15
ند نة ا مقار ع الوراقود أبو عي - وذجا "تقاب "ا كتا- ( 1 ) ن. الطون : عبد الر بقEmail: [email protected] ، أصبحتلتار ف عل مر اعاروعة من ا هو ترالية معينة، بلظة زمن، وليد ميدل ا يكن فن ال الندوات، ، وتعقدلامعات ا ره، وأصبح يدرسجعه ومصاد اعده، ومرا قوسه و أس عل اليوم تشطروحات، ث وا فيه البحوكتب وتر نا برصد وإذانج، س هذا العية،حل أساسثة مرا ده مر من ث التقعيد، و مرح يس التأس مرح يرجع، اميقرآن الكر نت البداية مع ال ل، و الك مرح ا أخّ ترست العديدة الل ا، من خس هذا الع وضع لبنة أسا ورجة ا فضل الدأ اموار مددل،ش واللنقا واءعلت، بدأ الذه اقا من ه، وانطنتقدهالناس وتفاسدة لئد اللعقا تعرض لت ال وايس تأس ، و هذا الع رمه، مء خلف خلف من بعد هؤ ّ ، قع دوا قواعده،توى عل اس ح اليوما هو عل صورته الينا عل إل سوقه، فوصل. لكن نال امين سلرجا نذكر ا ، عندمادوا مرحمين قاشهورين ام اعتفي بذكر اال، نك هذا ال وا ا وغية وابن الق تل ابن حزم وابنلتقعيد، من أمثا انايس، فإن التأسدوا مرحمين قا ا ، وأما- سف ول النست رمال م ، وندف مكر صفحام ا ب ع ن ي ان، معن.د فن جدل ا من فضلم مام ن ء امينضوء عل هؤط ال نسلا أن، وجب علينرم الع مام من أهفضل إبة الت نسن ا ورح ا يدل اب الحد أقطا بأ ئ الكرلقار ت أن أعرف اب، وقد اخلبا هذا ا بق قدم سا،رك بصمته فال، وت هذا ال ن برع ،يةيس التأسته كتانت حب هذا الفرع طل لمسفرين ل زادارجل هوين، هذا الن علوم ا م أب و عي الوراق، تو( ادين الوراق البغدد بن هارو 742 هـ /168 لرم م- العراق) ( 2 ) يرم أن صارتخليط إ به ال ى خلط وان ، ليان مع ظارين. و النتكم من ا( 1 ) قال لهذا ا الرئي الهيث ، هوفيد توماس د. دا م ا ع ن و نن"د ار راق و الو "أبو عي. ( 2 ) روج امهب أنظر: م4 / 72 .

جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

هجود أبو عيىس الوراق يف عمل مقارنة األداين

-كتاب "املقاالت" منوذجا -(1)

بقمل: عبد الرمحن ن. الطويس

Email: [email protected]

مل يكن فن اجلدل ادليين، وليد حلظة زمنية معينة، بل هو ترامك مجموعة من املعارف عىل مر التارخي، أصبحت

اليوم تشلك علام هل أسسه وقواعده، ومراجعه ومصادره، وأصبح يدرس يف اجلامعات، وتعقد هل الندوات،

ده مر من ثالثة مراحل أساس ية، هذا العمل، س نج وإذا مقنا برصد اترخيوتكتب فيه البحوث واألطروحات،

أخريا مرحةل الكامل، واكنت البداية مع القرآن الكرمي، اذلي يرجع هل مرحةل التأسيس مث مرحةل التقعيد، و

مددأ احلوار الفضل ابدلرجة األوىل يف وضع لبنة أساس هذا العمل، من خالل اآلايت العديدة اليت ترس

واآلايت اليت تعرض للعقائد الفاسدة للناس وتنتقدها، وانطالقا من هذه اآلايت، بدأ العلامء والنقاش واجلدل،

حىت اس توى عىل قواعده، دوا ، قع مث خلف من بعد هؤالء خلفمالحمه، رمسهذا العمل، و يف تأسيس

. سوقه، فوصل إلينا عىل صورته اليت هو علهيا اليوم

امهوا يف هذا اجملال، نكتفي بذكر األعالم املشهورين اذلين قادوا مرحةل ، عندما نذكر الرجال اذلين سنالكن

ولألسف -، وأما اذلين قادوا مرحةل التأسيس، فإننا التقعيد، من أمثال ابن حزم وابن تميية وابن القمي وغريمه

ماهلم من فضل يف فن جدل األداين. ان، معينرضب عهنم اذلكر صفحا ، وندفهنم حتت رمال النس –

وملا اكنت نس بة الفضل إىل أههل من متام ماكرم العمل، وجب علينا أن نسلط الضوء عىل هؤالء اذلين اكن هلم

قدم س بق يف هذا الباب، وقد اخرتت أن أعرف القارئ الكرمي بأحد أقطاب اجلدل ادليين يف املرحةل

زادا للمسفرين يف طلب هذا الفرع حىت اكنت كتاابته التأسيس ية، ممن برع يف هذا اجملال، وترك بصمته فهيا،

168هـ / 742محمد بن هارون الوراق البغدادي ) تويف الوراق، عيىس وأبمن علوم ادلين، هذا الرجل هو

( العراق - م ابلرمةل(2)

من املتلكمني النظارين. واكن معزتليا ، مث خلط وانهتى به التخليط إىل أن صار يرىم

(1)

."أبو عيىس الوراق واترخي األداين" نو ن ع املم د. دافيد توماس ، هو حبثالهيلك الرئييس لهذا املقال (2)

.4/72أنظر: مروج اذلهب

Page 2: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

مبذهب أحصاب الاثنني(3)(4)

، واكن للمعزتةل الس بق يف اهتامه بذكل(5)(6)

ده بيامن ، عرشية من الاثناي عم

رجاهلم(7)

«من أجةل املتلكمني يف أحصابنا وأفاضلهم»، قال عنه صاحب الرواحش (8)

وأكرثوا من النقل عنه (9)

.

مصاحدا البن الراوندي واكن الوراق(10)

عيل اجلبايئحسب رواية أيب - السلطان اموملا طلهبامللحد، (11)

- ،

هرب ابن الراوندي، وقدض عىل أيب عيىس، فريم يف السجن، وبقي هناكل حىت مات(12)

.

خلف أبو عيىس وراءه مجموعة من األعامل ككتاب اإلمامة الكربى، واإلمامة الصغرى، وكتاب اقتصاص مذهب

الهيود، وكتاب الرد عىل النصارى أحصاب الاثنني والرد علهيم، وكتاب الرد عىل اجملوس، وكتاب الرد عىل

صغرالكدري واألوسط واأل(13)

وكتاب السقيفة، وكتاب اختالف الش يعة (14)(15)

ف لكن، لألسف كتاابته مل حت ،

، لكن حلسن احل ، وصلنا كتابه "الرد عىل النصارى" من خالل اقتباسات حيىي لنا، رمبا بسبب مسعته السيئة

بن عدي(16)

ورد ه عيىس اقتبس فيه الكم تلميذ الفارايب، اذلي كتب ردا عىل أيب، املس يحي ، الفيلسوف

عليه(17)

غالبية نص حفف لنا "تبيني غلط محمد بن هارون املعروف بأيب عيىس الوراق"، رده هذامس، و

أن خليل مسري ومن معه مؤكدين األس تاذ إن مل يكن النص الاكمل للكتاب، يقول كتاب أيب عيىس الوراق،

ث فرق من النصارى قد حف لنا يف الرد الغالبية العظم ، إن مل يكن اكمل رد أبو عيىس الوراق عىل الثال»

(3)

( القائلني بإلهني اثنني، النور والظلمة، اخلري والرش، ينمتي إىل هذا املذهب: Dualismمذهب أحصاب الاثنني: وهو مذهب الثنوية )

اجملوس، واملانوية .. وغريمه. (4)

.8/786الفهرست، (5)

. 8/18وزمع الرشيف املرتىض أن ابن الراوندي اكن ممن اهتم أاب عيىس بتكل الهتمة، أنظر: الشايف (6)

وهؤالء ». مث رجع يف كتابه تثبيت دالئل النبوة فقال عنه وعن غريه 87، املغين، ص «اكن ثنواي »زتيل: قال عنه القايض عبد اجلبار املع

. ووصفه بأنه من الروافض، تثبيت دالئل النبوة 8/18تثبيت دالئل النبوة « علامء اإلمامية ورؤساؤمه، وعلهيم يعولون، واىل كتهبم يرجعون.

تثبيت دالئل النبوة « اعرف هذا فان هؤالء امللحدة كأيب عيىس الوراق، واحلداد، وابن الراونديف». مث يف نفس الكتاب قال عنه 8/771

ويف غري ما موضع من الكتاب. واذلي يتضح يل أن القايض املعزتيل اكن يعترب الوراق زنديقا ملحدا اثنواي حاقدا عىل اإلسالم، 8/871-878

.727-8/728ر: تثبيت دالئل النبوة اإلسالم، لكن يف احلقيقة هو يضمر الكفر واإلحلاد، أنظتش يع ووضع عىل ظهره بردعة الرفض، وادع (7)

.88/212أنظر: قاموس الرجال (8)

.82الرواحش، ص (9)

املرجع السابق. (10)

ابن الراوندي: أبو احلسن أمحد بن حيىي بن إحساق الراوندي. (11)

أبو عيل اجلبايئ: محمد بن عبد الوهاب بن سالم اجلبايئ. (12)

.84/266، البداية والهناية 6/807أنظر: اترخي اإلسالم (13)

.8/786أنظر: الفهرست (14)

.82الرواحش، ص (15)

حمتجا –ملا يف هذين الكتابني من زندقة -وينسب هل كتاب "املرشيق" وكتاب "النوح عىل الهبامئ"، ورد هذه النس بة الرشيف املرتىض

.80-8/18بأنه من احملمتل أن يكون بعض الثنوية مه من كتبوا هذه الكتب ونس بوها إليه !، أنظر: الشايف (16)

ي بن محيد ابن زكراي املنطقي التكرييت.حيىي بن عدي: أبو زكراي حيىي بن عد (17)

See: A Muslim Theologian in the Sectarian Milieu, P 36.

Page 3: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

«اذلي قام به حيىي بن عدي.(18)

وملا اكن أبو عيىس من أوائل الناس الكما عن امللل والنحل يف الثقافة ،

ين والقايض ادليين من بعده، اكإلمام الباقال العربية اإلسالمية، تأثر بكتاابته العديد ممن غاصوا يف حبر اجلدل

عبد اجلبار املعزتيل(19)

من الواحض »، يقول األس تاذ عبد اجمليد الرشيف يف معرض الكمه عن اإلمام الباقال ين

«يف الكم الباقال ين عىل النصارى أنه اعمتد فيه عىل أسالفه من أحصاب الردود وخاصة مهنم عىل الوراق.(20)

.

ية كبرية يف اجال اجلدل ادليين، ملا احتوى عليه من حسن طرح لعقائد مه "الرد عىل النصارى" ذا أ ويعد كتابه

لكن، أقول مس تدراك ، إن كتابه هذا يف الرد عىل النصارى، ومن رد ونقد عقليني يف غاية الرباعة واإلتقان،

، ويه املعروفة ابمس األمهيةالنصارى ليس هو أمه أعامهل، بل إن أليب عيىس موسوعة دينية غاية يف

لكننا انطالقا من الكم املتخصصني والشواهد احلية "، ولألسف فإن هذا الكتاب القمي هو مفقود، املقاالت"

املتوفرة دلينا، س نحاول رمس صورة تقريبية لهذا العمل، وس نحاول بيان هجود أبو عيىس الوراق يف اجال مقارنة

قسم، مقسم إىل ثالثة أقسامملسم "املقاالت"، وقد رأيت أن يكون الالكم األداين انطالقا من هذا العمل ا

أما القسم هذا العمل، وراء عوامل، فس نحاول فيه تصور الوالقسم اآلخرنبحث فيه حمتوى هذا الكتاب،

ل فه.األخري، فسنتلكم عن املهنج اذلي اعمتده أبو عيىس يف مؤ

:حمتوى الكتاب

من أكد أاب عيىس تلكم يف كتاب "املقاالت" عن فرق النصارى واختالفاهتم، فهو نفسهمن املأكد دلينا أن

أتينا عىل وصف صنوف النصارى وألقاهبا وأسامءها، وذكران » ذكل يف كتاب "الرد عىل النصارى" حني قال

مقاالت الناس بعض العلل اليت فرقت بني أدايهنا واحتجاج لك فرقة مهنا لقولها يف كتابنا اذلي وصفنا فيه

«واختالفهم.(21)

للطوائف الثالثة الكربى املعروفة، "الرد عىل النصارى"خصص أبو عيىس كتاب ومنه: فقد،

أما الطوائف األخرى اكملارونية واألليانية والس بالية واألريوس ية والبولية أحصاب بولس الساموساطي وغريمه

ق الكمهل فهيم يف كتابه "املقاالت" كام يدل س يافقد فص (22)

.

ادلارسون ال يعلمون عدد الفرق املس يحية اليت تلكم عهنا أبو عيىس الوراق يف كتابه "املقاالت" يقينا ، إال أنه

(Ms. Vat. ar. 113)يف خمطوطة (23)

مبكتبة الفاتياكن، عند الكم أيب فوظةاحمللكتاب "الرد عىل النصارى"

كتب كتااب يصف فيه مقاالت الناس » فيه يقولللناس عيىس عن كتابه "املقاالت" جند تعليقا هامش يا

(18)

L'homme et son langage, P 281. (19)

See: Early Muslim Polemic Against Christianity, P 77. (20)

.814الفكر اإلساليم يف الرد عىل النصارى، ص (21)

Anti-Christian Polemic in Early Islam, P 70. (22)

Ibid, P 70. (23)

م. 8287هـ / 287اترخي نسخها:

Page 4: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

«.، أغلهبا ليس لها كتاابتفرقة ]نرصانية[واختالفهم، وفيه مجع س بعني (24)

س بعني فرقة مس يحية ع أخدار دم ت ت ،

فإمنا يدل عىل رايدة أيب عيىس يف ،ليس أمرا سهال ، وإن دل عىل يشء البعضبني بعضها وذكر الاختالفات

هذا الفن ومتكنه، وعىل موسوعية هذا الكتاب، وال أشك أنه اكن هل أثر عىل من جاء بعد الوراق ممن كتبوا يف

الثامن الهجري/الرابع عرش من القرن مس يحي ناسيكون ل أضف إىل ذكل، أن . -كام سرنى-هذا الفن

الكتاب يف الوسط ادليين العريب.يدل عىل مدى تأثري هذا هذا الكتابامليالدي معلومات عن

مل يقترص أبو عيىس يف كتاب "املقاالت" عىل ذكر الفرق النرصانية فقط، بل قد تلكم فيه أيضا عن الهيود

بعض طوائف الهيود ينس به أليب يف وصفالباقية" ينقل الكما البريو ين يف كتابه "اآلاثر أاب الرحيان أيضا ، فإن

«... وذكر أبو عيىس الوراق يف كتاب املقاالت أن السامرة ال تعيده»... عيىس يف "املقاالت" فيقول (25)

أن الاعياد ال وحىك أبو عيىس الوراق يف كتاب املقاالت عن نوع من الهيود يقال هلم املغاربة أهنم يزمعون»

ح إال بأن يكون القمر يف ليةل األربعاء ويه اليت تتلو هنار الثلثاء عند غروب الشمس يطلع بدرا ويكون يف تص

ارض بين ارسآئيل فذكل راس الس نة ومنه تعد الاايم والشهور وعليه تدور الاعياد الن هللا تعاىل خلق

ربعاء وال يوجدون ئاائطه وسنته الا عىل النورين العظميني يف يوم الاربعاء كأهنم ال جيزيون الفصح الا يوم الا

...« من حل ارض بين ارسائيل وذكل خالف ما عليه مجهورمه وضد نطق به التورية(26)

وذكر أبو عيىس »

...«الوراق يف كتاب املقاالت أن األلغانية من الهيود (27)

من هذه التفاصيل املنقوةل عنه يف هذه الاقتباسات،

فإنه من احملمتل أن يكون أبو عيىس قد تفرع يف ذكر تفاصيل معتقدات فرق الهيود كام فعل مع اخوهنم النصارى.

من املالح من اقتباسات البريو ين عن الوراق، أن هذا األخري تلكم عن الطائفة الهيودية املسامت

"املغارية"(28)

والناظر يف الكتب واألسفار، جيد أن هذه الفرقة من الهيود مل تذكر عند العرب إال عند ثالثة، ،

، والثا ين اكن يف كتابه "املقاالت" نقال عن أبو عيىس يف كتابه "اآلاثر الباقية" األول اكن أبو الرحيان البريو ين

(24)

Ibid, P 187, N. 67.

(25) .722اآلاثر الباقية، ص

(26) )نقلته كام هو يف املطبوع(. .714املرجع السابق، ص

(27) املرجع السابق.

(28)املغارية فرقة هيودية ظهرت يف القرن األول امليالدي حس امب جاء يف القرقشا ين. وهذا الامس »يعرف هبا د. عبد الوهاب املسريي بقوهل

العربية، أي كهف، فاملغارية إذن مه ساكن الكهوف أو املغارات، وهذه إشارة إىل أهنم اكنوا خيزنون كتهبم يف الكهوف « مغارة»مش تق من لكمة

هل اخلفي فاظ علهيا، ويبدو أهنا فرقة غنوصية، إذ يذهب املغارية إىل أن اإلهل متسام إىل درجة أنه ال تربطه أية عالقـة ابملادة )فهو يش به اإلللح

الفرقة تفسرياهتم يف املنظومة الغنوصية(، ولهذا فإن اإللـه مل خيـلق العامل، وإمنا خلقـه مالك ينـوب عن اإلهل يف هذا العامل. وقد كتب أتباع هذه

ء املغارية اخلاصة للعهد القدمي وذهبوا إىل أن الرشيعة واإلشارات اإلنسانية إىل اإلهل إمنا يه إشارات لهذا املالك الصانع. وقد قرن بعض العلام

.الهيود والهيودية والصهيونيةعن النسخة اإللكرتونية ملوسوعة: ، «ابألس ينيني والثريابيواتي.

Page 5: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

يوسف يعقوب القرقسا يناحلرب الهيودي أبو (29)

يف كتابه "األنوار واملراقب" وهو ميثل الشاهد األقدم بني

هؤالء الثالثة(30)

وقد اس تعان يف أحد اقتباساته ابلفيلسوف داود بن مروان املقمص ،(31)

والثالث هو ،

الشهرس تا ين يف كتابه املعروف بـ "امللل والنحل" (32)

.

حنن نعمل أن البريو ين اعمتد عىل كتاب "املقاالت" مكصدر للالكم عن هذه الفرقة الهيودية، ونعمل أن

، ومنه، -كام س نبني عند الالكم عن الثنوية-عىل أيب عيىس يف كتابه مكصدر من مصادره الشهرس تا ين اعمتد

-فرقة الهيودية، أما القرقسا ين فإنه فإن هناك احامتلية أن يكون الشهرس تا ين اطلع عىل الكم الوراق عن هذه ال

مل يعمتد الوراق مكصدر من مصادره، وال نقل عنه، لكنه نقل عن الفيلسوف داود بن مروان -فامي أعمل

(29)

عامل قرايئ اسـتوعب العلوم اإلسـالمية ادلينيـة وادلنيويـة يف عرصه، واكن عىل إملام كبري ابلرتاث »يعرف به د. عبد الوهاب املسريي بقوهل

احلاخايم. وأمه كتبه كتاب األنوار واملراتب(.)

واحلدائق، وهو )ابلعربية(، وهو مصنف يف القوانني القرائية، أما الكتاب الثا ين فهو كتاب الرايض

ك عقهل ويستند إىل قواعد التفسري اليت وض عها العلامء تعليق عىل األجزاء اليت ال تتناول الرشائع يف العهد القدمي. وهو، يف مجيع كتاابته، حيم

.الهيود والهيودية والصهيونية، عن النسخة اإللكرتونية ملوسوعة: «القراءون من قدهل.).(ع، أخطاء د. املسريي يف امس الكتاب، فهو "األنوار املراقب" وليس "األنوار املراتب"، ولرمبا التصحيف يف النسخة اإللكرتونية دون املطبو

أحتقق من ذكل.مل (30)

See: Who Were the Maġārīya?, P 347. (31)

. ، نسخة إلكرتونية)ابإلجنلزيية( املوسوعة الهيوديةلتفاصيل عنه راجع (32)

وظهر قول لقوم يقال هلم املغارية وإمنا أمسيوا هبذا ألن كتهبم أصيبت يف مغار مهنم اإلسكندرا ين وكتابه مشهور معروف»يقول القرقسا ين ).(

وهو أجل كتب املغارية وبعده كتيب صغري يقال هل .. وهو أيضا كتاب حسن فأما سائر كتب املغارية فليس فهيا كتاب هل معىن وإمنا أكرثها

املغارية تتخذ رؤوس الشهور اذا أبدر الهالل وهلم يف ذكل احتجاج »(، I.2.8-13) 87، ص األنوار واملراتب« وأخدار شبيه ابخلرافات.

يف رأس الشهر وعالمته وحىك عهنم انه اكن فهيم قوم ال يرون أن يضحكوا وهلم عىل مواضع من الكتاب تأويالت ا بلغنا اىل الالكم س نذكره اذ

بعيدة شبهية ابخلرافات وحىك داود بن مروان يف بعض كتبه عن الصدوقية اهنم اكنوا جيسمون البارئ جل ثناؤه وحيملون ما وصفه به الكتاب

يت توجب التجس مي عىل ظاهرها وحىك عن املغارية ضد ذكل وهو اهنا مل تكن تقول ابلتجس مي غري اهنم مل يكونوا ايضا خيرجون من األوصاف ال

تكل الاوصاف عن ظاهرها بل اكنوا يزمعون اهنا اوصاف لبعض املالئكة وهو اذلي خلق العامل وذكل عىل ما س نحيك من قول بنيامني

هذه الغاية عىل ما تأدى إلىينا وبعض هذه األقاويل قد فهذه مجةل أقاويل هؤالء اذلين ظهروا إىل»(، I.7.1-8.1) 47ص « الهناوندي ..

(.I.18.1-19.1) 18ص «بطلت وذكل مثل املغارية والصدوقية وكذكل أحصاب امسعيل العكربي مل يبق مهنم أحد ..).( يرى "مصوئيل بوزاننسيك" أن كتب اإلسكندرا ين يقصد هبا كتاابت فيلو الهيودي.

See: Samuel Poznanski, La place de Philon dans l'ancienne littérature judéo-arabe, Revue des Études

juives 50 (1905). )Quoted from: Stroumsa, Twenty Chapters, P 21, N. 43.(

،واس تخلفه علهيم ،وزمعت فرقة من املقاربة أن هللا تعاىل خاطب األنبياء، بواسطة مكل اختاره وقدمه عىل مجيع اخلالئق »س تا ين يقول الشهر

،تعاىل بوصف الباريفهو خرب عن ذكل املكل، وإال فال جيوز أن يوصف عز وجللك ما يف التوراة وسائر الكتب من وصف هللا ف وقالوا

لكم قالوا وإن اذلي لكم موىس عليه السالم تلكامي هو ذكل املكل، والشجرة املذكورة يف التوراة هو ذكل املكل. ويتعاىل الرب تعاىل عن أن ي

برشا تلكامي. ومحل ما ورد يف التوراة من طلب الرؤية، وشافهت هللا، وجاء هللا، وطلع هللا يف السحاب، وكتب التوراة بيده، واس توى عىل

، وهل صورة آدم، وشعر قطط، ووفرة سوداء، وأنه بىك عىل طوفان نوح حىت رمدت عيناه، وأنه حضك اجلبار حىت بدت قرارا العرش

وجيوز يف العادة أن يبعث ملاك روحانيا من مجةل خواصه، ويلقي عليه امسه، ويقول: هذا هو :نواجذه، إىل غري ذكل، عىل ذكل املكل. قال

وقيل إن أرنوس حيث قال يف ماك ين، وقوهل قويل، وأمره أمري، وظهوره عليك ظهوري، كذكل يكون حال ذكل املكل. رسويل، وماكنه فيك

امللل والنحل «أخذ قوهل من هؤالء، واكنوا قدل أرنوس بأربعامئة س نة، ومه أحصاب زهد وتقشف. ،املس يح إنه هو هللا، وإنه صفوة العامل

7/740-748.

Page 6: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

يف كتابه اذلي نقل عنه القرقسا ين-احامتلية أن يكون هذا املقمص قد اعمتد وهناك من املقمص،(33)

عىل أيب -

عيىس الوراق(34)

بأن يكون الوراق هو من اعمتد عىل لكن ال جيب أن نستدعد الاحامتلية العكس ية ،

املقمص(35)

.

احتوى كتاب "املقاالت" كذكل عىل وصف لفرق الثنوية، وأكرث الشواهد املتبقية من كتاب "املقاالت" اكنت

عن الثنوية(36)

غري نقدي، حىت اعتربه تابه اكن وصفيا ، ويبدوا أن الكم أبو عيىس الوراق عن الثنوية يف ك

فأما أبو عيىس الوراق فإن التثنية مما رماه هبا املعزتةل، وتقدهمم »، يقول الرشيف املرتيض البعض أنه ينترص هل

يف قذفه هبا ابن الراوندي لعداوة اكنت بيهنام، واكنت ش هبته يف ذكل وش هبة غريه تأكيد أيب عيىس ملقاةل الثنوية

«قاالت( وإطنابه يف ذكر ش هبهتم)امل يف كتابه املعروف ب(37)

أصبح كتاب "املقاالت" مرجعا ملن جاء بعد .

الوراق ملن يريد أن يكتب عن مذاهب الثنوية، فقد اعمتد عليه أبو محمد النوخبيت الش يعي(38)

يف كتابه "اآلراء

وادلايانت"(39)(40)

قد كتب كتابني ، لكن، ال ميكن اجلزم أن النوخبيت أخد عن "املقاالت"، ألن أاب عيىس

كتاب الرد عىل اجملوس( لكن ال -آخرين عن الثنوية )كتاب اقتصاص مذهب أحصاب الاثنني والرد علهيم

يستدعد أن يكون احملتوى هذين الكتابني مشاهبا حملتوى "املقاالت"(41)

، وأقدم الشواهد لالكم الوراق عن

ذكره أربع مراتحيث ، -بواسطة النوخبيت-زتيل مذهب الثنوية يه الاقتباسات اليت نقلها عبد اجلبار املع(42)

.

(33)

رمبا نقل القرقسا ين من كتاب املقمص املسم "عرض املقاالت عىل املنطق".

See: Stroumsa, Twenty Chapters, P 21. (34)

See: Abu 'Isa al-Warraq and the History of Religions, P 278. (35)

Ibid, P 278, N. 14. (36)

Ibid, P 278. (37)

.8/18الشايف (38)

النوخبيت: أبو محمد احلسن بن موىس النوخبيت. (39)

، ابن مفقود، ممن نقل عن هذا الكتاب: عبد اجلبار املعزتيل، املسعودي، ابن اجلوزي، ابن أيب احلديد، ابن تميية -لألسف-الكتاب

.املالمحي

See: Law and Tradition in Classical Islamic Thought, P 269-270. (40)

سؤال: كيف عرفنا أن النوخبيت نقل عن الوراق وكتاب النوخبيت مفقود ؟ اجلواب: لقد اعمتد عبد اجلبار املعزتيل عىل النوخبيت يف حاكية

. فاستمشف 88املغين، ص « وحيك ]يقصد النوخبيت[ عن أيب عيىس الوراق »قول الثنوية، واكن ينقل عنه حاكيته لقول الوراق فيقول مثال

اعمتد عىل أبو عيىس الوراق مكصدر يف الالكم عن مذاهب الثنوية. هذه الاقتباسات أن النوخبيتمن مثل

See: Anti-Christian Polemic in Early Islam, P 42. (41)

See: Abu 'Isa al-Warraq and the History of Religions, P 279. (42)

، 80املغين، ص « وحىك أبو عيىس الوراق عن أكرثمه أن النور مل يزل مرتفعا يف انحية الشامل والظلمة منحطة يف ماحية اجلنوب.»

وحىك عن أيب عيىس الوراق أن أفعال نفس هيام ابختيار، لكن اختيارهام والعمل واجلهل فيكون بعض ذكل أكرث من بعض عىل قدر كرثة أجزاء »

وقال الوراق يف كتابه، واكن ثنواي : مه عىل ثالث فرق، فرقة تنفي األعراض، وأخرى تثبهتا أعياان لألجسام، »، 88ص «لظلمة.النور وأجزاء ا

حاكية قول املزدقية: حىك الوراق أن قوهلم كقول كثري من املانوية يف »، 88ص « واثلثة زمعت أهنا صفات ال يقال يه اجلسم أو غريه.

.86ص « وا أن النور يفعل عىل القصد والظلمة تفعل ابخلبطالكو][ين، لكهنم زمع

Page 7: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

محمود بن محمد املالمحي واس تعان(43)

بكتاب "املقاالت" بشلك كبري يف كتابه "املعمتد يف أصول ادلين"، يقول

استشهادات ابن املالمحي يه املقتطفات الطويةل من كتاب املقاالت أليب عيىس أمثن »حمقق كتاب "املعمتد"

يعرب ابن املالمحي عن نيته مناقشة مدادىء الفرق اخملالفني يف التوحيد اكلثنوية، و النصارى، و الوراق، و

اجملوس، و دحض جحهتم بشلك أئاح مما فعهل مشاخي املعزتةل يف كتهبم اخملترصة، و املتوسطة. و يس تعمل

«كتاب أيب عيىس الوراق، اذلي يسميه كتابه يف ادلايانت، مكصدره الرئييس.(44)

لقد نقل املالمحي مقاطع ،

املاهانية، و واملانوية، وادليصانية، واملرقيونية، اجملوس،عن قل عنه الكمه نكبرية من الكم أيب عيىس، ف

فصال عن الثنوية، -يف املقاالت-والصيامية، فميكننا أن نتصور أن أاب عيىس الوراق قد خصص والزرادشتية،

سالفة اذلكرأورد فيه تفاصيل عقائد هذه الفرق ال (45)

، ابإلضافة إىل املالمحي، فقد اكن الشهرس تا ين من اذلين

اعمتدوا عىل أيب عيىس عند الكهمم عن مذاهب الثنوية، فنقل عنه عند الكمه عن املانوية(46)

وعند الكمه عن

املزدكية(47)

، ونقل عنه األشعري أيضا (48)

.

وإذا قال أبو »يأكد ذكل قول ش يخ الاسالم ابن تميية مل خيلوا كتاب "املقاالت" من الالكم عن الفالسفة،

عبد هللا الرازي: "اتفقت الفالسفة" فإمنا عنده ما ذكره ابن سينا يف كتبه وكذكل الكم املشائني أتباع أرسطو

وإال فالفالسفة أصناف خمتلفة وقد ذكر أبو احلسن األشعري يف كتابه الكدري يف املقاالت ملا ذكر مقاالت غري

سالميني وكذكل أبو عيىس الوراق والقايض أبو بكر بن الطيب وغريمه ممن حييك مقاالت الناس ويناظرمه اإل

«ذكروا من أقوال الفالسفة اختالفهم ما يكون الكم املشائني فيه قليل من كثري.(49)

كذكل، فإن اقتباسات

سفةاملالمحي تثبت ذكل، فقد نقل الكم الوراق يف ادلهرية ويه طائفة من الفال(50)

.

بواسطة -، فقد نقل عنه القايض املعزتيل عبد اجلبار مبذاهب العرب العقدية عمل -كذكل-اكن أليب عيىس

«وحىك عن أيب عيىس الوراق أنه قال يف العرب إهنا اكنت صنوفا ش ىت، مفهنم ..»قوهل -النوخبيت(51)

، وهذا

عن العرب قدل اإلسالم الالكم جيعلنا منيل إىل كون كتاب "املقاالت" قد حوى(52)

.

(43)

املالمحي: ركن ادلين محمود بن محمد املالمحي اخلوارزيم، جتد ترمجة وافية هل يف مقدمة حتقيق كتابه "املعمتد يف أصول ادلين". (44)

.84املعمتد، ص (45)

See: Abu 'Isa al-Warraq and the History of Religions, P 281. (46)

.7/768أنظر: امللل والنحل (47)

.726-7/721أنظر: املرجع السابق (48)

.248مقاالت اإلسالميني، ص أنظر: (49)

.784-7/782الصفدية (50)

.141-142املعمتد، ص أنظر: (51)

.816املغين، ص (52)

See: Anti-Christian Polemic in Early Islam, P 187, N. 67. - Early Muslim Polemic Against

Christianity, P 19.

Page 8: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

كتاب "املقاالت" خاليا من ذكر أحوال املسلمني ومذاههبم، وهناك شواهد تأكد أن أاب ليس يف إماكننا تصور

وقد ذكر جامعة من » -عن الزيدية- عيىس قد تلكم يف كتابه عن الش يعة، شهد لنا بذكل املسعودي حني قال

من آراء الش يعة وغريمه كأيب عيىس محمد بن هارون الوراق وغريه، مصنفي كتب املقاالت واآلراء وادلايانت

أن الزيدية اكنت يف عرصمه مثانية(53)

»..(54)

وقد نقل عنه غري واحد نقهل مقوالت هشام بن سامل اجلواليقي

وهشام بن احلك الرافيض وأحصاهبام يف جتس مي الباري عز وجل(55)

فصال مجع -عىل األقل-، فميكننا أن نتخيل

تلكم -وملا ال-العقيدة كام نقل قول اجلواليقي، ورمبا فيه أخدار الش يعة وفرقهم، ومن تفرع عهنم، ونقل أقواهلم يف

عن الفرق اإلسالمية األخرى، لكن ليس دلينا دليل قاطع يأيد ذكل، إمنا هو الظن الغالب.

التأليف: ادلوافع وراء

يف الفرق واملذاهب يف تكل الفرتة )القرن علينا أن نعمل، أن أاب عيىس مل يكن الوحيد اذلي اش تغل ابلتأليف

أبو يعىل املسمعي عىل سبيل املثال فهناك، التاسع امليالدي((56)

بعنوان "املقاالت" املعزتيل، هل كتاب (57)

وأبو ،

العباس اإليرانشهري(58)(59)

هل كتاب بعنوان "املقاالت" أيضا (60)

حمتواهوبني البريو ين تلكم عنه (61)

وأبو معرش ،

(53)

مه: اجلارودية، املرئية، األبقرية، اليعقوبية، العقدية، األبرتية، اجلريرية، الامينية. (54)

.2/701مروج اذلهب (55)

حبار األنوار ، 76/11الوايف ابلوفيات ، 18، 48، الفرق بني الفرق، ص 8/811، امللل والنحل 24-22أنظر: مقاالت اإلسالميني، ص

2/718. (56)

املسمعي: أبو يعىل محمد بن شداد بن عيىس املسمعي املعزتيل، يلقب بـ: زرقان. (57)

.6/812أنظر: األعالم (58)

. املوسوعة اإليرانيةترمجت هل اإليرانشهري: أبو العباس محمد بن محمد اإليرانشهري،

See also: Christian-Muslim Relations, P 889. (59)

فوجدهتا املصادر اليت تلكمت عن اإليرانشهري ، وقد تتدعت همغمورة، وقليل من تلكم عن إليرانشهري خشصية: هذه امعلومة مفيدة

: اكلتايل

."حتقيق ما للهند من مقوةل مقدوةل يف العقل أو مرذوةل" للبريو ين -

."اآلاثر الباقية عن القرون اخلالية" للبريو ين -

."قانون املسعودي" للبريو ين -

."زاد املسافرين" لنارص خرسو -

اسالمی" أليب املعايل محمد بن عبيد هللا حسيين علوي. "بيان الاداين در ئاح اداين و مذاهب جاهىل و -

See: The Cambridge History of Iran, P 421.

حتقيق ما للهند" و "قانون املسعودي" وعىل الكم أيب املعايل يف كتابه "بيان الاداين" وعىل وقد وقفت عىل الكم البريو ين عنه يف كتابيه "

، ومل ال مدائاة وال بواسطة سافرين" بواسطة، ومل أقف عىل الكم البريو ين عنه يف كتابه "اآلاثر الباقية"الكم انرص خرسو يف كتابه "زاد امل

معلومة للمخزون املعريف للقارئ. وإمنا أحدبت أن أضيفأورد ما وقفت عليه من اقتباسات ألن ليس هذا موضوعنا، (60)

See: Encyclopedia of Islamic Civilization and Religion, P 226.

Page 9: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

البلخي(62)

"ادلول واملللهل كتاب " (63)

جند أيضا ممن ألفوا يف الفرق اكملسعودي اذلي أهل ويف القرن العائا ،

كتاب "املقاالت يف أصول ادلايانت"(64)

والنوخبيت هل كتاب "اآلراء وادلايانت" كام أسلفنا اذلكر ،(65)

وغريمه ،

يف التأليف يف الفرق واملذاهب ؟! -ومعهم أبو عيىس الوراق-كثري، وهنا يطرح السؤال: ما ادلافع وراء هؤالء

بدافع من حب املعرفة أن هذا امجلع للعقائد والفرق اكنجبوابني، األول: ميكن أن جياب عىل هذا السؤال

والاس تطالع والفضول، حيث اكن لهؤالء رغبة وهن م كبريين يف حتصيل العلوم واملعارف، والاطالع عىل

يف س ياق احلديث عن الكتب اليت فقدت -العقائد األخرى اخملالفة للعقيدة اإلسالمية، يقول د. دافيد توماس

كتب أخرى، أن من خالل هذه الاقتباسات القليةل ميكننا أن ومل يتدق مهنا إال الاقتباسات اليت نقلهتا ال

بدافع بتجميع وتنظمي املعلومات حول معتقدات ادلايانت األخرى، اهمتواأن عدد من املسلمني » -نس تنتج

«الفضول ملعرفة تقاليد العقائد اخملالفة ملعتقدمه.(66)

، والثا ين: أن هذا امجلع اكن بسبب الت ر حبديث الفرقة أث

افرتقت الهيود عىل إحدى وس بعني فرقة لكها يف النار إال واحدة، وافرتقت النصارى عىل »الناجية، اذلي نصه

اثنتني وس بعني فرقة لكها يف النار إال واحدة، وس تفرتق هده األمة عىل ثالث وس بعني فرقة لكها يف النار إال

عدد من الفرق، كام فعل الشهرس تا ين يف "امللل ، فيبدوا أن هؤالء املؤلفني أرادوا حرص هذا ال«واحدة

والنحل"، وعبد القاهر البغدادي يف "الفرق بني الفرق"، يقول أ. عباس اكظم يف مقدمة ترمجته لكتاب "فرق

حول انقسام األمة إىل ثالث وس بعني فرقة، ملسو هيلع هللا ىلص علامء الفرق تعاملوا مع حديث الرسول»الش يعة" للنوخبيت

«نطالق العديد من هؤالء العلامء، وأساس مهنجهم ]أي: يف التأليف[هذا احلديث أصبح نقطة ا(67)

اجلواب .

األول ال يفرس لنا اهامتم املؤلفني يف الفرق بذكر الفرق اإلسالمية املعروفة العقيدة، اكلش يعة واملعزتةل وغريهام،

فاحلديث ال يتلكم سوى عن الهيود واجلواب الثا ين ال يفرس لنا ذكر هؤالء املؤلفني لدلايانت األخرى الوثنية،

والنصارى !.

ال بدأت بدافع حرص عدد الفرق الوارد يف اجملأن حركة التأليف يف هذا -وهللا أعمل-اذلي يظهر يل

األحاديث، مث بعد ذكل ومع مرور الزمن، أصبح هناك هن م، فأصبحت الكتابة أكرث موسوعية، وخرجت عن

(61)

مفا وجدت من أحصاب كتب املقاالت أحدا قصد احلاكية اجملردة من غري ميل وال مداهنة سوى أيب العباس اإليرانشهري، إن مل يكن من »

واإلجنيل وابلغ يف ذكر مجيع األداين يف يشء بل منفردا مبخرتع هل يدعو إليه ولقد أحسن يف حاكية ما عليه الهيود والنصارى وما يتضمنه التوراة

ل املانوية وما يف كتهبم من خرب امللل املنقرضة، وحني بلغ فرقة الهند والشمنية صاف سهمه عن الهدف وطاش يف آخره إىل كتاب زرقان ونق

.81حتقيق ما للهند، ص « ما فيه إىل كتابه، وما مل ينقل منه فكأنه مسموع من عوام هاتني الطائفتني(62)

بن معر البلخي. البلخي: أبو معرش جعفر بن محمد (63)

.7/872أنظر: األعالم (64)

.242، 206، 822، 827التنبيه واإلئااف، ص (65)

.21أنظر الهامش رمق (66)

Religious Polemics in Context, P 95. (67)

Shi'a Sects, P 17.

Page 10: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

حس التنافس واإلبداع، مفا من واحد إال حيب أن يربز يف عن جيب أن نغفل حدود ادلاينة اإلسالمية، كام ال

ورمبا اختالط املسلمني هبؤالء فنه، ويأيت مبا مل تأت به األوائل، مما جعل ادلائرة تتوسع يف اجال التأليف،

من الوقوع يف ئاكها، دفع هؤالء املؤلفني لكتابة كتب يبينون فهيا فساد عقائد القوم، حتذيرا للمسلمني القوم

لعل لك هذه العوامل دفعت الوراق إىل أن يكتب كتابه املوسوعي هذا. ،وخلط عقيدهتم هبا

:"مهنجه يف تأليف كتاب "املقاالت

من خالل مجيع الاقتباسات اليت وقفنا علهيا فامي س بق، يتبني أن كتاب "املقاالت" مل يكن خمصصا للرد عىل

اكن كتااب وصفيا ، يعرض فيه املذاهب واختالفاهتا، واألداين ومذاههبا، وليس هناك ما الفرق واملذاهب، ولكنه

انتقد أو رد أو هامج أي طائفة من الطوائف، لكن كام قلت، الكتاب يشري إىل أن الوراق يف كتابه هذا قد

ه عن فرق النصارى يف موسوعة دينية، كام املوسوعة احلديثة، تعرض اآلراء واألفاكر فقط، كام قال عند الكم

صنوف النصارى وألقاهبا وأسامءها، وذكران بعض العلل اليت وصفأتينا عىل »كتابه "الرد عىل النصارى"

«مقاالت الناس واختالفهم. وصفنا فيهفرقت بني أدايهنا واحتجاج لك فرقة مهنا لقولها يف كتابنا اذلي (68)

،

لوصف فقطفواحض أن معهل يف هذا الكتاب اكن الوصف، وا(69)

.

انطالقا من الاقتباسات املتوفرة حس امب اس تقصاه د. دافيد توماس-ومهنج أبو عيىس الوراق يف عرض العقائد

( بعرض اخلطوط العريضة لدلاينة أو الفرقة أو 8أنه يقوم ) -يف كتاب "املعمتد يف أصول ادلين" عن ادلهرية

يقدم ما اعمتدت (2وأخريا ) واملذاهب اليت تفرعت عهنا، ( يعرض الاختالفات داخل هذه الفرقة7املعتقد مث )

عليه لك مذهب من هذه املذاهب من أدةل عىل قولها(70)

.

اكن طريقة العرض اليت اعمتدها أبو عيىس للفرق يف كتابه، هل بقيت نقطة أخرية يف قضية املهنج، ويه معرفة

لناس حول الكم هللا: قالت املعزتةل ... وقال ابب اختالف ا»أبو عيىس يعرض الفرق حسب املواضيع ؟ مثال

ابب »، أم أنه يعرض الفرق حسب اجملموعات، كام فعل الشهرس تا ين والبغدادي ؟ مثال: «األشاعرة ... إخل

الالكم عن النصارى: تعتقد النصارى بـ ... واخرتقوا إىل يعقوبية و ... ابب الالكم عن الهيود: ومس الهيود هيودا

اذلي يرتحج من خالل دراسة الاقتباسات املتوفرة لهذا الكتاب، ،«إخلالوا أن ... وانقسموا إىل ...ألن ... وق

أن كتاب "املقاالت" إمنا رتب حسب الفرق واجملموعات(71)

، كام هو احلاصل، ويف لك مجموعة، هناك فصول

(68)

Anti-Christian Polemic in Early Islam, P 70. (69)

See: Abu 'Isa al-Warraq and the History of Religions, P 282. (70)

See: Ibid, P 281. (71)

See: Ibid, P 283-284.

Page 11: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

فصل عن -7فصل عن املانوية: .... -8الثنوية: الالكم عن ابب»يعرض فهيا الفرق املنمتية لهذه اجملموعة، مثال

«.ادليصانية .... وهكذا

:لكمة ختامية

كتاب "مقاالت الناس واختالفهم" موسوعة يف اترخي األداين مبا حتمل اللكمة من معىن، بدل فيه أبو عيىس

فرق الهيود واختالفاهتم، وفرق النصارى واختالفاهتم، وفرق الثنوية -كام رأينا-الوراق هجدا كبريا ، مجع فيه

واختالفاهتم، ومذاهب الفالسفة واختالفاهتم، وفرق اإلسالم واختالفاهتم، أو عىل أقل تقدير فرق الش يعة

والروافض واختالفاهتم، ورمبا حوى فرق أخرى وأداين أخرى، للكننا ال منكل بني أيدينا شواهد عىل ذكل،

صبحت كتب أيب عيىس، سواء كتابه هذا أو كتبه األخرى، مراجع يرجع إلهيا، وينابع يرشب مهنا، لكن وأ

ولألسف، مل يعط الرجل حقه بني أقرانه، ومل يش هتر أمره، ألن كتبه عدمت ومل يعد لها وجود ابس تثناء واحد،

فإن أصلح فلنفسه وإن أساء فعلهيا، لكن أو ألنه اهتم ابلزندقة والردة، وحنن ال هيمنا معتقده، فهذا أمر خيصه،

ي هيمنا، هو اعطاء هذا الرجل حقه، وأقل حقوقه علينا، إخراجه من درج النس يان اذلي وضع فيه، وذكر اذل

امسه يف عند احلديث عن مقارنة األداين !.

Page 12: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

قامئة املصادر واملراجع

املراجع العربيةاملصادر:

-أبو احلسن األشعري، مقاالت اإلسالمني واختالف املصلني، هلموت ريرت، دار فرانز ش تايز -

م. 8810 -هـ 8400أملانيا، الطبعة الثالثة،

التنبيه واإلئااف، حتقيق: عبد هللا اسامعيل ،أبو احلسن عىل بن احلسني بن عىل املسعودي -

مرص. -الصاوي، دار الصاوي

احلسني بن عىل املسعودي، مروج اذلهب ومعادن اجلوهر، حتقيق: أسعد داغر، أبو احلسن عىل بن -

هـ. 8408مدينة مق، -دار الهجرة

.8126أبو الرحيان البريو ين، اآلاثر الباقية عن القرون اخلالية، حتقيق: إ. ساشو، اليزبيغ، -

لبنان، -ةل، عامل الكتاب أبو الرحيان البريو ين، حتقيق ما للهند من مقوةل مقدوةل يف العقل أو مرذو -

هـ. 8402الطبعة الثانية،

أبو الفتح محمد بن عبد الكرمي بن أىب بكر أمحد الشهرس تا ين، امللل والنحل، حتقيق: أمحد فهمي محمد، -

م. 8882 -هـ 8482لبنان، الطبعة الثانية، –دار الكتب العلمية

ادلمشقي، البداية والهناية، حتقيق: عبد هللا أبو الفداء إسامعيل بن معر بن كثري القريش البرصي مث -

-هـ 8481بن عبد احملسن الرتيك، دار جهر للطباعة والنرش والتوزيع واإلعالن، الطبعة الاوىل،

م. 8882

جتدد ابن عيل بن –أبو الفرج محمد بن أيب يعقوب احسق املعروف ابلوراق، الفهرست، حتقيق: رضا -

.درا ينزين العابدين احلائري املازن

مرص، الطبعة -تقي ادلين ابن تميية احلرا ين، الصفدية، حتقيق: محمد رشاد سامل، مكتبة ابن تميية -

هـ. 8406الثانية،

خري ادلين الزرلكي ادلمشقي، األعالم: قاموس ترامج ألشهر الرجال والنساء من العرب واملس تعربني -

م. 7007، واملسترشقني، دار العمل للماليني، الطبعة اخلامسة عرش

الشايف يف الامامة، حتقيق: الس يد عبد الزهراء احلسيين ، الرشيف املرتىض عيل بن احلسني املوسوي -

اخلطيب، مراجعة: الس يد فاضل امليال ين، مؤسسة الامام الصادق عليه السالم للطباعة والنرش

م. 8816الطبعة الثانية،

Page 13: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

فيات املشاهري - و مشس ادلين أبو عبد هللا محمد بن أمحد بن عامثن بن ق اي امز اذلهيب، اترخي اإلسالم و

األعالم، حتقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب اإلساليم، الطبعة األوىل، م. 7002و

إحياء صالح ادلين الصفدي، كتاب الوايف ابلوفيات، حتقيق: أمحد األرانؤوط، تريك مصطف ، دار -

م. 7000 -هـ 8470لبنان، الطبعة األوىل، -الرتاث العريب

عبد اجمليد الرشيف، الفكر اإلساليم يف الرد عىل النصارى إىل هناية القرن الرابع/العائا، ادلار -

م. 8816تونس، -التونس ية للنرش

. نسخة إلكرتونيةعبد الوهاب املسريي، الهيود والهيودية والصهيونية، -

القايض أيب احلسن عبد اجلبار األسدآابدي، املغين يف أبواب التوحيد والعدل: الفرق غري اإلسالمية، -

حتقيق: محمود محمد قامس، مراجعة: ابراهمي مدكور، إئااف: طه حسني.

تثبيت دالئل النبوة، دار املصطف ، القاهرة.القايض أيب احلسن عبد اجلبار األسدآابدي، -

محمد ابقر احلسيين الاسرتآابدي، الرواحش الساموية، حتقيق: غالم حسني قيرصيه ها، نعمة هللا -

هـ. 8477اجللييل، دار احلديث للطباعة والنرش، الطبعة األوىل،

لبنان، الطبعة الثانية، -الوفاء محمد ابقر اجملليس، حبار األنوار اجلامعة دلرر األمئة األطهار، مؤسسة -

م. 8812 -هـ 8402

محمد تقي التسرتي، قاموس الرجال، حتقيق ونرش: مؤسسة النرش الاساليم التابعة مجلاعة املدرسني -

بقم املرشفة، الطبعة األوىل.

محمود بن محمد املالمحي اخلوارزيم، املعمتد يف أصول ادلين، حتقيق: مادلونك ويلفر، مكدرموت -

.8888لندن، -رتني، مكتبة الهدى ما

:املصادر واملراجع األجنبية

- Abbas K. Kadhim, Shi'a Sects: (Kitab Firaq Al-Shi'a), ICAS Press, 2007.

- Abu Yusuf Ya'qub al-Qirqisani, Kitdb al-Anwdr wa-al-mardqib, Ed, L.

Nemoy, New York. The Alexander Kohut memorial foundation, 1939.

Page 14: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

- David Richard Thomas, Barbara Roggema, Juan Pedro Monferrer Sala,

Christian-Muslim Relations: A Bibliographical History (600-900), BRILL,

2009.

- David Thomas, Abu 'Isa al-Warraq and the History of Religions, J Semitic

Studies (1996) XLI (2): 275-290.

- David Thomas, Anti-Christian Polemic in Early Islam: Abū ʻĪsá Al-

Warrāq's 'Against the Trinity', CUP Archive, 1992.

- David Thomas, Early Muslim Polemic Against Christianity: Abu Isa Al-

Warraq's 'Against the Incarnation', Cambridge University Press, 2002.

- Encyclopædia Iranica, Ed, 1982, Electronic Edition.

- Gabriel Said Reynolds, A Muslim Theologian in the Sectarian Milieu:

ʻAbd Al-Jabbār and the Critique of Christian Origins, BRILL, 2004.

- Ian Richard Netton, Encyclopedia of Islamic Civilization and Religion,

Routledge, 2013.

- Jewish Encyclopedia, Ed, 1906, Electronic Editions.

- Khalil Samir, R. Y. Ebied, Herman G. B. Teule, L'homme et son langage,

Isd, 2004.

- Michael Cook, Najam Haider, Intisar Rabb, Asma Sayeed, Law and

Tradition in Classical Islamic Thought: Studies in Honor of Professor

Hossein Modarressi, Palgrave Macmillan, 2013.

- Norman Golb, Who Were the Maġārīya?, Journal of the American

Oriental Society, Vol. 80, No. 4 (Oct. - Dec., 1960), pp. 347-359.

- Richard Nelson Frye, The Cambridge History of Iran, Volume 4,

Cambridge University Press, 1975.

- Sarah Stroumsa, Dāwūd Ibn Marwān Al-Muqammiṣ's Twenty Chapters:

(ʻIshrūn Maqāla), BRILL, 1989.

Page 15: جهود أبو عيسى الوراق في مقارنة الأديان - كتاب المقالات نموذجا

- Theo L. Hettema, Arie van der Kooij, Religious Polemics in Context:

Papers Presented to the Second International Conference of the Leiden

Institute for the Study of Religions (Lisor) Held at Leiden, 27-28 April,

2000, Uitgeverij Van Gorcum, 2004.