1

تأليف الدكتور مازن مطبقاني

الطبعة األوىل

م٢٠٠٥هـ/١٤٢٦

2

بسم ا الرمحن الرحيم فهرس احملتويات

املقدمة

3

مقدمة احلمدهللا محداً يليق جبالل وجهه وعظيم سلطانه وصلى اهللا وسلم وبارك

وعلى آله وصحبه أمجعني ، أما بعد :على سيدنا حممد فاإلسالم كله خري ، وكيف ال وهو النعمة اليت أمتها اهللا على عباده بقوله

اليوم أكملت لكم دينكم وأمتمت عليكم نعميت ورضيت لكم [تعاىل: . وملا كان اإلسالم قد اكتمل ورضيه اهللا لعباده ديناً فكيف )١(]اإلسالم ديناً

.ن يقول برأيه يف أحكام هذا الدينوة الذكاء والعقل ألبشر مهما أويت من قأن تكون وتعدد الزوجات من بني تلك األحكام اليت أمر بعض البشر

كن أخطر املسائل فإا من ، وهي مسألة إن مل تكلمتهم هي النافذة فيها. وليس الزواج بأكثر من واحدة مسألة جديدة فقد حاربته أوروبا يف أخطرها

احلديثة" حينما اتفق رجال الدين عندهم مع رجال القانون عصر "النهضةاملدين الوضعي على إلغاء حق الرجل يف الزواج بأكثر من واحدة مهما كانت

األسباب والدوافع .وحينما خرجت أوروبا من نطاق حدودها اجلغرافية لتهيمن على معظم

، ة واالقتصاديةالعسكرية والسياسي أرجاء العامل اإلسالمي مبتدئة بالسيطرة. م نفسها واستغالل ثروااحيث سلبت الشعوب اإلسالمية قدرا على حك

وحتول االستعمار فيما بعد إىل سيطرة على كل شؤون احلياة حينما استسلم العامل اإلسالمي حلالة التبعية املطلقة ورضي أن يكون يف وضع (املغلوب املغرم

).٣) سورة املائدة، آية (١(

4

ا األمة مغزوة يف حلة اليت تكون فيه. وهذه هي املردائماً بتقليد الغالب) .عقيدا وفكرها

، تهجن تعدد الزوجات كما يستهجنونهوكان مما تأثرنا به أن أصبحنا نس، وأن نستخف بالزىن واخلنا كما يفعلون إال من وأن نأكل الربا كما يأكلونه

رحم اهللا . تناوله من وجهة النظر اعلم أن موضوع تعدد الزوجات ليس جديداً يف

، ملنها اختلفت مستوياا يف درس اإلسالمية، فثمة عشرات الكتب اليت تناولته. وهذا لكتاب إىل أسلوب الدفاع والتربيرهذا املوضوع حىت جلأ بعض ا

، واإلسالم دين القوة طر أصحابه إىل الوقوف موقف الضعفاألسلوب يض .ربر املتكألنه موصول باهللا عز وجل السالم املؤمن املهيمن العزيز اجلبا

نطقي ألنه ال يشغل بالنا وما تناولنا هلذه القضية بأسلوب اجلدل العلمي امل، ولنضع مسألة لنا لنأخذ اإلسالم كالً ال يتجزأ، ولكن لتكون مدخالً إال هي

، وألن أعداء ح من بناء اإلسالم الكامل الشاملالتعدد يف إطارها الصحي .اهلجوم لإلسالم وأهله يلوناإلسالم يتناولون جزئيات صغرية ويك

ومنهج هذا البحث يف الوصول إىل هدفه يبدأ بتمهيد يشري إىل العقيدة ة عامة ولتشريع التعدد بصفة واألخالق كأساس للتشريع اإلسالمي بصف

وما كان ملؤمن وال مؤمنة [، وليعلم الناس أن الخيار هلم فيما شرع اهللا خاصة، وإىل فصلني )١(]م اخلرية من أمرهمإذا قضى اهللا ورسوله أمراً أن يكون هل

مث العالقة بني الرجل واملرأة يف ،أوهلما متهيدي فيه إشارة إىل العقيدة واألخالق

. ٥٨٣ – ٥٨٢ص ١طب، يف ظالل القرآن مسيد ق )١( ) .٣٦سورة األحزاب ، آية (

5

والفصل الثاين عن الزواج بأكثر ،سالمي ونظرة اإلسالم إىل الزواجاتمع اإل .زوجة وفقاً هلذا البناء املتكاملمن

، فقد عدلت عن هذا البحث ناومن حق القاريء أن أوضح له معىن عنو؛ فهذه اللفظة مأخوذة عن اإلنكليزية ة (تعدد) ألا مصطلح غري إسالميكلم

)Pologymy وإمنا الزواج يف اإلسالم حمدد بأربع مثىن وثالث ورباع أو ( .واحدة

أسأل اهللا عز وجل أن يرينا احلق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن ينري بصائرنا .هللا رب العاملني ، واحلمدعل أعمالنا خالصة لوجهه الكرميجيوجينبنا الزلل وأن

مازن مطبقايند.

6

الفصل األول ند األمم األخرىعالزواج

متهيد، ابتداء بالبناء العقدي واألخالقيإن بناء األسرة يستغرق جهوداً عظيمة

موقف اإلسالم من املرأة يعد رائداً متميزاً مقارنة باألمم ومن املعروف أناألخرى قدمياً وحديثاً ، ومن الواضح أن األسرة املسلمة يترىب أفرادها أوالً

عخيضتربية عقدية أخالقية ، مث ال يكون تأسيسها ألسرة جديدة عشوائياً بل تكونت ، وكذلك عند أهل الزوج حىت إذاالختبارات من قبل أهل الفتاة

األسرة واكبها اإلسالم بالتوجيهات والنصح وأحاطها باألهداف السامية العظيمة .

هلذا كله ملا جاء اإلسالم ووجد أن التعدد موجد ولكن الينتظمه نظام . ونود أن نشري ه إال أن وضع له نظاماً تشريعياًوال حدود وال قيود ما كان من

حة كبرية يف تراثنا اإلسالمي اتل مستهنا إىل أن الكتابة عن التعدد مل تكن حت، فما كان األمر يتعدى كتاب النكاح والعدل امأيام عظمة املسلمني وحضار

بني الزوجات دون إطالة زائدة أو حديث حول األصل يف الزواج هل هو اإلسالم نإ": أمجل ما قاله سيد قطب رمحه اهللا التعدد أو الزوج الواحدة ، وما

، ومل يامر بالتعدد بل رخص فيه وقيده وأنه رخص بل حددهمل ينشئ التعدد فاحلكمة … ، وضرورات الفطر اإلنسانية واجهة واقعيات احلياة البشريةفيه مل

لتشريع إهلي سواء أدركها البشر أم مل ليف ك نواملصلحة مفترضتان وواقعتنا يدركوها يف فترة من فترات التاريخ اإلنساين القصري عن طريق اإلدراك

7

.)١("البشري احملدودويف هذا الفصل نتناول الزواج بأكثر من زوجة باحلديث أوالً عن التعدد

مث نتناول حكمة الزواج بأكثر ،ويف الواقع األليم ،عند اليهود وعند النصارى، هل د ذلك التعرف على حكم هذا الزواجوحناول بع ،من زوجة يف اإلسالم

اح وغري ذلك من املصطلحات الفقهية ، هو للضرورة أو للحاجة أو هل هو مب .عن ضوابط الزواج بأكثر من زوجة ويكون خامتة البحث احلديث

١

8

التعدد عند اليهود )١؟! احلقيقة أنه نظام قدمي جداً د الزوجات نظام جديد على البشريةهل تعد

؛ فاليهود عرفوا الضوابط إال يف التشريع اإلسالميلكنه مل يعرف التنظيم وزوجات وكان هلم أمراً طبيعياً فقد كثر ذكر زوجات األنبياء من بين تعدد ال

م (احملرف) حول مسائل التعدد من مثل إسرائيل كما وردت عبارات يف كتا"إذا كان لرجل امرأتان إحدامها حمبوبة واألخرى مكروهة فولدتا له بنني

.)١(احملبوبة واملكروهة اخل"دعوة كتام (املقدس) هلم أن يكثروا من ومن الدواعي للتعدد عند اليهود

التناسل ليملؤا األرض "خلق اهللا اإلنسان ذكراً وأنثى وخلقهم وباركهم اهللا ، وقد دعا هذا علماء )٢(وقال هلم أمثروا وأكثروا واملؤا األرض واخضعوها"

: كما جاء يف كتاب األحكام العربيةاليهود أن يسنوا القوانني الداعية للزواج ،كاح بنية التناسل ودوام حفظ النوع اإلنساين فرض على كل يهودي"الن

اً يف غضب ومن تأخر عن أداء هذا الفرض وعاش عزباً بدون زواج كان سبب .)٣(اهللا على بين إسرائيل"

وملا كان دأب اليهود والنصارى أن خيضعوا ألحبارهم ورهبام فيما ثوا تغيريات يف دينيني أن حيديشرعون من دون اهللا فقد رأى هؤالء الزعماء ال

، فقد ذكر عبدالناصر العطار بعد استقرائه لتشريعات شرع تعدد الزوجات

وما بعدها . ١٥: ٢١) سفر التثنية ١( وما بعده . ٢٧: ١) التكوين ٢(، تعدد نساء األنبياء ومكانة املرأة يف اليهودية واملسيحية واإلسالم، بعبدا لوها) أمحد ٣(

.١١٦ص

9

اليهود أن "أحبارهم كرهوا تعدد الزوجات فحاولوا التضييق منه وذلك لتحديد عدد الزوجات بأربع واشتراط وجود مربر شرعي عند الزواج بأخرى

.)١(زوجاته واستطاعته العدل بينهن" واشتراط قدرة الرجل على اإلنفاق على :) التعدد عند النصارى٢

من املعلوم أن عيسى عليه السالم صرح ألتباعه وفقاً ملا جاء يف اإلجنيل ، ما جئت ألنقص الناموس أو األنبياءأنه مل يأت بتشريع جديد "ال تظنوا أين

. )٢(جئت ألنقص بل ألكمل"أا متنع تعدد الزوجات ما جاء ومن أبرز النصوص اليت زعم النصارى

: "من بدأ اخلليقة ذكراً وأنثى املسيح عند سؤاله عن الطالق قولهعلى لسان خلقهما اهللا ، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق (ويلزم) بامرأته

الذي مجعه ، فإذ ليسا بعد اثنني بل جسد واحد ويكون االثنان جسداً واحداً .)٣(ان"اهللا اليفرقه اإلنس

وقد وردت تفسريات عديدة هلذه العبارة أبرزها أنه ملنع الطالق منعاً باتاً التعدد كان شائعاً عند اليهود ومل يأت املسيح نوليس ملنع التعدد ، ذلك أ

إن " :ه السالم إال مكمالً وليس ناقضاً، ويف ذلك يقول أمحد عبدالوهابعليإذن حديثاً عن نظام الزوجة احلديث عن الرجل واملرأة كجسد واحد ليس

، د الزوجات من النواحي الدينية واالجتماعية والقانونيةتعدعطار ، عبد الناصر توفيق ) ١(

. ٨٦ص .وما بعدها ،١٧: ٥) مىت ٢( ) اجنيل مرقس .٣(

10

الوحدة لكنه حديث عن استمرارية العالقة بينهما ومن مث فهو حديث يتعلق .)١("بالطالق وليس بتعدد الزوجات

لكن هذا املوقف مل يتبناه مجيع النصارى فقد ظهر منهم رجال دين ، بل ويبيحون اجلمع بني أكثر من الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة يبيحون، واملورمون Ananabaptistesة ، ومن هؤالء فرقة االن نابتست زوج

Mormons تعدد حىت أوائل القرن ، وهؤالء األخريون ظلوا ميارسون الوهناك من ينقل عنهم أم ال يزالون ميارسون التعدد دون علم ،)٢(التاسع عشر

بل ظهرت دعوات من مفكرين وعلمائهم تدعو إىل السلطات األمريكية،حة التعدد الزوجات وخباصة بعد أن عانت أوروبا من نقص شديد يف عدد إبا

الرجال نتيجة للحربني العامليتني اليت قتل فيهما أكثر من مثانية وأربعني مليون ، وكذلك النتشار الفواحش والزنا وزيادة عدد اللقطاء ومن هؤالء )٣(رجل

Ferdinand، وفرديناند دريفوس Boul Bureouبول بريو Dryfus و بن لندسي ،Ben Lindseyوغريهم ،.

. ١٤٦ص ،، مرجع سابقبعبدا لوها) ١(النظم القانونية اإلفريقية عن حممود سالم زنايت ، ١٠٨) عطار ، مرجع سابق ص٢(

.١٠٧ـ ١٠١ص م)،١٩٦٦( ،وتطورهامليون كما أشار إىل ذلك نور الدين حاطوم يف ٨ - ٥رب العاملية األوىل ) قتل يف احل٣(

ويف احلرب العاملية الثانية قتل ،١٢٢ص ، املوسوعة التارخيية احلديثة ـ تاريخ القرن العشرين : مليون عن ٤٠أكثر من

Encyclopedia International (U.S.A : 1981) vol. 19 P 493

11

التعدد األثيم يف الواقع األليم ) ٣ظن اليهود والنصارى أم بإصرارهم على منع التعدد وإجبار الرجل على

. مع أن حقيقة غوا قمة العقل والرشد يف التشريعالزواج بزوجة واحدة قد بللتعدد مطلقاً وإال كيف دينهم وكتبهم ـ مهما دخلها من حتريف ـ ال متنع ا

ينظرون إىل أنبيائهم الذين تزوجوا العديد من النساء وكان لبعضهم السراري ، لكنهم قوم جيهلون .لنيب قدوة ملن آمن بهالكثر ؟ أليس ا

ظل الطالق حمرماً يف ظل الكنيسة زمناً طويالً حىت حدث االنفصام بني مث تبعتها بعض الطوائف القالكنيسة والدولة فأباحت التشريعات الوضعية الط

، أما تعدد النساء فإنه مازال حمرماً وإن نظرت إليه طائفة أو طائفتان املسيحية على أنه مباح وما زالوا ميارسونه بشكل سري يف بعض الواليات اإلمريكية .

؟ احلق أنه موجود جرد وجود هذه التشريعات اجلاهلةهل انتهى التعدد مب، وإليك صورة موجزة عن أحوال املرأة يف فاجرفاسق لكنه تعدد إباحي

اتمعات الغربية وغريها من اتمعات اليت أخذت بقانون منع الزواج بأكثر من زوجة .

قد تبدو األرقام اليت سنوردها عن اخليانة الزوجية مبالغاً فيها ، ولكن ن املصدر الذي أورد هذه اإلحصائية وهي جريدة عربية يومية تصدر يف لند

اإلسالم بل لكوا جمرد خرب وليس بقصد انتقاد الغرب أو إظهار حماسن % من ٧٥أن م)٢٩/٥/١٩٨٠، فقد جاء يف هذه اإلحصائية (صحفي

12

قل من املتزوجات يفعلن ، وأن نسبة أألزواج خيونون زوجام يف أوروباا .)١(الشئ ذاته

لزىن بني وينقل املودودي رمحه اهللا تعاىل عن بول بيورد عن انتشار ايعد من العيب املتزوجني واملتزوجات قوله: "وإن زنا احملصنني واحملصنات ال

، فإذا كان أحد من احملصنني متخذاً خليلة دون زوجته فال أو اللوم يف فرنسايرى إلخفاء األمر لزوم ويعد اتمع فعله ذلك شيئاً عادياً طبيعياً يف

.)٢(رجال"ـالل غري ة ومنع التعدد فمنها ازدياد األطفاأما عن نتائج هذه اإلباحي

، ففي إحدى اإلحصائيات أن عدد هؤالء األطفال الشرعيني زيادة كبرية جداًاآلن ، أما م١٩٧٩يكا وحدها وقد كان هذا عام يفوق املليون سنوياً يف أمر

.)٣(فقد يكون الرقم أكثر من هذا، فإن البالد غربيةيئة قاصرة على اتمعات الولن تكون هذه النتائج الس

، واختالطها ابتداء من إخراج املرأة وسفورها اإلسالمية اليت تأثرت بالغرببالرجال باإلضافة إىل دفعها للعمل حتت شىت املربرات ومن التشريعات

، فال بد أن تكون بأكثر من زوجة أو حترميه مطلقاً املختلفة للحد من الزواج قد جنت الثمار اخلبيثة لذلك كله.

.١٣١ص ،مل املرأة يف امليزانع) حممد علي البار ، ١(حنو ايار ،من كتابه ٧٧ـ ٧٦عن بول بريول ص ،٩٥ص احلجاب) املودودي، ٢(

م.١٩٢٥، نشر يف لندن سنة أخالقي .١٣١، ص مرجع سابق، ) حممد علي البار٣(

13

) الزواج مثىن وثالث ورباع٤ال شك أن الذين كتبوا عن املرأة وأفردوا فصوالً للحديث عن تعدد

، ولكن هل حيتاج األمر لوا أسباب الزواج بأكثر من واحدةالزوجات قد تناوة حقاً إىل إجهاد الفكر للبحث عن أسباب التعدد وحكمته؟ هل التعدد قضي

و أن احتكاك العامل اإلسالمي بالغرب ؟ يبدينبغي أن تنفرد بالكتابة حوهلااألورويب النصراين واليهودي وامللحد زمناً طويالً وحتول املسلمون من وضع األمة الغالبة إىل وضع املغلوب (املولع دائماً بتقليد الغالب) قد فرض على

ة كل من وجهة الكتاب اإلسالميني والكتاب املتغربني أن يتناولوا هذه املسأل . يعتنقهاالنظر اليت

اإلسالم وحده هو الذي أعطى املرأة حريتها نأفاملسلم احلق يرى وكرامتها واعترف ا إنساناً كامل اإلنسانية ونظر إىل طبيعتها وطبيعة الرجل

بينما يرى ، فحدد نظاماً اجتماعياً يكفل مشاركة اجلميع مشاركة فعالةف للمرأة بكيان مستقل وأا أن اإلسالم مل يعتر - املغلوبون حقاً -املتغربون

.ءيف وضع أدىن من الرجل وحرمها من املساواة اليت يتطلع إليها هؤالومن الالفت لالنتباه أن الدراسات الغربية (باللغات األوروبية املختلفة)

الكتابات اليت كتبها حول املرأة يف العامل اإلسالمي تفوق بوضوح حجم، ولعل من أبرز الدالئل على هذا العدد شاراإلسالميون، كما تفوقها يف االنت

14

وغري النسائية املنتشرة بلغات ،النسائيةاإلسالمية الكبري من االت األسوعية . )١( وهي حتمل الفكر املتغرب بصراحةاملسلمني

وما زالت الكتب الداعية إىل خروج املرأة وسفورها تصدر تباعاً منذ اب الطاهر احلداد "امرأتنا يف اتمع كتاب قاسم أمني "حترير املرأة" وكت

ورها وحارب الزواج بأكثر والشريعة" حيث دعا كالمها إىل خروج املرأة وسف. وبني يدي كتاب تولت اليونسكو نشره باللغة اإلجنليزية أوالً مث من زوجة

"الدراسات االجتماعية عن املرأة :مولت ترمجته ونشره إىل اللغة العربية بعنوانويف هذا الكتاب تكرار لدعوة قاسم أمني ولكن بأسلوب ،مل العريب"يف العا

.االجتماع ومصطلحاته لمأكثر تطوراً باستخدام معطيات عالبد من االستمرار يف الكتابة يف هذا املوضوع وإجراء ههلذا يبدو أن

مة املختلفة وخباصة موضوع البحوث والدراسات االجتماعية حول قضايا األ، ولقد أصبح القارئ من ذ زمام املبادرة من دعاة التغريبد من أخ، والباملرأة

املنهجية أن يقع كثرة ما جيد من هذه الدراسات اليت تزعم لنفسها العلمية و .فريسة لطروحاا

جندها يف معرفة نأما احلكمة من إباحة اإلسالم لتعدد الزوجات فيمكن أحد من املسلمني ألمه أو ، فهل يرضى أالبناء العقدي واألخالقي لإلسالم

يرضى مسلم أن تصبح ؟ هلأو عمته أو خالته أن تكون زانية أخته أو ابنتهمهنة رمسية تصرح ا احلكومات وتفرض عليها الضرائب؟ مهنة اخلنا والفجور

) يذكر اآلن عن اجلزائر بعد انتشار الصحوة اإلسالمية ومشاركة املرأة املسلمة يف املطالبة ١(

ر عدد من االت النسائية ابإصد -املغلوبون حقاً -بتطبيق الشريعة اإلسالمية أن قام املتغربون إلفساد املرأة ليكون ذلك مدخالً هلم .

15

هل يرضى مسلم البنه أن يكون من رواد مثل هذه األماكن القذرة؟ هل حوهلا نساء ال جيدن فرصة لدخول ترضى مسلمة أن تعيش هانئة سعيدة وترى

أبواب احلياة الزوجية؟ أال خيالف موقف املرأة الرافضة ملشاركة أخرى هلا ال يؤمن أحدكم حىت حيب ألخيه ما ديث الرسول صلى اهللا عليه وسلم (ح

.)١حيب لنفسه)(ال شك أن التربية العقدية واألخالقية للمسلم جتعله ينفر من الزنا واخلنا

ألنه يسأل ربه دائماً أن يرزقه العفاف والغىن، كما أن التربية العقدية والفجور يف اإلسالم ال تركز على اجلانب الفردي على حساب اجلماعة بل املسلم بطبيعته صاحب نظرة شاملة يهمه دائماً أمر اإلسالم واملسلمني. بالرغم من

نه ظهر منهذا الوضوح يف تشريعات اإلسالم العقدية واألخالقية إالّ أبعض ، وفيما يأيت ن أثار الشبهات حول إباحة التعدداملسلمني موغري املسلمني

هذه الشبهات والرد عليها:أوالً: يزعم قاسم أمني أن التعدد هو من العادات القدمية اليت كانت مألوفة عند ظهور اإلسالم، ومنتشرة يف مجيع األحناء يوم كانت املرأة نوعاً

) ويقول أيضاً: "وبديهي أن ٢ مرتبة بني اإلنسان واحليوان.(خاصاً معتربة يفيف تعدد الزوجات احتقار شديد للمرأة ألنك ال جتد امرأة ترضى أن تشاركها

،، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع)، الترمذي٢/١٣(، كتاب اإلميان البخاري -١)٣٨/٢٥١٥.( .١٣٧، ص حترير املرأةقاسم أمني، - ٢

16

يف زوجها امرأة أخرى، كما أنك ال جتد رجالً أن يشاركه غريه يف حمبة ) ١امرأته."(

ع أبناء الرجل ثانياً: ويثري املعارضون للزواج مثىن وثالث ورباع موضومن عدة زوجات أو أبناء العالت زاعمني أن هؤالء ينشأون يف اخلصام والشقاق، ويف ذلك قال قاسم أمني أيضاً أن نشأم تكون بني "عواصف

.)٢الشقاق واخلصام"(ثالثاً: يزعم الرافضون للزواج اإلسالمي مثىن وثالث وربعا أن اإلذن

الت فردية حمدودة، وإالّ فإم يرونه يف بالتعدد هو للضرورة القصوى، ويف حاغري هذه األحوال "ما هو إالّ حيلة شرعية لقضاء شهوة يميةن وهو عالقة

.)٣تدل على فساد األخالق واختالل احلواس وشره يف طلب اللذائذ"(رابعاً: ومن الشبهات املثارة حول التعدد قوهلم: " إن الظروف االقتصادية

تسمح للجل بأن يعدد زوجاته ألن هذا التعدد يفرض يف العصر احلديث ال عليه أعباء مالية، فهو سيطالب باإلنفاق على العدد من أوالده وزوجاته يف

.)٤الوقت الذي ازدادت فيه مطالب كل فرد، وقلت املوارد املالية"(

.١٣٨املرجع نفسه، ص - ١ .١٤٠املرجع نفسه، ص - ٢ .١٣٢املرجع نفسه، ص - ٣ وما بعدها. ٦٢عطار، مرجع سابق، ص - ٤

17

الرد على هذه الشبهات -٥بهات فالزعم صحيحة كفيلة بالرد على هذه الشمعرفة إن معرفة اإلسالم

كان ينظر إىل املرأة بأن التعدد كان يف بداية اإلسالم منتشر يف العامل حيث. فإذا كان اإلسالم قد جاء يف القرن السادس امليالدي فلماذا نظرة دونية

اء العامل حىت القرن السادس عشر؟ استمر نظام التعدد معموالً به يف مجيع أحن، أال يكفيه ة فهي ربط التعدد باحتقار املرأةاني؟ أما املغالطة الثفأي مغالطة هذه

، )١(عليه وسلم (النساء شقائق الرجال)أن يعرف حديث املصطفى صلى اهللا ، أو حديث (من كان عنده )٢(…)وحديث (إن اهللا يوصيكم بأمهاتكم ثالثاً

ثالث بنات أو ثالث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى اهللا ، باإلضافة إىل التشريعات اإلسالمية كلها اليت تساوي بني )٣(نة) فيهن فله اجل

املرأة والرجل يف التكاليف واألجر والثواب إال ما كان من اختالف يف اخللقة والتكوين بني املرأة والرجل ال شك أن إباحة الزواج بأكثر من زوجة سيعطي

ولعله يعطيهن الفرصة بل ،الفرصة للكثري من النساء للنجاة من براثن العنوسةليصبحن أمهات وجيدن من يربهن حني نعلم توجيه رسولنا صلى اهللا عليه

: (أمك مث أمك مث سأله: أي الناس أحق حبسن صحابيت؟ فقال لهوسلم ملن .)٤(أمك مث أباك ..)

. ١١٣) الترمذي ، كتاب الطهارة حديث ١( . ٣٧٠٥الوالدين حديث بر) ابن ماجة ، أبواب اآلداب ـ باب ٢( . ١٩١٦) الترمذي كتاب الرب والصلة حديث ٣( )٧١/٢٠٠٧تاب األدب () البخاري ك٤(

18

أما اإلدعاء باحملافظة على شعور املرأة من أن تشاركها زوجة أخرى يف ىل أن تشاركها امرأة أخرى و: هل اَألأن نسأل هؤالءها فأمر نرد عليه بزوج

أن تستقبل زوجاً يعاشر شريفة عفيفة ذات خلق إسالمي أو ترضى لنفسها؟ إن املرأة تقبل راضية أو كارهة أن ينشغل عنها زوجها بأعماله الساقطاتخارجه وسفره املتواصل والتقائه مع النساء سواء يف حميط عمله أو ،الكثرية. ويبدو يل أن كثرياً من النساء يفضلن زوجة رضى أن يكون هلا ضرةوال ت

! الذي يساوي أكثر من عشرات النساءأخرى على مثل هذا العمل ني أبناء الرجل من زوجات وحني يزعمون بوجود اخلصومة والشقاق ب

، فنذكر هؤالء بأن اإلسالم حريص جداً على متاسك اتمعخمتلفات، وفيما يايت بعض التوجيهات القرآنية اليت نهم واألقارباإلسالمي األباعد م

واعتصموا حببل اهللا مجيعاً [ :، وقوله تعاىل)١(]إمنا املؤمنون اخوة[تؤكد ذلك ، ويقول الرسول صلى اهللا عليه وسلم (اليؤمن أحدكم حىت )٢( ]والتفرقوا

سلم وقوله صلى اهللا عليه وسلم (املسلم من، )٣()حيب ألخيه ما حيب لنفسهخوة النسب ، هذا بني من جتمعهم كذلك أ)٤(املسلمون من لسانه ويده). إن املغاالة يف تصوير الرتاعات املتومهة بني أبناء بانتمائهم إىل أب واحد

العالت قد سيقت للتشكيك يف إباحة تعدد الزوجات، بل جعلهم ذلك

). ١٠) سورة احلجرات آية (١( ) .١٠٣) سورة آل عمران آية (٢() ، الترمذي ، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع ٢/١٣) البخاري ، كتاب اإلميان (٣()٣٨/٢٥١٥.( ) .٢/١٠) البخاري ، كتاب اإلميان (٤(

19

ا عقوهلم . فماذا عليهم لو حكموالصعب للعبث بالشريعة اإلسالمية يركبونونظروا يف أحوال البالد اليت قيدت الزواج وقيدت الطالق كيف أصبح حال

ة قد أصبحت يف هذه البالد مؤسسة ضخمة تدر ر، إن الدعااشباا ونسائهقريباً من ، وأصبح عدد اللقطاء من الدوالرات شهرياً أو سنوياًمئات املاليني

توشك شرعيتهم أن تضيع ملا ، بل إن األبناء الشرعينيعدد األبناء الشرعيني .ساء والرجال من االحنراف والفسادأصاب الن

وميكن أن نضيف التساؤل حول األرامل واملطلقات وال سيما ذوات األبناء هل حيرمون من الزواج من رجل متزوج من أجل هذه الرتاعات

ين ؟ أما التاريخ فيقول عن أبناء الرجال الذوالشقاقات املتومهة أو املتوقعةفلو ،تزوجوا زوجتني وأكثر هؤالء هم الذين فتحوا الدنيا وأناروها باإلسالم

بل هم مل خيرجوا ،كانوا حقاً يف شقاق ونزاع ملا خرجوا من جزيرة العربيود وكانوا من اجلزيرة حينما كانوا يعددون الزوجات بال حدود وال ق

.اليقيمون للمرأة وزناًقتصادية فنقول بأن األرض مل تضق وللرد على مسألة االحتياجات اال

ويف السماء رزقكم وما [: برزق من عليها واهللا عز وجل يقوليوماً وقد ،)٢(]وما من دابة إال على اهللا رزقها[ويقول سبحانه )١(]توعدون

جمتمعات :د سيطرة الغرب وهيمنته إىل قسمنيقسمت الكرة األرضية بع، وليس سبب الفقرتمعات اجلوع و، وجملوفرة والفائض اليت حتارب التعددا

هذا التقسيم أن الفقراء ال ميلكون بل هم ميلكون وال يعرفون كيف يستغلون

) .٢٢، آية () سورة الذاريات١( .) ٦، آية () سورة هود٢(

20

ما عندهم فيقعون ضحية لقوة الغرب الذي يأخذ ما عندهم، أال ترى الدول الصناعية تأخذ اخلامات من الدول الفقرية لتصنيعها فإذا ما صنعتها أعدا

وبيعت بأسعار تفوق قيمتها احلقيقة ،بأا ضرورية) منتجات (أومهوا العاملعشرات املرات بل بلغ من جشع هذه الدول أا تلقي بفائض إنتاجها يف البحر أو حترقه أو تتلفه بأي وسيلة حىت اليتدىن سعره يف األسواق فأي

والبد أن نذكر أن ؟ها املاليني من أجل ترف املترفنيحضارة هذه متوت فيتتزوج بصفتها ثانية أو ثالثة فهي تأيت برزقها ذلك أن كل مولود املرأة حني. فهي من خملوقات اهللا اليت وأجله وشقي أو سعيد قبل أن يولد يكتب رزقه

تكفل برزقها كما أن هذه املرأة قد تكون صاحبة فكر وتدبري أو صنعة أو .مهن قد تعني الرجل يف عمله فينتقل من حالة الفقر والعوز إىل الغىن

ل ، ويزعمون أيضاً أن التعدد برهان على متكن الغريزة البهيمية من الرج، )١( ]قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقني[؟ فهل يقولون هذا من علم وبينة

الزنا ـ هل الدين الذي يأمر بالعفة وغض البصر وحفظ الفرج ويعاقب على الدين يسمحباجللد أو الرجم هل مثل هذا - مىت توفرت شروط العقوبة

، تتمثل يف االختالط والتربج والسفور احلقيقية ؟ أم أن البهيميةبالبهيمية .رذيلة مبا تعرضه من مفاتن املرأة؟ووسائل الفن الداعية إىل ال

ولكن لنرد بأسلوب آخر فاملسلم يتحمل أضخم مسؤولية عرفها اإلنسان عا إىل الدين ألن أمته هي األمة الوسط وهو املسؤول عن دعوة البشرية مج

احلق وإقامة شرع اهللا فيها فالرسل قبل سيدنا حممد صلى اهللا عليه وسلم كانوا ، أما أتباع م يتحملون مسؤولية الدعوة مجيعهايبعثون إىل أقوامهم خاصة وه

.)١١١) سورة البقرة، آية (١(

21

سيدنا حممد صلى اهللا عليه وسلم فقد أمروا أن يبلغوا فيشاركوا الرسول يف ، وجاء )١(] على بصرية أنا ومن اتبعينقل هذه سبيلي أدعو إىل اهللا[مهمته

ر اهللا امرءاً مسع مقاليت فوعاها عن سيدنا حممد صلى اهللا عليه وسلم قوله (نضفأداها كما وعاها فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه إىل من هو أفقه

؟ كيف ملن دعوة واملسؤولية أن يكون يمياً، فكيف ملن محل هذه ال)٢(منه) ، وملن دعاه اإلسالم إىل التقلل لليل والغزو يف سبيل اهللاسالم على قيام احثه اإل

؟أن يكون يميناً )٣(ن يف الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)كمن متع الدنيا (كيف ملن يؤمن باإلسالم الذي جاء من عند اهللا عز وجل القائل يف كتابه

طري املقنطرة من الذهب زين للناس حب الشهوات من النساء والبنني والقنا[والفضة واخليل املسومة واألنعام واحلرث ذلك متاع احلياة الدنيا واهللا عنده

املسلم احلق ال تسيطر عليه ؟كيف هلذا أن يكون يميناً )٤( ]حسن املآب، فهذه الصفة لو مل تكن حقاً نية والبهيمية إن سيطرت على غريهالشهوا

ملا امتهنت املرأة هناك امتهاناً مزرياً ا مسيطرة على اتمعات الغربية . مث أن متتهن غريه من عشرات ااالتوأصبحت متتهن البغاء أو متارسه دون

مىت كانت املرأة حمترمة إذا أوقفت يف شباك زجاجي لتتلوى كالثعبان تعرض ؟ أو تظهر يف شىت الصور املثرية اليت تعرض فيها منتجات هذه احلضارة األزياء

).١٠٨، آية () سورة يوسف١( .٢٦٥٨، والترمذي رقم ٤٤ص ١٠، ويف شرح السنة للبغوي ج١٣١ص ١) أمحد ج٢( .)٣٧/٢٣٣٣كتاب الزهد ( ،) الترمذي٣( ) .١٤، آية (سورة آل عمران )٤(

22

إىل أغلفة االت والكتب األحذية إىل اإلطارات إىل اخلطوط اجلوية من .وغريها

ل ومثة جانب آخر فاإلسالم حني أباح التعدد راعى أن للمرأة غريزة مث؟ ولكن حاجتها الطبيعية كيف تقضيها: "الرجل، ويف ذلك يقول حممد قطب

حلظات لرجال ومامل تكن معصومة فهل أمامها سبيل إال االرمتاء يف أحضان اكيف تشبعها؟ والنسل … حاجتها إىل األوالد ؟ مث خاطفة يف ليل أو ار

مق بكثري من الرجل، إىل أن ، ولكنها لدى املرأة أع)١(رغبة ال ينجو منها أحد": "فهل من سبيل إىل قضاء تلك احلاجات بالنسبة للمرأة بصرف النظر يقول

التحلل الذي أصاب دوالً كثرية عن حاجة اتمع إىل أخالق نظيفة حتفظه منهل من سبيل إىل ذلك - فأزاهلا من قائمة الدول اليت كان هلا دور يف التاريخ

.)٢(غري اشتراك أكثر من امرأة يف رجل واحد عالنية وبتصريح من الشرع) ؟ أحيبونه أم ال؟ ولكن مىت ال مإن شرع اهللا ال يسأل فيه البشر أيرضونه أ

تحرير املرأة والنساء القاصرات النظر الاليت تطغى عليهن كان دعاة ما يسمى بعقوهلم للغرب يسألون عن شرع غريزة حب التملك أو املتغربون الذين باعوا

؟ إن الغرب نفسه كما ذكرنا يشكو من مشكلة اللقطاء والبغا وبيع اهللا إىل، هذا الغرب ال ميكن أن ينظر وقتل األطفال املتسكعني بال مأوىاألطفال

؟ هل سألنا النساء الاليت التاريخ اإلسالمي دراسة اجتماعية، مث هل درسنا رأيه؟ ال شك أننا عن رأيهن شاركن غريهن يف رجل يلتزم بقيم اإلسالم وأخالق

به مالنسل واالهتما) هذه الرغبة يف النسل أودعها اهللا يف نفوس البشر وهي ضرورية لرعاية ١(

. بمنها أحد) غري مناس وال ينجويبدو أن التعبري بـ( .١٣٦ص ،ول اإلسالمحشبهات ) حممد قطب، ٢(

23

لو استقرأنا التاريخ استقراء صادقا ولو التزم املسلمون باالسالم ملا ظهرت مشكلة يطلق عليها تعدد الزوجات .

)١(ول صلى اهللا عليه وسلم ) زواج الرس٦وإن من أبلغ ما ميكن الرد به على من يثري قضية تعدد الزوجات أن

ا النور نعرض موجزاً حول تعدد زوجات الرسول صلى اهللا عليه وسلم فإن فيه .واهلداية واحلكمة والعقل

عرف الرسول صلى اهللا عليه وسلم يف مكة قبل البعثة بالصدق واألمانة نوع من اللهو والعفة واستقامة اخللق فلم يعرف عنه مطلقاً أن شارك يف أي

الذي عرفه قومه، حىت إذا بلغ اخلامسة والعشرين وكان قد خرج يف جتارة ثري عن للسيدة الفاضلة الشريفة خدية بنت خويلد، وعرفت من سريته الك

طريق عالمها الذي رافق الرسول صلى اهللا عليه وسلم عرضت عليه الزواج وكانت قد كبار أشراف قريش منها وهي السيدة اليت كان يتسابق للزواج ا

، تزوجها حممد صلى اهللا عليه وسلم وعاش معها يف بلغت األربعني من العمر .اخلمسني من العمرهللا بعد ان بلغ وئام زوجي وتفاهم وود حىت توفاها ا

وكانت ،منت برسالتهآوظل يتذكر هذه الزوجة بكل الوفاء واحملبة ألا ة اليت حرمها من ، وأجنبت له الذريت ماهلا يف سبيل الدعوة إىل اهللاقد جعل

. وكان زواج النيب صلى اهللا عليه وسلم بعد خدجية من غريها من زوجاتهمات عنها زوجها اليت اهللا عنها هي سودة بنت زمعة رضي امرأة أرملة مسنة، فما كان من النيب إال هاجرت إليها فراراً بدينهاوكانت قد وهي يف احلبشة

-٥٠ص ،، تعدد نساء األنبياءبعبدا لوها) رجعت يف هذا اجلزء أساساً إىل كتاب أمحد ١(

٩٠.

24

يها من أن تزوجها إكراما هلا على تضحيتها يف سبيل هذا الدين وخوفاً عل، ولكوا امرأة كبرية يف السن تستطيع أن ترعى العودة إىل والدها املشرك

ة رضي اهللا عنها اليت توفيت منذ وقت قصري .شؤون أبنائه من خدجيصلى اهللا عليه وسلم بزواجه وبعد سودة بنت زمعة اليت شرفها الرسول

تزوج الرسول صلى اهللا عليه وسلم من عائشة بنت أيب بكر الصديق ، منها. إن زواجه صلى اهللا عليه وسلم نها وعن أبيها رفيق دعوته وخليلهرضي اهللا ع

، وألن ادة يف القرىب من أيب بكر الصديقة اجلميلة كان زيمن عائشة الشابالصديقة رضي اهللا عنها كانت ذات ذكاء وفهم وفطنة فهي اليت ستنقل عن

ان تزوجها ، ولو كوسلم كثرياً من العلم هلذه األمةرسول اهللا صلى اهللا عليه ، ولكن عائشة رضي اهللا عنها قد جاء بعدها نساءللمتعة ملا تزوج بعدها

ها يف اجلمال والشباب. أما زواج الرسول صلى اهللا عليه وسلم الرابع نينافسفكان من حفصة بنت عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنهما، تلك املرأة اليت بدأت تتخطى سن الشباب فقد كانت من الذين هاجروا إىل احلبشة وكانت

ن أبيها إال متزوجة وتويف زوجها بعد أن شهد بدراً وأحداً فتأميت فما كان م، ولكن رسول اهللا ى أيب بكر وعثمان رضي اهللا عنهماأن عرض تزوجيها عل

.وسلم تزوجها إكراماً هلا وألبيهاصلى اهللا عليه وتزوج الرسول صلى اهللا عليه وسلم بعد ذلك زينب بنت خزمية (أم املساكني) وكانت متزوجة قبله ومل متكث طويالً حيث عاشت معه عدة أشهر

.اهللا اهاوتوفوكان زواج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من أم سلمة هند بنت أمية اليت هاجرت مع زوجها إىل احلبشة وملا هاجرت مرة أخرى مع زوجها إىل

25

املدينة استشهد زوجها يوم أحد كانت قد كربت يف السن وهلا أطفال ولكن فة فضمها إىل الرأالرسول صلى اهللا عليه وسلم يريد أن يعلم أمته الرمحة و

.زوجاتهوتزوج الرسول صلى اهللا عليه وسلم زينب بنت جحش بعد أن طلقها

ولكن ،وكان زيد رضي اهللا عنه يدعى يف الناس بيزد بن حممد ،زيد بن حارثةاهللا عز وجل أراد أن يبطل التبين فال يدعي أحد نسباً ألحد ما هو شرعي

للويل أن يتزوج امرأته إذا حيق وكذلك أن املوىل أو من كان يف حكم املتبىن . إنه درس عظيم أراد اهللا عز وجل أن يتعلمه املسلمون فاختار رسول طلقها. والرسول صلى اهللا عليه وسلم هو صلى اهللا عليه وسلم ليكون القدوةاهللا

الذي زوج زيداً بزينب ومل تكن زينب بعيدة عنه ال يعرفها حىت إذا أصبحت ، ومن ذلك زعم رؤية الرسول هلا هذا هلو االفتراء حقاً. إن زوجاً لغريه أحبها

وإعاجبه ا بل وحبه هلا ووهله ا صلى اهللا عليه وسلم كيف يستسيغ عاقل أن ينسب للرسول صلى اهللا عليه وسلم مثل هذا األمر، وهل مسؤوليات النبوة والقيادة والقدوة كانت تترك الرسول صلى اهللا عليه وسلم لينظر إىل مجالامرأة وهو الذي تزوج األرامل واملسنات إلكرامهن وتكرميهن أمل يكن لبشريته

صلى اهللا عليه وسلم أن تظهر إال يف هذا األمر.ونذكر من زوجات الرسول صلى اهللا عليه وسلم جويرية بنت احلارث اليت كان املسلمون يف حرب مع قومها فوقعت يف األسر وكانت من نصيب

ءت إىل الرسول صلى اهللا عليه وسلم تستعني به لفك وجا ،أحد املسلمنيأسرها فخريها بني العتق أو أن يتزوجها الرسول صلى اهللا عليه وسلم وقبلت

، وهنا تسابق املسلمون لعتق أسراهم اج من الرسول صلى اهللا عليه وسلمبالزو

26

.فكانت بركة على قومها أي بركةت حيي بن أخطب وتزوج الرسول صلى اهللا عليه وسلم صفية بن

وكان أقارا من أعداء رسول اهللا صلى اهللا عليه ،اليهودي بعد مقتل زوجهاسول صلى اهللا ولكنها اختارت اإلسالم فتزوجها الر ،وسلم وأعداء اإلسالم .عليه وسلم رمحة ا

ومن أزواج الرسول صلى اهللا عليه وسلم أم حبيبة بنت أيب سفيان قائد شة بعد أن ارتد زوجها ، وقد تزوجها وهي يف احلبهبل إسالممعسكر الكفر ق، وحرصاً من النيب صلى اهللا عليه وسلم أن ال تضيع هذه املرأة عن اإلسالم

فكانت بذلك ،النجاشي أن يعقد له عليهاإىل لَاملسلمة يف أرض الغربة وكَ .ل إكرام من املسلمني ومن النجاشيحم

أت قول الشيخ حممد علي ؟ إن من أمجل ما قرفماذا يف هذه التعددالذي "ما: حول مسألة تعدد الزوجات حيث يقوليف رد الشبهات ينالصابو

يفعله الرجل الشهوان الغارق يف لذات اجلسد إذا بلغ يف املكانة والسلطان ما بلغه حممد بني قومه؟ مل يكن عسرياً عليه أن جيمع إليه بنات العرب وأفنت

، ومل يكن عسرياً عليه أن يوفر اجلزيرة العربيةوالروم على ختوم جواري الفرس لسيد من سادات اجلزيرة لنفسه وألهله من الطعام والكساء والزينة مامل يتوفر

، فهل فعل حممد ذلك بعد جناحه؟ هل فعل حممد ذلك يف مطلع يف زمانهلشكايتهن من ، بل فعل نقيضه وكاد أن يفقد زوجاتهكال مل يفعله قط ؟حياته

.)١(ش يف داره"شظف العي

eشبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول ) حممد علي الصابوين، ١(

27

فهل يف مثل هذا التعدد ما يشني؟ كال واهللا بل إنه لفخر وأي فخر لإلسالم واملسلمني .

ية إىل الزواج مثىن وثالث ورباع ) األسباب الداع٧وإمتاماً للحديث عن هذه القضية نورد فيما يأيت األسباب الداعية للزواج

ة هذا املوضوع، هناك سابأكثر من زوجة كما أوردها بعض من سبق إىل در .عامة، ولنبدأ باألسباب الأسباب عامة وأخرى خاصة

:)١(أوالً : زيادة عدد العوانس واملطلقات يزداد عدد العوانس يف أي جمتمع يعزف الشباب فيه عن الزواج ألسباب

قد يكون منها توفر الفرص لاللتقاء بالنساء خارج إطار الزواج ،عديدةون مسؤوليات الزواج وتكاليفه مما تنوء به ظهور ومسؤولياته، أو قد تك

الشباب عندما الجيد املسكن املناسب، وإن وجده الي جد ما يدفع مهراً، إىل . وقد يزداد عدد العوانس من تكاليف جتعله يعزف عن الزواج غري ذلك

قة اجتماعية أو ألسباب اجتماعية كأن ال يقبل األب زوجاً البنته إال من طب .لي معنيانتماء قب

أما زيادة األرامل واملطلقات فيمكن أن حتدث ألسباب منها : أن مؤسسة الزواج أو األسرة مل تعد هلا احترامها ومكانتها فيكثر الطالق ، أما الترمل فهو

، ويتعجب املرء حني يقرأ يف األحداث واحلوادث من حروب وغريهانتيجة إن طلقها و، أا آخر بسرعةرأة مات زوجها فتزوجهتارخينا اإلسالمي أن ام. هل كانت النساء قلة أو أن املرأة كانت شخصيتها يف أحدهم تزوجها اآلخر

. ٣٧عطار، تعدد الزوجات ، مرجع سابق ص) ١(

28

ال شك أن يف . وقى مما وصلنا إليه يف هذا الزمنذلك الزمن أكثر جاذبية وأ. ومن أسباب الترمل أيضاً أن النساء يعشن يف املتوسط هذا األمر بعض الصحة .له الرجل من خماطر يف حياته تعرضأكثر من الرجل ملا ي

ثانياً : نقص عدد الرجال نقصاً كبرياً نتيجة احلروبمن األمثلة احلديثة على هذا األمر ما وقع يف أوروبا من حربني عامليتني

أن ينصحوا مما دعا بعض املفكرين الغربيني ؛قضت على املاليني من الرجالها عن النصيحة مضحية ، ولكن أوروبا أصمت مسعبإقرار تعدد الزوجات

بالقيم واألخالق .

)١(األسباب اخلاصة للتعدد ) العقم :١

، فلو ثبت أن املرأة ال جتنب وعاش الرجل من أبرز أهداف الزواج الذريةتزوج أخرى أم يبقيها معها أعواماً أينكر العشرة واملودة بينهما فيطلقها وي

أة األخرى سيصبحون كأم ؟ إن األطفال الذين قد تنجبهم املرمعززة مكرمةأطفاهلا لصلتها بوالدهم، والواقع يصدق ذلك كثرياً ، كذلك سيكون بيت

. أما إذا كان كانا لراحته وهدوئه فتكسبه مرتنياملرأة اليت ليس عندها أطفال م .اً فمن حق املرأة أن تطلب الطالقالرجل عقيم

) العجز عن القيام بالواجبات الزوجية ملرض أو سواه ٢

، وكتاب املرأة بني القه والقانون، ه األسباب من كتاب مصطفى السباعي) أخذنا هذ١( وغريمها. ،تعدد الزوجات، الناصر عطار دـعب

29

وهذا إكرام آخر للمرأة فإن قعد ا املرض عن أداء واجباا الزوجية فمن الوفاء هلا إبقاؤها على ذمة الزوج والزواج بامرأة أخرى .

) رغبة الرجل يف االقتران بامرأة أحبها٣مثة مناسبات جتعل الرجل يتعرف إىل امرأة ما وخباصة اتمعات اليت فيها

فريغب مبزاياها وقد ال تكون لزوجته مثل هذه املزاياقدر من االختالط أو مسع . زامه الطريق السليم يتقدم لألخرى. فحرصاً على عفافه والتيف الزواج منها

فهل يكون من اإلنصاف لألوىل أن يطلقها أو أن حياول الوصول إىل املرأة األخرى خارج نطاق الزواج .

) كره الرجل لزوجته٤، فمن كان )١(صابع الرمحن يقلبها كيف يشاء)(القلوب بني أصبعني من أ

ت فبدالً حبيب اليوم لقد تغري حنوه غداً وقد تشتد الكراهية وتكثر اخلصوماا أطفال فال بأس أن يتزوج ، وخباصة إذا كان عندمهمن التفريق بني الزوجني

زوجي بل ورمبا عودة احلب ، األمر الذي قد يؤدي إىل هدوء العش البأخرىكم من رجل كره زوجته وتزوج بأخرى فعاد إىل األوىل أشد ، ومن جديد

حباً وتقديراً فتكون قد كسبت مرتني ، انتهاء الكراهية بينهما وازدياد حبه هلا من جهة أخرى .

) كثرة أسفار الزوج وإقامته يف بلد آخر قد تطول فهل يتخذ زوجة ٥ن بعض الرجال ؟ إوعة أو يترك الرجل ليقع يف اخلطأيعيش معها بطريقة مشر

ينتقل عمله من بلد إىل آخر فتأىب زوجته االنتقال معه وهو ال يريد مفارقتها فهل يتركها وأطفاهلا بالطالق أو تبقى على ذمته يزورها ويؤدي واجبه حنوها.

) . ٣٣/٢١٤٠) الترمذي ، كتاب القدر (١(

30

) الدافع اجلنسي ٦وبعض الرجال ،)١(]زين للناس حب الشهوات[سبق أن أوردنا اآلية بل إن طاقة الرجل حىت يف األحوال العادية ،أصحاب طاقة تفوق املعدل

تستطيع أن تويف حبق أكثر من زوجة والدليل على ذلك أن اتمعات الغربية ، وميكن جتد رجالً يكتفي بزوجته الوحيدة (أو الشرقية) املنفتحة جداً قليالً ما

أن نضيف أن العالقة بني الرجل واملرأة ليست دائماً على منوذج قيس وليلى أو .أة واحدةروميو وجوليت أي رومانس (غرام) المر

) نظرة املرأة إىل الرجل٧قد يكون الرجل من أهل الصالح والورع أو صاحب شخصية جذابة وذا مكانة اجتماعية مرموقة فترى كثري من النساء أنه مما يشرفهن االرتباط مبثل

بت بعض الذي وه eواملثل األعلى للمسلمني هو رسول اهللا ،هذا الرجلهما أنه وقد كان معروفاً عن احلسن بن علي رضي اهللا عن ،النساء أنفسهن له

.خري من تزوج وخري من طلق ) زوجة واحدة أم تعدد ؟٨

فما من شك أن وحدة ": - رمحه اهللا تعاىل- يقول مصطفى السباعي ، رة وأدعى لتماسكها وحتاب أفرادهاالزوجة أوىل وأقرب للفطرة وأحق لألس

ذلك كان هذا النظام الطبيعي الذي ال يفكر اإلنسان املتزوج العاقل ومن أجليه وصف احلسن وتضفي يف العدول عنه إال عند الضرورات وهي اليت تسبغ عل

) .١٤) سورة آل عمران آية (١(

31

: "أما تعدد الزوجات فتشريع للطوارئ ويقول حممد قطب .)١("عليه احلسنات .)٢(وليس هو األصل يف اإلسالم"

العفة للرجل واملرأة جيب للفطرة وحيققتشريع التعدد يست نواحلقيقة أفانكحوا ما [، لذا بدأ القرآن بالتعدد وجعل اإلفراد هو االستثناء على السواء

، )٣( ]طاب لكم من النساء مثىن وثالث ورباع فإن خفتم أال تعدلوا فواحدةوالقول بأن اخلوف من عدم العدل متحقق دائماً يتعارض مع شرع التعدد مما

ومن مث فاألوىل هو القول بأن ،ه أن الشارع احلكيم قصد إليهاليتصور فياخلوف من عدم العدل هو االستثناء وهو ما نتبينه من صياغة اآلية الكرمية، أما

اء ولو ـِسالن نيلوا بدعت وا أنْطيعتست ولن[االحتجاج باآلية األخرى ل القليب وهو غري ، فمردود بأن العدل املقصود هنا هو العد)٤(]حرصتم

، أما العدل املقصود فهو بني النساء ألنه غري مقدور عليه مطلوب يف القسمةالعدل الظاهر يف القسمة بني النساء وهو عدل ممكن إذا متسك الرجال مببادئ

.)٥(اإلسالم وأخالقه

. ٨٠فقه والقانون ، مرجع سابق ص، املرأة بني ال) مصطفى السباعي١( . ١٣٥ص ،شبهات حول اإلسالم، ) حممد قطب٢( ).٣، آية () سورة النساء٣( ).١٢٨) سورة النساء، آية (٤() اشترك فضيلة الدكتور املستشار علي جريشة يف صياغة هذه األفكار يف لقاء شخصي يف ٥(

.ةاملنوراملدينة

32

الضوابط -٨ل ونأيت هنا للضوابط اليت وضعها اإلسالم للزواج مثىن وثالث ورباع ولع

، ويضيف ز عدد النساء أربعة والعدل بينهنأبرز هذه الضوابط أن اليتجاوبعض الكتاب مسألة القدرة على اإلنفاق ، ولكن احلقيقة أنه ال ميكن لإلنسان

، ويف الغالب أن الرجل ال ذلك ولو كان عنده زوجة واحدة فقطأن يضمن ، أما اشتراط اقيأنس من نفسه القدرة على اإلنفيقدم على الزواج إال وهو ، وإال كيف تفسر للزوج فلم جيعله اإلسالم شرطاًامتالك الرجل للمال الوفري

ج، وزو)١(لرجل بأن قال له: (التمس ولو خامتاً من حديد) eتزويج الرسول، )٢(الكرمي أن حيفظ تلك السور زوجته نفسه مبا معه من القرآن الرجلَ

اهللا الذين تكفل اهللا هلم برزقهم كما والزوجة األوىل أو غريها هي من عباد وورد يف احلديث ،)٣(]ويف السماء رزقكم وما توعدون[جاء يف اآلية الكرمية

الشريف أيضاً أن كل نفس يكتب رزقها وأجلها قبل أن تولد.أما ضابط العدد فقد وردت األحاديث الشريفة أو السنة الفعلية للرسول

صلى اهللا عليه وسلم كما يأيت :) روى البخاري أن غيالن بن سلمة الثقفي أسلم وحتته عشرة نسوة ، ١

.)٤(فقال له النيب صلى اهللا عليه وسلم : (اختر منهن أربعاً)

٨٢تزويج على تعليم القرآن املختصر حديث ) صحيح مسلم، كتاب النكاح، باب ال١( ) .٤/١٤٣(م ) احلديث نفسه .٢( ).٢٢) سورة الذاريات ، آية (٣( ).٩/١١٢٨) الترمذي ، كتاب النكاح (٤(

33

ومسألة العدل مسألة جوهرية يف تربية املسلم وقد جاءت اآليات القرآنية ىب إن اهللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القر[الكثرية اليت تأمر بالعدل

، ومن أروع )١( ]وينهى عن الفحشاء واملنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرونويل للمطففني [اآليات اليت تأمر بالعدل وإن كان معناها جاء حول البيع

، )٢( ]الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم خيسرون حديث الرسول صلى وجاءت التوجيهات النبوية الكرمية تأمر بالعدل كما يف

اهللا عليه وسلم : (إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم ، ومن صور العدل "املساواة بني الزوجات يف املعاملة" )٣(القيامة وشقه ساقط)

، بسها حبيث ال تزيد واحدة عن أخرىوذلك يف نفقتها اخلاصة مبأكلها وملمنذ لك ، ولكل زوجة مسكن مستقلكن حيث يكون وكذلك العدل يف املس، أما اجلانب الذي يصعب العدل فيه فيكفينا حديث أيضاً املساواة يف املبيت

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الذي روته عائشة وهو قوله صلى اهللا عليه .)٤(ك فال تلمين فيما متلك وال أملك)وسلم : (اللهم هذا قسمي فيما أمل

ليه وسلم يضرب املثل يف العدل حىت ملا كان يف وكان قدوتنا صلى اهللا ع؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه ي مات فيه كان يسأل أين أنا غداًمرضه الذ

.)٥(فكان يف بيت عائشة حىت مات عندهاأن يكون حيث يشاء

).٩٠) سورة النحل ، آية (١( ).٣ـ ١) سورة املطففني ، اآليات (٢( ).١١٤١) الترمذي ، كتاب النكاح حديث رقم (٣( ).٩/١١٤٠اب النكاح () الترمذي ، كت٤( . ٦/١٥٥) البخاري ٥(

34

ومن عدله صلى اهللا عليه وسلم أنه كان إذا أراد سفراً أقرع بني مل يكون املسلم عادالً فمن ؟ وإنسلم عادالًوكيف ال يكون امل ،)١(ائهــنس

وكان من إصالح "؟ ويف هذا يقول مصطفى السباعي (رمحه اهللا تعاىل): يكوناإلسالم يف هذا األمر أن رىب ضمري الزوج على خوف اهللا ومراقبته ورغبته إن

)٢("نفذ أوامره وخشيته من عذابه إن خالفهاألختني أو بني املرأة وعمتها أو ابنتها ومثة قيد آخر هو حترمي اجلمع بني ا

والعلة واضحة يف ذلك وهي احلفاظ على اتمع اإلسالمي من التمزق بسبب الغرية اليت ميكن أن حتدث بني الضرائر.

.٦/١٥٤) البخاري ١( .١٠٢) مصطفى السباعي: املرأة بني الفقه والقانون، مرجع سابق ص ٢(

35

اخلامتةالزواج بأكثر من زوجة واحدة حىت أربع رخصة أو أمر أباحه اإلسالم

، يعيش بضمري حي القرآن دياً وأخالقياً على مائدةللرجل الذي ترىب عقيراقب اهللا عز وجل فيما يفعل أو يترك . هذا املسلم يعتقد أن "النساء شقائق الرجال" وأن كيان مستقل يتحملن التكليف ويترقني يف درجات التقوى حىت كانت منهن مثلني للذين آمنوا كما جاء عن امرأة فرعون ومرمي عليها

قوامة الرجل عليها ألنه مكلف باإلنفاق عليها السالم واملرأة املسلمة تعتقد بزوجاً أو أماً أو أختاً ، ومن تكاليف الرجل أن أوصي بإكرام املرأة أماً و زوجة (أمك مث أمك مث أمك مت أبوك)و(خريكم خريكم ألهله وأنا خريكم

…..)وبنتاً وأختاً (من كان عنده أختان أو ابنتان ألهلي): اختيار للمرأة ذات الدين، سرة املسلمةه املنطلقات تبىن األمن هذ

وللرجل املرضى يف دينه وخلقه وبعد ذلك حدد الشرع الكرمي حقوق كل طرف.

وتناول البحث بإجياز تعدد الزوجات جتنبنا فيه اخلوض يف القضايا الفقهية اليت هلا أهلها ولكنت أوضحنا أن اتمع املسلم حني مل تكن قضية الزواج

دة سوى مسألة فرعية كان مشتغالً بالدعوة إىل اهللا وكان مهه بأكثر من واحإنقاذ البشرية مما وصلت إليه من احنراف وفساد وزيغ وضالل، كانت قضية املسلمني األوىل أن حيكم شرع اهللا وهنا ساد أبناء الرجال الذين تزوجوا بأكثر

.من واحدة ، وساروا على ج آبائهممسألة التعدد يف وضعها الصحيح بأن ويهدف هذا الكتاب إىل وضع

خنرج من دائرة النفوذ التغرييب الذي يستهجن الزواج بأكثر من واحدة ، طهارة اتمع املسلم أوالً مث اتمع القضية األكرب هي نوليؤكد على أ

36

اإلنساين ثانياً من العقائد الفاسدة واألخالق املنحرفة وأن مسؤولية املسلمني يف أكرب وأشد إحلاحاً لتقدم وسائل املواصالت واالتصاالت فلم يعد ما هذا الزمن

حيدث يف أي بلد بعيد عنا مهما كانت املسافات .وقد أوضح هذا البحث كيف عاىن الغرب ويعاين من منع التعدد ومن

، وجتدر اإلشارة إىل أ، هؤالء سرعان ك من مثل التحلل من املثل والقيمغري ذليف اإلسالم رغم ماتعج به جمتمعام من مشكالت وحنن يف ما ينتقدون التعدد

هذا نلتزم باملنهج القرآين يف دعوة الكفار حيث يوضح القرآن الكرمي عيوب جمتمعام وعيوب نظمهم بدالً من الوقوف موقف الدفاع .

واحلقيقة أن تكون املرأة زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة خري بألف مرة من حيدة عند أورويب أو غريه بىن ا نتيجة قصة غرام فما هو أن تكون زوجة و

إال عنصر لوقت وتنطفئ شعلة احلب مث ال جتد منه املعروف واإلحسان وأىن له ن اهللا أن يبصرنا بطريق احلق وأ هو ال يرجو اهللا وال اليوم اآلخر. نرجوذلك و

إنه مسيع جميب . ، ونسأله سبحانه أن يغفر زالتنايردنا إىل اإلسالم رداً مجيالً واحلمدهللا رب العاملني .

37

املـراجـع .القرآن الكرمي )١ السنة املطهرة. )٢ .السرية النبوية، ابن كثري )٣ . ١٩٨٨موفم للنشر :، اجلزائر حترير املرأة، ، قاسمأمني )٤ ،الدار السعودية للنشر: ، جدةعمل املرأة يف امليزان، ، حممد عليالبار )٥

.م١٩٨١هـ/١٤٠١ ،دار الكتب اجلزائرية :، اجلزائراإلسالم دين الفطرة، العزيزبد، عجاويش )٦

م.١٩٨٨مكتبة : ، القاهرةاملرأة يف التصور اإلسالم، عبداملتعال حممد، اجلربي )٧

م.١٩٧٦هـ/١٣٩٦، ٢وهيب، ط، ٣الدار القلم، ط :الكويت ، اإلسالم واملرأة املعاصرة،، البهياخلويل )٨

(دون تاريخ) .املؤسسة ، بريوت، ة عن املرأة يف العامل العريبالدراسات االجتماعي )٩

(تأليف جمموعة من املؤلفني ،م١٩٨٤، ١، طالعربية للدراسات والنشر ومولت ترمجته أيضاً). باللغة اإلجنليزية ونشرته اليونسكو

حتقيق حسام الدين ، السرية النبوية،الذهيب، حممد بن أمحد بن عثمان )١٠ م.١٩٨١/هـ١٤٠١ية دار الكتب العلم :القدسي، بريوت

تعدد الزوجات ومعيار حتقيق العدالة بينهن يف ريان، أمحد علي طه، )١١ ون تاريخ) .د، القاهرة ، دار االعتصام ، ( الشريعة اإلسالمية

38

املكب :، بريوتاملرأة بني الفقه والقانون مصطفى، ،السباعي )١٢ .دون تاريخ)، (٣اإلسالمي ومؤسسة الرسالة، ط

، القاهرة: مكتبة النهضة ألديان ـ اليهوديةمقارنة ا، شليب، أمحد )١٣ م.١٩٨٨، ٨املصرية، ط

الفكر اإلسالمي يف الرد على النصارى إىل اية الشرىف، عبدايد، )١٤، تونس: الدار التونسية للنشر، واجلزائر: املؤسسة الوطنية ابعالقرن الر م.١٩٨٦للكتاب،

الرسول شبهات وأباطيل حول تعدد زوجاتالصابوين، حممد علي، )١٥ م.١٩٨٠هـ/١٤٠٠. (دون ناشر) ، صلى اهللا عليه وسلم

، جدة: أضواء على نظام األسرة يف اإلسالم، صاحل، سعاد إبراهيم )١٦ م.١٩٨٢هـ١٤٠٣امة (الكتاب اجلامعي)

قويل يف املرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب،صربي، مصطفى، )١٧ م.١٩٨٢هـ/١٤٠٢، ٢بريوت: دار الرائد العريب، ط

تعدد نساء األنبياء ومكانة املرأة يف اليهويدة د، محوهاب، أعبدال )١٨ م.١٩٨٩هـ/١٤٠٩مكتبة وهبة :، القاهرة واملسيحية واإلسالم

م، القل دار :، الكويتاإلسالم وبناء اتمع، العسال، أمحد حممد )١٩ م.١٩٨٢هـ/١٤٠٢، ٥ط، تعدد الزوجات واالحتساب فيهعسريي، جابر بن علي بن عبداهللا، )٢٠

ميلي لنيل درجة املاجستري يف قسم الدعوة واالحتساب باملعهد حبث تك هـ١٤٠٦- ١٤٠٥، دعوة اإلسالمية باملدينة املنورةالعايل لل

، تعدد الزوجات من النواحي الدينية العطار، عبدالناصر توفيق )٢١

39

، وت: مؤسسة الرسالة، ودار الشروق، برييةواالجتماعية والقانون م.١٩٧٦/هـ١٣٩٦

،، بريوت: دار الكتاب العريبناملرأة يف القرآمود، العقاد، عباس حم )٢٢ م.١٩٦٩، ٣ط، بريوت: دار القلم ومؤسسة املرأة املسلمةغاوجي، وهيب سليمان، )٢٣

م.١٩٨٢/هـ١٤٠٢، ٥الرسالة، ط، بريوت: مؤسسة دستور األسرة يف ظالل القرآنفائز، أمحد، )٢٤

م.١٩٨٠/هـ١٤٠٠الرسالة .هـ١٣٩٣دار الشروق، ، بريوت: يف ظالل القرآنقطب، سيد، )٢٥، ١٦، بريوت: دار الشروق، طشبهات حول اإلسالمقطب، حممد، )٢٦

م.١٩٨٣هـ/١٤٠٣ ،٢، تونس، بريم للنشر ،طاإلسالميون واملرأةلطيف، شكري، )٢٧

م.١٩٨٨ هـ/١٤٠١لرسالة،دار ا بريوت: ،احلجاب ،ىأبو األعل ملودودي،ا )٢٨

م.١٩٨١