: االهداءيا سيدي يا رسول الله :

أو يسعني أن أتطاول مع ضآلتي وقلة شأني ألخطو ـ متجاوزا قدري ـ في فناء قدسك ، وباحة عظمتك ألحط

بازوادي ـ التي أوشك أن يدركها النفاد ـ بين أفياء جاللك النضرة مقدما بين يديك الكريمتين هذه البضاعة القليلة المزجاة التي تمخضت بها أيام غربتنا المتطارلة التي ما

انفكت تنائ بنا بعيدا عن األهل واألوطان. ها الرحمة المهداة الى د الكونين ، ويا أي نعم يا سي

ي وإن كنت حتى دون أن أجد لنفسي موطأ العالمين ، فانث بما عرف عنك ي أتشب قدم قبال تلك الطلعة البهية ، إال أن

أ ألمد يدي اليك سائال ال معطيا ، من خلق عظيم ، فأتجر متوسال ال مطالبا ، راجيا من الله تبارك وتعالى الذي

اصطفاك وانتجاك أن يرزقني شفاعتك يوم تعرض فيهه سميع مجيب. األعمال ، إن

عالء آل جعفر

مقدمة التحقيق : بسم الله الرحمن الرحيم

أبتدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه ، رب األرباب ، وخالق العباد ، الرؤوف الرحيم الذي خلقنا وكان سبحانه

عن خلقنا وعبادتنا له غنيا ، وأسبغ علينا من النعم ما ال حدله وال احصاء ، تبارك وتعالى الله رب العالمين.

واصلي على رسوله الكريم ، ورحمته المهداة الى العالمين ، النبي المصطفى الذي انتشل من ابتغى النجاة من تيه الضالل الى نور الهدى ، خاتم االنبياء والمرسلين ،

محمد بن عبدالله ، وعلى أهل بيته المعصومين ، ورثة علمه ، والقادة من بعده ، سفن النجاة الفارهة ، ومنائر الهدى

السامقة ، عليه وعليهم آالف التحية والتسليم. وبعد :

فلربما يعتقد البعض بتصور يبتني على الفهم السطحي والمظهري لطبيعة المساجالت الكالمية ، والمحاورات

الفكرية التي كانت وما زالت تتمظهر بها بعض المراكز المحددة العناوين ، في سعيها الدائب والمتواصل من أجل

توسيع الهوة الوهمية المفتعلة بين االدراك الحقيقيوالسليم لعقائد

أصل الشيعة وأصولها............................................................ 6

يعة االمامية من قبل اخواننا في الدين من أتباع الش الفرق االسالمية المختلفة ، وبين حالة التفسير السلبي

ب عن أرضية الواقع الحقيقية ـ وغير العلمي ، بل والمتغر التي ينبغي أن تكون هي المحك األساس في تقدير

مصداقية وأحقانية كل طرف ـ والذي تحاول هذه االطراف جاهدة من أجل أن تجعل منه الصورة التي تريد لها أنع ترتسم في مخيلة هؤالء المسلمين عن حقيقة التشي

وعقائده. نعم ربما يعتقد هذا البعض بحسن نية ـ ال تتوافق حتما

وواقع الحال المعاش ـ أن المرتكز الحقيقي الذي تبتنيل الجانب االيجابي عليه هذه المنازعات الفكرية هو ما يمث

المثمر الذي يفترض أن يقود الباحثين الى التوصل نحو الخالصة االيجابية المبتغاة من حلقات البحث ، والذي هو

طلبة كل عاقل منصف باحث عن الحقيقة في هذا الزمن العسر الشاق الذي يشهد بوضوح جلي تبلور صورة الصراع

الخفي والعلني الذي تتوجه حرابه نحو العقيدة االسالمية المباركة كاطروحة سماوية قادرة على ملء الفراغ

فه االنهيار المتالحق للكثير من العقائدي الذي خل االطروحات المادية وغيرها ، من التي جهد دعاتها وأنصارها

ومريدوها في تأكيد قدرتها المزعومة على السمو با البشرية وحل مشكالت العصر التي ـ على زعمهم الباهت ـ

تعجز قبالتها العقائد الدينية ، ارتكازا في تشكيل هذا المعتقد على وضوح االنحراف العقائدي للكنيسة ، وبروز حالة التبعثر والتشرذم بين عموم الفرق االسالمية ، رغم

بروز وظهور الكثير من حاالت االلتقاء والتقارب. إن وضوح حالة التشتت بين األخوة الفرقاء لمأقول :

تقعد بالمفكرين الغربيين والماديين والمصطفين معهم عن التفكير الجاد في اذكاء وتأجيج هذه الحالة السلبية من خالل

الترويج ـ بمكر وخبث ـ عن عدم قدرة االسالم في الوقتالحاضر ألن يشكل منهاجا يمكن اعتماده في بناء الحضارة

7 ....................................................................مقدمة التحقيق

البشرية ، وحل العقد المستعصية المزمنة التي تغلب على حياة هذه األمم ، وذلك الدراك اولئك المفكرين بوضوح وجالء ـ خير من ادارك الكثيرين من رجال هذه األمة ـ

له حقيقة العقائد االسالمية وعظمها ، وما يمكن أن يشك االدراك والفهم الحقيقي لها ، السيما من قبل الشعوبب المقصود عن عقائد التي عاشت وتعيش حالة التغر

السماء العظيمة ، بعد انفصال الكثيرين منهم ورفضهمل بالعقائد الفاسدة التي لحالة االنحراف والتردي التي تتمث يرددها بسماجة رجال الكنيسة وقساوستها ، والتي يتأرجح

اكثرها على ترانيم أفكار اليهود وأحبارهم بشكل اليخفى إالعلى السذج والمغفلين.

نعم إن المرء ليدرك بوضوح حالة التوجس الكبيرة التي يعاني منها المفكرون الغربيون ، ودعاة امتطاء ركب الحضارة الغربية ـ باعتبارها على زعمهم المريض البديل

الفكري الوحيد الذي ال يسع البشرية االستعاضة عنه ، السيما بعد االنهيار المتالحق لالفكار المادية التي حكمتق أشالء امهم الكثير من بلدان اوربا الشرقية ، تبعا لتمز

التي ولدتهم سفاحا ـ من قدرة االسالم على حل كل مشكالت العصر التي عجزوا هم عن مجرد تقديم تفسير

مقنع لها ، بل وقدرته على أن يكون هو البديل الوحيد عن كل االطروحات الفاسدة التي استطاعت أن تجد لها موطأ قدم بعد التغييب القسري للفكر االسالمي عن أرض الواقع ـ ولسنين طوال مرة ـ وهو ما ال يعسر على أحد ادراكه من خالل استقراء األحداث المتالحقة في هذه المعمورة الدالة

بوضوح على ما يمكن أن يؤدي اليه االدراك الحقيقي لالسالم ـ وال احدد هذا بغير المسلمين فحسب ـ من انهيار حتمي لكل النظريات المادية األخرى ، والى هذه الحقيقة تشير تلك االحداث التي أشرنا اليها ، والتي أبصرها حتى

مكفوفي األبصار ... ثم لعل تفشي حالة التوجه نحو العقائد االسالمية في

ذهنية العديد من

أصل الشيعة وأصولها............................................................ 8

األوربيين ، ونبذهم لألفكار الغربية ، وتصريح البعض منهم وحث اآلخرين نحو فهم(1)دون مواربة اعتناقه االسالم

ل الحلقة األكثر سليم وواقعي للدين االسالمي ، بدأ يشك خطرا في حسابات الماديين وااللحاديين ودعاة التغريب ،

فكان ذلك حافزا مؤكدا لهم للتسرب من خالل الخلل التي اوجدتها حالة التعصب المقيت المثارة من قبل المتسربلين

بجلباب االسالم وردائه الفضفاض ، ليطعن الدين بمدى أهله ، ويقف اعداؤهم في خانة المتفرجين ال يخفون شماتة وال

يكتمون سرورا ، وتلك هي والله ام الفواقر. بلى ، فمن هذا التشخيص الدقيق ـ الذي يدركه العقالء ـ المنبعث عن رؤية صادقة ومستجلية للغرض السيء الذي

يراد العزف على أوتاره من خالل بعثرة الصف االسالمي الواحد ، ترانا نستثير بالمسلم ضرورة البحث الجدي

والرصين المبني على قواعد علمية سليمة يستطيع من خاللها تكوين صورة صادقة عن األمر محل البحث ـ وحديثنا هنا عن عقائد الشيعة ـ تمكنه من الحكم الصحيح ال اطالقه

جزافا ، ألن ليس بذلك من عمل المحصلين الواعين ، وخالف البحث االكاديمي العلمي ، فكيف إذا اختص ذلك

بطائفة كبيرة من طوائف المسلمين لها آثارها البارزة فيبناء الحضارة االسالمية ورقيها؟.

إن السجال العلمي الهادف يعد بال شك طلبة كل المسلمين الواعين المدركين بدقة أن سر محنتهم وطوال قرون االنتكاسات المرة المتالحقة ـ التي توجت بسقوط

هـ 656عاصمة الدولة االسالمية بأيدي المغول عام )__________________

( المراجعة البسيطة لالحصائيات الميدانية في اوربا حول عدد1)ن بوضوح حدة ارتفاع الخط االوربيين الذين اعتنقوا الدين االسالمي تبي

البياني بشكل ملفت لالنظار ، وخصوصا في السنوات االخيرة التي تعتبر بحق سنوات الصحوة االسالمية التي بدات تجتاح العالم ، حتى أني قرأت وقبل فترة احصائية لعدد معتنقي االسالم في فرنسا فقط يذكر فيها أن

فرنسي ، وكذا هو حال باقي بلدان اوربا250000عددهم بلغ في حدود وبشكل متفاوت ، فراجع.

9 ....................................................................مقدمة التحقيق

م ( مستتبعة باخفاقات وترديات متكررة لتكتمل في1258 انهيارها أمام الغزو االستعماري المقيت المبتدأة اولى

مراحله أبان القرن التاسع عشر الميالدي ، والذي استكملت حلقاته مع نهاية الحرب العالمية االولى ـ يكمن

في استسالمهم الممجوج لحالة التناحر المدسوسة من قبل أعدائهم ـ االجانب منهم أو المتسربلين بلباس االسالم ـ

وبعدهم البين عن الفهم السليم للكثير من عقائدهم االساسية ـ وهنا يكمن أصل الداء ـ والتي أدار لها الكثير

منهم عارضيه ، واستسلم بجهل ال يغتفر لما يلقن به من تفسيرات وتأويالت غريبة ومردودة لتلك العقائد ، دون أي

تامل وتبصر ... ثم إن االستقراء العلمي والدقيق للكثير من تلك

ها عين ـ أو انعكاسات ـ التقوالت المساجالت يبين بجالء أنقت عنها مخيلة الالهثين خلف سراب المتع التي تفت

الرخيصة والزائفة ابان امتطاء األمويين سدة الحكومة االسالمية ، ممن أجهدوا أنفسهم في البحث عن مسوغ ما

يبرر توليهم لحكومة كانوا هم أكثر الناس كلبأ عليها ، وعداء لها ، فطرقوا أسواق النخاسة التي تصطف فيها الضمائر المعروضة للبيع ، والمتبارية في الكذب على الله تعالى

ورسوله ، كما تتبارى الجواري في عرض محاسنهن أمام رواد هذه االسواق ـ ولكن شتان ما بين هذه وتلك ـ فوجدوا بغيتهم في بعض الصحابة والتابعين ، ممن حفظ لنا التاريخ 9تحلقهم حول موائد األمويين الذين طالما حذر رسول الله

من حكومتهم وما يجرونه فيها على االمة من عظائم األمورالمنبعثة عن فسادهم وبعدهم البين عن االسالم.

ن قواعد بعثرة لقد كان االمويون أول من سن بشكل بيلين في تحقيق بغيتهم هذه بكل ما أبناء الدين الواحد متوس

تطاولت اليه أيديهم التي أطلقها في بيت مال المسلمين امتطاؤهم لسدة الخالفة االسالمية التي كانوا اكثر من الب عليها ، ولم يدخروا وسعا في احتوائها والقضاء عليها ، بل

ولم ينل

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 10

في حياته ـ بل وحتى وبعد وفاته ـ أذى من9رسول الله أحد قدر ما ناله من األمويين ، حتى نبذهم المجتمع االسالمي ودفعهم إلى الظل ، فانكفؤا في جحورهم

كالسعالى يترقبون أن تدور على هذا الدين وأهله الدوائر ، أو يأتيهم الزمان بما عجزوا هم عن ادراكه ، وهو ما حدث حين تولى عثمان بن عفان سدة الخالفة االسالمية ، حيث

قفز األمويون الى قمة الهرم االداري في الدولة االسالمية ، وأطلقوا ألحالمهم الفاسدة العنان ، وعاثوا في األرض

فسادا ، والفضل في ذلك عليهم لعثمان وحده حيث فتح في وجوههم ـ على9الباب ـ ألذي أوصده رسول الله

مصراعيه أمام طموحهم المنحرف ، واغراضهم الخبيثة ، والغرو في ذلك فعثمان يعلن بصراحة على المأل : أن لو

(1)كانت بيدي مفاتيح الجنة ألعطيتها بني امية!! وكان صادقا حتى ضج المسلمون (2)في قوله وفيا لتعهده

__________________ه62 : 1( روى أحمد بن حنبل في مسنده )1) ( عن عثمان بن عفان : أن

ـ وفيهم عمار بن ياسر ـ وقال9دعا جماعة من أصحاب رسول الله ي أحب أن تصدقوني ، نشدتكم الله أتعلمون أن ي سائلكم وإن لهم : إن

كان يؤثر قريشا على سائر الناس ، ويؤثر بني هاشم على9رسول الله سائر قريش؟

فسكت القوم ، فقال عثمان : لو أن بيدي مفاتيح الجنة ألعطيتهاة حتى يدخلوا من عند آخرهم!! بني أمي

( بلى فقد كانت أيادي عثمان بن عفان في بني أمية ال حدود لها ، مما2) أثار ذلك عليه نقمة المسلمين ، السيما وأن هناك الكثير من صحابة

الذين أدركوا وعاينوا الموقف العدائي لهذه االسرة من9رسول الله الذي ما زالت كلماته وعباراته9االسالم واهله ، بل ومن رسوله الكريم

المحذرة للمسلمين من فساد هذه العائلة وانحرافها ، وجهدها الدؤوب قي تمزيق هذا الدين ، تتردد في آذانهم ، وتتجاوب معها نفوسهم ، ولذا فقد كان موقف الخليفة المخالف بشكل حاد لتلك الوصايا مصدر نقمة

وغضب بدأت تعتمل في نفوس اولئك الصحابة ، ياججها اسراف األمويينوتجاوزهم على حقوق المسلمين وتالعبهم بها.

ولقد استعرض المؤرخون في كتبهم جوانب متفرقة من تلكاالمور ، إال أن أوسعها

11 ..................................................................مقدمة التحقيق

ـ بفساد األمويين9ـ وفيهم الكثير من صحابة رسول الله وتهتكهم ، فانقضوا على بيت الخليفة وقتلوه.

نعم لقد كانت هذه العصابة المشخصة النوايا ـ والتيأخذ بخطامها

__________________ :1تفصيال ما أورده ابن ابي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البالغة )

ة رقاب الناس ، ووالهم198 ( حيث ذكر : أن عثمان أوطأ بني اميالواليات ، وأقطعهم القطائع.

ه ووهبه لمروان بن فلما افتتحت افريقية في أيامه أخذ الخمس كل. 9الحكم طريد رسول الله

وطلب منه عبدالله بن خالد بن أسيد صلة ، فأعطاه أربعمائة ألفدرهم.

وأعاد الحكم بن أبي العاص ] عدو رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن أكثر الناس ايذاء له [ بعد أن كان رسول الله صلى الله عليه وآله

ره ثم لم يرده أبو بكر وال عمر ، وأعطاه مائة ألف درهم!!. قد سي بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور على9وتصدق رسول الله

المسلمين ، فاقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم. وأقطع مروان فدك ، وقد كانت فاطمة عليها السالم أطلبتها بعد

حلة فدفعت عنها. وفاة أبيها صلوات الله عليه ، تارة بالميراث ، وتارة بالنها من مواشي المسلمين كلهم إال وحمى المراعى حول المدينة كل

ة. عن بني امي وأعطى عبدالله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح

إفريقية بالمغرب ـ وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة ـ من غير أنيشركه فيه أحد من المسلمين.

وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال ، وقد كان زوجه ابنته ام أبان ، فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح

فوضعها بين يدي عثمان وبكى ، فقال عثمان : أتبكي أن وصلت رحمي! قال : ال ، ولكن أبكي ألني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت

أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا ، فقال : ألق المفاتيح يابن أرقم ،

فإنا سنجد غيرك. وأتاه أبو موسى باموال من العراق جليلة ، فقسمها كلها في بني

امية. وأنكح الحارث بن الحكم ابنته عائشة ، فاعطاه مائة ألف من بيتالمال أيضا بعد صرفه زيد بن أرقم عن خزنه.

وانضم إلى هذه األمور امور اخرى نقمها عليه المسلمون : كتسيير أبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة ، وضرب عبدالله بن مسعود حتى

كسرت أضالعه ... وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيهبقتل قوم من المسلمين ...

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 12

معاوية بن ابي سفيان ، وحاله ال يخفى على أحد ، وبغضه ال يحتاج الى توضيح ـ هي أول من9لبيت رسول الله

تصدى لتمزيق اشالء المجتمع االسالمي الواحد ، ثم اقتفى الخلف من بعد اثار السلف ، وامتطى العباسيون قفى

األحداث ، مثيرين النقع قبالة الحقائق الثابتة بأحقانية أهل ، مرددين عين الترهات التي ما انفك األمويون عن:البيت

ترديدها والتالعب بمفرداتها ، ومستثمرين حاالت الصراع الفكري الذي بدأت تتبلور أبعاده في نشوء المدارس الكالمية المتعددة ، تزامنا مع توسع الرقعة الجغرافية

للدولة االسالمية ، وتأثر الكثير من تلك المدارس باالطروحات الفلسفية والفكرية لتلك الشعوب الحديثة االسالم ، والتي تمتلك بال شك جملة خاصة من االفكار البعيدة الغور ، والواسعة المدى ، فحدثت ـ وذلك أمر

متوقع ـ العديد من حاالت التأثر الفكري والعقائدي عند بعض المدارس الكالمية االسالمية التي افرزتها تلك

الظروف الغريبة عن حياة المسلمين ، فاستثمرتها السياسة ،:الحاكمة ترويجا لموقفها المعاند لمدرسة أهل البيت

يعة في مخاضات الجدل والمناظرة واقحاما لمتكلمي الشمين ـ المتخرجين والتي سجل لنا التاريخ امتالك هؤالء المتكل

من تلك المدرسة المباركة التي تستقي علومها من دوحة النبوة المعطاءة ـ لزمام المحاجة والمجادلة ، فلم يمتلك

غ في وحل العجز اولئك المنكسرين ما يرد لكبريائهم الممر بعض معالمه إال اجترار ما ازدرته نفوس المسلمين العقالء

من الكذب الرخيص واالفتراء الباهت. نعم ال شيء جديد يمكن للمرء أن يعده محفال للبحث والتباري الفكري والعقائدي ، بل هو ـ وكما ذكرنا ـ اجترار

مقيت ، وتكرار ممل ، الن تكلف البعض أن يضفي عليه طابعا عصريا مموها لبضاعة السابقين ، ولكن األصل اجلىمن ان يخفيه أي تزويق ، وأي تمويه. واالنكى من ذلك أن

13 ..................................................................مقدمة التحقيق

ميها ، يعة ومتكل تجد التراث الشيعي للكثير من علماء الشفات وطوال حقب متالحقة ، تزدان به ما ال يحصى من المؤل

ن بوضوح ال خفاء فيه عقائد مة التي تبي واألسفار القييعة ، وأدلتهم الشرعية التي يرتكزون عليها في صياغة الش احكامهم التي يتعبدون من خاللها ... وهذا التراث ـ بكل ما

فيه ـ ال يعسر على احد قراءته ومطالعته ، وادراك حقيقته ، وذاك اجدى لمن ابتغى الحقيقة ال سواها ، ألن السماع أو

الركون لتقوالت اآلخرين ـ كما هو حال العديد من الباحثين في عصرنا الحاضر ، وهو ظاهرة سلبية مردودة ـ قد يؤدي

إلى ايقاع الظلم باآلخرين دون حجة أو دليل يعتذر به ، لتعمد البعض قلب الحقائق وتزييفها ألغراض ومآرب غير

. (1)خافية على أحد __________________

( الغريب أن تبلغ السذاجة أو الصالفة باالنسان حدا يتجاوز فيه كل1) الحدود الشرعية واالخالقية ، وتحشره مجردا في زاوية حرجة ، وفي

موقع مفضوح تجعل المرء معها يتساءل عن مدى الفائدة التي يجنيها هذا البعض من هذه التصرفات والمواقف الشاذة والمنحرفة المرتكزة على

التقوالت واالفتراءات الباهتة التي البد وأن يظهر زيفها مع األيام وعند االستقصاء ، وعندها ال أدري بماذا يعتذر فنالك المبطلون ، سواء أكان

ذلك في الدنيا أو يوم يقوم الحساب. نعم هناك الكثير من هذه الموارد الدالة على انحراف أصحابها عن

ها ر مواقفهم هذه إال بأن جادة الصواب ومنطق الحق ـ من الذين التفس محاوالت مسمومة لبعثرة الصف االسالمي الواحد ـ أشار اليها بعض

الباحثين والمتتبعين في بحوثهم ومؤلفاتهم ، كما أشرنا الى بعض منها فيمقدمتنا التحقيقية لكتاب مكارم االخالق ، فراجع.

وأما ما نريد االشارة اليه هنا فهو عينة صادقة عن خبايا تلك النفوس التي ال ترعوي أمام كلمة الحق ، وال تخشى المساءلة يوم الحساب ،

وبشكل تمجه النفوس ، وتزدريه العقول. فقد عمد أحد الكتاب المصطفين في خانة حاملي معاول تمزيق

هذه األمة باسم الدفاع عن حريمها زورا وبهتانا ، ويدعى محمد مال اللهيعة من أهل السنة( في االصدار األول في كتابه الموسوم بـ )موقف الش

مما يسمى بدراسات في الفكر الشيعي الى التالعب باحدى العباراتالتي نقلها عن كتابنا هذا بصالفة عجيبة ، ووقاحة غريبة.

من كتابه المذكور ، ما هذا نصه : والبداء28فقد ذكرفي الصفحة يعة : » أن يظهر ويبدو لله عز شانه أمر لم يكن عالما به «!! عند الش

انتهى.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 14

إن المسلمين الذي دكت سنابك خيولهم أقاصي المعمورة ، واذعن لسلطانهم العظيم األكاسرة والقياصرة ،

وأخذت أصوات مآذنهم تنادي بالتكبير والتوحيد في أراضير ـ الذي ما انفك المتاجرون به من حمله الصليب المتكس

على أكتافهم ليخفوا تحت أخشابه المتهرئة جشعهم وفسادهم وانحرافهم عن أبسط المفاهيم السماوية

المقدسة ـ اولئك المسلمين كانوا بأمس الحاجة من غيرهم إلى وقفة تامل ال بد منها الدراك الخلل أو العلة الرئيسية

التي أودت بكل أمجادهم ومفاخرهم ، وبدأت وأمام أعينهمتتهاوى

__________________يعة5واشار في الهامش الخامس الى كتابنا هذا : ) ( أصل الش

. 231وأصولها / محمد الحسين آل كاشف الغطاء : وياليته اكتفى بموقفه المخزي هذا ، لكنا تلمسنا له عذرا ، ولكنه

يصر على خداع القراء ، ويواصل كذبه وافتراءه دون أي حياء ، فقد أعاد كتابة عين تقوالته هذه في كتابه اآلخر )الشيعة وتحريف القرآن (!! في

طبعته الثانية الصادرة عن شركة الشرق األوسط للطباعة في عمان عام منه ، فراجع. 12 هـ ( ، وفي الصفحة 1405)

ف بهذه العبارة ليسيء الى طائفة نعم هكذا تصرف هذا المؤل باكبرها ويتهمها بالكفر واالنحراف ، متوهما أن ال أحد سيكشف كذبته هذه

ها ستمر على القراء مرور الكرام ، ويقال : انظروا ماذا تقول ، وأنيعة على لسان واحد من كبار علمائها ، هل هذا إال هو الكفر الش

المحض!! ف موجودة في خاتمة كتابنا ونص العبارة التي تصرف بها هذا المؤل يخ رحمه الله تعالى عن المفتريات التي تتهم ظلما هذا ضمن حديث الش

ع به الناس على الشيعة ، ويزدرى به يعة ، حيث قال : مما يشن بها الشعين أن البداء عليهم أيضا أمران : األول : قولهم بالبداء ، تخيال من المشنيعة هو عبارة عن أن يظهر ويبدو لله عز شأنه أمر لم الذي تقول به الش يكن عالمآ به!! وهل هذا إال الجهل الشنيع ، والكفر الفضيع ، الستلزامه

ه محل للحوادث والتغييرات ، فيخرج من الجهل على الله تعالى ، وأن حظيرة الوجوب الى مكانة االمكان!! وحاشا االمامية » بل وسائر فرق

االسالم من هذه المقالة التي هي عين الجهالة « بل الضاللة ... الخ. أقول : أترك للقارئ الكريم مسألة التعليق على هذا األمر ، والحكم

بما يراه موافقا للعقل والمنطق والصواب

15 ..................................................................مقدمة التحقيق

شيئا فشيئا ، دون أن يمتلكوا أمامها حيلة وال سبيال. حقا ـ وهذا مما ال ريب به ـ إن ذلك الخلل كان قد

استشرى كثيرا في جسد هذه األمة التي تمتلك ـ وذلك ما تغص به األفواه ـ كل مقومات الرقي والسمو ، بل وتعد

رسالتها هي المنهج العقائدي الوحيد القادر على انقاذ البشرية وانتشالها من وهدة الضياع والتغرب واالنسالخ عنرسالتها العظيمة التي خلقها الله تبارك وتعالى من أجلها.

بلى إن ذلك الخلل الرهيب ـ بأبعاده المختلفة ـ كان يسري في جسد هذه األمة مترافقا مع جوانب إلخير

والعطاء التي أفاضتها شريعة السماء بأشكالها المتعددة ، فكان كالعلة التي ال يعيرها البعض اهتماما حتى تودي به

على حين غرة. فتقادم العصور والدهور ، واذكاء حالة االستسالم أمام واقع الحال دون أي ردة فعل أو انكار ، بل والوقوف السلبي في بعض األحيان ـ أو الحيادي في أحيان

اخرى ـ أمام دعوات التصحيح المخلصة ، كل ذلك كانل العنصر الداعم والمتسامح تجاه حالة السقوط هذه. يشكل نعم ، ولعل الكتاب الماثل بين يدي القارئ الكريم يمث

يعة ـ وطوال قرون عينة واضحة مفردة تعكس ابتالء الش ودهور في ايضاح ورد الشبهات السقيمة والواهية التي ما

انفك البعض كالببغاء ال يمل من تكرارها في كل مناسبة وعلى كل منبر ، اصرارا على المعاندة والمكابرة ، أو جهالل ممجوجا ال عذر فيه ، فكانت مواقفهم المردودة هذه تمث

وبوضوح رؤوس الفتنة الملعونة المبتغية زعزعة وخلخلة البنيان االسالمي ، من خالل التمويه المقصود على الحقائق الواضحة التي ال يعفى أحد من وجوب التعرف عليها وادراك

مصداقيتها. وأقول بعيدا عن المغاالة والتطرف : إن األمر الذي ال

مراء فيه هو إن التفاوت المنظور بين فرق المسلمين اليشكل حالة مهولة تدفع العقالء الى

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 16

اليأس والقاء ما في أيديهم وترك الحبال على غاربها ، ألن ـ وذلك منتهى الصدق والحق ـ ما يتفق عليه االخوة الفرقاء

هو أكثر مما يختلفون فيه ، وفي ذلك ما يشحذ في المصلحين الهمم ، ويدفعهم إلى مواصلة الجهد الدؤوب نحو

التقريب وااللتقاء. بيد إن المحاوالت المعدودة ـ ومع اقتران اكثرها بصدق النية وصفاء السريرة ـ تبقى قاصرة ودون االحاطة الشاملة

ألبعاد هذا االمر الجسيم ، النها تبقى دائرة في الذيول ـدون األصل ـ مرات كثيرة ويتعاطى معها بين األخذ والرد. وال غرو في ذلك إذ إن العالج األنجع ألي علة ال بد فيه

من البحث عن األسباب الرئيسية واألساسية في بروزها ، ال معالجة نتائجها ، وهذا ما عجز الكثيرون عن ادراكه ، أو

االشارة اليه صراحة ودون مواربة ... فتعاقبت االنتكاسات ، وتوالت االخفاقات ، وستبقى طالما ما زلنا نجد من ال يتورع

عن تزييف الحقائق ، وقلب المسميات بصالفة عجيبة ،ووقاحة ال تصدق.

وحقا أقول : أن الحديث عن هذا األمر يستثير في خواطر المرء الكثير من الشجون التي ال بد لها من تترجم للجميع دون مواربة ومخاتلة ، وتتطلب صدقا واخالص نية

تتجاوز حدود األهواء والنزعات النفسية ، وتصبح معياراوسبيال الدراك الحق والحقيقة ، ال شيء غير ذلك ...

المسلمون في هذه المعمورة تشعبت بهم المذاهب ، ونأت ببعضهم عن بعض ، بمسافات تتباعد وتتقارب تبعا لمدى الوعي الفكري ، والفهم العقائدي ، وتتوسط بين االثنين جماعة ال تجيد غير لغة التكفير البغيضة ، واثارة

النقع قبالة الحقائق الناصعة والثابتة. فالثقل األكبر ـ وكما يعلم الجميع ـ لعدد المسلمين

ة ل بأهل السن يتمث

17 ..................................................................مقدمة التحقيق

دون بفتاوى أئمة المذاهب االربعة :(1)والجماعة والذين يتعب أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي ، وأحمد بن حنبل. فهناك

الحنفي ، والشافعي ، والمالكي ، والحنبلي ، وجميع هذه المذاهب تلتقي وتفترق في جملة واسعة من المسائل ،

وذلك أمر ال مناص منه. يعة ، وأعني بهم ل بالش وأما الثقل األكبر الثاني فيتمث

يعة االمامية االثني عشرية ، وهم ينقادون في فهم الش ، الذين توارثوا:عباداتهم ومعامالتهم ألهل بيت النبوة

، فما افترق حكم الالحق عن9علومهم عن رسول الله السابق ، بل كان مؤتمنا مؤديا.

يعة ترجع في أحكام دينها إلى هذه العترة بلى إن الش الطاهرة التي يجب على المسلمين بنص القران الكريم

اتباعهم ومواالتهم ومودتهم ، ينضاف الى ذلك جملة واسعة من األدلة الثابتة والصحيحة التي ال غبار عليها ، وهذا ما ال

تا ومجافاة للحق ـ ادراكه وتفهمه ، فيضع يحاول البعض ـ تعن نفسه في المضيق دون أي مرتكز يعول عليه ، بل واالغرب

من ذلك أن تجد من يتوسل تبريرا لموقفه المستهجن ـ وذلك ما ليس بخاف على أحد ـ بما تمليه عليه حالته

النفسية القلقة ، ال المرتكزات العقائدية والفكرية التيينبغي ان تسود هذه المباحث.

__________________فته الدهور المرة1) ه ال يخفى على أحد األثر العظيم الذي خل ( لعل

يعة ـ وأعملت أنيابها فيهم تمزيقا وتقطيعا القاسية التي أحاطت بالش وبشكل متناوب متالحق ـ وساهمت بشكل مباشر في تحديد أعدادهم ،

والحد من تكاثرهم بشكل جلي واضح للعيان ، وهذا ما سبق أن تقدم مناالحديث عنه سالفا.

يضاف إلى ذلك ما لجأت اليه الحكومات الجائرة المتالحقة من ع ، وتحجيما ترويجها واسنادها للمذاهب االسالمية األخرى ، تنكيال بالتشي له ، ال حبا وايمانا بتلك المذاهب في أغلب األحيان ، وإن كان ذلك األمر

يتشكل في بعض األحيان بصبغة التعصب الطائفي المقيت الخارج عن أيمفهوم شرعي.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 18

نعم ال خالف بأن المسلمين كانوا يشكلون ـ ظاهرا ـ امة واحدة يحكمها وجود قائد9في زمن رسول الله

ميداني ، تنقاد لمشيئته المنبعثة عن ارادة السماء جموع المسلمين ، فال وجه الي مخالفة انذاك غير الخروج عن اطار االسالم ، والكفر الصريح. ومن هنا فلم تكن هناكه يجد الجواب الشافي شبهات عقائدية تعتري أحد ، ألن

. بيد أن اللحظات األولى9والحاسم لدى صاحب الرسالة شهدت بذر شجرة الخالف التي تطاولت مع األيام9لرحليه

عت ، وضربت جذورها بعيدة في أعماق العقيدة وتفر االسالمية المباركة ، وأثمرت مع األيام ثمرا مرا ال

عه غصصا ، عنادا يستساغ ، أقسر البعض نفسه على تجرللحق ، أو استسالما للواقع المعاش.

والدولة االسالمية الغضة9فقد توفي رسول الله الفتية تعيش في أدق ظروفها السياسية وأحرجها ، وحيث تحوطها وتعيش بين جنبيها الكثير من المخاطر المشخصة

العناوين : كالمنافقين ، ومدعي النبوة وحلفائهم منله المشركين ، واليهود ، باالضافة الى الخطر الذي تشك

عليهم كل من الدولتين الرومانية والفارسية ، وغير ذلك. وابان تلك الظروف الحساسة والخطرة ابتليت األمة

بأول وأخطر انقسام أصابها في الصميم ، وكان العلة األساسية لكل أمراضها وويالتها المتالحقة ، ونقطة االختالف

ق المتفاوتة ، ولن تجد التي تشعبت عنها كل موارد التفر تفسيرا منطقيا وعلميا يمكنه االعراض عن التصريح بهذه

الحقيقة الثابتة. نعم إن االختالف الذي منيت به األمة في مسألة خالفة

ـ وما استتبعه بعد ذلك من نتائج متوقعة ـ9رسول الله ده كان هو سر الداء الذي سرى في جسد هذه األمة ، وتصي

أعداؤها فطفقوا ـ باساليب

19 ..................................................................مقدمة التحقيق

عوا الهوة محكمة ومدروسة ـ يأججوا نار االختالف ، ويوسعوا عن الكذب واالفتراء ، بين األخوة االشقاء ، بل ولم يتوروالتحريف والتشويه ، وقلب الحقائق وتزييفها كما اسلفنا.

ث لقد كانت حقيقة هذا االختالف تتلخص في تشب قد نص على خالفة9طرف واصراره على أن رسول الله

من بعده ، وتعضدهم في مقولتهم هذه جملة قوية7علي ة النقلية والعقلية الثابتة ، وهم الشيعة ، حين يصر من األدل الطرف االخر على نفي هذا األمر ، ويذهب الى القول بأن

ترك األمة دون أن ينصب عليها خليفة له من9رسول الله بعده ، وكان على هذه األمة أن تتولى بنفسها تدبير

امورها ، وتنصيب خليفة عليها ـ رغم ما يحيطها من ظروف عسرة وشديدة التعقيد ـ وهو مذهب أبناء العامة من الفرق

ه يعة ، فكأن ـ وبناء على هذا التصور ـ9االسالمية غير الش قد ترك هذه األمة الغضة األطراف دون راع يقودها في هذا

التيه العظيم ، والبحر اللجي المتالطم االمواج!! وذلك مايعة أشد المعارضة. كانت وال زالت تعارضهم فيه الش

نعم لقد كان هذا هو األمر الذي انسحبت ظالله على مسيرة هذه األمة ابتداء من تلك اللحظات الحساسة ـ التي

شهدت انعقاد مؤتمر السقيفة ـ وحتى يومنا هذا ، وكانت من نتائجه المرة ما ترتبت عليه من تفسيرات متباينة لجملة

العقائد التي يؤمن بها الجميع ـ والتي ينبغي ان ال يختلف الطرفان فيها ـ نتيجة تعدد المدارس الكالمية التي تحاول كل واحدة منها جاهدة ان تدلي بدلوها في هذا المعترك

العقائدي المهم ، بعيدا ـ عن منهله العذب المنبعث عن بيتالعصمة ومهبط الوحي.

فاذا كان الطرفان ال يختلفان قطعا في عقائدهم االساسية وهي : االيمان بالله تبارك وتعالى ، وكتبه

المنزلة ، وجميع انبيائه ورسله عليهم

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 20

السالم ، ويؤمنون بأن الجنة والنار حق ال ريب فيهما ، وأن الله تعالى سوف يبعث الموتى من قبورهم للحساب

والجزاء ، فإن االعتقاد المتفاوت في ماهية األمامة بينل بالتالي نشوء ما نراه من التأويالت الطرفين شك

والتفسيرات المتفاوتة بتفاوت المدارس المختلفة ، والتي يخالف البعض منها االخر ، بل ويستسلم البعض منها آلراء

هجينة مردودة ، ال تتوافق وحقيقة االعتقاد التي ينبغي. (1)التسليم بها

__________________ ( لعل من األمور التي تثير االستغراب في نفوس الباحثين وجود جملة1)

من أصحاب السنن والصحاح ـ ومن استقى من منابعهم موارد بحثه دونر ـ قد وقع أسير جملة مردودة من األخبار والروايات تأمل أو تدب

الموضوعة التي يشخص الكثير منها بانتمائه إلى االسرائيليات التي جهدت أصابع أعداء الدين في رصفها مع جملة العقائد االسالمية المباركة

والمتوافقة مع العقل والمنطق والفطرة. د بتلك النصوص الموضوعة ، بل واألنكى من ذلك أن تجد من يتعب

ويسلم بصحتها ، ويؤمن بمضامينها ، وذلك مما تنفطر تأسفا عليه القلوب ، رغم إيمان ذلك البعض بالجوانب السليمة من تلك العقيدة المتنافية

بشكل حاد مع تلك اآلراء والمعتقدات الدخيلة ، والذي يشكل دعوة صريحة وواضحة لمناقشة تلك اآلراء مناقشة علمية رصينة ، بعيدة عن

ج. التعصب والتشنل الطرف األوضح ب هذه االسرائيليات الموضوعة يشك نعم إن تسر

في ظاهرة الفهم للخاطىء والتفسير السلبي لبعض النصوص القرآنية المباركة التي أصبحت محل االختالف في تفسير ورسم المفهوم الخاص

لتلك المدارس في بعض العقائد التي يؤمن بها الجميع ، وزادها تعقيدا تشبث تلك المدارس في الدفاع عنها ، ورد االعتراضات الموجهة اليها ، واتهام المخالفين الفين لها باالنحراف والسقوط ، رغم ان العقالء من

المسلمين يتسالمون على ما تشكله ظاهرة التحاور العلمي المبتني على اسس التشريع االسالمي من مرتكز واضح المباني في التوصل إلى نتيجتين ايجابيتين ، وهما التصحيح والتشذيب للمظاهر الدخيلة على

العقائد االسالمية ، أو التسليم بصواب المنهج اآلخر واالقرار بصحته ،وذلك هو بغية كل المخلصين.

وإذا كانت هناك بعض المشخصات التي تعزى الى ظاهرة التسرب جانب مهم في تبلورها وبنائها ، فإن ما عرفه المسلمون مما يسمى

بالتشبيه والتجسيم واحد من تلك الجوانب المشخصة الغريبة عن البنيانالعقائدي للشريعة االسالمية القائمة على التنزيه

21 ..................................................................مقدمة التحقيق

.......................................................__________________

والتوحيد. ولعل األقرب للصواب في تحديد العلة األساسية في تحليل ظاهرةب يتأتى في دراسة الظروف المادية والنفسية التي رافقت نشوء التسر

هذه الظاهرة ، وهذه العملية بال شك تتطلب دراسة مستفيضة ومتخصصة ال يسعنا هنا الخوض في غمارها ، إال أن ما ذكره ابن خلدون

في مقدمته يلقي شيئا من التوضيح على هذا األمر ، حيث قال : أن العلة األساسية تكمن في كون العرب آنذاك لم يكونوا أهل كتاب ، وال علم ،ما غلبت عليهم البداوة واألمية ، وإذا تشوفوا إلى معرفة شيء مما وأن تتشوف اليه النفوس البشرية في أسباب المكنونات ، وبدء الخليقة ،

وأسرار الوجود ، فانما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ، ويستفيدونه منهم ، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى مثل؟ كعب

األحبار ، ووهب بن منبه ، وعبدالله بن سالم. بلى لقد كان ذلك األمر ما يمكن اعتبار الطرف األول في تلك

الظاهرة محل البحث ، وأما الطرف األخر منها فيكمن بالجمود على الفهم السطحي المبتور لجملة تلك اآليات القرآنية أو األخبار المختلفة ،

ن مع األصول العقائدية االسالمية التي تحاول والتي تختلف بشكل بي وجوه يومئذ )جاهدة االنتماء اليها ، كما في حالة تفسير قوله تعالى :

كل من عليها فان ويبقى ) ، وقوله تعالى : ( ناضرة إلى ربها ناظرة وقالت اليهود ) ، وقوله جل اسمه : ( وجه ربك ذو الجالل واالكرام

( يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتانوغيرها.

د من ذلك الفهم السلبي واسمي بالتشبيه أقول : ثم إن ما تولل ظاهرة جديدة طفحت على ه يشك والتجسيم ال يمكن اعتباره بان

الساحة العقائدية ألتباع بعض المدارس االسالمية ، بل يبدو من الواضحل جوانب منها لدى األمم السالفة ، كما في تشبيه النصارى للعيان تشك

بالله تبارك وتعالى ، وإن كان الشهرستاني يقول في ملله )7المسيح ( : بأن التشبيه كان صرفا خالصا في اليهود ـ ال في كلهم بل في93 : 1

القرائين منهم ـ إذ وجد في التوراة الفاظا كثيرة تدل على ذلك ... ( عند حديثه عن بعض أخبار1 06 : 1وأضاف في موضع آخر )

التشبيه التي تداولها جماعة من أهل الحديث ) وهو ما أردنا االشارة ،9اليه ( : وزادوا في األخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها الى النبي

وأكثرها مقتبسة من اليهود ، فإن التشبيه فيهم طباع ، حتى قالوا : اشتكت عيناه فعادته المالئكة!! وبكى على طوفان نوح حتى رمدتعيناه!! وأن العرش ليئط من تحته كأطيط الرحل الحديد!! انتهى. وأخيرا فإن استعراض ومناقشة جملة تلك األخبار والروايات

المختلفة التي أشرنا اليها يدل

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 22

يعة كون أالمامة أصل من اصولأقول : إن اعتبار الش الدين ، ومنصب الهي يمن به الله تبارك وتعالى على من

يشاء من عباده الذين يمتازون عن غيرهم بمواصفات خاصة تجعلهم اهال لهذا التكليف العظيم ، ليس هو نتاج

افكارهم الخاصة ـ كما يحلو للبعض اطالق ذلك دون دليل أوحجة ـ بل

__________________ بصراحة على صحة وصواب ما ذهبنا اليه ، هذا إذا اعتمد الباحث

والدارس في الحكم عليها األسس والقواعد المعروفة لدى علماء األصولوالجرح والتعديل.

فمن ذلك : األخبار والروايات التي تزعم بأن الله تعالى خلق آدم عليه السالم على صورته ، أو أن له سبحانه جوارح مشخصة كاألصابع

والساق والقدم ، وأن في ساقه ـ سبحانه ـ عالمة يعرف بها!!. ه تعالى يضع قدمه يوم القيامة في نار جهنم ليكف نهمها بل وأن

فتقول : قط قط!!. ه جل اسمه يهبط في آخر الليل إلى السماء الدنيا!! ويقول : كما أن من يسألني فأستجيب له ، من يسالني فأعطيه ، من يستغفرني فاغفر

له. يضاف إلى ذلك ما يروى من إمكان رؤيته تعالى حقيقة ال مجازا ،

حتى أن تلك األخبار ال تكتفي بحصر رؤية الله تعالى برسوله األكرم صلىه يرى الله سبحانه فيقع ساجدا له ـ بل الله عليه وآله ـ حيث تذكر بأن

ه جل وعال يهبط يوم القيامة يتعداه ذلك األمر إلى الجميع ، حيث تورد بأن إلى العباد ليقضي بينهم!! وذلك مصداق ما نسب إلى رسول الله صلى

كم سترون ربكم عيانا ، وأن المسلمين يرون الله عليه وآله من قوله : أنهم يوم القيامة كما يرون القمر ال يضامون في رويته!!. رب

ه ما يروى من أن الله تبارك وتعالى يأتي هذه واألغرب من ذلك كل األمة يوم القيامة على هيئة غير هيئته التي يعرفونه بها ، فينكرون ذلك

عليه!! حتى يأتيهم بالصورة التي يعرفونه بها فيتبعونه!! :9 ) كتاب االستئذان ( 62 : 8وغير ذلك. راجع : صحيح البخاري

) كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : لما خلقت بيدي ، وباب قوله156 ) كتاب التهجد ، باب الدعاء66 : 2تعالى : وجوه يومئذ ناضرة ( و

|2017 و : 2841|2183 : 4والصالة من آخر الليل ( ، صحيح مسلم ،38 ، 37 ، 36 ، 35|2186 ، و : 22 ، 21 ، 20 ، 19|2147 و 115

:1 ، سنن ابن ماجة 302 ، 300 ، 299|963 ، 212 ، 211|439 : 1 :4 ، سنن الترمذي 1390 ، 1388|444 و 1366|435 و : 182|64

،2551|687 : 4 و 2382|591 : 4 و 446|307 : 2 و 2557|691 ،34 : 3 ، 504 ، 487 ، 282 ، 267 ، 264 : 2 ، مسند أحمد 2552

. 30|214 : 1 ، موطأ مالك 16 : 4

23 ..................................................................مقدمة التحقيق

على العكس من ذلك ، فقد ابتنت عليه جملة كبيرة منهم يمتلكون على اثبات هذا األمر افكارهم ومعتقداتهم ، ألن

جملة واسعة من األدلة النقلية والعقلية التي يتفق عليها الفريقان ، رغم مخالفة الطرف اآلخر لهم في اعتقاده بأن

اختيار االمام من حق األمة ، وليس هو شأن خارج عنيعة ـ وإن ارادتها ومتعلق بارادة السماء ـ كما يعتقده الش

كانوا يذهبون إلى القول بوجوبها لقيادة األمة. وبهذا فهم قديعة فيما ذهبوا اليه من تنصيب علي من قبل7خالفوا الش

، وحصر االمامة في9الله تعالى ، خليفة لرسوله الكريم . :ابنائه

ومما ال ريب فيه أن اطالق األقوال جزافا ليس هو بعمل المحصلين ، وال يسع المرء ـ بل ال ينبغي له ـ الركون إلى صدقه اذا لم يعضده الدليل السليم ، والحجة المقنعة ،يعة أكثر ما يطالبون به مخالفيهم وهذا ما نراه من أن الش

يعة ( الثبات والرادين عليهم ، مع تطوعهم ) اي الشدعاواهم من خالل طرحها ومناقشة حجيتها.

وخالصة المقال : فإن االختالف الحاصل في مسألة االمامة والخالفة بين الفريقين ، وإن تشعبت فيه اآلراء ، إال

ه ال يخرج عن هذه التصورات الثالث : أن قد ترك امته همال من بعده ،9أن رسول الله أولها :

وعليها هي وحدها أن تتولى مسؤولية تدبير امورها وفق ماترتأيه ، ومما تتوصل اليه. وهذا األمر كما هو واضح وجلي

ينسحب بالتالي الى ارادة الباري عز وجل ، حيث أنغ به ال يطالب به. غ ، وما لم يبل الرسول مبل

قد رسما لألمة سبيل9إن الله تعالى ورسوله ثانيها : ومواصفات واسلوب اختيار الخليفة واإلمام بعد رسول الله

9 .

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 24

قد نص باالسم على خليفة9أن رسول الله ثالثها : له من بعده بأمر من الله تبارك وتعالى ، وعلى األمة أن

ها حكم سماوي ال تأويل وال تستجيب لهذه المشيئة ألن اجتهاد وال رد عليه إال من العاصين الخارجين عن تلك

االرادة المقدسة. لة ولعل الذهاب في مناقشة وبحث هذه اآلراء الممث

لجملة المدارس الفكرية المنبعثة عنها يستلزم الكثير من المساحة التي ال يسعنا قطعا تحميل هذا الكتاب بها ، إال ان

ذلك ال يحول دون اللمحة او االشارة المتعجلة اليها. فأقول مستعينا بالله تعالى : إن وجود الوصي ضرورة

حتمية يحكم بوجوبها العقل وحاجة المجتمع االسالمي لقائدر شؤونه ، ويتولى مواصلة النهج الذي اختطه يسوسه ويدب

بكفاءه تتناسب ـ حتما ـ وعظم هذه9الرسول االكرم الرسالة واهميتها والظروف المحيطة بها.

وال يعتري أي عاقل شك في وجوب ذلك ، فإن ما تآلف عليه الناس منذ ظهور التجمعات البشرية ، وتبلور أبسط

النظم الحياتية ، وجود إمام أو رئيس يفوضون اليههم يدركون امورهم ، ويفزعون اليه في تدبير شؤونهم ، ألن

بوضوح أن خلو أي مجتمع من قائد أو إمام يفتح الباب على مصراعيه امام ذوي المآرب الفاسدة والظلمة

والمنحرفين ، فتضطرب أحوالهم ، وتختل موازين حياتهم ، ويفشو فيهم الظلم والفساد وفعل القبيح ، بل وتنهار النظم

التي كانت تحكم حياتهم ابان وجود الحاكم السابق ، حتىيستقر الحال على أمر ما.

ومن هنا فإن من اولى المسلمات في سياسات الحكام والملوك واألمراء ـ بل وحتى ذوي المسؤوليات المتواضعة ـ

تنصيب نائب ) أي خليفة ( تناط به مسؤولية تولي شؤونبه أو وفاته ، ألن ترك هذا ذلك الحاكم عند تغي

25 ..................................................................مقدمة التحقيق

األمر خالف العقل والمنطق ، وال يذهب اليه أحد ، فتأمل واستقرء ما غبر من الدهور ، بل وما نعاينه في أيامنا هذه ،

فهل تجد إال ما قلناه؟. ثم اذا كان ذلك في شؤون االمارات والممالك

والدول ، فكيف لو تعلق األمر باألديان السماوية ، بل وبآخرها وأعظمها ، وباوسعها نظاما وتشريعا؟! وحيث ،9يتعلق األمر بالخالق تبارك وتعالى ، وبرسوله الكريم

الذي ما ارسل إال رحمة للعالمين ... فهل يريد من يخالفط به ملوك ذلك أن ينسب التفريط بهذا األمر الذي لم يفر الدنيا وحكامها إلى الله تبارك وتعالى ، وذلك ال يذهب اليه

أحد إال من كان أعمى القلب معدوم البصيرة ، أو الى ، وذلك ليس بمعهود منه ، حيث تحدثنا9رسوله الكريم

ه لم يغادر المدينة يوما جميع المراجع التاريخية المختلفة أن يلحق بذلك ايضا وصاياه (1)إال واستناب فيها من يخلفه

__________________ في استخالف من9( بلى إن المراجعة البسيطة لسيرة رسول الله 1)

ينوب عنه حين تركه لعاصمة الدولة االسالمية ، حتى ولو قصر مدى السفر وقلت أيامه ـ كما في غزوة احد التي لم تبعد عن المدينة إال ميال

واحدا ، ولم يستغرق بعده عنها إال يوما واحدا فقط ، بل وفي غزوة الخندق التي كانت في المدينة عينها ـ تدل داللة واضحة على استحالة وقوع التفريط منه في ترك هذه األمة دون راعي أو خليفة ينوب عنه ،

لم يفاجأ بموته كما معروف لدى9السيما ونحن نعلم أن رسول الله يدرك بوضوح ما يحيط امته من المخاطر الجسيمة التي9الجميع ، وأنه

تتحين بها الفرص والغفالت؟! نعم ، فإنا عندما نتأمل ذلك نجد أن افتراض عدم االستخالف من

خالف ما عهد من سيرته المباركة ـ مضافا إلى خالفه9قبل رسول الله الصريح مع المنطق والعقل ـ وذلك ما يتبين عند المراجعة البسيطة لكتب

السيرة والتاريخ المختلفة : بقتال المشركين في السنة الثانية من9 ـ فعندما اذن له 1

الهجرة ، وخرج مع جماعة من المسلمين للتعرض لعير قريش ، استخلفعلى المدينة سعد بن عبادة خليفة عنه.

في غزوة بواط ،9 ـ وفي تلك السنة ايضا ، وعند خروجه 2استخلف عنه سعد بن معاذ.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 26

.......................................................__________________

في طلب كرز بن جابر9 ـ واستخلف زيد بن حارثة عند خروجه 3الفهري الذي اغار على المدينة.

أبا سلمة المخزومي عندما خرج في غزوة9 ـ ثم استخلف 4العشير. ـ وفي غزوة بدر الكبرى كان ابن ام مكتوم خليفة عنه صلى الله5

عليه وآله في المدينة. في غزوة بني القينقاع استخلف أبا لبابة9 ـ وعندما خرج 6

األنصاري. استخالف أبي لبابة عند خروجه في غزوة السويق. 9 ـ وأعاد 7 الى سليم وغطفان في السنة الثالثة من9 ـ وأما عندما خرج 8

الهجرة ، فإنه استخلف عنه ابن ام مكتوم. في المدينة ابن ام مكتوم9 ـ وفي غزوة بفران كان خليفته 9ايضا.

عند خروجه في غزوة9 ـ وأما عثمان بن عفان فقد استخلفه 10ذي أمر. ابن ام مكتوم عند خروجه الى أحد. 9 ـ واستخلف 11 استخالف ابن ام مكتوم عندما خرج الى غزوة حمراء9 ـ وأعاد 12األسد.

في غزوة بني النضير. 9 ـ واستخلفه أيضا عند خروجه 13 الى غزوة بدر الثالثة كان خليفته في المدينة9 ـ وعند خروجه 14

عبدالله بن رواحة األنصاري. عثمان بن عفان في9 ـ وفي غزوة ذات الرقاع استخلف 15المدينة. ـ وأما في غزوة دومة الجندل فقد استخلف صلى الله عليه وآله16

ابن أم مكتوم في المدينة. ـ وفي غزوة بني المصطلق كان زيد بن حارثة خليفة عنه صلى17

الله عليه وآله في المدينة. االحزاب ، وفي المدينة عينها ، استخلف ابن9 ـ وعندما قاتل 18

أم مكتوم أيضا خليفة عنه. ـ وكان أبو رهم الغفاري خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله19

في غزوة بني قريضة. . 9 ـ وفي غزوة بني لحيان كان ابن ام مكتوم خليفة عنه 20 استخالف ابن ام مكتوم عند خروجه في غزوة ذي9 ـ واعاد 21

قرد. ـ وكان ابن ام مكتوم ايضا خليفة عن رسول الله صلى الله22

عليه وآله عند خروجه في غزوة الحديبية.

27 ..................................................................مقدمة التحقيق

بوجوب الوصية على المسلم والتشديد على9المتكررة ط فيها. هذا اذا أدركنا أن المنية لم تعاجل رسول الله المفر

بل امتد به مرض الموت اياما. فما معنى هذا التناقض9بين الحالتين!!

ثم أال يثير في النفس االستهجان مما يقوله الذاهبون الى عدم وجوب الوصية ما يرويه مسلم في صحيحه بسنده

عن ابن عمر ، من إنه قال : دخلت على حفصة فقالت :أعلمت أن أباك غير مستخلف؟ قال : قلت : ما كان ليفعل.

قالت : انه فاعل. قال ابن عمر : فحلفت اني اكلمه في ذلك. فسكت ،

حتى غدوت. ولم اكلمه. قال : فكنت كأنما احمل بيميني جبال. حتى رجعت

فدخلت عليه ، فقلت له : إني سمعت الناس يقولون مقالةه لو ك غير مستخلف ، وان فآليت ان اقولها لك ، زعموا أن

كان لك راعي إبل ، أو راعي غنم ثم جاءك وتركها رأيت أنع ، فرعاية الناس اشد . (1)قد ضي

بل وما يروى عن عائشة ايضا في هذا المنحى من ارسالها إلى عمر عندما طعن : ال تدع امة محمد بال راع ،

استخلف عليهم ، وال تدعهم بعدك __________________

عنه في المدينة سباع بن9 ـ وفي غزوة خيبر استخلف 23عرفطة. استخالفه عند خروجه في عمرة القضاء. 9 ـ وأعاد 24 في فتح مكة فإنه استخلف أبا رهم9 ـ وأما عند خروجه 25

الغفاري في المدينة. في غزوة حنين كان أبو رهم خليفته في المدينة9 ـ ولما خرج 26

أيضا. ـ وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالم فقد خلفه27

عنه صلى الله عليه وآله في المدينة عند خروجه الى تبوك. )كتاب االمارة ، باب االستخالف وتركه (. 1823 : 3( صحيح مسلم 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 28

ي أخشى عليهم الفتنة . (1)همال ، فإن أال تجد في ذلك الموقف ـ الذي نسبه ذلك البعض من

المته حيرى مضطربة ال تاوي إلى9اهمال رسول الله مكان تستظل فيه ، وال تجد مرفأ أمان تأوي اليه ـ تناقض

)صريح مع قول الله تبارك وتعالى في حق رسوله الكريم : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم

. (2) (حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم نعم ، أال يعد الذهاب إلى هذا القول اساءة وتوهينا

حتى يقال أن عائشة وعبدالله9لشخص الرسول الكريم ب بن عمر كانا أفقه منه واكثر ادراكا لخطورة األمر المترت

على ترك األمة دون خليفة أو وصي!!. بل وياليت هذا االمر انتهى عند هذين حتى يلتفت اليه ابن خلدون ليقول في مقدمته : فاستحال بقاؤهم فوضى

. (3)دون حاكم يزع بعضهم عن بعض ؟! ثم اال يعد هذا9فهل خفي كل هذا عن رسول الله

خطال من القول وسفها؟ غ عن الله تبارك9هذا اذا تجاهلنا أن رسول الله مبل

وتعالى في هذه الرسالة العظيمة ، وأن المرسل جل وعال أولى برعاية رسالته من الضياع والسقوط ، لعلمه المطلق بما يترتب عليه هذا الترك من تخبط واضطراب عظيمين ،

فهل نرتضي النفسنا نسبة هذا التفريط الى الباري عزوجل؟! انها بحاجة الى وقفة تأمل.

__________________.23( االمامة والسياسة : 1).128 : 9( التوبة 2). 187( مقدمة ابن خلدون : 3)

29 ..................................................................مقدمة التحقيق

ولذا فان هذا االفتراض باطل ال يؤبه به لمخالفته الصريحة مع مفهوم العقيدة االسالمية ، والسيرة الثابتة

، وضرورة العقل إلفتراضه تركه األمة9لرسول الله االسالمية الفتية نهبة لالختالفات والمشاحنات واالفتراضات

المتضاربة ، وغرضا لطالب الدنيا والسلطة ، والالهثين خلف متعها الرخيصة الفانية ، مضافا الى ما ثبت من عدمالوصول الى قاعدة موحدة يمكن التسليم بصحتها.

بيد أن خروج هذا التصور عن افتراض العقالء لم يغن عن اعتقاد البعض بوقوعه ، بل والتصريح به ، كما افترض

ذلك الدكتور أحمد أمين في كتابه الموسوم بفجر االسالم ، ولم يعين من يخلفه ، ولم9حيث قال : توفي رسول الله

يبين كيف يكون اختياره ، فواجه المسلمون أشق مسألة!!. (1)واخطرها ...

كذا نجد من تذهب به المزاعم هذا المذهب الخطير ، رغم القطع9من نسبة االهمال والتقصير إلى رسول الله

الثابت بأهمية الوصية وحساسيتها في استمرارية وديمومة الشريعة االسالمية واتباعها من المسلمين ، بل وانتظام

ت والتبعثر. أمرهم حفظا لهم من التشتم7قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : مكان القي

باألمر مكان النظام من الخرز ، يجمعه ويضمه ، فإن انقطعق وذهب ، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا . (2)النظام تفر

ثم اذا افترضنا أن الشارع االسالمي قد حدد لألمة سبيل ومنهج اختيار الوصي والخليفة ، فإن من حق المرء

أن يتساءل : أي منهج وضع للمسلمين هو ذلك الذياعتمده الصحابة في اقرار هذا األمر؟

__________________.225( فجر االسالم : 1). 316 : 2( نهج البالغة 2)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 30

فسقيفة بني ساعدة كانت كميدان تناطحت فيه آراء متضاربة كل منها يدعي أولويته في التصدي لمسؤولية

، وأحقانيته في هذا األمر دون غيره ،9خالفة رسول الله حتى بادر المهاجرون ، وكانوا ثالثة نفر ، إلى مصادرة هذا

األمر رغما عن االنصار وغيرهم. نعم لم يكن بحاضر في سقيفة بني ساعدة من وجوه

المهاجرين سوى ثالثة من المهاجرين : أبي بكر ، وعمر بن الخطاب ، وابي عبيدة الجراح ، وليس في هذا تمثيل ،:قانوني لجموع المهاجرين ، وعلى رأسهم أهل البيت

وهم األولى بهذا األمر استرساال مع حجتهم الذاهبة ـ في التشبث بتقدمهم على األنصار ـ إلى أن القرابة هي الحاكمة

في هذا التنصيب. ، أم أن9فهل كان هناك منهجان اختطهما رسول الله

كال منهما كان يجر النار إلى قرصه ، أم ماذا!؟ منا بصحة مدعى المهاجرين ، فهل يمكننا أن ثم إذا سل

نعتبر دعواهم هي المقياس الذي ينبغي أن ال يتجاوزه المسلمون من بعد ، على اعتبار أن فعلهم هو المعيار

ـ9الشرعي في اختيار الخليفة النائب عن رسول الله منا بوجود المنهج الذي رسمه المشرع االسالمي طالما سل

في اختيار الوصي أو اإلمام وأناطه باألمة ـ فلم لم يتخذ منهجا يسير عليه الالحقون ، وتجري في مدارجه خطاهم ،

بل تراها خضعت لحسابات متفاوتة حتى امتطى سدة أمثال معاوية وولده يزيد9الخالفة ومنبر رسول الله ومروان ومن لف لفهم.

ـ كما9بلى إذا كان ابو بكر قد تولى خالفة رسول الله يقال ـ باالنتخاب أو التصويت ـ وان كان عمر بن الخطاب

ها يقول : أن

31 ..................................................................مقدمة التحقيق

ـ فلم اختار(1)فلتة ) أو فتنة ( وقى الله المسلمين شرها من بعده عمر ، بل ولم جعلها عمر في ستة؟

إن في ذلك نفي قاطع لوجود منهج مرسوم من قبل في اختيار خليفته ، وإال لكان الجميع مخالفين9رسول الله

قطعا له كما هو معلوم. واما ما يذهب اليه البعض من أن تعيين األمام أو

الوصي يتم بواسطة مبدأ الشورى الذي يشير اليها قوله وقوله تبارك وتعالى(2) ( وأمرهم شورى بينهم)تعالى :

فإن قولهم هذا ال ينهض كحجة(3) ( وشاورهم باألمر ) شرعية يعتد بها في نفي النص واعتماد الشورى ، ألن

المشاورة هنا ال يراد بها قطعا مسألة الخالفة ، حيث يعدن ، وفيها ضربا من المحال اتفاق آراء األمة على فرد معي

الجاهل والمنافق والمناوئ وغيرهم. كما ال عبرة بما يقال من حصر االمة بثلة محددة

تتشاور في هذا األمر ، ألن هذا الحصر ينفي استقراء جميع آراء هذه األمة ، مع ما فيه من المداخالت التي قد تخرج

باألمر عن مساره السليم. نعم فهل فاتك كيف رست سفينة الشورى التي أمر بها

الخليفة عمر ابن الخطاب بعد أن طعن ، وفيها كما يعرف الجميع وجوه الصحابة وأعيانهم ، فدارت دوران الرحى على

عثمان ، بعد أن فقدت أي مصداقية شرعية لها في القطع بصحة االختيار لخضوع البعض منهم لهوى النفس ، ومحاباة

ذلك __________________

) كتاب المحاربين ، باب رجم الحبلى من208 : 8( صحيح البخاري 1) :2 ، الكامل في التاريخ 205 : 3الزنا اذا احصنت ( ، تاريخ الطبري

، الصواعق237 : 1 ، الرياض النضرة 51 ، تاريخ الخلفاء : 327.245 : 5 ، البداية والنهاية 467 : 3 ، النهاية البن األثير 18المحرقة :

.38 : 42( الشورى 2). 159 : 3( آل عمران 3)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 32

7الهوى على حساب الحق ، حتى قال أمير المؤمنين علي عنها : فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال اآلخر لصهره ، مع

. (1)هن وهن بلى لم يكونوا إال ستة نفر ، والحق أمامهم أجلى من

عليهم بأحقانيته من7أن يواريه السحاب ، واحتجاج علي غيره في هذا األمر حجة عليهم في اناطة الحق باهله ، بيد أن تلك الجماعة المعدودة لم تصدق األمانة ، فمال البعض

منهم لضغنه ، واآلخر لصهره ، فضاع الحق بين هذه وهو صاحب الحق ... فكيف7الجماعة القليلة ، وظلم علي

باألمة أجمع وفيها من فيها كما ذكرنا؟! بل ورأينا صحابي من كبار هؤالء الصحابة ، وهوعبد الرحمن بن عوف يأكله

الندم على ميله لعثمان وتقليده اياه خالفة المسلمين ، فيعرض عنه وينافره بعد ان اضطربت الدولة االسالمية من

اقصاها الى ادناها بفساد االمويين وتهتكهم تحت مظلة خليفة المسلمين ، فماذا بعد ذلك؟ وهل يعقل أن يرتضي

الله تبارك وتعالى لرسالته هذا الضياع والتالعب ، والفوضىه مجرد تساؤل. واالضطراب؟! إن

إذن ـ وبعيدا عن المعاندة للحق ـ لم يبق سوى قد أوصى ألحد9االفتراض الثالث من أن رسول الله

المسلمين بأن يكون خليفته فيهم ، ووصيه عليهم ، وعلىه االمتداد الحقيقي لصاحب األمة أن تسمع له وتطيع ، ألن

الرسالة ، عدا كونه غير نبي. بة على هذا ثم ال يخفى عليك أن عظم األهمية المترت

المنصب تظهر بوضوح تعلق صدوره عن الله تبارك وتعالى ، السيما والقرآن الكريم يحدثنا أن هذا الرسول

مرهونة كل أقواله وأفعاله بالمشيئة 9الكريم __________________

إلى اغراض كره التصريح بها.7( يشير 1) ) ضمن ما يعرف بالخطبة الشقشقية (. 88 : 1( نهج البالغة 2)

33 ..................................................................مقدمة التحقيق

ه ما ينطق عن الهوى * إن هو إال وحي )االلهية ، ألن. (1) (يوحى

نعم فهل يمكن حصر تلك الشخصية العظيمة التي شاءت ارادة الباري عز وجل أن تنيط بها هذه المسؤولية

الجسيمة والخطيرة ، والتي ينبغي أن تكون مشخصةزة من بينهم ، تعرف دون للجميع ، ومعلومة عندهم ، ومتمي

عناء قد يضيع البعض في سلوك الدرب اليه ، أو يقع فيجملة المتشابهات المتعددة.

أقول ـ ويوافقني في ذلك كل العقالء ـ : إن من المنطقي الذي ينبغي أن تتسالم عليه اراء ومعتقدات

الجميع كون معرفة تلك الشخصية الوارثة لهذا األمر أيسر من أن تاخذ من المسلم مأخذا كبيرا ، وجهدا مضنيا ، ألن

إال رحمة:الله تبارك وتعالى ما أرسل األنبياء والمرسلين منه ولطفا يفيضه على عباده ، وجعل صراط الحق الذي

نا واضحا ال لبس فيه وال يدعو اولئك المرسلين اليه بي شبهة ، يسلكه من ابتغى النجاة ، ويعرض عنه من أبى ،

وليس للثاني حجة يحتج بها يوم القيامة ، وتلك هي العدالة السماوية ، وإال النتفى ذلك المفهوم عندما يعجز البعض عن

ع في تحديد مسالكه ، وذلك ما ادراك الحق لقصور المشر يستحيل افتراضه ، وإن افترضه البعض معاندة للحق فليس

ي على المرسل والرسول ، هو إال محض افتراء وتجن ومجافاة صريحة للعقل والمنطق ، وهذا ما يستدل به في

ه9وجوب تشخيص الوصي والنائب عن رسول الله ، ألن ليس من المنطقي أن يجعل الله تبارك وتعالى وصي رسوله لغزا مخفيا ، وسرا مموها ، لما في ذلك من

التعارض البين مع الرحمة االلهية أوال ، ومع حكمة نصب. 9هذا اإلمام ثانيا ، وكذا هو حال الرسول

إذن فماذا يجيبنا االستقراء العلمي والبعيد عن الهوىوالتعصب

__________________. 4 ـ 3 : 53( النجم 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 34

المقيت؟ بل وأين تنتهي بنا سلسلة األدلة المتوافرة فيتحديد شخصية هذا االمام والوصي والخليفة؟

ولعل التسليم لمنطق الحق والصواب يقود الباحث عن الحقيقة إلى االقرار الذي ال ريب فيه بانحصار الوصاية

دون غيره ، وذلك جلي7والخالفة بعلي بن أبي طالب واضح لم يثبت قطعا لغيره ، وال حجة لمن ينيطها بغيره إال

مكابرة للحق ومعاندة له ، وهو مطالب بالدليل والبرهان على مدعاه هذا ، من اآلخرين ال منا ، ألنا ندرك ذلك

بوضوح ، وذلك االدراك الواضح هو الذي كان وال يزال يدفعي واالفتراء والتقول بالبعض ـ واقولها بمرارة ـ إلى التجن

بة عن الحق ، ال يعة ، بصحائف صفراء باهتة ومتغر على الش سمة علمية تتسم بها ، وال حجة حقيقية تحتج بها ، فصرفوا

أذهان البعض عن تلمس الحقيقة وادراكها بتالحقهم في اثارة النقع وتكثيفه حول األدلة والبراهين التي تحتج بها

يعة منذ تلك الدهور التي بالغ فيها االمويون والعباسيون الش في بطشهم الرهيب ، وتنكليهم القاسي برجال الشيعة ومفكريها ، حتى ضجت األرض بمقابر من حضى منهم

. (1)بقبر ، ناهيك عمن ال أثر له وال ذكر __________________

حدا يعجز عن تصويره:( لقد بلغ تنكيل الحكام بشيعة أهل البيت 1) القلم ، وفي وصفه اللسان ، ال لشيء يتهمون به إال والئهم لبيت النبوة

الطاهر ، ودفاعهم عن حريمه ... فاخذوهم على التهمة والظنة ،دوهم في االصقاع النائية بعد أن وتقصوهم تحت كل حجر ومدر ، وشر سملوا أعين العديد منهم ، وهتكوا اعراضهم ، وقتلوا الكثيرين منهم ، فملئوا حياة الباقين منهم رعبا وخوفا ، ولوعة وحزنا ، وصبغوا حياتهم

بالسواد دون رحمة أو شفقة. يعة ، ال نعم ذلك هو مصداق تعامل الكثير من اولئك الحكام مع الش

مبالغة فيه وال تهويل ، وأنا أدعو القارئ الكريم إلى استقراء ذلك من خالل مراجعته لكتب التاريخ المختلفة ، وأدعوه بالخصوص لمطالعة كتاب ) الشيعة والحاكمون ( للشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله تعالى برحمتهالواسعة ، فقد تناول الكثير من دقائق هذه األحداث بشكل علمي رصين.

35 ..................................................................مقدمة التحقيق

ع لوصي وخليفةأقول : لم يحتج القوم باختيار المشر بشكل قطعي ، إال ما ادعاه البعض ألبي بكر9لرسول الله

ه لم يثبت قطعا ، ولم ، وهو أحتجاج وقول ال يؤبه به ، ألن يدعيه هو لنفسه ، بل نقل عنه قوله على منبر رسول الله

9 : اقيلوني ، فكيف يطلب من نصبه الله ورسوله وصيا على األمة منها أن تقيله؟! إن ذلك محض خيال ال صلة له

بالواقع قطعا. ه يتناقض مع قوله الشهير : إن بيعتي كانت فلتة كما إن

دها في ذلك قول(1)وقى الله شرها ، وخشيت الفتنة ويؤكعمر بن الخطاب من بعد ، وقد تقدم منا ذكره.

بلى قد يحتج البعض بأن األمة قد اجمعت على بيعة أبي بكر ، وأن هذه األمة ال تجتمع على خطأ أو على ضالل

ه يرد عليه وكما قال9كما يروى عن رسول الله ، إال أندنا االمام المرحوم عبدالحسين شرف الدين : بأن سي

ال تجتمع على الخطأ ، وال تجتمع على9المراد من قوله ما هو نفي الخطأ والضالل عن األمر الذي الضالل : إن

رته باختيارها ، واتفاق آرائها ، وهذا اشتورت فيه األمة فقر هو المتبادر من السنن ال غير ، أما األمر الذي يراه نفر من

األمة فينهضون به ] يشير الى ما جرى في سقيفة بني ساعدة [ ثم يتسنى لهم اكراه أهل الحل والعقد عليه ، فال

دليل على صوابه. وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة ،ما قام بها الخليفة الثاني ، وابو عبيدة ، ونفر معهما ، ثم وإن

فاجأوا بها أهل الحل والعقد ، وساعدتهم تلك الظروف على. (2)ما أرادوا

دنا االمام شرف نعم وإن كان يبدو ايراد هذا القول لسيالدين رحمه الله

__________________ ، أنساب47 : 6( شرح نهج البالغة البن أبي الحديد المعتزلي 1)

.590 : 1األشراف . 80 ، المراجعة 579( المراجعات : 2)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 36

تعالى برحمته الواسعة خالف استرسالنا في بحث هذا الموضوع إال أن ايراده الزم الستكمال األمر مدار البحث ، ألن ابن خلدون وجماعة ممن وافقه في مشربه ذهبوا إلى

قد عين أبا بكر خليفة من بعده قياسا ـ وال9أن رسول الله نوافقهم في القياس ـ على ما يروونه من تعيينه إماما

للمسلمين في صالتهم حين مرضه. إنا ال نبتغي هنا مناقشة صحة وفساد هذا الحديث ، وال

رد القياس الذي ال يمكن الركون اليه في هذا األمر ، ألنه أولى من غيره ذلك يرده عدم تصريح أبي بكر بذلك ، ألن

، فهل يعقل أن يعرض عن9في تدعيم خالفته لرسول الله هذا الدليل مع اهميته العظيمة هذه؟! كال وألف كال.

لم يتبق لدى الفريقين من تحصر فيه األمامةأقول : يعة7والخالفة غير علي ابن أبي طالب ، وهو قول الش

وعليه دارت رحى عقائدهم ، وكان العلة الحقيقية التي اضطهدت هذه الطائفة بسببها من قبل الحكومات الجائرة

كاالمويين والعباسيين وغيرهم ، كما اسلفنا. يعة في ة الش ولعل من حق المسلمين التساؤل عن أدل دعواهم هذه لكي يمكن التسليم بصحتها أو االعتقاد بها ، أو

ردها إن ثبت بطالنها. فمما تقدم من الحديث واسترساله أشرنا إلى حتمية نصب االمام والوصي من قبل الله تبارك وتعالى ورسوله

، بل ووجوب تحديده ، وانتفاء هذا التحديد عن9الكريم ، وذاك ال يسلم بصحته7غير االمام علي بن أبي طالب

ن ، والشيعة مطالبون به ، وهو ما دون الدليل الواضح والبي سنشير اليه دون االستفاضة في مناقشته محيلين القارئ

الكريم إلى المراجع المختصة بذلك. فمما يحتج به الشيعة على وجود النص على خالفة علي

7

37 ..................................................................مقدمة التحقيق

ما تناقله الفريقان من: ، وحصرها بأهل بيته 9لرسول الله األخبار الصحيحة الجمة الموافقة لالستدالل العقلي السائد

بوضوح في مجرى هذه المباحث ، والتي منها : ـ نص حديث الدار : 1

روى الفريقان وبأسانيد متعددة واقعة الدار التي ترتبت بعد نزول األمر االلهي من السماء بوجوب انذار رسول الله

وأنذر ) لعشيرته بأمر الدعوة بنص قوله تعالى : 9 بقوله : يا بني9 فخاطبهم (1) (عشيرتك األقربين

ي والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه عبدالمطلب ، إن بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا واآلخرة ، فأيكم

يؤازرني على هذا األمر على أن يكون أخي ، ووصي ،وخليفتي فيكم؟

ا ،7فأحجم القوم عن ذلك إال علي ، وكان احدثهم سن قائال : أنا يا نبي الله أكون9إذ استجاب لرسول الله

وزيرك عليه. وقال : هذا أخي ، ووصي ،7 برقبة علي 9فأخذ النبي

وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون ألبي طالب : قد أمرك

. (2)أن تسمع البنك وتطيع ـ حديث المنزلة : 2

7وأما حديث المنزاسة فداللته على أمر خالفة علي لرسول

__________________.214 : 26( الشعراء 1) ، تأريخ أبي62 : 2 ، الكامل في التاريخ 217 : 2( تأريخ الطبري 2)

، شواهد278 : 4 ، معالم التنزيل 37 : 3 ، شرح الشفا 116 : 1الفداء 139|103 : 1 من تأريخ دمشق 7 ، ترجمة االمام علي 372 : 1التنزيل

. 371 : 3 ، تفسير الخازن 140و

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 38

م بها أئمة الحديث9الله قطعية ال تقبل الشك ، وصحته سل عند العامة ، ورووه بطرق كثيرة جدا ، وأخرجوه في

صحاحهم ومسانيدهم ، وبشكل يصعب حصره واستقصاؤه. وخالصة هذا الحديث الذي رواه جمع كبير من الصحابة

: أنت مني بمنزلة7 لعلي 9تتحدد في قول رسول الله ه ال نبي بعدي . (1)هارون من موسى ، إال أن

منه بمنزلة هارون من7 علي 9فتخصيص رسول الله دون منزلة النبوة اشارة إلى مشاركته له في كل8موسى

شيء دونها ، والتي من أهمها خالفته في قومه ، والى ذلك يشير بوضوح تسلسل الوقائع التي يرويها لنا القرآن الكريم

بعد تكليفه بالرسالة ،7من قوله تعالى عن لسان موسى قال رب اشرح لي)وانفاذه إلى فرعون طاغية عصره

ر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * صدري * ويس يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون

(2) (أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري

قد )فاستجاب له الله تبارك وتعالى توسله هذا بقوله : د ذلك سبحانه أيضا في(3) ( اوتيت سؤلك يا موسى وأك

ولقد آتينا )موضع آخر من الكتاب العزيز حيث قال : . (4) ( موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا وقال )وأما تلك الوزارة فيوضحها قوله جل اسمه :

موسى ألخيه هارون __________________

،2404 / 187 : 4 ، صحيح مسلم 202 / 89 : 5( صحيح البخاري 1) ،182 ، 175 ، 173 : 1 ، مسند احمد 3730 : ، 5سنن الترمذي

، مصابيح157 : 2 ، الرياض النضرة 337 : 2 ، مستدرك الحاكم 184ة ،65 ، تأريخ الخلفاء : 204 : 4 ، تأريخ بغداد 4762 / 170 : 4السن

.187الصواعق المحرقة : .32 ـ 25 : 20( طه 2).36 : 20( طه 3).35 : 25( الفرقان 4)

39 ..................................................................مقدمة التحقيق

اخلفني في قومي وأصلح وال تتبع سبيل المفسدين) (1).

نعم تلك هي خالصة البعد األوضح في استخالف موسىب بين رسول لهارون بإذن الله سبحانه ، وهي عين ما ترت

، لم يستثن منه إال منصب النبوة ، كما7 وعلي 9الله يشير الى ذلك هذا االستثناء الوحيد ...

ه9والملفت للنظر أن رسول الله كان كثيرا ما ينب في أكثر من8األمة إلى التشابه بين علي وهارون

9مناسبة ، ومن ذلك ما رواه الهيثمي في موارده من قوله في ايضاح علة تسميته للحسن والحسين والمحسن أبناء

ما سميتهم باسماء:علي بن ابي طالب بهذه األسماء : ان.(2)ولد هارون : شبر وشبير ومشبر

ـ حديث الثقلين : 3 ثم ال يخفى على باحث عن الحقيقة داللة حديث

على وجوب اتباع أهل9الثقلين الذي نص فيه رسول الله بيته ألنهم عدول للقرآن ، تسئل األمة عن طاعتها وانقيادها

لهم ، كما تسئل في ذلك عن القران. ن9فقد روت المصادر المختلفة قول رسول الله المبي

ألمته على طول التأريخ سبيل نجاتها ، والحبل الذي يعصمهاما أنا9من الضالل واالنحراف ، حيث قال : أال أيها الناس إن

بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، وأهل بيتي. ،

اذكركم الله في أهل بيتي. __________________

.142 : 7( األعراف 1).2227|551( موارد الظمآن : 2)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 40

ي تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن وفي لفظ اخر : إن بعدي : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء(1)تضلوا

إلى األرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي. (2)الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما

ـ غدير خم : 4 ال اغالي بشيء إذا جزمت بأن في التعرض اليراد واقعة

غدير خم وشجونها ضمن هذه االسطر المتواضعة ، ومع هذه العجالة التي تحاول أن تنأى بهذا الكتاب عن االسهاب واالسترسال ، فيه الكثير من البخس الذي ترددت كثيرا أن

ال أتحمله وال أخوض غماره ، محيال القارئ الكريم إلى ما استفاض فيه العديد من علمائنا ومفكرينا ، وناقشوا من

خالل كتبهم البعيدة الغور والمدى أبعاد ودقائق هذه الواقعة الشهيرة التي تجاوز عدد رواتها من الصحابة المائةصحابي ، وقريب من ذلك من رواها من التابعين.

بلى ان فهم واقعة الغدير ، والقطعية الحاصلة فيها 9 خليفة لرسول الله 7بثبوت األمر االلهي بتنصيب علي

تتطلب من الباحثين عن الحقيقة جهدا حياديا منصفا ، بعيداعن التفسيرات الجاهزة

__________________ هذه الدراك9( ينبغي للمسلم التأمل بروية في عبارة رسول الله 1)

، وبين: من قرانه بين اتباع أهل هذا البيت الطاهر 9حقيقة ما يعنيه الهداية التي ال ضالل يخاف معها ، وإعتبار اتباعهم سلوكا للسبيل

والصراط القديم المؤدي إلى رضا الله تعالى. نعم يجب التأمل والتدبر في ذلك ، ألن رسول الله صلى الله عليه

غ وآله ال يلقي الكالم جزافا وال على عواهنه ، بل هو الرسول الكريم المبل عن الله تبارك وتعالى ، والذي ال ينطق قطعا عن الهوى بنص القرآن

ألكريم. 2408|1873 : 4 صحيح مسلم 663 و 662 : 5( سنن الترمذي 2)

، أسد الغابة109 : 3 ، مستدرك الحاكم 181 : 5 و 17 : 3مسند أحمد الصواعق163 : 9 ، مجمع الزوائد 336 : 3 ، السيرة الحلبية 12 : 2

230المحرقة :

41 ..................................................................مقدمة التحقيق

للبعض الذي جهد في أن يحتوي البحر بكفه ، معاندةيا على اآلخرين. للحق ، وتجن

فقد استفاضت المصادر التأريخية والحديثة وغيرها ، ومن الفريقين ، في ذكر هذه الواقعة الشهيرة الحادثة بعد

من حجة الوداع ، وحيث تذكر تلك9صدور رسول الله قد استرسل مع الركب العظيم الزاحف في9المصادر انه

صحراء الجزيرة وجوها الالهب ، وحيث كان الجميع ـ كما هو مألوف عند جميع الحجاج في كل زمان بعد انتهاء

مناسك حجهم ـ يستعجل الخطا نحو منزله لما بلغ به من االنهاك واالعياء ، والشوق للقاء األهل بعد هذا السفر

الطويل والشاق ... عشرات اآلالف من حجاج بيت الله الحرام يستحث آخرهم أولهم الجتياز ما تبقى من المسافة

الطويلة الممتدة نحو االفق البعيد ... وعلى حين غرة 9 إذا بمنادي رسول الله (1)والركب العظيم يجتاز وادي خم

يدعو الناس اليه لالجتماع ، في هذا الجو القائض ، وعلى هذه األرض الملتهبة ، حتى روي أن المسلمين كان يضعون

ثيابهم تحت أرجلهم من شدة سخونة رمل الصحراء. ه أمر بدوحات9يقول الراوون من الصحابة : أن

فقممن ، ثم خاطب المسلمين ـ المتسائلين عن األمر ـ بقوله : ...9الخطير الذي حبسهم من أجله رسول الله

أليس تشهدون أن ال إله إال الله ، وأن محمدا عبدهته حق وناره حق؟ وأن الموت حق ، وأن ورسوله؟ وأن جن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية ال ريب فيها ، وأن

الله يبعث من في القبور؟ __________________

( واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير ، عنده خطب رسول الله1).389 : 2. معجم البلدان 9

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 42

قالوا : بلى نشهد بذلك. ها الناس إن الله فقال : اللهم اشهد ، ثم قال : اي

موالي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم. ثم وقال : فمن كنت مواله فهذا مواله ، اللهم7أخذ بيد علي

(1)وال من وااله وعاد من عاداه ... يقول البراء بن عازب وغيره من الصحابة : أن عمر بن

الخطاب لقي عليا بعد ذلك فقال له : هنيئا لك يابن أبي. (2)طالب فقد أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة نعم كذا تناقلته المراجع المختلفة وإن حصل بعض التباين في كيفية السرد ، إال أن ما أوردنا كان القاسم

المشترك بين جميع تلك الروايات ، فراجع. والغريب الذي تمجه النفوس المنصفة أن من لم يرقه

ط ويتوسل7وضوح هذا األمر في استخالف علي أخذ يتخب بما يتصوره حال الرضاء هواه وهوى أسياده في نفي هذا

يعة وتؤمن به ، الدليل القطعي المؤيد لما تذهب اليه الش فأخذ يتأول بعيدا عن الحق في تفسير هذه األقوال

الواضحة ، فأوقع نفسه في الحرج الشديد. __________________

( يعد استعراض المصادر التي أوردت واقعة الغدير ، وبأسانيدها1) وطرقها الكثيرة هنا امرا مستعسرا ، كما ان ايراد البعض دون الباقي

بخسا ال ينبغي أن ال نتحمله ، ولذا فإني احيل القارئ الكريم إلى الكتب المختصة التي تناولت بالتفصيل واالسهاب ما استطاعت حصره واثباته من تلك الطرق والوسائط ، والتي يعد كتاب الغدير للشيخ عبدالحسين

هـ ( من أوسعها وأشملها ، فراجع.1390أحمد األميني )ت من تأريخ دمشق7 ترجمة االمام علي 281 : 4( انظر : مسند احمد 2) الفصول المهمة :210 : 5 ، البداية والنهاية 550 و 549 و 548|50 : 2

، تذكرة الخواص :31 30 ، ينابيع المودة : 122 1 ، الحاوي للفتاوى 41 ، كفاية الطالب223 ، الخطط للمقريزي : 127 : 3 الرياض النضرة 29 :62.

43 ..................................................................مقدمة التحقيق

د كامل : هل يمتلك ذلك البعض المعاند ثم أقول بتجرة جمع رسول الله لعشرات اآلالف9تفسيرا مقنعا عن عل

من المسلمين الذين أنهكتهم مراسم الحج ، ووعثاء السفر ، والشوق العارم لالهل واالوالد غير أمر الخالفة

والوصاية؟ بل هل ترتضي العقول بتفسير سطحي ساذج اله معنى له لتبرير هذه المعاندة للحق ، والمخالفة له؟ إن

مجرد تساؤل. ـ تبليغ سورة براءة : 5

لكثر ما تساءلت تارة في نفسي واخرى مع أحد محادثي عن سر غفلة البعض في ادراك مغزى هذه الواقعة التي لم يختلف اثنان في تفاصيلها ودقائق منقوالتها ، رغمب عليها ، وذلك ما ينبغي أن اتفاقهم على نتائجها وما ترت

يلتفت اليه الجميع. ولعل الحق المستوحى من استقراء أطراف القضية

م بها ككل متكامل يشير بوضوح إلى أن هناك من يسل ، دون التأمل7باعتبارها من األدلة المثبتة الستخالف علي

في مفرداتها ودقائقها ، حين يتجاهل الطرف اآلخر حتى مجرد التأمل في شكلها الخارجي المظهري ، وهنا يكمن

السر في هذه الغفلة محل التساؤل. ولنشرع أوال في استعراض تفاصيل هذه الواقعة كما

اتفق الجميع على نقلها : فبعد نزول األمر االلهي القاطع بحجب المشركين عن بيت الله الحرام ، حيث يجب أن ال يدخله بعد إال مسلم ،

وأن ال يطوف بعد ذلك في البيت عريان ... الخ كما هو في أبا بكر بهذه السورة ،9سورة براءة ، أرسل رسول الله وأمره أن يبلغها الناس في مكة.

تقول المصادر المختلفة : إن ابا بكر سار بها ثالثا ، ولم بأن9يحدث شيء ، حتى نزل األمر االلهي لرسول الله

يلحق علي عليه

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 44

الم أبا بكر ويأخذ منه السورة ويتولى هو تبيلغها نيابة الس ... فكان كما أراد الله تعالى ، وعاد أبو9عن رسول الله

، وقال له : يا9بكر ـ متوجسا باكيا ـ إلى رسول الله رسول الله ، أحدث في شيء؟

غ عني إال أنا أو9فاجابه : ال ، ولكن امرت أن ال يبلي . (1)رجل من

كذا تتفق المصادر المتعددة في ايرادها تفاصيل هذهغ الواقعة الشهيرة ، وهي بال شك دليل واضح على أن ال مبل

، باستقراء األدلة السالفة ،7 غير علي 9عن رسول الله بيد أن في هذه الواقعة محطات كثيرة للتوقف والتأمل

والمراجعة ... ألبي بكر ) امرت ( يدل داللة9فقول رسول الله

قطعية على أن مصدر هذا األمر هو الله تبارك وتعالى ، وذلك ال خالف فيه ، حيث كان أمر التنحية والتنصيب أمران فيه لألمة من الهيا محضا أراد منه الله جل اسمه أن يبيل ه هو الممث غ عن رسوله أحكام السماء وشرائعها ، وأن يبل

دون غيره من الصحابة والمسلمين ، وكذا9الحق لرسوله هي مشيئة السماء.

ثم لم ترك أبو بكر هذه األيام الثالثة بطولها قاطعا الفيافي والوديان ، متحمال وعثاء السفر ومشقة الطريق ،

غ عن رسول الله إال9طالما أن مشيئة السماء أن ال يبل ، هل كان األمر يتطلب تفكيرا وتدبرا من السماء ،7علي

أم أن هناك تأخيرا في التبليغ واالبالغ؟ كال وألف __________________

، مسند132 : 3 ، مستدرك الحاكم 3719|636 : 5( سنن الترمذي 1) ، مجمع الزوائد165 ، 164 : 4 و 283 ، 212 : 3 ، 331 ، 3 : 1أحمد

،350 : 7 ، البداية والنهاية 46 : 10 ، تفسير الطبري 119 : 9 ، الصواعق المحرقة :40 ، الفصول المهمة : 8الخصائص للنسائي :

188.

45 ..................................................................مقدمة التحقيق

كال ألن في ذاك خالف محض مع عقيدة كل المسلمين ، فاليقول به أحد ... إذن فلماذا؟

ـ نصوص اخرى : 6 ثم وقسرا للنفس على تجنب االسهاب في الحديث عن

النصوص التي تزخر بها امهات الكتب وراجع الحديث ، استعرض ايجازا نتفا من تلك النصوص ، محيال القارئ

الكريم إلى مصادرها ، إن ابتغى االستزادة : أ ـ روى ابن حجر في صواعقه عن أبي سعيد الخدري :

وقفوهم ) قال في تفسير قوله تعالى 9أن رسول الله . (2) : عن والية علي بن أبي طالب (1) (إنهم مسؤولون

قوله :9ب ـ وروت المصادر المختلفة عن رسول الله لكل نبي وصي وارث ، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي

. (3)طالب : أوصي من آمن بي وصدقني بوالية علي9ج ـ وقال

. (4)ابن أبي طالب ، فمن تواله فقد توالني : من أحب أن يحيا حياتي ويموت9د ـ وقال أيضا

مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليتول علي بن أبيه لن يخرجكم من هدى ، ولن يدخلكم في طالب ، فإن

. (5)ضاللة __________________

.24 : 37( الصافات 1).229 ( الصواعق المحرقة : 2) ، ميزان5 : 3 من تأريخ دمشق 7( انظر : ترجمة االمام علي 3)

، كفاية79 ، ينابيع المودة : 234 : 2 ، الرياض النضرة 273 : 2االعتدال 200 ، المناقب للمغازلي : 620الطالب :

:9 ، مجمع الزوائد 597 : 2 من تأريخ دمشق 7( ترجمة االمام علي 4).230 ، المناقب للمغازلي : 159

، حلية34 : 2 ، لسان الميزان 128 : 3( المستدرك على الصحيحين 5) ، 349 : 4األولياء

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 46

: أنت أخي ووارثي. 7 لعلي 9هـ ـ وقال قال : وما أرث منك؟

ث األنبياء من قبلي 9قال . (1) : ما ور قال له : 9و ـ وروى أنس بن مالك : أن رسول الله

يا أنس ، أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، وسيد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم

الوصيين ، وقائد الغر المحجلين. 9قال أنس : فجاء علي فقام اليه رسول الله

مستبشرا فاعتنقه وقال له : أنت تؤدي عني ، وتسمعهمن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي . (2)صوتي ، وتبي

أنه9ز ـ وروى عمران بن الحصين عن رسول الله . (3)قال : إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي وغير ذلك ، فإن للمستزيد مزيد ، فمن ابتغى الكثير فإن عليه استقراء ما كتب عن هذا المبحث المهم ، ولند البعض عن الفهم المسبق يعسر عليه ذلك طالما تجر

الخاطئ ، وتدارس األمر بحيادية علمية ال تبتغي غير الحق ،والحقيقة فحسب. __________________

،98 : 2 من تأريخ دمشق 7 ، ترجمة إالمام علي 108 : 9مجمع الزوائد 6031 ، 604 ، 605.

، الرياض النضرة108 : 1 من تأريخ دمشق 7( ترجمة االمام علي 1) ، فرائد السمطين56 ، ينابيع المودة : 23 ، تذ كرة الخواص : 234 : 2.121 ـ 115 : 1 7 ، ترجمة االمام علي 63 : 1 ، حلية االولياء 64 : 1( ميزان االعتدال 2)

، مطالب السؤول :212 ، كفاية الطالب : 487 : 2من تاريخ دمشق 21.

، مستدرك438 : 4 ، مسند أحمد 3712 / 632 : 5( سنن الترمذي 3) ،27 : 4 ، أسد الغابة 23 ، الخصائص للنسائي : 438 : 4الحاكم

، شرح نهج البالغة البن أبي الحديد المعتزلي129 : 3الرياض النضرة 9 : 171.

47 ..................................................................مقدمة التحقيق

وقفة مع رزية الخميس : لم يسعني وأنا أطوي هذه األسطر األخيرة من حديثي هذا إال أن اشير إلى حدث بقي حتى يومنا هذا محل تساؤل

بين عموم المسلمين ، يتفاوت التصريح به بين الهمس المتواري خجال ، ، وبين عبارات االستهجان المندفعة

كالبركان المتفجر ، أو كالسيل الهادر ، ولالثنين ما يعتذر به ، فاألول يجد بشاعة الحدث تلقي غمامة سوداء على

مثل بقي طوال عمره مؤمنا بها ، ومدافعا عنها ، والثاني يحمل أصحاب هذا األمر الكثير مما أصاب هذه األمة من

ق ، وهي حقيقة ال يسع منصف ت والتمز التبعثر والتشتاالعراض عنها ما جهد في تبريرها. وهنا يكمن أصل الداء.

ت لقد اتفق المسلمون مع اختالف مشاربهم وتشت مذاهبهم على جملة امور اعتبروها من مسلمات الدين التي

د بمضامينها ، ومن ال مناص لمسلم من االعتقاد بها والتعب ذلك االستجابة المطلقة وغير المترددة وال المجتهدة قبالة

د9النص الثابت الصدور عن رسول الله ، وحيث تتأك وجوبية االلتزام والتنفيذ ، وحرمة المخالفة والمعارضة حين

ما كان لمؤمن وال ) 9الحضور المقدس لصاحب الرسالة مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم

الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل. (1) ( ضالال مبين

نة ومما ال ريب فيه أن العلة في هذا التحريم واضحة بيل أوضح أبعادها في رد حكم الله تبارك وتعالى تتمث

ال الرادة السماء ،9وإرادته ، ألن الرسول " ليس إال ممثغا ألوامرها. ومن دا لمشيئتها ، مبل مجس

__________________.36 : 33( األحزا ب 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 48

هنا يشدد النكير على المخالفين ، بل وحتى على المجتهدينقبالته.

ونحن هنا لسنا بمعرض تقليب الشجون ، ومحاكمةفين والمخالفين ، قدر ما توخينا منه اماطة القذى المتخل

يعة نتيجة تبنيها عن بعض العيون في تحاملها على الش. 7للنصوص المتواترة باستخالف علي

وتجنبا لالسهاب لنتأمل ما أورده أصحاب الصحاح في متون كتبهم المختلفة حول هذه الواقعة ، ولنشرع أوال

برواية البخاري عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله : هلم أكتب9 ، وفي البيت عمر بن الخطاب ، قال النبي 9

لكم كتابا ال تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي قد غلبعليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله!!.

قال : فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول :بوا يكتب لكم النبي كتابا ال تضلوا بعده ، ومنهم من يقول قر

قال9ما قاله عمر ، فلما كثر اللغو واالختالف عند النبي لهم : قوموا عني. فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل

وبين أن يكتب لهم ذلك9الرزية ما حال بين رسول الله . (1)الكتاب من اختالفهم ولغطهم

وفي صحيح مسلم وغيره برواية سعيد بن جبير : قال : : ائتوني أكتب لكم كتابا ال تضلوا بعدي.9قال رسول الله

فتنازعوا ، وما ينبغي عن نبي التنازع ، وقالوا : ما شأنه؟أهجر!! استفهموه؟

. (2) : دعوني ، فالذي أنا فيه خير 9فقال واما أحمد بن حنبل فقد روى في مسنده عن جابر

قوله : أن النبي صلى __________________

|159 : 3 ، وانظر كذلك : صحيح مسلم 30|219 : 7( صحيح البخاري 1).200 : 5 ، البداية والنهاية 324 : 1 ، مسند أحمد22

:4 ، وانظر كذلك : مسند أبي يعلى 1637|1257 : 3( صحيح مسلم 2) 3 ، تاريخ الطبري 200 : 5 ، البداية والنهاية 222 : 1 ، مسند أحمد 298

:193.

49 ..................................................................مقدمة التحقيق

الله عليه وآله دعا عن موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا ال. (1)يضلون بعده ، فخالف عمر بن الخطاب حتى رفضها

ب ما أمكننا الخوض في غمار الشجونأقول : لنتجن والتأسف جهدنا ، ولنتسائل لعل في التساؤل والبحث عن

الجواب تتحقق غاية مبتغي المعرفة ، وهو ما يريدهالمنصفون خالصة لجهدهم :

9 ـ ما كان ذلك الكتاب الذي أغاض رسول الله 1 اعراض بعض أصحابه عنه ، وجهدهم في منعه عن كتابته ،ح به من أن األمة لن تضل بعده أبدا؟ هل كان رغم ما صر

لم يدخر جهدا في9أحكاما شرعية ، وقد ثبت أن الرسول توضيح كل تلك األحكام للمسلمين طيلة حياته ، ثم ما كان يمكن لتلك الصحيفة المحدودة أن تحويه من أحكام ، وفي

!! وكيف غفل9تلك الساعات األخيرة من حياة رسول الله عنها ـ طالما هي من األهمية بهذا الشكل ـ طيلة9هو

حياته ليتذكرها في هذه اللحظات األخيرة؟ ـ لم انبرى بعض الصحابة وعلى رأ سهم عمر بن2

الخطاب ـ كما تذكر ذلك المراجع المختلفة ـ إلى اتهام بتلك9 بالهجر والهذيان مباشرة بعد مطالبته 9رسول الله

الصحيفة؟ أما كان يجب عليهم أن يستجيبوا للرسول الذي أمرهم الله تعالى بوجوب االنقياد إلى أوامره دون مراجعة

ومعارضة ، أو على أدنى االستجابة مسائلته بماهية ذلكالكتاب أمام المأل الحاضرين؟

ـ هل تأمل البعض مبلغ التوهين الذي مني به رسول3غ9الله من قبل اولئك الصحابة ، حيث نبذوه ـ وهو المبل

عن الله تعالى ، __________________

.346 : 3( مسند أحمد 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 50

ومن ال ينطق عن الهوى ـ بالهجر وأمام الحاضرين المفجوعين به ، حتى سرت مقولتهم سريان النار في

الهشيم ، وتلقفها اليهود والمنافقون وغيرهم من أعداءلوا لها ويزمروا؟ الدين فطفقوا يطب

ـ وأخيرا ، أما يحق لنا ان نتساءل ويتساءل معنا4 الجميع : لم لم ينبس أحد من اولئك الصحابة ببنت شفة ردا

على ابي بكر ، واعتراضا عليه ، واتهاما اياه بالهجر ، رغم انه اوصى بعمر خليفة من بعده حين غلبه الوجع وانشبت

المنية فيه اظفارها؟! بل هلل ذلك البعض وكبر خالف ما بدا .7 كتابة عهده باستخالف علي 9عليه حين اراد رسول الله

فاي االثنين أملك لعقله دون اآلخر ، بل وايهما رسوللله تعالى دون الثاني؟! انه مجرد تساؤل ال غير.

نعم وأقول بوضوح كما هو ينبغي أن ال يخفى علىها الوصاية بعلي ال غير ، وكان المتصدين لمنع7الجميع : إن

اثباتها أدرى بها من غيرهم ، وذلك ليس بخاف علىالمتتبعين المتفحصين ألبعاد هذه الواقعة وما تالها.

51 ..................................................................مقدمة التحقيق

الوقفة األخيرة : وأخيرا ونحن نحط رحالنا وأزوادنا في فناء محطتنا

األخيرة ، بعد هذا االستطراق المتعجل والمتالحق الخطا في تبيان جملة من الشوارد السانحة في مفهوم األمامة الذي

ال يزال البعض يصمه ضجيج مكاء وتصدية مبتغي بعثرة وحدة المسلمين عن ادراك حقيقتها بالشكل الذي تقول بهر في خانة من كانوا وال زالوا يعة ، فانحاز عن عدم تدب الش

يعملون حرابهم في جسد وبنيان هذا الدين الواحد ،والمجتمع الواحد.

بلى وما أقوله ينبعث من صميم القلب ال شغافه ، وصدقا ، ال رياء ومخاتلة وخداعا : إن الرباط المقدس الذي

يجمعنا كمسلمين أعظم وأقوى من أن يعتريه الذبول أو يتخلله الوهن ، وذلك ما ينبغي أن ال يغرب عن الجميع ، أو

يتناساه أحد. فرباط األخوة االسالمية الذي أمرنا الله تعالى واعتصموا بحبل الله )أن نعتصم به ـ إذ قال جل اسمه :

قوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كننتم جميعا وال تفر أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا

وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك ـ حتم ال يسع(1) ( يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون

مسلم االعراض عنه قطعا ، وال تجاهله في آن ما ، ألنا ندرك جميعا أن علة ما نعاينه من مصائب أحاطت

بالمسلمين في بقاع شتى من هذه المعمورة يكمن فيق والتكفير التي تعمل استرخائهم أمام حالة التبعثر والتمز

على تأجيجها سرائر بغيضة تتبرقع بشعارات ممجوجة تحاول جاهدة التمويه على بصماتها المشخصة البادية علىجسد هذه األمة النازفة من طعناتهم المتالحقة المعاندة.

__________________.104 : 3( آل عمران 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 52

يعة بشكل إن دعواتنا المتواصلة بوجوب فهم عقائد الش سليم ـ دون التقوقع في الحدود المصطنعة التي رسم ويرسم أبعادها االخرون ممن تدفعهم الى ذلك اغراض

ومآرب خاصة ، أو ممن يعتمدون في ترتيب أحكامهم على الفهم السطحي والساذج لتلك العقائد ـ هي أنجع المسالك

في طريق السعي نحو التقريب الذي كان وال زال يدعو اليه المخلصون من رجال هذا األمة ، شيعة وسنة ، عسى الله

تعالى أن يلم شتات هذه األمة لتكون مصداق قولهة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف )سبحانه : خير ام

. (1) (وتنهون عن المنكر وتومنون بالله واذا كان البعض ممن ال يروقه التصريح ويتعمد

المواربة والمخاتلة في االشارة الى مواطن الداء التي أبتليت بها االمة ، تصورا منه أن ذلك أنجع الطرق المؤدية نحو التقريب والتقارب ، والوحدة والتآلف ، فان ذلك وهم تصوره حالة االنخداع باالختالف المضخم والمبالغ فيه من

قبل مروجي هذا االختالف والمزمرين له ، فيضطر المصلحون الى تجاوز هذه العثرات دون تأمل ونظر باعتقاد كبر حجمها ، وتعاظم قدرها ، ويسير على منوالهم االخرون

وهم يكتنزون في مخيلتهم اعتبار سعة الهوة ، وبعدالمسافة بين الفريقين ، وذلك هو أس الداء ، وأصل العلة.

نعم ، إن ما يلتقي به الجميع هو اكبر واعظم من أن نتجاوزه لنفترض استحالة االلتقاء والتقارب ، واالشارة

المشخصة لموطن االختالف ايسر سبيل الدراك ماهية ذلك االختالف ، وكيف يمكن أن نتجاوزه وصوال الى تلث األمنية

الغالية على قلوب المخلصين من هذه األمة المنهكة القوى ، والمستلبة العز والكرامة التي منحها اياه هذا الدين

العظيم ، فتخاذلت عنه ، __________________

.110 : 3( آل عمران 1)

53 ..................................................................مقدمة التحقيق

واعرضت عن سبيله ، فكان ما نراه اليوم من نكوص عظيمال تصدقه العقول ، وال تحتمله القلوب.

كنا وال زلنا اخوة الدين الواحد الذي جاء به ذلك الى تلك الشعوب الغارقة في وحل9الرسول االمي

االنحراف والرذيلة ، فجعلها امة من خير األمم ، تحمل النور والهداية الى اصقاع األرض ونواحي المعمورة ، وما كان

ذلك إال بصدق النية ، وقوه العزيمة ، فلم ال نكون من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ولننفض عن

كاهلنا وهم التنافر واالختالف المقيت؟ انها دعوة صادقةالنفسنا كما هي لآلخرين.

ه نعم المولى ونعم النصير ، والله الموفق للسداد ، انوالحمد لله أوال وآخرا.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 54

ترجمة المؤلف : يخ علي بن محمد يخ محمد بن الحسين ابن الش هو الش

يخ األكبر جعفر ـ صاحب كشف رضا بن موسى ابن الشيخ جعفر بن يحيى ابن سيف الدين الغطاء ـ ابن الش

المالكي الجناجي النجفي. يعود رحمه الله تعالى برحمته الواسعة بنسبه إلى

احدى قبائل العراق المعروفة ، وهي قبيلة بني مالك ، التي تنتهي إلى أحدى خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

، وهو مالك بن الحارث األشتر رحمه الله تعالى. 7 كان الكثيرون من هذه القبيلة المعروفة يستوطنون

ة وأطرافها ، وخصوصا بلدة جناجه نواحي مدينة الحل المعروفة سابقا باسم قناقية ، وحيث كان أجداد المترجم

يعدون من وجهاء تلك البلدة وأعيانها ، حتى هاجر جدهيخ خضر بن يحيى منذ ما يقارب من مائتين االعلى الش

وتسعين عاما إلى مدينة النجف األشرف المزدهرة بحوزتها العلمية وعلمائها األفذاذ ، فاشتغل بالدرس والتحصيل

وتلقي العلوم الدينية بجد ومثابرة أهلته ألن يتفوق على الكثيرين من أقرانه ويتقدم عليهم بشكل ملحوظ أقر به

أساتذته وزمالؤه في الدرس ، مما مهد له السبيل للتخطي نحو مصاف االساتذة والمدرسين الذين يشار لهم بالبنان ،

ويحظون بالثناء والتقدير. وكان رحمه الله تعالى مشهورا بالتقوى والصالح ،

والزهد والورع ، شاع صيته في األفاق فتوافد الجميع عليهين بفضله ، ومعترفين بمكانته ، فاستطاع أن يضع حجر مقر األساس السرة شريفة سمت بها منازل العلم والتقوى ألن

يعية لسنين طوال. م بحق زعامة المرجعية الدينية الش تتسن

55 ..................................................................مقدمة التحقيق

نعم ، فاذا كانت مدينة النجف األشرف ، وباألخص حوزتها العلمية قد عرفت بالشيخ خضر عالما فاضال ، وتقيا مصلحا أخذ العلم على يد كبار أساتذتها ، وابتز اقرانه بجده

ها قد شهدت من بعده وعلى يد أبنائه واجتهاده ، فان وأحفاده الكثير من العطاء الذي طوقت أفضاله رقاب

يعة خاصة وباقي المسلمين عامة. عموم الشيخ خضر رحمه الله تعالى وهكذا فقد كانت هجرة الش إلى النجف األشرف قبل ما يقارب من المائتين والتسعين ريفة ، ورفدا عاما انعطافا كبيرا في حياة هذه األسرة الش

عظيما لمسار الحوزة العلمية ودورها في قيادة عموميعية في جميع العالم. الطائفة الش

يخ خضر قد خلف أربعة من األبناء ، أشهرهم وكان الشيخ األكبر جعفر كاشف الغطاء ، وحاله وسمو العالمة ، الش

منزلته ال تخفى على أحد ، بل هو كالشمس في رابعة النهار ، تشد اليه الرحال ، وتقصده أفاضل الرجال ، وتتزود

من علمه أكثر جموع الطلبة والدارسين والباحثين. يخ خضر قد وضع أساس هذه واذا كان والده الش

ريفة في جنبات مدينة العلم ، وقبلة الدارسين األسرة الشيخ:والباحثين عن صفو علوم أهل بيت العصمة ، فان الش

جعفر رحمه الله تعالى قد أشاد لعائلته صرحا شامخا ، وشرفا منيفا ، ومكانة عالية ، واسما ميمونا ، حتى طغى

فاته ، وهو كشف الغطاء ، على اسرته اسم أشهر مؤل وأحفاده ، فاسموا بآل كاشف الغطاء ، منذ ذلك اليوم ،

وحتى يومنا هذا ، بل وأمسوا ال يعرفون بغيره ، وال يرتضون سواه ، فكان خير إرث تركه لهم ، إرث عظيم ال تقاس به

الكنوز وال القطائع. ومن ثم فان البنيان الشامخ لهذه األسرة الطيبة

المباركة كان البد له من

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 56

يخ ده األكبر الش أن يرثه ويتبوأ عرش سيادته بعد رحيل سي جعفر الذي تعد خالفته من مشاق األمور التي تستدعي بوريثه جهدا مضاعفا ، وسعيا متواصال لينال تلك الحبوة

الرفيعة التي امتطى ناصيتها ذلك الجد األكبر. والحق يقال : إن األنظار بقيت شاخصة متفحصة مع

تقادم السنين بحثا عن ذلك الوريث المبارك الذي تسمو به همته ، وجده واجتهاده نحو ذلك المكان المنيف الشامخ ،

حتى أتت األيام بذلك الموعود المبارك من قبل أحد أحفادهيخ محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ـ النجباء وهو الش

صاحب الترجمة ـ فاستطاع أن يرتقي هذا المرتقى الصعب ، بجدارة وقدرة ، وسعي واجتهاد ، بل وأن تثنى له الوسادة

من قبل الجميع ، ويقر بفضله القاصي والداني ، وأن يمأل الدنيا باقواله ومواقفه ، وبحوثه ومؤلفاته ، وسعيه

ومثابرته ، بل وأن يخلف الكثير الكثير من اآلثار الخالدة الدالة على عظيم ما كان عليه ، علما وفضال ، ايمانا وتقوى ، فرحمه الله تعالى برحمته الواسعة ، وأسكنه فسيح جنانه.

57 ..................................................................مقدمة التحقيق

والدته ونشاته : م ( في1877 هـ ـ 1294ولد رحمه الله تعالى عام )

خ الشاعر موسى الطالقاني مدينة النجف األشرف ، وقد أررحمه الله تعالى والدته بقوله :

سرور به خص أهل الغري 

فعم المشارق والمغربين  

بمولد من فيه تم الهنا 

وقرت برؤيته كل عين  

خوا ر الشرع مذ أر وقد بش 

(1)ستثنى وسائده للحسين   

فنشأ في بيت تفوح من جنباته عبقات العلم والسؤدد والشرف ، بيت يطفح بالعلماء والفضالء ، واألساتذة النجباء

، فاشتد عوده واستقام ، وامتدت عروقه بعيدة في تلك األرض الخصبة المعطاءة ، فكان بحق خير خلف لخير سلف

، ونعم االبن لتلك األسرة الطاهرة. لم يتجاوز أعتاب عامه العاشر حتى كان ينهل من علوم

العربية وفنونها كالبالغة والمعاني والبيان ، فوجد فيه أساتذته ميال واستعدادا كبيرا لالستزادة من هذه العلوم

الرائعة والفنون العظيمة ، فتولوه باالهتمام والرعاية حتى استطاع تجاوز جميع تلك المراحل دون أي تردد أو تلكؤ ، بل وأن يكون مع األيام أديبا بارعا ال يدانيه أحد ، واستاذا

ماهرا يشار له بالبنان. ولم تقعد به توجهاته نحو دراسة اللغة العربية

وتخصصاتها المتعددة عن دراسة غيرها من العلوم كعلم الرياضيات المتشابك ، فاندفع في طلب معرفته ، وفهم

بعض أبعاده بما تيسر له الظرف واالمكان بتلهف وشغف ،إال

__________________. 260( ديوان الشاعر : 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 58

ع في نشأته واعداده كان ينأى به أن النظام الدراسي المتب بعيدا عن التخصص بهذا العلم البعيد الغور ، والواسع

األبعاد. ومن هنا فإن شيخنا المرحوم كاشف الغطاء ما أن أتم

دروسه األولية في علوم العربية وآدابها ـ والتي أظهر فيهزة دون باقي أقرانه كما تفوقا ملحوظا ، وبراعة متمي

أسلفنا ـ حتى شرع بدراسة الفقه واألصول وفق االسلوب المتبع في الحوزة العلمية ، فأتم دراسة السطوح وهو في

باكورة شبابه ، مما أهله لمواصلة دراسته المتقدمة والعاليةيخ أحمد كاشف عند كبار أساتذة الحوزة انذاك مع أخيه الش

الغطاء رحمه الله تعالى ، فاستشف فيه أساتذته تلك العبقرية الفذة ، والذكاء الوقاد ، والعزيمة الراسخة التي

تؤهل صاحبها المتطاء ذرى المجد ، وناصية الرقي ، فتتبعوه بالتوجيه والرعاية ، والصقل والتهذيب ، وأسبغوا عليه الكثير من االهتمام واالعتناء ، حتى وفقوا ـ بفضل الله تعالى ـ في جوا من مدراس بحثهم رجال عالما ذلك غاية التوفيق ، وخر فاضال ، بارعا حكيما ، مظهرا لعظمة المذهب ، مدافعا عنيخ محمد جواد مغنية رحمه الله حرمه ، فكان كما قال الش

تعالى برحمته الواسعة : من العلماء الذين هم أندر منزين الذين لم الكبريت األحمر ، من اولئك العلماء المتمييديهم وأتباعهم فحسب ، بل يتحددوا في عالئقهم مع مقل

التقوا بالعالم ، ونقلت عنهم فئات شتى في الشرقيعة معجزات من والغرب ، وعرف بهم البعيد أن في الش

ع يقوم على اقوى وأمتن العبقرية ، وأن مذهب التشي. (1)أساس

__________________.938 | الجزء العاشر | صفحة 47( مجلة العرفان | المجلد 1)

59 ..................................................................مقدمة التحقيق

مشايخه وأساتذته : يخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى على جملة أخذ الش

من علماء وأساتذة وفضالء عصره ، كل وفق منهجه فيالتدريس ، ومنهم :

يخ محمد كاظم الهروي الخراساني رحمه الله1 ـ الش تعالى ، صاحب كتاب الكفاية في اصول الفقه ، حضر عنده

بحث الخارج في درس الكفاية ست دورات. د محمد كاظم الطباطبائي اليزدي رحمه الله2 ـ السي

1337 ـ 1312تعالى ، حضر عنده مجلس درسه منذ عام )د فيها المنية. هـ( حيث وافت السي

يخ محمد رضا الهمداني رحمه الله تعالى ،3 ـ الش صاحب كتاب مصباح الفقيه ، كان من حضار درسه لمدة

عشر سنوات. يرازي رحمه الله تعالى ،4 ـ الميرزا محمد تقي الش

درس عنده لمدة سنتين. يخ محمد باقر األصطهباناتي رحمه الله تعالى ،5 ـ الش

يخ رحمه الله تعالى قد حضر عنده دروس الحكمة وكان الشوالكالم.

يرازي رحمه الله تعالى. 6 يخ أحمد الش ـ الشيخ محمد رضا النجفي آبادي رحمه الله تعالى. 7 ـ الش

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 60

يخ كاشف الغطاء والمرجعية الشيخ كاشف الغطاء بما عرف عنه من لقد استطاع الش

ع مشهود بعلوم الفقه واألصول ، والحكمة والفلسفة ، تضل وااللهيات وغيرها أن يلقي بظالله على أطناب الحوزة

العلمية العامرة في مدينة النجف االشرف آنذاك ، رغم وجود العديد من األساتذة الكبار والعلماء الفضالء أمثال

استاذه اليزدي رحمه الله تعالى وغيره ممن تقدم ذكره. ه رحمه الله تعالى أنجز وفي حياة استاذه بل وذكر أن

اليزدي شرحه على كتاب العروة الوثقى الذي كان يحاضر به مع تالمذته في دروسه المختلفة التي كان يلقيها تارة في

المسجد الهندي ، واخرى في جانب الباب الطوسي أويرازي رحمه الله تعالى بجوار ضريح مقبرة االمام الش

. 7االمام علي بن أبي طالب ولقد شهد له معاصروه من العلماء الكبار ، وتالمذته

الذين صاحبوه في تلك الحقبة السالفة من حياته المباركة ه كان فقيها بارعا ، قوي الحجة والبرهان ، بل ومجتهدا بأن

في مبانيه ، حرا في آرائه ونظرياته ، حيث كان كثيرا ما ينتزع العديد من الفروع التي تعسر على البعض ـ وذلك ال غرابة فيه ـ لما امتاز به رحمه الله تعالى من ذوق عربي سليم يؤهله لفهم وادراك حقيقة النصوص المعتمدة في

ه رحمه الله تعالى بناء جملة واسعة من األحكام ، حتى أن قد روي عنه اتيانه ببعض المسائل الفقهية النادرة التي ليس لها عنوان محدد في الكتب الفقهية االستداللية ، فيفتي بها مع تقديمه الحجة والدليل على ذلك ، تاركا

لآلخرين مسألة المذاكرة حول ذلك األمر وأبعاده. نعم ، إن من المسلم به كون مسألة التوسع في

التفريعات الفقهية تتطلب مهارة فائقة ، واحاطة واسعةبهذا العلم الذي يعسر على الكثيرين

61 ..................................................................مقدمة التحقيق

الخوض في غماره ، واجتياز عبابه ، وهذا األمر ما كانما توفيق. يخ كاشف الغطاء ، فوفق في ذلك أي يمتلكه الش

والحق يقال : إن امتالك هذه القدرات الواسعة في جملة تلك العلوم قد مهدت السبيل أمام شيخنا المترجميعة ، والتي تعد ع على عرش المرجعية العامة للش للترب

ة من بحق شرفا عظيما ، ومنزلة رفيعة ، ال ينالها إال القلذوي الجد واالجتهاد ، والتقوى وااليمان.

د اليزدي رحمه1337ففي عام ) هـ ( وبعد وفاة السي الله تعالى ـ والذي كان يعد مرجعا كبيرا من مراجع التقليد ـ

يخ كاشف الغطاء ، فتوافد على اتجهت األبصار نحو الش درسه الفضالء والعلماء ، وتطلعوا عن كثب مدى ما ينسب

اليه من كبير الفضل ، وعظيم المنزلة ، فوجدوا الوصف عن الموصوف ، والحقيقة تقصر عنها الحكاية ، فأقر الجميع

بعلميته ، وثنيت له الوسادة ، وشاع في األصقاع ما عليهيعية ، م المرجعية الش من تلك السمات المؤهلة لتسن

فتعاظم عدد مقلديه في أنحاء العالم المختلفة ، مما دفعه ذلك بعد نشره لرسائله العملية إلى اعادة طبعها مرارا

وتكرارا ، لزيادة الطلب عليها ، وتكاثر أعداد مقلديه. يخ كاشف الغطاء وهكذا فقد توطدت مرجعية الش رحمه الله تعالى ، وكان ذاك ايذانا لتحمله عبء أعظمما وقد كان المسؤوليات المناطة بمراجع األمة ، ال سي

العالم االسالمي ابان تلك الحقبة يشهد جملة واسعة من التغيرات والتطورات واالنتكاسات التي تستلزم معالجة

واقعية حاسمة ، ومواقفا شجاعة ثابتة لدرء حاالت النكوصر التي أصبحت سمة غالبة مشخصة لواقع واالنهزام والتبعث

المجتمع االسالمي آنذاك.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 62

يخ كاشف الغطاء وبصماته الخالدة على الشصفحات التاريخ :

كثيرون هم من تطويهم عجالت الزمن وصفحاته المتالحقة دون أن يتركوا لهم آثارا ـ وإن دقت ـ تدل على

عبورهم من خالل بوابة الحياة المشرعة ، ومنافذها الواسعة ، فرحلوا كأن لم يكونوا إال أسماء ما أسرع ان

يعفو عليها ويخفيها غبار األيام. نعم ، إن الله تعالى ما خلق االنسان إال وجعله مقترنا بأمر كبير ، وموسوما بصفة عظيمة ، أال وهي خالفته في

إني جاعل )أرضه ، إذ قال جل اسمه مخاطبا مالئكته : بل وجعل سبحانه مقياس الوفاء(1) ( في األرض خليفة

باداء الرسالة هو العمل ، فمن خالله تمنح المنازل والدرجات ، وينال الرضا في المحيا وعند الممات ، وذلك

مس في رابعة النهار. مما هو أجلى من الش وحقا قد تتفاوت األعمال شكال وكيفا ، بيد أن اعتماد

المنهج الشرعي السليم الواضح في ادائها هو المقياس الحقيقي الذي تقيم به تلك األعمال ، ويمكن للمرء أن

يشير لها بالبنان بفخر واعتزاز ، وما أقل ما هي. يخ كاشف الغطاء وال نغالي بشيء إذا قلنا بان حياة الش

رحمه الله تعالى كانت ميدانا خصبا للكثير من األعمال المباركة التي اتشحت بها سنوات عمره القصير ، وأبرزت من خاللها دقائق توجهاته ، وحقائق معتقداته ، فكانت فعال

وممارسة ال اطروحة وتنظيرا ، وذلك هو اسمى ما يوسم بهالمؤمنون.

وال أقول إني ساستقرىء من خالل صفحات مقدمتي هذه أبعاد تلك المواقف قدر ما أردت منها مجرد اللمحة

واالشارة ـ وذلك لعسر المخاض ، __________________

.30 : 2( البقرة 1)

63 ..................................................................مقدمة التحقيق

ومشقة االستقصاء ، ومحدودية المدى المتاح ـ تاركا عبءي ترجمة هذا الطموح للدراسات الخاصة بهذا األمر ، ألن

يخ كاشف وجدت عند البحث قصور التراجم المحدودة للش الغطاء عن احتواء الكثير من األبعاد الخاصة به ـ مع اقراري

بجدة البحوث ، وصدق النوايا ، ومبلغ الجهود المبذولة ـ رغم كون الفاصلة الزمنية بيننا وبين عصر المترجم رحمه الله تعالى ال تمثل بونا شاسعا تتثاقل الخطا عن تجاوزه ،

وتتوه النفوس عن تلمسه ، بل هو أيسر االن من أن يترك فتتقادم عليه السنون ، وتسدل عليه ستائر النسيان ،

فتضطرب في التحدث عنه الروايات كما يتلمسه الباحثونعن سيرة الكثير من رجال هذه األمة وعظمائها.

ومن ثم فساحاول من خالل هذه الصفحات االشارةيخ رحمه العابرة ، واللمحة الخاطفة عن بعض مواقف الش

الله تعالى ، بايجاز واختصار : ـ الجهاد ضد االستعمار البريطاني : 1

حين امتدت ذراع االخطبوط البريطاني المستعمر نحو األراضي العراقية ـ في سعيه المحموم البتالع وازدراد

خيرات تلك المنطقة ، بدعوى منازلة الدولة العثمانية التيطاتها الرعناء نحو جملة خطرة من المزالق قادتها تخب

والمهالك المتكررة ـ كانت مخيلة الساسة البريطانيين قديعة يتقدمهم علماؤهم إلى صورت لهم حتمية اصطفاف الش

جانب تلك القوات الغازية ، الدراكهم ) أي البريطانيون (يعة من رجال تلك الدولة عظم المحنة التي ابتلي بها الش

وقادتها الذين انشبوا أظفارهم بحمق في جسد هذه الطائفة المستضعفة دون رحمة أو شفقة ، وباصرار

عجيب ، وتعنت غريب ، كان أعظمه في افتاء شيخهميعي ية دم الش !! (1)انذاك بحل

__________________يخ نوح الحنفي هو الذي أفتى ـ على ما هو1) ( نعم لقد ذكر بأن الش

بت في باب الردة والتعزير مث

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 64

بيد أن حساباتهم كانت خاسرة ، وتصوراتهم كانت باطلة ، إذ أتتهم الرياح بما ال يشتهون لسفنهم ، ودارت

يعة لمحاربتهم بشكل اقشعرت عليهم الدوائر ، وخرج الشله أبدانهم ، وأهتزت لمنظره أفئدتهم.

يعة آنذاك ، يتقدمهم علماؤهم نعم لقد اصطف الش األبرار مع بقايا الجيش العثماني المهلهل المنهزم ،

له االستعمار البريطاني من الدراكهم بوضوح ما يشك مخاطر وخيمة ال تستهدف خيرات الشعوب المسلمة

له من خطر جدي على عموم العقيدة فحسب قدر ما يمث االسالمية المباركة بكل أبعادها ، خالف الدولة العثمانية

ها يحتويها معهم رباط التي رغم كل انحرافاتها ومساوئها فاناالسالم المقدس ، وهذا ما اثبتت صوابه األيام.

وهكذا فقد بدأت قوافل العلماء المجاهدين بالتوجه إلى ساحات النزال والمجالدة الشرعية ، مرتدين أكفان

الشهادة بعزيمة واصرار راسخين ... مسجلين مآثر ازدانت بها صفحات التأريخ ، وتفاخر بها األبناء ومن بعدهم األحفاد ،

زت بماء الذهب وستبقى خالدة مدى الدهر ألسماء طر__________________

يعة!! من الفتاوى الحامدية وتنقيحها ، والممضاة من قبله ـ بكفر الش ووجوب قتلهم!! بما نصه : اعلم أن هؤالء ] أي الشيعة [ الكفرة البغاة

الفجرة!! جمعوا بين أصناف الكفر والبغي والعناد!! وأنواع الفسق والزندقة وااللحاد!! ومن توقف في كفرهم والحادهم ، ووجوب قتالهم ،

وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم!! .... إلى آخر تخريفاته وسخافاته الدالةعلى انحرافه وسقوطه.

وال ادري بم يعتذر به يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ، وحيث قتل نتيجة فتواه هذه ـ التي جاءت استجابة لرغبة سلطان السؤ سليم

األؤل ، الذي دفعه عداؤه المستحكم للشاه اسماعيل الحاكم انذاك في ايران ، والذي نصب نفسه حاميا للمذهب الشيعي ـ عشرات االلوف من

رجال الشيعة ونسائها ، دون أي ذنب وأي جريرة ، إال ألنهم شيعةفحسب.

فقد ذكر أن السلطان سليم قتل في األناضول وحدها أربعين ـ وقيليعة ، بل وذكر أن مدينة حلب ـ التي كانت عاصمة : تسعين ـ ألفا من الش الدولة الحمدانية ، ومن مراكز تجمع الشيعة ـ لم يبق فيها شيعي واحد!!

فتأمل.

65 ..................................................................مقدمة التحقيق

يخ كاشف الغطاء يعة الذين كان الش من أفاضل علماء الش رحمه الله تعالى برحمته الواسعة واحدا منهم ، وحيث كان

م1916 هـ ـ 1334من المرابطين في مدينة الكوت عام ) ( للتصدي لتقدم القوات االنكليزية الغازية ـ المدججة

بأحدث األسلحة ، وأشدها فتكا ـ رغم ضآلة االمكانيات ، وبساطة المعدات ، فكانوا مع عموم المجاهدين سيفا

قاطعا ، وموتا زؤاما أحاط بالقوات النازية واجتاحها كالطوفان ال يلوي على شيء ، بل وأوشك أن يوردها

الحمام لوال تخاذل الجيش العثماني ، وقلة العدد ، والتاريخخير شاهد على ذلك.

ـ موقفه من مؤتمر بحمدون : 2 يحاول المستعمرون ـ وكما يعرف ذلك الجميع ـ خدمة

أغراضهم السياسية ، وطموحاتهم غير الشرعية بشتىلتهم النهمة ، متسترين ـ ق عنها مخي الوسائل التي تتفت

وصوال إلى ذلك ـ بأشكال مختلفة من الشعارات والعناوين الجذابة ، مستدرجين من تنطلي عليه أكاذيبهم وأحابيلهم

التي ال تغرب حقيقتها عن ذوي األلباب. نعم ، وصورة تلك الحال كانت واضحة في المؤتمر

الذي دعت له جمعية أصدقاء الشرق األوسط في الواليات 1954 نيسان عام )22المتحدة االمريكية لالنعقاد بتأريخ

م ( في لبنان ، وبالتحديد في مدينة بحمدون ، وحينها تلقىيخ كاشف الغطاء دعوة رسمية موجهة من قبل كارلند الش

ايفانز هوبنكز نائب رئيس تلك الجمعية لحضور هذا المؤتمر الذي ينحصر ـ على حد زعمهم ـ بعلماء المسلمين

والمسيحيين ، وأن تتحدد أعمال هذا المؤتمر بمناقشةودراسة المواضيع التالية :

ـ دراسة القيم الروحية للديانتين االسالمية1والمسيحية.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 66

ـ تحديد موقف الديانتين من األفكار الشيوعية2االلحادية.

م الروحية التي3 ـ وضع البرامج الكفيلة بنقل القيتؤمن بها الديانتان إلى الجيل الحديث.

وكان غير خاف على أحد أن الغرض المتوخى من اقامة هذا المؤتمر ـ الذي كانت تروج له االدارة االمريكية

انذاك ـ هو تسخير المسلمين وعلمائهم كاتباع منفذين للسياسة الغربية التي هالها وأقلقها التورم المظهري

الكاذب لسريان األفكار الشيوعية في أنحاء مختلفة من العالم ابان تلك الحقبة الغابرة التي شهدت انخداع العديد

من تلك الشعوب بتلك األفكار االلحادية التي ساهم في انتشارها حينذاك حدة التفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع

الواحد ـ وهو مرض الرأسمالية العضال ـ تزامنا مع ما اسمي بالثورة الصناعية ، واستثمار اصحاب رؤوس األموال

لحالة التفاوت الحاد بين عنصري العرض والطلب بعد الهجرة المكثفة التي شهدتها المدن الصناعية الكبرى من القرى واألرياف ، فانتهز دعاة هذه األفكار المنحرفة حالة

البؤس المزري التي احاطت باأليدي العاملة هناك من خالل خداعهم بحالة الفردوس المزعوم التي ستحققها لهم عند

تصديها لقيادتهم ، ولكن الزمن اتى على كل أكاذيبهم ففضحها ، وكل حيلهم فابطلها ، وسقطوا في مزبلة التأريخ

بال أسف عليهم. نعم لقد كانت حالة االضطراب التي بدأت تعم دوائر

صناعة القرار في أوربا لمواجهة طغيان المد الشيوعيرين الى اللجوء الى آنذاك هي التي دفعت اولئك المفك الدين كأنجع سالح ال تمتلك أمامه تلك القيم االلحادية

للنظرية الشيوعية شيئا ، بل وتبدو قباله عاجزة تافهة ، وهو ما كان وال زال يخشاه حملة تلك االفكار ، والمروجين لها ،

حمقا بعد افالسهم. وحقا ، فقد كان ذلك قرارا صائبا موفقا لو انبعث من

نوايا صادقة هدفها

67 ..................................................................مقدمة التحقيق

ها اطروحة اسعاد البشرية ، ورفع الحيف عنها ، بيد انلة جهة كانت وال زالت مصدر محنة وبالء ، قت عنها مخي تفت بل وعاصفة سوداء ابتليت بها االنسانية عامة ، والشعوب االسالمية خاصة ، وعلى امتداد التاريخ المعاصر ، وحتى

يومنا هذا ، فكانوا بحق أسوأ بكثير ممن يستثيرونبالمسلمين والمسيحيين الههم لمواجهتهم.

يخ كاشف الغطاء رحمه ومن هنا فقد كان موقف الش الله تعالى حادا وصريحا في رفضه لحضور هذا المؤتمر من

خالل ما أرسله إلى المؤتمرين من جواب طويل أسماه ) المثل العليا في االسالم ال في بحمدون ( والذي أوضح

فيه ـ بصراحة جلية ـ رأيه في مواضيع هذا المؤتمر وبحوثه ،نا ما توقعه السياسة االمريكية وحليفتها االنكليزية من مبي

ي على شعوب العالم المستضعفة المغلوبة ، مع ظلم وتجن اشارته الواضحة إلى بعد دعاة هذه السياسة ومباينتهم

للقيم الروحية التي تدعو لها األديان السماوية المختلفة ، وإن من ينادي بتلك القيم يجب عليه أن يكون من أول

العاملين بها ، والمؤمنين بحقيقتها ، وذلك ما ال ينطبق علىالدعاة لعقد هذا المؤتمر ، والراعين له.

ـ اخماد فتنة الحصان : 3ه أمسى من بديهيات األمور التي كادت ال تخفى لعل

على أحد ما راهن عليه البعض من المتسربلين زورا بجلباب االسالم والتقوى والصالح من توظيف بعض المواقف

بة عن الواقع في طرح ومناقشة أفكار السلبية والمتغرقة بهم ، كوسيلة يعة ، والجوانب األخرى المتعل وعقائد الش

فعالة ماكرة لبعثرة الصف االسالمي الواحد ، واشاعةق والتشرذم والتنافر بين اخوة الدين الواحد ، ظاهرة التمز

وبالتالي توسيع الهوة الوهمية المفتعلة بين أفراد هذهالطائفة

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 68

والطوائف االسالمية األخرى. دين للسوانح هذا مع ما يتوخاه البعض من المتصي

الشاردة لطعن المسلمين من خالل امتطاء موجة االنفعاالت التي قد تنفلت بديهيا وبأشكال مختلفة ومن

جهات معينة في اشاعة االضطراب والفوضى والغوغائية ـيعي بة من خالل ذلك ـ في جوانب المجتمع الش المتسر المستدرج ـ بخبث وسوء طوية ـ نحو هذا الفخ القاتل ،

وذلك ما لم يعد خافيا على أحد. نعم ، ولعل ما أحدثه كتاب ) العروبة في الميزان (

م1933 هـ ـ 1351 الذي نشر عام )(1)لعبدالرزاق الحصان ( من فتنة ـ حيكت أطرافها من قبل بعض األيادي المراهنة على تمزيق وحدة الصف االسالمي ـ كانت عظيمة عمدت

إلى استدراج عوام الناس ودفعهم إلى اشاعة الفوضى واالضطراب في عموم المدن العراقية آنذاك ، من خالل

يعة هناك بسبب ما سطر اثارة واستفزاز مشاعر عموم الش في هذا الكتاب السقيم من تفاهات وترهات باطلة ترتكزيعة ئة منها الطعن بانتماء الش على جملة افتراضات متهر

هم أجانب عن هذا البلد في العراق ، والذهاب الى القول بان ودخالء فيه ينبغي التصدي القصائهم عنه ، حين تراه يشيد

بدور االمويين الوسخ ، وأياديهم الملطخة بدماء المؤمنين. إن هذا الموقف المستهجن والممجوج من قبل مسطر

هذه الوريقات الصفراء الباهتة كان البد له من أنيعة الذين اتيح لهم قراءة يثيرشجون وأحاسيس عموم الش هذا الكتاب ، أو طرق سمعهم شيء من عباراته السقيمة

هذه ، __________________

( : عبدالرزاق بن رشيد بن حميد352 : 3( قال الزركلي في أعالمه )1) خ للقومية العربية ، أثار بعض كتبه نقدا الحصان ، البغدادي الكرخي ، مؤر

شديدا في بغداد. من كتبه العروبة في الميزان ، قامت بسببه تظاهرات احتجاج ،

وسجن مؤلفه أربعة أشهر. رحل إلى الكويت والى السعودية ، وتوفي غريبا في فندق بالكويت.

69 ..................................................................مقدمة التحقيق

فاعلنوا االضراب العام في العديد من مدن العراق الكبرى كبغداد والمحلة والديوانية والناصرية ، وكان أشده فيزة في مدينة النجف االشرف ، لما لها من قدسية متمي

يعة ، فتعطلت األسواق ، وساد الهيجان فيها ، ال قلوب الشب اليها العديد من القبائل الهائجة المحيطة ما وقد تسر سي

بها. بيد أن األمور لم تجري على منوالها الطبيعي ، حيث

انظم في صفوف الملتاعين من سماجة وصفاقة هذا الكتيب التافه العديد من ذوي المآرب الفاسدة والمنحرفة ،

من الذين امتطوا موجة األحداث الشاعة الفوضىواالضطراب ، والتعدي على حرمات الناس وممتلكاتهم.

يعة وعلمائها بالصبغة فضج العقالء من رجال الش الغريبة التي كانت تؤججها وتروج لها أيادي أجنبية ماكرة ، يقابلها ضعف السلطة عن مواجهة هذه الظاهرة المحتدمة د جعفر حمندي حاكما اداريا والمتفجرة ، وكان انذاك السي في النجف ، فحاول جاهدا الحد من تفاقم هذا األمر دون

جدوى ، فاضطر به الحال أن يتصل بالعديد من كبار العلماء وفضالء الحوزة وأعيان النجف الذين توجهوا نحو المرقد

في محاولة يائسة7الطاهر لالمام علي بن أبي طالب منهم النهاء هذا االضطراب ، وهذه الفوضى المستحدثة ، إال

هم أخفقوا في تدارك هذه األحداث الوخيمة ، والحد من أن توسعها ، ولم يجدوا من عموم الجماهير المضطربة آذانا

صاغية ، ونفوسا مستجيبة ، فلم يجد الجميع بدا من التوجهيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ، لما يدركونه إلى الش من عظيم منزلته في قلوب الناس ، بل وما يمتلكه منم بمشاعرهم واحاسيسهم ، وتلك قدرة عجيبة في التحك

والله نعمة كبيرة ، وفضل من الله جسيم يمن به على منيشاء من عباده المتقين.

وهكذا ، فلم يكد يحطه زواره من رجال الحكومة ، وفضالء الحوزة ، وأعيان المدينة بتفاصيل األمر ـ رغم

تحذيرهم له من خطورة الموقف ، وشدة

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 70

مه ـ حتى نهض من فوره بطلعته المهيبة ، وخطواته تأز ،7المتسارعة الرصينة نحو المرقد المطهر لالمام علي

وكان ذلك وقت الزوال ، فاشرف على الناس طالبا منهم حفظ الهدوء وترك الفوضى ريثما يعود للتحدث معهم بعد

فترة لشرح مالبسات هذه القضية ومداخالتها. والحق يقال : إن حضار هذا الحدث الكبير ـ الذي عسر

م باندفاعاته الرهيبة ، وتعقداته على الجميع التحكم هذا ة تحك المتشابكة ـ لتنتابهم الحيرة في تفسير عل

الرجل بعواطف الناس ، وقدرته الفائقة في توجيهه رحمه مشاعرهم ، وبهذا الشكل الغريب ، حيث يذكرون أن

الله تعالى ارتقى المنبر عصرا بتان وروية ، ثم أرسل نظراته الثاقبة تجوس في الجموع المحيطة به ، والتي ران

عليها الصمت والسكون وهي تحدق بمرجعها الكبير الذي لم يلبث أن شرع بحديثه معهم ، مطلقا عباراته الدقيقة

الحساسة ، والمنحدرة كالسيل الهادر من أعالي الجبال ،فات الضارة التي أخذت مبرهنا على خطأ وفساد هذه التصرله من تصطبغ بها ظاهرة االحتجاج هذه ، وما يمكن أن تشك

آثار سيئة مخالفة للموقف الواجب اتخاذه أمام هذهاالساءات المقصودة.

نعم ، ذكر المعاصرون الذين شاهدوا بأعينهم تفاصيليخ كاشف الغطاء ما أن انفلت عن هذه الواقعة : بان الش

المنبر حتى عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي ، وأعيد فتح األسواق ، وازيلت مظاهر االضطراب والفوضى من عموم

المدينة وما جاورها ، وكان شيئا لم يكن ، وباءت تجارة المراهنين على تمزيق هذه االمة وبعثرتها بالكساد

والخسران. ـ موقفه من العادات المنحرفة : 4

ال تخلو جميع المجتمعات البشرية من وجود جملةث متفاوتة من العادات الغريبة الشاذة والدخيلة التي يتشب

بها العوام ومعدومي الثقافة من

71 ..................................................................مقدمة التحقيق

أفراد تلك المجتمعات ، والتي قد تتحول بمرور األزمنة فيد أذهانهم إلى طقوس عبادية ال ينفك البعض منهم عن التعب بها ، والذب عن حماها ، بما يمتلكه من قدرات وامكانيات ، وذلك أمر طالما كنا وال زلنا نعاينه في نقاط وبقاع مختلفة

من هذه المعمورة. وإذا كانت بعض تلك العادات ال تشكل بمجموعها أثرا سلبيا وضارا بتلك المجتمعات المذكورة ، أو االساءة إلىه ال غضاضة في غض النظر معتقداتها ، والتوهين بها ، فإن

عن وجودها واستمرارية العمل بها ، بيد أن األمر إذا تحول في حقيقته إلى ممارسات شاذة وسلبية ، وكثيرة الضرر بتلك المجتمعات وعقائدها ، فإن في التسامح عنها جفاء

للعقل والمنطق والفطرة ، واستسالما مردودا قبالاستشراء الجهل والتخلف.

هذا عند الحديث عن عموم المجتمعات البشرية ، والتي قد ال تحكم بعضها مثل سماوية ، وعقائد الهية ،

فكيف إذا تعلق األمر بالمجتمعات االسالمية التي يعمل الدين االسالمي على تشذيب وتهذيب سلوكيات أفرادها ،واعدادهم ألن يكونوا عناصر خير وعطاء في هذه األرض. نعم ، إن العقيدة االسالمية المباركة التي استطاعت

أن تخلق من المجتمع البدوي الجاهل في أرض الحجاز امة تخمل الخير والعطاء لكل الشعوب الغارقة في الجهل والتخلف واالنحراف ، تحمل في طياتها التنافر الصريح

والحاد مع تلك العادات التي أشرنا اليها ، وهذا ما ال خالففيه ، إال من المعاندين والمغالطين.

ف في خانته بعض تلك ثم فإنا إذا أشرنا لما تصندين بها العادات الشاذة والدخيلة ، فإن البعض من المتعب

جهال وعمدا يجرهم العناد والمكابرة إلى مواقف حادةلين بحجج واهية سلبية من دعاة االصالح والتشذيب ، متوسساذجة قد تنطلي على بعض العوام الذين ربما يشتط بهم

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 72

جهلهم إلى االساءة والتوهين باولئك المصلحين من العلماءرين ، وهذا ما يدفع البعض إلى ان يناى بنفسه عنه والمفك

رغم ما يعترم فيها من سخط وغيض. ومن هنا فإن من الجلي الواضح أن في التصدي لتلك

العادات المتأصلة في تلك النفوس عملية تستلزم وقفة شجاعة وصريحة ال يمتلكها الكثيرون لما ذكرناه من نتائج

له ردود الفعل من مخاطر متوقعة بما يمكن ان تشك المعارضة والتكفير والتسقيط التي ال بد وأن تلجأ إليها تلك

الفصائل التي انجرفت في ذلك التيار بحسن نية أو سوءها ـ قصد ، إال انها ـ أي تلك الوقفة ـ ورغم كل شيء فإن

وحقا وصدقا أقول ـ تورث صاحبها شرفا عظيما ، وفخرا كبيرا ، مع ما فيها من األجر والمثوبة التي يدخرها الله

تعالى له إلى يوم الحساب. يعة أن ال يخلو ولعل من نعم الله تعالى على الش

علماؤهم من اولئك الرجال األفذاذ المتمسكين بالمنهجالحقيقي ألهل بيت العصمة عليهم اآلف التحايا والسالم.

يخ كاشف الغطاء رحمه الله والحق يقال : أن الش تعالى كان نموذجا واضحا من أصحاب تلك المواقف

العقائدية الشجاعة التي خلفت له الثناء واالطراء أبد الدهر.قت عنها أذهان فمن العادات السيئة والشاذة التي تفت الجهلة ، وروجت لها العقول والنفوس الفاسدة ، وزمر لهايعة ، ونسبوها ظلما اليها ، ما اعتاد بعض العوام أعداء الش على فعله آنذاك ، وبالتحديد في األيام العشرة األولى منفات المنكرة شهر ربيع األول من القيام بالكثير من التصر المؤذية للناس ، والمشينة للدين ، وبشكل بغيض ممقوت

بت به لتكرره طوال عت نفوسهم عليه ، وتشر متواصل تطبعشرات أو مئات السنين ، وكان الكثيرون من علماء

73 ..................................................................مقدمة التحقيق

الدين المخالفين والمعارضين لهذا المنهج المنحرف ـ في أثناء اقامة تلك االحتفاالت والمناسبات المختلفة ـ يتحاشون التصدي لمنع اولئك الجهلة عن منكراتهم هذه لالسباب التيله من اساءة ذكرناها سالفا ، رغم استيائهم البالغ مما تشك

يخ كاشف الغطاء بشجاعة ع وأئمته ، فانبرى الش بالغة للتشي قل نظيرها لمنع تكرر ايقاعها ـ رغم تحذير الكثيرين له من مغبة التصدي لها ـ وتحريم االتيان بها ، وايضاح ضررها على

ده ع ، وتوهينها بالمذهب بشكل صريح سافر يتصي التشي أعداؤهم ومبغضيهم ، فوفقه الله تعالى في مسعاه أيما

توفيق ، وانقاد الجميع الرادته ، وقبر الكثير من تلك العاداتع األبيض السيئة التي كانت كالبقعه السوداء في ثوب التشي

ه عنها. الذي هو بري منها ، ومتنز ـ لقاؤه مع الدكتور أحمد أمين : 5

يعة وطوال لعل من المحن الكبرى التي ابتليت بها الش حقب مترادفة من القرون ما انفكت تواجهه وتنبز به من

تهم وتقوالت بعيدة عن الصحة ، ومتغربة عن أرض الواقع ، اعتمادا من قبل متقوليها على آراء جاهزة ، أو فهم سطحي

ال يعتد به ، أو غير ذلك من األسباب والحجج التي ال تبرئ قائليها من تصنيفهم في خانة العاملين على تمزيق هذه

االمة وبعثرة صفوفها ، وبأساليب ومناهج مختلفة ، باطلة الدعوى ، سقيمة الحجة ، وذاك ما ال يخفى على الباحثين

يعة ال يعسر على أحد مطالعتها والمتتبعين ، وهذه كتب الشوادراك حقيقة ما ذكرناه.

ـ رغم مكانته العلمية(1)ولقد كان الدكتور أحمد أمين التي عرف بها ـ

__________________( راجع ترجمتنا له في المالحق الخاصة بالتراجم.1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 74

عينة صادقة من تلك الحاالت السلبية التي ابتليت بهايعة ، وتصدت البطالها. الش

فالدكتور المذكور ـ وذلك مما يؤسف له ـ قد تعرضيعة وعقائدهم وبشكل سافر غريب طعنا واساءة لعموم الش

دون دليل علمي يرتكز عليه ، أو حجة واقعية يستند اليها ، فوقع نتيجة ذلك في المضيق ، وحمل نفسه ما ال تطيق ،

وهذا ما تجده واضحا عند مراجعتك لمقدمة كتابنا هذا. وعموما فان هذا الدكتور ـ وبعد أن أطلق تقوالته

المذكورة ـ كان قد شد الرحال نحو مدينة النجف االشرففة من بعض األساتذة والباحثين ، مع البعثة المصرية المؤل وحيث ألقوا رحالهم فيها ليلة الحادي والعشرين من شهر

هـ ( واطلعوا عن كثب على1349رمضان المبارك عام ) المناهج العلمية الرصينة التي تدرس في حوزتها ، والمكانة الرائعة والمهيبة لعلمائها وأساتذتها ، واستقرءوا عيانا الكثير

يعة ومعتقداتهم ، بعد أن أمضوا ردحا من من آراء الش الزمن وهم يتلقونها عن الوسطاء والغرباء ، من

يعة ، ويسلموا بصحتها دون المستشرقين والمخالفين للشمراجعة أو تفحص.

ومن ثم فإن تلك البعثة كان ال بد لها من أن تتشرف بلقاء االمام كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ، وزيارة

مدرسته العلمية ، ومكتبته الفخمة ، فكان لذلك عظيم األثر في نفوسهم ، وحيث بوغتوا بما لم يتوقعوه ـ وذلك قصورفيهم ال في اآلخرين ـ معلنين ذلك بصراحة ال مواربة فيها.

ولقد كان لقاء الدكتور أحمد أمين باالمام كاشف الغطاء رحمه الله تعالى برحمته الواسعة مليء بالجوانب

العلمية الصريحة التي أفاضها في حديثه شيخنا المرحوم ، والتي دلت على عظم مكانته العلمية ، وقوة استحضاره ،

وذكائه المفرط. ة العرفان في مجلدها الحادي وقد أوردت مجل

والعشرين ، وفي

75 ..................................................................مقدمة التحقيق

الصفحة الثامنة بعد الثالثمائة من جزئها الثالث منه جانبا من تلك المحاورة العلمية ، نوردها تاكيدا لما تقدم منا ذكره

: قال سماحته ـ بعد ترحيبه بالوفد المصري ـ مخاطبا

الدكتور أحمد أمين : من العسير أن يلم بأحوال النجف وأوضاعها ـ وهي تلك المدينة العلمية المهمة ـ شخص ال يلبث فيها أكثر من سواد

ي قد دخلت مصركم قبل عشرين سنة ، ليلة واحدة ، فإن ومكثت فيها مدة ثالثة أشهر متجوال في بلدانها ، باحثا

هم ومنقبا ، ثم فارقتها وأنا ال أعرف من أوضاعها شيئا ، اللر منها : إال قليل ضمنته أبياتا أتذك

تبزغ شمس العلى ولكن 

من افقها ذلك البزوغ  

ومثلما تنبغ البرايا 

كذا لبلدانها نبوغ  

أكثر شيء يروج فيها 

هو والنزوغ هو والز الل  

فضحكوا من كلمة )النزوغ ( وقال االستاذ أحمد أمين ـيخ ـ : قلتم هذا قبل عشرين سنة؟! مخاطبا الش

قال : نعم ، وقبل أن ينبغ ـ طه حسين ، ويبزغ سالمة موسى ، ويبزغ فجر االسالم ، وقد ضمنته ـ مخاطبا أحمد

يعة ما ال يحسن أمين ـ من التلفيقات عن مذهب الشخ اتباعه. بالباحث المؤر

يعة أنفسهم ، إذ لم فاجاب أحمد أمين : ولكنه ذنب الش يتصدوا إلى نشر حقيقة مذهبهم في الكتب والصحف ليطلع

العالم عليه!!. يعة مطبوعة يخ : هذا كسابقه ، فإن كتب الش فقال الش ومبذولة أكثر من كتب أي مذهب اخر ، وبينها ما هو مطبوع

في مصر ، وما هو مطبوع في سوريا ، عدا ما هو مطبوعفي الهند ، وفارس ، والعراق ، وغيرها ، هذا فضال

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 76

خ من طلب األشياء من مصادرها. عما يلزم للمؤر فقال أحمد أمين : حسنا ، سنجهد في أن نتدارك ما

فات في الجزء الثاني!!. ثم واصل أحمد أمين قوله مخاطبا سماحة الشيخ

كاشف الغطاء : هل يسمح لنا العالمة في بيان العلوم التيتقرأوها؟

يخ : هي علوم النحو ، والصرف ، فاجاب الش والمعاني ، والبيان ، والمنطق ، والحكمة ، والكالم ، وأصول

الفقه ، وغيرها. فقال أحمد أمين : ما هي كيفية التدريس عندكم؟

يخ : التدريس عندنا على قسمين : فأجاب الش ـ سطحي ، وهو أن يفتح التلميذ كتابا من كتب1

العلوم المتقدمة بين يدي استاذه ، فيقرأ له هذا عبارة الكتاب ، ويفهمها التلميذ ، وقد يعلق عليها ويورد ويعترض ،

ويشكل ويحل ، وغير ذلك مما يتعلق بها. ـ خارج ، وذلك أن يحضر عدة تالميذ بين يدي االستاذ2

، فيلقي عليهم االستاذ محاضرة تخص العلم الذي اجتمعوا ليدرسوه ، ويكون هذا غالبا في علوم الفقه واالصول

والحكمة والكالم ، مع مالحظة أن التلميذ بكال القسمينيكون ذا حرية في ابداء آرائه واعتراضاته وغيرها.

فقال أحمد أمين : إن البعثة تود أن تسمع لبحثكم ،فهل أنتم فاعلون؟

يخ اعتراضا ، بل أجاب برحابة صدر عندها لم يبد الش طلب البعثة ، وارتقى المنبر ، فاجتمع حوله من حضر

الجلسة من تالميذه ، مشاركين الوفد في االستماع لكالمه. يخ على غير سابقة عهد باألمر ، وعلى ولما كان الش

غير تهيئة وتمهيد لنوع العلم الذي سيبحث فيه ، لذا تركوا له الحرية في اختيار العلم ، ومن أجل هذا يرى القارئ

الكريم أن البحث االتي ذا فصلين : فقه وأصول ،

77 ..................................................................مقدمة التحقيق

وعقائد. وهو موافق لرغبة الوفد. ومن ثم فقد ابتدأ سماحته خطبته مرتجال فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم وال تقربوا مال اليتيم إالw بالتي هي )قال تعالى :

. (1) ( أحسن تشتمل هذه اآلية على عقدين : عقد سلب ، وعقد

فهو(وال تقربوا مال اليتيم )ايجاب ، أما عقد السلب من األساليب القرآنية التي اخترعها وارتجلها في

االستعماالت العربية ، ولم تكن معروفة من ذي قبل. وقد تكررت هذه الجملة في الكتاب الكريم ، فهي تارة

وال تقربوا الفواحش ): تتعلق باألفعال مثل قوله تعالى : وال تقربوا ) وقوله تعالى : (2) (ما ظهر منها وما بطن

نا إنه كان فاحشة وساء سبيال ال ) وقوله تعالى : (3) ( الزالة وأنتم سكارى ويكون المراد منها(4) ( تقربوا الص

حينئذ على سبيل االستعارة بالكناية : المبالغة في التحذير عن ارتكاب ذلك الفعل ـ الزنا ـ والصالة مع السكر ، أو غير

ه اسم المعنى باسم العين فحذر من قربه ، ذلك ... وشبفكيف بمالصقته أو الدخول فيه!!.

وال )واخرى : تتعلق باألعيان ، مثل قوله تعالى : جرة انما المشركون) وقوله تعالى : (5) ( تقربا هذه الش

نجس فال يقربوا المسجد __________________

.152 : 6( االنعام 1).151 : 6( االنعام 2).32 : 17( االسراء 3).43 : 4( النساء 4).35 : 2( البقرة 5)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 78

. (1) ( الحرام ومن هذا القبيل آية العنوان التي هي من براعة الصنعة

وابداع البيان بمكان ، وحيث أن النهي ال يتعلق باألعيان رأسا ، بل ال بد من توسيط فعل مقدر في البين يناسب تلك العين ، فإذا قيل : حرمت أمهاتكم عليكم ، يعني :

مت الخمر ، يعني : شربها ، العقد عليهن ، وإذا قيل : حرم الميسر والقمار ، يعني : اللعب بهما ، واذا قيل : حر

وهكذا يقدر في كل مكان ما يناسبه ، بل أظهر ما يتعلق به من األفعال التي تطلب من تلك العين ، ومما هي معدةمت الخمر( حرمة كل األفعال له ، فال يراد من قول )حر

التي يمكن أن تتعلق بها ، فيحرم لمسها أو النظر اليها أوالتداوي بها وهكذا ... كال ، بل ليس المراد إال حرمة شربها.

وعليه فيكون المراد والمعنى باآلية التي في العنوان :فوا في مال اليتيم التصرفات المطلوبة عند العقالء ال تتصر من مال التجارة في بيع ، أو شراء ، أو صلح ، أو رهن ، أو

ادانة ، أو غير ذلك. والغرض أيضا بهذا النحو من البيان شدة التحذير ،

والنهي عن التصرف في مال اليتيم ، وأن قربه ال يجوز ،فكيف الوقوع فيه؟!

ب لمال اليتيم ، وليس المراد النهي بوجه عام عن التقر بحيث يكون المعنى والمقصود النهي عن المعاملة بمال

اليتيم بوجه مطلق من رفع أو وضع أو فعل أو ترك إال بالتي هي أحسن ، أما حيث ال تريدون التصرف فال شيء عليكم ،

وإن كان التصرف أحسن بخالفه على الوجه الثاني فان مفاده لزوم التصرف باألحسن يؤيد الحكم الضروري من

حرمة التصرف بمال الغير مطلقا صغيرا أو كبيرا بغير اذنه ،وليس هو المقصود أصالة بالبيان بالضرورة ،

__________________.28 : 9( التوبة 1)

79 ..................................................................مقدمة التحقيق

ما المقصود عقد االيجاب ، وهو اعطاء الرخصة بالتصرف وان في مال اليتيم إذا كان في التصرف مصلحة ، فيكون

مخصصا لما دل على عموم حرمة التصرف في مال الغير ،ما الكالم في مقدار تلك الرخصة وحدودها حسبما يستفاد ان

من اآلية ، فإن محور البحث والنظر يدور من هذه الجهة على تشخيص المراد من لفظ ) االحسن ( وهل هو من أفعال التفضيل نظير : الصالة خير من النوم؟ أو صفة

هة نظير : النوم خير من الله؟! مشب وعلى األول ، فهل المراد األحسن بقول مطلق؟ أي ما ال أحسن منه ، أو األحسن نسبيا أي األحسن من تركه وإن

كان غيره أحسن منه؟ وعلى الثاني ، فهل المراد منه ما اشتمل على

مصلحة؟ أو يكفي خلوه عن المفسدة ، بناء على أن كل ماليس بحرام فهو حسن؟

ثم لما انتهى الكالم إلى هذا المقام طلب بعض الحضور تغيير الموضوع ونقل البحث إلى مسألة من

المسائل االعتقادية وأساسيات أصول الدين ، فاوصل سماحته الكالم اقتضابا من غير روية وال تمهل ، ونقل البحث إلى مسألة الحاجة إلى االنبياء وضرورة البعثة

فقال : إن النظر في عامة أحوال البشر يدل على أن أوضح

صفاته ، وألصقها فيه ، وأقدمها عهدا به ، هي الخالل الثالث التي ال يجد عنه محيصا ، وال منها مناصا ، مهما كان ، أال

وهي : الجهل ، والعجز ، والحاجة ، وهذه الصفات هي منبع شقائه ، وأصل بالئه ، وكلما توغل االنسان في العلم

والمعرفة تطامن لالعتراف بما توصل اليه من العلم بعظيم جهله ، وأن نسبة معلوماته إلى مجهوالته نسبة القطرة إلى

المحيط ، وكان أكبر علمه جهله البسيط. وقد سئل أفالطون حين أشرف على الرحلة األبدية عن الدنيا فقال : ما أقول في دار جئتها مضطرا ، وها أنا أخرج

منها مكرها ، وقد عشت فيها

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 80

را ، ولم استفد فيها من علمي سوى أنني ال أعلم. متحي وقال سولون الحكيم : ليس من فضيلة العلم سوى

ي ال أعلم. علمي بان ومن استقصى كلمات حكماء اليونان وغيرهم وجد لكلع بهذه الروح السارية واحد منهم مثل هذه الكلمات. والتشبع بروح الفضيلة ، من علماء إلى متضلع في الفضيلة ، متشب

االسالم وحكمائهم ، حتى قال الشافعي : وإذا ما ازددت علما

 

زادني علما بجهلي  

والرازي يقول : نهاية إدراك العقول عتال

 

وغاية سعي العالمين ضالل  

ولم نستفد من بحثنا طولعمرنا

 

سوى أن جمعنا فيه قيلوقالوا

  

وا حين أن علماء الغرب وكبار المخترعين الذين حور الدنيا إلى هذا الشكل العجيب يعترفون بعدم وصولهم إلى

حقائق األشياء ، فهم وإن اخترعوا الكهرباء ال يعرفون حقيقتها ، هذا فضال عن الروح والنفس والحياة ، وهذا مجال

ال يأتى عليه الحصر. فاالنسان عريق بالجهل ، لصيق بالعجز والحاجة ، وال

شقاء وال بلية إال وهي منبعثة اليه من ذلك ، وعقول البشر بالضرورة غير كافية لرأب هذا الصدع ، ونأي هذا الثلم ،

وسد هذا العوز ، فالعناية األزلية التي أوجدت هذه الخليقة لو تركتها على هذه الصفة تكون قد أساءت اليها بايجادها ، وما احسنت الصنيع بنعمة الوجود عليها ، ولكان االحرى لو

تركتها في طوامر العدم ، وأطمار الفناء ، ويكون ذلك نقضاللحكمة ، وافسادا للنعمة.

81 ..................................................................مقدمة التحقيق

اذا فال بد من ايجاد رجال كاملين في أنفسهم ، مكملين لغيرهم ، يكونون كحلقة االتصال بين الخالق والمخلوق ،

وهمزة الوصل بين العبد والرب ـ فإن السعادة منه واليه ـ وأولئك هم السفراء واألنبياء الذين بهم تتم الحجة ،

وتستبين المحجة ، وحينئذ تكون سعادة كل انسان وشقاؤه ) وقال : (1) ( وهديناه النجدين )باختياره ، قال تعالى :

ا كفورا wا شاكرا وإمwبيل إم وتكون(2) ( انwا هديناه السحينئذ لله على الناس الحجة البالغة.

نعم ، وكل هذا موقوف على اثبات الصانع الحكيم ،ه عن العبث والظلم ، فضال عن الجهل والعجز. المنز

يخ بالحجة ، وأملى اصول البرهنة على وهناك أدلى الش وجود االله تعالى الحق بعدة قواعد ال يساعدنا ضيق المجال

لسردها وعدها تفصيال ، ولكن نكتفي باالشارة اليها علىوجه االجمال :

ـ قاعدة : أن ما بالعرض ال بد وأن ينتهي إلى ما1بالذات.

ـ أن معطي الشيء ال يكون فاقده. 2ية واألشياء3 ـ أن الصدفة في النواميس الدائمة الكل

رة مستحيلة. المتكر ـ امكان األشرف. 4 ـ قاعدة اللطف. 5

وأمثال ذلك من أمهات قواعد الحكمة وأصول الفلسفةالحقة.

ثم ارتأى في هذا المقام أن يختم البحث لضيقالوقت ، وهكذا كان.

يخ من المنبر دارت بينه وبين أحمد وعندما نزل الشأمين األحاديث

__________________.10 : 90( البلد 1).3 : 76( االنسان 2)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 82

اآلتية : يعة مطلق أو سأله أحمد أمين : هل االجتهاد عند الش

د؟ مقي فاجابه الشيخ : االجتهاد عندنا مطلق ، يستنبط كل

ة ، غير مجتهد األحكام الشرعية من نفس الكتاب والسند بكالم مجتهد آخر مهما كان ، ولكن على أصول مقي

وقواعد مقررة عند الجميع ، وهي القواعد التي يتكفل بها علم أصول الفقه ، وهذه القواعد بعضها متفق عليه عند

الجميع ، وبعضه أيضا موضع نظر واختالف ، فتكون اجتهادية أيضا ، ولكل مجتهد فيها رأيه الخاص الذي يبرهن ويبني

عليه طريقة االستنباط. فقال أحمد أمين : ما هي األدلة التي يبتني عليها

االجتهاد عندكم؟ ة ة ، ونعني بالسن يخ : هي الكتاب ، والسن فرد عليه الش

األخبار الواردة عن المعصومين. فقال أحمد أمين : هل هناك شيء يعارضها ويتقدم

عليها؟ يخ : كال ال يعارضها شيء ، وال نرفع اليد عن فقال الش الخبر الصحيح المعتبر إال إذا كان مصادما لضرورة العقل

الفطري ، كما لو ورد خبر بجواز شهادة مؤمن ألخيه المؤمن في دعوى يدعيها على الغير مع عدم علم الشاهد

بتلك الدعوى ، وإن كان عالما بان ذلك المدعي ال يدعيباطال ، فإن مثل ذلك الخبر ال نعمل به مهما كان.

فقال أحمد أمين : هل يوجد تعارض في أخبار األئمة؟ فاجاب سماحة الشيخ : نعم.

كم فقال أحمد أمين : كيف يتناقض كالمهم مع أنتشترطون فيهم العصمة؟

ما التناقض يخ : ال تناقض في الجوهر ، وإن فاجابه الش في األخبار الواردة عنهم ، أو في ظواهر كلماتهم ، أما في

الحقيقة ال تعارض وال تناقض ،

83 ..................................................................مقدمة التحقيق

ما هو اختالف في ظاهر الكالم ، كاالختالف الذي يوجد وإن في ظاهر الكتاب الشريف وهو القرآن العزيز ، قال تعالى :

وقال عز(1) (فيومئذ ال يسئل عن ذنبه إنس وال جان ) ولكل وجهة(2) (وقفوهم إنهم مسؤولون )شانه : خاصة.

ة واألخبار كحال الكتاب وعلى الجملة : فحال السن الكريم ، فيه النص والظاهر ، والمجمل والمبين ، والمطلق

والمقيد ، والعام والخاص ، والحكم الواقعي والحكم الظاهري ، واألحكام المؤقتة التي تقتضيها األوقات

ة ، وتقابلها األحكام والظروف واألحوال والحوادث الزمنيدة التي ال تتغير بتغير األحوال وتبدل الزمان. المؤب

ووظيفة المجتهد الفقيه ـ البالغ تلك المرتبة السامية ، والملكة الراسخة ـ هي تمييز بعضها عن بعض ، والجمع بين

متعارضاتها ، ورد بعضها إلى بعض ، واستخراج العلل واألسباب التي أوجبت ذلك التعارض ، واستنباط الحكم

الصحيح حسب القواعد من مجموعها. أما التعارض والتناقض الواقعي حسب الحقيقة والجوهر فهو مستحيل

عندنا بعد البناء على عصمة األئمة. فقال أحمد أمين : ما الدليل على عصمة األئمة؟

يخ : حكم العقل الضروري. فرد الشيخ البيان فهش واستبشر ، وكان طلب من الش

ه بسيط جدا ، وأنا سائلك : ما وااليضاح ، فقال سماحته : إنالحكمة والغاية من ارسال الرسل ، وانزال الكتب؟

__________________.39 : 55( الرحمن 1).24 : 37( الصافات 2)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 84

فقال أحمد أمين : الهداية واالرشاد والتهذيب. يخ : اذن فهل يحصل االرشاد من شخص فقال له الش يقول : ال تكذب وهو يكذب؟ وال تشرب الخمر وهو يشرب

الخمر؟ وال تزن وهو يرتكب الزنا؟ وهل يحصل الغرض ، وتتم الفائدة من الهداية من

شخص يجوز عليه الغلط ، والغفلة ، والنسيان ، واالشتباه؟!ال شك في أن الجواب بالسلب.

واذا كان ارسال الرسل ، وبعث االنبياء واجبا بالحكمة حسب العناية األزلية ، فالعصمة أشد لزوما ، وأقوى وجوبا ،

وإال بطل الغرض ، وماتت الفائدة ، وانتقضت الحكمة. فسأله أحمد أمين : ما الدليل على انفتاح باب االجتهاد

عندكم؟ ة آية أو يخ : وما الدليل على انسداده؟! وأي فاجابه الش

خبر تدل بالحجر على العقول ، والضغط علن األفكار ، وسلب هذه الحرية الفكرية التي منحها الله تعالى لعباده ،

وكانت من أفضل نعمه على خلقه؟!. غاية ما هناك أن الله سبحانه وتعالى رأفة بالعباد ،

ورفعا لمشقة االجتهاد ، ورعاية لحفظ نظام الهيئة االجتماعية ، ووجوب قيام كل طائفة لشأن من الشؤونه الضرورية ، فتتوزع األعمال ، وتتبادل المنافع ، لذلك كل

فين ، وأطلق لهم رفع وجوب االجتهاد عن كل فرد من المكل السراح في ذلك ، فجعل وجوبه كفائيا ، وأجاز رجوع العامة

إلى المجتهدين وتقليدهم في امور الدين. أما من أنفتباع ، وأراد نفسه ، وسمت همته عن حطة التقليد وخطة االت أن يأخذ الحكم من دليله على قواعد الفن والصناعة ، فأي

دليل على منعه وحجر ذلك عليه؟! وهل نجد عاقال في الدنيا يمنع عن العلم ويأمر بالجهل؟ وإن مذهبا يكون هذا الحكم

من دعائمه وقواعده أحرى بأن يسمى مذهب الجهالة والتضليل ، ومن آراء العصور المظلمة ، وبقايا أديان

الجاهلية واالستبداد ، هذا أما دين االسالم فهو أرفع وأنصعمن ذلك ، ولو لم يكن دليل

85 ..................................................................مقدمة التحقيق

يعة ، وصحة قواعده وأصوله اال هذا على شرف مذهب الشلكفى. ـ دوره في المؤتمر االسالمي العالمي في6

القدس : يخ كاشف الغطاء رحمه الله لقد كان ما اتسم به الشز بارز في الذود عن حياض االسالم ، تعالى من دور متمي

والدفاع عن حريمه ، سمة مشخصة لدى علماء المسلمين وزعمائهم ، حتى اصبح طودا شامخا في هذا المضمار ،

وشخصت نحوه أبصار الجميع ، مع اختالف مذاهبهمل أمزجتهم وميولهم. ومشاربهم ، وتشك

عقد مؤتمر اسالمي(1)ومن هنا فما أن تجسدت فكرة عام في مدينة القدس الشريفة على أرض الواقع ، حتىيخ رحمه بادرت لجنة المؤتمر إلى توجيه دعوة ملحة للش

ر أن الله تعالى للمشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي تقرعة على أيامه العشرة ابتداء من ليلة تعقد جلساته الموز

كانون االول7 هـ ) 1 35 0 رجب عام 27المعراج في م ( وأن يكون هدف هذا اللقاء ـ كما ذكر ذلك الحاج1932

أمين الحسيني لصحيفة السياسة القاهرية آنذاك ـ هو : البحث في نشر أساليب التعاون االسالمي ، ونشر الثقافة

فة االسالمية ، والعمل االسالمية ، والدفاع عن البقاع المشر لوقاية الدين االسالمي وصيانة عقائده من شوائب االلحاد ،

وتأسيس جامعة اسالمية في بيت المقدس ، والنظر فيقضية الخط الحديدي الحجازي.

يخ لهذه الدعوة وكان من الطبيعي أن يستجيب الش الملحة ، رغم ايمانه بأن ترجمة آمال المسلمين تكمن في

صدق النوايا __________________

( قيل ان أول دعوة صدرت لعقد هذا المؤتمر كانت من الزعيم الهندي1).1931|12|4االسالمي شوكت علي في

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 86

المقترنة باألعمال الجادة العاملة على توحيد صفوفهم ،ها هي قهم لمعالجتها ، ألن ة تفر ونبذ خالفاتهم ، وتشخيص عل

الوسيلة األنجع ، والسبيل األقوم للنهوض بهذه األمة المبتالة بهذا الداء الوبيل الذي بدأنا نرى ثماره واضحة

وجلية في أيامنا هذه من التسابق المحموم من قبل الكثير من الساسة المسلمين للصلح مع الكيان الصهيوني

اللقيط ، ومد جسور العالقة معه. يخ كاشف الغطاء رحمه الله نعم ، لقد استجاب الش

تعالى لطلب مشاركته في ذلك المؤتمر ، فشد الرحال نحو مدينة القدس الشريفة ـ التي كانت وال زالت تحتل في

ضمائر وقلوب المسلمين الكثير من الحب والتقديس ـ في ليلة األول من شهر رجب ، حيث استقبل من قبل جميع

العلماء المشاركين في ذلك المؤتمر ، يتقدمهم مفتييخ الحسيني ، وكذا أعيان ووجهاء فلسطين القدس الش

آنذاك. يخ كاشف الغطاء في ذلك والحق يقال : أن تواجد الش

التجمع العظيم كان حافال ، ومؤثرا ، بل واستقطب أنظار الجميع بعلمه وبالغته وغيرته على هذا الدين الحنيف ،

فطلب منه في احدى الليالي المفتي الحسيني ، ومفتي نابلس الشيخ محمد تفاحة ـ وكان من أكبرعلماء فلسطين

سنا ـ ومراقب المسجد االقصى ، أن يرتقي المنبر بعد صالة المغرب اللقاء خطبة في الحاضرين الذين بلغ عددهمسبعين الفا امتدت صفوفهم حتى خارج المسجد االقصى.

ولعلنا ال نجافي الحقيقة إذا جزمنا بان هيبة هذا المؤتمر ، وحساسية ظروفه ، ال بد أن تدفع بالكثيرين إلى االعتذار والتنصل عن القيام بهذا األمر اذا فوجئوا به على حين غرة ودون استعداد ، كما فوجئ بذلك الشيخ رحمه الله تعالى ،

وبوغت به ، وكان بديهيا أن يعتذر عن ذلك لما يمكن أنله من حرج يقدح بشخصيته ومكانته ، كما سجل لنا يشك

التأريخ في

87 ..................................................................مقدمة التحقيق

صفحاته المطوية عن مواقف مشابهة للعديد من الشخصيات المعروفة التي حصرت فوق المنابر فلم تنبس

بشفة ، أو لم تتمكن من تركيب جملة مفيدة واحدة. يخ رحمه الله تعالى بهذا الطلب نعم لقد فوجئ الش

ه وأمام الحاح مضيفيه لم يجد بدا من المتعجل ، بيد أن االمتثال لرجائهم ، واالستجابة لرغبتهم بما عرف عنه من

أخالق رفيعة وأدب جم ، فارتقى المنبر ـ أمام أعين الحاضرين التي شخصت نحوه ، وتعلقت به ، وأصاخت لكلماته بسمعها ـ بسكينة ووقار ، وافتتح خطبته بقوله

سبحان الذي أسرى بعبده ليال من المسجد)تعالى (1) (الحرام إلى المسجد األقصى الذي باركنا حوله

واسترسل في الحديث حول تلك البركة وأنواعها بشرح واف ، بيان ساحر ، مشيرا إلى أن انعقاد مثل هذا المؤتمر هو شكل من أشكال تلك البركة بقوله : ومنها هذا االجتماع

الخطير من الجم الغفير ، من مختلف األقطار النائية ، والذي لم يخطر على البال ، ولم يقع في التصور ،

واستوفى ما هو الغرض منه ، وما الهدف الذي يرمي اليه ،بة عليه ... إلى آخره. واآلثار المترت

وبعد أن أنهى خطبته ـ التي سحرت المستمعين بحالوة ألفاظها ، وسالسة عباراتها ، وجزالة كلماتها ـ طلبت منه

لجنة المؤتمر وأكابر الموجودين أن يأتموا به في صالة العشاء حيث صوب ذلك باألكثرية ، فاستجاب لهم ، واقتدت

به االلوف من الصفوف في حدث عظيم قل نظيره. يخ كاشف الغطاء في أيام انعقاد المؤتمر كما أن للش

مشاركات واسعة ، وخطب بليغة ، ولقاءات متعددة تركتفي أذهان الجميع ذكريات

__________________.1 : 17( االسراء 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 88

يعة الكبار. شجية عن شخصية فذة عاصروها من علماء الش ـ موقفه من نوادي التبشير : 7

إن استقراء ودراسة الدور الذي لعبته وتلعبه نوادي التبشير المبثوثة في نقاط مختلفة من األراضي االسالميةن بوضوح البعد التخريبي والخبيث الذي تلجأ اليه هذه يبي

النوادي في سعيها المحموم من أجل نشر وترويج أفكارهاوعقائدها المنحرفة والمردودة عقال.

ل قاعدة سليمة يمكن من نعم إن الحوار العلمي يشك خاللها الرسو على مبدأ صحيح يسلم بصوابه واحقانيتهكها العقالء ، بيد أن ما تلجأ اليه هذه النوادي ـ التي تحر

فه ضمن هذه أصابع ونوايا معلومة للجميع ـ ال يمكن أن نصن االعتبارات الصحيحة ، العتمادها على أساليب الكذب

واالفتراء والخداع ، وهذا ما حاول ويحاول مفكرو المسلمينايضاحه وكشف أبعاده.

ولعل الثابت المتفق اليه ترادف انشاء تلك النوادي مع الغزو االستعماري الذي تقوم به الجيوش األجنبية ـ

المنتسبة لها تلك النوادي ـ لتلك الدول المبتالة بها ، من خالل انتهازها لظروف التخلف والفقر القاهرة ، والتي

نجدها عيانا في كثير من الدول اآلسيوية واالفريقية النامية. واعتمادا على صحة هذا التصور ، فقد كانت العديد من

الدول العربية المسلمة ـ ابان خضوعها لالحتالل االوربي المقيت ـ أرضا مشرعة األبواب أمام تلك النوادي التي

ألقت فيها رحالها واستقرت. بيد أن هذا الظرف المؤقت لم يكن مواتيا تماما لرواد

هذه الدعوات التبشيرية ، حيث كان يتصدى لدعاواهم هذه ـ رغم ما تتمتع به هذه النوادي من حصانات واسعة المدى ـرين الذين أغاضتهم حاالت الدجل جملة من العلماء والمفك

واالفتراء التي تعتمدها وسائل تلك النوادي في تسريب

89 ..................................................................مقدمة التحقيق

أفكارها ، بعيدا عن المنطق والحجة الصحيحة. ولعل شيخنا كاشف الغطاء رحمه الله تعالى كان واحدا

من اولئك األعالم الذين تنبهوا لمدى انحراف دعواتمروجي تلك االفكار ، وخطرها على المجتمعات االسالمية. ولما كانت مصر ـ تلك الدولة المسلمة التي تحتل فيزة ـ مرتعا خصبا لتلك النوادي قلوب المسلمين مكانة متمي

ابان تلك الحقبة السالفة ، وذلك ما كان يغيض قلوبيخ المصلحين من علماء ومفكري المسلمين ، فكان الش

كاشف الغطاء يستغل تواجده في هذا البلد ليتعرض بالرد ،وتفنيد دعاوى خطباء تلك النوادي.

ولقد كان يروى عنه رحمه الله تعالى أنه كان ينحدر صوب أكبر تلك النوادي بجرأة وشجاعة ويتصدى لمقاطعة الخطيب الذي ال ينفك عن الكذب واالفتراء والطعن بعقائد

المسلمين دون دليل أو حجة. ه في احدى المرات لم يدع لذلك الخطيب (1)حتى أن

فرصة لمواصلة تقوالته وافتراءاته دون أن يجبهه برد يربكه ويلعثمه ، فلم يجد قسيسهم األكبر مناصا من التوسل به للتوقف عن ذلك مقابل السماح له بالتحدث بعد من على منصة الخطابة ، فرضي بذلك رحمه الله تعالى ، ووجدهافرصة سانحة البداء الحق أمام هذا المأل ، وإعالء كلمته. يخ وبعد انتهاء خطيبهم من هذره الممجوج تقدم الش رحمه الله تعالى نحو منصة الخطابة ، وشرع في خطبة

دة باألدلة العلمية المتينة ، مثبتا من خاللها بطالن رائعة مؤي دعاوى هذا الخطيب ، وكذب ما افتراه على القرآن وعلى

ضا من خاللها 9رسول الله وعلى االسالم ، ومتعر__________________

( قيل هو منصور القبطي.1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 90

الى تفنيد العقيدة التي يدعو لها البتنائها على أمرين : أحدهما مستحيل عقال ، وهو التثليث ، وثانيهما مخالفته للعقل والمنطق من خالل التسليم لخرافة ال تستسيغها أبسط العقول ، وهي االعتقاد بأن االله قد سلط عباده األشقياء على نفسه فصلبوه ليكفر خطيئة أبيهم آدم!

ه قال : ملعون وخطيئة بني آدم! وليصير بعد ذلك ملعونا ألن كل من يصلب على الخشبة ، كما هو منصوص في

أناجيلهم!! ثم استفاض رحمه الله تعالى في ذكر تناقضات

األناجيل ، وما فيها من الخرافات والمهازل ، والتي أشار إلى بعض منها في كتاب التوضيح في ما هو االنجيل ، ومن

. 7هو المسيح رون أن الشيخ رحمه الله تعالى ولما وجد اولئك المبشدها ، قد اتى على كل دعاواهم فأبطلها ، وكل تقوالتهم ففن أصابهم االرتباك ، وانتابهم هوس واضطراب ، وهم يتأملون

يخ الجريء في حل عرى بحنق وغيظ استرسال هذا الش أكاذيبهم واحدة بعد األخرى بمهارة وتمرس عجيبين ،

مستلبا حواس وعقول الجالسين الذين تعلقت أنظارهم به ، وشخصت نحوه ، فلم يجدوا بدا من االشارة اليه بالتوقف

عن خطبته وترك المنصة ، فلم يعرهم رحمه الله تعالىاهتماما ، وواصل خطبته ، والجموع اليه مصيخة مذعنة.

عندها انفلت الشر من عقاله في تلك النفوس الفاسدة ، وتآمروا على المكيدة بالشيخ رحمه الله تعالى وقتله ، فبادروا إلى اطفاء األنوار ، وإثارة الفوضى في المجلس

بعد أن اندفع جماعة منهم نحو منصة الخطابة لتصفيةيخ وتدارك األمر قبل استفحاله ، إال أن ارادة البارئ جل الشيخ بهدوء مندفعا نحو اسمه كانت فوق كيدهم ، فانسل الش

الخارج تاركا اياهم في اضطرابهم يتخبطون. يخ كاشف نعم ، لقد بقى هذا الموقف الشجاع للش

الغطاء وسام شرف

91 ..................................................................مقدمة التحقيق

يحق لجميع المسلمين التفاخر به ، بجميع مذاهبهمه يمثل الغيرة الصادقة على هذا الدين الذي ومشاربهم ، ألن

يحاول أعداؤه متشبثين تمزيق أوصاله ، وبعثرة أشالئه ،جا دون أن يبدي أي رد بجد واجتهاد ، حين يقف البعض متفر

فعل أو اعتراض ، ناهيك بمن أمسوا على هذا الدين وأهلهأشد كلبا من أعدائه ومبغضيه.

يخ كاشف الغطاء والتقريب : 8 ـ الشه لم يعد خافيا علن أحد أن سر محنة هذه األمة ، لعل

ق ومصدر كل بالئها يكمن في تكريس حالة التشتت والتمز التي تفرض عليها من قبل المراهنين على جراحها وآالمها ،

والتي تطفح في أحيان عديدة على جسدها أوراما تنزف دما وقيحا تقشعر له جلود المخلصين من هذه االمة

ومحبيها. نعم إن ما نعاينه من اختالف يعمد البعض في قواميسهه حالة اختالف وتباين حادة ، ال يمكن بأي حال إلى وسمه بأن

من األحوال التسليم قطعا بصحته ، وال االقرار بصوابه ،ه يحمل رغم تهويله والمبالغة به من قبل ذلك البعض ، ألن

في طياته جذور المخالفة القطعية للمنطق والصواب ، والجفاء الحاد عن الحقيقة التي ال يعسر على الباحثين

اداركها وتلمسها. إن حاالت االلتقاء والتقارب الثابتة بين المذاهب

االسالمية المختلفة ، والتي اشرنا اليها سابقا هي من الحد الذي يجد المرء قباله تالشي الفواصل الوهمية التي ما

تنفك بعض الجهات الفاسدة والمنحرفة من العمل الدؤوبسعيا وراء توسيعها وتضخيمها ، بحجج وذرائع مختلفة.

وحقا أقول : إن ادراك حقيقة هذا األمر ببعديه االيجابي والسلبي اللذين ذكرناهما هو ما يستحث بالمخلصين من

علماء ومفكري هذه األمة السعي الجاد لرأب ذلك الصدع ،ولم ذلك الشتات ، رغم صعوبة

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 92

المخاض ، وعسر الخطب ، كنتيجة منطقية لتقادم السنين ، وترسب العديد من االعتقادات النفسية السلبية الظن

باالخرين ، والبعيدة كل البعد عن أرض الواقع ، وحقيقةالعقائد التي تحاول االنتساب اليها.

ولقد شهدت الشعوب االسالمية ـ وطوال حقب مترادفة ـ نماذج صادقة من تلك الجهود والنوايا الصادقة ،

التي تشكل امنية عظيمة سامية تتعلق بها قلوب جميع المخلصين من رجال األمة ، لعلماء ومفكرين وباحثين

أنفقوا شطرا كبيرا من حياتهم سعيا وجهدا دائبين في هذاالميدان المقدس والعظيم.

والحق يقال : إن شيخنا كاشف الغطاء رحمه الله تعالى برحمته الواسعة كان من كبار رواد هذا الميدان

المبارك من خالل سعيه الدؤوب المتواصل في التقريب بينفاته ، وخطبه ، ومذكراته المذاهب االسالمية ، من خالل مؤل

، ومواقفه المتكررة الموشية ، بحالة القلق والتوجس المرير الذي ينتابه من استمرار حالة االمة على ما هي عليه من االختالف والتنافر والتقاطع رغم شدة التقارب ووضوحه

؟ (1)بين مذاهبها __________________

( فمن نداء له رحمه الله تعالى كتبه أيام مرضه الذي أودى بحياته ـ1) وكان حينها راقدا في مستشفى الكرخ ـ ووجهه إلى الطوائف االسالمية

ـ يقول فيه :1954 | 7| 4في البحرين ـ نشرته جريدة اليقظة بتأريخ بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته وال تموتن إالw وأنتم ) مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعا وال تفرقوا واذكروا نعمة

الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا [. 103 ـ 102 : 3 ] آل عمران (

كل ذي حس وشعور يعلم أن المسلمين اليوم بأشد الحاجة إلى االتفاق والتآلف ، وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف ، وأن ينضم بعضهم الى

بعض كالبنيان المرصوص ، وال يدعوا مجاال ألي شيء يثير الشحناء والبغضاء ، والتقاطع والعداء ، فان كل ما يقع من هذا القبيل بين

المسلمين في الوطن الواحد ، أو في أوطان متباعدة هو أعظم سالح

93 ..................................................................مقدمة التحقيق

وال اغالي إذا ذهبت إلى القول بان حياة االمام كاشف الغطاء كانت موقوفة في اقامة صرح الوحدة االسالمية المباركة ، ونبذ االختالف ، وااللتفات إلى ما يحيط بهذه

االمة من أخطار جسيمة ، وما يدبره لها اعداؤها من مكائد ودسائس ومؤامرات ، وبأشكال ومسارب مختلفة ، يصطبغ بعضها بألوان باهتة يراد منها خداع السطحيين والساذجين

من رجال هذه األمة ، وجرهم إلى المزيد من المواجهة واالقتتال في ميادين وسخة غير نزيهة ، حين ينخر اعداؤهم

ذلك البنيان العظيم الذي وضع لبناته األولى نبي الرحمة ، وشاد صرحه الصادقون من رجال هذا9محمد بن عبدالله

. :الدين والذين يتقدمهم أهل بيت العصمة بيد ان البعض ـ وذلك غير خاف على أحد ـ لم يكن

تروقه تلك الدعوات الصادقة الصادرة من القلب ، والمرتكزة على قواعد االسالم الحنيف ، حيث كان يعمل

بمعاول الهدم في ذلك البنيان المقدس ، وباسم الدفاع عن االسالم! والذود عن حريمه! وما ذلك إال عين النفاق ومرآة

. (1)االنحراف __________________

للمستعمرين ، بل هو قرة عين لهم. وما نشبت مخالب األجانب في الممالك االسالمية والبالد العربية إال بإلقاح الفتن بينهم ، واثارة النعرات

الطائفية واالقليمية فيهم ، يضرب بعضهم ببعض ، ويذيق بعضهم بأس بعض ، وتكون للمستعمر الغنيمة الباردة ، والربح والفائدة والخسران

والوبال علينا. ( الغريب أن تجد ـ ورغم كل ما بادر ويبادر اليه العديد من أعالم1)

الطائفة ومفكريها من خطوات جادة ، ودعوات صادقة للتقريب والتقارب بين المذاهب االسالمية ـ جملة من النفوس السوداوية المشخصة االرتكاز ـ التي ال ترعوي أمام كلمة الحق ، وال تصيخ له سمعا ـ تعمد جاهدة لقلب الحقائق أمام ناظري المسلمين بصالفة وسماجة يصاحبهما اصرار عجيب على تلك المواقف الخاطئة والمنحرفة ، والتي لقت االمة االسالمية منها

الكثير من المصائب والويالت.

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 94

نعم ، ورغم كل ذلك فإن استقراء السيرة الذاتية لشيخنا رحمه الله تعالى يبين بوضوح جده واجتهاده في

مواصلة هذا المسير المقدس والشاق __________________

وأقول بصدق : إن القلم قد يشتط بصاحبه بعيدا إذا أطلق له العنان في هذا المرتكض الواسع والكبير ، والمليء بالحسرة باأللم ، بيد أن ال بد

له من أن يكبح جماحه ما استطاع ذلك ، نئيا عن الوقوع في المزالقالتي يريد ذلك البعض دفع اآلخرين اليها بمكر وخبث.

ومن هنا فقد جهدت في أن اكتفي بمجرد االشارة العابرة إلى شيء من تلك المواقف المشينة للبعض من المتاجرين زورا باسم االسالم ،

وعقائده العظيمة ، من التي ال يجد المرء لها إال تفسيرا واحدا وهو العمل على تمزيق وحدة المسلمين ، وتكريس حالة التنافر المصطنعة الخبيثة

بينهم ، من التي أمكن ألعداء هذا الدين التسلل من خللها ومنافذهاالواسعة وضربه في أكثر نقاطه حساسية وخطورة.

نعم ، فان من يتامل ـ مثال ـ صفحات كتاب الجبهان الموسوم بـ ) تبديد الظالم ( يجد عين هذه الحقيقة ماثلة للعيان ، بل وال بد له ان

ينتابه الذهول وهو يتنقل بين اسطره وصفحاته التي سودها بالكثير من العبارات المليئة بالسباب والفحش من القول ، ومن الذي قد يتنزه بعض السوقة عن التلفظ به أمام جمع من الناس ، ناهيك عن كتاب يدعو فيه

صاحبه ظلما وبهتانا الى حماية الدين والذود عن حرماته. ولعل الفصل الخاص الذي افرده الجبهان لمناقشة كتابنا هذا كان من السقم والتالعب باأللفاظ حدا ال يعسر على اي طالب مبتدئ في

العلوم الحوزية ان يتصدى لمناقشته وتفنيد دعاواه ، والقامه حجرا يخرسه ويوقفه عن هذره الممجوج ، بيد ان اي شخص اخر ال يستطيع ان

يجاري الجبهان في ما استهدف به شخص الشيخ كاشف الغطاء من السباب والكالم البذيء والعبارات الفاحشة ، التي نتزه عن حتى مجرد

االشارة اليها بلى لقد كان جزاء االمام كاشف الغطاء رحمه الله تعالى من الجبهان ومن لف لفه ـ من الساعين في اذكاء الفتن وتأجيجها بين

المذاهب االسالمية المختلفة ، وبأسم الدين ـ هذا الجزاء ، معرضين بصالفة عن سيرة هذا الرجل الذي أوقف حياته في العمل على التقريب

بين المسلمين ، والذود عن حرماتهم ، والدفاع عن مقدساتهم ، بل وجاب البالد االسالمية طوال وعرضا ، داعيا الى نبذ الخالف ، وتوحيد الكلمة ، وأن يحب المسلم أخاه المسلم كحبه لنفسه ، ال فرق بين

مذهب واخر ، وال بين طائفة واخرى. نعم لقد كان جزاؤه من الجبهان فحش القول ، وبذيء الكالم ... فهل تجد أصدق مقوله تعبر عن هذه الحالة إال قول القائل : وكل اناء

بالذي فيه ينضح؟.

95 ..................................................................مقدمة التحقيق

رغم ما كان يلقاه من صدود وال مباالة من قبل الكثيرين ، ذلك ما كان يؤلمه أشد االيالم ، حتى لقد قال في احدى

كلماته : وال لوم على مثلي لو تشائم واستولى عليه اليأس والقنوط بعد تلك الخطب الفياضة الملتهبة التي ألقيتها على الجماهير المكتظة في عواصم االسالم : كالقدس ، وبيروت

، ودمشق ، وجامع البصرة ، ومسجد الكوفة ، وبغداد ، والتي طبع غير واحد منها ، كخطبة القدس التاريخية ،

وخطبة االتحاد واالقتصاد ، والخطب االربع ، وغير ذلك. ألقينا كل هذه وأضعافها شعلة ملتهبة في حث

المسلمين والعرب على الوحدة واالخالص ، وما يلزم عليهم لجمع شتاتهم ، واستعادة مجدهم ، وقلنا كلمتنا المشهورة :

إن االسالم يرتكز على دعامتين : كلمة التوحيد ، وتوحيد الكلمة ، وذكرنا كيف ينبغي أن يتحد المسلمون في مقدمة

رسالتنا ) أصل الشيعة ( وأن كل ذلك ذهب مع الريح ،ما كنا نخطب على أصنام فكأن الحوار كان مع جدار ، أو كأن

...؟! (1)وأحجار ، وإال فأين اآلثار ومن ثم فإن المرء عندما يتأمل في هذه العبارات

الملتاعة يدرك مدى تمكن حرص صاحبها على وحدة المسلمين في قلبه ، وسريانه في شرايينه وأوردته ... وال

غرابة في ذلك فلقد عهد منه المسلمون المعاصرون له تلك الرغبة المخلصة والصادقة في سلوكه وقوله ، وقد

تقدم منا الحديث عن بعض ذلك ، فراجع. يخ كاشف الغطاء وللحقيقة أقول : إن دراسة دور الش في عملية التقريب بين المذاهب االسالمية تستلزم الكثيرفاته ، ي لجملة مؤل من االستقراء العلمي الرصين والمتأن

وكلماته ، وخطبه ، ورحالته ، وغير ذلك ، وذلك ما ال يسعناخوض غماره في هذه العجالة ، ومن خالل هذا المدى

__________________.109( راجع كتاب في السياسة والحكمة : 1)

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 96

المحدود. فالتاريخ المعاصر قد سجل لنا الكثير من االشارات ذات الدالالت الواضحة في سعيه نحو التقريب ، والتي تتطلب من العاملين في هذا الميدان المقدس دراستها بشكل علمي رصين ، وعرضها كاطروحة متقدمة تبين

يعة على توحيد لالجيال القادمة حرص العديد من علماء الشالكلمة ، ورص الصفوف.

ولعل من المواقف الملفتة للنظر في هذا المنحىيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى العظيم ما لجأ اليه الش برحمته الواسعه أثناء احدى سفراته التي القى فيها رحاله

في أرض مصر المسلمة ، حيث واظب على حضور مجلسيخ سليم البشري )درس شيخ الجامع األزهر آنذاك وهو الش

رحمه الله تعالى لمدة ثالثة اشهر ، وكذا مفتي الحقانية(1 الشيخ محمد بخيت المطيعي ، الذي يقول عنه سماحته : لم أجد في مصر عالما محققا مثله ، يباحث اصول الفقه

، والتفسير بين7عصرا في جامع رأس سيدنا الحسين فات كثيرة طبع المغرب والعشاء في األزهر ، وله مؤل

أكثرها. __________________

( صاحب المراسالت المشهورة مع االمام عبدالحسين شرف الدين1) هـ ( والمسطرة في كتاب المراجعات ذائع1377رحمه الله تعالى )ت

الصيت. هـ ـ1248ولد في محلة تبشر بمحافظة البحيرة المصرية عام )

م (. 1832ج منه وعد من أساتذته الكبار. درس في الجامع األزهر وتخر

هـ ـ1317تولى مشيخة األزهر مرتين ، امتدت االولى منذ عام ) م ( حين امتدت الثانية منذ عام )1904 هـ ـ 1320 م ( إلى عام )1900 م (. 1916 هـ ـ 1335 م ( إلى عام ) 1909 هـ ـ 1327

له جملة مؤلفات منها : حاشية تحفة الطالب لشرح رسالة اآلداب ،وكتاب االستئناس في بيان االعالم وأسماء األجناس.

م (.1916 هـ ـ 1335توفي عام )

97 ..................................................................مقدمة التحقيق

يخ يرى وهو نعم ، وفي الجانب اآلخر فقد كان الشيعي يباحث للكثير من طلبة األزهر وغيرهم في الفقه الش

مرة ، وفي الفصاحة والبالغة مرة أخرى ، بشكل استقطبأنظار الجميع ، وحاز اعجابهم واحترامهم.

يخ كاشف الغطاء في وأخيرا اكرر وأقول : إن دور الش التقريب هو أوسع من أن تحتويه وريقات محدودة ، أو

لة ، ونحن لم نتعرض لها هنا بوضوح تستوفيه دراسة متعج قدر ما أردنا منها اشارة عابرة ، ولمحة خاطفة ، سائلين المولى جل اسمه أن يوفقنا الستيفاء حق هذا األمر في

ه الموفق لكل خير. دراسة مستقلة وافية ، إن

أصل الشيعة وأصولها.......................................................... 98

مؤلفاته : ال نغالي بشيء إذا قلنا بأن للعديد من علماء هذه الطائفة باعا كبيرا ، ويدا طولى في البحث والتأليف ،

والتجديد واالبداع ، متخطين الحدود التقليدية التي بقي البعض يدور في خللها ، ويقتات من فتاتها ، فيبتدأ وينتهي

حيث ما ابتدأ منه. وإذا حفظت لنا صفحات التأريخ اسماء العديد منيخ المفيد اولئك األعالم البارعين المبدعين امثال الش

يخ الطوسي والعالمة الحلي رحمهم يخ الصدوق والش والش الله برحمته الواسعة ، وكذا غيرهم من العلماء األفذاذ ،

فإن من حق ذلك التأريخ أن يزين صفحاته تلك بذكر سيرةفات عالم فذ شهد قرننا الحالي ابداعاته ونتاجاته ومؤل

المتعددة المشارب واألشكال. نعم لقد أبدع يراع االمام كاشف الغطاء رحمه الله

تعالى في اغناء المكتبة االسالمية بالجم الكثير منمة ، والبحوث الرائعة في شتى العلوم فات القي المؤل

والمعارف االسالمية المختلفة ، بشكل قل نظيره ، وتضاءلمثاله.

وسنحاول من خالل هذه األسطر استعراض ما أمكننافاته تلك ، بأبوابها وعلومها المختلفة ، حصره من مؤل

المطبوعة منها والمخطوطة ، دون اسهاب أو تفصيل. ـ في الحكمة والكالم : 1

أ ـ الدين واالسالم : ) أربعة أجزاء ، طبع منها جزءان (.ب ـ المراجعات الريحانية ) جزءان (.

99 ..................................................................مقدمة التحقيق

يعة واصولها ) وهو الكتاب الماثل بين ت ـ أصل الشيدي القارئ الكريم (.

ث ـ الفردوس األعلى. ج ـ اآليات البينات.

ة الماوى. ح ـ جنخ ـ التوضيح ) جزءان ، وقد تقدمت االشارة اليه (.

د ـ مبادئ االيمان في الدروس الدينية. ياسة الحسينية. ذ ـ نبذة من الس

ر ـ حاشية على كتاب األسفار لمال صدر الدين رحمهالله تعالى ) مخطوط (.

ز ـ حاشية على العرشية ورسالة الوجود لمال صدرالدين رحمه الله تعالى أيضا ) مخطوط (.

ص ـ حاشية على رسالة الوجود لصدر المتالهين رحمهالله تعالى أيضا ) مخطوط (.

ـ في السياسة والموعظة : 2 أ ـ المثل العليا في االسالم ال في بحمدون ) اشرنا اليه

سابقا ، فراجع (. ب ـ المحاورة بين سفيرين.

ت ـ الميثاق العربي الوطني. ث ـ خطبة االتحاد واالقتصاد في الكوفة.

ج ـ الخطبة التاريخية في القدس. ح ـ الخطب األربع.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 100

خ ـ خطبته في باكستان. ـ في الفقه وأصوله : 3

أ ـ حاشية على كتاب التبصرة للعالمة الحلي رحمه اللهتعالى.

ب ـ المسائل القندهارية ) فارسي ترجم إلى العربيةوألحق بكتاب الفردوس االعلى (.

ت ـ سؤال وجواب. ث ـ وجيزة األحكام.

دين ) فارسي (. ج ـ زاد المقلح ـ األرض والتربة الحسينية.

يخ الفقيه أحمد خ ـ حاشية على سفينة النجاة ألخيه الشكاشف الغطاء رحمه الله تعالى.

د محمد د ـ حاشية على كتاب العروة الوثقى للسيكاظم اليزدي رحمه الله تعالى.

ذ ـ مناسك الحج ) عربي وفارسي (. س ـ تحرير المجلة ) خمسة أجزاء ، فقه مقارن (.

ش ـ حاشية على مجمع الرسائل ) فارسي مطبوع معد البروجردي رحمه الله تعالى (. حواشي السي

ر ـ شرح العروة الوثقى ) خمسة مجلدات ،مخطوط (.

ز ـ تنقيح األصول ) مخطوط (. س ـ رسالة في الجمع بين األحكام الظاهرية والواقعية

) مخطوط (. يخ مرتضى ـ األنصاري ش ـ حاشية على مكاسب الش

رحمه الله تعالى ) مخطوط (.

101 ................................................................مقدمة التحقيق

ص ـ حاشية على القوانين ) مخطوط (. ض ـ مجموعة الفتاوى ) مخطوط (.

ط ـ حاشية على الكفاية لآلخوند الخراساني رحمهتعالى ) مخطوط (.

ظ ـ رسالة في االجتهاد والتقليد ) مخطوط (. يخ األنصاري رحمه الله ع ـ حاشية على رسائل الش

تعالى ) مخطوط (. ـ في األدب والتفسير وغيرهما ) وأكثرها ال4

زال مخطوطا ( : أ ـ مغني الغواني عن األغاني ) مختصر كتاب األغاني (. ب ـ نزهة السمر ونهزة السفر ) عن رحلته األولى إلى

سوريا ومصر (. ت ـ ديوان شعره الذي أسماه : الشعر الحسن من

شعر الحسين. د المرتضى رحمه الله ث ـ تعليقات على أمالي السي

تعالى. ج ـ تعليقات على كتاب أدب الكاتب البن قتيبة.

عرية. ح ـ مجموعتان من المنتخبات الشخ ـ منتخبات من الشعر القديم.

د ـ عقود حياتي ) ترجمة حياة المؤلف بقلمه (. ذ ـ صحائف األبرار في وظائف األسحار.

ة الماوى. ر ـ جنيعة. ز ـ رسالة عن االجتهاد عند الش

س ـ تعليقات على كتاب الوجيز في تفسير القرآنالعزيز.

ش ـ تعليقات على نهج البالغة ، ونقود على بعضيخ محمد عبده له. شروحات الش

ص ـ تعليق على كتاب الفتنة الكبرى للدكتور طهحسين.

ض ـ تعريب كتاب فارسي هيئة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 102

هادة. ط ـ تعريب كتاب حجة الشظ ـ تعريب وتلخيص رحلة ناصر خسرو المشهورة.

. 7ع ـ كتاب في استشهاد االمام الحسين غ ـ العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ، في تأريخ

عائلة ال كاشف الغطاء ، وعلماء النجف ، وتاريخهاالحديث.

هذا عدا ما كان ينشره في الصحف والمجالت منالمقاالت والمباحث المختلفة التي يصعب حصرها.

103 ................................................................مقدمة التحقيق

وفاته : يخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى في اصيب الش

ريف بمرض عجز انذاك األطباء عن أواخر سني عمره الش ايجاد العالج له ، وخصوصا في عمره الذي تجاوز السبعين

عاما ، وهو التهاب المجاري البولية ، فانتقل إلى مدينة بغداد للمعالجة في مستشفى الكرخ الذي يشرف فيه على

عالجه حذاق األطباء ، وكبار المتخصصين ، بيد أن ادنىها تسوء ن لم يطرأ على حالته الصحية التي بدت وكأن تحس

يوما بعد يوم. وبعد اقامة قاربت من الشهر الواحد في تلك

يخ رحاله لالستجمام في قرية كرندا المستشفى ، شد الش الجبلية الواقعة في األراضي االيرانية الحدودية ، بين خانقين

وكرمانشاه ـ وكان رحمه الله تعالى قد حل فيها مصطافا هـ ( ـ ولكن المنية عاجلته فيها ،1366في صيف عام )

فتوفي بعد صالة الفجر من يوم االثنين الثامن عشر من هـ( الموافق لليوم التاسع1373شهر ذي القعدة عام )

م (. 1954عشر من شهر تموز عام ) وكان يوم وفاته رحمه الله تعالى يوما مشهودا ، حيثما

ما أن اشيع خبر وفاته ـ الذي تناقلته محطات االذاعة في معظم انحاء العالم ـ حتى انهالت جموع الناس المفجوعين

من انحاء ايران نحو تلك القرية الصغيرة التي غصت بجموعين الوافدين اليها على حين غرة. المعز

يخ كاشف الغطاء أن ولم يلبث الجثمان الطاهر للش حمل صوب األراض العراقية عبر حدودها التي تقاطر عليها الكثير من الناس بشتى طبقاتهم ، يتقدمهم العديد من كبار

رجال الدولة آنذاك. فحمل جثمانه رحمه الله تعالى نحو مدينة بغداد ، ومنها

إلى مدينة الكاظمية المقدسة ، فمدينة كربالء المقدسة ،لينتهى به في مدينة النجف

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 104

األشرف ، وبالتحديد في بقعة وادي السالم ، حيث مقبرته الخاصة التي أعدها بنفسه ألن تكون محطته األخيرة في هذه الدنيا الفانية ... رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عن جميع المسلمين أفضل

ه نعم المولى ونعم النصير .(1)وأحسن الجزاء ، ان__________________

يخ كاشف الغطاء1) ( اعتمدنا في اعداد هذه الترجمة الخاصة بحياة الشب كتاب ) جنة على جملة من المراجع أهمها : مقدمة جامع ومرت

المأوى ( للشيخ كاشف الغطاء ، وهو السيد محمد علي الطباطبائي.يخ الموسوم بـ ) في السياسة والحكمة ( مقدمة جامع وناشر كتاب الش وهو ولده عبدالحليم آل كاشف الغطاء. مقدمة الطبعة الثامنة لكتابنا ـ

م ( ـ1969 هـ ـ 1389نشر المطبعة الحيدرية في النجف االشرف ) بقلم كاظم المظفر. كتاب ) محاورة مع السفيرين البريطاني

هـ ـ1373واألمريكي ( نشر المطبعة الحيدرية في النجف األشرف ) م(. 1954

105 ................................................................مقدمة التحقيق

عملنا في هذا الكتاب : لم تكن تجاربي السابقة في الكتابة والتحقيق ـ رغم

ة شأنها ـ لتمنحني ذلك الشعور باللذة بساطتها وقل والتفاعل واالندفاع والحرص على تقديم األفضل ـ شغفا

فه ، ال بحثا عن االشادة بالكتاب ، واعتزازا وتقديرا له ولمؤل والتقدير ـ قدر ما كان يرافقني ذلك طيلة األشهر المتواصلة

التي امتد على طولها عملي في تحقيق هذا الكتاب. وحقا أقول : إن المرء لتنتابه الغبطة العارمة ،

والسعادة البالغة وهو يجد عيانا جهوده التي أنفقها فيد بشكل واضح على أرض الواقع انجاز عمل ما تتجس

والحقيقة ، بعد فترة طويلة من الترقب واالنتظار ، والمتابعة والسعي ، وهو سمة ثابتة يتفق في تحسسها

فين والمحققين في كل مكان وزمان ، بيد أن جميع المؤل تلك الغبطة والمسرة تكون أشد وأكثر حدة وتصاعدا في

األعمال التي يتفاعل معها المرء تفاعال روحيا ، وينشد اليها انشدادا نفسيا ، فتبدو في ناظره أمنية عزيزة ، ورغبة غالية

، وذلك هو عين تعاملي مع هذا السفر الجليل الماثل بينيدي القارئ الكريم.

نعم ، فعندما شرعت بتحقيق هذا الكتاب حاولت قدرل على الله تعالى واالستعانة به ـ اخراج االمكان ـ بعد التوك

ة التي ينبغي أن يتشح بها ، والتي ينبغي أن هذا الكتاب بالحل تتناسب وأهميته ، وشهرته التي طبق صيتها اآلفاق ،

فات ف قطعا ضمن المؤل الدراكي بأن هذا الكتاب ال يصنن بها المكتبات من قبل البعض فحسب ، بل التي تقتنى لتزي

إن له وجودا يفرض على الجميع مطالعته وقراءته ، من شيعي مستزيد وهبه الله تعالى حرصا على البحث

يعة ، وبين ع وما الش والمطالعة ، الى آخر ال يدري ما التشياالثنين تندرج جماعات متفاوتة المذاهب والمشارب.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 106

وال اخفي على القارئ الكريم بأن النسخ المطبوعة المتداولة لهذا الكتاب ، والتي بلغت طبعاتها العشرات ـ

وأخص منها العربية التي أمكنني مطالعتها ، ونتيجة سعي الكثير من دور النشر للحصول على الربح المادي دون

االعتناء بمادة الكتاب ، وذلك أمر شائع ومعروف ـ وجدتهان ة بشكل بي مليئة باألخطاء والتصحيفات والسقوطات المخل

بمادة الكتاب ، وبأهميته ، والتي كان يزيدها سوءا اعتماد بعض الدور في اعادة طبعها لهذا الكتاب على تلك النسخ المغلوطة ، فتتكرر األخطاء وتتضاعف ، وتتعاظم الحاجة

د في وجوب تحقيق هذا الكتاب وضبط متنه. وتتأك ومن هنا فقد كان همي األول اخراج متن صحيح وسالم

لهذا الكتاب ، وأن يكون قدر األمكان قريب من النموذجفه رحمه الله تعالى ، فكان ال بد لي األصلي الذي كتبه مؤل

من الحصول على جملة من النسخ المطبوعة التي تبدو أقرب من غيرها الى ، الصحة ، وألماكن مختلفة ، فوفقني

الله تبارك وتعالى في الحصول ثالثة نسخ مطبوعة في العراق وإيران ولبنان ، ولدور نشر متفرقة ، تبين لي بعد

المطالعة واالستقراء أن أصحهن هي نسخة المطبعة الحيدرية في النجف األشرف ، والمطبوعة في عام )

م ( فاعتبرتها النسخة األم ، رغم عدم1969 هـ ـ 1389 خلوها من األخطاء المطبعية التي ال تخفى المطالع

المتفحص ، والقارئ المتمرس ، وذلك أمر يكاد ال يخلو منهأي كتاب.

ي بعد مقابلتي لتلك النسخة األم مع ومن هنا فان النسختين األخريتين اللتين اعتمدتهما كمساعدتين لتلك

النسخة ـ والتي طبعت احداهما في ايران ، وهي طبعة دار هـ ( واألخرى1410القرآن الكريم ) الطبعة الثالثة ، عام

في بيروت ، وهي طبعة دار األعلمي ) الطبعة الرابعة ، عام هـ ( ـ عمدت إلى ضبط النص قدر االمكان ، باعتماد1402

النسخ المذكورة ، أو باجتهاد مني عند قناعتي بعدم صحةما جاء في تلك النسخ ، مع اشارتي إلى

107 ................................................................مقدمة التحقيق

ذلك في الهامش ، أو وضع ما ارتأيت اضافته في المتنلتصحيح السياق بين معقوفين.

ي وبعد انتهائي من تصحيح النص وضبطه شرعت ثم ان بانجاز األعمال األخرى المكملة للتحقيق ، كالتخريج ،

والتعليق ، والشرح وغيرها ، وبالقدر الذي مكنني الله تعالىه من ضروريات التحقيق. عليه ، ووجدت أن

يخ كما اني وأثناء عملي في هذا الكتاب وجدت أن الش رحمه الله تعالى قد أورد جملة واسعة من األعالم ، لعل العديد منهم غير معروفين لدى الكثير من القراء ، رغم

كونهم كانوا يعدون من فضالء العلماء ، وفطاحل الشعراء ، وكبار األدباء ، وعظماء رجال السياسة والدولة في تلك

األزمنة الغابرة والمطوية ، فابتغيت تقديم خدمة اضافيةفة بشكل للقراء الكرام من خالل ترجمتي المختصرة المعر

ما الولئك األعالم ، والذين أورد الشيخ اكثرهم علىيعة ووجهائهم ، وألحقت ذلك في اعتبارهم من رجال الش

آخر الكتاب. ثم لم أجد بدا من أن ألحق الكتاب بجملة من الفهارس الفنية التي أصبحت في وقتنا الحاضر من الضروريات التي ال ينبغي ان تخلو منها الكتب المحققة ، وبشتى تصانيفها ،

واختالف أبوابها. وأخيرا أقول : لقد حرصت في عملي هذا على أن اقدم للمكتبة االسالمية كتابا محققا صحيحا ألحد أعالم

الطائفة الكبار ، وبذلت في سبيل ذلك جهدا كبيرا ، وزمنا طويال ـ مبتغيا األجر من الله تعالى والمثوبة على عمل

قصدت فيه خدمة هذا الدين المبارك العظيم الذي جاء به نبينا الكريم ، ورحمة الله تعالى المهداة إلى العالمين ،

ـ ولكن ذلك ال6الرسول المصطفى محمد بن عبدالله ي يحول دون سهو القلم ، وشطحات األفكار ، ولذا فان

أستميح سادتي العلماء ، وأساتذتي الكرام ،

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 108

وزمالئي المحققين العذر عند الكبوات والعثرات ، واألخطاء والزالت ، عسى البارئ جل اسمه أن يوفقنا لتقديم ما

ه الموفق لكل خير. هوأكمل وأصح ، إن : شكر وتقدير

لم يسعني وأنا أقدم هذا الكتاب النفيس بين يدي القارئ الكريم إال أن اشيد بمن مد لي يد العون وبأي شكل

ة الجديدة القشيبة. ما في اخراجه بهذه الحل نعم ، فإذا كان الفضل أوال وآخرا لله تبارك وتعالى ،ه جل اسمه يوفق البعض من عباده إلى مد يد العون فإن

والمساعدة لآلخرين ، فتطوق أفضالهم تلك األعناق بالجميل والمنة التي ال يسع أحد إال االشادة بها وشكرها ،

الحياء التراث اليد الطولى ،:ولعل لمؤسسة آل البيت والفضل األكبر في انجازي لهذا العمل ، وأخص بالذات

د جواد الشهرستاني حفظه الله عميدها سماحة السي تعالى ، الذي أتاح لي بكرمه المعهود االستفادة من

الخدمات المتيسرة في مؤسسته العامرة التي أتشرفباالنتساب اليها.

كما واخص بجزيل الشكر واالمتنان مؤسسة االمام لتفضلها بنشر هذا الكتاب الذي جعلته باكورة7علي

أعمالها المباركة في هذا المضمار المقدس. ثم ال يسعني أخيرا تجاوز االشارة إلى مدى الفضل الكبير والمتواصل لزوجتي الطيبة الوفية التي كانت نعم

العون لي في انجاز جميع أعمالي ، ومنها هذا العمل.

109 ................................................................مقدمة التحقيق

وفقنا الله تعالى وإياهم لما فيه رضاه ، انه نعم المولى ونعم النصير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،

وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.عالء آل جعفر

هـ1415ربيع األوwل

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 110

» مقدمة الطبعة الثانية «بقلم المؤلف

كيف يتحد المسلمون؟أو كلمة في االصالح ال بد منها

حيم wبسم الله الرحمن الر(1) ( واعتصموا بحبل الله جميعا وال تفرقوا)

لم يبق ذو حس وشعور في شرق االرض وغربها ، إالة الفرقة وقد احس وشعر بضرورة االتحاد واالتفاق ، ومضر

واالختالف ، حتى أصبح هذا الحس والشعور أمرا وجدانيا محسوسا يحس به كل فرد من المسلمين ، كما يحس

بعوارضه الشخصية من صحته وسقمه ، وجوعه وعطشه ، وذلك بفضل الجهود التي قام بها جملة من أفذاذ الرجال

المصلحين في هذه العصور األخيرة ، الذين أهابوا بالمجتمعلوا م الماهر ، وتمث االسالمي ، وصرخوا فيه صرخة المعل

الذي شخص الداء(2)للمسلمين بمثال الطبيب النطاسي ن ووصف ، وبعث وحصر الدواء ، واصاب الهدف بما عي

النفوس بعثا __________________

.103 : 3( آل عمران 1)( النطاس : للعالم الحاذق بالطب والخبير به.2)

.254 : 2انظر : القامرس المحيط

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 112

حثيثا ، وشوقها إلى استعمال الدواء لقطع مادة ذلك الداء الخبيث ، والعلل واألمراض المهلكة ، قبل أن تقضي

على هذا الجسد الحي ، فيدخل في خبر كان ، ويعود كأمسالدابر.

صرخ المصلحون فسمع المسلمون كلهم عظيمقهم وتضارب بعضهم صرخاتهم بأن داء المسلمين تفر

ببعض ، ودواؤهم ـ الذي ال يصلح آخرهم إال به كما ال يصلح إال عليه أولهم ـ أال وهو االتفاق والوحدة ، ومؤازرة بعضهم

لبعض ، ونبذ التشاحن ، وطرح بواعث البغضاء واألحن واالحقاد تحت اقدامهم ، ولم يزل السعي لهذا المقصد

السامي ، والغرض الشريف إلى اليوم دأب رجاالت أنار الله بصائرهم ، وشحذ عزائمهم ، وأشعل جذوة االخالص

وا لصالح هذه االمة من وراء شغاف افئدتهم ، فما انفك «وحدة أبناء التوحيديدعون إلى تلك الوحدة المقدسة »

ال إله إال اللهوانضمام جميع المسلمين تحت راية » « من غير فرق بين عناصرهم ، وال بينمحمد رسول الله

مذاهبهم. يدعون إلى هذه الجامعة السامية ، والعروة الوثقى ،

والسبب المتين الذي أمر الله تعالى باالعتصام به ، والحبل القوي الذي امر الله عز وجل به أن يوصل ، يدعون اليها

ها هي الحياة ، وبها النجاة لالمة االسالمية ، وإال فالهالك ألند. د ، والموت المخل المؤب

اولئك دعاة الوحدة ، وحملة مشعل التوحيد ، اولئك دعاة الحق ، وأنبياء الحقيقة ، ورسل الله إلى عباده في

هذا العصر ، يجددون من معالم االسالم ما درس ، ويرفعون من منار المحمدية ما طمس ، وكان بفضل تلك المساعي الدائبة ، والجهود المستمرة من اولئك الرجال

) وقليل ما هم ( قد بدت بشائر الخير ، وظهرت طالئعبت في نفوس المسلمين تلك الروح ت وتسر النجاح ، ودب

الطاهرة ، وصار يتقارب بعضهم من بعض ، ويتعرض

113 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

فريق لفريق ، وكان أول بزوغ تلك الحقيقة ، ونمو لبذر تلك الفكرة ، ما حدث بين المسلمين قبل بضعة أعوام في

، من(1)المؤتمر االسالمي العام في القدس الشريف ة من كبار المسلمين ، وتداولهم في الشؤون اجتماع ثل

االسالمية ، وتبادل الثقة واالخاء فيما بينهم ، على اختالفهم في المذاهب والقومية ، وتباعد اقطارهم وديارهم ، ذلك

االجتماع الذي هو األول من نوعه والوحيد في بابه ، الذية عين علق عليه سائر المسلمين األمال الجسام ، فكان قر

المسلمين ، كما كان قذى عيون المستعمرين ، والذي حسبوا له الف حساب ، واوصدوا دونه ـ حسب امكانهم ـ

كل باب .... ولكن على رغم كل ما اقام به اولئك االعالم من

التمهيدات لتلك الغاية ، وما بذلوه من التضحيات والمفادات في غرس تلك البذرة ، وتعاهدها بالعناية والرعاية ، حتى

تثمر الثمر الجني ، وتأخذ حظها من الرسوخ والقوة ، __________________

هـ ، وللقارئ الكريم أن يرى الحالة التي1350( كان ذلك في عام 1) آلت اليها أوضاع المسلمين في أيامنا هذه ، وكيف أمسى ما كان يخجل

البعض أو يخشى حتى من مجرد الهمس به في أضيق الحدود قضيةل لها دون أي خجل تتناقلها العديد من وسائل االعالم االسالمية ، وتطب

أوحياء ، بل وتجدها عبارات فضفاضة تتردد على شفاه العديد من الرموز التي طالما تبجحت بصلف ، وادعت زورا بأنها أولى من غيرها في التصدي لرفع راية الجهاد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني

المظلوم ، وأن هذا الحق المنصوب ال بد وأن يستعاد يوما وبايديهم وبنادقهم ، هم ال أحد سواهم ، وأن القدس ال بد وأن تعود للمسلمين كما كانت ، طاهرة مطهرة ، ال وصاية لليهود عليها ، وال تدوس أرضها الطيبة

أقدامهم القذرة النجسة ... فاين هذه العبارات القاطعة والحدية مما نراه ونسمعه هذه األيام من مظاهر الذلة واالستكانة والخضوع ، والتسابق

المحموم في مد جسور العالقة مع الصهاينة المغتصبين الذين لم تجف أيديهم بعد من دماء المسلمين ، ولم ولن تنتهي أحالمهم المريضة ببناء دولتهم المزعومة من النيل الى الفرات ...!! فال يعدو هذا الجريان نحو

السالم الموعود قبال األرض إال وهم محض ، واسترخاء كاذب ، واستسالم عجيب أمام استشراء داء السرطان الخبيث في جسد هذه

االمة المبتالة بالعديد من الرموز الخائنة ، ورحم الله تعالى شيخنا كاشفالغطاء ، فما تراه قائال لو سمع ما نسمع ، ورأى ما نرى؟

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 114

ال نزال نحن ـ معاشر المسلمين ـ بالنظر العام نتعلق بحبال االمال ، ونكتفي باألقوال عن االعمال ، وندور على دوائر الظواهر والمظاهر ، دون الحقائق والجواهر ، ندور على

القشور وال نعرف كيف نصل إلى اللب ، على العكس مما كان عليه أسالفنا ، أهل الجد والنشاط ، أهل الصدق في

العمل قبل القول ، وفي العزائم قبل الحديث ، تلك السجايا الجبارة التي اخذها عنهم االغيار فسبقونا ، وكان السبق

سنة )لنا ، وكانت لنا الدائرة عليهم فأصبحت علينا تلك الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديال

) (1) .نا إذا قلنا : قد اتحدنا واتفقنا ، ومألنا نحن نحسب أن

بتلك الكلمات لهواتنا وأشداقنا ، وشحنا بها صحفنا وأوراقنا ، نحسب بهذا ومثله يحصل الغرض المهم من

ة التي نالت بوحدتها االتحاد ، ونكون كامة من األمم الحيها وشرفها ، وأخذت المستوى الذي يحق لها. ولذلك عز تجدنا ال نزداد إال هبوطا ، وال تنال مساعينا إال إخفاقأ وحبوطا ، ال تجد ألقوالنا واعمالنا اثرا ، إال اننا نأنس بها

كسراب بقيعة )ساعة سماعنا لها وما هي بعد ذلك إال . (2) ( يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء ه لم يجده شيئا

ويستحيل لو بقي المسلمون على هذا الحال أن تقوم لهم قائمة ، أو تجتمع لهم كلمة ، أو تثبت لهم في المجتمع

البشري دعامة ، ولو ملئوا الصحف والطوامير ، وشحنوا أرجاء االرض وآفاق السماء بألفاظ االتحاد والوحدة ، وكل

ما يشتق منها ويرادفها ، بل ولو صاغوا سبائك الخطب منها باساليب البالغة ، ونظموا فيها عقود جواهر االبداع والبراعة

، كل ذلك ال يجدي إذا لم يندفعوا إلى العمل الجدي ،روا والحركة الجوهرية ، ويحر

__________________.62 : 33( االحزاب 1).39 : 24( النور 2)

115 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

أخالقهم وملكاتهم ، ويكبحوا جماح أهوائهم ونفوسهم ، العقل والروية ، والحنكة والحكمة ، فيجد كل(1)بارسان

مسلم أن مصلحة أخيه المسلم هي مصلحة نفسه ، فيسعى لها كما يسعى لمصالح ذاته ، ذلك حيث ينزع الغل

من صدره ، والحقد من قلبه ، وينظر كل من المسلمين الى اآلخر ـ مهما كان ـ نظر االخاء ال نظر العداء ، وبعين

الرضا ال بعين السخط ، وبلحاظ الرحمة ال الغضب والنقمة. ذاك حيث يحس بوجدانه ، ويجد بضرورة حسه ، أن

ه بعز اخوانه ، وقوته بقوة أعوانه ، وأن كل واحد منهم عزه عون لآلخر .. فهل يتقاعس عن تقوية عونه ، وتعزيز عز

وصونه ..؟ كال ، ثم إذا كان التخلق بهذا الخلق الشريف عسيرا ال

ينال ، وشأوا متعاليا ال يدرك ، وال يستطيع المسلم أن يواسي أخاه ألمسلم ، وأن يحب ألخيه المسلم ما يحب

ة ه بعز لنفسه ، وأن يجد أن صالحه بصالح امته ، وعز قومه ، فال أقل من التناصف والتعادل ، والمشاطرة

والتوازن ، فال يجحد المسلم ألخيه حقا ، وال يبخسه كيال ، وال يطفف له وزنا ... واالصل والمالك في كل ذلك : اقتالع رذيلة الحرص ، والجشع ، والغلبة ، واالستئثار ، والحسد ،

والتنافس. فإن هذه الرذائل سلسلة شقاء ، وحلقات بالء ، يتصل بعضها ببعض ، ويجر بعضها إلى بعض ، حتى تنتهي إلى هالك االمة التي تتغلغل فيها ، ثم تهوي بها إلى أحط

مهاوي الشقاء والتعاسة. والبذرة األولى لكل من تلك الثمار الموبوءة هو : حب االثرة. وقد قيل : االستئثار يوجب الحسد ، والحسد يوجب

البغضاء ، والبغضاء توجب __________________

( مفردها الرسن ، وهو الحبل.1). 2123 : 5أنظر : الصحاح ـ رسن ـ

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 116

االختالف ، واالختالف يوجب الفرقة ، والفرقة توجب الضعف ، والضعف يوجب الذل ، والذل يوجب زوال

الدولة ، وزاول النعمة ، وهالك االمة ... والتأريخ يحدثنا ،ه حيث تكون والعيان والوجدان يشهدان لنا شهادة حق : أن تلك السخائم والمآثم ، فهناك : فناء األمم ، وموت الهمم ،

وفشل العزائم ، وتالشي العناصر. هناك : االستعباد واالستعمار ، والهلكة والبوار ، وتغلب االجانب ، وسيطرة

العدو ... أما حيث تكون اآلراء مجتمعة ، واالهواء مؤتلفة ،

والقلوب متآلفة ، وااليدي مترادفة ، والبصائر متناصرة ، والعزائم متوازرة ، فال القلوب متضاغنة ، وال الصدور

متشاحنة ، وال النفوس متدابرة ، وال األيدي متخاذلة ، فهناك : العز والبقاء ، والعافية والنعماء ، والقهر والقوة ، والملك

والثروة ، والكرامة والسطوة ، هناك يجعل الله لهم من مضائق البالء فرجا ، ومن حلقات السوء مخرجا ، ويبدلهم

العز مكان الذل ، واألمن مكان الخوف. فيصبحوا ملوكاحكاما ، وأئمة أعالما.

وليعتبر المسلمون اليوم بحال آبائهم باالمس ، كيف كانوا قبل االسالم إخوان وبر ودبر ، وأبناء حل وترحال ،

أذل األمم دارا ، واشقاهم قرارا ، ال جناح دعوة يأوون إلى كنفها ، وال ظل وحدة يستظلون بفيئها ، في أطواق بالء ،

وإطباق جهل ، من نيران حرب مشبوبة ، وغارات مشنونة ، إلى بنات موؤدة ، وأصنام معبودة ، وأرحام مقطوعة ،

. (1)ودماء مهدورة __________________

( لعل أبلغ الوصف وأروعه في رسم الصورة الحياتية التي كان عليها1)د البلغاء والمتكلمين9العرب قبل مبعث رسول الله ، ما نقل عن سي

9 ، حيث قال : إن الله تعالى بعث محمدا 7علي بن أبي طالب نذيرا للعالمين ، وأمينا على التنزيل ، وأنتم معشر العرب على شر دين ، وفي

شر دار ، منيخون بين حجارة خشن ، وحيات صم ، تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم. االصنام فيكم

(. 26منصوبة ، واألثام بكم معصوبة ... الخ ) الخطبة

117 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

ثم كيف أصبحوا بعد أن جمع الله باإلسالم كلمتهم ، وعقد بدين التوحيد وحدتهم ، ونشر على دعوة الحق رايتهم. هنالك نشرت الرحمة عليهم جناح كرامتها ،

عت االيام بهم في وأسالت لهم جداول نعيمها ، حتى ترب ظل سلطان قاهر ، وآوتهم الوحدة إلى كنف عز غالب ،

وتعطفت االمور عليهم في ذرى ملك ثابت. فما عتموا أن أصبحوا ـ بعد ذلك الذل وتلك الهنات ـ حكاما على

العالمين ، وملوكا في أطراف االرضين ، يملكون األمور على من كان يملكها عليهم ، ويمضون االحكام فيمن كان يمضيها فيهم. ال تغمز لهم قناة ، وال تقرع لهم صفات ...

ذاك يوم كان للمسلمين وحدة جامعة ، واخوة صادقة. يوم كانوا متحدين بحقيقة الوحدة وصحيح االخاء. يوم كانت

مصالح المسلمين مشتركة ، ومنافعهم متبادلة ، وعزائمهم متكافلة ، وال يجد المسلم من أخيه فيما يهمه إال كل نصر

ومعونة ، ورعاية وكفاية. ثم دارت الدوائر ، ودالت االيام وااليام دول ، وأصبح

المسلم ال يجد من أخيه القريب ـ فضال عن البعيد ـ إال القطيعة ـ بل الوقيعة ـ وال يرتقب منه إال المخاوف ـ بل المتالف ـ وال يحذر من عدوه الكافر أكثر من حذره من

أخيه المسلم ، فكيف يرجى ـ وحال المسلمين هذه ـ أنتقوم لهم قائمة ، أو تشاد لهم دعامة.

وهيهات أن يسعدوا ما لم يتحدوا ، وهيهات أن يتحدواها المسلمون ال تبلغون االتحاد ما لم يتساعدوا ... فيا أي

الذي بلغ به اباؤكم ما بلغوا بتزويق االلفاظ ، وتنميق العبارات ، أو نشر الخطب والمقاالت ، وضجيج الصحف

وعجيج االقالم ... ليس االتحاد الفاظا فارغة ، واقواال بليغة وحكما بالغة مهما بلغت من أوج البالغة ، وشأو الفصاحة ...

مالك االتحاد ، وحقيقة التوحيد هنا : صفاء نية ، واخالصطوية ، واعمال جد ونشاط.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 118

االتحاد سجايا وصفات ، وأعمال وملكات ، ملكات راسخة ، وأخالق فاضلة ، وحقائق راهنة ، ونفوس

متضامنة ، وسجايا شريفة ، وعواطف كريمة. االتحاد أن يتبادل المسلمون المنافع ، ويشتركوا في الفوائد ، ويأخذوا بموازين القسط ، وقوانين العدل ، ونواميس النصف. فإذا

كان في قطر من االقطار كسوريا والعراق طائفتان من المسلمين أو أكثر فالواجب أن يفترضوا جميعا أنفسهم

كأخوين شقيقين قد ورثا من أبيهما دارا أو عقارا فهم يقتسمونه عدال ، ويوزعونه قسطا ، وال يستأثر فريق على

ومن يوق )آخر فيستبد عليه بحظه ، ويشح عليه بحقه فتكون المنافع(1) (شح نفسه فأولئك هم المفلحون

عامة ، والمصالح في الكل مشاعة ، واالعمال على الجميععة. موز

وليس معنى الوحدة في االمة أن يهضم أحد الفريقين حقوق االخر فيصمت ، ويتغلب عليه فيسكت. وال من العدل

ك أن يقال للمهضوم إذا طالب بحق ، أو دعا إلى عدل : انق أو مشاغب ، بل ينظر االخرون إلى طلبه ، فإن كان مفر حقا نصروه ، وإن كان حيفا ارشدوه وأقنعوه ، وإال جادلوه

بالتي هي أحسن ، مجادلة الحميم لحميمه ، والشقيق لشقيقه ، ال بالشتائم والسباب ، والمنابزة باأللقاب ،

فتحتدم نار البغضاء بينهما حتى يكونا لها معا حطبا ويصبحامعا لألجنبي لقمة سائغة ، وغنيمة باردة.

وقد عرف اليوم حتى األبكم واالصم من المسلمين أن لكل قطر من االقطار االسالمية حوتا من حيتان الغرب ،

وأفعى من أفاعي االستعمار فاغرا فاه اللتهام ذلك القطر وما فيه ... أفال يكفي هذا جامعا للمسلمين ، ومؤججا لنار الغيرة والحماس في عزائمهم ، أفال تكون شدة تلك اآلالم

وآالم تلك الشدة باعثة لهم على االتحاد وإماتة ما بينهم مناالضغان واالحقاد ، __________________

.16 : 64 ، والتغابن 9 : 59( الحشر 1)

119 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

وقد قيل » عند الشدائد تذهب االحقاد «؟ وكيف يطمع المسلم أن يكتسح أخاه المسلم أو

يستعبده ، وهو شريكه في البالد من اقدم العهود وأبعد االجداد؟ أفال تسوقهم المحن والمصائب التي انصبت عليهم

صب الصواعق من األجانب ، إلى إقامة موازين العدل والتناصف فيما بينهم ، ويحتفظ أهل كل قطر على التعادل

االنتفاعي ، والتوازن االجتماعي؟ ونحن وإن أوشكنا أن نكون آيسين من حصول هذه

الثمرة اليانعة ، والجامعة النافعة ، لما نرى من عدم التأثير والتقدير لكلمات المصلحين والناصحين من رجال

المسلمين ... ومن نظر فيما نشر وطبع من جمهرة خطبنا ، وما فيها من بليغ الدعوة إلى الوحدة بفنون

هم ال يزدادون االساليب ، ويرى حالة المسلمين اليوم ، وأننا ندعوهم إلى التنابذ والجفاء ، إال تقاطعا وتباعدا ، فكان

ونقدم النار إلى الحلفاء. نعم ، من ينظر إلى ما نشره » النشاشيبي « في

الكتاب الذي سماه ـ وما اكثر ما تكذب االسماء ـ : بـ » االسالم الصحيح «!! وكانت نتيجة ذلك الكتاب وفذلكته ـ

يعني صحة االسالم عنده ـ هو الطعن والغمز ، واللمز والتوهين باهل بيت النبوة : علي وفاطمة والحسنين سالم الله عليهم ، وإنكار كل فضيلة أو منقبة لهم وردت في آية

إنما يريد الله ليذهب )أو رواية ، فآية التطهير مثال : جس أهل البيت ،9 مختصة بزوجات النبي (1) ( عنكم الر

وباألخص عائشة!! بل هي ال غيرها أهل البيت!! أما فاطمة. (2) فخارجة بالقطع واليقين عنده 9بضعة رسول الله __________________

.33 : 33( االحزاب1) ( لعل المثير لألسى أن تجد وبعد كل ما كتب وقيل واثبت من أن آية2)

التطهير قد نزلت في

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 120

انظر ما أحلى هذا الفهم ، وأجمل هذا الذوق واالنصاف فضال عن الروايات(2) ، وآية القربى (1)، وهكذا آية المباهلة

الواردة في حقهم ، فكلها __________________

دون سواهم ، وهم علي9أصحاب الكساء الذين ضمهم اليه رسول الله ، تجد أن البعض ال زال مصرا وبعناد عجيب:وفاطمة والحسن والحسين

له على قلب الحقائق ، وتزييف الوقائع ، معرضا بجانبه عن نتائج ما تشك دعاواه الباطلة من آثار سلبية تلتصق به فقط دون غيره ، ألن من يطالع

تقوالته الهشة هذه وغير المستندة على أي أساس علمي ، ال بد وأن يحمله هذا األمر بالتالي على االستخفاف بكل مقاالته وإن كان البعض

منها ال يخلو من مظاهر الصحة والصدق ، بل وربما يحمل البعض منهم اسباب هذه التقوالت على انطواء ذات ذلك البعض على التعصب

الطائفي المقيت الضار باالسالم وأهله ، والداعي الى الفرقة والتناحر ، ال الوحدة والتآخي ، وهو ما كنا ندعو له وال زلنا ، وسنبقى كذلك إن شاء

الله تعالى. نعم ، هذا بعض ما نريد أن نقوله ، وقد كررناه دائما ، دون ملل

ويأس ، وإذا كنا وعلى صفحات هذا الكتاب لسنا بمعرض الرد على هذه الترهات الباهتة والساقطة ، ألن ذلك ما يستغرق الكثير من المساحة التي ليست هي بمتاحة لنا ، وكذا لتعرض ، العديد من علماء الطائفة

ومفكريها ـ وطوال حقب متالحقة وحتى يومنا هذا ـ لمناقشة هذا الموضوع ، وتوضيح أبعاده وحدوده ، إال أن ذلك ال يمنعنا من االشارة الى

بعض الروايات المذكورة في كتب القوم ، والمحددة لنزول هذه اآليةبحق هؤالء الخمسة دون غيرهم ، فراجع :

3787|663 : 5 ، سنن الترمذي 2424 / 1883 : 4صحيح مسلم :2 ، سنن البيهقي 292 : 6 و 107 : 4 ، مسند أحمد 3871|699و

و6 و 5 : 22 ، تفسير الطبري 278 : 10 ، تاريخ بغداد 152 : 5149 ،607 و 543 : 3 و 490 : 1 ، اسد الغابة 152 : 3 ، الرياض النضرة 7

،167 و 121 : 9 ، مجمع الزوائد 147 : 3 و 416 : 2مستدرك الحاكم ،25 : 1 ، فرائد السمطين 21 ، ذخائر العقبى : 2 5الفصول المهمة :

187 ، الصواعق المحرقة : 371 ، كفاية الطالب : 198 : 5الدر المنثور .238و

( أنظر نزول هذه اآلية المباركة بحق رسول الله صلى الله عليه1) 1وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السالم في : مسند أحمد

، تفسير150 : 3 ، مستدرك الحاكم 63 : 7 ، سنن البيهقي 185: ، اسد152 : 3 ، الرياض النضرة 38 : 2 ، الدر المنثور 212 : 3الطبري

، الفصول141 ، كفاية الطالب : 20 ذخائر العقبى : 601 : 1الغابة.105 : 4 ، جامع احكام القرآن 24المهمة :

دون غيرهم : التفسير:( انظر نزولها في حق أصحاب الكساء 2) : 27الكبير

121 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

عنده كذب وباطل ، حتى المروية في صحاحهم!! ومثله ما سبقه اليه أمثاله من النصولي ، والحصان ،

وأضرابهم ، أفترجو مع هذا أن تصلح حالة المسلمين ويلموا شعثهم؟ أفال تراني على حق لو يئست وتشاءمت؟ أفال

يعة وأئمتهم أن يعلم النشاشيبي واخوانه ممن يغمزون بالشيعة فيقابله بالمثل ، ذلك باعث على أن يقوم أحد كتبة الش وينال من كرامة الخلفاء الراشدين ، ويتحامل عليهم وعلى

ة قائال : » إن بني عمك فيهم رماح « وهكذا دواليك السنينشر كل فريق مطاعن اآلخر.

فلينظر عقالء الفريقين إلى أين ينتهي حال المسلمين من هذه الهوة السحيقة ، وما الثمرة والفائدة من كل ذلك؟

هم يعة سوى مواالة أهل بيت نبي ؟!. 9وما ذنب الش ولكن مع كل ذلك ال يأس من روح الله ورحمته ، وال قنوط من خفي الطافة بدينه وشريعته ، فعسى أن يرشد

الله الغيارى على االسالم من عقالء الفريقين فيضربوا على االيدي التي تنشر تلك النشرات الخبيثة ـ منا ومنهم ـ تلك

النشرات التي هي السم المزهق لروح االسالم. وهذا البصيص من األمل هو الذي دعانا إلى األذن في إعادة طبع هذه الرسالة ثانيا ، ونشر ما يضاهيها من ارشاداتنا وتعاليمنا

في الحث على قيام كل مسلم بهذه الفريضة الالزمة ، والقضية الضرورية ، كل بحسبه ، وبمقدار وسعه ، أال وهي إعادة صميم االخاء والوحدة بين عموم فرق المسلمين ...

وأول شرط ذلك : سد __________________

، زاد المسير516 : 7 ، تفسير البحر المحيط 467 : 3 ، الكاشف 165 ، الفصول المهمة168 : 9 ، مجمع الزوائد 7 : 6 ، الدر المنثور 285 : 7 25 ، ذخائر العقبى : 35 : 1 ، فرائد السمطين31 ، كفاية الطالب : 29:

، االتحاف بحب112 ، نور االبصار 258، الصواعق المحرقة : . 26 : : ، احياء الميت بفضائل أهل البيت 239االشراف :

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 122

باب المجادالت المذهبية وإغالقها تماما ، فإن أراد أحد التنويه عن مذهبه فعلى شرط أن ال يمس مذهب غيره

بسوء وال غميزة. والشرط الثاني ـ بل هو األول في األهمية ـ : أن يعقد

المسلم قلبه على االخاء الصحيح ألخيه المسلم ، وأن يحب ألخيه ما يحب لنفسه ، ويبرأ من كل حقد وحسد عليه ، جدا

وحقيقة ، ال لقلقة في القول ، ومخادعة في اللسان ، ومنافسة على المصالح الفردية والمنافع الذاتية ، كما هو

الحال السائدة اليوم عند الجميع. ما الوحدة الحقة ، واالخاء الصحيح الذي جاء به إن

ت عليه وضيعة األمم االسالم ، بل جاء باالسالم ، وتمش الراقية ، وبلغت أوج العز والقوة : أن يرى كل فرد من

االمة أن المصلحة النوعية هي عين المصلحة الفردية ، بل هي فوقها ، وهذه الصفة خفيفة في اللسان ، ثقيلة في

الميزان ، بعيدة في االمكان ، يكاد أن يكون تحققها عندناما من كل طائفة معشر المسلمين من المستحيالت ، ال سي

بالنظر إلى االخرى التي تنظر كل منهما إلى األخرى نظر العدو األلد ، والمخاصم المزاحم ، وإذا جامله في القول ،

أو أظهر له الوالء ، فلن يجامله إال ليخاذله ، ولن يصانعه إالال إلى أن فا لغاية واهنة ، أو توس ليخادعه ، أما ملقا أو تزل

يبتز ماله ، أو يسلبه حقه ، أو تكون له السلطة عليههم جارون على غلوائهم في هذه واالستعباد له ، وكل

السخائم التي صارت لهم ضربة الزم ، ال تصدهم عنهاصرخة ناصح ، وال صيحة زاجر ، وال عظة بليغ.

ينسى الكل أو يتناسى عدوهم الصميم الذي هو لهم بالمرصاد ، والذي يريد سحق الكل ، ومحو الجميع ، ويبث

بذور الشقاق بينهم ليضرب بعضهم ببعض ، وينصب أشراك المكر لصيد الجميع. وال يسلم المسلمون من هذه االشراكالمبثوثة لهم في كل سبيل حتى يتحدوا عمال ال قوال ، وجدا

123 .........................................................مقدمة الطبعة الثانية

ال هزال ، وأقرب وسيلة إلى تنمية تلك البذرة ، وتقوية تلك الفكرة ـ فكرة االتحاد الجدي ـ هو : عقد المؤتمرات في

كل عام أو عامين ، يجتمع فيها عقالء المسلمين وعلماؤهم من األقطار النائية ، ليتعارفوا أوال ، ويتداولوا في شؤون

االسالم ثانيا. بل وأوجب من هذا : عقد المؤتمرات والمعاهدات بين

حكام المسلمين » لو كان للمسلمين حكام حق « فيكونون يدا واحدة ، بل كيدين لجسد واحد ، يدفعان عنه االخطار

المحدقة به من كل جانب ، وقد أملت عليهم الحوادث بعد الحرب العامة دروسا بليغة ، وعبرا محسوسة لو كانوا

يعتبرون. وفي ابتالع الطليان مملكة الحبشة العريقة في القدم

ببضعة أشهر ما يستوجب أن يقض مضاجعهم ، ويسهر عيونهم ، وينظروا إلى مستقبلهم بكل خيفة وحذر ، وإال

. (1)فهم أعرف بالعاقبة وكيف يكون المصير وحسبنا بهذا القدر بالغا ودعوة ، وإنذارا وإيقاظا ،

ونحن تكميال للفائدة قد اكملنا في هذه الطبعة بعض نواقص هذه الرسالة ، واستوفينا ما فات في بعض مباحثها مما له دخل أو فضل فى توسعة البحث ، وتوفية الموضوع

حقه ، مع الحرص الشديد على االيجاز وااليصال إلىالغرض

__________________ ( كانت أول محاولة لغزو الحبشة من قبل االيطاليين في أواخر القرن1)

م (1896التاسع عشر الميالدي ، إال أنهم منوا بهزيمة نكراء في عام ) وتحملوا خسائر فادحة من قبل جيش الحبشة المتواضع.

هم ) أي االيطاليين ( أعادوا الكرة في عهد موسوليني ، وذلك بيد أن م ( ، حيث زحفت جيوشهم نحو أراضي الحبشة لتحتلها1935في عام )

م ( وتضمها الى مستعمراتها اسوة1936هذه المرة في عام ) بشركائهم من المستعمرين آنذاك كالبريطانيين والفرنسيين

1941والبرتغاليين ، ولتبقى الحبشة تحت االستعمار االيطالي حتى عام ) م ( عندما طردتهم القوات االنكليزية منها.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 124

المهم من أقرب الطرق اليه ليسهل تناوله ومطالعتهلعامة الطبقات.

فالعصر الذي ألف أهلوه طي المراحل الشاسعة إلى البالد النازحة ببضع ساعات ـ وكانت ال تطوى إال باأليام أو الشهور ـ ال تناسبه االطالة واالطناب ، حتى في الرسالة

ي ال أدعي االحاطة ، وال ابرىء نفسي من والكتاب. بيد أن القصور ، ويكفيني حسن النية والقيام بالواجب حسب

الوسع ، مع ابتكار الموضوع ، وابتداع االسلوب. عوا إذا شاءوا ، ولألفاضل في عصرنا وما بعده أن يتوس فقد فتحنا لهم الباب ، ونهجنا لهم السبيل الذي ال أمت فيهبه الوقت الحاضر ، وال عثار ، والذي هو أقرب إلى ما يتطل

والعلم الحديث ، وألصق بالحقيقة الناصة ، والطريقة النافعة ، من دون خدشة لمذهب ، أو مس لكرامة ، مع

ة والبراهين ، االشارة الخفية أو الخفيين لبعض األدلوالمساند والمصادر في الجملة.

لت واليه أنيب « » وما توفيقي إال بالله عليه توكره منتصف ربيع اآلخر سنة هـ.1355حر

محمد الحسينآل كاشف الغطاء

» مقدمة الطبعة السابعة «بقلم المؤلف

حيم wحمن الر wبسم الله الرر لي أمري * ) رب اشرح لي صدري * يسس

.(1) ( واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي من الواضح الغني عن البيان ما وصلت اليه حالةما في هذه القرون األخيرة ، من المسلمين ، وال سي

م األجانب بهم وإستعبادهم ة ، وتحك الضعف والسقوط والذل ، واستمالك أراضيهم وديارهم ، وجعلهم خوال وعبيدا ،

ونهم يستعملونهم كاستعمال البهائم في مصالحهم ، وليستغل بوضع االغالل في أعناقهم ، إلى ما فوق ذلك من الهوان والخسران ، مما ال يحيط به وصف واصف ، وال تستطيع

تصويره ريشة مصور ، كل ذلك جلي واضح كوضوح أسبابق كلمة المسلمين ، ذلك ، وان السبب الوحيد هو : تفر

وتباغضهم وتعاديهم ، وسعي كل طائفة منهم لتكفير اآلخرين ، فإذا اعتقدوا كفرهم ال محالة يسعون في هالكهم

وإبادتهم!! وما هو إال الجهل المطبق ، والعصبية العمياء.د فالجهل يمدهم ويطغيهم ، ومكائد االجنبي المستعب

__________________.28 ـ 25 : 20( طه 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 126

تشدهم وتغريهم. وقد أفاضت أقالم االعالم والخطباء ، وطفحت الصحف

فات في هذا الموضوع ، حتى أوشك أن يكون من والمؤل االحاديث التي صار يمجها الطبع ، وينبو عنها السمع ، ألن الطبع موكل بمعاداة المعادات ، وكراهة المكررات. على

ك تجده بأوفى بيان في الكلمة اآلتية التي كنا جعلناها إن كيف يتحد المسلمونكمقدمة للطبعة الثانية وعنوانها : »

«. كلمة ال بد منها في االصالح« أو » نا لما وجدنا ما المقصود بالبيان في هذه الكلمة إن وإن

قبل هذا أن المسلمين بالحال التي وصفنا ـ وليس المسلمون اليوم في رقعة هذه الكرة سوى طائفتين :

يعة ، وكل المذاهب والطوائف المختلفة في ة والش السن االسالم البد وأن ترجع وتندمج في األولى أو الثانية ، حيث

يعة ـ يصح إطالق إسم االسالم عليها ـ ووجدت أن الشيين وأخص علمائهم ـ يعرفون مذاهب اخوانهم السن

فوا الكتب الكثيرة بذلك : كمعرفتهم بمذاهبهم ، حتى أليخ الطوسي ، د المرتضى ، والخالف للش كاالنتصار للسي

ة فال والتذكرة للعالمة الحلي ، واضعافها لغيرهم ، أما السن يعرف حتى علماؤهم ـ فضال عن عوامهم ـ شيئا من حقيقة

هم يعة وواقع أمرهم ، بل لم على العكس يرون أن الشهم جمعية هدامة!! خارجون عن حظيرة هذا الدين ، وأن

يعة ذلك في كتب وينسبون كل فضيعة اليهم ، فإذا وجد الش القوم يدفعهم الحقد والغضب ، فيقابلونهم بمثل ذلك ، أو

قت قت الوحدة ، وتفر بما هو اسوأ منه ... وهكذا تمزة عين المستعمر ، وبلغ بهذا أقصى الكلمة ، وصار ذلك قر

أمانيه. فرأيت يومئذ أن الحاجة ماسة ، والضرورة ملحة ، والواجب يحتم تأليف رسالة وجيزة توضح للمسلمين :يعة وفروعها ، ومبدأ تكونها ، وغارس اصول عقائد الش

بذرتها ، وأسباب نموها وسموها. بصورة موجزة ، وعبارة

127 .......................................................مقدمة الطبعة السابعة

يعة واصولهادارجة ، فألفت رسالة » « وجريتأصل الش فيها على عفو الخاطر ، وجري القلم. أمليتها إمالءا ، من غير تجديد مراجعة ، أوتزويد مطالعة ، إذ لم يكن الغرض

د ة والبراهين ، بل مجر فيها الجدل واالحتجاج ، وإقامة االدل ذكر رؤوس المسائل ، ومتن اصول المذهب وفروعه ،

ليعرف الناس مكانته في االسالم ، وشدة عالقته بالدين ،وقواعده االساسية.

وما كنا نحسب أن تحظى تلك الرسالة بهذا الرواج ، ويحصل لها هذا االقبال الواسع ، حيث ترجمت إلى عدة

ات ، ولكن ... ومن لغات ، وطبعت أربع بل خمس مر االسف المضني أن الحال ال يزال على ذلك المنوال ، ولم

يخفف انتشار الكتاب شيئا من غلواء القوم ، ولم يكسر من شدة سورتهم ، ولم تبرح أقالم االساتذة المصريين في كليعة ، وتنسب اليهم االضاليل واالباطيل مناسبة تطعن بالش

التي كانت تنسب اليهم في العصور المظلمة والقرون الوسطى ، عصر ابن خلدون ، وابن حجر ، واضرابهما ، معيعة « قد طبع في القاهرة » الطبعة أن الكتاب » أصل الش

الثالثة « ووزعت كل نسخه هناك ... ر اللهجة ، أفما كان من الجدير ـ أو الواجب ـ أن يغي

يعة ال تزال هي تلك الطائفة ويخفف الوطأة؟! كال ، بل الش أهل البدع واالهواء ، والسحنة السوداء!! وقد سرى بغضهمهم شيعة والطعن فيهم إلى الخلفاء الفاطميين ... لماذا؟ ألن

هم روافض فهم أدعياء في النسب ، قرامطة في ، وألن المذهب ، ينتهي نسبهم إلى يهودي في قول بعض ،

وعقائدهم إلى ملحد!! هذا مع ما للفاطميين من الخدمات الكبرى لالسالم عموما ولمصر خصوصا ، فقد نشروا العلم

دوا والثقافة في مصر ، ورفعوا منار المعارف ، وشي الجوامع والمساجد ، وأنشأوا األساطيل والمدافع لدفاع المهاجمين عن بالد االسالم ... أال يستفزك العجب من

حمالت المصريين على الفاطميين

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 128

ة جبين وانت وهم يعلمون أن درة تاج مفاخر مصر ، وغر وهو من مآثرهم(1)مآثرها هو : » الجامع االزهر «

ومنشآتهم. ذلك العهد الجليل ، الميمون النقيبة ، __________________

( يعد الجامع األزهر ـ وذلك مما ال خالف فيه ـ من المآثر االسالمية1) الخالدة التي استطاعت ـ ورغم تقادم الدهور والعصورـ أن تبقى شاخصة

ثابتة تحكي لالجيال مآثر الحقب والسنين التي شهدت اشراقة شمس االسالم على بعض الدول والمدن رغم ما أحاط بهذا الدين العظيم من

الكيد والمحاربة. والجامع االزهر كان ثمرة واحدة من تلك الثمار المباركة والطيبة ،دة كا باسم سي حيث انشأ في زمن الدولة الفاطمية ، واسمي باألزهر تبر

نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها آالف التحية والسالم. بنى هذا المسجد جوهر الصقلي ، قائد جند أبي تميم معد بعد عام

هـ ( ، وحيث359من فتح الفاطميين لمصر واقامتهم لدولتهم فيها عام ) تم بناؤه وأقيمت أول صالة جمعة رسمية فيه في يوم الجمعة سابع شهر

م ( ، وكانت تقام قبل ذلك تارة في جامع972 هـ ـ 361رمضان عام ) عمرو ، وتارة في اخرى في الجامع الطولوني.

ين وطلبة للمحصلين ، وحيث بقي المسجد آنذاك محطة للمصل عقدت بعد تأسيسه ببضع سنين أول حلقة للدرس من قبل قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان القيرواني ، حيث قرأ آنذاك مختصر أبيه في

975 هـ ـ 365فقه آل البيت عليهم السالم ، وكان ذلك في صفر عام ) م (.

بقي هذا المسجد يتلقى الرعايا والعناية من قبل الحكامعا فيه ، وكان الفاطميين ، وحيث زاد في بنائه المستنصر والحاكم ووس

يقابلهم كثرة توافد الطلبة والدارسين على طلب العلم في اروقته ، والتزود من أساتذته ، وبقي هذا الحال ردحا من الزمن ، حتى انقضت دولة الفاطميين وجاء صالح الدين األيوبي ، فشهر سيفه ـ وذلك ممايعة وقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وطمس يؤسف له ـ لمحاربة الش

اثارهم ومآثرهم ، وكان نصيب االزهر من ذلك منع الخطبة فيه ، وقطع الكثير مما أوقفه عليه الحاكم ، واستمر ذلك ما يقارب القرن من الزمان حتى أمر الملك الظاهر بيبرس باعادة الخطبة فيه ، وشجع على التعليم

في أروقته ، بل وزاد بعض الشيء في بنائه. وهكذا فقد شهد األزهر وطوال الحقب الماضية أشكاال مختلفة من

المد والجزر ، تأثرا باألحداث المختلفة التي أحاطت به وبالعالم االسالمي ، ولكنه بقي أثرا خالدا شاهدا على تلك الحقبة الماضية التي تولى فيها

الفاطميون حكم مصر وادارة شؤونها.

129 .......................................................مقدمة الطبعة السابعة

ج منه المئات من المبارك اللقب ، االغر الطلعة ، الذي تخر كبار العلماء والساسة ، أمثال : الشيخ محمد عبده ، وسعد

زغلول ، ونظائرهما ممن كبرت وكثرت خدماتهم لمصر ولإلسالم. وإن بقاء هذه المؤسسة الدينية اكثر من ألف

سنة ، وما نالته وتناله كل سنة من الحظ والتوفيق لإلتساع والرقي ، ألقوى شاهد على إخالص بانيه ، وروحانية

مؤسسيه ، وأنه ممدود بالعناية ، ومحفوف بااللطافه عند األلهية. ولكن االسف المؤلم أن الفاطميين مع ذلك كل

المصريين أدعياء في النسب ، قرامطة المذهب ، مالحدةهم شيعة ، ومن الشيعة هم روافض ، والن في الدين ، الن

، وقد أنكرها هو7أخذوا عقيدة الوصية لعلي بن أبي طالب ولم يرضها في حياته كما لم يرض غيرها من االلقاب التي

يعة له ...!! وضعها الشيعة هم الذين يقفون بعد صالة المغرب كل ليلة والش

على باب السرداب فى سامراء ويهتفون بإمامهم المنتظر : اخرج اخرج ...!! إلى آخر ما ذكره االستاذ الفاضل في

. (1)كتاب : » الحركة الفكرية « الذي طبع قريبا ية ، وجامع والمدهش الغريب أن سامراء بلدة سن

الغيبة الذي فيه السرداب ـ وال يزال ـ في تصرف السنيين ، يقيمون تحت قبته جمعتهم وجماعتهم في االوقات

يعة ، إال االستطراق والدخول الخمسة ، وال نصيب منه للش فيه للزيارة والصالة والدعاء ، ألن ثالثة من أئمتهم كانواغون فيه لعبادة الحق آناء يتهجدون فيه باالسحار ، ويتفر

للزهادة ، وليلهم:الليل وأطراف النهار. كان عيشهم د والعبادة ، ونهارهم للتعليم واالفادة. نعم ، كانوا للتهج

يحيون الليل بالتهجد والعبادة في تلك البلدة ، وفي عينل ، خليفة المسلمين ، وأمير الوقت الذي كان فيه المتوك

المؤمنين يحيي __________________

( الكتاب من تأليف الدكتور عبداللطيف حمزة.1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 130

يات الليالي الطوال في الخمر والشراب مع المغنث والراقصات ، وأهل المجون والخالعة ، كعبادة المخن وغيره ، إلى أن هجم عليه االتراك وقطعوه هو ووزيره

الفتح بن خاقان بسيوفهم وهم سكارى لم يفيقوا إال بحرز السيوف ، حتى اختلط لحم الخليفة بلحم الوزير ، ولم يتمي

عراء وأشعر(1)أحدهما من االخر ، وإلى هذا أشار ملك الش الملوك ، البطل الفارس أبو فراس ، يخاطب بني العباس

في شافيته المعروفة : منكم علية أم منهم وكان

لكم 

ين إبراهيم أم شيخ المغنلهم

  

تبدو التالوة من أبياتهم سحرا

 

غم ومن بيوتكم االوتار والن  

يعة على تقديس منازل أئمتهم وبيوتهم فهل يالم الشالتي أذن الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه؟

نا كنا نأمل بنشر ولنتراجع إلى المقصود بالبيان ، وهو إن ذلك الكتاب الوجيز أن نرى أثره المحسوس ، ومفعوله

الملموس ، في تعديل الخطة ، وتلطيف اللهجة ، وتقارب الفريقين ، فلم نجد إال ما يوجب اليأس ، ويحطم االمل ،

وعرفنا أن تلك العقائد واآلراء صارت طبيعة موروثة للقوم ، ال يستطيعون نزعها والنزوع عنها » وتأبى الطباع على

الناقل «. وال لوم على عوام الفريقين في سوء الظن ، كل فريق

ما الالئمة على العلماء والعقالء باآلخر ، وعداوته ألخيه ، إن الذين يؤججون نار العداوة والبغضاء وقد جعلهم الله إخوانا

وجعل دينهم دين التوحيد والوحدة. ومع هذا االسف المؤلم ، واليأس البليغ ، طلب مني

جماعة ـ اخص بالذكر من بينهم ولدي محمد كاظم الكتبي ـاالذن بطبعته السابعة ، وأن

__________________ ، تأريخ95 : 7 ، الكامل في التأريخ 37 : 5( انظر : مروج الذهب 1)

.226 : 9الطبري

131 .......................................................مقدمة الطبعة السابعة

نضيف اليه بعض االضافات واالصطالحات ، وأن نتوسعع فيه ، فأجزنا إعادة طبعه ، على يأس من بعض التوس

الفائدة المتوخاة ، وأضفنا في بعض أبوابه الشيء اليسير الذي ال يخرجه عن االيجاز ، ألننا نجد إن االيجاز في هذه

العصور أقرب إلى القبول..(1) ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير )

__________________.4 : 60( الممتحنة 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 132

حيم حمن الر بسم الله الر ومنه أستمد وبه أستعين ، بعد حمد الله وسالم على

عباده الذين اصطفى ... يكتب سطور هذه الطروس محمد الحسين آل كاشف

جف األشرف ، أوليات جمادي االولى سنة الغطاء في النالخمسين بعد األلف والثالثمائة هجرية.

والسبب الباعث على كتابتها : ه منذ سنتين كتب إلي شاب عراقي من البعثة إن

العلمية التى أرسلتها الحكومة العراقية للتحصيل في ) دار العلوم العليا ( بمصر كتابا مطوال ، ومما يذكر فيه ما

خالصته : إنه كان يختلف إلى كبار علماء القاهرة في األزهر

وغيره ، وربما جرى الحديث بينهم ـ والحديث شجون ـ على ذكر ) النجف ( وعلمائها ، وطريقة التحصيل فيها ، والهجرة إليها ، وكانوا يكيلون لهم الكيل الوافي من الثناء واإلعجاب

بسمو مداركهم ، وعلو معارفهم ، ولكن يردفون ذلكبقولهم : ولكن يا لألسف أنهم شيعة!!

133 ..............................................مع تقوالت الدكتور أحمد امين

يقول ذلك الشاب : فكنت أستغرب ذلك وأقول لهم :يعة؟ وهل هي إال مذهب من مذاهب االسالم ، وما الش

وطائفة من طوائف المسلمين؟ فيقول قائلهم في الجواب ما حاصله : كال ليست

ع من مذاهب االسالم! بل يعة من المسلمين! وال التشي الشما هي طريقة وال يحق أن يكون أو يعد مذهبا أو دينا! وإن

ابتدعها الفرس! وقضية سياسية لقلب الدولة األموية إلىالعباسية! وال مساس لها باألديان اإللهية أصال!!

دي ـ شاب ثم يكتب ذلك الشاب تلو هذا : وأنا ـ يا سي مترعرع ، ال علم لي بمبادئ األديان ، وتشعب المذاهب

وفلسفة نشأها وارتقائها ، وكيف انتشرت ، ومن أين ظهرت ، وقد دخلني من اولئك الفخام الجسام ـ المعدودين من األعالم ـ شك من أمر تلك الطائفة ، وصرت على شفا

ريبة من إسالمهم ، فضال عن سالمتهم. ثم أخذ يتوسل إلي بالوسائل المحرجة أن أكشف له

عن صميم الحقيقة ، ولباب الواقع ، كي يستريح من حرارة الشك إلى برد اليقين وروح الطمأنينة. يقول : وإذا لم تنقذني من تلك المتاهة فالمسؤولية عليك إن زللت أو

ضللت. فكتبت إليه ما اتسع له ظرف المراسلة ، واحتمله

كاهل البريد ، وما يالئم عقلية ذلك الشاب ، وما رجوت أني حملت يزيح عن فؤاده كابوس الشك واإلرتياب ، ولكن

على شواعري من االستغراب أضعاف ما كان يحمل هو من اإلرتياب ، وطفقت تتعارض على خواطري أسراب الشكوك

ه كيف يمكن أن يبلغ الجهل من صحة تلك الواقعة ، وإن والعناد بعلماء بالد هي في طليعة المدن العلمية االسالمية ،

ومطمح أنظار العرب ، بل كافة المسلمين في تمحيص الحقائق ، وتمزيق جالبيب األكاذيب ، المنبعثة ـ على األكثر ـفلة عن األغراض واألهواء ، أو االسترسال إلى مفتريات الس

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 134

والجهالة؟! وما كدت أركن إلى صدق ما نقله ذلك الشاب حتى

وقع في يدي ـ في تلك اآلونة ـ كتاب الكاتب الشهير ) أحمد أمين ( الذي أسماه ) فجر االسالم ( فسبرته حتى بلغت

منه إلى ذكر ) الشيعة ( فوجدته يكتب عنهم كخابط عشواء أو حاطب ليل ، ولو أن رجال في أقاصي الصين كتب(1)

عنهم في هذا العصر تلك الكتابة لم ينفسخ له العذر ، ولم ترتفع عنه الالئمة ، ولكن وقفت على قدم ثابتة من صحة

ما كتبه ذلك الشاب ، وقلت : إذا كان مثل هذا الرجل وهو يكتب كتابا يريد نشره في األمة الواحدة التي جعلها الله

إخوانا بنص فرقانه المجيد ، واستطالع أحوالهم ، والوقوف على حقيقة أمرهم على كثب منه أيسر شيء عليه ، ومع

ذلك يسترسل ذلك االسترسال ، ويتقول على تلك الطائفة تلك األقاويل ، إذن فما حال السواد والرعاع من عامة

المسلمين! وقد عرف كل ذي حس مسيس الحاجة ، وقيام الضرورة الحافزة إلى شد عقد الوحدة ، وإبرام امراسها ،

ه ال حياة للمسلمين اليوم إال بالتمسك وإحكام أساسها ، وإن بعروتها ، والمحافظة عليها ، وإال فال حياة عزيزة ، وال ميتة

شريفة. يعة ، وأنصفوا ولو عرف المسلمون حقيقة مذهب الش أنفسهم وإخوانهم ، ألماتوا روح تلك النشرات الخبيثة التي

تثير الحفيظة ، وتزرع الضغينة ، وتكون قرة عين وأكبرذين هم أعداء كل سالح للمستعمرين ولمالحدة العصر ، ال

دين. __________________

( هي الناقة التي في بصرها ضعف ، حيث تخبط إذا مشت وال تتوقى1)شيئا.

ومراده من قوله هذا رحمه الله : ان هذا الكاتب لم يكن يتلمسط في أقواله وآرائه دون بصيرة ودون هدى. موضع خطاه ، فاخذ يتخب

135 ..............................................مع تقوالت الدكتور أحمد امين

حناء في صدور عامة أفال يثير الحفيظة ، ويؤجج نار الشيعة ما يقوله في ) فجر االسالم ( صفحة : » أن33الش

ع كان مأوى يلجأ اليه كل من أراد هدم االسالم « إلى التشي آخر ما قال .. يكتب هذا وهو يعلم أن النقد من ورائه ،

والتمحيص على أثره ، يجرح عاطفة أمة تعد بالماليين ،وتتكون منها الطائفة العظمى من المسلمين.

ومن غريب االتفاق أن ) أحمد أمين ( في العام هجري ( ـ بعد انتشار كتابه ، ووقوف عدة1349الماضي )

من علماء النجف عليه ـ زار ) مدينة العلم ( وحظيف بأعتاب ) باب تلك المدينة ( في الوفد المصري بالتشر

المؤلف من زهاء ثالثين بين مدرس وتلميذ ، وزارنا بجماعته من ليلة من ليالي شهر رمضان في نادينا(1)، ومكثوا هزيعا

في محفل حاشد ، فعاتبناه على تلك الهفوات عتابا خفيفا ، وصفحنا عنه صفحا جميال ، وأردنا أن نمر عليه كراما ونقول

له سالما. وكان أقصى ما عنده من االعتذار » عدم االطالع وقلة

المصادر «؟! فقلنا : وهذا أيضا غير سديد ، فإن من يريد أن يكتب عن موضوع يلزم عليه أوال أن يستحضر العدة الكافية ، ويستقصي االستقصاء التام ، وإال فال يجوز له الخوض فيه والتعرض له ، وكيف أصبحت مكتبات الشيعة ومنها مكتبتنا المشتملة على ما يناهز خمسة آالف مجلد أكثرها من كتب علماء السنة ، وهي في بلدة كالنجف فقيرة من كل شيء

إال من العلم والصالح إن شاء الله ، ومكتبات القاهرة ـ ذاتالعظمة والشأن ـ خالية من كتب الشيعة إال شيئا ال يذكر.

__________________( هزيعا من الليل : أي طائفة منه ، وهو نحو من ثلثه أو ربعه. 1)

.1306 : 3الصحاح ـ هزع ـ

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 136

نعم ، القوم ال علم لهم من الشيعة بشيء وهم يكتبون عنهم كل شيء!! ، وأشد من هذا غرابة وأبعد شذوذا أنة في العراق ال يعرفون من أحوال جماعة من أبناء السن

الشيعة شيئا مع دنو الدار وعصمة الجوار. كتب إلي قبل بضعة أشهر شاب مهذب عريق بالسيادة

ه سافر إلى لواء الدليم ) وهو اللواء من شيعة بغداد : أنة ، فكان يحضر(1)المتصل ببغداد ( وأكثر أهاليه من السن

ه من نواديهم فيروق لهم حديثه وأدبه ، ولما علموا أنيعة صاروا يعجبون ويقولون : ما كنا بحسب أن في هذه الش

الفرقة أدبا وتهذيبا فضال عن أن يكونوا ممن له علم أو دين!! وما كنا نظنهم إال من وحوش القفر وشذاذ الفلوات!!

وكان هذا الشاب يستثير حميتي بقوارص المالم ،يعة رسالة ويحثني بالطلب المتتابع على أن أكتب عن الش

فهم ـ ولو النزر موجزة تنشر بين األمم الجاهلة ، وتعراليسير ـ من أحوال هذه الطائفة ومعتقداتها ودياناتها.

ثم بعد برهة سافر هذا الشاب إلى سوريا لالصطياف ، وعرج منها إلى مصر ، فكتب إلي : يا سيدي الحال عنيعة عند أهالي مصر هي الحال التي أنبأتك عنها في الش

لواء الدليم ، والصورة تلك الصورة. ثم يقول لي : أفما آنيعة مصورة لك أن تفي بوعدك ، وتقوم بواجبك؟ فإن الش

عند القوم بأبشع صورة يتصورها انسان ... إلى آخر ما كتب، وحقا ما كتب وإن طال وأطنب.

فمن هذا كله ، وأضعاف مثله مما نجده في الصحف المصرية والسورية وغيرها ، وما تنشره مقاالتهم آونة بعد

، ونبزهم بكل(2)اخرى من قذف تلك الطائفة بكل عظيمة عظيمة ، هم منها براء براءة يوسف الصديق

__________________( وهو اآلن يدعى بـ : محافظة األنبار.1)( العضة والعضة والعضيهة : الكذب والبهتان. 2)

.288 : 4القاموس المحيط

137 ..............................................مع تقوالت الدكتور أحمد امين

رقة ، ولكن داء الجهل والعصبية هو الداء وأخيه من السالعياء الذي قد أعيى األطباء.

نعم من كل ذلك رأيت من الظلم الفاحش السكوته من الظلم على والتغاضي عن هذه الكارثة ، ال أعني أن

يعة ، وال أريد أن أدفع الظلم عنهم ، والمفتريات الش عليهم ، كال ، ولكن أعظم الغرض ، وأشرف الغاية ، رفع

أغشية الجهل عن المسلمين من عامة فرق االسالم ، كي يعتدل المصنف ، وتتم الحجة على المعاند ، وترتفع الالئمة

ووصمة التقصير عن علماء هذه الطائفة. وأعلى من ذلك رجاء حصول الوئام ، ورفع الشحناء

والخصام بين فرق االسالم الذي قد عم كل ذي شعورـ وال سيما في هذه العصور ـ انه من ألزم االمور ، عسى أن ال

يعود كاتب ) فجر االسالم ( الذي تكاثفت عليه غواشي الظلم والظالم ، فيقول في تلك الصفحة التي أوعزنا إليها ما نصه : » والحق أن التشيع ماوى يلجأ إليه كل من أراد

هدم اإلسالم لعداوة أو حقد ، ومن يريد إدخال تعاليم ابائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية ـ إلى قوله ـ فاليهودية

يعة : إن ع بالقول بالرجعة ، وقالت الش ظهرت في التشيمة على الشيعي إال قليال ، وقال اليهود : لن النار محر

ع تمسنا النار إال أياما معدودة. والنصرانية ظهرت في التشي في قول بعضهم : إن نسبة اإلمام إلى الله كنسبة المسيح

في االمام ،(1)اليه ، وقالوا : إن الالهوت اتحد بالناسوت وإن النبوة والرسالة

__________________ ( الالهوت والناسوت : علم الالهوت : علم يبحث عن العقائد. وفي1)

الكليات : الالهوت الخالق والناسوت المخلوق. وربما يطلق األول على الروح ، والثاني على البدن. بل وربما يطلق

االول أيضا على العالم العلوي ، والثاني على العالم السفلي ، وعلىب ، وعلى الجن واإلنس. السبب والمسب

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 138

ال تنقطع أبدا ، فمن اتحد به الالهوت فهو نبي. وتحتع ظهر القول بتناسخ األرواح ، وتجسيم الله ، والحلول التشي

، ونحو ذلك من األقوال التي كانت معروفة عند البراهمةوالفالسفة والمجوس قبل االسالم ... « إلى آخر ما قال.

ر ، ونحن لوال محافظتنا على مياه الصفاء أن ال تتعك ونيران البغضاء أن ال تتسعر ، وأن تنطبق علينا حكمة

القائل : .. (1)ال تنه عن خلق وتأتي مثله

ذي يريد هدم قواعد االسالم بمعاول فناه ، من ال لعر اإللحاد والزندقة ، ومن الذي يسعى لتمزيق وحدة

المسلمين بعوامل التقطيع والتفرقة. ولكنا نريد أن نسأل من ذلك الكاتب : أي طبقات

يعة أراد هدم االسالم؟ الطبقة األولى وهم أعيان صحابة الشبي وأبرارهم : كسلمان المحمدي ـ أو الفارسي ـ وأبي9الن

هادتين ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمار ، وخزيمة ذي الشبير ، والفضل بن التيهان ، وحذيفة ] بن [ اليمان ، والز

اس ، وأخيه الحبر عبدالله ، وهاشم بن عتبة المرقال ، العب وأبي أيوب األنصاري ، وأبان ، وأخيه خالد ابني سعيد العاصد ألقراء ، وأنس بن الحرث بن األمويين ، وأبي بن كعب سي

بي يقول : » إن ابني الحسين يقتل في9نبيه الذي سمع الن أرض يقال لها كربالء ، فمن شهد ذلك منكم فلينصره «

. 7فخرج أنس وقتل مع الحسين وهما من أوثق ما(2)راجع ) اإلصابة ( و ) االستيعاب (

ة ألف علماء السن__________________

وعلم الالهوت يبحث في وجود الله تعالى وصفاته وعالئقه بالعالمواالنسان. ويراد منه علم التوحيد ، وعلم الكالم ، وعلم الربوبية .....

.277 : 2انظر : المعجم الفلسفي ( بيت شعر مشهور ، عجزه : عار عليك إذا فعلت عظيم.1)

يثي ، واخرى إلى أبي األسود وهو ينسب تارة إلى المتوكل اللالدؤلي.

.74 : 1 ، االستيعاب بهامش اإلصابة 68 : 1( األصابة 2)

139 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

في تراجم الصحابة. يعة من الصحابة ، وإثبات ولو أردت أن أعد عليك الش

ة ألحوجني ذلك الى إفراد تشيعهم من نفس كتب السنيعة. كتاب ضخم ، وقد كفاني مؤونة ذلك علماء الشيعة ( د(1)راجع ) الدرجات الرفيعة في طبقات الش للسي

وغيرها من الكتب الجليلة(2)علي خان صاحب ) السالفة ( الذي هو من أنفس ما كتب في اللغة.(3)) كطراز اللغة (

ه ـ رحمه الله ـ لم يذكر في الطبقات إال مشاهير على أن الصحابة بعد بني هاشم ـ كحمزة ، وجعفر ، وعقيل

ونظائرهم ـ وذكر من غيرهم أكثر من قدمنا ذكرهم بزيادة عثمان بن حنيف ، وسهل بن حنيف ، وأبي سعيد الخدري ،

وقيس بن سعد بن عبادة رئيس األنصار ، وبريدة ، __________________

يعة : ضمنه مؤلفه رحمه الله1) ( الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة منذ الصدر االول مجموعة واسعة من تراجم واخبار أعالم رجال الش

ب على اثنتي عشرة طبقة ، على ما للدولة االسالمية المباركة ، مرت ذكره المؤلف رحمه الله في مقدمة كتابه ، تبتدأ بالصحابة وتنتهي باعالم

إلنساء ، إال أن الكتاب الذي بيدي لم يتضمن إال الطبقة االولى وشيئايسيرا من الطبقة الرابعة والحادية عشرة فحسب ، فراجع.

ف رحمه2) ب المصن ( سالفة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر : رت الله تعالى هذا الكتاب بعد تطواف طويل في العديد من البلدان واالمصار ، حيث جمع فيه جملة واسعة من تراجم أعيان شعراء عصره ، وفصحاء دهره ، مستعرضا فيه نتفا من قصائدهم وفصول كالمهم ، ذاكرا لجانب

فاتهم وسنة وفاتهم. من سيرتهم ومؤلب كتابه وفقا لمسلك الثعالبي في » كما أن المؤلف رحمه الله رت

يتيمة الدهر « والباخرزي قي » دمية القصر «. ( الطراز االول والكناز لما عليه من لغة العرب المعول : قال عنه3)

( :1035|157 : 15الشيخ الطهراني رحمه الله تعالى في الذريعة ) ه لم يتجاوز النصف من حرف الصاد من أحسن ما كتب في اللغة ، لكن

المهملة ، وانتهى إلى كلمة » قمص «. تكلم المؤلف رحمه الله تعالى في كل صيغة بكل ما لها من

المعاني بكل اصطالح ، وذكر جميع استعماالتها الحقيقية والمجازية فية والمثل وغيرها. الكتاب والسن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 140

والبراء بن مالك ، وخباب بن األرت ، ورفاعة بن مالك األنصاري ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة ، وهند بن أبي

هالة ، وجعدة بن هبيرة المخزومي ، وامه ام هاني بنت أبيطالب ، وبالل بن رباح المؤذن.

هؤالء جل من ذكرهم أوأكثرهم ، ولكن يخطرعلى بالي اني جمعت ما وجدته في كتب تراجم الصحابة ) كاإلصابة (

و ) أسد الغابة ( و ) االستيعاب ( ونظائرها من الصحابةبي يعة زهاء ثالثمائة رجل من عظماء أصحاب الن 9الش

، ولعل المتتبع يعثر على أكثر من7كلهم من شيعة علي ذلك.

ذين أرادوا هدم االسالم؟ أم ولكن ما أدري أهؤالء اليعة علي ابن أبي طالب ذي يشهد الثقالن أنه7إمام الش ال

لوال سيفه ، ومواقفه في بدر ، وأحد ، وحنين ، واألحزاب ، ونظائرها لما اخضر لالسالم عود ، ولما قام له عمود ، حتى

قيل في ذلك : بني الدين فاستقام ولوال

 

ضرب ماضيه ما استقامالبناء

  

وغالى المعتزلي عبدالحميد وأساء التعبير حيث قال : ما اإلسالم لوال حسامه أال إن

 

......................................

  

نعم ، لوال حسامه ، ومواقفه ـ بعد الهجرة وقبلها ـ وحماية أبيه أبي طالب قبل الهجرة ـ هذا في مكة وذاك

فيها وفي المدينة ـ لقضت قريش وذئبان العرب علىاإلسالم في مهده ، وخنقته وهو في حجر امه.

ه ولكن جزاء أبي طالب من المسلمين أن يحكموا بان!! أما (1)مات كافرا

__________________ ( قد يعتقد البعض بتصؤر عقالئي ومنطقي يبتني على استقراء جملة1)

يعة المناقشات الواسعة والمتعاقبة التي اضطلع بها علماء ومفكرو الش وطوال حقب مترادفة ومتالحقة ـ في مجالسهم وندواتهم ومؤلفاتهم ـ أن

مسألة ايمان أبي طالب رحمه الله تعالى قد حسمت واقرت بشكل نهائي ال رجعة فيه ، وال مجال لتكراره ، بل ويعدو من فضول الحديث

وهذره

141 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

...................................................__________________

دة الطروحات السابقين ـ اجترار االحاديث السالفة المعروفة والمفن الواضحة االغراض والمباني ـ الذاهبة بشكل عجيب ومستهجن الى القطع بوفاة هذا الرجل دون نطقه للشهادتين ، واصراره على الموت مشركا!!

رغم تناقض ذلك الصريح مع السيرة الشخصية له ، واالدلة العقليةوالنقلية الثابتة لدى الفريقين.

نعم ، قد يعتقد البعض ذلك ، ولكن حقيقة االمر تتعارض وبشكل فعلي مع هذا التصور العقالئي والسليم ، فال زلت تسمع ورغم كل ذلك

جملة من التقوالت السقيمة الخارجة عن اطار الدراسة العلمية والمنطقية وهي تجتر اقواال سقيمة عفا عليها الدهر واعتراها الصدأ

لرموز مشخصة ومعروفة من اتباع السالطين وطالب الدنيا. بلى إن اولئك الماضين من المحدثين والكتاب ووعاظ السالطين ـ

من الذين تضطرب أنفاسهم ، ويسيل لعابهم أمام بريق الثروة والجاه والسلطان ـ كانوا وال زالوا طلبة كلش ذي غرض مشبوه وحاجة مريبة ، حيث ال تجدهم يترددون لحظة عن التقول على الدين وأهله ، واالفتراء

عليهما ولو بأبخس االثمان. نعم ، إن تلك الضمائر المعروضة دوما في سوق النخاسة هي

مصدر المحن والفتن التي نخرت الكثير من جوانب هذا المجتمع االسالمي الكبير ، وشوهت وحرفت الكثير من الحقائق الناصعة والثابتة ، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بجملة حساسة ومهمة من عقائد المسلمين ،

فأحدثت بال شك ارتباكا واضحا ال يسهل التغاضي عنه وال ردمه ، ويستلزملتجاوزه الكثير من التعقل والتقوى ، وكنا وال زلنا ننادي به.

وا هذه السنة السيئة ، وجهدوا في والحق يقال : إن أول من سن شراء الضمائر الالهثة خلف بريق الذهب والفضة ، هم رموز الدولة

االموية وحكامها ، والتأريخ وسجالته خير شاهد على ذلك ، بل إن هذهحقيقة واضحة ال نحتاج معها الى برهان.

ولعل مسألة الطعن في أيمان أبي طالب رحمه الله تعالى من تلك المسائل الحساسة التي ، جهدت السلطة االموية وأزالمها في محاولةها ترتكز على تركيزها في أذهان المسلمين بشتى الصور واالساليب الن

جملة شواهد ال يسع االمويون غض النظر عنها : عدائهم التقليدي والثابت للرسالة االسالمية التي مرغتأولها :

بالوحل كبرياءهم وسلطانهم الذي أقاموه على أرض الجزيرة من خالل سطوتهم وظلمهم وثروتهم ، حيث بدت أحالمهم بالسيطرة على أرض الجزيرة تتهاوى كأوراق الشجر في مواسم الخريف أمام تيار الدعوة االسالمية المباركة ، والتي كان البي طالب رحمه الله تعالى الفضل

الكبير في ثباتها وبقائها ، فال غرو أن تجد قلوب االمويين طافحة حقداوبغضا وعداء لهذا الرجل.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 142

...................................................__________________

ولعل هذا االمر هو القطب االكبر الذي أجج هذا العداء لهذاثانيها : الرجل في قلوب االمويين ، وهو كونه أبا لعلي عليه السالم ال أكثر ،

ولالمانة أقول : إن أبا طالب لو كان أبا لرجل من عامة المسلمين ، حتى ولو كان من فساقهم ، وكانت له عشر هذه الخدمات الجليلة لالسالم

القاموا له الدنيا مدحا ولم يقعدوها ، ولترحموا عليه في جميع مجالسهم وندواتهم ومحافلهم ، والطنبوا في مدحه حتى تمل اآلذان ... ولكنه ـ

وتلك هي اس القضية ـ أب علي الذي عجزت نفوس أجدادهم ورجوالتهم عن مواجهته في ميدان الفروسية والمنازلة ، فانكفوا في جحورهم

كالسحالى يتلونون بالف لون ولون ، ويتسترون باكثر من ستار ، ويشترون الضمائر المعروضة للبيع في سوق إلنخاسة بأزهد االثمان ، تلك الضائر التي ال تعدمها في كل عصر ومكان ، فاغدقوا عليهم المال الوفير

للكيد به ، واالساءة اليه ، فأكثر اولئك التافهين من الكذب واالفتراء ، والطعن والبهتان ، متخمرين ما تصوروا أن له أشد التأثير بشخص علي

عليه السالم ، والطعن بامامته ، فتوافق ذلك مع حقدهم على أبي طالب رحمه الله تعالى نتيجة وقوفه إلى جانب رسول الله صلى الله عليه

وآله ، فتلقفوها تلقف الكرة ... وهكذا فقد أصبح هذا الرجل ضحية مؤامرة محبوكة من مؤامرات االمويين ومكائدهم الجمة بالدين واهله ، وسرت تلك الروايات الكاذبة

في الكثير من المصادر التأريخية وغيرها سريان السم الزعاق في بدن العليل ، دون أن يكلف البعض نفسه مؤونة التحقيق والمراجعة لصحة ما

يقوم بنقله ، فتوارث الخلف آثام السلف ، واتبعوهم كاالعمى ال فحص والتمحيص ، وتلك هي والله ام الفواقر ، وثالثة االثافي.

والحق يقال : إن مجرد االستقراء المتعجل لجملة الحقائق التي يغفل عنها البعض تظهر بوضوح مظلومية هذا الرجل ، وجفاء العديد من مفكري االمة وباحثيها له من العامة بشكل ال يصدق ، رغم ما قرأته من

بعض المباحث القيمة التي خرجت من حالة التقليد االعمى التي سار عليها الكثيرون سابقا وال زالوا ... وأنا وإن كنت في موضع ال يتسع اليراد

ي أحيل القارئ الكريم الى جملة تلك الشواهد واالدلة والحقائق إال انيعة ومفكريها حول هذا قراءة ودراسة ما كتب من قبل علماء الش

الموضوع ، وخالل ما مضى من القرون وفي هذه االيام ، ثم أدعوهز إال الى الحق ، ومن للحكم على صحة ما ذهبا اليه دون تحزب أو تحي

ذلك : يخ المفيد محمد بن محمد بن إلنعمان1 ـ ايمان أبي طالب : للش

البغدادي. ـ ايمان أبي طالب : للسيد أحمد بن موسى بن طاووس الحلي. 2 ـ ايمان أبي طالب : المعروف بكتاب الحجة على الذاهب الى3

تكفير أبي طالب :

143 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

ذي ما قامت راية حرب على إلنبي اال وهو أبو سفيان الذي أظهر اإلسالم كرها وما زال سائقها وقائدها وناعقها ، وال

ذي يقول لما صارت يعلن بكفره وعدائه لالسالم ، وهو الة تلقف الكرة ، ة : تلقفوها يا بني امي الخالفة الى بني أمي

ذي يحلف به أبو سفيان ة وال نار (1)فوال !! (2) ما من جن ، وأبو طالب(3)نعم ، هذا بحكم المسلمين مات مسلما

حامية االسالم __________________

د أبي علي فخار بن سعد الموسوي. للسيد محمد علي آل شرف الدين4 ـ شيخ االبطح ، أو أبو طالب : للسي

الموسوي. ـ الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب : للشيخ ميرزا محمد5

الطهراني. ـ ضياء العالمين في فضائل االئمة المصطفين : للشيخ أبي6

الحسن الفتوني النجفي. يخ جعفر إلنقدي. 7 ـ مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للش ـ أبو طالب مؤمن قريش : للشيخ عبدالله الخنيزي. 8

( أي بالالت والعزى.1).86 : 3 ، مروج الذهب 87 : 4( انظر : االستيعاب 2)ى تظل العقول مسترسلة في3) ( وذلك والله من عجب العجاب ، فأن

غيها وغفوتها ، وحتى م يبقى هذا الحجاب من الغفلة والجهل يطوي مكامن العقول ولباب الحقائق ، بل ومتى يتوقف البعض ولو قليال ليدرك

عمق ما يتقوله دون حجة والدليل ، وال سلطان مبين ... فمن هو أبي سفيان ، وما هو تأريخه ، بل وهل هو خاف على أحد ليأتي من يأتي فيصات االمويين السقيمة لتجميل وجه آخر الزمان ، مرددا ارهاصات وتخر شيخهم الكالح البغيض ، وهو ما نقرأه بين األونة واألخرى في كراسات

وقصاصات صفراء متغضنة ، وإال فهل خفي على أحد أن هذا الرجل كانبين على رسول الله د بالالت9من أكثر المؤل ، وقائد االحزاب ، والمتعب

والعزى ؛ والذي انفق جل أمواله في محاربة الله ورسوله حتى نزل فيه ـ إن الذين كفروا لن )على ما يروي الرازي في تفسيره ـ قوله تعالى

والذي ما نطق( تغني عنهم أموالهم وال أوالدهم من الله شيئا شهادتين إال مكرها ، مسرا للعداوة ، مبطنا للكفر ، متحينا للفرص

السانحة ، كيدا باالسالم وأهله ، حتى لقد روت عنه الكثير من المصادر التاريخية المختلفة ، وكتب التراجم والسير العديد من االخبار التي تطعن

في صحة اسالمه ، وتشكك فيه ، ومن ذلك قوله لعثمان حين صارت الخالفة اليه : قد صارت اليك بعد تيم عدي ، فادرها كالكرة ، واجعلة وال نار!!. انظر : ما هو الملك ، وال أدري ما جن أوتادها بني امية ، فان

. 87 : 4االستيعاب بهامش االصابة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 144

مات كافرا!! ، مع أن أقل كلماته : ولقد علمت بأن دين محمد

 

(1)من خير أديان البرية دينا   

وأبو طالب ليس بذلك الرجل الضعيف ، وذي الرأي السخيف الذي يعلم بأن دين محمد من خير األديان وال يتبعهن به خوفا من إلناس ، وهو سيد البطحاء! فدع عنك وال يتدي

هذا وعد الى حديث من أراد هدم اإلسالم!! ذين ذكرناهم؟ أو الطبقة التي بعدهم ـ أهم هؤالء ال طبقة التابعين ـ كاألحنف بن قيس ، وسويد بن غفلة ،

وعطية العوفي ، والحكم بن عتيبة ، وسالم بن أبي الجعد ،وعلي بن الجعد ، والحسن بن صالح ، وسعيد بن

__________________ بل وما رواه ابن الزبير عنه يوم اليرموك حيث كان ) أي ابو

سفيان ( إذا راى أن الروم ظهروا على المسلمين قال : ايه بني االصفر!واذا كشفهم المسلمون قال :

وبنوا األصفرالملوك ملوك الر 

وم لم يبق منهم مذكور  

بل وفي حنين كانت االزالم في كنانته يستقسم بها ، ولما راى انهزام المسلمين سر بذلك وقال : ال تنتهي هزيمتهم دون البحر ، لقد

غلبت هوازن!! فقال له صفوان ـ وكان يستمع اليه ـ : بفيك الكثكث ) أي. 52الحجارة والتراب (. انظر : النزاع التخاصم :

ها خير شاهد على ذلك ، رغم واليك كتب التأريخ وغيرها تأمل بها فان ما تسرب إلى العديد منها من الدس واالفتراء ، والكذب الرخيص ، من الذين وان قيل باختالف مشاربهم ولكنهم يتفقون بال شك على عدواة أهل بيت إلنبوة عليهم السالم وبغضهم ، خالفا لوصية الله تعالى بهم

ورسوله صلى الله عليه وآله. ( أحد جملة ابيات مشهورة نقلتها المصادر المختلفة ، واتفقت على1)

نسبتها إلى أبي طالب رحمه الله تعالى ، منها :والله لن يصلوا إليك بجمعهم

 

راب كفينا د في الت حتى اوس  

فاصدع بامرك ما عليك غضاضة 

وابشر بذاك وقر منك عيونا  

ك ناصحي ودعوتني وعلمت أن 

ولقد دعوت وكنت ثم امينا  

ولقد علمت بأن دين محمد 

من خير أديان البرية دينا  

145 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

ب ، واألصبغ بن نباتة ، وسليمان بن جبير ، وسعيد بن المسي مهران األعمش ، ويحيى بنى يعمر العدواني صاحب الحجاج

، وأمثال هؤالء ممن يطول (1)__________________

( لعل المتبادر إلى أذهان البعض أن لهذا الرجل صحبة مع الحجاج لعنه1) الله تعالى ، إال أن لذلك واقعة مشهورة بين االثنين عرف ابن يعمر بها ،

ومن ذلك فان الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى أشار إلى ذلك األمرمجرد اشارة لوضوحه.

هـ ( في449وتلك الواقعة يرويها الشيخ الكراجكي ) المتوفى سنة ( : 357 : 1كتابه الشهير كنز الفوائد )

قال : قال الشعبي : كنت بواسط ، وكان يوم أضحى ، فحضرت العيد مع الحجاج فخطب خطبة بليغة ، فلما انصرف جاءني رسوله ،

فاتيته فوجدته جالسا مستوفزا ، فقال : يا شعبي ، هذا يوم اضحى ، وقد أردت أن اضحي برجل من أهل العراق!! واحببت أن تسمع قوله فتعلم

ي قد أصبت الرأي فيما أفعل به!!. أنن بسنة رسول الله صلى الله ها األمير ، لوترى أن تتسن فقلت : أي

عليه وآله وتضحي بما أمر أن يضحى به ، وتفعل مثل فعله ، وتدع مااردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره.

ك اذا سمعت ما يقوله صوبت رأيي فيه ، لكذبه فقال : يا شعبي ، إنعلى الله وعلى رسوله ، لى إدخاله الشبهة في االسالم!!

قلت : أفيرى االمير أن يعفني من ذلك؟ قال : ال بد منه.

ثم أمر بنطع فبسط ، وبالسياف فاحضر ، وقال : احضروا الشيخ. فاتوه به ، فاذا هو يحيى بن يعمر ، فاغتممت غما شديدا ، وقلت

في نفسي : وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله. فقال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟.

قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق. قال : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول

الله؟ قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قائل بحق.

قال : وبأي حق قلت؟ قال : بكتاب الله عزوجل.

فنظر الي الحجاج وقال : اسمع ما يقول ، فان هذا مما لم أكن سمعته عنه ، أتعرف انت في كتاب الله عزوجل أن الحسن والحسين من

ذرية محمد رسول الله صلى الله عليه ] وآله [؟

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 146

...................................................__________________

فجعلت أفكر في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك. وجل : ر الحجاج مليا ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عز وفك

فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا ) وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل

[. 61 : 3 ] ال عمران ( لعنة الله على الكاذبين وأن رسول الله صلى الله عليه ] وآله [ خرج للمباهلة ومعه علي

[؟ :وفاطمة والحسن والحسين ] قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سرورا ، وقلت في نفسي : قد

خلص يحيى. وكان الحجاج حافظا للقرآن!! ها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج فقال يحيى : والله إن

لما قلت. فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ، ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة األف درهم ،

وإن لم تات بها فانا في حل من دمك. قال : نعم.

قال الشعبي : فغمني قوله وقلت ] في نفسي [ : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ،

ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فان جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أنه قد علم ما جهله يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئال يدعي أن

هو. يته داود وسليمان )فقال يحيى : قول الله عزوجل : wومن ذر )

[ من عنى بذلك؟ 84] االنعام : قال الحجاج : ابراهيم.

قال : فداود وسليمان من ذريته؟ قال : نعم.

قال يحيى : ومن نص الله تعالى عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي )فقرأ الحجاج :

. ( المحسنينقال يحيى : ومن؟

. ( وزكريا ويحيى وعيسى )قال : قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية ابراهيم وال أب له؟!

قال : من قبل امه مريم. قال يحيى : فمن أقرب ، مريم من ابراهيم أم فاطمة من محمد

؟ 9

147 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

تعدادهم وذكر أدلة تشيعهم؟ ذين أرداوا هدم االسالم؟ أم الطبقة األخرى أهؤالء ال

من التابعين وتابعيهم ، وهم مؤسسو علوم اإلسالم؟ كأبيحو ، والخليل بن أحمد االسود الدؤلي مؤسس علم الن

الفراهيدي مؤسس علم اللغة والعروض ، أم أبو مسلمذي نص معاذ بن مسلم الهراء مؤسس علم الصرف اله كان السيوطي في الجزء الثاني من المزهر وغيره أن

، ويعقوب بن إسحاق السكيت إمام العربية؟ (1)شيعيا أم مؤسسو علم التفسير؟ وأولهم الحبر عبدالله بن

عباس وتشيعه كنار على علم ، وجابر بن عبدالله األنصاري ، وأبي بن كعب ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بنر جمع علوم القرآن وهو محمد بن ب ، وأول مفس المسي

ذي ذكره ابن إلنديم وغيره ونص على عمر الواقدي ال؟ (2)تشيعه واسم تفسيره ) الرغيب (

أم مؤسس علم الحديث؟ وهو أبو رافع ، مولى رسول ، صاحب كتاب ) األحكام والسنن والقضايا ( وهو من9الله

وصاحب بيت ماله بالكوفة ،7المختصين بامير المؤمنين ،7 ، كاتب أمير المؤمنين (3)ثم تاله ولده علي بن أبي رافع ف في الفقه وهو أول من صن

__________________؟ 9 من رسول الله :وعيسى من ابراهيم أم الحسن والحسين قال الشعبي : فكأنما القمه حجرا.

فقال : اطلقوه قبحه الله ، وادفعوا اليه عشرة االف درهم ، ال باركالله له فيها .....

.400 : 2( المزهر 1).194( فهرست ابن النديم : 2)يعة : 3) ،216 ، رجال النجاشي : 298 ، و 283( انظر : تأسيس الش

، الكنى وااللقاب263 : 2 ، تنقيح المقال 1011|134رجال ابن داود : يعة 68|102 ، الخالصة : 74 : 1 .151|8 ، أعيان الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 148

بعد أبيه. ثم أخوه عبيدالله بن أبي رافع ، وهو أول من ألف. (1)من المسلمين في التاريخ وضبط الحوادث واآلثار

أم مؤسسو علم الكالم؟ وأول من تكلم في علم الكالم أبو هاشم بن محمد بن الحنفية ، وألف فيه كتبا جليلة ، ثم

ذي بقي إلى أيام أبي جعفر ، عيسى بن روضة التابعي ال وهما أسبق من واصل بن عطاء وأبي حنيفة الذي زعم

ف في الكالم. هما أول من صن السيوطي أن ثم تالهما من أعالم الشيعة في علم الكالم قيس

الماصر ، ومحمد ابن علي األحول ـ المعروف عندنا بمؤمن وهم(2)الطاق وعند غيرنا بشيطان الطاق ـ وآل نوبخت

عائلة علم جليلة استمرت سلسلتهم أكثر من مائة سنة ، ولهم مؤلفات عالية كـ ) فص الياقوت ( وغيره ، وهشام بن الحكم ، واألحول والماصر ، وتالميذهم كأبي جعفر البغدادي السكاك ، وأبي مالك الضحاك الحضرمي ، وهشام بن سالم

، ويونس بن يعقوب ، ونظرائهم. ذين دوخوا علماء المذاهب من المسلمين هؤالء هم ال وغيرهم من المالحدة وغيرهم في الجدل واالحتجاج حتى

أوقعوهم في المضيق ، وسدوا عليهم الطريق في التوحيدواإلمامة وغيرهما ، ولو أن أحدا يتصدى لجمع

__________________ ،237 : 2 ، تنقيح المقال 281 و 232( انظر : تأسيس الشيعة : 1)

، رجال الطوسي :2|112 ، الخالصة : 466|107فهرست الطوسي : .11 : 7 ، تهذيب الهذيب 74 : 1 ، الكنى وااللقاب 17|47

( اسرة جليلة وعريقة في العلم والمعرفة ، أصلهم من الفرس ، كان2)با من أول من أسلم منهم جدهم نوبخت الذي ينتسبون إليه ، وكان مقر

أبي جعفر المنصور. ونوبخت لفظ فارسي مركب من كلمتين ) نو ( أي جديد ، و

) بخت ( اي حظ ، ومعناه : الحظ الجديد. برز منها الكثير من العلماء والفالسفة والمؤرخين والكتاب واالدباء

والشعراء والوزراء. . 93 : 2راجع أعيان الشيعة للسيد محسن االمين

149 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

مناظرات كل واحد منهم المنتشرة في متفرقات مؤلفات أصحابنا ، لجاء لكل واحد كتاب مفرد ، على األخص هشام

يعة نا لو أردنا أن نحصي فالسفة الش بن الحكم ، كما أنوحكماءها ومتكلميها الستوعب ذلك عدة مجلدات.

ذين أرادوا قل لنا يا صاحب ) فجر االسالم ( : أهؤالء الير واآلثار ، ودونوا هدم االسالم ، أم الذين أسسوا علم الس

ومعجزاته وغزواته وكرم أخالقه ، وأول من9سيرة النبي ف ذلك من علماء االسالم أبان ابن عثمان األحمر صن

،7 هـ ( من أصحاب الصادق 140التابعي المتوفى سنة ) ثم هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، ومحمد بن اسحاق المطلبي ، وأبو مخنف االزدي ، وكل من كتب في هذا الفن

فهو عيال عليهم. والجميع من أعالم الشيعة باالتفاق. يعة هم من الش خين وأثباتهم ، وكل ثم تالهم أعاظم المؤر ، كأحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب ) المحاسن ( ، ونصر بن مزاحم المنقري ، وإبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي ، وعبدالعزيز الجلودي البصري االمامي ، واليعقوبيجف ، أحمد بن يعقوب المطبوع تاريخه في اوروبا وفي الن

ومحمد بن زكريا ، وأبي عبدالله الحاكم المعروف بابن البيع ، والمسعودي صاحب ) مروج الذهب ( ، ومحمد بن علي

لطانية ( ، وكثير من(1)بن طباطبا صاحب ) اآلداب السأمثالهم ممن يضيق التعداد عن حصرهم.

ثم اعطف نظرك على أشهر شعراء االسالم ، وذويالرايات واألعالم

__________________ ( االداب السلطانية والدول االسالمية ، ويعرف باسم ) الفخري في1)

اآلداب (. ( : هو في125 : 16قال عنه الطهراني رحمه الله في الذريعة )

تاريخ الخالفة االسالمية إلى انقراض بني العباس وتسلط هوالكو على هـ (. 656بغداد في )

هـ ( وآخرها خامس701ألفه في مدة أولها جمادى اآلخرة سنة ) شوال من السنة المذكورة في الموصل الحدباء باسم واليها فخر الدين

عيسى بن ابراهيم.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 150

يعة ، وهم على طبقات : منهم ، فهل تجدهم إال من الش طبقة الصحابيين : وأعاظم شعراء هذهاألولى :

يعة ، أولهم النابغة الجعدي ، شهد مع الطبقة كلهم من الش ،(1) صفين ، وله فيها أراجيز مشهورة 7أمير المؤمنين

وعروة بن زيد الخيل ، وكان معه بصفين أيضا ) راجع ، ولبيد بن ربيعة العامري نص جماعة على(2)االغاني (

عه ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور ، وابو(3)تشي األسود الدؤلي ، وكعب بن زهير صاحب ) بانت سعاد ( ،

وكثير من نظرائهم. المعاصرة لطبقة التابعين :الطبقة الثانية :

د الحميري ، ة ، والسي كالفرزدق ، والكميت ، وكثير عزوقيس بن ذريح وأقرانهم.

من بعدهم من أهل القرن الثاني :الطبقة الثالثة : كدعبل الخزاعي ، وأبي نؤاس ، وأبي تمام ، والبحتري ،

وديك الجن عبدالسالم ، وأبي __________________

( للنابغة الجعدي355( روى نصر بن مزاحم في وقعة صفين ) صفحة1)جملة من االبيات الشعرية ألقاها في أيام تلك الواقعة ، منها :.

ليت شعري إذا مضى ما قدمضى

 

وتجلى االمر لله االجل  

ما يظنن بناس قتلوا 

أهل صفين وأصحاب الجمل  

أينامون إذا ما ظلموا 

أم يبيتون بخوف ووجل  

( : كان لزيد الخيل258 : 17( قال ابو الفرج االصبهاني في االغاني )2) ابن يقال له عروة ، وكان فارسا شاعر ، شهد القادسية فحسن بالؤه فيها

صفين ، وعاش إلى إمارة معاوية ،7، وشهد مع علي بن أبي طالب ، فامتنع عليه ، وقال :7فأراده على البراءة من علي

يحاولني معاوية بن حرب 

وليس إلى الذي يهوى سبيل  

على جحدي أبا حسن عليا 

وحظي من أبا حسن جليل  

قال : وله اشعار كثيرة.( راجع ترجمتنا له في الملحقات الخاصة بالتراجم. 3)

151 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

الشيص ، والحسين بن الضحاك ، وابن الرومي ، ومنصور النمري ، واألشجع األسلمي ، ومحمد بن وهيب ، وصريع

الغواني. وبالجملة : فجل شعراء الدولة العباسية في هذا القرن

يعة ، عدا مروان بن أبي حفصة ذي بعده كانوا من الش والوأوالده.

أهل القرن الرابع منوكذلك الطبقة الرابعة الثالثمائة فما بعد : مثل متنبي الغرب ابن هاني األندلسي ،

وابن التعاويذي ، والحسين بن الحجاج صاحب المجون ،ذي قيل فيه : بدئ والمهيار الديلمي ، وأمير الشعراء ال

الشعر بملك وختم بملك ، وهو أبو فراس الحمداني. وكشاجم ، والناشئ الصغير ، والناشئ الكبير ، وأبو بكر

الخوارزمي ، والبديع الهمداني ، والطغرائي ، وجعفر شمس الخالفة ، والسري الرفاء ، وعمارة اليمني ،

والوداعي ، والخبز أرزي ، والزاهي ، وابن بسام البغدادي ،والسبط ابن التعاويذي ، والسالمي ، والنامي.

وبالجملة : فأكثر شعراء ) يتيمة الثعالبي ( ـ وهي أربعيعة ، حتى اشتهر وشاع من يقول : مجلدات ـ من الش

) وهل ترى من أديب غير شيعي (. وإذا أرادوا أن يبالغوا في رقة شعر الرجل وحسنه قالوا

: يترفض في شعره. يعة ، وربما وقد يعد المتنبي وأبو العالء أيضا من الش

تشهد بعض أشعارهم بذلك ، راجع الجزء الثاني من وافهم (1)) المراجعات الريحانية (

__________________(1 ( من مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ، يعرف أيضا

باسم ) النقود والردود ( ، و ) المطالعات والمراجعات (. يقع في جزءين ، الجزء األول منه طبع أول مرة في بيروت عام )

هـ ( ، وفيه مراجعة مع أمين بن فارس البجاني ، المعروف1331 هـ ( حول نقده لكتاب المؤلف رحمه الله المسمى1359بالريحاني ) ت

بـ ) الدين واالسالم ( ، وهو يقع في جزءين أيضا ، أولهما في فلسفةالدين

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 152

ر. هذا وتدبيعة من قريش خاصة ، مثل : هذا سوى شعراء الشاس ابن عتبة بن أبي لهب ، المترجم في الفضل بن العباألغاني وغيره ، وكأبي دهبل الجمحي وهب بن ربيعة.

أو من العلويين خاصة. كالشريفين الرضي والمرتضى ،ريف الشاعر والشريف أبي الحسن علي الحماني بن الش

ريف بن زيد بن علي بن محمد بن جعفر بن محمد الش وكلهم شعراء ، وكان الحماني يقول : أنا شاعر:الحسين

وأبي شاعر وجدي شاعر. ومحمد بن صالح العلوي الذيريف(1)ترجمه في األغاني وذكر له نفائس الشعر ، والش

يعة ابن الشجري ... الى كثير من أمثالهم من شعراء الشالعلويين.

ع وشعر ( (2)راجع كتاب ) نسمة السحر فيمن تشي

للشريف اليماني تجد نبذة صالحة منهم. يعة : كعبد الرحمن بن بل ومن شعراء األمويين الش

الحكم أخي مروان __________________

االسالمي ، واثبات الصانع ، والتوحيد ، والعدل ، وما يتعلق بهما ، والثانيفي اثبات النبوة.

وأما الجز الثاني من المطالعات فقد طبع أول مرة في صيدا عام ) هـ ( أيضا ، وفيه بعض المراجعات الريحانية ، والنقد لتأريخ آداب1331

اللغة العربية لجرجي زيدان. وفي آخره ) عين الميزان ( الذي هو نقد لكتاب ) ميزان الجرح

والتعدديل ( للقاسمي. .10 : 3 ، معجم المؤلفين 293 : 8 و 295 : 4راجع. الذريعة

.372 ـ 36 0 : 16( االغاني 1) ( : )154 : 24( قال الشيخ الطهراني رحمه الله تعالى في الذريعة ) 2)

ع وشعر ( : فهرس لبعض شعراء الشيعة ، مة السحر بذكر من تشي نس هـ ( فرغ121 ـ 1078لضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني اليماني )

هـ ( ثم ضم إليه ملحقاته إلى حين1111 رجب عام ) 13من الكتاب في الوفاة.

ه لم يذكر85وهو في مجلدين يشمل األول على ) ( ترجمة ، اال أن اال المشهورين من الشعراء ، فان المثل السائر حتى القرن الرابع كان

يقول : هل رأيت أديبا غير شيعي.

153 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

، وخالد بن سعيد بن العاص ، ومروان بن(1)ابن الحكم محمد السروجي أموي شيعي ، هكذا ذكره الزمخشري في

) ربيع األبرار ( على ما يخطر ببالي وأنشد له : يا بني هاشم بن عبد مناف

 

ني )منكم( بكل مكان(2)ان  

أنتم صفوة اإلله ومنكم 

جعفر ذو الجناح والطيران  

وعلي وحمزة أسد الله 

وبنت النبي والحسنان  

ولئن كنت من امية اني 

حمن )لبريء منهم الى الر3)

  

وكأبي الفرج األصبهاني صاحب ) األغاني ( و ) مقاتل الطالبيين ( ، وكاألبيوردي األموي الشاعر المشهور صاحب

) النجديات ( و ) العراقيات ( ، وغيرهم ممن ال تحضرني الساعة أسماؤهم ، وكنت ] قد [ وقفت على جماعة من

ي اكتب هذا الكتاب على جري القلم يعة األمويين ، ولكن الش ، وترسل الطبع ، وما هو العتيد الحاضر في الخاطر ، من

دون تجديد مراجعة كتاب أو مطالعة باب. __________________

( : أن عبدالرحمن263 : 13( روى أبو الفرج األصبهاني في االغاني ) 1) بن الحكم بن أبي العاصي كان عند يزيد بن معاوية ، وقد بعث إليه

، فلما وضع بين يدي يزيد في8عبيدالله بن زياد برأس الحسين بن علي الطشت بكى عبدالرحمن ثم قال :

أبلغ أمير المؤمنين فال تكن 

كموتر أقواس وليس لها نبل  

لهام بجنب الطف أدنى قرابة 

من ابن زياد الوغد ذي الحسبذل الر

  

سمية أمسى نسلها عدد الحصى 

وبنت رسول الله ليس لها نسل  

( : معكم ، ولعلها321( كذا في ربيع االبرار ، وفي معجم الشعراء )2)أنسب.

، ومثله المرزباني492 : 1( نعم ، ذكره الزمخشري في ربيع االبرار 3) ، حيث قال : مروان بن محمد السروجي ، من321في معجم الشعراء :

ة ، من أهل سروج بديار مضر ، كان شيعيا ، وهو القائل ... وذكر بني امياالبيات أعاله.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 154

ثم اعطف نظرك على أعاظم الملوك واالمراء والكتابيعة كالدولة الفاطمية ، والبويهية ، والوزراء من الش

والحمدانيين ، وبني مزيد بن صدقة ، وبني دبيس ، وعمرانب العقيلي ، بن شاهين أمير البطائح ، والمقلد بن المسي

ب. وقرواش بن المسي بل وأعاظم الخلفاء العباسيين : كألمأمون ، والمنتصر ،

والمعتضد أحمد بن الموفق ، والناصر أحمد بنع وأشعاره المستضيء ، وهو أشهرهم في التظاهر بالتشي ومراجعته مع الملك األفضل علي بن يوسف صالح الدين

ع مشهورة (1)األيوبي الصريحة في غلوهما بالتشي

والمستنصر ، وذي القرنين التغلبي وجيه الدولة أبي مطاع ، وتميم بن المعز بن باديس ملك أفريقيا والمغرب ، وكثير

من أمثالهم مما ال مجال لتعداد أسمائهم فضال عن ترجمةأحوالهم وأنبائهم.

ثم اسبر أكابر الوزراء في االسالم ، فهل تجدهم إال منه أول من سمي وزيرا في يعة ، كاسحاق الكاتب ، ولعل الش االسالم ، قبل الدولة العباسية ، وأبي سلمة الخالل حفص

بن سليمان الهمداني الكوفي ، أول وزير ألول خليفة عباسي ، استوزره السفاح وفوض جميع االمور اليه لفضله

وكفاءته ، ولقب ) وزير آل محمد ( ثم قتله السفاح حينع آلل علي . :أحس منه بالتشي

وكأبي عبدالله يعقوب بن داود ، وزير المهدي الذيتولى تدبير جميع األمور حتى قيل فيه :

وا طال نومكم بني امية هب 

إن الخليفة يعقوب بن داود(2)

  

__________________د حسن االمين رحمه الله في أعيانه 1) :2( أورد هذه المراجعة السي

، فلتراجع.195 : 3 ، والقمي رحمه الله في كناه 507 ( قيل : إن قائل هذين البيتين الشعريين هو بشار بن برد ، الشاعر2)

االعمى المعروف ، الذي لم

155 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

عه أيضا إلى(1)وحبسه المهدي أخيرا في المطبق لتشيأن أخرجه الرشيد.

يعة : بنو نوبخت ، وبنو ومن بيوتات الوزارة من الش سهل وزراء المأمون كالفضل بن سهل ، والحسن بن

سهل. : أبو الحسن علي بن محمد ، تولى(2)وبنو الفرات

الوزارة للمقتدر ثالث مرات ، وأبو الفضل جعفر ، وأبوالفتح الفضل بن جعفر.

وبنو العميد محمد بن الحسين بن العميد ، وابنه ذوالكفايتين أبو الفتح علي بن محمد ، وزراء ركن الدولة.

وبنو طاهر الخزاعي وزراء المأمون ومن بعده ،بي الحسن ابن هارون ، وأبو دلف العجلي ، والوزير المهل

والصاحب بن عباد ، وداهية السياسة أبو القاسم الوزير المغربي ، ومؤسس الدولة الفاطمية رجل الدولة

ياسة أبو عبدالله الحسين بن زكريا المعروف بـ والسيعي ( ، وإبراهيم بن العباس ) الش

__________________ يلبث بعد ذلك أن هجا المهدي بجملة من االبيات التي نعرض عن ذكرها ،

ن به المهدي الفرص حتى قتله. فتحيد المرتضى ، سير34 2 : 3 ، االغاني 141 : 1أنظر : أمالي السي

.94 : 3 ، ديوان الشاعر 347 : 8أعالم إلنبالء ( سجن مظلم تحت االرض يوضع فيه من ال يوافق هوى الحكام1)

العباسيين ، وهي سياسة ثابتة يتفق عليها كل الطواغيت في جميع االمصار وعلى طول الدهور ، وإن خضعت ـ مع مرور االزمنة ـ للمؤثرات

التقنية لتواكب التقدم العلمي بالشكل الذي يتناسب وأمزجة الحكام وحبهم لسفك الدماء. فال غرابة فيما نقرأه من أشكال هذه السجون ،

ووحشة ترتيبها في عصر العباسيين واالمويين آنذاك ، النها في أيامنا هذه لم تعد اال كلعب االطفال قياسا بما نراه ونسمعه من أشكال ونظم

السجون والمعتقالت التي تزخر بها الكثير من الدول المبتالة باالنظمةالجائرة ، والحكومات الفاسدة.

( اسرة شيعية ، أصلهم من صديقين من أعمال الدجيل ، وكانوا من2)العوائل المشهورة المعروفة بالفضل والكرم والنبل.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 156

الصولي الكاتب الشهير في دولة المتوكل ، وطالئع بن رزيك أحد وزراء الفاطمية المشاهير ، واألفضل أمير

الجيوش في مصر وأوالده ، وأبو الحسن جعفر بن محمد بن فطير ، وأبو المعالي هبة الله بن محمد بن المطلب

وزير المستظهر ، ومؤيد الدين محمد بن عبدالكريم القمي من ذرية المقداد ، تولى الوزارة للناصر ثم للظاهر ثم

للمستنصر. والحسن بن سليمان ، أحد كتاب البرامكة ويعرف بـ

. (1)) الشيعي ( أيضا كما في كتاب ) األوراق ( للصولي ويحيى بن سالمة الحصكفي ، وابن النديم صاحب

) الفهرست ( ، وأبو جعفر أحمد بن يوسف وأخوه أبو محمد القاسم ـ انظر في كتاب األوراق للصولي قصائده البديعة

في مديح أهل البيت ومراثيهم ـ وكانا من أعيان الكتاب والمتقدمين في عصر المأمون ومن بعده ، وكذلك إبراهيم

بن يوسف ، وأوالدهم. واإلمام في علوم العربية والنوادر : أبو عبدالله محمد

بن عمران المرزباني ، صاحب المعجم الذي نص السمعانيعه واعتزاله (2) . إلى كثير يضيق ] عنهم [(3) وغيره على تشي

االحصاء. __________________

( االوراق ...1).521( االنساب للسمعاني : 2)ع بالمعنى الخاص ينافي االعتزال ، ويكفي3) ( في هامش نسخنا : التشي

يعة تقول بالنص والمعتزلة التقول به ، ولكن في تحقيق المباينة أن الشيعة كانوا يتظاهرون باالعتزال ، لمصلحة كانت يقتضيها ذلك كثيرا من الش

الوقت ، ومنهم يحيى بن زيد العلوي ، الذي ينقل عنه ابن أبي الحديدجملة من التحقيقات العالية ، فليفهم هذا .. انتهى.

معاني من الخلط في النسبة بين أقول : نعم ، إن ما ذهب اليه الس عقيدتين تستقل كل واحدة منهما عن االخرى بعقائدها الخاصة بها ، والتي يجد الباحث عند استقراء هذه العقائد وضوح وجالء هذا االختالف الذي قد

يصل في أحيان عديدة إلى حالة تنافر ال يمكن معها

157 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

...................................................__________________

االغضاء أبدا عن ذلك الواقع الثابت مهما يلجأ اليه البعض من الخلطد هو به ، بل تجد والتأويل واالقحام ... نعم ، ليس ذلك باالمر الذي تفر

فات هذا الخلط الممجوج والمستهجن طافحا على سطح العديد من المؤل القديمة والحديثة ، حتى إني وقبل فترة قصيرة عندما كنت مشاركا بجهد متواضع في المؤتمر العالمي الخاص بالذكرى االلفية لوفاة الشيخ المفيد

هـ ( أثار تعجبي ترديد هذه1413رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ) العبارة الباهتة من قبل بعض االساتذة والباحثين ، بشكل ال يجد المرء

أمامه إال التسليم بسريان حالة الفهم السطحي وغير العلمي لخصائص كل عقيدة من هاتين العقيدتين باعتماد افق ضيق في دراسة كل منهما ـ

كما وجدته في عمل المستشرق آدم متز أثناء حديثه عن الحضارة االسالمية في القرن الرابع ، الهجري باعتماده على كتاب علل الشرائع

يعة والمعتزلة!! ـ والترديد يخ الصدوق فحسب لتقييم الصلة بين الش للش الحرفي وغير العلمي لما ورد في كتابات اولئك المستشرقين ـ كما يتبين ذلك في كتاب فجر االسالم للدكتور أحمد أمين ـ أو بعض السابقين ممنيعة االمامية من كل خصائصهم وعقائدهم ، استجابة جهدوا في تجريد الش الرادات الحكام آنذاك من الذين دفعهم التعصب البغيض والتحزب االعمى

، إلى اتخاذ هذا الموقف:لمذاهبهم ، وعدائهم الواضح الهل البيت يعة االمامية وأفكارها ، يضاف إلى ذلك الملتوي والمفضوح من عقائد الش

ـ وهو االهم ـ دأب اولئك الحكام على ايقاد نار الخالف والتناحر الفكري والعقائدي بين فرق المسلمين المختلفة وتأجيجها في محاولة منهم

لصرف أذهان الناس عن تلمس الوضع المزري التي تعيشه شعوبهم المغلوبة على أمرها ، كنتيجة منطقية لتسلط جملة مشخصة من االفاقين

والفاسدين على رقاب األمة ، وانغماسهم في اللهو واصطياد المتع الرخيصة ومنادمة الجواري والغلمان ، واشراعهم أبواب بيوت مال

المسلمين أمام المغنين والراقصين والماجنين وغيرهم ، حين يحرم من ذلك المال أصحابه الشرعيين ، ومن ينبغي أن تصرف تلك االموال

فيهم ... فكان ايقاد ذلك الخالف واالختالف بين الفرق االسالمية المختلفة خير وسيله لصرف أذهان زعماء تلك المذاهب والفرق واتباعهم عن

االلتفات الجدي إلى ذلك االمر ، الن ساحة المنازلة القسرية تكون في محاولة الدفاع عن وجودهم الفكري والعقائدي قبالة التحديات الفكرية

المطروحة أمامهم ، وهذا ما سعى له الحكام آنذاك وأتباعهم ، فكانلت بالتالي البنيان االساسي ورغم ما نتج عنه من نتاجات واسعة شك لجملة من عقائد الفرق المختلفة ، وتأكيد الهوية المستقلة للمذاهب

ها وفي مواضع كثيرة ـ وذلك مما يثير االسى واالسف ـ المتعددة ، إال أن كانت أشبه بساحة قتال غير عقالئية ، انشغل فيها المسلمون من أتباع

تلك

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 158

...................................................__________________

الفرق المختلفة باتهامهم البعض لآلخر ، والطعن فيه وتكفيره ، بل واشتداد حدة هذا الخالف بينهم حتى تصل في أحيان عدة الى وقوع صراعات دموية مؤسفة أريقت فيها الدماء ، واستبيحت فيها االموال

واالعراض!! بلى إن ذلك كان مما يروق الؤلئك الحكام ويثلج صدورهم ، بل ومداعاة الطالة أمد حكمهم ، وتلك حقيقة ال يعسر على أحد تلمسها

وادراكها. من خالل مراجعة الفترة الزمنية التي شهدت والدة العديد من تلك الفرق ابان القرن الهجري الثاني وما بعده ، وانضواء الكثيرين

باعهم لزعماء تلك المذاهب ومفكريها ، وبالتالي توظيف امكاناتهم واتالمختلفة في الدفاع عن هذه عقائد ورد عقائد االخرين وتوهينها.

هذا في الوقت الذي كان فيه االئمة من أهل البيت عليهم السالم وأتباعهم يواصلون جهدهم الرصين في خدمة هذا الدين الحنيف ، حيث كانت تعج مدارسهم ومجالسهم ـ في الكوفة والبصرة وبغداد ـ باألالف

ن أقلق من الطلبة والدارسين ، ويتزايد عدد شيعتهم ومريديهم بشكل بي المراكز الفاسدة وأعوانها ، بل وحتى رموز بعض المذاهب االسالمية

المختلفة مع االسف الكثير ، فكانوا في أحيان كثيرة عونا مع السلطةالظالمة على اخوانهم في الدين ، فتأمل.

ثم إن الملفت للنظر كون حدة ذلك الصراع الفكري آنذاك كانت على أشدها بين مدرستين كبيرتين هما : االشاعرة ، والمعتزلة ، وحيث

تتلخص قضية ذلك الخالف في جمود المحدثين والفقهاء على النص ، وعزلهم العقل عن الدين ، بل وتجريده عن جميع صالحياته الثابتة والتي نادت بها جميع االديان ، حين كان يقابلهم ـ على الضد ـ موقف المعتزلة المفرط في تحكيم العقل ، وبالشكل الذي أثار الطرف اآلخر ، فحدثت

بينهما هذه الفجوة الرهيبة. هذا والحكام يجدون في ذلك االمر تدعيما الركان حكمهم ، وتثبيتا

لملكهم ، فوقفوا إلى جانب االشاعرة ـ بعد أن كانوا ميالين إلى المعتزلةوا بين لهم ـ وتبنوا آرائهم ، وطعنوا في آراء االخرين بعد أن أقر ومقر

أربعة من المذاهب الفقهية االسالمية وأعرضوا عن غيرها. إن هذا الموقف المتعجرف دفع إلى الظل بالكثير من اآلراء

والعقائد األخرى ، وبالتالي تهيئة المجال لخدم السلطة والمتحجرين من أتباع المذهب الذي تؤمن به السلطة إلى الطعن بعقائد اآلخرين ، وتزييف

الكثير من الحقائق والثوابت ، وتركيز جملة مشوشة وهجينة منيعة االطروحات الباهتة ، ومن ضمنها هذا الخلط الواضح بين عقائد الش

االمامية وبين عقائد المعتزلة.

159 ..................................دور الشيعة في بناء الحضارة االسالمية

...................................................__________________

ونحن وإن لم نكن في معرض اثبات بطالن الشبهات القائلة بأن االمامية عيال على المعتزلة في أصول عقائدهم ، أو أنهم مقلدون لهم ،

أو غير ذلك من التفاهات المردودة ، والتي تصدى الثبات بطالنها وردها الكثير من علماء الطائفة ومفكريها بشكل واضح وجلي ال جدوى من

االستفاضة في التعرض له ، مع ادراكنا الواضح بأن المجال هنا ال يتسع لها ، إال إنا سنحاول من خالل هذه االسطر المحدودة االشارة المختصرة

إلى االختالفات الجوهرية بين هاتين العقيدتين االسالميتين. فاألصول الخمسة التي تشكل أساس مذهب االعتزال ـ والتي هي :

التوحيد ، والعدل ، والوعد والوعيد ، والمنزلة بين المنزلتين ، واالمرب عليها دون شك جملة مفاهيم بالمعروف والنهي عن المنكرـ تترت

ل القاعدة العقائدية للمعتزلة ، والتي تبدو عند مقارنة وتصورات تشك الكثير منها بآراء االمامية شديدة التباين ، واسعة االختالف ، ولعل من

جملة تلك اآلراء المنبعثة عن تلك األصول ، والتي خالفهم بها االمامية ،ضوا لهم فيها بالمناقشة واالبطال : قولهم بأن االشياء كانت قبل وتعر حدوثها أشياء ، والجواهر أيضا كانت في حال عدمها جواهر ، وكذا هو

حال االعراض وااللوان والحركات. ومن ذلك أيضا : قولهم بان االنسان هو الذي يصنع أفعاله بنفسه ،

متوافقين في ذلك مع القدرية ، وذاهبين فيه إلى التفويض. ومن ذلك ايضا : ما ذهبوا اليه من أن الوفاء بالوعيد واجب على الله

تبارك وتعالى ، خالف االمامية الذين يذهبون إلى عدم وجوبه. ومن ذلك ايضا : قولهم بأن مرتكب الكبيرة بين االيمان والكفر ،

ه يخلد في النار ، حين إن االمامية يذهبون إلى اعتباره مؤمنا فاسقا وأنمستحقا للعقاب على قدر ما أجرم.

يضاف إلى ذلك جملة واسعة من االختالفات الجوهرية في مسائلفاعة ، والتي الصفات ، والحسن والقبح العقليين ، ووجوب اللطف ، والش

فات أصحابنا رحمهم الله تعالى مساحات واسعة ، شغلت في مؤل وجوانب مهمة ، بل إن العديد من أعالم الطائفة أفردوا العديد من مؤلفاتهم للرد على عقائد المعتزلة ابان تلك الحقب السالفة والتي

شهدت فترة االحتدام ، والصراع الفكري والعقائدي بين عقائد الفرق هـ (413االسالمية المختلفة ، أمثال شيخنا المفيد رحمه الله تعالى ) ت

حيث ألف كتابا في الرد على الجاحظ المعتزلي ، وآخر في نقض فضائل المعتزلة ، وكذا كتابه الشهير ) الفصول المختارة ( وكتاب ) الوعيد (

وغيرها ، وحيث تعرض رحمه الله تعالى برحمته الواسعة إلى إيراد جملةيعة في مطاوي كتابه الشهير المعروف بـ ارائهم التي خالفوا بها الش

) أوائل المقاالت ( والتي كان من أوضحها : انكارهم

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 160

يعة ، ومن تقلد ولو أردنا ضبط جميع سالطين الش الوزارة واإلمارة والمناصب العالية ـ بعلمهم ، وكتابتهم ،

وعظيم خدماتهم لالسالم ـ لما وسعتهم المجلدات الضخمةواألسفار العديدة.

وقد تصدى والدنا العالمة ـ أعلى الله مقامه ـ الىيعة ، من علماء ، وحكماء ، وسالطين ، تراجم طبقات الش

ووزراء ، ومنجمين ، وأطباء ـ وهكذا ـ الى ثالثين طبقة ، كلة على حروف المعجم ، وسماه ) الحصون طبقة مرتب

يعة ( فكتب عشرة مجلدات ضخام المنيعة في طبقات الش لم تخرج الى المبيضة ، ومع ذلك لم يأت ] إال [ على القليل

منهم. ولكنا نريد ـ أن نقول لصاحب ) فجر اإلسالم ( : إنذين ذكرناهم ، وأضعاف أمثالهم من رجال كان هؤالء ال

يعة ، الذين أسسوا علوم اإلسالم ، الش__________________

، مع انكارهم أيضا وجود نص بإمامة الحسن7 على علي 9نص النبي ، حيث أنكروا7 ، وكذا هو حال االمام علي بن الحسين 8والحسين

باجمعهم أن يكون إماما لألمة بما يوجب به االمامة الحد من أئمةيعة االمامية من أن االئمة بعد المسلمين ، بل إنهم أنكروا ما تعتقد به الش

اثنا عشر إماما ، مع مخالفتهم لهم في مسالة عصمة9رسول الله االمام ، حيث جؤزوا أن يكون االئمة عصاة في الباطن ، وأن يكونوا أيضا

هم أجازوا االمامة في من ال معجزة له ، وال ممن يقارف الذنوب ، ثم إن نص عليه ، وال توقيف ، مع تجويزهم الن تكون االمامة في غير بني هاشم

، بل وتجويزهم خلو االزمان الكثيرة من إمام موجود ، فراجع. هـ (436وكذا هو حال سيدنا المرتضى رحمه الله تعالى ) ت

والذي كان أبرز ما كتبه في ذلك كتابه الشهير ) الشافي ( ردا على كتابالمغني لعبد الجبار المعتزلي. وغير ذلك ، فتأمل.

يعة بين261 ، كشف المراد : 45راجع : أوائل المقاالت : ، الش ، شرح330 : 1 ، مقاالت االسالميين 239االشاعرة والمعتزلة :

:1 ، الملل والنحل 138 ، تأريخ المذاهب االسالمية : 230 : 2المقاصد وما625 ، شرح االصول الخمسة : 40 ، مذاهب االسالميين : 43

، الحور العين :12بعدها ، الملل والنحل من كتاب البحر الزخار : 204 ..

161 .............................................................حديث عن الرجعة

ذين وشادوا دعائمه ، وأحكموا قوائمه ، إن كانوا هم ال يريدون هدم االسالم ، وأنت واستاذك الدكتور وزمالؤكم همدوا االسالم وأيدوه!! إذا فعلى الدنيا العفا ، وعلى ذين شي الة حيث يقول : االسالم السالم ، ورحم الله فيلسوف المعر

إذا وصف الطائي بالبخل ما در . (1)إلى قوله : فيا موت زر إن الحياة ذميمة ...

وما كان شيء من كل هذا من أصل قصدي ، وصميم غرضي ، ولكن جرى القلم به عفوا ، وتمطى على القول فيه قهرا ، فعسى أن يعلم الكاتب من أبناء العصر ومن

بعدهم ـ بعد ذا كيف يكتب ، ويتصور ماذا يقول ، فقد قال ـ وما أشرف من قال ـ : 7أمير المؤمنين

» لسان العاقل من وراء قلبه ، وقلب الجاهل من وراء. (2)لسانه«

__________________ ( من قصيدة طويلة شهيرة كانت في زمنها محل جدل ونقاش ، لكون1)

المعري قد نسب إلى نفسه في هذه القصيدة أمرا عظيما من العسير أنينسبه أحد إلى نفسه ، مطلعها :

أال في سبيل المجد ما أنا فاعل 

عفاف وإقدام وحزم ونائل  

وحيث يقول في بعض أبياتها :تعد ذنوبي عند قوم كثيرة

 

والذنب لي إال العلى والفواضل  

وقد سار ذكري في البالد فمنلهم

 

بإخفاء شمس ضوؤها متكامل  

يهم الليالي بعض ما أنا مضمر 

ويثقل رضوى دون ما أنا حامل  

وإني وإن كنت األخير زمانه 

آلت بما لم تستطعه االوائل  

يخ رحمه الله تعالى أعاله هما : والبيتان اللذان ذكرهما الشإذا وصف الطائي بالبخل مادر

 

وعير قسا بالفقاهة باقل  

فيا موت زر إن الحياة ذميمة 

ويا نفس جدي إن دهرك هازل  

.193انظر : ديوان الشاعر المسمى بـ ) سقط الزند ( : يخ محمد عبده 2) . 40|667 : 4( نهج البالغة للش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 162

ع بالقول أما قوله : » إن اليهودية ظهرت في التشي بالرجعة «!! فليت شعري هل القول بالرجعة أصل من

اصول الشيعة وركن من أركان مذهبها حتى يكون نبزا عليها، ويقول القائل ظهرت اليهودية فيها!!

ومن يكون هذا مبلغ علمه عن طائفة أليس كان األحرى به السكوت وعدم التعرض لها. إذا لم تستطع أمرا

فدعه. ع بالزم ، وال ن بالرجعة في مذهب التشي وليس التدي إنكارها بضار ، وإن كانت ضرورية عندهم ، ولكن ال يناط

ع بها وجودا وعدما ، وليست هي إال كبعض أنباء الغيب التشي ، وحوادث المستقبل ، إشراط الساعة مثل : نزول عيسىفياني ، وأمثالها ماء ، وظهور الدجال ، وخروج الس من الس

من القضايا الشائعة عند المسلمين وما هي من االسالم في شيء ، ليس إنكارها خروجا منه ، وال االعتراف بها بذاته

دخوال فيه ، وكذا حال الرجعة عند الشيعة. ها أصل من اصولهم ، فهل اتفاقهم مع وعلى فرض أنع ، وهل اليهود بهذا يوجب كون اليهودية ظهرت في التشي يصح أن يقال إن اليهودية ظهرت في االسالم ألن اليهود

يقولون بعبادة إله واحد والمسلمون به قائلون؟! وهل هذاإال قول زائف ، واستنباط سخيف؟!

يعة بحديث الرجعة ـ ثم هل ترى المتهوسين على الش قديما وحديثا ـ عرفوا معنى الرجعة ، والمراد بها عند من

يعة ، وأي غرابة واستحالة في العقول أن يقول بها من الشسيحيي الله سبحانه جماعة من الناس بعد موتهم ،

__________________د الرضي رحمه الله تعالى تعليقا على هذا القول : وهذا وقال السي من المعاني العجيبة الشريفة ، المراد به : أن العاقل اليطلق لسانه إال

بعد مشاورة الروية ، ومؤامرة الفكرة ، واالحمق تسبق حذفات لسانه ، وفلتات كالمه ، مراجعة فكره ، ومماحضة رأيه. ، فكأن لي ان العاقل

تابع لقلبه ، وكان قلب االحمق تابع للسانه.

163 .............................................................الطاعة والمعصية

وأي نكر في هذا بعد أن وقع مثله بنص الكتابتي قصها الكريم ، ألم يسمع المتهوسون قصة ابن العجوز ال

ألم تر إلى الذين خرجوا من )الله سبحانه بقوله تعالى : ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا

. (1) (ثم أحياهم ... ويوم نحشر من )ألم تمر عليهم كريمة قوله تعالى :

ة فوجا ، مع أن يوم القيامة تحشر فيه جميع(2) (كل أماألمم ال من كل أمة فوجا.

ة من وحديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء السن العصر األول إلى هذه العصور ، فكان علماء الجرح

يعة والتعديل منهم اذا ذكروا بعض العظماء من رواة الش ومحدثيهم ، ولم يجدوا مجاال للطعن فيه ـ لو ثاقته وورعه

ه يقول بالرجعة ، فكأنهم يقولون يعبد وأمانته ـ نبذوه بان صنما أو يجعل لله شريكا!! ونادرة مؤمن الطاق مع أبي

. (3)حنيفة معروفة وأنا ال اريد أن أثبت في مقامي هذا ـ وال غيره ـ صحة القول بالرجعة ، وليس لها عندي من االهتمام قدر قالمة

ظفر ، ولكني أردت أن أدل ) فجر االسالم (! على موضعغلطه وسوء تحامله.

يعي مة على الش يعة تقول : » إن النار محر يقول : الش إال قليال «!! وما أدري في أي كتاب من كتب الشيعة وجد

ع على دست النقد والتمحيص هذا ، وهل يليق برجل ترب للمذاهب واألديان أن يقذف طائفة من المسلمين بشناعة اليعة يأتي عليها منهم بشاهد وال برهان ، كيف وهذه كتب الش

كادت أن تسمع حتى األصم واألبكم. __________________

.243 : 2( البقرة 1).83 : 27( النحل 2)( راجع ذلك في ترجمتنا لمؤمن الطاق آخر الكتاب.3)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 164

ة لمن أطاعه ولوكان عبدا إن الله سبحانه خلق الجندا قرشيا ، حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سي

) من أمثال ذلك ما يفوت حد االحصاء :ويروون عن أئمتهم

1) .__________________

( الغريب أن تجد من تبلغ به الغفلة أو السذاجة هذا الحد من االسفاف1) والتطاول االجوف على طائفة كبيرة من طوائف المسلمين ، لها اصولها وعقائدها المعلنة والصريحة ، والتي ليست هي في محاجر مكهربة ، أو في أقبية سرية ال يطالها أحد وال يستطيع الوصول إلى قراءة مضامينها باحث ، بل هي بحمد الله تعالى تكتض بها المكتبات العامة والخاصة ،

وهي بمتناول الجميع دون استثناء ، ناهيك بمن أراد التعرف عليها بصدق وحرص ، فكيف بالله عليك تجد رجال مثل أحمد أمين وهو الكاتب

يعة ، ط المخزي وهو يتحدث عن عقائد الش المعروف يتخبط هذا التخب فتبلغ به الغفلة هذا الحد وهذا المستوى من الطعن الرخيص والباهت ..

فمن أين له اثبات مدعاه هذا ، والذي يستثير حتى عوام الناس ال مثقفيهم فحسب ، والذي يتناقض تناقضا صريحا مع مفهوم الشريعة

يعية ، بل وتنبعث منها. فمن ال االسالمية التي ترتكز عليها العقائد الش يعلم أن االيمان والعمل مقترنان كل واحد منها باالخر ، الن العمل هو

الترجمة الواقعية لاليمان ، والتجسيد الفعلي له ، بل ومن ال يعلم أن ال نجاة يؤمئذ إال بعمل وتقوى؟! ... نحن نعتقد أن من ال يقول بذلك غير

يعة وهم يستقون علومهم من دوحة النبوة وشجرتها عاقل ، فكيف بالش ، وعدول القرآن9 ، الذين هم ورثة رسول الله :الوارفة ، أي أهل البيت

، وامناء الرسالة!! ه ليس في الشيعة ـ من أدناها إلى أقصاها ـ من ال يعلم كما أن

بذلك ، وها أنت ترى الملتزمين منهم يصلون ، ويصومون ، ويحجون ،ويسارعون في الخيرات ، ويجتنبون المحارم والموبقات.

بل وهذه كتب االمامية ـ التي ال عد لها وال حصر ـ تنادي بتقوى الله تعالى واتباع أوامره. آالف االحاديث وآالف االخبارالمنقولة عن أئمة أهل

البيت عليهم السالم كلها تنحو هذا المنحى الثابت الذي أشرنا إليه. ثم ـ ولعل هذا االمر هوما فات صاحب فجر االسالم وقد يفوت غيره

إن اردنا أن نمنحهم العذر في ذلك ـ لعله قد طرق سمع الدكتور أحمد أمين ، او قرأ بعض االخبار المنقولة في جملة من المصادر الحديثية

يعة ، واالشادة بمنزلتهم ، فتصور أن االمر هذا يقع المنوهة بفضل الشيعة ، أي سريانه على كل من يعده العرف على كل من تسمى باسم الش شيعيا اسما ال واقعا ... فاذا كان كذلك تصوره فان هذا هو الداء العياء ،

والخلط العظيم.

165 ..................................................................حول الشفاعة

...................................................__________________

إن التشيع الهل البيت عليهم السالم ال يقترن إال بالعمل الصالح واتباع أوامر الله تعالى ، واالنتهاء عن نواهيه ، ودون ذلك فالمعنن للتشيع

واقعا إال تسمية ، وهذه التسمية المجردة ال تغني عن الحق شيئا ،والتعدو كونها انتحال من غير اتصاف.

قد بينوا ذلك بوضوح في أكثر من مناسبة:نعم إن ائمة أهل البيت ومكان ، من خالل العديد من االخبار والروايات الصحيحة ، والتي سنحاول

أن نورد البعض منها ليطلع عليها من انخدع ببريق كلمات هؤالء الكتابيعة نفسهم ، ال دون الرجوع للتثبت من صحة ذلك الى كتب الش

بالواسطة : ( بسنده عن أبي جعفر73 : 2فقد روى الكليني في الكافي )

الباقر عليه السالم قوله الصحابه : » ال تذهب بكم المذاهب ، فو الله ماشيعتنا إال من اطاع الله عز وجل «.

( : بسنده عن جابر ، عن االمام74 : 2وروى في موضع آخر ) قوله لجابر : » يا جابر ، أيكتفي من ينتحل7محمد بن علي الباقر

ع أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فو الله ما شيعتنا إال من اتقى الله التشي وأطاعه ، وما كانوا يعرفون ـ يا جابر ـ إال : بالتواضع ، والتخشع ،

واألمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصالة ، والبر بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين واأليتام ، وصدق الحديث ،

وتالوة القران ، وكف االلسن عن الناس ، إال من خير .... ب إلى الله تبارك وتعالى إال بالطاعة ، وما يا جابر ، فوالله ما يتقر معنا براءة من النار ، وال على الله ألحد من حجة ، من كان الله مطيعأ

فهو لنا ولي ، ومن كان الله عاصيا فهو لنا عدو ، وال تنال والياتنا إالبالعمل والورع«.

( : » ولله ما معنا من الله براءة ، وال75 : 2 ) الكافي 7وقوله بيننا وبين الله قرابة ، وال لنا على الله حجة ، وال يتقرب إلى الله إال

بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه والياتنا «. أقول : هؤالء ائمتنا وسادتنا وقادتنا ، بهم نهتدي ، وبنور علمهم

نقتدي ، وهذا هو دينهم الذي ندين به ، وهو االسالم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله ، بل وهذه هي أخالقهم ليست بخافية على أحد ، فهل الحد أن يقول ما يخالف ذلك إال ان يكون مغررا أو كاذبا. فاذا كنا كشيعة نتلمس خطا ائمة أهل البيت عليهم السالم ، ونتبع هداهم ، فان

ذلك االمر يعني بالتالي اتباع الخط االلهي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل الله تعالى باتباع الدليل الذي أمرنا به هو صلى

الله عليه وآله باتباعه ، وحثنا على التمسك به دون تسمية غيره ، أو مجرد االشارة اليه ، وإلى ذلك يشير بوضوح قوله صلى الله عليه وآله :

ي تارك » إن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 166

بي واألئمة فاعة من الن لبعض المذنبين:نعم باب الشفاعة في الجملة من ضروريات باب آخر ، ولعل القول بالش

. (1)مذهب السالم ه لو تنازلنا وأفترضنا أن وأيضا نعيد ما قلناه قريبا ، وإنع يعة تقول ذلك ، فهل يصح بهذا أن يقال ] بأن [ التشي الشع؟. أخذ من اليهودية أو ] أن [ اليهودية ظهرت في التشي وهل يحسن بعاقل أن يقول : أن أبا حنيفة أخذ فقهه

ه وافقهم في بعض الفروع في باب النكاح من المجوس ألنه فارسي (2)أو غيره ، ويعضد ذلك أن

__________________ فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من اآلخر : كتابقا ماء إلى االرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفر الله حبل ممدود من الس

حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما «. انظر : سنن :5 و 17 : 3 ، مسند أحمد 3788|663 و 3786|662 : 5الترمذي

. 12 : 2 ، اسد الغابة 148 و 109 : 3 ، مستدرك الحاكم 181يعي من المتمسكين بهذا الحبل المتين ، ومن االخذين واذا كان الشلين الوامرهم التي هي بالتالي بجنبة أهل هذا البيت الطاهر ، ومن المتمث

وإن هذا ) ، المتلقاة من قبل الله تعالى 9عين أوامر رسول الله ق بكم عن سبيله بل فتفر صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا الس

اكم به لعلكم تتقون فلماذا نشكل عليه هذا الفضل ، وهذه( ذلكم وصالكرامة التي وعد بها.

) كتاب82 : 8 ) كتاب التيمم ( و 90 : 1( أنظر : صحيح البخاري 1) :9 ) كتاب االيمان ، باب قول النبي 188 : 1الدعوات ( ، صحيح مسلم

فاعة ألمته9أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وباب اختباء النبي دعوة الش 2 ) باب تفضيل نبينا على جميع الخالئق ( ، سنن ابن ماجة 1782 : 4( و

فاعة ( ، موطأ مالك 1440: 212 : 1 ) كتاب الزهد ، باب ذكر الش ،313 ، 275 : 2) كتاب القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ( ، مسند أحمد

،218 ، 208 ، 134 ، 3 : 2 ، و 486 ، 430 ، 426 ، 409 ، 396.148 : 5 ، و 396 ، 384 ، 292 ، 276 ، 258

وما بعدها.317( راجع كتاب المبادئ العامة للفقه الجعفري صفحة 2)

167 ........................................................فرق الغالة المنقرضة

األصل؟ أليس يعد هذا من سفه القول ، وخطل اآلراءحناء والبغضاء بين التي ال فائدة فيها سوى إيقاد نار الش

المسلمين؟ ع في قول صرانية ظهرت في التشي ثم يقول : » والن بعضهم أن نسبة االمام الى الله كنسبة المسيح الى الله

!!... »ن الهدف ، إن من حق األمانة على ابن األمين أن يعي وال يرسل في غير سدد وبغير سداد ، كان يجب عليه أن

يعة. يذكر من هو القائل بهذا القول من الشيعة كالخطابية (1)فهل مراده ما يسمونهم غالة الش

(2)والغرابية __________________

( اتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب االجدع االسدي الذي كان1) جعله قيمه ووصيه من بعده ، وعلمه اسم7يدعي بأن االمام الصادق

ه من المالئكة! وغير ه نبي مرسل! وأن الله االعظم ، ثم ادعى بعد ذلك أنذلك من الخرافات واالدعاءات الدالة على انحرافه وكفره.

وقيل : إن االجدع وأصحابه ادعوا بأن االئمة الهة! وأن أوالد الحسن أنبياء الله واحبائه! وأحلوا المحارم ، وتركوا الصالة والصيام8والحسين

والحج ، وغير ذلك. مقالته ومقالة اصحابه لعنه ولعن7ولما بلغ االمام الصادق

اصحابه ، وتبرأ منه ومنهم ، بل وأباح دمه وأمواله هو وجماعة اخرى منالمشعوذين ، واصحاب البدع والكفريات.

يعة : 179 : 1 ، الملل والنحل 111 ، التبصير : 42راجع : فرق الشيعة بين االشاعرة والمعتزلة : ،220 : 3 ، مروج الذهب 54، الش

.133 : 1مقاالت االسالميين ( يذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة إلى أن الله تبارك وتعالى قد2)

بالرسالة9 ، إال أنه توهم في ذلك وقصد محمدا 7أرسل جبرئيل لعلي ألنه يشبهه كما يشبه الغراب الغراب!!

ومنهم من يدعي بأن الله تعالى قد فوض أمر تدبير الخلق لرسولالله صلى الله عليه وآله وأنه فوض ذلك االمر لعلي عليه السالم!!

بل وتنسب اليهم الكثير من الضالالت المخرجة لهم عن دين االسالمبغير نقاش.

يعة بين االشاعرة والمعتزلة : ، تأريخ المذاهب54أنظر : الش .. 25 ، البحر الزخار : 155 ، الحور العين : 53 / 40االسالمية :

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 168

وأشباههم من(3) ، والبزيعية (2) والمخمسة (1)والعلياوية يعة من الفرق الهالكة المنقرضة التي نسبتها الى الش

(4)الظلم الفاحش ، وما هي إال من المالحدة كالقرامطة

يعة اإلمامية وأئمتهم فيبرأون من :ونظائرهم ، أما الش__________________

( وقيل العليائية أو العلباوية ، والظاهر أن االخير هو االصح ، وهو1) الموافق لما ذكره الشهرستاني في ملله وقال : بأنهم من أتباع العلباء

بن دراع الدوسي أو االسدي. ويذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة ـ على ماذكرـ إلى أن علي بنه ظهر بالعلوية أبي طالب عليه السالم رب ـ استغفر الله العظيم ـ وأن

ه من عنده ورسوله بالمحمدية ، ه عبده ، وأظهر ولي الهاشمية ، وأظهر أن فوافقوا أصحاب أبي الخطاب ـ لعنه الله ـ في اربعة اشخاص : علي

وفاطمة والحسن والحسين عليهم السالم ، وأن مضي االشخاص الثالثة ـ فاطمة والحسن والحسين عليهم السالم ـ تلبيس ، والحقيقة شخص

محمد صلى الله عليه وآله ، النه أول هذه االشخاص في االمامة ، وأنكرواه عبد لعلي عليه ايضا شخص محمد صلى الله عليه وآله وزعموا أن

السالم!! ... الى اخر سخافاتهم وكفرياتهم. ، الملل362 : 2 ، مقباس الهداية 399راجع : رجال الكشي :

.175 : 1والنحل :( من فرق الغالة المنحرفة ، والملعونة على السنة أئمة أهل البيت 2)

وشيعتهم. يذهب أصحاب هذه الفرقة الضالة الى أن سلمان الفارسي ، وأبا ذر

الغفاري ، والمقداد أبن االسود ، وعمار بن ياسر ، وعمرو بن أميةلين بمصالح العالم من قبل الرب ، وأن الرب الضمري هم النبيين والموك

حهم الله تعالى ـ هو علي . 7في قولهم ـ قب.361 : 2انظر : مقباس الهداية

ه ـ لعنه الله ـ نبي3) ( أتباع بزيع بن موسى الحائك الذين يذهبون إلى أن هو الذي7مرسل كأبي الخطاب المتقذم الذكر ، وأن االمام الصادق

لعنه هو وجماعة من الغالة7أرسله بذلك!! فلما سمع خبره االمام والمنحرفين بقوله : لعنهم الله ، فإنا ال نخلو من كذاب يكذب علينا ، أو

عاجز الرأي ، كفانا الله تعالى مؤنة كل كذاب ، وأذاقهم الله حر الحديد. يعة : ، مقاالت549|593 : 2 ، رجال الكشي 43أنظر : فرق الش

..12االسالميين : ( يذهب النوبختي في فرقه إلى أن تسمية القرامطة بهذا االسم تعود4)

إلى رئيس لهم من أهل السواد كان يلقب بـ ) قرمطويه ( وكانوا في االصل يقولون بمقالة المباركية ـ الذين يزعمون بأن االمامة بعد االمام

في محمد بن اسماعيل بن جعفر بعد أن كانت7جعفر بن محمد الصادق ، واسموا بذلك الن رئيسهم يدعى 7البيه في حياة االمام الصادق

169 ........................................................فرق الغالة المنقرضة

...................................................__________________

ال تكون9المبارك ـ ثم خالفوهم ، حيث قالوا بأن االمامة بعد رسول الله إال في سبعة أئمة هم : علي بن أبي طالب ، وهو إمام رسول ، والحسن

والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد بناسماعيل ، وهو عندهم االمام القائم المهدي ، وهو رسول.

وزعم اولئك ـ على قول النوبختي وغيره ـ أن رسالة النبي صلى الله عليه وآله قد انقطعت يوم غدير خم ، وانتقلت إلى علي عليه

السالم!! وكذا حال الالحقين عند وفاة السابقين لهم. ثم أن أصحاب هذه الفرقة يذهبون ـ على ما قيل عنهم ـ الى أن الفرائض رموز واشارات ، وأمر باالعتصام بالغائب المفقود ، وأباحوا

وا استعراض الناس بالسيف ، وغير جميع الملذات والمنكرات ، واستحلذلك مما ينسب اليهم من الضالالت ..

واما ابن الجوزي فقد ذكر في كتابه المعروف بـ ) تلبيس ابليس ( :خين في سبب تسميتهم بهذا قوالن : أحدهما : أن رجال من أن للمؤر

ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة فاظهر الزهد ودعا الى إمام من أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم ، ونزل على رجل يقال له

) كرميتة ( لقب بهذه عينيه ، وهو بالنبطية حاد العين ، فاخذه أمير تلك الناحية فحبسه وترك مفتاح البيت تحت رأسه ونام ، فرقت له جارية

فاخذت المفتاح ففتحت البيت وأخرجته وردت المفتاح إلى مكانه ، فلما طلب ولم يوجد شاع الخبر وزاد افتتان الناس به ، فتوجه من هناك إلى

الشام. ه أسمي أول االمر بـ ) كرميتة ( أي وأما وجه تسميته بذلك : فأن

اسم الرجل الذي كان نازال عنده ، ثم خفف فقيل ) قرمط ( ثم توارثمكانه أهله وأوالده.

وقيل : أنما عرف حمدان هذا بقرمط من أجل قصر قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه ، وكان يقال له : صاحب الخال ، والمدثر ،

والمطوق. هـ ( وحيث كان ظهوره بسواد264وكان ابتداء أمره في سنة ) الكوفة ، واشتهر مذهبه بالعراق.

خين وكتاب الفرق اراء اخرى في نشأتهم وتسمية روادهم وللمؤر االوائل ال يسعنا هناك التعرض لها ، محيلين القارئ الكريم في ذلك إلى

المصادر المختصة بهذا الباب. يعة بين251 ، الفصول المختارة : 72راجع : فرق الشيعة : ، الش

:1 ، الملل والنحل 22 ، الفرق بين الفرق : 84االشاعرة والمعتزلة : ،444 : 7 ، الكامل في التاريخ 23 : 10 ، تأريخ الطبري 191 و 167

. 110تلبيس ابليس :

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 170

. (1)تلك الفرق براءة التحريم __________________

حادا وقطعيا في رد وتكفير:( لقد كان موقف االئمة من أهل البيت 1)الغالة ، بل والبراءة منهم ، ونفي وجود أي صلة لهم بهم.

يقول : » بني الكفر7فهذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على أربعة دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة «.

وأما االمام جعفر بن محمد الصادق عليه السالم فقد قال : » أدنى ما يخرج به الرجل من االيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه

ويصدقه على قوله ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عليهم السالم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صنفان من أمتي ال نصيب لهما في

االسالم : الغالة ، والقدرية «. مخاطبا أحد أصحابه : » أيا مرازم ، قل لهم ) أي للغالية (7وقال

توبوا إلى الله تعالى ، فانكم فساق ، كفار ، مشركون «. وقال عليه السالم مشيرا إلى نفي صلة اولئك الغالة باهل البيتالم : » لعن الله المغيرة بن سعيد ، ولعن الله يهودية كان عليهم الس

يختلف اليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق ، إن المغيرة كذب على أبي فسلبه الله االيمان ، وإن قوما كذبوا علي ، ما لهم أذاقهم الله

حر الحديد ... أبرأ الله مما قال في االجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله ... أشهدكم : إني امرو ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما معي براءة من الله ، وإن أطعته رحمني ، وان عصيته

عذبني «. ي وقال مخاطبا أحد إلى الغالة ) وهو بشار الشعيري ( : » أخرج عن

لعنك الله «. فقد قال عنهم : » كان بيان بن سمعان يكذب7وأما االمام الرضا ، فاذاقه الله تعالى حر الحديد ، وكان المغيرة7على علي بن الحسين

، فاذاقه الله تعالى حر الحديد ، وكان7بن سعيد يكذب على أبي جعفر فأذاقه الله تعالى حر7محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى

فم ذاقه الله تعالى7الحديد ، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبدالله حر الحديد «.

بل وترى االئمة عليهم السالم يحذرون شيعتهم من أحاديث كان ينتحلها اولئك الغالة على ألسنة االئمة عليهم السالم ، في محاولة منهم ـ

لعنهم الله تعالى ـ لكسب االنصار والمؤيدين لهم ، فقد روي عن االماميعة من الوقوع في حبائلهم : » ال الصادق عليه السالم قوله محذرا الش

ة ، أو تجدون معه شاهدا من تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسن أحاديثنا المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد ـ لعنه الله ـ دس في كتب

اصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، فاتقوا الله وال تقبلوا علينا ماة نبينا محمد صلى الله عليه نا تعالى وسن خالف قول رب

171 .........................................................تنزيه الشيعة االمامية

على أن تلك الفرق ال تقول بمقالة النصارى ، بل خالصة مقالتهم ـ بل صاللتهم ـ : أن االمام هو الله سبحانه

ظهورا أو اتحادا أو حلوال ، أو نحو ذلك مما يقول به كثير من متصوفة االسالم ومشاهير مشايخ الطرق ، وقد ينقل عن الحالج بل والكيالني والرفاعي والبدوي وأمثالهم من

الكلمات ـ وان شئت فسمها كما يقولون شطحات ـ ما يدل بظاهره على أن لهم منزلة فوق الربوبية ، وأن لهم مقاما زائدا عن االلوهية ) لو كان ثمة موضع لمزيد ( وقريب من

ذلك ما يقول به أرباب وحدة الوجود أو الموجود. __________________

وآله «. ايضا : » كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي7وقال

ويأخذ كتب أصحابه ، وكان أصحابه المتسترون باصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدس فيها الكفر

والزندقة ، ويسندها إلى أبي ، ثم يدفعها إلى اصحابه فيأمرهم أن يثبتوهايعة ، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذلك مما دسه في الش

المغيرة بن سعيد في كتبهم «. واذا كان ذلك ديدن أئمتنا عليهم التحية والسالم ، فان ذلك بال شك منهج أتباعهم وشيعتهم ، وتجد ذلك واضحا في مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة ، المتخصصة بهذا الموضوع ، فهم يحكمون

عليهم بال ترديد بالضالل والكفر ، ومن ذلك قول شيخنا المفيد رحمه الله تعالى عنهم : وهم ضالل كفار ، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السالم

بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت عليهم االئمة عليهم السالم باالكفاروالخروج عن االسالم.

واما النوبختي فقد قال عنهم بعد أن استعرض فرقهم : فهذه فرقع ، والى الخرميدنية ، والمزدكية ، أهل الغلو ممن انتحل التشي

والزنديقية ، والدهرية مرجعهم جميعا ، لعنهم الله تعالى. وغير ذلك مما يجده القارئ الكريم عند البحث والمراجعة فراجع :

يعة : ) باب1|288 : 2 ، الكافي 238 ، أوائل المقاالت : 41فرق الش و224 ، رجال الكشي : 109|72 : 1دعائم الكفر وشعبه ( ، الخصال

يعة بين االشاعرة والمعتزلة : 398 و 302 و 225 وما بعدها. 51 ، الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 172

يعة االمامية ـ وأعني بهم جمهرة العراق وإيران أما الش وماليين من مسلمي الهند ومئات االلوف في سوريا

واألفغان ـ فإن جميع تلك الطائفة ـ من حيث كونها شيعة ـ يبرأون من تلك المقاالت ، ويعدونها من أشنع ] أشكال [

الكفر والضالالت ، وليس دينهم إال التوحيد المحض ، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق ، أو مالبسة لهم في صفة من صفات النقص واالمكان ، والتغير والحدوث ، وما ينافي

وجوب الوجود والقدم واألزلية ، إلى غير ذلك من التنزيه والتقديس المشحونة به مؤلفاتهم في الكالم ، من مختصرة

) كالتجريد ( أو مطولة ) كاألسفار ( وغيرهما مما يتجاوز االلوف ، وأكثرها مطبوع منتشر ، وجلها يشتمل على إقامة

البراهين الدامغة على بطالن التناسخ واالتحاد والحلولوالتجسيم.

ولو راجع المنصف ـ الذي يمشي وراء الحقائق وفوق العصبية واألغراض ـ شيئا منها لعرف قيمة قول هذه

الناشئة المترعرعة التي قذفتنا بهم أعاصير هذا العصريعة وتطورات هذا الزمن ، نعم يعرف قيمة قذف الش

بالتناسخ والحلول والتجسيم. يعة هم تلك الفرق والقصارى : إنه إن أراد بالش

البائدة ، والمذاهب الملحدة ـ التي ال أحسب أن في رقعة األرض منهم اليوم نافخ ضرمة ـ فنحن ال نضايقه في ذلك ،يعة ظلم فاحش ، وخطأ واضح ، وقد ولكن نسبتهم إلى الشأساء التعبير ، وما أحسن البيان ، ولم يعط الحقيقة حقها. يعة الطائفة المعروفة اليوم بهذا االسم وان أراد بالش

] و [ التي تعد بالماليين من المسلمين ، فنحن نطالبهفات أحد علمائهم من حاضر أو غابر. بإثبات ذلك من مصن

وعلى أي حال ، فقد استبان ـ مما ذكرناه ـ أن جميع مايعة ـ في هذا ذكره ] صاحب [ ) فجر االسالم ( عن الش

المقام وغيره ـ تهويل بال تحصيل ،

173 .................................................الحديث عن عبدالله بن سبأ

ودعاو بغير دليل. ونحن ال نريد في مقامنا هذا أن نتعقب كتاب ) فجر

االسالم ( بالنقد ، وندل على جميع خطيئاته ، ومبهرج آرائهما ذكرنا هذه النبذة استطرادا في القول ، واجتهاداته ، وإن

يعة عند كتبة العصر ، ومن وشاهدا على صورة حال الش ينظمونه في سلك العلماء وأهل األقالم ، فما ظنك اذن

بالسواد والعوام؟! يعة يأخذون ذين يكتبون عن الش ومنبع البلية أن القوم ال

يعة وأحوالهم عن ابن خلدون في الغالب مذهب الشذي يكتب وهو في افريقيا وأقصى المغرب عن البربري ، اليعة في العراق وأقصى المشرق ، أو عن أحمد ابن عبد الش

ربه األندلسي وأمثالهم. عوا ويتوسعوا في معرفة فإذا أراد كتبة العصر أن يتضل

يعة رجعوا إلى كتب الغربيين وكتبة األجانب كاألستاذ الش ) ولهوسن ( أو االستاذ ) دوزي ( وأمثالهم ، وهناك الحجةيعة القاطعة ، والقول الفصل!! أما الرجوع إلى كتب الش

وعلمائهم فذاك مما ال يخطر على بال أحدهم. نة من أمره وحقيقة يعي ـ الذي هو على بي ولكن الش

مذهبه ـ إذا نظر إلى ما يكتبه حملة األقالم ـ في هذه األياميعة وعقائدها وجدها من نمط النادرة التي يحدثنا ـ عن الش

بها الراغب االصفهاني في كتابه المعروف بـ ) المحاضرات ( قال ـ على ما يخطر ببالي ـ : سئل رجل كان يشهد على آخر بالكفر عند جعفر بن سليمان فقال :

ه خارجي ، معتزلي ، ناصبي ، حروري ، جبري ، رافضي ، إن يشتم علي بن الخطاب ، وعمر بن أبي قحافة ، وعثمان بن

أبي طالب ، وأبا بكر بن عفان ، ويشتم الحجاج الذي هدم الكوفة على أبي سفيان ، وحارب الحسين بن معاوية يوم

القطايف. أي يوم الطف أو يوم الطائف!! فقال له جعفر بن سليمان : قاتلك الله ، ما أدري على

أي شيء

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 174

)أحسدك ، أعلى علمك باألنساب أم باألديان أم بالمقاالت؟

1) .يعة أو(2)أما ) عبدالله بن سبأ ( ذي يلصقونه بالش ال

يعة به ، يلصقون الش__________________

.418 : 4( محاضرات االدباء 1) ( يبدو بوضوح للمتأمل في قصة عبدالله بن سبأ ، ودوره في االحداث2)

التي جرت ابان حكم الخليفة الثالث أو ما بعده ـ على قول البعض اآلخر ـه أمام وقائع وأحداث نسجت بكثير من المبالغة والتهويل لشخصية إن

عادية مغمورة ، ال دور واقعي لها يذكر في صياغة أي حدث أو أمر ، وإن ذهب البعض حتى الى التشكيك في صحة وجودها وأنها خرافة حبكت

يعة ومعتقداتها. بقدر كبير من الخبث والحقد للطعن بالش نعم ، إن استقراء السيرة الذاتية لهذه الشخصية في كتب العامة ـ

ها عندنا واضحة جلية أجلى من الشمس في رابعة النهار ـ ال كتبنا الن يكشف للمرء الكثير من هذه االخبار المليئة بالمبالغة والكذب والتناقض

بشكل ال يخفى على أدنى متأمل ، رغم وضوح حال هذا الرجل ، ومحدودية أمره في كتب الشيعة ورواياتهم التي ال تذهب إال إلى أنه غال

فحكم فيه حكم االسالم الخاص بامثاله من الغالة ،7ملعون غالى بعلي ال أكثر وال أقل ، فهو ضمن هذا المقياس شخصية عادية كحالها من

الشخصيات المنحرفة التي تعج بها جميع الكتب ال كتبنا فقط. والحق يقال : إن هذه المبالغة المفرطة في حياكة دور مهول لهذا الرجل في صياغة الكثير من االحداث الجسام دفع بالعديد من المؤرخين

والباحثين الى التشكيك صراحة في وجود مثل هذا الشخص في أرض الواقع ، وتلك حالة رد فعل طبيعية لها بعض التبرير أمام أمور خرافية

وغير عقالئية تزدريها االلباب ، فحدث نتيجة ذلك ما نراه في تلك الكتب من االرتباك والتنافر وعدم الوضوح ، حين نرى أن البعض اآلخر يذهب إلى أن ابن سبأ ليس إال عمار بن ياسر رحمه الله تعالى والذي حاولت

قريش الطعن فيه فاخترعت له هذه التسمية كما كانت تسميه بابن السوداء ، وذلك لما يروونه عنه من تزعمه لقادة الثورة التي أودت بحياة

،7الخليفة عثمان بن عفان ، وتفانيه في خدمة علي بن ابي طالب وتشيعه الصريح له.

ثم ال يخفى عليك أخي القارئ الكريم أن أول الحائكين لهذه االسطورة الخرافية حول هذا الرجل ـ والذي قفى بعد ذلك أثره

المؤرخون ـ هو الطبري في تاريخه ، وكان مصدره فيها سيف بن عمر هـ ( الذي يطعن به معظم أصحاب التراجم والسير170البرجمي ) ت

بشكل صريح وواضح ، حتى لقد قال عنه مرة : فليس خير منه ، وقال عنه أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال عنه أبو داود : ليس بشيء ، وأما

النسائي والدارقطني وابن معين فقد قالوا عنه : ضعيف الحديث ...فراجع وتأمل.

175 .................................................الحديث عن عبدالله بن سبأ

...................................................__________________

إن مجرد التأمل البسيط في الظروف المحيطةوللحق أقول : بظهور هذه الرواية ، وما يمكن أن تترتب عليها من نتائج اذا ذهب البعض إلى التسليم بصحتها ، رغم تناقضاتها الصريحة والواضحة ، بل وما تحاول ابرازه إلى سطح الواقع من شواهد محددة ومعروفة لدى الجميع ، يشير بدون لبس إلى غرض المؤامرة التي تبدو فيها أصابع االمويين وبصماتهم

واضحة جلية ، وذلك من خالل استقراء االحداث المروية في المراجع والتي قيل أن هذا الرجل قام بتدبيرها بين البصرة ، والكوفة ، والشام ، ومصر ، وخالل فترة زمنية محدودة ، وما ترتب عليها بعد ذلك من نتائج واسعة وخطيره ال يمكن الحد التسليم بصحتها ، والجزم بوقوعها إال اذا جافى الحقيقة والمنطق ، وأعرض عن حكم العقل وحجته ، بل وال بد ـ

د لديه هذه الحقيقة وهذا الدور المفضوح وكما ذكرت سابقا ـ من أن تتأك لتلك الشجرة الملعونة في القرآن في صياغة واشاعة هذه االسطورة المضحكة والمهلهلة ، وهو ما اثار الكثير من الباحثين والدارسين حتى

دفعهم صراحة إلى القول بأن أعداء الشيعة ادخروا هذه االسطورة وتفننوا في حياكتها للطعن بهم ، فجاء الخلمف من بعد فتلقف ما قال االولون وسلموا بصحته دون أدنى دراسة وتأمل فوقعوا في الشراك

يعة واالفتراء عليهم ، وذلك مما تتفطر وشاركوا من سبقهم في ظلم الشله القلوب أسى وتأسفا ...

ولعل الملفت للنظر أن االسطورة المنسوجة حول دور عبدالله بن سبأ في صناعة االحداث التي عصفت بالدولة االسالمية خالل حكم

الخليفة عثمان بن عفان ، ودوره في خداع الشعوب ـ كما تجده مسطورا في الكتب الالحقة بكتاب الطبري ـ وحشدها لتنفيذ خطته لالطاحة

بالخليفة ، وغفلتها ) اي تلك الشعوب ( المثيرة للتعجب واالستغراب ، تجدها متصاغرة متواضعة ، وذليلة عاجزة أمام طاعة أهل الشام ـ شام

هم هم الذين لم يغيروا ولم معاوية آنذاك ـ للدولة االسالمية وحكامها ، وأن يبدلوا ، بل إن ابن سبأ لم يجد له فيها أذنا صاغية لدعوته ، حين وجد في

أهل مصر ضالته ، هذا اذا علمنا بأن لمصر الدور االكبر في الثورة على عثمان بن عفان حينها ... اذن فال متمسك بدين االسالم في هذه

االسطورة إال الشام ، ويا حسرة على ما سواها من الشعوب المنحرفةالالهثة وراء الفتنة وأصحابها!! فتأمل.

منا بوجود شخص بهذا االسم ، والخالصة : إن قصة ابن سبأ ـ إن سل الن هناك أقوال وتصريحات قائمة على دراسات علمية رصينة تذهب الى

د مرتضى نفي وجود هذه الشخصية ، كما ذهب الى ذلك العالمة السي العسكري في كتابه المعروف عبدالله بن سبأ وأساطير اخرى ـ اسطورة

نسجت حول شخصية تافهة منحرفة ، وبولغ فيها أشد المبالغة حتى أمست أقرب منها إلى حكايات العجائز في ليال الشتاء الباردة ، بل

ومثيرة لالستخفاف واالستهجان ،

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 176

يعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه ، وأخف فهذه كتب الشيعة في حقه ويكتفون بها عن كلمة تقولها كتب رجال الش

ترجمة حاله عند ذكره في حرف العين هكذا : ) عبدالله بنسبأ ، العن من أن يذكر (.

. (1)انظر رجال أبي علي وغيره ه ليس من البعيد رأي القائل : أن عبدالله بن على أن

سبأ ، ومجنون بني عامر ، وأبي هالل ، وأمثال هؤالء الرجال أو األبطال كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون

مر والمجون ، فان الترف والنعيم قد بلغ أقصاه وأرباب الس في أواسط الدولتين األموية والعباسية ، وكلما اتسع العيش

وتوفرت دواعي اللهو ، اتسع المجال للوضع ، وراج سوق الخيال ، وجعل القصص واألمثال ، كي تأنس بها ربات

الحجال ، وأبناء الترف والنعمة المنغمرين في __________________

وإال فأن موقف الشيعة وعلمائها من هذا االمر أوضح من أن يحتاج معهإلى بيان ، فراجع ما شئت من كتبهم ترى حقيقة االمر بجالء ووضوح. ولعل االمر الواضح والجلي في سر صناعة هذه االسطورة يكمن

وأهل بيته االطهار ، امتثاال المر الله تعالى7في أمر مواالة الشيعة لعلي ورسوله ، وهذا ما أثار حفيظة االمويين وحقدهم االسود عليهم والذي ال

نته لهم نفوسهم المريضة ، ووجدها يقف عند أي حد ، فاختلقوا ما زييعة لقمة سائغة فازدورها وطفقوا بجهل يتبجحون بها كالحمقى أعداء الش

والمغفلين ، من دون أدنى مراجعة ودراسة ، وأنا أترك للقارئ الكريم مسألة الحكم حول هذا الموضوع بعد دراسته المجردة للوقائع التاريخية الممتدة خالل فترة ظهور هذا الرجل ، أو ما كتب عنه من قبل الباحثين

والدارسين المختلفين ، وحتى يدرك بالتالي تفاهة وسقامة الربط الساذج بين عقيدة تمتد جذورها إلى اليوم االول لقيام الدعوة االسالمية ، وبين

ه مشرك وكافر ، فراجع. رجل أبسط ما قيل في حقه أن ( بلى إن جميع مصادر الشيعة اتفقت على لعنه وتكفيره ، وأنه غال1)

إله أو نبي مرسل من قبل الله على االقل. 7زعم أن أمير المؤمنين ، رجال323 : 9 ، رجال الكشي 302فراجع : رجال أبو علي :

، الخالصة ) القسم الثاني (131|199 ، نقد الرجال : 76|51الطوسي : وغيرها.183 : 2 ، تنقيح المقال 19|237:

177 ..............................................................التعريف بالشيعة

العيش. (1)بلهنية تي أصبح يتغنى بها لنا عن(2)وأن سمادير األهازيج ال

القرآن واالسالم ) الدكتور طه حسين ( وزمالؤه ، والدور الذي جاءوا يلعبون فيه للمسلمين بالحراب والدرق ، فهو

أشبه أن يكون من أدوار تلك العصور الخالية ، ال من أدوار هذه العصور التي تتطلب تمحيص الحقائق بحصافة وأمانة ،

ورصانة ومتانة. ومهما كان األمر أو يكن ، فكل ذلك ليس من صميم

غرضنا في شيء ، وما كان ذكره إال من باب التوطئةه بعد توفر تلك ما جل الغرض أن والتمهيد للقصد ، وإن

األسباب والدواعي ، والشؤون والشجون ، والوقوف علىيعة المتتابعة من كتبة تلك الطعنات الطائشة على الش

ذي ال العصر في مصر وغيرها ، رأشا من الفرض علينا ـ ال ندحة عنه ـ أن نكتب موجزا من القول عن معتقدات

يعة واصول مذهبها ، وأمهات مسائل فروعها التي عليها الشيعة ه مذهب الش ذي يصح أن يقال أن إجماع علمائها ، وال

على إطالقها ، أما ما عداه فهو رأي الفرد أو األفراد منها ، ومثله ال يصح أن يعد مذهبا لها ، ومعلوم أن باب االجتهاد لم

يزل مفتوحا عند الشيعة ، ولكل رأيه ما لم يخالف اإلجماع ة أو ضرورة العقول ، فإن خالف شيئا أو نص الكتاب والسن

من ذلك كان زائغا __________________

( البلهنية : السعة والرفاهية في العيش. 1).203 : 4انظر : القاموس المحيط

( السمادير : ضعف البصر ، وقيل : هو الشيء الذي يتراءى لالنسان2)من ضعف بصره عند السكر من الشراب وغشي النعاس والدوار.

قال الكميت :ولما رايت المقربات مذالة

 

وأنكرت إال بالسمادير ألها  

.380 : 4لسان العرب

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 178

عن الطريق ، ومارقا عن تلك الطائفة ، على أصول رة ، ال يتسع المقام لمجمالتها فضال رة ، وقواعد محر مقرما المقصود هنا بيان ذات المسائل التي عن مفصالتها ، وإن

يعة وخواصها ، ع ، ويعتقده عوام الش يدور عليها محور التشي وعليها عملهم ، وال خالف فيها بينهم ، من دون تعرض

ها موكولة ألى الكتب المطولة ، وهو لألدلة والحجج ، فان خارج عن الغرض المهم من تعريف كافة فرق المسلمين ،يعة ، وافراد كل طائفة من علمائها وعوامها عن عقائد الش

هم مسلمون مثلهم ، فال يضلموا أنفسهم حتى يعرفوا أن ويتورطوا في نسبة أألضاليل واألباطيل إلى اخوانهم فيلوهم كالسعالى وأنياب األغوال ورؤوس الدين ، وال يتمث

الشياطين ، أو كوحوش صحارى أفريقيا وأكلة لحوم البشر ، بل هم ـ بحمد الله ـ ممن تأدب بآداب االسالم ،

ك بتعاليم القران ، وأخذ بحظ وافر من االيمان وتمسة ومكارم األخالق ، وال يعتمدون إال على الكتاب والسن

وضرورة العقل ، فعسى أن ينتبه الغافل ، ويعلم الجاهل ، ويرتدع المهوس الطائش عن غلوائه ، ويكسر المتعصب

عن سورته ، ويتقارب من إخوانه ، لعل الله يجمع شملهم ، ويجعلهم يدا واحدة على أعدائهم ، وما ذلك على الله

بعزيز.ع ، وأسباب نشوئه والبد أوال من بيان مبدأ التشي

ونموه ، ثم بيان أصوله ومعتقداته.

ع 179 ....................................................................نشأة التشي

إذا فالغرض يحصل في مقصدين : ] المقصد [ األول :

ع من أين نشأ؟ ومتى تكون؟ ومن هو في أن التشي غارس بذرته األولى ، وواضع حجره األول ، وكيف أفرعت

دوحته حتى سما واستطال ، وأزهر وأثمر ، واستدامنت به جملة من أعاظم ملوك االسالم ، بل واستمر حتى تدي

وجملة من خلفاء بني العباس : كالمأمون ، والناصر لدينالله ، وكبار وزراء الدولة العباسية وغيرها.

فنقول وبالله المستعان : ع في حقل االسالم هو إن أول من وضع بذرة التشيع ريعة االسالمية ، يعني أن بذرة التشي نفس صاحب الش

وضعت مع بذرة االسالم ، جنبا الى جنب ، وسواء بسواء ، ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والعناية حتى نمت

وأزهرت في حياته ، ثم أثمرت بعد وفاته. ريفة ، ال من وشاهدي على ذلك نفس أحاديثه الش

هم ساقطون يعة ورواة االمامية ، حتى يقال : أن طرق الش ألنهم يقولون ) بالرجعة ( أو أن راويهم ) يجر الى قرصه (

ة وأعالمهم ، ومن طرقهم بل من نفس أحاديث علماء السن الوثيقة التي ال يظن ذو مسكة فيها الكذب والوضع ، وأنا

أذكر جملة مما علق بذهني من المراجعات الغابرة ، والتيعثرت عليها عفوا من غير قصد وال عناية.

فمنها : ما رواه السيوطي في كتاب ) الدر المنثور في )تفسير كتاب الله بالمأثور ( في تفسير قوله تعالى :

. (أولئك هم خير البريwة قال : أخرج ابن عساكر : عن جابربن عبدالله قال : كنا

بي ذي نفسي7 فاقبل علي 9عند الن بي : » وال فقال النبيده إن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 180

هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة «. الحات اولئك)ونزلت : wإن الذين آمنوا وعملوا الص

. (هم خير البريwة )وأخرج ابن عدي : عن ابن عباس قال : لما نزلت :

الحات wذين آمنوا وعملوا الصwقال رسول الله ](إن ال [ : » هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين7 [ لعلي ] 9

مرضيين «. قال : » قال لي7وأخرج ابن مردويه : عن علي

إن الwذين امنوا ) : الم تسمع قول الله : 9رسول الله الحات اولئك هم خير البريwة wأنت(وعملوا الص

وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جاءت االمم .(1)للحساب تدعون غرا محجلين «. انتهى حديث السيوطي وروى بعض هذه األحاديث ابن حجر في ) صواعقه (

بي قال9عن الدارقطني ، وحدث أيضا عن أم سلمة أن النة « . (2): » يا علي أنت وأصحابك في الجن

وفي ) نهاية ابن األثير ما نصه في مادة ) قمح ( : وفيبي 7حديث علي : » ستقدم على الله أنت9 قال له الن

وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضابا .(3)مقمحين « ، ثم جمع يده إلى عنقه ليريهم كيف االقماح

انتهى. وببالي أن هذا الحديث أيضا رواه ابن حجر في

) صواعقه ( وجماعة __________________

.379 : 6( الدر المنثور في التفسير بالمأثور 1).96( الصواعق المحرقة : 2).106 : 4( النهاية 3)

ع 181 ....................................................................نشأة التشي

آخرون من طرق اخرى تدل على شهرته عند أرباب. (1)الحديث

والزمخشري في ) ربيع األبرار ( يروي عن رسول اللهه قال : » يا علي ، إذا كان يوم القيامة أخذت9] [ أن

بحجزة الله تعالى ، وأخذت أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، واخذ شيعة ولدك بحجزتهم ، فترى أين يؤمر بنا

»(2) . ولو أراد المتتبع ] لـ [ كتب الحديث ، مثل : مسند

االمام أحمد بن حنبل ، وخصائص النسائي ، وأمثالهما أنيجمع أضعاف هذا القدر لكان سهال عليه.

يكرر ذكر9وإذا كان نفس صاحب الشريعة االسالمية هم هم اآلمنون يوم القيامة ،7شيعة علي وينوه عنهم بأن

وهم الفائزون والراضون المرضيون ، وال شك أن كل معتقده ال ينطق عن الهوى إن هو إال بنبوته يصدقه فيما يقول ، وأن

شيعة9 ، فإذا لم يصر كل أصحاب النبي (3)وحي يوحى فبالطبع والضرورة تلفت تلك الكلمات نظر جماعة7لعلي

منهم أن يكونوا ممن ينطبق عليه ذلك الوصف بحقيقةمعناه ، ال بضرب من التوسع والتأويل.

نعم ، وهكذا كان األمر ، فإن عددا ليس بالقليل اختصواغ عن7 بعلي 9في حياة النبي والزموه ، وجعلوه إماما كمبل

__________________ ( راجع : كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة للسيد مرتضى1)

د التستري ، وغيرهما الحسيني ، وكتاب إحقاق الحق وإزهاق الباطل للسي من المصادر المختصة بايراد هذه االحاديث الواردة في كتب العامة ،

حيث تجد الكثير الكثير من هذه الروايات وبطرقها المختلفة..808 : 1( ربيع االبرار 2) في سورة9( إشارة إلى قوله تعالى في حق رسوله الكريم محمد 3)

وما ينطق عن الهوى * إن هو إأل وحي ) ( : 4 ـ 3 : 53النجم ) .( يوحى

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 182

ر لتعاليمه ، وأسرار حكمه وأحكامه الرسول ، وشارح ومفس كعلم خاص بهم كما7، وصاروا يعرفون بأنهم شيعة علي

(2) ولسان العرب (1)نص على ذلك أهل اللغة. راجع النهاية

تجدهم ينصون على أن هذا االسم غلب على(3)وغيرهما 7أتباع علي وولده ومن يواليهم ، حتى صار اسما خاصا

بهم. ومن الغني عن البيان أنه لو كان مراد صاحب الرسالة

من يحبه أو ال يبغضه ـ بحيث ينطبق على7من شيعة علي له بعض القاصرين ـ لم يستقم أكثر المسلمين ، كما تخي

التعبير بلفظ ) شيعة ( ، فان صرف محبة شخص آلخر أو عدم بغضه ال يكفي في كونه شيعة له ، بل ال بد هناك من

خصوصية زائدة ، وهي االقتداء والمتابعة له ، بل ومع االلتزام بالمتابعة أيضا ، وهذا يعرفه كل من له أدنى ذوق في مجاري استعمال األلفاظ العربية ، وإذا استعمل في

غيره فهو مجاز مدلول عليه بقرينة حال أو مقال. ي ال أحسب أن المنصف يستطيع أن ينكر والقصارى إن

ظهور تلك األحاديث وأمثالها في إرادة جماعة خاصة من ، يمتازون بها عن7المسلمين ، ولهم نسبة خاصة بعلي

ذين لم يكن فيهم ذلك اليوم من ال يحب سائر المسلمين العليا ، فضال عن وجود من يبغضه.

ذين وال أقول : إن االخرين من الصحابة ـ وهم األكثر ال ولم يأخذوا9لم يتسموا بتلك السمة ـ قد خالفوا النبي

بارشاده ، كال ومعاذ الله أن يظن فيهم ذلك ، وهم خيرةمن على وجه األرض يومئذ ، ولكن

__________________.519 : 2( النهاية 1).189 : 8( لسان العرب 2) ، مجمع البحرين627 : 1 ، أقرب الموارد 47 : 3( القاموس المحيط 3).405 : 5 ، تاج العروس 356 : 4

ع 183 ....................................................................نشأة التشي

هم ، ومن سمع بعضها لم لعل تلك الكلمات لم يسمعها كل يلتفت إلى المقصود منها ، وصحابة النبي الكرام أسمى من

. (1)أن تحلق إلى أوج مقامهم بغاث األوهام __________________

لهم من الفضل والدرجة العظيمة التي9( بلى إن صحابة رسول الله 1) ليست بخافية على أحد ، بل وكانوا والزالوا موضع إحترام وتقدير وتبجيل

يعة في أوائلهم. والغرو في ذلك ، فان كتاب من قبل المسلمين ، والش الله عز وجل يحذثنا في أكثر من موضع عن تلك المنزلة السامقة الؤلئك

وأهل بيته الكرام9المؤمنين المجاهدين الذين شادوا مع رسول الله صرح االسالم ، وأقاموا أركانه.

محمد رسول )قال الله تعالى في أواخر سورة الفتح المباركة : ار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا الله والذين معه أشداء على الكف

. (يبتغون فضال من الله ورضوانا ... وكذا ترى ذلك بوضوح عند مراجعتك القوال رسول الله صلى الله

عليه وآله وأهل بيته المعصومين عليهم السالم ، وذلك ما ال ندعيه وال نتقوله ... إال إنا ال نتفق مع من يذهب إلى سريان هذا االمر على جميع

صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ، دون فحص وتمييز ، وكذا يوافقنافي ذلك كل عاقل منصف مدرك للحقيقة.

ة النبوية المطهرة ، والوقائع التاريخية الثابتة فالقرآن الكريم ، والسن تؤكد صواب ما نذهب اليه ، وبطالن ما ذهب اليه االخرون ، سواء كانوا

من الذين اظفوا هذه الصفة على الجميع ، أو من طعنوا في الجميع دون دليل أو حجة أو برهان سليم ، وإن كانت الجماعة االولى هي االكثر ، وهي صاحبة الرأي السائد عند اخواننا من أبناء العامة ، وهم يشكلون

ل يعة التي تشك الطرف االكثر واالوسع في عموم المسلمين ، قبال الشالثقل االكبر الثاني في المذاهب االسالمية المختلفة.

واذا كنا ال نتفق معهم في نسبة العدالة إلى جميع الصحابة دون استثناء ، ودون مناقشة تذكر في صحة نسبة تلك العدالة إلى بعض

الجماعات التي ثبت تاريخيا انحرافها عن مفهوم العدالة االسالمية ، فإن هذا ال يعني أبدا االتفاق مع الجماعة االخرى الذاهبة الى الطعن في جميع

الصحابة ، النه رأي تافه وسقيم واليستحق النقاش ، ولذا فان حديثنايعة العتمادهم سيكون مع الجماعة االولى ، والتي تلقي باللوم على الش اسلوب تقييم الصحابة وفق المنهج السماوي والمقياس الشرعي الذي

جاءت به الشريعة االسالمية المتكاملة والواضحة ، من دون تحزب أعمى ، أو تعصب مقيت ، وحيث تعضدنا في ذلك المبادئ السليمة التي اعتمدناها في هذا تبني هذا المنهج السليم. فلنتوقف قليال ولنتأمل فيما

نقول. أقول : ولنبتدأ أوال بما تقدم منا من ذكر االية المباركة السالفة

والمثنية على صحابة رسول

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 184

...................................................__________________

. 9الله فهذه اآلية القرآنية المباركة تحمل في طياتها الدليل الواضح على )صحة هذا االستثناء الذي نقول به ، والمؤيدة له ، حيث جاء في آخرها

وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما فكلمة ) منهم ( المبعضة تدل بوضوح على التمييز بين فئتين أو(

طائفتين ، احداهما مؤمنة عاملة ، واالخرى البد أن تكون مخالفة لها. بل إن الذين يبايعونك ) ( 10وفي قوله تعالى في نفس السورة ) اآلية

إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانما ينكت على عين( نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما

الداللة ، وذات المعيار ، وغيرها وغيرها. ثم أو ليس قد تواتر في كتب القوم المعروفة بالصحاح وغيرها

الدالة بوضوح على انحراف9الكثير من االخبار الثابتة عن رسول الله 9جماعة معلومة ومبجلة من الصحابة معررفة بأعيانها ، ومن ذلك قوله

( : » انا فرطكم على الحوض ، وليرفعن148 : 8المروي في البخاري ) رجاال منكم ثم ليختلجن دوني ، فأقول : يارب أصحابي!

ك التدري ما أحدثوا بعدك «. فيقال : إن ( وأحمد في1796 : 4ومثله روى ذلك مسلم في صحيحه )

(. 400 ، 388 ، 50 ، 48 : 5 و 281 و 140 : 3مسنده ) ي74 : 4وأما الحاكم النيسابوري فقد روى في مستدركه ) ( : » إن

ها الناس ـ فرطكم على الحوض ، فاذا جئت قام رجل ، فقال هذا : يا ـ أي رسول الله أنا فالن ، وقال هذا : يا رسول الله أنا فالن. فاقول : قد

كم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى «. عرفتكم ، ولكن بل إن ابن ماجة في سننه أضاف أن رسول الله صلى الله عليه

وآله يقول في حق أصحابه أؤلئك » سحقا سحقا «. ثم ألم يمرعلينا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله مع أبي بكر ـ

وهو من كبار الصحابة وأعيانهم ـ عندما قال صلى الله عليه وآله عن شهداء احد : » هؤالء أشهد عليهم « فقال له أبو بكر : ألسنا ـ يا رسول

الله ـ باخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا؟ : » بلى ، ولكن ال أدري ما تحدثون بعدي «.9فقال له رسول الله

. 32|461 : 2انظر : موطأ مالك فانظر وتأمل في داللة هذا الحديث ، ومن هو المخاطب ، لتدرك

بوضوح أن ال أحد مستثنى من هذه الموازين الشرعية ، فمن خالف أوامررسول الله صلى الله عليه وآله واتبع

ع 185 ....................................................................نشأة التشي

...................................................__________________

ريعة االسالمية هي التي تنبذه ال نحن ، هواه وهوى الشيطان فان الشها تحتاج الى برهان. وتلك بديهية ال أعتقد أن

فهل نأتي نحن المسلمين في آخر الزمان ضاربين عرض الحائط باقوال رسول الله صلى الله عليه وآله بحق هذه الطائفة ممن أحدثوا

روا وانحرفوا لنترحم عليهم ، ونبجلهم ونقدمهم ، دون وعي أو وبدلوا وغير أو دليل؟! إن ذلك ال يقول به عاقل أبدا. تدب

ثم أعود فأسال : من كان أصحاب االفك الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، واتهموه في عرضه ، والذين توعدهم الله تعالى

بالعقاب االليم والعذاب الشديد ، هل كانوا إال جماعة من صحابة رسولالله صلى الله عليه وآله ، أم ماذا؟

بل ومن اولئك الذين ارادوا الكيد برسول الله صلى الله عليه وآله وقتله عند عودته من تبوك ، هل كانوا ايضا إال من صحابته صلى الله عليه

، دالئل1042 : 3 ، مغازي الواقدي 453 : 5وآله ) راجع : مسند أحمد ، وغيرها (. 256 : 5النبوة للبيهقي

ثم ماذا يعني هذا التكرار الواضح في آيات القرآن الكريم المحذرة من كيد المنافقين الذين أظهروا االيمان وأسروا الكفر والمعاداة ، حتى

ات التي وردت فيها كلمة المنافقين والمنافقات في لقد بلغ عدد المر ( مرة. 32القرآن الكريم )

وأخيرا أعود فأسال العقالء : كيف تستسيغ العقول أن تضفي مسالة العدالة والنزاهة على جميع الصحابة دون استثناء أو تأمل في

ته سيرة ذلك الصحابي وعرض أفعاله على المقياس الشرعي الذي أقره رأى رسول الله صلى الله الشريعة االسالمية الخالدة ال لشيء إال الن عليه وآله أوصحبه ، وكأن في تلك الصحبة تنزيها أو عصمة من االدانة

والمحاسبة ، وجوازا للفوز بالرضا االلهي ، مهما فعل هذا الصحابي وأسرف وخالف ، رغم مخالفة ذلك التصور السقيم البسط المفاهيم

االسالمية المعروفة لدى جميع المسلمين؟! إن ذلك والله لمن عجائب االمور. كيف وأن الله تبارك وتعالى قد هدد زوجات الرسول صلى اللها به من عليه وآله ـ وهن أقرب اليه صلى الله عليه وآله ، واشد تماس

جميع الصحابة ـ بمضاعفة العذاب إذا ارتكبن ما يخالف الشريعة االسالمية ، دون نظر منه تبارك وتعالى إلى شدة هذا التماس هذا

يا نساء ) ( : 30القرب ، إذ قال جل اسمه في سورة االحزاب ) اآلية النبي من يأت منكن بفاحشة مبينتة يضاعف لها العذاب ضعفين

فاذا كان االمر وفق هذا المفهوم فان من( وكان ذلك على الله يسيراه أساء إلى شرف يخالف من الصحابة يجب أن يضاعف عليه النكير ، الن

الصحبة وكرامتها. نعم إن لدينا ألف دليل ودليل على صحة ما نذهب إليه ، وال أريد هنا

استعراض جملة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 186

ثم إن صاحب الشريعة لم يزل يتعاهد تلك البذرة ، ويسقيها بالماء النمير العذب من كلماته وإشاراته ، في

ة ، فضال أحاديث مشهورة عند أئمة الحديث من علماء السنيعة ، وأكثرها مروي في الصحيحين ، مثل : قوله عن الش

. (1) : » علي مني بمنزلة هارون من موسى « 9)ومثل : » ال يحبك إال مؤمن ، وال يبغضك إال منافق «

2) . وفي حديث الطائر : » اللهم ائتني بأحب خلقك إليك «

(3) .__________________

معروفة ممن يسمون بالصحابة هم والله أشد ضررا وكلبا على االسالم وأهله من النصارى واليهود ، فليس هذا المكان المحدود بمحل مستساغ

ي أعتقد بأن القول بعدالة جميع الصحابة ـ لهذا المبحث المهم ، إال إن والذي كان أول من دعا اليه أهل الحديث ثم أصبح بعد ذلك عقيدة ثابتة من العقائد التي منحت على أساسها تلك الجماعات سهما في التشريع

، بل وأن تكون9االسالمي ، بل وأن تكون لهم سنن كسنن رسول الله آرائهم حجة على الناس الى يوم القيامة ـ كان من بدع الفئات المنحرفة

، والمناصرة لفساد معاوية بن أبي سفيان ، وبسر بن:عن أهل البيت ارطاة ، وسمرة من جندب ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ،

ومعاوية بن حديج وغيرهم ممن العذر لهم في كثير من أفعالهم الفاسدة ، وال يستطيع أحد تقديم العذر لهم فيها ، إال طريق نسبة العدالة

ة حق االجتهاد لهم حتى ولو كان ذلك قبالة النص ، اليهم ، وكذا نسبة ثوا به ، فصار هذا الخليط الممجوج الهجين سن فعمدوا إلى ذلك ، وتشب

سارت عليها الجماعات الالحقة بهم دون أدنى وقفة أو مراجعة لمدىصواب ذلك المنهج الخاطئ والمردود.

،114|52 : 1 ، سنن ابن ماجة 24 : 5( انظر : صحيح البخاري 1)|640 و 3724|638 : 5 ، سنن الترمذي 2404 : 4صحيح مسلم

:4 ، تاريخ بغداد 117 : 3 ، الرياض النضرة 8 : 5 ، اسد الغابة3731 من تاريخ دمشق7 ، ترجمة االمام علي 194 : 7 ، حلية االولياء 204

1 : 124.|635 : 5 ، صحيح الترمذي 131|86 : 5( أنظر : صحيح البخاري 2)

:8 ، و 255 : 2 ، تأريخ بغداد 114 / 42 : 1 ، سنن ابن ماجة 3717.189 : 3 ، الرياض النضرة 185 : 4 ، حلية االولياء 426 : 14 و 417

،30 : 4 ، اسد الغابة 3721|636 : 5( انظر : سنن الترمذي 3) :6 ، حلية االولياء 114 : 3 ، الرياض النضرة 130 : 3مستدرك الحاكم

من7 ، ترجمة االمام علي 339

ع 187 ....................................................................نشأة التشي

ومثل : » ألعطين الراية غدا رجال يحب الله ورسوله. (1)ويحبه الله ورسوله «

ي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ومثل : » إن. (2)أهل بيتي «

. (3)و » علي مع الحق والحق مع علي « إلى كثير من أمثالها مما لسنا في صدد إحصائه وإثبات

أسانيده ، وقد كفانا ذلك موسوعات كتب االمامية ، فقد د حامد حسين اللكناهوري كتابا ألف العالم الحبر السي

دات ، كل أسماه ) عبقات األنوار ( يزيد على عشرة مجلد بقدر صحيح البخاري تقريبا ، أثبت فيها أسانيد تلك مجل

األحاديت من الطرق المعتبرة عند القوم ومداليلها ، وهذاواحد من الوف ممن سبقه ولحقه.

من هذه الدار إلى دار9ثم لما ارتحل الرسول 7القرار ، ورأى جمع من الصحابة أن ال تكون الخالفة لعلي

ه!! أو ألن قريشا كرهت أن تجتمع النبوة : إما لصغر سن والخالفة لبني هاشم ، زعما منهم أن النبوة والخالفة إليهم

يضعونها حيث شاؤوا!! أو المور اخرى لسنا بصدد البحثه باتفاق الفريقين امتنع أوال عن البيعة ، بل في عنها ، ولكنه لم يبايع إال بعد صحيح البخاري ـ في باب غزوة خيبر : أن

. (4)ستة أشهر __________________

.44 ، تذكز الخواص : 151 ـ 105 : 2تاريخ دمشق |638 : 5 ، سنن الترمذي 73 و 65 : 4( انظر : صحيح البخاري 1)

، سنن52 : 4 ، مسند أحمد 121|45 : 1 ، سنن ابن ماجة 3724 ، المصنف لعبد263 : 7 ، التاريخ الكبير للبخاري 131 : 9البيهقي .9637|287 : 5الرزاق

، مسند أحمد3788|663 و 3786|662 : 5( انظر : سنن الترمذي 2) :2 ، اسد الغابة 148 و 109 : 3 ، مستدرك الحاكم 181 : 5 و 17 : 32 1. ، ترجمة124 : 3 ، مستدرك الحاكم 321 : 14( انظر : تاريخ بغداد 3)

.1159|117 : 3 من تاريخ دمشق 7االمام علي ، وانظر كذلك : صحيح مسلم كتاب الجهاد177 : 5( صحيح البخاري 4)

، 152 : 5والسير

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 188

وتبعه على ذلك جماعة من عيون الصحابة ، كالزبير وعمار. (1)والمقداد وآخرين

ثم لما رأى تخلفه يوجب فتقا في االسالم ال يرتق ، وكسرا ال يجبر ، وكل أحد يعلم أن عليا ما كان يطلب

الخالفة رغبة في االمرة ، وال حرصا على الملك والغلبةما(2)واالثرة ، وحديثه مع ابن عباس بذي قار مشهور ، وإن

يريد تقوية االسالم ، وتوسيع نطاقه ، ومد رواقه ، وإقامةالحق ، وإماتة الباطل.

ـ أعني الخليفة األول(3)وحين رأى أن المتخلفين والثاني ـ بذال أقصى الجهد في نشركلمة التوحيد ، وتجهيز الجنود ، وتوسيع الفتوح ، ولم يستأثروا ولم يستبدوا ، بايع وسالم ، وأغضى عما يراه حقا له ، محافظة على االسالم

ق كلمته ، ويعود الناس الى أن تتصدع وحدته ، وتتفرجاهليتهم األولى.

__________________ :3 ، تاريخ الطبري 302 : 2 ، مروج الذهب 11 : 1االمامة والسياسة

.13 ، الصواعق المحرقة : 327 : 2 ، الكامل في التاريخ 208 ( منهم : أبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن عمرو ،1)

وعمار بن ياسر ، وفروة بن عمرو ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وابي بن كعب ، والبراء بن عازب ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وخزيمة بن ثابت ،

وغيرهم. ، تاريخ259 : 4 ، العقد الفريد 301 : 2راجع : مروج الذهب

:2 ، تاريخ اليعقوبي 325 : 2 ، الكامل في التأريخ 208 : 3الطبري .63 : 2 ، تاريخ ابي الفداء 103

بذي قار وهو7( قال عبدالله بن عباس : دخلت على أمير المؤمنين 2) يخصف نعله ، فقال رحمه الله لي : ما قيمة هذه النعل؟ فقلت : ال قيمة

لها. : » والله لهي أحب إلى من امرتكم إال أن اقيم حقا ، أو أدفع7فقال

باطال « .... .32|76 : 1انظر : شرح نهج البالغة للشيخ محمد عبده

( صوابها ) المختلف ( ألن االمر برمته كان في عهد أبي بكر ، ومثل3)ذلك في المفردات الالحقة ، فالحظ.

ع 189 ....................................................................نشأة التشي

وبقي شيعته منضوين تحت جناحه ، ومستنيرين ، ولم (1)بمصباحه

__________________ بالتسليم7( إن إدراك حقيقة الموقف الذي اتخذه أمير المؤمنين علي 1)

ب عليه وضع الدولة االسالمية بعد وفاة الظاهري لواقع الحال الذي ترت ، ال يتأتى إال من خالل التأمل الدقيق لمفردات الواقع الذي9رسول الله

اسة والدقيقة من عايشته تلك الدولة الفتية والغضة أبان تلك الفترة الحسحياتها ووجودها المقدس.

خين لتلك الحقبة اقول : إن من الثابت الذي سجله معظم المؤر الغابرة من التأريخ االسالمي أن أبا بكر وعمر وجماعة من الصحابة

على البيعة البي بكر أول7حاولوا قسرا وتهديدا اجبار االمام علي االمر ، والتنازل عن موقفه المبتني على حقه الشرعي في خالفة رسول

، وحيث7 ، حتى بلغ االمر بهم إلى التهديد الصريح باحراق بيته 9الله وثلة من الصحابة الذين أعلنوا رفضهم لما9كانت فيه بضعة الرسول

ب عليه االمر في سقيفة بني ساعدة أثناء غيبة أهل البيت :ترت ، بالشكل الذي ينبغي ان9وانشغالهم بأمر تغسيل وتكفين رسول الله

... وإلى حقيقة9يكون عليه ، لما يمثله من الوداع االخير لنبي الرحمة هذه المحاولة الخطيرة التي لجأ اليها هؤالء الصحابة أشارت بوضوح

الكثير الكثير من المصادر والمراجع التاريخية المختلفة المثبتة لوقائع ) راجع : تاريخ الطبري ، االمامة9االيام االولى لما بعد وفاة رسول الله

والسياسة البن قتيبه ، أنساب االشراف للبالذري ، تاريخ ابن شحنة ، تاريخ ابي الفداء ، شرح النهج البن أبي الحديد المعتزلي ، كتاب الملل

والنحل للشهرستاني ، مروج الذهب ، العقد الفريد ، كتاب أعالم النساءالبن طيفور ، وغيرها (.

وتحضرني اللحظة جملة أبيات شعرية قرأتها للشاعر حافظ ابراهيم، تشير بوضوح الى هذا االمر ، يقول فيها :

وقولة لعلي قالها عمر 

أكرم بسامعها أعظم بملقيها  

حرقت دارك ال ابقي عليك بها 

إن لم تبايع ، وبنت المصطفىفيها!!

  

ماكان غير أبي حفص بقاثلها 

أمام فارس عدنان وحاميها!!!.  

بيد أن هذه المحاولة الرهيبة ـ والتي تشكل سابقة خطيرة في التاريخ االسالمي ، وغيرها من المحاوالت السقيمة ـ لم تكن لتؤدي

بالنتيجة المرجوة من قبل الحكومة االسالمية آنذاك لوال الحس العميق ، واالدراك الدقيق لجملة النتاثج المترتبة على الوقوف المعارض المعلن

أمام ذلك الطرف المستهجن في مسيرة الدولة االسالمية ـ وما سيتالقىبه مع واقع الحال

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 190

...................................................__________________

، وإلى ذلك7الذي يحيط بالدولة الفتية من كل جانب ـ لدى االمام علي تشير خطبه وكلماته المليئة بالشكوى والتظلم.

نعم ، لقد كانت المدينة المنورة وما يحيط بها حلقة حساسة وخطيرة لقربها من مركز الدولة االسالمية وعاصمتها ، في حين كان

يعتاش بين جدرانها والى جوارها من يريد الكيد بها ، واالنقضاض عليها ،ومن هؤالء :

اوال : المنافقون الذين كانوا يشكلون شريحة ال يستهان بها ، بلوكان خطرهم أكبر واعظم من أن يغض الطرف عنه.

وممن حولكم من ) : 101قال تعالى في سورة التوبة اآلية االعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق التعلمهم

. ( نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيمثانيا : اليهود ، وهم أشد الناس عداوة لالسالم واهله.

ثالثا : الدول واالمبراطوريات التي كانت ترى في السالم خطراأكيدا عليها ، كالرومان واالكاسرة والقياصرة.

رابعا : المراكز المنحرفة والفاسدة التي حتاولت عبثا ان تجد لها موطأ قدم في أرض الواقع ، يضافي إليها مدعي النبوة ممن وجدوا

اعدادا اليستهان بها من الحمقى والمغفلين يؤيدونهم في ترهاتهم ومفاسدهم أمثال : مسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد ، وسجاج بنت

الحرث. وغير ذلك من االسباب االخرى ، والتي أدرك إالمام علي عليه

السالم مدى خطرها على الدولة االسالمية المباركة التي كاد لجهاده وسيفه الفضل االكبر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في اقامتها

وتثبيتها. وإليك أخي القارئ الكريم شيئا من كلماته عليه السالم الموضحة

لواقع الحال الذي عايشه عليه السالم ، والذي دفعه لغض النظر عن حقهالشرعي ، ومكانه الحقيقي :

فيما يعرف بالخطبة الشقشقيه : » أما والله لقد تقمصها7قال فالن ] وفي بعض المصادر : ابن أبي قحافة ، وال خالف في ذلك ، فانه ليعلم أن محلي الحديث لواضح ، والتلميح يغني عن التصريح هنا [ وإن

منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، وال يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى به ، فرأيت أن الصبر على هاتا

أحجى. فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا « .....

191 ..............................................................انحراف االمويين

يعة والتشيع يومئذ مجال للظهور ، ألن االسالم كان يكن للشز الحق من يجري على مناهجه القويمة ، حتى إذا تمي

ن الرشد من الغي ، وامتنع معاوية عن البيعة الباطل ، وتبي وحاربه في ) صفين ( انضم بقية الصحابة إلى علي7لعلي

، وكان معه من عظماء(1) حتى قتل أكثرهم تحت رايته 7 أصحاب النبي ثمانون رجال ، كلهم بدري عقبي : كعمار بن

هادتين ، وأبي أيوب األنصاري ، ياسر ، وخزيمة ذي الشونظرائهم.

واستتب األمر لمعاوية ، وانقضى7ثم لما قتل علي دور

__________________7وفي احدى خطبه يقول : » .... فنظرت فإذا ليس لي معين إال

أهل بيتي ، فظننت بهم على الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربتعلى الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم «.

إلى أهل مصر يقول : » ... فما راعني إال انثيال7وفى كتابه الناس على فالن ليبايعونه ، فامسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد

، فخشيت إن لم9رجعت عن االسالم ، يدعون إلى محق دين محمد أنصر االسالم وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المصيبة به علي

أعظم من فوت واليتكم «. عند فتنة الجمل : » فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي ،7وقوله

حتى يوم الناس هذا «. 9مستاثرا علي منذ قبض الله تعالى نبيه ك7ويروي هو حديثا له مع بعض الصحابة : » وقد قال قائل : إن

على هذا االمر يا بن أبي طالب ـ لحريص! ما فقلت : بل أنتم والله أحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإن

طلبت حقا لي وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه. ه بهت ال يدري ما فلما قرعته بالحجة في المأل الحاضرين هب كأن

يجيبني به «. واخيرا اليك أخي القارئ الكريم دعاء أمير المؤمنين عليه السالم

وتظلمه مما وقع عليه من قبل قريش ، فتأمل فيه بروية وامعان : »هم قطعوا رحمي ، هم إني أستعديك على قريش ، ومن أعانهم ، فإن الل

وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي «. ( منهم : عمار بن ياسر ، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، أبو عمرة1)

االنصاري ، ثابت بن عبيد االنصاري ، عبدالله بن بديل الخزاعي ، أبو الهيثم مالك بن التيهان ، هاشم المرقال ، عبدالرحمن بن بديلالخزاعي ، جندب بن زهير االزدي ، سعد بن الحارث االنصاري.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 192

الخلفاء الراشدين ، سار معاوية بسيرة الجبابرة في المسلمين ، واستبد واستأثر عليهم ، وفعل في شريعة

االسالم ما ال مجال لتعداده في هذا المقام ، ولكن باتفاق المسلمين سار بضد سيرة من تقدمه من الخلفاء ، وتغلب

7على األمة قهرا عليها ، وكانت أحوال أمير المؤمنين وأطواره في جميع شؤونه جارية على نواميس الزهد

والورع ، وخشونة العيش ، وعدم المخادعة والمداهنة في شيء من أقواله وأفعاله ، وأطوار معاوية كلها على الضد

من ذلك تماما. وقضية إعطائه مصر البن العاص على الغدر والخيانة

، وقهر (1)مشهورة __________________

( روت المصادر التأريخية المختلفة : أن معاوية بن هند لما عزم على1)7الخروج على علي ابن ابي طالب ، أرسل الى عمرو بن العاص طالبا

منه القدوم إليه من مصر ، فشد إليه الرحال حتى قدم عليه في الشام ، وقتاله ، فترادا في القول حتى قال7فتذاكرا أمر الخروج على علي

معاوية له : ولكنا نقاتله على ما في أيدينا ، ونلزمه قتل عثمان. فقال عمرو : واسوأتاه ، إن احق الناس أال يذكر عثمان ال أنا وال

أنت!! فقال معاوية : ولم ويحك؟

فقال : أما انت فخذلته ـ ومعك أهل الشام ـ حتى استغاث بيزيد بنأسد البجلي ، واما أنا فتركته عيانا وهربت إلى فلسطين!!

فقال معاوية : دعني من هذا ، مد يدك فبايعني. قال : ال لعمر الله ، ال اعطيك ديني حتى آخذ من دنياك!!

فقال معاوية بن هند : لك مصر طعمة. وهكذا اتفق الفريقان حيث تم لمعاوية ما اراد من شراء دين ابن العاص قبال ثمن زهيد ومتاع قليل ، لم يلبث أن خلفه من وراءه ليقف

أمام محكمة السماء مثقال بذنوبه ومعاصيه ، حتى قيل أنه تذكر ذلك على فراش الموت ـ على ما ترويه كتب التأريخ ـ فقال : ياليتني مت قبل هذا

اليوم بثالثين سنة ، أصلحت لمعاوية دنياه وأفسدت ديني ، أثرت دنيايوتركت آخرتي ، عمي علي رشدي حتى حضرني أجلي.

، شرح نهج184 : 2 ، تأريخ اليعقوبي 34أنظر : وقعة صفين : ،72 : 3 ، سير أعالم النبالء 61|2البالغة البن أبي الحديد المعتزلي

، عيون92 : 5 و 97 : 4 ، العقد الفريد 244 : 19مختصر تأريخ دمشق . 438 : 1االخبار

193 ..............................................................انحراف االمويين

، وتوسعه(2) ، واستلحاق زياد أشهر (1)األمة على بيعة يزيد بالموائد وألوان المطاعم األنيقة معلوم ، وكل ذلك من

أموال األمة ، وفيء المسلمين الذي كان يصرفه __________________

( وتلك والله وحدها موبقة عظيمة كفيلة بايراد معاوية في أسفل درك1) الجحيم ، حيث ملك رقاب االمة رجال تجمعت فيه كل صفات الرذيلة

واالنحطاط بشكل جلي ، بل وكان من أوضح الناس عداء لله ولرسوله ، ، حتى فعل ما فعل ابان حكمه القصير من:وبغضا الهل بيت النبوة

الفجائع والنكبات ما ترتعش من هولها السموات واالرضين ، كان أعظمهاد شباب أهل الجنة ، االمام9قتل ابن بنت رسول الله ، وريحانته ، وسي

مع اخوانه وأهل بيته وأصحابه ،8السبط الحسين بن علي بن أبي طالب بل وسبي عياله والطواف بهم في البلدان بشكل تتفطر له القلوب ،

وتتصدع له الجبال .... فما فعل معاوية بهذه األمة وما جنى عليها .... بلوبمن تتعلق هذه الجناية العظيمة ، والرزية المهولة؟

ثم هل ينجو معاوية من واقعة الحرة التي فجع فيها ولده اللعين ، واستباح فيها االموال والدماء واالعراض ، وغير9مدينة رسول الله

ذلك مما ال تحتمله القلوب وال تصدقه العقول ، بل ووضع سيفه في رقاب المسلمين حتى قتل يومئذ من المهاجرين واالنصار وغيرهم من

المسلمين أكثر من عشرة آالف رجل كما تذكر ذلك الكثير من المراجع والمصادر المختلفة ، حتى لقد قيل بانه لم يبق في المدينة بدري بعدها ، ناهيك عمن قتل من النساء ايضا والصبيان ... ، بل وروي ايضا بأن جنده

وأزالمه افتضوا في هذه الواقعة ألف عذراء من بنات المهاجرين واالنصار ، وأمروا المسلمين بالبيعة الميرهم اللعين يزيد على أنهم عبيد وخول ،

إن شاء استرق وإن شاء أعتق!!. نعم ، هذه وغيرها من الموبقات العظيمة التي ال عد لها وال حصر ،

والتي ال تصدر إال عن كافر ، خبيث السريرة ، نتن الطوية ، لعين المرتع. وأخيرا اقول : ماذا فعل معاوية بهذه االمة ، وانى له التنصل من

تبعات هذه االفعال الثقال التي لحقت بافعاله هو والتي التقل عنها فساداوال انحرافا.

( نعم الحقه بدعوى أن ابا سفيان زنى بسمية ـ وكانت من ذوات2) الرايات ـ وهي على فراش عبيد ، فحملت بزياد ، وذلك بشهادة أبي مريم

، المتاجر بالخمور والقيادة ، فهنيئا لالمة االسالمية بكذا زعماء اليزالفوا الذين ، البعض يكنون لهم االحترام والتقدير والتقديس ، بعد أن حر عوا حدوده ، وأباحوا حرماته ، وسفكوا دماء أهله ، وما تركوا شيئا وضي

منكرا إال وفعلوه. ،441 : 3 ، الكامل في التأريخ 214 : 5انظر : تاريخ الطبري

، سير أعالم144 : 6 و 267 : 5 ، العقد الفريد 193 : 3مروج الذهب . 43 : 3 ، االصابة 495 : 3النبالء

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 194

في الكراع والسالح والجند. (1)الخليفتان ويحدثنا الوزير أبو سعيد منصور بن الحسين الآلبي

( في كتابه ) نثر الدرر ( ما نصه :. 422المتوفى سنة ) قال أحنف بن قيس : دخلت على معاوية فقدم لي من

الحار والبارد ، والحلو والحامض ، ما كثر تعجبي منه ، ثمقدم لونا لم أعرف ما هو : فقلت : ما هذا؟

فقال : هذا مصارين البط محشوة بالمخ ، قد قليبدهن الفستق ، وذر عليه بالطبرزد.

فبكيت ، فقال : ما يبكيك؟ قلت : ذكرت عليا ، بينا أنا عنده وحضر وقت الطعام

وإفطاره ـ وسألني المقام ـ فجيء له بجراب مختوم ، قلت: ما في الجراب؟

قال : سويق شعير. قلت : خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟

قال : ال وال أحدهما ، ولكن خفت أن يلته الحسنوالحسين بسمن أو زيت.

م هو يا أمير المؤمنين؟ فقلت : محر فتهال : ال ، ولكن يجب على أئمة الحق أن يعتدوا

أنفسهم من ضعفة الناس لئال يطغي الفقير فقره. . (2)فقال معاوية : ذكرت من ال ينكر فضله

__________________ ( لعله رحمه الله تعالى يقصد بهما أبا بكر وعمر ، ولكن لم ادرك وجه1)

تخصيصهما بذلك ، فتأمل..305 : 1( نثر الدر 2)

195 ..............................................................انحراف االمويين

وتجد في ) ربيع األبرار ( للزمخشري ونظائره لهذه. (1)النادرة نظائر كثيرة

هذا كله والناس قريبو عهد بالنبي والخلفاء ، وما كانوا عليه من التجافي عن زخارف الدنيا وشهواتها ، ثم انتهى

، بعد أن(2) فقتله 7األمر به إلى أن دس السم إلى الحسن ، ثم أخذ البيعة(3)نقض كل عهد وشرط عاهد الله عليه له

لولده يزيد قهرا ، وحاله معلوم عند األمة يومئذ أكثر مما هومعلوم عندنا

__________________ و720 ، 693 : 2 و 835 ، 807 ، 92 ، 90 : 1( انظر : ربيع االبرار 1).242 و 239 : 4 و 80 ، 77 : 3 ، شرح نهج البالغة البن ابي الحديد المعتزلي73( مقاتل الطالبيين : 2)

|182 : 3 ، مروج الذهب 375 : 1 ، االستيعاب بهامش االصابة 49 : 161760.

( قد يكتفي البعض بمقولة معاوية بن هند في مسجد الكوفة من أن3) بالوفاء بها ،7كل العهود والمواثيق ـ التي أبرمها وتعهد لالمام الحسن

وأشهد على نفسه في ذلك الشهود ـ تحت قدميه ال يفي منها بشيء ، إال أن استقراء سيرة معاوية وافعاله بعد ذلك الصلح خير شاهد على هذا

النقض والتنصل عما عاهد الله تعالى عليه ألن يفي به. بلى ، فقد عاهد االمام الحسن عليه السالم بأن تكون الخالفة له

بعد موته ، واذا توفي االمام الحسن عليه السالم قبله فإن الخالفة تكونه ) أي معاوية ( جهد لالمام الحسين عليه السالم بعد هالك معاوية ، بيد أن

على استحصال البيعة لولده يزيد الفاجر بشتى الوسائل والذرائع بعد وفاة االمام الحسن عليه السالم ، حين كان قد تحايل في التمهيد الذاعة

هذا االمر في حياة االمام الحسن عليه السالم على ما تذكره المراجعالمختلفة.

بالكف عن مطاردة شيعته7ثم إن معاوية تعهد لالمام الحسن 7وحقن دمائهم ، لكنه لم يترك وجها من أصحاب االمام وشيعته إال

ونكل به أو قتله. ة السيئة التي ابتدعها بسب بل ونقض ما تعهد به من رفع السن

على المنابر ، ولكنه هلك وهلك الذين بعده7االمام علي ابن ابي طالب وهم على هذه الفعلة النكرة دائمون ، حتى نهى عنها عمر بن عبدالعزيز

من بعد. واخيرا فقد تعهد بأن يحكم بما في القرآن وما جاء عن الرسوله ... وكما قيل شتان بين مشرق ومغرب. صلى الله عليه وآله ، ولكن راجع ما شئت من كتب التأريخ التي تحدثت عن هذه الواقعة ،

واحكم بما يمليه عليك دينك وعقلك.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 196

اليوم. فمن هذا وأضعاف أمثاله استمكن البغض له والكراهة

ه رجل دنيا ال عالقة له في قلوب المسلمين ، وعرفوا أن بالدين ، وما أصدق ما قال عن نفسه فيما حدثنا

الزمخشري في ) ربيعه ( قال : قال معاوية : أما أبو بكر فقد سلم من الدنيا وسلمت منه ، وأما عمر فقد عالجها وعالجته ، وأما عثمان فقد نال منها ونالت منه ، وأما أنا

)فقد تضجعتها ظهرا لبطن ، وانقطعت إليها وانقطعت إلي

1) . ومن ذلك اليوم ـ أعني يوم خالفة معاوية ويزيد ـ

لطة المدنية عن الدينية ، وكانت مجتمعة في انفصلت الس الخلفاء األولين ، فكان الخليفة يقبض على احداهما باليمين

ه وعلى األخرى بالشمال ، ولكن من عهد معاوية عرفوا أن ليس من الدين على شيء ، وأن الدين له أئمة ومراجع هم أهله وأحق به ، ولم يجدوا من توفرت فيه شروط اإلمامة ـ

من : العلم ، والزهد ، والشجاعة ، وشرف الحسب وولده. 7والنسب ـ غير علي

ضم إلى ذلك ما يرويه الصحابة للناس من كلماتع النبي في حقهم ، وااليعاز إلى أحقيتهم ، فلم يزل التشي

وأوالده ـ بهذا وأمثاله ـ ينمو ويسري في جميع األمة7لعلي االسالمية سريان البرء في جسد العليل ، خفيا وظاهرا ،

ومستورا وبارزا. ، وما جرى عليه يوم الطف ،7ثم تاله شهادة الحسين

مما أوجب أنكسار القلوب والجروح الدامية له في النفوس ، وهو ابن رسول الله وريحانته ، وبقايا الصحابة :

كزيد بن أرقم ، وجابر بن عبدالله األنصاري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وأنس بن مالك ، الذين شاهدوا حفاوة

رسول الله __________________

.90 : 1( ربيع االبرار 1)

197 ..............................................................انحراف االمويين

به وبأخيه ، وكيف كان يحملهما ويقول : » نعم المطية9دا شباب أهل هما سي مطيتكما ، ونعم الراكبان أنتما. وأن

، وكثير من أمثال ذلك ، لم يزالوا بين ظهراني(1)الجنة األمة يبثون تلك األحاديث ، وينشرون تلك الفضائل ، وبنو

ة يلغون في دمائهم ، ويتعقبونهم قتال وسما وأسرا. امي كل ذلك كان بطبيعة الحال مما يزيد التشيع شيوعا

وأوالده المكانة العظمى في7وانتشارا ، ويجعل لعلي النفوس. وغرس المحبة في القلوب ، والمظلومية ـ كما

يعلم كل أحد ـ لها أعظم المدخلية. ة كلما ظلموا واستبدوا ، واستأثروا فكان بنو امي

:وتقاتلوا على الملك كان ذلك كخدمة منهم ألهل البيت وترويجا ألمرهم ، وعطفا للقلوب عليهم ، وكلما شددوا بالضغط على شيعتهم ومواليهم ، وأعلنوا على منابرهم

وكتمان فضائله ، وتحويرها إلى مثالب ،7سب علي انعكس األمر وصار ) رد فعل ( عليهم.

أما سمعت ما يقول الشعبي لولده : يا بني ، ما بنى الدين شيئا فهدمته الدنيا ، وما بنت الدنيا شيئا إال وهدمه

ة لم7الدين ، انظر الى علي ] [ وأوالده ، فان بني أميما يزالوا يجهدون في كتم فضائلهم ، وإخفاء أمرهم ، وكأنماء. وما زالوا يبذلون مساعيهم يأخذون بضبعهم إلى السما ينشرون منهم جيفة. في نشر فضائل أسالفهم ، وكأن

. (2) 7هذا مع أن الشعبي كان ممن يتهم ببغض علي __________________

( تراجع كتب الفضائل المختلفة ، فقد استفاضت بايراد الكثير من1).8الروايات الصحيحة الدالة على عظيم منزلة الحسنين

( راجع كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابي القاسم الخوئي2)500رحمه الله : قا ، فقد أورد فيه مبحثا شافيا حول هذا الموضوع ، موث

باالدلة الواضحة والصريحة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 198

ه كان ولكن الزمخشري يحدثنا عنه في ) ربيعه ( : أن [ إن أحببناه قتلنا وإن أبغضناه7يقول : ما لقينا من علي ]

. (1)هلكنا مت الدولة السفيانية وخلفتها الدولة إلى أن تصر

، وعلى رأسها عبدالملك ، وما أدراك ما(2)المروانية عبدالملك ، نصب الحجاج المجانيق على الكعبة بأمره حتى

هدمها وأحرقها ، ثم قتل أهاليها ، وذبح عبدالله بن الزبير في المسجد الحرام بين الكعبة والمقام ، وانتهك حرمة

الحرم الذي كانت الجاهلية تعظمه وال تستبيح دماء الوحش فيه فضال عن البشر ، وأعطى عهد الله وميثاقه البن عمه عمرو بن سعيد األشدق ثم قتله غدرا وغيلة حتى قال فيه

عبدالرحمن بن الحكم من أبيات : غدرتم بعمرو يابني خيط

باطل 

ومثلكم يبني العهود على(3)الغدر

  

__________________.494 : 1( ربيع االبرار 1) ( ينقسم االمويون إلى بطنين كبيرين ، هما : العنابسة ، واالعياص.2)

فالعنابسة يعودون بنسبهم إلى عنبسة عم أبي سفيان بن حرب ، ومنهكل سرت تسميته عليهم ، فأسموا بالسفيانيين.

وأما االعياص فيعودون بنسبهم إلى رجل يقال له : العيص ، أو العويص ، ،9أو العاص ، أو أبا العاص ، والذي من أبنائه الحكم ، طريد رسول الله

هو وابنه مروان سيء الذكر. فالسفيانيون كانوا هم الذين امتطوا اول أالمر ناصية الدولة

هـ ( وحيث امتدت41االسالمية في عهد معاوية بن أبي سفيان عام ) دولتهم حتى نهاية حكم معاوية الثاني وتسلم مراون ابن الحكم زمام

64االمور عام ) هـ ( ليقيم بعد ذلك ما أسمي بالدولة المروانية ، خلفاللسفيانيين ، فشابه الخلف السلف.

ه بعد أن خالف عمرو بن سعيد عبدالملك3) ( روت المصادر التأريخية : أن وغلبه على دمشق في سنة تسع وستين هجرية ، حصل بين االثنين قتال

استمر أياما ، ثم عقدا بينهما صلحا ، وكتبا بذلك كتابا ، وآمن عبدالملك عمروا وأعطاه على ذلك العهود ، إال أن عبدالملك لم يلبث أن نقض

عهده ، وضرب عرض الحائط بوعوده ، وخان ـ وليست الخيانة اال خصلة متواضعة من خصالهم ـ بعمرو ، حيث أرسل اليه بعد اربعة أيام من

دخوله دمشق مستضيفا إياه ، ومرحبأ به اشد الترحيب ، فوثق به عمرو ،واطمأن اليه ، إال أن عبدالملك لم ان يلبث

199 ........................................أهل البيت عليهم السالم مالذ االمة

يغ أن يكون صاحبها مسلما ، فهل هذه األعمال تسفضال عن أن يكون خليفة المسلمين ، وأمير المؤمنين؟! ثم سارت المروانية كلها على هذه السيرة ، وما هو

أشق وأشقى منها ، عدا ما كان من العبد الصالح عمر بنعبدالعزيز.

ثم خلفتها الدولة العباسية ، فزادت ـ كما يقال ـ فيالطنبور نغمات ، حتى قال أحد مخضرمي الدولتين :

يا ليت جور بني مروان داملنا

 

وليت عدل بني العباس فيالنار

  

وتتبعوالذراري العلوية من بني عمهم ، فقتلوهم تحتبوا ديارهم ، وهدموا اثارهم ، حتى قال كل حجر ومدر ، وخر

عراء في عصر المتوكل : الشة قد أتت تالله ان كانت امي

 

قتل ابن بنت نبيها مظلوما  

فلقد أتته بنو أبيه بمثله 

هذا لعمرك قبره مهدوما  

أسفوا على أن اليكونواشار

 

كوا في قتله فتتبعوه رميما(1)

  

وانسبها الى سيرة7ضع في قبال ذلك سيرة بني علي المروانيين والعباسيين ، هناك تنجلي لك الحقيقة في

ع ، أسباب انتشار التشي__________________

أن قتله قتلة بشعة ، بعد أن احتال عليه بحيل ماكرة. ،297 : 4 ، الكامل في التاريخ 140 : 6انظر : تاريخ الطبري

.5 : 155 ، العقد الفريد 304 : 3مروج الذهب ( وغيره : أن في277( ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء ) صفحة 1)

ل لعنه الله تعالى بهدم قبر االمام سنة ست وثالثين هجرية أمر المتوك ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن يعمل مزارع. ومنع الناس من7الحسين

زيارته ، وخرب وبقي صحراء. ل معروفا بالتعصب ، فتألم المسلمون من ذلك ، وكتب وكان المتوك

أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد ، وهجاه الشعراء ، فمما قيلفي ذلك ... وأورد االبيات المذكورة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 200

ها نزعة فارسية أو سبائية أو وتعرف سخافة المهوسين أنها اسالمية محمدية ال غير. غير ذلك ، هناك تعرف أن

وفي أي شأن7انظر في تلك العصور الى بني علي ه7كانوا ، انظرهم وعلى رأسهم االمام زين العابدين ، فأن

بعد شهادة أبيه انقطع عن الدنيا وأهلها ، وتخلص للعبادة ، وتربية األخالق ، وتهذيب النفس ، والزهد في حطام الدنيا ، وهو الذي فتح هذا الطريق لجماعة من التابعين : كالحسن

البصري ، وطاووس اليماني ، وابن سيرين ، وعمرو بن عبيد ، ونظائرهم من الزهاد والعرفاء ، بعد أن أوشك الناس ان تزول معرفة الحق من قلوبهم ، وال يبقى لذكر الله أثرا

7إال بأفواههم ، ثم انتهى االمر الى ولده محمد الباقر . فشادوا ذلك البناء. 7وحفيده جعفر الصادق

وجاءت الفترة بين دولتي بني امية وبني العباس ، ، وارتفع كابوس الظلم وحجاب7فاتسع المجال للصادق

التقية ، فتوسع في بث األحكام اإللهية ، ونشر األحاديث النبوية التي استقاها من عين صافية من أبيه ، عن جده ،

، وظهرت الشيعة9عن أمير المؤمنين ، عن رسول الله ذلك العصر ظهورا لم يسبق له نظير فيما غبر من أيام آبائه

عوا في تحمل الحديث عنه ، وبلغوا من الكثرة ما ، وتول يفوت حد االحصاء ، حتى أن أبا الحسن الوشاء قال لبعض

أهل الكوفة : أدركت في هذا الجامع ـ يعني مسجد الكوفة ـ أربعة االف شيخ من أهل الورع والدين كل يقول : حدثني

. (1)جعفر بن محمد وال نطيل بذكر الشواهد على هذا فنخرج عن الغرض ؛

مع أن األمر __________________

.80|40( راجع رجال النجاشي : 1)

201 ........................................أهل البيت عليهم السالم مالذ االمة

أجلى من ضاحية الصيف. ر أن اشتغال بني امية وبني العباس في وال يرتاب متدب تقوية سلطانهم ، ومحاربة أضدادهم ، وانهماكهم في نعيم

الدنيا ، وتجاهرهم بالمالهي والمطربات ، وانقطاع بني علي إلى العلم والعبادة ، والورع والتجافي عن الدنيا وشهواتها7

ياسة ـ وهل ، وعدم تدخلهم في شأن من شؤون السياسة إال الكذب والمكر والخداع ـ كل ذلك هو الذي الس

ع ، وإقبال الجم الغفير عليه. أوجب انتشار مذهب التشي ومن الواضح الضروري أن الناس وإن تمكن حب الدنيا

والطموح الى المال في نفوسهم ، وتملك على أهوائهم ، ولكن مع ذلك فإن للعلم والدين في نفوسهم المكان

المكين ، والمنزلة السامية ، ال سيما وعهد النبوة شريب ، وصدر االسالم رحيب ال يمنع عن طلب الدنيا من طرقها

المشروعة ، ال سيما وهم يجدون عيانا أن دين االسالم هو الذي در عليهم بضروع الخيرات ، وصب عليهم شآبيب

البركات ، وأذل لهم ملك األكاسرة والقياصرة ، ووضع في أيديهم مفاتيح خزائن الشرق والغرب ، وبعض هذا فضال عن كله لم تكن العرب لتحلم به في المنام ، فضال عن أن تأتي

بتحقيقه األيام ، وكل هذا مما يبعث لهم أشد الرغبات في الدين ، وتعلم أحكامه ، والسير ولو في الجملة على

مناهجه ، ولو في النظام االجتماعي ، وتدبير العائلة ،هم يطلبون تلك وطهارة األنساب ، وأمثال ذلك ، ال جرم أن

الشرائع واألحكام أشد الطلب ، ولكم لم يجدوها عند اولئك المتخلفين ، والمتسمي كل واحد منهم بأمير المؤمنين

وخليفة المسلمين!!. نعم وجدوا أكمله وأصحه وأوفاه عند أهل بيته ، فدنوا

هم خلفاء رسول الله حقا ،9لهم ، واعتقدوا بإمامتهم ، وأنغو أحكامه الى امته. وكانت هذه وسدنة شريعته ، ومبل

العقيدة اإليمانية ، والعاطفة اإللهية ،

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 202

يعة ، تدفعهم الى ركوب كشعلة نار في نفوس بعض الش األخطار ، وإلقاء أنفسهم على المشانق ، وتقديم أعناقهم

أضاحي للحق ، وقرابين للدين. اعطف بنظرك في هذا المقام إلى حجر بن عدي

الكندي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، ورشيد الهجري ، وميثم التمار ، وعبدالله بن عفيف االزدي ، إلى عشرات

المئات من أمثالهم ، انظر كيف نطحوا صخرة الضالل والجور وما كسرت رؤوسهم حتى كسروها وفضخوها ،

وأعلنوا للمأل بمخازيها ، فهل تلك اإلقدامات والتضحية من ،:اولئك الليوث كانت لطمع مال ، أو جاه عند أهل البيت

دون؟! كال ، بل أو خوفا منهم وهم يومئذ الخائفون المشرعقيدة حق ، وغريزة إيمان ، وصخرة يقين.

عراء في القرن األول ثم انظر إلى فطاحل الش والثاني ، مع شدة أطماعهم عند ملوك زمانهم ، وخوفهم منهم ، ومع ذلك كله لم يمنعهم عظيم الطمع والخوف ـ

والشاعر مادي على الغالب ، والسلطة من خلفهم ، والسيوف مشهورة على رؤوسهم ـ أن جهروا بالحق

ونصروه ، وجاهدوا الباطل وفضحوه. د الحميري ، خذ من الفرزدق ، إلى الكميت ، الى السي إلى دعبل ، إلى ديك الجن ، الى أبي تمام ، إلى البحتري ،

إلى األمير أبي فراس الحمداني صاحب الشافية : الدين مخترم والحق

مهتضم 

وفيء آل رسول اللهمقتسم

  

. (1)إلى آخر القصيدة ، راجعها وانظر ما يقول فيها __________________

357( تعد هذه القصيدة من روائع هذا الشاعر المبدع المتوفى سنة )1)هـ( ، ومنها :

الحق مهتضم والدين مخترم 

وفيء رسول الله مقتسم  

والناس عندك الناس فيحفظهم 

عاة والشاء وال نعم سوم الر  

203 ........................................أهل البيت عليهم السالم مالذ االمة

بل لكل واحد من نوابغ شعراء تلك العصور القصائد الرنانة ، والمقاطيع العبقرية في مدح أئمة الحق ، والتشنيع

على ملوك زمانهم بالظلم والجور ، وإظهار الوالء الولئكوالبراءة من هؤالء.

فلقد كان دعبل يقول : إني أحمل خشبتي على ظهري منذ أربعين سنة ، فلم أجد من يصلبني عليها. وكان قد هجا

الرشيد واألمين والمأمون والمعتصم ، ومدح الصادق والكاظم والرضا ، وأشعاره بذلك مشهورة ، وفي كتب

. (1)األدب والتاريخ مسطورة ة وبني العباس ، وشدة هذا كله في أيام قوة بني امي

بأسهم وسطوتهم ، فانظر ماذا يصنع الحق واليقين بنفوس المسلمين ، واعرف هنالك حق الشجاعة والبسالة ،

والمفاداة والتضحية ، وهذا بحث طويل الذيل ينصب ـ لو أردنا استيفاءه ـ انصباب السيل ، وليس هو المقصود االن

ما المقصود بيان مبدأ ] شجرة [ التشيع بالبيان ، وإن وغارسها في حديقة اإلسالم ، وشرح أسباب نشوئها ونموها

، وسموها وعلوها. وما تكلمت عن عاطفة ، بل كباحث __________________

قني وم أر ي أبيت قليل الن إن 

قلب تصارع فيه الهم والهمم  

يا للرجال أما لله منتصر 

من الطغاة؟ أما لله منتقم؟  

بنو علي رعايا في ديارهم 

واالمر تملكه النسوان والخدم  

ئون فاصفى شربهم وشل محل 

عند الورود وأوفى ودهم لمم  

أتفخرون عليهم ال أبا لكم 

ى كأن رسول الله جدكم! حت  

وال توازن فيما بينكم شرف 

وال تساوت لكم في موطن قدم  

بئس الجزاء جزيتم في بنيحسن

 

أباهم العلم الهادي وأمهم  

يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم 

لمعشر بيعهم يوم الهياج دم  

الركن والبيت واالستار منزلهم 

وزمزم والصفا والحجر والحرم  

( راجع ترجمتنا له في التراجم الملحقة بالكتاب.1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 204

عن حقيقة ، يمشي على ضوء أمور راهنة ، وعلل وأسباب معلومة ، وأحسبني بتوفيقه تعالى قد أصحرت بذلك

وأعطيته من البحث حقه ، فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر.

ه ليس معنى هذا أنا نريد أن ننكر ما ثم ال يذهبن عنك أن الولئك الخلفاء من الحسنات ، وبعض الخدمات لالسالم ،

التي ال يجحدها إال مكابر ، ولسنا بحمد الله من المكابرين ، وال سبابين وال شتامين ، بل ممن يشكر الحسنة ويغضي

عن السيئة ، ونقول : تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، وحسابهم على الله ، فإن عفا فبفضله ، وإن

ا نسمح لصل القلم أن ينفث بتلك عاقب فبعدله ، وما كن النفثات لوال أن بعض كتاب العصر بتحاملهم الشنيع على

الشيعة أحرجونا فاحوجونا الى بثها ) نفثة مصدور ( وما كانع ، وقد صميم الغرض إال الداللة على غارس بذرة التشي

ه هو النبي األمين ، وأن أسباب شيوعها وانتشارها عرفت أن سلسلة أمور مرتبطة بعضها ببعض ، وهي علل ضرورية

تقتضي ذلك األثر بطبيعة الحال. ولنكتف بهذا القدر من » المقصد األول « ونستأنف

الكالم في :

205 .................................................................القول باالمامة

) المقصد الثاني ( وهو بيان عقائد الشيعة ) اصوال وفروعا ( ونحن نورد

امهات القضايا ، ورؤوس المسائل ، على الشرط الذي أشرنا إليه آنفا من االقتصار على المجتمع عليه ، الذي يصح

يعة ، دون ما هو رأي الفرد أن يقال : أنه مذهب الشواألفراد منهم.

دين ينحصر في قضايا خمس : فنقول : إن ال ـ معرفة الخالق. 1غ. 2 ـ معرفة المبلد به ، والعمل به. 3 ـ معرفة ما تعب ـ األخذ بالفضيلة ورفض الرذيلة. 4 ـ االعتقاد بالمعاد والدينونة. 5

) (وأن الدين عند الله اإلسالم )فالدين علم وعمل واإلسالم واإليمان مترادفان ، ويطلقان على معنى أعم(1

يعتمد على ثالثة أركان : التوحيد ، والنبوة ، والمعاد ..

فلو أنكر الرجل واحدا منها فليس بمسلم وال مؤمن ،د االنبياء محمد ، واعتقد9وإذا دان بتوحيد الله ، ونبوة سي

بيوم الجزاء ـ من آمن بالله ورسوله واليوم اآلخر ـ فهو مسلم حقا ، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم ، دمه وماله

وعرضه حرام. ويطلقان أيضا على معنى أخص يعتمد على تلك

األركان الثالثة وركن رابع وهو العمل بالدعائم التي بنياإلسالم عليها وهي خمس :

__________________.52 : 3( آل عمران 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 206

الصالة ، والصوم ، والزكاة ، والحج ، والجهاد. وبالنظر إلى هذا قالوا : اإليمان إعتقاد بالجنان ، وإقرار

، ) من آمن بالله ورسوله(1)باللسان ، وعمل باإلركان وعمل صالحا (.

فكل مورد في القرآن اقتصر على ذكر اإليمان بالله ورسوله واليوم اآلخر ، يراد به اإلسالم واإليمان بالمعنى األول ، وكل مورد اضيف إليه ذكر العمل الصالح يراد به

المعنى الثاني. قالت )واألصل في هذا التقسيم قوله تعالى :

األعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما. (2) (يدخل اإليمان في قلوبكم

إنما المؤمنون )وزاده تعالى إيضاحا بقوله بعدها : الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا

باموالهم وأنفسهم في سبيل الله اولئك هم يعني : أن االيمان قول ويقين وعمل. (3) (الصادقون

فهذه األركان األربعة هي اصول اإلسالم واإليمانبالمعنى األخص عند جمهور المسلمين.

ولكن الشيعة اإلمامية زادوا ) ركنا خامسا ( وهو : اإلعتقاد باإلمامة. يعني أن يعتقد : أن اإلمامة منصب إلهي

كالنبوة ، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة ، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله

وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )عليه فكذلك يختار (4) (

__________________ 1| 226 : 1 7 ، عيون أخبار الرضا 227|203 : 3( انظر : نهج البالغة 1)

، سنن ابن172|103 ، جامع األخبار : 24 : 1 ، أمالي الشجري 2و .371|110 : 1 ، الفردوس بمأثور الخطاب 651| 25 : 1ماجة

.14 : 49( الحجرات 2).15 : 49( الحجرات 3).68 : 28( القصص 4)

207 .................................................................القول باالمامة

ه بالنص عليه ، وأن ينصبه إماما لإلمامة من يشاء ، ويأمر نبي للناس من بعده للقيام بالوضائف التي كان على النبي أن

ما يتلقى يقوم بها ، سوى أن اإلمام ال يوحى إليه كالنبي وإنغ عن الله واإلمام األحكام منه مع تسديد إلهي. فالنبي مبل

غ عن النبي. مبل واإلمامة متسلسلة في اثني عشر ، كل سابق ينص

على الالحق. ويشترطون أن يكون معصوما كالنبي عن الخطأ

)والخطيئة ، واإل لزالت الثقة به ، وكريمة قوله تعالى : إني جاعلك للنwاس إماما قال ومن ذريتي قال ال ينال

صريحة في لزوم العصمة في(2) (1) (عهدي الظالمين اإلمام لمن تدبرها جيدا.

وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة ، وأعلمهم بكل علم ، ألن الغرض منه تكميل البشر ، وتزكية النفوس

وتهذيبها بالعلم والعمل الصالح __________________

. 124 : 2( البقرة 1) ( قال شيخنا الطوسي رحمه الله تعالى في كتابه الموسوم بالتبيان2)

( تعليقا على هذه اآلية الكريمة : استدل449 : 1في تفسير القرآن ) أصحابنا بهذه اآلية على أن االمام اليكون إال معصوما من القبائح ، الن

الله تعالى نفى أن ينال عهده ـ الذي هو اإلمامة ـ ظالم ، ومن ليسبمعصوم فهو ظالم ، إما لنفسه ، أو لغيره.

فإن قيل : إنما نفى أن يناله ظالم في حال كونه كذلك ، فأما إذاتاب وأناب فال يسمى ظالما ، فال يمتنع أن ينال.

قلنا : إذا تاب ال يخرج من أن تكون اآلية تناولته ـ في حال كونهه ال ظالما ـ فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه ال ينالها ، ولم يفد أن

ينالها في هذه الحال دون غيرها ، فيجب أن تحمل اآلية على عموماالوقات في ذلك ، وال ينالها وإن تاب فيما بعد.

واستدلوا بها ايضا على أن منزلة االمامة منفصلة عن النبوة ، ألنه سيجعله إماما جزاء7الله تعالى خاطب ابراهيم وهو نبي ، فقال له : ان

له على اتمامه ما ابتاله الله به من الكلمات ، ولو كان إماما في الحال لما كان للكالم معنى. فدل ذلك على أن االمامة منفصلة من النبوة ،

ما اراد الله تبارك وتعالى ان يجعلها إلبراهيم .... 7وان

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 208

هو الذي بعث في االميين رسوال منهم يتلوا عليهم ) والناقص(1) (آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة

ال يكون مكمال ، والفاقد ال يكون معطيا.فاإلمام في الكماالت دون النبي وفوق البشر.

فمن اعتقد باإلمامة بالمعنى الذي ذكرناه فهو عندهم مؤمن بالمعنى األخص ، وإذا اقتصر على تلك األركان

ب عليه األربعة فهو مسلم ومؤمن بالمعنى األعم ، تترت جميع أحكام اإلسالم ، من حرمة دمه ، وماله ، وعرضه ،

ووجوب حفظه ، وحرمة غيبته ، وغير ذلك ، ال أنه بعدماإلعتقاد باإلمامة يخرج عن كونه مسلما ) معاذ الله (.

ن باإلمامة في منازل القرب نعم يظهر أثر التدي والكرامة يوم القيامة ، أما في الدنيا فالمسلمون بأجمعهم سواء ، وبعضهم لبعض أكفاء ، وأما في اآلخرة فالشك أن تتفاوت درجاتهم ومنازلهم حسب نياتهم وأعمالهم ، وأمر

ذلك وعلمه إلى الله سبحانه ، وال مساغ للبت به ألحد منالخلق.

يعة عن سائر فرق والغرض : إن أهم ما امتازت به الش المسلمين هو : القول بإمامة األئمة األثني عشر ، وبه

يعة تقول سميت هذه الطائفة ) إمامية ( إذ ليس كل الشيعة يجري على الزيدية ، (2)بذلك ، كيف واسم الش

__________________.2 : 62( الجمعة 1)يعة في2) ( نشأت هذه الفرقة ابان الظروف القاسية التي أحاطت بالش

العراق أثناء حكم االمويين المعروف بعدائه الشديد ، وبغضه المشهوريعة وأئمتهم ، وكردة فعل لالحوال المزرية المحيطة بهم. :للش

فقد كان العراق آنذاك تحت والية يوسف بن عمر الثقفي الجندي المطيع ، والكلب الوفي ، والعميل المخلص المتفاني في تحقيق أهداف

االمويين ، بل ويدهم الضاربة التي ال تتردد في البطش بكل من يفكر في االعتراض على سياستهم الخرقاء الفاسدة ، وظلمهم الذي ال يقف عند

أي حد. يعة حتى قبل ومن الثابت أن هذا الرجل كان من أشد المبغضين للش

تسنمه لمنصب والية

209 .................................................................القول باالمامة

...................................................__________________

العراق ، ألنه عمل جهده قبل ذلك على اقصاء خالد القسري عن هذه الوالية النتهاجه سياسة الرفق واللين مع عموم الناس في العراق ،

يعة االكثرية منهم ، فالقى في روع االمويين ما يمكن أن وحيث يمثل الشها تؤدي إلى يعة من عوامل لعل تشكله سياسة خالد المتساهلة مع الش

تقوية شوكتهم ، وتنامي قوتهم ، فعزل خالد وولي يوسف الثقفي محله ،يعة ، وضيق عليهم فكان أول ما افتتح به واليته أن شدد الخناق على الش

دهم ، وأعمل السيف في ما استطاع الى ذلك سبيال ، ونكل بهم ، وشريعة ظروفا قاسية ومرة شملت الصغير منهم رقابهم ، فعاش الش والكبير ، والنساء منهم والرجال ، فلم يسلم منهم أحد ، وال سيما

قا ، وجوههم وأعيانهم ، حيث كان االمر عليهم شديدا ، والبالء حولهم مضي زيد بن علي رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ،7ومنهم أخ االمام الباقر

ضوا له من الظلم والتعدي ، بل فناله ما نالهم ، وتعرض لمثل ما تعر ووشى به يوسف إلى أسياده ، فاستدعي ) أي زيد ( إلى مقر الحكم

االموي في الشام ، وحيث كان انذاك هشام بن عبدالملك ، فتعمد توجيه االهانات الالذعة والجارحة لزيد رحمه الله تعالى ، فثار بوجهه ، ورد عليه

حتى الجمه ولم يحر أمامه جوابا. ثم خرج بعد ذلك زيد من الشام حانقا على هشام ، ثائرا على سياسته ، وتوجه إلى الكوفة ، ثم أراد أن يقصد المدينة إال أن أهل

الكوفة استغاثوا به وطلبوا منه الخروج على االمويين ، واعطوه على مناصرته العهود والمواثيق ، وبايعه على ذلك أربعون ألفا ـ وفي خبر :

أنهم بلغوا ثمانين الفا ـ فخرج بهم. لقد كان زيد رحمه الله تعالى مشهورا بالصالح والورع والتقوى ،

وكان صاحب فضل وعلم مشهود ، وكان أيضا من أكثر الداعين إلى الرضا من آل محمد عليهم السالم ، ولم يدع االمامة لنفسه قطعا ـ كما

يدعي البعض ذلك ـ الدراكه قبل غيره موضع الحق وأهله ، ولكن وبعد النهاية المفجعة لثورته العارمة تلك ، وبالتحديد بعد ما يقارب من نصف

يعة ـ والذي يعد من أوضح قرن من الزمان وقع الخالف من بعض الش أسبابه شدة ضيقهم وبغضهم لالمويين وسياستهم الظالمة الخرقاء ،

يعة ـ حيث توهموا وادعوا بان االمامة لكل وقساوتهم وشدة تنكليهم بالش فاطمي دعا إلى نفسه وهو على ظاهر العدالة ، وكان من أهل العلم

والشجاعة ، وكانت بيعته تجريد السيف للجهاد. ومن هنا ونتيجة لرأي دعاة هذه الفرقة فان االمامة بعد مقتل زيد

قد انتقلت إلى ولده يحيى الذي خرج بعد ذلك على االمويين ايضا ،وحاربهم حتى قتلوه بعد فترة في الجوزجان ، وهكذا.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 210

، (1)واإلسماعيلية __________________

يعة قد كونت لها آراء مستقلة ومن هنا فإن هذه الطائفة من الشيعية االساسية في العديد من الموارد وخاصة بها ، تختلف مع العقائد الش

قهم ... عت مع اإليام نتيجة النقساماتهم وتفر المعروفة ، والتي توسموا إلى ثالئة فرق : جارودية ، خون الى أنهم انقس وحيث يذهب المؤر

وسليمانية ، وبترية ، حين يضيف البعض اآلخر اليهم فرقا أكثر؟ وإن كانالنوبختي يذهب الى أن فرق الزيدية تشعبت من الجارودية.

لون اولى الفرق االسالمية من وأتباع هذه الفرقة ـ أو الفرق ـ يشكسكان اليمن في عصرنا الحاضر.

يعة : ، الفصول46 ، أوائل المقاالت : 55 و 21راجع : فرق الش ،5 ، االمام زيد : 154 : 1 ، الملل والنحل 273العشرة في الغيبة :

.2 ، الفرق بين الفرق : 44تأريخ المذاهب االسالمية : ( تفترق هذه الجماعة عن الشيعة اإلمامية بقولهم أن اإلمامة بعد1)

تنتقل لولده األكبر اسماعيل ، لذهابهم7االمام جعفر بن محمد الصادق إلى القول بنص اإلمام عليه دون ولده ، ولذا فهم بين من يقول بوفاته

الثابتة في حياة أبيه إال أنه يرجع االمامة إلى ولده وأولهم محمد بن 7اسماعيل؟ وبين من يقول ببقائه حيا إلى ما بعد وفاة أبيه ، وأن أباه

أظهر موته خوفا عليه من العباسيين. وهكذا فان هؤالء ينقسمون إلى قسمين اثنين : القسم االول منهم

يقف على محمد بن اسماعيل وال يتجاوزه إلى غيره ، والقسم الثاني يتعداه ويجعل االمامة في سبعة سبعة ، بين ظاهر ومستور ، أولهم محمد

بن اسماعيل ، ثم ولده جعفر المصدق ، ثم ولده محمد الحبيب ، وبعده عبدالله المهدي الذي ظهر في شمالي افريقيا والذي من ولده تكونت

الدولة الفاطمية. ومن ثم فان هذه الجماعة وبمرور الزمن بدأت تأخذ لنفسها جملة

مستقلة من اآلراء والمعتقدات الخاصة به كنتيجة منطقية لتشعبهمقهم ، ولعل من أوضح ذلك قول جماعة منهم ـ وهم السبعية ـ بأن وتفر

االمامة تدور على سبعة سبعة ، كأيام االسبوع والسموات واألرضين واالفالك ، وأن السبعة األول أولهم علي عليه السالم وآخرهم اسماعيل

بن جعفر ، وهم يمثلون الدور األول والذي يبتدأ الثاني منه بمحمد بن اسماعيل ومن يليه من األئمة المستورين السائرين في البالد سرا ، وأن

االمام السابع ينسخ شرائع من تقدمه ... وهكذا. يعة : ، الفصول المختارة من العيون والمحاسن67انظر : فرق الش

يعة بين االشاعرة والمعتزلة : 308: ، تأريخ المذأهب االسالمية78 ، الش. 167 : 1 ، الملل والنحل 54:

211 .................................................................القول باالمامة

، (1)والواقفية __________________

( تطلق هذه التسمية على األفراد والجماعات المنحرفة من الذين1) ولم يذهبوا إلى القول بوجوب:وقفوا على إمام من أئمة أهل البيت

امتداد االمامة إلى من بعده من األئمة كما هو ثابت ومنصوص عليه ، رغم أن هذه التسمية ، ولكثرة ما اشتهر من الذين وقفوا على االمام

، أخذت تنصرف إلى هذه الجماعة عند7موسى بن جعفر الكاظم االطالق.

ل حالة مرضية والحق يقال : أن هذه الظاهرة المنحرفة كانت تشك اليمكن االعراض عنها واهمالها لما تمثله من تفكير فاسد ومنحرف وضع لبناته جملة مشخصة من الجماعات الغراض ومآرب واضحة ومعروفة ،

:ولذا فقد تصدى البطال شبهات ودعاوى هذه الجماعات أئمة أهل البيت وكبار رجاالت الطائفة وأعيانها ، ودعوا الناس إلى نبذهم وادراك

اغراضهم من هذا الطرح الباهت والباطل. ولعل المرور المتعجل على االسباب التي نشأت من خاللها هذه

ن بوضوح أن أولى تلك االسباب كان الجشع االطروحة الساقطة يبي والطمع والضعف قبال الثروات الهائلة التي أؤتمن عليها اؤلئك الرواد األوائل لهذه الجماعات المنحرفة ، والتي كان ينبغي أن تخضع لوصاية االمام التالي لالمام المتوفى ، والتي كانت أوضح صورها بعد استشهاد

، بعد غيبته التي امتدت لسنين طويلة في7االمام موسى بن جعفر سجن الرشيد ، فكان وجود هذه الثروات الضخمة والطائلة بأيدي ذلك

البعض ابان الظروف العسرة والشاقة التي احاطت بالشيعة ـ وال سيماب في قعر السجون ، وهم دائما تحت طائلة العقاب ، من وامامهم مغي سجن ونفي وتشريد وقتل ، بأيدي ازالم السلطة ، والعديد من عشاق

المال والثروة ، وطالب الجاة والشهرة ـ غنيمة باردة صورتها لهم نفوسهم المريضة ، وأفكارهم المضطربة أمام بريق هذا المال ووهجه

البراق ، فكان أن وقع ما هو ليس بمستغرب ، بل وكثير ما نشاهده ونسمعه في كل زمان ومكان ، من انهيار البعض وسقوطه في هذا

االمتحان الكبير ... فلم يجد اولئك المفتونين ـ بعد قدح زناد الفكرـ حيلة ـ كما صورتها لهم أفكارهم الفاسدة ـ انسب من ادعاء عدم وفاة االمام

الذي كان هو المصرف االول لشؤون هذه االمة ، ومن له الحق المطلق في كيفية أنفاق هذه االموال ، والقول بأنه حي يرزق ، وأنه سيعود

لتصريف هذه الشؤون ولو بعد حين. واذن فال ولي لهذه االموال في غيبة االمام ـ كنتيجة لقولهم هذا ـ إال هم ، وهم أسياد في التصرف بما ال رقيبعليه. فطبلوا لدعواهم الباهتة هذه وزمروا ، وتشبثوا بها تشبثا مستميتا. وكان من نتيجة ذلك ألموقف أن ردوا امامة ولده علي بن موسى

الرضا عليه السالم ، وبقيت أديهم حرة في التالعب بتلك االموال الطائلة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 212

، وغيرهم ، هذا إذا اقتصرنا على الداخلين في(1)والفطحية عنا في اإلطالق والتسمية حظيرة اإلسالم منهم ، أما لو توس

حتى للمالحدة ـ الخارجين عن الحدود ـ كالخطابية فقد تتجاوز طوائف الشيعة المائة أو أكثر ،(2)وأضرابهم

يعة ببعض االعتبارات والفوارق ، ولكن يختص اسم الش اليوم ـ على إطالقه ـ باإلمامية التي تمثل أكبر طائفة في

ة. المسلمين بعد طائفة السن والقول باالثني عشر ليس بغريب عن اصول اإلسالم

وصحاح كتب المسلمين ، فقد روى البخاري ـ وغيره ـ فيصحيحه حديث االثني عشر

__________________ل الطرف األهم في بروز ونشوء هذه نعم ، هذا الجانب كان يشك

الحالة المنحرفة لدى تلك الجماعات المنبوذة والمردودة ، وإن كانت هناك جملة اخرى من االسباب الباهتة التي سوغت لهم هذا الموقف المشين والمخزي ، ومن ضمنها حالة الغرور والتكبر والتفرعن التي

أصابت رواد تلك المدرسة المنحرفة مع تقادم السنين وتكدس الثروات بايدهم ، واحترام وتكريم الناس لهم ، فلم يكن هذا ليتوافق ـ في

مخيلتهم المريضة ـ مع اذعانهم المام يصغرهم سنا ، واالنقياد الوامره ... مضافا إلى غير ذلك من الشبهات واالرتباكات الفكرية التي تفاعلت مع

غيرها من االسباب في صناعة هذه الفتنة الفاسدة والتي ليست هنابمحل بحثنا.

، فوائد313 ، الفصول المختارة : 81 ، 54راجع : فرق الشيعة : ، معراج أهل الكمال في معرفة الرجال ) مخطوط40الوحيد البهبهاني :

. 167 : 1 وما بعدها ، الملل والنحل 18 : 1( ، الواقفية إلى ولده7( ذهبت هذه الجماعة إلى أن االمامة بعد االمام الصادق 1)

هم اليخالفون عبدالله المعروف باالفطح ، لشبهات دخلت عليهم ، إال أن االمامية في االعتراف ببقية األئمة المنصوص عليهم باستثناء اضافتهم

عبدالله االفطح اليهم ، حيث يقولون بامامة ثالثة عشر ، وإن كان حياة إال سبعين يوما ال غير. 7عبدالله لم تمتد بعد أبيه الصادق

، تنقيح395 : 14 ، روضة المتقين 78راجع : فرق الشيعة : ، الملل والنحل77 ، الشيعة بين االشاعرة والمعتزلة : 194 : 1المقال

1 : 167.( تقدم الحديث عن ذلك ، فراجع.2)

213 ..........................................................................التوحيد

خليفة بطرق متعددة : : » إن هذا األمر ال ينقضي9منها : بسنده عن النبي

حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة «. قال ] الراوي [ : ثم تكلم بكالم خفي علي فقلت ألبي :

ما قال؟. قال : كلهم من قريش.

وروى أيضا : » ال يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم أثناعشر رجال «.

وروى أيضا : » ال يزال اإلسالم عزيزا إلى اثني عشر. (1)خليفة «

:9وما أدري من هؤالء االثنا عشر؟ والقوم يروون عنه . (2)الخالفة بعدي ثالثون ثم تعود ملكا عضوضا

دع عنك ذا فلسنا بصدد إقامة الدليل والحجة على إمامة االثني عشر ، فهناك مؤلفات لهذا الشأن تنوف على

يعة األلوف ، ولكن القصد أن نذكر اصول عقائد الش ورؤوس أحكامها المجمع عليها عندهم ، والعهدة في إثباتها

فاتهم. على موسوعات مؤل وهنا نعود فنقول : الدين علم وعمل ، وظائف للعقل

ووظائف للجسد ، فهاهنا منهجان : األول : في وظائف العقل.

__________________ ( هذه االحاديث وغيرها من التي تنحو عين منحاها ، روتها كتب العامة1)

بكثرة وبأسانيد متعددة يصعب حصرها ، ولكن انظر على سبيل المثال ال الحصر : صحيح البخاري ) كتاب االحكام ( صحيح مسلم ) كتاب

،406 ، 398 : 1االمارة ( ، سنن الترمذي ) كتاب الفتن ( ، مسند أحمد ، المعجم الكبير107 ، 106 ، 101 ، 99 ، 98 ، 93 ، 90 ، 86 : 5و

.412 : 2للطبراني :12 ، الجامع الحكام القرآن للقرطبي 77 : 8( انظر : فتح الباري 2)

.3 : 319 ، البداية والنهاية 297

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 214

التوحيد : يجب على العاقل ـ بحكم عقله عند اإلمامية ـ تحصيل العلم والمعرفة بصانعه ، واإلعتقاد بوحدانيته في االلوهية ،

ه هو المستقل وعدم شريك له في الربوبية ، واليقين بأن بالخلق والرزق والموت والحياة واإليجاد واإلعدام ، بل ال

مؤثر في الوجود عندهم إال الله ، فمن اعتقد أن شيئا من الرزق أو الخلق أو الموت أو الحياة لغير الله فهو كافر

مشرك خارج عن ربقة االسالم. وكذا يجب عندهم إخالص الطاعة والعبادة لله ، فمن

به زلفى إلى الله فهو عبد شيئا معه ، أو شيئا دونه ، أو ليقركافر عندهم أيضا.

وال تجوز العبادة إال لله وحده ال شريك له ، وال تجوز فيما يبلغون عن الله:الطاعة إال له ، وطاعة األنبياء واألئمة

ها عبادة الله ، طاعة الله ، ولكن ال يجوز عبادتهم بدعوى أنها خدعة شيطانية ، وتلبيسات إبليسية. فان

ك بهم ، والتوسل إلى الله بكرامتهم نعم ، التبر ومنزلتهم عند الله ، والصالة عند مراقدهم لله ، كله جائز ،

وليس من العبادة لهم بل العبادة لله ، وفرق واضح بين في بيوت أذن الله )الصالة لهم والصالة لله عند قبورهم

. (1) (أن ترفع ويذكر فيها اسمه هذه عقيدة اإلمامية في التوحيد ـ المجمع عليها عندهم ـ على اختصار وإيجاز ، ولعل األمر في التوحيد أشد عندهم مما ذكرناه ، وله مراتب ودرجات ، كتوحيد الذات ، وتوحيد الصفات ، وتوحيد األفعال ، وغير ذلك مما ال يناسب المقام

ذكرها وبسط القول فيها. __________________

.36 : 24( النور 1)

215 ..........................................................................االمامة

النبوة :يعة اإلمامية : أن جميع األنبياء الذين نص يعتقد الش

عليهم القرآن الكريم رسل من الله ، وعباد مكرمون ، بعثواد9لدعوة الخلق الى الحق ، وأن محمدا خاتم األنبياء ، وسي

ه ما ارتكب ه معصوم من الخطأ والخطيئة ، وأن الرسل ، وأن المعصية مدة عمره ، وما فعل إال ما يوافق رضا الله

سبحانه حتى قبضه الله إليه. وأن الله سبحانه أسرى به من المسجد الحرام الى

المسجد األقصى ، ثم عرج من هناك بجسده الشريف الى ما فوق العرش والكرسي وما وراء الحجب والسرادقات ،

ه قاب قوسين أو أدنى. حتى صار من رب وأن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه لإلعجاز والتحدي ، ولتعليم األحكام ،

وتمييز الحالل من الحرام ، وأنه ال نقص فيه وال تحريف وال زيادة ، وعلى هذا إجماعهم ، ومن ذهب منهم ـ أو من

غيرهم من فرق المسلمين ـ الى وجود نقص فيه أو تحريفلنا )فهو مخطىء يرده نص الكتاب العظيم wا نحن نزwإن

. (1) (الذكر وإنwا له لحافظون واألخبار الواردة من طرقنا أو طرقهم الظاهرة في

نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذة ، وأخبار آحاد ال تفيد علما وال عمال ، فإما أن تأول بنحو من االعتبار ، أو يضرب بها

الجدار. ويعتقد اإلمامية أن كل من اعتقد أو ادعى نبوة بعد

، أو نزول وحي أو كتاب فهو كافر يجب قتله. 9محمد __________________

.9 : 15( الحجر 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 216

االمامة : قد أنباناك أن هذا هو األصل الذي امتازت به اإلمامية

وافترقت عن سائر فرق المسلمين ، وهو فرق جوهري أصلي ، وما عداه من الفروق فرعية عرضية كالفروق التيتقع بين أئمة االجتهاد عندهم كالحنفي والشافعي وغيرهما. وعرفت أن مرادهم باإلمامة : كونها منصبا إلهيا يختاره الله بسابق علمه بعباده ، كما يختار النبي ، ويأمر النبي بان

يدل األمة عليه ، ويأمرهم باتباعه. ويعتقدون : أن الله سبحانه أمر نبيه بأن ينص على

وينصبه علما للناس من بعده ، وكان النبي يعلم أن7علي ذلك سوف يثقل على الناس ، وقد يحملونه على المحاباة والمحبة البن عمه وصهره ، ومن المعلوم أن الناس ذلك اليوم ، وإلى اليوم ، ليسوا في مستوى واحد من اإليمان

واليقين بنزاهة النبي وعصمته عن الهوى والغرض ، ولكن يا أيها )الله سبحانه لم يعذره في ذلك فاوحى اليه :

سول بلwغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما الر ، فلم يجد بدا من اإلمتثال بعد هذا(1) (بلغت رسالته

اإلنذار الشديد ، فخطب الناس عند منصرفه من حجة الوداع في غدير خم ، فنادى ـ وجلهم يسمعون ـ : » ألست

أولى بالمؤمنين من أنفسهم «؟. فقالوا : اللهم نعم.

فقال : » من كنت مواله فهذا علي مواله « ... الى. (2)آخر ما قال

__________________.67 : 5( المائدة 1) ( روت معظم المصادر الحديثية وغيرها واقعة الغدير ، ونص الرسول2) ، بأسانيد متعددة يصعب حصرها هنا ، ولكن7 فيها بالوالية لعلي 9

راجع : /633 : 5 ، سنن الترمذي 121|45 و 116|43 : 1سنن ابن ماجة

، خصائص3763

217 ..........................................................................االمامة

د ذلك في مواطن اخرى تلويحا وتصريحا ، إشارة ثم أكونصا ، حتى أدى الوظيفة ، وبلغ عند الله المعذرة.

تأولوا تلك النصوص ،9ولكن كبار المسلمين بعد النبي نظرا منهم لصالح اإلسالم ـ حسب اجتهادهم ـ فقدموا

وأخروا ، وقالوا : االمر يحدث بعده األمر. وامتنع علي وجماعة من عظماء الصحابة عن البيعة

أوال ، ثم رأى ] أن [ امتناعه من الموافقة والمسالمة ضرر كبير على اإلسالم ، بل ربما ينهار عن أساسه ، وهو بعد في

أول نشوئه وترعرعه ، وأنت تعلم أن لالسالم عند أمير من العزة والكرامة ، والحرص عليه والغيرة ،7المؤمنين

بالمقام الذي يضحي له بنفسه وأنفس مالديه ، وكم قذف بنفسه في لهوات المنايا تضحية لالسالم. وزد على ذلك أنه رأى الرجل الذي تخلف على المسلمين قد نصح لالسالم ،

وصار يبذل جهده في قوته وإعزازه ، وبسط رايته على البسيطة ، وهذا أقصى ما يتوخاه أمير المؤمنين من الخالفة

، حيث رأى أن بذلك(1)واإلمرة ، فمن ذلك كله تابع وبايع مصلحة اإلسالم ، وهو على منصبه اإللهي من اإلمامة ، وان سلم لغيره التصرف والرئاسة العامة ، فإن ذلك المقام مما

يمتنع التنازل عنه بحال من األحوال. أما حين انتهى األمر إلى معاوية ، وعلم أن موافقته

ومسالمته وإبقائه واليا __________________

و88 ، 84 : 1 ، مسند أحمد 83/ 99 و 79/ 96 للنسائي : 7االمام علي و290 : 8 و 377 : 7 ، تاريخ بغداد 419 ، 366 : 5 و 372 ، 368 : 4

،304 : 1 ، اإلصابة 9 3 : 3 و 233 : 2 ، اسد الغابة 343 : 12 ، ترجمة64 ، كفاية الطالب : 116 ، 110 ، 109 : 3مستدرك الحاكم

:2 ، الرياض النضرة 531 ـ 501|5 : 2 من تاريخ دمشق 7االمام علي /59 : 12 ، مصنف ابن أبي شيبة 26 ـ 1 6 ، المناقب للمغازلي : 175

، وغيرها كثير.12121( تقدم منا الحديث عن ذلك ، فراجع.1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 218

ـ فضال عن اإلمرة ـ ضرر كبير ، وفتق واسع على االسالم ـال يمكن بعد ذلك رتقه ـ لم يجد بدا من حربه ومنابذته.

والخالصة : أن اإلمامية يقولون : نحن شيعة علي وتابعوه ، نسالم من سالمه ، ونحارب من حاربه ، ونعادي من عاداه ، ونوالي من وااله ، إجابة وامتثاال لدعوة النبي

: » اللهم وال من وااله ، وعاد من عاداه «. 9ما هي محبة ومواالة7وحبنا ومواالتنا لعلي وولده إن

وإطاعه له.9للنبي تالله ما جهل األقوام

موضعها 

هم ستروا وجه الذي لكنعلموا

  

ه أيضا خارج عن القصد ، فلنعد إلى ما كنا فيه وهذا كل من إتمام حديث اإلمامية ، فنقول : إن اإلمامية تعتقد أن

الله سبحانه ال يخلي األرض من حجة على العباد ، من نبي أو وصي ، ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، وقد نص النبي

وأوصى إلى علي ، وأوصى علي ولده الحسن ، وأوصى9 الحسن أخاه الحسين ، وهكذا إلى اإلمام الثاني عشر

ة الله سبحانه في جميع:المهدي المنتظر وهذه سناألنبياء ، من آدمهم إلى خاتمهم.

وقد ألف جم غفير من أعاظم علماء الدين مؤلفاتفين عديدة في إثبات الوصية ، وها أنا اورد لك أسماء المؤل في الوصية ، من القرون األولى والصدر األول قبل القرن

الرابع : ) كتاب الوصية ( لهشام بن الحكم المشهور.

) الوصية ( للحسين بن سعيد. ) الوصية ( للحكم بن مسكين.

219 ..........................................................................االمامة

) الوصية ( لعلي بن المغيرة. ) الوصية ( لعلي بن الحسين بن الفضل.

) كتاب الوصية ( لمحمد بن علي بن الفضل. ) كتاب الوصية ( البراهيم بن محمد بن سعيد بن هالل.

) الوصية ( ألحمد بن محمد بن خالد البرقي ، صاحبالمحاسن.

خ الجليل عبدالعزيز بن يحيى ) الوصية ( للمؤرالجلودي.

وأكثر هؤالء من أهل القرن األول والثاني ، أما أهلالقرن الثالث فهم جماعة كثيرة أيضا :

) الوصية ( لعلي بن رئاب. بن المستفاد. (1)) الوصية ( لعيسى

) الوصية ( لمحمد بن أحمد الصابوني. ) الوصية ( لمحمد بن الحسن بن فروخ.

خ الثبت الجليل علي ) كتاب الوصية واإلمامة ( للمؤربن الحسين المسعودي ، صاحب مروج الذهب.

) الوصية ( لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي. ) الوصية ( لمحمد بن علي الشلمغاني المشهور.

) الوصية ( لموسى بن الحسن بن عامر. أما ما ألف بعد القرن الرابع فشيء ال يستطاع حصره.

وذكر المسعودي في كتابه المعروف بـ ) إثباتالوصية ( لكل نبي اثني

__________________ ( الطبعات متضاربة في ذلك ، ففي نسختي النجف وايران : يحيى ،1)

وفي نسخة بيروت : محمد ، وجميعها مصحف ، والصواب : عيسى كما ،7أثبتناه. وهو : أبو موسى البجلي الضرير ، روى عن أبي جعفر الثاني

( وقال : له كتاب الوصية ، وكذا809|297ذكره النجاشي في رجاله ) ( ..565|103 : 25الطهراني في الذريعة )

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 220

عشر وصيا ، ذكرهم باسمائهم ، ومختصر من تراجمهم ، وبسط الكالم بعض البسط في األئمة االثني عشر. وقد

. (1)طبع في إيران طبعة غير جيدة فه العلماء في اإلمامة ، القامة األدلة العقلية هذا ما أل

والنقلية عليها ، ولسنا بصدد شيء من ذلك ، نعم في قضية قد تعلو نبرات االستهتار واالستنكار من سائر7المهدي

فرق المسلمين ـ بل ومن غيرهم ـ على اإلمامية في اإلعتقاد بوجود إمام غائب عن األبصار ليس له أثر من اآلثار

ه رأي فائل ، وعقيدة سخيفة. والمعقول من ، زاعمين أنإنكارهم يرجع إلى أمرين :

استبعاد بقائه طول هذه المدة التي تتجاوزاألول : هم ينسون أو يتناسون حديث عمر نوح األلف سنة ، وكأن

ص الكتاب ألف سنة إال خمسين عاما الذي لبث في قومه بن ، وأقل ما قيل في عمره : ألف وستمائة سنة ، وقيل(2)

. (3)أكثر إلى ثالثة آالف وقد روى علماء الحديث من السنة لغير نوح ما هو أكثر من ذلك ، هذا النووي ـ وهو من كبار محدثيهم ـ يحدث في كتابه ) تهذيب األسماء ( ما نصه : اختلفوا في حياة الخضر

ونبوته ، فقال األكثرون من العلماء : هو حي موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصالح

والمعرفة ، وحكاياتهم في رؤيته ، واالجتماع به ، واألخذ عنه ، وسؤاله وجوابه ، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن

الخير أكثر من أن تحصى ، وأشهر من أن __________________

جف االشرف وايران مع بعض التصحيحات المهمة.1) ( اعيد طبعه في الن ولقد )( من سورة العنكبوت 14( إشارة إلى قوله تعالى في االية ) 2)

.( أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إالw خمسين عامااف للزمخشري 3) ، تفسير القرآن200 : 3( انظر : تفسير الكش

.261 : 6 ، زاد المسير البن الجوزي 418 : 3العظيم البن كثير

221 ..........................................................................االمامة

تذكر. قال الشيخ أبو عمرو بن الصالح في فتاويه : هو حيما شذ عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم ، وإن

. (1)بانكاره بعض المحدثين. انتهى ه قال هو في موضع اخر ، والزمخشري ويخطر لي أن

في ) ربيع األبرار ( : إن المسلمين متفقون على حياة أربعةماء وهما : إدريس من األنبياء ، إثنان منهم في الس

وعيسى ، واثنان في األرض : الياس والخضر ، وأن والدة. (2)الخضر في زمن إبراهيم أبي األنبياء

والمعمرون الذين تجاوزوا العمر الطبيعي إلى مئاتيد المرتضى في أماليه (3)السنين كثيرون ، وقد ذكر الس

(4)جملة منهم ، وذكر غيره كالصدوق في ) إكمال الدين (

أكثر مما ذكر الشريف. وكم رأينا في هذه األعصار من تناهت بهم األعمار إلى

المائة والعشرين وما قاربها ، أو زاد عليها. على أن الحق في نظر االعتبار أن من يقدر على حفظ الحياة يوما واحدا يقدر على حفظها آالفا من السنين ، ولم

ه خارق العادة ، وهل خرق العادة والشذوذ عن يبق إال أن نواميس الطبيعة في شؤون األنبياء واالولياء بشيء عجيب

أو أمر نادر؟! دات ) المقتطف ( السابقة ، تجد فيها راجع مجل

المقاالت الكثيرة ، والبراهين الجلية العقلية ألكابر فالسفةالغرب في إثبات إمكان الخلود في

__________________.176 : 1( تهذيب االسماء واللغات 1).397 : 1 ، ربيع االبرار 177 : 1( تهذيب االسماء واللغات 2).72 ـ 232 : 1( أمالي المرتضى 3).575 ـ 555( اكمال الدين : 4)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 222

الدنيا لالنسان. وقال بعض كبار علماء ، اوروبا : لوال سيف ابن ملجم لكان علي بن أبي طالب من الخالدين في

الدنيا ، ألنه قد جمع جميع صفات الكمال واالعتدال. وعندناهنا تحقيق بحث واسع ال مجال لبيانه.

السؤال عن الحكمة والمصلحة في بقائه معالثاني : غيبته ، وهل وجوده مع عدم اإلنتفاع به إال كعدمه؟.

ولكن ليت شعري هل يريد اولئك القوم أن يصلوا إلى جميع الحكم الربانية ، والمصالح اإللهية ، وأسرار التكوين

والتشريع ، وال تزال جملة أحكام إلى اليوم مجهولة الحكمةه حجر ال يضر وال ينفع ، ، كتقبيل الحجر األسود ، مع أن

وفرض صالة المغرب ثالثا ، والعشاء أربعا ، والصبح اثنتين ، وهكذا إلى كثيرمن أمثالها ، وقد استأثر الله سبحانه بعلمبا ، وال نبيا مرسال ، جملة أشياء لم يطلع عليها ملكا مقر

ل )كعلم الساعة وأخواته اعة وينز wإن الله عنده علم الس . (1) (الغيث

وأخفى جملة أمور لم يعلم على التحقيق وجه الحكمة في إخفائها ، كاالسم األعظم ، وليلة القدر ، وساعة

اإلستجابة. ه ال غرابة في أن يفعل سبحانه فعال أو والغاية : أن

ما الكالم في وقوع ذلك يحكم حكما مجهولي الحكمة لنا ، إن لم:وتحقيقه ، فإذا صح إخبار النبي وأوصيائه المعصومين

يكن بد من التسليم واإلذعان ، وال يلزمنا البحث عن حكمته وسببه ، وقد أخذنا على أنفسنا في هذا الكتاب الوجيز أن ال

نتعرض لشيء من األدلة ، بل هي موكولة إلى مواضعها ، من الفريقين9واألخبار في ) المهدي ( عن النبي

مستفيضة ، ونحن وإن اعترفنا بجهل الحكمة ، وعدمالوصول إلى حاق __________________

.34 : 31( لقمان 1)

223 ............................................................................العدل

المصلحة ، ولكن كان قد سألنا نفس هذا السؤال بعضيعة ، فذكرنا عدة وجوه تصلح للتعليل ، ولكن ال عوام الش

على البت ، فإن المقام أدق وأغمض من ذلك ، ولعل هناك امورا تسعها الصدور ، وال تسعها السطور ، وتقوم بها

المعرفة ، وال تأتي عليه الصفة. والقول الفصل : إنه إذا قامت البراهين في مباحث

اإلمامة على وجوب وجود اإلمام في كل عصر ، وأن األرضفه لطف آخر ، ال تخلو من حجة ، وأن وجوده لطف ، وتصر فالسؤال عن الحكمة ساقط ، واألدلة في محالها على ذلكمتوفرة ، وفي هذا القدر من اإلشارة كفاية إن شاء الله.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 224

العدل : ويراد به : االعتقاد بان الله سبحانه ال يظلم أحدا ، وال يفعل ما يستقبحه العقل السليم. وليس هذا في الحقيقة

أصال مستقال ، بل هو مندرج في نعوت الحق ووجوب وجوده المستلزم لجامعيته لصفات الجمال والكمال ، فهو

شأن من شؤون التوحيد ، ولكن األشاعرة لما خالفوا العدلية ، وهم المعتزلة واإلمامية ، فأنكروا الحسن والقبح

نه الشرع ، العقليين ، وقالوا : ليس الحسن إال ما حسد المطيع ه تعالى لو خل وليس القبح إال ما قبحه الشرع ، وأن

في جهنم ، والعاصي في الجنة ، لم يكن قبيحا ، ألنها يفعل وهم يسئلون )يتصرف في ملكه wال يسئل عم) (

1) .هم أثبتوا وجوب معرفة الصانع ، ووجوب النظر حتى أن

في المعجزة لمعرفة النبي من طريق السمع والشرع ال من طريق العقل ، ألنه ساقط عن منصة الحكم ، فوقعوا

في االستحالة والدور الواضح. أما العدلية فقالوا : إن الحاكم في تلك النظريات هو

العقل مستقال ، وال سبيل لحكم الشرع فيها إال تأكيدا وإرشادا ، والعقل يستقل بحسن بعض األفعال وقبح البعضه حكيم ، اآلخر ، ويحكم بأن القبيح محال على الله تعالى الن وفعل القبيح مناف للحكمة ، وتعذيب المطيع ظلم ، والظلم

قبيح ، وهو ال يقع منه تعالى. وبهذا أثبتوا لله صفة العدل ، وأفردوها بالذكر دون

سائر الصفات إشارة إلى خالف األشاعرة ، مع أن األشاعرة في الحقيقة ال ينكرون كونه تعالى عادال ، غايته :

أن العدل عندهم هوما يفعله ، وكل ما يفعله فهو حسن ،نعم

__________________.23 : 21( االنبياء 1)

225 ............................................................................العدل

أنكروا ما أثبته المعتزلة واإلمامية من حكومة العقل ،ه وإدراكه للحسن والقبح على الحق جل شأنه ، زاعمين أن

ليس للعقل وظيفة الحكم بأن هذا حسن من الله وهذا قبيحمنه.

والعدلية بقاعدة الحسن والقبح العقليين ـ المبرهن عليها عندهم ـ أثبتوا جملة من القواعد الكالمية : كقاعدة

اللطف ، ووجوب شكر المنعم ، ووجوب النظر في المعجزة. وعليها بنوا أيضا مسألة الجبر واالختيار ، وهي من معضالت المسائل التي أخذت دورا مهما في الخالف ، حيث قال األشاعرة بالجبر أو بما يؤدي اليه ، وقال المعتزلة : بأن

اإلنسان حر مختار له حرية اإلرادة والمشيئة في أفعاله. غايته : أن ملكة االختيار وصفته كنفس وجوده من الله

سبحانه ، فهو خلق العبد وأوجده مختارا ، فكلي صفة االختيار من الله ، واالختيار الجزئي في الوقائع الشخصية للعبد ومن العبد ، والله جل شأنه لم يجبره على فعل وال

ترك ، بل العبد اختار ما شاء منهما مستقال ، ولذا يصح عند العقل والعقالء مالمته وعقوبته على فعل الشر ، ومدحه

ومثوبته على فعل الخير ، وإال لبطل الثواب والعقاب ، ولمتكن فائدة في بعثة األنبياء وإنزال الكتب والوعد والوعيد. وال مجال هنا ألكثر من هذا ، وقد بسطنا بعض الكالم في هذه المباحث في آخر الجزء األول من كتاب ) الدين

وقد أوضحناها (1)واالسالم ( __________________

فه رحمه الله تعالى الجزء األول1) ( يقع الكتاب في جزءين ، ضمن مؤل منه ثالثة فصول تمهد لها خمسة سوانح يتعرض فيها إلى األخطار

المحيطة باالسالم ، ومكائد الغربيين له ، وتأثر البعض من المسلمين باآلراء والمعتقدات الغربية. ثم ينفذ من ذلك إلى تبيان دور العلم والعمل

في رقي االديان وثبات اصولهما ، مع شرح موجز لماهية الشرفوالسعادة ، ودور

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 226

بوجه يسهل تناوله وتعقله لألواسط ، فضال عن األفاضل ، وإنما الغرض هنا : أن من عقائد االمامية واصولهم أن الله

عادل ، وأن االنسان حر مختار. __________________

فاتهم ، االخالق في رقي الشعوب ، ونبذ من أقوال الحكماء ومؤل واالشارة من خاللها إلى القصور الذي يحيط البعض في كيفية الدعوة الى

األسالم وتبيان عقائده وافكاره ، وغير ذلك. والمؤلف رحمه الله تعالى يتعرض في الفصل األول منه إلى مسالة

اثبات الصانع جل اسمه بشكل علمي رصين ، حين يتعرض في فصله الثاني إلى اثبات وحدة الصانع تبارك وتعالى ، ونفي الشريك عنه ، ثم يتناول بالشرح في الفصل الثالث منه ماهية العدل وكيفية القيام به ،

بشكل مفصل ومسهب. وأما الجزء الثاني من الكتاب فقد تعرض المؤلف رحمه الله تعالى فيه إلى ايضاح كلي للنبوة ووجوبها والحاجة إليه ، منطلقا من خالل ذلك

إلى كثير من الجوانب األخرى المتعلقة بها وصوال إلى تبيان االعجازالقراني الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وما يتعلق به.

227 .........................................................العمل بأركان االيمان

المعاد : يعتقد االمامية ـ كما يعتقد سائر المسلمين ـ : أن الله

سبحانه يعيد الخالئق ويحييهم بعد موتهم يوم القيامة للحساب والجزاء ، والمعاد هو الشخص بعينه ـ وبجسده

وروحه ـ بحيث لو رآه الرائي لقال : هذا فالن. وال يجب أن تعرف كيف تكون االعادة ، وهل هي من

قبيل إعادة المعدوم ، أو ظهور الموجود ، أو غير ذلك. ة القطعية من ويؤمنون بجميع ما في القرآن والسن

ة والنار ، ونعيم البرزخ وعذابه ، والميزان ، والصراط ، الجن واألعراف ، والكتاب الذي ال يغادر صغيرة وال كبيرة إال

أحصاها ، وأن الناس مجزيون باعمالهم إن خيرا فخير وإنة خيرا يره * ومن )شرا فشر فمن يعمل مثقال ذر

ة شرا يره . إلى غير ذلك من(1) (يعمل مثقال ذرها من كل ما صدع به الوحي التفاصيل المذكورة في محل

المبين ، وأخبر به الصادق األمين. طر األول من شطري االيمان هذا تمام الكالم في الش بالمعنى األخص ، وهو ما يرجع إلى وظيفة العقل والقلب ،

ومرحلة العلم واالعتقاد ، ونستأنف الكالم فيما هو من وظيفة القلب والجسد ، أعني مرحلة العمل بأركان اإليمان

من أفعال الجوارح. __________________

.8 ـ 7 : 99( الزلزلة 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 228

تمهيد وتوطئة : يعتقد اإلمامية : أن لله ـ بحسب الشريعة االسالمية ـ

في كل واقعة حكما حتى أرش الخدش ، وما من عمل منفين ـ من حركة أو سكون ـ إال ولله فيه حكم أعمال المكل

من األحكام الخمسة : الوجوب ، والحرمة ، والندب ،والكراهة ، واإلباحة.

وما من معاملة على مال ، أوعقد نكاح ، ونحوهما إالوللشرع فيه حكم صحة أو فساد.

وقد أودع الله سبحانه جميع تلك األحكام عند نبيه خاتم ، وعرفها النبي بالوحي من الله تعالى أو االلهام ،9األنبياء

ه سالم الله عليه ـ حسب وقوع الحوادث ، أو حدوث ثم انن الوقائع ، أو حصول االبتالء ، وتجدد اآلثار واألطوار ـ بي

ن به ، الطائفين كثيرا منها للناس ، وباألخص ألصحابه الحافيغين لسائر كل يوم بعرش حضوره ، ليكونوا هم المبل

لتكونوا شهداء على النwاس )المسلمين في اآلفاق سول عليكم شهيدا . (1) (ويكون الر

وبقيت أحكام كثيرة لم تحصل الدواعي والبواعث لبيانها ، أما لعدم االبتالء بها في عصر النبوة ، أو لعدم

اقتضاء المصلحة لنشرها. والحاصل : إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة منه سالم الله عليه أودعها عند األحكام وكتمان جملة ، ولكن

أوصيائه ، كل وصي يعهد بها إلى أالخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة ، من عام مخصص ، أو مطلق

ن ، إلى أمثال ذلك. د ، أو مجمل مبي مقي فقد يذكر النبي عاما ، ويذكر مخصصه بعد برهة من

حياته ، وقد ال __________________

.143 : 2( البقرة 1)

229 ..........................................................................االجتهاد

ه إلى وقته. يذكره أصال ، بل يودعه عند وصي في حياته قد9ثم أن األحاديث التي نشرها النبي

يختلف الصحابة في فهم معانيها على حسب أختالف مراتبماء ماء فسالت أودية )أفهامهم وقرائحهم أنزل من الس

. (1) (بقدرها ولكن تأخذ األذهان منه

  على قدر القرائح والفهوم  

ثم إن الصحابي قد يسمع من النبي في واقعة حكما ، ويسمع اآلخر في مثلها خالفه ، وتكون هناك خصوصية في

أحدهما اقتضت تغاير الحكمين ، غفل أحدهما عن الخصوصية أو التفت إليها وغفل عن نقلها مع الحديث ،

فيحصل التعارض في األحاديث ظاهرا ، وال تنافي واقعا. ومن هذه األسباب وأضعاف أمثالها احتاج حتى نفس

ذين فازوا بشرف الحضور في معرفة األحكام الصحابة ـ ال إلى االجتهاد والنظر في الحديث ، وضم بعضه إلى بعض ،

واإللتفات على القرائن الحالية ، فقد يكون للكالم ظاهر ومراد النبي خالفه ، اعتمادا على قرينة كانت في المقام ،

والحديث نقل والقرينة لم تنقل. وكل واحد من الصحابة ممن كان من أهل الرأي والرواية ... ـ إذ ليس كلهم كذلك

بالضرورة ـ تارة يروي نفس الفاظ الحديث للسامع من بعيد أو قريب ، فهو في الحال راو ومحدث ، وتارة يذكر

الحكم الذي استفاده من الرواية أو الروايات بحسب نظره واجتهاده ، فهو في هذا الحال مفت وصاحب رأي ، وأهل

ذين لم يبلغوا هذه الملكة مجتهدون ، وسائر المسلمين ـ الإلى تلك المرتبة ـ إذا أخذوا برأيه مقلدون.

وكان كل ذلك قد جرى في زمن صاحب الرسالة ،وبمرأى منه

__________________.17 : 13( الرعد 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 230

ومسمع ، بل وربما رجع بعضهم إلى بعض ، على أن الناسمن هذا بازاء أمر واقع ال محالة.

وإذا أمعنت النظر فيما ذكرناه ، اتضح لديك أن باب االجتهاد كان مفتوحا في زمن النبوة وبين الصحابة ، فضال

عن غيرهم ، وفضال عن سائر األزمنة التي بعده ، نعم غايته : أن االجتهاد يومئذ كان خفيف المؤنة جدا لقرب العهد ، وتوفر القرائن ، وإمكان السؤال المفيد للعلم

القاطع. رت االراء ، ثم كلما بعد العهد من زمن الرسالة ، وتكثر اللحن ، وصعب الفهم واختلطت األعارب باألعاجم ، وتغي

رت األحاديث للكالم العربي على حاق معناه ، وتكث والروايات ، وربما دخل فيها الدس والوضع ، وتوافرت

، أخذ االجتهاد ومعرفة الحكم9دواعي الكذب على النبي الشرعي يصعب ويحتاج إلى مزيد مؤنة ، واستفراغ وسع ،

للجمع بين األحاديث ، وتمييز الصحيح منها من السقيم ، وترجيح بعضها على البعض ، وكلما بعد العهد ، وانتشر

رت العلماء والرواة ، ازداد األمر صعوبة. االسالم ، وتكث ولكن مهما يكن الحال ، فباب االجتهاد كان في زمن

مفتوحا ، بل كان أمرا ضروريا عند من يتدبر ، ثم9النبي لم يزل مفتوحا عند اإلمامية إلى اليوم ، والناس بضرورة

ة الفطرة ، وقضاء الحال ال يزالون بين عالم وجاهل. وبسنالضرورة أن الجاهل يرجع إلى العالم.

فالناس إذا في األحكام الشرعية بين عالم مجتهد ،د يجب عليه الرجوع في تعيين تكاليفه إلى أحد وجاهل مقل

المجتهدين. والمسلمون متفقون أن أدلة األحكام الشرعية

ة ، ثم العقل واإلجماع. وال فرق منحصرة في الكتاب والسنفي هذا بين اإلمامية وغيرهم من فرق المسلمين.

231 ..........................................................................االجتهاد

نعم يفترق اإلمامية عن غيرهم هنا في امور : إن اإلمامية ال تعمل بالقياس ، وقد تواتر عنمنها :

ريعة إذا قيست محق الدين ( :أئمتهم . (1) : ) أن الش والكشف عن فساد العمل بالقياس يحتاج إلى فضل

بيان ال يتسع له المقام. ة ـ أعني األحاديثومنها : هم ال يعتبرون من السن أن

عن جدهم:النبوية ـ إال ما صح لهم من طرق أهل البيت ، يعني : ما رواه الصادق ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه زين9

العابدين ، عن الحسين السبط ، عن أبيه أمير المؤمنين ،عن رسول الله سالم لله عليهم جميعا.

أما ما يرويه مثل : أبي هريرة ، وسمرة بن جندب ، ومروان بن الحكم ، وعمران بن حطان الخارجي ، وعمرو

بن العاص ، ونظائرهم ، فليس لهم عند اإلمامية من االعتبار مقدار بعوضة ، وأمرهم أشهر من أن يذكر ، كيف

وقد صرح كثير من علماء السنة بمطاعنهم ، ودل على. (2)جائفة جروحهم

ومنها : أن باب االجتهاد ـ كما عرفت ـ ال يزال مفتوحاهم قد سد عند اإلمامية ، بخالف جمهور المسلمين ، فإن

عندهم هذا الباب ، وأقفل على ذوي األلباب ، وما أدري في أي زمان ، وبأي دليل ، وبأي نحو كان ذلك االنسداد ، ولم أجد من وفى هذا الموضوع حقه من علماء القوم ، وتلك أسئلة ال أعرف من جواباتها شيئا ، والعهدة في إيضاحها

عليهم. وما عدا تلك األمور فاإلمامية وسائر المسلمين فيها

سواء ، ال يختلفون __________________

: كتاب فضل العلم ، باب البدع والرأي والمقائس.1( انظر : الكافي 1)( تقدم منا الحديث عن ذلك ، فراجع.2)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 232

ة إال في الفروع ، كاختالف علماء اإلمامية أوعلماء السنفيما بينهم من حيث الفهم واالستنباط.

من زاول األدلة ومارسها ،والمراد بالمجتهد : واستفرغ وسعه فيها حتى حصلت له ملكة وقوة يقدر بها

على استنباط الحكم الشرعي من تلك األدلة. وهذا أيضا ال يكفي في جواز تقليده ، بل هنا شروط اخرى ، أهمها العدالة ، وهي : ملكة يستطيع معها المرء

الكف عن المعاصي ، والقيام بالواجب ، كما يستطيع من لهملكة الشجاعة اقتحام الحرب بسهولة ، بخالف الجبان. ها حالة من خوف الله ومراقبته تالزم وقصاراها : إن

االنسان في جميع أحواله ، وهي ذات مراتب ، أعالهاالعصمة التي هي شرط في االمام.

ه ال تقليد وال اجتهاد في الضروريات ، كوجوب ثم أن الصالة والصوم وأمثالها ، مما هو مقطوع به لكل مكلف ،

ومنكره منكر لضروري من ضروريات الدين. كما ال تقليد في اصول العقائد : كالتوحيد ، والنبوة ،

والمعاد ، ونحوها مما يلزم تحصيل العلم به من الدليل علىها تكاليف علمية ، وواجبات كل مكلف ولو إجماال ، فإن

اعتقادية ، ال يكفي الظن واالعتماد فيها على رأي الغيره ال إله إال هو (. ) فاعلم أن

وما عداها من الفروع فهو موضع االجتهاد والتقليد. فين ـ التي هي موضوع ألحكام الشرع ، وأعمال المكل

يلزم معرفتها اجتهادا أو تقليدا ، وبعاقب من ترك تعلمها بأحد الطريقين ـ ال تخلو إما أن يكون القصد منها المعاملةه ، فهي العبادات الموقوف صحتها على قصد بين العبد ورب

ب بها إلى الله ، ] وهي أما [ بدنية : كالصوم ، والصالة التقركاة ، والكفارات. ، والحج. أو مالية : كالخمس ، والز

233 ...........................................................................الصالة

أو المعاملة بينه وبين الناس ، وهي أما أن تتوقف على طرفين : كعقود المعاوضات والمناكحات ، أو تحصل من

طرف واحد : كالطالق والعتق ونحوهما. أو المعاملة مع خاصة نفسه ، ومن حيث ذاته : كأكله ،

وشربه ، ولباسه ، وأمثال ذلك. والفقه يبحث عن أحكام جميع تلك األعمال في أبواب

أربعة : [ العبادات. 1][ المعامالت. 2][ االيقاعات. 3][ األحكام. 4]

وامهات العبادات ست : اثنتان بدنية محضة ، وهما : الصالة والصوم.

كاة ، والخمس. واثنتان مالية محضة وهما : الز واثنتان مشتركة على المال والبدن وهما : الحج

. (1) (جاهدوا بأموالكم وأنفسكم )والجهاد أما الكفارات فعقوبات خاصة على جرائم مخصوصة.

__________________.41 : 9( التوبة 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 234

الصالة هي عند اإلمامية ـ بل عند عامة المسلمين ـ : عمودالدين ، والصلة بين العبد والرب ، ومعراج الوصول إليه. فإذا ترك الصالة فقد انقطعت الصلة والرابطة بينه

: أنه ليس بين:وبين ربه ، ولذا ورد في أخبار أهل البيت المسلم وبين الكفر بالله العظيم إال ترك فريضة أو

. (1)فريضتين ريعة اإلسالمية ـ وعلى أي : فإن للصالة ـ بحسب الش

مقاما من األهمية ال يوازيه شيء من العبادات ، وإجماع اإلمامية على أن تارك الصالة فاسق ال حرمة له قد

انقطعت من اإلسالم عصمته ، وذهبت أمانته ، وحلتدة جدا. غيبته ، وأمرها عندهم مبني على الش

رع خمسة أنواع : والواجب منها بحسب أصل الش الفرائض اليومية ، صالة الجمعة ، صالة العيدين ، صالة

اآليات ، وصالة الطواف. وقد يوجبها المكلف على نفسهبسبب من نذر أو يمين أو استئجار ، وما عدا ذلك فنوافل.

وافل عندنا : الرواتب ، يعني رواتب اليوم وأهم الن والليلة ، وهي ضعف الفرائض التي هي سبع عشرة ركعة ،

يعة وافل في اليوم والليلة عند الش فمجموع الفرائض والنإحدى وخمسون.

وخطر على بالي هنا ذكر ظريفة أوردها الراغب االصفهاني في كتاب ) المحاضرات ( وهو من الكتب القيمة

الممتعة : قال : كان بأصبهان رجل يقال له الكناني ، في أيام

أحمد بن __________________

( راجع كتاب الوسائل للحر العاملي رحمه الله تعالى ، الجزء الرابع ،1)باب ثبوت الكفر واالرتداد بترك الصالة الواجبة جحودا لها واستخفافا.

235 ...........................................................................الصالة

عبدالعزيز ، وكان يتعلم أحمد منه اإلمامة ، فاتفق أن تطلعت عليه ام أحمد يوما فقالت : يا فاعل ، جعلت ابني

رافضيا. فقال الكناني : يا ضعيفة العقل! الرافضة تصلي كل يوم إحدى وخمسين ركعة ، وابنك ال يصلي في كل أحد

؟! (1)وخمسين يوما ركعة واحدة ، فأين هو من الرافضة ويليها في الفضل أو األهمية : نوافل شهر رمضان ،

وافل اليومية ، وهي كما عند وهي ألف ركعة زيادة عن النيعة ال يرون مشروعية ة ، سوى أن الش إخواننا من أهل السنة يصلونها الجماعة فيها ) إذ ال جماعة إال في فرض ( والسن

جماعة ، وهي المعروفة عندهم بالتراويح. وباقي الفرائض : كالجمعة ، والعيدين ، واآليات ،

وافل قد استوفت كتب اإلمامية بيانها وغيرها ، كبقية النفات فيها على عشرات على غاية البسط ، وتزيد المؤل االلوف. ولها أوراد وأدعية وآداب وأذكار مخصوصة قد

أفردت بالتأليف ، وال يأتي عليها الحصر والعد. ولكن تتحصل ماهية الصالة الصحيحة عندنا شرعا من

أمور ثالثة : الشروط : وهي أوصاف تقارنها ، واعتباراتاألول :

تنتزع من أمور خارجة عنها ، وأركان الشروط التي تبطل بدونها مطلقا ستة : الطهارة ، الوقت ، القبلة ، الساتر ،

النية. أما المكان فليس من األركان وإن كان ضروريا ،

ويشترط إباحته وطهارة موضع السجود. أجزاؤها الوجودية التي تتركب الصالة منها :الثاني : وهي نوعان :

ركن تبطل بدونه مطلقا ، وهو أربعة : تكبيرة اإلحرام ،والقيام ،

__________________.449 ـ 448 : 4( محاضرات االدباء 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 236

والركوع ، والسجود. وغير ركن ، وهي : القراءة ، والذكر ، والتشهد ،

والتسليم. والطمأنينة معتبرة في الجميع ، واألذان واإلقامة

مستحبان مؤكدان ، بل األخير وجوبه قوي مع السعة. الموانع : وهي أمور بوجودها تبطل الصالة ،الثالث :

وهي أيضا نوعان : ركن تبطل به مطلقا ، وهو : الحدث ، واالستدبار ،

والعمل الكثير الماحي لصورتها. وغير ركن تبطل بوجوده عمدا فقط ، وهو : الكالم ،

والضحك ـ بصوت ـ والبكاء كذلك ، واإللتفات يمينا وشماال ،واألكل والشرب.

والطهارة : وضوء وغسل ، ولكل منهما أسباب توجبهما ، وإذا لم يتمكن منهما ـ إما لعدم وجود الماء ، ، أو لعدم

التمكن من استعماله لمرض أو برد شديد أو ضيق وقت ـ. (1) (فتيمموا صعيدا طيبا )فبدلهما التيمم

واختلف الفقهاء واللغويون في معنى الصعيد ، فقيل : خصوص التراب ، وقيل : مطلق وجه األرض ، فيشمل

الحصى والرمل والصخور والمعادن قبل اإلحراق ، ويجوزالسجود عليها ، وهذا هو األصح.

وهذا موجز من الكالم في الصالة ، وفيها أبحاث جليلةوطويلة تستوعب الملجدات الضخمة.

__________________.6 : 5 ، والماثدة43 : 4( النساء 1)

237 ...........................................................................الزكاة

الصوم : هو عند اإلمامية ركن من أركان الشريعة اإلسالمية ،

وينقسم من حيث الحكم إلى ثالثة أقسام : واجب ، وهو قسمان : واجب بأصل الشرع ، وهو صوم شهر رمضان. وواجب بسبب كصوم الكفارة ، وبدل الهدي ،

والنيابة ، والنذر ، ونحوها. ومستحب : كصوم رجب وشعبان ونحوهما ، وهو كثير.

وحرام : كصوم العيدين وأيام التشريق. قيل : ومكروه : كصوم يوم عرفة ، وعاشوراء ، وهو

نسبي. وللصوم شروط وموانع واداب وأذكار مذكورة في

فات. ها ، وقد ألفت اإلمامية فيه ألوف المؤل محليعة بصيام شهر رمضان قد تجاوز الحد ، والتزام الش

حتى أن الكثير منهم يشرف على الموت من مرض أو عطش وهو ال يترك الصيام ، فالصالة والصوم هما العبادة

البدنية المحضة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 238

الزكاة :يعة تالية الصالة ، بل في بعض األخبار عن هي عند الش

. (1)أئمة الهدى ما مضمونه : إن من ال زكاة له ال صالة له وتجب عندهم ـ كما عند عامة المسلمين ـ في تسعة

أشياء : األنعام الثالثة : اإلبل ، البقر ، الغنم.

وفي الغالت األربع : الحنطة ، الشعير ، التمر ، الزبيب.وفي النقدين الذهب والفضة.

وتستحب في مال التجارة ، وفي الخيل ، وفي كل ماتنبته األرض من الحبوب : كالعدس ، والفول ، وأمثالها.

ولكل من الوجوب واإلستحباب شروط وقيود مفصلة في محالها ، وال شيء منها إال وهو موافق لمذهب من

افعي ، المالكي ، المذاهب المعروفة : الحنفي ، الشالحنبلي.

دقات )ومصرفها ما ذكره جل شأنه في آية : إنما الص إلى آخرها. (2) ( للفقراء والمساكين

__________________.26|8 : 2 ، الفقيه 5 و 2|479 : 3( انظر : الكافي 1).60 : 9( التوبة 2)

239 .........................................................................الخمس

زكاة الفطرة : وهي تجب على كل إنسان بالغ عاقل غني ، عن نفسه وعمن يعول به من صغير أو كبير ، حر أو مملوك. وقدرها

عن كل إنسان صاع من حنطة أو شعير ، أو تمر ، أونحوهما مما يحصل به القوت.

ة في شيء. يعة هنا ال يخالف مذاهب السن ومذهب الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 240

الخمس : ويجب عندنا في سبعة أشياء : غنائم دار الحرب ،

الغوص ، الكنز ، المعدن ، أرباح المكاسب ، الحالل المختلط بالحرام ، األرض المنتقلة من المسلم إلى الذمي.

وأعلموا أن ما غنمتم )قوله تعالى واألصل فيه : سول ولذي القربى (1) (من شيء فأن لله خمسه وللر

... إلى آخرها. والخمس عندنا حق فرضه الله تعالى آلل محمد

صلوات الله عليه وعليهم ، عوض الصدقة التي حرمهاعليهم من زكاة األموال واألبدان.

ويقسم ستة سهام؟ ثالثة لله ولرسوله ولذي القربى. وهذه السهام يجب دفعها إلى اإلمام إن كان ظاهرا ،

وإلى نائبه وهو ) المجتهد العادل ( إن كان غائبا ، يدفع إلىريعة ، وسدانة الملة ، ويصرفه على نائبه في حفظ الش

مهمات الدين ، ومساعدة الضعفاء والمساكين ، ال كما قال محمود اآللوسي في تفسيره مستهزئا : ينبغي أن توضع

!! (2)هذه السهام في مثل هذه األيام في السرداب يعة من أن اإلمام غاب مشيرا إلى ما يرمون به الشة أن من األغالط الشائعة عند فيه!! وقد أوضحنا غير مر القوم ـ من سلفهم إلى خلفهم وإلى اليوم ـ زعمهم أن

يعة يعتقدون غيبة اإلمام في السرداب ، مع أن الشما تزوره السرداب ال عالقة له بغيبة اإلمام أصال ، وإن

يعة وتؤدي بعض المراسم العبادية فيه ألنه موضع تهجد الشاإلمام وآبائه العسكريين ، ومحل قيامهم في

__________________.41 : 8( االنفال 1).5 : 10( روح المعاني 2)

241 .............................................................................الحج

األسحار لعبادة الحق جل شأنه. ا الثالثة األخرى : wفهو حق المحاويج والفقراء منأم

م عليهم من الزكاة. بني هاشم ، عوض ماحر هذا حكم الخمس عند اإلمامية من زمن النبي إلى

منعوا الخمس عن9اليوم ، ولكن القوم بعد رسول الله بني هاشم ، وأضافوه إلى بيت إلمال ، وبقي بنو هاشم ال

;خمس لهم وال زكاة ، ولعل إلى هذا أشار اإلمام الشافعي : فأما آل محمد69حيث يقول في كتاب ) االم ( صفحة

الذين جعل لهم الخمس عوضا من الصدقة ، فال يعطون من الصدقات المفروضات شيئا ـ قل أو كثر ـ وال يحل لهم أن يأخذوها ، وال يجزي عمن يعطيهموها إذا عرفهم ـ إلى

م أن قال ـ وليس منعهم حقهم في الخمس يجل لهم ما حرعليهم من الصدقة. انتهى.

ومن جهة سقوطه عندهم ال تجد له عنوانا وبابا في كتب فقهائهم ، حتى الشافعي في كتابه بخالف اإلمامية ،ه ما من كتاب فقه لهم صغير أو كبير إال وللخمس فيه فإن

. فالزكاة والخمس هما(1)عنوان مستقل كالزكاة وغيرها العبادة المالية المحضة ، وأما المشتركة بينهما فالحج

والجهاد. __________________

( نعم ، ذكر الحافظ الثبت أبو عبيد القاسم بن سالم المتوفى سنة )1) هـ ( في كتابه ) كتاب األموال ( الذي هو من أهم الكتب ونفائس224

االثار ، ذكر كتاب الخمس مفصال ، واألصناف التي يجب الخمس فيها ، ومصرفه ، وسائر أحكامه. وأكثر ما ذكره موافق لما هو المشهور عند

«.1. » منه 349 إلى 303اإلمامية ، فليراجع من شاء من صفحة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 242

الحج :يعة ، وأهم أركانه ، من أعاظم دعائم اإلسالم عند الش

ر تاركه بين أن يموت يهوديا أو نصرانيا. وتركه على حد ويخي ومن كفر فإن )الكفر بالله كما يشير إليه قوله تعالى :

. (الله غني عن العالمين وهو نوع من الجهاد بالمال والبدن حقيقة ، بل الحج جهاد معنوي ، والجهاد حج حقيقي ، وبإمعان النظر فيهما

يعلم وجه الوحدة بينهما. وبعد توفر الشرائط العامة في اإلنسان : كالبلوغ ، والعقل ، والحرية. وخاصة : كاإلستطاعة بوجدان الزاد

والراحلة ، وصحة البدن ، وأمن الطريق ، يجب الحج فية واحدة فورا. العمر مر

وهو ثالثة أنواع : ولله على )إفراد : وهو المشار إليه بقوله تعالى :

. (1) (الناس حج البيت وأتموا الحج )وقران : وهو المراد بقوله تعالى :

. (2) (والعمرة للwه ع : وهو المعنى بقوله جل وعال فمن تمتع )وتمت

. (3) (بالعمرة إلى الحج ولكل واحد منها مباحث وفيرة ، وأحكام كثيرة ،

ها من الكتب المطولة. موكولة إلى محالة فات في الحج لعلماء السن وقد سبرت عدة مؤل

فوجدتها موافقة في __________________

.97 : 3( آل عمران 1).196 : 2( البقرة 2)196 : 2( البقرة 3)

243 ...........................................................................الجهاد

الغالب ألكثر ما في كتب اإلمامية ، ال تختلف عنها إالفي الشاذ النادر.

دة ، وكان يعة بالحج ال يزال في غاية الش والتزام الش يحج منهم كل سنة مئات االلوف ، مع ما كانوا يالقونه من

المهالك واألخطار من اناس يستحلون أموالهم ودماءهم وأعراضهم ، ولم يكن شيء من ذلك يقعد بهم عن القيام بذلك الواجب ، والمبادرة إليه ، وبذل المال والنفس في

سبيله ، وهم مع ذلك كله » ويا لألسف « يريدون هدماإلسالم؟!

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 244

الجهاد : وهو حجر الزاوية من بناء هيكل اإلسالم ، وعموده الذيسعت مناطقه ، وامتدت طرائقه ، قامت عليه سرادقه ، وات

ولوال الجهاد لما كان اإلسالم رحمة للعالمين ، وبركة علىالخلق أجمعين.

والجهاد هو : مكافحة العدو ، ومقاومة الظلم والفساد في األرض ، بالنفوس واألموال ، والتضحية والمفاداة للحق.

والجهاد عندنا على قسمين : الجهاد األكبر : بمقاومة العدو الداخلي وهو ) النفس (ذيلة ، من الجهل ، ومكافحة صفاتها الذميمة ، وأخالقها الر والجبن ، والجور ، والظلم ، والكبر ، والغرور ، والحسد ،

والشح ، إلى آخر ما هناك من نظائرها ) أعدى عدوكنفسك التي بين جنبيك (.

والجهاد األصغر : هو مقاومة العدو الخارجي ، عدو الحق ، عدو العدل ، عدو الصالح ، عدو الفضيلة ، عدو

الدين. ولصعوبة معالجة النفس ، وانتزاع صفاتها الذميمة ،

وغرائزها المستحكمة فيها ، والمطبوعة عليها ، سمى النبي هذا النوع في بعض كلماته ) بالجهاد األكبر ( ولم يزل هو9

وأصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ طوال حياته وحياتهم مشغولين بالجهادين حتى بلغ اإلسالم إلى أسمى مبالغ العز

والمجد. ولو أردنا أن نطلق عنان البيان للقلم فى تصوير ما

كان عليه الجهاد باألمس عند المسلمين ، وما صار اليوم ،قت القلوب أسفا وندما ، لتفجرت العيون دما ، ولتمز

ولتسابقت العبرات والعبارات ، والكلوم والكلمات ، ولكن! أتراك فطنت لما حبس قلمي ، ولوى عناني ، وأجج

لوعتي ، وأهاج

ية القول ، وبثة المصدور ، أحزاني ، وسلبني حتى حروبثة المجمور :

فدع عنك نهبا صيح فيحجراته

 

ولكن حديثا ما حديثواحل (1)الر

  

__________________ ( بيت شعري المرئ القيس ذهب صدره مثال ، والبيت من قصيدة له1)

قالها في حادثة وقعت له حين نزل على خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني ، حيث أغار عليه باعث بن حويص وذهب بإبله ، فقال له خالد : اعطني صنانعك ورواحلك حتى أطلب عليها مالك ، ففعل ، فذهب بها.

ه لحق بالقوم فاخذوا منه الرواحل وتركوه ، فهجاه امرؤ القيس وقيل إنبهذه القصيدة.

وصدر البيت يضرب مثال لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ماهو أجل منه.

ومن أبيات القصيدة : دع عنك نهبا صيح في حجراته

ولكن 

حديثا ماحديث الرواحل  

قت بلبونه كأن دثارا حل 

عقاب تنوفي العقاب القواعل  

تلعب باعث بذمة خالد 

وأودى عصام في الخطوباالوائل

  

.1402 / 470 : 1 ، مجمع االمثال 146انظر : ديوان الشاعر :

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 246

حديثاالمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الذي هو من أهم الواجبات شرعا وعقال ، وهو أساس من أسس دين اإلسالم ، وهو من أفضل العبادات ، وأنبل

الطاعات ، وهو باب من أبواب الجهاد ، والدعوة إلى الحق ، والدعاية إلى الهدى ، ومقاومة الضالل والباطل ،

والذي ما تركه قوم إال وضربهم الله بالذل ، وألبسهم لباسالبؤس ، وجعلهم فريسة لكل غاشم ، وطعمة كل ظالم.

ريعة اإلسالمية ، وأئمتنا وقد ورد من صاحب الش المعصومين صلوات الله عليهم ، في الحث عليه ، والتحذير

من تركه ، وبيان المفاسد والمضار في إهماله ما يقصم الظهور ، ويقطع األعناق. والمحاذير التي أنذرونا بها عند التواكل والتخاذل في شأن هذا الواجب قد أصبحنا نراها

عيانا ، وال نحتاج عليها دليال وال برهانا. وياليت االمر وقف عند ترك األمر بالمعروف والنهي

عن المنكر ، وال يتجاوزه إلى أن يصير المنكر معروفا والمعروف منكرا ، ويصير اآلمر بالمعروف تاركا له ،

)والناهي عن المنكر عامال به ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ر ، وال زاجر(ظهر الفساد في البر والبحر فال منكر مغي

مزدجر. لعن الله اآلمرين بالمعروف التاركين له ، الناهين. (1)عن المنكر العاملين به

__________________.41 : 35( الروم 1) ( ولله دين اإلسالم ما أوسعه وأجمعه لقوانين السياسة الدينية2)

والمدنية ، وامهات أسباب الرقي والسعادة. فلما جعل الشارع األحكام ، ووضع الحدود والقيود للبشر ، واألوامر والنواهي بمنزلة القوة

التشريعية ، احتاج ذلك إلى قوة تنفيذية ، فجعل التنفيذ على المسلمينجميعا ،

247 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

ريعة هذه أمهات العبادات عند اإلمامية طبق الش اإلسالمية ، إكتفينا منها باإلشارة والعنوان ، وتفاصيلها على

فات أصحابنا من الصدر األول إلى اليوم ، عهدة مول الموجود منها في هذا العصر فضال عن المفقود ـ ينوف

على مئات االلوف. وهي ما يتوقف على طرفين : موجبأما المعامالت :

وقابل ، فتارة : يكون المقصد المهم منها المال ، وهيعقود المعاوضات ، وهي على قسمين :

العقود الالزمة : كالبيع ، واإلجارة ، والصلح ، والرهن ، والهبة المعوضة ، وما إلى ذلك من نظائرها ، وهي عقود

المغابنات. والعقود الجائزة : كالقرض ، والهبة غير المعوضة ،

والجعالة ، __________________

حيث أوجب على كل مسلم ) األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ليكون كل واحد قوة تنفيذية لتلك األحكام ، فكلكم راع وكلكم مسؤول

] عن رعيته [ ، والجميع مسيطر على الجميع. فإذا لم تنجح هذه القوة ، ولم يحصل الغرض منها بحمل الناس على الخير ، وكفهم عن الشر ،

فهناك والية ولي األمر ، والراعي العام ، والمسؤول المطلق ، وهو االمام أو السلطان المنصوب القامة الحدود على المجرمين ، وحفظ ثغور

المسلمين. وفي وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل به من الفوائد والثمرات ، وعظيم اآلثار ، ما يضيق عنه نطاق البيان في هذا

المقام ، ولكن هل تجد مثل هذه السياسة في دين من األديان؟ وهل تجد أعظم وأدق من هذه الفلسفة أن يكون كل إنسان رقيبا على اآلخر ،

ومهيمنا عليه؟ وعلى كل واحد واجبات ثالثة : أن يتعلم ويعمل ، وأن يعلم ، وأن

يبعث غيره على العلم والعمل؟ فتأمل واعجب بعظمة هذا الدين ، وأعظم من ذلك واعجب من

«. 1حالة أهليه اليوم ، فال حول وال قوة إال بالله. » منه

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 248

وأضرابها. والكل مشروح في كتب الفقه ، في متونها وشروحها ،

وأصولها وفروعها ، وقواعدها وأدلتها ، من مطوالتومختصرات.

ولكن أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ ال يحيدون قيد شعرة في شيء من أحكام تلك المعامالت ـ كما ال يحيدون

ة ، والقواعد في العبادات أيضا ـ عن الكتاب والسنالمستفادة منها من استصحاب وغيره.

وال يحل عندنا اكتساب المال إال من طرقه المشروعة ، بتجارة أو إجارة ، أو صناعة أو زراعة ، أو نحو

ذلك. وال يحل بالغصب ، وال بالربا ، وال بالخيانة ، وال بالغش ، وال التدليس ، وال تحل عندنا الخديعة للكافر فضال عن المسلم. كما يجب أداء األمانة ، وال تحل خيانة الكافر

فيها فضال عن المسلم. يكون الغرض المهم ليس هو المال ، وإنوتارة :

تضمن المال ، وذلك كعقود الزواج الذي يقصد منه النسلونظام العائلة وبقاء النوع ، وهو عندنا قسمان :

عقد الدوام : وهو الزواج المطلق. الحين )والعقد المرسل wوانكحوا األيامى منكم والص

. (1) (من عبادكم وعقد االنقطاع : وهو الزواج المقيد والنكاح الموقت.

واألول هو الذي اتفقت عليه عامة المسلمين. ح به في وأما الثاني ويعرف ) بنكاح المتعة ( المصر

فما استمتعتم به منهن )الكتاب الكريم بقوله تعالى : فهو الذي انفردت به (2) (فآتوهن أجرهن __________________

.32 : 24( النور 1).24 : 4( النساء 2)

249 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

اإلمامية من بين سائر فرق المسلمين بالقول بجوازه وبقاء مشروعيته إلى األبد ، وال يزال النزاع محتدما فيه بين

الفريقين ، من زمن الصحابة وإلى اليوم. وحيث إن المسألة لها مقام من االهتمام ، فجدير أن نعطيها ولو بعض

ما تستحق من البحث ، إنارة للحقيقة ، وطلبا للصواب. إن من ضروريات مذهب اإلسالم ـ التي الفنقول :

ينكرها من له أدنى إلمام بشرائع هذا الدين الحنيف ـ أنعها رسول المتعة ـ بمعنى العقد إلى أجل مسمى ـ قد شر

، وأباحها ، وعمل بها جماعة من الصحابة في حياته ،9الله بل وبعد وفاته ، وقد اتفق المفسرون : أن جماعة من

عظماء الصحابة كعبدالله بن عباس ، وجابر بن عبدالله األنصاري ، وعمران بن الحصين ، وأبن مسعود ، وأبي بن

كعب ، وغيرهم كانوا يفتون بإباحتها ، ويقرأون اآلية المتقدمة هكذا : ) فما استمتعتم به منهن إلى أجل

. (1)مسمى ( ومما ينبغي القطع به أن ليس مرادهم التحريف في

كتابه جل شأنه ، والنقص منه ) معاذ الله ( بل المراد بيان معنى اآلية على نحو التفسير الذي أخذوه من الصادع

بالوحي ، ومن انزل عليه ذلك الكتاب الذي ال ريب فيه. والروايات التي أوردها ابن جرير في تفسيره الكبير

ل حيث وان كانت ظاهرة في أنها من صلب القران المنز يقول أبو نصيرة : قرأت هذه اآلية على ابن عباس فقال :

إلى أجل مسمى. فقلت : ما أقرأها كذلك ، قال : والله . ولكن يجل مقام حبر(2)ألنزلها الله كذلك ) ثالث مرات (

االمة عن هذه __________________

:1 ، التفسير العظيم البن كثير 9 : 5( انظر : جامع البيان للطبري 1) ، الجامع الحكام القرآن519 : 1 ، تفسير الكشاف للزمخشري 474

.205 : 7 ، السنن الكبرى للبيهقي 147 : 2للقرطبي .9 : 5( جامع البيان للطبري 2)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 250

الوصمة ، فال بد أن يكون مراده ـ إن صحت الرواية ـ أنالله أنزل تفسيرها كذلك.

وعلى أي ، فاإلجماع ، بل الضرورة في اإلسالم قائمة على ثبوت مشروعيتها ، وتحقق العمل بها ، غاية ما هناك

مت بعد ما أبيحت ، ها نسخت وحر أن المانعين يدعون أن وحصل هنا االضطراب في النقل واإلختالف الذي ال يفيد ظنا فضال عن القطع ، ومعلوم ـ حسب قواعد الفن ـ ان

الحكم القطعي ال ينسخه إال دليل قطعي. ة ، وأن النبي فتارة : يزعمون أنها نسخت بالسن

مها ، بعد ما أباحها ها قد نسخت(1)حر ، وأخرى : يزعمون أن بالكتاب ، وهنا وقع الخالف واإلختالف أيضا ، فبين قائل :

إذا طلقتم النساء فطلwقوهن )أنها نسخت بآية الطالق ن وآخر يقول : نسختها آية مواريث األزواج(3) (2) ( لعدته

وأجدني في غنى عن(5) (4)) لكم نصف ما ترك أزواجكم ( ه ال تنافي وال تدافع بين بيان هذه االوهام وسخافتها ، وأن

هذه اآليات وتلك االية حتى يكون بعضها ناسخا __________________

( أقوال القوم هنا متضاربة ومتعارضة أشد التعارض ، فمنهم من1) يذهب إلى أنها ابيحت ثم نهي عنها يوم خيبر ، وآخر أنها كانت مباحة

مت عام الفتح ، وثالث أنها ابيحت وحرمت في حجة الوداع ، ورابع وحرمت ... وهكذا ، فراجع. ها أبيحت عام أوطاس ثم حر أن

،264 : 4انظر : صحيح مسلم باب نكاح المتعة ، مجمع الزوائد :4 ، سنن البيهقي 348 : 4 ، طبقات ابن سعد 227 : 2سنن ابي داود

، سنن73 : 11 ، فتح الباري 292 : 4 ، مصنف ابن أبي شيبة 348. 1962 ، سنن ابن ماجة حديث 140 : 2الدارمي

.1 : 65( الطالق 2) ، التفسير الكبير130 : 5( انظر : الجامع الحكام القرآن للقرطبي 3)

.7 : 207 ، سنن البيهقي 49 : 10للرازي .12 : 4( النساء 4) ، التفسير الكبير130 : 5( انظر الجامع الحكام القرآن للقرطبي 5)

.50 : 10للرازي

251 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

لبعض. ها زوجة حقيقية ولها وسيأتي له مزيد توضيح في بيان أن

جميع أحكامها. إالw على )نعم ، يقول األكثر منهم : أنها منسوخة بآية

حيث حصرت االية(2) (1) ( أزواجهم أو ما ملكت أيمانهمية الوطء بأمرين : الزوجية ، وملك اليمين. أسباب حل

قال اآللوسي في تفسيره : ليس للشيعة أن يقولوا أن المتمتع بها مملوكة ، لبداهة بطالنه ، أو زوجة ، النتفاء

)لوازم الزوجية : كالميراث ، والعدة ، والطالق ، والنفقة

؟! انتهى. (3 وما أدحضها من حجة ، أما أوال : فإن أراد لزومها غالباها ال تنفك فهو مسلم وال يجديه ، وإن أراد لزومها دائما ، وأنرع مواضع عن الزوجية ، فهو ممنوع أشد المنع ، ففي الش

كثيرة ال ترث فيها الزوجة : كالزوجة الكافرة ، والقائلة ، والمعقود عليها في المرض إذا مات زوجها فيه قبل

الدخول. ها قد ترث حق الزوجة مع خروجها عن الزوجية ، كما أن كما لو طلق زوجته في المرض ومات فيه بعد خروجها عن

العدة قبل انقضاء الحول. إذا فاإلرث ال يالزم الزوجية طردا وال عكسا.

ا ثانيا : wفلو سلمنا المالزمة ، ولكن عدم إرثوأم ها ترث مطلقا. وقيل : ترث ع بها ممنوع. فقيل : بأن المتمت

مع الشرط. وقيل : ترث إالمع شرط __________________

.30 : 7 0 ، والمعارج 6 : 23( المؤمنون 1) ، الجامع206 : 7 ، سنن البيهقي 5 : 50( انظر : سنن الترمذي 2)

،50 : 10 ، التفسير الكبير للرازي 130 : 5الحكام القرآن للقرطبي .152 : 5المبسوط للسرخسي

.7 : 5( روح المعاني 3)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 252

العدم. والتحقيق حسب قواعد صناعة اإلستنباط ، ومقتضىب عليها آثار ع بها زوجة ، تترت الجمع بين اآليتين إن المتمت

الزوجية إال ما خرج بالدليل القاطع. أما العدة ، فهي ثابتة لها بإجماع اإلمامية قوال واحدا ،

بل وعند كل من قال بمشروعيتها. أما النفقة ، فليست من لوازم الزوجية ، فإن الناشز

زوجة وال تجب نفقتها إجماعا. أما الطالق ، فهبة المدة تغني عنه ، وال حاجة إليه.

ا ثالثا : wفنسخ آية المتعة بآية األزواج مستحيل ،وأم ، وآية(1)ألن آية المتعة في سورة النساء وهي مدنية

تان ،(2)األزواج في سورة المؤمنين والمعارج ، وكالهما مكيويستحيل تقدم الناسخ على المنسوخ.

ا رابعا : wة :وأم فقد روى جماعة من أكابر علماء السن أن اية المتعة غير منسوخة ، منهم الزمخشري في

) الكشاف ( حيث نقل عن ابن عباس : أن آية المتعة من. (3)المحكمات

ونقل غيره : أن الحكم بن عيينة سئل : إن آية المتعةهل هي منسوخة؟

. (4)فقال : ال __________________

، الجامع الحكام375 : 1( أنظر : الكشف عن وجوه القراءآت السبع 1).492 : 1 ، الكشاف للزمخشري 1 : 5القرآن للقرطبي

، الجامع334 و 125 : 2( انظر : الكشف عن وجوه القراءات السبع 2) ، الكشاف للزمخشري278 : 18 و 102 : 12الحكام القرآن للقرطبي

.456 : 4 و 24 : 3.519 : 1( الكشاف 3).140 : 2( الدر المنثور للسيوطي 4)

253 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

إن القوم يعد اعترافهم قاطبةوالخالصة : بالمشروعية ادعوا أنها منسوخة ، فزعموا تارة نسخ آية بآية

وقد عرفت حاله ، واخرى نسخ آية بحديث ، واستشهدوا ، نهى9على ذلك بما رواه البخاري ومسلم من أن النبي

عنها وعن الحمر األهلية في فتح مكه أو فتح خيبر أو غزوة. (1)أوطاس

ونت ألوانا ، وهنا اضطربت القضية اضطرابا غريبا ، وتل وتنوعت أنواعا ، وجاء الخلف واالختالف ، الواسع االكناف ،

فقد حكي عن القاضي عياض : أن بعضهم قال : إن هذا!! (2)مما تداوله التحريم واإلباحة والنسخ مرتين

ع في تصفح أسفارهم ، ومأثور أحاديثهم ولكن من توس وأخبارهم ، يجد القضية أوسع بكثير ، ففي بعضها : أن

)النسخ كان في حجة الوداع ] السنة [ العاشرة من الهجرة

3) . وأخرى : أنه في غزوة تبوك ] السنة [ التاسعة من

. (4)الهجرة وقيل : في غزوة أوطاس ، أو غزوة حنين ، وهما في ]

. (5)السنة [ الثامنة في ] شهر [ شوال وقيل : يوم فتح مكة ، وهو في شهر رمضان من

. (6)] السنة [ الثامنة أيضا __________________

،29|1027 و 18|1023 : 2 ، صحيح مسلم 16 : 7( صحيح البخاري 1). وتقدمت األشارة إلى ذلك ، فراجع ..30

:1 ، التفسير العظيم البن كثير 181 : 9( شرح صحيح مسلم للنووي 2)474.

، طبقات ابن سعد348 : 4 ، سنن البيهقي 227 : 2( سنن ابي داود 3)4 : 348. ،207 : 7 ، سنن البيهقي 130 : 5( الجامع ألحكام القرآن للقرطبي 4)

.73 : 11 ، فتح الباري 264 : 4مجمع الزوائد .1023 : 2( صحيح مسلم 5) ، سنن الدارمي202 : 7 ، سنن البيهقي 1025 : 2( صحيح مسلم 6) ، مجمع140 : 2

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 254

مها هناك بعد ه أباحها في فتح مكة ثم حر وقالوا : إن. (1)أيام

والشائع ـ وعليه األكثر ـ : أنه نسخها في غزوة خيبر ] في السنة [ السابعة من الهجرة ، أو في عمرة القضاء ،

. (2)وهي في ذي الحجة من تلك السنة ومن كل هذه المزاعم يلزم أن تكون قد ابيحت

ونسخت خمس أو ست مرات ال مرتين أو ثالث كما ذكره!! (3)النووي وغيره في ) شرح مسلم (

فما هذا التالعب بالدين يا علماء المسلمين؟ وبعد هذا كله ، فهل يبقى قدر جناح بعوضة من الثقة في وقوع

النسخ بمثل هذه األساطير المدحوضة باضطرابها أوال ،ها معارضة وبأن الكتاب ال ينسخ بأخبار اآلحاد ثانيا ، وبأنباخبار كثيرة من طرقهم صريحة في عدم نسخها ثالثا.

ففي صحيح البخاري : حدثنا أبو رجاء ، عن عمران بن قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع2حصين

رسول الله صلى الله __________________

.292 : 4 ، مصنف ابن أبي شيبة 264 : 4الزوائد .202 : 7 ، سنن البيهقي 1025 : 2( صحيح مسلم 1). 1027 : 2 ، صحيح مسلم 1961|630 : 1( سنن ابن ماجة 2)

والغريب أن القوم عند محاولتهم اليراد االدلة التي يحتجون بها الثبات مدعاهم بتحريم نكاح المتعة لم يلتفتوا إلى كثير من مواضع الخلل البينة في استدالالتهم ومحاجاتهم ، بل والى مواضع التهافت البينة فيها ،

ومن ذلك قولهم بتحريمها في غزوة خيبر ، حيث يظهر بطالن ذلك من و158 : 2عدة وجوه ، لعل أوضحها ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد )

( في معرض رده لهذا الرأي السقيم ، حيث قال ـ : وقصة خيبر لم204 يكن الصحابة يتمتعون باليهوديات ، وال استأذنوا في ذلك رسول الله صلى

الله عليه وآله ، وال نقله أحد قط في هذه الغزوة ، وال كان للمتعة فيها ذكر البتة ، ال فعال وال تحريما ... فان خيبر لم يكن فيها مسلمات وإنما كن

يهوديات ، واباحة نساء أهل الكتاب لم يكن ثبت بعد ، إنما ابحن بعد ...فتأمل.

.180 : 9( شرح صحيح مسلم للنووي 3)

255 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

عليه وآله ولم ينزل قران بحرمتها ، ولم ينه عنها رسوله الله حتى مات ، قال رجل برأيه ما شاء. محمد : يقال : أن

. (1)عمر. انتهى نص البخاري وفي صحيح مسلم : بسنده عن عطاء قال : قدم جابر

بن عبدالله األنصاري معتمرا ، فجئناه في منزله ، فسأله القوم عن أشياء ، ثم ذكروا المتعة فقال : نعم ، استمتعنا

. (2) ، وعلى عهد أبي بكر وعمر 9على عهد رسول الله وفيه : عن جابر أيضا حيث يقول : كنا نستمتع بالقبضة

، وأبي9من التمر والدقيق أليام على عهد رسول الله . (3)بكر ، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث

وفيه : عن أبي نضرة قال : كنت عند جابر بن عبدالله فأتاه آت فقال : ابن عباس وابن الزبير اختلفا في

، ثم نهانا9المتعتين ، فقال جابر : فعلناهما مع رسول الله . (4)عنهما عمر ، فلم نعد لهما

ما لم يعودوا لها ألن عمر كان يرجم منأقول : وإنع. ه قد تمت يثبت عنده أن

ومن يراجع هذا الباب من صحيح مسلم بإمعان يرى العجائب فيما أورده فيه من األحاديث المثبتة والنافية ،

9والنسخ وعدم النسخ ، والجهني يقول : أمرنا رسول الله بالمتعة عام الفتح حين دخلنا

__________________|900 : 2 ، وانظر كذلك : صحيح مسلم 33 : 6( صحيح البخاري 1)

، تفسير البحر المحيط البن حيان49 : 10 ، التفسير الكبير للرازي 172.20 : 5 ، السنن الكبرى للبيهقي 218 : 3.15/ 1023 : 2( صحيح مسلم 2).16|1023 : 2( صحيح مسلم 3).17|1023 : 2( صحيح مسلم 4)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 256

. (1)مكة ، ثم لم نخرج حتى نهانا عنها ، واخرى إلى9والنسخ تارة ينسب إلى رسول الله

ها كانت ثابتة في عهد النبي وعهد أبي بكر ، وأن عمر ، وأن نهى ابن عباس عن القول بالمتعة7علي بن أبي طالب

ه روي أن ابن(2)في مواطن فرجع عن القول بها ، مع إن الزبير قام بمكة فقال : إن اناسا أعمى الله قلوبهم كما

أعمى أبصارهم ) يعني ابن عباس ( يفتون بالمتعة ك لجلف جاف ، فلعمري فناداه ) أي ابن عباس ( : إن لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين ... الى آخر

. (3)الحديث وهذا يدل على بقائه على فتواه الى اخر عمره في

خالفة ابن الزبير. وأعجب من الجميع نسبة النهي عنها إلى أمير المؤمنين

7علي بن أبي طالب ية المتعة قد صار شعارا ، مع أن حل بالخصوص قد تظافر7ألهل البيت وشارة لهم ، وعلي

النقل عنه بانكار حرمة المتعة ، ومن كلماته المأثورة التي جرت مجرى األمثال قوله : » لوال نهي عمر عن المتعة ما

زنى إال شفا أو شقي «. ففي تفسير الطبري الكبير : روي عن علي بن أبي

ه قال : » لوال أن عمر نهى الناس عن المتعة ما طالب أن. (5) ـ « (4)زنى إال شقي ـ أو شفا

__________________.22/ 1025 : 2( صحيح مسلم 1).519 : 1 ، الكشاف للزمخشري 501 : 7( المصنف لعبدالرزاق 2).2 0 5 : 7 ، سنن البيهقي 27|1026 : 2( صحيح مسلم 3) ( أي قليل من الناس ، وقيل : اال خطيئة قليلة من الناس ال يجدون ما4)

يستحلون به الفروج. .437 : 14 ، لسان العرب 2393 : 6انظر : الصحاح

، وانظر كذلك : التفسير الكبير للرازي9 : 5( جامع البيان للطبري 5) :2 ، الدر المنثور 218 : 3 ، تفسير البحر المحيط البن حيان 50 : 10

140.

257 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

ه كان7ومن طرقنا الوثيقة عن جعفر الصادق أن يقول : » ثالث ال أتقي فيهن أحدا : متعة الحج ، ومتعة

. (1)النساء ، والمسح على الخفين « وكيف كان : فال ريب حسب قواعد الفن ، واألصول

ه اذا تعارضت األخبار المقررة في ) علم أصول الفقه ( أن وتكافأت سقطت عن الحجة واالعتماد ، وصارت من

المتشابهات ، وال بد من رفضها والعمل بالمحكمات. وبعد ثبوت المشروعية واإلباحة باتفاق المسلمين ، واستصحاب

ن القول بقائها ، واصالة عدم النسخ عند الشك ، يتعيبجوازها وحليتها إلى اليوم.

__________________ ـ5 : 21( راجع كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي رحمه الله تعالى ) 1)

نة الحكام هذا النوع من النكاح80 ( فقد أورد الكثير من االحاديث المبي وشروطه ، وأما الحديث المذكور أعاله فقد وجدته مرويا بصيغة مختلفة ،

.95|48 : 1ولعل ذلك مرجعه السهو أو التصحيف. راجع الفقيه

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 258

التمحيص وحل العقدة : وإذا أردنا أن نسير على ضوء الحقائق ، ونعطي

المسألة حقها من التمحيص والبحث عن سر ذلك االرتباكلت ـ ال نجد حال لتلك العقدة وبذرته األولى ـ التي نمت وتأث إال : أن الخليفة عمر قد اجتهد برأيه لمصلحة راها بنظره

للمسلمين في زمانه وأيامه ، اقتضت أن يمنع من استعمال المتعة منعا مدنيا ال دينيا ، لمصلحة زمنية ، ومنفعة وقتية ،

ه قال : متعتان كانتا على عهد رسول ولذا تواتر النقل عنه أنمهما واعاقب عليهما . ولم يقل أن رسول(1)الله وأنا احر

حرمهما أو نسخهما ، بل نسب التحريم إلى نفسه ،9الله وجعل العقاب عليهما منه ال من الله سبحانه.

وحيث أن أبا حفص الحريص على نواميس الدين ، الخشن على إقامة شرائع الله ، أجل مقاما ، وأسمى

م ما أحل الله ، أو يدخل في الدين ما إسالما ، من أن يحر ليس من الدين ، وهو يعلم أن حالل محمد حالل الى يوم

القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، والله سبحانه ولو تقول علينا بعض )يقول في حق نبيه الكريم :

األقاويل * ألخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه فال بد من(2) ( الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين

أن يكون مراده المنع الزمني ، والتحريم المدني ، ال الديني ، ولكن بعض معاصريه ، ومن بعده من المحدثين البسطاء ،

لما غفلوا عن تلك النكتة الدقيقة ، واستكبروا من ذلكم ما الزعيم العظيم ـ القائم على حراسة الدين ـ أن يحر

__________________ ، زاد المعاد البن قيم206 : 7( انظر : السنن الكبرى للبيهقي 1)

.27 : 4 ، المبسوط للسرخسي 463 : 3الجوزي .47 ـ 44 : 69( الحاقة 2)

259 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

أحل الله ، ويجترئ على حرمات الله ، اضطروا إلى استخراج مصحح ، فلم يجدوا إال دعوى النسخ من النبي بعد

اإلباحة ، فارتبكوا ذلك االرتباك ، واضطربت كلماتهم ذلكهم صححوا عمل الخليفة بما ذكرناه االضطراب ، ولو أن

ألغناهم عن ذلك التكلف واالرتباك. ويشهد لما ذكرناه ما سبق من رواية مسلم عن جابر :ع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله كنا نتمت

، وأبي بكر ، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن9 الحديث. (1)حريث

ه يدل داللة واضحة أن عمر نهى عن المتعة من فان اجل قضية في واقعة استنكر الخليفة منها ، فرأى من

الصالح لالمة النهي عنها ، وإن كنا لم نعثر على شيء من شأن القضية ، ولكن أبا حفص كان معلوما حاله في الشدة والتنمر ، والغلظة والخشونة في عامة اموره ، فربما يكون

ره وتهيجه قد استنكر شيئا في واقعة خاصة أوجب تأث الشديد الذي بعثه على المنع المطلق خوف وقوع أمثاله ،يتها اجتهادا منه ورأيا تمكن في ذهنه ، وإال فأمر المتعة وحل

بعد : نص القران ، وعمل النبي ، والصحابة طول زمن النبي ، ومدة خالفة أبي بكر ، وبرهة من خالفة عمر ،

(2)أوضح من أن يحتاج إلى شيء من تلك المباحث والهنابث

، وتلك المداوالت العريضة الطويلة. __________________

( في شرح مسلم المسمى باكمال المعلم للوشتاني اآلبي قوله في1) شأن عمرو بن حريث : قيل : كان نهيه عن ذلك في آخر خالفته ، وقيل :

في أثنائها. وقال ] أي عمر بن الخطاب [ : ال يؤتى برجل تمتع وهومحصن إال رجمته ، وال برجل تمتع وهو غير محصن إال جلدته.

ع على عهد رسول الله صلى الله ه تمت وقضية عمرو بن حريث : أن عليه وآله ودام ذلك حتى لخالفة عمر ، فبلغه ذلك فدعاها فسألها

فقالت : نعم ، قال : من شهد؟ قال عطاء : فأراها قالت أمها وأباها ،ه «. قال : فهال غيرهما. فنهى عن ذلك. إنتهى » منه قدس سر

( الهنابث : جمع هنبثة ، وهي االمر الشديد. 2).296 : 1الصحاح

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 260

كيف والذي يظهر من فلي نواصي التاريخ ، واالستطالع في ثنايا القضايا ، أن عقد المتعة كان مستعمال في زمن الرسالة ، حتى عند أشراف الصحابة ورجاالت قريش ،

ونتجت منه الذراري واألوالد األمجاد. ة ـ فهذا الراغب األصفهاني ـ من عظماء علماء السن

يحدثنا ـ وهو الثقة الثبت ـ في كتابه السابق الذكر ما نصه :ر ابن عباس بتحليله المتعة ، فقال أن عبدالله بن الزبير عي له ابن عباس : سل امك كيف سطعت المجامر بينها وبين

أبيك. . (1)فسألها فقالت : والله ما ولدتك إال بالمتعة

وأنت تعلم من هي ام عبدالله بن الزبير ، هي أسماء ذات النطاقين ، بنت أبي بكر الصديق ، اخت عائشة ام المؤمنين ، وزوجها الزبير من حواري رسول الله ، وقد

تزوجها بالمتعة ، فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل؟! ثم أن الراغب ذكر عقيب هذه الحكاية رواية اخرى

فقال : سأل يحيى ابن أكثم شيخا من أهل البصرة فقال له: بمن اقتديت في جواز المتعة؟

فقال : بعمر بن الخطاب. فقال له : كيف وعمر كان من أشد الناس فيها؟!

ه صعد المنبر فقال : يا قال : نعم ، صح الحديث عنه أنمها هما الله ورسوله لكم وأنا احر ها الناس ، متعتان أحل أي عليكم واعاقب عليهما ، فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه.

. (2)انتهى . (3)وقريب منها ما ينقل عن عبدالله بن عمر

__________________.214 : 3( محاضرات االدباء 1).214 : 3( محاضرات االدباء 2).824|185 : 3( سنن الترمذي 3)

261 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

ولكن في عبارة شيخ أهل البصرة من الشطح والتجاوز ما ال يرتضيه كل مسلم ، والعبارة الشائعة عن أبي حفص

أخف وألطف من ذلك ، وهي قوله : متعتان كانتا على عهدمهما. وإذا كان مراده ما أوعزنا اليه ،9رسول الله وأنا احر

وكشفنا حجابه ، وحللنا عقدته ، يهون األمر ، وتخف الوطأة. وبعد ما انتهينا في الكتابة إلى هنا ، وقفنا على كالم

لبعض األعاظم من علمائنا المتقدمين ، وهو المحقق محمد بن إدريس الحلي ، من أهل القرن السادس ، وجدناه يتفق مع كثير مما قدمناه ، فأحببنا نقله هنا ليتأكد البيان ، وتتجلى

الحجة. رائر ـ الذي هو من جالئل كتب قال في كتابه ) الس

الفقه والحديث ـ ما نصه : النكاح المؤجل مباح في شريعةة المتواترة االسالم ، مأذون فيه ، مشروع في الكتاب والسن بإجماع المسلمين ، إال أن بعضهم ادعى نسخه ، فيحتاج في

دعواه الى تصحيحها ، ودون ذلك خرط القتاد. وأيضا فقد ثبت باألدلة الصحيحة : أن كل منفعة ال ضرر فيها في عاجل وال في آجل مباحة بضرورة العقل ، وهذه صفة نكاح المتعة

، فيجب إباحته بأصل العقل. ة عن هذا النكاح فإن قيل : من أين لكم نفي المضر

في اآلجل ، والخالف في ذلك؟ من ادعى ضررا في االجل فعليه الدليل. قلنا :

ه ه ال خالف في إباحتها من حيث أن وأيضا فقد قلنا : إن قد ثبت بإجماع المسلمين : أنه ال خالف في إباحة هذا

بغير شبهة ، ثم ادعي تحريمها من9النكاح في عهد النبي بعد ونسخها ، ولم يثبت النسخ ، وقد ثبتت اإلباحة باإلجماع ،

فعلى من ادعى الحظر والنسخ الداللة. مها 9فإن ذكروا األخبار التي رووها في أن النبي حر

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 262

ونهى عنها. إن جميع ما يروونه من هذهفالجواب عن ذلك :

األخبار ـ إذا سلمت من المطاعن والضعف ـ أخبارآحاد ،ريعة ، وال ها ال توجب علما وال عمال في الش وقد ثبت أن

يرجع بمثلها عما علم وقطع عليه. )وأيضا قوله تعالى بعد ذكر المحرمات من النساء :

وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن

اجورهن فريضة وال جناح عليكم فيما تراضيتم به من. (1) (بعد الفريضة

ولفظة ) استمتعتم ( ال تعدو وجهين : إما أن يراد بهما االنتفاع أو االلتذاذ الذي هو أصل موضوع اللفظة ، أو العقد

رع. المؤجل المخصوص الذي اقتضاه عرف الشوال يجوز أن يكون المراد هو الوجه األول ألمرين :

ه ال خالف بين محصلي من تكلم فيأحدهما : إن اصول الفقه في أن لفظ القرآن إذا ورد وهو محتمل

األمرين : أحدهما : وضع اللغة ، واالخر : عرف الشريعة ،هم ريعة ، ولهذا حملوا كل ه يجب حمله على عرف الش فإن

رعي لفظ : صالة ، وزكاة ، وصيام ، وحج ، على العرف الشدون الوضع اللغوي ...

وأيضا فقد سبق إلى القول بإباحة ذلك جماعة معروفة األقوال من الصحابة والتابعين : كأمير المؤمنين علي بن

، وابن عباس ، ومناظراته البن الزبير معروفة7أبي طالب رواها الناس كلهم ، ونظم الشعراء فيها األشعار فقال

بعضهم : __________________

.24 : 4( النساء 1)

263 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

يخ لما طال أقول للشمجلسه

 

ياصاح هل لك في فتوىابن عباس

  

وعبدالله بن مسعود ، ومجاهد ، وعطاء ، وجابر بن عبدالله األنصاري ، وسلمة بن األكوع ، وأبي سعيد

الخدري ، والمغيرة بن شعبة ، وسعيد بن جبير ، وابن جريح ، وأنهم كانوا يفتون بها. فادعاء الخصم االتفاق على حضر

. (1)النكاح المؤجل باطل. انتهى كالمه صانة ، وكل ذي بصيرة يعرف ما فيه من المتانة والر

وقوة الحجة والمعارضة. هذا كله في البحث عن المسألة من وجهتها الدينية

والتاريخية ، والنظر اليها من حيث الدليل حسب القواعداألصولية ، والطرق الشرعية ....

أما النظر فيها من الوجهة األخالقية واالجتماعية : أليس دين اإلسالم هو الصوت اإللهي ،فأقول :

جية التي هبت على البشر بنسائم والنغمة الربوبية الشحمة ، وعطرت مشام الوجود بلطائف السعود ، وجاءت الر

لسعادة االنسان ال لشقائه ، ولنعمته ال لبالئه ، هو الدينى مع الزمان في كل أطواره ، ويدور مع الدهر الذي يتمش في جميع أدواره ، ويسد حاجات البشر في نظم معاشهم

ومعادهم ، وجلب صالحهم ، ودرء فسادهم. ما جاء دين االسالم ليشق على البشر ، ويلقيهم في حظيرة المشقة ،قاء والتعاسة ، كال! بل وعصارة البالء والمحنة ، وكلفة الش جاء رحمة للعالمين ، وبركة على الخلق أجمعين ، ممهدا سبل الهناء والراحة ، ووسائل الرخاء والنعمة ، ولذا كان

رائع ، إذ لم يدع نقصا في أكمل األديان ، وخاتمة الش نواميس سعادة البشر يأتي دين بعده فيكمله ، أو ثلمة في

ناحية من نواحي الحياة فتأتي شريعة اخرى فتسدها. __________________

.620 ـ 618 : 2( السرائر 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 264

ثم أوليس من ضرورات البشر ، منذ عرف االنسان نفسه ، وأدرك حسه ، ومن المهن التي ال ينفك عن

مزاولتها ، واإلندفاع اليها بدواع شتى وأغراض مختلفة هوفر والتغرب عن األوطان ، بداعي التجارة والكسب ، الس في طلب علم أو مال ، أو سياحة أو مالحة ، أو غير ذلك

من جهاد وحروب وغزوات ونحوها؟ ثم أوليس الغالب في اولئك المسافرين لتلك األغراض

هم الشبان ، وما يقاربهم من أصحاء األبدان ، وأقوياءاألجساد ، الراتعين بنعيم الصحة والعافية؟

ثم أليس الصانع الحكيم ـ بباهر حكمته ، وقاهر قدرته ـهوة ، وشدة قد أودع في هذا الهيكل االنساني غريزة الش

بق إلى األزواج ، لحكمة سامية ، وغاية شريفة وق والش الش ، وهي بقاء النسل ، وحفض النوع ، ولو خلي من تلك

الغريزة ، وبلت أو ضعفت فيه تلك الجبلة لم يبق للبشرعلى مر األحقاب عين وال أثر.

ومن المعلوم أن حالة المسافرين المقوين ال تساعد على القران الباقي ، والزواج الدائم ، لما له غالبا من

التبعات واللوازم ، التي ال تتمشى مع حالة المسافر ، فاذا امتنع هذا النحو من الزواج حسب مجاري العادات ، وعلى

الغالب والمتعارف من أمر الناس ، وملك اليمين ، والتسري باالماء والجواري المملوكة بأحد األسباب ، قد بطل اليوم بتاتا ، وكان متعذرا أو متعسرا من ذي قبل ،

ما من تطول أسفارهم في طلب علم أو فالمسافر ال سي تجارة ، أو جهاد أو مرابطة ثغر ، وهم في ميعة الشباب

وريعان العمر ، وتأجج سعير الشهوة ، ال يخلو حالهم من أمرين : إما الصبر ومجاهدة النفس الموجب للمشقة التي

تنجر إلى الوقوع في أمراض مزمنة ، وعلل مهلكة ، مضافا الى ما فيه من قطع النسل ، وتضييع ذراري الحياة المودعة

فيهم ، وفي

265 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

هذا نقض للحكمة ، وتفويت للغرض ، وإلقاء في العسرريعة االسالم ، والحرج وعظيم المشقة التي تأباه ش

هلة يريد الله بكم اليسر وال يريد )الشريعة السمحة الس) (ما جعل عليكم في الدين من حرج ) (1) (بكم العسر

2) وأما الوقوع في الزنا والعهار ، الذي مأل الممالك

واألقطار ، بالمفاسد والمضار. ولعمر الله ، وقسما بشرف الحق ، لو أن المسلمين

أخذوا بقواعد االسالم ، ورجعوا إلى نواميس دينهم لفتحنا عليهم بركات من )الحنيف ، وشرائعه الصحيحة

ماء واألرض ولعاد إليهم عزهم الداثر ، ومجدهم(3) (السالغابر.

ومن تلك الشرائع : مشروعية المتعة ، فلوأن المسلمين عملوا بها على اصولها الصحيحة من : العقد ،

والعدة ، والضبط ، وحفظ النسل منها ، النسدت بيوت المواخير ، وأوصدت أبواب الزنا والعهار ، والرتفعت ـ أو

ر على البشر ، وألصبح الكثير من تلك قلت ـ ويالت هذا الش المومسات المتهتكات مصونات محصنات ، ولتضاعف

النسل ، وكثرت المواليد الطاهرة ، واستراح الناس من اللقيط والنبيذ ، وانتشرت صيانة األخالق ، وطهارة

األعراق ، إلى كثير من الفوائد والمنافع التي ال تعد والتحصى.

اس ولله در عالم بني هاشم ، وحبر األمة عبدالله بن عبهيرة التي رواها ابن األثير في )رض( في كلمته الخالدة الش ) النهاية ( والزمخشري في ) الفائق ( وغيرهما حيث قال :

ما كانت المتعة إال رحمة رحم الله بها امة محمد __________________

.185 : 2( البقرة 1).78 : 2( الحج 2).96 : 7( االعراف 3)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 266

. وقد أخذها من عين(1) ، ولوال نهيه عنها ما زنى إال شفا 9. 7صافية ، من استاذه ومعلمه ومربيه أمير المؤمنين

ها رحمة واسعة ، وبركة عظيمة ، ولكن وفي الحق إن المسلمون فوتوها على أنفسهم ، وحرموا من ثمراتها

وخيراتها ، ووقع الكثير في حماة الخنا والفساد ، والعار أتستبدلون الذي هو أدنى )والنار ، والخزي والبوار

فال حول وال قوة إال بالله. (2) (بالwذي هو خير ولكن مع هذا كله أال تعجب حين ترى ما نشر في

د األول بعنوان : ) لم161) االعتدال ( أيضا ) ( من المجل يبق إال أن نتخذ من القلم إبرة تطعيم ، ونجعل المعاني

مصال (. وذكر صورة كتاب ورد إليه من بغداد بتوقيع ) خادم

العلماء (!! على الجواب الذي تقدم في مبادئ هذه النسخةماء ( يعيد فيه اشكال اختالط ، بتوقيع ) ابن ماء الس

األنساب ، وضياع النسل ، وعقد عابر الطريق والمجهول ،ماء لم يتعرض للمجهول الذي هو ويقول : إن ابن ماء الس محل النظر ـ إلى أن قال : ـ فما يقول في تحليل المتعة الدورية التي يتناوبها ويتعاقبها ثالثة أو أربعة بل وعشرة بحسب الساعات!! فما يقول في الولد إذا جاء من هذه

الجهة ، فمن يتبع ، وبمن يلحق. ية المتعة بجميع طرقها عند نعم ، من المعلوم حل

الشيعة ، ولكن تراهم يتحاشون ويتحاشى أشرافهم وسراتهم من تعاطيها بينهم ، فلم يسمع من يقول : حضرنا

د يد الفالني أو الفاضل الفالني باآلنسة بنت السي ع الس تمت الفالني ، كما يقال : حضرنا عقد نكاح الفاضل الفالني

بآنسة الفاضل ، بل __________________

.255 : 2 ، الفائق 488 : 2( النهاية 1).61 : 2( البقرة 2)

267 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

افالت!! فهل اقطات والس أكثر جريانها وتعاطيها في الس ذلك إال لقضاء الوطر وإن حصل منه النسل قهرا. وجدير

يعة من العالمة كاشف الغطاء ـ الذي قام بتهذيب أصل الش وأصولها ـ أن يهذب أخالق أهلها!! وينهض بهم إلى مراتب

النزاهة!! وفقه الله لذلك. بغداد : خادم العلماء

ونشر في جواب هذا الكتاب ما نصه : ورد على إدارة مجلة اإلعتدال كتاب من بغداد ، من

ه قرأ في العدد الثالث من المجلة كاتب مجهول يقول : إن جوابا البن ماء السماء ، فوجده ال يناسب السؤال ، وال يالئمد الراوي من إختالط المقال ، ثم أعاد الكاتب ما ذكره السي

ماء األنساب ، وضياع النسل ، الذي دفعه ابن ماء الس بأقوى حجة ، وأجلى بيان ، وقد أوضح له : أن حكمة تشريع العدة هو حفظ النسل ، ومنع اختالط المياه ، وهي كما أنها الزمة في الدائم ، كذلك تلزم في المنقطع ، فال يجوز ألحد

ع بها غيره حتى تخرج من عدة ذلك ع بإمرأة تمت أن يتمت الغير ، وإال كان زانيا ، ومع اعتبار العدة ، فأين يكون إختالط

األنساب وضياع النسل؟! ماء للمجهول ثم قال الكاتب : ولم يتعرض ابن ماء الس

الذي هو محل النظر ، فما حال الولد إذا تمتع بها عابر الطريق والمجهول وأتت بعد فراقه بالولد؟ فقول ابن ماء السماء ) والولد يتبع والده ( فليت شعري أين يجده وهو

مجهول. انتهى. وما أدري أن هذا الخادم لم ينظر إلى تمام كالم ابن

ماء ، أو نظر فيه ولم يفهمه ، وإال فأي بيان أوضح ماء الس ( : ويجب112في دفع هذا االشكال من قوله ) صفحه

على الزوج أن يتعرف حالها ، ويعرفها بنفسه ، حتى

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 268

إذا ولدت ولدا ألحق به ، كي ال تضيع األنساب ، كذلكع بها إذا انتهى أجلها يجب عليها أن تعتد وأن يتعرف المتمت

حالها وتعرف حاله ونسبه كي تلحق الولد به بعد فصالهأينما كان.

ها ماء أي فأين المجهول الذي لم يتعرض له ابن ماء السالكاتب المجهول؟!

وإذا كنت ال تفهم هذا البيان ـ مع هذا الوضوح والجالء ـ فلم يبق إال أن نتخذ من القلم إبرة تطعيم ، ونجعل المعاني

مصال نحقن بها دماغك ، عساك تحس بها وتفهمها. وأما قولك : فما قولكم في المتعة الدورية التي يتناوبها

ويتعاقبها الثالثة واألربعة بل والعشرة بحسب الساعات!!فمن يتبع الولد وبمن يلحق؟

يعة فالالزم ) أوال ( أن تدلنا على كتاب جاهل من الش ذكر فيه تحليل هذا النحو من المتعة ، فضال عن عالم من علمائهم ، وإذا لم تدلنا على كتابة منهم أو كتاب ، فالالزم

أن تحد حد المفتري الكذاب ... كيف وإجماع اإلمامية على لزوم العدة في المتعة ، وهي على األقل خمسة وأربعون

يوما ، فأين التناوب والتعاقب عليها حسب الساعات؟! وإن كنت تريد أن بعض العوام والجهالء ، الذين ال

يبالون بمقارفة المعاصي ، وانتهاك الحرمات ، قد يقع منهميعة ، بل لعله في ه ال يختص بعوام الش ذلك ، فهذا مع أن

غيرهم أكثر ، ولكن ال يصح أن يسمى هذا تحليال ، إذ التحليل ما يستند إلى فتوى علماء المذهب ، ال ما يرتكبه

يعة عصاتهم وقساتهم ، وهذا النحومن المتعة عند علماء الش من الزنا المحض الذي يجب فيه الحد ، وال يلحق الولد

د بواحد ، كيف وقد قال سي

269 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

. (1)البشر : » الولد للفراش وللعاهر الحجر « يعة وسراتهم من تعاطيها فهو أما تحاشي أشراف الش

عفة وترفع ، واستغناء واكتفاء بما أحل الله من تعدد الزوجات الدائمة مثنى وثالث ورباع ، فإن أرادوا الزيادة

ع باكثر من ذلك ، كما يفعله بعض على ذلك جاز لهم التمتأهل الثروة والبذخ من رؤساء القبائل وغيرهم.

وعلى كل فإن تحاشي األشراف والسراة ال يدل علىرعية ، فضال عن عدم المشروعية ، أال ترى أن الكراهة الش

الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم كانوا كثيرا ماعون بملك اليمين ، ويلدن لهم األوالد يتسرون باإلماء ، ويتمت

األفاضل ...؟ أما اليوم فاألشراف والسراة يأنفون منه حالل بنص القرآن العزيز. ذلك ، مع أن

كما أن تحاشي األشراف والسراة من الطالق ، بحيث لم نسمع أن شريفا طلق زوجة له ، ال يدل على عدم

مشروعية الطالق. أما قولك : وجدير من العالمة كاشف الغطاء ـ الذي

يعة واصولها ـ أن يهذب أخالق أهلها قام بتهذيب أصل الشوينهض بهم الى مراتب النزاهة.

فهو حق ، وما في الحق مغضبة ، وهو ـ دامت بركاته ـ ال يزال قائما بوظيفته من التهذيب واإلرشاد ، ليس للشيعة

فقط ، بل لعامة المسلمين ، والجميع في نظره على حدده الله ـ بل تعم سواء. ولكن ال تختص هذه الوظيفة به ـ أي سائر علماء المسلمين ، ولعل وجوبها على علماء العواصم التي تكثر فيها المنكرات ، ويجاهر فيها بالكبائر أشد وأأكد ،

والمسؤولية عليهم ألزم وأعظم. نا ال نريد أن نحيد عن خطة هذه الصحيفة ولوال أن

) االعتدال ( لسردنا __________________

، سنن ابن2273|282 : 2 ، سنن ابي داود 192 : 5( صحيح البخاري 1).1157|463 : 3 ، سنن الترمذي 2007 و 2006| 647 : 2ماجة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 270

من أحوال سائر الطوائف ما يتجلى لكل أحد أن عوام الشيعة اإلمامية ـ فضال عن خواصهم ـ أعف وأنزه ، وأتقىنا ـ حسب تعاليم استاذنا العالمة األكبر كاشف وأبر ، بيد أن

الغطاء ـ نتباعد عن كل ما يشم منه رائحة النعرات الطائفية ، والنزعات المذهبية ، ونسعى ـ حسب إرشاده ـ الى توحيد الكلمة ، ورفض الفواصل والفوارق بين األمم

االسالمية. منا ـ وهو العالمة المصلح ـ أن دين االسالم وال يزال يعل

دين التوحيد ال دين التفريق ، وشريعته شريعة الوصل ال التمزيق ، وأن صالح المسلمين أجمعين قلع شجرة

التشاجر والخالف فيما بينهم من أصلها. هوا وال يزال يوصينا ويقول : أيها المسلمون ، نز

قلوبكم عن نية السوء ، وألسنتكم عن بذيء القول والهمز واللمز ، وأقالمكم عن طعن بعضكم في بعض .. إذا

تسعدون وتعيشون كمسلمين حقا ، وكما كان آباؤكم منقبل ، رجال صدق في القول ، وإخالص في العمل.

هذه هي ) مراتب النزاهة ( يا خادم العلماء ، ال ما جئتنا به منذ اليوم ، وكنا نظن أن هذه المباراة والمناظرات في قضية المتعة قد انتهى دورانها ، وغسلت أدرانها ، باجوبة

ماء ، ولكن المسمي نفسه بـ ) خادم العلماء ( ابن ماء الس قد شاء ـ أو شاءت له الجهالة ـ أن يثير غبارها ، ويعيد

شرارها ، ويستدل على الحقيقة أستارها ، والحقيقة نورق الحجب والستور ، وتأبى إال الجالء والظهور ، حتى تمز

م ) الجهالء (. انتهى. من معل

271 ......................................................نكاح المتعة في االسالم

الفذلكة : وفذلكة تلك األبحاث : أن الزواج ـ الذي هو علقة بين المرء والمرأة ، وربط خاص له آثار خاصة ـ يحدث بالعقد

الخاص من اإليجاب والقبول بشرائط معلومة. فان وقع العقد مرسال مطلقا ، غيرمقيد بمدة ، حدثت الزوجية بطبيعتها المرسلة المطلقة الدائمة المؤبدة ، التي

ال ترتفع إال برافع من طالق ونحوه. ن ، من يوم أو شهر أو نحوهما د العقد بأجل معي وإن قي ، حدثت الزوجية الخاصة المحدودة ، وطبيعة الزوجية فيهما سواء ، ال يختلفان إال في الضيق والسعة ، والطول والقصر ، ويشتركان في كثير من االثار ، ويمتاز كل منهما عن اآلخر

في بعضها. وليس االختالف من اختالف الحقيقة ، بل من اختالف النوع أو التشخص ، كاختالف الزنجي والرومي في

كثير من اللوازم مع وحدة الحقيقة. دة في الشرع : الملكية ونظير الزوجية المطلقة والمقي

التي تحدث بعقد البيع ، وهي عبارة عن علقة تحدث بين اإلنسان وعين ذات مالية من األعيان ، فإن أطلق العقد

حدثت الملكية المطلقة الالزمة الدائمة المؤبدة ، التي ال ترتفع إال برافع اختياري كبيع أو هبة ، أو صلح أو

اضطراري ، كفلس أو موت. دت بخيار فسخ أو اإلنفساخ حدثت الملكية وإن قي

دة الجائزة المحدودة إلى زمن الفسخ أو اإلنفساخ ، المقي وكل هذه المعاني واالعتبارات امور يتطابق عليها العقل

والشرع ، والعرف واإلعتبار. يعة فما هذا النكير والنفير ، والنبز والتعبير على الش

في أمر المتعة يا علماء االسالم ، ويا حملة األقالم!

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 272

ث قليال يلحق الهيجا حمل .(1)لب أفهل في هذا مقنع مع اختصاره لكم في كف الخصام ،

وحصول الوئام ، واإلنقياد للحق واالستسالم. فوعزة الحق ، وشرف الحقيقة ، إني لم أتعصب فيما كتبت إال للحق ، ولم أتحامل إال على الباطل ، وحسبنا الله

عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير. ولنكتف من مباحث عقود النكاح وأحكامه بهذا القدر.

أما نكاح اإلماء ، وأحكام األوالد ، وا لنفقات ، والعدد ، والنشوز ، وأمثالها من المباحث العريضة الطويلة ، فهيها من كتب اإلمامية التي برعوا وأبدعوا موكولة إلى محال

فيها ، بين مختصر حوى تمام الفقه من الطهارة إلى الحدود والديات في خمسين ورقة بقطع الربع ، وبين مطول

) كالجواهر ( و ) الحدائق ( الذي جمع الفقه في عشرين مجلدا مثل ) البخاري ( و ) صحيح مسلم (. وبين الطرفين

أوساط ومتوسطات ال تعد وال تحصى. __________________

( صدر بيت شعري ذهب مثال ، وهو :1)ث قليال يلحق الهيجا حمل لب

 

ما أحسن الموت إذا حان األجل  

ويضرب مثال لمن ناصره من ورائه. والهيجاء : الحرب. وحمل : اسم رجل شجاع كان يستظهر به في

الحرب ، ولعله ـ كما قيل ـ حمل بن بدر ، صاحب الغبراء. ، جمهرة969 / 278 : 2انظر المستقصى في أمثال العرب

. 1546|206 : 2األمثال

273 ..........................................................................الطالق

الطالق : لقد استجليت من كلماتنا التي مرت عليك قريبا : أن حقيقة الزواج هي عبارة عن علقة وربط خاص يحدث بين

الرجل والمرأة ، يصير ما هو فرد من كل منهما ـ بلحاظ نفسه ـ زوجا بلحاظ انضمام األخر اليه ، وارتباطه به ،

ومالبسته معه مالبسة صيرت كال منهما قرينا لآلخر ، وعدال له ، ومتكافئا معه ، مثل اقتران العينين واليدين ، بل

السمعين والبصرين. وبعد أن كان كل منهما مباينا لآلخر ومنفصال عنه ، أحدث العقد الخاص ذلك الربط ، وتلك

المالبسة التي ال مالبسة فوقها ، وال يعقل ـ بل ال يمكن ـ أن توجد عبارة تشير الى حقيقة ذلك الربط وعميق آثاره أعلى

(1) (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )من قوله تعالى :

وهي من آيات اإلعجاز والبالغة ، وفوائد القرآن ومخترعاته ، وال يتسع المقام لتعداد ما تضمنته من دقائق

المعاني ، وأسرار البيان ، وعجيب الصنعة. وعرفت أن من شأن ذلك الربط وطبيعته ـ مع إرسال

العقد وإطالقه ـ أن يبقى ويدوم إلى الموت ، بل وما بعد الموت ، إال أن يحصل له رافع يرفعه ، وعامل يزيله ، ولما كانت الحاجة والضرورة ، والظروف واألحوال قد تستوجب

حل ذلك الربط ، وفك تلك العقدة ، ويكون من صالح الطرفين أو أحدهما ذلك ، لذلك جعل الشارع الحكيم أسبابا

رافعة ، وعوامل قاطعة ، تقطع ذلك الحبل ، وتفصل ذلكالوصل.

فإن كانت النفرة والكراهة من الزوج ، فالطالق بيده ، وإن كانت من الزوجة فالخلع بيدها ، وإن كان منهما

فالمباراة بيدهما. ولكل واحد منها __________________

.187 : 2( البقرة 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 274

أحكام وشروط ، ومواقع خاصة ال تتعداها ، وال يقوم سواهامقامها.

ولكن لما كان دين االسالم دينا اجتماعيا ، وأساسه التوحيد والوحدة ، وأهم مقاصده االتفاق واإللفة ، وأبغض

األشياء اليه التقاطع والفرقة ، لذلك ورد في كثير من األحاديث ما يدل على كراهة الطالق والردع عنه ، ففي

.(1)بعض األخبار ) ما من حالل أبغض إلى الله من الطالق ( فكانت الحاجة والسعة على العباد ، وجعلهم في فسحة

من األمر تقتضي بتشريعه ، والرحمة والحكمة ، وإرشاد فعسى أن تكرهوا )العباد إلى مواضع جهلهم بالعاقبة

كل ذلك يقتضي(2) (شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا التحذير منه ، والردع عنه ، واألمر بالتروي والتبصر فيه.

ونظرا لهذه الغاية ، جعل الشارع الحكيم للطالق قيودا كثيرة ، وشرط فيه شروطا عديدة ، حرصا على تقليله

وندرته ) والشيء إذا كثرت قيوده ، عز وجوده (. فكان من أهم شرائطه ـ عند اإلمامية ـ : حضور

فلو وقع(3) (وأشهدوا ذوي عدل منكم )شاهدين عدلين الطالق بدون حضورهما كان باطال ، وفي هذا أبدع ذريعة ،

وأنفع وسيلة ، إلى تحصيل الوئام ، وقطع مواد الخصام بين الزوجين ، فإن للعدول وأهل الصالح مكانة وتاثيرا في

النفوس ، كما أن من واجبهم اإلصالح والموعظة ، وإعادة مياه صفاء الزوجين المتخاصمين إلى مجاريها ، فاذا لم تنجع نصائحهم ومساعيهم في كل حادثة ، فال أقل من

التخفيف والتلطيف ، والتأثير في عدد كثير. __________________

.3 و 2|54 : 6( أنظر : الكافي 1).19 : 4( النساء 2).2 : 65( الطالق 3)

275 ..........................................................................الطالق

وقد ضاعت هذه الفلسفة الشرعية على إخواننا منة ، فلم يشترطوا حضور العدلين ، فاتسعت علماء السن

دائرة الطالق عندهم ، وعظمت المصيبة فيه ، وقد غفل الكثير منا ومنهم عن تلك الحكم العالية ، والمقاصدريعة اإلسإلمية ، واألسرار السامية ، في أحكام الش

اإلجتماعية ، التي لو عمل المسلمون بها ألخذوا بالسعادةقاء التعيس ، من جميع أطرافها ، ولما وقعوا في هذا الش

والعيش الخسيس ، واختالل النظام العائلي في أكثرالبيوت.

ومن أهم شرائط الطالق أيضا : أن ال يكون الزوججا ، أو في حال غضب وانزعاج ، وأن تكون مكرها ومتهيالزوجة طاهرة من الحيض ، وفي طهر لم يواقعها فيه.

وقد اتفقت اإلمامية أيضا على أن طالق الثالث واحدة ،قها ثالثا لم تحرم عليه ، ويجوز له مراجعتها ، فلو طل

قها وهكذا ثالثا والتحتاج إلى محلل. نعم ، لو راجعها ثم طل حرمت عليه في الطالق الثالث ، وال تحل له حتى تنكح زوجا غيره ، ولو طلقها ثم راجعها تسع مرات مع تخلل

المحلل حرمت عليه في التاسعة حرمة مؤبدة. ة ، وقد خالف في طالق الثالث األكثر من علماء السن

فجعلوا قول الزوج لزوجته : أنت طالق ) ثالثا ( يوجبه قد ورد في الصحاح تحريمها ، وال تحل إال بالمحلل ، مع أن

عندهم ما هو صريح في أن الثالث واحدة ، مثل ما في البخاري بسنده عن ابن عباس قال : كان الطالق على عهد رسول الله وأبي بكر وسنتين من خالفة عمر طالق الثالث واحدة ، فقال عمر : إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت

. (1)لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم. فأمضاه عليهم __________________

/1099 : 2( لم أجده في صحيح البخاري ، بل في صحيح مسلم 1). 314 : 1 ، وفي مسند أحمد 15

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 276

)والكتاب الكريم أيضا صريح في ذلك لمن تأمله تان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان (الطالق مر

فإن طلقها فال تحل له من )إلى أن قال جل شأنه : وفي هذا كفاية. (1) (بعد حتwى تنكح زوجا غيره

هذا مجمل من أسباب الفراق ، والتفصيل موكول إلىه. محل

وهناك أسباب اخرى للفرقة : كالعيوب الموجبة للفسخ في الزوج مثل : العنن ، والجنون ، والجذام ، ونحوها. وفي الزوجة : كالرتق ، والقرن ، ونحوهما ، وكالظهار ، واإليالء ، مما تجده مستوفى في كتب الفقه ، كما تجد فيها تفاصيل العدد وأقسامها ، من عدة الوفاة ، وعدة الطالق ، ووطء

الشبهة ، وملك اليمين. والعدة تجب على الزوجة في وفاة الزوج مطلقا ، حتى

اليائسة والصغيرة وغير المدخول بها. أما في الطالق ، فتجب على ما عدا هذه الثالث ،

م مطلقا يوجبان فموت الزوج مطلقا ، والوطء الغير المحرالعدة مطلقا ، إال في اليائسة والصغيرة.

أما الوطء المحرم ـ كالزنا ـ فال عدة فيه ، ألن الزاني الحرمة لمائه.

وعدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام إن كانت حائال ،وفي الحامل أبعد األجلين.

وعدة الطالق ثالثة قروء ، أو ثالثة أشهر ، وفي الحاملوضع الحمل ، ولألمة نصف الحرة.

والطالق إذا لم يكن ثالثا وال خلعيا فللزوج أن يرجع بها مادامت في العدة ، فاذا خرجت من العدة فقد ملكت

أمرها ، وال سبيل له عليها إال بعقد __________________

.230 ـ 2 2 9 : 2( البقرة 1)

277 ..........................................................................الطالق

جديد. وال يعتبر عندنا في الرجعة حضور الشاهدين كما

. وال يعتبر فيها(1)يعتبران في الطالق ، وأن استحب ذلك لفظ مخصوص ، بل يكفي كل ما دل عليها حتى االشارة ،

وتعود زوجته له كما كانت. __________________

( أهدى الينا هذا العام العالمة المتبحر االستاذ أحمد محمد شاكر ،1)ق في فه الجليل : ) نظام الطال ده الله ـ مؤل القاضي الشرعي بمصر ـ أي

االسالم ( فراقني وأعجبني ، ووجدته من أنفس ما أخرجه هذا العصر من المؤلفات ، فكتبت اليه كتابا نشره هو ـ حفظه الله ـ في مجلة

( بعد تمهيد مقدمة قال فيها : 157) الرسالة ( الغراء ) عدد ومن أشرف ما وصل إلي وأعاله ، كتاب كريم من صديقي الكبير ،

يعة بالنجف ريعة ، وإمام مجتهدي الش واستاذي الجليل ، شيخ الش األشرف ، العالمة الشيخ محمد حسين ال كاشف الغطاء ، فقد تفضل ـ

حفظه الله ـ بمناقشة رأيي في مسألة من مسائل الكتاب ، وهيقته ( فإنني ) مسألة اشتراط الشهود في صحة مراجعة الرجل مطل

ه اذا حصل الطالق ذهبت إلى : اشتراط حضور شاهدين حين الطالق ، وأن في غير حضرة الشاهدين لم يكن طالقا ، ولم يعتد به. وهذا القول وإنه يؤيده الدليل ، ويوافق كان مخالفا للمذاهب األربعة المعروفة ، إال أن

يعة االمامية. مذهب األئمة من أهل البيت والش وذهبت أيضا إلى اشتراط حضور شاهدين حين المراجعة ، وهو

يعة ، يوافق أحد قولين لالمام الشافعي يخالف مذهب أهل البيت والشقوا بينهما ، والدليل واحد فيهما ، فرأى واستغربت من قولهم أن يفر

االستاذ ـ بارك الله فيه ـ أن يشرح لي وجهة نظرهم في التفريق بينهمافقال :

بسم الله الرحمن الرحيموله الحمد والمجد

( الى مصر.1355 صفر 8من النجف األشرف ) يخ أحمد محمد شاكر لفضيلة االستاذ العالمة ، المتبحر النبيل ، الش

ده الله. المحترم أيسالمة لك وسالم عليك.

وصلتني هديتك الثمينة ) رسالة نظام الطالق في االسالم ( فامعنت النظر فيها مرة ، بل مرتين ، إعجابا وتقديرا لما حوته من غور النظر ،

ة الفكر ، وإصابة هدف الحق والصواب ، وقد ودقة البحث ، وحري استخرجت لباب األحاديث الشريفة ، وأزحت عن محيا الشريعة الوضاء أغشية األوهام ، وحطمت قيود التقليد الذميمة ، وهياكل الجمود باألدلة

القاطعة ،

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 278

...................................................__________________

والبراهين الدامغة ، فحياك الله ، وحيا ذهنك الوقاد ، وفضلك الجم. وامهات مباحث الرسالة ثالث :

( طالق الثالث. 1)( الحلف بالطالق والعتاق. 2)( االشهاد على الطالق. 3)

وكل واحدة من هذه المسائل قد وفيتها حقها من البحث ، وفتحت فيها باب االجتهاد الصحيح على قواعد الفن ، ومدارك االستنباط القويم ،

ة ، فانتهى بك السير على تلك المناهج القويمة إلى من الكتاب السن مصاف الصواب ، وروح الحقيقة ، وجوهر الحكم اإللهي ، وفرض الشريعة االسالمية ، وقد وافقت آراؤك السديدة في تلك المسائل ما اتفقت عليه

االمامية من صدر االسالم الى اليوم ، ولم يختلف منهم اثنان ، حتىأصبحت عندهم من الضروريات.

كما اتفقوا على عدم وجوب االشهاد على الرجعة ، مع اتفاقهم علىلزومه في الطالق ، بل الطالق باطل عندهم بدونه.

وقد ترجح عندك قول من يقول بوجوب االشهاد فيهما معا ، فقلت )ه120في صفحة يعة الى وجوب االشهاد في الطالق ، وأن ( : وذهبت الش

ركن من أركانه كما في كتاب ) شرائع االسالم ( ولم يوجبوه فيالرجعة ، والتفريق بينهما غريب وال دليل عليه ، انتهى.

دك الله ـ نظر ، أستمحيك السماح في بيانه ، وفي كالمك هذا ـ أي وهو : إن من الغريب ـ حسب قواعد الفن ـ مطالبة النافي بالدليل

تك الله ـ تقول : واألصل معه ، وإنما يحتاج المثبت الى الدليل ، ولعلك ـ ثب (118قد قام الدليل عليه ، وهو ظاهر اآلية على ما ذكرته في صفحة )

راجع( وأشهدوا )حيث تقول : والظاهر من سياق اآلية إن قوله تعالى إلى الطالق وإلى الرجعة معا ... إلى آخر ما ذكرت.

وكأنك ـ أنار الله برهانك ـ لم تمعن النظر هنا في اآليات الكريمة كما هي عادتك من االمعان في غير هذا المقام ، وإال لما كان يخفى عليك

أن السورة الشريفة مسوقة لبيان خصوص الطالق وأحكامه ، حتى أنها إذا )قد سميت بسورة الطالق ، وابتدأ الكالم في صدرها بقوله تعالى :

ثم ذكر لزوم وقوع الطالق في صدر العدة ، أي ال( طلقتم النساء يكون في طهر المواقعة وال في الحيض ، ولزوم احصاء العدة ، وعدم

اخراجهن من البيوت ، ثم استطرد إلى ذكر الرجعة من خالل بيان أحكام فاذا بلغن أجلهن فأمسكوهن )الطالق ، حيث قال عز شأنه :

أي اذا أشرفن على الخروج من العدة فلكم امساكهن( بمعروفبالرجعة

279 ..........................................................................الطالق

...................................................__________________

)أو تركهن على المفارقة ، ثم عاد إلى تتمة أحكام الطالق ، فقال : أي في الطالق الذي سبق الكالم لبيان( وأشهدوا ذوي عدل منكم

أحكامه. ويستهجن عوده إلى الرجعة التي لم تذكر إال تبعا واستطرادا ، أال

ترى لو قال القائل : اذا جاءك العالم وجب عليك احترامه وإكرامه ، وأن تستقبله سواء جاء وحده أو مع خادمه أو رفيقه ، ويجب ] عليك [

ك ال تفهم من هذا الكالم إال وجوب المشايعة وحسن الموادعة ، فإن المشايعة والموادعة للعالم ال له ولخادمه ورفيقه ، وإن تأخرا عنه. وهذا لعمري ـ حسب القواعد العربية والذوق السليم ـ جلي واضح ، لم يكن

يت العربية ـ لوال الغفلة ، والغفالت تعرض ليخفى عليك ـ وأنت خرلألريب.

هذا من حيث لفظ الدليل وسياق االية الكريمة ، وهنالك ما هو أدق وأحق باالعتبار ، من حيث الحكمة الشرعية ، والفلسفة االسالمية ،

وشموخ مقامها ، وبعد نظرها في أحكامها ، وهو : أن من المعلوم أنه ما من حالل أبغض إلى الله سبحانه من الطالق ، ودين االسالم كما تعلمونما في جمعي اجتماعي ، ال يرغب في أي نوع من أنواع الفرقة ، وال سي

العائلة واالسرة ، وعلى األخص في الزوجية بعد ما أفضى كل منهما إلى الآلخر بما أفضى. فالشارع ـ بحكمته العالية ـ يريد تقليل وقوع الطالق والفرقة ، فكثر قيوده وشروطه على القاعدة المعروفة من أن الشيء

اذا كثرت قيوده عز ، أو قل وجوده ، فاعتبر الشاهدين العدلضين للضبط أوال ، وللتأخير واالناءة ثانيا ، وعسى إلى أن يحضر الشاهدان أو يحضر الزوجان أو أحدهما عندها يحصل الندم ، ويعودان إلى االلفة كما اشير

)اليه بقوله تعالى : وهذه( ال تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا حكمة عميقة في اعتبار الشاهدين ال شك أنها ملحوظة للشارع الحكيم ،

مضافا إلى الفوائد اآلخر : وهذا كله بعكس قضية الرجوع فان الشارع يريد التعجيل به ، ولعل للتأخير آفات ، فلم يوجب في الرجعة أي شرط من الشروط تصح عندنا

معشر االمامية بكل ما دل عليه من قول أو فعل أو اشارة. وال يشترط فيها صيغة خاصة كما يشترط في الطالق ، كل ذلك

تسهيال لوقوع هذا األمر المحبوب للشارع الرحيم بعباده ، والرغبة األكيدةقهم. وكيف ال يكفي في الرجعة حتى االشارة في إلفتهم وعدم تفر

ولمسها ووضع يده عليها بقصد الرجوع ، وهي ـ أي المطلقة الرجعية ـ عندنا معشر اإلمامية ال تزال زوجة إلى أن تخرج من العدة ، ولذا ترثه

لها ، وتجب عليه نفقتها ، وال يجوز أن يتزوج باختها ويرثها ، وتغسله ويغسوبالخامسة؟ إلى غير ذلك من أحكام الزوجية.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 280

...................................................__________________

ها مقنع لك في صحة ما ذهبت اليه اإلمامية من فهل في هذه كل عدم وجوب االشهاد في الرجعة بخالف الطالق؟ فإن استصوبته حمدنا

الله وشكرناك ، وإال فانا مستعد للنظر في مالحظاتك وتلقيها بكلباع الحق أينما كان ، ونبذ ارتياح ، وما الغرض إال إصابة الحقيقة ، وات

التقليد األجوف والعصبية العمياء ، أعاذنا الله وإياكم منها ، وسدد خطواتنا عن الخطأ والخطيئات إن شاء الله ، ونسأله تعالى أن يوفقكم ألمثال

والباقيات )هذه اآلثار الخالدة ، واألثريات الالمعة ، والمآثر الناصة ، الحات خير عند ربك ثوابا وخير أمال wولكم في الختام أسنى تحية( الص

وسالم من : محمد الحسين آل كاشف الغطاء

مالحظة : ومن جملة المسائل التي أجدت فيها البحث والنظر : بطالن طالق الحائض ، وقد غربلت حديث ابن عمر بغربال الدقيق ، وهذه

الفتوى أيضا مما اتفقت عليه االمامية ، وهي : بطالن طالق الحائض إالفي موارد استثنائية معدودة.

ريعة ، لم أحذف منه شيئا إال هذا هو نص كتاب االستاذ شيخ الشما هي عن تفضله باهداء بعض كلمة خاصة ال عالقة لها بالموضوع ، وإن كتبه الي ، وساحاول أن ابين وجهة نظري ، وأناقش استاذي فيما رآه

وأختاره بما يصل اليه جهدي في عدد قادم إن شاء الله.أحمد محمد شاكر القاضي الشرعي

هذا تمام ما نشره فضيلة القاضي في ذلك العدد ، ثم تعقبه في ( بمقالين أسهب فيهما بعض االسهاب ، مما160 ( وعدد ) 159عدد )

دل على طول باع ، وسعة اطالع ، واستفراغ وسع ، في تأييد نظريته ، وتقوية حجته ، وكتبنا الجواب عنهما ، وأعرضنا عن ذكر تلك المساجالت

هنا ، خوف االطالة والخروج عن وضع هذه الرسالة التي أخذنا على أنفسنا فيها بااليجاز ، فمن أراد الوقوف عليها فليراجع أعداد مجلة

) الرسالة ( الغراء يجد في مجموعات تلك المراجعات فوائد جمة ، «. 1وقواعد لعلها في الفقه مهمة. وإن الحقيقة منتهى القصد. » منه

281 ..........................................................................الطالق

الخلع والمباراة ال ينبعث الزوجان إلى قطع عالقة الزوجية بينهما إال

عن كراهة أحدهما لآلخر ، أو كراهة كل منهما لآلخر ، وهذاهو سبب الفرقة غالبا.

فإن كانت الكراهة من الزوج فقط فالطالق بيده ، يتخلص به منها إذا أراد ، وإن كانت الكراهة منها خاصة كان

لها أن تبذل لزوجها من المال ما تفتدي به نفسها ، سواءقها على ما بذلت ، كان بمقدار ما دفع لها أو أكثر ، فيطل

وهذا هو الخلع ، فيقول : فالنة طالق على ما بذلت ، فهيمختلعة.

ويشترط فيه جميع شرائط الطالق ، وإضافة كون الكراهة منها ، وكونها كراهة شديدة كما يشير اليه قوله

فإن خفتم أالw يقيما حدود الله فال جناح )تعالى : .(1) (عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فال تعتدوها

وتفسيره في أخبار أهل البيت : أن تقول لزوجها : ال أبر لك قسما ، وال اقيم حدود الله فيك ، وال أغتسل لك من

. (2)جنابة ، والوطئن فراشك ، وأدخلن بيتك من تكره ديدة ، وعدم ومعلوم أن المراد بهذا ظهور الكراهة الش

إمكان االلتئام ، ال خصوص تلك األلفاظ. وإن كانت الكراهة منهما معا فهي المباراة ، ويعتبر

فيها أيضا جميع شرائط الطالق ، وال يحل له أن يأخذ أكثرمما أعطاها ، فيقول لها : بارأتك على كذا فأنت طالق.

__________________.229 : 2( البقرة 1) ،75 : 1 ، تفسير القمي 367|117 : 1( انظر : تفسير العياشي 2)

.329 : 1مجمع البيان في تفسير القران

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 282

والطالق في الخلع والمباراة بائن ال رجوع للزوج فيه ، نعم لها أن ترجع في البذل ، فيجوز له الرجوع حينئذ ما

دامت في العدة. : الظهار وااليالء واللعان

هي من أسباب تحريم الزوجة أيضا في الجملة ، وبشرائط مخصوصة مذكورة في كتب الفقه ، لم نذكرها

لندرة وقوعها.

283 ..........................................................الفرائض والمواريث

الفرائض والمواريث : اإلرث : عبارة عن انتقال مال أو حق من مالكه عند

موته إلى آخر ، لعالقة بينهما من نسب أو سبب. فالحي ، القريب وارث ، والميت موروث ، واالستحقاق إرث ،

والنسب هو تولد شخص من اخر أو تولدهما من ثالث. ن الله سبحانه حقه في كتابه الكريم والوارث إن عي باحد الكسور التسعة المعروفة فهو ممن يرث بالفرض ،

وإال فيرث بالقرابة. والفروض المنصوصة بالكتاب الكريم ستة : نصف ،

وهو للزوج مع عدم الولد ، وللبنت مع عدمه ، ولألختكذلك.

ونصفه ، وهو الربع للزوج مع الولد ، وللزوجة مععدمه.

ونصفه ، وهو الثمن للزوجة مع الولد. والثلث ، وهو لألم مع عدم الولد ، وللمتعدد من كاللتها.

وضعفه ، الثلثان للبنتين ، فما زاد مع عدم الذكرالمساوي ، ولالختين كذلك لألب أو األبوين.

ونصفه ، وهو السدس لكل واحد من األبوين مع الولد ، ولألم مع الحاجب وهم االخوة ، وللواحد من كاللتها ذكرا

كان أو انثى. للذكرمثل حظ )وما عدا هؤالء فيرثون بالقرابة

في جميع طبقات الورثة وهي ثالث : األبوان(1) ( األنثيين واألبناء وإن نزلوا ، ثم األجداد وإن علوا واالخوة وإن نزلوا ،

ثم األعمام واألخوال وهم اولو األرحام ، وليس فيهم ذوفرض أصال.

ثم إن أرباب الفروض إما أن تساوي فرائضهم المالكأبوين وبنتين

__________________.11 : 4( النساء 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 284

» ثلث وثلثين « أو تزيد كأبوين وبنتين وزوج ، فتعول الفريضة ، أي زادت على التركة بربع أو نقصت عنها بربع ،

أو تنقص كاخت وزوجة ، ففضل من التركة بعد الفريضةربع. فاألولى مسألة العول ، والثانية مسألة التعصيب. وليس في جميع مسائل االرث خالف يعتد به بين

ة ، إال في هاتين المسألتين ، اإلمامية وجمهور علماء السنيعة عن أئمة أهل البيت سالم الله عليهم فقد تواتر عند الش

ه : ال عول وال تعصيب . (1)أن وهو أيضا مذهب جماعة من كبراء الصحابة ، وقد

: أن الذي أحصى رمل عالج ليعلم2اشتهر عن ابن عباس . (2)أن الفريضة ال تعول

وأن الزائد يرد لذوي الفروض على نسبة سهامهم ، والعصبة بفيها التراب ، فلو اجتمع بنت وأبوان من األولى ،

وأخ وعم من الثانية والثالثة ، فللبنت النصف ، ولكل من األبوين السدس ، ويفضل السدس من المال ، يرد عندنا

على البنت واألبوين بنسبة سهامهم ، وغيرنا من فقهاءالمسلمين يورثونه األخ والعم ، وهم العصبة.

نعم ، ال رد عندنا على زوج أو زوجة ، كم ال نقص عليهما ، أما اذا عالت الفريضة وزادت على المال ـ كالمثال

المتقدم ـ فالنقص يدخل على البنت أو البنات ، واالختواألخوات ، دون الزوج والزوجة وغيرهما.

والضابطة : إن كل ما أنزله الله من فرض إلى فرض فال يدخله النقص ، ومن لم يكن له إال فرض واحد كان عليه النقص ، وله الرد. أما األب ففي دخول النقص عليه وعدمه خالف ، أما جمهور فقهاء المسلمين فيدخلون النقص على

الجميع. __________________

2 5 : 2 7 ، عيون أخبار االمام الرضا 2|568( انظر : علل الشرائع : 1)1..3|568( علل الشرائع : 2)

ولالمامية على نفي العول والتعصيب أدلة كثيرة منة مدونة في مواضعها من الكتب المبسوطة. الكتاب والسن

ومما انفردوا به من أحكام المواريث : الحبوة للولدهم يخصونه بثياب أبيه ، ومالبسه ، ومصحفه ، األكبر ، فإن

وخاتمه ، زائدا على حصته من الميراث ، على تفاصيلوشروط مذكورة في بابها.

وانفردوا أيضا بحرمان الزوجة من العقار ، ورقبة األرض عينا وقيمة ، ومن األشجار واألبنية عينا ال قيمة. فتعطى الثمن أو الربع من قيمة تلك األعيان. كل ذلك

ألخبار وردت عن أئمتهم سالم الله عليهم ، واألئمة يروونها. 9عن جدهم رسول الله

هذه مهمات المسائل الخالفية في االرث ، وما عداته في بعض المسائل هو كالخالف بين ذلك فالخالف على قل

فقهاء الجمهور أنفسهم ، وكاختالف فقهاء اإلمامية فيمابينهم.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 286

الوقوف والهبات والصدقات : المال الذي هو ملك لك وتريد أن تخرجه عن ملكيتك ، فإما أن يكون إخراجه ليس عن ملكك فقط بل عن مطلق

ك تجعله غير صالح للملكية أصال ، فيكون الملكية ، بمعنى أن تحريرا ، وذلك كالعبد تعتقه فيكون حرا ، وكالدار أو األرض تفكها من الملكية فتجعلها معبدا أو مشهدا. وهذا القسم ال يصلح أن يعود الى الملكية أبدا ، مهما عرضت العوارض ،

واختلفت الطوارئ. وإما أن يكون إخراجه ال عن مطلق الملكية بل عن ملكك إلى ملك غيرك فقط ، وحينئذ فاما أن يكون ذلك

بعوض مع التراضي في عقد لفظي ، أو ما يقوم مقامه ، فتلك عقود المعاوضات كالبيع ، والبيع الوفائي ، والصلح

وأمثالها. وإما أن يكون بغير عوض مالي ، فإن كان بقصد األجر والمثوبة ولوجه الله فهو الصدقة بالمعنى األعم ، فإن كان

المال مما يبقى مدة معتدا بها ، وقصد المتصدق بقاء عينه ،فحبس العين وأطلق المنفعة ، فهذا هو )الوقف(.

وإن كان المال مما ال يبقى ، أو لم يشترط المتصدقبقاءه فهو ) الصدقة ( بالمعنى األخص.

وإن كان التمليك ال بقصد األجر والمثوبة ، بل تمليك مجاني محض ، فهو ) الهبة ( فإن اشترط فيها مقابلتها بهبة

في ) الهبة المعوضة ( كما لو قال : وهبتك الثوب بشرط أن تهبني الكتاب ، فقال : قبلت. وهي الزمة ، ال يجوز

ألحدهما الرجوع بهبته إال إذا تراضيا على التفاسخ والتقايل ،وإال فهي ) الهبة الجائزة (.

وال يصح شيء من أنواع الهبات إال بالقبض ، ويجوز الرجوع في الهبات الجائزة حتى بعد القبض ، إال إذا كانت

لذي رحم ، وزوج أو زوجة ، أو بعد التلف. أما الصدقات ، فال يجوز الرجوع في شيء منها بعد

القبض ، وال تصح أيضا إال بالقبض. وإذا أجرى الواقف صيغة الوقف ، وهي قوله : وقفت هذه الدار ـ مثال ـ قربة إلى الله تعالى ، ثم أقبضه المتولي أو الموقوف عليهم ، أو قبضه هو بنية الوقف ، إذا كان قد جعل التولية لنفسه فحينئذ ال يجوز الرجوع فيه أصال ، وال

بيعه ، وال قسمته ، سواء كان وقف ذرية وهو ) الوقف الخاص ( أو وقف جهة وهو ) الوقف العام ( كالوقف على

الفقراء ، والغرباء ، والمدارس ، وأمثالها. نعم ، قد يصح البيع في موارد استثنائية تلجئ إليها

الضرورة المحرجة ، يجمعها خراب الوقف خرابا ال ينتفع به منفعة معتدا بها ، أو خوف أن يبلغ خرابه إلى تلك المرتبة ، أو وقوع الخالف بين أربابه بحيث يخشى أن يؤدي إلى تلف

األموال أو النفوس أو هتك األعراض. ه ال يجوز بيع الوقف بحال من األحوال ، وال ومع ذلك كل

قسمته إال بعد عرض المورد الشخصي على الحاكم الشرعي ، وإحاطته بالموضوع من جميع جهاته ، وصدور

حكمه بالبيع أو القسمة لحصول المسوغ الشرعي ، وبدونذلك ال يجوز.

عوا في بيعه وقد تساهل الناس في أمر الوقف ، وتوسعا أخرجهم عن الموازين وإخراجه عن الوقفية توس

الشرعية ، والقوانين المرعية ، والله من وراء القصد ، وهواللطيف الخبير.

هذا كله على طريقة المشهور ، ولنا تحقيق ونظر آخرفي الوقف ال مجال له هنا.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 288

القضاء والحكم : لوالية القضاء ونفوذ الحكم في فصل الحكومات بين

الناس منزلة رفيعة ، ومقام منيع ، وهي عند اإلمامية شجن من دوحة النبوة واإلمامة ، ومرتبة من الرئاسة العامة ،

يا داود إنwا جعلناك خليفة في )وخالفة الله في األرضين فال وربك ال) (1) (األرض فاحكم بين النwاس بالعدل

يؤمنون حتwى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدواا قضيت ويسلموا تسليما w(2) (في أنفسهم حرجا مم .

كيف ال ، والقضاة والحكام أمناء الله على النواميس الثالثة : النفوس ، واألعراض ، واألموال. ولذا كان خطره

عظيما ، وعثرته ال تقال ، وفي األحاديث من تهويل أمره ما : القاضي على شفير7تخف عنده الجبال ، مثل قوله

. (3)جهنم ، ولسان القاضي بين جمرتين من نار« » يا شريح قد جلست مجلسا ال يجلسه إال نبي ، أو

. (4)وصي نبي ، أو شقي « وفي الحديث النبوي : » من جعل قاضيا فقد ذبح بغير

. (5)سكين « إلى كثير من نظائرها.

والحكم الذي يستخرجه الفقيه ويستنبطه من األدلة إنكان على

__________________.26 : 38( سورة ص 1).65 : 4( النساء 2).808|292 : 6( التهذيب 3).132 ، المقنع : 3223 15 : 3 ، الفقيه 2|456 : 7( الكافي 4) :3 ، سنن الترمذي3571|298 : 3 ، سنن ابي داود 721( المقنعة : 5)

.230 : 2 ، مسند أحمد 2308|774 : 2 ، سنن ابن ماجة 1325|614

289 ................................................................القضاء والحكم

موضوع كلي فهو ) الفتوى ( مثل : إن مال الغير ال يجوز التصرف فيه إال بإذن مالكه ، وإن وطء الزوجة حالل

ووطء األجنبية حرام ... وإن كان على موضوع جزئي فهو ) القضاء والحكومة (

مثل : إن هذه زوجة ، وتلك أجنبية ، وهذا مال زيد. وكل منهما من وظائف المجتهد العادل ، الحائز

] على [ منصب النيابة العامة عن اإلمام ، سوى أن القضاء ـ الذي هو في الحقيقة عبارة عن تشخيص الموضوعات مع المرافعة والخصومة أو بدونها ، كالحكم بالهالل ، والوقف ، والنسب ، ونحوها ـ يحتاج إلى لطف قريحة ، وقوة حدس ،

وعبقرية ذكاء ، وحدة ذهن ، أكثر مما تحتاجه الفتوىية بكثير ، ولو تصدى له غير الحائز واستنباط األحكام الكل لتلك الصفات كان ضرره أكبر من نفعه ، وخطأه أكثر من

صوابه. أما تصدي غير المجتهد العادل ـ الذي له أهلية الفتوى ـ

مات ، وأفظع فهو عندنا معشر اإلمامية من أعظم المحر الكبائر ، بل هو على حد الكفر بالله العظيم ، بل رأينا

عون من أعاظم علماء اإلمامية من أساتيذنا األعالم يتور الحكم ، ويفصلون الحكومات غالبا بالصلح ، ونحن ال نزال

غالبا على هذه الوتيرة اقتداء بسلفنا الصالح. ثم أن امهات أسباب الحكم والخصومات والحقوق ثالثة

نة هي الشاهدان العادالن ، نة ، اليمين. والبي : االقرار ، البينات ـ فخالف عظيم في تقديم نتان ـ أو البي وإذا تعارضت البي

بينة الداخل والخارج ، أو الرجوع إلى المرجحات. فات مستقلة وقد أفرد الكثير من فقهائنا للقضاء مؤل

في غاية البسط واإلحاطة ، سوى ما دونوه في الكتب المشتملة على تمام أبواب الفقه ، وال يسعنا بأن نأتي بأقلقليل منه ، فضال عن الكثير ، وقد ذكرنا جملة صالحة من

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 290

هذه المباحث في الجزء الرابع من ) تحرير المجلة (فليرجع إليه من شاء.

وإذا حكم الحاكم الجامع للشرائط المتقدمة فالرادباع حكمه راد على الله تعالى ، وال عليه ، والمتخلف عن ات

يجوز لغيره بعد حكمه أن ينظر في تلك الدعوى. نعم له أن يعيد النظر فيها بنفسه ، فاذا تبين له الخلل نقض حكمه

بالضرورة.

291 .................................................................الصيد والذباحة

الصيد والذباحة : األصل في الحيوان مطلقا عند اإلمامية حرمة أكله ونجاسته بالموت إذا كانت له عروق يشخب دمها عند

ر عنه عند الفقهاء بذي النفس السائلة. القطع ، وهو المعب ثم إن الحيوان قسمان : نجس العين ذاتا ، وهو ما ال يمكن أن يطهر أبدا ، كالكلب والخنزير ، وطاهر العين ،

وهو ما عدا ذلك. واألول ال تفارقه النجاسة ، وحرمة األكل حيا وميتا ،

مذكى أو غير مذكى. والثاني إذا مات بغير الذكاة الشرعية فهو نجس العين ، حرام األكل مطلقا ، طيرا كان أو غيره ،

وحشيا أو أهليا ، ذا نفس أو غير ذي نفس ، أما إذا ماتبالتذكية فهو طاهر العين مطلقا كما كان في حياته.

ثم إن كان من السباع أو الوحوش فهو حرام األكل ،وإن كان طاهرا ، وإال فهو حالل األكل أيضا.

وتذكية ذي النفس تحصل شرعا بأمرين : األول : الصيد ، وال يحل منه إال ما كان بأحد أمرين : الكلب المعلم الذي ينزجر إذا زجر ، ويأتمر إذا أمر ، وال

يعتاد أكل صيده ، ويكون الرامي مسلما ويسمي عندإرساله ، وال يغيب عن عين مرسله.

أو السهم ، ويدخل فيه : السيف ، والرمح ، والمعراض إذا خرق ، وكل نصل من حديد ، بل حتى البندقية إذا خرقت

ـ من حديد كانت أو غيره ـ. ويلزم أن يكون الرامي مسلما ، وأن يسمي. فلو قتل

الكلب أو السهم صيدا ومات حل أكله ، ولو أدركه حيا ذكاه ، وال يحل بباقي آالت الصيد كالفهود والحبالة

وغيرهما ، نعم لو أدركه حيا ذكاه. الثاني من أسباب التذكية : الذباحة الشرعية ، ويشترط

عندنا في

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 292

الذابح االسالم أو ما بحكمه ، كولده أو لقيطه ، وأن يكون الذبح بالحديد مع القدرة ، ومع الضرورة بكل ما يفري

األوداج ، وأن يسمي ويستقبل ، وأن يفري األوداج األربعة : المري ، والودجين ، والحلقوم. ويكفي في اإلبل نحرها عوض الذبح ، ولوتعذر ذبح الحيوان ونحره ـ كالمتردي

والمستعصي ـ يجوز أخذه بالسيف ونحوه مما يقتل ، فإنمات حل وإال ذكاه.

أما ما ال نفس له فال يحل شيء منه ، إذ حيوان البحراليحل إال ما كان له فلس كالسمك.

ظريفة : قال محمد بن النعمان األحول مؤمن الطاق : دخلت

على أبي حنيفة فوجدت لديه كتبا كثيرة حالت بيني وبينه ، فقال لي : أترى هذه الكتب؟ قلت : نعم ، قال : كل هذه

الكتب في أحكام الطالق. فقلت له : قد أغنانا الله سبحانه عن جميع كتبك هذه

يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )بآية واحدة في كتابه : . (1) ( فطلwقوهن لعدتهن وأحصوا العدة

فقال لي : هل سألت صاحبك جعفر بن محمد عنبقرة خرجت من البحر هل يحل أكلها؟

فقلت : نعم ، قال لي : كل ما له فلس فكله جمال كان أو بقرة ، وكل ما ال فلس له ال يحل أكله ، وذكاة السمك

(2)عندنا موته خارج الماء __________________

.1 : 65( الطالق 1) . وفيهما عن حريز781|681 : 2 ، رجال الكشي 206( االختصاص : 2)

بدال من مؤمن الطاق.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 294

األطعمة واالشربة والمحلwل والمحرم منهما : أنواع الحيوان ثالثة : حيوان األرض ، حيوان الماء ،

ه ال يحل من حيوان البحر إال حيوان الهواء. وقد عرفت أنالسمك ، وبيضه تابع له.

وال يحل من حيوان األرض إال الغنم األهلية ، وبقرالوحش ، وكبش الجبل ، والحمير ، والغزالن ، واليحامير. ويحل الخيل ، والبغال ، والحمير على كراهة ، ويحرمالجالل منها ، وهو ما يتغذى بالعذرة ، ويطهر باالستبراء.

ويحرم كل ذي ناب ، كالسباع ، والذئاب. وتحرم األرانب ، والثعالب ، والضب ، واليربوع ،

وأمثالها من الوحوش. وتحرم الحشرات مطلقا ، كالخنافس ، والديدان ،

والحيات ، ونحوها. أما حيوان الهواء ـ وهي الطيور ـ فيحرم منها سباع

الطير ، كالصقر والبازي ونحوهما مطلقا. أما ما عداها فقد جعل الشارع لما يحل أكله منها ثالث عالمات في ثالث حاالت : فإن كان طائرا في الجو فما كان

رفيفه أكثر من صفيفه فهو حالل ، وإال فال. وإن كان على األرض فإن كان له صيصية ـ وهي ما يكون كاالصبع الزائد ـ فهو حالل ، وإال فال. وإن كان مذبوحا ، فإن كانت له حوصلة

أو قانصة فهو حالل ، وإال فال. فالخفاش والطاووس والزنابير والنحل ونحوها كلهام ، وما يأكل مة ، أما الغراب فما يأكل الجيف محر محر

النبات حالل. م من المشروب والمأكول غير الحيوان أما المحر

فيمكن ضبطه ضمن قواعد كلية :

295 .............................................................االطعمة واالشربة

ـ كل مغصوب حرام. 1 ـ كل نجس حرام. 2 ـ كل مضر حرام. 3 ـ كل خبيث حرام. 4

مات من المائعات البول ، وأعظم منه وأعظم المحر الخمر وأخواتها من النبيذ ، والفقاع ، والعصير إذا غال ، ولم

يذهب ثلثاه. ولحرمة الخمر ونجاستها عند اإلمامية من الغلظه

والشدة ما ليس عند فرقة من المسلمين ، فقد ورد في التحذير منها عن أئمتهم سالم الله عليهم أحاديث هائلة ، وزواجر دامغة ، تشيب لها النواصي ، ويرتجف منها أجرأ

الناس على المعاصي ، وتكررت منهم لعنة الله على عاصرها ، وجابيها ، وبائعها ، وشاربها ، وتعرف في شرعنا

. (1)بأم الخبائث ما يظهر منه حرمة:وفي بعض أحاديث أهل البيت

، ولعل السر(2)الجلوس على مائدة وضع فيها قدح خمر ز من أن يتطاير بخار منها يمس الطعام شدة الحذر والتحر

فيفسده ، أو يدخل في جوف اآلكل ذرة من جراثيمها الخبيثة وموادها الهالكة ولو بعد حين ، وقد اهتدى العلم

الحديث بعد الجد والجهد في تحليلها الكيماوي ، وتمحيصهاها التي أنبأ عنها االسالم قبل ثالثة عشر الطبي ، إلى مضارمه قرنا بدون كلفة وال عناء ، فحرموا على أنفسهم ما يحر

دينهم ، وتمنعه شريعتهم ، فلله شريعة االسالم ما أشرفها ،ها ، وأفضلها ، وأكملها ، وخسرت وأنبلها ، وأدقها ، وأجل

صفقة المسلمين الذين أضاعوها فضاعوا ، واستهانوا بهافهانوا ، وعسى أن يحدث

__________________ ) باب تحريم شرب الخمر واالبواب296 : 25( راجع كتاب الوسائل 1)

التي بعده ( فقد أورد الحر العاملي رحمه الله تعالى فيها جملة واسعةمن الروايات الخاصة بهذا الباب.

:9 ، التهذيب 132|41 : 4 ، الفقيه 2|429 : 6( انظر : الكافي 2)116|501.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 296

الله بعد ذلك امرا. هذا مجمل القول في امهات الحالل والحرام من

المأكول والمشروب ، وهناك بنات فروع كثيرة ال يتسعلشرحها صدر هذه الرسالة الوجيزة.

: الحدود عقوبات عاجلة على جنايات خاصة ، الغرض منها حفظ

نظام االجتماع ، وقطع دابر الشر عن البشر.حد الزنا

كل بالغ عاقل وطأ امرأة ال يحل له وطؤها شرعا ، عالما عامدا وجب على ولي األمر أن يحده بمائة جلدة ، ثم

بالرجم بالحجارة إن كان محصنا ، أي عنده من الحالل ما يسد حاجته ، وإن لم يكن محصنا فبالجلد وحده ، ويحلق

رأسه ، وينفى عن البلد سنة. ثم إن كانت هي راضية حدت أيضا بهما إن كانت

محصنة ، وإال فبالجلد وحده. وإذا زنى باحدى محارمه النسبية أو الرضاعية ، أو

بامرأة أبيه ، أو بمسلمة وهو ذمي ، أو أكره امرأة علىالزنا كان حده القتل.

ويثبت الزنا باقراره أربع مرات ، أو بأربعة شهود عدول، أو ثالثة رجال وامرأتين.

ولو شهد رجالن وأربع نسوة ثبت الجلد دون الرجم ، وال يثبت بأقل من ذلك ، ولو شهد ثالثة أو اثنان حد واحد

القذف ، ويشترط اتفاق شهادتهم من كل وجه ،والمشاهدة عيانا.

ولو اقر بموجب الرجم ثم انكر سقط ، ولو أقر ثم تابر االمام ، ولو تاب بعد البينة لم يسقط ، ولو زنى ثالثا تخي

بعد الحدين قتل. وال تجلد الحامل حتى تضع ، وال المريض حتى يبرأ.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 298

حد اللواط والسحق ال شيء من المعاصي والكبائر أفظع حدا وأشد عقوبة

من هذه الفاحشة والفعلة الخبيثة ، حتى أن التعذيب باالحراق بالنار ال يجوز بحال من األحوال إال في هذا المقام.ر ولي األمر فيها : القتل ، أو وحد الالئط أحد امور يتخي

الرجم ، أو إلقاؤه من شاهق تتكسر عظامه ، أو إحراقه بالنار. ويقتل المفعول به أيضا إن كان بالغا مختارا ، وإن

ر. كان صغيرا عز ويثبت اللواط بما ثبت به الزنا ، وكذا السحق ، وتجلد كل من الفاعلة والمفعولة مائة جلدة ، وال يبعد الرجم مع

االحصان. ويجلد ) القواد ( خمسة وسبعين جلدة ، ويحلق رأسه ،

ويشهر ، وينفى. ويثبت بشاهدين وباالقرار مرتين.حد القذف

يجب أن يحد المكلف إذا قذف المسلم البالغ العاقل الحر بما فيه حد ـ كالزنا واللواط أو شرب الخمر ـ بثمانين

نة المصدقة ، أو يصدقه المقذوف. جلدة ، ويسقط ذلك بالبيويثبت بشهادة العدلين أو االقرار مرتين.

ولو واجهه بما يكره : كالفاسق ، والفاجر ، واألجذم ،واألبرص ، وليس فيه ، كان حكمه التعزير.

، أو أحد األئمة9ومن ادعى النبوة ، أو سب النبي

299 ...........................................................................الحدود

سالم الله عليهم ، فحكمه القتل.حد المسكر

من شرب خمرا أو فقاعا أو عصيرا قبل ذهاب ثلثيه ، أو أي نوع من المسكرات ـ من أنواعه الحديثة أو القديمة ـ

عالما عامدا بالغا ، وجب أن يحد ثمانين جلدة عاريا على ظهره وكتفه ، ولو تكرر الحد ولم يرتدع قتل في الرابعة.

ولو شربها مستحال فهو مرتد يجب قتله. وبائع الخمر يستتاب ، فإن تاب وإال قتل.

رقة wحد الس إذا سرق الرجل البالغ العاقل من الحرز ـ وهو المصون بقفل وصندوق أو نحو ذلك ـ ما قيمته ربع مثقال من الذهب

الخالص ، وجب ـ بعد المرافعة عند الحاكم ، والثبوت باالقرار مرتين ، أو البينة ـ أن تقطع أصابعه األربع من يده

اليمنى ، فإن عاد بعد الحد قطعت رجله اليسرى من وسطد في السجن ، فإن سرق فيه قتل. القدم ، فإن عاد ثالثا خل ولو تكررت السرقة قبل الحد كفى حد واحد ، والطفل

والمجنون يعزران ، والسارق يغرم ما سرق مطلقا ،ة ، وشهادة العدل الواحد مع ويكتفى في الغرامة اإلقرار مر

اليمين. والوالد ال يقطع بسرقة مال ولده ، والولد يقطع.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 300

حد المحارب كل من شهر سالحا في بلد أو بر أو بحر لإلخافة

والسلب والنهب ، وجب على ولي األمر حده مخيرا بين : قتله ، وصلبه ، وقطعه من خالف ـ بقطع اليد اليمنى

)والرجل اليسرى ـ أو نفيه من األرض وفق األية الشريفة : إلى اخرها.(1) (إنما جزاء الذين يحاربون

وإذا نفي الى بلد كتب بالمنع من مواكلته ومعاملتهومجالسته الى أن يتوب.

واللص الذي يهجم على الدار محارب ، فإن قتل فدمههدر.

ومن كابر امرأة على عرضها ، أو غالما ، فلهما دفعه ،فإن قتاله فدمه هدر.

ويعزر المختلس ، والمحتال ، وشاهد الزور بما يراهالحاكم من العقوبة التي يرتدع بها هو وغيره.

حدود مختلفة من وطأ بهيمة وجب تعزيره ، فإن كان بالغا وتكرر منه

ذلك قتل في الرابعة ، ثم إن كانت مأكولة اللحم حرم لحمها ولحم نسلها بعد الوطء ، وتذبح ، وتحرق ، ويغرم

قيمتها لصاحبها ، ولو اشتبهت اخرجت بالقرعة. ولو كانت غير معدة لألكل كالخيل ونحوها بيعت في بلد آخر ويتصدق

بثمنها ، __________________

.33 : 5( المائدة 1)

301 ...........................................................................الحدود

ويغرم لصاحبها قيمتها إن لم تكن له. ويثبت بشهادةالعدلين أو اإلقرار مرتين.

ة ، وتغلظ العقوبة هنا ، ومن زنى بميتة كمن زنى بحير. ويثبت بأربعة كالزنا ولو كانت زوجته أو مملوكته عز

بالحي ، وكذا اللواط. ر. ومن استمنى بيده عز

ولالنسان أن يدفع عن نفسه وحريمه وماله ما استطاعباألسهل ، فإن لم يندفع فباألصعب متدرجا.

ومن اطلع على دار قوم فزجروه فلم ينزجر فرموهبحجارة أو نحوها فقضت عليه ، فدمه هدر.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 302

القصاص والديات : مة من أعظم الكبائر ، وهو الفساد قتل النفس المحر الكبير في األرض ، ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم

خالدا فيها ، وكذا الجناية على طرف. ثم إن الجناية مطلقا على نفس أو طرف : إما عمد ،

أو شبيه العمد ، أو خطأ محض. والعمد واضح ، وشبيه العمد أن يكون عامدا في القتل

مخطئا في قصده ، كمن قصد الفعل ولم يقصد القتل فقتل اتفاقا ، فلو ضربه بما ال يقتل غالبا للتأديب فمات ، أو سقاه

دواء فقضى عليه فهو من شبيه العمد. وأما الخطأ المحض فهو ما لم يقصد فيه القتل وال

الفعل ، كمن رمى طائرا فأصاب انسانا ، أو رفع بندقيته فثارت وقتلت رجال ، ومن أوضح انواعه فعل النائم ، أو

الساهي الذي ال قصد له أصال ، وفعل المجنون ، والصبيز ، ألن عمد الصبي خطأ شرعا. غير المميز ، بل والممي

ولو قصد رجال فاصاب آخر وكالهما محقون الدم فهو عمد محض ، أما لو كان القصد الى غير المحقون فأصاب

المحقون فهو من شبه العمد ، وال فرق في جميع ذلك بينر في انتساب الفعل اليه ، كما المباشرة والتسبيب ، إذا أث

ال فرق في اإلنفراد واإلشتراك. وال قصاص إال في العمد المحض ، أما الخطأ وشبيه العمد ففيه الدية. ويشترط في القصاص بلوغ الجاني ، وعقله ، فال يقاد الصبي وإن بلغ عشرا ، ال بصبي ، وال

ببالغ ، وال مجنون وإن كان أدواريا اذا جنى حال جنونه ، ال بعاقل وال بمجنون ، فإن عمدهما خطأ فيه الدية على

العاقلة. أما المجنى عليه فاألقوى اشتراط البلوغ والعقل فيه أيضا ، فلو قتل البالغ صبيا فالدية ، وقيل : يقاد به ، وكذا

المجنون.

303 .............................................................القصاص والديات

ويشترط اختياره إن كان في طرف ، أما في إلنفس فال أثر لالكراه ، إذ ال تقية في الدماء ، فلو اكره على القتل قتل ، ويحبس المكره حتى يموت. وأن يكون المجنى عليه

معصوم النفس ، فلو كان ممن أباح الشارع دمه فاله ال قصاص. وأن ال يكون الجاني أبا أو جدا وإن عال ، فإن

ة لباقي الورثة. يقاد األب أو الجد بالولد ، بل عليهما الدي وال يقاد المسلم إال بالمسلم ، كما ال يقاد الحر إال بالحر

ته ، ألن ، ويقاد الحر بالحرة ويرد وليها على أهله نصف ديته ضعف ديتها ، وتقاد الحرة بالحر ، وال يدفع أهلها شيئا ، دي

ألن الجاني ال يجني بأكثر من نفسه. ة الحر المسلم مائة من االبل ، أو مائتان من ودي

البقر ، أو ألف شاة ، أو مائتا حلة ، كل حلة ثوبان ، أو ألف دينار ) خمسمائة ليرة عثمانية ( ، فإذا أرضى أولياء الدم بها

سقط القصاص ، ووجب دفعها اليهم في مدة سنة. ة ، وتستوفى مدة سنتين ، ن الدي وفي شبه العمد تتعي

وكذلك في الخطأ ، ولكن في ثالث سنوات ، كل سنة ثلث. وجناية الطرف ـ كقطع يده أو رجله ، أو فقأ عينه وما

العين بالعين)أشبه ذلك ـ إن كانت عمدا فالقصاص ن والجروح ن بالس واألنف باألنف واألذن باألذن والس

. (1) ( قصاص وإن كانت خطأ أو شبهة فلكل واحد من األعظاء أما

ة أو نصفها أو أقل من النصف. وكل مفرد في االنسان الدي كاألنف والذكر ففيه تمام الدية ، وكل مثنى كالعينين

واليدين والرجلين ففي واحد النصف وفي كليهما تمامة في شبه العمد على الجافي ، وفي الخطأ ة. والدي الدي

على العاقلة ، والتفاصيل موكولة إلى الموسوعات ، كمانا لم نذكر كثيرا من كتب الفقه وأبوابه كالبيوع إن

__________________.45 : 5( المائدة 1)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 304

مثل : السلف ، والصرف ، وبيع الثمار ، وبيع الحيوان ، ومثل : االجارة ، والرهن ، والعارية ، والوديعة ،

والمزارعة ، والمساقاة ، والمسابقة والضمان ، والحوالة ،والكفالة ، واإلقرار ، والكفارات ، وكثير من أمثالها.

ولم يكن الغرض هنا إال اإلشارة واللمحة ، والنموذج والنفحة ، وما ذكرناه في هذه الوجيزة هو رؤوس عناوين

من عقائد اإلمامية وفقهائها ، وهو أصغر صورة مصغرة تحكي عن معتقداتها ومناهجها ، في فروعها واصولها ،

تها ، وثقافة عقولها ومداركها ، وسعة علومها وقواعدها وأدلومعارفها.

فيا علماء الدين ، ويا رجال المسلمين ، هل رأيتم فيما ذكرناه عن هذه الطائفة ما يوجب هدم االسالم ، أو ما هو

مأخوذ من اليهودية والنصرانية ، أو المجوسيةوالزرادشتية؟!

وهل في شيء من تلك المباحث ما فيه شذوذ عن أصل قواعد االسالم ، وخروج عن منطقة الكتاب والسنة؟!

ليحكم المنصفون منكم والعارفون ، وليرتدع عن إفكهمالجاهلون.

وعسى أن يجمع الله الشمل ، ويلم الشعث ، وتزول الوحشة ، ويتحد االخوان تحت راية القرآن ، ويعيدوا مجدهم

هم لن ينالوا ذلك ، ولن يبلغوا هم الداثر ، وأن الغابر ، وعز العز والحياة ، حتى يميتوا بينهم النزعات المذهبية ،

والنزعات الطائفية. وال زلت أقول : يلزم أن تكون المذاهب عندنا

محترمة ، ونحن فوق المذاهب ، نعم ، وفوق ذلك كله ما هو البذرة والنواة لحياة األمم ، هو أن يخلص كل ألخيه

المودة ، ويبادله المحبة ، ويشاركه في المنفعة ، فينفعه وينتفع به ، وال يستبد ويستأثر عليه ، فيحب ألخيه ما يحب

لنفسه ، جدا وحقيقة ، ال مخادعة ومخاتلة. وتحقق هذه السجايا بحقائقها وإن أوشك أن يعد ضربا

من الخيال ،

ونوعا من المحال ، ولكن ليس هو على الله بعزيز ، وال يأس من روح الله ، وأن يبعث في هذه األمة اليائسة من لدنه روحا جديدة ، فتحيا بعد الموت ، وتبصر بعد العمى ،

وتصحو بعد السكر إن شاء الله تعالى.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 306

الخاتمة : يعة ويزدرى به عليهم ع به الناس على الش مما يشن

أيضا أمران : عين أناألول : ال من المشن قولهم بـ ) البداء ( تخي

يعة هو عبارة عن أن يظهر ويبدو البداء الذي تقول به الش !! وهل هذا إال الجهل(1)لله عز شأنه أمرا لم يكن عالما به

نيع ، والكفر الفظيع ، الستلزمه الجهل على الله تعالى ، الشرات ، فيخرج من حظيرة الوجوب ه محل للحوادث والتغي وأن

إلى مكانة اإلمكان ، وحاشا اإلمامية ـ بل وسائر فرق اإلسالم ـ من هذه المقالة التي هي عين الجهالة بل الضاللةمة من المقاالت التي ، اللهم إال ما ينسب إلى بعض المجس هي أشبه بالخرافات منها بالديانات ، حتى قال بعضهم فيما

ينسب إليه : اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عماشئتم.

يعة ـ والذي هو من أسرار أما البداء الذي تقول به الش وغامض علومهم ، حتى ورد في أخبارهم9آل محمد

ه : الشريفة أنه : ما عبد الله بشيء مثل القول بالبداء ، وأن ، الى كثير(2)ما عرف الله حق معرفته ولم يعرفه بالبداء

من أمثال ذلك ـ فهو : عبارة عن إظهار الله جل شأنه أمرا يرسم في ألواح المحو واإلثبات ، وربما يطلع عليه بعض

بين ، أو أحد األنبياء والمرسلين ، فيخبر المالئكة المقربي والنبي يخبر به امته ) ثم ( يقع بعد ذلك(3)الملك به الن

ه جل شأنه محاه وأوجد في الخارج خالفه ، ألن__________________

اب لهذه1) ( راجع ما كتبناه في مقدمتنا التحقيقية حول تحريف أحد الكتالعبارة بصالفة عجيبة.

) باب البداء (.113 : 1( انظر كتاب الكافي 2)( في نسخنا : لم ، ومعها ال يستقيم السياق ، فاثبتنا ما رأيناه صوابا.3)

307 ...................................................................البداء والتقية

غيره. وكل ذلك كان جلت عظمته يعلمه حق العلم ، ولكن في علمه المخزون المصون الذي لم يطلع عليه ال ملك

ب ، وال نبي مرسل ، وال ولي ممتحن ، وهذا المقام من مقرر عنه في القرآن الكريم بـ ) أم الكتاب ( العلم هو المعب

يمحوا الله )المشار اليه وإلى المقام األول بقوله تعالى : . (1) (ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب

وال يتوهم الضيف أن هذا اإلخفاء واإلبداء يكون من قبيل اإلغراء بالجهل وبيان خالف الواقع ، فإن في ذلك

حكما ومصالح تقصر عنها العقول ، وتقف عندها األلباب. وبالجملة : فالبداء في عالم التكوين كالنسخ في عالم التشريع ، فكما أن لنسخ الحكم وتبديله بحكم اخر مصالح وأسرار بعضها غامض وبعضها ظاهر ، فكذلك في اإلخفاء

واإلبداء في عالم التكوين ، على أن قسما من البداء يكون من إطالع النفوس المتصلة بالمأل األعلى على الشيء

وعدم اطالعها على شرطه أو مانعه ، ) مثال ( اطلع عيسى أن العروس يموت ليلة زفافه ولكن لم يطلع على أن7

ذلك مشروط بعدم صدقة أهله. أخبر7فاتفق أن امه تصدقت عنه ، وكان عيسى

بموته ليلة عرسه فلم يمت ، وسئل عن ذلك فقال : لعلكم . وهكذا(2)تصدقتم عنه ، والصدقة قد تدفع البالء المبرم

نظائرها. وقد تكون الفائدة االمتحان وتوطين النفس كما في

قضية أمر إبراهيم بذبح اسماعيل. __________________

.39 : 13( الرعد 1) ، فراجع.13|404( روى نحوها الشيخ الصدوق في أماليه : 2)

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 308

ولوال البداء لم يكن وجه للصدقة ، وال للدعاء ، وال للشفاعة ، وال لبكاء األنبياء واألولياء وشدة خوفهم وحذرهمما خوفهم من هم لم يخالفوه طرفة عين ، إن من الله ، مع أن

ذلك العلم المصون المخزون الذي لم يطلع عليه أحد ،ومنه يكون البداء.

وقد بسطنا بعض الكالم في البداء وأضرابه ، من القضاء والقدر ، ولوح المحو واإلثبات ، في الجزء األول من

كتابنا ) الدين واالسالم ( فراجع إذا شئت. ع بها بعض الناس علىالثاني : من األمور التي يشن

يعة ويزدرى عليهم بها قولهم ) بالتقية ( جهال منهم أيضا الشتوا في األمر ، بمعناها وبموقعها وحقيقة مغزاها ، ولو تثب

وتريثوا في الحكم ، وصبروا وتبصروا لعرفوا أن التقية التييعة ال تختص بهم ، ولم ينفردوا بها ، بل هو تقول بها الش

ة الطباع ، وغرائز البشر. أمر ضرورة العقول ، وعليه جبل وشريعة االسالم في اسس أحكامها ، وجوهريات

مشروعيتها ، تماشي العقل والعلم جنبا إلى جنب ، وكتفا إلى كتف ، رائدها العلم ، وقائدها العقل ، وال تنفك عنهما

قيد شعرة ، ومن ضرورة العقول وغرائز النفوس : أن كل انسان مجبول على الدفاع عن نفسه ، والمحافظة على

حياته ، وهي أعز األشياء عليه ، وأحبها إليه. نعم قد يهون بذلها في سبيل الشرف ، وحفظ

الكرامة ، وصيانة الحق ، ومهانة الباطل ، أما في غير أمثال هذه المقاصد الشريفة ، والغايات المقدسة ، فالتغرير بها ،

وإلقاؤها في مظان الهلكة ، ومواطن الخطر ، سفه وحماقة ال يرتضيه عقل وال شرع ، وقد أجازت شريعة االسالم

المقدسة للمسلم في مواطن الخوف على نفسه أو عرضها ، ريثما تنتصر دولة الحق إخفاء الحق ، والعمل به سر

وتغلب على الباطل ، كما أشار اليه جل شأنه

309 ............................................................................التقية

إالw ) ، وقوله : (1) (إالw أن تتقوا منهم تقاة )بقوله : . (2) (من أكره وقلبه مطمئن باإليمان

وقصة عمار وأبويه ، وتعذيب المشركين لهم ولجماعة من الصحابة ، وحملهم لهم على الشرك وإظهارهم الكفر

. (3)مشهورة والعمل بالتقية له أحكامه الثالثة :

فتارة : يجب ، كما إذا كان تركها يستوجب تلف النفسمن غير فائدة.

واخرى : يكون رخصة ، كما لو كان في تركها والتظاهر بالحق نوع تقوية له ، فله أن يضحي بنفسه ، وله أن يحافظ

عليها. وثالثة : يحرم العمل بها ، كما لو كان ذلك موجبا لرواج

الباطل ، وإضالل الخلق ، وإحياء الظلم والجور. ومن هنا تنصاع لك شمس الحقيقة ضاحية ، وتعرف أن

اللوم والتعيير بالتقية ـ إن كانت تستحق اللوم والتعيير ـيعة ، بل على من سلبهم موهبة الحرية ، ليس على الش

وألجأهم إلى العمل بالتقية. تغلب معاوية على األمة ، وابتزها االمرة عليها بغير

ريعة االسالمية حسب رضا منها ، وصار يتالعب بالشع شيعة علي ، ويقتلهم تحت كل حجر ، أهوائه ، وجعل يتتب

، وسارت على طريقته(4)ويأخذ على الظنة والتهمة العوجاء ،

__________________.28 : 3( آل عمران 1).106 : 16( النحل 2) ، مجمع428 : 6( راجع : التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي 3)

، جامع البيان387 : 3البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي ، الكامل في120 : 19 ، التفسير الكبير للرازي 122 : 14للطبري

.60 : 2التأريخ البن االثير (44 : 11( روى ابن ابي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البالغة ) 4)

عن ابي الحسن علي ابن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب االحداث : أن معاوية بن ابي سفيان كتب نسخة إلى عماله بعد عام

الجماعة ] بل هو والله عام تفرق المسلمين وضياعهم [ : أن برئت الذمة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 310

وسياسته الخرقاء الدولة المروانية ، ثم جاءت الدولةيعة الى العباسية فزادت على ذلك بنغمات ، اضطرت الش

كتمان أمرها تارة ، والتظاهر به اخرى ، زنة ما تقتضيه مناصرة الحق ، ومكافحة الضالل ، وما يحصل به إتمام

الحجة ، وكي ال تعمى سبل الحق بتاتا عن الخلق ، ولذا تجد الكثير من رجاالت الشيعة وعظمائهم سحقوا التقية تحت

أقدامهم ، وقدموا هياكلهم المقدسة قرابين للحق علىمشانق البغي ، وأضاحي في مجازر الجور والغي.

أهل استحضرت ذاكرتك شهداء ) مرج عذراء ( ـ قريةمن قرى الشام ـ __________________

ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ] عليه وعليهم آالف التحية الم [. فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر ، يلعنون عليا والس

ويبرأون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ] اي في اهل ذلك البيت الطاهرين الذين وأذهب الله عنه الرجس وطهرهم تطهيرا ، اولئك الذين

جعل الله تعالى أجر الرسالة والهداية مودتهم ، اولئك الذين جعلهم عدالء القرآن ... و .. و ، ولكنك تجد من يعد معاوية من9رسول الله

حم عليه ، وتلك والله9صحابة رسول الله العدول ، وخليفة له ، بل ويترام المصائب ، وعظيمة العظائم [.

واضاف : وكان أشد الناس بالء حينئذ أهل الكوفة ، لكثرة من بهاالم ، فاستعمل عليها ] أي معاوية بن هند [ زياد من شيعة علي عليه الس

بن سمية ، وضم اليه البصرة ، فكان يتبع الشيعة وهو بهم عارف ... فقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم ، وقطع االيدي واألرجل ، وسملدهم عن العراق ، العيون ، وصلبهم على جذوع النخل ، وطردهم ، وشر

فلم يبق بها معروف منهم. وكتب معاوية إلى عماله في جميع اآلفاق : أن ال يجيزوا الحد من

شيعة علي وأهل بيته شهادة!!. ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من

ه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان ، واسقطوا قامت عليه البينة أنعطائه ورزقه!!.

وشفع ذلك بنسخة اخرى : من اتهمتموه بمواالة هؤالء القوم ] أيلوا به ، واهدموا داره .... 9أهل بيت رسول الله [ فنك

311 ............................................................................التقية

يعة ، ورئيسهم ذلك وهم أربعة عشر من رجال الش الصحابي الذي أنهكه الورع والعبادة حجر بن عدي الكندي

الذي كان من القادة في فتح الشام؟. قتلهم معاوية صبرا ، ثم صار يقول : ما قتلت أحدا إالي ال أعرف بأي ذنب وأنا أعرف فيما قتلته خال حجر ، فإن

!! (1)قتلته نعم أنا أعرف معاوية بذنب حجر ، ذنبه ترك العمل

ة ، ومقدار عالقتهم بالتقية ، وغرضه اعالن ضالل بني اميمن الدين.

وهل تذكرت الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي ، وعبدالرحمن بن حسان العنزي الذي دفنه زياد

ا ؟ (2)في ) قس الناطف ( حي أتراك تذكرت ميثم التمار ، ورشيد الهجري ، وعبدالله

؟ (3)بن يقطر الذين شنقهم ابن زياد في كناسة الكوفة __________________

وغيرهما472 : 3 ، الكامل في التاريخ 253 : 5( راجع تاريخ الطبري 1) تجد هذه المأثرة الخالدة من مآثر معاوية بن هند في قتله للصالحين

والخيرين من رجال األمة ، وهداتها ، واحكم بعد ذلك بما تشاء .. :3 ( ، وابن االثير في الكامل ) 276 : 5( روى الطبري في تاريخه ) 2)

( وغيرهما ، واللفظ لالول : ثم أقبل ) أي معاوية بن هند ( على عبد456حمن العنزي فقال له : ايه يا أخا ربيعة ، ما قولك في علي؟ قال : الر

ه خير لك ، قال : والله ال أدعك حتى تخبرني عنه. دعني وال تسألني فإنه كان من الذاكرين الله كثيرا ، ومن األمرين بالحق ، قال : أشهد أن

والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس. قال : فما قولك في عثمان؟

قال : هو أول من فتح باب الظلم وارتج أبواب الحق. قال : قتلت نفسك ، قال : بل اياك قتلت ...

فبعث به معاوية إلى زياد وكتب إليه : أما بعد فإن هذا العنزي شرمن بعثت!! فعاقبه عقوبته التي هو أهلها ، واقتله شر قتلة!!.

فلما قدم به على زياد بعث به إلى قس الناطف ، فدفن به حيا. ( نعم ، إن التأريخ يحدثنا بوضوح عن وحشية وقساوة الدول المتالحقة3)

يعة بشكل وظلمها للش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 312

هؤالء ـ والمئات من أمثالهم ـ هانت عليهم نفوسهم العزيزة في سبيل نصرة الحق ، ونطحوا صخرة الباطل وماموها ، وما عرفوا أين زرع التقية مت رؤوسهم حتى هش تهش وأين واديها ، بل وجدوا العمل بها حراما عليهم ، ولو سكتوا

وعملوا بالتقية لضاعت البقية من الحق ، وأصبح دين االسالم دين معاوية ويزيد وزياد وابن زياد ، دين المكر ،

دين الغدر ، دين النفاق ، دين الخداع ، دين كل رذيلة ، وأين هذا من دين االسالم الذي هو دين كل فضيلة ، اولئك ضحايا

االسالم ، وقرابين الحق. وال يغيبن عنك ذكر ) الحسين ( وأصحابه سالم الله

هداء ، وقادة أهل اإلباء. عليهم ، الذين هم سادة الش نعم ... هؤالء وجدوا العمل بالتقية حراما عليهم ، وقد

يجد غيرهم العمل بها واجبا ، ويجد اآلخرون العمل بها رخصة وجوازا ، حسب اختالف المقامات ، وخصوصيات

الموارد. يخطر على بالي من بعض المرويات : أن مسيلمة

الكذاب ظفر برجلين من المسلمين ، فقال لهما : إشهداأني رسول الله وأن محمدا رسول الله.

ك فقال أحدهما : أشهد أن محمد رسول الله وانمسيلمة الكذاب. فقتله ، فشهد اآلخر بما أراد منه فأطلقه.

__________________ ال تصدقه العقول ، حتى لقد نالهم من الظلم والقتل الذريع المتالحق

الذي أجبرهم على اللجوء إلى التقية ـ التي أباحها الشارع المقدس عند الضرورة ـ حفاظا على البقية الباقية منهم ، وليس لهم من دون ذلك

حيلة وال ملجأ ، وكان ينبغي أن يلقى اللوم على من أجبرهم على اللجوء الى هذا االمر اال اليهم. وأنا أدعوك أخي القارئ الكريم إلى مطالعة كتاب

يخ محمد جواد مغنية رحمه الله تعالى » الشيعة والحاكمون « للشيعة ابان لالطالع عن كثب على بعض جوانب المأساة التي أحاطت بالش

تلك العصور.

قال : أما األول فقد تعجل9ولما بلغ خبرهما إلى النبي الرواح الى الجنة ، وأما اآلخر فقد أخذ بالرخصة ، ولكل

. (1)أجره ها المسلمون ، ال تحوجوا إخوانكم الى العمل فيا أيروهم بها ، ونساله تعالى أن يختم لنا ولكم بالتقية وتعي

بالحسنى ، ويجمع كلمتنا على الحق والهدى إن شاء الله.والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________ ، تفسير الحسن430 : 1( انظر : مجمع البيان في تفسير القرآن 1)

.428 : 2البصري

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 314

تراجم األعالم

315 ..................................................................تراجم االعالم

* أبان بن عثمان : أبو عبدالله ، أبان بن عثمان األحمر البجلي ، كوفي

األصل ، وكان ينتقل بين البصرة والكوفة. أخذ عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره ، وأكثروا

الحكاية عنه في كتبهم.كان شاعرا عارفا باخبار الشعراء واأليام واالنساب.

.8روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن يعة ، فهرست100 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش

، الخالصة191|152 ، رجال الطوسي : 62|18الطوسي : |10 : 1 ، ميزان االعتدال 6 : 1 ، تنقيح المقال 3|21:

.20|35 : 1 ، لسان الميزان 13 * ابن هالل ، ابراهيم بن محمد بن سعد

الثقفي الكوفي : من أكابر علماء القرن الثالث الهجري.

نشأ في الكوفة وانتقل منها إلى اصفهان حيث توفيفيها سنة ثالث وثمانين ومائتين.

فات كثيرة منها : كتاب المغازي ، والسقيفة ، له مصنوالردة وغيرها.

، الخالصة19|61انظر ترجمته في : رجال النجاشي : يعة 7|4 ، فهرست الطوسي : 10|5: :2 ، أعيان الش

،233 : 1 ، معجم األدباء 31 : 1 ، تنقيح المقال 209.102 : 1 ، لسان الميزان 220 : 6الوافي بالوفيات

* ابي بن كعب : ابن قيس بن عبيد بن زيد بن النجار ، الصحابي الجليل.

د القراء ، وكاتبا للوحي. كان سي. 9شهد بدرا والعقبة وبايع لرسول الله

ممدوحا ومثنى عليه عند أصحابنا ، وكان رحمه الله ، وقيل : كان:تعالى من المخلصين الموالين ألهل البيت

من االثني عشر الذين أنكروا على

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 316

.9أبي بكر تقدمه وجلوسه في مجلس رسول الله توفي في زمن عمر أو عثمان بالمدينة المنورة على ما

قيل. ، الخالصة :44 : 1انظر ترجمته في : تنقيح المقال

،48|35 ، رجال ابن داود : 16|4 ، رجال الطوسي : 22يعة ،498 : 3 ، طبقات ابن سعد 455 : 2أعيان الش ، سير أعالم16 : 1 ، تاريخ االسالم 39 : 2التاريخ الكبير

:1 ، دول االسالم 20 و 17 : 1 ، العبر 82|389 : 1النبالء ،164 : 1 ، تهذيب التهذيب 16 : 1 ، تذكرة الحفاظ 16

1 ، شذرات الذهب 26 : 1 ، االصابة 31 : 1طبقات القراء ، طبقات70 ، تهذيب الكمال : 68 : 1اسد الغابة ، 32:

.250 : 1 ، حلية األولياء 5الحفاظ : * أحمد بن أسحاق :

ابن جعفر بن وهب بن واضح ، األخباري ، مؤرخ جغرافي ، وأديب شاعر ، وكاتب شهير ، له تصانيف كثيرة

ومشهورة. كان رحالة يحب االسفار ، فطاف البلدان االسالمية

شرقا وغربا.توفي في نهاية القرن الثالث الهجري.

يعة ، الكنى2 0 1 : 3انظر ترجمته في : أعيان الش ، االعالم34 / 153 : 5 ، معجم االدباء246 : 3وااللقاب .95 : 1للزركلي

* أحمد بن أمين : م1878كاتب ومؤلف مصري ، ولد في القاهرة عام )

( ، ودرس في مدارسها وتخرج منها. انتخب عضوا للمجمع اللغوي في القاهرة ودمشق ،

وكذا في المجمع العلمي ببغداد. كان يتولى التدريس في كلية االداب بالقاهرة قبل أن

ه تولى القضاء في مصر أيضا. يتولى عمادتها ، كما أن شغل في أواخر حياته منصب مدير االدارة الثقافية

بالجامعة العربية. م ( ، وله من المؤلفات : فجر1954توفي عام )

االسالم ، ضحى االسالم ،

317 ..................................................................تراجم االعالم

ظهر االسالم ، فيض الخاطر ، النقد األدبي. أقحم نفسه في الحديث عن عقائد المسلمين ، ومنهم

يعة اإلمامية ، دون دراية واضحة ودراسة مستفيضة الش تتناسب وأهمية الموضوع ومكانته العلمية ، فاوقع نفسه في اشتباهات ومالبسات لصقت به رغم اعتذاره عنها ،

وتبريره لها ... * أبو العبwاس ، أحمد بن أبي الحسن الرفاعي

المغربي : مؤسس الطريقة الرفاعية.

ولد في أول سنة خمسمائة هجرية ، في قرية حسن من أعمال واسط بالعراق ، وتوفي في جمادي االولى من

عام ثمان وسبعين وخمسمائة هجرية وقبره ال زال معلوما ، وله أصحاب ومريدين أشار المؤرخون إلى جملة من

أحوالهم المنحرفة والفاسدة ، وأشار إلى ذلك بوضوح الذهبي في العبر حيث قال : وقد كثر الزغل فيهم ،

وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذ التتار العراق ، من دخول النيران ، وركوب السباع ، واللعب بالحيات ... وكذا

تحدث في تاريخ االسالم ، فراجع. وللشيخ في كتب أصحابه كرامات عجيبة وغريبة ال

يخفى على أحد ما فيها من الغلو الفاحش والخرافة (.174 : 11المعلومة ) راجع الغدير

، شذرات200 : 11وانظر : الكامل في التاريخ ، سير أعالم370 : 8 ، مرآة الزمان 259 : 4الذهب ، الوافي312 : 12 ، البداية والنهاية 28|77 : 21النبالء

.1 : 174 ، االعالم للزركلي 219 : 7بالوفيات * بديع الزمان ، أحمد بن الحسين الهمداني :

ز ، قيل : أنه أول من اخترع عمل شاعر وأديب مبرالمقامات ، وبه اقتدى الحريري.

هـ353ولد في الثالث عشر من جمادي اآلخرة سنة ) هـ (.358( أو )

روي عنه أنه كان قوي الحافظة بحيث تقرأ عليه القصيدة التي لم يسمع بها ـ وهي أكثر من خمسين بيتا ـ

فيحفظها بتمامها دون أي نقص. لم يذكره قدماؤنا رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة

يعة ، إال أن في عداد الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 318

يخ الحر العاملي رحمه الله تعالى عده في أمل اآلمل الشد يعة االمامية ، وتبعه على ذلك اآلخرون ، وللسي من الش االمين رحمه الله تعالى في أعيانه بحث رصين حول هذا

الموضوع ، يراجع لمزيد من التوسع ، واالحاطة. هـ ( بهراة ، واختلف في سبب موته.398توفي عام )

يعة ، الكنى570 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش :4 ، يتيمة الدهر 26|13 : 2 ، أمل اآلمل 66 : 2وااللقاب

:2 ، معجم االدباء 105 : 4 ، الكامل في التاريخ 256 ، الوافي بالوفيات35|67 : 17 ، سير أعالم النبالء 161

:3 ، شذرات الذهب 340 : 11 ، البداية والنهاية 355 : 6 ، وفيات392 : 3 ، اللباب 218 : 4 ، النجوم الزاهرة 15

.127 : 1االعيان * أحمد بن عبدالله بن سليمان ، ابو العالء

المعري : اللغوي الشاعر ، وصاحب التصانيف الشهيرة.

ولد في سنة ثالث وستين وثالثمائة هجرية بمعرةالنعمان من أعمال الشام.

أصابه الجدري وله أربع سنين وشهر ، فسالت واحدةمن عينيه وابيضت االخرى.

سمي برهين المحبسين لمالزمته منزله وعماه.فات كثيرة ومشهورة ، مثل : رسالة الغفران ، له مصن

رسالة المالئكة ، لزوم ما ال يلزم ، الطير ، وغيرها. توفي في يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع االول سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية ، وهناك مواقف بين األخذ

فاته ، تراجع في مظانها. والرد حول جملة من أشعاره ومؤل ،83|265 : 1انظر ترجمته في : روضات الجنات

، معجم240 : 4 ، تاريخ بغداد 161 : 3الكنى وااللقاب :9 ، الكامل في التاريخ 90 : 3 ، االنساب 107 : 3االدباء

،295 : 2 ، العبر 16|23 : 18 ، سير أعالم النبالء 636 ،234 : 3 و 255 : 1 ، اللباب 112 : 1ميزان االعتدال

، مرآة113 : 1 ، وفيات االعيان94 : 7الوافي بالوفيات 1 ، لسان الميزان72 : 12 ، البداية والنهاية 66 : 3الجنان

، النجوم الزاهرة 203:

319 ..................................................................تراجم االعالم

:1 ، كشف الظنون 136 : 1 ، معاهد التنصيص 61 : 5 ،169 ، طبقات النحويين : 280 : 3 ، شذرات الذهب 46

:8 ، المنتظم 20 : 1 ، عقد الجمان 46 : 1إنباه الرواة فين 184 . 290 : 1 ، معجم المؤل

* أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني ، أبوالعبwاس البدوي :

569متصوف مشهور ، أصله من المغرب ، ولد عام ) هـ ( وطاف الكثير من البالد ، واستقر به المقام في مصر.

فات في التصوف ومقاالت حوله ، كما إن له له مصنشهرة كبيرة في الديار المصرية.

هـ ( ودفن في طنطا حيث تقام هناك675توفي عام ) في كل عام سوق يتوافد إليها الكثير من الناس بذكرى

مولده. :7 ، النجوم الزاهرة 345 : 5انظر : شذرات الذهب

.175 : 1 ، االعالم للزركلي 252د بن خالد البرقي الكوفي : wأحمد بن محم *

صاحب المؤلفات الكثيرة ، والتي أشهرها كتابالمحاسن المشهور.

كان يوسف بن عمر قد حبس جده محمد بن علي بعد قتل زيد ثم قتله ، وكان خالد آنذاك صغير السن ، فاضطر إلى الهرب إلى مدينة قم في ايران مع أبيه حيث أقام بها

هـ (.274إلى وفاته حدود عام ) ، الكنى182|76انظر ترجمته في : رجال النجاشي :

، فهرست الطوسي :14 ، الخالصة : 69 : 2وااللقاب .55|11 ، معالم العلماء : 122|43 ، رجال ابن داود : 20

* أبو العبwاس ، أحمد بن محمد الدارميالمصيصي :

كان يعد من فحول الشعراء ومتقدميهم ، وكان فاضالأديبا ، بارعا عارفا باللغة واألدب ، له أمال أمالها بحلب.

مدح سيف الدولة واختص به.د االمين رحمه الله تعالى شرح عه فللسي وأما عن تشي

مفصل ، يراجع لالستزادة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 320

يعة ، الكنى107 : 3انظر ترجمته في : أعيان الش ، فهرست ابن125 : 3 ، وفيات االعيان 197 : 3وااللقاب ، مرآة الجنان153 : 3 ، شذرات الذهب 11|322النديم :

. 125 : 1 ، وفيات االعيان 450 : 2 * الناصر لدين الله ، أبو العباس أحمد بن

المستضيء بامر الله : ه كان يعد من أفاضل الخلفاء وأعيانهم ، ويصفونه بأن

كان بصيرا باالمور ، عالما مهيبا ، مقدما ، عارفا ، شجاعا ،فا ، وأديبا شاعرا. مؤل

هـ (553ولد يوم االثنين العاشر من شهر رجب عام ) هـ ( ، وبقي في575وبويع له بالخالفة بعد وفاة أبيه ) سنة

عاما.47الخالفة نحوا من ع ويجاهر في ذلك ، وعرف من ذلك مذهبه. كان يتشي

شهدت الدولة االسالمية في عهده عدال واستقراراوأمنا ، وذل له ملوك وامراء عصره ، وانقادوا الرادته.

كان مستقال بامور العراق ، مهيمنا عليه ، فشاع في عصره العمران في العراق وانتشر ، وإليه ينسب بناء سرداب الغيبة في سامراء ، حيث جعل فيه شباكا من

االبنوس الفاخر ـ أو الساج ـ كتب عليه اسمه وتاريخ صنعه ،وال زال باقيا حتى يومنا هذا.

هـ (. 622توفي عام ) يعة :3 ، الكنى وااللقاب 505 : 2انظر : أعيان الش

:12 ، الكامل في التاريخ 378 : 5 ، العقد الفريد 193 :22 ، سير أعالم النبالء 635 : 8 ، مرآة الزمان 108 :1 ، فوات الوفيات 310 : 6 ، الوافي بالوفيات 131|192

:6 ، النجوم الزاهرة 106 : 13 ، البداية والنهاية 62.97 : 5 ، شذرات الذهب 261

* أبو العبwاس ، أحمد بن الموفق : ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، وبويع له بخالفة

الدولة العباسية في عام تسع وسبعين ومائتين. امتاز عهده بانبساط األمن واالستقرار في عموم

الدولة ، ورفع الضغط والتقييد

321 ..................................................................تراجم االعالم

يعة ، بل وتسهيل البعض من امورهم. عن الشه أمر بانشاء كتاب يدعو فيه إلى اتباع كما يحكى عنه أن

، ولعن معاوية بن هند وبني امية.:هدى ال محمد توفي في بغداد شهر ربيع اآلخر سنة تسع وثمانين

ومائتين. ،41 : 10انظر ترجمته وسيرته في : تاريخ الطبري

، تاريخ137 : 5 ، مروج الذهب 382 : 5العقد الفريد ، البداية والنهاية428 : 6 ، الوافي بالوفيات 588الخلفاء :

:2 ، شذرات الذهب 126 : 3 ، النجوم الزاهرة 66 : 11 ، فوات123 : 5 ، المنتظم 403 : 4 ، تاريخ بغداد 199

، العبر230|463 : 13 ، سير أعالم النبالء 72 : 1الوفيات . 413 و 407 و 404 : 1

* أحمد والقاسم ابني يوسف : كانا من عائلة عريقة معروفة بالعلم واالدب ، برز فيها

الكثير من الشعراء واالدباء والوزراء. فقد روى الصولي عن كناسة األسدي قوله : خرجت

الكوفة وسوادها جماعة من الكتاب ، فما رأيت فيهم أجلوال أبرع أدبا من بيت أبي صبيح.

وقال ياقوت : كان أحمد وأخوه القاسم شاعرين أديبين، وأوالدهما جميعا أهل أدب يطلبون الشعر والبالغة.

كان أحمد المعروف بابن الداية ـ ألن أباه كان ولد داية المهدي ـ كاتبا للمأمون ، ووزر له أيضا بعد أحمد بن أبي

فات ومآثر منتشرة في الكثير من الكتب. خالد ، وله مصن وكان القاسم أكبر سنا من أحمد ، وبقي بعده مدة من

الزمن. :5 ، معجم األدباء 206 : 3أنظر : أعيان الشيعة

154 .* األحنف بن قيس :

أبو بحر التميمي ، األمير الجليل ، والعالم الكبير ،د تميم. وسي

اختلف في اسمه ، فقيل : الضحاك ، وقيل : صخر.وكني باألحنف لحنف

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 322

رجليه ، وهو العوج والميالن. كان يضرب بحلمه وسؤدده المثل ، وكان من أعاظم

أهل البصرة وساداتها. ولم يصحبه ، وامتد به العمر حتى زمن9أدرك النبي

مصعب ابن الزبير ، فصحبه الى الكوفة حيث توفي هناك..7شهد صفين مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب

، الكنى3 : 222انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ، طبقات ابن سعد103 : 1 ، تنقيح المقال 2 : 9واأللقاب

،50 : 2 ، التاريخ الكبير 320 و 240 ، المعارف : 93 : 7 ، تاريخ29 / 86 : 4 ، سير اعالم النبالء 55 : 1اسد الغابة

:8 ، البداية والنهاية 52 : 1 ، العبر 129 : 3االسالم .184 : 1 ، النجوم الزاهرة 499 : 2 ، وفيات االعيان 326

* أبو يعقوب ، اسحاق بن اسماعيل بن نوبختالكاتب :

كان متكلما عارفا بالكثير من العلوم ، وكان يجريمجرى الوزراء ، ومن رجال الحل والعقد.

وكان أيضا من مشاهير كتاب ديوان الخالفة العباسية ، وله دور بارز في صياغة وترتيب الكثير من االحداث

واالمور. هـ ( مع ابي322قتله القاهر بوحشية وقسوة عام )

السرايا نصر بي حمدون ، حيث أمر بالقائها في بئر وتسوية التراب عليهما!! وما هذه اال شواهد للظلم والقسوة

الصادرة عن الطغيان والتفرعن. يعة ، تأسيس الشيعة :262 : 3انظر : أعيان الش

، النجوم292 : 2 ، شذرات الذهب 13 : 2 ، العبر 371. 295 : 8 ، الكامل في التاريخ 245 : 3الزاهرة

* ابن عبwاد ، اسماعيل بن عباد االصفهانيالقزويني :

الكاتب واالديب والشاعر المعروف. ولد ألربع عشرة هـ ( باصطخر326ليلة بقيت من شهر ذي القعدة عام )

فارس ، فأقبل على طلب العلم منذ نعومة اظفاره ، ففاقأقرانه وبزهم في كثير من العلوم.

323 ..................................................................تراجم االعالم

كان يلقب بالصاحب كافي الكفاة ، وإلى ذلك أشار ابن خلكان في قوله : هو أول من لقب بالصاحب من الوزراء ، ألنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد ، ثم اطلق عليه هذا

اللقب لما تولى الوزارة ، وبقي علما عليه. كان أبوه وجده من الوزراء ، فلذا قيل فيه :

ورث الوزارة كابرا عنكابر

 

موصولة االسناد باالسناد  

، منها : :له قصائد رائعة كثيرة في مدح أهل البيت لو شق عن قلبي يرى

وسطه 

سطران قد خطا بال كاتب  

العدل والتوحيد في جانب 

وحب أهل البيت في جانب  

ومنها : إن المحبة للوصي فريضة

 

أعني أمير المؤمنينا عليا  

ها قد كلف الله البرية كل 

واختاره للمؤمنين وليا  

ومنها : أنا وجميع من فوق التراب

 

فداء تراب نعل أبي تراب  

ومنها : يا أمير المؤمنين المرتضى

 

إن قلبي عندكم قد وقفا  

كلما جددت مدحي فيكم 

صب نسيت قال ذو النلفا الس

  

من كموالي عليا مفتيا 

خضع الكل له واعترفا   من كموالي عليا زاهدا

 

ق الدنيا ثالثا ووفى طل  

من دعي للطير أن يأكله 

ولنا في بعض هذا مكتفى  

كما أن له من التصانيف الكثيرة والرائعة ما استغرقتأكثر العلوم ، من الكالم واللغة واألدب والتاريخ وغيرها.

توفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من شهر صفر سنة هـ ( بالري على األقوى ، ونقل جثمانه إلى اصبهان ،385)

ودفن في محلة كانت تعرف آنذاك بباب درية ، واسمها األنباب الطوقجي ، وقبره ال زال معروفا.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 324

، اليقين148انظر ترجمته في : معالم العلماء : د ابن طاووس : ، الكنى96|34 : 2 ، أمل اآلمل 457للسي

يعة 365 : 2واأللقاب :4 ، الغدير 328 : 3 ، أعيان الشيعة : 40 ،3 : 1 7 ، عيون أخبار الرضا 159 ، تأسيس الش

، انباه الرواة168 : 6 ، معجم األدباء 188 : 3يتيمة الدهر ، فهرست ابن53 : 1 ، االمتاع والمؤانسة 201 : 1

،59 : 9 و 352 : 8 ، الكامل في التاريخ 194النديم : ، البداية166 : 2 ، العبر 377|511 : 16سير أعالم النبالء

1 ، وفيات األعيان 1979 : 7 ، المنتظم 314 : 11والنهاية ،413 : 1 ، لسان الميزان 421 : 2 ، مرآة الجنان 228:

، ودول169 : 4 ، النجوم الزاهرة 11 : 4معاهد التنصيص . 208االسالم :

* السيد الحميري ، اسماعيل بن محمد بن يزيد :

د الشعراء ، وصاحب الكلمة النافذة ، جليل القدر ، سي عظيم المنزلة. ينسب إلى حمير احدى قبائل اليمن

المعروفة. د نسبة لغوية ال اسرية ، حيث لم يكن فاطميا وال والسي

علويا. :كان رحمه الله تعالى من شعراء أهل البيت

عهم رغم ما كان حين بتشي المجاهرين بوالئهم ، والمصريحيط بهم من ظروف معاكسة.

هـ ( ونشأ في البصرة ، وتوفي105ولد بعمان سنة ) هـ (. 178في أيام هارون الرشيد ، وفي حدود عام )

، رجال146انظر ترجمته في : معالم العلماء : ،82|32 ، فهرست الطوسي : 108|148الطوسي : ، التحرير الطاووسي :22|10 ، الخالصة : 8الوجيزة :

:3 ، أعيان الشيعة 196|51 ، رجال ابن داود : 20|37. 229 : 7 ، األغاني 32 : 1 ، فوات الوفيات 405

* االشجع السلمي : أبو الوليد السلمي ، من كبار الشعراء وأعالمهم ، ويعد

في مرتبة أبي العتاهية وأبي نؤاس. ولد في اليمامة وانتقلت به امه إلى البصرة فنشأ بها

وتأدب في مدارسها.

325 ..................................................................تراجم االعالم

عر حتى طبق صيته األفاق ، وعد من كبار برع في الشالشعراء.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 326

انتقل بعدها الى الرقة ، وصاحب جعفر البرمكيوانقطع إليه.

قصيدة مطلعها : 7له في رثاء اإلمام الرضا يا صاحب العيس تحذي في

أزمتها 

اسمع وأسمع غدا ياصاحب العيس

  

اقر السالم على قبربطوس وال

 

تقري السالم وال النعمىعلى طوس

  

، أمالي153انظر ترجمته في : معالم العلماء : يعة148 : 1 ، تنقيح المقال 287 : 1الطوسي ، أعيان الش

. 601 ، الشعر والشعراء : 211 : 18 ، األغاني 447 : 3* األصبغ بن نباتة :

ابن الحارث التميمي الحنظلي المجاشعي. ،7من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

وخلص أصحابه ، شهد معه صفين ، وكان على شرطةالخميس.

كان رحمه الله شاعرا مفوها ، وفارسا شجاعا ،وناسكا عابدا.

ضعفه البعض من كتاب العامة ال لذم يتعلق به ، أويعه ومواالته ريب يتوجس منه ، أو تهمة تلصق به ، بل لتش

، فراجع وتأمل. 7الكبيرة لعلي ، الخالصة :464 : 3انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

،37 ، فهرست الطوسي : 5|8 ، رجال النجاشي : 9|24|52 ، رجال ابن داود : 2|66 و : 2|34رجال الطوسي :

|320 ، رجال الكشي : 138|27 ، معالم العلماء : 204 271 : 1 ، ميزان االعتدال 316 : 1 ، تهذيب التهذيب 164

،398 : 1 ، الكامل البن عدي 35 : 1، التاريخ الكبير . 173 : 1 ، المجروحين 118الضعفاء والمتروكين :

* األفضل : ر الدولة الفاطمية ، ابن أمير الجيوش بمصر ، ومدب

ومن تنسب إليه قيسرية أمير الجيوش بمصر. كان المستنصر قد استناب أباه على مدينتي صور وعكا

، وكان األب يعد من ذوي اآلراء والشهامة وقوة العزم ، بحيث أن األمور واألوضاع لما اضطربت بيد المستنصر

327 ..................................................................تراجم االعالم

استدعاه وواله تدبير شؤون البالد ، حيث وفق في ذلك وتماصالح

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 328

األحوال ، وكان وزيرا للسيف والقلم حتى وفاته سنة ) هـ ( ، وكان هو الذي بنى الجامع بثغر االسكندرية ،487

ومشهد الرأس بعسقالن. وبعد وفاة األب أقام المستعلي بن المستنصر ولده

األفضل مقام أبيه ، وكان حسن التدبير ، شهما ، صارما ،فاستقامت األمور بين يديه.

إال أن اآلمر بأحكام الله ـ والذي خلف والده ، وكان عمره ال يتجاوز آنذاك الست سنين ، وحيث كان األفضل هو

المدبر لألمور حتى شب وكبر ـ لم يرق له حال األفضل ،ر قتله عام وما عليه من الشأن الكبير والمنزلة العالية ، فدب

هـ ( وولى بدله عبدالله بن البطائحي ولقبه المأمون515) هـ (. 519، ولكنه لم يلبث أن دبر قتله عام )

، الكامل في التاريخ418 : 2راجع : الكنى واأللقاب ) وما188 : 12 ، البداية والنهاية 672 ـ 589 و 235 : 10

:19 ، سير أعالم النبالء 448 : 2بعدها ( ، وفيات األعيان ، دول218 : 4 ، تاريخ االسالم 560 : 19 و 294|507

:8 ، مرآة الزمان 64 : 8 ، النجوم الزاهرة 270االسالم : ، دائرة معارف القرن47|4 : 4 ، شذرات الذهب 64

. 320 : 7العشرين * األمير أبو علي ، تميم ابن الخليفة المعز

لدين الله معد بن إسماعيل الفاطمي : كان ملكا الفريقيا وما واالها بعد أبيه المعز ، وكان بطال

شجاعا ، مهيبا وقرا ، حسن السيرة ، دمث األخالق كذاتعرفه مصادر التاريخ المختلفة.

بع على عرش إمارة الشعر في ه كان يتر قيل : أن ورثائهم ،:عصره ، وله قصائد كثيرة في مدح أهل البيت

ه ـ وتلك حشرجة تغص بها الحلوق ـ لم يتبق لنا من إال أن تراثه الشعري الفخم إال جملة من القصائد واألبيات

قة ، والتي ال يخلو البعض منها من التغيير والتحريف المتفرالذي عمدت إليه أيدي الحاقدين على الفاطميين وحكمهم.

هـ ( ودفن في قصره ثم نقل إلى501توفي عام ) قصر السيدة بالمنستير ، وكان

329 ..................................................................تراجم االعالم

هـ (. 422قد ولد عام ) يعة ، الكامل640 : 3انظر ترجمته في : أعيان الش

، سير304 : 1 ، وفيات األعيان 449 : 10في التاريخ ،164 : 4 ، تاريخ االسالم 164|263 : 19أعالم النبالء

، عيون التواريخ2 : 4 ، شذرات الذهب 381 : 2العبر ، البداية والنهاية414 : 10 ، الوافي بالوفيات 224 : 13 ،169 : 3 ، مرآة الجنان 17 : 8 ، مرآة الزمان 170 : 12

.197 : 5النجوم الزاهرة * جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام األنصاري

السلمي : أكثر غزواته ،9الصحابي الجليل ، شهد مع رسول الله

ومنها غزوة بدر. ، ممدوحا من:كان رحمه الله منقطعا إلى أهل البيت

قبلهم ، ويعد من أصفيائهم. أثنى عليه أصحابنا وأوردوا روايات شتى في مدحه

والثناء عليه. يعد رحمه الله تعالى في الطبقة االولى من

المفسرين. بعد7كان من أوائل الزائرين لقبر اإلمام الحسين

فاجعة كربالء المروعة. فقد عينيه في أواخر حياته.

وأبلغه7امتد به العمر طويال حتى أدرك اإلمام الباقر عليه. 9سالم رسول الله هـ ( وهو ابن نيف وتسعين سنة. 78توفي عام )

يعة ، رجال ابن45 : 4انظر ترجمته في : أعيان الشيعة : 288|60داود : ، رجال323 ، تاسيس الش

، مستدرك207 : 2 ، التاريخ الكبير 3|37الطوسي : :3 ، تاريخ االسالم 256 : 1 ، اسد الغابة 56 4 : 3الحاكم

،65 : 1 ، العبر 38|189 : 3 ، سير أعالم النبالء 143 ، تهذيب40 : 1 ، تذكرة الحفاظ 182تهذيب الكمال :

:1 ، شذرات الذهمب 213 : 1 ، االصابة 37 : 2التهذيب 84 .

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 330

* ابن حنزابة ، جعفر بن الفضل بن الحسن بنالفرات :

هـ (308ولد في االول في شهر ذي الحجة عام ) ببغداد.

وحنزابة التي ينسب إليها هي أم أبيه الفضل بن جعفر كما ذكر ، إال أن األقرب للصواب ما ذكره الذهبي في

تذكرته من أنها امه. قال عنه ابن خلكان ، كان وزير بني االخشيد بمصر

مدة إمارة كافور ، ثم لما استقل كافور بملك مصر استمر بوزارته أيضا ، ولما توفي كافور استقل بالوزارة وتدبير

المملكة ألحمد بن علي بن األخشيد. إال أنه لم يلبث أن اختلف مع االخشيديين فهرب منهم ،

فنهبت أمواله ثم اعتقل وعذب وسجن فترة من الزمان ، حيث أطلق سراحه بعد ذلك فرحل إلى الشام ، ليعود بعدها

مرة اخرى الى مصر. قيل : أن له مؤلفات في أسماء الرجال واالنساب وغيره أول من أنشا متحفا للهوام والحشرات. ذلك ، كما قيل أن

هـ ( وحمل تابوته من مصر إلى391توفي عام ) المدينة المنورة ـ على مشرفها آالف التحية والسالم ـ حيث

كان قد اشترى فيها دارا واوصى أن يدفن فيها. ، تاريخ134 : 4انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

، وفيات االعيان329 : 11 ، البداية والنهاية 234 : 7بغداد :16 ، سير أعالم النبالء 163 : 7 ، معجم االدباء 346 : 1

، النجوم الزاهرة1022 : 3 ، تذكرة الحفاظ 357|484 :3 ، شذرات الذهب 292 : 1 ، فوات الوفيات 203 : 4

203 ، النجوم الزاهرة : 405 ، طبقات الحفاظ : 135 * أبو فراس الحمداني ، الحارث بن سعيد بن

حمدان : األمير الجليل ، والقائد الكبير ، والشاعر المفلق.

هـ ( على األقوى ، ومات مقتوال عام )320ولد عام ) هـ ( ، وحاله أشهر من التعريف. 357

331 ..................................................................تراجم االعالم

، أعيان149انظر ترجمته في : معامل العلماء : يعة ، الكنى150|59 : 2 ، أمل اآلمل 307 : 4الش

، تأسيس245 : 1 ، تنقيح المقال 131 : 1واأللقاب يعة : :4 ، النجوم الزاهرة 35 : 1 ، يتيمة الدهر 208الش

108 : 2 ، المختصر من أخبار البشر 68 : 7 ، المنتظم 19 :11 ، الوافي بالوفيات 136|196 : 16، سير أعالم النبالء

:3 ، شذرات الذهب 278 : 11 ، البداية والنهاية 261. 342 : 9 و 35 : 8 ، األغاني 24

ام ، حبيب بن أوس بن الحارث الطائي wأبو تم * :

الشاعر االمامي الشهير. زين ، وكان موصوفا يعة المبر كان يعد من شعراء الش

بالظرف وحسن الخلق وكرم النفس. ف أو تترجم ، حيث كان يسمى حاله أشهر من أن تعر

بشاعر العصر ، وأديب زمانه. كان على ما قال ابن خلكان له من المحفوظ ما ال

ه كان يحفظ أربعة عشر ألف يلحقه أحد غيره ، حيث قيل أنارجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع.

هـ (. 231توفي عام ) ، رجال النجاشي :3|61انظر ترجمته في : الخالصة :

:1 ، تنقيح المقال 152 ، معالم العلماء : 367|141 :1 ، الكنى واأللقاب 376|69 ، رجال ابن داود : 251

39 : 12 و 22 : 9 ، األغاني 310 : 2 ، أعيان الشيعة 27 :2 ، شذرات الذهب 31 ، فهرست ابن النديم : 51 : 19و

،248 : 8 ، تاريخ بغداد 124 : 9 ، تاريخ الطبري 72 ، سير11 : 2 ، وفيات األعيان 261 : 2النجوم الزاهرة

1 ، خزانة األدب 324 : 1 ، العبر 26|63 : 11أعالم النبالء . 141 : 1 ، معاهد التنصيص172:

* أبو عبدالله ، الحسن بن الحسن بن عطيةالعوفي :

من مشاهير التابعين ، وكبار فقهاء الشيعة. قيل : ان أباه سعد بن جنادة وفد على أمير المؤمنين

أيام خالفتة وقال له : يا أمير7علي بن أبي طالب ه قد ولد لي غالم ، فسمه ، فقال المؤمنين ، إن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 332

: هذه عطية الله. فسمي عطية ، وكانت امه رومية. 7 هرب من ظلم الحجاج لعنه الله ، ولجا إلى فارس ،

فكتب الحجاج إلى محمد ابن قاسم الثقفي : أن ادع عطية ، فإن لعن علي بن أبي طالب وإال فاضربه أربعمائة

سوط ، واحلق رأسه ولحيته. فدعاه وأقرأه كتاب الحجاج ، فابى ذلك ، فضربه

أربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته. بقي في خراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق

111فأذن له فقدم الكوفة ، وبقي فيها حتى توفي عام ) هـ (.

، تنقيح447 : 2انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب ، التاريخ304 : 6 ، طبقات ابن سعد 253 : 2المقال ، سير أعالم النبالء224 : 7 ، تهذيب التهذيب 8 : 7الكبير

1 ، شذرات الذهب 280 : 4 ، تاريخ االسالم 159|325 : 5 :144 .

* الحسن بن سهل بن عبدالله السرخسي : قيل : كان عارفا خبيرا بالنجوم ، وكان صاحب رأي

وتدبير. واله المأمون الوزارة بعد مقتل أخيه الفضل ، ووالهجميع البالد التي فتحها طاهر بن الحسين.

هـ ( بمدينة سرخس ـ من بالد236توفي عام ) ل. خراسان ـ في أيام المتوك

،39 / 374انظر ترجمته في : رجال الطوسي : ، تاريخ184 : 9 ، تاريخ الطبري 107 : 5أعيان الشيعة

، النجوم315 : 10 ، البداية والنهاية 319 : 7بغداد ، ، وفيات86 : 2 ، شذرات الذهب 287 : 2الزاهرة ، العبر73|171 : 11 ، سيرأعالم النبالء 120 : 2األعيان

. 332 و 306 و 281 و 263 و 259 و 257 : 1* الحسن بن صالح بن حي :

أبو عبدالله الهمداني الكوفي الثوري. كان شيعيا زيديا ، بل ويعد من كبرائهم وعظمائهم ،

ما. وكان فقيها متكل قيل : ولد سنة مائة هجرية ، وتوفي سنة تسع وستين

ومائة على أقرب االحتماالت.

333 ..................................................................تراجم االعالم

عاصر أربعة من االئمة المعصومين االطهار : الباقر. :والصادق والكاظم والرضا

يعة ، الكنى119 : 5انظر ترجمته في : أعيان الش ، رجال285 : 1 ، تنقيح المقال 160 : 1واأللقاب

|50 ، فهرست الطوسي : 7 / 166 ، و 6|113الطوسي : ،121|238 ، رجال ابن داود : 17|215 ، الخالصة : 175

، حلية االولياء295 : 2 ، التاريخ 375 : 6طبقات ابن سعد :7 ، سير أعالم النبالء 248 : 2 ، تهذيب التهذيب 327 : 7

،92 ، تذكرة الحفاظ : 299 و 191 : 1 ، العبر 134|361 ،496 : 1 ، ميزان االعتدال 261 : 1شذرات الذهب

.267 ، تهذيب الكمال : 170مشاهير علماء االمصار : * أبو نؤاس ، الحسن بن هانئ :

الشاعر المعروف. يعة ، الكنى439 : 2أنظر ترجمته في : أعيان الش

) فصل الكنن ( ،36 : 3 ، تنقيح المقال 11 : 1واأللقاب ، تاريخ538 ، الشعر والشعراء : 151معالم العلماء :

2 ، وفيات األعيان 193 ، طبقات الشعراء : 436 : 7بغداد :1 ، دول االسالم 77|279 : 9 ، سير أعالم النبالء 95:

،227 : 10 ، البداية والنهاية 60 : 20 ، األغاني 124 ، خزانة30 : 1 ، معاهد التنصيص 345 : 1شذرات الذهب

. 304 ، فهرست ابن النديم : 168 : 1األدب اج ، الحسين بن أحمد بن محمد wابن الحج *

البغدادي : الكاتب ، المحتسب ، النيلي ، صاحب المجون ،

والمشهور بابن الحجاج. ينسب إلى النيل ، وهي قرية صغيرة كانت على بعدة في العراق ، تقع على نهر خمسة أميال من مدينة الحل

حفره الحجاج وأسماه بالنيل. زيهم ، وكان شيعيا كان يعد من أعاظم الشعراء ومبر

عه. با في تشي متصلانتقل للسكن إلى بغداد فنسب إليها أيضا.

كان شعره يمتاز بعذوبة االلفاظ ، وسالمته منالتكلف ، وانتظام عباراته في سلك المالحة والبالغة.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 334

شاع في شعره الهزل والمجون حتى عرف بهما ، إالد الرضي رحمه الله تعالى : كان على ه وكما يقول السي أن

ه به الفضالء والكبراء واالدباء وتستملحه. عالته يتفك تولى حسبة بغداد مدة من الزمن ، وارتفع شأنه وعلت

مكانته ، حيث تهيأت له الظروف لالتصال بأكابر رجالالعصر المهلبي ورجال الدولة البويهية وملوكها.

كان يعد من كبار شعراء الشيعة والمجاهرين في حبهمووالئهم ، وله في ذلك قصائد كثيرة معروفة.

توفي يوم الثالثاء السابع والعشرين من شهر جمادى هـ ( ، فحمل تابوته إلى بغداد ودفن عند391الثانية سنة )

. 8رجلي االمامين الكاظميين يعة ، الكنى427 : 5انظر ترجمته في : أعيان الش

، معالم236 / 88 : 2 ، أمل اآلمل 245 : 1وااللقاب :8 ، تاريخ بغداد 318 : 1 ، تنقيح المقال 149العلماء :

،30 : 3 ، يتيمة الدهر 137 : 1 ، االمتاع والمؤانسة 14 ،136 : 3 ، شذرات الذهب 188 : 3معاهد التنصيص

، سير85 : 4 ، تاريخ االسالم 168 : 2وفيات االعيان ،331 : 12 ، الوافي بالوفيات 29|59 : 17أعالم النبالء ،329 : 111 ، البداية والنهاية 444 : 2مرآة الجنان

. 146 : 7 ، األغاني 204 : 4النجوم الزاهرة * الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا

الصغاني : كان قد تحمل أعباء الدعوة إلى الدولة الفاطمية ، والتوطيد لحكمهم ، فالتف حوله الكثير من الناس في

شمال افريقيا ، وخصوصا من البربر ، فحارب أمير المغرب بن االغلب ، وهزمه أكثر من مرة ، حتى وطد االمرلعبيد

الله المهدي الذي كان مسجونا في القيروان ، فتسلم منهالملك ، وأقام دولة الفاطميين.

إال أن األمور لم تلبث أن انقلبت على الحسين بن أحمد هـ (. 298، حيث تغير عليه المهدي فقتله عام )

أقول : لم أجد البن زكريا المذكور ذكرا فيما توفر ليمن كتب أصحابنا.

) وما21 : 8انظر ترجمته في : الكامل في التاريخ : 11بعدها ( ، البداية والنهاية

335 ..................................................................تراجم االعالم

، وفيات30|58 : 14 ، سير أعالم النبالء 180 و 116و ، الوافي227 : 2 ، شذرات الذهب 192 : 2االعيان

:7 ، دائرة معارف القرن العشرين 328 : 12بالوفيات 315 .

اك بن ياسر الباهلي : wالحسين بن الضح *المعروف بالخليع أو الخالع.

شاعر مطبوع ، رقيق الشعر منسجمه ، يكاد يسيلشعره رقة وظرفا ، يعده الناس قرينا وشبيها بأبي نواس.

هـ ( بالبصرة ، وقيل : إن أصله من162ولد عام ) خراسان.

هـ (. 250توفي عام ) يعة ، الكنى41 : 6انظر ترجمته في : أعيان الش

، طبقات الشعراء :146 : 7 ، األغاني 196 : 2واأللقاب ، النجوم54 : 8 ، تاريخ بغداد 5 : 10 ، معجم األدباء 268

،68|191 : 12 ، سير أعالم النبالء 333 : 2الزاهرة .123 : 2 ، شذرات الذهب 162وفيات األعيان :

* مؤيد الدين ، الحسين بن علي األصبهاني : صاحب المية العجم المشهورة.

هـ ( في قرية ) جي ( من أصبهان. 453ولد عام ) كان علما بارزا في الكتابة والشعر ، وله باع طويل في

علم الكيمياء ، وكان باالضافة إلى ذلك حسن الخلق ،لطيف المعشر ، نقي السريرة ، صحيح المذهب.

كان وزيرا للسلطان مسعود بن محمد السلجوقي فيالموصل.

هـ (. 514توفي في حدود عام ) يعة ، الكنى127 : 6انظر ترجمته في : أعيان الش

، تنقيح المقال260|95 : 2 ، أمل اآلمل 49 : 2وااللقاب :22 ، وفيات األعيان 56 : 10 ، معجم االدباء 336 : 1

:19 ، سير أعالم النبالء 213 : 4 ، تاريخ االسالم 185 ،220 : 5 ، النجوم الزاهرة 403 : 2 ، العبر 262|454

. 262 : 3 ، اللباب 431 : 14الوافي بالوفيات

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 336

* أبو القاسم ، الحسين بن علي بن الحسينالمغربي :

الوزير األديب البليغ. كان صاحب رأي ودهاء ، وشهرةوجاللة ، وكان فاضال أديبا ، عاقال شجاعا.

ه ولد عام ) ( ، استظهر القرآن وعدة كتب370قيل : أن فى النحو واللغة وغيرها ، ونظم الشعر ، وكتب في النثر ،

وبلغ من الخط حدا كبيرا. فات كثيرة منها : خصائص القران ، ومختصر له مصن

إصالح المنطق ، وكتاب أدب الخواص ، وغيرها. كان قد قتل الحاكم أباه وعمه واخوته ، فهرب متواريا

ج عنه ، فاجاره أمير العرب ـ آنذاك ـ حسن بن مفر الطائي ، ثم قصد الوزير فخر الملك ، وتمكن من أن يلي

هـ (. 414الوزارة في سنة ) هـ ( فحمل تابوته إلى418توفي بميا فارقين سنة )

النجف األشرف ، حيث دفن إلى جنب أمير المؤمنين علي ، بوصية منه. 7

،167|169انظر ترجمته في : رجال النجاشي ، الكنى264|97 : 2 ، أمل اآلمل 29|53الخالصة : يعة338 : 1 ، تنقيح المقال 237 : 1وااللقاب ، أعيان الش

:9 ، الكامل في التاريخ 79 : 10 ، معجم األدباء 111 : 6 ، لسان الميزان257|394 : 17 ، سير أعالم النبالء 321

:12 ، البداية والنهاية 172 : 2 ، وفيات االعيان 301 : 2. 210 : 3 ، شذرات الذهب 266 : 4 ، النجوم الزاهرة 23

ج ، أبو عبدالله الحسين بن منصور wالحال * الفارسي البيضاوي :

نشأ بتستر ، أو قيل بواسط. ه ـ على ما قيل ـ بعث حالجا في اسمي بالحالج ألن حاجة له فلما عاد الحالج وجد جميع قطنه محلوجا ، أوقيل : أن أباه كان حالجا فنسب إليه ، وقيل غير ذلك. قدم بغداد فصحب جماعة من كبار الصوفية أمثال الجنيد بن محمد وأبا الحسين النوري وعمرو بن عثمان

المكي.

337 ..................................................................تراجم االعالم

نسبت إليه الكثير من االقوال واالفعال ، واختلف الناس فيه ، وتبرأ منه الكثير من المتصوفة ونسبوه إلى الشعبذة

والى الزندقة وغير ذلك. ر به الكثير من الناس ، كان كثير الترحال والسفر فتأث

وحاول االتصال بجماعة من كبار أصحابنا فطروده ، بليخ الطوسي رحمه الله تعالى في جماعة وعده الش

المذمومين الذين ادعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء. حبس بأمر المقتدر بالله سنين طويلة ، ثم قتل بعد

هـ( لسبع بقين من شهر ذي القعدة. 309ذلك في عام ) :2راجع لالطالع على تفاصيل حياته : الكنى واأللقاب

، مجالس405 ـ 401 ، كتاب الغيبة للطوسي : 164ع : 36 : 2المؤمنين ، تاريخ339 ، بين التصوف والتشي

، وفيات126 : 8 ، الكامل في التاريخ 122 : 8بغداد ، سير أعالم132 : 11 ، البداية والنهاية 140 : 2األعيان ، دول548 : 1 ، ميزان االعتدال 205|313 : 14النبالء

، لسان الميزان253 : 2 ، مراة الجنان 187 : 1االسالم . 182 : 3 ، النجوم الزاهرة 314 : 2

د ، الحكم بن عتيبة الكندي : * أبو محم كان يعد من علماء أهل الكوفة وفقهائهم. ولد في

حدود ست وأربعين هجرية ، وتوفي عام خمس عشر ومائةهجرية على أصح األقوال.

عه ، ففي حين اختلف أصحابنا في توثيقه واثبات تشي يعده الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في أصحاب األئمة

وأنه كان زيديا ، فإن العالمة:السجاد والباقر والصادق ه كان الحلي رحمه الله تعالى عده من فقهاء العامة ، وأن

بتريا مذموما ، بل ونقل الكشي بعضا من الرواياتالمضعفة له ، وكذا هو الحال في رجال أبي داود والكشي.

، رجال209 : 6انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ، رجال ابن102|171 و 11|114 و 6|86الطوسي :

358 : 1 ، تنقيح المقال 218 ، الخالصة : 163|243داود : ،372 : 2 ، تهذيب التهذيب 331 : 6، طبقات ابن سعد

، سير117 : 1 ، تذكرة الحفاظ 316تهذيب الكمال : . 242 : 4 ، تاريخ االسالم 208 : 5أعالم النبالء

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 338

* خالد بن سعيد بن العاص بن امية بن عبدشمس :

يعد من المسلمين األولين السابقين في االسالم ، ومن. 7المتمسكين بوالية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

كان ممن هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ، وهم في9وهو الذي تولى تزويج ام سلمه إلى رسول الله

الحبشة. 9شهد غزوة الفتح والطائف وحنين ، وواله رسول الله

فترك9صدقات اليمن ، فكان هناك حتى توفي رسول الله ولم يبايع7اليمن وقدم المدينة ، ولزم أمير إلمؤمنين علي

أبا بكر ، بل كان من األثني عشر صحابيا الذين حاجوا أبابكر على منبره يوم الجمعة في أول خالفته.

قيل : استشهد في أجنادين يوم السبت الثامن هـ ( ، وقيل13والعشرين من شهر جمادى االول سنة )

هـ (. 14 أو ) (13)في مرج الصفر محرم عام ، الدرجات353انظر ترجمته في : تأسيس الشيعة :

، طبقات ابن سعد288 : 6 ، أعيان الشيعة 392الرفيعة : ، سير168 ، المعارف : 152 : 3 ، التاريخ الكبير 1 : 4

، اسد378 : 1 ، تاريخ االسالم 48|259 : 1أعالم النبالء ، البداية والنهاية30 : 1 ، شذرات الذهب 97 : 2الغابة

7 : 377 .* الخليل بن أحمد الفراهيدي :

االزدي البصري ، النحوي االمامي ، أشهر من أن يعرفأو يترجم له ، فقد طبق صيته اآلفاق ، وتجاوز أبعد الحدود.

، تنقيح148انظر ترجمته في : تأسيس الشيعة : ، رجال ابن410 : 1 ، الكنى واأللقاب 402 : 1المقال ، طبقات النحويين :10|67 ، الخالصة : 574|89داود :

:1 ، تهذيب االسماء واللغات 72 : 11 ، معجم االدباء 47 ،244 : 2 ، وفيات األعيان 199 : 3 ، التاريخ الكبير 177

:3 و 207 : 1 ، العبر 161|429 : 7سير أعالم النبالء :10 ، البداية والنهاية 141 : 3 ، تهذيب التهذيب 219 ، البلغة 161

339 ..................................................................تراجم االعالم

،275 : 1 ، طبقات القراء 79في تاريخ أئمة اللغة : ، إنباه557 : 1 ، بغية الوعاة 275 : 1شذرات الذهب

، الكامل في380 : 3 ، الجرح والتعديل 341 : 1الرواة . 50 : 6التاريخ

* دبيس بن علي بن مزيد االسدي : أمير العرب بالعراق ، وكان على ما تترجم له كتب

التأريخ وسير الرجال فارسا شجاعا ، وجوادا ممدوحا ، ومنرجال الشيعة المعدودين.

عاش ثمانين سنة ، وعند موته رثته الشعراء وأكثروا في ذلك ، وقد اختلف في نسبة بناء الحلة إليه أو إلى

حفيده سيف الدولة ، وإن كان الرأي األخير مرجح عنداألكثر.

أصل اسرته من بني أسد ، وقيل : من بني خفاجة ، وحيث يعودون بنسبهم الى الملك أبو األعز دبيس بن سيف

الدولة صدقة من منصور االسدي. ، المنتظم286|557 : 18راجع : سير أعالم النبالء

، وفيات األعيان121 : 10 ، الكامل في التاريخ 333 : 8 :4 ، تاريخ ابن خلدون 6 : 2 ، دول االسالم 491 : 2

، معجم األنساب114 : 5 ، النجوم الزاهرة 277. 207واالسرات الحاكمة :

* دعبل بن علي الخزاعي : شاعر أهل البيت ، والمجاهر بحبهم ووالئهم.

هـ ( ، وكان شعره يتميز بالقوة148ولد سنة ) والجزالة والفصاحة ، وحسن النظم ، ورهافة الحسن. كان رحمه الله ، جريئا شجاعا ال يتردد من الوقوف

بوجه الظالمين والدفاع عن عقيدته في أحقية أهل البيتبعه الحكام المنحرفين من أساليب االرهاب: ، رغم ما يت

والقتل ، ولقد ليم على ذلك ، وحذر من عاقبته فقال : أنا أحمل خشبتي منذ خمسين سنة ولست أجد أحدا يصلبني

عليها. من أروع قصائده ما انشده االمام علي بن موسى

في خراسان : 7الرضا

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 340

مدارس آيات خلت منتالوة

 

ومنزل وحي مقفرالعرصات

  

آلل رسول الله بالخيف منمنى

 

وبالبيت والتعريفوالحجرات

  

منازل وحي الله ينزل بينها 

على أحمد المذكور فيالسورات

  

منازل قوم يهتدي بهداهم 

فتؤمن منهم زلة العثرات  

منازل كانت للصالة وللتقى 

وللصوم والتطهيروالحسنات

  

هـ ( ، ودفن246 هـ ( ، وقيل عام ) 244توفي عام ) في السوس.

يعة ، معالم400 : 6انظر ترجمته في : أعيان الش ، الخالصة :428|161 ، رجال النجاشي : 151العلماء :

، رجال417 : 1 ، تنقيح المقال 21 ، الوجيزة : 70 ، الشعر601|98 ، رجال ابن داود : 6|375الطوسي : ، فهرست ابن النديم :120 : 2 ، األغاني 576والشعراء :

،382 : 8 ، تاريخ بغداد 264 ، طبقات الشعراء : 229 141|519 : 11 ، سير أعالم النبالء 27 : 2ميزان االعتدال

، البداية والنهاية430 : 2 ، لسان الميزان 346 : 1، العبر :2 ، النجوم الزاهرة 99 : 11 ، معجم االدباء 348 : 10

. 202 : 1 ، معاهد التنصيص 322 * أبو المطاع ، ذو القرنين بن حمدان بن ناصر

الدولة : يلقب بوجيه الدولة ، وهو حفيد ناصر الدولة صاحب

الموصل أخي سيف الدولة صاحب حلب. كان شاعرا أديبا فاضال ، قصائده حسنة السبك ، جميلة

المنحدر. ولي إمرة دمشق سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ثم

عزل ، ثم وليها سنة خمس عشرة وأربعمائة الى سنة تسععشرة وأربعمائة.

ه ورد مصر في أيام الظاهر بن الحاكم وروي : أنده والية االسكندرية في رجب سنة أربع العبيدي صاحبها فقل

عشرة وأربعمائة ، وأقام بها سنة ثم رجع إلى دمشق. هـ ( وكان من أبناء الثمانين. 428توفي عام )

341 ..................................................................تراجم االعالم

يعة ، الكنى434 : 6انظر ترجمته في : أعيان الش ، معجم192 : 3واأللقاب

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 342

،340|516 : 17 ، سير أعالم النبالء 119 : 11األدباء ، مرآة238 : 3 ، شذرات الذهب 255 : 1دول االسالم

، وفيات األعيان27 : 5 ، النجوم الزاهرة 51 : 3الجنان 22 : 279|230 .

* سالم بن أبي الجعد األشجعي الغطفاني : كان يعد فقيها ثقة ، بل ومن نبالء الموالي وعلمائهم.

وكان كثير الحديث والرواية. توفي في حدود سنة مائة هجرية. ، تنقيح172 : 7انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

، التاريخ الكبير291 : 6 ، طبقات ابن سعد 2 : 2المقال :5 ، سير أعالم النبالء 373 : 3 ، تهذيب التهذيب 107 : 4

:1 ، شذرات الذهب 369 : 3 ، تاريخ االسالم 44|108. 189 : 9 ، البداية والنهاية 118

اء wالسري بن أحمد بن السري الكندي ، الرف * الموصلي :

كان شاعرا شهيرا مطبوعا ، عذب األلفاظ ، بديعالنظم ، كثير االفتنان بالتشبيهات واألوصاف في شعره. عمل في أول صباه في الرفائين بالموصل حتى أخذ

في نظم الشعر والتكسب به ، فذاع صيته وانتشر شعره ، فاخذ في مدح الملوك والرؤساء فانهالت عليه جوائزهم وعطاياهم ، والسيما ملوك بني حمدان ، ورأسهم سيف

الدولة. ، منها : :له قصائد جميلة في مدح أهل البيت

بي وآله اقارع أعداء الن 

قراعا يفل البيض عندقراعه

  

وأعلم كل العلم ان وليهم 

سيجزى غداة البعث صاعابصاعه

  

توفي في منتصف القرن الرابع الهجري ببغداد ، ودفنفيها.

، معالم194 : 7انظر ترجمته في : أعيان الشيعة :2 ، يتيمة الدهر 143 ، هدية االحباب : 152العلماء :

،182 : 11 ، معجم االدباء 194 : 9 ، تاريخ بغداد 117 ، النجوم270 : 11 ، البداية والنهاية 141 : 6االنساب ، سير 67 : 4الزاهرة

343 ..................................................................تراجم االعالم

. 73 : 3 ، شذرات الذهب 151|218 : 16أعالم النبالء * سعيد بن جبير بن هشام الكوفي :

الحافظ المقرئ ، المفسر الشهيد ، وجهبذ العلماء. علم شهير ، وقمة شاهقة ، وشخصية المعة فذة ،

واسم على كل لسان ، فلقد طبق صيته اآلفاق ، وتجاوز كلحد.

أصله من الكوفة ، ومن خالصة شيعتها ، وكان منقين بأهل البيت ، والمجاهرين بذلك ، والمنادين:المتعل

بوجوب اتباعهم ، فكان ذلك سببا في استشهاده ، رضوانالله تعالى عليه.

قتله الحجاج بن يوسف لعنه الله تعالى في وقت ـ وكما يقول أحمد بن حنبل ـ : ما كان على األرض أحد إال

وهو محتاج لعلمه. يعة ، الخالصة :234 : 7انظر ترجمته في : أعيان الش

:2 ، تنقيح المقال 687|102 ، رجال أبي داود : 2|79 ،461 : 3 ، التاريخ الكبير 256 : 6 ، طبقات ابن سعد 25

2 ، وفيات األعيان 272 : 4 ، حلية األولياء 253المعارف : ، سير2 : 4 ، تاريخ االسالم 480 ، تهذيب الكمال : 371:

، العبر71 : 1 ، تذكرة الحفاظ 116|321 : 4أعالم النبالء ،11 : 4 ، تهذيب التهذيب 192 و 143 و 123 و 84 : 1

، تاريخ108 : 1 ، شذرات الذهب 228 : 1النجوم الزاهرة . 579 : 4 ، الكامل في التاريخ 23 : 4الطبري

* سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي : أختلف فيه أصحابنا ، فهم بين مشيد به ، عاد له في

، وبين ذام له ، طاعن حتى في مذهبه ،:أصحاب االئمة والله تعالى هو العالم بحقيقة الحال. توفي سنة أربع وتسعين هجرية.

، الخالصة :249 : 7انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ،332 : 1 ، رجال الكشي 1|90 ، رجال الطوسي : 1|79

،30 : 2 ، تنقيح المقال 695|103رجال أبي داود : ، تذكرة248 ، المعارف : 119 : 5طبقات ابن سعد

، سير أعالم النبالء 51 : 1الحفاظ

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 344

:4 ، تهذيب التهذيب 4 : 4 ، تاريخ االسالم : 88|217 : 4 ،17 ، طبقات الحفاظ : 99 : 9 ، البداية والنهاية 74

، مرآة102 : 1 ، شذرات الذهب 228 : 1النجوم الزاهرة . 85 : 1الجنان

د ، سليمان بن مهران األعمش : * أبو محم أصله من نواحي ري ، وقيل : ولد بقرية امه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين هجرية ، وقدموا به الكوفةطفال ، وفي تاريخ بغداد : أن أباه جاء به حميال إلى الكوفة.

. 7كان يعد من أصحاب اإلمام الصادق قه القوم في كتبهم وأثنوا عليه. وث

هـ ( على األقرب في148توفي في ربيع األول سنة ) ( عاما. 88المدينة المنورة ، وله )

،517|193انظر ترجمته في : رجال النجاشي : ، رجال63 : 2 ، تنقيح المقال 39 : 2الكنى واأللقاب

، طبقات729|106 ، رجال ابن داود : 72|206الطوسي : :9 ، تاريخ بغداد 46 : 5 ، حلية األولياء 342 : 6ابن سعد

:2 ، وفيات األعيان 589 : 5 ، الكامل في التاريخ 3 ،224 : 2 ، ميزان االعتدال 75 : 6 ، تاريخ االسالم 400

:1 ، تذكرة الحفاظ 110|226 : 6سير أعالم النبالء 54 : 20 ، تذهيب التهذيب 195 : 4 ، تهذيب التهذيب 154

،146 : 4 ، الجرح والتعديل 220 : 1، شذرات الذهب . 111مشاهير علماء األمصار :

* طاهر بن الحسين الخزاعي : مقدم الجيوش ، المكنى بذي اليمينين ، ألنه وكما قيل

بان المامون كتب إليه : يمينك يمين أمير المؤمنين ،ه ولي العراق وخراسان ، وشمالك يمين. بل وقيل : ألن

وقيل غير ذلك. هـ ( واله المأمون على جميع بالد205في عام )

خراسان والمشرق ، وكان قد واله الجزيرة والشرطوجانبي بغداد قبل ذلك.

هـ( عن بيعة المأمون ، وقطع الدعاء207تراجع عام ) له ، وطرح لباس السواد ،

345 ..................................................................تراجم االعالم

ولكنه لم يلبث أن توفي بعدها بقليل. ولى المأمون ابنه عبدالله على الرقة ومصر وجزيرة ،

وأقر ولده طلحة مكان أبيه بعد موته.عهم فيما توفر لدي من المصادر ، ت من تشي لم اتثب

والله تعالى هو العالم. :10 ، البداية والنهاية 8 : 577راجع : تاريخ الطبري

:6 ، الكامل في التاريخ 16 : 2 ، شذرات الذهب 255.149 : 2 ، النجوم الزاهرة 360

* أبو الغارات ، طالئع بن رزيك : الملقب بالملك الصالح ، ووزير مصر.

495ولد في التاسع عشر من شهر ربيع األول سنة ) هـ (.

كان واليا بمنية بني الخصيب من أعمال الصعيد المصري ) مديرية المنيا ( فلما قتل الظافر أرسل أهله

وحرمه إليه ـ أي إلى طالئع ـ كتبا ملطخة بالسواد ، فيها قد جمع شعر أهل الظافر المقصوص ، يسألونه فيها أن ياخذ

الثأر من قاتلي الظافر ، عباس وولده نصر. فاستجاب لهم الصالح ، وتوجه إلى القاهرة بجمع عظيم من أتباعه ، فهرب عباس وولده وأتباعهم عند

اقتراب الصالح وجمعه من أطراف القاهرة ، فدخلها وتولىه لم يلبث أن قتل الوزارة أيام الفائز ، وأيام العاضد ، إال أن

خين حول قاتله ،556في عام ) هـ ( باختالف بين المؤر فقد قيل : أنه المعتضد نفسه ، وقيل : عمة المعتضد ،وقيل غير ذلك ، والله تعالى هو العالم بحقيقة الحال.

كانت للصالح وقائع مشهودة مع الصليبين ، كان النصرحليفه في الكثير منها.

با لهم ، وله قصائد كثيرة وكان محبا للشعراء ، مقرمتناثرة في طيات الكتب ، ومن أشعاره.

محمد خاتم الرسل الذيسبقت

 

به بشارة قس وابن ذييزن

  

الكامل الوصف في حلم وفي كرم

 

والطاهر األصل من ذمومن درن

  

ظل االله ومفتاح النجاةوينبو

 

ع الحياة وغيث العارضالهتن

  

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 346

فاجعله ذخرك في الدارين معتصما

 

به والمرتضى الهادي أبيحسن

  

وله أيضا : ويوم خم وقد قال النبي له

 

بين الحضور وشالت عضدهيده

  

من كنت مولى له هذايكون

 

له مولى أتاني به أمريؤكده

  

من كان يخذله فالله يخذله 

أو كان يعضده فاللهيعضده

  

: :وله في مدح أهل البيت فينة ماكنا لنطمع هم الس

أن 

ننجو من الهول يوم الحشرلوال هي

  

الخاشعون إذا جن الظالمفما

 

ة تنفي بانباه تغشاهم سن  

والبدت ليلة إال وقابلها 

من التهجد منهم كل أواه  

ومن آثاره الباقية الجامع الذي هو على باب زويلةبظاهر القاهرة.

دفن بعد وفاته بالقاهره ، ثم نقله ولده العادل من دار الوزارة التي دفن فيها في التاسع عشر من شهر صفر عام

هـ ( إلى تربته التي هي بالقرافة الكبرى. 577) ومن االتفاقات الغريبة ـ على ما قرأت ـ أن الصالح

ولى الوزارة في اليوم التاسع عشر ، وقتل في اليوم التاسع عشر ، ونقل تابوته في اليوم التاسع عشر ، وزالت

دولة الفاطميين في اليوم التاسع عشر أيضا!! ، أعيان149انظر ترجمته في : معالم العلماء :

يعة ، الكامل في172 : 3 ، الكنى واأللقاب 396 : 7الش ، سير أعالم526 : 2 ، وفيات األعيان 274 : 11التاريخ ، مراة الزمان26 و 24 : 3 ، العبر 272|397 : 20النبالء

:5 ، النجوم الزاهرة 243 : 12 ، البداية والنهاية 146 : 8 ، دائرة معارف القرن177 : 4 ، شذرات الذهب 345

. 321 : 7العشرين * أبو األسود الدؤلي ، ظالم بن عمرو بن

سفيان : في اسمه اختالف وتضارب.

347 ..................................................................تراجم االعالم

كان علما بارزا ، وقمة شاهقة من أعالم األدب االسالمي. ولد قبل البعثة النبوية بثالث سنوات تقريبا ،

ه شهد بدرا. 9وأسلم في عهد رسول الله ، وقيل أن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 348

هاجر إلى البصرة في عهد عمر بن الخطاب وسكن فيها ، وطال مكوثه فيها حتى أنه عد من شعرائها ، بل

وأسمي أحد طرقها الرئيسية باسمه. كان من المتحققين بوالية أمير المؤمنين علي بن أبي

، وصحبته ، وصحبة ولده ، وشهد معه أكثر7طالب مشاهده.

د المرتضى رحمه الله تعالى : أن أبا األسود روى السي دخل يوما على معاوية بالنخيلة فقال له معاوية : أكنت

ذكرت للحكومة ] أي في صفين بعد وقف الحرب بين علي ومعاوية بن هند [. 7

فقال : نعم. قال معاوية : فماذا كنت صانعا؟

قال : كنت أجمع ألفا من المهاجرين وأبنائهم ، وألفا من األنصار وأبنائهم ، ثم أقول : يا معشر من حضر أرجل

من المهاجرين أحق أم رجل من الطلقاء؟. كان فقيها عالما تولى القضاء في البصرة ، واستخلفه

عبدالله بن عباس عليها عند شخوصه إلى الحجاز. هـ (69توفي في الطاعون الذي أصاب البصرة عام )

وهو ابن خمس وثمانين سنه.يعة ، الكنى288 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش

، رجال الشيخ794|112 ، رجال ابن داود : 7 : 1واأللقاب ) باب الكنى ( ، تاسيس3 : 3 ، تنقيح المقال 46:

يعة : 6 ، التاريخ الكبير 99 : 7 ، طبقات ابن سعد 318الش :12 ، معجم األدباء 39 ، فهرست ابن النديم ، 334:

،13 ، أخبار النحويين البصريين : 69 : 3 ، اسد الغابة 34 ، نزة األدباء21 ، طبقات النحويين : 67معجم الشعراء :

:3 ، تاريخ االسالم 28|81 : 4 ، سير أعالم النبالء 8 : 1 ، النجوم الزاهرة632 ، تهذيب الكمال : 57 : 1 ، العبر 9 :1 ، خزانة األدب 12 : 22 ، تهذيب التهذيب 184 : 1

، بغية364 : 20 و 296 : 12 و 248 : 7 ، األغاني 136. 22 : 2الوعاة

اك الحضرمي : wأبو مالك ، الضح * كان متكلما بارعا من أهل الكوفة ، ومن أصحاب اإلمام

، 7الصادق

349 ..................................................................تراجم االعالم

وله كتاب في التوحيد. ، رجال4|221انظر ترجمته في : رجال الطوسي :

:2 ، تنقيح المقال 90 ، الخالصة : 546|205النجاشي : 104 .

* عامر بن واثلة الليثي الكناني الحجازي : ه أدرك كان من مقدمي الصحابة وأجالئهم ، يقال أن

، وتشرف بصحبته. 9ثمان سنين من حياة رسول الله كان صادقا ، عالما ، شاعرا ، فارسا. صحب أمير

وكان من شيعته ومحبيه7المؤمنين علي بن أبي طالب ومالزميه ، وشهد معه مشاهده جميعها ، حتى استشهاده

وروى عنهم. : ، فالزم ابناءه المعصومين 7ه قدم يوما على معاوية بن هند آكلة األكباد قيل : أن

فقال له : كيف وجدك على خليلك أبي الحسن؟ فقال : كوجد ام موسى ، واشكو إلى الله التقصير.

فقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان؟ فقال : ال ، ولكني فيمن حضره.

قال : فما منعك من نصره؟ قال : وأنت ما منعك من نصره إذ تربصت له ريبالمنون وكنت في أهل الشام كلهم تابع لك فيما تريد؟

قال معاوبة : أوما ترى طلبي بدمه نصرة له؟ ك كما قال أخو بني فالن : فقال عامر : بلى ، ولكن

ك بعد الموت تندبني أللفين 

وفي حياتي ما زودتنيزادي

  

، وكان7خرج مع المختار طلبا بدم االمام الحسين معه حتى قتل المختار ، وامتد به العمر بعد ذلك حتى توفي

سنة مائة هجرية. 8|47 ، و 50|25انظر ترجمته في : رجال الطوسي :

، أعيان806|113 ، رجال ابن داود : 24|98 و 3|69و يعة : 370 : 2الشيعة ، تنقيح المقال 186 ، تأسيس الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 350

،4 ، رجال البرقي : 107 : 1 ، الكنى واأللقاب 117 : 2 ، جمهرة أنساب192 ، المعارف : 446 : 6التاريخ الكبير

145 : 3 ، اسد الغابة 198 : 1 ، تاريخ بغداد 183العرب : ، سير78 : 4 ، تاريخ االسالم 71 : 5، تهذيب التهذيب

،89 : 1 ، العبر 177|467 : 4 و 97|468 : 3أعالم النبالء ،243 : 1 ، النجوم الزاهرة 190 : 9البداية والنهاية . 41 : 4 ، خزانة األدب 118 : 1شذرات الذهب

* الناشئ الكبير ، عبدالله بن محمد األنباريالبغدادي :

المعروف بابن شرشير ، وشرشير اسم طائر يصل إلى الديار المصرية من البحر زمن الشتاء ، أكبر من الحمام

بقليل. مين ، وأعيان الشعراء ، كان يعد من كبار المتكل

ورؤوس المنطق. هـ (. 293سكن مصر وبها مات عام )

ترجم له القمي في كناه ، وأورده السيد األمين فيأعيانه إال أن له تعليقا حول تشيعه يراجع لالستزادة.

، أعيان192 : 3انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب يعة ، وفيات األعيان92 : 10 ، تاريخ بغداد 200 : 10الش

،424 : 1 ، العبر 14|40 : 14 ، سير أعالم النبالء 91 : 3 ،158 : 3 ، النجوم الزاهرة 214 : 2شذرات الذهب . 101. 11البداية والنهاية

* أبو هاشم ، عبدالله بن محمد بن الحنفية : . كان ثقة جليال ومن7حفيد االمام علي بن أبي طالب

هـ ( ، وعنه98علماء التابعين ، توفي في حدود عام ) انتقلت البيعة إلى بني العباس.

، تنقيح169 : 1انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب ، التاريخ327 : 5 ، طبقات ابن سعد 212 : 2المقال ، سير أعالم النبالء20 : 4 ، تاريخ االسالم 187 : 5الكبير

. 187 : 4 ، وفيات األعيان 87 : 1 ، العبر 37|129 : 4 * ديك الجن ، عبد السالم بن رغبان الكلبي

الحمصي :

351 ..................................................................تراجم االعالم

هـ ( بسلمية ،161شاعر شيعي مشهور ولد عام ) فاق بشعره شعراء عصره ، وطار صيته في اآلفاق حتىصار الناس يبذلون األموال للحصول على القطعة من

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 352

شعره. لم يتكسب بشعره حيث لم يمدح خليفة وال غيره ، بل

ولم يرحل إلى العراق رغم رواج سوق الشعر فيه في زمنه، فبقي شعره ضمن الحدود التي عاش فيها.

. 7له مراث كثيرة ورائعة في اإلمام الحسين هـ ( وله أربع أو خمس236( أو ) 235توفي عام )وسبعون سنة.

، أعيان150انظر ترجمته في : معالم العلماء : يعة :14 ، األغاني 212 : 2 ، الكنى واأللقاب 12 : 8الش

:3 ، وفيات األعيان 67|163 : 11 ، سير أعالم النبالء 50184 .

* عبد العزيز بن يحيى الجلودي : يعة االمامية ، والرواة أبو أحمد البصري ، من أكابر الش

لآلثار والسير ، وشيخ البصرة وأخباريها. ه لم فا ، إال أن خون له قريبا من المائتين مصن يعد المؤر

يبق لنا في هذه األيام منها شيء. ،640|240انظر ترجمته في : رجال النجاشي :

، تنقيح116 ، الخالصة : 534|119فهرست الطوسي : يعة : 156 : 2المقال ، معالم329 و 242 ، تاسيس الش

. 962|129 ، رجال ابن داود : 547|80العلماء : * عبد القادر بن أبي صالح الكيالني الحنبلي : ولد بجيالن من بالد طبرستان في سنة احدى وسبعين

وأربعمائة هجرية وتفقه على أبي سعد المخرمي. كان إماما للحنابلة وشيخ كبير من شيوخهم ، وهو

مؤسس الطريقة القادرية ، ويعد من كبار المتصوفين ،وأصحاب الطرق.

ينسب إليه أصحابه في كتبهم الكثير من الكرامات ،ها حافلة ها وكما يقول الذهبي عند الحديث عنها بان ولكن

باشياء مستحيلة وغير صحيحة. نعم ، وقد أفرد الشيخ األميني جملة صفحات في

موسوعته الشهيرة الغدير

353 ..................................................................تراجم االعالم

( لمناقشة هذه الروايات الموضوعة. فراجع.170 : 11) له أقول وأفعال يردها بقوة وحزم العلماء والباحثون

وتؤخذ عليه. هـ ( ودفن في بغداد ، وقبره مشهور561توفي عام )

ومعروف. ، الكامل415 : 3 ، 132 : 2راجع : مجالس المؤمنين

،286|439 : 20 ، سير أعالم النبالء 323 : 11فى التاريخ ، البداية198 : 4 ، شذرات الذهب 75 : 2دول االسالم

، النجوم373 : 2 ، فوات الوفيات 252 : 12والنهاية . 371 : 5الزاهرة

* الزاهي ، علي بن اسحاق البغدادي : كان شاعرا مجيدا ، حسن الشعر في التشبيهات

وغيرها ، وكان وصافا محسنا. هـ ( وكان أكثر شعره318ولد في صفر من عام )

، ومن ذلك : :في مدح أهل البيت يا آل أحمد ما كان جرمكم

 

يف فكل أرواحكم بالستنتزع

  

منكم طريد ومقتول علىظمأ

 

ومنكم دنف بالسم منصرع  

هـ ( ببغداد. 352توفي في حدود سنة ) يعة ، الكنى163 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش

:1 ، يتيمة الدهر 148 ، معالم العلماء : 257 : 2واأللقاب ، سير231 : 6 ، األنساب 350 : 11 ، تاريخ بغداد 233

،63 : 4 ، النجوم الزاهرة 77|111 : 16أعالم النبالء :11 ، البداية والنهاية 59 : 7 ، المنتظم 55 : 2اللباب

. 371 : 3 ، وفيات األعيان 272 * أبو الحسن البغدادي ، علي بن الجعد بن

عبيد الجوهري : مسند بغداد ، ومولى بني هاشم.

ولد سنة ثالث أو أربع أو ست وثالثين ومائة هجرية. كان عالما حافظا ، كتب عن ابن حنبل وابن معين ،

وروى عنه البخاري وغيره. هـ ( وقد استكمل ستا وتسعين سنة.230توفي سنة )

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 354

، الكنى177 : 8انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ، التاريخ338 : 7 ، طبقات ابن سعد 145 : 2واأللقاب

، تهذيب التهذيب360 : 11 ، تاريخ بغداد 265 : 6الكبير :3 ، ميزان االعتدال 959 : 5 ، تهذيب الكمال 256 : 7

، سير أعالم 116

355 ..................................................................تراجم االعالم

، شذرات175 ، طبقات الحفاظ : 152|460 : 10النبالء . 68 : 2الذهب

* أبو الفرج االصبهاني ، علي بن الحسينالمرواني األموي :

عا باألخبار واآلثار ، والنحو واألحاديث ، كان خبيرا متضلوالمغازي ، وغير ذلك.

فات كثيرة مشهورة ، منها كتاب األغاني ، له مصنوكتاب مقاتل الطالبيين.

وصفه الذهبي بأنه كان بحرا في األدب ، بصيرا باألنساب وأيام العرب ، وقال : والعجب أنه أموي شيعي!!.

ووصفه الحر العاملي رحمه الله تعالى في أمل اآلمله أصبهاني األصل ، بغدادي المنشأ ، شيعي المذهب. بأن

توفي في ذي الحجة سنة ست ) أو ثالث ( وخمسينوثالثمائة ، وله اثنتان وسبعون سنة.

، أمل192انظر ترجمته في : فهرست الطوسي : يعة 181 : 2اآلمل ، الكنى واأللقاب198 : 8 ، أعيان الش

) باب الكنى ( ، تاريخ30 : 3 ، تنقيح المقال 132 : 1 ، معجم األدباء109 : 3 ، يتيمة الدهر 398 : 11بغداد

:3 ، وفيات األعيان 251 : 2 ، إنباه الرواة 94 : 13 ، سير أعالم221 : 1 ، دول االسالم 98 : 2 ، العبر 307

، لسان123 : 3 ، ميزان االعتدال 140|201 : 16النبالء ، شذرات263 : 11 ، البداية والنهاية 221 : 4الميزان ، فهرست ابن22 : 2 ، ذكر أخبار اصبهان 19 : 3الذهب

. 15 : 4 ، النجوم الزاهرة 226النديم : * أبو الحسن ، علي بن الحسين المسعودي

الهذلي : المؤلف الشهير. نشأ في بغداد وطاف في الكثير منفات أشهرها كتاب اثبات البلدان ، وخلف العديد من المصن

الوصية وكتاب مروج الذهب. كان مهتما بدراسة أحوال الشعوب وعاداتهم وطبعائهم

ما اصوليا ، له خا متقدما ، ومتكل وتقاليدهم ، كما كان مؤرالمام بالفلسفة وعلم النجوم وغيرها.

توفي في منتصف القرن الرابع الهجري. ، الكنى220 : 8انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

يعة : 153 : 3واأللقاب ، رجال253 ، تأسيس الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 356

، رجال ابن40|100 ، الخالصة : 665|254النجاشي : داود :

357 ..................................................................تراجم االعالم

، شذرات الذهب315 : 3 ، النجوم الزاهرة 1038 / 137 :2 ، العبر 343|569 : 15 ، سير أعالم النبالء 271 : 2

. 94 : 2 ، فوات الوفيات 224 : 4 ، لسان الميزان 71 * السيد المرتضى ، علي بن الحسين بن

موسى : ف ، فهو كالشمس في رابعة أجل وأكبر من أن يعر

النهار. ، رجال ابن213 : 8انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

، تأسيس708|270 ، رجال النجاشي : 1036|136داود : ،431|98 ، فهرست الطوسي : 303 و 214الشيعة :

، معالم439 : 2 ، الكنى واأللقاب 458الدرجات الرفيعة : ،284 : 2 ، تنقيح المقال 22|94 ، الخالصة : 69العلماء :

، منتهى331 ، منهج المقال : 549|182 : 2أمل اآلمل :13 ، معجم األدباء 402 : 11 ، تاريخ بغداد 218المقال :

،63 ، جمهرة األنساب : 53 : 12 ، البداية والنهاية 146 ، سير أعالم120 : 8 ، المنتظم 249 : 2أنباه الرواة

، دول124 : 3 ، ميزان االعتدال 394|588 : 17النبالء 2 ، بغية الوعاة 313 : 3 ، وفيات األعيان 258 : 1االسالم

،55 : 3 ، مراة الجنان 223 : 4 ، لسان الميزان 162: . 39 : 5 ، النجوم الزاهرة 256 : 3شذرات الذهب

اني : wأبوالحسن علي الحم * كان شاعرا فاضال ، وأديبا بارعا ، له قصائد مشهورة

تفيض جزالة وبالغة ، ورفعة وجماال. وتسميته بالحماني نسبة إلى حمان ) بكسر الحاء

وتشديد الميم ( وهي قبيلة بالكوفة. بمكانته العالية في الشعر. 7نوه اإلمام الهادي

هـ ( كما روي. 260توفي عام ) ، معالم216انظر ترجمته في : تاسيس الشيعة :

يعة 150العلماء : . 316 : 8 ، أعيان الش* صدر الدين علي خان المدني الشيرازي :

. 8يعود نسبه إلى اإلمام علي بن الحسين هـ ( في المدينة المنورة وأخذ العلم1052ولد عام )

فيها فترة من الزمن حتى

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 358

هـ ( حيث شرع1068هاج إلى حيدر آباد في الهند سنة ) هناك في تأليف كتابه الموسوم بسالفة العصر سنة )

هـ (.1081بقي في الهند ثمان وأربعين سنة على ما قيل.

انتقل إلى برهان بور عند السلطان ) اورنك زيب ( حيث نسبه رئيسا على ألف وثالثمائة فارس وأعطاه لقب

خان ، فعرف به. رحل إلى إيران وبقي متنقال في مدنها حتى استقر في

مدينة شيراز متوليا التدريس في مدراسها. له جملة من المؤلفات القيمة أمثال : رياض

السالكين ، نغمة األغان ، سلوة الغريب واسوة األديب ، أنوار الربيع في أنواع البديع ، موضح الرشاد في شرح

االرشاد. هـ ( ودفن فيها. 1120توفي في شيراز عام )

أنظر : مقدمة كتاب الدرجات الرفيعة بقلم السيد بحرالعلوم.

* نور الدين ، علي بن صالح الدين األيوبي : كان متأدبا حليما ، حسن السيرة متدينا ، أخرجه عمه

وأخوه من ملكه بعد موت أبيه صالح الدين من دمشق إلىصرخد ، واستوليا على الحكم.

كان شيعيا مجاهرا بذلك ، معروفا به ، مذيعا به فيقصائده وأشعاره ، ومن ذلك قوله :

أما آن للسعد الذي أناطالب

 

الدراكه يوما يرى وهوطالبي

  

ترى هل يريني الدهر أيديشيعتي

 

ن يوما من نواصي تمكالنواصب

  

يعة :3 ، الكنى واأللقاب 371 : 8راجع : أعيان الش. 217 ، النجوم الزاهرة : 195

* ابن الرومي ، أبو الحسن علي بن العباس : يعد من اشعر أهل زمانه ، وأجملهم وصفا ، وأبلغهم

هجاء ، وأوسعهم احاطة وتحكما.

359 ..................................................................تراجم االعالم

هـ ( في العتيقة من الجانب الغربي221ولد عام ) من مدينة السالم.

تعلم العربية فاتقنها وبرع فيها وحذق في علومها ، وله قصائد كثيرة وشهيرة ، ومن ذلك قوله في مدح أمير

: 7المؤمنين علي تراب أبي تراب كحل عيني

 

إذا رمدت جلوت بها قذاها  

تلذ لي المالمة في هواه 

لذكراه وأستحلي أذاها  

هـ ( ودفن في مقابر باب البستان283توفي عام ) في الجانب الشرقي من مدينة السالم.

يعة ، الكنن250 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش :5 ، المنتظم 23 : 12 ، تاريخ بغداد 280 : 1واأللقاب

، وفيات األعيان224|495 : 13 ، سير أعالم النبالء 165 :2 ، شذرات الذهب 74 : 11 ، البداية والنهاية 358 : 3

188 . * الناشئ الصغير ، علي بن عبدالله بن وصيف

البغدادي : يعة ، وشاعرا ما بارعا من كبار متكلمي الش كان متكل

مفوها ومبرزا من شعرائها. هـ ( وأخذ علم الكالم عن أبي سهل271ولد عام )

اسماعيل النوبختي. ه نشأ في فن من الشعر. أسمي بالناشئ ألن

ه يسمى:له قصائد كثيرة جدا في أهل البيت ، حتى أنبشاعر أهل البيت.

من ذلك قوله : بآل محمد عرف الصواب

 

وفي أبياتهم نزل الكتاب  

هم الكلمات واألسماءالحت

 

الدم حين عز له المتاب  

وهم حجج االله على البرايا 

بهم وبجدهم ال يستراب  

(365توفي يوم األربعاء لخمس خلون من صفر عام ) هـ ( ، ودفن في مقابر قريش ببغداد. 366أو )

يعة ، الكنى282 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش :2 ، أمل اآلمل 313 ، معالم العلماء : 191 : 3واأللقاب

، فهرست 709|271 ، رجال النجاشي : 629

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 360

، يتيمة280 : 13 ، معجم األدباء 383|89الطوسي : ، لسان155|222 : 16 ، سير أعالم النبالء 232 : 1الدهر

. 238 : 4الميزان * ذو الكفايتين ، علي بن محمد بن العميد

القمي : وزير ركن الدولة الديلمي بعد أبيه المتقدم ذكره.

وذو الكفايتين لقب خلعه عليه الطائع لله لجمعه بينالسيف والقلم.

كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، حتى لقد قيل أن الصاحب بن عباد ـ مع جاللة قدره ـ كان إذا مدحه قام بين

يديه إكراما وتعظيما. وكان ذكيا ، غزير األدب ، واسع المعرفة ، ابقاه مؤيد الدولة بعد أبيه ، إال أنه لم يلبث أن تغير عليه ، لخوفه من

كثرة ميل القادة وامراء الجيش إليه وغير ذلك كل من األسباب ، كما ذكر ذلك ياقوت في معجمه ، فاعتقل ونهبت

أمواله ، وعذب عذابا شديدا ، حيث سملت عينه ، وجزت هـ (. 66لحيته ، وجدع أنفه ، ثم قتلوه ، وذلك في عام )

يعة ، الكنى392 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش ، يتيمة الدهر191 : 14 ، معجم األدباء 129 : 1واأللقاب

. 285 : 11 ، البداية والنهاية 25 : 3* ابو الحسن ، علي بن محمد بن موسى :

كان على ما روي عنه محسنا ، عادال ، سمحا ،مفضاال ، محتشما.

تولى أمر الدواوين في عهد المكتفي ، فلما وليل المقتدر أبقاه على واليته ، حتى أن قتل وزير المتوك

العباس بن الحسن فاستوزر ابن الفرات محله. 312قتل في الثالث عشر من شهر ربيع اآلخر سنة )

هـ ( بعد عزله عن الوزارة بأمر المقتدر. يعة ، الكنى214 : 5انظر ترجمته في : أعيان الش

، المنتظم9 : 8 ، الكامل في التاريخ 364 : 1واأللقاب :1 ، العبر 262|474 : 14 ، سير أعالم النبالء 190 : 6

:3 ، وفيات األعيان 213 : 3 ، النجوم الزاهرة 266. 384 : 5 ، العقد الفريد 421

361 ..................................................................تراجم االعالم

* ابن بسام ، علي بن محمد بن نصرالبغدادي :

كان من أعيان الشعراء ، ومحاسن الظرفاء ، ومتقدمياالدباء.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 362

قال عنه المرزباني : له قصائد رثى فيها أهل البيت ] [ وأبان عن مذهبه في التشيع. :

وقال ابن خلكان : لما هدم المتوكل ] قبحه الله [ قبر هـ ( قال236 في سنة ) 8الحسين بن علي بن أبي طالب

فيه البشامي : تالله إن كانت أمية قد أتت

 

قتل ابن بنت نبيها مظلوما  

فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها 

هذا لعمرك قبره مهدوما  

أسفوا على أن ال يكونواشاركوا

 

في قتله فتتبعوه رميما  

هـ ( عن نيف وسبعين سنة. 302توفي عام ) ، معجم251 : 1انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب

14 ، معجم األدباء 504 : 2 ، مروج الذهب 154الشعراء : ،18 : 3 ، النجوم الزاهرة 63 : 12 ، تاريخ بغداد 139:

|112 : 14 ، سير أعالم النبالء 363 : 3وفيات األعيان . 238 : 2 ، مرآة الجنان 125 : 11 ، البداية والنهاية 56

* الوداعي ، علي بن المظفر بن إبراهيمالكندي :

كان أديبا شاعرا حامال للواء البديع في التورية وغيرها. هـ ( في حلب ، واشتغل في كثير من640ولد عام )

العلوم المختلفة ، وقرأ الحديث وسمعه ، وكان له شعر في غاية الجودة ، تظهر فيه بوضوح المعاني المستكثرة

الحسان التي لم يسبق إلى مثلها أحد. قيل : إنه كان شيعيا متشددا ، مجاهرا بوالئه ومعلنا له.

هـ ( في دمشق. 716توفي عام ) يعة ، الكنى346 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش

. 203 : 12 ، الوافي بالوفيات 436 : 2واأللقاب د ، عمارة بن علي بن زيدان * أبو محم

اليمني : ولد عام خمس عشرة وخمسمائة هجرية ، وتفقه بزبيد ، واشتغل بالفقه في بعض مدارسها أربع سنين ، وكان أديبا

شاعرا. استوطن بعد ذلك مصر حتى قتله صالح الدين األيوبي

في ثمانية من شهر

363 ..................................................................تراجم االعالم

رمضان سنة تسع ، وستين وخمسمائة. لم أجد له ذكرا في ما استقصيته من كتب أصحابنا ، إال

في كنى القمي. ، مرآة200 : 3انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب

، سير أعالم431 : 3 ، وفيات األعيان 189 : 8الزمان :2 ، دول االسالم 58 : 3 ، العبر 373|592 : 20النبالء

276 : 12 ، البداية والنهاية 1777 : 2 ، كشف الظنون 84 ،234 : 4 ، شذرات الذهب 70 : 6، النجوم الزاهرة

. 396 : 11 ، الكامل في التاريخ 54 : 3المختصر * المرزباني ، عمر بن عمران بن موسى بن

سعيد : الكاتب المشهور ، ولد سنة ست أو سبع وتسعين

ومائتين هجرية. ه ولد ونشأ وتوفي في بغداد. أصله من خراسان ، إال أن

كان راوية من كبار الرواة ، وله معرفة واسعة به. له تصانيف كثيرة ، منها : أخبار الشعراء المشهورين ،

األوائل ، الزهد وأخبار الزهاد ، معجم الشعراء. هـ (384توفي في اليوم الثاني من شهر شوال عام )

ودفن بداره فى شارع عمر الرومي ببغداد. ، أمل768|118انظر ترجمته في : معالم العلماء :

، تاسيس33 : 10 ، أعيان الشيعة 875 : 2األمل يعة : ، مرآة146 : 3 ، الكنى واأللقاب 249 و 168الش

، تاريخ بنداد256 ، فهرست ابن النديم : 418 : 2الجنان ،177 : 7 ، المنتظم 642 : 1 ، وفيات األعيان 135 : 3

، وفيات180 : 3 ، إنباه الرواة 268 : 18معجم األدباء ، العبر331|447 : 16 ، سير أعالم النبالء 672األعيان :

،195 : 3 ، اللباب 672 ، ميزان االعتدال : 165 : 2 ،235 : 4 ، الوافي بالوفيات 314 : 11البداية والنهاية ،326 : 5 ، لسان الميزان 111 : 3شذرات الذهب هـ ، كشف575 ، األنساب : 168 : 4النجوم الزاهرة

. 1179 و 1106 : 2الظنون * عمران بن شاهين :

ه اختلف مع السلطان من أهل الجامدة ، قيل : أن وهرب منه إلى البطيحة وأقام بين القصب واآلجام ،

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 364

واقتصر على ما يصيده من السمك وطيور الماء قوتا ، حتىكثرت جماعته وقوي شأنه.

365 ..................................................................تراجم االعالم

ده أبو القاسم البريدي حماية الجامدة ونواحي قل البطائح ، وامتد سلطانه حتى غلب على النواحى المحيطة

به. امتدت دولته أربعين سنة ، حيث توفي سنة تسع

وستين وثالثمائة ، وقام من بعده ابنه الحسن. عه في ما امكنني البحث فيه من ت من تشي لم أتثب

المصادر المتوفرة لدي ، والله تعالى هو العالم. ) وما481 : 8انظر ترجمته في : الكامل في التاريخ

:6 ، تجارب االمم : 267 : 16بعدها ( ، سير أعالم النبالء ، تاريخ ابن121 : 2 ، المختصر في أخبار البشر 119

. 437 : 4 و 423 : 3خلدون * عيسى بن روضة التابعي :

ما بارعا ، استمع له أبو جعفر المنصور كان متكلفأعجب به ، وكان ممدوحا عند أصحابنا.

يعة ، رجال ابن383 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش ، تنقيح796|294 ، رجال النجاشي : 1169|149داود :

. 360 : 2المقال * أبو الفتح ، الفضل بن جعفر بن محمد :

من وجوه بني فرات. كان كاتبا بارعا ، تولى الوزارة في حكم المقتدر

العباسي ، وبعد مقتل األخير واله القاهر الدواوين ، ثم أوالهده الوزارة. 325الراضي الشام ، وفي عام ) هـ ( قل

توفي سنة سبع وعشرين وثالثمائة هجرية ، وله سبعوأربعون سنة.

، الكامل398 : 8انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ،283|479 : 14 ، سير أعالم النبالء 327 : 8في التاريخ

، شذرات الذهب ، الكامل في201 : 1دول االسالم . 327 : 8التاريخ

* الفضل بن سهل السرخسي : كان أول أمره مجوسيا فأسلم ـ على ما روي ـ على

يدي يحيى البرمكي والزمه ، إال أن ابن خلكان ذكر أنهأسلم على يدي المأمون سنة تسعين ومائة هجرية.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 366

د الوزارة ـ في زمن ه تقل لقب بذي الرئاستين ألنالمأمون ـ ورئاسة الجند. وكان منجما مشهورا.

لبعض أصحابنا قول فيه لما يروى عن مواقفه من ، أبان واليته للعهد ، إال أن البعض اآلخر7اإلمام الرضا

ينفي ذلك ، والله تعالى هو العالم. قيل : أن أمره ثقل على المأمون فدس إليه خاله غالبا

األسود في جماعة فقتلوه في الحمام بسرخس. ،265 : 2انظر ترجمته في : االرشاد للشيخ المفيد

،150 : 2 7 ، عيون أخبار االمام الرضا 7|408 : 1الكافي يعة 159و 227 : 2 ، الكنى واأللقاب 108 : 5 ، أعيان الش

،183 ، معجم الشعراء : 565 و 424 : 8، تاريخ الطبري ، الكامل في5 : 4 ، مروج الذهب 339 : 12تاريخ بغداد

، البداية والنهاية4 : 2 ، شذرات الذهب 346 : 6التاريخ :2 ، النجوم الزاهرة 41 : 4 ، وفيات األعيان 249 : 10

و259 : 1 ، العبر 2|99 : 10 ، سير أعالم النبالء 172264 .

* الفضل بن العباس بن عتبة : كان أحد شعراء بني هاشم المذكورين ، وكان شديد

االدمة ، ولذلك قال : وأنا األخضر من يعرفني. كان معاصرا للخليفة األموي عبد الملك بن مروان ،

وله أشعار متناثرة في بطون الكتب. :16راجع : كتاب األغاني ألبي الفرج االصفهاني

يعة : 150 ، ومعالم العلماء : 175 . 188 ، وتأسيس الش * أبو دلف العجلي ، القاسم بن عيسى بن

ادريس : د أهله ، ورئيس عشيرته ، وكان شريفا ممدوحا كان سي

، وشاعرا أديبا ، وشجاعا قويا ، تضرب بقوته وشجاعتهاألمثال.

ه ، فبقي ده الرشيد أعمال الجبال رغم حداثة سن قل فيها حتى وفاته ، وكان قد ولي قبل ذلك إمرة دمشق

للمعتصم. ، مواليا لهم ، بارا بشيعتهم ،:كان محبا ألهل البيت

على الضد

367 ..................................................................تراجم االعالم

. 7مما يروى عن ابنه المبغض لعلي هـ (. 225توفي عام )

يعة ، الكنى443 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش ، الكامل في التاريخ401 : 8 ، األنساب 68 : 1واأللقاب

:2 ، أخبار اصبهان 416 : 12 ، تاريخ بغداد 413 : 6 ،5 : 4 ، مروج الذهب 130 ، فهرست ابن النديم : 160

، شذرات294 : 8 ، تهذيب التهذيب 73 : 4وفيات األعيان ، دول194|563 : 10 ، سيرأعالم النبالء 57 : 2الذهب :4 ، األغاني 243 : 2 ، النجوم الزاهرة 136 : 1االسالم

. 92 : 8 و 82 * معتمد الدولة ، أبو المنيع قراوش بن المقلد

بن المسيب : تولى الحكم بعد موت أبيه سنة إحدى وتسعين

وثالثمائة ، فطالت أيامه ، واتسع ملكه. كان على ما يذكر أديبا شاعرا ، جوادا ممدوحا.

بقي في الحكم خمسين سنة. يعة ، المنتظم449 : 8انظر ترجمته في : أعيان الش

، سير أعالم النبالء263 : 5 ، وفيات األعيان 147 : 8 ،279 و 270 و 198 و 197 : 2 ، العبر 427|633 : 17

، فوات49 : 5 ، النجوم الزاهرة 259 : 1دول االسالم ، شذرات62 : 12 ، البداية والنهاية 198 : 3الوفيات . 266 : 3الذهب

* قيس بن ذريح : زين ، وكان على ما قيل أخا من شعراء الحجاز المبر

من الرضاعة. 7لالمام الحسين يمتاز شعره بالرقة والحالوة والجزالة.

عه فيما توفر لدي من المصادر ، ت من تشي لم اتثبوالله تعالى أعلم.

9 ، األغاني 417انظر ترجمته في : الشعر والشعراء : |534 : 3 ، سير أعالم النبالء 61 : 3 ، تاريخ االسالم 180:

204 : 3 ، الوافي بالوفيات 313 : 8 ، البداية والنهاية 140. 182 : 1، النجوم الزاهرة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 368

* أبو صخر ، كثير بن عبد الرحمن بن األسودالخزاعي المدني :

من فحول الشعراء ومتقدميهم. ينسب إلى عزة امراءة أحبها وشبب بها.

عه االمام الباقر ،7مات سنة سبع ومائة هجرية ، فشي ورفع جنازته بيده الشريفة وعرقه يجري ، وكان يعد من

أصحابه. ، تأسيس152انظر ترجمته في : معالم العلماء :

، الشعر والشعراء :36 : 2 ، تنقيح المقال 190الشيعة : ، معجم الشعراء :359 : 21 ، و 73 : 12 ، األغاني 410 ،381 : 2 ، خزانة األدب 131 : 1 ، شذرات الذهب 250

. 186 : 4 ، تاريخ االسالم 106 : 4وفيات األعيان * أبو عقبة ، كعب بن زهير بن أبي سلمة :

قد9من فحول الشعراء ومجيديهم ، كان رسول الله أهدر دمه لقوله بعض األبيات الشعرية عندما هاجر أخوه

9بجيد إلى النبي ه ندم على ذلك بعد أن بقي هاربا ، إال أن وأنشده9فترة من الزمن ، فاقبل على رسول الله

ها ) بانت سعاد ( ولما بلغ إلى قصيدته الشهيرة التي أولقوله :

إن الرسول لسيف يستضاءبه

 

مهذب من سيوف اللهمسلول

  

إلى أصحابه أن يستمعوا له ، ثم9أشار رسول الله ألقى إليه برده فأسميت القصيدة باسم البردة.

، منها قوله في:وله أبيات جميلة في مدح أهل البيت : 7أمير المؤمنين

صهر النبي وخير الناسكلهم

 

وكل من رأسه بالفخرمفخور

  

صلى الصالة مع االميأولهم

 

قبل العباد ورب الناسمكفور

  

: 7وقال في االمام الحسن بي جبينه مسح الن

 

فله بياض في الخدود  

وبوجهه ديباجة 

كرم النبوة والجدود  

369 ..................................................................تراجم االعالم

هـ (. 45توفي في حدود عام ) ، معالم29 : 9انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

، معجم15 : 2 ، مناقب ابن شهرآشوب 150العلماء : ، الشعر والشعراء :38 : 17 ، األغاني 230الشعراء :

104 . * أبو المستهل ، الكميت بن زيد األسدي

الكوفي : من متقدمي شعراء القرن األول الهجري ، ومن أشعر

شعراء الكوفة في عصره. ، مجاهرا بذلك. :كان محبا ألهل البيت

ه دخل يوما على االمام الصادق في أيام7روي أنالتشريق بمنى وأنشده احدى قصائده ، فلما بلغ قوله :

يصيب به الرامون عنقوس غيرهم

 

فيا آخرا أشد له الغي أول  

هم اغفر للكميت. 7رفع أبو عبدالله يديه وقال : اللكان أيضا عالما بلغات العرب ، خبيرا بأيامها.

توفي مقتوال في خالفة مروان بن الحكم سنة ستوعشرين ومائة هجرية.

، الكنى33 : 9انظر ترجمته في : أعيان الشيعة يعة : 149 : 1واأللقاب ، الخالصة :189 ، تأسيس الش

، معالم العلماء :1247|156 ، رجال ابن داود : 3|135 :17 و 99 : 14 ، األغاني 385 ، الشعر والشعراء : 151

:5 ، سير أعالم النبالء 187 ، جمهرة أنساب العرب : 1. 125 : 5 ، تاريخ االسالم 177|388

* في لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بنكالب العامري :

من شعراء الجاهلية المعدودين ، كان يقال ألبيه ربيعالمقترين لسخائه وكرمه.

في وفد بني كالب فاسلم9قدم لبيد على رسول الله معهم.

خون بانه ذو مروءة وكرم مشهودين. يصفه المؤراستقر به المقام في الكوفة حتى وفاته.

قيل : أن عمر بن الخطاب كتب إلى واليه في الكوفة المغيرة أن يستنشد من بالكوفة من الشعراء بعض ما

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 370

قالوه في االسالم ، فلما سأل لبيدا قال له : إن شئت منأشعارالجاهلية؟

371 ..................................................................تراجم االعالم

فقال : ال. فذهب لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة وقال :

أبدلني الله هذه في االسالم مكان الشعر. وكان بعد ذلك يعد لبيد من القراء.

توفي في زمن عثمان بن عفان ، واختلف في عمره ( سنوات ، وقيل بينهما.110( عاما ، وقيل : )157فقيل : )

:15انظر : مقدمة ديوان الشاعر ، وكتاب األغاني . 168 ، الشعر والشعراء : 361

) أبواب الالم ( ، رياض43 : 2وراجع : تنقيح المقال ، وليس في185 ، تأسيس الشيعة : 416 : 4العلماء

عه ، فتأمل. المصادر وضوح حول تشي * أبو مخنف االزدي ، لوط بن يحيف الغامدي

الكوفي : خ الشهير ، وشيخ أصحاب صاحب التصانيف والمؤر

األخبار. هـ ( في الكوفة. 158توفي عام )

، فهرست43 : 3انظر ترجمته في : تنقيح المقال ، رجالى649|93 ، معالم العلماء : 583|192الطوسي : يعة 136 ، الخالصة : 875|320النجاشي : :2 ، أعيان الش

|157 ، رجال ابن داود : 148 : 1 ، الكنى واأللقاب 430 ،41 : 17 ، معجم األدباء 252 : 7 ، التاريخ الكبير 1251

،419 : 3 ، ميزان االعتدال 94|301 : 7سير أعالم النبالء . 184 ، فهرست ابن النديم : 492 : 4لسان الميزان

* المأمون : الخليفة العباسي المعروف ، والذي قد ينسبه البعض إلى التشيع استنادا إلى جملة من المواقف والتصريحات

التي صدرت عنه أبان خالفته ، ومنها ايكاله والية العهد ، ونبذه السواد ـ وهو شعار7لالمام علي بن موسى الرضا

العباسيين وابداله باللون األخضر ـ ومناداته بالبراءة ممن يترحم على معاوية ، ومناداته باباحة المتعة التي تقول

ه تراجع عن ذلك بعد. يعة ، إال أن يتها الش بحل نعم ، ولكن مع كل ذلك فان الثابت عند أكثر علماء

يعة ورجاالتها رد هذه المسألة ، وعدم األخذ بها ، الشاستنادا الى جملة من المواقف والشواهد التي تنفي عنه

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 372

هذه النسبة ، فراجع ذلك وتأمل مليا. * االبيوردي ، محمد بن أحمد بن محمد

األموي : شاعر وقته ، وكانت له إحاطة كبيرة بالعربية ، والعلوم

األدبية. وكان نسابة قل نظيره ، وله تصانيف كثيرة ومشهورة.

ذكر ياقوت في معجمه : أن األبيوردي رثى االمامه نقلها من خطه ـ قال فيها : 7الحسين بقصيدة ـ قال إن

فجدي وهو عنبسة بنصخر

 

برىء من يزيد ومن زياد  

هـ (. 507توفي مسموما في اصبهان عام ) يعة ، الكنى454 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش

، أنساب77|234 : 17 ، معجم األدباء 7 : 2واأللقاب ،182|283 : 19 ، سير أعالم النبالء 535السمعاني :

:3 ، اللباب 196 : 3 ، مرآة الجنان 182 : 4تاريخ االسالم ، وفيات49 : 3 ، إنباه الرواة 176 : 9 ، المنتظم 230

، الوافي500 : 10 ، الكامل في التاريخ 444 : 4األعيان ، تذكرة176 : 12 ، البداية والنهاية 91 : 2بالوفيات ، النجوم الزاهرة29 : 8 ، مرآة الزمان 1241 : 4الحفاظ

:4 ، شذرات الذهب 945 : 2 ، كشف الظنون 206 : 5. 81 : 6 ، طبقات السبكي 40 : 1 ، بغية الوعاة 18

* ابن النديم ، محمد بن إسحاق الوراقالبغدادي :

اختلفت المصادر في تحديد زمن والدته ، وتضاربت في هـ325ذلك أيما تضارب ، إال أنها قد تكون في حدود عام )

.) ويبدو من تسميته بالوراق أنه كان يعمل في نسخ الكتب وتصحيحها وتجليدها والمتاجرة بها ، وفي ذلك

الزمان كانت هذه المهنة شائعة عند العلماء واألدباء ،واشتغل فيها العديد منهم أمثال ياقوت وغيره.

كما يظهر أن مهنة الوراقة وتوثيق األخبار ، واالشتغالبتجارة األدب هي التي أضفت عليه صفة المنادمة.

من أشهر ما ألف كتاب الفهرست المعروف ، والذيفه عام ) هـ ( حيث تعرض فيه إلى العلوم377صن

373 ..................................................................تراجم االعالم

المعروفة في عصره ، وما كتب عنها ، فكان بحق يعد منأقدم

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 374

كتب التراجم ومن أفضلها ، حيث لخص فيه التراث الفكري االسالمي بشكل لم يسبقه فيه أحد ، فال غرابة أن يحتل

هذه المكانة المرموقة في المكتبة االسالمية ، بل وأنيترجم إلى العديد من لغات العالم المختلفة.

يعة اإلمامية عده البعض من أصحابنا في رجال الشووجوهها.

يعة ، الكنى273 : 2انظر ترجمته في : أعيان الش ، الوافي77 : 2 ، تنقيح المقال 425 : 1واأللقاب ، لسان الميزان. 197 : 2بالوفيات

* محمد بن إسحاق بن يسار : صاحب السيرة المشهور.

هـ (. 151 هـ ( وتوفي عام ) 85ولد عام ) ، الكنى79 : 2انظر ترجمته في : تنقيح المقال

، طبقات22|281 ، رجال الطوسي : 202 : 1واأللقاب 6 ، تاريخ االسالم 214 : 1 ، تاريخ بغداد 396 : 6ابن سعد

:7 ، سير أعالم النبالء 468 : 3 ، ميزان االعتدال 375: ، تهذيب172 : 2 ، تذكرة الحفاظ 165 : 1 ، العبر 15|33

:4 ، وفيات األعيان 10 : 1 ، عيون األثر 34 : 9التهذيب ،40 : 1 ، التاريخ الكبير 230 : 1 ، شذرات الذهب 276

،139 ، مشاهير علماء األمصار : 27 : 2المعرفة والتاريخ . 188 : 2الوافي بالوفيات

د بن الحسين بن العميد * أبو الفضل ، محمالكاتب :

كان شاعرا أديبا ، فاضال عالما ، جليل القدر ، عاليالمنزلة.

كان من تالميذ أحمد بن خالد البرقي ، وكان متوسعافي علوم الفلسفة والنجوم.

استوزره ركن الدولة البوبهي ، وكان معتمدا عنده. كان في الكتابة مضرب األمثال ، حتى قال عنه

الثعالبي : كان يقال : بدأت الكتابة بعبد الحميد ] وكان كاتباشاميا قل نظيره وتضرب به األمثال [ وختمت بابن العميد.

هـ ( في بغداد. 360توفي عام ) يعة ، الكنى256 : 9انظر ترجمته في : أعيان الش

، يتيمة 352 : 1واأللقاب

375 ..................................................................تراجم االعالم

، سير أعالم66 : 1 ، االمتاع والمؤانسة 154 : 3الدهر :5 ، وفيات األعيان 170 : 2 ، العبر 95|137 : 16النبالء

.60 : 4 ، الوافي بالوفيات 103 * السيد الرضي ، أبو الحسن محمد بن

الحسين بن موسى : قمة شاهقة ، وشخصية المعة ، أكبر من أن تترجم أو

تعرف. ، الدرجات216 : 9انظر ترجمته في : أعيان الشيعة :

، منهج المقال :274 ، منتهى المقال : 466الرفيعة : يعة : 769|261 : 2 ، أمل األمل 293 و321 ، تأسيس الش ، رجال ابن داود :1065|398 ، رجال النجاشي : 338 :3 ، تنقيح المقال 176|164 الخالصة : 1360|170 ،131 : 3 ، يتيمة الدهر 243 : 2 ، الكنى واأللقاب 108

،174|285 : 17 ، سير أعالم النبالء 246 : 2تاريخ بغداد :2 ، المختصر في أخبار البشر 182 : 3شذرات الذهب

،18 : 3 ، مرآة الجنان 374 : 2 ، الوافي بالوفيات 152 ،261 : 9 ، الكامل في التاريخ 3 : 12البداية والنهاية . 414 : 4وفيات األعيان

* أبو جعفر ، محمد بن خليل السكwاكيالبغدادي :

من أصحاب هشام بن الحكم وتالميذه ، برع في الكالممين. حتى عد من كبار المتكل

له جملة من الكتب الكالمية. يعة ، الكنى273 : 9انظر ترجمته في : أعيان الش

، تنقيح889|328 ، رجال النجاشي : 35 : 1واأللقاب ، فهرست32|144 ، الخالصة : 115 : 3المقال

يعة : 594|132الطوسي : ، فهرست362 ، تاسيس الش. 374ابن النديم :

بي wأبو عبدالله ، محمد بن زكريا الغال * الجوهري البصري :

كان وجها من وجوه الشيعة في البصرة ، وكان أخبارياصنف العديد من الكتب منها :

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 376

كتاب الجمل الكبير والمختصر ، وكتاب صفين الكبير ، ومقتل االمام7والمختصر ، ومقتل أمير المؤمنين

وغيرها. 7الحسين توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين هجرية.

377 ..................................................................تراجم االعالم

،936|346انظر ترجمته في : رجال النجاشي : ، تنقيح المقال156 ، الخالصة : 780|117معالم العلماء :

، معالم العلماء :1379|172 ، رجال ابن داود : 117 : 3 ، سير أعالم252 و 243 ، تأسيس الشيعة : 780|117

:1 ، العبر 639 : 2 ، تذكرة الحفاظ : 534 : 13النبالء . 206 : 2 ، شذرات الذهب 418

د بن صالح بن عبدالله : * أبو عبدالله ، محم يعد من الشعراء البلغاء الذين جمعوا إلى موهبتهم

الشعرية جانبا كبيرا من العلم والفضل ، واألدب والورع. ل مع جماعة آل أبي طالب قسرا من حمله المتوك الحجاز سنة أربعين ومائتين هجرية ، حيث اودع معهم

السجن ثالث سنين ، ثم اطلق سراحه فأقام في سامراءردحا من الزمان ثم عاد إلى الحجاز ثانية.

يعة 360 : 16انظر : األغاني :9 ، وكذا أعيان الش368 .

* أبو بكر الخوارزمي ، محمد بن العبwاسالطبري :

كان شيخا لألدب ، وإماما في اللغة واألنساب ، عده الثعالبي في يتيمته بنابغة الدهر ، وبحر األدب ، وعلم النظم

والنثر ، وعالم الظرف والفضل ، يجمع بين الفصاحةوالبالغة ....

أصله من طبرستان ومولده ومنشأه بخوارزم ، فلقبخ الشهير. بالطبر خرزمي ، وهو ابن اخت الطبري المؤر

طاف البالد منذ حداثة سنه والتقى بسيف الدولةوصاحبه.

أقام مدة في الشام وحلب ، وقصد الصاحب بن عباد في أرجان فأوصله إلى عضد الدولة حيث نال عنده منزلة

كبيرة. كان يعد من شيوخ الشيعة ورجاالتها األفذاد.

هـ ( بنيشابور بعد عودته من الشام. 383توفي عام ) ، الكنى377 : 9انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

يعة : 19 : 1واأللقاب :3 ، تنقيح المقال 89 ، تأسيس الش ،194 : 4 ، يتيمة الدهر 152 ، معالم العلماء : 135

|526 : 16 ، سير أعالم النبالء 400 : 4وفيات األعيان : 3 ، الوافي بالوفيات 387

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 378

:8 ، األنساب للسمعاني 105 : 3 ، شذرات الذهب 191. 125 : 1 ، بغية الوعاة 202

د بن عبدالله حمدويه الحافظ * ابن البيع ، محم :

صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين المشهور. كان مقدما في عصره ، ومعدودا من أصحاب الرواية

والحديث. هـ ( وتوفي في صفر321ولد في ربيع األول سنة )

هـ ( على أصح األقوال ، بعد أن خلف عدة405سنة ) مصنفات في العلوم المختلفة.

عه. نص السمعاني وابن تيمية والذهبي على تشييعة ، الكنى391 : 9انظر ترجمته في : أعيان الش

:5 ، تاريخ بغداد 29 ، تأسيس الشيعة : 152 : 2واأللقاب ، تذكرة280 : 4 ، وفيات األعيان 274 : 7 ، المنتظم 473

،100|182 : 17 ، سير أعالم النبالء 1039 : 3الحفاظ ، طبقات210 : 2 ، العبر 7804|608 : 3ميزان االعتدال

، البداية والنهاية1672 : 2 ، كشف الظنون 409الحفاظ : :5 ، لسان الميزان 320 : 3 ، الوافي بالوفيات 355 : 11

:4 ، النجوم الزاهرة 176 : 3 ، شذرات الذهب 232238 .

د بن عبدالله بن رزين الخزاعي : * محم ابن عم الشاعر الشهيد دعبل الخزاعي ، كان موجودا

في زمن الرشيد ، وله قصائد مبثوثة في المراجع. ، األغاني361 : 2انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

. 571 ، الشعر والشعراء : 152 : 20المي ، محمد بن عبدالله بن محمد : * الس

نسبته إلى مدينة السالم. كان يعد من أشهر شعراء العراق ومتقدميهم في

ه قال الشعر وهو ابن عشر سنين. عصره ، ذكر الثعالبي أن نشأ في بغداد ، وخرج منها إلى الموصل حيث اتصل بعضد الدولة واختص به ، وكانت له عنده منزلة كبيرة ،

ه كان يقول : إذا رأيت السالمي في مجلس حتى روي أنحلت أن عطارد نزل من الفلك إلي.

379 ..................................................................تراجم االعالم

يعة. ذكره صاحب نسمة السحر في عداد شعراء الش هـ (. 287توفي عام )

، فهرست287 : 2انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب ، النجوم395 : 2 ، يتيمة الدهر 15|322ابن النديم :

:7 ، األنساب 335 : 2 ، تاريخ بغداد 209 : 4الزاهرة |73 : 17 ، سير أعالم النبالء 94 : 4 ، تاريخ االسالم 209

:9 ، الكامل في التاريخ 333 : 11 ، البداية والنهاية 39 ، ايضاح403 : 4 ، وفيات األعيان 225 : 7 ، المنتظم 179

. 134 : 1 ، االمتاع والمؤانسة 215 : 1المكنون * ابن التعاويذي ، محمد بن عبيدالله بن

عبدالله الكاتب : هـ ( ، وكان يعد519ولد في العاشر من رجب عام )

يعة وادبائها ، والذي سار نظمه في من كبار شعراء الشاالفاق ، وتقدم على شعراء العراق.

أصبح كاتبا في ديوان المقاطعات ببغداد. أصابه العمى في آخر أيامه ، وله في ذلك قصائد

جميلة. توفي في شوال عام أربع وثمانين وخمسمائة هجرية.

، الكنى395 : 9انظر ترجمته في : أعيان الشيعة :3 ، العبر 221 ، تأسيس الشيعة : 225 : 1واأللقاب

:4 ، وفيات األعيان 87|175 : 21 ، سير أعالم النبالء 88 4 ، شذرات الذهب 80 : 3 ، مختصر تاريخ أبي الفداء 226

. 429 : 3 ، مرآة الزمان 105 : 6 ، النجوم الزاهرة 281: * ابن الطقطقي ، محمwد بن علي بن طباطبا

العلوي : خ شهير من أهل الموصل ، خلف أباه في نقابة مؤر

ة والنجف وكربالء. العلويين بالحل هـ (. 709 هـ ( وتوفي عام ) 660ولد عام )

، األعالم331 : 1انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب . 51 : 11 ، معجم المؤلفين 174 : 7للزركلي

* أبو جعفر ، محمد بن علي بن النعمانالكوفي الصيرفي :

كان كثير العلم ، حسن الخاطر ، وكان له دكان فيطاق المحامل بالكوفة فيرجع

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 380

إليه في النقد فيرد ردا يخرج كما يقول. 7له كتاب االحتجاج في إمامة أميرالمؤمنين علي

(. 886|325وغيره ذكر ذلك النجاشي في رجاله ) وللطافي مناظرات كثيرة مع معاصره أبي حنيفة ذكرها

( ، منها : قال :409 : 13الخطيب البغدادي في تاريخه ) كان أبو حنيفة يتهم شيطان الطاق ) هكذا يسمونه في كتبهم ( بالرجعة ، وكان شيطان الطاق يتهم أبا حنيفة

بالتناسخ. قال : فخرج أبو حنيفة يوما إلى السوق فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريد بيعه ، فقال أبو حنيفة : اتبيع

7هذا الثوب إلى رجوع علي ] [؟ فقال : إن اعطيتني كفيالأن التمسخ قردا بعتك. فبهت أبو حنيفة. [ التقى هو وأبو8ومنها : لما مات جعفر بن محمد ]

حنيفة ، فقال له أبو حنيفة : أما إمامك فقد فات ، فقال له شيطان الطاق : أما إمامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت

المعلوم. د بن عمر بن واقد االسلمي : * الواقدي ، محم

صاحب التصانيف والمغازي المشهور. ولد بعد العشرين ومائة ، وتوفي عشية يوم االثنين

ألحد عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين ،وله ثمان وسبعون سنة ، ودفن في مقابر الخيزران.

ع حسن المذهب ، يلزم قال عنه ابن النديم : كان يتشيالتقية.

، تاسيس30 : 15انظر ترجمته في : أعيان الشيعة يعة : ، تنقيح المقال230 : 3 ، الكنى واأللقاب 242الش

، تاريخ ابن معين :178 : 1 ، التاريخ الكبير 166 : 3 ، فهرست ابن النديم :334 : 7 ، طبقات ابن سعد 532 ، معجم20 : 8 ، الجرح والتعديل 3 : 3 ، تاريخ بغداد 111

، ميزان184 : 8 ، النجوم الزاهرة 277 : 18األدباء ، دول172|454 : 9 ، سير أعالم النبالء 662 : 3االعتدال ، شذرات الذهب144 ، طبقات الحفاظ : 128 : 1االسالم

،238 : 4 ، الوافي بالوفيات 17 : 1 ، عيون األثر 18 : 2. 332 : 9 ، تهذيب التهذيب 385 : 6الكامل في التاريخ

381 ..................................................................تراجم االعالم

* المنتصر بالله ، محمد بن المتوكل العبwاسي : كان على ما قيل وافر العقل ، راغبا في الخير ، بارابالعلويين ، رافعا للظلم الواقع عليهم من بني العباس.

قال المسعودي : ازال المنتصر بالله عن الطالبيين ما كانوا فيه من الخوف والمحنة من منعهم من زيارة تربة

. 7 ، ورد فدك إلى آل علي 7الحسين الشهيد توفي في الخامس من شهر ربيع اآلخر سنة ثمان

وأربعين ومائتين ، عن ست وعشرين سنة أو أقل بقليل ،وكانت مدة خالفته ستة أشهر وأياما. ، فوات119 : 2انظر ترجمته في : تاريخ بغداد

، تاريخ289 : 2 ، الوافي بالوفيات317 : 3الوفيات :9 ، تاريخ بغداد 118 : 2 ، شذرات الذهب 285الخلفاء :

) وما بعدها (. 234 * محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون

األندلسي الشيعي : ولد في قرية سكون من قرى اشبيلية في األندلس ،

وأخذ حظا وافرا من العلم ودرجة عالية في االدب ، فأنشد الشعر وبرع فيه ، وكان حافظا ألشعار العرب وأخبارهم ،

ويعد من فحول الشعراء. به صاحب اشبيلية فترة من الزمن حتى رحل عنه قر

إلى المغرب لقوله بامامة الخلفاء الفاطميين ونقمة وجوهاألندلس على ذلك.

رحل بعد ذلك إلى مصر ثم استأذن المعز لدين الله للسفر إلى المغرب الستصحاب أهله ، فقتل أثناء الطريق

هـ ( ، وأصابع االتهام تشير إلى األمويين. 362وذلك عام ) ومن أشعاره :

عي وما نقموا إال قديم تشي 

فنجى هزيرا شده المتهالك  

نصحت االمام الحق لماعرفته

 

وما النصح إال أن يكونع التشي

  

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 382

لي صارم وهو شيعيكحامله

 

يكاد يسبق كراتي إلىالبطل

  

وله أيضا : ما فكل إمامي يجيء كان

 

على خده الشغرى وفيوجهه البدر

  

، الكنى85 : 10انظر ترجمته في : أعيان الشيعة يعة : 433 : 1واأللقاب ، أمل اآلمل :206 ، تأسيس الش

،92 : 19 ، معجم األدباء 14 ، معالم العلماء : 948|311 ، سير421 : 4 ، وفيات األعيان 67 : 4النجوم الزاهرة

:3 و 293 : 1 ، نفح الطيب 88|131 : 16أعالم النبالء ، البداية41 : 3 ، شذرات الذهب 114 : 2 ، العبر 164

.274 : 11والنهاية د بن رهيب الحميري : * أبو القاسم ، محم أديبا بارعا من ادباء الشيعة ، ولد في البصرة ونشأ

بها ، ثم انتقل للسكن في بغداد ، وكان مختصا بالحسن بنسهل.

توفي عام مائتين ونيف وعشرين هجرية. . 73 : 19 ، األغاني 96 : 10راجع : أعيان الشيعة

* الصولي ، محمد بن يحيى بن عبدالله بنصول تكين :

الكاتب المعروف. هـ ( ، وكان جده صول تكين255ولد في حدود عام )

الذين ينسب إليه من ملوك جرجان. كان واسع الرواية ، حسن الحفظ لآلداب ، عالما ،

محدثا ، شاعرا ، أديبا ، وكان نديما للمكتفي والراضي باللهفات كثيرة. والمقتدر العباسيين ، وله مصن

. :كان يعد من شعراء أهل البيت هـ336 هـ ( بالبصرة ، وقيل : عام ) 335توفى عام )

.) ، أعيان152انظر ترجمته في : معالم العلماء :

، تنقيح المقال392 : 2 ، الكنى واأللقاب 97 : 10الشيعة ،427 : 3 ، تاريخ بغداد 77 ، تاسيس الشيعة : 21 : 1

، معجم110 : 8 ، األنساب 219 : 11البداية والنهاية

383 ..................................................................تراجم االعالم

، نزهة األلباء :109 : 19 ، معجم األدباء 431الشعراء : ، 339 : 2 ، شذرات الذهب 359 : 6 ، المنتظم 188

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 384

|302 : 15 ، سير أعالم النبالء 427 : 5لسان الميزان .296 : 3 ، النجوم الزاهرة 356 : 4 ، وفيات األعيان 142

* أبو الفتح ، محمود بن الحسين بن السنديبن شاهك الرملي :

ولد في قرية من قرى سجستان ، وكان أديبا شاعرا ،فات كثيرة في شتى فا عالما له مصن ما ، ومصن ومنجما متكل

العلوم والمعارف ، وكان يعد شاعر زمانه. هـ ( ، وله قصائد في مدح أهل البيت350توفي عام )

: . ، تاسيس103 : 10انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

:4 ، مروج الذهب 149 ، معالم العلماء : 204الشيعة : :16 ، سير أعالم النبالء 37 : 3 ، شذرات الذهب 266 ، فهرست285 : 1 ، يتيمة الدهر 110 : 2 ، العبر 285

. 22|322ابن النديم : * صريع الغواني ، مسلم بن الوليد األنصاري

الكوفي : كان شاعرا مفوها مداحا ، يعد حامال للواء الشعر ، ولي في خالفة المأمون بريد جرجان ، فلم يزل هناك حتى مات. قيل أنه أول من ألطف في المعاني ، ورقق في القول.

اسمي بصريع الغواني لقوله : هل العيش إال أن تروح مع

الصبا 

وتغدو صريع الكأسجل واألعين الن

  

وقيل أنه كان كارها لهذا اللقب ، غير راغب بمناداته به. كان في أول األمر استاذا لدعبل الخزاعي الذي تاثر به

كثيرا. ، معالم432 : 1انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب

564 ، الشعر والشعراء : 18 : 24 ، األغاني 152العلماء : ،25 : 6 ، التاريخ الكبير 106|365 : 8، سير أعالم النبالء

. 96 : 13تاريخ بغداد اء ، معاذ بن مسلم الكوفي : wالفر *

النحوي المشهور ، واستاذ الكسائي. كان أول من رضع علم التصريف ، وشهرته بذلك

، وروى الحديث عن8واسعة ، وكان من أصحاب الصادقين . 7جعفر بن محمد

385 ..................................................................تراجم االعالم

أسمي الهراء النه كان يبيع الثياب الهروية.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 386

هـ عن عمر يناهز190 هـ ( ، وقيل 187توفي سنة ) المائة والخمسين عاما.

يعة ، الكنى130 : 10انظر ترجمته في : أعيان الش|314 و 43|137 ، رجال الطوسي : 239 : 3واأللقاب

يعة : 541 رجال12|171 ، الخالصة : 140 ، تأسيس الش ، طبقات51 : 7 ، الحيوان للجاحظ 1574|190ابن داود :

،189 : 6 ، الكامل في التاريخ 135النحويين واللغويين : 1 ، العبر 288 : 3 ، انباه الرواة 482 : 8سير أعالم النبالء

:230 .* حسام الدولة ، المقلد بن المسيب :

كان مشهورا بالعقل وحسن السياسة والكفاءة ، وكان شاعرا أديبا ، مفوها ، بليغا تولى إمارة الموصل بعد وفاة

ب سنة سبع وثمانين وثالثمائة ، أخيه محمد بن المسيفاتسعت في أيامه إمارته وتوطد فيها حكمه.

قتل غيلة في صفر سنة إحدى وتسعين وثالثمائة ، فرثاه الشريف الرضي رحمه الله تعالى بقصيدة جميلة

رائعة. ، ديوان160 : 2انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب

125 : 9 ، الكامل في التاريخ 369 : 1الشريف الرضي ، سير أعالم النبالء260 : 5) وما بعدها ( ، وفيات األعيان

:4 ، النجوم الزاهرة 255 : 4 ، تاريخ ابن خلدون 5 : 17.46 ، منية األدباء : 138 : 3 ، شذرات الذهب 203

* أبو الحسن ، مهيار بن مرزويه الفارسيالديلمي :

كان مجوسيا فاسلم على يد الشريف الرضي رحمه الله تعالى ، واخذ منه العلم ، فبرع في الكثير من

الميادين ، ونظم الشعر فأبدع فيه حتى أصبح مقدما علىأهل وقته ، واسمي بذي البالغتين.

كان شعره جزيال ، بعيد المدى ، طويل المنحدر ، ولهقصائد تقارب الثالثمائة بيت من الشعر..:له شعر كثير في مدح أهل البيت

هـ (. 428توفي عام ) ، الكنى170 : 10انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

، معالم 246 : 2واأللقاب

387 ..................................................................تراجم االعالم

، تأسيس1021|329 : 2 ، أمل اآلمل 148العلماء : يعة : ، سير أعالم النبالء276 : 13 ، تاريخ بغداد 214الش

،94 : 8 ، المنتظم 260 : 2 ، العبر 310|472 : 17 ،26 : 5 ، النجوم الزاهرة 41 : 12البداية والنهاية ،456 : 9 ، الكامل في التاريخ 242 : 3شذرات الذهب . 359 : 5وفيات األعيان

* منصور بن سلمة بن الزبرقان النمري : ه كان من يعة البارزين. ذكر ياقوت : أن من شعراء الش

أهل رأس العين ، كنيته أبو الفضل. ه كان يعد في الظاهر من أصحاب هارون الرشيد ذكر أن

ه ـ وكما يروى ـ كان ، لتقريب األخير له ، ومواصلته ، إال أن ،:يحمل في قلبه حب أهل البيت الطيبين األطهار

ومودتهم. له مراثي كثيرة في واقعة كربالء.

هـ (. 190توفي في حدودعام ) ، أعيان152انظر ترجمته في : معالم العلماء :

يعة : :3 ، األغاني 299 : 7 ، أعالم الزركلي 138 : 10الش ،221 : 23 و 125 : 18 و 140 : 13 و 100 : 7 و 196

. 583الشعر والشعراء : * النابغة الجعدي :

شاعر زمانه ، وأديب عصره ، له صحبة ووفادة ورواية. اختلف في اسمه ، فقيل : قيس بن عبدالله ، وقيل : عبدالله بن قيس ، وقيل : قير بن كعب ، وقيل : قيس بن

سعد. كان من المعمرين حتى قيل : أنه عاش مائة وثمانين

عاما أو أكثر. ه انشد النبي : 9روي : أنة وتكرما ماء عز بلغنا الس

 

وإنا لنرجو فوق ذلكمظهرا

  

: إلى أين يا بن أبي ليلى؟ قال : إلى الجنة9فقال له يا رسول الله ، قال : أحسنت ال يفضض الله فاك.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 388

قال الراوي : فرأيته شيخا له مائة وثالثون سنة وأسنانهمثل ورق االقحوان نقاء وبياضا ، قد هدمت جسمه اآلفات.

ه كان علوي الرأي ، خرج بعد رسول الله مع9قيل : أن الى صفين. 7علي

، أعيان214 : 1انظر ترجمته في : أمالي المرتضى يعة ، معالم189 : 3 ، الكنى واأللقاب 199 : 10الش

،1 : 5 ، األغاني 177 ، الشعر والشعراء : 150العلماء : :3 ، اإلصابة 223 : 4 ، اسد الغابة 195معجم الشعراء :

:1 ، خزانة األدب 289 ، جمهرة أنساب العرب : 537. 553 ، صفين : 512

* الخبز أرزي ، أبو القاسم نصر بن أحمد بننصر البصري :

كان يخبز دقيق األرز بمربد البصرة ، فشاعت تسميتهبذلك.

أنشد الشعر وكان اميا ال يتهجى وال يكتب ، وكان شعرا بليغا جميال أعجب الناس فكانوا يتزاحمون على دكانه في

البصرة لسماع أشعاره ، وكان من مستمعيه ابن لنكك الشاعر البصري الشهير ، حيث جمع أشعاره في ديوان

خاص بالشاعر. انتقل إلى بغداد وأقام بها طويال حتى توفي في سنة )

هـ ( ، وقد نص البعض على تشيعه. 317يعة 182 : 2راجع : الكنى واأللقاب :10 ، أعيان الش

509 : 1 ، كشف الظنون 134 : 1 ، معاهد التنصيص 209 ، تاريخ206 : 7 ، معجم األدباء 275 : 2، مرآة الزمان

. 276 : 2 ، شذرات الذهب 296 : 13بغداد * أبو الفضل ، نصر بن مزاحم بن سيار

المنقري الكوفي : خ الشيعي المشهور. المؤر

خون أنه ولد حوالي سنة ) هـ ( في125يرجح المؤر الكوفة ، وحيث نشأ فيها وترعرع وأخذ العلم من علمائها ،

ثم انتقل بعد ذلك للسكنى في بغداد. كان يعمل عطارا في صناعة وبيع العطور وهو ما دعى البعض الى القول بوضوح تأثير عمله هذا في ما عرف عنه

من دقة رواياته وأخباره ، وجمال تنسيقها وترتيبها.

389 ..................................................................تراجم االعالم

خون الى وجودها فات كثيرة وشهيرة أشار المؤر له مؤلإال إنه لم يصلنا منها إال

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 390

كتاب صفين الشهير. ،771|171انظر ترجمته في : فهرست الطوسي :

يعة :175 ، الخالصة : 269 : 3تنقيح المقال ، تأسيس الش ، رجال ابن داود :1148|427 ، رجال النجاشي : 237 ، تاريخ بغداد851|126 ، معالم العلماء : 1635|196

، شرح نهج البالغة البن أبي الحديد المعتزلي282 : 13 :19 ، معجم األدباء 157 : 6 ، لسان الميزان 183 : 1

. 185 ، فهرست ابن النديم : 225 * ابن الشجري ، هبة الله بن علي بن محمد بن

حمزة : كان أديبا فصيحا بليغا ، ويعد شيخا للنحاة.

له تصانيف كثيرة أشهرها كتابه األمالي. توفي في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان

المبارك سنة اثنين وأربعين وخمسمائة هجرية ، ودفنبداره.

، أمل اآلمل96انظر ترجمته في : الدرجات الرفيعة : يعة : 1059|343 : 2 ، سير أعالم123 ، تأسيس الش

، معجم األدباء463 : 2 ، العبر 126|194 : 20النبالء ،404 ، نزهة األلباء : 356 : 3 ، أنباه الرواة 282 : 19

،45 : 6 ، وفيات األعيان 223 : 12البداية والنهاية ، مرآة281 : 5 ، النجوم الزاهرة 132 : 4شذرات الذهب

، كشف الظنون324 : 2 ، بغية الوعاة 275 : 3الجنان 1 : 162 .

* أبو المعالي ، هبة الله بن محمد بن عليالكرماني :

لم أعثر له على ترجمة وافية فيما استقصيته مما توفر لدي من المصادر ، إال ما ترجم له الذهبي في سير أعالمه )

( حيث1|195|4 ( وفي تاريخ االسالم ) 225|384 : 19 ه من كبار األعيان ، وكان رأسا وصفه بالوزير الكبير ، وأن

ه وزر للمستظهر سنتين ونصفا ثم في حساب الديوان ، وأنه توفي عام ) هـ (. 509عزله. وقال : أن

* أبو محمد ، هشام بن الحكم : مولى كندة. كان فقيها عالما متكلما ، ومن أكابر

، ومن بعده ولده8أصحاب اإلمام جعفر بن محمد الصادق

391 ..................................................................تراجم االعالم

. 7الكاظم

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 392

كان ينزل بني شيبان في الكوفة. برع في الكالم حتى قل نظيره ، واعترف له بذلك

الجميع ، وله في ذلك مؤلفات كثيرة في الذب عن اإلمامةوالدفاع عنها ، وحاله أشهر من أن توضح.

توفي سنة تسع وتسعين ومائة على ما ذكر. ،1164|433أنظر ترجمته في : رجال النجاشي :

،294 : 3 ، تنقيح المقال 18|329رجال الطوسي : يعة : يعة 362 و 31تأسيس الش ،264 : 10 ، أعيان الش ، فهرست الشيخ الطوسي :176 : 1أمالي المرتضى

،1|178 ، الخالصة : 1674|200 ، رجال ابن داود : 174 ، سير526 : 2 ، رجال الكشي 862|128معالم العلماء :

،194 : 6 ، لسان الميزان 174|543 : 10أعالم النبالء ، فهرست ابن232 : 7 و 37 : 6 و 443 : 5مروج الذهب

. 372النديم : * هشام بن سالم الجواليقي الكوفي :

مولى بشر بن مروان أبو الحكم ، وحيث كان من سبيالجوزجان.

يعة في عصره. يعد من كبار متكلمي الش عده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب اإلمام الصادق

. 7 ، وأخرى من أصحاب االمام الكاظم 7له جملة مناظرات مع متكلمي الفرق االخرى.

،1165|434انظر ترجمته في : رجال النجاشي : يعة ، رجال301 : 3 ، تنقيح المقال 266 : 10أعيان الش

، معالم179 ، الخالصة : 2|363 و 17|329الطوسي : . 863|129العلماء :

د بن السائب الكلبي : * هشام بن محم من الحفاظ والنسابين والرواة الذين ذكرهم المؤرخون

في كتبهم واسندوا إليهم رواياتهم. كان مشهورا بالعلم والفضل ومعرفة األنساب واأليام ،

وكان االمام الصادق يقربه ويدنيه منه. قال عنه ابن خلكان : كان هشام من أعلم الناس بعلم

األنساب ، وله كتاب

393 ..................................................................تراجم االعالم

الجمهرة في النسب ... وكان من الحفاظ المشاهير ، ولهها تبلغ ) ( تصنيفا. 150من التصانيف شيء كثير قيل : أن

هـ (. 205توفي في حدود سنة ) ،1166|434انظر ترجمته في : رجال النجاشي :

، الكنى واأللقاب179 ، الخالصة : 303 : 3تنقيح المقال ،45 : 14 ، تاريخ بغداد 265 : 10 ، أعيان الشيعة 95 : 3

، سير59 ، نزهة األلباء : 454 : 10األنساب للسمعاني ، لسان الميزان271 : 1 ، العبر 3|101 : 10أعالم النبالء

:19 ، معجم األدباء 304 : 4 ، ميزان االعتدال 196 : 6. 82 : 6 ، وفيات األعيان 287

ام بن غالب : wالفرزدق ، أبو فراس هم * الشاعر المعروف ، والذي لقب بالفرزدق لغالضة وجهه

على ما قيل. هـ ( في البصرة ، ونشأ في باديتها ،114ولد عام )

ونظم الشعر صغيرا ، فجاء به ـ كما يروى ـ أبوه إلى اإلمام وقال له : إن ابني هذا من شعراء مضر فاسمع7علي

: أن علمه القران. فلما كبر تعلمه7منه ، فاجابه االمام د لئال يلهو. وهو مقي

:كان متعصبا ألهل البيت ، شديد التشيع لهم ، مجاهرابحبهم ، معلنا له.

كان أول من رسم النحو ، حيث تعلم ذلك من أمير. 7المؤمنين

ولعل من أورع ما علق في ذاكرتي منذ الطفولة أمام7قصيدته التي ألقاها في مدح االمام زين العابدين

هشام بن عبدالملك األموي. ه لما حج هشام بن فقد روت المصادر المتعددة : أن

عبدالملك في أيام أبيه عبد الملك بن مروان طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى الحجر األسود الستالمه فلم يستطع ذلك لكثرة الزحام ، وحاول ذلك مرارا وتكرارا فلم يوفق ، ولم

تكترث له الجموع ، فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر الحجاج هو ومن معه من أعيان الشام ووجوهها ، فبينما هو

كذلك إذ أقبل االمام زين العابدين علي بن الحسين عليه آالف التحية والسالم ، فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر

األسود تنحى له

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 394

الناس ، وافسحوا له المكان حتى استلم الحجر بسهولة ويسر ، وهشام وأصحابه ينظرون والغيظ والحسد قد أخذ منهم مأخذا عظيما ال يعلمه إال الله تعالى ، فقال رجل من

الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام ـ كذبا ـ : ال أعرفه. فسمع ذلك الفرزدق ـ وكان حاضرا ـ فاندفع وقال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة

التي مطلعها : هذا الذي تعرف البطحاء

وطأته 

والبيت يعرفه والحلوالحرم

  

هذا ابن خير عباد الله كلهم 

هذا التقي النقي الطاهرالعلم

  

هذا ابن فاطمة إن كنتجاهله

 

بجده أنبياء الله قد ختموا  

وليس قولك : من هذا؟بضائره

 

العرب تعرف من أنكرتوالعجم

  

، معالم17 : 3انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب يعة : 151العلماء : ، رجال ابن186 و 46 ، تأسيس الش

، معجم3 / 46 ، رجال الطوسي : 1190|151داود : 4 ، تاريخ االسالم 310 ، الشعر والشعراء : 465الشعراء :

، طبقات ابن226|59044 ، سير أعالم النبالء 178: :1 ، مرآة الجنان 86 : 6 ، وفيات األعيان 299 : 1سالم :1 ، النجوم الزاهرة 265 : 9 ، البداية والنهاية 238. 217 : 1 ، شذرات الذهب 217 : 1 ، خزانة األدب 286

* البحتري ، الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي : من فحول شعراء القرن الثالث الهجري ، كان معاصرا

ألبي تمام ، وكان يقال لشعره سالسل الذهب. هـ (. 284توفي عام )

، الكنى541 : 3انظر ترجمته في : أعيان الشيعة :3 ، النجوم الزاهرة 36 : 21 ، األغاني 58 : 2واأللقاب

|486 : 13 ، سير أعالم النبالء 21 : 6 ، وفيات األعيان 99 ،76 : 11 ، البداية والنهاية 39 : 21 ، تاريخ بغداد 233

. 11 : 6 ، المنتظم 18 : 2شذرات الذهب * وهب بن زمعة بن أسيد الجمعي :

395 ..................................................................تراجم االعالم

كان شاعرا مجيدا ، له قصائد كثيرة في رثاء سيدالشهداء اإلمام الحسين بن

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 396

. 8علي مع7خرج مع التوابين المطالبين بدم االمام الحسين

سليمان بن صرد الخزاعي. ، اعيان152انظر ترجمته في : معالم العلماء :

يعة :7 ، االغاني 187 ، تأسيس الشيعة : 281 : 10الش114 .

* معين الدين ، يحيى بن سالمة بن الحسينالحصكفي :

كان فقيها نحويا كاتبا شاعرا ، خطيبا مفوها ولد في هـ ( ونشأ بحصن كيفا ،460 هـ ( ) 460طنزة حدود عام )

وقدم بغداد حيث انكب على طلب العلم ودراسة األدب فترة من الزمان حتى برع في ذلك واشتهر به ، ثم عاد إلى

موطنه حيث تولى هناك الخطابة واالفتاء. عه ومواالته ألهل البيت :له قصائد جميلة تدل على تشي

، منها : وسائل عن حب أهل البيت

هل 

أقر إعالنا به أم أجحد  

هيهات ممزوج بلحميودمي

 

حبهم وهو الهدى والرشد  

حيدرة والحسنان بعده 

ثم علي وابنه محمد  

وجعفر الصادق وابن جعفر 

د موسى ويتلوه علي السي  

ضا ثم ابنه محمد أعني الر 

ثم علي وابنه المسدد  

والحسن التالي ويتلوه 

محمد بن الحسن المفتقد  

فانهم أئمتي وسادتي 

دوا وان لحاني معشر وفن  

أئمة أكرم بهم أئمة 

أسماؤهم مسرودة تطرد  

قوم أتى في هل أتىمدحهم

 

وهل يشك فيه إال ملحد  

هـ ( ـ بميا فراقين. 551( ـ وقيل : ) 553توفي عام ) ، الكنى296 : 10انظر ترجمته في : أعيان الشيعة

:20 ، معجم األدباء 154 : 4 ، األنساب 162 : 2واأللقاب ،183 : 10 ، المنتظم 205 : 6 ، وفيات األعيان 18

،142 : 8 ، مرآة الزمان 286 : 2 و 396 : 1اللباب ،238 : 12 ، البداية والنهاية 239 : 11الكامل في التاربخ

، 168 : 4 ، شذرات الذهب 328 : 5النجوم الزاهرة

397 ..................................................................تراجم االعالم

. 34 : 3المختصر * يحيى بن يعمر العدواني :

إمام القراء في البصرة ، كان تابعيا عالما بالقرآن ،وفقهيا نحويا لغويا.

عه ولد في البصرة ونشأ في خراسان ، وعرف بتشي. :ألهل البيت

قرأ القرآن على أبي األسود الدؤلي ، وكان يعد منكبار العلماء.

اختلف في زمن وفاته ، فقيل أنه توفي قبل المائةوقيل بعدها.

يعة ، الكنى304 : 10انظر ترجمته في : أعيان الش ، التاريخ368 : 7 ، طبقات ابن سعد 10 و 9 : 1واأللقاب

6 ، وفيات األعيان 73 : 9 ، البداية والنهاية 311 : 8الكبير ، فهرست ابن27 ، طبقات النحويين واللغويين : 173:

،8 ، نزهة األلباء : 42 : 20 ، معجم األدباء 47النديم : ، تذكرة68 : 4 ، تاريخ االسالم 1529تهذيب الكمال :

،170 / 441 : 4 ، سير أعالم النبالء 71 : 1الحفاظ ،171 : 4 ، تذهيب التهذيب 266 : 11تهذيب التهذيب ، طبقات345 : 2 ، بغية الوعاة 217 : 1النجوم الزاهرة

. 175 : 1 ، شذرات الذهب 30الحفاظ : * ابن السكيت ، يعقوب بن اسحاق الدروقي

األهوازي : يعة االمامي ، النحوي واللغوي الشهير ، من عظماء الش

. 8وكبار رجاالتها ، ويعد من خواص االمامين التقيين كان حامال للواء العربية واألدب ، وله جملة واسعة من

التصانيف الشهيرة. ل لعنه الله في الخامس من رجب عام ) قتله المتوك

ما لولديه المعتز والمؤيد ، حيث244 هـ ( عندما كان معلساله : أيما أحب إليك ابناي هذان ، أم الحسن والحسين!! فقال ابن السكيت : والله إن قنبرا خادم علي بن أبي

خير منك ومن ابنيك. 7طالب فقال المتوكل لألتراك : سلوا لسانه من قفاه. ففعلوا

فمات رحمه الله تعالى برحمته الواسعة. ، تأسيس303 : 1انظر ترجمته في : الكنى واأللقاب

يعة : ، الخالصة : 155الش

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 398

، رجال النجاشي :1729|206 ، رجال ابن داود : 5 / 186 ، طبقات النحويين329 : 3 ، تنقيح المقال 1214|449

،7599 / 273 : 14 ، تاريخ بغداد 124 / 202واللغويين : ، وفيات26 / 50 : 20 ، معجم األدباء 122نزهة األلباء :

:12 ، سير أعالم النبالء 349 : 1 ، العبر 395 : 6األعيان :2 ، النجوم الزاهرة 346 : 1 ، البداية والنهاية 2 / 16

،106 : 2 ، شذرات الذهب 349 : 2 ، بغية الوعاة 317 ، مراتب147 : 2 ، مرآة الجنان 178نزهة األلباء :

:1 ، ايضاح المكنون 412 : 2 ، المزهر 95النحويين : .40 : 2 ، تاريخ ابي الفداء 30 : 5 ، الكامل في التاريخ 94

* يعقوب بن داود : مولى عبدالله بن خازم السلمي. كان والده كاتبا لألمير

نصر بن سيار ، متولي خراسان ، وكان ـ أي والده ـ من في8المناصرين ليحيى بن زيد بن علي بن الحسين

دعوته. كان يعقوب سمحا جوادا ، كثير البر والصدقة ،

واصطناع المعروف ، وكثير التنقل والتجول في البلدان. أودعه المنصور السجن مع أخيه علي بن داود لميولهما العلوية ، وبقيا في السجن حتى أفرج عنهما المهدي ، الذيب يعقوب إليه واستوزره ، بل وأسلمه امور لم يلبث أن قر الدولة ، لما رآه من رجاحة عقله ، وحسن تدبيره ، فاصبح

يعقوب هو اآلمر والناهي ، حتى قال بشار بن برد ـ على ماروي لخالف بين يعقوب وبشار ـ :

بني امية هبوا طال نومكم 

إن الخليفة يعقوب بن داود  

ضاعت خالفتنا يا قومفاطلبوا

 

خليفة الله بين الدن والعود  

وروي ايضا : أن المهدي طلب من يعقوب قتل أحد العلويين ، وأخذ عليه العهود ليفعله ، إال أن يعقوب امتنع

عن ذلك وأطلق العلوي ، فوشي به إلى المهدي ، فحبسه في المطبق ، حيث بقي فيه بقية أيام المهدي ، وأيام

الهادي إلى أن أطلقه الرشيد بعد ذلك. ه توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة هجرية. قيل : أن

399 ..................................................................تراجم االعالم

، تاريخ352 : 2انظر ترجمته في : تاريخ اليعقوبي 14 ، تاريخ بغداد 495 ، معجم الشعراء : 154 : 8الطبري

،189 : 1 ، العبر 93|346 : 8 ، سير أعالم النبالء 262: ، تاريخ417 : 1 ، مرآة الجنان 147 : 10البداية والنهاية

، وفيات69 : 6 ، الكامل في التاريخ 211 : 3ابن خلدون . 19 : 7األعيان

* يونس بن يعقوب البجلي الدهني الكوفي : كان خطيبا مفوها ، وعالما فقيها ، ومن أصحاب

فات المشهورة. األصول المدونة والمصن. 3عده الشيخ من أصحاب االمامين الصادق والكاظم

. 7توفي بالمدينة في أيام االمام الرضا ، رجال1027|446انظر : رجال النجاشي :

، تنقيح185 ، الخالصة : 4|363 و 44|335الطوسي : . 810|182 ، فهرست الطوسي : 334 : 3المقال

* أبو امية الكوفي : كان يعد من كبار التابعين وساداتهم. قيل : قدم المدينة

ه كان قد أسلم في حياته.9يوم وفاة رسول الله ، إال أنوشهد اليرموك مع المسلمين.

يعده أصحابنا من أولياء أمير المؤمنين علي بن أبي أيضا. 7 ، وولده االمام الحسين 7طالب

نزل الكوفة وبقي فيها حتى وفاته عام ثمانين وله منالعمر مائة وثالثون سنة.

، الكنى325 : 7انظر ترجمته في : أعيان الشيعة ، طبقات ابن سعد72 : 2 ، تنقيح المقال 11 : 1واأللقاب

، اسد243 ، المعارف : 142 : 4 ، التاريخ الكبير 68 : 6 :3 ، تاريخ االسالم 174 : 4 ، حلية األولياء 379 : 2الغابة ، تذكرة68 : 1 ، العبر 18|69 : 4 ، سير أعالم النبالء 252

، البداية والنهاية224 : 4 ، تهذيب التهذيب 50 : 1الحفاظ :1 ، شذرات الذهب 203 : 1 ، النجوم الزاهرة 37 : 9

90 .* أبو را فع :

اختلف في اسمه ، فقيل : اسمه إبراهيم ، وقيل :أسلم ، وقيل : ثابت ، وقيل : هرمز وصالح.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 400

يعة. يعد في الطبقة االولى من الش كان قبطيا عند العباس بن عبد المطلب فوهبه لرسول

باسالم العباس أعتقه. 9 ، فلما بشر 9الله هاجر من مكة إلى المدينة ، وشارك مع المسلمين في

. 9غزوات رسول الله وشهد معه7لزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

رجع إلى المدينة مع االمام7حروبه ، وبعد استشهاد االمام ه باع7 ، حيث أعطاه قسما من بيت علي 7الحسن ، الن

إلى الكوفة. 7داره عند خروجه مع االمام علي ، الكنى1|4انظر ترجمته في : رجال النجاشي :

) باب الكنى ( ،16 : 3 ، تنقيح المقال 174 : 1وااللقاب يعة : يعة 341 و 319تأسيس الش ،350 : 2 ، أعيان الش ، تهذيب52 : 1 ، اسد الغابة 73|4 : 4طبقات ابن سعد

، االصابة2|212 : 4 ، تذهيب التهذيب 100 : 12التهذيب ، الجرح والتعديل3|16 : 2 ، سير أعالم النبالء 128 : 11

. 704 ، تاريخ ابن معين : 149 : 2ل : wأبو سلمة الخال *

صاحب الدعوة العباسية. كان أديبا عالما ، ومحدثا بارعا ، ورجل سياسة وتدبير ، وكان من وجوه أهل الكوفة ورجاالتها ، ومن أكثر القائمين

بالدعوة العباسية ، إال أنه لم يلبث أن اتهم بانه علويه يحاول صرف الدعوة إلى آل أبي طالب ، النزعة ، وأن

هـ (132فقتله أبو العباس السفاح ، وذلك في عام ) بالهاشمية قرب الكوفة ، ودفن فيها.

يعة ، الكنى201 : 6انظر ترجمته في : أعيان الش ، سير أعالم449 : 7 ، تاريخ الطبري 89 : 1وااللقاب

1 شذرات الذهب 159 : 2 ، وفيات األعيان 7|3 : 6النبالء :191.

الفهارس العامة : * اآليات القرآنية

* األحاديث* األعالم

* الفرق والجماعات* األماكن والبقاع* مصادر المؤلف* مصادر التحقيق

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 402

فهرس اآليات القرآنيةرقم الصفحةاآلية

(2البقرة ) أتستبدلون الذي هو أدنى

بالذي هو خير61 ، 271

212 ، 124إني جاعلك للناس إماما لتكونوا شهداء على

سول الناس ويكون الر143 ، 233

يريد اللwه بكم اليسر واليريد بكم العسر

185 ، 270

هن لباس لكم وأنتم لباسلهن

187 ، 278

247 ، 196وأتموا الحج والعمرة للwهتان فإمساك الطالق مربمعروف ... حدود اللwه

229 ، 281 ، 286 ألم تر إلى الذين خرجوا

من ديارهم وهم ألوفحذر الموت

243 ، 68

(3آل عمران ) أن تتقوا منهم تقاة 316 ، 28إال

وللwه على الناس حجالبيت

97 ، 247

واعتصموا بحبل اللwه قوا جميعا وال تفر

103 ، 115

403 ........................................................فهرس اآليات القرآنية

رقم الصفحةاآلية(4النساء )

288 ، 11للذكر مثل حظ األنثيين لكم نصف ما ترك

أزواجكم12 ، 255

فعسى أن تكرهوا شيئاويجعل اللwه فيه خيرا

19 ، 279

ا وراء وأحل لكم م ذلكم ... فما استمتعتم به

منهن ...

24 ، 253 ، 267

فال وربك ال يؤمنون حتىيحكموك فيما شجر

65 ، 293

(5المائدة )306 ، 33إنما جزاء الذين يحاربون

العين بالعين واألنفباألنف واألذن باألذن

45 ، 310

سول بلغ ما يا أيها الرأنزل إليك

67 ، 221

(7األعراف ) لفتحنا عليهم بركات من

ماء واألرض الس96 ، 270

(8األنفال ) واعلموا أنما غنمتم من

شيء فأن للwه خمسه41 ، 245

(13الرعد )ماء ماء أنزل من الس

فسالت أودية بقدرها17 ، 234

يمحو اللwه ما يشاء ويثبتوعنده أم الكتاب

39 ، 314

(15الحجر )لنا الذكر وإنا له إنا نحن نز

لحافظون9 ، 220

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 404

رقم الصفحةاآلية(16النحل )

من أكره وقلبه إالمطمئن باإليمان

106 ، 316

(20طه ) رب اشرح لي صدري *

ر لي أمري * واحلل ويس عقدة من لساني *

يفقهوا قولي

129 ، 25 ـ 20

(21األنبياء )ا يفعل وهم ال يسئل عم

يسئلون23 ، 229

(22الحج ) ما جعل عليكم في الدين

من حرج78 ، 270

(23المؤمنون ) إال على أزواجهم أو ما

ملكت أيمانهم6 ، 256

(24النور ) وأنكحوا األيامى منكم

الحين من عبادكم والص32 ، 253

في بيوت أذن الله أنترفع ويذكر فيها اسمه

36 ، 219

كسراب بقيعة يحسبهالظمآن ماء

39 ، 118

(27النمل )ة ويوم نحشر من كل أم

فوجا83 ، 168

405 ........................................................فهرس اآليات القرآنية

رقم الصفحةاآلية(28القصص )

وربك يخلق ما يشاءويختار

68 ، 211

(30الروم ) ظهر الفساد في البر

والبحر41 ، 251

(31لقمان )اعة إن الله عنده علم الس

ل الغيث وينز34 ، 227

(33األحزاب ) سنة الله في الذين خلوا

من قبل62 ، 118

(38ص ) يا داود إنا جعلناك خليفة

في األرض26 ، 293

(59الحشر ) ومن يوق شح نفسه

فأولئك هم المفلحون9 ، 123

(49الحجرات ) قالت األعراب آمنا قل لم

تؤمنوا ولكن14 ، 211

إنما المؤمنون الذين آمنوابالله ورسوله

15 ، 211

(60الممتحنة )بنا عليك توكلنا وإليك ر

أنبنا4 ، 135

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 406

رقم الصفحةاآلية(62الجمعة )

يين هو الذي بعث في األمنهم رسوال م

2 ، 213

(64التغابن ) ومن يوق شح نفسه

فأولئك هم المفلحون16 ، 123

(65الطالق ) يا أيها النبي إذا طلقتم

النساء فطلقوهن لعدتهن1 ، 255 ، 298

نكم 279 ، 2وأشهدوا ذوي عدل م(69الحاقة )

ولو تقول علينا بعضاألقاويل ... حاجزين

263 ، 47 ـ 44

(70المعارج ) إال على أزواجهم أو ما

ملكت أيمانهم30 ، 256

(99الزلزلة )ة فمن يعمل مثقال ذر خيرا يره * ومن يعمل

ا يره ة شر مثقال ذر

232 ، 8 ـ 7

فهرس االحاديث المعصومالحديث

)ع(الصفحة

221رسول اللهالست اولى بالمؤمنين من انفسهم191رسول اللهاللهم ائتني بأحب خلقك اليك

ألم تسمع قول الله ان الذين امنواوعملوا

185رسول الله

ان ابني الحسين يقتل في ارض يقاللها كربالء

143رسول الله

ان هذا االمر ال ينقضي حتى يمضيفيهم اثنا

218رسول الله

ثالث ال اتقي فيهن أحدا متعة الحجومتعة

االمامالصادق

262

ستقدم على الله انت وشيعتكراضين مرضيين

185رسول الله

192رسول اللهعلي مع الحق والحق مع علي191رسول اللهعلي مني بمنزلة هارون من موسى

293عنهالقاضي على شفير جهنم ال يحبك اال مؤمن وال يبغضك اال

منافق191رسول الله

ال يزال االسالم عزيزا الى اثني عشرخليفة

218رسول الله

ال يزال امر الناس ماضيا ما وليهم اثناعشر

218رسول الله

العطين الراية غدا رجال يحب اللهورسوله

192رسول الله

لسان العاقل من وراء قلبه وقلبالجاهل

اميرالمؤمنين

166

293عنهلسان القاضي بين جمرتين لوال ان عمر نهى الناس عن المتعة

ما زنى اال امير

المؤمنين261

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 408

المعصومالحديث)ع(

الصفحة

لوال نهى عمر عن المتعة ما زنى االشفا

اميرالمؤمنين

261

293رسول اللهمن جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين221رسول اللهمن كنت مواله فهذا علي مواله

نعم المطية مطيتكما ونعم الراكبانانتما

202رسول الله

هو انت وشيعتك يوم القيامة راضينمرضيين

185رسول الله

والذي نفسي بيده ان هذا وشيعتهلهم الفائزون

184رسول الله

يا شريح قد جلست مجلسا ال يجلسهاال نبي

293عنه

يا علي اذا كان يوم القيامة اخذتبحجزة الله

186رسول الله

185رسول اللهبا علي انت واصحابك في الجنة* * *

فهرس االعالمالصفحةاالسم

239أحمد بن عبد العزيز ابان بن سعيد بن

العاص143

ابان بن عثماناالحمر

154

ابراهيم بن العباسالصولي

160

ابراهيم بن محمد بنسعيد

154 ، 224

161ابراهيم بن يوسف270 ، 185ابن االثير

156ابن بسام البغدادي154ابن البيع

156ابن التعاويذي268ابن جريح

254ابن جرير الطبري185 ، 131ابن حجر

178 ، 131ابن خلدون156ابن الرومي205ابن سيرين

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 410

الصفحةاالسم185ابن عدي

184ابن عساكر272 ، 271ابن ماء السماء

185ابن مردويه161 ، 152ابن النديم

156ابن هاني االندلسي155 ، 152ابو االسود الدؤلي196 ، 143ابو ايوب االنصاري

280 ، 264 ، 261 ، 260 ، 201ابو بكر156ابو بكر الخوارزمي

207 ، 155ابو تمام143ابو التيهان

ابو جعفر البغداديالسكاك

153

205ابوالحسن الوشاء298 ، 171 ، 168 ، 153ابو حنيفة

160ابو دلف العجلي157ابو دهبل الجمحي

143ابوذر الغفاري152ابو رافع259ابو رجاء

268 ، 144ابو سعيد الخدري178 ، 148ابو سفيان

159ابو سلمة الخالل

411 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم155ابو الشيص149 ، 148 ، 145ابو طالب181ابو علي

226ابو عمرو بن الصالح207 ، 156 ، 134ابو فراس الحمداني158ابو الفرج االصبهاني

160ابو الفضل جعفر160ابو القاسم المغربي

ابو مالك الضحاكالحضرمي

153

154ابو مخنف االزدي155ابو نؤاس254ابو نصيرة

ابو هاشم بن محمدبن الحنيفة

153

236ابو هريرة181ابو هالل

254 ، 152 ، 143ابي بن كعب158االبيوردي

172 ، 140 ، 139احمد امين178احمد بن عبد ربه

احمد بن محمد بنخالد البرقي

224

154احمد بن يعقوب161احمد بن يوسف199 ، 154 ، 149االحنف بن قيس

153االحول159اسحاق الكاتب

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 412

الصفحةاالسم265اسماء بنت ابي بكر

156االشجع االسلمي150االصبغ بن نباتة

161االفضل ام هاني بنت ابي

طالب145

208االمين انس بن الحرث بن

نبيه143

201انس بن مالك258 ، 155البحتري260 ، 258 ، 217البخاري176البدوي

156البديع الهمداني145البراء بن مالك

144بريدة145بالل بن رباح

تميم بن المعز بنباديس

159

جابر بن عبداللهاالنصاري

152 ، 184 ، 201 ، 254 ، 260، 264 ، 268

جعدة بن هبيرةالمخزومي

145

178جعفر بن سليمان جعفر بن

عبدالمطلب144

جعفر بن محمد بنفطير

161

جعفر شمسالخالفة

156

260الجهني203 ، 178 ، 150الحجاج بن يوسف

413 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم حجر بن عدي

الكندي207 ، 318

143حذيفة بن اليمان205الحسن البصري

161الحسن بن سليمان160الحسن بن سهل149الحسن بن صالح

160الحسن بن هارون156الحسين بن الحجاج

160الحسين بن زكريا223الحسين بن سعيد

156الحسين بن الضحاك125الحصان

257 ، 149الحكم بن عتيبة223الحكم بن مسكين

176الحالج130الحلي

حمزة بنعبدالمطلب

144

خالد بن سعيد بنالعاص

143 ، 158

145خباب بن االرت156الخبز أزري خزيمة ذيالشهادتين

196

الخليل بن احمدالفراهيدي

152 ، 196

185الدار قطني208 ، 207 ، 155دعبل الخزاعي

178دوزي

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 414

الصفحةاالسم207 ، 155ديك الجن

159ذوالقرنين التغلبي239 ، 178 ، 265الراغب االصبهاني

208 ، 160الرشيد318 ، 207رشيد الهجري

157الرضي رفاعة بن مالك

االنصاري145

176الرفاعي160ركن الدولة

156الزاهي265 ، 193 ، 143الزبير بن العوام

،203 ، 201 ، 200 ، 186 ، 158الزمخشري226 ، 257 ، 270

319 ، 318 ، 198زياد بن ابيه201زيد بن ارقم

149سالم بن ابي الجعد السبط ابنالتعاويذي

156

156السري الرفاء133سعد زغلول

268 ، 152 ، 149سعيد بن جبير150سعيد بن المسيب

159السفاح167السفياني156السالمي

415 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم143سلمان الفارسي268سلمة بن االكوع

سليمان بن مهراناالعمش

150

236سمرة بن جندب161السمعاني

144سهل بن حنيف سهل بن سعد

الساعدي201

149سويد بن غفلة207 ، 155السيد الحميري

184 ، 153 ، 152السيوطي246الشافعي

293شريح202الشعبي

160الصاحب بن عباد156صريع الغواني

161الصولي205طاووس اليماني

156الطغرائي182طه حسين

161الظاهر123عائشة

155 ، 145عامر بن واثلة134عبادة

145عبدالحميد المعتزلي عبدالرحمن بنحسان العنزي

318

عبدالرحمن بنالحكم

157 ، 203

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 416

الصفحةاالسم154عبدالعزيز الجلودي عبدالعزيز بن يحيى

الجلودي224

267 ، 265 ، 261 ، 260 ، 203عبدالله بن الزبير181 ، 179عبدالله بن سبأ

،254 ، 193 ، 158 ، 152 ، 143عبدالله بن العباس257 ، 261 ، 265 ، 267 ، 270،

280 ، 289 عبدالله بن عفيف

االزدي207

265عبدالله بن عمر268 ، 254عبدالله بن مسعود

318عبدالله بن يقطر203عبدالملك بن مروان

عبيدالله بن ابيرافع

153

319 ، 318عبيدالله بن زياد144عثمان بن حنيف201عثمان بن عفان

155عروة بن زيد الخيل268 ، 260عطاء

149عطية العوفي عقيل بن

عبدالمطلب144

152علي بن ابي رافع علي بن الحسين بن

الفضل224

علي بن الحسينالمسعودي

224

224علي بن المغيرة

417 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم224علي بن رئاب160علي بن محمد

علي بن يوسف بنصالح الدين

159

157علي الحماني144علي خان

316 ، 196 ، 193 ، 143عمار بن ياسر156عمارة اليمني

،264 ، 263 ، 261 ، 260 ، 201عمر بن الخطاب265 ، 266 ، 280

204عمر بن عبدالعزيز259 ، 254عمران بن الحصين

236عمران بن حطان159عمران بن شاهين264عمرو بن الحريث عمرو بن الحمق

الخزاعي207 ، 318

عمرو بن سعيداالشدق

203

236 ، 197عمرو بن العاص205عمرو بن عبيد

عيسى بن روضةالتابعي

153

224عيسى بن المستفاد134الفتح بن خاقان

207 ، 155الفرزدق160الفضل بن جعفر160الفضل بن سهل

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 418

الصفحةاالسم143الفضل بن العباس

الفضل بن العباس بنعتبة

157

161القاسم بن يوسف258القاضي عياض

159قرواش بن المسيب155قيس بن ذريح

قيس بن سعد بنعبادة

144

153قيس الماصر155كثير عزة

156كشاجم155كعب بن زهير

207 ، 155الكميت240 ، 239الكناني176الكيالني

155لبيد بن ربيعة168مؤمن الطاق

153الماصر208 ، 184 ، 161 ، 160 ، 159المامون156المتنبي

161 ، 133المتوكل268مجاهد

181مجنون بني عامر محمد بن احمد

الصابوني224

محمد بن ادريسالحلي

266

محمد بن اسحاقالمطلبي

154

419 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم محمد بن الحسن

الطوسي130 ، 224

محمد بن الحسن بنفروخ

224

محمد بن الحسين بنالعميد

160

154محمد بن زكريا محمد بن صالح

العلوي157

محمد بن عبدالكريمالقمي

161

153محمد بن علي االحول محمد بن علي

الشلمغاني224

محمد بن علي بنطباطبا

154

محمد بن عمرالواقدي

152

محمد بن عمرانالمرزباني

161

محمد بن النعماناالحول

298

156محمد بن وهيب133محمد عبده

134محمد كاظم الكتبي256 ، 245محمود االلوسي

226 ، 157 ، 130المرتضى236 ، 157مروان بن الحكم مروان بن محمد

السروجي158

161المستظهر161 ، 159المستنصر

264 ، 258مسلم مسلم بن معاذ بن

مسلم الهراء152

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 420

154المسعودي319مسيلمة الكذاب

، 199 ، 197 ، 196معاوية بن ابي سفيان

421 .................................................................فهرس األعالم

الصفحةاالسم201 ، 222 ، 316 ، 318 ، 319

208المعتصم159المعتضد

268المغيرة بن شعبة160المقتدر

193 ، 161 ، 143المقداد بن االسود المقلد بن المسيب

العقيلي159

159المنتصر منصور بن الحسين

االبي199

156منصور النمري160 ، 159المهدي

156المهيار الديلمي موسى بن الحسن بن

عامر224

318 ، 207ميثم التمار155النابغة الجعدي156الناشي الصغير156الناشي الكبير

161الناصر الناصر بن احمد

المستضي159 ، 184

156النامي186النسائي

125 ، 123النشاشيبي نصر بن مزاحم

المنقري154

125النصولي259 ، 225النووي

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 422

الصفحةاالسم هاشم بن عتبة

المرقال143

هبة الله بن محمد بنالمطلب

161

223 ، 153هشام بن الحكم153هشام بن سالم

هشام بن محمد بنالسائب

154

145هند بن ابي هالة156الوداعي178ولهوسن

265يحيى بن اكثم يحيى بن سالمة

الحصفكي161

يحيى بن يعمرالعدواني

150

201 ، 198يزيد بن معاوية يعقوب بن اسحاق

السكيت152

159يعقوب بن داود153يونس بن يعقوب

* * *

فهرس الفرق والجماعاتالصفحةاالسم

313 ، 246 ، 245ال محمد153ال نوبخت

134االتراك215االسماعيلية

230 ، 229االشاعرة ،223 ، 221 ، 220 ، 219 ، 213االمامية

225 ، 229 ، 230 ، 223 ، 236، 239 ، 242 ، 246 ، 248 ، 252،

279 ، 280 ، 289 ، 290 ، 313158 ، 157االمويون

144االنصار266 ، 265أهل البصرة

202أهل البيت205أهل الكوفة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 424

الصفحةاالسمالبرامكةالبراهمة173البزيعية208 ، 206 ، 205 ، 202 ، 148بنو امية

159بنو دبيس160بنو سهل

160بنو ظاهر الخزاعي208 ، 206 ، 205 ، 184بنو العباس

206 ، 205 ، 204بنو علي160بنو العميد

160بنو الفرات159بنو مزيد بن صدقة

160بنو نوبخت270 ، 246 ، 192بنو هاشم159البويهيون

159الحمدانيون217 ، 172الخطابية

213الزيدية ،168 ، 141 ، 140 ، 133 ، 130السنة

184 ، 191 ، 225 ، 240 ، 247، 257 ، 265 ، 280 ، 289

131 ، 130 ، 125الشيعة

425 ...................................................فهرس الفرق والجماعات

الصفحةاالسم133 ، 134 ، 137 ، 138 ، 139، 140 ، 141 ، 142 ، 143 ، 144، 153 ، 145 ، 155 ، 156 ، 158، 158 ، 159 ، 167 ، 171 ، 177، 178 ، 179 ، 182 ، 183 ، 184، 186 ، 187 ، 194 ، 196 ، 207، 209 ، 211 ، 213 ، 217 ، 220، 223 ، 242 ، 243 ، 244 ، 245، 247 ، 248 ، 256 ، 274 ، 276،

289 ، 313 ، 317204 ، 159العباسيون

230 ، 229العدلية157العلويون173العلياوية172الغرابية

159 ، 133 ، 131الفاطميون217الفطيحة

173القرامطة171 ، 143المجوس173المخمسة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 426

الصفحةاالسم204المروانيون133 ، 131المصريون

230 ، 229المعتزلة216الواقفية192 ، 157 ، 145قريش

فهرس األماكن والبقاعالصفحةاالسم

258أوطاس239اصبهان178 ، 159افريقيا

177افغانستان227 ، 154اوربا225 ، 177ايران

159البطائح272 ، 141بغداد

127الحبشة258 ، 192خيبر

141الدليم193ذي قار133سامراء177 ، 141 ، 122سوريا318 ، 317الشام139الصين178 ، 177 ، 122العراق

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 428

الصفحةاالسم140 ، 137 ، 130 ، 131القاهرة

117القدس الشريف318قس الناطف

143كربالء203الكعبة

318كناسة الكوفة178 ، 152الكوفة145المدينة

313مرج عذراء220المسجد االقصى220 ، 203المسجد الحرام205مسجد الكوفة

197 ، 161 ، 141 ، 132 ، 131مصر160المطبق178المغرب

259 ، 258 ، 145مكة154 ، 140 ، 137النجف

177الهند

فهرس مصادر المؤلفالصفحةاالسم

154اآلداب السلطانية224اثبات الوصية

االحكام والسننوالقضايا

152

145اسد الغابة145 ، 143االستعياب

123االسالم الصحيح145 ، 143االصابة

274 ، 272 ، 271االعتدال158 ، 157 ، 155األغاني

246االم226أمالي المرتضى

130االنتصار161االوراق177التجريد

295تحرير المجلة130التذكرة

254 ، 161التفسير الكبير

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 430

الصفحةاالسم225تذهيب االسماء

277الجواهر277الحدائق

133الحركة الفكرية165الحصون المنيعة

186الخصائص الكبرى130الخالف

184الدر المنثور144الدرجات الرفيعة

315 ، 230الدين واالسالم226 ، 203 ، 200 ، 186 ، 1ربيع االبرار

152الرغيب266السرائر144السالفة

280 ، 277 ، 259 ، 217 ، 192صحيح البخاري277 ، 260صحيح مسلم

185الصواعق المحرقة144طراز اللغة

192عبقات االنوار270الفائق

،165 ، 154 ، 142 ، 140 ، 139فجر االسالم177 ، 178

فص الياقوت

431 .......................................................فهرس مصادر المؤلف

الصفحةاالسم161الفهرست257الكشاف

187لسان العرب154المحاسن

239 ، 178المحاضرات156المراجعات الريحانية

224 ، 154مروج الذهب152المزهر

186مسند احمد226المقتطف

نسمة الشعر فيمنتشيع وشعر

157

270 ، 187 ، 185النهاية

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 432

مصادر التحقيق : : ـ احياء الميت بفضائل أهل البيت 1

لجالل الدين السيوطي. نشر دار العلوم / بيروت. ـ االختصاص : 2

/ قم.3للشيخ المفيد. نشر مكتبة الزهراء ـ االستعياب ـ في هامش االصابة ـ : 3

لعبدالله بن محمد بن عبدالبر. نشر دار صادر / بيروت. ـ أسد الغابة : 4

البن األثير. نشر المطبعة االسالمية / طهران. ـ االصابة في معرف الصحابة : 5

البن حجر العسقالني. نشر دار صادر / بيروت. ـ االعالم : 6

لخير الدين الزركلي. نشر دار العلم للماليين / بيروت. ـ أعيان الشيعة : 7

للسيد محسن أمين العاملي. نشر دار التعارف /بيروت. ـ األغاني : 8

ألبي الفرج االصبهاني. نشر دار احياء التراث العربي /بيروت.

433 ................................................................مصادر التحقيق

ـ أقرب الموارد : 9 د المرعشي العامة /لسعيد الخوري. نشر مكتبة السي

قم. ـ األمالي : 10

للشيخ الصدوق. نشر مؤسسة األعلمي / بيروت. ـ األمالي الخميسية : 11

ليحيى بن الحسين الشجري. نشر مرسسة عالم الكتب/ بيروت. ـ أمالي المرتضى : 12

د علي بن الحسين الموسوي. نشر دار احياءللسيالكتب العربية / بيروت.

ـ االمامة والسياسة : 13 لعبدالله بن قتيبة الدينوري. نشر مؤسسة الوفاء /

بيروت. ـ األنساب : 14

لعبدالكريم السمعاني. نشر محمد أمين دمج / بيروت. ـ أنساب األشراف : 15

ألحمد بن يحيى البالذري. نشر مؤسسة األعلمي /بيروت. ـ أوائل المقاالت : 16يخ المفيد )يخ المفيد. نشر المؤتمر العالمي للشللش

هـ(.1413 ـ البحر الزخار : 17

الحمد بن يحيى المرتضى اليمني ـ نشر مطبعة شفق /تبريز.

ـ البحر المحيط : 18ألبي حيان األندلسي. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ البداية والنهاية : 19البن كثير. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ البيان في تفسير القرآن : 20 /3د أبي القاسم الخوئي. نشر دار ازهراء للسي

بيروت. ـ تاج العروس : 21

د بن مرتضى الزبيدي. نشر دار مكتبة الحياة /لمحمبيروت.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 434

ـ تاريخ بغداد : 22للخطيب البغدادي. نشر دار الكتاب العربي / بيروت.

ـ تأريخ الخلفاء : 23 لجالل الدين السيوطي. نشر دار الكتب العلمية /

بيروت. ـ تاريخ دمشق : 24

البن عساكر. نشر مؤسسة المحمودي / بيروت. ـ تأريخ الطبري : 25

د بن جرير الطبري. دار سويدان / بيروت.لمحم ـ تأريخ الكبير : 26

السماعيل بن ابراهيم البخاري. نشر دار الكتب العلمية/ بيروت. ـ تاريخ المذاهب االسالمية : 27

د أبو زهرة. نشر دار الفكر العربي / بيروت.لمحم ـ تأريخ اليعقوبي : 28

ألحمد بن جعفر اليعقوبي. نشر دار صادر / بيروت. ـ تأسيس الشيعة : 29

للسيد حسن الصدر. منشورات األعلمي / طهران. ـ التبيان في تفسير القرآن : 30 يخ الطوسي. نشر دار احياء التراث العربي /للشبيروت. ـ تذكرة الخواص : 31

/:لسبط ابن الجوزي. نشر مؤسسة أهل البيت بيروت. ـ تفسير الحسن البصري : 32

نشر دار الحديث / القاهرة. ـ التفسير العظيم : 33

السماعيل بن كثير. نشر دار المعرفة / بيروت. ـ تفسير العياشي : 34

د بن مسعود بن عياش. نشر المكتبة العلميةلمحماالسالمية / طهران.

435 ................................................................مصادر التحقيق

ـ تفسير القمي : 35ي. نشر دار الكتاب / قم.لعلي بن ابراهيم القم

ـ التفسير الكبير : 36للفخر الرازي.

ـ تلبيس ابليس : 37 لعبدالرحمن بن الجوزي البغدادي. نشر دار الكتب

العلمية / بيروت. ـ تنقيح المقال : 38

د المامقاني. نشر دار الكتب االسالميةلعبدالله بن محم/ طهران.

ـ تهذيب األحكام : 39يخ الطوسي. نشر دار الكتب االسالمية / طهران.للش ـ تهذيب األسماء واللغات : 40

لمحيي الدين النووي. نشر دار الكتب العلمية / بيروت. ـ تهذيب التهذيب : 41

البن حجر العسقالني. نشر دار الفكر / بيروت. ـ جامع األخبار : 42

:د بن محمد السبزواري. نشر مؤسسة آل البيت لمحمالحياء التراث / بيروت.

ـ الجامع ألحكام القرآن : 43 لمحمد بن أحمد القرطبي. نشر احياء التراث العربي /

بيروت. ـ جنة المأوى : 44د الحسين آل كاشف الغطاء.يخ محمللش ـ جمهرة األمثال : 45

ألبي هالل العسكري. نشر دار الجيل / بيروت. ـ الحاوي الكبير : 46

د المارودي. نشر دار الكتب العلمية /لعلي بن محمبيروت.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 436

ـ حلية األولياء : 47 ألحمد بن عبدالله األصبهاني. نشر دار الكتاب العربي /

بيروت. ـ الحور العين : 48

ألبي سعيد بن نتوان الحميري. ـ خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب49

7 : ألحمد بن شعيب النسائي. نشر مطبعة الفيصل /

الكويت. ـ الخصال : 50يخ الصدوق. نشر جماعة المدرسين / قم.للش ـ خالصة الرجال : 51 ي. نشر المطبعة الحيدرية / النجفامة الحلللعل

األشرف. ـ الدر المنثور : 52

لجالل الجين السيوطي. نشر دار الفكر / بيروت. ـ دالئل النبوة : 53

ألحمد بن الحسين البيهقي. نشر دار الكتب العلمية /بيروت. ـ ديوان امرئ القيس : 54

نشر دار صادر / بيروت.ار بن برد : 55 wـ ديوان بش

نشر دار الثقافة / بيروت. ـ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القريى : 56

ألحمد بن عبدالله الطبري. نشر مؤسسة الوفاء /بيروت.يعة : 57 ـ الذريعة الي تصانيف الش

آلقا بزرك الطهراني. نشر دار األضواء / بيروت. ـ ربيع األبرار : 58

. نشر وزارة األوقاف /الزمخشريلمحمود بن عمر بغداد.

ـ رجال ابن داود : 59 ي. نشر المطبعةللحسين بن علي بن داود الحل

الحيدرية / النجف األشرف.

437 ................................................................مصادر التحقيق

ـ رجال أبي علي : 60طبعة حجرية.

ـ رجال الطوسي : 61نشر المطبعة الحيدرية / النجف األشرف.

ـ رجال الكشي : 62 الحياء:يخ الطوسي. نشر مؤسسة آل البيت للش

التراث / قم. ـ رجال النجاشي : 63

نشر مؤسسة النشر االسالمي / قم. ـ روح المعاني : 64

لمحمود اآللوسي البغدادي. نشر دار احياء التراثالعربي / بيروت.

ـ روضة المتقين : 65 د تقي المجلسي. نشر المطبعة العلمية /للمولي محم

قم. ـ الرياض النضرة : 66

لمحب الدين الطبري. نشر دار الكتب العلمية / بيروت. ـ زاد المسير : 67

لعبدالرحمن بن علي الجوزي. نشر المكتب االسالمي /بيروت. ـ السرائر : 68

للشيخ ابن ادريس الحلي. نشر جماعة المدرسين /قم.

ـ سقط الزند : 69 ألبي العالء المعري. نشر دار بيروت للطباعة والنشر /

بيروت. ـ سنن ابن ماجة : 70

نشر دار الفكر / بيروت. ـ سنن أبي داود : 71

نشر دار الفكر / بيروت. ـ سنن الترمذي : 72

نشر دار احياء التراث العربي / بيروت.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 438

ـ سنن الدارمي : 73نشر دار الفكر / بيروت.

ـ السنن الكبرى : 74للبيهقي. نشر دار المعرفة / بيروت.

ـ سير أعالم النبالء : 75 د بن عثمان الذهبي. نشر مؤسسة الرسالة /لمحم

بيروت. ـ السيرة الحلبية : 76

لعلي بن برهان الدين الحلبي. نشر المكتبة االسالمية /بيروت. ـ شرح نهج البالغة : 77

د مرعشيالبن أبي الحديد المعتزلي. نشر مكتبة السيالعامة / قم.

ـ شرح نهج البالغة : 78د عبده.يخ محمللش ـ شواهد التنزيل : 79

للحاكم الحسكاني. نشر مؤسسة األعلمي / بيروت.يعة بين األشاعرة المعتزلة : 80 ـ الش

لهاشم معروف الحسني. نشر دار القلم / بيروت. ـ الصحاح : 81

السماعيل بن حماد الجوهري. نشر دار العلم للماليين /بيروت. ـ صحيح البخاري : 82

نشر دار احياء التراث العربي / بيروت. ـ صحيح مسلم : 83

نشر دار الفكر / بيروت. ـ الصواعق المحرقة : 84

البن حجر الهيثمي. ونشر دار الكتب العلمية / بيروت. ـ الطبقات الكبرى : 85

لمحمد بن سعد. نشر دار صادر / بيروت.

439 ................................................................مصادر التحقيق

ـ علل الشرائع : 86 للشيخ الصدوق. نشر المطبعة الحيدرية / النجف

األشرف. ـ عيون األخبار : 87

لعبيدالله بن مسلم بن قتيبة. نشر دار الكتبالمصرية / القاهرة.

: 7 ـ عيون أخبار االمام الرضا 88يخ الصدوق. نشر انتشارات العالم / طهران.للش ـ الفائق في غريب الحديث : 89

لمحمود بن عمر الزمخشري. نشر دار المعرفة /بيروت. ـ فتح الباري : 90

ألحمد بن علي بن حجر. نشر المطبعة البهيةالمصرية / القاهرة.

ـ فرائد السمطين : 91 د بن المؤيد. نشر مؤسسة المحموديالبراهيم بن محم

./ بيروت ـ الفردوس بمأثور الخطاب : 92

ألبي شجاع شيرويه الديلمي. نشر دار الكتب العليمة /بيروت. ـ الفرق بين الفرق : 93

لعبدالقاهر بن طاهر البغدادي. نشر دار المعرفة /بيروت. ـ فرق الشيعة : 94

للحسن بن موسى النوبختي. نشر المطبعة الحيدرية /النجف األشرف.

ـ الفصول العشرة في الغيبة : 95يخ المفيد ) للشيخ المفيد. نشر المؤتمر العالمي للش

هـ(.1413 ـ الفصول المهمة : 96

البن الصباغ المالكي. نشر مطبعة العدل / النجفاألشرف. ـ فضائل الخمسة : 97

د مرتضى الفيروز آبادي. نشر مؤسسة األعلمي / للسيبيروت. ـ الفهرست : 98

البن النديم. نشر دار قطري بن الفجاءة / قطر.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 440

ـ الفهرست : 99يخ الطوسي. نشر المكتبة الرضوية / النجف للش

األشرف. ـ في السياسة والحكمة : 100

يخ محمد بن الحسين آل كاشف الغطاء. نشر دار للشالتوجيه االسالمي / بيروت.

ـ القاموس المحيط : 101 لمحمد بن يعقوب الفيروز آبادي. نشر دار الفكر /

بيروت. ـ الكافي : 102

لمحمد بن يعقوب الكليني. نشر المطبعة االسالمية /طهران.

ـ الكامل في التاريخ : 103البن األثير. نشر دار صادر / بيروت.

ـ الكشاف : 104للزمخشري. نشر دار المعرفة / بيروت.

ـ الكشف عن وجوه القراءات السبع : 105 لمكي بن ابي طالب القيسي. نشر مؤسسة الرسالة /

بيروت. ـ كشف المراد : 106

لنصير الدين الطوسي. نشر مؤسسة األعلمي /بيروت.

ـ كفاية الطالب : 107 لمحمد بن يوسف الشافعي. مشر مطبعة الفارابي /

طهران. ـ الكنى واأللقاب : 108

يخ عباس القمي. نشر بيدار / قم. للش ـ كنز الفوائد : 109

لمحمد بن علي الكراجكي. نشر دار األضواء / بيروت. ـ لسان العرب : 110

البن منظور. نشر أدب الحوزة / قم. ـ المبادئ العامة للفقه الجعفري : 111

لهاشم معروف الحسني. نشر دار القلم / بيروت.

441 ................................................................مصادر التحقيق

ـ المبسوط : 112لشمس الدين السرخسي. نشر دار المعرفة / بيروت.

ـ مجمع األمثال : 113ألحمد بن محمد الميداني. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ مجمع البحرين : 114 لفخرالدين بن محمد علي الطريحي. نشر مكتبة

مرتضوي / طهران. ـ مجمع الزوائد : 115

لعلي بن أبي بكر الهيثمي. نشر دار الكتاب العربي /بيروت.

ـ محاظرات األدباء : 116للراغب األصبهاني. نشر دار مكتبة الحياة / بيروت.

ـ مختصر تاريخ دمشق : 117البن منظور. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ مذاهب االسالميين : 118 للدكتور عبدالرحمن بدوي. نشر دار العلم للماليين /

بيروت. ـ المراجعات : 119

د عبدالحسين شرف الدين. نشر الدار االسالمية / للسيبيروت.

ـ مروج الذهب : 120لعلي بن الحسين المسعودي. نشر مطبعة الصدر / قم.

ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها : 121لجالل الدين السيوطي. نشر دار احياء الكتب العربية.

ـ المستدرك على الصحيحين : 122للحاكم النيسابوري. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ المستقصي من أمثال العرب : 123 لمحمود بن عمر الزمخشري. نشر دار الكتب العلمية /

بيروت. ـ مسند أبي يعلى الموصلي : 124

نشر دار المأمون للتراث / دمشق.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 442

ـ مسند أحمد : 125نشر دار الفكر / بيروت.

ـ مصابيح السنة : 126 للحسين بن مسعود البغوي. نشر دار المعرفة /

بيروت. ـ المصنwف : 127

لعبدالرزاق بن همام الصنعاني. نشر المجلس العلمي /بيروت.

ـ مصنف ابن أبي شيبة : 128نشر الجار السلفية / بومباي.

ـ معالم التنزيل : 129للحسين بن مسعود البغوي. نشر دار الفكر / بيروت.

ـ معجم البلدان : 130لياقوت الحموي. نشر دار صادر / بيروت.

ـ المعجم الفلسفي : 131للدكتور جميل صليبا. نشر دار الكتاب اللبناني / بيروت.

ـ معجم المؤلفين : 132 لعمر رضا كحالة. نشر دار احياء التراث العربي /

بيروت. ـ مقاتل الطالبين : 133

ألبي الفرج األصبهاني. نشر دار المعرفة / بيروت. ـ مقباس الهداية في عالم الدراية : 134

يخ عبدالله المامقاني. نشر مؤسسة آل البيت :للشالحياء التراث / قم.

ـ مقاالت االسالميين : 135ألبي الحسن األشعري. النشرات االسالمية / المانيا.

ـ مقدمة ابن خلدون : 136نشر مؤسسة األعلمي / بيروت.

ـ المقنعة : 137يخ المفيد. نشر مؤسسة النشر االسالمي / قم. للش

443 ................................................................مصادر التحقيق

ـ المغازي : 138 لمحمد بن عمر الواقدي. نشر مؤسسة األعلمي /

بيروت. ـ الملل والنحل : 139

لمحمد بن عبدالكريم الشهرستاني. نشر دار المعرفة /بيروت.

ـ من ال يحضره الفقيه : 140يخ الصدوق. نشر داري صعب والتعاريف / بيروت. للش

ـ المناقب : 141البن المغازلي. نشر دار األضواء / بيروت.

ـ موارد الضمآن : 142 لعلي بن أبي بكر الهيثمي. نشر دار الكتب العلمية /

بيروت. ـ موطأ مالك : 143

نشر دار احياء التراث العربي / بيروت. ـ ميزان االعتدال : 144

لمحمد بن عثمان الذهبي. نشر دار المعرفة / بيروت. ـ نثر الدر : 145

لمنصور بن الحسين األبي. نشر الهيئة المصرية للكتاب/ القاهرة. ـ نقد الرجال : 146

للسيد مصطفى التفريشي. نشر انتشارات الرسول / طهران.9المصطفى

ـ النهاية : 147البن األثير. نشر المكتبة االسالمية / بيروت.

ـ الواقفية : 148 للشيخ رياض الناصري. نشر المؤتمر العالمي لالمام

.7الرضا ـ وسائل الشيعة : 149

الحياء التراث /:للحر العاملي. نشر مؤسسة آل البيت قم.

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 444

ـ وقعة صفين : 150 لنصر بن مزاحم المنقري. نشر المؤسسة العربية

الحديثة / القاهرة.

445 .................................................................محتوى الكتاب

محتوى الكتاب5...........................................................االهداء

7................................................مقدمة التحقيق113.................................................متن الكتاب

115.....................................مقدمة الطبعة الثانية129...................................مقدمة الطبعة السابعة

137.....................................مدخل الطبعة االولى139.......مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقوwالته

يعة من الصحابة 144....................................الشيعة من التابعين 149.....................................الش

152......................مؤسسو علم النحو من الشيعة152...................مؤسسو علم التفسير من الشيعة152...................مؤسسو علم الحديث من الشيعة

153.....................مؤسسو علم الكالم من الشيعة154.............مؤسسو علم السير واآلثار من الشيعة

أصل الشيعة وأصولها........................................................ 446

154...........................................مؤرخو الشيعة155...........................................شعراء الشيعة

159.........الملوك واالمراء والوزراء والكتاب الشيعة167....................................الحديث عن الرجعة

168...................الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى172..................................فرق الغالة المنقرضة

179..........................الحديث عن عبدالله بن سبأع 184................................................نشأة التشي

210.....................عقائد الشيعة اصوال وفروعا218.....................................وظائف العقل

219....................................................التوحيد220......................................................النبوة

221....................................................االمامة229......................................................العدل232.....................................................المعاد

232.............................وظيفة القلب والجسد233............................................تمهيد وتوطئة

239.....................................................الصالة242.....................................................الصوم243.....................................................الزكاة

244.............................................زكاة الفطرة245...................................................الخمس

247.......................................................الحج249.....................................................الجهاد

251..................االمر بالمعروف والنهي عن المنكر252............................................المعامالت

447 .................................................................محتوى الكتاب

253..............................................عقود النكاح253..............................................نكاح المتعة

278....................................................الطالق286..........................................الخلع والمباراة

287.................................الظهار وااليالء واللعان288....................................الفرائض والمواريث

291..........................الوقوف والهبات والصدقات293..........................................القضاء والحكم

296......................................الصيد والذباحة298....................................................ظريفة

299.......................................االطعمة واالشربة303................................................الحدود

303...................................................حد الزنا304....................................حد اللواط والسحق

304................................................حد القذف305..............................................حد المسكر305...............................................حد السرقة

306.............................................حد المحارب306............................................حدود مختلفة

309.......................................القصاص والديات313...............................................الخاتمة

313......................................................البداء315......................................................التقية

321.....................................ملحقات الكتاب321............................................تراجم االعالم

393.........................................الفهارس العامة