1

الكريم في القرآن أىل الكتاب إعداد

أ. بهاء حسن زعرب د. رياض محمود قاسم ماجستير في التفسير وعلوم القرآن أستاذ مشارك في قسم التفسير وعلوم القرآن

غزة - الجامعة اإلسالمية -كلية أصول الدين

غزة -الجامعة اإلسالمية - كلية أصول الدين

م1035 -ىـ 3416

2

الكريم في القرآن أىل الكتاب

المبحث األول

مفهوم أىل الكتاب

كيشتمل على أربعة مطالب:

األول: المعنى اللغوي واالصطالحي.المطلب

المعنى اللغوي: -3

، األكىل ىي لفظة )أىل(، قاؿ ابن فارس:لفظتتضاب مكوف من مركب إ (أىل الكتاب) متباعداف، أحدنبا األىل. قاؿ اػبليل: أىل الرجل زكجو. كالتأىل التزكج. اؽبمزة كاؽباء كالبلـ أصبلف"

كأىل الرجل أخص الناس بو. كأىل البيت: سكانو. كأىل اإلسبلـ: من يدين بو. كصبيع األىل أىلوف. الىةي ...كاألىايل صباعة اعبماعة ىى ىىالىةي األىليىةي ()كاألصل اآلخر: اإل ىا، يؤخذ فيقطع ككبو ، قاؿ اػبليل: اإلأىل الرجل: من هبمعو كإياىم نسب أك دين، أك ما هبرم كقاؿ الراغب:" ،()"كيذاب. فتلك اإلىالة

ؾبرانبا من صناعة كبيت كبلد، كأىل الرجل ب األصل: من هبمعو كإياىم مسكن كاحد، ب ذبوز بو لقا إذا قيل:الصبلة كالسبلـ مط فقيل: أىل الرجل ؼبن هبمعو كإياىم نسب، كتعورؼ ب أسرة النيب عليو

جس أهؾ افبقت[ أىل البيت لقولو عز كجل: م يريد اهلل فقذهب ظـؽؿ افر ، كعب {33}األحزاب: ]إككأىل اإلسبلـ: من هبمعهم، كؼبا كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب ب بأىل الرجل عن امرأتو.ف ظؿؾ ؽر صافح[ اؼبسلم كالكافر قاؿ تعاىل: كثت من األحكاـ بت ـ أهؾؽ إك ف فقس م ، {64}هقد: ]إك

ـ شبؼ ظؾقف افؼقل[ كقاؿ تعاىل: .(3)"{64}هقد: ]وأهؾؽ إل م(، قاؿ ابن فارس: لفظةكأما ال الكاؼ )كتب(" الثانية فهي )الكتاب(، كىو مصدر من الفعل )كىتىبى

كمن ذلك ظبيت الكتيبة ألهنا ، "()"كالتاء كالباء أصل صحيح كاحد يدؿ على صبع شيء إىل شيء]احلؿد هلل ، قاؿ تعاىل: ()"تىكتبت فاجتمعت، كمنو قيل: كتبت الكتاب ألنو هبمع حرفا إىل حرؼ

(. /( ")اإلىالة( الشحم كىالزيت ككل مىا اؤتدـ بو"، اؼبعجم الوسيط، مصطفى كآخركف )) (. -/( معجم مقاييس اللغة، ابن فارس )) (.اؼبفردات ب غريب القرآف )ص: () (. /( معجم مقاييس اللغة، ابن فارس )) (./(، لساف العرب، ابن منظور )/( هتذيب اللغة، األزىرم ))

3

ذي أكزل ظذ ظبده افؽتاب[ }افؽفػ: ]وإن مـفؿ فػريؼا ؿ تعاىل عن اليهود: كقا ،()أم القرآف {1اف

ـ ظـد اهلل ـ افؽتاب ويؼقفقن هق م ـ افؽتاب وما هق م ـ يؾقون أفسـتفؿ بافؽتاب فتحسبقه م وما هق م

فالكتاب األكؿ: ما كتبوه بأيديهم " ، {87[ }آل ظؿران:ظـد اهلل ويؼقفقن ظذ اهلل افؽذب وهؿ يعؾؿقن ـ يؽتبقن افؽتاب بليدهيؿ[ }افبؼرة: اؼبذكور ب قولو: كالكتاب الثاين: التوراة، ،{87]ؾقيؾ فؾذي

قد يعب ك ، ()"كالثالث: عبنس كتب اهلل، أم: ما ىو من شيء من كتب اهلل سبحانو كتعاىل ككبلمو، بالكتابة ، ككجو ذلك أف الشيء يراد، ب يقاؿ، ب ييكتىبي عن اإلثبات كالتقدير كاإلهباب كالفرض كالعـز

فاإلرادة مبدأ، كالكتىابىةي منتهى. ب يعب عن اؼبراد الذم ىو اؼببدأ إذا أريد توكيده بالكتابة اليت ىي اؼبنتهى، ـ :تعاىل قاؿ تب اهلل ألؽؾب ـ {11أكا ورشع إن اهلل ؿقي ظزيز[ }ادجادفة: ]

تب قاؿ تعاىل:، و() ـ [

قام[ }افبؼرة: أما ألقضت ): قاؿ رسوؿ اهلل ب اغبديث ك أم فرض عليكم، ،{173ظؾقؽؿ افصرة ]يتؾق صحػا كقاؿ تعاىل: ، ، أراد حبكمو()(بينكما بكتاب اهلل تعاىل تب ؿقؿة[ * مطف ـ ؾقفا

(). ، أم أحكاـ مستقيمة{3-1}افبقـة:

المعنى االصطالحي: -1

، كعلى ذلك صبهور بفرقهم اؼبختلفة أىل الكتاب ب االصطبلح ىم اليهود كالنصارل يدينوف بالتوراة، أىل الكتاب اليهود كالنصارل كمن داف بدينهم، كالسامرة ، قاؿ ابن قدامة: "()الفقهاء

كفرؽ النصارل من كإمبا خالفوىم ب فركع دينهم. ،-عليو السبلـ -بالتوراة، كيعملوف بشريعة موسى ، كاألرمن، كغتىم، فبن داف باإلقبيل، كمن عدا ىؤالء ،اليعقوبية، كالنسطورية، كاؼبلكية، كالفرنج كالرـك

م أكزل افؽتاب ظذ ضائػتغ ]أن من الكفار، فليس من أىل الكتاب، بدليل قوؿ اهلل تعاىل: تؼقفقا إك

(. ( تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص: ) (. ( اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص:) (. : اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص:( انظر)(، /(، )( صحيح البخارم، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردكد، ح))

(، كبلنبا من حديث أيب /(، )صحيح مسلم، كتاب اغبدكد، باب من اعتؼ على نفسو بالزىن، ح) هت رضي اهلل عنهما.ىريرة كزيد بن خالد اعب

(. -/( انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس )) (. /( انظر: اؼبوسوعة الفقهية الكويتية ))

4

ـ دراشتفؿ فغاؾؾغ[ }األكعام: ـا ظ ـ ـ ؿبؾـا وإن ، كالطائفتاف اؼبذكورتاف ب اآلية نبا اليهود ()"{154مقولوا إمبا أنزؿ على ، كاؼبعت: أم أنزلنا عليكم أيها العرب قطعا غبجتكم كعذركم، فبل ت()كالنصارل

كما كنا نفهم ما يقولوف؛ ألهنم ليسوا بلساننا، ككبن مع ذلك ب شغل كغفلة عما ىم طائفتت قبلنا، ، كعليو فاؼبراد بالكتاب ب اؼبسند اإلضاب ؼبصطلح )أىل الكتاب( ىو: التوراة كىي كتاب اليهود، ()فيو

ـ ؿبؾـا[: مكقوؽب"كاإلقبيل كىو كتاب النصارل، قاؿ ابن تيمية: م أكزل افؽتاب ظذ ضائػتغ م ... ]إك، ()"{45]يا أهؾ افؽتاب[ }آل ظؿران:تعاىل: الكتاب اسم جنس يتناكؿ ىنا التوراة كاإلقبيل، كقولو

، كقد اختص اليهود كالنصارل بتسمية أىل الكتاب لشرؼ الكتب اليت أنزؽبا اهلل تعاىل ()"{45ظؿران:تعاىل عليهم، كاشتماؽبا على األحكاـ كالتشريعات، ككثرة أتباعها كاؼبؤمنت ا على ما فيها من ربريف

مواضع إىل يومنا ىذا، كقد بت اهلل تعاىل شرفها كقرنو ببياف شرؼ القرآف ب كتبديل ب زماف النيب ـ كثتة من كتابو الكرن، قاؿ تعاىل ب جزاء ااىدين ب سبيلو كأجرىم العظيم: ]إن اهلل اصسى م

ا ف افتقراة وظدا ظؾقف ح ادممـغ أكػسفؿ وأمقالؿ بلن لؿ اجلـة يؼاتؾقن ف شبقؾ اهلل ؾقؼتؾقن ويؼتؾقن ؼ

ذي بايعتؿ بف وذفؽ وا ببقعؽؿ اف ـ اهلل ؾاشتبؼ ـ أوف بعفده م هق افػقز افعظقؿ[ واإلكجقؾ وافؼرآن وم

فيها، وره مذك، فخص تعاىل ذكر ىذه الكتب الثبلثة ب بياف ربقيق كعده كتأكيده، كأنو {111}افتقبة:ا ف افتقراة واإلكجقؾ وافؼرآن[ ، أم ب ىذه الكتب العظيمة الصادؽ أخبارىا، كقاؿ ]وظدا ظؾقف حؼ

ؿا دا بغ يديف و * ]اهلل ل إفف إل هق احلل افؼققم : تعاىل ل ظؾقؽ افؽتاب باحلؼ مصد أكزل افتقراة كز

ػروا بآيات اهلل لؿ ظذاب صديد واهلل ظ * واإلكجقؾ ـ ـ ذي ـ ؿبؾ هدى فؾـاس وأكزل افػرؿان إن اف زيز م

لقو، ، فخص تعاىل ذكر ىذه الكتب الثبلثة ب بياف قيوميتو على خ{6-1: ذو اكتؼام[. }آل ظؿران كغت ذلك من اآليات، كىي كثتة.

زبصيص اإلنزاؿ بكتابيهما ألهنما الذم اشتهر حينئذ فيما بت الكتب "ك كيرل أبو السعود أف ككثت من أمم ، كقد بعث النيب()"السماكية باالشتماؿ على األحكاـ ال سيما األحكاـ اؼبذكورة

(. -/( اؼبغت، ابن قدامة ))(، تفست /)(، اعبامع ألحكاـ القرآف، القرطيب /( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))

(.-/(، فتح القدير، الشوكاين )/القرآف العظيم، ابن كثت ) (./( انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (./( اعبواب الصحيح ؼبن بدؿ دين اؼبسيح، ابن تيمية )) (. /( إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود ))

5

، فالشاـ - على ما كقع فيهما من ربريف عظيم كتبديل -ذين الكتابت أك أحدنبا األرض تدين كمصر كاليمن كأكركبا كغتىا كانت تدين بالنصرانية، كاليهود متواجدكف ب أماكن متفرقة ىنا كىناؾ،

منها اؼبدينة كما ذكرنا.

مصطلح )أىل الكتاب( في االستعمال القرآني.المطلب الثاني:

منها ثبلثوف موضعا ب ،كاحد كثبلثت موضعا ب( ب القرآف الكرن )أىل الكتاب مصطلح كرد كما كرد ذكر أىل الكتاب بعبارات ،()العنكبوت اؼبكيةسورة ب كموضعه كاحده ()مدنيةشباين سور

:متعددة ب القرآف الكرن، كسنوضح ذلك فيما يلي

كثرة ذكر أىل الكتاب ب القرآف كلعل، ل الكتاب ثبلثت مرة ب شباين سور مدنيةكرد مصلح أى .رجع إىل كجود االحتكاؾ كاؼبواجهة بت اؼبسلمت كأىل الكتاب ب اؼبدينة، كذلك خببلؼ ما ت اؼبدين

كبت أما ب اؼبدينة فتكز كجود اليهود فيها إذ مل يكن لليهود كجود ب مكة، ،عليو اغباؿ ب مكةباستمرار الفنت كالشبهات، ىؤالء اليهود يثتكف كاف قدك قينقاع كبت قريظة كبت النضت كيهود خيب،

عليو كسلم إف الدعوة اإلسبلمية بعد ىجرة النيب صلى اهللب تشكيك اؼبسلمت ب دينهم، وباكلوفك إىل اؼبدينة قويت شوكتها كانتشرت ب مشارؽ األرض كمغارا، كال ىبفى ما كاف عليو أىل الببلد

من على النيب -ككانوا نصارل -، كقد قدـ كفد قبراف النصارل للرـكالء احمليطة باؼبدينة من الو ، كل ذلك كاف من أسباب كثرة كركد ىذا اؼبصطلح ب ()اليمن يسألونو عن دعوتو كما جاء بو

السور اؼبدنية، كاهلل أعلم. إىل عدـ كلعل ذلك يرجع مل يرد مصطلح )أىل الكتاب( ب القرآف اؼبكي إال ب موضع كاحد، .

كجود االحتكاؾ كاؼبواجهة بت اؼبسلمت كأىل الكتاب ب مكة إال ما ندر، كذلك خببلؼ ما عليو ]ول قولو تعاىل: ، كاؼبوضع الوحيد الذم كرد فيو ذكر أىل الكتاب ب القرآف اؼبكي ىواغباؿ ب اؼبدينة

ـ إ تل هل أحس ادفقا أهؾ افؽتاب إل باف ذي أكزل إفقـا وأكزل ت ـ طؾؿقا مـفؿ وؿقفقا آمـا باف ذي ل اف

( كىي على التتيب ب اؼبصحف: )البقرة كآؿ عمراف كالنساء كاؼبائدة كاألحزاب كاغبديد كاغبشر كالبينة(.) (. ( انظر: اؼبعجم اؼبفهرس أللفاظ القرآف الكرن، عبد الباقي )ص:)قبراف، أىل أخرجها البخارم ب صحيحو، كتاب اؼبغازم، باب قصة قصة قدـك كفد قبراف على النيب ( )

اعبراح بن عبيدة أيب باب فضائل فضائل الصحابة، كتاب ، كصحيح مسلم،(/)(، ح) رسوؿ يا: فقالوا اهلل رسوؿ إىل قبراف أىل )جاء: قاؿ ،حذيفة ، كلفظ مسلم عن(1882/) ،()=ح فبعث قاؿ الناس ؽبا فاستشرؼ قاؿ ،«أمت حق أمت حق أمينا رجبل إليكم ألبعثن: »فقاؿ أمينا رجبل إلينا ابعث اهلل .اعبراح( بن عبيدة أبا

6

ـ فف مسؾؿقن[ كىي ب سياؽ النهي عن ؾبادلة ، {64}افعـؽبقت: إفقؽؿ وإلـا وإلؽؿ واحد وكحكمقابلة اػبشونة باللت، كالغضب اػبلق، ك أىل الكتاب إال باليت ىي أحسن، أم باللطف كحسن

كأف ال يكوف القصد منها ؾبرد اادلة كاؼبغالبة كحب ، باألناة رعةبالكظم، كاؼبشاغبة بالنصح، كالس، بأف ظهر من قصده كحالو، أنو همإال من ظلم من، العلو، بل يكوف القصد بياف اغبق كىداية اػبلق

لى كجو اؼبشاغبة كاؼبغالبة، فهذا ال فائدة ب جدالو، ألف اؼبقصود ال إرادة لو ب اغبق، كإمبا هبادؿ عـ طؾؿقا مـفؿ[، كقيل إف االستثناء ب قولو تعاىل: ()منها ضائع ذي أي مـ ادجادفة ]إل اف

،كىذه الغلظة ال تصل إىل القتاؿ ألكلئك الظاؼبت من أىل الكتاباحلسـة، ؾتستعؿؾ معفؿ افغؾظة، القتاؿ. الغلظة ؿبصورة بالسورة مكية، كالقتاؿ مل يشرع إال باؼبدينة، كليست ألف

لح أىل الكتاب ب القرآف الكرن جاء ب سورة آؿ عمراف، ب اثت عشر موضعا طأكثري كركد ؼبص .منها، كىي سورة مدنية، تدكر آياهتا ب سياؽ الرد على النصارل كتبيت اكبرافاهتم، كقد نزؿ صدر

ب السنة التاسعة قبراف، كىم نصارل قدموا على النيب كفد ب منها آية كشبانت ثبلث إىل السورةفأنزؿ ة،، كيزعموف فيو ما يزعموف من البنوة كاإلؽبي- عليو السبلـ - عيسىمن اؽبجرة وباجونو ب

نصارل ، كما نلحظ ب تسمية السورة )آؿ عمراف( تذكتا لل()اهلل صدر ىذه السورة ردا عليهم ها. جت منها مرن الصديقة رضي اهلل تعاىل عنبصبلح تلك العائلة كاليت خر

.كثرة حديث القرآن الكريم عن أىل الكتاب الحكمة منالمطلب الثالث:

من أىم اؼبوضوعات اليت ركز القرآف الكرن على بياهنا ككشفها كشفا تفصيليا موضوع أىل حكم عظيمة كمصاحل كبتة، كؼبا ؽبذا اؼبوضوع من أثر بالغ على الكتاب كما يتصل بو، ؼبا ب ذلك من

الواقع.

لقد أكىل القرآف الكرن ىذا اؼبوضوع عنايتو، كأكثر من اغبديث عن أىل الكتاب كذكر كخصوصا ما - منها أنبيائهم، ككتبهم كما أدخلوه عليها من التحريف كالتبديل، كما نسوه أك كتموه

، كما ذكر ما انتهى إليو حاؽبم بعد تطاكؿ الزماف عليهم من قسوة - ؿبمد يتعلق بالبشارة بالنيب

(. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) رسوؿ على قبراف أىل قدـ أيمىامىةى، قاؿ: )ؼبا أىيب بن سىهل بني عن ؿبيىمدي (/)أخرجو البيهقي ب دالئل النبوة ()

الثمانت رأس إىل عمراف آؿ فاربة فيهم نزلت ب -عليو السبلـ– مرن ابن عيسى عن يسألونو كسلم عليو اهلل صلى اهلل منها(.

7

القلوب، كالضبلؿ، كالكفر، كالبعد عما أنزلو اهلل من الشرع، حىت نسبوا هلل تعاىل الولد، كالفقر، كغت من أقواؽبم القبيحة. عنهم ذلك فبا حكاه القرآف الكرن

كىو الذم أنزلت عليو ،-نيب بت إسرائيل -السبلـ لقد ذكر القرآف الكرن قصة موسى عليو ب مواضع كثتة، حىت إهنا أكثر القصص كركدا فيو، كذكر قصة مولده، كرضاعتو، كشبابو، كقصتو التوراة،

مع فرعوف كالسامرم عليهما لعنة اهلل، كمع اػبضر عليو السبلـ، كذكر قصة قاركف ذلك الكافر اؼبغركر عليو السبلـ، كذكر مناجاة موسى عليو السبلـ لربو، كطلبو الرؤيا منو، كغت –ى دبالو، كىو من قـو موس

ذلك من تفاصيل حياتو.

، كىو الذم أنزؿ عليو -نيب بت إسرائيل -كما ذكر القرآف الكرن قصة عيسى عليو السبلـ اإلقبيل، كربدث عن ميبلده كمعجزاتو، كدعوتو لقومو، ب عدة مواضع من آياتو.

ظبى القرآف الكرن بعض سوره بأظباء ؽبا صلة كاضحة بأىل الكتاب، كسورة البقرة، إشارة كماإىل بقرة بت إسرائيل اليت أمركا بذحبها، كسورة آؿ عمراف كىو اسم تلك العائلة الكريبة اليت خرجت منها

ب بنو إسرائيل إنزاؽبا مرن ابنت عمراف أـ عيسى عليهم السبلـ، كسورة اؼبائدة نسبة إىل اؼبائدة اليت طلمن السماء، كسألوا عن قدرة اهلل على ذلك، كسورة يوسف عليو السبلـ كىو من أنبياء بت إسرائيل،

، كغت ذلك.-عليو السبلـ-كسورة بت إسرائيل كىي سورة اإلسراء، كسورة مرن أـ اؼبسيح عيسى

اكبرافاهتم كدعاكيهم الباطلة الكتاب، كربدث عن أىل كما ذكر القرآف الكرن كثتا من أحواؿكرد عليها كفندىا، كحذر من عداكهتم للمسلمت كنقمتهم عليهم، كما تكلم عن اليهود اؼبعاصرين للنيب

:إن كغزكات النيب معهم، كغزكة بت النضت كاليت ذكرت ب سورة اغبشر، كباعبملة فقد قاؿ تعاىل[

تؾػقن[ }افـؿؾ:هذا افؼرآن يؼص ظذ بـل إ ذي هؿ ؾقف ي ثر اف ـ ائقؾ أ .{84س

كلقد ذكر القرآف الكرن كل ذلك كغته فبا لو صلة دبوضوع أىل الكتاب غبكم عظيمة، منها استمالة أىل الكتاب إىل الدخوؿ ب اإلسبلـ، كاإليباف بالقرآف الكرن، كأنو مصدؽ ؼبا معهم من

كاحد، ىو رب السموات كاألرض، احمليط علمو بكل شيء، ربجاءت من الكتاب، كأهنا صبيعااليت ؽبا رمزية عند أىل ظباءبتلك األالقرآنية السوركنلحظ ىذه اغبكمة كاضحة ب تسمية بعض

الكتاب، كما ذكرنا.

8

كاىتماـ القرآف الكرن بدعوة أىل الكتاب يعود إىل كونو كتاب ىداية عبميع الثقلت باؼبقاـ ب ىداية أىل الكتاب لئلسبلـ ىداية لغتىم من أىل الشرؾ الذين سيقتدكف م، كيقولوف كألفاألكؿ،

ى اغبق، كالعكس ، إذا فإنو علما داـ أىل الكتاب كما عندىم من العلم كالبينات اتبعوا ىذا النيب ؿا دا بالعكس، كلذلك قاؿ الراغب األصفهاين ب قولو تعاىل ألىل الكتاب: ـقا بم أكزفت مصد ]وآم

اؾر بف[ }افبؼرة: ـ ل ()."قتدل بكم ب الكفرأم: ال تكونوا فبن يي ، "{61معؽؿ ول تؽقكقا أو

دبن آمن من أىل على صحة النبوة احملمدية كالوحي القرآين القرآف الكرن استشهد كقد، كالبشارة بو، ككونو موافقا للوصف الوارد لو ب كتبهم، كما لو من الكتاب، كأخبكا بصدؽ النيب

، قاؿ ىي اؼبنتظرة كأسلوب االستشهاد م يلهم أف شهادهتم ب جانب النيب عبلمات كدالئل،

ـقا بف : تعاىل دا ]ؿؾ آم ون فلذؿان شج رـ ؿبؾف إذا يتذ ظؾقفؿ ي ـ أوتقا افعؾؿ م ذي ـقا إن اف * أو ل تمم

ـا دػعقل ان وظد رب ـ ـا إن ون فلذؿان يبؽ * ويؼقفقن شبحان رب : }اإلساء شقظا[قن ويزيدهؿ خ وير

148-147}أم: سواء آمنتم بو أـ ال فهو حق ب نفسو، أنزلو اهلل كنوه بذكره ب ، قاؿ ابن كثت: "()

ـ ؿبؾف[ سالف األزماف ب كتبو اؼبنزلة على رسلو؛ كؽبذا قاؿ: ـ أوتقا افعؾؿ م ذي أم: من صاحل ]إن اف

القرآف، ىذا]إذا يتذ ظؾقفؿ[ ،كيقيمونو، كمل يبدلوه كال حرفوهأىل الكتاب الذين يبسكوف بكتام

ون فلذؿان[ ردا[ ، صبع ذقن، كىو أسفل الوجو ]ي أم: هلل عز كجل، شكرا على ما أنعم بو ]شج

وف:الكتاب؛ كؽبذا يقول من جعلو إياىم أىبل إف أدركوا ىذا الرسوؿ الذم أنزؿ عليو ىذا عليهم،ـا[ أم: تعظيما كتوقتا على قدرتو التامة، كأنو ال ىبلف اؼبيعاد الذم كعدىم على ألسنة ]شبحان رب

ـا دػعقل[؛ كؽبذا قالوا: األنبياء اؼبتقدمت عن بعثة ؿبمد ان وظد رب ـ ـا إن كقولو: ،]شبحان رب

ون فلذؿان يبؽق ر]ويزيدهؿ أم: خضوعا هلل عز كجل كإيبانا كتصديقا بكتابو كرسولو، ،ن[]وي

(. ( اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص: ) (. /( انظر: التفست اغبديث، دركزة ؿبمد عزت ))

9

ـ اهتدوا زادهؿ هدى وآتاهؿ تؼقاهؿ[ }حمؿد:أم: إيبانا كتسليما كما قاؿ: ، خشقظا[ ذي ،{18]واف

ون[ كقولو: ر ()."عطف صفة على صفة ال عطف سجود على سجود]ي

القرآف الكرن عن أىل الكتاب كبياف اكبرافاهتم فيو ربصت للمسلمت، من االلبداع إف حديثدبا ىم عليو من الباطل، كما يثتكنو من شبهات على اؼبسلمت بغرض تشكيكهم ب دينهم، فبت القرآف

ل اهلل الكرن أنو كتاب من عند اهلل مصدؽ ؼبا قبلو من الكتب، كمهيمن عليها، كأنو ال تفريق بت رس ككتبو ب اإليباف ما، كذا اإليباف الكامل تتضح الصورة ب ذىن اؼبسلم، دكف تشويش أك اشتباه.

ربذيران - خاصة أىل الكتاب منهم -ب بياف القرآف الكرن ألخطاء األمم السابقة كما أفإسرائيل كذبارم كما ؽبذه األمة احملمدية من الوقوع فيها، كسلوؾ مسلكها، فاهلل تعاىل ذكر قصص بت

كنموذج لؤلمة الكتابية، حىت تتعلم ىذه األمة من ذلك كال - كىو الغالب -فيها من خت أك اكبراؼ :تقع ب أخطائهم، كال تصل إىل ما كصلت إليو حاؽبم من الضبلؿ، كيقرأ اؼبسلموف كل يـو قولو تعاىل

اط ادستؼقؿ افغ[.}افػاحتة * ]اهدكا افص ـ أكعؿت ظؾقفؿ ؽر ادغضقب ظؾقفؿ ول افض ذي اط اف : ص

الطريق سبع عشرة مرة ب صلواهتم اؼبفركضة، يسألوف اهلل تعاىل أف يهديهم الصراط اؼبستقيم، كىو {4-8

كىو طريق اإلسبلـ، كطريق اؼبنعم عليهم ،الواضح اؼبوصل إىل اهلل، كإىل جنتو، كىو معرفة اغبق كالعمل بو، غت طريق اؼبغضوب عليهم، كىم اليهود ككبوىم فبن عرؼ من النبيت كالصديقت كالشهداء كالصاغبت، فقدكا العلم فهم ىائموف ب الضبللةيعملوف ببل علم، الذين اغبق كترؾ العمل بو، كغت طريق الضالت

، فأراد اهلل تعاىل أف ()يعة من اهلل، كيقولوف على اهلل ما ال يعلموفهبتهدكف ب أصناؼ العبادات ببل شر يكوف ىذا الدعاء من سورة الفاربة يردده اؼبسلموف ب يومهم كل ىذه اؼبرات، ليستعيذكا بو تعاىل من

سلوؾ سبل األمم السالفة ب االكبراؼ عن دينو تعاىل، كتضييع كتبو كالتفريط فيها.

ركلد حذرنا سبيلهم، فقضاؤه نافذ دبا أخب بو رسولو، فبا سبق ب علمو، ق تعاىل كمع أف اهلللتتبعن سىنىنى من قبلكم شبا بشب، كذراعا بذراع، حىت لو )، قاؿ: النيب أف، سعيد اػبدرم أبو

(. -/( تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))(، تفست القرآف العظيم، ابن كثت /( انظر: اقتضاء الصراط اؼبستقيم ؼبخالفة أصحاب اعبحيم، ابن تيمية )) (. (، تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: /)

11

السنن ، قاؿ النوكم: "()(لسلكتموه، قلنا يا رسوؿ اهلل: اليهود، كالنصارل قاؿ: فمن سلكوا جيحرى ضىب كاؼبراد ،كالذراع كجحر الضب التمثيل بشدة اؼبوافقة ؽبم كاؼبراد بالشب، بفتح الست كالنوف كىو الطريق

فقد كقع ما أخب اؼبوافقة ب اؼبعاصي كاؼبخالفات ال ب الكفر كب ىذا معجزة ظاىرة لرسوؿ اهلل ()"بو

الكبت كالبارز ب صد اؼبسلمت عن كب ىذا اغبديث داللة على ما ألىل الكتاب من الدكر فقد حديث القرآف الكرن عن أىل الكتاب، ؼبا لو من أثر بالغ على الواقع، لذلك كثردينهم، كفتنتهم، ك

، كما أكثر ، كناصبوا أمة ؿبمد العداء، فهم ألد أعداء ىذه األمةاستحوذ اغبسد كالبغي على قلومكذلك منذ بزغ فجر اإلسبلـ إىل أف يرث اهلل األرض كمن زبطيطهم ككيدىم ؽبذا الدين كأتباعو؟!،

ره افؽاؾرون عليها، قاؿ تعاىل: ـ [ ]يريدون أن يطػئقا كقر اهلل بلؾقاهفؿ ويلبك اهلل إل أن يتؿ كقره وفق

بوه أم يريد أى، كىي ب أىل الكتاب، قاؿ أبو السعود: "{31}افتقبة: لي الكتابت أف يردكا القرآفى كيكذفيما نطىق بو من التوحيد كالتنزه عن الشركاء كاألكالد كالشرائعى اليت من صبلتها ما خالفوه من أمر اغبل

ـ ، كقاؿ تعاىل: ()"كاغبيرمة هق * ره افؽاؾرون ]يريدون فقطػئقا كقر اهلل بلؾقاهفؿ واهلل متؿ كقره وفق

ػ قن[ }افص ـ ره ادؼ ـ ف وفق ؾ ـ ـ ي ـ احلؼ فقظفره ظذ افد ذي أرشؾ رشقفف بالدى ودي ، {7- 7 :اف كىي أيضا ب أىل الكتاب كما يشهد لذلك سياؽ اآليات.

.الكتاب(مصطلح )أىل األلفاظ ذات الصلة ب :رابعالمطلب ال

من ك دبصطلح أىل الكتاب، ؽبا صلةمن خبلؿ تتبع اآليات القرآنية برزت بعض األلفاظ اليت :ما يلي ىذه األلفاظ

اليهود-

اختلف ب ىذا االسم، ىل ىو مشتق أك جامد؟ كالقائلوف باألكؿ اختلفوا فيو، فقيل ىو من دنا واكت ]دبعت تاب، مأخوذ من قولو تعاىل: يػىهيودي ىىادى ا ه إين

رةي نيا حسنة وفي اآلخي هي الد ب لنا في هذي

، كىي على لساف موسى عليو السبلـ كالسبعت الذين اختارىم من خيار قومو {154[ }األظراف:إيليك دنا إيليك ]للقاء ربو، كاالعتذار عما فعلو سفهاء قومهم من عبادة العجل، كمعت قولو: "أم تبنا [ه

(، صحيح /(، )( صحيح البخارم، كتاب أحاديث األنبياء، باب ما ذكر عن بت إسرائيل، ح)) (. /(، )مسلم، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود كالنصارل، ح)

(. -/( اؼبنهاج شرح صحيح مسلم بن اغبجاج، النوكم )) (./اب الكرن، أبو السعود )( إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكت)

11

كب التوبة ...ألهنم تابوا عن عبادة العجل (أم باليهود) "ظبوا بو، قاؿ ابن فارس: ()كرجعنا كأنبنا إليكدنا إيليك ] قاؿ بعضهم: يػىهيودي ب األصل من قوؽبم:، كقاؿ الراغب: "()"ىوادة حاؿ كسبلمة ، [ه

يكن فيو معت اؼبدح، كما أف النصارل ب ككاف اسم مدح، ب صار بعد نسخ شريعتهم الزما ؽبم كإف ملػ: األصل من قولو: ـ أكصاري إػ اهلل[ }افص ب صار الزما ؽبم بعد نسخ شريعتهم. كيقاؿ:، {16]م

، كقيل: إف اسم اليهود مشتق من اؽبيد دبعت اغبركة، ()"ىىادى فبلف: إذا ربرل طريقة اليػىهيود ب الدينرك بن العبلء أنو قاؿ: ظبيت اليهود ألهنم يتهودكف أم: يتحركوف عند قراءة كحكي عن أيب عم

يدىه: حىركىو كأىصلىحىو، جاء ب لساف العرب: "()التوراة يدان كىى ()."اؽبىيدي: اغبىرىكىةي. كىادىه يىهيديه ىى

يهوذا أكب كلد يعقوب كأما القائلوف إف اسم )اليهود( غت مشتق، فذىبوا إىل أنو نسبة إىل كإمبا قالت العرب اليهود ألف األعجمية إذا عربت غتت عن لفظها فحولت الذاؿ عليو السبلـ،

،إىل فبلكتتفبلكة بت إسرائيل انقسمت - عليو السبلـ - ، كذلك أنو بعد كفاة نيب اهلل سليماف()داال، كعاصمتها بيت اؼبقدس، كفبلكة ة يهوذاتلقب دبملكك يهوذا كبنيامت، اعبنوب كيبثلها سبطا فبلكة

الشماؿ، كيبثلها باقي األسباط العشرة من أسباط بت إسرائيل، كعاصمتها نابلس، كقد اتصف أىل ىذه لبت إسرائيل دمرت على يد األشوريت، كمل يبق األختة بالفساد كاالكبراؼ، كمل تدـ فبلكتهم طويبل حىت

، كيدلل أصحاب ىذا الرأم على ()إسرائيل ذا اللقب بـقعرؼ لكة يهوذا، كمن ذلك الوقت إال فبقوؽبم بأف لفظة اليهود مل تستعمل ب التوراة إال بعد عهد موسى عليو السبلـ، ب سفر اؼبلوؾ الثاين، كيوافق ذلك القرآف الكرن ب تسميتو ؼبن عاصر موسى من قومو ببت إسرائيل أك قـو موسى، كمل ترد

إال ب مراحل متأخرة عن عهد -كاليت جاءت ب شبانية مواضع من القرآف الكرن-باليهود التسمية

(. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. /( معجم مقاييس اللغة، ابن فارس ))(، كفبن ذىب إىل القوؿ باشتقاؽ اليهود من ىاد دبعت تاب: ( اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص: )

(. /(، كالشهرستاين ب اؼبلل كالنحل )/كلمات الناس )أبو بكر األنبارم ب: الزاىر ب معاين (، /(، تفست القرآف العظيم، ابن كثت )/( انظر: التفست البسيط، الواحدم )) (. /( لساف العرب، ابن منظور ))، كىذه األقواؿ الثبلثة اؼبذكورة ب اسم ((، البارع ب اللغة، القايل )ص/( انظر: كتاب العت، الفراىيدم ))

( كاقتصر عليها. /اليهود، حكاىا الفخر الرازم ب تفسته: التفست الكبت )(، موجز تاريخ اليهود كالرد على بعض مزاعمهم الباطلة، قدح /( انظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور ))

(. -)ص:

12

، كقد جاءت ب صبيع كركدىا ب معرض الذـ كبياف اكبرافات القـو كالرد ()موسى عليو السبلـعـقا بم ؿافقا بؾ يداه مبسقضتان ]وؿافت افقفقد يد اهلل مغؾقفة ؽؾت أيدهيؿ وف ، كقولو تعاىل: ()عليهم

قػ يشاء ـ ـ آمـقا افقفقد ، ككقولو تعاىل: {46[ }ادائدة:...يـػؼ ذي ]فتجدن أصد افـاس ظداوة فؾ

قا ـ ـ أش ذي افهم، كما حدث ؽبم بعد اكبر كأف ب تلك التسمية إشارة إىل بدءك ، {71[ }ادائدة:...واف كفاة سليماف عليو السبلـ، من الفساد كانتشار السحر كغت ذلك.

بنو إسرائيل-

إلشعاره باؼبدح باؼبعت اؼبنقوؿ منو، إذ معناه " إسرائيل ىو لقب نيب اهلل يعقوب عليو السبلـ، ، كأبو -عليهما السبلـ–، كيعقوب ىو ابن إسحاؽ بن إبراىيم ()"صفوة اهلل أك عبد اهلل بالعبانية

أسباط بت إسرائيل االثت عشر، كإليو نسبتهم، كقد كرد ىذا اللقب ب عدة مواضع من القرآف الكرن، ائقؾ ب معرض التذكت لليهود بأهنم أكالد النيب الصاحل الذم اصطفاه اهلل تعاىل، قاؿ تعاىل: ]يا بـل إس

تل أكع روا كعؿتل اف ـ اي ؾارهبقن[ }افبؼرة:اذ ؿ وإي ـ ، قاؿ {64ؿت ظؾقؽؿ وأوؾقا بعفدي أوف بعفد)يىا بت إسرىائيل( دكف )يىا بت يػىعقيوب( لنكتة بػػػ إال ىباطب اليهود ب القرآفقىاؿى بىعضهم: مل الكفوم: "

ن أسبلفهم موعظة ؽبىيم كتنبيها من غفلتهم فسموا باالسم الذم ىيى ألىهنم خوطبوا بعبىادة اهلل كىذكركا بدي، فاهلل تعاىل يريد أف يذكرىم بأصلهم من أبيهم الصاحل كمنزلتو عنده، كالذم كصاىم ()"فيو تذكرة باللو

با إبراهقؿ ]ووص ـم ؿال تعاػ: عند موتو بااللتزاـ بالدين، كالدين اػبالص هلل تعاىل، دين اإلسبلـ،

ـ إل وأكتؿ مسؾؿقن ـ ؾل تقت ي ـتؿ صفداء إذ حض * بـقف ويعؼقب يا بـل إن اهلل اصطػك فؽؿ افد ـ أم

ـ بعدي ؿافقا كعب د إلؽ وإفف آبائؽ إبراهقؿ وإشمظقؾ وإشحاق يعؼقب ادقت إذ ؿال فبـقف ما تعبدون م

ـ فف مسؾؿقن[. }افبؼرة . {133-131: إلا واحدا وكح()

الحواريون-

(. ب األدياف، الشنطي )ص: ( انظر: دراسات) (. ( انظر: الشخصية اليهودية من خبلؿ القرآف، اػبالدم )ص:) (. /( تاج العركس من جواىر القاموس، الزبيدم )) (. ( الكليات، الكفوم )ص: ) (. -/اػبواطر ) -( انظر: تفست الشعراكم )

13

، قاؿ ابن فارس: " اغباء كالواك كالراء ثبلثة أصوؿ: أحدىا اغبواريوف لغة صبع حىوىارم، من حىوىرىفأما األكؿ فاغبور: شدة بياض العت ب شدة الرجوع، كالثالث أف يدكر الشيء دكرا.لوف، كاآلخر

كيقاؿ حورت الثياب، أم بيضتها، كيقاؿ ألصحاب عيسى عليو السبلـ اغبواريوف؛ ألهنم ... سوادىاكانوا وبوركف الثياب، أم يبيضوهنا. ىذا ىو األصل، ب قيل لكل ناصر حوارم. قاؿ رسوؿ اهلل صلى

كأما الرجوع، فيقاؿ ... كاغبواريات: النساء البيض .()(من أميت كىحوىارم الزبت ابن عميت ) عليو كآلو: اهللـ يقر[حار، إذا رجع. قاؿ اهلل تعاىل: ـ أن ف ف ط (ورو ب حي الباطلي )كالعرب تقوؿ: ، {16}الكشؼاق: ]إك

الىةي. : اػبشبةي اؼبحوري كاألصل الثالث ... وره حي كرجوعو نقصو ل أم رجع كنقص، ككي اليت تدكر فيها المىحىلة ا بهى عى تضى ربويرا، إذا ىيأهتا كأدرهتا ل اػببزةى رتي و كيقاؿ حى ف( مرفوعة ، كقد كردت لفظة )اغبواريو ()"المى

كؾبركرة ب طبسة مواضع من القرآف الكرن، دبعت أصحاب عيسى عليو السبلـ، قاؿ اإلماـ الطبم ب ـ أكصار اهلل تفست قولو تعاىل: ـ أكصاري إػ اهلل ؿال احلقاريقن كح ]ؾؾم أحس ظقسك مـفؿ افؽػر ؿال م

اغبواريت، قوؿي من كأشبو األقواؿ اليت ذكرنا ب معت" ،{51واصفد بلكا مسؾؿقن[ }آل ظؿران: آمـا باهلل... عند العرب شدة البياض (اغبوىر) كذلك أف "ظبوا بذلك لبياض ثيام، كألهنم كانوا غسالت". قاؿ:

رفوا بصحبة عيسى، كاختياره إياىم فع ...كقد هبوز أف يكوف حواريو عيسى كانوا ظبيوا بالذم ذكرناحىت صار كل خاصة للرجل من أصحابو لنفسو أصحابنا كأنصارنا، فجرل ذلك االسم ؽبم، كاستيعمل،

، ب ذكر ()"يعت خاصتو (إف لكل نيبى حواريا، كىحوىارم الزبت) "حواريو"، كلذلك قاؿ النيب كأنصاره:كىذا خبه من اهلل عز كجل أف اإلسبلـى دينيو الذم ابتعثى اآلية فقاؿ: " اإلماـ الطبم استنباطا لطيفا ب

كتبئةه من اهلل لعيسى فبن انتحل النصرانية كداف ا، ،عيسى كاألنبياءى قبلو، ال النصرانية كال اليهوديةى بوعلى كفد كما برأ إبراىيم من سائر األدياف غت اإلسبلـ، كذلك احتجاجه من اهلل تعاىل ذكره لنبيو

ف ىم من أكائل أىل الكتاب من أتباع عيسى عليو السبلـ كأنصاره، كذلك و ، كعليو فاغبواري()."قبراف أىل الكتاب من األجياؿ اؼبتأخرة. قبل أف ينحرؼ باقي

أوتوا الكتابالذين -

(، صحيح مسلم، كتاب فضائل /(، )( صحيح البخارم، كتاب اعبهاد كالست، باب فضل الطليعة، ح))(، كبلنبا /(، )الصحابة رضي اهلل تعاىل عنهم، باب من فضائل طلحة، كالزبت رضي اهلل عنهما، ح)

، بلفظ: )لكل نيب حواريا كحوارم الزبت(. من حديث جابر (. -/اييس اللغة، ابن فارس )( معجم مق) (. -/( جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. -/( اؼبرجع السابق ))

14

صبلة )أكتوا الكتاب( تركيب إسنادم، مكوف من مسند كىو الكتاب، كتقدـ الكبلـ عليو، كىو كمسند إليو كىم اليهود كالنصارل، كفعل اإلسناد ىو: أكتوا، من يتناكؿ التوراة كاإلقبيل،ىنا اسم جنس ؛ اقػتىصىر اعبىوىرم كسركعييتى كيي الضم كأيتيان، ب أىتيان كإتيانان كإتيانىةن، بكسرنبا، كمىأتاةن (أىتػىيتيو))أتى(، تقوؿ: "

ه؛ جئتيوكالثانية كالرابعةعلى األيكىل ؾبيء "اإلتياف: قاؿ الراغب: ك ، ()"، كىمىا عىداىين عن ابن سيدىكتوا الكتاب( ب ستة عشر موضعا من القرآف الكرن ب اغبديث أالذين ، كقد كرد مصلح )()"بسهولة

ـ ، كقولو تعاىل: (3)عن أىل الكتاب ذي ـ اف ق دا معفؿ كبذ ؾريؼ م ـ ظـد اهلل مصد ]ودا جاءهؿ رشقل م

ؿ ل لن ـ .{141 يعؾؿقن[ }افبؼرة:أوتقا افؽتاب ـتاب اهلل وراء طفقرهؿ

النصارى -

]إن ، قاؿ تعاىل: ()يورد أىل اللغة لفظة )النصارل( ربت مادة )نصر( كاليت تعت العوف

ؿ اهلل ؾل ؽافب فؽؿ[ }آل ظؿران: ـ ، كقد اختلفوا ب سبب تسمية النصارل ذا االسم، {144يـصظبوا نصارل، لنصرة أك )نصراف( قرية بالشاـ، كقيل ()(ناصرة)، لنزكؽبم قرية يقاؿ ؽبا: نصارلظبوا فقيل

، كما ب قولو ()ب أكؿ األمر - عليو السبلـ - لنصرهتم عيسى، أك بعضهم بعضا، كتناصرىم بينهمم ؿال ظقسك تعاىل: ـ قكقا أكصار اهلل ـ ـ آمـقا ذي ا اف ـ أكصاري إػ اهلل ؿال ]يا أهي غ م ـ مريؿ فؾحقاري اب

ـ أكصار اهلل ػ:...احلقاريقن كح . {16[ }افص

: حكمة النداء بأىل الكتاب.خامسالمطلب ال

:إف القرآف الكرن لو أسلوبو اغبكيم ب ـباطبة الناس كدعوهتم، كقد قاؿ تعاىل فيو لنبيو ـ إن ربؽ هق تل هل أحس ـ ضؾ ]ادع إػ شبقؾ ربؽ باحلؽؿة وادقظظة احلسـة وجادلؿ باف أظؾؿ بؿ

[ }افـحؾ: ـ ـ شبقؾف وهق أظؾؿ بادفتدي كمن ذلك أنو خاطب اؼبؤمنت بنداء اإليباف )يا أيها، {115ظ

(. /( تاج العركس من جواىر القاموس، الزبيدم )) (. ( اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص:) (.أللفاظ القرآف الكرن، عبد الباقي )ص:( انظر: اؼبعجم اؼبفهرس ) (. ( انظر: اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص:)( "الناصرىةي: فاعلة من النصر: قرية بينها كبت طبية ثبلثة عشر ميبل، فيها كاف مولد اؼبسيح عيسى بن مرن عليو )

(/داف، اغبموم )السبلـ، كمنها اشتق اسم النصارل"، معجم البل-/(، جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )/( انظر: الزاىر ب معاين كلمات الناس، األنبارم ))

(. (، ـبتار الصحاح، الرازم )ص: /(، التفست الكبت، الرازم )

15

، كليذكرىم بالعهد الذم أخذكه على أنفسهم، حت كقوتو اإليباف عنصرالذين آمنوا(، ليستحث فيهم الكرن من خبلؿ عرضو ضرب القرآفكما دخلوا ب ىذا الدين، أم يا من صدقتم يب كبكبلمي،

.األسلوب اغبكيم ىذا استخداـعدة ب أمثلةللقصص اؼبختلفة

(، أىل الكتاب)يا مثل: ،أساليبة اليهود كالنصارل عدة ـباطب كقد استخدـ القرآف الكرن ب ىدفها ب التأثت على اؼبخاطب اؽب ساليبل ىذه األكك ك )الذين أكتوا الكتاب( ،(بت إسرائيلك )يا

.استنهاض اؽبمم، كىز اؼبشاعرك

اليت لليهود كالنصارل، تذكتا ؽبم بتلك النعمة العظيمة (أىل الكتاب )يابػػػ كقد جاء اػبطاب كما فيها من األحكاـ -من إنزالو تلك الكتب ذات اؼبكانة السامية، ،ا عليهماهلل تعاىل أنعم

يا من نلتم ذلك الشرؼ ب نزكؿ تلك الكتب عليكم، فهي يا أىل الكتاب، أمعليهم، ف -كالتشريع . رعتعلى أنبيائكم نزلت، كلكم شي

كىذا التذكت ؽبم بذلك، يتضمن أيضا التوبيخ البلذع ؽبم على تقصتىم كأفعاؽبم القبيحة، م بصفة اؼبدح )يا أىل الكتاب( مع إقامتهم على الباطل كما ال يليق، فيو أعظم تبكيت، كأعظم خطاف

تأنيب، كأعظم تقريع ؽبم.

أهؾ افؽتاب ل تؽػرون بآيات اهلل وأكتؿ تشفدون[ ]يا قولو تعاىل: مثل كنلحظ ىذا اؼبعت ب

، فصدر تعاىل اآلية بالنداء على أىل الكتاب ب باالستفهاـ توبيخا ؽبم على كفرىم دبا {84}آل ظؿران:م، كىم أىل اكاف حرين فقدمن آيات اهلل، كتعجيبا من شأهنم، كإنكارا عليهم، جاء بو ؿبمد

، كذلك ؼبا عندىم من األمور الشاىدات على ()قبل غتىم أف يسارعوا إىل اإليباف، علم أىلكتاب، ك كمعرفة خبه، كما عندىم من اؼبعرفة بأمور الدين عموما، من اإليباف باهلل ككتبو كرسلو، صدؽ النيب

ىذا من اهلل عز كجل، توبيخه كإمبا، قاؿ الطبم: "ال أف يكفركا بآيات اهللكاإليباف بالبعث ب اآلخرة، كجحودىم نبوتو، كىم هبدكنو ب كتبهم، مع شىهادهتم أف ما ب ألىل الكتابت على كفرىم دبحمد

()"كتبهم حق، كأنو من عند اهلل

كب اآلية أيضا كتصديرىا بالنداء ألىل الكتاب تذكت ؽبم، أم أنتم أىل كتاب، كأىل إيباف ال فالقرآف الكرن ب خطابو لآلخرين يستحضر فيهم الطاقات الكامنة كيوظفها كفر، فلم تكفركف،

لبلستجابة كتنفيذ األمر اؼبطلوب تنفيذه.

(. /( انظر: التفست الوسيط للقرآف الكرن، طنطاكم )) (. /( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))

16

ـ افؽتاب كقاؿ تعاىل: ـتؿ تػقن م ـ ثرا ما ـ فؽؿ ؿ رشقفـا يبغ ـ ]يا أهؾ افؽتاب ؿد جاء

ـ ـ اهلل كقر وـتاب مبغ[ }ادائدة:ويعػق ظ ؿ م ـ ثر ؿد جاء أرسل اهلل " ، قاؿ ابن باديس:{15ـكجاءت آيات القرآف بالدعوة ، عبميع األمم؛ فكانت رسالتو عامة، ككانت دعوتو عامة مثلها ؿبمدان

كؼبا أرسل اهلل مقامات أخرل.العامة ب مقامات، كبالدعوة اػباصة لبعض من مشلتهم الدعوة العامة ب كغتىم. -كىم اليهود كالنصارل -كاف اػبلق قسمت: أىل كتاب -كىسىلمى صىلى اهللي عىلىيو كىآلو -ؿبمدان

ككاف أشرؼ القسمت أىل الكتاب؛ دبا عندىم من النصيب من الكتاب الذم أكتوه على نسياهنم غبظ دبا عرفوا قبلو من الكتب كاألنبياء. فلهذا منو، كربريفهم ؼبا حرفوا. ككانوا أكىل القسمت باتباع ؿبمد

ؿ رشقفـا[ذاؾ كانت توجو إليهم الدعوة اػباصة دبثل قولو تعاىل: ك ـ إىل آخر ]يا أهؾ افؽتاب ؿد جاء قبوؿ على ؽبم كبعث للكتاب، بإضافتهم ؽبم كتعظيم تشريف]يا أهؾ افؽتاب[ -ندائهم كب اآليتت.

الذم بالكتاب اإليباف بأف عليهم كاحتجاج الكتاب، أىل كىم بكتاب جاء ألنو ؿبمد بو جاء ما ()".جنسو من ألنو بو جاء الذم بالكتاب اإليباف يقتضي عندىم

ىذا ىو أدب اإلسبلـ ب دعوة غت أىلو، ليعلمنا كيف ينبغي أف لبتار عند الدعوة ألحد " فبا يلفتو أحسن ما يدعى بو، ككيف ننتقي ما يناسب ما نريد دعوتو إليو: فدعاء الشخص دبا وبب

()"إليك، كيفتح لك ظبعو كقلبو، كدعاؤه دبا يكره يكوف أكؿ حائل يبعد بينك كبينو

المبحث الثاني موقف أىل الكتاب من الرسول

خاب األنبياء ىو قضية ؿبورية ب دعوة أىل الكتاب إىل اغبق، كرد اإليباف بالرسوؿ ؿبمد إهنم سيكفركف بكل ما ىو باطل فبا كضعو ؽبم أحبارىم اكبرافاهتم، ألهنم إذا آمنوا بو كبرسالتو ف

ذوا أحبارهؿ ورهبانؿ أربابا قاؿ تعاىل: ،أك سطركه ؽبم ب كتبهم من الضبلؿ كالكذب كرىباهنم، ]ات

ـ مريؿ وما أمروا إل فقعبدوا إلا ـ دون اهلل وادسقح اب قن[ م ـ واحدا ل إفف إل هق شبحاكف ظم يؼ

وا بف قاؿ تعاىل:و ،{31}افتقبة: ـ ظـد اهلل فقشس ـ يؽتبقن افؽتاب بليدهيؿ ثؿ يؼقفقن هذا م ذي ]ؾقيؾ فؾ

تبت أ ـ ، كبذلك تنحل صبيع عيقد {87يدهيؿ وويؾ لؿ ما يؽسبقن[ }افبؼرة:ثؿـا ؿؾقل ؾقيؾ لؿ ما ، كأنو ناسخ دبا جاء بو من الوحي لكل الباطل عند أىل الكتاب من أصوؽبا، إذا آمنوا بنبوة ؿبمد

ؿ ]يا أهؾ قاؿ تعاىل: شريعة قبلو، كأنو يبت ألىل الكتاب كثتا فبا كانوا ىبتلفوف فيو، ـ افؽتاب ؿد جاء

(. -( تفست ابن باديس )ص: ) (. ( اؼبرجع السابق )ص: )

17

ـ اهلل ؿ م ـ ثر ؿد جاء ـ ـ ـ افؽتاب ويعػق ظ ـتؿ تػقن م ـ ثرا ما ـ فؽؿ كقر وـتاب مبغ[ رشقفـا يبغ

موقف أىل كلذلك ركز القرآف الكرن ب دعوتو ألىل الكتاب على ىذه القضية، كبت ،{15}ادائدة: الكتاب منها، كرد على اؼبكذبت ؽبا.

على كجو كسنبت ب اؼبطالب اآلتية دعوة القرآف الكرن لئليباف بالرسل عامة، كدبحمد ، كموقف أىل الكتاب من ىذه الدعوة ، كالذم يتمثل ب ثبلث طوائف:اػبصوص

على وجو الخصوص. المطلب األول: دعوة القرآن الكريم لإليمان بالرسل عامة، وبمحمد عموما، كأهنا ركن من أركاف - عليهم السبلـ -لقد أكضح القرآف الكرن قضية اإليباف بالرسل

ـ رب اإليباف، ال يصح إال ا، قاؿ تعاىل: شقل بم أكزل إفقف م ـ افر ـ باهلل ]آم ؾ آم ـ ـقن ف وادمم

ـ رشؾف وؿافقا شؿعـا وأضعـا ؽػراكؽ ر ق بغ أحد م تبف ورشؾف ل كػر ـ ـا وإفقؽ ادصر[ وملئؽتف و ب

ق بغ أحد فبت تعاىل بقولو: ،{175}افبؼرة: ـ رشؾف[]ل كػر حقيقة إيبانية كاضحة ب أنو ال فرؽ بت معليهم الصبلة –أحد من األنبياء ب اإليباف م، فاإليباف دبوسى ال يناقض اإليباف بعيسى كؿبمد

كالعكس، فجميعهم رسل من عند اهلل تعاىل، أكحى إليهم شرعو كأمره، كىم صادقوف -كالسلم .{116}األكعام:]اهلل أظؾؿ حقث يعؾ رشافتف[ قاؿ تعاىل: معصوموف كمبؤكف من كل عيب كنقص،

دعوا أقوامهم لذلك، كغرسوا ىذه - عليهم السبلـ -كما بت القرآف الكرن أف األنبياء ائقؾ إن رشقل اهلل :اؼببادئ فيهم، قاؿ تعاىل ـ مريؿ يا بـل إس ؿا دا بغ ]وإذ ؿال ظقسك اب إفقؽؿ مصد

ـ بعدي اشؿف أحد ؾؾم جاءهؿ بافبقـات ؿاف ا برشقل يلت م ـ افتقراة ومبؼ قا هذا شحر مبغ[ يدي م

ػ: كقد ، كاألنبياء يصدؽ بالنيب السابق، كيبشر بالنيب البلحق، - يو السبلـعل -فعيسى ، {4}افصكما ؿبمد ]دا جاءهؿ[ من بعده، كأعلم أىل الكتاب بذلك، كلكنهم بشر بظهور نبينا ؿبمد

]ؿافقا ، أم: األدلة الواضحة، الدالة على أنو ىو، كأنو رسوؿ اهلل حقا ]بافبقـات[، بشر بو عيسى

()عجيب منهم. أمركىذا ،عاندكا اغبق ككذبوا بوأم ، حر مبغ[هذا ش

ذه اغبقيقة الواضحة كقد احتج القرآف الكرن على أىل الكتاب ب تركهم اإليباف دبحمد ـ ظـد اهلل معلوما عندىم، اظبو ككصفو كعبلمتو، قاؿ تعاىل: من كونو ق ]ودا جاءهؿ ـتاب م مصد

ػروا بف ؾ ـ ػروا ؾؾم جاءهؿ ما ظرؾقا ـ ـ ذي ـ ؿبؾ يستػتحقن ظذ اف اكقا م ـ ؾعـة اهلل ظذ دا معفؿ و

[ }افبؼرة: ـ ق دا معفؿ[، فقولو تعاىل: {77افؽاؾري نيب حجة على أىل الكتاب، أم أف ىذا ال ]مصد

(. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: )

18

ـ يتبعقن قاؿ تعاىل: ،()جاء مصدقا ؼبا ب كتبكم كما أخبكم بو رسلكم من كصفو كعبلماتو ذي ]اف

ذي يدوكف مؽتقبا ظـدهؿ ف افتقراة واإلكجقؾ يلمرهؿ باد ل اف شقل افـبل األم ـ افر عروف ويـفاهؿ ظ

]يستػتحقن كالعجيب أهنم كانوا قبل مبعث النيب ؾؾؿ تؽػرون بف؟، ،{158[ }األظراف:...دـؽر ا

ػروا[ ـ ـ ذي على أعدائهم من اؼبشركت إذا قاتلوىم، يقولوف: إنو النيب يستنصركف دبجيئ، أم ظذ اففلما بعثو اهلل من العرب كفركا بو، كجحدكا ما ،سيبعث نيب ب آخر الزماف نقتلكم معو قتل عاد كإـر

()، حسدا منهم كظلما.كانوا يقولوف فيودعوة صروبة كاضحة ب قولو كما دعا القرآف الكرن أىل الكتاب إىل اإليباف بنبوة ؿبمد

ة م تعاىل: فؽؿ ظذ ؾس ؿ رشقفـا يبغ ـ ـ بشر ول ]يا أهؾ افؽتاب ؿد جاء شؾ أن تؼقفقا ما جاءكا م ـ افر

ؿدير[ }ادائدة:ء ؾ ش ـ ؿ بشر وكذير واهلل ظذ ـ أىل تبارؾ كتعاىل أم "يدعو ،{17كذير ؾؼد جاء

اهلل تعاىل الذم أرسلو ، كيشكركا أف يؤمنوا برسولو ؿبمد - عليهم من كتابو ن بسبب ما مى -الكتاب شؾ[ إليهم على حت ـ افر ة م على انقطاع من األنبياء، يقاؿ: فت الشيء يفت فتورا أم: " ،()"]ؾس

كذلك بعد مدة متطاكلة بينو كبت عيسى عليو السبلـ، ،()"إذا سكنت حدتو كصار أقل فبا كاف عليوعبادة األكثاف كالنتاف كالصلباف، فكانت النعمة بو تثر ، ككقيل بلغت ستمائة سنة، تغتت فيها األدياف

الطغياف كاعبهل قد ظهر ب إف ، فإف الفساد كاف قد عم صبيع الببلد، ك شديدةأب النعم، كاغباجة إليو سائر العباد، إال قليبل من اؼبتمسكت ببقايا من دين األنبياء األقدمت، من بعض أحبار اليهود كعباد

كؽبذا قاؿ ، فهدل اػببلئق، كأخرجهم اهلل بو من الظلمات إىل النور،حىت بعث اهلل ؿبمدا ،النصارلـ بشر ول كذير[تعاىل: ما جاءنا من رسوؿ يبشر :أم: لئبل ربتجوا كتقولوا ،]أن تؼقفقا ما جاءكا م

[كاهلل على كل شيء قدير] ،باػبت كينذر من الشر، فقد جاءكم بشت كنذير، يعت ؿبمدا () ،

الذم جاءىم بعد ىذا االنقطاع كما فيو من فاآلية حض ألىل الكتاب على اإليباف دبحمد االشتياؽ كاغبنو لوحي السماء، كبعثة األنبياء.

كما بينو القرآف الكرن إىل ئليباف بالنيب لكقد اختلف موقف أىل الكتاب من ىذه الدعوة .طوائف ثبلث

(. /( انظر: التفست الكبت، الرازم )) (. -/( انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))

(. ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( التفست الكبت، الفخر الرازم )) (. -/ القرآف العظيم، ابن كثت )( انظر: تفست)

19

.ورسالتو حمدمآمنت ب طائفة: الثاني المطلبة ؿائؿة يتؾقن آيات اهلل آكاء :قاؿ تعاىلكىي الطائفة األكىل، ـ أهؾ افؽتاب أم ]فقسقا شقاء م

قؾ وهؿ يسجدون ـ ادـؽر ويسارظقن ف * افؾ يممـقن باهلل وافققم اآلخر ويلمرون بادعروف ويـفقن ظ

غ احل ـ افص ات وأوفئؽ م ـ يؽػروه واهلل * اخلر ـ خر ؾؾ -113: }آل ظؿران ظؾقؿ بادتؼغ[وما يػعؾقا م

بل منهم اؼبؤمنوف كأكثرىم ليسوا متساكين ب القبح كالضبلؿ،، فبت تعاىل أف أىل الكتاب {115ثرهؿ الفاسقوف، كما قاؿ ب اآلية األخرل: ـ ا لؿ مـفؿ ادممـقن وأ ـ أهؾ افؽتاب فؽان خر ]وفق آم

، ب ذكر تعاىل بعض صفات ىذه الطائفة، كمدحها كأثت عليها، فذكر {114افػاشؼقن[ }آل ظؿران:، أم (أيمةه قىائمىةه ) ، كىي أهنمكل منها منقبة كمفخرة يستحق فاعلها الثواب عليهاؽبم شباين صفات

، كعبد اهلل بن سبلـ كغته، كفيهم نزلت كىم الذين أسلموا منهم، ()متبعة لو مستقيمة على اغبقعىب عنو بالتبلكة ب ساعات الليل مع السجود ليكوف ، ب كصف تعاىل صبلهتم كهتجدىم، ك ()اآليات

]يممـقن باهلل وافققم اآلخر ويلمرون بادعروف بأربع صفات، ب أتبع ذلك، ()أبت كأبلغ ب اؼبدح

ـ ادـؽر ويسارظقن ف اخلر يوجب ؽبم نا صحيحاهم يؤمنوف باهلل كاليـو اآلخر إيباف، ات[ويـفقن ظكينهوف عن اؼبنكر، ،، كيأمركف باؼبعركؼإيباهنم بكل كتاب أنزلو اهلل تعاىل، كبكل رسوؿ أرسلو

كصفهم خبصائص ما كانت ب اليهود، فإهنم منحرفوف عن قاؿ البيضاكم: " ،()كيسارعوف ب اػبتاتملحدكف ب صفاتو، كاصفوف اليـو اآلخر خببلؼ صفتو، ،مشركوف باهلل ،غت متعبدين ب الليل ،اغبق

، ب عقب تعاىل على ما ذكره من صفاهتم، باإلخبار ()متباطئوف عن اػبتات ،مداىنوف ب االحتسابأعماؽبم عنهم بالصبلح، كأهنم يثابوف بأعماؽبم خت الثواب، كلن يكفركا أم ينقصوا أك يضيع من

حـ:شيئا، ك .{ 44]هؾ جزاء اإلحسان إل اإلحسان[ }افرىكذا يصف تعاىل ىذه الطائفة اؼبؤمنة من أىل الكتاب، كب ذلك استمالة ألىل الكتاب

للدخوؿ ب اإلسبلـ كربفيز ؽبم على ذلك.شقل ترى أظقـفؿ تػقض ]وإذا شؿعقا ما :كقاؿ تعاىل ب كصف حاؿ ىذه الطائفة أكزل إػ افر

ـ اهدي تبـا مع افش ـ ـا آمـا ؾا ـ احلؼ يؼقفقن رب مع ما ظرؾقا م ـ افد ـ * م ـ باهلل وما جاءكا م وما فـا ل كمم

(. /( انظر: تفست اؼبراغي )) (. /(، تفست القرآف العظيم، ابن كثت )/( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /( انظر: أنوار التنزيل كأسرار التأكيل، البيضاكم ))

(. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( أنوار التنزيل كأسرار التأكيل، البيضاكم ))

21

ـ غ احلؼ وكطؿع أن يدخؾـا رب احل تفا األنار * ا مع افؼقم افص ـ حت ري م ؾلثابؿ اهلل بم ؿافقا جـات ت

ـ ؾقفا ، فبت تعاىل انقيادىم للحق كشدة انفعاؽبم لو، {75 -73: }ادائدة وذفؽ جزاء ادحسـغ[خافديكفيض العت من عليهم، فاضت أعينهم بالبكاء، قاؿ الطبم: " حىت إهنم إذا ظبعوا آيات اهلل تتلى

امتبلؤىا منو، ب سيبلنو منها، كفيض النهر من اؼباء، كفيض اإلناء، كذلك سيبلنو عن شدة :الدمع[كذلك ،()"امتبلئو ـ احلؼ ـا ، أم: فبا عندىم من البشارة ببعثة ؿبمد" ]ما ظرؾقا م ]يؼقفقن رب

] ـ اهدي تبـا مع افش ـ كىذا الصنف ، قاؿ ابن كثت: "()"أم: مع من يشهد بصحة ىذا كيؤمن بو آمـا ؾاـ باهلل وما أكزل إفقؽؿ وما : من النصارل ىم اؼبذكوركف ب قولو عز كجل ـ يمم ـ أهؾ افؽتاب د ]وإن م

يأكزل إفقفؿ خ ؿ إن اهلل س ون بآيات اهلل ثؿـا ؿؾقل أوفئؽ لؿ أجرهؿ ظـد رب ع اصعغ هلل ل يشس

ـ ؿبؾف هؿ بف ، كىم الذين قاؿ اهلل فيهم: {177احلساب[ }آل ظؿران: ـ آتقـاهؿ افؽتاب م ذي ]اف

ـقن ـ ؿبؾف مسؾؿغ وإ * يمم ـا م ـ ا ـا إك ـ رب ف احلؼ م أوفئؽ يمتقن أجرهؿ * ذا يتذ ظؾقفؿ ؿافقا آمـا بف إك

قئة وما رزؿـاهؿ يـػؼقن وا ويدرءون باحلسـة افس تغ بم صز وإذا شؿعقا افؾغق أظرضقا ظـف وؿافقا * مر

كؽبذا قاؿ تعاىل ىهنا: ؛{55 -51: }افؼصص ؿ ل كبتغل اجلاهؾغ[فـا أظمفـا وفؽؿ أظمفؽؿ شلم ظؾقؽ تفا األن ـ حت ري م ؿ اهلل بم ؿافقا جـات ت أم: فجازاىم على إيباهنم كتصديقهم كاعتافهم ،ار[]ؾلثاب

د بالثواب ب اآلخرة إال ؽبؤالء الذين ع فهو سبحانو مل يى ، جنات عظيمة خالدين فيها أبدا، "()"باغبق ()." آمنوا دبحمد

ـ باهلل وما أكزل كب قولو تعاىل: ـ يمم ـ أهؾ افؽتاب د إفقؽؿ وما أكزل إفقفؿ خاصعغ ]وإن م

]ما أكزل ػػػ تؤمن ب ه الطائفة اؼبؤمنة من أىل الكتابىذ على أفضحة اداللة ك {177هلل[ }آل ظؿران:

، اإليباف النافع ال كمن يؤمن ببعض الرسل كالكتب، كيكفر ببعضىو كىذا ، إفقؽؿ وما أكزل إفقفؿ[اإليباف اغبقيقي الذم يورث اػبشوع هلل تعاىل، كاػبضوع لو، كلذلك فإف أىلو ال يشتكف بآيات اهلل كىو

()شبنا خبسا أبدا. ومبعثو. : طائفة كفرت برسالة النبي محمدالمطلب الثالث

(. /( جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. /العظيم، ابن كثت )( تفست القرآف ) (./( اعبواب الصحيح ؼبن بدؿ دين اؼبسيح، ابن تيمية ))

(. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: )

21

علمهم كمبعثو، مع فهم من كفركا برسالة النيب ؿبمد من أىل الكتاب، الطائفة الثانيةكىي ـ أهؾ افؽتاب كتام، قاؿ تعاىل ب الوعيد ؽبم: من رسالتو كصحة الشريفة بنعوتو ػروا م ـ ـ ذي ]إن اف

ية[ }افبقـة: ـ ؾقفا أوفئؽ هؿ ش افز ـغ ف كار جفـؿ خافدي عن مآؿ كفرة أىل تعاىل، فأخب {4وادؼب نار جهنم خالدين ، كاؼبشركت صبيعهم-جحدكا نبوتوك ، كفركا باهلل كرسولو ؿبمد الذين -الكتاب،

، ك)من( ب اآلية()كذرأىاتعاىل اليت برأىا اهلل ، كأهنم شر اػبليقةال وبولوف عنها كال يزكلوففيها أبدا، كالنصارل، كالثاين: نوعاف، األكؿ: أىل كتاب كىم اليهود الكفار بنبوة ؿبمد أف أم ،()بيانية

اؼبشركوف، ككبلنبا يتناكلو العقاب اؼبذكور، كإمبا قدـ أىل الكتاب على اؼبشركت كإف كاف اؼبشركوف أعظم ككجود البشارة ا ب الفريقت كفرا، ألف أىل الكتاب كفرىم كاقع منهم مع علمهم بنبوة ؿبمد

شركت ىنا مع أف كفر اؼبشركت أشد من كفر كإمبا قدـ أىل الكتاب على اؼبكتبهم، قاؿ ابن عاشور: "أىل الكتاب ألف ألىل الكتاب السبق ب ىذا اؼبقاـ فهم الذين بثوا بت اؼبشركت شبهة انطباؽ البينة

إذ كاف ، دبا ىو أتقن من ترىات اؼبشركت فأيدكا اؼبشركت ب إنكار نبوة ؿبمد ،اؼبوصوفة بينهماؼبشركوف أميت ال يعلموف شيئا من أحواؿ الرسل كالشرائع، فلما صدمتهم الدعوة احملمدية فزعوا إىل

، فهم من ()"إىل اؼبدينة اليهود ليتلقوا منهم ما يردكف بو تلك الدعوة كخاصة بعد ما ىاجر النيبء رة، كيتوافق ذلك مع اسم السو ىذه اغبيثية أعظم جرما، كىذه اغبيثية ىي اليت يدكر اغبديث عنها ب

إشارة إليهم باعتبار اتصافهم دبا ىم فيو من القبائح ( "أيكلئكى البينة(، كجيء باسم اإلشارة )السورة )]هؿ ش كما فيو من معت البعد لبعد منزلتهم ب الشر أم أكلئك البعداء اؼبذكوركف ،اؼبذكورة

ية[ ()."افز، -كما بينو تعاىل-، ىذا ىو حكمها من العذاب كاػبسار كفرت دبحمدفهذه الطائفة اليت

حكم قاطع ال جداؿ فيو كال ؿباؿ. مهما يكن من صبلح بعض أعماؽبم كآدام كنظمهم ما كىو "ال نستيب ب ىذا اغبكم ألم ،لة األختة، كذا الرسوؿ األختدامت تقـو على غت إيباف، ذه الرسا

ـ ، ()"لصبلح، اؼبقطوعة االتصاؿ دبنهج اهلل الثابت القونمظهر من مظاىر ا ػر ؾنن اهلل ؽـل ظ ـ ـ ]وم

ـ افعادغ[ }آل ظؿران: .{78ظ

(. /ن كثت )(، تفست القرآف العظيم، اب/( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /( انظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور )) (. /( التحرير كالتنوير، ابن عاشور ))

(. /( إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود )) (. /( ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب ))

22

ـ ب قولو: كأكدهكقد بت اهلل تعاىل كضوح كفر ىذه الطائفة من أىل الكتاب ذي ]إن اف

ـ ببعض وكؽػر ببعض ويريدون أن يؽػرون باهلل ورشؾف ويريدون ؿقا بغ اهلل ورشؾف ويؼقفقن كمم أن يػر

ا وأظتدكا ف * يتخذوا بغ ذفؽ شبقل ـ ظذابا مفقـا[أوفئؽ هؿ افؽاؾرون حؼ -154: }افـساء ؾؽاؾري

أم [ ىم الكاملوف ب الكفر ال عبة بإيباهنم ىذا]أوفئؽ هؿ افؽاؾرون[ "لبيضاكم: ، قاؿ ا{151ا[ ،]ببعض أنبياء اهلل كرسلو ككتبو دكف البعض اآلخر مصدر مؤكد لغته أك صفة ؼبصدر الكافرين ]حؼ

()".ركا كفران حقان أم يقينان ؿبققان دبعت: ىم الذين كفؿا دا معؽؿ ىذه الطائفة عن كفرىا كأفعاؽبا القبيحة:كقاؿ تعاىل ب هني ]وآمـقا بم أكزفت مصد

اي ؾاتؼقن[ }افبؼرة: وا بآيات ثؿـا ؿؾقل وإي اؾر بف ول تشس ـ ل ، كمعلـو أف اليهود {61ول تؽقكقا أوكإمبا كفرت قريش كالعرب أكؿ ما كفركا ب بداية دعوة ،برسالة ؿبمد كالنصارل ليسوا ىم أكؿ كافر

اؾر بف[ب مكة، كإمبا قاؿ تعاىل: النيب ـ ل تعريضا بأىل الكتاب، أم إف البلئق م كدبنزلتهم ]أواؿ ابن ، ؼبا عندىم من العلم بصدقو كالبشارة بو، ق لكوهنم أىل كتاب أف يكونوا أكؿ اؼبؤمنت دبحمد

اؾر بف[ ]ول تؽقكقا قولو تعاىل: ب كاؼبقصود من النهيعاشور: " ـ ل توبيخهم على تأخرىم ب اتباع أو ()."أم: ال تكونوا فبن يقتدل بكم ب الكفر، كقاؿ الراغب: "()"دعوة اإلسبلـ

. نبي محمد: طائفة كتمت صفة الالرابعالمطلب م يعرؾقن الطائفة الثالثة من أىل الكتاب، قاؿ تعاىل: ىيك ـ ـ آتقـاهؿ افؽتاب يعرؾقكف ذي ]اف

علماء أىل فأخب تعاىل أف ،{164أبـاءهؿ وإن ؾريؼا مـفؿ فقؽتؿقن احلؼ وهؿ يعؾؿقن[ }افبؼرة:م بو الرسوؿ الكتاب يعرفوف صحة ما جاءى

اليت من صبلتها أنو عليو ، كيعلموف نعوتو كصفاتو، ك ()يعرؼ أحدىم كلده، كالعرب كانت تضرب اؼبثل ب صحة الشيء ، كما()القبلتتالسبلـ يصلي إىل

يعرفونو كما يعرفوف أبناءىم من بت أبناء الناس ال يشك أحد كال يتمارل ب معرفة ابنو إذا أك بذلك،

(. /( أنوار التنزيل كأسرار التأكيل، البيضاكم )) (. /( انظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور ))

(. ( اؼبفردات ب غريب القرآف، األصفهاين )ص): (، تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص/( انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))

.) (. /( إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود ))

23

[ب أخب تعاىل أهنم مع ىذا التحقق كاإلتقاف العلمي ، أبناء الناس كلهم رآه من بت ]فقؽتؿقن احلؼ

.]وهؿ يعؾؿقن[ أم: ليكتموف الناس ما ب كتبهم من صفة النيب ()

تؾبسقن احلؼ بافباضؾ وتؽتؿقن احلؼ كقاؿ تعاىل: وأكتؿ تعؾؿقن[ }آل ]يا أهؾ افؽتاب ل

أم نبوة ؿبمد صلى اهلل تعاىل عليو "، (كىتىكتيميوفى اغبىق )قاؿ األلوسي ب قولو تعاىل: ، {81ظؿران: ()."أنو حق (كىأىنػتيم تػىعلىميوفى )كسلم كما كجدسبوه ب كتبكم من نعتو كالبشارة بو

كقد بت اهلل تعاىل أنو أخذ العهد على علماء أىل الكتاب أف يبينوا للناس ما ب كتبهم اليت ]وإذ أخذ أنزؽبا تعاىل عليهم من البينات كاؼبعاين كاألحكاـ كاألخبار ككل ما وبتاجوف إليو، قاؿ تعاىل:

ــف فؾـ ـ أوتقا افؽتاب فتبق ذي وا بف ثؿـا ؿؾقل اهلل مقثاق اف اس ول تؽتؿقكف ؾـبذوه وراء طفقرهؿ واصس

ون[ تعاىل ؽبم ب نبذىم أم طرحهم غت مبالت، توبيخ من اهللفاآلية ، {178}آل ظؿران:ؾبئس ما يشسىو العهد ك ، "الذم أخذه اهلل تعاىل عليهم يثاؽاؼب -()"إلقاء الشيء كطرحو لقلة االعتداد بو" كالنبذ: -

، فهم قد ()كبياف أمره كصفتو البشارة دبحمد منوك ،بياف ما ب كتبهم من اغبقل ()"الثقيل اؼبؤكدكىو ما وبصل ؽبم من بعض الرياسات، كاألمواؿ ،]ثؿـا ؿؾقل[كتموا ذلك، كاشتكا بذلك الكتماف

()أىواءىم اغبقتة، من سفلتهم اؼبتبعتون[ ألهنم اشتكا عقاب اهلل تعاىل كغضبو، ]ؾبئس ما يشس

من البشارة بو ككاف البلئق م أف يكونوا ب أكؿ من يؤمن ذا النيب، كينصره كيذكد عنو، ؼبا ب كتبهم كم كتوكيد دعوتو، فالعقل قاض بأف يظاىركه، كدينهم حاكم بأف يؤيدكه، كمن العجب أف يطرحوا ح

().العقل كالنقل كراءىم ظهرياأخذ اؼبيثاؽ مع أف اهلل تعاىل كىذا الفريق من أىل الكتاب فبن كتم اغبق مع علمو اليقيت بو، ك

ىم، قاؿ تعاىل: شر عقاب جزاءا كفاقا على كفرىم كاتباعهم أىواءمنهم على تبيينو، توعدىم اهلل تعاىل بـ يؽتؿقن ما أكز ذي ـ بعد ما بقـاه فؾـاس ف افؽتاب أوفئؽ يؾعـفؿ اهلل ]إن اف ـ افبقـات والدى م فـا م

(./( انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. /( ركح اؼبعاين ب تفست القرآف العظيم كالسبع اؼبثاين، األلوسي )) (. آف، األصفهاين )ص ( اؼبفردات ب غريب القر ) (. ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: )(، تفست /(، اعبامع ألحكاـ القرآف، القرطيب )/ ( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))

(. /القرآف العظيم، ابن كثت ) (. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( انظر: تفست اؼبراغي ))

24

ـقن[ }افبؼرة: ظ من ، فتوعدىم اهلل تعاىل باللعنة منو، كمن صبيع من يتأتى منو اللعن،{157ويؾعـفؿ افل، كعظم جـر ىؤالء الكاسبت كفعلهم، ()دكاـ اللعن كاستمرارهل بياف ، كب ذلكاؼببلئكة كمؤمت الثقلت

. د من رضبتوابعاإلك طردبال الدعاء عليهم أم، حيث استحقوا كل ذلك اللعنون بف ثؿـا ؿؾقل أوفئؽ : تعاىل كقاؿ ـ افؽتاب ويشس ـ يؽتؿقن ما أكزل اهلل م ذي ما ]إن اف

قفؿ ولؿ ظذاب ـ ؿفؿ اهلل يقم افؼقامة ول يز ؾقن ف بطقنؿ إل افـار ول يؽؾ ـ ، {186أفقؿ[ }افبؼرة:يلفبا تشهد لو بالرسالة كالنبوة، فكتموا ،ب كتبهم اليت بأيديهم يعت اليهود الذين كتموا صفة ؿبمد

،كما كانوا يأخذكنو من العرب من اؽبدايا كالتحف على تعظيمهم إياىم ،تذىب رياستهم ذلك لئبلؾقن ف بطقنؿ إل افـار[ ـ أجج تأم: إمبا يأكلوف ما يأكلونو ب مقابلة كتماف اغبق نارا ت ]أوفئؽ ما يل

ؿفؿ اهلل يقم ا ،ب بطوهنم يـو القيامة قفؿ ولؿ ظذاب أفقؿ[]ول يؽؾ ـ كذلك ألنو غضباف فؼقامة ول يزال عليهم ك يثت ال عليهم، ألهنم كتموا كقد علموا، فاستحقوا الغضب، فبل ينظر إليهم كال يزكيهم، أم

().يبدحهم بل يعذم عذابا أليما

المبحث الثالث موقف أىل الكتاب من المسلمين

ككشف عن نواياىمبت القرآف الكرن موقف أىل الكتاب من اؼبسلمت ب آيات كثتة، ؽبم إف يكوف اؼبسلموف على بينة من أمرىم، فيحذركهنم كوبتاطوفـبططاهتم كتدابتىم، كذلك كلو لك

ب الدكر ا كاف ألىل الكتام إف كانوا من أصدقائهم كؿببيهم، كؼبهنم كيقاربو هنكانوا من أعدائهم، كيساؼبو األكب ب معاداة اإلسبلـ كأىلو كما تشهد بذلك كقائع التاريخ إىل يومنا ىذا، فقد كشف القرآف الرئيسكذلك من طريقة القرآف تلك العداكة كأسباا كصورىا، ؼبا ؽبا من خطر داىم على اؼبسلمت، عن الكرن

تل هل ]إن ه ب ىدايتو لكل خت، كالتحذير من كل شر، قاؿ تعاىل: ذا افؼرآن هيدي فؾ

{ .7أؿقم[}اإلساء:كلقد بت القرآف الكرن أف موقف أىل الكتاب من اؼبسلمت ال ينحصر ب موقف كاحد من عداكهتم ؽبم، بل إف من أىل الكتاب فريقا ال وبمل ب نفسو تلك العداكة كالبغض ؽبم، كال يستكب عن

، كىذا الفريق قادتو تلك الصفات اغبسنة إىل اإليباف باهلل تعاىل كرسلو عاف بوكاتباعو كاإلذ قبوؿ اغبق صبيعا، كالدخوؿ ب اإلسبلـ.

(. /( انظر: إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود )) . ( - /انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت ) ()

25

قا وفتجدن أؿربؿ مقد ؿال تعاػ: ـ ـ أش ذي ـقا افقفقد واف ـ آم ذي ة ]فتجدن أصد افـاس ظداوة فؾ

ـ ذي ون فؾ ؿ ل يستؽز قسغ ورهباكا وأن ـ ؿافقا إكا كصارى ذفؽ بلن مـفؿ ؿس ذي وإذا شؿعقا ما * آمـقا اف

ـ احلؼ يؼقفقن ر مع ما ظرؾقا م ـ افد شقل ترى أظقـفؿ تػقض م تبـا مع أكزل إػ افر ـ ـا آمـا ؾا ب

[. }ادائدة ـ اهدي وقفت ألىل الكتاب من كأقسم لو على م ، فبت تعاىل لرسولو{73-71: افشنبا موقف العداكة ب قمتها حىت فاقت كل العداكات، فأصحاا ىم أشد الناس عداكة اؼبؤمنت، أحد

كسوؼ احملبة، كأصحاا ىم أقرب الناس مودة للمؤمنت.كأصلبها للمؤمنت، كالثاين: ىو موقف اؼبودة ك نتطرؽ إىل ىذين اؼبوقفت ب اؼبطلبت اآلتيت:

ين.األول: موقف العداء من المسلمالمطلب ، كيشاركهم ب ىذا اؼبوقف اؼبشركوف من غت أىل خاصة اليهودك أىل الكتاب عامة ىو موقفك

قا[]فتجدن الكتاب، قاؿ تعاىل: ـ ـ أش ذي ـقا افقفقد واف ـ آم ذي حقيقة كىي ، أصد افـاس ظداوة فؾكأمتو، كتوجيو ؽبم ب كوف اليهود أعدل أعدائهم، كيلفت تعاىل أنظارىم إىل يقررىا اهلل تعاىل لنبيو

، ()شركت ب ىذه العداكةىذه اغبقيقة ب كوف أكلئك اليهود مع أهنم أىل كتاب إال أهنم يتقدموف اؼبىو تسليتو فيما يقع لو كما أقسم تعاىل على ىذه اغبقيقة لتوكيدىا، كاؼبقصود من ىذا القسم للنيب

كالبلـ ب قولو لتجدف الـ " منهم من التكذيب كاألذل بأهنم أعدل أعداء اؼبؤمنت، قاؿ الفخر الرازم:كاؼبشركت أشد الناس عداكة مع اؼبؤمنت، كقد شرحت لك أف القسم، كالتقدير: قسما إنك ذبد اليهود

()."ىذا التمرد كاؼبعصية عادة قديبة ؽبم، ففرغ خاطرؾ عنهم كال تباؿ دبكرىم ككيدىموضع كعداكة أىل الشرؾ للمؤمنت كاضحة ب أسباا، ال ربتاج إىل تعليل، أما اليهود فال

أكىل الناس بأف يناصركا أىل الكتاب كيوادكىم، ال - كتابكىم أىل - إذ كانوا" ؽبم مقلوب بالنسبةىذا اؼبوقف اللئيم أىل الكفر باعببهة األكىل من اعببهات اؼبعادية للمؤمنت، إذ يتقدموف بأف يكونوا

()"كالشرؾ، فيكونوف قادة اغبملة اؼبوجهة غبرب اهلل كاؼبؤمنت باهلل!العداكة منهم، كىو نفسيتهم اؼبريضة، اليت غىلبىت القرآف الكرن عن سبب صدكر ىذه كشفك

ألنو مل يأت قد حسد اليهود النيبباع رسلو ككتبو كاإليباف ما، فتاألىواء على أكامر اهلل كاك اغبسدمنهم، كجاء من العرب، كلذلك تركوا اإليباف بو، كقالوا نؤمن دبا نزؿ علينا كبن أمة اليهود فقط، قاؿ

ـ بم أكزل ظؾقـا ويؽػرون بم وراءه و تعاىل: ـقا بم أكزل اهلل ؿافقا كمم ؿا دا ]وإذا ؿقؾ لؿ آم هق احلؼ مصد

ـتؿ مممـغ[ }افبؼرة: ـ ـ ؿبؾ إن ، كقد رد عليهم تعاىل دعواىم {71معفؿ ؿؾ ؾؾؿ تؼتؾقن أكبقاء اهلل مـتؿ مممـغ[ باإليباف بكتبهم كاحتامها كإجبلؽبا، بقولو: ـ ـ ؿبؾ إن ، كىذا ]ؿؾ ؾؾؿ تؼتؾقن أكبقاء اهلل م

أنبياءه، كقد - إف كنتم يا معشر اليهود مؤمنت دبا أنزؿ اهلل عليكم-مل تقتلوف ، أم تكذيب ؽبم كتوبيخ

(. /( انظر: ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب )) (. /( التفست الكبت، الفخر الرازم )) (. /( التفست القرآين للقرآف، اػبطيب ))

26

، كقاؿ ()؟حـر اهلل ب الكتاب الذم أنزؿ عليكم قتلهم، بل أمركم فيو باتباعهم كطاعتهم كتصديقهمـ ؾضؾف ؾؼد آتقـا آل إبراهقؿ افؽتاب تعاىل ب آية أخرل: ]أم يسدون افـاس ظذ ما آتاهؿ اهلل م

ػك بجفـؿ شعرا[. }افـساء * ؽا ظظقم واحلؽؿة وآتقـاهؿ مؾ ـ ـ صد ظـف و ـ بف ومـفؿ م ـ آم : ؾؿـفؿ م

على ما رزقو اهلل من النبوة العظيمة، كمنعهم يعت بذلك: حسدىم النيب قاؿ ابن كثت: " ، {56-55، ب رد تعاىل عليهم، فقاؿ: ()"بت إسرائيلمن تصديقهم إياه حسدىم لو؛ لكونو من العرب كليس من

س بدعا كال غريبا لي إيتاء النبوة كالفضل حملمدأف أم ]ؾؼد آتقـا آل إبراهقؿ افؽتاب واحلؽؿة[ ().إنعامو مل يزؿ مستمرنا على عباده اؼبؤمنتعلى كـر اهلل، ف

ذا اؼبوقف - كخاصة اليهود - الكتابىو الذم أغرل أىل - كليس غته -اغبسد"إف ككتماهنم اغبق عن علم بأنو رسوؿ - صلوات اهلل كسبلمو عليو - الضاؿ اآلب، من رسالة رسوؿ اهلل

صدكر بكب نار اغبسد اليت تأججت ...التوراة كاإلقبيل باهلل، كأنو الذم هبدكنو مكتوبا عندىم عهم من أمر النيب، فكفركا بو، كازبذكا طريق الضبلؿ مركبا إىل اليهود، ذابت كل معامل اغبق الذم كاف م

()."عذاب اعبحيمخوتو، كىم آباء أسباط بت مع إ - عليو السبلـ -كقد ذكر القرآف الكرن قصة يوسف

إسرائيل، كفيها أهنم حسدكه ككادكا لو بإلقائو ب البئر ليخلوا ؽبم كجو أبيهم، كأف عاقبة حسدىم ب تنبيهان هناية األمر كانت ب مصلحة يوسف كختا لو، كأنو صار بسبب ذلك عزيزا ؼبصر، ككأف ب ذلك

كأمتو. دىم ىي خت للنيب أف عاقبة حسدىم ككي لليهود الذين وبسدكف النيب [ كب قولو تعاىل " إشارة إىل أف ىذا اغبكم الذم فضح اهلل بو اليهود، ليس حكما ]فتجدن

كإمبا ،معلقا على أم شرط، حبيث يقع إذا كقع ىذا الشرط، أك ىو حكم خفى ال تظهر آثاره للعيافدبعت ترل، كتبصر، (ذبد)ىو حكم مطلق، كاقع دائما، ظاىر ال خفاء فيو، كؽبذا جاء التعبت عنو بلفظ

فهو أمر كاقع، مؤكد الوقوع، ال ، (تجدف ل)فظ مؤكدا بالقسم، كبنوف التوكيد كتتحقق، ب جاء ىذا الل ()."كم اهلل عليهماغبياة، كىذا ىو ح بكجهة اليهود ىيىذه احتماؿ فيو لشك أك ريب.

كإف كنا لسنا بصدد -كىذا اغبكم اإلؽبي عليهم تشهد لو كقائع التاريخ بوضوح ال خفاء فيو، حدثت ب العامل اليت الفنت معظم فاليهود سبب - التفصيل التارىبي ب اغبديث عن عداكهتم

كقتلو مرات عديدة، إال كظبو بشىت الوسائل اؼبمكنة، حاكلوا ا سحره اإلسبلمي، كقد حاربوا النيب

(. /( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /عظيم، ابن كثت )( تفست القرآف ال) (. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( التفست القرآين للقرآف، اػبطيب )) (. /( اؼبرجع السابق ))

27

، كما وبدث أف اهلل حفظ نبيو كقباه، كال يزاؿ أذل اليهود للمسلمت إىل يومنا ىذا مشاىد كمعلـو .مكشوؼ معلـومنهم ب فلسطت كالقدس كغزة

كلعداء أىل الكتاب للمسلمت صور متعددة، كمن ىذه الصور:ـ قاؿ تعاىل: :في دينهمتشكيكهم : سعيهم في إضالل المسلمين و أوال ]وؿافت ضائػة م

ػروا آخره فعؾفؿ ير ـ ـقا وجف افـفار وا ـ آم ذي ذي أكزل ظذ اف جعقن[ }آل أهؾ افؽتاب آمـقا باف

لمت كتشكيكهم ب ، كقد نزلت ب صباعة من زعماء اليهود كأحبارىم تآمركا لفتنة اؼبس{81ظؿران:قاؿ عبد اهلل بن الصيف، كعدم بن زيد، كاغبارث )قاؿ: -رضي اهلل عنهما– عن ابن عباسدينهم،

بن عوؼ، بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن دبا أنزؿ على ؿبمد كأصحابو غيدكةن كنكفير بو عشيةن، حىت نلبس ]يا أهؾ ؿ اهلل عز كجل فيهم:عليهم دينهم، لعلهم يصنعوف كما نصنعي، فتجعوا عن دينهم! فأنز

تؾبسقن احلؼ بافباضؾ ]واهلل واشع ظؾقؿ[ }آل إىل قولو:، {81[ }آل ظؿران:...افؽتاب ل

.{83ظؿران:()

فاآلية ب كشف كفضح اليهود كبياف كيدىم كمكرىم للمسلمت، حيث دبركا للتظاىر بالدخوؿ منو بعد ذلك، بغية صد الناس كاؼبسلمت عنو، كىذا اؼبخطط اػببيث منهم مبت ب اإلسبلـ ب اػبركج

ىرقل على قاعدة طبيعية ب البشر، كىي أف من عبلمة اغبق أال يرجع عنو من يعرفو، كقد فقو ىذا"عندما دعاه إىل اإلسبلـ: "ىل يرجع النيب صاحب الرـك فكاف فبا سأؿ عنو أبا سفياف من شئوف

كقد أرادت ىذه الطائفة أف تغش الناس من ىذه " ،()ل ب دينو؟ فقاؿ أبو سفياف: ال"عنو من دخالناحية ليقولوا: لوال أف ظهر ؽبؤالء بطبلف اإلسبلـ ؼبا رجعوا عنو بعد أف دخلوا فيو، كاطلعوا على باطنو

، قاؿ ()"بغت سببكخوافيو؛ إذ ال يعقل أف يتؾ اإلنساف اغبق بعد معرفتو، كيرغب عنو بعد الرغبة فيو ىذه مكيدة أرادكىا ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، كىو أهنم اشتوركا بينهم أف "ابن كثت:

يظهركا اإليباف أكؿ النهار كيصلوا مع اؼبسلمت صبلة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدكا إىل دينهم

صحيح اؼبسبور من التفست باؼبأثور، ياست (، موسوعة ال/( جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))(/.) أخبه أبو -رضي اهلل عنهما -( قصة أيب سفياف مع ىرقل أخرجها البخارم ب صحيحو، أف عبد اهلل ابن عباس )

ماد سفياف بن حرب: " أف ىرقل أرسل إليو ب ركب من قريش، ككانوا ذبارا بالشأـ ب اؼبدة اليت كاف رسوؿ اهلل صة طويلة، كفيها أف ىرقل جعل يسأؿ أبا سفياف عن أشياء فيها أبا سفياف ككفار قريش، فأتوه كىم بإيلياء"، كذكر ق

(، /(، )؟، ح). صحيح البخارم، كتاب بدء الوحي، باب كاف بدء الوحي إىل رسوؿ اهلل تتعلق بنوة النيب (. /(، )إىل ىرقل يدعوه إىل اإلسبلـ، ح) صحيح مسلم، كتاب اعبهاد كالست، باب كتاب النيب

(. -/القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا ) ( تفست)

28

م على نقيصة كعيب ب دين اؼبسلمت، كؽبذا ليقوؿ اعبهلة من الناس: إمبا ردىم إىل دينهم اطبلعهفؿ يرجعقن[قالوا: () ."]فعؾ

ـ : كتعاىل قاؿ سبحانو نزول الخير على المسلمين:كراىة :اثاني ػروا م ـ ـ ذي ]ما يقد اف

ـ ـ خر م ل ظؾقؽؿ م ـغ أن يـز ـ يشاء واهلل ذو افػضؾ أهؾ افؽتاب ول ادؼ ؽؿ واهلل يتص برحتف م رب

، كقبل البدء ب تفست اآلية كبياف ما دلت عليو من صور عداكة أىل الكتاب، {145افعظقؿ[ }افبؼرة:د افـاس ظداوة ]فتجدن أص نشت إىل ملحوظة اقتاف اؼبشركت بأىل الكتاب ب اآلية، كب قولو تعاىل:

قا[ ـ ـ أش ذي ـقا افقفقد واف ـ آم ذي ، ككأف اهلل تعاىل يريد أف يذكر أىل الكتاب دبشاتهم للمشركت فؾة ىذه العداكة م ب صور هنحىت أهنم يشاركو لذين صدقوا بأنبياء اهلل ككتبو، ب عداكهتم ألىل اإليباف، ا

ية للمؤمنت، كب ذلك ما فيو من التوبيخ ؽبم كالتعنيف.إضمار اغبقد كالكراى كىيأخب عن عداكة اليهود كاؼبشركت للمؤمنت، أهنم ما " كبالعودة إىل تفست اآلية، قاؿ السعدم:

حسدا منهم، كبغضا لكم أف (من رىبكيم )أم: ال قليبل كال كثتا (يينزؿى عىلىيكيم من خىتو أىف )يودكف كمن فضلو عليكم، إنزاؿ الكتاب على رسولكم، ليزكيكم (ذيك الفىضل العىظيم )فإنو ىبتصكم بفضلو

()"كيعلمكم الكتاب كاغبكمة، كيعلمكم ما مل تكونوا تعلموف، فلو اغبمد كاؼبنة

من الشر كالعداء، كما تنغل بو قلوم للمسلمت أىل الكتابما تكنو صدكر كشف تفاآلية أعداءىم، كيستمسكوا دبا اؼبسلموف من اغبقد كاغبسد، بسبب ما اختصهم بو اهلل من الفضل. ليحذر

كتصور ببلغة النص ،()وبسدىم ىؤالء األعداء عليو من اإليباف، كيشكركا فضل اهلل عليهم كوبفظوه، فالقرآين ب ىذه اآلية عظم ىذا العداء ب نف ـ )ػػىػ وس القـو [ ( ب قولو تعاىل:م ـ خر ]م

اف أم خت ا، فأىل الكتاب ال يودكف أف يناؿ أىل اإليبأم من أم شيء فبا يسمى خت ،()لبلستغراؽ أبدا، كال يرضيهم ذلك.

آمنوا تلميح يستجيش ب قلوب الذين ]واهلل ذو افػضؾ افعظقؿ[كب ختمو تعاىل اآلية بقولو: أعظم من نعمة النبوة كالرسالة كليس أعظم من نعمة ، فليسالشعور بضخامة العطاء كجزالة الفضل

اإليباف كالدعوة إليو، كب التقرير الذم سبقو عما يضمره الذين كفركا للذين آمنوا ما يستجيش الشعور بلبلة كالتشكيك اليت كىذا الشعور كذاؾ ضركرياف للوقوؼ ب كجو ضبلة ال ،باغبذر كاغبرص الشديد

() !.اليهود، لتوىت العقيدة ب نفوس اؼبؤمنت - كيقودىا -قادىا

(. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( انظر: ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب )) (. /م )( التفست الكبت، الفخر الراز ) (. /( انظر: ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب ))

29

كب مضموف ىذه اآلية داللة على أف أسباب العداكة كالصراع بت أىل الكتاب كاؼبسلمت ب أصلها دينية.

، كنواياىم ؿبمد بنبوةىكذا يكشف القرآف الكرن عن مشاعر أىل الكتاب الذين كفركا ن ىذه ذباه اؼبسلمت، إهنا مشاعر الكراىية كاغبسد كسبت الشر، كما ربدث القرآف الكرن عاػببيثة

ـ أهؾ افؽتاب فق يضؾقكؽؿ وما يضؾقن إل تعاىل: اؼبشاعر ب آيات أخرل، قاؿ ت ضائػة م ]ود

ىبب تعاىل عن حسد اليهود للمؤمنت كبغيهم "قاؿ ابن كثت: ، {47ظؿران: أكػسفؿ وما يشعرون[ }آل، إهنم ()"إياىم اإلضبلؿ، كأخب أف كباؿ ذلك إمبا يعود على أنفسهم، كىم ال يشعركف أهنم فبكور م

قلبو ال اإليباف يتمنوف أف يضل اؼبسلموف، كلكن ىيهات أف يكوف ذلك ؽبم، فمن خالطت بشاشة ]ما يضؾقن إل كمن أبصر النور ال يعود إىل الظبلـ، أما أكلئك من أىل الكتاب فإهنم يتكو أبد،

، كينشغلوف بذلك اإلضبلؿ ()، ألهنم بسعيهم ب إضبلؿ اؼبسلمت يزدادكف ضبلال كعذاباأكػسفؿ[طريقا، كاعبدؿ سبلحا، ازبذكا الضبلؿ مركبا، كالزكر ، "لقد ()عن النظر ب طرؽ اؽبداية، كدالئل اغبق

يق، إذ إهنم قد خسركا أنفسهم من أكؿ الطر ،تلك اؼبعركة اليت اشتبكوا فيها مع اإلسبلـ كاؼبسلمت بة أهنم فإف كسبوا اؼبعركة كاستطاعوا أف يضلوا غتىم، فحسبهم من الغنيم ،كانوا على ضبلؿ كب ضبلؿكمع كوف ىذا أم: ]وما يشعرون[، ()"ىا!مرة قبل اؼبعركة كمرة بعد ،خسركا معها أنفسهم مرتت

ركف أنفسهم كيهلكوهنا قبل كل شيء.حاؽبم فإهنم ال يفطنوف لو، كال يشعركف أهنم يضـ أهؾ افؽتاب فق قاؿ تعاىل: ثالثا: تمني كثير منهم ردة المسلمين عن دينهم: ثر م ـ ]ود

ـ بعد وكؽؿ م لؿ احلؼ ؾاظػقا واصػحقا حتكيرد ـ بعد ما تبغ ـ ظـد أكػسفؿ م ارا حسدا م ػ ـ إيمكؽؿ

ؿدير[ }افبؼرة:ء ؾ ش ـ يتمتا من أىل الكتاب كثت ، فأخب تعاىل أف {147يلت اهلل بلمره إن اهلل ظذ

كأهنم ما صدر منهم ذلك إال بعد ،مت، كأف السبب اغبامل ؽبم على ذلك إمبا ىو اغبسدردة اؼبسل .()معرفتهم اغبق

أىل من الكفار طرائق سلوؾ من اؼبؤمنت عباده تعاىل قاؿ ابن كثت ب تفست اآلية: "وبذر مع للمؤمنت، اغبسد من عليو مشتملوف ىم كما كالظاىر الباطن ب ؽبم بعداكهتم كيعلمهم الكتاب،

من اهلل أمر يأب حىت كاالحتماؿ، كالعفو بالصفح اؼبؤمنت عباده كيأمر. نبيهم كفضل بفضلهم علمهم .(6)كالفتح" النصر

(. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (.( انظر: تيست الكرن الرضبن، السعدم )ص: )

(. /( انظر: تفست اؼبراغي )) (. /( التفست القرآين للقرآف، اػبطيب )) (. /( انظر: أضواء البياف ب إيضاح القرآف بالقرآف، الشنقيطي )) ( بتصرؼ يست جدا./ )القرآف العظيم، ابن كثت تفست ()

31

قن :قاؿ تعاىل المسلمين:: تولي الكافرين ومظاىرتهم على رابعا ثرا مـفؿ يتقف ـ ]ترى

ػروا فبئس ما ـ ـ ذي مت لؿ أكػسفؿ أن شخط اهلل ظؾقفؿ وف افعذاب هؿ خافدون اف اكقا * ؿد ـ وفق

ثرا مـفؿ ؾاشؼقن ـ ـ ذوهؿ أوفقاء وفؽ ـقن باهلل وافـبل وما أكزل إفقف ما ات ، {71-74: [. }ادائدةيمم

أم ترل أيها الرسوؿ، كثتا من بت إسرائيل يتولوف الذين كفركا، من مشركي قومك، "ؿ صاحب اؼبنار: قاكوبرضوهنم على قتالك، كأنت تؤمن باهلل، كدبا أنزؿ على أنبيائهم، كتشهد ؽبم بالرسالة، كأكلئك اؼبشركوف

م، كوبالفوهنم عليك، لوال اتباع ال يوحدكف اهلل تعاىل كال يؤمنوف بكتبو، كال برسلو مثلك، فكيف يتولوهنأىوائهم، كسخط اهلل عليهم؟ )لبئس ما قدمت ؽبم أنفسهم أف سخط اهلل عليهم( ىذا ذـ مؤكد بالقسم لعمل اليهود الذم قدمتو ؽبم أنفسهم؛ ليلقوا اهلل تعاىل بو ب اآلخرة، كما ىو إال العمل القبيح الذم

)كلو ... الدكف( فهو ؿبيط م، ال هبدكف عنو مصرفا)كب العذاب ىم خ ...أكجب سخط اهلل عليهمكانوا يؤمنوف باهلل كالنيب كما أنزؿ إليو ما ازبذكىم أكلياء( أم كلو كاف أكلئك اليهود الذين يتولوف

، أك النيب الذم يدعوف اتباعو، كىو موسى الكافرين من مشركي العرب يؤمنوف باهلل كالنيب ؿبمد ...ل كالفرقاف، ؼبا ازبذكا أكلئك الكافرين من عبدة األصناـ أكلياء ؽبم كأنصارا؛كما أنزؿ إليو من اؽبد

هذه الوالية بت اليهود كاؼبشركت مل يكن ؽبا علة إال اتفاؽ الفريقت على الكفر باهلل كرسولو ككتابو ف .()"كالتعاكف على حرب الرسوؿ كإبطاؿ دعوتو، كالتنكيل دبن آمن بو

موقف المودة من المؤمنين.: المطلب الثاني

هو موقف اؼبودة كاحملبة، كىو موقف بعض النصارل ف من بعض أىل الكتاب: كأما اؼبوقف الثاين مصدقا ؼبا ؽبم، فلما بعث ؿبمد -عليو السبلـ -عيسى الذين بقوا على شيء من اغبق فبا جاء بو

ـ ؿافقا إكا كصارى ذفؽ ]وفتجدن معهم من اغبق آمنوا بو، قاؿ تعاىل: ذي ـقا اف ـ آم ذي ة فؾ أؿربؿ مقد

ون ؿ ل يستؽز قسغ ورهباكا وأن ـ * بلن مـفؿ ؿس شقل ترى أظقـفؿ تػقض م وإذا شؿعقا ما أكزل إػ افر

مع ما ـا آمـا ؾ افد ـ احلؼ يؼقفقن رب [ظرؾقا م ـ اهدي تبـا مع افش ـ عن قتادة قاؿ: ، {73-71: }ادائدة ا، يؤمنوف بو -عليو السبلـ - أناس من أىل الكتاب كانوا على شريعةو من اغبق فبا جاء بو عيسى"

ا بو كآمنوا بو، كعرفوا الذم جاء بو أنو اغبق، فأثت ، صدقوا كينتهوف إليو. فلما بعث اهلل نبيو ؿبمدن، كعليو فاؼبراد ب اآلية الطائفة اؼبؤمنة من أىل الكتاب، كال شك أف اؼبؤمنت من ()"عليهم ما تسمعوف

أىل الكتاب من النصارل أكثر من اليهود، فإف اؼبؤمنت من اليهود قليل، كذلك ؼبا ب اليهود من أدكاء ف كرىباف، ارل ففيهم رأفة كرضبة كمنهم قسيسو ثرة اؼبراء كاعبداؿ ب اغبق، أما النصاغبسد كالكذب كك

ـ ؿافقا إكا كصارى[قولو: " قاؿ ابن كثت: ذي ـقا اف ـ آم ذي ة فؾ أم: الذين زعموا ،]وفتجدن أؿربؿ مقديهم مودة لئلسبلـ كأىلو ب اعبملة، كما ذاؾ إال ؼبا أهنم نصارل من أتباع اؼبسيح كعلى منهاج إقبيلو، ف

( بتصرؼ يست. /( تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (./(. تفست ابن أيب حاب )/جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ) ()

31

بعقه ب قلوم، إذ كانوا على دين اؼبسيح من الرقة كالرأفة، كما قاؿ تعاىل: ـ ات ذي ]وجعؾـا ف ؿؾقب اف

كليس .(من ضربك على خدؾ األيبن فأدر لو خدؾ األيسر)كب كتام: ،{ 18رأؾة ورحة[ }احلديد:ون[القتاؿ مشركعا ب ملتهم؛ كؽبذا قاؿ تعاىل: ؿ ل يستؽز قسغ ورهباكا وأن ]ذفؽ بلن مـفؿ ؿس

العابد. مشتق من كالرىباف: صبع راىب، كىو... كىم خطباؤىم كعلماؤىم، أم: يوجد فيهم القسيسوفالزىد ككذلك العبادة فبا يلطف القلب كيرققو، كيزيل عنو ما فيو كالعلم مع ، "()"اػبوؼ الرىبة، كىي

.()"من اعبفاء كالغلظة، فلذلك ال يوجد فيهم غلظة اليهود، كشدة اؼبشركتكخصت اآلية النصارل بالذكر لكثرة اؼبؤمنت منهم، كقد كجد الصحابة الذين ىاجركا إىل اؼبعاملة -ككاف نصرانيا قبل أف يسلم -اغببشة من النجاشي ملك -رضي اهلل تعاىل عنهم -اغببشة

مات : )-عنو جابركما ب ركاية -عنو اغبسنة كاإليواء اغبسن، كؼبا مات النجاشي، قاؿ النيب كصحبو من ، كىو خببلؼ ما كجد النيب ()(اليـو رجل صاحل، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة

اليهود ب اؼبدينة من التآمر كالكيد لدعوتو، كمن ؿباكالت االغتياؿ لشخصو الشريفة صلوات اهلل كسبلمو عليو.

صفة اػبشوع كالبكاء عند ظباع القرآف، كىذا االنفعاؿ كالتأثر كثتا ما يذكره ؽبم كقد ذكر تعاىل ـقا إن :تعاىل ولوتعاىل عنهم كعن أمثاؽبم من مؤمت أىل الكتاب، كما ب ق ]ؿؾ آمـقا بف أو ل تمم

دا ون فلذؿان شج رـ ؿبؾف إذا يتذ ظؾقفؿ ي ـ أوتقا افعؾؿ م ذي ـا * اف ان وظد رب ـ ـا إن ويؼقفقن شبحان رب

ون فلذؿان ي * دػعقل ـ أهؾ ، كقولو: {147-148: }اإلساء بؽقن ويزيدهؿ خشقظا[وير ]وإن م

ون بآيا ـ باهلل وما أكزل إفقؽؿ وما أكزل إفقفؿ خاصعغ هلل ل يشس ـ يمم قل أوفئؽ ت اهلل ثؿـا ؿؾ افؽتاب د

يع احلساب[ ؿ إن اهلل س ، كىو فبا يدؿ على ظهور ىذه الصفة {177}آل ظؿران: لؿ أجرهؿ ظـد ربون[منهم، كب زبصيص ىذه الصفة بالذكر مع صفة التواضع بغتىم من أىل تعريض ]ل يستؽز

كنا، كال يتأثر ؽبم قلب، كال تدمع ؽبم عت.الكتاب الذين ال وبرؾ فيهم كبلـ اهلل سا كإذا كانت اآلية قد صرحت بأف أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارل فليس

اؼبراد من اآلية عمـو النصارل، كذلك ألف من النصارل من يشاركوف اليهود ب عداكهتم للمؤمنت، كإف ، كقولو تعاىل: كاف اليهود أشد منهم عداكة، كقد بت تعاىل عداكة اليهود كالنصارل معا ب آيات كثتةـ يت ـ آمـقا ل تتخذوا افقفقد وافـصارى أوفقاء بعضفؿ أوفقاء بعض وم ذي ا اف ف ]يا أهي ؿ مـؽؿ ؾنك قل

ينهى تعاىل عباده اؼبؤمنت عن " ، قاؿ ابن كثت:{51مـفؿ إن اهلل ل هيدي افؼقم افظادغ[ }ادائدة:مواالة اليهود كالنصارل، الذين ىم أعداء اإلسبلـ كأىلو، قاتلهم اهلل، ب أخب أف بعضهم أكلياء بعض،

ف مـفؿ إن اهلل ل هيدي افؼقم ب هتدد كتوعد من يتعاطى ذلك فقاؿ: ؿ مـؽؿ ؾنك ـ يتقل ]وم

(. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /(، )اشي، ح)( صحيح البخارم، كتاب مناقب األنصار، باب: موت النج)

32

ب غزك ، كالواقع التارىبي شاىد على ىذه العداكة ببل ريب أك شك، كقد أرسل النيب ()"افظادغ[ب مؤتة من أرض الشاـ، كما غزاىم بنفسو ب تبوؾ، كمعارؾ اؼبسلمت مع -كىم نصارل -الرـك

الصليبت ب مشهورة معلومة.

المبحث الرابع انحرافات أىل الكتاب

لقد بات معلوما لكل باحث كمنصف ما كصل إليو اغباؿ بأىل الكتاب من االكبراؼ الكبت ب الدين، كمن االنتكاس العظيم للفطرة، لقد اكبرؼ أىل الكتاب ب أصوؿ الدين قبل فركعو، كلقد اكبرؼ علماؤىم قبل عامتهم، اكبرؼ أىل الكتاب ب أصل الدين كىو التوحيد اػبالص، فنسبوا هلل

لولد، كقالوا ثالث ثبلثة، كقالوا إف اهلل ىو اؼبسيح ابن مرن، كاكبرؼ علماء أىل الكتاب فغتكا كبدلوا ب ا كتبهم كدينهم، كأكلوا أمواؿ الناس بالباطل، كداىنوا ملوؾ األرض على حساب دينهم كعقيدهتم.

ىم كضبلالهتم، كرد الكتاب صبلة كتفصيبل، كبت أخطاء كلقد بت القرآف الكرن اكبراؼ أىل ن غيهم كضبلؽبم، كيعلموا اغبق ب تلك األمور، كال جع أىل الكتاب ععليها، كصححها، كذلك لت

ؤلنبياء عليهم السبلـ، كلذلك قبد من باالنتساب ل يغتكا ىم دبا ىم عليو فبا ظاىره التدين بدين أكبراءة صبيع األنبياء فبا ىم عليو من أسلوب القرآف الكرن ب رده على أىل الكتاب أنو يبت باستمرار

الباطل، كفبا ينسبونو إليهم منو. كما أف ب تبيت القرآف الكرن اكبرافات أىل الكتاب كأسباا كنتائجها ربذيرا ؽبذه األمة

احملمدية من الوقوع فيها، كمن سلوؾ سبيل أىل الكتاب ب االكبراؼ كاػبركج عن دين اهلل تعاىل، نسأؿ :كسنتحدث عن بعض ىذه االكبرافات ب اؼبطالب اآلتية لعافية.اهلل ا

نسبة الولد هلل سبحانو والتطاول على الذات اإللهية. :المطلب األولبت القرآف الكرن اكبراؼ أىل الكتاب ب أصل الدين كىو التوحيد، كرد عليهم ذلك ب عدة

ـ مواضع منو، كقولو تعاىل: ذي ػر اف ـ ائقؾ ]فؼد ـ مريؿ وؿال ادسقح يا بـل إس ؿافقا إن اهلل هق ادسقح اب

م اهلل ظؾقف اجلـة وملواه افـار ك باهلل ؾؼد حر ـ يؼ ف م ؽؿ إك ـ أكصار اظبدوا اهلل رب ورب * وما فؾظادغ م

يـتفقا ـ إفف إل إفف واحد وإن ل ـ ؿافقا إن اهلل ثافث ثلثة وما م ذي ػر اف ـ ـ فؼد ذي ـ اف ظم يؼقفقن فقؿس

ػروا مـفؿ ظذاب أفقؿ ـ مريؿ إل * اهلل ؽػقر رحقؿ أؾل يتقبقن إػ اهلل ويستغػروكف و * ـ ما ادسقح اب

لؿ قػ كبغ ـ عام اكظر لن افط ـ اكا يل ـ يؼة ف صد شؾ وأم ـ ؿبؾف افر اآليات ثؿ اكظر أكك رشقل ؿد خؾت م

.{85-81: }ادائدة [يمؾؽقن

(. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))

33

ـ دون اهلل ؿ كقولو: ل إلغ م ذون وأم ـ مريؿ أأكت ؿؾت فؾـاس ات ال ]وإذ ؿال اهلل يا ظقسك اب

ـت ؿؾتف ؾؼد ظؾؿتف تعؾؿ ما ف كػس ـ ول أظؾؿ ما ف شبحاكؽ ما يؽقن ل أن أؿقل ما فقس ل بحؼ إن

م افغققب[ .{114}ادائدة:كػسؽ إكؽ أكت ظل

ـ اهلل ذفؽ ؿقلؿ بلؾقاهفؿ :كقولو تعاىل ـ اهلل وؿافت افـصارى ادسقح اب ]وؿافت افقفقد ظزير اب

ـ ؿبؾ ؿاتؾفؿ اهلل أكك يمؾؽقن ػروا م ـ ـ ذي ذوا أحبارهؿ ورهبانؿ أرب * يضاهئقن ؿقل اف ـ دون ات ابا م

ـ مريؿ وما أمروا إل فقعبدوا إلا واحدا ل إفف إل هق قن[اهلل وادسقح اب ـ -34: }افتقبة شبحاكف ظم يؼ

31}.

بم ؿافقا بؾ يداه مبسقضتان يـػؼ ]وؿافت افقفقد يد اهلل مغؾقفة ؽؾت أيدهيؿ وفعـقاوؿقفف:

ػرا وأفؼقـا بقـف ـ ؽ ضغقاكا و ـ رب ثرا مـفؿ ما أكزل إفقؽ م ـ قػ يشاء وفقزيدن ؿ افعداوة وافبغضاء إػ ـ

م أوؿدوا كار ؾ ـ [ يقم افؼقامة ـ ا فؾحرب أضػلها اهلل ويسعقن ف األرض ؾسادا واهلل ل يب ادػسدي

. كغت ذلك من اآليات كىي كثتة.{46}ادائدة: كبالنظرة اإلصبالية ب ىذه اآليات نلحظ ما يلي:

ب ذلك، فمنهم من يعتقد بينت اآليات الكريبة اكبراؼ أىل الكتاب ب أصل التوحيد كاختبلفهم .أف اهلل ىو اؼبسيح ابن مرن، كمنهم من يقوؿ: ىو ابن اهلل، كمنهم من يقوؿ: ىو ثالث ثبلثة: أم

كمنهم نصارل ىذا ،، أك اهلل كعيسى كركح القدس، كىو قوؿ اؼبتأخرين منهم()اهلل كعيسى كأموعرفو منهم كعنهم أهنم يقولوف بالثبلثة كأما النصارل اؼبتأخركف فالذم نالزماف،، قاؿ صاحب اؼبنار: "

كاف اؼبسيح ب عت االبن، كعت ركح القدس، كؼبابأف كل كاحد منها عت اآلخر، فاألاألقانيم، ك ، كمنهم من يتخذ اؼبسيح كأمو إؽبت من دكف اهلل، ()"ب كركح القدس أيضاىو االبن كاف عت األ

كشرعو، كعدـ تفريق بت اػبالق كاؼبخلوؽ، كالرب كجهل بدينو ،ككل ىذه األقواؿ كفر باهلل تعاىل . ()عنهم كاؼبربوب، كىي من جنس أقواؿ الوثنيت من عبدة األصناـ كالبشر كاغبجر، كمأخوذة

ـ ؿافقا[ بدأ تعاىل اآلية األكىل من سورة اؼبائدة بقولو: . ذي ػر اف ـ كىو إعبلف كاضح بكفر ]فؼد القائلت ىذا القوؿم على خطورة األمر، كأف ؽب اؿ قبيحة ضالة، كتنبيوالنصارل فيما قالوه من أقو

من الدين من أكسع أبوابو، كإف ادعوا أهنم أىل كتاب، أم يا من تقولوف ىذا القوؿ قد بو ىبرجوف

(. (، تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص: /( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /( تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) ( كما بعدىا. /كيم )تفست اؼبنار(، رضا )( انظر: تفست القرآف اغب)

34

: اقسم لقد كفر )قد( التوكيدية، "أمػػ (، كبفؼدكفرب، كأكد تعاىل ىذا اإلعبلف ببلـ القسم ب ) ()"النصارل الذين قالوا كذبا كزكرا: إف اهلل اؼبستحق للعبادة كاػبضوع ىو اؼبسيح ابن مرنأكلئك

أف اؼبسيح عيسى عليو السبلـ برمء من عبادهتم لو، آف الكرن ب رده على أىل الكتاب،القر بت .توحيد كبت أنو ال ، كبالتعاىل كمن أقواؽبم، كما نسبوه إليو، كأنو كغته من الرسل إمبا أمر بعبادة اهلل

.بصاحبو ب الناريدخل أحد اعبنة ابتداءن إال بو، كهناىم عن الشرؾ كبت أنو الذم يلقي زبلل رد القرآف الكرن على أىل الكتاب أمرىم بالتوبة فبا ىم عليو من الباطل، كربذيرىم من .

ػروا مـفؿ ظذاب أفقؿ ]وإن ل يـتفقا ظم يؼقفقن االستمرار عليو، قاؿ تعاىل: ـ ـ ذي ـ اف أؾل * فقؿس

كعب باؼبس ، "()( للقسملىيىمىسن ، كالبلـ ب )يتقبقن إػ اهلل ويستغػروكف واهلل ؽػقر رحقؿ[جلدىم كىو موضع لئلشارة إىل شدة ما يصيبهم من آالـ: ألف اؼبراد أف ىذا العذاب األليم يصيب

ػروا بآياتـا شقف اإلحساس فيهم إصابة مستمرة، كما قاؿ تعاىل ب آية أخرل: ـ ـ ذي ]إن اف

ها فقذوؿقا افعذاب[ }افـساء: فـاهؿ جؾقدا ؽر م كضجت جؾقدهؿ بد ؾ ـ ، ()"{54كصؾقفؿ كارا حث منو تعاىل ب اآليةك ،()لبلستفهاـ التعجيب اإلنكارم ]أؾل يتقبقن[قولو تعاىل: ب اؽبمزةك

اللطف ب بالعرض الذم ىو غاية ذلكدعوهتم إىل تعاىل كصدر ؽبم على التوبة من أقواؽبم الباطلة،، قاؿ ()ف السماءأم: يغفر ذنوب التائبت، كلو بلغت عنا ]واهلل ؽػقر رحقؿ[، ب قاؿ: كاللت

كىذا من كرمو تعاىل كجوده كلطفو كرضبتو خبلقو، مع ىذا الذنب العظيم كىذا االفتاء ابن كثت: " ()"كالكذب كاإلفك، يدعوىم إىل التوبة كاؼبغفرة، فكل من تاب إليو تاب عليو

ذلك، كأف بت القرآف الكرن بعد رده على أىل الكتاب باطلهم، حقيقة اؼبسيح كأمو، كاغبق ب . .()مرن من الصديقت الذين ىم أعلى اػبلق رتبة بعد األنبياءاؼبسيح رسوؿ من عند اهلل، كأمو

-بت القرآف الكرن بعض األدلة اغبسية الواضحة ب رده على أىل الكتاب، مثل كوف عيسى كأمو .ين يدعي النصارل ألوىيتهما إىل هبوعاف كوبتاجاف ،أهنما عبدافكانا يأكبلف الطعاـ، أم - اللذى

(. /( الوسيط للقرآف الكرن، طنطاكم )) (. / ( انظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور )) (./ ( الوسيط للقرآف الكرن، سيد طنطاكم )) (. /( انظر: إعراب القرآف كبيانو، دركيش )) (. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: )

35

لو كانا إؽبت الستغنيا ك تصاحب عملية أكل الطعاـ. الطعاـ كالشراب، كىبضعاف للضركرات اليتشأنو، فكيف كمن كاف ىذا ،عن الطعاـ كالشراب، كمل وبتاجا إىل شيء، فإف اإللو ىو الغت اغبميد

()يكوف إؽبا مع اهلل؟ النقص صفات لو نسبوا حيث ،بتطاكؽبم على الذات اإلؽبية الكتاب أىل اكبراؼ الكرن القرآف بت .

.ذلك كغت كالفقر كالبخلذوا أحبارهؿ ورهبانؿ بت القرآف الكرن اكبراؼ أىل الكتاب ب توحيد العبادة كالطاعة، . ]ات

ـ مريؿ وما أمروا ـ دون اهلل وادسقح اب إل فقعبدوا إلا واحدا ل إفف إل هق شبحاكف ظم أربابا م

قن[ ـ أم ازبذ اليهود أحبارىم كىم العلماء منهم، كازبذ النصارل رىباهنم كىم عبادىم أربابا ، يؼاهلل، فيو، أم جعلوىم مشرعت من غت فيهم، كأطاعوىم التشريع حق من أعطوىم دبا غت اهلل، أم

ككانوا أيضا يغلوف ب مشاىبهم كعبادىم ، "()تعاىل ما مل يشرعو اهللوبللوف ؽبم كوبرموف عليهم ، ()"قصد بالذبائح، كالدعاء كاالستغاثةعبد من دكف اهلل، كتي كيعظموهنم، كيتخذكف قبورىم أكثانا تي

أف اهلل كحده ىو الذم من حقو أم: واحدا[]وما أمروا إل فقعبدوا إلا كؽبذا قاؿ تعاىل: كب عنقي صليب من ذىب. ، قاؿ: أتيت النيب عدم بن حاب عن .()التحليل كالتحرن

ذوا أحبارهؿ ورهبانؿ ، كظبعتو يقرأ ب سورة براءة: (يا عدم اطرح عنك ىذا الوثن)فقاؿ: ]ات

ـ دون اهلل[ أما إهنم مل يكونوا يعبدكهنم، كلكنهم كانوا إذا أحلوا ؽبم شيئا استحلوه، )اؿ: ، قأربابا م ()(.كإذا حرموا عليهم شيئا حرموه

الباب العظيم من أبواب الدين كأصولو، فبا رآف الكرن اكبراؼ النصارل ب ىذاكىكذا يبت الق أدل بالنصارل إىل اػبركج من دائرة اإليباف كالدخوؿ ب الكفر، كما حكم بو تعاىل عليهم.

(، التفست القرآين للقرآف، اػبطيب ، السعدم )ص: ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف)(/ .) (، تفست اؼبنار، رضا (، تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص:/( انظر: التفست الكبت، الرازم ))(/ .) (. ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))(، / (، )، باب: كمن سورة التوبة، ح)( سنن التمذم، كتاب أبواب تفست القرآف عن رسوؿ اهلل )

(. /(، كحسنو األلباين ب كتابو صحيح سنن التمذم )

36

: كتمانهاوتحريفها و المطلب الثاني: الكفر بآيات اهلل

ربريفهم لكتبهم ك الكفر بآيات اهلل، من االكبرافات الدينية اػبطتة اليت كقع ا أىل الكتاب اليت أنزؽبا اهلل ؽبم كتبديلها، كترؾ اإليباف ببعضها، كال شك أف الكتب اؼبنزلة على أىل الكتاب ىي

ا جاء بو من حق كعدؿ كعقائد كعاء دينهم كبيانو، كأف تضييعها كربريفها ىو تضييع للدين نفسو، دبرحم اهلل ىذه األمة، كقصص، كتلك مصيبة عظمى حلت بأىل الكتاب، كلقد كأحكاـ كمواعظ

ا فف حلاؾظقن[ }احلجر:كخفف عنها، كتكـر عليها حت قاؿ: ر وإك ـ فـا افذ ـ كز ا كح .{7]إككقد بت القرآف الكرن اكبراؼ أىل الكتاب ب اإليباف بكتبهم كربريفها بصوره اؼبختلفة ب

مواضع كثتة من آياتو، منها:ـ يػعؾ ذفؽ مـؽؿ إل خزي ]أ قولو تعاىل: ـقن ببعض افؽتاب وتؽػرون ببعض ؾم جزاء م ؾتمم

كقا ويقم افؼقامة يردون إػ أصد افعذاب وما اهلل بغاؾؾ ظم تعؿؾقن[ }ا .{75فبؼرة:ف احلقاة افد

ـ مقاضعف تعاىل: كقاؿ ؾقن افؽؾؿ ظ ر ]ؾبم كؼضفؿ مقثاؿفؿ فعـاهؿ وجعؾـا ؿؾقبؿ ؿاشقة ي

روا بف ول تزال تطؾع ظذ خائـة مـفؿ إل ؿؾقل مـفؿ ؾاظػ ظـف ـ ا ما ذ واصػح إن اهلل يب ؿ وكسقا حظ

.{13ادحسـغ[ }ادائدة:

ـ كقاؿ تعاىل: ؾقكف م لم اهلل ثؿ ير ـ ان ؾريؼ مـفؿ يسؿعقن ـ ]أؾتطؿعقن أن يممـقا فؽؿ وؿد

.{85بعد ما ظؼؾقه وهؿ يعؾؿقن[ }افبؼرة:

وا بف ثؿـا اىل:كقاؿ تع ـ ظـد اهلل فقشس ـ يؽتبقن افؽتاب بليدهيؿ ثؿ يؼقفقن هذا م ذي ]ؾقيؾ فؾ

تبت أيدهيؿ وويؾ لؿ ما يؽسبقن[ }افبؼرة: ـ .{87ؿؾقل ؾقيؾ لؿ ما

ون بف ثؿـا ؿؾقل أوفئؽ ما ]إن اف كقاؿ تعاىل: ـ افؽتاب ويشس ـ يؽتؿقن ما أكزل اهلل م ذي

قفؿ ولؿ ظذاب ـ ؿفؿ اهلل يقم افؼقامة ول يز ؾقن ف بطقنؿ إل افـار ول يؽؾ ـ .{186أفقؿ[ }افبؼرة:يل

كبالنظرة اإلصبالية ب ىذه اآليات نلحظ ما يلي: بت القرآف الكرن اكبراؼ أىل الكتاب ب ركن من أركاف اإليباف، كىو اإليباف بكتب اهلل تعاىل اليت .

أنزؽبا لعباده كتصديقها كاحتامها كإجبلؽبا، كالعمل دبقتضاىا كربكيمها، كأىل الكتاب إمبا يؤمنوف ما جاءت بو ىذه الكتب فبا يوافق ىواىم، كيكفركف بغته فبا خالفو، كىم - بكل ال -ببعض

أيضا مل وبتموا ىذه الكتب بل نبذكىا كراء ظهورىم، كحرفوىا كمدكا أيديهم إليها بالتحريف، كب ب ذكر القرآف الكرن ىذا االكبراؼ من أىل الكتاب توبيخ ؽبم، كتشنيع، كتسلية للنيب

اإليباف دبا جاء بو، بأف ىذا ىو حاؽبم مع كتب اهلل اؼبنزلة، حىت مع كتام ىم إعراضهم عن

37

]أؾتطؿعقن أن يممـقا فؽؿ وؿد أنفسهم، كفركا بو، كحرفوه، كما نلحظ ىذا اؼبعت ب قولو تعاىل:

ؾقكف م لم اهلل ثؿ ير ـ ان ؾريؼ مـفؿ يسؿعقن قاؿ ، {85ـ بعد ما ظؼؾقه وهؿ يعؾؿقن[ }افبؼرة:ـ كحالتهم إيباهنم ب تطمعوا فبل: أم الكتاب، أىل إيباف من اؼبؤمنت ألطماع قطع "ىذا السعدم:

معاين لو فيضعوف كعلموه، عقلوه ما بعد من اهلل كبلـ وبرفوف كانوا فإهنم فيهم، الطمع تقتضي ال ب حاؽبم ىذه كانت فإذا اهلل، عند من ىي كما اهلل، عند من أهنا الناس ليونبوا اهلل، أرادىا ما

إيباف منهم يرجى فكيف اهلل، سبيل عن الناس بو يصدكف كدينهم شرفهم يركنو الذم كتامـ بعد ما ظؼؾقه "، كقاؿ الشعراكم: ()األشياء." أبعد من فهذا! لكم؟ ؾقكف م ر وهؿ ]ثؿ ي

ظبعوا كبلـ اهلل كعقلوه كعرفوا العقوبة على اؼبعصية ب بعد ذلك ،ىذه معصية مركبة ،يعؾؿقن[ .()"حرفوه

بت القرآف الكرن صور ربريف أىل الكتاب لكتبهم، فهم أكال نسوا بعضا من كتبهم، كالذم مل .كنعتو، كزادكا عليو، قاؿ الشعراكم: صفة النيب فوا فيو لفظا كمعت، ككتموا منو ينسوه منها حر

روا بف[ }ادائدة:" ـ ا ما ذ ]إن : بو؟ فعلوا ماذا اؼبنهج، من ينسوه مل ، كالذم{16]ؾـسقا حظ

ـ بعد ما بقـاه فؾـاس ف افؽتاب ـ افبقـات والدى م ـ يؽتؿقن ما أكزفـا م ذي أوفئؽ يؾعـفؿ اهلل اف

ـقن[ }افبؼرة: ظ عملية فالكتم الكتاب، ب اهلل أنزؽبا اليت البينات كتموا لقد، {157ويؾعـفؿ افل إذ أخرل، جهة من ذنبان يتحملوف لكنهم نسوه، أهنم العذر ؽبم يكوف فقد النسياف أما اختيارية،

كالذم بعضو، كتموا ينسوه مل كالذم. نسوه ؼبا باؼبنهج يعيشوف ككانوا باؽبم على اؼبنهج كاف لو عندىم من بشيء جاءكا بل. ال ذلك؟ على اقتصركا كىل .كحرفوه ألسنتهم بو لوكا يكتموه مل

ـ ظـد : اهلل عند من ىو: كقالوا ـ يؽتبقن افؽتاب بليدهيؿ ثؿ يؼقفقن هذا م ذي اهلل[ ]ؾقيؾ فؾ

النسياف، كالكتم، كالتحريف، صور: أربعفتحريف أىل الكتاب كتبهم على ، ()"{87}افبؼرة: كدس أشياء على أهنا من عند اهلل كىي ليست من عند اهلل.

تباع أىل الكتاب ألىوائهم ىذا االكبراؼ عند أىل الكتاب، فا بت القرآف الكرن بعض أسباب .كخوفهم جعلهم يؤمنوف دبا يوافق ىواىم فبا جاء ب كتبهم دكف ما ىبالفو، كحسدىم للنيب

]يؽتبقن افؽتاب على رياستهم جعلهم يكتموف البشارة بو، كضعف الوازع الديت لديهم جعلهم

ـ ظـد اهلل ف وا بف ثؿـا ؿؾقل[ }افبؼرة:بليدهيؿ ثؿ يؼقفقن هذا م ، فباعوا دينهم بدنياىم، {87قشس

(. السعدم )ص: ( تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف،) (. /اػبواطر ) -( تفست الشعراكم ) (. /( اؼبرجع السابق ))

38

قليل ب كإف جل ب نفسو فهو اؼباؿ فإف ذلك ،ال يعبأ بوأم ]ؿؾقل[ كقولو تعاىل ب اآلية ، كنقض اؼبيثاؽ من أىل الكتاب سىبىب ؽبم ()األليم اػبالد العذاب ه بسببو مناستوجبو مقابلة ما ؿ ؿاشقة[ لقلب عقوبة ؽبم على ذلكقسوة ب ا ، كالقلب القاسي ال تؤثر فيو ]وجعؾـا ؿؾقب

موعظة، كال ىباؼ من عقوبة ما يقدـ عليو من اإلب، كلذلك أقدموا على التحريف كغته من االكبرافات.

المطلب الثالث: الصد عن سبيل اهلل وأكل أموال الناس بالباطل.

العلماء ىم صماـ األماف للخلق عند غياب األنبياء، يرجع الناس إليهم كيستفتوهنم كاف ؽبم كيستشتكهنم، كىم من يدفعوف عن اػبلق شبهات اؼبضلت، كتشكيكات الشياطت، فإذا فسدكا

أثر سيئ على عواـ الناس.

كيصدكف ،الناس بالباطل يأكلوف أمواؿعلماء أىل الكتاب أف كثتنا منقد بت القرآف الكرن ك ؾقن أمقال افـاس قاؿ تعاىل: عن سبيل اهلل، ـ هبان فقل ـ األحبار وافر ثرا م ـ ـ آمـقا إن ذي ا اف ]يا أهي

ـ شبقؾ اهلل[ }افتقبة: ون ظ اف فكشف تعاىل حاؿ كثت من األحبار كالرىب ،{36بافباضؾ ويصدكفضحهم، كحذر اؼبؤمنت منهم، ككصفهم بأكل أمواؿ الناس بالباطل، كالصد عن سبيل اهلل، كقد جاء

:ىذا البياف كالتحذير ب اآلية ب سياؽ الكبلـ على أىل الكتاب ب السورة، كأهنم حرفوا دينهم، كقالواكأف ق،من اؽبدل كدين اغب ولو ما بعث بو رس اؼبسيح ابن اهلل، كأهنم يريدكف أف يطفئوا نور اهلل، كىو

فناسب أف يبت مع ىذا شيئا من ستة صبهور ىؤالء الرؤساء ،اهلل ال يريد إطفاءه بل يريد إسبامو كقد فعلالدينيت العملية؛ ليعرؼ اؼبسلموف حقيقة حاؽبم، كاألسباب اليت ربملهم على ؿباكلة إطفاء نور اهلل

().تعاىل، كأف أكثرىم يعبدكف أىواءىم كشهواهتم

انوا يأخذكف الرشا ب هنم كألكذلك كقد كصفهم اهلل تعاىل بأكلهم أمواؿ الناس بالباطل، عوف عند العواـ منهم، أنو ال سبيل ألحد إىل الفوز د كانوا يى كأهنم زبفيف األحكاـ كاؼبساؿبة ب الشرائع.

.دبرضاة اهلل تعاىل إال خبدمتهم كطاعتهم، كبذؿ األمواؿ ب طلب مرضاهتم

(./( انظر: إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود )) (. /( انظر: تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا ))

39

، ب أكثر اعبهاؿ كاؼبزكرينكىو طريق أمواؿ الناس، بو يأكلوف أىل الكتاب الباطل الذم كاف إنو الطريق ().إىل أخذ أمواؿ العواـ كاغبمقى من اػبلق كل زماف،

كىدايا خىرجكاف ألحبار اليهود على أىل اعباىلية شرؼ، كؽبم عندىم قاؿ ابن كثت: "كضرائب ذبيء إليهم، فلما بعث اهلل رسولو، صلوات اهلل كسبلمو عليو استمركا على ضبلؽبم ككفرىم

نادىم، طمعا منهم أف تبقى ؽبم تلك الرياسات، فأطفأىا اهلل بنور النبوة، كسلبهم إياىا، كعوضهم كع ()."بالذلة كاؼبسكنة، كباءكا بغضب من اهلل

ة كانوا يبالغوف ب اؼبنع عن متابع ، كذلك ألهنميصدكف عن سبيل اهللب كصفهم تعاىل بأهنم كب منع اػبلق من قبوؿ دينو اغبق ،كيبالغوف ب إلقاء الشبهات، جبميع كجوه اؼبكر كاػبداع النيب

()كاالتباع ؼبنهجو الصحيح.

قوف ا ل من طقوس، كمسوح يػى ؤالء كما يلبسونو واأال يثقكب ىذه اآليات درس للمؤمنت صدكف عن سبيل اهلل، ، كيبالباطل أمواؿ الناسيأكلوف م، فبت اهلل تعاىل أهنبت الناس اؼبهابة منهم كالثقة

، ()ؽبذه األمة كعلمائها من أف يسلكوا سبيل ىؤالء كما ىم عليو من الباطل ربذيركب اآليات أيضا كاؼبقصود التحذير من علماء السوء كعباد الضبلؿ كما قاؿ سفياف الثورم: من بن كثت: "قاؿ اغبافظ ا

كىل ...عبادنا كاف فيو شبو من النصارل.فسد من علمائنا كاف فيو شبو من اليهود، كمن فسد من ()"إال اؼبلوؾ كأحبار سوء كرىباهنا أفسد الدين

بت اهلل تعاىل شدة حرص بعض أىل الكتاب على فتنة اؼبسلمت كصدىم عن دينهم، قاؿ قدك ـ تبغقن : تعاىل ـ آم ـ شبقؾ اهلل م ون ظ ا ظقجا وأكتؿ صفداء وما اهلل بغاؾؾ ]ؿؾ يا أهؾ افؽتاب ل تصد

صدىم لأف يصدع باإلنكار على أىل الكتاب فأمر اهلل تعاىل نبيو ،{77ظم تعؿؾقن[ }آل ظؿران:ب اآلية لتوبيخهم عنواف أىلية الكتاب دبخاطبتهم ب عن دين اهلل من آمن بو، كأمر اهلل تعاىل نبيو

يستدعي ك ،اإليباف دبا ىو مصدؽ ؼبا معهم منهم فإف ذلك العنواف يستدعي، التشنيع عليهمكتشديد

(. /( انظر: التفست الكبت، الفخر الرازم )) . (/تفست القرآف العظيم، ابن كثت ) () (. /( انظر: التفست الكبت، الفخر الرازم )) (. /( انظر: زىرة التفاست، أبو زىرة )) . (/) تفست القرآف العظيم، ابن كثت ()

41

كلكوف صدىم ب بعض الصور بتحريف ،فصدىم عنو ب أقصى مراتب القباحة ،ترغيب الناس فيو ()عليو الصبلة كالسبلـ. الكتاب كالكفر باآليات الدالة على نبوتو

.بالباطلتلبيس الحق المطلب الرابع:

]يا أهؾ افؽتاب ل من اكبرافات أىل الكتاب اؼبنهجية: تلبيسهم اغبق بالباطل، قاؿ تعاىل:

، كاللىبس لغة اػبلط {81}آل ظؿران: احلؼ وأكتؿ تعؾؿقن[تؾبسقن احلؼ بافباضؾ وتؽتؿقن فنحن عندما نرتدم مبلبسنا، إمبا ندخل أجسامنا ب ىو إدخاؿ شيء ب شيء، أم " ،()كاإلدخاؿ

معت اآلية: أف أىل الكتاب ىبلطوف اغبق كىو ما ك ،()"اؼببلبس، كذا ىبتلف منظر البلبس كاؼبلبوسمن األكاذيب كالتأكيبلت أحبارىم كرىباهنم فيو وما أدخلأنزلو اهلل عليهم ب كتابو، بالباطل كىو

، همزيادة ب توبيخ (أىل الكتاب)يا ػػ بالنداء تعاىل اآلية ب صدر، ك ()ة جبميعوالباطلة، حىت ارتفعت الثق ب ) كاالستفهاـ هبب عليكم كأنتم أىل كتاب تعلموف ، أم كاف()إنكارم إلنكار ما كقع منهم( ل

كفضلو عليكم، أف ربافظوا على ىذه الكتب كتصونوىا، ال أف زبلطوا ،لكم تعاىل منزلة ما أنزلو اهلل الباطل ا، فتفسدكىا كتفقدكا الثقة جبميعها.

كىو كتبهم، كادعاء كونو من عند اهلل، باطلهم ثوب اغبق، بإدراجو ب لبسوا أىل الكتاب إف اكبراؼ كاضح ب دين اهلل عز كجل.

الغلو في الدين. المطلب الخامس:

يبثل الغلو ظاىرة اكبراؼ خطتة ب تاريخ األدياف السماكية، إذ يعد من أكب أسباب االكبراؼ " بالدين عن الصراط اؼبستقيم. كيبدأ ىذا االكبراؼ يستا ب يتعاظم على مر األياـ حىت يصبح كأنو

شوائب كىا ىي النصرانية! كيف كانت على عهد اؼبسيح عليو السبلـ عقيدة خالصة من ، األصلكمن دين ظباكم ،كدينا قويبا، ب أصاا الغلو فاكبرؼ ا عن التوحيد اػبالص إىل الشرؾ احملض ،الشرؾ

(. /( انظر: إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود )) (. /(، لساف العرب، ابن منظور )/( انظر: معجم مقاييس اللغة، ابن فارس )) (. /اػبواطر ) -( تفست الشعراكم )(. التحرير كالتنوير، ابن /(، تفست اؼبنار، رضا )/ ( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))

(. /عاشور ) (. /( انظر: زىرة التفاست، أبو زىرة ))

41

، لقد غبل النصارل ب دينهم ()"ات اؽبند كترىات اليوناف كأباطيل اليهوديإىل دين كضعي فبزكج بوثناؼبسيح عليو السبلـ كتعظيمو، حىت غلوا عظيما أفسد عليهم دينهم، كخسركا بذلك آخرهتم، فغلوا ب

ادىم، كازبذكىم أربابا من دكف اهلل، يدعوهنم ب عبدكه من دكف اهلل تعاىل، كغلوا ب صاغبيهم كعي كيستغيثوف م، كيشرعوف ؽبم، كغلوا ب العبادة كابتدعوا الرىبانية فيها.

ب القرآف اءت مادة الغلوكلقد بت القرآف الكرن اكبراؼ أىل الكتاب ب غلوىم ب دينهم، فج ]يا أهؾ افؽتاب ل نبا ب سياؽ اغبديث عن أىل الكتاب، كنبا: قولو تعاىل: كبل ،ب موضعت الكرن

ـ ـ مريؿ رشقل اهلل و م ادسقح ظقسك اب أفؼاها إػ مريؿ ؾؿتف تغؾقا ف ديـؽؿ ول تؼقفقا ظذ اهلل إل احلؼ إك

م اهلل إفف واحد ا فؽؿ إك ـقا باهلل ورشؾف ول تؼقفقا ثلثة اكتفقا خر شبحاكف أن يؽقن فف وفد وروح مـف ؾآم

ػك باهلل وـ ـ ؿقات وما ف األرض و ]ؿؾ يا أهؾ افؽتاب ل ، كقولو: {181قل[ }افـساء:فف ما ف افس

ثرا وضؾ ـ ـ ؿبؾ وأضؾقا بقؾ[ تغؾقا ف ديـؽؿ ؽر احلؼ ول تتبعقا أهقاء ؿقم ؿد ضؾقا م افسـ شقاء قا ظ

غلو أىل الكتاب ب العبادة، كابتداعهم الرىبانية، ب قولو ، كما بت القرآف الكرن نوعا من {88}ادائدة:ـ مريؿ وآتقـاه اإلكجقؾ وجعؾـا ف تعاىل: قـا بعقسك اب قـا ظذ آثارهؿ برشؾـا وؿػ ـ ]ثؿ ؿػ ذي ؿؾقب اف

بعقه رأؾة ورحة ورهباكقة تبـاها ظؾقفؿ إل ابتغاء رضقان اهلل ؾم رظقها حؼ رظايتفا ؾآتقـا ات ـ ابتدظقها ما

ثر مـفؿ ؾاشؼقن[ }احلديد: ـ ـ آمـقا مـفؿ أجرهؿ و ذي كبالنظرة اإلصبالية ب ىذه اآليات نلحظ ، {18اف ما يلي:

ت القرآف الكرن غلو أىل الكتاب ب دينهم، كدعاىم إىل تركو، كالعودة إىل اغبق كهنج الوسطية ب .ال تغلوا ب دينكم فتتجاكزكا أم: " ]يا أهؾ افؽتاب ل تغؾقا ف ديـؽؿ[كاالعتداؿ ب االعتقاد،

، كلذا ()"بلنبا ـبرج لو عن كضعواغبدكد اليت حدىا اهلل لكم، فإف الزيادة ب الدين كالنقص منو، كبقؾ[ قاؿ تعاىل ب اآلية الثانية: افس

ـ شقاء اإلسبلـ، فاإلسبلـ ىو سواء ، أم عن ]وضؾقا ظ

- عليو السبلـ -، فالنصارل غلوا ب عيسى ()السبيل؛ أم كسطو الذم ال غلو فيو، كال تفريطكرموا أمو بالفاحشة، - عليو السبلـ -كأمو حىت جعلونبا إؽبت من دكف اهلل، كاليهود كفركا بعيسى

طرب نقيض، أما أىل اإلسبلـ فإهنم يقولوف ب عيسى عليو على فاليهود كالنصارل ب اؼبسيح كأمولو منهم االحتاـ رسوالن وف بو ، فيؤمنكىريكحه منوي السبلـ أنو عبد اهلل كرسولو، ككلمتو ألقاىا إىل مرن،

(.ؿببة الرسوؿ بت االتباع كاالبتداع، عثماف )ص:( ) (. /ؼبنار(، رضا )( تفست القرآف اغبكيم )تفست ا) (. /( انظر: اؼبرجع السابق ))

42

لكن ال يصل ذلك م إىل تأليهو كعبادتو، كأما أمو مرن العذراء البتوؿ، فهي الصديقة ك كالتعظيم، رك الطاىرة العفيفة، قاؿ سبحانو ب حقها: ]وإذ ؿافت ادلئؽة يا مريؿ إن اهلل اصطػاك وضف

افعادغ[ }آل ظؿران:واصطػاك ظذ .{61كساء

]ول تتبعقا أهقاء ؿقم ؿد هنى القرآف الكرن أىل الكتاب عن الغلو، كتقليد آبائهم كأسبلفهم فيو، .

ثرا[ ـ ـ ؿبؾ وأضؾقا بق، فبن اتبعهم ب بدعهم كضبلؽبم أم: ،ضؾقا م افسـ شقاء ؾ[ ]وضؾقا ظ

حقيقة الدين كجوىره، ككونو كسطا بت أطراؼ مذمومة؛أم ضلوا أنفسهم كأضلوا غتىم عن ()، كالسخاء بت البخل كالتقتت.كالتوحيد بت الشرؾ كالتعطيل، كاتباع الوحي بت االبتداع كالتقليد

صاغبة، فيها نيتهم ككانت ،(عليهم كتبناىا ما ابتدعوىا كرىبانية) بدعة، النصرانية ب "الرىبانية . ب السبلـ عليو اؼبسيح مواعظ تأثت فيها األصل بأف ذلك ،(اهلل رضواف ابتغاء إال): تعاىل قاؿ كما

عبادهتم فكانت كالكساىل اعباىلت من منتحليها أكثر صار ب الدنيا، لذات عن كاإلعراض الزىد، فما): تعاىل قاؿ كلذلك ،ؽبم العامة من كتعظيمان بأنفسهم، كغركرا كعجبا رياء أعقبتهم صورية نظما رؤساؤىم كضع الرابع القرف ب منظمة تقاليد ذات النصرانية صارت كؼبا (رعايتها حق رعوىا

من أحرارىم بعض يشكوا كثتة فرؽ عندىم ؽبا كصار. األديار ب كؼبعيشتهم للرىبانية كقوانت، كىو يشبو حاؿ بعض اؼبتصوفة من ىذه األمة الذين كعبوا من باب الغلو ب ()فيها مفاسدىم

العبادة كالتىنب فيها إىل البدع كالشركيات كالوساكس كاػبياالت، كإىل حاؿ مشاة غباؿ أكلئك النصارل.

كب بياف القرآف الكرن غلو أىل الكتاب ب دينهم، كما جلب عليهم ذلك من الدخوؿ ب كبراؼ، ربذير ؽبذه األمة من الغلو كتعليم ؽبا خبطره. الكفر كاال

المبحث الخامس دعاوى أىل الكتاب الباطلة

من أجل ذكر القرآف الكرن بعض دعاكل أىل الكتاب الباطلة، كفندىا، كرد عليها، كذلك التأثر ا، للمسلمت من ضباية ك عن ىذه الدعاكل الباطلة، كىدايتهم إىل اغبق، أىل الكتابعدكؿ

كسوؼ نبت بعض ىذه الدعاكل الباطلة كالرد عليها ب اؼبطالب اآلتية: .أن الهدى في اتباع ملتهمالمطلب األول: دعوى

(. /( انظر: تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (. / ( انظر: اؼبرجع السابق ))

43

من دعاكل أىل الكتاب الباطلة كاليت ذكرىا القرآف الكرن عنهم كردىا عليهم، دعواىم أف ة إبراهقؿ حـقػا وما ]وؿافقا ، قاؿ تعاىل:دل ب اتباع ملتهماؽبي تدوا ؿؾ بؾ مؾ قكقا هقدا أو كصارى ت ـ

ـغ ـ ادؼ ان م ؿقفقا آمـا باهلل وما أكزل إفقـا وما أكزل إػ إبراهقؿ وإشمظقؾ وإشحاق ويعؼقب * ـ

ـ فف مسؾؿ واألشباط وما ق بغ أحد مـفؿ وكح ؿ ل كػر ـ رب قن أوت مقشك وظقسك وما أوت افـبققن م

م هؿ ف صؼاق ؾسقؽػقؽف * قا ؾنك ـقا بؿثؾ ما آمـتؿ بف ؾؼد اهتدوا وإن تقف ؿقع افعؾقؿ ؾنن آم ؿ اهلل وهق افس

ـ اهلل صب * ـ م ـ أحس ـ فف ظابدون[صبغة اهلل وم ، فذكر تعاىل دعول {137-135: }افبؼرة غة وكحتباع منهجو، فاليهود قالوا إف اؽبدل يهود كالنصارل ب أف اؽبداية ب اكبلى الفريقت من أىل الكتاب: ال

النصرانية، ككبلنبا يزعم أف دينو ىو الدين اغبق الذم اتباع اليهودية، كالنصارل قالوا بل ىو ب اعاتب بـ ؿؾ ] ،أف يرد عليهم ا، ب أمر تعاىل نبيو ؿبمدن ()شرعو اهلل لعباده ان م ـ ة إبراهقؿ حـقػا وما بؾ مؾ

ـغ[ كاؼبلة ىي الدين، كاغبنيف تعت اؼبستقيم، أك .كمنهجوإبراىيم ةطريق، أم بل نقتدم كنتبع ادؼما كاف عليو أىل ؼبيلو ع - عليو السبلـ - إبراىيم ككصف بو ،اؼبائل عن كل دين باطل إىل الدين اغبق

، كىو دين اإلسبلـ هلل تعاىل كأمره إىل الدين اغبق الذم أكحى اهلل بو إليو زمانو من الضبلؿ كالعمىآمن ا اىتدل ن كىي اؼبلة اغبق اليت مى ،()الدعوة إىل التوحيد كالنهي عن الشرؾلو، كىي كاالنقياد

ـقا بؿثؾ ما آمـتؿ بف ؾؼد اهتدوا[كأفلح، ، كمن رغب عنها فقد ظلم نفسو كامتهنها، كما قاؿ ]ؾنن آمة إبراهقؿ تعاىل: ـ مؾ ـ يرؽب ظ ـ ]وم

كقا وإكف ف اآلخرة د ـ شػف كػسف وفؼد اصطػقـاه ف افد إل م

غ احل ف أشؾؿ ؿال أشؾؿت فرب افعادغ * افص ووص با إبراهقؿ بـقف ويعؼقب يا بـل إن * إذ ؿال فف رب

ـ إل وأكتؿ مسؾؿقن[ }افبؼرة:اهلل ـ ؾل تقت ي بسفهو أم قد ظلم نفسو ،{131-134 اصطػك فؽؿ افد ذي ب الدنيا للهداية كالرشاد، منف حيث خالف طريق من اصطي ، كسوء تدبته بتكو اغبق إىل الضبلؿ

ترؾ فأم سفو أعظم من . رة من الصاغبت السعداءكىو ب اآلخ ،و إىل أف ازبذه اهلل خليبلن حداثة س ب ذكر تعاىل أف ملة إبراىيم ىي ؟ع طرؽ الضبللة كالغيا كملتو كاتب -عليو السبلـ -إبراىيم مسلك

اإلسبلـ، كأنو كصى ا بنيو بااللتزاـ ا، ب كصى يعقوب كىو إسرائيل عليو السبلـ بنيو بذلك أيضان، كاالنقيادىي ملة األنبياء صبيعا، كلهم كانوا على التوحيد هلل تعاىل، كاإلسبلـ لو فاغبنيفيةكىكذا،

العقل (، إرشاد/التفست البسيط، الواحدم )(، /انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ) () (. /السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود )

، ؿباسن التأكيل، ( /( كما بعدىا، تفست القرآف العظيم، ابن كثت )/انظر: التفست الكبت، الرازم ) () ( كما بعدىا. /(، الوسيط للقرآف الكرن، طنطاكم )/(، التحرير كالتنوير، ابن عاشور )/ القاظبي )

44

ة دين، قاؿ تعاىل: كىو أحسن ،()ألمره بع مؾ ـ وات ـ أشؾؿ وجفف هلل وهق حمس ـ ديـا م ـ أحس ]وم

ذ اهلل إبراهقؿ كىو الدين الذم ال يقبل اهلل تعاىل من أحد ، {115خؾقل[ }افـساء: إبراهقؿ حـقػا وات[ }آل دينا غته، قاؿ سبحانو: ـ ي ـ اخلاس ـ يؼبؾ مـف وهق ف اآلخرة م ـ يبتغ ؽر اإلشلم ديـا ؾؾ ]وم

سلو، دكف تفريق بت أحد منهم، كتصديقهم، ، كمن ملة إبراىيم اإليباف جبميع أنبياء اهلل كر {75ظؿران:كما أنزؿ عليهم، كما أكتوه من اؼبعجزات كاآليات، فهذا ىو الدين اغبق اؽبادم إىل الصراط اؼبستقيم، ال

ة إبراهقؿ حـ غته من األدياف كاؼبلل، اط مستؼقؿ ديـا ؿقم مؾ ـل هدان رب إػ ص ـ ]ؿؾ إك ان م ـ قػا وما

ـغ[ }األكعام: .{141ادؼهنم خالفوىا كضلوا عنها، أل، - عليو السبلـ - ليسوا على ملة إبراىيمإف اليهود كالنصارل

ة إبراهقؿ حـقػا[كأشركوا مع اهلل ما مل ينزؿ بو سلطانا، لذا قاؿ تعاىل: ( حرؼ بؾ ك) ،]ؿؾ بؾ مؾان ، ()أما أنتم فخالفتموىا ،-عليو السبلـ -نتبع ملة إبراىيم إضراب، أم ال نتبع ملتكم، بل ـ ]وما

ـغ[ ـ ادؼ ركم ، () قامتهم على الشرؾعوف اتباع إبراىيم مع إد ، كىو تعريض بأىل الكتاب الذين يى مـ :تعاىل قولوب - رضبو اهلل - عن قتادة ـ شػف كػسف[]وم ة إبراهقؿ إل م ـ مؾ رغب " ، قاؿ:يرؽب ظ

يعت -عن ملتو اليهود كالنصارل، كازبذكا اليهودية كالنصرانية، بدعة ليست من اهلل، كتركوا ملة إبراىيم ()."دبلة إبراىيم حنيفا؛ كذلك بعث اهلل نبيو ؿبمدا - اإلسبلـ

أف يرد على أىل الكتاب دعواىم ب أف اؽبدل ب اتباع ملتهم، انبيو ؿبمدن فأمر اهلل تعاىل كدينو، كىو التوحيد، كاإلسبلـ هلل - عليو السبلـ -تباع ملة إبراىيم بأنو ليس كذلك، كإمبا اؽبدل ب ا

هم كإف تنوعت شرائع قاطبة، - عليهم السبلـ -تعاىل، كىو الدين اغبق، كدين صبيع األنبياء كالرسل أحد غت ىذا الدين، ، فجميعهم كانوا مسلمت موحدين، كال يقبل اهلل تعاىل من كاختلفت مناىجهم

تباع من غته. فهو أكىل باالتباعها، ستقيم، دعا اليهود كالنصارل إىل اكبعد أف بت اهلل تعاىل اؼبلة اغبق اؽبادية إىل الصراط اؼب

م هؿ ف ]ؾنن ؾؼال: كبت حكمهم إف مل يتبعوىا، قا ؾنك ـقا بؿثؾ ما آمـتؿ بف ؾؼد اهتدوا وإن تقف آم

، ؼ بينكم كبينهمككل ما يوسع مسافة اػببل، اؼبشاقةك العداكة ب ؿبصور، أم أمرىم صؼاق[ؿقع افعؾقؿ[ ىم كسيئ مكرىم كيؤيد دعوتك أم فسيكفيك اهلل إيذاء ]ؾسقؽػقؽفؿ اهلل وهق افس

كما بعدىا. (/تفست القرآف العظيم، ابن كثت ) ( انظر:) (. /ية )( انظر: بدائع الفوائد، ابن قيم اعبوز ) (. / (، ؿباسن التأكيل، القاظبي )/( انظر: الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل، الزـبشرم )) (. /( جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم ))

45

() كينصرؾ عليهم نصرا مؤزرا.كاؼبراد ا دينو الذم فطر ،أم صبغنا اهلل" ،]صبغة اهلل[ثؿ ؿال تعاػ:

أم صبغنا دبا ذكر من ملة إبراىيم صبغة ، ()"لظهور أثره على صاحبو كالصبغ ب الثوب ،الناس عليوـ أ ، اهلل كفطرتو فطرنا عليها ـ فف ظابدون[]وم ـ اهلل صبغة وكح ـ م تباع أحق باال، فملة إبراىيم حس

رسوؿ قاؿ: قاؿ اليت فطر اهلل الناس عليها، كب اغبديث عن أيب ىريرة دين الفطرةمن غتىا ألهنا البهيمة تنتج كما يبجسانو، أك ينصرانو، كأ يهودانو، فأبواه الفطرة، على يولد إال مولود من )ما: اهلل

تل ؾطر افـاس ظؾقفا : قولو ىريرة أبو تلى ب ،جدعاء من فيها ربسوف ىل صبعاء، يمة ]ؾطرة اهلل اف

وم: ـ افؼقؿ[ }افر ي ()(.{34ل تبديؾ خلؾؼ اهلل ذفؽ افد .دخول غيرىم الجنة ينفالمطلب الثاني: دعوى

]وؿافقا على غتىم، قاؿ تعاىل: دخوؿ اعبنة ينفكمن دعاكل أىل الكتاب الباطلة، دعواىم

ـتؿ ـ ان هقدا أو كصارى تؾؽ أماكقفؿ ؿؾ هاتقا برهاكؽؿ إن ـ ـ ـ يدخؾ اجلـة إل م ـ * صادؿغ ف بذ م

ف ول خقف ظؾ أشؾؿ وجفف هلل ـ ؾؾف أجره ظـد رب زكقن[وهق حمس ،{111-111: }افبؼرة قفؿ ول هؿ يأم: قاؿ اليهود: لن يدخل اعبنة إال من كاف ىودا، كقالت النصارل: لن يدخل اعبنة إال من كاف نصارل، فحكموا ألنفسهم باعبنة كحدىم، كىذا ؾبرد أماين غت مقبولة إال حبجة كبرىاف، فأتوا ا إف

ال بد أف يقيم كىكذا كل من ادعى دعول، ا بشيء أنزلو اهلل عليكم ب ذلك،أم ائتو كنتم صادقت،البىاف على صحة دعواه، كإال فلو قلبت عليو دعواه، كادعى مدع عكس ما ادعى ببل برىاف لكاف ال

م كذم ل فرؽ بينهما، فالبىاف ىو الذم يصدؽ الدعاكل أك يكذا، كؼبا مل يكن بأيديهم برىاف، عي ().بتلك الدعول

ـ أشؾؿ ب قاؿ تعاىل ردا عليهم: []بذ م ـ اعبواب ب كري ذ تي ( كلمةبذ ، ك)وجفف هلل وهق حمسان هقدا أو كصارى: )لقوؽبم مبطلة فهي سابق، نفي إلثبات ـ ـ ـ يدخؾ اجلـة إل م إنو بلى أم ،(ف ىي كإمبا شعب، دكف شعبعلى مقصورة ليست اهلل رضبة ألف نصارل؛ أك ىودا يكن مل من يدخلهاـ أشؾؿ وجفف هلل[: بقولو كتعاىل سبحانو بينو ما كىو عملها، ؽبا كيعمل يطلبها من لكل مبذكلة ، ]م

(. /(، تفست اؼبراغي )/( انظر: تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (. تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص: ( )( صحيح البخارم، كتاب اعبنائز، باب: إذا أسلم الصيب فمات، ىل يصلى عليو، كىل يعرض على الصيب )

(، صحيح مسلم، كتاب القدر، باب معت كل مولود يولد على الفطرة كحكم موت /(، )اإلسبلـ، ح) (. /(، )أطفاؿ الكفار كأطفاؿ اؼبسلمت، ح)

(. ن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ( انظر: تيست الكر )

46

ألف إسبلـ الوجوسواه، كعب عنو ب دكف كزبصيصو بالعبادة كحده إليو التوجو كىو: هلل الوجو بإسبلـ أمفت و كما قاؿ تعاىل عن إبراىيم: دبره، يوليو ال بوجهو عليو يقبل الشيء قاصد جفل فؾذي ]إن وج

ؿ ـغ[ }األكعام:ؾطر افس ـ ادؼ [، ب قاؿ تعاىل: {87قات واألرض حـقػا وما أكا م ـ ،]وهق حمسؾبتمعاف سببا الصاغبات ب آيات كثتة، فهما بعمل اإليباف تقرف القرآف سنة أم ب العمل، كتلك

ز بف ول يد تعاىل: قاؿالفبلح كدخوؿ اعبنة، ـ يعؿؾ شقءا ي ]فقس بلماكقؽؿ ول أمان أهؾ افؽتاب م

ـ دون اهلل وفقا ول كصرا ـ ؾلوفئؽ يدخؾقن * فف م ر أو أكثك وهق ممم ـ ـ ذ احلات م ـ افص ـ يعؿؾ م وم

.{116-113: }افـساء ة ول يظؾؿقن كؼرا[اجلـ ()

فرد القرآف الكرن على أىل الكتاب دعواىم الباطلة نفي دخوؿ اعبنة على غتىم، كبت أف ين ال حقيقة ؽبا كاقعا، كال دليل عليها شرعا، كأف دخوؿ اعبنة كالفوز ا ليس مشركطا فيو ذلك ؾبرد أما

أف يكوف صاحبو يهوديا أك نصرانيا، كإمبا مناط ذلك ىو ربقق اإليباف الصحيح، كالعمل الصاحل. .وأحباؤه اهلل أبناء أنهم دعوى: الثالث المطلبـ أبـاء : كأحباؤه، قاؿ تعاىلأهنم أبناء اهلل ادعى أىل الكتاب ]وؿافت افقفقد وافـصارى كح

ـ يشاء وي ـ خؾؼ يغػر د بؽؿ بذكقبؽؿ بؾ أكتؿ بؼ م ـ اهلل وأحباؤه ؿؾ ؾؾؿ يعذ ب م يشاء وهلل مؾؽ عذ

ؿ ما ىي إال حلقة من كىذه الدعول منهم ،{17وما بقـفم وإفقف ادصر[ }ادائدة:قات واألرض افس، كاليت تتمحور حوؿ كوهنم شعب اهلل اؼبختار، الباطلة سلسلة طويلة ب مثل ىذه الدعاكل اؼبشاة

ذلك فبا حكاه تباع ملتهم، كغتعبنة غتىم، كأف اؽبدل ؿبصور ب اكصفوتو من خلقو، كأنو ال يدخل االقرآف الكرن عنهم، كملئت بو توراهتم احملرفة من األماين الكاذبة اليت يغركف ا أنفسهم، كيتعالوف على

د للرب إؽبىكيم ... ألىنك شعب مقدس اػبلق كوبتقركهنم، جاء ب سفر التثنية من التوراة احملرفة: "أىنػتيم أىكالىيع الشعوب الذين على كىجو للرب إؽبك، كىقد اختارؾ الرب لكى اصا فىوؽ صبى ي تكوف لىوي شعبنا خى

()."األىرضـ أبـاء اهلل وأحباؤه كىنا ب قولو تعاىل: ...(، كقد اختلف ]وؿافت افقفقد وافـصارى كح

اليت البنوة ىا، فقيل: ىيادعاؤ ى اهلل تعاىل عن أىل الكتاب اؼبفسركف ب البنوة اؼبرادة ب اآلية، كاليت حكقالوا: اؼبسيح عليو السبلـ، إذ للمسيح النصارل كاليت زعمها اهلل، ابن عزير: قالوا إذ لعزير اليهود زعمها

أقارب أف ترل أال اهلل، أبناء كبن قالوا كأهنم فصار ذلك منهم، كانا كاؼبسيح عزيزا أف زعموا ابن اهلل، ب كوهنم منو كغرضهم العامل، سبلطت ككبن الدنيا، ملوؾ كبن: يقولوف فقد آخر إنسانا فاخركا إذا اؼبلك

(. /( انظر: تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (. (، نقبل عن: موجز تاريخ اليهود كالرد على بعض مزاعمهم الباطلة، قدح )ص /( سفر التثنيىة ))

47

بنوه كىم أنبيائو إىل منتسبوف كبن: ىاىنا، أم فكذا كالسلطاف اؼبلك ىو الذم الشخص بذلك ـبتصت فالبنوةبو، غتىم اتصاؿ من أكثر باهلل االتصاؿ مزية بنوة بالبنوة وببنا، كقيل: اؼبراد كىو عناية، م كلو عطف قبيل من )كأحباؤه( عطف العناية، كيكوفدبزيد الشفقة ك مزبصيصهكاحملبة، ك االتصاؿ بنوة

، على أنو قد كردت تسمية )أبناء اهلل( ب كتب ()البنوة، كعليو فهي بنوة ؾبازية معت إىل اؼبشت التفست. كحرفوه تأكيلو، غت على ىذا "فحملوا أىل الكتاب احملرفة، كما تقدـ نقلو عن التوراة، قاؿ ابن كثت:

كاإلكراـ... التشريف على عندىم يطلق ىذا: كقالوا عقبلئهم، من أسلم فبن كاحد غت عليهم رد كقد بذلك أرادكا كإمبا ،- السبلـ عليو -عيسى ب ادعوىا ما البنوة من ألنفسهم يدعوا مل أهنم كمعلـو ()كأحباؤه" اهلل أبناء كبن: قالوا كؽبذا عنده، كحظوهتم لديو معزهتم

بؽؿ بذكقبؽؿ ) كقد رد تعاىل عليهم دعواىم بقولو: ، أم إف كانت لكم خصوصية (ؿؾ ؾؾؿ يعذعند اهلل من بت خلقو كفضيلة عليهم، فلماذا هبرم عليكم سنتو فيهم من عقاب اؼبسيء منكم،

- ف ب السبتكىم اؼبعتدك -كقد عاقب بعضكم ، ()- عن كثت كيعفو -، كتسليط العقوبة عليوكم يسومونكم سوء العذاب، كيستبيحوف زير، كما سلط عليكم بذنوبكم أعداء باؼبسخ إىل قردة كخنا

معابدكم، كيقتلوف علماؤكم، كب اآلخرة أيضا يعذبكم اهلل تعاىل على خطاياكم، كىو باعتافكم :أنفسكم، كما قاؿ تعاىل ـ ت ـ يؾػ اهلل ]وؿافقا ف ذتؿ ظـد اهلل ظفدا ؾؾ اما معدودة ؿؾ أت ـا افـار إل أي س

ـ خؾؼ يغػر ، كلذلك قاؿ تعاىل:{ 74ظفده أم تؼقفقن ظذ اهلل ما ل تعؾؿقن[ }افبؼرة: ]بؾ أكتؿ بؼ م

ـ يشاء ـ يشاء[ د ب م عليهم، يغفر ؼبن لكيم مزيةو غىت من أم إمبا أنتم من جنس خلقو تعاىل ويعذ كاكىم الذين كفر ،يشاء منهم، كىم الذين آمنوا باهلل كرسلو، كعملوا الصاغبات، كيعذب من يشاء منهم

ؿ ] باهلل كرسلو، ب قاؿ تعاىل: أم صبيع ذلك من ملكو، كربت وما بقـفم[قات واألرض وهلل مؾؽ افس، كىو إشارة إىل اعبزاء األيخركم، كأنو كاقع على أىل الكتاب ]وإفقف ادصر[ :تصرفو، ب قاؿ تعاىل

() .وءىلكغتىم من البشر، هبازل كل بعملو، من أحسن فلو اغبست، كمن أساء فلو الس ـ دون افـاس ؾتؿـقا ادقت إن ]ؿؾ يا كقاؿ تعاىل: ـ هادوا إن زظؿتؿ أكؽؿ أوفقاء هلل م ذي ا اف أهي

ـتؿ صادؿغ مت أيدهيؿ واهلل ظؾقؿ بافظادغ[ }اجلؿعة:* ـ ، فكذم اهلل {8-4 ول يتؿـقكف أبدا بم ؿد

(، زىرة التفاست، أبو زىرة /(، تفست القرآف العظيم، ابن كثت )/م )( انظر: التفست الكبت، الراز )( / .) (. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت )) (. /( انظر: تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (. /( انظر: إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكرن، أبو السعود ))

48

تعاىل ب دعواىم أهنم أكلياء لو من دكف الناس، كدلل على ذلك بكراىيتهم اؼبوت كلقائو، قاؿ ابن القيم: أحرص ىم الذين اػبصـو مع اؼبناظرة مقاـ ب أنو كىي للنيب باىرة معجزة اؼبناظرة ىذه ضمن "كب

نفوسهم من علموا كلو ،أبدا اؼبوت يتمنوا لن أهنم ،جزما خبا ىببىم كىو ،كتكذيبو عداكتو على الناس اؼبوت سبت من منعهم كإمبا قولو، صحة كعلموا كغلبوا ذلوا بل عليو الرد إىل طريقا لوجدكا يتمونو أهنم

لرسوؿ كعداكهتم ؽبم كقتلهم باألنبياء بكفرىم األليم كالعذاب اػبزم من تعاىل اهلل عند ؽبم دبا ممعرفته .()" اهللـ دون افـاس ؾتؿـقا ادقت ]ؿؾ كقاؿ سبحانو: ار اآلخرة ظـد اهلل خافصة م اكت فؽؿ افد ـ إن

ـتؿ صادؿغ[ }افبؼرة: ـ ال الدائم، اػبالص النعيم ذلك إىل يوصلكم الذم اؼبوت "فتمنوا ، أم:{76إن عن اإلنساف يرغب أف يعقل ال إذ بصادقت؛ أنتم فما اؼبوت تتمنوا مل كإف مزاحم، كال فيو لكم منازع

، كقد أخب اهلل تعاىل ب آية أخرل عن حرصهم على اغبياة حرصا ()عليها." الشقاء كىبتار السعادةؿ أحرص افـاس ظذ حقاة شديدا، كأف ذلك ال ينفعهم ب رد العذاب عنهم، ب قولو تعاىل: ]وفتجدن

ـ اف ر واهللوم ـ افعذاب أن يعؿ ر أفػ شـة وما هق بؿزحزحف م قا يقد أحدهؿ فق يعؿ ـ ـ أش بصر بم ذي

. {74يعؿؾقن[ }افبؼرة:

.كانوا ىودا أو نصارى ويوبن عليو السالم إبراىيمالمطلب الرابع: دعوى أن الكتاب الباطلة كاليت ذكرىا القرآف الكرن عنهم كردىا عليهم، دعواىم أف من دعاكل أىل

]أم تؼقفقن إن إبراهقؿ وإشمظقؾ ىودا أك نصارل، قاؿ تعاىل: براىيم عليو السبلـ كبنيو كانوا إ

اكقا هقدا أو كصارى ؿؾ أأك ـ تؿ صفادة وإشحاق ويعؼقب واألشباط ـ ـ ـ أطؾؿ م تؿ أظؾؿ أم اهلل وم

ـ اهلل وما اهلل بغاؾؾ ظم تعؿؾقن[ }افبؼرة: إبراىيم أف شرائعهم بتاريخ زعموا عبهلهم، {164ظـده مكأكد كذم ب ،(أأكتؿ أظؾؿ أم اهلل ؿؾ ) :تعاىل فأكذم اهلل النصرانية على أك اليهودية على كانوا كأبناءه

اكقا[: مثل قولو تعاىل آيات أخرل ا ول كص ان إبراهقؿ هيقدي ـ إذا إف األمة ،{48}آل ظؿران: ]ما الدليل، مع ينتظم ال ما اعتقدت تدبر، دكف كمن غركرا، عقائدىا كصارت اعبهالة ب انغمست

.()اؼبتناقضات عقائدىا ب كاجتمعتكىذا القوؿ الكذب من أىل الكتاب ؼبا يعلموف من إمامة إبراىيم عليو السبلـ ب الدين، كثناء اهلل عليو ب كتبهم، كلذا نسبوا أنفسهم إليو، كحاجوا اؼبسلمت ب ذلك، كحىت مشركي العرب كانوا

(. /( بدائع الفوائد، ابن قيم اعبوزية )) (. /( تفست القرآف اغبكيم )تفست اؼبنار(، رضا )) (. /( انظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور ))

49

)أف: عنهما اهلل رضي عباس ابن اغبديث عنينسبوف أنفسهم إىل إبراىيم، كيدعوف اتباعو كما جاء ب إبراىيم صورة فأخرج فأخرجت، ا فأمر اآلؽبة، كفيو البيت يدخل أف أىب مكة، قدـ ؼبا اهلل رسوؿ

ب ،"قط ا استقسما ما: علموا لقد اهلل، قاتلهم: " النيب فقاؿ األزالـ، من أيديهما ب كإظباعيل ()فيو(. يصل كمل كخرج البيت، نواحي ب فكب البيت، دخل

ـ اهلل وما اهلل بغاؾؾ كمعت قولو تعاىل: تؿ صفادة ظـده م ـ ـ ـ أطؾؿ م ]ؿؾ أأكتؿ أظؾؿ أم اهلل وم

أسفاركم ب بذلك أنتم أخبكم قد اهلل إف بل ، اهلل؟ أـ أعلم أفأنتم بذلك، اهلل أخبنا "قدظم تعؿؾقن[ اهلل كسيجازيكم كتابو من يعلمها حقيقة كتم فبن أظلم كمن ىذه، أسفاركم ب اؼبدكف اغبق تكتموا فبل

.()تعملوف" عما بغافل اهلل فليس باطل، من فيو تلجوف ما علىقن ف إبراهقؿ وما أكزفت كقاؿ تعاىل: اج حت ـ بعده ]يا أهؾ افؽتاب ل افتقراة واإلكجقؾ إل م

قن ؾقم فقس فؽؿ بف ظؾؿ واهلل يع * أؾل تعؼؾقن اج حاججتؿ ؾقم فؽؿ بف ظؾؿ ؾؾؿ حتؾؿ ها أكتؿ هملء

ان إبراهقؿ هي * وأكتؿ ل تعؾؿقن ـ ـغ ما ـ ادؼ ان م ـ ان حـقػا مسؾم وما ـ ـ اكقا وفؽ ا ول كص إن * قدي

ـقا واهلل ول ادممـغ[ ـ آم ذي بعقه وهذا افـبل واف ـ ات ذي ، {47-45: }آل ظؿران أوػ افـاس بنبراهقؿ فؾ، كزعمهم أنو كاف على ملتهم، ب -عليو السبلـ -ؿباجة كؾبادلة أىل الكتاب ب إبراىيم فذكر تعاىل

:فيها رد عليهم بعدة ردكد]وما أكزفت بعده، من أنزال إمبا كاإلقبيل التوراة أف مع إبراىيم ب حملاجتهم الكتاب بأىل التنديد .

ـ بعده يهوديا، كاف أنو اليهود، أيها تدعوف، كيف: ، "أمأؾل تعؼؾقن[ افتقراة واإلكجقؾ إل م نصرانيا، كاف أنو النصارل، أيها تدعوف، ككيف موسى، على التوراة اهللي يػينىزؿ أف قبل زمنو كاف كقد .()تعقلوف(" )أفبل: قاؿ كؽبذا. بدىر زمنو بعد النصرانية حدثت كإمبا

.بو علم عندىم ليس شيء ب حملاجتهم الكتاب بأىل التنديد .مشرؾ، كب ذلك رد على غت حنيفا مسلما كاف بأنو نصرانيا، كالتقرير أك يهوديا إبراىيم كوف نفي .

كىم مقيموف على -كىي التوحيد -اليهود كالنصارل الذين يدعوف اتباع ملة إبراىيم عليو السبلـ الشرؾ.

(./(، )الراية يـو الفتح؟ ح) ، باب أين ركز النيب ( صحيح البخارم، كتاب اؼبغازم)/ (، كانظر: التحرير كالتنوير، ابن عاشور )( اؼبنتخب ب تفست القرآف الكرن، عبنة من علماء األزىر )ص:)

- .) (. /( تفست القرآف العظيم، ابن كثت ))

51

أيضا ألهنم بو آمنوا كالذين النيب ؿبمد كمنهم ملتو على الذين ىم بإبراىيم الناس أكىل بياف أف . .()عليها الخامس: دعوى نفي الحق عمن سواىم.المطلب من دعاكل أىل الكتاب الباطلة كاليت ردىا القرآف الكرن عليهم، دعواىم نفي اغبق عمن

سواىم، قاؿ تعاىل: ء ]وؿافت افقفقد فقست افـصارى ظذ ش

ء وؿافت افـصارى فقست افقفقد ظذ ش

ؿ ؾاهلل يؽؿ بقـفؿ يقم افؼ ـ ل يعؾؿقن مثؾ ؿقل ذي ذفؽ ؿال اف ـ اكقا ؾقف وهؿ يتؾقن افؽتاب ـ قامة ؾقم

تؾػقن[ }افبؼرة: حت بالصراحة ىذا قالوا قد فهم الداؿ، بالكبلـ لتصريحا القوؿ من "كاؼبراد، {113يأتوىم مقدمهم اليهود، بلغ فلما ،النصارل من دينهم أعياف كفيهم ، اهلل رسوؿ إىل قبراف كفد جاء كقالوا كباإلقبيل بعيسى اليهود فكفر تسابوا، حىت كجادلوىم الدين ب ، فناظركىم النيب عند كىم

كقوؽبم .شيء على لستم لليهود كقالوا كبالتوراة دبوسى قبراف كفد فكفر شيء، على أنتم ما للنصارل: ىنا بو... فاؼبراد يعتد أمر على ليسوا أم مبالغة ىنا اؼبوجود كالشيء ،النفي سياؽ ب نكرة شيء( )على

فكل الشرعي، الكتاب من أيديهم بت ما صحة عدـ عن كناية كذلك اغبق، من شيء على ليست: بعده قولو عليو دؿ كما اػبت، من فيو حظ ال الكتاب من عنده ما بأف اآلخر رمى الفريقت من فريق

أف شأهنم من التعجب ؼبزيد ا جيء حالية صبلة الكتاب( يتلوف )كىم: قولو فإف الكتاب( يتلوف )كىم حق أىلو اتبعو لو اغبق على مشتمل يتلونو كتاب ككل الكتاب، يتلوف منهم فريق ككل ذلك يقولوا

.(2)اتباعو" تلك، مقالتهم ب عليهم نعي : "كىذاالكتاب( يتلوف ب داللة قولو تعاىل )كىم قاؿ أبو حيافك

كالسبلـ، الصبلة عليهما كؿبمد عيسى ببشارة توراهتم شاىدة يقولونو، ما خببلؼ ناطق الكتاب إذ كب. بعضا بعضها يصدؽ اهلل كتب إذ ، كؿبمد موسى نبوة بصحة شاىد كإقبيلهم. نبوهتما كصحة

تضمنو، دبا قائبل فيو، دبا عامبل عنده، كاقفا يكوف بالقرآف، عاؼبا كاف من أف ب ؿبمد ألمة تنبيو ىذا()كالنصارل" كاليهود ذلك ب فيكوف منو، ـبالفتو على شاىد ىو ما قولو ىبالف أف ال

ؿ[ب قاؿ تعاىل زيادة ب توبيخهم على مقالتهم: ـ ل يعؾؿقن مثؾ ؿقل ذي ذفؽ ؿال اف ـ ، أم ]أف حاؿ ىؤالء ب مقالتهم تلك شات حاؿ أكلئك اعبهلة من مشركي العرب، كالذين مل ينزؿ عليهم

. (/( انظر: التفست اغبديث، دركزة )) (.،/( التحرير كالتنوير، ابن عاشور )) (./ ( البحر احمليط ب التفست، أبو حياف ))

51

،()اعبمهور" قوؿ ب العرب مشركو ىم: يعلموف ال كتاب يعلمهم كيهديهم، قاؿ أبو حياف: "الذين نظموا حيث من اهلل تعاىل ألىل الكتاب، عظيم توبيخ ، كىودين ليسوا على شيءقالوا: لكل أىل

()يعلم. ال من سلك ب علمهم مع أنفسهمتؾػقن[ب قاؿ تعاىل: اكقا ؾقف ي ـ كىو تعقيب من اهلل تعاىل ]ؾاهلل يؽؿ بقـفؿ يقم افؼقامة ؾقم

ىبتلف فيما القيامة يـو وبكم سوؼ سبحانو كتعاىل اهلل أف يقررذلك اػببلؼ بت أىل الكتاب، على ().كأصحابو الباطل كىبذؿ كأصحابو اغبق فيؤيد الفريقاف فيو

المبحث السادس

معاملة أىل الكتاب تشريع نو كتاب ألبت القرآف الكرن عدة قواعد كضوابط ب التعامل مع أىل الكتاب، ذلك

شامل لكل مناحي اغبياة، بت فيو كيفية تعامل اؼبسلمت مع بعضهم البعض، كتعامل اؼبسلمت مع غتىم سواء كانوا من أىل كتاب أك من غتىم من الكافرين.

]إن كتبز ب ىذه الضوابط كاألحكاـ صبيعا ربانية القرآف الكرن، كعدالة تشريعاتو كعظمتها،

تل هل أؿقم[ }اإلساء:هذا افؼرآن ، كقد فرؽ القرآف الكرن ب التعامل بت أىل الكتاب {7هيدي فؾكغتىم من األمم الكافرة، كأعطى كل كاحد منهم منزلتو اليت يستحقها، فهم كإف كانوا صبيعا كفارا

، يؤمنوف باهلل تعاىل، ضبلال، إال أنو تبقى ألىل الكتاب رتبة على غتىم من الكفار، فهم أىل الكتابكرسلو، كإف كاف إيباهنم إيبانا فاسدا ناقصا ال ينفعهم ب - على ما دخلها من ربريف -كبعض كتبو

ؽ ر فى أف يػي كأىل اإلغباد، كلذا كاف من العدؿاآلخرة شيئا، لكنهم يفتقوف بو عن اؼبشركت كعبدة األكثاف ()نسائهم، كأكل ذبائحهم، كغت ذلك. بينهم ب بعض األحكاـ ب الدنيا، كإباحة نكاح

كسنبت الضوابط الشرعية اليت قررىا القرآف الكرن ب التعامل مع أىل الكتاب ب اؼبطالب اآلتية: تهم بالتي ىي أحسن.المطلب األول: دعوتهم لإلسالم ومجادل

اإلسبلـ ىو دين اهلل تعاىل الذم شرعو لعباده كارتضاه ؽبم، كال يقبل من أحد منهم دينان إف ـ يؼبؾ مـف وهق ف اآلخرة أحد منهم إال بو، قاؿ تعاىل: غته، كال ينجو ـ يبتغ ؽر اإلشلم ديـا ؾؾ ]وم

[ }آل ظؿران: ـ ي ـ اخلاس ـ أوتقا : اىلتع ، كقاؿ{75م ذي ـ ظـد اهلل اإلشلم وما اختؾػ اف ي ]إن افد

يع ـ يؽػر بآيات اهلل ؾنن اهلل س ـ بعد ما جاءهؿ افعؾؿ بغقا بقـفؿ وم احلساب[ }آل افؽتاب إل م

(./ ( البحر احمليط ب التفست، أبو حياف )) (. /( انظر: الكشاؼ عن حقائق غوامض التنزيل، الزـبشرم )) (. /( انظر: التفست اغبديث، دركزة )) (. /اػبواطر ) -( انظر: تفست الشعراكم )

52

الذم جاءت بو رسلهم ىو اإلسبلـ، كإمبا بدلوه عن ، أم إف أصل دين أىل الكتاب {17ظؿران: ، فضلوا كاكبرفوا عن دين اهلل تعاىل.()حقيقتو بغيا منهم بينهم

شىت، من ذلك الدعوة الصروبة كبأساليب آيات كثتةكلقد دعا القرآف الكرن أىل الكتاب ب ك ]ؿؾ يا أهؾ افؽتاب تعافقا :ؽبم كما ب قولو تعاىل بقــا وبقـؽؿ أل كعبد إل اهلل ول كؼ

ؾؿة شقاء ـ إػ

قا ؾؼقفقا اصفدوا بلكا مس ـ دون اهلل ؾنن تقف ؾؿقن[ }آل بف صقئا ول يتخذ بعضـا بعضا أربابا م

أهنا زبالف أصوؿ ديانتهم الصحيحة اليت جاء ا موسى ىا، كبػىت فند عقائدىم كردك ، {46ظؿران: ، كغت ذلك من األساليب اؼبنهجية اغبكيمة اليت سلكها ب دعوهتم.- عليهما السبلـ -كعيسى

كما هنى القرآف الكرن هنيا صروبا عن ؾبادلة أىل الكتاب إال بالطريقة اليت ىي أحسن، أم ، كباغبكمة، لكوف ذلك أنفع كأقبع ب ()كربسينو" اغبق إىل كدعوة كبلـ، كلت كلطف خلق "حبسن

ـ دعوهتم، كأقرب إىل استجابتهم، قاؿ تعاىل: ذي ـ إل اف تل هل أحس ادفقا أهؾ افؽتاب إل باف ]ول ت

ذي أكزل إفقـا ـ فف مسؾؿقن[ طؾؿقا مـفؿ وؿقفقا آمـا باف وأكزل إفقؽؿ وإلـا وإلؽؿ واحد وكح

باليت ىي )إال : أف اهلل تعاىل بدأىا بالنهي عن جداؿ أىل الكتاب ببلغة اآليةكمن ،{64}افعـؽبقت: دبراعاة األمر ب كأبلغ أحسن، كىذا أككد ب النهي، ىي باليت الكتاب أىل ، كمل يقل: كجادلوا(أحسن فبل ذبادلوىم إال باليت ىي أحسن.كاؼبناظرة، أم كاغبوار النقاش ب األدب

.عدم إكراىهم على ترك دينهمالمطلب الثاني: [ }افبؼرة: قاؿ تعاىل: ـ افغل صد م افر ـ ؿد تبغ ي راه ف افد ـ ، فاإلسبلـ ال هبب أىل {154]ل إ

دينهم كعقيدهتم، أك على اعتناؽ اإلسبلـ بالتهديد كالتخويف، بل يتؾ ؽبم اػبيار الكتاب على ترؾ مفتوحا ب اختيار اإلسبلـ أك البقاء على دينهم، فإف اختاركا البقاء على دينهم، أقرىم اإلسبلـ عليو ب

مقابل أف ىبضعوا غبكمو العاـ، كالذم يكفل اغبقوؽ ؽبم كلغتىم.[ ]ل إ قاؿ سيد قطب: " ـ افغل صد م افر ـ ؿد تبغ ي راه ف افد اهلل تكرن يتجلى اؼببدأ ىذا كبـ

االعتقاد، ب كالضبلؿ باؽبدل ىبتص فيما لنفسو أمره كترؾ كمشاعره، كفكره، إرادتو، كاحتاـ لئلنساف، توقظو، ؼبسة البشرم الضمت يلمس أف على السياؽ يزيد كال نفسو... كحساب عملو تبعة كربميلو :يقوؿ كىو كاضحة أصبحت أهنا علنأ اليت اإليباف حقيقة الطريق، كتبت إىل كهتديو اؽبدل، إىل كتشوقو

] ـ افغل صد م افر كالكفر. عليو كوبرص يتوخاه أف لئلنساف ينبغي الذم الرشد ىو فاإليباف ،]ؿد تبغ .()".بو يوصم أف كيتقي منو ينفر أف لئلنساف ينبغي الذم الغي ىو

بتاريخ األمم كالشعوب، غياب ىذا اؼببدأ العظيم عن كال ىبفى على كل من لو معرفة أك اطبلع ، لوحشية على اؼبخالفت ب العقيدةكاقع كثت منها، فمحاكم التفتيش، كفبارسة أبشع أساليب القسوة كا

(. /( انظر: تفست اؼبراغي )) (. ( تيست الكرن الرضبن، السعدم )ص: )

(. -/( ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب ))

53

بينهم اليهود كالنصارل كغتىم من اؼبلل ؼبئات شاىدة على ذلك، أما اؼبسلموف فعاش - بل ب الرأم -إىل أف دخل كثت منهم اإلسبلـ عن كامل السنت ب أمن كراحة كطمأنينة على النفس كاؼباؿ كاألىل،

كإرادة ؼبا رأكه من عدالة اإلسبلـ كأخبلؽ اؼبسلمت، كلعل الوصوؿ إىل ىذه النتيجة ىي اغبكمة اقتناعقرب، عن الفت ب العقيدة ب ديار اإلسبلـ، كىو أف يركا اإلسبلـ بأعينهممن اإلبقاء على ىؤالء اؼبخ

كيعلموا عظمتو كأنو دين اهلل تعاىل دكف غته، كيركا اؼبسلمت كىم يلتزموف بدينهم ب أداء صلواهتم ب عن بوف احملرمات، خببلؼ ما عليو غتىم من أىل األدياف األخرل من البعد ناعبيمىع كاعبماعات، كهبت

دينهم كالتفريط فيو. .منهم لألمناء اإلنصاف: لثالمطلب الثا

ـ إن تلمـف بديـار ل ي :تعاىل قاؿ ه إفقؽ ومـفؿ م ـ إن تلمـف بؼـطار يمد ـ أهؾ افؽتاب م ه ]وم مد

قغ شبقؾ ويؼ ؿ ؿافقا فقس ظؾقـا ف األم قفقن ظذ اهلل افؽذب وهؿ إفقؽ إل ما دمت ظؾقف ؿائم ذفؽ بلن

، فقاؿ ()، ففرؽ تعاىل بت أىل األمانة من أىل الكتاب كأىل اػبيانة منهم{85يعؾؿقن[ }آل ظؿران:ه إفقؽ[ :ب أىل األمانة ـ إن تلمـف بؼـطار يمد ـ أهؾ افؽتاب م دباؿ ، كقولو )بقنطار(، "أم]وم

، كىو يدؿ على مبالغتهم ب أداء األمانة، كما مل يذكر تعاىل القياـ عليهم كما ذكره ب ()كثت" ، أم أنو يؤدم األمانة كإف كانت عظيمة دكف إغباح عليو. ]إل ما دمت ظؾقف ؿائم[الصنف الثاين:

أف يعت القليل، كالعدد كثتال العدد ىاىنا كالدينار القنطار ذكر من قاؿ الفخر لرازم: "اؼبراد غاية ب ىو من كمنهم فيها، األمانة أدل الكثتة األمواؿ على اؤسبن لو حىت األمانة غاية ب ىو من فيهم

.()"اػبيانة فيو هبيىوزي فإنو القليل، الشيء على اؤسبن لو حىت اػبيانة النهي عن مواالتهم.: رابعالمطلب ال

اإلسبلمية اليت قررىا القرآف الكرن: الوالء كالباء، الوالء ألىل التوحيد من أصوؿ العقيدة كاإلسبلـ باغبب ؽبم كاإلخبلص كالنصرة، كالباء من أىل الشرؾ كالكفر، بالبغض ؽبم كاؼبعاداة، كذلك

اكت فؽؿ ]ؿد قاؿ تعاىل: م؛ باالقتداء أيمرنا الذين معو، كالذين - عليو السبلـ -إبراىيم ملة من ـ

ا برآء مـؽؿ وما تعبدون ـ معف إذ ؿافقا فؼقمفؿ إك ذي ػركا بؽؿ أشقة حسـة ف إبراهقؿ واف ـ ـ دون اهلل م

ـق {6ا باهلل وحده[ }ادؿتحـة:وبدا بقــا وبقـؽؿ افعداوة وافبغضاء أبدا حتك تمم()

.

ـ صروبا ب كتابو العزيز، فقاؿ: اكقد هنى اهلل تعاىل عن مواالة اليهود كالنصارل هنين ذي ا اف ]يا أهي

ؿ ـ يتقل ـقا ل تتخذوا افقفقد وافـصارى أوفقاء بعضفؿ أوفقاء بعض وم ف مـفؿ إن اهلل ل هيدي آم مـؽؿ ؾنك

، كذلك ألف اليهود كالنصارل كغتىم من أىل الكفر ىم أعداء هلل تعاىل، {51افؼقم افظادغ[ }ادائدة:

(. /( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. ( تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص: ) (. /( التفست الكبت، الفخر الرازم )) (.( انظر: اإلرشاد إىل صحيح االعتقاد كالرد على أىل الشرؾ كاإلغباد، الفوزاف )ص: )

54

ؽبم، فكيف وبب اؼبسلم كيود أمثاؿ الوعيد ب عليهم، كلعنهم، كأنزؿ ب كتابو آيات اهلل تعاىل غضبكلذلك ككفركا بو، كخالفوا أمره، ،و أم اؼبسلم وبب اهلل كرسولو، كىؤالء حادكا اهلل كرسولوىؤالء، كى نبغضهم. ينبغي أف

كالنصارل اليهود يتخذكا أف صبيعا اؼبؤمنت ىهى نػى ذكره تعاىل اهلل "إف قاؿ ابن جرير الطبم: دكف من ككليا كحليفنا نصتنا ازبذىم من أنو كأخب ىم،كغت كرسولو باهلل اإليباف أىل على كحلفاءى أنصارنا

منو كرسولو اهلل كأف كاؼبؤمنت، رسولو كعلى اهلل على التحزب ب منهم فإنو كاؼبؤمنت، كرسولو اهلل:()بريئاف" ف مـفؿ[: تعاىل اهلل قوؿ أف "صح ، كقاؿ ابن حـز ؿ مـؽؿ ؾنك ـ يتقل على ىو ، إمبا]وم ()اؼبسلمت". من اثناف فيو ىبتلف ال حق كىذا الكفار، صبلة من كافر بأنو: ظاىره

لئلسبلـ الكتاب أىل كيد معرفة على كاآليات ب ىذا اؼبعت كثتة، كىي تريب اؼبسلمت هلل الوالء يكوف أف أجل من األعداء، ؽبؤالء ككالء كد من بعضهم نفوس ب ما كتقطع كاؼبسلمت،

().فقط كللمؤمنت كلرسولوال يتناقض أبدا مع ما كرد فيو أيضا من ب القرآف الكرن كىذا النهي عن مواالة أىل الكتاب

السماحة ب معاملتهم كالب م. على ىبتلطاف امكلكنه آخر، شيء أكلياء كازباذىم شيء، الكتاب أىل مع اإلسبلـ ظباحة إف

حركة بوصفو ككظيفتو، الدين ىذا غبقيقة الكاملة الرؤية نفوسهم ب تتضح مل الذين اؼبسلمت، بعض اغبقيقة، تلك عليهم زبتلط الذين كىؤالء ...األرض، جديد ب كاقع إنشاء إىل تتجو كاقعية، منهجية

الذم اؼبسلم اتمع ب م كالب الكتاب أىل معاملة ب السماحة إىل اإلسبلـ دعوة بت فيخلطوف ما ناست. اؼبسلمة كللجماعة كرسولو هلل إال يكوف ال الذم الوالء كبت اغبقوؽ، فيو مكفويل يعيشوف

شأف ىذا كأف اؼبسلمة، اعبماعة حرب ب بعض أكلياء بعضهم الكتاب، أىل أف من الكرن القرآف يقرره. دينهم كيتبع دينو يتؾ أف إال اؼبسلم عن يرضوا لن كأهنم إسبلمو، اؼبسلم من ينقموف كأهنم ؽبم، ثابت زبفي كما أفواىهم من البغضاء بدت قد كأهنم. اؼبسلمة كللجماعة لئلسبلـ اغبرب على مصركف كأهنم

كلكنو الكتاب، أىل مع بالسماحة مطالب اؼبسلم إف .اغباظبة التقريرات ىذه آخر إىل أكب، صدكرىم ال اؼبتفرد نظامو كربقيق دينو لتمكت طريقو كإف .معهم كالتحالف التناصر دبعت ؽبم الوالء عن منهي يرضوا أف يبلغ لن ىذا فإف كاؼبودة السماحة من ؽبم أبدل كمهما الكتاب، أىل طريق مع يلتقي أف يبكن

.()لو كالكيد حربو ب لبعض بعضهم مواالة عن يكفهم كلن نظامو، كربقيق دينو على البقاء لو

األكل من ذبائحهم، ونكاح نسائهم. إباحة :خامسالمطلب ال

(. /تأكيل القرآف، الطبم ) ( جامع البياف ب) (./( احمللى باآلثار، ابن حـز )) (.( انظر: الوالء كالباء ب اإلسبلـ من مفاىيم عقيدة السلف، القحطاين )ص: ) (. -/ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب ) انظر: ()

55

ـ أوتقا افؽتاب حؾ فؽؿ وضعامؽؿ حؾ لؿ قاؿ تعاىل: ذي قبات وضعام اف ]افققم أحؾ فؽؿ افط

ـ أ ـ ؿبؾؽؿ إذا آتقتؿقه ـ أوتقا افؽتاب م ذي ـ اف ـ ادممـات وادحصـات م ـ ج وادحصـات م قره

ـ يؽػر باإليمن ؾؼد حبط ظؿؾف وهق ف اآل ـ حمصـغ ؽر مساؾحغ ول متخذي أخدان وم خرة م

[ }ادائدة: ـ ي ـ أوتقا افؽتاب[ ، فقولو تعاىل:{5اخلاس ذي يعت ذبائحهم، أباح اهلل ألىل ]وضعام افعبدكف بذلك، كدؿ تى مي كىم عليها، اهلل اسم يذكركف - أم أىل الكتاب -اإلسبلـ األكل منها، ألهنم

تعاىل اهلل اسم يذكركف ال األدياف، ألهنم أىل من غتىم طعاـ أنو ال وبل اؼبخالفة ب اآلية على مفهـو اؼبيتة، كقولو تعاىل: يأكلوف بل ذكاة، على اللحم من يأكلونو فيما يتوقفوف كال بل ذبائحهم، على

من كىذا. ذبائحهم من أكلتم كما ذبائحكم من تطعموىم أف لكم كوبل: أم]وضعامؽؿ حؾ لؿ[ ()كاازاة. كاؼبقابلة اؼبكافأة باب

ـ ؿبؾؽؿ إذا آتقتؿ :كقولو تعاىل ـ أوتقا افؽتاب م ذي ـ اف []وادحصـات م ـ ـ أجقره أم قه ،()الزكاج قاصدين مهورىن ؽبن أديتم إذا الكتاب، أىل من كالعفائف اغبرائر من زكاجال لكم لحى أى

معلنت بالزىن ن غت ،(غت مسافحت)متزكجت أم: ]حمصـغ ؽر مساؾحغ ول متخذي أخدان[ ().تسركف بالزىن ن أم عشيقات( كال متخذم أخداف)

.اإلسبلـ كبت الكتاب أىل بت اغبواجز ليزيل -أم من الكتابيات -منهن الزكاج اإلسبلـ أباح "كإمبا كمعرفة ،اإلسبلـ لدراسة الفرص فتتاح ببعض، بعضها األسر كتقارب كاؼبخالطة اؼبعاشرة الزكاج ب ففإ

الكتاب، أىل من كغتىم اؼبسلمت بت العملي التقريب أساليب من أسلوب فهو .لوثي كمي كمبادئو حقائقو .(4)اغبق" كدين للهدل كدعاية

إخضاعهم لحكم اإلسالم.: سادسالمطلب الحقوقهم، مع تركهم كما يدينوف بو، فإذا ىل الكتابأم حكم اإلسبلـ العاـ كالذم يكفل أل

خضع أىل الكتاب كاستسلموا غبكم الدكلة اإلسبلمية كدانوا ؽبا بالوالء، كدفعوا ؽبا اعبزية، فإهنم يعطوف منها عهدا، ىو عهد الذمة.

على الكفار من - غتىم أك - الكتاب أىل بعض نائبو أك اغباكم يقر عهد الذمة: "أفكاؼبراد ب ...اعبزية يبذلوا أف الثاين: كالشرط .اعبملة ب اإلسبلـ أحكاـ يلتزموا أف كؿ:األ الشرط: رطتبش كفرىم

. (/انظر: تفست القرآف العظيم، ابن كثت ) () (. ( انظر: اؼبنتخب ب تفست القرآف الكرن، عبنة من علماء األزىر )ص: ) (. /(، صفوة التفاست، الصابوين )( انظر: تفست اعببللت، احمللي كالسيوطي )ص: ) (./) سيد سابق( فقو السنة، )

56

حرياهتم، ككفالة أعراضهم، كصيانة أمواؽبم، على قتاؽبم، كاغبفاظ حرمة عليو ترتب الذمة عقد ب كإذا ()أذاىم." عن كالكف

ـ ل يممـقن قاؿ تعاىل: ذي م اهلل ورشقفف ول ]ؿاتؾقا اف مقن ما حر باهلل ول بافققم اآلخر ول ير

ـ يد وهؿ صاؽرون[ }افتقبة: ـ أوتقا افؽتاب حتك يعطقا اجلزية ظ ذي ـ اف ـ احلؼ م ـقن دي ففي ،{17يدي كىم يد دينو حىت يعطوا اعبزية عن عن قتاؿ أىل الكتاب اؼبنحرفتىذه اآلية يأمر اهلل تعاىل اؼبؤمنت ب

ىذه كب اعبزية، إعطاء األساس، كىو ىذا على إال كمهادنة موادعة عهود منهم تقبل تعد فلم ،صاغركف بت اغبتمية العبلقة اؼبسلمت، إف طبيعة كبت بينهم السبلـ كيقـو اؼبعاىد الذمي حقوؽ ؽبم تتقرر اغبالة كشركط خاصة أكضاع ظل ب إال التعايش إمكاف عدـ ىي اعباىلية األخرل كاؼبناىج اهلل منهج

]وهؿ ، كذلك ليظل اإلسبلـ ب جهة علو عن غته من األدياف كاؼبذاىب الباطلة.()خاصة

. صاؽرون[

وأيضا، ظذ أهؾ افؽتاب ألن ؾقفا ظصؿة فدمائفؿ، وإبؼاء لؿ ظذ ديـفؿ. تعقد باخلرواجلزية

ف شلمتفؿ وضمن بحميتفؿ ادسؾؿقن ويتؽػؾ فإلشلم، ؾقف افقلية إيمن؛ جمتؿع ف شقعقشقن ؾننؿ

افػؼراء بؿصافح تؼقم زـاة ادال فبقت يدؾع ادسؾؿ ـان ؾنذا شء، ـؾ وف أمقالؿ وف وأهؾفؿ أكػسفؿ

يمدهيا افتل باخلدمات - أيضا - يـتػعقن اإلشلمل ادجتؿع ف ادقجقدون افؽتاب ؾلهؾ وادسؾؿغ،

اخلدمات تؾؽ كظر مالؿ مـ صقئا يمدوا أن ظؾقفؿ يبفذفؽ و لؿ، اإلشلم()

.

ل معهم والبر بهم واإلقساط إليهم.السماحة في التعام :سابعالمطلب ال

ؿ ف قاؿ تعاىل: ـ ـ ل يؼاتؾق ذي ـ اف ؿ اهلل ظ ـ وهؿ ]ل يـفا ؿ أن تز ـ ـ ديار ؿ م ـ رجق ـ ول ي ي افد

اؼبؤمنوف، كليس فيو حرج ، أم أنو جائز لكم أيها{7وتؼسطقا إفقفؿ إن اهلل يب ادؼسطغ[ }ادؿتحـة:تصلوىم، كتكافؤكىم عليكم، كال يدخل ذلك ب اؼبوالة اليت هنيتم عنها: أف تبكا من مل يقاتلكم، ك

اؼبعاملة حسن: ، قاؿ ابن عاشور: "كالب()باؼبعركؼ، كتقسطوا إليهم أم تعدلوا إليهم كتنصفوىم،]وتعاوكقا ظذ افز وافتؼقى[ ، كالب أيضا: اسم جامع لكل خت، كقد كرد ب قولو تعاىل: ()كاإلكراـ"

.{1}ادائدة:اؼبػىعت بو ب اآلية، كالصحيح كما رجحو ابن جرير الطبم كغته أف كقد اختلف اؼبفسركف ب

ين ب يػيقىاتليوكيم ملى الذينى : )بقولو كاألدياف، ألف اهلل عز كجل عم اؼبلل اآلية عامة ب صبيع أصناؼ كىملى الد

(. /( فقو السنة، سيد سابق )) (. /( انظر: ب ظبلؿ القرآف، سيد قطب )) (. /اػبواطر )-( انظر: تفست الشعراكم ) (. ( انظر: تيست الكرن الرضبن ب تفست كبلـ اؼبناف، السعدم )ص: ) (. /( التحرير كالتنوير، ابن عاشور ))

57

بعض، فاآلية عامة ب دكف بعضنا بو ىبصص فلم صفتو، ذلك كاف من صبيع( ديىاركيم من ىبيرجيوكيم ديننا، أجل من يقاتلونا مل أهنم: كىي. اآلية ذكرهتا اليت بالشركط اليهود كالنصارل كغتىم، كذلك أيضان

كالرأم باؼبشورة كلو معونة بأم عدكان يعاكنوا ال اؽبجرة، كأف إىل كإعبائنا دبضايقتنا ديارنا من ىبرجونا كمل ().كالسبلح الكراع عن فضبلن

ب الميقسطتى )ب قاؿ تعاىل: مع حىت كاإلنصاؼ العدؿ للمؤمنت ب كىو ترغيب (إف اهللى وبي من عظمة اإلسبلـ ب التفريق بت اؼبعتدم كغته ب التعامل.، كىو ()الكفار

النهي فإ إذ الكافرين، مواالة عن النهي نطاؽ ب يدخل "ال اؼبعت الذم دلت عليو اآلية كىذا عن النهي بو يقصد كما اؼبسلمت، ضد كمناصرهتم ؿبالفتهم عن النهي بو يقصد الكافرين مواالة عن

،اإلسبلمي بالكياف بالغ ضرر افيه اؼبسلمت على الكافرين مناصرة فإ إذ كفر، من فيو ىم دبا الرضى دبعت اؼبواالة أما .كيبنعو اإلسبلـ وبظره كفر بالكفر الرضى أف كما اؼبؤمنة، اعبماعة لقوة كإضعاؼ دعا فبا فهذا كالتقول، الب على كالتعاكف اؼبصاحل، كتبادؿ باغبست، كاؼبعاملة اعبميلة، كاؼبعاشرة اؼبساؼبة،

.()"اإلسبلـ إليو

الخاتمةكصحبو كعلى آلو لقاغبمد هلل الذم تتم بذكر اظبو الصاغبات، كالصبلة كالسبلـ على سيد اػب

كبعد، فهذه أىم النتائج كالتوصيات: كسلم تسليمان كثتان أوال: أىم النتائج:

، صبيعها من السور اؼبدنية، آف الكرن ب كاحد كثبلثت موضعاأىل الكتاب ب القر مصطلحكرد .سول موضع كاحد من سورة العنكبوت كىي مكية، كىو ب النهي عن جداؿ أىل الكتاب إال

أحسن. كلعل السبب ب كثرة ذكر أىل الكتاب ب القرآف اؼبدين ىو كجود االحتكاؾ باليت ىي عليو اغباؿ ب مكة. كاف كاؼبواجهة بت اؼبسلمت كأىل الكتاب ب اؼبدينة خببلؼ ما

أىل الكتاب ىم اليهود كالنصارل عند صبهور الفقهاء، كىو كذلك ب االصطبلح القرآين، .أىل الكتاب اسمالتوراة كاإلقبيل، كقد اختص اليهود كالنصارل ب كالكتاب اسم جنس، يراد بو

لشرؼ الكتب اليت أنزؽبا اهلل تعاىل عليهم، كاشتماؽبا على األحكاـ كالتشريعات، كاشتهارىا، ككثرة

(، أيسر التفاست / (، ؿباسن التأكيل، القاظبي )/( انظر: جامع البياف ب تأكيل القرآف، الطبم )) (. /لكبلـ العلي الكبت، اعبزائرم )

(. /( انظر: أيسر التفاست لكبلـ العلي الكبت، اعبزائرم )) (.- / )( فقو السنة، سيد سابق )

58

إىل يومنا النيب نزكؿ القرآف الكرن على منذ أتباعها كاؼبؤمنت ا على ما فيها من ربريف كتبديل ىذا.

القرآف الكرن موضوع أىل الكتاب عنايتو، كأكثر من اغبديث عنهم كذكر أنبيائهم، ككتبهم كما أكىل .أدخلوه عليها من التحريف كالتبديل، كربدث عن أحواؽبم كاكبرافاهتم كدعاكيهم الباطلة كرد عليها،

رة البقرة، كآؿ كما ظبى القرآف الكرن بعض سوره بأظباء ؽبا رمزية كصلة كاضحة بأىل الكتاب، كسو عمراف كاؼبائدة كيوسف عليو السبلـ كغتىا.

يتتب على إىل ما أىل الكتاب كدعوهتم إىل اإلسبلـ القرآف الكرن باغبديث عن عنايةرجع ت .، كالتحذير كاالقتداء م، كاالستشهاد بإيباهنم على صحة نبوة النيب ،ىدايتهم من ىداية غتىم

الباطل كاالكبراؼ، كمن الوقوع ب أخطائهم كسلوؾ سبيلهم، كؼبا ؽبم من دكر رئيس فبا ىم عليو منب ؿباربة اؼبسلمت كصدىم عن دينهم كفتنتهم، كذلك منذ ظهور اإلسبلـ إىل أف يرث اهلل األرض

كمن عليها. هللالكرن ألىل الكتاب ذا اللقب، تذكتىم بتلك النعمة اليت أنعم ا من حكمة خطاب القرآف .

كىذا التذكت ؽبم بذلك، ،من إنزالو تلك الكتب ذات اؼبكانة السامية عليهم ا عليهم، تعاىل يتضمن أيضا التوبيخ البلذع ؽبم على تقصتىم كاكبرافاهتم كأفعاؽبم القبيحة.

، كأف منهم طائفة آمنت قضية اإليباف بالنيب ؿبمد ببت القرآف الكرن اختبلؼ أىل الكتاب .، كأثت القرآف الكرن على ىذه الطائفة كبت خشوعها كإذعاهنا للحق، كمنهم طائفة بو كبدعوتو

ندد كتبهم، كقدب بو كالبشارة ، كطائفة ثالثة كتمت نبوة النيبكفرت كجحدت نبوة النيب ؽبما. الشديد الوعيد كذكر ،األختتت دبوقف ىاتت الطائفتت الكرن القرآف

، كحسدىم لدينهم كما ىم عليو من اغبق، للمسلمتأىل الكتاب عداكةبت القرآف الكرن . على كؿباكلتهم صد اؼبسلمت عنو، ككراىتهم نزكؿ اػبت عليهم، كتوليهم الكافرين كمظاىرهتم

اؼبسلمت.م منهم، مودهتم ؽبم كقر كالذم يتمثل ببت القرآف الكرن موقف بعض أىل الكتاب من اؼبسلمت .

، ؼبا ب النصارل من رقة كرأفة كعبادة كتواضع، كأغلبهم من النصارلكىو موقف من آمن منهم، كأما اليهود فإف فيهم داء اغبسد كالعناد، ككثرة اؼبراء.

بت القرآف الكرن اكبرافات أىل الكتاب، كفندىا كرد عليها، كىي اكبرافات ب أصوؿ دينهم قبل .ككتماهنا، هلل تعاىل، كالتطاكؿ على الذات اإلؽبية، كالكفر بآيات اهلل كربريفهافركعو، كنسبة الولد

كتلبيس اغبق بالباطل، كالغلو ب الدين، كما بت القرآف الكرن اكبراؼ علماء أىل الكتاب كعبادىم . تعاىل ب أكلهم أمواؿ الناس بالباطل، ككتمهم اغبق، كالصد عن سبيل اهلل

59

أجل من كذلك عليها، كرد بعض دعاكل أىل الكتاب الباطلة، كفندىا،ذكر القرآف الكرن . ا، التأثر من للمسلمت كضباية اغبق، إىل كىدايتهم الباطلة، الدعاكل ىذه عن الكتاب أىل عدكؿ

ملتهم، كقد بت القرآف الكرن بطبلف ىذه الدعول، كأف أىل الكتاب اتباع ب اؽبدل أف كدعواىم دين التوحيد. اإلسبلـ اهلل الذم شرعو لعباده، كبعث بو رسلو، كىواكبرفوا عن دين

غتىم دخوؿ الكرن عليهم، دعواىم نفي القرآف من دعاكل أىل الكتاب الباطلة اليت ردىا .اعبنة، كقد بت القرآف الكرن بطبلف ىذه الدعول، كأف شرط دخوؿ اعبنة ىو ربقق اإليباف

ء كاف منهم أك من غتىم من األمم.الصحيح، ككجود العمل الصاحل، سواأبرزت الدراسة كيفية معاملة أىل الكتاب، كاليت تتمثل ب دعوهتم إىل اإلسبلـ، كؾبادلتهم باليت .

إباحة األكل من ذبائحهم ك السماحة ب التعامل معهم، كالب م كاإلقساط إليهم،ىي أحسن، ك .كالنهي عن مواالهتم ،على ترؾ دينهمعدـ إكراىهم ك كإنصاؼ األمناء منهم، ،كنكاح نسائهم

ثانيا: أىم التوصيات:بأف يكوف كالؤىم هلل كللرسوؿ كللمؤمنت، كليس للكفار كأىل الكتاب، قاؿ نوصي اؼبسلمت .

ـقا ل تتخذوا افقفقد وافـصارى أوفقاء بعضفؿ أوفقاء تعاىل: ـ آم ذي ا اف ؿ ]يا أهي ـ يتقل بعض وم

ف مـفؿ إن اهلل ل هيدي افؼقم افظادغ[ .{51}ادائدة: مـؽؿ ؾنك

باغبذر الدائم من أىل الكتاب كخاصة اليهود، فإهنم ال يفتؤكف يكيدكف نوصي اؼبسلمت . .حسدا كبغيا على ما آتاىم اهلل من فضلو لئلسبلـ كاؼبسلمت

ي الدعاة كعلماء األمة باستثمار اؼبعاين النبيلة عند بعض أىل الكتاب كخاصة النصارل،نوص .

ـ ؿافقا إكا كصارى[ قاؿ تعاىل: ذي ـ آمـقا اف ة فؾذي كدعوهتم ،{71}ادائدة: ]وفتجدن أؿربؿ مقدتفيد أف اؼبسلمت ب بعض األقطار إىل اإلسبلـ، فإف اؼبستقبل لئلسبلـ، كإف اإلحصاءات

ديبوغرافيا على غتىم. كإف الذم يعوؽ اؼبد اإلسبلمي ىو ب اؼبستقبل األكركبية سيتفوقوف االكبرافات الفكرية كالسلوكية عند بعض اؼبسلمت.

فهرس المصادر والمراجع

مصطفى بن ؿبمد بن ؿبمد العمادم السعود أبو الكرن، الكتاب مزايا إىل السليم العقل إرشاد - .بتكت العريب، التاث إحياء دار ،(ىػ: اؼبتوب)

الفوزاف، اهلل عبد بن فوزاف بن كاإلغباد، صاحل الشرؾ أىل على كالرد االعتقاد صحيح إىل اإلرشاد - ـ. - ىػ، اعبوزم، ط ابن دار

61

اعبكت القادر عبد بن اؼبختار ؿبمد بن األمت ؿبمد، بالقرآف القرآف إيضاح ب البياف أضواء - .ـ-ىػ، لبناف، بتكت، الفكر دار( ، ىػ:اؼبتوب) الشنقيطي

اإلرشاد ، دار(ىػ: اؼبتوب) دركيش مصطفى أضبد بن الدين كبيانو، ؿبيي القرآف إعراب - دمشق - كثت ابن دار) ،(بتكت - دمشق - اليمامة دار) سورية، - ضبص - اعبامعية للشئوف

ىػ. ،، ط(بتكت - بن اغبليم عبد بن أضبد العباس أبو الدين اعبحيم، تقي أصحاب ؼبخالفة اؼبستقيم الصراط اقتضاء -

: اؼبتوب) الدمشقي اغبنبلي اغبراين تيمية ابن ؿبمد بن القاسم أيب بن اهلل عبد بن السبلـ عبد - ىػ ،لبناف، ط بتكت، الكتب، عامل العقل، دار الكرن عبد ناصر: ، احملقق(ىػ

ـ. البيضاكم الشتازم ؿبمد بن عمر بن اهلل عبد سعيد أبو الدين التأكيل، ناصر كأسرار التنزيل أنوار -

، بتكت، ط العريب، التاث إحياء اؼبرعشلي، دار الرضبن عبد ؿبمد: ، احملقق(ىػ: اؼبتوب) ق.

اعبزائرم، بكر أبو جابر بن القادر عبد بن موسى بن الكبت، جابر العلي لكبلـ التفاست أيسر - ـ./ىػ ،السعودية، ط العربية اؼبملكة اؼبنورة، اؼبدينة كاغبكم، العلـو مكتبة

بن ؿبمد بن عيسى بن ىاركف بن عيذكف بن القاسم بن إظباعيل القايل، علي اللغة، أبو ب البارع - العربية اغبضارة دار - بغداد النهضة الطعاف، مكتبة ىشاـ: احملقق، (ىػ: اؼبتوب) سلماف

ـ. ،بتكت، ط الدين أثت حياف بن يوسف بن علي بن يوسف بن ؿبمد حياف أبو التفست، ب احمليط البحر -

.ىػ ط بتكت، الفكر، دار صبيل، ؿبمد صدقي: ربقيق ،(ىػ:اؼبتوب) األندلسي، (ىػ: اؼبتوب) اعبوزية قيم ابن الدين مشس سعد بن أيوب بن بكر أيب بن ؿبمدالفوائد، بدائع -

لبناف. بتكت، العريب، الكتاب دار اؼبلقب الفيض، أبو اغبسيت، الرزاؽ عبد بن ؿبمد بن ؿبمد القاموس، جواىر من العركس تاج -

.اؽبداية دار احملققت، من ؾبموعة: بتحقيق ،(ىػ:اؼبتوب) الزبيدم دبرتضى، الطاىر ؿبمد ،«ايد الكتاب تفست من اعبديد العقل كتنوير السديد اؼبعت ربرير» كالتنوير التحرير -

– للنشر التونسية الدار ،(ىػ: اؼبتوب) التونسي عاشور بن الطاىر ؿبمد بن ؿبمد بن .ىػ تونس،

الشافعي النيسابورم، الواحدم، علي بن ؿبمد بن أضبد بن علي اغبسن أبو البىسيط، التػفستي - قامت ب سعود، بن ؿبمد اإلماـ جبامعة دكتوراة رسالة( ) ب ربقيقو أصل ،(ىػ:اؼبتوب)

61

سعود بن ؿبمد اإلماـ جامعة العلمي، البحث عمادة كتنسيقو، بسبكو اعبامعة من علمية عبنة .ىػ،ط اإلسبلمية،

ىػ( كجبلؿ الدين عبد الرضبن بن جبلؿ الدين ؿبمد بن أضبد احمللي )اؼبتوب:تفست اعببللت، - . القاىرة، ط ،ىػ(، دار اغبديثأيب بكر السيوطي )اؼبتوب:

العربية، الكتب إحياء دار عزت، ؿبمد دركزة ،(النزكؿ ترتيب حسب مرتب) اغبديث التفست - .ىػ القاىرة،

، أخبار مطابع ،(ىػ:اؼبتوب) الشعراكم متويل ؿبمد اػبواطر، الشعراكم، تفست - عاـ نشر اليـو .ـ

اء ؿبمد بن الدين مشس ؿبمد بن رضا علي بن رشيد ؿبمد ،(اؼبنار تفست) اغبكيم القرآف تفست - .ـ للكتاب، العامة اؼبصرية اؽبيئة ،(ىػ: اؼبتوب) اغبسيت القلموين الدين

التميمي، اؼبنذر بن إدريس بن ؿبمد بن الرضبن عبد ؿبمد حاب، أبو أيب البن العظيم القرآف تفست - مصطفى نزار الطيب، مكتبة ؿبمد أسعد: ، احملقق(ىػ: اؼبتوب) حاب أيب ابن الرازم اغبنظلي،

ىػ.، السعودية، ط العربية اؼبملكة - الباز: ربقيق(، ىػ) الدمشقي القرشي كثت بن عمر بن إظباعيل الفداء أبو، العظيم القرآف تفست -

.ـ-ىػ، ط، كالتوزيع للنشر طيبة دار، سبلمة ؿبمد بن سامي العريب، الفكر دار ،(ىػبعد: اؼبتوب) اػبطيب يونس الكرن عبد للقرآف، القرآين التفست -

.القاىرة كالتوزيع، كالنشر للطباعة مصر هنضة دار طنطاكم، سيد ؿبمد الكرن، للقرآف الوسيط التفست -

.ـ ،ط القاىرة، الفجالة، ؿبمد: احملقق ،(ىػ: اؼبتوب) منصور أبو اؽبركم، األزىرم بن أضبد بن ؿبمد اللغة، هتذيب -

.ـ ،ط بتكت، – العريب التاث إحياء دار مرعب، عوض: اؼبتوب) السعدم اهلل عبد بن ناصر بن الرضبن عبد اؼبناف، كبلـ تفست ب الرضبن الكرن تيست -

.ـ- ىػ ،ط الرسالة، مؤسسة اللووبق، معبل بن الرضبن عبد: احملقق ،(ىػ ؿبمد أضبد: ربقيق ،(ىػ) الطبم جرير بن ؿبمد جعفر أبو القرآف، تأكيل ب البياف جامع -

.ـ-ىػ ،ط الرسالة، مؤسسة شاكر، فرح بن بكر أيب بن أضبد بن ؿبمد اهلل عبد أبو القرطيب، تفست أك القرآف ألحكاـ اعبامع -

أطفيش، كإبراىيم البدكين أضبد: ربقيق ،(ىػ:اؼبتوب) القرطيب الدين مشس اػبزرجي األنصارم .ـ- ىػ ،ط القاىرة، – اؼبصرية الكتب دار

62

السبلـ عبد بن اغبليم عبد بن أضبد العباس أبو الدين تقي اؼبسيح، دين بدؿ ؼبن الصحيح اعبواب -: ، ربقيق(ىػ: اؼبتوب) الدمشقي اغبنبلي اغبراين تيمية ابن ؿبمد بن القاسم أيب بن اهلل عبد بن

،السعودية، ط العاصمة، ؿبمد، دار بن ضبداف - إبراىيم بن العزيز عبد - حسن بن علي ـ./ ىػ

ـ، مكتبة كمطبعة دار اؼبنار، ،الدين عبداهلل الشنطي، طدياف، د. عماد دراسات ب األ - غزة.

البيهقي بكر أبو اػبراساين، اػبيسرىكجردم موسى بن علي بن اغبست بن النبوة، أضبد دالئل -، للتاث، ط الرياف دار العلمية، الكتب قلعجي، دار اؼبعطي عبد. د: ، احملقق(ىػ: اؼبتوب)

ـ. - ىػ اغبسيت اهلل عبد بن ؿبمود الدين شهاب اؼبثاين، كالسبع العظيم القرآف تفست ب اؼبعاين ركح -

،ط بتكت، – العلمية الكتب دار عطية، البارم عبد علي: ربقيق ،(ىػ: اؼبتوب) األلوسي .ىػ

: اؼبتوب) األنبارم بكر أبو بشار، بن ؿبمد بن القاسم بن الناس، ؿبمد كلمات معاين ب الزاىر -- ىػ ،بتكت، ط - الرسالة الضامن، مؤسسة صاحل حاب. د: ، احملقق(ىػ

ـ. دار ،(ىػ: اؼبتوب) زىرة بأيب اؼبعركؼ أضبد بن مصطفى بن أضبد بن ؿبمد التفاست، زىرة -

.العريب الفكرالتمذم، أبو عيسى )اؼبتوب: سنن التمذم، ؿبمد بن عيسى بن سىورة بن موسى بن الضحاؾ، -

( كإبراىيم ( كؿبمد فؤاد عبد الباقي )جػ ، ىػ(، ربقيق كتعليق: أضبد ؿبمد شاكر )جػ ( ، شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البايب اغبليب، ، عطوة عوض اؼبدرس ب األزىر الشريف )جػ

ـ.ىػ/، مصر، ط، صبلح عبد الفتاح اػبالدم، دار القلم، دمشق، ط الشخصية اليهودية من خبلؿ القرآف، د. -

ـ. كسلم عليو اهلل صلى اهلل رسوؿ أمور من اؼبختصر الصحيح اؼبسند اعبامع أك البخارم صحيح -

دار، الناصر ناصر بن زىت ؿبمد: ربقيق، البخارم إظباعيل بن ؿبمد اهلل عبد أبو، كأيامو كسننو .ىػ، ط، النجاة طوؽ

، مكتبة اؼبعارؼ للنشر ىػ(ؿبمد ناصر الدين األلباين )اؼبتوب: صحيح سنن التمذم، - ىػ.، كالتوزيع، الرياض، ط

63

عليو اهلل صلى اهلل رسوؿ إىل العدؿ عن العدؿ بنقل اؼبختصر الصحيح اؼبسند أك مسلم صحيح - عبد فؤاد ؿبمد: احملقق ،(ىػ) النيسابورم القشتم اغبسن أبو اغبجاج بن مسلم كسلم، .بتكت العريب، التاث إحياء دار الباقي،

،القاىرة، ط – كالتوزيع كالنشر للطباعة الصابوين الصابوين، دار علي التفاست، ؿبمد صفوة - ـ. - ىػ

اليمت الشوكاين اهلل عبد بن ؿبمد بن علي بن ؿبمد، كالدراية الركاية فت بت اعبامع القدير فتح - .ىػ، ط، بتكت دمشق،، الطيب الكلم دار كثت، ابن دار(، ىػ:اؼبتوب)

، لبناف، ط – بتكت العريب، الكتاب ، دار(ىػ: اؼبتوب) سابق السنة، سيد فقو - ـ. - ىػ

بتكت، الشركؽ، دار ،(ىػ:اؼبتوب) الشاريب حست إبراىيم قطب سيد القرآف، ظبلؿ ب - .ىػ ،ط القاىرة،

: اؼبتوب) الصنهاجي باديس بن ؿبمد اغبميد عبد اػببت، اغبكيم كبلـ من التذكت ؾبالس ب - -بتكت العلمية الكتب الدين، دار مشس أضبد كأحاديثو آياتو كخرج عليو علق: ، احملقق(ىػ

.ـ - ىػ ،لبناف، ط: اؼبتوب) البصرم الفراىيدم سبيم بن عمرك بن أضبد بن اػبليل الرضبن عبد العت، أبو كتاب -

اؽببلؿ. كمكتبة السامرائي، دار إبراىيم د اؼبخزكمي، مهدم د: ، احملقق(ىػ اهلل جار الزـبشرم أضبد، بن عمرك بن ؿبمود القاسم أبو التنزيل، غوامض حقائق عن الكشاؼ -

.ىػ ،ط بتكت، – العريب الكتاب دار ،(ىػ: اؼبتوب) البقاء أبو الكفوم، اغبسيت موسى بن أيوب اللغوية، كالفركؽ اؼبصطلحات ب معجم الكليات -

.بتكت الرسالة، مؤسسة اؼبصرم، ؿبمد دركيش، عدناف: احملقق ،(ىػ:اؼبتوب) اغبنفي الدمشقي اغبنبلي عادؿ بن علي بن عمر الدين سراج حفص الكتاب، أبو علـو ب اللباب -

معوض، ؿبمد علي كالشيخ اؼبوجود عبد أضبد عادؿ الشيخ: ، احملقق(ىػ: اؼبتوب) النعماين ـ.- ىػ ،لبناف، ط/ بتكت - العلمية الكتب دار

اإلفريقي األنصارم منظور ابن الدين صباؿ الفضل، أبو على، بن مكـر بن ؿبمد العرب، لساف - .ىػ ،ط بتكت، صادر، دار ،(ىػ:اؼبتوب)

،(ىػ: اؼبتوب) القاظبي اغببلؽ قاسم بن سعيد ؿبمد بن الدين صباؿ ؿبمد التأكيل، ؿباسن - .ىػ ،ط بتكت، العلمية، الكتب دار السود، عيوف باسل ؿبمد: ربقيق

كاإلفتاء العلمية البحوث إدارة عثماف، رئاسة ؿبمد الرؤكؼ كاالبتداع، عبد االتباع بت الرسوؿ ؿببة - ىػ. ،الرياض، ط – كالتصبة الطبع إدارة كاإلرشاد كالدعوة

64

: اؼبتوب) الظاىرم القرطيب األندلسي حـز بن سعيد بن أضبد بن علي ؿبمد باآلثار، أبو احمللى - بتكت. - الفكر دار ،(ىػ

: اؼبتوب) الرازم اغبنفي القادر عبد بن بكر أيب بن ؿبمد اهلل عبد أبو الدين زين الصحاح، ـبتار - ،ط صيدا، بتكت، النموذجية، الدار العصرية، اؼبكتبة ؿبمد، الشيخ يوسف: احملقق ،(ىػ

.ـ - ىػ، (ىػ: اؼبتوب) اغبموم الركمي اهلل عبد بن ياقوت اهلل عبد أبو الدين البلداف، شهاب معجم -

ـ. ،بتكت، ط صادر، دار .القاىرة اغبديث، دار الباقي، عبد فؤاد ؿبمد الكرن، القرآف أللفاظ اؼبفهرس اؼبعجم - القادر عبد كحامد الزيات، كأضبد مصطفى إبراىيم) بالقاىرة، العربية اللغة ؾبمع الوسيط، اؼبعجم -

.الدعوة دار ،(النجار كؿبمد عبد: احملقق ،(ىػ) اغبست أبو الرازم، القزكيت زكرياء بن فارس بن أضبد اللغة، مقاييس معجم -

.ىػالفكر، دار ىاركف، ؿبمد السبلـأبو ؿبمد موفق الدين عبد اهلل بن أضبد بن ؿبمد بن قدامة اؼبقدسي ب ، اؼبغت البن قدامة -

-ىػ ، مكتبة القاىرة ،ىػ(الدمشقي اغبنبلي، الشهت بابن قدامة اؼبقدسي )اؼبتوب: .ـ

الرازم التيمي اغبست بن اغبسن بن عمر بن ؿبمد اهلل عبد أبو الكبت، التفست أك الغيب مفاتيح - بتكت، العريب، التاث إحياء دار ،(ىػ: اؼبتوب) الرم خطيب الرازم الدين بفخر اؼبلقب

.ىػ ،ط ،(ىػ) األصفهاين بالراغب اؼبعركؼ ؿبمد بن اغبست القاسم أبو القرآف، غريب ب اؼبفردات -

.ىػ ،ط بتكت، دمشق الشامية، الدار القلم، دار الداكدم، عدناف صفواف: ربقيق، (ىػ: اؼبتوب) الشهرستاين أضبد بكر أىب بن الكرن عبد بن ؿبمد الفتح كالنحل، أبو اؼبلل -

اغبليب. مؤسسة مصر، اإلسبلمية، للشئوف األعلى الس األزىر، علماء من عبنة الكرن، القرآف تفست ب اؼبنتخب -

.ـ - ىػ ،ط األىراـ، مؤسسة طبع قدح، اعبامعة الرضبن عبد بن الباطلة، د. ؿبمود مزاعمهم بعض على كالرد اليهود تاريخ موجز -

.(ىػ/) -( ) العدد -اؼبنورة، ط باؼبدينة اإلسبلمية اؼبآثر ياست، دار بن بشت بن حكمت. د. باؼبأثور، أ التفست من اؼبسبور الصحيح موسوعة -

ـ. - ىػ ،النبوية، ط اؼبدينة -كالطباعة كالتوزيع للنشر

65

من)الكويت، – اإلسبلمية كالشئوف األكقاؼ كزارة: عن الكويتية، صادر الفقهية اؼبوسوعة - - الكويت، األجزاء – دار السبلسل ،ط : - ، األجزاء(ىػ -

الوزارة. طبع ،ط : - مصر، األجزاء – الصفوة دار مطابع ،ط : : القحطاين، تقدن سامل بن سعيد بن السلف، ؿبمد عقيدة مفاىيم من اإلسبلـ ب كالباء الوالء -

.السعودية، ط العربية اؼبملكة - الرياض طيبة، عفيفي، دار الرزاؽ عبد الشيخ فضيلة