Embed Size (px)
Citation preview
1
2
"االسالموفوبيا"لمفهوم " Tag Cloud/ دالليةسحابة كلمات "
المفاهيم من تكييف الباحث، ارتباطا بالظاهرة المبحوثة: المصدر
3
بناءات ومقاصد الخطاب الغربّي المعادي
:لإلسالم قديما وحديثاسالم هانة والتأثيم والتشويه في الخطاب الغربّي تجاه اإلتفكيك مبررات اإل
...والمسلمين
عصام بن الشيخ / د()
***************************************************
:توطئة
منحازة، وال تزال نظريّة " حماية المعتقد"أّن قوانين المدافعون عن المسلمين في الغرب، يقول
ة متعدّدة الغربيّ فغالبية الدول في مجتمعاتهم، ، ألّن المسلمين يعاملون كغرباءبالكاملوغير مفعّلة
في حين أنّها فيما . وتجّرم الالساميّة العنصريّ ، تحّرم التمييز فتحة على جميع األعراقنمالديانات،
ما يصطلح أو ارتداء لمنع استخدام مشدّدة قيودا م العالقة بالجاليات المسلمة، تفرضتنظي يخصّ
. وغيرها مساجد والمآذن، الحجاب والنقاب، كالخةالرموز الدينية والعالمات الصارعلى تسميته
ويردّ المحّرضون على اإلسالم في المقابل، بأّن المسلمين يدّمرون الدفاعات الغربية ضدّ القيم
المتخلّفة عن ركب الحداثة، ويحّولون العمل الخيرّي إلى مطيّة لدعم الجهاد، يستخدمون الدعوة
ة، ويهدّدون المخالفين والمرتديّن بالرجم والقصاص والحدود لتحويل األحرار نحو العبودية الدينيّ
حين يزة،، ويجبرون المجتمعات الغربيّة المتحّضرة على تقديم تنازالت تجعلهم فئة متمّ الشرعية
تعكس هذه المواقف. وغيرها... ممارسة الشعائروتخصيص أوقات يطالبون بإنشاء المساجد و
ادلة لكّل طرف عن اآلخر، وعن انتقالهما السريع، نحو طور الصور النمطيّة المتب المتقابلة،
.غياب الثقة المطلقة بينهما، في ظّل المساجالت، دون أّي حوار أو نقاش
" أسلمة أوروبا"من Pope Benedict the XVI/ السادس عشر بينيديكتر البابا األسبق حذّ
21)في األلمانية "Ratisbonne راتسبون: "ـبفي محاضرته الشهيرة ،"الغزو اإلسالميّ "و
التضامن المسيحّي الرافض لنموذج اإلسالم من مسلمو الغرب أّكد تف ،(1002سبتمبر /أيلول
الخطاب ألّن ،1002 زرق في تركيا نهاية عامبزيارته المسجد األلم يفد اعتذار البابا األوروبّي، و
، (1002سبتمبر /أيلول 22)حداث بعد أ وتعميمها على المسلمين "اإلرهاب"أراد تأكيد تهمة
حول الوجه القبيح بالبحث عن الحلول وتقديم التنازالتصراحة، الدول اإلسالميّة البابا طالب و
.Age of Enlightenment عصر التنوير، كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية مع بداية للعنف
االنتقام "قبح صور يعبّر عن أم، 2941سنة Grenadeسقوط غرناطة يمكن القول أّن
المسلمين، إذ سّجل المؤّرخون في مضمون رسالة تجاه المسيحّي والتاريخ االعتسافّي " الحضاريّ
، مChristophe Colomb (2942 - 2451)كريستوف كولومبوس الرحاّلة اإلسبانّي التي أرسلها التهنئة
4
حول ، مIsabelle (2942 - 2459)بيال ، والملكة إيزامFerdinand II (2941 - 2421)الملك فرديناند إلى
األوروبّي " القاهر"التحّول التدريجّي لذهنيّة ، "من األندلس ،طرد المسلمين، ثم اليهود: "قرار
، برفض والنبذ والتعالي إلى أيديولوجية االستبعادلتمثّلية والمساواة، المسيحّي، وانتقاله من حالة ا
واتهامها باختالق المظالم، حتى ال تقوم اصرتهامحسهيل ثّم ت، خفضهاترسيخ و اآلخريّة البشريّة
ؤّكدكما ي ،"ة العالميّ انتصار المسيحيّ "خدمة لمشروع كولومبوس الشهير كّل ذلك، .لها قائمة
.م(2494د عام لو) Tzvetan Todorovتزيفتيان تودروف المؤّرخ والفيلسوف والناقد الفرنسّي (1)
اتهام القيم والتخلّف اإلسالمّي، انتقادفي اليوم ة والذرائعيّة الغربيّة تستمّر الخطابات التلفيقي
المفّكر رهانيّ هو ما سّهل تقاطع والعربية واإلسالميّة بعدم قدرتها على استيعاب الحداثة،
برنارد والمؤّرخ البريطانيّ ، Samuel P. Huntington (2411 - 1552)صاموئيل هنتجتون األمريكّي
مشروع " الجديدة في تقسيمالمقترحات لإلفصاح عن، (2421ولد عام ) Bernard Lewis، لويس
خطورة " :لـ ،"الرهابيّة"الحكومات الغربيّة تنبية، بعد نجاحهما في "الشرق األوسط الكبير
."، وفرص البعث الجديد لإلسالم(الحركات اإلسالموية" )اإلحياء اإلسالميّ "
أستاذ السياسة االجتماعية - (2411ولد عام ) Chris Allenس آلن كري الباحث اإلنجليزيّ يلفت
بجامعة برمينغهام ()
تحاول أن ةبدراسة مرجعيّ ،"في الغرب اإلسالموفوبيا"ظاهرة إلى ،لنظرا -
Fear or dislike of all or most/ الخوف أو كراهية كّل أو غالبية المسلمين) تعالج مسألة
Muslims)(2)
إلى المساجالت Dialoguesالمحاورات فيه الظاهرة من ترتقيالذي السلّم انطالقا من،
Diatribes ، ويدعو ،الكراهية ضدّ المسلمينخطاب يشجب ، بين من "القطب ثنائيّ موقف"حول
من جهة، ومن يوافق على الدعاوى واالتهامات التي تطبّع ظاهرة ي لهوالتصدّ إلى مواجهته
، - آلن حسب -للظاهرة الخفيّةبينما تتأّسس المساجالت . الجهة المقابلة دعمها فيوفوبيا وتاإلسالم
لتأثيرات تشخيص ظاهرتي اإليمان والتديّن في الفضاء العاّم، مسألة" المجّردة"االنعكاسات : حول
استبعاد أو استيعاب وصعوبات في التشريعات والسياسات والممارسات، حقوق المواطنة مساواة
The Oxford قاموس أوكسفوردوالمدهش أّن . وأثره على المجتمع فضاء العاممن ال المسلمين
English Dictionary أثناء 2979عام ، في األدبيّات الغربيّة اتمرّ ثالثقد أشار إلى ظهور المفهوم
و Caroline Fourestكارولين فورست الفرنسيتان حاجج بذلك اإليرانية كما تاإلسالميّة الثورة
، 2911 عامو .األمريكية Insightانسايت ة في دوريّ 2992عام و .Fiammetta Vennerفينر فياميتا
Étienne Dinet (2212 - 2414) ايتيان دينيه/ نصر الدين دينيهعلى يد
الرّسام الفرنسّي الذي أسلم ،
في الجزائر()
سليمان جالحامعيّة ،"هذيان بكره اإلسالم/ Accès de Délire Islamophobe"، وكتب
.Sliman ben Ibrahim Baâmer (2215 - 2449)بن إبراهيم باعمر()
األتباع "يستعمل الغرب اليوم نفس المنهج اإلقصائّي تجاه مع من يصطلح على تسميتهم
لتي تعاني صعوبات التمتّع وافي الغرب، الجاليات المسلمةويقصد بها ،"المحتملين لإلسالم
دار "الذي يتهمها بالوالء لـ ،نتجتونهكما يصفها "شظايا مجتمعات"فها ، بوصنةبحقوق المواط
والمدهش أّن ، المجتمعات الغربيّةفي "طابور خامس": يحاول ترسيم وصفها كـو، "اإلسالم
5
اتسامحكان موتمدّد الراديكالية في الغرب، نتشار السريع لإلسالم األوروبيّ خشى االالغرب الذي ي
المفّكر الفرنسي ؤّكدكما ي ،ت بقوة أثناء فترة الحرب الباردةالتي نشطمية مع الحركات اإلسال
( 2492ولد عام ) François Burgatفرونسوا بورغا المتخّصص في الحركات اإلسالمية (3)
.
آخذين في عين االعتبار " المحرقة اليهودية"يتحدّث المؤّرخون عن حادثة الهولوكوست
سميّة، وعند الحديث عن الممارسات اإلسرائيلية في التطهير العرقّي ضدّ الرواية الصهيونية الر
لتشويه التاريخ " Antisemitism/ الالسامية"، نجد أّن استخدام 2991الفلسطينيين منذ عام (4)
،
فالمسلمون ليسوا أقليّة في هذا العالم ، "اإلسالموفوبيا: "منعكس تماما في حالة استخدام الغرب لـ
.الطرح اإلثنّي حول القضيتينوهي أكبر دالالت حضور كاليهود،
وبناء على ما تقدّم يمكن طرح اإلشكالية التالية لالقتراب من تفسير الظاهرة المبحوثة على
:النحو التالي
" العدائيّة"فوبيا مع مقاصد السياسات الغربية إلى أّي مدى تتراكب ظاهرة اإلسالمو
.وما هي البناءات الالهوتية التي تتأّسس عليها؟تجاه دول العالم اإلسالمّي،
ويمكن طرح األسئلة الفرعية المساعدة، لتفسير مختلف العوامل المرتبطة بالظاهرة المبحوثة
:على النحو التالي
هل هنالك عالقة بين االستشراق وظاهرة الرهاب والخوف من االسالم؟، أم أّن ظاهرة
.ضمن خانة المنازالت الالهوتية والعقليّة؟ ال تصنّف" اإلسالموفوبيا"
أطروحة موت "ما هي األهداف التي يسعى إلى تحقيقها اإلسالموفوبيّون؟، وهل تتقاطع مع
.للحركة اإللحاديّة في الغرب؟، وهل نجحوا في ذلك؟" هللا
رة هل تقف اإلسالموفوبيا في طريق الحوار بين الحضارات؟، وهل تمّكنت من وقف ظاه
. التطّرف في العالم اإلسالمّي؟
مناهج على عدّة العمليّة البحثيّة، هذه الدراسة، فقد تأّسست ل ما يخّص المرتكزات المنهاجيةفيأّما
بحثية، في سبيل السعي لإلحاطة بجميع ارتباطات الظاهرة المبحوثة، ويمكن ذكرها ومقاربات
: على النحو الموالي
، التي تقوم على "دراسات قياس الهوية االجتماعية"حليلّي للدراسة، حول يتأّسس المنهج الت
:أربعة أساليب مركزية الستكشاف مضمون الهوية(5)
الستكشاف هوية : منهج استطالع الرأي)
منهج / دراسة الرسائل والكلمات المفتاحيّةل: منهج تحليل المضمون/ المضمون بشكل مباشر
النصوص والممارسات في سياقها، بطريقة تصف المعاني لدراسة مضامين: تحليل الخطاب
لتفسير المعاني االجتماعية المرتبطة باالنتماء العرقّي تحديدا، : المنهج اإلثنوغرافي/ االجتماعية
ويتفق الباحث المصري (. ..قلويّةالدينية، الطائفية، العقائدية، واأل: مع اإلشارة إلى بقية االنتماءات
6
ه المناهج في دراسة الخطاب السياسي، ومستوياته التركيبية والداللية مع هذ محمود عكاشة
يساعد على قراءة رسالة الخطاب الغربّي المعادي المناهج، والتداولية واإلقناعية، ألّن دمج هذه
.لإلسالم، وفهم مقاصدها (6)
الظاهرة تتحوالسيتّم تصنيف نوعين من األدبيات، األدبيات الغربية لتسهيل اإلطالع على
دة، التي ترتبط بموضوع الدراسة، لتسهيل التعّرف اإلسالمية الناق المبحوثة، إضافة إلى األدبيات
ستعتمد هذه الدراسة على التقصّي كمنهج لذلك، .د األفعال المسّجلة حيالهاعلى المواقف وردو
محتوى افة إلى المؤلفات األكاديمية والمقاالت البحثية، إضعلى مضامين باإلطالعمركزّي،
المنهج " والتي يمكن أن أصطلح على تسميته لة في موقع يوتيوب،وهات المسجّ يالفيد
، ، لما تتضمنه تلك المكتبة من مادة إعالمية مرئيّة، على درجة بالغة من األهمية"لوجيّ والفيدي
.تساعد على تفسير أسرار ظاهرة اإلسالموفوبيا
":الكراهية"و" الفوبيا"ي الزمت: ـأبنية التراكب المفاهيمّي ل
دراسة ايتيمولوجية للمصطلح وتطبيقاته على الحالة اإلسالمية
، Paul Denis (2219 - 2422) بول دينيسيعتبر الباحث والمحلّل السيكولوجي الفرنسّي
حالة رهاب غير منطقي، ناجمة عن ظروف نفسيّة آمنة من قبل حركة "Phobie/الفوبيا"
تسعى إلثارة المخاوف من المخاطر المحدقة باستخدام الذاكرة، وتنطوي ،"Projection/ اإلسقاط"
على تشويه مؤّكد للواقع باستخدام عناصر خيالية، تنقل حالة الرهاب إلى عصاب يعّطل منطقيّة
العقل، قد يتحّول إلى ذهان أو هواجس ومخاوف مرضية، تحّول وضع صاحبها إلى حالة القلق
.الرهابّي المستمرّ (7 )
إلقناع مجتمعاته بأّن قيم ،(الرهاب من اإلسالم" )االسالموفوبيا"لقد اخترع الغرب مصطلح
اإلسالم تقع في تناقض صارخ مع القيم المسيحية، فتحولت حمالت التنفير الرسمّي من اإلسالم إلى
م كّل ما نوع من الهوس المرضّي، مع الحجب المقصود للحقائق الصحيحة عن اإلسالم، وتقدي
تساعد على صناعة الكراهية ضدّ اإلسالم ،ليلمن مغالطات وتزييف وتضيشّوه اإلسالم
: 1007القائل عام برنارد لويس،والمسلمين، كما فعل
لقد شهد المسلمون انهيار الرايخ الثالث، ثم شهدوا انهيار االتحاد "
".مريكيةالسوفياتي، واآلن يسعون إلى انهيار الواليات المتحدة األ(8)
رغم أّن ظاهرة اإلسالموفوبيا ال تخّص الغرب وحده، إالّ أّن ظهور مثل هذه الخطابات مرتبط
The/ االستالب واالنحياز الفكريّ "بالغرب بطرق مباشرة وغير مباشرة، نتيجة ظاهرة
Intellectual Alienation"، ّالمغلوب مولع " حيث أنّ . )ليوفّر اإلسناد والمؤازرة للمركز الغربي
A. Ibn Khaldoun عبد الرحمان ابن خلدونكما أقّر ذلك المؤّرخ والعالمة العربّي "بإتباع الغالب
7
خالصة نظر الباحث السعودّي من هذه الدراسة تنطلقومن أجل ذلك التفصيل، (. (2951 - 2991)
"فلسفة الكراهية"حول بحثه (1524 - 2494)راشد المبارك (9)
" التطّرف"ول مفهوم لبحث مدل،
.. مواصفات المتطّرف، حيث أّن الغلّو والشطط والعنف واإلكراه، وصلته بالكراهية، وهومنشأ
قلّة "سلوكيات " العقل الموضوعي"وال يمكن أن ينسب صفات عرفتها كافة األجناس البشريّة،
سمة بشرية "ّرف متغافال عن االعتراف بأّن التط ،"ة بأكملهاعدديةّ، صغيرة النسبة، إلى أمّ
في تأكيده Michelangelo Jacobucci مايكل أنجلو ياكوبوتشيالمفّكر اإليطالّي كما يقرّ ". عاّمة
حريّة "، و"القتل إلرضاء الربّ "يتحّول تعميم ظاهرة الالتسامح على جميع المجتمعات، حيث
بحثا عن التطّرف عند وقد أفرد األخير ، إلى وسيلة للغطرسة والدوجمائية وإلغاء اآلخر،"الخطأ
" مؤسسة مسيّسة"المسيحية واليهودية واإلسالم، وكيف يتحّول الدين إلى (10)
، معّرجا على فكر
Sayyid Qutb (2451 - 2411)سيّد قطب (11)
التجربة المصرية الفريدة في تأسيس كنموذج عن ،
.منظومة التكفير بنيّة الصدام مع الحاكم
الفكر المتطّرف ، (2414ولد عام ) Gérald Bronner جيرالد برونيسّي يفّكك السوسيولوجّي الفرن
La Pensée extrême ،تخدام المنهج ويحاجج أّن التطّرف هو باألساس قناعات فكرية وأخالقيّة، وباس
فه، اهدأنظرا إلصرار الفرد على تحقيق فبحث آلية اشتغال الدماغ البشرّي، ي" جنسانيّ -الطّب "
وهو ما . (12)، ترفض اآلخر(تحّجر فكريّ )أفكاره ومعتقداته إلى دوغمائية أحادية يتحّول دفاعه عن
هذه اآللية العقلية بشرية عامة لجميع البشر، وال تخّص المسلمين وحدهم، ويمكن للعقل يؤّكد أنّ
ورفض اآلخر، ويقتنع به، ويقوم بتوجيهه إلى أوسع " خطابا أحاديا للكراهية"الغربّي أن ينتج
. جماهيرّي، بما يؤدّي إلى تأسيس رهاب من اإلسالم والمسلميننطاق
أّول ،" Constitution de Médine/Constitution of Medina/وثيقة المدينة"المسلمون في عرف
اقتضت تفكيكا وتحليال معرفيّا دقيقا لمستويات البناء الدستورّي لتلك تجربة للتعايش مع اآلخر،
تجنّب ذكر : )، تدّل علىدقيقة للمشهد اإلسالميّ ترتيباتخاللها الباحثون إلى الوثيقة، توّصل من
الواقع، تحديد مكونات األنا في مؤمني تحديّاتالمجّرد والروحّي المتخيّل وتركيز الوثيقة على
كالمنافقين والمرتدّين ( المنتمي لألنا)المهاجرين واألنصار، تجاهل إثارة مسألة اآلخر الداخلّي
فلم يكن (. فاسقين، وأخيرا، التركيز على اآلخر الخارجّي في كفّار قريش، والمصالحة مع اليهودوال
التوصيف اإلسالمّي لآلخر، مبنيّا على سلوك إمبريالّي مسيء، أو منهج إقصائّي استبعادّي، أو
لمسلمين، ه اتجاوالتلفيقية لتشكيكية والتشويهية لذلك، بنى المستشرقون مناهجهم ا. نزاع جدلّي عقيم
على الطعن في مصداقية الوثيقة، ونسج االفتراءات وتوضيب حمالت التكذيب ضدّ مقاصد نبّي
الحروب في حمالتالمسلمين فيها، لتعزيز فرص التصادم واالحتراب العسكرّي ضدّ اإلسالم،
.Les croisades /The Crusades الصليبية
أّن ،(2414ولد عام ) Mahathir bin Mohamadمهاتير دمحم يقول رئيس الوزراء الماليزي األسبق
القيم اإلسالمية السمحة، هي السّر وراء وية الكنفشيوسية ودمجها في التوّجه شرقا نحو القيم اآلسياي
اليابان والنمور اآلسياوية : نجاح التجربة الماليزية في التنمية، ولحاقها بركب دول المنطقة كـ
8
كلمة جورج بوشتير دمحم في مذكراته عن تصحيح الرئيس األمريكّي األسبق وتحدّث مها. والصين
(1002سبتمبر / أيلول 22)بعد أحداث "حرب صليبية"(13)
، وأبدى استغرابه من اعتبار احتالل
، حيث ثبت أّن النظام العرقّي البعثّي ال يمتلك أسلحة الدمار "مجّرد خطأ" 1002العراق عام
" Nuclear Calipate/ خالفة نووية"إسالمّي لتأسيس ألّي بلد أية نيّة أو تطلّع الشامل، كما ال توجد
Sam Haris سام هاريسكالتي يرّوج لها الملحد األمريكّي (14)
. ، في باكستان أو إيران
:مبّررات اإلهانة والتأثيم في الفكر الغربي المعادي لإلسالم
:المقصوداإلساءة المنهجيّة والسلوك اإلمبريالّي
بسبب تعلّق ،"الفوات التاريخي لإلسالم"رّوج العديد من المفّكرين الغربيين أطروحة
التي ضيّعت على المسلمين فرص اللحاق بركب "العقل القياسيّ / النظرة الماضوية": المسلمين بـ
فة أو استيعاب غير قادرة على إنتاج المعر" لغة ميّتة"الحداثة، ورّوجوا أّن اللغة العربية أضحت
كما تنكر هذه الخطابات العدائيّة فضل المسلمين قديما وحديثا في تقدّم الحضارة الغربية . الحداثة
واإلنسانيّة جمعاء، سواء في إسهامات الحضارة اإلسالمية في نقل العلوم وترجمة المعارف
القطاعات الحيوية في اإلغريقية وتطويرها، أو مساهمة الجاليات المسلمة اليوم في تطوير مختلف
ويسخر الغرب اليوم، من القيم اإلسالمية التي استخدمها أثناء الحرب الباردة ضدّ . الدول الغربية
" كراهية المسلمين للشيوعية اإللحادية"استغّل األمريكيون اإلتحاد السوفياتّي السابق، حين (15)
،
لكتلة االشتراكية الشرقية، وانتقال النظام وقاموا بدعم تنظيم القاعدة في أفغانستان لتسهيل انهيار ا
.الدولّي الجديد إلى األحادية القطبية
/ كراهية األجانب"أو ، "Relegiophobie /الخوف من الدين"لو كانت القضية متعلقة بظاهرة
Xénophobie" ، لكنّها عندما تتعلّق ،واألديانكّل اإلثنيّات والثقافات تخّص مشكلة عاّمة لكانت
تشكيل "تحمل داللة خطيرة على " Islamophobie/ سالموفوبيااإل"بالمسلمين دون غيرهم، فإّن
"معادي لإلسالم والمسلمينو، نابع من فكر متحيّز تمييزيّ إيديولوجيّ (16)
تحّول إلى رهاب ،
وهاجس مرضّي قهرّي لدى الغربيّين، تّم استغالله بطريقة سلطويّة، لممارسة عقاب جماعّي في
ضدّ كّل ما يرمز للديانة اإلسالمية " سياسة دولة" شكل(17)
ستيفان فقد وصف الباحث األمريكّي .
: أستاذ الثقافة العربية بجامعة كارولينا الجنوبية، اإلسالفوبيا، بأنّها ،Stephen Sheehiشيهي
، "سائدو جوهرّي، مجّرد، متأّصل، مستدام،أمر :هاا يحمل رؤية، لكنّ ليست برنامجا سياسيّ "
فكأنّهم يمارسون مون، ولماذا يكرهوننا؟،لمن هم المس": فعندما يطرح الغربيّون التساؤل
، انطالقا من الصورة النمطية السلبية في هوية وعقائد وضمائر المسلمين" تفتيشا قضائيا"
واألحكام المسبقة التي تخلط بين المسلمين والمتطّرفين اإلرهابيّين، فبالنسبة لمبغضي اإلسالم
"طابورا إسالميّا خامسا"والمسلمين، تعتبر الجاليات والمراكز الثقافية اإلسالميّة والمساجد،
أّما ".شظايا لمجتمعات ذات قيم متقادمة"داعما للجهاديين المناهضين للمصالح الغربية، بوصفها
9
ية فقد تحّولت الظاهرة إلى أداة سياسية وانتخاب "اإلسالموفوبيا األوروبيّة"في نموذج (18)
، زادت
في تعقيد مسألة استيعاب المسلمين في القارة األوروبية، التي تتنّوع فيها ممارسات الكراهية
التبشير في سويسرا، منع Minaretsالمآذن قرار منع وإزالة : من اإلسالم، مثل والرفض والخوف
Prosélytismeرنسا حول منع ، منع الحجاب والنقاب في المدارس، وأخيرا، الجدل الدائر في ف
. لباس السباحة النسائّي اإلسالميّ ،البورركيني
اجتماعيّة لوضعيات ، "Hate Speechs /Les Discours Haineux/ خطابات الكراهية"تؤّسس
، "اآلخر"، وشيطنة "األنا"تستخدم لترسيخ نماذج معياريّة تبريريّة بغرض تنقية الهوية صراعيّة،
تمع رغم الضمانات التي تمنحها الدساتير للمواطنين، باالفتراض أنّهم فحين يستثنى قطاع من المج
جنس معاد، أو خونة يستحقون العزل والحجر والطرد، فإّن تعّصب الهويّة للذات ورفضها االنفتاح
على اآلخر، يدّل على وجود طارئ في القيم الجامعة، يقتضي مراجعة عاجلة وحتميّة للتراجع،
. والدعاية التحريضية، العنف اللفظّي والتحّرشات المعنويّة المقّسمة لألّمةلوقف حمالت التشهير
السود واآلسيويين، اليهود، النساء، : لقد سّجل التاريخ البشرّي عدّة نماذج للتمييز والكراهية ضدّ
حملة دعائية ضدّ اليابانيين األمريكيينوغيرهم، فقد سّجل التاريخ األمريكّي المعاصر .. المسلمين
، تطالب بيرل هاربربعد حادثة الهجوم الجوّي للطيران اليابانّي على القاعدة العسكرية األمريكية
باحتجاز اآلالف من اليابانيّين في جيتوهات ومعسكرات اعتقال بوصفهم جنسا معاديا للقيم
ة، واجه المسلمون األمريكيون نفس المشكل( 1002سبتمبر / أيلول 22)األمريكيّة، وبعد أحداث
رغم أّن الهجوم العسكرّي اليابانّي قرار رسمّي لدولة قوميّة، في حين أّن هجمات برجي التجارة
وفي كلتا . العالمية في نيويورك، كانت من تنفيذ فئة صغيرة من المتشدّدين الخارجين عن القانون
جتمع األمريكّي الحالتين، لم يشفع لليابانيين والمسلمين في الواليات المتحدة، اندماجهم في الم
. الحداثّي، والتزامهم بالقوانين واحترامهم للقيم الجامعة لألمة(19)
طموح منتجي الخطاب التحريضّي التعبوّي ضدّ المسلمين في بلوغ أسقف أعلى من الهيمنة
ل الجديدة على المجتمعات اإلسالميّة، كما وصفها عالم المستقبليات الكبير، الباحث المغربّي الراح
-اإلهانة في عصر الميغا"في تفسيره لظاهرة ،Mahdi Elmandjra (2499 - 1529)المهدي المنجرة
"إمبريالية(20)
حسب - من محكمة دولية للجرائم الثقافية، فاليونسكو تستحّق التوبيخ، وال بدّ
حت أنظار ، ألّن اآلثار العراقية التي سحقت ودّمرت ونهبت على عين المجتمع الدولّي وت-المنجرة
، تدّل على أّن هذه الحرب (1002آذار عام / مارس) األمريكيّة على العراق في حربالالعالم في
على المسلمين حضارية(21)
النفط في الحالة )، تنحدر فيها الروحانيّات وتتألّق فيها الماديّات
إدّعاء بعض ومنها ، وما تململ بعض الغرب وإدّعاؤه التضامن مع قضايا البلدان النامية، (العربية
/ رياء ونفاق"سوى الغربيّين رفضهم الحروب األمريكية والصهيونية على البالد اإلسالمية،
Showing off and Hypocrisy".
تفكيك Jacques Derrida (2495 - 1559)جاك دريدا غير أّن ممارسة الفيلسوف الفرنسّي الراحل
وتموقعها إزاء اآلخر، تقودنا إلى جمع المعطيات وعالقتها بالهوية " أحادية اللغة"ظاهرة
الهرمينوطيقية لدراسة مقاصد ودالالت المعاني الضيقة ألحادية الصياغة والمنطوق وتأويل
10
المعنى، وكيفية تسخيرها لخدمة الهوية(22)
لذلك، ستخدم تلك الدراسة القيّمة لدريدا، التوظيف .
ه تجاه اإلسالم والمسلمين، انطالقا من البحث األولّي السريع لمناهج تحليل خطاب الكراهية الموجّ
بالطرق المنهجية التقليدية، سيرا نحو التفكيك ( وتحليل الخطاب السياسيّ )لتحليل المضمون
المعّمق الذي يكشف االستخدام المقصود للمنهج اإلسقاطّي، لفرض دكتاتورية العقل الغربّي
دنا في تحليل ة والتشكيك في هوية اآلخر، وقد تعوّ المتغطرس ضدّ اآلخر، واتهامه بالدوجمائي
الخطاب السياسّي على المنهجيات التقليدية، التي ستدعم تحليل بيئة الخطاب وسياقه والرسائل
ليس مقصورا على االكليريين االسالموفوبالسياسية الصريحة والمتضّمنة، حيث أّن
رقين فحسب، بل هو منتشر في أوساط ، علماء الالهوت أو المستش"رجال الدين/ االكليروس"
. الساسة ورجال اإلعالم والمشاهير أيضا
:بين النقد البنّاء، والتغطيّة الخاطئة: الغرب معمشكلة اإلسالم
":وسائل الردّ "، وتفعيل "قيم السلم"إصالح خلل
ظاهرتي ، عنImmanuel Kant (2119 - 2259)إيمانويل كانط عندما تحدّث الفيلسوف األلمانّي
العديد من السلوكيّات عزا، "الجماعة األخالقيّة" ضمنالفرد وعضوية" شخصنة الخير"
الوهم "حتى يسهل عليه عزل ظاهرة بالدين، -و المحض -" المجّرد"اإلنسانيّة إلى اإليمان
لمجّرد،العقل ا"غير أّن كانط يعّرف ". الباطل"التي تسبّبت في انحراف البابوية تجاه ،"الدينيّ
فتحي المسكيني، بالعقل المتحّرر من القيود التاريخيّة، وهو ما أقّره الفيلسوف التونسّي "العاري
Fethi Meskini ( 2412ولد عام ) تجريد الدين": هو" الدين المجّرد"بقوله، أّن مقصد كانط من مفهوم
(".قيقيّ اإليمان الح) "العاريّ "من ثوبه التاريخّي، حتى نرى صفاءه العقلّي (23)
حرية "على األديان والمتديّنين، في تجاوز واختراق بند حماية الجرأةوالتجاسر تسبّبت ظاهرة
الميثاق العالمّي ": ــ التي تحميها اليوم، الشرعة الدولية في نصوصها المختلفة، بدء بـ" المعتقد
ــ، فما 2991منذ عام " La Déclaration Universelle des Droits de L'Homme/ لحقوق اإلنسان
بالنسبة لدين نظامّي " مؤمن"بالنسبة ألّي دين نظامّي معيّن، هو "Infidèle/ الكافر": يسّمى بـ
آخر، لذلك يعتبر كانط، أّن الثناء على األديان، يعني السماح بتشّكل فرص التعّرف على الغايات
ويقول كانط أّن انضباط القدرة ". الجذريّ الشّر "بوضوح ضدّ الحسنة لكّل عقيدة إيمانية، والوقوف
، أو(اإليقانّي الوثوقيّ )الدوغمائّي المعرفية للعقل ال يمنع ميله الطبيعّي إلى التوّهم، أو االستعمال
االرتياب (24)
المفاهيم المنحرفة لتلك التسويغوبالتالي، الميل إلى االستخدام الخاطئ لقيم الدين، و.
عليها، لخلق آليات جديدة للصراع بين القيم، اإلساءة لآلخر، وتوتير أو التأسيس ،"المتعالية"
.األجواء بين األمم والحضارات (25)
، (بحنوب فرنسا 2419ولدت عام ) Lucia Canoviلوسيا كانوفي تصف الكاتبة الفرنسية المسلمة
خة بالصفات ستّ كالقلعة التي تّم تخريب واجهتها، المدين العرب، ": اإلسالم في عيون الغرب
11
وافتراءات سخيفة، تهم لّلةمض كتابات ...تستحق اإلحالة إلى متحف الرعبالقبيحة، التي
انطلقت كانوفي من تفكيك الصور النمطية الغربية عن هكذا ، "بحاجة إلى تنظيف وخرافات،
(بالمائة 29) أنّ كانوفي تقول ، "بعيدا عن المظاهر :اإلسالم"اإلسالم والمسلمين، في مؤلفها الهام
من العرب، ينتمون إلى أّمة المسلمين، الذين يبلغ عددهم مليار ونصف المليار مسلم، هم أقليّة فقط
لتأثيمهم واتهامهم بالهمجيّة، ويصف ( خلط العرق بالمعتقد)في العالم اإلسالمّي، يتعّمد الغرب
بغرض التحقير واإلهانة، الغرب اإلسالم بالديانة القديمة غير القادرة على استيعاب الحداثة
لوصفه بالديانة القاهرة لألجيال ( الشباب، والنساء)ويستخدم أكثر الفئات المستقطبة لألزمات فيه
" يد فاطمة: "والمهينة للنساء، دين سّجاد وحصير، ال يقدّس العمل والمعرفة، دين خرافات مؤمن بـ
فبعد جمع . (26)ذلك من األحكام المزعجة وغير"... الحجر األسود"والعين والحسد، دين وثنّي يعبد
مطّول للنقد المسّجل على اإلسالم والمسلمين في الغرب، لم تجد لوسيا كانوفي حرجا في السخرية
، أو "االحتباس الحراريّ "، وتشبيهها بالمخاوف التي تفرضها ظاهرة "اإلسالموفوبيا"أحيانا من
، قلق غربّي غير عقالنّي، يمتلك اإلسالم ...الضيّقةاو األماكن االنزعاج من المدّخنين أو الشخير
األجوبة الكفيلة بإزالته، لوال النزعة التهّجميّة لإلعالم الغربّي، الذي يعّمق الخالف بين الغرب
.واإلسالم، بفرضه سلطة أحادية للخبر والرسالة اإلعالمية الموّجهة
متى كان الخطأ يعالج : التساؤل ،(2444 ولدت عام)يمنى طريف الخولي تطرح الباحثة المصرية
حيث يرد الردّ على األنا الغربّي بالمزيد من التمركز على األنا اإلسالمّي، ففي بالخطأ المضاد؟،
Ḥasan Ḥanafīحسن حنفي جدل األنا واآلخر في فكر الفيلسوف المصري : "معرض تفكيكها لـ
لن تنجح معه الخطط التوفيقة وال ، "أنوارالغرب نار و"حاججت الخولي بأّن ،"(2494ولد عام )
."منطقة األنا"التلفيقية في التحلّل من رصيده، باإلصرار على الوقوف عند (27)
ماذا فعلت الواليات المتحدة األمريكية حتى تستحّق كّل ذلك الغضب من الفقهاء الوهابيين،
:مملكة الكراهية: "في كتابه ،(2449عام ولد) Dore Goldيتساءل الدبلوماسي الصهيونّي دور غوولد
Hatred's Kingdom: How Saudi /كيف دعمت المملكة العربية السعودية اإلرهاب العالمّي الجديد
Arabia Supports the New Global Terrorism" ، لماذا يحّمل أنصار بن الدن إخفاق المسلمين في
التي حدثت في حّق المسلمين في يوغسالفيا السابقة، فلسطين بسبب االحتالل اإلسرائيلي، أو اإلبادة
الك مخاطر أو احتالل االتحاد السوفياتي السابق ألفغانستان؟؟، فبالنسبة للنظام السعودّي كانت هن
طهران وموسكو أكثر من تل أبيب، اقتضت حشد القوة العسكرية السعودية محدقة من قبل القاهرة
ن، وليس من أجل القضية الفلسطينية، وبالرغم من ذلك، ناصريين والشيعة والشيوعييضدّ ال
ينحصر التحريض السنّي للجهاد ضدّ الغرب، وأمريكا بالتحديد، عن طريق منظماتها الخيريّة
.والدعوية المنتشرة عبر العالم؟؟(28)
القناعة ، (2491ولد عام ) Graham E. Fullerغراهام فولر يصف المحلّل السياسي األمريكّي
على إثر تراكم التجارب ،"إصالح اإلسالم الفاشستيّ "الرسمية لإلدارة األمريكية بحتميّة
األمريكية ضدّ الفوضوية والنازية والفاشية والشيوعيّة، بأنّه الطريق األكثر فعالية في مواجهة
وأيديولوجية التطّرف واألصولية اإلرهاب (29)
إنهاء التدّخل السياسيّ :ويعترف فولر بأنّ ،
12
والعسكرّي الغربّي في شؤون الدول اإلسالمية، التوقّف عن دعم األنظمة االستبدادية، تقبّل
األحزاب اإلسالمية وتسوية القضية الفلسطينية، هي أهّم مفاتيح بناء عالقة مستقّرة بين الدول
.اإلسالمية والواليات المتحدة األمريكية (30)
،(2494ولد عام ) Olivier Royأوليفيه روا شؤون اإلسالميّة أقّر الباحث الفرنسّي المتخّصص في ال
،"Incriminer L’Islam/ الرغبة في تجريم المسلمين"و " الخوف من اإلسالم"بأّن ظاهرة
ظاهرتان ناجمتين عن أحداث سياسية، وصور نمطيّة مترّسبة في المخيال األوروبّي عموما
:والفرنسّي خاصة، منها أنّ (31)
، فيه إعادة (اليقينية في إدّعاء امتالك الحقيقة" )اإلسالم الحقيقي"بحث المسلمين عن : أوال
. لرفض اآلخر
مطالبة مسلمي الغرب حكومات بالدهم، باحترام العقيدة والشريعة، استغالل للمطالب : ثانيا
.الفئوية لألقليات
. المسلمون ال يدينون اإلرهاب: ثالثا
:أللفية الثالثةفي امحاكاة االستشراق
:أسلحة قديمة، وبارديغمات جديدة
،حياته األكاديمية خالل ،علي بن إبراهيم النملةالباحث ،السابقالسعودي وزير التربية اشتغل
على تفكيك دور االستشراق في تشجيع صناعة الكراهية ضدّ اإلسالم والمسلمين، وقد ميّز بدقّة بين
، ومناهج (سماحة، منهج التعارف بين األمم، منهج حسن الخلقمنهج ال: )مناهج التعايش
، إضافة إلى منهج التأثير والتأثّر ومنهج (منهج االختالف، منهج التنافس والتدافع)الصراع
ا دقيقتفصيال قدّمبحث علي النملة اشتغال غير المسلمين بعلوم المسلمين وآدابهم، و .النظرة الوسط
الذي استهدف ببحوثه " االستشراق العدائيّ " اللثام عنكشف أن يل قبموضوعيين منهم، فئة الل
ة من طائفة المولعين ودراساته محاربة اإلسالم وإنكار أصالته وتشويه صورته، مبرزا فئة خاصّ
، حيث ساهموا في تكريس "ألف ليلة وليلة"متأثرين بقراءة والبالخيال والخرافات واألساطير
باألساس فيه وهي غير موجودة الصورة المرعبة عن اإلسالم،(32)
ناهيك عن نقل معلومات .
ثقافة "خاطئة عن اإلسالم سببها تفّرعاته الناجمة عن االبتداع، وأطلق عيها الباحث مصطلح
"العبث(33)
وممارساته الطقوسيّة الغريبة " اإلسالم الدروشيّ "ومنها نقل السيّاح والرّحالة أخبار ،
لها من ، وما"بوصفها منهجا للتعليم الدينيّ "Sophism / الصوفيّةنها بين عن اإلسالم، مع التفريق بي
يحاول الغرب أن يكتشف أسرارها خدمة ألهدافه في الحدّ من التوجهات مدهشة، أبعاد روحانيّة
.اإللحادية للمجتمعات الغربيّة
13
وجهات، له خلص الباحث السعودّي المتخّصص، إلى أّن االستشراق ميدان عريض متعدّد ال
مائة وعشرين ألف عمل استشراقّي قديم فئات ومدارس، حتى أنّه أحصى ما يربو عن
وحديث(34)
ريون يالتبشالمنّصرون ،والسيّاح ، بين ما كتبه الباحثون وعلماء الدين والرّحالة
، بحث استشراقّي مكتوب باللغة العربية 9255أنّه لم يطالع سوى الباحث واعتراف .والجواسيس
بسبب عدم تأّكد الرحالة تفشلقد تأّكد عنده أن محاوالت المستشرقين لبناء نظرية ما، وقد
والجواسيس من معلوماتهم غير الموثقة، حيث أثّر ذلك التزييف على ما لحق من أعمال استشراقية
عدم االفتراضات المسبقة، اإلدّعاء المتعّمد،: ، ألنّها اعتمدت علىوالمسلمين عدائيّة ضدّ اإلسالم
.الدقّة في استخدام المصطلحات، صيغ الشّك، الخطأ في االستنتاج، التعميم، وتوارث اآلراء(35)
حدّد الباحث علي بن إبراهيم النملة محدّدات ومنطلقات بناء العالقة بين الشرق والغرب، وحدّد
عمار العسكرّي االستتكريس صورة سلبية في تعامل غير المسلمين مع المسلمين، : )المنطلقات في
المباشر للبالد اإلسالمية، التمييز ضدّ المسلمين في الغرب، الخلط بين المسلمين وسياسات
لذلك يعتبر علي النملة أّن االستعمار هو الذي فّرق بين منحنيات االستشراق التي .(حكوماتهم
اقات إلى العلميةستشرهو أقرب االستشراق األلمانّي ، فاالالنقد الجذرّي واإلدانةبين انقسمت
ألنّه لم يكتب بغرض التنصير أو االحتاللواإلنصاف، والنزاهة(36)
يأما المسلّمات فقد حدّدها ف .
الخطر والعدّو "تسعى إلى تطويع اإلسالم بوصفه التي ، الفوقيّة للغربوالثقافة المستعلية
يدّل على ثقافة الذي "رق، بل بعد تحّول الداللة المصطلحية للغرب الذي لم يعد يقابل الش ،"القادم
. "غربيّة حداثيّة جديدة
وتتخذ وسائل اإلعالم الغربية األحداث الترويعية والتخريبية التي يقوم بها بعض المسلمين ضدّ
وتحويلها ، وإقرانها بالتخلّف" الماضويّة"ين، الستنكار القيم اإلسالمية المصالح الغربية أو المدنيّ
"صناهة الكراهية"تخدم هدف إلى طعون وشبهات (37)
تستخدم الماضي كسالح ، هذه المسّوغات
عدم ) ثم اتهامه بالماضويّة ،(العنف والقتل) "انتشر بالسيف"ذو حدّين، أّوال التذكير بأّن اإلسالم
Radovanان كاراديتش فورادتصريح علي النملة وأورد الباحث . (القدرة على استيعاب قيم الحداثة
Karadžić ( 2494ولد عام)، البوسنة والهرسك، مشيرا إلى تقابل تلك مسلمي في حروب الصرب على
Sahwa Movement (Awakening( اإلحيائية الثانية)الصحوة اإلسالمية الحملة مع ظهور
Movement) لو كان األمر بيدي لما توقّفت إالّ في : "في العالم اإلسالمّي، إذ صّرح كاراديتش
نحن طالئع الحروب الصليبية " :وزير اإلعالم في حكومة الصرب كما صّرح، "مّكة
".الجديدة(38)
المستشرقين باتجاه عديد انصرافأسباب السعودّي علي بن إبراهيم النملة، عالج الباحث
الهدف العقائديّ وتحّولهم نحو ة جمع المعلومات وممارسة البحث، وتخلّيهم عن مهمّ التنصير
باستخدام إلخوانهم في العقيدة والمساهمة في الحدّ من انتشار اإللحاد في الغرب، حماية والالهوتيّ
"االسكاتولوجيا"(39)
ن لعملة وجها"االستشراق والتنصير ثم يعود إلى اعتبار .معاداة اإلسالمل ،
حيث أّن في الدعوة إلتباع الكنيسة، سعيا لنشر الديانة المسيحية في مختلف أنحاء العالم ، "واحدة
14
التي ال تزال بميزانيات مالية ضخمة، تتراكب مع أهداف السياسات الخارجية للدول الغربية،
. تستخدم الكنائس في حماية مصالحها بالدول اإلسالمية وغيرها(40)
: ومنتجي خطابات الكراهية" االسالموفوب"محاججات
..الواجب الدينّي، طلب الشهرة، والتواطؤ مع الصهيونيّة
ل شتم المسلمين تحت بند حريّة التعبير، يثير اليمين المتطّرف في الغرب، فعلى إثر ال يزا
رسوما مسيئة كورت فيسترجارداحتجاج ماليين المسلمين عبر العالم، على رسم الكاريكاتيريت
التي تشارلي ايبدو الفرنسيةعلى جريدة 1021للنبي دمحم، وما أعقبها من اعتداء مسلّح سنة
ا مماثلة وأصّرت على استفزاز مشاعر المسلمين في الغرب، يتضامن اليمينيون نشرت رسوم
بطريقة الفتة، ويسجلون تصريحات عدائية تحث على كراهية المسلمين، مثل، التصريحات
، زعيم حزب (2419ولد عام ) Geert Wildersخيرت فيلدرز العنصريّة للسياسّي اليمينّي الهولندّي
. ي بإغالق المساجد وحضر القرآن، وحرية نشر الرسوم المسيئة للنبّي دمحم، الذي يناد"الحرية"
PEGIDA ( Europeans patriots/ بيغيدافي ألمانيا، ضغط اإلعالم األلمانّي ومن ورائه منظمة
Against the Islamization of the West /وتسبّبوا في استقالة (الوطنيون األوروبيون ضدّ أسلمة الغرب ،
من الحزب المسيحي ،(2444ولد عام ) Christian Wulffكريستيان فولف الرئيس األلمانّي األسبق
أنجيال ميركلوعادت المستشارة ". اإلسالم ينتمي إلى ألمانيا": ألنّه صّرح بأنّ الديمقراطي،
Angela D. Merkel ( 2449ولدت عام) ،ح ضدّ ، لتصرّ 1021سنة ستقالةلال دفعت الرئيس فولفالتي و
".، وهذا رأيي أيضااإلسالم ينتمي إلى ألمانيا": مواقف منظمة بيغيدا العنصرية(41)
بعض المشاعر االستفزازية للمسلمين، تجاوز مجّرد الرغبة في تحقيق تموقع سياسّي أو بلوغ
لكريم حادثة إحراق القرآن االشهرة، بل السعي العلنّي إلى إذالل والحّط من كرامة المسلم، مثل
دوف وورلد "راعي كنيسة ،(2442ولد عام ) Terry Jones تيري جونزعلى يد القّس األمريكّي
إضافة إلى إهانة ،، والذي اشتهر على إثر هذه الحادثةفي جينسفيل بوالية فلوريدا" أوتريش سنتر
.صحف الشريف وإلقائه في المراحيضعلى المالجنود ل تبوّ معتقلي غوانتانامو ب
لقّف الحركات النسوية العالمية مظالم النساء في البالد العربية واإلسالمية لتضيف أشكاال تت
الضلعنة، الحجب، الختان، الهجر، نصف إرث، نصف مفاهيم : جديدة من التمييز ضدّ المرأة، نحو
سيفاطمة المرني، وقد اشتغلت عالمة االجتماع المغربية الراحلة ..شهادة، نقصان العقل والدين،
Fatima Mernissi (2495 - 1524) ،نوال السعداويلطبيبة المصرية وا Nawal el Saadawi ( ولدت عام
والعديد من النسويات العربيات ..(2441ولدت عام ) Amina Wadudأمينة ودود واألمريكية( 2492
ر مركزيّة تعتبو ،كتابات تنّزه اإلسالم وتعاليمهفي والمسلمات، من أجل كشف تلك الممارسات،
ألخرى التي منهجا مجتمعيّا يميّز الدين اإلسالمّي الحنيف، مقارنة بالتعاليم الدينية ا" الرفق بالمرأة"
15
تحتاج إلى تقّص دقيق للبحث ،"النسويات اإلسالموفوب"غير أّن ظاهرة ".تأثيم المرأة"قصدت
ماذج مختلفة لخطاب الكراهية حول أهداف المعنيّات بهذه المواجهة، إذ ستقودنا عملية البحث إلى ن
النسوّي تجاه اإلسالم، فلكّل منها خلفيته ومبرراته وآلياته وتحالفاته، وفي ما يلي نماذج من فئة
:، يمكن تقديمهّن على للنحو التالي"النسويات المبغضات لإلسالم والمسلمين
، (2442ولدت عام ) Wafa Sultanوفاء سلطان الطبيبة النفسية األمريكية من أصل سورّي، صنّفت
لمين في فئة النساء اإلسالموفوب األكثر شراسة في تبنّي أطروحات المستشرقين، واتهام نبي المس
تعتبر السيدة سلطان، خطيبة مفّوهة، وهي تميل إلى استخدام .بالكذب حيال رسالته اإللهية
حار وممارسة العنف، ويجد المنهجيات السيكولوجية في تفسير نزعة المسلمين إلى الموت واالنت
، غير أنّها تتعّمد اإلساءة لإلسالم والمسلمين، وتجيد إنتاج قبوال في أوساط الالمتديّنينخطابها
Youssef يوسف القرضاويخطاب الكارهية عن قصد ضدّهم، وقد لفتت تصريحاتها المثيرة الشيخ
al-Qardaoui ( 2411ولد عام) ،لحادّي بحزمالذي داع إلى مواجهة فكرها اإل.
ولدت عام ) Ayaan Hirsi Ali ي علين هيرساآيمن أصل صومالّي الهولندية تسلّط الكاتبة كما
"حتمية إصالح اإلسالم"على مشكلة الضوء ،(2414(42)
مؤّكدة في مقدّمة كتابها قناعتها ،
/والزنا Apostasy /الردّةحدود والدليل حسبها قائم في "اإلسالم، ليس دين سالم": األساسية بأنّ
Adultery والكفر/Blasphemy. يحمل "تهام كّل من ينادي بإصالح اإلسالم، بأنّه وتستهجن هيرسي ا
".الكراهية للمسلمين
قاتل - Mohammed Bouyeri دمحم بويريتلقت إيان هيرسي تهديدا بالقتل من قبل الهولندي
، مما جعلها في حالة -في أمستردام Theo Van Gogh (2441 - 1559)ثيو فان غوخ المخرج الهولندي
غضب واضح في كتاباتها المختلفة، تقوم هيرسي بتوثيق جميع العمليات اإلرهابية التي تستهدف
: قائلة، "لهجة لوم الغرب"باستخدام الغربيّين باسم اإلسالم، وتمارس نقدها للديانة اإلسالمية
ال تؤمن هيرسي بتقسيم عقيدة و". منتجة للتطّرفد المسلمة اليجب أالّ ندعم ازدهار البال"
المسيحيين واليهود -جميعا -ألنهم يعتبرون نّة وشيعة، بل تعتبرهم عقيدة واحدة، المسلمين إلى س
الحداثة، فكيف نكره قيم ، في توتر مستمر مع المسلمين حسب هيرسي ، فعقيدة"قردة وخنازير"
ون الذي أضاء العالم مصباح؟، كيف نكره توماس أديسالعالم اليهودي الذي اخترع األنسولين وال
ويبدو أّن هيرسي تستغّل بذكاء أفكار الإللحاديّين، لتشن هجوما . تتساءل هيرسياإلسالمي؟،
.كما تزعم ،نادي بالخالص منه، وليس اإلصالحتمنظمة على اإلسالم، و
ولدت ) Pamela Gellerيال جيلر بامالتصريحات العنصريّة للناشطة السياسية كما نسّجل أيضا،
، "المبادرة األميركية للدفاع عن الحرية"، تترأس "مريكاأوقف أسلمة : "ـتنادي ب لتيا ،(2442سنة
الدولة تّم تهديدها بالقتل من قبل تنظيم المسلمين،العنصرية ضدّ " أطلس شراغز" وتدير مدونة
الكاتبة وهنالك أيضا، . في تكساسعلى تنظيم مسابقة لرسم النبي دمحم داعش، بعد تجّرؤها
(2412ولدت عام ) Irshad Manjiإرشاد مانجي باكستاني والصحفية والناشطة الكندية من أصل (43) ،
، وفي مقدمتها فيه الكثير من الحريات الممنوعة تقبّليحتى إصالح أعطاب اإلسالم، ب التي تنادي
16
جي بأنّها سحاقيّة، وتدعو إلى فهم جديد لإلسالم، إرشاد مان ، إذ تعترف(المثليّة الجنسيّة)السحاق
وتقول أنّه ليس من عند هللا، وأنّه مقتبس من التلمود، والكثير من التصريحات الخطيرة والدنيئة،
. التي تدّل على الرغبة في تسيّد المشهد اإلعالمّي وبلوغ الشهرة، على حساب المسلمين في الغرب
الصحفية األمريكية لبنانية األصل، ،(2419ولدت عام ) Brigitte Gabrielبريجيت غابريال وتأتي
والتي تدعو إلى مواجهة غربية وإسرائيلية شاملة لإلسالم والمسلمين، لوقف األفكار الظالمية
السخرية وسيلة لتسيّد المشهد اإلعالمّي وتتخذ من الكراهية وللمتشدّدين، والدفاع عن المسيحية،
.ر أيضاتحت بند حريّة التعبي
:االستخدام الخطير لإلعالم في التنصير والسخرية من اإلسالم
علي سينا أنموذجاسخرية المذيع راش ليمبورغ، األخ رشيد،
أّن هدف الغرب في ،(2449ولد عام ) Amin A. Galalجالل أمين يعتبر عالم االقتصاد المصرّي
جالل ، وأعطى ة دعائيّة للتشهير بالمسلمينحملإحكام سيطرته على النفط العربّي، يقتضي توفّر
الذي و ،(2421ولد عام ) Bernard Lewisبرنارد لويس كتابات المؤّرخ البريطانّي أمين مثاال على
ت ، فكتاباكراهية اإلسالم والمسلمينمن حّض على تتضّمنهلما المنشورات الدعائية،تشبه كتبه
استعانت اإلدارة مليء بالعيوب والنقائص، وقدتخلّف صّورت العرب والمسلمين كعدّو م لويس
لتأكيد نزعة المسلمين إلى استخدام اإلرهاب ضدّ الغرب، ، "الصهيونيّ "األمريكية بكتابة لويس
فإذا كان أسامة بن الدن قد أوقع هذا الدمار الشامل بوسائل وخطط تقليدية، فكيف يفّكر أكثر من
يتساءل - يعادي المشروع الصهيونّي للدولة العبرية؟؟ مليار مسلم في عالقته بالغرب، وهو الذي
للمسلمين ،عالمنسب كّل األعمال اإلرهابية التي تقع في الأن تفإذا كان من الصعب على ، -لويس
وهم كتلة ال يستهان بها، يجعل ،مليار وأكثر من المسلمينالمحتمل لخطر التهديد وحدهم، فإّن
.ؤخذ على محمل الجدّ خطاب حفنة صغير من اإلرهابيين، ي(44)
، (2494ولد عام ) Jack G. Shaheenجاك شاهين يعتبر الناقد السينمائي األمريكّي من أصل لبنانّي
وممنهجة لعرب والمسلمين، مقصودةاأّن أساليب السينما األمريكية والغربية في تشويه صورة
ومتراكبة مع حمالت اإلدارة األمريكية ضدّ اإلرهاب(45)
د رصد شاهين عدّة مؤلفات لكشف ، وق
الحكم في هوليود : مذنب): 1001توّرط هوليود في هذا الدور، منها مؤلفه الشهير الصادر سنة
والذي أّكد فيه ، (Guilty: Hollywood's Verdict on Arabs After 9/11 - 54/22على العرب بعد
Reel Bad Arabs: How: )وسومين بـوالم 2919و 1002افتراضاته السابقة لمؤلفيه الصادرين سنة
Hollywood Vilifies a People / The TV Arab). ومن هنا فقد خضع العالم برّمته لسطوة الغنتاج
.السينمائّي األمريكّي، والصورة األحادية للتشهير الغربّي بالمسلمين
Philippe Tesson سونيتفيليب يعتبر تصريح الصحفّي الفرنسّي والكاتب المسرحّي الساخر
( 1021يناير 21)في " المسلمين، هم من يجلب األوساخ لفرنسا"بأّن ،(2412ولد عام ) ()
،
17
في فرنسا، رغم أنّه يصنّف (" حريّة التعبير)شتم المسلمين، تحت بند "صورة قريبة عن ظاهرة
وهو يعكس الصورة ،(Racial Hatred /La Haine Raciale/الكراهية العنصرية قانونيّا في خانة
تشارلي المترّسبة في المخيال الفرنسّي منذ حادثة الهجوم المسلّح على الصحيفة الفرنسية الساخرة
.شريف وسعيد كّواشي، من قبل األخوين الفرنسيين (1021يناير 07)في Charlie Hebdo ايبدو
المثبت في نصوص "عتقدحرية الم"الدفاع عن بند النوعيّة للغربيين، من ونحن نسّجل النقلة
، لتوريطهم حيال تهم والتفتيش في ضمائر المسلمين" محاكمة العقائد"الشرعة الدولية، إلى
.التشدّد والتعّصب الدينّي، ومحاسبتهم عليها مسبقا
المذيع أما التشهير عبر األثير، فقد رصده المسلمون األمريكيون في اإلسالموفوب الشهير،
والذي يدير برنامجا حواريا إذاعيّا شهيرا، يحّرض ،(2442ولد عام ) Rush Limbaughراش ليمبوغ
على اعتبار من خالله األمريكيين على دعم الحرب التي تشنّها اإلدارة األمريكية على اإلرهاب،
السخرية من المسلمين، والدعوة إلى عزلهم أّن اإلسالم مادة مفّضلة لدى ليمبورغ، الذي برع في
.معات الغربية، لوقف أسلمتهافي المجت
قناعاتهم الجديدة ضدّ ex-Muslimsالسابقين مخاطر استخدام المسلمين " الردّة"تظهر مشكلة كما
ففي نموذج .باعتناق المسيحية بديال عن اإلسالم ،اإلسالم، والتي تختلف عن االنتقال نحو اإللحاد
تبشيريّ الدينّي البرنامج ال، صاحب Former Muslim, Brother Rachid األخ رشيد ،المسلم السابق
يزعم األخ رشيد أنّه يقدّم مادة إعالمية الهوتية ترفض االعتراف بالديانة اإلسالمية،الخطير الذي
وعدم ذكر عنوان اقامته، سمه اإلسالم، وهو ما يبّرره بتغيير ا يتعّرض للتهديد بسبب ارتداده عن
يطرح األخ رشيد تساؤالت ممنوعة عن اإلسالم، " ؤال جريءس"من خالل برنامجه التلفزيوني ف
بطريقة التجاسر والتطاول، مما يجعل المتصلين به من المسلمين، يدعوه إلى التماس الموضوعية،
وال يمكن لألخ رشيد إدّعاء الموضوعية التي يفتقدها، وهو ال يزال يقدّم برنامجه التلفزيونّي، الذي
من أصل إيرانّي، ناشط الكنديّ يشبهه الكما .لى المكتبة الرقمية لليوتوبععالية يلقى نسب مشاهدة
Stop/وقف أسلمة األمم" SIONعضو مجلس إدارة منظمة مسلم سابق، ، Ali Sinaسينا علي
Islamization of Nations"، يخّصص مدونة نشطة . المدرجة كمنظمة محّرضة على للكراهية
لمسلمين، نشر من خاللها كتبا تتضمن تهما خطيرة وعبارات لتحضير حمالت ناقدة لإلسالم وا
كما يشرح قناعاته الجديدة، ولماذا ترك الدين اإلسالمّي، الذي يعتبره سّب وقذف لنبي المسلمين،
وتكمن خطورة هذه الكتابات في استخدامها لوسائل التواصل ".دين عنف، ال دين سالم"
ساط ضافة إلى خاصية التدوين التي تنتشر كثيرا في األواالجتماعي كتويتر وفايسبوك ويوتيوب، إ
.منظمة التي تضّم أسماء كبيرى مثل باميال جيلر وروبرت سبنسرالغربية النشطة، لدعم نشاطات ال
، وهو "الحياة الحقيقية للنبي محّمد"سابقا عن نيّته إنتاج فيلم سينمائّي وثائقّي عن علي سينا وأعلن
CAIR" Council of/ كير"مجلس العالقات األمريكية اإلسالمية "تصدّى له يما يخشاه و
American-Islamic Relations."
18
:التناقضات الصارخة في الدفاع عن حرية التعبير
لسلمان رشدي، وقضية عطاء هللا ديودونيه أنموذجا" اآليات الشيطانية"مقارنة بين قضية
من قبل الروائّي ،2911عام " The Satanic Verses/ اآليات شيطانيّة "أدّى صدور كتاب
إلى طرح مسألة ، (2491ولد عام ) Salman Rushdiسلمان رشدي ، السيرالبريطانّي من أصل هنديّ
وانطالق النقاشات حول ، في الغرب حرية التعبير عن الرأي، وأسقف الكتابة الساخرة والنقديّة
في العالم اإلسالمّي "ذهنية التحريم"(46)
2919صدور فتوى إهدار دم سلمان رشدي سنة ، مع
اإلسالمية ، مرشد الثورة مRouhollah Moussavi Khomeini (2451 - 2424) آية هللا الخمينيمن قبل
التفت الغرب إلى مدخل جديد لوصم اإلسالم بالظالميّة، كما فعل المسلمون بالكنيسة لقد. اإليرانية
هوال، سيمّكنهم من انتقاد اإلسالم والمسلمين لعدّة عقود واكتشفوا حدثا مفي العصور الوسطى،
(:2499ولد عام ) Sadek Al-Azem صادق جالل العظميقول الفيلسوف السورّي لذلك، . قادمة
ة ساخرة في وحادثتها، في كونها أول رواية سجاليّ " اآليات الشيطانية"تمتاز "
اإلسالمّي معا، في فضيحة العصور الحديثة تجمع بين الغرب العلماني والشرق
اإليديولوجية العالمية -السياسية –أدبية كبرى لتقحمهما معا، في القضية الفكرية
".ذاتها، مما لم يعرف له التاريخ المعاصر شبيها(47)
وحين يتعلّق األمر بانتقاد اليهود والمسيحيين في الغرب، تنقلب المعايير، وتفعّل القوانين، للحدّ
ديودونيه/عطاء هللاحدث ذلك مع الممثّل المسرحّي الساخر وقد ة التعبير في الغرب، من حريّ
Dieudonné ( 2411ولد عام)عروضه المونولوجيّة في أجبره القانون الفرنسّي على وقف الذي ، م
الضحك، إلدانته بمعاداة الساميّة والتحريض على كراهية اليهود، فقد نجح هذا الممثّل الساخر في
وضع " )يكوينيل"تكاره حركة اليد الشهيرة ببا، لفضح بعض تناقضات الصهيونيّة، وخدام الفنّ است
التحيّة اليهود بسبب تذكيرهم بشعار مباال مباالاستفّز ،(اليد اليمنى في أعلى الذراع اليسرى
غوط ومنعه من دور العرض نتيجة ض اعتقال ديودونيه سببّ تو، أدولف هتلرالنازية األلمانية زمن
، على إثر اعتقاله بتهمة تبرير اإلرهابضدّ ن المسلميتضامن في اللوبيات الصهيونية في فرنسا،
"أشعر أنّني تشارلي كوليبيالي" :الشهير تصريحه(48)
، وحصل ديودونيه على تمويل إيرانّي
، وقد شرح لشراء مسرح يمّكنه من تقديم عروضه الساخرة، لالستمرار في رسالته الفنيّة الناقدة
.الباحث الجزائرّي رشيد بن عيسى، كيف توّسط بينه وبين طهران، لتسهيل حصوله على الدعم
المذيع األمريكّي دّمه يبدي المسلمون انزعاجا كبيرا من النقد الساخر، الذي يقلكن في المقابل،
المسلمين، وتشويه ويتهمونه بنشر الكراهية ضدّ م، (2441ولد عام ) Bill Maher بيل ماهرالساخر
ويردّ ماهر بأنّه غير . من خالل برنامجه التلفزيونّي الشهيرالدين اإلسالمّي الحنيف، سمعة
متعّصب في نقد اإلسالم، ألنّه صاحب توّجه إلحادّي يدعو العقالء إلى الخالص من سطوة جميع
دين اإلسالمّي وإصالح ويدافع ماهر عن الرسوم المسيئة للنبي دمحم، ويدعو إلى نقد ال. األديان
.مفاهيمه التي تشّجع على اإلرهاب(49)
19
في الغرب اإللحاد الجديد واالستهداف الممنهج لإلسالم
.أنموذجا، ساهم هاريس وبرت سبنسررنموذج دانيال بايبس،
ن المواجهة بي، Alî Sharî'atî (2499 - 2411)' علي شريعتيفّكك المفّكر الشيعّي اإليرانّي الراحل
م، كانت 10و 29الدين والالدين، وظاهرة مناهضة األديان في أوروبا في القرنين األخيرين الـ
حجج الالدينيين أّن الدين يتنافى مع الحضارة والتقدّم وحرية الشعوب، حجج استندت إلى مبررات
ما انطلى علمية ووقائع اجتماعية وتاريخية بّررتها تحوالت الثورة الصناعية في الغرب، غير أنّ
على أنصار الالدين، أّن أنصار االنتهازية الدينية قد نصبوا الفخاخ لإللحاد، ولم ينقضوا على الفكر
الذي يحّرف المعتقدات ويشّوه الدين التبريريإلى الدين الرجعيّ الدينّي بشكل كلّي، متحّولين من
الدين عن الدين الثوريّ ليميّز لكن شريعتي عاد. المبادئ الدينية، إلقناع الناس بوضعهم الراهن
الدين أفيون "، لما يحمله األول من رؤية نقدية للواقع، رافضا أطروحة اإللحاديين بأّن األفيونيّ
، بأنّه التغطية على الحقيقة الناصعة للمعتقد، وال يعتبره "الكفر"لذلك، يعّرف شريعتي ". للشعوب
.موقفا يقتضي الصراع أو المواجهة الماديّة (50)
، مدير منتدى الشرق األوسط، (2494ولد عام ) Daniel Pipes دانيال بايبسيقدّم الصحفّي األمريكّي
نظرة رافضة للتعاون بين الواليات المتحدة األمريكية والدول اإلسالمية، إذ يصف بايبس نفسه
بالعدّو لألسلمة البربرية(51)
إسرائيل والواليات بين العالقات العائلية، ويدافع في المقابل عن
المتحدة (52)
الفلسطينّي لصالح الكيان -وينادي إلى تدمير إيران، وإنهاء الصراع اإلسرائيلي ،
الصهيوني، ويعتمد بايبس على نقد الحركات اإلسالمية، كمبّرر لنقد اإلسالم والمسلمين، والتهّجم
.على المملكة العربية السعودية
الكاتب األمريكّي من أصول تركيّة، فهو ، (2411ولد عام ) Robert Spencerروبرت سبنسر أما
كاثوليكّي متطّرف، متهم بنشر الكراهية ضدّ المسلمين، ألنّه يتخذ من نقده للجهاد واألسلمة، وسيلة
، ويحاول أن ينشر هذه األفكار من خالل الكتب (الحقيقة حول دمحم)لنشر األكاذيب حول أطروحته
واللقاءات الصحفية، ويدّل حقده على اإلسالم على نوع التنشئة التي تحّصل والمقاالت الصحفية
.عليها سبنسر، المعبأ ضدّ التاريخ القمعّي العثمانّي والتركّي ضدّ المسيحيين في تركيا (53)
( 2411ولد عام ) Sam Harisسام هاريس الملحد األمريكيّ يطرح (54)
عدّة أفكار تخدم رهانه ،
ديد من المؤمنين من كّل الديانات إلى اإللحادعلى حمل الع(55)
بعد تخلصهم من قيود األديان ،
: ، تحدّث هاريس عن(1009" )نهاية اإليمان"والثقافات والتقاليد والتراث والتاريخ، ففي كتابه
طبيعة اإليمان، ظّل هللا، وعدّة مسائل عقدية انطالقا من نزعة التشكيك ومذهب النفي، وتحدّث في
يقول هاريس أّن . وغير العقالنيّ " المعتقد الخاطئ" كنموذج لـ " مشكلة اإلسالم"لّفه عن مؤ
هنالك مواجهة خطأ مع اإلرهابيين، ينبغي تصويبها بمواجهة المسلمين جميعا، ومساعدتهم على
"The Apostate/ المرتد"، الذي يقتل (دين الورع والفتوحات)تخليص أنفسهم من قيود اإلسالم
20
في الوقت الذي يتقبّل فيه اإلسالم ،(من بدّل دينه فاقتلوه)ع عن الفرد حريّة اختيار معتقده ويمن
اإلسالم إلى "Unbelief/ الكفر"من دخول المسيحي إلى الديانة اإلسالميّة، قائال أّن تحّول الغربيين
للمنظور بالنسبة "مكسب يدّل على جدارة اإلسالم على حساب غيره من الديانات"هو بمثابة
ولد ) Cat Stevens( يوسف إسالم)كات ستيفنز أعطى هاريس مثاال على إسالم المغنّي و. اإلسالميّ
وكيف أكسب اإلسالم الرجل شهرة أكبر، ودعم المسلمين في أطروحاتهم التبشيرية ، (2492عام
". الفرقة الناجية"بديانة
آية هللا شد الثورة اإليرانية وواصل هاريس طرحه للقضية حين ناقش بسخرية رصد مر
ليحاول " آيات شيطانية"وإهدار دمه علنا، بسبب كتابه سلمان رشدي مكافأة على رأس ، الخميني
وص عليها في اإلسالم، ربط التناقضات التي تدّل على قبول اإلسالم والمسلمين الحريّات المنص
بإقدام ،(2442ولد عام " )Terry Jones "Pasteurتيري جونز شبّه هاريس إقدام القس و. دون غيرها
على ضرب برجي التجارة العالميين ،(1522آيار / مايو - 2414) Oussama ben Ladenأسامة بن الدن
، لئال مواطن أمريكّي في بضع ساعات 2000وقتل ( 1002سبتمبر / أيلول 09)في نيويورك في
،Edward Saïd (2494 - 1559) إدوارد سعيدمن قد مواقف كلّ انتلكنّه انتقد . يتهم بمحاباة المسيحيّة
صراع الحضارات"بسبب رفضهما أطروحة ،(2412ولد سنة ) Noam Chomsky يكوناعوم تشومس
/Clash of Civilizations" قيم الحداثة األمريكية، التي الذي كان يناقش ،صاموئيل هنتغتون: لـ
كما يرفض هاريس أطروحة ". اآلخر"أجندة بغّض النظر عن " األنا"ينبغي أن تبنى لمصلحة
الذي اعتبر أّن إذالل ،(2449ولد عام ) Thomas Friedman توماس فريدمانلصحفي األمريكّي ا
الذين تربوا في لكبرياء وكرامة المسلم، هي السبب وراء غضب المتطّرفين، اإلمبريالية األمريكية
، وكيف يسّخرانهما مالتالك العرب للنفط والوناقش مسألة ام ،Madrassas/ الكتاتيب اإلسالمية
لتشجيع التطّرف واألصولية، معطيا مثاال بكوادر وقيادات حركة حماس الحاملين لشهادة
ازدهار المسمين ال يخدم الغرب، بل زاد من )الماجستير في مختلف العلوم، وطرح فرضيته القائلة
(.على قيم الحداثة األمريكية استعدادهم للهجوم(56)
الذي "Jihad/ الجهاد"يطرح هاريس مشكلة التطّرف وانتشار اإلرهاب، بمناقشة مفهوم
، "Holy War/ الحرب المقدّسة"و" Striving/ السعي"و" Struggle/ النضال"وصفه بأنّه
قد خفّف " دار اإلسالم"ويستحسن هاريس االنقسام الطائفّي بين السنّة والشيعة، معتبرا أّن تقسيم
Majidماجد نواز رفقة -إلسالم الحالّي على الليبرالية الغربية، ويعّزز ذلك أطروحته خطر ا
Nawaz ( 2412ولد عام) (اإلسالم، ليس دين سالم)ــ بأّن (57)
وانتقد هاريس توّجه الفيلسوف .
لتطّرف إلى أفغانستان، لدراسة اJean Boudrillard (2414 - 1551 )جون بودريار الفرنسّي الراحل
".روح اإلرهاب"والغلّو في حركة طالبان، ومضامين مؤلفه الهام (58)
، فيشبّه المتطّرفين والمعتدلينوال يؤمن هاريس بالتفريق الذي تورده الدراسات بين اإلسالميين
، دون (التشدّد)، حيث يتخذ الثاني قرارا بترك أعمال األول بالسياسيوالثاني بالعسكريّ األول
البدّ "، وأنّه "ره المسلمونااإلمبريالية مصطلح اخت"س المعتقد، ويؤّكد هاريس أّن التخلّي عن نف
، عبر تنشيط الغالبية الصامتة من المسلمين القابعين تحت سلطة فئة قليلة من "من إصالح اإلسالم
21
ق وعند تحليل أفكار هاريس نكتشف أنّه ينطل. (من الساسة والمفّكرين ورجال الدين) الطغاة والغالة
متوفرة فيه ( الكاره لإلسالم" )اإلسالموفوب"من أرضية اإللحاد للهجوم على اإلسالم، وأّن شروط
أكثر من البقية، ألنّه ال يستخدم المعارضة والسخرية من القيم اإلسالمية، بل يعطيها بعدا عقالنيا
د جديدة بدون نحو عقائ"التي ال يعترف بها، ويدعو إلى الخالص منها " الروحانيات"بعيدا عن
" أديان (59)
األديان والثقافات تحدّد حرياتنا "، فقط ألنّه متأّكد بأّن "قيم حداثية مغايرة"، و
".وإرادتنا، من دون استئذان (60)
علي عّزت رئيس البوسنة والهرسك األسبق، الفيلسوف والمفّكر اإلسالمّي الراحل يقول
أّن في فكرة القصاص في اإلسالم، مبدآن أساسيان، ،Alija Izetbegović (2414 - 1559) بيجوفيتش
لقد توّصل ". مسؤولية المجتمع والدولة اإلسالمية تجاه العالم"، والثاني "حماية المجتمع"أولهما
حكم "بيجوفيتش إلى حكمه بعد نقاش مستفيض للفرق بين مذهبي الفرديين والوضعيين بخصوص
، لذلك "فاعال حقيقيّا"اإلنسان مسؤول عن أخطائه بوصفه يرون أّن " الفرديّون:"، فـ "اإلعدام
فيرون أّن اإلنسان " الوضعيون"أّما . يعتبر حكم اإلعدام جزاء عادال على مرتكب الجرم الخطير
خاضعة لقوانين الطبيعة، لذلك يرى الوضعيّون أّن " حقيقة بيولوجيّة"جزء من الجماعة باعتباره
أليست تدابير الفلسفات الدستورية في . خطير على المجتمع إعدام المجرم خالص من جزء فاسد
اإلسالم إذن، شبيهة بتدابير حماية المجتمع في الغرب (61)
،هذا صلب الناتج الذي ال يحسب له سام
هاريس حسابا، حيث أنّه يرفض أية قوانين أو ترتيبات عقديّة مهما كان نوعها، لصالح قيم اإللحاد
نعتبر اإلرهابيين مجرمين، ألنّهم ال يمثّلون سوى أنفسهم بما يرتكبونه وال نزال. وحرية اإلرادة
.من عمليات إجرامية باسم الدين اإلسالمّي الحنيف
:ماغوجي الرسمّي للغربيهية في الخطاب الدارنزعة الك
..ودالالته في النّص الرسمّي للخطاب" الدينيّ "حضور
أنّه عاش مع Muhammad Asad (2455 - 2441)دمحم أسد ( سليوبولد فاي)أقّر المفّكر النمساوّي
المسلمين قيم األمة التي تحترم األديان وال تكره الذّميين على ترك دينهم، قائال أّن الرسالة المحّمدية
التي نسخت ما سبقها من الرساالت في اليهودية والمسيحية، لم تعمل على رفض أو إلغاء الديانات
.لت على إتمامهاالتي سبقت، بل عم (62)
تؤّكد نصوص مذكرات الساسة الغربييّن وجود صورة نمطيّة مخيفة عن اإلسالم لدى فئة صنّاع
، نجد أّن السياسّي المعاصر القرار أنفسهم، وبين مستويات تسطيحية وأخرى عميقة في الخطاب
ذلك على حساب اإلسالم ، ولو كان الرسميّ أولوية في الخطاب الغربيّ منطلق الدفاع عن النفس
في ،(2491ولد عام ) George W. Bushجورج والكر بوش ، وقد صّرح الرئيس األسبق والمسلمين
: مذكراته
22
ستعتبر الواليات المتحدة أّي دولة تؤوي إرهابيين، مسؤولة عن أفعال هؤالء "
ذي كان يميّز اإلرهابيين، هذه العقيدة الجديدة قلبت المنهج المعتمد في الماضي، وال
".بين الجماعات اإلرهابية، عن حاميها وممّوليها(63)
نكتشف في تحليل سريع لهذا النّص، أّن واشنطن واضحة في استهداف كافة الدول المتساهلة مع
التكفيريين واألصوليين المتشدّدين تجاه الغرب، مع العلم أّن جميع الدول الغربية كانت تستضيف
راديكالّي التي كانت تمارس المعارضة السياسية ضدّ الدول العربية واإلسالمية رموز اإلسالم ال
وعلى الرغم من صرامة الخطاب . (استخدام القيم اليمينية في وقف الشيوعية) زمن الحرب الباردة
مادلين أولبرايت الرسمّي للرئيس بوش اإلبن، إالّ أّن خطاب وزيرة الخارجية األمريكية السابقة
Madeleine K. Albright ( 2491ولدت عام) أكثر عمقا، حيث أنّه يحمل دالالت حضارية وثقافية ذات
:الصراع بين األديانمنطلق دينّي، وقد صّرحت في مذكراتها في وصف
فعلى غرار عائلة مّزقتها اإلرادات المتصارعة، غالبا ما يستلهم أبناء إبراهيم "
، المسلمون ..ثر من استلهامهم مشاعر القرابة،الغيرة وانعدام األمن والكراهية أك
، لكن، لماذا ال يتمتّع اإلسالم ..يعبدون هللا نفسه الذي يعبده المسيحيون واليهود،
".بالسمعة نفسها اليوم؟(64)
نكتشف من تحليل النّص، أّن مسؤوليات أولبرايت في اإلدارة األمريكية قد أجبرتها على قبول
ر األمن األمريكّي في احتواء تنظيم القاعدة، على الرغم من فهمها لطبيعة قرارات مصيرية لتوفي
الدفاع الكامل عن الوطن )الصراع وخلفياته الدينية في منطقة الشرق األوسط، وهي التي أّكدت أّن
( أفضل من انعدام األمن" األمن غير الكامل"غير ممكن، لكّن (65)
، وفي هذا التصريح تبرير
.إلدارة األمريكية في توظيف القوةصريح لمنهجية ا
فقد صّرح في ،(2449ولد عام ) Tony Blairتوني بلير أّما رئيس الوزراء البريطانّي األسبق
ليست لسفك الدماء بل حبّا بالعدالة، ( 09/22: )مذّكراته أّن محاسبة مرتكبي األعمال الوحشية لـ
أشقاء الغرب في هذا الصراع، ( ؤمنين الحقيقيينالم)وليست تحّركا ضدّ اإلسالم، ألّن المسلمين
ألّن بن الدن لم يعد مطيعا للتعاليم الصحيحة للقرآن، كما فعل الصليبيون الذين قاموا بأعمال النهب
وقال بنفس لغة السيّدة أولبرايت، بعد . م، ولم يعودوا يمثّلون تعاليم االنجيل21والقتل في القرن
دونالد ووزير دفاع حكومته جورج بوش على تصريحي الرئيس تأكيد رفضه القاطع الموافقة
:"حربا صليبية غربية ضدّ المسلمين"أّن هنالك ،(2491عام ولد ) Donald H. Rumsfeldرامسفيلد
حان الوقت أمام الغرب كي يعالج مشكلة جهله باإلسالم، إّن اليهود والمسلمين "
نت اآلن لحظة التقريب بين األديان، كي حاوالمسيحيين، هم جميعا أبناء إبراهيم،
".نفهم أّن قيمنا المشتركة، وتراثنا المشترك، هما مصدر القّوة والوحدة(66)
رايس كوندليزا وبمقارنة سريعة بين منهجي وزيرتي الخارجية األمريكية السابقتين
Condoleezza Rice ( 2449ولدت عام)، وهيالري كلينتون Hillary Clinton (2491دت عام ول)، نستشعر من
23
خطاب كّل منهما، خوفا مؤّكدا من انعكاسات انتشار الراديكالية اإلسالمية على الكيان الصهيوني،
Abdul Qadeerالقدير خان عبد عن االنتشار النووي اإلسالمّي انطالقا من شبكة رايس فقد كتبت
Khan ( 2491ولد عام)، ريعة االنفجار مقارنة ببغداد وكابول سنة معتبرة أّن باكستان أكثر المناطق س
( غير العربيّ )، ما يعني قلق رايس من اإلسالم اآلسياوّي 1002ولبنان عام 1002(67)
نفس .
المسألة موجودة في خطاب هيالري كلينتون القلقة من اإلسالم اإليرانّي، والخشية من انتشاره
ال انتقال الثيوقراطية الوحشية للثورة الشعبية بسبب ظاهرة اإلسالم السياسّي، وقد اعتبرت أّن احتم
دعم "اإليرانية من إيران إلى مصر، على إثر اندالع ثورات الربيع العربي، يعكس تناقض
ألّن وصول اإلسالميين إلى الحكم في مصر، سيكون كارثة على ". دعم المصالح"و" الحريات
.صالح اإلسرائيلية واألمريكية معاالم(68)
غّل الغرب الحرب على اإلرهاب لدعم الكيان الصهيونّي بطرق غير مرئية؟، لقد أّكد هل است
، أّن الحملة الغربية على (2492ولد عام ) Joschka Fischerيوشكا فيشر وزير الخارجية األلمانّي
جعلت إسرائيل أقّل استعدادا للتسويات، وأقّل ليونة في مفاوضاتها مع "": اإلسالمويّ "اإلرهاب
."سلطة الوطنيّة الفلسطينيةال(69)
إلى إسالم إيران وباكستان، في غمرة الحرب األمريكية على األنظار أوليفيه روا يلفت الفرنسيّ
أفغانستان والعراق، ليرّسم دوائر اإلسالم العربّي واإلسالم اآلسياوّي، فهو ينبّه بذكاء شديد إلى
ة عن توّرط الزعماء السنّة والشيعة المتطّرفين وأعطى أمثل. واألصفرامتزاج الخطرين األخضر
قلب الدين في التشجيع على كراهية الدولة األمريكية والغرب، وتحدّث عن ترحيل السياسّي السنّي
، من إسالم آباد إلى كابول، وعن خطاب الرئيس (2491ولد سنة ) Gulbuddin Hekmatyar حكمتيار
بوصفه ،، من طهران، عن الغرب(2441ولد عام ) Mahmoud Ahmadinejad أحمدي نجاداإليرانّي
لكّن أوليفيه روا قدّم .قوة استكبار عالمي، تدعم إسرائيل، الدولة التي يجب أن تزال عن الخارطة
عن مدى التزام طهران الحياد حيال الهجمة العسكرية نفسه كاستراتيجّي عسكرّي حين تساءل
.تان في الحرب األمريكية على اإلرهاباألمريكية على كابول، ومدى تعاون باكس (70)
:في الخطاب الرسمّي الغربيّ " الشيعيّ -السنّي "استغالل الخالف الكالمّي
..األمة اإلسالمية" مكونات ربط"دّق إسفين بين
تصّوره عن ،(2492ولد عام ) Antoine Sfeirأنطوان صفير قدّم الصحفي والسياسّي الفرنسّي
نتهية بين السنّة والشيعة في العالم اإلسالمّي، إذ أنّه يصف الخالف الكالمّي الحرب غير الم
لكنها تنبّه الغرب للخطر اإلسالمّي " بطريقة منصفة" الالهوتّي والخالف العقدّي بين الطائفتين
، 2979للثورة اإلسالمية سنة " الربيع اإليرانيّ "بشكل غير مباشر؟؟، ففي تشخيصه لما حدث في
، كإحراق 2977منذ احتجاجات سنة " الغربية"ير على إحراق الجماهير للرموز الملكيّة عّرج صف
دور السينما، البازارات والمحالت التي تبيع المجالت والكتب الغربيّة، مواخير الكحول )
24
في طهران، إلى طقس " الغربوفوبيا/ معادة الغرب"، وأشار إلى تحّول (، وغيرها...،"الخمور"
دينّي (71)
، إلى مفهوم "دار الكفر، ودار اإلسالم: "خذ في التنامي إلى أن تطّور المفهوم السنّي لـ، أ
قوى االستكبار، واالستضعاف : "شيعّي جديد، يشرح تصّور الثورة اإلسالمية اإليرانيّة لـ
ويخلص صفير في نهاية كتابه إلى أّن . في معاداة الغرب ، بحثا عن التطابق بين المذهبين"العالميّ
واحدة من أكبر األخطاء التي ارتكبها الغرب تجاه ،"La Diabolisation de l’Iran/ شيطنة إيران"
.العالم اإلسالمّي خالل النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم()
Abdallah Al-Achaal عبد هللا األشعلأستاذ القانون الدولي والسفير المصرّي السابق تحدّث و
عن العوامل المشّكلة لصورة إيران في العالم العربّي، فمنذ الطلب الرسمّي الصادر ،(2494ولد عام )
عن السيّد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية األسبق، بإقامة حوار جماعّي بين العرب
التسابق بين العرب وإيران وإيران، تأّكد(72)
"منهج العفيف األخضر" :ا لـاتباع، (73)
دّى أ فقد .
رانّي على اإلي-ية من تعزيز الحوار األمريكيع الدور العربّي وانقسامه وغيابه، إلى الخشتراج
حساب العالم العربّي، وهو ما حصل بالفعل، على إثر توقيع االتفاق اإلطارّي التاريخي للعالقات
و ، (2412 مولد عا) Barack H. Obamaباراك أوبامااإليرانيّة، بين الرئيسين االمريكّي -األمريكية
فإذا كان الغرب نفسه ال ،(1524جويلية /يوليو)في ، (2492ولد عام ) Hassan Rohani حسن روحاني
يجد حرجا في االعتراف بحّق إيران في الوجود، وبإمكانية الحوار الغربّي مع النظام الفارسّي في
دفاع عن مصالح الجمهورية اإلسالمية، فكيف ينكر العرب حّق طهران في لعب دور إقليمّي لل
.وهم ال يفعّلون نفس الدور؟؟ .؟الشعب اإليرانيّ
:المناهج والضوابط ..والحوار بين األديان ريبالتق اتمبادر
:في اإلسالم لتسامح والتعايشمقاربات ال ةوسياسي ةفكريّ نماذج
ر الالهوتّي قبل قرن وربع من اليوم، في والية شيكاغو األمريكية مبادرة دوليّة للحواتأّسست
، تّم اإلعالن من خاللها عن "The Global Interfaith Movement/ حركة اإليمان العالمي"من قبل
/ برلمان األديان العالميّ "مأسسة أّول هيئة دوليّة للتفاهم والحوار بين األديان، تمثلت في
Parliament of The World's Religions "( 2249عام) عدد من الدعاة شارك في نشاطاته ، (74)
المسلمين من داخل هذه الهيئة الدولية األقدم، يتقدّمهم اليوم المفّكر السويسرّي من أصل مصرّي،
لكن يبدو أن أصوات المعتدلين ظلّت . (2411ولد عام ) Tariq Ramadan طارق رمضان بروفيسور
ين المتطّرف في الغرب، فلم خافتة أمام البروباغاندا اإلعالميّة والرواج الكبير لخطابات أنصار اليم
.ح الدولّي في حماية أنصار الدينينجح هذا الصر
من ، مRoger Garaudy (242 - 1521)روجيه غارودي يحذّر المفّكر اإلسالمي الفرنسّي الراحل
ثقافة األزتك في تاريخ الغزو الغربّي للقارة األمريكيّة، حين أبيدت "اإلفناء الحضاريّ "ظاهرة
مفّسرا مسألة الفرص الضائعة لحوار الحضارات عند ذلك، ومعّرجا على اإلنكار المايا، وحضارة
25
الغربّي لفضل اإلسالم في التقدّم األوروبّي، حين تصف كتب التاريخ الفتوحات اإلسالميّة بالغزو
.اإلسبانّي، معتبرا أنّها فرص ضائعة متكّررة التحاور مع اآلخر (75)
Secretary-General of the National Committee المسيحي -وار اإلسالمي أمين عام الحتحدّث
for Christian-Muslim Dialogue ك ادمحم السمّ اللبنانّي والمفّكر اإلسالميّ ، الباحثDr. Mohammed
Sammak ( 2491ولد عام)، الهوت ) "شيطانيا عمال"من اعتبار اإلسالم عن مسيرة انتقال الفاتيكان
فكما أّن اإلسالم لم يلغ ،"بوحدة القيم الدينية بين اإلسالم والمسيحية"، إلى االعتراف (ةالسيطر
ما قبله ولم ينكره، ولم يتنّكر له، حيث ال يكتمل إيمان المسلم إالّ باالعتراف بالمسيحية واليهودية،
للمؤمنين باهلل الواحد، ال بدّ وأن يتقبّل الغرب اإلسالم، وأن يعتبروا القدس ملتقى. التوراة واإلنجيل
.وأالّ ينكروا القداسة السامية للقدس على المسلمين أيضا (76)
أّن تراكب ،(2499ولد عام ) Mohammad Khatamiدمحم خاتمي يؤّكد الرئيس اإليرانّي األسبق
ب العوامل الثالثة المعيقة لحوار الحضارات، هي السبب في استمرار تنّكر الغرب للمسلمين، لسح
إذ يرى خاتمي أّن الذهنيّة (. في العودة للدين، عودة للماضي)أطروحتهم القائمة على اإلدّعاء بأّن
التاريخيّة المرّوعة للحروب الصليبية ضدّ المسلمين، وظهور الحضارة الغربية على العالم في
، هي األسباب ، إضافة إلى الخالفات الكالمية بين الطوائف والمذاهب اإلسالمية"االستعمار"شكل
.الرئيسية التي اعتمد عليها الغرب في هجومه على الدين اإلسالمّي، والمسلمين(77)
بجامعة أوكسفورد، البروفيسور يرى الباحث األمريكّي المتخّصص في الظاهرة اإلسالمية
ة، وأنهم شعور المسلمين األمريكيين بالغربأّن ، (2495ولد عام ) John L. Esposito جون اسبوزيتو
خلفياتهم العرقية وينتمون إلى ثقافة دخيلة، يهدّد محافظتهم على هويتهم وحريتهم العقائدية،
والدينية، مما يعرقل اندماجهم في المجتمع األمريكّي، كما هو حال المسلمين في أوروبا أيضا (78)
.
مبادرة اإليرانية قبول ال حيالوتحدّث اسبوزيتو من الجزائر عن التحفظات التي أبداها الغرب
لحوار الحضارات التي قدّمها الرئيس األسبق دمحم خاتمي، فباستثناء إسبانيا، لم تكترث العواصم
الغربية للخطاب الرسمّي في الدول اإلسالمية، بل تضامنت في المقابل مع حرية الصحافة الغربية،
على إثر أزمة الرسوم المسيئة للرسول(79)
غرب يشترط اليوم على دول ويقول اسبوزيتو أّن ال.
العالم اإلسالمّي التحّول إلى الديمقراطية، وهي مسيرة تقتضي أشواطا كبيرة من ممارسة الحريات
السياسية، في دول تعرف ظاهرة اإلسالم السياسّي، تلك األحزاب السياسية التي واجهت رفضا من
أيّة عالقة يبحث الغرب، وهو الذي قبل االنظمة العربية والدول الغربية قبل شعوب المنطقة، فعن
.اإلسالمّي؟يفرض شروطه المسبقة في بناء عالقته بدول العالم (80)
لحوار "الواقعية"و "الالهوتية"األصول بين عبد الحليم آيت أمجوضيفّرق الباحث المغربّي
التي سعت إلى األديان، مبرزا دور التاريخ في ترسيم التاريخ األسود لعنصرية الهويات الدينية
في أكثر من موقعة تاريخية، قبل أن تتأّسس فرص الحوار بين األديان على اآلخر الهيمنة
والثقافات، في ما يمكن أن يشّكل قواسم مشتركة قابلة للتنازل، بين كّل األديان(81)
وجاء على .
لرافضة لإلسالم، تاريخ األخطاء اليهودية وارتباطاتها مع أخطاء الصهيونية المعاصرة، ونزعتها ا
26
، الذي وافق على الحوار مع النصارى دون اليهود دمحم موسى الشريفمع الداعية السعودي متفقا(82)
النزعة التوسعيّة والعدوانية للصهيونية، اليهود قتلة : قائال أّن أسباب رفض اليهود، تكمن في .
تب، أّكالون للسحت متعاطون األنبياء ونقضة العهود والمواثيق، مكذّبون لألنبياء محّرفون للك
، وهو ما يدّل على صورة نمطيّة مترّسبة لدى المسلمين عن ...للربا، مفسدون ومثيرون للفتن،
.اليهود، تجعلهم يعتبرون الحوار معهم مخادعة ومخاتلة، ال رجاء منها
عام ولد) Muhammad Shahrour المهندس دمحم شحروريعتبر المفّكر اإلسالمّي السورّي،
حوار "بإمكانها أن تجمع المسلمين مع غيرهم حول موضوعة القيم والشرائعأّن ، (2492
تخضع القيم للتراكمحيث ،"األديان(83)
وتخضع الشرائع للتطّور، (84)
، وبإمكانها أن تجمع
قاطع يت" رسالة رسوليّة"، بوصفها اإلنسانيّة برّمتها بحثا عن السالم والتفاهم والتقارب بين األديان
، ألّن الشعائر تأّسست على الشعائرغير أنّه يستحيل إيجاد تنازالت بخصوص . فيها كّل الرسل
قّرت السجود قبل الركوع، ففي اختالفها مع الشعار اإلسالمية أفإذا كانت المسيحية قد ، ختالفاإل
هما كانت التي تقوم على الركوع قبل السجود في العبادة، دليل على استحالة ايجاد تفاهمات م
والرسالة ،في خانة اإليمانيات شعائرتدخل ال، حيث مستويات التسامح والتعايش بين ممثلي األديان
أما بخصوص ظاهرة العنف واإلرهاب المنسوب إلى اإلسالم، يعتبر ."المحّمدية"النبويّة
قيمة الموت، شحرور أّن الثقافة الموروثة منذ عصر التدوين، والتي قلّلت من قيمة الحياة وأعلت
ومفاهيم القتل والقتال والشهادة والغزو، ال يمكن لنا كمسلمين أن نزعم عدم وجودها، معتبرا
مرة بمعنى الرهب 21فقد ورد مفهوم اإلرهاب . محاولة يائسة للخروج من المأزق" الوسطيّة"
.اإليمان لكنّها ال تعني على اإلطالق ممارسة القتل إلجبار اآلخر على، في التنزيل والرعب (85)
Fethullah فتح هللا غولنفي نموذج مفهوم الحوار بين األديان في تصّور الداعية التركي أّما
Gülen ( 2492ولد عام) ، آالن ريس فال بدّ وأن نشير ابتداء إلى التقسيم الذي وضعهAlain Riss الذي
"حوار األديان"قّسم اآلراء العقدية حول مفهوم (86)
تصنيف منهج غولن في الحوار حتى يسهل،
:بين األديان
(.رفض مزج دين معيّن بما يخالفه من عقائدتعقيدة )اإلقصائية العقيدة ــ
(.عقيدة تعتبر الدين حقّا مطلقا، ال يلغي أّن في بقيّة األديان نوعا من الحقّ )اإلدماجيّة العقيدة ــ
(.ما يرشد للخالص عقيدة تعتبر أّن في كّل دين)التعدّدية العقيدة ــ
في آن واحد، ( اإلقصائّي، واإلدماجيّ )وحسب هذا التصنيف، يصنّف غولن في سياق النمطين
التي تميّزه عّما سبقه من أديان " لإلسالم خصوصيته المحّمديّة"إذ يعتبر الداعية التركّي أّن
في التنفير والرهاب ونشر الخوف غير أنّه يعتبر الوعظ والتبليغ والدعوة إلى اإلسالم سببا . سماويّة
ويرّكز غولن . ويدعو إلى وقف هذا النهج الخاطئ في التعامل مع المجتمعات الغربيّة ،من اإلسالم
، لخلق (االحترام، برغم االختالفات)منهجه للحوار بين األديان، الذي يهدف إلى تحقيق على
وألنّه جزء . رؤية اآلخرين عن اإلسالمتساعد على تغيير قاعدة تواصل في الفضاء الدولّي العام،
27
، مبتعدا عن "القدوة/ السلوك التمثيلي"، ينّظر غولن لمفهوم ية في الواليات المتحدةمن الجالية الترك
والدعوة، خشية تسبّب شبكاته في انحراف المسلمين في تبليغ الرسالة اإلسالمية بمنهج الوعظ
.الغرب، نحو األصولية والتشدّد الدينيّ
أّن المعارك ،(2415ولد عام ) Ghaleb Bencheikhغالب بن الشيخ الباحث الجزائرّي، يقول
الحقيقية التي تنتظر المسلمين اليوم، تتعلّق بالتنمية والتحديث والتقدّم وليس العنف، ويؤّكد أّن
مم األخرى، الجمال كقيمة منقذة للعالم، قيمة عرفها المسلمون قديما، ويصبون إلى بلوغها ككّل األ
اإلسالم من أجل بلوغ السلطة، أن يخلق انطواءات حياتية مقصورة على فهم وال يمكن لتسييس
قاصر للدين الحنيف، قد تلهينا عن المعركة الحقيقة لإلنسان المعاصر، أال وهي ضمان مساواة
بقاع يعزو تقهقر أوضاع المسلمين في كّل و. لحقوق لجميع البشر، دون استثناءالحريات وا
أمام قوى ،الشحناء والبغضاء، مما يفسح المجال أكثرواألرض، إلى إطالق العنان للكراهية
.على األصعدة المحليّة والخارجية، على حدّ سواء ،الطغيان والجبروت (87)
:في سبيل الخاتمة
ات ظاهرة يستخدمها الغرب للربط بين مكوناإلسالموفوبيا استنتج الباحث من الدراسة، أّن
تفّوقه، ويعتبرها حّجته األولى إلبداع مواجهته الجديدة التي تكفل هيمنته على العالم، حيث تتضمن
. الرسالة العالميّة لإلسالم أبعادا إنسانيّة تعاونيّة، تتناقض والجوهر اإللغائّي للقيم الغربيّة الصراعيّة
الفهم الخاطئ " منهجة"غرب، إلى وعليه، يؤدّي اختالق الصراع الوهمّي مع اإلسالم في مفاهيم ال
، التي يحدّدها المفّكرون اإلسالميون في ما يقتضي ابتكار وسائل الردّ اإلسالميّةلسلوك اآلخر، مما
:يلي
ــ عقد ندوات للردّ على اإلدعاءات الغربية، وتفنيد األكاذيب الغربية، التي تسّوق للجماهير،
مراصد وإصدار كتب متخصصة، لمحاججة الغربيين وستستغّل افتقارهم للمعلومات، وإنشاء
.بالبراهين والحجج، الكفيلة بتصحيح األفكار المسبقة، والمفاهيم الجائرة ضدّ اإلسالم والمسلمين
ــ الدفاع عن حّق المعتقد، والحرية الفكرية، وحقوق المواطنة، لجميع البشر، وتنسيق الجهود
لم، لنبذ التعّصب، وتشجيع الحوار ولغة اإلقناع، وتجنّب مع المجتمع المدنّي في الغرب والعا
. اإلنكار والتلفيق، والعزم على االلتزام بإتباع الحقيقة
على اقتضاء ، "التحريض على كراهية اإلسالم والمسلمين"رصد وإحصاء حاالت تقوم فكرة
اإلفصاح عن خطاب الكراهية : )توفّر أدلة وقرائن مؤّكدة لإلقرار بوجود حقيقّي لممارسة الكراهية
والتأسيس له، اختصاص التمييز ضدّ المسلم أو دينه مع التبرير، اإلصرار على إصدار هذا
الموقف في الفضاء العام عبر كافة وسائل االتصال والربط بالمتلقي، عدم االكتفاء باإلفصاح عن
لسلطة، ثّم تحويل تلك مشاعر الضغينة والحّض على تحويله إلى حمالت اجتماعية للضغط على ا
28
الحمالت االجتماعية إلى مشاريع قوانين أو خطط وسياسات إلقصاء المسلمين والتحريض على
ممارسة المنع والرفض ضدّهم، واالستمرار في إنكار أدلجة هذه الحمالت ذات الخلفية الدينية
بل كّل تلك الشروط، مبدأ ويأتي ق(. المعادية والمنهج اإلسقاطّي االنتقامّي، والصمود ضدّ منتقديها
المحكمة، والمنهاج القويم " الشرعة اإلسالمية"أساسّي يعتبره الفقهاء المسلمون، جزء يسيرا من
، وتدقيق المصادر وتوثيق األدلة، تجنّبا "المنهجيّة اإلسالميّة في التبيّن"للدين الحنيف، وهو
.ّر عنها من نتائج عكسيّة، وما قد ينج"المواجهة الصفريّة: "للعبثيّة، وتالفيا لـ
لشعبّي، في يمكن القول أّن كراهية اإلسالم والمسلمين تعكس صورة المخيال الغربّي الرسمّي وا
بأهميّة تفعيل اإلصالح الدينّي للخالص من ظاهرة اإلعتراف لنا لكن، وجب ظاهرة اإلسالموفوبيا،
نعترف بما توّصل إليه الغرب من تقدّم التي تسيء لصورة المسلمين، وأن والراديكاليّةالتشدّد
الفوات الحضاري الذي حضارّي، يجب ان تستفيد منه الشعوب اإلسالمية، لئال تغرق في حالة
.تعانيه اليوم
:واإلحاالت الهوامش
()
:الجزائر، البريد اإللكتروني -أستاذ محاضر، جامعة قاصدي مرباح ورقلة ــ
(1) .22. ، ص(2991ينا للنشر، سدار : القاهرة( )بشير السباعي: ترجمة) مسألة اآلخر ،تزفتيان تودوروفــ
()
- Dr Chris Allen, The Profile Page, Stable URL
≤http://www.birmingham.ac.uk/staff/profiles/social-policy/allen-chris.aspx≥
(2)
- Chris Allen, Islamophobia (UK ASHGATE, 2010), p. 54.
()إعالن إلى وقع Malek Bennabi (2454 - 2419) بن نبي مالك ريّ ئسالمّي الجزاــ أشار المفّكر اإل
مواقف ن شهادته على العصررّي، لكن لألسف لم تتضمّ ئالرّسام الفرنسّي ايتيان دينيه على المجتمع الجزا إسالم
النخب الفرنسيّة حيال ظاهرة إسالم العديد من الفرنسييّن في الجزائر في تلك الحقبة التاريخيّة الهاّمة، وقد
هذا الحدث، لنشر الدعوة في أوساط 2912سنة ( نادي الترقّي)استغلت جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين
المجتمع الجزائرّي، ولم تنتبه إلى ظاهرة كراهية اإلسالم في الغرب، رغم اقتراب خطاب النخب الجزائرية من
مذكرات شاهد ـ مالك بن نبي، : أنظر)ة في فرنسا، الظاهرة في أبحاثهم التي تشير إلى التمييز ضدّ العمالة المسلم (..122. ، ص(2919، 01. دار الفكر، ط : دمشق -الجزائر ) للقرن
()
- Etienne Dinet, Sliman Ben Ibrahim, L’Orient vu de l’Occident (Paris: Piazza-
Geuthner, 1925), in Chris Allen, Islamophobia, Ibid, p.05.
(3)
سحر : ترجمة) راديكالية -تحديث –إعادة أسلمة : اإلسالم السياسي في زمن القاعدةرنسوا بورغا، ــ ف
.211. ، ص(1002الدار األهلية للنشر، قدمس للنشر، : دمشق - عمان( )سعيد
29
(4)
. أيمن ح: تعريب) إساءة استخدام الالسامية وتشويه التاريخ: ما يفوق الوقاحة، فنكلستين. نورمان جــ
.29. ، ص(1001، العبيكانمنشورات : الرياض( )عوض. حدّاد، أحمد ف
(5)
دليل للمتخّصصين : قياس الهويّة، وآخرون.. راويع عبد العال، يوشيكو هيريرا، آالستير إيان جونستون، ــ مة، مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية، لسلسة دراسات مترج: أبو ظبي) في العلوم االجتماعية
.21. ، ص(1029، 21: العدد
(6)
دار النشر : القاهرة) دراسة لوية تطبيقية في ضوء نظرية االتصال: لغة الخطاب السياسي، محمود عكاشةــ
.10. ، ص(1009للجامعات،
(7)
- Dominique Bourdin, «LES PHOBIES DE PAUL DENIS,» Revue Française de
Psychanalyse, Paris Presses Universitaires de France (2008/1), Vol. 72, p - p. 227 à
233, Stable URL
≤https://www.cairn.info/load_pdf.php?ID_ARTICLE=RFP_721_0227≥
(8)
منشورات : بيروت) االستشراق السياسي وصناعة الكراهية بين الشرق والغربــ علي بن إبراهيم النملة،
.222. ، ص(1021، 01. بيسان، ط
(9)
.29. ، ص(1002دار القلم، : دمشق) التطّرف خبز عالميّ ــ راشد المبارك،
(10)
: القاهرة( )عبد الفتّاح حسن: ترجمة) أسباب الالتسامح ومظاهره: أعداء الحوارــ مايكل أنجلو ياكوبوتشي،
.12. ، ص(1020الهيئة المصرية العامة للكتاب،
(11)
دار األمير : بيروت) ضوابط اإلسالم وتطبيقات المسلمين.. التكفير: راهطروحة دكتوأ، أكرم بركاتــ
.221. ، ص(1029للنشر،
(12)
- Gérald Bronner, La Pensée extrême Comment des hommes ordinaires
deviennent des fanatiques (Paris Edit. PUF, 2012), p. 286.
(13)مازن : ترجمة) استعراض للعداء التقليدّي لإلسالم في الغرب: الممع اإلس صراع الغرب ــ آصف حسين،
.29. ، ص(1022الوعي للنشر، مركز الفكر المعاصر، دار : الرياض( )المطبقاني
(14)- Sam Harris, Islam and the Future of Tolerance- A Dialogue Sam Harris and
Maajid Nawaz (New York October 2015), p. 52.
(15)
: بيروت( )أمين األيوبي: ترجمة) مذكرات الدكتور مهاتير دمحم: طبيب في رئاسة الوزراءــ مهاتير دمحم،
.727. ، ص(1029الشبكة العربية لألبحاث والنشر،
(16)
.90. ، صالمرجع نفسهــ
(17)
- Stephen Sheehi, Deconstructing Islamophobia, Youtube, Stable URL
30
≤https://www.youtube.com/watch?v=SIGdOpDurAk≥
(18)
دمحم صالح ناحي : ترجمة) المخاوف الجديدة من اإلسالم في فرنسا: اإلسالموفوبياــ فنسان جيسير،
، (1009، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر، كتاب المجلة العربية: الرياض( )الغامدي، قسم السيد آدم بله
.27. ص(19)
طبعة : القاهرة( )فاطمة نصر: ترجمة) الحملة اإليديلولوجية ضّد المسلمين: اإلسالموفوبيا ــ ستيفن شيهي،
.21. ، ص(1021منشورات سطور الجديدة،
(20)
منشورات المركز الثقافي : بيروت -الدار البيضاء ) اإلهانة في عهد الميغا إمبرياليةــ المهدي المنجرة،
.221. ، ص(1007، 01. العربي، ط
(21)
.10. ، ص(2991، أغسطس 07. مكتبة الشروق، ط: القاهرة) الحرب الحضارية األولىــ المهدي المنجرة،
(22)
الدار : الجزائر -بيروت ( )عمر مهيبل: ترجمة) أحاديّة اآلخر اللغوية أو في الترميم األصليّ ــ جاك دريدا،
.21. ، ص(1001العربية للعلوم ناشرون، منشورات االختالف،
(23)
شباط / دار جداول، فبراير: بيروت( )فتحي المسكيني: ترجمة) الّدين في حدود مجّرد العقل، إيمانويل كانطــ
.17. ، ص(1021
(24)
- ، ص(2911مركز اإلنماء القومي، : بيروت( )موسى وهبة: ترجمة) نقد العقل المحض، عّمانوئيل كانطــ
.21 - 22. ص
(25)
المركز اإلسالمي الثقافي، : بيروت) من أجل تفكيك الكراهية في العالم العربيّ :ضّد الكراهية، دمحم محفوظــ
.21. ، ص(1021، (ع)مجمع اإلمام الحسنين
(26)
- Lucia Canovi, L'ISLAM Au-delà des Apparences (Paris Les Phares Éditions,
2013), p. .
(27)
قراءة في فكر : جدل األنا واآلخر، وآخرون.. لعالم،يمنى لطيف الخولي، يوسف زيدان، محمود أمين اــ .211. ، ص(2997، مدبولي الصغيرمكتبة : القاهرة) حسن حنفي في عيد ميالده الستين
(28)( جليددمحم : ترجمة) ميف دعمت العربية السعودية اإلرهاب العالمّي الجديد.. مملكة الكراهيّة، دورغوولدــ
.299 - 221. ص -، ص(1029، منشورات الجمل: بغداد - بيروت)
(29)
.201. ، ص(10102منشورات العبيكان، : الرياض) اإلسالم السياسي ومستقبله، غراهام فولر
(30)
، (1022، دار نشر سطور: القاهرة( )أحمد جمال أبو ليل: ترجمة) عالم بال إسالم؟: ماذا لو، غراهام فولرــ
.272. ص
(31)
- Olivier Roy, La peur de l’islam Textes rassemblés et introduits par Nicolas
Truong (Paris éditions de l’aube, Le monde; 2015), pp.07-09
(32)
. منشورات بيسان، ط: بيروت) المفهوم ــ األهداف ــ االرتباطات: كنه االستشراقــ علي بن إبراهيم النملة،
.22. ، ص(1022أكتوبر / ، تشرين األول02(33)
منشورات العبيكان، : الرياض) سلوكيات عبثيّة في زمن الفاقة: ثقافة العبثــ علي بن إبراهيم النملة،
.20. ، ص(هــ 2911
31
(34)
/ منشورات بيسان، أيلول: بيروت) مصادر االستشراق والمستشرقين ومصدريتهمــ علي بن إبراهيم النملة،
.111. ، ص(1022سبتمبر (35)
منشورات بيسان، تشرين : بيروت) االستشراق واإلسالم في المراجع العربيةملة، ــ علي بن إبراهيم الن
.111. ، ص(1020أكتوبر / األول(36)
كتاب المجلة العربية، : الرياض) النقد الجذرّي أو اإلدانة: االستشراق بين منحنيينــ علي بن إبراهيم النملة،
.90. ، ص(هـ 2929(37)
منشورات دار الفكر، : دمشق) كراهية بين الثقافات وأثر االستشراق في افتعالهاالــ علي بن إبراهيم النملة،
.211. ، ص(1001(38)
منشورات بيسان، تشرين : بيروت) منطلقات العالقات ومحّدداتها: الشرق والغربــ علي بن إبراهيم النملة،
.11.، ص(1020أكتوبر / األول(39)
منهج إلى ،(2494ولد عام ) Hichem Djaïtجعيط هشامــ أشار الباحث اإلسالمّي التونسّي
هشام جعيط، : أنظر)المسيحية، في المجتمعات "النار لتبشير بالجنة واإلنذار منا": ـكوسيلة ل االسكاتولوجيا
، (1000أيار / ، مايو01. دار الطليعة، ط: بيروت) األّول في السيرة النبوية، الجزء: الوحي والقرآن والنبوة
.210. ص(40)
دراسة العالقة بين ظاهرتين مع نماذج من المستشرقين : المستشرقون والتنصيرــ علي بن إبراهيم النملة، ، 09: ددموسوعة الدراسات االستشراقية، الع، مكتبة الملك فهد الوطنيةمنشورات : الرياض) المنّصرين
.22. ، ص(2991(41)
: الدوحةا( )رشيد بوطيب: ترجمة) مناهضة بيغيدا: غربضّد اإلسالموفوبيا في ألمانيا وال، ستيفان فايدزــ
.21. ، ص(1022منشورات منتدى العالقات العربية والدولية، (42)
- Ayaan Hirsi Ali , Why Islam Needs a Reformation Now (New York Harper
Collins Publishers, 2015), p. .
(43) :اإللكتروني الرابط الموقع اإللكتروني إلرشاد مانجي، ـ
≥http://irshadmanji.com≤/ (44)
دار : القاهرة) 1552سبتمبر 22نحن والعالم بعد : عصر التشهير بالعرب والمسلمين، جالل أمين ــ
.10. ، ص(1007، 01. الشروق، ط
ـ(45)، علي الظفيريمع المخرج جاك شاهين و| تشويهها وكيف يتم .. صورة العربي والمسلم في أمريكا ـ
:الرابط اإللكتروني، يوتيوبقناة الجزيرة الفضائية اإلخبارية ، في العمق امجبرن
≤https://www.youtube.com/watch?v=VU_Djcao0Qo≥ ()
- Philippe Tesson: "C'est les musulmans qui amènent la merde en France",
Youtube, Stable URL
≤https://www.youtube.com/watch?v=zKuBwY0FwqQ≥
≤https://www.youtube.com/watch?v=5Om7tCRP8cs≥
(46)
دار المدى، : دمشق ردّ وتعقيب" اآليات الشيطانية"قراءة .. ذهنية التحريم ما بعدصادق جالل العظم، ــ
100921. ، ص. (47)
، 1009، 01. دار المدى، ط: دمشق سلمان رشدي وحقيقة األدب.. ذهنية التحريم صادق جالل العظم، ــ
.01. ص(48)
:الرابط اإللكتروني ،i24news ،الكوميدي الفرنسي ديودونيه يقدم ألحمدي نجاد تمثال الكوينيليــ
≤http://www.i24news.tv≥
(49)
:اإللكتروني الرابط ،يوتيوب المسلمين، افعال ردود في رأيه و ماهر بيلــ
32
≤https://www.youtube.com/watch?v=9hiT4HsYEpM≥ (50)
دار الفكر الجديد، مؤسسة العّطارالثقافية، : النجف( )حيدر مجيد: ترجمة) دين ضدّ الدين ،علي شريعتيــ
.10. ، ص(1007
(51)
:كتروني التاليلعه االأفكاره عبر موق دانيال بايبســ يقدّم
≤http://www.danielpipes.org/≥
)52(
برنامج قصاري م البعض واألفضل قيام كيانات طائفية، دع الشيعة والسنة يقتلون بعضه: دانيال بايبســ
:، الرابط االلكترونييوتيوب، (1021أفريل 22) ،قناة روسيا اليوم القول،
≤https://www.youtube.com/watch?v=QGHVUVjVyZY≥ )53(
، الرابط يوتيوب اإلسالم، برنامج األخ رشيد حوار جريء، حوار مع الكاتب روبرت سبنسر عنــ
:لكترونياال
≤https://www.youtube.com/watch?v=F9jWu4d9OFA≥ (54)
األنظار بأطروحاته التي تستميل العقالنيين في الغرب، بل وحتى العالم العربّي، سام هاريســ يلفت
فهجوماته على اإلسالم تنطلق من أّن القبول بقيم اإلسالم كالقبول بالقيم األرسطية أو القروسطية أو الفكر
يقدّم هاريس أفكاره اإللحاديّة عبر موقعه اإللكتروني، وصفحاته للتواصل . م29 ظالمّي للكنيسة في القرنال
االجتماعي على تويتر وفايسبوك، ومكتبته للفيديو على اليوتوب، والتي تؤّكد هجومه ومعارضته وسخريته
:المقصودة من القيم اإلسالمية
≤https://www.samharris.org/≥
≤https://twitter.com/samharrisorg≥ ≤https://www.youtube.com/user/samharrisorg≥ ≤https://www.facebook.com/Sam-Harris-22457171014≥
(55)
يلفت الباحث المصرّي عمرو شريف إلى بارديغمات اإللحاد، من الرغبة في االستمتاع بالحياة في غياب ــ
: علم نفس اإللحاد، عمرو شريف: أنظر)جّي المدّمر، االنهيار من الداخل اإلله، التحيّز، التحايل، األيديولو .127. ، ص(1022الهيئة العامة لدار الكتب، : القاهرة) اإللحاد مشكلة نفسيّة
(56)
-Sam Harris, The End Of Faith Religion, Terror, and the Future of Reason
(New York August 2004), p.108 . (57)
- Sam Harris, Islam and the Future of Tolerance- A Dialogue Sam Harris and
Maajid Nawaz, Op. Cit, pp.10-25. (58)
- Jean Boudrillard, The Spirit of Terrorism and Requiem for The Twin Towers
(Translated by Chris turner) (London - New York Verso publisher, November
2001), p. 28. (59)
-Sam Harris, Waking Up: A Guide to Spirituality Without Religion (New York
Simon Schuster, September 2014), p. 08. (60)
-Sam Harris, Free Will (New York Simon Schuster, March 2012), p.05 .
(61)
دار : ميونيخ -القاهرة ( )دمحم يوسف عدس: ترجمة) لشرق والغرباإلسالم بين ا، علي عّزت بيجوفيتشــ
.299 - 290. ص -، ص(2997، 01. النشر للجامعات، مؤسسة بافاريا، ط
33
(62)
.279. ، ص(1001دار البشير، : عّمتن) آفاق الحوار اإلسالمي المسيحي، زيدان عبد الفتّاح قعدانــ
(63)
شركة : بيروت( )سناء حرب: ترجمة) قرارات مصيريّة: شمذكرات جورج دبليو بو، بوش. جورج وــ
.219. ، ص(1021 ،01. ط ،المطبوعات للتوزيع والنشر(64)
( عمر األيّوبي: ترجمة) تأّمالت في السلطة والدين والشؤون الدولية: الجبروت والجبّار، مادلين أولبرايتــ
، (Harper Collins Publishers ،1007بولي، الدار العربية للعلوم ناشرون، مكتبة مد: القاهرة -بيروت )
.221 - 207. ص - ص(65)
كيف يمكننا استعادة سمعة أميركا ودورها القيادّي؟: مذكرة إلى الرئيس المنتخب، مادلين أولبرايتــ
، (Harper Collins Publishers ،1001الدار العربية للعلوم ناشرون، : بيروت( )عمر األيّوبي: ترجمة)
.119. ص(66)
شركة : بيروت( )سعيد حسنيّة: ترجمة) مسيرة رئيس وزراء: مذكرات طوني بلير، طوني بلير ــ
.102. ، ص(1022المطبوعات للتوزيع والنشر، (67)
( وليدشحادة: ترجمة) ذكريات من سني حياتي في واشنطن: أسمى مراتب الشرف، كوندليزارايس ــ
.219. ، ص(1001آيار / دار الكتاب العربي، مايو: بيروت)(68)
شركة : بيروت( )ميراي يونس: ترجمة) خيارات صعبة: مذكرات هيالري كلينتون، هيالري كلينتون ــ
.221. ، ص(1021المطبوعات للتوزيع والنشر، (69)
هاني : ترجمة) وتجديد الغرب( سبتمبر)العالم بعد الحادي عشر من أيلول : عودة التاريخــ يوشكا فيشر،
.112. ، ص(1009منشورات العبيكان، :الرياض( )الصالح
(70)
( حسن الشامي: ترجمة) المناظرة االستراتيجية في مواجهة اإلرهاب.. أيلول 22أوهام ، أوليفيه رواــ
.19. ، ص(ANEP ،1002دار الفارابي، : الجزائر -بيروت )
(71)
- Antoine Sfeir, L'Islam contre l'Islam: L'Interminable Guerre des Sunnites et
des Chiites (Paris Bernad Gaset, 2013), p.25 .
() ــ لقد وجدت أّن في بحث صفير وغيره من الباحثين الغربيين، تسييسا مبّطنا، يهدف إلى إقرار هزيمة هادئة
نّة والشيعة بالمسلمين باستخدام العقل؟؟، لقد تجاوزت كتابات صفير األدبيات الالهوتية في العالمين الفقهيين للس
ووجود ما يمكن اإلسالمّي، -التعايش اإلسالمّي : على حدّ سواء، وهو ما يمكن أن نسّميه امكانية وواقع
يجمع -عند الشيعة -ألّن احترام أهل السنّة ،"فقه التعايش بين المذاهب اإلسالمية نفسها": االصطالح عليه بـ
ال يجوز وأنّه عدم جواز غيبة المسلم المخالف،مصطفى عن لقد كتب حسين علي. اإلنسانية واإلسالم: فضيلتي
للحروب "، إذ يضع المسلمون على مختلف مذاهبهم، ضوابط للتكفير، بل ضوابط محاكمة العقائد بين المسلمين
إدارة الخالفات والتعامل مع وينّظر علي مصطفى لفقهالتي ال أصل لها في الشريعة مطلقا، "الكالمية
، 01. منشورات بيسان، ط: بيروت) أدبيات التعايش بين المذاهبحسين علي مصطفى، : أنظر. )االختالفات
.(.19. ، ص(1022
(72) .10. ، ص(1020، دار الفكر: دمشق) اإليرانيّ -تحديات الحوار العربّي ، عبد هللا األشعلــ
(73)
أنّه ال يجد حرجا في Lafif Lakhdar (2499 - 1529)العفيف األخضر تونسّي -يعرف عن المفّكر الفرنكوــ
االعتراف بالخطأ حول األحاكم التي اتخذها حيال عديد القضايا، ومنها اعتبار الثورة اإلسالمية اإليرانية عودة
" الشيطنة"للقرون الوسطى، ففي اعتراف األخضر باألنموذج اإلسالمّي للدولة الشيعية في طهران، ال يجد دعاة
لحتهم في تعطيل الدور اإليرانّي المسارع للتقارب مع الغرب، لذلك يقول العفيف في هذا المنهج خدمة لمصا
شاكر : أنظر. )يمكن للمرء أن يعلن بشجاعة عن خطئه في تقدير موقف ما" إيمانا بالفعل المتغيّر"األخضر
النشر، المؤسسة العربية للدراسات و: بيروت) دراسة في فكر العفيف األخضر: محامي الشيطان، النابلسي
.(.21. ، ص(1001
34
(74)
- Chicago 1893: General Information, Parliament of Religions Web Site, Stable
URL
≤https://parliamentofreligions.org/parliament/chicago-1893≥
(75)، 09. ر، طعويدات للنشدار :بيروت( )عادل العّوا: ترعيب) في سبيل حوار الحضارات،روجيه غاروديــ
.12. ، ص(2999(76)
.71 - 70. ص- ، ص(1021دار النفائس، :بيروت) الفاتيكان والعالقات مع اإلسالم، دمحم السّماكــ (77)
.210. ، ص(1001، 02. مكتبة الشروق، ط: القاهرة) اإلسالم والعالمــ دمحم خاتمي،
(78)
، (1022جامعات، ترجمة دار النشر للجامعات، دار النشر لل: القاهرة) مستقبل اإلسالم، جون اسبوزيتوــ
.92. ص
(79)
مركز : الجزائر العالم االستراتيجي "تعايش في ظّل االختالف،: الغرب والعالم اإلسالميّ " ،جون اسبوزيتوــ
.21. ، ص(1009يناير ) 01: الشعب للدراسات االستراتيجية، العدد
(80)- John L. Esposito, The IslamicThreat Myth or Reality (New York Oxford
University Press, 1999), p.288. (81)
دار :بيروت -الرباط ) نشأته وأصوله وتطّوره.. حوار األديان: رسالة دكتوراه، عبد الحليم آيت أمجوضــ
.299. ، ص(1021األمان، دار إبن حزم، (82)
، (1002دار األندلس الخضراء للنشر، :جدّة) لمينالتقارب والتعايش مع غير المس، دمحم موسى الشريفــ
.27. ص(83)
دار األهالي للطباعة، سلسلة دراسات إسالمية :دمشق) منظومة القيم: اإلسالم واإليمان، شحروردمحم ــ
.229. ، ص(2992 ،02: معاصرة، العدد(84)
: سات إسالمية معاصرة، العدددار األهالي للطباعة، سلسلة درا :دمشق) الدولة والمجتمع، شحروردمحم ــ
.22. ، ص(2992 ،01(85)
دار األهالي للطباعة، مؤسسة الدراسات الفكرية :بيروت -دمشق ) تجفيف منابع اإلرهاب، شحروردمحم ــ
.12. ، ص(1001 ،01: المعاصرة، سلسلة دراسات إسالمية معاصرة، العدد(86)
Oxford: الدوحة( )شكري مجاهد: ترجمة) غولنحركة فتح هللا: يّ نحو تنوير إسالم، حاقان يافوزــ
University Press، ،110. ، ص(1021 ترجمة منتدى العالقات العربية والدولية. (87)
الحضارة بين الصدام والحوار: محاضرة الدكتور غالب بن الشيخ الحسين، غالب بن الشيخ الحسينــ .20 .، ص(1001فبراير 11منشورات مجلس األمة، :الجزائر)
