− ١ −

− ٢ −

أبيض

− ٣ −

אאא א

.احلمد هللا رب العلمني, والصالة والسـالم عـىل أرشف األنبيـاء واملرسـلني :أما بعد

ل الطالق وسيلة من وسائل التخلص من املشـكالت التـي فإن اهللا تعاىل جع ,ليه جمموعة من اآلثاروملا أباح اإلسالم الطالق فقد رتب ع ,يعاين منها الزوجان

,ومنها متعة الطالق التي رشعها اإلسالم تعويضا للمرأة عـام يلحقهـا مـن رضركام سيأيت ,أو بعضهن ,وإن كان الفقهاء قد اختلفوا يف إثبات املتعة لكل املطلقات

وتكمن أمهية هذا املوضوع يف أن متعة الطالق من املواضيع التـي ,يف ثنايا البحثكام تربز ,فضال عن بعض املتخصصني يف العلوم الرشعية ,من العوام جيهلها كثري

.أمهيتها بكوهنا مرتبطة يف كثري من جوانبها بمبدأ التعويض عن الطالق التعسفيويف هذا البحث لعيل أسلط الضوء عىل ثالث مسـائل مـن مسـائل املتعـة يف

:الطالق وهيتعة املطلقة يف الرش :املسألة األوىل .يعة اإلسالمية, والقوانني الوضعيةحكم م .تقدير املتعة عىل القول هبا, يف الرشيعة والقانون :املسألة الثانية .مسقطات املتعة: املسألة الثالثة

أن يوفقني ملا فيه خري وصـالح, وأن ينفـع هبـذا −جل جالله −وأسأل اهللا البحث, آمني,,,

− ٤ −

أبيض

− ٥ −

א .يشتمل البحث عىل مقدمة وسبعة مباحث وخامتة

ويشـتمل عـىل أربعـة ,تعريف الطـالق واملتعـة لغـة واصـطالحا :املبحث األول : مطالب

.تعريف الطالق لغة واصطالحا :املطلب األول .تعريف املتعة لغة واصطالحا :املطلب الثاين .أقسام املطلقات :املطلب الثالث .من متعة الطالق احلكمة: املطلب الرابع

.أدلة مرشوعية املتعة للمطلقات :املبحث الثاين :ويشتمل عىل ثالث مطالب ,حكم املتعة للمطلقات :املبحث الثالث

.حترير حمل النزاع :املطلب األول .سبب اختالف الفقهاء :املطلب الثاين . األقوال واألدلة والرتجيح :املطلب الثالث

:وفيه أربعة مطالب ,عةمقدار املت :املبحث الرابع .تقدير متعة املطلقة يف الرشيعة اإلسالمية :املطلب األول تقدير متعة املطلقة يف القوانني العربية :املطلب الثاين .تقدير متعة املطلقة يف القوانني األوربية :املطلب الثالثملتعـة مقارنة ما ذهبت إليه بعض القوانني الوضعية يف مقدار ا :املطلب الرابع

وهل خيتلف احلكم بالنسبة لألقليات املسـلمة ,بالقول الراجح يف الفقه اإلسالمي .يف بالد الغرب .متعة املطلقة وعالقتها بالتعويض عن الطالق التعسفي: املبحث اخلامس .مسقطات املتعة :املبحث السادس

− ٦ −

:وفيه ثالثة مطالب ,حكم إلزام املطلق بمتعة الطالق :املبحث السابع .حكم إلزام املطلق بمتعة الطالق يف املحاكم الرشعية :طلب األولامل

.حكم إلزام املطلق بمتعة الطالق يف القوانني العربية :املطلب الثاين .حكم إلزام املطلق بمتعة الطالق يف القوانني االوربية :املطلب الثالث

اخلامتة

− ٧ −

אא אאא

:تعريف الطالق لغة واصطالحا : املطلب األول :يقـال ,ويـأيت أيضـا بمعنـى الـرتك ,بمعنى التخلية واإلرسال :الطالق لغة

,طلـق اليـدين :يقال ,كام يأيت أيضا بمعنى عدم التقييد ,طلقت القوم أي تركتهم . )١(أي غري مقيد

ملصـطلح الطـالق مـن حيـث مل ختتلف تعاريف الفقهاء :الطالق اصطالحا رفع قيد النكـاح :فعرفه ابن اهلامم من احلنفية بقوله ,وإن تفاوتت ألفاظهم ,املعنى

صفة حكمية ترفع حلية متتع :وعرفه اخلطاب من املالكية بقوله, )٢(بلفظ خمصوصحل قيد النكاح بلفظ الطالق :وعرفه الرميل من الشافعية بقوله ,)٣(الزوج بزوجته

.)٥(الطالق هو حل قيد النكاح :وعرفه ابن قدامة من احلنابلة بقوله ,)٤(ونحوه :ا تعريف املتعة لغة واصطالح: لثايناملطلب ا

وهـو مجيـع مـا ينتفـع , وهو املنفعة والسلعة, اسم مشتق من املتاع :املتعة لغةواستمعاله ملا يوهـب للمـرأة , اسم للتمتيع, واملتعة بالضم وبالكرس, ويستمتع به

.)٦(قة من املجازاملطلفها اخلطيب الرشبيني بقوله قة, : عر مال جيب عىل الزوج دفعه, المرأته املفار

, وما يف معناه, برشوط .هـ.ا )٧(يف احلياة بطالق

.)٢٢٦−١٠/٢٢٩(لسان العرب : انظر) ١( ).٣/٣٢٥(رشح فتح القدير : انظر) ٢( ).٤/١٨(رشح خمترص مواهب اجلليل : انظر) ٣( ).٦/٤٢٣(هناية املحتاج إىل رشح املنهاج : انظر) ٤( ).٨/٢٣٣(, املغني: انظر) ٥( ).٢٢/١٨٣(وتاج العروس , )٨/٣٢٨(ولسان العرب , )٩٨٥(القاموس املحيط : انظر) ٦( ).٣/٢٤١(مغني املحتاج : انظر) ٧(

− ٨ −

فها البعيل بقوله اخلادم, والكسـوة, وسـائر مـا : يقال لـ... اسم مصدر: وعر هـ.ا )١(يتمتع به

فها الزبيدي بقوله ص : وعر , أو دراهـم, أو ما و لت به بعد الطالق, من ثوب هـ.ا )٢()طعام

وغالب التعريفات ملتعة املطلقة متقاربـة,وال ختـرج عـن كوهنـا مـال يدفعـه سواء يف كتب األحكـام .)٣(الزوج لزوجته بعد الطالق من مال,أو ثوب,أو خادم

.أو يف القوانني الفقهية الرشعية, . رشوط استحقاق املتعة, وتقديرها فقطواخلالف مل جير يف هذا, بل جر يف

ولكن تعريف الرشبيني أجود التعـاريف, ألنـه حـدده بأنـه مـال يدفعـه الرجـل , أو نحوه, وذكر أن ذلك يكون بشـ روط معروفـة يف ـالمرأته التي فارقها بطالق

عها من كتب الفقه .موض :أقسام املطلقات: املطلب الثالث

تنقسـم إذ ,يف املتعة للمطلقات أن نبـني أقسـام املطلقـات ال بد قبل اخلوض :)٤(املطلقات من حيث الدخول هبن وفرض املهر هلن إىل أربعة أقسام

.فرض هلا املهر, مطلقة مدخول هبا :القسم األول .مل يفرض هلا املهر, مطلقة مدخول هبا :القسم الثاين .ملهرمفروض هلا ا, مطلقة غري مدخول هبا :القسم الثالث .مل يفرض هلا املهر, مطلقة غري مدخول هبا :القسم الرابع

اء يف إعطاء املتعة جلميع أقسام املطلقات املذكورات عىل ـد اختلف الفقهـوق .ما سيأيت

).٣٢٧(املطلع : انظر) ١( ).٨/٣٢٨(, ولسان العرب )٩٨٥(والقاموس املحيط , )٨/١٨٤(تاج العروس : انظر) ٢( ).٣٨٨(, وأحكام األرسة يف اإلسالم )٢١٢(الفقه املقارن لألحوال الشخصية : انظر) ٣( ).٣/١٣٠(, اجلامع ألحكام القرآن: انظر) ٤(

− ٩ −

:وسببها يف القوانني, احلكمة من مرشوعية متعة املطلقة: املطلب الرابعف, وأعطاهـا مـن اهتم اإلسالم باملرأة ونرصـها يف كـل األحـوال والظـرو

رف جاهيل أو قبيل .احلقوق, مل يعطها أي دين ساموي, أو قانون أريض, أو عفالقول والكلمة هلا عند الزواج, ورضاها فيه معترب, وهلا من املهر نصفه قبل الدخول واخللوة, وكله بعد الدخول واخللوة, وهلا النفقة واملسكن, وبعد الطالق

حتـى ا ولو كانت حامال حتى تلد, ومرضـعت يف العدة, هلا النفقة واملسكن مادام ...فيام إذا كانت حاضنة لألوالد −بحكم اإلسالم −تفطم, و يستمر العطاء

.وكل هذا من احلقوق العظيمة التي وهبها اإلسالم للمرأة وحفظ مكانتهالـة يف −عىل وجه اخلصـوص −وقد يرد سؤال عـن احلكمـة يف املتعـة, والع

ر, يف الرشيعة اإلسالمية, خاحلاالت, واستحباهبا يف حاالت أا يف بعض وجوهب .أو عن السبب يف تقنينها واإللزام هبا يف القوانني الوضعية

واألصل يف ذلك هو حكم الرشيعة, وحكمتها, ومنها أخـذ القـانون حكـم .املسألة

:ور; وهيوعند تتبع ما قيل عن يف ذلك, نجد أنه ال خيرج عن ثالثة أمى من نصف املهر :األمر األول وهذا أمر ال شـك . أن املتعة قائمة مقام املسم

.)١(فيه .أن املتعة جرب خلاطر املرأة جراء ما حلقها من الطالق :األمر الثاين

أن املتعة تعويض للمـرأة, عـن الطـالق التعسـفي مـن قبـل :واألمر الثالث .وهذا ما توحي به بعض القوانني, عىل ما سيأيت الرجل, فأشبه العقوبة له,

يا, ومـع ذلـك ف ولكن يشكل عىل األمر الثالث, أن الطالق قد ال يكون تعس .جتب املتعة

إن يف هذا الطـالق غضاضـة, ( :− رمحه اهللا −قال العالمة حممد رشيد رضا , فـإذا هـو متعهـا متاعـيش وإهياما للناس أن الزوج ما طلقها إال وقد رابه منها ا ء

).٢٠٣(األحوال الشخصية : انظر) ١(

− ١٠ −

حسنا; تزول هذه الغضاضة, ويكون هذا املتاع احلسن, بمنزلة الشهادة بنزاهتهـا, لة واالعرتاف بأن الطالق كان من قبله, أي لعذر خيتص به, ال من قبلها, أي ال لع

فجعـل هـذا أمرنا أن نحافظ عىل األعراض بقدر الطاقة, − تعاىل −فيها; ألن اهللا هـ.ا )١(...)التمتيع كاملرهم جلرح القلب, لكي يتسامع به الناس

هذه املتعة فيها تعويض ملا فات عىل املطلقة مـن ( :ويقول العالمة أمحد شاكره ﴿ :الطمأنينة عىل نظام حياهتا يف كنف الزوج;ولـذلك كانـت ر ـد ـع ق ـىل املوس ع

ا تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع وف و ر هـ.ا )٢()كالشأن يف اإلنفاق) ٢٣٦: البقرة( ﴾باملعاحلكمة يف إجيـاب نصـف املهـر يف هـذه : ويقول الشيخ عبد الوهاب خالف

جهتني )٣(احلال .خمتلفتني −من النظر −, أن هلا و, مل فلو نظرنا من وجهـة أن الـزوج بالفرقـة قبـل الـدخول حقيقـة أو حكـام

ه أي نـوع مـن االسـتمتاع, ومل تقـم لـه بواجـب مـن الواجبـات يستمتع بزوجتـرقة عىل ما كانت عليه قبل العقد; ينتج أن الزوج ال جيب الزوجية, وحاهلا بعد الف

.عليه يشء من املهر أصال لكت زوجها حق املتعة هبا, ومل متنعه ولو نظرنا من وجهة أن الزوجة بالعقد م

ه, و رقة اآلتية من قبله; ينـتج أن أن يستويف حق ا هبذه الف ه خمتار لك ت م هو الذي فو .عليه املهر كله

, وأوجب عىل الزوج , وراعى اجلانبني جهتني −فالشارع احلكيم وفق بني الوقهـا مـن الضـ −يف هذه احلال ى كتعويض هلا عام حل م رقـة ـنصف املهر املس رر, بف هـ.ا )٤()لهاليست من قب

يقدمها ـ أي املتعة ـ الـزوج تطيبـا لـنفس : ويقول الدكتور بدران أبو العيننيا هلا عن إحياشها بالفرقة التي حصلت بينهام وبني زوجها هـ.ا )٥(الزوجة, وتعويض

.حممد عبده, مفتي الديار املرصية يف زمنه: , وقاله حكاية عن شيخه)٢/٤٣٠(تفسري املنار : انظر) ١( ).٨٦(نظام الطالق يف اإلسالم : انظر) ٢(ى هلا املهر, وهي حالة املتعة املتفق عليها, عىل ما سيأيت) ٣( .أي عند الطالق قبل الدخول واخللوة, وقد سم ).٨٥(ل الشخصية أحكام األحوا: انظر) ٤( ).٢١٢(الفقه املقارن لألحوال الشخصية : انظر) ٥(

− ١١ −

وبعض الباحثني يفصلون بني متعة املطلقـة, وبـني التعـويض عـن اسـتعامل تعويض أمر خمتلف عـن املتعـة, كـام يـرون أنـه التعسف يف الطالق, ويرون أن ال

يوجد فرق بني استحباب املتعة للمطلقة بسبب أو بـدون سـبب, وبـني وجـوب .)١(التعويض للمطلقة بائنا بدون سبب رشعي, كحق من حقوقها املرشوعة

).١٧٨(السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية : انظر) ١(

− ١٢ −

أبيض

− ١٣ −

אא א

:املتعة للمطلقات مرشوعة يف القرآن والسنةـوا ﴿ :قال تعاىل −١ ض ر ف ن أو ت ـوه س مت ا مل اء م تم النس ق ل م إن ط يك ل ناح ع ال ج

ا بامل تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ر د ع ق ىل املوس ن ع تعوه م ة و يض ر ن ف ـىل هل قا ع وف ح ر عنني س ).٢٣٦: البقرة( ﴾املحــ﴿ :ىـالـــال تعـقــ −٢ ــات م ق طل للم ــني ـو ــىل املتق قــا ع وف ح ر ﴾تاع بــاملع

).٢٤١: رةـالبق(ن ﴿ :قال تعاىل −٣ يـاة الـد ن احل د ـر تن ت نـ ـك إن ك اج و ز ـل أل ي ق ا النبـ ا أهي يا ي

يال ا مج اح ن رس ك ح أرس ن و ك تع أم الني تع ا ف ينته ز ).٢٨: األحزاب( ﴾وحتـى انطلقنـا إىل حـائط ملسو هيلع هللا ىلصقال خرجنا مع النبي − −عن أيب أسيد −٤

اجلسـوا : (ملسو هيلع هللا ىلصحتى انتهينا إىل حائطني فجلسنا بينهام فقال النبي , يقال له الشوطفأنزلت يف بيت يف نخل يف بيت أميمة بنت النعامن , اجلونيةها هنا ودخل وقد أيت ب

: فلام دخل عليها النبي صىل اهللا عليه وسـلم, بن رشاحيل ومعها دايتها حاضنة هلاوقة قال فأهو بيده يضع ) هبي نفسك يل(قال قالت وهل هتب امللكة نفسها للس

ثم خرج علينا ) معاذقد عذت ب: (فقال, فقالت أعوذ باهللا منك, يده عليها لتسكن .)١()يا أبا أسيد اكسها رازقيتني وأحلقها بأهلها: (فقال

).٥٢٥٥(برقم , هل يواجه الرجل امرأته بالطالق, أخرجه البخاري يف صحيحه يف الطالق يف باب من طلق) ١(

− ١٤ −

أبيض

− ١٥ −

אא א

:ويشتمل عىل ثالثة مطالب :حترير حمل النزاع يف املسألة: املطلب األول

فإهنـا , وردهتـا, خالعةاتفق الفقهاء عىل أن كل فرقة كانت بسبب من املرأة املروعة يف كـل ـكام اتفقوا عىل أن متعة الطالق مشـ, حينئذ ال تستحق متعة الطالقكـام , روعيةـولكنهم اختلفـوا يف درجـة هـذه املشـ, فرقة كانت بسبب من الزوج

.اختلفوا يف نوع املطلقة التي تستحق متعة الطالق عىل ما سنبينه يف هذا املبحث :ختالف الفقهاءسبب ا: املطلب الثاين

فقد اختلف الفقهاء يف مقتىض األمر الـوارد , اختالف القرينة :السبب األولى األمـر وهـو ـفالذين قالوا بالوجوب عملوا بمقتض, يف إعطاء املتعة للمطلقات

والذين قالوا بالندب رصفوا األمر مـن الوجـوب إىل النـدب لوجـود , الوجوب .قرينة صارفة

ن ﴿ :يف حتديـد الضـمري يف قولـه تعـاىل االختالف :السبب الثاين ـوه تع م ﴾و, اختلفوا يف هذا الضمري هل يعود عىل كل املطلقـات أم أنـه يعـود عـىل بعضـهن

﴾ واختلفوا يف الضمري املتصـل بقولـه: − رمحه اهللا −يقول القرطبي ن ـوه تع م ﴿و .)١(من املراد به من النساءومـن ذهـب إىل أن اآليـات , العموماالختالف يف ختصيص :السبب الثالث

ومن قال أن العموم خصص باآليـات , العامة يف كل املطلقات أو جبها هلن مجيعا أوجب املتعة لقسم دون آخر من املطلقات, األخر.

فهناك آثار عن بعض الصحابة أعطت املتعـة , تعارض اآلثار: السبب الرابع .قات دون البعض اآلخروهناك آثار أعطتها لبعض املطل, لكل املطلقات

).٣/١٣٢(أحكام القرآن للقرطبي : انظر) ١(

− ١٦ −

.والرتجيح, ومناقشتها, وأدلتهم, أقوال العلامء يف املسألة: املطلب الثالثيف مسألة حكم متعة املطلقة, وملن تكون − رمحهم اهللا تعاىل −اختلف الفقهاء

هذه املتعة من املطلقات, وقبل الرشوع يف أقوال العلامء يف املسألة, أود أن أنبـه إىل :هذه املسألة عىل فهم آيات ثالث, وهي تعد عمدة هذه املسألة وهي أن بناء

ن أو ﴿ :قولــه تعــاىل: أوال ــوه س مت ــا مل ــاء م ــتم النس ق ل م إن ط ــيك ل نــاح ع ال ج رت ىل املق ع ه و ر د ع ق ىل املوس ن ع تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف وف ت ر املع ا بـ تاع ه م ر د ق

نني س ىل املح قا ع ).٢٣٦: البقرة(﴾ حتاع ﴿ :قوله تعاىل :ثانيا ات م ق طل للم .﴾ون ﴿ :قوله تعاىل: ثالثا ن م وه تم ق ل م ط نات ث م تم املؤ ح ا نك نوا إذ ين آم ا الذ ا أهي ي بل أن مت ـا ق اح ن رس ـوه ح رس ن و ـوه تع م ا ف وهن تد ع ة ت د ن ع ن م يه ل م ع ام لك ن ف وه س

يال ).٤٩: األحزاب( ﴾مج :اختلف الفقهاء, يف حكم املتعة للمطلقة عىل عدة أقول

,هلـا مهـر التـي مل يسـم ,وجوب املتعة للمطلقة قبل الـدخول: القول األولوالشـافعي يف )٢(واحلنابلـة )١(وهو مذهب احلنفية, هبا لغريها من املطلقاتواستحبا .)٣(القديم

:أدلة هذا القول ﴿ :سبحانه وتعاىلقوله : الدليل األول ـا مل اء م تم النس ق ل م إن ط يك ل ناح ع ال ج

ن ع تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف ن أو ت وه س ا مت تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ر د ع ق ىل املوسنني س ىل املح قا ع وف ح ر ).٢٣٦: البقرة(﴾ باملع

ـتم ﴿ :سبحانه وتعاىل ثم قال ض ر د ف ق ن و وه س بل أن مت ن ق ن م وه تم ق ل إن ط وض ر ا ف ف م نص ة ف يض ر ن ف فخـص األوىل باملتعـة, والثانيـة ). ٢٣٧: البقرة( ﴾تم هل

).٢/٦٠١(وبدائع الصنائع ) ٤/٤٠٥(احلنفية رشح خمترص الطحاوي : نظرا) ١( ).٢٨٠−٢١/٢٧٩(الرشح الكبري للمقديس : نظرا) ٢( ).١٣/١٨٠(هناية املطلب : انظر) ٣(

− ١٧ −

, فيدل ذلك بنصف املفروض, مع تقسيمه للنساء قسمني, وإثباته لكل قسم حكامواعترب أصحاب هذا الـرأي بـأن هـذه اآليـات , عىل اختصاص كل قسم بحكمه .التي أوجبت املتعة لكل مطلقة ,تعترب ناسخة آليات سورة البقرة

فاملتعة واجبة للمطلقـة التـي مل يـدخل : (− رمحه اهللا تعاىل −ل ابن املنذر يقو .)١()هبا, ومل يسم هلا صداق, عىل ظاهر اآلية

ذكر اهللا تعاىل هذه اآلية والتـي بعـدها مطلقـة قبـل املسـيس : وقال القرطبيومطلقة قبل املسيس وبعد الفرض فجعـل لـألوىل املتعـة وجعـل , وقبل الفرض

صف الصداق ملا حلق الزوجة من دحض العقـد ووصـم احلـل احلاصـل للثانية ن .)٢(وقابل املسيس باملهر الواجب, للزوج بالعقد

﴿ :وقال ابن قدامة يف قولـه تعـاىل ـا مل ـاء م ـتم النس ق ل م إن ط ـيك ل اح ع نـ ال جن ـوه تع م ـة و يض ر ـن ف وا هل ض ر ف ن أو ت وه س إن ﴿ :ثـم قـال ).٢٣٦: البقـرة(﴾ مت و

ـتم ض ر ـا ف ـف م نص ـة ف يض ر ـن ف تم هل ض ر د ف ق ن و وه س بل أن مت ن ق ن م وه تم ق ل ﴾ طفخص األوىل باملتعة والثانية بنصف املفروض مع تقسيمه النسـاء )٢٣٧: البقرة(

.)٣(ختصاص كل قسم بحكمهوإثباته لكل قسم حكام فيدل ذلك عىل ا, قسمني ﴿ :وقال الكاساين يف قولـه تعـاىل ـا مل ـاء م ـتم النس ق ل م إن ط ـيك ل اح ع نـ ال ج

ن تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف ن أو ت وه س واملـراد , مطلق األمر وجوب العمـل﴾ متوا﴿: من قوله تعاىل ض ر ف أال تر أنـه عطـف عليـه قولـه , ومل تفرضوا: أي ﴾أو ت

ـا ﴿: تعاىل ـف م نص ة ف يض ر ن ف تم هل ض ر د ف ق ن و وه س بل أن مت ن ق ن م وه تم ق ل إن ط وتم ض ر ولو كان األول بمعنى ما مل متسوهن وقد فرضوا هلـن أو مل يفرضـوا ملـا ﴾ ف

بـك ﴿ :كقوله تعاىل, عطف عليه املفروض وقد تكون بمعنى الواو م ر ك حل رب اص فا ور ف م آثام أو ك نه ال تطع م ).٢٤: اإلنسان( ﴾و

).١/٢٨٥(مكتبة مكة الثقافية, : , ط)هـ٣١٨:ت(اإلقناع البن املنذر . نظرا) ١( ).٣/١٣٠(اجلامع ألحكام القرآن : انظر) ٢( ).٨/٤٩(املغني : انظر) ٣(

− ١٨ −

االستدالل عىل وجوب املتعة للتي طلقت قبل الدخول وقبـل : الدليل الثاين :)١(تسمية املهر من وجهني

ن ﴿: قوله تعاىل: أحدمها تعوه م داللة عـىل واألمر للوجوب حتى تقوم ال ﴾و .غريه

﴾﴿: قوله تعاىل: والثاين نني س ىل املح قا ع وهذا آكد مـا يكـون مـن ألفـاظ حط كونه حمسنا . اإلجياب إعطـاؤ املتعـة, وعليـه أن يكـون : وكذلك ألنه جعل رش

.حمسنا ا بدل الواجب وهـو نصـف : الدليل الثالث أن املتعة جتب يف هذه احلال; ألهن

.)٢(وبدل الواجب واجب; ألنه يقوم مقام الواجب وحيكي حكايتهمهر املثل من املعقول أن اهللا سبحانه وتعـاىل أعطـى املطلقـة بعـد الـدخول مهـرا −٣وذلك كله ملـا يلحـق املـرأة مـن , وأعطى املطلقة قبل الدخول نصف املهر, كامال

هر مسمى هلـا فإن كانت املطلقة قبل الدخول ال م, آثار ناجتة عن حل عقد الزواج .)٣(فإهنا تستحق املتعة للمعنى ذاته

:مناقشة األدلةأما االستدالل باآليات القرآنية فيجاب عنه بأن هذه اآليات ذكرت حالة −١

ومل تنـف عـن غريهـا مـن , من حاالت الطالق التي تسـتحق فيـه املطلقـة املتعـةدة املستحقة ملتعة بمعنى أن اآليات مل تنص عىل أن هذه احلالة هي الوحي, احلاالت .الطالقال يصـدق أحـد عـىل إبطـال : فقال ابن حزم يف شـأنهوأما ادعاء النسخ −٢

فكيـف ولـيس يف اآليـة التـي ملسو هيلع هللا ىلصحكم آية منزلة إال بخرب ثابت عـن رسـول اهللا .)٤(ذكرت يشء خيالف التي زعم أهنا نسختها فكلتامها حق

).٤٠٧−٤٠٦/ ٤(رشح خمترص الطحاوي : انظر) ١( ).٢/٦٠٢(بدائع الصنائع : نظرا) ٢( ).١/٢٩١(أحكام القرآن : انظر) ٣( ).١٠/٢٤٦(املحىل ) ٤(

− ١٩ −

, ن مجيــع الوجــوهواألصــل أال يلجــأ إىل النســخ إال يف حالــة التعــارض مــومـن ادعـى النسـخ فعليـه , ومعروف أن إعامل النصوص خري من إمهال بعضها

.اإلتيان بالدليل عىل دعواهوأما االستدالل باملعقول فيجاب عنه بأن استحقاق املـرأة للمهـر لـيس −٣

وإنام تستحق املطلقة بعد , بسبب ما يلحقها من آثار سلبية ناجتة عن انحالل العقدويأيت بعـد ذلـك إجيـاب , ملهر كامال نتيجة ملا استحل الزوج من فرجهاالدخول ا

سـواء , املتعة جلميع املطلقات تعويضا ملا قد يلحقهم من آثار نتيجة هـذا الطـالقبل إن استحقاق املطلقة بعد الـدخول للمتعـة , كان الطالق قبل الدخول أو بعدهوما يلحقها من , ار عىل املطلقةملا لذلك من آث ,آكد من استحقاق غري املدخول هبا

.رضر هبذا الفراق :القول الثاين

وجــوب املتعــة لكــل مطلقــة, ولــو بعــد الــدخول, إال التــي طلقــت قبــل وهـو ,هلا املهـر والمتعة هلا ومل يسم, نصف املهر فإن هلا ,الدخول,وفرض هلا املهر

.وهو قول ألمحد ,)١(مذهب الشافعي يف اجلديد وهو املعتمد عندهموافق هذا القول القول األول يف أحكـام غـري املـدخول هبـا : أدلة هذا القول

تهم عىل هذا القسم واحدة , فأدل ي فرضها, أو مل يسم .سواء التي سملكن وقع االختالف بينهم يف املطلقة بعـد الـدخول التـي اسـتقر هلـا املهـر,

.وسيكون االستدالل هلذا القسم املختلف فيهتاع ﴿ :سبحانه وتعاىلقوله :الدليل األول ات م ق طل للم فكان عىل عمومه ﴾و

ه الدليل يف املطلقة قبل الدخول, وليس هلا مهر مسمى .)٢(إال ما خصـك إن ﴿ :سبحانه وتعاىله ـولـق: يـانـثـل الـدليـال اج و ز ـل أل ي ق ا النبـ ا أهي ي

يـاة الـد ن احل د ر نتن ت يال ك ـ ـا مج اح ـن رس ك ح أرس ن و ك ـتع أم ـالني تع ـا ف ينته ز يا و ﴾ن

).٧/٣٢١(و روضة الطالبني ) ١٣/١٨١(هناية املطلب : انظر) ١( ).٩/٥٤٨(احلاوي الكبري للاموردي : انظر) ٢(

− ٢٠ −

فتعالني أرسحكن وأمتعكن, وقد : وفيه تقديم وتأخري, وتقديره )٢٨: األحزاب( .)١(كن كلهن مدخوالت هبن, فدل عىل وجوب املتعة للمدخول هبا

هلا املتعة ألنه ملا أوجب باآلية ملن مل وإن فرض هلا املهر مل جتب : قال الشريازيوألنه حصـل هلـا يف مقابلـة االبتـذال ,يفرض هلا دل عىل أنه ال جيب ملن فرض هلا

فاآلية القرآنية بينت حال قسمني من أقسام . )٢(نصف املسمى فقام ذلك مقام املتعة : املطلقات

هـذه و, وقبـل فـرض املهـر, وهي املطلقة قبـل الـدخول هبـا: القسم األول .أوجب اهللا هلا املتعةوهـذه أوجـب اهللا هلـا , املطلقة قبل الدخول وبعد فرض املهـر: القسم الثاين

.نصف املهروهي مـال جيـب عـىل الـزوج دفعـه : فصل يف املتعة: وقال زكريا األنصاري .المرأته ملفارقته إياها برشوط

ا مجيـع جيب عليه لزوجة مل جيب هلا نصف املهر فقط بأن وجـب هلـ: كام قلتأمـا يف , املهر أو كانت مفوضة مل توطأ ومل يفرض هلـا يشء صـحيح متعـة بفـراق

﴾ :األوىل فلعموم قوله تعاىل تاع ات م ق طل للم ن ﴿ وخصوص ﴿و ك تع أم الني تع ﴾ف, وألن املهر يف مقابلة منفعة بضعها وقد استوفاها الزوج فتجـب لالحيـاش متعـة

ن أو ﴿ :فلقوله تعاىلوأما يف الثانية ـوه س مت ـا مل اء م تم النس ق ل م إن ط يك ل ناح ع ال جن تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف يء فيجـب هلـا ـا شـل هلـة مل حيصـوضـوألن املف ﴾ت

منفعـة ألنه مل يسـتوف,متعة لإلحياش بخالف من أوجب هلا النصف فال متعة هلافنصف (ها فيكفي نصف مهرها لإلحياش وألنه تعاىل مل جيعل هلا سواه بقوله بضع

.)٣()ما فرضتم

).٩/٥٤٨(احلاوي : ظران) ١( .)٢/٦٣(املهذب : انظر) ٢( ).٢/١٠٢(فتح الوهاب : انظر) ٣(

− ٢١ −

ملـا : بسنده عن جابر بن عبـد اهللا, قـال) ١(رجه البيهقيـا أخـم: الدليل الثالث

, )متعهـا: (, فقـال لزوجهـاملسو هيلع هللا ىلصطلق حفص بن املغرية امرأته فاطمة, فأتت النبي متعها, ولو نصف صـاع :(, قال)فإنه البد من املتاع(: ال أجد ما أمتعها, قال: قال

.)٢()من مترة دليل عىل أهنا كانـت مـدخوال هبـا: قال البيهقي ,وقصتها املشهورة يف العد

.واهللا أعلمالقياس عىل املطلقة قبل الدخول وقبل تسمية املهـر; ألن كـال : الدليل الرابع

.)٣(ز أن جتب هلا املتعة بعد الدخولمنهام طالق مل يسقط به يشء من املهر, فجاال يقال أن ما سلم من املهر ال متعة معه; ألن مـا سـلم مـن : الدليل اخلامس

.)٤(املهر يف مقابلة منفعة البضع, ال يف مقابلة العقد والطالق :مناقشة األدلة

يمكن اإلجابة عىل االستدالل باآليات القرآنيـة عـىل غريهـا مـن أن ادعـاء حيتاج إىل دليل واآليات األخر جاءت عامة واضحة يف شأن إعطاء التخصيص

.وإخراج قسم منها حيتاج إىل دليل, كل املطلقات متعتها :القول الثالث

تلعــة, , إال املخ ــا بائنــا, يف نكــاح الزم طلقــة طالق اســتحباب املتعــة لكــل متارة لعيب , وطلقت قبل البناء, وخم لكـة واملفروض هلا صداق , ومم ة ري الزوج, وخم

.)٥(وهو قول املالكية. يف الطالق وطلقت نفسها :أدلة هذا القول ﴿: عـز وجـلقوله : الدليل األول ـا مل ـاء م ـتم النس ق ل م إن ط ـيك ل اح ع نـ ال ج

ىل امل ن ع تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف ن أو ت وه س ا مت تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ر د ع ق وس

).٢/٩٠٣(, وأخرجه أبو نعيم األصبهاين )٧/٤٢٠(السنن الكرب للبيهقي ) ١(نه األلباين ) ٢( ).٣٥١−٥/٣٥٠(, )١٤٢٠:ت(حس ).٩/٥٤٩(املرجع السابق ) ٣( ).١٣/١٨١(هناية املطلب : انظر) ٤( ).٤/٤٤٨(والذخرية للقرايف ) ٣/٢١٧(وبداية املجتهد ) ٢/١٦٤(املدونة : انظر) ٥(

− ٢٢ −

نني س ىل املح قا ع وف ح ر ـتاع :وقوله تعاىل). ٢٣٦: البقرة( ﴾باملع ات م ق طل للم ﴿و﴾ ـىل املتقـني قا ع وف ح ر ووجـه االسـتدالل مـن اآليتـني ). ٢٤١: البقــرة( باملع

مل عىل الندب; ألن اهللاألأن : الكريمتني جعل املتعة حقـا −جل جالله − مر حيعىل املتفضلني املتجملني, وما كان من باب اإلمجال واإلحسـان فلـيس بواجـب, والواجب األصل فيه أنه يعم املحسن وغريه, وأما ما كان من باب اإلحسان فهـو

.)١(املندوبيف املتعة ومل جيرب عليها املطلـق يف قال مالك إنام خفف عندي :جاء يف املدونة

نني ﴿: القضاء يف رأيي ألين أسمع اهللا يقول س ىل املح قا ع ومل ,فلذلك خففـت ﴾ح .هبا يقض

ألن الزوج إذا كان غري متق وال حمسن فلـيس عليـه : قال سحنون وقال غريهوف ﴿ فلام قيل عىل املتقني وعىل املحسنني,يشء ر املع ـتاع بـ ومل يكـن اخلطـاب ﴾ م

.)٢(عاما لغري املحسن وال املتقي علم أنه خمففــىل ﴿ واألمــر املســتفاد مــن: وقــال الدســوقي للنــدب بقرينــة التقييــد ﴾ ع

.)٣(باملحسنني واملتقني ألن الواجبات ال يتقيد هبامى مهرا : الدليل الثاين أن تأثري الطالق اإلسقاط ال اإلجياب, بدليل أنه إذا سم

طلق سقط نصفه ومل يلزمه يشء آخر, فلم جيب به يشء; ألن ما كان واجبا قبله ثم .)٤(قد سقط فهو عن أن جيب به يشء آخر مل يكن واجبا أبعد

أن املتعة لو كانت واجبة لعني فيها القدر الواجب دفعه منهـا : الدليل الثالثاملتعة لو كانت فرضا أو : يقول ابن عبد الرب, كام هو احلال يف شأن األموال الواجبة

فلـام مل تكـن ,واجبا يقىض به لكانت مقدرة معلومة كسائر الفـرائض يف األمـوالوصـارت , كذلك خرجت من حـد الفـروض إىل النـدب واإلرشـاد واالختيـار

.)٥(كالصلة واهلدية

).٤/٤٤٩(, الذخرية )٢١٨/ ٣(بداية املجتهد : انظر) ١()٢ ( املدونة الكرب)٥/٣٣٢.( ).٢/٤٢٥(حاشية الدسوقي ) ٣( ).٢/٧١٥(اإلرشاف للقايض عبد الوهاب : انظر) ٤( ).١٧/٢٨٢(االستذكار ) ٥(

− ٢٣ −

:مناقشة األدلةلقرآنيـة رصف أما استدالهلم باآليات القرآنية وقوهلم إن األمـر يف اآليـات ا )أ (

ــني ﴿: عــن الوجــوب إىل النــدب بقولــه تعــاىل ــىل املتق ــىل ﴿: وقولــه ﴾ع عنني س :فيجاب عنه بعدة أمور ﴾املح

ألنـه , ما ذكره اهللا بأن هذا التمتيع حق واجب عىل املتقني تأكيد إلجياهبام −١ـىل ﴿: جيب عىل كـل مسـلم أن يتقـي اهللا فـال يعصـيه وكـذلك يف قولـه تعـاىل ع

نني س وال ختـتص هـذه ,فاألصل أن يتصف كل املسلمني بصـفة اإلحسـان ﴾املح .)١(الصفة بفئة من املسلمني دون غريهم

ـنني ﴿: قوله تعاىل: قال اجلصاص س ـىل املح قـا ع وف ح ر ا باملع تاع تأكيـد ﴾ مإلجيابــه إذ جعلهــا مــن رشط اإلحســان وعــىل كــل أحــد أن يكــون مــن

ىل املتقني ﴿وكذلك قوله,املحسنني قا ع .)٢(﴾حـنني ﴿: فإن ظن ذو غباء أن اهللا تعاىل إذ قال: وقال الطربي س ـىل املح قا ع ﴾ح

ىل املتقني ﴿و قا ع أهنا غري واجبة ألهنا لو كانت واجبـة لكانـت عـىل املحسـن ﴾حذكره قد أمـر مجيـع خلقـه بـأن فإن اهللا تعاىل , وغري املحسن واملتقي وغري واملتقيوما وجب من حق عىل أهل اإلحسـان والتقـى ,يكونوا من املحسنني ومن املتقني .)٣(فهو عىل غريهم أوجب وهلم ألزم

ليس ختصيص املتقني واملحسنني بالذكر دليال عىل أن غريهم غري داخل )ب(يب ﴿ :ويشبه ذلك قوله تعاىل, يف احلكم لك الكتاب ال ر ـني ذ تق م لل ـد ﴾فيـه ه

.)٤(وليس موجبا ألن ال يكون هد لغريهم, وهو هد للناس كافة )٢: البقرة(أما استدالهلم بأن اهللا مل يقدر املتعـة بمقـدار معـني ممـا يـدل عـىل عـدم −٢بأن اهللا أوجب نفقة الزوجة عىل زوجها ومل يقدرها بمقدار : فيجاب عنه, وجوهبا

.)٥(لالجتهاد بل ترك تقديرها ).١/٢٢٣(ومعامل التنزيل للبغوي ) ٣/١٣٨(امع ألحكام القرآن للقرطبي اجل: انظر) ١(

).٢/٢٩١(أحكام القرآن للجصاص : انظر) ٢( ).٢/٥٣٦(تفسري الطربي : انظر) ٣( ).٢/١٣٨(أحكام القرآن للجصاص : انظر) ٤( ).١/٢٩١(أحكام القرآن البن عريب : انظر) ٥(

− ٢٤ −

:القول الرابعا −وجوب املتعة لكل مطلقة طلقت طلقة واحدة او اثنتان أو ثالثـة −مطلقوجيـربه , وكذلك املفتدية نفسها, فرض هلا صداقا أو مل يفرض, وطئها أو مل يطئهاورجحـه شـيخ ,)٢(واحلنابلـة يف قـول ,)١(وهـو قـول الظاهريـة, احلاكم عىل ذلك .)٤(وابن حجر ,)٣(اإلسالم ابن تيمية :أدلة هذا القولـىل : سبحانه وتعاىلقوله : الدليل األول قا ع وف ح ر ـتاع باملع ات م ق طل للم ﴿و

﴾ , وأوجبه هلا عىل كل متـق خيـاف −عز وجل −فعم املتقني ص كل مطلقة ومل خيـة جيـب اهللا تعاىل, فليس ألحد إحالة ظاهر تنزيل عام ج , إال بح إىل باطن خـاص

.)٥(التسليم هلاـك إن ﴿: ملسو هيلع هللا ىلصلنبيه سبحانه وتعاىلقوله : الدليل الثاين اج و ز ل أل ا النبي ق ا أهي ي

ن ك تع أم الني تع ا ف ينته ز يا و ن ياة الد ن احل د ر نتن ت أمر النبي −جل جالله −فاملوىل ﴾ك .باملتعة ألزواجه إن اخرتن املفارقة, فدل ذلك عىل وجوهبا ملسو هيلع هللا ىلص

لكل مطلقـة : (أنه قال − −ما روي عن عيل بن أيب طالب : الدليل الثالث .)٦()متعة

ن ﴿: سبحانه وتعـاىليف قول املوىل : الدليل الرابع ـوه تع م عزيمـة فـرض ﴾وـىل ﴿: املتعة هلن, ثم زاده تأكيدا بقولـه ـا ع تاع ه م ر ـد ق ـرت ـىل املق ع ه و ر ـد ـع ق املوس

نني س ىل املح قا ع وف ح ر .)٧(افأي فرض يكون أوجب من هذ ﴾باملع

).١٠/٣(املحىل : انظر) ١( .٨/٢٠٣واإلنصاف , ٨/١٣غني امل: انظر) ٢( .٣٢/٢٢جمموع الفتاو : انظر) ٣( .٩/٤٠٦فتح الباري : انظر) ٤( ).١٠/٣(, املحىل )٤/٣٠١(تفسري الطربي : انظر) ٥( ).١٠/٨(رواه ابن حزم بإسناده يف املحىل ) ٦(م , وقد نقل هذا االستدالل عن أيب عبيد القاسم بن)٩/٤٣٧(األوسط البن املنذر : انظر) ٧( .−رمحه اهللا −سال

− ٢٥ −

, منها صـيغة األمـر: والظاهر محل املتعة عىل الوجوب لوجوه: قال الثعالبيقا﴿: ومنها قوله إمتاعها من جرب القلوب ومنها من جهة املعنى ما يرتتب عىل ﴾ح

.)١(وربام أد ترك ذلك إىل العداوة والبغضاء بني املؤمننيفقد حوت هذه ,يف داللة اآليتني السابقتني عىل الوجوب: ويقول اجلصاص

:اآليات الداللة عىل وجوب املتعة من وجوهن ﴿ :قوله تعاىل: األول تعوه م ي الوجـوب حتـى ـواألمر يقتض, ألنه أمر ﴾و

.قوم الداللة عىل الندبتنني ﴿ :قوله تعاىل: الثاين س ىل املح قا ع وف ح ر ا باملع تاع إذ ,تأكيـد إلجيابـه ﴾م

:وكذلك قولـه, جعلها من رشط اإلحسان وعىل كل أحد أن يكون من املحسننييال ﴿ ا مج اح ن رس وه ح رس ن و تعوه م , هـو أمـر قد دل عىل الوجوب من حيث ﴾ف

وف :وقوله تعاىل ر ـتاع باملع ات م ق طل للم أيضا ;ألنه جعلها يقتيض الوجوب ﴾﴿و .)٢(هلم وما كان لإلنسان فهو ملكه له املطالبة به كقولك هذه الدار لزيد

يـ﴿ :قوله تعاىل −٣ ن احل د ـر تن ت نـ ـك إن ك اج و ز ـل أل ي ق ا النبـ ا أهي يا ي ن اة الـديال ا مج اح ن رس ك ح أرس ن و ك تع أم الني تع ا ف ينته ز ).٢٨: األحزاب( ﴾و

, أن خيري نسائه بني البقاء معهملسو هيلع هللا ىلص أن اهللا تعاىل أمر نبيه : وجه الداللة من اآليةبـة ملـا ولو مل تكن املتعـة واج, ومن ختتار الطالق تستحق حيئنذ املتعة, أو مفارقته

ملسو هيلع هللا ىلصومعلـوم أن نسـاء النبـي , أن يمتع من ختتار الطالق من نسائه ملسو هيلع هللا ىلصأمر اهللا نبيه ويف هـذا دليـل عـىل أن املتعـة ليسـت خمتصـة بغـري , مدخول هبن ومفروض هلن

.)٣(املدخول هبا أو غري املفروض هلاقـل يـا حممـد ملسو هيلع هللا ىلصيقـول تعـاىل ذكـره لنبيـه حممـد : يقول الطربي يف تفسريه

فـإين : يقـول, تن تـردن احليـاة الـدنيا وزينتهـا فتعـالني أمـتعكنألزواجك إن كن

).١/١٨٣(اجلواهر احلسان يف تفسري القرآن : انظر) ١(٢/١٣٧(أحكام القرآن : انظر) ٢( ,١٣٨.( ).١/٢١٩(أضواء البيان للشنقيطي : انظر) ٣(

− ٢٦ −

ثـم فراقـه إيـاهن بـالطالق ,أمتعكن ما أو جب اهللا عىل الرجال للنساء من املتعـةـىل ﴿ :بقوله قـا ع وف ح ر املع ا بـ تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ر د ع ق ىل املوس ن ع تعوه م و

ن س .)١(﴾ني املحـن ﴿ :قوله تعاىل −٤ ن م ـوه تم ق ل م ط نات ث م تم املؤ ح ا نك نوا إذ ين آم ا الذ ا أهي ي

ـا اح ن رس ـوه ح رس ن و ـوه تع م ا ف وهن تد ع ة ت د ن ع ن م يه ل م ع ام لك ن ف وه س بل أن مت قيال ).٤٩: حزاباأل( ﴾مج

أن اهللا تعاىل أوجب املتعة للمطلقة قبل الدخول سواء : وجه الداللة من اآليةوجـاء التمتيـع بصـيغة األمـر الـذي يفيـد , أو مل يفرض هلا املهـر, فرض هلا املهر

وهذا الذكر هلذا الصنف من املطلقات يدل عىل أن اهللا سبحانه وتعـاىل , الوجوببل هـذا التنويـع يف بيـان املتعـة , عة دون فئة أخرمل خيتص فئة من املطلقات باملت

وال يوجد دليل , للمطلقات يدل عىل أن املتعة تشمل مجيع األصناف من املطلقات .عىل اختصاص قسم دون آخر هبذه املتعة

:مناقشة األدلةمن ذهب إىل عدم وجوب املتعة أجـاب عـن هـذه األدلـة بأهنـا ال تفيـد −١

كـام أنـه خـص ذلـك بـاملتقني , يقـدرها بمقـدار معـني بدليل أن اهللا مل,الوجوب .وهذا ال يكون يف شأن الواجبات, واملحسنني دون غريهم من املسلمني

فقـد , ينـة مـن املطلقـات دون غريهـاأما من ذهب إىل وجوهبـا لفئـة مع −٢ستدل ببعض هذه اآليات وذهب إىل أهنا ناسخة آليات البقرة التي أوجبتها لكل ا

.ذهب إىل أهنا للتخصيصأو , املطلقات :الرتجيح

أن املتعة واجبـة لكـل مطلقـة, وهـو − واهللا تعاىل أعلم −األقرب للصواب , وأيب قالبـة, ابعني, كعـيل بـن أيب طالـب واحلسـنقول مجاعة من الصحابة والتـ

).٢١/١٥٦(تفسري الطربي : انظر) ١(

− ٢٧ −

وسعيد بن جبري, وأيب العالية, والزهري, وقتادة, والضحاك, وأيب ثور رمحهم اهللا .)١(تعاىل

, وابـن )٣(, والقرطبـي)٢(وهو اختيار مجاعـة مـن العلـامء املحققـني كـالطربي, وابـن عثيمـني, )٦(, واختاره بعض املعـارصين كالشـنقيطي)٥(, وابن حجر)٤(تيمية

ولكن يف حال املطلقة بعـد الـدخول اختـار وجـوب املتعـة فـيام إذا طالـت مـدة .)٧(النكاح

:سـبحانه وتعـاىلقـد دل قولـه : − رمحـه اهللا تعـاىل −يقول اإلمـام الطـربي ﴾ ىل املتقـني قا ع وف ح ر ـتاع باملع ات م ق طل للم عـىل وجـوب )٢٣٦: البقـرة( ﴿و

.)٨( املتعة لكل مطلقة, فال حاجة بالعباد إىل تكرير ذلك يف كل آية وسورة

, الرشح )٩−١٠/٨(حزم , واملحىل البن)٢٩٥−٤/٢٩٤(, وتفسري الطربي )٧/٧٠(مصنف عبد الرزاق : انظر) ١(

).٢١/٢٧٨(الكبري للمقديس ).٤/٣٠١(تفسري الطربي : انظر) ٢( ).٤/١٦٢(الرسالة, : اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي, ط: انظر) ٣( ).٣٢/٣٤١(ابن قاسم, : جمموع الفتاو, ط: انظر) ٤( ).٩/٤٩٦(دار املعرفة, : فتح الباري, ط: انظر) ٥( ).٢٥٩−١/٢٥٨(دار عامل الفوائد, : , طأضواء البيان: انظر) ٦( ).٣٠٩−١٢/٣٠٨(دار ابن اجلوزي, : الرشح املمتع, ط: انظر) ٧( ).٣٠٢−٤/٣٠١(تفسري الطربي : انظر) ٨(

− ٢٨ −

أبيض

− ٢٩ −

אאא אא

وفيه أربعة مطالب :تقدير متعة املطلقة يف الرشيعة اإلسالمية :املطلب األول

نجـد أهنـم , عند النظر يف أقوال الفقهاء يف مقـدار املتعـة الواجبـة للمطلقـةــدارها ــد مق ــوا يف حتدي ــه, اختلف ــال يف كتاب ــاىل ق ــك ألن اهللا ســبحانه وتع : وذل

د ﴿ ع ق ىل املوس ن ع تعوه م وف و ر ا باملع تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ولذلك اختلـف ﴾ر :العلامء يف املعترب من حال الزوجني يف حتديد مقدار املتعة عىل ثالثة أقوال

, دون النظـر إىل حـال ـرا أو يسـأن املعترب حال األزواج عس: القول األول را .)٣(, وقول للشافعية)٢(لة, واحلناب)١(الزوجة, وهو مذهب املالكية

﴿ :سبحانه وتعاىل قول اهللا: دليلهم ـرت ـىل املق ع ه و ر ـد ع ق ىل املوس ن ع تعوه م ووف ر املع ـا بـ تاع ه م ر د فاخلطـاب يف اآليـة موجـه لـألزواج, , )٢٣٦: البقـرة( ﴾ق

.فكانت املتعة عىل قدر حال الرجل .)٤(رب حال الزوجة, وهو قول للشافعيةأن املعت: القول الثاين

.أن املتعة بدل بضعها, فالعربة بحاهلا ال حال الرجل: دليلهمه ﴿ :وهذا القول خمالف لظاهر القرآن,فإن اهللا قال ر د ع ق ىل املوس ن ع تعوه م و

وف ر ا باملع تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ).٢٣٦: البقرة( ﴾و, ـأن املعترب حال الزوجني, فينظر إىل حال الرجل يرسا وعس: ول الثالثالق را

.)٥(وحال املرأة كذلك, وهو قول احلنفية

).٤/٤٥٠(الذخرية : انظر) ١( ).٣٩٤−٦/٣٩٣(الروض املربع مع حاشية ابن قاسم : انظر) ٢( ).١٣/١٨٤(هناية املطلب : انظر) ٣( .رجع السابقامل: انظر) ٤( ).٢/٦٠٤(بدائع الصنائع : انظر) ٥(

− ٣٠ −

وف ﴿: دليلهم ر املع ـا بـ تاع ه م ر ـد ق ـرت ىل املق ع ه و ر د ع ق ىل املوس ن ع تعوه م ﴾وي أن ـطـه بـاملعروف, وذلـك يقتضـرش −جل جاللـه −فاملوىل , )٢٣٦: البقرة(

يعترب حال املرأة يف املتعة, كام يعترب حـال الرجـل, فلـو أن رجـال تـزوج امـرأتني إحدامها رشيفة, واألخر موالة دنيئة, ثم طلقهام, فاستويا يف املتعة باعتبار حـال

, فيكون خمالفا للنص .)١(الرجل, لكان هذا منكرا يف عادات الناس ال معروفا :الراجح

أن املعترب حال الزوجني; ألن فيه مجعا بني − واهللا تعاىل أعلم −الذي يرتجح ين ر .األدلة, وهو أقرب يف االستدالل باآلية, من القولني اآلخ

واألقرب أن حتديد ذلك يرجع الجتهـاد القـايض, فالبـد مـن اعتبـار حـال , وال يمكن ذلك إال بالرجوع إىل ا كم, وليس هناك عادة مطردة حلاالزوجني مجيعا

متاع يمكن الرجوع إليها مـن غـري قـاض كـام يف الرجـوع إىل العـادات, يف اليف االقبض واإلحراز ونحومها, فهذا يتعلق بنظر القـايض, حتـى يفـرض قـدرا يـراه

, وهذا خيتلف باإلعسار واليسار .)٢(الئقارمحـه اهللا −اإلمـام مالـك وأما أعالها فإن العلامء اختلفوا يف ذلك, فقد قال

, ولكن هذا بناء عىل أصـله يف عـدم )٣()ليس هلا حد ال يف قليل وال كثري: (− تعاىل .)٤(اإللزام والقضاء هبا

, )٥(واحلنابلة يرون أن أعـىل املتعـة خـادم, وأدناهـا كسـوة جتـزئ يف الصـالة .مر , كام )٦(وهناك رواية أخر يف املذهب أن تقديرها يرجع إىل احلاكم

ر املتعـة ال حتديـد فيـه : (− رمحه اهللا تعاىل − يقول الشنقيطي د والتحقيق أن ق; لقولـه تعـاىل ـا ﴿ :رشعا تاع ه م ر ـد ق ـرت ـىل املق ع ه و ر ـد ـع ق ـىل املوس ن ع ـوه تع م و

).٢/٦٠٤(بدائع الصنائع : انظر) ١( ).٢١/٣٧٥(, الرشح الكبري للمقديس )٤/٤٥٠(, والذخرية )١٣/١٨٥(هناية املطلب : انظر) ٢( ).١٧−٥/١٦(املدونة : انظر) ٣( ).٥/١٧(انظر املرجع السابق ) ٤( ).٦/٣٩٤(قاسم الروض املربع مع حاشية ابن : انظر) ٥( ).٢١/٣٧٥(الرشح الكبري للمقديس : انظر) ٦(

− ٣١ −

وف ر ر معني فاألمر واضح,, )٢٣٦: البقرة( ﴾باملع د وإن اختلفا فإن توافقا عىل قر عىل ضوء قوله تعاىل د ىل ﴿ :فاحلاكم جيتهد يف حتقيق املناط, فيعني الق ن ع تعوه م و

وف ر ا باملع تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع ه و ر د ع ق .)١(﴾املوس :)الوضعية(تقدير متعة املطلقة يف القوانني العربية :املطلب الثاين

القوانني الوضعية يف الدول العربية بإجياب املتعة عىل الزوج املطلق, مل تكتف م مل يتفقوا عىل مقدار التحديد دهتا, إال أهن رت املتعة, وحد .بل قد

.يف التقدير بني قانون وآخر ا واضح ا تباينومن ينظر يف هذه القوانني جيد .القوانني العربيةوسأذكر اآلن املواد املتعلقة باملوضوع, من بعض

:القانون الكويتي: أوال من قانون األحوال الشخصـية, عـىل أن للزوجـة متعـة ) ١٦٥(نصت املادة

:الطالق عىل زوجها, وفق اآليت .تكون مدة املتعة سنة كاملة − .)٢(تبدأ السنة من انتهاء فرتة العدة الرشعية − .عىل أقساط شهرية − .ال يتجاوز قدرها نفقة سنة − .املعترب فيها حال الزوج −

.)٣(ويستثنى مما سبق, ما يتم االتفاق عليه من قبل الطرفني يف املقدار أو األداءجـوب وعلل املنظم الكويتي ذلك, فقـال ـ بعـد أن ذكـر كـالم العلـامء يف و

ر املروءات, وأصبحت املطلقة يف حاجـة إىل : (ـاملتعة ويف هذا الزمان تراخت عن نفقة العدة, تسـاعدها عـىل ختفيـف نتـائج الطـالق, مـن الناحيـة معونة أكثر م

).١/٢٥٩(أضواء البيان : انظر) ١(, عىل أن فرتة العدة الرشعية ثالثة أشهر لغـري احلامـل, )١٦٢(الكويتي يف مادته ) قانون األحوال الشخصية(نص ) ٢(

ا) ١٦٣(ونص يف املادة التي تليها . ووضع املولود للحامل , ال تسـقط إال )املطلـق(تكون دينا يف ذمة الزوج عىل أهن .باألداء أو اإلبراء, وتراعى يف فرضها حالتي الزوج من اليرس والعرس

).٨/١٨٠( »قانون األحوال الشخصية −جمموعة الترشيعات الكويتية «: انظر) ٣(

− ٣٢ −

ا من التسـ رع يف ـاملادية, ويف املتعة ما حيقق املعونة, وهو يف الوقت نفسه يمنع كثري .الطالق

ريع املتعـة, هـو جـرب إحيـاش الـزوج ملـن فارقهـا, ـوملا كان األصـل يف تشـم ﴿ :هللا تعاىل يقولريعة, واـومواساهتا من املروءة التي تتطلبها الش ـيك ل ناح ع ال ج

ه ر ـد ع ق ىل املوس ن ع تعوه م ة و يض ر ن ف وا هل ض ر ف ن أو ت وه س مت ا مل اء م تم النس ق ل إن طنني س ىل املح قا ع وف ح ر ا باملع تاع ه م ر د ق رت ىل املق ع إحيـاش وال أمل يف ولكـن ال ﴾و

طالق تم برضاها, وال موضع ملواساهتا, إذا كانت الفرقة بطلبها, أو بسبب منها, هـ.ا )١(...)أو عند إعسار الزوج

:القانون القطري: ا ثانيدت متعة املطلقة يف املادة د ., بام ال يتجاوز نفقة ثالثة سنوات)١٢٠(ح

ل بعد ذلك د .من املدة ا النص خالي, وألغيت املدة, وأصبح ثم عر املنظم مجاع من الفقهاء عـىل حتديـدها, وأن إالقطري ذلك لعدم وجود وبر

حتديدها بثالث سنوات ربام يكون فيه إجحاف, كام أن النص القرآين جـاء خاليـا ر ـمن حتديدها, لذا رأت اللجنة ترك التقـدير للقضـاء, ليقـدر ذلـك حسـب يسـ

.طلقةاملطلق, وحال امل :القانون املرصي: ا ثالث

:متعة املطلقة, بنفقة سنتني عىل األقل, ونص املادة )٢()م١٨(حددت املادة الزوجة املدخول هبا يف زواج صحيح, إذا طلقها زوجها دون رضـاها, وال (

بسبب من قبلها, تستحق فوق نفقة عدهتا, متعة تقدر بنفقـة سـنتني عـىل األقـل, , وظروف الطالق, ومـدة الزوجيـة, وجيـوز أن ا وعرس ا يرس بمراعاة حال املطلق

).يرخص للمطلق يف سداد هذه املتعة عىل أقساط

).٨/١٨١( »قانون األحوال الشخصية −جمموعة الترشيعات الكويتية «: انظر) ١(ينظـر ). م١٩٨٥: (, لسـنة)١٠٠: (, املضافة بالقانون رقـم)م١٩٢٩: (, لسنة)٢٥: (من قانون رقم) م١٨(املادة ) ٢(

.عىل الشبكة العنكوتية »دار اإلفتاء املرصية«موقع

− ٣٣ −

:القانون املغريب: ا رابع, أن املتعة واجبة عىل الـزوج, ولكـن )١(من مدونة األرسة) ٨٤(جاء يف املادة

.ترك تقديرها للقايض ويراعي يف ذلك يرس الرجل وحال املرأةها −ك ومل ترت ا, بل نصت عىل أمـور, يؤخـذ هبـا −املادة نفس طلق األمر كذا م

فرتة الزواج, والوضـعية املاليـة : عند تقدير املتعة من قبل السلطة التقديرية, وهي .للزوج, وأسباب الطالق

ولكن إذا كان الطالق تعسفيا, وبدون مربر, فإن املتعة تتحـول إىل تعـويض .يلحق املطلقة, نتيجة هذا الطالق اجلائرجيرب الرضر الذي قد

وقد أشكل عىل بعض القانونيني إدخال التعويض عن الرضر ضـمن املتعـة; ألن الثانية يراعى فيها يرس الزوج وحال الزوجة, بينام األوىل, ال بد أن يراعى فيها

ا حتتاج لتوفر عنرص اخلطأ أو التجاوز .)٢(الرضر ومبلغه, كام أهن :القانون الليبي: ا خامس

, )١٩(نصت املادة , عىل أن املطلقة قبل الدخول, والتي مل يسـم هلـا صـداقتعة ال تزيد عن نصف مهر املثل .تستحق م

:القانون الفلسطيني: ا سادسـرف كـل بلـدة ألهلهـا فـيام : (عىل أن) ٩٠(نصت املادة املعتـرب يف املتعـة ع

تبارها عىل حسب حال الزوجني, وجيـوز دفـع ي به املرأة عند اخلروج, واعـتكتسا, وال تزيد عىل نصف مهر املثل, إن كان الـزوج غنيـا, وال تـنقص بدل املتعة نقد

.)٣()ا عن مخسة دراهم إن كان الزوج فقري :)٤()١١٩ − ١١٨(جاء يف املادتني رقم : القانون السوري: ا سابع

):١١٨(املادة ( ا رـلقايض, ويقدر فيها حال الزوج يسا الكل مطلقة متعة طالق, يقدره −١

., عىل أن ال تزيد عن نفقة سنةا وحال الزوجة عرس

., يف القانون املغريب)مدونة األحوال الشخصية: (وهي) ١( ).٣٢٣ص (» يةأحكام األرسة يف ضوء مدونة األحوال الشخص«: انظر) ٢( ).٧٥ص (» حقوق الزوجة املالية يف الفقه اإلسالمي«: انظر) ٣(آثـار (, مـن الكتـاب الثالـث )املهـر واجلهـاز(, من الباب الثاين )املتعة(, وردتا ضمن الفصل الثالث )١١٩ −١١٨(املادتني ) ٤(

دته اللجنة املشـكلة بموجـب قـرار رئـيس السوري, وهو القانون اجلديد, الذي أع» قانون األحوال الشخصية«, من )الزواج ).هـ١٠/٣/١٤٣٠(روع يف ـ, وتم املش)م٧/٦/٢٠٠٧: (, وتاريخ)٢٤٣٧: (جملس الوزراء رقم

− ٣٤ −

...املتعة للطالق يف مجيع احلاالت, نفقة سنة حسب حال الزوج −٢ومتعـة الطـالق ) ١(يستثنى من احلكـم بـالتعويض املـذكور يف الفقـرة −٣

: احلاالت اآلتية): ١١٩(املنصوص عليها يف املادة .التطليق لعدم اإلنفاق بسبب إعسار الزوج, بناء عىل طلب الزوجة −١ .إذا كان التفريق للرضر بسبب من الزوجة, دون إساءة من الزوج −٢ .الطالق برضا الزوجة, أو املخالعة −٣ .وفاة أحد الزوجني قبل الطالق −٤ .للقايض أن حيكم هبذه املتعة دفعة واحدة, أو مقسطة −٥

ومل يـذكر خللـوة الصـحيحة,إذا وقع الطالق قبل الدخول وا): ١١٩(املادة هـ.ا) مسمى; فعندئذ جتب هلا املتعة, عىل أن ال تزيد عن نصف مهر مثلها ا مهر

:)١()٨٤(جاء يف املادتني رقم : القانون اللبناين: ا ثامني وكانـت التسـمية فاسـدة, ثـم( م إذا مل يسم املهر يف العقد الصحيح, أو س

.تويف أحد الطرفني, أو وقع الطالق بعد االجتامع الصحيح; يلزم مهر املثل: وهـي عبـارة عـن, أما إذا وقع الطالق قبل االجتامع الصحيح; فتلزم املتعة

, وملحفة , وإزار . قميصرط أن ال تتجـاوز مهـر ـىل شــادة, عــرف والعـب العـة حسـن املتعـوتعي

هـ.ا )٣( )٢(املثل

, ثـم طبـق يف لبنـان, )م١٩١٧: (, وهو يف أصله القانون الرتكي نفسه, الذي صدر سنة»قانون حقوق العائلة«من ) ١(ا من تنظيم الدولة العثامنية, ومع أن لبنـان قـد اسـتقلت عـن بعد تعديل بعض أحكامه, وذلك أن لبنان كان ت جزء

).م١٩٤٢: (الدولة العثامنية, إال أنه طبق بموجب قانون تنظيم املحاكم الرشعية اجلديد الصادر سنة ).٤ص ( » الفقه املقارن لألحوال الشخصية«: انظر

رت بام ال يتجاو −هنا −يالحظ ) ٢( .ز مهر املثل, وهذا غريب أن املتعة قد قدووجه أن القانون اللبناين, مأخوذ من القانون العثامين كام سبق, وهذا األخري مسـتمد مـن املـذهب احلنفـي, وهـو

فإن احلنفية يرون أن متعة املطلقة جيب أن ) ١٧ص (مذهب الدولة الرسمي, ويتبعه عامة الشعب, وحسب ما سبق ا خلف عنه, ومقتىض القانون اللبناين, جواز زيادهتا عىل نصفر املهرال تتجاوز نصف امل .هر, ألهن

. مـن القـانون اللبنـاين يف أثنـاء وضـعه, أو طبعـه) نصف(وهذا ما جعل بعض الباحثني ير احتامل سقوط كلمة , وله وج). عىل رشط أن ال تتجاوز نصف مهر املثل: (فأصل العبارة أحكام األرسة يف «: وانظر. ه وهو احتامل قوي

).٣٩١(» اإلسالم ).٢١٥ص ( » الفقه املقارن لألحوال الشخصية«: انظر) ٣(

− ٣٥ −

تعة املطلقة يف القوانني األوربية :طلب الثالثامل :تقدير م )١(متهيد يف طريقة إيقاع الطالق يف القوانني األوربية

اضطررت للكالم عىل هذا املبحث, ألنه مدخل ملا تفرضه القـوانني الغربيـة همري من املسلمني يف أوربا, ومند طالقها , وأيضا لوجود العدد الكبـرأة بعـللممن يلجأ هلذه املحاكم, وجيلس للتقايض فيها, ويقبـل بـام فيهـا مـن −لألسف −

سـنحتاج للبنـاء عليـه يف املسـألة ,يف هـذ التمهيـد −هنـا −وما سنذكره ,أنظمة :القادمة

فمن املعلوم أن الطالق يف املحاكم الغربية يصدر وفق قوانني وأنظمـة تلـك .جذريا عن األحكام اإلسالمية البالد وهي بذاهتا ختتلف اختالفا

فبإمكـان .أن الطالق يف الغرب يكون حسب رغبة أحد الطرفني :فمن ذلككل واحد من الزوجني أن يطلبه مـن املحكمـة , ومهـا سـواء يف ذلـك, ولـيس للقايض أي دور يف منعه, ولكنه قد يفرض هلام مدة لالنفصـال قبـل إيقاعـه عـىل

كـام أن ,السـؤال عـن سـبب الطـالق بيـنهام وال حيق لـه.حسب طلب أ حدمها .الطالق ال يقع, وال جتب آثاره, إال بقرار من املحكمة

.)٢(ا لمطلقة, بعد أن كانت موجودة سابقمل يرضب القانون عدة ل ا وأيضتعة املطلقة يف القوانني األوربية :وأما بالنسبة ملسألتنا وهي .تقدير م

رويب ما يعرف بمتعة الطالق التي عنـد املسـلمني ,يوجد يف القانون األوفال وكام سبق بيانه أن للزوجني طلب الطالق عىل حد سواء, فكذلك مها سـواء فـيام

إال أن القـانون عنـدهم يلـزم أحـد ,يرتتب عىل الطالق من مال يـدفع ألحـدمها

ا, هـو −بعد البحث −مل أجد ) ١( ا واحد أحكـام األحـوال الشخصـية للمسـلمني يف «كتابا تناول هذه املسألة إال كتابته للدكتوراه, وهو كتاب نافع يف موضوعه, وكتبه بناء سامل بن عبد الغني الرافعي, وهي أطروح: ; للدكتور»الغرب

وكانـت دراسـته القانونيـة املقارنـة, هـي وفـق مـا جـاء يف , وذلك بحكم تواجده يف أوربا, عىل خربته ومشاهداتهومل أجد غريه, بل حتى هو مل يذكر مراجع يف موضوع مسألتنا املقصودة بالبحث, ممـا يـدل عـىل أن .القانون األملاين

ها من البحث والدراسة −إىل اآلن −حكام النكاح والطالق بني املسلمني يف الغرب, مل جتد أ .حق ., وما بعدها)٥٩٦ص ( »أحكام األحوال الشخصية للمسلمني يف الغرب«: انظر) ٢(

− ٣٦ −

ده بـالطرف الزوجني ـ بعد الطالق ـ بتحمل نفقـة ماليـة جتـاه اآلخـر, وقـد حـد .قو ماليا منهام, فهو الذي يدفع لآلخراأل

بعد , كام أن القانون وهب للزوجة شطر مال زوجها, وشطر ربحه من جتارته :طالقها ونص عىل أن هذه النفقة ال تنقطع إال بضوابط ثالثة هي

ق−١ .إذا عمل املنفق عليه, ووصل دخله الشهري إىل مستو دخل املنف .عليه إذا تزوج املنفق −٢ .)١(إذا مات مستحق النفقة −٣

مقارنة ما ذهبـت إليـه بعـض القـوانني الوضـعية يف مقـدار املتعـة : املطلب الرابعوهـل خيتلـف احلكـم بالنسـبة , بالقول الراجح يف الفقه اإلسـالمي .لألقليات املسلمة يف بالد الغرب

:من أمرين تنطلق املقارنة بني ما ذهب إليه القانون الوضعي, والراجح فقها من هي الزوجة املقصودة باستحقاق املتعة?: األول

كام مر يف ثنايا هذا البحث أن الراجح فقها وجوب املتعة للمطلقات عمومـا واختلفـت القـوانني يف ذلـك, فالقـانون .سواء مدخوال هبا, أو غري مـدخول هبـا

ول هبـا, ومل يتطـرق املرصي والكويتي واإلمارايت والبحريني جعل املتعة للمـدخلغري املدخول هبا, إال القانون الكويتي فقد جعل ختصيصا لغري املدخول هبا, فهي

.تستحق متعة ال تزيد عىل نصف مهر املثلوالقانون القطري أطلق املتعة لكـل مطلقـة ومل يشـرتط الـدخول, وهـو مـا

.يتوافق مع القول الراجح فقها .ظر حلال أي من الزوجني يف ذلكتقدير مبلغ املتعة, والن: الثاين

ر أن الراجح فقها أن مبلغ املتعـة يكـون تقـديره إىل القـايض, بـالنظر إىل تقر .احلال الزوجني

., وما بعدها)٦٠٣ص (» أحكام األحوال الشخصية للمسلمني يف الغرب«: انظر) ١(

− ٣٧ −

لكن بعض القوانني اتفقت يف الشـق الثـاين مـن الـراحج فقهـا فقالـت بـأن .التقدير يرجع إىل حال الزوجني, كالقانون القطري

, ـرا أو عســذلك بـالنظر إىل حـال الـزوج يسـوالقوانني األخر جعلت را .كالقانون املرصي والعراقي والكويتي

أما القانون املغريب فجعل التقدير راجعا إىل حجم الرضر الواقـع عـىل املـرأة دات, وهو مما مل يذكره الفقهاء .)١(دون غريه من املحد

, ومل جتعـل ذلـك وأما الشق األول فأغلب القوانني قد خالفت الراجح فقها, كالقـانون البحرينـي, ا معينا راجعا إىل القايض بإطالق, بل جعلت للقايض حد

دها بنفقة سنة .فقد حدا أعىل ال يتجاوزه القايض, كالقـانون العراقـي, وبعض القوانني جعلت حد

.فقد جعل احلد األعىل نفقة سنتني, والقانون الكويتي جعله نفقة سنةا أدنى, كالقانون املرصي, فقد جعل احلد األدنى وبعض القوانني جعلت حد

. نفقة سنتني :وأما بالنسبة ملا جيري عليه العمل يف املراكز اإلسالمية يف هذا األمر

فإن املراكز اإلسالمية يف بالد الغرب تعترب باب خري للمسلمني هنـاك, وقـد يلجئـون إليهـا لطلـب واملسـلمون , سدت ثغرة كبرية فوفق اهللا القـائمني عليهـا

الفتو, ولالستفسار عام يقع هلم من مشكالت دينية, أو اجتامعيـة, وهـي تقـوم بدورها جتاه املسلمني هناك, وذلك حسب اإلمكانـات املتاحـة لـدهيم, وحسـب

مـا يصـدر عنهـا مـن أوراق −لألسـف −ولكـن .الدرجة الفقهية للعاملني فيهاممـا جيعـل املسـلمني يضـطرون . ألوربيـةووثائق, تكون غري معتمدة يف املحاكم ا, إلثبـات عقـد الـزواج, أو )رانيةـالنصـ(للذهاب للمحاكم األوروبية الرسـمية

ومن املعلوم أن ما , )٢(إليقاع الطالق, ويكون احلكم فيهم بموجب القانون الغريب

.فيام وقفت عليه) ١( ).٦١٧ص ( »أحكام األحوال الشخصية للمسلمني يف الغرب«: انظر )٢(

− ٣٨ −

ال يعرتف به رسـميا يف املؤسسـات األوروبيـة الرسـمية, ,يصدر عن هذه املراكزايل فإن الزوجني يف تلك البالد ال يستفيدان من حكم املراكـز اإلسـالمية إال وبالت

وهذا ال شـك مطلـوب, وهـو األهـم قبـل .إضفاء الصبغة الرشعية عىل الطالق .االنفصال, ولن يستفيدا قانونيا من ذلك

ويكون احلكم فيهم رسميا بموجب القانون األورويب, والذي مرت صورته .)١(قبل قليلعىل الزوج; وينبغي عىل الزوجني ا وتعسف ا شك أن يف هذه األنظمة جوروال

يف هذه احلالة الذهاب إىل أقرب دولة إسالمية, وإجراء الطالق لـدهيا, أو إجـراء الطالق بصورة رشعية لد إحد املراكز اإلسالمية يف بالد الغرب, ثم الذهاب

جل التوثيق فقـط, ولالسـتفادة إىل املحاكم األوروبية إلجرائه بطريقة صورية, ألمما يأخذونه من وثائق مصدقة, وعليهم أن ال يقبلوا فيام بينهام بام حتكم به عىل غري

.هدي اإلسالم

.املرجع السابق: انظر) ١(

− ٣٩ −

אא ،א

אא قة, وينظـر إىل كـالم من ينظر يف صياغة املواد القانونية فيام يتعلق بمتعة املطل

اح القانون, جيد أن هناك خلطـا طـرأ يف املسـألة, حتـى ليخيـل إليـه أن متعـة رشاملطلقة ما هي إال عقوبة رادعة للزوج ملجرد أنه طلـق, بيـنام قـد يكـون للطـالق

ا ووفاق بني الزوجني, أو يكون بسـبب مـن الزوجـة; أسباب كثرية هي حمل رض?تكون ا فعالم !لعقوبة إذا

ا علينا التفريق بني الطالق العادي بصـوره الكثـرية, واملباحـة لذا; كان لزاما لحق ا, وبني الطالق التعسفي, الذي يتعمد فيه الزوج اإلساءة إىل زوجته, م رشع

.بطالقه إياها −عن عمد −هبا الرضر ابعة مـن حـث ودراسة الفرق بني احلالتني, جيعلنا نفرق بني متعة الطالق الن

اإلسالم عىل املروءة والشهامة والنخوة من قبل الرجـل جتـاه زوجتـه, ولـو بعـد ة عىل سبيل الوجوب ال عىل سـبيل وء, وحتى إن صدر هذا احلث عىل املرالطالق

.اإلحسان املجرد عن األمراملبارشة للزوجـة يف أثنـاء ةعن اإلساء وبني التعويض عن الرضر, الذي نشأ

.هطالقها, وبعد .ففي احلالة األوىل نتكلم عن مروءة وإحسان .ويف احلالة الثانية نتكلم عن عقوبة وغرامة

ريعة وبنصـوص متـواترة ـوشتان بني احلالتني, فاحلالة األوىل أتـت هبـا الشـوقطعية, وهي آيات املتعة يف القرآن الكريم, بخالف احلالة الثانية, والتـي تكـون

.)١(لسياسية الرشعية للعقوبات يف اإلسالمحمل اجتهاد احلاكم, وفق ا

).١٧٨(السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية : انظر) ١(

− ٤٠ −

.وحمل احلالة األوىل, كتاب األحوال الشخصية .وحمل احلالة الثانية, كتاب اجلنايات, باب التعزير املايل

ن من ينظر إىل واقع بعض القوانني األرضية, ومـا إقول هذا والذي جيعلني أـ ثون عـن عقـاب وغرامـة نصت عليه فيام يتعلق بمتعة املطلقـة, جيـد أهن م يتحـد

املادة لبـاس وإن مل ينصوا عىل ذلك, وإن ألبس بعضهم نصوص! وتأديب للزوج .ا املتعة املقررة رشع

ومما يؤكد هذا أن املنظم القطري, كان قد نص عىل تقدير املتعة بام ال يتجاوز ديـد وألغـى التحنفقة ثالث سنوات, ثم عدل عن هذا النص بعدم إقراره بمـده,

يف −مجاع من الفقهـاء عـىل حتديـد املتعـة, وأقـر إباملدة, وعلل ذلك بعدم وجود أن التحديد بثالث سنوات فيه إجحاف, وخيالف الـنص القـرآين −الوقت نفسه

, وترك التقدير للقضاء, ليقدر ذلك حسـب يسـ ر املطلـق, ـالذي مل حيددها أصال .)١(وحال املطلقة

.ظم القطري ير أن التقدير السابق للمتعة, فيه إجحاف فاملن .وهذا شأن ما صنعه البرش, ومل يكن من هدي اإلسالم

:من قانون األحوال الشخصية السوري )٢()١٨٠(وجاء يف املادة لرجل زوجته وتبني للقايض, أن الـزوج متعسـف يف طالقهـا, اإذا طلق −١

بها بذلك بؤس وفاقة; جاز للقـايض أن دون ما سبب معقول, وأن الزوجة سيصيحيكم هلا عىل مطلقها بحسب حالة ودرجة تعسفه, بتعويض ال يتجاوز مبلغ نفقـة

.)٣(سنة, ألمثاهلا, فوق نفقة العدة, ومتعة الطالق

).٢٣ص (سبق ذكر هذه املادة, مع التعليق عليها ) ١(, مـن الكتـاب )الطـالق(باب الثـاين , من ال)الطالق باإلرادة املنفردة(, وردت ضمن الفصل األول )١٨٠(املادة ) ٢(

.السوري اجلديد »قانون األحوال الشخصية«, من )انحالل الزواج(الرابع بحسـب درجـة تعسـفه, ): (١١٧: (هذا يف القانون اجلديد, وسبقت اإلشارة إليه, ويف القانون القديم ضمن املادة) ٣(

).بتعويض ال يتجاوز نفقة ثالثة سنوات فوق نفقة العدةففت من نفقة ثالث سنوات إىل نفقة سنة واحدة, كام أضاف املنظم السو ا خ ري يف القانون اجلديد قيـدا ويالحظ أهن

أي حيسب التعويض بعد حساب نفقة العـدة, ومتعـة الطـالق, بعـد أن كـان يف القـانون ). ومتعة الطالق( ا جديد .طالقديم, حساب التعويض بعد حساب بعد حساب نفقة العدة فق

− ٤١ −

ى ـ, بحسب مقتضا ل دفع هذا التعويض, مجلة أو شهريوللقايض أن جيع −٢ هـ.ا) احلال

ة ير أهنا أقرب إىل العقوبة من قرهبـا للمتعـة ومن ينظر إىل صياغة هذه املاد .الرشعية

وهناك اجتاه يف الفقه املعارص, يـذهب إىل تغـريم الـزوج فـيام إذا تعسـف يف الطالق وأحلق الرضر يف زوجته املطلقة, ويرون أن هذا احلكم خيتلف عـن متعـة

.)١(الطالق الذي أقرته الرشيعة, وقد وقفت عىل عدة كتب هلذا االجتاهرعية يف ـوالصحيح أنه ال حقوق مالية للزوجة بعد الطالق, إال يف النفقة الش

., دون النظر للتعسف من قبل الزوج)٢(أثناء العدة, ويف املتعة عىل اخلالف السابقإال إن كان هناك رضر كبري عليها, وجاء الرضر عىل سبيل العمد من الزوج,

رعية, التـي جـاءت بـدفع ـالنصـوص الشـ فلقايض احلالة البت فيها بام يراه وفق .الرضر وإزالته

هذه املتعة فيها تعويض ملـا فـات عـىل املطلقـة مـن : يقول الشيخ أمحد شاكره ﴿ :الطمأنينة عىل نظام حياهتا يف كنف الزوج; ولذلك كانـت ر ـد ـع ق ـىل املوس ع

ه ر د ق رت ىل املق ع .كالشأن يف اإلنفاق ﴾ونظر يف تقديرها إىل ظروف الطالق, وإىل إساءة اسـتعامل هـذا وللحاكم أن ي

.احلق االستثنائي, أو وضعه يف موضعه

:منها عىل سبيل املثال) ١(ر ـمتعة الطالق وعالقتها بالتعويض عن الطالق التعسفي; للدكتور مجيـل فخـري حممـد جـانم; دار احلـاتم للنشـ −١

).م٢٠٠٩(والتوزيع; األردن; ط األوىل −عتـييل ساجدة عفيف حممـد رشـيد −الطالق التعسفي والتعويض عنه بني الرشيعة اإلسالمية والقانون األردين −٢

).م٢٠١١: (سنة −) نابلس(فلسطني −رسالة ماجستري مقدمة جلامعة النجاح الوطنية ن(دار النفائس −عبدالفتاح عمرو . السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية ـ د −٣ ).هـ١٤١٨(ط األوىل −) عامإذا كانـت حـامال حتـى تضـع, وفـيام إذا هذا فيام يتعلق بالزوجة نفسها فقط, وإال فهناك حقوق مالية أخر, فيام) ٢(

ا, أو حاضنة, وهذه النفقة املالية, هلا ألجل محلها ورضاعتها وحضانتها, وليست هلا استقالال .كانت مرضع

− ٤٢ −

ولذلك نر أن الفرقة إذا كانت بسبب من جهـة الـزوج, كـاخللع واملبـارأة ا ال متعة هلا هـ.ا )١()والردة وطلب التطليق إعسار وغري ذلك; أهن

عسـف, كغـريه مـن أسـباب فجعل إساءة اسـتعامل حـق الطـالق, وهـو الترر الـذي حلـق ـ, قيمـة للضـ)عقوبـة(استحقاق املتعة, دون أن خيصه بامل معـني

.املطلقةون بأنه ال سلف ملا قالوا به قر !والغريب أن من يقولون بذلك ي

هـذه املسـألة مل تـرد عـىل ألسـنة الفقهـاء :الفتاح عمـرو عبد: يقول الدكتور, بمع ـا ماليـا يعطـى األقدمني هبذا النص بـوا عـىل الطـالق تعويض رت ـم مل ي نى أهن

تعـة للزوجة, إضافة حلقوقها التي رتبها الشارع, من نفقة ع , وم ـل ؤج , ومهر م ة دا أن يقـول أحـد مـنهم بأنـه طلقة أم , للمدخول هبا أو لكل م عند من يقول باملتعة

وج املطلق ا هلا عىل ما جيب عىل الز , تعويض ا من املال أن يدفع لزوجته املطلقة مبلغ, من أي فقيه من , فهذا ما مل يرد بشأنه نص خاص أصاهبا من رضر نتيجة الطالق

هـ.ا )٢()فقهاء الرشيعة األقدمنيوأنصار هذا االجتاه, يرون أن التعويض املقصود, هـو أمـر زائـد عـن املتعـة

ا, ويكون نتيجة للتعسف يف استعامل احلقامل ر إ; إذ )٣(قررة رشع قر ن الطالق حق مرع, ومتـى مـا مـارس ـللزوج, وله ذلك, ولكن جيب أن يكون وفـق الشـ ا رشع

ـ ـا الض لحق ف وظلـم, م رف ـرر بالطــالزوج هذا احلق بطريقة غري رشعية, بتعسم أن يؤخذ بام )الزوجة(الثاين ليه نظرية العقوبة املالية , فلز , وهي )التعزير املايل(مت

رة رش − ا أيض − قر .)٤(ا عم

).٨٦(نظام الطالق يف اإلسالم : انظر) ١( ).١٧٨(السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية : انظر) ٢(امل احلق من النظريات الفقهية املشهورة, وقد ألف فيها, وقد استند عليها أصـحاب نظرية التعسف يف استع: انظر) ٣(

ه يف الطالق جه القائل بوجوب التعويض عن الرضر الذي يلحق الزوجة نتيجة تعسف الزوج يف استعامل حق .التو ).١٧٨(السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية : انظر) ٤(

− ٤٣ −

אא א ونكاد نجد اتفاقا فيام بينهم , تكلم الفقهاء عن احلاالت التي تسقط فيها املتعة

:حيث قسم الفقهاء الفرقة التي تكون بني الزوجني إىل قسمني, يف هذه املسألة, واإليـالء, كاللعـان, ما كانت الفرقة فيه بسـبب مـن الـزوج: القسم األول

.فتجب املتعة حينئذ للمرأة, وغريها من األسباب, والردة, والـردة, كاملخالعـة, ما كانت الفرقة فيه بسـبب مـن الزوجـة: القسم الثاين .)١(فإهنا ال تستحق املتعة حينئذ, والعيب, والفسخ باإلعسار

التفريق بسبب الرضاع فينظر إن كان طلـب الفسـخ مـن الـزوج أما إن كان وإن كان طلب الفسخ من الزوجـة فـال , فيلحق بالطالق من حيث وجوب املتعة

وإن كان طلب الفسخ من طرف ثالـث كاملرضـعة أو أي شـخص , تستحق املتعة .آخر فتستحق املرأة املتعة

خول يف نكـاح ال فكل فرقة جاءت من قبل الزوج قبـل الـد: يقول الكاساينواملتعـة , فيه فتوجب املتعة ألهنا توجب نصف املسمى يف نكاح فيه تسـمية ةتسمي

وكل فرقة جاءت من قبل املرأة فال متعـة , عوض عنه كردة الزوج وإبائه اإلسالم .)٢(هلا

فإن كانت باملوت ,نظرت,وإن وقعت الفرقة بغري الطالق: ويقول الشريازيلنكاح قد تم باملوت وبلغ منتهـاه فلـم جتـب هلـا متعـة وإن املتعة ;ألن ا مل جتب هلا

كانت بسبب من جهة أجنبي كالرضاع فحكمه حكم الطالق يف األقسام الثالثـة; وإن كانت بسبب , ألهنا بمنزلة الطالق يف تنصيف املهر فكانت كالطالق يف املتعة

ام من جهة الزوج كاإلسالم والـردة واللعـان فحكمـه حكـم الطـالق يف األقسـ

).٥/١٥٨(وكشاف القناع ) ٢/٦٣(واملهذب ) ٢/١٠٢(بدائع الصنائع : نظرا) ١( ).٢/٣٠٣(بدائع الصنائع : نظرا) ٢(

− ٤٤ −

وإن كانـت بسـبب مـن , الثالثة ; ألهنا فرقة حصلت من جهته فأشبهت الطـالقجهة الزوجة كاإلسالم والردة والرضاع والفسخ باإلعسـار والعيـب بـالزوجني

ألن املتعة وجبت هلا ملا يلحقها من االبتذال بالعقـد وقلـة , مل جتب هلا املتعة, مجيعا وقـال ابـن ,)١(ن جهتها فلـم جتـبالرغبة فيها بالطالق وقد حصل ذلك بسبب م

وما يسـقط , وكل فرقة يتنصف هبا املسمى توجب املتعة إذا كانت مفرضة: قدامةبه املسمى من الفرقة كاختالف الدين والفسخ بالرضاع ونحوه إذا جاء من قبلهـا

.)٢(ال جتب متعة

).٢/٦٣(املهذب : نظرا) ١( ).٨/٥١(املغني : نظرا) ٢(

− ٤٥ −

אא אאא

.ثة مطالبوفيه ثال :إلزام املطلق بمتعة الطالق يف املحاكم الرشعية :املطلب األول

تعة املطلقة من األحكام الرشعية التي أقرهتا الرشيعة اإلسالمية, وبالتايل لو مفإنـه يلـزمهام قبـول مـا حتكـم بـه ,ترافع الزوجان بعد الطالق إىل حمكمة رشعية

.قديرهااملحكمة الرشعية يف موضوع النفقة وت إذرعية, ـوعىل القـايض أن يراعـي يف ذلـك مـا جـاءت بـه النصـوص الشـ

د قدرا اعتربت يف ذلك مراعا د ناسـبها كـام , ولكا معين ة العرف, ومل حت ل حالة ما ي .ا وكيف

:)العربية(حكم إلزام املطلق باملتعة يف القوانني الوضعية : املطلب الثاينيف الـبالد العربيـة, مسـتمد يف غالبـه مـن كتـب قانون األحوال الشخصـية

ر, قننـت ـاملذهب الفقهي السائد يف منطقة دولـة القـانون, فمـثال سـوريا ومصـاألحوال الشخصية من كتب املذهب احلنفـي, واملغـرب ـ مـثال ـ قننـت أحكـام

.األرسة من واقع كتب املذهب املالكي .د القانونوهذا يف األعم األغلب, ال يف كل ما ورد يف موا

وبناء عليه; فقد نصت مواد هذه القوانني عىل أن للمطلقة عىل زوجها الـذي .طلقها املتعةتعسفت كثري من هذه القـوانني, وجتـاوزت مبـدأ املتعـة −لألسف −ولكن

رة يف الرشيعة, إىل مبدأ العقوبة عىل الزوج, كام سبق وأن مثلنا لذلك يف بعض املقر .القوانني

,كان احلكم الذي يصدر من هذه القوانني فيـه تعسـف وجـور فإذا, ولذلك .بل وال يلزم به الزوج رشعا ,جيوز العمل به واحلالة هذه فال

− ٤٦ −

:حكم إلزام املطلق باملتعة يف القوانني الغربية: املطلب الثالث .)١(يةطريقة إيقاع الطالق يف القوانني الغرب :متهيد

ه مـدخل ملـا تفرضـه القـوانني الغربيـة ألنـ, اضطررت لذكر هـذا التمهيـدللمطلقة, خاصة مع وجود أعداد كبـرية مـن املسـلمني الـذين يعيشـون يف بـالد

ومـن ,والذين يلجأون للمحاكم الغربية يف إثبات عقد الزواج أوالطالق ,الغربفبإمكان املـرأة أن تطلبـه ,املعلوم أن الطالق عندهم يكون حسب رغبة الزوجني

كام حيق للرجل كذلك, ومها سواء فيه, ولـيس للقـايض أي دور يف من املحكمة,. منعه, ولكنه قد يفرض هلام مدة لالنفصال قبل إيقاعه عىل حسب طلب أحـدمها

فإن القانون مل ا اره, إال بقرار من املحكمة وأيضكام أن الطالق ال يقع, وال جتب آث .)٢(يضع عدة للمطلقة, بعد أن كانت موجودة يف السابقفكـام قلنـا بتحـريم حكـم :أما حكم إلزام املطلق باملتعة يف القوانني الغربيـة

املحكمة التي حتكم بالقانون الوضعي يف الدول العربية, والتي اسـتمدت غالـب أحكام قانون األحوال الشخصية من كتب الفقه املذهبي, إذا كان يف حكمها جور

تحريم التحاكم إىل القوانني األوروبية من بـاب وتعسف عىل الزوج; فإن القول بأوىل, وال شك يف ذلك, والسيام وقد علمنا مد اإلجحـاف املـايل املرتتـب عـىل

وعىل الزوجني الذهاب إىل أقرب دولة إسالمية, وإجراء الطالق ,الطالق عندهم

, وقد شمل البحث الكثـري مـن الكتـب والبحـوث ا واحد ا تناول هذه املسألة إال كتاب ابا كت −بعد البحث −مل أجد ) ١( ).فقه األقليات املسلمة(العلمية, التي تناولت

سـامل بـن : ; للـدكتور»ة للمسلمني يف الغـربـوال الشخصيـام األحـأحك«: ابـو كتـس −يف الباب −د ـومل أج عبد الغني الرافعي, وهي أطروحته للدكتوراه, وهو كتاب نافع يف موضوعه, وبناه عىل خربته ومشـاهداته بحكـم

.تواجده يف أوربا .لقانونية املقارنة, هي وفق ما جاء يف القانون األملاينوكانت دراسته ا

يف هذا املبحث, ومل أجد غريه, بل حتى هو مل يذكر مراجـع يف موضـوع املسـألة املقصـودة −بعد اهللا −وهو عمديت هـا −إىل اآلن −بالبحث, مما يدل عىل أن أحكام النكاح والطالق بني املسلمني يف الغـرب, مل جتـد مـن البحـث حق

.والدراسة .القانون األوريب; فإنام أعني ما ورد يف مواد القانوين األملاين −يف هذا املبحث −وعليه; فكلام ذكرت

., وما بعدها)٥٩٦ص ( »أحكام األحوال الشخصية للمسلمني يف الغرب«: انظر) ٢(

− ٤٧ −

ب لدهيا, أو إجراء الطالق بصورة رشعية لد إحد املراكز اإلسالمية, ثم الذهاإىل املحاكم األوروبية إلجرائه بطريقة صورية, ألجل التوثيق فقـط, ولالسـتفادة

غري مما يأخذونه من وثائق مصدقة, وعليهم أن ال يقبلوا فيام بينهام بام حتكم به عىل .ي اإلسالمهد

− ٤٨ −

أبيض

− ٤٩ −

א مع بعض التوصيات وخالصة البحث , وأهم ما توصلت إليه,

, وقد نص اهللا عليها رصاحة يف القرآن الكريم −١ .متعة املطلقة أمر مرشوعمـن سـورة البقـرة, تكـون ملـن طلقـت قبـل ) ٢٣٦(املتعة بنص اآليـة −٢

مـن سـورة األحـزاب لكـل ) ٤٩(الدخول, ومل يفرض هلا مهر,وجاءت يف اآلية .يةمطلقة قبل الدخول, ومل يأت ذكر املهر يف اآل

مـن ) ٢٤١(بعمـوم آيتـي ا ض العلامء بوجوهبا لكل مطلقة أخذوقال بع −٣ .من سورة األحزاب) ٢٨(سورة البقرة, واآلية

ا عن نصف املهـر الـذي جيـب للمـرأة, فـيام لـو كـان −٤ تكون املتعة عوضا ملا حلق املرأة من رضر لقاء الطالق .مسمى, ويكون هلا, ولغريها جرب

.للعرف ا ها, وجاء يف القرآن الكريم مرتوكتقدير مل يرد نص يف −٥ــا ا يف تقــدير املتعــة للمطلقــة اختالفــ اختلــف العلــامء −٦ , والســبب يف بين

.اختالفهم, عدم وجود نص يف املسألةغالب مواد قانون األحوال الشخصية للبالد العربية مـأخوذ مـن كتـب −٧

.الفقه املذهبي .ة بصياغة فيها إجحاف للزوجويف بعض القوانني جاءت املتع −٨ا بينا عن أحكام الش −٩ ريعة اإلسـالمية, ـاختالف القانون األورويب اختالف

يف أحكام الطالق, وأسبابه, والعدة, ومـا تسـتحقه املـرأة املطلقـة مـن مـال بعـد .الطالق .حيرم عىل املسلمني التحاكم إىل القوانني الوضعية الغربية −١٠ريعة ـرعية, التـي حتكـم بالشــالتحاكم إىل املحاكم الشيلزم املسلمني −١١

.اإلسالمية, ويلزمهم قبول ما حكمت به

− ٥٠ −

كم به هلـا عـىل زوجهـا مـن املحـاكم −١٢ حيرم عىل املرأة املطلقة أخذ ما حرعي ـالوضعية, سواء التي يف الدول العربية أو الغربية, وهلا أن تأخـذ حقهـا الشـ

.فقط, ورد ما زاد منه للزوججيب عىل الدول العربية تشكيل جلان رشعية, ملراجعة قانون األحـوال −١٣

.الشخصية, وإعادة صياغة مواده بام يتمشى مع الرشيعة اإلسالمية مشـكالهتمجيب إعادة النظر يف حال املسلمني يف الغرب والسعي حلل −١٤

مية يف الوقـت نفسـه طريقـة رسـبطريقة تتمشى مع الرشيعة اإلسالمية, وتكـون .هبا ا معرتف

للنظر يف اخلصومات التي ,يلزم املراكز اإلسالمية إنشاء جمالس رشعية −١٥رعية ـوتأهيل الكوادر الش ,تقع بني األزواج وغريها من اخلصومات بني املسلمني

.عرتاف هبا واعتامدها أمام احلكومات الغربيةالوالسعي ل ,املناسبةإسـالمية خيتلـف حاهلـا عـن املـرأة يف املرأة املسـلمة يف الـدول الغـري −١٦

ومن حيث الرعاية هلا ووجود ,من حيث احلقوق الزوجية ,املجتمعات اإلسالميةأما يف املجتمعات الغربية فنجدها قد كرسـت نفسـها ,من يرعاها ويتكاتف معها

مما يتعني معه رعاية حاجتها بعد الطالق للنفقـة ,خلدمة زوجها وأرسهتا يف حياته .والسكنى

هـذا; واهللا أعلــم, وصــىل اهللا عــىل نبينــا حممــد وعــىل ألــه وصــحبه أمجعــني واحلمد هللا رب العاملني,,,

− ٥١ −

אאא وفاء معتوق محزة فراش −الق املعنوية واملالية يف الفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ـار الطـآث −١

.مسحوبة عىل اآللة الكاتبة − )هـ١٤٠٥: (سنة −القر جامعة أم − رسالة ماجستري −المية مـع مقارنـة خفيفـة للرشـائع ـة اإلســريعــالق يف الشـىل الطــة عـرتبـار املتـثاآل −٢

ط األوىل −) القـاهرة(رشكـة األمـل للطباعـة −مـريم أمحـد الداغسـتاين . د −األخر ).هـ١٤١٤(

المية عىل وفق مـذهب أيب حنيفـة ومـا عليـه أحكام األحوال الشخصية يف الرشيعة اإلس −٣ ).هـ١٤١٠(ط الثانية −) الكويت(دار القلم −الوهاب خالف عبد −العمل باملحاكم

دار −الغنـي الرافعـي سامل بن عبد. د −أحكام األحوال الشخصية للمسلمني يف الغرب −٤ ).هـ١٤٢٢(ط األوىل −) الرياض(الوطن

دار النهضة العربيـة −حممد مصطفى شلبي . د −دراسة مقارنة أحكام األرسة يف اإلسالم −٥ ).هـ١٣٩٧(ط الثالثة −) بريوت(

مطبعـة املعـارف −حممـد الشـافعي −أحكام األرسة يف ضوء مدونة األحوال الشخصية −٦ ).م١٩٩٣(ط −) الرباط(اجلديدة

).١٣٧٧(ط −) القاهرة(دار الفكر العريب −حممد أبو زهرة −األحوال الشخصية −٧ ).بريوت(دار املعرفة −) هـ٢٠٤(حممد بن إدريس الشافعي ت −األم −٨قائق −٩ دار املعرفة −) هـ٩٧٠(ت ) ابن نجيم(زين بن إبراهيم −البحر الرائق رشح كنز الد

).هـ١٤١٣(ط الثالثة −) بريوت(املكتبة −) هـ٥٨٧(ت أبو بكر بن مسعود الكاساين −بدائع الصنائع يف ترتيب الرشائع −١٠

).بريوت(العلمية بيدي ت −القاموس : اج العروس من جواهرـت −١١ تىض بن حممد الز ر ) هــ١٢٠٥(حممد م

ي ـ دار الفكر . ت − ).هـ١٤١٤(ط −) بريوت(عيل شري) القـاهرة(مطبعة املنار −يد رضا ـد رشـحمم −) مـرآن احلكيـري القـتفس(ار ـري املنـتفس −١٢

).هـ١٣٥٠(الثانية ط −دار الكتـب العلميـة −) هــ٦٧١(حممد بن أمحد القرطبي ت −اجلامع ألحكام القرآن −١٣

).هـ١٤٠٨(ط األوىل −) بريوت(

− ٥٢ −

) هــ١٢٣٠(وقي ت ـدسـة الـحممد بن أمحد عرف −حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري −١٤ .ط األوىل −) القاهرة(مطبعة عيسى البايب احللبي −ر املختار ر −١٥ ) ابـن عابـدين(حممد أمني بن عمـر −] حاشية ابن عابدين[د املحتار عىل الد

).هـ١٤١٥(ط األوىل −) بريوت(دار الكتب العلمية −) هـ١٢٥٢(ت أمحـد بـن أمحـد −حاشية قليويب وعمرية عىل رشح اجلالل املحيل عىل منهـاج الطـالبني −١٦

دار إحيـاء الكتـب −) هــ٩٥٧(ت ) عمـرية(, وأمحد الربليسـ )هـ١٠٦٩(القليويب ت .ـ ط األوىل) القاهرة(العربية

) روتـبيـ(ر ـدار الفك −) هـ٤٥٠(اوردي ت ـد املـمـن حمـيل بـع −ر ـيـاوي الكبـاحل −١٧ ).هـ١٤١٤(ط األوىل −ي ـحقوق الزوجة املالية يف الفقه اإلسالمي مقارنة بقانون األحوال الشخصية الفلسطين −١٨

−) غـزة(رسالة ماجستري مقدمة للجامعة اإلسـالمية −ف مصطفى الرباوي الترت عاط − .غري مطبوعة −) هـ١٤٢٧: (سنة

عـيل حممـد معـوض . ت −) هــ٦٧٦(حييـى بـن رشف النـووي ت −روضة الطالبني −١٩ ).هـ١٤١٢(ط األوىل −) بريوت(دار الكتب العلمية −ورفيقه

٢٠− نن الكرب مطبعة جملس دائرة املعـارف −) هـ٤٥٨( البيهقي ت أمحد بن احلسني −الس )].بريوت(دار املعرفة : تصوير[ −ط األوىل −) حيدر أباد الدكن(العثامنية

ن(دار النفائس −عبدالفتاح عمرو . د −السياسة الرشعية يف األحوال الشخصية −٢١ −) عام ).هـ١٤١٨(ط األوىل

م(الواحد حممد بن عبد −رشح فتح القدير −٢٢ الـرزاق عبـد. ت −) هـ٨٦١(ت ) ابن اهلام ).م٢٠٠٣(ط األوىل −) بريوت(دار الكتب العلمية −غالب املهدي

سـاجدة −الطالق التعسفي والتعويض عنه بني الرشيعة اإلسـالمية والقـانون األردين −٢٣سـطني فل −رسالة ماجستري مقدمة جلامعـة النجـاح الوطنيـة −عفيف حممد رشيد عتييل

).م٢٠١١: (سنة −) نابلس(دار −بدران أبو العينني بـدران −الفقه املقارن لألحوال الشخصية بني املذاهب األربعة −٢٤

).بريوت(النهضة العربية حممـد بـن −القاموس املحيط والقابوس الوسيط فيام ذهب من لغـة العـرب شـامطيط −٢٥

ر والتوزيـع ـة للطباعـة والنشـمؤسسـة الرسـال −) هــ٨١٧(يعقوب الفريوزآبـادي ت ادسة −) بريوت( ).هـ١٤١٩(ط الس

− ٥٣ −

) هــ١٠٤٦(ويت ت ـونس البهـن يـور بـمنص −» اعـاإلقن«: نـن متـاع عـاف القنـكش −٢٦ ).هـ١٤١٧(ط األوىل −) بريوت(عامل الكتب −حممد أمني الضناوي . ت − −) بـريوت(صـادر دار −) هــ٧١١(حممد بـن مكـرم بـن منظـور ت −لسان العرب −٢٧

)]..بريوت(دار الفكر : تصوير[حممـد . ت −) هــ٨٨٤(ت ) ابن مفلح املقـديس(إبراهيم بن حممد −املبدع رشح املقنع −٢٩

).هـ ١٤١٨(ط األوىل −) بريوت(دار الكتب العلمية −حسن الشافعي −) وتبـري(ة ـرفــدار املع −) هـ٤٩٠(ي ت ــرخسـحممد بن أيب سهل الس −املبسوط −٣٠

).هـ١٤٠٦(ط −م تاحمجيل فخري حممد . د −متعة الطالق وعالقتها بالتعويض عن الطالق التعسفي −٣١

).م٢٠٠٩(ط األوىل −) األردن(ر والتوزيع ـدار احلاتم للنش٣٢− الرمحن بن عبد: مجع −) هـ٧٢٨(ت ) ابن تيمية(احلليم أمحد بن عبد −جمموع الفتاو

ـع امللـك فهـد : تصوير[ −) هـ١٤٢٠(حممد ت : , وابنه)١٣٩٢(حممد بن قاسم ت م جمة(لطباعة املصحف الرشيف )].هـ١٤١٦( −) املدينة النبوي

ل(ريعات الكويتيـة ـجمموعة التش −٣٣ وزارة العـدل −) قـانون األحـوال الشخصـية املعـد ).م٢٠١١(ط األوىل −) الكويت(مطابع الشط −الكويتية

دار −جلنـة إحيـاء الـرتاث العـريب . ت −) هـ٤٥٦( بن حممد بن حزم ت عيل −املحىل −٣٤ .ط األوىل −) بريوت(اآلفاق احلديثة

دار الكتــب العلميــة −) هـــ١٧٩(املدونــة الكــرب ـ مالــك بــن أنــس األصــبحي ت −٣٥ ).هـ١٤١٥(ط األوىل −) بريوت( −نـؤوط, ورفاقـه شـعيب األر. ت −) هــ٢٤١(أمحد بن حممد بن حنبـل ت −املسند −٣٦

).هـ١٤٢٠(ط الثانية −) بريوت(مؤسسة الرسالة للطباعة والنرش والتوزيع املكتب اإلسـالمي −) هـ٧٠٩(حممد بن أيب الفتح البعيل ت −املطلع عىل أبواب املقنع −٣٧

.مطبوع بآخر املبدع البن مفلح −) هـ١٣٩٤(ط األوىل −) بريوت(ر ــخمتص: رحـي شـاملغن −٣٩ . ت −) هـ٦٢٠(ة ت ـدامـن قـد بـن أمحـاهللا ب دـعب −قي ر اخلر والتوزيـع ـهجـر للطباعـة والنشـ −املحسـن الرتكـي ورفيقـه اهللا ابـن عبـد عبد. د. أ

).هـ١٤١٢(ط الثانية −) القاهرة(واإلعالن ـ) اخلطيـب(حممد بن أمحد −اين ألفاظ املنهاج ـة معـرفـمغني املحتاج إىل مع −٤٠ بينيـالش ر

).بريوت(دار الفكر −) هـ٩٧٧(ت

− ٥٤ −

−حممـود حممـد الشـيخ −املهر يف اإلسالم بني املايض واحلارض دراسة فقهية اجتامعيـة −٤١ ).هـ١٤٢٠(ط األوىل −) بريوت(املكتبة العرصية

حممـد بـن حممـد احلطـاب ت −مواهب اجلليل لرشح خمترص أيب الضياء سيدي خليـل −٤٢ ).هـ١٤١٦(ـ ط األوىل ) بريوت(دار الكتب العلمية −ات زكريا عمري. ت −) هـ٩٥٤( −) الكويـت(وزارة األوقاف والشـؤون اإلسـالمية −ويتية ـة الكـة الفقهيـوعـوسـامل −٤٣

).هـ١٤٠٤(الثانية . طي ـنقيطــد الشـن أمحــني بــن األمـد بـحمم −ر خليل ــرح خمتصـط شـرابـة املـنصيح −٤٤

).هـ١٤١٣( ط األوىل −) هـ١٣٢٥(ت مكتبـة الســنة −) هـــ١٣٧٧(أمحـد بــن حممـد شـاكر ت −نظـام الطـالق يف اإلســالم −٤٥

).م١٩٩٢(ط الثانية −) القاهرة( −) دريةـاالسكنـ(دار اإليامن −امل ـور آل سـطارق بن أن −الواضح يف أحكام الطالق −٤٦

).م٢٠٠٤(ط .هي مبينة يف مواضعهاقوانني األحوال الشخصية لبعض الدول العربية, و −٤٧مواقع النت, وهي كثرية, وغالب ما دخلتها هي املواقع للدولـة, كالبوابـة اإللكرتونيـة −٤٨

رية, ويف هـذه املواقـع ـالرسمية لدولة للكويت, وكذلك قطر, وموقـع دار اإلفتـاء املصـ .النصوص القانونية املوثقة للدول املذكورة