134
ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌــﺭـ1 ـ ﻜﻠـــﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘــﻭﻕ ـ ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ ـ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤــﺔ ﻭ ﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻟﻨﻴل ﺸﻬـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﻤﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺒﻥ ﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺓ ﻭﺭﺩﻴﺔ ﻨﺼﺭﻭﻥ ﻨﻭﺭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻋﻀـــﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸـــﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ: ـ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﺠﺩﻴﺩﻱ ﻤﻌﺭﺍﺝ: ﺭﺌﻴﺴﺎ ـ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺓ: ﻭﺭﺩﻴﺔ ﻨﺼﺭﻭﻥ: ﻋﻀﻭﺍ ﻤﻘﺭﺭﺍ ـ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺓ: ﺯﻴﺩﻭﻤﺔ ﺩﺭﻴﺎﺱ: ﻋﻀﻭﺍ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ: 2011 ـ2012

ﻥﺎﺴﻨﻹﺍ ﻕﻭـﻘﺤ ﻭ ﺔــﻤﻅﻨﻤﻟﺍ ﺔـﻤﻴﺭﺠﻟﺍ · ـ 1 ـﺭــﺌﺍﺯﺠﻟﺍ ﺔـﻌﻤﺎﺠ ـ ﻥﻭﻨﻜﻋ ﻥﺒ ـ ﻕﻭــﻘﺤﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    7

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

ـ 1جامعـة الجزائــرـ

كلـــية الحقــوق ـ بن عكنون ـ

الجريمـة المنظمــة و حقـوق اإلنسان

مذكرة لنيل شهـادة الماجستير في القانون فرع القانون الجنائي و العلوم الجنائيةٌ

من إعداد الطالب تحت إشراف

نورالدين الدكتورة وردية نصرونبن تفات

: أعضـــاء لجنة المناقشـــة السادة

رئيسا: جديدي معراج : ـ الدكتور عضوا مقررا :وردية نصرون : الدكتورة ـ

مناقشا عضوا:زيدومة درياس : ـ الدكتورة

2012 ـ 2011 :السنة الجامعية

2

إهـــــــداء

: إلــــــــى أبي و أمي و جدتي

.مع الدعاء لهم بالرحمة و المغفرة .و محمد أنيسزوجتي و أوالدي أمين و نذير و لينة

.الذين أتمنى لهم كل السعادة و النجاح

أخواي عزالدين و رشيد الذين أدع لهم بالرحمة و المغفرة

أخي طارق

الذي أدع اهللا له التوفيق في حياته المهنية

لألساتذة األفاضل الذين أدين لهم بالفضل

كل الذين ساعدوني من قريب أو من بعيد في انجاز هذه الرسالة

إلى كل هؤالء .أهدي هذا العمل مع أسمى آيات الشكر و العرفان

3

شكر و تقدير

.يسعدني و يشرفني أن أتقدم بالشكر الجزيل و عظيم االمتنان

إلى

ـ التي تعمل من أجل إغناء البحث 1كلية الحقوق بجامعة الجزائر ـ ـ .وطننا العزيزالقانوني في

ـ إلى الدكتورة وردية نصرون التي استمر عملها معي لسنوات لم تبخل

.علي خاللها بوقتها و جهدها و علمها ، فلها مني كامل التقدير

الدكتور جديدي : ـ إلى الدكاترة األجالء السادة أعضاء لجنة المناقشة ة هذا البحث معراج و الدكتورة زيدومة درياس الذين ساهموا في مناقش

.و أغنوه بمالحظاتهم و قوموا ما اعوج منه

ـ كل الذين ساعدوني من قريب أو بعيد في انجاز هذه المذكرة . المتواضعة

.و اهللا ولي التوفيق

4

:مقدمـــــة

تعد من أقدم أساليب العنف التي عرفتها إجراميظاهرة الجريمة كأسلوب إن .البشريالبشرية في مختلف أحقاب التاريخ

فلقد عرف التاريخ البشري جرائم القرصنة و االتجار بـالرقيق و الحـروب المقدسة ولقد صارت الجريمة المنظمة مع نهاية القرن الماضي من أكثر الجـرائم

خاصة، حتى أصـبحت لمجتمع الدولي خطورة على المجتمعات الداخلية عامة و ا .أخطر الجرائم الحديثة التي أفرزها العصر إحدى

ك أبعاد جديـدة فـي صـورها بدأت الجريمة المنظمة و تطورت متخذة في ذل أحجامها و أسلوب ارتكابها و هي تتصل في بعدها الحديث اتصاال شـديدا بمـا و

سائل النقل السريع و كذلك في مجال يشهده العالم من تطور في مجال التصنيع ووحرية انتقال األشخاص و األموال ، وهي العوامل التي أعطت للجريمـة طابعـا عابرا للحدود حتى أصبحت الجريمة المنظمة بشتى صورها تشكل هاجسا يطـارد

.جميع دول العالم بصفة عامة و الدول النامية بصفة خاصةارتباطها باالقتصاد و حركة المـال و و مما يضاعف خطورة الجريمة المنظمة

.تهديدها المباشر لبرامج التنمية االجتماعية و القيم و التقاليد اإلنسانية فالجريمة المنظمة ترتبط بكافة الممارسات الالأخالقية كالغش و االحتيال و ترويج

المخدرات و تهريب أسلحة الدمار و تجارة الجنس و غسيل األمـوال و االتجـار معلومات مما جعلها تحتل مكان الصدارة بين المشكالت األمنية األكثر خطـورة بال

.في العالموفي عصرنا الحالي قفزت ظاهرة الجريمة المنظمة إلى مقدمة المخاطر األمنيـة

كنتاج للمتغيرات الكبيرة التـي أفرزتهـا الظـروف و المعطيـات السياسـية و ل أبرز هذه المتغيرات النمـو الشـامل و االقتصادية و االجتماعية العالمية ، ولع

المتسارع لألنشطة التجارية و المالية و االقتصادية و ما صاحبها من تطور فـي وسائل االتصال الحديثة و أجهزة الحاسوب و تقنيات و أبعاد العولمة بما تعنيه من

. تسهيالت تمكنها من تجاوز الحدود الوطنية في التجارة و تداول األموال أن ظاهرة الجريمة المنظمة العابرة للحدود تعد من المخلفات السلبية للعولمـة و

بأبعادها المختلفة و التي تدع إلى اعتبار العالم قرية واحدة من خالل إزالـة كـل الحدود الموجودة بين الدول ، مما يتيح الفرصة لإلجرام المنظم السـتغالل ذلـك

مشروعة باستعمال أخر ما توصلت إليـه الوضع ليمد في أنشطته و أعماله غير ال . التكنولوجيا الحديثة في مجال اإلعالم و االتصال

ولقد تطورت الجريمة المنظمة على مستوى العالم لدرجة تشابه بعض الجـرائم التي ما فتئت تكتسي طابع التنظيم باعتمادها علـى مجموعـة مـن التنظيمـات

تنتهك حقوق و حريات األفراد األساسية و مصـالح و الهيئات المتناسقة فيما بينها .الشعوب

وسعت الدول و المنظمات الدولية بمختلف أشكالها إلى الكشف عن النشاطات التي تمارسها جماعات الجريمة المنظمة، وذلك إليجاد وسائل قمعية لمكافحتها و الحـد

.ذلك بالنظر إلى حجم اإلجرام المنظمو من انتشارها

5

على المجتمع الدولي ضرورة الفهم الجيد لهذه الظـاهرة و بالتـالي مما يفرض األخذ بعين االعتبار كل الظروف المحيطة بها و أثارها على المجتمع الدولي ككل ، و انطالقا من ذلك تأتي أهمية هذا البحث الذي يمكننا من التعرف على الجريمة

هم المجتمع الدولي منذ التفطن و قد سا.أنشطتها و أبعادها عبر الوطنية المنظمة ومن خالل إبرام العديد من االتفاقيات الخطورة هذا النوع من اإلجرام في مكافحته

التي صادقت عليها كثير من دول العالم و التـي ية الثنائية منها و الجماعية والدولأدرجتها ضمن قوانينها الداخلية بل أكثر من ذلك فقد اعتبرت الكثير من الـدول

ه االتفاقيات فوق قانونها الداخلي بحيث نصت في نصوص خاصة في دساتيرها هذعلى أن االتفاقيات الدولية تسمو على القانون الداخلي و منها التشريع الجزائـري

بشرط أن التخالف هذه االتفاقية من الدستور 123الذي ينص على ذلك في المادة .النظام و اآلداب العامة للمجتمع الجزائري

من جملة األسباب التي دفعت بنا إلى اختيار هذا الموضوع بالرغم من حداثته و هو االهتمام المتزايد للمجتمع الدولي بالجريمة المنظمة مـن حيـث دراسـتها و تحليلها و بيان أنماطها و اتجاهاتها كونها مشكلة تواجه العالم بأسره باإلضافة إلى

لقدرة المادية و الترسانة القانونية من أجل ذلك كله فان دول العالم فردى ليس لها امكافحة الجريمة المنظمة بفضل ما تقيمه عصاباتها من تحالفات إسـتراتيجية مـع غيرها من المنظمات اإلجرامية متخذة في ذلك كل الوسائل التكنولوجية الحديثة في

. سبيل تحقيق أهدافها ساؤال أساسيا يتعلق بمفهوم الجريمة أن البحث في هذه المسائل يثير ت :اإلشكالية

هـي بهة لها ؟ومـا و خصوصياتها بالمقارنة مع الجرائم المشاأنواعها المنظمة فحتهـا فـي عالقتهـا بحقـوق اآلليات القانونية الدولية التي اتخذت في سبيل مكا

وهل نجحت دول العالم في الحـد .اإلنسان؟ و مدى تأثيرها على حقوق اإلنسان ا و القضاء عليها ؟ و لماذا لم توفق دول العالم في محاربة الجريمـة من انتشاره

المنظمة ؟ و ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق دول العالم ألهدافها ؟ و ما موقف التشريع الجزائري من الجريمة المنظمة ؟ و ما هي اآلليات القانونية التي

ائري الحالي تمكن مـن مواجهـة وهل التشريع الجزاتخذها في سبيل مكافحتها ؟ الجريمة المنظمة ؟

تقوم على التطـرق إلـى الجريمـة تطلب عالجها اعتماد منهجيةي هذه اإلشكاليةالمنظمة و دراستها من الناحية النظرية و ذلك بالتطرق إلى تحديـد مفهومهـا و أنواعها و خصوصياتها بالمقارنة مع الجرائم المشابهة لها حسب ما جـاءت بـه مختلف االتجاهات الدولية التي حاولت تفسير هذه الظاهرة لنخلص فيما بعد إلـى

ثم بعد .موقف التشريع الجزائري من هذه االتجاهات المختلفة هذا في الفصل االولذلك نتطرق في الفصل الثاني إلى تحليل مختلف االتفاقيات الدولية و اإلقليمية التي

حة الجريمة المنظمة فـي عالقتهـا بحقـوق أبرمت بين دول العالم من اجل مكافطرق معالجة الجريمة المنظمة في عالقتها بحقوق و.ان و الحد من انتشارهااإلنس

و العقبـات اإلنسان و اآلليات القانونية التي اتخذتها دول العالم من أجل مكافحتهاالمشرع ثم موقف القانونية و العملية التي وقفت في وجه دول العالم في مكافحتها

. الجزائري من ذلك كله

6

المنظمـــــــةة ـــــالجريم مشكل :األولل ــــالفص

يعتبر التقدم في شتى المجاالت السيما في مجال النقل و االتصاالت و التطـور التكنولوجي الذي سمح بصناعة أسرع وسائل النقل و االتصال و طغيان الفلسـفة المادية النفعية في جميع األمور حتى في عالقة الدول فيما بينهم من األمور التـي

أخطر الجـرائم إحدى التي تعد ظمةالجريمة المنزادت من مشكلة تنامي ظاهرة الحديث ، و لهذا يشكل انتشار الجريمة المنظمة فـي الحديثة التي أفرزها العصر

.المجتمعات المتخلفة أكثر تعقيدا إذ ما قورن بالمجتمعات األكثر تطورا فالتطور الحضاري السريع يتبعه تحول في القيم الحضارية السائدة و يـؤثر فـي

عية و المعنوية مع تفاوت في العادات و التقاليد السائدة و الذي يجـد القيم االجتمامجاال خصبا للتنفيذ في الدول الفقيرة و الضعيفة لتـأخر مسـتواها التكنولـوجي

لمواجهة هذه الظاهرة من جهة و من جهة أخرى فان بعض من الـدول الفقيـرة .سير بها اقتصادها تجد في نشاط عصابات الجريمة المنظمة مداخيل مادية ت

و لقد ساهم االنفتاح و العولمة في جعل المجتمعات الناميـة تتـأثر بثقافـات و حضارات الدول المتقدمة فتسعى إلى تقليدها و محاكاتها فـي العـادات و القـيم

وهذا ما نالحظه بالفعل في الحياة اليومية خاصة فـي المجتمعـات )1(االجتماعية .العربية

ن أكثر سوءا و تعقيدا إذا كانت التحـوالت ال تخضـع لدراسـة و األمر سيكو .معمقة و حقيقية ، حيث تفرز مظاهر خطيرة ، منها انتشار الفساد بكل مظاهره

و حول هذا الوضع يقول األستاذ بوجمعة غشير رئيس الرابطة الجزائري لحقوق اطي فـي إطـار الجزائر في مفترق الطرق ما بين التحول الديمقر: " )2(اإلنسان

احترام تطلعات الشعب و طريق التمسك بنظام االمتيازات و أن المرحلة التي تمر بها بالدنا من التحديات التي تطرحها مملوءة باألمل و بالتهديدات يتـوازى مـع ممارسات مقلصة للحريات تنتهك حقوق اإلنسان مما جعل من الجزائريين يشككون

ا النظام نظرا للتقلبات التي يعرفها ، و خاصـة أن في عملية التغيير الذي يقوم به )3(."الجزائريين يرون السلطة ككيان ضخم ، الفرد بالنسبة إليه ال يساوي شيء

و يشكل انتشار الفساد في الدولة ال سيما الفساد السياسي عامال مهما في انتشار ة المنظمة بالنشاط هذه الظاهرة ذلك أن ذلك يعد المناخ المالئم الذي يسمح للجريم

بحرية فوجود مسؤول فاسد له أهمية كبيرة بالنسبة للجريمة المنظمة التي تعتمدعلى نشاط يذر عليها أرباحا طائلة تفوق أرباح تجارة البترول و تسمح لها بتمويل

.المنظمة اإلجرامية ، و توسع أنشطتها المشروعة و غير المشروعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد أبو الروس ، مشكلة المخدرات و اإلدمان ، المكتب الجامعي الحديث ، اإلسكندرية ، مصر ـ سـنة 1 .57الصفحة 2003

م لهـا الصـفة 1987أفريـل 11الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان منظمة غير حكومية تأسسـت فـي 2الشعوب ، عضو المنظمة العربية لحقوق اإلنسـان عضـو االستشارية لدى اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان و

اإلنسان عضو الفيدرالية الدولية لحقوق اإلنسان مهامها الدفاع علـى حقـوق قالشبكة االورومتوسطية لحقو . و نشر مبادئ الحكم الراشد ةاإلنسان و ترقيتها ، تنمية الديمقراطي

سنة " حقوق اإلنسان و الحكم في الجزائر " التقرير السنوي للرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان تحت عنوان 3 . 5م ص 2003

7

و طالمـا أن الجريمـة )1(كذلك يتيح لها الدخول إلى المؤسسـات السياسـية و المنظمة لها منظمة إجرامية مهيكلة جيدا و منظمة تنظيما محكما قد يفوق في كثير من األحيان تنظيم بعض الدول خاصة منها الدول اإلفريقيـة و بعـض الـدول

التي تعد معقل لعصابات الجريمة المنظمة ، فأن انتشـار ةالواقعة بأمريكا الالتينيهذه الظاهرة يصعب معه مكافحتها خاصة إذا تمكنت من الدخول إلى المؤسسـات

يد أتباع لهـا مـن ذوي المكانـات السياسية النافذة في الدولة أو تمكنت من تجن .لمرموقة و ذوي النفوذ في السلطةا

إذا كانت للدولة حدودا مع دول منتجة للمواد المخدرة مثال فان هذا يعد من بين و األسباب التي تساهم في دخول المخدرات إلى هذه الدولة بسـهولة علـى غـرار

بين الدول المنتجة للقنب الجزائر التي لها حدود مع المغرب األقصى الذي يعد منو الذي يعتبر من أكثر المخدرات رواجا بالجزائر إلى جانـب ) الكيف ( الهندي

المؤثرات العقلية و كذلك بالنسبة لدولة اسبانيا بموقعها االستراتيجي الـذي يطـل الجريمـة على المحيط األطلنطي و التي تعد البوابة التي تغزو منهـا عصـابات

.وربيةالمنظمة الدول األفالموقع االستراتيجي للدولة هو كذلك يجعلها مستهدفة من قبل شبكات التهريب

التي تستعملها كمناطق عبور إلى دول أخرى ، مثل الجزائر التي تعتبـر معبـرا ).2(هاما من إفريقيا إلى أوروبا

يعمل أعضاء الجريمة المنظمة على ممارسة نشاطهم اإلجرامي في عـدة دول و ة من العالم فهم يتاجرون في المخدرات في بلد و يصنعونها في بلد أخـر و مختلف

ينقلونها عبر الكثير من البلدان لتصل أخيرا للمستهلك و ال يختلف الحال بالنسـبة ر الشرعي في األشخاص و األسلحة لألنشطة األخرى كتزييف النقود ، االتجار غي

وية وهي نتيجة منطقية لتحول العالم التحف و األحجار الكريمة و حتى المواد النووإلى قرية صغيرة ، تجاوزت فيها الحدود السياسية و الطبيعية و حتى القانونية دون ضوابط محددة و ذلك لعدة مبررات منها اتساع نطاق السـوق العالميـة لتجـارة المخدرات ، نهاية الحرب الباردة و سقوط الحدود بين الشرق و الغرب ، انهيـار

ة الجنائية في الكثير من المناطق مثل روسيا و دول االتحاد السوفيتي سابقا ، العدالزيادة التجارة العالمية و التوسع في مناطق التجارة الحرة فـي أوربـا و أمريكـا الشمالية ، ظهور مفهوم عالمية النظم التجارية و المالية و اإلعالمية ، و إضعاف

.( السلع و الخدمات على الصـعيد العـالمي القيود الجمركية التي تزيد من تدفق ).العولمة

أمام التنامي السريع لهذه الظاهرة و انتشارها و خطورتها على الحياة العامـة و للفرد و الجماعة ، حاول المجتمع الدولي التصدي لها من خالل محاولـة تحديـد

و ذلك على الضوء على بعض أنشطتها إلقاءمفهومها و تعريفها و خصائصها مع األقل للحد من انتشارها تمهيدا للقضاء عليها وهذا ما سوف نتطـرق إليـه فـي

.الفصل االول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 11م ص 1989ه 1415 1وجيه أبو ذكرى ، شباب في دائرة الموت المدمنون يعترفون ، دن ، دم ، ط 1دار الهدى " جرائم المخدرات في ضوء الفقه اإلسالمي و التشريع " العدواني فاطمة العرفي و ليلى إبراهيم 2

. 66الجزائر ـ ص

8

مـــــة المنظمــــــةالجريمفهوم :األول المبحث

نوع لجريمة المنظمة األخذة في الظهور موضوع تحديد المفهوم الحقيقي ليثير

شابهة لها أو تلك التي ترتكب من الخلط بين هذه الجريمة و الجرائم األخرى المبطرق متقنة أو مخططة حتى أن البعض يسمي جميع هذه الصور باسم الجريمة

. المنظمةتعد الجريمة المنظمة في وقتنا الحاضر أحد أهم التحديات التي تواجهها سلطات و

تهديـد إلـى على المجتمع ةالدول ، حيث أن خطرها تعدى خطر الجريمة العاديمن انعكاس خطير على االستقرار اإلجرامتمع بأكمله لما لهذا النوع من كيان المج

.للدولاالجتماعي و االقتصادي وغالبا ما تقع الجرائم التي يشترك في ارتكابها مجموعة من المجـرمين الـذين

مؤقتا ثم خططوا القتحام بنك أو خطـف ياجمعتهم الصدفة أو كونوا تشكيال عصابشخص أو عملية سطو أو قتل أو ضرب أو جرح أو تزوير ، ثم نفـذوا هـدفهم

و المهام و التوقعات ، األدوارعن طريق وضع خطة تتوزع فيها بإتقان اإلجرامي، األمـن أجهـزة من طرف الجريمة غامضة و صعبة الحل من هذه مما يجعل

الجريمة المنظمة و لكنها في الواقع ليست كـذلك ، د ذلك بعنفيطلق عليها البعض مـن قبيـل الجريمـة التي ترتكب بهذه الطريقة هي الن هذا النوع من الجرائم

، و في بعض األحيان األخرى ترتكب هذه الجرائم من طرف مجموعة المخططةات ، من المجرمين كونوا جماعة إجرامية كما هو الشأن في تزوير أوراق السيار

غير أن الواقـع لـيس نها وقعت بصورة مخططة بحيث يوحي تنفيذ هذه الجرائم أكذلك تماما ، بل بالعكس فان كل ما في األمر أن عامل الصدفة هو السبب في لـم

ارتكبوا جريمة في نفس الظـروف الزمانيـة و )1( شمل عدد هائل من المجرمين .المكانية توحي ظاهريا بأنها جريمة منظمة

بالتالي يكون من الصعب التحديد الدقيق و المسبق للقول أن الجريمـة التـي و ارتكبت في مكان و زمان ما هي حتما جريمة منظمة أو جريمة منظمـة عـابرة للحدود كونها تتصف بنفس بعض العناصر المكونة للجريمة العادية المركبة التـي

.يها أهدافهميرتكبها بعض األشخاص تختلف فيها أدوارهم و تجتمع ففالجريمة المنظمة وطنية كانت أم دولية تمثل مجموعة من الجـرائم االجتماعيـة

التي تستهدف المجتمع الدولي ابتداء من أفراده بقي مفهومها غامضا رغم تحسس . المجتمعات الوطنية و المجتمع الدولي لها

لتشابه في التكوين من أجل ذلك و أمام هذا الخلط في مفهوم الجريمة المنظمة وا للعناصر لم يستطيع كل من حاول إعطاء تعريف للجريمـة المنظمـة أن يـأتي بتعريف يشبه تعريف جاء به من سبقه فاختلفت بذلك اآلراء و تعددت التعريفـات

من االتجاه العربي إلى االتجـاه الغربـي ووصـوال إلـى جاهات بمختلف االتعريف جامع مانع يجمع كـل هـذه اآلراء المؤتمرات الدولية دون الوصول إلى ت

.المختلفة نوردها في المطلب التالي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ مجلة كليـة أصـول الـدين ـ " الجريمة المنظمة بين النظرية و التطبيق " مروك نصر الدين ـ / ـ د1 . 128و 127ص . 2000سبتمبر 3 الصراط ـ الطبعة الثانية الجزائر ـالعدد

9

لجريمة المنظمة ل التعريفات المختلفة: األول المطلب بمصـالح المجتمـع تضراجتماعية خطيرة إجراميةالجريمة المنظمة كظاهرة

و تهدد أمنه و كيانه بقي مفهومها غامضـا بـالرغم مـن العديـد مـن اإلنساني .بها المحاوالت التي بذلت من أجل وضع تعريف خاص

فعصابات الجريمة المنظمة تسعى من خالل أنشطتها المختلفة الوصـول إلـى غايات و أهداف تتمثل أساسا في تحقيق الربح وهي من أجل ذلك تستخدم أساليب متنوعة و تستهدف ميادين مختلفة مستعملة في ذلك وسائل مادية و طرق للتنفيـذ

داف و المناسبات مما يخلق حالة من عدم في غاية الدقة و التطور تتغير بتغير األهفهي تجمع .القدرة على تحديدها تحديدا دقيقا تجتمع فيه كل خصائصها و مميزاتها

بين األنشطة اإلجرامية و األنشطة القانونية تارة ، و تـارة أخـرى تجمـع بـين األنشطة اإلجرامية و األنشطة السياسية و تارة أخرى األنشطة االجتماعية سـبيلها

ي ذلك أي منفذ يسهل عليها تحقيق األهداف التي تسعى جاهدة لتحقيقها و المتمثلة ففي الكسب المادي الهائل ، فخالل الربع األخير من القرن الماضي عملت علـى التغلغل في دائرة النشاط االقتصادي المشروع كأسلوب جديد للتمويـل و إضـفاء

ألنشطة اإلجرامية فـي مشـاريع صفة المشروعية على نشاطها كاستثمار أموال اقانونية مثل الخدمات الفندقية ، شركات تأجير السيارات ، النقل و المطاعم كمـا سعت للدخول في تحالفات إستراتيجية مع بعضها للتخفيف من حـدة الصـراع و التقليل من الخسائر ، وهي تحاول فرض نفسها كواقع ال مفر منه و ال بـد مـن

أسلوب مألوف يذعن له الجميع و يستسلمون لسلطته خوفـا التعايش معه ، لتصبح مما يجعلها ظاهرة في غايـة الغرابـة و التعقيـد )1(من انتقامه أو طلبا لحمايته

. يصعب مع ذلك إعطائها تعريف موحد تجتمع فيه كل العناصر المكونة لهافلقد بذلت العديد من المحاوالت من أجل وضع تعريف خاص بالجريمة المنظمة

امل معهـا ، غيـر أن يميزها عن غيرها من الجرائم المشابهة لها حتى يسهل التعالذين تصدوا لتعريف الجريمة المنظمة أجمعوا على صعوبة وضع باحثين أغلبية ال

ة و يمكن رد هـذا التبـاين فـي تعريف جامع مانع لها ، فجاءت تعريفاتهم متباينالجريمة المنظمة من خالل فكرة إلىمن ينظر باحثينمن ال أنه إلىوجهات النظر

هممنو الجريمة المنظمة من خالل فكرة االستمرارية إلىمن ينظر هممن و التنظيمعلى األفرادالجريمة المنظمة من خالل فكرة تواطىء مجموعة من إلىمن ينظر

،ومنهم من ينظر إليهـا مـن لها بطريقة تكفل لها النجاح و االستمرارية اإلعدادالناحية اإلجرائية ومن التعريفات المختلفة التي قيلت في الجريمة المنظمـة، نجـد هناك عدة اتجاهات منها اتجاه الدول العربية منهم الدكتور محي الدين عـوض و

النبهان ، عادل عبد الجواد أحمد جالل عزالدين و مصطفى طاهر و محمد فاروق وهناك اتجاه الدول الغربية يمثلهم على سبيل المثال ال الحصر جورج كشنسكي، باإلضافة إلى تعريفات جاءت بها منظمات دولية في إطار العمل الدولي لمكافحـة

منها المؤتمر الدولي الذي عقدته األمم المتحدة بشأن الجريمة المنظمة هذه الظاهرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار النهضة العربية ، القاهرة ، مصر ، الطبعة األولى " اإلجرام المنظم جريمة القرن " عبد الرحيم صدقي 1

28ص 1998سنة

10

:للجريمة المنظمة تعريف الدول العربية: أوال ـ

اهتمت الدول العربية كغيرها من دول العالم بهذا النوع من اإلجرام منذ زمـن ليس بطويل ، أي في وقت لم تكن فيه الجريمة المنظمة قد بلغت درجة كبيرة من

الخطورة التي هي عليها اآلن خاصة مع التوسع الهائـل فـي إنتـاج و تصـنيع مثل التجارة الدولية لألسـلحة و ترويج المخدرات ثم الدخول في نشاطات أخرى

و تهريب األسرار الصناعية و النفايات المرة بالبيئة و تدمير الحسابات اآلليـة ، و الجرائم االلكترونية ثم عمليات غسل األموال التـي تهـدد سـالمة االئتمـان

. و االستثمار و التجارة الدولية و األعمال المصرفية العالميةءت عدة تعريفات للجريمة المنظمة من وجهة نظر مختصين في علـم وقد جا

اإلجرام في الدول العربية ومنهم محي الدين عوض الذي حاول إعطـاء تعريـف كل مخالفة للقـانون الـدولي "للجريمة المنظمة جاء فيه أن الجريمة المنظمة هي

ن فرد محـتفظ سواء كان يحضرها القانون الوطني أو يقرها تقع بفعل أو ترك مأو بالمجتمع الدولي بناء باألفراد إضراراأخالقيا ـ مسئولبحريته في االختيار ـ

ـ في الغالب ـ و يكون من الممكـن إرضائهاعلى طلب الدولة أو تشجيعها أو )1( "هذا القانون ألحكاممجازاته جنائيا عنها طبقا

قى من وجهـة نظرنـا أن هذا التعريف الذي جاء به محي الدين عوض يب ينطبق على كل الجرائم مهما كان نوعها مادام أنه يحصرها في مخالفة القـانون ، فكل الجرائم التي ترتكب سواء من طرف األفراد أو الجماعات ، منظمة أو غيـر منظمة فهي مخالفة لقواعد قانونية سنها المشرع حفاظا على أمن و سالمة الفـرد

يصلح كتعريف للجريمة المنظمة التي تحدث في وقتنـا و المجتمع و ال يمكن أنالمعاصر و التي بلغت ذروة من التطور الذي بلغه التطور التكنولوجي في مختلف

. مجاالت الحياة و تعدى نطاقها من الدولة الواحدة إلى عدة دول الجريمـة " جاء في تعريف أحمد جالل عزالدين للجريمة المنظمة على أنها كما نظمة تقوم أساسا على تنظيم مؤسس ثابت ، و هذا التنظيم له بنـاء هرمـي ، الم

و مستويات للقيادة ، و قاعدة للتنفيذ وأدوار و مهام ثابتة ، و فرص للترقي فـي التنظيم الوطني و دستور داخلي صارم يضمن الوالء و النظام داخل التنظيم إطار ).2("دم التوقيتمن ذلك كله االستمرارية و ع األهم، ثم

يظهر من هذا التعريف الذي جاء به أحمد جالل عزالدين في رأينا أنه جمع بين فكرة التنظيم عندما تطرق للتنظيم الذي تقوم عليه المنظمـة اإلجراميـة و بـين االستمرارية و عدم التوقيت إال أن هذين العنصرين ال يصلحان وحدهما لتكـوين

ضاف إليها عدة عناصر بشرية أخرى كالمحترفين الـذين الجريمة المنظمة وإنما ت .يخططون الرتكاب مثل هذا النوع من الجرائم التي من خاصيتها كذلك التعقيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاكادمية نايف العربية للعلوم األمنية ـ الرياض ـ ) مجلة األمن و الحياة (ـ محي الدين عوض ـ 1

. 68ـ ص 1995ـ السنة 147السعودية ـ العدد ـ بحث منشور بمجلة مركز البحوث و " المالمح األساسية للجريمة المنظمة " ـ أحمد جالل عز الدينـ 2

. 23ـ ص 1994الدراسات بشرطة دبي ـ عام ـ

11

التالي فانه من وجهة نظرنا فان هذا التعريف لم يرقى هو كـذلك للمسـتوى و ب المطلوب و لم يحقق الهدف المرجو منه وهو إعطاء تعريف جامع مانع للجريمـة

المنظمة وتوصل إلـى الجريمة المنظمة هذا و قد حاول الدكتور مصطفى طاهر تعريف

و العمليات اإلجرامية األنشطةجريمة متنوعة و معقدة من "أن الجريمة المنظمة السريعة واسعة النطاق ، المتعلقة بالعديد من السلع و الخدمات غير المشـروعة ،

المجرمين مـن مختلـف أالفتهيمن عليها عصابات بالغة القوة و التنظيم ، تظم الجنسيات و تتم بقدر من االحتراف و االستمرارية و قـوة الـبطش و تسـتهدف

. 1"لي و اكتساب القوة و النفوذ باستخدام أساليب عديدة و مختلفةتحقيق الربح الما

أن هذا التعريف الذي جاء به مصطفى طاهر بالرغم من أنه جمع تقريبا كـل ــ الخصائص التي تتميز بها الجريمة المنظمة مع في نظرنـا أقـرب للحقيقـة و

نظمـة مـع الصواب إال أنه لم يتطرق إلى خاصية تعايش عصابات الجريمـة الم . مختلف شرائح المجتمع إلى درجة تقبلها و الرضا بأحكامها و نشاطها

هي تلك الجريمـة التـي "الجريمة المنظمة وذهب جانب من الفقه إلى القول بأن اإلجراميـة المجرم من تحقيق أهدافه اإلنسانفرتها الحضارة المادية لكي تمكن وقته بفضل ما أحاط به نفسه من وسائل بطريقة متقدمة ، ال يمكن القانون من مالح،

و البد لتحقيق هذه الغاية من تعاون مجموعة مـن يخفي بها أغراضه اإلجرامية ، . )2("المجرمين

ـ هذا التعريف الذي جاء به محمد فاروق النبهان اعتمد حسب رأينا على عنصر في حين أنه التقدم التكنولوجي الذي أعتبره سببا في ظهور هذا النوع من الجرائم

في نظرنا ليس العيب في الحضارة المادية و لكن العيب فـي سـوء اسـتعمالها، باإلضافة إلى أن محمد فاروق النبهان لم يجمع في هذا التعريف كـل العناصـر المكونة للجريمة المنظمة و اكتفى بالعنصر البشري و الوسائل المسـتعملة ممـا

. كذلك النتيجة المرجوة منهيجعل هذا التعريف في نظرنا لم يحقق هو و من التعريفات العربية التي قيلت كذلك في الجريمة المنظمة ما جاء به عبد اهللا

كل عمل أو امتناع عن عمـل : " سليمان الذي عرف الجريمة المنظمة على أنها يصيب المصالح الدولية أو اإلنسانية الكبرى بضرر يمنعه العرف الدولي و يـدع

.)3(."ة عليه باسم المجموعة الدوليةإلى المعاقب

أن هذا التعريف الذي جاء به عبد اهللا سليمان للجريمة المنظمة من وجهة نظرنـا هو إتباع للنهج الذي رسمه الدكتور محي الدين عـوض فـي تعريفـه للجريمـة المنظمة الذي اقتصر على مخالفة القانون سواء بإتيان فعل أو االمتناع عنه ، وهذا

لمنظمة التي تكتسي طابع خاص مـن التعريف بعيد كل البعد عن حقيقة الجريمة احيث التنظيم و االستمرارية و التعقيد و االبتزاز و غيرها من العناصر المكونـة

. لها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 130ـ مروك نصر الدين ـ المرجع السابق ـ ص 1ـ 1989فحة اإلجرام المنظم ـ المركز العربي للدراسات األمنية ـ سـنة ـ محمد فاروق النبهان ـ مكا 2

. 44ص ـ عبد اهللا سليمان ـ المقدمات األساسية في القانون الدولي الجنائي ـ ديوان المطبوعـات الجامعيـة ـ 3

. 85ـ الجزائر ـ ص 1992طبعة سنة

12

الجريمة :" كما ذهب عادل عبد الجواد إلى تعريف الجريمة المنظمة بالقول

المنظمة هي عبارة عن مجموعة من األفراد تقوم بعمل غير قانوني ، و مخـالف النظام " و تتسم بالتنظيم و التسلسل " نشاط إجرامي " للنظام االجتماعي للمجتمع

ثر حسب نوع النشاط ، و يتوقـف عـدد أو أك" زعيم " مع وجود قائد " الهرمي األفراد على نوع النشاط اإلجرامي ، و يعتمد إدارة النشـاط علـى التخطـيط و الحيطة و الحذر ، و التخصيص غالبا ، و تهدف إلى تحقيق أكبر قدر ممكن مـن

) .1(."الكسب الماليالـذي ـ أن هذا التعريف الذي جاء به عادل عبد الجواد يشبه تقريبـا المعيـار

تانتهجه مصطفى طاهر في تعريفه للجريمة المنظمة مع مالحظة بعض الفرو قامن حيث اهتمام عادل عبد الجواد بالناحية اإلجرائية في تنفيذ الجريمة المنظمـة

.التي تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الكسب الماليمع مانع وهو في نظرنا كذلك لم يستطع هو األخر إيجاد تعريف محدد و ضيق جا

للجريمة المنظمة على النحو الذي نشهدها عليه في الواقـع و أن اعتمـاد علـى عنصر واحد من العناصر التي تتميز بها الجريمة المنظمة دون بقيـة العناصـر األخرى في إعطاء تعريف للجريمة المنظمة يبقى مجرد محاولة ووجهة نظـر

اآلراء و الجهـود المختلفـة شخصية يمكن الرجوع إليها في محاولة جمع كـل للوصول إلى تحديد تعريف لها يتماشى مع ما وصلت إليه من تقدم في اسـتعمال

. التطور التكنولوجي في مختلف النشاطات التي تقتحمهاما يمكن أن نالحظه في األخير أن الدول العربية بمختلف أقطارها لم تكـن فـي علماء اإلجرام إلى محاولة مواكبـة عن أخطار الجريمة المنظمة لذلك عمد ىأمن

الدول المتطورة إليجاد تعريف كل حسب وجهة نظره للظاهرة و من الزاوية التي .يراها مناسبة فجاءت تعريفاتهم متباينة

و أنه بالرغم من عدم إجماع الدول العربية على تعريف واحد جامع مانع يجمع ك شأن كل االتجاهات الفقهية األخرى جميع ما جاء في اآلراء المختلفة شأنه في ذل

فان الحقيقة أن الجريمة المنظمة تمتاز بالتغير و التطور السريع في إيجاد عناصر جديدة تكونها تواكب التطور التكنولوجي و الظروف االجتماعيـة و االقتصـادية

.للدول حتى تضمن لنفسها البقاء و االستمرارالدين عوض للجريمة المنظمة يختلف عن من أجل ذلك جاء تعريف الدكتور محي

التعريف الذي جاء به الدكتور أحمد جالل عز الدين أو الدكتور مصطفى طاهر أو .الدكتور محمد فاروق النبهان

و بالتالي ال يمكن أن يصلح زمان و مكان واحد إليجاد تفسير لظاهرة الجريمـة ف األطراف المعنية بهـا المنظمة بل يجب تكاثف الجهود و توحيد المنهج من طر

لدراستها دراسة علمية دقيقة من كافة جوانبها السياسية و االقتصادية و االجتماعية .و الثقافية و تركيبتها البشرية و المادية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادل عبد الجواد ـ الجريمة المنظمة و الفساد ـ مجلة األمن و الحياة ـ السـعودية ـ العـدد ـ / دـ 1 . 35ـ ص 1420ـ سنة 206

13

تعريف الدول الغربية للجريمة المنظمة: ـ ثانيا تصاعد نشاط عصابات الجريمة المنظمة و تنامي هذه الظاهرة بشكل ملفـت إن

في الدول األوروبية و انعكس سلبا علـى التنميـة للنظر أثر على االستقرار العاموالتقدم االقتصادي حتى وصل الحد بهذه الدول إلى العجز على تلبيـة حاجيـات أفرادها التي أصبحت تعيش في وضع اقتصادي متردي ووضع أمني يدع للقلـق هذا كله جعل من الضرورة بما كان على هذه الدول معرفة هذه الظاهرة لتحديـد

اب وجودها و العمل على الحد من انتشارها ثم بعد ذلك محاولـة القضـاء أسبعليها ، و ألجل ذلك حاولت الدول الغربية دراسة هذه الظـاهرة للوصـول إلـى

المـؤتمرات مـن سلسلة وضع تعريف للجريمة المنظمة و كان ذلك من خالل ت تلـك التي عقدها نلسون روكفلـر حاكـم نيــويورك السـابق ، و توصـل

ذي خاصـية إجراميثمار اتفاق "تعريف الجريمة المنظمة بأنها إلىالمؤتمرات التي تتحقق للمجتمع ، و األرباحمتزايدة و متكاثرة بهدف امتصاص أكبر قدر من

قالبا شرعيا من الناحيـة يتخذذلك اعتمادا على أساليب مجحفة و ظالمة ، منها ما القالب ، و يخفي مظهر المخالفة للقانون ، ولكن هذا ذيتخ المظهرية ، ومنها ما ال

الذعر و نشـر الفسـاد أحداثهناك اعتماد متزايد على أساليب األحوالفي كل بأحكام تنظيمية صارمة في الوقت الذي تتربع اإلجراميةفضال عن التزام الجماعة

ة و فيه على قلة تلك الجماعات فهي تحرص على أن تظهر بمظهر النقاء و الطهار )1(".االلتزام بالقانون

إن هذا التعريف الذي توصلت إليه الدول الغربية ينطبق حسب رأينا في الوصف الذي أعطاه المشرع الجزائري لجنحة تكوين جمعية األشرار ، ذلك أنه بالرغم من تطرقه لمختلف العناصر التي تعتمد عليها عصابات الجريمة المنظمة في ممارسة

ة و ال يمكن لهذا التعريف أن يكون وحده نشاطها إال انه لم يستطع اإللمام بها كاملالمرجع الذي يعتمد عليه في تحديد الجريمة المنظمة ذلك أن عصـابات الجريمـة المنظمة تعتمد على الليونة في تعاملها مع أفراد المجتمع للتتمكن من العـيش فـي وسطهم و ليس استعمال أساليب الذعر كما جاء في هذا التعريف ، و يبقـى هـذا

يف شأنه شأن التعريفات السابقة ناقصا من حيـث التفسـير الضـيق لهـذه التعر . الظاهرة

كما شكل الرئيس األمريكي لجنة من رجال القانون و األمن لدراسة الظـاهرة ، ، و قدمت تقريرا اعتمدت فيه تعريفـا 1967و انتهت هذه اللجنة من عملها عام

ة هي تعبير إجرامي يعمل خارج إطار الجريمة المنظم: " للجريمة المنظمة يقول الشعب و الحكومة يضم بين طياته أالف المجرمين الذين يعملون وفقا لنظام بـالغ التعقيد و الدقة يفوق النظم التي تتبعها أكثر المؤسسات تطـورا و تقـدما ، كمـا يخضع أفرادها ألحكام قانونية سطروها ألنفسهم تفرض أحكاما بالغة القسوة ، على

يخرج على قاموس الجماعة ، و يلتزمون في أداء أنشطتهم اإلجرامية بخطـط من .)2(" دقيقة ، مدروسة و يجنون من ورائها األرباح الطائلة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 28ـ احمد جالل عز الدين ـ المرجع السابق ـ ص 1 . 132المرجع السابق ـ ص ـ مروك نصر الدين ـ 2

14

إن هذا التعريف ال يخل حسب رأينا هو كذلك من النقائص التي سبق ذكرها ، ذلك أنه نسب قيادة الجريمة المنظمة ألشخاص يعملون خـارج إطـار الشـعب

و الحكومة في حين أنه من المعروف أن عصابات الجريمة المنظمة تستعمل فـي لون داخل الحكومات و يتمتعـون بمناصـب مرموقـة تنفيذ نشاطها أشخاص يعم

و لعل الواقع كشف في كثير من المرات على أشخاص تولون مناصـب حساسـة . و كانوا ينتمون لمنظمات إجرامية

هذا وقد وذهب جورج كشنسكي الملحق القانوني بالسفارة األمريكية بروما إلـى : " ظمة ، هو ذلك التعريف الذي يقـول القول أن التعريف الراجح للجريمة المن

الجريمة المنظمة هي جماعة مستمرة من األشخاص الذين يسـتخدمون اإلجـرام و العنف و اإلرادة المعتمدة لإلفسـاد، وذلـك للحصـول علـى منـافع ماديـة

)1( ."واالحتفاظ بالسطوةمدة و جعلها معيـارا لتحديـد إن هذا التعريف اعتمد في رأينا على اإلرادة المتع

مفهوم الجريمة المنظمة في حين أنه حسب رأينا فان كل الجرائم دون تمييز تعتمد في ارتكابها على اإلرادة المتعمدة و بالتالي فان هذا التعريف يبقـى فـي نظرنـا كسابقيه يفتقر إلى العناصر المكونة للجريمة المنظمة و لم يستطع احتوائها احتواء

. يمكن الرجوع إليه في تحديد تعريف دقيق للجريمة المنظمة كامالبطبيعتها ، حيث تستمد من خطورتها و تنتظمغالسير أن الجريمة المنظمة و يرى

جسامة انتهاكها للمصالح أو من التجريم الصادر من التشريعات الوطنية و المناخ .الذي ترتكب فيه تلك الجرائم زمن السلم وزمن الحرب

التي احتلوهـا األقاليماستعمالها في إشاعةشر اليابانيون تجارة المخدرات و فقد ن .األعداءكوسيلة من وسائل توفير

الذي اعتمدته الدول الغربية في تعاملهـا مـع الجريمـة و من أبرز التعريفات ) ف ـ ب أ ( الفيدرالية المباحث إدارةذلك التعريف الذي جاءت به المنظمة هو اتفاق جنائي مستمر له هيكـل مـنظم، "على أنها الجريمة المنظمة الذي يعرف

).2("الخوف و الفساد، بدافع الجشع يغذيهإال أنه و في نظرنا فان هذا التعريف هو كذلك ليس بعيد عن االنتقادات الموجهة

و التي سبق لنـا للتعاريف التي سبقته و التي جاءت بها باحثين من مناطق مختلفة التطرق إليها فهذا التعريف في اعتقادنا حدد الجريمة المنظمة على أساس جوهرها باعتبارها واقعة ضارة بمصالح المجتمع اإلنساني بـدافع الجشـع دون التطـرق

.للعناصر التي تكون اللبنة األساسية لمنظمة الجريمة المنظمةالمنظمة يحتاج إلـى دراسـات و أن الوصول إلى تعريف جامع مانع للجريمة

طويلة و أبحاث عميقة يقوم بها مختصين من مختلف الدول تتعرض إلـى كـل الجوانب التي يحتمل أن تكون عامال من العوامل التي تكون ركـن مـن أركـان

.الجريمة المنظمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الموضوع جورج كشنسكي ـ الملحق القانوني بالسفارة األمريكية بروما ـ مقال ـ راجع بخصوص 1ـ سنة 64منشور بعنوان الجريمة المنظمة الروسية ـ منشور بمجلة القيادة العامة لشرطة دبي ـ العدد

.و ما يليها 16ـ و قد ترجم هذا البحث الدكتور محمد احمد عبد الرحمان ص 1997 25الدين المرجع السابق ص ـ أحمد جالل عز 2

15

: تعريف المنظمات الدولية للجريمة المنظمة : ـ ثالثا لقد أدركت دول العالم أن نجاح أي إستراتيجية لمكافحة الجريمة المنظمة يجب أن

يتم بالتعاون الدولي من خالل عقد مؤتمرات تعنى بدراسة علمية لهذه الظـاهرة ، و يظهر الجانب العملي للجريمة المنظمة في اهتمام األمم المتحدة بهذا النوع مـن

لى يومنا الحالي و األمم المتحدة تحاول وضع إ 1955اإلجرام ذلك أنه و منذ سنة إطار قانوني للتعاون الدولي ورصد ظاهرة الجريمة المنظمـة و عقـدت بهـذا الخصوص عدة مؤتمرات منها على الخصوص المؤتمر الدولي المنعقد بايطاليا في

. و الذي شاركت فيه معظم دول العالم 15/11/2000دة بايطاليا السالف المتح األمم لدولي الذي عقدته جاء في تعريف المؤتمر ا و لقد

الجريمة المنظمة هي تلـك "على أن ذكره في الفقرة أ من المادة من هذه االتفاقية معقدا ، يرتكب على نطاق واسع ، و تنفـذه إجرامياالجريمة التي تتضمن نشاطا

ء على درجة كبيرة من التنظيم ، بهـدف تحقيـق ثـرا األشخاصمجموعات من للمشتركين في هذا النشاط على حساب المجتمع و أفراده ، و هي غالبا ما ترتكب

و ترتبط فـي معظـم األموالو األشخاصأفعاال مخالفة للقانون منها جرائم ضد . )1("بالفساد السياسي األحيان

: ثم عرفت نفس المادة مصطلحين انون بالحرمان مـن أ ـ الجريمة الخطرة وهي سلوك يمثل جرما يعاقب عليه الق

.الحرية لمدة ال تقل عن أربع سنوات أو بعقوبة اشدب ـ الجماعة المحددة البنية بأنها غير مشكلة عشوائيا لغرض االرتكاب الفوري لجرم ما و ال يلزم أن يكـون ألعضـائها ادوار محـددة رسـميا أو أن تسـتمر

.عضويتهم فيها أو أن تكون لها بنية متطورةحص هذا التعريف الذي جاء به المؤتمر الدولي لألمم المتحدة ففي من خالل تف

نظرنا مهما كانت األسباب الداعية إلى إجماع الدول المشاركة عليه فـان األمـر الذي يجب أن يبقى نصب أعيننا هو أن الغرض من اختياره تفادي الجدل و تزويد

الت العملية التي يطرحها الفقه و القضاء بأداة تشريعية قادرة على مجابهة كل الحاالتطبيق دون الزج بها في جدل عقيم أو أي جدل أخر من شـأنه أن يحـول دون

.تطبيق القواعد القانونية أو تعثرهاكما نسجل أنه بالرغم من الوضوح الذي يرتأى في صـياغة تعريـف المـؤتمر

فـرض الدولي للجريمة المنظمة فإننا نجد أنفسنا أمام وضع تشريعي غريب لـم ي على الدول الموقعة على االتفاقية و إنما ترك لهم حرية االختيار في تعديل مـواده وفق قانونها الداخلي مما يجعل إمكانية التحايل الذي تمارسه بعض الدول من أجل

التهرب من التطبيق الصارم للبنود و التوصيات التي خرج بهـا هـذا المـؤتمر المشاركة من غموض و غرابة التوجه الـذي لذلك نتفهم حالة تدمر بعض الدول

بعض الدول في هذا الموضوع ذلك أن التعريف الذي وضعه المـؤتمر هانتهجت .الدولي للجريمة المنظمة تجاوز ما أرادته بعض الدول المشاركة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .35ـ المرجع السابق ـ ص ـ عادل عبد الجواد / ـ د 1

16

و بالتالي فان تقييم التجربة الدولية في انتقاء تعريف الجريمة المنظمة بقي مخيب

لآلمال ، و يكفي لمالحظة ذلك تعارض اآلراء و تشتت أفكار الدول المشاركة في .تحديد تعريف موحد للجريمة المنظمة

في بحثهم للجريمـة المنظمـة جنائيالقانون ال في نالباحتيوركز العديد من أن الجريمة المنظمة هي عبارة عن أفعال ذات مختلفة ،و بينواالدولية على مسائل

و النظام العام للجماعة األمناضطراب في إحداثجسامة خاصة يكون من شأنها وهذه الجرائم وقائع ترتكـب بالمخالفـة ة ، ضرر بأكثر من دول إحداثالدولية أو

).1(تعتدي على القيم أو المصالح التي تهم الجماعة الدولية ون،القانلقواعد

ذي عقدتـه هذا وقد عرف المؤتمر الدولي الخامس لمكافحة الجريمة المنظمة ال الجريمة التي تضـمن نشـاطا " م الجريمة المنظمة بأنها 1975األمم المتحدة عام

األشـخاص علـى إجراميا معقدا يرتكب على نطاق واسع و تنفذه مجموعات مندرجة كبيرة من التنظيم بهدف تحقيق ثراء للمشتركين في هذا النشاط على حساب المجتمع و أفراده ، وهي غالبا ما ترتكب أفعاال مخالفة للقانون منها جرائم ضـد

.)2(."األشخاص و األموال و ترتبط في معظم األحيان بالفساد السياسي المجهودات المختلفة التي بدلت من طرف المنظمات العالميـة يتبين من ما إن

أعاله توصلت في مجموعها إلى أن التي استعرضناها الجريمة المنظمة ولتعريف طابع التعقيد و االحتراف القائم على تأخذالجريمة المنظمة هي تلك الجريمة التي

تمكنها من تحقيـق أهـدافها بإمكاناتالتخطيط المحكم و التنفيذ الدقيق ، والمدعم مستخدمة في ذلك كل الوسائل و السبل و مستندة علـى قاعـدة مـن المجـرمين

.المحترفينكانت أم دولية هي اعتداء علـى ةالمنظمة، وطني أن الجريمةف حسب هذه الفئةو

.بصفتها تهم المجتمع الدولي القانون،مصلحة يحميها تعود هذه الصعوبة في تحديد إجماع دولي لتعريـف الجريمـة المنظمـة إلـى و

لآلراء األمرترك إنماالتشريعات الوطنية التي لم تضع تعريفا للجريمة المنظمة و التي منحت رخصـة االجريمة دولي هذه انعكس على تعريف الذي األمر الفقهية،

.للفقه و القضاء لتحديد ماهيتهاالتي حققها المجتمع الدولي فـي تصـديه عديدة و بالرغم من المكاسب القانونية ال

الـذي األمرو الناجمة عن وجود محكمة جنائية دولية لظاهرة الجريمة المنظمة و تنوع المعـايير التـي يعني تبلور مفاهيم القانون الجنائي الدولي ، وتعاظم بنائه

يبقى المجتمع الدول بمختلف منظماته عاجزا ) .3(يرتبط بها وفق الزمان و المكان عن تقديم تعريف جامع مانع للجريمة المنظمة لما لها من خصائص متغيرة وفـق

.ر قوتها و سبب نجاحها و استمرارها الزمان و المكان و التي تعد س ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ حسين إبراهيم صالح عبيد ـ الجريمة الدولية دراسة تحليلية و تطبيقية ـ دار النهضة العربية ـ / ـ د 1 . 53ـ ص 1979القاهرة ـ مصر ـ طبعة

بحث منشور بمجلة األمن و الحياة ، السعودية ، العدد " الجريمة المنظمة و الفساد " عادل عبد الجواد / ـ د 2 . 35ه ص 1420رجب 206

ـ عبد العزيز العيشاوي ـ الجريمة المنظمة بين الجريمة الوطنية و الجريمة الدولية ـ مجلة كليـة / ـ د 3 . 211ـ ص 2000ئر ـ سبتمبر أصول الدين ـ الصراط ـ السنة الثانية ـ العدد الثالث ـ الجزا

17

ةتعريف التشريع الجزائري للجريمة المنظم: رابعا حصرها ب تعريفا خاصا للجريمة المنظمة و اكتفىلم يعطي المشرع الجزائري

تي تضر بالمصالح العليـا للـبالد كجريمـة في عدد معين من الجرائم الكبرى الوجريمـة 20/02/2006المؤرخ في 01/06الفساد المنصوص عليها في قانون

المـؤرخ فـي 05/01 و تبييض األموال المنصوص عليها في قانون اإلرهابجريمة المتاجرة في المخدرات المنصوص عليها فـي قـانون و 06/02/2005وجريمة التهريب المنصوص عليها في قانون 25/12/2004المؤرخ في 04/18مكرر من قانون 87المادة فقد جاءت مثال. 23/088/2005المؤرخ في 06/05

09ـ 30المؤرخ في 03ـ 92العقوبات وقبلها أحكام المرسوم التشريعي رقم علـى أن الجريمـة المنظمـة و المتعلق بمكافحة التخريب و اإلرهاب 1992ـ

من نفس المرسوم 01تخريبية أو إرهابية و في ذلك نصت المادة تتشكل من أفعاليعتبر عمال تخريبيا أو إرهابيا في مفهوم هذا المرسوم كل مخالفة تسـتهدف " بأنه

أمن الدولة و السالمة الترابية و استقرار المؤسسات و سيرها العادي عن طريق التي تـدخل فـي وصـف وفيه بينت نفس المادة األفعال اإلجرامية...."أي عمل

العمل التخريبي أو اإلرهابي و الذي يكون الغرض منه االعتداء على حياة أعوانها أو ممتلكاتها أو عرقلة تطبيق القوانين و التنظيمات، و مثله كل من ينشأ أو يؤسس أو ينظم أو يسير أية جمعية أو تنظيم أو مجموعة أو منظمة يكون غرضها القيـام

وعليه يكون الركن المادي للجريمة المنظمة حسـب .ذكرها سابقا باألفعال الواردالتشريع الجزائري هو التدبير و ارتكاب المخالفات الموصوفة بأعمال تخريبية أو إرهابية ، و الركن المعنوي قائم على القصد و الغرض بالمساس بأمن و سـالمة

ة حسب المفهوم الـذي فالتدبير للجريمة المنظم.التراب الوطني و باالستقرار ككلجاء به المشرع الجزائري يقوم على أساس مادي يتمثل في تحضير الوسائل لتنفيذ الجريمة و كذا في مد يد العون والمساعدة من أجل ارتكاب و تنفيذ الجريمـة ، و

و أن صـور إعـداد . األساس المعنوي قائم بالخصوص على التحريض عليهـا المنظمة وردت في نصوص قانون العقوبـات ةالوسائل من أجل ارتكاب الجريم

يعاقب كل من يعمل بأيـة " منه و التي تنص على أنه 79: الجزائري منها المادة من نفس القـانون 80وسيلة كانت المساس بسالمة وحدة الوطن كما نصت المادة

على أنه يعاقب باإلعدام كل من زود باألسلحة أو الذخيرة بدون أمر أو إذن مـن من نفس القانون 02فقرة 86و لنا كذلك في المادة "الخ...الشرعية جنودا لطةالس

صورة إعداد الوسائل قصد تنفيذ الجريمة بحيث يعاقب من قاموا عمدا و عن علم منهم بتزويد العصابات و إمدادها بالمؤن و األسلحة و الذخيرة و أدوات الجريمة ،

من قـانون 91/02و حسب المادة .ردعلق بالمساهمة في حركات التموهذا فيما يتيعاقب باعتباره شريكا كل من يزود مرتكبي الجنايات و الجـنح ضـد " العقوبات

أمن الدولة بالمؤن أو وسائل المعيشة و تهيئة مساكن لهم أو أماكن الختفـائهم أو .ملتجمعهم و ذلك دون أن يكون قد وقع عليه إكراه ومع علمه بنواياه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .المتعلق بمكافحة التخريب و اإلرهاب 1992 09 30ـ المؤرخ في 03ـ 92قم ـ المرسوم التشريعي ر

.من قانون العقوبات الجزائري 91، 86، 80، 79ـ انظر المواد

18

و يعاقب بالعقوبة نفسها مـن قـاموا بـإدارة حركـة : " و التي تنص على انه

بتكوين عصابات أو تنظيمها أو عملوا على تكوينها أو تنظيمهـا أو العصابات أو قاموا عمدا و عن علم بتزويدها أو إمدادها بالمؤن و األسلحة و الذخيرة و أدوات الجريمة أو أرسلوا إليها مؤنا أو اجروا مخابرات بأية طريقة أخرى مع مديري أو

."قواد العصاباتانون العقوبات يعاقب باعتباره شريكا كـل من ق 01رقم 91/02و حسب المادة

من يزود مرتكبي الجنايات و الجنح ضد أمن الدولة بالمؤن و أو وسائل المعيشة و تهيئة مساكن لهم أو أماكن الختفائهم أو لتجمعهم و ذلك دون أن يكون قد وقع عليه

.مإكراه ومع علمه بنواياهمن يرتكب دون أن يكون فاعال أو يعاقب باعتباره شريكا " و التي تنص على انه

: شريكا أحد األفعال اآلتية ـ تزويد مرتكبي الجنايات و الجنح ضد أمن الدولة بالمؤن أو وسائل المعيشة و 1

تهيئة مساكن لهم أو أماكن الختفائهم أو لتجمعهم و ذلك دون أن يكون قد وقع عليه .مإكراه و مع علمه بنواياه

ـ حمل مراسالت مرتكبي هذه الجنايات و تلك الجنح و تسهيل الوصول إلـى 2موضوع الجناية أو الجنحة أو إخفائه أو نقله أو توصيله و ذلك بأي طريقة كانـت

" الخ ...مع علمه بذلكولقد ورد في قانون العقوبات الجزائري أن تشديد العقوبة يكون بالنظر إلى تعدد

.اتهم و كذا بالظروف التي ارتكبت فيها مرتكبي الجريمة و صفمن قانون العقوبات في فقرتها األخيـرة و التـي 88وهذا ما نصت عليه المادة

أو المستأجر الذي يسـمح للمتمـردين كالمال" تنص على أنه يعاقب بنفس العقوبة ." بدخول المنازل بغير عنف مع علمه بأغراضهم

ئمة أساسا على تعدد مرتكبيها الذين يتفقون على و بالتالي فان الجريمة المنظمة قا تدبيرها و تنفيذها ، و قيام الجريمة المنظمة يجمع ما بين المساهمين و الشـركاء

.والمحرضين عليها و بالتالي فان المساهمة الواسعة للفاعلين في الجريمة المنظمة تكون سـببا فـي

. توسيعهاوراء كل هذه الجـرائم حمايـة الدولـة و و لقد استهدف المشرع الجزائري من

األشخاص من خطر التنظيم الهدام الذي يرمي إلى المساس بالمبادئ األساسية التي .تقوم عليها نفس المؤسسات

و في إطار نفس األفعال ركز المشرع على وجود اتفاق و تجمع منظم بين عـدة الجرائم العمدية يتوافر أفراد أي كانت صورته ، كما أن هذا النوع من الجرائم من

فيها القصد الجنائي العام بحيث تتجه إرادة الجناة مباشرة إلى تحقيق نتيجة الفعـل .اإلجرامي مع العلم بسائر العناصر القانونية التي تتكون منها الجريمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لعقوبات الجزائريمن قانون ا 91و 88ـ انظر المادة

19

الجريمة المنظمة خصائص: نيالمطلب الثا الجريمة المنظمة من خالل أنشطتها الوصول إلـى غايـات و عصابات تسعى

أهداف تتمثل في تحقيق الربح ، مستعملة في ذلك كل األساليب و الوسائل التقنيـة .الحديثة

من أهم نقاط قوتها ، و من و تعتبر الخصائص التي تتميز بها الجريمة المنظمة تم فأهم ما يواجه المشرع الجنائي هو كيفيـة اختـراق تحصـينات المنظمـات اإلجرامية المنيعة و إضعافها تمهيدا للقضاء عليها ، فهذه المميزات تمنحها مناعة

اتجاه الجهود التي تبدلها دول العالم جماعات و فـرادى مـن اجـل مكافحتهـا مي تأثيراتها السلبية على المجموعة الدولية مـن جهـة أخـرى من جهة ، كما ين

و بالتالي فان القضاء عليها يتطلب األخذ في الحسبان هذه الخصائص التي تعتبـر .سر قوتها

فلقد انتهت أعمال المؤتمر السادس العاشر للجمعية الدولية لقانون العقوبات إلى يمة المنظمة تتمثل فـي أنشـطة مرتكبـة الجر" التعريف التالي للجريمة المنظمة

بواسطة منظمات محترفة مهيكلة بصورة صارمة و هذه المنظمـات تميـل إلـى وهي ترتكب جـرائم . اإلجرام و ال ينطبق نموذج المجرم العادي على أعضائها

جسيمة كوسيلة للحصول على الربح المالي أو بهدف الحصـول أو المحافظـة أو . )1(ارسة تأثير اقتصادي أو بهدف استغالل األشخاص توسع سلطتها أو بهدف مم

هذا التعريف يسمح لنا باستخالص بعض الخصائص األساسية للجريمة المنظمـة كالتنظيم و البنيان الهيكلي المتدرج ، تقسيم العمل بين األعضاء ، الهـدف إلـى تحقيق الربح نم هذه الخصائص التي جاء بها هذا المؤتمر ليسـت علـى سـبيل الحصر و إنما هي جزء من مجموعة من الخصائص التي تتميز بهـا الجريمـة المنظمة عن غيرها من الجرائم التي ترتكب على ارض المعمورة ، و التي جـاء

لهذه الظاهرة أهمية كبيرة من أجل تفكيـك عناصـرها ابها باحثين آخرون أعطو . للحد من انتشارها تمهيدا للقضاء عليها

، ذلك األحيانفلت من العقاب في أغلب ي مرتكبها الجريمة المنظمة بأن تميزتو بعد التخطيط المـنظم الـذي يكفـل إالعلى الجريمة المنظمة ال يكون اإلقدامأن

اكتشاف هذه الجريمة أو الشرطة النجاح ، وبالتالي يصعب على رجال لمجرمينل .القبض على فاعليها

لهذه الجريمـة هـم دائمـا أصـحاب خبـرة الذين يخططون األشخاصأن كماو محترفون في هذا المجال ، و بالتالي فهم يخططوا لهذه الجريمة بطريقة محكمة

لذلـــك فــان أهــم خصــائص ،تكفل نجاح الجريمة و فرار الفاعليـن حسب ما استقرت عليه اآلراء على سبيل المثال ال الحصر الجريمـة المنظمـة

المختلفة هي التخطيط ، االحتراف والتعقيد و التوظيـف و االبتـزاز و الباحثين . التعايش ، سنتناولها في النقاط الالحقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحث منشور بمجلـة جامعـة " الجريمة المنظمة ، ماهيتها ، خصائصها و أركانها " ـ أحمد فاروق زاهر 1 . 90، ص 2008الرياض ، السعودية الطبعة األولى سنة " نايف العربية للعلوم األمنية

20

:و التنظيم التخطيـــط :أوال تعد الجريمة المنظمة ذات بناء تنظيمي عال ، حيث يمثل أعلى الهرم ما يسمى

باللورد و هؤالء األفراد مسئولون عن اتخاذ القرارات الهامة ، و من الصعب شفهم ، لذلك فان هناك القليل من المعلومات عنهم أما في القاعدة فهناك مجرمون ك

و تقاد الجماعة من . الذين يقومون بتنفيذ العمليات و التعامل مع العامة مباشرة قبل النقابات و هي مجموعة من األفراد الذين ينظمون األوضاع المالية ،

تتألف من تسعة إلى اثني عشر وللجريمة المنظمة لجنة خاصة تعمل كمحكمة عضوا ليسوا جميعا بالرتبة نفسها ، و تحظى بدعم من الجماعات اإلجرامية التي

.تنتمي إليها و من جماعات خارجية التنظيمية ه فانه من المتوقع أن تتبدل البنيةو في عصر المعلومات الذي نعيش

االنتشار العالمي بين للجريمة المنظمة حيث االعتماد على التقنيات العالية ،و قد يوفر الربط االلكتروني خاصية تتيح مرونة ) عولمة الجريمة ( القارات

. االنتقال و الحركة بين القيادة و األفراد في التنظيمذلـك أن نشـاط هو التخطيط لها ، كذلك من أهم خصائص الجريمة المنظمةو

، عملية و منظمـة تنظيمـا الجريمة المنظمة يعتمد لنجاحه على خطط مدروسةعلميا دقيقا إذ ال يمكن أن يتم بأسلوب عشوائي أو عفوي غيـر متسـق أو غيـر مخطط له كما ال يمكن أن يحدث نتيجة النفعال شخصي أو كرد فعـل لظـرف

لذلك فان الجرائم التي ترتكب بدون تخطيط ال تدخل في نطاق الجريمـة .)1(معين المنظمة ، وغالبا ما تكتشف مثل هذه الجرائم ، وعملية التخطيط ليسـت عمليـة

أشخاص مؤهلين في هذا المجال وهذه المؤهالت منهـا إلىأنها تحتاج إذسهلة ، أي بإمكـان لـيس شخصية و منها ما يتعلق بالخبرة ، فعلى المستوى الشخصـي

إلـى يحتـاج األمـر شخص أن يقدم على ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم بل أما الخبرة فهي ،أشخاص لديهم المقدرة على اقتحام المخاطر دون تردد أو خوف

كما ،المتوقعة اإلخطارمعرفة إلىضرورية الن التخطيط الرتكاب الجريمة يحتاج اكتشاف الجريمـة إلىي الثغرات التي قد تؤدي أن الخبرة السابقة تمنع الوقوع ف

هـو ميـزة إذنفالتخطيط .سواء أثناء التنفيذ أو خالل الهرب أو حتى قبل وقوعهافئة من المجرمين المحترفين الـذين إلىهامة في الجريمة المنظمة ، وهو يحتاج

يملكون مؤهالت شخصية و خبرة و دراية تمكنهم مـن سـد جميـع الثغـرات الفشل ، أو اكتشـاف إلىة و االجتماعية و القانونية التي يمكن أن تؤدي االقتصادي

الجريمة قبل ارتكابها أو أثناء تنفيذها أو بعـد ذلـك لذلــك فــان عنصــر )2(التخطيـط هـو أهـم خصائـص الجريمـة المنظمـة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 Thierry crétin mafia du monde organisation criminelles transnationales actualité et perspectives puf 1998 p 158 .

ـ مقدمة نـدوة الجريمـة المنظمـة و أسـاليب " ماهية الجريمة المنظمة"ـ محمد عودة الغزو ـ 2رية ـ مصـر ـ بمدينة اإلسـكند 1998ماي 20و 18مواجهتها في الوطن العربي ـ المنعقدة ما بين

. 04ص ـ يرى الدكتور كوركيس يوسف داوود أن هذه الخصائص التي أتى بها الفقه تفتقر إلى بيان خصائص

ماهية الجريمة المنظمة و منها الدوام و االستمرارية في ممارسة النشاط اإلجرامـي و التخطـيط الرتكـاب .الجريمة و الجرائم محل التنظيم

21

: و التعقيد االحتراف :ثانيا تمتاز أنشطة الجريمة المنظمة باالحتراف و المرونة و التخصـص فـاحتراف

اإلجرام المنظم هو أعلى مستويات السلوك اإلجرامي و أخطرها ، ألنه ينبئ عـن ، و أيضا الن الخطأ في هذا العالم الرهيب ممنوع ، )1(دناءة و قسوة ال مثيل لها

بتدئين وعديمي الخبرة ، و االحتراف يدفع أعضاء المنظمـات إذ ال مكان فيه للماإلجرامية إلى حد التخصص في نشاط معين وفقا إلمكانيات و خبرات الجماعـة اإلجرامية ،فنجد منظمات إجرامية فرعية متخصصة بتجارة المخدرات أو القتل أو

كوزا اليابانيـة اإلرهاب أو الدعارة و االختطاف كما هو الحال بالنسبة لمنظمة الياالمختصة في إدارة نشاط الدعارة في اليابان ، و غيرها من األنشطة اإلجراميـة

هـو كما سبق اإلشارة إليـه الغاية من الجريمة المنظمة و لما كانت )2(المختلفة أي تحقيق ثروة هائلة في وقت يسير ، وهـذا الهـدف ال السريع،الكسب المالي

ب المشروع الن الكسب المشروع يتنـافس عليـه من يبحث عن الكس إليهيتطلع .أشخاص كثيرون و بالتالي تقل نسب الربح فيه

من اإلطارفالمنافسة داخل هذا يختلف، األمرأما في مجال الجريمة المنظمة فان الكسب قليلة ، الن غالبية الناس ال تقبل المخاطرة في مجال الكسـب العتبـارات

إطـار لذلك فان مـن يعمـل ضـمن .ومنها اجتماعية منها دينية و منها أخالقيةاحتراف في التخطيط و التنفيذ إلىالجريمة المنظمة و يقبل بالمخاطرة فانه يحتاج

، فـاألمور على هذا العمل غير المشروع و الذي يحقق له الربح السريع لإلقداممن يعمل تنظيم ، و بالتالي فهي تنكشف بسرعة ، لذلك فان إلىالبسيطة ال تحتاج

الجرائم البسيطة ، بل يبحث عن الجرائم إلىالجريمة المنظمة ال يلجأ إطارضمن المختلفـة و التـي اإلجرامية األساليبيجد فيها مجاال خصبا لتطبيق ألنهالمعقدة

المعقدة التي يمارسـها لتنفيـذ األساليبومن خالل هذه .تحقق له تجاوز القانون وهـو ، ، و بالتالي يفلت من العقوبـة قانونمن رجال ال اإلفالتجريمته يستطيع

.من خالل خبراته السابقة في تنفيذ هذا النوع من الجرائم األساليبيكتسب هذه فالمجرمون في هذا النوع من الجرائم يجدون في ظل هذا التعقيد مجـاال مالئمـا

علـون ال يشـعر التي تساعدهم على تجاوز القانون و هم فيما يف األساليبالختيار فـإنهم أحد بحقيقة ما يقوم به ، الن زاوية االنحراف تكون غير واضحة ، ولهذا

يخفون تصرفهم المنافي للمشروعية بأعمال تبرز في ظاهرها على أنهـا أعمـال المنظم من خالل ارتباط أنواعه المختلفة في اإلجراممشروعة و يبرز التعقيد في

فيه على سبيل المثال جـرائم المخـدرات ، و واحد بحيث تتوافق إجراميمسار . جرائم االتجار بالسالح مع جرائم التزييف و التزوير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أكاديمية " الجريمة المنظمة التعريف و األنماط و االتجاهات " ـ عبد الفتاح مصطفى ، الجريمة المنظمة ، 1 . 55ص 1999منية الرياض السعودية الطبعة األولى سنة نايف العربية للعلوم األ

مجلة األمن و القانون كلية شرطة دبي " الجريمة المنظمة عبر الحدود و القارات " ـ عبد الكريم درويش 2 . 109ص 1995دبي سنة

22

: و التعايش التوظيف و االبتزاز :ثالثا تنفيـذها إلتمـام تسخير عناصر كثيـرة إلىطبيعة الجريمة المنظمة تحتاج إن

المنظم يستخدم كافة الوسائل الممكنة اإلجرامبطريقة سليمة و محكمة ، لذلك فان .1اإلطارداخل هذا األفرادلتجنيد أكبر عدد ممكن من

، وهي بالطبع كثيرة سواء كانـت تقـدم إمكانياتهوهو يقدم في سبيل ذلك كافة كإنشاء مكاتب للخدمات السرية تقوم بمهمة رد نوية خدمات أو مصالح مادية أو مع

أهـم هـذه أنو بالتأكيـد )2(المعروف لمن يتعاون مع منظمة الجريمة المنظمة .هو المال ، ففي عصرنا الحاضر المال هو المسيطر و هو الذي يحكم اإلمكانيات

وإنماي ، الجريمة المنظمة ال يتم بشكل عشوائ إطارداخل األفرادعملية تجنيد إن يكون دائما ذكيا ، فليس كل شخص يصلح لاللتحاق بهذا التنظـيم ، لـذلك فـان

الذين يجندهم ضمن هذا األشخاصالمنظم غالبا ما يكون ذكيا في اختيار اإلجرامفي مواقف غير مشروعة األشخاصعادة ما يتم التعرف على هؤالء إذ، اإلطار

ما وإذان حتى يتمكن من السيطرة عليهم ، وكذلك تورطهم في أعمال مخالفة للقانوهـذه إلذالليستخدمون كـل الوسـائل فإنهمالمنظم أي عائق اإلجراماعترض

التصـفية األمـر العوائق و هم أقدر من غيرهم في هذا المجال حتى لو تطلـب المنظم هو االستمرارية في هـذا المجـال لإلجرامالجسدية ، الن الهدف الوحيد

.قدر من الثروةلتحقيق أكبر للتغلغل في المجتمع ، و كذلك اختـراق إمكانياتهالمنظم يستخدم كافة اإلجرام إن

الرسمية و غبر الرسمية ، وذلك عن طريق المال أو شراء األمنية األجهزةجميع الضمائر بأساليب و طرق غير مشروعة ، و كذلك اللجوء للتخويف و التهديـد ،

اإلجرامية في استخدام الرشوة أو التهديد إلخضاع السلطات فعندما ال تفلح المنظمة العامة لها ن فإنها تلجأ إلى استخدام العنف ضد السلطات بهدف إضـعاف هيكـل

كل ذلك من أجـل تنفيـذ الجريمـة .الشرطة و القضاء بل و السلطة العامة كلهاة العامـة وقد شهد تاريخ ايطاليا فترات اهتزت فيها السلط المنظمة بطريقة محكمة

بسبب اعتداءات جسيمة كانت تحدث دائما في كل أزمة من أزمات المافيا أو حيث )3(تشعر المنظمة اإلجرامية أن مصالحها معرضة للخطر

لتجنيـد األمـر فعندما يتم التخطيط الرتكاب جريمة في مجال معـين ال يحتـاج األمريذ ، و موجودين سلفا و جاهزين للتنف فاألشخاصأشخاص جدد لهذا العمل ،

.بالتنفيذ األشخاصلهؤالء اإليعازللتخطيط لهذه الجريمة و إالال يحتاج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 5ـ محمد عودة الغزو ، المرجع السابق ، ص 1لطبعـة ، دار النهضة العربيـة ، القـاهرة ، ا 21ـ عبد الرحيم صدقي ، اإلجرام المنظم ، جريمة القرن 2

112م ص 1998األولى سنة بحث منشور بمجلـة جامعـة " الجريمة المنظمة ، ماهيتها ، خصائصها و أركانها " ـ أحمد فاروق زاهر 3

100ص 2008الرياض ، السعودية الطبعة األولى سنة " نايف العربية للعلوم األمنية

23

به ألنه يبث الرعب في هذا و تستخدم منظمات اإلجرام المنظم العنف أو التهديد نفوس الضحايا لدرجة االستسالم كما يضمن الوالء ألعضاء التنظيم اإلجرامي من خالل ردعهم عن اإلدالء بأية شهادة عن المنظمة و أسرارها أو عما ارتكبوه من جرائم ، أو ارتكبه غيرهم من أطراف التنظيم اإلجرامي ، و يعتبر أيضا رسـالة

رامية المنافسة ، و السلطات الرسمية من خـالل اسـتهداف تحذير للمنظمات اإلج .)1(موظفيها

و تعتمد الجريمة المنظمة على قانون الصمت ، حيث يلتزم أعضـاء الجماعـة اإلجرامية المنظمة بالوالء التام حتى الموت ألجل خدمة أعراضها ، مما يصـعب

ال يحكم فقط األعضـاء اختراقها من قبل أجهزة تنفيذ القوانين خاصة و انه قانون بل يلتزم غيرهم أيضا أما نتيجة لموالة فطرية تعود لما تقدمه لهم الجريمة المنظمة

)2(بهم آو بعائالتهم لمن خدمات و تسهيالت أو نتيجة تهديدهم أو خشية التنكيو تستغل الجريمة المنظمة الفساد و تعمل بدورها على إفساد المـوظفين حتـى

مستخدمة في ذلك اإلكراه و )3(نشاطها و اإلفالت من المسألة تتمكن من ممارسة . االبتزاز

المـنظم دون اإلجرام إطارضمن األشخاصيتم تجنيد بعض األحيانو في بعض يتم تورطهم بتقديم المال لهم في وقـت الحاجـة أو إنمابهذا التنظيم ، و إبالغهم

التمادي في هذا المجال و بعـد توريطهم في أعمال غير مشروعة و االستمرار و حقيقة هذا التنظيم يجدون أنفسهم تورطوا في أعمـال األشخاصأن يكشف هؤالء

يضطروا فإنهمأو التخلص منها ، و بالتالي إلفالتغير مشروعة و ال يستطيعون مرتبطة بطبيعـة الجريمـة إذنفهذه الميزة .المنظم اإلجرام إطارلالستمرار في

عـن إالالمنظم ال تستطيع القيام بمهامهـا اإلجرامالمنظمة نفسها ، الن عمليات ، الذين تختارهم بذكاء للتعامل معهمـا لقـاء خـدمات أو اآلخرينطريق تسخير

.غايتها إلىمصالح مادية أو معنوية بهدف تمكينها للوصول لجريمة المنظمة ال يقتصر علـى األفـراد إن هذا االبتزاز الذي تمارسه منظمة ا

وحدهم بل تعدى ذلك إلى ممارسته من طرف منظمـة إجراميـة علـى منظمـة إجرامية منظمة أخرى إذ تعلق األمر بتنازع الطرفين على منطقة ممارسة النشاط اإلجرامي ،لذلك يجب عدم إغفال التخصص المكاني للجماعات اإلجرامية المنظمة

نها بنفوذ في مساحة محددة ال يسمح بموجبها لمنظمة إجراميـة ، حيث تتمتع كل مأخرى أن تمارس فيها أي نوع من األنشطة إال بموافقة المنظمة اإلجرامية صاحبة

االختصاص المكاني ، و يترتب على مخالفة هـذا القـانون نشـوب النزاعـات )4(و الحروب الدموية بين المنظمات اإلجرامية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة األمن و القانون كليـة شـرطة " الجريمة المنظمة عبر الحدود و القارات " ـ عبد الكريم درويش ، 1 104، ص 1995سنة 2، ع 3دبي ، دبي ، س

ت ، لبنـان ـ إعداد المركز الدراسات و األبحاث ، المافيا نشأتها و تنظيمها ، دار الكتاب العربي ، بيـرو 2 . 17، 16، ص 1993ـ 1992الطبعة األولى

. 112ـ عبد الكريم درويش ، المرجع السابق ، ص 34 sandre standing op. cit. p 35

24

المنظم التعايش داخل المجتمع يكون قد حقـق هدفـه اإلجرامعندما يستطيع و

.مألوفا يذعن له الجميع داخل المجتمع اأسلوبيصبح ألنهو يسهل عليه االستمرار االسـتقرار إلـى و تتطلـع األمن إلىغالبية الناس داخل المجتمع تميل ذلك أن

و عندما يشعر الناس داخل المجتمع بـأن .1*و العيش حياة هادئة بعيدة عن الخطريستسـلمون و فـإنهم الجريمة المنظمة موجودة و مسيطرة داخل هذا المجتمع ،

هذه و يتعاونون مع المجرم خوفا منـه أو اإلجراميضطرون للتعايش مع حالة و مثال ذلك ما يحدث في الدول المنتجة للمخدرات و التي يـوهم .طلبا في حمايته

تستغل في تطوير حياتهم االجتماعيـة و افيها البارونات أفراد الشعب أن عائداتهجهة الفقر و الحرمان الذي يواجهونه مقدمين لهم في يقنعونهم للتعاون معهم في موا

حصلوا على المزيد ليذلك نصيب محدود من األموال يجعلهم في حاجة دائمة إليهم منها بعد أن ينفذوا المخططات اإلجرامية لهذه الشبكات الدولية و خير دليل علـى

. لمخـدرات هذا النوع من الدول هي دولة كولومبيا أكبر معقل لصناعة و تسويق اأهدافه خلف شعارات كثيرة ال يكشفها إخفاء إلىالمنظم أحيانا اإلجرامقد يلجأ كما

األشـخاص بعد أن يكونوا قد تورطوا ، و عندما يحاول هـؤالء إالعامة الناس يكونوا قد وقعـوا فـي قبضـة ألنهميصعب عليهم ذلك اإلطار هذاالخروج من

يجري في اليابان و ما تقترفه منظمة اليـاكوزا و من أمثلة ذلك ما .المنظم اإلجرامـ التي تشتغل في ميدان الدعارة من خالل ا ية ستغاللها للظروف االجتماعيـة القاس

التي يعيشها سكان هذه المنطقة و المناطق المجاورة للقيـام بتصـدير شـباب و ـ ى شابات اليابان إلى دول مختلفة من العالم تكون بدايتها بإيهامهم بالحصـول عل

منصب عمل كخادمة في إحدى البيوت أو نادلة في احد النوادي لتتفـاجىء بعـد سفرها أنها وقعت في أيدي وحوش بشرية تستغلها في إرضاء شهوة الغير لإلثراء على حساب شرفها و جسدها فتخضع لهم بحكم وجودها البعيد عن وطنها و حاجة

ن التي تحاول اإلفـالت مـنهن و أ.أهلها إلى المال الذي ترسله إليهم بحكم فقرهميكون مصيرها الموت بأبشع صوره لتكون عبرة لغيرها من الفتيات التي تعرضن

.لنفس االستغاللو بالتالي يصبح هؤالء األشخاص ضحايا التنظيم اإلجرامـي المـنظم دون أن

المنظم تـزين اإلجرامالتي يستخدمها األساليبخاصة وأن يكتشفوا مسبقا نواياه ال يمكن ألي كـان أن داخل المجتمع ، األخالقيةرة تكون مقبولة من الناحية بصو

الراقيـة و األحيـاء كما أن رموز هذا التنظيم عادة يسكنون في يكتشف حقيقتها و فـي المقابـل .المسئولينيختلطون بالطبقات الراقية و يبنون عالقات صداقة مع

.لتنفيذ مخططاتهم اإلجرامية يستغلون في كثير من األحيان الطبقات الضعيفة إلـى إضافةعامة الناس و منعهم من اكتشاف حقيقتهم ، إيهاموكل ذلك من أجل

و إدانات المجتمـع األمنية أنهم بهذه التصرفات يبقوا بعيدين عن رقابة السلطات . )1(لهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 08ـ ص السابقـ محمد عودة الغزو ـ المرجع 1

25

. مقارنة الجريمة المنظمة بالجرائم المشابهة لها: المطلب الثالث تظهر أهمية التمييز بين الجريمة المنظمة عن غيرها من الجرائم المشابهة لهـا

سمات من حيث وجود أنماط من الجرائم يرتكبها األفراد أو الجماعات تتسم ببعض وفق خطط تكفـل لهـا الجريمة المنظمة لكونها مدبرة تدبيرا محكما و يتم تنفيذها

ن هناك جرائم تختلط سماتها مع سمات الجريمـة المنظمـة حتـى النجاح ، كما أيصعب التمييز بينهما الشيء الذي يعقد مهمة المحققين في الجريمة المنظمة مثـل

م بالكثير من سمات الجريمة المنظمـة على سبيل المثال تتس )1(جريمة اإلرهاب .حتى ساد االعتقاد بان هناك عالقة قوية بين الظاهرتين

و من أكثر أنماط الجرائم التي تتداخل سماتها مع سمات الجريمة المنظمة جرائم احتجاز الرهائن و التي قد تكون جريمة منظمة أو جريمة إرهابية أو جريمة عادية

.ايرتكبها شخص مختل عقليفالجرائم الخطيرة عادة تصيب األجهزة األمنية الضعيفة بإرباك شديد لعدم قدرتها

على تمييز الجريمة و طبيعتها و تحديد أهدافها مما يؤدي إلى ضياع الحقـائق و إفالت المجرمين من يد العدالة أما األجهزة األمنية القوية ذات المعلومات الجنائية

ب على معضلة تمييز طبيعة الجريمة و التعرف علـى السليمة فإنها تستطيع التغلاألسباب و الدوافع و األهداف في وقت يمكنها السيطرة على الحدث و التعامل معه

.)2(بكفاءة و اقتدارو أن التحقيق في قضايا الجريمة المنظمة ال يختلف عن التحقيق فـي الجـرائم

نيات المستخدمة فـي كشـف األخرى من حيث اإلجراءات الشكلية النظامية و التقو لكن تعقيدات الجريمة المنظمـة و خططهـا المـدبرة . الجرائم و جمع األدلة

بواسطة خبراء ، و ما يتوفر للجريمة المنظمة من إمكانيات فنية و مالية و فرص . اختراق األجهزة األمنية يلقي بانعكاساتها السلبية على التحقيق و نتائجه

من حيث أنهـا عن غيرها من الجرائم المشابهة لها ة تتميزالجريمة المنظمف تقوم على تنظيم مؤسس ثابت ، و هذا التنظيم له بناء هرمي و مستويات للقيادة و

المبـادئ و ،التنظيم الوظيفي إطارقاعدة للتنفيذ، ومهام ثابتة و فرص للترقي في من هـذا األهمو، تنظيمللمنظمة هي التي تضمن الوالء و النظام داخل ال الداخلية

هو االستمرارية و عدم التوقيت أو العرضية ، و تظل الجريمة المنظمة قائمة ،كلهأو منظمة منافسـة فـي القضـاء األمنمادامت تحقق نجاحا و لم تستطع أجهزة

. عليهامن هذا التحديد البسيط لمفهوم الجريمة المنظمة يمكـن القـول أن الجريمـة إذن

و الجريمة السياسية ،وأيضا عن الجريمـة اإلرهابيةعن الجريمة المنظمة تتميز .و الجريمة الدولية عادية ال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 maxwell tylor.the terrorist .London brasseys .1988.p.169 .

منشور في مجلـة اكادميـة نـايف بحث " التحقيق في قضايا الجريمة المنظمة " ـ محمد األمين البشري 2 . 157العربية للعلوم األمنية ، الرياض ، السعودية ص

26

اإلرهابيةالجريمة المنظمة و الجريمة : أوال

, ربط رجال القانون بين الجريمة المنظمة و المنظمات اإلجرامية اإلرهابية اإلجرام لم تتوان في حيث أن األولى بما تمتلكه من موارد مالية و خبرة في مجال

تقديم يد العون للثانية التي تستعين بأساليب ووسائل الجريمة المنظمة في تهريب بهدف توفير موارد , و تبييض األموال , األسلحة و االتجار بها و بالمخدرات

عالوة على تزويرها الوثائق و الهويات لتسهيل حركة تنقل أعضائها و , التمويل و عليه فإن الجريمة المنظمة ب بعد تنفيذ عملياتهم اإلرهابية،إفالتهم من العقا

تلتقي مع الجريمة اإلرهابية في عدة جهات السيما في أن كلتاهما تعد من أخطر عر و ذالظواهر التي تعاني منها المجتمعات الحديثة نظرا التفاقهما في نشر ال

, ة في مواجهة اآلخرين الرعب و عدم توانيهما عن استخدام الوسائل اإلرهابيباعتبارهما ترتكبان من طرف منظمات إجرامية بلغت درجة عالية من التنظيم و التخطيط معتمدة على سرية العمليات و التسلسلية و العالقة الهرمية التي تحكم

.أعضاءها

ل جهود كبيرة للتوصل إلى مفهوم مشترك ذو قد سعى المجتمع الدولي إلى بإال أنه لم يتمكن لحد اآلن من إيجاد , قصد اتخاذ تدابير فعالة لمكافحته )1(بلإلرها

ا راجع لتباين وجهات ذتعريف شامل و دقيق يحظى باتفاق جميع الدول و لعل هالمقدمة للجريمة )2(و من التعاريف, نظر تلك الدول نحو اإلرهاب و دوافعه

ة من فرد أو جماعة أو من استخدام الجريمة بطريقة منظم «: اإلرهابية أنها و يرى فيها البعض اآلخر ,»السلطة للوصول إلى هدف مشروع أو غير مشروع

و أنها إحدى أشكال الجريمة المنظمة بأبعادها , )3(أنها جريمة ضد اإلنسانيةالجديدة لما تشكل من خطورة و دمار بالمجتمع اإلنساني ال تقل عن جريمة

. )4( البشرية و األسلحة االتجار بالمخدرات و األعضاء

إال أنه؛ و على الرغم من النقاط المشتركة بين الجرائم اإلرهابية و الجريمة فلكل منهما أهدافها و طبيعتها التي تختلف فيها عن األخرى ، و تتمثل , المنظمة

:خصوصا في

أما جرائم , ـ أن الجريمة المنظمة ال يمكن أن ترتكب من شخص واحد 1 . فيمكن ارتكابها من شخص واحداإلرهاب

الخاصة بالجرائم 1963نة سطوكيو ل سعى المجتمع الدولي من خالل االتفاقيات الدولية ال سيما اتفاقية – 1

الخاصة بمكافحة االستيالء غير 1970واتفاقية الهاي لسنة , واألفعال التي ترتكب على متن الطائراتغير المشروعة الموجهة ضد الخاصة بقمع األعمال 1971واتفاقية مونتريال لسنة , المشروع على الطائرات

. 1973واتفاقية نيويورك الخاصة بحماية األشخاص المشمولين بالحماية الدولية لسنة , سالمة الطيران المدنيمكرر قانون العقوبات الجزائري التي تعتمد في تعريفها لإلرهاب على أسلوب تعداد 87انظر المادة – 2

.األفعال . 154ص 1990األمم المتحدة، نيويورك A)/10/43-(وثيقة رقم -3ـ كلمة رئيس جمهورية مصر العربية في افتتاح مؤتمر األمم المتحدة التاسع لمنع الجريمة و معاملة 4

3ص ( cA/cp/7)المجرمين المنعقد بالقاهرة ، مصر الواردة في الوثيقة

27

أما , ـ الباعث في الجريمة المنظمة يتمثل في الحصول على أكبر قدر ممكن من األرباح 2الباعث في ارتكاب الجرائم اإلرهابية فينصرف في الغالب نحو تحقيق أهداف سياسية تحت

.)1(ستار المبادئ العقائدية

من جانب جماعات الجريمة المنظمة –العنف-ن اللجوء إلى إستراتيجيات اإلرهابذإألن لجوئها إلى تلك , ال يعني بالضرورة مساواتها بالجماعات اإلرهابية

و , اإلستراتيجيات يكون بباعث الحصول على األموال لتمويل أنشطتها اإلجرامية و , يبقى المحرك األساسي لتلك الجماعات اإلرهابية إيديولوجيات سياسية و عقائدية

.)2(ي ال يمكن عدها من جماعات الجريمة المنظمةبالتالالعام األمنالظواهر االجتماعية التي تهدد إحدىكانت الجريمة المنظمة هي فإذا

ظاهرة سياسية تهدد النظام االجتماعي بمفهومه اإلرهابيةفي الدولة ، فان الجريمة .العريضتحقيق أهداف سياسية بينما الجريمة المنظمة هي عنف منظم إلى اإلرهابويهدف

.بقصد الحصول على مكاسب مالية بطرق و أساليب غير مشروعةتتالقى مع الجريمة المنظمة ، بأنها عنف منظم يقصد الحصول اإلرهابيةفالجريمة

غير مشروعة و هي تهدد النظام االجتمـاعي بأساليعلى مكاسب مالية بطرق و . )3(تهدد النظام السياسي للدولة اإلرهابيةولة ، في حين أن الجريمة في الد

غير أن كال الجريمتين يشيعان الخوف و الرعـب لـدى المـواطنين العـزل . األبرياءحيثما يمارس القتل في حق اإلرهابو يختلط العنف و و يحطـم نسـان اإلو الجريمة المنظمة ينتهك حقوق اإلرهابيةفكال من الجريمة

. األساسيةحرياته و قد تتداخل طبيعة عمل و سطوة الجريمة المنظمة و الجماعات اإلرهابية إلـى

الحد الذي قد يصل بها في بعض المناطق إلى تحالف وثيق كما هو الحـال فـي .العالقة بين المنظمات اإلجرامية و جماعات حرب العصابات المتمردة

حتمية عدم الخلط بين الجريمة المنظمة و الجماعات اإلرهابية إال أن ذلك ال ينفي ،إذ أن اإلرهاب المقترن بالعنف سواء ارتكبه أطراف تابعة للدولة أو غير تابعـة

يجب خلطه بالجريمة المنظمة و يتطلـب لها هو ظاهرة منفصلة و مختلفة ، و ال .منهجا مختلفا للمنع و الرقابة و القمع

استراتيجيات اإلرهاب و العنف من جانب جماعات الجريمـة كما أن اللجوء إلى المنظمة ال يعني بالضرورة و صفها بالجماعة اإلرهابية ففي الواقع عندما تلجأ

و تكتيك اإلرهاب و العنـف فـإنهم تجماعات الجريمة المنظمة إلى استراتيجيا .يقومون بذلك كوسيلة للحصول على أرباح أو لحماية النفس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 129و 128ـ مروك نصرالدين ـ المرجع السابق ـ ص 1ـ مكافحـة 1990الجريمة المنظمة و اإلرهاب من اجل إستراتيجية فعالـة " ـ محمود شريف بسيوني 2

جويليـة 30اإلرهاب ـ ورقة الحقائق المقدمة للمؤتمر الوزاري حول اإلرهاب ـ باريس ـ فرنسـا ـ 1992.

1998سنة " مقدمة تحقيق بشان األشكال المختلفة لإلرهاب الدولي " ـ محمود شريف بسيوني 3

28

تو بالمثل فان الجماعات التي تقوم بما يسمى باإلرهاب تلجا أيضا إلى استراتيجياالقـوة أو كنها تقوم بذلك كوسيلة للحصـول علـى و تكتيك الجريمة المنظمة و ل

لتمويل أنشطتها ، و يبقى المحرك األساسي لتلك الجماعات إيديولوجيا مما يجعلها .تبتعد كثيرا عن جماعات الجريمة المنظمة

كما أن كلتا الجريمتين يسعيان إلى اختراق السرية المرتبطة بشبكات األمن العام على األقل من الناحية المعلوماتية أن لم يكن اختراق يصل إلى الناحية البشـرية و القانونية للهيئات األمنية بمختلف درجاتها كتوظيف عناصر بشـرية ولـو كانـت

نة أجهزة االتصـال أو السـكرتارية أو هامشية ضمن شبكة األمن العام مثل صياالخدمات المكتبية أو صيانة المرافق األمنية كالمباني و نحوهـا أو السـيارات أو المطاعم التي يرتادها عناصر األمن في حياتهم العملية أو خالل فترات راحتهم في

.إجازتهم المختلفةالعنف لهذين النوعين القائم على استخدام تو يجب أن ال يؤدي تشابه االستراتيجيا

.من الجماعات إلى الخلط بينهما بيد أن ذلك اإلرهاب أتى بنتائج عكسية فيما يتعلق برد الفعل االجتماعي الذي ولده ففي الواقع يصل كل مجتمع إلى مستوى معين ال يسمح بعده ببعض التصرفات و

. )1(يكون رد فعله له أضرار بتلك المجموعات نقطة االتفاق بين الجماعات اإلرهابيـة و جماعـات الجريمـة هذا و إذا كانت

: المنظمة تتمثل في قيامها على نوعين من العالقات المادية مع البيئـة المحيطـة عالقة السلب و النهب التي تتضمن عددا من األنشطة مثل الخطف للحصول على

ية بمقتضاها فدية و السرقات المسلحة ، و عالقة طفيلية تحصل الجماعات اإلجرام .على تنازالت أو أموال دون استنفاذ المصدر

فان االختالف األساسي بين هذين النوعين من المجموعات زيادة على مـا سـبق اإلشارة إليه سالفا يكمن في أن الجماعات اإلرهابية يحركهـا دافـع إيـديولوجي

كها دافع الربح و هدف الوصول إلى السلطة ، بينما جماعات الجريمة المنظمة يحر .و ال تسعى إلى السلطة

وهكذا يعتبر هذان النوعان من المجموعات مختلفين تماما ، و ال يجـب الخلـط و التكتيك في بعض األحيان ، كمـا ال تبينهما لمجرد استخدام نفس االستراتيجيا

.يجب الخلط بينهما بسبب تحالفهما االستراتيجي العارضفبينما تسعى المنظمات ، ا بين النوعين من المنظمات غير أن هناك اختالفا جوهري

جمع إلىتحقيق أهداف سياسية فان منظمات الجريمة المنظمة تسعى إلى اإلرهابية ) 2(. غير المشروعة األموالأكبر قدر ممكن من

وأيا كان وجهة النظر فيما يتعلق بنقاط التشابه و االختالف بين هاتين الطـائفتين فان الحاجة من اجل تطوير و تنفيـذ إجـراءات فعالـة للمنـع من الجماعات،

.و السيطرة و القمع في شانهما، يمثل حقيقة ال يمكن إغفالها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ات اإلنسان اإلرهاب و المخدرات في القانون الدولي و حماية حري ـ انظر ـ كريستوف بالسكلي ـ 1

. 1992سنة 129و 128ـ مروك نصرالدين ـ المرجع السابق ـ ص 2

29

: الجريمة المنظمة و الجريمة الدولية: ثانيا

سواء من خالل تعدد , إن امتداد الجريمة المنظمة عبر الوطنية عبر حدود دول عديدة و ما تثيره من , القانونية للدول ها أو أثارها على األنظمة ذجنسيات مرتكبيها أو من حيث تنفي

دفع برجال القانون إلى البحث عن طبيعتها , إشكاالت حول تنازع االختصاص القضائي ا ما سوف نبينه ذهل تدخل ضمن نطاق الجرائم الدولية ؟ أم الجرائم العالمية ؟ و ه, القانونية :فيما يلي

ادي غير مشروع يصدر عن فرد بإسم سلوك إر: " من المستقر عليه أن الجريمة الدولية هي " و يكون منطويا على مساس بمصلحة دولية محمية قانونا , الدولة أو بتشجيع أو رضاء منها

تستمد صفتها اإلجرامية من العرف , فهي عدوان على مصالح عليا يحميها القانون الدولي , عقاب عنها بإسم المجتمع و يوقع ال, مباشرة أو من نصوص المعاهدات و االتفاقيات الدولية

كما أنها ترتكب بناءا على, الدولي

لك بقصد المساس بمصلحة دولية ذو , طلب الدولة أو بتشجيع منها أو على األقل برضائها .محمية بقواعد القانون الدولي

و تتشابه الجريمة المنظمة العابرة للحدود مع الجريمة الدولية و تشتركان في وجود العنصر بل أنهما تختلفان في عدة وجوه , ا ال يعني أنهما من طبيعة قانونية واحدةذإال أن ه, األجنبي

: كر منها ذن

ي جرم معظم أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود هو القانون الجنائي ذـ أن القانون ال 1النوع ا ذباعتباره المختص في مواجهة الحاالت التي تستطيع فيها الدولة مواجهة ه, الدولي

و هو فرع من فروع القانون الوطني يستمد أحكامه من االتفاقيات , من الجرائم على أراضيها في حين أن الجريمة الدولية تخضع , الدولية المبرمة لمواجهة الظواهر اإلجرامية الخطيرة

).1(ي يعد فرعا من فروع القانون الدولي العام ذللقانون الدولي الجنائي ال

, لى ارتكاب الجريمة المنظمة العابرة للحدود قيام المسؤولية الجزائية لمرتكبها ـ يترتب ع 2أما الجريمة الدولية فإن المسؤولية الجزائية عنها مسؤولية مزدوجة تتحملها الدولة و مقترف

. الجريمة أما االختصاص بنظـر , ـ ينعقد االختصاص في الجرائم الدولية للمحكمة الجنائية الدولية 3

الجرائم المنظمة العابرة للحدود فيعقد لمحاكم كل دولة وقعت الجريمة أو الجرائم ضمن نطاقها .اإلقليمي

تظهر أوجه االختالف بين الجريمة المنظمة و الجريمة الدولية ، من حيث أن كماالجريمة الدولية هي تلك الجرائم التي ترتكبها دولة في حق دولة أخـرى ، كمـا

، ةيجري حاليا في الشرق األوسط ، و بالتحديد ما يجري فوق األراضي الفلسطينيقيامها بإبادة الشعب الفلسطيني بعد أن من انتهاك إسرائيل لكل المواثيق الدولية و

احتلت أراضيه ، كما قد ترتكبها دولة على أراضيها إضرارا بطائفة معينة تعـيش فوق إقليمها مثل ما حدث مع دولة جنوب افريقية التي ظلـت لسـنوات عديـدة تضطهد السكان السود الذين يعيشون على أراضيها و تمارس عليهم شتى أنـواع

.ريد القتيل و التش

1987سالة دكتوراه منشورة بالمكتبة االنقلوا مصریة مصر سنة ـ محمد مؤنس محب الدین اإلرھاب في القانون الجنائي ر 1

30

فوجه االختالف بين الجريمتين يتضح من خالل أن الجريمـة المنظمـة ترتكبهـا مجموعة من األفراد تكون عصابات إجرامية ، تهدف من وراء نشاطها إلى تحقيق الربح المالي الفاحش ، في حين أن الجريمة الدولية ترتكبها الدولة نفسها بإحـدى

غطائها ، و يكون الهدف من وراء ذلك هـو أجهزتها أو أحد أفرادها و لكن تحت و مثال ذلك ما حدث في عدة دول من تحقيق أطماع استعمارية أو مكاسب سياسية

.العالم التي عانت من ويالت االستعمار و الدمار ولما كان االستعمار قد انتهى و أصبح خارج القانون و جريمة دولة ، فان المجتمع

على الدول االستعمارية ، خاصة بعد أن أصـدرت الجزاءات بإيقاعالدولي طالب مفهوما عصريا إعطائهامحكمة العدل الدولية رأيا استثنائيا بخصوص االنتداب ،و

.حق تقرير المصير اآلنللرسالة الحضارية التي أصبحت عقوبات على البرتغال التي كانت تسـتعمر فيما سبق أوقع المجتمع الدولي قد و

.ة و على فرنسا التي كانت تستعمر دولة زيمبابويدول افريقيعدة سواء كان وطنيـا أو اإلرهاببعدم شرعية األخذ إلىهذا ويتجه المجتمع الدولي

على شرعية استعمال القوة وفقـا في مقابل ذلك و استثناءا منه مع االتفاقدوليا . )1(طفالاألو النساء و األبرياءالمتحدة و التي ال تستخدم ضد األمملميثاق

من طرف الدول على سـبيل المثـال ال و تشمل الجرائم الدولية التي يتم ارتكابهاجـرائم الحـرب ، ل الجماعي مثال ، جرائم ضد اإلنسانية ، القت: الحصر على

ممارسات متعلقة بالعبودية ، تدمير و نهب الممتلكات الثقافية و سـرقة ، التعذيب و الخاصة الممتلكات العامة

فجرائم اإلبادة يتفق المجتمع الدولي على أنها جريمة الجرائم ، لخطورتها علـى ، ذلك أنها تعتمد على القتل الجماعي لألفـراد و هـدم و األفراد حياة المجتمعات

األسس الجماعية لحياة المجتمع ، وتعويض الكيان السياسي و الثقافي و االقتصادي الحرب، و مثال ذلك ما يرتكبه اليهـود فـي ، و هي ترتكب إبان السلم و أثناء

يوميا و على مر السنين من مجازر بشعة في حـق افـراد ةاألراضي الفلسطينيالشعب الفلسطيني من الصبي الى الطفل الى الشباب و الشيوخ بمختلف أعمارهم و مركزهم االجتماعي من تقتيل و تنكيل ، عجز المجتمع الدولي لحد السـاعة مـن

.ي وجهها للحد منها الوقوف ففقد عرفتها طائفة السكان السود التي هـاجرت إلـى أما جرائم التمييز العنصري

تبرز علـى أسـاس دينـي و أمريكا الشمالية لتستقر في جنوبها فهذه الجريمة ، يمارس بحق أشخاص في مجتمعات تـدعي الديمقراطيـة ، يعنصري و جهو

أوطانهم ، األمر الذي يشكل انتهاكا ألبسط تجعلهم من الصعوبة بما كان العيش فيالعمـل و الحقـوق مبادئ اإلنسانية ، ويحرم هؤالء البشر من الحق في التعليم و

.األساسية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 217ـ عبد العزيز العيشاوي ـ المرجع السابق ـ ص / ـ د 1

31

ظمة والجريمة السياسيةالجريمة المن: ثالثا

:الجريمة السياسية تتوافر فيها العناصر التالية

.يقوم بها شخص أو مجموعة من األشخاص على وجه منظم أو غير منظم

هي جريمة منفصلة عن األهواء و األغراض الشخصية و يكون الدافع الرتكابها

.سياسي

هي جريمة موجهة ضد الدولة أو النظام السياسي القائم و ما يتصل به من الهيئات

.و المؤسسات

ينطوي على عنف له طابع سياسي بينما كل جريمة جرامي منظمكل عمل إ )1(.العنفسياسية ال يشترط أن تنطوي على

لفعل العنيف عادة ما تحمل في طياتها أهدافا تتجاوز نطاق ا جرام المنظمأعمال اإل

و تنطوي على رسالة يتم توجيهها بقصد التأثير على قرار أو موقف معين للسلطة

.السياسية القائمة بينما األمر ليس كذلك بالنسبة للجرائم السياسية

اإلرهاب لم يدخل في عداد الجرائم السياسية في مقررات المؤتمر الدولي السادس

، كما لم تدخل الجرائم 1935) دانمرك ( ن قلتوحيد قانون العقوبات بمدينة كوبنها

اإلرهابية في عداد الجرائم السياسية في اتفاقية الجماعية لتسليم المجرمين المنعقدة بين

.1953الدول العربية عام

جراميةمن خالل كارتيالت المخدرات العمليات اإل تخوض العصابات المنظمة

و في الدول المنتجة بغرض حماية نشاطاتها و شن مسار اتخاذ القرار لدى السلطات

الشهيرة التي ارتكبتها العصابات اإلجرامية الكولومبية اغتيال جراميةمن العمليات اإل

ثالثة مشرحين للرئاسات و كذا وزير العدل و نائب عام في مجلس قضاء و زهاء

أربعين صحفيا و ما ال يقل عن ألف و ثالثة مائة شرطي، و ينبغي اإلشارة إلى

و ذلك لضمان أمن اميةجراإل منظماتالعالقة الوطيدة بين الكرتيالت المخدرات و ال

. مناطق اإلنتاج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المكتبة ب رسالة دكوراه منشورة )اإلرهاب في القانون الجنائي(محمد مؤنس محب الدين ـ 1

81ص مصر 1987سنة األنجلوساكسونية

32

ش و حشيتي تنتشر فيها زراعة الأفغانستان التي تعد من بين أهم المناطق الأما

موقفا صارما ضد المزارعين 1977فيون و اتخذت حكوماتها قبل سنة عال

إلى سدة الحكم سنة نوأجبرتهم على إتالف المحاصيل لكن مع صعود الطالبا

فيون و حتى أضحت الحركة األصولية التي تبث عأعيد االعتبار لتجارة ال 1996

ديدة في مناطق مختلفة من العالم تراقب حوالي توريطها في عمليات إرهابية ع

طن من 4600، أنتجت أفغانستان 1999ففي سنة .من األراضي المزروعة° /97

فيما . 1996طن سنة 2600طن من الهيروين مقابل 460فيون أي ما يعادل عال

هكتار مما سمح ألفغانستان 91000إذ بلغت ° /50لمزروعة نسبة ارتفعت مساحة ا

مليار دوالر 100فيون المنتشر في العالم برقم أعمال يبلغ عمن ال° /75بإنتاج

و قد أدرك زعماء الحرب في هذا البلد اآلسيوي أهمية زراعة المخدرات .أمريكي

فتحولوا إلى منتج لها بحيث تمول حرب العصابات من األموال التي تدرها عليهم

ن منع زراعة المخدرات و ظلت تلك الممارسة قائمة إلى أن قرر زعماء الطالبا

بين الحركة األصولية و المنظمة الدولية 2000إثر اتفاق تم توقيعه في جويلية

.لمراقبة تجارة المخدرات

كانت الجريمة المنظمة هي عنف منظم و متصل بقصد الحصول على أكبر فإذا رط فان الجريمة السياسية ال يشـت المشروعة،قدر ممكن من المكاسب المالية غير

.فيها أن تكون عنفا و هي لو كانت عنفا فانه ليس متصال أو منظماعلى حقوق فالجريمة السياسية هي التي تقع عدوانا على النظام السياسي للدولة أو

من حيث الجهـة المعتـدى منظمةالمواطنين السياسية، فهي تتميز عن الجريمة الو إليهـا التي يرمـون األهدافارتكابها و إلىالتي تدعو الجناة البواعثعليها و

.ذاتها جريمة منظمة دالجريمة السياسية هي في حهذا و أن االعتبار الذي يكون للجريمة السياسية في التشريع الداخلي لكل دولة

.يتكيف في المعاملة معها تبعا للنظام السياسي الخاص بكل دولة على المستوى أمفي مجال التشريع الداخلي ومما يالحظ فان االتجاه الحديث سواء

من نطاق الجرائم السياسية فيخرج منها أنواعـا مثـل قالتضيي إلىالدولي يرمي الجرائم التي تستهدف النظام االجتماعي و ليـس هـي ضـد شكــل معيــن

)1(الحكم مـن أشكال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوسى ـ دور الشرطة في رعاية حقوق الضحايا الجريمة المنظمة ـ مجلة األمن و ـ سعود محمد م/ ـ د 1

. 1999القانون ـ الطبعة السابعة ـ العدد االول ـ سنة

33

:الجريمة المنظمة و الجريمة العادية: رابعا

سلوك إنساني بلغ درجة من الجسامة إلى حد : " الجريمة بصفة عامة ما هي إال و يشكل استهجانا للضمير , اإلخالل بالتزام يتعلق بكيان المجتمع و وجوده

كل أمر يحظره و عرفت كذلك بأنها البشري استوجب شموله بالجزاء الجنائي .ماال لحق أو أداء لواجب ا لم يقع استعذإ, الشارع عن طريق العقاب الجنائي

ات ذو يحددها القانون الجزائي الداخلي لكل دولة ؛ و ال شك في ضرورة توافر من حيث أنها سلوك ينهى عنه , العناصر لقيام الجريمة المنظمة العابرة للحدود

لما ترتبه من أثار تتمثل في االعتداء على المصلحة , القانون و يقرر له عقوبة ي يحدد تلك المصلحة أو الحماية ذمع مراعاة أن القانون ال, ة القانونية محل الحماي

قد ال يكون القانون الداخلي بل يتعداه إلى القانون الجنائي الدولي أو القانون الدولي و عليه فإن أوجه , الجنائي بالنسبة ألنصار االتجاه الموسع للجريمة الدولية

خلية و الجريمة المنظمة العابرة للحدود يمكن االختالف الجوهرية بين الجريمة الدا )1(: إيجازها فيما يلي

و يصبغ , ي يحكم موضوع الجريمة المنظمة العابرة للحدود ذـ القانون األصلي الهو القانون , و يقرر لها الجزاء الجنائي المالئم , صفة التجريم على السلوك

زيادة على القوانين , ت الدوليةي يستمد أحكامه من االتفاقياذالجنائي الدولي ال .الجزائية الداخلية لكل دولة

ـ تجاوز األنشطة اإلجرامية المكونة للجريمة المنظمة عبر الوطنية لحدود الدولة ين قد ينتمون لدول ذو إلحاقها ضررا بعدد غير محدود من المجني عليهم ال,

.مختلفة مما يوسع من دائرة االختصاص القضائي

في , ينتمي الجناة في الجريمة الداخلية إلى فئة المجرمين بالصدفة ـ غالبا ماحين أنهم من طائفة محترفي اإلجرام متى تعلق األمر بالجريمة المنظمة العابرة

.للحدود

, ـ القاعدة في الجريمة المنظمة العابرة للحدود هي أنها جريمة فاعلين أصليين ذو استثناءا تأخ, هي جريمة فاعل وحيد في حين أن الجريمة الداخلية في الغالب

.صورة المساهمة أو االتفاق الجنائي كما سيتم توضيحه الحقا

في , ـ تعدد جنسيات الجناة في حالة الجريمة المنظمة العابرة للحدود يمثل القاعدة .حين أنه حالة استثنائية في الجريمة الداخلية

.يمة العادية تقع داخل حدود الدولةـ الجريمة المنظمة ذات بعد عالمي و الجر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رسالة دكتواه دار " الجريمة المنظمة في ظل االتفاقيات الدولية و القوانين الوطنية " ـ فايزة يونس الباشا 1 . 50ص 2002النهضة العربية ، القاهرة ، مصر ، سنة

34

منظمة عن الجريمة العادية بأن فاعليها يفلتوا من العقـاب فـي تختلف الجريمة الأغلب األحيان، ذلك أن اإلقدام على الجريمة المنظمة ال يكون إال بعـد التخطـيط المنظم الذي يكفل لها النجاح و بالتالي يصعب على رجال العدالـة اكتشـافها أو

ريمة هـم دائمـا كما أن األشخاص الذين يخططون لهذه الج.القبض على فاعليهاأصحاب خبرة و محترفون في هذا المجال لذلك فهم يخططـون لهـذه الجريمـة

.بطريقة محكمة تكفل نجاحها و فرار الفاعلينفي حين أن الجريمة العادية ال تخضع في ارتكابها إلى نفـس أسـاليب الجريمـة

منحرفة ها هم عادة أشخاص عاديون يقومون بأعمالونيرتكب نالمنظمة كون الذيغالبا ما يتم القبض عليهم ليقدموا بعد ذلك أمام العدالة ليتم إلشباع رغبات شخصية

محاكمته ،فالعبرة إذن في التفرقة بين الجريمة العادية و الجريمة المنظمة ليس في ذاته و إنما في الوسائل و األساليب المستعملة في تنفيذها و دالفعل اإلجرامي في ح

بارتكابها ، فقد يكون نفس الفعل اإلجرامي جريمة عادية عنـدما الجهة التي تقوميرتكبه أفراد عاديون بدون تخطيط و ال احترافية و بـدون اسـتعمال األسـاليب المستعملة في ارتكاب جريمة منظمة كجريمة خطف األطفال من قبـل أشـخاص

مـة بغرض الحصول على فدية من أهلهم ، و قد يكون نفس الفعل اإلجرامي جريمنظمة عندما ينفذ وفق األساليب السالف ذكرها المستعملة في ارتكـاب الجريمـة

و بالرغم من أن الجريمة العادية تتم بهدف االستيالء على ممتلكات الغير . المنظمةو تهدف إلى عملية إعادة توزيع غير القانوني للموارد ، فان الجريمـة المنظمـة

و يمكـن . طة التي يوجد لها طلب مسـتمر تظهر بهدف القيام بمجموعة من األنشالنظر إلى المنظمة اإلجرامية على أنها تمثل منشاة محكمة التنظيم و التركيـب ، تتمثل أعمالها في إنتاج سلع أو خدمات غيـر قانونيـة لمجموعـة خاصـة مـن

و بشكل عام فان الفرق بين الجريمـة المنظمـة و العاديـة هـو أن .المستهلكين المنظمة يهدفون أساسا إلى السيطرة على الهيكل العام لالقتصاد أصحاب الجريمة

على أن المنظمة اإلجرامية تتصف بان نشاطها يقوم على أساس احتكاري . التحتيفي منطقة النفوذ سواء أكانت منطقة جغرافية أو اقتصادية، بالشكل الذي يمكنهـا

لقانونيـة و من فرض الضرائب أو فرض نظم معينة على مشروعات األعمـال ا من ناحية أخرى فان نشاط المنظمة اإلجرامية يتطلب بالضـرورة .غير القانونية

استخدام العنف أو التهديد باستخدام العنف بهـدف فـرض الوضـع االحتكـاري و على ذلك فان تركيز أعمال المنظمات اإلجراميـة . للمنظمة على منطقة النفوذ

رجة األولى لسـيطرتها المباشـرة علـى في األسواق غير القانونية ال يرجع بالدعمليات اإلنتاج و التوزيع في تلك األسواق ، بقدر ما يرجع إلى أن المتعاملين في األسواق غير القانونية ال يمكنهم اللجوء إلى السلطات األمنية لحماية أنفسهم مـن العنف كما أنهم ال يستطيعون أن يخفوا أنفسهم في ذات الوقـت لحـاجتهم إلـى

)1( .عالن عن أعمالهم لجذب المستهلكين إلى أسواقهماإل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالجريمة المنظمة التهريب و المخدرات و تبييض األموال " قمراوي عز الدين ـ / نبيل صقر و أال/ ـ أال 1

. 05ـ ص 2008نة ـ دار الهدى ـ الجزائر ـ طبعة س" في التشريع الجزائري

35

.الجريمة المنظمة أنـواع: الثانيالمبحـث

ليس من السهل تحديد أنواع الجريمة المنظمة نظرا للتغير في ممارسة نشاطها الذي تتميز به فهي ال ترك مجاال إال و دخلت فيه مما يجعل من الصعوبة بما كان

يخضع تحديد أنواع الجريمة ياب ذلكأنواعها على سبيل الحصر ، و في غ تحديدالمنظمة للتقسيم الذي انتهجته مختلف التشريعات الدولية للجريمة و المتمثل فـي تقسيم الجريمة من حيث موضوع النشاط الذي تقوم به عصابات الجريمة المنظمة

سـاس بـالحقوق فنكون بصدد جرائم ضد األشخاص عندما يتعلـق األمـر بالم اد و التي أقرتها معظم الدول في تشريعاتها الداخلية مثل فرالشخصية اللصيقة باآل

الحق في سالمة الجسد و الحق في الحياة وهي الحقوق اللصيقة بشخصية الفرد و التي ال يمكن له أن يعيش حياة كريمة بدونها و التي يدور نشاط عصابات الجريمة

و االتجـار المنظمة للمساس بها على سبيل المثـال المتـاجرة فـي المخـدرات باألشخاص خاصة منهم األطفال و النساء بغرض اسـتغاللهم فـي نشـاطاتهم أو

.للتصرف في أعضائهم الجسدية بالبيعو نكون بصدد الجرائم ضد األموال عندما يتعلق األمر بالجرائم التي تمس بالحياة

يـة و العامة لألفراد و المجتمعات و التي تمس مباشرة األنشطة التجاريـة و المال . االقتصادية منها مثال جريمة تبييض األموال التي عرفت انتشارا واسعا

هذا و تشهد الجريمة المنظمة انتشارا واسعا عبر العالم ، و تزايـدا كبيـرا فـي خطورتها بحيث أصبحت تشكل خطرا على كافة المنظمات و المؤسسات الدولية و

ف فعالية و مصداقية مؤسساتها ، الوطنية و تهديدا لمختلف الدول من خالل إضعا .و تدمير القتصادها

و لقد استغلت الجماعات اإلجرامية المنظمة ما أتاحه العصر الجديد من تقدم هائل في تكنولوجيا المعلومات و االتصال ، وتطور تقني في األعمـال المصـرفية و

ـ ي كافـة االلكترونية الستحداث أساليب جديدة و استخدام وسائل علمية حديثـة فمراحل التخطيط و التنفيذ لعملياتها اإلجرامية و أنشطتها غير المشروعة كتجارة المخدرات و غسل األموال و االتجار بالنساء و األطفال ، و أن هذا التنـوع فـي الوسائل و ميادين النشاط يجعل من الصعوبة بما كان حصـر أنـواع الجريمـة

.المنظمة في إطار معين من نشاطهان عدم القدرة على تحديد نوع النشاط الذي تمارسه عصابات الجريمة المنظمة و أ

بدقة يصعب هو بدوره على السلطات المختصة في السياسة التي انتهجتها من أجل . الحد من انتشارها و القضاء عليها

تقسيم الجريمة المنظمـة إلى يؤدي موضوع الجريمة المنظمة بحت في ال نو أ هي و أمنهم و األشخاصن الجرائم و هي الجريمة التي تمس بسالمة نوعين م إلى

حياة العامة للمجتمع من الجانـب و الجريمة التي تمس بال األشخاصالجرائم ضد .األموالبالجريمة ضد و االجتماعي و سميت االقتصادي

.نيوسنتناول دراسة هذا التقسيم في المطلبين التالي

36

. األشخاصرائـم ضـد الجـ: األولالمطلـب تعاني مجتمعات دول العالم من ظاهرة الجريمة المنظمة التي تعد اعتداءا مباشرا

على امن و سالمة األشخاص في الحياة ، حيث تحصد المخدرات الماليـين مـن األطفال و النساء و الشباب خاصة في الدول الفقيرة ، و تقف وراء العديـد مـن

ي كلها أمراض تهدر اإلنسانية ،األمراض أهمها الكبد ، السيدا و السرطان ، وهو مع انتشار المخدرات مع ما تسببه من إدمان وهو المشكل العضال الذي ينبغـي التركيز عالجه و الذي يعد العامل األساسي في زيادة الطلـب عليهـا ، و عـدم التواني عن إساءة استخدامها من قبل العديد من الفئات إناثا و ذكـورا كبـارا و

لمين و غير متعلمين بطالين و عمـال ، و فـي كـل المجتمعـات صغار ا ، متعالمتقدمة و المتخلفة مع أن حجم إساءة استعمال المخدرات يزيـد و يـنقص مـن مجتمع ألخر تبعا لخصوصية كل مجتمع و ظروفه و استغلت منظمات اإلجـرام المنظم التي ساعدتها التطورات التكنولوجية في مجال المعلومـات و االتصـاالت على أن تعبر الحدود الوطنية و تعطي لنشاطها في ترويج المخدرات بعدا دوليـا

هذه األوضاع لتتخذ من تجارة المخدرات نشاطا رئيسيا لها تروج بكل الوسـائل و تمول إنتاجها و تبحث له عن أسواق جديدة و تتولى تبييض األمـوال المتأتيـة

.منهوقد ثبت علميا أن منظمات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية تتعاون فيما

بينها و تستخدم التكنولوجيات الحديثة خاصة االنترنيت التي أصبحت في اآلونـة .األخيرة التقنية المفضلة للمافيا للتخطيط لجرائمها و للترويج للسموم البيضاء

ين فهي تصول و تجول في كافة أنحاء العالم و بما أن المخدرات ليس لها وطن مععن طريق العصابات المنظمة التي تولى تهريبها و هي تمتلك اإلمكانيات الضخمة لذلك حتى أصبحت من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي عامـة ، ممـا جعل بعض المختصون يقرون أنه إذا كانت الحروب العالمية و الحرب الباردة أهم

ميز القرن الماضي فان الصراع ضد بارونات المخدرات سـيكون مـن أهـم ما القضايا التي ستميز أجندة القرن الحالي لهذا فانه من المهم دراسة اإلطـار العـام

.لهذه الظاهرة االجتماعية المستحدثة و المعقدة فالتعاون الدولي أضحى ضرورة البد منهـا لمكافحـة هـذه اآلفـة و مالحقـة

ن فيها و عدم السماح لهم باإلفالت بجرمهم من العقـاب ، و أن الدولـة المتورطيبمفردها ال يمكنها ذلك خاصة أن كانت دولة محدودة اإلمكانيات على غرار أكثر

. )1(دول العالم الثالثكما أن لظاهرة الفقر دورا في تنامي جريمة االتجار باألطفال السـتغاللهم فـي

لعل مما يرمز إلى خطورة هذه الجرائم في المجتمع مجاالت إجرامية مختلفة ، وأن الكثير من األزمات المستعصية التي يشهدها العالم اليوم تنبثق من هذه الجرائم

جرائم المخدرات ثم طرق له بالتفصيل، نتناول أوال المنظمة وهذا ما سوف نت .جرائم االتجار باألطفال بعد ذلك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دار " جرائم المخدرات في ضوء الفقـه اإلسـالمي و التشـريع "ـ فاطمة العرفي و ليلى إبراهيم العدواني 1

7و6الهدى ، عن مليلة الجزائر ، ص

37

جـارة المـخـدراتت :أوال

يم الباحثين إلى أن وجود و استعمال المخدرات ضارب في التاريخ ، و قد يشير

قدم المجتمعات اإلنسانية ، فقد عرفتها شعوب العصر الحجـري التـي اعتـادت استخدام بذور الخشخاش و القنب وورق الكوكا إلحداث حاالت تسمم أثناء ممارسة

. )1(الطقوس الدينية أو لتهيئة المحاربين للمعركة باستعمال القنب )2(ليونان و الرومان و شاع استخدامها في العديد من الحضارات كالصين و ا المنظم في المجتمعات اإلجراماالتجار بالمخدرات يعتبر من أبرز نشاطات وأن

الحديثة ، كما أنه من أبرز نشاطات عصابات المافيا و غيرهـا مـن عصـابات التجار بالمخـدرات و تهريبهـا ا أن، و األمريكيةالجريمة في الواليات المتحدة

لمستوى الدولي ، و قد ساعد على هذه التجـارة اعتبر من المشاكل الكبيرة على يالتقدم التكنولوجي في مجال االتصاالت ووسائل النقل الحديثة ، فقد أصـبح مـن السهل االتصال بين شبكات الجريمة المنظمة في جميع أنحاء العالم خالل ثواني أو

االنترنيت أو غيرها مما يستجد مـن دقائق قليلة عن طريق الهاتف أو الفاكس أولسهل على المهربين التنقل بين عدة دول اوسائل االتصاالت الحديثة ، كما أنه من

تكاتف جميع دول إلىمكافحة االتجار بالمخدرات يحتاج ، وأن خالل ساعات قليلةأنه صغير و قريب جـدا إالالعالم ، خاصة و أن العالم اليوم رغم اتساع مساحاته

.ي ظل تطور تكنولوجيا االتصاالت و النقلفو الدول المستهلكة لها و تللمخدرالمنتجة اتنسيق ما بين الدول إلىيحتاج فاألمر .لتي يقتصر دورها على مرور هذه البضاعة على أراضيهااالدول

المخدرات ، ففي الهند مثال نجد بأن الحكومـة تـرخص بإنتاجفهناك دول تسمح .)3(في أقاليم البنجاب و اتاربرداش فيوناألمزارع ألكبر

يسمح للمدمنين بشراء ما يحتاجونـه مـن في بعض دول العالمكما أن القانون ال يقتصر على الهند ، فالباكستان و األمر، و أن األطباءمخدر من الصيدليات و

.للمخدرات إنتاجاو تركيا هي أيضا من أكثر دول العالم إيرانأفغانستان و عصابات الجريمة المنظمة تحكم سيطرتها التامة على تجـارة المخـدرات و أن

انتهاءو إليهالمنتجة لهذه البضاعة و مرورا بالدول التي تهرب اابتداء من الدول .في مجاالت تسليم هذه البضاعة و توزيعها على المستهلك

مـل بـين لم يكن تنسيق متكا كل ذلك يتم ضمن شبكة محكمة يصعب اختراقها ماتخصيص إلى باإلضافة، األجهزةو أفضل األساليبجميع الدول باستخدام أحدث

صندوق يجمع له المال من جميع الدول لمحاربة و مكافحة تهريب و تجارة .المخدرات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار " جرائم المخدرات في ضوء الفقه اإلسـالمي و التشـريع "ـ فاطمة العرفي و ليلى إبراهيم العدواني 1

11الهدى ، الجزائر ، صأساليب و إجراءات مكافحة المخدرات ، دار النشر بالمركز العربـي للدراسـات " ـ أحمد أمين الحادقة 2

. 15م ص 1999ه 1411األمنية و التدريب ، الرياض ، دط . 153ـ مروك نصرالدين ـ المرجع السابق ـ ص 3

38

: ـ خصائص جريمة المخدرات 1من أهم خصائص جريمة المخدرات كجريمة منظمة أن حدوثها يرتبط بعـدة

أفعال ال بد من توافرها ، فهناك الزراعة و العبور و التوزيع و االستهالك ، كلها يمة ، و أن قطع أية حلقة مـن حلقاتهـا يكفـل أمور ال بد من توافرها لتمام الجر

.القضاء عليها و أن جريمة المخدرات كجريمة منظمة يظهر من األدوار التي تلعب بمناسبتها،

فهي تبدأ من المزارع أو المنتج ، ثم الممول ، ثم المهرب ، و الناقل ثم الموزع ثم فـي تعـاملهم عـرف التاجر و المروج و تنتهي بالمستهلك ،و يحكم كل هؤالء

.التضامن و الثقة و الكتمان عند القبض عليهم أو على أحدهم أن الربح الهائل و الثروة السريعة التي يوفرها هذا النشاط المنظم يغري مـن

.يقوم به على المجازفة و تكراره أن مهربي و تجار المخدرات ، بما تتوفر لهم من مال ، ال يتوازن فـي شـراء

ذمم بعض ذوي الجاه و العاملين معهم و المحيطين بهم ، حتى يؤمنوا المطاردة و .المتابعة ، و يضمنوا نجاح عملياتهم اإلجرامية

ال أن أهم خاصية تمتاز بها جريمة المخدرات عن بقية الجرائم األخـرى أنهـا و المستهلك مـريض كوى ، الن البائع مستفيد و المشترييتوفر فيها عنصر الش

فهذا األخير يلهث دائما بحتا عن البائع للحصول منه على جرعتـه و مـن هنـا يصعب على رجال األمن مكافحة هذه الجريمة و تحقيق نتائج ملموسة و سـريعة

)1( . وانجازها بدقة متناهية حتى تضمن أكبر كما أن مختلف المراحل يجري تخطيطها

فرص النجاح و تحقق لهم مكاسب هائلة و مجزية ، و بطبيعـة الحـال يحـتفظ القائمون على تنظيم و تمويل هذه التجارة ألنفسهم بأكبر قسط من األرباح ، بينمـا

قد ال يحصل األشخاص المكلفون بعملية نقل المخدرات إال على مبالغ ضـئيلة ال . )2(تهم وهم عادة يقومون بمهمة محددة و معينة

خدرات في كولومبيا يحصلون و أشارت تقارير المخابرات الكولومبية أن تجار الم . )3(على السالح بكميات كبيرة من جنوب إفريقيا و إسرائيل

هذا و قد قتلت فرق الموت التابعة لعصابات المخدرات خـالل السـنوات السـبع األخيرة تسعة أالف شخص في كولومبيا و حدها ، وكان من بين ضحاياهم خيـرة

قاضيا من الـذين 157ار المخدرات و سخروا أقالمهم للتصدي لتج المثقفين الذينمـن أفـراد 3491شـرطيا ، و 1944أشرفوا على محاكمة تجار المخدرات و

)4( مدنيا 3100من ميليشيات حراسة األحزاب السياسية و 118الجيش ، و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 1984المعلومات ـ الطبعة الدولية للمخدرات ـ دار محمد منصور الصاوي ـ مجال مكافحة الجرائم/ دـ 1 155و 154ـ المرجع السابق ص ـ مروك نصر الدين 2صبحي سلوم ـ المستجدات الدولية في جرائم العنف و االعتداء و السبل الكفيلة لمواجهتها ـ دمشق ـ سوريا ـ السنة / ـ د 3

.ـ 31ـ ص 1999 . 31لسابق ص ـ صبحي سلوم ـ المرجع ا 4

39

ـ طرق تهريب المخدرات 2

يلجأ محترفو هذا النشاط اإلجرامي إلى ابتكار و سائل كثيرة و متنوعة لعمليـات تهريب المخدرات ، تتميز بالدقة و المهارة للتغلب على الرقابة التقليدية التي تتبعها

و هذا هو سبب الدول و كلما تم كشف الطريقة المستعملة لجؤا إلى ابتكار غيرهافشل كل المحاوالت التي تقوم بها السلطات المختصة من اجل القضـاء عليهـا و بذلك يتعذر علينا حصر كل تلك الطرق التي تنتهجها عصابات الجريمة المنضمة

.في تمرير بضاعتهم من منطقة إلى أخرى )1(إال انه يمكننا ذكر على سبيل المثال ال الحصر بعض األمثلة عن ذلك

ـ تهريب كميات كبيرة من المخدرات إما بطريقة غير مباشرة بواسطة السيارات و في أماكن خفية داخل أجزائها أو بين حمولتها من البضـائع المختلفـة و إمـا بطريقة مباشرة عندما تتسلل السيارات برا عبر الشريط الحـدودي هربـا مـن

المراكز الرسمية طريق البواخر و السفن في الموانئ ضمن ـ كما يتم تهريب المخدرات بحرا عن

البضائع و المعدات و الطرود الواردة من الخارج أو بواسطة القوارب الصغيرة و السريعة

ـ كما تهرب المخدرات أيضا عن طريق الجو بواسطة الطـرود الـواردة عـن طريق الشحن الجوي بأسماء أشخاص أو هيئات أو مؤسسات وهمية أو السفارات

ة المعتمدة في البالد و أحيانا تستخدم عصابات الجريمة المنضمة سـندات األجنبيشحن مزورة أو يتم تهريبها باالتفاق مع بعض المنحـرفين العـاملين بـالخطوط الجوية أو الجمارك أو البريد ويتم تهريب كميات كبيرة من المخدرات عن طريق

المهربون حيـث أشخاص على مختلف جنسهم من رجال و نساء و أطفال يجندهميخفونها في أجسامهم أو في حقائبهم و كثيرا ما يجندون أشخاصا ال يرقى إلـيهم

أو ذوى المناصب و الجاه من العاملين في المطـارات و نالشك مثل الدبلوماسييالموانئ و يلجا المهربون إلى إخفاء المخدرات المهربة بطرق عديـدة أخـرى ال

أماكن سـرية بالسـيارات و الشـاحنات و فـي يمكن إحصاءها فمثال تخبأ داخل األجهزة و المعدات و قطع الغيار و داخل المعلبات و المزهريات و لعب األطفال

و الكتب وفي جيوب سرية بالحقائب و تشير الدروس المستخلصة من القضايا المعالجة في الفترة األخيـرة مـن قبـل

ات يطـورون نشـاطهم و قـد مصالح المكافحة الجزائرية إلى إن مهربي المخدرإلى اجتياح البحر و البراري الصحراوية الواسعة نمن اجل تسريب سلعهم ااهتدو

نحو ارويا و قارا ت أخرى ، لذلك أبرمت الجزائر و المغـرب اتفاقيـة ثنائيـة و تتعلق بالتعاون الثنائي فـي مجـال 1992أوت 20لمكافحة المخدرات بتاريخ ركية و مكافحة المخدرات البحث و قمع الجرائم الجم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالدين ـ الصراط ـ الجريمة المنضمة بين النظري و التطبيق مجلة كلية أصول " مروك نصر الدين )1(

.154ص . 2000سبتمبر . 03العدد 2الطبعة

40

:ـ العنف في جرائم المخدرات 3

الجريمة المنضمة لتكثيف نشاطها في زراعة المخدرات و االتجار تعتمد عصابات فيها في معظم األحيان على العنف و إن أهم العصابات التي تنشط في هذا المجال

ـ و يتخـذ العنـف فـي جـرائم اتتمركز في دول أمريكا الالتينية أهمها كولومبييملكـون و ابيالمخدرات إشكاال خاصة بهم و لقد صار تجار المخدرات في كولوم

يسيطرون على كل شيء و أنهم يملكون عدة أقاليم و أساطيل نقل برية و بحرية و عشرات الطائرات و عدة مطارات و مئات المنشئات البحريـة علـى السـاحل الكاراييبي و شبكات تهريب دولية و أجهزة تصنت في غايـة الدقـة و يـديرون

شتى المجاالت و خبراء طيـران و أعمالهم بواسطة الكمبيوتر و لديهم خبراء فيزراعة و صيادلة و أرصاد جوية و اتصاالت و خبراء في الهندسـة و خبـراء عسكريين و حتى علماء النفس و جيشا من المرتزقة يضاهي جيشا نظاميـا فـي

.دولة كاملة عددا و عتاد مسلحا بأسلحة حديثة و متطورة و متنوعة ستخدمها عصابات الجريمة المنضمة في تنفيـذ كل هذه اإلمكانيات التي ذكرناها ت

نشاطها اإلجرامي كوسيلة العنف و الترهيب ضد األشخاص لتنفيـذ مخططاتهـا اإلجرامية فهي حين تحتاج إلى شخص محدد بالذات و ال تجده تسـتعمل أجهـزة التصنت التي بحوزتها من اجل إحضاره إليها لتلبية حاجياتها منه و هـي عنـدما

تياح قرية معينة تلجا إلى استعمال األسلحة التي بحوزتهـا كمـا أن تحتاج إلى اجاستعمال العنف ال يقتصر على أفراد الشعب الفقيرة بل يتعداه إلى أشخاص نافذين

.في السلطة ـ ةو لقد أشارة تقارير المخابرات الكولومبي اأن تجـار المخـدرات فـي كولومبي

ل كجنوب إفريقيا و إسـرائيل و يحصلون على السالح بكميات كبيرة من عدة دوكان سالحهم عبارة عن متفجرات ، بنادق إلية و أن السالح يتدفق عليهم من كـل

مكان من العلم طالما أنهم يدفعون الماليين من الدوالراتو لقد ارتبطت تجارة المخدرات بتجارة السالح على المستوى العالمي و غالبا مـا

الح أيضا و اغلب تجار السالح من المافيـا و يكون تاجر المخدرات هو تاجر السمن الكارتيالت و لكن بعض الدول تحميهم ألنهم ينقذون اقتصادها القومي كما أن هؤالء التجار يؤمنون لها اتصاالت عير مشروعة مع دول أخرى فهؤالء التجـار غالبا ما يعقدون صداقات مع حكام الكثير من الدول لقـاء خـدمات سياسـية أو

ة أو اقتصادية و غالبا ما تكون على شكل توسط لدى الدول التي ال تقـام عسكريمعها عالقات دبلوماسية و مع دوران هذه الحلقة يصبح العنف وسيلة فعالة يصبح

)1(معها القضاء على انتشار المخدرات امرأ مستحيال و بالتالي فان عدد المدمنين سيزداد يوما بعد يوم و بوتيرة متسارعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. 1990سـنة . دط .دم .مكتبـة مـدبولي " .الدمار الثالث مافيات المخدرات في العالم . "ـ اسيمة جانو 1

15ص

41

باألطفالاالتجار :ثانيا إذ يضطر بعد األولياء و في ظروف ، يهذه الظاهرة مستحدثة في العصر الحال ير عادية كالحروب أو المجاعات إلى بيع أطفالهم ، و تقوم بعـض التنظيمـات غ

باالتجار في هؤالء األطفال و يتم استخدامهم في عمليات إجرامية أو في ممارسـة الرذيلة أو حتى االنتفاع بأعضائهم لمرضى يحتاجون إليها أو بيعهم و تحويلهم إلى

ختطاف هؤالء األطفال عبيد كما يمكن أن تقوم هذه التنظيمات با األساسيةمن أخطر الجرائم التي تمس بالحقوق باألطفالتعتبر ظاهرة االتجار و

اإلنسـاني خطير و منظم و تهديد مباشـر للوجـود إجراملما تحمله من لإلنسانبـروز هـذه أنمرحلة البدائية التي سادت فيها تجارة الرقيق ، و إلىويعود به

اإلجـرام أمام تحد كبير يكتسي طابع اإلنسانيةالتجارة و اتساعها التدريجي يضع و العصابات الخطيرة لالتجار بالمخدرات و تهريب تغرار الشبكاالمنظم ، على

األطفالو السياحة الجنسية و االستغالل الفاحش للنساء و اآلثارالذهب و العملة و أن إالو تصديرهم األطفالغم البساطة التي يتم فيها بيع هذا ور، بأوكار الدعارة

أنها أصبحت تشكل شبكات دولية منظمة تتوسط إلىقضايا التجارة المزدهرة تشير فيها وكاالت حكومية و منظمات وطنية و مكاتب محاماة فـي أ سـوق البيـع و

. 2األسعارالشراء عن طريق سماسرة يستطيعون التحكم في البورصة و ترتبط بظاهرة أكثر خطورة و هي الرق الجنسي باألطفالهذا وظاهرة االتجار

األفـالم الصور و إعدادو األبيضو تمارسها عصابات تعمل في تجارة الرقيق ولقدت أكدت الدراسة التي قام بها األستاذ كالوس . الخليعة التي تلقى رواجا كبيرا

ريب البشر و خاصة األطفال أصبح جونتر الخبير في منظمة العمل الدولية أن تهيشكل صناعة ضخمة في أوروبا الشرقية و أن تشغيل األطفال و تهريبهم في هذه

عقب انهيار أنظمة الحكم الشيوعية في هذه الدول 1989الدول لم يعرف إال عام و توصل إلى أن عصابات الجريمة المنظمة المماثلة للمافيا تمكنت من العثور على

لقوانين بسرعة و اكتشفت أن تهريب البشر و خاصة األطفـال يعـد ثغرات في ا نشاطا مربحا وقال الخبير جونتر أن عصابات الجريمة المنظمة كثفت بصـورة ال تصدق عمليات تهريب البشر خالل السنوات الماضية بما في ذلك األطفال وهو ما

طفال المهـربين يحقق لها أرباحا تفوق أرباح تجارة المخدرات ، و يأتي معظم األمن مولدوفيا و ألبانيا و رومانيا و بلغاريا و يسلك المهربون طرقا ملتويـة عبـر الحدود بفضل السيطرة المتراخية على هذه الحدود و تقـديم الرشـوة ،وتوصـل الخبير في دراسته إلى أن هناك أسباب عديدة لتهريب األطفال ، ولكـن السـبب

ب األحيان تكون عائالت هؤالء األطفـال مـن الرئيسي هو فقر اآلباء ، ففي أغلسأرسل ابنتي إلى النمسا الن جاري قال لي أنها ستجد عمال " السذاجة بحيث تقول

في مطعم أو فندق هناك و بذلك يمكنها المساهمة في نفقات البيت و اكتساب خبزة . 3" جيدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 33و 31ـ صبحي سلوم ـ المرجع السابق ص 2و 1 . 157ـ مروك نصرالدين ـ المرجع السابق ـ ص 3

42

مليون طفل يعملون في مختلـف أنحـاء 250و أوضح الخبير جونتر أن هناك دول أوروبا الغربية بالفشل في التعامل بصورة مناسبة و اتهم هذا األخير . العالم

ما حولها إلى مشكلة كبرى ، وقـال أن كانت في بدايتها م المشكلة عندما مع هذهمشكالت األطفال تظهر بوضوح في أوروبا الشرقية و أسيا الوسطى بوجود أطفال

.الشوارع و عمليات تهريب و تشغيل األطفال في مجال الزراعة

: باألطفالانتشار ظاهرة االتجار ـ أسباب 1 :األسباب التالية يعود انتشار هذه الظاهرة إلى

األسريالتفكــــك أ ـ

اصة الفقيرة منهـا حـاالت تعاني الكثير من العائالت في مختلف دول العالم خ

اآلباء و العجز الكبير على الصعيدين المادي و المعنوي لدى األبناءكثرة التفكك وو االستغالل و قـد اإلهمالمن التشرد و ووقايتهمفي رعاية أطفالهم األمهاتو

المزرية ظاهرة أطفال الشوارع و أطفال البيوت القصديرية األوضاعأفرزت هذه بعـد باألطفـال لمحترفي االتجـار اأساسيوهذه الظاهرة تشكل رافدا أ و المقابر

الحصول عليهم عن طريق الخطف و التهريب في الغالب و الشراء من العائالت .الفقيرة أحيانا اج على خالف الصيغ القانونية يدفع بعض العـائالت لبيـع أبنائهـا كما أن الزو

.المصير الذي ينتظرهم إلىأو التخلص منهم بدون مقابل أحيانا دون النظر فإذا أهملت األسرة أو غابت عن دورها المنوط بها فلم تتحمل األم مسؤولياتها في

م و أهمل األب دوره كمسـؤول تربية األجيال و لم تعر أسرتها و أبنائها أي اهتماعن العائلة ماديا أو معنويا و لجأ إلى العنف في حل مشاكل أسرته أو احتقر احـد الزوجين األخر أمام أبنائه أو كان احدهما أو كالهما مدمنا علـى المخـدرات أو المشروبات الكحولية فان هذا سيؤدي حتما إلى التفكك األسري و كلما زاد عـدد

)1(ة زاد عدد المدمنين األسر المتفككفالتفكك األسري و اإلهمال العائلي إما بالطالق أو الهجر أو عجز الوالدين احدهما أو كالهما عن أداء دوره المنوط به و اضطراب العالقة بينهما من جهـة و بـين أبنائهما من جهة ثانية سيؤدي حتما إلى وجود أبناء يعانون من اضطرابات نفسية

و مشاكل ال يدركون سبل حلها و هذا الوضع المأساوي سيدفع بهم و أزمات حادة خاصة إن كانوا مراهقين إلى اللجوء إلى المخدرات للتخفيف من أالمهم و الهروب امن واقعهم المؤلم إلى عالم يعتقدون انه يمنحهم السعادة و االطمئنان الذي كـانو

األسرة قد تدفع باألبناء إلـى ، كذلك أساليب التربية التي تعتمده )2(يبحثون عنه )3(طريق المخدرات و من هذه األساليب القسوة الزائدة ، النبذ و عدم القبول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلبنان . بيروت. دار النفائس" المخدرات إمبراطورية الشيطان التعريف اإلدمان و العالج. "ـ هاني عرموش 1

305ص . 1993سنة .بعة األولى الط 306ـ المرجع نفسه ص 2سـنة .مصـر .اإلسكندرية .دار الفكر الجامعي ".المخدرات و أخطارها "ـ عبد الرحمان محمد العيسوى 3

162ص . 2005

43

عدم القدرة على رعاية الطفل ب ـ األوبئةتعاني بلدان كثيرة من ظروف الحرمان و البؤس و الجهل و المرض و

، وهذه المظاهر تحول دون توفير الرعاية الالزمة األهليةو المجاعة و الحروب إنقـاذ بيع أطفالها للتبني ورغبة منها في إلى، وقد يدفع بعض العائالت لألطفال

، و االطمئنان علـى عيشـه فـي األسرةلطفل من الوضع البائس الذي تعيشه ا .بإنسانيتهظروف تليق

السيئ قد يؤدي في بعض الدول إلى الفقر و الجوع و انتشار فالوضع االقتصادي يجد فيها الفرد نفسه مجبرا على العمل لساعات طوال فـي ظـروف )1(المجاعة

عمل جد قاسية مقابل اجر ضئيل ال يكفي المطالب األساسية ألسرته تضطره فـي أبنائـه مـن كثير من األحيان إلى اتخاذ قرارات يرى فيها الحل المناسب لتخلص

البؤس الذي يعيشون فيه في غياب الثقة في الوعود المقدمة لهم من قبل حكوماتهم ، خاصة إذا كانت هذه األسرة كثيرة العدد وهذا ما هو معروف في الدول الفقيرة التي ورغم حالة الفقر و البؤس التي يعيشونها إلى أن عددهم في ازدياد مستمر ،

د يشعر بأن أبنائه أصبحوا عالة عليه و ال يمكـن لـه ومع غالء المعيشة فان الفرمساعدتهم مما يزيد الشعور باإلحباط لديه ، كل هذه الظروف تجعل من هذا الفرد ال يرى الحياة إال من جانبها السلبي مما يدفعه إلى التصرف تصرفا منافيا لـدوره

.كأب مسئوال على حماية أفراد أسرته تقدون أن اآلباء ال يفهمونهم و ال يريدون اإلقنـاع بـأن فاألبناء في هذه الحالة يع

الظروف و األوضاع قد تغيرت و أن هذا الزمن يختلف عن الزمن الذي عاش فيه أبائهم و اآلباء يعتقدون بان أبنائهم يعيشون في حالة من الضـياع ال يريـدون ال

كـل القـيم يدرون ماذا يريدون ولو تركوا و شأنهم ألدى ذلك إلى انفالتهم مـن .و النتهوا إلى ما ال يحمد عقباه

فواجبهم كآباء حماية أبنائهم و إجبارهم و لو بالقوة على سلوك طريق سوي فـي .الحياة و هذا ما يولد الصراع الذي يدفع باألبناء إلى االنحراف

فالظروف االجتماعية الصعبة التي يعيشها الفرد في المجتمعات الفقيرة و تـدني الذي يجعل مـن الفـرد ىتوى المعيشة و ارتفاع القدرة الشرائية إلى المستومس

عاجزا على تأمين قوت يومه ألبنائه تجعل منه غير قادرا على تـوفير الرعايـة .الالزمة ألبنائه

هذه الظروف تستغلها عصابات الجريمة المنظمة لمساومة اآلباء على أبنائهم مقابل قوت بضعة أشهر ووعود بتوفير حياة أفضل لهؤالء مبالغ كمالية زهيدة ال تضمن

األطفال خارج حدود الدولة ، و ذلك بتشغيلهم في مجاالت مختلفة تضـمن لهـم .الحياة الكريمة ألنفسهم و لعائالتهم

إال أن الوقائع الذي سوف يصطدم به الطفل هو غير ذلك، ذلك أنه يجد نفسه يعمل . ئ األخالق الكريمةفي مجالت غير مشروعة تتعارض مع مباد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار الكاتب العربي للطباعـة و " المخدرات سالح االستعمار و الرجعية " ـ حسن فتح الباب سمير عياد ، 1

26ص . النشر ، دم دط ، دت

44

لاألطفاالموجهة لفائدة الترفيه ضعف برامج ج ـ المدرسة هي المؤسسة الثانية بعد األسرة التي بإمكانها إنشـاء جيـل صـالح و

المساهمة في مكافحة اآلفات االجتماعية التي من بينها التشرد خاصة و أن األطفال يقضون جل وقتهم فيها فإذا أهملت المدرسة أو غابت عن أداء دورها المنوط بها

خالق الفاصلة و التدريب على الشجاعة خاصة في الجانب التربوي ، من تلقين لألو إبداء الرأي و الحوار الجريء و تعليمهم االستشارة في جميـع األمـور التـي يقدمون على فعلها ن واكتفت بأداء الدور التعليمي فقط ، سينشى ذلك جـيال مـن األبناء ال يعرفون كيف يتصرفون حيال المشاكل و األوضاع المحيطة بهم وهذا لن

ضحا في المرحلة االبتدائية بل ستظهر أثاره واضحة في المرحلة االكمالية يبدو وا .و الثانوية من خالل تصرفات الطفل العدوانية و الالمسؤولة للمراهقين

و يزداد األمر سوءا إذا تم الربط بين العلم و التعليم في حال رؤيـتهم لحـاملي إلى التخلي عن المدرسة بحجة الشهادات الجامعية بدون وظائف ، فيدفع بهم هذا

أنها لم تعد تستطيع تأمين وظائف لهم و بالتالي فانه ال مستقبل يرجى من البقـاء .فيها

هنا األمر يعد من بين األسباب التي أدت إلى ظهور مشكلة التسـرب المدرسـي التي يمكن عدها من اآلفات االجتماعية ألنها تدفع باألطفـال و المـراهقين إلـى

ع و من ثم إلى االنحراف بكل أنواعه ن كما تجعلهم فريسة سهلة المنـال الشوار .لعصابات الجريمة المنظمة

و يغد التسرب المدرسي من أهم األسباب التي ساهمت فـي انتشـار االتجـار باألطفال لما لها من أثار تجعل من الطفل يتخذ من الشارع مأوى له يـراه فيهـا

.الذاهب و الراجع كما أن غياب الحمالت التحسيسية و الدروس و المحاضـرات التوعيـة بجميـع

اآلفات االجتماعية ال سيما تعاطي المخدرات في المدارس و الثانويات و الجامعات يساهم في تزايد ظاهرة التسكع يضاف إليه نقص المرجعيات المضـاف للتـدفق

تتعرض لها هذه الفئة مـن المتواصل للصور المغرية اآلتية من وراء البحار التي )1(.المجتمع

فالوقت الذي يقضيه الطفل في الشارع مع أصدقاء السوء أكثر من الوقت الـذي يتلقى فيه العلم و التربية أو في البيت في كنف عائلته يستمد )2(يقضيه في المدرسة

. منها الحب و الحنان و انتهاج سبيل العمل الصالحلنمو السكاني غير المنظم و عدم توفر سياسة اجتماعيـة افاع ارت و بالتالي فان

نقـص بـرامج يؤدي إلى األمومةسليمة للنهوض بالعائالت و رعاية الطفولة و فـي العـالم باألطفالالتنمية لفائدة الطفولة مما يغري شبكات التهريب و االتجار

.الستغالل هذه الظروف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 58المرجع السابق ، ص " ـ فاطمة العرفي و ليلى إبراهيم العدواني 1 53ص. مركز األهرام للترجمة و النشر ، القاهرة ن دط ، دت " كارثة اإلدمان " ـ إبراهيم نافع ، 2

45

.األطفالانعدام العمل الجمعوي لفائدة د ـ

و منها علـى وجـه يمر بها اإلنسان حرجةاألطفال مرحلة نموتعتبر مرحلة التحديد مرحلة المراهقة التي تتطلب النماء الطبيعي و االستقاللية و إثبات الـذات

النسـب و مجهـول فاقدي السند و المعوزين و يكون فيها األطفال خاصة منهم لذي يساند عمـل ا الجمعوي العمل إلىالمهددين بالتشرد و الجنوح بأشد الحاجة

و هـذا في أداء واجب التربية و التكوين اتجاه هؤالء األطفال ، الحكومية األجهزة .دول عديدة خاصة دول العالم الثالث إليهما تفتقر

ففي هذا السن تتكون لدى المراهقين اهتمامات و طموحات و أحالم و فـي هـذه ى مـن يصـغي إليـه و المرحلة يبدأ بتحديد ما يحب و ما ال يحب ، و يحتاج إل

يشجعه و يرشده إلى الطريق الصحيح ، فإذا فشل المراهق في محاكاة أترابه فـي مهارتهم و إثبات قدراته ، ولم يجد من يأخذ بيده فانه سيبدأ بالتشكيك فـي القـيم السائدة و بالثورة على مجتمعه و التذمر من كل ما يحيط به أو يغالي في الظهور

وهذا الشعور بالضياع لدى المراهق . )1(ولوج عالم االنحراف وهذا قد يدفع به إلى .يتحمل المجتمع جزءا كبيرا من مسؤوليته

فالفرد اليوم يعيش في مجتمع صاخب مليء بالنشاط و الحركة و السرعة ، وهذا الذي يدفع بهـم )2(غالبا ما يؤدي بالشباب المراهق إلى الشعور بالملل و الضجر

ويج عنة أنفسهم و عادة ما تكون المخـدرات هـي الملجـأ و إلى البحت عن الترخاصة الحبوب المهلوسة و المنشطة إلحداث أمزجة تساعدهم علـى االسـتمتاع

.بأوقات الفراغ و الشعور بالسعادة فإذا كان الراشدون يقضون وقت فراغهم وسط الجو العائلي في بيـوتهم أو فـي

لصغار يبحثون عن مالذ للقضـاء علـى أماكن أخرى فان المراهقين و األطفال االملل الذي يسببه الفراغ الذي يسبب تأكل المادي و المعنوي و النفسي للطفل ، و ما لم يعرف الطفل اختيار المكان الصحيح لقضاء فيه وقت فراغه فـان شـعوره

)3(باالكتئاب و اإلحباط يدفعه مباشرة إلى االنحراف راهقين أن المخدرات تلهـب المشـاعر و تمـد و يشاع كثيرا بين األطفال و الم

متعاطيها بإحساس جميل و تجعله متحررا من كل الضـغوط و أكثـر جـرأة و شجاعة و اقل خجال و جبنا و غالبا ما يقع في مصيدة هذه المعتقدات و اإلشاعات األطفال المحبين لالطالع و اكتشاف المجهول خاصة بعد سماعهم أو مشـاهدتهم

يعة أو قراءة المجالت الرخيصة عما تحدثه المخدرات من السـعادة و لألفالم الخلإذ أن اإلدمان .)4(و سرعان ما يقعون فريسة لإلدمانالنشوة ، فيسعون إلى تجريبها

غالبا ما يبدأ بالخطوة األولى ، وعادة ما تكون هذه الخطوة غرضها التجريـب و الجريمة المنظمـة لتلـتقط وهنا تتدخل عصابات .االكتشاف أو البحث عن اإلثارة

.المحترفة دون أية مراقبة اهؤالء األطفال من الشارع لتستغلهم في نشاطاته ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

51و 50ص . ، مركز األهرام للترجمة و النشر ، القاهرة ، دط دت"كارثة اإلدمان "ـ إبراهيم نافع ، 1 . 57إبراهيم نافع ، المرجع السابق ، ص ـ 2 20و 19ـ محمد هادي ، ص 3 . 301المرجع السابق ، ص .عرموش ـ هاني 4

46

:ـ أسباب اإلقبال على شراء األطفال 1

من أجـل )1(األطفالعلى شراء إقبال عصابات الجريمة المنظمة عود أسباب ي امية غير المشروعة و التي يكون فيها استغاللهم أبشع استغالل في نشاطاتهم اإلجر

األطفال هم المادة األولية أو البضاعة التي تعرض على المحتاجين إليها من الناس و التي يجني من ورائها هؤالء المجرمون المكاسب المالية التي يصبون إليهـا فعرض هؤالء األطفال للبيع يجلب إليه األشخاص الذين ليس لهم القدرة إلنجـاب

طفال ، كما أن األثرياء الذين لهم احد أفراد العائلة ااألطفال وهم يريدون أن يتبنومريضا وهو يحتاج إلى زرع عضو مثل القرنيـة أو الكلـى ، كمـا أن تجـارة األطفال تجلب إليها علماء الذين ينشطون في البحث العلمي الـذي يحتـاج إلـى

فـي جماجم و أعضاء للقيام بدراسات علمية عليها و يبقى أبشع استغالل لألطفال الوقت المعاصر هو استغاللهم في ممارسة الرذيلة و العمل في مجال المخـدرات أما في المزارع أو في ميدان التهريب و التسويق وهذا ما سـوف نتطـرق إليـه

: بشيء من التفصيل في النقاط التالية للتبنــــيأ ـ و بسـببه ازدهـرت األطفال شراء طلباإلقبال على يعتبر التبني أهم أسباب

باألطفال وتوسع نشاطها في دول العالم حتى أصبحت عصابات الجريمـة التجارة المنظمة تنظم مجاله ، و تضع له قواد للتعامل ، فاإلقبال على شراء األطفال للتبني ال يكفي وحده للحصول على طفل في الدول الغنية و المتقدمة بل يخضع لقـانون

الشروط و األعباء و يقدر فيها الثمن ، وكل ذلك يـتم العرض و الطلب تحدد فيهـ التبني كمفهـوم خارج اإلطار القانوني الذي حددته الدول في مجال التبنـي ، ف

نبيل يهدف إلى إنقاذ الطفل من التشرد و الضياع و إبعـاده عـن اجتماعي هدفه ـ نأو الشرعيي نسبيل االنحراف وهو يشمل األطفال غير الشرعيي ى الـذين تخل

عنهم أوليائهم لعدة أسباب منها اجتماعية كما جرت في الدول الفقيرة أو ألسـباب دينية كما هو الحال في الدول اإلسالمية التي يخشى فيها من العار و الفضيحة و

األسر التي ال يستطيع اإلنجاب لسبب أو ألخر على الحصول دفي مقابل ذلك يساعغير أن هذا الهدف لـم يسـلم مـن لعبا على طفل يملئ البيت العائلي مرحا و

حيـث من خالل النشاطات التي تقوم بها عصابات الجريمة المنظمـة ، التدنيسالذين تم تبنيهم على خالف األطفالأن عدد من األمنيةأفادت التقارير و التحقيقات

حيث قتلوا النتـزاع أعضـائهم الفظيعالصيغ القانونية راحوا ضحية االستغالل .و استعمالها في عمليات زرع أعضاء مرضى عائالت غنية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6ابرات وزارة الدفاع استوردت في خالل خخبرا مفاده أن م 1986ـ نشرت صحيفة واشنطن بوست عام 1أشهر راجع بخصـوص 8و 3بين زوج من كل األجنة تتراوح أعمارهم 12000سنوات من دولة اسياوية

. 33هذا الموضوع العميد صبحي سلوم المرجع السابق ص

47

و أن ما جاءت به التقارير و التحقيقات األمنية الدولية هو أقـل بكثيـر ممـا

يحدث على أرض الواقع فعصابات الجريمة المنظمة لم تسـتغل لوحـدها هـذه ة ، بل تعـداه إلـى دول بأكملهـا الشريحة من المجتمع في مجاالت غير مشروع

فإسرائيل مثال تشجع سياسة تبني األطفال و إدخالهم إلى ترابها لتقوم بعـد ذلـك بتربيتهم بنشأة يهودية لتقوم بعد ذلك بإقحامهم في الجيش اإلسرائيلي و دفعهم إلى ميدان القتال فتكون بذلك تحارب بجيش إسرائيلي مكون من جنود فـي الحقيقـة

. دا و ال ينتمون إلى هذا الجنس البشري ليسوا يهوو بالتالي فان الهدف األسمى الذي يهدف إليه تبني األطفال قد خرج عن مساره

بفعل النشاط غير المشروع الذي تمارسه عصابات اإلجرام المنظم في هذا الميدان و كل ذلك يصب في خانة اإلضرار بمصالح الفرد و المجتمع في سـبيل تحقيـق

الذي تسمو إليه منظمة الجريمة المنظمة الربح

و استغاللها ءعضااألالنتزاع ب ـ

يعتبر التقدم العلمي و التكنولوجي الذي وصل إليـه العـالم فـي وفتنـا الحاضر في مجال الطب حولته عصابات الجريمة المنظمة إلـى نقمـة تالحـق

األشخاص خاصة منهم األطفال في غياب األخالق و الوازع الـديني و طغيـان ، فـالتطور الحضـاري )1(الفلسفة المادية النفعية حتى في عالقة الناس يبعضـهم

السريع يتبعه تحول في القيم الحضارية السائدة في المجتمع و يـؤثر فـي القـيم االجتماعية و المعنوية إلى حد المساس بقواعد العادات و التقاليـد و بشخصـية و

. سالمة الفردالتعامل في هذه الحالة هو الذي تصبوا إليه عصابات الجريمة المنظمة الهدفف

األطفال لمن يريد باألطفال كالتعامل في تجارة الخرفان في موسم العيد فهي تبيع شرائهم و ال يهمها بعد ذلك مصيرهم أن كان التنكيل أو الموت فاألشخاص الذين

و نيقبلون على شراء األطفال في هذه الحالة ال يكونون دائما أشخاص طبيعيـي تقوم ثم ري األطفال بناء على طلبيات جمعيات و مؤسسات طبية وهمية تشت إنما

.لألغنياءبعيادات خاصة األعضاءستعمال أعضائهم في عمليات زرع القتلهم ببالتمويه باألطفالوأحيانا تقوم بعض عصابات الجريمة المنظمة المكلفة باالتجار

المعوزين بداعي أنهم أثرياء خيرون و أحيانـا يرسـل األطفالبمؤسسات رعاية بحجة التبني و الحقيقة غير ذلك يرسلون الستئصال أعضائهم وزرعهـا فالاألط

. 1دوالر 15000موسرين و يباع الطفل عادة بمقابل يقدر بـ آخرين ألشخاص

الرضع في بلد أمريكي ال تيني تعمل لفائدة بنـك األطفالهذا و توجد شبكة لبيع دول أمريكا الالتينية بإحدىالبشرية بأمريكا الشمالية كما أكتشف مأوى لألعضاء

.الخارج إلىبانتظار تسويقهم األطفاليسمى منزل التسمين يحتجز به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دار الحامـد للنشـر و " دراسة سسـيولوجية " إدمان المخدرات و التفكك األسري " عبد اهللا قازان ، ـ 1 . 16ص 2005األردن ، الطبعة األولى ، سنة التوزيع ، عمان ،

48

:بيع الهياكل العظمية و الجماجم ج ـ

التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية هو المحرك الرئيسي لهذا النوع مـن النشاط ضف إليه بعض العوامل االجتماعية التي تعيشها دول العالم خاصة الفقيرة منها و التي توافر فيها ظروف مواتية ألنواع محددة من هذا النشاط غير القانوني

مربح للتجارة باألشخاص خاصة منهم بحيث تكون سوق رفيع المستوى و مصدر .األطفال

ففي إفريقيا مثال تعيش هذه الدول ضعف في البنية التحتية الالزمة لتطوير البرامج المؤثرة في تقليل الجريمة من حيث التدهور االقتصـادي ، و الوضـع األمنـي

.المتردي بسبب الحروب األهلية المستمرة حاد السوفيتي اتخذت الظروف االقتصادية المزريـة أما في أوربا الشرقية و االت

سببا للسماح لهذا النوع من األنشطة اإلجرامية ، ضف إلى ذلك ما توفره الـدول الغربية من مؤشرات كثيرة تؤكد تزايد الظاهرة في هذه المنطقة كتخفيف القيـود

مية على تنقل األشخاص و البضائع و التطور العلمي الذي يسر للمنظمات اإلجراممارسة األنشطة اإلجرامية و تبادل المواقع و سرعة االتصال و خلق شبكة وصل

).1(بين الجريمة المنظمة بين مختلف الدولفموانئي هولندا نشيطة جدا و تفتيش الحمولة فيها متساهل ، و اسـباني موقعهـا

روبا من المحيط األطلنطي جعلها محط أنظـار الجماعـات والجغرافي كبوابة أل .اإلجرامية كما أنها نقطة عبور السلع الكولومبية ألوربا

هذه المعطيات كلها لتسهل لعصابات الجريمة المنظمة تمريـر سـلعهم دون أن يكتشف أمرها بالرغم ما تحمله من مخالفة للقانون و للضمير اإلنساني

هم من أجل بيع هياكل األطفالتتولى بعض عصابات الجريمة المنظمة قتل هذا و 1500دول الهند الصـينية إحدىتصدر من حيث أنه مثال العظمية و جماجمهم

جمجمة طفل كل شهر يتأتى معظمها من أطفال يتم اغتيالهم في مركز للعالج ترد الجثث من مستشفيات مجاورة و بعض الجثث يتم الحصول عليها من جثـث إليه

ـ األطفال األشـخاص ث يقـوم بعـض المتبنين التي يلقى بها في نهر الفانج حي األطفـال يقوم بسرقة األشخاصلبيعها كما أن بعض ارؤؤسهباصطيادها و قطع

إلـى 1980و قتلهم لبيع عظامهم و جماجمهم فمثال تم خالل الفترة الممتدة مـن .)2( شخصا بمقاطعة بيهار بالهند 4861اختطاف 1984

في هذا المقام هو أن تجـارة الهياكـل العظميـة و إليه اإلشارةهذا وما تجدر إلىالجماجم تجارة قانونية و منظمة هناك حيث تمنح بها تراخيص و يتم التصدير

أمريكا الشمالية الستغالل الهياكل العظمية و الجماجم في مخابر البحث العلمي ذي من هذه التجـارة و تكسب لدولة المصدرة أكثر من مليون دوالر الطبية األهداف

. سنويا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 La verle berry and other nation hospitable to org cri and terrorism a report preberd by the federal research division liibrary of congres usa under an interagency agreement with the united states government oct.

.33ـ صبحي سلوم ـ المرجع السابق ـ ص 2

49

:جنسيا لستغالاال د ـ

إن تردي المستوى الثقافي في المجتمعات المعاصرة ، التـي أصـبحت فيهـا األفالم الخليعة التي تخلو من الحشمة ،و تدع إلى العنف الجسدي محـل اهتمـام األشخاص ساعد عصابات الجريمة المنظمة التي تهدف إلى تحقيق الربح ولو على

ن النشاط ذلك أنه حساب شرف و اعتبار األشخاص للدخول في هذا الميدان مل الدعارة و فـي افي مج األطفاليتولى بعض أفراد الجريمة المنظمة استغالل

.أبشع االعتداءات على حقوق الطفل إحدىالصور الخليعة و هي إنتاجومن صور هذا االستغالل انتشار السياحة الجنسية كنوع مـن الخـدمات الهامـة

8طفل تتراوح أعمارهم بين 6000حوالي فمثال في تيلندا وحدها يعمل لألجانب .سنة في منازل مغلقة 15و هذا و تستخدم عصابات الجريمة المنظمة الحيل و الخداع و التضليل لتصـدير

يجري تسفير هن للعمل كنادالت إذالغربية، أوروباالدول إلى األسيوياتالفتيات محالت البغاء السرية تحت ضـغط إلىفي المطاعم و بعد الوصول يتم تحويلهم

التهديد و بعد سحب جواز سفرهن ، كما يتم استقدام الفتيات من أمريكا الالتينية و االقتصـادية األوضاعمن أوروبا الشرقية نتيجة الحروب و وأسيا وحالياإفريقيا

محترفي الدعارة فيـروز األطفالبالمائة من 56هذا و يحمل حوالي ،المتدهورة . األمر، ويتكتم أصحاب الفنادق المختصة للسياحة الجنسية على هذا السيدا

و تحت عنوان انتشار ظاهرة االعتداء على األطفال في البحرين جاء فـي مقـال تقدم عضو مجلـس الشـورى نقال على صحيفة أخبار الخليج نشر بجريدة الخبر

س حول ظـاهرة انتهـاك البحريني محمد حسن باقتراح مشروع قانون إلى المجل .أعراض األطفال من الجنسين و اقتراح تشديد العقوبات على من يقوم بارتكابها

وذكر العضو في مبرراته لالقتراح أنه لزيادة انتشار هـذه الظـاهرة بحيـث أصبحت مصدر قلق على المجتمع ، وحسب إحصائيات وزارة الداخلية فان هـذه

النقصان، كما أن العقوبات الحاليـة ال تتناسـب و الظاهرة تأخذ منحنى الزيادة ال .حجم الجرم المرتكب و هناك إمكانية اإلفالت من العقوبات في وقت قصير

وشدد النائب البحريني على أن هذه الظاهرة أصبحت سيئة الصيت و توجـد فـي بعض األجهزة و المؤسسات الحكومية و المدارس و الحضانات و هذا ما يؤكد ال

.مرتكبي هذه الجرائم بمكان أو زمان الجريمة و سهولة ارتكابهم لهامباالة و إذا أردنا أن تخرج من العالم النظري لهذه الجريمة ، فانه يجب علينـا ذكـر

وقائع القضية الشهيرة التي أثارت الرأي العام العالمي، حين تم اعتقال بالبرازيل ، ترف تجارة المتاجرة باألعضاء رجل و امرأة اسرائليين ، ضمن عصابة دولية تح

).1(البشرية لألطفال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ راجع بخصوص هذا الموضوع ـ مجلة الشرق األوسط ـ عصابات تشتري و تبيـع أوالد الفقـراء ـ 1

. يهاو ما يل 11ـ ص 1993ـ سبتمبر 21ـ 15: ـ الصادرة بتاريخ 377العدد

50

األموالالجرائم ضد : المطلب الثاني كل شريحة في المجتمع لما لها مـن نتـائج الجريمة المنظمة اليومأثار أفسدت

سلبية على الحياة االقتصادية و المالية للدول ، و تمنح األموال غير المشـروعة التي تتحصل عليها عصابات الجريمة المنظمة تدفقا هائال ألرباح غير مشـروعة

األموال الضـرورية سعلى المشروع االقتصادي اإلجرامي و التي تزيد في رؤو )1(ع النشاط اإلجراميلتوسي

الجريمة المنظمة تملك أرصدة مالية ال يمكن االستهانة بهـا و أن اتجماعو أن و توظيفها في مشروعات اقتصادية وطنية و دولية تجعل مـن األموالغسل هذه

صاحبها شخصية مرموقة في الدولة و المجتمع ، ويمكن أن يصبح من أصـحاب .ثةاتخاذ القرار و تلكم هي الكار

المالية من الدوالرات نتيجة األرقامهذا وان جماعة الجريمة المنظمة تمتلك هذه ، و يقدر صندوق النقد الدولي أن مـا يقـارب غير المشروع اإلجراميلنشاطها

بليون دوالر تتداولها األيدي في عالم اإلجرام من مكاسب غير مشـروعة و 500بليون دوالر وهـذا مـا يعكـس 85ـ سنوات يقدر ب110قد كان هذا الرقم منذ

ي بـأن "المكاسب الطائلة التي تحققها الجريمة بعكس المقولة القديمة التي تقـول و أن عصابات الجريمة المنظمة ال تتوان في قتل رجال البنـوك "الجريمة ال تفيد

خاصة اذا علمنا أن الشركات األمريكية تخسر . )2(لعدم تلبيتهم طلباتهم و شروطهم )3( بليون دوالر من الغش التجاري و سرقة برامج الكمبيوتر و األفالم 32لي حواالتكاليف السنوية 1996أما في كندا قدر المجلس الوطني لمكافحة الجريمة عام .

و فـي ) 4( بليون دوالر كندي 46للجريمة التي يدفعها المجتمع الكندي في حدود )5( زانية الدولة لمواجهة الجريمةمن مي15الى 10الدول النامية يقتطع مابين

وأن هناك العديد من نماذج النشاط اإلجرامي لعصابات الجريمة المنظمة في هذا المجال نذكر منها على سبيل المثال االتجار غير المشروع باألسـلحة و المـواد النووية و األجهزة المتفجرة و المركبات و غيرها من النمـاذج التـي ال يمكـن

حصرها و التي في مجموعها تهدد الوجود من خالل المساس بنشاطات المختلفة للحياة العامـة اني و تزعزع استقرارهاإلنس

.لهذه الدول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 Gimmy gurule . the money laudering control act of 1986 creat ing a new federal offense or merely affording federal prosecutors an alternative means of punishing specified unlawful activity and crim .law .823 824 1995 . 2 Sabourin serge responding to transnational crime the role of europol.ispac.international conference courmayeur . italy .25/07/1998. 3 International crime control strategy .us national strategy (from internet) may 1998.

. 1998العدد االول ، سنة 4ـ مركز االمم المتحدة للمستوطنات البشرية ، نشرة حوار الموائل ، المجلد 45 Waller irvin international collaboration to prevent crime international center for the prevention of crime canada 1993 .

51

جريمة تبييض األموال : أوال هي العملية التي يحاول من خاللها مرتكبو الجرائم المختلفة إخفاء حقيقة مصادر

مال غير المشروعة و طمس هويتها بحيث يصـعب األموال الناتجة عن هذه األعالتعرف على ما إذا كانت هذه األموال ناتجة عن أعمال مشروعة أم ال و الهـدف من هذه العمليات هو تحويل السيولة الناتجة عن هذه األعمال إلى أشكال أخـرى من األصول بما يساعد على تامين تدفق هذه العائدات الماليـة غيـر المشـروعة

.يمكن فيما بعد استخدامها أو استثمارها في أعمال مشروعة وقانونيةبحيث و لقد استفادت منظمة الجريمة المنظمة عبر الدول من خبرات الشركات الكبرى

متعددة الجنسيات في العمل عبر الدول و إدارة أعمالها لتحقيق األرباح الطائلـة و .التقليل من المخاطر

الذي حدث في األسواق غير المشروعة و في االقتصاد و في إطار التوسع الكبير غير الرسمي أصبح العالم بأسره ميدانا تجول فيه و تصول يعززها المـال بـال

.)1(حدود و بال معوقات و بال ترشيد في اإلنفاقكما تتسم بعض عملياتها بالعنف أحيانا عند اصطدامها مع أجهزة إنفاذ القـانون ).2(فهي ال تخضع إال لقانونها) ائل اإلفساد كالرشوة و إن كانت تفض وس( وتختلف نظرة الدول لجريمة تبييض األموال من دولة إلى أخرى فمنها من يأخذ

بالمفهوم الواسع و يعتبر كافة العائدات المالية لعصابات الجريمة المنظمـة هـي اإلرهـاب و سبيل لتبييض األموال كالتجارة في النساء و األطفال و السـالح و

الرشوة و الفساد ، و منها من تأخذ بالمفهوم الضيق حيث تقتصر هـذه العمليـات على محاوالت إخفاء العوائد المالية لهذه العصـابات و حصـرها فـي تجـارة المخدرات دون غيرها من الجرائم، ويتزايد النفـوذ السياسـي و االقتصـادي و

التي تشهد تناميا اقتصاديا ، و التي اإلعالمي لعصابات الجريمة المنظمة في الدول .تعاني من الفساد و الضعف في أنظمة الحكم

فقد وجدت هذه العصابات الجو المالئم لتطوير و سـائلها اإلجراميـة و تبيـيض األموال الناتجة عن نشاطاتها اإلجرامية مما يؤثر سلبا على هذه الدول و يعرض

.السياسية فيها إلى مخاطر كبيرةاقتصادها و حياتها الحياة االجتماعية و فمن حيث المخاطر االقتصادية يؤدي النشاط غير المشروع لعصابات الجريمة

المنظمة إلى انخفاض الدخل القومي و انخفاض معدل االدخار المحلي و ارتفـاع معدل التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية و تشويه المنافسة بسـبب تهريـب

.)3( ج الدولة و خسارة اإلنتاج ألهم عناصره وهو رأس المالاألموال إلى خارمما يعطل اإلنتاج و الخدمات كما يؤدي إدخال المال غير المشروع في الـدورة

يؤدي إلى إخفاء مصدرها و شرعيتها كما يضخ كميات كبيرة من األموال . المالية .في الدورة النقدية و المالية بصورة عشوائية و غير مدروسة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمركز العربي . سلسلة الدراسات اإلستراتيجية األمنية " مكافحة االجرام المنظم " ـ محمد فاروق النبهان 1

. 1989للدراسات األمنية و التدريب الرياض السعودية سنة 2 Sessious williwam.1989 « the fbi and the challenges of the 21 st century « fbi law enforcement bulletin vol 58 no 1 .janv 1989 .

و مايليه 11ـ مجلة الشرق األوسط ـ المرجع السابق ـ ص 3

52

أما من الناحية االجتماعية فان تبييض األموال يساعد على نمو وانتشار الجريمة

بنوعيها المنظمة و غير المنظمة و يؤدي إلى حدوث اضطرابات اجتماعية خطيرة و منها اتساع الهوة بين العرض و الطلب في سوق العمل ، بحيث تعجز الـدول

تثمارات الالزمة لتوفير فـرص التي هرب منه رأس المال عن اإلنفاق على االسوتوضح الدراسات أن معدالت البطالـة .العمل للمواطنين و من تم انتشار البطالة

مرتفعة في نفس الدول التي يرتفع فيها حجم عمليات تبييض األمـوال باسـتثناء .و تختلف المعدالت بين دولة و أخرى . اليابان

جتماعية إلى انتشار األوبئة بسـبب كما تؤدي عملية تبييض األموال من الناحية االعدم انجاز مشاريع البنية التحتية للدولة و تدني مستوى المعيشة بسـبب التوزيـع السيئ للدخل القومي على أفراد المجتمع مما يسبب الفقر و تدني مستوى المعيشي

ذلك أن المكسب الذي يتحقق لبعض أصحاب المداخيل غير .لغالبية أفراد المجتمعوعة ، و نجاحهم في تهريب األموال و تبييضها و استخدامها ، و انعكـاس المشر

كزهم االجتماعية يؤدي hذلك على تصرفاتهم االستهالكية و مستوى مداخيلهم و مرإلى حدوث خلل جوهري في القيم االجتماعية وإعالء قيمة المال بصرف النظـر

ار القيم االجتماعيـة و عن مشروعيته في تحديد المركز االجتماعي لإلنسان و إهدظهور الفقر و المرض و الجهل و األمية كمرتع خصب في المجتمعات التـي ال تتحقق فيها السيطرة على الكسب غير المشروع مع إخفاق السلطات األمنية فـي

تعقب عصابات الجريمة المنظمة و القضاء على عملية تبييض األمـوال القـذرة المنظمة على عصب الحياة في الدولة يمنعـون و أن سيطرة عصابات الجريمة

بالتالي أصحاب الكفاءات من الوصول إلى المراكز العليا ، إما خوفا من اكتشـاف حقيقة مصدر أموالهم غير المشروعة و إما خوفا من تهديد مركزهم الذي وصلوا

.)1(إليه بفضل تلك األموال غير المشروعة المية يد في استغالل اليد العاملة المتدنية األجر و كما كان للشركات الرأسمالية الع

استثمار األموال القدرة و توسيع نشاطها اإلجرامي بقصد الربح غيـر المشـروع تحت ستار إنشاء المشاريع الجديدة في دول العالم الثالـث لتصـنيع المعـدات و

لغنيـة و األدوات و البضائع لكي تعيد بيعها فيما بعد بأسعار تنافسـية للطبقـات ا المتوسطة و بذلك تحقق أرباح طائلة مضيفة إليها األموال المبيضة من أجل تمويه

.مصدرهاو عندما يتم الحديث عن تحديات جديدة مصاحبة للجريمة المنظمة عبر الـدول ،

تجدر اإلشارة إلى جوانب مختلفة منها التوسع باستمرار في النشاط اإلجرامـي و للتجارة اإلجرامية متى كان من السهل ولوجها بأمـان و الدخول في ميادين جديدة

)2(كسب أموال و أرباح طائلة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منشورات الحلبـي بيـروت ـ " دراسة مقارنة رسالة ماجستير في قانون األعمال" األستاذ نادر عبد العزيز 1 . 206لبنان ـ ص

2 Marotte emanuele responding to transnational crime the role of europol.ispac.international conference courmayeur . italy .25/07/1998 .

53

كما تؤدي عملية تبييض األموال إلى العديد مـن المخـاطر السياسـية بـدأ بالسيطرة على النظام السياسي حيث تصبح عصابات الجريمة المنظمة مصدر قوة و سطوة و سيطرة على النظام السياسي و أكبر مثال على ذلك ما قامت به المافيا

، و كان لتوسع ظاهرة 1999اإليطالية منذ نهاية الحرب العالمية الثالثة إلى غاية تبييض األموال على الصعيد الدولي دور في اختراق و إفسـاد بعـض هياكـل

دورا في تمويل النزاعات الدينية الحكومات ، كما كان لعصابات الجريمة المنظمةو العرقية بقصد بت الخالفات الداخلية و إشعال الفتن الدينية و العرقية ليعملـون بعد ذلك إلى تمويلها بالسالح و المساعدات و غيرها بواسطة األموال القدرة تحقيقا

مـم لألرباح الناتجة عن تبييض األموال و هذا ما أشارت إليه الجمعية العامة لأل، و في هذا الصدد نرى اليوم كيف أنـه 1998المتحدة في دورتها العادية في سنة

تم الكشف عن ضلوع بعض الشخصيات و المسئولين السياسـيين األوروبيـين و بعض رؤساء أعظم المؤسسات المالية العالمية في تبييض األموال فـي أضـخم

توتر السياسي و العسكري المصارف و في بعض الدول اإلفريقية التي تشهد بؤر المما يجعل هذه الظاهرة اإلجرامية واسعة االنتشـار فـي أوسـاط السياسـيين و الشخصيات العامة في العالم نظرا لما تمثله جريمة تبييض األموال من خطر على االقتصاد العالمي كان لزاما على المجتمع الدولي أن يتصدى لهذه الظـاهرة مـن

تمرات التي سوف نتطرق إليها بالتفصيل و التحليـل مـن خالل االتفاقيات و المؤخالل المبحث الثاني من الفصل الثاني و المتعلق بالتعاون الدولي لمكافحة الجريمة

.المنظمةو أن الربط بين المخدرات و غسيل األموال أوقع العديد من الدراسات القانونية

من أنشطة المخدرات فقط في منزلق أدى إلى تصور أنشطة تبييض األموال جزءا، إال أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هناك مصادر لألموال غير المشروعة أكثـر أهمية من المخدرات و هي أنشطة المقامرة و تحديدا عبر االنترنيت و المتفشـي

و أن العاب القمار تعد من أوسع مجاالت النشـاط . )1(في كل الدول العالم تقريباات الجريمة المنظمة ، فالقمار يعتبر من اكبر مجاالت الثراء في اإلجرامي لعصاب

باليـين 7و 4أمريكا ، وقد بلغ إجمالي المبالغ المتداولة في هذا المجال ما بـين دوالر سنويا ، و أن العدد من األشخاص الذين يلعبون القمار في أمريكـا سـنويا

.مليون شخص 80يقدر بحوالي التي تمنع المقامرة، إال أننا نجد بان لعب القمار منتشـر ورغم التشريعات الكثيرةكما أن هناك الكثير من الدول ترخص لهذا النشاط فـي . في العديد من دول العالم

.أرقى الفنادق الموجودة فيها، و تعتبر ذلك من قبيل تنشيط السياحةو قـد كما نجد أيضا بان القمار قد انتشر بحيث أصبح من اخطر مظاهر الفساد ،

اتسع نطاقه بحيث اخذ يشمل رجاالت السياسة و القانون أيضـا ، وهـذا يشـكل ظاهرة خطيرة كون عصابات الجريمة المنظمة هي التي تسـيطر علـى أنشـطة

.القمار في معظم دول العالم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 10ص ـ محمد عودة الغزو ـ المرجع السابق ـ 1

54

اقات البيضاء و االقتراض بالربا الفاحشيجرائم ذو ال: ثانيا إن عصابات الجريمة المنظمة في سبيل تحقيق المكاسب المالية التي تهدف إلى

تحقيقها من خالل نشاطها غير المشروع ال تتردد في إفساد الكيـان االقتصـادي المصرفي الذي تسـتخدمه الجماعـات للدولة و النظام المالي و المصرفي و غير

اإلجرامية في غسيل األموال عن طريق الرشوة وهي على استعداد لتحمل أي ثمن في سبيل استخدام أموالها القدرة استخداما مشروعا حتى ولو تمثـل فـي شـراء أصول شركات خاسرة أو ذات مداخيل منخفضة ما دام يسمح لها هذا بالدخول في

روع ، كما يتجه نشاط الجريمة المنظمة في هذا المجال إلـى المجال التجاري المشإفساد الجهاز اإلداري عن طريق اإلغراء المالي و ذلك برشوة رجال القضاء ، و في حالة تعذر ذلك قد تلجأ إلى التصفية الجسدية مثل ما وقع للقاضـي االيطـالي

ط تمثل فـي تمويـل فالكوني ، أما فيما يتعلق بالجهاز السياسي فان سياسة التوريحتى إذا ما نجحوا في االنتخابات أصـبحوا نالحمالت االنتخابية لبعض السياسيي

داعمين لهم ومثال ذلك تلقي الرئيس الكولومبي مساعدة من تجار المخدرات بلغت م للوصول إلـى منصـب 1994ستة ماليين دوالر لتمويل حملته االنتخابية سنة

اإلجرام المنظم عبر الدول أنفسهم إلى مراكز الرئاسة ، و قد يصل بعض رجاالتسياسية مرموقة مثل رئاسة الدولة مثال ذلك رئاسة دولة بنما ، أو قد يصبح مـن يتبوءون رئاسة الحكومة أو مراكز سياسية مرموقـة ضـالعين مـع المنظمـات

)1(اإلجرامية مثال ذلك في ايطاليا و اليابان المنظم هو تقديم القروض لألشخاص مقابل من ضمن أنشطة عصابات اإلجرام

فوائد مرتفعة تفوق أضعاف الفوائد القانونية ، و يتم ذلك عـن طريـق شـبكات عصابات الجريمة المنظمة ، بحيث يتم إغراء التجار و رجـال األعمـال الـذين يعانون من ضائقة مالية مؤقتة أو طارئة و يأملون أن يجدوا في هذا المـال مـا

تخطيها ، و ذلك بتقديم المال لهم بفوائد باهظة ، و عنـدما يحـين يساعدهم على استحقاق هذه القروض و يعجز التجار ورجال األعمال عن السداد بسبب ارتفـاع نسبة الفوائد تلجأ العصابة إلى استخدام القوة و غيرها من األساليب في تحصـيل

. أموالها

أنشطتها اإلجرامية بحثا عـن و لقد أخذت عصابات الجريمة المنظمة تتوسع في تحقيق الثروة الهائلة في وقت يسير، مما جعلها في كل مرة تتجه نحـو أسـلوب جديد في نشاطها فقد أخذت هذه العصابات تنشأ شركات مشروعة يتسترون خلفها و يضمون لهذه الشركات أشخاص كانوا في األصل شرفاء و لكن اإلجرام المنظم

القمار و اإلدمان على المخدرات أو مغريات النساء و استطاع تجنيدهم عن طريقالجنس ، و من خالل هذه الشركات المشروعة يتم إدارة أعمال عصابة اإلجـرام

.المنظم غير المشروعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ محمد محي الدين عوض ، المرجع السابق 1

هم األشخاص الذين يتمتعون بسمعة حسنة بين أفراد المجتمع و يتولون مناصب عليا : البيضاء ـ ذو الياقات .في الدولة ، فهم بعبارة مختصرة األشخاص الشرفاء

55

و من ضمن األنشطة غير المشروعة التي يعمل فيها ذوو الياقات البيضاء هـي ة و االختالسات عن مجاالت النصب و االحتيال و كذلك التعامل بالشيكات المزور

. )1(طريق بطاقات الشراء المعروفة باسم كردت كاردز عن طريق تزويرهاو كذلك الدخول في مجال جمع التبرعات عن طريق اإلعالن عن حملة تبرعات

.إلنقاذ أطفال يعانون من الجوع و الفقر في بلدان العالم الثالث سرقة البضـائع و االتجـار كما نجد عصابات الجريمة المنظمة تدخل في مجال

بالبضائع المسروقة ، و أن هذا النشاط اإلجرامي اخذ يهدد جميع وسـائل النقـل البرية و البحرية و الجوية ، و نالحظ بان هذا النشاط اإلجرامـي منتشـر فـي الواليات المتحدة األمريكية ، فنجد بان السلطات الفدرالية في الفترة األخيرة قدرت

بليون دوالر ، وهـذا المبلـغ 2، 1ناتجة عن هذا النشاط بمبلغ حجم الخسائر اليشمل البضائع المسروقة عن طريق جميع وسائل النقـل البريـة و البحريـة و

و أن عصابات اإلجرام المنظم تعتمد على عمالئها الذين تجندهم في وسائل .الجويةـ ق تزويـر النقل ، و يكون دورهم تسهيل ارتكاب هذه الجرائم و ذلك عـن طري

بيانات البضاعة و تسهيل عملية تسليمها لغير أصحابها عن طريق هذه البيانـات و غير ذلك من األساليب غير القانونية ، و نالحظ بان الضحية في هـذه .المزورة

الجرائم هي شركات التامين التي تضطر بالنتيجة إلى تعويض أصحاب البضـائع لتأمين في الفترة األخيرة أخذت ترفـع عن هذه الخسائر ، لذلك نجد بأن شركات ا

قيمة التأمين على البضائع المنقولة بمختلف وسائل النقل حتى تسـتطيع تعـويض خسائرها و بالنتيجة فان الذي يتحمل ذلك هو المستهلك

وأن هذه النماذج للنشاط اإلجرامي لعصابات الجريمة المنظمة التي تطرقنا إليها إنما هناك عدة نشاطات أخرى مثـل االتجـار غيـر ليست على سبيل الحصر و

.الخ من النماذج ......المشروع باألسلحة و المواد النووية و األجهزة المتفجرة كما أن القمار يعد من بين أنشطة التنظيم اإلجرامي الذي من خاللـه تـم جنـي

أو تبييضها بالنسبة للدول التي ترخصه في غير المشروعة عبر االنترنيت األموال أرقى الفنادق الموجودة بها تشجيعا للنشاط السياحي و أن تداوله توسع في مختلف دول العالم بالرغم من أن معظم التشريعات تمنعه لما له من أثـار سـلبية علـى االقتصاد الوطني ، و أن العاب القمار تعد م أوسع مجاالت النشـاط اإلجرامـي

ابات الجريمة المنظمة ، فهو يعتبر من اكبر مجاالت الثراء في أمريكا ، وقد لعصباليين دوالر سنويا و 7و 4بلغ إجمالي مبالغ القمار المتداولة في هذا المجال بين

. شخص مليون سنويا 80أن العدد من األشخاص الذين يلعبونه يقدر بحوالي يث أصبح من اخطر مظاهر الفساد ، وقد كما نجد أيضا أن بان القمار قد انتشر بح

.اتسع نطاقه بحيث اخذ يشمل رجاالت السياسة و القانون أيضا هذا ما يشكل ظاهرة خطيرة كون عصابات الجريمة المنظمة هي التي تسيطر على

.هذا النوع من األنشطة في معظم دول العالم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 11و 10ـ محمد عوده الغزو المرجع السابق ـ ص 1

56

: الفصــــل الثانــــي عالقـتها بحقوق اإلنسان اآلليات الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة في

إن التهديد الذي تشكله الجريمة المنظمة العابرة للحدود على حقـوق اإلنسـان

المة البشرية جمعاء ، و كذا أنظمة الدول النامية و الديمقراطيات تحديدا و على سالحديثة ، جعل الحقوق و الحريات األساسية ألفراد هذه المجتمعات تتعرض إلـى ما تفرزه نشاطات غير المشروعة لعصابات الجريمة المنظمة ، ولقـد سـاعدت

تعلـق بمجـال االكتشافات العلمية التي شهدتها السنوات الماضية ، خاصة مـا االتصال و االنتقال و التعاون المتبادل بين الدول ، و سهولة التنقل عبر العـالم ،

على ونمو المشروعات االقتصادية الكبيرة و ازدهار الشركات المتعددة الجنسيات . )1(تطور و توسع نطاق الجريمة المنظمة

و ال شك أن الجريمة المنظمة عبر الدول لم تعد تهدد بلدا واحدا أو منطقة واحدة فجميع اجتماعات القمة المتعددة األطـراف مـن . بل أنها تهدد أمن العالم بأسره

رؤساء الدول و الوزراء و التي عقدت مؤخرا تعترف بخطورة الجريمة المنظمة .عبر الدول و تطالب بمواجهتها دوليا

ما دفع بالمجتمع الدولي إلى دعوة كل دول العالم إلى التكاتف من أجل محاربـة م هذه الجريمة ، و ذلك من خالل وضع أساليب و ميكانيزمات تتناسب مع خطورة الوضع الذي وصل إليه نشاط هذه العصابات ، و من بين هذه الجهـود الدوليـة

ه هيئة األمم المتحدة في ذلكلمكافحة الجريمة المنظمة الدور الرئيسي الذي تلعبالرمو المنعقد فاتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة المنبثقة عن مؤتمر ب

هي األداة األساسية المتعددة األطراف فـي محاربـة 15/11/2000بايطاليا في 142الجريمة المنظمة عبر الدول و لقد وقعت على هذه االتفاقية ما يقرب علـى

من دول العالم المجتمعة في المؤتمر ما يعكس بوضوح إجماع الدول علـى دولة .التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي

كما قامت األمم المتحدة بإنشاء أجهزة دولية متخصصة مكلفة بوضع نصوص هذه و اإلقليمي االتفاقية موضع التنفيذ و إتباع اإلجراءات المتخذة على السبيل الدولي أ

أو المحلي وهي برنامج األمم المتحدة الدولي المعني بالمكافحة الدولية للمخدرات ، ).2(لجنة المخدرات ، اللجنة الدولية لمراقبة المخدرات

و أن دول العالم بذلك تكون اقتنعت أن الدخول في اتفاقيـات دوليـة لمكافحـة . ا في سبيل القضاء عليها هو السبيل الوحيد لمواجهته )3(الجريمة المنظمة

، نتنـاول فـي التحليل المفصل في المبحثين التاليين و هذا ما سوف نعرضه بالمبحث األول أهم الحقوق اإلنسانية التي تغتصب من جراء نشـاطات عصـابات الجريمة المنظمة ثم نتناول بعد ذلك في مبحث ثاني األساليب التي أوجدها المجتمع

. تعاون المشترك لمكافحة هذه الظاهرة الدولي من أجل ال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 127ـ مروك نصر الدين ـ المرجع السابق ـ ص 12Lopez Rey manuel a guide to united national criminel policy Cambridge canada 1985. 3 Goustin matti the united nations heuni and cooporation against organized crime beiging 1724 march 1997

57

جريمة المنظمةالحقوق المعتدى عليها بواسطة ال: المبحث األول تأثير مخاطر الجريمة المنظمة عبر الدول على المجتمعات و األفراد ال يمكن إن

ر يصل بسهولة و مرونة إلى جميع التغاضي عنها ، فالتأثير خطير وواسع االنتشا جوانب الحياة العامة و الخاصة لألفراد حيثما كان هناك ربح يمكن الحصول عليه

فسوق الجريمة المنظمة قد تعولم بفعل التغيـرات العالميـة فـي االقتصـاد و و تعد الجريمة المنظمة مؤشرا علـى التغييـر االجتمـاعي ففـي . االتصاالت

د فيها التحضر تزداد فيها جـرائم االعتـداء علـى أمـوال المجتمعات التي يزدااألشخاص كجرائم السرقة مثال ، و في المجتمعات الفقيرة و المجتمعـات األقـل تطورا تزداد فيها جرائم التعدي على سالمة الجسد للفـرد و مـون أمثلـة ذلـك استغالل األطفال و النساء أبشع استغالل في نشاطات خطيرة تصـل إلـى حـد

صرف في أعضائهم البشرية بالبيع و التصرف في أبـدانهم تصـرفا منافيـا الت .لألخالق و الكرامة اإلنسانية عندما يتم تشغيلهم في نشاطات الدعارة و البغاء

فالرفاهية االقتصادية التي وصلت إليها مجتمعات دول الخليج العربي أدت إلـى ل الفقيرة في جرائم الجنس و انتشار بصورة ملحوظة لظاهرة استغالل أفراد الدو

اللواط و المخدرات ، حيث تهدف هذه الجرائم إلى اشـبعا الحاجـات الغريزيـة .العابرة لهؤالء المجرمين

و بذلك تكون الجريمة المنظمة قد انتشرت و تطورت لتمس بحقـوق شخصـية لألفراد كرستها الديانات و دساتير الدول وأعلن عنها اإلعالن العـالمي لحقـوق

.اإلنسان و لم يتوقف استخدام التقنيات عند هذا الحد بل شرعت عصابات الجريمة المنظمة

في استخدام وسائل حديثة و متطورة للقضاء على حياة األشخاص و ذلك بقـتلهم بطرق ال يمكن ألجهزة األمن اكتشافها حتى يضن الجميع أن الموت كان بصـفة

غتيال خالد مشعل أحد قـادة حمـاس طبيعية و لعل أحسن مثال على ذلك قصة االفلسطنية باستخدام رش مادة قاتلة عن طريق األذن تؤدي إلى سبب غير حقيقـي

. للوفاة ينتج عنه تصلب عضالت القلب بحيث تبدو الوفاة طبيعيةإن مجموعات الجريمة المنظمة تتزايد في عددها و نطاقها و حجمهـا ومـدى

المشروعة في الدول النامية و الـدول الحديثـة أنشطتها ووصولها إلى القطاعات على حد السواء ، و ذلك لتوافر عوامل تساعد على نمائها، من ضعف اإلمكانيات الفعالة لهذه الدول في مواجهتها إلى غياب التشريعات الستخدام أساليب مكافحتهـا

ربين بطريقة منسقة و متكاملة و بظهور الصعوبات البيروقراطية فيها و نقص المدو المهنيين و عدم كفاية الموارد البشرية و الفنية كل ذلك يساهم في ضعف هـذه الدول و يتيح الفرصة لعصابات الجريمة المنظمة للتغلغل و التوسع فيهـا، ممـا يشكل خطرا كبيرا على مجتمعات هذه الدول التي تتعرض فـي معظمهـا إلـى

ـ ة و السياسـية ممارسات غيـر مشـروعة تمـس مباشـرة بـالحقوق الطبيعي، مما دفـع ) نتناولها في المطلب األول من هذا المبحث ( و االقتصادية ألفرادها

بالمجتمع الدولي إلى بدل المزيد من الجهود باستعمال آليات أكثر تطورا لمكافحتها ).نتناوله في المطلب الثاني .( و الحد من توسع نطاقها

58

سالمة الجسد و الحياة لألفـــــــرادحق : المطلب األول إن معرفة اإلنسان لجرائم القتل و االغتصاب و السرقة و االختطاف أو حجـز

األشخاص و ما إلى ذلك من الجرائم التقليدية علـى مـر العصـور و األحقـاب التاريخية قد تطورت و تغيرت بفعل التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يشهده العالم

.إلى ازدياد أنماط الجرائم و تنوع وسائل ارتكابها و تغير في أشكالها أدىفقد شهد المجتمع الدولي في اآلونة األخيـرة تصـاعد ظـاهرة االتجـار فـي

األشخاص ، بخاصة النساء و األطفال ، فمع انهيار القطب الشيوعي و تنامي بؤر ديد من دول العالم التـي الصراعات المسلحة سواء الداخلية أو الدولية ووجود الع

تعاني من االضطرابات الداخلية و عدم االستقرار و الفقر و الحرمان من أبسـط مظاهر العيش الكريم ،هذا ما يشكل معينا سهال و موردا متجددا من الضحايا تنهل منه عصابات الجريمة المنظمة عبر الوطنية من أجل تحقيق مبالغ طائلة من وراء

ضحايا ، سواء عن طريق تجنيدهم أو نقلهم قسرا أو اختطافهم أو استغالل هؤالء الاالحتيال عليهم بغرض استغاللهم في نشاطات غير مشروعة مثل سـائر أشـكال االستغالل الجنسي أو الرق أو السخرة أو الخدمة قسرا أو االسـترقاق أو نـزع

.األعضاء ها نجد أن عصابات و من أجل خفض نسبة احتماالت اكتشاف جرائمها و تالعبات

اإلجرام المنظم تلجأ إلى استخدام العنف كارتكـاب جـرائم حجـز و اختطـاف األشخاص و القتل و الحريق العمد و التخريب ، كما تقـوم عصـابات اإلجـرام المنظم في توسيع دائرة استعمال المخدرات و المؤثرات العقلية ، و ذلك بتمويـل

ة تتولى مهمة صنعها يعمل فيها أطفال مشروعات زراعية و إقامة مختبرات سريو نساء في ظروف مصرة بالصحة و لساعات طوال تنتهك معها قواهم كما تقوم كذلك بعملية نقل المخدرات من مكان تصنيعها إلى أماكن استهالكها بواسطة نفس الشريحة من المجتمع و التي في كثير من األحيان تضطر إلى حمل هذه المخدرات

أو نقلها بالسفر بها برا على حدود الدول حيث تقطع مسافات كبيـرة في أحشائها راش و األنهار متجاهلة كل المخـاطر التـي قـد حمشيا على األقدام في وسط األ

تواجهها في الطريق ، و ذلك إما خوفا من أعضاء عصابات اإلجرام المـنظم أو مون به ذلـك أنهـم لكونهم أصبحوا مدمنين عليها و ال يعي هؤالء األطفال ما يقو

.أصبحوا يتحركون بصورة شبه آلية و بالرغم من النجاح النسبي في القضاء على ظاهرة الرق فقد ظهرت ممارسات

تحوي في طياتها نفس معاني العبودية و االسترقاق كما هو الحال في االتجار في ال أمل األشخاص و استغالل دعارة الغير، و أن النساء و األطفال صاروا رهائن ب

من الخروج من دائرة الرق و االستعباد الجنسي ماداموا على قيد الحياة بالرغم من .)1(الجهود التي تبذلها الدول بواسطة هيئة الرقابة الدولية لهذه الجرائم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عضوا يتم انتخابهم بمعرفـة 13و تكون من 1961ة سنة ـ أنشئت الهيئة بموجب االتفاقية الوحيدة المبرم 1 .المجلس االقتصادي و االجتماعي

59

.محل لالعتداء الحق في سالمة الجسد : أوال

مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين ظهرت أشكال أكثر تنظيما و تعقيدا الرشد عبر الحدود لالتجار باألشخاص ، حيث يتم نقل األطفال ال يتعدى سنهم سن

الدولية من دولة إلى أخرى قصد استغاللهم في االتجار فيهم في الدعارة أو العمل ، ذلك أن هذه التجارة صارت تحتل المركز الثالث عالميا فـي أعقـاب تجـارة المخدرات ، حيث أنه مثال تم نقل ألف شخص من االتحاد السوفيتي إلى إسـرائيل

صول على اإلقامة القانونية ، وهو األمر الذي يشـكل للعمل في الدعارة مقابل الحخطورة على المستوى الدولي إذ يتعرض هؤالء الضـحايا للمعاملـة المهينـة و السجن أو الترحيل إلى البالد التي فروا منها ، و من تم فنادرا ما يتلقى أي مـنهم

على أنهم عـادة المساعدة قانونية أم غير قانونية من الدول التي نقلوا إليها عالوة يكونوا غير مستعدين للتعاون مع الحكومات للكشـف عـن هويـة األشـخاص المسئولين على نقلهم لتلك الدول ، و غالبا ما يكون النساء و األطفال من الطبقات األقل نموا من الناحيتين االقتصادية و االجتماعية ، و من ثم ال تستطيع عـائالتهم

ت أم اقتصـادية إلرغـام السـلطات المحليـة ممارسة أي ضغوطات سياسية كان . إلعادتهم إلى ذويهم و إنقاذهم من أهوال هذه التجارة البشعة

أما عن هؤالء الضحايا الذين ينقلون من دولة إلى أخرى عبر الحدود، فتصـنفهم .تلك الدول على أنهم مهاجرون غير شرعيين

ترحيلهم خارجها بغـض و من ثم يصبحون هدفا لتلك األنظمة ، إما بسجنهم أو النظر عما قد يحتاجه بعضهم من رعاية طبية أو اجتماعية ، و من ثم يعـد ذلـك

ــحايا ــؤالء الض ــتغالل ه ــارة الس ــذه التج ــى ه ــائمين عل ــجيعا للق تشعلى اعتبار أنهم الملجأ الوحيد للهروب من المساءلة الجنائية أو الترحيل ، فضال

يمثله القائمون على تلك التجارة على عـائالت الضـحايا فـي عن الخطر الذي .أوطانهم خشية إيذائهم

و يعد الفقر من أهم األسباب التي تؤدي إلى تطور هذه الظاهرة ، فالبحـت عـن حياة أفضل أو الهرب من الظروف االقتصادية و االجتماعية العسيرة أمـال فـي

األوهام التي تستخدم في خداع النساء تحقيق ربح مادي صارا من اآلمال الزائفة و و األطفال لمغادرة أوطانهم إلى بالد أخرى بحثا عن فرصة عمـل شـرعية ، إذ

يستخدم القائمون على هذه التجارة تلك الوسائل إلقناع األسر الفقيرة ببيع أطفالهمتحقيقا لربح مادي قد ينقذ باقي أفراد األسرة ، وهذا هو ما يحدث اآلن فـي دول

وب شرق آسيا مثل كمبوديا و الوس حيث يبلغ الدخل السنوي للعائالت ثالثمائة جن 12دوالر أمريكي وهو ذات المقابل الذي تباع به الفتاة التي تبلغ من العمر ما بين

سنة ، و من ثم تعتبر هذه الفتاة بمثابة إنقاذ للعائلة من الموت جوعا و ليس 16و الزائفة أنفة البيان مقابل الحصول على دخـل من المستغرب تقبل ذويها لألسباب

.)1(تحصل عليه من عمل عام كامل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ محمود شريف بسيوني ـ الجريمة المنظمة عبر الوطنية ـ ماهيتها ووسائل مكافحتها دوليـا و / ـ د 1 . 86عربيا ـ دار الشروق ـ ص

60

في البنغالداش ، باكستان ، نيجيريا ، مولدوفيا و بعض بالد البحر الكاريبي و أما أمريكا الوسطى حيث ينخفض أيضا الدخل السنوي لألفراد ، فتسـتخدم و سـائل أخرى لخداع النساء و األطفال مثل إيهامهم بالحصول على دخـل مرتفـع فـي

يـة ، و بـذلك يـتمكن وظائف في بالد أخرى ال يشترط فيها إجادة اللغـة األجنب القائمون على هذه الظاهرة اإلجرامية من خداعهم في النهاية ،وبغض النظر عـن الطريقة التي يتم بها خداع النساء و األطفال ، يتم تهريبهم باستعمال طرق غيـر مشروعة عبر الحدود الدولية إلى دول يتحدثون لغتها و ليست لديهم أية معلومات

حيث يتم احتجازهم قسرا تم إجبارهم علـى العمـل فـي أو وسائل اتصال بها ،الدعارة داخل أماكن معدة لذلك ، أو في الحانات أو األماكن المشابهة لذلك حيـث يتعرضون للضرب و المعاملة المهينة ، و تحدد لهم األعمال الجنسـية الواجـب

و أماكن عليهم أداؤها وكيفية ذلك و من ناحية أخرى توفر لهم المالبس و الطعام النوم و كافة و سائل العيش و اإلعانة الطبية ، مع إضافة المقابل المـادي لتلـك الخدمات لديونهم و احتفاظهم بحق بيعهم آلخرين للعمل في ذات األنشطة ، و من

. )1( ثم يصعب على أي من هؤالء الخروج من دائرة هذا النشاط اإلجراميم القليلة الماضية و التي اكتشـفت خيـوط و انه من القضايا التي عرفت في األيا

المصالح األمنية الجزائرية المكلفة بمتابعة الجريمة المنظمة قضية الرعية الفرنسي جون ميشال باروش ، الذي أنشأ في الجزائر و بالضبط في مدينة عنابـة شـركة خاصة بالترويج النتقاء عارضات األزياء سيعملن في حالة اختيارهم فـي الـدول

وربية أين يتلقون كل المساعدات اإلدارية من أجل اإلقامة الشـرعية و العمـل األإال أنه و في حقيقة األمـر أن . المربح الذي سوف يضمن لهم حياة مادية يسيرة

هذه الشركة كانت مجرد شركة وهمية تقوم بنشاط صوري يختلف عن الحقيقـة و لمية تنتمي لعصـابات أن صاحبها ليس جون ميشال باروش و إنما هي شركة عا

الجريمة المنظمة تعمل خارج اإلطار المشروع و القـانوني و يتمثـل حقيقـة نشاطها في انجاز أفالم إباحية في غاية الدقة في التصوير للقطات التـي تتهافـت عليها الدول األوروبية و التي تنشر في صفحات االنترنت مقابل مبلغ مالية باهظة

يقعن ضـحية هـذه يرامية ، في حين أن الفتيات اللواتتتحصل هذه الشبكة اإلجالعملية اإلجرامية ال يدرين في حقيقة األمر ما قمن به مـن أفعـال إباحيـة و ال المغزى منه إال إذا توصلن إلى ذلك عن طريق تفح صفحات االنترنت المخصصة لذلك ، و ذلك راجع لكون أن الضبطية القضائية الجزائرية وجـدت أن عمليـة التصوير كانت تتم بعيدا عن علم هؤالء الفتيات كونها كانت تـم بواسـطة آالت

في التطور و الدقة منصبة في مختلف األماكن من الفيال التـي ) كاميرا( تصوير ، و الذي هو في حقيقته استأجرها جون ميشال باروش للترويج لنشاطه الصوري

إجرامية دولية تبحث عـن الـربح األمر عمال إجراميا دوليا تتحكم فيه عصابات . .السريع حتى على حساب شرف األشخاص مهما كانت ديانتهم و معتقداتهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 88ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1

61

محل لالعتداء الحق في الحياة : ثانيا

يتعمد القائمون على هذه التجارة إجبار هؤالء الضحايا على إدمان المخـدرات لضمان بقائهم و عدم الهروب ، بل التحكم في أدائهم لألعمال الجنسية اليومية

األمر الذي يصير معه هؤالء في حالة من اليأس تدفعهم إلى ممارسة تلك األعمال يكون أمل هؤالء في الحصول علـى الجنسية للحصول على المخدرات ، و بذلك

وظيفة شرعية قد تحول إلى صورة مفزعة من الصور الحديثة للعبودية ، و فـي حالة ما إذا تمرد أي من هؤالء على تلك األوضاع ـ إما قبل أو أثناء ـ الدخول في تلك الدائرة المفزعة يتعرضون للضرب المبرح و كافة صور المعاملة القاسية

االغتصاب المقترن بالتعذيب ، وربما القتل لو استمر الشخص فـي و المهينة مثل التمرد إذ أن هؤالء في نظر القائمين على تلك التجارة ليسوا آدميين في مقابل ذلك يتمتع هؤالء المجرمين بحصانة تامة لعدم وجود من يهتم بضحاياهم أو يرغب في

لضحايا إذا ما فـروا إلـى مساعدتهم ، بل أن أجهزة األمن غالبا ما تعيد هؤالء امحتجزهم بدال من حمايتهم ، ومن هنا يصعب و صف حالة اليأس و فقدان األمل

. التي يعانون منهاو أن عدم وجود إحصائيات دقيقة لحجم هذا النشاط أسـفر عـن إنكـار بعـض الحكومات لهذه الظاهرة اإلجرامية ، كما أن الحكومات التي تتناولها سرعان مـا

ها على أراضيها ، بل و تمتنع عن اإلشارة إلى حدوثها بأي من الـدول تنكر حدوثالقوية فعلى سبيل المثال ، من المعروف أن عددا كبيرا من النساء و األطفال يـتم االتجار فيهم سنويا في اليابان تحت ستار أو ما يسمى الترفيه أو الفن أو العمالـة

سنة ، بيد أنهـم 18و 12عمارهم بين المحلية ، هؤالء األطفال غاليا ما تتراوح أوسيلة مرغوبة جدا للترفيه الجنسي في هذا المجتمع ، عالوة على ذلـك لـوحظ انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات التي يتعرض فيها الذكور لضغط عمل يـومي كبير ، و من ثم تستخدم هذه التجارة في الترويح عن تلك العمالة مقابـل النقـود

من ناحية أخرى ال تبدي . لب عليها ، و خاصة اإلناث حديثي السن حيث يكثر الطالسلطات المحلية ثمة اهتمام بهؤالء الضحايا طالمـا هـم خاضـعون لسـيطرة

و التـي تـدير المنـاطق YAKUSAالمنظمات اإلجرامية اليابانية المعروفة باسـم ى استتباب إذ تحافظ عل REDLIGHTDISTRICTSالمخصصة للدعارة و المعروفة باسم

األمن و النظام العام بها منعا لتدخل السلطات المحلية ، و من ثـم فـان ضـحايا تجارة الجنس في اليابان هم بمنأى عن السلطات المحلية و القانون أو أو أي ممن يستطيعون أو يرغبون في مساعدتهم أو إخراجهم من تحت سيطرة تلك العصابات

.اليابانية توجـد عدد الضحايا من النساء و األطفال غير معلوم ، و ال و نتيجة لما تقدم فان

إحصائيات دقيقة عن عدد المنضمين إليها سنويا أو الناجين منها ؟ و من هنا يمكن القول بأن تجاهل تلك الحقائق يساعد بالتأكيد على إنكار وجود المشـكلة أو حتـى

.محاولة إيجاد الحل لها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 89ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1 .ـ تسمية تطلق على منظمة إجرامية تقوم بإدارة األماكن المخصصة للدعارة في اليابان yakusaـ

62

مة في الحياة العامة ظتدخل الجريمة المن: المطلب الثاني إن عدم االستقرار السياسي في العديد من بلدان و مناطق العالم ، و النزاعـات

الناتجة عن اختالفات أو توترات أو صراعات عقائدية أو عرقية أو قومية أدت في حاالت كثيرة إلى صراع مسلح و مواجهات عسكرية ، كان من نتائجها المباشرة و

التخريب و الدمار مما أدى إلى زيادة أحيانا أخرى أن فتحت أسواقا جديدة آلالتالطلب على األسلحة و الذخائر الستخدامها إما في الهجوم أو في الـدفاع أو فـي

.كليهما مة التي ال تتوانى عن استغالل أية فرصة ظو قد حفزت هذه الوضعية الجريمة المن

لجماعات متاحة لتحقيق الربح و بأية وسيلة كانت إلى أن تتقدم بعروضها لتزويد االمتناحرة بما تطلبه من أسلحة و معدات حربية إما عن طريق تعاقدات مشروعة و عير مشروعة و إما عن طريق السرقة كما ترد تخوفات المجتمع الدولي مـن احتمال لجوء عصابات اإلجرام إلى الحصول على األسلحة النووية أو إلى سرقتها

)1(للمتاجرة فيها ر الذي يمر فيه العالم بمتغيرات حربية و عدم االسـتقرار و بخاصة في هذا العص

السياسي إضافة إلى بعض الحركات التي يتسم البعض منهـا بأنهـا تحرريـة و البعض األخر انفصالية أو حركات توسعية أو صراعات مسلحة بـين الـدول أو

)2(حروب أهلية في بعض الدول ريمة المنظمة لها صالة وطيدة و بالتالي تظهر من خالل كل ذلك أن عصابات الج

بالمجال السياسي على مستوى دول العالم إن المشكلة الرئيسية التي تنتج عن الصراعات داخلية كانت أم خارجية تـدمير

نظم الرقابة االجتماعية بما يؤدي إلى غياب أي نظام وطنـي مشـروع لفـرض القانون ، و بالتالي تزيد الفرص المتاحة لجماعات الجريمة المنظمة القائمة لكـي

ت أخرى ، تلك الجماعـات تفعل نشاطها بل و تخلق فرصا جديدة لظهور جماعااألخيرة قد تقوم بأنشطة الجريمة المنظمة على ساس الخصائص التي تم تحديـدها

.في بداية هذا التحليلوهنا تبدو خطورة تأثير تنامي الصراعات الداخلية التي تتميز بغيـاب أو ضـعف

ـ ات وسائل الرقابة االجتماعية الداخلية و التي قد يترتب عنها خلق الفرص للجماعالسياسية التي تشترك في تلك الصراعات لتمارس أنشطة الجريمة المنظمة ، وهو ما يحدث عادة حين تلجأ جماعة سياسية للتواطؤ مع عصابات الجريمة المنظمة و في بعض األحيان يتم اللجوء إلى تلك األنشطة لصالح الفوائد المالية لقـادة تلـك

خطورة حين تتحول هذه الجماعـات الجماعة ، وهنا تحدث أخطر حلقات التطوربالفعل إلى جماعات جريمة منظمة تستخدم ظروف الصراع لتعطي نفسـها قنـاع

. )3(الشرعية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

49محسن عبد الحميد احمد ص )1((2) The inter national herald tribune boon stops a ring seeking yuranyul for

yugoslave war , 30 october 1992. . 47ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ص ـ 3

63

استخدام السلطة و القيام بممارسات فاسدة إساءة :أوال

عندما تنجح إحدى الجماعات المتمردة في السيطرة و تكون في موقف يمكنهـا فاسدة تحت غطـاء الشرعيـــة ، من سوء استخدام السلطة و القيام بممارسات

وهو ما يمكن أن ينطبق على الجماعة بأكملها ، والتي تتحول إلـى نظـام فاسـد أو على عدد صغير من األفراد داخل الجماعة و الذين يستغلون المصداقية التـي

.حصلوا عليها مسبقا لممارسة أنشطة فاسدة أو التحول إلى الجريمة المنظمة تمكن المجموعة المتمردة من السـيطرة و يتحـول بعـض أو كـل وعندما ال ت

أعضائها إلى النشاط المستتر للمضي في الكفاح فيقومون بممارسة أنشطة الجريمة المنظمة مثل تجارة المخدرات ، وتعتمد تلك األنشطة أساسا على الفرص المتاحة

تحقيـق في اإلقليم، بصرف النظر عن نجاح أو فشل المجموعة المتمـردة فـي أهدافها بتسريح رجال حرب العصابات الذين ربما يفشلون في إعادة اإلدماج فـي

.المجتمع أو الحصول على عمل وهو ما قد يدفعهم إلى االستفادة من تدريبهم العسكري لتشكيل جماعـات جريمـة

.منظمةة لسن 780أن مطالعة تقرير لجنة الخبراء المشكلة وفقا لقرار مجلس األمن رقم و

للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي اإلنساني في يوغسالفيا السـابقة فـي 1992قوة عسكرية بارتكاب أفظع الجرائم و كيف 89يظهر كيف قامت 01الملحق رقم

أن كثيرا منها لجأ إلى استراتيجيات و تكتيكات الجريمة المنظمة لتحقيـق أربـاح .شخصية

علـى نصـام ااالتجار بها في كولومبي و تتطاول عصابات تهريب المخدرات والسرية و جهاز العدالة الجنائية فيها حيث ال تزال ترتكب العديد من االغتياالت و عمليات التخريب و التفجير العشوائي ففي مجال االغتيال قامت عصابات مـدلين باغتيال كل من وزير العدل الكولومبي رودو ريفوال و محاولة اغتيال وزير سابق

و قامت هذه العصـابات 1983بإطالق النار عليه سنة ) ازيل ناخرو(ر للعدلأخكارلوس ( باغتيال المدعي العام لمدينة ميدلن عاصمة المخدرات 1987خالل عام

بسبب تحريكه للدعاوى الجنائية ضد عصابات اإلجرام و مطالبتـه ) مورهوبرسد كبير من رجال المكافحـة بتسليمه لدول أجنبية كما قامت هذه العصابات بقتل عد

و اختطفت عائالتهم و دفعت عشرات الماليين من الدوالرات كما فـي بوليفيـا و )1(كولومبيا و البيرو ثمنا الغتيال غيرهم من رجال جهاز العدالة الجنائية

كما ال تتوانى هذه العصابات اإلجرامية في القيام بعمليات تخريبية و تفجيرات في العالم مثل ايطاليا بالذات و التي استهدفت رجال المكافحة و رجال العديد من دول

السياسة فعصابات الجريمة المنظمة ال تكتفي بالحصول على مناصب سياسية فـي السلطة بل تعمل في موازاة ذلك على القضاء على كل رجال السياسة الذين يقفون

.عائقا في وجه سياستها اإلجرامية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمصطفي كارة األبعاد العربية و الدولية لحرب للمخدرات الفصل االول من كتاب المخـدرات الصـادرة ) 1(

.18ص 1990ضمن سلسلة كتاب الوعي األمني مطابع العد طرابلس

64

استخدام الشركات المتعددة الجنسيات لتصعيد نشاط عصابات الجريمة : ـ ثانيا :المنظمة

هل تتمكن الشركات المتعددة الجنسـيات : لقد طرح أحد الخبراء تساؤال مفاده من االستحواذ على السلطة ، على الصعيد العالمي ، و هذه الرغبة في االستحواذ

اإلثـراء ، : على السلطة ، ال تسعى إلى ممارسة السلطة ، و إنما القصد من ذلك ، ما هو إال خداع ، إذ أن بعض التنظيمات اإلجرامية إال أن هذا الزهد في السلطة

قوة سياسـية ، عسـكرية ، و : تملك سلطة تضاهي سلطة بعض الدول الضعيفة الخ مما حدا بأحد الخبراء إلى القول في محاضرة ألقاها في مارس ...اقتصادية

).ات التشريف( بأن هذه التنظيمات اإلجرامية ال ينقصها إال البروتوكول 1993هذا و لقد تأكد من خالل التجربة أن هذه التنظيمات اإلجراميـة تشـكل قـوة

طفيلية ، مما يعني أنها تستفيد من الدولة ، دون أن تضطلع بتعويضها ، بهذا تشبه .الهال ، الذي يعيش متطفال على الشجرة

مة و صحة و بالتالي فهذا النبات ال يمكنه أن يعوض الشجرة و لكنه ال تهمه سال .الشجرة ، بل ما يهمه هو االستفادة منها

و مهما يكن من األمر فإن أعضاء هذه التنظيمات اإلجرامية ال يتورعـون و ال يتركون فرصة واحدة تمر دون االستهزاء بالدولة و ممثليها ، ففي صـقلية مـثال

. )sbire(جرت العادة على نعت كل موظف ، شرطي ، و قاضي ب قـد yukuzaلقد حدث في اليابان ، خالل الخمسين سنة الماضية أن مجموعـات

راهنت على الشارع و هي قريبة من الحزب الليبرالي الديمقراطي ، و ذلك عـن مما جعلها تساهم في تقليص من انفجار و تفشي الجنوح و ذلـك kuromokuطريق

رغبة منهـا تعـويض بضمانها ما يمكن اعتبارها شرطة الشوارع ، و ذلك ليس .وزارة الداخلية و إنما بهدف الحصول على قرارات مواتية لمصالحها فقط

إن التنظيمات اإلجرامية تحاول التحكم في النسيج السياسي ، الذي تعمل فيه من أجل الوصول إلى أغراضها و لبلوغ هذا المبتغى تقتحم كواليس السياسة و هيئات

.)1(اتخاذ القرار

أهم األساليب المستعملة من قبل هذه التنظيمات اإلجرامية للتأثير علـى هذا و من الحياة السياسية ، نجد الرشوة و في هذا السياق قرر برلمان كولومبيا في جـوان

أنه ال يتابع جنائيا رئيس الجمهورية المتهم بتلقيه مبالغ مالية ، من طـرف 1995و بالتالي بيضـت تلـك 1994ام عصابات المخدرات لتغطية حملته االنتخابية لع

.المبالغ ، و برئ الرئيس في ) giovani brusca(و في إيطاليا أعلن أحد التائبين من إحدى التنظيمات اإلجرامية

عن وجود عالقات بين أنـدريوتي و المافيـا ، طبقـا لهـذا 1997نهاية جويلية ية ، و فـي هـذا اإلعالن فإن أندريوتي يشكل مرجعا بالنسبة للتنظيمات اإلجرام

اإلطار يضيف اإلعالن أن الحزب الديمقراطي المسيحي يستند إلى المافيا ، لـيس فقط ، لمراقبة االنتخابات و لكنها كانت تقوم أيضا بالقضاء على خصوم أندريوتي

.السياسيين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مافيا اداة للجريمة المنظمة ـ مجلة كلية اصول الـدين ـ الصـراط ـ ـ محمد ارزقي نسيب ـ ال / ـ د 1 . 244ـ الجزائر ـ ص 2000سبتمبر 3الطبعة الثانية ـ العدد

65

أما الواليات المتحدة األمريكية ، فإن الماضي القريب لهذه الدولة العظمى يشـير

يتضح ذلك و. إلى دور التنظيمات اإلجرامية في المجال السياسي ، بشكل واضح التي كانت خليلة رئيس كيندي المغتال ، ما بين مارس judith exnerمن خالل قضية

و بهذه الوضعية لعبت دور الوسيط بين الرئيس األمريكي 1963و جانفي 1960و هو من عناصر المافيا الشهير ، و كان حينذاك مسـئول عائلـة SAM giancanaو

بأنهـا churchأمام لجنـة 1975عام judith exnerت و قد أكد chicagoالمافيا بشيكاغو بهـدف القضـاء giancanaكانت تحمل رسائل و أمواال من الرئيس األمريكي إلى

) .فيدال كسترو( على الرئيس الكوبي و بذلك فان جماعات الجريمة المنظمة تقوم على المستوى الـوطني باسـتغالل

الفرص الجديدة التي تسمح بالدخول في مجاالت جديدة مـن األنشـطة و زيـادة 1*األرباح و إفساد المسئولين العامين و تولي أعمال غير مشروعة

تقـوم تلـك السيطرة على النظم االجتماعية و السياسية ، وعلى الجانب األخـر الجماعات على المستوى عبر الوطني باستغالل عولمة االقتصاد و النظم المالية و غير ذلك من الفرص التي أتاحها تزايد االعتماد المتبادل في عالم بـال حـدود و

: تتضمن اآلثار السلبية لهذه األنشطة ة و ـ السيطرة على الحكومات و إضعافها عن طريق إفسـاد العمليـة السياسـي

الديمقراطية وخلق تحالفات إستراتيجية عبر وطنية تهدد األمن القومي و النظـام .العالمي

ـ تخريب النظم االجتماعية عن طريق الفساد و اختراق نسيج المجتمع عن طريق إضفاء المكانة و االحترام و اإلعجاب على إفراد تلك المنظمات من اجل تحقيـق

.عة االقتصاديات و النمو االقتصاديقبولهم من جانب المجتمع و زعزـ شل نظام العدالة الجنائية بمعظم الدول بحيث تصبح غير قادرة على السيطرة

ممـا يمكـن الجريمة المنظمة الوطنية و عبر الوطنية بصورة فعالـة نشاطعلى . )1(القانون سلطةبعيدا عن البقاء مجرمين ال

ا عصابات اإلجرام المنضـمة ال يمكـن و مع ذلك فان قائمة الجرائم التي تقترفهحصرها مع ما يتوفر لنا معرفته في الوقت الحاصر من إعداد كبيرة مـن هـذه الجرائم و غيرها من أنماط النشطة شبه اإلجرامية و غير اإلجرامية التي تزاولها هذه العصابات فإننا على يقين تام بان المستقبل سيفصح عن أشكال و أنماط جديدة

ائم و غيرها و التي لن تتوانى عصابات اإلجرام عـن ارتكابهـا متـى من الجرسمحت لها الفرصة الستغالل الصرف المناسب و االستحواذ علـى مـا يمكنهـا االستحواذ عليه من إرباح عير عابئة بما ينتج عن أفعالها من أضرار ماديـة أو

لذين يقعون فريسـة صحية أو معنوية أنية و مستقبلية قد تلحق بالضحايا األبرياء ا )2(لهذه الجرائم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

246ـ محمد أرزقي نسيب ـ المرجع السابق ـ ص 1مجلة اكادمية نـايف العربيـة ) الجريمة الدولية في العالم( مصطفى عبد المجيد كارة الجريمة المنظمة -2

81ص 1999عودية الطبعة األولى سنة للعلوم األمنية الرياض الس

66

التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة: المبحث الثاني

خذ المجتمع الدولي يستجيب إلى ضرورة قيامه باتخاذ خطوات مشـتركة لقد أ لمواجهة التحدي الذي تمثله األشكال المتناهية للجريمة المنظمة و بخاصـة تلـك

.المخترقة لنظمها و مؤسساتهاالعابرة لحدود الدول و فقد أجمعت الدول على مبلغ ما أفرزته تلك الجريمة من قلق لها جميعـا أو دون

استثناء حيث لم يعد في مقدور أية دولة تتصور أنها بعيدة أو في مـأمن منهـا أو بعيدة عن أخطارها أو تهديداتها لما تنطوي عليه من تنوع بالغ و تعدد و تعقيـد

.عملياتها شديد فيتشير اإلحصاءات إلى أن جرائم عصابات اإلجرام المنضم فاقـت اليـوم كـل و

عفا عما كانت عليه من قبل كما أن التهديد ضالتوقعات حيث ازدادت خمسة عشرة الذي تمثله ألنظمة المجتمعات و مؤسساتها و مستقبلها االقتصادي التنموي تهديـد

.قاتلمة المنضمة من الصروف و األوضـاع التحويلـة فلقد استفادت عصابات الجري

االنتقالية التي تمر بها األنظمة و المؤسسـات االقتصـادية و السياسـية لـبعض المجتمعات حيث مازالت تفتقد بغض هذه األنظمة لعنصر القوة و الخبـرة لتـي تمكنها من توقع و تحسس أنشطة الجريمة المنضمة و مكافحتها و السيطرة عليها

به المجتمعون في المؤتمر العالمي التاسـع لمكافحـة الجريمـة و معاملـة و قد ن 1995/ 05/ 24إلـى 29المجرمين الذي عقد في القاهرة في الفترة الممتدة بين

إلى ضرورة أن يتوصل المجتمع الدولي إلى اتفاق حول مفهوم الجريمة المنضمة نحو تنظيم الجهود و تفسيرها و بيان عناصرها كخطوة أساسية و مرتكز جوهري

المبذولة المشتركة على مستوى العالم للتعاون من اجل مكافحتها و ليكتسب هـذا التعاون القدرة و الفاعلية تمكنه من تجاوز العقبات التي تقف في سـبيل التغلـب

)1(عليها و من تسريع العمل الدولي المشترك في إطارها أعراضه السلبية في أوصال المجتمع أضحت الجريمة المنظمة وباءا دوليا تفشت

الدولي حتى باتت تهدد أمنه و استقراره ، فالجريمة المنظمة تنخـر فـي عظـام المجتمع كنخر السوس في األشجار فينهار المجتمع و مثله إلى الحضـيض كمـا تهوي األشجار في األديم ، ولما كانت أساليب السيطرة و مكافحة الجريمة المنظمة

ير كافية على المستوى الوطني ، و تنأى عن حمل كاهلـه الـدول عبر الوطنية غفرادى األمر الذي حدا بالمجتمع الدولي إلى التضافر و بذل الجهود لمواجهة ذلك النوع المستحدث من اإلجرام فجاء التعاون الدولي بنوعيه التقليـدي و الحـديث

.الذي سوف نتناوله في المطلبين التاليين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) Action against national and trans national economic and organizeid crime and te rol of criminal law in the protiction of the environement national experionce and inter national coopernation ninth united nations congress on the prevention of crime and the treatmemt

67

: المساعي الدولـية التقليدية لمكافحة الجريمة المنظمة: المطلب األول

من كونها ليست جريمة واحدة بـالمعنى رة الجريمة المنظمة نابعة خطوتعد

القانوني و ال جريمة مركبة و إنما لكونها منظومة جرائم أو مشـروع إجرامـي ضخم ينطوي على عدة أنشطة إجرامية تقتضي تعدد األشـخاص المسـاهمين و

)1(االستمرارية و هرمية التنظيم و التبعية إلى إسباغ نوع من الحمايـة كانت هناك جهود دولية عديدة و سابقة ترميو لقد

لضحايا هذا النوع من اإلجرام عبر الوطني ، إال أن تلك الجهود كانـت تنصـب على مكافحة نوع معين من أنواع االستغالل البشـري مثـل الـرق الـذي أدرك

التـي يجـب ةالمجتمع الدولي مع بداية القرن العشرين انه من الظواهر البغيضا ، و أن الحماية التقليدية تشمل أقدم الضمانات التي التكاتف من أجل القضاء عليهالتدخل اإلنساني و التدخل لحماية رعايا الدولة في : عرفها اإلنسان و المتمثلة في

.الخارج و حماية األقليات نوقشت مشكلة تعريف الجريمة المنظمة خـالل صـياغة 1961انه و في عام و

32المادة ضمخدرة في األمم المتحدة خالل عراالتفاقية الوحيدة لمكافحة المواد الو التي تنص على معاقبة المساهمة الجنائية على نطاق دولي و تشـكيل 01فقرة

التنظيمات اإلجرامية الرتكاب الجرائم المعاقب عليها في المادة األولى من االتفاقية لمـؤتمر و هكذا نجد أن االهتمام الدولي في الجريمة المنظمـة انتقـل إلـى ا )2(

و اجتماع لجنة األمم المتحدة لمنع الجريمة بفيينا سنة 1994الوزاري بنابولي سنة ضرورة العمل على صياغة اتفاقية دولية للجريمة المنظمـة العبـرة إلى 1998

للحدود الوطنية ووافقت الجمعية العامة لألمم المتحدة على توصية لجنـة األمـم جنة خاصة سمية بلجنة أصدقاء الرئاسة إلعداد المتحدة لمنع الجريمة على تشكيل ل

دولة و عقدت اجتماعها االول في رومـا 28مشروع لهذه االتفاقية اشتركت فيها و عقدت اجتماعا ثالثا 1996و االجتماع الثاني في بيونس ايرس في 1998سنة .بفيينا 1999سنة

ان الدول المشتركة و تبين من المناقشات التي تمت في اجتماعات اللجنة الخاصة تفضل الوصول إلى تعريف للجرائم حسب العقوبة المقررة لها مثل تلك الجـرائم

.المعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية تزيد عن سنة واحدةو انه على الرغم من المساعي و الجهود التقليدية التي بذلتها دول العالم إليجـاد

لجهود لم تفلح في القضاء عليها أو الحد حل لظاهرة الجريمة المنظمة إال أن تلك امن انتشارها بسبب ما يعرفه هذا النوع من اإلجرام مـن تنـوع فـي النشـاط و الوسائل المستعملة في التنفيذ من حيث اإلمكانيات المادية و من حيث التنفيذ فيمـا

. يتعلق اإلمكانيات البشرية مما جعل دول العالم تدع إلى إيجاد وسائل حديثة لذلك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد محي الدين عوض تقرير علمي عن المؤتمر الوزاري العالمي للجريمة المنضمة عبر الـوطن -1 09ص 11/1994/ 23إلى 12في الفترة من االذي عقد في نابلي ايطالي

2- Giuseppe di gennaro ; llrafforzaminto del sisema legale internazional .ispac enter. Confirence op.cit.p.3.

68

.اإلنسانــــي تدخـــل: أوال

هو أول ما عرفه المجتمع الدولي من وسائل الرقابـة يعتبر التدخل اإلنساني ذلك التصرف الذي تقوم به الدولة ضد فراد ، و يقصد بهذا التدخل على حقوق األ

حملها على وقف المعاملة المتنافية مع القـوانين اإلنسـانية ، حكومة أجنبية بهدف 1926ففي أعقاب الحرب العالمية األولى أبرمت االتفاقية الخاصة بمنع الرق لعام

)1( تحت مظلة عصبة األمم

ولقد حملت مظاهر التعدي على حقوق اإلنسان المدنية و السياسية لألفراد من قبل الدستورية الناشئة عن تعديل أو وقف الدول للقوانين الدول و األزمات السياسية و

الداخلية التي تتضمن تلك الحقوق إلى قبول و اعتراف دوليـين بعالميـة حقـوق .اإلنسان

فحين تسن الدولة قوانينها الداخلية ، التي تضمن حقوق اإلنسان ثم تقوم بإرادتها ودة ينعكس هذا األمر علىبتعديلها أو توقف العمل بها لمدة محدودة أو غير محد

أفراد الشعب مباشرة أما بصيغة المطالبة بحماية حقوقهم و سن قـوانين داخليـة تضمن لهم ذلك و إما بصيغة تحريك المجتمع الدولي إلى وضع اتفاقية تجسد لهـم

.حقوقهم أو بكليهما معال و لقد كان لمجلس األمن الدولي عدة تدخالت في مجموعة غير محدودة من دو

المتعلقة بيوغسالفيا 1991/713العالم عرفت نزاعات مسلحة منها التوصية رقم و التي تهدف إلى تهدئة الحرب األهلية التي وقعت في البوسنة و الهرسك و حماية

.أهلها من اعتداءات السرب 1991/688كما كان لمجلس األمن الدولي تدخل أخر في العراق في التوصية رقم

.القمع الموجهة من ضد األكراد أثناء عملياتالذي يسمح بالتدخل في 1373و في المدة األخيرة اتخذ مجلس األمن قرارا رقم

ليبيا تحت مسميات منها حماية المدنيين من قصف الحكومة الليبية لهـم بأسـلحة مدمرة خاصة في مدينة مصراتة و بنغازي ، إال أنه وبمرور الوقت بدأت خيوط

عندما تبين أن الغرب تدخل في ليبيا لحاجة فـي نفسـه و خدمـة اللعبة تنكشف لمصالحه ال غير و إال كيف نفسر إذن مسارعته إلى استصدار قرارات دوليـة و تجميد أموال القذافي و حشد التأييد العربي و الدولي إلى جانـب فـرض منطقـة

يبيا ألطول حضر الطيران على ليبيا تمهيدا للتدخل العسكري و هذا بهدف احتالل ل .وقت ممكن

و بخالف الجزائر التي أعلنت رفضها صراحة للتدخل الغربي في ليبيـا الشـقيقة .أثبتت األيام عدم صحة قراءات الدول العربية األخرى التي أيدت التدخل لألحداث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1927و دخلت حيز التنفيذ في مارس 9/1926/ 26ـ وقعت في جنيف يوم 1 الوثـائق العالميـةٌ " المجلد األول"الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان "األستاذ الدكتور شريف بسيوني ،

ـ 586ـ 583ص . 2002الطبعة األولى ـ دار الشروق القاهرة

69

جوية التي شنها جيش حلف الشمال األطلسي الناتو و بالفعل فقد كانت الضربات العلى ليبيا مدمرة و لم تستثني أحدا ، مما أدى إلى قتل عدد كبيـر مـن المـدنيين

.األبرياء إضافة إلى تدمير المنشات و المكتسبات الوطنية إن تجارب العراق التي كان التدخل فيها من طرف القـوات الدوليـة بمباركـة

أمريكية لوجود تقارير تفيد وجود أسلحة الدمار الشامل فيها ليـتم اإلعـالن عـن الحرب عليها و أفغانستان نبهتنا إلى ضرورة عدم الثقة في التدخالت الدولية التي

ء واألطفال و الشيوخ و بالتـالي لـن تسقط في كل غاراتها الجوية عددا من النساتكون ليبيا مستثناة من تكرار سيناريوهات القتل و التدمير األمريكي بمباركة دولية و أن األوضاع الراهنة ال تجعلنا نستبعد أن تقوم القوات الغربية بما تملكه من عتاد

آخـر و عدة من احتالل ليبيا طمعا في منابع البترول و تحويل ليبيا إلى عـراق من خاصة بعدما بدأ مسار الثورة الليبية يأخذ منحنـى آخـر ا يسوده الدمار و الال

بتزكية من الدول الغربية المتدخلة ،التي ساهمت في إشعال نار الفتنـة و تغييـر أهداف الثورة خدمة لمصالحها الخاصة ، ففي الوقت الذي قامت فيـه الـدول

لى التراب الليبي و ذلك بتجنيد كل ما لـديها الغربية بإجالء رعاياها المتواجدين عمن إمكانيات من اجل تمويل عمليات اإلنقاذ من استئجار سفن بحرية لنقلهم خارج

. بؤر النزاع يبقى المواطن الليبي يصارع الموت في المدن التي تشهد المواجهاتـ دولي فهذا العمل الذي يقوم به حلف الشمال األطلسي بمباركة مجلس األمـن ال

يختلف في الواقع عن الهدف النبيل للتدخل اإلنساني الذي يمثل بداهة جوهر هـذه المرحلة التي يطلق عليها البعض باسم المرحلة البيانية على اعتبار أنهـا مرحلـة

)1(تكون ببروز القيم المشتركة على الصعيد الدولي برمت قبيل الحـرب و هذا ما نستخلصه من قراءة اتفاقيات حماية األقليات التي أ

العالمية األولى بين العديد من الدول األوروبية و بعض اإلمبراطوريات القديمة و على الخصوص اإلمبراطورية العثمانية لحماية األقليات الدينيـة و العنصـرية و اللغوية و قد تعهدت الدول في هذه االتفاقيات بتطبيق العدالـة و المسـاواة فـي

. )2( معاملة األقليات فيهاو لقد تكلفت اللجنة الفرعية لمنع التمييز و حماية األقليات الموجودة على مستوى األمم المتحدة بمعالجة أي مسألة ذات صلة بحقوق اإلنسان ، فقد أنشـئت لهـذا

مـن 68بموجب صالحيات المجلس المحددة في نص المادة 1947الغرض عام ينشىء المجلس االقتصادي و االجتماعي " ميثاق األمم المتحدة الذي ينص على أنه

لجان للشؤون االقتصادية و االجتماعية و لتعزيز حقوق اإلنسان كما ينشىء غيـر .ذلك من اللجان التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه

و يظهر قرار إنشائها هذا االختصاص الواسع فقد كلفت بتقديم مقترحات و تقارير . )3(ع من بينها حماية األقليات إلى المجلس بشأن عدة أوضا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمود شريف بسيوني ـ التجريم في القانون الجنائي الدولي و حماية حقوق اإلنسان ـ المجلـد / ـ د 1

. 454ـ ص 1989الثاني دار العلم للماليين ـ الطبعة األولى ـ عام مر سعد اهللا ـ القانون الدولي لحقوق اإلنسان نظرة على مراحل تطوره ـ المجلة الجزائرية ـ ع/ ـ د 2

. 711ـ ص 1992ـ السنة 04للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ـ الجزائر ـ العدد 704ـ عمر سعد اهللا ـ المرجع السابق ـ ص 3*

70

إطار القانون الدولي لحقوق اإلنسان و أن و من ثم تعتبر هذه اللجنة كهيئة فنية في .نشاطها ينتسب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بجميع قواعده

لما كانت بعض الدول تعامل األقليات معاملة تمييزية مما يعـد تصـرفا منـافي للعدالة و يشكل خروجا عن أحكام القانون الدولي الوضـعي ، أظهـر المجتمـع

يات ابتداء من حماية األقليات الدينية في معاهدة و ستفاليا الدولي اهتمامه بفئة األقلو بعـده 1815التي وضعت نهاية الحرب ، ثم الوثيقة النهائية لمؤتمر فينا عـام

الذي توج بمعاهدة برلين التي وضعن قيودا و التزامات على 1878مؤتمر برلين األقليـات كل من بلغاريا ، مونتنجرو ، الصرب ، رومانيـا و تركيـا لصـالح

. )1(العنصرية و الدينية المتواجدة في هذه الدول و االتفاقيـة المتعلقـة 1919جـوان 28كما تعتبر اتفاقيتي الصلح الموقعة فـي

سبتمبر مـن 10باالعتراف باستقالل شيكوسلوفاكيا و حماية األقليات المبرمة في على التـزام الـدول نفس السنة الموقعة في سان جرمان اون الي ، بمثابة الدليل

باحترام حقوق األقليات ، بحيث تقبل الدول اتفاقية فرساي قيودا علـى سـيادتها .لصالح األقليات قبل انضمامها إلى عصبة األمم

إذ تكرس هاتان االتفاقيتان مبدأ المساواة بين المواطنين تجاه القانون و تؤكد بـان يؤدي إلى وضعية أدنى فيمـا يتعلـق االنتماء إلى أقلية عرقية ، دينية أو لغوية ال

بالتمتع بالحقوق المدنية و السياسية و غيرها و تقضي االتفاقيتان بضرورة إفـادة من لهم المحافظة على ذاتيتهم في الدولة التي نص أعضاء األقليات بالحقوق التي ت

يتواجدون فيها و بحرية استعمال لغتهم في عالقاتهم الخاصة و حريـة ممارسـة .ئر الدينية و حرية الصحافة و التجمعات العامة الشعا

إضافة إلى ذلك يحق إلفراد األقليات الذين تعرضوا النتهاكات حقوقهم رفع شكوى إلى مجلس عصبة األمم الذي يتولى فحصها عن طريق لجانه المختصة القتـراح

.حل سوي ثم عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية الدائمة فتظهر أهميتها في وضع نظـام أولـي 1922األلمانية البولندية لسنة أما االتفاقية

بمركز الفرد في القانون الدولي حيث أقرت هذه االتفاقية حق أفراد األقليات فـي التقاضي و المثول مباشرة في مواجهة الدولة التي قامت بخرق نصوص اتفاقيـة

1947لتهم ، و فـي سـنة الحماية أمام المحاكم الدولية و لو كانت هذه الدولة دو .عمدت إلى اللجنة الفرعية لمنع التمييز و حماية األقليات إلى حماية هذه األقليات

أما بعد الحرب العالمية الثانية فلقد ارتبطت بعض الدول بمعاهدات لحماية حقوق التي تفيـد 1950اإلنسان و حرياته األساسية مثل االتفاقية األوروبية المبرمة عام

ليات التابعة للدول األطراف فيها ضمانان منصوص عليها صراحة في المـادة األقيجب تامين التمتع بالحقوق و الحريات بهذه االتفاقية دون أي تمييـز و " منها 14

السيما من حيث الجنس أو العنصر أو اللون أو اللغة أو بسبب الدين أو السياسة أو جتماعي أو االنتماء إلى أقلية قوميـة أو غيرها من اآلراء أو األصل القومي أو اال

."الثروة أو الميالد أو أي وضع أخر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ 132ـ عمر سعد اهللا ـ المرجع السابق ـ ص 1

71

التدخل لحماية رعايا الدولة في الخارج : ثانيا

يعتبر التدخل لحماية الرعايا في الخارج مبدأ قديم ، عرف في السياسة األوروبية

و يتم هذا التدخل قصد حماية رعايا الدولة في الخارج في حالـة تخلـي الدولـة المضيفة عن حمايتهم وفقا لقوانينها أو إذا تعرضوا لمعاملة تمييزية أو اعتداء من

.القضاء بحقهم أحكاما منحازة طرف موظفي هذه الدولة أو إذا أصدروهكذا، قامت عدة بلدان أوروبية بالتدخل في الخارج من أجل حمايـة رعاياهـا

.بسبب تعرض هؤالء للخطرو تظهر سياسة التدخل الفرنسية لحماية رعاياها في الخارج واضحة من خـالل

حيث 1978الوزير الخارجية الفرنسي أمام البرلمان سنة هالتصريح الذي أدلى بأن حكومتنا تنوي القيام بواجبها لحماية رعاياها أينما وجدوا و هذا واجـب " قال

على كل دولة و عددهم كبير و يقومون بمساهمة هامة في تطوير الدول الفتيـة ".الصديقة

كما صرح كذلك الرئيس السابق الفرنسي في أحداث الزايير أن حمايـة أرواح .طرف عناصر أجنبية كانت إحدى مبررات التدخل األشخاص المهددين من

و صرح نفس الرئيس في موريتانيا بعد تعرض فرنسيين عددهم سبعة لالختطاف ووفاة اثنين أن الحكومة الفرنسية قامت باإلجراءات الالزمة لحماية أمن الفرنسيين

ولـة أما فيما يتعلق بتدخل دولة ضـد د )1(و ذلك بطلب من الحكومة الموريتانية أخرى إلرغامها على دفع الديون لرعاياها فان الفقهاء قد تعرضوا لهذه المسألة و اتفقوا حول عدم شرعية هذا التدخل باعتبار أن الشخص قبل قيامه بإقراض الدولة فهو على وعي تام بأنه يتعامل مع شخص قانوني عام يتمتع بمركز أقـوى مـن

.راءات إلرغامها على الوفاء بالدين مركزه ، و ال يمكن له أن يتخذ أية إجورغم اتجاه الفقهاء على هذا النحو ، إال أن العديد من الدول قـد تـدخلت فـي

الشؤون الداخلية لدول أخرى ، متذرعة بحماية المصالح المالية لرعاياها كالتدخل و اليونان 1881و تونس قبل سنة 1878و في تركيا عام 1876في مصر عام

. 1897عام و التي LOUIS MARIA DRAGOو لقد أدت هذه التدخالت إلى ظهور نظرية دارجو

حيث أعلـن 29/12/1902وجهها وزير خارجية األرجنتين للواليات المتحدة في فيها أنه ال يجوز بأي حال أن تكون الديون العامة سببا في قيام أوروبا بأي تدخل

. )2(ضد دول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بوكرا ادريس ـ مبدأ عدم التدخل في القانون الدولي المعاصر ـ المؤسسة الوطنيـة للكتـاب ت / د ـ 1

. 335ـ ص 1990الجزائر ـ سنة .ـ 74ـ يحياوي نورة بن علي ـ المرجع السابق ـ ص 2

72

1907خالل مؤتمر الهاي سـنة DRAGOو لقد أثيرت و نوقشت نظرية دارجو التـي نصـت 18/10/1907: بتاريخ PORTERالذي انتهى بإقرار اتفاقية بورتر

على اتفاق الدول المتعاقدة بعدم اللجوء إلى استخدام القوة المسلحة إلرغام دولـة مدينة على سديد ديونها إال إذا رفضت هذه الدولة طلب عرض األمر على التحكيم

تجب عليه ، أو جعلت الوصول إلى اتفاق اإلحالـة علـى التحكـيم الدولي أو لم . )1(مستحيال أو رفضت االلتزام بقرار التحكيم الدولي بعد صدوره

و التدخل لحماية حقوق اإلنسان ال يقوم بصفة عامة على وجود أي التزام تعاقدي ـ تند فـي يفرض هذه الرقابة أو الحماية لحقوق األشخاص و حرياتهم ، إال أنه يس

بعض الحاالت إلى معاهدات خاصة مثل االحتجاجات التي تقدمت بها روسيا إلـى من معاهـدة 07الدولة العثمانية في شأن اضطهاد األقليات المسيحية تطبيقا للمادة

.1774كوتشك كاينارجي لسنة كما يتم التدخل أحيانا بصفة جماعية و أحيانا أخرى بصفة فردية مثل تدخل الدول

و التدخل الفرنسي في سـوريا 1827وروبية في تركيا نيابة عن اليونان سنة األبسبب العمليات التي تعرض لها المارينيون على يد الدروز في سوريا 1860سنة

و التدخل األوروبـي و 1898و لبنان ، و كذلك التدخل األمريكي في كوبا سنة .خالل حرب البوكسير 1900الياباني في الصين عام

وهناك حاالت أخرى للتدخل مثل االحتجاج الذي تقدم به مؤتمر باريس إلى ملـك

).2(في بالده نبسبب سوء معاملة المسجونين السياسيي 1856صقلية سنة وهذا ما ذهب إليه الفقيه لورنس الذي يرى إن التدخل لحماية حقوق اإلنسان تسمح

)3(قانوني تصرفا غير إن كان و الدولي العام الرأي يقره و به قواعد األخالق الدولية و أن ما جاءت به هذه االتفاقية ال يخرج عن دائرة إعطاء الشرعية لقـوات دول

أجنبية للتدخل في شؤون دول أخرى بحجة حماية رعاياها ، و القيام باحتاللها و سم ما ينجر عن ذلك من ارتكاب جرائم ضد اإلنسانية تنتهك فيها حقوق األفراد با

الشرعية الدولية مثل ما وقع في عدة دول أصبحت بعد ذلك مسـتعمرات لـدول .)4(عظمى

و إن كان االستعمار بمفهومه القديم الذي يعتمد على الهيمنة العسكرية المباشرة قد ولى ليعوض بهيمنة اقتصادية مباشر تعطى لها صفة شرعية بموجـب قـرارات

مدنيين من استبداد السلطات الحاكمةمجلس األمن الدولي تحت شعار حماية ال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علي صادق أبو هيف ـ القانون الدولي العام ـ دار منشأة المعارف ـ اإلسكندرية ـ مصر ـ / ـ د1 22ـ ص 1982عام

ـ األستاذ بوكرا ادريس ، مبدا عدم التدخل في القانون الدولي المعاصر ، المؤسسة الوطنية للكتـاب ـ 2 75ص 1990الجزائر ـ سنة

ـ األستاذة يحياوي نورة بن علي ـ حماية حقوق اإلنسان في القانون الدولي و القـانون الـداخلي ـ 3 129ـ ص 2006الطبعة الثانية ـ دار هومة ـ الجزائر ـ سنة

ـ 135يحياوي نورة بن علي ـ المرجع السابق ـ ص ـ 4

73

: المساعي الدولية الحديثة لمكافحـــــة الجريمة المنظمة: المطلب الثاني من أجل اتخاذ إجراءات فعالة لمنع و مكافحة ذلك النشاط اإلجرامي فان األمـر

يتطلب نهجا دوليا شامال في كافة البلدان التي تشهد مراحل هذا النشاط اإلجرامـي ابتدءا من بلدان المنشأ و العبور أو الترانزيت و انتماءا ببلدان المقصد أو المقـر

لى الرغم من وجود مجموعة من الوثائق الدولية النهائي الستغالل الضحايا ، و عالسابقة المشتملة على قواعد و تدابير عملية لمكافحة استغالل األشخاص و بخاصة النساء و األطفال ، إال أنه ال يوجد وثيقة موحدة تتناول جميع جوانـب االتجـار

قية األمـم باألشخاص ، األمر الذي دفع المجتمع الدولي إلى التفكير في إبرام اتفاالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة المعتمدة من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمـم

ومجموعة أخرى من االتفاقيـات منهـا 15/11/2000: المتحدة بايطاليا بتاريخ اتفاقية حماية الطفل و البروتوكوالت المكملة التفاقية األمـم المتحـدة لمكافحـة

ة وهي بروتوكول منع وقمع االتجار باألشـخاص و الجريمة المنظمة عبر الوطنيخاصة النساء و األطفال المعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمـم المتحـدة

و بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر و 15/11/2000بتاريخ لتاريخ البحر و الجو المعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بنفس ا

و بروتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية و أجزائها و مكوناتهـا و الـذخيرة و االتجار بها بصورة غير مشروعة المعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمـم

.المتحدة بنفس التاريخ السابق

التعاون الفني و السياسي : أوالف عن ظاهرة اإلجرام المـنظم و لقد تواصلت جهود منظمة األمم المتحدة للكش

العمل على دراسة أنماطها خالل العقدين الماضيين ، و قد انصب نشاط المنظمـة على المستوى الفني و السياسي ، ووجهت هذه الجهـود إلـى توضـيح بعـض النشاطات و الخصائص المرتبطة باإلجرام المنظم ، بهدف فهمه و تحسين أدوات

التي قد يوقعها على الـدول األعضـاء ،أو علـى مكافحته،و ذلك لدرء المخاطرالمجتمع الدولي كله و كانت ثمرة هذه المساعي األممية عقد المؤتمر الدبلوماسـي الخاص بالتوقيع على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود

ـ 2000ديسـمبر 12اإلقليمية بمدينة باليرمو بايطاليا في اء مرفقـا و الـذي جبالبروتوكوالت الثالثة المكملة لالتفاقية و التي يخص األول منها منـع و معاقبـة االتجار باألشخاص و النساء و األطفال ، و الثاني بمكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر و البحر و الجو و الثالث خاص بمكافحة صـنع األسـلحة الناريـة و

االتجار بها بصورة غير مشروعة و التي صيغت أجزائها و مكوناتها و الذخيرة وبواسطة اللجنة الخاصة التي شكلتها الجمعية العامة 2000و 1999في الفترة بين

)1( 1998الصادر في ديسمبر 53/111لألمم المتحدة بالقرار رقم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 51سابق ـ ص ـ شريف بسيوني ـ المرجع ال 1

74

:مات العالمية ظالتعاون بواسطة المن 1 كان لزاما على المجتمع الدولي في سعيه للقضاء على نشاطات عصابات الجريمة

بـين ؤياالمنظمة العابرة للحدود الوطنية ، أن يكثف من جهوده من أجل توحيد الرلمية التـي تفـرض الدول ، و لن يكون له ذلك إال من خالل نشاط المنظمات العا

على أعضائها االلتزام بتوصياتها و قراراتها ، و من بين هذه المنظمات العالميـة التي لجأ إليها المجتمع الدولي للقضاء على الجريمة المنظمة ، هيئة األمم المتحدة التي كان لها الفضل الكبير في العمل على تحديد تعريف و لو غير محدد للجريمة

انتهاج السبل الكفيلة بالقضاء عليها ، و جعل كل ذلـك ملزمـا المنظمة و من تمللدول األعضاء المنظمين إليها ، و هذا ما سوف نتعرض إليه عند دراستنا التفاقية

.األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة

:أـ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمةبمـؤتمر ة األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمـة لقد كان التوقيع على اتفاقي

، و ليد جهود مضنية و مناقشات و دراسـات 15/11/2000باليرمو بايطاليا في 1975لألجهزة المتخصصة في األمم المتحدة و التي بدأت دراسـتها فـي عـام

باعتبارها ظاهرة تدخل في نطاق مجموعة الجرائم التي ارتكبت فـي الواليـات ة األمريكية و التي عرفت باسم جرائم رجال األعمال وعرفت أيضا بجرائم المتحد

الياقات البيضاء و جرائم الفساد ، و بعد أن اكتسبت الجريمة المنظمة شيئا فشـيئا خصائصها المتعلقة بالخطورة و العدوان و ظهورها فـي كثيـر مـن األوسـاط

ساهم كثير من البـاحثين االجتماعية و السياسية ، أصبحت لها ذاتية خاصة لذلكالدوليون في العلوم المختلفة كاالقتصاد و السياسة و علم االجتماع و علم الطـب

دولة في إبرازها و التهيئة إلى عقد المؤتمر الوزاري العـالمي 142النفسي من ، أشرف على إعداده المدير العام للشؤون الجنائية في وزارة العدل 1994في عام

. 1991جيوفاني فالكوني منذ عام االيطالية د و كان من أبرز ما توصل إليه هذا المؤتمر و في االجتماع الالحق للجمعية العامة لألمم المتحدة الوثيقتان الخاصتان باإلعالن السياسي ، و خطة العمل الدولية ضـد الجريمة المنظمة العابرة للحدود اإلقليمية و اللتان أظهرتـا الحاجـة و األهميـة

لقصوى و العاجلة لكل محاولة دولية لمكافحة الجريمة المنظمة تضع في اعتبارها ا .الخصائص الفاعلة لها

كما دعا المؤتمر الدول األعضاء إلى القيام بعملية التنسيق فيما بينهمـا و إجـراء المالئمات الالزمة لتشريعاتها الوطنية للوصول إلى اتفاق حول مضمون اإلجـرام

ستخدام العناصر األساسية في تشريعاتها، و لتفعيـل دور التعـاون المنظم بهدف االدولي من أبرز ما تم اقتراحه و الذي من أجله كانت الـدعوة لدراسـة إمكانيـة

.صياغة اتفاقية دولية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعبر الوطنية ـ المعتمدة من قبل الجمعية العامـة لمنظمـة ـ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة

. 15/11/2000: األمم المتحدة ـ بايطاليا ـ بتاريخ

75

و برزت من خالل هذه المناقشات العديد من السيمات و العناصر التي ينبغـي أن توضع في االعتبار عند صياغة االتفاقية ، تمثل في حقيقتهـا بعـض خصـائص

:وهيالجريمة المنظمة .ـ اشتراك عدد من األفراد بهدف الوصول إلى تحقيق الربح

.ـ اللجوء إلى العنف و التهديد و الفساد و الرشوة ـ وجود روابط و تنظيمات ذات النمط الرئاسي أو شخص معين تسمح باالحتفاظ

.برقابة وثيقة على األنشطة التي تقوم بها الجماعة و على المناطق التي تعمل فيهاالمتحصل عليها من األنشطة غير ) RECICLEGGIO(إلى غسل األموال ءااللتجاـ

المشروعة ليس بهدف تمويل بعض األنشطة اإلجرامية التالية فقط بل التسرب إلى .المجال االقتصادي المشروع

ـ التحرك و التوسع في مناطق أخرى و تشكيل ائتالف مع جماعـات إجراميـة تي قدمت في اجتماع نابولي تلك الخاصة بصياغة تقنين و من االقتراحات ال.أخرى

جنائي و أخر لإلجراءات الجنائية على المستوى الوطني يهـدفان إلـى مكافحـة الجريمة المنظمة و يتفقان مع تشريعات الدول التي ستوقع على االتفاقية كما اقترح

قطاع البنوك ضرورة إتباع تدابير إدارية و تنظيمية تهدف إلى تحقيق الشفافية فيو المؤسسات المالية ، و إشراكها في المسؤولية بحيث يقل تعرضـهما لمخـاطر

وقد جاءت تلك التدابير لمواجهة الخطر الناجم عـن تنـامي . التسرب اإلجرامي وتغلغل ظاهرة غسل األموال المتحصلة من األعمال غير المشروعة ، و تم اقتراح

المالذ (أن التي تعرف في بعض األحيان باسم تجريم األعمال المساعدة في هذا الش، و أخيرا تلك االقتراحـات الخاصـة paradiso fiscaleاألمن للتهرب من الضرائب

)1(بإنشاء صندوق خاص لتعويض المجني عليهم في الجريمة المنظمة و تبين أن هناك احد العوامل التي قد تعرض فشل الجهود التي بدأت في نابولي و

و لم يكن مـن المسـتطاع التوسـع فـي ) تعدد األطراف ( لخاص بـ هو ذلك االتفاوض ألنه سيكون وباال على العملية ذاتها نظرا ألنه كـان مـن الضـروري صياغة إطار يسمح للدول األعضاء تحسين مستوى التعاون الدولي عـن طريـق

.توفير تعاون ثنائي مشترك و فعال بالصعوبات و المخاطر فكـرة صـياغة و ظهرت من خالل ذلك الطريق الممتلئ

ووصلت عن 19994اتفاقية دولية لمكافحة الجريمة المنظمة في مدينة نابولي عام اجتماعات الجمعية العامة لألمم المتحدة بنيويورك فـي ( طريق مراحل متوسطة

، و بعض االجتماعات التي عقدت في بـاليمور 1998، 1997، 1996سنوات مرورا بتشكيل لجنة خاصة من ) 1998بونيس أيرس عام ووارسو و 1997عام

الجمعية العامة كانت مهمتها إجراء التفاوض من اجل الوصول إلى نص اتفاقيـة عرض بعد ذلك على الجمعية العامة للموافقة و كان محال لتوقيع الـدول خـالل

.2000المؤتمر الذي انعقد في ايطاليا في باليمور في ديسمبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 66ـ 63ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1

76

إن التوقيع على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة اإلجرام المنظمة عبر الوطني حمـل الكثير من االيجابيات حيث نجحت االتفاقية و ألول مرة فـي تحديـد و تعريـف

م المنظم بهدف أن تبين للعدد األكبر من التشريعات الوطنيـة تلـك ظاهرة اإلجراالخبرة النظرية و العملية للتحقيق و العمل القضائي التي توجد في تلك الدول ذات الخبرة الطويلة في هذا المجال و منها ايطاليا ، إن تعريـف اإلجـرام المـنظم و

التشريعات الوطنية ساهم فـي التركيز على إمكانية تحقيق التنسيق و التوافق بين تدعيم و تقوية التعاون الدولي في المسائل الجنائية حيث تمثل المساعدة بين الدول

. و تسليم المجرمين أهم الوسائل الفعالة فيها ) العابر للحدود اإلقليمية ( هذا و قد تضمنت االتفاقية تعريفا محددا لمفهوم

يكون الجرم ذا طـابع عبـر : لثالثة على أن حيث نصت الفقرة الثانية من المادة ا : وطني إذا

ـ ارتكب في أكثر من دولة واحدة ، ـ ارتكب في دولة واحدة و لكن جرى جانب كبير من اإلعداد أو التخطيط له او

) .1(توجيه أو اإلشراف عليه في دولة أخرى ظمـة ـ ارتكب في دولة واحدة و لكن ضلعت في ارتكابه جماعـة إجراميـة من

. تمارس أنشطة إجرامية في أكثر من دولة واحدة . ـ ارتكب في دولة واحدة و لكن أثارا شديدة في دولة أخرى

حرصت االتفاقية على تجريم المشاركة في جماعة اإلجرام المـنظم وفقـا : ثانيا لمفادها ما ورد بالمادة الخامسة من انه يجب على الدول األعضاء تجريم السـلوك

باالستقالل عن االشتراك فيه ، أو ارتكاب نشاط إجرامي أخـر و الـذي ألعمدي : يمكن أن تكون صورته

االتفاق مع شخص أخر أو أكثر على ارتكاب جريمـة خطيـرة : الصورة األولى لغرض له صلة مباشرة أو غير مباشرة للحصول على منفعة مالية أو منفعة مادية

الوطني ذلك ، على فعل يقوم بـه احـد أخرى و ينطوي ، حيثما يشترط القانون .المشاركين يساعد على تنفيذ االتفاق أو تضلع فيه جماعة إجرامية منظمة

قيام الشخص عن علم يهدف جماعة إجرامية منظمة و نشـاطها : الصورة الثانية : اإلجرامي أو بعزمها على ارتكاب الجرائم المعنية بدور فعال في

.اعة اإلجرامية المنظمة ـ األنشطة اإلجرامية للجمـ أنشطة أخرى تضلع بها الجماعة اإلجرامية ، مع علمه بان مشاركته ستسـاهم

. في تحقيق الهدف اإلجرامي المبين أعاله ـ تنظيم ارتكاب جريمة خطيرة تضلع فيها جماعة إجرامية منظمة ، أو اإليعـاز

أو إسداء المشـورة بارتكاب تلك الجريمة أو المساعدة أو التحريض على تيسيره .بشأنه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 02فقرة 03ـ أنظر المادة

77

لمكافحـة الجريمـة ب ـ البروتوكوالت الثالثة المكملة التفاقية األمم المتحـدة :المنظمة

لمكافحة الجريمة المنظمة المنبثقة عن سالفا أن اتفاقية األمم المتحدة أوضحنالقد على ىء الفراغ الموجودقد جاءت لمل 15/11/2000مؤتمر باليرمو بايطاليا في

الساحة الدولية لمواجهة الجريمة المنظمة عبر الوطنية ، بيد أن الشارع الدولي قد مة في إطار من التشريع الدوليٌ عا وضع في حسبانه حال صياغة أحكام و قواعد

لحـق بهـا ن نطلق عليه الخطوط العريضـة ، و أ االتفاقية العامةٌ أو ما يمكننا أنصوصا و قواعد مفصلة لمعالجة أشكال محددة من اإلجرام المنظم عبر الـدولي تلك النصوص األخيرة قد جاءت مكملة للقواعد العامة و في ذات الوقت مشـكلة

لي متكامل يحتوي السياسة الدولية الرامية إلى مكافحة الجريمـة نسيج تشريعي دو . المنظمة عبر الوطنية

إصـدار و الجدير بالذكر انه كان هناك العديد من االعتبارات التي دفعـت إلـى واقـع قلة عن االتفاقية العامة و منها االعتبارات العملية ذلك انهبروتوكوالت مست

يقـين لسابقة داخل أروقة األمم المتحدة ترسخ فـي التجربة العملية للمفاوضات اتضمنت مواضيع عدة كلما اتسعت الوفود المشاركة انه كلما توسع مجال االتفاقية و

وزادت التحفظات على أحكامها من ختلفة الهوة بين وجهات نظر ممثلي الوفود الممطلوبة طويلة غير مالئمة للسرعة ال جانب وامتدت آجال المفوضات لفترات زمنية

.لمواجهة الجريمة المنظمة عبر الوطنيةاالعتبارات المستقبلية اقتضت عمليات اإلجرام المنظم عبـر على الجانب األخر

الوطني و تشعبه في المجاالت المختلفة إلى تبنى نوع من التخصص لمعالجـة و يمة رالمنظمة و لمواكبة المتغيرات الالزمة لسرعة تأقلم الج مواجهة أوجه الجريمة

قد أكدت االتفاقيات العامة علـى ارتباطهـا ببـاقي و.المنظمة مع آليات المواجهة من االتفاقية و الذي حـدد 37البروتوكوالت في نسيج واحد بإفرادها نص المادة

: العالقة بين االتفاقية و البروتوكوالت بنصه على األتي .يجوز تكميل هذه االتفاقية ببروتوكول واحد أو أكثر

طرفا في بروتوكول ما ، يجـب أن تكـون منظمة إقليمية دولة أوكي تصبح أية ل . طرفا في هذه االتفاقية أيضا

ما لم تصـبح طرفـا فـي ذلـك روتوكول ب ملزمة بأيال تكون الدولة الطرف يفسر أي بروتوكول ملحق بهذه االتفاقية باالقتران مع هذه ووفقا لذلك .البروتوكول

.مراعاة الغرض من ذلك البروتوكول االتفاقية ، و مع الخاصة باالنسحاب في فقرتها الثالثة علـى أن ٌ يسـتتبع 40كما نصت في المادة

من هذه المادة االنسـحاب مـن اى 1االنسحاب من هذه االتفاقية بمقتضى الفقرة ت ملحقة بها بروتوكوال

و على الجانب األخر جاء مفاد نص المادة األولى في كـل مـن البروتوكـوالت و أن تفسيرها مقترنـا , قية الثالثة مؤكدا على أن هذه البروتوكوالت مكملة لالتفا

على انطباق أحكام االتفاقية بحسب األحوال مع هذه البروتوكوالت و علـى بها و 1هذه البروتوكوالت تعد مجرمة أيضا وفقا لالتفاقية اعتبار أن األفعال المجرمة في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 78ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1

78

:ـ برتوكول منع و قمع االتجار باألشخاص و خاصة النساء و األطفال 1مقسمة إلى أربعة أقسام علـى النحـو مادة 20وردت أحكام هذا البروتوكول في

: التالي ، و القسـم الثـاني 5إلى المادة 1القسم األول خاص باألحكام العامة من المادة

، و القسـم 8إلى المـادة 6خاص بحماية ضحايا االتجار باألشخاص من المادة ، و 13إلى المادة 9الثالث خاص بالمنع و التعاون و التدابير األخرى من المادة

. 20إلى المادة 14أخيرا القسم الرابع خاص باألحكام الختامية من المادة اختص القسم األول باألحكام العامة ، و كما سلف اإلشارة إليه فقد تناولت المـادة األولى العالقة باتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنيـة ، و

جاءت المادة الثانية لبيان الغرض من البروتوكول إال وهو تعزيز التعاون الدولي

اه باألشخاص و خاصة النساء و األطفال بصورةبغرض مكافحة و معاقبة االتج

غير مشروعة ، و المادة الثالثة حددت المصطلحات المستخدمة في البروتوكـول المستخدمة فقد تٌ، بالنسبة لتعريف المصطلحا"االتجاه باألشخاص واألطفال: "مثل

ء حدد البروتوكول أشكال عدة من أنواع االتجار باألشخاص و ذلك باستغالل هؤال الضحايا ، سواء عن طريق تجنيدهم أو نقلهم قسرا أو اختطافهم أو االحتيال عليهم

بغرض استغاللهم في نشاطات غير مشروعة مثل سائر أشكال االستغالل الجنسي و يهدف هذا . أو الرق أو السخرة أو الخدمة قسرا أو االسترقاق أو نزع األعضاء

لمستحدثة و التـي تسـتخدمها عصـابات التعريف تغطية كافة أنواع االستغالل االجريمة المنظمة عبر الوطنية و قد جاء تعريف الطفل باستخدام معيار السـن و

و هو اتجاه محمود من قبـل . ذلك تمشيا مع ذات التعريف الوارد باتفاقية الطفل واضعي أحكام البروتوكول نظرا للطبيعة الخاصة لألطفال و التي تقتضى وضـع

.شأنهم نصوص محددة بأما المادة الرابعة فقد حددت نطاق تطبيق البروتوكول بوضعها لضوابط محـددة النطباق النموذج ألتجريمي بضرورة أن تكون تلك الجرائم ذات طـابع وطنـي و تضلع فيها جماعة إجرامية منظمة ، و قد حددت المادة الخامسة السلوك المجرم ،

المحلى ألحكام البروتوكـول ، و ذلـك و ذلك في فقرتين عنيت األولى بالتطبيق بنصها على ضرورة قيام الدول باتخاذ الخطوات التشريعية األزمة لتجـريم تلـك

و ركزت الفقرة الثانية ببنودها الثالثة على تجريم . األفعال على المستوى الوطني .الشروع و جميع أشكال اشتراك في الجريمةددها و نطاقها و حجمها ومدى أنشطتها إن جماعات الجريمة المنظمة تتزايد في ع

ووصولها إلى القطاعات المشروعة في المجتمعات الوطنية النامية و الديمقراطيات الحديثة، و ذلك لتوافر عوامل تساعد على نمائها، من ضعف اإلمكانيات الفعالة

لهذه الدول في مواجهتها إلى غياب التشريعات الستخدام أساليب مكافحتها بطريقة نسقة و متكاملة و بظهور الصعوبات البيروقراطية فيها و نقص المدربين م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من بروتوكول منع و قمع االتجار باألشخاص خاصة النسـاء و األطفـال ـ 4ـ 1ـ أنظر المادة ـ

المنظمة عبر الوطنية المعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمـة المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة . 15/11/2000: األمم المتحدة بتاريخ

79

و المهنيين و عدم كفاية الموارد البشرية و الفنية كل ذلك يساهم في ضعف هـذه الدول و يتيح الفرصة لعصابات الجريمة المنظمة للتغلغل و التوسع فيهـا، ممـا

مجتمعات هذه الدول التي تتعرض فـي معظمهـا إلـى يشكل خطرا كبيرا علىممارسات غيـر مشـروعة تمـس مباشـرة بـالحقوق الطبيعيـة و السياسـية

و قد جـاء القسـم : المطالب التالية يو االقتصادية ألفرادها نتناولها مفصلة في فدة الثاني محددا أحكام حماية ضحايا االتجاه باألشخاص ، و قـد اختصـت المـا

السادسة ببيان الوسائل و اإلجراءات الالزمة لمساعدة ضحايا االتجار باألشخاص و حمايتهم مثل جعل اإلجراءات القانونية المتعلقة بذلك االتجار سـرية ، و ذلـك صونا للحرمة الشخصية للضحايا فضال عن توفير الرعاية و الضمانات لحقـوقهم

ها و المأوى الالئق و المساعدة القانونية األساسية مثل الرعاية الصحية عند اقتضائلتعريفهم بحقوقهم القانونية ، و فرض توفير التعليم و العمل و إمكانية الحصـول

على األدبية ، و قد عنيت المادة السابعة ببيان وضع ضحايا االتجار باألشخاصأو في الدول المستقبلة و ذلك بإمكانية بقائهم في أراضيها سواء بصـورة دائمـة

مؤقتة مع مراعاة الجوانب اإلنسانية عند اتخاذ القرار في هذا الشأن و قد جـاءت المادة الثامنة بتحديد البديل لما هو وارد بالمادة السابقة ، و ذلك ببيان إحكام إعادة ضحايا االتجار باألشخاص من رعاياها أو كانوا يتمتعون بحق اإلقامة الدائمة فيها

بلدانهم بصورة أمنة مع التحقق من صفتهم كضحايا لهـذا مثل تسهيل عودتهم إلى النشاط غير المشروع ، فضال عن توفير الوثائق الالزمة لسفرهم في حالة فقدهم

إياها مع األخذ في االعتبار أية اتفاقات أو ترتيبـات ثنائيـة ثنائيـة أو متعـددة .األطراف تحكم عودة هؤالء الضحايا

تعلقا بالمنع و التعاون و التدابير األخرى من خالل وضع و قد جاء القسم الثالث م السياسات و البرامج الالزمة لحماية الضحايا و لمنع ومكافحة االتجار باألشخاص مع القيام بتدابير مثل البحتة و الحمالت اإلعالمية و التعليمية الالزمـة للتوعيـة

ن مع المنظمات غير بمخاطر هذا النشاط غير المشروع ، فضال عن زيادة التعاوالحكومية و غيرها من منضمات المجتمع المدني المعنية بهذا الموضوع وفقا لمـا ورد بالمادة التاسعة ، و بينت المادة العاشرة وسائل تبادل المعلومات مـع كفالـة سرية تلك المعلومات حسب االقتضاء ، وذلك فيما يتعلق باإلفراد الذين يعبـرون

زم على عبورها بوثائق تخص أشخاص آخرين أو بدون وثائق الحدود أو عقدوا الع و لتحديد صفة هؤالء األشخاص عما إذا كانوا ضحايا أو مرتكبي الجريمة إيضاح

اإلجراءات الواجب إتباعها لحفظ المعلومات المتعلقة بالوسائل و األسـاليب التـي قد وضـحت تستخدمها الجماعات اإلجرامية المنظمة بقصد االتجار باألشخاص و

الفقرة الثانية من المادة العاشرة أهمية وسائل التدريب موظفي الهجـرة ومـأوى الضبط القضائي المختصين بمكافحة تلك الظاهرة وخاصة تدريب مصفى الهجرة

مع شرح و مراعاة حقوق اإلنسان و الترتيبات الالزمة التي قد تتعلق باألطفالة فقد تناولت التدابير الحدوديـة و التـي أو نوع الجنس ، أما المادة الحادية عشر

حثت على زيادة فعالية تدابير مراقبة السفر و العبور و فعالية التعاون عبر الحدودــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السالف ذكره ـ لـ من البروتوكو 10ـ 4ـ أنظر المواد ـ 1

80

اء التزام الناقلين التجاريين فيما يتعلـق مـن بين أجهزة الضبط القضائي و إرس التأكد من حمل الركاب لوثائق السفر الالزمة لدخول الدولة المسـتقبلة وحـددت المادة الثانية عشرة السبل المتعلقة بأمن الوثائق ومراقبتها ، بحيث يصعب تزويـر

تعاون فيمـا أو إساءة استعمال تلك الوثائق و أوردت المادة الثالثة عشرة منهجية ال .يتعلق بالتأكد من شرعية الوثائق و صالحيتها

و أخيرا القسم الرابع و هو خاص باألحكام الختامية و التي وردت فـي مجملهـا مشتركة في أحكامها مع ما ورد من نصوص في باقي البروتوكوالت فقد أوضحت

أية حقوق المادة الرابعة عشرة شرط الوقاية الخاص بعدم مساس هذا البروتوكول بأو التزامات أخرى بمقتضى القانون الدولي أو القانون اإلنساني الدولي والقـانون

1967و بروتوكـول عـام 1951الدولي لحقوق اإلنسان خاصة اتفاقية عـام .الخاصين بوضع الالجئين و مبدأ عدم اإلعادة قسرا الوارد فيهما

قـد تنشـا بـين الـدول اختصت المادة الخامسة عشرة بتسوية المنازعات التي اإلطراف حال تطبيق أحكام البروتوكول عن طريق المفاوضـات المباشـرة ثـم اللجوء إلى التحكيم ، و أخيرا اإلحالة إلى محكمة العدل الدولية لتسـوية النـزاع

و قالقائم ، و تناولت المادة السادسة عشرة بالشرح إجراءات التوقيع و التصـدي مام ، كما حددت المادة السابعة عشرة تواريخ بدء النفاذ القبول و اإلقرار و االنض

ووضعت المادة الثامنة عشرة قواعد إجراء أي تعديل على أحكام البروتوكول ، و من أهمها ضرورة انقضاء خمس سنوات على بدء النفاذ لجواز طلب الدولة اقتراح

إجراء البرتوكول خالل فتـرات تعديل ما في أحكامه و العلة في ذلك هي تطوير أحكام

زمنية معقولة لمواجهة المستجدات التي قد تطرأ في هذا المضـمار و الوسـائل اإلجرامية المستخدمة التي قد تلجا إليها عصابات الجريمة المنظمة عبر الوطنيـة وحددت المادة التاسعة عشرة إجراءات االنسحاب ، وأخيرا نصت المادة العشرون

.على اللغات الرسمية لهذا البروتوكول و حجيتها على إجراءات اإليداع وإن أول خطوة على طريق وقف التجارة في النساء و األطفـال و نقلعهـم عبـر الحدود الدولية للعمل في الدعارة ، هي التوصل إلى معلومات دقيقـة و تحليلهـا

.للتعرف على األبعاد الحقيقية و طبيعتها المشكلة IHRLIي لقانون حقـوق اإلنسـان ، والمعـروف باسـم و من ثم بدا المعهد الدول

باالشتراك مع الجنة األمريكية الدولية للنساء و المعهد األمريكي الدولي لألطفال ، في إجراء دراسة مكثفة في الدول التـي OASكالهما تابع لمنظمة الدول األمريكية

ن ، البرازيـل ، تنتشر فيها هذه الظاهرة ، و وخاصة في األمريكتين مثل األرجنتيالدومينيك ، السلفادور جواتيمـاال ، هنـدوراس ، اشيلي ، كولومبيا ، كوستاريك

باختيار منظمـة IHRLIجمايكا ، المكسيك ، بنما ، بالتيز ، ونيكاراجوا ، حيث قام غير حكومية في كل من تلك البلدان إلجراء دراسة من اجل الحصول على اكبـر

اعد في تفهم الطبيعة االجتماعيـة و االقتصـادية و قدر ممكن من المعلومات يس . المناخ السياسي لكل دولة

و أن الوصول إلى معلومات دقيقة و تقييمها و تحليلها من شانه الحد من تجاهلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. ف ذكرهمن البروتوكول السال 20الى المادة 02فقرة 10أنظر المادة

81

و إنكار الحكومات والمنظمات الدولية لهذه الظاهرة ، و من ثم الحفاظ على أرواح ، و األطفال ، و بناء عليه ، فمن المتوقع أن تمهد هذه الدراسـة الطريـق ءالنسا

نحو تبنى وسائل وطنية و إقليمية و دولية أكثر فعالية لمكافحـة هـذه الظـاهرة إنسانية لهؤالء الضحايا ، كما أن األسـلوب ية الالووضع حد لتلك المعاملة القاس

التتبع في هذه الدراسة يمثل نموذجا للتحقيقات اإلقليمية األخرى للحـد مـن هـذه .الظاهرة

: ـ برتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر و البحر و الجو 2 مادة مقسمة إلى أربعة أقسام على النحـو 25وردت أحكام هذا البروتوكول في

و القسم الثاني 2إلى المادة 1القسم األول خاص ألحكام العامة من المادة : التالي ، و القسـم 9إلى المادة 4خاص بتهريب المهاجرين عن طريق البحر من المادة

14إلى المادة 10ير األخرى من المادة الثالث خاص بالمنع و التعاون و التداب

. 25إلى المادة 19و أخيرا القسم الرابع خاص باألحكام الختامية من المادة القسم األول خاص باألحكام العامة ، و كما سلف اإلشارة إليه فقد تناولت المـادة

بغـرض األولى العالقة باتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الوطنية ، مكافحة و معاقبة تهريب المهاجرين و المادة الثالثة حددت المصطلحات المستخدمة ، في البروتوكول مثل تهريب المهاجرين ، و الدخول عبر المشروع ووثيقة السفر أو الهوية المزورة ، و أخيرا تعريفٌ السفينةٌ وفقا لمفهوم هـذا البروتوكـول ،

خدمة ، فقد حدد البروتوكول أشكاال عدة مـن بالنسبة لتعريف المصطلحات المست أنواع تهريب المهاجرين و بهدف هذا التعريف تغطية كافة أنواع التهريب

.المستحدثة و التي تستخدمها عصابات الجريمة المنظمة عبر الوطنية أما المادة الرابعة فقد حددت نطاق تطبيق البروتوكول بوضعها لضوابط محـددة

ألتجريمي بضرورة أن تكون تلك الجرائم ذات طـابع وطنـي ة النطباق النموذج تضلع فيها جماعة إجرامية منظمة و قد حددت المادة الخامسة مسئولية المهاجرين الجنائية بحسبانهم ضحايا للسلوك المجرم بالمادة السادسة من هذا البروتوكول ، و

األول بـالتطبيق أوضحت المادة السادسة السلوك المجرم وذلك في فقرتين عنيت المحلى ألحكام البرتوكول و ذلك بنصها على ضرورة الدول باتخـاذ الخطـوات التشريعية الالزمة لتجريم تلك األفعال على المستوى الوطني و ركـزت الفقـرة

.الثانية ببنودها الثالثة على تجريم الشروع و جميع أشكال اشتراك في الجريمة مهاجرين عن طريق البحر، و قد اختصت المـادة وقد عنى القسم الثاني بتهريب ال

السابعة بالتأكيد على ضرورة التعاون لمنع وقمع تهريب المهاجرين عن طريـق المهاجرين عن طريق البحر، وفقا ألحكام قانون البحار الدولي وحددت المادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المهاجرين عن طريق البر و البحر و الجو ـ المكمـل التفاقيـة األمـم المتحـدة بروتوكول مكافحة تهريب

. 15/11/2000: لمكافحة الجريمة المنظمة المعتمد من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ

82

الثامنة تدابير مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البحر ، و ذلك بإجازة الدولـة ة من الدول األخرى في قمع استعمال سـفينة يشـتبه فـي الطرف لطلب المساعد

ضلوعها في تهريب مهاجرين عن طريق البحر بغض النظر عن العلم الذي ترفعه السفينة أو الجنسية التي تحملها ، و قد أجازت الفقرة الثانية من المادة الثامنة لدولة

ضـلوعها فـي طرف أن لتطلب من دولة العلم التأكد من تسجيل سفينة يشتبه فيتهريب مهاجرين عن طريق البحر ، و أن تطالب من دولة العلم في حالة تأكيـد التسجيل اإلذن باتخاذ التدابير الالزمة تجاه السفينة مثل اعتالء السفينة و تفتيشها و أية تدابير أخرى تأذن بها دولة العلم ، على أن تبلغ الدولة الطرف دولـة العلـم

على وجه السرعة ، و يجوز أن يكون اإلذن الصادر من دولة بنتائج تلك التدابير العلم مشروطا بعدة اعتبارات تتفق عليها الدولتان ، و ال يجوز للدولـة الطالبـة تجاوز التدابير المأذون بها إال في حالة التدابير الضرورية إلزالة خطر حـال أو

صال واحدة يمكن وشيك يهدد حياة األشخاص مع ضرورة تحديد كل دولة لنقطة اتمن خالل استخدامها كحلقة وصل مع باقي الدول األطراف ، و قد عنيت المـادة التاسعة ببيان الشروط الوقائية الخاصة بقيام دولة طرف باتخاذ تدابير قبل سـفينة يشتبه في ضلوعها في تهريب مهاجرين عن طريق البحر مثـل كفالـة سـالمة

م تعريض السفينة أو حمولتها للخطـر أو األشخاص الموجودين على متنها مع عدالمساس بالمصالح التجارية أو القانونية لدولة العلم و التأكد أيضـا مـن مراعـاة سالمة البيئة أثناء اتخاذ تلك التدابير و بينت الفقرة الثانية من المادة التاسعة حـق

لتـدابير السفينة في طلب التعويض الجابر لألضرار التي قد تلحق بها من جراء االمتخذة من قبل الدولة الطرف في حالة ثبوت عدم وجود أساس أو مقتضى لتلـك

.التدابير

و يجب أن تراعى الدولة الطرف أيضا وفقا ألحكام الفقرة الثالثة حقوق الدولة و سريان اختصاصها وفقا ، ألحكام قانون البحار الدولي ،و كذلك حقوق دولة العلم كما يجب أن تكون تلك التدابير متخذة من قبل سفن أو طـائرات حربيـة تحمـل

ات الحكومية المخولة بتطبيق القانون الشارات الواضحة و الدالة على تبعيتها للجه

و قد جاء القسم الثالث متعلقا بالمنع و التعاون و التدابير األخرى و بينت المـادة العاشرة وسائل تبادل المعلومات مع كفالة سرية تلك المعلومات حسب االقتضاء و

بوثائق ذلك فيما يتعلق باألفراد الذين يعبرون الحدود أو عقود العزم على عبورها تخص أشخاصا آخرين ، آو بدون وثائق و لتحديد صفة هؤالء األشخاص عما إذا كانوا ضحايا أو مرتكبي الجريمة إيضاح اإلجراءات الواجب أتباعهـا المنظمـة بقصد تهريب المهاجرين ، أما المادة الحادية عشرة فقد تناولت التدابير الحدودية و

راقبة السفر و العبور و فعالية التعاون عبـر التي حثت على زيادة فعالية تدابير مالحدود بين أجهزة الضبط القضائي و إرساء التزام الناقلين التجاريين فيما يتعلـق

.مية لدخول الدولة المستقبلة ازلمن التأكد من حمل الركاب لوثائق السفر اإل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ من البرتوكول السالف ذكره ـ 9ـ 4ـ المادة ـ

83

و وحددت المادة الثانية عشرة السبل المتعلقة بأمن الوثـائق و مراقبتهـا بحيـث يصعب تزوير أو إساءة استعمال تلك الوثائق ، و أوردت المادة الثالثـة عشـرة منهجية التعاون فيما يتعلق بالتأكد من شرعية الوثائق و صالحيتها ، و قد وضحت

دة الرابعة عشرة أهمية وسائل التدريب و المساعدة التقنية و المالية و الماديـة المامورى الضبط أالالزمة لمكافحة تلك الظاهرة و خاصة تدريب مصفى الهجرة و م

القضائي المختصين بمكافحة تهريب المهاجرين مع شرح و مراعاة حقوق اإلنسان ل األطراف ليس فقط فيما بينهما و و الترتيبات الالزمة لذلك على أن تتعاون الدو

لكن أيضا مع باقي المنظمات الدولية المختصة و المنظمات غير الحكومية و باقي عناصر المجتمع المدني المعنية بهذا الصدد ، و أوضحت المادة الخامسة عشـرة تدابير المنع األخرى مثل القيام بتدابير متعلقة بالبحوث و البرامج الرامية إلى تنميةالمناطق الضعيفة من الناحية االقتصادية و االجتماعية بهدف إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة الهجرة فضال عن توجيه الحمالت اإلعالمية و التعليمية الالزمة للتوعيـة بمخاطر هذا النشاط غير المشروع و أوردت المادة السادسة عشرة تدابير الحماية

مج الالزمة لحماية الضحايا و لمنع و مكافحة و المساعدة وضع السياسات و البراتهريب المهاجرين ، فضال عن مراعاة الدولة الطرف اللتزاماتها الواردة باتفاقيـة فيبنا للعالقات القنصلية خاصة فيما يتعلق بإبالغ الموظفين القنصليين و االتصـال

ثنائيـة أو بهم ، واختصت المادة السابعة عشرة ببيان االتفاقـات و الترتيبـات ال اإلقليمية المتعلقة بتحديد انسب ، انجح التدابير لمنع و مكافحة السلوك المجرم وفقا

.ألحكام هذا البروتوكول و حددت المادة الثامنة عشرة الضوابط التي تحكم إعادة المهاجرين المهربين مثل وضع بعض االلتزامات على الدولة الطرف لألي يكون الضحايا من رعاياهـا ، وكانوا يتمتعون بحق اإلقامة الدائمة فيها مثل تسهيل عودتهم إلى بلدانهم بصـورة أمنة مع التحقق من صفتهم كضحايا لهذا النشاط غير المشروع ، فضال عن توفير الوثائق الالزمة لسفرهم في حالة فقدهم إياها مع األخذ في االعتبار أية اتفاقات أو

.ف تحكم عودة هؤالء الضحايا ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراو أخيرا جاء القسم الرابع خاصا باألحكام الختامية ،و التي وردت فـي مجملهـا مشتركة في أحكامها مع ما ورد من نصوص في بـاقي البروتوكـوالت ، فقـد أوضحت المادة التاسعة عشرة شرط الوقاية الخاص بعدم مساس هذا البروتوكول

ى بمقتضى القانون الدولي لحقوق اإلنسـان خاصـة بأية حقوق أو التزامات أخرالخاصين بوضع الالجئين و مبدأ عـدم 1976و برتوكول عام 1975اتفاقية عام

اإلعادة قسرا الوارد فيهما اختصت المادة العشرون بتسوية المنازعات التي قد تنشا بين الدول األطراف حال تطبيق إحكام البروتوكـول عـن طريـق المفاوضـات

اشرة، ثم اللجوء إلى التحكيم ، و أخيرا اإلحالة إلى محكمـة العـدل الدوليـة المبلتسوية النزاع القائم ة تناولت المادة الحادية و العشرون بالشرح إجراءات التوقيع

و التصديق والقبول و اإلقرار و االنضمام ، كما حددت المادة الثالثة و العشرون البروتوكول و من أهمها ضرورة انقضـاء قواعد و إجراء اي تعديل على أحكام

.خمس سنوات على بدء النفاذ لجواز طلب الدولة اقتراح إجراء تعديل في أحكامهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ من البروتوكول السالف ذكره ـ 15ـ 10المواد ـ

84

جزائها و مكوناتها و الذخيرة و ـ برتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية و أ 3

مـادة 21وردت أحكام هذا البروتوكول في :االتجار بها بصورة غير مشروعة :مقسمة إلى ثالثة أقسام على النحو التالي

، و القسـم الثـاني 6إلى المادة 1القسم األول خاص باألحكام العامة من المادة القسم الثالث خـاص باألحكـام و أخيرا 15إلى المادة 7خاص بالمنع من المادة

. 21: إلى المادة 16الختامية من المادة كما سلف اإلشارة إليه فقد تناولـت المـادة : القسم األول الخاص باإلحكام العامة

األولى العالقة باتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبـر الوطنيـة و وتوكول أو وهو تعزيز التعاون الـدولي جاءت المادة الثانية لبيان الغرض من البر

بغرض مكافحة صنع األسلحة النارية و أجزائها و مكوناتها و الذخيرة و االتجـار بها بصورة غير مشروعة و المادة الثالثة حددت المصطلحات المسـتخدمة فـي البروتوكول مثل السالح الناري و األجزاء و المكونات و الذخيرة و الصنع غيـر

االتجار غير المشروع و اقتفاء األثر بالنسبة لتعريـف المصـطلحات المشروع و المستخدمة فقد أغفلت االتفاقية اإلشارة إلى سلوك معين ، و بالتالي تجريمه وهـو

الحيازة بغرض التخزين بدون ترخيص رغم ما يشكله هذا السلوك من خطورة فاقية في المادة الخامسةعلى المجتمع و ارتباطه بباقي مراحل التجريم الواردة باالت

مـن 2أما الرأي القائل أن هذا السلوك يمكن أن يشمله نص الفقرة ب من البنـد المادة الخامسة باعتباره صورة من صور االشـتراك عـن طريـق التوجيـه و المساعدة أو التحريض عليه أو تسهيله ، وان الغرض الذي يرمي إليه هذا السلوك

من المادة الثانية عشرة بحسبان التخزين هنا يهدف 2د قد وردفي الفقرة ب من البناإلخفاء و الرأي عند الدكتور محمود شريف بسـيوني أن هـذا ويعد من وسائل

الرأي السابق مردود عليه بان التخزين هنا هو سلوك إجرامي مستقل ، و بالتالي فالنصوص التجريمية و تعريفها يجب أن تكون صريحة وواضحة ال لـبس فـي

أما المادة الرابعة فقـد حـددت نطـاق تطبيـق .راميها و ال غموض في معناهامالبروتوكول بوضعها لضوابط محددة النطباق النموذج ألتجريمـي بضـرورة أن تكون تلك الجرائم ذات طابع عبر وطني تضلع فيها جماعة إجرامية منظمة ، ثـم

الصفقات التي تجري أخرجت المادة في بندها الثاني من نطاق تطبيق العمليات و من دولة إلى أخرى بغرض الحماية و مصلحة األمن القومي بما يتسق مع ميثـاق

وهنا حاول المشرع الدولي أن يضع التـوازن بـين الحقـوق و . األمم المتحدة المصالح بان يحمي الحق في الحياة بسريان أحكام البروتوكول وفقا لما سلف بيانه

لرابعة وان يراعى الحق األصيل في الدفاع الشرعي عن في البند األول من المادة امـن ميثـاق األمـم 51النفس سواء الفردي أو الجماعي المعترف به في المادة

)1(المتحدة الذي يعني أن للدول أيضا الحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزائها و مكوناتها و الذخيرة و االتجار بها بصورة غيـر ـ بروتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية و أ 1مشروعة ـ المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة ـ المعتمد من قبـل الجمعيـة العامـة

.15/11/2000: لمنظمة األمم المتحدة ـ بتاريخ

85

ـ ي تقريـر في اقتناء األسلحة تدافع بها عن نفسها ، وكذلك حق جميع الشعوب فالمصير و بخاصة الشعوب الرازحة تحت نير االستعمار أو غيره مـن أشـكال

.السيطرة الخارجية أو االحتالل األجنبي ، و أهمية الممارسة الفعلية لهذا الحقو قد جاء القسم الثاني متعلقا بالمنع من خالل إيضاح اإلجراءات الواجب إتباعهـا

النارية و حفظ السجالت و فقا للمادة السـابعة لحفظ المعلومات المتعلقة باألسلحة ووسم األسلحة لتمييز و تحديد هوية كل سالح ناري وفقا لما ورد بالمادة الثامنة و التدابير الالزم اتخاذها و المنصوص عليها في المادة التاسعة من قبل بعض الدول

و المادة . الداخلية التي ال تعتبر السالح الناري المعطل سالحا ناريا وفقا لقوانينهاالعاشرة وضعت قواعد محكمة بشان المقتضيات العامة التي تنظم إصدار رخص

و العبور ، كما استثنت المادة العاشـرة فـي بنـدها دأو إذن للتصدير و االستيراالسادس من تلك القواعد المحددة بعض األغراض المشـروعة مثـل الصـيد أو

عـارض أو اإلصـالح بإجـازة اعتمـاد الـدول رياضة الرماية أو التقييم أو الم .إلجراءات مبسطة حيالها

أما المادة الحادية عشرة فقد تناولت تدابير المنع و األمن و التي حثت على زيـادة فعالية تدابير مراقبة االستيراد و التصدير و العبور و فعالية التعاون عبر الحـدود

.بين أجهزة الضبط القضائي و الجمارك المادة الثانية عشرة وسائل تبادل المعلومات و كفالة سرية تلك المعلومات و بينت

وحددت المادة الثالثة عشرة منهجية التعاون على مستويات متعددة مثل المسـتوى الثنائي و اإلقليمي و الدولي مع ضرورة تحديد كل دولة لنقطة اتصال واحدة يمكن

.ألطرافمن خاللها استخدامها كحلقة وصل مع باقي او على المستوى الوطني يجب تفعيل التعاون مع صانعي األسـلحة و تجارهـا و

.مستورديها و مصدريها و سماسرتها و ناقليها التجاريين و تناولت المادة الرابعة عشرة وسائل تدريب و المساعدة التقنية و المالية و المادية

.الالزمة لمكافحة تلك الظاهرة مسة عشرة عمل السماسرة و مهنة السمسرة بحيث يمكن أحكام و نظمت المادة الخا

.السيطرة على هذا النشاط و أخيرا جاء القسم الثالث خاصا باألحكام الختامية و التـي وردت فـي مجملهـا

.مشتركة في أحكامها مع ما ورد من نصوص في باقي البروتوكوالتي قد تنشـا بـين الـدول فقد اختصت المادة السادسة عشرة بتسوية المنازعات الت

األطراف حال تطبيق أحكام البروتوكول عن طريق المفاوضات المباشـرة ، تـم .اللجوء إلى التحكيم و أخيرا اإلحالة إلى محكمة العدل الدولية لتسوية النزاع القائم

و تناولت المادة السابعة عشرة بالشرح إجراءات التوقيع و التصديق و القبـول و . )1(االنضماماإلقرار و

كما حددت المادة الثامنة عشرة تواريخ بدء النفاذ ، ووضعت المادة التاسعة عشرة قواعد إجراء أي تعديل على أحكام البروتوكول ، و من أهمها ضرورة انقضـاء

خمس سنوات على بدء النفاذ لجواز طلب الدولة اقتراح إجراء تعديل ما في أحكام البروتوكول خالل فترات زمنية أحكامه ، و العلة في ذلك هي تطوير

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 104محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص / د 1

86

معقولة لمواجهة المستجدات التي قد تطرأ في هذا المضمار و الوسائل اإلجراميـة .مة المنظمة عبر الوطنية المستحدثة التي قد تلجا إليها عصابات الجري

وحددت المادة العشرون إجراءات االنسحاب من البروتوكول ، سواء من قبل دولة .طرف أو منظمة للتكامل االقتصادي اإلقليمي

و أخيرا نصت المادة الحادية و العشرون على إجراءات اإليداع و على اللغـات )1(الرسمية لهذا البروتوكول و حجيتها

):نتربولاأل(الشرطة الجنائية الدولية ـ منظمة جو مقرها بمدينة ليون الفرنسية 1923أنشأت منظمة الشرطة الجنائية الدولية عام

نتربـول فـي مكافحـة و لها مكاتب في كل دولة عضو فيها ، و قد سـاهمت األ الجريمة المنظمة بشكل فعال و ذلك من خالل تزويـد الـدول األعضـاء فيهـا

نتربول فـي عن المجرمين المطلوبين للعدالة و قد ركز اهتمام األبمعلومات مهمة السنوات األخيرة بصورة أساسية على الجريمة المنظمة و األنشطة اإلجرامية ذات

.الصلة بها مثل غسل األموالو قد انشأ على مستوى هذه المنظمة فرع خاص بالجريمة المنظمة يتولى دوره في

خالل دراسة المنظمات اإلجرامية من حيث تركيبهـا مكافحة الجريمة المنظمة من و عدد أعضائها و األنشطة التي تضطلع بها ، كما أنشأت وحدة تحليل المعلومات الجنائية التي تقوم باستخالص المعلومات الهامة عن المنظمات اإلجرامية و تبويبها

فـي بهدف وضع تلك المعلومات في متناول هيئة الشرطة أو الـدول األعضـاء و من اجل تحقيق الهدف فان منظمة الشرطة الجنائيـة تمتلـك نظـام .نتربول األ

اتصاالت السلكية يمكنها من نقل المعلومات بين الدول األعضاء من جهة و بـين .هذه الدول و السكرتارية العامة من جهة أخرى

نتربول تسيير االتصال عن طريق إنشـاء شـبكة اتصـال ولقد حاولت منظمة األ، و نظرا لتنوع أنظمة الدول المختلفة ، فقد كان هناك خيـارين ألنظمـة خاصة

االتصال داخل هذه الشبكة ، أولها نموذج يخصص للدول المركزيـة و األخـر .يخصص للدول الالمركزية

بمعرفة الدول بسـبب رسـائلها و أفالنموذج األول الخاص بالدول المركزية انشو ربما يتبع في ذلك تجربة مكتب االتصاالت و التزود بالبحوث و خدمات التوثيق

)1(بالواليات المتحدة األمريكية FBIالشؤون الدولية بمكتب المباحث الفدرالية و الذي يختص بالتنسيق بين كافة المكاتب األمريكيـة المبدئيـة التابعـة لمكتـب

لـوطني المباحث الفدرالية و مفوضي المكتب بالخارج ، حيث يتـولى المكتـب ا نتربول و مكتب التنسيق و قوات الشرطة المبدئية التنسيق في التحقيقات الجنائية لأل

. الهامةنتربول منظورا اشمل للتعرف على القضايا ويعطي هذا النظام للمكاتب الوطنية لأل

ذات األبعاد و التأثيرات الدولية المساعدة في توجيه نظر أجهزة الشرطة الوطنيـة )2(ل المباشر بأجهزة الشرطة األجنبيةالسلكية االتصا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 105ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1ـ كوركيس يوسف داوود ـ الجريمة المنظمة ـ دار الثقافة ـ عمان وسط البلد ـ الطبعة األولى ـ سنة 2

. 110ص 2001

87

:لمكافحة الجريمة المنظمة بواسطة المنظمات اإلقليمية ـ التعاون الدولي 2

إن الدور الذي تلعبه المنظمات اإلقليمية من خالل رفع الوعي العام إلى مستوى إدراك أن خطورة الجريمة المنظمة ال تنحصر في أهدافها المباشرة و إنما تمتـد

ظمة يقود إلـى تهديـد إلى مصالح المجتمع العام ، و أن نمو شبكات الجريمة المنمستقبل الوطن و األجيال القادمة من خالل امتداد التعاون و تعميقه بـين شـبكات الجريمة المنظمة برفضها نفسيا ثم العمل على التعاون مع أجهزة األمن في تحديد مواقع الخطر و لفت األنظار تجاه تنظيمات الجريمة و ظهورها مهما كانت قليلـة

إال أنها قد تصل إلى مرحلة يصعب معها السيطرة علـى تلـك األهمية في بدايتها .الشبكات من خالل قوى األمن بمفردها

و لكي تحقق نجاحا في المواجهة فان هذه المنظمات تعمل علـى خلـق روح اإلحساس بالمسؤولية الجماعية تجاه الجريمة المنظمة و االسـتمرار فـي كشـف

طالعام بمصادر الخطر و استخدام الضـب وسائلها و تحديد مصادرها لرفع الوعي . االجتماعي إلحراج ذوي الميول اإلجرامية لمنع تعاونهم مع األنشطة المشبوهة

الدور الذي تلعبه المنظمات اإلقليمية في مكافحة الجريمة المنظمـة ال و أن هذا مـن يستهان به و قد أثبتت التجربة الميدانية النتائج االيجابية التـي حققهـا كـل

و التي روبي ومجموعة الدول الصناعية الكبرى المجلس األوربي و االتحاد األو : سوف نتعرض لكل واحدة منها فيما يلي

: أ ـ المجلس األوروبي

و مقره مدينة ستراسبورغ بفرنسا، ويمارس هذا 1949انشأ المجلس األوربي عام لجنة األوربيـة الخاصـة المجلس نشاطه في مكافحة الجريمة المنظمة من خالل ال

ة بمشاكل الجريمة ، و قد لعب هذا المجلس دورا فعاال في مكافحة الجريمة المنظمو ابرز نشاطاته في هذا المجال وضع اتفاقية لمكافحة االتجـار غيـر المشـروع

من اتفاقية األمم 18و ذلك استنادا للمادة 1995بالمخدرات عن طريق البحر سنة التجار غير المشروع بالمخدرات و المؤثرات العقلية فـي عـام المتحدة لمكافحة ا

و ذلك باالشـتراك مـع OCTOPUS س، كما وضع المجلس مشروع اكتو ب 1988دولة من وسط و شرق أوربا 16لجنة المجتمعات األوربية بهدف تقييم الوضع في

الفساد ، وذلك في مجال التشريع و الممارسة المتخذة من قل تلك الدول في مكافحة )1.(و الجريمة المنظمة

تم إنشاء لجنة من الخبراء في القانون الجنـائي هـدفها بيـان 1998و في سنة خصائص الجريمة المنظمة و تحديد أوجه القصور في وسائل التعاون الـدولي و

جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة و الحـد مـن انتشـارها، تاختراع استراتيجياالتي عقدها المجلس و التي كانت الجريمة المنظمة فيهـا وغيرها من المؤتمرات

من أهم الموضوعات التي وضعت للنقاش و التحليل إلنشاء إسـتراتيجية موحـدة )2(لمكافحة هذا النوع من اإلجرام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 105ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 1 . 113كوركيس يوسف داوود ـ المرجع السابق ـ ص ـ 2

88

:ب ـ االتحاد األوربي

إن التعاون األمني األوربي بدأ يظهر بصورة شاملة و منتظمة بعد توقيـع هـذه ، و قد 1992الدول على معاهدة الوحدة األوربية المعروفة بمعاهدة ماسترخ لعام

ل و السـلع و الخـدمات و عملت هذه االتفاقية على تسهيل حركـة رأس المـا األشخاص عبر حدود الدول األعضاء ، مما دفع المنظمات اإلجرامية إلى توسـيع نطاق أنشطتها ليمتد إلى مختلف الدول األعضاء في المعاهدة مستغلة فـي ذلـك الفجوات الموجودة في تشريعات تلك الدول من جهة و المزايا التي توفرها الحدود

.ة األشخاص و األموال من جهة أخرىالمفتوحة في سهولة حركوقد اتخذ االتحاد األوربي مجموعة من اإلجراءات في مجال مكافحـة الجريمـة

: المنظمة و أهمهاـ إنشاء وحدة المخدرات األوربية داخل الهيكـل التنظيمـي لالتحـاد األوربـي

ت تشـريع و مقرها الهاي ، وكانت مهامها األولية تبادل المعلومات بـين وكـاال القانون في مجال المخدرات و غسل األموال ، و تبادل المعلومـات فـي مجـال األنشطة اإلجرامية المنظمة التي تمتد أثارها إلى دولتين فأكثر ، و تدخل في نطاق هذه الوحدة االتجار غير المشروع في المخدرات و االتجار غير المشـروع فـي

جرة غير الشـرعية ، تهريـب السـيارات المواد المشعة و النووية ، شبكات اله .المسروقة ، و أضيف إلى اختصاصها جرائم االتجار باألشخاص

و في ضوء تأكيد االتحاد األوربي على أهمية التعاون الدولي لمكافحـة الجريمـة المنظمة أبرمت الدول األعضاء إجراءات تسليم المجرمين بين الدول األعضاء كما

األوربي حول المساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية عام تم إبرام معاهدة االتحادبغرض تسهيل الحصول على الدليل من البلدان األخرى و تطور التحقيقات 1997

.عبر الحدود

: G8ج ـ مجموعة الدول الصناعية الكبرى اهتمت المجموعة منذ تأسيسها بمنع و مكافحة الجريمة المنظمـة ، و مـن أهـم

: تي قامت بها في هذا المجالاإلجراءات ال FATFـ إنشاء فرقة العمل المعنية باإلجراءات المالية

ـ إنشاء مجموعة الخبراء المتميزين حول الجريمة المنظمة عبر الدول ، وذلـك بعد انضمام روسيا للمجموعة وخالل قمة الحكومات السبعة المنعقدة بليون سـنة

اإلعالن السياسي الذي اعترفت فيـه بنتـائج تبنت خاللها البلدان الثمانية 1996 .مجموعة الخبراء المتميزين حول الجريمة المنظمة عبر الدول

و من أهم التوصيات التي خرجت بها انه في حالة حدوث أنشطة إجراميـة فـي بلدان عديدة ينبغي للدول ذات االختصاص القضائي أن تنسق دعواها و كذا تدابير

)1(ريقة إستراتيجية بحيث تكون أكثر فعالية في مكافحة المساعدة المتبادلة بط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 113ـ كوركيس يوسف داوود ـ المرجع السابق ـ ص 1G8 الواليات المتحدة األمريكية ، كندا ، : ـ مجموعة الدول الصناعية الكبرى وهي تتكون من الدول التالية

و روسيا ، ) بريطانيا( ألمانيا، فرنسا ، ايطاليا ، اليابان ، المملكة المتحدة

89

الجماعات اإلجرامية عبر الدول، وكذا تشجيع الدول على أن تقـيم معاهـدات و يعات إلنشاء شبكة لتسليم المجرمين و اعتماد تدابير مالئمة لضمان ترتيبات و تشر

حماية الشهود خالل اإلجراءات الجنائية ، و يمكن أن تشمل تلك التدابير أسـاليب منها اإلدالء بالشهادة عن طريق أجهزة االتصاالت السلكية و الالسلكية وكذا إنشاء

ة المنظمة عبر الـدول ، وذلـك دوائر الهجرة و تفعيل دورها في مكافحة الجريم .نتيجة تورط العصابات اإلجرامية المنظمة في تهريب األجانب

واتخاذ تدابير تشريعية لمصادرة أو ضبط العائدات غير المشروعة المتأتيـة مـن .االتجار غير المشروع بالمخدرات و غيرها من الجرائم الخطيرة

ال و التي تعد من بـين إحـدى و لعل من الصور التي يمكن ذكرها في هذا المج ثمرات نجاح توصيات هذه المجموعة تتمثل في مختلف االتفاقيات المبرمـة بـين مختلف دول العالم خاصة منها التي تشهد نشاطا إجراميا ملحوظا مـن شـأنه أن يهدد استقرار البلد و يحتمل أن يمتد أثره إلى دول أخرى و لعل االتفاقية الثنائيـة

السنوات األخيرة بين الجزائـر و بريطانيـا و المتعلقـة بتسـليم التي أبرمت في .المجرمين خير دليل على ذلك

إال انه ال يفهم من كل ما سبق ذكره أن هذه المجموعة قد حققت أهدافها المنشودة ذلك أن من دول العالم خاصة منها التي ال تمتلك ثروات طبيعية و التي تعاني من

ئل االقتصادية المشروعة يعتبر لجـوء بطالة و نقص البدااإلنتاج ونمو ال تدهورالمجرمين إليها و اإلقامة في ترابها و ما يحملونه معهم مـن ثـروات أيـا كـان

مما يجعلها .مصدرها تعد من العوامل التي تعتمد عليها في دعم اقتصادها و تنميتهبتوصـيات تكون مرتعا خصبا لنمو و ازدهار الجريمة المنظمـة و أن االلتـزام

المجموعة يؤدي حتما إلى تعويق تواجد رأس المال األجنبي الذي تحتاجـه هـذه الدول النامية إلحياء اقتصادها

باإلضافة إلى ذلك كله فان وجهات النظر االجتماعيـة و الثقافيـة و الدينيـة و األعراف التقليدية تصبح اقل قوة بين الدول مما يقلل مـن روابـط التضـامن و

ون و الرقابة مما يفسح المجال أمام المجرمين لتمرير أنشطتهم اإلجرامية بين التعابالنظر إلى حجم األموال الضخمة التي التي يملكـون .مختلف الدول بسهولة تامة

التصرف فيها و التي تسمح لهم بشراء جزء من اقتصاد الـدول الفقيـرة و عـن اإلجرامية أن تسـيطر علـى طريق تلك الهيمنة االقتصادية يمكن لتلك الجماعات

الحياة السياسية لتحصن نفسها من المسؤولية الجنائية ، وتسـتغل موقـع الدولـة الجغرافي لتسهيل تمرير مشروعها اإلجرامي دون أية عوائق و دون الخوف مـن

. أية عواقبو من أجل ذلك فان القول بأن هذه المجموعة قد حققت أهدافها يعد ضـربا مـن

ام سياسة االقتصاد العالمي الجديدة التي تهدف إلى الهيمنة و االسـتغالل الخيال أم .غير العادل للثروات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 113ـ كوركيس يوسف داوود ـ المرجع السابق ـ ص ـ 1

90

التعـــــاون القضـــائي: ـ ثانيا تعتبر مواد االتفاقية المتعلقة بأعمال البحث الجنـائي المشـترك و التشـريعات

الخاصة بالتحقيق من أهم األحكام الخاصة بتفعيل جهود مكافحة اإلجرام المـنظم على المستويين الوطني و الدولي ، و خاصة ألنها توفر للدول األطراف فرصـة

األطراف تجاه المسائل الخاصة بالبحـث عقد االتفاقات أو التفاهم الثنائي أو متعدد الجنائي أو اإلجراءات القضائية في دولة أو أكثر و ذلك بهـدف إنشـاء أجهـزة للتحقيق مشتركة ، على أن توضع في االعتبار االحترام التام و الكامـل لسـيادة الدولة الطرف التي يتم التحقيق على أرضها و هو ما يبين من قراءة نص المـادة

:عشر الخاصة بالتحقيقات المشتركة و التي تنص على أن التاسعة :ـ التحقيقات المشتركـــة 1 من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة في الباب 19نصت المادة لقد

تنظر الدول األطراف في إبرام اتفاقات : " المتعلق بالتحقيقات المشتركة على أنه متعددة األطراف تجيز للسلطات المختصة المعنية أن تنشـئ أو ترتيبات ثنائية أو

هيئات تحقيق مشتركة ، فيما يتعلق بالمسائل التي هي موضع تحقيقات أو مالحقات أو إجراءات قضائية في دولة أو أكثر ، و في حالة عدم وجود اتفاقات أو ترتيبات

تكفـل . على حـده ركة باالتفاق في كل حالةكهذه يجوز القيام بالتحقيقات المشتالدول األطراف المعنية االحترام التام لسيادة الدولة الطرف التي سـيجري ذلـك

"التحقيق داخل إقليمها كذلك ركزت االتفاقية على تدعيم التعاون فيما يتعلـق بالتشـريعات الخاصـة

بالتحقيق حيث ألزمت كل دولة عضو أن تتخذ التدابير الضرورية بقدر استطاعتها لشروط المنصوص عليها في قانونها الوطني لالسـتخدام المناسـب للتسـليم و با

المراقب و اإلجراءات األخرى التي تهدف إلى مكافحة الجريمة المنظمة بصـورة فعالة ، و يعد من األمور الجديدة في هذا الشأن تشجيع عقد االتفاقات المناسـبة أو

ذه القواعد الخاصة بـالتحقيق فـي االتفاق الثنائي أو المتعدد األطراف الستخدام هو في حالة عدم وجود هذه االتفاقات أو التفاهم يـتم اتخـاذ . نطاق التعاون الدولي

القرارات في شأن استخدام القواعد الخاصة للتحقيق على المستوى الدولي حالـة بحالة ، على أن يوضع في االعتبار الجوانب االقتصادية من الـدول األطـراف

. )1(المعنية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 236ـ نبيل صقر و قمراوي عز الدين ـ المرجع السابق ـ ص 1

.من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 19ـ انظر المادة

91

:ـ أســاليب التحــري الخاصـــة 2

الخاصة بأساليب التحري الخاص و التي تقـرر هو ما يؤكده نص المادة العشرين أن تقوم كل دولة طرف ، ضمن حدود إمكانياتها ووفقا للشروط المنصوص عليها في قانونها الداخلي ، إذا كانت المبادئ األساسية لنظامها القانوني الداخلي تسـمح

المراقب بذلك باتخاذ ما يلزم من تدابير إلتاحة االستخدام المناسب ألسلوب التسليم ، و كذلك ما تراه مناسبا من استخدام أساليب تحر خاصة أخرى مثـل المراقبـة اإلليكترونية أو غيرها من أشكال المراقبة و العمليات المستترة من جانب سلطاتها

.المختصة داخل إقليمها لغرض مكافحة الجريمة المنظمة مكافحة فعالة االتفاقية ، تشجع الدول األطراف علـى بغية التحري عن الجرائم المشمولة بهذه

أن تبرم عند االقتضاء اتفاقات أو ترتيبات مالئمة ثنائيـة أو متعـددة األطـراف و . الستخدام أساليب التحري الخاصة هذه في سياق التعاون على الصعيد الدولي

يتعين أن يكون إبرام تلك االتفاقات أو الترتيبات و تنفيذها مع المراعـاة الكاملـة لمبدأ تساوي الدول في السيادة و يراعى في تنفيذها التقيد الصارم بأحكـام تلـك

.)1(االتفاقات أو الترتيبات من هـذه 2في حالة عدم وجود اتفاقات أو ترتيبات على النحو المبين في الفقرة

المادة ، يتخذ ما يقضى باستخدام أساليب التحري الخاصة هذه على الصعيد الدولي ات لكل حالة على حدة ، و يجوز أن تراعى فيها عند الضرورة الترتيبات من قرار

المالية و التفاهمات المتعلقة بممارسة الوالية القضائية من جانب الدول األطـراف المعنية و يجوز بموافقة الدول األطراف المعنية أن تشمل القرارات التي تقضـي

لدولي طرائق مثل اعتراض سبيل باستخدام أسلوب التسليم المراقب على الصعيد ا .البضائع و السماح لها بمواصلة السير سالمة أو إزالتها أو إبدالها كليا أو جزئيا

:ـ حمايــــة الشهـــــود 3

لم تغفل االتفاقية أهمية دور الشهود و المجني عليهم في تحصـيل الحقيقـة و ادة ضغوطا شديدة عليهم ، خاصة في مجال اإلجرام المنظم و الذي تمارس فيه ع

و لذا فقد تم تبني الخبرات المكتسبة من بعض الدول مثل إيطاليا في إعداد و توفير اإلجراءات و التدابير الخاصة بحماية الشهود و حمايـة أقـاربهم و األشـخاص المقربين إليهم إذا كان ذلك ضروريا ، و ذلك بهدف ضمان و توفير أشكال فعالة

ل التهديد أو االنتقام من الشهود الذين يدلون بشهادتهم فـي شـأن للحماية من أعماالجرائم المنصوص عليها في االتفاقية ، ويالحظ أن االتفاقية تنص علـى تـدابير

كانت واسعة االستخدام و معروفة في نطاق العمل الميداني بإيطاليا جـاءت بهـا .من االتفاقية 24نص المادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 68محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص / د 1 . 15/11/2000المؤرخة في من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 20ـ أنظر المادة

92

حيث تنص على أنه تتخذ كل دولة طرف تدابير مالئمة فـي حـدود إمكانياتهـا فعالة للشهود الذين يدلون في اإلجراءات الجنائية بشهادة بخصوص لتوفير حماية

الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية و كذلك أقاربهم ، و سـائر األشـخاص الـوثيقي .الصلة بهم حسب االقتضاء من أي انتقام أو ترهيب محتمل

مـن هـذه المـادة و دون 01في الفقرة ةيجوز أن يكون من التدابير المتوخا .مساس بحقوق المدعى عليه بما في ذلك حقه في الضمانات اإلجرائية الوضع قواعد إجرائية لتوفير الحماية الجسدية ألولئك األشخاص كالقيـام مـثال

بالقدر الالزم و الممكن عمليا بتغيير أماكن إقامتهم و السماح عند االقتضاء بعـدم .م أو بفرض قيود على إفشائهاإفشاء المعلومات المتعلقة بهويتهم و أماكن وجوده

توفير قواعد خاصة باألدلة تتيح اإلدالء بالشهادة على نحو يكفل سالمة الشـاهد كالسماح مثال باإلدالء بالشهادة باستخدام تكنولوجيـا االتصـاالت و منهـا مـثال

.وصالت الفيديو أو غيرها من الوسائل المالئمة ت أو ترتيبات مع دول أخرى بشأن تغييـر تنظر الدول األطراف في إبرام اتفاقا

.من هذه المادة 01أماكن إقامة األشخاص المذكورين في الفقرة .تنطبق أحكام هذه المادة كذلك على الضحايا من حيث كونهم شهودا

و أفردت االتفاقية مساحة جيدة لدعم و تقوية التعاون مع السـلطات القضـائية و هذه الجماعات عن طريق التشجيع على توفير بخاصة ممن كان ناشطا في إحدى

المعلومات المفيدة للتحقيق أو األدلة للسلطات المختصة حول شخصية و طبيعة و تكوين و بناء و عمليات االتصال و األنشطة الخاصة بهذه الجماعـات ذاتهـا أو االتصاالت التي تقوم بها مع التنظيمات اإلجرامية األخرى و الجـرائم التـي تـم

تكابها ، أو تلك التي تنوي الجماعات القيام بها ووسيلة هذا التشجيع هـي مـنح ارالحصانة أو تخفيف العقوبة و في جميع األحوال توفير سبل الحماية و لعل أبـرز

و التي تنص على تدابير تعزيـز 26األمثلة على ذلك ما تنص عليه المادة رقم . التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون

دولة طرف التدابير المالئمة لتشجيع األشخاص الذين يشاركون أو كانوا تتخذ كل اإلدالء بمعلومات مفيدة إلى األجهـزة يشاركون في جماعات إجرامية منظمة على

:المختصة ألغراض التحري و اإلثبات فيما يخص أمور منها مكانهـا أو هوية الجماعات اإلجرامية المنظمة أو طبيعتها أو تركيبها أو بنيتها أو

أنشطتها بما فيها الصالت الدولية بجماعات إجرامية منظمة أخرى أو الجرائم التي .ارتكبتها أو قد ترتكبها الجماعات اإلجرامية المنظمة

توفير مساعدة فعلية و ملموسة لألجهزة المختصة يمكن أن تساهم فـي تجريـد .الجريمةالجماعات اإلجرامية المنظمة من مواردها أو من عائدات

تنظر كل دولة طرف في إتاحة إمكانية اللجوء في الحاالت المناسبة إلى تخفيف عقوبة الشخص المتهم الذي يقدم عونا كبيرا في إجراءات التحقيـق أو المالحقـة

)1(بشأن إحدى الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 15/11/2000المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة المؤرخة في من اتفاقية األمم 24أنظر المادة 1

93

تنظر كل دولة طرف في إمكانية منح الحصانة من مالحقة ألي شـخص يقـدم عونا كبيرا في عمليات التحقيق أو المالحقة المتعلقة بجرم مشمول بهذه االتفاقيـة

.ونها الوطنيوفقا للمبادئ األساسية لقانمن هـذه 24تكون حماية أولئك األشخاص على النحو المنصوص عليه في المادة

.االتفاقيةمن هذه المادة موجودا في إحدى 01عندما يكون الشخص المشار إليه في الفقرة

الدول األطراف و قادرا على تقديم عون كبير إلى األجهزة المختصة لدى دولـة الطرفين المعنيتين أن تنظر فـي إبـرام اتفاقـات أو طرف أخرى يجوز للدولتين

ترتيبات وفقا لقانونهما الوطني بشأن إمكانية قيام الدولة الطرف األخرى بتـوفير .من هذه المادة 3،2المعاملة المبينة في الفقرتين

أما بخصوص الدعم و المساعدة الدولية في مجال مكافحة اإلجرام المـنظم فقـد أن تعمل الدول األطراف على تدعيم األنشطة التي تقوم بهـا نصت االتفاقية على

الشرطة في صراعها مع الجرائم المنصوص عليها في االتفاقية و يتحقـق ذلـك بصورة خاصة عن طريق قنوات االتصال بين السلطات المختصـة و الهيئـات بهدف توفير تبادل سهل و سريع للمعلومات الخاصة بجميع الجوانـب المتعلقـة

.جرائم المنصوص عليها في االتفاقيةبالتحقيق التعاون مع الدول األخرى األعضاء في إجراء عمليات البحث الخاصـة

بالجرائم المنصوص عليها في االتفاقية و المتعلقة بطبيعتها و أنشـطة و روابـط األشخاص المشتبه في مساهمتهم في هذه الجرائم أو اتصالهم بأشـخاص آخـرين

سيلة ، و كذلك العمليات الناتجة أو األموال المتحصلة عن هـذه منخرطين بأية واألفعال غير المشروعة و تحركات هذه األموال و األدوات و التجهيزات األخرى

المستخدمة أو تلك التي ينوي استخدامها الرتكاب هذه الجرائم ي توفير األدوات الضرورية أو المواد الالزمة للتحقيق أو التحليل القانون تسهيل التنظيم الفعال بين السلطات المختصة و الهيئات و تحريك عجلة التبـادل

.الخبراء و األشخاص بما في ذلك تعيين ضباط االتصالتبادل المعلومات مع الدول األخرى عن األدوات و المنـاهج المسـتخدمة مـن

ـ تخدام الجماعات اإلجرامية المنظمة بما في ذلك الطرق و وسـائل النقـل و اسالبطاقات الشخصية المزورة أو الوسائل األخرى التي تعمل على إخفـاء طبيعـة

.األنشطة غير المشروعةتبادل المعلومات و تنظيم اإلجراءات اإلدارية و اإلجراءات األخـرى المناسـبة

التي تهدف إلى الكشف عن الجرائم المنصوص عليها في االتفاقية بصورة مبكـرة )1(و التي تنص على أن 27صت عليها المادة و جميعها وسائل ن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدكتور محمود شريف بسيوني ـ الجريمة المنظمة عبر الوطنية ـ ماهيتها ووسائل مكافحتهـا دوليـا و 1 عربيا ـ دار الشروق

94

:ـ التعاون في مجال إنفاذ القانون 4 تتعاون الدول األطراف تعاونا وثيقا بما يتفق و الـنظم القانونيـة و اإلداريـة

الداخلية لكل منها من أجل تعزيز فاعلية تدابير إنفاذ القوانين الرامية إلى مكافحـة الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية ، و يتعين على كل دولة طرف أن تعتمد على وجه

:الخصوص تدابير فعالة من أجل تعزيز قنوات االتصال بين سلطاتها و أجهزتها و دوائرها المختصة و إنشاء تلك

القنوات عند الضرورة من أجل تيسير تبادل المعلومات بصورة مأمونة و سريعة عن كل جوانب الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية ، بما فـي ذلـك إذا رأت الـدول

.نشطة إجرامية أخرىاألطراف المعنية ذلك مناسبا ، صالتها بأي أالتعاون مع الدول األطراف األخرى فيما يتعلق بالجرائم المشمولة بهذه االتفاقيـة

:على إجراء تحريات بشأن هوية األشخاص المشتبه في ضلوعهم في تلك الجـرائم و أمـاكن وجـودهم و

.أنشطتهم أو أماكن األشخاص اآلخرين المعنيين .ممتلكات المتحصلة من ارتكاب تلك الجرائم حركة عائدات الجرائم أو ال حركة الممتلكات أو المعدات أو األدوات األخرى المستخدمة أو المراد استخدامها

.في ارتكاب تلك الجرائم القيام عند االقتضاء بتوفير األصناف أو الكميات الالزمة من المواد ألغـراض

.التحليل أو التحقيق ل بين سلطاتها و أجهزتها و دوائرها المختصـة و تشـجيع تسهيل التنسيق الفعا

تبادل العاملين و غيرهم من الخبراء بما في ذلك رهنا بوجود اتفاقات أو ترتيبـات .ثنائية بين الدول األطراف المعنية ، تعيين ضباط االتصال

تبادل المعلومات مع الدول األطراف األخرى عن الوسائل و األساليب المحـددة ي تستخدمها الجماعات اإلجرامية المنظمة بما في ذلك و حسب مقتضى الحال ، الت

الدروب ووسائط النقل ، و استخدام هويات مزيفة أو وثائق محورة أو مزيفة ، أو وسائل أخرى إلخفاء أنشطتها تبادل المعلومات و تنسيق التدابير اإلدارية و غيـر

المبكر عن الجرائم المشمولة بهذه اإلدارية المتخذة حسب االقتضاء لغرض الكشفلوضع هذه االتفاقية موضع النفاذ تنظر الدول األطـراف فـي إبـرام ; .االتفاقية

اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف بشأن التعاون المباشر بين أجهزتهـا )1( المعنية

وجدت و إذا لم تكن بإنفاذ القوانين ، و في تعديل تلك االتفاقات أو الترتيبات حيثماهناك بين الدول األطراف المعنية اتفاقات أو ترتيبات من هذا القبيل جاز لألطراف أن تعتبر هذه االتفاقية هي األساس للتعاون في مجال إنفاذ القوانين فيمـا يتعلـق بالجرائم المشمولة بهذه االتفاقية ، و يتعين على الدول األطراف كلمـا اقتضـت

فيد استفادة تامة من االتفاقات أو الترتيبات بما فيهـا المنظمـات الضرورة أن تستالدولية أو اإلقليمية لتعزيز التعاون بين أجهزتها المعنية بإنقاذ القوانين تسعى الدول األطراف إلى التعاون في حدود إمكانها للتصدي للجرائم المنظمة عبـر الوطنيـة

.التي ترتكب باستخدام التكنولوجيا الحديثة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 27ـ أنظر المادة 1

95

: ـ جمع و تبادل و تحليل المعلومات عن طبيعة الجريمة المنظمة 5 مات ألقت االتفاقية كثيرا من الضوء على ضرورة جمع و تبادل و تحليل المعلو

المتعلقة بطبيعة الجريمة المنظمة ، و الخبـرة التحليليـة و تقيـيم السياسـات و اإلجراءات القومية الهادفة إلى مكافحة الجريمة المنظمة ، و تعتبر تلـك األحكـام مرحلة تطور جديدة في النشاط الشرطي سواءا في مجال التحقيـق أو العمليـات

االتفاقية األحكام الخاصة لتلـك التـدابير كما أفردت . الميدانية للبحث و التحري :على النحو التالي 28السالفة الذكر على النحو المشار إليه في المادة

بتحليل ةتنظر كل دولة طرف في القيام بالتشاور مع األوساط العلمية و األكاديمي االتجاهات السائدة في الجريمة المنظمة داخل إقليمها و الظروف التي يعمل فيهـا اإلجرام المنظم ، و كذلك الجماعات المحترفة الضالعة و التكنولوجيات المستخدمة

تنظر الدول األطراف في تطوير الخبرة التحليلية المتعلقة باألنشـطة اإلجراميـة رة فيما بينها من خالل المنظمات الدولية و اإلقليمية ، و المنظمة و تقاسم تلك الخب

تحقيقا لهذا الغرض ينبغي وضع تعاريف معايير و منهجيات مشتركة و تطبيقهـا .عند االقتضاء

تنظر كل دولة طرف في رصد سياساتها و تدابيرها الفعلية لمكافحـة الجريمـة .ات و التدابير و كفاءتهاالمنظمة ، و في إجراء تقييمات لفاعلية تلك السياس

: ـ التدريب و المساعدة الفنية 6

لكي تستطيع األجهزة األمنية مواكبة و مالحقة أساليب الجريمة المنظمة أشارت االتفاقية إلى أهمية أن تمر تلك األجهزة بمرحلة تطورية عصـرية فـي نشـاط الشرطة سواء في مجال التحقيق أو العمليات الميدانية للمباحث العامة و خاصـة

يكون ذلك في إطار قيام الدول األكثر بالنسبة لإلعداد المهني و المساعدة الفنية و تطورا في هذا المجال بتسهيل عمليات التعاون مع أقرانها األقل خبرة و مقدرة

.فنية ألنها تشترك معها في المشاكل الناتجة عن هذه الظواهر اإلجراميةالخاصة بالتدريب و المساعدة الفنية على أن تعمل 29و لتدعيم ذلك نصت المادة

طرف قدر الضرورة على إنشاء أو تطوير أو تحسين برنـامج تـدريب كل دولةخاص للعاملين في أجهزتها المعنية بإنفاذ القانون و من بينهم أعضاء النيابة العامة و قضاة التحقيق و موظفو الجمارك و غيرهم من العاملين المكلفين بمنع و كشف

ز أن تشمل تلك البرامج إعـارة و مكافحة الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية ، و يجوالموظفين و تبادلهم و يتعين أن تتناول تلك البرامج على وجه الخصوص و بقـدر

:ما يسمح به القانون الداخلي ما يلي الطرائق المستخدمة في منع الجرائم المشـمولة بهـذه االتفاقيـة و كشـفها و

. مكافحتها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.15/11/2000المؤرخة في من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 28و 27: ـ أنظر المواد

96

الدروب و األساليب التي سوف يستخدمها األشخاص المشتبه في ضلوعهم فـي الجرائم المشمولة بهذه االتفاقية بما في ذلك دخول دول العبور و التدابير المضادة

.المناسبة .مراقبة حركة الممنوعات كشف و مراقبة حركة العائدات اإلجرامية أو الممتلكات أو المعدات أو غيرهـا

من األدوات و األساليب المستخدمة في نقل أو إخفاء أو تمويه تلـك العائـدات أو الممتلكات أو المعدات أو غيرها من األدوات و كذلك األساليب المسـتخدمة فـي

.ـ جمع األدلة . ة جرائم غسل األموال و غيرها من الجرائم المالية مكافح .أساليب المراقبة في المناطق التجارية الحرة و الموانئ الحرة المعدات و األساليب الحديثة إلنفاذ القوانين بما في ذلك المراقبة اإلليكترونيـة و

. التسليم المراقب و العمليات السرية ستخدمة في مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنيـة التـي ترتكـب الطرائق الم

باستخدام الحواسب أو الشبكة االتصاالت السلكية و الالسلكية أو غير ذلـك مـن .أشكال التكنولوجيا الحديثة

.الوسائل المستخدمة في حماية الضحايا و الشهود ـ رامج بحـث و تساعد الدول األطراف بعضها البعض على تخطيط و تنفيـذ ب

مـن هـذه 01تدريب تستهدف تقاسم الخبرة في المجاالت المشار إليها في الفقرة المادة و لهذا الغرض يتعين عليها أيضا أن تستخدم عند االقتضاء المـؤتمرات و الحلقات الدراسية اإلقليمية و الدولية لتعزيز التعاون و حفز النقاش حول المشاكل

.ا في ذلك مشاكل دول العبور و احتياجاتها الخاصة التي تمثل شاغال مشتركا بمتشجع الدول األطراف التدريب و المساعدة التقنيـة الكفيلـين بتيسـير تسـليم

المجرمين و المساعدة القانونية المتبادلة و يمكن أن يشمل هذا التدريب و المساعدة التقنية التدريب اللغوي و إعارة و تبادل الموظفين الذين يتولون مسـؤوليات ذات

.زية الصلة في السلطات أو األجهزة المرك

في حالة االتفاقات أو الترتيبات الثنائية أو المتعددة األطراف القائمة تعزز الدول األطراف بالقدر الضروري الجهود المبذولة لتحقيق أكبر زيادة ممكنة في أنشـطة

.العمليات و التدريب المضطلع بها في إطار المنظمات الدوليةالتي ) 1993( 827التوصية رقم ، اعتمد مجلس األمن الدولي 1993وفي سنة

شهرا فقـط و 18تتضمن إنشاء محكمة دولية ليوغوسالفيا سابقا و بعد إنشائها ب بسبب االنتهاكات العامة الخطيرة للقانون الدولي اإلنساني ، و خاصة بعد ارتكاب جرائم التعذيب التي بقيت دون إدانة مرتكبيها ، فإن مجلس األمن الدولي قد اعتمد

التي قرر بموجبها إنشاء محكمة دولية مهمتها تتمثل ) 1994( 955صية رقم التوفقط في محاكمة األشخاص الذين قد يكونوا مسئولين عن ارتكاب جـرائم اإلبـادة الجماعية أو انتهاكات خطيرة ألحكام القانون الدولي اإلنساني على إقليم روانـدا و

مسئولين على مثـل هـذه األفعـال أو كذا المواطنين الروانديين الذين قد يكونوا .االنتهاكات في أقاليم الدول المجاورة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .15/11/2000المؤرخة في من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة 29أنظر المادة

97

م األساسي للمحكمة هي التي تـنص و هكذا نجد المادة الثانية و الرابعة من النظا

على جناية اإلبادة الجماعية التي قد ترتكب أثناء النزاعات المسلحة الدولية و غير الدولية و كذلك االنتهاكات و المخالفات المنصوص عليهـا فـي المـادة الثالثـة المشتركة في اتفاقيات جنيف األربعة بالطريقة الموضحة في المادة الرابعـة مـن

المطبق 1977جوان /08وكول اإلضافي الثاني التفاقيات جنيف المبرم في البروت )1(في النزاعات الدولية المسلحة التي ليس لها طابع دولي

، الذي قدمه رئيسـها 2000و من خالل التقرير الصادر عن المحكمة خالل سنة مـن 32إلى الجمعية العامة لألمم المتحدة و كذا إلى مجلس األمن طبقـا للمـادة

التي تقضي بأن يقـدم ) 1994(955النظام األساسي للمحكمة و كذا التوصية رقم رئيس المحكمة الدولية لرواندا تقرير المحكمة إلى مجلس األمن و الجمعية العامة ، تتبين قائمة بعض األحكام الصادرة عن هذه المحكمـة متعلقـة إمـا بمحاكمـة

ائم إبادة الجنس البشري و االنتهاكات األشخاص المتهمين باألفعال التي تشكل جراألخرى للقانون الدولي اإلنساني المرتكبة في إقليم رواندا أو متعلقة بـالمواطنين

. الروانديين المتهمين بمثل هذه الجرائم في األقاليم المجاورةعلـى أن 1949المشتركة في اتفاقيـات جنيـف لسـنة 3و يبين نص المادة

بة في حالة قيام اشتباك مسلح ليست له صبغة دولية في أراضـي المخالفات المرتكأحد األطراف و هي أعمال العنف ضد الحياة و الشخص و على األخص القتـل . بكل أنواعه ، و بتر األعضاء و المعاملة القاسية و التعذيب ،و أخـذ الرهـائن

المزرية االعتداء على الكرامة الشخصية ، و على األخص التحقير و المعاملة إصدار األحكام و تنفيذ عقوبات دون محاكمة سابقة لها في الفترة الممتدة من بين

1999جويلية 01،و خالل الفترة الممتدة بين 1994ديسمبر 31جانفي إلى 01 . أصدرت المحكمة ثالثة أحكام ليكون مجموع األحكام 2000جوان 30إلى

جـانفي 27ففـي : تخص ثمانية متهمـين الصادرة عنها منذ قيامها سبع أحكام و تم اتهامه بتهمـة )ALFRED MUSEMA(، حاكمت المحكمة ألفريد موساما 2000

بتهمة اإلبادة الجماعية و هي المخالفة المشار إليها في الفقه الثالثة من المادة الثانية ية و همـا من النظام األساسي للمحكمة الدولية لرواندا و كذا بجنايتين ضد اإلنسان

القتل الجماعي و االغتصاب و هي المخالفات المشار إليهما على التوالي في الفقرة 1*و تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ) ج(و نقطة ) ب(الثالثة نقطة

تمت محاكمة جورج روجيو و هو مـواطن بلجيكـي و 2000جوان 01و في بالتحريض العلني و المباشر ، إذ اتهم 1994صحفي في رواندا خالل أحداث سنة

من 03فقرة 02المنوه عنها في المادة ) génocide(الرتكاب جريمة اإلبادة الجماعية فقـرة 03النظام األساسي للمحكمة و كذا بجريمة التعذيب المشار إليها في المادة

من النظام األساسي للمحكمة ، و تمت إدانة هذا الصحفي بعقوبة اثني عشـر ) ه( .ن نافذ سنة سج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبجريـدة األهـرام ـ مقال منشور "مكافحة الجريمة المنظمة عبر القارات "ـ بطرس بطرس غالي 1

08مصر ـ ص

98

باإلضافة إلى ذلك ، هناك بعض القضايا التي لم تفصل فيها المحكمة بعد ، مثـل من طرف نيابة المحكمة الدولية لرواندا ضد كـل مـن ناهامـان القضية المتابعة

)nahimana( باراغويزا ،)barayagwiza ( و نغاز)ngeze( إذ أن ملف هؤالء المتهمين قد ،و ال يزال مطروحا على غرفة االستئناف ، باإلضافة 2000سبتمبر 18افتتح في

.)1(فصل فيها إلى ملفات أخرى مطروحة حاليا على المحكمة و لم يتم الو تفسر المحكمة طول اإلجراءات بسبب الوقت المتطلب لترجمة الوثائق القضائية و كذا بسبب رفع االستئناف في األحكام التي تصدرها الغرفـة المختصـة فـي

مـن 72المحكمة أمام غرفة االستئناف و هو الحق المقرر للمتهمين في المـادة اإلجراءات السارية أمام المحكمة و كذا كيفيـة النظام األساسي للمحكمة التي تنظم

رارات من النظام األساسي للمحكمة استئناف الق 65تقديم األدلة ، كما تجيز المادة و تجدر اإلشارة أنه خالل شهر فيفري، تم إضافة فقرتين المتعلقة باإلفراج المؤقت

ضـرورة المذكورة أعاله بحيث تم تحديد نطاق اختصاص المحكمـة و 72للمادة الحصول على ترخيص من ثالثة قضاة تابعين لغرفة االستئناف لتشـكيل أحكـام

و قد كانت ثمرة هذا التعاون المتزايد بين أجهزة األمن سواء بطريـق ) 2 (المحكمةمباشر أو غير مباشر عن طريق منظمة الشرطة األوروبية أن اتسع مجال الحركة

التعاون الدولي و الحث علـى تبـادل لرجال األمن و القضاء في مجاالت تقوية و بصفة خاصة فيما يتعلـق بتحركـات رؤوس األمـوال ( المعلومات و البيانات

و العمل المشترك لإلعداد و التدريب و تبادل الخبرات و استخدام ) المشبوهة األجهزة و البحث في المجال الجنائي و علم اإلجرام و تقييم التشريعات المتعلقـة

.لتشخيص الظواهر اإلجرامية المنظمة بالتحقيقو قد اجتمع خبراء أمنيون مختصون في محاربة الجريمة المنظمة ينتمون إلـى

بلدا باإلضافة إلى مسؤولين عن منظمات دولية و محللون استخباراتيون لمـدة 35أيام متتالية في مدينة تروخيو اإلسبانية في ندوة تحت عنوانٌ معا لمحاربـة 047ريمة المنظمةٌ تم فيها تبادل المعلومات و التحاليل حـول الجريمـة المنظمـة الج

.العابرة للحدود التي صارت تقلق المسئولين األمنيين خالل السنوات األخيرةو لقد استفادت الجريمة المنظمة من التكنولوجيات الحديثة و من انهيار المعسكر

ات، و لتجعل األجهزة األمنيةاالشتراكي السابق، لتنتشر في مختلف القارمواجهـة الجريمـة العـابرة يات القضائية في حالة ال تستطيع معهـا و الصالح

فعالة على العناصر األساسية التـي تسـاهم تلما ألجهزتها من قوة تأثيرا.للحدودبصفة مباشرة في تفعيل نشاطها ذلك أن القوة االقتصادية للمافيا حقيقة و اكتسابها

جهات رسمية أحيانا أخرى يسهل ؤتكنولوجية مؤكدة باإلضافة إلى تواطللخبرات العملياتها اإلجرامية المعقدة بإضفاء الشرعية عليها مـن أهمهـا عمليـة ذمن تنفي

ذلـك أن . تحويل األموال النقدية و توظيفها ثم من بعد ذلك تكديسها أو إدماجهـا . تمثل في تبييض أموالهاالشغل الشاغل لكل التنظيمات المافياوية العالمية ي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 Nation unies , l’assemblée générale , conseil de sécurité document Internet n° A/55/435-S/2000/927DU2 OCTOBRE 2000 , P 4 2 Nation unies , rapport du 02/10/2000 document Internet n° a55/435 – s/2000/927

99

الجريمة المنظمة ةالعقبات التي تعيق التعاون الدولي لمكافح: ـ المطلب الثالث

بالرغم من اقتناع كل دول العالم بخطورة الجريمـة المنظمـة لمـا للنشـاط

تمارسه عصاباتها من تعدي علـى الحقـوق األساسـية لألفـراد اإلجرامي الذي إال أن هناك عـدة .بمختلف أنواعها ، و عملها على إيجاد آليات قانونية لمكافحتها

عقبات تعيق هذا التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة ، ممـا يشـكل دافعـا نها من أثار سلبية لعصاباتها على االستمرار في نشاطاتها اإلجرامية و ما ينجر ع

على حرية األفراد و اقتصاديات المجتمعات ، وهذه العقبات و إن كان تطرقنا إليها على سبيل المثال ال الحصر منها ما هو قانوني من حيث عدم تحديد تعريف موحد للجريمة المنظمة و إنكار بعض الدول و الحكومات لهذه الظاهرة بذاتها و كـذلك

ومنها ما هـو عملـي .ات الدولية في مواجهة الجريمة المنظمةعدم فعالية االتفاقييتلخص في محدودية إمكانيات المكافحة لدى بعض الدول النامية وكـذا اعتمـاد بعض الدول للسرية المصرفية مما يصعب اكتشاف أمـوال عصـابات الجريمـة

.المنظمة المتحصل عليها بطريقة غير مشروعة

ــــــــةالعقبــــات القانوني: أوال هي جريمة داخلية بطبيعتها و نتائجهـا ال " الوطنية " إن الجريمة المنظمة المحلية

تثير مشاكل قانونية بين الدول فيما يتعلق بـالتحري و التحقيـق و المحاكمـة أو القانون الواجب التطبيق ، أما الجريمة المنظمة العابرة للحدود عبر الوطنية بالنظر

.كل قانونية عديدة نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر لخصائصها تثير مشا يعتبر تعريف الجريمة المنظمة : ـ عدم تحديد تعريف موحد للجريمة المنظمة 1

العابرة للحدود من الناحية القانونية من المناطق الملغمة رغم أهمية ذلك بالنسـبة ـ للسلطات القضائية ، و لقد اتجه المشرع أحيانا إلى إيراد فـي صـلب فتعار ي

القانون الجزائي وعلى الرغم من انتقاد مسلك المشرع هـذا ، إال أننـا نـرى أن أن : " البعض يبالغ في أهمية التعاريف في مـتن القـانون الجزائـي إذ يقـول

التعاريف هي الركيزة التي يستند عليها القانون بل أنها تمثل جوهر القانون و تمنح لة للتدخل بإيقاع العقاب على مرتكبي النشاط اإلجرامي ، و المبررات القانونية للدو

وقد سلكت القوانين فـي تعريـف " بدون وجود التعريف فانه ليس هناك جريمة )1(الجريمة المنظمة احد االتجاهات الثالثة التالية

و الذي يرى عدم إيراد تعريف للجريمـة المنظمـة العـابرة : االتجاه األولـ ، و من القوانين التي أخذت بهذا االتجاه القانون الفرنسي إال من خـالل )2(للحدود

الجرائم التقليدية أو بتجريم المشاركة في عصابة إجرامية وهو ما نصـت عليـه . )3(من قانون العقوبات 1فقرة 450المادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 22ـ المرجع السابق ـ ص ـ كوركيس يوسف داود 1ـ تسمى الجريمة العابرة للحدود لعدة تسميات مثل الجريمة المنظمة العـابرة لألوطـان أو األقطـار أو 2

.العالمية أو عبر الوطنية Art 450/02 du code pénal français paris Dalloz 1999 p 805 ـ أنظر 3

100

و القانون الجزائري الذي 1997الصادر عام وكذلك القانون األلماني و البولندي

يحمل في ثناياه بصمات التشريع الجنائي الفرنسي مما يجعل دراسـات البـاحثين تنصب على بعض التشريعات في مواجهة بعض الجرائم مثل اإلرهاب و الجرائم

.االقتصاديةالمنظمة يعرف الجريمة المنظمة العابرة للحدود خاصة و الجريمة: االتجاه الثاني

عامة بداللة المنظمات اإلجرامية التي تضطلع بأنشطتها ، و من القـوانين التـي الخاص بالمنظمـات 1997سلكت هذا االتجاه القانون الجنائي الكندي المعدل عام

اإلجرامية ، و القانون االيطالي الذي عرف المنظمة اإلجرامية من نوع المافيا في تعتبـر "لجنائية االيطالية التي تـنص علـى انـه مكرر من المجلة ا 416المادة

متى لجأ عناصرها إلى الترويع و اإلخضاع ، وقانون الصمت النـاجم : مافيوزية عنها الرتكاب جرائم بهدف التمكين مباشرة أو غير مباشـرة مـن التصـرف أو مراقبة أنشطة اقتصادية ، قروض ، رخص ، عقود أشـغال عامـة أو خـدمات

حصول على منافع غير مشروعة لحسابها الخـاص أو لفائـدة عمومية بغرض ال ." الغير

و الذي يعرفها في صلب القانون الجزائي و من القـوانين التـي : االتجاه الثالثمنـه 210أخذت بهذا االتجاه قانون العقوبات الروسي ، حيـث عرفـت المـادة

ظمـة و متحـدة جريمة ترتكب من قبل مجموعة من" الجريمة المنظمة عامة بأنها ت بهدف ارتكاب جرائم خطيرة أو ترتكب من قبل جمعية العصابة اإلجرامية أنشأ

ت لنفس الغرض وسار على نفس االتجاه كـل مـن قـانون أنشأالمنظمة و التي . )1(و قانون عقوبات جمهورية الصين الشعبية يالعقوبات اللوات

الجريمـة المنظمـة مبـدأ ومن أهم نتائج عدم تحديد األفعال التي تدخل ضمن الشرعية حيث نجد عدم مسالة الشخص إال عن سلوك حددت عناصره القانونية و العقوبة الواجب توقيعها مسبقا ، حتى يتاح للقضاة فرصة أعمـال سـلطاتهم فـي

جرمـة وفقـا مإضفاء الصفة الجنائية على الفعل و منه التكييف القانوني للواقعة ال . كان لزاما عليهم الحكم بالبراءة لنموذجها القانوني و إال

ال جريمة و " و الفكرة األساسية من وراء ذلك هي كفالة الضمانات الالزمة لمبدأ وفي هذا السياق يتعين تبيان األوصـاف الجنائيـة للجريمـة " ال عقوبة إال بنص

)2(المنظمة العابرة للحدود الوطنية بشكل محدد و فقا لما يتطلبه نموذجها القانوني و كما ذكرنا سالفا فان الجريمة المنظمة العابرة للحدود هي من طائفة الجـرائم

الجماعية التي تتطلب لقيام ركنها المادي فاعلين متعـددين ، وبمفهـوم المخالفـة تخرج طائفة الجرائم الفردية التي يرتكبها الفاعل الوحيد أو باالشتراك مع آخرين

.ريك أو شركاء متعددينفي صورة فاعل مع غيره أو مع ش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إجرام منظم وطني أو إقليمي وإجرام منظم دولـي أو : ـ تحليل اإلجرام المنظم يسفر تقسيمه إلى نوعين 1 .عابر لألوطان أو الحدود

قيات الدوليـة و القـوانين الوطنيـة ـ دار ـ فائزة يونس الباشا ـ الجريمة المنظمة في ظل االتفا / ـ د 2 . ـ 187ـ ص 2002النهضة العربية ـ سنة

101

وعليه يمكن القول أن المساهمة الجنائية في الجريمة المنظمة العابرة للحدود هي يمكن بأي حال من األحوال العمل على فصـل و و ال. جزء من تكوينها الداخلي

ئها أو هيكلها التنظيمي ، و ما تسـتلزمه مـن تجزئة النشاط اإلجرامي عن أعضاتخطيط و تنظيم و استمرارية باعتبارها من طائفة الجرائم الجماعية التي تنصـهر فيها إرادة الفرد مع مصلحة الجماعة ، وهو ما يجب أن تستوعبه نظرية متكاملـة

جريمـة للجريمة المنظمة العابرة للحدود عندما تولي المساهمة الجنائية في هذه المـن " منظمين ، مدبرين و مخططـين " اهتماما ، بهدف كفالة عدم تهرب الجناة

الوقوع تحت طائلة العقاب ، و يصدق ذلك بالنسبة للمساهمين بالمساعدة االتفاق أو غيره ، الذين قد يؤدي تطبيق األحكام العامة بشأنهم إلى عدم نيلهم الجزاء ، لذلك

المساهمة الجنائية األصلية و التبعيـة و المسـاهمة يجب مراعاة أوجه التباين بين الجنائية المتطلبة في الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، التي تستلزم وجود مشروع إجرامي متكامل قائم على التنظيم و االستمرارية فضال عن تعدد الفعلـة ووحـدة

)1(الجريمة :إنكار بعض الدول لهذه الظاهرة اإلجراميةـ 2 هناك من الدول و الحكومات من تنكر حدوث الجريمة المنظمة العابرة للحـدود

على أراضيها بل و تمتنع عن اإلشارة إلى حدوثها بأي من الدول القويـة ، ففـي على االتجار في النساء و yakusaاليابان كما سبق اإلشارة إليه فان سيطرة جماعات

تحت أنظار السلطات المحليـة التـي ال الجنسي هاألطفال و استغاللهم في الترفي، باإلضافة إلى ما يجري في الـدول )2(تبدي أي اهتمام لهؤالء النساء و األطفال

النامية و الديمقراطيات الحديثة التي تقبل االستثمار في أراضيها بمـوارد ماليـة مصدرها أرباح متحصلة من نشاطات إجرامية لعصابات الجريمة المنظمة ، بـل

.م بالتستر عليها ، وذلك بهدف إنعاش اقتصادهاوتقوكما أن هناك بعض الدول ال تعطي بعدا كميا و ملموسا لحجم المشكلة و التي قـد

.تعني باقي الدول يتصور البعض أنها مشكلة داخلية ، محلية ، الو من هنا يمكن القول أن تجاهل تلك الحقائق يساعد بالتأكيد على إنكـار وجـود

)3(و حتى محاولة إيجاد حل لهاالمشكلة أففي روسيا مثال فان التعداد الهائل للسكان طرأت عليه تغيرات سياسية و اجتماعية و اقتصادية أدت إلى انهيار االتحاد السوفيتي السابق ، هذا االنهيار أتاح الفرصـة لظهور الجريمة المنظمة التي تزايدت أنشطتها اإلجرامية بصورة واضحة بسـبب

ية الواسعة التي منحت لمواطني هذا البلد في السفر إلى الخارج ، و فـرض الحر . )4(التجارة الدولية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 187فائزة يونس الباشا المرجع السابق ص / د 1 147ـ 145ـ مروك نصرالدين ـ المرجع السابق ـ ص 4، 3، 2

102

و تحرير رؤوس األموال الدولية من والى االتحاد السوفيتي السابق و إلى مختلف الجمهوريات األخرى على نحو غير متعمد امتـدت أنشـطة الجريمـة المنظمـة

بمـا فـي ذلـك الموجودة في االتحاد السوفيتي السابق إلى مختلف أنحاء العـالم .الواليات المتحدة األمريكية

المنظمة خطرا كبيرا على الدولة الروسية و كافة مؤسساتها هذا و تشكل الجريمة وهو أمر أدركته الحكومة الروسية فقد صرح بوريس التسـين الـرئيس السـابق

لقد أصبحت الجريمة : " قائال 1993لالتحاد السوفيتي في إحدى خطبه في فبراير .."ني لروسياالمنظمة الخطر األول الذي يهدد المصالح اإلستراتيجية و األمن الوط

و باإلضافة إلى ذلك فقد اعترف المجلس الروسي لمكافحة الجريمـة المنظمـة بان الجريمة المنظمة في السنوات األخيرة في االتحاد " الذي أنشأه بوريس التسين

السوفيتي قد تدهورت بصورة حادة ، ذلك أن معدل الجريمة و ميله نحو االرتفاع صالح و يشكل خطرا علـى الركـائز األساسـية يشوه على نحو خطير مسار اإل

."للدولة الروسية و الشرعية الدستورية و امن المواطنهذا و قد تزايدت أنشطة الجريمة المنظمة في روسيا بصورة هائلة بعد انحسـار الشيوعية الن البنية السياسية و االجتماعية للبالد لم تكن على اسـتعداد لمواجهـة

ظل الشيوعية كان من المستحيل من النـاحيتين الفلسـفية و اإلجرام المنظم ، ففي السياسية على األجهزة الحاكمة أن تعترف بأنشطة الجريمـة المنظمـة ذلـك أن الجريمة المنظمة في ظل الشيوعية كانت تقدم للمواطنين الروس من خالل السوق

لك فان السوداء خدمات كثيرة لم تكن متاحة عن طريق الحكومة ، باإلضافة إلى ذعناصر النظام الشيوعي كانت تقوم بدور جماعات الجريمة المنظمة في ارتكـاب أعمال الفساد الروتيني ، وهي حقيقة أخرى لم يكن من الممكن أن تعتـرف بهـا

.الحكومة و نتيجة لذلك لم يتم وضع أية أدوات قانونية لمواجهة الجريمـة المنظمـة ، و

مدت جماعات الجريمة المنظمة نفوذهـا إلـى عندما سقطت الشيوعية في روسيا الحركة الجديدة الرأسمالية ، بسبب خلو القوانين الروسية القائمة من أية ضوابط أو

.أدوات قانونية تحكم الظاهرةهذا و من أخطر أعمال عناصر الجريمة المنظمة الروسـية تهريبهـا للمـواد

" اليورانيـوم "و " البلوتونيوم"ئفة النووية و االتجار فيها ، و يندرج تحت هذه الطابكمية أو بتخصيب يقل عن المستويات التي يمكن استخدامها في السالح فـالمواد التي تندرج تحت هذه الطائفة يسهل الحصول عليها عـن طريـق السـرقة مـن المنشآت النووية أو الصناعية أو البحثية ، و أن االتجار فيهـا أمـر فـي غايـة

لدول النامية ألنه يمكن أن يستخدم في الصراعات القائمـة الخطورة خاصة على ا )1(بين أفراد الوطن الواحد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 143و 139ـ نصر الدين مروك ـ المرجع السابق ـ ص 1

103

:عدم فعالية بعض االتفاقيات الدولية ـ 3 لقد أتبث الواقع العملي عن عدم فعالية بعض االتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة

الجريمة المنظمة مثل تلك المعنية بالرق و العبودية أو األنشطة المتصلة بهـا ، و االتجار في األشخاص و األعمال المتعلقة بالدعارة الدولية ، وخيـر ذلـك هـو

المعنيـة 1944ن دول العالم على اتفاقية تصديق خمسة و عشرون بالمائة فقط مبالحد من االتجار في األشخاص و الدعارة في كافة صورها ، كما يضـاف إلـى ذلك نقص االتفاقيات اإلقليمية لمكافحة هذه الظاهرة بالرغم من وجود العديد مـن

.المنظمات اإلقليمية التي تتولى موضوعات عديدة تتعلق بتلك المناطق تفاقيات الدولية استلهمت سياسة جنائية تهدف إلى القضاء على ارتكاب كما أن اال

الجرائم بالنظر إلى أثارها ، و ليس إلى األسباب المؤدية إليها ، خاصـة إذا مـا .وضع في االعتبار أنماط اإلجرام المنظم العابر للحدود اإلقليمية

صـالح االقتصـادية وقد وضع في االعتبار عند صياغة االتفاقية تقليل أهمية المالناتجة عن الجريمة المنظمة و في نفس الوقت خلق الظروف التي تـؤدي إلـى

.وجود بدائل اجتماعية لالنحراف و مما تجدر اإلشارة إليه أنه و أثناء إعداد مشروع اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة

ة المنظمة الجريمة المنظمة عبر الوطنية و عند التوسع في دراسة موضوع الجريمعبر الوطنية أدى إلى اتساع الهوة بين الوفود المشاركة و اختالف وجهات النظر

.بين ممثلي الوفود المختلفة التي زادت من تحفظاتها على أحكام االتفاقيةمن ميثاق األمم المتحـدة ذريعـة 7فقرة 02كما تتخذ بعض الدول من المادة

قصد محاربة الجريمة المنظمة في إقليمها لرفض تدخل أية دولة أو منظمة أجنبية .بحجة أن المادة السالفة الذكر ال تسمح لها بذلك

كما تتخذ بعض الدول األطراف الموقعة على اتفاقيـة األمـم المتحـدة لمكافحـة الجريمة المنظمة من مادتها الرابعة و المتعلقة بصون السيادة ذريعة لذلك و التـي

: تنص على أنه دول األطراف التزاماتها بمقتضى هذه االتفاقية على نحو يتفـق مـع ـ تؤدي ال

مبدئي المساواة و السيادة و السالمة اإلقليمية للدول ، ومع مبدأ عدم التدخل فـي .الشؤون الداخلية للدول األخرى

ـ ليس في هذه االتفاقية ما يبيح لدولة طرف أن تقوم فـي إقلـيم دولـة أخـرى ئية و أداء الوظائف التي يناط أداؤها حصرا بسلطات تلـك بممارسة الوالية القضا

.)1(الدولة األخرى بمقتضى قانونها الداخلي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمن اتفاقية األمم المتحدة المتعلقـة بمكافحـة الجريمـة المنظمـة عبـر الوطنيـة، بتـاريخ 18ـ المادة 1

15/11/2000 .

104

كما تنص نفس االتفاقية على مسألة المساعدة القانونية المتبادلة و التـي يكـون

التعاون فيها و فقا للقانون الداخلي للدولة الطرف متلقية الطلب ، وعنـد اإلمكـان .و فقا إلجراءات المحددة في الطلب

وبذلك فانه حسب اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة يجوز رفض تقديم : المساعدات القانونية المتبادلة

ـ إذا رأت الدولة الطرف متلقية الطلب أن تنفيذه قد يمس سـيادتها أو أمنهـا أو .نظامها العام أو مصالحها األساسية األخرى

للدولة الطرف متلقية الطلب أن يحظر علـى ـ إذا كان من شان القانون الداخلي سلطاتها تنفيذ اإلجراء المطلوب بشان أي جرم مماثل ، لو كان ذلك الجرم خاضعا

.لتحقيقات أو مالحقات أو إجراءات قضائية في إطار واليتها القضائية ـ إذا كانت االستجابة للطلب تتعارض مع النظام القانوني للدولة الطرف متلقيـة

.يما يتعلق بالمساعدة القانونية المتبادلة الطلب فـ يجوز للدولة الطرف متلقية الطلب تأجيل المساعدة القانونية المتبادلـة لكونهـا

.)1( تتعارض مع تحقيقات أو مالحقات أو إجراءات قضائية جاريةكما أكدت بعض الدول كذلك أن مبدئي سيادة الدولة و عدم التدخل فـي الشـؤون

ول األخرى يتطلب أن تطبق االتفاقية على الجرائم العابرة للحدود فقط الداخلية للدومع ذلك جادلت دول أخرى في أن هناك كثيرا من المواد مثـل تلـك الخاصـة بالتحقيق و التدريب و المساعدة الفنية تطبق عمليا على اإلجرام المـنظم بصـفة

يمية ، وتقـرر فـي عامة مهما كانت المقتضيات الخاصة بسمة عبور الحدود اإلقلهذه النقطة أن تكون االتفاقية متسمة بالمرونة تجاه بعض المواد الخاصة باإلعداد و التدريب و المساعدة الفنية و تستطيع الدول األطراف أن تسمح تدريجيا بالتطبيق

. )2(الموسع لالتفاقيةالمنظمة العابرة للحدود ـ و على الرغم من المشاكل القانونية التي تثيرها الجريمة

فان المجتمع الدولي يسعى لبدل جهود كبيرة ترمي إلى مكافحتها و منـع إفـالت مرتكبيها من العقاب باعتبارها إحدى عمليات الضبط االجتماعي التي يضمن بهـا المجتمع امتثال جميع أفراده أو جماعاته للقيم التي يأخذ بها و النظم التـي يسـير

.انه و استقرارهعليها حفظا لكيإال أن هذه الجهود المبذولة ال تكفي وحدها للقضاء بصفة نهائية و جذرية علـى

هذا النوع من الجرائم الخطيرة و المعقدة في ظل غياب تعاون دولـي بمختلـف شرائحه االجتماعية من أبسط مواطن في الدولة الواحدة إلى أعلى قمة فـي هـرم

.ة السلطة لدولة متقدمة و مزدهر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 2000من اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية سنة 18ـ المادة 1 . 63ـ محمود شريف بسيوني ـ المرجع السابق ـ ص 2

105

العقبـــــات العمليــــــة: ثانياـ إن الجهود التي تبذلها عدة دول و منظمات دولية و إقليمية ، حكوميـة وغيـر

حكومية ، من اجل إيجاد آليات قانونية فعالة كفيلة بالحد من نشـاطات عصـابات الجريمة المنظمة و مكافحتها للقضاء عليها، قوبلت من طرف بعض الدول بتجاهل

لية ، و أن هذا الموقـف و إن أحكامها، وذلك العتبارات سياسية أو لظروف داخكان فيه جزء محدود من المنفعة المادية لهذه الدول ، إال انه ينعكس سلبا و بمرور

و أن هذا النوع من العقبات .دي و كيانها السياسي الزمن على استقرارها االقتصاالتي تعيق التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة ال يمكـن حصـره فـي

على سبيل المثال ة لكثرتها و تنوعها مما يجعلنا نذكر البعض منهامجموعة محدد : ـ السرية المصرفية 1من أهم العقبات التي تقف عائقا أمـام إلى وقت قريب السرية المصرفية كانت

االطالع علـى تشكل حاجزا دون كانت مكافحة جريمة تبييض األموال بحيث أنهاح ملجأ لألموال المشبوهة و في ذلك يقـول احـد بالتالي تصبالودائع المصرفية و

: " و الذي يسعى إلى إبطال نظام السرية المصـرفية زيغلـر نالنواب السويسرييداخل مصارفنا و تخرج ثانية في مظهر محترم رتختفي األموال القدرة في المغاوي

و يدخل السر المصرفي بمعناه الواسع تحـت غطـاء سـر . )1(جاهز للتوظيف و تحديدا الواجب الملقى على عاتق المصـرف بعـدم إفشـاء األسـرار المهنة

المصرفية التي ألت إليه بحكم وظيفته أو بموجب القيام بها، و بمعناه الضيق فهـو الواجب الملقى على عاتق المصرف بعدم إفشاء األسرار التي حاز عليهـا بفعـل

وأن )2( إلفشـاء وظيفته و ذلك بموجب نصوص قانونية تفرض التكتم و تعاقب اسرية األعمال المصرفية و الحسابات الرقمية في بعض البلدان تشكل حـائال دون

و يبقـى بـذلك .تعقب تلك األموال غير المشروعة بقصد ضبطها و مصـادرتها التعاون الدولي الهادف إلى السيطرة على غسيل األموال و على اسـتخدام تلـك

غير مشروعة هي اقل أساليب التعاون بين األموال التي تم الحصول عليها بطريقة الدول تطورا ، ذلك أن النظام المالي العالمي ال يرغب في تدخل السلطات لتفرض القانون و كذا تعقبها لألموال غير المشروعة ، و تبقى وسيلة وحيدة للسيطرة على

و إال أن دول العـالم .دخول األموال إلى النظام المالي غسيل األموال و هي نقطةفي الوقت الحاضر حرصت على رفع واجب السرية الملقى على عاتق موظـف البنك و عوضته بواجب اإلبالغ عن األموال المشكوك فـي مصـدرها و منهـا

المـؤرخ فـي 10ـ 10المشرع الجزائري الذي نص على ذلك في قانون رقم أوت 26المـؤرخ فـي 04ـ 10يتضمن الموافقة على األمـر 27/10/2010

و 2003أوت 26المؤرخ فـي 11ـ 03الذي يعدل و يتمم األمر رقم 2010المتعلق بالنقد و القرض و يبقى مع ذلك النجاح في القضاء على هـذه الظـاهرة متعلق بمدى التزام المؤسسات البنكية لهذه الدول بما جاء في النصوص القانونيـة

.التي أصدرتها في سبيل مكافحة الجريمة المنظمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.45ص 1990.لبنان بيروت .منشورات حسون الثقافية " . قانون العقوبات االقتصادي." غسان رياح 1 ـ 10ص .لبنان .ثة للكتاب طرابلس المؤسسة الحدي. " السر المصرفي " روكس رزق 2

106

: ـ ضعف أجهزة المراقبة 2

إن الوسائل المتطورة التي تستعملها عصابات الجريمة المنظمة تتعدى إمكانيات األجهزة القائمة على تنفيذ القانون في معظم دول العالم خاصة الدول السائرة فـي

.طريق النمو والديمقراطيات الحديثة ريمـة فمعظم تلك الدول ال تملك تشريعات لتنفيذ آليات التعاون الدولي لمكافحة الج

المنظمة العابرة للوطنية ، حتى و إن كان لديها مثل تلك التشريعات فإنهـا غيـر كافية ، و ال يوجد إال في عدد قليل من الدول تشريع وطني شـامل يسـمح لهـا باستخدام تلك اآلليات بطريقة منسقة و متكاملـة ، و بالتـالي فـان الصـعوبات

دم كفاية الموارد لدى هـذه الـدول البيروقراطية و نقص المهنيين المدربين ، وعتساهم في ضعف و عدم فعالية التعاون الدولي في مكافحـة الجريمـة المنظمـة

.العابرة للحدودو باستقراء اتجاهات السياسة التشريعية المقررة لمواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية نجدها متباينة فمن ناحية هناك تشريعات تتميز بالثراء التشريعي التخاذها إجراءات فعالة و ايجابية للتصدي لهذه الظاهرة ، في حين تقابلها

بسبب بطئ تطور سياستها الجنائية بالنظر تشريعات أخرى تفتقر إلى آليات ناجعةللتطور السريع الذي تشهده الظاهرة اإلجرامية المنظمة و عدم تقيدها بحدود دولة

من اتفاقية فينا على ضرورة إنشاء 12في فقرتها 12معينة و لقد نصت المادة لمراقبة التجارة الدولية تسهيال لكشف الصفقات المشبوهة و إبالغ السلطات

مختصة عنها للقيام بالمالحقة و التحقيق ، و قد قامت الدول المهتمة بمكافحة ال: عمليات تبييض األموال بإنشاء أجهزة متخصصة في هذا المجال و منها

internal revenue services (irs) في الواليات المتحدة األمريكية و هيئةفي )Hustrac(ترالية في فرنسا و الوكالة المركزية االس )trac fin(تراكفين

.استراليا و لجنة المراقبة لمنع تبييض األموال في لبنانومع ذلك ال تزال أجهزة المراقبة تعاني بعض النقائص تحد من فعاليتها و تتعلق هذه النقائص خصوصا بتنوع القانون المطبق و الغموض في المهمات الملقاة على

إلى اإلشارة بعدم وجود تنسيق )GAFI(عاتقها ، مما أدى بمجموعة العمل المالي 1*بين مختلف األجهزة التي تقوم بمكافحة جريمة تبييض األموال

تلك األسباب و غيرها شكلت تحديا أمام صانعي السياسة الجنائية و المتخصصين في نظرية القانون ، وحالت دون اتخاذ مواقف موحدة ، لذلك فانه على التشريعات

داء دورها في إجراء دراسات منهجية و ميدانية للوصول إلى الوطنية أن تقوم بأأفضل آليات مكافحة الجريمة المنظمة ، و أن تتخذ من السياسة التشريعية الدولية المقررة بموجب االتفاقيات الدولية نبراسا تسترشد به للوصول إلى نتائج أفضل و

ت اإلجرامية لعصابات لتدعيم أواصر التعاون الدولي من اجل القضاء على النشاطا .الجريمة المنظمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 Dr / Djihad azou « la lutte contre le blanchiment de l’argent et de la drogue dans le monde.p 44

107

انسجام التشريع الجزائري بالقانون الدولي : ـ المبحث الثالث

إن الدساتير الثالثة التي عرفتها الدولة الجزائرية و التي تمت المصادقة عليهـا

عن طريق االستفتاء ، بالرغم من أن كل منها جاء في سياق سياسي و اقتصادي و اجتماعي خاص ، إال أنها كلها تؤكد على تمسك الجزائر بمبادئ حقوق اإلنسـان

نها، إذ أنها تتبنى المبادئ و األهداف التي المعلن عنها في المواثيق الدولية و ضماتضمنتها مواثيق األمم المتحدة وكذا منظمة الوحدة اإلفريقية و الجامعة العربية و ذلك بانضمامها إلى العديد من االتفاقيات و النصوص الدولية و التزامهـا بهـا، و

نوعهـا و إلى التعاون الدولي لمكافحة الجرائم مهمـا كـان مالعمل على االنضماالعمل على النص على آليات مكافحتها في تشريعها الداخلي ، وهذا مـا سـوف

التـزام المشـرع : نتطرق إليه في مطلبين منفصلين نتناول في المطلـب األول الجزائري بالمواثيق الدولية و في المطلب الثاني نتناول اآلليات القانونية لمكافحـة

. الجريمة المنظمة

المشرع الجزائري لالتفاقيات الدولية تطبيق: ول األ المطلب يكمن موقف المشرع الجزائري من المواثيق الدولية المتعلقة بمحاربة الجريمـة

المنظمة عبر الوطنية في عزمه على تكريس ما تقضـي بـه هـذه المواثيـق و ـ ى االتفاقيات الدولية و جعلها في مرتبة أسمى من التشريع الداخلي ، و بنـاءا عل

ذلك فإننا قسمنا هذا المطلب إلى الفرع االول و نتنـاول فيـه التـزام المشـرع الجزائري بتضمين تشريعه الداخلي بالمواثيق الدولية و الفرع الثاني نتناول فيـه

.انتهاج مبدأ سمو االتفاقيات الدولية على التشريع الداخلي

:لية و اإلقليميةانضمام المشرع الجزائري إلى االتفاقيات الدو: أوال

بالخطورة التـي تـنجم عـن توسـع انطالقا من اقتناع المشرع الجزائري نشاطات عصابات الجريمة المنظمة على األفراد و الدول أعلن انضـمامه إلـى مختلف االتفاقيات الدولية و اإلقليمية التي تعمل من اجل محاربة هـذه الظـاهرة

صد القضاء عليها و من معات الدولية ، و ذلك بقاإلجرامية التي استفحلت في المجتفلقد صادق المشرع الجزائري على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار أجل ذلك

.20/12/1988غير المشروع بالمخدرات و المؤثرات العقلية الموافق عليها في ار غيـر فلقد صادق المشرع الجزائري على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتج

.20/12/1988المشروع بالمخدرات و المؤثرات العقلية الموافق عليها في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المعاهدات التي يصادق عليهـا رئـيس " التي تنص على أن 1989من الدستور الجزائري لسنة 123المادة

"عليها في الدستور ، تسمو على القانون الجمهورية ، حسب الشروط المنصوص

108

25: و صادق على االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب الموقعة بالقاهرة بتاريخ

.)1( 1998افريل 22الموافق 1418ذي الحجة و صادق على اتفاقية منظمة الوحدة اإلفريقية للوقايـة و مكافحـة اإلرهـاب

14إلى 12الخامسة و الثالثين المنعقدة بالجزائر من المعتمدة خالل الدورة العادية )2(1999يوليو سنة

و صادق على االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب المعتمدة من طرف الجمعية .)3( 1990ديسمبر 9العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ

و صادق على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمـة عبـر الوطنيـة )4(2000نوفمبر 15المعتمدة من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ

و صادق على بروتوكول منع و قمع االتجار باألشـخاص خاصـة النسـاء و الجريمة المنظمـة عبـر الوطنيـة األطفال المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة

)5( 2000نوفمبر 15المعتمد من قبل الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ و صادق على بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر و البحر و

الجو المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية المعتمد )6( 2000نوفمبر 15ن قبل الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ م

ولقد سمح لقاء وزراء الداخلية لبلدان غرب حوض المتوسط في الندوة الخامسـة بـالتقييم االيجـابي لتطبيـق 1999جـوان 21ـ 20المنعقدة بالجزائر يومي

ة نابولي التي تشـكل مرحلـة القرارات المتبناة خالل الندوات السابقة ال سيما ندونوعية في تعزيز إطار التشاور ، و بهذا الصدد أشار الوزراء إلى أهمية فضـاء

متوسطي ، الذي يساهم وروالتفكير و التعاون على غرار هيئات أخرى ال سيما األفي مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الضفة الغربية من المتوسط في مجال

.ار و السلماألمن ، االستقركما سجلوا بارتياح إنشاء مجموعة المتابعة و اجتماعات الخبراء التـي تتماشـى

أشغالها مع االهتمامات المشتركة لبلدانهم و تترجم إرادتهم في مواصلة و تعميـق .الليبية ةتعاونهم و بصفة خاصة باركوا توسيع الندوة إلى الجماهيري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 1998ديسمبر 7الموافق 1419شعبان 18المؤرخ في 413ـ 98المرسوم الرئاسي رقم 1* . 2000افريل 9الموافق 1421محرم عام 4المؤرخ في 79ـ 2000بموجب المرسوم الرئاسي رقم 2*ديسـمبر 23الموافق 1421رمضان 27المؤرخ في 445ـ 2000 بموجب المرسوم الرئاسي رقم3*

2000 .2002فبراير 05الموافق 1422ذي القعدة 22المؤرخ في 55ـ 02بموجب المرسوم الرئاسي رقم 4* 2003نوفمبر 09الموافق 1424رمضان 14المؤرخ في 417ـ 03المرسوم الرئاسي رقم *5 .2003نوفمبر 09الموافق 1424رمضان 14المؤرخ في 418ـ 03سي رقم بموجب المرسوم الرئا 6*

109

و قد درس الوزراء مجمل المسائل المدرجة في جدول أعمال الندوة من محاربة اإلرهاب، تنقل األشخاص و الهجرة غير الشرعية، ، التعاون في ميدان الحمايـة

الجريمة المنظمة حيـث كلـف المدنية و في ميدان الجماعات المحلية ، ومحاربةالوزراء مجموعة المتابعة باقتراح أجال وضع آليات تعاون لتكثيف مكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة خاصة التجارة غير المشروعة للمخدرات و األسـلحة و المتفجرات و العربات المسروقة و تزوير العملة و كذا االتجـار باألشـخاص و

.ليد و الجرائم في مجال المعلوماتيةتبييض األموال و التقو أن مجلس الوزراء الداخلية العرب في دورته السابعة عشرة المنعقدة بالجزائر

م ، إدراكا منه بان المسـتجدات و 2000/يناير/29/30خالل الفترة الممتدة بين التطورات المتالحقة التي يعرفها العالم فـي جميـع الميـادين و علـى مختلـف

يات تتطلب تضافر كافة الجهود العربية لمواجهـة مختلـف التحـديات و المستو .األخطار و السيما في الميدان األمني

و إيمانا منه بان دورة الجزائر المنعقدة في بداية األلفية الثالثة ستفسح أفاقا جديدة لمواجهة هذه التحديات و األخطار التي تعترض مسيرة البلدان العربية في ميادين

.األمن و األمان و النماء و االزدهار في الوطن العربي و اقتناعا منه أن التعاون األمني العربي أصبح ضرورة حتمية للحفاظ على امـن الدول العربية و استقرارها ووحدتها الترابية و سيادة القانون و حقوق اإلنسان بها

لعنـف و اإلرهـاب أعلـن و التزاما بالتعاليم اإلسالمية و التعايش السلمي و نبذ اعزمه و إصراره على مكافحة اإلرهاب بكل أشكاله من خـالل التنفيـذ الفعلـي لمدونة قواعد السلوك للدول األعضاء لمكافحة اإلرهاب و اإلستراتيجية العربيـة لمكافحة اإلرهاب و االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب و هذا بوضـع اآلليـات و

لهذه اآلفة كما أعلن دعمه لمساعي المجموعـة الدوليـة الوسائل الالزمة للتصديلعقد مؤتمر تحت إشراف األمم المتحدة يخص مكافحة اإلرهاب باعتباره ظـاهرة

)1(دولية تهدد أمن و سالمة كافة الدول و الشعوب

: تبني مبدأ سمو االتفاقيات الدولية على التشريع الداخلي: ـ ثانيا يقصد بهذا المبدأ أن كل االتفاقيات الدولية التي تم إدراجها في النظام القـانوني

الجزائري عن طريق إقرارها و المصادقة عليها قانونا أو عن طريق االنضـمام إليها ، تصبح جزءا مكمال للتشريع الجزائري ، بل تكتسب باسم الدسـتور قيمـة

العادية ، بحيث يصبح لها المركز الثـاني قانونية أعلى من تلك الممنوحة للقوانين في سلم القواعد القانونية بعد الدستور ، و األكثر من ذلك أن المبـدأ الدسـتوري الخاص بسمو االتفاقيات الدولية المصادق عليها قانونيا قد تم تأكيده بوضوح مـن

" 1989أوت 20طرف المجلس الدستوري حيث جاء في قراره المؤرخ في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .1995يناير سنة 28الموافق 1415شعبان عام 26المؤرخ في 41ـ 95ـ المرسوم الرئاسي رقم 1

110

و نظرا لكون أية اتفاقية بعد المصادقة عليها و نشرها تندرج في القانون الـوطني السمو علـى القـوانين ، و من الدستور سلطة 123: و تكتسب بمقتضى المادة

. 1*"تخول كل مواطن جزائري أن يتذرع بها أمام الجهات القضائية كما أن االتفاقيات الدولية نفسها تلتزم فيها الدول باحترام أحكامها و بإدراجها فـي

من االتفاقية الدوليـة الخاصـة 02القانون الداخلي مثلما نصت على ذلك المادة و التي فرضت على الدول ثالثة التزامات 1966نية لسنة بحقوق السياسية و المد

: وهي أ ـ االلتزام باحترام و ضمان الحقوق المقررة في هذا الميثـاق لكافـة األفـراد المقيمين على إقليمها و الخاضعين لواليتها دون تمييز مبني على أساس العـرق ،

.الخ...اللون ، اللغة أو الدين أو الرأي السياسيجراءتهـا الدسـتورية و ألتزام باتخاذ ترتيبات تشريعية متماشـية مـع ب ـ اال

اإلجراءات المنصوص عليها في هذا الميثـاق التـي تسـمح باعتمـاد األحكـام .المنصوص عليها في هذا الميثاق

: ج ـ التزام الدول بأن ـ تضمن لكل شخص مست حقوقه المقررة في هذا الميثاق حق الطعن و لو كانت

.الفات مرتكبة من طرف أشخاص أثناء ممارستهم لوظائفهم الرسميةهذه المخـ أن تضمن بان تفصل السلطة القضائية ، اإلدارية المختصة في حقوق الشخص

.الذي يرفع إليها طعنه و أن تنظر في إمكانية الطعن القضائي ـ أن تضمن متابعة السلطات المختصة للطعون القضائية المرفوعة التي تكيفهـا

)1(بررة مإذن فالتشريع الدولي نفسه يعتبر أساس التشريع الداخلي في ميدان حقوق اإلنسان بل أن دساتير الدول تنص على أن التصديق على االتفاقية ، يجعل من نصها أعلى

من دستور فرنسا 55: درجة من مرتبة التشريع الداخلي وهو ما تقضي به المادة من نص االتفاقية المصادق عليها في مرتبة أعلى مـن ، الذي يجعل 1958لسنة

مرتبة القوانين العادية بشكل يجعل القوانين الداخلية المتعارضة معهـا نصوصـا )2(باطلة مع مراعاة مبدأ المعاملة بالمثل

:من اتفاقية فينا الخاصة بقانون المعاهدات بأن 27كما ذهبت المادة العقد شريعة المتعاقدين ، و أن كل معاهدة تكون ملزمـة ألطرافهـا و علـيهم "

)3(."تنفيذها بحسن نية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 1996من اتفاقية الحقوق السياسية و المدنية لسنة 02ـ أنظر المادة 1حماية حقوق اإلنسان "ـ نقال عن جان برادل 51لسابق ـ ص ـ يحياوي نورة بن علي ـ المرجع ا 2

. 218ص " أثناء المرحلة التمهيدية للدعوى الجنائية في النظام القانوني الفرنسي . 51ـ 50ـ يحياوي نورة بن علي ـ المرجع السابق ـ ص 3

111

: ي آليات مكافحة الجريمة المنظمة في التشريع الجزائر: ـ المطلب الثاني

بأن اآلليات التي تستعملها عدة راستنا للجريمة المنظمة من خالل د يتضح لنا دول لمحاربتها تختلف من دولة إلى أخرى ففي الجزائر نجد أن المشرع الجزائري اهتم بالجريمة المنظمة من خالل النص عليها في قانون العقوبات و فـي أحكـام

ة التخريب و اإلرهاب و كـذا بعقـد النـدوة المرسوم التشريعي المتعلق بمكافحالخامسة لوزراء الداخلية لبلدان غرب حوض المتوسط و الدورة السـابعة عشـر لمجلس وزراء الداخلية العرب باإلضافة إلى انضمامه إلى مختلف المواثيق الدولية

.المتعلقة بمحاربة الجريمة المنظمةاجتمـاعي تتخـذه السـلطات المختصـة و باعتبار أن العقاب ما هو إال رد فعل

لمواجهة ظاهرة إجرامية ، فان المشرع الجزائري في هذا اإلطار اتخذ عدة تدابير لمواجهة الجريمة المنظمة ، منها ما هو وقائي و منها ما هو ردعي مخصصا لكل

:ذلك تدابير إجرائية و يمكن التطرق إليها كما يلي : التدابيــر الوقائيـــــةـ 1 سترتيجية لمكافحة الجريمـة إلقد أدركت الدول بما فيها الجزائر أن نجاح أي

المنظمة ال يجب أن تعتمد على القوانين الردعية فقط مهما بلغت درجة شـدتها ، ذلك أن العقاب وحده أثبت عمليا من خالل األرقام و اإلحصاءات عدم قدرته على

.ليالتقليل من حجم اإلجرام المنظم بشكل كبل يجب اتخاذ إجراءات وقائية بالموازاة مع اإلجراءات العقابية حتى تساعد على

التقليل من حدة اإلجرام ، وهذا ما انتهجه المشرع الجزائري في محاولة القضـاء .على الجرائم التي صنفها في خانة الجريمة المنظمة

ول العـالم و في مجال الوقاية من المخدرات و ضعت الجزائر كغيرهـا مـن د المعرضة لزحف سرطان المخدرات العديد من التدابير الوقائية المتعددة لمكافحـة هذه اآلفة و القضاء عليها أو على األقل التقليل من خطرها الذي هو فـي تزايـد مستمر ، وهذا من خالل عدة وسائل ، منها القنوات اإلعالمية بأنواعها المختلفة أو

يئات تكلف بتأدية ادوار وقائية و التي من بينها مـثال عن طريق إنشاء هياكل أو ه 1992اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات و اإلدمان عليها ، و التي أنشأت سـنة

)1( 151 92لدى الوزير المكلف بالصحة، و ذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم و ذلك 1997ة كما أنشئ بعد ذلك الديوان الوطني لمكافحة المخدرات و إدمانها سن

و الذي ألغـى بموجبـه أحكـام . )2( 212ـ 97بموجب المرسوم التنفيذي رقم ، وهو لمكافحة المخدرات المرسوم التنفيذي السابق المتضمن إنشاء اللجنة الوطنية مؤسسة عمومية ذات طابع إداري مقره مدينة الجزائر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتضمن إنشـاء اللجنـة الوطنيـة . 1992افريل 14: المؤرخ في 151ـ 92ـ المرسوم التنفيذي رقم 1 لمكافحة المخدرات و إدمانها

يتضمن إنشاء الديوان الوطني لمكافحة . 1997جوان 09المؤرخ في 212ـ 97ـ المرسوم التنفيذي رقم 2 .المخدرات و إدمانها

112

القطاعات المعنية بمكافحـة المخـدرات وذلـك بإعـداد وهو يتكفل بالتعاون مع

السياسات الوطنية و اقتراحها لمكافحة المخدرات و إدمانها في مجـال الوقايـة و . العالج و إعادة اإلدماج و القمع و السهر على تطبيقها

المتعلق بمكافحة 18/04ففي مجال المخدرات دائما نص القانون الجزائري رقم ول مرة على اإلجراءات الوقائية ، حيث أعتبـر المسـتهلك إنسـانا المخدرات أل

مريضا و خصه بتحفيزات على إزالة التسمم و اإلقالع عن تناول المخـدرات إذ منه على أنه ال تمارس الدعوى العمومية ضد األشخاص الذين 06: نصت المادة

وه حتى النهاية كما امتثلوا إلى العالج الطبي الذي وصف لهم إلزالة التسمم و تابعال يجوز متابعة الذين استعملوا المخدرات أو المؤثرات العقليـة اسـتعماال غيـر

.مشروع إذا اثبت أنهم خضعوا لعالج مزيل للتسمم أو كانوا تحت المتابعة فلقد حدد المشرع صالحيات كل جهة في تعاملها مع مسألة االستهالك فبالنسبة

و صدر مرسوم تنفيذي )1(المشار إليها صالحية هذه الجهة 06للنيابة بينت المادة تطبيقا لهذه المادة يوضح كيفية تعامل 20/07/2007: بتاريخ )2( 07/229رقم

إذا تبين لوكيل الجمهوريـة " منه على أنه 02النيابة مع هذه النقطة فنصت المادة أن شخصا استعمل المخدرات أو المؤثرات العقلية استعماال غير مشروع و يكون قد خضع للعالج المزيل للتسمم أو المتابعة الطبية منذ تاريخ الوقائع المنسوبة إليه

لمعني و يقرر عدم تحريك الدعوى العمومية بناءا على التقرير الطبي الذي يقدمه ايمكن أيضا أن يأمر بفحصه من قبل طبيب مختص حتى لو لم يكن هذا الشـخص قد خضع للعالج من قبل و له أن يأمر بوضعه في مؤسسـة متخصصـة قصـد المتابعة الطبية ، و عند نهاية العالج تسلم للمعني شهادة تثبت إزالة التسمم يقـرر

.لعمومية وكيل الجمهورية بناءا عليها عدم تحريك الدعوى امن قانون الوقاية من المخدرات ال تسمح 07أما بالنسبة لقاضي التحقيق فان المادة

له بوضع حد للدعوى العمومية لكنها تجيز له األمر بإزالة التسمم و يبقى العـالج مستمرا حتى بعد اإلحالة على الجهة المختصة ، كما يمكنه األمر بالرقابة القضائية

عدم الذهاب إلى بعض أالماكن و الخضوع إلـى : ها فقط هماجرائين منإبتطبيق .الفحص الطبي

أما جهة الحكم فلها صالحية األمر بالعالج أيضا شأنها شأن السيد قاضي التحقيق و لكنها ال تملك من ناحية المسؤولية الجزائية بعد ذلك إال القضاء بإعفاء الشخص

من 12متثال للعالج طبقت عليه المادة المتهم من العقاب ، و إن رفض المتهم اال .المتعلق بالوقاية من المخدرات ومكافحتها حيث يتم معاقبته 18/04قانون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذي القعـدة عـام 13المؤرخ فـي 18ـ 04من قانون رقم 11إلى المادة 06ـ أنظر المواد من المادة 1 لم و المتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع و اسـتعما 2004/ 12/ 25ه الموافق 1425

.و االتجار غير المشروعين بها مـن 6الذي يحدد كيفيات تطبيق المادة 30/07/2007المؤرخ في 229ـ 07ـ أنظر المرسوم التنفيذي 2

و االتجـار غيـر لت و المؤثرات العقلية و قمع و اسـتعما و المتعلق بالوقاية من المخدرا 18ـ 04قانون .المشروعين بها

113

ما يالحظ على هذه النصوص أن المشرع في هذا المرسوم المشار إليـه يجيـز

لوكيل الجمهورية عدم تحريك الدعوى العمومية بعد أن يأمر بإزالة التسـمم مـن بذلك بينما قاضي الحكم ال جسم المريض أو بعد تقديم شهادة المعني تثبت انه قام

يمكنه إال إعفاء المتهم من العقاب وهو ما يعني إدانته رغم أن الفعل المرتكـب ال يختلف في كلتا الحالتين مع إخضاع المتهم للعالج في كل حالة مما يشكل إجحافا

إذا نالحظ كذلك أن األفعـال المشـار .في حق من حركت الدعوى العمومية ضدهالمتعلق بالوقاية من المخدرات و 04/18من قانون 20، 19، 17 إليها بالمواد

المؤثرات العقلية و قمع االستعمال و االتجار غير المشروعين بها تصبح مباحـة االستعمال إذا كانت موجهة ألهداف طبية أو علمية وفقا للمرسوم التنفيـذي رقـم

رخيص باستعمال الذي يحدد كيفيات منح الت 30/07/2007المؤرخ في 7ـ 228المخدرات و المؤثرات العقلية لألغراض طبية أو علمية و الذي يختص بمنحه هو وزير الصحة بناءا على طلب من المعني يتضمن بيانات دقيقة و بعـد التحقيـق االجتماعي حول السلوك األخالقي و المهني للشخص طالب الترخيص كما حـدد

. صنفة كمخدرات و مراقبتهانفس المرسوم شروط تخزين المستحضرات المكما أن الجريمة المنظمة حسب ما جاء في أحكام المرسوم التشـريعي المتعلـق

بمكافحة التخريب و اإلرهاب تتشكل في أفعال تخريبية أو إرهابية ، و فـي ذلـك يعتبر عمال تخريبيا أو إرهابيا فـي : " نصت المادة األولى من نفس المرسوم بأنه

لمرسوم ، كل مخالفة تستهدف أمن الدولـة و السـالمة الترابيـة ، و مفهوم هذا او فيه بينـت " الخ ...استقرار المؤسسات و سيرها العادي ، عن طريق أي عمل

نفس المادة األفعال اإلجرامية التي تدخل في وصف العمل التخريبي أو اإلرهـابي كاتهـا أو عرقلـة و الذي يكون الغرض منه االعتداء على حياة أعوانهـا أو ممتل

كل من ينشأ أو يؤسس أو ينظم أو يسـير "و مثله .تطبيق القوانين و التنظيمات ، أي جمعية أو تنظيم أو مجموعة أو منظمة يكون غرضها القيام باألفعـال الـوارد

، وعليه فالركن المادي هنا هـو التـدبير و ارتكـاب المخالفـات ."ذكرها سابقا إرهابية ، و الركن المعنوي هو قائم على القصد و الموصوفة بأعمال تخريبية أو

الغرض بالمساس بأمن و سالمة التراب الوطني و باالسـتقرار ككـل و تعتبـر التدابير الوقائية التي اتخذها المشرع الجزائري لمكافحة هذا النوع من الجريمـة

ـ وص المنظمة تتمثل أساسا في االستفادة من األعذار المعفية من العقوبـة المنصعليها في هذا القانون كل من انضم لهذه الجماعات و لم يشارك بصفة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب األفعال المادية المكونة للجريمة و المشار إليها أعـاله و كل من قام بالكشف للسلطات عن هذه الجرائم قبل ارتكابها أو دل على مرتكبيها

يسلكه كل منخرط في هذه الجماعات و الذي هذا التحفيز من شأنه أن يكون سبيال .تكون بحوزته معلومات من شأنها القضاء على هذا النوع من الجريمة

ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و المتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع 18ـ 04من قانون 20إلى 17ـ أنظر المواد

30/07/2007المـؤرخ فـي 7ـ 228و االتجار غير المشروعين بها و المرسوم التنفيذي رقم لو استعما .الذي يحدد كيفيات منح الترخيص باستعمال المخدرات و المؤثرات العقلية لألغراض طبية أو علمية

114

فبرايـر 20المؤرخ فـي 01ـ 06كما أن المشرع الجزائري في قانون رقم ـ 05و المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته المعدل و المتمم باألمر رقم 2006

اتخذ جملة من التدابير الوقائية للحد من انتشـار 08/2010/ 26المؤرخ في 10 .من هدا القانون 24إلى 03 هذا النوع من الجريمة نص عليها في المواد من

من هذا القانون المعايير التي تراعـى 03ففيما يتعلق بالقطاع العام شملت المادة في توظيف مستخدميه و في كيفية تسيير حياتهم المهنية كاألجر المالئم و التكوين

منـه 4المتخصص في مجال مخاطر الفساد ، كما ألزمهم هذا القانون في المادة التصريح بالممتلكات التي يملكونها في بداية مشوارهم المهنـي و عنـد بضرورة

نهايته ، و يحتوي هذا التصريح على جميع الممتلكات سـواء داخـل الـوطن أو من هدا القانون بالنسبة 6خارجه ، و يتم التصريح بهذه الممتلكات حسب المادة

توري و أعضائه ، و لرئيس الجمهورية و أعضاء البرلمان و رئيس المجلس الدسرئيس الحكومة و أعضائها و رئيس مجلس المحاسبة و محافظ بنـك الجزائـر و السفراء و القناصل و الوالة و القضاة أمام الرئيس االول للمحكمة العليا و ينشر في الجريدة الرسمية خالل الشهرين الموالين لتاريخ النتخاب المعنيين أو تسـلمهم

.مهامهمح ورؤساء و أعضاء المجالس الشعبية المحلية المنتخبة أمام الهيئة و يكون تصري

و يكون محل نشر عن طريق التعليق في لوحة اإلعالنات بمقر البلدية أو الواليـة .أما باقي الموظفين العموميين فترك ذلك للتنظيم. حسب الحالة خالل الشهر

انون بمـدونات قواعـد من هذا الق 7و من أجل دعم مكافحة الفساد جاءت المادة تحدد اإلطار الذي يضـمن األداء السـليم و النزيـه نسلوك الموظفين العمومييمن هذا القانون تلزم الموظف العمومي بان يخبـر 08 ةللوظيفة العمومية ، فالماد

السلطة الرئاسية التي يخضع لها في حالة تعارض مصالحه الخاصة مع المصلحة لصفقات العمومية و تسير األموال العموميـة نصـت ، ففي مجال إبرام ا.العامة .على االلتزام بقواعد الشفافية و المنافسة الشريفة 11إلى 09المادة

من هذا القانون على التدابير المتعلقة بسلك القضاة و ذلـك 11كما نصت المادة .بوضع قواعد ألخالقيات المهنة وفقا للقوانين و التنظيمات السارية المفعول

من هذا القانون جاءت بجملة مـن 14و 13أما في القطاع الخاص فان المادة التدابير من اجل مكافحة الفساد و الوقاية منه في تعزيز التعاون بين األجهزة التي تقوم بالكشف و القمع مع وضع معايير المحاسبة و تعزيز الشـفافية بـين كيـان

.القطاع كافحة هذا النوع من الجرائم علـى المجتمـع كما اعتمد المشرع الجزائري في م

من هذا القانون و التي توجب مشاركة 15المدني و الذي نصت عليه أحكام المادة . المجتمع المدني من خالل إعداد برامج تحسيسية بمخاطر الفساد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو المتعلق بالوقاية من 2006فبراير 20المؤرخ في 01ـ 06من قانون رقم 15إلى 3أنظر المادة من

08/2010/ 26المؤرخ في 10ـ 05الفساد و مكافحته المعدل و المتمم باألمر رقم

115

كما عمد المشرع الجزائري للوقاية من جرائم الفساد إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية

من هذا القانون و الذي جعل لهـا نظـام 17دة من الفساد و مكافحته بموجب المامن نفس القانون و أعطاها استقاللية في العمل 18قانوني كما نصت عليه المادة

مـن قـانون 21و 20و حدد لها مهام منوطة بها حددتها المادة 19طبقا للمادة ية عالقة هذه الهيئة بالسـلطة القضـائ 22الفساد كما حدد نفس القانون في مادته

عندما تتوصل في تحقيقها إلى وقائع تحمل وصفا جزائيا حيث تحول لهـا الملـف . لتباشر إجراءات المتابعة طبقا لما ينص عليه القانون

جميع أعضاء الهيئة االلتزام بالسر المهني عند 23كما ألزم قانون الفساد في مادته لمكافحـة هـذه مباشرة مهامهم حفاظا على السير الحسن للخطة التـي وضـعها

.الظاهرة اإلجراميةو في األخير فان هذه الهيئة ملزمة بتقديم تقرير سنوي لنشاطها يقدم إلـى السـيد

. من هذا القانون 24رئيس الجمهورية كما نصت عليه المادة المتعلق بمكافحة جريمة 05/01كما قام المشرع الجزائري بإصدار القانون رقم

اإلرهاب الذي يعد اللبنة األولى التـي جـاءت لتـدعيم تبييض األموال و تمويل الترسانة القانونية لمكافحة الظاهرة و جانبها الوقائي و المتمثل في كيفية الوقايـة من جريمة تبييض األموال و التصدي لتمويل اإلرهاب ، حيث يعد تبييض األموال

الوطنية و الجهـود أهم مصادر هذا األخير ، كما أن القانون جاء لتجسيد اإلرادة ).1( المبذولة في إطار مكافحة هذه الظاهرة اإلجرامية

06ـ 05و لتدعيم وسائل مكافحة التهريب أصدر المشرع الجزائري أمر رقـم و المتعلق بمكافحة التهريب معـدل و مـتمم 2005أغشت سنة 23المؤرخ في

المؤرخ 24ـ 06، القانون رقم 2006يوليو 15المؤرخ في 09ـ 06باألمر المؤرخ في 01ـ 10و األمر 2007المتضمن قانون المالية 12/2006/ 26في و الذي وضـع . 2010المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 2010أغشت 26

. 9إلى المادة 03تدابير وقائية لمكافحة التهريب نص عليها في المواد من المادة تدابير الوقائية منها مراقبـة البضـائع ، على بعض ال 03حيث نصت في المادة

نشر القوانين الفكرية ، تعميم استعمال وسـائل / اإلعالم و التوعية و التحسيس ، .الدفع االلكتروني تامين الشريط الحدودي و ترقية التعاون الدولي

على مشاركة المجتمع المدني من خـالل إبـالغ السـلطات 04كما نصت المادة و إنشاء الديوان الوطني لمكافحة التهريـب .العمومية عن أفعال التهريب و شبكاته

و إنشاء اللجان المحلية لمكافحـة 7و تحديد صالحياته في المادة )2( 6في المادة )3( 9التهريب في المادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمتعلق بالوقاية من تبييض األمـوال و تمويـل 2005فبراير 6ـ المؤرخ في 01ـ 05ـ قانون رقم 1

.اإلرهاب و مكافحتهما .المتعلق بإنشاء الديوان الوطني لمكافحة التهريب 15/07/2006المؤرخ في 09ـ 06ـ اآلمر رقم 2 .المتعلق بإنشاء اللجان المحلية لمكافحة التهريب 15/07/2006المؤرخ في 09ـ 06 ـ األمر رقم 3

116

: الجزائية في التشريع الجزائري األحكام ـ 2

تتمثل التدابير الجزائية التي انتهجها المشرع الجزائري لمحاربة الجريمة المنظمة .الظاهرة في االنضمام إلى مجموعة االتفاقيات الدولية التي تحارب هذه

تعديل التشريع المتعلق بالصرف و هذا انطالقا من تعديل جملة من النصـوص المتعلق بالنقد و القرض الذي ألغى بموجبه 90/10التشريعية السيما القانون رقم

.03/11القانون 02/127مـن المرسـوم 4و 2إنشاء خلية االستعالم المالي طبقـا للمـادتين

)1(عالجة االستعالم المالي و تنظيمها و عملها المتضمن إنشاء خلية مو التي تعمل على مكافحة تمويل اإلرهاب و تبييض األموال من خالل تصريحات االشتباه و معالجة هذه التصريحات كما تتمتع بوظيفة المالحقة الجزائية و اقتراح

ل نصوص تشريعية أو تنظيمية يكون موضوعها مكافحة اإلرهاب و تبييض األموايعاقـب علـى " 06/01من القانون 42و لقد نص المشرع الجزائري في المادة

تبييض عائدات جرائم الفساد بنفس العقوبات المقررة في التشريع الساري المفعول .مكرر و ما يليها من قانون العقوبات 389: في هذا المجال أي المادة

01/06القـانون رقـم ولقد نص المشرع الجزائري على األحكام الجزائية فـي ابتداء من تجريم رشوة الموظفين العموميين إلى 25في المواد ) 2( المتعلق بالفساد

بالمشاركة و الشروع في ذلك كما نص علـى مسـؤولية ةمنه المتعلق 52المادة منه 53الشخص االعتباري في المادة

ة أو عرضـها كل من وعد موظفا عموميا بمزية غير مستحق 25فلقد عاقبة المادة عليه أو منحه إياها بشكل مباشر أو غير مباشر كما عاقبت الموصف الذي يقبـل

و ما يليها من نفس القـانون لتعاقـب 26ذلك أو يطلبها بنفسه ، و جاءت المادة الموصف العمومي على االمتيازات غير المبررة التي قد يتحصل عليها في مجال

العموميين األجانب و موظفي المنضـمات الصفقات العمومية أو رشوة الموظفينو ما يليها من نفس القانون على اختالسات 29الدولية العمومية كما نصت المادة

الممتلكات من قبل موظف عمومي أو استعمالها على نحو غير مشروع و نصـت و ما يليها على الغدر و المتمثل في تحصيل الموصف العمومي مبـالغ 30المادة

أنها غير مستحقة األداء أو اإلعفاء و التخفيض غيـر القـانوني فـي مالية يعلمو ما يليها الموظف العمـومي الـذي 32الضريبة و الرسوم ، كما عاقبت المادة

يستغل نفوذه و يسيء استعمال وضيفته في شكل يتعارض مع المصالح العامة في و مـا 36في مادته سبيل اخذ فوائد بصفة عير قانونية ، كما عاقب نفس القانون

يليها عن عدم أو التصريح الكاذب للممتلكات و اإلثراء غير المشـروع و تلقـي .الهدايا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 127ـ 02يتمم المرسوم التنفيـذي رقـم 10/2010/ 10مؤرخ في 237 ـ 10ـ مرسوم تنفيذي رقم 1

. و المتضمن إنشاء خلية معالجة االستعالم المالي و تنظيمها و عملها 07/04/2002المؤرخ في و المتعلق بالوقاية من الفساد 2006فبراير 20المؤرخ في 01/06من القانون 39إلى 25ر المواد ـ أنظ 2

و مكافحته

117

و لم يستثني المشرع الجزائري القطاع الخاص من هذه الحماية بحيـث جـاءت فس القانون بمعاقبة األشخاص الذين يقومون بالرشوة و اخـتالس من ن 40المادة

الممتلكات في القطاع الخاص أو تبييض العائدات اإلجرامية أو إخفائهاالذين يقومون ببالغات صو ما يليها من هذا القانون األشخا 46كما عاقبت المادة

على العقوبـة كيدية للجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ، كما شدد المشرعبالنسبة لجرائم التي يرتكبها القضاة أو الموظفون الذين يمارسون وصيفة عليا في الدولة كما عاقب على المشاركة أو الشروع في ارتكاب هذا النوع من الجرائم كما

من هذا القانون و ال تتقادم الدعاوى المتعلقة بهذا القـانون 52ننصت عليه المادة تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن ، و لقد اقر المشـرع في حالة ما إذا تم

منه مسؤولية الشخص االعتباري و اقر له 53لجزائري في هذا القانون نفي المادة من هذا 50عقوبات في ذلك كما قرر عقوبات تكميلية منصوص عليها في المادة

المصادرة في التجميد و الحجز و 51القانون تتمثل فيما جاءت به المادة كما أن النصوص التي تجرم تبييض األموال في قانون العقوبات تسمح بمتابعة كل أشكال اإلجرام المنظم و تجارة الجنس و تجارة المخدرات و جرائم المعلوماتية و

.التهريب و الفسادفهي تعاقب كل شخص يخفي عمدا كل أو جزء 01/06من القانون 43:أما المادة

.المتحصلة من جرائم الفساد من العائداتو لقد سلك المشرع الجزائري في تحديد العقوبات الخاصة بجرائم المخدرات فـي

مسلك التدرج فالجزاء المترتب على كل منها يكـون حسـب 18ـ 04القانون خطورة الفعل و إثم الجاني ، كما أن طبيعة العقوبات المقررة للجـرائم تختلـف

لحكم بعقوبة الحبس و منها ما هو تكميلي عنـد الحكـم فالبعض منها أصلي عند ا . بالعقوبات التكميلية المقررة قانونا

من هـذا القـانون 31إلى المادة 12حيث نص على األحكام الجزائية من المادة بداءا بمعاقبة األشخاص الذين يحوزون على المخدرات أو المؤثرات العقلية بصفة

تهالك الشخصي كما شدد هذه العقوبـة علـى عير مشروعة و ذلك من اجل االساألشخاص الذين يسلمون أو يعرضون هذه المخدرات بطريقة عير شرعية وصلت العقوبة فيها إلى عشرة سنوات نافذة و غرامة مالية من مائة ألف إلى خمس مائـة ألف دينار جزائري كما زاد من مضاعفة هذه العقوبة إلى حدها األقصـى إذا تـم

المواد إلى قاصر أو معوق أو شخص يعالج بسبب إدمانه كما عاقب هذا تسليم هذه منه كل شخص يعرقل مهام األعوان المكلفين بمعاينة هـذه 14القانون في المادة

الجرائم أو سهل للغير استعمالها كما شدد العقوبة على كل في من قام بطريقة غير مشروعة بإنتاج أو صنع هذه المواد تصل إلى حد المؤبد حالة تصدير أو استيراد هذه المواد كما عاقب الشريك بنفس العقوبة المقررة

للفاعل األصلي و هي عقوبات غير قابلة للتخفيض إال في الحالة التي يمكن فيها ــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و المتعلق بالوقاية من الفسـاد و 2006راير فب 20المؤرخ في 01/06من القانون 52إلى 40أنضر المواد مكافحته

من المخـدرات و المتعلق بالوقاية 2004ديسمبر 25المؤرخ في 18/04من القانون 31إلى 12ر المواد أنظ و المؤثرات العقلية و قمع االستعمال و االتجار غير المشروعين بها

118

األصلي أو الشركاء الشخص المتابع من السلطات العمومية من إيقاف الفاعلكما يجوز أن يمنع عن أي أجنبي حكم عليه بأحد هذه الجرائم اإلقامة في اإلقلـيم

الجزائري إما نهائيا أو لمدة ال تقل عن عشرة سنواتكما أن المشرع الجزائري نص على عقوبة الشخص المعنوي الذي يرتكب هـذا

دينار جزائري مع غلـق النوع من الجرائم بغرامات تصل إلى مائتين و خمسون المؤسسة لمدة ال تتجاوز خمسة سنوات

المتعلق بالتهريب جاء ببعض األحكام أراد من ورائها 06ـ 05كما أن قانون .المشرع الجزائري ردع جريمة التهريب بهدف القضاء عليها و الحد من انتشارها

وردت في الفصل الرابع ابتداء من تهريب البضائع المنصوص عليها في المـادة من هذا القانون أو حيازة مخازن ووسـائل النقـل المخصصـة للتهريـب و 10

استعمالها للتهريب ، كما شدد المشرع العقوبة على تهريب األسلحة أو التهريب مع هريب استعمال السالح الناري و عدم اإلبالغ عن أفعال الت

و التهريب الذي يشكل تهديدا خطيرا على األمن و االقتصاد الـوطني و الصـحة العمومية وتكون العقوبة التكميلية بمصادرة هذه البضائع و منع بيعها و تضـاعف العقوبة في حالة العود و تستثنى من هذه الجرائم من المصالحة و تسـتبعد فيهـا

على المساهمين في هذه الجريمة و يعفي الصروف المخففة و تطبق نفس العقوبة من هذه العقوبة كل من اعلم السلطات العمومية على هذه الجرائم قبل ارتكابها أو

من هذا القانون علـى تكـريس مسـؤولية 24محاولة ارتكابها كما جاءت المادة الشخص المعنوي في هذا النوع من الجرائم التي تصل فيها الغرامة إلـى ثالثـة

.لحد األقصى من الغرامة التي يتعرض لها الشخص الطبيعي أضعاف االـذي 15ـ 04كما اقر المشرع الجزائري تدابير ردعية في القـانون رقـم

أحكام قمع الجرائم المرتكبة في 7مكرر 394مكرر إلى 394تناولت مواده من الغش أنظمة المعالجة اآللية للمعطيات تسلط على كل من يدخل أو يبقى عن طريق

في كل أو جزء من منظومة المعالجة اآللية للمعطيات أو يحاول ذلـك إذا ترتـب عليها حذف أو تغيير المعطيات ، كما أورد المشرع الجزائري عقوبـات مشـددة

. على الشخص المعنوي إذ ضاعف العقوبة كما أورد أحكام خاصة بالمصادرةبالوقاية من تبييض األموال و المتعلق 05/01كما جاء الفصل الخامس من القانون

تموين اإلرهاب و مكافحتهما بمجموعة من األحكام الجزائية تضمنته المواد مـن من هذا القـانون ، حيـث 14إلى 06و المتعلقة بمخالفة المواد من 34إلى 31

يعاقب كل خاضع يمتنع عمدا عن تحرير اإلخطار بالشبهة المنصوص عليه فـي الهيئات المالية الذين ابلغوا صـاحب األمـوال موضـوع هذا القانون و مسيرو

اإلخطار بالشبهة و مسيرو أعوان البنوك و المؤسسات المالية المشابهة األخـرى الذين يخالفون عمدا و بصفة متكررة تدابير الوقاية م تبييض األمـوال و تمويـل

ارها شخص اإلرهاب ، كما لم يستثني المشرع من العقوبة المؤسسات المالية باعتبمعنوي و اقر لها عقوبة مالية تتراوح بين مليون إلـى خمسـة ماليـين دينـار

.جزائري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و التعلق بالوقاية مـن تبيـيض 2005فبراير 05المؤرخ في 054/01من القانون 34إلى 31انظر المواد مكافحتهما األموال و تمويل اإلرهاب و

119

: ـ القواعد اإلجرائية في التشريع الجزائري 3 حاول المشرع الجزائري في تصديه للجرائم التي صنفها فـي عـداد الجريمـة

المنظمة تدارك النقائص و سد الثغرات التي تضمنتها القوانين السابقة و التي مـن .رامجشأنها عرقلة السياسة التي انتهجها لمكافحة هذا النوع من اإل

ففيما يتعلق بجريمة المخدرات وضع مجموعة من القواعد اإلجرائيـة تضـمنها المتعلق بالوقاية و 12/2004/ 25المؤرخ في 18ـ 04الفصل الرابع من قانون

و االتجار غير المشـروعين لمن المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع و استعمابها ن و الذي نص على مصادرة المخدرات و المـؤثرات العقليـة و الوسـائل المستعملة و األموال و كل المنقوالت و العقارات متى ثبت ارتباطهـا بالجريمـة

منه على أنه تأمر الجهة القضائية المختصة في كل الحاالت 32حيث نصت المادة من هذا القانون بمصادرة النباتات و المـواد ما يليهاو 12المنصوص غليها في

تسليمها إلى هيئة مؤهلة قصد استعمالها بطريقـة والمحجوزة التي لم يتم إتالفها على مصادرة المنشآت و التجهيزات و األمالك 33مشروعة ، كما نصت المادة

ال قصـد األخرى المنقولة و العقارية األخرى المستعملة أو الموجهـة لالسـتعم ارتكاب الجريمة أيا كان مالكها إال اثبت أصحابها حسن النية ، باإلضافة إلى ذلك

على مصادرة األموال النقدية المستعملة في ارتكـاب الجـرائم 34نصت المادة المنصوص عليها في هذا القانون أو المتحصل عليها من هذه الجرائم دون المساس

.كذلك بمصلحة الغير حسن النيةمن هذا القانون لتخول للجهات القضائية الجزائرية محاكمـة 35جاءت المادة كما

كل من يرتكب الجريمة المنصوص عليها في هذا القانون سواء كان جزائريـا أو أجنبيا مقيما بالجزائر أو موجودا بها ، أو كل شخص معنـوي خاضـع للقـانون

ب فعال من األفعال المكونة الجزائري ، ولو خارج اإلقليم الوطني أو يكون قد ارتكألحد أركان الجريمة داخل اإلقليم الجزائري حتى و إن كانت األفعال األخرى قـد

و بذلك يكون المشرع الجزائري قد جعـل الشـخص .تم ارتكابها في بلدان أخرى .المعنوي محل متابعة في حالة ارتكابه هذا النوع من الجريمة و قرر له عقوبة

ن على األشخاص المؤهلين لمعاينة هذه الجرائم باإلضافة إلى كما نص هذا القانو المهندسون و الزراعيون ، مفتشو الصيدلة ، كـل : ضباط الشرطة القضائية وهم

.أولئك يعملون تحت سلطة و إشراف ضباط الشرطة القضائيةمن هذا القانون لينص على أنه زيادة على ضباط الشـرطة 36فجاء نص المادة

و ما يليها من قانون اإلجراءات الجزائية 12لمنصوص عليهم في المادة القضائية ايمكن أن يقوم المهندسون و الزراعيون و مفتشو الصيادلة المؤهلون قانونا و مـن في وصايتهم تحت سلطة الشرطة القضائية بالبحث عن الجرائم المنصوص عليها

) .1(في هذا القانون و معاينتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و المتعلق بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية 18ـ 04من قانون 36إلى 32ـ أنظر المواد من 1

.و االتجار غير المشروعين بها لو قمع استعما

120

و في موضوع الحجز تحت النظر جاء هذا القانون ليكرس تقديم الشخص فـي

سـاعة بـإذن 48× 3ساعة و يجوز لوكيل الجمهورية تمديد األجل 48ظرف كتابي

من هذا القانون و التي خولت لضباط الشرطة 37حيث نصت على ذلك المادة البحـث عـن الجـرائم القضائية إذا دعت ضرورة التحقيق االبتدائي المتعلـق ب

المنصوص عليها في هذا القانون و معاينتها ، أن يوقفوا للنظر أي شخص مشتبه و يتعين عليهم تقديمه للنظر إلى وكيـل الجمهوريـة قبـل . ساعة 48فيه لمدة

انقضاء هذا األجل ، و بعد أن يقوم وكيل الجمهورية باستجواب الشخص المقـدم حجزه إلى مدة ال تتجاوز ثالثة مرات المدة األصلية إليه ، له بإذن كتابي أن يمدد

بعد فحص ملف التحقيق ، و يجوز بصفة استثنائية منح اإلذن بقرار مسـبب دون ).1(تقديم الشخص للنيابة

المؤرخ فـي 05ـ 06أما فيما يتعلق بجريمة مكافحة التهريب فلقد نص األمر ة من القواعد اإلجرائيـة في الفصل الخامس منه على مجموع 2005أغشت 23

منه و الذي يخول إلدارة الجمـارك فـي 41إلى المادة 30تضمنتها المواد من منه ممارسة صالحياتها أمام الجهات القضائية فـي مجـال الـدعوى 30المادة

31الجبائية و فقا للتشريع الجمركي ، أما معاينة الجرائم فقد نصت عليها المـادة ي خولت معاينتها لنفس األعوان المخول لهم بموجب قـانون من هذا القانون و الت

الجمارك ، كما خول لضباط الشرطة القضائية أو عونين محلفين على األقل مـن أعوانها المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية أو عونين محلفين من بين

لحراس أعوان الجمارك أو أعوان مصلحة الضرائب أو أعوان المصلحة الوطنيةالسواحل أو األعوان المكلفين بالتحريات االقتصـادية و المنافسـة و األسـعار و الجودة و قمع الغش معاينة أفعال التهريب المجرمة في هذا األمر و أعطى لهـذه

ثباتيـة المعتـرف بهـا للمحاضـر المحاضر المحررة من طرفهم نفس القوة اإللتـي تتضـمنها و ذلـك وفقـا للقواعـد الجمركية فيما يتعلق بالمعاينات المادية امن هذا القانون إلى 33كما نصت المادة . المنصوص عليها في التشريع الجمركي

إمكانية اللجوء إلى أساليب التحري الخاصة من اجل معاينة هـذه الجـرائم كمـا جاءت في قانون اإلجراءات الجزائية باستثناء الجرائم المنصوص عليها في المواد

من هذا األمر فتطبق عليها القواعد اإلجرائية المعمول بهـا فـي 15إلى 10من )2(من هذا القانون 34مجال الجريمة المنظمة و الذي جاء في نص المادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخدرات و المؤثرات العقلية و و المتعلق بالوقاية من الم 18ـ 04من قانون من قانون 37ـ أنظر المادة 1

.و االتجار غير المشروعين بها لقمع استعماالمتعلـق بمكافحـة 2005أغشـت 23المؤرخ في 05ـ 06من األمر 34إلى 30ـ أنظر المواد من 2

.التهريب

121

و المتعلق بالوقاية من فبراير20المؤرخ في 01ـ 06أما فيما يتعلق بقانون رقم

50الفساد و مكافحته فلقد وردت فيه تدابير إجرائية تضمنتها المواد من المـادة ه في حالة اإلدانة بجريمـة هذا القانون ، و التي نصت على أنمن 56إلى المادة

من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون يمكن للجهة القضـائية أن تعاقـب .أكثر من العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون الجاني بواحدة أو

تجميد و حجز و مصادرة العائـدات و األمـوال غـر 51فلقد وردت في المادة المشروعة الناتجة عن ارتكاب جريمة أو أكثر المنصوص عليها في هذا القـانون

.بقرار قضائي أو بأمر من سلطة مختصة مع مراعاة حقوق الغير حسن النيةكم الجهة القضائية أيضا برد ما تم اختالسه أو قيمة ما حصل عليـه مـن كما تح

منفعة أو ربح ، ولو انتقلت إلى أصول الشخص المحكوم عليه أو فروعه أو زوجه أو أصهاره سواء بقيت تلك األموال على حالها أو وقع تحويلها إلى مكاسب أخرى

ص المعنوي و مسؤوليته في كما لم يفوت هذا القانون على نفسه اإلشارة إلى الشخمن هذا القانون اعتبرت الشخص 53ارتكاب هذا النوع من الجرائم ذلك أن المادة

االعتباري مسئوال جزائيا عن الجرائم المنصوص عليها في هـذا القـانون وفقـا .للقواعد المنصوص عليها في قانون العقوبات

تبة علـى أعمـال الفسـاد من هذا القانون إلى اآلثار المتر 55كما نصت المادة فاعتبرت كل عقد أو صفقة أو براءة أو امتياز أو ترخيص يمكن التصريح ببطالنه و انعدام أثاره من قبل الجهة القضائية التي تنظر في الدعوى مع مراعاة حقـوق

.الغير حسن النية ة كما اعتبر هذا القانون المشاركة في الجريمة أو الشروع فيها في مرتبة الجريم

نفسها، تطبق عليها األحكام المتعلقة بالمشاركة المنصـوص عليهـا فـي قـانون .العقوبات، و يعاقب على الشروع في هذه الجرائم بعقوبة الجريمة التامة

من 54أما فيما يتعلق بتقادم الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون فان المادة لعمومية بالنسبة للجرائم المنصوص هذا القانون نصت على انه ال تتقادم الدعوى ا

.عليها في هذا القانون في حالة ما إذا تم تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطنو في غير ذلك من الحاالت تطبق األحكام المنصوص عليها في قانون اإلجراءات

مـن هـذا 29الجزائية ، غير أنه بالنسبة للجريمة المنصوص عليها في المـادة كون مدة تقادم الدعوى العمومية مساوية للحد األقصى للعقوبة المقـررة القانون ت

و من أجل تسهيل جمع األدلة المتعلقة بالجرائم المنصوص عليهـا فـي هـذا .لهاأساليب التحري الخاصة مثـل ىعلى إمكانية اللجوء غال 56القانون نصت المادة

النحو المناسب و بإذن من التسليم المراقب و الترصد االلكتروني و االختراق على السلطة القضائية المختصة و تكون لألدلة المتوصل إليها حجيتها وفق للتشـريع و

.التنظيم المعمول بهما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقاية من الفساد فبراير و المتعلق بال20المؤرخ في 01ـ 06قانون رقم 56إلى 50ـ أنظر المواد من 1

. 2010أوت 26المؤرخ في 05ـ 10و مكافحته المعدل و المتمم باألمر رقم

22

:الخاتمــــــة بعد أن انتهينا من دراسة الجريمة المنظمة اتضح لنا خطورة أنشطتها اإلجراميـة

على امن المجتمعات و استقرارها و تدميرها للموارد االقتصادية للـدول ، كمـا اتضح لنا طابع التعقيد و الغموض الذي تتسم به ، مما يصعب معه وضع قواعـد

.قانونية منضبطة تحكم جميع أنشطتهابين لنا تزايد اهتمام الدول بهذه الظاهرة خالل السـنوات األخيـرة علـى و لقد ت

الصعيدين الوطني و الدولي ، وهذا راجع إلى توسع نطاق األنشطة التي تضطلع بها المنظمات اإلجرامية و تعدد أشكالها ، فالنشاط اإلجرامي المنظم لم يعـد فـي

الواحدة فحسب ، و إنما أصبح الوقت الحاضر يقتصر على الحدود اإلقليمية للدولة يمتد إلى دول أخرى ، فالحدود لم تعد حائال دون ممارسة تلك األنشطة ، كمـا أن هذه األفعال لم تعد مقتصرة على األشكال التقليدية مثـل االتجـار بالمخـدرات ، االتجار بالنساء ، و إنما امتدت لتشمل أنماطا حديثة تتالءم مع التطور التكنولوجي

. لف مجاالت الحياةفي مختو من خالل ما سبق ذكره كذلك يتبين جليا و بصورة واضحة أنه و بالرغم من

تزال هنـاك عقبـات الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الجريمة المنظمة إال انه الكبرى قانونية وواقعية و عملية تحول دون القضاء على نشاطات عصاباتها ممـا

رة احتواء أكثر األنماط خطورة على الساحة الجنائية و التـي جعلها تتجه إلى فكتعتمد على تحقيق الربح و على استخدام مناهج تنظيمية معقدة و على مستوى عال من الدقة باإلضافة إلى صفة العبور للحدود اإلقليمية مما يجعل من الضرورة بمـا

شأن أن تتضمن فهما كان على كل آلية ذات صفة رادعة تستخدمها الدول في هذا الو إدراكا واعيا للخطورة الكبيرة التي تمثلها هذه الجريمة و التي تناثر بهـا بكـل تأكيد الحياة السياسية و االجتماعية و االقتصادية ، مما يتطلب اإلسراع في وضع

كمـا تعتبـر تبـادل . ترتيبات جديدة و فعالة للتعاون على أساس أكثر شـموال زة المختصة التابعة للدول األعضاء نشاطا هاما يحتاج أيضا المعلومات بين األجه

.إلى المزيد من التعزيز و التطوير

و في حالة ما إذا استجابت المجتمعات الوطنية و الدولية بفعالية لمخاطر الجريمة المنظمة عبر الوطنية ، يجب تطوير مناهج جديدة ، فمواجهة المخـاطر الجديـدة

ات و اإلمكانيات الفعالة ، و يحتاج ذلك إلى وضع سياسات يتطلب العديد من الخبروطنية و ثنائية و متعددة األطراف تكون شاملة و مبتكرة و قابلة للتنفيذ ، و يجب

. التنفيذية في االعتبار طبيعة و حقيقة التحدي الذي تواجهه تأن تأخذ االستراتيجياالثامن لمنع الجريمة و معاملة لمؤتمر األمم المتحدة 31و كما جاء في القرار رقم

المجرمين لمنع الجريمة المنظمة و مكافحتها، يتعين أن تساند الحكومات بقوة مـا تتخذه البلدان و المؤسسات الدولية من مبادرات مفيدة لمكافحـة االتجـار غيـر

.المشروع بالمخدرات ، و أن تحذر الحكومات األخرى من الخطر الذي يمثله

123

البلدان جميعها في مكافحة الجريمة المنظمة على أساس وجـود والبد أن تشترك مصلحة دولية مشتركة، في هذا الصدد ينبغي على المجتمع الـدولي اتخـاذ مـن

:الوسائل ما يسمح بالقضاء على الجريمة المنظمة و الحد من توسعها و منها بـادل ـ التشجيع على بذل الجهود الشاملة و المنسقة و المستمرة تجمـع بـين ت

.البيانات الضرورية و الموارد التنفيذية ، و على و ضعها موضع التنفيذ . لمصادرة عائدات الجريمة المنظمة يـ و ضع تشريع نموذج

ـ وضع استراتيجيات و أساليب محددة إلقامة حواجز امن بين األسواق الماليـة .الشرعية و سوق رؤوس األموال بصورة غير مشروعة

المختلفة مع تقديم خدمات استشارية واسعة لتبادل هتعاون التقني بأشكالـ تدعيم الاإلفادة من التجارب و االبتكارات المشتركة و لتقديم المساعدة للبلدان التي تحتاجها

ـ تشجيع عقد المؤتمرات الدولية و اإلقليمية و دون اإلقليمية التـي تجمـع بـين .دعاء والقضاءأعضاء سلطات إنفاذ القوانين و اال

ـ استخدام التقدم التكنولوجي الحديث في مجال مراقبة جوازات السفر و األسفار ـ تشجيع الجهود المتعلقة بالرصد و التعـرف علـى السـيارات أو السـفن أو الطائرات المستعملة في السرقات أو التحويالت عبر الوطنية أو في عمليات إعادة

.شحن غير المشروعةـ إنشاء توسيع قواعد بيانات تحتوي على سـجالت تتعلـق بإنفـاذ القـانون و

.ةيالء اعتبار الواجب لمسألة حماية الخصوصيإباألموال و بالمجرمين مع الجنائية بما في ذلك ىـ منح األولوية لالهتمام بتبادل المساعدة و بتحويل الدعاو

.لمجرمين مصادرة األصول غير المشروعة و إجراءات تسليم اـ دعم البحوث المقارنة و جمع البيانات ذات الصلة بمسائل الجريمـة المنظمـة

.عبر الوطنية فضال عن منع الجريمة و مكافحتها كما ينبغي لمعاهدة األمم المتحدة اإلقليمية و االقاليمية منع الجريمة و مكافحتهـا و

ن تـولي اهتمامـا متزايـدا للمنظمات الدولية الحكومية و غير الحكومية المعنية أ .لمسالة الجريمة المنتظمة

و ينبغي حث برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ووكاالت التمويل األخرى التابعـة

لمنظمة األمم المتحدة ، و كذلك الدول األعضاء على تعزيـز دعمهـا للبـرامج . كافحتهاالوطنية و اإلقليمية و الدولية الرامية إلى منع الجريمة المنظمة و م

و بالتزامن مع ذلك يجب تطوير ثقافة قانونية على أساس عالمي ، كما تم تطـوير حقوق اإلنسان على أساس عالمي ، و يجب أن تؤسس تلك على نبـذ العنـف و

.الفساد كمالمح مقبولة في مجتمعاتنا

لمكافحـة سواء تم ذلك عن طريق المنع أو السيطرة أو التعليم فان المنهج الجديد الجريمة المنظمة و بصفة خاصة الجريمة المنظمة العابرة للحدود يجب أن ينبـع

.من منظور عالمي مع توجيه اهتمام خاص لألبعاد الوطنية لهذا المنهجو في خالصة حديثنا عن الجريمة المنظمة ، نخلص إلى أن الجريمة ليست فكرة

ية و اجتماعية تعبـر عـن سـلوك مجردة أو كيانا قانونيا و إنما هي واقعة طبيع

124

إنساني معين يجب على الجميع فحصه من الناحية الموضوعية و القانونيـة كمـا .يجب فحص حقيقتها الذاتية بالنظر إلى شخصية مرتكبها

كما ال يمكن معالجة مشكلة ظاهرة اإلجرام دون أن يسبقها دراسة تفسير أسـباب .استفحالها في الواقع االجتماعي

خير و بالنظر إلى كون ظاهرة الجريمة المنظمة بكل أثارها الضارة على و في األالمجتمع الدولي و األمن و االقتصاد حديثة نسبيا فان، مكافحتها والعمل من اجـل

الحد من انتشارها و اتساع نطاقها و تفاقم أضرارها واجـب علـى كـل الـدول كومية حتى تضمن العدالة للفـرد و المنظمات الدولية الحكومية كانت أو غير الح

و االستقرار للمجتمعات ، و تبقى أكثر الوسائل فعالية في مكافحة الجريمة المنظمة و الجريمة المنظمة عبر الوطنية، هي حرمانها من األرباح باعتبار أن ذلـك هـو

. الهدف الرئيسي ألنشطتها اإلجرامية

125

المراجـــــــــــعقائمـــــــة

:ـ المراجع العامة باللغــة العربيـــــــةأوال

ماهيتهـا (الجريمة المنظمة عبر الوطنيـة " ـ الدكتور محمود شريف بسيوني 1 1998سنة .دار الشروق ـ القاهرة ـ مصر ".)ووسائل مكافحتها دوليا و عربيا

القانون الجنـائي الـدولي و ـ الدكتور محمود شريف بسيوني ـ التجريم في 2حماية حقوق اإلنسان ـ المجلد الثاني ـ دار العلم للماليين ـ القاهرة ـ مصر ـ

.1989الطبعة األولى سنة ـ الدكتور محمود شريف بسيوني ـ الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان ـ 3

2002سنة المجلد االول ـ الطبعة الثانية ـ دار الشروق ـ القاهرة ـ مصر ــ الدكتور حسين إبراهيم صالح عبيد ـ الجريمة الدوليـة دراسـة تحليليـة و 4

. 1979تطبيقية دار النهضة العربية ـ مصر ـ سنة ـ الدكتور صبحي سلوم ـ المستجدات الدولية في جرائم العنف و االعتـداء و 5

. 1999السبل الكفيلة لمواجهتها ـ دمشق ـ سوريا ـ سنة حماية حقوق اإلنسان في القانون الدولي " األستاذة يحياوي نورة ـ بن علي ـ 6

. 2006الطبعة الثانية دار هومة ـ الجزائر ـ سنة " و القانون الداخلي ـ الدكتور بوكرا ادريس ، مبدأ عدم التدخل في القانون الـدولي المعاصـر ، 7

. 1990المؤسسة الوطنية للكتاب ـ الجزائرـ دار نشأة المعارف ، " الدكتور علي صادق أبو هيف ـ القانون الدولي العامـ 8

. 1982اإلسكندرية ـ مصر ـ ـ الدكتور عبد اهللا سليمان ـ المقدمات األساسية في القانون الدولي الجنائي ـ 9

ـ 1992ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر ـ سنة ـ مكتبة النهضـة " في الدفاع الشرعيالحق " ـ الدكتور محمد محمود خلف 10

. 1973المصرية ـ القاهرة ـ مصر ـ سنة ـ األستاذين نبيل صقر و قمراوي عز الدين ـ الجريمة المنظمة التهريب و 11

المخدرات و تبييض األموال في التشريع الجزائري ـ دار الهدى ـ الجزائـر ـ . 1984سنة ـ مجال مكافحة الجرائم الدوليـة ـ دار ـ الدكتور محمد منصور الصاوي 12

. 1984المعلومات ـ سنة الجريمة المنظمة في ظل االتفاقيات الدوليـة " ـ الدكتورة فائزة يونس الباشا 13

ـ 2000و القوانين الوطنية ـ دار النهضة العربية ـ مصر ـ سنة تـاب ـ المؤسسـة الحديثـة للك " السر المصرفي " ـ الدكتور روكس رزق 14

طرابلس ـ لبنان ـ ـ منشورات حسـون " قانون العقوبات االقتصادي " ـ الدكتور غسان رياح 15

ـ 1990الثقافية ـ بيروت ـ لبنان ـ سنة

126

ـ أحمد أبو الروس ، مشكلة المخدرات و اإلدمان ، المكتب الجامعي الحديث 16 2003، اإلسكندرية ، مصر ـ سنة

ب في دائرة الموت المدمنون يعترفون ، دن ، دم ، ـ وجيه أبو ذكرى ، شبا17 .م1989ه 1415 1ط

جرائم المخدرات في ضوء الفقه " ـ فاطمة العرفي و ليلى إبراهيم العدواني 18 دار الهدى الجزائر ـ" اإلسالمي و التشريع

دار النهضة العربية ، " اإلجرام المنظم جريمة القرن " ـ عبد الرحيم صدقي 19 1998ة ، مصر ، الطبعة األولى سنة القاهر

" الجريمة المنظمة ، ماهيتها ، خصائصها و أركانهـا " ـ أحمد فاروق زاهر 20الريـاض ، السـعودية " بحث منشور بمجلة جامعة نايف العربية للعلوم األمنيـة

2008الطبعة األولى سنة لمنظمة التعريف و الجريمة ا" ـ عبد الفتاح مصطفى ، الجريمة المنظمة ، 21

أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض السعودية " األنماط و االتجاهات 1999الطبعة األولى سنة

أساليب و إجراءات مكافحة المخدرات ، دار النشـر " ـ أحمد أمين الحادقة 22 م 1999ه 1411بالمركز العربي للدراسات األمنية و التدريب ، الرياض ، دط

ـ اسيمة جانو الدمار الثالث مافيات المخدرات في العالم مكتبة مدبولي دم دط 231990

ـ عبد الرحمان محمد العيسوى المخدرات و أخطارها دار الفكـر الجـامعي 24 2005اإلسكندرية مصر سنة

ـ هاني عرموش المخدرات امبراطورية الشيطان التعريف االدمان و العالج 25 1993يروت لبنان الطبعة االولى سنة دار النفائس ب

" المخدرات سالح االستعمار و الرجعيـة " ـ حسن فتح الباب سمير عياد ، 26 . دار الكاتب العربي للطباعة و النشر ، دم دط ، دت

مركز االهرام للترجمة و النشر ، القاهرة " كارثة االدمان " ـ ابراهيم نافع ، 27 . ن دط ، دت

دراسة سسيولوجية " إدمان المخدرات و التفكك األسري " قازان ، ـ عبد اهللا 28 2005دار الحامد للنشر و التوزيع ، عمان ، األردن ، الطبعة األولى ، سنة "

ـ مصطفي كارة األبعاد العربية و الدولية لحرب للمخدرات الفصل االول من 29مطابع العد طـرابلس كتاب المخدرات الصادرة ضمن سلسلة كتاب الوعي األمني

1990 : ـ المراجع الخاصة باللغة العربية ثانيا

: االتفاقيــــات الدوليـــــــة

ـ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات و المؤثرات 1 .20/12/1988العقلية الموافق عليها في

127

ذي الحجة 25: ـ االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب الموقعة بالقاهرة بتاريخ 2 1998أفريل 22الموافق 1418

ـ اتفاقية منظمة الوحدة اإلفريقية للوقاية و مكافحة اإلرهاب المعتمـدة خـالل 3يوليـو سـنة 14إلى 12الدورة العادية الخامسة و الثالثين المنعقدة بالجزائر من

1999 ـ االتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب المعتمدة من طرف الجمعيـة العامـة 4

1990ديسمبر 9لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ ـ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية المعتمدة من قبل 5

2000نوفمبر 15الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ ـ بروتوكول منع و قمع االتجار باألشخاص خاصة النساء و األطفال المكمـل 6

جريمة المنظمة عبر الوطنية المعتمـد مـن قبـل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة ال 2000نوفمبر 15الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ

ـ بروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البـر و البحـر و الجـو 7المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية المعتمد مـن

. 2000نوفمبر 15عامة لمنظمة األمم المتحدة بتاريخ قبل الجمعية الـ بروتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية و أجزائها و مكوناتها و الذخيرة و 8

. 15/11/2000المؤرخ في االتجار بها بصورة غير مشروعة

:المقــــــــــــــاالت

النظرية و التطبيـق ـ ـ الدكتور مروك نصر الدين ـ الجريمة المنظمة بين 1مجلة كلية أصول الدين ـ الصراط ـ الطبعة الثانية ـ العدد الثالـث ، جامعـة

.2000الجزائر ـ الجزائر ـ سبتمبر ـ الدكتور عبد العزيز العيشاوي ـ الجريمة المنظمة بين الجريمة الوطنيـة و 2

الثانيـة ـ الجريمة الدولية ـ مجلة كلية أصول الدين ـ الصراط ـ الطبعـة .2000العدد الثالث ، جامعة الجزائرـ الجزائر ـ ، سبتمبر

ـ الدكتور محمد أرزقي نسيب ـ المافيا أداة للجريمة المنظمة ـ مجلة كليـة 3أصول الدين ـ الصراط ـ الطبعة الثانية ـ العدد الثالث ، جامعـة الجزائـر ،

2000سبتمبر المنظمة ـ مقال الوارد فـي ورقـة ـ محمد عوده الغزو ـ ماهية الجريمة 4

مقدمة ندوة الجريمة المنظمة و أساليب مواجهتها في الوطن العربي المنعقدة خالل بمدينـة 1998مـاي 20و 18ه الموافـق 1419محرم 24و 22الفترة بين

.اإلسكندرية ، عمان ـ المملكة الهاشمية األردنيةي لحقوق اإلنسان نظرة على مراحـل ـ الدكتور عمر سعد اهللا ـ القانون الدول 5

تطوره ـ المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية ـ الجزائر . 1992ـ السنة 04العدد

128

ـ داد ولد مولود ـ اجتماع خبراء الجريمة المنظمة في اسـبانيا ـ جريـدة 6 . 2005سبتمبر 21الخبر ، األربعاء

د موسى ـ دور الشرطة في رعايـة حقـوق ضـحايا ـ الدكتور سعود محم 7الجريمة المنظمة ـ مجلة األمن و القانون ـ الطبعة السابعة ـ العـدد االول ـ

1999سنة المركـز العربـي " مكافحة اإلجرام المنظم " ـ الدكتور محمد فاروق النبهان 8

ـ 1989للدراسات األمنية ـ دبي ـ سنة مجلة األمن و الحياة " الجريمة المنظمة و الفساد " واد ـ الدكتور عادل عبد الج 9

ه ـ 1420ـ سنة 206ـ السعودية ـ العدد منشـورات " دراسة مقارنة في قانون األعمـال " ـ األستاذ نادر عبد العزيز 10

الحلبي ـ بيروت ـ لبنان ـ األمن مجلة " الجريمة المنظمة عبر الحدود و القارات " ـ عبد الكريم درويش 11

1995و القانون كلية شرطة دبي دبي سنة بحث منشور " مة المنظمة التحقيق في قضايا الجري" ـ محمد األمين البشري 12

. 1999سنة . كادمية نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض ، السعوديةفي مجلة أ

: المــــــــــجالت

، جامعة الجزائر 3الطبعة الثانية العدد " الصراط"ـ مجلة كلية أصول الدين 1 . 2000، سبتمبر

ـ المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسـية ـ الجزائـر ـ 2 .1992لسنة 04العدد

ـ مجلة األمن و الحياة ـ أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ـ الريـاض ـ 3 . 1995سنة 147السعودية ـ العدد

.1994ـ مجلة مركز البحوث و الدراسات بشرطة دبي ـ سنة 4 1997ـ سنة 64ـ مجلة القيادة العامة لشرطة دبي ـ العدد 5ـ سـبتمبر 21ـ 15: ـ صادرة في 337ـ مجلة الشرق األوسط ـ العدد 6

1993 . " مدونة النصوص التشريعية و التنظيميـة الخاصـة باألطفـال " ـ اليونيسف 7

. 3265ـ 2004العليا للقضاء اإليداع القانوني المدرسة" الجريمة المنظمة و أساليب مواجهتها في الوطن العربي" ـ وثيقة مقدمة ندوة 8

1998ماي 20و 18ه الموافق 1419محرم 24و 22المنعقدة خالل الفترة بين . بمدينة اإلسكندرية ، عمان ـ المملكة الهاشمية األردنية

4األمم المتحدة للمستوطنات البشرية ، نشرة حوار الموائل ، المجلد ـ مركز 9 . 1998العدد االول ، سنة

129

:ائلـــــــالرس

ـ محمد مؤنس محب الدين اإلرهاب في القانون الجنائي رسالة دكتوراه منشورة 1 1987بالمكتبة االنقلوا مصرية مصر سنة

: األجنبية اتغلبالالمراجــع

1- Thierry crétin mafia du monde organisation criminelles transnationales actualité et perspectives puf 1998. 2 - maxwell tylor.the terrorist .London brasseys .1988. 3 - La verle berry and other nation hospitable to org cri and terrorism a report preberd by the federal research division liibrary of congres usa under an interagency agreement with the united states government oct.

4 - Gimmy gurule . the money laudering control act of 1986 creat ing a new federal offense or merely affording federal prosecutors an alternative means of punishing specified unlawful activity and crim .law .823 824 1995 . 5 - Sabourin serge responding to transnational crime the role of europol.ispac.international conference courmayeur . italy .25/07/1998. 6 - International crime control strategy .us national strategy (from internet) may 1998. 7 - Waller irvin international collaboration to prevent crime international center for the prevention of crime canada 1993 . 8 - Sessious williwam.1989 « the fbi and the challenges of the 21 st century « fbi law enforcement bulletin vol 58 no 1 .janv

1989 9 - Marotte emanuele responding to transnational crime the role of europol.ispac.international conference courmayeur . italy .25/07/1998 . 10 - Lopez Rey manuel a guide to united national criminel policy Cambridge canada 1985. 11 - Goustin matti the united nations heuni and cooporation against organized crime beiging 1724 march 1997 12 - The inter national herald tribune boon stops a ring seeking yuranyul for yugoslave war , 30 october 1992.

130

13 - Action against national and trans national economic and organizeid crime and te rol of criminal law in the protiction of the environement national experionce and inter national coopernation ninth united nations congress on the prevention of crime and the treatmemt 14 - Iuseppe di gennaro ; llrafforzaminto del sisema legale internazional .ispac enter. Confirence op.cit.p.3. 15 - Jean Louis Herail « blanchiment d’argent et crime organisé » PUF France 1996 16 - Cretin « MAFIA DU MONDE » 2éme édition PUF France 1997. 17 – Conseil des nations unis, l’assemblée générale, de sécurité - nation unies, rapport du 02/10/2000 document Internet n° a55/435 – s/2000/927 18 - Organisation des nations unies, nations unie et les droits de l’homme 1945 -1995, vers des nouvelles garanties en métiers de droit de l’hommes .

131

الفهــــرس

04..................................................:..........المقدمـــــة

06.........................المنظمـة مشكل الجريمـــة: األولل ــــالفص

08...............................مــة المنظمــةالجريمفهوم :األول المبحث

09.........................لجريمة المنظمةل التعريفات المختلفة :األول المطلب 10................................لمنظمةتعريف الدول العربية للجريمة ا: أوال 13...............................تعريف الدول الغربية للجريمة المنظمة: ثانيا 15...........................تعريف المنظمات الدولية للجريمة المنظمة: ثالثا 17..........................ةتعريف التشريع الجزائري للجريمة المنظم: رابعا

19...................................الجريمة المنظمة خصائص :الثانيالمطلب 20................................................و التنظيمالتخطيـــط :أوال 21....................................................و التعقيد االحتراف :ثانيا 22.........................................و التعايش التوظيف و االبتزاز :ثالثا

25..............مقارنة الجريمة المنظمة بالجرائم المشابهة لها: المطلب الثالث 26................................اإلرهابيةالجريمة المنظمة و الجريمة : أوال 29.................................. الجريمة المنظمة و الجريمة الدولية: ثانيا 31..................................الجريمة المنظمة والجريمة السياسية: ثالثا 33..................................الجريمة المنظمة و الجريمة العادية: رابعا

35...................................الجريمة المنظمة أنـواع :الثانيالمبحـث

36................................ األشخاصالجـرائـم ضـد :األولطلـب الم

37................................................جـارة المـخـدرات ت :أوال 38.............................................ـ خصائص جريمة المخدرات 1 39...............................................ـ طرق تهريب المخدرات 2 40..............................................ـ العنف في جرائم المخدرات 3

41..................................................... باألطفالاالتجار : ثانيا 42................................. باألطفالانتشار ظاهرة االتجار ـ أسباب 1

42..................................................األسريالتفكــــك أ ـ 43..........................................عدم القدرة على رعاية الطفل ب ـ 44...........................لاألطفاالموجهة لفائدة الترفيه ضعف برامج ج ـ

132

45....................................األطفالعمل الجمعوي لفائدة انعدام ال د ـ 46.......................................ـ أسباب اإلقبال على شراء األطفال 2

46............................................................للتبنــــيأ ـ 47..........................................و استغاللها ءعضااألنتزاع ا: ب ـ 48........................................بيع الهياكل العظمية و الجماجم ج ـ 49.........................................................الستغالل جنسياا د ـ

50..........................................األموالالجرائم ضد :الثانيالمطلب

51..................................................جريمة تبييض األموال :أوال 54..................البيضاء و االقتراض بالربا الفاحش تجرائم ذو الياقا :ثانيا

اآلليات الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة:الفصــــل الثانــــي

56................................................في عالقـتها بحقوق اإلنسان

57.............للجريمة المنظمة تدى عليها بواسطةالحقوق المع :المبحث األول

58............................رادحق سالمة الجسد و الحياة لألف:المطلب األول

59..................................االعتداءمحل الحق في سالمة الجسد: أوال 61.........................................محل االعتداءالحق في الحياة : ثانيا

62......................تدخل الجريمة المنظمة في الحياة العامة: المطلب الثاني

63......................فاسدةالسلطة و القيام بممارسات إساءة استخدام: أوال استخدام الشركات المتعددة الجنسيات لتصعيد نشاط: ثانيا

64..................................................عصابات الجريمة المنظمة

66.....................التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة: المبحث الثاني

67.......المساعي الدولـية التقليدية لمكافحة الجريمة المنظمة: المطلب األول

68...............................................التدخـــل اإلنسانـي :أوال 71................................التدخل لحماية رعايا الدولة في الخارج :ثانيا

73..........ة الجريمة المنظمةالمساعي الدولية الحديثة لمكافح :المطلب الثاني

73.............................................التعاون الفني و السياسي : أوال 74.......................................العالمية تماظالتعاون بواسطة المن 1

133

74...........................ريمة المنظمةأـ اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الج ب ـ البروتوكوالت الثالثة المكملة التفاقية األمم المتحدة لمكافحة

77.............................................................الجريمة المنظمة ـ برتوكول منع و قمع االتجار باألشخاص و خاصة 1 78............................................................النساء و األطفال 81.....و الجو و البحرـ برتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر 2 ـ برتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية و أجزائها و مكوناتها و الذخيرة 3

84..........................................مشروعة و االتجار بها بصورة غير 86..............)..............األنتربول(ج ـ منظمة الشرطة الجنائية الدولية

ـ التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة بواسطة 2 87..... ...................................................المنظمات اإلقليمية

87..................... ................................أ ـ المجلس األوروبي 88.................................... ....................ب ـ االتحاد األوربي

G8 .................................88ج ـ مجموعة الدول الصناعية الكبرى 90....................................التعـــــاون القضـــائي: ـ ثانيا

90.............................................ـ التحقيقات المشتركـــة 1 91..................................ـ أســاليب التحــري الخاصـــة 2 91........................................ـ حمايــــة الشهـــــود 3 94.........................................إنفاذ القانون ـ التعاون في مجال 4 95..........ـ جمع و تبادل و تحليل المعلومات عن طبيعة الجريمة المنظمة 5 95.............................................ـ التدريب و المساعدة الفنية 6

ةالعقبات التي تعيق التعاون الدولي لمكافح: المطلب الثالثـ 99...........................................................الجريمة المنظمة

99..............................العقبــــات القانونيــــــــة : أوال 99..............................ـ عدم تحديد تعريف موحد للجريمة المنظمة 1 101.............................ـ إنكار بعض الدول لهذه الظاهرة اإلجرامية 2 103...................................ـ عدم فعالية بعض االتفاقيات الدولية 3

105.................................العقبـــــات العمليــــــة: ثانيا 105...................................................ـ السرية المصرفية 1 106......................... ......................ـ ضعف أجهزة المراقبة 2

107.....................انسجام التشريع الجزائري بالقانون: المبحث الثالثـ

107.................الدوليةالمشرع الجزائري لالتفاقيات تطبيق: المطلب األول

134

107..........انضمام المشرع الجزائري إلى االتفاقيات الدولية و اإلقليمية: أوال 109...........تبني مبدأ سمو االتفاقيات الدولية على التشريع الداخلي: ـ ثانيا

111...آليات مكافحة الجريمة المنظمة في التشريع الجزائري: ـ المطلب الثاني

111........................................ـ التدابيــر الوقائيـــــة 1 116.......................................................ـ األحكام الجزائية 2 119............................................. .......ـ القواعد اإلجرائية 3

122.........................................................الخاتمــــــة

125..............................................................المراجع قائمة

125...............................................المراجع باللغة العربية :أوال 127.............................................األجنبيةلغات المراجع با: ثانيا

131....................................................................الفهرس