16
1 المبحثالث الث نظرية ي كيافيم م" لغاية ا تبرر الوسيمة"ية تبرر الوسيمةلغا مبدأ ا: " لغاية ا تبرر الوسيمة": مبدأ يطمق عميو ال ي كيافيم م ة ينسب إلى المفكرطاليي ا نيكولو ي كيافيم م والذي سجمو في كتابو" مير ا قدمو وحد موك م" أوربا" في القرون الوسطى، وىو أسموب فيتلمعام ا يتسملخداع با اوغة والمر والغدرنانية واا فإن ىن ، من أبرز صفات الشخص ال ي كيافيم م الوصولية والتسمق عمى أكتافخرين ا نيكولو ي كيافيم ميصل ل إلى غاياتون الثمن ميما كا، قية ينظر لمدى أخ فيوة المتبعة الوسيميق ا لتحق لغاية نم ، وايق ىذاة ىذه الوسيمة لتحقئم مدى م ا إلىلغاية ا، ية تبرر الوسيمة .. فالغا بات وىكذاتوا يستخدمونلنفس باء اما اء، وحتى عمفترنة والكذب وا لمخيا دفا العامة مرخيمة اي في ميكافيم م اسمع والتاف بالدنياستخفنة وامالغرور وعدم التي تتصف باصطمح لوصف الشخصية ا الم ب1 ، من ى ن ا فإنفيوم م ال ي كيافيم م ة ىوسة الذين يعمدونلساس والنان فعل ا كناية ع إلىيق تحقاتيم غايء والمكر والقوة بالدىا. حب النظريةلتعريف بصا اكولو دي برناردو دي ني ي كيافيم ميطالية:با( Niccolò die Bernardo die Machiavelli ) إيطاليا ولد في فمورنسا في، و عاش ما بين عام ي9641 - 9251 م، بدأ حياتو موظف ا بسيط ا في حكومة مد ني ة في فمورنسـا( سنة9611 حال متوسط ال ا كان أبوه محامي) م، دينة فمورنسا،حت الجيوش الفرنسية مجتا وحين ايا وأطاحت بالحكم في- تشي أسرة مدي حكم- سارع ي كيافيم مجديد وتنقلم اللنظا لتأييد اي وظائف ح ف كوميةلنظامحت ظل ا كثيرة ت الجديد، وقد أوفددوللية واليطابة عن الحكومة إلى المدن امة نيادة بعثات مي في عستطاعجنبية ، وا ا ي كيافيم مرىا عن قرب السياسية وأسرة الحيا ا عمى خباياعط ىذه الفترة ال خ ، وفي عام9295 م عادت القبض عمىحكم، وتمتشي لم أسرة مدي مك ي يافيم نفي إلى مزرعتو و افة عمى أطر الواقع قرب فمورنسا الريفلتقاعد فية ا لو بأن يحيا حياورنسـا وسمح فم2 1 - انظر:- ممي مكيافييمسوف ف السمطة / روس كينج، ص:545 ترجمة: فايقة اجعة جرجس مر: مجدي عبد الواحد عنبة، ولى الطبعةا٨٢ مات ، كم عربيةترجمة لم والنشر- لقاىرة ا. 2 - انظر:- ميرب ا كتاافممي / مكي ، ص:9 - 16 مؤمن، مكتبة ابن سة: أكرم ، ترجم ينا.- ريخ الفمسفة الغربية تا، الفمسفة الحديثةالثب الثلكتا اندرسل، ا / برتر ص:25 ، ترجمة: د. محمد فتحي

ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

  • Upload
    others

  • View
    30

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

1

الثالثالمبحث

مكيافيمينظرية

الوسيمة" تبرر الغاية"

:مبدأ الغاية تبرر الوسيمة نيكولو اإليطالي المفكر إلى ينسب ةمكيافيمياليطمق عميو مبدأ الوسيمة": تبرر الغاية"

، الوسطى القرون في" أوربا" مموك ألحد وقدمو األمير" كتابو في سجمو والذي مكيافيميأبرز ، من ىنا فإنواألنانية والغدر والمراوغة بالخداع يتسم المعامالت في أسموب وىو

نيكولو اآلخرين أكتافعمى والتسمق الوصولية مكيافيميالشخص ال صفاتالوسيمة المتبعة فيو ال ينظر لمدى أخالقية ،ميما كان الثمن إلى غاياتو ليصل مكيافيمي

نملغايةلتحقيق ا وىكذا بات فالغاية تبرر الوسيمة .. ،الغايةا إلى مدى مالئمة ىذه الوسيمة لتحقيق ىذا ، وا اسم ميكافيمي في مخيمة العامة مرادفا لمخيانة والكذب واالفتراء، وحتى عمماء النفس باتوا يستخدمون

فإن ا نى من ،1بالمصطمح لوصف الشخصية التي تتصف بالغرور وعدم األمانة واالستخفاف بالدنيا والتالع .بالدىاء والمكر والقوة غاياتيمتحقيق إلىكناية عن فعل الناس والساسة الذين يعمدون ىو ةمكيافيميالمفيوم

التعريف بصاحب النظرية

( Niccolò die Bernardo die Machiavelli)باإليطالية: مكيافيمينيكولو دي برناردو دي ةنيفي حكومة مد ا بسيط ا موظف بدأ حياتو ،م9251 -9641 يعاش ما بين عامو ،ولد في فمورنسا في إيطاليا

وحين اجتاحت الجيوش الفرنسية مدينة فمورنسا، ، م( كان أبوه محاميا متوسط الحال9611سنة ) فمورنســا فيكومية في وظائف ح لتأييد النظام الجديد وتنقل مكيافيميسارع -حكم أسرة مديتشي-وأطاحت بالحكم فييافي عدة بعثات ميمة نيابة عن الحكومة إلى المدن اإليطالية والدول وقد أوفد الجديد، كثيرة تحت ظل النظام، وفي خالل ىذه الفترة اإلطالع عمى خبايا الحياة السياسية وأسرارىا عن قرب مكيافيمي األجنبية ، واستطاع

الواقعة عمى أطراف ونفي إلى مزرعتو يافيميمكأسرة مديتشي لمحكم، وتم القبض عمى م عادت9295عام 2فمورنسـا وسمح لو بأن يحيا حياة التقاعد في الريف قرب فمورنسا

،عبد الواحد عنبة مجدي :جرجس مراجعة فايقة :ترجمة 545كينج، ص: روس السمطة / فيمسوف مكيافيممي -انظر: - 1

.القاىرة -والنشر لمترجمة عربية ، كممات٨٢ الطبعةاألولى

ينا.، ترجمة: أكرم مؤمن، مكتبة ابن س16 -9، ص: / مكيافمميكتاب األمير -انظر: - 2 ، ترجمة: د. محمد فتحي25ص: / برتراندرسل، الكتاب الثالث، الفمسفة الحديثة تاريخ الفمسفة الغربية -

Page 2: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

2

متنابذة أشد التنابذ، كانت تستبيح في حروبيا كل صنوف -مسقط رأسو – الجميوريات اإليطاليةكانت و في التاريخ، فاعتقد أن ىذه ىي الطبيعة ذلك كمو، وقرأ مثم يرقب مكيافيميوكان الدسيسة والغدر والقسوة،

الفضيمة والنوايا وأن أن الحذر والقوة ىما الخصمتان الضروريتان لمحاكم، قواميا نسانية وانتيى إلى سياسةاإلمجردة من العاطفة وقاسية يجب أن تكون لمحكم ة الحاكم نزعفإن لذا ،الطيبة ليست كافية لمبقاء والحياة

األخالق القديمة وعرض مذىبو في كتب أشيرىا كتاب األمير، الذي قارن فيو بين ،تياممؤلمة في صرايرى أن القدماء كانوا يحبون الجاه والصحة والقوة البدنية، وكانت دياناتيم تخمع حيث واألخالق المسيحية،

حث عمى ىيبة إليية عمى الحكام، أما المسيحية فإنيا عمى العكس، ترجئ غاية اإلنسان إلى اآلخرة وتاإلعراض عن الجاه الدنيوي، وتمجد التواضع والنزاىة...فأوىنت عزيمة اإلنسان، وأسممت الدنيا ألىل الجرأة

3والعنف، فيي نافعة وضرورية لمجميور المطموب منو الطاعة فقط

كتاب األمير

تضمن الكتاب أفكار ، وقد "شيلورينزو دي مدي "م ، وقد أىداه إلى 9291في منفاه عام مكيافيمي ألفولـ الحاكم ، وقد كان راجيا أن ينال رضا الحاكم عن وتجاربو السياسية مع مجموعة من النصائح مكيافيمي

بعد إاللم ينشر والجدير بالذكر أن كتاب "األمير" ،4ذلك وظل في منفاه طريق ىذا الكتاب ولكنو فشل فياإلطالع عمى مما أدى لتحريم "بولس الكاردينال"ىو فيميمكيابخمس سنين، وأول من ىاجم مكيافيميوفاة

، وقد وضعت روما كتابو يمكيافيم في مؤلف ضخم أفكار "غانتيو" كتاب األمير ونشر أفكاره، وكذلك انتقد في أرجاء النيضة عصر ولكن وعند حمول، ضمن الكتب الممنوعة وأحرقت كل نسخة منو م عام

اآلن إال في وفكره لما وصل إليو مكيافيميولم يصل ،ويترجم كتبو مكيافيميظير ىناك من يدافع عن أوروبابالعبقرية، حتى اعتبر ىيجل ، وشيد لو"و"فيختو ،"روسو ن جاكجا" القرن الثامن عشر عندما مدحو

كتاب "األمير" 5موسيميني" وقد اختار "بنيتو، أوروبا في التنوير عصر التي قام عمييا أحد األركان مكيافيميعن قبل أن ينام كل ليمة، ناىيك كتاب األميريقرأ " ىتمر" ، كما كانلمدكتوراة تو التي قدمياألطروح ا موضوع

6.وكل من ينشد السمطة "و"بسمارك "كفريدريك" من سبقيم من المموك واألباطرة

الييئة المصرية العامة لمكتاب. ،م1977الشنيطي، .قاىرةال -، الطبعة السادسة، دار المعارف25انظر: تاريخ الفمسفة الحديثة / يوسف كرم، ص: - 3 15انظر:األمير، ص: - 4 الصولجانات ، وىي تعني حزمة منfascesمشتق من الكممة اإليطالية مصطمح " fascismالفاشية "و ، حاكم إيطاليا الفاشي - 5

ساءة السياسية لمخصوميستخدم لإل ، والفاشية: مصطمح كانت تحمل أمام الحكام في روما القديمة دليال عمى سمطاتيم السياسيين واالتيام ليم بالدكتاتورية ومعاداة الديمقراطية. . مقدمة األمير :انظر - 6

Page 3: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

3

مكيافيمي كر السياسي قبلالف

الفكر السياسي الغربي من لدن فالسفة اليونان أفالطون وأرسطو وحتى العصور أبرز معالم إن من ، بالرغم من التباين بين أفكار الفالسفة الغربيين ىو االىتمام الدؤوب بمشكمة الحرية والسمطة الوسطى

االلتزام بفعل ما يجب عمى اإلنسان فعمو أمثال ند بعضيم ىوحول ىذا الموضوع، فمفيوم الحرية ع، فيذا أرسطو عمى سبيل المثال يقوم فكره السياسي عمى إمكان التمييز بين الحياة أرسطو وروسو وىيجل

الالئقة الجديرة بأن تعاش، وبين الحياة المفتقرة إلى مقومات الجدارة، ذلك من خالل اعتماد الحكمة نظر الفمسفي المجرد، وىو يرى أن ثمة دوال صالحة وأخرى فاسدة، فالدولة التي يغوييا العممية بدل ال

ىدف فاسد ىي دولة فاسدة، بل قد تفشل في أن تكون دولة عمى اإلطالق، أما الدولة الصالحة فيي تمك ويمخص أرسطو الشروط التي يجب ،تكتفي بطمب الخير لنفسيا فقط بل تنشده إلى اآلخرين التي ال : في من يممك السيادة المطمقة في توافرىا

اإلخالص لنظام الدولة -1 الكفاءة ألداء ميام وظائفيم -2 الفضيمة والعدالة، في المعنى الذي يتفق مع نظام الدولة -3

وعن أفضل السبل لممحافظة عمى الدولة يشدد أرسطو عمى أن الواجب ىو تعميم المواطنين عمى روحية في حين يفيم ،كون ليذه القوانين المفروضة لحماية الدولة والمجتمع أي قيمةالدولة إذ بدونيا ال ي

،أمثال ىوبز ولوك وميل إزالة العوائق من أمام اإلنسان ليفعل ما يشاءاآلخرون منيم الحرية بأنيا: فاإلنسان الشرير يتساوى واإلنسان الصالح في الحرية، بل إن الحرية ىي شرط أساس لمفضيمة وليست

الفكر السياسي الذي إلى إحداث انفصام حاسم مع ، جاء بأفكار أدتمكيافيميجاء ولما ، 7نفصمة عنيامعمى إنشاء سمطة مركزية قوية وعممانية من خالل فصميا من أصر ، فقد كان أول كان سائدا من قبل

ييا بالقوة بغض النظر عن عن دالالتيا األخالقية، الدينية والقيمية وفضل االستيالء عمييا والمحافظة عمقدم لذلك أخالقية الوسيمة، لذا كانت القوة بالنسبة لو غاية في حد ذاتيا وال تحتاج إلى أية تبريرات،

الخارجية، وىي تتعمق بالسياسة الداخمية، وأخرى تتعمق بالسياسة لألمير مجموعة من النصائح مكيافيمي

م 2002 ،، الطبعة األولى24 -7س، أعالم الفكر السياسي ص: انظر: موسوعة مشاىير العالم/ فرادوارد، الجزء الخام - 7

لبنان،. –بيروت -دار الصداقة العربية

Page 4: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

4

التي ىي عبارة أن اتباع ىذه النصائح مكيافيميق، ويرى السياسة واألخال كميا قائمة عمى الفصل بين .8شأنو أن يديم حكم األمير ويرسخ سمطانو، ويوطد أركان عرشو من ،معمل السياسيلقواعد عن

:منيجو الفمسفي ةعمى دراس ىو منيج اختباري صرف قائمو منيج جديد مختمف عن مناىج من سبقوه، تباعا مكيافيميحاول غاياتيم، دراسة النجاحات البشرية في وصول الناس إلى بعد ، كان ذلكمالحظة الواقعوكذلك عمى التاريخ،

ولو كانت ىذه النجاحات ىي من قبيل نجاحات األشرار وما دامت أمثمة اآلثمين الناجحين أكثر عددا من أمثمة الق، فإن الغاية في السياسة تبرر القديسيين الناجحين، وكانت وسائل اآلثمين وسائل آثمة منافية لفضائل األخ

الوسائل المنافية لفضائل األخالق، من أجل تحقيق النجاح المطموب، ومن أجل الوصول إلى الغاية المقصودة، وىي الظفر بالحكم واالستئثار بو.

بط أفعال البشر تؤدي إلى نفس النتائج دوما، فحاول الر أن تتمثل في كانت خالصة فكرتو الرئيسةمن ىنا مكيافيميوعمى ذلك كان أسموب ومن الواقع، والدراسات التحميمية المستمدة من التاريخ، بين األسباب والنتائج

:ىو في البحثمكانية تكرارىابالتاريخ الستقصاء األحداث، ومعرفة نتائجيا، وارتباطيا االستعانة -9 محاولة أي ،، وا

.التنبؤ بالمستقبل

الحكام عامة، توضع أمام تكرار األحداث لموصول إلى قواعد محاولة وضع تعميمات في حالة -5 .لتسييل ميمتيم وتساعدىم عمى تبني مواقفيم

التدخل في األحداث مسبقا بعد معرفة أسبابيا،ومحاولة تحديد السموك البحث عن إمكانية -1

9 .لمواجية األحداث الواجب إتباعو

مكيافيميفي فكر الظروف التي أثرت

:، ولكن لعل األسباب التالية من أىميا مكيافيميالعديد من األسباب التي أثرت عمى فكر كىنا ، وليذا كان يرى بأنو البد من نظاماكل السياسية في تمك الفترةآنذاك، وكثرة المش ضعف حال الدولة -9

كبير لمنظام شكل.. وكان مؤيدا بحكم قوي يحكم الدولة، إما نظام ممكي صارم، أو نظام جميوري الجميوري

السياسة عندما كان ذا شأن في حكومة في أروقة ودىاليز مكيافيميالخدع والمؤامرات التي واجييا -5

88 -85مير، ص:انظر: األ - 8 .45 – 36انظر: األمير، ص: - 9

Page 5: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

5

فمورنسا

10 جميع األحداث ال تخرج عن دورة منطقية متكررة ، واعتبار أنتأثره الشديد وولعو بالتاريخ -1

:مكيافيميظر في ن -الحاكم-صفات األمير أىم من ناحية األخالق:أوال: *

والقيم المسيحية وخاصة التواضع والرضوخ لمحكام، واستعمال عميو التخمص من األخالق والتقاليد والبدعأما الذي يريد أن يسير سيرة فاضمة في كل ظرف، فعميو أن يحيا حياة فقط الدين كوسيمة لكسب الشعب

ال !11ىمك حتما وسط كثرة األشرارخاصة وال يعرض لمحكم، وا السياسة الداخمية: من ناحية ثانيا: *ن تعسر ذلك فعميو أن ى األميرعم .فا وميابا ايتأكد من كونو مخ أن يجمع بين حب الناس وخوفيم منو، وا

وفأو أن يخا كون ميابا يكون محبوبا أكثر من أن يأن لألمير عما إذا كان من األفضل سؤاال طرأوىنا يولكن هيحبو الناس وأن و. ويتمخص الرد عمى ىذا السؤال في أن من الواجب أن يخاف هيحبو مماأكثر الناس

مكيافيمي، نصح هيحبو عمى أن همن األفضل أن يخافو و، فإن الخوف والمحبةلما كان من العسير الجمع بين األمير أن يحقق مصمحتو... فال يجب عمى يعبأ بالفضائل بل وأن يمجأ إلي الرذائل إن كان ذلك أال األمير

رعاياه ، وعميو أن ال يكون طيبا ألن ألن الكرم يؤدي إلي الفقر وىو إن افتقر سيخسر ىيبتو لدى يكون كريما القسوة فتقيم النظام وتمنع الفوضى وتحقق الوحدة وتقضي ذلك يثير روح الثورة عميو في نفوس رعاياه ، أما

كما أن رضا الرعايا متغير فال تعتمد في استمرار حكمك عمى رضاىم ، بل لميد ،عمى الفتنة وىي في اليس طيبا لو أن الناس كانوا الكالم فيي إن دامت سيدوم حكمك. ويضيف ربما يكون ىذا اعتمد عمى قوتك

ن منافقون ناكرون لمجميل، متقمبون، ميالون إلى تجنب األخطار شديدوا الطمع، كذابو أنيم لكن الواقع ين،طيبأيدييم ، كما أنيم ربما يسامحونك إن قتمت أباىم غشاشون شريرون مراءون ال يتطمعون إال إلى ما ليس في

.12أمواليم لن يسامحوك إن سمبت لكنيم أبدا : من ناحية السياسة الخارجيةثالثا: *

10

http://tafalsouf.t35.com/PageEtudeMachiavelRafik.htmموقع تفمسف، نحو قراءة جديدة لفكر مكيافيممي انظر: -

11 25، وتاريخ الفمسفة الحديثة، ص:88 -85انظر: األمير، ص: -

.88 -85انظر: األمير، ص: - 12

Page 6: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

6

وصف العالقات الدولية وكأنيا األمير بأمراء الدول األخرى فقد بدأ ب أما بصدد السياسة الخارجية أي عالقةالمعترف بصحتيا، فيما يختص بسموك الحكام، فالحاكم بصراحة تامة األخالق« مكيافيمي»غابة، وأنكر

يجمع بين أسموب اإلنسان وأسموب دائما باألخالق الفاضمة، ونصحو بأن ييمك إذا كان سموكو متقيدافي ذات الوقت ، أي يتبع أسموب الثعمب ثعمبا وأسدا يكونالحيوان، فإن اختار أسموب الحيوان فعميو أن

والمراوغة و النفاق والرياء، وأسموب األسد القائم عمى القوة والعنف القائم عمى الحيمة والمكر والخداعيقطعيا الثعمب وقوة األسد(. فبالنسبة ألسموب الثعمب عمى األمير أن ال يفي بالعيود التي والبطش. )ذكاء

العالم ماألمير أن يتزين أما وعمى سو لألمراء اآلخرين إال إذا كان في الوفاء بالعيد مصمحة لو،عمى نفذئب في جمد شاة(، وأن يظير أمراء الدول األخرى ( الخارجي بحمل زائفة من الصدق والسالم والعدل والوفاء

ثعالب وأفمحوا فييا فعرفوا كيف يحيكون إن األمراء الذين أجادوا أساليب ال بأنيم ىم الكاذبون وخالفوا العيود،النظامي القوي الذي كذلك عمى األمير أن يكون أسدا فيبني جيشو، والخداع كان التوفيق حميفيم الدائم الغش

األوغاد الذين ال يدينون بالوالء إال لممال، القوة ثم يدين بالوالء لو، فال يجب أن يعتمد الحاكم عمى المرتزقة .ييتم ببناء قوتو )جيشو( كمن يركض إلى ىالكو ، وويل لألمراء منزوعي السالح ير الذي الالقوة فإن األم

نفسو من إذ أن األسد ال يستطيع حماية األسد، ماكرا مكر الثعمب، ضاريا ضراوة يجب أن يكونلذلك الفخاخ وأسدا زلذا يتعين عميو أن يكون ثعمبا ليمي، نفسو من الذئاب الشراك، والثعمب ال يستطيع حماية

ن كان ألنو إن كان مجرد ثعمب عجز عن التعامل ليرىب الذئاب مع الذئاب والغابة الدولية مميئة بالذئاب ، وا .لو من فخاخ والغابة الدولية مميئة بالفخاخ مجرد أسد عجز أن يتبين ما ينصبأي "نب فميسمع زئير األسد يفمح أسموب الثعمب في خطف عنقود الع عميك أن تبدأ بأسموب الثعمب فإن لم

13"الدبموماسية فمتدق طبول الحرب إن لم تجد

ونقدىا: مكيافيميآراء وأفكار

. ه وأفكارهؤ أوال : آرا

بصرف النظر عن الغاية تبرر الوسيمةإلى رأي في السياسة يتمخص كما سبق وان بينا بعبارة مكيافيميانتيى ، وقد استند فيما ذىب إليو إلى الواقع المنحرف لألكثرية من الناس، واألخالقمنافاة الوسيمة المستخدمة لمدين

ذكر أنو ينبغي لألمير أن ،بالمحافظة عمى العيدما يتعمق وفيال إلى مبادئ الحق والعدل والخير والفضيمة، ود عميو بالفائدة بالفائدة فقط. أما إذا كانت المحافظة عمى العيد ال تع يحافظ عمى العيد حين يعود ذلك عميو

لكنو يرى في ذات الوقت أنو من الضروري أن يكون األمير قادرا عمى، حينئذ أن يكون غدارا فيجب عميو

13 ،.11 – 12ص: ،األمير -

Page 7: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

7

يصمون في السذاجة إلى الحد يكون دعيا كبيرا، ومرائيا عظيما، والناس كثيرا ما وأن .إخفاء ىذه الشخصية

14.ا الذي يجعميم ينخدعون بمثل ىذا االدعاء كثير ، ولقد ألخالق تدور حول السياسة، وأخالق الحكام، وذوي السمطةلفي تبرير الوسائل المنافية "مكيافيمي"فآراء ةوفق أقصى صوره الشاذ البائسمعظم أرباب السياسة في الشرق والغرب، بيذا االتجاه -ولألسف الشديد –أخذ

طريق كل -إذا أخذ عمى إطالقو- لغاية تبرر الوسيمة ىو إذنفمبدأ ا التجاه الكمال اإلنساني، ةالمنحرفة المعاكس .في السياسة، وفي غيرىاالمنحرفين الظالمين المجرمين المفسدين في األرض،

السواد األعظم ، يسود سموك- ولألسف الشديد مرة ثانية وثالثة.. ،المستيين بفضائل األخالق-وأخذ ىذا االتجاه ويغزو األجيال في كل األمم والشعوب، حتى غدا شمول االنحراف في األخالق الناس في الشرق والغرب، من

نذير دمار عام شامل لكل الشعوب التي أخذت تنعدم فييا فضائل األخالق الفردية والجماعية من ىذا أنو ال يمزم األمير أن يكون متحميا بفضائل األخالق المتعارف عمييا، ولكن يجب « مكيافيمي»واستنتج

.15عميو أن يتظاىر بأنو يتصف بيا وينبغي لو أن يبدو فوق كل شيء متدينا

"مكيافيمي" ثانيـا: نقد آراء وأفكار

: 16" في الجوانب التاليةمكيافيميالرد عمى أفكار " يتوجو :في السياسة، إلى« مكيافيمي» الباطمة التي انتيى إلييا يرجع الخطأ في الفكرة :الجانب األول

.ىي المقياس الذي يبرر بو السموك يالسموك اإلنسان اعتبار النسبة الغالبة من*

.عن الشر الذي يشتمل عميو السموك لطرفوالخير، وغض ا إىمال جانب الحق والعدل*

الواجب يقضي مع أن ، ةذات الحيا األشياء غير ، كسموكواألحاسيسالمشاعر اعتبار سموك الناس ذوي* .آالميم حقوق الناس ومشاعرىم اإلنسانية، ومنيابأن تراعى

الوسيمة المفضمة لخرق جبل في أماكن خالية من السكان ىي أن نفجر في مكان الخرق إنو إذا كانت

يكون مثل ىذا المطموب متفجرات قوية، ألن ذلك أسرع وأسيل، وأقل تكمفة، فيل يصح قياسا عميو أنالسكنية، وآىمة بالسكان، دون مراعاة ريق داخل مدينة مميئة بالعماراتالتفجير ىو الوسيمة المفضمة لفتح ط

بالشر الذي ينجم عن ىذا العمل، ودون اعتبار آلالم الناس لمواجب الذي تفرضو حقوق الناس، ودون اكتراث . التفجير ؟ الذين يتعرضون لشرور ىذا

14 19 -11انظر: األمير، ص: -

382انظر: كواشف زيوف، ص: - 15 . 12 – 54، ص: الغربية انظر: تاريخ الفمسفة - 16

Page 8: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

8

كما ،؟بأسرع وقت، وأسيل عمل، وأقل تكمفة محققا لممطموب يعتبر ذلك أمرا عمميا وتجريبيا وىل يصح أنخبرتو الخاصة بالشؤون بأنيا عممية وتجريبية، مؤسسة عمى« مكيافيمي»حين أيد آراء « برتراند رسل»زعم العامة

التي أسس سموك اإلنسان مع الناس ومع األحياء، غير أسس سموك اإلنسان مع األشياء غير الحية إن*يطبق عمى األشياء غير الحية، ال والمنيج العممي الذي عر وآالم ولذات ومطالب حياةليس ليا أفكار وال مشا

بشكل خاص، ألن األحياء بوجو عام ليم حقوق يصح تطبيقو من كل الوجوه عمى األحياء، وعمى الناسحقوق زائدة عمى حقوق األحياء األخرى، فيجب وضع ىذه تجب مراعاتيا، وألن الناس بوجو خاص ليم

.مناىج عممية تطبق عمى األحياء عموما، وعمى الناس خصوصا قوق في االعتبار لدى اتخاذالح

:الجانب الثانيالحكم وفي تثبيتو، عمى إن اعتبار تفوق المستيينين بفضائل األخالق، والمرتكبين لرذائميا، في الوصول إلى

مي التخاذ وسائل غير أخالقية من أجل الوصول المبررالعم المتمزمين بفضائل األخالق المجتنبين لرذائميا، ىوتماما العتبار وسائل الغش، والخديعة، والمصوصية، وأكل أموال الناس بالباطل، إلى الحكم وتثبيتو، مطابق

.الرأسمالية المفرطة الوسائل المفضمة لموصول إلى الثراء الفاحش، واالستمتاع بمذات الحياة، وتدعيم ىي .واالشتراكيين؟ الشيوعيين من مكيافيميجية نظر اآلخذين بآراء ىذا مقبول من و فيل

قامة الثورات المدمرة، واستعباد وىو مطابق أيضا العتبار وسائل القتل الجماعي، وسمب أموال األغنياء، وا واالشتراكية إلى السمطة، واستئثارىا بكل شيء، وتسمطيا عمى الشيوعية الشعوب، من أجل وصول األحزاب

. الحريات اإلنسانية، والحقوق اإلنسانية األخرى ذلك شيء، بما في كل .من الرأسماليين والديمقراطيين؟ مكيافيمي فيل ىذا مقبول من وجية نظر اآلخذين بآراء

واالشتراكيين، وكان الثاني غير مقبول أخالقيا لدى إذا كان األول غير مقبول أخالقيا لدى الشيوعيين أن األول والثاني كمييما يمكن تبريرىما بأن الغاية تبرر الوسيمة، وفق مذىب لديمقراطيين، معالرأسماليين وا

."وديكتاتوريتيا والشيوعية –الرأسمالية وديمقراطياتيا "المتبع لدى المذىبين المتناقضين في العالم مكيافيمي متناقضون مع ين،مكيافيميال ين، والشيوعيينمكيافيميالحكم المنطقي يقضي بداىة بأن كال من الرأسماليين ال إن

.من الفريقين ومرفوضة معا ة مقبولة عند كلمكيافيميوذلك ألن الرذائل الخمقية التي تقتضييا ال، أنفسيم

غيرىم يمارسيا ضدىم. وىذا تناقض إذا كان إنيا مقبولة إذا كانوا يمارسونيا ىم ضد غيرىم، ومرفوضةولكن يكابر فيو من يحاكم األمور بأىوائو وشيواتو بو من يحاكم األمور بعقمو،منطقي بدىي، ال يمتزم

مصمحة، ال تقام عمييا حجج عممية ضد اآلخرين الذين شيوة أو أو ومصالحو الخاصة، كمما كان لو ىوى شيوات أو مصالح خاصة تقف في الطرف المقابل ليم أيضا أىواء أو

.ةمكيافيمياط الويكفي ىذا التناقض مع الذات إلسق

Page 9: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

9

.ونقضيما ، أو أية فكرة ، ىو من أقوى البراىين إلبطال المذىب أو الفكرةمذىب إذ إن التناقض في أي

يتساءل كل من لو عقل، بل كل من لديو مقدار يسير منو، عن التفسير المنطقي ليذا الرأي : الجانب الثالث

إطالقو، أن يقبمو عمى "، والذي ال يستطيع إنسان في الدنياالمنحرف الذي يعبر عنو بأن "الغاية تبرر الوسيمة . ميما بمغت بو الجريمة، وميما بمغ بو الشذوذ الفكري والنفسي

أن لكل إنسان، ولكل مجموعة بشرية، مطالب نفسية، وحاجات جسدية،وأنو البد من المعروف في الحياة .ذلك وسيمة إلى لجسد، من اتخاذمطمب من مطالب النفس، وأية حاجة من حاجات ا لتحقيق أي

إنسان عاقل اتخاذ أية وسيمة في الدنيا، ميما كان شأنيا عظيما، ألية حاجة ميما فيل يصح في عقل أي .شأنيا حقيرا تافيا ؟ كان

، ويدعون "إن الغاية تبرر الوسيمة"تقول: " ىذه التيمكيافيميوحينما يروج صغار العقول أو المجرمون آراء "الثابت، والفضيمة المثمى، فإنيم البد أن المنطق السميم، والحق الكالم يسير عمى إطالقو، دون قيود ىذا

تصرف المجانين، أويكونوا شياطين مجرمين، يخادعون الناس بيذه اآلراء التي يطمقون يتصرفوا في حياتيم

ناس مجرمين.ليفعموا كل جريمة، دون أن يسمييم ال "نظرية"اسم عمييا زورا وتزييفا "مكيافيمينظرية أنفسيم المجرمة بطالء ما أسموه " ستروا لقد

إطالقو، البد أن نضع عمى سبيل التطبيق الفمسفي مجموعة وفي محاكمة ىذا الكالم الفاسد، إذا أخذ عمى رض أنيا غايات، ثم نضع في مقابل ذلك مجموعة مما يمكن أنتالجسد، ونف من مطالب النفس، وحاجات

.الغايات، ونفرض أنيا وسائل ون وسائل ليذهكتجدا، أخف منيا ما يجري داخل إنو من البدىي عند ذلك أن تبدو لنا أمثمة تطبيقية غريبة ومضحكة

.مستشفيات األمراض العقميةالنقد مجموعة من أوراق مكيافيمييكون من المستغرب أن يحرق ال ة، أن المكيافيميإنو يمزم من تعميم الفكرة ال

فغايتو والقيمة الكبيرة، ليغمي عمييا ما يصمح فيو كأسا من الشاي، أو فنجانا من القيوة، ذات األرقام العالية،وخسارة األلوف، مقابل شراب الشاي أو القيوة ، تبرر لو وسيمة إحراق األوراق النقدية الكبيرة، التي ىي شرب

مانعا من إلقاء مخطوطات عممية ونمكيافيميالن ال يرى ويمزم من ىذا المذىب أ، ال يساوي بضعة فموس . عميو جيوش الغزاة مؤقت تعبر عظيمة نادرة، في نير كبير، لتكون بمثابة جسر

والفكرية الحضارية، التي خمفتيا القرون وليس من الميم بعد ذلك أن تخسر اإلنسانية ذخائر المنجزات العمميةليستمتع مجرم تجويع األلوف من البشر، وسرقة خيراتيم، وأن ال يروا مانعا من ،األولى، فالغاية تبرر الوسيمة

فالغاية تبرر الوسيمة واحد بمظاىر الترف والرفاىية،

لييب نار عظمى عن بعد، ثم يدين بيا يروا مانعا من أن يحرق إنسان مدينة كاممة ليتمتع بمشاىدة وأن الوأن يقذف إلى حمبة المصارعة وحشا ، نيرون إمبراطور روما ، كما فعلالنكراء ةبيذه الجريمبراء ويعاقبيم

Page 10: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

10

نسانا بريئا ليتمتع بمشاىدة ظفر الغالب منيما ومصرع المغموب، وقد مارست روما في أوج ضاريا جائعا، وا .إمبراطوريتيا من ذلك الشيء الكثير سمطان

أليست ىذه األعمال ، الغاية تبرر الوسيمة ألن ينيمكيافيم كل ىذا ونظائره ينبغي أن يكون مقبوال لدى الالغايات مطمقا تبرر أية وسيمة دون قيد أو شرط، فما أجدر الجنونية أو اإلجرامية وسائل لغايات؟ فإذا كانت

ويرد إلى 17الفكرة الفاسدة، أن ينحدر إلى أدنى مرتبة يمكن أن تتصور في الوجود الذي يأخذ بيذه مكيافيميالأخس األحياء ويمبس ثوباإلنساني الذي فضمو الخالق بو فل سافمين، وينبغي عندئذ أن يخمع الثوب أس

. شراسة ودناءة

ن الوسائل والغايات :مموقف اإلسالم وىو يأمر المسممين بالتزام ما ، اإلسالم يتربع عمى قمة المجد في مراعاة الحق والعدل والخير والفضيمة والجمال

والشعوب، سواء منيم بو، ويكمفيـــم أن يراعـــوا ذلك مع الناس جميعا، دون تفريق بين األفراد، وبين األممأمر اهللمن دان باإلسالم ومن لم يدن بو وموقف اإلسالم بين الوسائل والغايات تحدده أروع مبادئ تمتزم بالحق والعدل

أمر اهلل بو من خير، ونيى عنو من شر وتفسح صدرىا والخير والفضيمة، وال تقترب من أضدادىا وتمتزم بكل ماالتخاذ بعض الوسائل التي يوجب المنطق السميم اتخاذىا، ارتكابا ألخف الضررين، ووسيمة لدفع أشدىما، وذلك

حينما يتعذر اتخاذ وسيمة أخرى ال ضرر فييا مطمقا . :م في للك تحددىا البنود التاليةوقاعدة اإلسال

يجب أوال أن تكون غايات اإلنسان في حياتو مقيدة بما أذن اهلل بو في شريعتو لعباده فما كل غاية البند األول: تبدو لإلنسان يجوز لو أن يجعميا إحدى غاياتو، ما لم تكن غاية مأذونا بيا شرعا .

ل التي ليس فييا يجب ثانيا أن يكون سعي اإلنسان إلى غاياتو المأذون بيا شرعا، ضمن الوسائ :البند الثانيإىدار لحق أو عدل أو فضيمة أو واجب، وليس فييا ارتكاب لمحرم من المحرمات الشرعية، وليس فييا إسراف

وال تبذير وبذل ذي قيمة عالية وسيمة لتحقيق ذي قيمة حقيرة .ة" الييودية الشاممة يمكيافيم ونجد "ال، مجال السياسة ة" العامة ىاوية إلى حضيض الخسة فيمكيافيميبينما نجد "ال

الييودية ة" الشيوعية ذات الجذورمكيافيمي، وكذلك "الاإلنساني ىاوية إلى حضيض كل خسة لكل جوانب السموكة" قول مكيافيمياإلنسان اآلخذ بيذه "ال ويتحقق في ويسير في ىذا الحضيض كل المجرمين والمفسدين في األرض

.اه أسفل سافمين{اهلل عز وجل في }ثم رددن

، الطبعة115-111الميداني، ص حسن حبنكة الرحمن عبد في المذاىب الفكرية المعاصرة/ كواشف زيوف :انظر - 17

.دمشق -م. دار القمم9119 -ىـ9695الثانية:

Page 11: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

11

واجبان، ولم يمكن –ضمن قواعد الحق والعدل والفضيمة والواجب –إذا تعارض في حياة اإلنسان :البند الثالثبحال من األحوال أو وجو من الوجوه تحقيقيما معا أو تعارض محرمان، ولم يمكن بحال من األحوال أو وجو من

سالم عند وجود ىذا التعارض الذي لم يمكن تفاديو بوسيمة من الوسائل المأذون بيا الوجوه تركيما معا فقاعدة اإل .18شرعا بوجو عام

قانون المتعارضات:

العدل والفضيمة والواجب، إذا تعارض في حياة اإلنسان:ضمن قواعد الحق و ولم يمكن بحال من ، نمحرماأو ، ولم يمكن بحال من األحوال أو وجو من الوجوه تحقيقيما معا ،واجبان

، ولم يمكن بحال من األحوال أو وجو من الوجوه دفعيما ضرران أو، األحوال أو وجو من الوجوه تركيما معا :19ما يميفيتتمخص في ذلك فقاعدة اإلسالم، معا

الواجب رك، فيؤثر المسمم القيام بآكدىما ، وأكثرىما وجوبا ، ويتالواجبين لتحقيق آكدىما أوال: ترك أدنىعطاه فرصة تأخر حتى أنيى صالتو أل كمن كان في صالة مفروضة فداىم العدو بالده غازيا، ولو، األدنى

، ألن واجب الجياد في ينصرف من الصالة لجياد العدو ، فالواجب والحالة ىذه أنسانحة لمظفر بالمسممين . التي تتحقق بكل منيما الصالة ، بالنظر إلى النتائج ىذه الحالة أقوى من واجب إتمام

، والعمماجب صيانة الدين والخمق والفضيمةحياة أمة واجب التنمية االقتصادية ، وو وكما لو تعارض في

ولو أفضى ذلك الضروري ليذه األصول ، فالواجب والحالة ىذه أن تحرص األمة عمى صيانة ىذه األمور ،سوف ييسر لألمة وسائل ىذه التنمية عمى أن اهلل عز وجل إلى التقصير بتحقيق واجب التنمية االقتصادية ،

.أجل في شريعتو ليم المطموبة ، مكافأة ليا عمى ما التزمت بو من واجبليدفع ارتكاب فيؤثر المسمم ارتكاب المحرم األخف، ،خف المحرمين لدفع الوقوع بأشدىماارتكاب أ :ثانيا

كما لو ىدد إنسان بالقتل المحقق ، معا ، يجتنب بيا المحرميناحةالمحرم األشد، إذا لم يجد وسيمة أخرى مب، ليدفع عن ن يختار أخف المحرمين وىي السرقةفالواجب والحالة ىذه أ ،إذا لم يرتكب مثال جريمة السرقة

اة تعرضت حي وكما لو، ، إذ القتل أشد تحريما من السرقةيعتبر التمكين منو أشد حرمة نفسو القتل الذيلة ىذه ، فالواجب والحاالكذب ، ولم يمكن دفع ذلك عنو إال بارتكاب وسيمةسان بريء لمقتل عمى يد ظالمإن

أخف عند اهلل من تعريض مسمم بريء لظالم يريد ، وظاىر أن الكذب عمى الظالمدفع أشد المحرمين بأخفيما قتمو أو تعذيبو تعذيبا شديدا

م1976 -ىـ1396، الطبعة الثالثة:86انظر: أصول الدعوة / د. عبد الكريم زيدان، ص: - 18 األولى الطبعة 051 -051 :، صالباكستاني قادر غالم بن زكريا/ الحديث أىل منيج عمى الفقو أصول -انظر: - 19

.الخراز م، دار4114-ىـ0141 .389: كواشف زيوف، ص -

Page 12: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

12

اإلنسان من أعضاء كما لو أصيب عضو ،سيمة لدرء أشدىماضررين وأخفيما و تحمل أىون ال ثالثا:ال سرى فقتل صاحبو ، فالواجب والحالة ىذه بمرض ال يستطاع إيقاف سريانو إلى سائر الجسد إال ببتره ، وا

البدىي أن فقد العضو الواحد أىون وأخف من فقد األعضاء بتر العضو العميل حماية لسائر الجسم ، ومن، رجميم ، وجمد الزناة أويا وأمنيا عمى قطع أيدي السارقينسالمة األمة في أخالقيا ودين فتولما توق، كميا

نزال أشد العقوبات بقطاع الطرقو ، تقضي اإلسالمية ، كان ذلك أمرا حتما في أحكام الشريعةا .بو ضرورة ارتكاب أخف الضررين وسيمة لدرء أعظميما

، فالمسمم ضان، أو المحرمان المتعارضان، أو الضرران المتعارضانإلا تساوى الواجبان المتعار :رابعا وتشتبو أمور، فيختمف فييا ، لو أن يختار أحد المتعارضين ولو كان الذي اختاره أحب إلى نفسوبالخيار

، وتختمف أمور باختالف الناس ، ومنيا اإلكراه عمى إعالن الكفر، ، كاإلكراه عمى الزناالفقياء المجتيدونقمبو مطمئنا ، فمو أن يقول كممة الكفر لينجي نفسو من القتل ، بشرط أن يكونكان ىو من آحاد الناس منف

، فيجمب بو من ينفع دعوة اإلسالم ، ألن ثباتو عمى إعالن الحق قدان ، ولو أن يصبر ويقتل شييدا باإليم، المعروفون بيا قادة الدعوة إلى اهللو ، بتأثير صموده صفوف المشركين أو الكافرين عموما أناسا يسممون

أما الرسل ،، وىو بالنسبة إلييم أفضليثبتوا عمى إعالن الحق، ولو استشيدوا في سبيل ذلك ينبغي ليم أن . ، لينجو أنفسيم من القتل، ألن ذلك ينقض رسالتيمخصة ليم في أن يقولوا كممة الكفرفال ر

، ون أكثر نفعا لإلسالم والمسممين، وأكثر نكاية بأعداء اهلليك ا قدومن كان من آحاد الناس ورأى أن بقاءه حي ، وربما يكون ىو الواجبم قد يكون ىو األفضل واألحب هللمع طمأنينة قمبو باإلسال فإعالنو كممة الكفر

.أحيانا

ميزان تحديد قيم المتعارضاتعمى مبدأين ، يعتمدر ميزان دقيق جدا لتحديد قيم الواجبات والمحرمات، وأنواع الضر اإلسالم وميزان

: أساسيين

والدنيوية والمصالح الفردية واالجتماعية، واإلنسانية، الدينية فيو تصنيف عام لممنافع والمذات :المبدأ األولليوم وكتبو ورسمو وا ، كاإليمان باهللمس منيا الجوانب الدينية الكبرى، مع العمم بأن ما يوالمعنوية المادية

. عباده ، ألنو يمثل الحق األول هلل عمىخر، يحتل مركز الصدارةاآلة والدنيوية، ، الدينيواالجتماعية، واإلنسانية ،لممضار واآلالم والمفاسد الفرديةفيو تصنيف عام :المبدأ الثاني

ر وجوده كميا ، أو إنكايمس منيا الجوانب الدينية الكبرى، كالشرك باهللما ، مع العمم بأنالمادية والمعنويةبين النص حكمو من فما، ، ألنو يمثل العدوان الشنيع عمى حق اهلل األول عمى عبادهمركز الصدارة يحتل

، وقد تختمف في بعض ألىل االستنباط واالجتياد ، وما لم يبينو فقد تركوالمتعارضات، فقد أبان الشرع قيميماقمة المجد في مراعاة الحق والعدل والفضيمة والخير عمى يتربع اإلسالم نجد ، وىكذاذلك آراء المجتيدين

والواجب

Page 13: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

13

مكيافيمي في ميزان اإلسالمنظرية

في الحقيقة ي مبدع عمم السياسة الحديث، وىو بعد ىذه الردود القاصمة لظيور الذين يعتبرون أن مكيافيم الذي نادى بو -" الغاية تبرر الوسيمة"مبدأ أن وصف لغير موصوف، ذلك

طريق كل المنحرفين الظالمين المجرمين فإنو -إذا أخذ عمى إطالقووالذي مكيافيمي ، فإننا ندفع ليم بمثال واقعيالمفسدين في األرض، في السياسة، وفي غيرىاإنو .. ألخالقلالوسائل المنافية لشخص أبى أن تذوب شخصية أمتو في طوفان أبو اإلسالمي اع، إنو المفكر شخص عربي مسمم آمن بنفسو وقدرتو عمى اإلبد

برز أوىو واحد من ،اإلمام الماوردي الحسن عمي بن محمد بن حبيب البصريوبرغم من انو كان ىناك ، عمى مر العصور الفكر السياسي اإلسالميأعالم

التي الزالت حية حتى إال انو استطاع أن يثبت نفسو ويبرز ويوضح أفكاره المفكرين السياسيين العديد منلخميفتين من قد عني بفن الحكم والسياسة وكان معاصرا فال يغيب عن أعيننا أن الماوردي، عصرنا الحالي

.20أطول الخمفاء بقاء في الحكمو بسبب عالقاتو ىذه يرجح ، عباسيينلم ا ن سفير عالقات مع رجال الدولة العباسية كما كا اكان الماوردي ذ

فيفقد كان فكر الماوردي عظيم الشأن في اإلبداع الفكري ، بالفقو السياسي عما يسمى البعض كثرة كتابتو مجال السياسة.، فقد قدم لمحاكم ضمن كم من مصنفاتو مجموعة من قواعد السموك اىتماما كبيرا السياسةب اىتم الماوردي

حيث استمد تمك النصائح من خالل ما عايشو ، إن أراد استمرار حكمو واستقامتوسي فنصحو أن يمتزميا السياوفي ، الحكم لدى الحضارات األخرى ، وقراءاتو المتنوعة لتاريخ أنظمةواقع من تجربتو السياسية الذاتيةفي ال

اإلسالمية المستمدة من القرآن الكريم الحقيقة أن قواعد الحكم التي قدميا الماوردي كانت مستميمة من القيم تسييل النظر وتعجيل فقد ألف كتاب " ، ينموذجا لفن السياسة األخالقأوالسنة النبوية الشريفة ، حيث كانت

لمعديد من قواعد وافيا ، ويضم ذلك الكتاب في ثناياه شرحا في فن السياسة و" الذي يعد من أشير كتبالظفرفيوجو ، ا ذلك الشيخ الجميل لتكون خير طريق منار يسمكو الحكام في حكميمالسموك السياسي حيث صورى

فيحثو عمى ضرورة األخذ باألخالق، والتمسك بالفضائل، عموما لمسياسيأو لمحاكم الشيخ البصري حديثو :فيقول

صالح شيمو ألنيا آلة سمطانو وأس إمر تو وليس يمكن فحق عمى ذي األمرة والسمطان أن ييتم بمراعاة أخالقو وا صالح جميعيا بالتسميم إلى الطبيعة والتفويض إلى النحيزة إال أن يرتاض ليا بالتقويم والتيذيب رياضة تيذيب

القادر باهلل، ومن بعده ابنو القائم بأمر اهلل. - 20

Page 14: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

14

وتدريج وتأديب فيستقيم لو الجميع بعضيا خمق مطبوع وبعضيا خمق مصنوع ألن الخمق طبع وغريزة والتخمق ": الش اعر قال تطبع وتكمف كما والممق اإلكثار سجي تو ومن شيمتو غير متحميال أي يا يا

الخمق دونو يأتي الت خمق إن فاعمو أنت فيما بالقصد عميك ن كان ضارا و ع ف إال ن عولج ليس شيء :قال بعض الحكماء ن كان نافعا أىمل وال شيء ا 21إال ضر وا

، وىو مطالب بمزوم مكارم األخالق إن أراد مة طريقو قبل أن يأمر رعاياه بيااالستقا فعمى السياسي أن يجعلفمزم ذا اإلمرة والسمطان أن يبدأ بسياسة ": فيقول، ، ويخبرنا أن الناس عمى دين مموكيم األفضمية لحكومتو

، حوز من األخالق أفضميا ويأتي من األفعال أجمميا فيسوس الرعية بعد رياضتو ويقوميم بعد استقامتونفسو ليال كان بمنزلة من أراد ينبغي لمممك أن يبتديء بتقويم نفسو قبل أن يبتديء بتقويم: قال بعض العمماء رعاياه وا

ذا أىمل فإذا بدأ بسياسة ن، تقويم ظل معوج قبل تقويم عوده الذي ىو ظل لو فسو كان عمى سياسة غيره أقدر وا غيره أجدر فبعيد أن يحدث الصالح عمن ليس فيو صالح ألن ضرورة نفسو أمس وىو بإىمالمراعاة نفسو كان

، بتيذيبيا أخص فإذا غمب عميو عنادىا واستصعب عميو قيادىا كان عناد المباين لو أغمب وقياده عميو أصعبال ينبغي لمعاقل أن يطمب : قال بعض البمغاء، اسة نفسو أدرك سياسة الناسمن بدأ بسي: قال بعض الحكماء

22"إذا عجزت عن أدب نفسك فال تمم من ال يطيعك: وقيل، طاعة غيره وطاعة نفسو ممتنعة عميوفي نصحو فيحذر الحاكم من الغرور مؤكدا عمى أن أقدار المموك تقاس بقدر ما أنجزوا الماورديويسيب

فمن :ولحسن الظن بالنفس أسبابيقول بيذا الصدد :"فبالتكبر والتعالي عمى المحكومين من أعمال وليس، وشواىد اعي صغر اليمة، وىو بكل أحد قبيح وبالمموك أقبح ، ألنو من دو أقوى أسبابو الكبر واإلعجاب

درة والسمطان ال ق، الن قدراتيم تظير بالي يجل المموك عنو، وىذا من ضعف المنة الذاالستكثار لعمو المنزلة "قال بعض الحكماء ،، وكفى بالمرء ذما أن تكون رتبتو ومنتو أضعف من قدرتوبالكبر واإلعجاب

أفضل الناس : وقال عبد الممك بن مروان، من الدنيا لنفسو خطرا فيكون بو تائيا ال ينبغي لمعاقل أن يرى شيئا 23"لتواضع في الشرف أشرف من الشرفا: وقيل، من تواضع عن رفعة وزىد عن قدرة وأنصف عن قوة

، في معنى لزوم تمك التي تحث عمى ضبط المسان أيضا لمسياسي الماورديمن أىم القواعد التي قدميا و تفكير المسبق قبل التفوه ، فإن كان متكمما ال محالة فعميو المكن، واجتناب الكالم إال لمضرورةالصمت إن أ

.ي اختياره أللفاظو وعباراتو؛ ألنو محط لألنظار دائما قيق ف، فيشتمل تفكيره التدبالكممة

9، 8ص: أبي الحسن عمي بن محمد الماوردي،/ة الممكسفي أخالق الممك، وسيا تسييل النظر وتعجيل الظفر - 21 .بيروت -م، دار النيضة العربية1981محيي ىالل السرحان، مراجعة وتقديم: د. حسن الساعاتي، تحقيق:

ىـ، دار الجامعة الجديدة2001 ،155-143ص: الماوردي رائد الفكر السياسي اإلسالمي/ د. أحمد وىبان،وانظر: .اإلسكندرية -لمنشر

.47، 46، ص: تسييل النظر - 22 .50، 49المصدر السابق، ص: - 23

Page 15: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

15

، ليسمم من ىذر ولزوم الصمت إال من ضرورة ال يجد فييا من الكالم بدا "فيقول ناصحا لمسياسي: اظ، محفوظ األلفاظ، تشيع زالتو، وتنتشر ، فإن الممك مرموق األلح، و يأمن من معرة الطيشالسترسالا

،24"ومن الكالم عمى خطر، ، فيو بالسكوت ممدوحمحاسنو أنشر وفضائمو أشير ك تكونوبحسب ذل ،ىفواتوولعل تمك النصيحة الماوردية تذكرنا بما نقولو اليوم في عمم السياسة بخصوص تمك الخصائص والمميزات

وعمى ،، والقدرة عمى اختيار المفظات والعباراتبموماسي، والتي من بينيا المباقةالتي يجب أن تتوافر في الدوال يعرف منيا ىل ىو ر في وجيو إمارة سخط، وال رضا ، فال يظيكم كتمان السر وضبط أمارات الوجوالحا

أن يمتزم الصدق وينبذ الكذب ، ألن الكذب يحط -فضال عما تقدم-وكذلك عمى الحاكم ، مسرور أم حزينوان كان يجوز لو الكذب كاذب لحاكم المسمم ىو صادق غيرفا، ه ، ثم إن مصير الحقيقة االنكشافمن قدر

ويضيف أيضا من قواعده انو ، منيا حالة الحرب ، لكي يخدع األعداء ويفوز بالنصر، دةحدفي مواطن مفيختار لكل موقف مايتناسب معو من ىاذين األسموبين ،الترىيب والترغيبعمى الحاكم أن يجمع بين أسموبي من الغضب الماورديويحذر ، و وعيده عمى أكمل وجوأن يحقق وعده أ ، ويجب عميو في كال الحالتين

وعمى الحاكم أن يتحمى بالرحمة إذ أن القسوة ، ، الن الغضب يبعد عن اإلنسان الصوابوينصح بتجنبون أمور المحكومين، وكذلك نبو بأىمية العدل ، في شأ، ، ألنيا تخل من ميزان العدالةالماورديمرفوضة لدى فيمن تكرارىا ناصحا الحكام بإتباعيا فتتمثل الماورديالتي ال ينفك اعدة الذىبيةالقأما ، وأمور الدولة

إذ يرى ويؤكد انو من الخطر استبداد الحاكم برأيو خاصة في األمور المصيرية ؛ الن ذلك من شأنو ، الشورىوالرأي الصواب وقوع بعض األخطاء الجسيمة ، وحدوث عواقب وخيمة ،أما استشارة العمماء من ذوي األلباب

مضي األمور وال ينبغي لمممك أن ي" :المالئمة ،فيقول الماوردي في ذلكفيساعد في اختيار الخيارات ، بداىة فكره، تحرزا من إفشاء سره، وأنفو من االستعانة بغيره، وينفذ عزائمو المحتممة بالمستبيمة بياجس رأيو

، من حنكتيم لمتجارب، فارتضوا بيا، مألمانة والتقىويستطمع برأي ذوي ا، تى يشاور ذوي األحالم والنيىحه، وليس كل األمور ، فإنو ربما استبداده برأيو أضر عميو من إذاعة سر فوا موارد األمور وحقائق مصادرىاوعر

دتو التي في قاع الماورديويدل عمى إلحاح " 25، وال األسرار المكتومة بمشاورة النصحاء معمومةأسرار مكتومة، وال العمماء، وال تأنف من االسترشادوافزع إلى استشارة ،ارجع إلى رأي العقالء" :الشورى قولو تضمن مفيوم

أن عمى الحاكم الماورديوأيضا يرى "26فألن تسأل وتسمم خير من أن تستبد وتندمتستكنف من االستمداد ن، يفاء، أمينأك ، ويخصص ليذا الغرض عماال رعيتو بالسؤال عنيم واستخبارىم أن يتفقد أحوال

فيجب عميو معرفة أحوال البمدان ، فعمى الحاكم إن أراد لدولتو البقاء مصاحبة السالم والقوة وأخيرا ،مخمصينمجال لمفصل بين الالمقتبس من اإلسالم أنو فكر الماورديويتضح في ثنايا كل ما تقدم من ، المجاورة لو

24 .58، ص: تسييل النظر -

25 99 ، ص:المصدر السابق-

26 104، 103 ، صتسييل النظر -

Page 16: ةِّْلْفاْقمك - site.iugaza.edu.pssite.iugaza.edu.ps/.../2010/09/المبحث-الثالث-نظرية-ميكافيلي1.pdf · 3 يِّ يفاي م بق يسايسا فا

16

نيره القران الكريم والسنة النبوية الذي يدعوا ويحث لمكارم ألنيا تسير في طريق مستقيم ي السياسة واألخالق؛، متكبرا ، ليس، فطن، كريم، غير غضوب، كتوم، ذكيالحاكم في اإلسالم ىو إنسان فاضلف، األخالق

.وكل ذلك دون أن يخرج عن القيم السامية ،ألحوال الدول المجاورة مستخبر ألحوال رعيتو، ميتما ي ثنايا كتبو العديدة ، قواعد لمحكم جاءت كميا مستمدة من القيم اإلسالمية الرفيعة ؛ قدم بحق ف الماورديإن

المعروف بيا الميكافيمية ، في مواجية فن السياسة األخالقيوذلك ىو سبب كونيا مثاال لما يمكن تسميتو بـ .اإليطاليميكافيمي التي اتسم بيا أشير رواد ىذا الفن أال وىو الالأخالقية عالم السياسة و