه البخاري في األدب المفرد، وق--ال األلب--اني:

صحيح. ظهره صلى الله عليه وسلم:

كان ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم واسعا، جميل المنظر والص--ورة، كأن--ه سبيكة الفضة في استوائه وصفائه، فعن محرش الكعبي رض--ي الل--ه عن--ه ق--ال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعران--ة ليال، فنظ--رت إلى ظه--ره كأنه سبيكة فضة. رواه أحمد، والنسائي في سننه، وابن أبي ش--يبة في مص--نفه،

والبيهقي في الدالئل. وعن عائشة رضي الله عنها ق-الت: ك--ان رس--ول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم واسع الظهر، بين كتفيه خاتم النبوة، وكان طويل مسربة الظه--ر. رواه أب--و نعيم في الدالئل، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق. والمس--ربة هي الفق--ار ال--تي

في الظهر من أعاله إلى أسفله. قامته وطوله صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معت--دل الخل--ق، جمي--ل الب--دن، منتظم األعض--اء، متس--ق الق--وام، مرب--وع القام--ة، غ--ير مف--رط الط--ول، ليس بالطويل وال القصير، بيد أنه إلى الطول أق-رب، ال ش-ذوذ في ص--ورته، وال تن--افر في هيئت--ه، إذا ماش--ى أح--دا من الن--اس طال--ه، وإذا اكتنف--ه ال--رجالن الط--ويالن طالهما، فإذا فارقاه كان وسطا بين الطول والقص--ر، وإذا جلس إلي--ه أح--د ك--ان كتفه صلى الله علي--ه وس--لم أعلى من الج--الس، ولق--د ثبت ذل--ك في األح--اديثوي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: ك--ان رس--ول الل--ه lالصحيحة، فر

77

Page 78: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وي أن--ه ك-ان أحس--ن الن--اس وجه--ا، lصلى الله علي--ه وس--لم رجال مربوع--ا. كم--ا ر وي أيضا أنه كان ربعة أي: مربوع lوأحسنهم خلقا، ليس بالطويل وال بالقصير. ور

القامة. من القوم؛ ليس بالطويل البائن وال بالقصير، حسن الجسم. وجاء في حديث هند بن أبي هالة: أطول من المربوع، وأقصر من المشذب.

ومنه--ا: حس-ن الق--د، يق--ول القلقش-ندي في محاس--ن ص--فات الن--وع اإلنس--اني: بعة، وهو المعتدل القامة، الذي ال طول في-ه وال قص-ر، وليس وأحسن القدود الر كما يقع في بعض األذهان من أن المراد منه دون االعتدال. وقد جاء في وص--ف

.197/ 1 صبح األعشى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ربعة. يقول الحافظ العراقي في صفة طوله:

جال = ال من قصارهم وال الطوال وربعة كان من الر ويقول أيضا:

lمlمن قصر فهو عليهم يعظ = lقتحمl ال بائن طlوال وال ي ذراعاه صلى الله عليه وسلم:

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذراعان طويلتان، في تناسب م--ع ب--اقي أعضاء جسده الشريف، طال زنداها، وامتد ساعداها، وعالها شعر ك--ثيف، ومم--ا ذكره أصحابه في صفة ذراعيه قول أحدهم: كان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم طويل الزندين، ضخم الكراديس، الكراديس: هي رؤوس العظام، واحدها ك---ردوس. وقي---ل هي ملتقى ك---ل عظمين ض---خمين؛ ك---الركبتين والم---رفقين والمنكبين. أراد أنه ضخم األعضاء، أشعر الذراعين. رواه الط--براني في المعجم

الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى وشعب اإليمان.يقول الحافظ العراقي في صفة ذراعيه:

ند جl األسنان سهلl الخد = أشنبl بادن طويلl الز مlفل كفه صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وس--لم ذا ك--ف عظيم، مبس--وط ص--ورة وخلق--ة، ألين من الحرير وال--ديباج، يمي--ل إلى الغل--ظ والقص--ر، اجتم--ع ل--ه م--ع اللين، ونعوم--ة الملمس، ق--وة في العظم، وامتالء في اللحم، كم--ا أن--ه متناس--ق م--ع ذراعي--ه، متناسب مع حجم قدميه، فعن أنس أو جابر بن عب--د الل--ه: أن الن--بي ص--لى الل--ه عليه وسلم كان ضخم الكفين، لم أر بعده شبها له. أخرجه البخاري. وق--ال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ش--ثن

الغليظ الخشن الكفين. أخرجه أحمد والترمذي وأبو يعلى والحاكم. ثن الكفين والق---دمين. أي: يميالن إلى الغل---ظ والقص---ر، يق---ول ومع---نى ش---

78

Page 79: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

المباركفوري في التحفة: وقيل: هو الذي في أنامله غلظ بال قصر، ويحم--د ذل--ك في الرجال؛ ألنه أشد لقبض-هم، وي--ذم في النس-اء. انتهى. وق--ال في الق-اموس: شثنت كفه، كفرح وك--رم، ش--ثنا وش--ثونة: خش--نت وغلظت، فه--و ش--ثن األص--ابع بالفتح. فإن قلت هذا يخالف ما رواه البخاري عن أنس، قال: ما مسست حريرا وال ديباج--ا ألين من ك--ف الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم. قلت: قي--ل: اللين في الجلد، والغلظ في العظام، فيجتمع له نعومة البدن م--ع الق--وة. ويؤي--ده م--ا رواه الطبراني والبزار من حديث معاذ رضي الله عنه: أردفني النبي صلى الل--ه علي--ه وسلم خلفه في سفر، فما مسست شيئا ق--ط ألين من جل--ده ص--لى الل--ه علي--ه

.46/ 9وسلم. تحفة األحوذي وهذا الكف الشريف له ملمس ألين من الحرير والخز، ثي--اب تنس--ج من ص--وفها وحري--ر. وأب--رد من الثلج، ورائح--ة أطيب من المس--ك، كأنه--ا ك--ف عط--ار مس-- بالطيب أو لم يمسها، فإذا صافحه المصافح، يظل يومه يجد ريحها، وإذا وض--عها على رأس الص--بي، عl--رف من بين الص--بيان من ريحه--ا على رأس--ه؛ ل--ذا ك--ان الصحابة رضي الله عنهم يتبادرون إلى آثاره يتبركون به--ا، فق--د ك--انوا يس--تبقون إلى ماء وضوئه؛ علهم يصيبون منه شيئا يت--بركون ب--ه، ويمس--حون ب--ه وج--وههم، وإن لم يسعد أحدهم الحظ ولم يصب منه شيئا، فإن--ه يأخ--ذ نص--يبه من بل--ل ي--د صاحبه، فعن عون بن أبي جحيفة عن أبي--ه ق--ال: رأيت رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم في قبة حمراء من أدم، ورأيت بالال أخ--ذ وض--وء رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وس--لم، ورأيت الن--اس يبت--درون ذاك الوض--وء، فمن أص--اب من--ه ش--يئا تمسح به، ومن لم يصب منه ش-يئا أخ-ذ من بل--ل ي--د ص-احبه، ثم رأيت بالال أخ--ذ عنزة فركزها، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرا، ص--لى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون من بين ي--دي الع--نزة. متفق عليه. وفي رواية أخرى قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، ف--إذا هي

أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك. أخرجه البخاري. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صالة األولى، ثم خرج إلى أهله وخ--رجت مع--ه، فاس--تقبله ول--دان، فجع--ل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت لي--ده

عط--ار.الجؤنة: ما يع--د في--ه الطيب ويح--رز.بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جlؤنة أخرجه مسلم.

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه: أتيت رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فأخذت بيده، فإذا هي ألين من الحري--ر، وأب--رد من الثلج. أخرج--ه الط--براني في الكب--ير وفي األوس--ط، وق--ال الهيثمي في مجم--ع الزوائ--د: رج--ال الكب--ير رج--ال

الصحيح، غير موسى بن أيوب النصيبي، وهو ثقة.يقول الحافظ العراقي في صفة كفه:

79

Page 80: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lوة يستلزمlق lو الغليظlوه = lوالقدم lوكان شثنا كفه أصابعه وراحته صلى الله عليه وسلم:

كانت راحته صلى الله عليه وسلم واسعة، وأص--ابعه ط--وال ليس--ت منعق--دة وال متثنية، متناسقة مع حجم الكف وباقي األعضاء، فب--دت في اس--توائها وس--هولتهاوي أنه صلى الله عليه وس--لم ك--ان رحب lكأنها قضبان الفضة، وقد ثبت ذلك، فر الراحة، سائل األطراف، كأن أصابعه الفضة. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وال--بيهقي في الش--عب، والترم--ذي في الش--مائل، وابن س--عد في الطبق--ات،

والحاكم مختصرا، والبغوي في شرح السنة، والحافظ في اإلصابة.وي بمعجم--ة، أي: lفقوله: سائل األطراف. بس--ين مهمل--ة والم، أي: ممت--دها. ور مرتفعها. وسائر بالراء: من السير، بمعنى طويلها. وسائن بنون. ومقص--ود الك--ل غير متعقدة وال متثنية، ويؤيده رواية: كأن أص--ابعه قض--بان فض--ة. أي: أغص--انها.

. 76/ 5فيض القدير يقول الحافظ العراقي في صفة أطرافه وراحته:

احة = ضخمl الكراديس ذريعl المشية وسائلl األطراف رحبl الر ساقاه صلى الله عليه وسلم:

كانت ساقا النبي صلى الله عليه وسلم دقيقتين من غ--ير اس--تهجان، ولطيف--تين في غاي---ة الحس---ن والجم---ال، متوس---طتين بين الض---خامة المنك---رة والدق---ةl--رى عض--لتهما من المستنكرة، لهما بياض كبريق اللؤلؤ، وصفاء كصفاء الفضة، ت تحت إزاره إذا اتزر، قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: ك--ان في س--اقي الن--بي صلى الله عليه وسلم حموشة. الحموشة: بضم الحاء المهملة والميم، أي: دق--ة ولطافة. وكانت هاتان الس-اقتان مناس-بتين وس-ائر أعض-ائه، وك-انت س-اقاه في غاية الحسن والجمال. رواه أحم--د في المس--ند، والترم--ذي في س--ننه، والح--اكم

في المستدرك. قال القاضي: حموشة الس--اق: دقته--ا. يق--ال: حمش--ت ق--وائم الداب--ة: إذا دقت. هك--ذا ض--بط بعض--هم. وق--ال بعض--هم: حlمlوش--ة )بض--م أول--ه المعجم--ة(: دقته--ا. و)بكسره(: ليفيد التقليل. والمراد نفي غلظها، وذلك مما يمت--دح ب--ه، وق--د أك--ثر

.80/ 5أهل القيافة من مدحها وفوائدها. فيض القدير l--رى وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ك--ان ي

عضلة ساقه من تحت إزاره إذا اتزر. رواه أحمد في مسنده. وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: وخرج رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم كأني أنظر إلى وبيص بالموحدة والمهملة: البريق س--اقيه. أخرج--ه البخ--اري في

صحيحه. 80

Page 81: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قدماه صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم كبير القدمين، في تناسق رائع، وتناس--ب ب--ديع مع ساقه، من غير ش--ذوذ بينهم--ا وبين ب--اقي أعض--ائه، وق--د ارتف--ع باطنهم--ا عن األرض، فكان يطأ األرض بقدمه كلها، كما أنهم--ا ملس--اوان، ليس في ظهورهم--ا تكس--ر؛ ل--ذا ك--ان الم--اء ينب--و عنهم--ا، أي: ال ثب--ات للم--اء عليه--ا. وق--د ثبتت ه--ذه األوصاف كلها في صحيح سنته صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين، حسن الوج--ه، لم أر بعده وال قبله مثله، وكان بسط الكفين. أخرجه البخ--اري في ص--حيحه. وق--الا: ك--ان الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ش--ثن الق--دمين. رواه البخ--اري في أيض-- صحيحه. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين. رواه البخاري في صحيحه. وقال أيضا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، ورواه معمر

بن راشد في جامعه، والبخاري في األدب المفرد. فائدة:

كان النبي صلى الله عليه وس--لم أش--به الن--اس بس--يدنا إب--راهيم علي--ه الس--الم،فكانت قدماه الشريفتان تشبه قدمي سيدنا إبراهيم.

عقبه صلى الله عليه وسلم: لم يكن النبي صلى الله عليه وس--لم ممتلئ لحم العق--بين كالنس--اء، وإنم--ا ك--ان

ليل لحم العقب، وهو مأخوذ من النهس، وه--و أخ--ذ اللحمأي: قمنهوس العقبين بأطراف األسنان. أي: إن لحم عقبيه فيه نحول وقلة في تناغم م--ع حجم س--اقه وصورتها، وهذا أنسب وأجمل للرج--ال دون النس--اء، فعن ش--عبة عن س--ماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم ضليع الفم، أشكل العين، منهوس العقب. ق--ال: قلت لس--ماك: م--ا ض--ليع الفم؟ ق--ال: عظيم الفم. قلت: م--ا أش--كل العين؟ ق--ال: طوي--ل ش--ق العين قلت: م--ا

منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم في صحيحه. 

مفاصله صلى الله عليه وسلم: كانت مفاصل النبي صلى الله عليه وسلم تامة عظيمة جليلة، قد تناس--قت في روعة وجمال مع باقي أعضائه، فلم تشذ في حجمها بحيث تك--ون معيب--ة، وه--ذهوي أن رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه lمن دالئل قوته صلى الل--ه علي--ه وس--لم. ر وسلم كان ضخم الكراديس الكراديس: رؤوس مفاص--ل العظ--ام. أخرج--ه أحم--د في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير. وعن علي بن أبي طالب رضي الل--ه

81

Page 82: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جليل المش--اش. ابن أبي ش--يبةفي مصنفه.

طيبه صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم يحب الطيب، ويك--ثر من التطيب، فق--د روىب إلي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي--ه وس--لم ق--ال: "حlب من دني--اكم: النس--اء والطيب، وجعلت ق--رة عي--ني في الص--الة". رواه أحم--د

والنسائي، والحاكم في المستدرك. يقول ابن القيم في تعليل حب النبي صلى الله عليه وسلم التطيب: لم--ا ك--انت الرائحة الطيبة غذاء الروح، والروح مطية القوى، والق--وى ت--زداد ب--الطيب، وه--و ينف--ع ال--دماغ والقلب، وس--ائر األعض--اء الباطني--ة، ويف--رح القلب، ويس--ر النفس، ويبسط الروح، وهو أصدق شيء للروح، وأشده مالءم--ة له--ا، وبين--ه وبين ال--روح الطيبة نسبة قريبة، وكان أحد األش--ياء المحبوب--ة من ال--دنيا إلى أطيب الطي--بين ص---لوات الل---ه علي---ه وس---المه. وفي الطيب من الخاص---ية أن المالئك---ة تحب---ه والش--ياطين تنف--ر عن--ه، وأحب ش--يء إلى الش--ياطين الرائح--ة المنتن--ة الكريه--ة، فاألرواح الطيب-ة تحب الرائح-ة الطيب-ة، واألرواح الخبيث-ة تحب الرائح-ة الخبيث--ة، وك--ل روح تمي--ل إلى م--ا يناس--بها، فالخبيث--ات للخبي--ثين، والخ--بيثون للخبيث--ات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، وهذا وإن كان في النساء والرجال، فإنه يتناول األعمال واألقوال والمطاعم والمشارب والمالبس وال--روائح، إم--ا بعم--وم

.256/ 4لفظه، أو بعموم معناه. زاد المعاد --ا lه--دي طيب ولقد بلغ من حب النبي صلى الله عليه وسلم للطيب أن--ه ك--ان إذا أ قبله ولم يرده، بل نهى عن رده، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي ص--لى الل--ه

واه البخاري.رعليه وسلم كان ال يرد الطيب. وروى الطيالسي والبزار وأبو يعلى بسند حسن عنه قال: ما رأيت رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم عlرض عليه طيب ق--ط ف--رده. وعن ابن عم--ر رض--ي الل--ه

ال ت--رد: الوس--ائد"ثالثعنهما قال: ق--ال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: والدهن الدهن: الطيب والعطور واللبن". أخرجه الترمذي في الش--مائل عن ابن

عمر. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "من عlرض عليه طيب فال يرده؛ فإن-ه طيب ال-ريح، خفي-ف المحم-ل". رواه أب-و

داود، والنسائي عن أبي هريرة مرفوعا من حديث أبي هريرة. قال القرطبي: المحمل بفتح الميمين، ويعني به الحمل، والحديث يدل على أن رد الطيب خالف السنة؛ ألنه باعتبار ذاته خفيف ال يثقل حامله، وباعتب--ار عرض--ه طيب ال يتأذى به من يعرض عليه، فلم يبق حامل على ال--رد، ف--إن ك--ل م--ا ك--ان

82

Page 83: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

.210/ 9بهذه الصفة محبب إلى كل قلب مطلوب لكل نفس. عون المعبود وقد أخ--رج مس--لم ه--ذا الح--ديث الس--ابق بلف--ظ: "من ع--رض علي--ه ريح--ان فال يرده". كما أخرجه الترمذي بلف--ظ: "إذا أعطي أح--دكم الريح--ان، الريح--ان: ك--ل

نبت مشموم طيب الريح. فال يرده؛ فإنه خرج من الجنة". يقول المباركفوري في التحفة: ورواية الجماعة أثبت؛ فإن أحمد وس--بعة أنفس مع--ه رووه عن عب--د الل--ه بن يزي--د المق--بري عن س--عيد بن أبي أي--وب بلف--ظ: "الطيب". ووافق--ه ابن وهب عن س--عيد عن--د ابن حب--ان، والع--دد الكث--ير أولى

.61/ 8بالحفظ من الواحد. تحفة األحوذي قال ابن بطال رحمه الله في بيان الحكمة من ذلك: إنما كان ال يرد الطيب من أجل أنه مالزم لمناجاة المالئكة؛ ولذلك كان ال يأك-ل الث-وم وم-ا يش-اكله. عم-دة

.140/ 13القاري ويقول الحافظ في "الفتح" ردا على تعليل ابن بطال: "لو كان هذا ه--و الس--ببا اقت--دى ب--ه في ذل--ك، وق--د في ذلك لكان من خصائصه، وليس كذلك؛ فإن أنس----ا ببي--ان الحكم--ة في ذل--ك في ح--ديث ص--حيح". يش--ير ورد النهي عن رده مقرون

رحمه الله إلى الحديث السابق. وقال ابن العربي: إنما كان ال يرد الطيب؛ لمحبته في--ه، ولحاجت--ه إلي--ه أك--ثر من غيره؛ ألنه يناجي من ال نناجي. وأما نهي--ه عن رد الطيب، فه--و محم--ول على م--ا

يجوز أخذه، ال على ما ال يجوز أخذه؛ ألنه مردود بأصل الشرع. وقد أنشد بعضهم:

قد كان من سيرة خير الورى = صلى عليه الله طول الزمنأال يرد الطيب والمتكا = واللحم أيضا يا أخي واللبن

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أطيب الن--اس ريح--ا من غ--ير تطيب، وإنlشم طيبه من بعيد، ويلمس أثره من ق--ريب، وك--ان طيب--ه يف--وح ش--ذاه، تطيب ي وينتشر عبقه، فكان من يجالسه ينشرح ل--ه وكأن--ه في روض--ة فيح--اء، وإذا مس أحدهم ثوبه أو جسده، فإنه يجد ليده ريحا طيبا من أثر اللمس، قال أنس رضي الله عنه: ما شممت شيئا قط، مسكا وال عنبرا، أطيب من ريح رسول الل--ه، والا من رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه مسست شيئا قط، حريرا وال ديباجا، ألين مس وسلم. وفي رواية: كان رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أزه--ر الل--ون، ك--أن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست حريرا وال ديباجا ألين من كف رس--ول الله، وال شممت مسكا وال عنبرا أطيب من رائحة رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

. وقال ج--ابر بن س--مرة رض--ي الل--ه عن--ه:86/-- 15وسلم. مسلم بشرح النووي فأما أنا، فمسح خدي، قال: فوجدت ليده بردا أو ريحا، كأنم--ا أخرجه--ا من جؤن--ة

83

Page 84: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عطار. رواه مس-لم. والجؤن-ة: الس-قط ال-ذي في--ه مت-اع العط-ار. هك-ذا فس-رهاالجمهور، وقال صاحب العين: وهي سليلة مستديرة مغشاة.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم يأخذ من قارورة المس--ك، فيمس--ح على لحيت--ه ورأسه، وثبت أنه قال: "طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النس--اء ما ظهر لون--ه وخفي ريح--ه". رواه الترم--ذي في األدب، والنس--ائي، وه--و ح--ديث

صحيح. وكان المسك أحب الطيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال عنه صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عنه أبو س--عيد رض--ي الل--ه عن--ه: "ه--و أطيب

. كما كانت تعجبه الفاغية، الفاغية: كل نبت ل--ه رائح--ة طيب--ة. وعن أنس"طيبكمة يتطيب منه--ا. ك l--رضي الله عنه أنه قال: كانت للنبي صلى الله علي--ه وس--لم س

السكة: وعاء فيه طيب. كحله صلى الله عليه وسلم:

ا على كم--ال زينت--ه؛ ف--المظهر الحس--ن كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص-- والهيئة الجميلة من الدين، قال تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"

[، وهو في ذلك لم يأت ببدع من األم--ر؛ ألن--ه ع--ربي يتب--ع ع--ادات31]األعراف: العرب في اللباس والزينة، ما دامت تتفق مع ما جاء ب--ه من عن--د الل--ه س--بحانه وتعالى، ولقد كان االكتحال من عادات العرب التي يحرصون عليها ومن مظ--اهر الجمال عندهم؛ لذا اكتحل النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم وأم--ر باالكتح--ال، وورد في سنته صلى الل--ه علي--ه وس--لم الحث على االكتح--ال بن--وع معين من األحج--ارن فوائ--د االكتح-ال، وكله-ا ت-دور ح-ول تقوي-ة التي يكتحل منه--ا؛ وه-و اإلثم-د، وبي البصر وتجليته، وإزالة الشوائب العالقة في العين، ودفع القذى والم--واد الرديئ--ة التي تسقط عليها من الرأس، وال سيما إذا مlزج بشيء من المسك، كم--ا يق--وي األهداب، وهي طبقات شعر العين، فعن ابن عباس رضي الل--ه عنهم--ا أن الن--بي صلى الله عليه وسلم قال: "اكتحلوا باإلثمد؛ فإنه يجلو البص--ر، و ينبت الش--عر". وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كل ليل--ة، ثالث--ة في هذه وثالثة في ه--ذه. رواه النس--ائي، وابن حب--ان في ص--حيحه، ورواه الترم--ذي، وقال: حديث حسن. وقال األلباني: صحيح دون قول--ه: وزعم =. وعن--د النس--ائي وابن حبان بلفظ: "إن من خير أكحالكم اإلثمد؛ إنه يجلو البصر، وينبت الش--عر".

رواه النسائي، وابن حبان. وعنه أيضا قال: كان النبي صلى الله عليه وس--لم يكتح--ل قب--ل أن ين--ام باإلثم--د ثالثا في كل عين. وقال: "إن خير ما تداويتم ب--ه الل--دود الل--دود: الش--راب ال--ذى يسقاه المريض فى أحد شقي فمه. والسعوط السعوط: دواء يوضع فى األن--ف. والحجامة والمشي. وخير ما اكتحلتم به اإلثمد؛ اإلثمد: حج--ر أس--ود يض--رب إلى الحمرة. فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". رواه الترمذي، وق--ال: حس--ن غ--ريب.

84

Page 85: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وروى الطبراني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ق--ال: ق--ال رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم: "عليكم باإلثمد؛ فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة، وإسناده حسن. وقال األلباني: حسن صحيح. للبصر". رواه الطبراني عن علي وروى اإلمام أحمد برجال الصحيح عن أبي هري--رة رض--ي الل--ه عن--ه ق--ال: ق--ال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خ--ير أكح--الكم اإلثم--د؛ ينبت الش--عر، ويجل--و

البصر". رواه أحمد. كل هذه األح--اديث ت--دل على أن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم اكتح--ل، وأم--رن نوع--ا مح--ددا من األحج--ار ال--تي يكتح--ل باالكتحال، وليس ذلك فحسب، بل عين فائدة االكتحال منه، وهذا الحجر هو اإلثمد، وهو حجر معروف أس--ود، منها، وبي يضرب إلى الحمرة، يكون في بالد الحج-از، وأج-وده م-ا ي--ؤتى ب-ه من أص-فهان، وأجوده السريع التفتت، الذي لفlتاته بصيص، وداخله أملس ليس في--ه ش--يء من األوساخ. قال ابن القيم في بيان فائدة اإلثمد: اإلثمد ينفع العين ويقويه--ا، ويش--د أعص--ابها، ويحف--ظ ص--حتها، وينقي أوس--اخها، وه--و أج--ود أكح--ال العين الس--يما للمشايخ، وال--ذين ق--د ض--عفت أبص--ارهم إذا جع--ل مع--ه ش--يء من المس--ك. زاد

. وانظر: الطب من الكتاب والسنة لموفق الدين عبد283/- 4المعاد، ابن القيم اللطيف البغدادي.

تكأته وجلوسه صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم له هيئة مخصوصة في الجلوس، فك--ان يجلس متكئا على وسادة، في تواضع سمته العزة، فعن جابر بن سمرة رضي الله عن--ه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وس--لم متكئا على وس--ادة على يس--اره". أخرجه الترمذي وأبو داود. وهذه الوسادة لم تكن كوسادة الملوك وذوي الج--اه، بل كانت متواض--عة بس--يطة من أدم، وحش--وها لي--ف، فعن عائش--ة ق--الت: ك--ان وساد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتكئ عليه من أدم، حش--وه لي--ف.

أخرجه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وس--لم جلوس في المسجد، إذ دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقل--ه، ثم قال: أيكم محمد؟ ورس-ول الل-ه ص--لى الل-ه علي-ه وس--لم متكئ بين ظه-رانيهم،

فقلنا له: هذا األبيض المتكئ. رواه البخاري. قال أبو الفرج ابن الجوزي في حديث أنس: الظ--اهر في االتك--اء االعتم--اد على أح--د الم--رفقين. وق--ال أب--و س--ليمان: ال نع--رف المتكئ إال من م--ال في قع--وده معتمدا على أحد جانبيه، وكل من استوى قاع--دا على وط--اء فه--و متكئ. انظ--ر:

كشف مشكل الصحيحين البن الجوزي.85

Page 86: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله ص--لى الل--ه علي-ه وسلم: "أال أحدثكم بأكبر الكبائر؟!". قالوا: بلى يا رسول الل--ه. ق--ال: "اإلش--راك بالله، وعقوق الوالدين". قال: وجلس رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم وك--ان متكئا. قال: "وشهادة الزور أو قول الزور". قال: فما زال رسول الله صلى الله

عليه وسلم يقولها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه. كما كان يستلقي صلى الله علي--ه وس--لم على هيئ--ة مخصوص--ة؛ واض--عا إح--دى رجليه على األخرى، وكان صلى الله عليه وسلم ال يفعل ذلك إال لطلب راحة، أو دفع تعب ومشقة نزلت به، فعن عباد بن تميم عن عمه رضي الله عنه أن--ه رأى رسول الله صلى الله عليه وس--لم مس-تلقيا في المس-جد، واض-عا إح-دى رجلي-ه

على األخرى. وهذا االستلقاء قد يكون على هيئتين: إم--ا أن تك--ون رجاله مم--دودتين إح--داهما على األخرى، وهذه الهيئة ال تنكشف معها العورة. وإم--ا أن ينص--ب س--اق إح--دىl--ؤمن الرجلين ويضع رجله األخرى على الساق المنصوبة. وهذه الهيئ--ة إن ك--ان ي معها انكشاف العورة فال بأس بها، فإذا لم يؤمن انكش--اف الع--ورة فه--ذه الهيئ--ة غير جائزة، وهي الهيئة التي ورد نهي--ه ص--لى الل--ه علي-ه وس--لم عنه--ا، فق--د روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على األخرى وه--و مس--تلق على ظه--ره. رواه مس--لم. وه--ذا القول أحد قولين للعلماء في الجمع بين فعل النبي صلى الله عليه وس--لم وبين النهي الوارد عن جابر رضي الله عنه. والقول اآلخر هو أن النهي منس--وخ بفع--ل النبي صلى الله عليه وسلم، وق--د ذهب الحاف--ظ ابن حج--ر إلى أن الق--ول األول

هو األولى من ادعاء النسخ؛ ألنه - أي النسخ - ال يثبت باالحتمال. يقول اإلمام النووي: ق--ال العلم--اء: أح--اديث النهي عن االس--تلقاء رافع--ا إح--دى رجليه على األخرى، محمولة على حالة تظهر فيها الع--ورة أو ش--يء منه--ا. وأم--ا فعله صلى الله عليه وسلم، فكان على وجه ال يظهر منها ش--يء، وه--ذا ال ب--أس به، وال كراهة فيه على هذه الصفة. وفي هذا الحديث جواز االتكاء في المسجد، واالستلقاء فيه. قال القاضي: لعله صلى الله عليه وسلم فع--ل ه--ذا لض--رورة أو حاجة من تعب، أو طلب راحة، أو نحو ذلك. قال: وإال فقد عlلم أن جلوسه صلى--ا، الله عليه وسلم في المجامع على خالف هذا، بل كان يجلس متربع--ا أو محتبي--ا، وش--بهها من جلس--ات الوق--ار وه--و ك--ان أك--ثر جلوس--ه، أو القرفص--اء أو مقعي والتواضع. قلت: ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم فعله لبيان الج--واز، وأنكم إذا أردتم االس--تلقاء فليكن هك--ذا، وأن النهي ال--ذي نهيتكم عن االس--تلقاء ليس ه--و على اإلطالق، بل المراد به من ينكشف شيء من عورته، أو يق--ارب انكش--افها.

.198/ 7شرح النووي على مسلم نومه صلى الله عليه وسلم:

86

Page 87: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

كان صلى الله عليه وسلم ينام على هيئة تجنبه االستغراق في الن--وم، وتس--اعد على سرعة استيقاظه وانتباهه، وحتى ال يثقل به النوم؛ ك--ان ين--ام أول اللي--ل، و يحيي آخره. وكان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليم--نى تحت خ--ده األيمن، وق--ال: "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك". ثالثا. رواه أحمد في المسند عن ال--براء بن ع--ازب، والنس--ائي في عم--ل الي--وم والليل--ة، وابن حب--ان، وص--ححه الحاف--ظ في الفتح. وكان يقول: "باسمك اللهم أم--وت وأحي--ا". رواه البخ--اري. وك--ان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما وق--رأ فيهم--ا: "ق--ل ه--و الل--ه أح--د"، و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الن--اس". ثم مس-ح بهم-ا م--ا اس--تطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثالث م--رات. رواه البخاري في الطب، والترمذي عن عائشة رضي الله عنها. قال النووي في األذكار: النفث: نفخ لطيف بال ريق. ولق-د ك-ان ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم يحاف--ظ على ذلك في الص--حة والم--رض، وأم--ر ص--حابته أن يواظب--وا على ذل--ك؛ ح--تى ال

يكونوا عرضة لتسلط الشياطين. وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وس--لم ك--ان إذا ع--رس بليل اضطجع على شقه األيمن، وإذا ع-رس قبي--ل الص--بح نص--ب ذراع-ه، ووض-ع رأسه على كفه. رواه مسلم. والتعريس: هو نزول المس--افر آخ--ر اللي--ل؛ للن--وم واالستراحة. فإذا استيقظ من نومه، قال: "الحمد لله الذي أحيانا بع--د م--ا أماتن--ا

وإليه النشور". رواه البخاري ومسلم. كالمه وفصاحته صلى الله عليه وسلم:

أرسل الله النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ عنه رس--الته، وآت--اه جوام--ع الكلم،نا واضحا، م--ا إن يق--ع فكان كالمه صلى الله عليه وسلم فصال ظاهرا، ومنطقه بي على أذن من يجلس إليه شذرات منه، حتى يحفظه بمجرد س--ماعه؛ ألن--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ك--ان ي--وجز المع--اني الكث--يرة في درر قليل--ة، ويختص--ر الكالم اختص--ارا، في غ--ير إخالل ب--المعنى الم--راد، وال تقص--ير في المقص--ود من وراء الكالم، فقد ورد في حديث متفق علي--ه أن--ه علي--ه الص--الة والس--الم ك--ان يح--دث حديثا لو عده العاد ألحصاه. ولربما يتلفظ المتكلم بكلم--ة ال يعقله--ا الس--امع من أول مرة؛ لذلك كان صلى الله عليه وسلم يكرر الكلمة م--رارا؛ ليعقله--ا الس--امع ويعيها، روى البخاري في صحيحه: "كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم يعي--د

الكلمة ثالثا لتعقل عنه". رواه الترمذي.وي أنه كان صلى الل--ه علي--ه وس--لم يع--رض عن ك--ل كالم ق--بيح، ويك--ني عن lور األمور المستقبحة في العرف إذا اضطره الكالم إلى ذكرها. وك--ان كالم--ه ص--لىر اللفظ، منتخل األساليب، متراصف النظم، را، متخي الله عليه وسلم فصيحا محب متناسب الفقرات، متشاكل األط--راف، مه--ذب األلف--اظ، منقح العب--ارات، محكم

السبك، لم تتعلق به ركاكة. 87

Page 88: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ولقد كان يخرج الكالم من فيه صلى الله عليه وسلم وكأن--ه لؤل--ؤ منض--ود، ودlر مرصوف، وتبر مسبوك، عذبا سائغا، ورقيقا رشيقا، وسلسا سهال، خفيف الوق--ع

على السمع، وسهل الجري على األلسنة. ه-و الكالم ال-ذي ق--ل ولقد كان كالمه صلى الله عليه وسلم كما يقول الجاحظ:

ه عن التكل--ف، وك--ان كم--ا l--ز lر عدد معانيه، وجل عن الصنعة، ون عدد حروفه، وكث [، فكيف68قال الله تبارك وتعالى: قل يا محمد: "وما أنا من المتكلفين " ]ص:

وقد عاب التشديق، وجانب أص--حاب التعقيب، واس--تعمل المبس--وط في موض--ع البس--ط، والمقص--ور في موض--ع القص--ر، وهج--ر الغ--ريب الوحش--ي، ورغب عن الهجين السوقي، فلم ينطق إال عن ميراث حكم--ة، ولم يتكلم إال بكالم ق--د ح--ف بالعص--مة، وش--يد بالتأيي--د، ويس--ر ب--التوفيق، وه--و الكالم ال--ذي ألقى الل--ه علي--ه المحبة، وغشاه بالقبول، وجم--ع ل--ه بين المهاب--ة والحالوة، وبين حس--ن اإلفه--ام، وقلة عدد الكالم، مع استغنائه عن إعادته، وقلة حاجة الس--امع إلى معاودت--ه، لم تسقط له كلم--ة، وال زلت ب--ه ق--دم، وال ب--ارت ل-ه حج--ة، ولم يقم ل-ه خص--م، وال أفحم--ه خطيب، ب--ل يب--ذ الخطب الط--وال ب--الكلم القص--ار، وال يلتمس إس--كات

:الخص--م إال بم--ا يعرف--ه الخص--م، وال يحتج إال بالص--دق، وال يطلب الفلج lالفلج الخالبة: الخديعة برقيق الح--ديث. . إال بالحق، وال يستعين بالخالبة،الظفر والفوز

وال يس--تعمل الموارب--ة، وال يهم--ز وال يلم--ز، وال يبطئ وال يعج--ل، وال يس--هب وال--ا، يحصر، ثم لم يسمع الناس بكالم قط أعم نفعا، وال أقصد لفظا، وال أعدل وزن وال أجمل مذهبا، وال أكرم مطلبا، وال أحسن موقعا، وال أسهل مخرجا، وال أفصح معنى، وال أبين في فح--وى، من كالم--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم كث--يرا. البي--ان

.124والتبيين، ص ويقول ال--رافعي عن فص--احته: أم--ا فص--احته ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فهي من السمت الذي ال يؤخذ فيه على حقه، وال يتعلق بأسبابه متعلق، فإن الع--رب وإن هذبوا الكالم وحذفوه، وبالغوا في إحكام--ه وتجوي--ده، إال أن ذل--ك ق--د ك--ان منهمlس--تعان ل--ه بأس--باب اإلج--ادة عن نظر متقدم، وروية مقصودة، وكان عن تكلف ي التي تسمو إليها الفطرة اللغوية فيهم، فيشبه أن يكون الق--ول مص--نوعا، مق--درا على أنهم مع ذلك ال يسلمون من عيوب االس--تكراه والزل--ل واالض--طراب، ومن حذف في موضع إطن-اب، وإطن--اب في موض--ع ح-ذف، ومن كلم--ة غيره-ا ألي--ق،lريد، ثم هم في باب المعنى ليس لهم إال حكمة التجربة، واألفضل ومعنى غيره أl--ر. والمع--اني هي ال--تي تعم--ر الكالم، ما يأخذ بعض--هم عن بعض، ق--ل ذل--ك أو كث وتس--تتبع ألفاظ--ه، وبحس--بها يك--ون م--اؤه ورونق--ه وعلى مق--دارها، وعلى وج--ه تأديتها، يكون مقدار الرأي فيه، ووجه القطع به. بيد أن رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم كان أفصح العرب، على أنه ال يتكلف الق--ول، وال يقص--د إلى تزيين--ه، وال يبغي إليه وسيلة من وسائل الصنعة، وال يجاوز به مق--دار اإلبالغ في المع--نىه الفج--اءة، الذي يريده، ثم ال يعرض له في ذلك سقط وال اس--تكراه، وال تس--تزل

88

Page 89: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وما يبده من أغراض الكالم عن األسلوب الرائع، وعن النمط الغريب، والطريقة المحكمة، بحيث ال يجد الناظر إلى كالمه طريقا يتصفح من--ه ص--اعدا أو منح--درا. ثم أنت ال تعرف ل--ه إال المع--اني ال--تي هي إله--ام النب--وة، ونت--اج الحكم--ة، وغاي--ة العقل، وما إلى ذلك مما يخرج به الكالم، وليس فوقه مقدار إنساني من البالغة

والتسديد، وبراعة القصد، والمجيء في كل ذلك من وراء الغاية. وال نعلم أن هذه الفصاحة قد كانت له صلى الله عليه وسلم إال توفيقا من الل--ه وتوقيف--ا؛ إذ ابتعث--ه للع--رب وهم ق--وم يق--ادون من ألس--نتهم، ولهم المقام--ات المشهورة في البيان والفصاحة، ثم هم مختلفون في ذل--ك على تف--اوت م--ا بين طبقاتهم في اللغات، وعلى اختالف مواطنهم، فمنهم الفص--يح واألفص--ح، ومنهم الجافي والمضطرب، ومنهم ذو اللوث--ة والخ--الص في منطق--ه، إلى م--ا ك--ان من اشتراك اللغات وانفرادها بينهم، وتخصص بعض القبائل بأوضاع وصيغ مقص--ورة عليهم، ال يس--اهمهم فيه--ا غ--يرهم من الع--رب إال من خ--الطهم أو دن--ا منهم دن--و

المأخذ. فكان صلى الله عليه وس--لم يعلم ك--ل ذل--ك على حق--ه، كأنم--ا تكاش--فه أوض--اع اللغة بأسرارها، وتبادره بحقائقها، فيخاطب كل قوم بلحنهم، وعلى م--ذهبهم، ثم--ا، وأس--دهم لفظ--ا، وأبينهم عب--ارة. ولم يع--رف ذل--ك ال يك--ون إال أفص--حهم خطاب لغيره من العرب، ولو عlرف لقد كانوا نقلوه، وتحدثوا به، واستفاض فيهم. تاريخ

.225، 224آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي، ص مزاحه صلى الله عليه وسلم:

إن من أخص خصائص اإلسالم أنه دين واقعي، ال يغفل عن الواقع طرف--ة عين، وال يطلب من أتباع--ه أن يكون--وا مالئك--ة يمش--ون على األرض، أو يعيش--ون في عالم مثالي مبتوت الصلة بالواقع، وإنما جاء ليمد جس--ور التواص--ل بين اإلنس--ان والواقع، معترفا بغرائز البشر، ومقدرا لما جlبل--وا علي--ه؛ ل--ذلك لم يكبلهم ب--أغالل--ا، وال تقي--د حرك--اتهم وس--لوكهم، فال يتكلم--ون إال ذك--را، وال يس--معون إال قرآن يقضون فراغهم إال في المساجد، ف--الحق ع--ز وج--ل خل--ق البش--ر، وجبلهم على الفرح والمرح والضحك واللعب، بحيث يجدون في ذلك المالذ الذي يهرعون إليه هروبا من غلظ الحياة وقسوتها. ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وس--لم المث--ل األعلى في المزج بين الدين والدنيا، فكانت حياته صلى الله عليه وس--لم ص--ورة رائعة لما ينبغي أن تكون عليه الحي--اة اإلنس--انية؛ فلم يكن فظا غليظ--ا، وال جافا قاسيا، وإنما هو مع ربه عبد شكور، يصوم حتى يقال إنه ال يفطر، ويفط--ر ح--تىا يقال إنه ال يصوم، ويقوم حتى تتورم قدماه، مطيال الخش--وع والبك--اء، مستئنس-- في خلواته بعبادة ربه وطاعته، فإذا نزل بساحة الحياة كان بشرا كسائر البش--ر؛ يم--زح ويف--رح ويهش ويبش وي--داعب ويالعب، فلم تكن حيات--ه نمط--ا واح--دا ال يعرف غيره، وإنما ه--و فيم--ا يخص ال--دين ن--بي من األنبي--اء، ال يق--ول إال حقا، وال

89

Page 90: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ينطق إال صدقا. أما ما يخص حيات--ه، فه--و بش--ر من البش--ر، يخض--ع لم--ا فط--روا عليه، ويسري عليه ما جبل البشر عليه؛ فيفرح كما يفرحون من غير إف--راط وال إيذاء ألحد، ويداعب كما يداعبون من غير أن تسقط المداعب--ة أس--وار كمال--ه، أو تنتقص من قدره وجالله، ويمزح كما يمزحون من غير مجافاة للحق أو حي--د عن الصدق، ويتفكه كما يتفكهون، من غير حم--ل إلثم أو س--قوط في معص--ية، وك--ل أفعاله صلى الله عليه وس--لم من م--زاح ومالعب--ة وفكاه--ة ومداعب--ة ك--انت على هيئة وصفة ال تسقط الهيبة والعظمة من العيون، وال تنحو بالنفس إلى اإلف--راط فيه، بحيث تتخذه ديدنا لها وعادة من عاداتها، وفوق ه--ذا وذاك تتحق--ق مص--لحة ارتآها النبي صلى الله عليه وسلم، موقوتة بوقتها، توجد نوعا من األنس وتأليف

القلوب، ومواساة الضعفاء والمحتاجين، والتفريج عنهم. وقد تكلم العلماء في صفة مزاحه صلى الله عليه وسلم فقال اإلمام الغ--زالى: فإن قلت: قد نقل الم--زاح عن رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وأص--حابه، فكيف ينهى عنه؟ فأقول: إن قدرت على ما ق-در علي--ه رس-ول الل-ه ص-لى الل--ه--ا، وال تف--رط عليه وسلم وأصحابه، وهو أن تمزح وال تقول إال حقا، وال ت--ؤذي قلب--ا على الن--دور، فال ح--رج علي--ك. ولكن من الغل--ط العظيم أن فيه، وتقتص--ر أحيان يتخ--ذ اإلنس--ان الم--زاح حرف--ة؛ ي--واظب علي--ه، ويف--رط في--ه، ثم يتمس--ك بفع--ل

الرسول صلى الله عليه وسلم فال ينبغى أن يغفل عن هذا. وقال اإلمام ابن حجر الهيثمى: إن المداعبة ال تنافي الكمال، بل هي من توابعه ومتمماته إذا كانت جارية على القانون الشرعي، ب-أن تك-ون على وف-ق الص-دق والحق، ويقصد )به--ا( ت--أليف قل--وب الض--عفاء وج--برهم، وإدخ--ال الس--رور عليهم والرفق بهم، ومزاحه صلى الله عليه وسلم س--الم من جمي--ع ه--ذه األم--ور، يق--ع على جهة الندرة لمص--لحة تام--ة، من مؤانس--ة بعض أص--حابه، فه--و به--ذا القص--د سنة، وما قيل: إن األظهر أنه مباح ال غير. فضعيف؛ إذ األص--ل من أفعال-ه ص-لى الله عليه وسلم وجوب أو ن--دب للتأس--ي ب-ه فيه--ا، إال ل-دليل يمن--ع من ذل--ك، وال

دليل هنا يمنع منه، فتعين الندب كما هو مقتضى كالم الفقهاء واألصوليين. وإننا إذا استعرضنا صفحة حياته، نجد أمثلة كثيرة يمازح فيه--ا الن--بي ص--لى الل--ه عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم بالقول والفع--ل، م--ع األخ--ذ في االعتب--ار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول إال حقا، قال تع--الى: "وم--ا ينط--ق عن

وي عن أبى هريرة رض--ي الل--ه عن--ه أن--ه ق--ال: ق--الوا: ي--ا3الهوى" ]النجم: lور .] رسول الله، إنك تداعبنا! قال ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "ال أق--ول إال حقا". رواه

الترمذي في سننه، وقال: حسن صحيح. وفي رواية ابن عمر رضى الله عنهما قال: ق--ال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس---لم: "إنى ألم---زح وال أق---ول إال حقا". رواه الط---براني في المعجم الكب---ير

واألوسط.90

Page 91: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أمثلة من مزاحه صلى الله عليه وسلم: * مزاحه مع أصحابه رضي الله عنهم:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ق--ال ل--ه: "ي--اذا األذنين". يعني يمازحه. رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلباني: صحيح.

وعنه أيضا أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يق--ول ألخ لي صغير: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟". رواه البخ--اري ومس--لم والترم--ذي في الشمائل. قال أبو عيسى: وفقه هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح. وفيه أنه كنى غالما صغيرا فقال له: "يا أبا عمير". وفيه أن--ه ال ب--أسlعطى الصبي الطير ليلعب به، وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أن ي أبا عمير، ما فعل النغ--ير؟". ألن--ه ك--ان ل--ه نغ--ير يلعب ب--ه، فم--ات، فح-زن الغالم عليه، فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟".

انظر: الشمائل المحمدية، ألبي عيسى الترمذي. وعنه أيضا أن رجال استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إني حاملك على ولد ناقة". فقال: يا رس--ول الل--ه، م--ا أص--نع بول--د الناقة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "وهل تلد اإلبل إال الن--وق؟". رواه الترم--ذي

في الشمائل، وقال األلباني: صحيح.* مزاحه مع رجل من أهل البادية:

عن أنس رضي الله عنه: أن رجال من أهل البادية ك--ان اس--مه زاه--ر بن ح--رام، وكان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدي--ة من البادي--ة، وك--ان الن--بي ص--لى الله عليه وسلم يحبه، وكان دميما، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوم--ا وه--و يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو ال يبصره، فقال: أرسلني من هذا؟ ف--التفت، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل ال يألو م--ا أل--زق ظه--ره بص--در الن--بي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله، إذن والله تجدني كاسدا، فقال الن--بي ص--لى الله عليه وسلم: "لكن عند الله لست بكاسد، أنت غال". وفى رواية: "أنت عند

الله رابح". رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلباني: صحيح.مزاحه مع زوجاته:

عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وس--لم في سفر وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن. فق--ال ألص--حابه: "تق--دموا". فتقدموا، ثم قال: "تعالي أس--ابقك". فس--ابقته، فس--بقته على رجلي، فلم--ا ك--ان بعد - وفي رواية: فسكت عني، حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونس--يت - خ--رجت معه في سفر، فقال ألصحابه: "تقدموا". فتق--دموا، ثم ق--ال: "تع--الي أس--ابقك". ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك ي--ا رس--ول الل--ه، وأن--ا

91

Page 92: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

على هذا الحال؟! فقال: "لتفعلن". فس--ابقته فس--بقني، فجع--ل يض--حك ويق--ول:"هذه بتلك السبقة". رواه البيهقي في سننه الكبرى، وقال األلباني: صحيح.

مزاحه مع امرأة عجوز: عن الحسن قال: أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رس--ول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: "يا أم فالن، إن الجنة ال ت--دخلها عج--وز". قال: فولت تبكي. فق--ال: "أخبروه--ا أنه--ا ال ت--دخلها وهي عج--وز، إن الل--ه تع--الى

[.37 -- 35يقول: "إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارا. عربا أترابا" ]الواقعة: رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلباني: حسن.

مزاحه مع األطفال: روي عن عبد الله بن الحارث ق--ال: ك--ان رس--ول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وس--لم يصف عبد الله، وعبيد الله، وكثير بن العباس، ثم يقول: "من سبق إلي فله ك--ذا وكذا". قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظه--ره وص--دره، فيقبلهم ويل--تزمهم".

رواه أحمد في المسند. مشيته صلى الله عليه وسلم:

كانت مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدل المشيات، من غير س--رف كمشية الهوج، الهوج: الحمقى. وال تماوت يدل على المهانة والتخافت، بل ك--انا، غ--ير مك--ترث ألص--حابه وق--د lط--وى ل--ه األرض طي أسرع الناس مش--ية، كأنم--ا ت أجه--دوا، خفي--ف الحرك--ة، متق--ارب الخط--وات متتابعه--ا، ق--وي العض--الت، ش--ديد--ا وش--ماال كأنم--ا ينح--در من ص--بب، الص--بب: م--ا انح--در من الحركات، يميل يمين األرض. يقب--ل جميع--ا وي--دبر جميع--ا، وإذا التفت وراءه التفت كل--ه، من غ--ير لي لعنقه يمنة أو يسرة، ويقطع ما يقط--ع بالجه--د من غ--ير جه--د وال مش--قة، تع--رف الجاللة والمهابة من مشيته، عليه سمت الوقار، وأمارة العظمة والفخار. يمشي

أصحابه أمامه؛ أي عن يمينه وشماله، ويتركون ظهره للمالئكة. قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله ص--لى الل--ه عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدا أسرع من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما األرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه غير مكترث.

رواه أحمد والترمذي في الشمائل. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم إذا مش--ى يتكف--أ. رواه الترم--ذي في الش--مائل، وق--ال األلب--اني: ص--حيح. وق--ال ابن عباس رضي الله عنه: كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل. رواه أحمد. وق--ال ج--ابر رض--ي الل--ه عن--ه: ك--ان إذا مش--ى لم يلتفت. رواه الح--اكم، وق--ال األلباني: صحيح بشواهده. وقال ع--وف: ك--ان ال يض--حك إال تبس--ما، وال يلتفت إال جميعا. قال األلباني: إسناده مرسل صحيح. وقال جابر بن عبد الل--ه رض--ي الل--ه

92

Page 93: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عنه: كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه وتركوا ظهره للمالئكة. رواه ابن حبان، وابن ماجه، وقال األلباني صحيح. وقال أيضا: خرج رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وسلم فقال ألصحابه: "امشوا أم--امي، وخل--وا ظه--ري للمالئك--ة". رواه أب--و نعيم في الحلية. ورواه الحاكم بلفظ: "ال تمشوا بين ي--دي وال خلفي؛ ف--إن ه--ذا مق--ام المالئكة". وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الل--ه ص--لى الل--ها: إذا مش--ى عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من ص--بب. وق--ال أيض--

تقلع. والتقلع - كم--ا ق--ال ابن القيم: االرتف--اع من األرض بجملت--ه كح--ال المنح--ط من الص--بب، وهي مش--ية أولي الع--زم والهم--ة والش--جاعة، وهي أع--دل المش--يات، وأروحها لألعضاء، وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت، فإن الماشي إم--ا أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة كأن--ه خش--بة محمول--ة، وهي مش--ية مذمومة قبيحة، وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجم--ل األه--وج، وهي مشية مذمومة أيضا، وهي دالة على خفة عقل صاحبها، وال س--يما إن ك--ان يك--ثر--ا، وهي مش--ية عب--اد --ا وش--ماال، وإم--ا أن يمش--ي هون االلتف--ات ح--ال مش--يه يمين الرحمن، كما وصفهم بها في كتابه فقال: "وعب--اد ال--رحمن ال--ذين يمش--ون على

[. قال غير واحد من السلف: بسكينة ووقار، من غير63األرض هونا" ]الفرقان: تكبر وال تماوت، وهي مشية رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم فإن--ه م--ع ه--ذهlطوى له ح--تى ك--ان الماش--ي المشية كان كأنما ينحط من صبب، وكأنما األرض ت معه يجهد نفسه، ورسول الله صلى الله علي--ه وس--لم غ--ير مك--ترث، وه--ذا ي--دل على أم--رين: أن مش--يته لم تكن مش--ية تم--اوت وال مهان--ة، ب--ل مش--ية أع--دل

.160/ 1المشيات. زاد المعاد، ولقد كانت مشية الرسول صلى الل--ه علي--ه وس--لم أحس--ن المش--يات وأجمله--ا، فالمشيات -كما يقول ابن القيم - عشرة أنواع: التكفؤ والهون والتقل--ع، والراب--ع الس--عي، والخ--امس الرم--ل؛ وه--و أس--رع المش--ي م--ع تق--ارب الخطى ويس--مى "الخبب"، وفي الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خب في طوافه ثالثا ومشى أربعا. الس--ادس النس--الن؛ وه--و الع--دو الخفي--ف ال--ذي ال يزعج الماشي وال يكرثه. وفي بعض المسانيد أن المشاة شكوا إلى رسول الل--ه صلى الله عليه وسلم من المشي في حجة الوداع، فقال: "استعينوا بالنس--الن".--ا. والسابع الخوزلى؛ وهي مشية التمايل، وهي مشية يقال إن فيها تكسرا وتخنث والثامن القهق--رى؛ وهي المش-ية إلى وراء. والتاس--ع الجم--زى؛ وهي مش-ية يثب--ا. والعاش--ر مش--ية التبخ--تر، وهي مش--ية أولي العجب والتك--بر، فيها الماشي وثب وهي التي خسف الله سبحانه بصاحبها لما نظر في عطفيه وأعجبته نفسه، فهو يتجلج--ل في األرض إلى ي--وم القيام--ة. وأع--دل ه--ذه المش--يات مش--ية اله--ون

والتكفؤ. المرجع السابق.

93

Page 94: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عيشته صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم من أزه--د الن--اس في ال--دنيا، اكتفى من الدنيا بالقلي--ل فك--انت عيش--ته كفاف--ا، ولق--د ك--ان يم--ر على أه--ل بيت--ه الهالل ثم الهالل ثم الهالل، ثالثة أهلة متتابعات وال يوق--د في بيت--ه ن--ار! فك--ان يج--وع يوم--ا ويشبع يوما على التمر والماء! وق--د انتق--ل إلى الرفي--ق األعلى ودرع--ه مرهون--ة--ا". أي عند يهودي في نفقة عياله، وكان يقول: "اللهم اجعل رزق آل محم--د قوت

ما يسد الجوع. متفق عليه. وليس ذلك من تخلي ربه عنه، تعالى الله عن ذلك، فما ينبغي له ع--ز وج--ل أن يترك عبدا له صالحا يحاص--ره الج--وع وقل--ة ذات الي--د، فض--ال عن أن يك--ون ه--ذاا مرسال من عنده تع--الى، ول--و ش--اء الل--ه ع--ز وج--ل لجع--ل لنبي--ه أمث--ال العبد نبي الجبال ذهبا وفضة، ولكن الرسول صلى الله علي-ه وس--لم رض--ي بعيش-ته زاه-دا في الدنيا وزخارفها، فهو ليس من الملوك الذين يرفلون في الثياب المزخرف--ة، وينامون على الحرير والديباج، ويأكلون ما تش--تهي أنفس--هم، ال = ليس ه--و من هؤالء، وإنما هو نبي من أنبياء الله، الذين رضوا من الدنيا بم--ا يق--ربهم من ربهم

سبحانه وتعالى، وغضوا طرفهم عما يشغلهم عن طاعة ربهم وعبادته. ولله در من قال:

ينام كسرى على الديباج ممتلئا= كبرا وطوق بالقينات والخدمال هم يحمله ال دين يحكمه = على كؤوس الخنا في ليل منسجم

ا لقصر منيف بات في نغم بيت من الطين بالقرآن تعمره = تبطعامك التمر والخبز الشعير وما = عيناك تعدو إلى اللذات والنعمتبيت والجوع يلقي فيك بغيته = إن بات غيرك عبد الشحم والتخم

ولكي نقف على وصف دقي--ق لعيش--ة الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فلن--ترك السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بمعيشته ومعيشة أهله تحدثنا عن عيشته صلى الله عليه وسلم، تقول عائشة: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا وال درهم--ا وال ش--اة وال بع--يرا، ولق--د م--ات وم--ا في بيتي يأكله ذو كبد إال شطر ش--عير في رف لي، وق--ال لي: "إني عl--رض علي أنlجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: ال يا رب، بل أج--وع يوم--ا وأش--بع يوم--ا، فأم--ا ي اليوم ال-ذي أج--وع في--ه، فأتض--رع إلي--ك وأدع--وك، وأم--ا الي--وم ال--ذي أش--بع في--ه،

فأحمدك وأثني عليك". وقالت أيضا: كنا يمر بنا الهالل والهالل والهالل ما نوقد بنار لطعام، إال أنه التمر والماء، إال أنه حولنا أهل دور من األنصار فيبعثون بغزيرة الشاء إلى النبي ص--لى

94

Page 95: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الله عليه وسلم، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن. رواه البيهقيفي سننه الكبرى.

--ا، ح--تى وقالت أيضا: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خ--بز ال--بر ثالثمضى لسبيله. رواه مسلم. أي: مات صلى الله عليه وسلم.

ئلت: ولم تفعلون؟ lوقالت أيضا: كنا نخرج الكراع بعد خمس عشرة فنأكله. فس فضحكت وقالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خ--بز م--أدوم ح--تى

لحق بالله. رواه البيهقي في سننه الكبرى. وقالت أيضا: دخلت علي امرأة من األنصار فرأت فراش رسول الله صلى الل--ه عليه وسلم عباءة مثنية، فانطلقت فبعثت إلي بف--راش حش--وه الص--وف، ف--دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا ي--ا عائش--ة؟". قلت: فالن--ة رأت فراشك فبعثت إلي بهذا. فقال: "رديه يا عائشة". قالت: فلم أرده وأعجب--ني أن يكون في بيتي، حتى قال ذلك ثالث مرات. فقال: رديه، فوالله لو شئت ألج--رى

الله معي جبال الذهب والفضة. أخرجه اإلمام أحمد في الزهد. وهذا عبد الله بن عباس ابن عم النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم، ومن المق--ربين--ا إليه، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابع--ة طاوي

وأهله ال يجدون عشاء. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وهذا أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم يق--ول: م--ا أمس--ى عن--د آل محم--د صاع تمر، وال صاع حب، وإن عن--ده يومئ--ذ لتس--ع نس--وة. رواه الترم--ذي، وق--ال:

حديث حسن صحيح. وقال قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مال-ك وخب--ازه ق--ائم، فق--ال: كل--وا فم-ا أعلم رسول الله صلى الله عليه وس--لم رأى رغيف-ا مرقق-ا ح-تى لح-ق بالل-ه، وال رأى

شاة سميطا بعينه قط. أخرجه البخاري. أكله صلى الله عليه وسلم:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل مما يأك--ل من--ه قوم--ه، ويتن--اول م--ا جرت العادة بتناوله على موائدهم، ولم يحمل نفسه على طعام قط ق--دم إلي--ه، إن اشتهاه أكله، وإن عافه تركه، كما أن--ه لم يكن يحبس نفس--ه على ن--وع واح--د من الطعام، فكان يأكل ما يقدم إليه إذا وجد في نفسه حاجة إلي--ه، فيطعم من--ه بقدر ما يزيل تلك الحاجة من غير إسراف، وكان يكره الطعام الحار حتى تذهب حرارته ويخمد دخانه، وجم--ع بين إدامين في وقت واح--د، ولم يص--ب من طع--ام

الصدقة شيئا؛ ألنها محرمة عليه. فإذا جلس إلى الطعام لم يجلس متكئا؛ ألن هذا لم يكن من عادة العرب الذين كانت عاداتهم أوسط العادات؛ لذا كان النبي صلى الله علي--ه وس--لم يتب--ع س--نن العرب وعاداتهم في الجلوس إلى الطعام، فك--ان ينص--ب رجل--ه اليم--نى ويجلس

95

Page 96: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

على اليسرى، أو يجث--و على ركبتي--ه ويجلس على ظه--ر قدمي--ه. ف--إذا ش--رع في األكل، ابتدأ باسم الله، وأكل بيمينه، وأكل مما يليه، وأكل من ح--افتي الطع--ام ال من وس--طه. وإذا ف--رغ من طعام--ه لم يمس--ح ي--ده ح--تى يلعقه--ا هي والص--حفة؛فعت المائدة، حمد الله قائال: "الحمد لل--ه ال--ذي أطعم--ني lالتماسا للبركة. فإذا ر هذا ورزقنيه من غير حول مني وال قوة". وفي بعض الروايات قال: "الحم--د لل--ه كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي وال مودع وال مستغنى عنه ربن--ا". وفي بعض--ها

اآلخر: "اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه". وأما أنواع الطعام التي أكلها الرسول صلى الله عليه وس--لم فهي - كم--ا يق--ول المقريزي في إمتاع األسماع: اعلم أن رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم أك--ل على مائدة وعلى األرض، وكانت له قص--عة كب--يرة، وأك--ل خ--بز الش--عير، وائت--دم بالخل، وأك-ل القث--اء وال-دباء والس-من واألق-ط والحيس والزب-د واللحم والقدي--د والشواء ولحم الدجاج، ولحم الحب--ارى، وأك--ل الخ--بيص والهريس--ة، وع--اف أك--ل الضب، واجتنب ما تؤذي رائحته، وأكل الجمار والتمر والقنب والرطب والبطيخ، وكان يحب الحلواء والعسل، وجمع بين إدامين، ولم يأكل متكئا وال صدقة. إمتاع

.262/ 7األسماع، المقريزي

وهذه األطعمة تفصيال هي: --ا بم--ر الظه--ران،1 --ا أرنب - األرنب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنفجن

lه--ا فأخ--ذتها وأتيتl به--ا أب--ا طلح--ة، ف--ذبحها بم--روة، l--وا، وأدركت فسعى القوم فلغب فبعث معي بفخذيها وبوركها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل--ه. قي--ل

له: أكله؟ قال: قبله. أخرجه البخاري. - لحم الحبارى، الحبارى: طائر طويل العنق، رمادي الل--ون على ش--كل اإلوزة.2

فعن عمر بن سفينة عن أبيه عن ج-ده ق-ال: أكلت م-ع رس-ول الل-ه ص--لى الل-هعليه وسلم لحم حبارى. أخرجه أبو داود.

وعن جابر رضي الله عنه قال: أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لح--ومالخيل، ونهانا عن لحوم الحمر. رواه مسلم.

- الدجاج، عن زهدم أن أبا موسى أتي بدجاجة فتنحى رجل من القوم، فق--ال:3 ما ش--أنك؟ ق--ال: إني رأيته--ا تأك--ل ش--يئا قذرت--ه، فحلفت أن ال آكل--ه. فق--ال أب--و موسى: ادنl فكل؛ فإني رأيت رسول الله صلى الله علي-ه وس-لم يأكل-ه. وأم-ره

أن يكفر عن يمينه. متفق عليه. - البصل، عن أبي زياد خيار بن سلمة أنه سأل عائشة عن البصل، فق--الت: إن4

آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام في--ه بص--ل. أخرج--ه أب--وداود.

96

Page 97: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

- الحوت يلقيه البحر، عن جابر رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله5 عليه وسلم، وأمر علينا أبا عبيدة رضي الله عن--ه نتلقى ع-يرا الع-ير: اإلب--ل ال-تي تحمل الطعام وغيره. لقريش، وزودنا جرابا الجراب: وعاء من جلد. من تم--ر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبي--دة يعطين--ا تم--رة تم--رة. فقلت: كي--ف كنتم تص--نعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط الخب--ط: ورق الس--لم. ثم نبل--ه بالم--اء، فنأكل--ه. قال: وانطلقنا على ساحل البح--ر، فوق--ع لن--ا على س--احل البح--ر كهيئ--ة الك--ثيب الضخم، الكثيب: الرم-ل المس--تطيل المح-دودب. فأتين--اه، ف--إذا هي داب--ة ت--دعى العنبر. قال: قال أبو عبيدة: ميتة. ثم قال: ال، بل نحن رس--ل رس--ول الل--ه ص--لى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا. قال: فأقمنا عليه ش--هراا. قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقالل القالل: ونحن ثالثمائة حتى سمن جمع قلة، وهي الجرة الكبيرة التي يقلها الرج--ل بين يدي--ه؛ أي يحمله--ا. ال--دهن، ونقتطع منه الفدر الفدر: القط--ع. ك--الثور - أو كق--در الث--ور - فلق--د أخ--ذ من--ا أب--و عبيدة ثالثة عشر رجال، فأقعدهم في وقب عينه، الوقب: هو داخل عينه ونقرتها. وأخذ ضلعا من أضالعه، فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا رح--ل: أي جع--ل علي--ه رحال. فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، وشائق: قال أبو عبيد: هو اللحم يؤخذ فيغلى إغالء وال ينضج ويحمل في األس--فار، يق--ال: وش-قت اللحم فاتش-ق. والوشيقة: الواحدة منه. والجمع: وشائق ووشق. وقيل: الوشيقة: القدي--د. فلم--ا قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، فقال: "ه--و رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه ش-يء فتطعمون-ا؟". ق-ال: فأرس--لنا

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فأكله. أخرجه مسلم.اء، الدباء: القرع. عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلح--ة أن--ه س--مع أنس6 - الدب

بن مالك يقول: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وس--لم لطع--ام ص--نعه. قال أنس بن مالك: فذهبت م--ع رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم إلى ذل--كب إلى رسول الله صلى الله عليه وس--لم خ--بزا من ش--عير، ومرق--ا الطعام، فقر فيه دباء وقديد. قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع ال--دباء

من حوالي الصحفة. قال: فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ. متفق عليه.lتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبن--ة في تب--وك،7 - الجبن، عن ابن عمر قال: أ

فدعا بالسكين، فسمى وقطع وأكل. رواه أبو داود إلى قوله: وقطع. - الرطب والبطيخ والقثاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رس--ول الل--ه8

صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ ب--الرطب. أخرج--ه الترم--ذي، وأب--و داود وزاد: يقول: "نكسر حر ه-ذا ب--برد ه-ذا، وب--رد ه-ذا بح-ر ه-ذا". ق-ال ابن القيم في زاد

المعاد: وفي البطيخ عدة أحاديث ال يصح منها شيء غير هذا.

97

Page 98: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وعن عبد الله بن جعفر ق--ال: رأيت رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يأك--لالقثاء بالرطب. أخرجه مسلم.

- التمر، عن يوسف بن عبد الله بن س--الم ق--ال: رأيت الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه9 وسلم أخذ كسرة من خبز الشعير فوضع عليها تمرة، فق--ال: "ه--ذه إدام ه--ذه".

وأكل. رواه أبو داود. - الزبد، عن ابني بسر السلميين قاال: دخل علينا رسول الله صلى الله علي--ه10

وسلم، فقدمنا إليه زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد والتمر. أخرجه أبو داود. - الحلواء، عن عائشة قالت: كان رس-ول الل-ه ص--لى الل-ه علي-ه وس--لم يحب11

الحلواء والعسل. متفق عليه. - الثريد، عن ابن عباس قال: كان أحب الطعام إلى رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه12

عليه وسلم الثريد الثريد: الطعام ال--ذي يص--نع بخل--ط اللحم والخ--بز المفتت م--ع--ا يك--ون من غ--ير اللحم من الخ--بز والثري--د من الحيس. الحيس: الم--رق، وأحيان

طعام يطبخ فيه تمر ولبن مجفف ويضاف لهما السمن. أخرجه أبو داود. - الذراع، عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله علي-ه وس--لم بلحم، فرف-ع13

إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة. متفق عليه. - الكباث، الكباث: ثمر األراك الناضج. عن جابر ق--ال: لق--د رأيتن--ا م--ع رس--ول14

الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث، ويق-ول: "عليكم باألس--ود منه؛ فإنه أطيب". فقلت: أكنت ترعى الغنم؟ قال: "وهل من نبي إال رعاه--ا؟!".

متفق عليه. - الخل، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وس--لم س--أل15

أهله اإلدام، فقالوا: ما عندنا إال الخل. فدعا ب--ه، فجع--ل يأك--ل ب--ه، ويق--ول: "نعم اإلدام الخل، نعم اإلدام الخل". قال جابر: فما زلت أحب الخل من--ذ س--معته من

رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد في مسنده. - القديد، عن عائشة قالت: كنا نرفع الكراع الكراع من البقر والغنم: ما دون16

الركبة من الساق. فيأكله رسول الله صلى الله عليه وس--لم بع--د خمس عش--رةمن األضاحي. رواه ابن ماجه في سننه.

- الخبز الملبق بالسمن، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الل--ه علي--ه17 وسلم ذات يوم: "وددت لو أن عندنا خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة الملبقة: المبلولة المخلوطة خلطا شديدا. بسمن نأكله--ا". ق--ال: فس--مع ب--ذلك رج--ل من األنصار فاتخذه، فجاء به إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وس--لم: "في أي شيء كان هذا السمن؟!". قال: في عكة ضب العكة: قربة ص--غيرة تتخ--ذ وع--اءللسمن أو العسل، وهي بالسمن أخص. قال: فأبى أن يأكله. أخرجه ابن ماجه.

98

Page 99: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وهذه أحاديث صحيحة أخرى عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في األكل: عن عائشة قالت: قال رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "إذا أك--ل أح--دكم طعام--ا فليق--ل: بس--م الل--ه. ف--إن نس--ي في أول--ه فليق--ل: بس--م الل--ه على أول--ه

وآخره". رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه. وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الش--يطان: ال م--بيت لكم وال عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. ف--إذا لم يذكر الله عن--د طعام--ه، ق--ال: أدركتم الم--بيت والعش--اء". رواه مس--لم. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم:

"إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه". رواه مسلم. وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقم--تين، فق--ال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

وسلم: "أما إنه لو سمى لكفاكم". رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم ق--ال: "إذا أك--ل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بش--ماله،

ويشرب بشماله". رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه ق--ال: ق-ال رس-ول الل-ه ص-لى الل--ه علي--ه وس-لم: "ال يمسح أحدكم يده حتى يلعقها؛ فإن--ه ال ي--دري في أي طعام--ه البرك--ة". رواه ابن ماجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم

طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عن--ه ق--ال: م--ا أك--ل الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم خ--بزا مرققا، وال شاة مس-موطة، ح-تى لقي الل--ه ع--ز وج-ل. رواه البخ-اري. وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي--ه وس--لم ق--ال: "البرك--ة ت--نزل في وس--ط الطع--ام؛ فكل--وا من حافتي--ه، وال ت--أكلوا من وس--طه". رواه الترم--ذي

وصححه. وأخرج أبو داود هذا الحديث بلفظ: "إذا أكل أح--دكم طعام--ا فال يأك--ل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها؛ فإن البركة تنزل من أعاله". وعن أنس ق--ال: ما أكل النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم على خ-وان وال في س--كرجة. ق--ال قت--ادة:

فعالم كانوا يأكلون؟ قال: على السفر. رواه البخاري. وعن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غالما في حجر النبي صلى الله عليه وس--لم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فق--ال لي: "ي--ا غالم، س--م الل--ه، وك--ل بيمين--ك،

وكل مما يليك". متفق عليه.

99

Page 100: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ك--ان إذا طعم طعام--ا لعق أصابعه الثالث، وقال: "إذا وقعت لقمة أحدكم، فليمط عنها األذى وليأكله--ا، وال يدعها للشيطان". وأمرنا أن نسلت القص--عة، وق--ال: "إنكم ال ت--درون في أي

طعامكم البركة". رواه الترمذي. وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وس--لم ق--ال: "إذا أك--ل أحدكم طعاما فال يمسح يده حتى يلعقها". متف--ق علي--ه. وعن ج--ابر رض--ي الل--ه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق األصابع والصحفة، وق--ال: "إنكم ال

تدرون في أي طعامكم البركة". رواه مسلم. وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ك--ان إذا رف--ع--ا في--ه، غ--ير مكفي وال م--ودع وال --ا مبارك ب مائدت--ه، ق--ال: "الحم--د لل--ه كث--يرا طي

مستغنى عنه ربنا". رواه البخاري. وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله علي--ه وس--لم إذا أك--ل وشرب، قال: "الحمد لله ال-ذي أطعمن--ا وس--قانا وجعلن--ا مس-لمين". رواه أحم-د وأبو داود. وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم: "من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعم--ني ه--ذا ورزقني--ه مني وال ق--وة. غف--ر ل--ه م--ا تق--دم من ذنب--ه". رواه أحم--د وابن ماج--ه غ--ير ح--ول من

والترمذي وحسنه. وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وس--لم ق--ال: "إذا أك--ل--ا أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لن--ا في--ه، وأطعمن--ا خ--يرا من--ه. وإذا س--قي لبن فليق--ل: اللهم ب--ارك لن--ا في--ه وزدن--ا من--ه؛ فإن--ه ليس ش--يء يج--زئ من الطع--ام

والشراب إال اللبن". رواه أبو داود. شرابه وشربه صلى الله عليه وسلم:

كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد، سيد األش--ربة؛ ألنه أطفأ لحرارة الظمأ، وأنف--ع للب--دن، وأبعث على الش--كر. ق--ال ابن القيم: إذا جمع الماء الحالوة والبرد، كان أنفع للبدن، وأحفظ للصحة، وأكثر تغذي--ة، وتنفي--ذ

للطعام إلى األعضاء، والفاتر ينفخ ويفعل ضد ذلك. كما كان صلى الل-ه علي--ه وس--لم يحب الم--اء الق--راح والعس-ل، ونقي--ع التم--ر أوا اللبن، فك--ان من أل--ذ األش--ربة إلي--ه، وخاص--ة إذا م--زج الزبيب، وكان يحب أيض-- بالتمر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت مع رسول الله ص--لى الل--ه عليه وس-لم أن-ا وخال-د بن الولي-د على ميمون--ة، فجاءتن-ا بإن-اء من لبن، فش-رب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخال--د عن ش--ماله، فق--ال لي: "الشربة لك، فإن ش-ئت آث-رت به--ا خال-دا". فقلت: م-ا كنت ألوث-ر على س--ؤرك أحدا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطعمه الله طعام--ا فليق--ل:

100

Page 101: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

--ا فليق--ل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا من--ه، ومن س--قاه الل--ه ع--ز وج--ل لبن اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه". ثم قال: قال رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم:

"ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن". رواه الترمذي وحسنه. أما عن صفة شربه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فك--ان يش--رب قاع--دا، وق--د ك--ان يشرب وه-و ق-ائم، غالب--ا لبي--ان ج-واز الش--رب من قي--ام، ويش-رب آخ-ر الق--وم، ويقول: "إن ساقي القوم آخرهم شربا". رواه مسلم. ويكرر شربه ثالث م--رات، يشرب مرة، ثم يرفع اإلناء عن فيه فيتنفس خارجه، ثم يعود فيش-رب، ثم يزي--ل اإلناء عن فيه ويتنفس خارج اإلناء. هكذا ثالث مرات، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زم--زم، فش--رب وه--و ق--ائم. رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلب--اني: ص--حيح. وعن أنس بن مال--ك رض--ي--ا إذا ش--رب، الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ك--ان يتنفس في اإلن--اء ثالث

ويقول: "هو أمرأ وأروى". وفي رواية لمسلم: كان يتنفس في الشراب ثالثا. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وس--لم دخ--ل على أم سليم وقربة معلقة، فشرب من فم القربة وهو ق--ائم، فق--امت أم س--ليم إلى

رأس القربة فقطعتها. رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلباني: صحيح. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله علي--هوسلم يشرب قائما وقاعدا. رواه الترمذي في الشمائل، وقال األلباني: صحيح.

ضحكه وبكاؤه صلى الله عليه وسلم: ا، مقطب الوج--ه، متحج--ر لم يكن رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم عبوس--ي ال إرادة lض--حك من--ه ع--ادة؛ ألن ه--ذا أم--ر جبل الج--بين، ب--ل ك--ان يض--حك مم--ا ي لإلنسان فيه؛ لذا ك--انت تس--ره الطرف--ة، وتس--عده الدعاب--ة، وال يح--دث ح--ديثا إال شفعه بابتسامة غير مختلقة وال مفتعلة، يستنير على إثرها وجهه. وك--ان ض--حكه صلى الله علي--ه وس--لم غ--ير متكل--ف إلى ح--د ين--افي كمال--ه، وك--ان ج--ل ض--حكه تبسما، كعادة سائر األنبي--اء، وغاي--ة ض--حكه أن تب--دو نواج--ذه، فتكش--ف عن ثغ--رر كأن النور يفيض بين ثناياه، وكل ذلك دون رفع صوت أو ظهور قهقهة، باسم ني

وإذا أخذه الضحك وضع يده على فيه؛ حتى ال يظهر شيء من باطن فمه. وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان أضحك الناس، وال يتع--ارض ه-ذا م-ع م-ا ورد من أنه كان ال يضحك إال تبسما؛ ألن التبسم كان هو الغالب على أحواله، أو كما قيل بأن كل راو وصفه على الحال التي رآه عليها، ونعته بما ش--اهده علي--ه، فاختالف الروايات يعزى إلى اختالف األزمان والمواطن ال--تي ك--ان يش--اهد فيه--ا النبي، أو أنه صلى الله عليه وسلم كان أول األمر يضحك، ثم ص--ار ال يض--حك إال

تبسما.

101

Page 102: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يقول المناوي: كان من أضحك الناس ال ينافيه خبر أنه كان ال يضحك إال تبسما؛ ألن التبسم كان أغلب أحواله، فمن أخبر ب--ه أخ--بر عن أك--ثر أحوال--ه، ولم يع--رج على ذل--ك لن--دوره، أو ك--ل راو روى بحس--ب م--ا ش--اهد، ف--االختالف ب--اختالف المواطن واألزمان، وقد يكون في ابتداء أمره ك--ان يض--حك ح--تى تب--دو نواج--ذه،

. 179/ 5وكان أخرى ال يضحك إال تبسما. فيض القدير وعن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه أنه قال: م--ا رأيت أح--دا أك--ثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي في الشمائل، وقال

األلباني: صحيح. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم: "إني ألعلم أول رجل يدخل الجن--ة، وآخ--ر رج--ل يخ--رج من الن--ار: ي--ؤتى بالرج--ل ي--وم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه ويخب--أ عن--ه كباره--ا، فيق--ال ل--ه: عملت يوم كذا كذا وكذا، وهو مق--ر ال ينك--ر، وه--و مش--فق من كباره--ا، فيق--ال: أعط--وه--ا ال أراه--ا ههن--ا". ق--ال أب--و ذر: فلق--د مكان كل سيئة حسنة. فيقول: إن لي ذنوب رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. رواه الترم--ذي في الشمائل، وقال األلباني: صحيح. وعن عوف قال: كان ال يض--حك إال تبس--ما،

وال يلتفت إال جميعا. قال األلباني: إسناده مرسل صحيح. ئل: أكنت تجالس رسول الله؟ ق--ال: lوعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه س نعم. كان طويل الصمت قليل الضحك. رواه أحم--د في مس--نده. وعن جري--ر بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وس--لم منذ أسلمت إال تبسم في وجهي. متفق عليه. ويقول جابر بن سمرة رضي الل--ه عنه في وصف الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: ك--ان ال يض--حك إال تبس--ما. رواه

الحاكم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "ال تك--ثروا الض--حك؛ ف--إن ك--ثرة الض--حك تميت القلب". رواه ابن ماج--ه. وعن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ض--احكا،

حتى أرى منه لهواته اللهاة: أقصى حلقه. إنما كان يبتسم. متفق عليه. ويقول فضالة بن عمير الليثي رضي الل--ه عن--ه: ق--دمت على الن--بي ص--لى الل--ه عليه وسلم عام الفتح وهو يطوف بالكعبة، وكنت أري--د قتل--ه، فلم--ا اق--تربت من الرسول صلى الله عليه وسلم قال لي: "أفضالة؟". قلت: نعم، فضالة يا رسول الله. قال: "ماذا كنت تح--دث نفس--ك؟". قلت: ال ش--يء، كنت أذك--ر الل--ه. ق--ال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لي: "استغفر الل--ه". ثم وض--ع ي--ده على ص--دري، فوالل--ه م--ا رفعه--ا ح--تى م--ا من خل--ق الل--ه ش--يء أحب إلي من--ه.

.440/ 2اإلصابة في معرفة الصحابة البن حجر

102

Page 103: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الل--ه علي--ه وس--لم أرق م--ا يك--ون، يكشف بكاؤه عن نفس رحيمة صافية، فكان صلى الله عليه وس--لم يبكي خوف--ا

وإشفاقا على أمته، ويبكي من خشية الله، وعند سماع القرآن، وقيام الليل. وكان صلى الله عليه وسلم إذا بكى لم يرفع صوته بالبك--اء، وكم--ا ك--ان ض--حكه دون قهقهة، فكذلك بكاؤه كان بال شهيق، وغاية بكائه أن ينهمل الدمع من عينيه الشريفتين، ويسمع لصدره أزيز. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عن--ه ق--ال: قال رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم: "اق--رأ علي". ق--ال: قلت: أق--رأ علي--ك وعليك أنزل؟! قال: "إني أشتهي أن أسمعه من غ--يري". ق--ال: فق--رأت النس--اء حتى إذا بلغت: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤالء ش--هيدا"

[. قال لي: "كف - أو أمسك". فرأيت عينيه تذرفان. متفق عليه.41]النساء: مجلسه صلى الله عليه وسلم:

، ال مثي--ل ل--ه كانت كل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم تش--ي بتواض--ع جم وال نظير، فكان ال يقلد أرباب الج--اه والس--لطان - وه--و أوجههم وأعظمهم - في اتخاذهم مجالس يجتمع لهم فيها ذوو األغراض والمناصب، مع أنه لو فع--ل ذل--ك ما كان عليه من حرج، إال أنه ليس له في ذلك حاجة؛ ألن مجالس ه-ؤالء مظه-ر من مظاهر فخر زائل، وأثر من آثار عز حائل. أما مجلس النبي صلى الل--ه علي--ه وسلم، فهو مظهر من مظ--اهر عظمت--ه وجالل ق--دره، وحس--ب من يجالس--ه من الصحابة الكرام أن تصيبهم نفحة من نفحات عظمت--ه وجالل--ه، ف--ترفع لهم ش--أنا وتقيم لهم بين العالمين قدرا، وقب--ل ه--ذا وذاك يكفيهم م--ا ينهلون--ه من مش--كاة نوره ما يب--ددون ب-ه حن-ادس الظلم-ات وغي--اهب الض--الالت، وال عجب في ذل-ك؛

هم صلى الله عليه وسلم كان يجلس على األرض والحصير والبساط. فنبي وكان صلى الله عليه وسلم إذا استقبل في مجلسه أحدا، أقبل بوجه باش كل--ه بشر وسرور، فإذا صافحه لم ينزع يده الشريفة من يده حتى ي--نزع الق--ادم ي--ده أوال، وال يصرف وجهه الكريم عنه حتى يكون هو أول صارف لوجهه، فإذا استقر في مكانه بالمجلس وحدثه صلى الله عليه وسلم أقبل بوجهه وحديثه إليه، حتى

لو كان من أشر الناس فيتألفه بذلك.lتلى فيه آيات وكان مجلسه مجلس علم وحلم، وحياء وسكينة، وصيانة وأمانة، ت الله تعالى، وترس--ى في--ه اآلداب واألخالق، وتغض في--ه األص--وات، وال يجه--ر في--ه بالقول، وتصان فيه الحlرم، ويك--ثر في--ه الك--رم، وتت--نزل علي--ه النعم وترف--ع عن--ه النقم، المالئكة تحضره وتحفه، والله سبحانه وتعالى يذكر حاضريه فيمن عن--ده،l--وقر، وص--غيره ي--رحم، ضعيفه ق--وي بإيمان--ه، وقوي--ه متواض--ع بمقام--ه، وكب--يره يlخلى ح--تى يلين م، وال تفاضل فيه إال ب--التقوى والعم--ل الص--الح، وال ي وكريمه يكر الج--افي، ويس--تكين المتع--الي، ويه--ذب وحش--ي الطب--اع، وتقض--ى ح--وائج ذوي الحاجات، فإذا انفض المجلس - وما أصعب ذلك على الحاضرين - ال يقومون إال

103

Page 104: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

على ذك--ر الل--ه، فيقول--ون: "س--بحانك اللهم وبحم--دك، أش--هد أن ال إل--ه إال أنت،أستغفرك وأتوب إليك". رواه مسلم.

عن أنس رضي الله عنه قال: كان الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم إذا اس--تقبله الرجل فصافحه ال ينزع يده من يده ح--تى يك--ون الرج--ل ي--نزع ي--ده، وال يص--رفl--ر مق--دما ركبتي--ه بين ي--دي وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يص--رفه، ولم ي

جليس له. رواه أبو داود والترمذي بلفظه. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الل--ه ص--لى الل--هئا على عصا، فقمنا إليه، فقال: "ال تقوم--وا كم--ا يق--وم األع--اجم عليه وسلم متوك

يعظم بعضهم بعضا". رواه البيهقي في شعب اإليمان. وقال: "ما من قوم يقومون من مجلس ال يذكرون الله في--ه إال ق--اموا عن مث--ل جيفة حمار". رواه أبو داود. وقال: "من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت علي--ه من الله ترة، الترة: الحسرة. ومن اضطجع مضجعا ال يذكر الله في--ه ك--ان علي--ه من الله ترة". رواه أبو داود. وفي لفظ: "وما مشى أحد ممش--ى لم ي--ذكر الل--ه فيه، إال كان عليه ترة". رواه ابن حبان. وقال صلى الله عليه وسلم: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغط--ه، فق--ال قب--ل أن يق--وم من مجلس--ه: س--بحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن ال إله إال أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إال غlفر له ما ك--ان في مجلسه ذلك" رواه الترمذي. وروى أبو داود أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك إذا أراد أن يقوم من المجلس، فقال له رجل: ي--ا رس--ول الل--ه، إن--ك لتق--ول

قوال ما كنت تقوله فيما مضى. قال: "ذلك كفارة لما يكون في المجلس".

104

Page 105: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وصف متعلقات النبي صلى الله عليه وسلم فراشه صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام على الفراش ويت--دثر باللح--اف، فق--د ثبتlنزل علي الوحي وأن--ا في أنه قال لبعض نسائه: "ال تؤذيني في عائشة؛ فإنه ما أ لحاف امرأة منكن غيرها". رواه البخاري. وكان فراشه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم من أدم محشو بالليف، األدم: الجلد المدبوغ. ووسادته أيضا ك--ان حش--وها لي--ف، فعن عمر قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ه--و مض--طجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف. قلت: ي--ا رس-ول الل--ه: ادع الل-ه فليوس-ع على أمت--ك ف-إن فارس والروم قد وسع عليهم وهم ال يعبدون الل--ه. فق--ال: " أو في ه--ذا أنت ي--ا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيبتاتهم في الحياة الدنيا". وفي رواي--ة: "

أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا اآلخرة؟ ". متفق عليه. ئلت حفصة، ما كان فراش رسول الل-ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في بيت--ك؟ lوس قالت: مسحا نثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلت لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له، فثنيناه له بأربع ثنيات، فلما أص--بح ق--ال: "م--ا فرش--تم لي الليل--ة" قالت: قلنا: هو فراشك إال أنا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا: هو أوطأ ل--ك. ق--ال: "ردوهلحالته األولى، فإنه منعتني وطاءته صالتي الليلة". رواه الترمذي في الشمائل.

يقول الحافظ العراقي في صفة فراشه صلى الله عليه وسلم: lهlجب زهوlلهي بعl هl من أدم وحشوlهl = ليف فال ي lفراشسوة ما نام على العباءة = بثنيتين عند بعض الن ب lور

رير ما نام على الحصير = ما تحتهl شيء سوى الس ب lور خاتم أصبعه صلى الله عليه وسلم:

lخ--بر كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاتم، اتخ--ذه لم--ا أراد أن يكتب للعجم، وأ أن العجم ال تقبل إال الكتاب المخت--وم، فاص--طنع ل--ه خاتم--ا، روى أنس بن مال--ك رضي الله عنه قال: لما أراد رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أن يكتب إلى العجم، قيل له: إن العجم ال يقبلون إال كتابا علي--ه ختم. فاص--طنع خاتم--ا، فك--أني

أنظر إلى بياضه في يده. رواه مسلم. lقش علي--ه من وكان هذا الخاتم مصنوعا من فضة، وفصه أي: حجره. ك--ذلك. ون أسفل إلى أعلى: محمد رس--ول الل--ه؛ لكي ال يك--ون اس--م الرس--ول ف--وق لف--ظ الجاللة. وكان صلى الله عليه وسلم إذا وضعه في أصبعه، يجعل فص--ه مم--ا يلي كفه. وكان يلبسه في يمينه، وورد في رواي--ات أخ--رى ص--حيحة الس--ند أن--ه ك--ان

105

Page 106: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

منهم--ا وق--ع في بعض يلبسه في يساره، وال تعارض؛ حيث يمكن الجم--ع ب--أن كالاألحوال، أو أنه صلى الله عليه وسلم كان له خاتمين، يلبس كل واحد في يد.

106

Page 107: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

قال الحافظ العراقي ناظما ذلك: lعليه نصه lه lونقش lمنه = lمن فضة وفصه lهlخاتم

lسطر ليس فيه كسر lالله = lسطر lولlحمد سطر رسlمlنقش عليه يشتبه وفصهl لباطن يختمl به = وقال ال يlخاري = في خنصر يمين أو يسار هl كما روى الب lيلبسlبأن ذا في حالتين يقع = lجمعl كالهlما في مlسلم وي

lل واحد بيد = كما بفص حبشي قد ورد أو خاتمين ك أما األصبع الذي كان يضع الخاتم فيه، فهو الخنصر كما ورد في الصحيحين؛ ل--ذا فالسنة وضع الخاتم في الخنصر، وحكمة تعيين الخنص--ر أن--ه أبع--د عن االمته--ان فيما يتعاطاه اإلنسان باليد، كما ال يجعل اليد تنش--غل عم--ا تزاول--ه من األعم--ال،

بخالف ما لو كان في غير الخنصر. وقد صار هذا الخاتم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وس--لم إلى س--يدنا أبي بك--ر الصديق رضي الله عن--ه، ثم عم--ر بن الخط--اب رض--ي الل--ه عن--ه، ثم عثم--ان بن عفان رضي الله عنه، ح--تى س--قط في ب--ئر أريس، أريس )بفتح الهم--زة وكس--ر الراء(: هي بئر بحديقة من مسجد قباء. فعن ابن عم-ر رض-ي الل-ه عنهم-ا ق-ال: اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق الورق: الفضة. فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وق--ع في ب--ئر

ه: محمد رسول الله. رواه مسلم. lأريس، نقش ويقال في صفة خاتمه كما تقدم:

lخاري = في خنصر يمين أو يسار هl كما روى الب lيلبسlبأن ذا في حالتين يقع = lجمعl كالهlما في مlسلم وي

lل واحد بيد = كما بفص حبشي قد ورد أو خاتمين ك عمامته صلى الله عليه وسلم:

العمائم تيجان العرب، وهي زيهم، وقد ورد أن المالئكة الذين نصروا صلى الل--ه عليه وسلم يوم بدر كانوا بعمائم صفر؛ لذا اعتم الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم بعد بدر لما رأى المالئكة تلبسها، فقد ق--ال ج--ابر رض--ي الل--ه عن--ه: دخ--ل الن--بي

صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء. رواه مسلم.lذكر في حديث جابر: ذؤابة. فدل على أن الذؤابة لم يكن يقول ابن القيم: ولم يlالقت--ال والمغف--ر lيرخيها دائما بين كتفيه. وقد يقال: إنه دخل مك--ة وعلي--ه أهب--ة lناسبه. وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمي--ة على رأسه، فلبس في كل موطن ما ية - يذكر في سبب الذؤابة شيئا بديعا، وه-و أن الن--بي - قدس الله روحه في الجن

107

Page 108: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدين--ة، لم--ا رأى : lلتlاألعلى؟". ق l مl المأل --ا مlحمدl فيم يختص-- ة تبارك وتعالى، فق--ال: "ي رب العزماء واألرض".. الحديث. وه--و "ال أدري. فوضع يدهl بين كتفي فعلمت ما بين السئل عنه البخاري، فقال: صحيح. ق--ال: فمن تل--ك الح--ال أرخى lفي الترمذي، وس lهم، ولم أر الذؤابة بين كتفيه، وهذا من العلم الذي تنك--ره ألس--نةl الجه--ال وقل--وب

.130/ 1هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره. زاد المعاد وبلغ من حرص النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بأمر العمامة أنه ك--ان إذا ولى واليا عممه، وي--رخي ل--ه عذب--ة من الج--انب األيمن نح--و األذن. ولق--د وردت--ا بعمام--ة أخبار صحاح تدل على أن النبي صلى الله عليه وس--لم ك--ان يعتم أحيان--ا أخ--رى خض--راء، وفي ح--ديث ج--ابر عمام--ة س--وداء، وليس هن--اك بيضاء، وأحيان تعارض بين عموم الخبر الصحيح اآلمر بلبس البياض، وما ص--ح من لبس--ه ص--لى الله عليه وسلم السواد، ونزول المالئكة ي-وم ب-در بعم-ائم ص-فر؛ ألن ذل-ك ك-ان

لمقاصد فرضها خصوص المقام، كما قال بعض األعالم. وكان للرسول صلى الله عليه وسلم عمامة بيضاء تسمى السحاب، وهي ال--تيا رضي الله عنه، كما أن--ه ك--ان يلبس العمام--ة ويلبس تحته--ا قلنس--وة كساها علي--ا يلبس العمام--ة بغ--ير القلنس--وة: غش--اء مبطن يس--تر ال--رأس. بيض--اء، وأحيان القلنسوة، وأحيانا أخرى يلبس القلنسوة بغير العمامة. وورد في الجامع الص--غير برواية الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنه ق--ال: ك--ان يلبس قلنس--وة بيض--اء.

قال العزيزي: إسناده حسن. قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: وأجود إسناد في القالنس ما رواه أبو الشيخ ابن حبان عن عائشة: كان يلبس القالنس في الس--فر ذوات اآلذان، وفي الحضر المضمرة، يعني الشامية. وفيه ندب العمائم فوق القالنس. فيض القدير

5 /264. وق--ال العزي--زي: فالمس--لمون يلبس--ون القلنس--وة وفوقه--ا العمام--ة، ولبس

. 393/ 5القلنسوة وحدها زي المشركين. انتهى. تحفة األحوذي وكان النبي صلى الله عليه وس--لم إذا اعتم أي: لبس العمام--ة. أرس--ل عمامت--ه بين كتفيه، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله علي--ه وس--لم إذا اعتم سدل س--دل الث--وب أو الش--عر أو الس--تر: أرخ--اه وأرس--له. عمامت--ه بين كتفيه. قال نافع: وكان ابن عمر يفعل ذلك. ق--ال عبي--د الل--ه: ورأيت القاس--م بن محمد وس--الما يفعالن ذل--ك. رواه الترم--ذي في الش--مائل. وروي عن عم--رو بن حريث أنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي--ه عمام--ة

سوداء، قد أرخى طرفها بين كتفيه. أخرجه مسلم.

108

Page 109: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ولم تكن عمامته صلى الله عليه وسلم كبيرة بحيث يؤذيه حملها، وال ص--غيرة ال توفي الرأس حقه من الوقاي--ة والحماي--ة، ب--ل ك--انت وس--طا بين ذل--ك، ق--ال ابن القيم: لم تكن عمامته صلى الل-ه علي--ه وس--لم كب-يرة ي--ؤذي ال--رأس حمله--ا، وال صغيرة تقصر عن وقاية الرأس، بل كانت وسطا بين ذلك، وخير األمور الوسط.

109

Page 110: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

نعله وخفه صلى الله عليه وسلم: كان للنبي صلى الله عليه وسلم نعل، طولها شبر وإصبعان، وعرض--ها مم--ا يلي الكعبان سبع أصابع، وبطن القدم خمس أصابع، ورأسها محدد، وهذه النعل ك--ان لها قباالن القبال: زمام يوضع بين اإلصبع الوسطى والتي تليها، ويسمى شس-عا. شراكهما مثنى؛ أي لكل منهما قباالن، كما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عن--ه: أن نعلي الن--بي ك--ان لهم--ا قب--االن. رواه البخ--اري. وفي رواي--ة من ح--ديث عيسى بن طهمان: أخرج إلينا أنس بن مالك رضي الله عنه نعلين لهم--ا قب--االن،

فقال ثابت البناني: هذه نعل النبي. رواه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم عند التنعل يبدأ ب--اليمين، واض--عا أح--د القب--الين بين اإلبهام واألصبع التي تليها، والقبال اآلخر بين الوسطى وما يليها من األصبع. وإذا أراد نزع نعله، بدأ بالشمال، وأوصى الناس بذلك فقال: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ

باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال". البخاري ومسلم. ولقد كان صلى الله عليه وس--لم يلبس النع--ال الس--بتية ال--تي ليس فيه--ا ش--عر.م فيه--ا l--ورؤي مرة وفي قدمه نعالن مخص--وفتان؛ أي: مخروزت--ان مخاطت--ان. ض طاق إلى طاق. فعن أبي العالء عن أبيه: أنه رأى النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يصلي وعليه نعل مخصوفة. رواه ابن حبان في صحيحه، وقال شعيب األرنؤوط:

حديث صحيح. وكان للنبي صلى الله عليه وسلم خف--ان أس--ودان ك--ان النجاش--ي ق--د أه--داهما إليه، فعن ابن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى للن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم خفين أس--ودين س--اذجين، فلبس--هما ثم توض--أ ومس--ح عليهم--ا. رواه أب--و داود

والترمذي وابن ماجه، وقال األلباني: حسن.يقول الحافظ العراقي في صفة نعله:

lهl الكريمةl المصlونه = طlوبى لمن مس بها جبينه ونعلتان سبتوا شعرهlما لها قباالن بسير وهlما = سبتي

lها شبر وإصبعان = وعرضlها مما يلي الكعبان وطlول سبعl أصابع وبطنl القدم = خمس وفوق ذا فست فاعلمlصبعان اضبطهlما ها مlحدد وعرضl ما = بين القبالين أ lورأس

ها أكرم بها من نعل lورlعل = ود وهذه تمثالl تلك الن لباسه صلى الله عليه وسلم:

قال العالمة ابن القيم: وكان هديه في لبسه لما يلبسه، أنفع شيء للبدن، فإن--ه لم يكن يطيل أكمامه ويوسعها، بل كان كم قميص--ه إلى الرس--غ، ال تج--اوز الي--د،

110

Page 111: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فتشق على البسها، وتمنع--ه خف--ة الحرك--ة والبطش، وال تقص--ر عن ه--ذه فت--برز للحر والبرد، وكان ذيل قميصه وإزاره إلى أنصاف الساقين، لم يتجاوز الكع--بين، فيؤذي الماشي ويؤوده، ويجعله كالمقيد، ولم يقصر عن عضلة س--اقه فتنكش--ف فيت--أذى ب--الحر وال--برد. ولم تكن عمامت--ه ب--الكبيرة ال--تي ي--ؤذي ال--رأس حمله--ا ويضعفه، ويجعل--ه عرض--ة للض--عف واآلف--ات كم-ا يش-اهد من ح--ال أص--حابها، وال بالصغيرة التي تقصر عن وقاية الرأس من الحر والبرد، بل وسط بين ذل--ك. زاد

.217/ 4المعاد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتدي أحسن الثياب وأعدلها وأجملها، في غير مخيلة وال سرف، فلبس البرود اليمانية البرود: جمع ب--ردة، وهي كس--اء مخط--ط يلتحف به. والقميص القميص: لباس يستر البدن كل--ه. وك--ان أحب الثي--اب إلي--ه، وكذلك الحبرة؛ فعن أم سلمة رض--ي الل--ه عنه--ا ق--الت: وك--ان أحب الثي--اب إلى رسول صلى الله عليه وسلم القميص. رواه أبو داود والترمذي، وق--ال األلب--اني: صحيح. وعن قتادة قال: قلنا ألنس بن مالك: أي الثياب كان أحب أو أعجب إلى--رة: ثي--اب --رة. رواه مس--لم. والحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ق--ال: الحب

من كتان أو قطن محبرة، أي: مزينة. يقول المناوي في تعليل حب النبي صلى الله عليه وسلم القميص: كانت نفسه تميل إلى لبسه يعني: القميص. أكثر من غيره من نح--و رداء أو إزار؛ ألن--ه أس--ترا، والح--برة منهما وأيسر الحتياجهما إلى حل وعقد بخالفه، فه--و أحبه--ا إلي--ه لبس-- أحبها إليه رداء، فال تدافع بين ح--ديثيهما، أو ذاك أحب المخي--ط، وذا أحب غ--يره، ويلوح من ذلك أن لبسه ل--ه أك--ثر. وك--ان ال يختلج في ذه--ني خالف--ه، ح--تى رأيت الحاف--ظ الع--راقي ق--ال في ح--ديث إلب--اس المص--طفى ص--لى الل--ه علي--ه وس--لمlبي لما مات ما نصه: وفيه لبسه - عليه الصالة والسالم - للقميص، قميصه البن أ وإن كان األغلب من عادته وعادة سائر العرب لبس اإلزار والرداء. ولم أقف ل--ه على سلف في جزمه بهذه األغلبية بالنسبة لخصوص المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وفوق كل ذي علم عليم، وال يلزم من كون ذلك أغلب للعرب كون--ه أغلب له؛ ألن أحواله وشؤونه كانت منوطة بم--ا ي--ؤمر ب--ه، وبم--ا ك--ان دأب آبائ--ه وإخوانه من األنبياء والمرسلين فيما لم يوح إليه بشيء، ال بشعار العرب وزيهم، على أن أغلبية لبس اإلزار وال--رداء ال ين--افي أغلبي--ة لبس القميص، وال م--انع من

. 82/ 5لبس الثالثة غالبا معا، فتدبر. فيض القدير وما كان هذا الحب لذلك النوع من الثياب إال لكون--ه أس--تر للع--ورة، وأكم--ل في الزينة. وكان هذا القميص من قطن، وكان قصير الط--ول، قص--ير الكمين، يص--ل

إلى الرسغ. كما لبس صلى الل--ه علي--ه وس--لم الس--روال؛ لق--ول س--ويد بن قيس: جلبت أن--اا البز: الثي--ابl أو مت--اعl ال--بيت من الثي--اب ونحوه-ا. من هج--ر، ومخرمة العبدي بز

111

Page 112: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

هجر: اسم بلد معروف في البحرين. فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى منا رجل سراويل ووزان يزن ب--األجر، فق--ال لل--وزان: "زن وأرجح". رواه أحم--د،

وأصحاب السنن. وقد اختلف العلماء في لبس النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم الس--راويل، فج--زم بعضهم بأنه لم يلبسها، واستأنسوا في رأيهم هذا بما جزم ب--ه الن--ووي في كتاب--ه تهذيب األسماء واللغات، أثناء ترجمته لسيدنا عثمان بن عفان رض--ي الل--ه عن--ه، بأنه لم يلبسها في جاهلية وال إسالم إال يوم قتل--ه؛ خش-ية أن تنكش-ف عورت--ه أوlرى. وقد ورد حديث س--نده ض--عيف أن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم اش--ترى ت سراويل بأربعة دراهم، قال أبو هريرة: فأردت حملها فمنع--ني، وق--ال: "ص--احب الشيء أحق بحمله". قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس الس--راويل؟ ق--ال: "نعم، بالليل والنهار". وإذا صح أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى السراويل، فهل اشتراؤه إياها ليلبسها ه--و أم لغ--يره؟ ذك--ر ابن القيم في زاد المع--اد أن الظ--اهر من ش--رائه إياه-ا أن--ه ك--ان ليلبس-ها، وق-د ذهب بعض العلم-اء إلى م--ا ارت--أه ابن القيم، وخالفه آخرون محتجين بجوابه صلى الل--ه علي--ه وس--لم للرج--ل المح--رم، ال--ذي س--أله عم--ا يلبس أثن--اء اإلح--رام، فنه--اه عن لبس الس--راويل والعم--ائم والبرانس والخف--اف؛ مم--ا ي--دل على أن الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ك--ان ال

يلبسها، كما أن بعض الصحابة كانوا يلبسونها، ونهوا عن لبسها عند اإلحرام. وإذا كان قد ثبت في الحديث الصحيح أنه صلى الل--ه علي--ه وس--لم ق--د اش--تراها قب--ل الهج--رة، فإن--ه لم ين--ه أح--دا عن لبس--ها؛ إذ إن بعض أه--ل المدين--ة ك--انوا

يلبسونها، إال أنه نهى عن لبسها في اإلحرام. جاء في غذاء األلباب: اختلف العلماء هل لبس السراويل نبينا محمد صلى الل--هوي عن إبراهيم وموسى عليهما lعليه وسلم أم ال؟ قال في اآلداب الكبرى: قد ر وي عن غير واحد من lالسالم أنهما لبساه ولبسه النبي صلى الله عليه وسلم. ور

الصحابة كسلمان، وعن علي أنه أمر به. وذكر اإلمام الحافظ ابن الجوزي أن النجاشي كتب إلى رسول الله ص--لى الل--ه عليه وسلم: إني قد زوجتك امرأة من قومك وهي على دينك؛ أم حبيبة بنت أبيا وس--راويل وعطاف--ا وخفين س--اذجين. سفيان، وأهديت لك هدية جامع--ة؛ قميص-- فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومس--ح عليهم--ا. ق--ال س--ليمان بن داود أح--د رواة الح--ديث: قلت للهيثم بن ع--دي: م--ا العط--اف؟ ق--ال: الطيلس--ان. تحف--ة

.87/ 8األحوذي ا من وأخرج الترمذي عن س--ويد بن قيس ق--ال: جلبت أن--ا ومخرم--ة العب--دي ب--زان ي--زن هجر، فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فساومنا بسراويل، وعن--دي وز

باألجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للوزان: "زن وأرجح".

112

Page 113: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وقال أبو هريرة: دخلت يوما السوق مع رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فجلس إلى البزازين، فاشترى سراويل بأربعة دراهم.. الحديث، وفي--ه: قلت: ي--ا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ ق--ال: "نعم، وباللي--ل والنه--ار، وفي الس--فرlمرت بالتس--تر، فلم أج--د ش--يئا أس--تر من--ه". رواه الط--براني في والحضر؛ فإني أ

المعجم األوسط. قال ص--احب غ-ذاء األلب--اب: ق--ال في اله--دي: اش--ترى ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم

السراويل، والظاهر إنما اشتراه ليلبسه.وي في حديث أنه لبس السراويل، وكانوا يلبسونه في زمانه وبإذنه. lثم قال: ور قلت: وميل اإلمام المحقق في الهدي إلى أن--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم لبس--ها، وكذا الحاف-ظ ابن حج-ر في الفتح، وق-ال جماع-ة من العلم--اء: لم يلبس-ها علي-ه الصالة والسالم، وال يلزم من شرائه لها لبسها. وقاله المناوي في شرح الج--امع

.201/ 1الصغير، والله أعلم. غذاء األلباب شرح منظومة اآلداب lلبس ف--وق ا ال--رداء ال--رداء: ه--و م--ا ي ولبس النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أيض--ة والعباءة، وهو الثوب يستر الجزء األعلى من الجسم ف--وق اإلزار. ب lالثياب؛ كالج واإلزار؛ اإلزار: ثوب يحيط بالنصف األسفل من البدن. لقول أبي بردة: أخ--رجت إلينا عائشة رضي الله عنها كساء وإزارا غليظا، فق--الت: قبض روح رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم في هذين. رواه البخ--اري. وورد في لف--ظ مس--لم عن أبي بردة: دخلت على عائشة، فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يص--نع ب--اليمن، وكس--اء من التي يسمونها الملبدة. قال: فأقسمت بالله إن رسول الله صلى الل--ه علي--ه

وسلم قlبض في هذين الثوبين. كما لبس النبي صلى الله عليه وسلم الجبة الجبة: ث--وب س--ابغ، واس--ع الكمين، مشقوق المقدم، يلبس فوق الثياب. والقباء، القباء: ثوب يلبس ف--وق الثي--اب أو القميص، ويتمنط--ق علي--ه؛ أي يش--د وس--طه. ولبس العمام--ة، وأرخى الذؤاب--ة، الذؤابة: ط--رف العمام--ة المت--دلي. ولبس النع--ل والخ--ف، الخ--ف: م--ا يلبس في القدم من جلد رقيق. فقد كان له خفان أسودان غير منقوشين قد أهداهما إلي--هوي عن ابن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى للنبي ص--لى الل--ه lالنجاشي، فقد ر عليه وسلم خفين أسودين ساذجين، فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهم--ا. رواه أب--و داود وابن ماجه والترم--ذي، وق--ال األلب--اني: حس--ن. ولبس الخميص--ة الخميص--ة: كس--اء أس--ود مرب--ع. المعلم--ة والس--اذجة أي: غ--ير المنقوش--ة، فعن ع--روة عن عائشة: أن النبي ص-لى الل--ه علي--ه وس-لم ص-لى في خميص-ة له-ا أعالم، وق--ال: "شغلتني أعالم هذه، فاذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجاني--ة". متف--ق علي--ه. ولبس ثوبا أسود، ولبس الفروة المكفوفة بالسندس، الفروة ال--تي في أطرافه--ا ديباج رقيق. ولبس المرط، وه--و كس--اء من خ--ز أو ص--وف أو كت--ان، وقي--ل: ه--و الثوب األخضر. وقيل: هو كس--اء ي--ؤتزر ب--ه. وقي--ل: كس--اء ص--وف ومرب--ع س--داه

113

Page 114: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

شعر، فعن عائشة قالت: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداةى بمثل صور الرجال. من شعر أسود. رواه مسلم. وعليه مرط مرحل الموش

كما لبس أيضا حلة حمراء، فعن البراء رضي الله عن--ه ق--ال: ك--ان رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، له شعر بلغ ش--حمة أذني--ه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن من--ه. متف--ق علي--ه. وفي رواي--ة: م--ا رأيت أجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مترجال في حلة حم--راء. رواه ابن ماجه، وق--ال األلب--اني: ص--حيح. وفي رواي--ة ألبي داود عن أبي جحيف--ة ق--ال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهو في قبة حمراء من أدم، فخ--رج بالل فأذن، فكنت أتتبع فمه ههنا وههنا. قال: ثم خ--رج رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

وسلم وعليه حلة حمراء برود يمانية قطري. والحلة ال تطلق إال اس--ما للث--وبين مع--ا؛ اإلزار وال--رداء، وق--د ك--انت ه--ذه الحل--ة الحمراء - كما يقول ابن القيم عب--ارة عن: ب--ردين يم--انيين، منس--وجين بخط--وط حمر مع األسود كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا االسم باعتبار م--ا فيه--ا

. 130/ 1من الخطوط الحمر. زاد المعاد، ولبس صلى الله عليه وسلم ثوبين مصبوغين بالزعفران، كم--ا يت--بين من رواي--ة الحاكم عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه رضي الله عنه ق--ال: رأيت رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وعلي--ه ثوب--ان مص--بوغان ب--الزعفران؛ رداء

وعمامة. رواه الحاكم في المستدرك. ق--ال ش--يخ اإلس--الم ابن تيمي--ة: ك--ان ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم يلبس القميص والعمام--ة، ويلبس اإلزار وال--رداء، ويلبس الجب--ة والف--روج أو الفرجي--ة، الف--روج: ث--وب واس--ع طوي--ل الكمين ي--تزيى ب--ه علم--اء ال--دين. وك--ان يلبس من القطن والصوف وغير ذلك، لبس في الس--فر جب--ة ص--وف، وك--ان يلبس مم--ا يجلب من اليمن وغيره--ا، وغ--الب ذل--ك مص--نوع من القطن، وك--انوا يلبس--ون من قب--اطي مص--ر، وهي منس--وجة من الكت--ان. فس--نته في ذل--ك تقتض--ي أن يلبس الرج--ل ويطعم مما يسره الله ببلده من الطعام واللب--اس؛ وه--ذا يتن--وع بتن--وع األمص--ار.

.311/ 22مجموع الفتاوى، ولم يكن له صلى الله عليه وسلم ثياب خاصة أو أن--واع معين--ة من الثي--اب، ب--ل إنه صلى الله عليه وس--لم لبس أنواع--ا متع--ددة وكث--يرة من الثي--اب، من الكت--ان تارة، ومن الصوف تارة، ومن القطن تارة، فيلبس ما يجده أمامه، وما تيسر له. وإذا أتاه وفد، ارتدى له أحسن الثياب وأجمل الحلل، وأمر أصحابه أن يقتدوا به،--ا فعن أبي سعيد الخدري: كان رسول الله صلى الله عليه وس--لم إذا اس--تجد ثوبا أو رداء - ثم يق--ول: "اللهم ل--ك الحم--د كم--ا س--ماه باس--مه - عمام--ة أو قميص-- كسوتنيه، أسألك خ-ير م-ا ص-نع ل-ه، وأع--وذ من ش-ره وش--ر م-ا ص--نع ل-ه". رواه

الترمذي في الشمائل، وأبو داود. 114

Page 115: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

يقول ابن القيم في زاد المعاد في صفة قميصه صلى الله علي--ه وس--لم: وك--ان كمه إلى الرسغ، ولبس الجبة والفروج وهو شبه القب--اء والفرجي--ة، ولبس القب--اء أيضا، ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين، ولبس اإلزار والرداء. ق--ال الواق--دي: كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثالثة وشبر، وإزاره من نسج عمان، ط--ول

أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر. وكان صلى الله عليه وسلم يحب من الثياب ما كان لونه أبيض، وقال في ذلك: "البسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم". رواه أب--و داود والترمذي. وعلة ذلك أن هذا اللون من أحسن األلوان وأفضلها؛ ألنه أم--ارة الصفاء، ودليل النقاء، كما أنه مبهج للنفس، وأجلى للبصر، كم--ا أن--ه ك--ان لب--اس

المالئكة المقاتلين مع المسلمين يوم أحد. ولم يتسخ لرسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم ث--وب، فلم يكن الوس--خ يص--يب ثوبه؛ من تراب أو غبار أو عرق أو رائحة كريهة، فكيف يتسخ ثوب اش--تمل على

أطهر بدن وأشرف جسد؟! كما أن الذباب لم يكن يمس ثيابه أو يقع عليها. آالت بيته صلى الله عليه وسلم:

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خlم--رة يص--لي عليه--ا، وك--انت كالحص--ير الصغير من سعف النخل، مضفر بالسيور ونحوها، بق--در الك--ف وال--وجهين، وهي أصغر من أن يصلي عليها. وسميت خمرة ألن خيوطها مستورة بس--عفها، وألنه--ا تستر الوجه والكفين من برد األرض وحرها، ف--إن ك--برت عن ذل--ك فهي حص--ير، فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا ح--ذاءه = ق--الت: وك--ان يص--لي على الخم--رة. رواه البخ--اري. وعن عائش--ة رضي الله عنها قالت: ق--ال لي رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم: "ن--اوليني الخlمرة من المسجد". رواه مسلم. وعن جابر رضي الل--ه عن--ه ق--ال: ح--دثنا أب--و سعيد الخدري أنه دخل على رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم فوج--ده يص--لي

على حصير يسجد عليه. رواه مسلم. كما كان للنبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم كرس--ي يجلس علي--ه، ك--ان من خش--ب أس--ود، فعن أبي رفاع--ة ق--ال: انتهيت إلى الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وه--و يخطب، فقلت: يا رسول الله، رجل غريب جاء يسأل عن دينه، ال يدري ما دينه. فأقبل علي رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم، وت--رك خطبت--ه ح--تى انتهى إلي، فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدا، فقع--د علي--ه رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبت--ه ف--أتم آخره--ا. رواه مس--لم. وزاد البخاري في األدب المفرد لفظ: قال حميد: أراه خشبا أسود حسبه حديدا. قال ابن الجوزي: ولوال ما ذكرن--اه عن حمي--د، لك--ان األلي--ق أن يك--ون من لي--ف

قوائمه من حرير.115

Page 116: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وذكر المبرد في الكامل أنه ك--ان لعم--ر رض--ي الل--ه عن--ه كرس--ي يجلس علي--ه، وذكر النسائي أنه كان لعلي رضي الله عن--ه كرس--ي يجلس علي--ه. انظ--ر: س--نن

.128/ 7النسائي، ومسند اإلمام أحمد، وإمتاع األسماع كما كان له قبة حمراء من أدم، فعن عون بن أبي جحيف--ة عن أبي--ه ق--ال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم، ورأيت بالال أخذ وض--وء النبي صلى الله عليه وس--لم والن--اس يبت-درون الوض-وء، فمن أص--اب من--ه ش--يئا

تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى األنص--ار وجمعهم في قبة من أدم. رواه البخاري. وك--ان ل--ه حص--ير يص--لي علي--ه باللي--ل، ويبسطه بالنهار للجلوس عليه، فعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر حصيرا باللي--ل فيص--لي، ويبس--طه بالنه--ار فيجلس علي--ه، فجعل الناس يثوبون إلى النبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم فيص--لون بص--الته ح--تى كثروا، فأقبل فقال: "يا أيها الناس، خذوا من األعمال م--ا تطيق--ون، ف--إن الل--ه ال

". رواه البخاري. يمل حتى تملوا، وإن أحب األعمال إلى الله ما دام وإن قل خيله صلى الله عليه وسلم:

يحب الخي--ل ويرتبطه--ا، فعن أنس بن مال--كصلى الل--ه علي--ه وس--لم كان النبي صلى الله علي--ه وس--لمرضي الله عنه قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله

ع--دةص--لى الل--ه علي--ه وس--لم بعد النساء من الخي--ل. رواه النس--ائي. فك--ان ل--ه أفراس قادها في غزوات--ه، ولق--د وق--ع الخالف في الخي--ول ال--تي ارتبطه--ا الن--بي

صلى الله علي--ه إال أن العلماء أجمعوا على أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم، سبعة أفراس، ويروى أنه كان له عشرة أفراس، وقع الخالف في بعضها،وسلم

lخر خمسة عشر، ولكن مختلف فيها. وقيل: كانت له أفراس أكب أما األفراس المجمع عليها، فهي: حيف واللزاز والظرب والس-- المرتجز والل

وسبحة والورد، وهذه السبعة المتفق عليها جمعها اإلمام أبو عبد الله محم--د بنإسحاق بن جماعة الشافعي في بيت فقال:

lرتجز لها أسرارlحيف سبحة = ظرب لزاز مl : سكب ل lوالخيل كم--ا جم--ع الش--يخ اإلم--ام الحاف--ظ فتح ال--دين أب--و الفتح محم--د بن س--يد الن--اس اليعمري، من أسماء خيله صلى الله عليه وس--لم في أبي--ات من قص--يدة يمدح--ه

بها فقال: لم يزل في حربه ذا = وثبات وثبات

كلفا بالطعن والضر = ب وحب الصافناتمن لزاز ولحيف = ومن السكب المlوات

116

Page 117: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ومن المرتجز السا = بق سبق الذارياتومن الورد ومن سب = حة قيد العاديات

.90/ 1الوافي بالوفيات، ص--لى الل--ه علي--هقال: كان للنبي فأما المرتجز، فعن ابن عباس رضي الله عنه

فرس ي--دعى المرتج--ز. رواه الح--اكم في المس--تدرك وق--ال: ه--ذا ح--ديثوسلم صحيح اإلسناد.

وهذا الفرس كان أشهب، وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت رضي الل--ه عن--ه، فجعل النبي ص-لى الل--ه علي--ه وس-لم ش-هادته ش-هادة رجلين، ولق-د س-مي ه-ذا الفرس بهذا االس-م؛ ألن-ه ك-ان ل-ه ص-هيل حس-ن كأن-ه ينش-د رج-زا. وقي--ل: ه-و الطرف. وقي--ل: ه--و النجيب. والط--رف والنجيب: الك--ريم من الخي--ل. وك--ان األعرابي الذي اشتراه منه النبي صلى الله عليه وسلم من بني مرة. راج--ع: زاد

/2، وعيون األث--ر 90/-- 1، والوافي 490/-- 1، وطبقات ابن سعد 133/-- 1المعاد 320 ،321.

صلى الل--ه علي--ه وعن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه - وهو من أصحاب النبي ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه الن--بيصلى الله عليه وسلم - أن النبي وسلم

ص-لى الل-ه علي--هليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الل-ه صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ األع--رابي، فطف--ق رج--ال يعترض--ون األع--رابي فيس--اومونهوسلم

ابتاع--ه، فن--ادى األع--رابيصلى الله علي--ه وس--لم بالفرس وال يشعرون أن النبي فقال: إن كنت مبتاعا ه--ذا الف--رس وإال بعت--ه.صلى الله عليه وسلم رسول الله حين سمع نداء األع--رابي فق--ال: "أو ليس ق--دصلى الله عليه وسلم فقام النبي

ص--لى الل--ه علي--هابتعته منك؟". فقال األعرابي: ال والله ما بعتك--ه. فق--ال الن--بي "بلى، قد ابتعته منك". فطفق األعرابي يقول: هلم شهيدا. فقال خزيم--ةوسلم:

علىص--لى الل--ه علي--ه وس--لم بن ثابت: أنا أشهد أن--ك ق--د بايعت--ه. فأقب--ل الن--بي خزيمة فقال: "بم تشهد؟". فقال: بتصديقك يا رسول الل--ه. فجع-ل رس--ول الل--ه

ش--هادة خزيم--ة بش--هادة رجلين. رواه أب--و داود والنس--ائيصلى الله عليه وسلم والح--اكم في المس--تدرك، وق--ال: ه--ذا ح--ديث ص--حيح اإلس--ناد، ورجال--ه باتف--اق

الشيخين ثقات ولم يخرجاه. قال المنذري: وهذا األعرابي هو ابن الحارث. وقيل: سواء بن قيس المح--اربي. ذكره غير واحد في الصحابة. وقيل: إنه جحد البيع بأمر بعض المن--افقين. وقي--ل:

ص--لى الل--ه علي--هإن هذا الفرس هو المرتجز المذكور في أف--راس رس--ول الل--ه .104/ 8 عون المعبود، وسلم.

قال الحافظ السندي: والمشهور أنه رد الفرس بعد ذلك على األعرابي، فم--ات.302/ 7من ليلته عنده، والله تعالى أعلم. حاشية السندي على النسائي،

117

Page 118: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن ج--ده ق--ال: ك--ان للن--بي وأما اللحيف، فعن أ في حائطنا الحائط: البستان من النخل إذا كان ل--ه ج--دار.صلى الله عليه وسلم

فرس يقال له اللحيف. اللحيف: طويل الذنب. قال أبو عبد الله: وق--ال بعض--هم:اللخيف. رواه البخاري.

وهذا الفرس أهداه له فروة بن عم--رو من أرض البلق--اء، وقي--ل: ربيع--ة بن أبي البراء، فأثابه عليه ف--رائض من نعم ب--ني كالب. واللحي--ف: فعي--ل بمع--نى فاع--ل، كأنه يلحف األرض بذنبه لطوله؛ أي يغطيه--ا. وقي--ل في--ه: بض--م الالم وفتح الح--اء

لخيف. على التصغير. واألكثر أنه ال وقال الواقدي: سمي اللحيف؛ ألن--ه ك--ان يلتح--ف بعرف--ه. ويق--ال: ش--به بلحي--ف

، وال--وافي490/-- 1، والطبقات الكبرى 133/-- 1الجبل وصlغر. راجع: زاد المعاد ، وإمتاع األسماع بما للنبي صلى الله عليه وس--لم321/-- 1، وعيون األثر 90/-- 1

.197/ 7من األحوال واألموال والحفدة والمتاع وأما اللزاز، فقد أهداه له المقوقس. ولزاز من قولهم: الزته؛ أي: الصقته، كأنه يلتصق بالمطلوب لس--رعته. وقي--ل: الجتم--اع خلق--ه. والمل--زز: المجتم-ع الخل-ق. وقيل: لشدة دموجه. وقال الواقدي: وسمي لزازا؛ ألنه كان ملززا موثق--ا. انظ--ر

المراجع السابقة. وأما الظرب، فقد أهداه له فروة بن عمير الجذامي. والظ--رب: واح--د الظراب، وهي الروابي الصغار، سمي به؛ لكبره وس--منه. وقي--ل: لقوت--ه، وص--البة ح--افره.

انظر المراجع السابقة. اسمه قبل أن يش--تريه الض--رس، اش--تراه بعش--رة أواق وأما السكب، فقد كان

lحدا، ليس للمسلمين غيره. وفرس أبى بردة بن نيار ويس--مى أول ما غزا عليه أ--ا، س--رجه من لي--ف. --ا، وك--ان دفت lميت مالوح. وك--ان أغ--ر، طل--ق اليمين، محجال، ك وقيل: كان أدهم. روي ذلك عن ابن عباس رضي الل--ه عن--ه، وش--به بفيض الم--اء

. 198/ 7وانسكابه. انظر: إمتاع األسماع ئل: أكنتم تراهن--ون l--وي أن أنس بن مالك رضي الل--ه عن--ه س lوأما سبحة، فقد ر

ص--لى الل--ه علي--ه أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟على عهد رسول الله يراهن؟ قال: نعم، والله لق--د راهن على ف--رس يق--ال ل--ه س--بحة، فس--بقوسلم

الناس، فهش لذلك وأعجبه. أخرجه أحمد والدارمي، وقال الهيثمي في المجمع:ورجال أحمد ثقات.

من أع--رابي منص--لى الل--ه علي--ه وس--لم وهذه الفرس ك--انت ش--قراء، ابتاعه--ا جهينة بعشر من اإلب--ل، وس--ابق عليه--ا ي--وم خميس، ف--أقبلت في وج--وه الخي--ل، فسميت سبحة من قولهم: فرس سابح، إذا كان حسن م--د الي--دين في الج--ري،

.198/ 7وسبح الفرس جريه. انظر: إمتاع األسماع 118

Page 119: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أم--ا الف--رس الس--ابع؛ ال--ورد، فق--د أه--داه ل--ه تميم ال--داري، فأعط--اه عم--ر بن الخطاب رضي الله عنه، فحم--ل علي--ه في س--بيل الل--ه، ثم وج--ده يب--اع ب--رخص،

/2فقال له: ال تشتره. وال--ورد: ل--ون بين الكميت واألش--قر. انظ--ر: عي--ون األث--ر 409.

lروى أن الورد كانت لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. وي قال ابن سيد الناس: قال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله: فهذه سبعة متفق عليها؛ وهي: الس--كب والمرتج--ز واللحي--ف ول--زاز والظ--رب وال--ورد

وسبحة. وكان الذى يمتطى عليه ويركب السكب. lخر غيرها؛ وهي: األبلق، وحمل صلى الله علي--ه وس--لم وقيل: كانت له أفراس أ عليه بعض أصحابه، وذو العقال، وذو اللمة اللمة: بين الوفرة والجمة، فإذا وصل شعر الرأس إلى شحمة األذن فهي وفرة، فإذا زادت حتى ألمت بالمنكبين فهي لم--ة، ف--إذا زادت فهي جم--ة. وك--انت ف--رس عكاش--ة بن محص--ن، والمرتج--ل، االرتجال: خلط الفرس العن--ق بالهملج--ة، وهم--ا ض--ربان من الس--ير. والم--رواح، الم--رواح: من ال--ريح لس--رعته. والس--رحان، الس--رحان: ال--ذئب. واليعس--وب، اليعسوب: طائر، وهو أيضا أمير النحل. والسيد يعسوب قومه، واليعس--وب غ--رة تستطيل في وجه الفرس. واليعبوب، اليعبوب: الفرس الج--واد. وج--واد يعب--وب: ش--ديد الج--ري. والبح--ر؛ وه--و كميت، واألدهم، والش--حاء، الش--حاء: من ق--ولهم: فرس بعيد الشحوة، أي؛ بعيد الخطوة. والس--جل، ومالوح، المالوح: ه--و الض--امر الذي ال يس--من، والس--ريع العطش، والعظيم األل--واح. والط--رف، والنجيب. ه--ذه

خمسة عشر مختلف فيها. الض--ريس. وذك--ر ابن عس--اكرصلى الله علي--ه وس--لم: وذكر السهيلي في خيله

فيها: مندوبا، وذا العlقال - بضم العين - وبعضهم يش--دد قاف--ه وبعض--هم يخففه--ا،.410/ 2وهو ظلع في قوائم الدواب. عيون األثر

فرس يقال له: البحر. اش--تراه من تج--ار ق--دمواصلى الله عليه وسلم وكان له من اليمن، فسبق عليه مرات، فجثا على ركبتيه، ومسح وجهه، وق--ال: "م--ا أنت

/7إال بحرا". فسمي بحرا، وكان كميتا، وقيل: هو األدهم. انظر: إمت--اع األس--ماع 199.

قال األصمعي: يقال للفرس بحرا إذا ك--ان واس--ع الج--ري، أو ألن جري--ه ال ينف--دكما ال ينفد البحر، ويؤيده ما في رواية سعيد عن قتادة: وكان بعد ذلك ال يجارى.

ا ف--رس يق-ال ل--ه المن--دوب، المن-دوب: منصلى الله عليه وسلم وكان له أيض-- ندبه فانتدب؛ أي دعاه فأجاب. وهو فرس أبي طلحة زي--د بن س--هل رض--ي الل--ه

صلى اللهعنه، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان فزع بالمدينة، فاستعار النبي

119

Page 120: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

فرسا لنا من أبي طلحة يقال له المندوب، فركب، فلم--ا رج--ع ق--ال:عليه وسلم ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا". متفق عليه."

يقول الحافظ العراقي في ذكر أفراسه عليه الصالة والسالم: سكب لزاز ظرب وسبحه = مlرتجز ورد لحيف سبعه

وليس فيها عندهم من خlلف = والخlلفl في مالوح والطرفlبحر أدهم نجيب lمرواح = lوبlكذاك ضرس وشحا مند

lوب أبلقl مع مlرتجل مع يعسlوب = سرحان والعlقال سجل يعب دوابه صلى الله عليه وسلم:

كان للنبي صلى الله عليه وسلم بغل--ة يق--ال له--ا دل--دل، أه--داها ل-ه المق--وقس، وعاشت إلى زمن معاوية. وكانت بعد النبي صلى الله عليه وس--لم عن--د علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فشهد عليها يوم النهروان، وقاتل عليها الخ--وارج. ثم كانت بعده عند عبد الله بن جعفر، فكان يجش أو يدق له--ا الش--عير، وق--د ذهبت أسنانها. كما كان له بغلة تسمى فضة، أهداها له ف--روة الج--ذامي. كم--ا ك--ان ل--ه

حمار يركبه يقال له: عفير. أما ناقته، فكانت تسمى القصواء، وهي التي هاجر عليه--ا، كم--ا ك--ان ل--ه ناقت--انبق، ح--تى ج--اء lس-- أخريان تسميان العضباء والجدعاء، وك--انت ناقت--ه العض--باء ال ت أعرابي على قع--ود القع--ود: الق--وي والف--تي من اإلب--ل إلى أن يص--ير في الس--نة

السادسة. له فسبقها. عن عمرو بن الحارث أخي جويرية قال: ما ترك رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وسلم عند موته درهم--ا وال دين--ارا وال عب--دا وال أم--ة وال ش--يئا، إال بغلت--ه البيض--اء

وسالحه، وأرضا جعلها صدقة. رواه البخاري. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الل--ه علي--ه وسلم على حمار له، يقال له عlفير. رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء، وك--انت ال تس--بق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فشق ذل--ك على المس--لمين، فق--ال رس--ول صلى الله عليه وسلم: "إن حقا على الله أال يرتفع شيء من ال--دنيا إال وض--عه".

رواه البخاري. وعن حميد قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يقول: كانت ناقة النبي صلى الل--ه عليه وسلم يقال لها العضباء. رواه البخاري. والعضباء لقب ناقة النبي صلى الله

عليه وسلم، وهي بمعنى القصواء، من العضب وهو القطع. وقد ذكر ابن القيم دواب النبي ص-لى الل-ه علي--ه وس-لم تفص-يال في زاد المع-اد فقال: وكان له من البغال دل--دل، وك--انت ش--هباء، أه--داها ل--ه المق--وقس، وبغل--ة

120

Page 121: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

أخرى يقال لها فضة، أهداها له فروة الجذامي، وبغلة شهباء أه--داها ل--ه ص--احب أيلة، وأخرى أهداها له صاحب دومة الجندل، وق-د قي-ل: إن النجاش-ي أه-دى ل-ه بغلة، فكان يركبها. ومن الحمير عفير، وكان أشهب، أه--داه ل--ه المق--وقس مل--ك القبط، وحمار آخر أهداه ل--ه ف--روة الج--ذامي، وذlك--ر أن س--عد بن عب--ادة أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حمارا فركبه. ومن اإلبل القصواء، قي--ل: وهي ال--تي هاجر عليها. والعضباء والج--دعاء، ولم يكن بهم--ا عض--ب وال ج--دع، وإنم--ا س--ميتا بذلك، وقيل: كان بأذنها عضب فسميت ب--ه. وه--ل العض--باء والج--دعاء واح--دة أوlسبق، ثم جاء أعرابي على قع--ود اثنتان؟ فيه خالف. والعضباء هي التي كانت ال ت فسبقها، فشق ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم: "إن حقا على الله أال يرف--ع من ال--دنيا ش--يئا إال وض--عه". وغنم ص--لى الل--ه علي--ها ألبي جه--ل، في أنف--ه ب--رة من فض--ة، فأه--داه ي--وم وس--لم ي--وم ب--در جمال مهري الحديبية ليغيظ به المشركين. وكانت له خمس وأربعون لقحة، وكانت له مهرية أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نعم بني عقيل. وكانت له مائة ش--اة، وك--ان ال يريد أن تزيد، كلما أولد له الراعي بهمة ذبح مكانها شاة، وك--انت ل--ه س--بع أع--نز

.128/ 1منائح ترعاها أم أيمن. زاد المعاد، أسلحته صلى الله عليه وسلم:

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من السيوف تسعة، ومن الدروع سبعة، ومن القسي خمس--ة، ومن األت--راس ثالث--ة، ومن الرم--اح خمس--ة، ومن الح--راب

خمسة، ومن الخوذ اثنتان. أسيافه صلى الله عليه وسلم:

كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسعة أسياف، سيف نفله يوم ب--در يس--مى ذو الفقار، وثالثة أسياف غنمه--ا من س--الح ب--ني قينق--اع؛ هي: س--يف قلعي، وس--يف يدعى الحتف، وسيف يدعى البتار، وس--يفان أص--ابهما من الفلس؛ س--يف ي--دعى الرسوب، وآخر يدعى المخذم، والسيف السابع يق--ال ل--ه العض--ب، أعط--اه إي--اه سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه، والس--يف الث--امن ورث--ه عن أبي--ه، ويس--مى المأثور، والتاسع يدعى القضيب، وهو أول سيف تقلد به رسول الله ص--لى الل--ه

عليه وسلم. ولقد كان نعل سيف نعل السيف: أسفله. النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم فض--ة، وقبيعته القبيعة: ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئال يزل--ق. من فضة، وحلقته فضة، كما قال أنس رضي الله عنه: كان نعل س--يف رس--ول الل--ه صلى الله عليه وس--لم فض--ة، وقبيعت--ه فض--ة، وم--ا بين ذل--ك حل--ق الفض--ة. رواه النسائي. وعنه رضي الله عنه قال: كانت قبيع-ة س--يف رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه

عليه وسلم من فضة. رواه الترمذي.

121

Page 122: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وفي رواية عن عامر قال: أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول الله ص--لى الله عليه وسلم، فإذا قبيعته من فضة، وحلقته من فضة. وعن جعف--ر بن محم--د عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم وحلقت--ه وقبيعت--ه

من فضة. سيوف النبي صلى الله عليه وسلم وأسماؤها وصفاتها:

- السيف المأثور: وهو أول سيف ملكه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورثه1 من أبيه. وهذا السيف مكتوب على نصله: عبد الله بن المطلب. ويبلغ طول هذا

س--م، أم--ا المقبض فطول--ه81 سم، ويبلغ طول النص--ل 99السيف مع الجراب سم.3.5 سم، وعند الذؤابة 4 سم، والعرض عنده 14

- السيف القضيب: وهو أول سيف تقلده رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم،2 س-م،100وهو سيف دقيق ذو حدين، له ذؤابة مدببة، ويبلغ ط-ول ه-ذا الس-يف

2.8 س--م، والع--رض عن--ده 14 سم، أما المقبض فطول--ه 86ويبلغ طول النصل سم.2.2سم، وعند الذؤابة

- السيف العضب: وقد أهداه إليه سيدنا سعد بن عب--ادة رض--ي الل--ه عن--ه في3 معرك--ة أح--د، وقات--ل ب--ه الص--حابي الجلي--ل أب--و دجان--ة، وه--ذا الس--يف محف--وظ

بالقاهرة. - السيف ذو الفقار: وقد غنمه النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، حيث كان4

قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنبه بن الحجاج الس--همي، ونفل--ه الن--بي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وك--ان ه--ذا السيف ال يفارقه، وقد دخل به مكة ي--وم الفتح. وه--و ال--ذي رأى في--ه الرؤي--ا فيl--ه من l--ه ونعل lه وذؤابته وبكرات lه وحلقت غزوة أحد، وكانت قائمة هذا السيف وقبيعت

س-م، أم--ا المقبض89 سم، وط--ول النص--ل 104فضة. ويبلغ طوله مع المقبض سم.4.5 سم، وعند الذؤابة 6 سم، والعرض عنده 15فطوله

- السيف قlلعى: ويتميز هذا السيف عن غيره من السيوف بتركيبة نصله، وقد5 كتب على هذا السيف: هذا السيف المشرفي، بيت محم--د الن--بي، رس--ول الل--ه.

س--م، أم--ا المقبض91 سم، وطول النصل 114ويبلغ طول السيف مع المقبض سم.4.5 سم، وعند الذؤابة 5.5 سم، والعرض عنده 13فطوله

--ا، وأش--دها وط--أة في6 - السيف الحتف: وهذا السيف من أثق--ل الس--يوف وزن القتال، وقد غنمه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينق--اع، ثم آل إلى

113سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ويبلغ طول السيف م--ع المقبض 8 س--م، والع--رض عن--ده 15 س--م، أم--ا المقبض فطول--ه 98سم، وطول النصل سم.6سم، وعند الذؤابة

122

Page 123: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

- السيف الرسوب: وهذا السيف أصابه من الفلس، وهو من أطول األس--ياف7 ا، ويبلغ طوله سم، وهو منسوب إلى سيدنا جعف--ر الص--ادق رض--ي الل--ه140طر

عنه. - السيف البتار: وهذا السيف مكتوب على نصله كلمة: "القصاص". ثم كلمتي8

"سيف العدالة". ويظهر على جانب ه--ذا الس--يف رس--م آدمي يمث--ل س--يدنا داود عليه السالم وهو يقطع رأس عدوه جالوت، وفوق الرسم نقش بكلمات بالكتابة

النبطية.- المخذم، وهذا السيف أصابه من الفلس.9

123

Page 124: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

درعه صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم على دراية بأمور الحرب والقتال، يعد للح--ربة، وهي ردي عدتها، ويخرج للقتال بكامل س--الحه، فك--ان يتقل--د درعين ال--درع: الزlلبس وقاية من السالح. في كل غ--زوة قميص من حلقات من الحديد متشابكة، ي يغزوها، وال يعارض هذا توكله صلى الله عليه وس--لم وعص--مة الل--ه تع--الى إي--اه؛--ا بالتحص--ن، والتحلي بالحيط--ة ألن--ه يعلمن--ا أن التوك--ل ينبغي أن يك--ون مقرون

والحذر. عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أح--د، فنهض أي: ق--ام متوجه--ا. إلى الص--خرة أي: ال--تي ك--انت هن--اك يستوي عليه--ا، وينظ--ر إلى الكف--ار، ويش--رف على األب--رار. فلم يس--تطع، فأقع--د طلحة تحته أي: أجلسه. فص--ار طلح--ة كالس--لم، فص--عد الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم عليه أي: وضع رجله فوق--ه وارتف--ع. ح--تى اس--توى على الص--خرة، فق--ال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يق--ول: "أوجب طلح--ة". رواه الترم--ذي في الشمائل، والحاكم في المستدرك، وحسنه األلب--اني. فقول--ه: ك--ان علي--ه درع--ان

[. وقول--ه71يوم أحد. مبالغة في تنفيذ قول--ه تع--الى: "خ--ذوا ح--ذركم" ]النس--اء: [. فإنه--ا تش--مل ال--درع،60تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ]األنفال:

وإن فسرها الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ب--أقوى أفراده--ا؛ حيث ق--ال: "أال إن القوة الرمي". رواه مسلم. ق--ال الق--اري: وفي--ه إش--ارة إلى ج--واز المبالغ--ة في أسباب المجاهدة، وأنه ال ينافي التوكل والتسليم باألمور الواقعة المقدرة. تحفة

. 278/ 5األحوذي وقوله صلى الله عليه وسلم: "أوجب طلحة". أي: فع--ل فعال ي--وجب ل--ه بس--ببه الجنة، وهو إعانته النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته إياه على االرتفاع على الصخرة، الذي ترتب عليه توحيد صف المسلمين، ولم ش--ملهم، وإدخ--ال الف--رح في قلوبهم، بعد أن علموا أن الرسول حي. ويحتم--ل أن ذل--ك الفع--ل ه--و جعل--ه نفسه فداء له صلى الله علي--ه وس--لم ذل--ك الي--وم، ح--تى أص--يب ببض--ع وثم--انين

طعنة، وشلت يده في دفع األعداء عنه. أما عدد أدرعه صلى الله عليه وسلم، فورد في روايات أخرى أنه كان له سبعة أدرع. وقد آلت درع منها إلى يهودي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتهنه--ا على شعير ألهله، وتوفي النبي صلى الله علي--ه وس--لم وهي م--ا زالت محبوس--ة عند هذا اليهودي، فعن عائشة رضي الله عنها ق--الت: ت--وفي رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ودرع--ه مرهون--ة عن--د يه--ودي بثالثين ص--اعا من ش--عير. رواه

البخاري. يقول ابن القيم: وكان له سبعة أدرع: ذات الفضول: وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير لعياله، وك--ان ثالثين ص--اعا، وك--ان ال--دين إلى س--نة،

124

Page 125: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

وك--انت ال--درعl من حدي--د. وذات الوش--اح، وذات الحواش--ي، والس--عدية، وفض--ة،. 126/ 1وهاتان أصابهما من سالح بني قينقاع، والبتراء، والخرنق. زاد المعاد،

ويقال: كانت عنده درع داود عليه السالم التي لبسها لما قتل جالوت. قوسه وكنانته صلى الله عليه وسلم:

وحاء، والبيضاء، وهم--ا قوس--ان كان للنبي صلى الله عليه وسلم ست قسي: الر من ش--وحط، وه--و من ش--جر الجب--ال، يتخ--ذ من--ه القس--ي، وه--و من س--الح ب--نيlتخذ منه القسي، ومن أغص--انه قينقاع. والزوراء، والصفراء، من نبع، وهو شجر يداد، والكت--وم، ويق--ال له--ا ذل--ك lس--رت ي--وم أح--د. والس-- السهام، وهذه القوس كlسرت يوم أحد، فأخ--ذها قت--ادة النخفاض صوتها إذا رمي عنها، وقيل: هي التي ك بن النعمان. أما كنانته، وهي الجعبة التي كانت تحفظ السهام، فقد كان له جعبة

. 126/ 1تدعى الكافور. انظر: زاد المعاد رمحه وترسه صلى الله عليه وسلم:

يقول ابن القيم عن رماح النبي صلى الله عليه وسلم: وكانت له خمسة أرم--اح يقال ألحدهم: المثوي، واآلخر: المثني. وحربة يق--ال له--ا: النبع--ة، وأخ--رى كب--يرة تدعى: البيضاء، وأخرى صغيرة شبه العكاز يقال لها: العنزة يمشي بها بين يدي--هlرك--ز أمام--ه، فيتخ--ذها س--ترة في األعياد، ويحملها بالل بن رباح رضي الله عن--ه ت

. وقي--ل:126/-- 1يصلي إليها، وكان يمشي بها أحيانا وهي في ي--ده. زاد المع--اد، جاء بها الزبير رضي الله عنه من أرض الحبشة كهدي--ة من النجاش--ي، وك-ان ق--د قاتل بها عدوا للنجاشي، فظهر عليه، وقد شهد بها الزبير غزوة بدر وأحد وخيبر، ثم أخذها النبي صلى الله عليه وسلم منه بعد عودته من خي--بر. وق--د غنم الن--بي

صلى الله عليه وسلم ثالثة رماح منها في غزوة بني قينقاع. أما ترسه صلى الله عليه وس--لم، فق--د ك--ان ل--ه ت--رس يق--ال ل--ه: الزل--وق؛ ألن

السالح يزلق عنها. وترس يقال له: الفتق. خوذته صلى الله عليه وسلم:

كان للن--بي ص-لى الل-ه علي--ه وس-لم مغف-ر المغف-ر: خ-وذة أو غط-اء ينس-ج منح، الدروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة. من حدي--د يق--ال ل--ه: الموش-- وشح بشبه الشبه: النح--اس األص--فر، والجم--ع: أش--باه.. ومغف--ر آخ--ر يق--ال ل--ه:

.126/ 1السبوغ، أو: ذو السبوغ. انظر: زاد المعاد، جبته صلى الله عليه وسلم:

كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثالث جباب يلبسها في الحرب. قيل فيها: جبة سندس أخضر، والمعروف أن ع--روة بن الزب--ير ك--ان ل--ه يلم--ق اليلم--قl: القب--اء،

فارسي معرب، قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي: 125

Page 126: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

lي يلمق عزب هl مlتقب lو البوارقl عن مlجرنثم لهق كأن تجل وجمعه: يالمق. قال عمارة: كأنما يمشين في اليالمق. انظر: لسان الع--رب البن منظور. من ديباج، بطانته سندس أخضر، يلبسه في الحرب، واإلم--ام أحم--د في

lجوزl لبس الحرير في الحرب. انظر: زاد المعاد .126/ 1إحدى روايتيه ي لوائه صلى الله عليه وسلم:

فع--ا، وأم--ارة lاللواء أو الراية سمة من سمات الح--روب، فهم--ا دليال النص--ر إن ر lعلم محل القائد واألمير. واللواء - كم--ا يق--ول سا، وبهما ي lك الهزيمة إن خlفضا أو ن ابن العربي - غير الراية؛ ألن اللواء ما يعقد في طرف ال--رمح ويل--وى علي--ه، أم--ا

الراية فهي ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح. وقال الحافظ في الفتح: قيل: اللواء دون الراي--ة. وقي--ل: الل--واء العلم الض--خم. والعلم عالمة لمحل األمير يدور معه حيث دار، والراية يتواله--ا ص--احب الح--رب. وجنح الترمذي إلى التفرقة، فترجم باأللوية، وأورد حديث جابر رضي الل--ه عن--ه: "إن رس--ول الل-ه ص--لى الل-ه علي-ه وس--لم دخ-ل مك-ة ول-واؤه أبيض". ثم ت-رجم للرايات، وأورد حديث البراء رضي الله عن--ه: "إن راي--ة رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم كانت سوداء مربعة من نمرة". وحديث ابن عباس رضي الل--ه عن--ه: "كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض". أخرجه الترمذي وابن ماجه، وأخرج الح--ديث أبو داود والنسائي أيضا، ومثله البن عدي من حديث أبي هريرة، وألبي يعلى من حديث بري-دة، وروى أب-و داود من طري-ق س--ماك عن رج-ل من قوم-ه عن آخ--ر منهم: "رأيت راية رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ص--فراء". ويجم--ع بينه--ا باختالف األوقات، وروى أبو يعلى عن أنس رفعه: "إن الله أكرم أمتي باأللوية".--ا على رايت--ه: ال إسناده ضعيف. وألبي الشيخ من حديث ابن عباس: "كان مكتوب إله إال الله محمد رسول الله". وسنده واه. وقيل: كانت له راية تس-مى العق-اب سوداء مربعة، وراية تسمى الراية البيض--اء، وربم--ا جع--ل فيه--ا ش--يئا أس--ود. فتح

.160/ 9الباري، صلى الله عليه وسلم: القائمون على سالحه

يقول المقريزي في إمتاع األسماع: اعلم أنه كان لرسول الله صلى الل--ه علي--ه وسلم جماعة يقفون على رأسه بالس--الح، منهم: المغ--يرة بن ش--عبة، والض--حاك

بن سفيان، والنعمان بن مقرن، وعباد بن بشير رضي الله عنهم.ج البخ--اري من ح--ديث الزه--ري ق--ال: أخ--برني ع--روة بن أما المغيرة، فق--د خ--ر الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان رضي الله عنهم - يصدق كل واح--د منهم حديث صاحبه - قاال: خرج رسول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم من الحديبي--ة = فذكر الحديث حتى ذك--ر ق--دوم ع--روة )بن مس--عود(، إلى أن ق--ال: وجع--ل يكلم النبي، فكلما تكلم أخ--ذ بلحيت--ه.. وكلم--ا أه--وى ع--روة بي--ده إلى لحي--ة الرس--ول،

126

Page 127: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ضرب يده بنعل السيف، وقال: "أخر يدك عن لحية رسول الله". وذكر الح--ديثبطوله. رواه البخاري.

وخرج ابن حب-ان في ص--حيحه من ح--ديث محم--د بن إس--حاق بن خزيم-ة، ق--ال: حدثنا أبو عمار قال: حدثنا وكيع، عن إس--ماعيل بن أبي خال--د، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة: أنه كان قائم--ا على رأس رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه عليه وسلم بالسيف، وهو ملثم، وعنده عروة، ق--ال: فجع--ل ع--روة يتن--اول لحي--ة النبي صلى الله عليه وسلم ويحدثه، قال: فقال المغيرة لعروة: لتكفن يدك عن لحيته، أو ال ترجع إليك. قال: فقال عروة: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغ--يرة بن شعبة. فقال عروة: يا غدر، غدر: كلمة معدولة عن غ--ادر، وهي للمبالغ--ة في

الغدر، والمراد منها السب. ما غسلت رأسك من غدرتك بعد. أما الضحاك بن سفيان، فقال أبو عمر ابن عبد البر: وكان الضحاك بن س--فيان الكالبي أحد األبطال، وكان يقوم على رأس رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم متوشحا سيفه، وكان يعد بمائة فارس وح-ده. ول-ه خ--بر عجيب م--ع ب--ني س--ليم،

ذكره أهل األخبار: روى الزبير بن بكار قال: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن موألة بن ك--ثيف بن جحل بن خالد الكالبي قالت: حدثني أبي عن جدي موألة بن كثيف قال: ح--دثني أبي عن جدي موألة بن كثيف بن جمل بن خالد الكالبي أن الض--حاك بن س--فيان الكالبي ك--ان س--ياف رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، قائم--ا على رأس--ه، متوشحا بسيفه، وكانت بنو سليم في تسعمائة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا". فوافاهم بالض--حاك بن سفيان، وكان رئيس--هم، فق--ال عب--اس بن م--رداس المع--نى الم--ذكور في الخ--بر

شعرا. )الطويل(. نذود أخانا عن أخينا ولو ترى = مهرا لكنا األقربين نتابع نبايع بين األخشبين وإنما = يد الله بين األخشبين تدافع

عشية ضحاك بن سفيان معتص = بسيف رسول الله والسيف ك--انع االس--تيعاب 16. وهذه األبيات من شعر عب--اس بن م--رادس، وهي قص--يدة قوامه--ا 743/-- 2

.123، 122/ 5بيتا، انظر: سيرة ابن هشام،

وأما النعمان بن مقرن، فعن عطاء بن أبي رباح قال: قلت البن عمر: أش--هدت بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قلت: فم--ا ك--ان عليه؟ قال: قميص من قطن، وجبة محشوة، ورداء، وسيف، ورأيت النعم--ان بن مقرن المزني، قائما على رأسه، قد رف-ع أغص-ان الش-جرة عن رأس--ه، والن-اس يبايعونه، وعباد بن بشر قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وه--و

127

Page 128: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

مقنع في الحديد، لما جاء عيينة بن محصن في الخندق، ومعه الحارث بن ع--وف في عشرة من قومهما؛ ليق--ع الص--لح معهم--ا، ح--تى يرجع--ا بمن معهم--ا. مغ--ازي

.477/ 2الواقدي، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذكر الدارقطني في "العلل" أن النبي ص--لى الله عليه وسلم ك--ان إذا ص--لى الفج--ر، ق--ام عم--ر رض--ي الل--ه عن--ه على رأس--ه

بالسيف حتى يصلي. وكان الحارث بن الصمة يحمل حربة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسير به--ا

بين يديه. قال ابن إسحاق: في يوم أحد لما أسند رسول الله صلى الله علي--ه وس--لم فيlبي بن خلف وهو يقول: أي محم--د، ال نج--وت إن نج--وت. فق--ال الشعب، أدركه أ القوم: يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منا؟ فقال رسول الله صلى الل--ه علي--ه وسلم: "دعوه". فلما دنا، تناول رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لم الحرب--ة من الحارث بن الصمة. يقول بعض الق--وم فيم--ا ذك--ر لي: فلم--ا أخ--ذها رس--ول الل--ه صلى الله عليه وسلم منه، انتفض بها انتفاضة تطايرن--ا به--ا تط--اير الش--عراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها - قال ابن هشام: الشعراء ذباب له لدغ - ثم اس--تقبله

.33/ 4فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا. سيرة ابن هشام، وكان مرزوق الصيقل مولى األنصار صقل سيف رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه

. باختصار. 189 - 177/ 7وسلم ذا الفقار. انظر: إمتاع األسماع، هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور؟

النبي صلى الله عليه وسلم بشر، يتفق في تكوينه البشري مع سائر البشر، وال يختلف في بنيانه عنهم، فه--و من دم ولحم وعظم وم--ا خ--الطهم، انح--در من أب وأم كسائر البشر، وتمضي عليه سنن الله فيهم، يأكل كما يأكلون، ويشرب كم--ا يشربون، ويشبع حاجاته الغريزية كما يشبعون، وبشريته ثابتة بالكت--اب والس--نة،

[، فاآلي--ة110يقول الله تعالى: "قل إنما أن--ا بش--ر مثلكم ي--وحى إلي" ]الكه--ف: تقرر بشرية الرسول صلى الله عليه وس--لم، لكن في ال--وقت نفس--ه ال تس--اويه بالبشر؛ ألنه معصوم من الل--ه س--بحانه وتع--الى، والش--واهد وال--دالئل ال--تي تثبت ذلك كثيرة ومبثوثة في كتب السنة والدالئل. وإذا أمعنا النظ--ر في اآلي--ة، نج--دها تقرن بين بشريته صلى الله عليه وسلم وإيح--اء الل--ه ل--ه، فقول--ه تع--الى: "بش--ر مثلكم". إثبات للبشرية والمثلية في الجنس والص--ورة والهيئ--ة، وقول--ه: "ي--وحى إلي". مناط التكريم والتفضيل؛ ألنه صلى الله عليه وسلم فض--ل البش--ر وارتقى عليهم بما منحه الله سبحانه وتعالى من الرسالة والنب--وة، وم--ع ذل--ك، ال يخرج--ه هذا التكريم والتفضيل عن وصفه البشري. وكذلك ما يعتري--ه من بعض األح--وال أثناء تلقي الوحي واتصاله بالمأل األعلى ال يرفع عنه صفة البشرية. وجماع األم--ر

128

Page 129: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

في--ه أن--ه بش-ر كملت أخالق--ه، واكتملت ص--فاته، وكرم--ه الل--ه تع--الى على س--ائرالخلق بالرسالة، فكان سيد البشر أجمعين.

وصدق من قال: = وأنه خير خلق الله كلهمفمبلغ العلم فيه أنه بشر

ة ندحض من خاللها شبهات المضللين ولقد أردنا من هذا التقديم أن نجعله خلفي وأصحاب البدع والخرافات وأكاذيبهم، وما يروجون له من بدع واف--تراءات وغل--و

.ما أنزل الله به من سلطان من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ل--ه محب--ة في القل--وب ال تض--ارعها محبة، وهذه المحبة ال بد منها للمسلم؛ ألنه ال يكتمل إيمانه إال بها، يقول رس--ول

"الرض-ي الل-ه عن-ه: الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي-ه عن-ه أنس بن مال-ك متف--ق". يؤمن أحدكم حتى أك--ون أحب إلي--ه من ول--ده ووال--ده والن--اس أجمعين

عليه. ومن تل--بيس إبليس على البعض غل--وهم في ه--ذا الحب، وابت--داعهم أم--ورا ال

تخضع لمنطق العقل، مقتنعين أن ما يفعلونه من بدع، وما يبثونه من سموم بين عوام الناس يغيبون بها عقولهم من كمال حبهم للنبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فراحوا يعزفون على وتر حب العوام للنبي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، وتعظيمهم إياه، فعموا عليهم كثيرا من األمور، وروج--وا بينهم كث--يرا من الض--الالت، قوامه--ا المغ--االة في ه--ذا الحب، والمبالغ--ة في إط--راء الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فنسبوا إليه ما هو منه براء من مثل أن الرسول مخلوق من نور الله، وأنه ليس

له ظل كسائر البشر، وأنه نور العرش، وأن الكون مخلوق ألجله. إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة وجوب الصالة والزكاة، فبها يكتم--ل إيمان العبد، وهي سبيل نيل الدرجات العلى، وهذه المحبة ال ينبغي أن تقود إلى الغل---و والش---طط، ب---ل يجب أن يتحلى الم---ؤمن في ك---ل س---لوكه بالوس---طية واالعتدال، الذي هو من سمت الشريعة وخصائص الدين، فالوسطية هي السياج المنيع الذي يحفظ التوحيد من كل شائبة قد تشوبه، والغلو في كل األمور س--نة

.إبليسية، ال يفعلها إال أصحاب األوهام والظنون ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والتنطع، حتى ول--و ك--ان في شخص--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، فق--ال: "ي--ا أيه--ا الن--اس، عليكم بق--ولكم، وال، أنا محمدl بنl عبد الله، عبد الل--ه ورس--وله، والل--ه م--ا أحب lالشيطان lمl ك يستهوين

هl ع--ز وجل ا:". أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الل رواه أحم--د. وق--ال أيض-- ، فإنم--ا أن--ا عب--ده،"ال تطروني أي: ال تمدحوني. كما أطرت النص--ارى ابن م--ريم

عبد الله ورسوله". رواه البخاري. ألن النصارى ما ضلوا وم--ا ح--ادوا عن: فقولوا الجادة، إال بسبب غلوهم في إطراء عيسى ابن مريم عليه السالم، وقولهم في--ه

129

Page 130: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ما يهتز له عرش الرحمن، ومهما يعتذر من يغ--الون في الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وسلم بأنهم يحبونه ويعظمونه ال نقبل--ه؛ ألن ص--يانة التوحي--د وحمايت--ه ض--رورة اللت الرس--ل إال لنش--ر التوحي--د وتبليغ--ه، وليس من lرس-- تق--ايض باعت--ذار، فم--ا أlجعل من الرسول أو الن--بي مع--وال له--دم بنيان--ه الش--امخ، أو تك--دير المعقول أن ي

نبعه الصافي. طال الكالم، وامتد الحديث بنا، فماذا بعد؟

إن كل ما تقدم ما ه-و إال بس-اط نم--ده بين ي--دي ه-ذا الفص--ل؛ لنبحث الس-ؤالا الفصل به، وهو: هل النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من ن--ور، أو الذي عنون

هو نور؟ نقول: إن للكون سننا إلهية ال تتبدل وال تتغير، تسري على كل عناص--ره، ال ين--د عنها ش--يء أو أح--د مهم--ا عال أو ارتقى، فالك--ل خاض--ع له--ذه الن--واميس اإللهي--ة

المحكمة، هذا أوال. ثانيا: إن اإليمان إذا اكتمل، فإنه يشيع في النفس إشراقا وصفاء، ويمل--ؤ القلب ضياء ونورا، يفيض حتى ينعكس أثره على الوجه نورا، ويكس--ب ص--احبه القب--ول عند الناس، فيجعلهم يأنسون ل--ه حين ال يأنس--ون بغ--يره، ويستش--عرون ص--الحه حين ال يكون هن--اك أم--ارات للص--الح، غ--ير ه--ذا الن--ور المعن--وي ال--ذي تستش--فه النفس، ويلمس--ه القلب، فينش--رح ل--ه الف--ؤاد، وتنقش--ع بس--ببه الظلم--ات ال--تي

شاعت في جوانب النفس. والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي من يحق--ق كم--ال العبودي--ة لل--ه س--بحانه وتعالى؛ لذلك فإنه معصوم منه سبحانه وتع--الى، ول--ه خص--ائص ال يش--اركه فيه--ا أحد من البشر، وهذه الخص--ائص من مظ--اهر تكريم--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم، وبمثابة دالئل على نبوته، وأمارات على صدق دعوت--ه؛ مث--ل: ح--نين الج--ذع إلي--ه، وتسبيح الحصى بين يديه، وتكليم الشاة المسمومة له، وتظليل الغمام إياه، ك--ل ذلك منحة من الله تعالى له، ومن المعلوم أن النبي صلى الله علي--ه وس--لم ه--و أكمل البشر إيمانا وخلقا؛ لذا فال غرو أن يك--ون له--ذا اإليم--ان الكام--ل ن-ور يل-ف وجهه الكريم، يبصره الرائي ويستشعره، وقد قالوا: إن الوج--وه م--رآة القل--وب، تتجلى فيها أمارات الصالح، وتنعكس عليها آثار الطاعة واإليمان. فإذا كنا نلمس

هذا مع عباد الله الصالحين، فما بالنا بالنبي صلى الله عليه وسلم؟! هذا وقد يفهم البعض خطأ - إما بحسن نية أو بسوء فهم - أن ه--ذا الن--ور يرف--ع الظالم الحسي ويبدده، فهذا الفهم الخاطئ ال تقوم له حج--ة، وال يس--تقر أمام--ه دليل؛ ألن لله تعالى في هذا الكون سننا وقوانين ال تتبدل، وأس--بابا ومس--ببات ال تتحول، وما زعمه البعض من أن في القرآن دليال على أن النبي صلى الله علي--ه وسلم مخلوق من نور، وهو قوله: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به

130

Page 131: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الل--ه من اتب--ع رض--وانه س--بل الس--الم ويخ--رجهم من الظلم--ات إلى الن--ور بإذن--ه [، فكلمة النور التي جاءت هن--ا16،-- 15ويهديهم إلى صراط مستقيم" ]المائدة:

تطلق في القرآن الكريم تارة على القرآن، وتارة أخرى تطلق على النبي ص--لى منهما ينير للبشر طريق السعادة، ويرشدهم الله عليه وسلم، على اعتبار أن كال إلى سبل الخير، كما تطلق أيضا على الحق سبحانه وتعالى، ق--ال تع--الى: "الل--ه

[. 35نور السموات واألرض" ]النور: لذا قيل: إن النور هنا في هذه اآلية هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وه-و نور لمن اتبعه واقتدى ب--ه، ن--ور باعتب--ار م--ا ج--اء ب--ه من الهداي--ة والرش--اد، يب--دد ظلمات الشرك والضالل، ألم يقل الله تعالى: "الل--ه ولي ال--ذين آمن--وا يخ--رجهم

[. وه--ذا الن--ور ال يج--ده إال من خل--ع من257من الظلمات إلى الن--ور" ]البق--رة: عنقه ربقة الشيطان، وأضاء ظلمات نفسه باتباع هذا الدين، واالقتداء بهذا النبي

األمين صلى الله عليه وسلم. يقول الطبري في تفسير هذه اآلية: يقول جل ثناؤه لهؤالء ال--ذين خ--اطبهم من أهل الكتاب: "قد جاءكم". يا أهل التوراة واإلنجيل "من الله نور"، يع--ني ب--النور: محمدا صلى الله علي--ه وس--لم ال--ذي أن--ار الل--ه تع--الى ب--ه الظلم--ات وأظه--ر ب--هن الحق. ومن إنارت--ه اإلسالم ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به إذ إنه يبي

lه لليهود كثيرا مما كانوا يخفون من الكتاب. الحق، تبيين وقوله: "من الله نور". يقول جل ثناؤه: قد جاءكم من الل--ه تع--الى الن--ور ال--ذي-ا في-ه بي-ان م-ا اختلف-وا في-ه أنار لكم به معالم الحق. "وكتاب مبين"، يعني: كتاب بينهم؛ من توحيد الله تعالى، وتبيين الحالل والحرام وشرائع الدين، وه--و الق--رآن الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله علي--ه وس--لم، ي--بين للن--اس جمي--ع م--ا بهم الحاجةl إليه من أمر دينهم، ويوضحه لهم، ح--تى يعرف--وا حقه من باطل--ه. تفس--ير

.183/ 2الطبري، وقيل: إن المراد بهذا النور ما أرس--له الل--ه ب--ه من ال--وحي، من عط--ف الخ-اص

لذا فوصف النبي صلى الله عليه وس--لم بأن--ه ن--ور من ن--ور الل--ه، إن، على العام أريد به أنه نور ذاتي من نور الله، فهذا مخالفة صريحة لنص الق--رآن ال--ذي يثبت--ا وس--نة بشريته، وإن أريد أنه نور باعتبار ما بعثه الله تعالى ب--ه من ال--وحي قرآن كانا سببا في هداية من شاء الله من خلقه، فهذا صحيح ال مخالفة في--ه؛ ألن ن-ور الهداية والرشاد من الله سبحانه وتعالى يمن به على من يشاء من عب--اده، ق--ال

وم--ا ك--ان لبش--ر أن يكلم--ه الل--ه إال وحي--ا أو من وراء حج--اب أو يرس--ل: "تعالى وكذلك أوحينا إليك روح--ا من أمرن--ا. رسوال فيوحى بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم

ما كنت تدري ما الكتاب وال اإليمان ولكن جعلن--اه ن--ورا نه--دي ب--ه من نش--اء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له م--ا في الس--ماوات

[.53 - 51" ]الشورى: وما في األرض أال إلى الله تصير األمور131

Page 132: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

ج--اء في الظالل أن--ه: ليس أدق وال أص--دق وال أدل على طبيع--ة ه--ذا الكت--اب - القرآن - وعلى طبيعة هذا المنهج - اإلسالم - من أنه "نور". إنه--ا حقيق--ة يج--دها المؤمن في قلبه وفي كيانه وفي حياته، وفي رؤيته وتق-ديره لألش--ياء واألح--داث واألشخاص، يجدها بمجرد أن يجد حقيقة اإليمان في قلبه. "نور" نور تش--رق ب--ه كينونته فتشف وتخف وترف، ويش--رق ب--ه ك--ل ش--يء أمام--ه، فيتض--ح ويتكش--ف ويستقيم؛ ثقلة الطين في كيانه، وظلمة التراب، وكثاف--ة اللحم وال--دم، وعرام--ة الش--هوة وال--نزوة، ك--ل أولئ--ك يش--رق ويض--يء ويتجلى.. تخ--ف الثقل--ة، وتش--رق الظلمة، وترق الكثافة، وت--رف العرام--ة، واللبس والغبش في الرؤي--ة، والت--أرجح وال--تردد في الخط--وة، والح--يرة والش--رود في االتج--اه والطري--ق البهيم ال--ذي ال معالم فيه. كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى، يتضح اله--دف، ويس--تقيم الطري--ق إليه، وتستقيم النفس على الطريق. "نور وكتاب مبين". وصفان للشيء الواحد،

.336/ 2لهذا الذي جاء به الرسول الكريم. في ظالل القرآن، ويقول الشيخ عطي--ة ص--قر ردا على س--ؤال في ه--ذا الموض--وع: إن الرس--ول -lخلق من نور، فهو من ذرية آدم، وآدم من طين، وهو عليه الصالة والسالم - لم ي

القائل: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وال فخر". ن للناس ذل--ك فق--ال: "ق--ل إنم--ا أن--ا بش--ر مثلكم" lبي والله - سبحانه - أمره أن ي

[.93[. وقال: "سبحان ربى هل كنت إال بشرا رسوال" ]اإلس--راء: 110]الكهف: ه تعالى أخبر عنه بأنه نور، وكون بعض اآلثار جاءت تخبر بأن نوره ك--ان وكون اللlولد، كل ذلك ال ينفى أنه بشر، وه-و - علي-ه الص--الة والس-الم – موجودا قبل أن ي ليس في حاجة إلى اختالق أمور تزيده شرفا وتكريما، فكفى تشريف الله تعالىlنا شدة حبه على وضعه فوق ما يستحق، وهو له فيما ثبت من األخبار. وقد تحمل القائل كما رواه البخ--ارى: "ال تط--روني كم--ا أط--رت النص--ارى ابن م--ريم، ولكنتن قولوا: عبد الله ورسوله". وبرهان حبنا له ج--اء في قول--ه: "من أحب--ني فليس--

بسنتي". فتاوى األزهر، المفتي الشيخ عطية صقر. وجماع األمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اختصه الله بفضائل جمة، كله--ا تنبئ بمقامه عند ربه، ولو كان من خصائصه صلى الله عليه وس--لم أن--ه مخل--وق من نور، أو هو نور بالمعنى الحسي، ألخبر بذلك صلى الله عليه وس--لم أص--حابه رضوان الله عليهم، ولكن لم يرد ذلك، ولم يكتم الن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم أمرا يسمو به على س--ائر األنبي--اء والمرس--لين، فض--ال عن كون--ه معج--زة. وليس معنى ذلك أننا نجرد الرسول من خاصية يكمل بها فضله، فالله س--بحانه وتع--الى هو األعلم بقدر نبيه، ويعلم ما يرفعه ويس--مو ب--ه، ول--و ك--انت ه--ذه الخاص--ية من خصوصيات النبي صلى الله عليه وس--لم ل--ذكرها الل--ه في كتاب--ه، ح--تى ول--و في معرض االمتنان على نبيه، ولكن الحق - جل وعال - حين امتن على نبيه، وص--فه بأحب األوصاف، التي هي في الحقيقة أعلى درج--ات التك--ريم والتش--ريف، وهي

132

Page 133: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

صفة العبودية، فقال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليال من المسجد الحرام[. 1إلى المسجد األقصى الذي باركنا حوله" ]اإلسراء:

ويتصل بتلك الفرية ال--تي أس--هبنا في ال--رد عليه--ا فري--ة أخ--رى، وهي أن الن--بي صلى الله عليه وسلم كان يرى في الظالم كم--ا ي--رى في الن--ور، أو ي--رى باللي--ل كما يرى بالنهار، استنادا إلى حديث مروي عن عائشة يقرر أن النبي ص--لى الل--ه عليه وسلم كان يرى في الظلماء كما يرى في النور، جاء في الم--واهب اللدني--ة للقسطالنى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ك--ان رس--ول الل--ه ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم ي--رى باللي--ل في الظلم--ة كم--ا ي--رى في النه--ار في الض--وء. رواه البخارى. وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى

الله عليه وسلم يرى في الظلماء كما يرى في الضوء.قا على إسناد الح--ديث للبخ--اري: لم أج--ده في--ه، يقول الزرقاني في شرحه معل وإنم--ا ع--زاه الس--يوطي وغ--يره لل--بيهقي في ال--دالئل، وق--ال: إن--ه حس--ن. ق--ال شارحه: ولعله - أي الحكم بالحس--ن - العتق--اده، وإال فق--د ق--ال الس--هيلي: ليس بقوي. ونقل ابن دحية تضعيفه في كتاب "اآليات البينات" عن ابن بش--كوال؛ ألن

في سنده ضعفا، فكيف يكون في البخاري؟! وحديث البيهقي رواه أيضا ابن عدي، وبقي بن مخلد كما في الش--فاء، وض--عفه ابن الجوزي والذهبي. لكنه يعتضد بش-واهده، فه--و حس-ن كم--ا ق--ال الس-يوطي.

.83/ 4المواهب اللدنية lس--تدل به--ا على أن رؤي--ة الن--بي وخالصة ما قاله الزرقاني أن األح--اديث ال--تي ي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم في الظالم كالنه--ار، س--ندها ض--عيف أو حس--ن. وذك--ر الزرقاني أنه صلى الله عليه وسلم ق--ام ليل--ة ف--وطئ على زينب بنت أم س--لمة بقدمه وهي نائم--ة، فبكت، وق--د يك--ون ذل--ك لبي--ان أن رؤيت--ه في اللي--ل كالنه--ار

ليست في كل األحوال.

خلق النبي صلى الله عليه وسلم في سطور سواء قلت السطور هن--ا أم ك--ثرت، فإنه--ا س--تقف ع--اجزة عن توفي--ة الرس--ول صلى الله عليه وسلم حقه، وسواء أحاط البشر بق--دره أم لم يحيط--وا ب--ه، ف--إن ذلك لن ينقص من قدره شيئا، فهو عندنا بالمقام األسمى، والمنزلة األرفع بقدر

علمنا به، وهو عند ربه تعالى فوق ذلك كله بقدر علمه به. وإذا كان هناك شرذمة قليلة لم تكلف نفسها معرفة الرسول ص--لى الل--ه علي--هبه واالف--تراءات، وسلم حق المعرفة قبل أن تكيل له االتهامات، وتثير حوله الش--lؤبه بها، إن مثلهم كمث--ل من وض--ع الم--اء فإن هذه الحثالة البشرية ليست بمن ي ملء فيه ورفع رأسه ليطفئ نور الشمس، فماذا كان حال--ه غ--ير أن الم--اء ارت--د

133

Page 134: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

علي--ه، فه--ؤالء قب--ل أن يطلق--وا س--هام الطعن من الغي--ظ والكراهي--ة ترت--د إلى نحورهم خائبة خاسرة، ولن ينتقص هؤالء من قدر النبي صلى الل--ه علي--ه وس--لم

إال بمقدار ما ينتقص األصبع من ماء البحار. سنسجل هنا عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ما يملي--ه علين--ا المق--ام، من--ا على غ--ير فض--ول وال تقص--ير في الم--راد؛ إذ الفض--ول في الق--ول يبعث أحيان الملل، بيد أنه هنا ال مالل فيه وال كالل؛ ألن--ه غيض من فيض، والتقص--ير ال يلي--ق بقدر من نتحدث عنه، وبين هذا وذاك تنال الكلمات الش--رف الرفي--ع حين تنتظم

انتظاما لتطاول النجم في ذراه، فإني عجزت أشارت إليه في سراه. كانت أخالقه - عليه الصالة والسالم - غير متكلفة؛ ألن المتكل--ف ال ي--دوم أم--ره طويال، بل يرجع إلى الطب--ع، وه--ذا م--ا أكس--بها عظم--ة وجالال. ق--الوا: إن الخل--ق ملك--ة نفس--انية، يس--هل على المتص--ف به--ا اإلتي--ان باألفع--ال الجميل--ة، واإلتي--ان باألفعال الجميلة شيء، وسهولة اإلتيان بها شيء آخ--ر، فالحال--ة ال--تي باعتباره--ا

تحصل تلك السهولة هي الخلق. فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلف شيئا من الفض--ائل أص--ال، ثم إن اجتماع الفضائل في شخص واحد م--ع ع--دم التكل--ف أم--ر خ--ارق للع--ادة؛ ألن اإلنس--ان مخلوق--ة في--ه ش--هوات، ال يمكن أن يرده--ا إلى ح--د االعت--دال من غ--ير

إفراط أو تفريط، إال إذا عود نفسه سنين عديدة واجتهد، وقد ال يستطع. والعاقل إذا شعر بنقيصة فيه، وأراد محاربتها ومحوها بالتعود وقوة اإلرادة، كان ال بد من مرور زمن طويل، حتى تزول وتنمحي، وهو في أثناء محاربته--ا عرض--ة ألن تظهر عليه تلك النقيصة أو آثارها من حين آلخ--ر، وب--الرغم من--ه، وعن--د ذل--ك يالحظها الناس فيه، فإن كان رجال عظيما أثبتوها عليه في تاريخ حياته، فيقولون مثال: كان بخيال ثم اعتاد السخاء، أو جبانا فتشجع بمعاشرة الش--جعان، واالقت--داء

بهم.. إلخ. ولم نر إنسانا له نقيصة واحدة فقط، مع ك-ثرة تجاربن-ا ومعاش-رتنا الن-اس، نعم قد يتوهم كل إنسان أنه كامل ال عيب فيه وال نقص؛ ألن العين ال ترى نفس--ها إال بطريق المرآة، ومرآة اإلنسان أصدقاؤه وخالنه ومعاشروه، ثم إن اعتقاد الم--رء بكمال--ه وتنزه--ه عن القب--ائح والرذائ--ل يمنع--ه من االطالع على عيوب--ه وهفوات--ه وسقطاته وإن كانت كثيرة، ولو أنه سمع رأي الن--اس في--ه، وإن ك--انوا أق--ل من--ه منزلة، لتبين ل--ه كث--ير من المس--اوئ ال--تي ك--انت خافي--ة علي--ه، بس--بب اعتق--اده

الكمال في نفسه. نقول ذلك؛ إذ قد يعترض علينا أحد فيقول: إنك لم تر إنسانا ل--ه نقيص--ة واح--دة--ا تؤخ--ذ علي، وك--ل الن--اس يم--دحونني فق--ط، م--ع أني ال أذك--ر لنفس--ي عيوب ويوقرونني. فهذا القول إنما هو ادعاء رجل محج--وب أعمى، ف--األولى أن يس--أل

134

Page 135: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

عن عيوبه؛ حتى يهتدي إليها فيصلحها، قال أبو بكر الصديق - وهو ممن ال يخفى على أحد علمه وفض--له وص--دقه وإخالص--ه وتق--واه: رحم الل--ه ام--رءا أه--دى إلي

عيوبي". يعني أن له عيوبا يريد االهتداء إليه--ا. والن--اس اآلن ق--د بل--غ بهم الغ--رور والك--برأهم على القول بت--نزههم عن المع--ايب؛ ل--ذلك حlرم--وا من إص--الح والزهو، ما جر

أنفسهم. والخلو من المعايب، واجتماع الفضائل في شخص فرد من المستحيالت، إال إذا خlلق اإلنسان معتدل المزاج، معتدل الشهوات، ص--حيح الجس--م، ص--حيح العق--ل، قوي األعصاب، من نسل سليم، ليس له وراثة مرضية، خاليا من مطامع المادة،

ومثل هذا الشخص لم يوجد. أما اعتقاد اإلنسان الكمال في نفسه، فهذا من حبه ذات--ه، ومن أحب ذات--ه أحب كمال ذاته، وأحب أن يوصف بصفات الكمال، وهذه غريزة تظه--ر في األطف--ال، فإنك إذا مدحت طفال صغيرا بم--ا يفهم، ظه--رت على مالمح--ه س--يماء الس--رور، فإذا كان قبيح المنظر ووص--فته بالجم--ال أمن على كالم--ك وابتس--م. وق--د س--أل

شاعر عن رجل خال من كل عيب؛ ألنه لم يجد إنسانا كامال: من ذا الذي ما ساء قط = ومن له الحسنى فقط

فسمع هاتفا يقول: محمد الهادي الذي = عليه جبريل هبط

وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يصف رسول الله صلى الل--ه علي--ه وس--لمبقوله:

خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء موسوعة "الرسول والخلفاء، نوبليس.5الراشدون"، محمد رضا، مج

ذاك هو النبي صلى الله عليه وسلم، ال يشبهه في أخالق--ه وك--ريم ص--فاته أح--د، مهما كرم محتده، أو عال بين العالمين كعبه. وحسبه صلى الله عليه وس--لم ثن--اء

[. ذاك4ربه سبحانه وتعالى عليه، حين قال: "وإن--ك لعلى خل--ق عظيم" ]القلم: هو النبي صلى الله عليه وسلم، إن حدثت عن أخالق--ه فإن--ك تح--دث عن عظيم، ليس له في العظماء مثيل، وإن أسرتك ش--يمته وخلق--ه، فإن--ك بين ي--دي رؤوف رحيم، ليس ل--ه في الع--المين ش--بيه أو نظ--ير. وإن بحثت عن--ه بين الش--جعان، وجدته جريء الصدر والمقدم، صادق البأس، رابط الجأش، ثابت الجنان، ش--ديد الحملة، ابن كريهة، خ--واض مغ--وار. وإن لمحت س--ناه بين الكرم--اء، فق--د القيتا ج--وادا، ليس هن--اك ي--د اض--ا، س--خي رجال رحب الباع، خصيب الجن--اب، معط--اء في أسخى من يده، وال كف أبسط من كفه. وإن أكبرته، فإن--ك تك--بره ح--يي الطب--ع، رقيق الوج--ه، محتش-م النفس. وإن عظمت-ه، فإن-ك تعظم--ه جلي-ل الق--در، فخيم

135

Page 136: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

الشأن، عريض الجاه، ع--الي الكعب. وإن وقرت--ه، فإن--ك ت--وقره خ--افض الجن--اح، واسع الكنف، عطوف رؤوف، رقيق رفيق. وإن ألفيته معرضا عن الدنيا وزينتها،--ا عن ال-ثراء، زاه--دا في الغ--نى، فإنك تلفاه رض--ي النفس، قانع-ا بالكف--اف، راغب اكتفى بقسمة القدر. وإن جذبتك قصص الص--ابرين المحتس--بين، فحس--بك من ال يلين جنبه لنائبة من نوائب ال--دهر، وال يه--تز لعادي--ة من ع--وادي الزم--ان، ويص--برlر أقوى من--ه جل--دا على محن--ة، وال على ما نابه فال تنال من صبره الملمات. لم ي أثبت جأشا على نازلة. وإن جلست تحدث األجيال عن ص--ادق أمين، ف--دونك منlمتحن أمانته. وإن أردت م--دحا، lختبر صدقه، وأمينا قبل أن ت كان صادقا قبل أن ي

فقف في إجالل وإكبار وإعظام للنبي الهادي صلى الله عليه وسلم، وقل: من زار بابك لم تبرح جوارحه = تروي أحاديث ما أوليت من منن

ة والكف عن صلة = والقلب عن جابر والسمع عن حسن فالعين عن قرالختام

وفي الختام، ولما ينضب بعد معين الكالم، أجدني أنا والقارئ بين طمع ورج--اء؛ طمع في أن يمن الله سبحانه وتعالى علينا برؤية حبيبه صلى الله علي--ه وس--لم، وأن يجمعنا به في جن--ات النعيم، ورج--اء أن يع--زر المس--لمون ن--بيهم وينص--روه،

ويقفوا للحملة الشعواء التي يشنها الحاقدون عليه صلى الله عليه وسلم. lقدر له أن يمسك بين يديه دفتي هذا الكت--اب، س--وف وإني على يقين بأن من ي تسلمه كل صفحة إلى أختها في متعة ال تدانيها متعة، متمنيا أال تنتهي الكلم--ات، أو تنفد السطور والصفحات. وعسانا أن نك--ون وفين--ا حبيبن--ا محم--دا ص--لى الل--ه عليه وسلم بعض حقه علينا، وما أعجزنا عن ذلك! وألننا قص--رنا، فه--ذا اعت--ذارنا

نقدمه إليه صلى الله عليه وسلم في نهاية هذه السطور: عذرا رسول الله إن قصرت في = وصف فإن جمالكم لن يوصفا

والله لو قlبر النبي تفجرت = أنواره للبدر ولى واختفىوالله لو قلم الزمان من البدا = ية للنهاية ظل يكتب ما كفى

lقيا في السماوات العلى = وبحضرة الرب الجليل تشرفا يكفيه لlخسفا lخسف نوره = وبأن نور محمد لن ي يكفيه أن البدر ي

136

Page 137: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

المصادر والمراجع القرآن الكريم.-1تفسير الطبري.-2في ظالل القرآن.-3صحيح مسلم بشرح النووي، المطبعة المصرية، القاهرة.-4فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقالني، دار الريان.-5 سنن الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيس--ى بن س--ورة الترم--ذي، تحقي--ق:-6

أحمد محمد شاكر، دار الباز، مكة المكرمة. سنن النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد ش--عيب بن علي النس--ائي، دار إحي--اء-7

التراث العربي، بيروت، الطبعة األولى. السنن الكبرى للبيهقي، أبو بك--ر أحم--د بن الحس--ين بن علي ال--بيهقي، دار-8

الكتب العلمية، بيروت. مسند اإلمام أحمد بن حنب--ل، تحقي--ق: أحم--د ش--اكر، دار المع--ارف، مص--ر،-9

ه.1373الطبعة الرابعة، موطأ مالك، تحقيق: محمد ف--ؤاد عب--د الب--اقي، دار إحي--اء الكتب العلمي--ة،-10

القاهرة. سنن ابن ماجه القزوي--ني، تحقي--ق: محم--د ف--ؤاد عب--د الب--اقي، دار الفك--ر،-11

بيروت. الشمائل المحمدية للترمذي.-12 إمتاع األسماع بم--ا للن--بي ص--لى الل--ه علي--ه وس--لم من األح--وال واألم--وال-13

والحفدة والمتاع، المقريزي، دار الكتب العلمية. الجامع ألوصاف الرسول صلى الل--ه علي--ه وس--لم، ابن الع--اقولي، المكتب-14

الثقافي. فتاوى األزهر.-15 -1425 نص--وص من ص--در اإلس--الم، د. محم--ود الرض--واني، دار اله--اني، -16

م.2004 تحفة األحوذي.-17 فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي، المكتبة التجاري--ة-18

ه.1356الكبرى، مصر، الطبعة األولى ربيع األبرار، الزمخشري.-19

137

Page 138: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

موسوعة النبي صلى الله عليه وسلم والخلف--اء الراش--دون، محم--د رض--ا،-20نوبليس بيروت.

نور اليقين في سيرة خير المرسلين، الشيخ محمد الخضري.-21

الفهرس2.......................................................................................اإلهداء

3.....................................................................................المقدمة7........................................................القطرة األولى: وصف أم معبد:

11............................................القطرة الثانية: وصف هند بن أبي هالة:17.....................القطرة الثالثة: وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

19....................................النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن نفسه:20..................................................نسب النبي صلى الله عليه وسلم:

20......................................................................................كنيته:21..................................................................................أسماؤه:24...................................................................................فضائله:

26.................................................................................مرضعاته:26...................................................................................زوجاته:

29.........................................................أوالده صلى الله عليه وسلم:30.......................................................سراريه صلى الله عليه وسلم:30........................................................مواليه صلى الله عليه وسلم:

31....................................................................................خlدامه:33.......................................................مؤذنوه صلى الله عليه وسلم:

ابه صلى الله عليه وسلم: lت 33..........................................................ك34..........................................شعراؤه وخطباؤه صلى الله عليه وسلم:

35........................................................أمراؤه صلى الله عليه وسلم:وه l36....................وصف النبي صلى الله عليه وسلم هكذا وليس كما صور

57...........................................................................موضع الخاتم:85.......................................وصف متعلقات النبي صلى الله عليه وسلم

138

Page 139: cp.alukah.netcp.alukah.net/books/files/book_8735/bookfile/wasaf... · Web viewأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة

107....................................خlلقl النبي صلى الله عليه وسلم في سطور109...................................................................................الختام

110....................................................................المصادر والمراجع

139