50
ة ن ي مد ل ور ا ت س و د ا ة ف ي ح ص ل ا ر خ ع الآ م ة لآق ع ل ل س سي أ ت ل ا)( ر ص ا ن ي عل خ ي8 ش ل ا* ، ّ ن ق ل خ ل وا ةّ ن م; سB ح ل ا) ;لآم س ل م;أ ا ه لي ع( ِ ّ يB ب ; لن ا أت ص ي فP رون ; ي وا ن ك;أP ن ي ; ال;د ;ود ه لي اP ن ع م ي لك اP ن را ; لق أ ا تb يّ خ;د ي م;أ ك ة ون; ف ر ع ي م ه ف، B ب ق ي م ل اُ ّ يB ب ; لن ; ة اّ ن اP ن مP ن ي ف ي ي عل وا ن س. وك;أّ د ف; م ل م ا هB ب أ ت; ك ي فP نَ ّ وَ ُ ;و م ه ة، م;ا ن ع ي ر8 ; ش أدئB ت; م وْ مُ هَ وَ ّ َ ح ل اَ P ; ونُ مُ تْ كَ تَ لْ مُ هْ يِ ّ مً أ ف; يِ رَ فَ ّ P نِ اَ وْ مُ ه ; أءَ تْ B يَ اَ P ; ونُ فِ رْ عَ ي أَ مَ كُ ةَ ونُ فِ رْ عَ يَ B أتَ تِ كْ ل اُ مُ ه أَ نْ نَ ت اَ P ن يِ دَ ّ ال{ : م ه س ق ي اP ون ف ر ع ي( } َ P ونُ مَ لْ عَ ي1 لآم. س الآ ي فً ولآ خ د ة ن ي مد ل ل ا ه ل اّ و وا ا ن و ك نP ن ود ا ه لي اB بB ج واP ن مP كأن ي ل أ ت ل اB ، ون) م; أ ه لي ع( ُ ّ يB ب ; لن وادع ا د ; لآم، وق; س الآِ ّ يB ب ; نB تP م; أن ي وا الآ ; ض ف ر ف ل; ك¡، د لآف خ ي علP ك; أنّ ي خ ي أر ت; ل ع ا ; ق وا ل اّ P ن ك ل و م;أ ه ميّ كَ B بB ج ، وواP ن ي ق لط ا وق ; ق حP نِ ّ يB ت ; يً عأه;دة م م ه ع م د ف; ع ، و ة ن; ي مد ل ي ا ل ة ا رن;B ج ه ة دان;B ن د ت; م ;ود ه لي ; ا) ;لآم س ل ا ;لآم، س ي الآ عل م; ه رB بB ; جُ ي م ل أد، و ف; ي ع الآ ّ رن خ ;ود ه لي ل) ;لآم س ل م;أ ا ه لي ع( يB ب ; لن رك¡ ا ; ي د ف; ق م;أ. ه ي ‚ن ت ة لآق ع ل ر، وا خ أة الآB خ ي

 · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

  • Upload
    others

  • View
    0

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

المدينة دستور أو الصحيفة

اآلخر مع للعالقة التأسيس

ناصر )*( علي الشيخ

) ( السالم عليهما النبي صفات في يرون كانوا الذين اليهود عن الكريم القرآن يحدثنا

. على وكانوا المقدس كتابهم في مدون هو ما شريعته، ومبادئ والخلقية، الجسمية

{ : آتيناهم ذين ال أنفسهم يعرفون كما يعرفونه فهم المرتقب، النبي أنه من يقين

يعلمون { ) وهم الحق ليكتمون منهم فريقا وإن أبناءهم يعرفون كما يعرفونه الكتاب1. اإلسالم( في دخوال المدينة أهل أول يكونوا أن اليهود واجب من كان وبالتالي ،

وادع وقد اإلسالم، بنبي اإليمان فرفضوا ذلك، خالف على كان التاريخي الواقع ولكن

) ن) تبي معاهدة معهم وعقد المدينة، إلى هجرته بداية منذ اليهود السالم عليهما النبي

. النبي ترك فقد بينهما والعالقة اآلخر، تجاه منهما كل وواجب الطرفين، حقوق

) كامل) وأعطاهم اإلسالم، على يجبرهم ولم االعتقاد، حرية لليهود السالم عليهما

لعدو عمالء يكونوا ال أن هو منهم طلبه ما وكل المسلمين، كسائر المدنية الحقوق

. . بالصحيفة سميت معاهدة معه عقدوا بل ذلك، على وافقوا وقد قريش المسلمين

) ما ) خالل من السالم عليهما الرسول أرادها التي األبعاد وما الصحيفة هذه هي فما

. به قام

________________________________________

. لبنان)*( من اإلسالمي، والفقه التاريخ في باحث،

(1 : اآلية( البقرة، . 146سورة

Page 2:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

[166الصحيفة] -

اإلسالم : في المعاهدة األول المحور: المعاهدة- مفهوم أ

: المعاقدة؛- تعني المعاهدة أن العربية اللغة علوم مصادر في ورد لغة المعاهدة( » . : بينهم» فيما القـوم وتعـاقد المعاهدة : 2المعاقدة واليمين،(. » األمان، لغـة والعهد

. . العهد اشتق ومنه أوصيته أي إليه، عهدت وقد والوصية والحفاظ، والذمة، والموثق،( » .. : . رجعة ال أي عهدة، ال وقولهم كذا ألفعلن الله عهد علي وتقول للوالة يكتب الذي

3 « : من(. العباد بين ما وكل عليه، الله عوهد ما كل العهد المفسرين بعض وقال : . . وهو العهدة، جمع العهد الهيثم أبو وقال العهد من اليتيم وأمر عهد فهو المواثيق

.. : .. الحرمة ورعاية الحفاظ والعهد يعاهدك ممن بها تستوثق التي واليمين الميثاق: .. : .. : .. والعهدة: الضمان والعهد والحفاظ الوفاء، والعهد والمعرفة اإللتقاء، والعهد

: .. : .. أكفلك، أي األمر، هذا من أعهدك أيضا ويقال والذمة األمان، والعهد الحلف كتاب( » كفيلك أنا االصطالحي(. 4أو المعنى د يؤي للمعاهدة اللغوي المعنى فإن وبالتالي

لها. « : : ترك- على والمعاقدة فاق، واالت الصلح، أي المهادنة، بمعنى هي اصطالحا المعاهدة

( » معينة مدة : » 5الحرب واحدة،(. والمعاهدة الهدنة الطوسي الشيخ يقول ذلك وفي( » عوض غير من مدة إلى الحرب وترك القتال وضع اإلمام(. 6وهو يقول ذلك وفي

.. « :) ( في هي والمهادنة والقتال، الجهاد به ينتهي مما الهدنة حفظه دام الخامنئياصطالح في ه أن إال المتحاربين، بين والموادعة الصلح في وتستعمل السكون، األصل

الكفار من وطائفة المسلمين بين المؤقت الصلح في يستعمل اإلسالمي الفقهعدم. في الظاهرتان والمعاهدة الموادعة ـ الهدنة أي ـ عليها يطلق ولذا الحربيين

:7الدوام«) .) قائال والجزية الهدنة بين الخامنئي العظمى الله آية ق ويفرالمغلوب» العدو هو الجزية، عقد في المقابل الطرف أن هو جوهري، بينهما والفرق

. عليه يجعل والحال دولته وأسقطت أرضه، وفتحت عليه، المسلمون ظهر قد الذيمواطني جملة من فهو المسلمين، على الموضوعة الضرائب عوض شيء

. العدو فهو المهادنة، في المقابل الطرف أما دينهم غير على ولكن المسلمين،المستقر

________________________________________(2 : ط( عطار، الغفور عبد أحمد تحقيق الصحاح، - 4الجوهري، دار لبنان، بيروت ،

ج للماليين، : 2العلم ص هـ.1407، 510،(3 : . ص( ن، .515م

Page 3:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

(4 - : الفكر( دار لبنان، بيروت ط، ال شيري، علي تحقيق العروس، تاج الزبيدي،ج والتوزيع، والنشر : 5للطباعة ص م.1994هـ-1414، 145-147،

ط( 5) الجعفري، الفقه ألفاظ معجم أحمد، الله، :1فتح ص الدمام، المدوخل مطابع ، م.1995هـ- 1415، 412

(6 : المكتبة( الكشفي، تقي محمد السيد وتعليق تصحيح المبسوط، الطوسي،ج الجعفرية، آثار إلحياء : 2المرتضوية ص ،50.

ط( 7) الهدنة، علي، - 1الخامنئي، والتوزيع، والنشر للطباعة الوسيلة دار لبنان، بيروت ، التي. 1998هـ-1419، 8-7ص: الهدنة عقد أحكام في تبحث مة قي فقهية دراسة وهي م

. عالية فقهية بحوث سلسلة من جزء وهي وغيرهم المسلمين بين القتال بها ينتهيعلى إيران، في اإلسالمية الجمهورية قائد الخامنئي، علي السيد اإلمام سماحة ألقاها

. وأحكامه الجهاد موضوع في الخارج درس في طلبته[167الصحيفة] -

أمره، على وغالبا قويا يكون ما ورب المدني، ونظامه دولته على والباقي أرضه، على

. الكتاب أهل على الجزية كانت اإلسالم، صدر ففي المسلمين من أحيانا أقوى بل

. انعقدت الهدنة لكن اإلسالم أراضي من وصارت فتحت بعدما الشام، في القاطنين

( » بعد المسلمون يفتحها ولم مكة، قريش (.8مع

: نقضها- وحرمة المعاهدة جواز ب

الهدنة أن واعتبر للمسلمين، مصلحة فيها كان إذا المعاهدة الطوسي الشيخ أجاز

. غير أو أعدائه على مستظهرا اإلمام يكون أن بين وفصل واحدة والمعاهدة

) ( .. بأن: » المشركين أي لهم ونظر للمسلمين، مصلحة الهدنة في كان فإن مستظهر

. نظر فيه يكن لم وإن ذلك فعل الجزية، بذل أو اإلسالم، في الدخول منهم يرجو

ترك وإذا ضعيفا، قليال العدو يكون بأن تركه، في المصلحة كانت بل للمسلمين،

( » المسلمين على ضررا فيها ألن الهدنة تجوز فال وقروا، شوكتهم اشتدت (.9قتالهم

: المصلحة أهمها بشروط ولكن المعاهدة أو المهادنة الخامنئي اإلمام أجاز وكذلك

.. الهدنة» تكون الشروط، تتوفر لم وما المسلمين بإجماع الجملة في جائزة وهي

من.. آيات المسلمين، بين عليه متسالما كونه إلى مضافا ذلك على والدليل محرمة

.. .. قوله ومنها الكفار مع المعاهدة عقد جواز على تدل اللفظية، بداللتها الحكيم الذكر

العليم: } { ) ميع الس هو ه إن الله على ل وتوك لها فاجنح لم للس جنحوا وإن (..10تعالى

) مع ) السالم عليهما معاهداته من القطعية النبوية السيرة من نقل ما عليه يدل كما

Page 4:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

بالمالزمة وإما بالمطابقة إما ـ راجعة وكلها ونصاراهم، ويهودهم مشركهم من الكفار

.. أن بمجموعها، األدلة فحاصل المؤقت والصلح الهدوء واستقرار القتال ترك إلى ـ

. إن ثم ذلك جواز في شرط العدو، على اقتراحه أو الصلح قبول في المصلحة وجود

وقلتهم المسلمين ضعف من الله، رحمهم الفقهاء ذكره ما في تنحصر ال المصلحة

يبذلونه الذي المال على الحصول أو اإلسالم، في الكفار دخول رجاء أو المقاومة، عن

تحسين. منها عصر، كل في العالم ظروف تناسب أخرى مصالح فهناك للمسلمين

عدو تخويف ومنها مناوئيه، على الصلح يقترح نظاما بوصفه اإلسالمي، النظام سمعة________________________________________

(8 : . ص( ن، .9-8م

(9 . ج( س، م المبسوط، : 2الطوسي، ص ،50.

(10 : اآلية( : األنفال، . 61سورة

[168الصحيفة] -

أن العدو ذاك رأى فإذا بالحرب، مشغولين كونهم جهة من المسلمين بالد في طامعالذي يعرفه مما ذلك غير ومنها طمعه، ويقطع يخاف مقاتليه، مع الصلح بصدد اإلمام

( » ومكان زمان كل في المصلحة تشخيص أمر (.11بيده( " : اإلسالمية للحكومة يجوز نعم المعاهدات عقد بجواز الكالنتري قال عقد(12وقد

من تراه ما بحسب الكافرة، الخارجية األمم مع المالية وغير المالية المعاهداتالنظام تقبل قبال في اإلسالمية، الحكومة إلى مال إعطاء قوم يتعهد كأن المصالح،

. مانع وال أخرى التزامات أو الخطر، مواقع في وحوزتهم ثغورهم عن الدفاع اإلسالميمع تنعقد التي المعاهدات من النحو لهذا والعهود، بالعقود الوفاء عمومات شمول من

( " الطرفين (.13تراضياألمور، والة يرى ما أساس على المعاهدات عقد بجواز أيضا الفقهاء بعض ويقول

قرارا فإن والمكانية، الزمانية المصالح بحسب تتغير التي المتغيرة القوانين من فهيآخر ) زمان في ضررهم في يكون بينما زمان، في المسلمين صالح في يكون (.14قد

لالجتهاد ) يكون التي الفراغ منطقة في الموارد هذه تدخل .15وقد ) جدا هام دور فيهابهذه القيام ليستطيع كمالية، وشروط مواصفات من المسلمين أمر لولي بد وال

( . العدالة من له بد فال وكفاءة بأمانة اإللهية . 16المهمة وال( الحسن بالخلق والتحلي ، . عن ورد وقد النزاعات وحل السياسة في والحنكة اإلدارة في الكفاءة من له بد

: « : ) ( خصال ثالث فيه لرجل إال اإلمامة تصلح ال قال أنه السالم عليهما الله رسولحتى يلي من على الوالية وحسن غضبه، به يملك وحلم الله، معاصي عن يحجزه ورع

( » الرحيم كالوالد لهم أي(. 17يكون اإللهي بالقانون العلم فهو األساسي الشرط أماالفقاهة.

Page 5:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

( عليه علي اإلمام قول وهي والمواصفات الشروط لهذه جامعة رواية البالغة نهج وفيوإمامة( » واألحكام والمغانم والدماء الفروج على الوالي يكون أن ينبغي ال السالم

الجافي وال بجهله، فيضلهم الجاهل وال نهمته، أموالهم في فتكون البخيل المسلمين________________________________________

(11 : . ص( س، م الهدنة، علي، .15-9الخامنئي،(12:) ( الشريف( سره قدس الخميني اإلمام العظمى الله آية الراحل األمة إلمام قوال ونذكر

" : " والية" قضية ليست ويضيف أبعاده بكل الواقعي للفقه العملية الفلسفة هي الحكومة إنرسول والية نفس وهي تعالى، الله أمر فهي الخبراء، مجلس ابتدعها التي بالقضية الفقيه

: .") ( ) الله، ) روح الخميني، راجع ص الله رسول والية من حتى يخافون هؤالء أن بيد ، ص الله : ط الخميني، اإلمام تراث ونشر تنظيم مؤسسة وإعداد ترجمة اإلسالمية، ،2الحكومة

) ( -، ع األعظم الله بقية مركز لبنان، : 1999بيروت ص .22م،ط( 13) وأحكامها، الجزية أكبر، علي - 1الكالنتري، اإلسالمي، النشر مؤسسة إيران، قم ،

1416 : ص .148هـ،رفعها( 14) يمكن ال أنه بمعنى تغير، أي بالذات عليها يطرأ ال التي فهي الثابتة القوانين أما

ما على اإلرث واستحقاق والزكاة والحج والصوم الصالة وجوب مثل وذلك تحديدها، أو . ثابتة أحكام فهذه ذلك وأمثال والقتل والزنى الخمر وشرب الربا وحرمة الشريعة، رسمتهالذكر بتساوي القول الشريعة إلى ينسب أن ألحد يجوز ال أنه بمعنى تغيير، أي عليها يطرأ ال . تحليل أن يتوهم وال الزكاة وجوب عدم أو الخمر، شرب تحريم عدم أو اإلرث، في واألنثى

. ال، المتغيرة القوانين من الميتة حرمة فتكون القبيل، هذا من للمضطر والخمر الميتة مثلالقوانين من االضطرار فيكون االضطرار، ويحلله إال حرام من ما ألنه كذلك، األمر ليس

" " " " أيضا الثابتة القوانين تغير فهي ، حرج ال و ضرر ال قاعدتي مثل القوانين كل على الحاكمة : . ط الميسرة، الفقهية الموسوعة علي، محمد األنصاري، راجع خاصة ظروف إيران، 1في ،

اإلسالمي، الفكر ج 1415مجمع : 1هـ، ص ،13-14.الرأي( 15) بمعنى ال الشرع أدلة من الشرعية لألحكام واستخراج استنباط عملية هو بما

. ة والسن الكتاب مقابل في الشخصي والتفكير(16. الواجبات( إلتزام إلى وتدفعه المحرمات، فعل عن اإلنسان تعصم نفسانية ملكة وهيط( 17) الكافي، اإلسالمية، 5الكليني، الكتب دار طهران، إيران، ج 1363، : 1هـ،، ص ،407 .

[169الصحيفة] - فيذهب الحكم في المرتشي وال قوم، دون قوما فيتخذ الحائف وال بجفائه، فيقطعهم

( » األمة فيهلك نة للس المعطل وال المقاطع، دون بها ويقف ( .18بالحقوق( بالعهد تعالى( 19والوفاء قال المنافقين، شأن العهد ونقض اإليمان، لصفة مالزم

( } {: الميثاق ينقضون وال الله بعهد يوفون ذين ال المؤمنين آية( }. 20واصفا في وقال(} { } : عاهدوا إذا بعهدهم والموفون )21أخرى عليهما(. الله رسول عن ورد كما

( » « : له( عهد ال لمن دين وال له، أمانة ال لمن إيمان ال قال أنه (.22السالم { : في فسيحوا المشركين من م عاهدت ذين ال إلى ورسوله الله من براءة أيضا وقالالكافرين { ) مخزي الله وأن الله معجزي غير كم أن واعلموا أشهر أربعة (.23األرض

التفكر من مهل على يكونوا حتى أشهر أربعة عليهم يوسع أن دون بالبراءة يرض فلمآمنوا شاؤوا فإن الفكر، من حرية على رأيهم فيروا شأنهم، في والتروي أمرهم في

{ : . استجارك المشركين من أحد وإن تعالى قال وفنوا قتلوا يشاؤا لم وإن ونجوا،يعلمون { ) ال قوم هم بأن ذلك مأمنه أبلغه ثم الله كالم يسمع ى حت (.24فأجره

: والعهد- الصلح نتائج ج

Page 6:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

) ( ) وابن ) وربيبه السالم عليهما الله رسول تلميذ ، السالم عليه المؤمنين أمير هو وهاعهده في قائال نتائجه، نا مبي الصلح، على يشجع لوائه وحامل ووصيه وصهره عمه

« : دعة الصلح في فإن رضا، فيه ولله عدوك إليه دعاك صلحا تدفعن وال األشتر لمالكبعد عدوك من الحذر كل الحذر ولكن لبالدك، وأمنا همومك، من وراحة لجنودك، . وإن الظن حسن ذلك في هم وات بالحزم، فخذ ليتغفل، قارب ربما العدو فإن صلحه،

ذمتك وارع بالوفاء، عهدك فحط ذمة، منك ألبسته أو عقدة، عدوك وبين بينك عقدتالناس شيء الله فرائض من ليس فإنه أعطيت، ما دون ة جن نفسك واجعل باألمانة،

. وقد بالعهود الوفاء تعظيم من آرائهم، وتشتت أهوائهم تفرق مع اجتماعا عليه أشدمن استوبلوا لما المسلمين دون بينهم فيما المشركون ذلك لزم

________________________________________(18 : . ص( س، م البالغة، نهج شرح محمد، .305عبده،فرق( 19) غير من اإللتزام، وجوب ناحية من والعقد العهد بين فرق ال أنه الفقهاء بعض يرى

.. " : بالعهود فسرت اآلية في العقود وخداع تغرير أو وإجبار إكراه عن وقع إذا إال موارده، بين . الشرع حكم مدار يدور ال العهود في والتوثيق النصوص قبال في اجتهاد ذلك في والتشكيك

. والمواثيق المعاهدات في بناؤهم إذ بذلك والعقالء العرف حكم فيه يكفي بل باللزوم، فيها. بها والمستخف ناقضها يذمون وكانوا الحفظ، ولزوم اإلبرام على كان األعصار جميع في. .. العهد مفهوم في أخذ المراعاة فلزوم مراتبه اختلفت وإن طبيعتها في أخذ اإلبرام فكأن

عرفا بها اإليفاء وجب العقالء، اعتبار وفي بالطبع، وشدها إبرامها بلحاظ فالعهود وبالجملة، .. وغير الزم إلى العهد ينقسم فال لشدها موجبا صار شرعا بها اإليفاء وجوب أن ال وشرعا،

.. االستدالل فيجوز إبراما األشد و والمبرم واأللزم، الالزم إلى بل مبرم، وغير ومبرم الزم، : أوفوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قوله وزان ويكون اللزوم، في الشك موارد في اآلية بعموميحكم ه الل إن حرم وأنتم الصيد محلي غير عليكم يتلى ما إال األنعام بهيمة لكم ت أحل بالعقود

: المائدة ) يريد : 1ما أشده( يبلغ ى حت أحسن هي تي بال إال اليتيم مال تقربوا وال قوله وزان ، : ( اإلسراء مسئوال كان العهد إن بالعهد أخبار( 34وأوفوا في العقود تفسير بعد والسيما ،

: ." راجع العهود لزوم على وداللتها العهد آية عموم في أحد يشكك ولم بالعهود، الفريقينط المحرمة، المكاسب في دراسات - 1المنتظري، تفكر، نشر إيران، قم ج 1415، :1هـ، ص ،

47-49.(20 : اآلية( الرعد، .20سورة(21 : اآلية( البقرة، .177سورةط( 22) المسائل، ومستنبط الوسائل مستدرك الطبرسي، النوري بيروت، 1الميرزا ،

التراث، إلحياء البيت آل ج 1987هـ، 1408مؤسسة : 16م، ص ،97.(23 : اآلية( التوبة، .2- 1سورة(24 : اآلية( التوبة، . 6سورة

[170الصحيفة] - يجترئ ال فإنه عدوك، تختلن وال بعهدك، تخيسن وال بذمتك، تغدرن فال الغدر، عواقب

. برحمته، العباد بين أفضاه أمنا وذمته عهده جعل وقد شقي جاهل إال الله على

خداع وال مدالسة وال إدغال فال جواره، إلى ويستفيضون منعته، إلى يسكنون وحريما

وال. والتوثقة، التأكيد بعد قول لحن على تعولن وال العلل، فيه يجوز عقدا تعقد وال فيه

صبرك فإن الحق، بغير أنفساخه طلب إلى الله عهد فيه لزمك أمر ضيق يدعونك

Page 7:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

بك تحيط وأن تبعته، تخاف غدر من خير عاقبته، وفضل انفراجه ترجو أمر ضيق على

( » وآخرتك دنياك فيها تستقيل فال طلبته، الله وقد(. 25من ورع، وعدم عجز فالغدر

: « : ) وال ) الصدق، توأم الوفاء إن الناس أيها قال أنه السالم عليه علي اإلمام عن ورد

ة ) جن . 26أعلم قد( زمان في أصبحنا ولقد المرجع كيف علم من يغدر وال منه، أوقى

( كيسا الغدر أهله أكثر خذ لهم( 27ات ما الحيلة، حسن إلى فيه الجهل أهل ونسبهم ،

( ب القل الحول يرى قد الله، ونهيه،( 28قاتلهم الله أمر من مانع ودونها الحيلة وجه

حريجة ) ال من فرصتها وينتهز عليها، القدرة بعد عين رأي « )29فيدعها الدين( في له30.)

. المسلمين لبالد واألمن الهموم، من والراحة الجنود، دعة والعهد الصلح نتائج فمن

تكون ك ألن خططك، وتنفيذ للمستقبل التخطيط على قادرا أصبحت ك أن معناه وذلك

للعمل المهيئة الفاعلة والطاقات الكافي الوقت وامتلكت همومك، من ارتحت قد

. بالدك يجنب لسوف واألمن لم الس هذا أن كما رادع أو مانع دونما والدؤوب الجاد

من والحيوية اإلقتصادية مرافقها ويحفظ الحادة، اإلقتصادية لألزمات التعرض

. عن ينشأ ما عدا هذا الحرب بات متطل مواجهة في صرفها أو التعطيل، أو التدمير،

. والخوف اإلستقرار عدم حالة أن ننسى ال أن ويجب تجهل ال إجتماعية آثار من ذلك

النحو على بدوره يقوم أن من وتمنعه المجتمع حركة تشل أن شأنها من األمن، وعدم

. ظروف عن تنشأ التي السلبية والنفسية الفكرية الحالة هناك ثم ر والمؤث المطلوب

واإلنسانية اإللهية بمسؤولياته يشعر حاكم ألي حقيقية هموما ل يمث ذلك وكل الحرب،

. وأمته مجتمعه تجاه________________________________________

(25 : . ص( س، م البالغة، نهج محمد، .627-625عبده،(26. وقاية( (27. الحيلة( وحسن العقل من الغدر يعدون الزمان ذلك وأهل العقل، بالفتح الكيسلكنه( 28) مراده، بلوغ في الحيلة وجه يرى قد وتقليبها األمور بتحويل البصير أن أي

الله، من خوفا عليها قادر وهو الحيلة فيدع ونهيه، الله أمر من مانعا به األخذ دون يجد. حدوده عند ووقوفا

(29. اآلثام( من ز التحر أي ج التحر(30 : . ص( س، م البالغة، نهج محمد، . 146عبده،

Page 8:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

[171الصحيفة] -

. خداع محاولة أي من ويمنع عذر أي يقطع مما للجميع ملزمة وهي تنقض، ال فالعهود

أن يمكن ال المجتمعات، حياة تمس التي األمور كل فإن وسليم، عادل مطلب وهذا

اآلراء وتشتت المصالح اختالف بسبب وذلك منها، فرد كل موافقة مبدأ فيها يعتمد

. كأموال أموالهم فإن اإلسالم، دولة بحماية المعاهدون يتمتع وحين األهواء وتباين

. علي قال تامة بصورة التجارية تهم حري ويمارسون لهم تبقى بل تمس، ال المسلمين

« :) ( إال معاهد، وال مصل الناس، من أحد مال تمسن وال السالم عليه المؤمنين أمير

يدع أن للمسلم ينبغي ال فإنه اإلسالم، أهل على به يعدى سالحا أو فرسا تجدوا أن

( » عليه شوكة فيكون اإلسالم أعداء أيدي في يدع( . 31ذلك أن للمسلم ينبغي ال فإنه

. المؤمنين أمير قول ذلك إلى أضف عليه شوكة فيكون اإلسالم أعداء أيدي في ذلك

) ( : ) إلى) السالم عليه كتب وقد يقصون وال يجفون ال المعاهدين أن السالم عليهما

( « : دهاقين فإن بعد، أما عماله وقسوة،( 32بعض غلظة منك شكوا بلدك أهل

ويجفوا يقصوا أن وال لشركهم، يدنوا ألن أهال أرهم فلم ونظرت وجفوة، واحتقارا

بين( 33لعهدهم ) لهم وداول دة، الش من بطرف تشوبه اللين من جلبابا لهم فالبس ،

(» الله شاء إن واإلقصاء واإلبعاد واإلدناء التقريب بين لهم وامزج والرأفة، القسوة34.)

4: المعاهدات- شروط

." " : » « رضا فيه لله يكون أن هو عهد كل في األساس الشرط رضا فيه لله يكون أن ـ

وكرامة العليا، اإلسالم مصلحة حفظ في هو إنما سبحانه الله رضا أن وواضح

. يكون وحين واطمئنان ودعة بأمن سبحانه الله إلى الدعوة في وحريتهم المسلمين،

وبموقعك، بك اعترف قد العدو أن هو ذلك معنى فإن العدو، هو للصلح الداعي

سجلت قد تكون أنك هو ذلك ومعنى العادلة، شروطك يقبل ألن استعداد على وأصبح

. ذل وفيه ظالم صلح إلى العدو هذا دعاك إذا وأما وأيسره طريق أقرب من نصرا

تسجيل ألنه كهذا صلحا ترفض أن الطبيعي من فإن اإلسالم، على ووهن للمسلمين

: . منها نذكر أيضا أخرى شروط وللمعاهدات طريق أسهل من للعدو انتصار

Page 9:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

________________________________________

(31 : . ص( س، م البالغة، نهج محمد، .602عبده،

(32. أكابر( (33. معاهدون( ألنهم يبعدوا ألن وال مشركون، ألنهم منك بوا يقر ألن أهال أرهم لم(34 : . ص( س، م البالغة، نهج محمد، . 539عبده،

[172الصحيفة] -

: التي العامة المصالح من ألنه المسلمين، أمر ولي من يكون العهد عقد التعاقد أهلية ـ

. صحيح وجه على فيه النظر األمر ولي على ينبغي

: أو القهر، أو اإلكراه، ال العهد، أساس واإلختيار فالرضا الحرة، اإلرادة أو التراضي ـ

الغلبة.

. : على وحرصا شروطها وتنفيذ إلثباتها عليها، واإلشهاد كتابتها المعاهدة شكل ـ

) ( مع والمعاهدات المحالفات جميع بكتابة يأمر السالم عليهما النبي كان المعاهدة،

أول كتابة في حدث كما المعاهدة، شروط وتنفيذ فاق االت إلثبات والملوك، القبائل

حيث الحديبية، صلح كتابة في حدث وكما اليهود، مع المدينة في سياسية معاهدة

) ( من ورجاال المسلمين من رجاال الصلح على السالم عليهما الرسول أشهد

. المعاهدة لتوثيق المشركين

: والواجبات، الحقوق تحدد األهداف، نة بي النصوص، واضحة تكون أن المعاهدة وضوح ـ

. وعدم التشكيك، باب إغالق أجل من وذلك بدقة والشروط والتواريخ، واألسماء،

. الصراع حسم في وفعاليته بقيمته العهد يحتفظ وأن للباطل، المناورة فرصة إعطاء

العهد في يكون ال أن بد فال العلل، فيه تجوز عقدا تعقد ال أن يعني المعاهدة فوضوح

وفيه نفسه، العهد في وهنا يوجب ذلك فإن العدو، قبل من بها التشبث يمكن إبهامات

وهو ودقته، العهد لعقد يتصدى من نباهة على يعتمد وذلك والخيانة، النقض باب فتح

ضعف بسبب يضيع عسكري إنجاز فرب المجال، هذا في تقصير أي مسؤولية يتحمل

. النصر وتكريس المنشودة، األهداف وتحقيق التفاوض، على السياسية القيادة قدرة

Page 10:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

. : المعاهدة تضمنت فإذا ومشروعا ممكنا موضوعها يكون أن المعاهدة موضوع ـ

" : كل حق وهو فاسد، شرط من العقد يخلوا أن باطلة فهي مشروعة غير شروطا

أو مهورهن، أو النساء، رد يشترط أن مثل فاسد، شرط على االمام عقدها فإن عقد،

أو ذلك، إلى الداعية الضرورة عدم مع إليهم المال دفع أو منهم، المأخوذ السالح رد

ينزع ال أن أو الرجال، أو الصبيان، رد يشترط أو شاؤوا، متى الهدنة نقض لهم أن

الذي المسلم إليهم يرد أو أيديهم، من المسلمين أسراء

________________________________________

[173الصحيفة] -

كلها الشروط فهذه أيديهم، في مسلم مال ترك شرط أو منهم، وأفلت أسروه

( " الهدنة عقد بها يفسد (.35فاسدة،

: في فقهاؤنا واختلف عليها، االتفاق بمجرد اإلسالم في نفاذها يبدأ المعاهدة مدة ـ

( ن معي بأجل مقدرة تكون أن بد ال إذ للمدة األقصى الشيخ(. 36الحد ويفصل

.. « : بنص أشهر أربعة يهادنهم أن فيجوز هادنهم فإذا قائال الهدنة مدة في الطوسي

.. .. على مستظهرا اإلمام يكن لم إذا فأما وزيادة سنة إلى يجوز وال العزيز القرآن

.. يهادنهم أن فيجوز المسلمين وضعف لقوتهم عليه مستظهرين كانوا بل المشركين

) ( عشر إلى الحديبية عام قريشا هادن السالم عليهما النبي ألن سنين عشر إلى

سنين،.. العشر على زاد فيما العقد بطل سنين عشر من أكثر إلى هادنهم فإن سنين

. مطلقة عقدها فإن معلومة، الهدنة مدة تكون أن من بد وال سنين العشر في وثبت

. الهدنة في يجوز ال وذلك التأبيد، يقتضي إطالقها ألن باطال العقد كان مدة غير إلى

( » يجوز فإنه نقض، شاء متى إليه الخيار أن على هادنهم إن (.37فأما

: الصحيفة أهمية الثاني المحور

Page 11:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

المجتمع فتكوين المدينة، دستور أو المدينة معاهدة أهمية تبرز المنطلق هذا ومن

) ( . إال ذلك السالم عليهما للنبي يتحقق ولم الدين لهذا أساسي مقصد المسلم

والمسؤولية والعدل، األخوة، أساس على المجتمع أقام حيث يثرب، إلى بالهجرة

وعالقته المجتمع، أفراد بين العالقات وصون االجتماعي، والتكافل الفردية،

. عن والنهي بالمعروف، األمر على أكد كما والحرب السلم في األخرى بالمجتمعات

. دمائهم على وحافظ المواطنين، حقوق على ونص والديات، والقصاص، المنكر،فأصبحوا المسلمون به التزم واقعيا، ومنهاجا عملية أحكاما المدينة ميثاق تضمن لقد

) ( . مع يعقد لم السالم عليهما الرسول أن ذكره يجدر ومما وأقواها المجتمعات أفضل

بل وحسب، وعسكرية، وإقتصادية، ومعنوية، ثقافية، قوة لهم ألن معاهدة اليهود

إال إنسانا تحاسب ال التي السمحاء، الشريعة وتعاليم اإلسالم، بأخالق معهم تعامل________________________________________

الجعفرية،( 35) اآلثار إلحياء المرتضوية المكتبة منشورات الفقهاء، تذكرة الحلي،

ج حجرية، : 1طبعة ص ،447.

الحديث،( 36) الدولي بالقانون مقارنة اإلسالم في الدولية العالقات وهبة، الزحيلي،

والنشر، 4ط للطباعة الرسالة مؤسسة بيروت، : 1997هـ- 1417، ص .149-133م،

(37 . ج( س، م المبسوط، : 2الطوسي، ص ،50-51 .

[174الصحيفة] -

. من كان لقد الحكيم الفذ والقائد الخبير، السياسي وبحنكة عليه، الحجة تلقي أن بعد

: واألخوة العدوان، حال والنصرة الملكية، وحرية المعتقد، حرية العالقة هذه أركان

والتعاون. منعطفا شكل فقد اإلسالمي، التاريخ في بالغة أهمية المدينة لدستور أن شك وال

. بنوده ل ويحل فيه يتمعن فمن جمعاء البشرية مستوى على وحضاريا، وسياسيا، دينيا،

العربية، الجزيرة مستوى على فقط ليس يحتذى، نموذجا فيه يرى العبر، منه ويأخذ

. نموذج إنه وزمان مكان أي وفي العالم، مستوى على بل قرنا، عشرة أربعة وقبل

نرى حيث المسلم، المجتمع في الدينية األقليات ولحقوق المشترك، الديني للتعايش

جوهرها، اإلنسان يسلبها ال أن بشرط الجميع، تعم اإلجتماعية والعدالة المواطنية

( . الوثيقة فهذه لألعداء عميال ويكون بلده أبناء على ويتآمر وطنه ،أو( 38فيخون

Page 12:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

( )39الصحيفة الكتاب( )40،أو المدينة( دستور يقبل( 41،أو اإلسالم أن على تدل ،

أساس على واحد حكم ونظام واحدة، دولة في متنوع سياسي مجتمع تأسيس فكرة

. تكون أن الدولة إلقامة يشترط وال الكاملة المواطنة بحق فيها الجميع يتمتع اإلسالم،

والتأمل ) البحث من مزيد إلى تحتاج والمسألة خالص، نقي إسالمي لقد(. 42لمجتمع

) ( ودينية، إنسانية، أهدافا الصحيفة هذه خالل من السالم عليهما محمدا النبي حقق

: عظيمة وسياسية وإجتماعية،1 : تفاوت- هناك كان لقد واإلستقرار األمن وتحقيق المسلمين بين الصالت توثيق

. العالقات كانت كما واألنصار المهاجرين بين ومعيشي، ونفسي، وثقافي، إجتماعي،

بين سائدة كانت التي والحال وعداء، حرب عالقات المدينة تسكن التي الطوائف بين

. الصالت توثيق في الصحيفة هذه ساهمت وقد ذلك على مثال خير والخزرج األوس

. كما واألنصار المهاجرين بين أي المسلمين، بين األخوية والعالقات الروابط وتعزيز

مصير في تتحكم كانت التي الجاهلية والنزاعات العصبيات تذويب في ساهمت

األعراض واستباحة الدماء، وإراقة الحروب، إلى وتجرهم والجماعات، األفراد

واألموال.________________________________________

في( 38) واط مونتغمري اليهودي المستشرق والسيما المعاصرون، استعمله إسمالمدينة " ". في محمد كتابه

(39. ) كثيرا النص ثنايا في ذكره تردد الذي اإلسم(40.. النبي( " محمد من كتاب هذا فيها ورد حيث النص مقدمة في أطلق الذي اإلسم

." آثم " أو ظالم دون الكتاب هذا يحول ال وإنه الختامي البند وفي(41. وغيرهم( المستشرقون إستعمله إسمط( 42) اإلسالمي، السياسي اإلجتماع في مهدي، محمد الدين، بيروت، 2شمس ،

الدولية، : 1983هـ - 1419المؤسسة ص .266م،[175الصحيفة] -

2 : ساعد- مما واإلستقرار، األمن من نوعا الصحيفة هذه أمنت لقد الثقافية التعبئة

) ( وأنصار مهاجرين من المسلمين نفوس ئ يعب أن على السالم عليهما الرسول

. يبدأ فاإلسالم الحسنة والموعظة بالحكمة بل إكراه، دون واإليمان اإلسالم بتعاليم

عميقة معرفة إلى ويحتاج سليم، وقلب منفتح، واع عقل إلى يحتاج لكنه بالشهادتين،

( الجهاد والسيما وفروعه، الدين، وبأصول ، وجل عز الله التعبئة(. 43بصفات هذه

Page 13:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

إسالمي مجتمع لبناء ضرورية كانت زة، المرك اإلسالمية والمعرفة األصيلة، الثقافية

عليهما ) الله رسول ملة وعلى الله سبيل في المهج ويبذل اللجج، يخوض متماسك،

السالم(.

3 ) ( : األخرى- األديان ألصحاب الحق السالم عليهما الرسول أعطى لقد الدينية الحرية

األديان، تلك إليه تهدف ما ضوء على الحقيقة عن والبحث والمناظرة، المناقشة، في

يكن ولم يولد، ولم يلد، لم الذي الصمد، األحد، الله عبادة من اإلسالم إليه يدعو وما

) ( . دعاهم بل اإلسالم، باع ات على اليهود السالم عليهما الرسول يجبر ولم أحد كفوا له

كل مع السنين، مر على توارثوه الذي القديم دينهم بين اإلختيار حرية لهم وترك إليه

التي الخاتمة، اإللهية والرسالة الجديد، الدين وبين وتشويه، تحريف من عليه طرأ ما

بل األصيلة، وتشريعاتهم الحقيقية، تعاليمهم وتشمل واألنبياء، الرسل بجميع تقر

زمان لكل والمناسبة والعمق، والدقة، والشمولية، السعة مستوى على تفوقها

. واآلخرة، الدنيا في والعمران للبناء يدعو فاإلسالم الحياة شؤون كل وفي ومكان،

مع ينسجم ما وهذا عدوان، أو بغي دون نصيبه فرد كل ويستوفي الحياة، لتنتظم

. اإلنسانية الفطرة

4 : متجانس،- غير مجتمعا يثرب مجتمع كان لقد يثرب سكان جميع بين الوحدة تحقيق

وال وخطيرة، كبيرة مشكلة وهي والتربص، التوتر، عالقاته يسود مجتمع متعاون، وال

. ) ( دولته دعائم ز ويرك دعوته ينشر أن السالم عليهما للنبي يتسنى لكي حلها من بد

) ففي ) وحكيمة، بارعة سياسية بخطوة المشكلة هذه السالم عليهما النبي عالج وقد

( عليهما النبي وضع واألنصار، المهاجرين بين المؤاخاة وبعد للهجرة، األولى السنة

من( أنفسهم المسلمين بين العالقة لتنظيم الهامة السياسية الوثيقة هذه السالم

جهة من اليهود وبين وبينهم جهة،

________________________________________

الله( 43) يرضي الذي المشروع القتال أي تعالى، الله سبيل في القتال هو الجهاد

. ) بعده ) من األمر وأولي ص ورسوله

[176الصحيفة] -

Page 14:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

) ( سكان جميع بين الوحدة لتحقيق كبيرا جهدا السالم عليهما النبي بذل فقد أخرى،

كتاب ) وأهل ومشركين، مسلمين، من ( 44يثرب، مجتمعا لون يمث الجميع أن باعتبار ،

) ( . وحدة السالم عليهما النبي حقق فقد الديني انتمائه في متنوعا واحدا، سياسيا

نظامها ووضع موروثة، وخصومات عداء، من المواطنين بين كان ما على يثرب

. لوجد ذلك ولوال والتحالف الحرية من متين أساس على اليهود، مع فاق باالت السياسي

وعاناه القاه عما يقل ال ما يثرب، في وهو دعوته نشر في والمشاق الصعوبات من

. عام عشر ثالثة طوال مكة في العذاب صنوف من له وتعرض5 : النبي- فيه أبدى الذي الحكيم التدبير هذا إن الدعوة ونشر قريش خطر تجنب

) من ) نه ومك خطرين، به جن والحنكة، والمقدرة، المهارة، منتهى السالم عليهما محمدا

أمرين:وبالمسلمين،- به قريش طمع وخطر المحلية، والخصومات التفكك خطر به جن فقد

. ذلك في يفلحوا لم ولكنهم مكة، إلى وإرجاعه مطاردته حاولوا حيثونشر- الباهرة، االنتصارات تحقيق ومن اليهود، على الحجة إلقاء من نه مك كما

. معدودات سنوات خالل العربية الجزيرة شبه في الدعوةاليهود : موقف الثالث المحور

) إلى ) هو وبـادر الظاهر، بحسب السالم عليهما الرسول استقبـال اليهـود أحسن لقد

إلى فتحدث بهم، صالته توثيق على وعمل منها، بأحسن بل بمثلها، تهم تحي رد

أهل أنهم باعتبار المودة، برابطة وبينهم بينه وربط كبراؤهم، إليه وتقرب رؤسائهم،

. رحب لقد االعتقاد لحرية وتقرير وتحالف صداقة معاهدة معهم وعقد موحدين، كتاب

مصالحهم مع تتفق أنها ظنوا حيث المعاهدة، بهذه المدينة في والمشركون اليهود

. أن رأوا أن بعد المستريب، صمت صمتوا ولكنهم نفوذهم لهم وتحفظ ومنافعهم

واحدة، أمة أجناسهم اختالف على المسلمين من ويجعل العرب، بين سيوحد اإلسالم

الغش طريق عن تأتي التي المنافع وكل الربا م ويحر والجشع، االستغالل يحارب ه وأن

على القائم وجودهم على بل مصالحهم، على بالخطر فأيقنوا والخداع،________________________________________

وعلى( 44) المدينة في المقيمين اليهود من قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، كبني

. اليهود وبين وبينهما جهة، من والخزرج األوس بين المتوترة العالقات إن منها مقربة

Page 15:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

كل كانت فقد الجماعات، لهذه السكاني التوزيع على إنعكست أخرى، جهة من

المجمعات هذه وكانت بها، خاص سكني مجمع في تسكن العشائر هذه من مجموعة

. األطام سموها وقد العسكرية، الحصون وتشبه بعض، عن بعضها متباعدة السكنية

.) : حجارة) من المدينة أهل بناه حصن هو األطم[177الصحيفة] -

قوة في ويزيد اقتصاديا، يضعفهم االسالم أن ورأوا اآلخرين، واستغالل التسلط

والميثاق، بالعهد ونكثوا الدعوة، من موقفهم فأعلنوا سياسيا، ومنعتهم المسلمين

) ( . القوة استعمال إلى السالم عليهما النبي اضطر مما المشركين جانب إلى وانحازوا

أنهم. أم انحرفوا؟ ثم المعاهدة على توقيعهم في صادقين اليهود كان فهل ضدهم

األوس مع عالقاتهم وعلى اإلقتصادية، مصالحهم على يخافون كانوا ألنهم عليها وقعوا

) ( على وقعوا هم أن أم البداية؟ منذ السالم عليهما الرسول واجهوا هم إن والخزرج

المسيحيين حمالت من لهم المسلمين حماية في يطمعون كانوا هم ألن المعاهدة

الروم؟

ونصها : الصحيفة صحة الرابع المحور

) ( معاهدة إلى التحديد وجه على واليهود المدينة سكان السالم عليهما النبي دعا

يوم إلى بل هذا، يومنا إلى به يحتذى منهاجا تزال ال الزمن، عبر خالدة وطنية،

وأمة. يهودية، أمة هناك كان حيث عديدين، فرقاء مع المدينة دستور أنجز فقد القيامة

. هذه والمحدثون خون المؤر تلقى وقد نفسها السياسية الجماعة داخل إسالمية،

. والحكم بالجملة صحتها حول جدال المحدثين من أحد يثر ولم بالقبول، الوثيقة

معايير ) لثالثة يخضع التاريخية النصوص في التشكيك أو وعدمها (:45بالصحة

1 : الواقع مع وانسجامه ومضمونه، ولغته، النص، بتركيب يتعلق الداخلي المعيار ـ

. فنص فيه صدر قد النص أن يدعى الذي والسياسي اإلجتماعي والمحيط الخارجي،

أو التصحيف، بسبب التغيير لبعض تعرضت الصحيفة تكون وقد طويل، الصحيفة

في والزيادة الحذف لبعض أو والتأخير، التقديم حيث من تركيبها في التغيير لبعض

الراوي ألن أو آخر، إلى راو من لتناقلها والسهو للنسيان نتيجة مفرداتها أو جملها

Page 16:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

. وبنيته النص جوهر على ر يؤث لم ذلك كل ولكن إليها حاجته بحسب منها جزءا ينقل

. به صيغت الذي األسلوب فإن اللغة، حيث فمن ووحدته تكامله وعلى العامة،

إليه تنسب الذي العصر مع يتناسب والمصطلحات، الجمل وتركيب الصحيفة

. استعملت التي اللغوية المفردات فإن كذلك المدينة إلى الهجرة أول أي الصحيفة

في

________________________________________

(45: . : ص( س، م اإلسالمي، السياسي اإلجتماع في مهدي، محمد الدين، شمس راجع

284-300 .

[178الصحيفة] -

المرحلة مع يتناسب بالمؤمنين فالتعبير الفترة، تلك في شائعة كانت الصحيفة،

كلمة على اإلستعمال يستقر لم إنه حيث الهجرة، أول وفي مكة، في األولى

. . أضف مرات ثالث إال الصحيفة في بالمسلمين التعبير يرد ولم ذلك بعد إال المسلمين

) المرحلة ) تلك مع تتناسب السالم عليهما النبي اسم ذكر في البساطة أن ذلك إلى

) كما ) والتعظيم بالدعاء السالم عليهما النبي اسم يقترن لم حيث اإلسالم، تاريخ من

. المتأخرة العهود في الشريف اسمه ذكر عند السائد الشأن هو

2 : واختراعه- النص وضع إمكانية عن الفحص على ويقوم االتهامي النقدي المعيار

. المركزية فالفكرة النص بمضمون العالقة ذوي األطراف ومصلحة إمكانات بحسب

: هما جماعتين بين تعاقدي سياسي مجتمع إنشاء هي الصحيفة، عنها ر تعب التي

وحاكمها اإلسالم، شريعتها المجتمع لهذا إسالمية دولة وتشكيل واليهود، المسلمون

.) ( بين الداخلية العالقات تنظيم فهي الثانوية الفكرة أما السالم عليهما النبي

. سواء المسلمين، من طرف أي لدى حوافز أو دواع أي توجد وال أنفسهم المسلمين

.) لقد ) السالم عليهما النبي إلى ونسبته نص الختالق غيرهم، أم األنصار أم المهاجرين

) ( مع عليهم وتآمروا والمسلمين، السالم عليهما بالنبي وغدروا الصحيفة اليهود خان

Page 17:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

التغلب تم حتى عدة مواقع في المسلمون حاربهم لذلك ونتيجة المشركة، قريش

. وهذه واليهود المسلمين بين ص وترب عداء حالة لذلك ونشأت وإجالؤهم، عليهم

. القبيل هذا من وثيقة وتضع تخترع أن جهة أي على بمكان الصعوبة من تجعل الوقائع

مع وسياسية مجتمعية التزامات في المسلمين تدخل كهذه، وثيقة أن ذلك على زد

اب وكت المحدثين، بين النطاق الواسع والقبول والذيوع الرواج بهذا وتحظى اليهود،

اإلسالمي، المجتمع في والفكرية العلمية واألوساط خين، والمؤر والفقهاء، السيرة،

قضوا أن بعد الخلفاء، عهد في السياسية السلطة من اعتراض أي تواجه أن دون

أو سياسي أو اقتصادي ثقل أي لليهود يعد ولم الحجاز، في اليهودي النفوذ على

في موضوعة الصحيفة تكون أن احتمال من تلغي اإلسالمية، الدولة في عسكري

هجرة أول في األولى النبي إنجازات من وكونها وصحتها أصالتها د وتؤك متأخر، عهد

. يثرب إلى المسلمين

________________________________________

[179الصحيفة] -

3 : وثاقة- ومدى طريقه، عن النص إلينا وصل الذي بالسند يتعلق الخارجي المعيار

. السيرة كتب في للصحيفة الكامل النص نقل فقد ندرته أو شهرته، أو وتواتره، رواته،

كتب من العديد في إليها وإشارات منها مقتطفات نقلت كما والتاريخ، والحديث

(.46الحديث )

بن محمد الشهير الراوية المحدث للصحيفة الكامل النص إلينا نقل من أقدم ولعل

( . 47اسحاق لوضع( المناسب التاريخ ولعل النبوية السيرة في مرجعا يعتبر ،الذي

بعد ما وإن للهجرة، األولى األشهر في ليس ولكن الكبرى، بدر قبل ما هو الصحيفة،

( عليهما النبي تصميم وظهور يثرب، في اإلسالمي السياسي المجتمع شكل تبلور

ستة( بعد األولى والسرايا الغزوات في تجلت التي والمقاومة الدفاع على السالم

Page 18:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

.) ( يراقبون اليهود كان األولى األشهر ففي السالم عليهما النبي هجرة من أشهر

وقدرتهم وتصميمهم، تالحمهم ومدى المسلمين، وسياسة الجديدة، التجربة

) ( معه. يعقدوا أن السالم عليهما النبي على اقتراحهم كان عليه وبناء العسكرية

. أهمية في تكن لم الصحيفة أن أيضا إليه االلتفات يجدر ومما سلمي تعايش فاقات ات

قبيل من كانت بل الشريعة، أحكام بيان على تشتمل التي نة الس أو القرآني النص

الرواة ) تناقلها التي وعهوده (.48كتبه

) ( : واألنصار، المهاجرين بين كتابا السالم عليهما الله رسول وكتب اسحاق ابن قال

واشترط لهم، وشرط وأموالهم، دينهم على هم وأقر وعاهدهم، اليهود فيه وادع

عليهم: ) المؤمنين» ) بين السالم عليهما النبي محمد من كتاب هذا الرحيم الرحمن الله بسم

واحدة أمة إنهم معهم، وجاهد بهم، فلحق تبعهم، ومن ويثرب، قريش من والمسلمين

( ربعتهم على قريش من المهاجرون الناس، دون )49من وهم( 50يتعاقلون( بينهم،

. يتعاقلون ربعتهم، على عوف وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيهم يفدون

. وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيها تفدي طائفة كل األولى، معاقلهم

عانيها تفدي منهم طائفة وكل األولى، معاقلهم يتعاقلون ربعتهم، على ساعدة

. معاقلهم يتعاقلون ربعتهم، على الحارث وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف________________________________________

الكبرى( 46) والسنن الهندي، للمتقي العمال وكنز أحمد، ومسند مسلم، كصحيحالكافي وأصول المجلسي، للعالمة األنوار وبحار الطوسي، للشيخ والتهذيب للبيهقي،الناس، سيد ابن وسيرة الدحالنية، والسيرة الحلبية، والسيرة للكليني، الكافي وفروع. العرب كلسان اللغة معاجم وأمهات األنف، والروض األموال كتاب إلى إضافة

سنة( 47) .151توفي هـ (48 : . ص( س، م اإلسالمي، السياسي اإلجتماع في مهدي، محمد الدين، .297شمس(49. : عليها( وهم اإلسالم جاء التي الحال الربعة(50 . : . : الديات( والمعاقل األسير العاقل

[180الصحيفة] -

. على جشم وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيها تفدي طائفة وكل األولى،

والقسط بالمعروف عانيها تفدي منهم طائفة وكل األولى، معاقلهم يتعاقلون ربعتهم

. منهم طائفة وكل األولى، معاقلهم يتعاقلون ربعتهم، على النجـار وبنو المؤمنين بين

Page 19:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

. ربعتهم، على عـوف بن عمرو وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيها تفدي

بين والقسط بالمعـروف عانيها تفـدي طائفة وكل األولى، معاقلهم يتعاقلون

تفدي. منهم طائفة وكل األولى، معاقلهم يتعاقلون ربعتهم، على النبيت وبنو المؤمنين

. معاقلهم يتعاقلون ربعتهم على األوس وبنو المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيها

. وأن المؤمنين بين والقسط بالمعروف عانيها تفدي منهم طائفة كل األولى،

( مفرحا يتركون ال . 51المؤمنين وإن( عقل أو فداء في بالمعروف يعطوه أن بينهم،

دسيعة ) ابتغى أو منهم بغى من على قين المت أو( 52المؤمنين عدوان، أو إثم، أو ظلم،

. . مؤمن يقتل وال أحدهم ولد كان ولو جميعا، عليه أيديهم وأن المؤمنين بين فساد

. . أدناهم عليهم يجير واحدة، الله ذمة وأن مؤمن على كافرا ينصر وال كافر، في مؤمنا

. النصر له فإن يهود، من تبعنا من وأن الناس دون بعض موالي بعضهم المؤمنين وأن

. يسالم ال واحدة، المؤمنين سلم وأن عليهم متناصرين وال مظلومين، غير واألسوة،

. غازية كل وأن بينهم وعدل سواء على إال الله سبيل في قتال في مؤمن دون مؤمن

. دماءهم نال بما بعض على بعضهم يببيء المؤمنين وأن بعضا بعضها يعقب معنا غزت

. . مشرك يجير ال ه وإن وأقومه هدى أحسن على قين المت المؤمنين وإن الله سبيل في

( . اعتبط من ه وإن مؤمن على دونه يحول وال نفسا، وال لقريش، عن( 53ماال قتال مؤمنا

لهم يحل وال كافة، عليه المؤمنين وإن المقتول، ولي يرضى أن إال به، قود ه فإن بينة،

: . االخر واليوم بالله وآمن الصحيفة، هذه في بما أقر لمؤمن يحل ال ه وإن عليه قيام إال

محدثا ) ينصر وغضبه( 54أن الله لعنة عليه فإن آواه، أو نصره من وإن يؤويه، وال ،

وال القيامة، يوم

________________________________________

(51. : العيال( والكثير بالدين المثقل المفرح

(52. : العطية( بها يراد أن ويجوز الظلم، سبيل على دفعا طلب أي العظيمة، الدسيعة

(53. : قتله( توجب منه جناية بال قتله اعتبطه

(54 . : فتنة( أو ضاللة أو بدعة اإلسالم في أحدث من المحدث

Page 20:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

[181الصحيفة] -

. عز الله إلى مرده فإن شيء، في اختلفتم مهما كم وإن عدل وال صرف منه يؤخذ

.) ( داموا ما المؤمنين مع ينفقون اليهود وإن السالم عليهما محمد وإلى وجل،

دينهم،. وللمسلمين دينهم، لليهـود المؤمنين، مع أمة عـوف بني يهـود وإن محاربين

يوتغ ) ال فإنه وأثم، ظلم من إال وأنفسهم . 55مواليهم ليهود( وإن بيته وأهل نفسه إال

. . عوف بني ليهود ما مثل الحارث بني ليهود وإن عوف بني ليهود ما مثل النجار بني

. ليهود ما مثل األوس بني ليهود وإن عوف بني ليهود ما مثل ساعدة بني ليهود وإن

. ال فإنه وأثم، ظلم من إال عوف، بني ليهود ما مثل ثعلبة بني ليهود وإن عوف بني

( . جفنة وإن بيته وأهل نفسه إال . 56يوتغ ليهود( ما مثل الشطيبة لبني وإن كأنفسهم

( . . . بطانة وإن كأنفسهم ثعلبة موالي وإن اإلثم دون البر وإن عوف يهود(57بني

.) على. ) ينحجز ال ه وإن السالم عليهما محمد بإذن إال أحد منهم يخرج ال ه وإن كأنفسهم

( . . هذا أبر على الله وإن ظلم من إال بيته، وأهل فتك، فبنفسه فتك من ه وإن جرح ثار58 . من(. على النصر بينهم وإن نفقتهم المسلمين وعلى نفقتهم، اليهود على وإن

. . يأثم لم ه وإن االثم دون والبر والنصيحة النصح بينهم وإن الصحيفة هذه أهل حارب

. . . محاربين داموا ما المؤمنين مع ينفقون اليهود وإن للمظلوم النصر وإن بحليفه امرؤ

. . آثم وال مضابى غير كالنفس، الجار وإن الصحيفة هذه ألهل جوفها حرام يثرب وإن

. أو حدث من الصحيفة هذه أهل بين كان ما وإن أهلها بأذن إال حرمة تجار ال ه وإن

.) وإن ) السالم عليهما محمد وإلى وجل، عز الله إلى مرده فإن فساده، يخاف اشتجار

. . وإن نصرها من وال قريش، تجار ال وإنه وأبره الصحيفة هذا في ما اتقى على الله

هم فإن ويلبسونه، يصالحونه صلح إلى دعوا وإذا يثرب، دهم من على النصر بينهم

من إال المؤمنين، على لهم فإنه ذلك مثل إلى دعوا إذا هم وإن ويلبسونه، يصالحونه

الدين ) في حصتهم( )59حارب أناس كل على ،60 . يهود( وإن قبلهم الذي جانبهم من ،

ما مثل على وأنفسهم مواليهم األوس،________________________________________

(55. : يهلك( يوتغ

Page 21:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

(56. ثعلبة( من بطن(57. : بيته( وأهل خاصته الرجل بطانة(58. به( الرضا على أيذلك،( 59) مثل إلى دعونا وإن يصالحونه فانهم لهم، حليف صلح إلى اليهود دعوا وإذا

. الدين حارب من إال المؤمنين على ما لهم فإن(60 . النفقة( من حصتهم أناس كل وعلى األموال، في حصتهم أناس كل على

[182الصحيفة] -

. ال االثم، دون البر وإن الصحيفة هذه أهل من المحض البر مع الصحيفة، هذه ألهل

. ه وإن ه وأبر الصحيفة هذه في ما أصدق على الله وإن نفسه، على إال كاسب يكسب

. آمن فهو قعد ومن آمن، فهو خرج من ه وإن وآثم ظالم دون الكتاب هذا يحول ال

( . عليهما الله رسول ومحمد واتقى، بر لمن جار الله وإن وأثم ظلم من إال بالمدينة،

(.61السالم(« )

دراستها يهمل وال المؤرخون، بشأنها يهتم أن يجب التي الهامة الوثيقة هي تلك

والتدقيق البحث إلى الطامحين أنظار إليها نوجه والباحثون، اب الكت وتمحيصها

التوفيق أمل على اهتمام، من بها يليق بما منهم تحظى أن ونأمل والتمحيص،

وإنسانية، سياسية، أبعاد من لها لما وأشمل وأدق أعمق بصورة الوثيقة هذه لدراسة

. ومصر عصر كل في البشرية تحتاجها وحضارية، : الصحيفة مضمون الخامس المحور

1: الصحيفة - شموليةوالسياسية، واالجتماعية، الدينية، الحياة جوانب من مهما جانبا الصحيفة تترك لم

. بين المخلص التعاون الصحيفة هذه أقرت فقد وتناولته إال المدينة في واالقتصادية،

( والمعتقدات األديان وحرية واليهود، المسلمين بين خصوصا األطراف ،(62جميعالفتن، ري ومدب المعتدين أيدي على والضرب للجميع، كوطن يثرب عن والدفاع

ضدهم واحدا صفا والوقوف لهم، العون إسداء وعدم مكة في المشركين ومقاطعة

) ( السالم عليهما النبي من لينتقموا عليها والعدوان يثرب غزو حاولوا لو فيما

التزموا. إن لليهود واألسوة والنصرة والبر والنصيحة النصح تضمنت كما وأصحابه

Page 22:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

( أموالهم على حفاظهم إلى إضافة والميثاق، مضامين(. 63بالعهد ذلك على زد

حقيقي ) اجتماعي وتكافل راقية (.64أخالقية

2: الصحيفة- مبادئ: عديدة ومبادئ أسسا الصحيفة هذه تضمنت لقد

. واحدة أمة المسلمون ـ________________________________________

(61 : . ص( س، م هشام، البن النبوية .255-254السيرة

(62. دينهم( وللمسلمين دينهم لليهودنفقتهم( 63) المسلمين وعلى نفقتهم اليهود على(64 . بالمعروف( يعطوه أن بينهم مفرحا يتركون ال عانيهم، يفدون بينهم، يتعاقلون

[183الصحيفة] -

: ) ( من بالخروج اليهود من ألحد يسمح وال األمة هذه قائد هو السالم عليهما النبي ـ

.) السالم ) عليهما الله رسول بإذن إال المدينة : أن المؤمنين جميع فعلى الجميع، عاتق على تقع الظلم دفع مسؤولية الظلم دفع ـ

. القاتل يالحقوا. أمكن ما القبلية االعتبارات إلغاء ـ

. األسرى تجاه المسؤولية ـ : حقوق وجميع العامة، المدنية الحقوق اليهود، الوثيقة منحت المدنية الحقوق ـ

. والمسلمين اإلسالم على يتآمروا وال الدولة بقوانين يلتزموا أن شرط المواطنين، ) ( : أو اإلسالم اعتناق في الحرية اليهود أعطى السالم عليهما النبي إن الدينية الحرية ـ

( دينهم على محترموا( 65البقاء اإلسالمية والدولة المجتمع داخل الدينية فاألقليات ،

اإلسالمية، الدولة داخل في كالمسلمين هم بل والكرامة، والعرض، والدم، المال،

( } { : الغي من شد الر ن تبي قد الدين في إكراه ال تعالى سيرة(. 66قال من يثبت ولم

) ( يقتنعوا أن في أحرار هم بل اإلسالم، على أحدا أجبر ه أن السالم عليهما النبي

داموا ما والدينية المدنية حقوقهم على إطالقا ر يؤث ال وذلك به، يقتنعوا ال أو باإلسالم

. بالعداء يجاهروا ولم يتآمروا، ولم يخونوا، ولم القوانين، يلتزمون

Page 23:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

) ( : المسؤوليات من اليهود يعف لم السالم عليهما النبي إن المشترك الدفاع معاهدة ـ

أنشئ الذي السياسي المجتمع من جزءا كونهم بمقتضى وذلك والعسكرية، الدفاعية

( الصحيفة فالعدو( 67بموجب اليهود، على أم المسلمين على االعتداء أتم سواء ،

وعلى تماما، مقطوعة قريش مع اليهود عالقات تكون أن فينبغي قريش هو األول

دهمهم إذا وطنهم سبيل في ويقاتلوا يثرب عن يدافعوا أن معا واليهود المسلمين

أحد. : مضمون أن مع الخاص، باسمها قبلية كل ذكر الصحيفة في ورد لقد الحجة إلقاء ـ

. ! الجميع على الحجة ويلقي القبلي التنوع يبرز وهذا واحد البنود ) ( : الخاصة التفصيلية األمور في يتدخل لم السالم عليهما النبي إن العرف مراعاة ـ

بكل________________________________________

(65. دينهم( وللمسلمين دينهم لليهود(66 : اآلية( البقرة، .256سورة

(67 . الصحيفة( هذه أهل حارب من على النصر بينهم وإن

[184الصحيفة] -

وهذا للعشيرة، الداخلي والتركيب الملكية، حقوق وقضايا الزعامة، كمسألة قبيلة،

. » « األمر كذلك السابق وضعهم على بقاؤهم أي ، ربعتهم على عبارة من المقصود

تدفع كانت التي والجرح القتل جنايات في المتبعة والتسويات الديات، إلى بالنسبة

خاصا إسالميا حكما الصحيفة وضع حين ع شر قد يكن لم إذ السائد، العرف حسب

.» « لكن األولى معاقلهم يتعاقلون بعبارة المقصود هو وهذا الديات، شأن في

) مستمر) بمعيار هذبه بل تماما، كان كما السائد العرف يترك لم السالم عليهما النبي

» « : ، المؤمنين بين والقسط بالمعروف عبارة عليه نصت الجديد، اإليمان روح من

. الصحيفة في مرة من أكثر تكررت التي

Page 24:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

) ( : التوازنات على يحافظ أن السالم عليهما النبي أراد األهلي السلم على الحفاظ ـ

األوس بين حل الذي األهلي السالم حساب على ليس ولكن القائمة، العشائرية

. استمرار دون تحول التي البنود بعض فوضع اإلسالم في جميعا بدخولهم والخزرج

يهودية جماعات بين الجاهلية في سائدة كانت التي والتحالفات الوالءات بعض

وتؤدي الجديدة السالم بحالة تعبث أن لها يسمح ولم والخزرج، األوس من وعشائر

. يعد لم سياسي مضمون لها كان الوالءات هذه أن إذ المؤمنين بين وفتنة فساد إلى

. اإلسالم بعد استمراره الجائز من

) ( : أنه كما االقتصادية الحرية اليهود أعطى السالم عليهما النبي إن االقتصادية الحرية ـ

نفقتهم ) إال يحملهم ( .68لم

) ( : العالقات يحكم أساس على السالم عليهما النبي ز رك لقد العدو هي قريش ـ

بحالة محكومة قريش مع العالقات فاعتبر الزمن، من الحقبة تلك في الخارجية

األموال ذلك في سواء لقريش واإلجارة الحماية إعطاء أحد يملك ال لذلك الحرب،

أو. يقتل أو قرشيا ماال يصادر أن مسلم مؤمن أراد فإذا األساس هذا وعلى واألنفس

. يبغي ما ودون المؤمن دون يحول أن ألحد فليس قرشيا يأسر

: له يقال بجبل نزلوا وقد النضير، إخوة جذام من فخذ قريظة قريظة بني تسمية ـ

. : . » من» هم أن يزعمون كانوا و جدهم اسم قريظة إن قيل وقد إليه فنسبوا ، قريظة

________________________________________

(68 . نفقتهم( المسلمين وعلى نفقتهم اليهود على وإن

[185الصحيفة] -

.) جذام، ) قبيلة من كان شعيبا ألن محتمل أمر وهو السالم عليه الله نبي شعيب ذرية

) ( . هذه في مرتين قريظة بني السالم عليهما النبي ذكر وقد المشهورة القبيلة

. القبائل مع يعددهم األولى ة المر ففي عامة بصورة اليهود بذكر يكتف ولم الصحيفة

Page 25:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

. 69اليهودية ) الثانية( ة المر وفي بإذنه إال المدينة من أحد منهم يخرج ال بأن إياهم آمرا

( األوس ليهود بأن هذا( 70يقول وأن الحسن، البر مع الصحيفة هذه ألهل ما مثل

. ذكرهم تكرار يكون أن بد وال آثم أو ظالم دون يحول ال الصحيفة، أي الكتاب،

أن كما وأقواها، اليهودية المجموعات أكبر إحدى قريظة بني أن حيث ألهميتهم

ومؤذ جدا مكلف للمسلمين وخيانتهم غدرهم فإن وبالتالي المدينة، داخل مساكنهم

. على. زد المسلمين لدى الضعف وبنقاط بشعابها أدرى المدينة أهل أن أضف جدا

عند هامة وبمنزلة ممتاز بموقع يتمتع األوس زعيم معاذ بن سعد حليفهم أن ذلك

.) ( السالم عليهما محمد النبي

) ( : برقابة السالم عليهما الرسول أشعر لقد الصحيفة مضمون مخالفة من التحذير ـ

: اآلتية العبارات الصحيفة في ورد حيث األحكام، تلك مخالفة من وحذر للجميع، الله

« ») ( على» الله وإن ، السالم عليهما الله رسول ومحمدا قى وات بر لمن جار الله وإن

.» « » زات ممي إحدى وهذه هذا أبر على الله وإن ، ه وأبر الصحيفة هذه في ما أتقى

الدنيوية بالمصالح إال تقر ال التي المادية المجتمعات من غيره عن اإلسالمي المجتمع

. والشاملة والعادلة النافعة اإلنسانية والقيم األخروية المصالح عن بعيدا

: وحدة يعيش والذي الديني، االنتماء حيث من المتنوع اإلسالمي المجتمع صيغة إنها ـ

تطبيقها ويمكن اإلسالميين والفقه الفكر في الكاملة بالشرعية تتمتع زالت ال سياسية

. ومكان زمان كل في

: من الفريدة الحضارية التجربة لهذه الممكن من كان لقد راقية حضارية تجربة ها إن ـ

عليهما ) النبي يخونوا لم الوثيقة على وقعوا الذين اليهود أن لو وتنمو تستمر أن نوعها

) ( محاربتهم( إلى السالم عليهما النبي اضطر مما األعداء، مع ويتآمروا السالم

. عليها وقضوا التجربة هذه فأفسدوا ومعاقبتهم،

________________________________________

(69. ثعلبة( وبني جشم وبني ساعدة وبني الحارث بني

(70 . قريظة( بني

Page 26:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

[186الصحيفة] -

: وتعليق شرح السادس المحور

سياسي انتصار أكبر تعد التي الصحيفة هذه بنود على التعليق من بد ال

) قواعد) وأرسى المدينة أمور فيه ب رت حيث الزمان، ذلك في السالم عليهما للرسول

لكفار التصدي وهو األكبر وللهدف األساسية للمهمة غ ليتفر فيها، األمن استتباب

: ومشركيها قريش

: عن زة المتمي السياسية الجماعة تعني وهي أمة كلمة الصحيفة هذه تضمنت لقد ـ

. من المراد ولعل دموي قبلي أساس على وليس عقيدي أساس على الناس سائر

» « :) ( خصوص ، الناس دون من واحدة أمة هم إن السالم عليهما قوله في أمة كلمة

المجتمع. من جزء فقط هم ما وإن األمة من جزءا اليهود يكون وال المسلمين

. ولكن ثابت، أمر العقيدي بالمعنى األمة وحدة فإن حال كل وعلى الواحد السياسي

. السياسي المجتمع يتعدد أن يمكن األمة وحدة إطار في

« : : النبي- الله عبد بن محمد من كتاب هذا قوله في تبعهم وبمن بالمؤمنين المقصود

.» معهم وجاهد بهم فلحق تبعهم ومن ويثرب قريش من والمؤمنين المسلمين بين

يثرب، من بالمؤمنين األنصار وعن بالمسلمين، قريش من المهاجرين عن ر عب فلعله

. بهم ولحق والمؤمنين المسلمين تبع بمن عنهم ر فعب وجوارها المدينة في اليهود وأما

كتاب أهل هم أن أساس على اليهود هم بالمؤمنين المقصود أن يفيد آخر تصور وهناك

» « هذا في يدخل من ، معهم وجاهد بهم فلحق تبعهم بمن المقصود وأن وتوحيد،

مكة من يهاجر من إلى إضافة والمشركين، العرب من األخرى القبائل من الحلف

. األوائل بالمهاجرين وملتحقا باإلسالم مؤمنا

: السياسي- للمجتمع القانوني التشريعي األساس إن اإلسالم هو التشريعي األساس

. متنوع سياسي مجتمع تأسيس بمبادرة قاموا الذين إن اإلسالم هو يثرب في الجديد

ديني أو عنصري تمييز دون الكاملة المواطنة بحق فيها الجميع يتمتع واحدة دولة في

Page 27:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

. هم والمتبوعون اليهود هم التابعون يكون أن الطبيعي فمن وبالتالي المسلمون هم

األكرم للرسول هي السياسية المرجعية بأن تقر الصحيفة أن والسيما المسلمون،

. ) ( معا واليهود المسلمين مستوى على السالم عليهما

________________________________________

[187الصحيفة] -

: يحملون المدينة في فاألفرقاء الناس بين االجتماعي األمن على المعاهدة تركيز ـ

المفرح ) ويعينون عليها، ويتعاونون والنهي( 71الدية بالمعروف األمر على ويشجعون ،

بالمعاقبة ويعدونه القبيح فعله مسؤولية الظالم نفس ويحملون العدوان، أو اإلثم عن

يجري أن يجب القانون تطبيق ألن الصداقة، أو القرابة مراعاة دون منه واالقتصاص

« : . ولد كان ولو عليه جميعا أيديهم وأن الصحيفة في ورد وقد الجميع على تمايز دون

الثأر« تقليد ويلغي القانون، تنفيذ عن األمة مسؤولية عن ر يعب ما وهو ، أحدهم

يدخال أن والمقتول القاتل ذوي على م فيحر اإلسالمي، القصاص تشريع عبر الجاهلي

في للمجتمع العام النظام حفظ على تأكيد وهذا الجريمة، هذه بسبب اقتتال في

. الجاهلية قيم وإحياء واإلفساد الفوضى مقابل

:) ( من- نفسها عن مسؤولة األمة أن في شك ال السالم عليهما للرسول المرجعية

وقاض، راع من للرعية بد ال ولكن المنكر، عن والنهي بالمعروف األمر وجوب باب

تعددت إن العامة المصلحة ويشخص وقع، إن النزاع يحسم وقائد، مرجع من ولألمة

والسلم، الحرب ر ويقر تطبيقه، على ويشرف الدستور ويصون واالجتهادات، اآلراء

المعاهدات ويوقع فاقات، اإلت ويعقد األمن، استتباب على ويحرص الجيوش، ويقود

لقوله مصداقا فيكون اإلنحراف، من المجتمع ويصون الشريعة، ويحمي والمواثيق،

سبيال: } { ) المؤمنين على للكافرين ه الل يجعل ولن رسول(. 72تعالى من أعلم ومن

) ( إيمانا أكثر ومن وأعدل؟ منه أطهر ومن والشريعة؟ بالعقيدة السالم عليهما الله

لو » عم يا والله طالب أبي لعمه القائل وهو وأقوى؟ منه أصلب ومن وعبادة؟ منه

Page 28:  · Web view(36) الزحيلي، وهبة، العلاقات الدولية في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي الحديث، ط4، بيروت، مؤسسة

» وهو تركته ما األمر هذا أترك أن على بشمالي والقمر بيميني الشمس وضعوا

.» أوذيت » مثلما نبي أوذي ما القائل

الهوامش:

________________________________________

(71. العيال( وكثير بالدين المثقل الفقير أي

(72 : اآلية( النساء، . 141سورة

[188الصحيفة] -