96
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺍﻟﺒﺨﻼﺀ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺍﳉﺎﺣﻆ ﲝﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺫﻛﺮﺕ ﺑﺮﲪﺘﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻌﻠﻚ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﻭﻓﻘﻚ ﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﺎﻧﻚ ﲝﻔﻈﻪ ﺍﷲ ﺗﻮﻻﻙ ﻓﺰﺩ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﺭﺏ- ﺳﺪﺩﺕ ﻭﺃﻧﻚ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺮﺍﻕ ﺣﻴﻞ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻭﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﺼﻮﺹ ﺣﻴﻞ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻛﺘﺎﰊ ﻗﺮﺃﺕ ﺃﻧﻚ ﺍﷲ ﺣﻔﻈﻚ ﻭﺣﺼﻨﺖ ﺧﻠﻞ ﻛﻞ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﳊﻴﻞ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﺒﻬﻚ ﺍﳋﺪﻉ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺃﻓﺎﺩﻙ ﲟﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻋﻮﺭﺓ ﻛﻞ ﺑﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻭﺍﺟﺐ ﺩﺭﺳﻪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺃﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻧﻔﻌﻪ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻣﻜﺮ ﳛﻮﺯﻩ ﻭﻻ ﻛﻴﺪ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺃﻻ ﻋﺴﻰ: ﺍﺫﻛﺮ ﺍﳉﺪ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﳚﻮﺯ ﻭﻣﺎ ﺍﳍﺰﻝ ﺑﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﳚﻮﺯ ﻭﻣﺎ ﺍﻷﺷﺤﺎﺀ ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﺒﺨﻼﺀ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺟﻌﻞ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻪ ﺍﻟﺘﻤﺲ ﳌﻦ ﺑﺪ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﻭﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﳝﻨﻊ ﻛﺪﺍ ﻟﻠﺠﺪ ﻓﺈﻥ ﲨﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻣﺴﺘﺮﺍﺣﺎ ﺍﳍﺰﻝ. ﻭﻛﻞ ﺍﳊﺎﺭﺛﻲ ﻭﺧﻄﺒﺔ ﻏﺰﻭﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻭﻛﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﳊﺰﺍﻣﻲ ﻣﻠﺢ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﻮﺍ ﻭﱂ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍ ﻭﺍﻟﺸﺢ ﺻﻼﺣﺎ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﲰﻮﺍ ﻭﱂ ﺃﻋﺎﺟﻴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﱐ ﻣﺎ ﻭﱂ ﺍﳊﺰﻡ ﺇﱃ ﻭﻧﺴﺒﻮﻩ ﳌﻨﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﳍﻢ ﻭﻗﻞ ﺍﳊﻤﺪ ﺯﻫﺪﻭﺍ ﻭﱂ ﺟﻬﻼ ﻭﺍﻷﺛﺮﺓ ﺳﺮﻓﺎ ﺍﳉﻮﺩ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻭﱂ ﺑﺎﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﻭﻗﺮﻧﻮﻫﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺛﻨﺎﺀ ﺇﱃ ﳝﻴﻞ ﳌﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻭﱂ ﻟﻠﺒﺬﻝ ﻭﺍﺭﺗﺎﺡ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻫﺶ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻀﻌﻔﻮﺍ ﻭﱂ ﺑﺎﻟﺬﻡ ﻟﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻈﻠﻒ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﻭﱂ ﻫﺠﺎﺀ ﻳﺴﺘﺤﻴﻮﺍ ﻭﱂ ﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﲝﻠﻮﻩ ﻳﻮﺟﺐ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻭﱂ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﺗﺘﺎﻳﻌﻮﺍ ﻭﱂ ﻏﲑﻫﻢ ﺭﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭﻫﻢ ﻣﻊ ﺭﺣﺎﳍﻢ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﺭﻓﺾ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻐﲎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﱂ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺯﻫﺪﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺭﻏﺒﻮﺍ ﻭﱂ ﺍﻻﺳﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻭﱂ ﺍﻟﻐﲎ ﺯﻭﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺋﻒ ﻭﲞﺴﻮﺍ ﺍﳋﻮﻑ ﻧﺼﻴﺐ ﻭﻓﺮﻭﺍ ﻭﱂ ﺍﻟﻐﲎ ﻟﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﺮﺍﺟﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻐﲎ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﳌﺒﺘﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺍﳌﻌﺎﰱ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﴰﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻃﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻧﺼﻴﺐ. ﻭﱂ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻐﺶ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻳﻨﺘﺤﻞ ﻛﻴﻒ ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺸﻘﻮﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍﺠﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺒﻘﻮﺍ ﲟﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣﻊ ﻓﺨﺮﻭﺍ ﻭﱂ ﺗﻘﺒﻴﺤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﲨﻌﺖ ﲟﺎ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﺷﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﻟﻪ ﺍﻻﻋﺘﻼﻝ ﻋﻨﺪ ﻳﻔﻄﻦ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﺳﻮﺀ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﲬﻮﻝ ﺍﲰﻪ ﻭﺷﻨﺎﻋﺔ ﻗﺒﺤﻪ ﻟﻈﺎﻫﺮ ﻳﻔﻄﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺇﱃ ﻋﻨﻪ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﻮ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻫﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻩ ﻃﻮﻝ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﻀﺠﻊ ﻭﺧﺸﻮﻧﺔ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺮﻓﻖ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻜﺪ ﺑﲔ ﻟﻪ ﻟﻮ ﻟﻴﺲ ﺃﻭ ﻭﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﻪ ﲟﺎ ﺃﺣﻖ ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﻋﺪﻯ ﻭﺍﺭﺛﻪ ﻷﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﻗﻠﺔ ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﳊﺴﺎﻥ ﻭﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺸﺪﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﺣﺘﺞ ﻭﺍﳊﻤﺎﻗﺔ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻧﺘﺤﻞ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﻭﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﳌﺎ ﻣﻜﺬﺑﺎ ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﻣﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﻭﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﺑﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻭﻳﻌﻴﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻳﺒﺼﺮ ﺃﻥ ﺟﺎﺯ ﻭﱂ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻪ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﻗﻠﺖ: ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻘﺾ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﻭﺃﻏﺸﻰ ﺃﺫﻫﺎ ﻭﺃﻓﺴﺪ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﺧﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﺒﲔ ﻭﻣ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﺍﳌﺘﻨﺎﰲ ﻭﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳌﺘﻀﺎﺩ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﳊﻖ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺸﻲﺀ

ﺀﻼﺨﺒﻟﺍ ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ ﻥﺎﻤﺜﻋ ﻮﺑﺃ ﻒﻟﺆﳌﺍ · ﺀﻼﺨﺒﻟﺍ: ... ﺎﻣﻭ ﻝﺰﳍﺍ ﺏﺎﺑ ﰲ ﻚﻟﺫ ﻦﻣ ﺯﻮﳚ ﺎﻣﻭ

  • Upload
    others

  • View
    17

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

لكتاب لبخالء: ا ااجلاحظ : املؤلف حبر بن عمرو بو عثمان أ

املقدمة

رب أنعمت فزد توالك اهللا حبفظه وأعانك على شكره ووفقك لطاعته وجعلك من الفائزين برمحته ذكرت حفظك اهللا أنك قرأت كتايب يف تصنيف حيل لصوص النهار ويف تفصيل حيل سراق الليل وأنك سددت -

به كل عورة وتقدمت مبا أفادك من لطائف اخلدع ونبهك عليه من غرائب احليل فيما به كل خلل وحصنتاذكر : عسى أال يبلغه كيد وال حيوزه مكر وذكرت أن موقع نفعه عظيم وأن التقدم يف درسه واجب وقلت جعل يل نوادر البخالء واحتجاج األشحاء وما جيوز من ذلك يف باب اهلزل وما جيوز منه يف باب اجلد أل .اهلزل مستراحا والراحة مجاما فإن للجد كدا مينع من معاودته وال بد ملن التمس نفعه من مراجعته

وذكرت ملح احلزامي واحتجاج الكندي ورسالة سهل بن هارون وكالم ابن غزوان وخطبة احلارثي وكل ملنع ونسبوه إىل احلزم ومل ما حضرين من أعاجيبهم ومل مسوا البخل صالحا والشح اقتصادا ومل حاموا على ا

نصبوا للمواساة وقرنوها بالتضييع ومل جعلوا اجلود سرفا واألثرة جهال ومل زهدوا يف احلمد وقل احتفاهلم بالذم ومل استضعفوا من هش للذكر وارتاح للبذل ومل حكموا بالقوة ملن ال مييل إىل ثناء وال ينحرف عن

وحبلوه على مره ومل مل يستحيوا هجاء ومل احتجوا بظلف العيش على لينهمن رفض الطيبات يف رحاهلم مع استهتارهم هبا يف رحال غريهم ومل تتايعوا يف البخل ومل اختاروا ما يوجب

ذلك االسم مع أنفتهم من ذلك االسم ومل رغبوا يف الكسب مع زهدهم يف اإلنفاق ومل عملوا يف الغىن عمل الغىن عمل الراجي لدوام الغىن ومل وفروا نصيب اخلوف وخبسوا اخلائف من زوال الغىن ومل يفعلوا يف

. نصيب الرجاء مع طول السالمة ومشول العافية واملعاىف أكثر من املبتلى وليست احلوائج أقل من الفوائد فكيف يدعوا إىل السعادة من خص نفسه بالشقوة بل كيف ينتحل نصيحة العامة من بدأ بغش اخلاصة ومل

شدة عقوهلم مبا أمجعت األمة على تقبيحه ومل فخروا مع اتساع معرفتهم مبا أطبقوا على هتجينه احتجوا مع وكيف يفطن عند االعتالل له ويتغلغل عند

االحتجاج عنه إىل الغابات البعيدة واملعاين اللطيفة وال يفطن لظاهر قبحه وشناعة امسه ومخول ذكره وسوء له بني الكد وقلة املرفق وبني السهر وخشونة املضجع وبني طول أثره على أهله وكيف وهو الذي جيمع

االغتراب وطول قلة االنتفاع ومع علمه ألن وارثه أعدى له من عدوه وأنه أحق مبا له من وليه أو ليس لو أظهر اجلهل والغباوة وانتحل الغفلة واحلماقة مث احتج بتلك املعاين الشداد وباأللفاظ احلسان وجودة

وبتقريب املعىن وبسهولة املخرج وإصابة املوضع لكان ما ظهر من معانيه وبيانه مكذبا ملا ظهر من االختصار جهله ونقصانه ومل جاز أن يبصر بعقله البعيد الغامض ويعيا عن القريب اجلليل

فبني يل ما الشيء الذي خبل عقوهلم وأفسد أذهاهنم وأغشى تلك األبصار ونقض ذلك االعتدال : وقلت ا الشيء الذي له عاندوا احلق وخالفوا األمم وما هذا التركيب املتضاد واملزاج املتنايف وما هذا الغباء وم

الشديد الذي إىل جنبه فطنة عجيبة وما هذا السبب الذي خفي به اجلليل الواضح وأدرك به الدقيق الغامض ض من القول إال مبقارعة اخلصم وليس عجيب ممن خلع عذاره يف البخل وأبدى صفحته للذم ومل ير: وقلت

وال من االحتجاج إال مبا رسم يف الكتب وال عجيب من مغلوب على عقله مسخر إلظهار عيبه كعجيب ممن قد فطن لبخله وعرف إفراط شحه وهو يف ذلك

ولرمبا ظن أن قد فطن له وعرف ما عنده فموه شيئا ال يقبل التمويه ورقع خرقا. جياهد نفسه ويغلب طبعه فلوا أنه كما فطن لعيبه وفطن ملن فطن لعيبه فطن لضعفه عن عالج نفسه وعن تقومي . ال يقبل الرقع

أخالطه وعن استرجاع ما سلف من عاداته وعن قلبه أخالقه املدخولة إىل أن تعود سليمة لترك تكلف ما ال مائدته الشعراء وال خالط برد يستطيعه ولربح اإلنفاق على من يذمه وملا وضع على نفسه الرقباء وال أحضر

.اآلفاق وال البس املوكلني باألخبار وال استراح من كد الكلفة ودخل يف غمار األمة وبعد فما باله يفطن لعيوب الناس إذا أطعموه وال يفطن لعيب نفسه إذا أطعمهم وإن كان عيبه مكشوفا

وشحت بالقليل من الطعم وقد علم أن وعيب من أطعمه مستورا ومل سخت نفس أحدهم بالكثري من التربالذي منع يسري يف جنب ما بذل وأنه لو شاء أن حيصل بالقليل مما جاد به أضعاف ما خبل به كان ذلك

وال بد من أن تعرفين اهلنات اليت منت على املتكلفني ودلت على حقائق : عتيدا ويسريا موجودا وقلت قت بني احلقيقة والرياء وفصلت بني البهرج املتزخرف واملطبوع املتموهني وهتكت عن أستار األدعياء وفر

فإن نبهك التصفح هلا . عندها ولتعرض نفسك عليها ولتتوهم مواقعها وعواقبها - زعمت - املبتهل لتقف فأن كان : فإن كان عتيدا ظاهرا معروفا عندك نظرت . على عيب قد أغفلته عرفت مكانه فاجتنبته

على خبلك دمت على إطعامهم وعلى اكتساب احملبة مبؤاكلتهم وإن كان اكترائك غامر احتمالك فاضال االجتهاد

وإن كانت احلروب . سترت نفسك وانفردت يطيب زادك ودخلت مع الغمار وعشت عيش املستورين تياط بينك وبني طباعك سجاال وكانت أسبابكما أمثاال وأشكاال أجبت احلزم إىل ترك التعرض وأجبت االح

إىل رفض التكلف ورأيت أن من حصل السالمة من الذم فقد غنم وأن من آثر الثقة على التغرير فقد حزم وذكرت أنك إىل معرفة هذا الباب أحوج وأن ذا املروءة إىل هذا العلم أفقر وأىن إن حصنت من الذم .

وسألت أن . أم رءوم عرضك بعد أن حصنت من اللصوص مالك فقد بلغت لك ما مل يبلغه أب بار وال أكتب لك علة أن الرجل أحق ببيته من الغريب وأوىل بأخيه من البعيد وأن البعيد أحق بالغرية والقريب

أوىل باألنفة وأن االستزادة يف النسل كاالستزادةامه يف احلرث إال أن العادة هي اليت أوحشت منه والديانة هي اليت حرمته وألن الناس يتزيدن أيضا يف استعظ

وعلة اجلهجاه يف حتسني الكذب مبرتبة الصدق يف مواضع ويف . وينتحلون أكثر مما عندهم يف استشناعه تقبيح الصدق يف مواضع ويف إحلاق الكذب مبرتبة الصدق ويف حط الصدق إىل موضع الكذب وأن الناس

سي مضاره وإهنم لو وازنوا يظلمون الكذب بتناسي مناقبه وتذكر مثالبه وحيابون الصدق بتذكر منافعه وبتناومذهب صحصح . بني مرافقهما وعدلوا بني خصاهلما ملا فرقوا بينهما هذا التفريق وملا رأومها هبذه العيون

يف تفضيل النسيان على كثري من الذكر وأن الغباء يف اجلملة أنفع من الفطنة يف اجلملة وأن عيش البهائم

وإنك لو أمسنت هبيمة ورجال ذا مروءة أو امرأة ذات عقل ومهة أحسن موقعا من النفوس من عيش العقالء وأخرى

وألن العقل مقرون باحلذر . ذات غباء وغفلة لكان الشحم إىل البهيمة أسرع وعن ذات العقل واهلمة أبطأ جتد وال. واالهتمام وألن الغباء مقرون بفراغ البال واألمن فلذلك البهيمة تقنو شحما يف األيام اليسرية

. والعاقل يف الرجاء إىل أن يدركه البالء . ومتوقع البالء يف البالء وإن سلم منه . ذلك لذي اهلمة البعيدة ولوال أنك جتد هذه األبواب وأكثر منها مصورة يف كتايب الذي مسي كتاب املسائل ألتيت على كثري منه يف

- حاديث البخالء فسأوجدك ذلك يف قصصهم فأما ما سألت من احتجاج األشحاء ونوادر أ. هذا الكتاب مفرقا ويف احتجاجاهتم جممال فهو أمجع هلذا الباب من وصف ما عندي دون ما انتهى إىل - إن شاء اهللا تعاىل

.من أخبارهم على وجهها وعلى أن الكتاب أيضا يصري أقصر ويصري العار فيه أقل ولك يف هذا . اسان ، إلكثار الناس يف أهل خراسان ونبتدىء برسالة سهل بن هارون ، مث بطرف أهل خر

وأنت يف ضحك منه . تبني حجة طريفة أو تعرف حيلة لطيفة أو استفادة نادرة عجيبة : الكتاب ثالثة أشياء وأنا أزعم أن البكاء صاحل للطبائع وحممود املغبة إذا وافق املوضع ومل . إذا شئت ويف هلو إذا مللت اجلد

ورمبا عد من الوفاة وشدة الوجد . ومل يعدل عن اجلهة ودليل على الرقة والبعد من القسوة جياوز املقدار وقال بعض احلكماء لرجل . وهو من أعظم ما تقرب به العابدون واسترحم به اخلائفون . على األولياء

يده على وضرب عامر بن قيس ب. ال جتزع فإنه أفتح جلرمه وأصح لبصره : اشتد جزعه من بكاء صيب له إن طول : جامدة شاخصة ال تندى وقيل لصفوان بن حمرز عند طول بكائه وتذكر أحزانه : عينه فقال

.فبكى حىت عمى . ذلك هلا شهادة : فقال . البكاء يورث العمى وإذا . وكان صفوان بن حمرز يسمى البكاء . منهم حيىي البكاء وهيثم البكاء : وقد مدح بالبكاء ناس كثري

ورمبا أعمى البصر وأفسد الدماغ ودل على السخف -لبكاء الذي ما دام صاحبه فيه فإنه يف بالء كان اولو كان الضحك قبيحا من الضاحك -وقضى على صاحبه باهللع وشبه باألمة اللكعاء وباحلدث الضرع وقد قال اهللا جل . كأنه يضحك ضحكا : وقبيحا من املضحك ملا قيل للزهرة واحلربة واحللي والقصر املبىن

وإنه ال يضيف . فوضع الضحك حبذاء املوت ( . وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا : ) ذكره وكيف ال يكون موقعه من سرور النفس عظيما ومن . اهللا إىل نفسه القبيح وال مين على خلقه بالنقص

ألن الضحك أول خري يظهر من . أصل الطباع ويف أساس التركيب مصلحة الطباع كبريا وهو شيء يف وقد تطيب. الصيب

ولفضل خصال الضحك عند . نفسه وعليه ينبت شحمه ويكثر دمه الذي هو علة سروره ومادة قوته ومزح ) صلى اهللا عليه وسلم ( وقد ضحك النيب . العرب تسمى أوالدها بالضحاك وببسام وبطلق وبطليق

هو ضحوك السن وبسام العشيات وهش إىل الضيف : وإذا مدحوا قالوا . الصاحلون ومزحوا وضحك . هو عبوس وهو كاحل وهو قطوب وهو شتيم احمليا وهو مكفهر أبدا وهو : وإذا قالوا . وذو أرحيية واهتزاز

ها أحد كريه ومقبض الوجه وحامض الوجه وكأمنا وجهه باخلل منضوح وللمزح موضع وله مقدار مىت جاز .وقصر عنهما أحد صار الفاضل خطال والتقصري نقصا

وهذا . ومىت أريد باملزح النفع وبالضحك الشيء الذي له جعل الضحك صار املزح جدا والضحك وقارا ألنه ال جيوز أن يكمل ملا تريده وال جيوز أن يوىف حقه كما ينبغي . كتاب ال أغرك منه وال أستر عنك عيبه

. اهنا أحاديث كثرية مىت أطلعنا منها حرفا عرف أصحاهبا وإن مل نسمهم ومل نرد ذلك هبم ألن ه: له وليس يفي حسن . منهم الصديق والويل واملستور واملتجمل . وسواء مسيناهم أو ذكرنا ما يدل على أمسائهم

وهو أكثرها بابا . فهذا باب يسقط البتة وخيتل به الكتاب ال حمالة. الفائدة لكم بقبح اجلناية عليهم وأحاديث أخر ليس هلا شهرة ولو شهرت ملا كان فيها دليل على أرباهبا وال هي -وأعجبها منك موقعا

.مفيدة أصحاهبا ويف قطع ما . وليس يتوفر أبدا حسنها إال بأن تعرف أهلها وحىت تتصل مبستحقها ومبعادهنا والالئقني هبا

ولو أن رجال ألزق نادرة بأيب . وط نصف امللحة وذهاب شطر النادرة بينها وبني عناصرها ومعانيها سقولو ولد . احلارث مجني واهليثم بن مطهر ومبزيد وابن األمحر مث كانت باردة جلرت على أحسن ما يكون

نادرة حارة يف نفسها مليحة يف معناها مث أضافها إىل صاحل بن حنني وإىل ابن النواء وإىل بعض البغضاء وكما أنك لو ولدت كالما يف الزهد وموعظة . ت باردة ولصارت فاترة فإن الفاتر شر من البارد لعاد

هذا من كالم بكر بن عبد اهللا املزين وعامر بن عبد قيس العنربي ومورق العجلي ويزيد : للناس مث قلت الرقاشي لتضاعف

اهلا أبو كعب الصويف أو عبد املؤمن ق: ولو قلت . حسنه وألحدث له ذلك النسب نضارة ورفعة مل تكن له وباحلرى أن تغلط يف مقدارها فتبخس . أو أيب نواس الشاعر أو حسني اخلليع ملا كان هلا إال ماهلا يف نفسها

وقد كتبنا لك أحاديث كثرية مضافة إىل أرباهبا وأحاديث كثرية غري مضافة إىل أرباهبا إما . من حقها ولوال أنك سألتين هذا الكتاب ملا تكلفته وملا وضعت كالمي موضع . م باخلوف منهم وإما باإلكرام هل

.فإن كانت الئمة أو عجز فعليك وإن عذر فلي دونك . الضيم والنقمة رسالة سهل بن هارون أيب حممد بن راهبون إىل عمه من آل راهبون حني ذموا مذهبه يف البخل وتتبعوا

م أصلح اهللا أمركم ومجع مشلكم وعلمكم اخلري وجعلكم من أهله بسم اهللا الرمحن الرحي: كالمه يف الكتب يا معشر بين متيم ال تسرعوا إىل الفتنة فإن أسرع الناس إىل القتال أقلهم حياء من : قال األحنف بن قيس

إذا أردت أن ترى العيوب مجة فتأمل عيابا فإنه يعيب بفضل ما فيه من العيب : وقد كانوا يقولون . الفرار وما أردنا مبا قلنا إال . وقبيح أن تنهى عن مرشد أو تغري مبشفق . وأول العيب أن تعيب ما ليس بعيب .

هدايتكم وتقوميكم وإال إصالح فسادكم وإبقاء النعمة عليكم ولئن أخطأنا سبيل إرشادكم فما أخطأنا .سبيل حسن النية فيما بيننا وبينكم فما أحقكم . قد اخترناه ألنفسنا قبلكم وشهرنا به يف اآلفاق دونكم مث قد تعلمون أنا ما أوصيناكم إال مبا

يف تقدمي حرمتنا بكم أن ترعوا حق قصدنا بذلك إليكم وتنبيهنا على ذكر العيوب برا وفضال لرأينا أن يف ى وإن من أعظم الشقوة وأبعد من السعادة أن ال يزال يتذكر زلل املعلمني ويتناس. أنفسنا عن ذلك شغال

أجيدي : عبتموين بقويل خلادمي . سوء استماع املتعلمني ويستعظم غلط العاذلني وال حيفل بتعمد املعذولني

رضي اهللا -وقد قال عمر بن اخلطاب . عجنه مخريا كما أجدته فطريا ليكون أطيب لطعمه وأزيد يف ريعه .أملكوا العجني فإنه أريع الطحنتني : ألهله - عنه ورمحه

من مل يعرف مواقع السرف يف املوجود الرخيص مل يعرف مواقع االقتصاد يف املمتنع : على قويل وعبتم فلما صرت . فلقد أتيت من ماء الوضوء بكيلة يدل حجمها على مبلغ الكفاية وأشف من الكفاية : الغايل

ء فضال على املاء إىل تفريق أجزائه على األعضاء وإىل التوفري عليها من وظيفة املاء وجدت يف األعضافعلمت أن لو كنت مكنت االقتصاد يف أوائله ورغبت عن التهاون به يف ابتدائه خلرج آخره على كفاية

وقد قال . فعبتموين بذلك وشنعتموه جبهدكم وقبحتموه . أوله ولكان نصيب العضو األول كنصيب اآلخر . فلم يرض بذكر املاء حىت أردفه بالكإل . إنه ليكون يف املاعونني املاء والكإل: احلسن عند ذكر السرف

وعبتموين حني ختمت على سد عظيم وفيه شيء مثني من فاكهة نفيسة ومن رطبة غريبة على عبدهنم وصيب وليس من أصل األدب. جشع وأمة لكعاء وزوجة خرقاء

ملأكول وغريب وال يف ترتيب احلكم وال يف عادات القادة وال يف تدبري السادة أن يستوي يف نفيس ااملشروب ومثني امللبوس وخطري املركوب والناعم من كل فن واللباب من كل شكل التابع واملتبوع والسيد

. كما ال تستوي مواضعهم يف اجمللس ومواقع أمسائهم يف العنوانات وما يستقبلون به من التحيات . واملسود ن له اكتراث العارف من شاء أطعم كلبه وكيف وهم ال يفقدون من ذلك ما يفقد القادر وال يكترثو

. الدجاج املسمن وأعلف محاره السمسم املقشر فعبتموين باخلتم وقد ختم بعض األئمة على مزود سويق إذا زدت يف الرق فزد يف اإلنضاج لتجمع : طينة وعبتموين حني قلت للغالم : وختم على كيس فارغ وقال

) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( وقد قال النيب . إلرتفاق باملرق الطيب بني التأدم باللحم واملرق ولتجمع مع ا ) .إذا طبختم حلما فزيدوا يف املاء فإن مل يصب أحدكم حلما أصاب مرقا

وعبتموين خبصف النعال وبتصدير القميص وحني زعمت أن املخصوفة أبقى وأوطأ وأوقى وأنفى للكرب ( وقد كان النيب . أن االجتماع مع احلفظ وأن التفرق مع التصنيع وأشبه بالنسك وأن الترقيع من احلزم و

ولقد لفقت سعدى بنت عواف إزار طلحة وهو جواد . خيصف نعله ويرقع ثوبه ) صلى اهللا عليه وسلم من مل يستحى من اخلالل خفت مؤنته : وقال . وكان يف ثوب عمر رقاع أدم . قريش وهو طلحة الفياض

وبعث زياد رجال يرتاد له حمدثا واشترط على الرائد أن . ال جديد ملن ال يلبس اخللق :وقالوا . وقل كربه : قال . ال وال رأيته قبل ساعته : أكنت ذا معرفة به قال : فقال . فأتاه به موافقا . يكون عاقال مسددا

أفناقلتهيومنا يوم : ته على مجيع من رأيته قال فلم اختر: قال . ال : الكالم وفاحتته األمور قبل أن توصله إيل قال

ورأيت ثياب الناس جددا وثيابه . قائظ ومل أزل أتعرف عقول الناس بطعامهم ولباسهم يف مثل هذا اليوم وقد جعل اهللا عز وجل . وقد علمنا أن اخللق يف موضعه مثل اجلديد يف موضعه . لبسا فظننت به احلزم

وقد أحيا بالسم ومات . عل لكل دهر رجاال ولكل مقام مقاال لكل شيء قدرا وبوأ له موضعا كما جوخالف ذلك جيمع مع . فترقيع الثوب جيمع مع اإلصالح التواضع . بالغذاء وأغص باملاء وقتل بالدواء

وقد . وقد زعموا أن اإلصالح أحد الكسبني كما زعموا أن قلة العيال أحد اليسارتني . اإلسراف التكرب

وقال رجل . من أكل بيضة فقد أكل دجاجة : وقال عمر . وأمر بذلك النعمان . نز جرب األحنف يد عوعد أبو الدرداء العراق حر . إن كان ال بد فاجعلها بياضة : أهدي إليك دجاجة فقال : لبعض السادة

.البهيمة كرومته ال يغترن أحد بطول عمره وتقيس ظهره ورقة عظمه ووهن قوته أن يرى أ: وعبتموين حني قلت

وال حيرجه ذلك إىل إخراج ماله من يديه وحتويله إىل ملك غريه وإىل حتكيم السرف فيه وتسليط الشهوات ولعله أن يرزق الولد على . عليه فلعله أن يكون معمرا وهو ال يدري وممدودا له يف السن وهو ال يشعر

ال تدركه العقول فيسترده ممن ال يرده اليأس أو حيدث عليه بعض خمبآت الدهور مما ال خيطر على البال وفعبتموين بذلك . ويظهر الشكوى إىل من ال يرمحه أضعف ما كان عن الطلب واقبح ما يكون به الكسب

. اعمل لدنياك عمل من يعيش أبدأ واعمل آلخرتك عمل من ميوت غدا : وقد قال عمرو بن العاص مال القمار ومال املرياث وإىل مال االلتقاط وحباء وعبتموين حني زعمت أن التبذير إىل أن التبذير إىل

امللوك أسرع وأن احلفظ إىل املال املكتسب والغىن اجملتلب وإىل ما يعرضفيه لذهاب الدين واهتضام العرض ونصب البدن واهتمام القلب أسرع وأن من مل حيسب ذهاب نفقته مل

مل يعرف للغىن قدره فقد أذن بالفقر وطاب حيسب دخله ومن مل حيسب الدخل فقد أضاع األصل وأن منوزعمت أن كسب احلالل مضمن باإلنفاق يف احلالل وأن اخلبيث ينزع إىل اخلبيث وأن . نفسا بالذل

الطيب يدعو إىل الطيب وأن اإلنفاق يف اهلوى حجاب دون احلقوق وأن اإلنفاق يف احلقوق حجاز دون وقد قال . مل أر تبذيرا قط إال وإىل جانبه حق مضيع : معاوية وقد قال . فعبتم على هذا القول . اهلوى

. إذا أردمت أن تعرفوا من أين أصاب ماله فانظروا يف أي شيء ينفقه فإن اخلبيث ينفق يف السرف : احلسن وقلت لكم بالشفقة مين عليكم وحبسن النظر لكم وحبفظكم آلبائكم وملا

حنيفة من طريق . أنتم يف دار اآلفات واجلوائح غري مأمونات : جيب يف جواركم ويف مماحلتكم ومالبستكم فإن أحاطت مبال أحدكم آفة مل يرجع إىل بقية فأحرزوا النعمة باختالف األمكنة حنيفة من طريق فإن البلية

وقد قال عمر رضي اهللا عنه يف العبد واألمة ويف ملك الشاة . ال جتري يف اجلميع إال مع موت اجلميع كيف تصنعون : وقال ابن سريين لبعض البحريني . فرقوا بني املنايا : ويف الشيء احلقري اليسري والبعري

ولوال أن السالمة أكثر ملا محلنا خزائننا يف . نفرقها يف السفن فإن عطب بعض سلم بعض : بأموالكم قال إن للغىن سكرا : كم وقلت لكم عند إشفاقي علي. حتسبها خرقاء وهي صناع : قال ابن سريين . البحر

فمن مل حيفظ الغىن من سكر العىن فقد أضاعه ومن مل يرتبط املال خبوف الفقر فقد أمهله . وإن للمال لنزوة وسكر الغىن أشد من سكر . ليس أحد أفقر من غين أمن الفقر : وقال زيد بن جبلة . فعبتموين بذلك .

.اخلمر يد يف الفضول حىت صار يستعمل ذلك يف أشعاره بعد رسائله ويف قد لزم احلث على احلقوق والتزه: وقلتم

عدو تالد املال فيما ينوبه منوع إذا ما منعه كان : فمن ذلك قوله يف حيىي بن خالد . خطبه بعد سائر كالمه وخليقتان تقى وفضل حترم وإهانة يف حقه للمال وعبتموين حني : أحزما ومن ذلك قوله يف حممد بن زياد

ين أقدم املال على العلم ألن املال به يغاث العامل وبه تقوم النفوس قبل أن تعرف فضيلة العلم وأن زعمت أ

وإن كنا نستبني األمور بالنفوس فإنا بالكفاية نستبني وباخللة : األصل أحق بالتفضيل من الفرع وأين قلت : آلعلماء أفضل أم األغنياء قال : وكيف تقول هذا وقد قيل لرئيس احلكماء ومقدم األدباء : وقلتم . نعمى

ملعرفة : فما بال العلماء يأتون أبواب األغنياء أكثر مما يأيت األغنياء أبواب العلماء قال : قيل . بل العلماء .العلماء بفضل الغىن وجلهل األغنياء بفضل العلم

وشيء يغي بعضهم فيه عن وكيف يستوي شيء ترى حاجة اجلميع إليه . حاهلما هي القاضية بينهما : فقلت إن فضل الغين على القوت إمنا هو كفضل اآللة حنيفة الدار إن احتيج إليها : بعض وعبتموين حني قلت

وددت أن يل مثل أحد ذهبا ال أنتفع : وقد قال احلضني بن املنذر . استعملت وإن استغىن عنها كانت عدة عليك بطلب الغىن فلو : وقال أيضا . من خيدمين عليه لكثرة : فما ينفعك من ذلك قال : قيل . منه بشيء

ولسنا . مل يكن لك فيه إال أنه عز يف قلبك وذل يف قلب غريك لكان احلظ فيه جسيما والنفع فيه عظيما صلى اهللا عليه ( كان رسول اهللا : ندع سرية األنبياء وتعليم اخللفاء وتأديب احلكماء ألصحاب األهواء

.درمهك ملعاشك ودينك ملعادك : وقال . غنياء باختاذ الغنم والفقراء باختاذ الدجاج يأمر األ) وسلم وقال أبو بكر الصديق . مث جعلوا أحد قسمي اجلميع الدرهم . فقسموا األمور كلها على الدين والدنيا

. بيت اللحمني وكانوا يبغضون أهل ال. إين ألبغض أهل البيت ينفقون رزق األيام يف اليوم : رضي اهللا عنه وهنى أبو األسود الدؤيل وكان حكيما أديبا . ضع الدرهم على الدرهم يكون ماال : وكان هشام يقول

إذا بسط اهللا لك الرزق : فقال البنه . وداهيا أريبا عن جودكم هذا املولد وعن كرمكم هذا املستحدث درهم من حل خيرج يف حق خري من : وقال . ك وال جتاود اهللا فإن اهللا أجود من. فابسط وإذا قبض فاقبض

تضيعون مثل هذا وهو قوت امرئ مسلم يوما إىل الليل : وتلقط عرندا من بزمي فقال . عشرة آالف قبضا ليهن ابن العبسية إن مرفقة املرء رفقه يف : فقال . وتلقط أبو الدرداء حبات حنطة فنهاه بعض املسرفني

.معيشته وتذكروا ما عليكم قبل أن تذكروا ما لكم . فقدموا النظر قبل العزم . وال رأي تفندون فلستم علي تردون

. وخنص بذلك أهل مرو بقدر ما خصوا به . نبدأ بأهل خراسان إلكثار الناس يف أهل خراسان . والسالم . : نعم قال : قال تغذيت اليوم فإن: يقول املروزي للزائر إذا أتاه وللجليس إذا طال جلوسه : قال أصحابنا

فال . لو كنت تغديت لسقيتك مخس أقداح : ال قال : وإن قال . لوال أنك تغديت لغديتك بغداء طيب فرآين أتوضأ من . وكنت يف منزل ابن أيب كرمية وأصله من مرو . يصري يف يده على الوجهني قليل وال كثري

. ليس بعذب إمنا هو من ماء البئر : ة قلت سبحان اهللا تتوضأ بالعذب والبئر لك معرض: كوز خزف فقال تغديت يوما : فتفسد علينا كوزنا بامللوحة فلم أدر كيف أختلص منه وحدثين عمرو بن هنيوي قال : قال

وكان . فلم يعرض عليه الطعام وحنن نأكل . فدخل عليه رجل كان له جارا وكان يل صديقا . عند الكندي قد واهللا: سبحان اهللا لو دنوت فأصبت معنا مما نأكل قال : ستحييت منه فقلت فا: قال . أخبل من خلق اهللا

فكتفه واهللا كتفا ال يستطيع معه قبضا وال بسطا وتركه : ما بعد اهللا شيء قال عمر : فقال الكندي . فعلت شيئا وليس هذا -جل ذكره - ولو مد يده لكان كافرا ولو مد يده لكان كافرا أو لكان قد جعل مع اهللا .

مل أر الديك يف بلدة قط فال وهو القط : وقال مثامة . احلديث ألهل مرو ولكنه من شكل احلديث األول

يأخذ احلبة مبنقاره مث يلفظها قدام الدجاجة فال ديكة مرو فإين رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما يف فمن مث عتم مجيع حيواهنم . ويف جواهر املاء فعلمت أن خبلهم شيء يف طبع البالد : مناقريها من احلب قال

كنت عند شيخ من أهل مرو وصيب له صغري يلعب بني يديه : فحدثت هبذا احلديث أمحد بن رشيد فقال . : فاسقين من مائكم قال : ال تريده هو مر فقلت : أطعمين من خبزكم قال : فقلت له إما عابثا وإما ممتحنا

. ال تريده هو كذا وكذا إىل أن عددت أصنافا كثرية : ات من كذا وكذا قال ه: ال تريده هو ماحل قلت كل ذلك مينعنيه ويبغضه. ما ذنبنا هذا من علمه ما تسمع يعين أن البخل طبع فيهم ويف أعراقهم وطينتهم : إيل فضحك أبوه وقال

ما أمكن الصرب مث إهنم تناهدوا وزعم أصحابنا أن خراسانية ترافقوا يف منزل وصربوا عن اإلرتفاق باملصباح فكانوا إذا جاء املصباح شدوا عينيه . وأىب واحد منهم أن يغينهم وأن يدخل يف العزم معهم . وختارجوا

فإذا أطفئوا أطلقوا عينيه ورأيت أنا . مبنديل وال يزال وال يزالون كذلك إىل أن يناموا ويطفئوا املصباح فلم . ون على مباقل حبضرة قرية األعراب يف طريق الكوفة وهم حجاج محارة منهم زهاء مخسني رجال يتغد

وهذا الذي رأيته . أر من مجيع اخلمسني رجلني يأكالن معا وهم يف ذلك متقاربون حيدث بعضهم بعضا حدثين مويس بن عمران قال رجل منهم لصاحبه وكانا إما متزاملني وإما . منهم من غريب ما يتفق للناس

:وما زالوا يقولون . مل ال نتطاعم فإن مل نتطاعم فإن يد اهللا مع اجلماعة ويف االجتماع الربكة : مترافقني لوال أين أعلم أنك آكل مين : فقال له صاحبه . طعام اإلثنني يكفي ثالثة وطعام الثالثة يكفي األربعة

يا عبد اهللا معك : قال له فلما كان الغد وأعاد عليه القول. ألدخلت لك هذا الكالم يف باب النصيحة ولوال أنك تريد أكثر ما كان حرصك على مؤاكليت تريد احلديث واملؤانسة اجعل . رغيف ومعي رغيف

وما أشك أنك إذا أكلت رغيفك ونصف رغيفي . الطبق واحدا ويكون رغيف كل منا قدام صاحبه دخلت على رجل من : خاقان بن صبيح وقال . ستجده مباركا غنما كان ينبغي أن أكون أجده أنا ال أنت

أهل خراسان ليال وإذا هو قد أتانا مبسرجة فيها فتيلة يف غاية الدقة وإذا هو قد ألقى يف دهن املسرجة شيئا فكان املصباح إذا . من ملح وقد علق على عمود املنارة عودا خبيط وقد حز فيه حىت صار فيه مكان للرباط

:ما بال العود مربوطا قال : فقلت له : قال . لة بذلك كاد ينطفئ أشخص رأس الفتيفإذا كان هذا دأبنا ودأبه . فإن ضاع ومل حيفظ احتجنا إىل واحد عطشان . هذا عود قد تشرب الدهن

-جل ذكره - فبينا أنا أتعجب يف نفسي وأسأل اهللا : قال . ضاع من دهننا يف الشهر بقدر كفاية ليلة يا أبا فالن فررت من شيء ووقعت يف : ل شيخ من أهل مرو فنظر إىل العود فقال العافية والستر إذ دخ

أما تعلم أن الريح والشمس تأخذان من سائر األشياء أو ليس قد كان البارحة عند إطفاء السراج . شبيه به عافاك -. أروى وهو عند إسراجك الليلة أعطش قد كنت أنا جاهال مثلك حىت وفقين اهللا إىل ما هو أرشد

وعلى أن العود واخلالل والقصبة رمبا تعلقت هبا الشعرة من قطن . بدل العود إبرة أو مسلة صغرية -اهللا وهو مع . واحلديد أملس . ورمبا كان ذلك سببا النطفاء السراج . الفتيلة إذا سويناها هبا فتشخص معها

خراسان على سائر الناس وفضل أهل ففي تلك الليلة عرفت فضل أهل : قال خاقان . ذلك غري نشاف مرو على أهل خراسان

دخل أبو عبد اهللا املروزي على شيخ من أهل خراسان وإذا هو قد استصبح يف مسرجة : قال مثىن بن بشري ال جييء واهللا منك أمر صاحل أبدا عاتبتك يف مسارج : فقال له الشيخ . خزف من هذه اخلزفية اخلضر

جعلت فداك دفعتها : أو علمت أن اخلزف واحلجارة حيسوان الدهن حسوا قال . زف احلجارة فأعتبتين باخل: قال . إىل صديق يل دهان فألقاها يف املصفاة شهرا حىت رويت من الدهن ريا ال حتتاج معه أبدا إىل شيء

يف طرف ولكن ما علمت أن موضع النار من املسجة . وقد وقعت عليه . ليس هذا أريد هذا دواؤه يسري الفتيلة ال ينفك من إحراق النار وجتفيفه وتنشيف ما فيه ومىت ابتل بالدهن وتسقاه عادت النار عليه فأكلته

فلو قست ما يشرب ذلك املكان من الدهن مبا يستمده طرف الفتيلة منه لعلمت أن ذلك . هذا دأهبما . إنك مىت وضعت : ويقال . ل سائال جاريا وبعد هذا فإن ذلك املوضع من الفتيلة واملسرجة ال يزا. أكثره

مسرجة فيها مصباح وأخرى ال مصباح فيها مل تلبث إال ليلة أو ليلتني حىتواعترب أيضا ذلك بامللح الذي يوضع حتت املسرجة والنخالة اليت توضع هناك . ترى السفلى مآلنة دهنا

خسران وغنب ال يتهاون به إال أصحاب الفساد وهذا كله . لتسويتها وتصويبها كيف جتدمها ينعصران دهنا . على أن املفسدين غنما يطعمون الناس ويسقون الناس وهم على حال يستخلفون شيئا وإن كان روثا .

فكيف : ومن أطعم النار جعله اهللا يوم القيامة طعاما للنار قال الشيخ . وأنت إمنا تطعم النار وتسقي النار والزجاج ال يعرف الرشح وال . فإن الزجاج أحفظ من غريه . تتخذ قنديال : أصنع جعلت فداك قال

وأيهما كان فإنه يعيد . النشف وال يقبل األوساخ اليت ال تزول إال بالدلك الشديد أو بإحراق النار وهو مع ذلك مصنوع . وازجاج أبقى على املاء والتراب من الذهب اإلبريز . املسرجة إىل العطش األول

. والزجاج جمل والذهب ستار . فإن فضلت الذهب بالصالبة فضلت الزجاج بالصفاء . هب خملوق والذ وألن الفتيلة إمنا تكون يف وسطه فال حتمي جوانبه بوهج

وإذا وقع شعاع النار على جوهر الزجاج صار املصباح . املصباح كما حتمي مبوضع النار من املسرجة واعترب ذلك بالشعاع الذي يسقط . ياء كل واحد منهما على صاحبه والقنديل مصباحا واحدا ورد الض

وإن كان سقوطه على . على وجه املرآة أو على وجه املاء أو على الزجاجة مث انظر كيف يتضاعف نوره :وقال جل ذكره . عني إنسان أعشاه ورمبا أعماه

كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها الله نور السماوات والأرض مثل نوره ( ) ٧ولو لم تمسسه نار نور كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء

٧( ) دي الله لنوره من يشاء على نور يه.

هذا مع فضل حسن القنديل على حسن . والزيت يف الزجاجة نور على نور وضوء على ضوء مضاعف دخل على . وأبو عبد اهللا هذا كان من أطيب اخللق وأملحهم خبال وأشدهم أدبا . مسارج احلجارة واخلزف

منذ كم أنت مقيم بالعراق : فقال له . رفه خبراسان بسبب الكالم ذي اليمينني طاهر بن احلسن وقد كان يعفضحك طاهر : قال . وأنا أصوم الدهر منذ أربعني سنة . أنا بالعراق منذ عشرين سنة : يا أبا عبد اهللا فقال

نا سألناك يا أبا عبد اهللا عن مسألة وأجبتنا عن مسألتني ومن أعاجيب أهل مرو ما مسعناه من مشاخي: وقال

وذلك أن رجال من أهل مرو كان ال يزال حيج ويتجر وينزل على رجل من أهل العراق . على وجه الدهر ليت أين رأيتك مبرو حىت أكافئك لقدمي : مث كان كثريا ما يقول لذلك العراقي . فيكرمه ويكفيه مؤنته

فعرضت لذلك العراقي : قال . ين فأما هاهنا فقد أغناك اهللا ع. إحسانك وما جتدد يل من الرب يف كل قدمة فكان مما هون عليه مكابدة السفر ووحشة االغتراب مكان املروزي . بعد دهر طويل حاجة يف تلك الناحية

فلما قدم مضى حنوه يف ثياب سفره ويف عمامته وقلنسوته وكسائه ليحط رحله عنده كما يصنع . هناك .الرجل بثقته وموضع أنسه

قال العراقي . فلم يره أثبته وسأل به سؤال من رآه قط . أصحابه أكب عليه وعانقه فلما وجده قاعدا يفلعله أن : فقال . فكان له أنكر . فرمى بقناعته وابتدأ مسألته . لعل إنكاره إياي ملكان القناع : يف نفسه

فلعله : قال . كارا مث انتسب وجدد مسألته فوجده أشد ما كان إن. يكون إمنا أيت من قبل العمامة فنزعها لو خرجت من : قال . وعلم املروزي أنه مل يبق شيء يتعلق به املتغافل واملتجاهل . إمنا أيت من قبل القلنسوة

وإذا اشتروا اللحم . وزعموا أهنم رمبا ترافقوا وتزاملوا فتناهدوا وتالزقوا يف شراء اللحم . جلدك مل أعرفك . هم نصيبه فشكه خبوصة أو خبيط مث أرسله يف خل القدر والتوابل قسموه قبل الطبخ وأخذ كل إنسان من

مث ال يزال أحدهم يسل من . مث اقتسموا املرق . فإذا طبخوا تناول كل إنسان خيطه وقد علمه بعالمة فإن أعادوا املالزقة أعادوا . مث جيمعون خيوطهم . اخليط القطعة بعد القطعة حىت يبقى احلبل ال شيء فيه

وليس تناهدهم من طريق الرغبة يف املشاركة ولكن ألن . يوط ألهنا قد تشربت الدسم ورويت تلك اخل بضاعة كل واحد منهم ال تبلغ مقدار الذي حيتمل أن يطبخ وحده وألن املؤنة ختف أيضا يف احلطب واخلل

ا خيتارون السكباج فإمن. وألن القدر الواحدة أمكن من أن يقدر كل واحد منهم على قدر . والثوم والتوابل قلت مرة جلار : حدثين أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام قال . ألنه أبقى على األيام وأبعد من الفساد

. قد كان لنا مقلى ولكنه سرق : قال . أعرين مقالكم فإين أحتاج إليه : كان يل من أهل خراسان فقال يل . اللحم يف املقلى وشم الطباهج فاستعرت من جار يل آخر فلم يلبث اخلراساين أن مسع نشيش

لو كنت خربتين أنك خربتين أنك تريده للحم أو لشحم لوجدتين : ما يف األرض أعجب منك : كاملغضب وكيف ال . وحديد املقلى حيترق إذا كان الذي يقلى فيه ليس بدسم . أسرع إمنا خشيتك تريده للباقلى

دعانا جار لنا : لرد من وقال أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام أعريك إذا أردت الطباهج واملقلى بعد افرايته يقطر . فأطعمنا مترا ومسنا سالء وحنن على خوان ليس عليه إال ما ذكرت واخلراساين معنا يأكل

ما أليب فالن يضيع مسن القوم ويسيء : فقلت لرجل إىل جنيب . السمن على اخلوان حىت أكثر من ذلك اخلوان: ال واهللا قال : وما عرفت علته قلت : ويغرف فوق احلق قال املؤاكلة

ولقد طلق امرأته وهي أم أوالده ألنه رآها غسلت خوانا له . خوانه فهو يريد أن يدمسه ليكون كالدبغ له كان معنا يف السفينة وحنن نريد بغداد رجل من أهل : هال مسحته وقال أبو نواس : فقال هلا . مباء حار ليس علي يف : مل تأكل لوحدك قال : وكان يأكل وحده فقلت له . وكان من عقالئهم وفهمائهم . خراسان

وأكلي وحدي هو األصل . إمنا املسألة على من أكل مع اجلماعة ألن ذلك هو التكلف . هذا املوضع مسألة ى ربع الشاذروان شيخ لنا كان عل: وحدثين إبراهيم بن السندي قال . وأكلي مع غريي زيادة يف األصل .

. وكان حفيا جدا . وكان مصححا بعيدا من الفساد ومن الرشا ومن احلكم باهلوى . من أهل خراسان وكذلك كان يف إمساكه ويف خبله وتدنيقه يف نفقاته وكلن ال يأكل إال ما البد منه وال يشرب إال ونشهد أن

يف غداة كل مجعة حيمل معه منديال فيه جردقتان وقطع حلم غري أنه كان . حممدا عبده ورسوله البد منه ومعه . سكباج مربد وقطع جنب وزيتونات وصرة فيها ملح وأخرى فيها أشنان وأربع بيضات ليس منها بد

.خالل . ويطلب موضعا حتت شجرة وسط خضرة وعلى ماء جار . وميضي وحده حىت يدخل بعض بساتني الكرخ

فإن وجد قيم ذلك . سط بني يديه املنديل وأكل من هذا مرة ومن هذا مرة فإذا وجد ذلك جلس وباشتر يل هبذا أو أعطين هبذا رطبا إن كان يف زمان الرطب أو عنبا إن كان : البستان رمى إليه بدرهم مث قال

. د إليك إياك إياك أن حتابيين ولكن جتود يل فإنك إن فعلت مل آكله ومل أع: ويقول له . يف زمان العنب مث ختلل . فإن أتاه به أكل كل سيء معه وكل شيء أتى به . واحذر الغنب فإن املغبون ال حممود وال مأجور

مث ينتبه فيغتسل وميضي إىل . مث يضع جنبه فينام إىل وقت اجلمعة . مث ميشي مقدار مائة خطوة . وغسل يديه هو يوما من أيامه يأكل يف بعض املواضع إذ مر به فبينا: قال إبراهيم . هذا كان دأبه كل مجعة . املسجد

عافاك اهللا فلما نظر إىل الرجل قد انثىن راجعا يريد أن يطفر - هلم : مث قال . رجل فسلم عليه فرد السالم مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان فوقف الرجل: اجلدول أو يعدي النهر قال له

ومل ذلك وكيف طمعت يف هذا ومن : قال . أريد أن أتغدى : اذا قال تريد م: فأقبل عليه اخلراساين وقال ويلك لو ظننت أنك هكذا أمحق ما رددت عليك : أو ليس قد دعوتين قال : أباح لك مايل قال الرجل

فأقول أنا حينئذ . اآليني فيما حنن فيه أن نكون إذا كنت أنا اجلالس وأنت املار تبدأ أنت فتسلم . السالم فإن كنت ال آكل شيئا أنا وسكت أننت ومضيت أنت وقعدت أنا على حايل . وعليكم السالم : لك جميبا

فيكون كالم . هنيئا : هلم وجتيب أنت فتقول : وهو أن أبدأ أنا فأقول : وإن كنت آكل فهاهنا بيان آخر فورد : كثريا قال فأما كالم بفعال وقول بأكل فهذا ليس من اإلنصاف وهذا خيرج علينا فضال. بكالم

قد أعفيناك من السالم ومن : فشهر بذلك يف تلك الناحية وقيل له . على الرجل شيء مل يكن يف حسابه إمنا هو أن أعفي أنا نفسي من هلم وقد استقام األمر. ما يب إىل ذلك حاجة : قال . تكلف الرد

إما أن يكون جالدا أخا مهرويه أو غريه ومثل هذا احلديث ما حدثين به حممد بن يسري عن وال كان بفارسبينا هو يوما يف جملس وهو مشغول حبسابه وأمره وقد احتجب جهده إذ جنم شاعر من بني يديه : قال .

أعطه : مث أقبل على كاتبه فقال . قد أحسنت : فلما فرغ قال . فأنشده شعرا مدحه فيه وقرظه وجمده وإين ألرى هذا القول قد : فلما رأى حاله قال . قد يستطار له ففرح الشاعر فرحا. عشرة آالف درهم

وكاد الشاعر خيرج من جلده فلما رأى فرحه قد . وقع منك هذا املوقع اجعلها عشرين ألف درهم فكاد الفرح يقتله . وإن فرحك ليتضاعف على قدر تضاعف القول أعطه يا فالن أربعني ألفا : تضاعف قال

وأنا أعلم أنك كلما رأيتين قد . رجل كرمي -جعلت فداك -أنت : نفسه قال له فلما رجعت إليه . : قال . وقبول هذا منك ال يكون إال من قلة الشكر له مث دعا له وخرج . ازددت فرحا زدتين يف اجلائزة

: رهم قال سبحان اهللا هذا كان يرضى منك بأربعني درمها تأمر له بأربعني ألف د: فأقبل عليه كاتبه فقال

يا أمحق إمنا هذا رجل سرنا بكالم هو حني زعم : ومن إنفاذ أمرك بد قال : ويلك وتريد أن تعطيه شيئا قال أين أحسن من القمر وأشد من األسد وأن لساين أقطع من السيف وأن أمري أنفذ من السنان

فنحن أيضا . نا حني كذب لنا جعل يف يدي من هذا شيئا أرجع به إىل شيء نعلم أنه قد كذب ولكنه قد سرفأما أن يكون كذب . فيكون كذب بكذب وقول بقول . نسره بالقول ونأمر له باجلوائز وإن كان كذبا

ينظر إيل شزرا كأين أكلت : بصدق وقول ويقال إن هذا املثل الذي قد جرى على ألسنة العوام من قوهلم . لو ال أنين أبين مدينة لبنيت آريا لدابيت : وقال املروزي : قال . اثنني وأطعمته واحدا إمنا هو ألهل مرو

. إذا أراد اهللا ذهاب مال رجل سلط عليه الطني واملاء : وقلت ألمحد بن هشام وهو يبين داره ببغداد : قال ك ال بل إذا أراد اهللا ذهاب مال رجل جعله يرجو اخللف واهللا ما أهلك الناس وال أقفر بيوهتم وال تر: قال

دورهم بالقع إال اإلميان باخللف وما رأيت جنة قط أوقى من اليأسما نقص مال : ومسع رجل من املراوزة احلسن وهو حيث الناس على املعروف ويأمر بالصدقة ويقول : قال

فلما مل ير شيئا بكر . فانتظر سنة وسنة . فتصدق مباله كله فافتقر . قط من زكاة ويعدهم سرعة اخللف وأنا اليوم مذ كذا وكذا . حسن ما صنعت يب ضمنت يل اخللف فأنفقت على عدتك : سن فقال على احل

سنة أنتظر ما وعدت ال أرى منه قليال وال كثريا هذا حيل لك آللص كان يصنع يب أكثر من هذا واخللف مهه ولو كان هذا على ما تو. ومن تصدق وتشرط الشروط استحق احلرمان . يكون معجال ومؤجال

املروزي لكانت احملنة فيه ساقطة ولترك الناس التجارة وملا بقي فقري أصبح مثامة شديد الغم حني احترقت : احلريق سريع اخللف فلما كثر ذلك القول منهم قال : وكان كلما دخل عليه إنسان قال . داره

حديث املراوزة ولكنا وليس هذا احلديث من. فلنستحرق اهللا اللهم إين أستحرقك فأحرق كل شيء لنا .ضممناه إىل ما يشاكله

إن من املراوزة إذا لبسوا اخلفاف يف الستة األشهر اليت ال ينزعون فيها : قال سجادة وهو أبو سعيد سجادة وحكى أبو . خفافهم ميشون على صدور أقدامهم ثالثة أشهر خمافة أن تنجرد نعال خفافهم أو تنقب

ام عن جاره املروزي أنه كان ال يلبس خفا وال نعال إىل أن يذهب النبق اليابس إسحاق إبراهيم بن سيار النظورآين مرة مصصت قصب سكر فجمعت ما مصصت ماءه : قال . لكثرة النوى يف الطريق واألسواق

وإياك أن تعود نفسك هذه . إن كنت ال ينور لك وال عيال فهبه ملن تنور وعليه عيال : فقال . ألرمي به .ة يف أيام خفة ظهرك فإنك ال تدري ما يأتيك من العيال العاد

قصة أهل البصرة من املسجدينياجتمع ناس يف املسجد ممن ينتحل االقتصاد يف النفقة والتنمية للمال من : قال أصحابنا منة املسجديني

ان الذي وقد كان هذا املذهب صار عندهم كالنسب الذي جيمع على التحاب وك. أصحاب اجلمع واملنع .وكانوا إذا التقوا يف حلقهم تذاكروا هذا الباب وتطارحوة وتدارسوه . جيمع على التناصر

ملح أجاج ال يقربه احلمار وال تسيغه اإلبل ومتوت عليه -كما قد علمتم -ماء بئرنا : فقال شيخ منهم لحمار فاعتل عنه وانتفض علينا فكنا منزج منه ل. ويف تكلف العذب علينا مؤنة . والنهر منا بعيد . النخل

وكنت أنا والنعجة كثريا ما نغتسل بالعذب خمافة أن . فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب صرفا . من أجله

مث انفتح يل . فكان ذلك املاء العذب الصايف يذهب باطال . يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف احلمار فجعلت يف ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حىت صارت باب من اإلصالح فعمدت إىل ذلك املتوضأ

. فنحن اآلن إذا اغتسلنا صار املاء إليها صافيا مل خيالطه شيء . وصوبت إليها املسيل . كأهنا صخرة منقورة وما علمنا أن كتابا حرمه وال سنة هنت عنه . وليس علينا حرج يف سقيه منه . واحلمار أيضا ال تقزز له منه

فأقبل عليهم . وهذا بتوفيق اهللا ومنه . رحبنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس واملال مال القوم ف. هل شعرمت مبوت مرمي الصناع فإهنا كانت من ذوات: شيخ فقال

ولكين أخربكم . نوادرها كثرية وحديثها طويل : قال . فحدثنا عنها : قالوا . االقتصاد وصاحبة إصالح زوجت ابنتها وهي بنت اثنيت عشرة فحلتها الذهب والفضة : وما هي قال : قالوا . يها كفاية عن واحدة ف

وكستها املروى والوشي والقز واخلز وعلقت املعصفر ودقت الطيب وعظمت أمرها من قدرها عند األمحاء واهللا . هايت التفسري دعي عنك اجلملة و: قال . هو من عند اهللا : أىن هذا يا مرمي قالت : فقال هلا زوجها .

إال أن تكوين قد . وما أنت خبائنة يف نفسك وال يف مال بعلك . ما كنت ذات مال قدميا وال ورثته حديثا اعلم أين منذ يوم : قالت . وقعت على كنز وكيف دار األمر فقد أسقطت عين مؤنة وكفيتين هذه النائبة

خنبز يف كل يوم مرة - كما قد علمت -وكنا . ة حفنة ولدهتا إىل أن زوجتها كنت أرفع من دقيق كل عجن .فإذا اجتمع من ذلك مكوك بعته .

ثبت اهللا رأيك وأرشدك ولقد أسعد اهللا من كنت له سكنا وبارك ملن جعلت له إلفا وهلذا : قال زوجها أن خيرج ولدك وإين ألرجو . من الذود إىل الذود إبل ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وشبهه قال رسول اهللا

مث انكفؤا إىل . فنهض القوم بأمجعهم إىل جنازهتا وصلوا عليها . على عرقك الصاحل وعلى مذهبك احملمود يا قوم ال حتقروا صغار األمور : مث اندفع شيخ منهم فقال . زوجها فعزوه على مصيبته وشاركوه يف حزنه

وهل بيوت األموال إال . وأن يكثر قليال كثره ومىت شاء اهللا أن يعظم صغريا عظمه. فإن كل كبري صغري درهم إىل درهم وهم الذهب إال قرياط إىل جنب قرياط وليس كذلك رمل عاجل وماء البحر وهل اجتمعت

أموال بيوت إال بدرهم من هاهنا ودرهم من هاهنارياط احلمص فقد رأيت صاحب سفط قد اعتقد مائة جريب يف أرض العرب ولرمبا رأيته يبيع الفلفل بق

فلم يزل جيمع من الصغار . بقرياط فأعلم أنه مل يربح يف ذلك الفلفل إال احلبة واحلبتني من خشب الفلفل اشتكيت أياما صدري من سعال كان أصابين فأمرين : مث قال . الكبار حىت اجتمع ما اشترى به مائة جريب

ن النشاستج والسكر ودهن اللوز وأشباه ذلك وأشار على آخرون باحلريرة تتخذ م. قوم بالفانيذ السكري عليك : فبينا أنا أدافع األيام إذ قال يل بعض املوفقني . فاستثقلت املؤنة وكرهت الكلفة ورجوت العافية .

فما جعت وال اشتهيت الغذاء يف : فحسوت فإذا هو طيب جدا وإذا هو يعصم . مباء النخالة فاحسه حارا مل ال تطبخني لعيالنا يف : مث ما فرعت من غدائي وغسل يدي حىت فقلت للعجوز .ذلك اليوم إىل الظهر

. كل غداة خنالة فإن ماءها جالء للصدر وقوهتا غذاء وعصمة مث جتففني بعد النخالة فتعود كما كانت فتبيعني إذا اجلميع مبثل الثمن األول

قد مجع هبذا السعال مصاحل كثرية ملا فتح أرجو أن يكون اهللا: ونكون قد رحبنا فضل ما بني احلالني قالت اهللا لك هبذه النخالة اليت فيها صالح بدنك معاشك وما أشك أن تلك املشهورة كانت من التوفيق قال

كنا نلقي من : مث أقبل عليهم شيخ فقال . صدقت مثل هذا ال يكتسب بالرأي وال يكون إال مساويا : القوم حلجارة كانت إذا انكسرت حروفها واستدارت كلت ومل تقدح قدح خري احلراق والقداحة جهدا ألن ا

وقد كان احلجر أيضا يأخذ من حروف القداحة حىت . وأصلدت فلم تور ورمبا أعجلنا املطر والوكف وكان علينا أيضا يف . فكنت أشتري املرقشيتا بالغالء والقداحة الغليظة بالثمن املوجع . يدعها كالقوس واحلراق ال جييء من احلرق املصبوغة وال من احلرق . ويف معاجلة القطنة مؤنة وله ريح كريهة صنعة احلراق

.الوسخة وال من الكتان وال من اخللقان فزعم لنا . فتذاكرنا منذ أيام أهل البدو واألعراب وقدحهم النار باملرخ والعفار . فكنا نشتريه بأغلى الثمن

وعلمين . أحد املرشدين أن عراجني األعذاق تنوب عن ذلك أمجع - ما علمت -صديقنا الثوري وهو قال . فاخلادم اليوم ال تقدح وال توري إال بالعرجون . وحنن نؤتى هبا من أرضنا بال كلفة . كيف تعاجل

مث اندفع شيخ . مذاكرة الرجال تلقح األلباب : وهلذا قال األول . قد مرت بنا اليوم فوائد كثرية : القوم وما : قالوا . مل أرى يف وضع األمور يف مواضعها ويف توفيتها غاية حقوقها كمعاذة العنربية : م فقال منه

فقلت هلا . فرأيتها كئيبة حزينة مفكرة مطرقة . أهدى إليها العام ابن عم هلا أضحية : شان معاذة هذه قال وقد ذهب الذين . بتدبري حلم األضاحي وال عهد يل. أنا امرأة أرملة وليس يل قيم : مالك يا معاذة قالت :

ولست أعرف وضع مجيع أجزائها . وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة . كانوا يدبرونه ويقومون حبقه . ولكن املرء يعجز ال حمالة . وقد علمت أن اهللا مل خيلق فيها وال غريها شيئا ال منفعة فيه . يف أماكنها

.أنه جير تضييع الكثري ولست أخاف من تضييع القليل إال أما القرن فالوجه فيه معروف وهو أن جيعل كاخلطاف ويسمر يف جذع من جذوع السقف فيعلق عليه الزبل

وأما املصران . والكريان وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانري وبنات وردان واحليات وغري ذلك وأما قحف الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن . وبنا إىل ذلك أعظم احلاجة . فإنه ألوتار املندفة

مث . فما ارتفع من الدسم كان للمصباح ولإلدام وللعصيدة ولغري ذلك . يكسر بعد أن يعرق مث يطبخ وإذا كانت كذلك . فلم يرى الناس وقودا قط أصفى وال أحسن هلبا منها . تؤخذ تلك العظام فيوقد هبا

وللصوف وجوه ال . وأما اإلهاب فاجللد نفسه حراب . ما خيالطها من الدخان فهي أسرع يف القدر لقلة وقد . بقي اآلن علينا االنتفاع بالدم : مث قالت . وأما الفرث والبعر فحطب إذا جفف عجيب . تدفع

علمت أن اهللا عز وجل مل حيرم منوإن أنا مل أقع على علم ذلك حىت . الدم املسفوح إال أكله وشربه وأن له مواضع جيوز فيها وال مينع منها

فلم ألبث أن رأيتها قد . يوضع موضع االنتفاع به صار كية يف قليب وقدي يف عيين ومها ال يزال يعاودين أجل ذكرت أن : قالت . ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي يف الدم : فقلت . تطلقت وتبسمت

ليس شيء أدبغ وال أزيد يف قوهتا من التلطيخ بالدم احلار الدسم وقد زعموا أنه . عندي قدورا شامية جددا كيف كان قديد : مث لقيتها بعد ستة أشهر فقلت هلا : وقد استرحت اآلن إذ وقع كل شيء موقعه قال .

بأيب أنت مل جييء وقت القديد بعد لنا يف الشحم واأللية واجلنوب والعظم املعروق وغري : تلك الشاة قالت مث . ش ولكل شيء إبان فقبض صاحب احلمار واملاء العذب قبضة من حصى مث ضرب هبا األرض ذلك معا

.ال تعلم أنك من املسرفني ، خىت تسمع بأخبار الصاحلني : قال وأما زبيدة بن محيد الصرييف فإنه استلف من بقال كان على باب داره درمهني وقرياطا : قصة زبيدة بن محيد

سبحان اهللا أنت رب : فاغتاظ البقال فقال . ة أشهر قضاه درمهني وثالث حبات شعري فلما قضاه بعد ست. صاح على . مائة ألف دينار وأنا بقال ال أملك مائة فلس وإمنا أعيش بكدي وباستفضال احلبة واحلبتني

هر فقضيتين بعد ستة أش. بابك محال واملال مل حيضرك وغاب وكيلك فنقدت عنك درمهني وأربع شعريات وثالث شعريات . يا جمنون أسلفتين يف الصيف فقضيتك يف الشتاء : فقال زبيدة . درمهني وثالث شعريات

وما أشك أن معك فضال وحدثين أبو األصبغ بن ربعي . شتوية ندية أرزن من أربع شعريات يابسة صيفية وهذا اخللق السيء هؤالء ما هذا الضرب املربح: دخلت عليه بعد أن ضرب غلمانه بيوم فقلت له : قال

إنك لست : قال . هؤالء كانوا إىل غري هذا أحوج . وإمنا هم ولد . غلمان وهلم حرمة وكفاية وتربية تدري أهنم أكلوا كل جوارشن كان عندي

: ويلك مالك وللجوارشن وما رغبتك فيه قال : فخرجت إىل رئيس غلمانه فقلت : قال أبو األصبغ ن أكلمك من اجلوع إال وأنا متكئ اجلوارشن ما أصنع به هو نفسه ليس يشبع وال جعلت فداك ما أقدر أ

حنتاج إىل اجلوارشن وحنن الذين إمنا نسمع بالشبع مساعا من أفواه الناس ما نصنع باجلوارشن واشتد على فداك مر جعلت: فقال له غازي أبو جماهد . غلمانه يف تصفية املاء ويف تربيده وتزميله ألصحابه وزواره

يا غالم هات خوان النرد وهو يريد حتت النرد : وقال مرة . بتزميل اخلبز وتكثريه فإن الطعام قبل الشراب فلما صار القميص . وسكر زبيدة ليلة فكسا صديقا له قميصا . حنن إىل خوان اخلبز أحوج : فقال له غازي

فمضى من ساعته إىل منزله فجعله بركانا . على الندمي خاف البدوات وعلم أن ذلك من هفوات السكر .المرأته

ما : فبعث إليه مث أقبل عليه فقال . إنك قد كسوته فالنا : فلما أصبح سأل عن القميص وتفقده فقيل له علمت أن هبة السكران وشراءه وبيعه وصدقته وطالقه ال جيوز وبعد فإين أكره أال يكون يل محد وأن يوجه

فرده علي حىت أهبه لك صاحيا عن طيب نفس فإين أكره أن يذهب شيء من مايل . كر الناس هذا مين السيا هناه إن الناس ميزحون ويلعبون وال يؤاخذون بشيء من : فلما رآه قد صمم أقبل عليه فقال . باطال ألرض حىت إين واهللا قد خفت هذا بعينه فلم أضع جنيب إىل ا: فرد القميص عافاك اهللا قال له الرجل . ذلك

: فقال . فإن أردت بعد هذا كله أن تأخذه فخذه . وقد زدت يف الكمني وحذفت املقادمي . جيبته المرأيت ليس أنا : قال . فهاته : قال . فإنه عند الصباغ : قال . نعم آخذه ألنه يصلح المرأيت كما يصلح المرأتك

مجع : حيث يقول ) صلى اهللا عليه وسلم ( اهللا بأيب وأمي رسول: فلما علم أنه قد وقع قال . أسلمته إليه .السر كله يف بيت عليه فكان مفتاحه السكر

وأما ليلى الناعطية صاحبة الغالية من الشيعة فإهنا ما زالت ترقع قميصا هلا وتلبسه حىت : قصة ليلى الناعطية تلبس إال الرفو ورفت كساءها ولبسته حىت صارت ال. صار القميص الرقاع وذهب القميص األول

البس قميصك ما اهتديت جليبه فإذا أضلك جيبه فاستبدل : ومسعت قول الشاعر . وذهب مجيع الكساء إين إذا اخلرقاء أنا واهللا أحوص الفتق وأرقع اخلرق وخرق اخلرق ومضيت أنا وأبو إسحاق النظام : فقالت

فممرنا مبجلس وليد القرشي ، . الكالم وعمرو بن هنيوي نريد احلديث يف اجلبان ولنتناظر يف شيءمن .فلما رآنا متشى معنا . وكان على طريقنا

وذلك لثخن الساتر واكتناز . وله ظل شديد السواد بارد ناعم . فلما جاوزنا اخلندق جلسنا يف فناء حائطه فما . فطال بنا احلديث فجرينا يف ضروب من الكالم . األجزاء ولبعد مسقط الشمس من أصل حائطه فلما صرنا يف الرجوع ووجدت مس الشمس وقعها على . شعرنا إال والنهار قد انتصف وحنن يف يوم قائظ

الباطنة منا بعيدة وهذا يوم : فقلت أليب إسحاق والوليد إىل جنيب يسمع كالمي . الرأس أيقنت بالربسام قيل فيه ونأكل ما حضر فإنه يوم والرأي أن منيل إىل منزل الوليد فن. منكر وحنن يف ساعة تذيب كل شيء

أما على هذا الوجه : قال الوليد رافعا صوته . فإذا أبردنا تفرقنا وإال فهو املوت ليس دونه شيء . ختفيف رمحك اهللا هل ها هنا إال احلاجة والضرورة - الذي أنكرته علينا

يف يدك مع معرفيت بك فغضب وكيف أخرجه خمرج اهلزء وحيايت : وقلت . إنك أخرجته خمرج اهلزء : قال ومل أر من جيعل األسى حجة يف . وال واهللا ما اعتذر إلينا مما ركبنا به إىل الساعة . ونتر يده من أيدينا وفارقنا

وكان جبل خرج ليال من موضع كان فيه فخاف الطائف ومل . املنع إال هو وإال من أيب مازن إىل جبل الغمر قت الباب على أيب مازن فبت عنده يف أدىن بيت أو يف دهليزه ومل ألزمه من لو دق: يأمن املستقفي فقال

فدق عليه الباب دق واثق ودق . حىت إذا انصدع عمود الصبح خرجت يف أوائل املدجلني . مؤنيت شيئا .مدل ودق من خياف أن يدركه الطائف أو يقفوه املستقفي ويف قلبه عز الكفاية والثقة بإسقاط املؤنة

فلما فتح الباب وبصر جببل بصر مبلك املوت . فنزل سريعا . يشك أبو مازن أنه دق صاحب هدية فلمإين خفت معرة الطائف وعجلة املستقفي فملت إليك ألبيت : فلما رآه جبل وامجا ال حيري كلمة قال له

: لسانه وقال فخلع جوارحه وخبل. فتساكر أبو مازن وأراه أن وجومه إمنا كان بسبب السكر . عندك . حنن يف أيام الفصل ال شتاء وال صيف . كن كيف شئت : سكران واهللا أنا واهللا سكران قال له جبل

وأنا كما . ولست أحتاج إىل سطح فأغم عيالك باحلر ولست أحتاج إىل حلاف فأكلفك أن تؤثرين بالدثار وإمنا أريد أن . خصب الناس دخال ومن منزل فالن خرجت وهو أ. ترى مثل من الشراب شبعان من الطعام

قال أبو مازن وأرخى عينيه وفكيه ولسانه . تدعين أغفي يف دهليزك إغفاءة واحدة مث أقوم يف أوائل املبكرين سكران واهللا أنا سكران ال واهللا ما أعقل أين أنا واهللا إن أفهم ما تقول مث أغلق الباب يف وجهه : مث قال

ضح وأنه قد ألطف النظر حىت وقع على هذه احليلةودخل ال يشك أن عذره قد ووإن وجدمت يف هذا الكتاب حلنا أو كالما غري معرب ولفظا معدوال عن جهته فاعلموا أنا إمنا تركنا ذلك

إال أن أحكي كالما من كالم متعاقلي البخالء وأشحاء . ألن اإلعراب يبغض هذا الباب وخيرجه من حده . ومن طياب البخالء أمحد بن خلف اليزيدي : قصة أمحد بن خلف . ون وأشباهه العلماء كسهل بن هار

فاقتسمها هو . ترك أبوه يف منزله يوم مات ألفي ألف درهم وستمائة ألف درهم وأربعني ومائة ألف دينار مثاقيل وأخذ أمحد وحده ألف ألف وثلثمائة ألف درهم وسبعني ألف دينار ذهبا عينا. وأخوه حامت قبل دفنه

ما أبطأ بك الليلة قال ال واهللا إال أين : فقلت له وقد ورث هذا املال كله . وازنة جيادا سوى العروض لوال أنه بعيد العهد باألكل يف بيته وأن ذلك غريب منه ملا : تعيشت البارحة يف البيت فقلت ألصحابنا

ناس إالوأين يتعشى ال. احتاج إىل هذا االستثناء وإىل هذه الشريطة ال واهللا إال أن فالنا حبسين وال واهللا إال أن فالنا عزم : يف منازهلم وإمنا يقول الرجل عند مثل هذه املسألة

وقال يل مبتدئا مرة عن غري . فأما ما يستثىن ويشترط فهذا ما ال يكون إال على ما ذكرناه قبل . علي الشتاء من هذه املثلثة فإهنا عظيمة الربكة كثرية انظر أن تتخذ لعيالك يف: مشورة وعن غري سبب جرى

وكل شيء من األحساء فهو يغين عن طلب . وهلا نفخة تغين عن العشاء . وهي تنوب عن الغداء . النزل وهي متأل النفس . والعرق يبيض اجللد وخيرج من اجلوف . ومن حتسى احلار عرق . النبيذ وشرب املاء وحسو طار يغين . تدفئ فتقوم لك يف أجوافهم مقام فحم الكانون من خارج وهي أيضا. ومتنع من التشهي

وهو سريع يف اهلضم وصاحبه معرض . والوقود يسود كل شيء وييبسه . عن الوقود وعن لبس احلشو .وشر شيء فيه أن من تعوده مل يدفئه شيء سواه . للحريق ويذهب يف مثنه املال العظيم

فخذها من حكيم . ثلثة واعلم أهنا ال تكون إال يف منازل املشيخة وأصحاب التجربة فعليك يا أبا عثمان باملوإخوانه خماصيب مناويب أصحاب نفح وترف . وكان ال يفارق منازل إخوانه . جمرب ومن ناصح مشفق

ومل يشكوا أنه سيدعوهم مرة وأن جيعلوا بيته نزهة . وكانوا يتحفونه ويدللونه ويفكهونه وحيكمونه . اجعلها : فلما امتنع قالوا . فلما طال تغافله وطالت مدافعته وعرضوا له بذلك فتغافل صرحوا له . ونشوة

أسألكم باهللا الذي ال شيء أعظم منه : فلما أكلوا وغسلوا أيديهم أقبل عليهم فقال . دعوة ليس هلا أخت حني كنت والطعام يف ملكك أغىن ما نشك أنك: أنا الساعة أيسر وأغىن أو قبل أن تأكلوا طعامي قالوا

بل أنت الساعة أقرب: فأنا الساعة أقرب إىل الفقر أم تلك الساعة قالوا : قال . وأيسر فمن يلومين على ترك دعوة قوم قربوين من الفقر وباعدوين من الغىن وكلما دعوهتم أكثر : قال . إىل الفقر

أن من رأيه أن يهجر كل من استسقاه شربة ماء أو كنت من الفقر أقرب ومن الغىن أبعد ويف قياسه هذافأطعمه الزمان . ومر بأصحاب اجلداء وذلك يف زمان التوليد . تناول من حائطه لبنة ومن خليط دابته عودا

فبعث غالما له يقال له ثقف وهو معروف ليشتري له . يف الرخص وحتركت شهوته على قدر إمكانه عنده أن اذهب وال : فلم يلبث أن رجع الغالم حيضر وهو يشري بيده ويومئ برأسه . فوقف غري بعيد. جديا هذا أطرفه اجلدي بعشرة أنت من : ويلك هتزأ يب كأين مطلوب قال : فلما دنا منه قال . فلم يربح . تقف

ذي البابة مر اآلن مرمر فإذا غالمه يرى أن من املنكر أن يشتري جدي بعشرة دراهم واجلدي بعشرةفأما يف العساكر فإن أنكر ذلك منكر فإمنا ينكره من . منا ينكر عندنا بالبصرة لكثرة اخلري ورخص السعر إ

ومن كانت هذه . قد واهللا أساء أبو عثمان إىل صديقه بل تناوله بالسوء حىت بدأ بنفسه : وال تقولوا اآلن واهللا الشيوع والتبوع والبذاء وقلة وأي الرجال املهذب هذا . صفته وهذا مذهبه فغري مأمون على جليسه

ولقد خفت أن أكون . اعلموا أين مل ألتمس هبذه األحاديث عنه إال موافقته وطلب رضاه وحمبته . الوفاء وذلك أن أحب. عند كثري من الناس دسيسا من قبله وكمينا من كمائنه

على أين إن . ألسباب الطمع يف ماله األصحاب إليه أبلغهم قوال يف إياس الناس مما قبله وأجودهم حسماألن . وإن جاوز كتايب هذا حدود العراق شكر وإال أمسك . أحسنت جبهدي فسيجعل شكري موقوفا

وكيف وهو يرى أن . شهرته بالقبيح عند نفسه يف هذا اإلقليم قد أغنته عن التنويه والتنبيه على مذهبه وبلغين أنه . سرفني وأن الثوري والكندي يستوجبان احلجر سهل بن هارون وإمساعيل بن غزوان كانا من امل

هات لعرفتم حاهلم : لو مل تعرفوا من كرامة املالئكة على اهللا إال أنه مل يبتلهم بالنفقة وال بقول العيال : قال دخلت على فالن بن فالن وإذا املائدة موضوعة بعد وإذا القوم قد : وحدثين صاحب يل قال . ومنزلتهم

اعرض : أجهز على اجلرحى وال تتعرض لألصحاء يقول : فمددت يدي آلكل فقال . وا ورفعوا أيديهم أكلوكذلك الرغيف الذي . فأما الصحيح فال تتعرض له . للدجاجة اليت قد نيل منها وللفرخ املنزوع الفخذ

لذي قد نيل منه وكذلك الرغيف ا. فأما الصحيح فال تتعرض له . قد نيل منها وللفرخ املنزوع الفخذ .وأصابه بعض املرق

كل ذلك يرانا . فاختلف مرارا . أكلنا عنده يوما وأبوه حاضر وبين له جييئ ويذهب : وقال يل الرجل ابين ورب الكعبة : كم تأكلون ال أطعم اهللا بطونكم فقال أبوه وهو جد الصيب : فقال الصيب . نأكل

أال أعجبك من صاحل بن عفان كان : يل صاحب احلمام قال: وحدثين صاحب مسلحة باب الكرخ قال مث يقوم فيغسله . مث يتستر باملئزر . فإذا غبت عن إجانة النورة مسح أرفاغه . جيئ كل سحر فيدخل احلمام

فإذا . مث جيلس ويتزر باملئزر . مث جيئ بعد يف مثل تلك الساعة فيطلي ساقيه وبعض فخذيه . يف غمار الناس فال يزال يطلي يف كل . مث يعود يف مثل ذلك الوقت فيمسح قطعة أخرى من جسده . له وجد غفلة غس

وكان ال يرى الطبخ يف القدور . ولقد رأيته وإن يف زيق سراويله نورة : قال . سحر حىت ذهب مين بطلية .الشامية وال تربيد املاء يف اجلرار املذارية ألن هذه ترشح وتلك تنشف

فكان . كنا نفطر عند الباسياين : حدثين أبو األحوص الشاعر قال : النوشرواين قال حدثين أبو اجلهجاه :يرفع يديه قبلنا ويستلقي على فراشه ويقول

٧( ) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ( ) ٧وكان قد بلغ يف البخل . هو خالويه املكدى . املهالبة وهذا خالد بن يزيد موىل: حديث خالد بن يزيد .

فوقف عليه . وكان ينزل يف شق بين متيم فلم يعرفوه . والتكدية ويف كثرة املال املبالغ اليت مل يبلغها أحد . فأدخل يده يف الكيس ليخرج فلسا وفلوس البصرة كبار . ذات يوم سال وهو يف جملس من جمالسهم

: فقيل له . فلما فطن استرده وأعطاه الفلس . فلم يفطن حىت وضعه يف يد السائل . ى فغلط بدرهم بغل قبيح عند من إين مل أمجع هذا املال بعقولكم: وهو هبد قبيح قال . هذا ال نظنه حيل

. هذا من مساكني الفلوس واهللا ما أعرفه إال بالفراسة . فأفرقه بعقولكم ليس هذا من مساكني الدراهم وكيف ال أعرفهم مل يبق يف األرض خمطراين وال مستعرض األقفية وال : وإنك لتعرف املكدين قال : قالوا

شحاذ وال كاغاين وال بانوان وال قرسي وال عواء وال مشعب وال مزيدي وال إسطيل إال وقد كان حتت . خذت العرافة عليه ومل يبق يف األرض كعيب وال مكد إال وقد أ. ولقد أكلت الزكوري ثالثني سنة . يدي

.وإمنا أراد هبذا أن يؤيسهم من ماله حني عرف حرصهم وجشعهم وسوء جوارهم

وهو . وكان أبو سليمان األعور وأبو سعيد املدائين القاصان من غلمانه . وكان قاصا متكلما بليغا داهيا وملا ورثتك من . أكله إن ضيعته إين قد تركت لك ما تأكله إن حفظته وما ال ت: الذي قال البنه عند موته

. العرف الصاحل وأشهدتك من صواب التدبري وعودتك من عيش املقتصدين خري لك معني من هذا املال مث إن مل يكن لك معني من نفسك ما انتفعت بشيء من . وقد دفعت إليك آلة حلفظ املال عليك بكل حيلة

قد بلغت يف الرب منقطع التراب . ع هتجينا لطاعتك بل يعود ذلك النهي كله إغراء لك وذلك املن. ذلك .فال عليك أال ترى ذا القرنني . ويف البحر أقصى مبلغ السفن

. ولو رآين متيم الداري ألخذ عين صفة الروم . ودع عنك مذاهب ابن شرية فإنه ال يعرف إال ظاهر اخلرب بت بالقفز مع الغول وتزوجت السعالة إين قد. وال أنا أهدى من القطا ومن دعيميص ومن رافع املخش

وعرفت . وجاوبت اهلاتف ورغت عن اجلن إىل اجلن واصطدت الشق وجاوبت النسناس وصحبين الرئي خدع الكاهن

وعرفت التنجيم والزجر . وتدسيس العراف وإالم يذهب اخلطاط والعياف وما يقول أصحاب األكتاف وال جيمع . القصص والتكدية ومن احتيال النهار ومكابدة الليل إن هذا املال مل أمجعه من. والطرق والفكر

قد عرفت الرأس . مثله أبدا إال من معاناة ركوب البحر ومن عمل السلطان أو من كيمياء الذهب والفضة .حق معرفته وفهمت كسر اإلكسري على حقيقته

عة الشيء الذي بلغ بقارون وبه ولوال علمي بضيق صدرك ولوال أن أكون سببا لتلف نفسك لعلمتك الساواهللا ما يتسع صدرك عندي لسر صديق فكيف ما ال حيتمله عزم وال يتسع له صدر وحرز . تبنكت خاتون

ولو كنت عندي مأمونا على نفسك ألجريت . سر احلديث وحبس كنوز اجلواهر أهون من خزن العلم ولكين سألقي عليك علم . وال حتقه بالذكر األرواح يف األجساد وأنت تبصر ما كنت ال تفهمه بالوصف

اإلدراك وسبك الرخام وصنعة الفسيفساء وأسرار السيوف القلعية وعقاقري السيوف اليمانية وعمل .الفرعوين وصنعة التلطيف على وجهه إن أقامين اهللا من صرعيت هذه

ين قد . مل أبالغ يف حمبتك ولست أرضاك وإن كنت فوق البنني وال أثق بك وإن كنت الحقا باآلباء ألينالبست السالطني واملساكني وخدمت اخللفاء واملكدين وخالطت النساك والفتاك وعمرت السجون كما

فلوال أين دخلت من كل . عمرت جمالس الذكر وحلبت الدهر أشطره وصادفت دهرا كثري األعاجيب ارب عواقب األمور وقربتين من باب وجريت مع كل ريح وعرفت السراء والضراء حىت مثلت يل التجومل أمحد نفسي على مجعه كما . غوامض التدبري ملا أمكنين مجع ما أخلفه لك وال حفظ ما حبسته عليك

قد حفظته عليك من فتنة األبناء ومن فتنة . محدهتا على حفظه ألن بعض هذا املال مل أنله باحلزم والكيس .ومن أيدي الوكالء فإهنم الداء العياء النساء ومن فتنة الثناء ومن فتنة الرياء

مل يسلط - جل ذكره -إن اهللا : ولست أوصيك حبفظه لفضل حيب لك ولكن لفضل بغضي للقاضي القضاة على أموال األوالد إال عقوبة لألوالد ألن أباه إن كان غنيا قادرا أحب أن يريه غناه وقدرته وإن

وإن كان فال هم شكروا من مجع هلم وكفاهم . نه ومن محل مؤنته كان فقريا عاجزا أحب أن يستريح من شيواحلق ال يوصف عاجله باحلالوة كما ال . ووقاهم وغرسهم وال هم صربوا على من أوجب اهللا حقه عليهم

فإن سلكت سبيلي . وإن مل تكن منهم فاهللا لك . فإن كنت فالقاضي لك . يوصف عاجل الباطل باملرارة وإن خالفت سبيلي صار مالك وديعة عند غريك . يعة عندك وصرت احلافظ على غريك صار مال غريك ود

.وإنك يوم تطمع أن تضيع مالك وحيفظه غريك جلشع الطمع خمذول األمل . وصار غريك احلافظ ما . احتال اآلباء يف حبس األموال على أوالدهم بالوقف فاحتالت القضاة على أوالدهم باإلستحجار

إطالق احلجر وإىل إيناس الرشد إذا أرادوا الشراء منهم وأبطأهم عنهم إذا أرادوا أن تكون أسرعهم إىلأمواهلم جائزة لصنائعهم يا بن اخلبيثة إنك وإن كنت فوق أبناء هذا الزمان فإن الكفاية قد مسختك

ب مايل أنا لو ذه. وزاد يف ذلك أن كنت بكرى وعجزة أمك . ومعرفتك بكثرة ما أخلف قد أفسدتك اللحية وافرة بيضاء واحللق جهري طل والسمت : مكديا - كما كنت - جللست قاصا أو طفت يف اآلفاق

حسن والقبول على واقع إن سألت عيينوصرت حمتاال بالنهار واستعملت صناعة سل . والقليل من رمحة الناس خري من املال الكثري . الدمع أجابت

شام وزط اآلجام ورؤس األكراد ومردة األعراب وفتاك هنر بط ولصوص عين صعاليك اجلبل وزواقيل الكيف بطشي ساعة البطش : وسل عين املتشبهة وذباجي اجلزيرة . القفص وسل عين القيقانية والقطرية

وكيف حيليت ساعة احليلة وكيف أنا عند اجلولة وكيف ثبات جناينكالمي عند السلطان إذا أخذت وكيف صربي إذا عند رؤية الطليعة وكيف يقظيت إذا كنت ربيئة وكيف يف القيد إذا أثقلت فكم من دمياس قد نقبته وكم . جلدت وكيف قلة ضجري إذا حبست وكيف رسفاين

مل . وأنت غالم لسانك فوق عقلك وذكاؤك فوق حزمك . من مطبق قد أفضيته وكم من سجن قد كابدته وليس شيء أخوف عليك عندي من . اسع وذرعك ضيق واملال و. تعجمك الضراء ومل تزل يف السراء

وخف عباد اهللا على حسب. حسن الظن بالناس فإهنم مشالك على ميينك ومسعك على بصرك ما ترجو اهللا فأول ما وقع يف روعي أن مايل حمفوظ علي وأن النماء الزم يل وأن اهللا سيحفظ عقيب من بعدي

ما درمها لقضاء وطري ووقعت عين على سكت وعلى اسم اهللا إين ملا غلبتين يوما شهويت وأخرجت يو. لئن أنا أخرجت من يدي ومن بييت شيئا عليه : إين إذا ملن اخلاسرين الضالني : املكتوب عليه قلت يف نفسي

و ال إله إال اهللا أخذت بدله شيئا ليس عليه شيء واهللا إن املؤمن لينزع خامته لألمر يريده وعليه حسيب اهللا أحىت يرد اخلامت يف موضعه وإمنا هو خامت -جل ذكره - توكلت على اهللا فيظن أنه قد خرج من كنف اهللا

. ومات من ساعته . وأنا أريد أن أخرج يف كل يوم درمها عليه اإلسالم كما هو إن هذا لعظيم . واحد فلما صار يف . لحد له ورجع وكفنه ابنه ببعض خلقانه وغسله مباء البئر ودفنه من غري أن يصرخ له أو ي

فأي : قال . ليس اليوم فيها شيء : أي شيء يف هذه اجلرة قالوا : قال . املنزل نظر إىل جرة خضراء معلقة .مسن : شيء فيها قبل اليوم قالوا

كنا يف الشتاء نلقي له يف الربمة شيئا من دقيق نعمله له فكان رمبا برقه: وما كان يصنع به قالوا : قال وهل أفسد الناس أمواهلم إال يف السمن . تقولون وال تفعلون السمن أخو العسل : قال . بشيء من مسن

فخرج فوق أبيه وما كنا نظن أن فوقه : والعسل واهللا إين لوال أن للجرة مثنا ملا كسرهتا إال على قربه قالوا . لسانه من أصله ألنه كان مؤذنا هناك مزيدا املخطراين الذي يأتيك يف زي ناسك ويريك أن بابك قد قور

مث يفتح فاه كما يصنع من تثاءب فال ترى له لسانا البتة ولسانه يف احلقيقة كلسان الثور وأنا أحد من خدع والبد للمخطراين أن يكون معه واحد يعرب عنه أو لوح أو والكاغاين الذي يتجنن ويتصارع ويزبد . بذلك

. واء له لشدة ما ينزل بنفسه وحىت يتعجب من بقاء مثله على مثل علته حىت ال يشك أنه جمنون ال د يا موالي: بانوا وتفسري ذلك بالعربية : والبانوان الذي يقف على الباب ويسل الغلق ويقول

فإذا تورم واختنق الدم مسحه . والقرسي الذي يعصب ساقه وذراعه عصبا شديدا ويبيت على ذلك ليلة فال يشك من . دم األخوين وقطر عليه شيئا من مسن وأطبق عليه خرقة وكشف بعضه بشيء من صابون و

بأن يعميه أو جيعله أعسم أو : واملشعب الذي حيتال للصيب حني يولد . رآه أن به اإلكلة أو بلية شبه اإلكلة ألنه يصري حينئذ . ورمبا جاءت به أمه وأبوه ليتوىل ذلك منه بالغرم الثقيل . أعضد ليسأل الناس به أهله

ورمبا أكروا أوالدهم ممن ميضي إىل إفريقية . فإما أن يكتسبا به وإما أن يكرياه بكراء معلوم : عقدة وغلة والعواء الذي . فإن كان ثقة مليئا وإال أقام باألوالد واألجرة كفيال . فيسأل هبم الطريق أمجع باملال العظيم

.ب إن كان له صوت حسن وحلق شجي ورمبا طر. يسأل بني املغرب والعشاء إن شاء أراك أنه منخسف العينني وإن شاء أراك أن هبما ماء وإن شاء أراك أنه ال : واإلسطيل هو املتعامي

وكأنه قد هاب . واملزيدي الذي يعارضك وهو ذو هيئة ويف ثياب صاحلة . يبصر للخسف ولريح السبل أل يف كفنه ويقف يف طريق مكة على احلمار امليت والبعري من احلياء واملعدس الذي يقف على امليت يس

امليت يدعى أنه كان له ويزعم أنه قد أحصر وقد تعلم لغة اخلراسانية واليمانية واإلفريقية وتعرف تلك املدن وهو مىت شاء كان من إفريقية ومىت شاء كان من أهل فرغانة ومىت شاء كان من أي . والسكك والرجال

شاء خماليف اليمن. والكعيب أضيف إىل أيب كعب املوصلي وكان عريفهم بعد خالويه سنة على ماء . واملكدى صاحب الكداء

وهم . هذا تفسري ما ذكر خالويه فقط . والزكوري هو خبز الصدقة كان على سجين أو على سائل رفع حيىي بن عبد اهللا . ومل يكن جيوز أن نتكلف شيئا ليس من الكتاب يف شيء . أضعاف ما ذكرنا يف العدد

: مث قال . بن خالد بن أمية بن عبد اهللا بن خالد بن أسيد رغيفا من خوانه بيده مث رطله والقوم يأكلون يأكل من هذا اخلبز رغيفني. . . أي ابن . يزعمون أن خبزي صغار

ور ابن زياد على وكنت أنا وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام وقطرب النحوي وأبو الفتح مؤدب منصواأللوان طيبة شهية . والغضار صيين ملمع أو خلنجية كيماكية . واخلوان من جزعة . خوان فالن بن فالن

. ولكنه على قدر عدد الرءوس . وكل رغيف يف بياض الفضة كأنه البدر وكأنه مرآة جملوة . وغذية قدية واأليدي . ومل يغدوا بشيء فيتموا أكلهم . ديهم ومل يشبعوا فريفعوا أي. فأكل كل إنسان رغيفه إال كسرة

وإمنا هم يف تنقري وتنتيف فلما طال ذلك عليهم أقبل الرجل على أيب الفتح وحتت القصعة رقاقة . معلقة فلما أعاد. فتغافل أبو الفتح . يا أبا الفتح خذ ذلك الرغيف فقطعه وقسمه على أصحابنا : فقال

يبتلي على يدي غريي : ال تقطعه بينهم قطع اهللا أوصالك قال -ويلك - لك ما: عليه القول الرابعة قال وكنت أنا . وزرته أنا واملكي . أصلحك اهللا فخجلناه مرة وضحكنا مرة وما ضحكنا صاحبنا وال خجل

: فصار احلمار إىل أسوأ من حال املذود فكلم املكي غلمانه فقال . على محار مكار واملكي على محار مستعار

فأقبل . فسقوه ماء بئر فلم يشربه احلمار وقد مات عطشا . اسقوه ماء فقط . ال أريد منكم التنب فما فوقه أصلحك اهللا إهنم يسقون محاري ماء بئر ومنزل صاحب احلمار على شارع دجلة فهو ال : املكي عليه فقال

اد املسألة فأمكنه من أذن من ال فأع. فامزجوه له يا غالم فمزجوه فلم يشربه : قال . يعرف إال العذب . يا أخي إن ناسا من الناس يغمسون اللقمة إىل أصبارها يف املري : وقال يل مرة . يسمع إال ما يشتهي

هؤالء قوم حيبون امللوحة وال حيبون احلامض فما ألبث أن أرى أحدهم يأخذ: فأقول رأيت أحدهم ميسكها يف اخلل بعد التغريق ساعة حرف اجلردقة فيغمسها يف اخلل احلاذق ويغرقها فيه ورمبا

مث ال ألبث أنة أراهم يصنعون مثل ذلك . هؤالء قوم جيمعون حب احلموضة إىل حب امللوحة : فأقول أي شيء طبائع هؤالء وأي ضرب هم وما دواؤهم وأي شيء عالجهم : باخلردل واخلردل ال يرام قل يل

ما هلم عندي عالج هو أجنع فيهم من أن مينعوا : يه وقهره له قلت فلما رأيت مذهبه ومحقه وغلبة البخل علوقد كان ظن أنا قد عرفناه بالبخل على . الصباغ كله ال واهللا إن هو غريه وصديق كنا قد ابتلينا مبؤاكلته

فكان يتزيد يف تكثري الطعام ويف إظهار . وهجس ذلك يف نفسه وتوهم أنا قد تذاكرناه أمره . الطعام . فترى بغضه إن غرمناه دينارا . من رفع يده قبل القوم غرمناه دينارا : حىت قال . ص على أن يؤكل احلر

ولقد خربين خباز لبعض أصحابنا أنه جلده . وظاهر ال ئمته حمتمل يف رضا قلبه وما يرجو من نفع ذلك له من يأكل معي على مقدار أنضج خبزي الذي يوضع بني يدي واجعل خبز: على إنضاج اخلبز وأنه قال له

وأما. بني املقدارين خبز العيال والضيف فال تقربنه من النار إال بقدر ما يصري العجني رغيفا وبقدر ما يتماسك فقط فكلفه

أمل تعرف : فلما أعجزه ذلك جلده حد الزاين احلر فحدثت هبذا احلديث عبد اهللا العروضي فقال . العويص ضع اجلدي يف التنور حني تضع : انني سوطا ملكان اإلنضاج وذلك أنه قال له شأن اجلدي ضرب الشواء مث

بقي قليل مث جتيئنا به وكأين قد أعجلتك فإذا وضع بني : وتقول أنت . اخلوان حىت أستبطئك أنا يف إنضاجه الغد باردا فإذا مل يأكلوه أعدته إىل التنور مث أحضرتناه. أيديهم غري منضج احتسبت عليهم بإحضار اجلدي

فجلده مثانني جلدة جلد . فيقوم اجلدي الواحد مقام جديني فجاء به الشواء يوما نضيجا فعمل فيه القوم . القاذف احلر وحدثين أمحد بن املثىن عن صديق يل وله ضخم البدن كثري العلم فاشي الغلة عظيم الواليات

غري ذلك رد اخلادم مع اخلباز إىل القهرمان حىت أنه إذا دعا على مائدته بفضل دجاجة أو بفضل رقاق أو يصك له بذلك إىل صاحب املطبخ

ولقد رأيته مرة وقد تناول دجاجة فشقها نصفني فألقى نصفها إىل الذي عن ميينه ونصفها إىل الذي عن مشاله جلني أال فحسبت أن أقل ما عند الر. يا غالم جئين بواحدة رخصة فإن هذه كانت عضلة جدا : مث قال .

فوجدهتما قد فخرا علي مبا وكانوا رمبا خصوه فوضعوه بني يديه الدراجة السمينة . يعودا إىل مائدته أبدا فأغار على األسواري على بعض ما بني . فانطفأت الشمعة يف ليلة من تلك الليايل . والدجاجة الرخصة : وقال . ه وما هو بالفطن إال يف هذا الباب وعمل على أن الليل أخفى للويل ففطن ل. يديه واغتنم الظلمة

كذلك امللوك كانت ال تأكل مع السوقة وحثين أمحد بن املثىن أهنم كانوا يعمدون إىل اجلرادق اليت ترفع عن فما كان منها ملطخا دلك دلكا شديدا وما كان منها قد ذهب جانب منه قطع بسكني من ترابيع: مائدته

وما كان من األنصاف واألرباع جعل بعضه . يشك من رآه أهنم قد تعمدوا ذلك الرغيف مثل ذلك لئال ولقد رأيت رجال ضخما فخم اللفظ فخم املعاين . للثريد وقطع بعضه كاألصابع وجعل مع بعض القاليا

تربية يف ظل ملك مع علوهم ولسان عضب ومعرفة بالغامض من العيوب والدقيق من احملاسن مع شدة وإن ثريدته لبلقاء إال أن بياضها ناصع ولوهنا . أعراض الناس وضيق صدر مبا تعرف من عيوهبم تسرع إىل

وكنت قد مهمت قبل ذلك ألن أعاتبه على الشيء يستأثر به . اآلخر أصهب ما رأيت ذلك مرة وال مرتني ال يكون إال منورأيت أن ذلك . وخيتص به وأن أحتمل ثقل تلك النصيحة وبشاعتها يف حظه ويف النظر له

ورأيت أن . فلما رأيت البلقة هان علي التحجيل والغرة . حاق اإلخالص ومن فرط اإلخاء من اإلخوان . وقد زعم أبو احلسن املدائين أن ثريدة مالك بن املنذر كانت بلقاء . ترك الكالم أفضل وأن املوعظة لغو

هذا الرجل ما ال أخربك به وهو شيء مل أره إال فيه وأما أنا فقد رأيت بعيين من. ولعل ذلك أن يكون باطال أما . ولسنا من تسمية األصحاب املتهتكني وال غريهم من املستورين يف شيء . وال مسعت به يف غريه

واآلخر ال نسميه ليستر اهللا عليه وملا جيب ملن كان يف مثل . الصاحب فإنا ال نسميه حلرمته وواجب حقه ولرمبا مسينا الصاحب إذا كان ممن ميازج هبذا ورأيناه . خرج من هاتني احلالتني وإمنا نسمي من. حاله

.يتظرف وحيمل ذلك الظرف سلما إىل منع شينه زار قوما فأكرموه وطيبوه وجعلوا يف شاربه وسبلته : ومل أر مثل أيب جعفر الطرسوسي : قصة أيب جعفر

من باطن الشفة خمافة أن تأخذ إصبعه من الغالية شيئا إذا فحكته شفته العليا فأدخل إصبعه فحكها. غالية حكها من فوق وهذا وشبهه إمنا يطيب جدا إذا رأيت احلكاية بعينك ألن الكتاب ال يصور لك كل شيء

وأما أبو حممد احلزامي عبد اهللا بن كاسب : قصة احلزامي . وال يأيت لك على كنهه وعلى حدوده وحقائقه وكان له يف البخل . داود بن أيب داود فإنه كان أخبل من برأ اهللا وأطيب من برأ اهللا كاتب مويس وكاتب

وإنه رآين مرة يف تشرين األول وقد بكر الربد . وهو أحد من ينصره ويفضله وحيتج له ويدعو إليه . كالم قل وأمسج اجلهل ما أقبح السرف بالعا: فقال يل . فلبست كساء يل قومسيا خفيفا قد نيل منه . شيئا

باحلكيم ما ضننت أن إمهال النفس وسوء السياسة بلغ بك ما أرىلبسك هذا الكساء قبل : فقال . وأي شيء أنكرت منا مذ اليوم وما كان هذا قولك فينا باألمس : قلت ا ولو كان هذا الربد احلادث يف متوز وآب لكان إبانا هلذ. قد حدث من الربد مبقداره : قلت . أوانه

إن كان ذلك كذلك فاجعل بدل هذه املبطنة جبة حمشوة فإهنا تقوم هذا املقام وتكون قد : قال . الكساء ألن غبار آخر الصيف : ومل قال : قلت . فأما لبس الصوف اليوم فهو اليوم غري جائز . خرجت من اخلطأ

وإمنا الغبار . تل ذلك الغبار فإذا أمطر الناس وندى اهلواء وابتل كل شيء اب. يتداخله ويسكن يف خلله وهو ماحل ويتقبض عند ذلك عليه الكساء ويتكرش ألنه صوف فينضم أجزاؤه . تراب إال أنه لباب التراب

وهلو أسرع فيه من األرضة يف اجلذوع النجرانية. عليه فيأكله أكل القادح ويعمل فيه عمل السوس تلبد التراب وحط املطر ما كان يف اهلواء من الغبار ولكن أخر لبسه حىت إذا أمطر الناس وسكن الغبار و

وغسله وصفاه فالبسه حينئذ على بركة اهللا وكان يقع إىل عياله بالكوفة كل سنة مرة فيشتري هلم من احلب فإذا نظر إىل حب هذا وإىل حب هذا وقام على سعر اكتال من كل واحد . مقدار طبيخهم وقوت سنتهم

وكان ال خيتار على البلدي واملوصلي شيئا إال أن . ا بامليزان واشترى أثقلها وزنا منها كيلة معلومة مث وزهنهو ناعم ضعيف ونار : وكان على كل حال يفر من امليساين إال أن يضطر إليه ويقول . يتقارب السعر

البلدي ينبت أعلمت أن خبز : املعدة شيطان فإمنا ينبغي لنا أن نطعم احلجر وما أشبه احلجر وقلت له مرة حبذا ذلك من خبز وليته قد أشبه األرض بأكثر من : عليه شيء شبيه بالطني والتراب والغبار املتراكم قال

هذا املقدار وكان إذا كان جديد القميص ومغسوله مث أتوه بكل خبور يف األرض مل يتبخر خمافة أن يسود بالتبخرفإن اتسخ فأتى بالبخور مل يرض . دخان العود بياض قميصه

مث يتبخر ليكون . واستقصاء ما يف العود من القتار حىت يدعو بدهن فيمسح به صدره وبطنه وداخلة إزاره حبذا الشتاء فإنه حيفظ عليك رائحة البخور وال حيمض فيه النبيذ إن ترك : أعلق للبخور وكان يقول

فإذا كان يف الصيف دعا . منازل أصحابه وكان ال يتبخر إال يف . مفتوحا وال يفسد فيه مرق إن بقي أياما وبياض الشعر هو . إن للشيب سهكة : وقال مرة . بثيابه فلبسها على قميصه لكيال يضيع من البخور شيء

أال ترى أن موضع دبرة احلمار األسود ال ينبت إال أبيض والناس ال يرضون منا يف : موته وسواده حياته والطيب غال وعادته رديئة وينبغي ملن كان أيضا عنده أن حيرسه وحيفظه من هذا العسكر إال بالعناق واللثام

.وإن العطار ليختمه على أخص غلمانه به . عياله والشعر سريع القبول منه وأقل ما يصنع . فلست أرى شيئا هو خري من اختاذ مشط صندل فإن رحيه طيبة

فجاءين . واستلف منه على األسواري مائة درهم . فصرنا يف حال لنا وال علينا . أن ينفي سهك الشيب إمنا حيزن من ال جيد بدا من إسالف الصديق خمافة أال يرجع إليه ماله وال : فقلت له . وهو حزين منكسر

وهذا باب الشهرة فيه قرة . يعد ذلك هبة منه أو رجل خياف الشكية فهو إن مل يسلف كرما أسلف خوفا فما وجه انكسارك واغتمامك قال . مك وتصميمك وبقلة املباالة بتخيل الناس لك وأنا واثق باعتزا. عينك

إمنا يف أين قد كنت أظن أن أطماع الناس قد صارت مبعزل عين وآيسة مين . اللهم غفرا ليس ذاك يب : م فأراين واحدا منه. وأين قد أحكمت هذا الباب وأتقنته وأودعت قلوهبم اليأس وقطعت أسباب اخلواطر

إن من أسباب إفالس. وإذا يئسوا منه فقد أمن . املرء طمع الناس فيه ألهنم إذا طمعوا فيه احتالوا له احليل ونصبوا له الشرك

وما أشك أين عنده غمر وأين كبعض من يأكل ماله وهو مع هذا . وهذا املذهب من على استضعاف شديد عنده مذهيب فما ظنك باجلريان بل ما ظنك باملعارف أراين وإذا كان مثله مل يعرفين ومل يتقرر . خليط وعشري

أنفخ يف غري فحم وأقدح بزند مصلد ما أخوفين أن أكون قد قصد إيل بقول ما أخوفين أن يكون اهللا يف ثوبك على صاحبك أحسن منه عليك فما يقولون إن كان : ويقولون : مسائه قد قصد إىل أن يفقرين قال

قميصي وإن كان طويال جدا وأنا قصري جدا فلبسه أليس يصري آية للسابلني فمن أقصر مين أليس يتخيل يفومىت يتفق . أسوأ أثرا على صديقه ممن جعله ضحكة للناس ما ينبغي يل أن أكسوه حىت أعلم أنه فيه مثلي

.هذا وإىل ذلك حمىي وممات ما : وقلت له مرة . بعض الصالبة أشتهي اللحم الذي قد هترأ وأشتهي أيضا الذي فيه: وكان يقول

وما تصنع بذلك القائل هو ذا أنا أشتهي حلم دجاجتني : قال . أشتهي حلم دجاجتني : أشبهك بالذي قال

عبد اهللا خبيل قال : قد رضيت بأن يقال : وقلت له مرة . واحدة خالسية مسمنة وأخرى خوامزكه رخصة فسلم إىل املال . فالن خبيل إال وهو ذو مال : ال يقال : ل وكيف قا: ال أعدمين اهللا هذا االسم قلت :

فقد مجع هذا االسم احلمد . فال سخي إال وهو ذو مال : وال يقال أيضا : وادعين بأي اسم شئت قلت فهاته : قلت . وبينهما فرق : قال . فقد أخذت أخسهما وأوضعهما . واملال واسم البخل جيمع املال والذم

. سخي إخبار عن خروج املال من ملكه : ويف قوهلم . خبيل تثبيت إلقامة املال يف ملكه : هلم يف قو: قال . . واملال زاهر نافع مكرم ألهله معز . واسم البخيل اسم فيه حفظ وذم واسم السخي اسم فيه تضييع ومحد

جاعوما أقل غناء احلمد واهللا عنه إذا . واحلمد ريح وسخرية واستماعك له ضعف وفسولة فقسمها . وكنا عند داود بن أيب داود بواسط أيام واليته كسكر فأتته من البصرة هدايا فيها زقاق دبس

فقلت . فأنكرت ذلك من مذهبه ومل أعرف جهة تدبريه . فكل ما أخذ منها احلزامى أعطى غريه . بيننا ذ فهو ضالته وأمنيته وإنه لو فأما األخ. قد علمت أن احلزامى إمنا جيزع من اإلعطاء وهو عدو : للمكي

أعطى أفاعى سجستان وثعابني مصر وحيات األهواز ألخذها إذا كان اسم األخذ واقعا عليها فعساه أراد فلم يلبث أن . هاهنا أمرا ما نقع عليه . وما ذلك به . أنا كاتبه وصداقيت أقدم : قال . التفضيل يف القسمة

وأخذه عندي . وضيعته أضعاف رحبه : قال . مث باح بسره . قليال فتعصر . فسألته عن ذلك . دخل علينا : قلت . هذا مل خيطر يل قط على بال : قال . أول وضائعه احتمال السكر : قلت . من أسباب اإلدبار .فهات إذا ما عندك

ر سببا فإذا صار إىل املنزل صا. مث هو على خطر حىت يصري إىل املنزل . أول ذلك كراء احلمال : قال وإن أنا . فإن بعته فرارا من هذا صريمتوين شهرة وتركتموين عنده آية . لطلب العصيدة واألرز والبستندود

وجذب ذلك شراء السمن مث جذب السمن غريه وصار هذا . حبسته ذهب يف العصائد وأشباه العصائد القدور وإىل شراء احلب وإىل شراء وإن أنا جعلته نبيذا احتجت إىل كراء . الدبس أضر علينا من العيال

فإن وليت ذلك اخلادم اسود ثوهبا وغرمنا مثن األشنان . املاء وإىل كراء من يوقد حتته وإىل التفرغ له فإن فسد ذهبت النفقة باطال ومل نستخلف منها . والصابون وازدادت يف الطمع على قدر الزيادة يف العمل

خل الداذي خيضب اللحم ويغري الطعم ويسود املرق وال يصلح إال ألن . عوضا بوجه من مجيع الوجوه - وإن سليم . وأكثر ذلك أن حيول عن النبيذ وال يصري إىل اخلل . وهذا إذا استحال خال . لالصطباغ .وجاد وصفا مل جند بدا من شربه ومل تطب أنفسنا بتركه - وأعوذ باهللا

بترك سالف الفارسي املعسل والدجاج املسمن وجداء كسكر فإن قعدت يف البيت أشرب منه مل ميكن إالوفاكهة اجلبل والنقل اهلش والرحيان الغض عند من ال يغيض ماله وال تنقطع مادته وعند من ال أبايل على

وعلى أين إن جلست يف البيت أشربه مل يكن . أي قطرية سقط مع فوت احلديث املؤنس والسماع احلسن ك الواحد البد له من دريهم حلم ومن طسوج نقل وقرياط رحيان ومن أبزار للقدر وذل. يل بد من واحد

فإن كان . وهو بعد هذا شؤم وحرفة وخروج من العادة احلسنة . وهذا كله غرم . ومن حطب للوقود موافقا فقد فتح اهللا على -وأعوذ باهللا -وإن كان . ذلك الندمي غري موافق فأهل احلبس أحسن حاال مين

مايل بابا من التلف ألنه حينئذ يسري يف مايل كسريي يف مال من هو وإذا علم الصديق أن عندي داذيا أو

وإن بدا يل يف استحسان حديث الناس . فإن حجبناه فبالء وإن أدخلناه فشقاء . نبيذا دق الباب دق املدل كما يستحسن

فإذا . من املصلحني وصرت من ألوان الشياطني مين من أكون عنده فقد شاركت املسرفني وفارقت إخواين وأنا لو ابتليت بأحدمها مل أقم له . صرت كذلك فقد ذهب كسيب من مال غريي وصار غريي يكتسب مين

فكيف إذا ابتليت بأن أعطي وال آخذ أعوذ باهللا من اخلذالن بعد العصمة ومن احلور بعد الكور لو كان هذا دوشاب دسيس من احلرفة وكيد من الشيطان وخدعة من احلسود وهو هذا ال. يف احلداثة كان أهون

احلالوة اليت تعقب املرارة ما أخوفين أن يكون أبو سليمان قد مل منادميت فهو حيتال يل احليل وكنا مرة يف وأقبل على املكي وقال . موضع حشمة ويف مجاعة كثرية والقوم سكوت واجمللس كبري وهو بعيد املكان مين

يا أبا عثمان من أخبل: م يسمعون فقال والقوإمنا يعنيين مث : قال احلزامي من بعيد . صاحب لنا ال أمسيه : مث من قلت : قال . أبو اهلذيل : أصحابنا قلت

فالتمستم هتجينهم هبذا اللقب وأدخلتم . حسدمت للمقتصدين تدبريهم ومناء أمواهلم ودوام نعمتهم : قال تظلمون املتلف ملاله باسم اجلود إدارة له عن شينه وتظلمون املصلح ملاله باسم . املكر عليهم هبذا النبز

فتكلم يوما فما زال يدخل كالما يف كالم . فال املفسد ينجو وال املصلح يسلم . البخل حسدا منكم لنعمته ويف نفوره منه فكان مما احتج به يف شدة رؤية األكيل عليه. حىت أدخل االعتذار من ذلك يف عرض كالمه

أتروين مبثل : فقال ألصحابه . نظر خالد املهزول يف اجلاهلية يوما إىل ناس يأكلون وإىل إبل جتتر : أن قال .فحلف بإهله أال يأكل بقال وإن مات هزاال . نعم : هذه العني اليت أرى هبا الناس واإلبل قالوا فلما دق جسمه واشتد هزاله مسي . وأيبسه فأضمره ذلك . وكان يغتذى اللنب ويصيب من الشراب

هأنذا مبتلي باملضغ وحممول على حتريك اللحيني ومضطر إىل مناسبة البهائم : مث قال خالد . املهزول ليأكل كل . ما أبايل احتمله فيمن ليس يل منه بد ويل عنه مذهب . وحمتمل ما يف ذلك من السخف والعجز

هذا ما بلغنا عن خالد بن عبد اهللا القسري . سه ودون ستره وبابه امرئ يف منزله ويف موضع أمنه وأنوفيه ويف خالد بن نضلة يقول . ومها سيدا بين أسد . فأما خالد املهزول فهو أحد اخلالدين . واحتجاجه

.عميد بين جحوان وابن املضلل . وقبلك مات اخلالدان كالمها : األسود بن يعفر وإنك . واهللا إنك لتضع الطعام فتجيده وتعظم عليك النفقة وتكثر منه : األمس قصة احلارثي وقيل احلارثي ب

لتغايل باخلباز والطباخ والشواء واخلباص مث أنت مع هذا كله ال تشهده عدوا لتغمه وال وليا فتسره وال يغيب عن وأنت تعلم أنه حني يتنحى من بني يديك و. جاهال لتعرفه وال زائر لتعظمه وال شاكرا لتثبته فلو أحضرته من ينفع شكره ويبقي على األيام ذكره ومن . عينيك فقد صار هنبا مقسما ومتوزعا مستهلكا

لكان ذلك أوىل بك وأشبه بالذي -ميتعك باحلديث احلسن واالستماع ومن ميتد به األكل ويقصر به الدهر محدك مل حيسن أن حيمدك ومن ال يفضل وبعد فلم تبيح مصون الطعام ملن ال حيمدك ومن إن. قدمته يدك

بني الشهي الغذى وبني الغليظ الزهموإين مل آكل مع . قاضي الفتيان : ومن أبو الفاتك قال : قالوا . مينعين من ذلك ما قال أبو الفاتك : قال

يف فشيء يقبح بالشطار فما ظنك به إذا كان . أحد قط إال رأيت منه بعض ماذمه وبعض ما شنعه وقبحه

الفىت ال يكون نشافا وال : قال أبو فاتك : فما قال أبو الفاتك قال : أصحابه املروءات وأهل البيوتات قالوا نشاال وال مرساال وال لكاما وال مصاصا وال نفاضا وال دالكا وال مقورا وال مغربال وال حملقما وال مسوغا

لدهاقني حني عابوا احلسو وتقززوا من التعرق وهبرجوا صاحب واهللا إين ألفضل ا. وال مبلعما وال خمضرا التمشيش وحني أكلوا بالبارجني وقطعوا بالسكني ولزموا عند الطعام السكتة وتركوا اخلوض واختاروا

.الزمزمة . والواغل أهون على من الراشن . أنا واهللا أحتمل الضيف والضيفن وال أحتمل اللعموظ وال اجلردبيل

أن الوحدة خري من جليس السوء وأن جليس السوء خري من أكيل السوء ألن كل أكيل جليس ومن يشك فإن كان البد من املؤاكلة والبد من املشاركة فمع من ال يستأثر علي باملخ وال . وليس كل جليس أكيال

كلية اجلدي وال ينتهز بيضة البقيلة وال يلتهم كبد الدجاجة وال يبادر إىل دماغ رأس السالءة وال خيتطف يزدرد قانصة الكركي وال ينتزع شاكلة احلمل وال يقتطع سرة الشصر وال بعرض لعيون الرءوس وال

يستويل على صدور الدجاج وال يسابقإىل أسقاط الفراخ وال يتناول إال ما بني يديه وال يالحظ ما بني يدي غريه وال يتشهى الغرائب وال ميتحن

وكيف تصلح . بأن يتشهى ما عسى أال يكون موجودا : وال يهتك أستار الناس اإلخوان باألمور الثمينةالدنيا وكيف يطيب العيش مع من إذا رأى جزورية التقط األكباد واألسنمة وإذا عاين بقرية استوىل على العرق والقطنة وإن أتوا جبنب شواء اكتسح كل شيء عليه ال يرحم ذا سن لضعفه وال يرق على حدث

وإن كان البد من ذلك فمع من ال جيعل - شهوته وال ينظر للعيال وال يبايل كيف دارت هبم احلال حلدة وأشد من كل ما وصفنا وأخبث من كل ما عددنا أن الطباخ رمبا أتى . نصيبه يف مايل أكثر من نصييب

خصباللون الطريف ورمبا قدم الشيء الغريب والعادة يف مثل ذلك اللون أن يكون لطيف الشورمبا عجل عليه فقدمه حارا . صغري احلجم وليس كالطفيشلية وال كاهلريسة وال كالفجلية وال كالكرنبية

ورمبا كان من جوهر بطيء الفطور وأصحايب يف سهولة ازدراد احلار عليهم يف طباع النعام وأنا يف . ممتنعا وإن بدرت خمافة الفوت . على آخره فإن انتظرت إىل أن ميكن أتوا. شدة احلار على يف طباع السباع

هذا : مث قال . واحلار رمبا قتل ورمبا أعقم ورمبا أبال الدم . وأردت أن أشاركهم يف بعضه مل آمن ضرره فحاط . فوضعت قدامكم مسكة عجيبة فائقة السمن . علي األسواري أكل مع عيسى بن سلمان بن علي

ص بلقمة وهو ملستسق ففرغ من الشراب وقد غرف من بطنها حلظة فإذا هو يكتنز شحما وقد كان غ .وكان عيسى ينتخب األكلة وخيتار منهم كل منهوم فيه ومفتون به . بطنها كل إنسان منهم بلقمته غرفة

فلما خاف على األسواري اإلخفاق وأشفق من الفوت وكان أقرهبم إليه عيسى استلب من يده اللقمة وحيك استلبت : فقيل له . لعقاب من غري أن يكون أكل عنده قبل مرته بأسرع من خطفة البازي واحندار ا

مل يكن األمر : قال . لقمة األمري من يده وقد رفعها غليه وشحا هلا فاه من غري مؤانسة وال ممازحة سالفة وكذب من قال ذلك ولكنا أهوينا أيدينا معا فوقعت يدي يف مقدم الشحمة ووقعت يده يف مؤخر . كذلك

فلما رفعنا أيدينا معا كنت أنا أسرع حركة وكانت األمعاء متصلة . حمة معا والشحم ملتبس باألمعاء الشوأنا . فتحول كل شيء كلن يف لقمته بتلك اجلذبة إىل لقميت التصال اجلنس واجلوهر باجلوهر . غري متباينة

إنكم تشريون علي مبالبسة : مث قال كيف أؤاكل أقواما يصنعون هذا الصنيع مث حيتجون له مبثل هذه احلجج وهؤالء مل يرضوا إال . شرار اخللق وأنذال الناس وبكل عياب متعتب ووثاب على أعراض الناس متسرع

أن يدعوهم الناس وال يدعوا الناس وأن يأكلوا وال يطعموا وأن يتحدثوا عن غريهم وال يبالون أن يتحدث .عنهم وهم شرار الناس

اوية وهو يف مرتبة احلالفة ويف السطح من قريش ويف نبل اهلمة وإصابة الرأي وجودة أجلس مع: مث قال رجال على مائدته -البيان وكمال اجلسم ويف متام النفس عند اجلولة وعند تقصف الرماح وتقطع السيوف

ة من خذ الشعر: فأبصر يف لقمته شعرة فقال . جمهول الدار غري معروف النسب وال مذكور بيوم صاحل وإنك لتراعيين مراعاة من يبصر : فقال الرجل . وال وجه هلذا القول إال حمض النصيحة والشفقة . لقمتك

معها الشعرة ال جلست لك على مائدة ما حييت وال حكيتها عنك ما بقيت فلم يدر الناس أي أمري وكيف : مث قال . كره له تغافله عنه أم شفقته عليه فكان هذا جزاءه منه وش: معاوية كان أحسن وأمجل

يفطن لفضل ما بني التقصري : كل وال تقصر يف األكل قال : أطعم من إن رأيته يقصر يف األكل فقلت له لوال أنه وافق هواه: وغريه وإن قصر فلم أنشطه ومل أحثه قال

ره الساقي ومد رجل من بين متيم يده إىل صاحب الشراب يستسقيه وهو على خوان املهلب فلم ي: مث قال فلما . ففعل ذلك مرارا واملهلب يراه وقد أمسك عن األكل إىل أن يسيغ لقمته بالشراب . فلم يفطن له

. فلما سقاه استقله وطلب الزيادة منه . اسقه يا غالم ما أحب من الشراب : طال ذلك على املهلب قال إنك لسريع إىل السقي سريع : ل التميمي قا. وكان املهلب أوصاهم باإلقالل من املاء واإلكثار من اخلبز

أله عن هذا إليها الرجل فإن هذا ال ينفعك وال يضرنا : فقال املهلب . إىل الزيادة وحبس يده عن الطعام .أردنا أمرا وأردت خالفه

ىل ويف اجلارود بن أيب سربة لكم واعظ ويف أيب احلارث مجني زاجر فقد كانا يدعيان إىل الطعام وإ: مث قال وكانا يتشهيان الغرائب ويقترحان الطرائف . اإلكرام لظرفهما وحالوهتما وحسن حديثهما وقصر يومهما

فكان جزاؤهم من إحساهنم ما قد علمتم . ويكلفان الناس املؤن الثقال وميتحنان ما عندهم بالكلف الشداد فقال . اض األشراف متسرعا ومن ذلك أن بالل بن أيب بردة كان رجال عيابا وكان إىل أعر: قال .

فكيف هو عليه قال يالحظ اللقم : قال . يعرف وينكر : كيف طعام عبد اهللا بن أيب عثمان قال : للجارود فكيف : قال . طعام ثالثة وإن كانوا أربعة جاعوا : فكيف طعام سلم بن قتيبة قال : قال . وينتهر السائل

ال : يقول : فكيف طعام املنجاب بن أيب عيينة قال : قال . نقط العروس: طعام تسنيم بن احلواري قال خري يف ثالث أصابع

حىت أتى على عامة أهل البصرة وعلى من كان يؤثره بالدعوة وباألنسة واخلاصة وحيكمه يف -يف صفحة تقريب فلم ينج منه إال من كان يبعده كما مل يبتل به إال من كان يقربه وهذا أبو شعيب القالل يف. ماله

موبس له وأنسه به ويف إحسانه إليه مع سخائه على املأكول وغض طرفه عن األكيل وقلة مباالته باحلفظ وكيف : قيل . سئل عنه أبو شعيب فزعم أنه مل ير قط أشح منه على الطعام - وقلة احتفاله جبمع الكثري

س فضال على غري ذلك وكيف جيترئ يدلك على ذلك أنه يصنعه صنعة ويهيئه هتيئة من ال يريد أن مي: قال

الضرس على إفساد ذلك احلسن ونقض ذلك النظم وعلى تفريق ذلك التأليف وقد علم أن حسنه حيشم فحول إحسانه إساءة . فلو كان سخيا مل مينع منه هبذا السالح ومل جيعل دونه اجلنن . وأن مجاله يهيب منه

.وبذله منعا واستدعاءه إليه هنيا أما عيناه فعينا جمنون وقال فيه : كيف وجه حممد بن حيىي على غدائه قال : مث قيل أليب احلارث مجني :قال

لو كان يف كفه كر خردل مث لعب األبلى باألكرة ملا سقطت من بني أصابعه حبة واحدة وقيل له : أيضا بقدر ما إذا حبس نزف واهللا لو ألقي إليه من الطعام: فكيف سخاؤه على اخلبز خاصة قال : أيضا

السحاب ما جتايف عن الرغيف وكان أبو نواس يرتعي على خوان إمساعيل بن نيبخت كما ترتعي اإلبل يف خبز إمساعيل كالوش ي إذا ما شق يريف: احلمض بعد طول اخللة مث كان جزاؤه منه أنه قال

ن أبو الشمقمق يعيب يف طعام جعفر وما خبزه إال كليب بن وائل ليايل حيمي عزه منبت البقل وكا: وقال رأيت اخلبز عز لديك حىت حسبت اخلبز يف جو : وهو مع ذلك يقول . بن أيب زهري وكان له ضيفا

رأيناك يف دهليز فالن وبني : وقيل للجماز . وما روحتنا لتذب عنا ولكن خفت مرزئة الذباب . السحاب قيء كلب يف قحف : وأي شيء كان فيها قال فمن أي شيء كانت القصعة . يديك قصعة وأنت تأكل

ونزل . جوع وأحاديث : خنزير وقيل لرجل من العرب قد نزلت جبميع الفبائل فكيف رأيت خذاعة قال وقد كان فيما أتاه به . فأتاه مبا حضر . عمرو بن معد يكرب برجل من بين املغرية وهم أكثر قريش طعاما

وكيف قال نزلت هبم فما : لئام بين املغرية يا أمري املؤمنني قال : اله فقال لعمر بن اخلطاب وهم أخو. فضل .قروين غري قرنني وكعب ثور

وكم رأينا من األعراب من نزل برب صرمة فأتاه بلنب ومتر وحيس وخبز . إن ذلك لشبعة : قال عمر ا من ذوده أو من بعري -وهو ال يعرف -كيف مل ينحر له : فبات ليلته مث أصبح يهجوه . ومسن سالء

صرمته ولو حنر هذا البأس لكل كلب مر به بعريا من خمافة لسانه ملا دار األسبوع إال وهو يتعرض للسابلة . إنه ملالزم وما يغب غداء األمري : يتكفف الناس ويسأهلم العلق وسأل زياد عن رجل من أصحابه فقيل

وزعموا أنه استثقل . فعابوا زيادا بذلك . لزموه الغب فأ. فليغبه فإن ذلك مما يضر بالعيال : فقال زياد .حضوره يف كل يوم وأراد أن يزجر به غريه فيسقط عن نفسه وعن ماله مؤنة عظيمة

وإمنا كان ذلك من زياد على جهة النظر للعياالت وكما ينظر الراعي للرعية وعلى مذهب عمر بن اخلطاب فجعلتم - ياد بعمر فأفرط وتشبه احلجاج بزياد فأهلك الناس تشبه ز: وقد قال احلسن . رضي اهللا عنه فقد حيضر : أعظموا الثريدة فإهنا لقمة الدرداء : وقال يوسف بن عمر لقوام موائده . ذلك عنتا منه

وأطعموه ما تعرقون فإنه أجنع وأشفى للقوم . طعامكم الشيخ الذي قد ذهب فمه والصيب الذي مل ينبت فمه .ا أراد العجلة والراحة بسرعة الفراغ وأن يكيدهم بالثريد وميأل صدورهم بالعراق إمن: فقلتم .

سيد الطعام الثريد ومثل عائشة يف النساء مثل الثريد يف ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقد قال رسول اهللا شتق له من الطعام وليعظم صنعة الثريد يف أعني قريش مسوا عمرو بن عبد مناف حىت غلب عليه االسم امل

فلما رأى اخلبز : قلتم . اختذ لنا طعاما يشبع فضله أهل املوسم : وقال عوف بن القعقاع ملواله . ذلك الرقاق والغالظ والشواء واأللوان واستطراف الناس للون بعد اللون ودوام أكلهم لدوام الطرف وأن ذلك

اتسع مث ضاق : م يد ومل جتعله طعام يدين فقلتم فهال فعلته طعا: لو كان لونا واحدا لكان اقل ألكلهم قال والقعقاع عريب كره ملواله أن يرغب عن . حني أراد إطعامهم الثريد واحليس وكل ما يؤكل بيد دون يدين

وأراد دوام. طعام العرب إىل طعام العجم باب الترفه أشد قومه على مثل ما كانوا عليه وعلى أن الثروة تفنخهم وتفسدهم وأن الذي فتح عليهم من

وقد فعل عمر من جهة التأدب أكثر من ذلك حني دعى إىل . عليهم مما غلق عليهم من باب فضول اللذة فكازها كلها يف قدر . عرس فرأى قدرا صفراء وأخرى محراء وواحدة مرة وأخرى حلوة وواحدة حممضة

الفىت ال يكون : أما قوله : أيب فاتك تفسري كالم. عظيمة وقال إن العرب إذا أكلت هذا قتل بعضها بعضا والنشاف . نشاال فالنشال عنده الذي يتناول من القدر ويأكل قبل النضج وقبل أن تنزل القدر ويتتام القوم

.الذي يأخذ حرف اجلردقة فيفتحه مث يغمسه يف رأس القدر ويشربه الدسم يستأثر بذلك دون أصحابه : وضع يف لقمة هريسة أو ثريدة أو حيسة أو أرزة أرسلها يف جوف حلقه أحدمها إذا: رجالن : واملرسال

هو الذي إذا مشى يف أشب من فسيل أو شجر قبض على رأسه السعفة أو على : والرجل اآلخر . إرساال فهي ال حمالة تصك وجه صاحبه الذي . وإذا قضى وطره أرسلها من يده . راس الغصن لينحيها عن وجهه

فالذي يف فيه اللقمة مث يلكمها بأخرى قبل إجادة : وأما اللكام . بذلك وال يعرف ما فيه يتلوه ال حيفلواملصاص الذي مبص جوف قصبة العظم بعد أن استخرج خمه واستأثر به دون أصحابه . مضغها أو ابتالعها

وأما . ابه فالذي إذا فرغ من غسل يده يف الطست نفض يديه من املاء فنضح على أصح: وأما النفاض . وليس هو -وله أيضا تفسري آخر . فالذي ال جييد تنقية يديه باألشنان وجييد دلكهما باملنديل : الدالك

.وسيقع يف موضعه إن شاء اهللا . وهو مليح -الذي نظنه الذي يأخذ وعاء امللح فيديره غدارة الغربال ليجمع أبازيره: واملغربل . الذي يقور اجلرادق : واملقور

قبيح دع الكالم إىل وقت : نقول هلذا . الذي يتكلم واللقمة قد بلغت حلقومه : يستأثر به دون واحمللقم الذي يأخذ : واملبلعم . الذي يعظم اللقم فال يزال قد غص وال يزال يسيغه باملاء : واملسوغ . إمكانه

ومن اللبإ واللنب ومن البيض النيم حروف الرغيف أو يغمز ظهر التمرة بإهبامه ليحمال له من الزبد والسمنالذي يدلك يده باألشنان من الغمر والودك حىت إذا اخضر وأسود من الدرن : واملخضر . برشت أكثر

.هذا تفسري ما ذكر احلارثي من كالم أيب فاتك . دلك به شفته وم أو لبنهم أو سويقهم معروف وهو الذي يلطع إصبعه مث يعيدها يف مرق الق: فأما ما ذكره هو فإن اللطاع

. الذي يعض على اللقمة فيقطع نصفها مث يغمس النصف اآلخر يف الصباغ : والقطاع . وما أشبه ذلك الذي رمبا عض على : واملداد . وهو الذي ينهش اللحم كما ينهش السبع . وهو معروف : والنهاش

عها بنترة فيكون هلا انتضاح على ثوب فرمبا قط. العصب اليت مل تنضج وهو ميدها بفيه ويده توترها له الذي إذا وقع يف القصعة عظم فصار مما يليه : وهو الذي إذا أكل مع أصحابه الرطب أو والدفاع . املؤاكل

حناه بلقمته من اخلبز حىت تصري مكانه قطعة من حلم وهو يف ذلك كأنه يطلب بلقمته تشريب املرق دون وأما ما . إذا رأى كثرة النوى بني يديه احتال له حىت خيلطه بنوى صاحه هو الذي : واحملول . إراغة اللحم

.ذكره من الضيف والضيفن فإن الضيفن ضيف الضيف

الواغل : إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن فأودى مبا يقرى الضيوف الضيافن وأما قوله : وأنشد أبو زيد فال : وقول الناس . ي من طفيلي الطعام أهون علي من الراشن فإنه يزعم أن طفيلي الشراب أهون عل

وكان . وأهل مكة يسمونه الربقي . ليس كالرأشن واللعموظ : طفيلي ليس من أصول كالم العرب . كان أبعد الناس جنعة يف طلب الوالئم واألعراس . بالكوفة رجل من بين عبد اهللا بن غطفان يسمى طفيال

فصار كل من كانت تلك طعمته . بزا له ولقبا ال يعرف بغريه طفيل العرائس وصار ذلك ن: فقيل له لذلك .هذا من قول أيب اليقظان . طفيلي : يقال له

وأعجب من كل عجب وأطرف من كل طريف أنكم تشريون علي بإطعام األكلة ودفعي : مث قال احلارثي فليس من حايل وحالكم يف فإن زعمتم أين أكثر ماال وأعد عدة. إىل الناس مايل وأنتم أترك هلذا مين

فإذا أتيتم يف أموالكم من البدل واإلطعام على قدر احتمالكم . التقارب أن أطعم أبدا وأنتم تأكلون أبدا بل أنتم كما قال . وإال فإنكم إمنا حتلبون حلبا لكم شطره . عرفت بذلك أن اخلري أردمت وإىل تربيي ذهبتم

واهللا إين لو مل أترك مؤاكلة الناس : ى ويكره أن يفارقه الفلوس مث قال حيب اخلور من مال الندام: الشاعر وما ظنكم برجل هنش بضعة حلم تعرقا فبلغ ضرسه وهو . وإطعامهم إال لسوء رعة على األسواري لتركته

.ال يعلم فعل ذلك عند إبراهيم بن اخلطاب موىل سليمان انبهر وتربد وجهه وعصب ومل يسمع ومل يبصر وكان إذا أكل ذهب عقله وجحظت عينه وسكر وسدر و

ومل . فلما رأيت ما يعتريه وما يعتري الطعام منه صرت ال آذن له إال وحنن نأكل التمر واجلوز والباقلى يفجأين قط وأنا آكل مترا إال استفه سفا وحساه حسوا وذرابه ذروا وال وجده كثريا إال تناول القصعة

حبضنيها ويقلها من األرض مث ال يزال ينهشها طوال وعرضا ورفعا وخفضا حىت يأيت كجمجمة الثور مث يأخذ وكان صاحب مجل . عليها مجيعا مث ال يقع غضبه إال على األنصاف واألتالف ومل يفصل مترة قط من مترة

فة السوس والدودومل يكن يرضى بالتفاريق وال رمى بنواة قط وال نزع قمعا وال نفى عنه قشرا وال نتشه خمامث ما رأيته قط إال وكأنه طالب ثأر وشحشحان صاحب طائلة وكأنه عاشق مغتلم أو جائع مقرور واهللا يا إخويت لو رأيت رجال يفسد طني الردغة ويضيع ماء البحر لصرفت عنه وجهي فإذا كان أصحاب النظر

يعد ما يعدون وال يبلغ من األدب حيث وأهل الديانة والفلسفة هذه سريهتم وهكذا أدهبم فما ظنكم مبن ال: كان الكندي ال يزال يقول للساكن ورمبا قال للجار : حدثين عمرو بن هنيوي قال : يبلغون قصة الكندي

والومحى رمبا أسقطت من ريح القدر الطيبة فإذا طبختم. إن يف الدار امرأة محل إن - سري فإن مل تفعل ذلك بعد إعالمي إياك فكفارتك فردوا شهوهتا ولو بغرفة أو لعقة فإن النفس يردها الي

فكان رمبا يواىف إىل منزله من قصاع السكان واجلريان ما يكفيه األيام وإن كان أكثرهم يفطن ويتغافل : قال . إمنا لكل بيت منهم لون واحد : أنتم أحسن حاال من أرباب هذه الضياع : وكان الكندي يقول لعياله .

فلم يعرض . وكان اجلار يل صديقا . وكنت أتغدى عنده يوما إذ دخل عليه جار له : قال وعندكم ألوانما : قال الكندي . قد واهللا فعلت : لو أصبت معنا مما نأكل قال : فقلت . فاستحييت أنا منه . عليه الغداء

وال بسطا وتركه ولو أكل كتفا ال يستطيع معه قبضا -يا أبا عثمان - فكتفه واهللا : بعد اهللا شيء قال لشهد عليه بالكفر ولكان عنده قد جعل مع اهللا شيئا

أي قصاف : فصاح . بينا أنا ذات يوم عنده إذ مسع صوت انقالب جرة من الدار األخرى : قال عمرو ر نزلنا دا: قال معبد . بئر وحياتك فكانت اجلارية يف الذكاء أكثر منه يف االستقصاء : فقالت جميبة له

قد فهمت ترويج : قلت . الكندي أكثر من سنة نروج له الكراء ونقضي له احلوائج ونفى له بالشرط يف شرطه على السكان أن يكون له روث الدابة وبعر : الكراء وقضاء احلوائج فما معىن الوفاء بالشرط قال

ى التمر وقشور الرمان الشاة ونشوار العلوفة وأال خيرجوا عظما وال خيرجوا كساحة وأن يكون له نوفكانوا لطيبه وإفراط خبله وحسن حديثه . والغرفة من كل قدر تطبخ للحبلى وكان يف ذلك يتنزل عليهم

.حيتملون ذلك إن كان مقام هذين : فبينا أنا كذلك إذ قدم ابن عم يل ومعه ابن له إذا رقعة منه قد جاءتين : قال معبد

ذلك وإن كان إطماع السكان يف الليلة الواحدة جير علينا الطمع يف الليايل القادمني ليلة أو ليلتني احتملنا وأنتم . إن دارك بثالثني درمها : فكتب إىل . ليس مقامهما عندنا إال شهرا أو حنوه : فكتبت إليه . الكثرية

. بأربعني فالدار عليك من يومك هذا. فإذ قد زدت رجلني فالبد من زيادة مخستني . ستة لكل رأس مخسة وما يضرك من مقامهما وثقل أبداهنما على األرض اليت حتمل اجلبال وثقل مؤنتهما على دونك : فكتبت إليه

اخلصال : ومل أدر أين أهجم على ما هجمت وأين أقع منه فيما وقعت فكتب إيل . فاكتب إيل بعذرك ألعرفه رعة امتالء البالوعة وما تنقيتها من شدة املؤنة من ذلك س: وهي قائمة معروفة . اليت تدعوا إىل ذلك كثرية

ومن ذلك أن األقدام إذا كثرت كثر املشي على ظهور السطوح الطينة وعلى أرض البيوت اجملصصة . فينقشر لذلك الطني وينقلع اجلص وينكسر العتب مع انثناء األجذاع لكثرة : والصعود على الدرج الكثرية

الوطء وتكسرها لفرط. الدخول واخلروج والفتح واإلغالق واإلقفال وجذب األقفال هتشمت األبواب وتقلعت الرزات وإذا كثر

وإذا كثر الصبيان وتضاعف البوش نزعت مسامري األبواب وقلعت كل ضبة ونزعت كل رزة وكسرت هذا مع ختريب احليطان باألوتاد وخشب . كل جوزة وحفر فيها آبار الددن وهشموا بالطها باملداحي

وإذا كثر العيال والزوار والضيفان والندماء احتيج من صب املاء واختاذ احلببة القاطرة واجلرار . رفوف الفكم من حائط قد تأكل أسفله وتناثر أعاله واسترخى أساسه وتداعى . الراشحة إىل أضعاف ما كانوا عليه

قدر كثرهتم حيتاجون من وعلى. بنيانه من قطر حب ورشح جر ومن فضل ماء البئر ومن سوء التدبري وكل شيء فيها . وإمنا الدور حطب هلا . والنار ال تبقي وال تذر . اخلبيز والطبيخ ومن الوقود والتسخني

فكم من. من متاع فهو أكل هلا . ورمبا كان ذلك عند غاية العسرة وشدة احلال . حريق قد أتى على أصل الغلة فكلفتم أهلها أغلظ النفقة

فلو ترك الناس حينئذ رب الدار . تلك اجلناية إىل دور اجلريان وإىل جماورة األبدان واألموال ورمبا تعدت وقدر بليته ومقدار مصيبته لكان عسى ذلك أن يكون نعم مث يتخذون املطابخ يف العاليل على ظهور لتغرير السطوح وإن كان يف أرض الدار فضل ويف صحنها متسع مع ما يف ذلك من اخلطار باألنفس وا

باألموال وتعرض احلرم ليلة احلريق ألهل الفساد وهجومهم مع ذلك على سر مكتوم وخبئ مستور من ضيف مستخف ورب دار متوار ومن شراب مكروه ومن كتاب متهم ومن مال جم

مث ال . أريد دفنه فأعجل احلريق أهله عن ذلك فيه ومن حاالت كثرية وأمور ال حيب الناس أن يعرفوا هبا صبون التنانري وال ميكنون للقدور إال على منت السطح حيث ليس بينها وبني القصب واخلشب إال الطني ين

فإن كنتم . هذا مع خفة املؤنة يف أحكامها وأمن القلوب من املتالف بسببها . الرقيق والشيء ال يقي ليكم يف أموالنا ونسيتم ما تقدمون على ذلك منا ومنكم وأنتم ذاكرون فهذا عجب وإن كنتم مل حتفلوا مبا ع

حىت إذا مجعت أشهر . مث إن كثريا منكم يدافع بالكراء ومياطل باألداء . عليكم يف أموالكم فهذا أعجب عليه فر وخلى

فكان جزاؤهم وشكرهم اقتطاع . أرباهبا جياعا يتندمون على ما كان من حسن تقاضيهم وإحساهنم لساكن حني يسكنها وقد كسحناها ونظفناها لتحسن يف عني ويسكنها ا. حقوقهم والذهاب بأقواهتم

املستأجر ولريغب مث ال يدع مترسا إال سرقه وال سلما إال محله وال نقصا إال أخذه وال برادة إال مضى هبا ويدق على األجذاع واحلواضن . وال يدع دق الثوب والدق يف اهلاون وامليجان يف أرض الدار . معه

.والرواشن كانت الدار مقرمدة أبو باألجر مفروشة وقد كان صاحبها جعل يف ناحية منها صخرة ليكون الدق وإن

عليها ولتكون واقية دوهنا دعاهم التهاون والقسوة والغش والفسولة إىل أن يدقوا حيث جلسوا وإىل أال منه يف السر مث يستكثر حيفلوا مبا أفسدوا مل يعط قط لذلك أرشا وال استحل صاحب الدار وال استغفر اهللا

يذكر ما يصري . من نفسه يف السنة إخراج عشرة دراهم وال يستكثر من رب الدار ألف دينار يف الشراء إلينا مع قلته وال يذكر ما يصري إليه مع كثرته هذا واأليام اليت تنقض املربم وتبلى اجلدة وتفرق اجلميع

تأخذ من املنازل كما تأخذ من كل رطب ويابس وكما جتعل اجملتمع عاملة يف الدور كما تعمل يف الصخور ووالساكن فيها هو كان . وال هندام املنازل غاية قريبة ومدة قصرية . الرطب يابسا هشيما واهلشيم مضمحال

.وبه هرمت وذهب عمرها لسوء تدبريه . وهو الذي أبلى جدهتا وحتالها . املتمتع هبا واملنتفع مبرافقها ا الغرم عند اهندامها بإعادهتا وبعد ابتنائها وغرم ما بني ذلك من مرمتها وإصالحها مث قابلنا بذلك فإذا قسمن

ما أخذنا من غالهتا وارتفقنا به من إكرائها خرج على املسكن من اخلسران بقدر ما حصل للساكن من . لى جهة الغلة جاءت مقطعة إال أن الدراهم اليت أخرجناها من النفقة كانت مجلة واليت أخذناها ع. الربح

وهذا مع سوء القضاء واإلحواج إىل طول االقتضاء ومع بغض الساكن للمسكن وحب املسكن للساكن ألن املسكن حيب صحة بدن الساكن ونفاق سوقه إن كان تاجرا وحترك صناعته إن كان صانعا وحمبة

ه وإن شاء بزمانه وإن شاء حببس وإن شاء إن شاء شغله بعين: الساكن أن يشغل اهللا عنه املسكن كيف شاء مث ال يبايل كيف كان ذلك الشغل إال أنه كلما كان أشد كان أحب إليه . مبوت ومدار مناه أن يشغل عنه

وعلى أنه إن فترت سوقه أو كسدت. وكان أجدر أن يأمن وأخلق ألن يسكن وعلى أنه إن أتاه اهللا . ه من األجرة صناعته أحل يف طلب التخفيف من أصل الغلة واحلطيطة مما حصل علي

مث إن . باألرباح يف جتارته والنفاق يف صناعته مل ير أن يزيد قرياطا يف ضريبته وال أن يعجل فلسا قبل وقته مث ال يدع مزأبقا . وإن كانت أنصافا وأرباعا دفعها قراضة مفتتة . كانت الغلة صحاحا دفع أكثرها مقطعة

فإن . زائفا وال دينارا هبرجا إال دسه فيه ودلسه عليه واحتال بكل حيلة وتأيت له بكل سبب وال مكحال وال

. ردوا عليه بعد ذلك شيئا حلف بالغموس إنه ليس من درامهه وال من ماله وال رآه قط وال كان يف ملكه هذا مع. وإن كان غالما خدعه . فإن كان الرسول جارية رب الدار أفسدها

لشكايتهم ورمبا استضعف اف على اجلريان والتعرض للجارات ومع اصطياد طيورهم وتعريضنااإلشرفال يزال يضرب هلم باألسالف ويغريهم بالشهوات ويفتح هلم أبوابا . عقوهلم وطمع يف فسادهم وغبنهم حىت إذا استوثق منهم أعجلهم وحزق هبم حىت يتقوه ببيع بعض الدار . من النفقات ليغبنهم ويربح عليهم

ورمبا جعله بيعا . من الكراء - مع طول مقامه - مة أو باسترهان اجلميع لريبح مع الذهاب باألصل السال فحينئذ يفظ هبم دون املهلة ويدعيها قبل الوقت. يف الظاهر ورهنا يف الباطن

ورمبا بلغ من استضعافه واستثقاله ألداء الكراء أن يدعي أن له شقيصا وأن له يدا ليصري خصما من اخلصوم مث يتوخى عامال جيد . ملنزل وفيه مرمة فاشترى بعض ما يصلحها ورمبا اكترى ا. ومنازعا غري غاصب

فإذا شغل العامل وغفل اشتمل على كل ما قدر عليه وتركهم يتسكعون ورمبا . الكسوة وجريانا آنية وآلة استأجر إىل جنبسجن لينقب أهله إليه وإىل جنب صراف لينقب عليه طلبا لطول املهلة والستر ولطول املدة

.بأن يقتل قتيال أو جيرح شريفا : ورمبا جىن الساكن ما يدعو إىل هدم دار املسكن . واألمنفيأيت السلطان الدار وأرباهبا إما غيب وإما أيتام وإما ضعفاء فال يصنع شيئا دون أن يسويها باألرض وبعد

هم غاية من سالمة الصدور وهم أشد الناس اغترارا بالناس وأبعد. فالدور ملقاة وأرباهبا منكوبون وملقون وذلك أن من دفع داره ونقضها وساجها وأبواهبا مع حديدها وذهب سقوفها إىل جمهول ال يعرف فقد .

. وقد صار يف معىن املودع وصار املكتري يف موضع املودع . وضعها يف مواضع الغرر وعلى أعظم اخلطر وأيضا إن أصلح السكان حاال . ع منها إىل الدور مث ليست اخليانة وسوء الوالية إىل شيء من الودائع أسر

من إذا وجد يف الدار مرمة ففوضوا إليه النفقة وأن يكون ذلك حمسوبا له عند األهلة يشفف يف البناء ويزيد .يف احلساب

فما ظنك بقزم هؤالء أصلحهم وهم خيارهم وأنتم أيضا إمنا اكتريتم مستغالت غرينا بأكثر مما اكتريتموها فإذا صار البناء بنيانكم وإن كانت األرض لغريكم . فسريوا فينا كسريتكم فيهم ورمبا بنيتم يف األرض . منا

وهو أنكم : وجرم آخر . ادعيتم الشركة وجعلتموه كاإلجارة وحىت تصريوه كتالد مال أو موروث سلف ا ومستغالتنا حىت سقطت غالت أهلكتم أصول أموالنا وأخربتم غالتنا وحططتم بسوء معاملتكم أمثان دورن

الدور من أعني املياسري وأهل الثروة ومن أعني العوام واحلشوة وحىت يدافعوكم بكل حيلة وصرفوا أمواهلم يف كل وجه وحىت قال

غلة الدار مسكة وغلة : وذلك أنه قال . عبيد اهللا بن احلسن قوال أرسله مثال وعاد علينا حجة وضررا وإمنا جر ذلك علينا حسن اقتضائنا وصربنا على سوء . ا الغلة غلة الزرع والنسولتني وإمن. النخل كفاف

فصارت لذلك غالت . قضائكم وأنتم تقطعوهنا علينا وهي عليكم جمملة وتلووننا هبا وهي عليكم حالة نا من اهلند وأنتم شر علي. أقل مثنا وأخبث أصال من سائر الغالت - وإن كانت أكثر مثنا ودخال -الدور

مث كانت هذه صفتكم وحليتكم ومعاملتكم . والروم ومن الترك والديلم إذ كنتم أحضر أذى وأدوم شرا

يف شيء البد لكم منه فكيف كنتم لو امتحنكم مبا لكم عنه مندوحة والوجوه لكم فيه معرضة وأنتم فيها باخليار وليس عليكم طريق االضطرار

ألن صاحب الشراء قد : وقلتم . الكراء أصوب من نزول دور الشراء إن نزول دور: وهذا مع قولكم ومن اختذ دارا فقد أقام كفيال ال خيفر وزعيما ال . أغلق رهنه وأشرط نفسه وصار هبا ممتحنا وبثمنها مرهتنا

نكر مكانه وإن أقام فيها ألزمته املؤن وعرضته للفنت إن أساءوا جواره وأ. وإن غاب عنها حن إليها . يغرم وبعد مصاله ومات عنه سوقه وتفاوتت حوائجه ورأى أنه قد أخطأ يف اختيارها على سواها وأنه مل يوفق

.وإن من كان كذلك فهو عبد داره وخول جاره . لرشده حني آثرها على غريها مسكن إن فكل دار هي له متنزه إن شاء ومتجر إن شاء و: وإن صاحب الكراء اخليار يف يده واألمر إليه

مل حيتمل فيها اليسري من الذل وال القليل من الضيم وال يعرف اهلوان وال يسام اخلسف وال حيترس . شاء وصاحب الشراء جيرع املرار ويسقى بكأس الغيظ ويكد لطلب احلوائج . من احلساد وال يداري املتعللني وإن رام . ذلك منه إال إىل العجز وال يوجه. إن عفا عفا على كظم . وحيتمل الذلة وإن كان ذا أنفة اجلار قبل الدار والرفيق قبل ) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( قال رسول اهللا . املكافأة تعرض ألكثر مما أنكره

وزعمتم أن تسقط الكراء أهون إذ كان شيئا بعد شيء وأن الشدائد إذا وقعت مجلة جاءت ) . الطريق .، فليس يكثرت هلا إال من يفقدها ويذكرها غامرة للقوة فأما إذا تقطع وتفرق

. ليس كل خرق يرقع وال كل خارج يرجع . ومال الشراء خيرج مجلة وثلمته يف املال واسعة وطعنته نافذة وأنه قد أمن من احلرق والغرق وميل أسطون وانقصاف سهم واسترخاء أساس وسقوط سترة وسوء جوار

إن كان تاجرا فتصريف مثن : وقلتم . ء وإما أن يكون متوقعا لبالء وإنه إما ال يزال يف بال. وحسد مشاكل وإن مل يكن تاجرا ففيما وصفناه له ناه . الدار يف وجوه التجارات أربح وحتويله يف أصناف البياعات أكيس

لفلم مينعكم حرمة املساكنة وحق اجملاورة واحلاجة إىل السكىن وموافقة املنز. وفيما عددنا له زاجر أن أشرمت على الناس بترك الشراء ويف كساد الدور فساد ألمثان الدور وجراءة للمستأجر واستحطاط من

وزعمتم أنكم قد أحسنتم إلينا حني حثثتم الناس على الكراء ملا يف ذلك من . الغلة وخسران يف أصل املال ردمت أن تضرونا بتزهيدكم يف الشراء وليس الرخاء والنماء فأنتم مل تريدوا نفعنا بترغيبهم يف الكراء بل إمنا أ

فهذه اخلصال املذمومة كلها . ينبغي أن حيكم على كل قوم إال بسبيلهم وبالذي يغلب عليهم من أعماهلم وليست لكم خصلة حممودة وال خلة . فيكم وكلها حجة عليكم وكلها داعية هتمتكم وأخذ احلذر منكم

. أن كم النازلني كحكم املقيمني وأن كل زيادة فلها نصيب من الغلة فيما بيننا وبينكم مرضية وقد أريناكمأن تلزمين - على قدر ما رأيت منك -عن زيادة رجلني مل أبعدك -يا أخا أهل البصرة -ولو تغافلت لك

حىت يصري كراء الواحد ككراء األلف وتصري اإلقامة كالظعن والتفريغ كالشغل - فيما يتبني - ذلك لو كنت أمسكت عن تقاضيك وتغافلت عن تعريفك ما عليك لذهب اإلحسان إليك باطال إذ وعلى أين

تبدلت باملعروف : وقال اآلخر . والكفر خمبثة لنفس املنعم : وقد قال األول . كنت ال ترى للزيادة قدرا أهل الكوفة والبصرة أنت تطالبين ببغض املعتزلة للشيعة ومبا بني . نكرا ورمبا تنكر للمعروف من كان يكفر

.والسالم . وبالعداوة اليت بني أسد وكندة ومبا يف قلب الساكن من استثقال املسكن وسيعني اهللا عليك

هللا در الكندي ما كان أحكمه وأحضر حجته وأنصح جيبه وأدوم طريقته رأيته : قال إمساعيل بن غزوان من شاعر بوده أن الناس كلهم قد جازوا : اد ألهله وقد أقبل على مجاعة ما فيها إال مفسد أو من يزين الفس

تسمون من منع : فقال . حد املسرفني إىل حدود اجملانني ومن صاحب تنقيع واستئكال ومن مالق متقرب املال من وجوده اخلطأ وحصنه خوفا من الغيلة وحفظه إشفاقا من الذلة خبيال تريدون بذلك ذمه وشينه

ومل يعرف ذلة الفقر وأعطى يف السرف وهتاون باخلطأ وابتذل النعمة وأهان وتسمون من جهل فضل الغيننفسه بإكرام غريه جوادا تريدون بذلك محده ومدحه فاهتموا على أنفسكم من قدمكم على نفسه فإن من

أخطأ على نفسه فهو أجدر أنطئ يف باطن دينه وفيما خيطئ على غريه ومن أخطأ يف ظاهر دنياه وفيما يوجد يف العني كان أجدر أن خي

فمدحتم من مجع صنوف اخلطإ وذممتم من مجع صنوف الصواب فاحذروهم كل احلذر وال . يوجد بالعقل . إمنا املال ملن حفظه وإمنا الغين ملن متسك به : ومسعت الكندي يقول : تأمنوهم على حال قال إمساعيل

اديق وعملت األقفال ونقشت الرسوم فلم وحلفظ املال بنيت احليطان وغلقت األبواب واختذت الصناحرس أخاك إال من : تتخذون هذه الوقايات دون املال وأنتم آفته وأنتم سوسه وقادحه وقد قال األول

ولكن احسب أنك قد أخذته يف اجلواسق وأودعته الصخور ومل يشعر به صديق. نفسه عدى عليه من الغاصب واجعلك قد وال رسول وال معني من لك بأال تكون أشد عليه من السارق وأ

حصنته من كل يد ال متلكه كيف لك من أن حتصنه من اليد اليت متلكه وهي عليه أقدر ودواعيها أكثر وقد وهل أتى الناس إال من أنفسهم مث ثقاهتم واملال ملن حفظه واحلسرة ملن . علمنا أن حفظ املال أشد من مجعه

موه هبذا االسم وزينتموه هبذا اللقب وزعمتم أمنا مسينا البخل صالحا وإنفاقه هو إتالفه وإن حسنت. أتلفه والشح اقتصادا كما مسى قوم اهلزمية احنيازا والبذاء عارضة والعزل عن الوالية صرفا واجلائر على أهل

اخلراج مستقصياصلى ( ما قال رسول اهللا بل أنتم الذين مسيتم السرف جودا والنفج أرحيية وسوء نظر املرء لنفسه ولعقبه كر

وأنت تريد أن تغين عيال غريك بإفقار عيالك وتسعد الغريب بشقوة ( ابدأ مبن تعول ) : ) اهللا عليه وسلم القريب وتنفصل على من ال يعدل عنك ومن لو أعطيته أبدا قد علمتم ما قال صاحبنا ألخي تغلب فإنه قال

إين واهللا لو أعطيتك ملا . هذا الغيل وأجري وقد انقطع النيل يا أخا تغلب إين واهللا كنت أجري ما جرى : إين لو أمكنت الناس من مايل لنزعوا داري طوبة طوبة . وصلت إليك حىت أجتاوز من هو أحق بذلك منك

واهللا إن لو أمكنت الناس من نفسي الدعوا رقي : ولكين أقول . إنه واهللا ما بقي معي منه إال ما منعته الناس عجبت ملن قلت درامهه كيف ينام ولكن ال يستوي من مل : ومسعته يقول : قال إمساعيل . لب نعميت بعد س

.ينم سرورا ومن مل ينم غما الثلث : ) يف وصية املرء يوم فقره وحاجته وقبل أن يغرغر ) صلى اهللا عليه وسلم ( قال رسول اهللا : مث قال

( الصاحلون أن ننقص من الثلث شيئا الستكثار رسول اهللا فاستحسنت الفقهاء ومتىن - ( . والثلث كثري إنك إن تدع عيالك أغنياء خري من أن تدعهم عالة يتكففون الناس : ) الثلث ولقوله ) صلى اهللا عليه وسلم

فكيف تأمروين أن أوثر . مل يرحم عيالنا إال بفضل رمحته لنا ) صلى اهللا عليه وسلم ( ورسول اهللا ( .

ى نفسي وأقدم عيالكم على عيايل وأن أعتقد الثناء بدال من الغىن وأن أكنز الريح وأصطنع أنفسكم علاصربوا عن الرطب عند : ومسعته يقول لعياله وأصحابه : السراب بدال من الذهب والفضة قال إمساعيل

. ابتدائه وأوائله وعن باكورات الفاكهة فإن للنفس عند كل طارف نزوة وعند كل هاجم نزوةوالنفس . وللقادم حالوة وفرحة وللجديد بشاشة وغرة فإنك مىت رددهتا ارتدت ومىت ردعتها ارتدعت

فإن تكف مجيع دواعيها وحتسم مجيع . وما محلتها احتملت وإن أمهلتها فسدت . عزوف ونفور ألوف الباكورة بالغالء فإذا أثر ذلك فيها فعظها يف تلك . خواطرها يف أول ردة صارت أقل عددا وأضعف قوة

فإذا أجابتك يف الباكورة فسمها مثل . والقلة فإن ذكر الغالء والقلة حجة صحيحة وعلة عاملة يف الطبيعة . ذلك يف أوائل كثرهتا واضرب نقصان الشهوة ونقصان قوة الغلبة مبقدار ما حدث هلا من الرخص والكثرة

ال مثل ما لقيت منها يف نومك حىت تنقضي أيام فلست تلقى على هذا احلساب من معاجلة الشهوة عندك إ الفاكهة وأنت على مثل ابتداء حالك وعلى أول جماهدتك لشهوتك

ومها . ومىت مل تعد أيضا الشهوة فتنة واهلوى عدوا اغتررت هبما وضعفت عنهما وأمتنتهما على نفسك وعاقبة اليسر وثبات العز يف فاضمنوا يل النزوة األوىل أضمن لكم متام الصرب. أحضر عدو وشر دخيل

قلوبكم والغىن يف أعقابكم ودوام تعظيم الناس لكم فإنه لو مل يكن من منفعة الغين إال أنك ال تزال معظما ولو مل يكن من بركة الثروة ومن . عند من مل ينل منك قط درمها لكان الفضل يف ذلك بيتا والربح ظاهرا

لكثري لو اتصل مبلك كبري يف جلسائه من هو أوجب حرمة وأقدم صحبة منفعة اليسر إال أن رب املال اوأصدق حمبة وأمتع إمتاعا وأكثر فائدة وصوابا إال أنه خفيف احلال قليل ذات اليد مث أراد ذلك امللك أن يقسم ماال أو يوزع بينهم طرفا جلعل حظ املوسر أكثر وإن كان يف كل شيء دون أصحابه وحظ املخفف

.إن كان يف كل شيء فوق أصحابه أقل وقد ذكرنا رسالة سهل بن هارون ومذهب احلزامى وقصص الكندي وأحاديث احلارثي واحتجاجهم

أراك تطعم الطعام : قلت حملمد بن أيب املؤمل : قصة حممد بن أيب املؤمل . وطرائف حنلهم وبدائع حيلهم والناس يبخلون من قل عدد خبزه . كثرته كثري ربح وليس بني قلة اخلبز و. وتتخذه وتنفق املال وجتود به

وعلى أين أرى وأنت لو مل تتكلف ومل حتمل على مالك بإجادته والتكثري منه مث أكلت . ورأوا أرض خوانه وحدك مل يلمك الناس ومل يكثروا لذلك منك ومل يقضوا عليك بالبخل وال بالسخاء وعشت سليما موفورا

وأنت مل تنفق احلرائب وتبذل املصون إال وأنت راغب يف الذكر والشكر . س وكنت كواحد من عرض النا .وإال لتخزن األجر

فقد صرنا لقلة عدد خبزك من بني األشياء نرضى لك من الغنيمة باإلياب ومن غنم احلمد والشكر بالسالمة لوم شكرا وذلك الذم محدا من الذم واللوم فزد يف عدد خبزك شيئا فإن بتلك الزيادة القليلة ينقلب ذلك ال

أعلمت أنك لست خترج من هذا األمر بعد الكلفة العظيمة ساملا ال لك وال عليك فانظر يف هذا األمر . يا أبا عثمان أنت ختطئ وخطأ العاقل أبدا يكون عظيما وإن كان يف العذر قليال ألنه إذا : رمحك اهللا قال

وما . لتفكر والتكلف يبعد من الرشاد ويذهب عن سبيل الصواب فعلى قدر ا. أخطأ أخطأ بتفقه وإحكام ولكن خف ما خوفتك وإنه خموف بل الذي أصنع أدل على . أشك أنك قد نصحت مببلغ الرأي منك

سخاء النفس باملأكول وأدل على االحتيال ليبالغوا ألن اخلرب إذا كثر على املوائد ورث ذلك النفس صدودا ويف ذلك موت الشهوة وتسكني . ول وغري املأكول إذا مأل العني مال الصدر وألن كل شيء من املأك

احلركةولو أن رجال جلس على بيدر متر فائق وعلى كدس كمثرى منعوت وعلى مائة قنو موز موصوف مل يكن أكله إال قدر استطرافه ومل يكن أكله إال على قدر أكله إذا أيت بذلك يف طبق نظيف مع خادم نظيف عليه

وبعد فأصحابنا آنسون واثقون مسترسلون يعلمون أن الطعام هلم اختذ وأن أكلهم له أوفق . منديل نظيف ولو احتاجوا لدعوا به ومل حيتشموا منه ولكان األقل منهم أن جيربوا ذلك املرة . من متزيق اخلدم واألتباع له

تشمني وقد بسطناهم وساء ظنهم بنا مع ما فإن كانوا حم. واملرتني وأال يقضوا علينا بالبخل دون أن يروه .وليس يف طاقيت إعتاب املتجين وال رد املتسرع . يرون من الكلفة هلم فهؤالء أصحاب جتن وتسرع

ورأيت أكلهم . إين قد رأيت أكلهم يف منازهلم وعند إخواهنم ويف حاالت كثرية ومواضع خمتلفة : قلت له فاحسب أن البخل عليهم غالب وان الضعف هلم شامل وأن سوء . تفاقما عندك فرأيت شيئا متفاوتا وأمرا م

مث ال تداوي هذا األمر مبا ال مؤنة فيه وبالشيء الذي ال قدر له أو تدع دعاءهم . الظن يسرع إليهم خاصة وإمنا جييئونك باالستحباب . والقوم ليس يلقون أنفسهم عليك . واإلرسال إليهم واحلرص على إجابتهم

فإن اخلبز إذا كثر على اخلوان فالفاضل مما يأكلون ال يسلم من : فإن أحببت أن متتحن ما قال . منك. وأستحيي أيضا من إعادهتا . واجلردقة الغمرة والرقاقة املتلطخة ال أقدر أن أنظر إليها . التلطخ والتغمري

واهللا ال حيب الباطل. فيذهب ذلك الفضل باطال فلو أخذت بزيهم وسلكت سبيلهم أتى ذلك لك . مرون مبسحه وجيعلون الثريدة منه فإن ناسا يأ: قلت

وكيف أمنع نفسي التوهم -أفلست أعلم كيف الثريد ومن أي شيء هي : قال . على ما تريد ونريد وعلى أن املسح والدلك . وأحول بينها وبني التذكري ولعل القوم احلواري املتلطخ مقام اخلشكار النظيف

واحد أعظمه عن هذا وأرفعه عنه وى : عياالن -يرمحك اهللا -عيايل : قال . على ما تعلق به الدسم يأيتفاجعل إذا مجيع خبزك اخلشكار فإن فضل ما بينه وبني : خر مل يبلغ عندي أن يترف باحلواري قلت

.احلواري يف احلسن والطيب ال يقوم بفضل ما بني احلمد والذم وهو أنا حنضر هذه الزيادة من اخلبز على طبق ويكون قريبا : هو أعدل األمور وأقصدها فهاهنا رأي: قال

فاملانع من طلبه هو : حيث تناله اليد فال حيتاج أحد مع قربه منه إىل أن يدعو به ويكون قربه من يده قلت ملقايسة وطول هذه واعلم أن هذه ا. فأطعين وأخرج هذه الزيادة من مالك كيف شئت . املانع من حتويله

وكان -فلما حضر وقت الغداء صوت بغالمه . املذاكرة أضر علينا مما هنيتك عنه وأردتك على خالفه يا مبشر هات من اخلبز متام عدد : ضخما جهري الصوت صاحب تقعري وتفخيم وتشديق ومهز وجزم

الرءوست إن مل يشبع أحدهم رغيفه أليس ال ومن فرض هلم هذه الفريضة ومن جزم عليهم هذا اجلزم أرأي: قلت

بد له من أن يعول على رغيف صاحبه أو يتنحى وعليه بقية أو يعلق يده منتظرا للعادة فقد عاد األمر وبطل هذا ما ال شك فيه : ال أعلم إال ترك الطعام البتة أهون علينا من هذه اخلصومة قلت : قال . ما تناظرنا فيه

يا غالم : وكان أكثر ما يقول . وأخذت لنفسك بالثقة إن وفيت هبذا القول وقد علمت عندي بالصواب . قد تغري كل شيء من أمر الدنيا : هات شيئا من قليلة وأقل منها وأعد لنا ماء باردا وأكثر منه وكان يقول

بني ما رأيت قصعة قط رفعت من: قاتل اهللا رجاال كنا نؤاكلهم . وحال عن أمره وتبدل حىت املؤاكلة أيديهم إال وفيها فضل

وكانوا يعلمون أن إحضار اجلدي إمنا هو شيء من آيني املوائد الرفعية وإمنا جعل كالعاقبة واخلامتة وكالعالمة للبسر والفراغ وأنه مل حيضر للتمزيق والتخريب وأن أهله لو أرادوا به السوء لقدموه قبل كل شيء لتقع

به إال العابث وإال الذي لو مل يره لقد كان يرفع يده ومل ينتظر غريه بل ما أكل منه إذا جيء. احلدة به هذا املدفوع عنه ولوال أنه على ذلك شاهد الناس ملا قال ما : ولذلك قال أبو احلارث مجني حني رآه ال ميس

ولقد كانوا يتحامون بيضة البقيلة ويدعها كل واحد منهم لصاحبه حىت إن القصعة لقد كنت وإن. قال وأنت اليوم إذا أردت أن متتع عينك بنظرة واحدة منها ومن بيض السالءة مل . البيض خاصة لعلي حاله

.تقدر على ذلك ال جرم لقد كان تركه ناس كثري ما هبم إال أن يكونوا شركاء من ساءت رعته ن عليه بطلب صاحبه املاء فلوال أن اهللا انتقم منه وأعا. اآلدام أعداء للخبز وأعداها له املاحل : وكان يقول

لو شرب الناس املاء على الطعام : وإكثاره منه لظننت أنه سيأيت على احلرث والنسل وكان مع هذا يقول وذلك أن الرجل ال يعرف مقدار ما أكل حىت ينال من . وأقلهم عليه شربا أكثرهم عنه ختما . ما اختموا

وإذا نال من املاء شيئا بعد . ازداد على مقدار احلاجة بشم فإذا. ورمبا كان شبعان وهو ال يدري . املاء ولكنهم . واألطباء يعلمون ما أقول حقا . شيء عرفه ذلك مقدار احلاجات فلم يزد إال بقدر املصلحة

يعلمون أهنم لو أخذوا هبذا الرأي لتعطلوا ولذهب املكسب وما حاجة الناس إىل املعاجلني إذا صحت أبداهنم : إن ماء دجلة أمرأ من الفرات وإن ماء مهران أمرأ من ماء هنر بلخ ويف قول العرب : مجيع الناس ويف قول

هذا ماء منري يصلح عليه املال دليل على أن املاء ميرئفعليكم بشرب . إن املاء الذي يكون عليه النفاطات أمرأ من املاء الذي يكون عليه القيارات : حىت قالوا

يا غالم أسقين ماء أو أسق فالنا ماء : ما بال الرجل إذا قال : وكان يقول . فإن ذلك أمرأ املاء على الغداء هات لفالن طعاما أتاه من اخلبز مبا يفضل عن : أطعمين شيئا أو قال : أتاه بقلة على قدر الري فإذا قال

اء وغالء اخلبز ملا كلبوا لوال رخص امل: اجلماعة والطعام والشراب أخوان متحالفان ومتآزران وكان يقول والناس أشد شيء تعظيما للمأكول إذا كثر مثنه أو كان قليال يف أصل منبته . على اخلبز وزهدوا يف املاء

هذا اجلزر الصايف وهذا الباقلى األخضر العباسي أطيب من كمثرى خراسان ومن املوز . وموضع عنصره على قدر الثمن وال حينون إىل الشيء إال علىالبستاين ولكنهم لقصر مهتهم ال يتشهون إال

وهذه العوام يف شهوات األطعمة إمنا تذهب مع التقليد أو مع العادة أو على قدر ما يعظم وأنا . قدر القلة لست أطعم اجلزر املسلوق باخلل والزيت واملري دون الكمأة بالزبد والفلفل ملكان الرخص أو ملوضع

يف احلقيقة وألنه ماحل الطبيعة علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل وكان االستفضال ولكن ملكان طيبهوكان يستعمل على خوانه من - يف منزله فرمبا دخل عليه الصديق له وقد كان تقدمه الزائر أو الزائران

اخلدع واملكايد والتدبري ما مل يبلغ بعضه قيس بن زهري واملهلب

وكان عنده فيه من االحتيال ما ال يعرفه عمرو بن . مثة بن أعني ابن أيب صفرة وخازم بن أيب خزمية وهرفإذا دخل - وكان كثريا ما ميسك اخلالل بيده ليؤيس الداخل عليه من غدائه . العاص وال املغرية بن شعبة

عليه الصديق له وقد عزم على إطعام الزائر والزائرين قبله وضاق صدره بالثالث وإن كان قد دعاه وطلب فيقول عند أول دخوله وخلع نعله . أراد أن حيتال له أو الرابع إن ابتلي كل واحد منهما بصاحبه - إليه

هات يا مبشر لفالن شيئا يطعم منه هات له شيئا ينال منه هات له : وهو رافع صوته بالتنويه وبالتشنيع قد فعلت: شيئا اتكاال على خجله أو غضبه أو أنفته وطمعا يف أن يقول

قد فعلت وعلم أنه قد أحرزه وحصله وألقاه وراء ظهره : فإن أخطأ ذلك الشقي وضعف قلبه وحصر وقال فإذا . بأي شيء تغذيت فال بد له من أن يكذب أو ينتحل املعاريض : مل يرض أيضا بذلك حىت يقول

كنا عند فالن فدخل :استوثق منه رباطا وتركه ال يستطيع أن يترمرم مل يرض بذلك حىت قول يف حديث له يف طعامكم بقيلة أنتم جتيدوهنا مث تناول فال يزال يف : مث بدا له فقال . عليه فالن فدعاه إىل غدائه فامتنع

يا مبشر أما إذ تغدى فالن : حىت إذا بلغ الغاية قال . وثاقه ويف سد األبواب عليه ويف منعه البدوات وا الطعام أقبل على أشهدهم حياء أو على أكال فسأله عن حديث واكتفى فهات لنا شيئا نبعث به فإذا وضع

حسن أو عن خرب طويل وال يسأله إال عن حديث حيتاج فيه إىل اإلشارة باليد أو الرأس كل ذلك ليشغلهفإذا هم أكلوا صدرا أظهر الفتور والتشاغل والتنقر كالشعبان املمتلئ وهو يف ذلك غري رافع يده وال قاطع

ورمبا . ا هو النتف بعد النتف وتعليق اليد يف خلل ذلك فال بد من أن ينقبض بعضهم ويرفع يده أكله إمنفإذا علم أنه قد أحرزهم واحتال هلم حىت يقلعهم من مواضعهم من حوال اخلوان . مشل ذلك مجاعتهم

ما يقول ألصحابه وكان كثريا. إمنا األكل تارات والشرب تارات : ويعيدهم إىل مواضع من جمالسهم وقال مل ال نشرب أقداحا على الريق فإهنا تقتل الديدان وحتفش ألنفسنا قليال فإهنا تأيت على مجبع : إذا بكروا عليه

الفضول وتشتهي الطعام بعد ساعة. وهو بعد ذلك دليل على أن نبيذي خالص . والشراب على املليلة بالء . وسكره أطيب من سكر الكظة

لى الريق فهو نكس يف الفتوة ودعى يف أصحاب النبيذ وإمنا خياف على كبده من سورة ومن مل يشرب عوليس دواء . وهذه الصبحة تغسل عنكم األوضار وتنفي التخم . الشراب على الريق من بعد عهده باللحم

وكأس شريت على لذة وأخرى تداويت: واألعشى كان أعلم به حيث يقول . اخلمار إال الشرب بالكبار منها هباهو اليوم الذي كانوا ال يعاينون فيه لقمة واحدة وال يدخل أجوافهم من النقل ما -حفظك اهللا - وهذا

يزن خردلة وهو يوم سروره التام ألنه قد ربح املرزئة ومتتع باملنادمة واشترى مرة شبوطة وهو ببغداد عد عهده بأكل السمك وهو بصري ال يصرب وكان قد ب. وغاىل هبا وارتفع يف مثنها . وأخذها فائقة عظيمة

فكان قد أكرب أمر هذه السمكة لكثرة مثنها ولسمنها وعظمها ولشدة شهوته هلا فحني ظن عند نفسه . عنه أنه قد خال هبا وتفرد بأطايبها وحسر عن ذراعيه وصمد صمدها هجمت عليه ومعي السدري فلما رآه رأى

حلتم املقضي ورأى قاصمة الظهر وأيقن بالشر وعلم أنه قد ابتلي املوت األمحر والطاعون اجلارف ورأى ا بالتنني فلم يلبثه السدري حىت قور السرة باملبال

يا أبا عثمان السدري يعجبه السرر فما فصلت الكلمة من فيه حىت قبض على القفا : فاقبل علي فقال يل قفاء فما فرغ من كالمه إال والسدري قد والسدري يعجبه األ: فانتزع اجلانبني مجيعا فأقبل علي فقال

يا أبا عثمان والسدري يعجبه املتون ومل يظن أن السدري يعرف فضيلة ذنب : اجترف املنت كله فقال فلم يدر إال والسدري قد . وظن معرفة ذلك من الغامض . وظن أنه سيسلم له . الشبوط وعذوبة حلمه

دري أبطره وأثقله وأكمده ومأل صدره وماله غيظا لقد كان اكتسح ما على الوجهني مجيعا ولوال أن السفلما أكل السدري مجيع . ولكن الغيظ كان من أعوان السدري عليه . أدرك معه طرفا ألنه كان من األكلة

أطايبها وبقي هو يف النظارة ومل يبق يف يده مما كان يأمله يف تلك السمكة إال الغيظ الشديد والغرم الثقيل وذلك هو الذي كان ميسك . فبذلك كان عزاؤه . يف سائر السمكة ما يشبعه ويشفي من كرمه ظن أن

بأرماقه وحشاشات نفسهفما زال يقئ ويسلح مث ركبته احلمى وصحت توبته . فتولد الغيظ يف جوفه وأقلقته الرعدة فخبثت نفسه

دا رخيصة وال غالية وإن أهدوها إليه أال ومث عزمه يف أال يؤاكل رغيبا أبدا وال زهيدا وال يشتري مسكة أبعفا . وقد مات . فهذا ما كان حضرين من حديث ابن أيب املؤمل . يقبلها وإن وجدها مطروحة ال ميسها

اهللا عنا وعنه اجلزء الثاىن

قصة أسد بن جاينلقصب لفرط فأما أسد بن جاين فكان جيعل سريره يف الشتاء من قصب مقشر ألن الرباغيث تزلق عن ليط ا

مث يصب عليه جرارا . وكان إذا دخل الصيف وحر عليه بيته أثاره حىت يغرق املسحاة . لينه ومالسته .فال يزال ذلك البيت باردا ما دام نديا . ويتوطؤه حىت يستوي . كثرية من ماء البئر

ل انقضاء الصيف وعاد عليه وإن جف قب. فإذا امتد به الندى ودام برده بدوامه اكتفى بذلك التربيد صيفته خيشيت أرض وماء خيشيت من بئري وبييت أبرد ومؤنيت : وكان يقول . احلر عاد عليه باإلثارة والصب

السنة وبئة : وكان طبيبا فأكسد مرة فقال له قائل . وأنا أفضلهم أيضا بفضل احلكمة وجودة اآللة . أخف أما : فمن أين تؤتى يف هذا الكساد قال . بيان ومعرفة واألمراض فاشية وأنت عامل ولك صرب وخدمة ولك

واحدة فإين عندهم مسلم وقد اعتقد القوم قبل أن أتطيب ال بل قبل أن أخلق أن املسلمني ال يفلحون يف الطب وامسي أسد وكان ينبغي أن يكون امسي صليبا ومرايل ويوحنا وبريا وكنييت أبو احلارث وكان ينبغي

أن تكون أبو عيسىولفظي لفظ . وعلى رداء قطن أبيض وكان ينبغي أنت يكون رداء حرير أسود . وأبو زكريا وأبو إبراهيم

أقبل علي يوما الثوري وكان : قال اخلليل السلويل . عريب وكان ينبغي أن تكون لغيت لغة أهل جنديسابور ل غرة وكل أرض مشهورة وال يشتري إال ك. ميلك مخسمائة جريب ما بني كرسي الصدقة إىل هنر مرة

هل اصطبغت مباء الزيتون قط : فأقبل علي يوما فقال يل : قال . بكرمي التربة وشرف املوضع والغلة الكثرية ال : أجل إين واهللا لو فعلته ملا نسيته وكان يقول لعياله : قلت : ال واهللا لو فعلته ما نسيته قال : قلت : قال

ا ابتالعه وخذوا حلوقكم بتسويغه فإن النوى يعقد الشحم يف البطن تلقوا نوى التمر والرطب وتعودو ويدفئ الكليتني بذلك الشحم واعتربوا

ذلك ببطون الصفايا ومجيع ما يعتلف النوى واهللا لو محلتم أنفسكم على البزر والنوى وعى قضم الشعري عري فريكا ونوى البسر األخضر واعتالف القت لوجدمتوها سريعة القبول وقد يأكل الناس القت قداحا والش

وكيف ال . لو رغبتم يف الدفإال لتمستم الشحم : فإمنا بقيت اآلن عليكم عقبة واحدة . ونوى العجوة تطلبون شيئا يغنيكم عن دخان الوقود وعن شناعة العكر وعن ثقل الغرم والشحم يفرح القلب ويبيض

.ولكين أقول ذلك بالنظر مين لكم . لنوى وأعلفه النساء أنا أقدر أن أبتلع ا. والنار تسود الوجه . الوجه من أكلين بقشوري فقد أكلين ومن أكلين بغري : كلوا الباقلي بقشوره فإن الباقلي يقول : وكان يقول

قشوري فأنا الذي أكله فما حاجتكم إىل أن تصريوا طعاما لطعامكم وأكال ملا جعل أكال لكم وكان يعني . قد علمتم أن ال وارث يل : فكان يسخر ببعضهم فيقول عند اإلشهاد . ومل يكن له وارث . ماال عظيما

وقد رأيته أنا زمانا من الدهر ما رأيته . فإذا مت فهذا املال لفالن فكان قوم كثري حيرصون على مبايعته هلذا فهو ذا اجملوس : ها قال قط إال ونعله يف يده أو ميشي طول هناره يف نعل مقطوعة العقب شديدة على صاحب

.يرتعون البصرة وبغداد وفارس واألهواز والدنيا كلها بنعال سندية وأنت . إن اجملوسي ال يستحل يف دينه املشركة فأنت ال جتده أبدا إال حافيا أو البسا نعال سندية : فقيل له

: يسه للنفقات وللسراق قالوا فمن كان ماله كثريا فالبد له من أن يفتح ك: قال . مسلم ومالك كثري فسمع رجال من مياسريهم . جلس الثوري إىل حلقة املصلحني يف املسجد : فليس هاتني منزلة قال اخلليل

رمبا : مث قال . وألمر جعل اهللا دار اآلخرة باقية ودار الدنيا فانية . بطنوا كل شيء لكم فإنه أبقى : يقول أقمصة والعمامة الواحدة تقطع أربعة أزر ليس ذلك إال لتعاون الطي رأيت املبطنة الواحدة تقطع أربعة

: فبطنوا البواري وبطنوا احلصر وبطنوا البسط وبطنوا الغداء بشربة باردة ل فقال الثوري . وترافد األثناء مل افهم مما قلت إال هذا احلرف وحده

فربح كيلة تلك . حلمى على أكل اخلبز حم الثوري وحم عياله وخادمه فلم يقدروا مع شدة ا: قال اخلليل لو كان منزيل سوق األهواز أو نطاة خيرب أو وادي اجلحفة لرجوت : األيام من الدقيق ففرح بذلك وقال

خصف النعل - وهو من الواجب -أول اإلصالح : أن أستفضل كل سنة مائة دينار وكان يقول الشراك من زي النساك لكيال يطأ عليه إنسان واستجادة الطراق وتشحيمها يف كل األيام وعقد ذؤابة

. ومن اإلصالح الواجب قلب خرقة القلنسوة إذا اتسخت وغسلها من اتساخها بعد القلب . فيقطعه واجعلها حربة فإهنا مما له مرجوع ومن ذلك اختاذ قميص الصيف جبة يف الشتاء واختاذ الشاة اللبون إذا

ألنه لرحلك وبه يدرك البعيد من حوائجك : امع خري من غلة ألف دينار واختاذ احلمار اجل. كان عندك محار . وينقل عليه حوائجه وحوائجك حىت احلطب . وعليه يطحن فتستفضل عليه ما يرحبه عليك الطحان

أشهد إن الرفق مين : وهذه كلها مؤن إذا اجتمعت كانت يف السنة ماال كثريا مث قال . ويستقي عليه املاء مث احتجت إىل طيلسان . واشتريت مالءة مذارية فلبستها ما شاء اهللا رداء وملحفة . ق شؤم وإن اخلر -يعلم اهللا -مث احتجت إىل جبة فجعلته . فلبسته ما شاء اهللا -يعلم اهللا -فقطعتها

مث أخرجت ما كان فيها من الصحيح فجعلته خماد وجعلت قطنها . ظهار جبة حمشوة فلبستها ما شاء اهللا مث عمدت إىل أصح ما بقي فبعته من أصحاب . مث جعلت ما دون خرق املخاد للقالئس . للقناديل

. وجعلت السقاطات وما قد صار وقد رأيته ومسعت منه يف البخل كالما كثريا . الصينيات والصالحيات ه وإليه من البخالء ومل أر شيخا ذا ثروة اجتمع عند. وكان من البصريني ينزل يف بغداد مسجد ابن رغبان

منهم إمساعيل بن غزوان وجعفر بن سعيد وخاقان بن صبيح وأبو يعقوب األعور وعبد اهللا : ما اجتمع له .العروضي واحلزامي عبد اهللا بن كاسب

وكان حيتج للبخل ويوصي به ويدعو . وأبو عبد الرمحن هذا شديد البخل شديد العارضة عضب اللسان وأبو عبد الرمحن هذا هو الذي قال . حدا جرد يف ذلك كتابا إال سهل بن هارون وما علمت أن أ. إليه

أيب بين إن إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدوانيق وإنفاق الدوانيق يفتح عليك أبواب الدراهم : البنه فتح عليك والعشرات تفتح عليك أبواب املئني واملئون ت. وإنفاق الدراهم يفتح عليك أبواب الدنانري

أبواب األلوف حىت يأيت ذلك على الفرع واألصل ويطمس على العني واألثر وحيتمل القليل والكثري أي بين يدين إىل النار الدرهم إذا خرج إىل غري خلف وإىل غري : دار هلم وتأويل الدينار : إمنا صار تأويل الدرهم

إىل النار ألنه إذا أنفقته يف غري خلف وأخرج إىل إن الدينار يدين: وقيل . بدل دار هلم على دوانق خمرجة غري دل بقيت خمفقاواخلبيث من . فيخرج اخلارج وتدعو الضرورة إىل املكاسب الردية والطعم اخلبيثة . معدما وققريا مبلطا

ى الكسب يسقط وهذا تأويل الذي تأوله للدرهم والدينار ليس له إمنا هذا شيء كان يتكلم به عبد األعلألنه يستل : مل مسي الكلب سلوقيا قال : ألنه قل ولطى وإذا قيل له : مل مسي الكلب قليطا قال : إذا قيل له

ألنه عصى وفر: مل مسي العصفور عصفورا قال : ويلقي وإذا قيل له يف مرفقته سلبة وجردقته فلقة ومسكته سلته . الفقري : وعبد األعلى هذا هو الذي كان يقول يف قصصه

وبعض املفسرين يزعم أن نوحا النيب عليه السالم إمنا مسي نوحا ألنه كان ينوح على نفسه . طيب له كثري وأن املسيح مسي -كان لونه يف أدمته لون األرض : وقالوا -وأن آدم مسي آدم ألنه حذي من أدمي األرض

وكان كأنه ماسح . يف البلد الواحد ألنه كان ال يقيم : وقال بعضهم . املسيح ألنه مسح بدهن الربكة وكان أبو الرمحن : وكان أبو عبد الرمحن : مث رجع احلديث إىل أعاجيب أيب عبد الرمحن . ميسح األرض

وكان ال يأكل اللحم إال يوم أضحي. يعجب بالرءوس وحيمدها ويصفها سا ملا جيتمع فيه من األلوان وكان مسى الرأس عر. أو من بقية أضحيته أو يكون يف عرس أو دعوة أو سفرة

وهو ذو ألوان عجيبة . الرأس شيء واحد : وكان يقول . وكان يسميه مرة اجلامع ومرة الكامل . الطيبة . والرأس فيه الدماغ فطعم الدماغ على حدة . وكل قدر وكل شواه فإمنا هو شيء واحد . وطعوم خمتلفة

شحمة اليت بني أصل األذن ومؤخر العني وطعمها على حدة وفيه ال. وفيه العينان وطعمهما شيء على حدة ويف الرأس اللسان . على أن هذه الشحمة خاصة أطيب من املخ ونعم من الزبد وأدسم من السالء .

وفيه حلم . وفيه اخليشوم والغضروف الذي يف اخليشوم وطعمهما شيء على حدة . وطعمه شيء على حدة . يقسم أسقاطه الباقية حىت -اخلدين وطعمه شيء على حدة

وفيه الدماغ وهو معدن العقل ومنه يتفرق العصب الذي فيه احلس وبه قوام : الرأس سيد البدن : ويقول كما أن النفس هي املدركة والعني هي باب األلوان والنفس هي السامعة -وإمنا القلب باب العقل . البدن

ويف الرأس . العقل يف الرأس ملا ذهب العقل من الضربة تصيبه ولوال أن. الذائقة وإمنا األنف واألذن بابان هذا رأس األمر وفالن رأس : الناس مل يقولوا : وكان يقول : وكان ينشد قول الشاعر . احلواس اخلمس

وقد - الكتيبة وهو رأس القوم وهم رؤوس الناس وخراطيمهم وأنفهم ويستقوا من الرأس الرياسة والرئيس وكان إذا فرغ من أكل الرأس عمد إىل القحف وإىل . إال والرأس هو املثل وهو املقدم -ن رأس القوم فال

اجلبني فوضعه بقرب بيوت النملفال يزال يعيد ذلك يف تلك املواضع حىت يقلع . فإذا اجتمعت فيه أخذه فنفضه يف طست فيها ماء . والذر

وكان إذا كان يوم . احلطب ليوقد به سائر احلطب فإذا فرغ من ذلك ألقاه يف. أصل النمل والذر من داره إال أن ذلك بعد تشرط طويل وبعد أن يقف به على ما يريد وكان فيما . الرءوس أقعد ابنه معه على اخلوان

ودع عنك خبط املالحني والفعلة وهنش . إياك وهنم الصبيان وشره الزراع وأخالق النوائح : يقول له .ا بني يديك فإمنا حقك الذي وقع لك وصار أقرب إليك وكل م. األعراب واملهنة

وأعلم أنه إذا كان يف الطعام شيء طريف ولقمة كرمية ومضغة شهية فإمنا ذلك للشيخ املعظم والصيب املدلل فأنت قد تأيت الدعوات والوالئم وتدخل منازل اإلخوان وعهدك باللحم قريب . ولست واحدا منهما .

وأنا . فال عليك أن تتجاىف عن بعض وتصيب بعضا . وإمنا هو رأس واحد . ليه منك وإخوانك أشد قرما إإياكم وهذه اجملازر فإن : وكان يقول . بعد أكره لك املواالة بني اللحم فإن اهللا يبغض أهل البيت اللحمني

.مدمن اللحم كمدمن اخلمر : وكان يقول . هلا ضراوة كضراوة اخلمر حلم يأكل حلما أف هلذا عمال وذكر هرم بن قطبة اللحم فقال : يأكل اللحم فقال وقال الشيخ ورأى رجال

أهلك : وقال األول . حلم وارد على غري قاوم هذا املوت األمحر : وقال املهلب . وإنه ليقتل السباع : نفسك األثرة أي بين عود. الذهب والزعفران : اللحم واخلمر وأهلك النساء األمحران : الرجال األمحران

وال تنهش هنش األفاعي وال ختضم. وجماهدة اهلوى والشهوة خضم الرباذين وال تدم األكل إدامة النعاج وال تلقم لقم اجلمال قال أبو ذر ملن بذل من أصحاب رسول

عل فجعلك إنسانا فال جت. إن اهللا قد فضلك . خيضمون ونقضم واملوعد اهللا ) : صلى اهللا عليه وسلم ( اهللا إذا كنت بطينا فعد : وقد قال بعض احلكماء . واحذر سرعة الكظة وسرف البطنة . نفسك هبيمة وال سبعا

ومن . واعلم أن الشبع داعية البشم وأن البشم داعية السقم وأن السقم داعية املوت . نفسك يف الزمين .م من قاتل غريه وهو قاتل نفسه وقاتل نفسه ألو. مات هذه امليتة فقد مات ميتة لئيمة

وسواء قتلنا أنفسنا أو قتل -( . وال تقتلوا أنفسكم : ) وأعجب إن أردت العجب وقد قال اهللا جل ذكره ولو سألت حذاق األطباء . أي بين إن القاتل واملقتول يف النار . بعضنا بعضا كان ذلك لآلية تأويال

: أكلة وموتة وخذ بقول من قال : واعرف خطأ من قال . بالتخم ألخربوك أن عامة أهل القبور إمنا ماتوايا بن آدم كل يف ثلث بطنك واشرب يف ثلث بطنك ودع : وقد قال احلسن . رب أكلة متنع أكالت

ما وجدت طعم العيش حىت استبدلت اخلمص : وقال بكر بن عبد اهللا املزين . الثلث للتفكر والتنفس

يا بين واهللا ما أدى . ايب ما يستخدمين وحىت مل آكل إال ما ال أغسل يدي منه بالكظة وحىت مل ألبس من ثيوالصوم مصحة والوجبات عيش . حق الركوع وال وظيفة السجود ذو كظة وال خشع اهللا ذو بطنة

.الصاحلني لدواء هللا در احلارث ابن كلدة حني زعم أن ا. ألمر ما طالت أعمار اهلند وصحت أبدان األعراب : مث قال

هو األزم وأن الداء هو إدخال الطعام يف أثر الطعام أي بين مل صفت أذهان العرب ومل صدقت أحساس العرب ومل صححت أبدان الرهبان مع طول اإلقامة يف الصوامع وحىت مل تعرف النقرس وال وجع املفاصل

بين إن نسيم الدنيا وروح احلياة أي . وال األورام إال لقلة الرزق من الطعام وخفة الزاد والتبلغ باليسري وكيف ال ترغب يف تدبري جيمع لك صحة البدن . أفضل من أن تبيت كظيظا وأن تكون لقصر العمر حليفا

وذكاء الذهن وصالح املعى وكثرة املال والقرب من عيش املالئكةصلى اهللا عليه وسلم ( ل أي بين مل صار الضب أطول شيء عمرا إال ألنه إمنا يعيش بالنسيم ومل زعم الرسو

أي . افهم تأدب اهللا فإنه مل يقصد به إال مثلك . أن الصوم وجاء إال ليجعل اجلوع حجازا دون الشهوات ) بين قد بلغت تسعني عاما ما نقص يل سن وال حترك يل عظم وال انتشر يل عصب وال عرف دنني أذن وال

فإن كنت حتب احلياة فهذه سبيل احلياة . ف من الزاد سيالن عني وال سلس بول ما لذلك علة إال التخفيهذه كانت وصيته يف يوم الرءوس وحده فلم يكن لعياله . وإن كنت حتب املوت فال يبعد اهللا إال من ظلم

إال التقمم ومص العظم وكان ال يشتري إال راس فيت لوفارة. وكان ال يشتري الرأس إال يف زيادة الشهر ملكان زيادة الدماغ

وتزعم األعراب والعرب . الدماغ ألن دماغ الفيت أوفر ويكون خمه أنقص ومخ املسن أوفر ودماغه أنقص أن النطفة إذا وقعت يف الرحم يف أول اهلالل خرج الولد قويا ضخما وإذا كان يف احملاق خرج ضئيال شختا

ح بشريلقحت يف اهلالل عن قبل الطه ر وقد الح للصبا: وأنشد قول الشاعر . مث منى ومل ترضع فلوا ورضاع احملج عيب كبري وكان أبو عبد الرمحن يشتري ذلك الرأس من مجيع رءاسي

واختلط عليه األمر قيما بني . وكان ال يشتريه إال يوم سبت . بغداد إال من رءاسي مسجد ابن رغبان وأما زهده يف رءوس . الزمان فكان مرة يشتريه يف هذا الزمان ومرة يشتريه يف هذا . الشتاء والصيف

ورءوس الضأن أشحم وأحلم . مسجد ابن رغبان فإن البصريني خيتارون حلم املاعز اخلصي على الضأن كله ورأس التيس أكثر حلما من رأس اخلصي ألن اخلصي من املاعز يعرق جلده ويقل . وأرخص رخصا وأطيب

. وال يكون رأسه إال دونا . ن عشر ما يبلغ جلد التيس وال يبلغ جلده وإن كان ماعزا يف الثم. حلم رأسه .ولذلك ختطاه إىل غريه

وأما اختياره شراء الرءوس يوم السبت فإن القصابني يذحبون يوم اجلمعة أكثر فتكثر الرءوس يوم السبت ت مع على قدر الفضل فيما يذحبون وألن العوام والتجار والصناع ال يقومون إىل أكل الرءوس يوم السب

قرب عهدهم بأكل اللحم يوم اجلمعة وألن عامتهم قد بقيت عنده فضلة فهي متنعه من الشهوة وألن الناس وأما اختالط التدبري عليه يف فرق ما بني الشتاء . ال يكادون جيمعون على خوان واحد بني الرءوس واللحم

در قرمه وحركة شهوته صيفا والصيف فوجه ذلك أن العلل كانت تتصور له وتعرض له الدواعي على ق

والرءوس تابعة للحم وألن . فإن اشتراه يف الصيف فألن اللحم يف الصيف ارخص . وافق ذلك أم شتاء فإذا قويت . فكان خيتار الرخص على حسن املوقع . الناس يف الشتاء هلا آكل وهم هلا يف القيظ أترك

ينيراس واحد شتوي كرأسني صيف: دواعيها يف الشتاء قال . وما أكل الكسب يف احلبس موثقا غري ما أكل احلشيش يف الصحراء مطلقا . ألن املعلوفة غري الراعية

ولنقصان . وكان على ثقة أنه سيأيت عليه يف الشتاء مع صحته وبدنه ويف شك من استبقائه يف الصيف إن : فضلة وكان يقول شهوات الناس للرءوس يف الصيف كان خياف جريرة تلك البقية وجناية تلك ال

. أكلتها بعد الشبع مل آمن العطب وإن تركتها هلم يف الصيف ومل يعرفوا العلة طلبوا ذلك مين يف الشتاء : قالت أمك : فقالت . كنت يوما عند العنربي إذ جاءت جارية أمه ومعها كوز فارغ : حثين املكي قال

كذبت أمي اعقل من : قال . بشربة منها يف هذا الكوز فابعث إيل. بلغين أن عندك مزملة ويومنا يوم حار مث املئيه من ماء مزملتنا . أن تبعث بكوز فارغ ونرده مآلن اذهيب فاملئيه من ماء حبكم وفرغيه يف حبنا

حىت يعود شيء بشيءعرضني فإذا هو يريد أن تدفع جوهرا جبوهر وعرضا بعرض حىت ال تربح أمه إال صرف ما بني ال: قال املكي

دخلت عليه يوما وإذا عنده : وقال املكي . فأما عدد اجلواهر واألعراض فمثال مبثل . الذي هو الربد واحلر فقلت . فلما أكل مترة رمى بنواهتا إليها فأخذهتا فمصتها ساعة مث عزلتها . جلة متر وإذا ظئره جالسة قبالته

واهللا لقد رأيتها الكت نواة مرة بعد أن مصتها : قال أكان يدع على النواة من جسم التمر شيئا : للمكي فصاح هبا صيحة لو كانت قتلت قتيال ما كان عنده أكثر من ذلك وما كانت إال يف أن تناول األعراض

.وكانت تأخذ حالوة النواة وتودعها ندوة الريق . وتسلم إليه اجلوهر وكان من البخل يؤخر تنقية بالوعته إىل يوم املطر .كان أبو قطبة يستغل ثالثة آالف دينار : قال اخلليل

الشديد وسيل املثاعب ليكتري رجال واحدا فقط خيرج ما فيها ويصبه يف الطريق فيجترفه السيل ويؤديه إىل فكان ملكان زيادة درمهني حيتمل االنتظار شهرا أو . القناة وكان بني موضع بئره والصب قدر مائيت ذراع

ونظر يوما إىل الكساحني وهو معنا جالس يف : جرى يف الطريق وأوذي به الناس وقال شهرين وإن هو أليس البط : رجال من قريش وهم خيرجون ما يف بالوعته ويرمون به يف الطريق وسيل املثاعب حيتمله فقال ما ترون واجلداء والدجاج والفراخ والدراج وخبز الشعري والصحناء والكراث واجلواف مجيعا يصري إىل

أبو قطبة والطيل وبايب من ولد : وهم ثالثة إخوة : فلم يغايل بشيء بصري هو والرخيص يف معىن واحد قال واحد منهم -عتاب بن أسيد

أخطأ : واآلخر كان يضحي عن أيب بكر وعمر ويقول . استشهد قبل أن حيج : كان حيتج عن محزة ويقول يف -رمحها اهللا -غلطت : ر عن عائشة أيام التشريق ويقول وكان اآلخر يفط. السنة يف ترك الضحية

كان : حدثتين امرأة تعرف األمور قالت . فمن صام عن أبيه وأمه فأنا أفطر عن عائشة . صومها أيام العيد . فلما رأين أن أهل املأمت قد أقمن املناحة اعتزلن وحتدثن . يف احلي مأمت اجتمع فيه عجائز من عجائز احلي

وذكرت كل واحدة منهن ما يوليها . نا هن يف حديثهن إذ ذكرن بر األبناء باألمهات وإنفاقهم عليهن فبيوكانت امرأة صاحلة وابنها يظهر النسك ويدين بالبخل وله -فقالت واحدة منهن وأم فيلويه ساكتة . ابنها

ما لك ال : يلويه قلت هلا فأقبلت على أم ف: قالت -. حانوت يف مقربة بين حصني يبيع فيها األسقاط كان جيري علي يف كل : حتدثني معنا عن ابنك كما يتحدثن وكيف صنع فيلويه فيما بينك وبينه قالت

:أضحى درمها فقالت يا أم فيلويه : فقلت : ولقد رمبا أدخل أضحى فقالت . ما كان جيري علي إال ذاك : وقد قطعه أيضا قالت

فأما أضحى . إن فالنا أدخل شهرا يف شهر ويوما يف يوم : يقول الناس وكيف يدخل أضحى يف أضحى قد . يف أضحى فهذا ال يشركه فيه أحد قصة متام بن جعفر كان متام بن جعفر خبيال على الطعام مفرط البخل وكان يقبل على كل من أكل خبزه بكل علة ويطالبه بكل طائلة وحىت رمبا استخرج عليه أنه البن جالد

ما يف األرض أحد أمشي مين وال على ظهرها أحد أقوى على احلضر مين : وكان إن قال له ندمي له . م الدوما مينعك من ذلك وأنت تأكل أكل عشرة وهل حيمل الرجل إال البطن ال محد اهللا من حيمدك فإن : قال ال واهللا إن أقدر أن أمشي ألين أضعف اخللق عنه وإين ألنبهر من مشى: قال وكيف متشي وقد جعلت يف بطنك ما حيمله عشرون محاال وهل ينطلق الناس إال مع : ثني خطوة قال ثال

خفة األكل وأي بطني بقدر على احلركة وإن الكظيظ ليعجز عن الركوع والسجود فإن شكا ضرسه وقال وكيف عجبت كيف اشتكيت واحدا وكيف مل تشتك اجلميع: ما منت البارحة مع وجعه وضربانه قال :

بقيت إىل اليوم يف فيك حاكة وأي ضرس يقوى على الدرس والطحن واهللا إن األرحاء السورية لتكل وإن امليجان الغليظ ليتعبه الدق ولقد استبطأت لك هذه العلة ارفق فإن الرفق مين وال خترق بنفسك فإن اخلرق

: ن موضعه منذ عرفت نفسي قال ال واهللا إن اشتكيت ضرسا يل قط وال جتلجل يل سن ع: شؤم وإن قال يا جمنون ألن كثرة املضغ تشد العمور وتقوي األسنان وتدبغ

وكما اإلنسان . وإمنا الفم جزء من اإلنسان . وإعفاء األضراس من املضغ يرحيها . اللثة وتغدو أصوهلا فإن اإلتعاب ولكن رفقا . نفسه إذا حترك وعمل قوى وإذا طال سكونه تفتخ واسترخى فكذلك األضراس

واهللا : فهذا ضرسك ال تشتكيه بطنك أيضا ال تشتكيه فإن قال . ولكل شيء مقدار وهناية . ينقص القوة البد للتراب من ماء والبد للطني من : وما أظن أن يف الدنيا أحدا أشرب مين للماء قال . إن أروى من املاء

واهللا لو شربت ماء الفرات ما استكثرته لك مع ما أوليست احلاجة على قدر كثرته وقلته. ماء يبله ويرو أرى من شدة أكلك وعظم لقمتك تدري ما قد تصنع أنت واهللا تلعب أنت لست ترى نفسك فسل عنك

ما شربت اليوم ماء البتة وما شربت أمس مبقدار نصف رطل وما : من يصدقك حىت تعلم أن ماء فإن قال ألنك ال تدع لشرب املاء موضعا: قال يف األرض إنسان أقل شربا مين للماء

وألنك تكنز يف جوفك كنزا ال جيد املاء معه مدخال والعجب ال تتخم ألن من ال يشرب املاء على اخلوان ال ما أنام الليل كله وقد أهلكين : فإن قال . يدري مقدار ما أكل ومن جاوز مقدار الكفاية كان حريا بالتخمة

. ظة والنفخة والقرقرة أن تنام واهللا لو مل يكن إال العطش الذي ينبه الناس ملا منت وتدعك الك: األرق قال ما هو إال : ومن كان الليل كله بني شرب وبول كيف يأخذه النوم فإن قال . ومن شرب كثريا بال كثريا

بل الدماغ ويبل ذلك ألن الطعام يسكن وخيدر وحيري وي: أن أضع رأسي فإمنا أنا حجر ملقى إىل الصبح قال أصبحت : ولو كان يف احلق لكان ينبغي أن تنام الليل والنهار فإن قال . العروق ويسترخي عليه مجيع البدن

إياك أن تأكل قليال وال كثريا فإن أكل القليل على غري شهوة أضر من الكثري مع : وأنا ال أشتهي شيئا قال أريد وبعد وكيف تشتهي الطعام اليوم وأنت قد أكلت باألمس ال: ويل يل ممن قال : قال اخلوان . الشهوة

.إياكم واألكل على اخلمار فإن دواء اخلمار الشراب : طعام عشرة وكان كثريا ما يقول لندمائه . وإياكم واإلكثار يف عقب احلجامة والفصد واحلمام . واملتخم إذا أكل مات ال حمالة . اخلمار ختمة

: ليس يفسد الناس إال الناس : وكان يقول . واجتنبوا اللحم خاصة . الصيف كله وعليكم بالتخفيف يف هذا الذي يتكلم بالكالم البارد وبالطرف املستنكرة لو مل يصب من يضحك له وبعض من يشكره

أال أهلك قول الناس . ملا تكلف النوادر - أوليس هو عنده إال أن يظهر العجب له -ويتضاحك له فالن حسن األكل هو الذي أهلكه وزاد يف رغبته حىت جعل ذلك صناعة : وللرغيب الشره لألكول النهم

فال يزال قد هجم على قوم فأكل . ما ال يطيقه فيقتل -ملكان قوهلم وتقريبهم وتعجبهم -وحىت رمبا أكل كان ذلك صالحا فالن أقبح الناس أكال : فالن حسن األكل : زادهم وتركهم بال زاد فلو قالوا بدل قوهلم

.لفريقني وال يزال البخيل على الطعام قد دعا الرغيب البطن واختذ له الطعام الطيب لفي عن نفسه املقالة وليكذب

ولو كان شدة الضرس يعد يف املناقب وميدح صاحبه يف اجملالس لكان األنبياء آكل . عن نفسه تلك الظنون : ( وكيف ويف مأثور احلديث . ا مل يعطه أحدا من العاملني من الرغب مب -جل ذكره - اخللق وخلصهم اهللا

أولسنا قد نراهم يشتمون بالنهم ) . إن املؤمن يأكل يف معي واحد وإن املنافق يأكل يف سبعة أمعاء من ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وبالرغب وبكثرة األكل وميدحون بالزهادة وبقلة الطعام أوليس قد قال النيب

ماتت : احلسناء القتني وقد ساب رجل أيوب ابن سليمان بن عبد امللك فقال يف بعض ما يسبه أدله على أمك بغرا وأبوك بشما

أنا ابن آكل العرب بل قد رأينا أصحاب النبيذ : وبعد فهل مسعتم بأحد قط فخر بشدة أكل أبيه فقال تكفيه : قال الشاعر : قالت العرب ولذلك . والفتيان يتمدحون بكثرة الشرب كما يتمدحون بقلة الرزق

ال يتأرى ملا يف القدر يطلبه وال تراه أمام القوم : فلذة كبد إن أمل هبا من الشواء ويروي شربه الغمر وقال ال يغمز الساق من أين وال وصم وال يعض على شرسوفه الصفر والصفر هي حيات البطون : يقتفر وقال

وشرب مرة نبيذ وغناه املغىن فشق قميصه من الطرب . فساد والبشم إمنا تكون من الفضول والتخم ومن الواحمللول هذا من -قميصك -ويلك -شق أيضا أنت : فقال ملوىل له له يقال له احمللول وهو إىل جنبه .

-اآليات أنا ما : ال ق. فأنا أشقه غدا : قال . فشقه وأنا أكسوك غدا : قال . ال واهللا ال أشقه وليس يل غريه : قال

أصنع فلم أمسع بإنسان يقايس ويناظر يف الوقت الذي إمنا يشق فيه القميص من غلبة الطرب غريه وغري يا جارية هايت أليب احلسن : فقال . دخل على األعمى على يوسف بن كل خري وقد تغدى . مواله حملول

ليس من أيب احلسن حشمة ومل يشك ما كان ف -ويلك - هايت : قال . مل يبق عندنا شيء : قالت . غداء على أنه سيؤيت برغيف ملطخ وبرقاقة ملطخة وبسكر وبقية مرق وبعرق وبفضلة شواء وببقايا ما يفضل يف

فلما وضعوا اخلوان . فجاءت بطبق ليس عليه إال رغيف أرز قاحل ال شيء غريه . اجلامات والسكرجات على ذلك الرغيفبني يديه فأجال يده فيه وهو أعمى فلم يقع إال

فلما مل جيد غريه . فلم يظن أن األمربلغ ذلك . ليس منه حشمة ال يكون إال مع القليل : وقد علم أن قوله ويلكم وألكل هذا مبره رفعتم احلشمة كلها والكالم مل يقع إال على هذا حدثين حممد بن حسان : قال

عة أرض قدام حانويت فأكرى نصفها من مساك كان للغزال قط: أخربين زكريا القطان قال : األسود قال وكان جييء من منزله ومعه . وكان الغزال أعجوبة يف البخل : قال . يسقط عنه ما استطاع من مؤنة الكراء

فإذا أعيا عليه األمر أخذ من ساكنه جوافة حببة وأثبت . فكان أكثر دهره يأكله بال أدم . رغيف يف كمه أراد أن يتغدى أخذ اجلوافة فمسحها على وجه الرغيف مث عض عليه ورمبا فتح عليها فلسا يف حسابه فإذا

بطن اجلوافة فيطر جنبيها وبطنها باللقمة بعد اللقمة فإذا خاف أن ينهكها ذلك وينضمبطنها طلب من ذلك السماك شيئا من ملح السمك فحشا جوفها لينفخها وليوهم أن هذا هو ملحها الذي

بته شهوته فكدم طرف أنفها وأخذ من طرف األرنبة ما يسيغ به لقمته وكان ذلك منه ال ملحت به ولرمبا غلفإذا اشترى من امرأة غزال أدخل تلك اجلوافة . يكون إال يف آخر لقمة ليطيب فمه هبا مث يضعها يف ناحية

وروى . م يف مثن الغزل من طريق إدخال العروض وحسبها عليها بفلس فيسترجع رأس املال ويفضل األدوكان رمبا انصرف معي إىل املنزل . كان ابن جذام الشيء جيلس إيل : أصحابنا عن عبد اهللا بن املقفع قال

فأحل علي يف االستزارة وصممت . وكنت أعرفه بشدة البخل وكثرة املال . فيتغذى معنا ويقيم إىل أن يربد كلف وأنت تشفق علي ال واهللا إن هي إال جعلت فداك أنت تظن أين ممن يت: فقال . عليه يف االمتناع

كسريات يابسة وملح وماء احلب فظننت أنه يريد اختاليب بتهوينومعناه . يا غالم أطعمنا كسرة وأطعم السائل مخس مترات : إن هذا كقول الرجل : وقلت . األمر عليه

. لباطنة مث يأتيه بكسرات وملح وما أظن أن أحدا يدعو مثلي إىل احلربية من ا. أضعاف ما وقع اللفظ عليه أطعمونا مما تأكلون أطعمكم اهللا من طعام اجلنة : فلما صرت عنده وقربه إيل إذ وقف سائل بالباب فقال

- ويلك - اذهب : فأعاد عليه السائل فقال . بورك فيك فأعاد الكالم فأعاد عليه مثل ذلك القول : قال : هللا ما رأيت كاليوم أحدا يرد من لقمة والطعام بني يديه قال سبحان ا: فقال السائل . فقد ردوا عليك

اذهب وأرح نفسك فإنك لو : وإال خرجت إليك واهللا فدققت ساقيه فقلت للسائل -ويلك -اذهب تعرف من صدق وعبده مثل الذي أعرف ملا وقفت طرفة عني بعد رده إياك وكان أبو يعقوب الذقنان يقول

وكان إذا كان يوم اجلمعة اشترى حلم بقر بدرهم واشترى بصال بدانق . ملكت املال ما فاتين اللحم منذ : وباذجنانا بدانقفأكل وعياله يومئذ خبزهم بشيء . فإذا كان أيام اجلزر فجزر بدانق وطبخه كله سكباجا . وقرعة بدانق

فإذا كان يوم . شحم واللحم من رأس القدر وما ينقطع يف القدر من البصل والباذجنان واجلزر والقرع وال. فإذا كان يوم االثنني أكلوا اجلزر . فإذا كان يوم األحد أكلوا البصل . السبت ثردوا خبزهم يف املرق

فإذا كان يوم اخلميس أكلوا . فإذا كان يوم األربعاء أكلوا الباذجنان . فإذا كان يوم الثالثاء أكلوا القرع نزلنا بناس من أهل اجلزيرة وإذا : ين اللحم منذ ملكت املال قال أصحابنا ما فات: فلهذا كان يقول . اللحم

ما يف األرض أكرم : فقلنا . هم يف بالد باردة وإذا حطبهم شر حطب وإذا األرض كلها غابة واحدة طرفاء يهضم دخان الطرفاء : وما الذي تفرون منه قالوا : فقلنا . هو كرمي ومن كرمه نفر : قالوا . من الطرفاء

الطعام وعيالنا كثريمنها أن خشكاهنم من دقيق شعري وحشوه الذي فيه من اجلوز : وقد عاب ناس أهل املازح واملديرب بأمور

فتقديرهم على . ولكنهم أسوأ الناس حاال . وأهل املازج ال يعرفون بالبخل . والسكر من دقيق خشكار بني البخل واليسر وبني خصب البالد وعيش أهل وإمنا حنكي عن البخالء الذين مجعوا. قدر عيشهم

كان : قال املكي . فأما من يضيق على نفسه ألنه ال يعرف إال الضيق فليس سبيله سبيل القوم . اجلدب ومل يهب . وكان يقربين وأنا صيب إىل أن بلغت . مسى بذلك لكثرة ماله . أليب عم يقال له سليمان الكثري

فدخلت عليه يوما وإذا قدامه قطع . وكان قد جاوز يف ذلك حد البخالء . قط يل مع ذلك التقريب شيئافلما نظر إيل قبضت يدي . فلما نال حاجته منها مددت يدي آلخذ منها قطعة . دار صيين ال تسوى قرياطا

ال تنقبض: فقال ه وحبذافريه وليحسن ظنك فإن حالك عندي على ما حتب فخذه كله فهو لك بزوبر. وانبسط واسترسل

وهو لك مجيعا نفسي بذلك سخية واهللا أعلم أين مسرور مبا وصل إليك من اخلري فتركته بني يديه وقمت من مسعين سليمان وأنا : وقال املكي . عنده وجعلت وجهي كما أنا إىل العراق فما رأيته وما رآين حىت مات

تها العصي فتمأل بيتنا أقطا ومسنا وحسبك من لنا غنم نسوقها غزار كأن قرون جل: أنشد شعر امرئ القيس عمدت إىل : لو كان الذي قال ليحىي بن خالد حني نقب يف أيب قبيس وزاد يف داره : غىن شبع وروي قال

.شيخ اجلبال فزعزعته وثلمت فيه ن إن الذي مينعين من الضحك أن اإلنسان أقرب ما يكو: وقال حني عوتب يف قلة الضحك وشدة القطوب

فلما صرت قرب منزله . من البذل إذا ضحك وطابت نفسه صحبين حمفوظ النقاش من مسجد اجلامع ليال أين تذهب يف هذا املطر : وقال . سألين أن أبيت عنده -وكان منزله أقرب إىل مسجد اجلامع من منزيل -

ثله ومتر ناهيك به جودة ال والربد ومنزيل منزلك وأنت يف ظلمة وليس معك نار وعندي لبا مل ير الناس ميا أبا عثمان إنه لبإ : فلما مددت قال . مث جاءين جبام لبإ وطبق متر . تصلح إال له فملت معه فأبطأ ساعة

ومل تزل تشكو من الفاجل . وغلظه وهو الليل وركوده مث ليلة مطر ورطوبة وأنت رجل قد طعنت يف السن ت يف األصل لست بصاحب عشاءوأن. وما زال الغليل يسرع إليك . طرفا

. مث قطعت األكل أشهى ما كان إليك . فإن أكلت اللبأ ومل تبالغ كنت ال آكال وال تاركا وحرشت طباعك وإمنا قلت هذا الكالم لئال . وإن بالغت بتنا يف ليلة سوء من االهتمام بأمرك ومل نعد لك نبيذا وال عسال

خبل به : عت بني نايب أسد ألين لو مل أجئك به وقد ذكرته لك قلت كان وكان واهللا وقد وق: تقول غدا . مل يشفق علي ومل ينصح : وإن جئت به ومل أحذرك منه ومل أذكرك كل ما عليك فيه قلت . وبدا له فيه

وإن شئت فأكلة وموتة وإن شئت فبعض االحتمال ونوم على سالمة . فقد برئت إليك من األمرين مجيعا ولقد أكلته مجيعا فما هضمه إال الضحك والنشاط والسرور فيما . كضحكي تلك الليلة فما ضحكت قط

ولكن ضحك من كان . ولو كان معي من يفهم طيب ما تكلم به ألتى على الضحك أو لقضى علي . أظن .وحده ال يكون على شطر مشاركة األصحاب

ك فإن كان ما صار يف يدي يل فهو يل وإن مل أول اإلصالح أال يرد ما صار يف يدي ل: وقال أبو القماقم يكن يل فأنا أحق به ممن صريه يف يدي ومن أخرج من يده شيئا إىل يد غريه من غري ضرورة فقد أباحه ملن

وحيك يا أبا القماقم إين قد تزوجت زوجا هناريا : وقالت له امرأة . صريه إليه وتعريفك إياه مثل إباحته فاشتر يل هبذا الرغيف أسا وهبذا الفلس دهنا فإنك تؤجر فعسى اهللا أن . ت على هيئته وليس. والساعة وقته

فأخذمها - يلقي حمبيت يف قلبه فريزقين على يدك شيئا أعيش به فقد واهللا ساءت حايل وبلغ اجملهود مين سقط واهللا مين الفلس وحيك : سبحان اهللا أما رمحتين مما صنعت يب قال : وجعله وجهه فرأته بعد أيام فقالت

وكانت مكثرة وكان . فمن الغم أكلت الرغيف وتعشق واحدة فلم يزل يتبعها ويبكي بني يديها حىت رمحته فلما كان. أنتم أحذق هبا فلما كان بعد أيام تشهى عليها رءوسا : فاستهداها هريسة وقال . مقال

رأيت عشق الناس : قالت املرأة . ا طفيشلية فلما كان بعد ذلك تشهى عليه. بعد قليل طلب منها حيسة أحل أبو : وعشقك أنت ليس جياوز معدتك وقال أبو األصبغ . يكون يف القلب ويف الكبد ويف األحشاء

قد أخربناك مبا هلا : فقالوا . القماقم على قوم عند اخلطبة إليهم يسأل عن مال امرأة وحيصيه ويسأل عنه سؤالكم عن مايل الذي هلا يكفيين ويكفيها مسعت شيخا من مشايخ األبلة وما : فأنت أي شيء مالك قال

هم أشد تعظيما : بأي شيء فضلتم قال : قلت . يزعم أن فقراء أهل البصرة أفضل من فقراء أهل األبلة ووقع بني رجلني أبليني كالم فأمسع أحدمها صاحبه كالما غليظا فرد عليه مثل. لألغنياء وأعرف بالواجب

مل أنكرمت أن يقول له مثل ما : فقلت . فرأيتهم قد أنكروا ذلك إنكارا شديدا ومل أر لذلك سببا . كالمه وإذا جوزنا هذا له جوزنا لفقرائنا أن يكافئوا أغنياءنا ففي هذا الفساد كله . ألنه أكثر منه ماال : قال قالوا

ه أفهو أكثر ماال مين مثكيف صار رياح يسمعين وال أمسع: وقال محدان بن صباح ما رأينا مدا قط ارتفع : فإذا جاء املد قالوا . ويكون الزائر من أهل البصرة عند األبلى مقيما مطمئنا : قال

وما أطيب السري يف املد والسري يف املد إىل البصرة أطيب من السري يف اجلزر إىل األبلة فال يزالون . ارتفاعه . وهذا أغيظ ما يكون . يغتنم ذلك املد بعينه كان أمحد اخلاركي خبيال وكان نفاجا به حىت أن من الرأي أن

وكان يتخذ لكل جبة أربعة أزرار لريى الناس أن عليه جبتني ويشتري األعذاق والعراجني والسعف من ذلك كله الكالء فإذا جاء احلمال إىل بابه تركه ساعة يوهم الناس أن له من األرضني ما حيتمل أن يكون

وكان يكتري قدور اخلمارين اليت تكون للنبيذ مث يتحرى أعظمها ويهرب من احلمالني بالكراء كي . منها يشترون الداذي والسكر وحيبسون احلمالني بالكراء وليس يف منزله رطل دبس: يصيحوا بالباب

روحتنا عنا ولكن خفت رأيت اخلبز عز لديك حىت حسبت اخلبز يف جو السحاب وما : ومسع قول الشاعر ومل ذب عنهم لعنه اهللا ما أعلم إال أنه شهى إليهم الطعام ونظف هلم القصاع وفرغهم : مرزئة الذباب فقال

له وسخرهم عليه مث أال تركها تقع يف قصاعهم وتسقط على آنافهم وعيوهنم هو واهللا أهل ملا هو أعظم من يف القصعة الذبابة والذبابتني والثالثة حىت يتقزز بعضهم هذا كم ترون من مرة قد أمرت اجلارية أن تلقي

فإن مل أعز هذا الشيء الذي هو قوام : رأيت اخلبز عز لديك حىت قال : وأما قوله : ويكفي اهللا شره قال

أهل األرض وأصل األقوات وأمري األغذية فأي شيء أعز إي واهللا إين أعزه وأعزه وأعزه وأعزه مدى كنت عنده يوما إذ : وبلغ من نفجه مع ذلك ما أخربين به إبراهيم بن هانئ قال . املاء النفس ما محلت عيين

. نعم قد جاء وقد أكثرنا منه : وقد جاء اخلوخ بعد قال : مر به بعض الباعة فصاح اخلوخ اخلوخ فقلت سمع به بعد وأنت وحيك حنن مل ن: فدعاين الغيظ عليه إىل أن دعوت البياع وأقبلت على ابن اخلاركي فقلت

قد أكثرت منه وقد تعلم أن أصحابنا أترف منكأنت ممن يشتري ست خوخات : ستة بدرهم قلت : كيف تبيع اخلوخ فقال : مث أقبلت على البياع فقلت

: ستة بدرهم قال : وقد أكثرنا منه وهذا يقول : بدرهم وأنت تعلم أنه بياع بعد أيام مائتني بدرهم مث تقول فكان . خص من ستة أشياء بشيء كان غالم صاحل بن عفان يطلب منه لبيت احلمار بالليل وأي شيء أر

طسوج يفضل وحبة تنقص وبينهما يرمي : ويقول -والفلوس أربعة طسوج - يعطيه كل ليلة ثالثة أفلس ر تعطي صاحب احلمام وصاحب املعرب لكل واحد منهما طسوجا وهو إذا مل ي: الرامي وكان يقول البنه

دعا موسى بن جناح مجاعة من جريانه ليفطروا عنده يف شهر : معك إال ثالثة أفلس مل يردك قال أبو كعب ال تعجلوا فإن العجلة من : فلما صلينا املغرب وجنز ابن جناح أقبل علينا مث قال . وكنت فيهم . رمضان

خلق اإلنسان من : ال وقال وكان اإلنسان عجو: وكيف ال تعجلون وقد قال اهللا جل ذكره . الشيطان امسعوا ما أقول فإن فيما أقول حسن املؤاكلة والبعد من األثرة - عجل

وقد أتيتم ببهطة أو جبوذابة - وإذا مد أحدكم يده إىل املاء فاستسقى . والعاقبة الرشيدة والسرية احملمودة إىل مضغ وهو طعام يد ال طعام يدين أو بعصيدة أو ببعض ما جيري يف احللق وال يساغ باملاء وال حيتاج فيه

فأمسكوا حىت يفرغ صاحبكم فإنكم جتمعون عليه - وليست على أهل اليد منه مؤنة وهو مما يذهب سريعا ومنها أنكم ختنقونه . منها أنكم تنغصون عليه بتلك السرعة إذا علم أنه ال يفرغ إال مع فراغكم : خصاال

وأدىن ذلك أن تبعثوه على . ن يتسرع إىل لقمة حارة فيموت وأنتم ترونه وال جيد بدا من مكافأتكم فلعله أ: مل تبدأ بأكل اللحم الذي فوق الثريد قال : وهلذا ما قال األعرايب حني قيل له . احلرص وعلى عظم اللقم

به فرمبا نسي بعضنا فمد يده إىل القصعة وقد مد يده صاح: ألن اللحم ظاعن والثريد مقيم قال أبو كعب يا متغافل: يدك يا ناسي ولوال شيء لقلت لك : إىل املاء فيقول له موسى

فنثروا عليها ليلة من ذلك : قال . ولو شاء إنسان أن يعد حبها لعده لتفرقه ولقلته . وأتانا بارزة : قال فوقعت ليلتئذ يف قطعة وكنت إىل جنبه فسمع صوهتا حني مضغتها فضرب يده على. مقدار نصف سكرة

.ويلك أما تتقي اهللا كيف أجرش جزءا ال يتجزأ : اجرش يا أبا كعب اجرش قلت : جنيب مث قال قصة ابن العقدى

فسألت . وكنت ال أظنه ممن حيتمل قلبه ذلك على حال . كان ابن العقدى رمبا استزار أصحابه إىل البستان : قال . نعم ما دمت بالبصرة : وتستر علي قلت: قال . احك يل أمرك : ذات يوم بعض زواره فقلت

يشتري لنا أرزا بقشره وحيمله معه ليس معه شيء مما خلق اهللا إال ذلك األرز فإذا صرنا إىل أرضه كلف فإذا فرغ من الشراء واحلمل مث من اجلش . أكاره أن جيشه يف جمشة له مث ذراه مث غربله مث جش الواش منه

لة مث من جش الواش مث من تذريته مث من إدارته وغربلته كلفمث من التذرية مث من اإلدارة والغرب

مث يكلفه العجن . فإذا طحنه كلفه أن يغلي له املاء وأن حيتطب له . األكار أن يطحنه على ثوره ويف رحاه وقبل ذلك ما قد كلفهم أن ينصبوا له الشصوص . مث كلف األكار أن خيبزه . ألنه باملاء احلار أكثر نزال

ويسكروا الدرياجة على صغار السمك ال يدخلوا يف السواقي فيدخلوا أيديهم يف حجرة الشاليب للسمكفإن أصبنا من السمك شيئا جعله كبابا على نار اخلبز حتت الطابق حىت ال حيتاج من احلطب إىل . والرمان

إال خبز أرز أسود غري مث ال يكون عشاؤنا. فال نزال منذ غدوة إىل الليل يف كد وجوع وانتظار . كثري فلم ال يتخذ موضع مذار من بعض دقاق : قلت له . ولو قدر على غري ذلك فعل . بالشاليب - منخول

أرضه فيذري لكم األرز مث يكون اخليار يف يده إن أراد أن يعجل عليكم الطعام أطعمكم الفرد أو إن أحب .أن يتأىن ليطعمكم اجلوهري

اهللا اهللا فينا فإنا قوم مساكني ولو قدرنا على شيء مل حنتمل هذا . وعرفه ليتكلفه واهللا لئن مسع هذا : قال وإمنا بيتين عنده حني علم أين تعشيت عند مويس . بت عند إمساعيل بن غزوان : البالء حدثين املكي قال يدي فلما مضى من الليل أكثره وركبين النوم جعلت فراشي البساط ومرفقيت. ومحلت معي قربة نبيذ

. وأىب وأبيت . فأخذ املخدة فرمى هبا إيل فأبيتها ورددهتا عليه . وليس يف البيت إال مصلى له ومرفقة وخمدة سبحان اهللا يكون أن تتوسد مرفقك وعندي فضل خمدة فأخذهتا فوضعتها حتت خدي فمنعين من : فقال

قليال حىت سل املخدة من حتت رأسي فجاء قليال. وظن أين قد منت . النوم إنكاري للموضع ويبس فراشي : إمنا جئت ألسوي رأسك قلت : قد كنت عن هذا غنيا قال : فلما رأيته قد مضى هبا ضحكت وقلت .

كنت هلذا جئت فلما صارت املخدة يف يدي نسيت ما جئت له والنبيذ : قال . إين مل أكلمك حىت وليت هبا : مسعنا إمساعيل يقول : احلزامي واملكي والعروضي قالوا واهللا يذهب باحلفظ أمجع وحدثين - ما علمت -

أوليس قد أمجعوا على أن البخالء يف اجلملة أعقل من األسخياء يف اجلملة ها حنن أوالء عندك مجاعة فينا منفانظر أي الفريقني أعقل هأنذا وسهل بن هارون وخاقان بن . يزعم الناس أنه سخي وفينا من يزعم أنه خبيل

وجعفر بن سعيد واحلزامي والعروضي وأبو يعقوب اخلرميي فهل معك إال أبو إسحاق وحدثين املكي صبيحلو كان : قال . مل أر أحدا قط أنفق على الناس من ماله فلما احتاج إليهم آسوه : قلت إلمساعيل مرة : قال

ولو كان هذا اإلنفاق يف . ار األرض ما يصنعون هللا رضا وللحق موافقا ملا مجع اهللا هلم الغدر واللؤم من أقطكان لنا جار وكان له : حدثين متام بن أيب نعيم قال . من مجيع خلقه - جل ذكره -حقه ملا ابتالهم اهللا

أحتمل ثقل الغرم بتعجيل الراحة لعن : إن املؤنة تعظم قال : فقيل له . فجعل طعامه كله فالوذقا . عرس .هن شر منهن اهللا النساء ما أشك أن من أطاع

زعموا أن رجال قد بلغ يف البخل غايته وصار إماما وأنه كان إذا صار يف : وحديث مسعناه على وجه الدهر كم من أرض قد قطعت وكم من كيس قد : وكان مما يقول له . يده الدرهم خاطبه وناجاه وفداه واستنبطه

مث يلقيه يف كيسه -تعرى وال تضحي فارقت وكم من خامل رفعت ومن رفيع قد أمخلت لك عندي أال وأنه مل يدخل فيه درمها قط - اسكن على اسم اهللا يف مكان ال هتان وال تذل وال تزعج منه : ويقول له

مث محل درمها . فأخرجه وأن أهله أحلوا عليه يف شهوة وأكثروا عليه يف إنفاق درهم فدافعهم ما أمكن ذلك أتلف شيئا : فقال يف نفسه . ء قد أرسل على نفسه أفعى لدرهم يأخذه فبينا هو ذاهب إذ رأى حوا. فقط

- تبذل فيه النفس بأكلة أو شربة واهللا ما هذا إال موعظة يل من اهللا فرجع إىل أهله ورد الدرهم إىل كيسه .وكانوا يتمون موته واخلالص باملوت أو احلياة . فكان أهله منه يف بالء

ما كان أدم أىب فإن : مث قال . ستراحوا منه قدم ابنه فاستوىل على ماله وداره فلما مات وظنوا أهنم قد افإذا فيها حز كاجلدول . أرونيها : قال . كان يأتدم جببنة عنده : قالوا . أكثر الفساد إمنا يكون يف اإلدام

لى ظهره فيحفر كما كان ال يقطع اجلنب وإمنا كان ميسح ع: ما هذه احلفرة قالوا : من أثر مسح اللقمة قال فأنت كيف تريد : فبهذا أهلكين وهبذا أقعدين هذا املقعد لو علمت ذلك ما صليت عليه قالوا : ترى قال

. أضعها من بعيد فأشري إليها باللقمة وال يعجبين هذا احلرف األخري ألن اإلفراط ال غاية له : أن تصنع قال فأما مثل هذا احلرف فليس مما . فيهم أو حجة أو طريقة وإمنا حنكي ما كان يف الناس وما جيوز أن يكون

عجبت ممن مينع النبيذ طالبه : قال ابن جهانة الثقفية . وأما سائر حديث هذا الرجل فإنه من البابة . نذكره ألن النبيذ إمنا يطلب ليوم فصد أو يوم حجامة أو يوم زيارة زائر أو يوم أكل مسك طري أو يوم شربة دواء

وهو شيء حيسن طلبه وحتسن. نر أحدا طلبه وعنده نبيذ وال ليدخره وحيتكره وال لبيعه ويعتقد منه ومل . وهو يف األصل كثري رخيص فما وجه منعه ما مينعه عندي إال من الحظ له يف أخالق . هبته وحيسن موقعه

ت عن ندمائي بقدر ما على نبيذي النقصان ألين إذا احتج - مبا أهب منه -الكرام وعلى أين لست أوجل أخرجت من نبيذي رجع إىل نبيذي على حاله وكنت قد حتمدت مبا ال يضرين فمن ترك التحمد مبا ال يضره

فذكر ابن جهانة ماله من الكرم هببة نبيذه ومل يذكر ما عليه من اللؤم . كان من التحمد مبا يضره أبعد فانتبه من . س مدينيا على برذون فأقامه على االرى محل بعض النا: قال األصمعي أو غريه . حبجب ندمائه

يا بن أم بعه وإال فهبه وإال فرده وإال : فصاح بغالمه . مث نام فانتبه فوجده يعتلف . نومه فوجده يعتلف كان باملدائن متار وكان : فاذحبه أنام وال ينام يذهب حبر مايل ما أراد إال استئصايل قال أبو احلسن املدائين

فدعا . فاهتمه بأكل التمر فسأله يوما فأنكر . وكان غالمه إذا دخل احلانوت حيتال فرمبا احتبس . خبيالهذا دأبك كل يوم : فلما أخرجها وجد فيها حالوة وصفرة قال . فمضغها . امضغها : بقطنة بيضاء مث قال

وأنا ال أعلم أخرج من داريفسخروا به . ار إىل خنلة له ليلقط له رطبا مأل فاه ماء وكان عندنا رجل من بين أسد إذا صعد ابن األك

فإذا أراد أن ينزل بآل يف يده مث أمسكه يف فيه والرطب . إنه يشربه ويأكل شيئا على النخلة : وقالوا له : قال . أهون على أوالد األكرة وعلى أوالد غري األكرة من أن حيتمل فيه أحد شطر هذا املكروه وال بعضه

عدها ميأل فاه من ماء أصفر أو أمحر أو أخضر لكي ال يقدر على مثله يف رءوس النخل وحدثين فكان بمث وقف عليه . فانتهر سائال ذات يوم وأنا عنده : قال . املصري وكان جار الداردريشي وماله ال حيصى

أجل : لسؤال قال ما أبغض إليك ا: فأقبلت عليه فقلت له : قال . آخر فانتهره إال أن ذلك بغيظ وحنق كل هؤالء لو قدروا على : قال . ما أظنك أبغضتهم هلذا : فقلت : قال . عامة من ترى منهم أيسر مين

داري هلدموها وعلى حيايت لنزعوها أنا لو طاوعتهم فأعطيتهم كما سألوين كنت قد صرت مثلهم منذ زمان فكيف تظن بغضي يكون ملن أرادين على هذا

فوضع أخوه يف يوم مجعة بني أيدينا وحنن على بابه . وكان يف البخل مثله . كل شيء وكان أخوه شريكه يف. فينا حنن نأكل إذ جاء أخوه فلم يسلم ومل يتكلم حىت دخل الدار . طبق رطب يساوي بالبصرة دانقني

مجع بني املنع وكان يعلم أنه إن . وكان يفرط يف إظهار البشر وجيعل البشر وقاية دون ماله . فأنكرنا ذلك فلما كان اجلمعة األخرى دعا أيضا أخوه بطبق رطب . ومل نعرف علته ومل يعرفها أخوه : قال . والكرب قتل

فلما أن كان . فأنكرنا ذلك ومل ندر أيضا ما قصته . فبينا حنن نأكل إذ خرج من الدار ومل يسلم ومل يقف . يا أخي كانت الشركة بيين وبينك حني مل يكثر الولد ومع : يف اجلمعة الثالثة ورأى مثل ذلك كتب إىل أخيه

وها هنا أموال بامسي ولك شطرها . ولست آمن أن خيرج ولدي وولدك إىل مكروه . الكثرة يقع االختالف . وأموال بامسك ويل شطرها وصامت يف منزيل وصامت يف منزلك ال نعرف فضل بعض ذلك على بعض

فالرأي أن تتقدم . احلرب بني هؤالء الفتية وطال الصخب بني هؤالء النسوة وإن طرقنا أمر اهللا ما ركدت فلما قرأ أخوه كتابه تعاظمه ذلك وهاله وقلب الرأي ظهرا لبطن فلم . اليوم فيما حيسم منهم هذا السبب

عسى أن يكون أحد منكم قد أخطأ بكلمة : فجمع ولده وغلظ عليهم وقال . يزده التقليب إال جهال .دة أو يكون هذا البالء من جرائر النساء واح

ما يدعوك إىل القسمة والتمييز أدع صلحاء : فلما عرف براءة ساحة القوم متشى إليه حافيا راجال فقال أهل املسجد الساعة حىت أشهدهم بأين وكيل لك يف هذه الضياع وحول كل شيء يف منزيل إىل منزلك

: قال . فحاجيت اآلن أن ختربين بذنيب -أروغ وأعتل فدونك فإن وجدتين . وجرب ذلك مين الساعة حدثين : فأقام عنده فلما طال عليه األمر وبلغ منه اجلهد قال له . مالك من ذنب وما من القسمة من بد

عن وضعك أطباق الرطب وبسطك احلصر يف السكك وإحضارك املاء البارد ومجعك الناس على بايب يف ا كنا عن هذه املكرمة عميا إنك إذا أطعمتهم اليم الربين أطعمتهم غدا السكر وبعد كل مجعة كأنك ظننت أن

مث يتحول الرطب إىل الغداء مث يؤدي الغداء . مث يصري ذلك أيام اجلمع يف سائر أيام األسبوع . غد اهللبات مث تصري إىل الكساء مث األجداء. إىل العشاء

إين ألرثي لبيوت األموال خلراج اململكة من هذا فكيف مبال تاجر مجعه مث احلمالن مث اصطناع الصنائع واهللاجعلت فداك تريد أال آكل رطبة أبدا فضال : من احلبات والقراريط والدوانيق واألرباع واألنصاف قال

مرة يف إطماعهم فيك ومرة يف : إياك أن ختطئ مرتني : على غري ذلك فال واهللا ال كلمتهم أبدا قال كان أبو اهلذيل أهدى . أخرج من هذا األمر على حساب ما دخلت فيه وتسلم تسلم . اب عداوهتم اكتس

ولكنه بكرمه وحبسن خلقه . وكانت دجاجته اليت أهداها دون ما كان يتخذ ملويس . إىل مويس دجاجة أبا عمران وكيف رأيت يا : فقال . وكان يعرف باإلمساك الشديد . أظهر التعجب من مسنها وطيب حلمها

وتدري ما جنسها وتدري ما سنها فإن الدجاجة إمنا : كانت عجبا من العجب فيقول : تلك الدجاجة قال فال يزال يف هذا واآلخر يضحك ضحكا نعرفه -. وتدري بأي شيء كنا نسمنها . تطيب باجلنس والسن

فإن . هم خلقا وأسهلهمسهولة وكان أبو اهلذيل أسلم الناس صدرا وأوسع. حنن وال يعرفه أبو اهلذيل أين كانت يا أبا عمران من تلك الدجاجة فإن ذكروا بطة أو عناقا أو جزورا: ذكروا دجاجة قال

فأين كانت هذه اجلزور يف اجلزر من تلك الدجاجة يف الدجاج وإن استسمن أبو اهلذيل شيئا : أو بقرة قال عذوبة الشحم يف البقر : لدجاجة وإن ذكروا عذوبة الشحم قال ال واهللا وال تلك ا: من الطري والبهائم قال

وإن ذكروا ميالد شيء أو قدوم . والبط وبطون السمك والدجاج وال سيما ذلك اجلنس من الدجاج كان ذلك بعد أن أهديتها لك بسنة وما كان بني قدوم فالن وبني البعثة بتلك الدجاجة إال يوم : إنسان قال

: كل شيء وتارخيا يف كل شيء وأقبل مرة على حممد بن اجلهم وأنا وأصحابنا عنده فقال وكانت مثال يف . ويدي هذه صناع يف الكسب ولكنها يف اإلنفاق خرقاء كم تظن من . إين رجل منخرق الكفني ال أليق شيئا

ان هل تعلم مائة ألف درهم قسمتها على اإلخوان يف جملس أبو عثمان يعلم ذلك أسألك باهللا يا أبا عثمفلم يرض باحتضاري هذا الكالم حىت وكان أبو سعيد -يا أبا اهلذيل ما نشك فيما تقول : ذلك فقلت

وكان شديد العقل شديد . وكان من كبار املغتنني ومياسريهم . املدائين إماما يف البخل عندنا بالبصرة .العارضة حاضر احلجة بعيد الروية كل لئيم خبيل وليس : قال أصحابنا : ا لقول العرب يف لؤم اللئيم الراضع وكنت أتعجب من تفسري أصحابن

كل خبيل لئيما ألن اسم اللئيم يقع على البخل وعلى قلة الشكر وعلى مهانة النفس وعلى أن له يف ذلك فأما اللئيم .فاللئيم ما فسرت واملالم الذي يقوم بعذر اللئيم . هو لئيم ومالئم : قال أبو زيد . عرفا متقدما

قال ثوب بن شحمة . الراضع فالذي ال حيلب يف اإلناء ويرضع اخللف خمافة أن يضيع من اللنب شيء اخللفان : وحديث ال جمة اليت حدثتين تدع اإلناء تشربا للقادم القادمان : العنربي يف امرأته اهلمدانية

إن البخل إمنا يعيب الرجال ومىت مسعت بامرأة : فلما طلقها قيل له . فلما بلغه ذلك عنها طلقها . املقدمان : . . . . . . . . . قال رافع بن هرمي . أخاف أن تلد يل مثلها . ليس ذلك يب : هجيت يف البخل قال

حتلب قاعدا وتلمج أحيانا وقبعك حاضروالعريب . اء يدعوا اهللا أن جيعله صاحب شاء وال جيعله صاحب إبل وأن يرتضع من اخللف وإن كان معه إن

فكيف . أي أبدلك اهللا بكرم اإلبل لؤم الغنم : إن كنت كاذبا فاحتلبت قاعدا : مياري على صاحبه فيقول يتعجب من لؤم الراضع وصنع أبو سعيد املدائين أعظم من ذلك اصطبغ من دون خل وهو قائم حىت فين ومل

. صحاب الغنية والبخالء الذين يتذاكرون اإلصالح وكانت له حلقة يقعد فيها أ. خيرج منه قليال وال كثريا هذا خطأ : فبلغهم أن أبا سعيد يأيت احلربية يف كل يوم ليقتضي رجال هناك مخسة دراهم فضلت عليه وقالوا

وصاحبنا هذا قد رجع على نفسه بضروب من . وإمنا احلزم أن يتشدد يف غري تضييع . عظيم وتضييع كثري نراك تصنع شيئا ال نعرفه واخلطأ منك : قالوا . يه على طريق التفرغ له واالستفادة منه فاجتمعوا عل. البالء

خربنا عن مضيك إىل : قد أشكل علينا هذا األمر فأخربنا عنه فقد ضاقت صدورنا به . أعظم منه من غريك :احلربية لتقتضي مخسة دراهم فواحدة

. من سنك وأن تعتل فتدع التقاضي الكثري بسبب القليل أنا ال نأمن عليك انتقاض بدنك وقد خال ما خال أنك إن تنصب هذا النصب فال بد لك من أن تزداد يف العشاء إن كنت ممن يتعشى أو تتعشى إن : وثانية

فمن هاهنا نترة ومن هاهنا . وبعد فإنك حتتاج أن تشق وسط السوق وعليك ثيابك واحلمولة تستقبلك ومن ذلك أن نعلك تنقب وترق وساق سراويلك تتسخ وتبلى ولعلك أن تعثر .جذبة فإذا الثوب قد أودى

. وبعد فاقتضاء القليل أدىل بك إىل هذا لو بلغت منه شيئا . يف نعلك فتقدها قدا ولعلك أن هترهتا هرتا قال أبو . وإنك أفضل إال أنا حنب أنك جتاى عن األمر بشيء فليس كلنا يثق لك بالصواب يف كل شيء

وما . أما ما ذكرمت من انتفاض البدن فإن الذي أخاف على بدين من الدعة ومن قلة احلركة أكثر : عيد سأو ليس يقول . والقوم قبلى إن ميوتوا مل يكن هلم تلك عادة . رأيت أصح أبدانا من احلمالني والطوافني

يعين اختالف - واهللا لفالن أصح من اجلالوزة : الناس . ولرمبا أقمت يف املنزل لبعض األمر فأكثر الصعود والنزول خوفا من قلة احلركة . - و اجلالوزة يف العد

وأما ما ذكرمت من الزيادة . وأما التشاغل بالبعيد عن القريب فإين ال أعرض للبعيد حىت أفرغ من القريب إن حاسبتين أيام يف الطعام فقد أيقنت نفسي واطمأن قليب على أنه ليس لنفسي عندي إال ما هلا وأهنا

النصب حاسبتها أيام الراحة فستعلم حينئذ أين أيام احلربية من أيام ثقيف وأما ما ذكرمت من تلقى احلمولة ومن مزامحة أهل السوق ومن النتر واجلذب فأنا أقطع عرض وأما ما ذكرمت من شأن النعل والسراويل فإين

فإمنا نعلي يف يدي وسروايلي يف كمي فإذا صرت من لدن خروجي من منزيل إىل أن أقرب من باب صاحيب إليه لبستهما فإذا فصلت من عنده خلعتهما فهما يف ذلك اليوم أودع أبدانا وأحسن حاال بقي اآلن لكم مما

وما هي إذا علم القريب الدار : قالوا . فها هنا واحدة تفي جبميع ما ذكرمت : قال . ال : ذكرمت شيء قالوا وف الدنانري شدة مطالبيت للبعيد الدار ومن ليس يل عليه إال الفلوس أيت حبقي ومل يطمع نفسه ومن يل عليه أل

وهذا تدبري. يف مايل مث أنا باخليار يف ترك الراحة ألين أقسمها على األشغال حينئذ . جيمع يل إىل رجوع مايل طول راحة بدين

وموصال بدين يل مشهور جلاز أن أجتاىف عنه وأخرى أن هذا القليل لو مل يكن فضلة من كثري. كيف شئت ال واهللا : فقاموا وقالوا بأمجعهم . فأما أن أدع شيئا يطمع يف فضول ما يبقي على الغرماء فهذا ما ال جيوز .

نسيت القنية -وكان متصال بأيب سعيد -ال سألناك عن مشكلة حدثين أمحد املكي أخو حممد املكي واهللا إنك لكثري املال وإنك : قلت له مرة : اجيب أيب سعيد وحديثه قال أمحد ونسيت صنعة املال ألع

فلو كنت قليل املال وأجهل ما تعرف كيف : لتعرف ما جنهل وإن قميصك وسخ فلم ال تأمر بغسله قال الثوب إذا : أقول مرة . كان قولك يل إين قد فكرت يف هذا منذ ستة أشهر فما وضح يل بعد األمر فيه

خ أكل البدن كما يأكل الصدأ احلديد والثوب إذا ترادفه العرق وجف وتراكم عليه الوسخ ولبد أكل اتس .هذا مع ننت رحيه وقبح منظره . السلك وأحرق الغزل

فما ظنك هبم إذا رأوين يف أطمار وسخة . وبعد فإين رجل آيت أبواب الغرماء وغلمان غرمائي جبابرة من إصالح املال أن ينفي عنه . مرة وحجبوا مرة فريجع ذلك علينا مبضرة وأمسال درنة وحال حداد جبهوا

فإذا اجتمعت هذه . كل ما أعان على حبسه مع ما يدخل من الغيظ ويلقي من كان كذلك من املكروه : اخلواطر مهمت نغسلها فإذا مهت به عارضين معارض يومهين أنه أتاين من جهة احلزم ومن قبل العقل فقال

والصابون نورة . واجلارية إذا ازدادت عناء ازدادت أكال . ك الغرم الذي يكون يف املاء والصابون أول ذلمث إذا ألقي على . وإن احنزق ال يزال الثوب على خطر حىت يسلم إىل العصر والدق . والنورة تأكل الثوب

ومىت جلست يف البيت . ت والبد من اجللوس يومئذ يف البي. الرسن فهو بعرض اجلذبة والنترة والعلق فإن حنن دققناها يف املنزل. والثياب البد هلا من دق . فتحوا علينا أبوابا من النفقة وأبوابا من الشهوات

. وعلى أنه رمبا أنزل هبا من املكروه ما هو أشد . وإن حنن أسلمناها إىل القصار فغرم على غرم . قطعناها ويف ذلك هلم فساد . يب الغرماء وادعوا على األمراض واألحداث وما جلست يف املنزل قط إال أرجف

فإذا أنا لبستها وقد ابيضت وحسنت وخفت وطابت تبينت عند ذلك وسخ . والتواء وطمع مل يكن عندهم جسدي وكثرة شعري وقد كان بعض ذلك موصوال ببعض فعرفته فاستبان يل ما مل يكن يستبني واكترثت ملا

ويل . فإن دخلته فغرم ثقيل مع املخاطرة بالثياب . فيصري ذلك مدعاة إىل دخول احلمام مل أكن اكترثت له فإذا رأتين قد أطليت وغسلت رأسي وبيضت ثويب عارضتين بالتطيب وتلبس أحسن . امرأة مجيلة شابة

ا وأمحاهم وكان أبو سعيد هذا مع خبله أشد الناس نفس. ثياهبا مع أمور كثرية نسي بعضها أمحد وبعضها أنا . بلغ من أمره يف ذلك ومن بلوغه فيه أنه أتى رجال من ثقيف يقتضيه ألف دينار وقد حل عليه املال . أنفا

فلما طال عليه . وهو يف ذلك يقتضيه . وحيضر عنده الغداء فيتغدى معه . فكان رمبا أطال عنده اجللوس اة مؤداة وقد علمنا أنا حني أخرجنا هذا املال من أيدينا إن هلذا املال زك: املطل قال له يوما وهو على خوانه

أنه معرض للذهاب وللمنازعة الطويلة وألن يقعولوال ذلك مل نرض هبذا املال . مث رضينا منك بالريح اليسري بالذي ظنناه بك من حسن القضاء . يف املرياث

طالبة شهرا أو شهرين مث مكث عندي وهذا املال إذا كان شرطه أن يرجع بعد سنة فرفهت عنك حبسن امل. وقد طال . ومثلك يكتفي بالقليل . إىل أن أصبت له مثلك شهرا أو شهرين سحق فضله وخرج علينا فضل

فأقبل عليه رجل من ثقيف - يقول هذا الكالم وهو يف ذلك ال يقطع األكل . اقتضائي وطال تغافلك . يف املسجد ومل يكن يف املوضع الذي حيضر فيه الغداء فعرض له بأنه لو أراد التقاضي حمضا لكان ذلك

ال أم لك : فقطع األكل مث نزا يف وجهه الدم ونظر إليه نظر اجلمل الصول مث كاد يطري مث أقبل عليه فقال وأحببت الغىن بفضل بغضي للفقر وأبغضت الفقر . أنا إمنا اصطبغت من دن خل حىت فين من حسن العقل

واهللا ما أكلت معه إال . بأين أرغب يف غدائه -ال أم لك - تعرض يل . مال الذل بفضل أنفيت من احتمث هنض بالصك وعليه طينته فاعترض هبا . ليستحي من حرمة املؤاكلة وليصري كرمه سببا لتعجيل احلاجة

مث قال لكل من شهد. مث مزقه ورمى به . مث تفل يف الكتاب وحك بعضه ببعض . احلائط حىت كسرها هذه ألف دينار كانت يل على أيب فالن اشهدوا مجيعا أين قد قبضت منه وأنه برئ من كل شيء : اجمللس .مث هنض . أطالبه

ما دعاك إىل هذا الكالم مث تقول هلذا الرجل على مائديت : فلما صنع ما صنع أقبل الغرمي على صاحبه فقال ور منه وبعد فقد واهللا أردت مطله إىل أن أبيع الثمر وتقدم هبذا الكالم على من ال تعرف كيف موقع األم

اذهب يا غالم فاضرب بذلك الثمر . فقد أحسنت إليه وأسأت إلينا وعجلت عليه ماله . ورجونا حالوته أظن : فلما كثر األمر يف ذلك قال . مث ركب إليه فأىب أن يأخذه . السوق فيعه مبا بلغ فأخذ ماله كمال

فإن جعلت شفعاءك من املوايل أخذت هذا املال وإن مل . ما قال أنه عريب وأنا موىل الذي دعا صاحبك إىلوكان أبو سعيد . فجمع الثقفي كل شعويب بالبصرة حىت طلبوا إليه حىت أخذ املال . تفعل فإين ال آخذه

فإذا . هم ينهى خادمه أن خترج الكساحة من الدار وأمرها أن جتمعها من دور السكان وتلقيها على كساحتكان يف احلني جلس وجاءت اخلادم ومعها زبيل فعزلت بني يديه من الكساحة زبيال مث فتشت واحدا واحدا

وأما ما وجد فيه . فسبيل ذلك معروف - فإن أصاب قطع دراهم وصرة فيها نفقة والدينار أو قطعة حلي . من الصوف فكان وجهه

وما كان من خرق الثياب فمن . وكذلك قطع األكسية . من أصحاب الرباذع - إذا اجتمع - أن يباع وما كان من . وما كان من قشور الرمان فمن الصباغني والدباغني . أصحاب الصينيات والصالحيات

وما كان من نوى . وما كان من نوى التمر فمن أصحاب احلشوف . القوارير فمن أصحاب الزجاج وما كان من القراطيس . سامري وقطع احلديد فللحدادين وما كان من امل. اخلوخ فمن أصحاب الغرس

وما كان من . وما كان من قطع اخلشب فلال كافني . وما كان من الصحف فلرءوس اجلرار . فللطراز وما كان من إشكنج فهو جمموع للبناء مث . وما كان من قطع اخلرق فللتنانري اجلدد . قطع العظام فللوقود وإذا بقي . وما كان من قطع القار بيع من القيار . مث يعزل للتنور . جيتمع قماشه حيرك ويثار وخيلل حىت

التراب خالصا وأراد أن يضرب منه. اللنب للبيع وللحاجة إليه مل يتكلف املاء ولكن يأمر مجيع من يف الدار أال يتوضئوا وال يغتسلوا إال عليه

وذهب من ساكن له شيء . االقتصاد تعريف فال يتعرض له من مل يتعرف: فإذا ابتل ضربه لبنا وكان يقول . اطرحوا الليلة ترابا فعسى أن يندم من أخذه فيلقيه يف التراب : فقال هلم . كبعض ما يسرق من البيوت

-فاتفق أن طرح ذلك الشيء املسروق يف التراب . وال ينكر جميئه إىل ذلك املكان لكثرة من جييء لذلك فأخذ منه كراء الكساحة فهذا حديث أيب . فرآه قبل أن يراه املسروق منه - على كناسته وكانوا يطرحونه

. سعيد متشى قوم إىل األصمعي مع تاجر كان اشترى مثرته خبسران كان ناله وسأله حسن النظر واحلطيطة ن يكون أمسعتم بالقسمة الضيزى هي واهللا ما تريدون شيخكم عليه اشترى مين على أ: فقال األصمعي

اخلسران علي والربح له هذا وأبيكم جتارة أيب العنبس اذهبوا فاشتروا على طعام العراق على هذا الشرط .على أين واهللا ما أدري أصادق هو أم كاذب

واهللا ما مشيتم معه إال وأنتم . وها هنا واحدة وهي لكم دوين والبد من أن أحتمل لكم إذ مل حتتملوا يل وأنا ال أعرفه . لو كنت أوجب له مثل ما توجبون لقد كنت أغنيته عنكم . ون رفده توجبون حقه وتوجب

هذا أحسن ممن احتمل حقا ال جيب عليه يف . فهلموا نتوزع هذه الفضلة بيننا بالسوية . وال يصريين حبق ين جعفر ابن حدث. فخرج إليه التاجر من حقه وأيس مما قبله . فقاموا ومل يعودوا . رضا من جيب ذلك عليه

فوزن . أكله السنور : قد أحسن الذي سأل امرأته عن اللحم فقالت : قلت أليب عيينة : أخت واصل قال شيخ : إنك واهللا أهل ذلك : قلت : كأنك تعرض يب قال : هذا اللحم فأين السنور قال : السنور مث قال

مث يرقي . اكرة العلم والعلم لذته وصناعته قد قارب املائة وعليه فاضلة وعياله قليل ويعطي األموال على مذ إىل جوف

تطلب : منزله وأنت رجل لك يف البستان ورجل يف أصحاب الفسيل ورجل يف السوق ورجل يف الكالء ومن هذا هكذا ما هذا احلرص وما هذا الكد . من هذا وقر جص ومن هذا وقر آجر ومن هذا قطعة ساج

ألمل كيف كنت تكون ولو كنت مدينا كثري العيال كيف كنت تكون وما هذا الشغل لو كنت شابا بعيد ابلغين أنك فقدت . مث أمججم : قال - وقد رأيتك فيما حدث تلبس األطمار ومتشي حافيا نصف النهار

فرميت بباقي القطعة قدام السنور لتمتحن . أكلها السنور : قطعة بطيخ فأحلحت يف املسألة عنها فقيل لك فإن مل تكن اليت . كان الليل : م فلما مل يأكله غرمتهم مثن البطيخة كما هي قالوا لك صدقهم من كذهب

أكلته من سنانري اجلريانفأنظرنا وال تغرمنا منتحنه يف حال . وكان الذي أكله سنورنا هذا فإنك رميت إليه بالقطعة وهو شبعان منه

وقد قال زياد . أصل إىل منعهم من الفساد إال ببعض ويلك إين واهللا ما : فأبيت إال إغرامهم قال . غري هذه وأما ما ملتين عليه اتفاقا . إين واهللا ما أصل منكم إىل أخذ احلق حىت أخوض الباطل إليكم خوضا : يف خطبته

وقد قال . إن القيامة تقوم الساع لبادرهتا فغرستها : لو أن يف يدي فسيلة مث قيل يل : فإمنا ذهبت إىل قوله العجز فراش وطئ ال : زوجوين فإين أكره أن ألقي اهللا قال مكرز : الدرداء يف وجعه الذي مات فيه أبو

وقال عمر بن . حب اهلويين يكسب النصب : وقال عبد اهللا بن وهب . يستوطئه إال الفشل الدثور ان ما باليت أيهما لو أن الصرب والشكر بعري: وقال . إياكم والراحة فإهنا غفلة : اخلطاب رضي اهللا عنه

متعددوا واخشوشنوا: وقال . أركب كذبت عليك : وقال لعمرو بن معد يكرب حني شكا إليه احلقاء . واقطعوا الركب واركبوا اخليل نزوا

إن يكن الشغل جمهدة فإن الفراغ : وقال . احتفوا فإنكم ال تدرون مىت تكو احلفلة : وقال . الظهائر : وقال . احذر النعمة كحذرك من املعصية وهلي أخوفهما عليك عندي : امت وقال لسعيد بن ح. مفسدة

ما أحب أين مكفي : وقال أكثم بن صيفي . أحذركم عاقبة الفراغ فإنه أمجع ألبواب املكروه من الشغل قول أفتراين أدع وصايا األنبياء و. نعم أكره عادة العجز : وإن أمسنت وألبنت قال : قالوا . كل أمر الدنيا

اخللفاء وتأديب العرب وآخذ بقولكفتذاكروا الزيت وفضل ما بينه وبني السمن وفضل ما بني . وتغدى حممد بن األشعث عند حيىي بن خالد

ال تؤيت منه بشيء فدعا حيىي : قال حيىي . عندي زيت مل ير الناس مثله : فقال حممد . األنفاق وزيت املاء : قال حيىي . ة فانظر اجلرة الرابعة عن ميينك إذا دخلت فجئنا منه بشيء إذا دخلت اخلزان: فقال . غالمه

وقرب خباز أسد بن عبد اهللا إليه وهو على خراسان شواء قد . ما يعجبين السيد يعرف موضع زيته وزيتونه أتظن أن صنيعك خيفى علي إنك لست : فقال خلبازه . أنضجه نضجا وكان يعجبه ما رطب من الشواء

رب جهل خري من : يف إنضاجه لتطييبه ولكن تستحلب مجيع دمسه فتنتفع بذلك منه فبلغت أخاه فقال تبالغ علم

فإذا دخل والقوم يأكلون وحني وضع . وكان رجل يغشى طعام اجلوهري وكان يتحرى وقته وال خيطئ اللوح احملفوظ أين لعن اهللا القدرية من كان يستطيع أن يصرفين عن أكل الطعام وقد كان يف: اخلوان قال

فإن وجدت شيئا فالعن القدرية والعن . تعال بالعشي أو بالغداة : سآكله فلما أكثر من ذلك قال له رياح إما أن يكون هدية وإما أن غالمه جاء به - آباءهم وأمهاهتم وجاء غالم إىل خالد بن صفوان بطبق خوخ

: أعلم أنك قد أكلت منه ألطعمتك واحدة وقال رمضان لوال أين : فلما وضعه بني يديه قال - من البستان

فلما جاء وقت الغداء أخرج من . وكنت يف الذنب وكان يف الصدر . كنت مع شيخ أهوازي يف جعفرية وليس يف السفينة غريي . وأقبل يأكل ويتحدث وال يعرض علي . سلة له دجاجة وفرخا واحدا مربدا

وغريه فرآين أنظر إليه مرةمل حتدق النظر من كان عنده أكل مثلي ومن : فقال يل . فتوهم أين أشتهيه واستبطئه . ما بني يديه مرة وإىل

يا هناه أنا رجل حسن األكل ال آكل إال : مث نظر إيل وأنا أنظر إليه فقال : قال . لك يكن عنده نظر مثلك فوثبت : قال . اصرف عين وجهك ف. وأنا أخاف أن تكون عينك ماحلة وعني مثلك سريعة . طيب الطعام

فما زلت أضرب هبا رأسه حىت . عليه فقبضت على حليته بيدي اليسرى مث تناولت الدجاجة بيدي اليمىن قد أخرتك أن عينك ماحلة : مث أقبل علي فقال . تقطعت يف يدي مث حتول إىل مكاين فمسح وجهه وحليته

فقد أنزلت بنا عينك أعظم . قال إمنا العني مكروه حيدث وما شبه هذا من العني : وأنك ستصيبين بعني قلت . وتكاملنا حىت كأنه مل يقل قبيحا وحىت كأين مل أفرط عليه . املكروه فضحكت ضحكا ما ضحكت مثله

فأما أحاديث األصمعي وأيب عبيدة وأيب احلسن . هذه ملتقطات أحاديث أصحابنا وأحاديثنا وما رأينا بعيوننا .نها ما يصلح هلذا املوضع إال ما قد كتبته يف هذا الكتاب وهي بضعة عشر حديثا فإين مل أجد م

. كان للمغرية بن عبد اهللا بن أيب عقيل الثقفي وهو على الكوفة جدي يوضع على مائدته بعد الطعام : قالوا فيه فلم يرض بأكل ومل يكن أحد ميسه إذ كان هو ال ميسه فأقدم عليه أعرايب يوما ومل يعرف سرية أصحابنا

يا هذا تطالب عظام هذا اجلدي بذحل هل نطحتك أمه وكان : فقال له املغرية . حلمه حىت تعرق عظمه وكان على : قال . يا هذا تطالب عظام هذا البائس بذحل هل نطحتك أمه : إمنا قال : األصمعي يقول

جدي األمري أسقطت عنك نوبة سنة إن أقدمت على : شرطته عبد الرمحن بن طارق فقال لرجل من الشرط ومل . فكان أثقل عليه من عبد الرمحن . فبلغه ذلك فشكاه إىل احلجاج فعزله وويل مكانه زياد بن جديد .

يا أهل الكوفة من بغاكم الغوائل : فكان املغرية إذا خطب قال . يقدر على عزله إذ كان من قبل احلجاج ما رأينا : فكان الناس يقولون . أمه العوراء وكانت أم زياد عوراء وسعى بكم إىل أمريكم فلعنه اهللا ولعن

.تعريضا قط أطيب من تعريضه فعرض . وكان لزياد احلارثي جدي ال ميسه وال ميسه أحد فعشي يف شهر رمضان قوما فيهم أشعب : قالوا

فليصل هبم : قال . ال : أما ألهل السجن إمام يصلي هبم قالوا : فقال زياد . أشعب للجدي من بينهم أحلف باحملرجات أال آكل : وما هو قال : قال -أصلح اهللا األمري - أو غري هذا : فقال أشعب . أشعب

وكان عبد امللك خبيال . دعا عبد امللك بن قيس الذئيب رجال من أشراف أهل البصرة : حلم جدي أبدا قالوا فأقبل عليه . فلما رآه عبد امللك ضاق به ذرعا . ساكنا فاستصحب الرجل. على الطعام جوادا بالدراهم

ألف درهم خري لك من احتباسك علينا واحتمل غرم ألف درهم ومل حيتمل أكل رغيف وتناول : فقال له قال األعرايب . يكفيك ما بني يديك وما يليك : أعرايب من بني يدي سليمان بن عبد امللك دجاجة فقال له

فخذها ال بورك لك فيها: قال ومنها شيء محى : وتغدى معه ذات يوم صعصعة بن صوحان فتناوهلا صعصعة من بني يدي . وكان معاوية تعجبه القبة : قال

دخل هشام بن عبد امللك : من أدب انتجع وقال : إنك لبعيد النجعة قال صعصعة : قال معاوية . معاوية

يا غالم : فجعلوا يأكلون ويدعون بالربكة فقال هشام . حائطا له فيه فاكهة وأشجار ومثار ومعه أصحابهوكان املغرية بن عبد اهللا بن أيب عقيل الثقفي يأكل مترا هو وأصحابه : اقلع هذا واغرس مكانه الزيتون قال

من هذا الذي يلعب : فسمع صوت نواتني فقال . وكانوا يلقون النوى يف طست . فانطفأ السراج . أصبحت : فقيل له . اع حويطب بن عبد العزى دارا من معاوية خبمسة وأربعني ألف دينار ب: بكعبني وقالوا

وما منفعة مخسة وأربعني ألفا مع ستة من العيال: قال . كثري املال يا أمحق إن الدرهم عشر العشرة : سأل خالد بن صفوان رجل فأعطاه درمها فاستقله السائل فقال : وقالوا

أما ترى كيف ارتفع . املائة وإن املائة عشر األلف وإن األلف عشر العشرة اآلالف وإن العشرة عشر فوصفوا له . كان بالل بن أيب بردة قد خاف اجلذام وهو وايل البصرة : الدرهم إىل دية مسلم قالوا

فإذا . فكانوا جيلسون حلقا وتوضع هلم املوائد. وكان يفطر الناس يف شهر رمضان . االستنقاع يف السمن فإذا قاموا إىل الصالة جاء اخلبازون فرفعوا الطعام . أقام املؤذن هنض بالل إىل الصالة ويستحي اآلخرون

فلما حركته بطنه كره أن يأيت احلالء . فلما أدهان . واحتقن عمر بن يزيد األسدي حبقنة فيها أدهان : قال هذا فإنه يصلح للسراج صفوا: فكان جيلس يف الطست ويقول . فتذهب تلك األدهان

كان : رأيته يتخلل من الطعام خبالل واحد شهرا كلما تغدى حذف من وقالوا : وخربنا جار له قال : قال فجعل يلحظ . فوضعوا بني يديه دجاجة وبني يديه شيء من زيتون . ذراع الذراع مع خالد بن صفوان

ومد يده : إذا أصري أنا وأنت يف مايل سواء قال : ومن مينعين قال : كأنك هتم هبا قال : فقال . الدجاجة : قالوا . إذا أفردت بشيء فال تعترض لغريه : أبو األشهب إىل شيء بني يدي منيلة بن مرة السعدي فقال

كان احلكم بن أيوب الثقفي عامال : ومات وعليه للدقاق وحده مثانون ألف درهم لكثرة طعامه وقالوا فخرج احلكم . ستعمل على العرق جرير بن بيهس املازين ولقب جرير العطرق وا. للحجاج على البصرة

فدعا العطرق. يتنزه وهو باليمامة فقال نويرة وهو ابن . فعزله وويل مكانه نويرة املازين . فكل معه فتناول دراجة كانت بني يديه . إىل غدائه

ن دراجة احلكم ويف عوارض ال تنفك قد كان يف العرق صيد لو قنعت به فيه غىن لك ع: عم العطرق تأكلها لو كان يشفيك حلم اجلزر من قرم ويف وطاب ممالة مثممة فيها الصريح الذي يشفي من القرم وملا

وال ساق سراق العراقة صاحل بين وال كلفت ذنب : فقال نويرة . ويل مكانه نويرة بلغه أنه ابن عم له فعزله فلم يزل حمجوبا . خذها فإهنا بيضة العقر : كان لنا ضخم بيضة فقال العطرق وتناول رجل من قدام أمري

.حىت مات وأيت ضيعة له يتنزه إليها ومعه مخسة رجال من خاصته وقد محلوا معه طعام مخسمائة وثقل عليه أن يأكلوا

ن غري أن فأقبل ينتزع الفجلة فيطوي جزرهتا بعرقها مث يأكلها م. معه واشتد جوعه فجلس على مشارة بقل لو ذهب هؤالء الثقالء لقد : تغسل من كلب اجلوع ويقول لواحد منهم كان أقرب اخلمسة إليه جملسا

فلما كان بالعشي . وأكل عبد الرمحن بن أيب بكرة على خوان معاوية فرأى لقم عبد الرمحن : أكلنا قالوا مثله ال يعدم العلة وأكل أعرايب مع أيب : ل قا. اعتل : ما فعل ابنك التلقامة قال : وراح إليه أبو بكرة قال

صدق أهلك : قال . ما امسك قال لقمان : قال له . األسود الدؤيل فرأى له لقما منكرا وهاله ما يصنع

وكان له دكان ال يسع إال مقعده وطبيقا يوضع بني يديه وجعله مرتفعا ومل جيعل له عتبا : أنت لقمان قالوا فكان أعرايب يتحني وقته ويأتيه على فرس: قالوا . أحد كي ال يرتقي إليه

فإذا رأى األعرايب قد أقبل أراه . فأخذ دبة وجعل فيها حصى واتكأ عليها . فيصري كأنه معه على الدكان فلم يزل األعرايب يدينه ويقعقع هو به : قالوا . فإذا قعقعت الدبة باحلصى نفر الفرس . كأنه حيول متكأه

.فكان ال يعود بعد ذلك إليه . ه فصرعه حىت نفر من رسالة أيب العاص بن عبد الوهاب بن عبد اجمليد الثقفي إىل الثقفي

بسم اهللا الرمحن الرحيم أما بعد فإن جلوسك إىل األصمعي وعجبك بسهل بن هارون واسترجاحك إمساعيل بن التوأم وإكثارك من بن غزوان وطعمك على مويس بن عمران وخلطتك بابن مشارك واختالفك إىل ا

ذكر املال وإصالحه والقيام عليه واصطناعه وإطنابك يف وصف النرويجدليل على خبئ سوء وشاهد على عيب وإدبار بعد أن كنت تستثقل -والتثمري وحسن التعهد والتوفري

عزم وليس يلهج بذكر اجلمع إال من قد . ذكرهم وتستشنع فعلهم وتتعجب من مذهبهم وتسرف يف ذمهم يف االستعداد يف حال : على اجلمع وال يأنس بالبخالء إال املستوحش من ويف حتفظك قول سهل بن هارون

املهلة ويف األخذ بالثقة وأن أقبح التفريط ما جاء مع طول املدة وأن احلزم كل احلزم والصواب كل ون صروف الزمان وأنا ال الصواب أن يستظهر على احلدثان وأن جيعل ما فضل عن قوام األبدان ردءا د

شاهد على عجبك مبذهبه وبرهان -نسب إىل احلكمة حىت حنوط أصل النعمة بأن جنعل دون فضوهلا جنة ويف استحسانك رواية األصمعي يف أن أكثر أهل النار النساء والفقراء وأن أكثر . على ميلك إىل سبيله

برهان على صحة حكمنا عليك - ن ذهبوا باألجور أهل اجلنة البله واألغنياء وأن أرباب الدثور هم الذي .ودليل على صواب رأينا فيك

تنعمتم بالطعام الطيب وبالثياب الفاخرة وبالشراب الرقيق : ويف تفضيلك كالم ابن غزوان حني قال ذل وبالغناء املطرب وتنعمنا بعز الثروة وبصواب النظر يف العاقبة وبكثرة املال واألمن من سوء احلال ومن

وهذا رأينا يف التسلم من الذم . فتلك لذتكم وهذه لذتنا - الرغبة إىل الرجال والعجز عن مصلحة العيال وإمنا ينتفع باحلمد السليم الفارغ البال ويسر باللذات الصحيح الصادق . وذاك رأيهم يف التعرض للحمد

والغناء . ب يصري بوال والبناء يعود نقضا فأما الفقري فما والطعام الذي آثرمتوه يعود رجيعا والشرا. احلس فلذتكم فيما حوى لكم الفقر ونقض املروءة ولذتنا . ريح هابة ومسقط للمروءة وسخافة تفسد ورنة تسري

فنحن يف بناء وأنتم يف هدم وحنن يف إبرام وأنتم يف نقض وحنن يف التماس . فيما حوى لنا الغىن وبىن املروءة وقد فهمنا معىن . بعض اللذة وأنتم يف التعرض للذل الدائم مع فوت كل مروءة العز الدائم مع فوت

والدليل على انتقاض طباعك وإدباز أمرك استحسانك ضد ما كنت . حكايتك وما هلجت به من روايتك فبعدا وسحقا وال يبعد اهللا إال من ظلم. تستحسن وعشقك ملا مل تزل متقت

بعدا وسحقا له من هالك مودى تراثه : فإن مسعت هبلك للبخيل فقل : والشاعر أبصر بكم حيث يقول تبلى حماسن وجهه يف قربه واملال بني عدوه : جنة للوارثني إذا أودى وجثمانه للتراب والدود وقال آخر

وهل تزيد حال من أنفق مجيع. مقسوم واحلمد هللا الذي مل ميتين حىت أرانيك وكيال يف مالك وأجريا لوارثك

ماله ورأى املكروه يف عياله وظهر فقره ومشت به عدوه على أكثر من انصراف املؤنسني عنه وعلى بغض عياله وعلى خشونة امللبس وخشونة املأكل وهذا كله جمتمع يف مسك البخيل ومصبوب على هامة الشحيح

عطل املقدرة ووىف كل خصلة ومعجل للئيم ومالزم للمنوع أال إن املنفق قد ربح احملمدة ومتتع بالنعمة ومل يمن هذه حقها ووفر عليها نصيبها واملمسك معذب حبصر نفسه وبالكد لغريه مع لزوم احلجة وسقوط اهلمة والتعرض للذم واإلهانة ومع حتكيم املرة السوداء يف نفسه وتسلطيها على عرضه ومتكينها من عيشه وسرور

.قلبه ولقد عمل فيها قادح ولقد غاهلا غول وما هذا املذهب من ولقد سرى إليك عرق ولقد دخل أعراقك جور

ولقد قال . ولقد عرض إقراف ولقد أفسدتك هجنة . أخالق صميم ثقيف وال من شيم أعرقت فيها قريش من مل يكن من بين عبد املطلب جوادا فهو دخيل ومن مل يكن من آل الزبري شجاعا فهو لزيق ومن : معاوية

إذا رأيت الثقفي يعز من غري طعام ويكسب : وقال سلم بن قتيبة . رية تياها فهو سنيد مل يكن من بين املغلوال شباب ثقيف وسفهاؤهم ما كان ألهل البصرة : وقال بالل بن أيب بردة . لغري إنفاق فبهرجه مث هبرجه

وقد أمرنا . إن اهللا جواد ال يبخل وصدوق ال يكذب وويف ال يغدر وحليم ال يعجل وعدل ال يظلم. مال باجلود وهنانا عن البخل وأمرنا بالصدق وهنانا عن الكذب وأمرنا باحللم وهنانا عن العجلة وأمرنا بالعدل

.وهنانا عن الظلم وأمرنا بالوفاء وهنانا عن الغدر ود إن اهللا أج: وقد قالوا بأمجعهم . فلم يأمرنا إال مبا اختار لنفسه ومل يزجرنا إال عما مل يرضه لنفسه

وقالوا يف التأديب لسائليهم والتعليم . أرحم الرمحني وأحسن اخلالقني : األجودين وأجمد األجمدين كما قالوا جل جالله وتقدست -وذكر نفسه . أجود وأجمد - جل ذكره - ال جتاودوا اهللا فإن اهللا : ألجوادهم

( . ذو الجلال والإكرام : ) وقال ( . لا إله إلا هو ذي الطول) و ( ذو الفضل العظيم : ) فقال -أمساؤه وملك جزيرة . مل يضع درمها على درهم وال لبنة على لبنة : فقالوا ) صلى اهللا عليه وسلم ( وذكروا النيب

. ليمن العرب فقبض الصدقات وجبيت له األموال ما بني غدران العراق إىل شحر عمان إىل أقصى خماليف اوكان إذا سئل أعطى وإذا وعد أو . ال : ومل يسأل حاجة قط فقال . مث تويف وعليه دين ودرعه مرهونة

ولقد . ومدحته الشعراء باجلود وذكرته اخلطباء بالسماح . أطمع كان وعده كالعيان وإطماعه كاإلجناز ر ما يهب امللك من العرب مائة وكان أكث -كان يهب للرجل الواحد الضاجعة من الشاء والعرج من اإلبل

. ولقد وهب لرجل ألف بعري -وإمنا يقال ذلك إذا أريد بالقول غاية املدح . وهب هنيدة : بعري فيقال فلما رآها تزدحم

: وذكرها بعض العلماء فقالوا . حنن أطعم الطعام وأضرب للهام : وفخرت هاشم على سائر قريش فقالوا وأمجعت األمم كلها خبيلها وسخيها وممزوجها على ذم البخل ومحد اجلود . د أجواد أجماد ذوو السنة حدا

وحىت قالوا يف جهد املقل . أفضل اجلود اجلود باجملهود : وقالوا . كما أمجعوا على ذم الكذب ومحد الصدق : ق وحىت جعلوا ملن جاد بنفسه فضيلة على من جاد مباله فقال الفرزد. وفيمن أخرج اجلهد وأعطى الكل

على ساعة لو كان يف القوم حامت على جوده ضنت به نفس حامت ومل يكن الفرزدق ليضرب املثل يف هذا

فما رأينا عربيا سفه حلم حامت جلوده جبميع ماله وال . املوضع بكعب بن مامة وقد جاد حبوبائه عند املصافنة رأينا أحدا منهم سفه حلم

وجعلوا ذلك من حامت طيئ مأثرة لقحطان . كعب إلياد مفخرا كعب على جوده بنفسه بل جعلوا ذلك من . على عدنان مث للعرب على العجم مث لسكان جزيرة العرب وألهل تلك الربية على سائر اجلزائر والترب

) صلى اهللا عليه وسلم ( به نفسه وما منح من ذلك نبيه -جل ذكره - فمن أراد أن خيالف ما وصف اله ومل نر األمة . له العرب قاطبة واألمم كافة مل يكن عندنا فيه إال إكفاره واستسقاطه وما فطر على تفضي

وال وجدناهم . أبغضت جوادا قط وال حقرته بل أحبته وأعظمته بل أحبت عقبه وأعظمت من أجله رهطه . سون حماسنه بل وجدناهم يتعلمون مناقبه ويتدار. أبغضوا جوادا جملاوزته حد اجلود إىل السرف وال حقرته

ولذلك زعموا أن . وحىت أضافوا إليه من نوادر اجلميل ما مل يفعله وحنلوه من غرائب الكرم ما مل يكن يبلغه نعم وحىت أضافوا إليه كل مديح شارد وكل . الثناء يف الدنيا يضاعف كما تضاعف احلسنات يف اآلخرة

على ضد هذه الصفةمث وجدنا هؤالء بأعياهنم للبخيل . معروف جمهول الصاحب وجدناهم يبغضونه مرة وحيقرونه مرة ويبغضون بفضل بغضه ولده وحيتقرون : وعلى خالف هذا املذهب

وحىت . بفضل احتقارهم له رهطه ويضيفون إليه من نوادر اللؤم ما مل يبلغه ومن غرائب البخل ما مل يفعله وعلى أنا ال جند اجلوائح إىل أموال . الثناء ضاعفوا عليه من سوء الثناء بقدر ما ضاعفوا للجواد من حسن

والبخيل عند الناس ليس . األسخياء أسرع منها إىل أموال البخالء وال رأينا عدد من افتقر من البخالء أقل هو الذي يبخل على نفسه فقط فقد يستحق عندهم اسم البخيل ويستوجب الذم من ال يدع لنفسه هوى

وإمنا يقع عليه اسم البخيل إذا كان . وال شهوة إال ركبها وبلغ فيها غايته إال ركبه وال حاجة إال قضاهازاهدا يف كل ما أوجب الشكر ونوه وقد يعلق البخيل على نفسه من املؤن ويلزمها من الكلف ويتخذ من

ىب على والشارة احلسنة ما ير. اجلواري واخلدم ومن الدواب واحلشم ومن اآلنية العجيبة ومن البزة الفاخرة فيذهب ماله وهو. نفقة السخي املثري ويضعف على جود اجلواد الكرمي

ورمبا أفرط يف حب الصيد . ورمبا غلب عليه حب القيان واستهتر باخلصيان . مذموم ويتغري حاله وهو ملوم العقيقة ورمبا كان إتالفه يف العرس واخلرس والوليمة وإسرافه يف اإلعذار ويف. واستوىل عليه حب املراكب

ورمبا كان شديد البخل شديد احلب للذكر ويكون . ورمبا ذهبت أمواله يف الوضائع والودائع . والوكرية كأنك مل تر خبيال خمدوعا . خبله أوشج ولؤمه أقبح فينفق أمواله ويتلف خزائنه ومل خيرج كفافا ومل ينج سليما

وخبيال ذهب ماله يف البناء وخبيال ذهب ماله يف الكيمياء وخبيال وخبيال مضعوفا وخبيال مضياعا وخبيال نفاجا أنفق ماله يف طمع كاذب وعلى أمل خائب ويف طلب الواليات والدخول يف القباالت وكانت فتنته مبا يؤمل

.من اإلمرة فوق فتنته مبا قد حواه من الذهب والفضة يوم وعنده يف كل يوم عرس وألن يطعن طاعن يف قد رأيناه ينفق على مائدته وفاكهته ألف درهم يف كل

اإلسالم أهون عليه من أن يطعن طاعن يف الرغيف الثاين ولشق عصا الدين وإمنا صارت اآلفات إىل أموال واجلواد إما أن يكون متوكال وإما . البخالء أسرع واجلوائح عليهم أكلب ألهنم أقل توكال وأسوأ باهللا ظنا

وكيفما دار أمره . وهو على كل حال باملتوكل أشبه وإىل ما أشبهه أنزع . ظنا أن يكون أحسن باهللا

. ورجعت احلال به فليس ممن يتكل على حزمه ويلجأ إىل كيسه ويرجع إىل جودة احتياطه وشدة احتراسه لذي واعتالل البخيل باحلدثان وسوء الظن بتقلب الزمان إمنا هو كناية عن سوء الظن خبالق احلدثان وبا

وهل جتري األحداث إال على تقدير احملدث هلا وهل ختتلف األزمنة إال على . حيدث األزمان وأهل الزمان تصريف من دبرها أولسنا وإن جهلنا أسباهبا فقد أيقنا بأهنا جتري إىل غاياهتا

هم أنك قد جتد والدليل على أنه ليس هبم خوف الفقر وأن اجلمع واملنع إما أن يكون عادة منهم أو طبيعة فيوجتد أحزم منه جوادا وإن كانت مملكته أضيق . امللك خبيال ومملكته أوسع وخرجه أدر وعدوه أسكن

. وقد علمنا أن الزنج أقصر الناس مرة وروية وأذهلهم عن معرفة العاقبة . وخرجه أقل وعدوه أشد حركة قالبة وكان ينبغي يف الرجال يف اجلملة فلو كان سخاؤهم إمنا هو لكالل حدهم وتكون الروم أخبل من الص

: وهو قالوا - وكان ينبغي أن يكون أقل البخالء عقال أعقل من أشد األجواد عقال وكان ينبغي للكلب أجع كلبك يتبعك : وقالوا . هو أسخى من ال فظة و األم من كلب على جيفة و األم من كلب على عرق

عبده ورسوله و نعم كلب يف بؤس أهله ونشهد أن حممدامسن كلبك يأكلك و أحرص من كلب على عقي صيب و أجوع من كلبة حومل و هلو أبذأ من كلب حش

ال هو يعتلف وال هو يترك الدابة : فالن من خرء الكلب و اخسأ كما يقال للكلب و كالكلب يف اآلرى من كلب وقال اهللا جل سرت ما سرت من ليلها مث عرست على رجل بالعرج أألم: وقال الشاعر . تعتلف وكان ينبغي يف هذا القياس أن ( . فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث : ) ذكره

وحنن ال جند اجلواد يفر من اسم السرف إىل اجلود . يكون املراوزة أعقل الربية وأهل خراسان أدرى الربية وجند الشجاع يفر من اسم املنهزم واملستحي يفر من . خيل يفر من اسم البخل إىل االقتصاد كما جند الب

ولو قيل. اسم اخلجل فلو مل يكن من فضيلة اجلود إال أن مجيع املتجاوزين حلدود أصناف -وقاح جلزع : خلطيب ثابت اجلنان

املال فاتن . بني قدره ويظهر فضله إال اجلواد لقد كان يف ذلك ما ي - اخلري يكرهون اسم تلك الفضلة وللنفوس يف املكاثرة علة معروفة ألن من ال . والنفس راغبة واألموال ممنوعة وهي على ما منعت حريصة

وزادها كلفا باحلب أن : وقد قال األول . فكرة له وال روية موكل بتعظيم ذي الثروة وإن مل تكن منه منالة وقالت . كل عزيز حتت القدرة فهو ليل : نعا ويف بعض كتب الفرس منعت أحب شيء إىل اإلنسان ما م

.كل مقدور عليه فمقلي أو حمقور : معاذة العدوية ولو كانوا ألوالدهم جيمعون وهلم يكدون ومن أجلهم حيرصون جلعلوا هلم كثريا مما يطلبون ولتركوا

إىل الوارثني وزهد األخالف يف طول عمر وهذا بعض ما بغض بعض املورثني . حماسبتهم يف كثري مما يشتهون ولو كانوا ألوالدهم ميهدون وهلم جيمعون ملا مجع اخلصيان األموال وملا كنز الرهبان الكنوز . األسالف

وكيف وحنن جنده بعد أن ميوت ابنه الذي . والستراح العاقر من ذل الرغبة ولسلم العقيم من كد احلرص جيمع على حاله يف الطلب واحلرص وعلى مثل ما كان عليه من اجلمع كان يعتل به والذي من أجله كان

والعامة مل تقصر يف الطلب واحلكرة والبخالء مل حيدوا شيئا من جهدهم وال أعفوا بعد قدرهتم وال . واملنع حىت لو. قصروا يف شيء من احلرص واحلصر ألهنم يف دار قلعة وبعرض نقلة

فمن مل يستعن على ما وصفنا بطبيعة قوية وبشهوة شديدة وبنظر شاف . ر فالبخيل جمتهد والعامي غري مقصففيم اعتالهلم بأوالدهم واحتجاجهم خبوف التلون من أزمنتهم قال رسول - كان إما عاميا وإما خبيال شقيا

دت لوال خصلة ومقك اهللا عليها لشر: لوافد كذب عنده كذبة وكان جوادا ) صلى اهللا عليه وسلم ( اهللا ومن : هل لك يف بيض النساء وأدم اإلبل قال ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقيل للنيب . بك من وافد قوم

إذا حنروا ثجوا : وقال هلم أيضا . مينعين من ذاك قراهم الضيف وصلتهم الرحم : قال . بنو مدجل : هم قال وأي داء : على أنه يزن فينا ببخل فقال احلر بن قيس: من سيدكم قالوا : وقال لألنصار . وإذا لبوا عجوا

أما واهللا ما علمتكم إال لتكثرون عند: وقال لألنصار . أدوأ من البخل مث جعله من أدوإ الداء

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي

لكتاب لبخالء: ا ااجلاحظ : املؤلف حبر بن عمرو بو عثمان أ

لو أن البن آدم واديني من : وقال . كفى باملرء حرصا ركوبه البحر : وقال . الفزع وتقلون عند الطمع السخاء من احلياء واحلياء : وقال . مال البتغى ثالثا وال يشبع ابن آدم إال التراب ويتوب اهللا على من تاب

وقال . أنفق يا بالل وال ختش من ذي العرش إقالال : وقال . إن اهللا جواد حيب اجلود : وقال . اإلميان من ومل يسم . ال ينفعك من زاد ما تبقى : وقالوا . ال حتص فيحصى عليك : وقال . ال توكي فيوكي عليك :

: وقال لقيس بن عاصم . اس هبما الذهب والفضة باحلجرين إال وهو يريد أن يضع من أقدارمها ومن فتنة الن .وما سوى ذلك فللوارث . إمنا لك من مالك ما أكلت فأفنيت وما لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت

وحثت على مجع ومنع ونفسها هلا يف صروف الدهر حق كذوب وكائن رأينا من : وقال النمر بن تولب ت حبستين فقريا إىل أن يشهدوا وتغييب وكن. كرمي مرزإ أخي ثقة طلق اليدين وهوب شهدت وفاتوين

أعاذل إن يصبح صداي بقفرة بعيدا نآين صاحيب وقرييب ترى أن ما أبقيت مل أك ربه وأن الذي أمضيت كان نصييب وذي إبل يسعى وحيسبها له أخي نصب يف رعيها ودءوب وذي وغدا رب سواه يسوقها وبدل

أحجار وجال قليبسبأت لفتية زقا وخابية بعود مقطع وقريت يف مقري قالئص أربعا وقريت بعد قامت تباكي أن: وقال أيضا

قرى قالئص أربع أتبكيا من كل شيء هني سفه بكاء العني ما مل تدمع ال تطرديهم عن فراشي إنه البد يوما ينا الفىت ب: أن سيخلو مضجعي هال سألت بعادياء وبيته واخليل واخلمر اليت مل متنع وقال احلارث بن حلزة

يسعى ويسعى له تاح له من أمره خاجليترك ما رقح من عيشه يعبث فيه مهج هامج ال تكسع الشول بأغبارها إنك ال تدري من الناتج وقال اهلذيل

: إن الكرام مناهبو نعم اجملد كلهم فناهب أخلف وأتلف كل شي ء ذرعته الريح ذاهب وقالت امرأة : ال حيار فيها احلالب وغنما مثل اجلراد اهلارب متاع أيام وكل ذاهب وقال أنت وهبت الفتية السالهب وإب

:متيم بن مقبل إن أهل : من يفعل اخلري ال يعدم جوازيه ال يذهب العرف بني اهللا والناس وجاء يف األثر : وقال اخلطيئة

وقال يف احلث على : لب اصنع اخلري ولو إىل ك: ويف املثل . املعروف يف الدنيا أهل املعروف يف اآلخرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا : ) قال اهللا جل ذكره : القليل فضال على الكثري

لم وقال س. من حقر حرم : ولذلك قالوا يف املثل . إن فيها ملثاقيل ذر : وقالت عائشة يف حبة عنب ( . يره جهد املرء أكثر من عفوه : وقال . يستحي أحدهم من تقريب القليل من الطعام ويأىب أعظم منه : بن قتيبة

جهد املقل على عفو املكثر وإن كان مبلغ جهده قليال ومبلغ ) صلى اهللا عليه وسلم ( وقدم رسول اهللا . اتقوا النار ) : صلى اهللا عليه وسلم ( نيب وقال ال. ال مينعك من معروف صغره : وقالوا . عفو املكثر كثريا

يمحق الله الربا : ) ال حتقروا اللقمة فإهنا تعود كاجلبل العظيم لقول اهللا جل ذكره : وقال . ولو بشق مترة .ال تردوه ولو بصلة حبل : وقال ( . ويربي الصدقات

البخيل إن سأل : وقالوا . مانع اإلمتام ألوم : وقالوا .أتاكم أخوكم يستتمكم فأمتوا له : وقالت العرب يرد قبل أن يسمع ويغضب قبل : وقالوا . إن سئل جحد وإن أعطى حقد : وقالوا . أحلف وإن سئل سوف

) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب . البخيل إذا سئل ارتز وإذا سئل اجلواد اهتز : وقالوا . أن يفهم اللهم عجل : اللهم عجل ملنفق خلفا ويقول اآلخر : يقول أحدمها : ناديان من السماء ينادي كل يوم م

الذين يبخلون : ) وقال اهللا جل ذكره . شر الثالثة املليم مينع دره ودر غريه : وقالوا ) . ملمسك تلفا وقال . شر ما أجلأك إىل خمة عرقوب : ر إىل خبيل إن أجلأك الده -وقالوا يف املثل ( . ويأمرون الناس بالبخل

) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب ) . قل العدل وأعط الفضل ) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( النيب : ويطعمون الطعام على حبه : ) وقال اهللا عز وجل ) . أهناكم عن عقوق األمهات ووأد البنات ومنع وهات

ويؤثرون على : ) وقال ( . لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون : ) وقال ( . كينا ويتيما وأسريا مس أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح

عند الصباح حيمد القوم : على النائبة ويف عاقبة الصرب وقالوا يف الصرب. } نفسه فأولئك هم المفلحون ودون الندى يف كل قلب ثنية هبا مصعد حزن : وقال اخلرميي . الغمرات مث ينجلني : وقالوا . السري

خري الناس خري : لو أن نائله جزل وقالوا - إذا ما انقضى - ومنحدر سهل وود الفىت يف كل نيل ينيله وقالوا عجبا لفرط الكربة مع . خري مالك ما نفعك : وقالوا . ناس شر الناس للناس الناس للناس وشر ال

زمن خون : شباب الرغبة كلنا يأمل مدا يف األجل واملنايا هي آفات األمل وقال عبيد اهللا بن عكراش .ووارث شفون وكاسب زون

. احلرص واألمل : صلتان يهرم ابن آدم ويشب معه خ: وقال . فال تأمن اخلون وكن وارث الشفون . ما أكل احلسن وحده قط : وقالوا . ما أكل ابن عمر وحده قط : وكانوا يعيبون من يأكل وحده وقالوا

وقال بكر بن . أخزى اهللا أمرين خريمها الشح : الشحيح أعذر من الظامل فقال : ومسع جماشع الربعي قوهلم وقال النيب . خريهم هلم : من خريهم لقلت : بالرجال مث قيل يل لو كان هذا املسجد مفعما : عبد اهللا املزين

من نزل وحده ومنع رفده : بلى يا رسول اهللا قال : أال أنبئكم بشراركم قالوا ) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( فلما . أما واهللا ما كان مالك لبطنك وال أمرك لعرسك : وقالت امرأة عند جنازة رجل ) . وجلد عبده

لرسالة ابن التوأم كره أن جييب أبا العاص ملا يف ذلك من املناقشة واملباينة وخاف أن يترقى األمر إىل بلغت ا :فكتب هذه وبعث هبا إىل الثقفي . أكثر من ذلك

. بسم اهللا الرمحن الرحيم أما بعد فقد بلغين ما كان من ذكر أيب العاص لنا وتنويهه بأمسائنا وتشنيعه علينا من جوابه إال أنه إن أجابنا مل يكن جوابنا إياه على قوله الثاين أحق بالترك من جوابنا له على وليس مينعنا . فإن حنن جعلنا البتدائه جوابا وجعلنا جلوابه الثاين جوابا خرجنا إىل التهاتر وصرنا إىل التخابر . قوله األول

س حيترس من أسباب اللجاج إال من ولي. ومن خرج إىل ذلك فقد رضي باللجاج حظا وبالسخف نصيبا ومن وقاه اهللا سوء التكفي وسخفه وعصمه من سوء التصميم ونكده فقد اعتدلت . عرف أسباب البلوى

ومن قامت أخالطه على االعتدال وتكافأت خواطره يف الوزن مل يعرف من . طباعه وتساوت خواطره لتقصري واإلفراط ألن املوزون ال يولداألعمال إال االقتصاد ومل جيد أفعاله أبدا إال بني ا

واملتكفي . فاملتابع ال يثنيه زجر وليست له غاية دون التلف . إال موزونا كما أن املختلف ال يولد إال خمتلفا . وكل متلون يف األرض فمنحل العقد ميسر لكل ريح . ليس له مأتى وال جهة وال له رقية وال فيه حيلة

إنه حارص ال خري فيه واجتنب ركوب اجلموح ذي النزوات فإن غايته القتل فدع عنك خلطة اإلمعة فواملتلون شر من املصمم إذ كنت ال تعرف له حاال يقصد إليها وال . الزؤاف وال يف احلرون ذي التصمم

ة ولذلك صار العاقل خيدع العاقل وال خيدع األمحق ألن أبواب تدبري العاقل وحيلة معروف. جهة يعمل عليها وليس لتدبري األمحق وحيله جهة واحدة من أخطأها . وطرق خواطره مسلوكه ومذاهبه حمصورة معدودة

واخلبز الكاذب عن الشيء الواحد ال حيصى له عدد وال . واخلرب الصادق عن الشيء الواحد واحد . كذب فليس إليه نقصد وإن فإن قلنا . واملصمم قتله باإلجهاز واملتلون قتله بالتعذيب . يوقف منه على حد

.ولكنا إليك نقصد بالقول وإليك نريد باملشورة . احتججنا فليسنا عليه نرد قال . وسواء ذهاب نفسك وذهاب ما به يكون قوام نفسك . احفظ سرك فإن سرك من دمك : وقد قالوا

. م من األمور وفقد الشيء الذي به تصلح األمور أعظ. ليس بكبري ما أصلحه املال : املنجاب العنربي فالشيء الذي هو مثن اإلبل وغري اإلبل أحق - لو مل يكن فيها إال أهنا رقوء الدم : وهلذا قالوا يف اإلبل

وحفظك ماال قد عنيت جبمعه : ولذلك قال الشاعر . وقد قضوا بأن حفظ املال أشد من مجعه . بالصون دفعتها إليك بطيئة : ائعها حني قال له البائع أشد من اجلمع الذي أنت طالبه ولذلك قال مشتري األرض لب

والدرهم هو القطب الذي . دفعتها إليك بطيئة االجتماع سريعة التفرق : قال -. اإلجابة عظيمة املؤنة . وتفلته شديد -من سكر الغىن -واعلم أن التخلص من نزوات الدرهم وتقلبه . تدور عليه رحى الدنيا

ه صحيح العقلفلو كان إذ تفلت كان حارس: ولكنا وجدنا ضعفه عن ضبطه بقدر قلقه يف وال تغتر يقوهلم . سليم اجلوارح لرده يف عقاله ولشده بوثاق

هذين احلجرين فتتوهم : فال تكترث بقوهلم . مال صامت فإنه أنطق من كل خطيب وأمن من كل منام ساكنان ونقضهما للطبائع ومها ثابتان مجودمها وسكوهنما وقلة ظعنهما وطول إقامتهما فإن عملهما ومها

فإن كنت ال تكتفي بصنيعه حىت متده وال حتتال فيه حىت حيتال . أكثر من صنيع السم الناقع والسبع العادي فخذ لنفسك . وقويل هذا مرة يعقب حالوة األبد . له فالقرب خري لك من الفقر والسجن خري لك من الذل

وال ترض أن يكون احلرباء الراكب . فخذ لنفسك بالثقة . مرارة األبد فقولك املاضي حلو يعقب. بالثقة أين أتيح هلا حرباء تنضبة ال يرسل الساق إال ممسكا ساقا: العود أحزم منك فإن الشاعر يقول

وال تنظر إىل كثرته فإن رمل عاجل فلو أخذ منه . واحذر أن خترج من مالك درمها حىت ترى مكانه خريا منه إن القوم قد أكثروا يف ذكر اجلود وتفضيله ويف ذكر الكرم وتشريفه ومسوا . يرد عليه لذهب عن آخره ومل

وكيف يكون كذلك وهو نتاج ما بني الضعف والنفج وكيف والعطاء ال . السرف جودا وجعلوه كرما . ل كرما كان احلق لؤما وإذا كان الباط. يكون سرفا إال بعد جماوزة احلق وليس وراء احلق إىل الباطل كرم

ولئن مجعهما اسم . وإذا كانت معصية اهللا كرما كانت طاعته لؤما . معصية -حفظك اهللا - والسرف واحد ومشلهما حكم واحد ومضادة احلق للباطل كمضادة الصدق للكذب والوفاء للغدر واجلور للعدل

وقد وجنا اهللا عاب السرف . واحد والعلم للجهل ليجمعن هذه اخلصال اسم واحد وليشملنها حكم

ووجدناه خص السرف مبا مل خيص به احلمية ألنه ليس حب املرء لرهطه من . وعاب احلمية وعاب املعصية . وإمنا املعصية ما جاوز احلق واحلمية املعيبة ما تعدى القصد . املعصية وال أنفقته من الضيم من محية اجلاهلية

.مودا ومذموما وما وجدنا اسم املعصية وال اسم السرف يقع أبدا إال مذموما فوجدنا اسم األنفة قد يقع حموإمنا يسر باسم السرف جاهل ال علم له أو رجل إمنا يسر به ألن أحدا ال يسميه مسرفا حىت يكون عنده

ادح يف فإن سر من غري هذا الوجه فقد شارك امل. قد جاوز حد اجلود وحكم له باحلق مث أردفه بالباطل وما الكرم إال كبعض اخلصال . وقد أكثروا يف ذكر الكرم . اخلطإ وشاكله يف وضع الشيء يف غري موضعه

وقد زعم األولون أن . وليس شيء خيلوا من بعض النقص والوهن . احملمودة اليت مل يعدمها بعض الذم : وقد حكوا عن كسرى أنه قال . عته الكرم يسبب الغبا وأن الغبا يسبب البله وأنه ليس وراء البله إال ال

وسواء جاع فظلم وأحفظ وعسف أم جاع وكذب - احذروا صولة الكرمي إذا جاع واللئيم إذا شبع وإن كان الظلم ليس بلؤم . والظلم لؤم . وسواء جاع فظلم غريه أم جاع فظلم نفسه . وضرع وأسف

إذا كان -ولن يكون اجلود . الشكر كرم فاجلود إذا كان هللا كان شكرا له و. فاإلنصاف ليس بكرم فكيف يتكرم من. كرما - معصية

وليس اللؤم إال املعصية وليس . يتوصل بأياديك إىل معصيتك وبنعمتك إىل سخطك فليس الكرم إال الطاعة . ولئن كان جماوز احلق كرميا ليكونن املقصر دونه كرميا. جبود ما جاوز احلق وليس بكرم ما خالف الشكر

وكيف يكون قدوة من ال ينظر وال حيصل وال يفكر وال ميثل . فإن قضيتم بقول العامة فالعامة ليست بقدوة وإن قضيتم بأقاويل الشعراء وما كان عليه أهل اجلاهلية اجلهالء فما قبحوه مما ال يشك يف حسنه أكثر من

وجب الشكر كما أنه ليس ببخل إال ما على أنه ليس جبود إال ما أ. أن نقف عليه أو نتشاغل باستقصائه ولن جيب عليه الشكر . ولن تكون العطية نعمة على املعطى حىت تراود هبا نفس ذلك املعطى . أوجب اللؤم

وكل من كان جوده يرجع إليه ولوال رجوعه إليه ملا جاد عليك ولو هتيأ له ذلك . إال مع شريطة القصد ولوال بعض القول . ا جعلك معربا لدرك حاجته ومركبا لبلوغ حمبته فإمن - املعىن يف سواك ملا قصد إليك

فليس جيب ملن كان كذلك شكر وإن انتفعت بذلك منه إذا كان . لوجب لك عليه حق جيب به الشكر .لنفسه عمل ألنه لو هتيأ له ذلك النفع يف غريك ملا ختطاه إليك

الذي إن جاد عليك فلك جاد ونفعك - حجة العقل وإمنا يوصف باجلود يف احلقيقة ويشكر على النفع يففإن . أراد من غري أن يرجع إليه جوده بشيء من املنافع على جهة من اجلهات وهو اهللا وحده ال شريك له

أحدمها التعبد وقد نعبد اهللا بتعظيم : شكرنا للناس على بعض ما قد جرى لنا على أيديهم فإمنا هو ألمرين واآلخر ألن النفس ما مل حتصل . يطانني وتعظيم من هو أسن منا وإن كنا أفضل منه الوالدين وإن كانا ش

. األمور ومتيز املعاين فالسابق إليها حب من جرى هلا على يده خري وإن كان مل يردها ومل يقصد إليها وكيف جيب . هللا فإن كانت هللا فثوابه على ا. ووجدنا عطية الرجل لصاحبه ال ختلوا أن تكون هللا أو لغري اهللا

وإما أن يكون إعطاؤه -علي يف حجة العقل شكره وهو لو صادف ابن سبيل غريي ملا محلين وال أعطاين فإذا كان األمر كذلك فإمنا جعلين سلما إىل جتارته وسببا إىل بغيته أو يكون إعطاؤه إياي من . إياي للذكر

ألمل فإن كان لذلك أعطى فإمنا داوى نفسه من دائه وكان طريق الرمحة والرقة وملا جيد يف فؤاده من الغصة وا

وإنه كان إمنا أعطاين من خوف يدي أو لساين أو اجترار معونيت ونصريت فسبيله . كالذي رفه من خناقه .سبيل مجيع ما وصفنا وفصلنا

شتق له من هذا فاحلقيقة ما كان من اهللا واجملاز امل. أحدمها حقيقة واآلخر جماز : فالسم اجلود موضعان فإذا مل تكن العطية من اهللا وال هللا فليس جيوز هذا فيما . وما كان هللا كان ممدوحا وكان هللا طاعة . االسم

إن التربح والتكسب : مسوه جودا فما ظنك مبا مسوه سرفا أفهم ما أنا مورده عليك وواصفه لك على أن كثريا ممن يضاف اليوم إىل . ضة ظاهرة واإلستئكال باخلديعة والطعم اخلبيثة فاشية غالبة ومستفي

فما ظنك بدمهاء الناس ومجهورهم . النزاهة والتكرم وغلى الصيانة والتوقي ليأخذ من ذلك بنصيب واف بل ما ظنك بالشعراء واخلطباء الذين إمنا تعلموا املنطق لصناعة التكسب وهؤالء قوم بودهم أن أرباب

فاحذرهم وال . ة غلى الغفلة حىت ال يكون لألموال حارس وال دوهنا مانع األموال قد جاوزوا حد السالمواعلم أنه مسك . تنظر إىل بزة أحدهم فإن املسكني أقنع منه وال تنظر غل موكبه فإن السائل أعف منه

وإن اختلفت وجوه مسألتهم . مسكني وإن كان يف ثياب جواد وروحه روح نذل وإن كان يف جرم ملك إال أن واحدا يطلب العلق وآخر يطلب اخلرق وآخر. دار مطالبهم فهو مسكني واختلفت أق

وإمنا خيتلفون . فجهة هذا هي جهة هذا وطعمة هذا هي طعمة هذا . يطلب الدوانيق وآخر يطلب األلوف فأحذر رقاهم وما نصبوا لك من الشرك واحرس نعمتك . يف أقدار ما يطلبون على قدر احلذق والسبب

( قال رسول اهللا . واعمل على أن سحرهم يسترق الذهن وخيتطف البصر . ا هلا من الدواهي وما دسوهذا : ومسع عمر بن عبد العزيز رجال يتكلم يف حاجة فقال . إن من البيان لسحرا ) : صلى اهللا عليه وسلم

ذر احتمال مدحيهم فإن واح -ال خالبة ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقد قال رسول اهللا . واهللا سحر احلالل ولو أرضيتهم . إن مالك ال يسع مريديه وال يبلغ رضا طالبيه . حمتمل املديح يف وجهه كمادح نفسه

فكيف ومن يسخط أضعاف من يرضى وهجاء الساخط أضر من . بإسخاط مثلهم لكان ذلك خسرانا مبينا سهامهم مل تر ممن أرضيته بإشخاطهم وعلى أهنم إذا اعتوروك مبشاقصهم وتداولوك ب. فقد مديح الراضي

وما : مث يقول . بل خيليك غرضا لسهامهم ودريئة لنباهلم . أحدا يناضل عنك وال يهاجي شاعرا دونك كان عليه لو أرضاهم فكيف يرضيهم ورضا اجلميع شيء ال ينال

قاسي تعذر األمور إنك لست كمن مل يزل ي. إين أحذرك مصارع املخدوعني وأرفعك عن مضاجع املغبونني ويتجرع مرارة العيش ويتحمل ثقل الكد ويشرب بكأس الذل حىت كان ميرن على ذلك جلده ويسكن

ومن مل يزل فقريا فهو ال يعرف . وفقر مثلك مضاعف األمل وجزع من مل يعرف األمل أشد . عليه قلبه يصري موعظة لغريه وحديثا يبقى الشامتني وال يدخله املكروه من سرور احلاسدين وال يالم على فقره وال

ودعين من حكايات املستأكلني ورقي اخلادعني فما زال الناس حيفظون . ذكره ويلعنه بعد املمات ولده ودعين مما ال نراه إال يف األشعار املتكلفة واألخبار . أمواهلم من مواقع السرف وخيبئوهنا من وجوه التبذير

ذهبت املكارم إال من الكتب فخذ فيما تعلم ودع : قال بعض أهل زماننا فقد . املولدة والكتب املوضوعة هل رأيت أحدا قط أنفق ماله على قوم كان غناهم سبب فقره أنه سلم عليهم حني . نفسك مما ال تعلم فهال : فضال على غري ذلك أولست قد رأيتهم بني حممق وحمتجب عنه وبني من يقول -افتقر فردوا عليه

مث لعل بعضهم أن يتجىن عليه ذنوبا ليجعلها -جته بفالن الذي كان يفضله ويقدمه ويؤثره وخيصه أنزل حا عذرا

يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا : ) قال اهللا جل ذكره . يف منعه وسببا إىل حرمانه فأنا القائم عليك ( . ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم

فاتق أن أقوم غدا على . باملوعظة والزجر واألمر والنهي وأنت سامل العقل والعرض وافر املال حسن احلال . عدمي من املال سيئ احلال . ض رأسك بالتقريع والتعبري والتوبيخ والتأنيب وأنت عليل القلب خمتل العر

ولكن جهد البالء أن . ليس جهد البالء مد األعناق وانتظار وقع السيوف ألن الوقت قصري واحلس مغمور تظهر اخللة وتطول املدة وتعجز احليلة مث ال تعدم صديقا مؤنبا وابن عم شامتا وجارا حاسرا ووليا قد حتول

فانظر أين موقع فوت الثناء من موقع ما . تبيعة وعبدا حيقرك وولدا ينتهرك عدوا وزوجة خمتلعة وجارية مس .عددنا عليك من البالء على أن الثناء طعم ولعلك أال تطعمه واحلمد أرزاق ولعلك أال حترمه

أال ترى أن الشعر ملا كسد . وعلى أن احلفظ قد ذهب مبوت أهله . وما يضيع من إحسان الناس أكثر والعجم ال -وملا دخل النقص على كل شيء أخ الشعر منه بنصيبه وملا حتولت الدولة يف العجم أفحم أهله

ألن من كان يف الريف والكفاية وكان مغمورا بسكر الغىن كثر -حتوط األنساب وال حتفظ املقامات دة وفضيلة وعيب الغين أنه يورث البال. ومن احتاج حتركت مهته وكثر تنقريه . نسيانه وقلت خواطره وسكر الغين سبة املستأكلني . وإن أنت صحبت الغين بإمهال النفس أسكرك الغين . الفقر أنه يبعث الفكر

وإن كنت ال ترضى حبظ النائم وبعيش البهائم وأحببت أن جتمع مع متام نفس املثري ومع . وهتمة اخلداعني اقتصدت يف - هلارب واستدالل الطالب عز الغين وسرور القدرة فطنة املخف وخواطر املقل ومعرفة ا

.اإلنفاق وكنت معدا للحدثان وحمترسا من كل خداع لست تبلغ حيل لصوص النهار وحيل سراق الليل و حيل طراق البلدان وحيل أصحاب الكيمياء وحيل

ولو التجار يف األسواق والصناع يف مجيع الصناعات وحيل أصحاب احلروب وحيل املستأكلني واملتكسبني مجعت اخلرب والسحر والتمائم و السم لكانت حيلهم يف الناس أشد تغلغال وأعرض وأسرى يف عمق البدن

وأدخل إىل سويداء القلب وإىل أم الدماغ وإىل صميم الكبد وهلي أدق مسلكا وأبعد غاية من العرق ة الوثيقة ولو اختذت املمارق الساري والشبه النازع ولو اختذت احليطان الرفيعة الثخينة واألقفال احملكم

واجلواسق واألبواب الشداد واحلرس املتناوبني بأغلظ املؤن وأشد الكلف وتركت التقدم فيما هو أحضر .ضررا وأدوم شرا وال غرم عليك يف احلراسة فيه وال مشقة عليك يف التحفظ منه

فأحكم بابك ولو جعلت . حبا إنك إن فتحت هلم على نفسك مثل سم اخلياط جعلوا فيه هنجا ولقي رولو رفعت مسكة إىل العيوق لنقبوا عليك من حتتك . الباب مبهما والقفل مصمتا لتسوروا عليك من فوقك

حالوة حديثهم تدعو إىل . العزلة عبادة : وقال ابن سريين . نعم صومعة املؤمن بيته : قال أبو الدرداء . كل رخلة : فمن ذلك قول بعضهم لبعض أصحابه . شهواهتم االستكثار منهم وتدعو إىل إحضار غرائب

واشرب مشعال مث جتشأ واحدة لو أن عليها رحى لطحنت ومن ذلك قول اآلخر حني دخل على قوم وهم أقترح نشيش مقلي: اقترح أي صوت شئت قال : يشربون وعندهم قيلن فقالوا

ومن ذلك . نب األوراك جتشأ خبور الكعبة من تصبح بسبع موزات وبقدح من ل: ومن ذلك قول املديين . ال أقضي على غائب : أميا أطيب هذا أو الفالوذج أواللوزينج قال : قوهلم لبعض هؤالء وقدامهم خبيص

: قال . صف يل عبد األعلى وطعامه : ومن ذلك كالم اجلارود بن أيب سربة لبالل بن أيب بردة حني قال له حىت يأيت - عندي جدي كذا وعناق كذا وبطة كذا : ما عندك فيقول : فيقول يأتيه اخلباز فيمثل بني يديه

ليقتصر كل امرئ يف األكل حىت إذا أيت بالذي يشتهي : وما يدعوه إىل هذا قال : قال . على مجيع ما عنده ن ويهزل فيجدو. مث يؤتى باملائدة فيتضايقون حىت خيوي ختوية الظليم : مث ماذا قال : قال . بلغ منه حاجته

.حىت إذا فتروا أكل أكل اجلائع املقرور أشتهي ثريدة دكناء من الفلفل ورقطاء من احلمص ذات جفافني من اللحم هلا جناحان من : وقال آخر

العراق أضرب فيها ضرب اليتيم عند وصي السوء وسئل بعضهم عن حظوظ البلدان يف الطعام وما قسم لفارس : وقال عمر . شيم واحلشو وذهبت فارس بالبارد واحللو ذهبت الروم باجل: لكل قوم منه فقال

لنا اهلرائس والقاليا وألهل البدو اللبأ والسالء واجلراد والكمأة : فقال دوسر املديين . الشفارج واحلموض فرساهنا أال ليت خبزا قد تسربل رائبا وخيال من الربين : وقد قال الشاعر . واخلبزة يف الرائب والتمر بالزبد

.الزبد وهلم الربمة واخلالصة واحليس والوطيئة أتينا برب كأفواه البعران فخبزنا منه خبزة زيت يف النار فجعل اجلمر يتحدر عنها حتدر احلشو : وقال أعرايب مث ثردناها فجعل الثريد جيول يف اإلهالة جوالن الضبعان يف ونعت السويق بأنه من عدد . عن البطان وحيد يف . يشد فؤاد احلزين ويرد من نفس احملدود . عام العجالن وغذاء املبكر وبلغة املريض املسافر وط

قفاره جيلو البلغم ومسمونه يصفي الدم إن شئت كان ثريدا وإن شئت كان . السمني ومنعوت يف الطيب كلني والسفافني وقيل لبعض هؤالء اللعامظة واملستأ. خبيصا وإن شئت كان طعاما وإن شئت كان شرابا

.أكلي احلار وشريب القار واالتكاء على مشايل وأكلي من غري مايل : ما أمسنك قال : املقفعني ورئي مسينا ما أمسنك : وإن امتأل البطن يف حسب الفىت قليل الغناء وهو يف اجلسم صاحل وقيل آلخر : وقد قال الشاعر

: ما أمسنك قال : وقال احلجاج للغضبان بن القبعثري . قلة الفكرة وطول الدعة والنوم على الكظة: قال آكل لباب الرب : قال . إنك حلسن السمنة : وقيل آلخر . ومن كان يف ضيافة األمري مسن . القيد والرتعة

واهللا لو كان من يسأل يعطى ملا قام كرم العطية بلؤم . وصغار املعز وأدهن خبام البنفسج وألبس الكتان اللهم إين أعوذ : وقد قال بعض العرب . دار الصواب على طيب املكسبة واالقتصاد يف النفقة وم. املسألة

وأي سائل كان أحلف مسألة من اخلطيئة . بك من بعض الرزق حني رأى نافجة من ماله من صداق أمه غباروأألم ومن أألم من جرير بن اخلطفي وأخبل ومن أمنع من كثري وأشح من ابن هرمة ومن كان يشق

ابن أيب حفصة ومن كان يصطلي بنار أيب العتاهية ومن كأيب نواس يف خبله أو كان كأيب يعقوب اخلرميي يف دقة نظره وكثرة كسبه ومن كان أكثر حنرا جلزرة مل ختلق من ابن هرمة وأطعن برمح مل ينبت وأطعم لطعام مل

كرمية ومل تقصر يف ذكر الرقاشي ومل يزرع من اخلرميي فأين أنت عن ابن يسري وأين تذهب عن ابن أيبتذكر سره إن األعرايب شر من احلاضر سائل جبار وثابة مالق إن مدح كذب وإن هجا كذب وإن سب

.ال يعرفه إال نطف أو أمحق وال يعطيه غال من حيبه وال حيبه غال من هو يف طباعه . كذب وإن طمع كذب

لبذل يف الباطل فإن كنتم الشعراء تفضلون وإىل قوهلم ترجعون ما أبطأكم عن البذل يف احلق وأسرعكم إىل اوقال : قليل املال تصلحه فيبقى وال يبقى الكثري على الفساد وقد قال الشماخ بن ضرار : فقد قال الشاعر

استغن أو مت وال يغررك ذو نشب من ابن عم وال عم وال خال إين أكب على الزوراء : أحيحة بن اجلالح استغن عن كل ذي قرىب وذي رحم إن الغين من : الكرمي على األقوام ذو مال وقال أيضا أعمرها إن

استغىن عن الناس والبس عدوك يف رفق ويف دعة لباس ذي إربة للدهر لباس وال يغرنك أضغان مزملة قد غنيا إذا امرؤ ضاق عين مل يضق خلقي من أن يراين : يضرب الدبر الدامي بأحالس وقال سهل بن هارون

عنه بالياسفال يراين إذا مل يرع آصريت مستمر يا دررا منه بإبساس ال أطلب املال كي أغين بفضلته ما كان مطلبه فقرا

حبك الدهر أخوه فلو أين أشاء نعمت باال - أنت ما استغنيت عن صا : إىل الناس وقال أبو العتاهية لى أنياهبن الزجنبيل ولكين خلقت إزاء مال فأخبل بعد وباكرين صبوح أو نشيل والعبين على األمناط لعس ع

أبا مصلح أصلح وال تك مفسدا فإن صالح املال خري من الفقر أمل تر أن املرء : ذلك أو أنيل وقال آخر ذريين للغىن أسعى فإين رأيت الناس شرهم : يزداد عزة على قومه أن يعلموا أنه مثري وقال عروة بن الورد

الفقريوأهوهنم عليهم وإن أمسى له نسب وخري ويقصى يف الندى وتزدريه حليلته وينهره الصغري وتلقى وأبعدهم

ذا الغىن وله جالل يكاد فؤاد صاحبه يطري قليل ذنبه والذنب جم ولكن الغين رب غفور وقال سعيد بن لنا وأواق فلعلي أن يكثر املال عندي ويعرى من املغارم ظهري ويرى أعبد : زيد بن عمرو بن نفيل

ضع عصاك لدهر وى كأن من يكن له : ومناصيف من خوادم عشر وجتر األذيال يف نعمة زو ل تقوالن نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش ضر وجينب سر النجى ولكن أخا الفقر حمضر كل شر

ت وقد عش: وللمال مين جانب ال أضيعه وللهو مين والبطالة جانب وقال األخنس بن شهاب : وقال آخر دهرا والغواة صحابيت أولئك إخواين الذين أصاحب فأديت عين ما استعرت من الصبا وللمال مين اليوم

أطعت العرس يف الشهوات حىت أعادتين عسيفا عبد عبد إذا ما : راع وكاسب وقال ابن أذينة الثقفي عام لعام جدبه يهن على الناس جئتها قد بعت عتقا تعانق أو تقبل أو تفدى من جيمع املال وال يثبه ويترك ال

.الغزو أدر للقاح وأحد للسالح : الكد قبل املد وقال لقيط : هوان كلبه وقد قيل يف املثل اتكي : وإن التواين أنكح العجز بنته وساق إليها حني زوجها مهرا فراشا وطيئا مث قال هلا : وقال أبو املعاىف

وقال . ساعة لدنياك وساعة آلخرتك : عثمان بن أيب العاص أن تلدا الفقرا وقال - البد - فقصركما خري : وقال . أهناكم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة املال ) : صلى اهللا عليه وسلم ( رسول اهللا

) صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب . الصدقة ما أبقى غىن واليد العليا خري من اليد السفلى وابدأ مبن تعول : وقال ابن عباس ) . والثلث كثري إنك إن تدع ولدك أغنياء خري من أن يتكففوا الناس . ث الثل: (

( وقال النيب . والثلث كثري . الثلث : وددت أن الناس غضوا من الثلث شيئا لقول النيب عليه السالم الكرم أن أفقر نفسي وأنتم ترون أن اجملد و. كفى باملرء إمثا أن يضيع من يقوت ) : صلى اهللا عليه وسلم

بإغناء غريي وأن أحوط عيال غريي بإضاعة عيايل كتاركة بيضها بالعراء وملبسة بيض أخرى جناحا

كمرضعة أوالد أخرى : كمفسد أدناه ومصلح غريه ومل يأمتر يف ذاك أمر صالح وقال آخر : وقال آخر ال تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان و: ) وضيعت بنيها ومل ترقع بذلك مرقعا وقال اهللا تبارك وتعاىل

فأذن يف العفو ومل يأذن يف اجلهد وأذن يف ( . ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو : ) وقال ( . الشياطني صلى اهللا عليه ( النيب فقال له. وأراد كعب بن مالك أن يتصدق مباله . الفضول ومل يأذن يف األصول

مينعه من إخراج ماله يف الصدقة وأنتم ) صلى اهللا عليه وسلم ( فالنيب . أمسك عليك مالك ) : وسلم تأمرونه بإخراجه يف السرف والتبذير وخرج غيالن بن سلمة من مجيع ماله فأكرهه عمر على الرجوع فيه

لينفق ذو سعة من سعته ومن : ) قال اهللا جل وعز و. لو مت لرمجت قربك كما يرجم قرب أيب رغال : وقال وقال . يكفيك ما بلغك احملل ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب ( . قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله

ما قل وكفى خري مما: ( . ن إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذي: ) وقال اهللا تبارك وتعاىل . كثر وأهلى وال : ) وقال اهللا جل ذكره . إن املنبت ال أرضا قطع وال ظهرا أبقى ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب

خري مالك : ولذلك قالوا ( . البسط فتقعد ملوما محسورا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كلدين اهللا بني املقصر : وقالوا . ما نفعك وخري األمور أواسطها وشر السري احلقحقة واحلسنة بني السيئتني

وكس وال شطط عليك بالسداد واالقتصاد وال: وقالوا . بينهما يرمى الرامي : وقالوا حنيفة املثل . والغايل ليس الري : وقالوا يف املثل . ال تكن حلوا فتبتلع وال مرا فتلفظ : وقالوا . بني املمخة والعجفاء : وقالوا .

القليل الدائم أكثر من : وقالوا . الرشف أنقع للظمآن : وقالوا . يا عاد اذكر حال : وقالوا . عن التشاف الكثري

. إين ألستجم نفسي ببعض الباطل كراهة أن أمحل عليها من احلق ما ملها : وقال أبو الدرداء . املنقطع وإين حللو تعتريين مرارة وإين لصعب الرأس غري مجوح وقالوا يف عدل املصلح والئمة : وقال الشاعر

لعل له عذرا وأنت : وقالوا . ليس من العدل سرعة العذل : وقالوا . الشحيح أعذر من الظامل : املقتصد إعطاء السائل تضرية : وقال . رب ملوم ال ذنب له : وقال األحنف . رب الئم مليم : وقالوا . م تلو

فقر مدقع : ال تصلح املسألة إال يف ثالث ) : صلى اهللا عليه وسلم ( وقال النيب . وإعطاء امللحف مشاركة إذا : غري الرد وقالوا احلر يلحى والعصا للعبد وليس للملحف : وقال الشاعر . وغرم مفظع ودم موجع

. احذر إعطاء املخدوعني وبذل املغبونني فإن املغبون ال حممود وال مأجور : وقالوا . جد السؤال جد املنع :يقول . ال تكن أدىن العريين إىل السهم : ولذلك قالوا

. ب أكيس الفرار بقرا: وقالوا . إذا أعطيت السائلني مالك صارت مقاتلك أظهر ألعدائك من مقاتلهم ومن أخرج ماله من . ليس من العز أن تتعرض للذل وال من الكرم أن تستدعي اللؤم : وقال أبو األسود

وإن كان اجلود شقيق الكرم فاألنفة أوىل . يده افتقر ومن افتقر فال بد له من أن يضرع والضرع لؤم واخط مع الدهر : وقد قال الشاعر . اللهم ال تنزيل ماء سوء فأكون امرأ سوء : وقد قال األول . بالكرم

يا ليت يل نعلني من جلد الضبع وشركا من ثغرها : إذا ما خطا واجر مع الدهر كما جيري وقد قال اآلخر :وقيل لريسيموس . من احتاج اغتفر ومن اقتضى جتوز : ال تنقطع وقد صدق قول القائل

من أجدب انتجع ومن جاع : وقال . السوق إن جاع ريسيموس يف السوق أكل يف: تأكل يف السوق قال احذروا نفار النعمة فإهنا نوار وليس كل شارد مبردود وال كل ناد مبصروف وقال علي بن : وقال . جشع

وعابوا من قال . رب أكلة متنع أكالت ورب عجلة هتب ريثا : وقالوا . قلما أدبر شيء فأقبل : أيب طالب ال تكن كمن تغلبه نفسه على ما يظن وال يغلبها : وقالوا . لب أثرا بعد عني ال تط: وقالوا . أكلة وموتة :

وقال الشاعر . شر من املررئة سوء اخللف : وقالوا . فانظر كيف خترج الدرهم ومل خترجه . على ما يستيقن تقر جبناية إن يكن ما به أصبت جليال فذهاب العزاء فيه أجل وألن تفتقر جبائحة نازلة خري لك من أن تف:

ومن كان سببا لذهاب وفره مل تعدمه احلسرة من نفسه والالئمة من غريه وقلة الرمحة وكثرة . مكتسبة الشماتة مع اإلمث

وذكر عمر بن اخلطاب فتيان قرش وسرفهم يف اإلنفاق ومسابقتهم يف . املوبق واهلوان على الصاحب . إن إغناء الفقري أهون علي من إصالح الفاسد : ل خلرقة أحدهم أشد علي من عيلته يقو: التبذير فقال

. وال تكن على نفسك أشأم من خوتعة وعلى أهلك أشأم من البسوس وعلى قومك أشأم من عطر مشم وطوىب لك يوم . ومن سلط الشهوات على ماله وحكم اهلوى يف ذات يده فبقي حسريا فال يلومن إال نفسه

أرى كل قوم مينعون حرميهم وليس ألصحاب النبيذ حرمي : ض الشعراء وقال بع. تقدر على قدمي تنتفع به أخوفهم إذا ما دارت الكأس بينهم وكلهم رث الوصال سئوم فهذا بياين مل أقل جبهالة ولكنين بالفاسقني

.فأما اليوم فقد استوى الناس . عليم وقد كان هذا املعىن يف أصحاب النبيذ أوجد خذ . بكل وا بنو سعد : تقل يف القبائل فأساءوا جواره بعد أن تأذى ببين سعد قال األضبط بن قريع ملا ان

ال تطلب أثرا بعد عني : عش وال تغتر وبقول من قال : وخذ بقول من قال . بقويل ودع قول أيب العاص أخوك من صدقك ومن أتاك . امأل حبك من أول مطرة ودع ما يريبك إىل ما ال يريبك : وبقول من قال

وأخوك من احتمل ثقل نصيحتك يف حظك ومل تأمن الئمته . جهة عقلك ومل يأتك من جهة شهوتك منواعلمن : إن أخاك الصدق من لن خيدعك ومن يضري نفسه لينفعك وقال عبيد بن األبرص . إياك يف غدك

علما يقينا أنه ومن يرجى لك من ليس معكن عقلك على طباعك أو ما كان لك أخ نصيح ووزير وال تزال خبري ما كان لك واعظ من نفسك وعني م

فإن أنت مل ترزق من هذا اخلصال صل . والسعيد من وعظ بغرية . والزوجة الصاحلة عون صدق . شفيق . خري مالك ما نفعك : ولذلك قالوا . واحدة فالبد لك من نكبة موجعة يبقى أثرها ويلوح لك ذكرها

إن املال حمروص عليه ومطلوب يف قعر البحار ويف رءوس . وعظك مل يذهب من مالك ما : ولذلك قالوا وسواء فيها بطون األودية وظهور . اجلبال ويف دغل الغياض ومطلوب يف الوعورة ا يطلب يف السهولة

فطلبت بالعز وطلبت بالذل وطلبت بالوفاء وطلبت بالغدر وطلبت . الطرق ومشارق األرض ومغارهبا فلم - وطلبت بالصدق كما طلبت بالكذب وطلبت بالبذاء وطلبت بامللق بالنسك كما طلبت بالفتك

. وطلبت بالسخف كما طلبت بالنبل . تترك فيها حيلة وال رقية حىت طلبت بالكفر باهللا كما طلبت باإلميان وحسدك . وقد طلبك من ال يقصر دون الظفر . فقد نصبوا الفخاخ بكل موضع ونصبوا الشرك بكل ربع

يقال إنه . وقد يهدأ الطالب الطوائل واملطلوب بذات نفسه وال يهدأ احلريص . م دون الشفاء من ال ينا ليس يف األرض بلدة واسطة وال بادية شاسعة وال طرف من األطراف إال وأنت واجد هبا

وقد ترى شنف الفقراء لألغنياء وتسرع الرغبة إىل امللوك وبغض املاشي . املديين والبصري واحلريي وإن مل تستعمل احلذر وتأخذ بنصيبك من املداراة وتتعلم احلزم . اكب وعموم احلسد يف املتفاوتني للر

ومتثل لنفسك الغري حىت تتوهم نفسك فقريا -ودهرك خاصة - وجتالس أصحاب االقتصاد وتعرف الدهور ن ثقتك وال أوىل ضائعا وحىت تتهم مشالك على ميينك ومسعك على بصرك وال يكون أحد أهتم عند نفسك م

اختطفت اختطافا واستلبت استالبا وذوبوا مالك وحتيفوه وألزموه السل ومل - بأخذ احلذر منه من أمينك ال تعدم صناع : وقالوا . فال تكونن دون ذلك األمحق . بلي املال ربه وإن كان أمحق : وقد قالوا . يداووه

ليس هلا : ل يف املال املضيع املسلط عليه شهوات العيال وقد قال األو. فال تكونن دون تلك الصناع . ثلة . مرعى وال أكولة وعشب وال بعري : وليس مالك املال املعفى من األضراس فيقال فيه . راع ولكن حلبة

وال بقاء للمال على قلة الرعي وكثرة . فقصاراك مع اإلصالح أن يقوم ببطنك وحبوائجك ومبا ينوبك .احللب

الدين والعرض : واألكرمان . وتقدم يف حفظ مالك فإن من حفظ ماله فقد حفظ األكرمني فكس يف أمركوإذا رأت العرب مستأكال وافق غمرا قالت . للرمي يراش السهم وعند النطاح تغلب القرناء : وقد قيل . لهم سواء الناس ك) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( وقد قال رسول اهللا . ليس عليك نسجه فاسحب وخرق :

فتعرف شأن . وال خري لك يف صحبة من ال يرى لك ما يرى لنفسه ) كأسنان املشط واملرء كثري بأخيه فإن كانوا يف هذه الصفة فاستعمل احلزم وإن كانوا يف خالف ذلك عملت . أصحابك ومعىن جلسائك

. أوصاك به الرسول ولست أوصيك إال مبا . إين لست أمرك إال مبا أمرك به القرآن . على حسب ذلك اعقلها ) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( قال رسول اهللا . وال أعظك إال مبا وعظ به الصاحلون بعضهم بعضا

من نام حتت صدف مائل وهو ينوي التوكل فلريم بنفسه من طمار : وقال مطرف بن الشخري ) . وتوكل ير الذيوهو ينوي التوكل فأين التوقي الذي أمر اهللا به وأين التغر

وإمنا ينجز اهللا الطمع إذا . هنى عنه ومن طمع يف السالمة من غري تسلم فقد وضع الطمع يف موضع األماين : وفر عمر من الطاعون فقال له أبو عبيدة . كان فيما أمر به وإمنا حيقق من األمل ما كان هو املسبب له

لو كان احلذر ال ينفع : ع احلذر من القدر فقال هل ينف: أتفر من قدر اهللا قال نعم إىل قدر اهللا وقيل له لرجل قال يف ) صلى اهللا عليه وسلم ( وقال رسول اهللا . فإبالء العذر هو التوكل . لكان األمر به لغوا

ومن يك مثلي ذا : وقال الشاعر . حسيب اهللا : أبل اهللا عذرا فإذا أعجزك أمر فقل : حسيب اهللا : خصومة ملال يطرح نفسه كل مطرح ليبلي عذرا أو ليبلغ حاجة ومبلغ نفس عذرها مثل منجح عيال ومقترا من ا

إن كان : فإن مل يكن القاضي قضى غري عادل فبعد أمور ال ألوم هلا نفسي وقال زهري البايب : وقال اآلخر أحفظه التوكل أن أكون مىت أخرجت مايل أيقنت باخللف وجعلت اخللف ماال يرجع يف كيسي ومىت ما مل

إمنا التوكل أن تعلم أنك مىت أخذت بأدب اهللا أنك . أيقنت بأنه حمفوظ فإين أشهدكم أين مل أتوكل قط تتقلب يف اخلري فتجزى بذلك

فلم جتر أبو بكر ومل جتر عمر ومل جتر عثمان ومل جتر الزبري ومل جتر عبد : مث قال -إما عاجال وإما آجال إذا اشتريت مجال فاجعله ضخما : رون وكيف يشترون ويبيعون ومل قال عمر الرمحن ومل علم عمر الناس يتج

ومل قال عثمان حني سئل . فرقوا بني املنايا واجعلوا الرأس رأسني : فإن مل يبعه اخلرب باعه املنظر ومل قال عمر علي بن أيب طالب ال تشتر عيبا وال شيبا وهل حجر : ومل قيل . مل أرو من ربح قط : عن كثرة أرباحه قال

على ابن أخيه عبد اهللا بن جعفر إال يف إخراج املال يف غري حقه وإعطائه يف هواه وهل كان ذلك إال يف إن إنفاقه كان يف اخلمور والقمار ويف الفسولة والفجور وهل : طلب الذكر والتماس الشكر وهل قال أحد

حيجر على الكرام لكرمهم رأى أن حيجر على كان إال فيما تسمونه جودا وتعدونه كرما ومن رأى أن .وأي إمام بعد أيب بكر تريدون وبأي سلف بعد علي تفتدون . احللماء حللمهم

وكيف نرجو الوفاء والقيام باحلق والصرب على النائبة من عند لعموظ مستأكل ومالق خمادع ومنهوم لدينار وال يكترث للمنة وال يبايل أن بالطعام شره ال يبايل بأي شيء أخذ الدرهم ومن أي وجه أصاب ا

كيف كان ذلك الطعام وكيف كان سببه وما - إذا أكل -يكون أبدا منهوما منعوما عليه وليس يبايل وال يأمن . حكمه فإن كان مالك قليال فإمنا هو قوام عيالك وإن كان كثريا فاجعل الفاضل لعدة نوائبك

مسنك يف أدميك . فأحذر طوارق البالء وخدع رجال الدهاء . مة إال املغفل األيام إال املضلل وال يغتر بالسال: وغثك خري من مسني غريك لو وجدته فكيف ودونه أسل حداد وأبواب شداد قالت امرأة لبعض العرب

وما خري مال ليس نافع أهله وليس لشيخ احلي يف أمره أمر وقال املعلوط : إن تزوجتين كفيتك فأنشأ يقول أبا هانئ ال تسأل الناس والتمس بكفيك ستر اهللا فاهللا واسع فلو تسأل الناس التراب ألوشكوا : يعي القر

هاتوا أن ميلوا فيمنعوا: إذا قلت كان عندنا رجل مقل و كان : قال ابن حسان . مث رجع احلديث إىل البخالء وإىل طرف معانيهم وكالمهم

وحيك أنا فقري معيل وأنت غين خفيف : قال له يوما أخوه له أخ مكثر وكان مفرط البخل شديد النفح فالظهر ال تعينين على الزمان و ال تواسيين ببعض مالك و ال تتفرج يل عن شيء و اهللا ما رأيت قط وال

وحيك ليس األمر كما تظن وال املال كما حتسب وال أنا كما تقول يف البخل وال يف : مسعت أحنل منك قال يا هؤالء فرجل يهب يف ضربة . ملكت ألف ألف درهم لوهبت لك مخسمائة ألف درهم اليسر واهللا لو

خبيل وأما صاحب الثريدة البلقاء فليس عجيب من بلقة ثريدته وسائر : واحدة مخسمائة الف درهم يقال له ما كان يظهر على خوانه كعجيب من شيء واحد وكيف ضبطه وحصره وقوي عليه مع كثرة أحاديثه

ذاهبه وذلك أين يف كثرة ما جالسته ويف كثرة ما كان فيه يفنن من األحاديث مل أره خرب أن رجال وصنوف موهب لرجل درمها واحدا فقد كان يفنن يف احلزم والعزم ويف احللم والعلم ويف مجيع املعاين إال ذكر اجلود

قلبهخرج هذا الباب من لسانه كما خرج من : فإين مل أمسع هذا االسم منه قط ومما يدل على أن الروم أخبل األمم أنك ال جتد للجود : ويؤكد ما قلت ما حدثين به طاهر األسري فإنه قال

وقد . ومع االستغناء يسقط التكلف . إمنا يسمى الناس ما حيتاجون إىل استعماله : يقول . يف لغتهم امسا م اسم واحد جيمع املعاين اليت يقع عليها زعم ناس أن مما يدل على غش الفرس أنه ليس للنصيحة يف لغته

نصيحة ليس يراد به سالمة القلب فقد يكون أن يكون الرجل سليم الصدر ومل : وقول القائل . هذا االسم

وجها -على حسب رأيه فيك -حيدث سبب من أجله يقصد إىل املشورة عليك بالذي هو أرد عليك . دة اخلري وحسن املشورة ومحلك بالرأي على الصواب ففي لغتهم اسم للسالمة واسم إلرا. لنفعك

فمن . فللنصيحة عندهم أمساء خمتلفة إذا اجتمعت دلت على ما يدل عليه االسم الواحد يف لغة العرب تغديت مع راشد : وحدثين إبراهيم بن عبد العزيز قال . قضى عليهم بالغش من هذا الوجه فقد ظلم

بخي الذي يقال له الدراج فجعلت آخذ الواحدة فأقطع رأسها مث أعزله مث األعور فأتونا جبام فيه بيان س أشقها

. باثنني من قبل بطنها فآخذ شوكة الصلب واألضالع فأعزهلا وأرمي مبا يف بطنها وبطرف الذنب واجلناح ال يلقي وكان راشد يأخذ البياحة فيقطعها قطعتني فيجعل قطعة يف لقمة . مث أمجعها يف لقمة واحدة وآكلها

أي بين إذا أكلت الطعام فكل خريه : فلما بلغت اجملهود منه قال . فصرب يل على لقم عدة -رأسا وال ذنبا فأما الزجني فإنه ال يتخري وأنا . مل أنتفع بأكل التمر إال مع الزنج وأهل أصبهان : وكان يقول : بشره قال

ل من غريها وال ينظر إىل ما بني يديه حىت يفرغ من وأما األصبهاين فإنه يقبض القبضة وال يأك. أختري ال جرم أن الذي يبقى من التمر ال ينتفع به العيال إذا كان . والتخري قرفة وجور . وهذا عدل . القبضة

وزعم . ليس من األدب أن جتول يدك يف الطبق وإمنا هو متر وما أصاب : وكان يقول . قدام من يتخري كان موسى يأمرنا أال نأكل ما دام أحد منا مشغوال : خي موسى بن جناح قال سري بن مكرم وهو ابن أ

فلما رآنا ال نطاوعه دعا ليلة باملاء مث خط بإصبعه خطا وأحاديثه يف صدر هذا الكتاب . بشرب املاء وطلبه .وهذا منها .

ه وأنتم تسمعونه يقول وحيكم كيف تسيغون طعام: وقال املكي لبعض من كان يتعشى ويفطر عند الباسياين مث ترونه ال يقرؤها إال وأنتم على العشاء وال ( . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا : )

ألبان إبل تعلة بن مسافر ما دام ميلكها على حرام وطعام : أنتم واهللا ضد الذي قال . يقرأ غري هذه اآلية : ان بن أوىف مثله ما دام يسلك يف البطون طعام إن الذين يسوغ يف أعناقهم زاد مين عليهم للئام قال عمر

فمىت تعجب أعجب من مخسني رجال من العرب فيهم أبو رافع الكاليب وهو شاعر ندى يفطرون عند أيب . رآن ويقول احلق فإفطاري من طعام نصراين أشد من إفطاري من طعام مسلم يقرأ الق. عثمان األعور

فمررنا بناطور على هنر . كنت مع أيب ومعنا شيخ من موايل احلي : وحدثين أبو املنجوف السدوسي قال فلم يلبث أن جاءنا بطبق عليه رطب سكر وجيسوان أسود فوضعه بني . فجلسنا إليه . األبلة وحنن تعبون

فلما رأيت أيب. فأكل الشيخ الذي كان معنا . أيدينا . واهللا إين ألشتهيه : مل ال تأكل قال : فأقبل الناطور على أيب فقال . أكل مل آكل ويب إىل ذلك حاجة ال ي

فلو جئتنا بشيء من السهريز والربين . ولكن ال أظن صاحب األرض أباح لك طعام الناس من الغريب دخل : قال املكي . قط ولكين أنا مل أنظر يف شيء من هذا: فقال موالنا وهو شيخ كبري السن . ألكلنا

فجذب ثوب . فوجد الصف تاما فلم يستطع أن يقوم وحده . إمساعيل بن غزوان إىل بعض املساجد يصلي فلما تأخر الشيخ ورأى الفرج تقدم فقام يف موضع الشيخ وترك الشيخ . شيخ يف الصف ليتأخر فيقوم معه

ومن رأيه . مة حيتشم أن يقعد على خوانه من ال يأنس به وكان مثا. قائما خلفه ينظر يف قفاه ويدعو اهللا عليه

فاحتمل ذلك مثامة يف . فحبس قاسم التمار يوما على غدائه بعض من حيتشمه . أن يأكل بعض غلمانه معه ما : فأقبل عليه فقال . مث عاد بعد ذلك إىل مثلها ففعل ذلك مرارا حىت ضج مثامة واستفرغ صربه . نفسه

فلم حتبس على طعامي من ال آنس به . لو أردمت لكان لساين مطلقا وكان رسويل يؤدي عين يدعوك إىل هذا .إمنا أريد أن اسخيك فأنفي عنك التبخيل وسوء الظن : قال

. قد حترك بطين فأريد املنزل : أين تريد قال : فلما أن كان بعد ذلك أراد بعضهم االنصراف قال له قاسم نا فإن الكنيف خال نظيف والغالم فارغ نشيط وليس من أيب معن حشمة ومنزله فلم ال تتوضأ هاه: قال

فلما كان بعد ذلك حبس آخر فاغتاظ . فلما كان بعد أيام حبس آخر . منزل إخوانه فدخل الرجل فتوضأ هذا حيبسهم على غدائي ألن يسخيين حببسهم : مث قال . مثامة وبلغ يف الغيظ مبلغا مل يكن على مثله قط

فالن يكره : على أن خيرءوا عندي مله ألن من مل خيرأ الناس عنده فهو خبيل على الطعام وقد مسعتهم يقولون فالن يكره أن خيرأ عنده وكان قاسم شديد األكل شديد اخلبط : ومل أمسع أحدا قط قال . أن يؤكل عنده

وكان يعمل عمل رجل مل . ام نفسه وكان أسخى الناس على طعام غريه وأخبل الناس على طع. قذر املؤاكلة . فكان ال يرضى بسوء أدبه على طعام مثامة حىت جير معه ابنه إبراهيم . يسمع باحلشمة وال بالتجمل قط

وكان بينه وبني إبراهيم ابنه يف القذر ما بينه وبني مجيع العاملني فكانا إذا تقابال على خوان مثامة مل يكن ألحد حظ يف الطيبات فأتوه يوما بقصعة ضخمة فيها ثريدة كهيئة الصومعة مكللة بإكليل على أمياهنما ومشائلهما

فأخذ قاسم الذي يستقبله مث أخذ مينة وأخذ ما بني يدي من كان بينه . من عراق بأكثر ما يكون من العراق مث مال على جانبه األيسر فصنع مثل ذلك. وبني مثامة حىت مل يدع إال عرقا قدام مثامة

وعارضه ابنه وحاكاه فلما أن نظر مثامة إىل الثريدة مكشوفة القناع مسلوبة عارية واللحم كله بني . لصنيع اواحتسب هبا يف . يديه وبني يدي ابنه إال قطعة واحدة بني يديه تناوهلا فوضعها قدام إبراهيم ابنه ومل يدفعها

إكرام مثامة البين وكيف خصه فلما حكى هذا يل أما رأيتم: فقال قاسم ملا فرغ من غدائه . الكرامة والرب ويلك ما أظن أن : ويلك ما أظن أن يف األرض عرقا أشام على عيالك منه فلما حكى هذا يل قلت : قلت

فإن قدر . يف األرض عرقا أشأم على عيالك منه هذا أحرجه الغيظ وهذا الغيظ ال يتركه حىت يتشفى منك وليس أحد إال . وأبواب التجين كثرية . وإن مل يقدر أقدره لك الغيظ . لك على ذنب فقد واهللا هلكت

فكيف وأنت ذنوب من قرنك إىل قدمك وكان مثامة يفطر أيام كان يف . وفيه ما إن شئت جعلته ذنبا ويف حشوة املتكلمني أخالق قبيحة . فكثروا عليه وأتوه بالرقاع والشفاعات . أصحاب الفساطيط ناسا

فلما رأى مثامة ما قد دمهه أقبل عليهم وهم . أهل الكالم وعلى أرباب الصناعات حمنة عظيمة وفيهم علىومن مل جتئنا شفاعته فأكرمه . كلكم واجب احلق . إن اهللا عز وجل ال يستحيي من احلق : يتعشون فقال

كما أنا لو. كمن تقدمت شفاعته باحلرمان من بعض أو باحلمل عليه أو باالعتذار إليه فكذلك أنتم إذا أعجزنا أو بدا لنا فليس بعضكم أحق

ومىت قربتكم وفتحت بايب لكم وباعدت من هو أكثر منكم عددا وأغلقت بايب دوهنم مل يكن يف . من بعض وقعت بني : فانصرفوا وال تعودوا قال أبو حممد العروضي . إدخايل إياكم عذر يل وال يف منع اآلخرين حجة

معيشيت : فمسك رجل حبلقه فعصره فصاح . ملغين حيجز بينهم وكان شيخا معيال خبيال قوم عربدة فقام ا

فلما كان عند انصرافه . وهبوا للكناين املغين خابية فارغة : وحثين ابن كرمية قال . معيشيت فتبسم وتركه فكان . يه فلم حيملها وأدركه ما يدرك املغنني من الت. ومل يكن عنده كراء محاهلا . وضعوها له على الباب

مث . ويقوم من ناحية كي ال يراه إنسان ويرى ما يصنع . يركلها ركلة فتدحرج وتدور مببلغ محية الركلة فلم يزل يفعل ذلك إىل أن بلغ هبا املنزل قالوا . يدنو منها مث يركلها أخرى فتدحرج وتدور ويقف من ناحية

بن احلسن قد استخفى بالبصرة يف عبد القيس من أمري املؤمنني كان عبد النور كاتب إبراهيم بن عبد اهللا : وكان. وكان يف غرفة قدامها جناح . أيب جعفر وعماله

فلما سكن الطلب شيئا وثبت عنده حسن جوار القوم صار جيلس يف اجلناح يرضى . ال يطلع رأسه منها فلما طالت به األيام . وحشة بأن يسمع الصوت وال يرى الشخص ملا يف ذلك من األنس عند طول ال

فلما طالت األيام صار ينظر من شق باب كان . ومرت أيام السالمة جعل يف اجلناح خرقا بقدر عينه فلما مل ير شيئا يريبه قعد . ول فاألول إىل أن صار خيرج رأسه ويبدي وجهه مث ما زال يفتحه األ. مسمورا

مث صلى بعد . فلما زاد يف األنس جلس على باب الدار مث صلى معهم يف مصالهم ودخل . يف الدهليز وكانوا يفيضون يف احلديث ويذكرون من الشعر الشاهد واملثل ومن اخلرب . والقوم عرب . ذلك وجلس

وهو يف ذلك ساكت إذا أقبل عليه ذات يوم فىت منهم خرج عن أدهبم وأغفل بعض ما . واملقامات األيام يا شيخ إنا قوم خنوض يف بعض ضروب فرمبا تكلمنا باملثلبة وأنشدنا اهلجاء : راضوه به من سريهتم فقال له

وأخبار املثلب بأسرها مل نأمن ولو اجتنبنا أشعار اهلجاء كلها. فلوا أعلمتنا ممن أنت جتنبنا كل ما يسوءك . فلو عرفتنا نسبك كفيناك مساع ما يسوءك من هجاء . أن يكون ثناؤنا ومدحينا لبعض العرب مما يسوءك

ال أم لك حمنة كمحنة اخلوارج وتنقري كتنقري العيابني : فلطمه شيخ منهم وقال . قومك ومن مديح عدوك .إال عما توقن بأنه يسره ومل ال تدع ما يريبك إىل ماال يريبك فتسكت

فتحولت إىل شق بين متيم فنزلت برجل فأخذته . مث إن موضعي نبا يب لبعض األمر : وقال عبد النور : قال وكان للرجل كنيف إىل جانب داره يشرع يف طريق ال . بالثقة وأكمنت نفسي إىل أن أعرف سبيل القوم

وكان صاحب الدار ضيق . غائط من خالء ذلك اجلناح إال أن من مر يف ذلك الشارع رأى مسقط ال. ينفذ فكان القوم إذا مروا به ينظرون إىل موضع الزبل والغائط فال يذهب قليب إىل . العيش فاتسع بنزويل عليه

فبينا أنا جالس ذات يوم إذا أنا بأصوات ملتفة على الباب وإذا صاحيب ينتفي . شيء مما كانوا يذهبون إليه ما هذا الثلط الذي يسقط من جناحك بعد أن كنا ال نرى إال : ريان قد اجتمعوا إليه وقالوا ويعتذر وإذا اجل

شيئا كالبعر من يبس الكعك وهذا ثلط يعرب عن أكل غض ولوال أنك انتجعت على بعض من تستر وتواري هذا طلبة الستر دون الفاحشات وال يلقاك دون اخلري من ستر ولوال أن : وقد قال األول . ألظهرته

إذا حسنت حالك يف عاجل -ولست تبايل . فلسنا نأمن من أن جير على احلي بلية . السلطان ملا توارى قال عبد النور . فإما أن خترجه إلينا وإما أن خترجه عنا . إالم يفضي بك احلال وما تلقى عشريتك -أيامك

.هذا وعيد : جت من اجلنة إىل النار وقلت هذه واهللا القيافة وال قيافة بين مدجل إنا هللا خر: فقلت : فلم أظن أن اللؤم يبلغ ما رأيت من هؤالء وال ظننت أن الكرم يبلغ ما رأيت من . وقد اعذر من انذر

فأقبل على . أولئك شهدت األصمعي يوما وأقبل على جلسائه يسأهلم عن عيشهم وعما يأكلون ويشربون

وفيه : قال . نعم : أكل يوم حلم قال : قال . اللحم : دمك قال أبا فالن ما أ: الذي عن ميينه فقال بئس العيش هذا ليس : قال . نعم : الصفراء والبيضاء واحلمراء والكدراء واحلامضة واحللوة واملرة قال

كان عمر بن اخلطاب رمحة اهللا عليه ورضوانه. هذا عيش آل اخلطاب أبا فالن ما أدمك : مث سأل الذي يليه قال . د من اخلمر مد من اللحم كم: وكان يقول . يضرب على هذا

قال فتجمع السمن والسمني على . نعم : أيف آدامك مسن قال : قال . اآلدام الكثري واأللوان الطيبة : قال كان ابن اخلطاب رمحة اهللا عله ورضوانه يضرب . ليس هذا عيش آل اخلطاب : قال . نعم : مائدة قال إن العرب لو أكلت هذا : إذا وجد القدور املختلفة الطعوم كدرها يف قدر واحدة وقال وكان . على هذا

. اللحم السمني واجلداء الرضع : أبا فالن ما أدمك قال : مث يقبل على اآلخر فيقول . لقتل بعضها بعضا رب على هذا كان ابن اخلطاب يض. ليس هذا عيش آل اخلطاب : قال . نعم : فتأكله باحلوارى قال : قال

أال تراه كيف ينتفي من أكله . أتروين ال أعرف الطعام الطيب لباب الرب بصغار املعزى : أو ما مسعته يقول . أكثر ما نأكل حلوم اجلزور : أبا فالن ما أدمك فيقول : وينتحل معرفته مث يقبل على الذي يليه فيقول : تأكل من أكبادها وأمسنتها وتتخذ لك الصباغ قال أف: قال . ونتخذ منها هذه القاليا وجنعل بعضها شواء

أتروين : أو ما مسعته يقول . كان ابن اخلطاب يضرب على هذا . ليس هذا عيش آل اخلطاب : قال . نعم ال أقدر أختذ أكبادا وأفالذا وصالئق وصنابا أال تراه كيف ينكر أكله ويستحسن معرفته مث يقول للذي يليه

طعام العجم وعيش كسرى : قال . الشبارقات واألخبصة والفالوذجات : مك فيقول أبا فالن ما أد: بئس العيش هذا ليس : كل ذلك يقول . حىت أتى على آخرهم -ولباب الرب بلعاب النحل خبالص السمن

: فلما انقضى كالمه أقبل عليه بعضهم فقال . كان ابن اخلطاب يضرب على هذا . هذا عيش آل اخلطاب . يوما لنب ويوما زيت ويوما مسن ويوما متر ويوما جنب ويوما قفار ويوما حلم : سعيد ما أدمك قال يا أبا

.عيش آل اخلطاب فلما . فإن غال فبدرهم . كان احلسن يشتري ألهله كل يوم بنصف درهم حلما : قال أبو األشهب : مث قال

من مل حيسن مينع مل حيسن : يش أنه كان يقول ونبئت عن رجل من قر. حبس عطاؤه كانت مرقته بشحم . أي بين إنك إن أعطيت يف غري موضع اإلعطاء أوشك أن تستعطي الناس فال تعطي : يعطى وأنه قال البنه

إن الطمع ال يزال طمعا وصاحب الطمع . هل علمتم أن اليأس أقل من القناعة وأعز : مث أقبل علينا فقال شهوة مفسدة وضرس طحون : والعيال عياالن . ف الطمع الكاذب من الصادق ال ينتظر األسباب وال يعر

وأنا . وقد زعموا أن العيال سوس املال وأنه ال مال لذي عيال . وأكل الشهوة أثقل من أكل الضرس . ما عال أحد : وقد قال احلسن . إن الشهوة تبلغ ما ال يبلغ السوس وتأيت على ما يقصر دونه العيال : أقول

ألين اختذت العيال قبل املال : مالك ال ينمي لك مال قال : وقيل ليشخ من أهل البصرة . ط عن قصد قوقد رأيت من تقدم عياله ماله فجربه اإلصالح ورفده االقتصاد وأعانه حسن . واختذ الناس املال قبل العيال

إن الرجل يكون عليه ألف: معاوية وقال إياس بن . أر لشهواين تدبريا وال لشره صربا : وقال . التدبري ويكون عليه . ويكون عليه ألفان فينفق ألفني فيصلح فتصلح له الغلة . فينفق ألفا فيصلح فتصلح له الغلة

كنت أرى زيادا : وذكر احلديث عن أيب لينة قال . ألفان فينفق ثالثة آالف فيتبع العقار يف فضل النفقة

وكان سلم بن قتيبة يركب بغلة . عنقها حبل من ليف مدرج على عنقها وهو أمري مير بنا على بغلة يف بذلة نيب وقعود جبار : ورآه الفضل بن عيسى على محار وهو أمري فقال . وحده ومعه أربعة آالف رابطة

. ولكنه أراد هدى الصاحلني . ولو شاء أبو سيارة أن يدفع بالعرب على مجل مهري أو فرس عتيق لفعل : مث قال ألصحابه . جنبوين هذا الشيطان : فقال ألصحابه . فنزل عنه . لى برذون فهملج حتته ومحل عمر ع

ما أعرف شيئا مما كان : قد كنت أعجب من بعض السلف حيث قال . ال تطلبوا العز بغري ما أعزكم اهللا به إلسراف وما رفعوا البنيانومل يزل الناس يف هبوط ما ترفعوا با. وأنا أقول ذلك . الناس عليه إال األذان

وإن من أعجب ما رأيت يف هذا الزمان أو مسعت مفاخرة مويس بن عمران أليب عبيد اهللا بن . للمطاولة سليمان يف أيهما كان أسبق إىل ركوب الرباذين وما للتاجر وللربذون وما ركوب التاجر للرباذين إال

واختذوا احلمامات يف الدور وأقاموا وظائف الثلج كركوب العرب للبقر ولو كانوا إذا جلسوا يف اخليوشوالرحيان واختذوا القيان واخلصيان استرد الناس ودائعهم واسترجعت القضاة أموال األيتام واحلشرية منهم

وإذا رآهم أصحاب الغالت وأهل الشرف والبيوتات أنفوا أن . لعادوا إىل دينهم وعيشهم واقتصادهم زعم أبو يعقوب اخلرميي أن جعفر بن حيىي أراد يوما . فهلكوا وأهلكوا . اهليئة يكونوا دوهنم يف البزة و

سأنزل يف : حاجة كان طريقه إليها على باب األصمعي وأنه دفع إىل خادم له كيسا فيه ألف دينار وقال له .فإذا رأيتين قد ضحكت فضع الكيس بني يديه . وسيحدثين ويضحكين . رجعيت إىل األصمعي

دخل فرأى حبا مقطوع الرأس وجرة مكسورة العروة وقصعة مشعبة وجفنة أعشارا ورآه على مصلى فلمافلم يدع . غمز غالمه بعينه أال يضع الكيس بني يديه وال يدفع إليه شيئا -بال وعليه بركان أجرد

ما أدري من أي : األصمعي شيئا مما يضحك الثكالن والغضبان إال أورده عليه فما تبسم فقال له إنسان أمر يك أعجب أمن صربك على الضحك وقد أورد عليك ما ال يصرب على مثله أم من تركك إعطاءه وقد

ومن زرع . ويلك من استرعى الذئب فقد ظلم : كنت عزمت على إعطائه وهذا خالف ما أعرفك به قال وأين يقع . فقت بنشره له باللسان إين واهللا لو علمت أنه يكتم املعروف بالفعل ملا ارت. سبخة حصد الفقر

هللا در نصيب حيث . مديح اللسان من مديح آثار الغىن على اإلنسان فاللسان قد يكذب واحلال ال تكذب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك احلقائب: يقول

الشاعر يكذب ويصدق أعلمت أن ناووس أبرويز أمدح له من شعر زهري آلل سنان بن أيب حارثة ألن كان األصمعي يتعوذ باهللا من . فلست بعائد إىل هذا مبعروف أبدا . وبنيان ال يكذب مرة ويصدق مرة

فاتفق أن أتاه . فأنعم اهللا عليه حىت صار هو املستقرض منه واملستفرض ما عنده . االستقراض واالستقراض هجما عليه معا فأثقله ذلك . يطلب القرض وكان أحدمها يطلب الفرض واآلخر. يف يوم واحد رجالن

ولكل زمان تدبري ولكل . تتبدل األفعال بتبدل احلال : ومأل صدره مث أقبل على صاحب السلف فقال كان الفقيه مير باللقطة فيتجاوزها وال يتناوهلا كي ميتحن حبفظها . شيء مقدار واهللا يف كل يوم يف شأن فلما تبدلوا وفسدوا وجب على . دهر يريدون األمانة وحيوطون اللقطة سواه إذ كان جل الناس يف ذلك ال

وقد بلغين أن رجال أيت . الفقيه إحرازها واحلفظ هلا وأن يصرب على ما نابه من احملنة واخترب به من الكلفة

ال والطام جئت للقت: مالك قال : فقال له . صديقا له يستقرض منه ماال فتركه بالباب مث خرج إليه مؤتزرا ومل: قال . واخلصومة والصخب

فلو أخذته على طريق الرب . وإما أن متطلين به . إما أن تذهب به : ألنك يف أخذ مايل بني حالني : قال وإذا أخذته من طريق السلف كانت العادة يف . والصلة العتددت عليك حبق ولوجب عليك به شكر

وإذا تقاضيتك أغضبتك وإذا أغضبتك أمسعتين ما أكره . اضي الديون والسرية يف األسالف الرد أو التقفإذا . فتجمع على املطل وسوء اللفظ والوحشة وإفساد اليد يف األسالف وأنت أظلم فأغضب كما غضبت

فما ظنك مبئق من -أنا تئق وصاحيب مئق : نقلتين إىل حالك فعلت فعلك وصرت أنا وأنت كما قال العريب ولكين أدخل إىل املنزل فأخرج إليك - ضب القى متأقا من املوق مملوءا من الكفران الغيظ مملوء من الغ

وقد علمت أن ضرب املوعظة دون ضرب احلقد والسخيمة . مؤتزرا فأعجل لك اليوم ما أخرته إىل غد وبعد فأنا أضن بصداقيت لك وأشح على نصييب منك. فتربح صرف ما بني األملني وفضل ما بني الشتمني

. فال تلمين على أن كنت عندي واحدا من أهل عصرك . من أن أعرضه للفساد وأن أعينك على القطيعة .فإن كنت عند نفسك فوقهم وبعيدا من مذهبهم فال تكلف الناس علم الغيب فتظلمهم

د أم كان يقال أحق اخليل بالركض املعار بع: فلما قالوا . وما زالت العارية مؤداة والوديعة حمفوظة : مث قال -فاقتل : إنه عارية وقال اآلخر : ارفق به قال : أحق اخليل بالصون املعار وبعد املؤمنني قيل لبعضهم :

واخفض جناحك إن مشيت ختشعا حىت تصيب وديعة ليتيم : وملا قالوا . فسدت العارية واستد هذا الباب لون والصارفون وجب حفظها ودفنها وكان أكل وحني أكلت األمانات األمناء واألوصياء ورتع فيها املعدلو : وهذا مع قول أكثم بن صيفي يف ذلك الدهر . األرض هلا خريا من أكل اخلئون الفاجر واللئيم الغادر

وأنا اليوم أهني عن العارية والوديعة وعن القرض . أكسب أهلي ذما : أين تذهبني قالت : سئلت العارية ولو . أما القرض فما أنبأتك وأما الفرض فليس يسعه إال بيت املال . ويل فعلي والفرض وأكره أن خيالف ق

وهبت لكدرمها واحدا لفتحت على مايل بابا ال تسده اجلبال والرمال ولو استطعت أن أجعل دونه ردما كردم ياجوج

وإن طعموا مل . اليأس إن الناس فاغرة أفواههم حنوه من عنده دراهم فليس مينعهم من النهس إال . ومأجوج تبق راغية وال ثاغية وال سبد وال لبد وال صامت وال ناطق إال ابتلعوه والتهموه أتدري ما تريد بشيخك إمنا

وقد تعلم ما جاء يف قتل النفس املؤمنة فلم أشبه قول األصمعي هلذا . فإذا أفقرته فقد قتلته . تريد أن تفقره على نصييب منك من أن أعرضه للفساد إال بقول مثامة حني قال البن أنا أضن بك وأشح : الرجل حني قال

وذلك أنه ندم فرأى أن هذا القول جيعل ذلك منه يدا . بالنظر مين أقول لك والشفقة مين أسبك : سافري وما : قال . ويل إليك أيضا حاجة : يل إليك حاجة فقال مثامة : وشهدت مثامة وقد أتاه رجل قال . ونعمة فحاجيت أال تسألين هذه : قال . نعم : قال . لست أذكرها لك حىت تضمن يل قضاءها : تك قال حاج

وليس يكون . هي حاجة : فما هي قال : قال . بلى قد دريت : إنك ال تدري ما هي قال : قال . احلاجة ين ال أرد ما لك: قال . فقد رجعت عما أعطيتك : قال . الشيء حاجة إال وهي خترج إىل شيء من الكلفة

.أخذت

يل حاجة إىل مثامة بن أشرس ألين أنا . قل : قال . يل حاجة إىل منصور بن النعمان : فأقبل عليه آخر فقال فأنا ال : مث قال . فاحلاجة أنا أقضيها لك وغريي يقضيها يل . الذي أقضي لك احلاجة ومنصور يقضيها يل فمن سألته . ن الدراهم من قلوب الناس وألن احلوائج تنقض أتكلم يف الواليات وال أتكلم يف الدراهم ألليس عندي دراهم ولو . فتعجيلي تلك العطية لك أروح يل . اليوم أن يعطيك سألين غدا أن أعطي غريك

علي لكم من . ولكن أؤنب لكم من شئتم . كان عندي دراهم لكانت نوائيب القائمة الساعة تستغرقها قلت له فإذا أتيت رجال يف أمر مل تتقدم فيه مبسألة كيف يكون جوابه لك فضحك التأنيب كل ما تريدون

ذكرتين : حىت وجاء مرة أبو مهام املسوط يكلمه يف مرمة داره اليت تطوع ببنائها يف رباط عبادان فقال قد كنت عزمت على هدمها حني بلغين أن اجلربية. الطعن وكنت ناسيا

فتعجب من ذا قد أردت أن أهدم : هللا هتدم مكرمة ودارا قد وقفتها للسبيل قال سبحان ا: قال . قد نزلتها املسجد الذي كنت بنيته ليزيد بن هاشم حني ترك أن يبنيه يف الشارع وبناه يف الرائغ وحني بلغين أنه خيلط

ساحة األرض وكان فلو أراده أبو مهام وجد من مثامة مربدا مجيع م. يف الكالم ويعني البشرية على املعتزلة إن صديقك : ومتشى رجل إىل الغاضري قال . حني يسوي لك اللفظ ال ينظر يف صالح املعاين من فسادها

فليس عليه قطع الطريق : قال . أن ختلف عليه : فأي شيء تريد قال : قال . القادمي قد قطع عليه الطريق لو شئت أن أقول لقلت وأن : ال فقال بل على قطع وأتى ابن سكاب الصرييف صديق له يستلف منه ما

وليس. أعتل اعتللت وأن أستعري بعض كالم من يستلف منه إخوانه فعلت فإن التمست يل عذرا فهو أروح لقلبك وإن مل . أرى شيئا خريا من التصحيح وقشر العصا وليس أفعل

عندنا من شيء نعول عليه وقد بلغ واهللا ما : وضاق الفيض بن يزيد ضيقا شديدا فقال . تفعل فهو شر لك والرأي أن ننزل هذه النائبة مبحمد بن عباد فإنه يعرف . والبيع ال يكون إال مع طول املدة . السكني العظم

احلال وصحة املعاملة وحسن القضاء وما لنا من السبب املنتظر فلو كتبت إليه كتابا لسره ذلك ولسد منا ناول القلم والقرطاس ليكتب إليه كتاب الواثق املدل ال يشك أنه سيتلقى فت. هذه اخللة القائمة الساعة

ومضى بعض من كان يف اجمللس إىل حممد بن عباد ليبشره بسرعة - حاجته مبثل ما كان هو املتلقي هلا منه .ليه فأمر بالكتابة إليه ليشغله حباجته إليه عن حاجته إ. فأتاه أمر ال يقوم به . ورود حاجة الفيض إليه

. وأرزاقنا من الديوان قد احتبست . مايل يضعف والدخل قليل والعيال كثري والسعر غال : فكتب إليه فإن رأيت أن تبعث إيل مبا . وقد تفتحت علينا من أبواب النوائب يف هذه األيام ما مل يكن لنا يف حساب

فلما قرأه . بل نفوذ كتابه إليه أمكنك فعجل به فإن بنا إليه أعظم احلاجة فورد الكتاب على الفيض قوقد كنت على . يا أخي تضاعفت على املصيبة حىت مجعت خلة عيالك إىل خلة عيايل : استرجع وكتب إليه

وسأحترك يف بيع ما عندي ولو ببعض . وسأضطرب يف وجوه احليل غري هذا االضطراب . االحتيال هلم وكان رجل . ي صاحبه يف أشد احلركة وأتعب التعب فلما رجع الكتاب على ابن عباد سكن وألق. الطرح

وكان يكثر استزارة ابن عباد ويتلف عليه من األموال من طريق الرغبة . من أبناء احلربية له سخاء وأرحيية وقد كان . وكان يظن بكرمه أن زيارته ابن عباد يف منزله زيادة يف املؤانسة . يف األدباء ويف مشايخ الظرفاء

وقد رضيت . جئتك من غري دعاء : فأتاه يوما متطرئا قال . ه ولكنه مل يظن أنه ال حيلة يف سببه بلغه إمساك :مبا حضر ال بد من أن يقع على شيء قال : وقولك . فليس حيضر شيء : قال . مبا حضر

بيذ لو كان عندنا ن: وقطعه ماحل ليس هي شيء قال بلى فنحن نشرب على الريق قال : فقطعة ماحل قال فإذا صرت إىل حتويل النبيذ فحول أيضا ما يصلح للنبيذ : قال . فأنا أبعث إىل نبيذ : قال . كنا يف عرس

وليس جيوز . ليس مينعين من ذلك ومن إحضار النقل والرحيان إال أن أحتسب لك هذه الزورة بدعوة : قال يف : لكم فيه صالح وليس على فيه فساد فقد انفتح يل باب : فقال حممد . ذلك إال بأن يكون لك فيها أثر

فإهنا سحيقة منجردة -فإن حنن وجدنا إنسانا يصعدها . وهلما فرخان مدركان . هذه النخلة زوج ورشان جعلنا الواحد طباهجة واآلخر جردناجا فإنه يوم فطلبوا يف اجلريان -فإهنما قد صارا ناهضني -ومل يطريا -

فما زال الرسول يطلبه . فدلوهم على أكار لبعض أهل احلربية . لم يقدروا عليه إنسانا يصعد تلك النخلة ف. هذه ال تصعد وال يرتقي عليها إال بالتبليا والرببند : فلما جاء ونظر إىل النخلة قال . حىت وقع عليه

ا صار يف فلم. مث أتاهم به . فذهب فغرب مليا . فكيف أرومها أنا بال سبب فسألوه أن يلتمس هلم ذلك فكان هو الطباهج واجلردناج وهو الغداء وهو العشاء. أعالها طار أحدمها وأنزل اآلخر

وكان كثري املال كثري -وكتب إبراهيم بن سيابة إىل صديق له يساويه يف األدب ويرتفع عليه يف احلال صديقه هذا يعتذر فكتب إليه . يستسلف منه بعض ما يرتفق به إىل أن يأتيه بعض ما يؤمل - الصامت وأنا اليوم . والناس يضيفون إىل الناس يف هذا الباب ما ليس عندهم . إن املال مكذوب له وعليه : ويقول

فلما ورد كتابه على ابن سبابة كتب إليه . وأحق من عذر الصديق العاقل . مضيق وليست احلال كما حنب احتجنا : قال عمرو اجلاحظ . جعلك اهللا معذورا إن كنت كاذبا فجعلك اهللا صادقا وإن كنت ملوما ف:

عند التطويل وحني صار طويال كبريا إىل أن يكون قد دخل فيه من علم العرب وطعامهم وما يتمادحون به ولوال أن خيرج من مقدار شهوة . وما يتهاجون به شيء وإن قل ليكون الكتاب قد انتظم مجل هذا الباب

والدعوة اسم جامع . الطعام ضروب . ب واألعراب أكثر من مجيع هذا الكتاب الناس لكان اخلرب عن العرواملأدبة اسم لكل طعام دعيت إليه . مث منه العرس واخلرس واإلعذار والوكرية والنقيعة . وكذلك الزلة .

.اجلماعات . القرآن مأدبة اهللا :حنن يف املشتاة ندعو اجلفلى ال ترى اآلدب فينا ينتقر وجاء يف احلديث : قال الشاعر

. أومل ولو بشاة : لعبد الرمحن ) صلى اهللا عليه وسلم ( وقد زعم ناس أن العرس هو الوليمة لقول النيب ال جييب الوالئم جيعالن طعام : وكان ابن عوف واألصمعي من بعده يذمان عمرو بن عبيد ويقولون

إال أن املفضل الضيب زعم أن هذا االسم . ف والعرس معرو. اإلمالك واألعراس والسبوع واخلتان وليمة وكان األصمعي جيعل العروس رجال بعينه كان بىن على أهله فلم . ال عطر بعد عروس : مأخوذ من قوهلم

ومثل هذا ال يثبت إال بأن يستفيض يف الشعر . فسمى بعد ذلك كل بان على أهله بذلك االسم . تتعطر له .ويظهر يف اخلرب

وزعموا أن أصل ذلك مأخوذ من . فالطعام الذي يتخذ صبيحة الوالدة للرجال والنساء وأما اخلرس قالت جارية ولدت حني مل يكن هلا من خيدمها وميارس هلا ما ميارس . واخلرسة طعام النفساء . اخلرسة

ها بلؤم إذا أسدية ولدت غالما فبشر: ويف اخلرسة يقول مساور الوراق . خترسي ال خمرسة لك : للنفساء شركم حاضر وخريكم د ر : يف الغالم خترسها نساء بين دبري بأخبث ما جيدن من الطعام وقال ابن قميئة

صيب معذور وصيب : يقال . واألعذار طعام اخلتان . خروس من األرانب بكر فاخلروس هي صاحبة اخلرسة كنا إعذار : يد تقارهبم يف األسنان وهو ير) صلى اهللا عليه وسلم ( وقال بعض أصحاب النيب . معذر مجيعا فنكحن أبكارا وهن بإمة أعجلنهن مظنة اإلعذار فزعموا أهنم مسوا طعام اإلعذار : وقال النابغة . عام واحد

.باإلعذار للمالبسة واجملاورة . فإذا ابتدلت تلك املعاين مل تتكلم بذلك الكالم. قد كان للعرب كالم على معان : كان األصمعي يقول

ويف . وإمنا كان هذا يقال حني كان الصداق إبال وغنما . ساق إليها صداقها : فمن ذلك قول الناس اليوم ساق فالن : قياس قول األصمعي أن أصحاب التمر الذين كان التمر دياهتم ومهورهم كانوا ال يقولون

وإمنا كان هذا القول ملن كان . له قد بىن فالن البارحة على أه: ومن ذلك قول الناس اليوم : قال . صداقه لو نزل الغيث أبنني : ولذلك قال األول . وذلك هو بناؤه . يضرب على أهله يف تلك الليلة قبته وخيمته

ومن طعامهم . امرأ كانت له قبة سحق جباد وكان األصمعي يعد من هذا أشياء ليس لذكرها هاهنا وجه وإذا فرغ من بنائه تربك بإطعام أصحابه . يطعم من يبين له كان الرجل. وهو طعام البناء . الوكرية

خري طعام شهد العشرية العرس واإلعذار والوكرية: ولذلك قال قائلهم . ودعائهم والعقيقة دعوة على حلم : قال الشاعر . ويسمون ما ينحرون من اإلبل واجلزر من عرض املغنم النقيعة

عقوا عنه أي : وقوهلم . واألشعار هي العقائق . اسم للشعر نفسه والعقيقة. الكبش الذي يعق عن الصيب . عقيقة - لقرب اجلوار وسبب املتلبس - فسمى الكبش . عق عنه وعق عليه : ويقولون . احلقوا عقيقته

: أكلت ملة بل يقول : ال يقولن أحدكم : وكان األصمعي يقول . مث مسوا ذلك الطعام باسم الكبش وزعموا . الراوية هو اجلمل : وكذلك يقول يف الراوية واملزادة يقول . امللة موضع اخلبزة أكلت خبزة وإمنا

فاملذموم . فأما الدعاء إىل هذه األصناف فمنه املذموم ومنه املمدوح . أهنم اشتقوا الراوية للشعر من ذلك والقوم يف أحويتهم وذلك أن صاحب املأدبة ووىل الدعوة إذا جاء رسوله. النقرى واملمدوح اجلفلى

وأنديتهم: وإذا انتقر فقال . فذلك هو احملمود . فجعلهم جفلة واحدة وهي اجلفالة . أجيبوا إىل طعام فالن : فقالوا

وليلة يصطلى بالفرث : قال اهلذيل . قم أنت يا فالن وقم أنت يا فالن فدعا بعضا وترك بعضا فقد انتقر . وهذا قبيح . ال يدعوا فيها أصحاب الثروة وأهل املكافأة : ها يقول جازرها خيص بالنقرى املثرين داعي

: لو كان مكوكان يف كفه من خردل ما سقطت واحدة وقال طرفة بن العبد : وقال يف ذلك بعض ظرفائنا حنن يف املشتاة ندعو اجلفلى ال ترى اآلدب فينا ينتقر وملا غزا بسطام بن قيس الشيباين مالك بن املنتفق

وهذا ويف اجلفلة ال يدعوين: يب وأثبته عاصم بن خليفة الضيب شد عليه فطعنه وهو يقول الضوالطعام املذموم . كأنه حقد عليه حني كان يدعو أهل اجمللس ويدعه . يف احلفلة ال يدعوين : ويروى

قراء والضعفاء أحدمها طعام اجملاوع واحلطمات والضرائك والسباريت واللئام واجلبناء والف: عندهم ضربان فأما . الفث والدعاع واهلبيد والقرامة والقرة والعسوم ومنقع الربم والقصيد والقد واحليات : من ذلك .

فأما الفظ فإنه عصارة . وكذلك اجملدوح . الفظ فإنه وإن كان شرابا كريها فليس يدخل يف هذا الباب هنم إذا بلغ العطش منهم اجملهود حنروا اإلبل وتلقوا وأما اجملدوح فإ. الفرث إذا أصاهبم العطش يف املفارز

فإذا برد الدم ضربوه بأيديهم وجدحوه بالعيدان جدحا حىت . ألباهبا باجلفان كي ال يضيع من دمائها شيء ينقطع فينعزل ماؤه من ثقله كما خيلص الزبد

وال يتنازعون : مية بن أيب الصلت مل تأكل الفث والدعاع ومل جتن هبيدا جبنبة مهتبد وقال أ: وقال الشاعر عنان شرك وال أقوات أهلهم العسوم وال قرن يقزز من طعام وال نصب وال موىل عدمي وقال معاوية بن أيب

أمل تر جرما أجمدت وأبوكم : ربيعة اجلرمي يف الفترة وهو يعري بين أسد وناسا من هوازن ومها ابنا القملية أصيب هبا سوى القمل إين من هوازن ضارع: ا قرة جاءت يقول مع الشعر يف قص امللبد شارع إذ

والقرة الدقيق . والعلهز القردان ترض وتعجن بالدم . والقرامة حناتة القرون واألظالف واملناسم وبرادهتا ويف . فهو معيب . كان الرجل منهم ال حيلق رأسه إال وعلى رأسه قبضة من دقيق لألكل . املختلط بالشعر

فإياكم والريف ال يقربنه فإن لديه احليف واملوت قاضيا وقال القطامي يف : يات بقوله ابن مناذر أكل احلتضيفت يف طل وريح تلفين ويف طرمساء غري ذات كواكب إىل حيزبون توقد النار بعد ما : أكلهم القد

تنازعنا تلفعت الظلماء من كل جانب فسلمت والتسليم ليس يسرها ولكنه حق على كل جائب فلما معشر من حمارب: احلديث سألتها من احلي قالت

بكى منذر من أن يضاف : ومن املشتوين القد يف كل شتوة وإن كان ريف الناس ليس بناضب وقال الراعي وطارق يشد من اجلوع واإلزار على احلشا إىل ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد تكرم األضياف والقد

غري اجملدوح والفظ يف املغازي واألسفار فيمدحون من آثر صاحبه وال يشتوي وقد يضيقون يف شراب وذلك أن املاء إذا نقص عن . واملصافنة مقامسة هذا املاء بعينه . وهو ماء املصافنة . يذمون من أخذ حقه منه ومل يكن للرئيس وال لصاحب املرباع والصفي وفضول املقاسم فضل على أخس . الري اقتسموه بالسواء

على ساعة لو أن يف القوم حامتا على : قال الفرزدق . وهذا خلق عام ومكرمة عامة يف الرؤساء . قوم ال جوده ضننت به نفس حامت

ما كان من : وبذلك املذهب من األثرة مدح الشاعر كعب بن ميامة حني آثر بنصيبه رفيقه النمري فقال ابن مامة كعب مث عي به زو املنية إال حرة وقدى أو يف سوقة أسقى على ظمإ مخرا مباء إذا ناجودها بردا من

كأن أطيطا يا بنة : رد كعب إنك وراد فما وردا ويف املصافنة يقول األسدي : على املاء كعب مث قيل له القوم مل ينخ قالئص حيكيها احلين املنقح ومل يسق قوما فارسي على احلصى صباب األداوي واملطيات جنح

وهذا احلرف مسعته . اة اليت إن غمرها املاء يف اإلناء كانت نصيب احدهم تسمى املقلة ويزعمون أن احلص .وقد برئت إليك منه . ومل أمسعه من أصحابنا . من البغداديني

وملا تعاورنا اإلداوة أجهشت إىل املاء نفس العنربي اجلراضم وآثرته ملا رأيت : وقال ابن جحوش يف املصافنة س أخشى الحقات املالوم وقد يصيب القوم يف باديتهم ومواضعهم من اجلهد ما مل يسمع الذي به على النف

وإن أحدهم ليجوع حىت يشد على بطنه احلجارة وحىت . به يف أمة من األمم وال يف ناحية من النواحي جيد يف رأسه واألعرايب. يعتصم بشده معاقد اإلزار وينزع عمامته من رأسه فيشد هبا بطنه وإمنا عمامته تاجه

ولرمبا اعتم . من الربد إذا كان حاسرا ما ال جيده أحد لطول مالزمته العمامة ولكثرة طيها وتضاعف أثنائها سريوا فقد جن الظالم عليكم : وقال مصعب بن عمري الليثي . ولرمبا كانت على قلنسوة حدرية . بعمامتني

فباست امرئ يرجو القرى عند عاصميشب لركب منهم من : الذيخ خاطيا نشد على أكبادنا بالعمائم وقال الراعي يف ذلك دفعنا إليه وهو ك

ورائهم فكلهم أمسى إىل ضوئها سرى إىل ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد تكرم األضياف والقد يشتوى فلما أناخوا واشتكينا إليهم بكوا وكال اخلصمني مما به بكى بكى منذر من أن يضاف وطارق يشد من

إذا املاء : وع اإلزار على احلشا ومما يدل على ما هم فيه من اجلهد وعلى امتداحهم باألثرة قول الغنوي اجلبعد اليوم ميذق بعضه ببعض ويبلى شح نفس وجودها وأنا مقار حني يبتكر الغضى إذا األرض أمست وهي

جدب جنودهاما رمى باملقاري كل قار ومعتم وقال آخر يف من النهديات املاء باملاء بعد: وقال يف ذلك العجري السلويل

لنا إبل يروين يوما عيالنا ثالث فإن يكثرن يوما فأربع ميدهم باملاء ال من هواهنم ولكن إذا ما قل : مثل هذا : شيء يوسع على أهنا يغشى أولئك بيتها على اللحم حىت يذهب الشر أمجع وقال أبو سعيد اخلدري

فلما مسعته وهو . أسأله ) صلى اهللا عليه وسلم ( بطين من اجلوع وأتيت النيب أخذت حجرا فعصبته على جعت حىت مسعت من : قال أعرايب . من يستعف يعفه اهللا ومن يستعن يعنه اهللا رجعت ومل أسأله : خيطب

.فذحبته وأكلته وادهنت واحتذيت . فخرجت أريغ الصبد فإذا مبغارة وإذا هو جرو ذئب . مسامعي دويا وملا قدم املغرية القادسية على سعد بسبعني من الظهر وعند سعد ضيق شديد من احلال وذكر األصمعي عن

قد أخذ يف القتل ) صلى اهللا عليه وسلم ( ملا بلغنا أن النيب : عثمان الشحام عن أيب رجاء العطاردي قال لك األكلة وكان األصمعي إذا حدث هبذا فال أنسى ت. هربنا فاشتوينا فخذ أرنب دفينا وألقينا عليها مجالنا

وذكروا عن عبد امللك بن عمري عن رجل . نعم اإلدام اجلوع ونعم شعار املسلمني التخفيف : احلديث قال . فإذا هم يف برث أمحر بأقصى هجر يف طلوع القمر . خرجت زائرا ألخوال يل هبجر : من بين عذرة قال

.يديها وتعطو بفيها وتأخذ احللقان واملنسبتة واملنصفة واملعوة فذكروا أن أتانا تعتاد خنلة فترفعفأدركت فقورت سرهتا ومعرفتها . فرميتها فخرت لفيها . فإذا قد أقبلت . فتنكبت قوسي وتقلدت جفريي

فما استيقظت إال حبر . مث أدركين ما يدرك الشباب من النوم . فقدحت ناري ومجعت حطي مث دفنتها . مث قمت . فإذا هلا غطيط من الودك كتداعي طيء وغطيف وغطفان . مث كشفت عنها . ري الشمس يف ظه

فجعلت أضع الشحمة بني الرطبتني والرطبة . فجنيت املعوة واحللقان . إىل الرطب وقد ضربه برد السحر هتم هذا وأنا أ. بني الشحمتني فأظن الشحمة مسنة مث سالءة وأحسبها من حالوهتا شهدة أحدرها من الطور

وهو من. احلديث ألن فيه ما ال جيوز أن يتكلم به عريب يعرف مذاهب العرب فقال . نأكل ما دب ودرج إال أم حبني : وقال مديين ألعرايب أي شيء تدعون وأي شيء تأكلون قال

ه بنون ثالثة ول -فلما أراد أن يلقيه . تعرق أعرايب عظما : وقال األصمعي . لتهن أم حبني العافية : املديين ما قلت : قال . أتعرقه حىت ال جتد فيه ذرة مقيال : وما تصنع به قال : قال . أعطينه : قال له أحدهم -

. وما تصنع به قال أتعرقه حىت ال تدري ألعامه ذلك هو أم للعام الذي قبله : قال . أعطينه : شيئا قال الثاين

أنت له وقال : قال . وما تصنع به قال أجعله خمة إدام : قال . أعطينه : ما قلت شيئا قال الثالث : قال إذا انغاص منها بعضها مل : فإنك مل تشبه لقيطا وفعله وإن كنت أطعمت األرز مع التمر وقال اآلخر : اآلخر

جتد هلا دويا ملا قد كان منها مدانيا وإن حاولوا أن يشبعوها رأيتها على الشعب ال تزداد إال تداعياة اإلرحال مل توف مرقبا ومل متتط اجلون الثالث األثافيا وال اجترعت من حنو مكة سقة إلينا وال جازت معوذ

ملن هذي القدور اليت أرى : هبا العيس واديا أتتنا تزجيها اجلاذيف حنونا وتعقب فيما بني ذاك املراديا فقلت مىت : ر قدور رقاش إن تأمل رائيا فقلت وهل خيفى على كل ناظ: هتيل عليها الريح تربا وسافيا فقالوا

إذا ما مل يكن عواريا من أضحى إىل األضحى وإال فإهنا تكون بنسج : باللحم عهد قدوركم فقالوا العنكبوت كما هيا فلما استبان اجلهد يل يف وجوههم وشكواهم أدخلتهم يف عياليا

ا قالوا يف صفة قدورهم وجفاهنم وطعامهم مما أنا فكنت إذا ما استشرفوين مقبال أشاروا مجيعا جلة وتداعيا وممفال تظنن أن كل ما . وهم وإن كانوا يف بالد جدب فإهنم أحسن الناس حاال يف اخلصب . كاتبه لك

سألت املنتجع بن نبهان عن : وحثين األصمعي قال . يصفون به قدورهم وجفاهنم وثريدهم وحيسهم باطل وقال األفوه األودي . شبعا -وهي له معرضة -لكلب يتخطى اخلالصة رمبا رأيت ا: خصب البادية فقال

هتنا لثعلبة بن قيس جفنة يأوي إليها يف الشتاء اجلوع وكأمنا فيها املذانب حلقة ودم الدالء على دلوج : ينزع

أخو شتوات ال تزال قدوره حتل : وقال معن بن أوس وهو يذكر قدر سعيد بن العاص يف بعض ما ميدحه لى أرجائها مث ترحل إذا ما امتطاها املوقدون رأيتها لو شك قراها وهي باجلزل تشعل مسعت هلا لغطا إذا ما ع

تغطمطت كهدر اجلمال رزما حني جتفل ترى البازل الكوماء فيها بأسرها مقبضة يف قعرها ما جتلجل كأن جها فكأهنا غوائب دهم يف احمللة الكهول الشهب يف حجراهتا تغطرش يف تيارها حني حيفل إذا التطمت أموا

قبلإذا احتدمت أمواجها فكأمنا يزعزعها من شدة الغل أفكل تظل رواسيها ركودا مقيمة ملن نابه فيها معاش

ومأكل وضاف الفرزدق أبا السحماء سحيم بن عامر أحد بين عمرو بن مرثد فأمحده وذكر يف إمحاده قدره ينا خري مطروق لسارى وقام إىل سالفة مسلحب رثيم األنف مربوب سألنا عن أيب السحماء حىت أت: فقال

بقار تدور عليهم والقدر تغلي بأبيض من سديف الكوم وارى كأن تطلع الترعيب فيها عذارى يطلعن إىل عذارى

إوز تغمس يف جلة تغيب مرارا وتطفو مرارا كأن الغطامط من غليها أراجيز : وقال الكميت يف صفة القدر جو غفارا وأما ما ذكروا من صفات القدور من تعري بعضهم بعضا فهو كما أنشدين حممد بن يسري أسلم هت

وما هذه أخزى : إن لنا قدرا ذراعان عرضها وللطول منها أذرع وشبار قال اآلخر : ملا قال األول : قال ت هلا هضب الرجام بوأت للورى فوضعتها برابية من بني ميث وأجرع جعل: اله هذه قدرا ولكين أقول

وطخفة وغوال أثايف دوهنا مل تنزع بقدر كأن الليل شحنة قعرها ترى الفيل طافيا مل يقطعوقدر : وملا قال الفرزدق : يعجل لألضياف وارى سديفها ومن يأيها من سائر الناس يشبع قال أبو عبيدة

وما حيزوم النعامة : الدرداء كحيزوم النعامة أمحشت بأجذال خشب زال عنها هشيمها قال ميسرة أبو

وقدر كجوف الليل أمحشت غليها ترى الفيل طافيا مل يفصل : ولكين أقول . واهللا ما تشبع هذه الفرزدق أمل تر أن اجملد أرسل يبتغي حليف صفاء قابال ال يزايله ختري : وقال عبد اهللا بن الزبري ميدح أمساء بن خارجة

أميانه ومشائله ومما جيوز يف هذا الباب وإن مل يكن فيه صفة قدر قول أمساء بن حصن فبطنت بفعل العاللعمرك ما األرزاق يوم اكتياهلا بأكثر خريا من : الفرزدق يف العذافر ابن زيد أحد بين متيم الالت بن ثعلبة

خوان العذافر ولو ضافه الدجال يلتمس القرى وحل على خبازه بالعساكر بعدة يأجوج ومأجوج جوعا ألشبعهم شهرا غداء العذافر

ولو شاء بشر كان من دون بابه طماطم سود أو صقالبة محر : وقال ابن عبدل يف بشر بن مروان بن احلكم ولكن بشرا أسهل الباب لليت يكون لبشر عندها احلمد واألجر وقالوا يف مناقضات أشعارهم يف القدور قال

ناول بعد األقربني األقاصيا جعلنا أالال والرجام وطففة هلا فاستقلت لنا من عطاء اهللا دمهاء جونة ت: الرقاشي فوقهن أثافيا مؤدية عنا حقوق حممد إذا ما أتانا بائس احلال طاويا أتى ابن يسري كي ينفس كربه إذا مل يرح

ذاك بادياوثرماء ثلماء النواحي وال يرى هبا أحد عيبا سوى : وايف مع الصبح غاديا فأجابه ابن يسري فقال قدر الرقاشي مل : ينادي ببعض بعضهم عند طلعيت أال أبشروا هذا اليسريي جائيا وقال ابن يسري يف ذلك

تنقر مبنقار مثل القدور ومل تفتض من غار لكن قدر أيب حفض إذا نسبت يوما ربيبة آجام وأهنار فاعترض ودمهاء تثفيها رقاش إذا : جاء أيضا فقال بينهما أبو نواس احلسن بن هانئ احلكمي يذكر قدر الرقاشي باهل

شتت مركبة اآلذان أم عيال يغص حبيزوم البعوضة صدرها وتنزهلا عفوا بغري جعال هي القدر قدر الشيخ رأيت قدور الناس سودا من الصلى وقدر : بكر بن وائل ربيع اليتامى عام كل هزال وقال فيها أيضا

ا مألى عبيطا جمزال ألخرجت ما فيها على طرف الظفر يثبتها للمعتفي الرقاشيني زهراء كالبدر ولو جئته بفنائهم ثالث كحظ الثاء من نقط احلرب

تبني يف حمراثها أن عوده سليم صحيح مل يصبه أذى اجلمر تروح على حي الرباب ودارم وسعد وتعروها كر إذا ما تنادوا بالرحيل سعى قراضبة الفزر وللحي عمرو نفحة من سجاهلا وتغلب والبيض اللهاميم من ب

لو أن قدرا بكت من طول ما : هبا أمامهم احلوىل من ولد الذر وقال بعض التميميني وهو هبجو ابن جبار حبست على احلفوف بكت قدر ابن جبار ما مسها دسم مذ فض معدهنا وال رأت بعد نار القني من نار

وأصحابه ممن فتح الفتوح ورفاغة ) صلى اهللا عليه وسلم ( والشعوبية واآلزاد مردية املبغضون آلل النيب وهم أحسن األمم حاال مع الغيث وأسوئهم حاال إذا خفت. عيشهم

مرعى وال أكولة : فعند ذلك يقول املصرم واملقتر . حىت رمبا طبق الغث األرض باكإل واملاء . السحاب فجنبك اجليوش أبا زنيب وجاد على : شاعرهم ولذلك قال . وعشب وال بعري وكال تيجع له كبد املصرم

مسارحك السحاب وإذا نظرت يف أشعارهم علمت أهنم قد أكلوا الطيب وعرفوه ألن الناعم من الطعام ال وال قد فىت : فقال زياد بن فياض يذكر الدرمك وهو احلواري . يكون إال عند أهل الثراء وأصحاب العيش

رهتا الكماة الفوارس فقام إىل الربك اهلجان بسيفه وطارت حذار السيف قيس بن عيالن ماجدا إذا احلرب هدهم قناعس فصادف حد السيف قباء جلعدا فكاست وفيها ذو غرارين نايس فأطعمها شحما وحلما

تظل يف درمك وفاكهة ويف شواء ما شئت أو مرقه: ودرمكا ومل يثننا عنه النسيم احلنادس وقال

هلا ما تشتهي عسل مصفى وإن شاءت فحواري بسمن ومن أشرف ما : نمر بن تولب وقال ال: وقال جرير . وهو الفالوذق -ومل يطعم الناس أحد منهم ذلك الطعام إال عبد اهللا بن جدعان - عرفوه من الطعام

. إىل ردح من الشيزى عليها لباب الرب يلبك بالشهادة وهلم الثريد : مدحه بذلك أمية بن أيب الصلت فقال وقد مدح به يف شعر مشهور وهو قوله . وغلب على هاشم حني هشم اخلبز لقومه . وهو يف أشرافهم عام

وتزعم خمزوم . عمرو العال هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ومن الطعام املمدوح احليس : ا وإذا حياس احليس وإذا تكون شديدة أدعى هل: وقال الشاعر . أن أول من حارس احليس سويد بن هرمى

يدعى جندبوكان عبد اهللا بن حبيب العنربي أحد بين مسرة يقال له آكل اخلبز ألنه كان ال يأكل . واخلبز عندهم ممدوح

منا آكل اخلبز ومنا جمري : وهم إذا فخروا قالوا . وكان سيد بين العنرب يف زمانه . التمر وال يرغب يف اللنب قرتين عبيد مترها وقريتها سنام مصراة قليل ركوهبا فهل يستوي شحم . نربي الطري يعين ثوب بن شحمة الع

والعقر هو . السنام إذا شتا ومتر جواثي حني يلقى عسيبها وليس يكون فوق عقر اإلبل وإطعام السنام شيء أال إن : يل لو أن عندي من قرمي رجال ملنعوين جندة ورسال وقال اهلز: قال اهلذيل . النجدة واللنب هو الرسل

هلم إبل ال من ديات ومل تكن مهورا وال من : خري الناس رسال وجندة وقال املرار بن سعيد الفقعسي مكسب غري طائل

ولكن محاها من مشاطيط غارة خالل العوايل فارس غري مائل خميسه يف كل رسل وجندة ومعروفة ألواهنا يف ت تعد النجم يف مستحرية سريع على أيدى الرجل مجودها فبات: املعاقب وقد وصفوا الثريد فقال الراعي

فقرب : إىل أن أتاهم بشيزية تعد كواكبها الشبك وقال كامل بن عكرمة : وقال ابن هرم : وقال آخر بينهم خبزا ركودا كساها الشحم ينهمر إهنمارا يدف هبا غالماه مجيعا تردمها إىل األرض اهنصارا فأصبح

.أن العلم صنفها شيارا فهذا يف صفة الثريد سورهم فيها وعلمن لوجال : ترى ودك السديف على حلاهم كلون الرار لبده الصقيع وقال اآلخر : وقال بشر بن أيب خازم

األذفر األحوى من املسك فرقه وطيب الدهان رأسه فهو أنزع إذا النفر السود اليمانون حاولوا له حوك فإنا قد خلقنا إذ خلقنا لنا احلرباة واملسك الفتيت ثياهبم : بن عبد املطلب برديه أرقوا وأوسعوا وقال الزبري

. كما ترى بني لباس األشراف وأهل الثروة وغريهم - مشال أو عباء هبا دنس كما دنس احلميت فميز واملشرف العود فأكنافه ما بني محران فينصوب: وقال األعشى

ب متكئا تقرع أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب وقال أبو خري هلا إن خشيت جحرة من رهبا زيد بن أيواشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا يف رأس غمدان دارا منك حمالال وليس هذا من باب : الصلت بن ربيعة

فأصبح يف حيث التقينا غنيمة سوار : اإلفراط كقول جران العود حني وصف نفسه وعشيقته فقال ات من عقود تركنها كجمر الغضى يف بعض ما تتخطرف ومن ذلك قول وخلخال ومرط ومطرف ومنقطع

يا لبيىن أوقدي النار إن من هتوين قد حارا رب نار بت أرقبها تقضم اهلندي والغاران: عدي بن زيد أرى يف اهلوى نارا لظبية أوقدت يشب ويذكى بعد وهن وقودها تشب بعيدان اليلنجوج : وقال اآلخر

. ينا فذاك وقودها قد ذكرنا الطعام املمدوح ما هو وذكرنا أحد صنفي الطعام املذموم موهنا وبالرند أح

قال خداش بن . والصنف اآلخر اجلزيرة اليت تعاب جماشع بن درام وكنحو السخينة اليت تعاب هبا قريش إذا لضربتهم : يا شدة ما شددنا غري كاذبة على سخينة لوال الليل واحلرم وقال عبد اهللا بن مهام : زهري

أين جماشع فشحا جحافله هجف : وضع اخلزير فقيل : حىت يعودوا مبكة يلعقون هبا السخينا وقال جرير .والسخينة كانت من طعام قريش . وله حديث . هبلع واخلزير مل يكن من طعامهم

لست : دق فقال الفرز. بأكل التمر -وهتجى األنصار وعبد القيس وعذرة وكل من كان يقرب النخل والعرب إذا . بسعد على فيه حربة ولست بعبد حقيبته التمر وهتجا أسد بأكل الكالب وبأكل حلوم الناس

كما متدح القبيلة بفعل مجيل وإن مل يكن . وجدت رجال من القبيلة قد أتى قبيحا ألزمت ذلك القبيلة كلها ومها من . بالتمر وذلك عام يف احليني مجيعا فتهجوا قريشا بالسخينة وعبد القيس : ذلك إال بواحد منها

كما هتجو بأكل الكالب والناس وإن كان ذلك إمنا كان من رجل واحد فلعلك . صاحل األغذية واألقوات يا فقعسي ملا أكلته مله لو خافك اهللا عليه حرمه فما أكلت : قال الشاعر . إذا أردت التحصيل جتده معذورا

إذا أسدية ولدت غالما فبشرها بلؤم يف الغالم خترسها نساء : لك مساور بن هند حلمه وال دمه وقال يف ذ بين دبري بأخبث ما جيدن من الطعام ترى أظفار أعقد ملقات براثنها على وضم الثمام

بين أسد عن ميحل العام فقعس فهذا إذا دهر الكالب وعامها إذا أسدى جاع يوما ببلدة وكان مسينا : وقال وأنتم أكلتم : قال الشاعر يف هذيل . و آكله وهتجى أسد وهذيل والعنرب وبأهلة بأكل حلوم الناس كلبه فه

سحفة ابن خمدم زمانا فما يأمنكم أحد بعد تداعوا له من بني مخس وأربع وقد نصل األظفار وانسبأ اجللد ان قوم تواصوا بأكل إن سرك الغدر صرفا ال مزاج له فأت الرجيع وسل عن دار حلي: وقال حسان فيهم

: وفيه حديث . اجلار بينهم فالشاة والكلب واإلنسان سيان وهجا شاعر بلعنرب وهو يريد ثوب بن شحمة عجلتم ما صدكم عالجي من العنوق ومن النعاج حىت أكلتم طفلة كالعاج

يا بنت عمى : وملا عري ثوب بن شحمة بأكل الفىت العنربي حلم املرأة سكت إىل أن نزل هو من اجلبل فقالما أدراك ما حسيب إذ ال جتن خبيث الزاد أضالع إين لذو مرة ختشى بوادره عند الصباح بنصل السيف

وكان ثوب هذا أكرم نفسا عندهم من أن يطعم طعاما . قراع فهجا ثوب بن شحمة بأكل حلوم املرأة وقال الشاعر يهجوا . ظل عنده زمانا ولقد أسر حامتا الطائي و. وله قصص . خبيثا ولو مات عندهم جوعا

إن عفاقا أكلته باهله متششوا عظامه وكاهله وأصبحت أم عفاق ثاكله وهجيت بذلك : بأهلة مبثل ذلك وقد . أسد مجيعا بسبب رملة بنت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة حني أكلها زوجها وأخوها أبو أرب

أيف أن رويتم : فقال ابن دارة ينعى ذلك عليهم . ظ والغرية زعموا أن ذاك إمنا كان منهما من طريق الغيواحتلبتم شكيكم فخرمت وفيم الفقعسي من الفخر ورملة كانت زوجة لفريقكم وأخت فريق وهي خمزية

الذكر أبا أرب كيف القرابة بينكم وإخوانكم من حلم أكفاهلا العجربأمان وباتت عروسا مث أصبح حلمها جال يف تأتيكم - بين فقعس -عدمت نساء بعد رملة فائد : وقال

قدور بينكم وجفان يا صلت إن حمل بيتك مننت فارحل فإن العود غري صليب وإذا دعاك إىل املعاقل فائد . فاذكر مكان صدارها املسلوب واآلن فادع أبا رجال إهنا شنعاء الحقة بأم حبيب وأبو رجال هذا عمها

ما ضفت ليال قفعسيا فال تطعم له أبدا طعاما فإن اللحم إنسان فدعه إذا: وقال يف ذلك معروف الدبريي

وفيما ذكرنا دليل على ما قصدنا إليه من تصنيف . وخري الزاد ما منع احلراما وهذا الباب يكثر ويطول ومل واألعرايب إذا أراد القرى . فإن أردته جمموعا فاطلبه يف كتاب الشعوبية فإنه هناك مستقصى . احلاالت

ومسنتنبح أهل الثرا يطلب القرى إلينا : ولذلك قال الشاعر . ير نارا نبح فيجاوبه الكلب فيتبع صوته وممساه من األرض نازح

عوى حدس والليل مستحلس الندى ملستنبح بني الرميثة واحلصر وعاو عوى والليل : وقال اآلخر قال . ز كلبه ليجيب ومنهم من مينعه ذلك مستحلس الندى وقد زحفت للغور تالية النجم فمنهم من يرب

وتكلم كلب احلي من خشية القرى وقدرك كالعذراء من دوهنا ستر : زياد األعجم وهو يهجو بين عجل إذا اليوم أم : نزلنا بعمار فأشلي كالبه علينا فكدنا بني بيتيه نؤكل فقلت ألصحايب أسر إليهم : وقال آخر

ددت للضيفان كلبا ضاريا عندي وفضل هراوة من أرزن وقال أعشى بن أع: يوم القيامة أطول وقال آخر إذا حلت معاوية بن عمرو على األطواء خنقت الكالبا: تغلب

ونار قد رفعت لغري خري رجاه ملن تأوبين الرعا تأوبين : وأنشدين ابن األعرايب وزعم أنه من قول اجملنون عشاءه عندي خزير بتمر مهينة فيه النوى أوالد جفنة طويل الشخص منهم جير ثقاله يرجو العشا فكان

حول قرب أبيهم قرب ابن مارية الكرمي املفضل يغشون حىت ما هتر كالهبم ال يسألون عن السواد املقبل وقال لعبد : ألف الناس فما ينبحهم من أسيف يبتغي اخلري وحر وقال عمران بن عصام : املرار احلماين يف كلبه

مه وغريهم منن غامره فبابك ألني أبواهبم ودارك مأهولة عامرة وكلبك آنس باملعتفني من األم العزيز على قو بابنتها الزائره

. وكفك حني ترى السائلي ن أندى من الليلة املاطرة ويف أنس الكالب بالناس لطول الرؤية هلم شعر كثري هودا ولقد طرقت كالب أهلك بالضحا يا أم عمرو أجنزي املوعودا وارعي بذاك أمانة وع: وقال الشاعر

حىت تركت عقورهن رقودا رأتين كالب احلي حىت ألفين ومدت نسوج العنكبوت على رحلي وقال اآلخر . بات احلويرث والكالب تشمه وسرت بأبيض كاهلالل على الطوى هذا البيت يدخل يف هذا الباب :

كلب أين صاحب الدار لكن أتيت وريح املسك لو كنت أمحل مخرا يوم زرتكم مل ينكر ال: وقال اآلخر تفغمين والعنرب الورد أذكيه على النار

إين لعف عن زيارة : فأنكر الكلب رحيي حني أبصرين وكان يعرف ريح الزق والقار وقال هالل بن خثعم ما أنا بالداري جاريت وإين ملشنوء إىل اغتياهبا إذا غاب عنها بعلها مل أكن هلا زءورا ومل تأنس إىل كالهبا و

وفرحة من : أحاديث بيتها وال عامل يف أي حوك ثياهبا وقال ابن هرمة يف فرح الكلب بالضيف لعادة النحر فجاء خفي الشخص قد رامه الطوى : كالب احلي يتبعها حمض يزف به الراعي وترعيب وقال ابن هرة

ألقى هبا كل ثائب ويف منع بضربة مسنون الغرارين قاضب فرحبت واستبشرت حني رأيته وتلك اليت إال قبح اهللا احلطيئة إنه على كل ضيف ضافه فهو ساحل: الكلب من النباح يقول الراعي يف احلطيئة

ال أبا لك نابح بكيت على مذق خبيث قريته أال كل عبسي -دفعت إليه وهو خينق كلبه أال كل كلب : قال الرجز . والثروة إذا كانوا يقومون حبق النعمة على الزاد نائح وقد قالوا يف صفة أبواب أهل املقدرة

يزدحم الناس على بابه والشرع السهل كثري الزحام وقال : إن الندى حيث ترى الضغاطا وقال اآلخر

وإذا افتقرت رأيت بابك خاليا وترى الغين يهدي لك الزوارا وليس هذا من األول إمنا هذا مثل : اآلخر ر يهجر أهله وبيت الغين يهدي له ويزار إذا ما قل مالك كنت فردا وأي الناس زوار أمل تر بيت الفق: قوله

ولذلك قال . املقل والعرب تفضل الرجل الكسوب والغر الطلوب ويذمون املقيم الفشل والدثر والكسالن شىت مطالبه بعيد مهه جواب أودية برود املضجع: شاعرهم وهو ميدح رجال

إىل ملك : فإن تأتيين يف الشتاء وتلمسا مكان فراشي فهو بالليل بارد وقال آخر :ومدح آخر نفسه فقال فذاك قصري اهلم ميأل عزمه من النوم إذ : ال ينقض النأي عزمه خروج تروك للفراش املمهد وقال اآلخر

صحاب أبيض بسام برود مضجعه اللقمة الفرد مرارا تشبعه وهم ميدحون أ: ملقى فراشك بارد وقال اآلخر وما إن كان أكثرهم سواما ولكن كان أرحبهم ذراعا : قال الشاعر . النريان ويذمون أصحاب اإلمخاد

فأبصر ناري وهي شقراء أوقدت بعلياء نشر للعيون النواظر جعلها شقراء ليكون : وقال مزرد بن ضرار .كثر دخانه قل ضوءه وإذا. وكذلك النار إذا كان حطبها يابسا كان أشد حلمرة ناره . أضوء هلا

ونار كسجر العود يرفع ضوءها مع الليل هبات الرياح الصوارد وكلماكان موضع النار أشد : وقال اآلخر منع الغدر : أال ترى النابغة اجلعدي حني يقول . ارتفاعا كان صاحبها أجود وأجمد لكثرة من يراها من البعد

: وأين رجل إمنا ذكرى كنار بقبل وقالت اخلنساء السلمية فلم أمهم به وأخو الغدر إذا هم فعل خشية اهللا. وإن صخرا لتأمت اهلداة به كأنه علم يف رأسه نار وليس مينعين من تفسري كل ما مير إال اتكايل على معرفتك

وليس هذا الكتاب نفعه إال ملنإن كان ما : ن جواس الكندي قال معدان ب. ومما يدل على كرم القوم أمياهنم الكرمية وأقسامهم الشريفة

بلغت عين فالمين صديقي وحزت من يدي األنامل وكفنت وحدي منذرا يف ردائه وصادف حوطا من بقيت وحدي واحنرفت عن العال ولقيت : أعادي قاتل وقال األشتر مالك بن احلارث يف مثل ذلك أيضا من هناب نفوس خيال كأمثال السعايل شذبا أضيايف بوجه عبوس إن مل أشن على ابن حرب غارة مل ختل يوما

: تغدو ببيض يف الكريهة شوس محى احلديد عليهم فكانت ملعان برق أو شعاع مشوس وقال ابن سيحان حرام كنيت مين بسوء وأذكر صاحيب أبدا بذام

م وإن لقد أحرمت ود بين مطيع حرام الدهن للرجل احلرام وحرهم الذي قد ستروه وجملسهم مبعتلج الظال جنف الزمان مددت حبال متينا من حبال بين هشام وريق عودهم أبدا رطيب إذا ما أغرب عيدان اللئام

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي