26
ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﺩﺏ(ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ) ﺍﻷﺩﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﻣﻀﻤﻮﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ٭( ﺍﳌﺴﺆﻭﻝﺍﻟﮑﺎﺗﺐ) ﻧﻈﺮﯼ ﻋﻠﲑﺿﺎ ٭٭ ﻓﻮﻻﺩﻱ ﻣﺮﱘ ﺍﳌﻠﺨﺺ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻷﺩﺏ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻗﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻣــﻦ ﻓﻨ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺗﻌﺘــﱪ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺗﺸﮑﻞ. ﺎﺏ ﻭﺍﻟﮑﺘ ﺍﻟﺸــﻌﺮﺍﺀ ﺑﲔ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﮐﺎﻧﺖ ﺣﻴﻮﺍﻧﴼ، ﺍﻧﺴــﺎﻧﴼ، ﻳﮑﻮﻥ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﴼ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻃﺮﰲ ﺑﲔ ﻭﺩﻳ ﺃﻭ ﻋﺪﺍﺋﻴ ﳏﺎﺩﺛﺔ ــﺔ، ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﻭﻷﻥ. ﺍﻟﻌﻨﺎﺻــﺮ ﻣﻦ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺰﺍﻋﻴﺔ ﻣﻔﺎﻫﻴــﻢ ﺃﻭ ﻧﺒﺎﺗــﴼ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﮐﺎﻥ ﺫﻟﮏ، ﻋﻠﯽ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻭﻻﻣﻊ ﺑﺎﺭﺯ ﺑﺸﮑﻞ ﺍﳌﻤﻠﻮﮐﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻮﺟﻮﺩﴽ ﮐﺎﻥ ﻓﻔﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ؛ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ: ﺑﻘﺴــﻤﻴﻪ ﺍﳌﻤﺎﻟﻴﮏ ﺃﺩﺏ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﲢﻠﻴﻠﻲ- ﻭﺻﻔﻲ ﺑﺄﺳــﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻭﰲ،(ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ) ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﯽ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﮑﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﯼ ﺍﻟﻘﺴﻢ. ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﱰﺓ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﳌﻨﺜــﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻭﺃﻣﺜﻠﺔ ﳕــﺎﺫﺝ ﺫﮐﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠــﻲ ﻋﻠﯽ ﺍﻟﱰﮐﻴﺰ ﻳﮑﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﮐﺜﺮ(ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ) ﺍﻟﺸــﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺃﻧ ﺇﻟﯽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺸــﲑ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺍﺕ ﺃﻣ. ﺣﮑﻢ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻗﺼﲑﺓ ﮐﺎﻧﺖ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺸــﺮ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﶈﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺑﲔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺧﺎﺻﺔ، ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻃﺒﻖ ﺧﺎﺹ ﲟﻌﻨﯽ ﻓﺄﮐﺜﺮﻫﺎ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺪﺣــﻲ ﺃﻭ ﺩﻳﲏ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧــﴼ ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻴــﺚ. ﺍﻟﱰﻓﻴﻬﻲ. ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﻦ ﺍﳌﻤﻠﻮﮐﻲ، ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ، ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ، ﺍﻷﺩﺏ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﺰﻭﻳﻦ، ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺍﳋﻤﻴﲏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ. ٭[email protected] ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﺰﻭﻳﻦ، ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺍﳋﻤﻴﲏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻭﺁﺩﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ. ٭٭ ﺷﻮﻧﺪﻱ ﺣﺴﻦ.: ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ١٣٩٤/٧/١٨ : ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ١٣٩٤/٢/١٢ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ( ﻤﺔ ﳏﻜﻓﺼﻠﻴﺔ) ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺇﺿﺎﺀﺍﺕ٢٠١٥ ﺍﻷﻭﻝ ﮐﺎﻧﻮﻥ/١٣٩٤ ﺷﺘﺎﺀ ـ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ـ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ١٤٣ ـ١٦٨ ﺻﺺ

اصل المقالة (247 K)

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي

علريضا نظری (الکاتب املسؤول)٭مرمي فوالدي٭٭

امللخصــن الفنون األدبية فهي معروفة عند وقت طويل يف األدب العريب ــرب املناظرة فنا م تعتــعراء والکتاب. تشکل هذا النوع األديب من تقليد املناظرات وکانت متداولة بني الشــانا، حيوانا، ــة، حمادثة عدائية أو ودية بني طريف املناظرة وأحيانا يکون انس الواقعيــر. وألن هذا النوع األديب ــم انتزاعية من الطبيعة وغريها من العناص ــا أو مفاهي نباتکان موجودا يف األدب اململوکي بشکل بارز والمع وبناء علی ذلک، کان هذا البحث ــميه: النظري والعملي؛ ففي ــلوب وصفي - حتليلي ليبحث يف أدب املماليک بقس بأسالقسم النظری انکب هذا البحث علی تعريف هذا النوع األديب (املناظرة)، ويف القسم ــورة يف هذه الفرتة الزمنية. ــاذج وأمثلة من املناظرات املنظومة واملنث ــي ذکر من العملــعرية (املنظومة) أکثر ما يکون الرتکيز علی تشــري النتائج إلی أنه يف املناظرات الشــر حيث کانت قصرية وبدون حکم. أما املناظرات احملادثات مبعناها العام وبني البشــرية املنثورة فأکثرها مبعنی خاص وطبق قواعد خاصة، ترتبط بني العناصر غري البشــي وبعض األوقات اجلانب ــا لديها جانب تعليمي أو ديين أو مدح ــث إنها أحيان حي

الرتفيهي.

الکلمات الدليلية: األدب العريب، النظم والنثر، العصر اململوکي، فن املناظرة.

٭. أستاذ مساعد جبامعة اإلمام اخلميين الدولية، قزوين، إيران[email protected]

٭٭. طالبة يف اللغة العربية وآدابها جبامعة اإلمام اخلميين الدولية، قزوين، إيرانالتنقيح واملراجعة اللغوية: د. حسن شوندي

تاريخ القبول: ١٣٩٤/٧/١٨ش تاريخ الوصول: ١٣٩٤/٢/١٢ش

إضاءات نقدية (فصلية حمكمة)

السنة اخلامسةـ العدد العشرونـ شتاء ١٣٩٤ش/ کانون األول ٢٠١٥م

صص ١٦٨ ـ ١٤٣

Page 2: اصل المقالة (247 K)

١٤٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

املقدمةــة ومظلمة من تاريخ ــک بعنوان فرتة زمانية منحط ــا ما يأيت ذکر دولة املمالي غالبــام (٩٢٢ هـ ق) حيث أصبح ــد هوالکوخان (٦٥٦ هـ ق) إلی ع ــقوط بغداد علی ي س

العثمانيون أصحاب قوة وقدروا وأداموا ذلک االحنطاط.واحلــدث األهم الذي حصل يف فرتة دخول هوالکو إلی بغداد هو أمره بقتل الکثري ــن الکتب واآلثار العلمية ــي وضياع الکثري م ــن العلماء وکبار العلم واألدب وتالش مــي العلم ــول إن هذه الفرتة الزمنية هي عهد تالش ــة، علی هذا ميکن الق ــة القيم واألدبيــض الکتب التارخيية ــول إلی حد يصفه بع ــي أو األف ــن ليس هذا التالش واألدب ولکواألدبية. ألنه يف هذه الفرتة کان لدينا الکثري من اآلثار اهلامة واليت ليست فقط تقليدا ــا أو أن ظهورها األقوی ــابقة بل إنها تعترب ابتکارا أدبي ــا من األدوار األدبية الس حمضوالبارز کان يف هذه الفرتة، لذا فإنه من الواجب، االهتمام بتلک احلقبة الزمنية وإظهار

النقاط اإلجيابية الساطعة فيها أکثر من قبل.ــد من الفنون األدبية اليت ظهرت آنذاک وأصبحت ضربا من االلتزام واليت هي واحجديرة بالبحث، (فن املناظرة)، وهناک مناذج شعرية ونثرية مهمة من الشعراء والکتاب

اختصت بهذا املجال. وحفلت کتب األدب واللغة والتاريخ بالنصوص اليت تدل علی بلوغ املناظرة مکانة ــن ذلک ال جند من األدباء واملورخني ــة بني فنون األدب املختلفة، وعلی الرغم م رفيعا دارت البحوث حول القصة واملسرحية واخلطبة والرسالة، من يفرد هلا حبثا خاصا وإمنــتقل له مساته وأهدافه وخصائصه. (غالحمســني زاده واحلقيقة أن املناظرة، فن أديب مســاعر أو الکاتب يضع طريف املناظرة ــي عبارة عن أن الش ــالء، ١٤٣٢ق: ٢٢) وه والزمــوع معني ويف النهاية يتفوق أحدمها ــال بعضهما اآلخر وجيربمها علی احلديث مبوض قبــذا البحث خيتص بهذا النوع األديب يف ــی اآلخر. (داد، ١٣٧١ش: ٢٧٧) لذا فإن ه علــی اآلثار اجليدة يف ذلک الظالم التارخيي. ــلط الضوء عل تلک الفرتة الزمانية حتی يســميه ــي – حتليلي ويتناول املوضوع يف قس ــيکون البحــث يف بنيته علی منهج وصف وس

النظري والتطبيقي.

Page 3: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٤٥

من مجلة األسئلة اليت يسعی هذا البحث لإلجابة عنها: ١- إنه علی أي أساس وبأي دليل نستطيع أن نعترب املناظرة فنا أدبيا مستقال؟ ٢- ما هي أهم املواضيع اليت طرحت ــأ املناظرات يف العهد من خالل املناظرات األدبية يف تلک الفرتة؟ ٣- کيف يقيم منش

اململوکی؟ــلوب ــئلة املذکورة هي: ١ـ مبا أن املناظرة أس والفرضيات اليت ميکن طرحها لألسأديب يدوم علی العصور املتوالية منها اململوکی ومبا فيها من األغراض والبنی التخاطبية ــعر والنثر ٢ـ املوضوع الرئيس يف املناظرة هو ميکن عدها فنا رائعا أدبيا يتمثل يف الشالتفاضل حيث يظهر يف التخاطب بني األشخاص واألشياء املتنوعة وأما سبب التفاضل فيختلف من مناظرة إلی أخری ٣ـ ميکن أن نعد املناظرة يف ذروة مجاهلا وأدبيتها يف هذه

الفرتة ومن أکثر الفنون استخداما يف الشعر والنثر اململوکي.

خلفية البحثــابقة زمنية طويلة يف األدب العريب ولکنها قلما کانت يعنی بها مع أن املناظرة هلا سبالنسبة إلی األنواع األدبية األخری والکتب واملقاالت اليت کتبت يف هذا املجال قليلة ــکل خاص بل جدا إضافة إلی ذلک فإن هذه األحباث مل تبحث يف أدوار اإلحنطاط بش

إن قلة االهتمام بهذا املوضوع هو حبد ذاته جدير بالذکر.علی سبيل املثال يف مقالة "املناظرة األدبية ومساتها الفنية يف األدب العريب" لتمساح علی أمحد النحيلة (کلية اللغة العربية، ١٤١٩ق) تتضمن املقالة فقط عنوانا کليا وشامال ــعر العريب القدمي" حملمد وتبحــث عن بعض املناظرات املنثورة. أو مقالة "احلوار يف الشــاحر وعام، ــعيد حســني مرعي (جملة جامعة تکريت، ٢٠٠٧م) واليت أيضا بعنوان س ستتضمن فقط حتليل شعر امرئالقيس. ومن األحباث اليت أجنزت بشکل مقارن بني األدبني ــارة إلی األحباث املقارنة بني "املناظرات األدبية املنثورة ــی ميکن اإلش العريب والفارســورة يف کل األدوار ــوکی واليت ذکرت املناظرات املنث ــية والعربية" لنعيمة حس الفارســالة ــي حيث انصرف يف رس ــوراه، ١٣٨٩ش) أو بهنام فارس ــة (أطروحة دکت التارخييــتري إلی حبث مقارن بني "املناظرات األدبية يف األدبني الفارسي والعريب". بذکر املاجس

Page 4: اصل المقالة (247 K)

١٤٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ــابقة يتوضح لنا أن فرتة االحنطاط األديب مل تکن حمط حتليل أو حبث يف أي األمثلة الســدة من العصور األدبية املثمرة بهذا النوع ــابقة مع أن تلک الفرتة واح من األحباث الس

األديب (املناظرة).

اإلطار املفهومي للبحث١-١– األنواع األدبية

قام کبار األدب بوضع تعاريف کثرية لألدب من مجلتها؛ اجلرجاين يف کتابه التعريفات قال: «األدب عبارة عن معرفة ما حيرتز به عن مجيع أنواع اخلطأ، آداب البحث؛ صناعة ــرائطها صيانة له عن اخلبط يف البحث ــان کيفية املناظرة وش ــتفيد منها اإلنس نظرية يســي الواقع إن األدب باملعنی ــا للخصم وإفخامه.» (اجلرجاين، ١٤٠٧ق: ٣٦) فف وإلزامــرة، وبذلک يکون معناه تأديبا. اللغوي للکلمة يعين الثقافة والعلم، الفن، حســن املعاشــة والصرف والنحو ــتمل علی اللغ ــو علم عرفه القدماء علی أنه يش ــالح ه ويف االصطــان والبديع والعروض والقافية، وقوانني اخلــط وقوانني القراءة وبعضهم واملعاين والبيــاء والتاريخ. (معني،١٣٨١ش: ٥٧) ولکن األدب ــتقاق قرض الشعر واإلنش أضاف اشبالتعبري املعاصر يقتصر علی الشعر والنثر وما يتصل بهما من األخبار واألنساب. (أمحد

بدوی، ١٩٩٦م: ١٩)األدب بشکل أساسي وحموري قسمان: شعر ونثر. حيث إن کال من األقسام السابقة قابلة للتقسيم، فالشعر علی أساس ظاهره وقالبه الشعري؛ إما قصيدة أو غزل أو قطعة أو مثنوي و... وعلی أساس احملتوی واملوضوع واألسلوب ينقسم إلی أنواع خمتلفة کالشعر ــي والتعليمي والديين و... . حيث قام رزجمو يف کتابه األنواع األدبية إلی تقسيم احلماســکار والعواطف واحلاالت ــعري ونوع األف ــعار من حيث احملتوی واملضمون الش األشوالتجارب الشعرية إلی: ١- أشعار محاسية ٢- غنائية ٣- مدحية ٤- تعليمية ٥- دينية ــکوی ١٠- وصفية ١١- القصصية ١٢- ٦- انتقادية ٧- رثائية ٨- تهنئة ٩- بث الش

املناظرة ١٣- عامية و حملية. (انظر: رزجمو، ١٣٧٠ش: ٥٢-٥٣)يعتقد البعض أن األنواع األدبية تنقسم إلی قسمني، حيث إن األنواع األدبية األصلية

Page 5: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٤٧

ــرحية، قصصية، قصة قصرية. وأنواع ة، غنائية، مس ــي يف وجهة نظرهم عبارة عن: محاسفرعية تشمل: مرثية، مفاخرة، مناظرة، هجو، مدح، مناجات، متثيل، مقالة، حياة الشاعر ــار أو الکاتب. (رحيمی، ١٣٧٤ش: ١٨) تواجهنا أيضا يف النثر أنواع خمتلفة، حيث أش

إليها أمحد بدوي يف کتابه "أسس النقد األديب" وهي کما يلي: ــائل األدبية، املقامات، املفاخرات، ــلطانية، الرسائل اإلخوانية، الرس الرسائل الساحلوادث اجلارية، رسائل الصيد، عقود الزواج، اإلجازات العلمية، التقريض، التهذيب، ــخ، القصص، مقدمات الکتب، اهلزل. (انظر: أمحــد بدوی، ١٩٩٦م: ٥٧٣-٥٩٣) التاري

حيث أنه طرح املناظرة حتت عنوان املفاخرات. وبناء علی ذلک فإن املناظرة نوع أديب، حيث إنها کانت يهتم بها الشعراء والکتاب ــعري ــث کانت تظهر أحيانا يف قالب ش ــريب، منذ القدم. حي ــي والع يف األدبني الفارســر األديب أيضا هلا أمهية بالغة وألن هذا النوع ــا أخری يف قالب النثر. ومن النظ وأحيانــي. لذلک قمنا ببحث ــتخدم بقوة يف النصــوص األدبية يف العهد اململوک ــد اس األديب ق

املناظرة يف آداب تلک الفرتة.

١ـ٢ـ املناظرة:يقول ابن منظور يف لسان العرب حتت کلمة املناظرة: «املناظرة: أن تناظر أخاک يف ــر إذا نظرمتا فيه معا کيف تأتيانه.» (ابن منظور، ١٤٠٥ق: ٢١٧) ويف الواقع املناظرة أمــياء ومن ــر مع بعضکم البعض، أي التفکري يف حقيقة وماهية األش ــة تعين «النظ يف اللغــوية والبحث سوية يف احلقيقة وماهية األشياء ــوية املجادلة والنزاع س مث البحث فيه سوالسؤال واإلجابة سوية والبحث.» (دهخدا، ١٣٧٣ش: ١٩٠٤٥) ولکن يف االصطالح عبارة عن تبادل الکالم واآلراء املتعارضة يف موضوع يثري اجلدل، کبعض املوضوعات

السياسية أو األدبية. (وهبة، ١٩٨٤م: ٣٩٠)ــتخدم يف العلوم املختلفة منها يف املنطق وأحيانا تکون املناظرة بصورة واقعية وتســروطا ة و... وهي يف هذه احلال تتطلب ش ــي والعلوم الدينية واألحباث العلمية والسياســألة حبثنا هي املناظرات األدبية واليت تکون أحيانا بني عدة ورسوما خاصة ولکن مس

Page 6: اصل المقالة (247 K)

١٤٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

أشخاص، علی األخص بني العاشق و املعشوق وأحيانا تکون بني احليوانات والنباتات واألشياء و... .

وألنه يف هذا النوع من املناظرات عادة ما تتجادل وتتنازع عدة شخصيات خيالية، سواء کانت حيوانا أو نباتا أو أشياء دون روح (مجاد) ومفاهيم حمضة لذا بعض الشعراء مسوها (نزاع، جدال) ذلک ألن کل شــخص من هذه الشخصيات يسعی يف مناظرته أن ــمی املناظرة مفاخرة. (بورجوادی، ــت تفوقه ومتيزه علی الطرف اآلخر وأحيانا تس يثب

١٣٨٥ش: ٣٢) وطبعا مسيت للمناظرة يف اللغة العربية (باحلوار، احملاورة واملجاوبة).للمناظرة ثالثة شروط:

ها األول: أن جيمع بني خصمني متضادين أو متباينني يف صفاتهما حبيث تظهر خواصباملقابلة کالربيع واخلريف والصيف والشتاء.

الثاين: أن يأتی کل من اخلصمني يف نصرته لنفسه وتفنيد مزاعم قرنه بأدلة من شأنها أن ترفع قدره وحيط من مقام اخلصم حبيث مييل بالسامع عنه إليه.

ــنا وترتب علی سياق حمکم ليزيد الثالث: أن تصاغ املعاين واملراجعات صوغا حسبذلک نشاط السامع وتنمی فيه الرغبة يف حل املشکل. (اهلامشي، ١٣٦٦ش: ١٨٨)

تستخدم املناظرة إما مبعناها العام أو باملعنی اخلاص فهي باملعنی العام تقريبا تتضمن ــواء أکان احلديث طويلا أم قصريا، سواء أي نوع من األحاديث بني طرفني أو أکثر. ســواء أکان ينتهي حبکم أو ال. ولکن عندما ــابقة أو ال، س أکان فيه جانب عدواين أو مســون عبارة عن حديث أو کالم ينجز طبقا ــتخدم املناظرة باملعنی اخلاص، عندها تک تســعی کل واحد من املتخاصمني إلی تعداد حماسنه وذکر مساوئ لقواعد خاصة. مثلا يســرف املقابل، هذه األحاديث ــه علی أنه أفضل من الط الطرف املقابل ويشــري إلی نفســعی احلکم ــرات أکثر ما تکون وحتدث بوجود وحکم طرف ثالث وغالبا ما يس واملناظ

إلی إرضاء الطرفني املتخاصمني ويصلح بينهما. (بورجوادي، ١٣٨٥ش: ٣٤) ــة واألخالقية ــا القضايا الديني ــرات خمتلفة، منه ــذه املناظ ــت موضوعات ه وکانــية والغرامية. (وهبة، ١٩٨٤م: ٣٩٠) حيث إن املناظرات يف هذه املوضوعات والسياســا اهلدف من هذه ــبيل املثال، أحيان ــباب وبواعث خمتلفة علی س ــا ما تکون ألس غالب

Page 7: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٤٩

املناظرات هو إثبات أو نفي مسألة أو عقيدة خاصة، حتقري الطرف املقابل، إظهار احملبة يف أحاديث العشق بني العاشق واملعشوق، مدح املمدوح، التفاخر علی األخری وأحيانا

هذه املناظرات فقط للتسلية وإظهار القدرة الفنية يف الشعر والنثر. ــة مبا فيها ــية) للمناظرة هي احلماس يعتقد البعض أن املعنی األصلي (البنية األساســخصه علی اآلخر، ويأخذ باالختالفات اللفظية وکل من تفاخر بني طرفني وتفضيل شــتدالالته اخلاصة ويف النهاية لدينا ــه علی اآلخر معتمدا علی اس شــخص يفضل نفسغالب ومغلوب. (انظر: مشيسا، ١٣٧٣ش: ٢٢٧) واملناظرة من ناحية أخری لديها جذور ــي يعين االمتياز والتفوق يف املفاخرة ألن التفاخر يف الثقافة العربية ويف األدب الفارســکل طرفني ــإن هذه التفاخرات، أخذت تدرجييا خصائص طريف املنازعة وظهرت بش فوبصورة األسئلة واألجوبة أو قال وقلت ويف اللغة الفارسية (گفتم و گفتا). (شوشرتی، ١٣٨٩ش: ٦٣) بشکل عام جتدر اإلشارة إلی أن جنس احلوار أو املناظرة جنس عام، يتخذه الکاتب أو الشاعر قالبا فنيا ألغراض کثرية. (غنيمي هالل، ١٩٦٢م: ٢٦٤) ويف ــارة نوعية للتغيري يف أفکار ملجتمع ــلوب وطريقة حيث إنها إش الواقع أن املناظرة؛ أســادر علی إدراک اآلخر حضوره. ــد بقول ما قد مر من مرحلة أحادية اجلانب وق معتق

(حممدی، ١٣٨٣ش: ٧٣)

١ـ ٣ـ سابقة املناظرة ــومرية تعود کتابة املناظرة يف األدب العاملي إلی احلضارات البابلية واألکادية والســرات املجادالت واملنازعات باللغة بني النهرين. حيث وجدت إلی اآلن أجزاء من عشــارات حيث کتبت علی ألواح طينية يف تلک الفرتة. تعود ــة تعود إلی تلک احلض احلاليــي ممثل لنوع أديب ــة آالف عام قبل امليالد وه ــات إلی حوايل ثالث ــة هذه النزاع قدمــطی. ــتمر بعد ذلک يف اآلداب اإليرانية والعربية واللغات األروبية يف القرون الوس اس

(بورجوادي، ١٣٨٥ش: ٣٢ و ٤١)ــية إلی عصور قدمية حيث نستطيع أن ــتخدام لفظ املناظرة يف اللغة الفارس يعود اســاهد أول منوذج هذا األسلوب يف األدب قبل اإلسالم ويف اآلثار املستبقة من اللغة نش

Page 8: اصل المقالة (247 K)

١٥٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ــة. (حممدی، ١٣٨٣ش: ٧٠) ففي األدب البهلوي أو اإليراين القدمي راجت نزعة البهلويشعبية يقصد فيها إلی شرح وجهتی نظر خمتلفتني يف شکل احلوار أو اجلدل، أو يف عرض ــب األخری. وقد بقي لنا من األدب اإليراين ــني أدبيتني متضادتني إحدامها جبان صورتــورية.» (غنيمي هالل، ١٩٦٢م: ٢٥٨) ولکن ــجرة األش القدمي حوار أديب عنوانه «الشري حيث إن مناظراته اخلمسة أسدي طوسي هو مبتکر املناظرة يف الشعر الفارسي الدــماء واألرض"، "نيزه ــرب وعجم: العرب والعجم"، "آمسان و زمني: الس عبارة عن: "عوکمان: السهم والرمح"، "شب وروز: الليل والنهار"، "مغ و مسلمان: املغان واملسلمني"، ــني وأحضر دالئل ــن تلک املناظرات طرف ــل بني کل واحدة م ــاعر ختي حيث إن الشــا واآلخر جمابا. (حممدی، ــا علی اآلخر. وبالتايل کان أحدمها جميب ــی تفوق أحدمه عل

١٣٨٣ش: ٧٠)

١ـ٣ـ ١ـ املناظرة يف األدب العريب ــري ــالمي وبعده، فقد أش ــود املناظرة يف األدب العريب إلی العهد اإلس ــا ما تع غالبــلمني بهذا األسلوب حيث ــر يف القرآن الکرمي ومت تکليف املس ــکل غري مباش إليه بشــري "جادهلم" ورد يف القرآن الکرمي "جادهلم باليت هي أحســن" وألنه قد ذکر يف التفاســاهدة أمثلة أخری يف هذا املجال مبعنی "ناظرهم". (رحيمی، ١٣٧٤ش: ٣٥) وميکن مش(املفهوم) کما يف سورة هود، واألعراف، ومرمي و... ونستطيع أن نعد املجادلة اليت عرفت

بالنقائض يف العهد األموي بني جرير واألخطل، نوعا من املناظرة.ــي حيث إن أشهر األدباء والکتاب هذا النوع األديب موجود أيضا يف العصر العباســذه الفرتة، جاحظ البصري (١٦٠-٢٥٥ق) حيث ترک الکثري من اآلثار املنظومة يف هــان، مفاخرة اجلواری والغلمان، ــورة أيضا يف هذا املجال منها: العرجان والربص واملنث

فخر السودان والبيضان، األسد والذئب، و... . (اذکائی، ١٣٨٦ش: ٧)ــر اململوکي علی غري ما کان معروفا يف ــعراء العص ولکن قد لوحظت کثرتها عند شــعر العريب القدمي، وال يعين هذا أنها مل تکن موجودة فيه، وإمنا قصدت اإلشارة إلی الشأنها أصبحت ضربا من االلتزام، فما کان عفويا يف أسلوب الشعر أصبح معتمدا فيه، وما

Page 9: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٥١

ــعر األقدمني غري ملتزم، أصبح عند شعراء هذا العصر واجب االلتزام. (باشا، کان يف ش١٤٢٥ق: ٣٣١)

ــد املناظرة من األنواع األدبية اليت أمهلها الباحثون املعاصرون کلية، علی الرغم تعــيت کانت تصوغ حمتويات کتب ــکل نوعا بارزا يف قائمة األنواع األدبية ال ــن أنها تش مــی اآلن، املناظرة يف األدب العريب ــالمي القدمي ولکن مل تدرس إل ــريب اإلس األدب العــة علمية تطرحها نوعا أدبيا، وتضعها يف إطار األنواع األخری ــالمي القدمي دراس اإلس

ل جمموع األدب القدمي. (الصديق، ٢٠٠٠م) اليت تشک

٢ـ القسم التطبيقي للبحثــبة ــکل املناظرة يف العصر اململوکي کثرية نس ــيت کانت علی ش ــار األدبية وال اآلثــابقة ألنه کما أوضحنا سابقا جاء استخدام أسلوب املناظرة يف هذه الفرتة للعصور الســوا باملناظرة يف تلک الفرتة کثريون ومن ــکل الزامي والتزامي واألدباء الذين اهتم بشمجلتهم: صفيالدين احللي، والشاب الظريف، وعمر بن الوردی، والقلقشندي، وابن نباتة ــراج الدين الوراق، وبهاء الدين الزهري، والربعي، والشهاب املنصوري، املصري، والســرف الدين، وابن حجر العسقالين، وشهاب الدين اخللوف، وابن الرزيق، والصاحب ش

وابن دقيق العيد و... .ــمان: منظومة ومنثورة، حيث إننا سنأيت علی واملناظرات األدبية يف هذه الفرتة قس

ذکرها وحبثها يف اآلثار املنظومة أولا مث سننکب علی اآلثار املنثورة.

٢ـ ١ـ املناظرات الشعرية٢ـ١ـ١ـ من حيث طريف املناظرة:

إن أول وأهم العناصر يف بنية املناظرات هو طرفاه يکونان من جنس بشري أو غري بشري ميکن حتليلهما علی األقسام التالية:

٢ـ١ـ١ـ ١ـ املناظرات بني العاشق واملعشوق:ــق واملعشوق، وميکن لنا غالبا ما کانت املناظرات املنظومة يف هذه الفرتة بني العاش

Page 10: اصل المقالة (247 K)

١٥٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

أن نشاهد منوذجا منها فی أبيات صفي الدين احللي:لت اجلفون بالوسن قلت: ارتقابا لطيفک احلسنقالت: کحفرقتنا ــد بع ــليت تس فقلت: عن مسکين وعن سکينقالت: ــن حمبتنا ــاغلت ع واحلزنقالت: تش ــکاء الب بفرط قلت: قالت: تناءيت، قلت: عن وطينقالت: تناسيت، قلت: عافييت!قالت: تغريت، قلت: يف بدينقالت: ختليت، قلت: عن جلدي!ــک والغنب١قالت: ختصصت دون صحبتنا فقلت: بالغنب في

(ديوان صفي الدين احللي، التا: ٤٠٩-٤١٠)ــق واملعشوق وکلمتا (قالت وقلت) تکررت يف هذه إن هذا الغزل، مناظرة بني العاشــا مرتني، حيث إنه طاملا ــدا البيت األخري وأحيانا يف بعض األبيات تکررت املناظرة عکانت الفتة للنظر وتزيد يف مجال البيت من حيث االتساق اللفظي. نظم الشاعر يف هذا الغزل، احلديث بني العاشق واملعشوق بصورة جواب وسؤال، ويف املناظرة عنصر مجايل ــق حبيث يثري إعجابنا ويزيد مجاله بأن املعشوقة تسأل سؤالا آخر هو نوع إجابة العاش

ولکن العاشق جييب جبواب علی غري السؤال الذي طرح وکان متوقعا.

٢ـ١ـ١ـ٢ـ املناظرات بني اإلنسان والشيطان:ــهاب املنصوري من الشعراء الذين له حمادثات خيالية مع إبليس. يف هذا يعترب الشــه وحينئذ يظهر له إبليس أمامه ــيطر النوم الثقيل علی عيني احلديث يصف ليلة کان يس

ويقوم خبداعه. يبدأ احملادثة علی النحو التايل: ــری ــا و الک ــت به ــة ب ــحبوليل تس ــه أذيال ــيت مقل يف ــها عارضا ــاءين إبليس ــبإذ ج خيل ــا به ــا أنواع ــي علــک يف غادة ــال يل هل ل يف وجنتيها الصبح و الکوکبفقــادن٢ ــت ال، قال و ال ش ــی يلعبفقل ــرف بالنه ــو بط يرنــوة ــال و ال قه ــت ال، ق يکسوک کاس امللک إذ تشربفقل

١. الغنب والغنب (بتسکني الباء و فتحها): اخلداع٢. الشادن: ولد الغزال، استعارة للغالم

Page 11: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٥٣

ــة ــال و ال کبش ــت ال، ق ــش بها طيبفقل ــراء فالعي خضــال و ال مطرب ــت ال، ق الصفا يطربفقل ــدا عند إذا شــم معرضا ــت ال، قال فن ــر املتعبفقل ــت احلج ــين فأن ع

(السيوطي، ١٩٢٧م: ٨٦)وابن الوردي أيضا له حمادثة بنفس املضمون مع إبليس:

ــس أتی ــت و إبلي ــهمن معتدب ــة حبيليف قولک ــا م ــال ــهفق مطيب ــة حشيشــال و ال ــت ال، ق ــهفقل مذهب ــرم ک ــرة مخــال و ال ــت ال، ق ــتبهفقل اش بالبدر ــرد أمــال و ال ــت ال، ق ــه١فقل مکتب ــة مليحــال و ال ــت ال، ق ــةفقل مطرب ــو هل ــة آلــال و ال ــت ال، ق ــبهفقل ــرد رجاء املکس نفنم ــال ق ال، ــت ــهفقل ــت إال حطب ــا أن م

(السبکی، ١٩٦٤م: ١٠١)ــاعر ــس يف بداية کل مناظرة يبدأ خبداع الش ــاهد يف کلتا املناظرتني، إبلي ــا نش کمــاعر يف کل أبيات املناظرة بالنسبة للشيطان ــاليبه املاکرة، ولکن يکون جواب الش بأسجوابا سلبيا مبقاومته لألساليب املخادعة للشيطان يفوز بالنهاية، طبقا تری املناظرات ــيطان أيضا يف أشعار صفي الدين احللي واليت تتشابه مع املناظرات االنتزاعية مع الشــدة. ولکن نتيجة احملادثة مع ــابقة الذکر من حيث املضمون واحملتوی وحجم القصي الســان ذو طينة سيئة وکلما يعرض ــيطان متباينة ألن صفيالدين احللي يعترب أن اإلنس الش

الشيطان علی اإلنسان شيئا يقبله اإلنسان بقلبه وعقله:ــا ــهادي به ــال س ــة ط ــد الرقادوليل ــزارين إبليس عن فــقفة٢ ــل لک يف ش ــال: ه ــهاد؟!فق ــية تطرد عنا الس کبش

١. املکتبه:املجتمعة اخللق٢. الشقفة: القطعة من اخلزف، واملراد هنا احلشيشة اخلضراء. (باشا، ١٤٢٥ق: ٣٣٣)

Page 12: اصل المقالة (247 K)

١٥٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ــال: ويف قهوة ــم! ق عتقها العاصر من عهد عاد؟!قلت: نعــال: ويف مطرب إذا شدا يطرب منه اجلماد؟!قلت: نعم! قــال: ويف طفلة١ ــت: نعم! ق ــاء اتقاد؟!قل ــا للحي يف وجنتيهــادن ــت: نعم! قال: ويف ش ــواد؟!قل قد کحلت أجفانه بالســا ــال: من آمن ــم! ق ــت: نع يا کعبة الفسق ورکن الفساد؟!قل

(ديوان صفي الدين احللي، التا: ٦٢٨)

٢ـ١ـ١ـ ٣ـ املناظرات بني الورد (األزهار)ــي، حيث إن طريف ــار کمناظرة صفي الدين احلل ــد تکون املناظرات بني األزه وقمناظرته ورد الزنبق والورد األمحر. کل من الطرفني يسعی إلی إثبات تفوقه ومجاله علی ــخرة الطرف اآلخر وقد متيل املناظرة أحيانا لتحقري الطرف األول للطرف اآلخر ومســرف األول؛ يف احلقيقة قام صفي الدين احللي يف هذه املناظرة بإضفاء صفة ــل للط املقابــانه وکان موفقا يف ذلک ــی األزهار وجعل الورد وتتحدث بلس ــروح بتمام خياله إل ال

احملادثة:ــه ــق أعالم نب ــر الز ــد نش ــر يف خدميتق ه ــال کل الز وقــن سلطانه ــه، راييت!لو مل أکن يف احلس ــت، من دون مارفعــا هازئ ــه ب ــورد ال ــه و قال، ما حتذر من سطويت؟فقهقالذي ماذا ــن: للسوس ــيب يف حضريت؟وقال يقوله األشــه ــق يف قول ــض الزنب ــا عصبيت!وامتع ــال لألزهار؛ ي وقــذا اجليش يب حمدقا ويضحک الورد علی شيبيت؟يکون ه

(ديوان صفي الدين احللي، التا: ٥٥٤)

٢ـ ١ـ ٢ـ من حيث احلجم:تتبادر إلی البال أن املناظرة مبعناها العام هلا حجم واسع وکبري أما احملادثات األدبية

ــرة ناعمة، وعند األصمعي الطفلة اجلارية الرحصة الناعمة. ١. يقال جارية طفلة: إذ کانت رقيقة البش(نفسه)

Page 13: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٥٥

ــعر شعراء العصر اململوکي متباينة من حيث احلجم وأحيانا تکون بيتا أو بيتني أو يف شثالثة أبيات:

ــا وانتش ــی انثن ــه ل ــل جد بوصال منک يل إن تشاقــا ش ــافقال يل تبغي وصال الر ش ــت ال تبذل منک الر وأنــا قال انظروا باجلهل کيف أحنشافقلت هذی مهجيت واحلش

(ديوان الشاب الظريف، ١٤١٥ق: ١٨٦)ــامکم لرس ــوا ــرمقول مغ ــؤاد الف ــک بــه تذيب ــی مت ــوا ــمقال يرس حتی ــت فقل

(ديوان الشاب الظريف، ١٤١٥ق: ٣٠٧)ــن رزيق حيث قام بوصف ــعر اب ــتمل أبيات کثرية کش وأحيانا تتجاوز البيتني وتشــوق ووصف عالقته مبعشوقه يف عدة أبيات مث ينطلق لغرضه األصلي من العشــق واملعش

الشعر وهو مناظرة بينه وبني معشوقه:ــوی بکفي ــا تل ــول و کفه ــت الديارتق ــد من إذا نب أتقصــامل ذا املعايل لعمرک من به تسحمی الديارفقلت الندب ســرمي ک ــک مل ــه إن ــت ــه النضارفقال ــيل جبود راحت يس

ــي ــل کم ــه بط ــت و إن ــدر و القتدارفقال ــه يف املجد ق لــو عف ــري لکث ــه إن ــت ــزارفقال غ ــه مواهب ــه جلانيــم و ذلک لألعادي ــن الفرارفقلت نع ــه مل يغ ــهام عن ســب ــاع خط ــه دف ــت إن ــاق الفرارفقال ــة إذا ض و معضلــض القصارفقلت إذا اکفهر اخلطب ليث ــر کفه البي أظافــود جيری ــه باجل ــت کف ــا القفارفقال ــق به ــة تضي بأودي

(ابن رزيق، ١٤٠٣ق: ٣٨-٣٩)

٢ـ١ـ٣ـ من حيث نوع أفعال املناظرة:قد استخدم الشعراء مشتقات فعل (قال وقلت) فی املناظرات األدبية املنظومة هلذه

Page 14: اصل المقالة (247 K)

١٥٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

الفرتة وتعترب مناظرة الصاحب شرف الدين منوذجا بارزا من هذا النوع:دموع فيض فقال: ــذاذا... الت ــن ه تلتذمـ رذاذا٢فقلت: قد نضب الد و ــا١ وابل ـع عذر ذاک ــا م ــالذافقال: م ــاء م بالد ــذ لبصرب ــوذي ع ــاذافقلت: مع ليس ــال: فقــت: جد يل بوصل هذافقل غري ــل س فقال: ــت: أتلفت روحي ــال يل: کان ماذا؟فقل فق

(ديوان الصاحب شرف الدين، ١٩٦٧م: ١٨٩-١٩٠)ــتخدام (القول) کما نشاهد يف مناظرة صفي الدين احللي ولکن عدل بعضهم عن اس

واستخدم (املجاوبة) بدل (القول):ــواه يف ــن أه ــت م ــري و أکثرت املالمةعاقب هجـــ ــت حب ــين: أقلل ـک يل، فأبديت اجلهامةفأجابــيت کرام إن ــت: فرض عليک إلی القيامةفأجبــه ــا ل ــن م ــين: م ــه کرامةفأجاب ــس ل ــب فلي ح

(ديوان صفي الدين احللي، التا: ٤٣٠)علی أية حال ال ختلو املناظرات عن فعل يتکرر يف کل األبيات ويشري إلی قول کل

طرف من املناظرة مساعدا يف بناء البنية السردية واالتساق النصي فيها.

٢ـ١ـ٣ـ من حيث البنية:البنية األساسية يف املناظرات املنظومة يف العهد املماليک قسمان، وهو طريف املناظرة ويکتفي الشاعر فقط ببيان حديث الطرفني، فالنتيجة واحلکم ال يأيت علی ذکرها ومثال

األشعار املذکورة سابقا اليزال يدل علی هذه القضية.

١. الوابل: املطر الشديد الضخم القطر، وقد جاء يف نعت الدمع تشبيها بالغزارة والکثرة.ــاکن الدائم الصغار القطر کالغبار أو هو بعد الطل، وقد جاء يف نعت ٢. الرذاذ: املطر الضعيف، أو الس

الدمع تشبيها.

Page 15: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٥٧

٢ـ٢ـ املناظرات املنثورةــعر فقط، بل کانت هناک ــن املناظرات األدبية يف العهد اململوکي خمتصة بالش مل تککثرية من املناظرات املنثورة لبيان التفوق والتفاضل بني العناصر املختلفة يف هذه الفرتة ويف هذه املناظرات يقوم کال الطرفني بتعبري عن فضائلهما ويعتربان دالئلهما باألساليب األدبية اجلميلة. وقد تنتهي احلکم بينهما بتفوق کال الطرفني أو تنتهی بدون احلکم وجيرب القارئ أن يعطي حکما مناسبا. عدد املناظرات املنثورة يف هذه احلقبة الزمنية کثري جدا ــه خمتلفة، مادية ومعنوية، حنو مناظرات بني عناصر الطبيعة، األماکن املختلفة، ومواضيعــياء، احليوانات، النباتات، أنواع العلوم، اإلنسان وإبليس و... ومن مجلتها نستطيع األشــارة إلی املناظرة بني مکة واملدينة (علي بن يوسف الزرندي)، مفاخرة بني جزيرة اإلشــمعدان والقنديل (تاج ــيوطي)، املفاخرة بني الش الروضة ومصر (حممد بن أيب بکر األســعد ونوار املجد يف املفاخرة بني النرجس والورد (تاج الدين الدين اليماين)، انوار الســان الدين بن اخلطيب)، کاشف الغمة يف املفاخرة ــال (لس اليماين)، مفاخرات مالقة وسبني النخلة والکرمة (أيب القاسم النجري)، مناظرة بني القلب والعني (ابن قيم اجلوزي)، ــرة بني الورد والنرجس (ابن ــيوطي)، املفاخ املقامة الوردية يف الرياحني والزهور(الس

نباتة) مفاخرة الورد مع النسرين (عزالدين بن غامن املقدسي) و... .ــال لذا نکتفی هنا ــف کل هذه املناظرات فی هذا املج ــن لنا أن نقوم بتعري وال ميک

بتعريف مناذج هلا شهرة کثرية:

٢ـ٢ـ١ـ املناظرة بني األشياءــيف والقلم) ــياء، وهو مناظرات (الس ــاک مثال واضح وبارز للمناظرة بني األش هنــن الوردي، وابن نباتة، ــری يف آثار ثالثة أدباء معروفني يف هذه الفرتة وهم اب ــيت ت وال

والقلقشندي.ــيف والقلم يعد ابن برد األصغر (٤٤٠ق) يف األندلس أول من عقد مفاخرة بني الســري وجاء بعده بثالثة قرون زين الدين ــا ملمدوحه املوفق ابواجليش جماهد العام وکتبهعمر بن الوردي ليدون مناظرته بني السيف والقلم ملرة أخری. (غالحمسني زاده والزمالء،

Page 16: اصل المقالة (247 K)

١٥٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

١٤٣١ق: ٢٣)

الف) مناظرة السيف والقلم لزين الدين عمر بن الوردي (متويف، ٧٤٩ق)ــاس وعماد الدولة مبين ــيف والقلم حيث إن أس تبدأ هذه املناظرة مبقدمة حول الســيلتني وعلی کل حکومة أن يکون لديها هذان الرکنان أو أن توفرمها علی هاتني الوســد وضعتهما (القلم ــذه العناصر ومنزلتها فق ــوردي کان يعرف متاما قيمة ه ــن ال وأن اب

والسيف) يف املجلس مقابل بعضهما اآلخر ودعامها للمناظرة ليحکم يف أمرمها.ــم اهللا جمراها ومرساها والنهار إذا يف هذه املناظرة يفتح القلم احلديث ويقول: «بســد احلمد والدعاء هللا يبدأ بعد ــاها.» (ناجي، ١٩٨٣م: ١١٨) وبع جالها والليل إذا يغشــباق فالکاتب بسبعة أقالم من طبقات الکتاب يف السبع فضائله: «فإن للقلم قصب السالطباق جری بالقضاء والقدر وناب عن اللسان فيما نهی وأمر...» (السابق) وبعد انتهاء ــيف احلديث فيقول کما قال القلم، ويذکر اهللا وقسما من اآلية حديث القلم، يکمل الس٢٥ لسورة احلديد وبعدها ينصرف لوصف نفسه: «قال السيف: بسم اهللا اخلافض الرافع (وأنزلنا احلديد فيه باس شديد ومنافع) ... فإن السيف عظيم الدولة، شديد الصولة، حما ــطار البالغة، وأساغ ممنوع اإلساغة، من اعتمد علی غطره يف قهر األعداء تعب و... أســيف ضمن حديثه يصف مساوئ الطرف اآلخر ــابق: ١١٩) کال من القلم والس .» (الس

وبذلک حيقر الطرف اآلخر ويرفع من جانب نفسه: ای وأنت املخصوص بالصــدي ، أنا آلة احلياة ــا املخصوص بالر ــال القلم: ... أن «ق

وأنت آلة الردی... ــيف: ...ويک إن کنت للديوان فحاســب مهموم، أو لإلنشاء فخادم ملخدوم، قال الس

أو للبليغ فساحر مذموم...ــماء، وأليف الغدير وحليف اهلواء وأما أنت فابن ــال القلم: ... أما أنا ابن ماء الس ق

للنار والدخان وباتر األعمار وخوان اإلخوان...قال السيف: ... أنا ذو الصيت والصوت ... أنا من مارج من نار، والقلم من صلصال

کالفخار ...

Page 17: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٥٩

ــی وأطهر ــا أزک ــم: أن ــال القل قال السيف: أنا أبهی وأبهر و... .»ق(ناجي،١٩٨٣م: ١١٩-١٢١)

ويداومان بهذه املناظرة حتی يقول القلم حماسنه وحماسن السيف کذا: «قال القلم: ... إن کنت أعلی فأنا أعلم، أو کنت أحلی وأنا أحلم، أو کنت أقوی فأنا أقوم ...» (السابق: ــيف بقدرة القلم ألن يعترب املمدوح حامه «قال السيف: کيف ١٢٢) وهکذا يعرتف الســيف أيضا ــاد أزری؟» ويف املقابل يعرتف القلم بفضل الس ال أفضلک واملقر العاليي شــه يعترب املمدوح ويل أمره: «قال القلم: کيف ال أفضلک وهو عز نصره ولی أمري؟» ألنــث وبتوجهه إلی الرباهني ــرة إلی هنا يبدأ احلکم باحلدي ــابق) حينما تصل املناظ (السواألدلة اليت ساقها کال الطرفني جيد أن هلما ارتباطا وثيقا مع املمدوح. لذلک فقد حتايل

وسلم احلکم للممدوح لکی يهدأ کال الطرفني ويسکن غضبهما. واهلدف األساسي يف هذه املناظرة اليت وضعها ابن الوردي بني القلم والسيف بتمام ــانهما ونسب هذه ــن هذين العنصرين بلس قوة خياله؛ مدح املمدوح ألنه بإحصاء حماســکل ــکرية وتدبري حکومة املمدوح وميدحه بش العناصر إلی املمدوح، يعرب القدرة العس

جيد.ــيف والقلم البن ــالة الس ــاک مناظرة أخری کتبت يف العهد اململوکي وهي رس وهننباتة املصري (متويف ٧٦٨ق) وأخری هي حلية الفضل وزينة الکرم يف املفاخرة السيف ــتطيع أن نقول إن ــندي (متويف٨٢١ق). ويف املجموع نس ــم، ألمحد بن علی القلقش والقلــية للمناظرة اهلدف من املناظرات الثالث هو مدح املمدوح، حيث تتألف البنية األساســيف والقلم) واجلزء الثالث هو احلکم الذي حيکم من عدة أجزاء، جزئی املناظرة (الســاقاها. قد ــتدالالت اليت س بني الطرفني بعد مسع أقواهلما وبالتوجه إلی الرباهني واالسيکون هناک جزء رابع وهو الراوي والذي يروي بداية احلدث وسريه ونهاية املناظرة. وقد أثر استخدام الفنون البديعية منها؛ السجع واجلناس والتضمني لآليات واألحاديث ــعار إلی جانب فن التشخيص؛ تاثريا بارزا وهاما فی قيمة هذه املناظرات. ومن واألشــبة للمناظرتني ــتطيع أن نقول بأن مناظرة ابن الوردي حجمها أقل نس حيث احلجم نســيف والقلم علی اللغة العربية وإمنا توجد ــابقتني، طبعا ال تنحصر املناظرة بني الس الس

Page 18: اصل المقالة (247 K)

١٦٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ــية ألنه يف کل لغة يوجد جدال وصراع بني منطق العقل (الفکرة) أيضا يف اللغة الفارســی اآلخر؛ لذلک فقد ــن الطرفني قائل بتفوقه ومتييزه عل ــق القوة (القدرة) وکال م ومنطــيف کرمز ــعی األدباء إلی امتالک تصور هلذا اجلدال ولذلک فقد وضعوا القلم والس سلذلک وأجروا کال من طريف املناظرة بالدفاع عن نفسيهما بلسان احلال. ولکن مبا أنهما ــيف غالبا ما ختتم بالصلح من عناصر مهمة لذلک نری أن نهاية املناظرة بني القلم والســيان يف أرکان حفظ احلکومة حينما يکونان متحدين والصداقة ألن کليهما رکنان أساس

معا ويف جانب بعضهما بعض اآلخر.

ب) املقامة الياقوتية يف أنواع اجلواهر للسيوطي (متويف ٩١١ق)مناظرة السيوطي وهی مناظرة بني عدة جواهر، من املناظرات اليت تقع بني األشياء، ــرة ال للمخاصمة ليتعني أيها أفضل ــذه املقامة انصرفت اجلواهر يف أحاديثها للمفاخ بهــريوز، وتکون املناظرة علی ــرة حبديث الياقوت وتنتهي حبديث الف وأمجــل. تبدأ املناظــاء والدعاء وبعدها ــن املجوهرات حبمد اهللا والثن ــايل: بدأت کل واحدة م ــکل الت الشــرات يف أحاديثهم بآيات من کالم ــتدلت املجوه ــنها ومنافعها واس انصرفت لذکر حماســوال العظماء والکبار ، ولکنها مل متل أبدا لذکر معايب الطرف اآلخر ــث وأق اهللا وأحاديــها (املجوهرات األخری) وينتهي احلديث واملناظرة بأبيات عن وصف نفسها، من جنس

واملؤلف مل حيکم يف نهاية املناظرة وإمنا سلم هذه املهمة للقارئ ليقوم باحلکم. يشري النص التايل إلی جزء من هذه املناظرة:

«فقال الياقوت: احلمدهللا الذي خلقين حسن التقومي وجعلين أبهی يف العني من الدرر النظيم ... ذکرين بصريح امسی يف القرآن، يف قوله تعالی يف سورة الرمحن کأنهن الياقوت ــبغ علی احللة اخلضراء ... واملرجان ... وقال الزمرد: احلمدهللا الذي رفع يل قدرا، واسوقال العقيق: احلمدهللا الذي جعلين من اجللة وکساين أبهی حلة، خصين باحسن خلة ... وقال الفريوزج: احلمدهللا الذي فضلين بلونني وکساين حلتني، وجعلين أدخل يف الکيمياء ويف ادوية العني ...» (انظر: السيوطي، ١٢٩٨ق: ٤٦-٥٥) وکما يری أن املناظرة التقوم

بني طرفني بل فيها أطراف کل يسعی لبيان فضله علی اآلخرين.

Page 19: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٦١

٢-٢-٢-املناظرة بني املفاهيم:ومنها املفاخرة بني العلوم، ألمحد بن علي القلقشندي (متويف ٨٢١ق)؛ کتب القلقشندی ــبعني ونيف من أبو حفص البلقينی املفاخرة بني العلوم املختلفة. هناک مناظرات بني ســندي يف مقدمته اليت أوردها قبل ــم اللغة وتنتهي بعلم التاريخ. والقلقش ــوم تبدأ بعل العلاملناظرة يعرتف بفضل کل العلوم ويظهر تلک الفضائل لذلک يقول: «اصل الشرف فيها ــيء من العلم من حيث هو علم بضار وال شيء من من غري منازع، جممعا علی أنه ال شــندي، ١٤٠٧ق، ج١٤: ٢٣٨) يف هذه ــل من حيث هو جهل بنافع.» (انظر: القلقش اجلهــاب، والفقه، والطب، ــعر، واحلس املناظرة علوم خمتلفة مثل: علم الصرف، والنحو، والش

واملوسيقی و... .ــکل ــذه املناظرة من املناظرات الطويلة يف األدب العريب واليت وضعت بش تعترب هخيايل بني عدد من العلوم املختلفة. حيث إن کل علم يتفاخر علی اآلخر بتعداد حماسنه ــتفيد ــه وخصائصه املميزة علی العلم الذي حتدث قبله وناظر قبله. وأحيانا تس وفضائل

هذه العلوم من اآليات الکرمية ومن ضرب األمثال إلثبات کالمها. ال تعترب رسالة القلقشندي مناظرة أو جداال باملعنی املتداول، حيث إن تلک العلوم ال تسعی لذکر معايب األخری وال تتحارب فيما بينها، ولطاملا کانت هذه الرسالة تبحث ــوادی، ١٣٨٥ش: ٦٩٧-٦٩٨) ــة إال أن جانبها التفنين أکثر. (بورج ــوم املختلف يف العل

يشري النص التايل إلی جزء من هذه الرسالة:ــکان أول بادیء بدأ منها بالکالم وفتح باب اجلدال واخلصام، "علم اللغة" فقال: «فقد علمتم معشر العلوم، أين أعمکم نفعا وأوسعکم جمالا وأکثرکم مجعا؛ علی قطب فلکي ــاب إليه "علم ــتعلم ما يف الضمائر ... ث ــطيت تدرک املقاصد ويس ــدور الدوائر، بواس تــک، وامللتزم بتحرير ألفاظک وتقرير ــيس مباني التصريف"... وقال: ... أنا املتکفل بتأســة التصرف يف أمسائها ــة الکلمة يف مجيع أحواهلا، وکيفي ــک، يب تعرف أصول أبني معانيــيتم فضلي الذي به فضلتم، وصرمتم حبلي ــعر": أراکم قد نس وأفعاهلا ... فقال "علم الشــوان العرب؛ علي تردون وعين تصدرون ة األدب، ودي ــذي من أجله وصلتم؛ أنا حج ال

وإيل تنتسبون، ويب تشتهرون...» (انظر: القلقشندي، ١٤٠٧ق، ج ١٤: ٢٣٧-٢٦٣)

Page 20: اصل المقالة (247 K)

١٦٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

٢ـ٢ـ٣ـ املناظرة بني احليواناتاجلمل واحلصان للمقدسی (متويف ٨٧٥ق)

ــواين (احلصان واجلمل) کال الطرفني ــي بني حي يف هذه املناظرة اليت وصفها املقدسيسعی إلثبات تعاليه وتفوقه علی اآلخر، اجلمل الذي يبدأ املناظرة ويبني حماسنه علی وال وأکابد : أنا أمحل االمحال الثقال وأقطع بها املراحل الط ــل النحو التايل: «قال اجلمالکالل وأصرب علی مر النکال... .» (اهلامشي، ١٣٦٦ش: ٢٥٨) ويف املقابل فإن احلصان يشــري إلی قدرته وقوته: «فقال احلصان: أنا أمحل علی کاهلی. فأجتهد به يف الســري و ــابق: ٢٥٩) يف هذه ــيل.» (الس انطلق به کالطري، أهجم هجوم الليل وأقتحم اقتحام الســاوئ اآلخر ومل يقم املناظرة يراعي کال الطرفني أصول املناظرة وأيا منهما مل يذکر مســعی کل منهما إلثبات تفوقه علی اآلخر وذلک بتعداد خصاله اإلجيابية. بتحقريه؛ بل سإلی أنه حينما قام احلصان بإحصاء حماسنه أشار إلی فضائل الطرف اآلخر مث انصرف ــابق ــه: «وإن کان اجلمل هو الصابر املجرب، فأنا الس ــنه وخصاله نفس إلی ذکر حماس

ب السابق.» (السابق: ٢٥٩) ب، وإن کان هو املقتصد الالحق، فأنا املقر املقرــورة النحل: «أنا ويف نهاية هذه املناظرة فإن اجلمل يشــري إلی جزء من اآلية ٧ ســارة (وحتمل أثقالکم)» واحلصان إلی قسم من اآلية ٩٨ سورة مرمي: ــخر لکم بإش املســت منهم اآلفاق (هل حتس منهم من ــم حززت رؤوس أهل النفاق حزا وکم أخلي «وکــتدال علی صحة کالمهما بکالم اهللا ــابق: ٢٥٩) فقد اس ــمع هلم رکزا)» (الس أحد أو تس

وأنهيا املناظرة بذلک. يعترب حجم هذه املناظرة قليال بالنسبة للمناظرات األخری املوجودة يف هذه الفرتة ــکلت املناظرة من طريف املناظرة فقط حيث اکتفی األديب بذکر أحاديث الزمنية. وتشــتدالل بآيات ــني وترک احلکم للقارئ. ومن خصائص هذه املناظرة أيضا، االس الطرف

القرآن الکرمي واالستفادة من األساليب البديعية مثل السجع.

٢ـ٢ـ٤ـ املناظرة بني النباتات:الف) جواهر الفرد يف مناظرة النرجس والورد، للمارديين (متويف٧٤٤ق)

Page 21: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٦٣

تبدأ هذه املناظرة باحلمد وثناء اخلالق والنيب األکرم (ص)، وقد قام الشيخ املارديين ــر لکل منهما وأقر بفضل ومجال ــل الدخول إلی أحاديث هذه املناظرة بوصف خمتص قبــبب االختالف الذي يری بينهما يف بعض األحيان فقد وضعهما موضع کليهما ولکن بس

املناظرة. ليشرح کل منهما ويثبت تفاضله وتعاليه علی اآلخر.ــارة إلی آية من آيات القرآن ــدأ املناظرة حبديث الورد واليت بعد محد اهللا واإلش تبــائر الزهر بأرفع لين علی س ــإن اهللا تعالی فض ــدأ حديثها: «فقال الورد:... ف ــرمي تب الکــس واحملافل ... فالروض ملکي والزهر جنودي، وما فيهم ــب ... يف تتجمل املجال املراتــکويت فيهم قوية.» (العطار، التا: ــلطانية وکيف ال يطيعونين وش من فرح يف اعالمي الســر الناظرين ٢٠-٢١) عندها تنتفض النرجس وتقول: «وقال: ... صفراء فاقع لونها تسوحق حممد احملمود الذي أوحی إليه قتل أصحاب األخدود، لقد مدحت نفسک بالکمال

مع نقصک ... واحفظ حرمتک وإال کسرت شوکتک.» (السابق: ٢١)ــه کال الطرفني کل ــتخدم في ــرة علی صفحات متعددة إلی أن يس ــع هذه املناظ تتســی اآلخر ويذکر معايب ــهما وإثبات تفوقهما عل ــائل املتاحة واملمکنة ملدح نفس الوســرمي وباألحاديث وببعض ــتدل کالمها بالقرآن الک ــيئات الطرف اآلخر أيضا ويس وســعار إلثبات ذلک: «فقال الورد: ...أجتعل مقامک مقامي وأنت من بعض خدامي، األش... أحتسب حماسين مثل حماسنک متناهية وکيف ينقطع عملي ويل صدقة جارية، فشتان ــک ... فقال النرجس: يا قليل ــوکيت عين بيين وبينک؛ وإن مل تنته عن جدالی قلعت بشاملودة، ويا قصري املدة... أي فخر يف إمحرارک الشريق١، وکم بني الترب٢ والعقيق ... ويل يف السبق قصبات وکم جلوت صداع القلب بطيب النفحات. وإذا وفد جيش الزهر، فلي

يف طالئعة عيون. والسابقون السابقون، أولئک املقربون...ــل خد الورد ... وقال: يا نفاضة احملافل. لفاظة املزابل کم بني مهتوک ومصون فخج

ومرتوک وخمزون ...ــوع املجالس، وأنيس الندمي وقد خلقين اهللا ــال النرجس: أنا عيون املجالس ومش فق

١. يريد االمحرار الذي خيالطه شيء من الصفرة فاليکون خالصا إلی محرة وال إلی صفرة.٢. الترب: الذهب قبل الضرب.

Page 22: اصل المقالة (247 K)

١٦٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

يف أحسن تقومي ... فقال الورد: أنا خد احلبيب نصييب والراح يتلمس ويتمسک بذيل طييب ... وأنشد:

أنا والراح لألرواح راحةوکم يف قبض ساقي بسيط وراحة

ــال النرجس: يا قليل الوفاء ... أمل تعلم ان التخليق بالصفرة من امارات النصرة. فقوقال اجلماعة من احلکماء أن من أحنس األشکال احلمرة.

فقال الورد: هذا لوين مد کنت يف أحشاء األکمام مضغة، صبغة اهللا ومن أحسن من اهللا صبغة.» (السابق: ٢١-٢٨)

ــوب وعلی ذلک يقومان ــبب مصاحبة احملب ــی أنهما يريان مکانتهما العالية بس حتــآ عليا ويعود بهذه ــربان مصاحبة احملبوب مقام ــا علی اآلخرين، ألنهما يعت بتفضيلهمالطريقة يف إثبات تفوقهما: «فقال النرجس:.. فأنا علی مقدور ويل الفضل حبضوري يف ــر ال خيتفي حبضوري يف حضرة موالنا ــهايب أمحد وأنا املؤيد بفضل ظاه مقام املقر الشــد کالمي ويرفع يف الفخر مقامی فکم قاضــي القضاة احلنفي. فقال الورد: وهذا مما يؤي

بلغت حبضرة املخدوم مقصودي ومل يزل إلی املنهل العذب ورودي» (السابق: ٢٨) ــتطع وعندما يصل احلديث إلی هذا احلد يتدخل الراوي ليديل باحلکم ولکنه مل يســبب األدلة القوية والرباهني الواضحة اليت ساقها کال الطرفني ويعطي الراوي احلکم بســم للممدوح الذي هو مالک الراوي والدولة الزمان الفريد ويف النهاية يهدي هذه احلک

الرسالة للممدوح. ــبق شرحها کتبت بقالب القصيدة يف مدح املمدوح وکون بناءه من واملناظرة اليت ســکلت من طرفني املناظرة باإلضافة إلی الراوي الذي هو اجلزء ثالثة أجزاء؛ حيث تشــم للممدوح، يعطي البداية م احلک ــل الثالث والذي قام بتقرير األحاديث ويف النهاية ســتداللتهما تعتمد علی ــورد وخيتم املناظرة بالورد أيضا. وأحاديثهما واس يف املناظرة للــعار إذا جيب القول إن ما قام به املارديين من تصور وختيل اآليات واألحاديث واألش

لنوعي من الورود وکتابه ذلک بشکل مسجع کان موفقا إلی حد کبري.

Page 23: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٦٥

ب)کشف األسرار يف حکم الطيور واألزهار للمقدسي (متويف ٨٧٥ق)ــالة مناظرة خيالية بني أنواع الزهور والطيور واحليوانات واليت جاءت يف هذه الرســعرية. تبدأ ٣٧ فصال ويف کل منها حتدث نوع من هذه العناصر وينتهی حديثه بأبيات ش

املناظرة بالنسيم وتنتهي بالعنقا.ــالة فوجد فيها عاملا آخر ــي بعني الفاحص املتفکر يف عناصر هذه الرس نظر املقدســاط يشبه العامل اإلنساين فينطقه وحيادثه ليتعرف خصائصه وأوصافه يعج باحلرکة والنشــة احلياة الدنيا واآلخرة ــة اخلالق وحکمته يف خلقه مث حيکي لنا قص ــة علی عظم الدالو«تزداد الرموز تنوعا لتنوع أفراد البشر کقدوم الربيع، انقالب الشتاء، شرود الربد، فرح ــرح فيه املؤلف األقحوان و... .» (صبحی حباب، ١٤١٠ق: ١٦٧-١٦٨) ويف الواقع شــان الطيور واألزهار واحليوانات ــوال أهل العزلة والتصوف، وذکر حکمهم علی لس أحــن القرآن الکرمي واحلديث النبوي ومن ــتمد عناصرها األولی وحکمها املتناثرة م واســا، ١٤٢٥ق: ٤٥٦ و ٤٦٥) ــرا يف هذا العصر کثريا. (باش التصوف والزهد اللذين انتش

والنص التايل يشري إلی طرف من هذه املناظرة:«... فتنفس البنفسج ... وقال طوبی ملن عاش عيش السعداء، ومات موت الشهداء، ... إننی اوخذ ايام حصولی، فأقطع من أصولی وکم ممن يتقوی علی ضعفي ... ... فنادی ــه األقحوان ... وقال قد آن ظهوري وحان حضوري، واعتدل فصل وجودي علی نفســقم املربم ... ــهودي ... فبياضي هو العلم املعلم واصفراري هو الس وطاب يف احلضرة شــر الذين ــال الديک ... جعلت االذان يل وظيفة، اوقظ به من کان نائما کاجليفة وأبش قــون ربهم تضرعا وخيفة... فقالت العنکبوت: إن کان بييت أوهن البيوت وحبلی کما يدعــر مثبوت، أما أنا فما ألحد علي منه ــجل الذک تزعمني مبتوت، فإن فضلي عليک يف س

وال الم علي حنه... .» (انظر: املقدسي، ١٨٢١م: ٩-١١٤)

النتيجةکان استخدام املناظرة يف العهد اململوکي بشکل التزامي حيث استخدمت املناظرات األدبية يف هذا العهد مبعناها العام واخلاص فمثاهلا العام يف األحاديث الودية أو العشقية

Page 24: اصل المقالة (247 K)

١٦٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ومنوذجها اخلاص يف األحاديث العدائية اليت دارت بني عناصر خمتلفة.ــاملة للمناظرات بني البشر حيث يعترب أکثرها ــعرية ش لطاملا کانت املناظرات الشــان کان هناک مناظرات ــوق. ولکن أيضا يف بعض األحي ــق واملعش احلديث بني العاشبني األزهار أو إبليس مع اإلنسان حيث إن اغلب أحاديثها تتشکل من طريف املناظرة ــور احلکم. واملناظرات املنظومة يف العهد اململوکي من حيث احلجم نوعان: ودون حض١- طويل ٢- قصري، ويف معظم األحيان تتضمن تلک املناظرات لفظة قول والذي کان

تکراره عدة مرات حيث يضيف مجالا علی النص.أما يف أکثر املناظرات املنثورة وعلی العکس متاما من املنظومة فإن هناک ال توجد ــياء ونبات وحيوان ــر بل يقتصر احلديث علی عناصر خمتلفة من أش أحاديث بني البشوعناصر طبيعية ومفاهيم و... واليت کانت يف کثري املواضع هلا إما جانب تعليمي أو ديين

أو مدحي ويف بعض األحيان جند هلا اجلانب الرتفيهي فقط. ــريف املناظرة حيث إن يف ــتمل علی ط ــي للمناظرات املنثورة يش واهليکل األساســه وحيتقر ــنه وفضائله ويتفاخر بنفس اجلزء األول يقوم أحد طريف املناظرة بإظهار حماســه ويف بعض هذه الطرف اآلخر. ويف اجلزء الثاين؛ يقوم الطرف اآلخر بالدفاع عن نفســري املناظرة ويديل باحلکم ــرات هناک جزء ثالث يتضمن الراوي والذي يبني س املناظــتدلة بآيات وأحاديث من خالل توجهه إلی أحاديث الطرفني واليت غالبا ما تکون مســتخدام الفنون البديعية مثل السجع أيضا کان له ــعار الشعراء، واس وأقوال الکبار وأش

تأثري اليستهان به يف مجال نصوص تلک املناظرات.

املصادر واملراجعابن منظور، مجال الدين. ١٤٠٥ق. لسان العرب. ج ٥. قم: أدب احلوزة.

أمحد بدوی، أمحد. ١٩٩٦م. أسس النقد األديب عند العرب. القاهره: نهضة مصر.اذکائي، برويز. ١٣٨٦ش. «منشأ مناظرههای ادبی». گوهر گويا. س١. ع١. صص ١٠-١.

باشا، عمر. ١٤٢٥ق. تاريخ األدب العريب (العريب اململوکي). دمشق: دارالفکر.ــلطنة عمان: ــد. ١٩٨٣م. ديوان ابن رزيق. حتقيق حممد عبداملنعم خفاجه. س ــن رزيق، محيد بن حمم ب

وزارة الرتاث القومي والثقافة.

Page 25: اصل المقالة (247 K)

دراسة بنية ومضمون احلوار األديب (املناظرة) يف أدب العصر اململوكي / ١٦٧

بورجوادی، نصراهللا. ١٣٨٥ش. لغة احلال يف العرفان واألدب الفارسيني. تهران: هرمس.ــد. ١٤٠٧ق. التعريفات. حتقيق وتعليق عبد الرمحن عمرية. ط١. بريوت: عامل اجلرجاين، علی بن حمم

الکتب.احللي، صفي الدين. التا. الديوان. بريوت: دار صادر.

داد، سيما. ١٣٧١ش. فرهنگ اصطالحات ادبی. تهران: مرواريد.ــهيدی. ج١٣. تهران: ــراف حممد معني وجعفر ش ــرب. ١٣٧٣ش. لغت نامه. حتت إش ــدا، علی اک دهخ

دانشگاه تهران.ــی (منذ البدء حتی پروين اعتصامی). أطروحة ــعر الفارس رحيمی، مهدی. ١٣٧٤ش. املناظرة يف الش

دکتوراه: طهران: جامعة تربيت مدرس.رزجمو، حسني. ١٣٧٠ش. انواع ادبی و آثار آن در زبان فارسی. مشهد: آستان قدس رضوی.

ــبکی، تاج الدين أيب نصر عبدالوهاب بن علي بن عبدالکايف. ١٩٦٤م. طبقات الشافعية الکربی. السحتقيق عبدالفتاح حممد احللو وحممود حممد الطناحی. اجلزء العاشر. المک: دار إحياء الکتب العربية.

السيوطي الشافعي، عبد الرمحن. ١٢٩٨ق. مقامات. ط١. قسطنطنية: إدارة اجلوائب.ــرره فيليب حيت. بريوت: املکتبة ــيوطي، عبدالرمحــن. ١٩٢٧م. نظم العقيان يف اعيان االعيان. ح الس

العلمية.ــا. دمشق: جممع اللغة ــی باش ــرف الدين االنصاري، الصاحب. ١٩٦٧م. الديوان. حتقيق عمر موس ش

العربية.مشيسا، سريوس. ١٣٧٣ش. انواع ادبی. تهران: فردوس.

شوشرتی، مرتضی. ١٣٨٩ش. املناظرة يف األدب الفارسی. کيهان فرهنگی. ع ٢٩٠-٢٩١.صبحي حباب، أمحد عبد القادر صالحية. ١٤١٠ق. «التعريف بکتاب: کشف األسرار عن حکم الطيور

واألزهار البن غامن املقدسی». الرتاث العريب. العدد ٣٧-٣٨www. ــالمي». حلب ــردی. ٢٠٠٠م. «املناظرة يف األدب العريب اإلس الصديق، حســني وخالد الف

tawtheegonline.comــرحه صالح الدين اهلواري. ط١. بريوت: دار الکتب ــاب. ١٤١٥ق. الديوان. قدمه وش الظريف، الش

العربية.العطار، عزت. التا. مناظرات يف األدب. القاهرة: جلنة الشبيبة السورية مبصر.

ــنفکر وابراهيم خدايار ونعيمة حسوکی. ١٤٣٢ق. «دراسة غالحمســني زاده، غالحمسني وکربی روشــی (اليعقويب الطوسي وابن نباتة املصري ــيف والقلم بني األدبني العريب والفارس مقارنة ملناظرات الس

منوذجا)». جملة العلوم اإلنسانية الدولية. العدد ١٨(٤). صص ٢١-٣٦.غنيمی هالل، حممد. ١٩٦٢م. األدب املقارن. بريوت: دارالعودة ودارالثقافة.

Page 26: اصل المقالة (247 K)

١٦٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٥، العدد ٢٠، شتاء ١٣٩٤ش

ــاء. شرحه حممد حسني مشس ــندي، أمحد بن علی. ١٤٠٧ق. صبح األعشــی يف صناعة اإلنش القلقشالدين. ط١. اجلزء ١٤. بريوت: دارالفکر.

حممدي، هاشم. ١٣٨٣ش. «املناظرة يف األدب الفارسی». کتاب ماه (ادبيات وفلسفه). ٧٨معني، حممد. ١٣٨١ش. فرهنگ فارسی (يک جلدی). ط٣. طهران: سرايش.

ــرار عن حکم الطيور واألزهار. مدينة باريز: دار ــی، عزالدين بن غامن. ١٨٢١م. کشــف األس املقدسالطباعة السلطانية.

ناجی، هالل. ١٩٨٣م. «مناظرتان بني السيف والقلم». املورد. العدد ٤.وهبة، جمدي. ١٩٨٤م. معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدب. ط٢. بريوت: مکتبة لبنان.

اهلامشي، أمحد. ١٣٦٦ش. جواهر األدب. ط١. قم: استقالل.