14
Samy CM [Pick the date] أ.د. سليمان أحمد ساميغة العربيةل قسم الداب كلية القاهرةمعة ا جا

ديوان الحكم للميدان شعرية الشهادة الثورية| أ.د سامي سليمان

Embed Size (px)

Citation preview

Samy

CM

[Pick the date]

سامي سليمان أحمد أ.د. جامعة القاهرة –كلية اآلداب –قسم اللغة العربية

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 1

شعرية الشهادة الثوريةديوان "الحكم للميدان" و أ.د.سامي سليمان أحمد

جامعة القاهرة –كلية اآلداب –قسم اللغة العربية (1)

معقدة لتداخل العوامل المؤثرة في تشكيلها وبلورتها، تبدو العالقة بين الشعر والثورة ويبدو لنا أن الثورة من ناحية أخرى. من ناحية، ولحالة الحراك الموار الذي يتسم به فعل

-في أحيان وحاالت متعددة –نمطا من أبرز أنماط تلك العالقة يتجلى فيما يقدمه الشعر من شهادة إبداعية على أفعال الثورة والثوار بما تتضمنه الثورة من وقائع وأحداث

من متناقضات فع، وبما تحفل بهاوتقلبات، وبما تمر به من منحنيات ولحظات صراع وتدتهدئ من إيقاعها أحيانا، وبما تحفل به من مقومات أو عناصر تجعل وتيرة أحداثها تسرع

على نحو غير متوقع؛ إذ تنبئ ظواهر األحداث بعكسه أو نقيضه. أحيانا وتكتسب الشهادة الشعرية على الثورة هويتها من انطوائها على عدد من المقومات

ى الصمود في وجه المتغيرات المتكثرة التي تلحق بحركة الثورة التي تمنحها قدرتها علمعاصرا اشاعر صاحبها وبرؤى المتابعين لها والراصدين لوقائعها. ومن هذه المقومات: كون

مما يمنحه القدرة على اإللمام بقدر كبير من تفاصيلها واستشعار بل مشاركة لوقائع الثورةوذلك ما يجعل من موقف الشاعر من الثورة ؛نفوسهاالجماهير وقع تأثير األحداث على

الشاعر أن له موقفا من أحداث وإدراك ذا داللة جمعية. -سواء أكان معها أم ضدها – الشاعر حدود وتصور الثورة يجعل من شعره أداة لتوصيله إلى المتلقين المعاصرين له،

حين يسعى الشاعر إلى جعلها الدور االجتماعي للشعر واإلمكانات التي تحملها القصيدةظات الثورة بكل ما فيها من لمتعددة للتعبير عن انخراطه في لحواحدة من وسائله ا

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 2

الفئات التي أشعلت الثورة مالآوبكل ما تحمله من طموح لتحقيق ،منحنيات ومد وجزر أو انخرطت فيها.

بمصر 1111ن يناير وبالعودة إلى التاريخ القريب لوقائع ثورة الخامس والعشرين م في أحداثها منذ من الشعراء الذين أسهموا اكبير ايلحظ المتابع لمجرياتها أن هناك عدد

، بل إن بعض الشعراء 1111بداياتها األول في الخامس والعشرين من يناير من عام ينتقدون فيها كانت لهم قبل الثورة بسنوات وعلى مدى األعوام السابقة عليها إبداعات

التي ضمها ديوانه ما يبدو في قصائد الشاعر حسن طلبم حكم مبارك؛ على نحو نظاعدد من سلوكيات ، وهي خمس قصائد تضمنت نقدا مباشرا ل(1112)"عاش النشيد"

. (1)من االنتخابات الرئاسية التي كان يجريها وتهكما لرئيس السابقاكاشفة عن صورة من لثورة وتبدو مشاركة مجموعة من الشعراء المصريين في أحداث ا

الشاعر ال يتوقف دوره الثوري على اإلبداع الفني الذي يحرك الجماهير أن صور اإليمان بأو بما يكشفه من سلبيات مؤثرة فيه، ؛ وذلكبما فيه من كلمات تدفع إلى تغيير الواقع

ى هذا ، بل إنه يجمع إلللواقع القائم بوصفها صورة بديلةترسم صورة المستقبل المرجو من الشعراء تتجاوب فيه الكلمة مع الفعل السيما أن عديدين عمليا العمل الفني سلوكا

شعارات الثورة المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة وغيره من ةغياصيسهمون في كانوا كما كانوا يقدمون إبداعاتهم الشعرية في الحلقات التي كانت الميادين بمحافظات مصر،

في تقديم أشعارهم المحرضة للجماهير على مواصلة ون التحرير حيث يتبار تنعقد بميدان . (1)الفعل الثوري حتى يسقط النظام السائد والمهيمن على مقدرات األمور في مصر

عدة وقد تنوعت استجابات الشعراء المصريين للثورة؛ فمنهم من قدم قصيدة أو بعد اكتملت تلك الوقائع، على نحو ما يبدو تتفاعل مع وقائع الثورة الكبرى حتىقصائد

في مسالك كل من أحمد عبد المعطي حجازي وفاروق شوشة وفاروق جويدة وغيرهم ممن ومن الشعراء من لم يكتفوا بقصيدة أو قصائد بل كتبوا نشروا قصائدهم في الدوريات.

دواوين، ومن هؤالء حسن طلب الذي قدم ثالث مجموعات شعرية هي "آية

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 3

الذي يتضمن مجموعتي "إصحاح (1111(، و"إنجيل الثورة وقرآنها")1111يدان")المالذي كتب ديوان "ارفع (1111- 5111الثورة" و"سورة الشهداء". وحلمي سالم )

، (1111)(، ومحمد سليمان الذي أصدر ديوان "كالرسل أتوا"1111رأسك عالية")أحمد سراج الذي قدم و ،(1111ومفرح كريم صاحب ديوان "يد على كتف الميدان")

وحسن فتح الباب الذي قدم ديوان "وجوه في (، 1111ديوان "الحكم للميدان") ( وغيرهم من الشعراء.1111الميدان")

قدمها شعراء مصريون ساهموا اهثمة مجموعة منالقصائد والدواوين في إطار تلك و أنها تنهض في توجهها العام على في وقائع الثورة المصرية يمكننا حين نتأملها أن نكتشف

تقديم نمط من الشهادة الشعرية على أحداث الثورة ووقائعها وتحوالتها، من منظور فرد منخرط في بلورة تلك الوقائع واألحداث أو منفعل بما تحفل به من متناقضات وتحوالت

اع شعري إكمال إسهامه في الفعل الثوري بإبدكبرى، في ذات الوقت الذي يطمح فيه إلى .وتحوالتها يواكب لحظات مخاض الثورة

وتتوقف هذه الدراسة عند ديوان "الحكم للميدان" للشاعر أحمد سراج ألنه فيما نعلم مما يجعله مادة خصبة التي صدرت بعد نجاح الثورة بفترة قصيرة ل الدواوينائأو

التي ينهض عليها، الستجالء مفهوم الشهادة الشعرية على الثورة، وإضاءة المقومات واستكشاف اإلمكانات الجمالية التي يتضمنها.

(1) على الرغم من أن هذا الديوان ينقسم إلى قسمين هما: "حالة تحرير" و"من وجع

الفتى" حيث تبدو قصائد القسم األول ناتجة عن التفاعل مع أحداث الثورة والمشاركة ما قبل أحداث الثورة حتى فيسنوات عديدة فيها، على حين تعود قصائد القسم الثاني إلى

على الرغم من -أن بعضها يعود إلى النصف الثاني من عقد التسعينيات في القرن العشرين. ويبدو االرتباط بين (3)هذا فإن القسم الثاني يشكل ثلث الديوان من الناحية الكمية

-عمل أو نص شعري في كل –الديوان وأحداث الثورة المصرية من العنوان الذي يمثل

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 4

نحو احتماالت بأعيانها في فهم الدالالت التي يعتبة من العتبات األولى التي توجه المتلقتنطوي عليها القصائد المفردة أو القصائد في مجموعها؛ فعنوان الديوان "الحكم

من – للميدان" حين ي تأمل في ظل لحظة صدوره يكشف عن أنه يصنع داللة أساسية هو كاشفة عن كون ميدان التحرير هقصائد أنفحواها -المحتملة الدالالتمجموعة من

ن فيه من البشر لن م الذي يصدر حكما في قضية الثورة؛ وألن الميدان بدون م الحك ما؛ فالحكم إذن سيكون للبشر الذين احتشدوا في الميدان ثائرين وداعين إلى يكون حك

التي صنعها النظام -واقتصاديا ا وسياسيااجتماعي –ضرورة قلب األوضاع المختلة يلحظ فائد القسم األول صالسابق. وتتأكد هذه الداللة حين يتأمل القارئ بعض عناوين ق

"الحكم للميدان"، وأخرى عنوانها تستعيد ميدان التحرير أو ما يرتبط به فثمة قصيدة ها أنمما يكشف عن نمط من أنماط ها "الميدان تحرير"، وثالثة عنوانها "هنا القاهرة" ناعنو

-في مستواه الواقعي والحياتي –اإلحاالت المكانية التي ترتبط بميدان التحرير بوصفه مكان تجمع ماليين المصريين طوال أيام الثورة من بدايتها في الخامس والعشرين من يناير

. وتكرر تلك 1111وحتى تنحي الرئيس السابق في الحادي عشر من فبراير 1111اإلحاالت المكانية في العناوين بوصفها من العتبات األولى في النصوص عالمة على كون المشاهد واللقطات التي تصنعها تلك القصائد عناصر جزئية في الشهادة الشعرية التي يصوغها الشاعر. وذلك ما تدعمه عالمة أخرى ناتجة عن عتبة العنوان في قصائد أخرى؛

خاذ بعض وقائع الثورة أو بعض المواقف المرتبطة منها عناوين اتحيث تنحو العنونة إلى ؛ إذ اآلتيين: "موقعة الجمل" و"البس بلوفرك السميك" على نحو ما يبدو في العنوانين

أولهما إلى واقعة من أبرز وقائع الثورة التي وقعت بالميدان في الثاني من فبراير حين يشير ه لتعتدي على المتظاهرين والمعتصمين حرك النظام السابق مجموعات من عناصر

آخر رئيس للوزراء في عهد إلى -بطريقة غير مباشرة –بالميدان، على حين يشير ثانيهما ، أثناء األيام األولى النظام السابق، وهو أحمد شفيق الذي ظهر كثيرا في وسائل اإلعالم

وفر".لوهو يرتدي "الب للثورة،

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 5

اء في عنوان الديوان أو في عناوين عدد من قصائده الذي تجلى سو إن نمط العنونة للشهادة الشعرية التي يقدمها تهيئة المتلقي دال كاشف عن أن عتبة العنوان تؤدي دورا في

؛ فتواتر ذلك النمط على غالف الديوان وفي بدايات الشاعر على أحداث الثورة ووقائعهاالديوان شهادة شعرية على الثورة، يثير لدى المتلقي إمكانية أن يكون عدد من قصائده

. ت برز تلك اإلمكانية بقوةالسيما أن القراءة األولى لقصائده

(3) حين نراجع تاريخ األدب العربي نلحظ أن الشهادة قد غلبت في األنواع النثرية

تيمة بصفة خاصة، على حين تبدت الشهادة والسير الذاتية المختلفة من السير والتراجم ائد كثيرة كتلك القصائد التي سجل فيها الشعراء وقائع حقيقية شاركوا فيها أو تغنوا في قص

وأ التي عاينوها ، أو باألحداثفيها بأيام قبائلهم أو بالمعارك التي شاركوا فيها. ولعل ارتباط الشهادة باألنواع النثرية هو الذي يفسر كونها هاا بالتي التقو الشخصيات ب

نتأمل الشهادة الشعرية التي يقدمها ديوان "الحكم للميدان" في قسمه نوعا سرديا. وحين األول نلحظ أن بنية القسم الظاهرية تبدأ بالسرد الذي تشكله القصيدة األولى على حين أن نهايته تمثلها قصيدة غنائية، عنوانها "نشيد األحرار"،وهي بالفعل نشيد؛ ولهذه فهي

أما .(4)شاعر قد وضعها في شكل قصيدة التفعيلةقصيدة عمودية على الرغم من أن الوهي سردية تستدعي (5)أولى قصائد هذا القسم فهي التي تحمل عنوان "الدعوة عامة"

ل المسرحي حيث العرض والممثلون واصالت هامجموعة من العناصر التي يتألف منعن سأمه يدور الحوار بين الجمهور الذي يعبرفي هذه القصيدة/السردية والجمهور، و

عنه صوت أحد الحاضرين )ألج المسارح كل يوم/ كشفلتكرار كل ما يحدث يوميا مما ي، وإذ يصرخ الحضور "نريد نصا متقنا" دون أن يكترث نفس الممثل والمؤلف والجمهور(

أحد بصراخه..لتقدم القصيدة جوانب موجزة مما يحدث وراء الستار )ما بين ركل الشيخ ملقن: ال تقلل مشهدي أبدا؛/ مازلت نجما مفعما / ما بين جهر الغر في جيش في/ أذن ال

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 6

.) : جاء إرثي زاحفا؛/ فأنا الممثل والنصوص ويكشف ذلك المشهد الموجز أن / محيط هؤالء الممثلين ال يبالون بما يطلبه الجمهور وال يستجيبون لألنات الدالة على ملله وسأمه

ما يفسر ثورة ذلك الجمهور واندفاعه إلى خشية المسرح ليقدم هو ورغبته في التغيير، معلى النحو الذي تجسده القصيدة سرديا في صيغة يغلب عليها بنفسه العرض الذي يهواه

)هاج الحضور/ صعد الحضور/ د فع : مما يرد على لسان الراوي الضمني الفعل الماضي ثبت لحضور/ فتسابق الكورال يسرق ود ه/ وتبخ ر الولد الدميم/ مل ك ا الممثل عنوة /

الحضور مع الحضور/ على المنصة يرتجل:/ قد عاد نصي/ قد عاد نجمي/ وليبدأ العرض من صوت الراوي الفردي الذي اتخذ صورتين: الجديد(. ويشي ذلك التحول باالنتقال

صورة الراوي الضمني ثم صورة الممثل الفرد إلى صوت جماعي يمثل صوت جمهور/الجماعة التي تصنع العرض المسرحي وتشكله على النحو الذي تريده. وبقدر ما ال

يمثل هذا التحول إعالنا مبكرا في مسار الديوان عن حضور الصوت الجمعي مبكرا فإنه من السرد عالمة دالة على أن ما سيأتي بعد القصيدة األولى هو سرد لألحداث يجعل

الذي احتل خشبة المسرح ليصنع مسرحيته هو وبطريقته والوقائع التي يهواها الجمهور. وذلك ما يكشف عن أن الصوت الضمني الذي سيقدم القصائد/المشاهد هالخاصة ب

التالية هو صوت جمعي، ولهذا يبدو ذلك الصوت الجمعي أكثر حضورا في قصائد القسم يقدمها الديوان داال مما يمنح الشهادة الشعرية التي األول عنه في قصائد القسم الثاني

من الدوال على هويتها الجمعية؛ إذ ال تقتصر على الذات الشاعرة المفردة بل تمتد الجماعة أو الجماعات التي نهضت بأعباء الثورة. لتشمل

(4)

رؤاهووا ن تقوووم الشووهادة فووي جوهرهووا الصووافي علووى سوورد تكشووف فيووه الووذات السوواردة عوو واألحداث والشخصويات عبور تصوويرها عوددا مون المواقوف الكاشوفة عال ف لمجموعة من األ

عما يميز كال منها من منظورها هي. ولكون تلوك الشوهادة تتوسول فوي "شوعر الثوورة" بالشوعر

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 7

وسيلة جمالية وتشكيلية، وذلك ما يكشف عن إمكان مالحظة تجلي ثوالث لحظوات زمنيوة تصونعه ا جماعيو ل الثوورة بوصوفه فعوال تمثول المسوارات الرئيسوة التوي يتجلوى فيهوا فعو أساسية

جماعوووة منخرطوووة فوووي تاريخهوووا الوووذي تسوووعى إلوووى صوووياغته علوووى نحوووو جديووود يحقوووق آمالهوووا ويتجووواوز بهوووا العثووورات التوووي كانوووت تكبووول حركتهوووا. ومووون هنوووا نلحوووظ أن مسوووارات الماضوووي والحاضووور والمسوووتقبل لهوووا حضوووورها الفعوووال والمتوووواتر فوووي الشوووهادة الشوووعرية، ولكووول منهوووا

اته الجمالية وداللته الوجودية. تجلي يتجلى مسار "الماضي" في شهادة الديوان عبر مجموعة من األوصواف واإلحواالت التوي

يصووطنعها الشوواعر فووي عديوود موون القصووائد علووى هيئووة استحضووار شووعري أو نثووري أو سووردي طقة بأصووات لعدد من الوقائع المنسوبة إلى الرئيس السابق. وتبدو تلك الشهادة الفردية نا

الوووووذوات الجمعيوووووة التوووووي تقووووووم بفعووووول الثوووووورة أو تتبنووووواه، ومووووون هنوووووا يمكووووون قوووووراءة هوووووذه فوي قصويدته كموا األوصاف/االتهامات التوي يتوجوه بهوا الشواعر إلوى الورئيس السوابق، وذلوك

علووى أنهووا ناطقووة بلسووان جماعووات الثوووار /الثووائرين علووى الوورغم موون صووياغتها ، "لووك الخيووار" الووذي سوولمت قلبووي للظووالم/ )أنووت ي يوودين الوورئيس السووابق بووالقول: بالصوووت الفووردي الووذ

مون صوار حصونا للئوام/ مون بواع سويفا للعودى / طيور الغدر تنهش عرض نا/ زرعت في حرص سورطانه المجلووب مون ظول يوزرع أرضونا/ من جاب في طول البالد وعرضها ي شر د األطهوار/

ويتصول بهوذا . ( 2 ) المسوتل مون خووف الكوالم!( مون ظول يوزرع شوعب نا/إرهابه من بلد السالم!/ المسار تكرار "الثالثين" والسنوات الثالثين في عديود مون المواضوع التوي تورد فيهوا إشوارات

. إلى الرئيس السابق صف الرئيس السابق بأنوه "تنين"بكول موا توحيوه تلوك المفوردة مون إيحواء بنشور الودمار و ي و

ماضي تبريرا لضرورة الثورة. ..وفي ذلك ما يجعل من تصوير ال والرعب

(5)

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 8

في المقومات الزمنية للشهادة ألنها تلك المركزي تمثل لحظات الحاضر العنصر اللحظات التي حفلت بكم كبير من الوقائع واألحداث التي تجسد فعل الثورة في قوتها

ة التغيير وعنفوانها، كما تجسد أيضا أفعال القوى المعادية للثورة في سعيها إلى مقاومالجذري الذي تأسس له الثورة بوصفها فعل القوى الناهضة الطامحة إلى نفي واقع ظالم

ولعل التعامل مع لحظة تحقق فيها تلك القوى أحالمها وآمالها. وإنشاء واقع آخر بديلعبر نسج بعض الوقائع الحاضر يجعل للشهادة الشعرية بعدا توثيقيا غير مباشر، وذلك

شاركوا فيها أو صنعوها ،أو إلى من،أو الحديث عمن تناولها،ناء الثورة و التي حدثت أثالتصوير استحضارا لها وتمثيال لها عبر تحويلها من ماض /بما يجعل من هذا الحديث

يحمل معنى حضوره من بعدين؛ أولهما قربه من لحظة اإلبداع التي إلى حاضر قريب وحي بدأ من لحظة يؤسس لوعي أو إدراك جديد ي هيهما كونخبرها الشاعر والمعاصرون له، وثانمادام في التلقيات التالية لهلك إمكانات االمتداد تلقي القارئ للنص الشعري ويمت

وذلك ما يتجلى ل الجدة التي يصنعها المقول/الخطاب الشعري. المتلقي قادرا على تمث في قصيدة "فرسان الساحات مثيال،ت ،على نحو ما يبدوفي عديد من المواضع بالديوان

حين يتوجه إلى الرئيس السابق مستثيرا (7)الخالية"وعنوانها الفرعي هو "إلى لصوص الثورة"في خطبه الوقائع التي قام بها الرئيس السابق في ذهن المتلقي الحاضر أو اآلني بعض

وانسب ن تشاء / )قل ما تشاء متى تشاء لمأثناء الثورة محاوال إقناع الثائرين بالتوقف: لكن بربك ال تخن /شعبا كغرس /المحر ر والمحد د للنجاء/..../ لصوتك أنه الهادي

وتحمل األسطر بعض اإلحاالت (8) إما النجاة على يدي أو الهالك( /بكرا ال تقل: األرضصوت يعلق إلى بعض األقوال التي وردت على لسان الرئيس السابق قي خطبه...ومن ثم

م السماء/ لمصرنا فرعون ها المنسوج / رحل الطغاة ولن يكون /ر قائال: الشاع دار في رح عصر /عصر المذابح والقرابين انتهى/ لسدة العرش الطواغيت انتهى الزمان ولن يعود /

. ومن الالفت هنا أن زمن األفعال له دوره في الكشف عن (1)العبادة والسيادة والرياء(ومستقبله؛ فتكرار الفعل الماضي أربع مرات )رحل، دار، انتهى رؤية الشاعر لحاضره

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 9

فترض أنها تحدث أو يكتمل حدوثها اآلن يمنح إيحاء مرتان( في التعليق على أحداث ي بالثقة في اكتمال األحداث التي تشير إليها تلك األفعال الماضية، على حين أن تكرار

لن يعود( تمنح إيحاء مقابال بالثقة في صيغة المضارع المسبوق بلن مرتان ) لن يكون،السيما أن "الزمان دار من الحاكم الفرعون –وفق هذه الرؤية –المستقبل الذي سيخلو

ولن يعود". في تقنية تقوم على استثمار بعض الوقائع يتجلى التعامل الشعري مع وقائع الحاضر

اث، واستعادة العديد منها المرتبطة بواحدة من الشخصيات التي أسهمت في األحدوإعادة صياغته من منظور الذات الفردية أو الجمعية في كيفية تجمع بين االستعادة التي تحفظ جزئيات الوقائع من ناحية، واتخاذها وسيلة لتقديم الرؤية الفردية/الجمعية من ناحية

قريبة الحدوث زمنيا ثانية. وذلك ما يعني إحداث نوع ما من التوازن بين اإلحالة إلى وقائع وتسجيل الرؤية الفردية/الجمعية مما يكسب الشهادة الشعرية بعدا من أبعاد خصوصيتها

تجعل من النص الشعري وسيلة لتحقيق ما يجمع بين التوثيق إذ الجمالية والداللية؛وتجلية موقف الذات الجمالي. وهذا ما تحقق في عديد من والتأريخ الشعري للوقائع

وان "الحكم للميدان"، ومنها قصيدة "البس بلوفرك السميك" التي يستعيد فيها قصائد دي من الوقائع والسلوكيات التي ع رف بها أحمد شفيق الذي تولى رئاسة الشاعر مجموعة

؛ فإذ تحمل القصيدة عنوانا فرعيا في نهاية عهد الرئيس السابقفترة قصيرة جدا الوزارة لمخلوع" فإن الصوت الفردي يتوجه إليه بالخطاب في صيغة هو " إلى رسول الديكتاتور ال

األمر الذي يخرج هنا عن داللته على الطلب من أعلى إلى أدنى في الدرجة أو المنزلة إلى عرفه جميعا من متابعتنا لألحداث، مما يجعل من صيغة األمر هنا نكونه داال على ماض

رت في الماضي القريب...يقول صيغة تهدف إلى استعادة المواقف "الفعلية" كما ج لوفرك السميك/ب يتبنى أحالم الجماعة وأفكارها وقيمها )البس الصوت الفردي الذي

هدوء شيخ وارسم على وجه القناع/ /احفظ مقدمة الدخول/ اصنع بشاشة باسم محبوب عود/بالغ كثيرا في الو والعبارة والدعابة والهجوم/ أنعش حضورك باإلشارة/ صابر وحنو/

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 10

/خ لع ...ويقول في الختام )يا أيها المبعوث من قصر الرئيس (11) بط ن قليال بالوعيد(/ واحفظ بلوفرك السميك/ عهد الخداع/ فاخلع قناعك واصطحب/ الرئيس/ فشتاؤكم آت

/ والبرد في المنفى صقيع/ البس بلوفرك في المنفى عجيب/ والجوع وخريف كم دان . (11)السميك(

معنى الشهادة حين تتكرر بعض اللوازم أو الصيغ أو المفردات التي تحقق بعدا يتحقق ، وهذا ما يبدو نتاجا لألحداث ومعاينة ومتابعة أو أكثر من أبعاد الشهادة بوصفها رؤية

فالفعل "رأى" دال على معاينة بصرية الفعل "رأى" ومفردة "الحقيقة".الستخدام صيغة شهادته بطابع توثيقي، وعلى هذا يمكن مالحظة داللة تكراره للرائي تتيح له إمكان طبع

لتي يمنحها الشاعر عنوانا فرعيا مرتبطا بالرؤية وهو )ورأيت ا في قصيدة "زمن األساطير"ورأيت أميرتنا )ورأيت الفتيان يحترقون فينتفضون ألوفا/، ويكرر الفعل رأيت الشهداء(

سوح التنين وابناه/وتطيب بالبسمات/جراح تنجو من يد السجان/تلهو بم الحلوة حلوة/ .(11) عجاف سنين(

هما مسارين تتجلى فيهما عدد إن مراوحة الديوان بين لحظتي الماضي والحاضر بوصف التي تكتسب من أبعاد الشهادة الشعرية قد أفضى إلى حضور ملحوظ للفظة "الحقيقة"

ان "الماضي" بكل ما فيه من سلبيات في عالقتها بهاتين اللحظتين أدوارا دالة؛ فإذا ك"حقيقة" من حيث إنه وقع بالفعل وثبت بالشواهد المتعددة، فإن تغييره الجذري إنشاء

لثورة بفعل الثوار والثائرين يجعل من فعلهم لحقيقة أخرى مرجوة؛ أي أن نسخ ما قبل ا منه حقيقةإنشاء لفعل جديد هو في ذاته واقع جديد ينسخ ما كان قائما لينشئ بدال

يجعل الصوت الجمعي ينشد في قصيدة "زمن األساطير")الكل في الثورة جديدة. ففعل وفي ،(13)من باع صوتا( من باع حلما/ من باع غازا/ كفر الحقيقة واحد :من باع شبرا/

نفسه سياق آخر تصبح تلك "الحقيقة" مرادفا للهروب وذلك حين ينشد الصوت الجمعي في نهاية قصيدة "لك الخيار" )الشعب يهدر ماحي ا سنوات لسابقفي وجه الرئيس ا

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 11

/ليس لك غير -على الحقيقة –فلك الخيار الجوهري ذلك:ال نريد سوى الرحيل/ .(14)الهروب(

إن اشتراك "الحق" و"الحقيقة" في جذر لغوي واحد هو الذي يفسر جعل الراوي )عودي إلى عودة إلى الميدان هاتفا: الضمني /الشاعر بينهما في دعوته الجماهير لل

الميدان/الحق فيه كالحقيقة/كالهما يسعى ألمر واحد /وكالهما مر شهي حارق .(15) حاذق /وكالهما ترك الكالم على المنابر والهواتف/وكالهما ترك الخوار(

ني الذي صوت الشاعر الضمتبشر ظواهر الواقع بالتغير بفعل القوى الثورية فإن وإذ ا يتطلع إليه في حلم ايهيمن على قصائد الديوان ينحو إلى تناول لحظات المستقبل بوصفه

مقاطع من ثقة وأمل غامرين، وذلك ما يبدو في عديد من المواضع بالديوان، ومنها في التي يهتف فيها الصوت المفرد راسما صورة للمستقبل يعتمد (12)قصيدة "الميدان تحرير"

نصر "الحلم" و"الرؤيا" مما يجعله يستعير مجموعة من المفردات والتراكيب فيها على ع رؤياي ظافرة في )وألن حلمي لم يزل حلمي/المرتبطة بقصة يوسف عليه السالم؛إذ يهتف

إني إني أرى :نصرا قادما/ والجدب للسلطان/ والموت للطغيان/ المدى:السجن للسجان/ ي ،وغناي دستور /وخطوي ملحمة/إني أرى:الشمس أرى :فتحا ظاهرا/إني أرى:سيفي مع

أرى:يا أخوتي:هذي يدي/فلنردم الج ب السحيق تسجد والقمر/إنيوعبر توالي مجموعة المفردات ،(17)فأسنا،وبسيفنا،وبصوتنا/ودعاؤنا:ميداننا تحرير(ب

وقائعها تحقيقا لرؤى متعددة تكتسب رؤياوالتراكيب التي تشخص قصة يوسف التي كانت داللة اليقين.المستقبل في عالم الشهادة الشعرية

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 12

( انظر: حسن طلب: ديوان عاش النشيد، المحروسة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1)1112.

أثناء مشاركته في ( يستند الكاتب في هذا إلى مجموعة من المشاهدات التي خبرها1)لجامعات واتحاد الكتاب خالل في المظاهرات بميدان التحرير ضمن تجمعات أساتذة ا

األسبوع األخير من األحداث التي انتهت بتنحي الرئيس السابق.،حيث يمتد 1111( انظر: أحمد سراج: الحكم للميدان، إيزيس لإلبداع والثقافة، 3)

إلى ص 55، على حين يمتد القسم الثاني بين ص 54إلى ص 5القسم األول من ص 72.

.54-51ص –، ص ( انظر: الحكم للميدان4) .1-7ص –(انظر القصيدة في الديوان،ص 5) .47-42الديوان ص (2) .41-37ص –ص الحكم للميدان، (7)

.38- 37 -صالديوان: (8)

.38ص الحكم للميدان، (1)

ونشير إلى أننا في توثيق اإلشارات واإلحاالت .44-43ص –ص الديوان، (11)لحميد بسيوني: ثورة مصر، المرتبطة بوقائع الثورة نعتمد على المرجع اآلتي: عبد ا

.1111الزمن، الجغرافيا، المواقف، الطبعة األولى، الهيئة العامة لقصور الثقافة،

.45الديوان، ص (11)

.32الحكم للميدان، ص (11)

.41الديوان، ص (13)

.48 الحكم للميدان، ص (14)

.11ص الديوان، (15)

سامي سليماند. أ. – شعرية الشهادة الثوريةديوان "احلكم للميدان" و 13

.31-31ص – صانظر: الحكم للميدان، (12)

.31-31ص –ص الديوان: (17)