لغويات البرمجة اللغوية العصبية

اآلن، وبعد أن اكتس��بت بعض الخ��برة في البرمج��ة اللغوي��ة العص��بية؛ ف��إن تطبيق المعتقدات التي تشكل أساس البرمجة س��وف يس��اعدك كث��يرا في قطع رحلتك نحو النجاح. لقد استخدمت البرمجة اللغوي��ة العص��بية أول م��ا استخدمت لوضع نماذج للسلوكيات المتميزة، ولق��د تم نمذج��ة المعتق��دات التالية بواسطة أشخاص برعوا وتفوقوا في مجال عملهم. يطلق على تل��ك

النماذج اسم "الفرضيات الخاصة بالبرمجة اللغوية العصبية".

الخريطة ال تمثل الواقع

أنت تملك فهما فريدا للعالم من حولك، وأيا كان تصورك؛ فإن هذا التص��ور ال يمث��ل الواق��ع الحقيقي! إن��ك لن تمل��ك أب��دا الق��درة على امتالك ك��ل المعلومات طوال الوقت، وتماما مثل الخريطة ال��تي لن تظه��ر ك��ل م��نزل ومتجر وشجرة في الطريق؛ فإن طريقتك هي مجرد تص��ور للع��الم، وليس

حقيقته الفعلية.

مثال ذكى

ذهب "سو" و"سام" للتسوق من نفس المتجر في نفس الوقت.

كان "سام" يقوم بالتسوق بشكل تلقائي بدون قائمة أما "س��و" فق��د ك��ان التسوق بالنسبة لها أشبه بالحملة العسكرية، وكانت تدون قائم��ة بك��ل م��ا تحتاج إليه، وكانت تتفقد كل األجنحة بعناية لشراء ما تحتاج إليه فقط وفق قائمتها. لم تكن "سو" تفهم أبدا الس�بب ال�ذي ي�دفع "س�ام" للتج�وال في أنحاء المتجر بال هدف الختيار كل ما يغريه بالشراء. أما هو فقد كان يسخر

من إفراطها في التحديد والدقة.

ون خريطتك من خالل ترشيح المعلومات عبر حواسك، واللغة ال��تي إنك تكتستخدمها ومعتقداتك وقيمك وخبراتك

احترام خريطة اآلخرين للعالم

إن تنمية حالة من الفضول هو أكثر األشياء المجدية التي يمكنك أن تفعله��ا إن كنت تسعى للتواصل بشكل فعال. إن ك�ان ك�ل ش�خص يمل�ك خريط�ة مختلفة عن اآلخر؛ فمن الذي يستطيع أن يثبت إن كانت هذه هي الخريطة الصحيحة أو الخريطة المثلى؟ إن حالة الفضول سوف تس��مح ل��ك بكس��ب المعلومات بشأن خرائط اآلخرين مما سوف يس��اعدك على بن��اء التق��ارب وكذلك التواصل مع اآلخرين والتأثير عليه. يجب أن تشتمل حال��ة الفض��ول الجيد على االحترام الصحي لخرائط الغير، وهذا ال يعني أنك يجب أن تنفق

مع خريطة اآلخر. بل عليك أن تتفهمها وتحترمها.

مثال ذكى

تختلف خريطة "إنجريد" عن خريطة ابنها "جريج".

قرر "جريج" – بعدما سافرت والدته في عطل��ة نهاي�ة األس��بوع – أن ي�دعو أصدقاءه لحضور حفل في منزله؛ ولكن األمور خرجت عن نطاق السيطرة

ووقعت خسائر كبيرة في المنزل.

أبدى "جريج" اعتذاره وأسفه الشديد وهكذا أظهر احترامه لخريطة والدته، بينما احترمت "إنجريد" خريطة، ابنها المراهق الذي ك��ان يري��د أن يس��تمتع بوقته بصحبة األصدقاء، وهكذا نجح االثنان في إعادة األمور إلى نصابها في

المنزل.

كلما أخلصت في تواصلك، حصلت على االستجابة المرجوة

إن تحمل مس�ئولية نح��و عملي�ة التواص��ل س��وف يمنح��ك الس�يطرة عليه�ا وعلى النتائج، فسوف تجد من الشائع أن يشرع الش��خص في إب��داء وجه��ة نظره في شيء ما، ثم التنصل من الخطأ، وإلقاء اللوم على الغ��ير أو على

الظروف عندما ال تسير األمور على ما يرام.

إن كنت تري��د أن تقبض على زم��ام نجاح��ك؛ علي��ك أن تتحم��ل مس��ئولية التواصل. إن لم تحصل على اإلجابة ال��تي كنت تتوقعه��ا في الم��رة األولى؛

حاول إذن أن تفسر األشياء بشكل مختلف.

مثال ذكى

كان "هاري" مغرم��ا بفكرت��ه الجدي��دة، ووظ��ف ك��ل قدرت��ه التعبيري��ة بلغ��ة الجسد لنقل الفكرة وشرحها ل���� "ت�ارا"، وبقيت "ت�ارا" جالس�ة مثبت�ة في مكانها وهي ال تكاد تتحرك وهي تنصت إلي��ه بإمع��ان. ولكن "ه��اري" فس��ر

ذلك على أن "تارا" ال تبدى اهتمامها بفكرته.

إن ك44ان األم44ر ممكن44ا بالنس44بة لش44خص فه44ذا يع44ني أن44ه ممكنبالنسبة لآلخرين

أنت تملك كل المصادر التي تريدها لكي تح��دث تغي��يرات في حيات��ك، وفي المواقف التي تجد نفسك فيه�ا تناض�ل من أج�ل اإلنج��از؛ كن واثق�ا أن�ك ال تفتقد المصادر الداخلية بصورة كلية وإنما فق��ط تعيش حال��ة من النض��وب

الوقتي في المصادر.

إن كنت تري��د أن تقبض على زم��ام نجاح��ك؛ علي��ك أن تتحم��ل مس��ئوليةالتواصل

��ا في تحقي��ق لنج��اح. إن تنمية حاالت اإلث��راء يعت��بر ع��امال أساس��يا وجوهري يمكن��ك أن تحق��ق ش��يء تري��ده، ولكن هن��اك بعض األش��ياء ال��تي س��وف��ا يف��وق غيره��ا. اح��رص على التحق��ق أوال ب��أول من نت��ائج تس��تغرق وقت

مجهوداتك، وذلك حتى تستطيع تحقيق طموحاتك.

مثال ذكى

منذ سنوات؛ كان األطباء يرون أن��ك إن ج��ريت بس��رعة كب��يرة لكي تقط��ع مسافة ميل في أربع دقائق قلبك فإن قلب��ك يمكن أن يتوق��ف إلى أن نجح "روجر بانيستر" في تحقيق ذلك، وبعد أن حق��ق "روج��ر" ه��ذا اإلنج��از ب��دأ

الرقم الذي حققه يتحطم المرة تلو األخرى على يد أبط��ال رياض��يين تغ��يرمعتقدتهم بعد النجاح الذي حققه.

إنه ليس فشال وإنما تغذية مرتدة

إن كان ما تفعله ال يحقق النتيجة المرجوة فهذا يعني أنك قد حققت نتيج��ة من ن��وع م��ا. اس��تخدام التغذي��ة المرت��دة ال��تي حص��لت عليه��ا لكي تبحث إمكانية إنجاز ما تريده بش��كل مختل��ف. س��ل نفس��ك: "م��ا ال��ذي يمكن أن

أتعلمه من ذلك؟" و"ما هو الشيء الذي يمكن أن أفعله بشكل مختلف؟"

ركز على الحلول وعلى األشياء األخرى الممكنة وليس على المش��اكل. إنالفشل حالة عقلية فقط؛ إنه مجرد تصور.

أنت تملك كل المصادر التي تحتاج إليها لكي تحدث تغييرات في حياتك

ركز على الحلول وليس على المشاكل

مثال ذكى

كان "نيال فيتزجيرالد" يعمل في شركة "ي��ونيليفر" في بداي��ة التس��عينات، وكان مسئوال عن إطالق مس��حوق غس��يل "برس��يل ب��اور"، إال أن الش��ركة اضطرت إلى سحبه من األس��واق بع�د ي��وم واح��د من طرح�ه إذا إن��ه ك��ان يدمر المالبس من شدة قوته، وكان مجلس إدارة شركة "ي��ونيليفر" ي��درك تماما أن تلك المهمة تستحق كل الجه��د واألم��وال ال��تي أنفقت فيه��ا ألنه��ا

أمدتهم بتغذية مرتدة قيمة سوف تفيدهم في إنجاز مشروعهم التالي.

: ترقي "نيال فيتزجيرالد" إلى منصب رئيس الشركة.1996في عام

العقل والجسد جزءان من نفس النظام

إن طريقة تفكيرك تؤثر تأثيرا على حالتك الجسمانية. ف��إن ك��انت أفك��ارك تق��ودك إلى الح��زن ف��إن جس��مك س��وف يعكس ه��ذا الش��عور، إن ك��انت أفكارك تشعرك بالسعادة فإن جسمك سوف يعكس أيضا هذا الشعور. إن

التفكير السلبي سوف يكبلك دائما بالضغوط والتوتر وس��وف يع��وق ت��دفق الطاقة، وقد أصبح هذا األمر بالفعل من األمور المتعارف عليها بع��دما ثبت أن تراكم الضغوط يؤدى إلى اإلص��ابة ب��األمراض الخط��يرة؛ ل��ذا يك��ون من

المنطقي إذن أن تحرص على تدفق طاقتك من خالل التفكير اإليجابي.

مثال ذكى

راقب أي رياضي وه��و في أوج تفوق��ه، وس��وف ت��درك وقته��ا كي��ف يق��وده تفكيره نحو النجاح. إنه يحقق نجاحه بتوليد معتق��دات إيجابي��ة وحال��ة تحكم

وسيطرة مقرونة بالتدريب المستمر الدؤوب.

لكل سلوك نية إيجابية

إنك تقدم على أفضل انتقاء أفضل الخيارات من خالل المص��ادر المت��وافرة لديك في الوقت الراهن؛ حيث إن الني��ة المرتبط�ة باختي�ارك س�وف تك�ون

دائما نية إيجابية حتى إن لم يرها اآلخرون كذلك.

مثال ذكى

قرر "بن" أال يتصل بفت��اة ك��ان ق��د قالبه��ا في حف��ل الليل��ة الس��ابقة ح��تى بالرغم من شعوره باالرتياح معها وبالرغم من السعادة التي غمرتها عن��دما طلب منه��ا رقم هاتفه��ا. ك��ان "بن" يش��عر من خالل تجارب��ه الس��ابقة م��ع الفتيات أنه سوف يتع��رض لأللم. وهك��ذا عكس س��لوكه نيت��ه اإليجابي��ة في حماية نفسه من إمكانية تعرضه لأللم، ولكن الفتاة نفسها شعرت باإلحباط

ألنه لم يتصل بها.

الشخص األكثر مرونة سوف تكون له السيطرة على النظام

إن مرونة التفكير والسلوك سوف تمنحك ميزة فهم خرائط الغ��ير للواق��ع، كما أنها سوف تساعدك في خل��ق التق��ارب وتحقي��ق النت��ائج. إن الص��رامة والتشدد يمكن أن تقودك إلى موق��ف جام��د، كم��ا أنه��ا س��وف تق��ودك إلى عدم إحراز النتائج، فضال عن أنها يمكن أن تحد من ع��دد األش��خاص ال��ذين

يمكن أن تبني معهم تقاربا.

إن المرون���ة ال تع���ني التخلي عن أفك���ارك، وإنم���ا الق���درة على التكي���ف والمجاراة والقيادة مستخدما تفكيرك وس��لوكك؛ حيث إن انع��دام المرون��ة ينبع من ضيق الفكر واألف�ق وجم�ود األفك�ار واالل�تزام ب "طريق�ة واح�دة

فقط إلنجاز األشياء".

مثال ذكى

كانت "جانين" تتساءل عن سبب عدم ترقيته��ا في العم��ل، وك��انت تش��غل نفس العم��ل وت��ؤدي نفس ال��دور في ش��ركتها على م��دى س��نوات وك��انت تراقب اآلخرين ممن التحق�وا بالعم�ل بع�دها وهم ي�ترقون بينم�ا هي باقي�ة على حاله��ا، وك��انت ت��ؤدى عمله��ا بكف��اءة ولكنه��ا لم تكن ت��درك أنه��ا ق��د "اختارت" أن تنحاز إلى كل من تنفق معهم في ال��رأي م��ع تجنب اآلخ��رين بش��كل ال ش��عوري. وق��د حص��لت "ج��انين" على ترقيته��ا بس��هولة عن��دما اكتسبت قدرا من المرونة في سلوكها مما مكنها من تحقيق النت��ائج جي��دة

اإلعداد.

إن ظللت ت44ؤدي عمل44ك بنفس الطريق44ة ال44تي اعت44دت عليه44ا فسوف تظل تحصل على نفس النتائج ال44تي اعت44دت أن تحصل

عليها

إن البرمج��ة الالش��عورية س��وف ت��دفعك على تك��رار نفس األنم��اط ح��تى ب��الرغم من تيقن��ك من ع��دم ج��دواها، إلى أن تتعلم كي��ف تعي��د برمج��ة

تفكيرك؛ سوف تبقى نتائجك ثابتة بدون أن يطرأ عليها أي تغيير.

مثل ذلك

خاض "براين" ثالث تجارب زواج فاشلة وعددا آخر من الخطوبات الفاشلةأيضا.

إلى أن تعيد برمجة تفكيرك؛ سوف تبقى نتائجك ثابتة بدون أن يطرأ عليه��اأي تغيير.

كان يلقى اللوم دائما على الطرف اآلخر في عدم إنجاح العالقة، وبقى م��ع األسف يتعامل مع المرأة بنفس الطريقة بدون أن يغير تفك��يره أو س��لوكه وإنم��ا يتوق��ع ب�دال من ذل�ك أن يق�دم الط�رف اآلخ�ر )الم��رأة( على إج�راء التغيير للتكيف معه؛ ولكنه م��ا أن أدرك عيب��ه؛ ح��تى نجح في اإلق��دام على

بعض التغييرات التي انطوت على احترام خريطة الطرف اآلخر.

سلوكك ال يجسد ماهيتك

السلوك هو شيء تقدم على فعله ويمنحه اآلخرون المعنى، بعبارة أخ��رى؛ يمكن القول بأن الطرف اآلخر يفسر سلوكك باستخدام خريطت��ه ه��و؛ ل��ذا يكون االحتمال األكبر هو أن الطرف اآلخر ه��و ال��ذي وق��ع في الخط��أ عن��د تفسير سلوكك. ينظر الشخص الناجح دائما إلى م��ا ه��و أبع��د من الس��لوك

أثناء تفاعله مع الغير.

مثال ذكى

كان "توماس" قد قضى عدة سنوات في البحرية

كان قد كذب بشأن عمره الحقيقي والتحق بالبحرية قبل أن يتم السادس��ة عشرة، وكان عليه أن ينضج سريعا ويخشوشن حتى ال يالقي م��ا ال يرض��يه من زمالئه. لذا أقدم على حلق شعر رأسه وارتدى حلقا وبدأ يمارس حمل

األثقال.

ينظر الشخص الناجح دائما إلى ما هو أبع��د من الس��لوك أثن��اء تفاعل��ه م��عالغير.

عندما ترك "توماس" البحري��ة؛ ك��ان م��ازال يجم��ل ه��ذا الش��كل والمظه��ر القاسي الذي كان يحتاج إليه ثناء فترة الخدمة لحمايته من تع��ديات الغ��ير، بالرغم من أنه كان في قراراه نفسه شخصا عطوفا مبدعا؛ وصاحب أفكار

مبتكرة في مجال العمل.

تصورك هو واقعك

أنت تص��نع خريطت��ك للواق��ع من خالل تص��ورك لألش��ياء؛ حيث إن تص��ورك لموقف ما سوف يختلف، لنقل مثال، عن طريقة تصور ج��ارك ال��ذي يقطن

أمامك أو زوجك أو ابنك أو مديرك أو زميلك.

وبما أنه يستحيل أن يخوض شخصن نفس التجربة بكل حذافيرها؛ فإن هذايعني أن هناك القليل جدا من الحقائق المشتركة بين الناس.

مثال ذكى

كان "روب" يستشيط غضبا كلما تأخرت خطيبته عن موعد اللق��اء، وأص��بح شعوره بالغضب يتفاقم يوما بعد يوم بسبب هذا التأخير الدائم، وك��ان ه��ذا التأخر يشعره بأنها ال تحبه وال تحترمه مما ك��ان يدفع��ه إلب��داء اس��تيائه في ك��ل لق��اء لهم��ا. "فيون��ا" – من جانبه��ا – لم تكن ت��ولى ك��ل ه��ذا االهتم��ام للوقت، وكانت تجد صعوبة في االلتزام بجدول لل��وقت، وهك��ذا ب��دأ الت��وتر يسود لقاءاتهما شيئا فشيئا بسبب إبدائه الستيائه وثورته في كل مرة؛ مم��ا دفع "فيون��ا" لإلس��رار إلى إح��دى ص��ديقتها بأنه��ا تري��د أن تض��ع ح��دا له��ذه

العالقة لتبحث عن شخص يعاملها بصورة أفضل.

أنت مسئول عن عقلك وبالتالي عن نتائجك

كل شيء يبدأ بفكرة واحدة. إن كنت تحكم س��يطرتك على أفك��ارك؛ فه��ذايعنى أنك تحكم سيطرتك على سلوكك، وبالتالي على نتائجك.

مثال ذكى

من خالل حديثي مع "هانا"؛ تأكد لي أنها كانت تحد من نتائجها بسبب ضيق تفكيرها، وك��انت تمي��ل دائم��ا إلى اس��تخدام عب��ارات كالتالي��ة "ال يمكن أن يح��دث ه��ذا أب��دا" و "ك��ان يمكن أن تس��ير األم��ور على م��ا ي��رام م��ا

لم..........." و "لن يسمحوا لي أبدا )تقصد بهذا اإلدارة( بتحقيق هذا"

إن تكريس وقتها في التفكير في كل ما هو غ��ير ممكن جعله��ا ع��اجزة عنالعثور على أي حلول.

المقاومة إشارة الفتقاد التقارب

بعدما تكبدت عناء بناء التقارب يمكنك أن تج��ارى وتق��ود إلى أن تص��ل إلى عالق��ة، مريح��ة للط��رفين، فعن��دما يغيب التق��ارب س��وف تظه��ر إش��ارات المقاومة وسوف يشرع الطرف المقابل في مواص��لة ممارس��ة نش��اط م��ا أثناء تح��دثك مع��ه، أو س��وف يتخ��ذ أي��ة أوض��اع جس��دية تكش��ف عن ع��دم

التوافق، وبدون تقارب لن تنجح في تحقيق أي عالقة مريحة للطرفين.

مثال ذكى

لم يكن "ليام" يجيد التحدث، فقد شابا مفعما باألفكار الفياضة ولكن��ه ك��انيفتقد اللباقة الالزمة لطرح أفكاره.

لذا علمناه كيف أن الحديث، ولو كان مقتضبا يمكن أن يفي بالغرض. بدونالتقارب؛ سوف يتعرض التواصل للتعرقل ، وبالتالي سيتعذر طرح األفكار.

ال يمكنك أال تتواصل

في الس��تينيات من الق��رن التاس��ع عش��ر؛ ق��اد "أل��برت ميرابي��ان" بعضاألبحاث في مجال التواصل اللفظي، وقد خرج علينا باإلحصائيات التالية:

7.بالمائة من المعنى يكمن في الكلمات الملفوظة 83بالمائ��ة من مع��اني الكلم��ات يكمن في الطريق��ة ال��تي تلف��ظ به��ا

الكلمات.55.بالمائة من المعنى يكمن في لغة الجسد وتعابير الوجه

بالرغم من أن هذه اإلحصائيات تقريبية – كما أنه��ا تتع��رض للتش��وش عن��د استخدام الهاتف – فإنها تسلط الضوء على مدى أهمية تعب��ير الوج��ه ولغ��ة الجسم ونبرة الصوت في عملية التواصل. أيا كان ما تفعله؛ ح��تى إن كنت تجلس في ه��دوء وتفك��ير في عمل��ك؛ فهن��اك ش��خص آخ��ر س��وف يس��عى

إلضفاء معنى على سلوكك.

مثال ذكى

بقى "كليج" جالسا عاقدا ذراعيه أثناء فترة االجتماع؛ وظل صامتا بدون أنينطق بكلمة؛ متنهدا من آن إلى آخر.

تصور الحضور أنه يشعر بالسأم وبأنه غير مكترث بما يج��ري؛ غ��ير أن��ه في وقع األمر كان يشعر باالرتياح، ويصغى لكل م��ا يق��ال باهتم��ام ولكن��ه ك��ان

مصابا باحتقان في األنف.

أيا كان ما تفعل��ه؛ فهن��اك ش��خص آخ��ر س��وف يس��عى إلض��فاء مع��نى علىسلوكك

أنت تملك كل المصادر الالزمة للتغيير

إن إيمانك بهذا سوف يساعدك ويساعد الغير على إيجاد كل المصادر ال��تيا إلحداث تغيير يخدمك جيدا.تحتاج إليه

مثال ذكى

اعترفت لنا "ديبي" بأنها ال تملك مدى انتباه واسع، واكتشفنا أن من أخبرها بهذا كان أحد مدرسي الجغرافيا حسني النية في المدرسة حيث ق��ال له��ا: "أنت غير منتبهة اآلن إلى ما أقوله" غير أن ديبي" بقيت مقتنعة بذلك من��ذ ذلك الوقت، وبأنها ال تمتلك قدرة كبيرة على االنتباه. ولكننا عندما أخبرناها بأنها تستطيع أن تبقى منتبهة ومركزة لف��ترة طويل��ة عن مش��اهدة فيلم أو قراءة كتاب لمؤلفها المفضل؛ أص��بح من الس��هل أن نس��تخرج من داخله��ا كل المصادر التي تملكها في ظل بعض المواقف لكي توظفها في مواق��ف

أخرى.

نصيحة ذكية

لكي تختبر مدى اتساقك مع المبادئ األساسية للبرمج��ة اللغوي��ة العص��بية؛سل نفسك السؤالين التاليين:

ما الذي إن عشت بمقتضى هذه المبادئ؟1ما الذي سيحدث إن عشت على عكس هذه المبادئ؟2

تقنيات البرمجة اللغوية العصبية

األوضاع التصورية

استخدام ه��ذه التقني��ة لفهم خرائ��ط اآلخ��رين للواق��ع وص��وال إلى اتفاق��ات مثم��رة متبادل��ة. عن��د اس��تعدادك – على س��بيل المث��ال – لالجتماع��ات أو مواجهة أي فرد من أفراد األسرة بمن في ذل�ك األبن�اء واالهتم�ام ب��العمالء

والبيع والتفاوض والتدريب وتقديم العروض.

عندما يقل مستوى التقارب، وتشعر بعدم التوافق مع ش��خص م��ا تري��د أن تؤثر عليه؛ سوف يكون من المفيد أن ترى العالقة من وجهة نظر الط��رف اآلخر؛ حيث إن القدرة على رؤية أي قضية من وجهات نظر متع��ددة يمكن أن تثري المعلومات ال��تي تملكه��ا بالفع��ل بدرج��ة كب��يرة، كم��ا أنه��ا س��وف

تمكنك من اإلقدام على خيارات وقرارات أفضل.

إن رؤية األشياء من وجهة نظر اآلخرين يع�د بداي�ة كب�يرة، ولكن استش�عار األشياء واستقبلها من وجهة نظرهم أيضا سوف يكون بمثابة ميزة إض��افية كب��يرة أخ��رى. إن وض��ع نفس��ك مك��ان ش��خص غ��يرك وتص��رفك على ه��ذا األساس سوف يمكنك من أن تشرع في فهم معتقداته وقيمه وأسلوبه في التعبير، واكتساب فهم أكبر للكيفية التي يمكن أن يتص��رف به��ا ويس��تجيب بها لألشياء ال�تي تقوله�ا أو تفعله�ا، وس�وف يمكن��ك ه�ذا من فهم اآلخ�رين

بدرجة أكبر وتوسيع آفاق وعيك وإدراكك.

فك��ر في موق��ف س��وف تواج��ه في المس��تقبل الق��ريب؛ موق��ف معين1يسبب لك بعض القلق أو الخوف.

انظر إلى الموقف من خالل ثالث زوايا مختلفة، وأع�د مس�رح األح�داث2 وكأنك تستعد لعرض مسرحية باس��تخدام بعض األدوات مث��ل الكراس��ي

والموائد. الوضع األول – في إطار هذا الوضع؛ انظر إلى األش��ياء من خالل وجه��ة3

نظرك فقط، هذا الوضع سوف يكون مفيدا عندما تكون بحاجة لطمأن��ه نفسك واختبار مشاعرك بشأن موقف ما أو نتيجة م�ا والتأك�د من تلبي��ة

احتياجاتك؛ ولكن البقاء في هذا الوضع طوال الوقت س��وف يك��ون غ��ير مجد ألنك لن تملك سوى معرفة ضئيلة بل ق��د ال تك��ون ل��ك أي معرف��ة بتأثيرك على الغير أو على احتياجاتهم وأولوياتهم، ويمكن أيض��ا أن تج��د

نفسك – في ظل هذا الوضع – تقفز إلى نتائج بدون تمحيص جيد. الوضع الثاني- ضع نفسك مكان الغير. ضع نفسك فعليا مكان الش��خص4

اآلخر داخل مسرحك لألحداث، ومن هنا نس��تطيع أن تنظ��ر إلى نفس��ك في الوضع األول؛ ثم االنتقال إلى وضع الش�خص اآلخ�ر واستش��عار ك�ل األشياء بنفس طريقته، وهذا يعني أن تفكر فيم��ا س��وف تفعل��ه إن كنت مكانه، أي أنك سوف تنظر إلى نفسك من خالل شخصه ومن ثم سوف تمتلك قهما جديا لرؤيته وتكتسب المزيد من المعلومات الص��حيحة. م��ا هي أولويات لشخص اآلخر؟ ما هي الضغوط التي يتع�رض له�ا؟ م�ا هي القيم والمعتقدات ال��تي تح��رك س��لوك الش��خص اآلخ��ر؟ إن تب��ني ه��ذا الوضع سوف يمنح��ك فهم��ا أفض��ل لس��لوك الش��خص اآلخ��ر وخريطت��ه

للواقع وبالتالي طريقة تصوره لك. الوضع الثالث- ط��ر على الحائ��ط اآلن وكأن��ك ذباب��ة: بعي��دا عن مس��رح5

األحداث بحيث ترى نفسك في الوض��ع األول وت��رى الط��رف اآلخ��ر في الوضع الثاني. من هنا؛ اتخذ دور المراقب المستقل المنفصل تماما عن الوضعين األوليين. تصور أنك مخرج فيلم أو منتج، وأنك تراقب الموقفمن خالل رؤية منطقية وعقالنية وموضوعية، في هذا الوضع؛ قد تالحظ كيف يتص��رف كال الط��رفين بش��كل مختل��ف لتحس��ين العالق��ة وتحقي��ق

نتيجة مربحة للطرفين

أعد تقمص أي وضع من األوضاع السابقة الكتساب المزيد من الفهم.6

التدريب التالي صمم لكي يساعدك على اكتساب رؤية أفض��ل ألي موق��فوذلك من ثالث زوايا مختلفة.

كل األوضاع السابقة مفيدة وقيم��ة. إن تطبيق��ك له��ذا الت��دريب باس��تخدام المساحة والوقت المناسب يزيد من فهمك وفرص��تك لبن��اء تق��ارب أفض��ل

وابتكار أفكار وحلول جديدة، وفتح المجال لطرق جديدة للتفكير.

تقنية التحويل

استخدام هذه التقنية لتغيير عادة م��ا – مث��ل ع�ادة قض��م األظ��افر، أو ح�ك جلدك أو مراقبة الساعة، أو تحسين مستوى أدائ��ك الرياض��ي المتواض��ع أو الس��يطرة على نوب��ات ثورت��ك أو تغي��ير عادات��ك الغذائي��ة )ب��التعرف على المنبهات المثيرة لهذه السلوكيات الخاطئة مثل تناول الطعام حين الشعور بالراحة أو الشعور باإلثارة(. يمكنك أيضا أن تستخدم هذه التقنية لكي تغير استجابتك لشيء ما من "عدم االهتمام" إلى "االهتم��ام" ومن "العدواني��ة"

إلى "الحزم".

تخير موقفا سلبيا وق��ع في الماض��ي مارس��ت في��ه الس��لوك ال��ذي ت��ود1 تغييره. كون صورة كاملة في عقلك للحدث، ورك��ز على ك��ل م��ا ح��دث وكن متصال بالصورة. ضع إط��ارا ح��ول الص��ورة، وتع��رف على س��مة أو اثنتين من سمات صورتك الداخلية تعمل- عند تكبيرها والتركيز عليه��ا – على تغيير استجابتك الداخلي��ة. س��وف تالح��ظ ه��ذا التغي��ير على األرجح في شكل مشاعر تعتريك. الحظ أن درجة الوضوح والحجم هما األفضل ت��أثيرا في ه��ذه الحال��ة؛ ولكن ه��ذا ال يمن��ع أن الل��ون والتب��اين وموق��ع الص��ورة والعم��ق يمكن أن يح��دث أيض��ا، العب به��ذه األدوات إلى أن

تشعر بالرضا عن السمات التي وقع اختيارك عليها. غ��ير حالت��ك من خالل التق��اط ع��دة أنف��اس عميق��ة وممارس��ة تم��ارين2

االستطالة كون صورة من عقلك للسلوك الذي تود أن ترس��خه. علي��ك أن تش��اهد3

نفسك مشاهدة حقيقية وأنت تمارس الفع��ل. كن منفص��ال عن الص��ورة بمعنى أن تنظر على نفسك داخل الصورة، حيث إن الصورة المنفص��لة

هي التي تخلق دافعا وحافزا سوف يجعل��ك تمص��ي ق��دما نح��و الش��يء الذي تريده، وأدخل في الصورة كل المصادر التي تري��دها وتحت��اج إليه��ا مثل القوة والثقة ووضوح الفكر والقدرة على اإلصغاء واإلبداع والتركيز واالسترخاء وروح المرح. اجعل صورتك قوية الت��أثير وواقعي��ة واختبره��ا في ض��وء ج��وانب حيات��ك األخ��رى. ج��رب الص��ورة في ظ��ل س��ياقات مختلف��ة؛ ه��ل "أنت في ص��ورتك الجدي��دة" تب��دو متس��قا م��ع العالق��ات األخرى؟ إن اس��تجبت في ظ��ل س��ياقات مختلف��ة به��ذه الطريق��ة فه��ل ستكون النتيجة في صالحك وصالح كل من تتعام��ل معهم؟ ق��د تح��دوك رغبة في تعديل الصورة بما يشيع في نفسك الشعور بالسعادة الكامل��ة والرضا عنها، وعندما يتأكد ل��ديك ه��ذا الش��عور؛ كث��ف الص��ورة واجعله��ا

بالغة التأثير. قلص الص��ورة إلى أن تص��ل إلى حجم ط��ابع بري��د، وامح الل��ون منه��ا،4

وأخرج كل األصوات بحيث تبقى صامتة.غير حالتك.5 عد إلى صورتك األولى، وكثف السمتين األكثر ق��وة فيه��ا، واللت��ان وق��ع6

اختيارك عليهما في الخطوة األولى ثم خذ صورتك الذاتية الجديدة ال�تي قلصتها، وضعها في الركن الس��فلي من ص��ورتك األولى. يجب أن تنج��ز الخطوة التالية بمنتهى الس��رعة. ق�ل لنفس��ك وفي نفس ال�وقت ص�غر الصورة الكبيرة، واجعلها مظلمة وكبر الصورة الذاتية الجدي��دة واجعله��ا مش��رقة والمع��ة. ب��ادل بين المك��انين في مج��ال الح��ال ودع الص��ورة

السلبية تختف تماما.

خمس مرات تقريبا؛ واحرص على تغيير حالتك بالتق��اط6كرر الخطوة 7 أنف��اس عميق��ة، وممارس��ة تم��ارين االس��تطالة بين ك��ل نوب��ة ممارس��ة

وأخرى. يجب أن تحرص على االلتزام بالسرعة والتكرار. اختبر استجابتك الجدي��دة بتص��ور وقت معين في المس�تقبل تك��ون في��ه8

بحاجة إلى ه��ذه االس��تجابة. ه��ذا ه��و م��ا يطل��ق علي��ه اس��م "المج��اراة المستقبلية". إن وجدت االستجابة القديمة مازالت مالزمة لك؛ عد ثانية

وكرر التدريب. عندما تنجح في التحول سوف تدرك هذا1إلى الخطوة في الحال؛ ألنك لن تكون قادرا على استرجاع الصورة القديمة.

مولد السلوك الجديد

استخدام هذا التقنية لخلق سلوك جديد تماما

ثبت عيني��ك إلى أس��فل جه��ة اليس��ار وس��ل نفس��ك "إن كنت ق��ادرا1على....................)حدد هدفك(؛ كيف سأبدو؟"

مع توجيه عينيك إلى أعلى جهة اليمين؛ كون صورة مرئية للشكل الذي2 سوف تب�دو علي�ه عن�دما تحق�ق ه�دفك. ك�ون الص�ورة وأنت في وض�ع

منفصل عنها. تصور أنك تخطو داخل الصورة بحيث تستشعر الفع��ل ال��ذي رأيت في��ه3

نفسك داخل الصورة؛ ما الذي تراه وتسمعه وتشعر به؟ قارن بين المشاعر التي سوف تعتريك بمشاعرك تجربة مماثل��ة حققت4

خاللها النجاح. إن تواف��ق الش��عوران م��ع بعض��هما البعض فه��ذا يع��ني أن��ك ق��د انتهيت5

وأنجزت المهمة. إن لم يتفق الشعوران مع بعضهما البعض؛ حدد ما هو ناقص؛ بمعنى أن6

تتعرف على كل العناصر المفتقدة مثل اإلبداع، أو الحاجة إلى مزيد منالثقة أو الحاجة إلى مزيد من االسترخاء وهكذا.

نقح العبارة الممثلة لهدفك عن طريق إضافة "و............... )اذكر ك��ل7المصادر اإلضافية التي وقع اختيارك عليها(".

وكرر التدريب.1عد ثانية إلى الخطة 8

السكواش البصري

استخدم هذه التقنية لحسم الصراع بين قيمك ومعتقداتك؛ حيث إن المنب��ه في هذه الحالة يكون عادة أن تسمع نفسك وأنت تقول: "ج��زء م��نى يري��د أن يفعل كذا أو ي�ؤمن ب "أ" بينم�ا ج�زء آخ�ر م�ني يري�د أن يفع�ل ك�ذا أو

يؤمن ب����� "ب".

حدد المعتقدات أو الرغبات المتصارعة.1 اخلق تعبيرا بصريا لكل جزء؛ وضع كال منهما في إحدى ي�ديك واحملهم�ا2

أمامك.حدد النتيجة المرغوبة واطلب التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.3 س��ل ك��ل ج��زء عن الني��ة اإليجابي��ة. وواص��ل التقس��يم التص��اعدي إلى4

مستوى القيم العليا إلى أن تصل إلى اتفاق. اطلب من كل جزء أن ينظر إلى الجزء اآلخر؛ واذكر ك��ل م��ا ي��راه ه��ذا5

الجزء وكل م��ا يفك��ر في��ه ض��من المص��ادر ونق��اط الق��وى والمعتق��داتوالتوقعات.

اطلب من كال الطرفين أن يعربا عن اس��تعدادهما لمنح وتلقى المص��ادر6أو التفاوض إن لزم األمر.

قرب اليدين من بعضهما البعض، واسحب كلتيهما ب��داخلك ح��تى تش��كال7جزءا منك. يجب أن تبدي كلتاهما رغبته التامة في تحقيق ذلك.

تأكد من أنه ال يوجد أي اعتراض من قبل أي جزء آخ�ر. إن س��معت أي�ة8 اعتراضات؛ ك�رر الت��دريب ثاني�ة في وج�ود الج��زء المع�ترض. ض��ع ه�ذا

الجزء الجديد على كرسي بحيث تتواصل معه من على بعد.

التركيز

إن شعرت أن ذهنك يتش��تت بس��هولة أثن��اء أداء بعض األنش��طة؛ علي��كبهذه التقنية.

نحن على ثقة من أنك تس��تطيع أن ترك��ز بش��كل كام��ل في ظ��ل بعض الظ��روف. ق��د يتحق��ق ذل��ك أثن��اء مش��اهدتك لبرنامج��ك التلفزي��وني

المفضل. أو أثناء التسوق أو أثن��اء االس��تمتاع بس��هرة م��ع األص��دقاء، أو أثن��اء تقليم أظ��افرك أو الحالق��ة أو تس��ريح ش��عرك أو ق��راءة كتاب��ك المفض��ل. من الض��روري أن ت��درك أن انع�دام ق�درتك على الترك�يز "ال

يحدث طوال الوقت" مما يعني

أنك تستطيع أن توزع هذه القدرة على التركيز بحيث تشمل باقي األنشطةالتي تفتقد فيها إلى التركيز.

قم بتحديد بعض األنشطة التي تفتقد فيها إلى الترك��يز، وتتع��رض فيه��ا إلى سرعة التشتت؛ ثم سل نفسك عن مدى قيمة هذه األنشطة بالنس��بة ل��ك. م�ا ال�ذي تمنح��ه ل�ك إذا فش�لت في أدائه�ا، م�ا هي النت��ائج المتوقع�ة؟ إن تعرفك على نتائج أي نشاط سوف يس�اعدك على االنخ�راط بش�كل كام�لا أق��وى باله��دف ال��ذي ي��دفعك للفع��ل كم��ا في��ه؛ مم��ا س��وف يمنح��ك حس��

يساعدك على األداء على نحو جيد.

حتى عندما تكون واضحا بشأن نتيجة المهمة، و وح��تى عن��دما تمل��ك رؤي��ة��ا، وق�د تتمث��ل ه��ذه واضحة لمزايا إنجازها؛ قد تجد صعوبة في إنجازها فعلي الصعوبة في أنك عندما تفكر في أداء المهمة؛ تفتقد الدافع والح��افز ال��ذي يحث��ك على ب��دء األداء. إن��ك تتم��نى فق��ط وض��ع ق��دمك على بداي��ة طري��ق الفع��ل؛ ولكن إن أج��برت نفس��ك على أداء الش��يء وأنت تش��عر ب��التردد واإلحجام فهذا يعني أن هناك قوى تعترض طريقك. أي أن هناك جزءا منك يريد أن يحص��د م��يزة أداء الفع��ل بينم��ا هن��اك أج��زاء أخ��رى ال تري��د إنج��از المهمة بالمرة. إن سعيت لعالج إيه قضية أو أي أم��ر في ظ��ل ه��ذا اإلط��ار

الذهني؛ وهذه الحالة؛ فهذا يعني أنك تحكم على نفسك بالتشتت.

إذن إليك ما يجب أن تفعل��ه. يجب أن تتع��رف على الش��عور ال��ذي ي��دفعك لتجنب الشيء. ما هو منشأ هذه الغص�ة النفس�ية؟ أخ�بر نفس�ك ب�أن ه�ذه الحالة الدافعة لتجنب الشيء ال تخ��دم ه��دفك وان��ك تري��د بح��ق أن تحص��د مزاي��ا المهم��ة ال�تي ت��ود إنجازه��ا. تص��ور أن��ك أنج��زت المهم��ة. قم ب��إعالء مستوى اللمع��ان والتب��اين والل��ون، واح��رص على عكس الص��ورة الذهني��ة

إلنجاز المهمة على مرمى األفق؛ ثم كث��ف س��مات وص��فات الص��ورة أك��ثرفأكثر والحظ تزايد شعورك بالرضا مع زيادة وضوح الصورة.

واآلن؛ اقبض على هذا الش��عور واس��ترخ م��ع ممارس��ة التنفس. تخلص من أي توتر يحيط بعينيك أو فكك أو كتفيك وحدق في راحة يدك. أخبر نفس��ك بأن��ك س��وف ترك�ز بش��دة وأن��ه لن تق��در أي مش��تتات على تش��تيتك أو أي صوت خارجي أو أي صوت رنين أو بريد إلكتروني جدي��د أو إغالق الب��اب أو صياح األطفال أو ضوضاء المواصالت، بينم��ا تح��دق في راح��ة ي��دك؛ راقب التفاصيل على سطح جل��دك. راقب تل��ك التجاعي��د متناهي��ة الص��غر وكي��ف تجمعت تل��ك الخط��وط ب��داخلها، ثم انظ��ر أس��فل س��طح البش��رة والح��ظ اختالف األلوان والظالل الحمراء والصفراء والزرق��اء. كم بل��غ ع��دد الظالل المختلفة التي الحظتها؟ بعد مالحظة هذه التفاصيل الدقيقة؛ س��وف تك��ون في قمة تركيزك. إذن عليك اآلن وأنت في ظل هذه الحالة الذهني��ة ح��امال تلك النية اإليجابية الواضحة أن تنجز المهمة جي��دا؛ ح��ول ترك��يزك من على

يدك إلى المهمة التي تود إنجازها وأنجزها بالفعل!

تخطيط الصورة

وهي تقنية سريعة جدا، ويمكن أن تس�تخدم لنق�ل المص�ادر الداخلي�ة مث�ل الثقة والصبر والمزاح والترك��يز والحس��م من س��ياق إلى س��ياق آخ��ر. إنه��ا تعتمد على توظيف الخي��ال ال��داخلي على نح��و يش��به قليال تقني��ة التحوي��ل ولكن بشكل أدق؛ وذلك لمنحك المزي��د من الخي��ارات في إط��ار المواق��ف التي تشعر فيه��ا بق��در من الص��عوبة. اس��تخدام ه�ذه التقني��ة عن��دما تك��ون

بحاجة الستخدام مصدر محدد في أكثر من موقف.

سوف تندهش من كم اتساق خيالك وصورتك العقلية م��ع حالت��ك الذهني��ة، وهذا يعني أنه – على سبيل المثال- كلما انتابك ش��عور م��ا، مث��ل القل��ق أو اإلحباط، س��وف تعي��د خل��ق نفس الص��ورة ونفس الح��وار ال��داخلي ونفس المشاعر التي اعتدت عليها في بعض المواقف، وسوف تكون ه��ذه الع��ادة بالغة التحدي��د بحيث يبقى خيال��ك ال��ذهني دائم��ا في نفس الموض��ع ونفس

الحجم ونفس الوضوح ونفس درجة التباين وكذلك بنفس اللون، إما

باللونين األبيض واألسود أو بكامل األلوان، ويمكنك أن تختبر ذلك من خالل النظر إلى نفسك في أي حالة مزاجية أخرى ومالحظة خيالك الذهني. كرر نفس الش��يء في الم��رة التالي��ة ال��تي تج��د نفس��ك فيه��ا في نفس الحال��ة المزاجي��ة؛ اخت��بر نفس��ك؛ س��وف تج��د ص��ورتك الخيالي��ة مماثل��ة، ويمكن

استخدام هذه المعرفة لخلق حالة دائمة.

إن العادات بالغة القوى، ففي اللحظة التي تتواص��ل فيه��ا م��ع ش��خص م��ا؛ سوف تعم��د إلى إش��عال وإعم��ال االس��تجابة المعت��ادة بش��كل تلق��ائي. لن يكون لديك الكثير من الوقت لكي تختبر ما تفعله وتقدم على اختيار ب��ديل؛ ذلك أن الع��ادات تك��ون دائم��ا مترس��خة ب��داخلك. س��وف تس��مح ل��ك ه��ذه التقنية باإلقدام على اختيار وإعادة إحياء هذه اللحظات مما س��وف يمكن��ك��ا من تغي��ير طريق��ة اس��تجابتك بمع��نى اإلق��دام على اس��تجابة أك��ثر توازن

ومنطقية بدال من االستجابة التقليدية المعتادة.

إليك طريقة تطبيق هذه التقنية:

استرجع وقتا استجبت فيه بشكل سلبي لشخص ما أو موقف ما.1انتبه إلى كل الجوانب التالية في صورتك الذهنية:2

الموضع – أين تعكس هذه الصورة تحديدا؟الحجم – ما هو شكل الصورة وما هو حجمها؟هل هي ملونة أم أبيض وأسود؟هل هناك أي ص��وت داخ��ل الص��ورة؟ إن ك��ان الح��ال ك��ذلك؛ ص��ف

الصفات الصوتية.إلى أي مدى الصورة واضحة؟ إلى أي مدى تبدو المعة؟

واآلن؛ اكسر الحالة بالتقاط نفس عميق للغاية وتعديل هيئتك.3

قرر الحالة التي تود استبدال الحال��ة االعتيادي��ة به��ا. دعن��ا نطل��ق عليه��ا4اسم "أ".

ت��ذكر موقف��ا عش��ت في��ه تجرب��ة قوي��ة وأنت في الحال��ة "أ". ض��ع في5 اعتبارك أن حدة وقوة الحالة من األشياء بالغ��ة األهمي��ة، واح��رص على

اختيار حالة قوية؛ وليس حالة ضعيفة. انتبه إلى كل جوانب الصورة الذهنية المرتبط��ة بالتجرب��ة الموص��فة في6

.2الخطوة واآلن؛ عد إلى الصورة األولى وحركها؛ بحيث تغطى على الصور الثاني��ة7

األكثر قوة والمرتبطة بالحالة "أ"، وسوف تبقى الص�ورة كم�ا هي ولكنبعد اكتساب سمات الصورة "أ".

انتهت المهمة. واآلن؛ حاول أن تراجع ثانية إلى الصورة األولى في الموضع األصلي لها، وسوف تجد أنها ت��أبى الظه�ور هن��اك ثاني��ة، وس��وف تج��د أنه�ا انتقلت بشكل تلقائي إلى الموضع الجديد بالسمات الجديدة وسوف تش��عر

أنك في حالة أكثر إثراء.

يمكن استخدام طريقة تخطيط الصورة في حاالت متعددة؛ لذا أحث��ك على تطبيقها وممارستها، واكتشاف كل الحاالت المثري��ة ال��تي يمكن أن تخلقه��ا

لنفسك في ظل أي سياق تريد أن تشعر فيه بمزيد من التحكم.

جدار التركيز

إنه��ا تقني��ة بالغ��ة النف��ع س��وف تمكن��ك من االحتف��اظ بترك��يزك في ظ��لا هذه التقنية لألطفال الذين يج��دون ص��عوبة في الترك��يز الضوضاء. لقد لقن ألداء واجب��اتهم المدرس��ية بس��بب الضوض��اء الموج��ودة داخ��ل الفص��ول

الدراسية.

تصور أن هناك جدارا زجاجيا مانعا للصوت يحيط بك. كل ش��يء م��ازال1 يح��دث من حول��ك ولكن بال ص��وت، فض��ال عن أن الص��ور تب��دو ض��بابية

أمامك من خالل الجدار الزجاجي.يمكن أن تطور هذه التقنية كما يلي:2

تص��ور نفس��ك تج��ذب الزج��اج إلى أعلى وأس��فل كلم��ا احتجت إلى ذلك.

تصور أنك تضع الئحة تس��جيل ف��وق الزج��اج لكي تلص��ق عليه��ا ك��ل الملحوظ��ات ال��تي تري��د أن ت��ذكر به��ا نفس��ك بوج��وب إنج��از بعض

األشياء في وقت الحق.يمكن أيضا أن تضع مقياسا للحرارة للتحكم في درجة الحرارة أثن�اء

ممارستك للتركيز.

وما أن تتعرف على الطريقة ال�تي يعم�ل به�ا عقل��ك؛ س�وف تتفتح أمام�كإمكانات بال حدود إلنجاح هذه التقنية، واإلفادة منها بشكل إيجابي لصالحك.

التحكم في حوارك الداخلي

أحيانا قد نحدث أنفسنا بأش��ياء غ��ير مجدي��ة؛ حيث إن ص��وتك ال��داخلي ق��د يرسل إليك رسائل خاطئة تح��د من ق��دراتك. ج��رب بعض التقني��ات التالي��ة

للتخلص من كل األحاديث الداخلية المعوقة.

تص��ور أن��ك تمل��ك جه��از في الص��وت؛ اخفض��ه إلى أن يختفي الص��وت1تماما.

انظر إلى أعلى؛ سوف تجد أنه من شبه المستحيل عليك أن تتحدث مع2نفسك وأنت مثبت عينيك في هذا االتجاه.

اضبط الصوت بحيث يكون شبيها بصوت الرسوم المتحركة.3زد من السرعة بحيث يخرج الصوت أشبه بصوت السنجاب األمريكي.4اخفض السرعة بحيث يخرج الصوت بالغ العمق والغرابة.5

نصيحة ذكية

عندما تتقن ع��ددا من تقني��ات البرمج��ة اللغوي��ة العص��بية؛ اح��رص على أن تكون مبدعا في تطبيقها. انتق ووف��ق بين التقني��ات وص��وال إلى أعلى ق��در من الت��أثير، ويمكن��ك على س��بيل المث��ال عن��د تط��بيق ت��دريب لألوض��اع التصويرية، أن تدخل بها أسلوب التص��ور، أو تغي��ير المعتق��د أو ح��تى تقني��ة

التحويل أو السكواش البصري.

كن مسئوال عن نفسك

جوهر العظمة يكمن في قدرتك على أن تؤثر تحقيق ذاتك في ظروف يؤ�ثر اآلخرون الجنون.

انظر في أمرك وفتش في نفسك لتجد رفيقا مالزما ل��ك، ولنس��مه اس��ما أفضل، وليكن "موتك" و "حتفك". بالطبع فإن هذا الزائر قد يشعر بالرهب��ة أو الوجل، وإن أدركت جعلته سالحا في يدك مسخرا لمنفعت��ك الشخص��ية.

واألمر كله إليك أنت.

اعلم يقينا أن الموت أمر أبدي ال مفر منه وأن حياتك قصيرة، واطرح على نفسك هذه األسئلة: :هل ينبغي علي أن أتجنب األشياء التي أن��ا في حاج��ة

إليها فعال؟" و "هل حتما علي أن أحيا حياتي كما

يريدها اآلخرون ال كم��ا أردت لنفس��ي؟" و "ه��ل من المهم جم��ع وتك��ديس األغراض؟" و "هل أنا في حاجة ملح��ة ألن أزيح تل��ك األوه��ام ألحي��اء حي��اة... طيبة؟" واإلجابات المحتمل��ة يمكن أن نلخص��ها في كلم��ات قالئ��ل: عش�

. كن نفسك... استمتع... أحبب�

يمكن أن تصبح خشيتك من الموت أمرا سلبيا غ��ير مج��د ويمكن من ناحي��ة أخرى أن تستغلها في أن تعين نفسك على أن تتعلم كيف تحيا حياة ناجحة فعالة. انظر شخصية أيفان إيليتش التي ابتكرها تولستوي وه��و في انتظ��ار من ينادي بالمساواة متأمال ماضيه الذي هيمن عليه اآلخرون هيمن��ة كامل��ة وحياته التي فقد فيها سيطرته على نفس��ه وه��و يه��دف من وراء ذل��ك إلى

االلتزام بالنظام والقوانين.

"ماذا لو أن حياتي كلها كانت خاطئة؟" لقد حدث له أن اتضح أمامه أن م��ا كان يبدو في البداية مستحيال تماما أضحى واقعا، يعني ه��ذا أن��ه ين��دم على أنه لم يقض حياته بصورة غير تلك ال��تي قض��اها عليه��ا. وت��بين ل��ه أن تل��ك

الدوافع التي كانت جديرة باالهتمام – وإن كانت غير ملحوظة – والتي ق��ام بقمعها وكبتها، ربما كانت هي الصواب في نهاية المط��اف، وربم��ا ك��ان م��ا تبقى هو الخطأ. وربما قد كانت كل أعماله وواجباته المهني��ة ونظ��ام حيات��ه وأسرته وجميع اهتماماته الرسمية خاطئة وال تع��دو عن كونه��ا س��رابا. لق��د حاول الدفاع عن كل هذه األمور أمام نفسه وفجأة شعر بض��عف ووهن م��ا

يدافع عنه. فلم يكن هناك من شيء أصال ليدافع عنه.

وفي الم��رة التالي��ة ال��تي تتأم��ل فيه��ا ق��رارا يتعل��ق بم��ا إذا كنت س��تتولى مسئولية نفسك أم ال، ولكي تتمكن من االختيار اط��رح على نفس��ك س��ؤاال

مهما مفاده: "إلى متى سأظل ميتا؟". وبهذه النظر

الثاقبة يمكنك اآلن أن تختار لنفسك طارحا القلق والمخ��اوف وراء ظه��رك غير منشغل البال بما إذا كنت قادرا على أن تتحم��ل نتيج��ة اختي��ارك أم ال،

متجاهال الشعور بالذنب نحو هؤالء الذين سيحيون لألبد.

إذا لم تبدأ في اتخاذ تلك الخطوات فال تعجب في أن تحيا حياتك كلهما كما أرادها اآلخرون لك. وال ريب أن��ك إذا أيقنت أن مكث��ك في الحي��اة مح��دود، فالبد أن تتمتع هذه الحياة القصيرة بالبهجة والسرور. باختصار، إنها حيات��ك

أنت؛ فعشها كما تريدها أنت.

السعادة وحاصل ذكائك

إن موضوع تولي المسئولية تجاه نفسك يستلزم تحري��ر فك��رك وذات��ك من تلك األساطير والخرافات السائدة. وعلى قمة هذه األس��اطير تل��ك الرؤي��ة التي تقدر مدى ذكاء الفرد بمدى قدرته على حل المسائل الصعبة والقدرة على الق��راءة والكتاب��ة والحس��اب عن��د مس��تويات معين��ة وك��ذا ح��ل بعض المعادالت النظرية بسرعة. ه��ذه الرؤي��ة لمفه��وم ال��ذكاء تعت��بر أن التعليم الرسمي والتميز في تحصيل ما بالكتب بمثابة المقاييس الصحيحة لتحقي��ق الذات. وهي تشجع على وج�ود ن�وع من االس�تكبار العقلي وال�تي أدت إلى

آثار ونتائج مثبطة تضعف من معنويات الكثيرين. لقد سيطرت علين��ا فك��رة أن الشخص الذي يحصل على شهادات تقدير أكثر في تعليمه وال��ذي ي��برع في جانب من جوانب النظام التعليمي )رياضيات، عل��وم، حف��ظ ق��در ع��ال

من

المفردات اللغوية، ذاكرة ق��ادرة على االحتف��اظ بع��دد هائ��ل من الحق��ائق، ق��ارئ يتمت��ع بالس��رعة في الق��راءة( ه��و ش��خص "ذكي". ولكن إذا قمن��ا بالبحث في سجالت مستش��فيات األم��راض العقلي��ة، فس��تجد أنه��ا مكتظ��ة بعدد هائل من المرضى الذين حصلوا على شهادات ودرجات علمية موثق��ة تماما كمن ليس ل��ديهم تل��ك الش��هادات. إن المقي��اس الح��ق لل��ذكاء يق��در بمدى سعادة الفرد وفعاليت��ه في ك��ل ي��وم من حيات��ه وفي ك��ل لحظ��ة من

يومه.

إذا كنت تتمت��ع بالس��عادة وإذا كنت تعيش ك��ل لحظ��ة من حيات��ك فإن��ك ستكون جديرا بأن نطلق عليك أنك شخص تتمتع بال��ذكاء. وال ش��ك في أن القدرة على حل المسائل والمشكالت أمر مهم في اكتمال الس��عادة ولكن إذا علمت وأيقنت عندما تعجز عن حل مش��كلة معين��ة أن��ك م��ا زلت ق��ادرا على أن تخت��ار الس��عادة لنفس��ك أو على األق��ل م��ا زلت ت��رفض التعاس��ة، عندئذ يمكن أن نقول إنك تتمت��ع بال��ذكاء. إن��ك تتمت��ع بال��ذكاء ألن بحوزت��ك

سالحا قويا يدفع عنك االنهيار! نعم؛ االنهيار العصبي.

ربما تشعر بالدهشة إذا علمت أنه ليس هناك ما يسمى باالنهي��ار العص��بي. فاألعص��اب ال تنه��ار. إذا قمت بتش��ريح إنس��ان فلن تج��د أث��را النهي��ار ه��ذه األعصاب. إن األذكياء من البش��ر ليس ل��ديهم انهي��ار عص��بي ألنهم يتول��ون مس��ئولية أنفس��هم. إنهم يعرف��ون الطريق��ة ال��تي به��ا يخت��ارون الس��عادة ويؤثرونها على االكتئاب وذلك ألنهم يعرفون كي��ف يتع��املون م��ع مش��كالت حي��اتهم. ولكن تنب��ه أن��ني لم أق��ل أنهم يقوم��ون بح��ل المش��كالت. إنهم يقوم��ون بقي��اس ذك��ائهم على أس��اس مق��درتهم على االحتف��اظ بالس��عادة

وتيقنهم من أنهم يستحقون هذه الحياة سواء

تمكنوا من ح��ل المش��كلة أم ال. إنهم ال يش��غلون أنفس��هم بقي��اس ذك��ائهمعلى أساس قدرتهم على حل المشكالت.

يمنك أن تبدأ في بحث وقي��اس م��دى م��ا ل��ديك من ذك��اء على أس��اس م��ا يكتنفك من مشاعر عند مجابه�ة الظ��روف الص��عبة. إن الكف�اح في الحي��اة والمكابدة فيها أمر يح��دث للبش�ر جميع�ا. فق�د يواج�ه أي ف��رد في أي من المواقف االجتماعية صعوبات تشبه تلك التي يواجها اآلخرون. إن االختالف في اآلراء، والص��راعات، والتس��ويات والتن��ازالت تعت��بر جميعه��ا س��مة من سمات البشر. وبالمثل فإن المال والشيخوخة والمرض والوفاة والك��وارث الطبيعية والحوادث كلها أحداث تمثل بالفعل مشكالت وعوائق لكل البش��ر وهو ما يؤكده الواقع. ولكن هن��اك من البش��ر من هم ق��ادرون على تخطي تل��ك العقب��ات ودح��ر تل��ك المش��كالت ويك��ون ال��دافع ل��ديهم ه��و أن ين��أوا بأنفس��هم عن االكتئ��اب والتعاس��ة على حين نج��د آخ��رين يص��يبهم االنهي��ار العصبي أو تصيبهم حالة من الجمود. إن هؤالء الذين ينظرون إلى العقب��ات التي تواجههم على أنها مجرد أم��ر ع��ارض يواج��ه ك��ل البش��ر وال يقوم��ون بقياس مدى سعادتهم بمدى غياب المشكالت عن حي��اتهم هم أك��ثر البش��ر

ذكاء وأندر البشر وجودا.

إن العملية التي فيها تتعلم كيف تك��ون مس��ئوال مس��ئولية كامل��ة عن ذات��ك ستتضمن حاجة إلى تفكير جديد وشامل، وه��و ن��وع من التفك��ير ق��د تتأك��د صعوبته ألن هناك الكثير من السلطات والقوى في مجتمعنا تتآمر وتتع��اون لتحد من تولي الفرد مسئوليته تجاه ذاته. ينبغي عليك أن تثق في ق��دراتك على أن تشعر وتحس وتتعاطف م�ع م�ا أردت وقتم�ا أردت. إن ه�ذه رؤي�ة

راديكالية. ربما قد نموت وأنت

تعتق���د أن���ه ليس بوس���عك أن تتحكم فقي مش���اعرك بحيث إن الغض���ب والخوف والكراهية كما الحب والنشوة والمتعة كلها أشياء تح��دث ل��ك دون

دخل لك فيها. وكأن الفرد ال يستطيع التحكم في تلك المشاعر بل عليه أن يسلم بها. فإن حدث لك حادث مفجع، فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن وأن

تتمنى أن يعجل القدر بحدث سعيد ليعود إليك لشعور بالسعادة.

اختر لنفسك ما تشعر به

إن المش��اعر ليس��ت مج��رد انفع��االت تح��دث ل��ك. إن المش��اعر هي ردود أفعال واستجابات تحدث باختيارك أنت. فإذا كنت مس��ئوال ومس��يطرا على انفعاالتك، فليس هناك ما يض��طرك الختي��ار ردود األفع��ال ال��تي يك��ون له��ا م��ردود س��لبي علي��ك. وحينم��ا تعلم أن بإمكان��ك أن تش��عر بم��ا اخ��ترت أن تشعر به فإن هذا مؤشر على أنك ت��دنو من المع��نى الحقيقي لل��ذكاء ليس به سبال فرعية تؤدي إلى االنهي��ار العص��بي. وه��ذا الطري��ق س��يكون جدي��دا بالنسبة لك ألنك ستعتبر أي شعور أو أية عاطفة في حوزتك ومن اختي��ارك أنت، وليس��ت عارض��ا من ع��وارض الحي��اة. وهن��ا يكمن ج��وهر الحري��ة

الشخصية.

ومن خالل المنطق يمكنك أن تثور وتهاجم ذلك االدعاء الذي يرى أنك غ��ير مسئول وغير قادر على التحكم في مشاعرك. ومن خالل اس��تخدام قض��ية منطقية بسيطة )أي معادلة منطقي��ة فيه��ا مقدم��ة ك��برى ومقدم��ة ص��غرى

ونتيجة تقوم على أساس التوافق بين المقدمتين(

تستطيع أن تبدأ تلك العملية لخاصة بتولي مس��ئوليتك تج��اه نفس��ك س��واءمن الناحية العقلية أو العاطفية.

قياس منطقي

المقدمة الكبرى: أرسطو رجل.

المقدمة الصغرى: كل الرجل لهم شعر في الوجه.

النتيجة: أرسطو له شعر في لوجه.

قياس غير منطقي

المقدمة الكبرى: أرسطو له شعر في الوجه.

المقدمة الصغرى: كل الرجال لديهم شعر في الوجه.

النتيجة: أرسطو رجل.

ان��ه الواض��ح أن��ه ينبغي علي��ك وأنت تس��تخدم القي��اس المنطقي أن تنتب��ه وتتأكد من أن المقدمتين الكبرى والصغرى متوافقتان. وفي المث��ال الث��اني فإنه يمكن أن يكون أرسطو قردا أو أي حيوان آخر به ش��عر بوجه��ه. إلي��ك هذا المثال المنطقي الحاسم الذي قد يريحك من فكرة أنك غير قادر علي

التحكم في التحكم في عواطفك.

المقدمة الكبرى: يمكنني لتحكم في أفكاري .

المقدمة الصغرى: مشاعري تنشأ عن أفكاري

النتيجة: يمكنني التحكم في مشاعري.

والمقدمة الكبرى واضحة. فإن لديك الق��درة علي التفك��ير فيم��ا يحل��و ل��ك وفيما تسمح لعقلك أن يفكر فيه. فإذا ط��رأ ش��يء علي تفك��يرك فج��أة فال

يزال لديك القدرة علي أن تنأى به عن تفكيرك علي ، وبذلك تظل مسيطراعقلك وتفكيرك. فمثال إذا قلت لك: فكر في ظبي

لونه قرنفلي "فبإمكانك أن تتخيله باللون األخض��ر أو تفك��ر في ش��يء آخ�ر مثل النم��ر أو أي ش��يء آخ��ر إذا أردت. أنت وح��دك الق��ادر على أن تتحكم فيما يرد إلى عقل��ك من أفك��ار. وإذا لم تكن ت��ؤمن به��ذا ف��أجبني عن ه��ذا الس���ؤل: "إذا لم تتحكم في أفك���ارك، فمن يتحكم فيه��ا إذن؟" زوجت��ك / زوجك أم رئيسك في العم�ل أم وال�دتك؟ وإذ م��ا تحكم��وا فيم�ا تفك��ر في��ه فرسلهم في طلب الشفاء لك وستتحسن حالتك فورا. لكن��ني ال أظن أن��ك تفكر كذلك. أنت وأنت وحدك القادر على أن تتحكم في تفك��يرك )إال تحت ظروف خاصة جدا كغسيل المخ أو حقول التجريب الشرطية وكلها ال تمثل جانبا أساسيا من حيات�ك(. أفك�ارك ملك�ك أنت، تحتف�ظ به�ا، أو تغيره�ا، أو تنقلها لآلخرين، أو تتأمله��ا كم��ا يحل��و ل��ك. وال أح��د يس��تطيع أن ي��دخل في رأسك ويستحوذ على أفكارك الخاص��ة وأنت تجربه�ا أو ت��ديرها في عقل��ك. وأؤكد لك أنك بالفعل قادر على التحكم في أفكارك كما أؤكد لك أن مخ��ك

هو ملكك أنت تستخدمه كيفما تشاء.

المقدم��ة الص��غرى ال لبس فيه��ا إذا قمت بمراجع��ة البحث وك��انت ل��ديك الق��درة على الحكم على األش��ياء بفك��ر ص��ائب. ال يمكن أن يتول��د ل��ديك شعور معين من غير أن تخوض في فكرة معينة أو يس��اور ذهن��ك أم��ر م��ا. فإذا انتزعنا منك المخ تفتق�د الق�درة على الش��عور تمام��ا. إن الش��عور ه�و استجابة جسدية طبيعية للتفكير. فإذا أجهشت بالبكاء أو احمر وجهك خجال أو ازدادت نبضات قلبك أو ح�دثت أي��ة اس��تجابة من االس��تجابات العاطفي��ة التي ال حصر لها فإن هذا يعني حتما أن مركز التفكير قد أرسل بإش��ارة أو رسالة أوال. وإذا ما حدث أن ت��دمر مرك��ز التفك��ير أو ح��دث ب��ه عطب فلن

تحدث لك حينئذ أية

استجابات عاطفية. ففي بعض حاالت اعتالل المخ ال يمكنك حتى أن تشعر ولو باأللم الجسدي وقد تحترق يدك على موقد مشتعل دونم��ا أدنى ش��عور ب��األلم. إن��ك تعلم أن��ه ليس بإمكان��ك أن تش��عر بمش��اعر م��ا وأنت تتجاه��ل مركز التفكير. إذن فالمقدمة الصغرى ص��حيحة. بمع��نى أن ك��ل عاطف��ة أو

شعور يسبقه تفكير، وبدون المخ لن تكون هناك مشاعر أو أحاسيس.

أعتقد أن النتيجة حتمية ومنطقية أيضا. فإذا قمت بالس��يطرة على أفك��رك ل��تي تتمخض عنه��ا المش��اعر فإن��ك تك��ون ق��ادرا على أن تتحكم في تل��ك المشاعر. ويمكنك التحكم في مشاعرك من خالل التأثير على األفكار التي تس��بقها. ببس��اطة، إن��ك تظن أن األش��ياء أو الن��اس هم ال��ذين يجعلون��ك ال تشعر بالسعادة وهذا ظن تعوزه الدقة. أنت الذي تجعل من نفسك شخصا تعيسا بسبب تلك األفكار التي لديك عن الناس واألشياء في حياتك. وح��تى تتمتع بالحري��ة والص��حة ف��إن ذل��ك يتطلب من��ك أن تفك��ر بش��كل مختل��ف. وعندما تتمكن من تغيير أفك��ارك فس��تبدأ مش��اعر وأحاس��يس جدي��دة في

الظهور وبذلك تكون اتخذت أو خطوة في طريق الحرية الشخصية.

ولكي نتناول أمر القياس المنطقي بصورة أكثر وضوحا وبش��كل شخص��ي، دعنا نتأمل حالة "كال" الموظ��ف التنفي��ذي الش��اب ال�ذي يعتص��ر ألم��ا ألن رئيسه في العمل يعتقد أن��ه غ��بي. وهك��ذا يش��عر "ك��ال" بالتعاس��ة بس��بب نظرة المدير المتدنية له. ولكن لو افترضنا أن "كال" لم يع��رف أن رئيس��ه في العمل يعتقد أنه هل كان سيظل على هذا الح�ال من التعاس�ة، ب�الطبع ال، إذا كيف يأسى على شيء لم يح��ط ب��ه علم��ا. وبه��ذا نق��ول: إن��ه س��واء

اعتبره المدير غبيا أم لم يعتبره

فال دخل لهذا كله في كونه تعيسا. إن ما يفكر فيه "ك��ال" وم��ا يعتق��ده ه��و سبب تعاسته. أضف إلى ذلك أن "كال" يجعل من نفسه إنسان تعيسا وهو

يقنع نفسه أن ما يعتقده اآلخرون أهم بكثير مما يعتقده هو.

إن ه��ذا األس��اس المنطقي ينطب��ق على ك��ل األح��داث وك��ل األش��ياء وآراء األشخاص. فأنت ال تحزن لوفاة شخص طالما أن الخبر لم يصل إلي��ك لكن إذا علمت ب��ذلك ش��عرت ب��الحزن. إذن فليس��ت الوف��اة الس��بب في ذل��ك الحزن ولكن السبب هو ما تمليه على نفسك عن هذا الح��ادث. واألعاص��ير ليست كئيبة في حد ذاتها ألن االكتئاب شيء من صنع البش�ر. ف��إذا انتابت��ك حالة من الكآبة إلعصار ما فإن سبب ذلك هو تلك األشياء والهواجس ال��تي تميلها على نفسك حتى تكتئب. وال أقص��د من وراء ذل��ك أن تخ��دع نفس��ك بأن تستمتع بوقوع إعصار ولكن اط��رح على نفس��ك ه��ذا الس��ؤال: "لم��اذا يكون لزام��ا علي أن أخت��ار االكتئ��اب؟ ه��ل س��يحقق لي ه��ذا االكتئ��اب أي��ة

منفعة في التعامل مع اإلعصار"؟.

إن الثقافة التي نشأت فيها هي التي بثت فيك فكرة أنك غ��ير مس��ئول عن مشاعرك بالرغم من أن القياس المنطقي يؤكد على تلك المسئولية. إليك اآلن قائمة موجزة متضمنة تل��ك األقاوي��ل ال��تي اعت��دت اس��تخدامها كث��يرا.

انظر مليا في مغزاها.

."لقد جرحت مشاعري"."إنك تجعلني أشعر باالستياء"."ليس بوسعي أن أكف عن هذا الشعور"

مج��رد ش��عور بالغض��ب يس��يطر علي، فال تطلب م��ني أن أوض��حه" لك".

."إنه يجعلني أشعر بالسأم"."أشعر برهبة من األماكن المرتفعة"."أنت بذلك تجعلني في موقف حرج"."إنها تحبطني بحق"."لقد سخرت مني وأحرجتني على المأل"

هذه القائمة ال نهاية لها وك��ل ق��ول منه��ا ينم عن رس��الة مفاده��ا أن��ك غ��ير مسئول عن مش��اعرك. واآلن أع��د كتاب��ة القائم��ة ولكن ه��ذه الم��رة بدق��ة جاعال إياها تعكس حقيقة أن��ك مس��ئول عن مش��اعرك وأن تل��ك المش��اعر

تتمخض عن أفكار ورؤى لديك عن أي شيء.

أنا الذي تسببت في جرح مش��اعري بس��بب م��ا أملي��ه على نفس��ي" جراء رد فعلك نحوي".

."أنا الذي تسببت في شعوري باالستياء"يمكنني أن أتحكم فيما أشعر به ولكني أنا الذي اخترت لنفس��ي أن"

أكون قلوقا مضطربا".أنا الذي اخترت أن أغضب وأثور ألنني اعتدت أن أتالعب ب��اآلخرين"

بغضبي إذا أنهم يعتقدون أنني أتحكم فيهم".."أنا الذي جعلت نفسي أشعر بالسأم"."أنا الذي أرهب نفسي من األماكن المرتفعة"."أنا الذي أضع نفسي في موقف حرج"."أنا أحبط وأغضب نفسي إن دنوت منها"

أنا الذي أشعرت نفسي بالحماقة والحرج ألن��ني تع��املت م��ع رأي��ك" عني بجدية أكثر من رأيي عن نفسي واهما أنني واآلخ��رين في ذل��ك

سواء".

ربما يساورك الظن بأن الفقرات الموجودة في القائم��ة األولى هي مج��رد أنماط كالمية مجازية وال تعني الكثير وتظن أنها قد أصبحت أكليش��يهات أو أفكارا غرست في ثقافتنا. إذا كان هذا رأي��ك، فاس��أل نفس��ك عن الس��بب وراء ع��دم خ��روج الفق��رات الموج��ودة في القائم��ة الثاني��ة في ص��ورة أكليشيهات هي األخرى. اإلجابة تكمن في ثقافتنا التي تعلمنا أن نفكر طبقا

للقائمة األولى وتصرفنا عن منطق وصحة القائمة الثانية.

إن الرسالة واضحة وضوح الشمس. أنت الشخص المسئول عما تشعر به. فأنت تشعر بما تفكر فيه وبالتالي يمكن��ك أن تفك�ر بطريق��ة مختلف�ة فيم��ا يتعلق بأي شيء؛ إذا قررت ذل�ك. واس��أل نفس��ك ع��ل هن��اك من فائ��دة أو منفع��ة س��تعود علي��ك إن كنت تعيس��ا أو مض��طربا أو جريح��ا. ثم اب��دأ في البحث بعمق عن نوع األفكار التي تؤدي إلى تلك المش��اعر ال��تي تفت في

عضدك.

تعلم أال تكون تعيسا: مهمة شاقة

ليس من السهل أن تنتهج طرقا جديدة للتفكير. إن��ك معت��اد على مجموع�ة معينة من األفكار وما يعقبها من أفكار تزي��د من ض��عفك. إن األم��ر يتطلب

منك عمال مضنيا الستئصال كل ما تراكم لديك من

ع��ادات التفك��ير الس��لبي إلى اآلن. إن تحقي��ق الس��عادة أم��ر هين، أم��ا أن تتعلم كيف تمنع نفسك من اإلحس��اس بالتعاس��ة، فلربم��ا ك��ان ذل��ك األم��ر

شاقا.

السعادة أم��ر ط��بيعي مفط��ور علي��ه ك�ل البش��ر. ويمكن أن يتض��ح أمام��ك الدليل على ذلك إذا تأملت األطفال الصغار. إن مسألة التخلص من األوامر والنواهي التي اكتسبتها وأثقلت كاهلك أمر ليس بالهين، إذا أنها قد تغلغلت وتأصلت في نفس��ك على م��دى األي��ام. إن ش��روعك في ت��ولي مس��ئوليتك تجاه نفسك يستلزم الوعي منذ البداي�ة. تنب�ه لنفس�ك عن��دما تق�ول أش��ياء كهذه "لقد جرح مشاعري". ذكر نفسك بما تص��نع في نفس اللحظ��ة ال��تي تقوم فيها بذلك. إن التفكير الجديد يتطلب عما بما س��بقه من تفك��ير. لق��د

تأص��لت في عقل��ك أنم��اط فكري��ة جعلت��ك تظن أن البيئ��ة من حول��ك هي المسئولة عما تحس وتشعر ب��ه. ولق��د قض��يت آالف الس��اعات في تأص��يل ذلك التفكير السلبي في نفسك وهذا يستلزم بدوره من��ك أن تقض��ي آالف الساعات من التفكير الجديد الذي يتمحور حول مس��ئوليتك عن مش��اعرك.

ال ريب أن األمر جد عسير ولكن هذا ليس سببا لتجنبه.

لتعد بذاكرتك إلى الوقت الذي كنت تتعلم فيه قيادة السيارة التي بها ناقل يدوي للسرعات، فقد واجهتك مشكلة معقدة. كانت أمامك ثالث دواس��ات، وليس��ت ل��ك إال ق��دمان تس��تخدمها لتعم��ل تل��ك الدواس��ات. في البداي��ة أص��بحت على دراي��ة بم��دى ص��عوبة األم��ر. ارف��ع ق��دمك اليس��رى ببطء وبالت��دريج عن ال��دبرياج. آه، لق��د تعجلت عن��د رف��ع ق��دمك عن ال��دبرياج. اضغط على دواسة البنزين بنفس المعدل ال��ذي ترف��ع ب��ه ق��دمك اليس��رى

عن الدبرياج، ضع اآلن قدمك اليمنى

على الفرامل، ولكن عليك أن تضغط على الدبرياج. ملي�ون إش��ارة ذهني��ة: "تفكير دائم، واستخدام دائم للمخ". ما العم��ل؟ ينبغي علي اإللم��ام ب��األمر إلماما تاما. ثم بعد آالف من المحاوالت واألخط��اء والجه��د المتواص��ل ج��اء اليوم الذي استقللت في��ه س��يارتك وتمكنت من قيادته��ا ببراع��ة فال توق��ف للمحرك وال ترنح في السير وال تفكير، فلقد أص��بحت قيادت��ك للس��يارة تتم بطريقة تلقائية. ولكن كيف تمكنت من ذلك. بالطبع كان األمر شاقا للغاية،

حتى إنك استثمرت كل لحظة من حاضرك في التفكير والتركيز والعمل.

إنك تعلم الطريقة التي بها يمكنك تنظيم تفكيرك حينما تق��وم بإنج��از بعض األعمال البدنية كتدريب يديك وقدميك على التنسيق بينهم��ا ألج��ل القي��ادة. هذه العملية ليست واضحة أو معروفة لح��د بعي��د ولكن��ه تماث��ل م��ا يتم في عالم األحاسيس والمشاعر. فلقد اكتسبت ما لديك من ع��ادات اآلن حينم��ا قمت بتأصيلها وتعزيزها جميعا في حيات��ك. إن��ك تش��عر بالتعاس��ة والغض��ب والحزن واإلحباط بشكل تلقائي ألنك تعودت أن تفكر بهذه الطريقة ل��وقت طويل. لقد علمت وسلمت باعتالل سلوكك ولم تحاول أبدا أن تعمل جاهدا لمجابهة ذلك. ولكن في مقدورك أن تتعلم كيف تحمي نفسك من الش��عور بالتعاسة وبالغضب وج��رح المش��اعر واإلحب��اط مثلم��ا تمكنت من قب��ل من

تعلم المشاعر السالبة المحبطة للذات.

لقد تعلمت على سبيل المثال أن ال��ذهاب إلى ط��بيب األس��نان ه��و تجرب��ة بغيضة، إذ إن هذا األمر يتصل عادة باأللم. ودائما ما تش��عر ب��أن ه��ذا األم��ر غير محبب إليك، وقد يبلغ بك األمر إلى أن تقول لنفسك: "إنني أكره ه��ذا

المثقاب." ولكن كل هذه األشياء ال تزيد عن

كونها ردود أفعال مكتس��بة. ويمكن��ك أن تح��ول- باختي��ارك – ه��ذه التجرب��ة البغيضة التي تخشاها إلى تجربة محبب��ة إلى نفس��ك ومث��يرة ل��ك. فيمكن��ك مثال – إذا قررت أن تستخدم عقلك – أن تتخيل صوت لمثقاب وكأنه يمث��ل تجرب��ة حياتي��ة حالم��ة م��رت ب��ك، وفي ك��ل م��رة تس��مع ص��وت المثق��اب )ب���ررررر( يمكن���ك أن ت���درب عقل���ك على أن يهيم في لحظ��ة من أك���ثر اللحظات نشوة وتلذذا، وبوسعك أن تفكر في هذا الذي اعت��دت أن تعت��بره ألما بشكل مختلف وبوسعك أن تؤثر الشعور بأن هذا األم��ر جدي��د وممت��ع. تخيل قدر اإلثارة والمتعة والرض��ا ال��ذي تش��عر ب��ه حينم��ا تت��ولى مس��ئولية نفس��ك وتس��يطر على محي��ط ع��الم األس��نان ب��دال من أن تظ��ل متش��بثا

بالتصورات والرؤى القديمة وتستمر المعاناة

وربما تكون متشككا. ربما تقول مثال: "لدي القدرة على أن أفك��ر في ك��ل ما أريد ولكن الزلت أشعر بعدم االطمئنان حينما يبدأ الطبيب في استخدام المثقاب". لنعد للمثال الذي كنا قد عرضنا له والخاص بتعلم قي��ادة س��يارة

ذات س��رعات. م��تى أيقنت أن ل��ديك الق��درة على القي��ادة؟ إن الفك��رة تحولت إلى ثقة وإيمان بق��درتك حينم��ا اجته��دت وداومت على ب��ذل الجه��د مرارا ولم يتحقق لك هذا األمر بسبب محاولة واح��دة يائس��ة من��ك جعلت��كتشعر بالفشل ثم اتخذت هذا العجز المبدئي ذريعة ألن تترك حلبة الصراع.

إن قيام��ك بمس��ئولية تج��اه نفس��ك يزي��د عن كون��ه مج��رد عملي��ة تج��ريب بسيطة لبعض األفكار الجديدة. إن ذلك يتطلب تص��ميما وعزم��ا أكي��دا على

أن تحقق لنفسك السعادة وأن تواجه وتقضي على

ك�ل فك��رة من ش��أنها أن ت��ؤدي إلى حال��ة التعاس��ة ال��تي تص��يبك ب��الجمودوالعجز والشلل.

تأثير الكلمات

تعلم كيف تجارى اآلخرين وتقودهم من خالل تطبيق مفهوم تقسيم المعلومات، وكيف أن الكلمات تلعب دورا فعاال في إحداث التغيير. إن لغتك ما هي إال التعبير السطحي لبنية تجربتك التي يمكن وراءها هيكل

قيمك ومعتقداتك.

وكما يتحول تفكيرك إلى عادة تشكل أنماطا الشعورية فإن نفس األمر تماما يتكرر مع اللغة. يتألف بنك ذاكرتك الخاصة باللغة من مخزون

عبارات تستخدمها بشكل متكرر. يعمل هذا على دعم تفكيرك وهكذاتتشكل دائرة؛ ولكن يا ترى، هل تعمل لغتك لصالحك أم ضد مصلحتك؟

كيف تستخدم لغة مرتفعة المستوى لتحقيق نتائج ايجابية؟

تتسم اللغة مرتفعة المستوى أو التقسيم الشامل كبير الحجم للمعلومات؛ بأنها مبهمة. فكر على سبيل المثال في عبارة كالتالية "إن أطفال اليوم ال

يكترثون"؛ إنها عبارة مبهمة ألنها ال تنطوي على أية تفاصيل خاصة باألطفال المقصودين أو اليوم المقصود، أو كيف تحديدا يبدى هؤالء

األطفال عدم اكتراثهم أو الشيء الذي ال يكترثون به. إن عبارة كهذهسوف

ترى، هل تعمل لغتك لصالحك أم ضد مصلحتك؟

تتشكل نتيجة لخبرة المتحدث الناتجة عن قيمه ومعتقداته الشخصية. إن مكمن الخطر هنا هو أن المتحدث سوف يبحث عن المزيد من األدلة للدفاع عن صحة عبارته مع تجاهل كل شيء يثبت العكس. قارن هذا

السيناريو بنفس النمط المستخدم بشكل ايجابي "يتميز أطفال اليوم باإلبداع". إن مستوى اإلبهام في العبارة يحمل نفس األسئلة التي كانت

تحملها العبارة السابقة بيد أن النتائج المترتبة عليها مشجعة ومحفزة.

تكشف كلتا العبارتين عن الطرق الثالث التي يعمل العقل من خاللها على االنتقاء، وإضفاء المعنى على التجارب التي يخزنها في الذاكرة. الطريقة األولى هي طريقة "التعميم" كما في كلمة "أطفال". الطريقة الثانية هي

طريقة "الحذف"، حيث حذفت كيفية عدم اكتراث األطفال أو كيفيةإبداعهم. الطريقة الثالثة هي "التشويش "كما في كلمة "ال يكترثون"

وكلمة اإلبداع "؛ لقد تم تشويش المالحظة لكي تتفق مع تصور المتحدثواختياره لما يريد أن يصدقه هو.

كان "ميلتون اريكسون "واحدا من أعظم المحللين النفسيين كفاءة وإبداعا في العالج لذا عمد كل من ريتشارد بندلر" و"جون جريندر" إلى نمذجة طرقه العالجية المبتكرة من خالل البرمجة اللغوية العصبية في

Patterns of the Hypnotic Techniques of Mittonكتاب HErkson، MDوالذي انقسم إلى مجلدين. كان "ميلتون" يستخدم لغة

مبهمة لمساعدة األشخاص على تغيير طريقتهم في التفكير، وقد عرفت األنماط اللغوية التي كان يستخدمها باسم لغة "اإلبهام الفني"، وقد

استخدم مجموعة من األنماط لمساعدة األشخاص على تغيير الكيفية التي يعبرون بها عن التجارب داخليا بدال من منحهم نصائح مباشرة بشان ما

يجب عليهم عمله. إن تصورك الشخصي لألحداث هو ما يطلق علية اسم "خريطة الواقع"، وال يشترك اثنان على وجه األرض في "خريطة واقع

"واحدة.

وقد أدرك "ميلتون" أن مرضاه كانوا يسعون للتغير، إال أن الضغط عليهم لتحقيق هذا التغيير لم يكن أمرا مجديا؛ لذا فقد حرص على إبداء اتفاقه معهم نحو كل ما ينظر إليه الشخص منهم باعتباره خريطة الواقع، مهما

كانت هذه الخريطة سخيفة، ثم عمد بعدها إلى توظيف اللغة لكي يسهلعلى مرضاه مهمة إحداث التغيير.

مثال ذكى

كان أحد رجال المبيعات يسعى لتحسين مبيعاته، ولكنه كان يبدو مترددا بشكل دائم عند محادثة الزبائن الجدد، وكان منشأ هذا الشعور بالتردد هو إحدى المقابالت التي لم تمض على ما يرام مع أحد العمالء الجدد، حيث عمد العميل إلى تجاهله مما أشعره ب" الضآلة") هذه هي الكلمة التي

عبر بها عن شعوره ( ، وقد أثارت ذكرى هذا الحادث الشعور ب" الضآلة"في نفسه مما أثر على قدرته على اجتذاب عمالء جدد.

أثناء فترة التدريب؛ عرضنا عليه وبحثنا معه عبارات اتفقت مع طريقته في التفكير، وقد أدرك من الطريقة التي تم طرح العبارات بها مدى سخافة ما كان يظنه ويفعله في نفسه. من بين العبارات التي أحدثت تغييرا كبيرا في

نفسه "يا إلهي! أليس من الرائع أن يبقى كل هؤالء العمالء الجدد في انتظار دعواتك لهم لكي يشعروك بالضآلة؟" جاءت هذه العبارة متفقة

تمام االتفاق مع خريطته للواقع، ومع ذلك فقد ألقت الضوء على سخافة فكرة في نفس الوقت. لم يكن هناك ما يمكن الدفاع عنه أو عدم االتفاق

نعه.

وبعد التدريب؛ غير الراجل نظرته للتجربة السلبية مما أكسبه ثقة في زياراته المستقبلية للعمالء، وكانت النتيجة هي تحسن طريقته في الطرح

عند مقابلة العمالء الجدد بدرجة ملحوظة.

فكر كم مرة تستخدم فيها لغة تعمل على تقويض قدراتك بشأن ما يمكنكوماال يمكنك عمله، وفي المرة التالية التي تخبر فيها نفسك بأنك ال

تستطيع أن تفعل شيئا تود فعله؛ فقط أصغ للمنطق الذي يقف وراء حديثك، وسل نفسك بشأن منبع هذه المعتقدات _ وكم ستجد أنها

معتقدات سخيفة بالفعل.

إليك بعض األنماط اللغوية التي عليك أن تضعها في اعتبارك. إن وجدت نفسك تستخدم أيا منها على نحو ايجابي؛ احرص على توليد المزيد. األمثلة

التالية تطرح أنماطا تستخدم بشكل سلبي، كما أنها تشمل أسئلة سوفتساعدك على إحداث تغيير إيجابي.

التعميم

ينظر المتحدث إلى تجربة معينة، ويطبقها على عدد كبير من المواقفاألخرى. دعنا نطرح بعض األسئلة.

"ال يمكنك أن تدير شئون األسرة مع االشتغال بدوام كامل في نفسالوقت ".

األسئلة: ما لذي ال يمكنك فعله؟ ما الذي يمنعك؟ ما لذي يدلك على ذلك؟ من الذي ال يستطيع؟ هل تعلم أي شخص يستطيع أن يفعل

ذلك؟ ما هو عدد الساعات واأليام التي تعنيها تحديدا؟ م ماذا لو كانبوسعك القيام بهذا األمر؟

.الكلمات التي يجب أن تبحث عنها ال أستطيع؛ ال أقدر؛ ليس ممكنا"األطفال بحاجة إلى تهذيب ".

األسئلة؛ بحاجة؟ أي أطفال؟ تربية على أي نحو؟ ما هو الشيء اآلخر الذي يحتاجون إليه؟ من الذي قال هذا؟

الكلمات التي يجب أن تبحث عنها: بحاجة؛ يجب؛ ينبغي عليهم؛ من الضروري؛ من المتطلبات.

" ال أحد يحبني"

األسئلة: ال أحد؟ هل هناك شخص واحد يحبني أو ال يحبني؟ ما الذي يدلك على ذلك؟ كيف تقيم الحب؟ هل تحب أحدا؟

الكلمات التي يجب أن تبحث عنها: الجميع؛ ال أحد؛ أي أحد؛ كل؛ دائما؛ أبدا.

الحذف

يعمد المتحدث إلى حذف بعض التفاصيل لكي يركز على أمور أخرى. إليكبعض األمثلة:

" انه فاشل"

األسئلة: كيف فشل تحديدا؟ ما الذي فشل فيه؟ من الذي يقول ذلك؟ هل فشل في كل شيء فعله؟ ألم ينجح في أي شيء؟ ألم ينجح في

جذب انتباهك؟ ما هي األشياء األخرى التي نجح فيها؟ الكلمات التي يجب أن تبحث عنها: ال حظ الطريقة التي يتم بها تحويل

الفعل إلى أسم مثلما يتم تحويل كلمة "يفشل" إلى "فشل" أو تحويلكلمة "يؤدى" إلى كلمة "أدائه" أو كلمة "ينجح" إلى كلمة "نجاحه".

" أطفالها ليسوا أذكياء "

األسئلة: مقارنة بمن؟ ما هي المقاييس؟ من الذين تقيسهم بهم؟ أذكياء على أي نحو؟

الكلمات التي يجب أن تبحث عنها كل الكلمات التي تتطلب نقيضا مثل جيد وسيئ وبارد وساخن ومشرق وكئيب ومخلص وغير مخلص وسعيد

وحزين وغنى وفقير.

" لقد رفضتني "

األسئلة : ما الذي فعلته هي و أطلقت أنت عليه اسم رفض؟.الكلمات التي يجب أن تبحث عنها: األفعال التي تتطلب توضيحا

"لقد تركوا ليعولوا أنفسهم"

األسئلة: من هم الذين تركوا؟ ما الذي تعنيه بكلمة يعولوا؟الكلمات التي يجب أن تبحث عنها: اإلشارات العامة غير الواضحة

بشأن األشخاص واألشياء مثل: هم؛ األشخاص؛ الحواسب؛ األطفال.

التشويش

"إنه ال يشترى زهورا أبدا لذا فهو ال يحبني"

األسئلة: كيف يعنى عدم شرائه زهورا لك أنه ال يحبك؟ بأية طرق عليه أن يبدى لك حبه؟

الكلمات واألنماط التي يجب أن تبحث عنها: العبارات التي ال تبدو متسقة حيث يتم التواصل إلى نتيجة أو خالصة في الجزء الثاني من

العبارة بناء على معنى مفترض بالجزء األول منها.

" أبنائي يقودونني إلى الجنون "

األسئلة : ما الذي يفعلونه تحديدا لكي يشعروك بالجنون؟ ما الذي يفعله أبناؤك عندما تجن من الغضب؟

الكلمات و العبارات التي يجب أن تبحث عنها: العبارات التي يقود فيه شيء إلى شيء آخر أو يتسبب فيها شيء في حدوث شيء آخر.

" أعلم أنك ال تريد دعم مبادرتي "

األسئلة: كيف عرفت؟ ما الذي دلك على ذلك؟ هل تستطيع أن تقرأ ما يدور في عقلي؟

الكلمات والعبارات التي يجب أن تبحث عنها: العبارات التي تنطوي علىالحدس وقراءة العقل.

" يجب أن يتشبث كل أفراد العائلة ببعضهم البعض لمواجهة تحدياتالحياة"

األسئلة: من الذي قال هذا؟ عمن تنقل هذه المقولة؟الكلمات والعبارات التي يجب أن تبحث عنها؛ كل العبارات التي تفتقد

مرجعية واضحة تشير إلى قائل العبارة.

كيف تستخدم ما تعلمته؟

تطلق البرمجة اللغوية العصبية على ما سبق اسم أسئلة "ما وراء النموذج" ألنها تجعلنا ندرك المستوى األعلى "ما وراء" لمعنى كلماتنا؛

حيث إنها تحمل إلى عقلنا الواعي األنماط المتأصلة للمعنى والمنبثقة من قيمنا ومعتقداتنا. كثيرا ما تتحول هذه اللغة السلبية المبهمة إلى جزء من البرامج التي نستخدمها في حياتنا اليومية. لقد سبق ورأيت كيف تتشكل هذه المعتقدات وتنمو وتؤثر تأثيرا كبيرا على الطريقة التي نتصرف بها.

إن لغتك تتأثر بشدة بمعتقداتك والقيم المصاحبة لها.

إن أنماط لغة اإلبهام الفني أنماط ايجابية، وسوف تقدم حلوال بديلة على نحو سوف يمكن الشخص من اإلقدام على أي تغيير يساعده لتحقيق نتائج

أفضل. انظر إلى برنامج "ما وراء" النموذج باعتباره ترياقا يتصدى للغة المبهمة، وسوف يتضح لك ذلك من خالل التواصل إلى التفاصيل الخاصة

بأية تجربة، وهو ما يتحقق من خالل إخضاع عمليات التعميم والحذفوالتشويش التي عملنا بشأنها للفحص والتمحيص.

إننا عندما نقسم اللغة بهذه الطريقة سوف يسهل عليك أيضا أن تدرككيف تعمل هذه األنماط الفكرية على إحباطك، وتحجيم قدراتك ليس أنت

وحدك فقط وإنما أيضا كل من حولك.

يمكنك أن تمتلك المزيد من التبصر للطريقة التي يتم تقييم اللغة بها من خالل استخدام الزمن الماضي والحاضر والمستقبل، وكثيرا ما سوف

تسمع اآلخرين يتفوهون بعبارات كالتالية:

."لن أستطيع أن أفعل ذاك األمر أبدا"."ال أستطيع أن أغوص نحت الماء"."لست العب فريق"."أبدو عاجزا عن االحتفاظ بأية وظيفة"." ال استطيع أن أعدو ألكثر من عشر دقائق"." ال أشترك مع رئيسي في العمل في وجهة نظر واحدة "." ال أجيد التعامل مع األرقام "." مهما حاولت فعل ذاك األمر؛ فسوف أفشل بالطبع "

ال حظ أن كل العبارات السابقة موضوعية في الزمن الحاضر _ أنت ككائن بشرى تملك قدرة مذهلة على حمل تجارب الماضي إلى الزمن الحاضر والمكان الحاضر. أحيانا قد تجد هذا ممتعا_ مثلما يحدث عند استرجاعك للذكريات السعيدة والتخطيط للمتقبل بناء على تلك التجارب الرائعة _

ولكنك عندما تستخدم الزمن الحاضر في التجارب السلبية؛ فسوف يحد هذا من قدراتك؛ حيث إن ذكرياتك أشبه بالمالبس القديمة، أي أنها يمكن أن تصبح غير مسايرة لخطوط الموضة أو بالية ولكنك ال يمكن أن تتخلص

منها لذا تظل باقية في خزانتك

عندما تستخدم الزمن الحاضر في التجارب السلبية، فسوف يحد هذا منقدراتك

لتشغيل مكانا وتمنعك من اقتناء مالبس أخرى تبدو أكثر جماال ومسايرةللموضة.

إن المشكلة التي يعانى منها أصحاب العبارات السابقة هي أن رغبتهم في التغيير تبدو مقوضه أمام قوة تمسكهم بمعتقداتهم التي يحملونها؛ لذا

فإن تغيير زمن العبارات يمكن أن يشرع بشكل رقيق في تغيير المعتقدالسلبي المقوض. إليك بعض األمثلة على ذلك :

تحويل عبارة "ال استطيع أن أغوص تحت الماء" إلى الزمن الماضي "لم أكن أستطيع أن أغوص تحت الماء ".

تحويل عبارة "لست ال عب فريق" إلى "لم تحقق تجربتي كالعب فريق إلى اآلن أي نجاح".

تحويل عبارة "أبدو عاجزا عن االحتفاظ بأية وظيفة" إلى "لقد صادفت في الماضي صعوبات حالت دون استقراري في وظيفة واحدة ".

تحويل عبارة "ال أستطيع أن أعدو لعشر دقائق" إلى "أستطيع أن أعدو حتى عشر دقائق ".

"تحويل عبارة "ال أشترك مع رئيسي في العمل في وجهة نظر واحدة إلى "كانت هناك نقطة اختالف أو اثنتان بيني وبين رئيسي في العمل

في الماضي".تحويل عبارة "ال أجيد التعامل مع األرقام" إلى "كنت أواجه مشكلة أو

اثنتين في الرياضيات".تحويل عبارة "مهما حاولت فعل ذاك األمر فسوف أفشل بالطبع" إلى

"لم أنجح إلى اآلن في انجاز هذا األمر ".)الحظ أيضا هذا االنتقال الدقيق من كملة "ذاك" إلى كلمة "هذا"؛ إن كلمة "ذاك" توحي بالتنصل من الفعل واالنفصال عنه؛ أما كلمة "هذا" فهي توحي

بالمحاولة االيجابية في انجاز المهمة (.تحويل عبارة "لن أستطيع أن أفعل ذاك األمر أبدا" إلى "لم يسبق لي

تجربة هذا األمر؛ ولكنني على استعداد للمحاولة".

سوف تجد أن العبارة األخيرة مثيرة لالهتمام؛ حيث أنها ليست حتى قائمة على تجربة وقعت في الماضي. إنها تتوقع الفشل وبالتالي تمنع المتحدث

من اإلقدام على كل ما هو جديد.

إن استخدام الزمن الماضي يوحى بأن هناك إمكانية للتغيير في الحاضر والمستقبل. لكي تحدث تغييرا حقيقيا في السلوك؛ عليك أن تبذل جهدك في بناء المستقبل، ولكي تحقق ذلك؛ يجب أن تملك رغبة حقيقية تدفعك إلى تحقيقه. بعد امتالك الرغبة الصادقة في التغيير؛ يمكنك أن تضيف نية

تحقيقها في المستقبل. إن الشخص الذي يملك _ على سبيل المثال _ رغبة حقيقية في بناء عالقة مع مديره في العمل قد يقول "كنت في

الماضي أواجه خالفات مع مديري، ولكنني سوف أبذل جهدا كبيرا لكيأصغى إليه وأتفهم وجهة نظره"

ينطبق نفس الشيء على الشخص الذي يواجه صعوبة في التعامل مع الرياضيات؛ ولكنه مع ذلك يملك رغبة صادقة في ضبط المصروفات

المنزلية؛ يمكنه أن يقول "في الماضي كنت أجد صعوبة في التعامل مع الرياضيات، ولكنني سوف أتعلم الدروس وأطبقها وأمارسها إلى أن أصبح

قادرا على ضبط مصروفاتي وأموري المادية ".

نحن نشجعك على اإلصغاء جيدا لكل كلمة يتفوه بها الغير، كما نشجعك على اإلصغاء إلى حوارك الداخلي وتحديه عند اللزوم باستخدام أسئلة

نماذج ال����� �"ما وراء".

استخدام المجاز لخلق تغيير

يمكنك أن تكتسب معرفة وتوقعا للطريقة التي يفكر بها الغير بمراقبة الصور المجازية التي يستخدمونها؛ حيث إن المجاز يعتبر أيضا أداة فعالة

في المجار والقيادة.

البعض يميل إلى استخدام المجاز على نحو يكشف عن خريطتهم للواقع، وقد تحولت بعض هذه الصور المجازية إلى أنماط تشكيل جزءا من لغتنا

اليومية المستخدمة. إليك بعض األمثلة الشائعة:

.وكأنك تشاهد طالء وهو يجف.كانت أشبه بالثور الهائج داخل متجر تحف صينية

.إنها في أناقتها أشبه بالسيارة الرولز رويس.وكأنك تسير على قطع من الزجاج.يجب أن نحنى أنفسنا لحين مرور العاصفة

إن تلك األشكال المجازية هي انعكاس لخريطة الواقع. إن التعرف على الصور المجازية للشخص سوف يخلق تقاربا فوريا معه، ويمكنك أن تجارى

وتقود الشخص بكفاءة وهدوء عن طريق التعرف على صوره المجازية حتى بدون أن تتعرف على المحتوى الحقيقي لمعناها. إليك بعض األمثلة

المقتبسة من حوار بين "ديفيد" و "بن".

مثال ذكى

"بن": وكأن السيارة دائرة واإلطارات تدور ولكن بدون أن نتقدم خطوةلألمام ".

" ديفيد": "حقا! هذا يعنى أن المحرك يبذل جهدا كبيرا ".

"بن" : "أنت محق؛ هو كذلك".

" ديفيد": "إذن هذا يعنى أن المحرك واقع تحت ضغوط كبيرة ".

"بن":" أنت محق تماما؛ كما لو كانت هناك الكثير من التفاصيل التي اليمكنني التعامل مع نقاطها العديدة ".

"ديفيد" :"أية نقاط؟ ".

"بن": "نقاط طموحي ".

" ديفيد":" وكيف تبدو هذه النقاط؟ ".

" بن": "ال أدرى؛ في الواقع ليست هناك نقاط ".

في هذا الحوار؛ شارك "ديفيد" بن" في البداية في صورته المجازية، ثم قاده من حالة اإلحباط إلى إدراكه أن هذه الحالة من صنعه هو. لم يكن

"بن" يعرف منشأ هذا الخطأ، وبتطوير المجاز؛ أصبح مدركا بسببالضغوط الواقع تحتها ، والتي ترجع ألن طموحه كان مجردا من أية خطط.

اإلقناع المتأنق

من السهل أن تدع الكلمات تنساب من فمك بشكل تلقائي لكي تتركأثرها على الغير، فلكل كلمة أثرها، فهل تحدث كلماتك األثر الذي تريده؟

إن الجوانب تمنحك خيارات لكيفية التواصل. إن تذكرت هذه الخيارات وطبقتها سوف تكون قادرا على التأثير واإلقناع بشكل أنيق، وبما أن اللغة

تملك أثرا مباشرا؛ فسوف تجد أن كلماتك تعمل على زيادة قوتكالشخصية من عدة جوانب:

إن طبقتها؛ سوف تكون قادرا على اإلقناع والتأثير بشكل أنيق.

.طرح أفكارك جيدا.توجيه الغير.العمل مع الفريق .تقديم عرضا عاما .التدريس.التفاوض.األبوة.حل المشاكل الشخصية

ولكن األهم من هذا كله أن كلماتك سوف تمنحك المزيد من الثقةوالطاقة االيجابية في كل مناحي حياتك.

نصيحة ذكية

إن السر وراء طرح األسئلة الفعالة هو أن تتخير السؤال األكثر مناسبة والقادر على إحداث تحول في تفكير الشخص. إن دأبنا على طرح أسئلة

غير ذات معنى فسرعان ما سوف يتحول حديثنا إلى هراء.

تخلص من البرامج التي تريدها

لقد تناولنا حتى اآلن المكونات األساسية لطريقة تواصلك مع نفسك ومع الغير، والشكل التالي يوضح لك كيف تقوم البرمجة اللغوية العصبية

بتجميع كل هذه األجزاء مع بعضها البعض، وفي ظل عمليات تعميم وحذف وتشويش المعلومات؛ فأنت تقوم بخلق حالة تقود سلوكك. هذه هي

الطريقة التي يتم تشكيل برامجك بها.

انك تملك برامج لكل ما تفعله؛ تملك برامج لتحفيز نفسك وللمماطلة والتفاوض والشعور بالتعب وشراء األشياء. تشمل البرامج كذلك كل

األشياء التي تفضل عدم القيام بها ولكنك تؤديها بحكم العادة. تتألف هذه البرامج من سلسة من األفكار والسلوكيات التي تستثار بفعل منبهات،

وتطلق البرمجة اللغوية العصبية على كل سلسلة من هذا السالسل اسم استراتيجية "؛ والهدف من كل استراتيجية هو تحقيق نتيجة معينة. إن سبق

لك محاولة التخلص من عادة ما ولكن بال جدوى؛ فهذا يعنى أنك كنت على األرجح غير مدرك إما للمنبه الذي يستثير هذه العادة أو الجوانب

الالشعورية المشكلة لالستراتيجية نفسها. وما أن تصبح مدركا لكل مكونات االستراتيجية؛ سوف يتسنى لك فعل العديد من األشياء بما في

ذلك :

.تغيير العادة إلى شيء أكثر جدوى .محاكاة استراتيجية فعالة لشخص آخر.تصميم استراتيجية جديدة من العدم

مثال ذكى

كان "دينيس" يتعامل بمنتهى الحرص مع أمواله، وكان عندما يتخذ قرارا بشراء شيء ما؛ كان يتبع استراتيجية محكمة. كانت خطواته تتبع نمطا

أشبه بالتالي :

) يتصور نفسه وهو يستخدم الشيء ) تصور بصري داخلي)يسأل نفس "هل أنا حقا بحاجة إلى هذا الشيء؟")حوار داخلي

بما أن تصبح مدركا لكل مكونات االستراتيجية، سوف يتسنى لك فعلالعديد من األشياء.

_ إن جاءت اإلجابة ب"نعم"؛ يشرع في البحث عن النموذج _ النوع الطراز _ السعر ) تصور بصري داخلي (

يسأل نفسه" ما هي المزايا التي سوف أبحث عنها؟ ) حوار داخلي مبنى على برنامج "ما وراء" خاص بالمرجعية الخارجية(

) يقول: "سوف أسأل "جاك" و"بوب" ) سمعي خارجي ) يقول: " نعم هذا قرار صائب") حركي ) يسأل :"من أين أشترى هذا الشيء") حوار داخلييفكر في إمكانية االقتناء من خالل االنترنت أو المتجر أو البريد ) تتصور

داخلي ( ) يقول: "نعم؛ هذا قرار صائب") حركي

! الشراء

قارن الصورة السابقة باستراتيجية "بيفرلي":

) تقول: "سوف يبدو هذا رائعا على") تصر بصري خارجي) على تجربته ) حركي خارجي ) تقول: " يبدو جيدا؛ أشعر أنه جيد") بصري خارجي وحركي خارجي !اشتر

البعض ممن يجيدون الهجاء قد يلجئون إلى استراتيجية مؤلفة من صور بصرية للحروف التي تتبع ترتيبا صحيحا وتتميز بألوانها المبهجة، ومن بين أسباب تأخر مستوى الهجاء عند البعض عدم استخدام هذه االستراتيجية

الجيدة. إن الشخص ضعيف الهجاء سوف يذكر الهجاء بنطق الكلمات منخالل حواره الداخلي، ويستطيع أي شخص إن يجيد

الهجاء فقط من خالل تعلم استراتيجية فعالة الستخدام صور الكلماتوليس فقط االعتماد على صوت الكلمة.

إن االستراتيجيات المعوقة سوف تحول دون تحقيق الكثيرين للعديد من األشياء. إلى أي مدى تجيد إدارة أمورك المادية؟ ماذا عن العروض التي

تقدمها؟ إلى أي مدى تجيد التعامل مع اآلخرين في مجال العمل؟ هل تجيد الطهي؟ ماذا عن طريقتك في اتخاذ القرارات؟ هل تستطيع أن تحافظ

على عالقات مثمرة ايجابية؟

أيا كان الجانب الذي تريد أن تدعمه في حياتك؛ كم واثقا من أن هناك استراتيجية خفية حالية تسبب تأخرك في هذا الجانب، والتي تسبب وقوعك في حالة جمود أو تحقيق نتائج غير مرغوبة. إن مفتاحك هو

معرفة بداية ونهاية كل استراتيجية حتى يتسنى لك تغيرها.

اختيار استراتيجية

عندما يقع اختيارك على استراتيجية ما؛ سوف تكشف بداخلك عن قيمومعتقدات وبرامج "ما وراء" فضال عن سلسة من األفكار والسلوكيات.

اختيار استراتيجية

تخير شيئا تفعله ال تفضل في العادة فعله ، أو شيئا تود تحسينه مثل تحفيز نفسك ، أو الكف عن المماطلة ، أ، تحسين قدرتك على اتخاذ القرار أو

اإلقالع عن التدخين.

ابحث عن المنبه

كيف تعرف الوقت المناسب لكي تفعل ذلك؟ما الذي يجعلك تدرك انك على استعداد لإلقدام على هذا الفعل؟ما الذي سوف تفعله عند االستعداد ل................؟ما هي الخطوات التي سوف تمر بها؟ما الذي سوف يحدث بعدها؟ ثم بعدها؟ متى ستعرف انك قد نجحت؟ كيف تختبر نجاحك من عدمه؟ ما الذي سوف يجعلك تدرك أنك لم تنجح بعد؟

اختبر االستراتيجية

عندما يقع اختيارك على االستراتيجية كاملة؛ كررها ثانية حتى تتأكد من عدم وجود نقاط ناقصة. إن كنت تريد تغييرها؛ فإن طريقك إلى تغييرها هو تغيير المنبه. إن الهدف ليس التخلص من االستراتيجية األصلية وإنما إيجاد خيار بديل حيث إن االستراتيجية األصلية يمكن أن تكون مجدية في إطار

سياقات أخرى.

مثال ذكى

كان "نورمان" يريد أن يقلع عن التدخين، وكان يستطيع بالفعل أن يمنع نفسه عن التدخين لفترة طويلة، ولكنه لم يكن يقوى على مقاومة إغراء

التدخين، وكان يشعر بحاجة ملحة للتدخين ملحة للتدخين حين يحتفل بشيء. في هذه األوقات؛ كانت استراتيجيته تتضمن صورة لبطل يدخن

سيجارته أعلى الجبل. وقد ولدت هذه الصورة لدية اعتقادا راسخا أن كل

"األشخاص الناجحين يدخنون "؛ مما كان يدفعه إلى الرغبة في التدخينكلما أحرز نجاحا.

وبما أن "نورمان" قد أدرك أن هذا هو المنبه الذي كان يحركه؛ غير معتقده إلى "مهما يكن نجاحك؛ فان الشخص الذكي ال يدخن" مما جعله

بالتالي قادرا على تعديل منبه استراتيجيته، والتخلص من السيجارةالموجودة داخل الصورة، وبالتالي اإلقالع عن التدخين.

خلق استراتيجية جديدة

فكر في استراتيجية تود أن تمتلكها. على سبيل المثال : 1

.النهوض في الصباح بنشاط.إنقاص وزنك.الحفاظ على لياقتك .الوصول إلى المنزل بعد العمل وأنت مفعم بالطاقة.الخلود إلى النوم.أداء حساباتك .تسديد فواتيرك.مساعدة األبناء على أداء واجباتهم.تحسين مستوى أدائك الرياضي

قم بخلق قيم قوية وترسيخ معتقدات صلبة _ من خالل صياغتها بشكل2 إيجابي _ في إطار رغبتك في امتالك هذه االستراتيجية. يمكن أن تقول لنفسك على سبيل المثال: "عندما أملك هذه االستراتيجية سوف أكون

قادرا على..." أو "أريد أن أمتلك هذه االستراتيجية حقا ألنني... ". أو"يمكنني أن أكون _ أفعل... كلما اخترت أن أكون _ أفعل... ".

تخير المنبه الذي سوف تستخدمه في استراتيجيتك. إن كنت على3 سبيل المثال تريد أن تنقص وزنك؛ يمكن أن تثبت المنبه كلما خطرت

ببالك فكرة الرغبة في تناول الطعام، أو كلما يحين وقت االستعدادللوجبة، أو الجلوس على مائدة تناول الطعام.

كون سالسل قوية من الصور التي تجسد نجاحك في إنجاز4 االستراتيجية، وقسم الصور بحيث تجسد كل خطوات اإلنجاز خطوة

بخطوة. احرص على أن تكون الصورة كبيرة وزاهية وملونة. اجعل الصورمتفرقة واستخدام حوارا داخليا قويا وداعما.

اشحذ حواسك الكتساب تغذية راجعة

سوف تملك مهارة فائقة في تطبيق االستراتيجية السابقة إن تعلمت كي��ف تتعرف على أي تغير سواء على مستوى اآلخرين أو على مس��توى نفس��ك، وهذا يعنى أنك بحاجة ألن تشحذ حواسك بحيث تكون ق��ادرا على مالحظ��ة أي تغير في نفسك أو في الغير؛ أي كل تلك األشياء الدقيقة التي يمكن أن تمر مرور الكرام بدون أن يلحظها أح��د. تطل��ق البرمج��ة اللغوي��ة العص��بية على هذه العلمية اسم: "الدقة الحسية". ب��دون دق��ة حس��ية؛ س��وف تفق��د الكفاءة عند تطبيق أي تقنية مكتسبة من خالل البرمج��ة اللغوي��ة العص��بية. كيف يمكن أن تمل��ك ت��أثيرا إن لم تكن ق��ادرا على ق��راءة طريق��ة تواص��ل األشخاص والكشف عن مشاعرهم؟ يمكنك أن تشرح مدى براعة وعبقرية خطتك للغير، ولكن ماذا لو لم تقنعهم به�ا؟ وم�اذا ل�و لم تس�تطع مالحظ�ة ك�ل اإلش�ارات ال�تي تنم عن ع�دم اقتن��اعهم بم�ا تق�ول لتبقى أنت وح�دك

الوحيد المقتنع بها؟

لكي تؤثر على الغير؛ أنت بحاجة لشحذ حواس��ك إلى مس��توى من الق��درة بحيث تكون قادرا على التقاط اإلشارات النفسية التي تنم عن تواصلهم أو عدم تواصلهم معك. إن افتق��دت تل��ك اإلش��ارات الالش��عورية المنبعث��ة من الغير من خالل لغة الجسد ونبرة الصوت؛ فسوف تبقى عاجزا عن التق��اط

معظم الرسائل التي يبعثوها إليك.

إن ما يجب أن تدركه هو الوقت الذي تتغير فيه حالة الش��خص المس��تقبل، وما إن كانت الحالة الجديدة التي تحول إليها مجدية لتحقي��ق النتيج��ة ال��تي

تسعى إليها. إن كنت بائعا فهذا يعني أنك تريد أن يكون المستقبل في

بدون دقة حسية؛ سوف تفقد الكف��اءة عن��د تط��بيق أي تقني��ة مكتس��بة منخالل البرمجة اللغوية العصبية

حالة "شرائية". إن كنت تلقى عرضا علميا؛ فهذا يع��نى أن��ك ت��ود أن يك��ون المتف��رج في حال��ة "اس��تقبال". نحن – على س��بيل المث��ال – عن��دما ن��دير ورشة عمل؛ نحرص على مجاراة وقيادة كل المشاركين انطالقا من الحالة التي جاءوا بها لحضور ورشة العمل – أيا ك��انت ه��ذه الحال��ة – وص��وال إلى حالة "الرغبة في التعلم، وحب االستطالع" قبل بدء أول حص��ة تعلم. ونحن ب��الطبع لن نس��تطيع أن نحق��ق ه��ذا ب��دون امتالك الدق��ة الحس��ية الالزم��ة

للتعرف على الحالة األولية التي يأتي بها الشخص.

لذا فإنه من المنطقي أن تعد نفسك وتعد الغ��ير قب��ل أن تش��رع في إث��ارة أمر ينطوي على تواصل أو حتى عند طلب االسترخاء. ولكن الشيء المثير للدهشة هو أن عددا قليال جدا من األش��خاص ه��و ال��ذي يس��عى لالس��تعداد بشكل متعمد للحالة التي يجب عليه أن يتلبسها؛ لذا يك��ون من الس��هل أن ينتهي الم��آل بالش��خص غ��ير المس��تعد إلى حال��ة غ��ير مناس��بة للنش��اط المطلوب؛ كأن تذهب لحضور ندوة وأنت في حالة "لن تستطيع أن تعلمني أي شيء "أو حالة" إنها واحدة أخرى من تل��ك الن��دوات الممل��ة" أو عن��دما ت��ذهب إلى عمل��ك في حال��ة "أك��ره بداي��ة األس��بوع" أو "ال أود حض��ور االجتماع" أو أنت تصل إلى منزلك بع�د ي�وم عم�ل طوي�ل مجه�د في حال�ة "أرجوك ال تطلب مني شيئا" أو حالة "األطفال يثيرون الكث��ير من اإلزع��اج

اليوم".

إليك بعض اإلشارات الخارجية ال��تي يجب أن تبحث عنه��ا محاول��ة الكش��فعن الحالة:

)مواصفات الصوت )نبرة الصوت وسرعته وجهارته وانسيابه هيئة الجسم

عدد قليل جدا من األشخاص هو الذي يسعى لالستعداد بشكل متعمد الذييجب عليه تلبسها.

التوتر في بعض أجزاء الجسمنمط التنفسحجم الشفاهحجم بؤبؤ العينخطوط الوجهلون بشرة الوجه

يطلق على تقييم كل المؤشرات الخارجية للحاالت الداخلية اسم "تق��ويم"الحالة. فكر في األمر باعتبارك تقرأ حالة شخص.

مالحظة الحاالت وتسجيلها كمرجع مستقبلي

عندما تقابل شخصا يخبرك بأنه يشعر باإلحباط؛ فهذا هو ال��وقت المناس��ب لتقويم حالته من خالل مالحظة ك�ل الج�وانب الفس�يولوجية ال�تي طرحنه�ا من خالل القائمة السابقة. أثناء تواجد الش��خص في ه��ذه الحال��ة؛ لن تنجح على األرجح في حمله على التواصل مع الموضوع الذي تود طرحه؛ ولكنك إن تعاملت مع هذا الشخص ثانية؛ فسوف تك��ون ق��ادرا على مالحظ��ة ك��ل اإلشارات ال��تي تنم عن إص��ابته باإلحب��اط. إن ك��انت اإلش��ارات هي – على سبيل المثال – حك الوجه والقبض على اليد والضغط على األس��نان؛ فإن��ك بمالحظة هذه األعراض سوف يكون بوسعك أن تج��ارى الش��خص، وتق��وده إلى حال��ة أك��ثر اس��تقباال ب��دال من أن تعم��د إلى ط��رح فكرت��ك مباش��رة ومواجهة الفشل نظرا لوج��ود الش��خص في الحال��ة الخاطئ��ة ال��تي س��وف

تعجزه عن التفكير بشكل مناسب.

سوف يصعبك تقويم بعض الناس. وخاص��ة األش��خاص ال��ذين يعم��دون إلى إخفاء مشاعرهم. إن مثل هؤالء األشخاص سوف يس��تنفرون ق��دراتك على

التقويم إلى الحد األقصى. احرص على مراقبة أي تغيير في حاالتهم

الفسيولوجية _ ربما يكون هذا التغيير متمثال في أي تغير طفيف في الهيئةأو حجم الشفاه، وسوف تعثر دائما على مثل هذه اإلشارات الطفيفة.

لتنمية قدرتك ودقتك الحسية؛ أنت بحاجة لممارسة تقويم فسيولوجيا األشخاص عند تنقلهم بين الحاالت. تجنب محاولة تفسير معنى أية حالة.

إن كنت ترى أن "جاك" مصاب باإلحباط" فقد تكون محقا: ولكنك لن تتأكد من ذلك إال إن كان "جاك" قد أخبرك مسبقا بأنه مصاب باإلحباط

والحظت أن فسيولوجيته في ذلك الوقت تشبه فسيولوجيته اآلن. أنت لن تتمكن من تفسير معنى أي حالة ما لم تكن قد حصلت على دليل يؤكدها

من الشخص نفسه في وقت مسبق.

امنح اآلخرين وقتا للتفكير

في إطار أي شكل من أشكال التواصل؛ سوف يكون أي شخص بحاجة لوقت لكي يفكر فيما سمعه ورآه، وسوف يكون بحاجة لتناول المعلومات

التي تلقاها ومعالجتها، وفي هذه األثناء؛ سوف يكون الشخص بحاجة للكف عن االستماع وهو ما تطلق عليه البرمجة اللغوية العصبية اسم "الوقت

المستقطع". إن مالحظة الوقت الذي يعمد فيه الشخص إلى "الوقت المستقطع" لتفسير وتناول كل ما سمعه ورآه؛ هو أحد المكونات

األساسية لبناء التقارب والمجاراة والقيادة وبالتالي خلق تواصل فعال. أثناء أي حديث _ على سبيل المثال _ إن وجدت الشخص قد فتح عينيه

وصوبهما تجاهك؛ فهل هذا يعنى أنه ينظر ويستمع إليك؟ ربما، ولكن ثانية؛ عليك أن تدرك أنه إن كانت عيناه مصوبتين إلى أعلى، أو في نقطة بعيدة

فهذا يعنى أنه في وقت مستقطع وأنه يفكر في شيء آخر. إن حواس السمع والبصر من الحواس التي يمكن أن تواجه إما داخليا أو خارجيا. أنت عندما "تجول داخل رأسك"؛ عندما تدير صورا وأحاديث وكل تلك األصوات األخرى التي تخلق أفكارك؛ فلن تكون في حالة استقبال ألي شيء يدور

من حولك؛ بغض النظر عن الجهة التي تحدق فيها عيناك،

ولكي تصل إلى االنتباه الكامل لكل ما يدور حولك ويحيط بك؛ يجب أن تركز كل حواسك نحو الخارج. عندما تجرى حوارا مع شخص؛ سوف تدرك

إن كان يصغى إليك من حركة عينيه؛ إن طواف العين أو تركيزها على نقطة يعنى أن هناك أفكارا أخرى تسيطر على رأس الشخص من الداخل.

قراءة أنماط العين وصوال إلى معلومات مجدية

هناك عدة جوانب فسيولوجية سوف تمنحك إشارات للطريقة التي يفكر بها الشخص أو يشعر بها، ومن أكبر تلك اإلشارات حركة العين. بما أن

تدرك معنى بعض هذه الحركات؛ سوف يكون بوسعك أن تصل إلى الطريقة التي يتناول بها الشخص المعلومات، ومن ثم استخدام هذه

المعرفة للتأثير على الشخص.

إن العين هي نافذة الروح، كما أنها تشير إلى طريقة تفكير الشخص، وبما أن العين متصلة بجانبي العقل؛ فهي تتحرك بصورة متسقة مع التفكير. ما

لم تكن قارئا موهوبا للغة العقل؛ لن تكون قادرا على تبين ما يفكر فيه الشخص ولكن بقليل من الممارسة تكون قادرا على تبين الطريقة التي

يفكر بها الشخص.

إن أي فكرة يمكن أن تتألف من معلومات بصرية وسمعية وحركية، وهو ما يكشف عنه وضع العين. فقط فكر للحظة في كيفية استخدام هذه المعلومة للتأثير على األشخاص. إن كانت قادرا على تبين ما إن كان

الشخص يفكر في صورة أو صوت أو مشاعر؛ إلى أي مدى سوف تكون قادرا على التواصل معه بكفاءة. أترى كيف يمكن أن يمنحك هذا زاوية

تأثير على الشخص؟ ولكن الخطر يكمن في افتقاد اإلشارات وبالتالي فقدالتوافق

من أهم اإلشارات الدالة على طريقة تفكير الشخص، حركة العينين.

التام أثناء التواصل كاستخدام "خاصية المشاعر" مع شخص يعمل عن طريق "خاصية البصر". هذا هو أحد األسباب الشائعة دائمة التكرر لسوء

التواصل بين األشخاص والتي يمكن_ في أسوأ صورها _ إن تخلق صراعا. إن الجهة التي تنظر فيها العين تحدد خاصية تفكير الشخص كما سوف

نرى من خالل األشكال التالية. تعرف على الخواص وتجنب حدوث أيمشاكل.

مواصفات خواص التواصل

يصح التوصيف التالي على الشخص األيمن ) أي الذي يستخدم يده اليمنى (. يفهم من هذا إذن أن الشخص األيسر سوف يستخدم عكس

التوصيف التالي. أثناء قراءتك للوصف التالي؛ ضع في اعتبارك أننا جميعا نستخدم كل خواص التواصل؛ ولكن البعض قد يعتمد على خاصية أساسية

مع استخدام الخواص األخرى بقدر أقل وبصورة أقل وضوحا. أيا كانت الخاصية التي يكثر الشخص من استخدامها؛ فهذه هي الخاصية األكثر

كفاءة، والتي عليك التركيز عليها عند التواصل معه.

خاصية التفكير البصري

إن تحرك العين إلى أعلى؛ في اتجاه أية زاوية في األفق؛ يعنى أن العين تستعرض صورا. تحرك العين إلى أعلى جهة اليسار؛ يعنى استرجاع

ذكرى بصرية بينما اتجاه العين إلى أعلى جهة اليمين يعنى بناء صورة، أما تحرك وانتقال العين من الجهة اليمنى إلى اليسرى باألعلى ثم تحولها مناليسرى إلى اليمنى فهذا يعنى تنقلها ما بين االسترجاع والبناء البصري.

سوف تجد الشخص الذي يعتمد على هذه الخاصية البصرية يميل إلى التحدث بسرعة وبنبرة صوت مرتفعة في محاولة لمجاراة سرعة الصور

المعروضة في عقله مع سرعة الصوت، وهذا من شأنه أن يؤثر على نمطالتنفس؛ ألنك عندما تتحدث بسرعة سوف تسحب كل الهواء إلى الجزء

السفلى من البطن مما سيجعل الجزء العلوي من صدرك يعلو ويهبطبشكل ملحوظ.

أثناء الحديث؛ سوف يميل المتواصل صاحب الخاصية البصرية إلى تخيرالكلمات البصرية

مثل:

." هل ترى ما أرمى إليه؟"."سوف أرسم لك الصورة"." إنها المعة ونقية"" دعنا نركز نظرنا على هذه النقطة "

مثال ذكى

كانت "تيسا" تعمل بسرعة كبيرة باستخدام خاصية البصر مما أنساها "المشاعر"، وكانت تستطيع أن ترى حل المشاكل سريعا في عقلها على

نحو كان يمنعها من التوقف للتفكير بشأن ما تشعر به هي، أو يشعر به أي شخص حيال هذه الحلول، وكان اآلخرون يجدون أيضا صعوبة في مجاراتها مما عمل بالتالي على تقويض قدرتها على التواصل معهم، وبمرور الوقت؛ أصبحت "تيسا" مكبلة الضغوط و أصبحت تتلقى عالجا طبيا لحالة لم تكن موجودة _ على ما يبدو _ إال داخل رأسها. لكنها بعدما أدركت حالتها وبعد قليل من الدراسة؛ أصبحت قادرة على إعادة التواصل مع مشاعرها؛ مما دفعها لإلقدام على تغيرات كبرى في حياتها عادت عليها بمزيد من الصحة

والسعادة.

خاصية التفكير السمعي

حركة العين الجانبية إلى اليسار تعنى تذكر واسترجاع صوت مثل تذكر حوار أو قطعة موسيقية. أما تحركها جانبيا إلى اليمين فيعنى بناء صوت أو

حوار.

إن الشخص صاحب الخاصية السمعية سوف يميل في تواصله إلى التحدث باستخدام نبرات صوتية مختلفة، كما أنه سوف يتنفس بشكل عام

من الجزء األوسط من الصدر.

كما أنه أثناء الحوار؛ سوف يميل إلى استخدام المصطلحات السمعية مثلالمصطلحات التالية:

."أسمع ما تقول "."لقد دق هذا جرسا بداخلي"."هذا األمر له واقع جيد على نفسي"." وكأنني أستمع إلى الموسيقى "

مثال ذكى

كانت "بوال" تعيش مع والتها العجوز، و أصبح شعورها باإلحباط يتزايد يوما بعد يوم جراء كل هذا الوقت الذي كانت والدتها تقضيه في مشاهدة

األغاني في التلفاز. كانت "بوال" تعتمد في األساس على خاصية السمع مما جعلها غير متفهمة لحاجة والدتها إلى هذا التحفيز البصري، ومع ذلك

كانت بوال تؤدى أعمالها اليومية وهى تضع سماعة المسجل في أذنيها لكي تستمع إلى الموسيقى هي األخرى. كانت كلتاهما تحبان الموسيقى والغناء

ولكن كال منهما كانت تفضل وسيلة مختلفة عن األخرى.

ولكن "بوال" بعد إدراكها لذلك؛ أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع نمطوالتها. وأكثر قدرة على تحمله.

خاصية التفكير من خالل الحوار الداخلي

عندما تجد العين مصوبة إلى أسفل جهة اليسار؛ فهذا يعنى إجراء الشخص لحوار داخلي. كلنا يملك هذا الصوت الداخلي الذي نتحدث به مع أنفسنا

ونفكر به أو نجرى به بعض الحوارات مع أنفسنا.

ليس هناك نمط تنفس مميز للشخص صاحب الحوار الداخلي؛ ولكن من الشائع أن تجد مثل هذا الشخص يضع يده على أحد جانبي وجهه أو يربت

على ذقنه أثناء انهماكه في حديث داخلي. هذه هي الهيئة التقليدية للشخص "المفكر". قد تلحظ أيضا تحركا في الفك وكأن الشخص يهمس

بكلمات ما.

مثال ذكى

كانت "بيتي" تعتقد بأنها تواجه مشكلة تعلم؛ ألنها كانت تبذل جهدها لتذكر أي شيء عن الدروس التي تحضرها، وكانت أيضا تعتقد بأن هذا يرجع إلى

تدين في مستوى ذكائها وضعف ذاكرتها.

ولكنها تعلمت من خالل دورتها التدريبية أن السبب في ذلك هو حوارها الداخلي. كان المدرب كلما طرح عليها سؤاال أدرك _ من خالل وضع العين _ أنها تجرى حوارا داخليا وبالتالي عرف أنها لم تكن تصغي لما كان يجرى في المحاضرات. بعد إدراكها لذلك أصبحت "بيتي" تبذل جهدا معتمدا لكي

تبقى مركزة على ما يقوله المدرب، وبمرور الوقت؛ نجحت في التحكمفي هذا الحوار الداخلي.

خاصية التفكير الحركي

يشير النظر إلى أسفل جهة اليمين إلى إغراق الشخص في مشاعره.

سوف تجد الشخص صاحب هذه الخاصية يميل إلى التنفس من الجزءالسفلى للبطن كما أنه سوف

سوف يتحدث ببطء، ويأخذ فترات استراحة بين الكلمات، وأحيانا قد تطول فترات االستراحة. إن مثل هذه الفترات تمكن الشخص من تشكيل مشاعره قبل االلتزام بكلمة أو عبارة؛ يجب أن يطمئن هذا الشخص

لمشاعره حيال ما سوف يقوله، وسوف يخرج الصوت في هذه الحالة بطئ النبرة. أثناء الحوار، سوف يميل الشخص المتواصل عن طريق

الحركة إلى تخير الكلمات التي تنم عن المشاعر والحركة مثل:

."هذا يشعرني أنني في حالة جيدة"." دعني أدر الفكرة في رأسي لفترة"." يجدر بك أن تسرع"."سوف نخوض طريقا وعرا في العمل على مدى األسبوع القادم"."فلنبق على تواصلنا"."دعني أتفهم هذه الفكرة اآلن "

استخدام المعرفة لتحسين التواصل

إن معرفة الخاصية التي يستخدمها الشخص للتواصل هي إحدى الطرق بالغة الجدوى إن كنت ترغب في البقاء على نفس موجة الطرف

المستقبل والتواصل معه في سالسة مع بلوغ أقصى درجات الكفاءة.

يجب أن تتحمل دائما مسئولية إجراء التواصل. ال تتوقع أن يتواءم اآلخرون مع نمطك. كن مرنا وتكيف وسوف تملك قدرة أعلى على التأثير، وهذا

يعنى أنك إن كنت تطرح سؤاال مثل التالي على شخص باستخدام الخاصية البصرية: "كيف ترى هذا األمر؟" فيرد عليك قائال: "ال أرى أي شيء" فهذا

يعنى أنك يمكن أن تكون قد أقدمت على اختيار خاصية تواصل خاطئة بالنسبة لهذا الشخص؛ ولكنك إن الحظت بدقتك الحسية أن الشخص اآلخر

يستخدم الخاصية الحركية؛ فسوف يكون بوسعك أن تعدل سؤالك بما يتناسب معه على هذا النحو؛ كأن تقول له على سبيل المثال: "ما هو

شعورك حيال هذا األمر؟".

إن تعديل ولو جزئية صغيرة فقط من طريقتك في التواصل على هذا النحو سوف يمنحك قدرا كبيرا من التأثير على الغير. إن األمر ال يتعلق

بمحتوى ما تقوله بقدر ما يتعلق بالطريقة التي نتحدث بها. إن تطبيق ما تعلمته على خواص البصر والسمع والحركة والحوار الداخلي أن يكون له

تأثير كبير على طريقه استجابة اآلخرين لك.

نصيحة ذكية

إن بناء التقارب أمر طيب ونبيل، ويمكن أن يتم بصورة تلقائية إن كنت تهتم بصدق بالشخص الذي تسعى لبناء التقارب معه؛ لذا يجب أن تحرص

على استخدام هذه التقنيات بمنتهى النزاهة.

إن تعديل ولو جزئية صغيرة فقط من طريقتك في التواصل على هذاالنحو سوف يمنحك قدرا كبيرا من التأثير على الغير.

استخدام االنتقاد والتسفيه إلحداث في طريقة تفكيرك

يمكنك أن تنتقد أو تسفه من أي شيء. فك��ر في العب��ارة التالي��ة "يجب أن أتناول العشاء على المائدة كل يوم في تم��ام السادس��ة". ه��ذا ي��وحي ب��أن كل أفراد األسرة سوف يشعرون ب��الجوع، ويكون��ون على اس��تعداد لتن��اول الطعام في نفس الوقت من كل يوم. إن إمكانية تك��رار ذل��ك على أس��اس

يومي أمر مستبعد، وبالتالي فإن العبارة تبدو سخيفة.

إن هذه التقنية تركز على التسفيه وروح االنتقاد في تفك��يرك وتب��الغ فيه��ا. أنت عندما تطب�ق ه�ذه الطريق�ة؛ س��وف تض�ع ي�دك على النق�اط المث�يرة للتسفيه في الموقف مما سيعمل على تغيير نظرتك، وإعادة تأطيرها ألنك

سوف تكتشف أنه من المزعج أن تواصل تبني نفس التفكير القديمة.

مثال ذكى

كان "بيتر" مدير مشروع؛ وك��ان يمعن الترك��يز والنظ��ر في ك��ل التفاص��يل واإلج��راءات. ك��انت ق��د أوكلت إلي��ه مس��ئولية مش��روع كب��ير يعم��ل ب��ه "سيمون". كان "سيمون" يشعر بالتوتر كلما فكر في المشروع وكان ه��ذا

الشعور يتزايد لديه يوما بعد يوم.

كان "بيتر" و "سيمون" قد اص��طدم ببعض��هما البعض من��ذ البداي��ة. لم يكن "سيمون"، يعرف كيف يتعامل مع كل التفاصيل ال��تي ك��ان "بي��تر" يف��رض��ا من��ه بأنه��ا غ��ير ذات أهمي��ة وال تس��تحق الط��رح أثن��اء عليه س��ردها؛ إيمان االجتماعات، وقد بدأ ه��ذا الص��دام ي��ؤثر على ق��درة "س��يمون" في العم��ل بكفاءة، وقد دفعه ذلك إلى التذمر وإبداء اعتراضه على طريقة "بي��تر" في اإلدارة أمام أعضاء فريق العمل في الشروع، وعندما سئل عن سبب ذلك؛ أجاب "سيمون" قائال: "هو بحاج��ة إلى تلقي درس وس��وف ألقن��ه أن��ا ه��ذا

الدرس؛ ال تقلق بهذا الشأن".

ومن هنا عرضنا على "سيمون" عملية إعادة التأطير التالية:

يبدو لي يا "س��يمون" أن��ك تص��ر على اإلبق��اء على ه��ذه المش��اعر الس��يئة بشأن عالقتك ب���� "بيتر"؛ أليس كذلك؟ س��وف تواص��ل الت��ذمر والس��خرية من��ه، وحم��ل اآلخ��رين على فع��ل نفس الش��يء من وراء ظه��ره. أنت ال تكترث حتى بأن ينظر إليك اآلخرون باعتبارك تتص��رف تص��رفا ص��بيانيا. إن هذا المشروع سوف يتأثر سلبا بهذه الطريقة، كما أنك سوف تهدر طاقتك النفسية في تلك المشاعر السلبية التي تكنها ل������� "بي��تر"؛ مم��ا لن ي��ترك

لك إال مساحة ضئيلة لإلبداع في الشروع.

ومع ذلك؛ ف��أنت ال تم��انع ألن رغبت��ك في تلقين "بي��تر" درس��ا جي��دا تف��وق رغبت��ك في بن��اء عالق��ة جي��دة وإنج��از المش��روع بنج��اح. إن ه��ذا الس��لوك العدائي سوف يع��ود بالض��رر علي��ك كث��يرا عن��دما يتم اس��تبعادك من إدارة فريق العمل في المشروعات التالية، كما أنك قد ال تجد لنفسك دورا فيه��ا بالمرة؛ ولكن ال بأس طالما أن كل ما يعنيك هو أن تبدي "بيتر" في ص��ورة

الغبي، أليس كذلك؟

ق��د تب��دو ه��ذه التقني��ة قاس��ية بعض الش��يء؛ ولكن تطبيقه��ا م��ع الش��خص المناسب يمكن أن يحقق نتائج فعالة. في هذه الحال��ة؛ نج��د أن "س��يمون"

ينتمي إلى هذا النوع الذي يمكن أن ينجرف وراء كبريائه ليحول بينه وبين

مصلحته، مما يعني أن التقنية المستخدمة في تقويمه يجب أن تكون أقوى من هذه النزعة لديه، بمعنى أنها يجب أن تكون قادرة على سحق كبريائه. إن ما تلقاه "سيمون" هو عملية إعادة تأطير حملته على تغيير تفكيره ب��أنا "إلى" أن مس����تقبلي العملي أهم من "بي����تر" بحاج����ة ألن يلقن درس���� مشاعري تجاه بيتر"، وقد أث��ارت ه��ذه الفك��رة – فك��رة تهدي��د مس��تقبله –ا، كبرياء "سيمون" على نحو جعله يتراجع عن رغبته في تلقين "بيتر" درس��

واإلقدام على تعديالت إيجابية في تفكيره وسلوكه.

ركز على النية اإليجابية

إن تقنية االنتقاد والتسفيه قد تب��دو مجدي��ة م��ع بعض األش��خاص )نأم��ل أن تكون قد طبقتها في موقفك الخاص بالنسبة للحالة "أ"(، وأحيانا قد تك��ون بحاج��ة لمزي��د من التش��جيع اإليج��ابي، ومهم��ا ك��انت نظرت��ك للش��خص أوالموقف سلبية سوف يبقى هناك دائما جانب إيجابي يمكنك أن تعثر عليه.

مثال ذكى

كانت "ميشال" تعاني مع زميلتها في السكن؛ ألنها كانت دائمة التدخل في حياتها الشخصية، وكان سر معاناته��ا ه��و ش��عورها ب��أن زميلته��ا ال تث��ق في قدرتها على حل مشاكلها مع صديقها. بدأت "ميشال" تتش��كك بالفع��ل في

قدرتها، وبدأت ثقتها في نفسها تهتز إلى حد دفعه�ا إللي االنس��حاب ورفضدعاوي صديقها للخروج معه.

وعندما سألناها عن الوضع أجابت بأن صديقتها في الس��كن تغ��ار منه��ا، وال تريد لها أن تستمتع بوقتها، وقد تسبب هذا اإلطار في التفك��ير إلى إح��داث

صدع في عالقتها بزميلتها.

وقد عرضنا على "ميشال" عملية إعادة التأطير التالية:

"ميشال"، هل يمكن أن تكون زميلت��ك تس��عى بالفع��ل لمس��اعدتك تس��عى بالفعل لمساعدتك ال إليالمك؟ ربما تكون قد مرت بتجربة سيئة، وال تريدك أن تم��ري بنفس المعان��اة ال��تي م��رت هي به��ا. ربم��ا دفع��ك ترك��يزك على غيرتها منك إلى عدم مالحظة اهتمامها الحقيقي ب��ك وخوفه�ا علي��ك. مهم��ا بدا األمر لك، فإن الواقع ق��د يك��ون مختلف��ا تمام��ا. إن ك��انت زميلت��ك تهتم بأمرك، فما هو الدليل ال��ذي تحت��اجين ال��ذي تحت��اجين لرؤيت��ه لتتأك��دي من

ذلك؟

قررت "ميشال" أن تبحث عن دلي��ل على اهتم��ام زميلته��ا به��ا وبس��المتها، فاكتشفت الكثير من األشياء الصغيرة التي لم تكن ق��د الحظته��ا من قب��ل. وهكذا بدأت عالقتها به��ا تتحس��ن إلى أن انتهي الخالف. إن نقط��ة التح��ول في هذا الموقف تمثلت في تحول موقف "ميشال" من ذاك وتلك إلى ه��ذا أو هذه أي من الني��ة اإليجابي��ة ال��تي دفعته��ا للبحث عن الج��انب الجي��د في

زميلتها.

التحول من "ذاك" و "تلك" إلى "هذا" و "هذه"

فك��ر في مهم��ة ال تس��تمتع به��ا، وتث��ير دائم��ا في نفس��ك الرغب��ة في1 المماطلة أو في مهمة تس��عى إلنجازه��ا بأس��رع م��ا يك��ون لكي تتخلص منها. أيا كانت المهمة التي وقع اختي��ارك عليه��ا؛ فهي تص��يبك بمش��اعر

سلبية، وربما تقودك إلى مستوى أداء يقل عن كفاءتك المعتادة. اخلق نية إيجابية متعمدة تدفعك إلى إنجاز المهمة والشروع في التركيز2

على نيتك.

استخدام إما تقني��ة االنتق�اد والتس�فيه ال�تي ش�رحناها أعاله أو اب�دأ في3 تنمية الجوانب اإليجابية للمهمة، أو اس��تخدام كلت��ا الطريق��تين. على أي مدى يبدو لك تفكيرك سفيها ومنتقدا حي��ال إنج��از المهم��ة؟ رك��ز دائم��ا

على الجانب الجيد، وحرر عقلك من كل الجوانب السيئة للمهمة.

إن التفكير بهذه الطريقة سوف يفتح لك مجاال لإلبداع وإيجاد حلول وأفكار بدال من السقوط تحت وطأة الضغوط التي تفرضها المشاعر السيئة ال��تي

تتولد عن طريقة التفكير بتلك أو ذاك.

نصيحة ذكية

إن ك��ل مه��ارة تس��عى لتعلمه��ا تتطلب من��ك ق��درا من الممارس��ة. كلم��ا مارست هذه التقنيات، زادت ق��درتك على إع��ادة برمج��ة طريق��ة تفك��يرك لخلق مشاعر جديدة وسلوكيات مجدية بالنسبة لك. طبق تقنية واح��دة في المرة الواحدة، ومارسها عدة مرات من خالل عدة قض��ايا تهم��ك، قب��ل أن

تنتقل إلى تطبيق تقنية أخرى.

إن التفك��ير به��ذه الطريق��ة س��وف يفتح ل��ك مج��اال لإلب��داع، وإيج��اد حل��ولوأفكار.

ركزنا حتى اآلن على الكيفية التي تقودك بها فكرة معينة إلى فكرة أخرى، وعلى الكيفية التي تحدد بها أفك��ارك س��لوكياتك؛ حيث إن س��لوكياتك ت��ؤثر على كل من حول��ك، وعلى الكيفي��ة ال��تي يس��تجيبون ل��ك به��ا. إن توجه��ك العقلي له دور كب��ير في تك��وين س��لوكياتك؛ ل��ذا إن ك��ان توجه��ك ع��دوانيا، سيكون سلوكك عدوانيا، وإذا كان توجهك العقلي يتسم بالتع��الي، فس��وف ترسل لغة جسدك بتلك الرسالة لآلخرين، وإذا ك��ان توجه��ك العقلي يتس��م

بالهدوء فسوف ينعكس هذا على وضعية جسدك.

من هن��ا نس��تطيع أن ن��رى أن توجه��ك العقلي ي��ؤثر بص��ورة مباش��رة على سلوكك، ويكون مجموعة الخبرات ال��تي تتجم��ع على ص��ورة مجموع��ة من

Changingالقيم وش��بكة معق��دة من المعتق��دات. في كتاب��ه " Belief Systems with NLP (1990" )الصادر عن دار نشر ميتا بابليكاشن، عام

قدمنا لنا "روبرن ديتلس" نموذجا عالميا ليشرح طريقة عمل هذا المفهوم، ويمكنك اس��تخدامه كنم��وذج تفك��ير من أج�ل تحقي��ق نت��ائج في أي س��ياق، ووفقا لهذا النموذج عليك النظر إلى أي غرض محدد تريد تحقيقه في ضوء

خمسة مستويات من التفكير وهي:

الهوية1

إن توجهك العقلي يؤثر بصورة مباشرة على سلوكك.

القيم والمعتقدات2القدرة3السلوك4البيئة5

إن إدراك هذه المستويات سوف يجع��ل من الس��هل علي��ك أن تتخ��ير أك��ثر تقنيات البرمجة اللغوية العصبية كف��اءة إلح��داث التغي��ير ال��ذي تطمح إلي��ه،

ومفتاحك الستخدام هذا النموذج هو أن تبدأ بتحديد هدف واضح.

هل هدفك واضح تمام الوضوح؟

إن تملك النية دائما في كل مواقف، وتكون هذه النية عادة الشعورية وهي التي تدفعك من البداية إلى التعامل مع غيرك من األشخاص أو قبول مهمة

بدون تفكير. ما الذي يدفعك على سبيل المث��ال )م��ا هي نيت��ك( إلى إج��راء حوار مع زوجك؟ هل ال��دافع ه��و إخب��اره بش��يء أم الحص��ول على دعم أم الوفاء بحاجة أن يتم االس��تماع إلي��ك، أم البحث عن االهتم��ام أم أي ش��يء آخر؟ ما الذي يدفعك ) ما هي نيتك( عند قبول عمل مؤقت أو تخير مج��ال عمل جديد؟ ه��ل اله��دف ه��و التخلص من عمل��ك المض��ني الح��الي أم أداء شيء كنت تطمح إليه وتتمنى أن تعمل فيه من��ذ زمن؛ أم زي��ادة دخل��ك أم

زيادة مرونة ساعات العمل؟

إن بدت لك نيتك غير واضحة، فه��ذا يع��ني أن��ك تواج��ه خط��ر التص��رف من منطلق يمكن أن يهدر جهودك، ويخلف لديك الشعور بعدم الرض��ا. من بين األمثل��ة التقليدي��ة ال��تي يمكن أن نس��وقها في ه��ذا الص��دد ش��عور ش��خص باالستياء وعدم الرضا من حياته مما يدفعه لالنتقال إلى مدينة أخرى أو بلد آخر لكي يبدأ بداية جديدة. إن نية ه��ذا الش��خص العميق��ة هي التخلص من كل المشاعر السيئة التي نمت بداخله بمرور الوقت؛ ولكن م��ا يح��دث في أغلب الحاالت هو أنه سيجد حيات��ه الجدي��دة تس��ير على نفس نم��ط حيات��ه

السابقة.

إن امتالك حس واضح للهدف سوف يمكنك من اإلقدام على اختيار ص��حيح بش��أن أس��لوب تناول��ك لألم��ور. وس��وف يمكن��ك امتالك اله��دف من جع��ل نواياك العميقة تطفو على السح، ويحدد الدور الذي عليك أن تلعبه لتحقيق أهدافك، وبعد توضيح هدفك؛ تكون خطوتك التالية هي تنظيم تفكيرك على

مستويات االتساق الخمسة التي ذكرناها قبل قليل:

ما هو الدور الذي تلعبه؟1 إنك في حيات�ك تلعب العدي�د من األدوار س��واء على مس�توى العم�ل أو األسرة أو األدوار االجتماعية. يمكنك أن تقسم وقتك ما بين دورك كأب وأخ وممول وم��دير وف��ني وقائ��د، وأي ع��دد من األدوار األخ��رى. إن م��ا يهمنا هنا ليس اسم الدور الذي تق��وم ب��ه؛ ولكن كيفي��ة تعريف��ك لل��دور، وهذا التعريف هو ما سوف يؤثر على النتائج التي سوف تحص��ل عليه��ا. إن الم��دير ال��ذي يع��رف دوره باعتب��اره قائ��دا ومنظم��ا س��وف يطلب

استجابة مختلف��ة من فري��ق عمل��ه عن الم��دير ال��ذي يع��رف دوره بأن��ه شخص مسئول عن تنمية وتطوير الغير. إن أطفال اآلباء الذين يعرفون دورهم بأنهم حماة ألبنائهم سوف ينشئون على نح��و يختل��ف تمام��ا عنفون دورهم بأنهم رعاة ألبنائهم . إن المدرس الذي يرى اآلباء الذين يعر أن دوره هو تهذيب وت��ريب األطف��ال س��وف يحص��ل على نت��ائج تختل��ف تماما عن المدرس الذي يعرف دوره بأن��ه محف�ز ومس��اعد على عملي��ة

التعليم. إن الدور ال��ذي تعرف��ه أثن��اء س��عيك له��دفك س��وف يتفاع��ل م��ع قيم��ك

ومعتقداتك مما يحدد ما صوف تلتفت إليه وما سوف تتجاهله.ما هي القيم والمعتقدات التي تحملها؟2

إن كنت أبا تعم��ل على رعاي��ة ابن��ك؛ فس��وف تج��د نفس��ك على األرجح تحمل قيما بشأن وجوب توفير فرص يعيش من خالله��ا أبن��اؤك تج��ارب الحياة. إن المدير الذي يؤمن بوجوب استنفار أفضل م��ا ل��دي موظفي��ه

يعلى من قيمة

��ا ��ا إيجابي الثقة وإمكانية الفريق، كما أن المدرس الذي يخل��ق مناخ��ا تعليميسوف يقد قيمة االكتشاف واإلبداع واالبتكار.

سوف تجد أن كل قيمة من هذه القيم مدعومة بعدد من المعتقدات؛ حيث إن طبيعة المعتقد نفسه تجعلك تركز على قيمك مما يثبت ص��حة المعتق��د ذاته. إذا أيا كان ما تراه صحيحا؛ سوف تجد نفسك بصدد البحث عن إثباته، وتجاهل كل األدلة التي تثبت العكس. هذا هو س��بب وج��وب تأك��دك من أن معتقداتك تدفعك لتحقيق نتائجك المرجوة. إن المدرس الذي يعتقد – على سبيل المثال – أن طالبه يعاني من صعوبة في التعلم سوف يواصل التأكيد على هذه الصعوبة؛ أما المدرس الذي ي��رى في المقاب��ل أن طالب��ه يحم��ل إمكانات وقدرات تعليمية فسوف يعمل على استنفار وإثراء ه�ذه الق�درات

مما سوف يساعدك بال شك على تحقيق نتائج أفضل.

هل تقوم بتقليص قدراتك الحقيقية؟3

إن قيمك ومعتقداتك تملك تأثيرا مباشرا على قدراتك. إن كنت ببساطة تؤمن أنك تملك القدرة؛ فسوف تجد وسيلة لإلنجاز، أما إن كنت تؤمن أنك

ال تملك القدرة؛ فلن تشغل بالك بالبحث عن طريقة لإلنجاز؛ حيث إن المعتقدات اإليجابية سوف تحرر قدراتك؛ وفي المقابل سوف تكون

المعتقدات المعوقة بمثابة حاجز في طريقك.

إن المعتقدات المعوقة سوف تدفعك إلى الكف عن بذل الجهد. فاألمر هنا أشبه بجهاز رسم األشكال الهندسية الذي تحدثنا عنه سابقا، والذي يبقى

مقيدا برسم نفس النمط. إنك تملك القدرة على تغيير ذلك ولكنك ال تفعل إما ألنك غير مدرك أو غير واثق من العواقب. سوف يتحول هذا النمط في

النهاية إلى نمط كئيب مفتقد للجاذبية وما إن تؤمن بأنك ال تملك القدرةعلى التغيير فسوف تختلق أي لكي تثبت صحة إيمانك هذا، وسوف

عليك التأكد من أن معتقداتك تدفعك لتحقيق نتائجك المرجوة

يسهل على الشخص – مثال – أن يواصل االدعاء بالمرض لكي يواصل عدم إنجازه لشيء ما. فقط انظر حولك وسوف تعثر على الكثير من األمثلة ألشخاص نجحوا في تحقيق إنجازات عظيمة – برغم كل التوقعات التي

كانت تؤكد عكس ذلك – من خالل قوة المعتقد.

إن القيم والمعتقدات تعمل مع بعضها البعض. إن كنت تقدر قيمة شيء معين بدرجة كافية؛ فسوف يتولد لديك معتقد بإمكانية تحقيقه مما

سيدفعك لبذل كل الجهد بحثا عن وسيلة للتحقيق.

مثال ذكى

انسحبت "سالي" من أداء تدريب للغة؛ إيمانا منها بأنها ال تجيد اإلنجليزية. هذا هو ما أقنعتها بها مدرستها مما يشجعها على البحث عن عمل في

مجال األرقام نظرا لضعف لغتها، وهكذا سيطر هذا المعتقد على "سالي" مما دفعها لاللتحاق بالعمل كمحاسبة برغم بغضها لهذه الوظيفة؛ ولكنها بعض مضي ثالث سنوات تركت العمل في المحاسبة وعملت كبائعة في

متجر، بدأت من وقتها تعمل على تطوير مجالها المهني.

وعندما سألناها عن وظيفتها الجديدة ذكرت أنها ترقت للعمل في فريق خدمة العمالء. وأنها أصبحت اآلن تحرر خطابات القسم الخاص بها، وأنها

تستمتع بذلك حقا. أصبحت "سالي" تتلقى على أساس دوري إطراء مطردا على كفاءتها وقدرتها اإلبداعية في كتابة الخطابات، وبالرغم من

كل هذا المدح؛ بقيت "سالي" محتفظة بمعتقداتها القديم بأنها ال تجيد اإلنجليزية مما كان يدفعها بشكل دائم إلى االنسحاب من أي عمل يفرض

عليها التعامل مع اللغة. إن قبولها للمعتقد المعوق الذي فرضته عليها معلمتها هو الذي عمل على الحد من قدرتها الطبيعية على مدى سنوات

عديدة.

إن كنت تقدر قيمة شيء معين بدرجة كافية، فسوف يتولد لديك معتقدبإمكانية تحقيقه

هل سلوكك متسق مع تفكيرك؟4

إن سلوكك هو وليد لطريقة التي تنظم بها تفكيرك على المستويات الثالثة السالف ذكرها. ما إن نجحت "سالي" في تغيير معتقدها بخصوص كفاءتهم

في اللغة اإلنجليزية؛ حتى فتحت لنفسها آفاق أنشطة جديدة في عملها؛ حيث بدأت في كتاب قصص قصيرة ومقاالت حتى أنها حاولت أن تنظم

الشعر.

في الوقت الذي ستعمل فيه بعض سلوكياتك على دعمك؛ سوف تعمل سلوكيات أخرى عل عرقلتك، وما أن يتحول السلوك إلى عادة؛ سوف

تعجز عن إدراكه إلى أن يلفت أحدهم نظرك إليه.

مثال ذكى

في إحدى الليالي كان بعض األزواج من كبار السن يسيرون يدا بيد في بهو الفندق في طريقهم لتناول العشاء في المطعم، وكانت إحدى السيدات

تسير في بط ممسكة بذارع زوجها. وبينما كانت تسير وهي تعرج عبر الغرفة؛ أدركت فجأة أنها نسيت كأس شرابها على المنضدة؛ فإذا بها تسير

بخطوات واسعة نشطة لكي تحضر الكأس. لقد نسيت أن تسير بعرج،ولقد كان هذا العرج في السير ناجما عن عقلها وليس ساقها.

ما هي الجوانب التي لم تعد صالحة في سلوكك؟ ما هي الغصة التيتشعر بها؟ ما الذي سيحدث إن تغير النمط السلوكي الذي اعتدته؟

هل تملك تأثيرا على بيئتك؟5

إن الطريقة التي تنظم بها تفكيرك على المستويات األربعة السابقة هيالتي سوف تحدد تأثيرك على البيئة المادية من حولك؛ حيث إن األفكار

المعوقة وغياب الهدف الواضح سوف يكبلك بالضغوط، وسوف تميل عندها إلى إلقاء اللوم على العوامل الخارجية في البيئة، وهذا من شأنه أن

يحيل التركيز بعيدا عن ذاتك مما يسلبك قوة التأثير، وأما األفكار المقوية الداعمة ووضوح حس الهدف فسوف تمكنك من تغيير بيئتك، وحتى على

مستوى الالشعور؛ سوف تترك بك تأثيرا إيجابيا، وكثير ما سوف ينتابك شعور بأن البيئة من حولك هي التي تسبب لك الضغوط وتشعرك بالتوتر

النفسي. كلما زاد تعمق وقوة أفكارك المعوقة بشأن قدراتك؛ قلت قدراتك على اكتشاف الجوانب السلبية في العالم من حولك، ومن ثم تراجعت قدرتك على إحداث أي تغيير إيجابي. إن الشخص الذي يغير

األشياء يؤمن بأنه يملك هذه القدرة على التغيير.

أن خطوتك األولى المتالك زمام سيطرتك على نفسك هي الكشف عنالمستوى الذي يصيبك بهذه المعاناة النفسية.

مثال ذكى

ينتمي "جامي" إلى أصول شرق أوسطية، وقد جاء إلى هذا البلد واستقر فيه بصحبة زوجته الجميلة "أنيقا". كان يواجه صعوبة في العيش في

المملكة المتحدة ألنه لم يكن متوافقا مع زمالئه في العمل، كما أن دائرته االجتماعية شرعت في التقلص شيئا فشيئا مما جعل الشعور بالعزلة

يزحف عليه يوما بعد يوم. دأب "جامي" على إلقاء اللوم على ثقافة البلد

الذي يعيش فيه. واستحوذ عليه الشعور بعدم القدرة على التواؤم؛ لذا قررأنه قد حان وقت العودة إلى بلدة األصلي.

إن الشخص الذي يغير األشياء يؤمن بأنه يملك هذه القدرة على التغيير

ولكن "أنيكا" كشفت لنا عن أن "جامي" كان يعاني نفس المشكلة في بلده األصلي، ولم تكن تريد أن تعود إلى هناك، وأدركت أن هذه المشكلة

ليست لها عالقة بثقافة البلد. لقد كان "جامي" يلقى باللوم جراء ما يشعر به على البلد وثقافة البلد. أما "أنيكا" فقد كانت تعرف أن المشكلة

الحقيقية تكمن في شعور "جامي" بالخجل.

ولحسن الحظ؛ لم يكن "جامي" بحاجة إال إلى جلسة عالجية واحدة لكي نكشف له عن خجله ونلقيه بضع استراتيجيات لكسب األصدقاء واكتساب

المزيد من الثقة في نفسه.

هل أنت متسق مع هدفك؟

أحيانا ال يكون التغيير في السلوك متبوعا بتغيير في التفكير. هل سبق ومررت بموقف أقدمت فيه على فعل شيء لم تكن تريد أن تفعله؟ ربما

أقدمت عليه ألنك كنت تبحث عن إرضاء شخص آخر ثم انتابك شعور باالستياء جراء ذلك. ربما تكون قد اتخذت قرارا بعيش حياة أكثر صحية

وممارسة العدو أو اليوجا ومع ذلك تراجعت عند حلول موعد حصة اللعب أو الرياضة وارتددت ثانية إلى عاداتك غير الصحية، حيث إن هذا الوقت

تحديدا هو الوقت الذي سوف تشعر فيه بغصة، أو عدم ارتياح نفسي ناجمعن عدم اتساق أهدافك مع سلوكك.

في إطار البرمجة اللغوية العصبية يطلق على هذه الحالة التي يكون فيها السلوك متعارضا مع أهدافه اسم "عدم االتساق". أنت في قرارة نفسك

تريد أن تتصرف على نحو معين؛ ولكنك عندما يحين وقت التصرف؛

هل سبق ومررت بموقف أقدمت فيه على فعل شيء لم تكن تريد أنتفعله؟

تشرع في مقاومة هذه الحاجة الملحة، وربما تقول لنفسك "ليس هذه المرة؛ ربما في المرة القادمة". هذا هو ما نقصد به عدم االتساق، وهو

مناخ غير مالئم بالمرة لتحقيق النجاح.

إن النجاح يقوم على االتساق؛ إي اتساق مستوياتك معا، بدءا من الهدف وحتى بلوغ مستوى السلوك. عندها فقط سوف تكون قادرا على التأثير على البيئة على النحو الذي تريده بحق، حيث إن خلق هذا المستوى من

االتساق ما هو إال عملية بناء ثقة بالنفس؛ ألنك عندها سوف تدرك أنك قد حققت تغييرا فعليا على مستوى التفكير، وتصرفت بما يتفق ويتسق مع

هذه الطريقة في التفكير. إن القدرة على إدراك والكشف عن عدماالتساق هي خطوتك األولى نحو إحداث التغيير المرجو.

إن الشعور بعدم االتساق ال يجب أن ينبع من موقف جلل، وإنما يمكن أن يحدث بشكل عابر أثناء لقاء عمل أو حوار مع زوج. إذن أيا كان ما تفعله؛

فسوف يكون من المجدي أن تكون قادرا على إدراك مشاعر عدماالتساق.

عندما تلقى نظرة متفحصة على الوقت الذي عايشت فيه النجاح؛ سوف ينتابك على األرجح الشعور بالسعادة والثقة، ويمكنك بالطبع أن تتصور كل

األشياء السيئة التي وقعت لك إن أردت؛ ولكنك عندما تنخرط في أداء شيء تجيد عمله؛ فسوف تكون في أسعد حاالتك. استمع إلى المقولة التالية فهي صادقة "إن كنت تسأل ما إن كنت سعيدا، فهذا يعني أنك

لست كذلك على األرجح" إن السعادة حالة عقلية تبلغها من خالل اتساقأفكارك مع أفعالك.

السعداء يجتذبون السعداء

وكما تتحد األفكار المتشابهة مع بعضها البعض في شكل باقات؛ فإن األشخاص يفعلون نفس الشيء. إن كنت تشعر باإلحباط؛ فسوف تجتذب

على األرجح المحبطين والغاضبين من حولك، أما إن اكتسبت عادة

مساعدة الغير لتحسين حياتهم؛ فسوف يلتف من حولك كل المحتاجين إلى المساعدة. هكذا تسير الحياة. سوف تحمل لك الحياة دائما ما تتطلع

إليه؛ حيث إن الشخص المتشائم سوف يميل دائما إلى اجتذاب من هو مثله، وسوف يبقى مصاحبا له لكي يدعم كل منهما سلوك اآلخر. عن

الرسالة األساسية التي نسعى لتوصيلها هنا؛ ما هي نوعية الطاقة التيتشع منك وما ومن الذي تسعى الجتذابه؟

إن شعورك بعدم االتساق سوف يعمل على األرجح على إصدار إشارات سوف يتلقاها الغير باعتبارها إشارات مضطربة وغير متوقعة. والنتيجة هي

أنهم سوف ينتظرون إليك باعتبارك شخصا ال يمكن االعتماد عليه.

سوف تسمع اآلخرين يتحدثون عن شخص معين مستخدمين ألفاظا معينة مثل: متعال؛ مغتر؛ معتز بنفسه؛ متكبر؛ متباه. كل هذه األلفاظ ما هي إال

تعبير أو تفسير للطريقة التي يتواصل بها هذا الشخص. قد يكون هذا صحيحا؛ ولكنك بما أن تفسر سلوك شخص ما بصورة ما فسوف تتصرف معه من هذا المنطق، أي من خالل هذا الحكم المسبق الذي كونته عنه. إن الحقيقة الصادقة تكمن تحت السطح؛ وفي الطريقة التي يتشكل بها

تفكير الشخص. عن ما الحظته أنت من عيب ينبع من عدم اتساق مع أحد المستويات؛ إنها نتيجة هذه الغصة التي تحدث بصورة ال شعورية والتي

سبق واشرنا إليها من قبل. إن الهدف هو تنمية قدر من "الفضول" بشأن السبب الذي يدفع هذا الشخص إلى التصرف على هذا النحو بدال من

تفسير السلوك والحكم عليه. إن هذا من شأنه أن يقلل من فرص سقوطك ثانية في فخ التصرف وفق التفسير الخاطئ، وزيادة فرصتك في

فهم هذا الشخص، ومن ثم التواصل معه بشكل فعال.

نحن من خالل عملنا نقابل كل أنماط ونوعيات البشر، فهم يأتون إلينا بدافع شعورهم بعدم القدرة على التواؤم مع أنفسهم في أحد جوانب

الحياة. لقد سبق وتعاملنا مع مديرين عاجزين عن تحقيق مستوى التقدمالذين يريدون لفريق عملهم؛ كما تعاملنا أيضا مع مدريين يناضلون من

أجل مواجهة احتياجاتهم، وأزواج فقدوا كل اإلثارة في حياتهم، ومدراء يرتعدون من تقديم طرح على مجلس اإلدارة؛ ومتخصصين غارقين في

أعبائهم ومكبلين بالضغوط واألعباء، وعمال عاجزين عن تحقيق مستوى الكفاءة المتوقع منهم في مجال عملهم، وأشخاص مكبلين بكل أنواع

المخاوف والهواجس والرهاب والضغوط والغضب واإلحباط والشفقة وكل أنواع وأنماط السلوك المسببة للمشاكل، نحن نقابل أشخاصا من كل مناحي الحياة ممن يعوقون أنفسهم ويحدون من قدرتهم على تحقيق

النجاح والتفوق في الكثير من جونب الحياة. إن العامل المشترك بين كل هؤالء األشخاص هو شعورهم بعدم االتساق عند التفكير في الصراع الذي يعتمل بداخلهم. إن ما يكتشفه هؤالء هو كيفية تأثير إحباطهم أو مشكلتهم

على الغير، مثل مشكلة فقد أو زيادة الوزن أو التدخين أو التفكير المريض أو اإلصابة الدائمة بالمرض أو تدني االعتزاز بالذات؛ إن ما يكتشفه هؤالء

هو استشعار تلك األنماط وتلك العالقات المتهتكة.

إنك عندما تسقط تحت وطأة الضغوط جراء الصعوبات الشخصية؛ سوف تجد عقلك يملك قدرة هائلة إللقاء مشاكلك وراء الستار، وسوف يمنحك

هذا قدرا من االستقرار الذي يمكنك من الحفاظ على اتزان حياتك، وبالرغم من هذه الميزة الواضحة فإن شغفك وطاقاتك أيضا سوف يختفيان وراء هذا لستار، حتى بالرغم من أنك قد تملك القدرة على

التشويش على فكرك فإن جسمك لن يستسلم بسهولة لهذه الخدعة.

حتى بالرغم من أنك قد تملك القدرة على التشويش على فكرك فإنجسمك لن يستسلم بسهولة لهذه الخدعة

يمكنك أن تخدع عقلك وليس جسمك

يشكل عقلك وجسمك جزءا من نفس نظام للطاقة حيث يتفاعل كل منهما مع اآلخر استجابة للمنبه الخارجي، وعندما تواجه يوما عصيبا؛ أو

عندما يكون عقلك منشغال بمواعيد تسليم العمل النهائية؛ فإن الضغوط سوف تتراكم داخل جسمك لكي تجعلك – على سبيل المثال – أكثر توترا

وعصبية مما يؤثر سلبا على طريقتك في التنفس. إن جسمك سوفيتفاعل مع أي تغير يتعرض له عقلك مهما كان نوعه والعكس صحيح.

سوف يرسل جسمك إشارات إلى غيرك من األشخاص؛ وهذا يعنى أنه على رغم من وجود الستار الذي تخفي وراء مشاكلك على مستوى عقلك؛ فإن اآلخرين سوف يدركون أن هناك شيئا غير متسق. إن الطريق الوحيد للتعامل مع ذلك الموقف هو أن تزيح الستار الذي تغطى به فكرك وتبدأ

غب إحداث التغيير.

من بين األشخاص الذين عمد "باندلر" و "جريندر" إي محاكاتهم عند بداية ابتكار البرمجة اللغوية العصبية؛ شخصية "فيرجينيا ساتير"؛ إحدى

المحلالت النفسيات بالغات الكفاءة في مجال األسرة، وكانت "فيرجينيا" قد نجحت في تحقيق نتائج مذهلة وسريعة باستخدام طريقة فريدة

لمساعدة كل شخص داخل األسرة على إدراك سلوكه غير المتسق. لم يقتصر السلوك الذي طرحته من خالل كتابها الصادر عن دار نشر "ساينس

" على األسرPeoplemaking "1972آند بيهافيور بوكس"، عام المتفسخة فقط. أنت فقط بحاجة ألن تلقى نظرة حولك لكي تتبين األمثلة

في كل مكان.

سوف يرسل جسمك إشارات إلى غيرك من األشخاص بأن هناك شيئا غيرمتسق.

فئات "ساتير"

قسمت "فيرجينيا" السلوك إلى أربع فئات سلوكية تعرفت عليها باعتبارها الفئات المسئولة عن الكثير من الصراعات األسرية، كما أنها توصلت إلى

الطريقة التي يمكن أن تستخدم لحسم مثل هذه الصراعات، وإعادةالتوافق بين الناس.

المشوش

يبحث الشخص المشوش دائما عن االنتباه لكي يعوض مشاعره بالوحدة وانعدام الكفاءة. إن النية اإليجابية التي تكمن وراء سلوكه هو رغبته في

حماية نفسه من مواجهة األشياء، ويشمل مثل هذا النوع من السلوك المشوش التقاط شعرة من على سترتك أثناء التحدث ومقاطعة الحوار

بذكر نكتة أو مزحة، واإلكثار من اعتراض الحوار وتغيير موضوع الحديث، وهناك العديد من أنواع السلوك المشوش األخرى يستخدمها الناس

ليصرفوا االنتباه عن موضوع يذكرهم بمشاعر الوحدة وانعدام الكفاءة.

تكتسب هذه األنماط المشوشة عادة في وقت مبكر من الحياة عندما تكون هشا حيال كل ما يحدث من حولك، ويتشكل النمط في هذا الوقت كإستراتيجية تكيف؛ ولكنه يمكن أن يتحول إلى عادة طويلة المدى؛ ولكننا

لحسن الحظ نعرف كيف نكسر مثل هذه العادات.

مثال ذكى

كان "ديريك" شخصا صريحا يتمتع بقدر كبير من الثقة والذكاء، وكان مديرا كبيرا في شركة تجزئة وكان دائم التعرض النتقاد شديد من جانب

المديرين اآلخرين الذين كانوا ينعتونه دائما ب "التكبر والتعجرف"، وقد اكتسب "ديريك" عادة إلقاء أي شيء صغير تصل يده إليه؛ كما لو كان

يسعى بذلك لتحرير بعض الطاقة السلبية كلما شعر بأن أحدا ال يصغى إليه أو يقدر عمله وجهده؛ كما لو كانت هذه هي طريقته في قول "مرحبا؛ أنا

هنا؛ أال تراني"

وقد ذهل "ديريك" عندما تبين عدد السنوات التي قضاها وهو يمارس هذا النمط والذي درك بعد فترة التدريب أنه نمط مرفوض، ولم يعد "ديريك" بحاجة إلى هذا النمط بالفعل بعد ن نجح في االسترخاء واالستجابة على

نحو أكثر نضجا بدون حاجة إلى جذب االنتباه.

المسترضى

يسعى دائما لنيل إعجاب الغير؛ فهو يتحدث بطريقة باعثة على الراحة وال يسعى أبدا لالعتراض أثناء سعيه الدائم لنيل القبول، ويشعر بعدم القدرة

على التكيف بمفرده مما يولد لديه الشعور بوجوب إبداء الموافقة، ويكونعادة أول من يقبل النقد والتوبيخ إن وقع أي خطأ.

مثال ذكى

لم تكن "جينى" تستطيع أن تمنع نفسها من قول "آسفة" عند بدء كل عبارة تنطق بها تقريبا، وكانت هذه الكلمة أشبه بالعادة لديها، وكأنها تقفز

من فمها من تلقاء نفسها في كل مرة، "آسفة لسؤالي ولكن...................." أو "آسفة؛ هل كنت تريد أن تستخدم هذا؟" أو

"آسفة؛ آسفة؛ آسفة؛ لم أكن أريد أن أطلب؛ أتمنى أال أكون قد أغضبتك؛ ولكنني آسفة للغاية" كانت "جيني" تقول دائما إنها آسفة كلما دخلت

الغرفة؛ وكلما اعترضت طريق أحد األشخاص؛ وكلما أقدمت على مشاهدةقناة معينة لم يكن اآلخرون يرغبون في مشاهدتها في التلفاز.

الموبخ

يبحث دائما عن الخطأ، وال يقبل أبدا تحمل مسئولية خطئه، ودائما ما يسعى إللقاء اللوم إما على شخص آخر أو شيء آخر. يسيطر عليه

الشعور

بأنه شخص وحيد غير ناجح، وكثيرا ما يكون مصابا بارتفاع في ضغط الدم وكثيرا ما يفرض نفسه بعدوانية وعنف. وسوف يخبرك دائما كيف سارت

األمور على نحو خاطئ أو كيف اقترف أحدهم خطأ مما يعفيه من المسئولية، ويجعله عاجزا عن فعل أي شيء حيال األمر. إن إلقاء الموبخ

اللوم على العوامل الخارجية؛ يجرده من المسئولية أفعاله.

مثال ذكى

كان "داميان" يتبع طريقة ثابتة في تصريف أموره، وكان يبدو متسلطا وعنيدا في نظر كل من يعرفه، وكان جمعه ما بين برنامج "بعيدا عن"

وبرنامج "اإلجراءات" يجعله قادرا على "معرفة" الطريقة الصحيحة لفعل األشياء، ولكنه في الوقت نفسه كان يلقى اللوم على كل من لم يتفق في

الرأي عندما تسير األمور على غير ما يرام.

الحاسب

ويسلك سلوكا شبيها بسلوك الحاسب، أي السلوك الصحيح للغاية والمناسب للغاية والمناسب للغاية ولكن المجرد من أية مشاعر، ويكون صوت صاحب هذا النمط جافا وممال ويكون جسده في العادة ثابتا جامدا

ومحدد الحركات مما يخفي وراءه شعورا معينا بالضعف.

مثال ذكى

كانت "جو" تتعامل مع الحاسب منذ فترة طويلة، وكانت طريقتها األساسية في التعامل هي عبر البريد اإللكتروني مما كنا يشعرها بعدم

االرتياح عند اضطرها للتعامل مع األشخاص، وكان هذا يدفعها ألن تبقى دائما صامتة قدر اإلمكان، وال تقدر على الحديث إال كلما فرض عليها ذلك

وجعل كل حركتها أيضا آلية.

المحفز

وهو صاحب أفضل نمط سلوكي بينهم. إنه الشخص صاحب الوجود الطاغي، الذي ال يهدد اعتزازه بذاته إال عدد محدود من العوامل. الكلمات

ونبرة الصوت وحركة الجسم وتعبيرات الوجه؛ كلها تنقل منه نفس الرسالة، وهو شخص قادر على االعتذار عن أفعاله وليس عن وجوده،

وليس بحاجة ألن يلقى اللوم على الغير وليس بحاجة لإلفراط في خدمة الغير أو التراجع داخل نمط الحاسب، كما أنه ليس بحاجة ألن يكون في

حالة حركة مستمرة، وهو متواصل رائع يملك القدرة على بناء جسورالعالقات ورأب الصدع وبناء االعتزاز بالنفس.

هذا الشخص يملك استجابة دقيقة متسقة تصدر في الوقت المناسب تماما. نتاج مشاعر داخلية سلبية تجعل الكلمات واألفعال تبدو غير متسقة، ويبدو دائما من السهل للغاية في ظل الضغوط أن تكون االستجابة األولية ألي موقف متمثلة في عبارة مثل "ليس خطئي" أو "أنا آسف؛ إنه خطئي ثانية" أو الضحك بشكل غير الئق أو عدم إبداء أية مشاعر بالمرة. إن مثل

هذه السلوكيات لن تسمح لك بالبحث عن حلول عقالنية، أما استجابةالمحفز فهي األكثر فاعلية وقدرة على حل المشاكل بشكل إبداعي.

المحفز:

يبحث عن حلوليملك نية إيجابية واعية كل شيء يقدم على فعلهيملك معتقدات إيجابية قوية حيال نفسه وحيال الغيريتصرف من منطلق قيم شخصية قويةيختزن صورة عقلية إيجابيةيتسم بالمرونة في سلوكه عند التعامل مع الغير

يقيم التقارب قبل أن يسعى إلحداث التأثير

مثال ذكى

كان "كيران" ديرا تنفيذيا في إحدى شركات األدوية، وكان فريقه يحمل له قدرا كبيرا من االحترام نظرا لقدرته في التوافق معهم والعمل على

تحفيزهم، وكان يملك القدرة على قيادة العمل واإلقرار بخطئه واكتشافقدرات ومهارات الغير فضال عن اتسامه بروح لمرح والدعاية.

يمكنك أن تتعلم كل هذه الصفات من خالل البرمجة اللغوية العصبية.

نصيحة ذكية

التفت لكل ما تفكر فيه – ألنه يمكن أن يتحول ببساطة إلى واقع تعيشه.

كل منا يحتاج إلى وجود أشخاص حوله؛ أشخاص يحيهم ويحبونه؛ أشخاص يشترى منهم ويبيع لهم؛ أشخاص يدربهم ويتدربون على يده؛ أشخاص

يعلمهم ويتعلم منهم ويستمتع معهم بالحياة. تتحدد نتائج تفاعلك مع كل شخص تقابله من خالل قدرتك على التوافق معه والتأثير به والتأثير على تفكيره وسلوكه، وأيا كان ما تفعله؛ فإن قدرتك على التأثير عليهم بشتى

الطرق تكتسب أهمية إن كنت تسعى ألن تكون أكثر من مجرد مراقب سلبي، وسواء كنت أبا أو بائعا أو مشتريا أو قائدا أو مديرا أو مدربا أو

معلما أو شخصا يسعى لالسترخاء واالستمتاع؛ فإن نسبة نجاحك سوف تتحدد في كل هذه الجوانب من خالل قدرتك على التأثير على الغير، وهو

ما يفرض عليك اكتساب مهارة بناء التقارب السريع مع الغير.

فكر في أوقات سعي فيها اآلخرون للتأثير عليك، وفكر في وقت تعرضت فيه على سبيل المثال إلى بائع ملح أو مدير يسعى لفرض رأيه أو زوج

متسلط. كيف كان شعورك وقتها؟ فكر في وقت سعى فيه بائع إلغرائك لشراء شيء ما؟ ما الذي فعله لكي يغريك؟ هل يمكن أن تذعن لشخص ال

تشعر باحترامك لك؟ هل تشعر باالرتياح مع شخص لم يسع لفهماحتياجاتك؟

إن قدرتك على التأثير على اآلخرين تكتسب أهمية إن كنت تسعى ألنتكون أكثر من مجرد مراقب سلبي

كال على األرجح. أنت بحاجة إلى تقارب قوى لكي تبنى عالقات قوية؛ تمامامثل احتياجك إلى أساس قوى لحمل بناء ضخم.

إن تنمية قدرتك على خلق التقارب يمكن أن تساعد على بناء الثقة وتسهم في بناء أنماط حياتية أكثر إثراء مع األصدقاء والزمالء واألسرة. إن التقارب ينمو عادة بشكل طبيعي، كما أنك لن تخلط عادة متى يحدث هذا

التقارب. نحن نتوقع أن يكون لديك تقارب بالفعل مع الكثير من األشخاص، ولكنك مع ذلك سوف تجد في بعض المناسبات أن هناك

شخصا ما بالغ األهمية بالنسبة لنجاحك ال يتوقف تماما معك مما سيجعلكبحاجة للعمل على بناء عالقة تقارب قوية مع هذا الشخص.

دور االحترام في بناء التقارب

لكي تبني التقارب؛ يجب أن تقرر أوال أن تحترم وجه نظر اآلخر؛ ولكن كيف تبني تقاربا مع شخص إن كانت النتيجة مشكوك فيها أو إن كنت تفتقد الثقة في دورك في هذا الموقف، أو إن كنت تواجه صراعا على

مستوى القيم؟ إن سعيت للتظاهر بالتقارب؛ فسوف يفتضح أمرك، وسوف يكشف الناس في الحال عن دوافعك الخفية، ومشاعرك من خالل لغة جسدك ونبرة صوتك؛ وهذا يعنى أنك إن كنت صادقا فسوف يبدو هذا

واضحا بالنسبة للغير.

إن كنت تريد أن تخلق تقاربا مع شخص ما؛ عليك أن تفعل ذلك من خالل االحترام الصادق والرغبة الحقيقية في فهم هذا الشخص والبحث عن عالقة ناجحة مثمرة لكال الطرفين، وعندما تشعر باالتساق بين النتائج

والهوية والقيم والمعتقدات فإن سلوكك سوف يتبع كل هذا بشكل طبيعي.

استخدام ما تفعله بشكل طبيعي؛ التوافق والمحاكاة

هل سبق وراقبت شخصين أثناء انهماكهما في حديث؟ إن كان كالهمامنخرطا في الحديث بالفعل؛ فسوف تجد أن كال منهما يسعى لتقليد

وضعية جسم اآلخر وحركاته ونبرة صوته، وسرعته في الحديث، وطريقته في التنفس. أحيانا قد تجد كال منهما يحاكي اآلخر تماما وكأنهما صورة في

مرآة، وكأنهما يرقصان على نفس اإليقاع.

يمكنك أن تستخدم هذه المعرفة وتطبقها بشكل متعمد لكي ترمي أساس بناء التقارب مع أي شخص يقع اختيارك عليه. هذا هو ما نطلق عليه اسم

التوافق والمحاكاة في البرمجة اللغوية العصبية.

إليك الطريقة التي تسير بها األمور بشكل أساسي. إن أي شخص سوف يميل إلى األشخاص الذين يشبهونه؛ لذا فإن الطريقة األكيدة لبناء التقارب مع اآلخرين هي أن تكون مثلهم. يمكنك أن تبني عالقات وتؤثر على نطاق

أوسع من األشخاص بأن تلتفت لما تفعله وأنت في حالة تقارب طبيعي، كما أنك تستطيع من نفس المنطلق أن تتخذ قرارا ببناء التقارب عند

الشعور بافتقاده في إحدى العالقات.

استخدم جسدك لبناء التقارب

هناك سوء فهم شائع عن لغة الجسد؛ وهو أن لغة الجسد يمكن تفسيرها بمعان مختلفة وفقا لكل شخص. إن كنت ستبني طريقة تعاملك مع الغير على تفسيرك للغة جسده؛ فسوف تسيء الفهم معظم الوقت؛ ألن هذا

التفسير لن يقودك إلى الكثير على أية حال؛ لذا فإن من األكثر جدوى أن

تستخدم ما تالحظه من لغة جسدك الشخص أثناء عملية التوافقوالمحاكاة، وهذا

إن أي شخص سوف يميل إلى األشخاص الذين يشبهونه؛ لذا حاول أنتكون مثلهم

هناك سوء فهم شائع عن لغة الجسد، وهو أن لغة الجسد يمكن تفسيرهابمعان مختلفة وفقا لكل شخص

يعني بالتالي أن عقد الذراعين ال يعني بالضرورة أن الشخص انطوائي، وإنما قد يعني ببساطة أن الشخص يشعر باالرتياح عندما يفعل ذلك، كما

أنك إن عقدت ذراعيك مثله؛ فسوف تشاركه في "رقصته" مما سوف يشعره باالرتياح معك: ومع ذلك؛ فإن إدراكك إلمكانية تفسير لغة الجسد

على نحو خاطئ يجب أن يدفعك للحرص على ما تعكسه لغة جسدك أنت بالنسبة للغير ألنهم من المحتمل أن يصدروا عليك أحكاما من هذا

المنطلق، أي من خالل هيئتك وحركاتك ونبرة صوتك وهكذا.

إن التوافق والمحاكاة للغة الجسد هو إحدى الطرق بالغة الفاعلية في خلق التقارب. قد تبدو هذه الطريقة في البداية آلية بعض الشيء ولكنك

بالممارسة والسعي لتطبيقها بشكل طبيعي سوف تمر على الجميع مرور الكرام بدون أن يلحظها أحد، وسوف تتحول إلى عملية الشعورية. إن إتقان هذه الطريقة يتطلب قهر كل مخاوفك. إن األمر أشبه بتعلم أي

شيء آخر؛ بمعنى أن التمرس هو طريق التعلم، وتشمل األشياء المجديةالتي يمكنك أن تحاول محاكاتها ما يلي:

الجانب الفسيولوجي – أي هيئة الجسم ووضعه وحركاته وإيماءاته )أثناء حديثك( والتنفس

الصوت – نبرة الصوت وسرعته وجهارته وحدته وإيقاعهاللغة – الكلمات األساسيةالقيم – )الشخصية واألصلية( ما ينظر إليه اآلخرون باعتباره صحيحا

ومهماالخبرات – االهتمامات المشتركة

إن المضاهاة والمحاكاة تتمان على مستوى السلوك. فكر في وقت مضى شعرت فيه بالتخوف من بناء تقارب، وبدا لك األمر سيئا بالرغم من كلمحاوالتك. ما الذي كان يجرى بالنسبة لك؟ هل كان هناك شيء ذو صلة

بالمضاهاة والمحاكاة أم أن األمر كان له عالقة بما يجرى داخل رأسك أنت؟ باستخدام القائمة السابقة في المضاهاة والمحاكاة؛ كيف يمكنك أن

تبني تقاربا مع طفل يبلغ عمره عامين؟ ماذا عن المراهق؟ ماذا عنشخص متقاعد؟ ماذا عن شخص ما تود أن تؤثر عليه في العمل؟

كيف تضاهي وتحاكي لكي تخلق تقاربا

فكر في شخص لم تراه وجها لوجه؛ هل ستنجح في إقامة عالقة جيدة1معه، تصور أنك قد قابلت هذا الشخص.

الحظ هيئتك ولغة جسده؛ ثم ضاه ما تراه وحاكه. أنت لست بحاجة ألن2 تتحرى الدقة التامة أثناء المضاهاة. هل يعقد ذراعيه؟ هل يتنفس

بسرعة؛ أم ببطء؛ هل يتنفس بعمق أم على مستوى ضحل؟ هل يجلس مقاطعا ساقيه. الحظ كل حركاته واستخدمها أثناء حديثك. ارفع

واخفض نبرة صوتك لكي تتحدث بنفس السرعة؛ ولكن األهم من كل هذا أن تنتبه لكل ما يقوله وأن تشعره بأنك تصغي إليه جيدا، وعندما

تتحدث؛ استخدام نفس الكلمات التي يستخدمها كلما أمكن بدال من أن تسعى الستخدام بديل من كلماتك المفضلة؛ ال تستخدم كلمة "محل" على سبيل المثال بدال من كلمة "متجر". قد يبدو لك هذا غير طبيعي؛

ولكنه سوف يكون مجديا. سوف يرسل إلى الشخص اآلخر رسالةواضحة بأنك قريب منه وتشبهه في المثير من األمور.

إن الوقت الذي سوف تستغرقه لخلق التقارب وبنائه يستحق كل ما تبذله ألنك ستتمكن بعدها من امتالك القدرة على التأثير. كن منفتحا وعلى

استعداد للتأثير بالغير. إن كنت تسعى لكسب التقارب ومع ذلك ال تبدى أياهتمام بفهم الشخص اآلخر؛

إن التقارب الدائم يقوم على الصدق والقدرة على التلقي

فلن تنجح على األرجح في تحقيق غرضك؛ حيث إن التقارب الدائم يقوم على الصدق والقدرة على التلقي؛ أنت بحاجة إلى فهم حقيقي لرؤية

الشخص اآلخر الخاصة لألشياء بدون فرض لرؤيتك أنت الخاصة.

مثال ذكى

كانت "لورا" تناضل من أجل فهم مديرها في العمل، وكانت كلما قامت بتنظيم مؤتمر كبير؛ عرضت برنامج المؤتمر عليه وكان يسألها دائما عن

بعض التفاصيل الصغيرة – مثل في أي وقت تحين استراحة القهوة – التي كانت تشعرها بأنه يستهين بالعمل الشاق الذي تبذله إلى أن شرحنا لها انه

شخص يتوق دائما إلى معرفة التفاصيل. وبأن األمر ليست له عالقة بهاهي شخصيا.

في المرة التالية التي وجدت فيها "لورا" نفسها الموقف؛ أشارت له ببساطة إلى مواقيت استراحة القهوة فما كان منه إال أن شعر بسعادة

غامرة ولم يكن بعدها بحاجة للتساؤل عن أية تفاصيل أخرى. والنتيجة هي أنه نمت بداخله ثقة في قدرة "لورا" التنظيمية وتولى كل التفاصيل مما

جعله يطلق يدها في عملها.

المجاراة والقيادة

بعد خلق التقارب؛ أصبح لديك أساس للتأثير. بشكل عام؛ سوف تجد أن معظم الناس سيميلون إلى عدم قبول وجهات نظرك وآراءك وأهدافك ما لم يكونوا هم شخصيا يشعرون باالقتناع بها إلى حد ما. إن اكتفاءك بإخبار الشخص بما تريد أن تفعله ليس خيارا ذكيا. بداية؛ احرص على بناء تقارب

قوى مع الشخص، ثم قد هذا الشخص برفق نحو تفكيرك واحرص علىخلق عالقة وثيقة معه قدر اإلمكان.

إن المجارة، هي عبارة عن عملية مضاهاة مستمرة مع رؤية الشخصاألخر مما يعمل بالتالي على تقوية التقارب بينكما، وينطبق نفس الشيء

على اجتماعات الفريق وعروض األعمال حيث يجب عليك أن تبدأ بمجاراة وجهات النظر أو التجارب المشتركة، وما أن تكتسب قدرا جيدا من

التقارب من خالل المجاراة؛ اسع للقيادة والتأثير على الشخص أو الجماعة. اختبر الشخص اآلخر، وما إن كان على استعداد لتتبعك، وذلك

من خالل تغيير بعض مواصفاتك الفسيولوجية السالف ذكرها ومالحظة ما سوف يجري بعدها . إن كنت قد نجحت في بناء تقارب فسوف تجد

الشخص يتبعك، أما إن كنت قد فقدت التقارب أثناء القيادة فعليك أن تعود ثانية إلى المجاراة وكسب التقارب قبل مواصلة القيادة حتى تحقق النتائج المرجوة. إن الرأي السائد في البرمجة اللغوية العصبية هو أنك بحاجة إلى

قدر من المجاراة يفوق القيادة مرتين.

اقبض على زمام القيادة بأفكارك

عندما تكون بصدد تقديم موضوع جديد أثناء الحديث؛ احترس من خطر فقدان التقارب إن كان الموضوع غير مألوف. ما الذي يدفع أي شخص

إلى الرغبة في االستماع لما تقوله؟ إن معظم الناس سوف يسعون لطرح أفكارهم من خالل الحديث، وتبرير هذه األفكار تماما مثلما تفعل أنت للدفاع عن أفكارك وحمياتها. من بين الطرق الذكية لطرح أفكارك

على نحو يثير القبول ربط هذه األفكار بأفكار أخرى يعتنقها الشخص اآلخر. سوف تكون عندها قادرا على قيادة دفعة الحديث بسالسة نحو

موضوعك أنت. إن العقول تهوى أن تقاد نحو األفكار الجديدة.

يتواصل األشخاص من خالل إرسال واستقبال وحدات مختلفة األحجام من المعلومات، وتتراوح تقاسيم هذه المعلومات ما بين المعلومات المفصلة والمعلومات المجملة الشمولية. يمكنك أن تستخدم هذا المفهوم لتطبيق

المجاراة والقيادة بشكل أنيق.

إن العقول تهوى أن تقاد نحو األفكار الجديدة

إليك مثاال بسيطا عن كيفية نقل المعلومات في ش��كل تقس��يم. خ��ذ كلم��ة "شجرة" على سبيل المثال. إن الشجرة جزء من الخشب الذي هو ب��دوره ج��زء من الحي��اة النباتي��ة ال��تي هي ج��زء من الك��ون. لق��د اس��تخدمنا هن��ا "التقسيم التصاعدي" من الشجرة إلى الكون. يمكن��ك بنفس البس��اطة أن تس��تخدم "التقس��يم التن��ازلي" أي من الش��جرة إلى الش��جرة البل��وط إلى الغص��ن إلى األوراق، ويمكن أيض��ا أن تتح��رك بص��ورة جانبي��ة من عن��د أي��ا – على س��بيل المث��ال – من كلم��ة مس��توى، ف��أنت عن��دما تتح��رك جانبي "بلوط" فسوف تصل إلى نوعي��ات ش��جر متنوع��ة مث��ل ش��جر "األنان��اس" وشجر "الصنوبر" وشجر "الزان" وشجر "ج��وز الهن��د" وهك��ذا. هن��اك ثالث جه��ات فق��ط يمكن��ك أن تتح��رك فيه��ا أثن��اء الح��وار؛ إم��ا إلى أعلى أو إلى

أسفل أو جانبيا.

إلي��ك كيفي��ة إمك��ان اس��تخدام عملي��ة التقس��يم لكس��ب ال��دعم الم��اديللمشروع.

تصور أنك تصل إلى مكتب مديرك لتجده منهمكا في حوار عن آخر مب��اراة تجريبية لكرة الكريكيت، ستجد أنك سوف تفقد شعبيتك بالقطع فض��ال عن أنك لن تحصل على نتيجة إن سعيت للتحدث مباشرة بشأن األمور المالية. أنت بحاجة للبحث عن طريقة تقوده من "المباراة التجريبي��ة" إلى "ال��دعم

المادي".

في المثال الحالي؛ سوف تتعامل مع س�بعة مس�تويات؛ ولكن�ك في الحي�اة الواقعي��ة س��وف تج��د نفس��ك بص��دد التعام��ل م��ع أي ع��دد ممكن من

المستويات.

الوضع المالي للشركة1الرعاية الرسمية جانب مالي2رياضة المحترفين3 مباراة تجريبية مباريات دولية لكرة قدم أو الجولف أو التنس4

أو الجبىالفرق واألندية أستراليا- إنجلترا – الهند الغربية – باكستان.5الالعبون الحكم والمتفرجون والمنظمون6ضارب الكرة رامي الكرة – العب الوسط – حارس المرمى7

من عن��د مس��توى المب��اراة التجريبي��ة؛ يمكن��ك أن تتخ��ير إم��ا التقس��يم التصاعدي إلى أعلى، أي إلى مستوى رياضة المحترفين والرعاية الرسمية ومن ثم الوضع المالي للشركة، أو تتخير التقسيم التنازلي إلى أس��فل، أي إلى الفرق الخاصة والالعبين وال�دور ال�ذي يؤدي�ه ك�ل العب. إلي��ك تص��ورا

للكيفية التي يمكن أن يدور بها الحوار؛ الحظ كيف ستشارك "كيت" في

الحوار عند المس��توى الراب��ع، وكي��ف س��تقوده إلى المس��توى الث��اني حيثسوف تتمكن بشكل طبيعي من طرح فكرها الخاص بالرعاية الرسمية.

"بيتر" )المدير(: هل شاهدت مباراة ك��رة الك��ريكيت التجريبي��ة ب��األمس ي��ا"جو"؟ )المستوى الرابع(

"جو": نعم؛ ألم يكن الالعب "أ" ماهرا؟ )المستوى السادس(

ا. إن زوجي م��دمن "كيت" )تصل لتوها(: لقد ش��اهدت مب��اراة األمس أيض�� كريكيت )المستوى الرابع(، بل إنه مدمن رياض�ة بش�كل ع�ام؟ )المس�توى

الرابع(

"بيتر": حقا؟ م��ا هي الرياض��يات األخ��رى ال��تي تث��ير اهتمام��ه؟ )المس��توىالرابع(

"كيت": إنه عضو في نادي "ب" لكرة القدم )المستوى الخامس(، كم��ا أن يستطيع أن يشاهد بضع مباريات من منص��ة ال��راعي الرس��مي ألن��ه يعم��ل لشركة "ج" لبرامج الحاسب )المستوى الخامس(. لقد أبلوا بالء حس��نا في العالم الماضي من خالل منتج جديد طرح��وه، ومن خالل رع��ايتهم للفري��ق )المستوى الثاني(. يبدو أن كل األم��ور أص��بحت تس��ير على خ��ير م��ا ي��رام

لديهم اآلن.

"بيتر": ربما يجدر بنا أن نحذو حذوهم ون��رعى أي ن��اد رس��ميا؟ )المس��توىاألول(.

"كيت": ربما يك��ون بوس��عنا التق��دم ألي ن��اد بطلب ه��ذا بع��د نج��اح حملتن��ا التسويقية الجديدة ال��تي تم طرحه��ا. )المس��توى األول(. ل��دى هن��ا بالفع��ل

بعض األرقام التي أود أن تطلع عليها يا "بيتر". )المستوى الثاني(.

إن عمل��ك على المس��تويات به��ذه الطريق��ة؛ س��وف يمكن��ك من التقس��يم بحيث تصل إلى مستوى الموضع المراد طرحه، وفي ه��ذه الحال��ة؛ س��وف

نجد أن

المستوى المطلوب كان هو المستوى الثاني وال��ذي وص��ل الح��ديث عن��ده عندما أثار "بي��تر" أم��ر الرعاي�ة الرس�مية مم��ا ق�اد الح��ديث بسالس��ة نح��و األمور المالية. إن ما تفعله أنت من خالل تطبيق استراتيجية كهذه هو أن��ك تشارك الطرف اآلخر قيمة، وتبقى مجاريا ل��ه ثم تس��عى لرب��ط ه��ذه القيم

بقيمك أنت بشكل خفي. إنه انتقال سلس انسيابي من موضوع إلى آخر

إليك بعض األمثلة األخرى:

."حمل ابنك على ترك لعب "البالي ستيشن" إلى "تنظيف الغرفةأنت: ما هو المستوى الذي وصلت إليه في لعبتك الجديدة؟

ابنك: المستوى السادسأنت: وما الذي تحتاج إليه لكي تصل إلى المستوى السابع؟

ابنك: أتخلص من كل الكائنات التي تعترض طريقي. أنت: رائ��ع. إذن يجب علي��ك أن تنظ��ف اللعب��ة ب��التخلص من ك��ل ه��ذه

الكائنات. كم يبلغ عددهم في غرفتك؟ابنك: ال أدرى.

أنت لم ال نحصيهم معاابنك: حسنا.

أنت: اآلن؛ ماذا ستفعل لكي تزيحهما من طريقك؟."تحويل انتباه زوجك من "كرة القدم" إلى "العطلة

أنت: ما هي النتيجة؟ لفريق يونايتد.1-2زوجك:

أنت: يبدو الملعب مشمسا. هل يلعبون هنا في بلدنا؟زوجك: كال؛ في برشلونة.

أنت: أال يجدر ب��ك ب��دال من ذل��ك أن تش��اهد المب��اراة تحت أش��عة ه��ذهالشمس الرائعة الدافئة؟

زوجك: بالطبع؛ سوف يكون هذا رائعا. أنت: إذا لم ال نقض��ي العطل��ة في إس��بانيا ونس��تمتع بتل��ك الش��مس

الرائعة؟."تحويل انتباه أبيك المريض من "ما الذي ألم بي" إلى "هيا بنا نخرج

األب: أشعر بتعب اليوم. ال أدري ما الذي ألم بي.أنت: حقا؟ ما الذي حدث؟

األب: أصبحت أصاب بنوبات دوار كلما نهضت من مقعدي.أنت: نوبات دوار؟ ما هي طبيعة تلك النوبات؟

األب: إنها تلك النجوم الصغيرة التي تتراءى لي كلما نهضت من مكاني.إنها سرعان ما تختفي؛ ولكنها تخيفني عندما أراها.

أنت: ولكن النجوم شيء جميل، لم ال تسعى للقبض على بعضها للحظة قبل أن تتالشى، بل إنني سوف أص��بحك الي��وم لكي تش��اهد الكث��ير من النجوم بما في ذلك النجوم األكبر حجما؛ س��وف ت��رى حفي��دتك، س��وف نخرج لحضور حفل البنتومايم في مدرستها. هي��ا؛ يج��دال ب��ك أن تس��تعد

للخروج. يمكنك أن تستمتع بالممارس��ة والقي��ادة م��ع تجنب ك��ل المواق��ف ال��تي تفرض عليك المواجهة، وسف تن��دهش من س��هولة الرب��ط بين األش��ياء

بهذه الطريقة بما أن هذه التقنية.