دراسة تحليلية نقدية في شروح العلماء لحديث

«األئمة من قريش»

1عودة عبد عودة عبد هللا. د

(فلسطني –جامعة النجاح الوطنية –كلية الشريعة –تاذ التفسري والدراسات القرآنية بقسم أصول الدين أس) 1

1

المحتويات

2......................................................................... مقدمة

4............ ...................................ختريج احلديث : املبحث األول 4......................................... رواايت احلديث وطرقه : أوال 5.............................................. احلكم على احلديث : اثنيا

8...... .. ..........أقوال املتقدمني واملتأخرين حول مفهوم احلديث: املبحث الثاين

8.............................. توضيح بعض املفاهيم املتعلقة ابحلديث : أوال 8...................................... املقصود ابإلمامة يف احلديث . 1

01............................................ مفهوم التبعية لقريش . 2 11........................ داللة الصيغة اليت وردت هبا رواايت احلديث . 3

01.................................. هل اإلمامة مقصورة على قريش ؟ : اثنيا

13.................................................. أقوال املتقدمني . 1 حدثني . 2

11................................................ أقوال امل

22................................................. مناقشة وحتليل : املبحث الثالث

28......................................................................... خامتة

21................................................................. ائمة املراجعق

2

دراسة تحليلية نقدية في شروح العلماء لحديث

«األئمة من قريش»

ملخص البحث

، " األئمة من قريش: "الناظر يف شروح العلماء حلديث رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص

وملموس أنه طرأ حتول يف فهم احلديث وأسلوب يلحظ وبشكل واضح فقد كانت قريش صاحبة السيادة والرايدة بني الناس، فناسب أن . تناوله

غري أن هذه املكانة . تكون اإلمامة فيهم، ألن الناس اعتادوا على التبعية هلاكانة ومع اهتزاز م. بدأت ترتاجع، ومل يعد الناس تبعا هلا كما كانوا ابألمس

قريش وجدان أن مفهوم احلديث بدأ يتغري يف نظر شراحه، فبينما كان مجهور السابقني يقولون بشرط القرشية يف اإلمام، فإنه ال يوجد اآلن تقريبا

.من يقول هبذا الشرطوخرجنا من هذا البحث أبن القرشية هي شرط أفضلية وكمال ال شرط

يهما الشروط نفسها والكفاءة صحة، فإذا اجتمع قرشي وغري قرشي وفم القرشي، وإن متيز اآلخر على القرشي بصفاته وكان أكثر نفسها، يقد

فاإلمامة ليست . أهلية هلذا املنصب فهو أحق به، وال عربة بقرشية األولوهو األمر الذي . حمصورة فيهم، بل جيوز أن يكون اإلمام قرشيا وغري قرشي

لرواايت بشكل مقيد يشري إىل أن اإلمامة ليست يف يفهم من ورود بعض اقريش بشكل مطلق، وأمنا هي فيهم ما استقاموا على أمر هللا، وإال سقط

فالقضية ليست قضية عشرية ونسب، ألن ذلك ليس من . حقهم يف اخلالفةمقاصد اإلمامة، وإمنا من مقاصدها قوة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق

.ودفع الشر عنهااملصلحة لألمة

3

مقدمـة .احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على خامت النبيني، وعلى آله وصحبه أمجعني

...وبعد فإن من عظمة هذا الدين، أن هيأ هللا فيه هلذه األمة، ما يوطد أركاهنا، وما يوضح هلا

ن العرب وحدهم، كما أنه مل أيت طريق احلق والرشاد، يف كل زمان وكل مكان، فهو ليس ديإلصالح أوضاع اجلزيرة العربية فقط، بل هو رسالة مفتوحة للجميع، ودعوة واضحة صرحية للبشرية

.مجعاء، على كل رقعة من رقاع األرض

ومن هنا مل تكن نصوص هذا الدين جامدة ميتة، بل هي حية مرنة، قابلة للتطور، قادرة . كل املعطيات يف كل العصور، مواكبة هلذا اجليل اإلنساين يف كل مراحل حياتهعلى استيعاب

وهكذا كان حديث رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ، ففي الوقت الذي كان فيه نبينا الكرمي خياطب أصحابه، كان .يرسل بكلماته هذه لألجيال القادمة، لتكون هلم نرباسا يهتدون به

ملواكبة التحول احلاصل يف فهم حديث رسول هللا صلى هللا حماولة يفوأييت هذا البحث

وذلك من خالل الوقوف على أقوال شراح احلديث، وفق «األئمة من قريش»: عليه وسلمتسلسلها الزمين الذي سارت فيه، لنصل من خالل ذلك إىل أبرز جوانب التحول الذي طرأ على

علما أبن األوضاع والظروف اليت قيل . أدت إىل إجياد هذا التحولمفهوم احلديث، والدواعي اليت فيها احلديث ختتلف عن األوضاع اليت نعيشها اآلن، فقريش اليوم ليست هي قريش األمس،

.والناس مل يعودوا تبعا هلا كما كانوا يف عهدهم األولق لغري القرشي أن فهل يبقى احلديث على ظاهره ؟ وهل هو مطلق أم مقيد ؟ وأال حي

يكون إماما ؟. هذه استفسارات حاولت أن أقف يف ثنااي هذا البحث على إجاابت شافية واضحة هلا

:وقد جاء هذا البحث بعد املقدمة يف ثالثة مباحث هي .ختريج احلديث .1 .أقوال املتقدمني واملتأخرين حول مفهوم احلديث .2 .مناقشة وحتليل .3

4

هذا البحث أن أتعامل مع هذا احلديث الذي اثر حوله اجلدل، من خالل إلقاء وسأحاول يف

ات، عن طريق منهجية جتمع بني احرتام النص وتقدير الرتاث من نظرة فاحصة على الثوابت واملتغري .جهة، وجتديد الرؤية وواقعية الفهم من جهة أخرى

ا، وأن يزيح عنا ظالم اجلهل بنور املعرفة، إنه هو نسأل هللا سبحانه وتعاىل أن يرزقنا علما انفع

.العليم احلكيم

5

المبحث األول

تخريـج الحـديث

ورد هذا احلديث أبلفاظ متعددة، ورواايت خمتلفة، ولكنين سأقتصر هنا على أمهها،

، أو اليت ليس هلا عالقة ابلتحول احلاصل متجاوزا تلك الفروقات اليسرية، اليت ال تؤثر على املعىن .مث أبني بعدها درجة هذا احلديث من الصحة أو الضعف. يف مفهوم احلديث

روايات الحديث وطرقه: أولا

. 2"األئمة من قريش : " عن أنس بن مالك هنع هللا يضر أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال

ء األول من حديث مطول رواه الكثري من أصحاب كتب ويبدو يل أن هذا النص هو اجلز إن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قام على ابب البيت : والذي جاء فيه أن أنس بن مالك هنع هللا يضر قال. احلديث

األئمة من قريش، إن يل عليكم حقا، وهلم عليكم حقا مثل ذلك، ما إن »: وحنن فيه، فقالا، وإن عاهدوا وف وا، وإن حكموا عدلوا، فمن مل يفعل ذلك منهم فعليه لعنة هللا است رمحوا رمحو

. 3«واملالئكة والناس أمجعنياألمراء من »ة بلفظ رز وجاء احلديث السابق يف إحدى رواايت اإلمام أمحد عن أيب ب

.5«م الساعةاخلالفة يف قريش إىل قيا»ورواه ابن أيب عاصم عن عمرو بن العاص بلفظ . 4«قريش

، كتاب مجاع أبواب موقف اإلمام واملأموم، السنن: البيهقي: أنظر. رواه البيهقي يف سننه الكربى وابن أيب شيبة يف املصنف2 . 32388، حديث 6/482، يف احلديث واآلاثر الكتاب املصنف :ابن أىب شيبة. 5881، حديث 3/121

، حديث 3/183و 12321، حديث 3/121، أمحد مسند: أنظر. رواه أمحد وأبو يعلى والطرباين والطيالسي3

، حديث 1/252، املعجم الكبري: الطرباين. 4833وحديث 4832، حديث 7/14، مسند أيب يعلى. 12123، حديث 2/614، كتاب القضاء، الرتغيب والرتهيب: املنذري. 2133، حديث 1/284، الطيالسي مسند. 725

. 1283وحديث 1282وحديث 1281

. 11717، حديث 4/421، أمحد مسند 4

6

وروي هذا احلديث بصيغ أخرى خمتلفة عند البخاري ومسلم ، ولكن بدون لفظعن النيب : قال -رضي هللا عنهما -ففي صحيح البخاري عن ابن عمر . «األئمة من قريش»

ألمر يف ال يزال هذا ا»وزاد مسلم 6«ال يزال هذا األمر يف قريش ما بقي منهم اثنان»: ملسو هيلع هللا ىلص قالإن هذا األمر يف قريش، ال " ويف رواية مقيدة عند البخاري .7«قريش ما بقي من الناس اثنان

.8"يعاديهم أحد إال كبه هللا على وجهه ما أقاموا الدينوروى مسلم يف كتاب اإلمارة، عن أيب هريرة وعن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما أن

سلمهم، وكافرهم لكافرهم»: قالرسول ملسو هيلع هللا ىلص

ويف 9«الناس تبع لقريش يف هذا الشأن، مسلمهم مل .10«الناس تبع لقريش يف اخلري والشر»رواية

: وبتفصيل أكثر للحاكم يف مستدركه، عن علي بن أيب طالب هنع هللا يضر، أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قالها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها، ولكل حق، فآتوا كل ذي حق األئمة من قريش، أبرار »

ه، وإن أمرت عليكم عبدا حبشيا جمدعا، فامسعوا له وأطيعوا، ما مل خيري أحدكم بني إسالمه حقبعد وضرب عنقه، فإن خري بني إسالمه وضرب عنقه فليقدم عنقه، فإنه ال دنيا له وال آخرة

. 11«إسالمه

ا الحكم على الحديث: ثانيا

يتبني مما سبق أن احلديث جاء يف بعض رواايته يف الصحيحني، وهي الرواايت اليت جاءت وهذه رواايت صحيحة؛ لورودها يف « ال يزال هذا األمر يف قريش»و « الناس تبع لقريش»بلفظ

.ا هذاأصح كتب احلديث، اليت تلقتها األمة ابلقبول حىت يومن

.1181، حديث 2/53، السنة: ابن أىب عاصم 5

.3318، حديث 3/1218كتاب املناقب، ابب مناقب قريش، 6

. 1828، حديث 3/1451لقريش واخلالفة يف قريش، ، كتاب اإلمارة، ابب الناس تبع مسلم صحيح 7

8 . 3381، حديث 3/1281، كتاب املناقب، ابب مناقب قريش، البخاري صحيح

. 1818حديث ، 3/1458، كتاب اإلمارة، ابب الناس تبع لقريش واخلالفة يف قريش، حيح مسلمص 9

. 1811املصدر السابق، نفس الكتاب والباب، حديث 10

ورواه الطرباين . 6162، حديث 4/85، كتاب معرفة الصحابة، ابب فضائل قريش، املستدرك على الصحيحني: احلاكم 11 . 425، حديث 1/268،املعجم الصغري يف بنفس اللفظ

7

فسنحاول فيما يلي أن نعرض لوجهات النظر املختلفة فيه، « األئمة من قريش»أما لفظ :بغية الوصول إىل الرأي الصحيح

يرى الدارقطين أن هذا احلديث موقوف على علي بن أيب طالب هنع هللا يضر، ولذلك ذكره يف .12العلل

األئمة »رافعي إيراده للحديث بلفظ أما احلافظ صالح الدين العالئي، فقد أنكر على ال .13مل أجده هكذا يف شيء من كتب احلديث : وقال. «من قريش

وما ذكره العالئي غريب حقا، فكيف يدعي أبن هذا اللفظ مل يرد يف شيء من كتب احلديث ؟ وما أوردته سابقا يدل على أن هذا اللفظ جاء يف مسند أمحد، ومستدرك احلاكم،

طرباين الكبري والصغري، وسنن البيهقي الكربى، ومصنف ابن أيب شيبة، ومسند ومعجمي ال، 14الطيالسي، ومسند أيب يعلى، والرتغيب والرتهيب للمنذري، واألحاديث املختارة للمقدسي

.والسنة البن أيب عاصم وحيق . بفإذا كان ورود هذا اللفظ يف كل هذه الكتب ال يعين للعالئي شيئا، فهو أمر غري

!هل مل يطلع احلافظ العالئي على كل هذه الكتب ؟ أم أنه جتاهلها ؟: لنا أن نتساءل

: ويف حقيقة األمر، جند أن معظم العلماء قد صححوا هذا احلديث، ووثقوا رجال إسناده .15"إسناده جيد: "قال عنه ابن رجب احلنبلي

وكان حيكم على معظمها ابلصحة ومجع اهليثمي يف زوائده معظم طرق هذا احلديث، رواه أمحد وأبو يعلى ورجال أمحد رجال الصحيح، "أو " ورجاله ثقات: "ويوثق رجاهلا، فيقول

.16"ورجال أيب يعلى ثقاتويف قوله هذا إشارة . 17إن حديث األئمة من قريش يف الصحيحني: وقال التاج السبكي

.إىل أن ما ورد يف الصحيحني حيمل نفس املعىن

. 351، حديث 3/118، العلل: الدارقطين12

. 4/42، تلخيص احلبري: العسقالين ابن حجر 13

. 2138حديث ، 6/143، األحاديث املختارة: املقدسي 14

. 263، صجامع العلوم واحلكم :ابن رجب احلنبلي 15

. 116-5/111، جممع الزوائد ومنبع الفوائد :اهليثمي 16

. 3/118، فيض القدير شرح اجلامع الصغري :املناوي 17

8

رواه النسائي واحلاكم من حديث : "قال عنه احلافظ العراقي يف ختريج أحاديث اإلحياءو .18"أنس إبسناد صحيح

أما ابن حجر العسقالين فقد مجع طرق هذا احلديث عن حوايل أربعني صحابيا، وجعلها –وين واستنتج إمساعيل العجل. 19"لذة العيش يف طرق األئمة من قريش"يف كتاب مستقل مساه

.20"وبه يعلم أنه حسن: "من ذلك صحة هذا احلديث، فقال -فاء صاحب كشف اخلوهي كثرية جدا وإن مل : "ويرى الشوكاين أن طرق هذا احلديث بلغت حد التواتر، يقول

تكن يف الصحيحني، بل عددها يف كل مرتبة من الصحابة والتابعني واتبعيهم ومن بعدهم، زايدة ملتواتر، واملتواتر قطعي، ويؤيد ذلك ما ثبت يف الصحيحني وغريمها من طرق؛ أن الناس على عدد ا

.21"تبع لقريش يف الشر واخلري

أما ما ذكره الدارقطين من أن . ويتضح مما سبق ، أن ما ذكره احلافظ العالئي ال قيمة لهللحديث؛ ألنه وإن ورد يف احلديث موقوف على علي بن أيب طالب، فهذا أيضا ليس تضعيفا

عن أنس بن –بعض الرواايت موقوفا على علي بن أيب طالب، فهو قد ورد يف رواايت أخرى .مرفوعا، بل وعن علي بن أيب طالب نفسه مرفوعا؛ كما يف املستدرك –ة رز مالك وعن أيب ب

حلديث صحيح، والذي يبدو يل، من خالل النظر يف أقوال العلماء ومناقشاهتم، أن ال على صحته ما يف البخاري ومسلم من رواايت؛ فهي وإن جاءت بلفظ آخر، إال يدلللتويكفي

ويؤيدان يف ذلك، تصحيح الشيخ دمحم . أهنا تدل على ذات املعىن كما فهم منها التاج السبكيالرتغيب ، ويف صحيح 22فقد أورده يف صحيح ابن أيب عاصم. انصر الدين األلباين هلذا احلديث

.23والرتهيب المبحث الثاني

/ . 5، كتاب الصرب والشكر، ختريج أحاديث إحياء علوم الدين: العراقي18

.2/61، كشف احلفاء: العجلوين. 4/42، احلبري تلخيص: ابن حجر العسقالين 19

.املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 20

. 4/586، السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار: الشوكاين 21

. 1125وحديث 1128، حديث 2/53، "السنة"ظالل اجلنة يف ختريج : األلباين22

.2188، حديث صحيح الرتغيب والرتهيب: األلباين23

1

أقوال المتقدمين والمتأخرين حول مفهوم الحديث

ا إن ميف هذا احلديث جمموعة من اإلشكاليات اليت حتتاج إىل حبث ومتحيص، يتم من خالهل

شاء هللا الوصول إىل رؤية واضحة تعني على تلمس جوانب التحول الذي طرأ على مفهوم : هذه اإلشكاليات وأهم. احلديث .املقصود ابإلمامة يف احلديث .1 .مفهوم التبعية لقريش .2 .داللة الصيغة اليت جاءت هبا طرق احلديث .3

لبحث القضية الرئيسة اليت يدور حوهلا احلديث ا وسنبحث هذه القضااي الفرعية متهيد هل اإلمامة مقصورة على قريش ؟ :وهي

قة بالحديثتوضيح بعض المفاهيم المتعل: أول

فيما يلي بعض املفاهيم اليت ال بد من تناوهلا ابلبحث، ملا هلا من عالقة ابإلشكال احلاصل يف

:فهم احلديث

المقصود باإلمامة في الحديث

املؤمت به، إنساان كان يقتدى بقوله أو فعله، أو كتااب، أو غري ذلك، : اإلمام: "قال الراغب

.24"طال حمقا كان أو مب به م ت ئواإلمام كل من ا. تقدمهم، وهي اإلمامة: أم القوم وأم هبم: "وجاء يف لسان العرب

.25"راط املستقيم أو كانوا ضالنيصقوم، كانوا على الفهل اإلمامة الواردة يف األحاديث هي مبعناها اللغوي . هذا هو مفهوم اإلمامة يف اللغة

عظمى ؟الشامل ؟ أم هي اإلمامة ال :نورد فيما يلي أهم أقوال العلماء يف ذلك

.24، صاملفردات يف غريب القرآن: الراغب األصفهاين 24

. 12/24، لسان العرب: رابن منظو 25

18

يف رده على القاضي عياض؛ أن املقصود ابإلمامة ( ه 676ت ) النووييفهم من كالم قال القاضي : "يقول(. ه 544ت)املفهوم العام هلا وليس فقط اخلالفة كما يرى القاضي عياض

وال داللة فيه هلم؛ ألن : قال. لشافعياستدل أصحاب الشافعي هبذا احلديث على فضيلة ا: عياضهو حجة يف مزية قريش على غريهم، والشافعي : قلت. املراد تقدمي قريش يف اخلالفة فقط

.26"قرشي على أن 28(ه 111ت) والسيوطي 27(ه 852ت) ابن حجر العسقالينونص كل من

.املراد ابإلمامة هنا اخلالفةلفظ األئمة مجع : "الذي يقول( ه 1831ت) املناويوهو على خالف ما ذهب إليه

تكسري معرف ابلالم، وحمله العموم على الصحيح، وبه احتج الشيخان يوم السقيفة، فقبله وفيه شاهد للشافعي ابإلمامة، بل ابحنصار اإلمامة، ألن : قال السبكي... الصحب وأمجعوا عليه

يعين ابإلمامة إمامة اخلالفة فحسب؛ بل وال. األئمة من قريش يدل حبصر املبتدأ على اخلرب عليه .29"هي وإمامة العلم والدين

فهذه األلفاظ : "يقول. أن اإلمامة هنا هي اخلالفة( ه 1258ت) الشوكاينبينما يرى ومن مجلة ما يدل على هذا . تدل على أن املراد اإلمامة اإلسالمية، وأما أمر اجلاهلية فقد انقرض

اخلالفة بعدي »: ومن مجلة ما يدل على ذلك قوله. كما ذكران «األئمة من قريش»أحاديث ومعىن اخلالفة معىن اإلمامة يف عرف . وهو حديث حسن 30«ثالثون عاما، مث ملك بعد ذلك

وليس املراد هنا هو املعىن . هؤالء الذين نص النيب ملسو هيلع هللا ىلص على خالفتهم هم اخللفاء األربعة. الشرعلكل من أيمت به الناس ويتبعونه على أي صفة كان، بل املراد ابإلمامة اإلمامة اللغوي الشامل

.31"الشرعية

. 12/111، صحيح مسلمشرح : النووي 26

. 13/117، فتح الباري :ابن حجر العسقالين 27

. 4/431، الديباج على صحيح مسلم: السيوطي 28

. 6/181، فيض القدير شرح اجلامع الصغري: املناوي29

وأخرجه ابن أيب عاصم يف كتاب السنة، وقال . 613، حديث 15/312، صحيح ابن حبان: أنظر. رواه ابن حبان30

. 2/563، حتقيق األلباين، السنة: ابن أيب عاصم: أنظر" حديث صحيح وإسناده حسن: "عنه األلباين

. 4/586، السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار: الشوكاين 31

11

مفهوم التبعية لقريش .2

ويف رواية أخرى له « الناس تبع لقريش يف اخلري والشر»جاء يف رواية مسلم للحديث ن يف اخلري والشر ؟ فما املقصود هبذه التبعية ؟ وكيف تكو . «مسلمهم ملسلمهم وكافرهم لكافرهم»

يف : فمعناه« الناس تبع لقريش يف اخلري والشر»وأما قوله ملسو هيلع هللا ىلص (: "ه 676ت) النوويقال ألهنم كانوا يف اجلاهلية رؤساء العرب، 32اإلسالم واجلاهلية، كما هو مصرح به يف الرواية األوىل

تنظر إسالمهم؛ فلما أسلموا وفتحت مكة وكانت العرب. وأصحاب حرم هللا، وأهل حج بيت هللاوكذلك يف . تبعهم الناس، وجاءت وفود العرب من كل جهة، ودخل الناس يف دين هللا أفواجا

وبني ملسو هيلع هللا ىلص أن هذا احلكم مستمر إىل آخر الدنيا ما . اإلسالم هم أصحاب اخلالفة، والناس تبع هلمقاله ملسو هيلع هللا ىلص ؛ فمن زمنه ملسو هيلع هللا ىلص إىل اآلن اخلالفة يف قريش، من غري وقد ظهر ما . بقي من الناس اثنان

.33"مزامحة هلم فيها، وتبقى كذلك ما بقي اثنان كما قال ملسو هيلع هللا ىلص وكافرهم تبع : وقوله: "حني قال( ه 852ت) ابن حجر العسقالينو إىل ذلك ذهب

ك؛ ألن العرب كانت تعظم قريشا يف اجلاهلية بسكناها احلرم، فلما لكافرهم، وقع مصداق ذلننظر ما يصنع قومه، فلما : بعث النيب ملسو هيلع هللا ىلص ودعا إىل هللا، توقف غالب العرب عن اتباعه، وقالوا

ستمرت خالفة فتح النيب ملسو هيلع هللا ىلص مكة وأسلمت قريش، تبعتهم العرب، ودخلوا يف دين هللا أفواجا، وا .34"النبوة يف قريش، فصدق أن كافرهم كان تبعا لكافرهم، وصار مسلمهم تبعا ملسلمهم

ويلحظ يف قول النووي السابق أبنه يرى أن اخلالفة مستمرة يف قريش إىل قيام الساعة، ح . وهي كذلك منذ عهدها األول حىت العصر الذي عاشه النووي

دثني وتعقبه على قوله من امل

هكذا يف قريش، مل تقع يف غريهم حىت -حبمد هللا-وألهنا استمرت : "فقال حيىي إمساعيلالدكتور أن الريح ستكون على ما كانت؛ فحمله هذا الظن على -رمحه هللا-فقد ظن 35وقت حياته

إنه مل حيث 36إن الذي محله على هذا عدم اعتباره للقيد الذي أوردانه آنفا ... أتويل خولف

" .الناس تبع لقريش يف هذا الشأن، مسلمهم ملسلمهم وكافرهم لكافرهم: "ا روايةيعين هب 32

. 12/111، صحيح مسلم بشرح النووي: النووي 33

. 6/538، فتح الباري: ابن حجر العسقالين 34

.أي النووي 35

.أن حق قريش يف اإلمارة مقيد بطاعتهم هلل يف الرعية، ووفائهم ابلعهد معهم : وهو 36

12

يكن قد صدقه الواقع مثت، وقد صدق الزمان القيد وخالف أتويل النووي، فقد وقعت اخلالفة وال ميكن االعتذار عن ذلك أبهنا يف آل عثمان كانت خالفة ملك، . آخرا يف آل عثمان األتراك

.37"فإهنا يف قريش بعد الراشدين كانت كذلك يف أغلب أحواهلا

ت بها روايات الحديثدللة الصيغة التي ورد .3

فهل وردت . إن للصيغة اليت وردت هبا األحاديث عالقة ابخلالف الواقع يف مفهومها األحاديث بصيغة اخلرب أم بصيغة األمر ؟ وعلى ماذا يدل ذلك ؟

هي لفظة جاءت بصيغة « األئمة من قريش»أن لفظة ( ه 456ت) ابن حزم الظاهرييرى إن كان معناه األمر؛ فحرام أن يكون األمر يف غريهم "ن هذا اخلرب اخلرب، ومع ذلك فإنه يرى أ

.38"أبدا، وإن كان معناه معىن اخلرب؛ فمن مل يكن من قريش فال أمر له وإن ادعاه: يقول. أن الصيغة حتتمل األمر وحتتمل اخلرب( ه 852ت) ابن حجر العسقالينبينما يرى

ويكون التقدير ال يزال هذا األمر؛ أي ال 39قيد يف احلديث األولوحيتمل أن حيمل املطلق على امل"وإما أن . يسمى ابخلليفة إال من يكون من قريش؛ إال أن يسمى به أحد من غريهم غلبة وقهرا

.40"يكون املراد بلفظه األمر وإن كان لفظه لفظ اخلربرب ال األمر؛ وابلتايل فإنه ال فهو يرى أهنا جاءت على صيغة اخل( ه 1831ت) املناويأما

خبار عنهم ال على طريق احلكم فيهم؛ أي إذا صلح هذا على جهة اإل: "يقول. يرتتب عليها حكمكما تكونوا : الناس وبروا وليهم األخيار، وإذا فسدوا وفجروا وليهم األشرار، وهو كحديثه اآلخر

.41"ي وىل عليكم

حد

قد تعقب ابن حزم فيما ذهب إليه حيىي إمساعيلثني وجدان أن الدكتور وإذا انتقلنا إىل املمن أن الصيغة إن كانت دالة على األمر فحرام أن يكون األمر يف غريهم أبدا، وإن كانت دالة

.274، صمنهج السنة يف العالقة بني احلاكم واحملكوم: إمساعيل، حيىي 37

. 1/57، احمللى: ابن حزم 38

" .ال يزال هذا األمر يف قريش ما بقي منهم اثنان"هو حديث 39

. 13/111، فتح الباري: ابن حجر العسقالين 40

. 3/181 فيض القدير شرح اجلامع الصغري،: املناوي 41

13

إذ كيف جيعل ابن حزم املعىن واحدا . على اخلرب؛ فمن مل يكن من قريش فال أمر له وإن ادعاه .42ت الصيغة تدل على األمر أو اخلربسواء كان

؛ فقد رجح كون معظم األحاديث جاءت بصيغة اخلرب فال عبد القادر عودةأما الشهيد استقيموا »إن األحاديث كلها وردت بصيغة اخلرب، عدا حديث : "يقول. يرتتب عليها أحكام

موها»وحديث 43«لقريش ما استقاموا لكم . فإهنما وردا بصيغة األمر 44«قدموا قريشا وال ت قد ، واألحاديث الواردة بصيغة اخلرب ليست أحكاما، وإمنا هي أخبار عن حال قريش وما حيدث هلاوجمموعها يفيد أن اإلمامة ستكون فيهم ما أطاعوا هللا، ولو بقي من الناس اثنان، فإذا عصوا هللا

األمر؛ فقد جاءا ببيان ما جيب على أما احلديثان الواردان بصيغة. بعث عليهم من يقصيهم عنها . 45"األمة من معاملة قريش ما دامت مستقيمة على أمر هللا

ا هل اإلمامة مقصورة على قريش ؟: ثانيا

فقد اهتم علماؤان منذ القدم . يعد هذا املوضوع هو لب القضية اليت يدور حوهلا احلديثا يف اإلمام ليكون مستحقا هلذا املنصب؛ ملا هلذا املنصب مبنصب اإلمامة، والشروط الواجب توفره

فوضعوا لإلمام . من خطورة وحساسية؛ لكون صاحبه متحكما أبمور األمة ومتصرفا يف شؤوهنااإلسالم، التكليف، الذكورة، سالمة األعضاء، العلم واالجتهاد، العدالة، الكفاية : )شروطا، أمهها

وهذا الشرط األخري هو الذي يدور حوله احلديث الذي نتناوله . (اجلسمية والنفسية، القرشية

. 275، صمنهج السنة يف العالقة بني احلاكم واحملكوم: ىيإمساعيل، حي 42

ابن : أنظر. وذكره ابن عدي يف الضعفاء. 624، حديث 1/48، مسند الروايين: أنظر. أخرجه الروايين يف مسنده 43 . 387، برقم 2/86، الكامل يف ضعفاء الرجال: عدي

، مسند البزار. 1866، حديث 2/622، فضائل الصحابة: نظرأ. يف فضائل الصحابة والبزار يف مسنده أخرجه أمحد44 .465، حديث 2/112

.126-125، صاإلسالم وأوضاعنا السياسية: عودة، عبد القادر 45

14

هل هي مقصورة عليهم دون : فهل اإلمامة يف قريش وحدها ؟ مبعىن. ابلبحث يف هذه الدراسةغريهم ؟ وهل هذا الشرط ابق حىت يومنا هذا ؟ أم أنه زال بزوال جمد قريش ؟ هذه اإلشكاليات

فصيل، من خالل أقوال املتقدمني واملتأخرين حول مفهوم سنحاول الوقوف عليها بشيء من الت .احلديث

أقوال المتقدمين .1

جيب أن يكون على أوصاف، : "وهو يتكلم عن صفات اإلمام( ه 483) الباقالينيقول .46"منها أن يكون قرشيا يف الصميم

ى أن دليل أهل السنة عل: "ضرورة وجود هذا الشرط بقوله( ه 421ت) البغداديويؤكد وهلذا اخلرب سلمت األنصار . «األئمة من قريش»: اإلمامة مقصورة على قريش ، قول النيب ملسو هيلع هللا ىلص

اخلالفة لقريش يوم السقيفة ؛ فحصل ابخلرب وإمجاع الصحابة الدليل على أن اخلالفة ال تصلح لغري لبغدادي هذا الرأي إىل وينسب ا. 47"قريش، وال اعتبار خبالف من خالف اإلمجاع بعد حصوله

.48أيب حنيفة والشافعيأما النسب؛ فهو أن يكون من قريش؛ لورود : "بقوله( ه 458ت) املاورديوهذا ما أكده

.49"النص فيه، وانعقاد اإلمجاع عليهيف التشديد على هذا الشرط، لدرجة أنه ينفي ( ه 456) ابن حزم األندلسيكما ابلغ

وال حتل اخلالفة إال لرجل من قريش، من ولد فهر بن : "يقول. قرشيا اإلمامة عن كل من مل يكن إذ لو جاز أن يوجد األمر يف غري قريش؛ لكان تكذيبا خلرب النيب صلى ... مالك، من قبل آابئه

فصح أن من تسمى ابألمر واخلالفة من غري قريش، فليس . هللا عليه وسلم وهذا كفر ممن أجازه .50"ال إماما وال أمر له؛ لتعديهم حدود هللا تعاىل على لسان رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص خليفة و

. 181، صالتمهيد يف الرد عل امللحدة املعطلة والرافضة واخلوارج واملعتزلة: الباقالين 46

. 276، ص أصول الدين: البغدادي 47

. 275ق، ص املرجع الساب 48

. 6، ص األحكام السلطانية: املاوردي 49

. 1/42، احمللى: ابن حزم 50

15

أحدها أن : وأما أهل اإلمامة فيعترب فيهم أربعة شروط(: "ه 458) أبو يعلى الفراءوقال .51"ال يكون من غري قريش خليفة : وقد قال أمحد يف رواية... يكون قرشيا من الصميم

فقد كانت له وقفة أخرى مع هذا املوضوع، فقد ( ه 478ت) اجلويينا إمام احلرمني أموهذا مسلك ال أوثره؛ فإن ن قلة هذا احلديث : "اعرتض على القائلني بتواتر هذا احلديث فقال

.52"معدودون، ال يبلغون مبلغ عدد التواتر. لعلم ابشرتاط النسب يف اإلمامةفهو ال يقبل االستدالل هبذا احلديث، وينكر اقتضاءه ا

ولسنا نعقل احتياج : "يقول. ويرى أن هذا الشرط ليس له مستند ال من النقل وال من العقلين أبهل بيت . اإلمامة يف وضعها إىل النسب ولكن خصص هللا هذا املنصب العلي، واملرقب الس

.53"النيب، فكان ذلك من فضل هللا يؤتيه من يشاءويين على ذلك أبن فضل غري القرشي على القرشي إذا كان أكثر أهلية هلذا وزاد اجل

ومن ال . إذا وجد قرشي ليس بذي دراية، وعاصره عامل تقي، ي قدم العامل التقي: "يقول. املنصب . 54"كفاية فيه؛ فال احتفال به، وال اعتداد مبكانه أصال

: يقول. احلديث؛ إال أنه حاول أن يضع له تعليال هذاتواتر وعلى الرغم من إنكار اجلويين لفالوجه يف إثبات ما حناوله يف ذلك، أن املاضني ما زالوا ابحيني ابختصاص هذا املنصب بقريش، "

ومل يتشوف قط أحد من غري قريش إىل اإلمامة، على متادي اآلماد وتطاول الزمان، مع العلم أبن جدة والبأس، وتشمر يف ابتغائه عن ساق اجلد أصحاب العدد ذلك لو كان ممكنا، لطلبه ذوو الن

لك يف انتحاء االستعالء على البالد والعباد أقصى غاايت االعتداء،

والعدد، وقد بلغ طالب املواقتحموا يف روم ما حياولونه املهاوي واملعاطب واملساوئ، وركبوا األغرار واألخطار، وجانبوا الرفاهية

وطان، فلو كان إىل ادعاء اإلمامة مسلك، أو له مدرك، لزاوله حمقون أو مبطلون، من والدعة واألغري قريش، وملا اشرأب هلذا املنصب املارقون يف فسطاط مصر، اعت زوا أوال إىل شجرة النبوة على

.4، صاألحكام السلطانية: الفراء 51

. 88، ص غياث األمم يف التياث الظلم: اجلويين 52

. 82-18املرجع السابق، ص 53

.املرجع السابق، نفس الصفحة 54

16

أحلقوهم بصميم األموال للكاذبني النسابني، حىت 55االفرتاء، وانتموا انتماء األدعياء، وبذلوا حرائبفهذا ما تطابقت عليه مذاهب طبقات اخللق، وقد تصدى لإلمامة ملوك من قريش، وإن . النسب

مل يكونوا على مرتبة مرموقة يف العلم؛ والسبب فيه أن العلم يدعيه كل شاد مستطرف، فإذا لك إىل العرو

والنسب مما . عن العلم انضمت أهبة امللك إىل قليل من العلم، مل يستطع أحد نسبة امل

.56"اإلمامة من ليس نسيبا –لذلك –ال ميكن ادعاؤه؛ فلم يدع ق –أي قريش –فجعل هللا الرايسة واإلمارة فيهم (: "ه 517) اجلوزي ابنوقال مث سا

.57"األحاديث النبوية الواردة يف ذلكتكون أفضل األمة، ألن وشرط يف األئمة أن (: "ه 668ت) العز بن عبد السالموقال

ذلك أقرب إىل طواعيتهم على املساعدة يف طلب املصاحل ودرء املفاسد، وأمر بطواعية األفاضل بشرط أن يكون األئمة من قريش، ألن الناس يبادرون إىل طواعية األفاضل يف األنساب

ية أمثاهلم، فما واألحساب والدين والعلم، ويتقاعدون عن طواعية األراذل، بل يتقاعدون عن طواع .58"الظن مبن هو دوهنم

أن اخلالفة خمتصة بقريش، ال جيوز عقدها ألحد من "، فريى (ه 676ت) النوويأما ومن خالف فيه من أهل . غريهم، وعلى هذا انعقد اإلمجاع يف زمن الصحابة، فكذلك بعدهم

فمن بعدهم البدع، أو عرض خبالف من غريهم؛ فهو حمجوج إبمجاع الصحابة والتابعني هو "مث نقل النووي عن القاضي قوله أبن اشرتاط كون اإلمام قرشيا . 59"ابألحاديث الصحيحةعلى األنصار يوم –رضي هللا عنهما –وقد احتج به أبو بكر وعمر .. مذهب العلماء كافة

السلف وقد عدها العلماء يف مسائل اإلمجاع، ومل ينقل عن أحد من.. السقيفة، فلم ينكره أحد وال اعتداد بقول .. فيها قول وال فعل خيالف ما ذكران، وكذلك من بعدهم يف مجيع األعصار

بذلوا كل ما يستطيعون من أموال : واملراد .1/384، لسان العرب: بن منظورا: أنظر .ماله الذي يعيش به: حريبة الرجل 55

.

. 81-88، ص غياث األمم يف التياث الظلم: اجلويين 56

. 11، صاملصباح املضيء يف خالفة املستضيئ: ابن اجلوزي 57

. 1/121، الفوائد يف اختصار املقاصد: العز بن عبد السالم 58

. 278، ص آداب الفتوى واملفيت واملستفيت: وانظر كتابه اآلخر. 12/111، النووي صحيح مسلم بشرح: النووي 59

17

النظام ومن وافقه من اخلوارج أهل البدع أنه جيوز كونه من غري قريش، وال بسخافة ضرار بن عمرو عرض منه أمر، إن غري القرشي من النبط وغريهم، ي قدم على القرشي؛ هلوان خلعه إن : يف قوله

.60"وهذا الذي قاله من ابطل القول وزخرفه، مع ما هو عليه من خمالفة إمجاع املسلمنيفكان له رأي خاص يف هذا املوضوع، فقد اعترب أن حديث ( ه 888ت) ابن خلدونأما

فة أو راعى ما كان لقريش يف عصره من القوة والعصبية اليت تقوم عليها اخلال« األئمة من قريش»ألن : "يقول يف ذلك. وهذا يعين أن حق قريش يف اخلالفة قد زال بزوال قوهتا وغلبتها. امللك

قريشا كانوا عصبة مضر وأصلهم وأهل الغلب فيهم، وكان سائر العرب يعرتف هلم بذلك، فلو غريهم من قبائل جعل األمراء من سواهم لتوقع افرتاق الكلمة مبخالفتهم وعدم انقيادهم، وال يقدر

مضر أن يردهم عن اخلالف وال حيملهم على الكره، فتفرتق اجلماعة وختتلف الكلمة، والشارع ر من ذلك حريص على اتفاقهم، خبالف ما إذا كان األمر يف قريش؛ ألهنم قادرون على سوق حمذ

رقة؛ ألهنم كفيلون الناس بعصا الغلب إىل ما يراد منهم، فال خيشى من أحد خالف عليهم وال فحينئذ بدفعها ومنع الناس منها، فاشرتط نسبهم القرشي يف هذا املنصب وهم أهل العصبية القوية؛ ليكون أبلغ يف انتظام امللة واتفاق الكلمة، وإذا انتظمت كلمتهم انتظمت ابنتظامها كلمة مضر

لة، ووطئت جنودهم قاصية أمجع؛ فأذعن هلم سائر العرب، وانقادت األمم سواهم إىل أحكام املالبالد؛ كما وقع يف أايم الفتوحات واستمر بعدها يف الدولتني إىل أن اضمحل أمر اخلالفة

فإذا ثبت أن اشرتاط القرشية إمنا هو لدفع التنازع مبا كان هلم من العصبية . وتالشت عصبية العربأمة، علمنا أن ذلك إمنا هو من والغلب، وعلمنا أن الشارع ال خيص األحكام جبيل وال عصر وال

الكفاية فرددانه إليها وطلبنا العلة املشتملة على املقصود من القرشية، وهي وجود العصبية، فاشرتطنا يف القائم أبمور املسلمني أن يكون من قوم أويل عصبية غالبة على من معها لعصرها،

إمنا جعل اخلليفة انئبا عنه يف القيام أبمور وإذا نظرت سر هللا يف اخلالفة مل تعد هذا؛ ألنه سبحانهعباده ليحملهم على مصاحلهم ويردهم عن مضارهم، وهو خماطب بذلك، وال خياطب ابألمر إال من له قدرة عليه، مث إن الوجود شاهد بذلك؛ فانه ال يقوم أبمر أمة أو جيل إال من غلب عليهم،

.61"لوجوديوقل أن يكون األمر الشرعي خمالفا لألمر ا

. 12/111، صحيح مسلم بشرح النووي: النووي 60

. 115، ص املقدمة: ابن خلدون 61

18

قرشيا خلرب "أن من شروط اإلمام أن يكون ( ه 126ت) أبو حيىي األنصاريوذكر فإن فقد فكناين، مث رجل من بين إمساعيل، مث عجمي على ما يف « األئمة من قريش»النسائي

.62"التهذيب، أو جرمهي على ما يف التتمة، مث رجل من بين إسحاق: مثل ذلك فقال يف تعداده لشروط اإلمامة( ه 117ت) اخلطيب الشربيينوذكر

وبه أخذ الصحابة ومن بعدهم، هذا عند « األئمة من قريش»خامسها كونه قرشيا؛ خلرب النسائي "تيسر قرشي جامع للشروط، فإن عدم فمنتسب إىل كنانة، فإن عدم فرجل من بين إمساعيل صلى

مة، وجرهم أصل العرب، ومنهم تزوج سيدان هللا عليه وسلم ، فإن عدم فرجل جرمهي كما يف التتوال . إمساعيل حني أنزله أبوه ملسو هيلع هللا ىلص أرض مكة، فإن عدم فرجل من بين إسحاق ملسو هيلع هللا ىلص ، مث إىل غريهم

مل يكونوا من –رضي هللا تعاىل عنهم -يشرتط كونه هامشيا ابتفاق؛ فإن الصديق وعمر وعثمان .63"بين هاشم

ذهب اجلمهور إىل العمل بقضية هذا احلديث؛ فشرطوا (: "ه 1831ت) املناويوقال ال جيوز إال من ولد –وهم الشيعة -كون اإلمام قرشيا وقيده طوائف ببعضهم؛ فقالت طائفة

من : وقالت أخرى. ال جيوز إال من ولد جعفر بن أىب طالب، نقله ابن حزم: وقالت طائفة. عليقال . ال جيوز إال من ولد عمر: وبعضهم. ال جيوز من ولد أمية: وقال بعضهم .ولد عبد املطلب

جيوز كون اإلمام غري : وقال اخلوارج وطائفة من املعتزلة. ابن حزم وال حجة ألحد من هؤالء الفرقتولية غري : وابلغ ضرار بن عمرو؛ فقال. قرشي؛ وإمنا اإلمام من قام ابلكتاب والسنة ولو أعجميا

ومل يعرج على هذا القول : قال ابن الطيب. ي أوىل ألنه أقل عشرية؛ فإذا عصى أمكن خلعهالقرش . 64"، وانعقد اإلمجاع على اعتباره قبل وقوع اخلالف«األئمة من قريش»بعد ثبوت خرب

أقوال المحدثين .2

يف فهم هذا احلديث، وكيفية بعد أن أوردان أقوال املتقدمني، نورد فيما يلي أقوال احملدثني .االستدالل به

. 2/268، فتح الوهاب بشرح منهج الطالب: األنصاري 62

. 4/138، املنهاجمغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ : الشربييناخلطيب 63

. 3/118، فيض القدير شرح اجلامع الصغري: املناوي 64

11

ويف رأينا أنه : "بعد أن أشار إىل االختالف يف فهم احلديث حسن بسيوينيقول الدكتور قد يكون هلذا الشرط دور يف بداية الدولة اإلسالمية، إال أنه بعد انتشار الدين من الصني واهلند

، إذ اإلسالم يقوم على التآخي واملساواة إىل األندلس، أضحى التمسك هبذا الشرط حمل نظروالتمسك ابلنسب والعصبية من شأنه أن يثري النفوس ال سيما واملسلمون ... وبغض العصبية

وقول رسول 65 إن أكرمكم عند هللا أتقاكم: سواسية وأساس التفضيل بينهم التقوى، لقوله تعاىلتراب، ال فضل لعريب على عجمي، وال لعجمي على عريب، وال كلكم آلدم وآدم من »: هللا ملسو هيلع هللا ىلص

من ذلك يتبني أن الكتاب والسنة أقرا . «ألبيض على أسود، وال ألسود على أبيض؛ إال ابلتقوى .66"أن أساس التفضيل التقوى، وليس االنتساب إىل جنس أو قبيلة معينة

األئمة من قريش، مل يفكر يف :أن أاب بكر حينما قال لألنصار طه حسنيويرى الدكتور إطالق اإلمامة لقريش كلها دون حتديد و إمنا كان يفكر هو وعمر وأبو عبيدة يف املهاجرين الذين سبقوا إىل اإلسالم فآمنوا به قبل أن يؤمن غريهم، وآزروا النيب أبنفسهم وأمواهلم على نشر الدعوة

قال لألنصار أن األئمة من قريش، كان فأبو بكر حينما. يف مكة أايم اجلهد والشدة والضيقيقصد إىل هذه الطبقة املمتازة من قريش، طبقة الذين سبقوا إىل اإلسالم وجاهدوا مع النيب يف مكة

.67واملدينةومعىن هذا الذي يقوله الدكتور طه حسني، أن شرط القرشية ال حمل له بعد انتهاء الطبقة

إىل اإلسالم وجاهدوا مع النيب يف مكة أثناء الفتنة، وجاهدوا املمتازة من قريش، أولئك الذين سبقوا .معه يف املدينة أثناء القوة رأي ابن خلدون يف أن شرط القرشية زال بزوال قوة قريش منري البيايتويرجح الدكتور

األصل العام يف الوالايت يف اإلسالم، أهنا تقوم على الكفاءة واألمانة، وأن : "وغلبتها، فيقولمن »: وقال عليه السالم. 68إن أكرمكم عند هللا أتقاكم: التفاضل إمنا يكون ابلتقوى، قال تعاىل

. 13اآلية : سورة احلجرات 65

.62، صالدولة ونظام احلكم يف اإلسالم: بسيوين، حسن السيد 66

. 36-1/35، الفتنة الكربى: حسني، طه 67

. 13اآلية : سورة احلجرات 68

28

: ، وأيضا 70«ليس لعريب فضل على عجمي إال ابلتقوى»وأيضا 69«سبهبه عمله مل يسرع به ن أبطأمث إن األحاديث اليت وردت يف شرط النسب . 71«امسعوا وأطيعوا وإن أتمر عليكم عبد حبشي »

القرشي ال تتعارض والتوجيه الذي ذكره ابن خلدون، بل يؤيده ويرجحه أن الصحابة ملا اختلفوا يف –رضي هللا عنهما –منا أمري ومنكم أمري، دفعهم أبو بكر وعمر : رالسقيفة؛ فقالت األنصا

تعليل من أيب بكر وعمر –فيما نرى –وهذا . إن العرب ال تدين إال هلذا احلي من قريش: وقاالرضي هللا عنهما لشرط القرشية، يتضمن سكون امللة وارتفاع اخلالف ودينونة العرب لقريش،

ومثله ما قاله النيب الكرمي للعباس حني طلب إليه أن يوصي بقريش . همفناسبه أن يكون األمري منإمنا أوصي قريشا ابلناس، وهبذا األمر، وإمنا الناس تبع لقريش، فب ر الناس تبع لربهم، »: فأجابه

ويف هذا إشارة إىل تبعية الناس لقريش، برهم وفاجرهم، فناسبه أن يكون . «وفاجرهم تبع لفاجرهم .72"هماألمري من

فريى أن حق اإلمامة مقيد بطاعة هللا، وهي ليست حمصورة عبد القادر عودةأما الشهيد ويالحظ أن األحاديث اليت سبق ذكرها معناها مجيعا واحد من حيث إهنا : "يقول. يف قريش

جعلت اإلمامة يف قريش، ولكن يف بعضها زايدة مقبولة، تقطع أبن األمر مل جيعل يف قريش مطلقا من كل قيد، و إمنا هو لقريش ما أطاعوا هللا واستقاموا على أمره فإذا عصوه سقط حقهم يف

األئمة »جاء مطلقا كحديث « ال يزال األمر يف قريش ما بقي من الناس اثنان»اإلمامة، وحديث . إال أن كليهما مقيد مبا اشرتط يف األحاديث األخرى من طاعة هللا والقيام على أمره« من قريش

وسقوط حق قريش يف اإلمامة ليس معناه أال يكون إمام من قريش، و إمنا معناه أن ال تكون .73"اإلمامة حمصورة يف قريش؛ فيجوز أن يكون اإلمام قرشيا أو غري قرشي

أن القرشية شرط كمال ال شرط صحة، وأن هذا الشرط ذهب حيىي إمساعيلويرى الدكتور وليس اشرتاط القرشية تشريفا لشجرة النبوة فحسب كما ذهب قوم، " :يقول. بذهاب زعامة قريش

.2611، حديث 4/2874ذكر، ابب فضل اإلجتماع على تالوة القرآن، ، كتاب المسلمصحيح : أنظر. رواه مسلم 69

، حديث 5/86، املعجم األوسط: الطرباين. 23536، حديث 5/411، مسند أمحد: أمحد والطرباين أنظرأخرجه 70 .3/266، جممع الزوائد: أنظر". رواه أمحد ورجاله رجال الصحيح: "وذكره اهليثمي يف جممع الزوائد وقال عنه. 4741

. 7/154، السنن: النسائي 71

. 218، ص النظام السياسي اإلسالمي مقاران ابلدولة القانونية: البيايت، منري محيد 72

. 125، ص اإلسالم وأوضاعنا السياسية: عودة، عبد القادر 73

21

بل هو شرط زمين، وكان شرط كمال هلا يف حينه لفضيلة يف قريش، ألهنم كانوا أهل غلب تنقطع اخرج أمحد . مث ذهبت قريش كما ذهب غريها، وبقيت حاجة املسلمني لإلمام قائمة. هبم الفنت

أسرع قبائل الناس »: قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص : ببعضه، عن أىب هريرة قالوأبو يعلى والطرباين والبزار وفوق أهنم كانوا أهل غلب فإهنم استجمعوا آنئذ ما تفتقر إليه الزعامة والقيادة من . 74«فناء قريش

إن منصب اخلالفة منصب قيادة عاملية، والقيادة ال : "وقال يف موضع آخر. 75"صفات وميزاتإىل صحة النسب يف معظم أحواهلا، فقد يعجز القرشي ويطيق غريه، وهلذا أجاز بعض أهل تفتقر

.76"السنة إمامة الفاجر إن احتيج إليهفقد أيد العالمة ابن خلدون، يف اعتبار أن شرط القرشية يوسف القرضاويأما الدكتور

.77وعدما قد زال بزوال قوة قريش وجمدها؛ ألن احلكم يدور مع العلة وجودا إن اشرتاط القرشية اليت نص عليها : "حني قال عطية صقروهو ما ذهب إليه الشيخ

احلديث، ليس املقصود منه التربك ابالنتساب إىل النيب ملسو هيلع هللا ىلص وعشريته، فليس ذلك من مقاصد الشر عنها، اإلمامة؛ وإمنا من مقاصدها قوة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق املصلحة لألمة ودفع

وإذا كان احلديث متفقا مع هذا املقصد يف أايم النيب ملسو هيلع هللا ىلص وبعدها بقليل، فرمبا ال يتفق يف وقت . 78"آخر

. 18/26، دجممع الزوائ". احلديث أخرجه البزار والطرباين وأمحد، وإسناد الطرباين ثقات: "قال اهليثمي 74

. 276، ص منهج السنة يف العالقة بني احلاكم واحملكوم: إمساعيل، حيىي 75

. 275املرجع السابق، ص 76

. 138، ص كيف نتعامل مع السنة النبوية: القرضاوي، يوسف 77

online.net-www.islam" حديث األئمة من قريش" فتوى بعنوان : صقر، عطية 78

22

المبحث الثالث

مناقشـة وتحلـيـل

ث، فسياق احلدي. واضح« األئمة من قريش»إن مفهوم اإلمامة اليت يدل عليها حديث

امللك يف »و « اخلالفة يف قريش»و « األمراء من قريش»ورواايته الكثرية اليت جاءت بصيغ مثل . كل ذلك جيعلنا نقطع أبن اإلمامة املقصودة يف احلديث هي اإلمامة العظمى؛ أي اخلالفة« قريش

23

نصار، وهذا ما فهمه الصحابة من احلديث؛ لذلك احتج به أبو بكر وعمر يوم السقيفة على األ .يف قضية خالفة رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ، فقبله اجلميع ومل يعرتض أحد

مل يبق على حاله، –وعلى الرغم من وضوحه –ولكن اقتصار اإلمامة على هذا املفهوم

بل طرأ عليه حتول ملموس فيما بعد اإلمام الشافعي، إذ جاء تالميذه وحمبوه ليقولوا أبن اإلمامة وعلى هذا املعىن يكون يف . ست فقط اإلمامة العظمى، بل ويدخل فيها إمامة العلم والدينهنا لي

فاحلديث حجة يف مزية قريش على غريهم، والشافعي . هذا احلديث بيان لفضيلة اإلمام الشافعي .قرشي

وال حجة : "وتعقب القاضي عياض هذا القول بقوله. هكذا رأى بعض أصحاب الشافعي

كما تعقبه القرطيب أبنه دليل على التعصب؛ . 79"املراد ابألئمة يف هذه األحاديث اخللفاء فيه ألن .80"صحبته غفلة قارهنا من صميم التقليد طيشة: "بل إنه قال عمن قال به

وإن كنا ال نؤيد تفسري احلديث هبذا الشكل؛ لما أشران من وضوح داللته على اإلمامة

سري يشري إىل حتول واضح يف مفهوم احلديث، جاء يف فرتة زمنية تنافس العظمى؛ إال أن هذا التفمما يدل على أن . فيها تالميذ الفقهاء على إبراز إمامة مشاخيهم، وأصالتهم، وفضلهم على غريهم

.مرور الزمن، والبيئة احمليطة، والظروف السائدة، هلا عالقة واضحة بفهم احلديثبعية لقريش؛ فريى النووي وابن حجر وغريمها من السابقني، أن ومثة حتول آخر يف مفهوم الت

ويرى النووي أن هذه التبعية ابقية إىل . التبعية لقريش كانت يف اجلاهلية، مث استمرت يف اإلسالم. وذكر أبهنا كذلك منذ عصر الرسول ملسو هيلع هللا ىلص حىت اآلن؛ أي حىت عصره الذي يعيش فيه. آخر الدنيا

وألهنا كانت كذلك؛ أي أهنا استمرت يف . كانت اخلالفة يف قريش حىت عصر النووي وابلفعلأن األمر سيبقى على هذا احلال، وأن جمد قريش –رمحه هللا -قريش حىت وقت حياته، فقد ظن

ولكن هل بقي جمد قريش ؟ وهل بقيت اخلالفة فيهم ؟. دائم ال يزول

. 13/128، فتح الباري: ابن حجر العسقالين 79

.املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 80

24

دفع " ما بقي من الناس اثنان"ديث ينص على بقائها إن زوال اخلالفة عن قريش مع أن احلإىل وجود تطور آخر يف مفهوم احلديث، أال وهو التنبه إىل القيد املوجود يف بعض رواايت

ما إن است رمحوا رمحوا، وإن عاهدوا وف وا، وإن حكموا عدلوا، فمن مل يفعل ذلك »: احلديث، وهوما ... إن هذا األمر يف قريش »: ويف رواية أخرى« ئكة والناس أمجعنيمنهم؛ فعليه لعنة هللا واملال

. إذا فبقاء اإلمارة فيهم مقيد إبقامة الدين، وبطاعة هللا يف الرعية، ووفاء العهد معهم. «أقاموا الدين .فلما زالت هذه من قريش، زالت اإلمامة عنهم

فهل . ث، وجدان حتوال آخر يف مفهومهاوإذا ما انتقلنا إىل الصيغة اليت وردت هبا األحادي

وردت هذه األحاديث بصيغة األمر أم اخلرب ؟ وماذا نفهم من ذلك ؟

إىل قضية مهمة يف فهم هذه األحاديث؛ –رمحه هللا –( ه 1831ت)التفت املناوي . مذلك أهنا وردت بصيغة اخلرب، وصيغة اخلرب ختتلف عن صيغة األمر، ابعتبارها ال تدل على حك

فهي أخبار عن حال قريش وما . 81«كما تكونوا يوىل عليكم»وفسره املناوي ابحلديث اآلخر .حيدث هلا يف املستقبل

شرط : وأما اآلن فسننظر يف قضية احلديث الرئيسية؛ ملالحظة جوانب التحول فيها، وهي

.القرشية يف اإلمام

ال يف طبيعة فهمهم له، إذ يتبني من ابلنظر يف أقوال العلماء يف هذا الشرط، نلمس حتو األقوال اليت أوردانها سابقا، أن مجهور العلماء السابقني يقولون هبذا الشرط، بينما ذهب القليلون

حدثني، فال جند اآلن . إىل عدم اشرتطه، كما سنوضح فيما بعد

من العلماء من –تقريبا –أما امل ؟ وما هي طبيعة التحول الذي طرأ على مفهوم احلديث ؟ فما الذي حصل . يقول بشرط القرشية

:سنحاول فيما يلي أن نتناول هذه القضية بشيء من البسط والتوضيح

بينما . ذهب مجهور أهل السنة من السابقني، ومعهم الشيعة، إىل القول بشرط القرشية .خالفهم يف ذلك اخلوارج وبعض املعتزلة

فلماذا خالف اخلوارج ؟

. 577، حديث 1/336، مسند الشهاب: انظر. أخرجه الشهاب يف مسنده 81

25

ظران يف طبيعة األوضاع السياسية والطائفية السائدة يف ذلك احلني، لوجدان أن أهل لو نالسنة كانوا أمام نص واضح من رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ؛ أن اإلمامة يف قريش، وكان مجيع األئمة يف

وقد ولكن كيف للخوارج أن يقبلوا بذلك،. حينها قرشيني، وكانت قريش صاحبة اجملد والعظمةخرجوا على اإلمام علي وهو القرشي اهلامشي، ال بد إذا هلذا اخلروج من أتويل يرفضون بناء عليه

األوىل أن ال يكون اإلمام قرشيا؛ ألنه أقل عشرية؛ مما يسهل : شرط القرشية، حىت قال بعضهمناس تبع هلا، ولكن ولقد كانت السيادة والغلبة حينها لقريش، وال. اخلروج عليه يف حال عصيانه

.كيف للخوارج أن يتبعوا عليا وقد خرجوا عليه

لقد كان ذلك أتثرا ابلظروف . من هنا نفهم ملاذا رفض اخلوارج هذا الشرط، ومل يعرتفوا بهوهو يف رأيي ما جعل أهل السنة يصرون على التمسك هبذا الشرط، . السياسية السائدة آنذاك

ىت ال يتهم من يرفض هذا الشرط ابلوقوف يف صفهم أو مساندهتم يف وقوفا يف وجه اخلوارج، وح .82رأيهم

. ومع اهتزاز مكانة قريش بني العرب، وجدان أن مفهوم احلديث بدأ يتغري يف نظر شراحه

بدأ يطرح تساؤالته حول هذا احلديث، مبينا أنه ال –رمحه هللا -( ه 478ت)فها هو اجلويين وهو –ورأى أنه إذا وجد إمام أكثر أهلية هلذا املنصب . على شرط القرشيةميكن القبول به دليال

ونلحظ هنا أن اجلويين كان صاحب نظرة مقصدية، فهو . فهو أحق به من القرشي –ليس قرشيا فهو يرى أن الذي يستحق اخلالفة، هو من . مل يقف على حرفية النص، ولكنه نظر إىل مقصده

نظر عن نسبه، فإن وجد قرشي أهال للمنصب فبه ونعمت، وإن مل يوجد، كان أهال هلا، بغض ال .فصاحب األهلية أوىل منه، وإن مل يكن قرشيا

وابلرغم من نظرة اجلويين هذه، وتصرحيه بعدم عقالنية هذا الشرط، إال أننا جنده متحريا

نه بنفسه يصرح هبذا الرتدد يف عند الكالم عن هذا الشرط، بل جند أ -يف غري موقع -مرتددا ومن شرائط اإلمامة عند أصحابنا، أن يكون اإلمام قرشيا، إذ : "، حني يقول( اإلرشاد ) كتابه

82

.ال يعين ذلك أن متسكهم هبذا الشرط كان من ابب العصبية دون مستند، فالدليل إىل جانبهم

26

موها»: وقال« األئمة من قريش»: قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وهذا مما خيتلف فيه « قدموا قريشا وال تقد .83"وهللا أعلم ابلصواب. ي جمالولالحتمال فيه عند. بعض الناس

وكان معظم العلماء يف عهد اجلويين متمسكني هبذا الشرط، واستمر األمر على ذلك مدة ثالثة قرون تقريبا، حىت جاء العالمة ابن خلدون، الذي يشكل قوله حتوال حقيقيا يف فهم هذا

خرج على هذا الشرط، إال أن ما وإن كان بعض الدارسني قد نسب إىل الباقالين أنه. احلديث .أثبتناه من قول الباقالين نفسه يف كتاب التمهيد، يدل على أنه سار مع القائلني ابشرتاط القرشية

إىل قضية غابت عن الكثريين، أال وهي علة النص، –رمحه هللا –لقد التفت ابن خلدون

تاج إىل قوة وسيادة لتنفيذ أمر هللا، وقريش ذلك أن اإلمارة حت. أو العلة اليت ألجلها جاء احلكم. يف صدر اإلسالم مكانت لديها احلظوة واملكانة بني العرب، سواء أكان ذلك يف اجلاهلية أ

منا أمري : لذلك اعرتض أبو بكر وعمر على األنصار الذين قالوا. فناسب أن تكون اإلمارة فيهمولكن الظروف اختلفت، ". إال هلذا احلي من قريش إن العرب ال تدين: "مومنكم أمري، فقاال هل

وسيادة قريش ذهبت، وجنمها أفل، وبذلك يذهب هذا الشرط مع ذهاب قريش، ألن احلكم يدور .مع العلة وجودا وعدما، فإذا وجدت العلة وجد احلكم، وإذا زالت العلة زال احلكم

يدان، وهو ما ذهب إليه وتبناه معظم العلماء ويعد قول ابن خلدون فتحا جديدا يف هذا امل

حدثني، حىت أننا ال نكاد جند قوال ألحدهم خيرج عما قاله ابن خلدون، وهو القول الذي متيل

امل .إليه النفس وأتنس به

. وميكننا القول بناء على ذلك، أبن شرط القرشية هو شرط أفضلية وكمال، ال شرط صحةم القرشينفسها وغري قرشي وفيهما الشروط إذا اجتمع قرشي : مبعىن وإن متيز اآلخر بصفاته . ، يقد

م، وال عربة بقرشية األول وال نكون بذلك قد خالفنا حديث رسول هللا صلى . على القرشي يقد .هللا عليه وسلم ، وإمنا فهمناه ضمن اإلطار الذي قيل فيه

كما هو احلال يف رواية البخاري اليت دة، مث إن كثريا من رواايت احلديث جاءت مقي

مما يدل على أن اإلمامة ليست يف قريش بشكل ذكرانها سابقا، واليت قيدت األمر إبقامة الدين،

. 288، ص اإلرشاد إىل قواطع األدلة: اجلويين 83

27

مطلق متحرر من كل قيد، وإمنا هي هلا ما دامت مستقيمة على أمر هللا فإن عصت سقط حقها قريش، و إمنا نعين أن ال تكون اإلمامة حمصورة وال نعين بسقوط حقها أن ال إمام من. يف اإلمامة

وعلى هذا ميكن فهم الرواايت بناء على املطلق واملقيد، فما نص منها على أن اإلمامة يف . فيهم .قريش مطلق، وما نص على أهنا يف قريش ما أطاعوا هللا مقيد، وعلى هذا حيمل املطلق على املقيد

ج علينا رجل فاسق عاص هلل تعاىل، ويدعي القرشية مث يطلب ومن هنا فإنه ال جيوز أن خير

فإن هذا يتناىف وتعاليم هذا الدين وأصوله الراسخة، فليس مبستحق . بيعة الناس أو حق اإلمامةفحينما طلب أبو ذر من رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أن يوليه، رفض ذلك؛ . هلذا املنصب إال من هو أهل له

وإذا أمعنا . 84«إنك ضعيف وإهنا أمانة»: به القوة اليت تؤهله هلذا املنصب، ورد عليه ألنه ليسالنظر يف نصوص القرآن والسنة، وجدان أن منزلة اإلنسان من هللا سبحانه وتعاىل، ليست ابألهل

إن أكرمكم عند هللا﴿و إمنا هي ابلعمل والتقوى . 85«به عمله مل يسرع به نسبه أبطأمن »والنسب

وعلى هذا نفهم فضل قريش على غريها يف جمال اإلمامة، فالرسول ملسو هيلع هللا ىلص مل مييز قريشا . 86﴾أتقاكمإال ألهنا كانت قادرة على القيام بتبعات هذا املنصب وحتمل أعباء هذه اإلمامة، وملا أصبحت غري

. للقول هبذا الشرطقادرة وتغريت الظروف، واختلفت موازين القوى، مل يعد هناك جمال

. 1825، حديث 3/1457، كتاب اإلمارة، ابب كراهة اإلمارة بغري ضرورة، مسلم صحيح: انظر. رواه مسلم 84

. 28ص يفسبق 85

. 13اآلية : سورة احلجرات 86

28

الخاتمة

فإنه جيدر بنا أن « األئمة من قريش»وبعد هذه اجلولة املمتعة، والرحلة الشيقة، مع حديث

:نسجل أهم النتائج اليت مت التوصل إليهاصحيح، فقد تعددت رواايته، وكثر رواته، وصححه معظم « األئمة من قريش»حديث .1

.مبعناه يف الصحيحني ووردت رواايت . احملققنيوال حجة ملن قال أبهنا . املقصود ابإلمامة الواردة يف احلديث، اإلمامة العظمى؛ أي اخلالفة .2

.أيضا إمامة العلم والدينحدثني . مجهور العلماء السابقني قالوا بشرط القرشية يف اإلمام، ومتسكوا به .3

ولكن معظم امل

.تنازلوا عن هذا الشرطاإلصرار على لسياسية والطائفية املوجودة يف عهد اخلوارج، أثر كبري يف كان للظروف ا .4

.التمسك هبذا الشرط من قبل أهل السنة والشيعة، ويف رفضه من قبل اخلوارجتدل على أن منح قريش حق اإلمامة مل يكن مطلقا « األئمة من قريش»رواايت حديث .5

وهذا . أخرى فيهم كالتقوى والعدل والصالح وغريهامن كل قيد، و إمنا هو مشروط بتوفر شروط .يعين أن حقهم يف اإلمامة يزول إذا مل تتوفر هذه األمور، وإذا مل يوجد هذا القيد

تعد القوة والغلبة والسيادة من أهم الدعائم اليت تقوم عليها اإلمارة، وهذه أمور كانت .6ولكن بعد ذهاب جمد قريش، وأفول . مموجودة يف قريش، لذلك منحوا حق اإلمارة دون غريه

جنمها، مل يعد هلذا الشرط أية ضرورة، أو أية حاجة، فرب غري قرشي أعلم وأفضل وأقدر على .شغل هذا املنصب من غريه، فيكون أهال له، وحقيقا به

إن سقوط حق قريش يف اإلمامة ليس معناه أن ال إمام منهم، و إمنا معناه أن ال تكون .7 .مامة حمصورة فيهم، فيجوز أن يكون اإلمام قرشيا أو غري قرشياإل

فإذا اجتمع قرشي وغري قرشي، وفيهما . القرشية شرط أفضلية وكمال ال شرط صحة .8م القرشينفسها ، وهلما الكفاءةنفسها الصفات ولكن إذا كان غري القرشي أكثر أهلية . ، ي قد

. ت إىل القرشي وال يؤبه بههلذا املنصب، فهو أحق به، وال يلتف

21

قائمة المراجع

القرآن الكرمي .1كمال : ، حتقيق الكتاب املصنف يف احلديث واآلاثرابن أيب شيبة ، أبو بكر عبد هللا بن دمحم ، .2

( .ه 1481، 1مكتبة الرشد ، ط: الرايض )يوسف احلوت ، دار ابن كثري ، اليمامة، : ريوت ب)مصطفى ديب البغا ،: ، حتقيق السنة: ابن أيب عاصم ، عمرو .3

( .م1187/ه 1487، 3طمكتبة املتحف العراقي : بغداد )، املصباح املضيء يف خالفة املستضيئ: ابن اجلوزي ، عبد الرمحن .4

( . 1411، خمطوط برقم : بريوت)، حتقيق شعيب األرانؤوط، صحيح ابن حبان: ابن حبان ، دمحم بن حبان بن أمحد البسيت .5

( .م 1113/ه 1414ن 2سة الرسالة ، طمؤستلخيص احلبري يف أحاديث الرافعي : ابن حجر ، أبو الفضل أمحد بن علي بن حجر العسقالين .6

/ ( .1164/ه 1384: املدينة املنورة ) السيد عبد هللا هاشم اليماين املدين ، : ، حتقيق الكبري ، صحيح البخاري فتح الباري شرح=============================== : .7

( .ه 1371دار املعرفة ، : بريوت )دمحم فؤاد عبد الباقي و حمب الدين اخلطيب ، : حتقيق ( .ه 1351املطبعة املنريية ، : القاهرة ) ، احمللى: ابن حزم ، أبو دمحم بن أمحد بن سعيد .8 ( .مؤسسة قرطبة : مصر ) ، املسند: ابن حنبل ، أمحد بن حنبل الشيباين .1

( . 3دار إحياء الرتاث العريب ، ط: بريوت ) ، املقدمة: ابن خلدون ، عبد الرمحن .18جامع العلوم واحلكم يف شرح مخسني : ابن رجب ، أبو الفرج عبد الرمحن بن أمحد احلنبلي .11

( .ه 1488، 1دار املعرفة ، ط: بريوت ) ، حديثا من جوامع الكلم ، الكامل يف ضعفاء الرجال: بن عدي بن عبد هللا بن دمحم اجلرجاين ابن عدي ، أبو أمحد عبد هللا .12

( .م 1188/ه 1481، 3دار الفكر ، ط: بريوت ) حيىي خمتار غزاوي ، : حتقيق ، 1دار صادر ، ط: بريوت ) ، لسان العرب: ابن منظور، أبو الفضل مجال الدين دمحم بن مكرم .13

( .م 1118/ه 1418دار : دمشق )حسني سليم أسد ، : ، حتقيق مسند أيب يعلىلي بن املثىن، أبو يعلى، أمحد بن ع .14

( .م1184/ه 1484، 1املأمون للرتاث ،ط، 1دار الوفاء ، ط: مصر ) ، منهج السنة يف العالقة بني احلاكم واحملكوم: إمساعيل ، حيىي .15

( .م 1186/ه 1486

38

مكتبة املعارف للنشر : بريوت ) ، ب للمنذريصحيح الرتغيب والرتهي: األلباين ، دمحم انصر الدين .16 ( .ه 1421، 1والتوزيع ، ط

املكتب : بريوت ) ، البن أيب عاصم" السنة"ظالل اجلنة يف ختريج ============= : .17 ( .ه 1421، 1اإلسالمي ، ط

، فتح الوهاب بشرح منهج الطالب : األنصاري ، أبو حيىي زكراي بن دمحم بن أمحد بن زكراي .18 ( .ه 1418، 1دار الكتب العلمية ، ط: بريوت )

التمهيد يف الرد عل امللحدة املعطلة والرافضة واخلوارج : الباقالين ، أبو بكر دمحم بن الطيب .11 ( .م 1147مطبعة جلنة التأليف والرتمجة والنشر ، ) ، واملعتزلة

دار ابن كثري ، : بريوت ) مصطفى ديب البغا ، : ، حتقيق الصحيح: البخاري ، دمحم بن إمساعيل .28 ( .م 1187/ه 1487، 3اليمامة ، ط

، 1عامل الكتب ، ط: القاهرة ) ، الدولة ونظام احلكم يف اإلسالم: بسيوين ، حسن السيد .21 ( .م 1185/ه 1485

مطبعة الدولة، : استانبول )، أصول الدين: البغدادي ، أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي .22 ( .م 1128، 1ط

( .دار البشري :عمان ) ، النظام السياسي اإلسالمي مقاران ابلدولة القانونية: البيايت ، منري محيد .23دمحم عبد القادر ، : ، حتقيق السنن الكربى: البيهقي ، أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي بن موسى .24

( .م 1114/ه 1414از ، مكتبة دار الب: مكة املكرمة ) دمحم : ، حتقيق اإلرشاد إىل قواطع األدلة: اجلويين ، إمام احلرمني عبد امللك اجلويين النيسابوري .25

( .م 1158: القاهرة ) يوسف موسى و الشيخ علي عبد املنعم ، : ، حتقيق غياث األمم يف التياث الظلم============================= : .26

( .ه 1488، 1مكتبة إمام احلرمني ، ط: قطر ) يب ، عبد العظيم الدمصطفى : ، حتقيق املستدرك على الصحيحني: احلاكم ، أبو عبد هللا دمحم بن عبد هللا النيسابوري .27

( .م 1118/ه 1411، 1دار الكتب العلمية ، ط: بريوت ) عبد القادر عطا ، ( .م 1151، دار املعارف: مصر ) ، الفتنة الكربى: حسني ، طه .28حمفوظ الرمحن زين هللا : ، حتقيق العلل: الدارقطين ، أبو احلسن علي بن عمر بن أمحد بن مهدي .21

( .م 1185/ه 1485، 1الرايض ، دار طيبة ، ط) السلفي ، ) ، حتقيق ك السيد عبد هللا هاشم مياين املدين، السنن: الدارمي ، أبو دمحم عبد هللا بن عبد الرمحن .38

( .م 1166شركة الطباعة الفنية املتحدة ، : رة القاه

31

: ،حتقيق الفردوس مبأثور اخلطاب: الديلمي ، أبو شجاع شريويه بن شهردار بن شريويه اهلمذاين .31 ( .م 1186، 1دار الكتب العلمية ، ط: بريوت ) السعيد بن بسيوين زغلول ،

دمحم سيد : ، حتقيق يف غريب القرآن املفردات: الراغب ، أبو القاسم احلسني بن محد األصفهاين .32 ( .دار املعرفة : بريوت ) كيايل ،

مؤسسة : القاهرة ) أمين علي أبو مياين ، : ، حتقيق مسند الروايين: الروايين ، أبو بكر دمحم بن هارون .33 ( .ه 1416، 1قرطبة ، ط

أبو إسحاق : ، حتقيق الديباج على صحيح مسلم: السيوطي ، أبو الفضل عبد الرمحن بن أيب بكر .34 ( .م 1116/ه 1416دار ابن عفان ، : السعودية ) احلويين األثري ،

( .دار الفكر : بريوت ) , مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج: الشربيين ، دمحم اخلطيب .35جمليد محدي بن عبد ا: ، حتقيق مسند الشهاب: الشهاب، أبو عبد هللا دمحم بن سالمة بن جعفر .36

( .م 1186/ه 1487، 2مؤسسة الرسالة ، ط: بريوت )السلفي ، حممود إبراهيم : ، حتقيق السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار: الشوكاين ، دمحم بن علي بن دمحم .37

( .ه 1485، 1دار الكتب العلمية ، ط: بريوت ) زايد ، online.net-www.islam" شحديث األئمة من قري" فتوى بعنوان : صقر ، عطية .38: عمان/بريوت)دمحم شكور حممود، : ، حتقيقاملعجم الصغري: الطرباين، سليمان بن أمحد بن أيوب .31

( .م1185/ه 1485، 1دار عمار، ط/املكتب اإلسالمي) ن عبد اجمليد السلفي ، محدي ب: ، حتقيق املعجم الكبري=================== : .48

( .م 1183/ه 1484، 2مكتبة العلوم واحلكم ، ط: املوصل ( .دار املعرفة : بريوت ) ، ملسندا: الطيالسي ، سليمان بن داود الفارسي البصري .41، كشف احلفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث على ألسنة الناس: العجلوين ، إمساعيل .42

( .ه 1485، 4مؤسسة الرسالة ، ط: بريوت ) القالش ، أمحد: حتقيق ) أبو عبد هللا حممود بن دمحم احلداد ، : ، استخراج ختريج أحاديث إحياء علوم الدين: العراقي .43

( .م 1187/ه 1488، 1دار العاصمة للنشر ، ط: الرايض : ، حتقيق د يف اختصار املقاصدالفوائ: العز بن عبد السالم ، عبد العزيز بن عبد السالم السلمي .44

( .ه 1416، 1دار الفكر ، ط/دار الفكر املعاصر: دمشق ) إايد خالد الطباع ، ، 3املختار اإلسالمي ، ط: القاهرة ) ، اإلسالم وأوضاعنا السياسية: عودة ، عبد القادر .45

( .م 1178/ه 1318

32

مطبعة : مصر ) دمحم حامد الفقي ، : ، حتقيق ةاألحكام السلطاني: الفراء ، أبو يعلى دمحم بن احلسني .46 ( .ه 1375مصطفى البايب احلليب ،

منشورات : الوالايت املتحدة األمريكية ) ، كيف نتعامل مع السنة النبوية: القرضاوي ، يوسف .47 ( .م 1118/ه 1418، 2املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ، ط

( .م 1166: القاهرة )، األحكام السلطانية: يب املاوردي ، أبو احلسن علي بن دمحم بن حب .48) دمحم فؤاد عبد الباقي ، : ، حتقيق الصحيح :مسلم ، أبو احلسني مسلم بن احلجاج النيسابوري .41

( .دار إحياء الرتاث العريب : بريوت عبد : ، حتقيق األحاديث املختارة: املقدسي ، أبو عبد هللا دمحم بن عبد الواحد بن أمحد احلنبلي .58

( .ه 1418، 1مكتبة النهضة احلديثة ، ط: مكة املكرمة ) امللك بن عبد هللا بن دهيش ، املكتبة التجارية الكربى ، : مصر ) ، فيض القدير شرح اجلامع الصغري: املناوي ، عبد الرؤوف .51

( .ه 1356، 1طيوسف القرضاوي ، : ، انتقاء الرتغيب والرتهيب: املنذري ، زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي .52

( .م 1113/ه 1413، 1دار الوفاء ، ط: مصر ) ( .املطبعة املصرية ابألزهر : مصر ) ، السنن: النسائي ، أبو عبد الرمحن امحد بن شعيب .53بسام عبد الوهاب : ، حتقيق آداب الفتوى واملفيت واملستفيت: النووي ، أبو زكراي حيىي بن شرف .54

( . ه 1488، 1دار الفكر ، ط: شق دم) اجلايب ، دار إحياء الرتاث : بريوت ) ، صحيح مسلم بشرح النووي================== : .55

( .ه 1312، 2العريب ، طدار الكتاب العريب : بريوت ) ، جممع الزوائد ومنبع الفوائد: اهليثمي ، نور الدين علي بن أيب بكر .56

( .م 1182/ه 1482، 3، ط