10
ر ص ن أ ك ي ب ن

إلا رسول الله

Embed Size (px)

DESCRIPTION

‫أنصرنبيك‬ . ‫النصاريقصةعميربنسعد‬ :

Citation preview

نبيك أنصر

إال رسول الله الحمد لله الذي أكرمنا بهذا النبي بل نبي األنبياء وصفي األصفياء

وخطيبهم يوم القيامة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .صلى الله عليك وسلم كم نحبك يا رسول الله

اللهم أني أشهدك أني أحب رسولك محمد بن عبد الله صلى) .( الله عليه وسلم فأجعل شهادتي هذه عندك إلى يوم القيامة

هل تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أنفسكم ؟ ولنا صلى اللهسسؤال نطرحه دائماً لنختبر قوة أيماننا وحبنا لر

. عليه وسلم

كيف ال .. حبيبي كحب سيدنا محمد المته ...بابي وأمي ياأمتهلم يحب نبي

محمد صلى الله عليه وسلم يا لقد كان من دعائه : اللهم ال أسالك فاطمة ابنتي وال صفية عمتي

بل أسالك أمتي أمتي نعم لما ال نحبك يا رسول الله وأنت الذي حينما وصلت إلى

سدرة المنتهى أبلغك ربك أنه قد فرض على أمتك خمسين صالة وهو الذي راجع ربه مراراً ليخفف عن أمته من أجل أمته في

الصالة إلى أن أصبحت خمس صلوات . فأنهم قوله تعالى: ان تعذبهم قرأورد انه بكى عندما

واسألهعبادك...فأرسل الله له جبريل وقال له اذهب إلى محمد الذي يبكيك؟ فجاءه جبريل من ربه الجليل وقال : ان الله ما

الذي يبكيك؟ فقال الحبيب المصطفى : أرسلني إليك ويسألك ماأمتي أمتي

فقال له: ان الله لن يخزيك في أمتك...وكم أفرحته تلك البشارةمن الله ..كم أنت رحيم بأمتك ! كم أنت رؤوف بأمتك

في يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيهأمتهيوم القيامة ال ينسى وكلهم يقولون نفسي نفسي

إال النبي محمد فيقول : أمتي أمتي ! رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا كيف ال تُحب يا

لما ال نحبك وأنت من يقف يوم المحشر أمام النار فيأخذ بزمامها ويقبض على خطامها فيردها على عقبها وهو صلى الله عليه

وسلم يقول لها كفي عن أمتي -كفي عن أمتي - كفي عن أمتي ، فتخمد من نوره صلى الله عليه وسلم وتناديه أيها النبي المكرم

خلي سبيلي ، فيناديها الجبار : هذا محمد حبيبي ، فالطاعة لمنله الوسيلة والشفاعة .

كيف ال نحبك وأنت في ذلك الموقف الشديد تقول ) يا سالمسلم أمتي من العذاب الشديد ( وكل نبي بنفسه مشغول .

فقالوا :ما يبكيك يا رسول، الرسول صلى الله عليه وسلم بكى؟ الله

قال: اشتقت إلخوانيالله ولسنا إخوانك يا رسولأقالوا:

إخواني إماقال: ال انتم أصحابي .يروني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي وال

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : )) من أشدّ أمتي لي ُحباً ، ناٌس يكونون بعدي يود

أحدهم لو رآني بأهله وماله (( رواه مسلماللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رسول الله نحن على العهد ياروحي لروحك فداء

رسول الله بابي وأمي يا

األنصاري سعد بن عمير قصة

تجرع الغالم ، عمير بن سعد األنصاري ، كأس اليتم منذ نعومة أظفاره ، فقد مضى أبوه إلى ربه والفاقة

أمه ما لبثت أن دون أن يترك له ماالً أو معيالً ، ولكن تزوجت من ثري من أثرياء األوس ، يدعى الجالس بن

ولقد لقي عمير،عميراً وضمه إليه سويد ، فكفل ابنها عطفه ما جعله من بر الجالس وحسن رعايته وجميل

ينسى أنه يتيم ، فأحب عمير الجالس حب االبن ألبيه ، بعمير ولع الوالد بولده ، كلما نما كما أولع الجالس

لما كان عمير وشب يزداد الجالس له حباً وبه إعجاباً ، .يرى من أمارات الفطنة والنجابة

صغير ال يتجاوز العاشرة هذا الطفل اليتيم أسلم وهو ر عن صالة من عمره ، هذا الطفل الصغير كان ال يتأخَّ

وكانت أمه معجبًة به أشد اإلعجاب خلف رسول الله ، .كلما رأته ذاهباً إلى المسجد ، أو آيباً منه

شيءٌ محيِّر ، في سارت هذه الحياة هكذا ، إلى أن وقع للهجرة ، أعلن النبي عليه الصالة السنة التاسعة

تبوك ، وأمر عزمه على غزو الروم في والسالم عن وكان عليه المسلمين بأن يستعدوا ويتجهزوا بذلك ،

والسالم إذا أراد غزواً لم يصرح به إال هذه الصالةقة ، ولبعد الغزوة ، لبعد الشِّ

المسافة ، ولشدة التعب ، والعطش ، بيَّن ألصحابه .الوجه تبوك الكرام أن

طبعاً الوقت كان وقت صعب ، وقت نضج الفاكهة ، بالظل الظليل، أن يقبع في وقت أن يلوذ اإلنسان

بستان فيه ماء نمير ، أن يدخل إلى بيت حيث الراحة ، أما أن يذهب إلى غزوة في حر الصيف واألمن

الحجاز ، الالهب ، وال يعرف حر الحجاز إال من كان في .أو إال من حج أو اعتمر يعرف معنى حر الحجاز

المنافقين أخذوا يثبطون قال : إن طائفة مننون الهمم ، ويثيرون الشكوك، العزائم ، ويوهِّ

عليه الصالة والسالم ، ويطلقون في ويغمزون النبي مجالسهم الخاصة من الكلمات ما يدمغهم بالكفر

. دمغاً

اآلن بدأت العقدة : قال وفي يوم من هذه األيام التي عاد الغالم عمير بن سعد إلى سبقت رحيل الجيش ،

بيته بعد أداء الصالة في المسجد ، وقد امتألت نفسه بطائفٍة مشرقٍة من صور بذل المسلمين ، نساء

عليه الصالة المهاجرين نزعن الحلي وقدمنها للنبي والسالم ، عثمان بن عفان جاء بجراب فيه ألف دينار

بن عوف قدم مائتي أوقية من ذهباً ، عبد الرحمن الذهب ، أخذ عمير يستعيد هذه الصورة الفذّة ، ويعجب

تباطؤ الجالس عن االستعداد للرحيل ، ثم دعا عمه من كأنما أراد عمير أن أن آن األوان أن تبذل وأن تستعد

يستثير همة عمه الجالس ، فأخذ يقص عليه أخبار ما البذل وهذه التضحية ، لكن الجالس قال سمع من هذه

الجالس كلمة نزلت على هذا الغالم كأنها صاعقة ، قال : إن كان محمد صادقاً فيما يدعيه من النبوة ، فنحن

شر من الحمير " . هذا الكالم أنه ليس مصدقاً نبوة النبي ، لقد يفهم من

رجالً له عقل ، شده عمير مما سمع ، فما كان يظن أن وسنه بهذه السن ، ينطق بهذه الكلمات ، اضطرب

، عمه المحسن الكريم اضطراب شديد ، كاد يصعق الذي أحبه كأبيه يقول هذا الكالم ؟! لكنه رأى وهو

السكوت عن الجالس والتستر عليه طفل صغير في خيانة لله ولرسوله ، وإضراراً باإلسالم الذي يكيد له المنافقون ، وأن في إذاعة ما سمعه عقوقاً بالرجل

وقع بصراع إن الذي ينزل من نفسه منزلة الوالد ، نطق بما قال عمه فضحه ، وكأن في هذا النطق بهذا

، وإن سكت فهي خيانة للنبي الكالم إنكاراً للجميل .عليه الصالة والسالم وصحبه الكرام

الغالم ؟ التفت إلى عمه وقال : " والله يا ، ماذا قال عبد الله عم ما كان على ظهر األرض أحد بعد محمد بن

أحب إلي منك ، فآنت آثر الناس عندي وأجلهم يداً علي ذكرتها فضحتك ، وإن أخفيتها ، ولقد قلت مقالًة إن

خنت أمانتي ، وأهلكت نفسي وديني ، وقد عزمت على إلى النبي عليه الصالة والسالم وأخبره بما أن أمضي

أراد أن قلت ، فكن على بيَّنة من أمرك " يعني ما يفعل شيئاً وراء ظهر عمه ، فأنا أقر لك بالفضل ،

أكرمهم بعد النبي عليه وأنت من أعز الناس ومن .الصالة والسالم، ولكن هذا األمر ال يحتمل

سعد إلى المسجد ، وأخبر النبي عليه مضى عمير بن السالم بما سمع من الجالس بن سويد ، فاستبقاه النبي صلوات الله عليه عنده ، وأرسل أحد أصحابه

حتى جاء الجالس ليدعو له الجالس ، وما هو إال قليل فحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلس بين

عليه الصالة والسالم : " ما مقالة يديه ، فقال النبي .سمعها منك عمير بن سعد ؟ وذكر النبي له ما قاله

فقال : كذب علي يا رسول الله ، وافترى بما تفوهت ، إطالقا أخذ الصحابة ينقلون ما تفوهت بشيء من هذا ،

أبصارهم بين الجالس وفتاه عمير ، كأنهم يريدون أن على صحفتي وجهيهما ما يكنه صدراهما ، يقرؤوا

قلوبهم وجعلوا يتهامسون ، فقال واحد من الذين في : مرض

.ـ فتى عاق أبى إال أن يسيء إلى من أحسن إليه بل إنه غالم نشأ في طاعة الله ، وإن : ـ وقال آخرون

.قسمات وجهه لتنطق بصدقه السالم إلى عمير ، فرأى وجهه قد والتفت النبي عليه

احتقن بالدم ، والدموع تتحدر مدراراً من عينيه ، فتتساقط على خديه وصدره ، وهو يقول هذا الغالم

. ما تكلمت به الصغير : اللهم أنزل على نبيك بيان فانبرى الجالس وقال : إن ما ذكرته لك يا رسول الله

شئت تحالفنا بين يديك ، وإني أحلف هو الحق ، وإن انتهى بالله أني ما قلت شيئاً مما نقله لك عمير . فما

من حلفه ، وأخذت عيون الناس تنتقل عنه إلى عمير حتى غشيت رسول الله بن سعد ، حتى إذا جاء الفرج ،

صلوات الله عليه وسالمه السكينة ، فعرف الصحابة أنه الوحي ـ فلزموا أماكنهم ، وسكنت الوحي ـ جاء

جوارحهم ، والذوا بالصمت ، وتعلقت أبصارهم بالنبي عليه السالم ، وهنا ظهر الخوف والوجل على وظل الجالس ، وبدأ التلهف والتشّوف على عمير ،

ي عن رسول الله صلى الله الجميع كذلك ، حتى ُسرِّ ـ فتال قوله جل وعز، عليه وسلم ـ يعني انتهى الوحي

:اسمعوا اآلية ....الكفر يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة)

" 74سورة التوبة: من آية "

لسانه فارتعد الجالس من هول ما سمع ، وكاد ينعقد

من الجزع ، ثم التفت إلى النبي عليه الصالة والسالم يقول ؟ قبل قليل قال : كذب وقال : ما تتوقعون أن

وأتحالف أنني لم أقل هذا ، قال : بل أتوب يا رسول صدق عمير يا رسول الله ، وكنت من الكاذبين ، الله ،

يا رسول اسأل الله أن يقبل توبتي ، جعلت فداك الله ، لذلك : قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم

ان الله يغفر الذنوب ال تقنطوا من رحمة الله" 53سورة الزمر: من آية " ..... ) جميعا

توجه النبي عليه الصالة والسالم إلى الفتى وهنا المشرق عمير بن سعد ، فإذا دموع الفرح تبلل وجهه

بنور اإليمان ، فمدَّ النبي عليه الصالة والسالم يده وفَّت أذنكالشريفة إلى أذنه وأمسكها برفق وقال :

.يا غالم ما سمعت ، وصدقك ربك طفل صغير وحي ينزل على النبي يبرئه من فهذا

الكذب ، عاد الجالس إلى حظيرة اإلسالم، وحسن إسالمه ، وقد عرف الصحابة صالح حاله مما كان يغدقه

.على عمير رأى أن هذا الغالم فبعد أن تاب إلى الله عز وجل

سبب توبته ، وسبب رجعته إلى الله عز وجل ، يعني " العاصي إلى الله نادى مناد في إذا رجع العبد

السماوات واألرض أن هنئوا فالناً فقد اصطلح مع الله ، وقد عرف الصحابة صالح حاله مما كان يغدقه على"

جزاهعمير : عمير من بر ، وقد كان يقول كلما ذكر الله عني خيراً . فقد أنقذني من الكفر وأعتق رقبتي

.من النار طفل صغير في العاشرة من عمره ، رد إحسان هذا

. التوبة عمه إحساناً مثله عن طريق أنه حمله على