344
اﻟﺷﻌﺑﻳﺔ اطﻳﺔ اﻟدﻳﻣﻘر اﺋرﻳﺔ اﻟﺟز اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ اﺋر اﻟﺟز ﺟﺎﻣﻌﺔI اﻟﺣﻘوق ﻛﻠﻳﺔ ﺣﻣدﻳن ﺳﻌﻳد- اﻩ اﻟدﻛﺗور ﻣدرﺳﺔ: اﻟﻌﻣوﻣﻳﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻓرع ﻣذﻛرة اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﻳر درﺟﺔ ﻟﻧﻳﻝ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟطﺎﻟﺑﺔ إﻋداد: اﻷﺳﺗﺎذة اف إﺷر ﺗﺣت: ﻧرﻳﻣﺎن ﻣﻛﻧﺎش ﺳﻌﺎد ﻏوﺗﻲ اﻟدﻛﺗورة اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﺟﻧﺔ أﻋﺿﺎء أ. اﻟدﻛﺗور: ﻣﻧﺻور ﻣوﻟود............................. رﺋﻳﺳﺎ أ. اﻟدﻛﺗورة: ﺳﻌﺎد ﻏوﺗﻲ................................ ﻣﻘررة أ. اﻟدﻛﺗورة: ﻓطﻳﻣﺔ ﺳﻧوﺳﻲ ﺑن........................ ﻋﺿوا اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ اﻟﺳﻧﺔ2014 - 2015

ﺔﻳﺑﻌﺷﻟا ﺔﻳطارﻘﻣﻳدﻟا ﺔﻳرﺋزاﺟﻟا ﺔﻳروﻬﻣﺟﻟاbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/123456789/13689/1/MOUKNECHE... · ﺔﻳﺑﻌﺷﻟا

  • Upload
    others

  • View
    16

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

 

 

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

 Iجامعة الجزائر

-سعيد حمدين–كلية الحقوق

فرع الدولة والمؤسسات العمومية :مدرسة الدكتوراه

مقدمة لنيل درجة الماجستير في القانون العام مذكرة

:تحت إشراف األستاذة : إعداد الطالبة الدكتورة غوتي سعاد مكناش نريمان

أعضاء لجنة المناقشة

رئيسا.............................مولود منصور : الدكتور.أ

مقررة................................غوتي سعاد:الدكتورة.أ

عضوا........................بن سنوسي فطيمة:الدكتورة.أ

2015-2014السنة الجامعية

 

 

رحيمبسم اهللا الرحمن ال

قـل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قـل أن تنفد " "كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا

صدق اهللا العظيم

من سورة الكهف 109اآلية

 

 

بسم اهللا الرحمن الرحيم

قـل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قـل أن تنفد " "كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا

اهللا العظيمصدق

من سورة الكهف 109اآلية

 

 

إلى والداي الحبيبين

.وأبي ...أمي... النادرة

شريك حياتي زوجي... حبيبي ... إلى الغالي

إبني... اهللا إلى خليفتي من بعدي بإذن

إلى إخوتي فردا فردا

.ي زوجيإلى والد

أهدي عملي

نريمان

 

 

أتوجه بشكري الجزيل وتقديري الكبير إلى كل من كان صاحب فضل ولو .بكلمة طيبة

.ي سعادالدكتورة غوث السيدة ،الصبورة ،إلى األستاذة العظيمة

السيدة بوزاهر إيمان... عدة المادية بالمراجع إلى من وفرت لي المسا

محفزي للنجاحألمي ......إلى كل شخص آذاني أو أساء لي ولو بكلمة

 

 

...إلى من أخلصوا لي

شكرا 

2

الكبيرة المخولة لرئيس الدولة الذي يستمد شرعيته من الشعب وغالبا ما ينفرد لالختصاصاترئيس الدولة المنتخب في هذا النظام بالسلطة التنفيذية حيث يجمع بين رئاسة الدولة ورئاسة

3Fالحكومة، أما عن الوزراء فيعتبرون مساعدون له

4.

الجمع بين وظيفة التشريع أما فيما يخص نظام الجمعية النيابية فهو يقوم على أساسوتقوم هذه الجمعية بتشكيل لجنة خاصة منها ) البرلمان(ووظيفة التنفيذ في يد جمعية منتخبة

للقيام بالوظيفة التنفيذية، وهي تعمل بإسمها وتحت رقابة وتوجيه هذه األخيرة وال تتمتع هذه سلطة التنفيذية تابعة ومنبثقة الجمعية الخاصة بأي استقالل عن الجمعية النيابية وبذلك فإن ال

.عن السلطة التشريعية في هذا النظام

فنجد فيه مشاركة الحكومة وعلى رأسها الوزير األول لرئيس وفي النظام شبه الرئاسيالنظام أقرب إلى النظام الرئاسي وفي نرى أن هذا هذاوبفي ممارسة السلطة التنفيذية الدولة

آن واحد يقوم الوزير األول بدور مهم، فتشكيلة السلطة التنفيذية في هذا النموذج متكونة من رئيس (رئيس الدولة المنتخب مباشرة من قبل الشعب والحكومة المعينة من طرف الرئيس

).الدولة

نجد فيها ) تونس-المغرب -الجزائر(أما في بلدان المغرب العربي محل الدراسة السلطة التنفيذية هي المؤسسة المحورية التي تدور حولها الحياة السياسية والدستورية حيث انها تتكون من رئيس الدولة الذي أسندت له صالحيات عديدة في دساتير هذه الدول وهذا

الت الدستورية راجع ألسباب نتطرق لها في بحثنا هذا، وحكومة يرأسها وزير أول وبعد التعديالتي مست بعض هذه الدول محل الدراسة أصبح منصب الوزير األول مستخلف برئيس

.إلى رئاسة الدولة الحكومة وتوجد في وضعيته نوع من التبعية

ويجب التذكير بتأثر بلدان المغرب العربي بالدستور الفرنسي في هذه المسألة من الظروف التاريخية التي عاشتها هذه البلدان من الناحية النظرية حيث أن الواقع السياسي و

4- Pierre Henri Chalvidan, Droit constitutionnel, institutions et régimes politiques, Nathan (5) supérieur (paris : Nathan , 1986), p 57.

3

األسباب التي رسخت الدور المحوري للسلطة التنفيذية في شخص رئيس الدولة بالرغم من .وجود اختالف في دسترة هذه األنظمة

السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب العربي مكانة على ستنصبإن الدراسة نحاول البحث في مدى تغير مكانة السلطة التنفيذية في فس -كما سبق لنا ذكره-الثالث

" السلطة التنفيذية"ألن موضوع " تونس-المغرب-الجزائر"الدساتير الجديدة لدول محل الدراسة موضوع مشترك لهذه الدول وعلينا تقديم لمحة دستورية تاريخية عن دول المغرب العربي

.محل الدراسة

I- حالة الجزائر:

، ترأسها الراحل السيد بن بلة 1962جويلية 05تها في على استقالل تحصلت الجزائرالذي أدى بإطاحة 1965جوان 19وتولى منصب رئاسة الحكومة إلى غاية حدوث انقالب

1979الرئيس بن بلة السابق وخلفه الراحل هواري بومدين في رئاسة الدولة، وفي سنة لجمهورية ثم قدم استقالته، وتولى رئاسة انتخب الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رئيسا ل

يوم من توليه سدة 166الذي أغتيل بعد 1992بوضياف سنة السيد الدولة بعده الراحلاجتمع المجلس األعلى للدولة وانتخب السيد علي كافي رئيسا له ومنذ هذه الفترة . الرئاسة

رئيسا للدولة، ثم 1995ل عام عرفت الجزائر مرحلة انتقالية لغاية انتخاب السيد اليمين زرواتولى رئاسة الدولة السيد عبد العزيز بوتفليقة بعد تقديم السيد اليمين زروال إستقالته عام

2004سنة متتالية وأعيد انتخاب السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للدولة لعهدات 199920094Fثم

إلى غاية 2014نة وكانت تلك عهدته الثالثة، ثم للعهدة الرابعة وكان ذلك س 5 .الساعة

إن النظام المتبع في الجزائر هو النظام الجمهوري والرئيس ينتخب من قبل الشعب، :اما بالنسبة للدساتير التي عرفتها الجزائر فتمثلت في كل من السنوات التالية

، أطروحة دكتوراه في القانون "دراسة مقارنة"ة في دول المغرب العربي، بن زاغو نزيهة، تقوية السلطة التنفيذي. د -5

.4، ص 2009-2008العام، جامعة الجزائر، جامعة الجزائر، كلية الحقوق، السنة الجامعية

4

5Fعناوين) 10(مادة موزعة على عشرة 77يشتمل على مقدمة و: 1963دستور -

وقد 6 . 59و 39ور السلطة التنفيذية في المواد ما بيننظم هذا الدست

6Fأبواب) 3(مادة موزعة على ثالثة 198يشتمل على تمهيد و: 1976دستور -

وهي 7المبادئ األساسية لتنظيم المجتمع الجزائري ، والثاني السلطة وتنظيمها ونظم وهذا

شخص رئيس الدستور المؤسسة التنفيذية تحت تسمية الوظيفة التنفيذية وتمارس فيأما الباب الثالث فقد خصص .125إلى 104الجمهورية منظمة مابين المواد

.ألحكام مختلفةمادة موزعة على أربعة أبواب وحكم 167يشتمل على تمهيد و: 1989دستور -

7Fإنتقالي

، فخصص الباب األول للمبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، الباب 8قد نظم هذا الباب السلطة التنفيذية في فصله األول الثاني لتنظيم السلطات و كما نص هذا الدستور صراحة على ثنائية 91إلى 67وخصص لها المواد مابين

. السلطة التنفيذية التي تمارس من طرف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومةمادة موزعة على 182يشتمل على ديباجة و: ومعدل حاليا 1996وأخيرا دستور -

8Fوأحكام انتقالية أبواب وفصول أربعة

وقد نظم هذا الدستور السلطة التنفيذية في بابه .9واألخير لسنة 2002الثاني وتمارس من طرف رئيس الجمهورية وبعد التعديلين لسنة

مع استبدال منصب رئيس الحكومة بالوزير األول ومن هذا الدستور نلتمس 2008زائري والذي تراجع ورجوع نحو تكريس أحادية الجهاز التنفيذي في النظام السياسي الج

. 1976كان متبنى في دستور

II- حالة تونس:

وعندما تقرر 1956أما تونس فقد حصلت على االستقالل الكامل عن فرنسا في سنة إجراء انتخابات المجلس القومي التأسيسي، نشأت الجبهة القومية التي كانت تتألف من

لى إبقاء الملكية ولكن في شكل الحزب الحر الدستوري والمنظمات القومية وأصرت الجبهة ع

، ط )2008مع تعديل نوفمبر (، "1996، 1989، 1976، 1963دساتير "موسى بودهان، الدساتير الجزائرية، . أ -6 .13للنشر، ص ، كليك 2008

.14، ص السابق المرجع،موسى بودهان، الدساتير الجزائرية . أ -7 .15ص السابق، المرجع،،موسى بودهان، الدساتير الجزائرية . أ -8 .16، ص السابق المرجع، موسى بودهان، الدساتير الجزائرية. أ -9

5

ملكية دستورية، فظل المجلس القومي التأسيسي لمدة طويلة يضع التنظيمات في هذا اإلطار 9Fحتى قرر القادة التونسيون التوجه نحو نظام جمهوري

وٕاسناد رئاسة الجمهورية المؤقتة إلى 10من صياغة أحكام الحبيب بورقيبة الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الحكومة، وبالرغم

الدستور كانت من قبل المجلس الوطني التأسيسي، إال أن هذه األحكام كرست توجيهات الرئيس بورقيبة في نهايتها والتي تتمثل في ترك النظام البرلماني وٕاقام نظام رئاسي يضمن

.النفوذ واالستقرار للحكومة

والتي أمكنته من تحقيق في بداية األمر " بالوحدة الوطنية"فطبق الرئيس ما يسميه فقد كان الراحل بورقيبة ورفقاءه . االستقالل، وكان يوجه واضعي الدستور نحو اختيار معين

10Fحريصين على إقامة نظام حكم قوي يتولى قيادته من أهلته ظروف الكفاح

11.

، بدأت اإلنطالقة األولى لمرحلة النظام الرئاسي في تونس 1970وخالل عام م الرئاسي األمريكي، فكان هناك تحوال جذريا ولكن هذا لم يمنع األخذ المقتبس من النظا

الئحة (حق إقالة الحكومة بالمصادقة على : ببعض الجوانب من النظام البرلماني من بينهافي ظروف محددة، مع تمكين رئيس الجمهورية من حل المجلس النيابي وهي ) اللوم

.يةصالحيات متواجدة إال في األنظمة البرلمان

غير أن الخطورة في التخلي عن النظام الرئاسي كانت صدور القانون الدستوري والذي حمل مقتضيات جديدة أدخلت تغييرات عميقة أعطت 1976أفريل 8المؤرخ في

الدستور شكل وثيقة دستورية ، فظهر من خالل هذا التعديل ميل المشرع التونسي إلى 11Fللجمهورية الخامسةاقتباس من تقنيات الدستور الفرنسي

12.

7/11/1987زين العابدين بن علي إلى السلطة في تونس يوم وبعد وصول الرئيسعاما، حيث جاء هذا التحول معلنا عن مخرج من أزمة 30وضع حدا لحكم فردي دام

عاشتها البالد وتم تعديل الدستور وكذلك إصدار قانون األحزاب ومراجعة قانون الصحافة،

، المجمع 2001جانفي 21إلى 9ملتقى المنتظم من أنظر، مجموعة من الباحثين، تونس األمس وتونس الغد، فعاليات ال -10 .92، ص 2002، تونس، "بيت الحكمة"التونسي للعلوم واآلداب والفنون

: الدار البيضاء( 25عمال جامعية أفي دول المغرب العربي، مؤلفات و سيدي محمد ولد سيد آب، الوظيفة التشريعية -11 .21، ص )2001منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية،

20ص ، السابق،نفس المرجع، سيدي محمد ولد سيد آب -12

6

لمعتقلين السياسيين وٕاحداث مجلس دستوري للسهر على دستورية القوانين وٕاطالق سراح امحكمة أمن الدولة وهذا لتكريس وحدة القضاء كذلك تم إلغاء المحاكم االستثنائية، وٕالغاء

وأهم تعديل دستوري حصل في هذه المرحلة هو إلغاء الرئاسة مدى الحياة، كما تم إنشاء .لخطوة كانت جد مهمة في اإلصالحات الدستوريةوهذه ا) الوسيط اإلداري(مؤسسة

بواسطة استفتاء دستوري دعا إليه 2002وتمت مراجعة دستورية أخرى في ماي الرئيس بن علي حيث تم إقرار االنتخابات الرئاسية على دورتين وكذلك شمل إمكانية الترشيح

ألي شخص حدد عمر دد الواليات الرئاسية وأصبحعاالنتخابات الرئاسية دون تحديد إلىحق في ) سنة 75(وخمسة وسبعون سنة على األكثر ) سنة 40(باألربعين سنة على األقل

الترشح إلى رئاسة الدولة، باإلضافة على عدم مساءلة الرئيس ال جنائيا وال مدنيا وال سياسيا ا كما أحدثت غرفة ثانية في البرلمان أطلق عليها تسمية مجلس المستشارين ليضطلع أيض

12Fبدوره إلى جانب الغرفة األولى

13.

عرفت تونس ثورة أدرجت في إطار ما يسمى بثورات 17/12/2010ابتداءا منلكن الربيع العربي، فمن أهداف الثورة كانت، اإلطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي وٕاقامة

لي ودخول انتهت هذه الثورة بخلع الرئيس بن ع. إصالحات سياسية ودستورية في الدولة 26تونس في مرحلة انتقالية آلت بإصدار المجلس الوطني التأسيسي لدستور جديد في

وٕاقامة انتخابات رئاسية وانتهت بفوز الرئيس السيد الباجي قايد السبسي في 2014جانفي .م2014سنة

III- حالة المغرب:

لثانية تحت للمغرب قامت منطقتان األولى تحت الوصاية الفرنسية وا بةأما بالنس-1927(الوصاية اإلسبانية باالجماع وتجميع كل القوى الوطنية تحت سلطة سيدي محمد

ثم خلفه . استقالل المغرب واتخذ لقب محمد الخامس 1956والذي أعلن في مارس ) 195613Fابنه

الذي حكم البالد بطريقة مطلقة للتخلص من ) 1999-1961(الحسن الثاني 14

فدوى مرابط، السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي، دراسة قانونية مقارنة، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز . د -13 ..17، بيروت، ص 2010دراسات الوحدة العربية،

.4ص.المرجع السابقبن زاغو نزيهة، . د -14

7

وواجه . 1979ؤسسات ديمقراطية، ، وقام بالمسيرة الخضراء عام االستعمار وأرسى قواعد موورث ابنه محمد السادس 1999بعد وفاته في يوليو . الملك محاوالت انقالبية عديدة

.العرش الى يومنا هذا

فمن هنا نستخلص طبيعة نظام الحكم في المغرب وهي ملكية وراثية ومنصوص دستور : ف عدة تعديالت دستورية وهي كما يليعليها في الدستور، كما أن المغرب عر

1962 ،1970 ،1992 ،199614F

.2011، وأخيرا دستور 15

:أهمية الموضوع ودوافعه

أعطت للسلطة إن أهمية الموضوع تكمن في معرفة األسس الدستورية والسياسية التي بين الدول بين المؤسسات األخرى، مع مراعاة االختالفات المتواجدة رموقةالتنفيذية مكانة م

وضع محل الدراسة، فالمغرب مثال يختلف عن الجزائر وتونس، وذلك ألن الملك قبل والدساتير , الدستور كان يملك حق ممارسة جميع االختصاصات بمهام تسير شؤون الدولة

التي أتت لم تضف جديدا بل عملت على دسترة ما كان السلطان المغربي يتمتع به من .صالحيات في الفترة التي سبقت وضع الدستور

كما تكمن أهمية الموضوع كذلك في اإلشارة والتذكير للعوامل المشتركة التي تجمع ضي المشترك والتراث والعادات بين بلدان المغرب العربي ومنها روابط الدين واللغة والما

والتقاليد والمعاناة التي خضعت لها هذه البلدان من جراء اإلستعمار الفرنسي، فهذه العوامل المشتركة ولدت في شعوب دول المغرب العربي عامة والدول محل الدراسة خاصة شعور

عن 1989فري في 18بالوحدة والمستقبل المشترك ومن نتائج هذا الشعور إعالن مراكش يوم 15Fإنشاء إتحاد المغرب العربي

للسير نحو البناء المغاربي، وبذلك جاء إختيار الموضوع من 16 .أجل تعزيز التعاون المغاربي عن طريق التفكير بإثراء بسيط ومتواضع للمكتبة المغاربية

.4ص،بن زاغو نزيهة، نفس المرجع السابق. د -15

العالقات بين دول المغرب العربي (أحمد بنكوكوس، : للمزيد من المعلومات حول إتحاد المغرب العربي، أنظر إلى - 16مؤسسة التعاون المغاربي بين "، وصبح هللا الغلزي، )1989، أطروحة دكتواه الدولة في القانون العام، )وآفاق الوحدة

جامعة محمد األول، كلية العلوم القانونية واإلقتصادية (، الميادين "لتصور التكنوقراطي والبعد السياسي اإلقتصادي الشاملا .63، ص)1990(، 6، العدد)واإلجتماعية

8

كما أن هذه الدراسة انصبت على دول المغرب العربي ألنها تقوم بإصالحات دستورية وٕاصالحات سياسية للقيام بأنظمة ديمقراطية متوازنة تكريسا لدولة القانون، كما أنها عديدة

ومحاولة إيجاد . تهدف للبحث في آليات ممارسة السلطة التنفيذية وأسس جديدة تقوم عليها ).التشريعية، التنفيذية، القضائية(التوازن بين السلطات الثالث السترجاعحلول

يدة تمثلت في دساتير الدول الثالث محل الدراسة، القديمة على مصادر عد اعتمدنا اقتضتكذلك على عدة دراسات أكاديمية قانونية، إال أن دقة الموضوع نامداعتوالجديدة كما

. منا التركيز والبحث بمنهج كمي وكيفي لكل مؤسسة وربطها بالمؤسسات األخرى

.وعليه سنتناول المنهج المتبع في هذا الموضوع

:المنهج المتبع في طريقة البحث

بين واالختالففي هذه الدراسة على المنهج المقارن لتبيان أوجه التشابه اعتمدنا، باإلضافة )تونس-المغرب-الجزائر(األنظمة الدستورية لدول المغرب العربي محل الدراسة

على 1958سنةلى أساس تأثير الدستور الفرنسي لع فرنسا إلى اإلشارة إلى مقارنة بسيطة م .فاستندت على بعض جوانبه إلشغال النظام الدستوري فيها. دساتير هذه الدول

على المنهج التحليلي الذي يعتمد على تحليل النصوص الدستورية القانونية دون اعتمدناكما .على الممارسة الفعلية والتطبيق العملي للمؤسسات االبتعاد

، وهذا بدراسة األجهزة المختلفة لهذه السلطة في دول على المنهج الوظيفي االعتمادوأخيرا .المغرب العربي محل الدراسة وربطها

:أما عن إشكالية البحث

إن إشكالية البحث محصورة في إطار قانوني دون اإلستهانة بالجانب السياسي :و تكمن فيواإلجتماعي

9

المغرب العربي مكانة السلطة التنفيذية في دساتير دول إلى أي مدى تغيرت ؟ 2015في "تونس-المغرب-الجزائر"الثالث

ومن هذا المنبر، نطرح عدة تساؤالت قانونية تدور في عمق إشكالية البحث .وتستوجب توضيحات نحاول اإلجابة عنها من خالل هذه الدراسة

فنتساءل عن مدى تمايز مكانة السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب العربي؟لسلطة التنفيذية المكانة ترسيخ وتدعيم أسباب إستمرارية هناك تمايز، فنتساءل عن فإن كان

في الدول المبقية لها؟ وكذلك نتساءل عن مدى تغيير هذه المكانة في الدول األخرى؟

ثار الناتجة عن تغيير مكانة السلطة التنفيذية في دساتير دول كما يمكننا أن نتساءل عن اآل على العالقة مع السلطة التشريعية؟" محل الدراسة " الث المغرب العربي الث

وأخيرا نتساءل عن مدى تأثيرها وتأثرها بالرقابة؟

.المذكورة أعالهشكالية محورية اإلفكل هذه التساؤالت تجعلنا نطرح

سنحاول اإلجابة عن هذه اإلشكالية والتساؤالت القانونية المطروحة أعاله وفقا للخطة :التالية

خطة البحث

لإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية، ارتئينا أن نقسم بحثنا هذا إلى في دساتير تنظيمهامكانة السلطة التنفيذية في تمايزال: فصلين رئيسيين، فنتناول في األول :والذي قسمناه إلى مبحثين. لدراسةدول المغرب العربي الثالث محل ا

. فيذية في الدستور الجزائريمكانة السلطة التنتدعيم وترسيخ ستمراريةا: المبحث األول

تغيير مكانة السلطة التنفيذية في الدساتير الجديدة لكل من المغرب دستور : المبحث الثاني .2014وتونس دستور 2011

10

ساتير اآلثار الناتجة عن تغيير مكانة السلطة التنفيذية في د: أما الفصل الثاني فنتناول فيهثار اآل: ثين، فتناول في المبحث األولدول المغرب العربي الثالث، وبدوره قسمناه إلى مبح

على رقابة ثار اآل:ي المبحث الثانيوف. السلطة التشريعيةب على عالقة السلطة التنفيذية .الدستورية

وعليه يمكننا تفصيل الفصلين ومباحثهما في الخطة التالية

:الخطة العامة

مقدمةدساتير دول المغرب في وتنظيمهامكانة السلطة التنفيذية في تمايز ال: األولالفصل محل الدراسة العربي

مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائريتدعيم وترسيخ استمرارية: المبحث األول

لكل من المغرب ينالجديد ورينتدساليير مكانة السلطة التنفيذية في تغ :المبحث الثاني .2014وتونس دستور 2011دستور

ر مكانة السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب ياآلثار الناتجة عن تغي: الثانيالفصل العربي محل الدراسة السلطة التشريعيةبالسلطة التنفيذية عالقة على اآلثار : المبحث األول اآلثار على الرقابة الدستورية: المبحث الثاني

الخاتمة

11

دساتير دول في وتنظيمها التمايز في مكانة السلطة التنفيذية: األولالفصل محل الدراسة المغرب العربي

مكانة السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب العربي الثالث قبل التطرق لتمايزوهي ذلك الجهاز . ، يكفي التذكير الوجيز لماهية السلطة التنفيذية)تونس-المغرب-الجزائر(

من الدولة المسؤولة عن تنفيذ وتحقيق أهداف السياسة العامة، بل تتعدى وظيفتها كذلك إلى سياسة العامة للدولة، وألهمية هذه المؤسسة نجدها تتكون المشاركة في عملية تشكيل ورسم ال

من قسمين، القسم األول وهو رئيس الدولة والقسم الثاني وهو الحكومة وتضم هذه الخيرة في يختلف هذا باختالف مدى تعزيز ) وزير أول أو رئيس الحكومة(عضويتها رئيس لها إما

مة أيضا عدة وزراء يعملون تحت إشراف الحكومة في السلطة التنفيذية كما نجد في الحكو .رئيسهم للقيام بتحقيق أهداف السياسة العامة للدولة أولرسمها

وبرجوعنا إلى أسلوب اختيار رئيس الجمهورية في كل من الجزائر وتونس نجده مختار عن طريق االنتخاب المباشر، فالرئيس يستمد شرعيته من الشعب ولهذا السبب نجد

مكانة رئيس الجمهورية ضمن المؤسسات في الدولة، بحيث يصبح مفوضا ازدياد في أهميةمن قبل الشعب كله في ممارسة السيادة الوطنية، شأنه في ذلك شأن أعضاء البرلمان، بل رئيس الجمهورية يتفوق عليهم ألنه يتم انتخابه من قبل كافة الشعب في الدولة وليس من قبل

ل الرئيسي الذي يمنحه القوة ليتفوق على أعضاء سكان الدائرة فحسب وهذا هو العام .البرلمان

16Fوبرجوعنا إلى المغرب، فأسلوب اختيار الملك مختلف عن الجزائر وتونس

17 ،فاألسلوب المتبع هو الوراثة والبيعة وهذا ما يمنح للملك مشروعية دينية تميزه عن باقي

.مؤسسات الدولة

لكن بالرجوع إلى مكانة السلطة التنفيذية في دساتير الجديدة لدول المغرب العربي نجد فيها تمايز بالنسبة لهذا الشأن فسنحاول تحليل هذا التمايز وتوضيح مداه في كل من الجزائر وتونس والمغرب من خالل مبحثي هذا الفصل، فسنتناول في المبحث األول

.32صالسابق، فدوى مرابط،المرجع. د -17

12

كانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري، والمبحث الثاني م في تدعيم وترسيخ إستمرارية .تغيير مكانة السلطة التنفيذية في الدساتير الجديدة لكل من المغرب وتونس: نخصصه لـ

مكانة السلطة التنفيذية في الجزائر تدعيم وترسيخ استمرارية: المبحث األول

ر يكفي إلقاء نظرة على التجربة قبل التطرق ألسباب ومظاهر اإلستمرارية في الجزائالدستورية الجزائرية، فيتضح لنا بأن االخذ بمبدأ الفصل بين السلطات في الجزائر لم تظهر

، قبل ذلك لم يكن باإلمكان الحديث عن وجود 1989بوادره سوى مع صدور دستور سنة اكي كعقيدة الصادر غداة اإلستقالل اختار النهج اإلشتر 1963فدستور سنة . هذا المبدأ

17Fللدولة

، مركزا السلطات كلها في يد حزب جبهة التحرير الوطني، حيث عهد لهذا األخير 18بصالحية تحديد السياسة العامة للدولة، ناهيك عن صالحية اقتراح نواب البرلمان ورئيس

18Fالجمهورية

، وبالرغم من أن هذا الدستور لم يعمر اكثر من ثالثة أسابيع إال أن السلطة 19وبعده دستور 1965جويلية 10مة بقيت وفية للنهج اإلشتراكي، وهو ما ترجمه إعالن الحاك

وهذا األخير كان صريحا عندما اعتبر السلطة واحدة، تمارس عن طريق أربعة . 197619Fوظيفة سياسية يتوالها حزب جبهة التحرير الوطني: وظائف هي

، وظيفة تنفيذية يقودها 2020Fالقتراع العام المباشر والسري بعد اقتراحه من قبل الحزبرئيس الجمهورية الذي ينتخب با

21 ،وظيفة تشريعية يمارسها المجلس الشعبي الوطني الذي ينتخب أعضاؤه باالقتراع العام

21Fالمباشر والسري بعد ترشيحهم من قبل قيادة الحزب أيضا

، وأخيرا وظيفة قضائية ومن أهم 2222Fة وحماية مصالحهاأهدافها الدفاع عن مكتسبات الثورة اإلشتراكي

23.

للحديث عن ظهور أولى مالمح 1989وهكذا كان يجب انتظار صدور دستور سنة مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري على اعتبار أن هذا الدستور

تنفيذية وتشريعية وقضائية، لكل منها : اعترف ألول مرة بوجود ثالث سلطات في الدولةغير أنه بعد األحداث الدامية التي عرفتها البالد مطلع . دستورااختصاصات محمية

.وكذا مادته العاشرة 1963أنظر ديباجة دستور سنة -18 .1963من دستور 39، 27، 23: أنظر المواد -19 .1976من دستور 98أنظر المادة -20 .1976من دستور سنة 105أنظر المادة -21 .من الدستور نفسه 128أنظر المادة -22 .من الدستور نفسه 166أنظر المادة -23

13

199623Fالتسعينات بادرت السلطة إلى إصدار دستور سنة

وعرفت هذه األحداث بمرحلة 24انتقالية ثم دخول الجزائر في عشرية سوداء كلفتها نتائج وخيمة أثرت سلبا على جميع

عدة تغيرات على 1996بموجب دستور فأدخلت.الميادين في الدولة وعدم استقرار داخلي .2008وبعدها سنة 2002أسلوب ممارسة السلطة في الجزائر، وقد عّدل هذا الدستور سنة

فبالرجوع إلى مبحثنا وٕاستمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري، في الجزائر في المطلب األول، ثم مظاهر تدعيم وتقوية ستمراريةسنتطرق ألسباب ا

.استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري في المطلب الثاني

مكانة السلطة التنفيذية في الدستور ل تدعيم وتقوية أسباب استمرارية: المطلب األول يالجزائر

التنفيذية في النظام إذا أردنا تحديد العوامل التي أسهمت في تشكيل استمرارية السلطةالسياسي الجزائري يجب الرجوع إلى تكيف أسباب طبيعة النظام السياسي السائد في الجزائر فهذا أمر ضروري كون طبيعة النظام السياسي تشكلت وفقا لمعطيات سايرت التاريخ

ة السياسي للنظام الجزائري، ولهذا يجب الوقوف على األسباب والعوامل التي أدت إلى هيمنالسلطة التنفيذية في الجزائر واستمرارية مكانتها إلى حد الساعة، فمن بين أحد أهم هذه

والتي سنتناولها 1996العوامل هي المرحلة اإلنتقالية التي عرفتها الجزائر وتعديل دستور في الفرع األول من هذا المطلب وسنتناول العوامل األخرى المؤدية إلى استمرارية مكانة

.التنفيذية في الفرع الثانيالسلطة

.بعض الشرائح يعتبرونه مجرد تعديل -24

14

1996المرحلة االنتقالية و تعديل دستور :الفرع األول

سبق لنا الذكر في مقدمة المبحث األول أن الجزائر عرفت مرحلة حساسة في تاريخها، أحداث دامية مرت بها، ودفعت الجزائر فاتورة مادية وبشرية باهظة الثمن جراءها،

ومن نتائجها إصدار دستور سنة .لة انتقالية تمخضت فيها الجزائرفانبثقت عن هذه الفترة مرح24F، فعدلت عدة مجاالت من الدستور السابق1996

، ومن بين المجاالت التي مسها التعديل 25الجديد هي السلطة التنفيذية موضوع دراستنا، والتي عرفت مكانتها استمرارية منذ ذلك الحين،

رئيس الجمهورية بسبب األحداث التي عاشتها الجزائر في إلى جانب نوع من تركيزها في يد وعليه يجب معرفة الظروف التي مرت بها الجزائر في المرحلة . تلك المرحلة اإلنتقالية

اإلنتقالية في الفقرة األولى، ثم أهم التعديالت التي شملت الدستور الجزائري وخاصة في .مجال السلطة التنفيذية في الفقرة الثانية

ظروف التي مرت بها الجزائر في المرحلة االنتقالية ال: فقرة األولىال

والجزائر تمر بظروف صعبة ناجمة عن أزمة سياسية ناتجة عن 1996منذ سنة ، وبالمقرر تمت تطورات 1991ديسمبر26إلغاء نتائج الدور األول لالنتخابات التشريعية في

.و تداعيات مختلفة

إن نتائج الدور األول في االنتخابات : المجلس األعلى للدولة تأسيسالرئاسي و الفراغ -أالجبهة االسالمية : كشفت عن الوزن السياسي و االجتماعي لحزب 1991التشريعية سنة

وكانت كل المؤشرات تشير إلى حصولها على األغلبية المطلقة إذا اجري " إ إج "لالنقاذ وسلوكها السياسي غير مضمون شكل . دور ثان، يعني وجود شرعية في طريقها إلى التشكل

ضغوطا و مخاوف لدى بعض رجال السلطة و بعض قادة المؤسسات العسكرية وبعض غير أن رئيس الجمهورية بعد أن حل . فعلاألحزاب ذات التوجه العلماني، فكانت بداية رد ال

المجلس الشعبي الوطني وعوضه بهيئة جديدة و تمثلت في المجلس األعلى للدولة وعوض الثاني بهيئة شبه تشريعية هي المجلس االستشاري الوطني ثم بعد ذلك المجلس الوطني

و األحداث السياسية تم استغالل وتوظيف حل الوقائع .االنتقالي فور استقالة الرئيس الشاذلي

.1989دستور -25

15

المتسارعة على الساحة الوطنية إلظهار حالة االضطراب وعدم االستقرار السياسي سواء إلى " ج إإ"أمام الفاعلين الدوليين، الدول الغربية بصفة خاصة، وذلك من باب أن وصول

نطقة السلطة سيكون بمثابة قتل الديمقراطية في الجزائر وأداة لخلق عدم االستقرار في الموحتى العالم العربي ككل، وسعي النظام الدولي الجديد لفرض االستقرار وتشجيع الديمقراطية

لقد حاولت المؤسسة العسكرية مع بعض . لتسهيل االنفتاح من باب الحفاظ على المصالحطعن 341رجال السلطة في البداية استغالل العدد الكبير للطعون المسجلة التي بلغت

25Fمقعد 140تخص

وبرزت تكهنات عن إلغاء المجلس الدستوري لنتائج االنتخابات في 26لكن تطورت األحداث فيما بعد، اثبت فشل هذا دوائر عديدة انتهاء بإلغاء الدور األول

الرهان كمبرر إللغاء نتائج الدور األول او على األقل تغيير خارطة النتائج بشكل يسمح بعض قادة اإلنقاذ كشفت عن ما ينوون القيام به إال أن تصريحات بخلق تحالفات جديدة،

تنصيب محاكم : من تغييرات جذرية وٕاجراءات لم تكن مطروحة من قبل بصورة علنية مثالشعبية لمحاكمة المسؤولين مما ساهم في تهيئة األجواء السياسية وتوفير الدليل لتحرك

موا للمحاكمة بتهمة الجيش و تدخله حيث وقعت اعتقالت في صفوف مناضلي الحزب و قدبالحملة " القادر حشاني"القيام بأعمال الشغب وأهم االعتقاالت هي التي لحقت بعبد

االنتخابية للدور الثاني بتهمة القذف في حق وزارة الدفاع الوطني بعد أن نسب للجيش 26Fعلى ثكنة عسكرية في مدينة قمار 1991مسؤولية الهجوم الذي وقع في شهر ديسمبر

27 .هذه األجواء المشحونة سمحت للتحالف المؤسسة العسكرية و بعض رجال السلطة وفي ظل

. و ذلك بإقصائها من مواقعها المكتسبة" ج إإ"قبل بداية الدور الثاني على تعطيل مسيرة بمثابة المناجاة السياسية التي توصلت وذالك لتفادي المفاجآت غير المتوقعة وكانت فعال

إلى األول الدور نتائجوزارة الدفاع الوطني مباشرة بعد ظهور لجنة العمل التي شكلت ب

باإلمكانات اإلقتصادية في الجزائر،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في يونس مسعوي ،عالقة التحول الديموقراطي - 26

،السنة الجامعية -تلمسان–سياسات مقارنة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبوبكربالقايد :العلوم السياسية ،تخصص . 76،ص2013/2014

. 77:يونس مسعودي،المرجع نفسه،ص- 27

16

.ضرورة حدوثها لتجنب البالد تفككا منتظرا لمؤسسته

أدت استقالة رئيس الجمهورية: األعلى للدولة المجلس تأسيسالفراغ الدستوري و -بلطة قوة المؤسسة العسكرية وعمق نفوذها في الس أنذاك إلى تأكيد 27F28"الشاذلي بن جديد"

كما أن هذه االستقالة خلقت وضعا جديدا صعبا ألنه قد حل . مقابل تراجع مكاسب ج إ إ قبل استقالة رئيس الجمهورية في 04/01/1992المجلس الشعبي الوطني في

وهو أمر لم يفصح عنه ولم يقم باستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني 11/01/199228Fدستوري مما انجر عنه فراغ )89(من الدستور 120طبقا للمادة

تاركا العبئ للجيش 29وتم استدعاء الشعبي الوطني و السلطة القضائية القيام بمهمة السهر على ديمومة الدولة

من الدستور وبما انه كان لزاما التحرك بسرعة 162المجلس األعلى لألمن حسب المادة أكده اللواء خالد نزار إما فرض حالة فوجدت المؤسسة العسكرية نفسها أمام اختيارين وهذا ما

استثنائية واستالم من طرف الجيش أو التفكير في قيادة جماعية ذات أغلبية مدنية لفترة وتولى رئاسته انتقالية، وهو االختيار الذي تم انتهاجه بتأسيس المجلس األعلى للدولةفة الصالحيات الراحل محمد بوضياف الذي أسندت له مهام الرئيس المستقيل مع كا

". خالد نزار، علي هارون، علي كافي، تجاني هدام"واألعضاء الممنوحة لرئيس الجمهورية ،وبذالك اكتملت تشكيلة المجلس األعلى للدولة على الرغم من انه قرار غير دستوري حتميته

المجلس األعلى لألمن (الظروف التي كانت سائدة إذ من غير الممكن أن تنشا سلطة دنيا )المجلس األعلى للدولة (هيئة أعلى منها ) 29F

30

وضياف كان خارج بمحمد السيد كما هو معروف فإن: محمد بوضياف السيد مرحلة -ج ولم تطل .سنة وتم اختياره لتولي منصب رئاسة المجلس األعلى للدولة 30الوطن أكثر من

بوضياف الخراج البالد احلالر توليه الحكم التي لم تدم أكثر من خمسة أشهر وقد اتبع مدةاستعادة هيبة الدولة واسترجاع السلم وأمن المدني وذلك :من األزمة سياسة ذات بعدين أوال

78:السابق،صيونس مسعودي،المرجع - 28 133:،ص2006فوزي أوصديق ،النظام الدستوري ووسائل التعبير المؤسساتي ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر - 29.

ومن بين مهامه ممارسة جميع السلطات التي يعهد بها الدستور الذي كان معموال 1992يناير 14تأسس المجلس األعلى للدولة بمقتضى إعالن- 30مهورية ، و الهدف من ذلك توفير الشروط الضرورية للسير العادي لمؤسسات الدولة والنظام الدستوري لمدة محددة ويساعده في به لرئيس الج

،وهو هيئة استحدثها المجلس األعلى لألمن لتحل محل رئيس " المجلس اإلستشاري "أعماله هيئةإستشارية وطنية بمثابة برلمان معين يسمى ب . عدة شخصيات ،للمزيد من المعلومات أنظر فوزي أوصديق ، المرجع السابق الجمهورية ،وضمت

17

باالعتماد على القوة أي اليد الحديدية من أجل القضاء على أسباب التوتر خاصة بعد إعالن ليأتي بعده " ج إ إ"ب وقد تجسدت فعال من خالل اعتقال العديد من قادة الحز . حالة الطوارئ

حل الحزب رسميا من طرف الغرفة اإلدارية بناءا على دعوى 1992في الرابع مارس وعوضت البلديات والدوائر 29/04/1992قضائية واستعجاليه وأيدته المحكمة العليا في

30Fبمجالس معينة من اإلدارة

31 .

:بمساندة المجلس األعلى للدولةاستمرارية النهج الديمقراطي وبناء قاعدة اجتماعية -دف فكرة البناء الديموقراطي وبناء قاعدة إجتماعية مؤسسة على مبادئ ايإعتمد الراحل بوض

تجلى ذلك من خالل تنصيب المجلس الوطني االستشاري في . مقاصدها النهوض بالدولةكل الجزائر أوال وقبل" ه على الشعب بشعاره المشهور اخالل خطاب ألق 08/06/1992

بكل مقوماتها فاألمر كأن محاولة لرسم خريطة سياسية جديدة تخضع لنظام جديد من " شيء أجل رسم نظام ديمقراطي الهدف منه هو الوحدة الوطنية

: 1996التعديالت التي جاء يها دستور: الفقرة ثانية

التعديالت إن التعديالت المقترحة ال تمس بأي شكل من األشكال الدستور نفسه وهذه انصبت على محاور أساسية وهي الديباجة والحقوق والحريات والسلطات الثالثة تنفيذية وتشريعية وقضائية والرقابة والتعديل الدستوري والديباجة فقد أكدت فكرة مقومات الجزائر

اد األساسية وهي العروبة واإلسالم واألمازيغية أنما بالنسبة للحقوق والحريات فقد أضيفت المو التي أكدت على حرية التجارة والصناعة واالبتكار الفكري والفني والعلمي 37-38-42-43

.مضمونا للمواطن وحق إنشاء األحزاب والجمعيات

:التعديالت التي مست السلطة التنفيذية-أ

من 73إن أهم التعديالت التي يمكن مالحظتها حول السلطة التنفيذية هو أن المادة حيث نجد أنه أضيفت شروط جديدة لكل 89من دستور 70لتي تقابلها المادة ا 96دستور

. 51،ص 2001المطبعة الحديثة للفنون المطبعية :محفوظ لشعب ،التجربة الدستورية في الجزائر ،الجزائر - 31

18

من يترشح لرئاسة الجمهورية وتتمثل في تمتعه فقط بالجنسية الجزائرية األصلية وٕاثبات الجنسية الجزائرية لزوجه وأن يثبت مشاركته في ثورة التحرير إذا كان مولودا قبل جويليا

ا التاريخ عليه اإلثبات عدم تورط أبويه في أعمال ضد الثورة وٕان كان مولودا بعد هذ 1942وأن يقدم تصريحا علنيا بممتلكاته العقارية والمنقولة الداخلية والخارجية إضافة إلى شروط

حددت مدة 89من دستور 71تقابلها 96من دستور 74أخرى يحددها القانون والمادة 96من دستور 78:المادة .الرئيس مرة واحدة المهمة الرئاسية بخمس سنوات ويمكن انتخاب

التي تحدد الوظائف التي يعين فيها رئيس الجمهورية : 89من الدستور74:تقابلها المادةسواء الوظائف المدنية أو العسكرية والتعيينات التي تتم في مجلس الوزراء وأضافت الوظائف

هزة بنك الجزائر القضاة مسؤول أج التالية رئيس مجلس الدولة األمين العام للحكومة محافظيمكن : 07في الفقرة 89 ستورد 80 :تقابلها المادة 96 دستور 80 : المادة، األمن الوالة

تقابلها 96 ستورد 85:للحكومة أن تقدم إلى مجلس األمة بيانا عن السياسة العامة المادة كومة و هي السهر هذه المادة أضافت صالحية جديدة لرئيس الح 89 ستورد 81المادة

89 ستورد 84تقابلها المادة 96 ستورد 88المادة . على حسن سير اإلدارة العمومية بغرفتيه عقدالمن يعلن البرلمان: الة ثبوت المانع لرئيس الجمهوريةفي ح 02الفقرة :

أعضائه و يكلف بتولي 2/3ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي ،المجتمعتين معارئيس األمة الذي يمارس ،يوما 45أقصاها خمسة و اربعون رئاسة الدولة بالنيابة مدة

في حالة استقالة أو : 6و 5الفقرة من الدستور 90: صالحياته مع مراعاة أحكام المادة ا شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان الذي يجتمع تبلغ فور : وفاة رئيس الجمهورية

ما تنظم خاللها يو 60يتولى رئيس مجلس األمة مهام رئيس الدولة مدة أقصاها ستون .وجوباو إذا اقترنت استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته بشعور رئاسة : 08الفقرة انتخابات رئاسية

و يثبت باإلجماع الشعور ،لس الدستوري وجوبايجتمع المج ،مجلس األمة ألي سبب كانالنهائي لرئاسة الجمهورية و حصول المانع لرئيس األمة في هذه الحالة يتولى رئيس المجلس

يضطلع رئيس الدولة المعين حسب الشروط المبنية أعاله .الدستوري مهام رئيس الدولة من 90: قة و في المادة بمهمة رئيس الدولة طبقا للشروط المحددة في الفقرات الساب

31Fالدستور

في حالة : الجديدة 96د 89: المادة .ال يمكنه أن يترشح لرئاسة الجمهورية و ،32

. 1996و سنة 1989أنظر الدستورين الجزائريين لسنة - 32

19

وفاة أحد المترشحين لالنتخابات الرئاسية في الدور الثاني أو من يمارس مهام رئاسة الدولة لحالة يمدد في ممارسة مهامه إلى غاية اإلعالن عن انتخاب رئيس الجمهورية في هذه ا

يحدد قانون .يوما 60المجلس الدستوري مهلة إجراء هذه االنتخابات لمدة أقصاها ستون 86: تقابلها المادة 96 ستورد 91: المادة .عضوي كيفيات وشروط تطبيق هذه األحكام

أضافت رئيس مجلس األمة إلى قائمة األشخاص الذين يستشيرهم رئيس : 89 ستوردن حالة الطوارئ و الحصار و ال يمكن تمديد حالة الطوارئ أو الحصار الجمهورية عند إعال

: جديدة 96 ستورد 92: المادة .إال بعد موافقة البرلمان المنفذ بغرفتيه المجتمعتين معا 96 ستورد 93: المادة \.يحدد تنظيم حالة الطوارئ و حالة الحصار بموجب قانون عضوي

أضافت استشارة رئيس الجمهورية لرئيس مجلس األمة و : 89 ستورد 87: تقابلها المادة تقابلها المادة 96ستورد 94: يجتمع البرلمان وجوبا المادة . رئيس المجلس الشعبي الوطني

وضحت اإلجراءات الواجب اتباعها عند ما يقرر رئيس الجمهورية : 89 ستورد 88: ستماع إلي المجلس األعلى لآلمن و حيث يقررها في مجلس الوزراء بعد اال, عبئة العامة تال

96 ستورد 95: المادة.استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني و رئيس مجلس األمة إذا انتهت المدة الرئاسية لرئيس الجمهورية تمدد وجوبا إلى : 89 ستورد 90: تقابلها المادة

يشرع بأوامر في لرئيس الجمهورية أن: جديدة 96 ستورد 124المادة .غاية نهاية الحرب حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي البرلمان و يعرض رئيس الجمهورية

التي اتخذها على غرفة البرلمان في أول دورة له للموافقة عليها كما انه تعد النصوصاألوامر التي ال يوافق عليها البرلمان الغية كما انه يمكن لرئيس الجمهورية أن يشرع في

. 93م : حاالت االستثنائية الواردة في الدستور ال

:التعديالت التي مست السلطة التشريعية و السلطة القضائية-ب

من 92تقابلها 96من دستور 98المادة : التعديالت التي مست السلطة التشريعية -1أصبحت بموجبها السلطة التشريعية و تتكون من غرفتين هما المجلس الشعبي 89دستور

و ضمان و هذا من اجل توسيع التمثيل النيابي الوطني و مجلس األمة يشكالن البرلمانوضحت كيفية 89من دستور 95تقابلها 96من دستور 101: المادة.استقرار الدولة

تشكيل مجلس األمة حيث ينتخب ثلثي األعضاء من أعضاء المجالس الشعبية البلدية و

20

و يعين رئيس الجمهورية الثلث األخر من , الوالئية عن طريق االقتراع السري غير المباشرعدد مجلس األمة يساوي على , بين الشخصيات و الكفاءات الوطنية في شتى المجاالت

تحدد مهمة 96من دستور 192: المادة .عضاء مجلس الشعبي الوطني االكثر نصف أ 112: سنوات المادة 03: كل %50: سنوات تجدد تشكيلته بنسبة 06: مجلس األمة ب

ينتخب رئيس مجلس األمة بعد كل تجديد , 89من دستور 108تقابلها 96من دستور : حددت مدة كل دورة ب 89ر من دستو 112تقابلها 96من دستور 118: المادة .جزئي

أضافت حكما : 03الفقرة : 89د 113: 96د 119: اشهر على األقل المادة 04جديدا هو أن مشاريع القوانين تعرض على مجلس الوزراء بعد اخذ رأي مجلس الدولة ثم

: جديدة : 96د 120: المادة . يودعها رئيس الحكومة مكتب المجلس الشعبي الوطني يكون كل مشروع أو اقتراح قانون موضوع مناقشة من طرف المجلس الشعبي يجب أن

مناقشة مشاريع و تنصب, الوطني و مجلس األمة على التوالي حتى تتم المصادقة عليه يناقش .اقتراحات القوانين من طرف المجلس الشعبي الوطني على النص المعروض عليه

لشعبي الوطني و يصادق عليه بأغلبية ثالثة مجلس األمة النص الذي صوت عليه المجلس ا32Fأعضائه¾ أرباع

الحكومة في حالة حدوث خالف بين الغرفتين تجتمع بطلب من رئيس. 33لجنة متساوية األعضاء تتكون من أعضاء كلتا الغرفتين من اجل اقتراح نصب يتعلق

عليه و ال تعرض الحكومة هذا النص على الغرفتين للمصادقة , باألحكام محل الخالف في حالة استمرار الخالف يسحب النص , يمكن إدخال أي تعديل عليه إال بموافقة الحكومة

من تاريخ 75يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها خمسة و سبعون يوما .يصدر .في حالة عدم المصادقة عليه في األجل المحدد سابقا . إيداعه طبقا للفقرات السابقة

33Fالجمهورية مشروع الحكومة بأمر يسرئ

تحدد اإلجراءات األخرى بموجب القانون العضوي . 34أضافت : 89د 115م : 96, 122: من الدستور المادة 115: المذكور في المادة

:مجاالت جديدة يشرع فيها البرلمان بقوانين من بينها

البحث – 15د ف نظام إصدار النقو – 09نظام الملكية ف – 07ف : نظام السجون النظام العقاري – 19التنئية العمرانية ف – 18ممارسة الحق النقابي ف – 16العلمي ف

. 1996و سنة 1989ريعية في الدستورين الجزائريين لسنة عد إلى كيفية تنظيم السلطة التش- 33 1996و دستور 1989قمنا بمقارنة دستورية مابين دستور - 34

21

ف الضمانات األساسية للموظفين و القانون األساسي العام للوظيف العمومي – 25ف القواعد العامة المتعلقة بالدفاع الوطني و استعمال السلطات المدنية للقوات المسلحة – 26إنشاء فئات – 28قواعد نقل الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص ف – 27ف

تكلمت عن نوع جديد من قوانين 1996: من دستور 123: المادة 29المؤسسات ف إضافة إلى : العضوية و شروط إعدادها و التصويت عليها حيث تنص المادة على ما يلي

في ية بموجب الدستور يشرع البرلمان بقوانين عضويةالمجاالت المخصصة للقوانين العضو نظام االنتخابات القانون المتعلق السلطات العمومية وعملها و تنظيم : المجاالت آالتية

القانون األساسي بالقضاء و التنظيم علق باإلعالم و باألحزاب السياسية و القانون المتالقانون المتعلق باألمن متعلق بالمالية و ئي و القانون المتعلق باإلعالم والقانون الالقضا

ثالث أرباع أعضاء العضوي بأغلبية النواب المطلقة و تتم المصادقة على القانون , الوطني 128: المادة.مجلس األمة و يخضع القانون العضوي برقابة المجلس الدستوري قبل صدوره

وطني أو إجراء ال بإمكان رئيس الجمهورية حل المجلس الشعبي 1996من دستور انتخابات تشريعية قبل أوانها و ذلك بعد استشارة كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني و

يمكن للبرلمان أن يفتح مناقشة حول 1996من دستور 130: المادة.رئيس مجلس األمة السياسة الخارجية بناء على طلب رئيس الجمهورية أو أحد رئيسي الغرفتين و يمكن أن تتوج

اقشة عند االقتضاء بإصدار البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا الئحة تبلغ إلى المنحددت مجموعة من المعاهدات و 1996من دستور 131: المادة.الجمهوريةرئيس

: المادة.إال بعد موافقة البرلمان بغرفتيهاالتفاقيات التي ال يصادق عليها رئيس الجمهورية بها اصبح بإمكان البرلمان استجواب الحكومة في إحدى بموج 1996من دستور 133

بإمكان أعضاء البرلمان توجيه أسئلة 1996من دستور 134: المادة .قضايا الساعة .كتابية أو شفوية للحكومة

حدث 1996من دستور 152: المادة : التعديالت التي مست السلطة القضائية: 2جلس ازدواجية القضاء العادي و اإلداري حيث يؤسس متجديد في المادة حيث تم إقرار مبدأ

سلطة الجهات القضائية و اإلدارية بعدما كانت المحكمة العليا الدولة كهيئة مقومة العمال : هي الجهة المقومة للقضاءين اإلداري و العادي معا و نصت الفقرة األخيرة من هذه المادة

22

(لتنازع بين القضاءين العادي و اإلداري تؤسس محكمة التنازع تتولى الفصل في حاالت ا .)المحكمة العليا و مجلس الدولة

تؤسس محكمة عليا تتولى محاكمة رئيس : جديدة 1996من دستور 158: المادة كما يحاكم رئيس الحكومة عن , الجمهورية عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى

يحدد القانون العضوي تشكيلة .بمناسبة تأديتهما لمهامهما يات و الجنح التي يرتكبانها االجنالتنظيم و سير المحكمة العليا للدولة و كذلك اإلجراءات المطبقة التعديالت التي مست

: الرقابة و المؤسسات االستشارية و التعديل الدستوري

من البرلمان تقدم الحكومة كل غرفة : 96د 160: المادة : التعديالت التي مست الرقابة*عرضا عن استعمال العتمادات المالية التي أقرتها تختتم السنة المالية في ما يخص البرلمان

بالتصويت على قانون يتضمن تسوية الميزانية السنة المالية المعنية من قبل كل غرفة من 03: أعضاء 09: مجلس الدستوري من اليتكون : 1996د 163: المادة .البرلمان المجلس الشعبي .ينتخبهما 02من بينهم رئيس المجلس يعينهم رئيس الجمهورية و أعضاء

الوطني و اثنان ينتخبهما مجلس األمة و عضو واحد تنتخبه المحكمة العليا و عضو منتخب .من مجلس الدولة

يؤسس لدى رئيس : 96د 171: المادة : التعديالت التي مست المؤسسات االستشارية* الحث على االجتهاد و : مجلس إسالمي أعلى يتولى على الخصوص ما يأتي الجمهورية

: المادة.ترقيته و أداء الحكم الشرعي فيما يعرض عليه و يرفع تقرير دوري حول نشاطه التعديالت التي مست التعديل :ثالثا.تكلمت عن تشكيالته و كيفية تعيينها : 96د 172

34Fمن د 174 :المادة :الدستوري

ت على أن لرئيس الجمهورية الحق بالمبادرة نص :96 35بالتعديل الدستوري بعد أن يصوت عليه البرلمان بغرفتيه بنفس الصيغة و نفس الشروط

. المطبقة على نص تشريعي

96من د 176: المادة .يوما الموالية القراره 50: يعرض على التصويت الشعبي خالل و ة إصدار التعديل الدستوري دون المرور إلى نصت على انه يمكن لرئيس الجمهوري:

1996يعني دستور سنة :د- 35

23

نواب البرلمان الغرفتين االستفتاء الشعبي بنفس الشروط المذكورة بعد التصويت ثالث أرباعغرفتي البرلمان المجتمعتان ¾ : يمكن ل :1996من دستور 177 :المادة. المجتمعتين

ستفتاء الشعبي و يصدره في حالة المبادرة باقتراح تعديل الدستور الذي يمكنه عرضه على االأكدت على أن التعديل ال يجب أن يمس : 1996من دستور 178: المادة . الموافقة عليه

بالطابع الجمهوري للدولة و النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية و اإلسالم ية و حقوق اإلنسان و باعتباره دين الدولة و العربية لغة وطنية و رسمية و الحريات األساس

35Fالمواطن و سالمة التراب الوطني ووحدته

36 .

العوامل األخرى المؤدية إلى استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الجزائر: الفرع الثاني

. أما عن العوامل األخرى المؤدية إلستمرارية مكانة السلطة التنفيذية فهي عديدةعدم تأثر الجزائر بالربيع العربي، : فسنتناول في الفقرة األولى: لها بتدريج تنازلي وسنتطرق .العوامل التاريخيةالتأثر ب: ةفي الفقرة الثاني وسنتناول

عدم تأثر الجزائر بالربيع العربي: الفقرة األولى

العالم، تعتبر التحوالت الديمقراطية إحدى الظواهر السياسية الرئيسية التي يشهدها نظرا لألهداف التي يسعى إلى تحقيقها مختلف الفواعل االجتماعية، وكان صمويل هنتغتون

العالم في كتابه أحد أهم الباحثين المعاصرين الذين تكلموا عن التحوالت الديمقراطية فيكثيرا والتي كان يقصد بها التحوالت الديمقراطية في القارة األوروبية، إال أن ...الموجة الثالثة

من الباحثين أطلقوا على األوضاع التي يعيشها العالم العربي بالموجة الرابعة من التحوالت الديمقراطية في العالم العربي، حيث دخلت الكثير من البلدان العربية في دوامة من الالستقرار والالأمن، من أجل تحقيق أهداف سياسية متابينة األهداف، إال أن بعض الدول

ة صنعت االستثناء من خالل االستقرار الذي حققته في هذه الفترة وكانت الجزائر العربيأهمها، وهو ما دفع الكثير من الباحثين العرب والغربيين إلى البحث عن أسباب هذا االستثناء في محيط أقل ما يقال عنه أنه صعب وكثير المخاطر التهديدات األمنية، حيث

ألوضاع التي عاشتها الجزائر في سنوات التسعينيات من القرن يجمع الكثير من الخبراء أن أ

1996و دستور سنة 1989عد إلى الدستورين الجزائريين لسنة- 36

24

الماضي يعد أحد هذه األسباب، حيث أن الجزائر عاشت هذه التجربة قبل البلدان العربية بنفس المميزات والمواصفات، وهو األمر الذي جعل الشعب الجزائري أكثر وعيا وٕادراكا

يضا السياسة المنتهجة من طرف النظام بالمخاطر السياسية واألمنية التي تحدق به، أالسياسي الجزائري والتي بادر من خاللها بالعديد من اإلصالحات السياسية مكنته من امتصاص غضب الشارع السياسي، أيضا يعتقد العديد من الباحثين من بين األمور المهمة

الداخلية على التي مكنت الجزائر من مواجهة هذه التحوالت في المنطقة هو قوة الجبهة المستويين االجتماعي واالقتصادي مقارنة بالدول العربية األخرى التي شهدت هذه األحداث، كما أن الحريات السياسية واإلعالمية في الجزائر تتمتع بهامش كبير من الحرية مقارنة

.بالدول العربية التي شملها الربيع العربي

على المستويين الداخلي والخارجي يحذرون من أن وٕالى يومنا هذا الزال الكثير من الباحثينخطر مساس الربيع العربي بالجزائر قائما، باعتبار بعض الالحتجاجات التي مافتئت تندلع

وهو األمر الذي تفنده السلطات العليا في البالد باعتباره ... في ربوع الوطن كغرداية وورقلةإلى نشر الفتنة لكن أجهزة الدولة الجزائرية أمرا عاديا إال أن بعض األطراف الخارجية تسعى

.لها بالمرصاد

:وسنقسم هذه الفقرة إلى أربعة عناصر التأثر باالعوامل التاريخية: الفقرة الثانية

،اإلستناد إلى الشرعية التاريخية -1 ،اإلرتكاز على إيديولوجية الحزب الواحد -2 ،السعي الدائم لتكريس أحادية الجهاز التنفيذي -3 .من المسؤولية السياسية التملص -4

:اإلستناد إلى الشرعية التاريخية -1

لقد تم استعمال الشرعية في النظام السياسي الجزائري على نطاق واسع إلى درجة تحول معها النظام السياسي إلى مرادف لمفهوم الشرعية أو كأنهما أمران متالزمان، وترتبط

سابقة، بحكم ظهورها قبل تولي النخبة للسلطة هذه الشرعية التي يمكن تسميتها بالشرعية ال

25

بطبيعة السلطة الموجودة جراء تحقيق نتيجة تعود بمنفعة عامة في فترة ما، ويتم اللجوء إليها إلضفاء نوع من المصداقية على السلطة لضمان اإلنصياع والوالء وكذا الطاعة، مع ما

.لما تراه مناسباتوفره من يسر في مسألة تمرير برامج هذه السلطة وفقا

إال أن هذه الشرعية يمكن أن تكون أداة إلقصاء اآلخر كنتيجة للتمادي في استعمالها، وتتحول إلى أداة التهميش لباقي القوى السياسية الموجودة في الدولة، وما لذلك من انعكاسات

فاق الذي سلبية على مستوى النهوض بالدولة، أو قد تكون كذلك وسيلة لتبرير أو تغطية لإلخيضفي على أعمال السلطة، فتتحول إلى مصدر تجديد للثقة وأداة دعائية يتم اللجوء إليها

جانفي 14في الجزائر في " المجلس األعلى للدولة"سباب لذلك، كإنشاء كلما توفرت اال36Fوالحرص على تشكيله من أسماء لها وزنها التاريخي كمحمد بوضياف 1992

37.

:إيديولوجية الحزب الواحداإلرتكاز على -2

إن مستوى فهم وتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات مرتبط بالتوجه اإليديولوجي المتبنى في الدولة، فالجزائر تبنت التوجه اإلشتراكي منذ غداة اإلستقالل، مما جعل فكرة الفصل بين

37Fبيالسلطات تكيف إلى وظائف تكاملية في دولة، خالفا لما ذهب إليه الفكر الغر

38.

كما انعكست إيديولوجية الحزب الواحد على مستوى النصوص والممارسة فيما بعد، والتي امتدت آثارها إلى ابعد من مجرد النص على التعددية الحزبية بعد صدور دستور

بالمسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية أمام المجلس الوطني 1963، فقد أقر دستور 1989ريق الئحة سحب الثقة والتي يشترط أن توقع من طرف ثلث عن ط 55من خالل المادة

لألثر المترتب عن إقرار 56أعضاء النواب المكونين لهذا المجلس، وتشير فيما بعدها المادة هذه المسؤولية من قبل البرلمان بالتصويت العلني بعد مضي خمسة أيام كاملة على إيداع

.لرئيس إلستقالته أمام البرلمانالالئحة وباألغلبية المطلقة ووجوب تقديم ا

، بحث مقدم 1، الجزء "راسة مقارنةد –تقوية السلطة التنفيذية في دول المغرب العربي "بن زاغو نزيهة، . د -37

.209، ص 2008للحصول على شهادة الدكتوراه في القانون العام، كلية الحقوق، جامعة الجزائر، ، دراسة مقارنة، )تطبيق مفهوم الديمقراطية في الدول المغاربية، الجزائر، المغرب، تونس(سامري سامية، . د -38

.231، ص 2012-2011القانون العام، جامعة الجزائر، كلية الحقوق، أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في

26

لكن إذا علمنا أن أعضاء المجلس الوطني يتم تقديم ترشحهم بناءا على موافقة 38Fالحزب الذي يترأس أمانته العامة رئيس الدولة

، مما يجعل فكرة إثارة هذه المسؤولية أمرا 39جربة في الممارسة غير وارد، امام تفشي اإليديولوجية المكرسة للحزب الواحد، وكذا افتقار الت

السياسية لمثل هذا األسلوب من المسؤولية، باإلضافة إلى عائق آخر وهو فكرة الوالء للحزب وقائده، وهذا ما يؤدي إلى القول أن المبادرة بتحريك المسؤولية السياسية قد تترجم إلى خيانة

.رئيس الجمهورية

تختلف عن األنظمة كما يجب التنويه إلى أن األنظمة ذات الطابع الجمهوري األخرى من حيث كيفية الوجود ومن حيث مدى الحكم وحتى بتدقيق موقع تمركز الحكم، إن كان في يد فرد واحد أو في يد جماعة دون إشراك األطراف األخرى، فإن الحكم يكون مطلقا

39Fوبالتالي مستبدا

40.

السلطة فالعبرة ليست بطبيعة نظام الحكم في حد ذاته، وٕانما هي بأسلوب عملواألهداف التي تسعى إليها من خالل أدائها لوظائفها وبالنظر كذلك لما تحققه من مكاسب لصالح األفراد سواءا كانت سياسية، اقتصادية، واجتماعية تدعم قوة الدولة وتضمن استقرارها

.واستمرارها

40Fكما يتماشى الطابع الرئاسي لنظام الحكم مع إيديولوجية الحزب الواحد

، حيث41بالنخبة السياسية التي تولى جزءا منها قيادة الدولة بعد " جبهة التحرير الوطني"ارتبط اسم

االستقالل، والمستندة للشرعية الثورية المكتسبة نتيجة تأطير العمل الثوري والدبلوماسي ومنها فكانت هذه الخاصية اإلضافية لصالح هذا الحزب مميزة له عن . الحصول على االستقالل

ه من األحزاب، فارتباط ظهوره بأحداث تاريخية وٕاسهاماته جعلت له المكانة الكبيرة التي غير ال تضاهيها مكانة األحزاب الناشئة في الظروف العادية، كما جعلت دوره ال يتوقف عند

39 - Hauriou (André),Droit constitutionnel et institutions politiques,Paris :Edition Montcherstien, p 605. 40 - Duguit (Léon),Droit constitutionnel,Tome deuxième , la théorie générale de l’etat ,deuxième edition, imprimerie Y ,Cadort ,Bordeaux ,1923, p 617. 41- Hauriou (André), op, cit, p 605.

27

41Fتحرير البالد بل امتدت إلى ثورة التعمير والبناء

، وقد امتد هذا التأثير لنفوذ إيديولوجية 42 .واحد في السلطة حتى بعد فتح مجال التعدديةالحزب ال

وقد تضافرت عوامل سياسية في تحديد مدى تواجد مبدأ الفصل بين السلطات في الدولة، حيث تم باسم سياسة الحزب الواحد مع أول دستور للجمهورية الجزائرية المستقلة

بدأ الفصل بين ، استبعاد مبدأ الفصل بين السلطات، حيث لم يرد النص على م1963لسنة السلطات بشكل مباشر ولكن جاء ذلك من خالل سرد مختلف مهام الحزب الواحد الذي

فضمن المهام التي أسندت له نجد . كانت تتم على مستواه معالجة كيفية تأويل هذا المبدأتعيين أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية باإلضافة إلى تولي الحزب مهمة الفصل في

42Fالتي قد تطرأ بين السلطتين المشاكل

، فيتحول بذلك الحزب إلى أداة منفذ لسياسة السلطة 43 .التنفيذية في ترجمة خاصة لمفهوم الفصل بين السلطات

1963ولعل عدم تبني الجزائر لمبدأ الفصل بين السلطات بصفة صريحة في دستور عى يندرج ضمن ما فهذا راجع إلى الوضع الذي اجتازه كدولة فتية، فقد كان هذا المس

يستلزمه واقع الحال من سير متدرج وحذر في تسيير السلطات العامة في الدولة وعالقتها .فيما بينها، رغم النص على تحديد هذه السلطات كهيئات تشريعية تنفيذية وقضائية

:السعي الدائم لتكريس أحادية الجهاز التنفيذي -3

فيذي الذي يعطي الصالحية للرئيس الذي يتميز النظام الرئاسي بوحدة الجهاز التنيتولى تعيين الوزراء كمساعدين له فتتولد عالقة التبعية بين رئيس الدولة والوزراء، وهذا بخالف النظام البرلماني الذي يعتمد الثنائية في الجهاز التنفيذي، ومن نتائج هذا النظام أن

لة في الجهاز التنفيذي وليس الرئيس، متولي زمام السلطة التنفيذية هو الذي يلي رئيس الدو 43Fلكن هذا المفهوم نجده غير محقق في واقع الممارسة العملية للسلطة في الدول اإلفريقية

44 ،ومن بين هذه الدول الجزائر التي لم تستثنى عن القاعدة، حيث تبنت الثنائية في الجهاز

.13-12، ص ، المرجع السابقعمر بندورو. د -42، "، دراسات إنسانية1965-1962د الرئيس أحمد بن بلة التطورات السياسية في الجزائر في عه"عمر بوحوش، .د -43

.159، ص 2001، 1مجلة علمية تصدرها كلية العلوم اإلنسانية، جامعة الجزائر، العدد 44- Hauriou (André), op, cit, p 605.

28

لذي طرأ على الدستور في التنفيذي باستحداث منصب رئيس الحكومة واستبدل بعد التعديل ابتسمية الوزير األول، لكن المعطيات تشير إلى أن هذا األخير ال يملك ايا 15/11/2008

من االستقاللية عضوية كانت أم وظيفية وتغيير تسمية الرجل األول بعد رئيس الجمهورية .بالتبعية في الجهاز التنفيذي لم يغير من طبيعة مركزه

د ثنائية في الجهاز التنفيذي في الجزائر إال أن ذلك ال يؤثر في فبالرغم من إقرار وجو كون أن النظام يتجه نحو تكريس فكرة األحادية فاستحداث منصب وزير أول في التعديل الدستوري األخير ليس بأمر جديد على النظام السياسي الجزائري، فقد سبق النص على

التي تشير ضمن ) 113(ثالثة عشر في مادته مائة 1976منصب وزير أول في دستور التطرق العام لمهام رئيس الجمهورية إلى سلطته في تعيين أعضاء الحكومة ومن بينهم

أما عن تبعية الوزير األول لرئيس الجمهورية أو لرئيس الدولة فتالحظ في . الوزير األولر األول من نفس الدستور، ومنه نالحظ أن وجود الوزي) 111(المادة مئة وٕاحدى عشر

يندرج ضمن وظائف رئيس الجمهورية ودوره أساسا يتمثل في مساعدة رئيس الجمهورية في تنسيق النشاط الحكومي وتنفيذ القرارات المتخذة في مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس

.1976من دستور 111وفقا للفقرة الثامنة للمادة . الجمهورية

لثاني في الجهاز التنفيذي لكن بتسمية فأبقى منصب الرجل ا 1989أما عن دستور في فقرتها 74، فورد ذكرها في المادة "رئيس الحكومة"مختلفة عن األولى والمتمثلة في

باإلشارة إلى أنه يعين من قبل رئيس الجمهورية وينهي مهامه كذلك، فهذا يعني . الخامسة 75نه تم النص في المادة كما أ. إبقاء عالقة التبعية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة

من نفس الدستور على ضبط رئيس الحكومة برنامج حكومته ويعرضه في مجلس الوزراء ، ومن . كما تبين نفس المادة أن رئيس الحكومة يختار الوزراء لرئيس الجمهورية الذي يعينهم

.هذه المادة نفهم أنه توجد استقاللية ولو نسبية لرئيس الحكومة

رئيس الحكومة أو الوزير األول والوزراء المتضمنة في العرف إن طريقة تعيينالدستوري تكون من الفائز بأغلبية المقاعد في البرلمان، إال أن الدستورالجزائر لم ينص على ذلك صراحة حيث تتميز الحكومة في النظام السياسي الجزائري بتبعيتها الواضحة لرئيس

29

في الدولة من خالل التنوع الحزبي المتواجد والمتنافس الدولة، فهي ال تجسد التنوع السياسي فالسلطة التقديرية للرئيس، هي الفاعلة واألساسية في الرجل . قصد الوصول إلى السلطة

، على الرغم من أن )الوزراء –الوزير األول (الثاني الذي يليه في السلطة التنفيذية ومساعديه ية في تعيين الوزراء بإلزامية تعيينه نص على صالحيات رئيس الجمهور 1963دستور .1963من دستور 47على األقل من الوزراء من بين النواب وهذا طبقا للمادة 2/3لثلثين

أما عن الواقع العملي فالجزائر لم تقتِد بهذا العرف الدستوري السائد في الدول الغربية الغربية فرنسا، فمن بين أمثلة عدم التي تعتبر نموذجا للدول المغاربية وعلى رأس هذه البلدان

200244Fماي 30اقتداء هذا العرف الدستوري رئاسة أحمد اويحي للحكومة خالل انتخابات

45 وذلك رغم كون األغلبية المطلقة في االنتخابات التشريعية كانت لصالح حزب جبهة .

راطي الذي مقعد لصالح التجمع الوطني الديمق 47مقعدا مقابل 199التحرير الوطني بـ .ينتسب له أحمد أويحي

ففي الجزائر تكيف قاعدة تشكيل الحكومة من األغلبية الفائزة في البرلمان من خالل 45Fبالتحالف الرئاسي"تعويضها

وينتج عنه تشكيل طاقم حكومي متنوع من األحزاب التي " 46جمع 2002تملك تمثيال قاعديا أكبر مقارنة بغيرها، وهذا ما حدث في انتخابات ماي

حركة "و" التجمع الوطني الديمقراطي"و" حزب جبهة التحرير"التحالف الرئاسي كل من 46F، واحتكار السلطة للتعينات في الوزارات السيادية"مجتمع السلم

47.

وهذا ما يبين تركز السلطة التنفيذية في يد رئيس الجمهورية واإلحالة إلى تواجد ثنائية ثنائية المطلقة تفرض وجود االستقاللية في كل من المجال نسبية في الجهاز التنفيذي، ألن ال

.العضوي والوظيفي

.17، 16، 15، ص 07، رقم 2002المجلس الدستوري الجزائري، أحكام الفقه الدستوري، -45قانونية،دار -سياسية–القانون الدستوري ،تاريخ دساتير الجمهورية الجزائرية مراجعات تاريخية بوقفة، عبد هللا. د -46

.27ص الهدى ،عين المليلة ،انحراف مفهوم التعددية الحزبية عن مقاصده وجعلها مجرد واجهة شكلية في الدولة، أثر على مستوى اداء المؤسسة -47

فأصبحت منبرا لهيمنة نخبة محتكرة للقرار الوطني باإلضافة إلى ما يشكله التجانس البرلمانية التي تحولت عن دورهاالحزبي من بناء دستور وتواصل وتأثر متبادل نجده في مختلف السلطات على حساب تحقيق فعلي وواقعي لمبدأ الفصل

لمهام المرتبطة بالسلطات العامة في بين السلطات، ويكون هذا بطبيعة الحال كلما كان الوعي غائبا عن الممارسة لمختلف ا .الدولة

30

. نجد فيه تكريس لتركيز السلطة التنفيذية في يد رئيس الجمهورية 1996أما دستور ال توحي في حد ذاته معلما أو مقياسا للتفرقة بين " رئيس حكومة"أو " وزير أول"فالتسمية

از التنفيذي، فمحتوى النصوص الدستورية وترجمتها في الواقع األخذ بثنائية أو أحادية الجهالعملي من خالل الممارسة السياسية هي التي تحدد نوعية الجهاز التنفيذي إن كان احادي

.أو ثنائي وبالتالي إمكانية تحديد طبيعة النظام السياسي السائد في الدولة

للتعبير على الرجل " زير أولو "فبالرجوع إلى النظام الفرنسي مثال يستعمل مصطلح أكتوبر 04الثاني في الجهاز التنفيذي هذا حسب ما ورد في المادة الثامنة من دستور

195847F

، وعند التعميق في النصوص الدستورية نجد أن الوزير األول يتمتع باستقاللية 48نجده واضحة على المستوى الوظيفي والعضوي مقارنة بمكانة رئيس الجمهورية وهذا ما ال

.في الجزائر مثال

فالوزير األول في فرنسا يعين من قبل رئيس الجمهورية وفقا لما تقرره نتائج اإلنتخابات التشريعية لممثل الحزب الفائز باألغلبية، طبقا للعرف الدستوري، وال دخل إلرادة

كما أنه ال ورغبة الرئيس في تعيينه وفقا لمقتضيات النظام التمثيلي بالمفهوم الغربي الحديث،يتدخل في إنهاء مهامه، فالوزير األول يضع حدا لمهمته عن طريق تقديمه الستقالته وهذا

فتشير فقرتها األولى إلنهاء رئيس الجمهورية 1958من دستور ) 8(طبقا للمادة الثامنة 48Fلمهام الوزير األول بناء على اإلستقالة المقدمة من قبل الحكومة

49.

:المسؤولية السياسيةالتملص من -4

ال يمكن وجود سلطة حقيقية دون مسؤولية سياسية، واستقامة الحكم مرتبطة بمدى إعطاء أهمية فعلية لرقابة البرلمان ألعمال الحكومة فهي عامال هاما للحد من تمادي السلطة

49Fالتنفيذية

ة إلى الماد 133وتقويم أخطاءها، وعند العودة إلى نصوص الدستور من المادة 50 48- Godechot (Jacques), « les constitutions de la France depuis 1789 », Garnier Flammarion, 1979, p 427. 49- L’article 8 de la constitution française du 8 octobre 1958. *…il met fin à ses fonctions sur la presentation par celui-ci de la démission du gouvernement…* 50- Borella (François) ,les incertitudes de l’état de droit ou le clair-obscure juridique, au Magheb de l’etatisme à l’état de droit ,réuniespar Yadh Benachour , Jean-Robert Henry ,Rostane Mehdi PUBLICHED-IREMAM,p :221.

31

نجدها تشير إلى حق مراقبة البرلمان في مراقبة الحكومة واألثر المترتب عن ذلك هو 137 .137تقديم الحكومة لإلستقاللية طبقا للمادة

، نجد فيه تجلي لإلصرار على 2008ماي 15وبالرجوع إلى التعديل الدستوري لـ موقف المؤسس إبقاء الحكومة مسؤوليتها، مع تميز التعديل بوجود وضوح أكبر من

الدستوري من مسألة مكانة رئيس الجمهورية من خالل تقويتها بدءا باإلستحواذ على البرامج ووصوال لتملصه من المسؤولية السياسية والذي يفرض أن يتحملها باعتباره صاحب هذا البرنامج، فهذا التفادي للمسؤولية من أجل عدم تحمل تبعات ممارسة مختلف الوظائف في

ة لرئيس الجمهورية وعدم خضوعه لهذه المسؤولية يعد من نتائج تركيز السلطة في يده الدول .واالستعمال المفرط لخاصية الشرعية

ومبدأ المسؤولية السياسية من المبادئ الديمقراطية المصنفة على أنها خطيرة بحكم نفيذية من هذه ارتباطها برئيس الدولة، ويتلخص التبرير الخاص باستبعاد متصدر السلطة الت

50Fالمسؤولية يجعلها كذلك بعيدة عن تأثير المواقف الحزبية واألهواء

السياسية ومنه فالرقابة 51البرلمانية على الجهاز التنفيذي تقتصر على جزء منه والمتمثل في الحكومة فقط دون أن

51Fيشمل رئيس الجمهورية

52.

وحمايته مما قد ينجر فهذه الخاصية نجدها توفر الغطاء الكافي لرئيس الجمهورية،عن تبعات تحمل المسؤولية نتيجة للبرنامج المنتهج، ويدعم بذلك مكانته ويجعله بعيدا عن

فيصبح القانون األسمى في الدولة الدستور موفر المالذ اآلمن لمتصدر السلطة . المحاسبة .التنفيذية

السلطة يمكن القول بأنه من اسباب استمرارية مكانة : وكخالصة لكل ما سبقالتنفيذية في الجزائر هي الفترة التي مرت بها عند قيام السلطة الحاكمة دون وجود تنظيم دستوري، تكيفت على أنها حكومة واقعية نظرا إلستنادها إلى الواقع دون النصوص التي

، مجموعة "المسؤولية السياسية لرئيس الدولة في النظم الوضعية والفكر السياسي اإلسالمي"أحمد إبراهيم السبيلي، . د -51 .284من رسائل الدكتوراه، دون مكان وتاريخ الطبع، ص

52- Bachir Yelles Chaouche, « la rationalisation du contrôle parlementaire en Algérie, l’apport du conseil constitutionnel », thèse pour l’obtention du doctorat d’état en droit public, institut de droit et des sciences administratives, l’université d’Oran, 1994, p 198-199.

32

يمكن أن يحتويها اي دستور برغم من تمييزها بطابع الوقتية وارتباط وجودها لتحقيق إنجاز االنتقال بالدولة إلى نظام جديد لتسيير فترة انتقالية، اما الميزة الثانية التي عرفتها يتضمن

52Fهذه الفترة فهي ترتبط بتركيز الحكومة للسلطات التنفيذية والتشريعية في يدها

نتيجة لوجود . 53مخاوف مزمنة من ظهور قوى معادية داخليا وخارجيا لكن تحول الوضع في الجزائر أدى

س لهاتين الميزتين فمن تسيير لمرحلة انتقالية إلى تكريس لها، فتجذرت بمرور إلى تكريالوقت في النظام السياسي، رغم المساعي الشكلية واإلدعاءات المتتالية بإحداث تغيير، فإن الوضع لم يتغير في واقع األمر وبقي على حاله وتحول هذا األسلوب إلى صفة مالزمة

ناد الحكام إلى العوامل األخرى التي سبق لنا اإلشارة لها في للسلطة الحاكمة وخاصة استالفرع الثاني كاإلستناد إلى الشرعية التاريخية واالرتكاز على إيديولوجية الحزب الواحد والسعي الدائم لتكريس احادية الجهاز التنفيذي وأيضا التملص من المسؤولية التنفيذية

.استمراريتها في الدستور الجزائريوأكسبتها مكانة مهمة وساهمت كذلك في

مظاهر استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري: المطلب الثاني

53Fأدت العوامل

التي ساهمت في استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في النظام 54السياسي الجزائري، إلى توسيع صالحيات السلطة التنفيذية على حساب السلطات األخرى،

، يتضح لنا أن المشرع الدستوري منح للسلطة التنفيذية 1996عند تفحص دستور سنة فالعديد من الصالحيات والتي يختص بها قطبيها فمنها ما يتعلق بعملية التشريع ومنها ما

54Fيتعلق بعملية التنظيم وسلطة التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة

، وباالرجوع 55أ الفصل بين السلطات نجد أن صاحب اإلختصاص األصلي للتشريع هو إلى مقتضيات مبد

البرلمان، فبتوسع صالحيات السلطة التنفيذية على حساب المجال التشريعي نجد أنه اصبح معها عبارة عن استثناء في وظيفته التشريعية، واألخطر من ذلك كله تخويل المشرع

مظاهر : وعليه نتطرق في الفرع األول لـ الدستوري لرئيس الجمهورية سلطة حل البرلمان،

نفيذية على السلطة التشريعية في النظام هيمنة السلطة الت"محمد هاملي، .د: تفاصيل في الموضوع أكثر، أنظر -53

2014، دراسة مقارنة بالنظاميين الدستوري المصري والفرنسي، دار الجامعة الجديدة، "الدستوري الجزائري .العوامل التي ساهمت في اآلستمرارية مذكورة في المطلب السابق من نفس المبحث -54، دراسة مقارنة "السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائريهيمنة السلطة التنفيذية على "محمد هاملي، . د -55

.9، ص 2014بالنظاميين الدستوري المصري والفرنسي، دار الجامعة الجديدة،

33

مظاهر تقوية مؤسسة : استمرارية السلطة التنفيذية في المجال التشريعي، وفي الفرع الثاني ".في المجال التنظيمي"رئيس الجمهورية في السلطة التنفيذية

مظاهر استمرارية السلطة التنفيذية في المجال التشريعي : الفرع األول

ؤسس الدستوري العديد من الصالحيات التي تدخل في صميم العملية لقد منح المالدستورية للسلطة التنفيذية فخول الحكومة اختصاصات عديدة تدخل من خاللها في منافسة للمجال التشريعي كقطب ثان من السلطة التنفيذية ومنح اختصاصات واسعة لرئيس

دخل من خاللها في المجال التشريعي الجمهورية كقطب أول من السلطة التنفيذية بدوره يمشاركة السلطة التنفيذية للسلطة : الفقرة األولى:وهذا ما سنتناوله في الفقرتين المواليتين

وسائل تأثير السلطة التنفيذية على : التشريعية في اإلختصاص التشريعي ،وفي الفقرة الثانية السلطة التشريعية

ذيــة للســلطة التشــريعية فــي االختصــاص التشــريعي مشــاركة الســلطة التنفي: الفقــرة األولــى )من أهم مجاالت التدخل والتعاون(

هناك مجاالت واسعة تسمح للسلطة التنفيذية بالتدخل في اختصاصات السلطة 55Fالتشريعية والتعاون معها

، وأوضح بيان على ذلك هو مساهمة السلطة التنفيذية في الوظيفة 5656Fتعتبر اختصاصا أصيال لهالتشريعية للبرلمان رغم أنها

، سواء كان ذلك من خالل سلطة 57التشريع عن طريق األوامر المخولة لرئيس الجمهورية، أو من خالل المبادرة بمشاريع القوانين التي يختص بها الوزير األول، يضاف إلى ذلك تحديد الحكومة لجدول أعمال البرلمان، بل

ض النصوص القانونية إلدراجها في جدول وتمكينها من إضفاء طابع االستعجال على بع ...األعمال، ليس هذا فقط بل تمتلك السلطة التنفيذية حق مخاطبة البرلمان وحضور جلساته

أكد الوزير المكلف بالعالقات مع البرلمان على ضرورة التعاون بين السلطات خالل مناقشة النظام الداخلي للمجلس -56

إن السلطتين التنفيذية والتشريعية مؤسسات للدولة الجزائرية، إحداهما تشرع واألخرى تنفذ وال "الشعبي الوطني بقولهبمعزل عن الجهة الثانية، قد يحدث خالف في وجهات النظر، وهذا شيء ضمان لنجح أية منهما في أداء واجبها بانفراد و

-، "جميل وطبيعي في التعددية، غير أن هذا الخالف يستوجب توظيفه ليكون رحمة لمصلحة البالد وليس نقمة عليها . 52، ص 1997 – 10 -27المؤرخة في 7الجريدة الرسمية لمداوالت المجلس الشعبي الوطني، رقم

المجلس وهما غرفتين، من يتّكون برلمان التشريعية الّسلطة يمارس"على أنه 1996من دستور 98في المادة جاء -57 " .عليه والتصويت القانون إعداد في السّيادة وله .األمة ومجلس الوطني الشعبي

34

ولعل ما يجسد التعاون أكثر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، هو وجود وزارة مكلفة نسجام العالقة بينهما إنما عامال مساعدا ليس فقط ال"بالعالقات مع البرلمان، والتي تعتبر

.57F58"لتطوير وترقية األداء الوظيفي للنظام السياسي ككل

:تدخل السلطة التنفيذية في البرلمان عن طريق النصاب -1

السلطة التنفيذية من خالل تشكيل جزء من الغرفة الثانية من البرلمان ولهذا تتدخلالتدخل انعكاسا على مستوى تواجد نفوذ السلطة التنفيذية في البرلمان، فالجزء المشكل للغرفة

.الثانية في البرلمان من قبل السلطة التنفيذية يشكل تناقض مع الديمقراطية

ثانية اتضح على صالحية رئيس الجمهورية من خالل تدخله بعد استحداث النص للغرفة الوهو 144عضوا من مجموع 48وهذا ما يعادل ". مجلس األمة"في تعيين الثلث ألعضاء

والتي 1996من دستور 101العدد اإلجمالي المكون للمجلس وهذا طبقا لما ورد في المادة اع غير المباشر والسري من بين تبين كيفية انتخاب أعضاء مجلس األمة عن طريق االقتر

ومن طرف أعضاء المجالس الشعبية البلدية والمجلس الشعبي الوالئي، وهذا ما ورد في الفقرة ، أما عن تعيين نصاب الثلث األخير من أعضاء مجلس األمة من قبل 101الثانية للمادة

يعين : "فقد ورد فيهامتصدر السلطة التنفيذية فقد نصت عليه الفقرة الثالثة من نفس المادة رئيس الجمهورية الثلث اآلخر من أعضاء مجلس األمة من بين الشخصيات والكفاءات

فهذا هو دليل ". الوطنية في المجاالت العلمية والثقافية والمهنية واالقتصادية واالجتماعيةد أعضاء على أن يساوي عد.تدخل السلطة التنفيذية في تعيين تشكيلة الغرفة الثانية للبرلمان

مجلس األمة نصف عدد أعضاء مجلس الشعبي الوطني على األكثر ويترك للقانون طريقة .انتخابهم

:سلطة رئيس الجمهورية في التشريع عن طريق المصادقة على المعاهدات -2

يس بين سلطتين مستقلتين في ول التنسيق بين وظيفتين يؤديهما النظام السياسي "يعتبر الهدف من إنشاء هذه الوزارة هو -58

أكتوبر 25-24سليم قاللة، وقائع الندوة الوطنية حول العالقة بين الحكومة و البرلمان، " حاجة إلى إيجاد عالقة بينهما .108، نشر الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان، ص 2000

35

على أن رئيس : منه 42نصت المادة 1963في ظل الدستور الجزائري لسنة تفاقيات بعد استشارة الجهاز التشريعي، وقد تم انتقاد الجمهورية يصادق على المعاهدات، اإل

هذا النص من حيث روحه أو من حيث صياغته، فقد اتى االنتقاد بوصف هذا النص 58Fبالقصور

، إذا لم يقم هذا الدستور بتصنيف المعاهدات بل فرض على السلطة التنفيذية 59 .إحالة جميع المعاهدات الستشارة المجلس الوطني

فقد اشترط المؤسس الدستوري تدخل البرلمان في نوعين 1976في دستور سنة أمامن المعاهدات السياسية، وهي تلك المعاهدات التي تعدل محتوى القانون وهذا حسب ما ورد

وكذلك حل في هذا النص غموض والذي شاب على مصطلح . منه 158في المادة 59Fاعتبار المعاهدات السياسية، وذلك في إشكالية مدى "المعاهدات السياسية"

60.

منه حيث نصت 122فقد قام بتعداد المعاهدات السياسية في المادة 1989ودستور يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم والتحالف : "المادة على

لمعاهدات واإلتحاد والمعاهدات المتعلقة بحدود الدولة والمعاهدات المتعلقة بقانون الشخاص واالتي تترتب عليها نفقات غير واردة في ميزانية الدولة، بعد أن يوافق عليها المجلس الشعبي

إذن نظرا ألهمية هذا النوع من المعاهدات اشترط المؤسس الدستوري موافقة . الوطني صراحة .السلطة التشريعية صراحة عليها وليس استشارتها فقط أو موافقتها الضمنية

منه وقد أبقى 131دات في المادة هتم تعداد هذه المعا 1996نة وفي دستور س، 122في مادته 1989المؤسس الدستوري على نفس المعاهدات المذكورة في دستور سنة

هو وجوب موافقة كل غرفة من البرلمان عليها، 1996إال أن الجديد الذي اتى به دستور ، ومن الناحية 1996استحدثت غثر دستور مجلس األمة والتي : ويقصد بالغرفة الثانية

الوظيفية يمكن القل بأن الحصيلة التشريعية في موضوع المعاهدات ضئيلة وبالتالي يظهر .الدور المحدد للبرلمان في هذا المجال

عن طريق األوامر التشريع -3

نسانية، العدد إلية، مجلة العلوم االجتماعية والالدو أنظر، قشي الخير، مساهمة البرلمان الجزائري في إبرام المعاهدات -59 .19، ص 1996، مجلة سداسية صادرة من جامعة باتنة، الجزائر، جوان 5 .411، ص السابق المرجعبن زغو نزيهة، . د -60

36

إذا كان البرلمان هو صاحب السيادة في التشريع من خالل إعداد القوانين والتصويتعليها، إال أن الدستور خول لرئيس الجمهورية في مقابل ذلك ممارسة السلطة التشريعية عن

60Fطريق األوامر

وعلى الرغم من تحديد الدستور لمجاالت التشريع عن طريق األوامر على . 6161Fسبيل الحصر

، واشتراط موافقة البرلمان عليها، إال أن ذلك ال يعتبر كافيا للحد من إمكانية 62 .السلطة التنفيذية على االختصاص التشريعي للبرلماناستحواذ

لقد أعاد المؤسس الدستوري سلطة التشريع عن طريق األوامر لرئيس الجمهورية بعد 198962Fأن سحبها منه في دستور

، وذلك نظرا للفراغ الذي واجهته السلطة القائمة عقب 63إلى ، األمر الذي دفع1992استقالة رئيس الجمهورية وحله للمجلس الشعبي الوطني سنة

إيجاد حل غير دستوري تمثل في تخويل المجلس األعلى للدولة آنذاك سلطة التشريع عن طريق مراسيم تشريعية لها قوة القانون، وهو االختصاص الذي لم يكن له وجود في دستور

63Fالساري المفعول آنذاك 1989

64.

الجمهورية، بتجاوز كثير من لقد سمحت سلطة التشريع التي أصبح يتمتع بها رئيس الحاالت التي كان بإمكان التشريع فيها بواسطة قوانين أن يثير جدال سياسيا حادا أثناء مناقشتها من طرف غرفتي البرلمان، ولعل أبرز مثال على ذلك قانون المصالحة الوطنية

64Fوتعديل قانون األسرة

وامر من شأنه ؛ ولو أن اإلفراط في اللجوء إلى التشريع عن طريق األ65 . أن يسلب البرلمان جوهر وجوده وهو التشريع

:سلطة رئيس الجمهورية في إصدار قانون المالية بموجب أمر -4

.1996من دستور 124المادة -61دورتي البرلمان، وفي الحالة يشرع رئيس الجمهورية بأوامر في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين -62

االستثنائية؛ أنظر فوزي أوصديق، النظام الدستوري الجزائري ووسائل التعبير المؤسساتي، ديوان المطبوعات الجامعية، .وما بعدها 230، ص2006الجزائر،

ن طريق ، سحب سلطة التشريع ع1989كان من أهم معالم تجسيد مبدأ الفصل الوظيفي بين السلطات في دستور -63منه، ليبقى التشريع حكر على 153يخولها له بمقتضى المادة 1976االوامر من رئيس الجمهورية والتي كان دستور

.البرلمان، نظرا لعدم نصه على حالة اقتران استقالة رئيس 1989رغم األزمة الدستورية والسياسية التي تسبب فيها دستور -64

إلى غاية تعديل 1992قي ساري المفعول في المرحلة االنتقالية التي عرفتها البالد من الجمهورية بحل البرلمان، إال أنه ب .، والذي بمقتضاه أرجعت سلطة التشريع بأوامر لرئيس الجمهورية1996هذا الدستور في سنة

فتها البالد، لم يكن من الممكن في تلك الفترة طرح قانون المصالحة الوطنية الذي وضع حدا لسنوات العنف التي عر -65وقانون األسرة الذي أثار تعديله نقاشا كثيرا، على البرلمان، ألنه كان من الصعب ايجاد توافق بين أعضاء البرلمان، فكان

.اللجوء إلى التشريع عن طريق األوامر حال مناسبا لتجاوز ذلك

37

خالفا لما كان عليه الحال في الدساتير الجزائرية السابقة والتي كانت تخول صالحية الدستوري إصدار قانون المالية وسنه من طرف البرلمان دون غيره، فنجد أن المؤسس

قد اختار منح رئيس الجمهورية صالحية إصدار قانون المالية بموجب أمر 1996لدستور في حال تخلف البرلمان عن المصادقة على مشروع القانون المودع لديه من قبل الحكومة خالل اآلجال التي حددها الدستور لذلك وهذا في رأي بعض األساتذة القانونيين مستلهم من

195865Fمن الدستور الفرنسي لسنة 47نص المادة

من الدستور 120، حيث تنص المادة 66يصادق البرلمان على قانون المالية في : "... في فقرتيها السابعة والثامنة على التوالي أنه

من تاريخ إيداعه، طبقا للفقرات السابقة، وفي حالة ) 75(مدة أقصاها خمسة وسبعون يوما ال المحددة سابقا، يصدر رئيس الجمهورية مشروع قانون المالية عدم المصادقة عليه في اآلج

.بموجب أمر

:المبادرة بالتشريع -5

إذا كان الدستور قد نص على أن السلطة التشريعية يمارسها البرلمان الذي له السيادة 66Fفي إعداد القانون والتصويت عليه

فإن هذا ال يعني أن هذا االختصاص حكر على ،67 .البرلمان دون مشاركة سلطة أخرى

67Fفالحكومة تمتلك من خالل الوزير األول حق المبادرة بمشاريع القوانين

، وهذا أمر 68طبيعي، فهي تلعب دورا أساسيا في العملية التشريعية بما تحوزه من طاقات بشرية

المعطيات واإلمكانيات التي تؤهلها لضبط احتياجات الدولة كل تملك"مما يجعلها وتقنية .68F69"من قوانين تمكنها من تطبيق برنامج عملها

.35محمد هاملي، نفس المرجع، ص . د -66 .1996من دستور 98المادة -67 ".لكل من رئيس الحكومة والنواب حق المبادرة بالقوانين"على أنه 1996من دستور 119لمادة تنص ا -68، المؤسسة 1989أحمد وافي، بوكرا إدريس، النظرية العامة للدولة والنظام السياسي الجزائري في ظل دستور -69

.311، ص 1992الجزائرية للطباعة، الثالثي األول،

38

ونظرا لتعقد نشاطات الدولة انتقلت الوظيفة التشريعية من البرلمانات إلى السلطة اإلدارة في البداية مجرد أداة للتنفيذ أصبحت تدريجيا جهازا "التنفيذية، فإذا كانت

Conception ومن خادمة Servante إلى سيدةMaitresse«.

وما يؤكد ذلك هو إرفاق مشاريع القوانين التي تودع لدى غرفتي البرلمان من قبل 69Fالوزير األول بعرض لألسباب وبالوثائق الضرورية

، التي من شأنها إقناع أعضاء البرلمان 70د وتنفيذ برنامجها الذي سبق وأن وافق بأهمية مشاريع القوانين التي تتقدم بها الحكومة لتجسي

.عليه المجلس الشعبي الوطني وسانده مجلس األمة

:تحديد جدول األعمال والدعوة لالنعقاد -6

إن تدخل الحكومة في تحديد جدول األعمال، وٕاضفاءها للطابع اإلستعجالي على التشريعية، والتي يتحول فيها بعض مشاريع القوانين، يجعلها تتدخل بشكل واضح في العملية

البرلمان إلى مجرد جهاز منتج للنصوص القانونية التي تكون الحكومة في حاجة إليها لتنفيذ مخطط عملها، حتى قيل أن الحكومة من خالل اإلدارة هي التي أصبحت تصنع القانون؛

م داخل السلطة انتقال مزدوج للسلطة، أوال من البرلمان إلى السلطة التنفيذية، ث"فقد حدث .70F71"إلى الموظفين المتخصصين) الوزراء(التنفيذية من الرجال السياسيين

والسلطة التنفيذية ال تكتفي بتحديد جدول أعمال البرلمان، بل بإمكانها زيادة على ذلك استدعاء منه بناء على دعوته لالنعقاد في دورات استثنائية بمبادرة من رئيس الجمهورية، أو ب

وعملهما وكذا العالقات الوظيفية بينهما و المحدد لتنظيم غرفتي البرلمان 02-99رقم لعضوي من القانون ا 20المادة -70

.بين الحكومة .أنظر بشير يلس شاوش، صانعو القانون، مرجع سبق ذكره -71-» Les fonctionnaires tiennent la main au pouvoir politique et lui font écrire cette législation « .دوباش، ذكر من طرف يلس شاوش بشير، صانعو القانون، مرجع سبق ذكرهشارل -

39

71Fوزير األولالطلب من

، غير أن هذه الدعوة ال تبدو ذات أهمية نظرا لتمتع رئيس 72 .الجمهورية بحق التشريع عن طريق األوامر بين دورتي البرلمان

:حق الحضور والمخاطبة -7

إذا كان الوزراء في النظام الرئاسي ال يسمح لهم بدخول البرلمان إال كزائرين، فإن ية عموما وفي النظام السياسي الجزائري خصوصا، أعضاء الحكومة في النظم البرلمان

.يدخلون إلى غرفتي البرلمان من أبواب واسعة، بل ويحتلون المقاعد األمامية

كما تتمتع اللجان الدائمة لغرفتي البرلمان بحق االستماع إلى أعضاء الحكومة ألشغال يمكن ألعضاء الحكومة الحضور كلما دعت الضرورة إلى ذلك، كما وممثليها،

اللجان الدائمة، ويستمع إليهم بناء على طلب من الحكومة موجه إلى رئيس كل غرفة من 72Fغرفتي البرلمان

73.

إن حق االستماع للوزراء الذي تتمتع به اللجان الدائمة، هدفه الحصول على توضيحات من ممثل الحكومة حول بعض جوانب النص التشريعي المحال على اللجنة

، وفي مقابل ذلك يكون طلب الحضور المقدم من قبل الحكومة بغية الدفاع المختصة بدراسته . النص الذي بادر به رئيس الحكومة عن مشروع

إلى جانب ذلك خول الدستور لرئيس الجمهورية إمكانية توجيه خطاب إلى 73Fالبرلمان

74F"لعرض آراءه وتوجهاته السياسية وتفسيرها"؛ ولعل ذلك يتيح له الفرصة 74

أمام 75ضاء غرفتي البرلمان، خاصة في حالة عدم مسايرة هذا األخير لتوجهات الحكومة التي أع

يكون الرئيس قد زكاها عند اختياره وتعيينه للوزير األول، ومن ثم تتحول المخاطبة إلى قناة .للحوار بين السلطتين

وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية : الفقرة الثانية

.1996من دستور 2فقرة 118المادة -72مجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة وعملهما وكذا المحدد لتنظيم ال 02-99رقم ون العضوي من القان 27المادة -73

.العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة .1996دستور من 128المادة -74 .308أحمد وافي، بوكرا إدريس، المرجع السابق، ص -75

40

على مجاالت التداخل في االختصاصات والتعاون المتبادل بين السلطة زيادةالتشريعية والتنفيذية، تمتلك هذه األخيرة في النظام الدستوري الجزائري، وسائل تأثير عديدة

.على السلطة التشريعية

وعلى الرغم من محافظتهما على تفوق السلطة التنفيذية على باقي السلطات، فقد رد االعتبار للسلطة التشريعية، وذلك من 1996و 1989الجزائر لسنتي حاول دستورا

خالل إقامة نوع من التوازن بينها وبين السلطة التنفيذية؛ هذا التوازن الذي كان غائبا في ظل ، وأبرز صورة لهذا التوازن هي جعل الحكومة مسؤولة سياسيا أمام المجلس 1976دستور

نية تعرضه للحل من طرف رئيس الجمهورية تحقيقا لقاعدة الشعبي الوطني في مقابل إمكا« l’équilibre de la terreur » توازن الرعب 75F

بين السلطتين، هذه القاعدة التي 7676Fتعتبر ركنا من أركان األنظمة البرلمانية

77.

ونظرا لتعدد وسائل التأثير التي تمتلكها السلطة التنفيذية في مواجهة السلطة الجزائري، والتي ال يتسع المقام في هذا البحث للتعرض إليها النظام الدستوري التشريعية في

كلها، فإننا سنحاول التطرق إلى أهمها بالنظر إلى خطورة نتائجها، وقد اخترنا من هذه الوسائل حق حل المجلس الشعبي الوطني ، و كذلك طلب إجراء مداولة ثاتية واللجوء إلى

.ن أقوى وسائل التأثيراالستفتاء، باعتبارهما م

إمكانية اللجوء إلى حل المجلس الشعبي الوطني -1

خول الدستور لرئيس الجمهورية صالحيات كثيرة في المجال التشريعي تمكنه من التأثير على البرلمان، فإضافة إلى منافسته للبرلمان في التشريع من خالل إمكانية التشريع

ليه، يمتلك رئيس الجمهورية سلطات أخرى ال تقل عن طريق األوامر كما سبق التعرض إأهمية، أبرزها إمكانية اعتراضه على القوانين من خالل طلبه من البرلمان إجراء مداولة ثانية

76- Cf., G .Vedel, cité par J. Cadart, op. cit., p. 574.

البرلمان وال يبقى المسئولية السياسية للحكومة أمام تحقيقا للتوازن بين السلطات في األنظمة الرئاسية تنعدم -77 .الحل األخير في منأى من هذا

-Cf., G. Burdeau, droit constitutionnel et institutions politiques, LGDJ, Paris, 1972, p. 147.

41

77Fقانون صوت عليه في غضون الثالثين يوما الموالية لتاريخ إقراره على

، وفي هذه الحالة 78التصويت على هذا النص بأغلبية ثلثي ال يمكن تجاوز هذا الفيتو الرئاسي إال بإعادة

.أعضاء المجلس الشعبي الوطني

زيادة على ذلك يمتلك رئيس الجمهورية سلطات أخرى، تمكنه من الضغط على 78Fالبرلمان وتجاوزه أحيانا عبر اللجوء إلى استفتاء الشعب، بل وتعطيل عمله أحيانا

، من 79أو إجراء انتخابات تشريعية قبل خالل إمكانية لجوءه إلى حل المجلس الشعبي الوطني

.أوانها

تلجأ السلطة التنفيذية في النظم البرلمانية عادة، إلى استعمال سلطتها في حل مجلس 79Fوتجديد تشكيلته قبل انتهاء عهدته النواب

، وذلك لتحقيق أهداف كثيرة؛ فقد كان حق الحل 80قادر على الحكم بمفرده، ثم سلطة في يد الملك في بريطانيا يلجأ إليها عندما يشعر بأنه

80Fانتقلت هذه السلطة إلى الحكومة ولم يعد الملك سوى منفذ لرغبتها في ذلك

81.

تتغير أهداف حق الحل بتغير الظروف التي تسود العالقة بين السلطتين التنفيذية 81Fوالتشريعية

، فقد يلجأ إليه لتحكيم هيئة الناخبين في نزاع طارئ بين السلطتين ينتهي 82م إلى جانب إحداهما من خالل االنتخابات التشريعية التي تلي عملية الحل، أو قد بوقوفه

82Fيستخدم لجلب أغلبية قارة ومنسجمة تساند الحكومة في تنفيذ برنامجها

، هذا األخير الذي 83

تم قانون في ثانية مداولة إجراء يطلب أن الجمهورية رئيس يمكن" أنه على 1996 دستور من 127 المادة تنص -78

"..هإقرار لتاريخ الموالية يوما )30( الثالثين غضون في عليه التصويتيعطل عمل البرلمان بعد حل المجلس الشعبي الوطني، بالنظر إلى أن الدستور اشترط في النصوص القانونية أن تكون -79

.موضوع مناقشة من قبل غرفتي البرلمانلمجلس النواب يعرف حق الحل على انه إنهاء السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الدولة أو الملك أو رئيس الحكومة -80 .ل انتهاء فترته التشريعية، وذلك قصد تجديده من خالل إجراء انتخابات تشريعية مسبقةقب

- «L’acte du chef de l’Etat, qui de sa propre autorité met fin à l’exercice d’une assemblée avant l’expiration de la période pour laquel elle a été nommée, assemblée qui devra être reconstituée dans un délai déterminé », J. La ferrière, cité par M P. Roy, op. cit., p. 91. 81- Cf . , G. Burdeau, op. cit., p. 147.

549حول الحاالت التي يتم فيها اللجوء إلى حل البرلمانات، أنظر سليمان محمد الطماوي، المرجع السابق، من ص -82 .550إلى ص

83- J . Cadart, op. cit., p. 571.

42

يصعب تجسيده على أرض الواقع في غياب أغلبية برلمانية تدعم الحكومة وتمدها 83Fهابالنصوص القانونية التي تحتاج

84 .

لقد احتفظ رئيس الجمهورية في الجزائر بسلطته في حل المجلس الشعبي الوطني في 84F، ولو أن هذه السلطة أخذت بعدا ذو طابع قانوني وسياسي1996و 1989دستوري

85 ،أطياف سياسية متعددة، األمر الذي نظرا لتركيبة المجلس الشعبي الوطني التي قد تضم

.هذا الحقفرض وضع قيود على استعمال

قد يحل المجلس الشعبي الوطني بطريقتين، األولى وجوبيه تلقائية، والثانية بإرادة رئيس الجمهورية، الذي يمتلك سلطة تقديرية للجوء إلى استعمال سلطة الحل تطبيقا للمادة

1996من دستور 129 85F

86.

:الحل الوجوبي.أ

ية في حلقة مفرغة، وضع تجنبا لدخول العالقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعالمؤسس الدستوري آلية من شأنها أن تحد من التعسف في استعمال المجلس الشعبي الوطني لصالحيته في رفض المصادقة على مخطط عمل الحكومة المعروض عليه، تتمثل هذه اآللية في تعرضه للحل الوجوبي متى تمادى في رفض المخططات الحكومية المعروضة

.عليه

ـــىلقـــد كـــا ـــة فـــي دســـتور ن منصوصـــا عل ، أيـــن خـــول هـــذا األخيـــر 1963هـــذه اآللي86Fللمجلس الوطني آنـذاك إيـداع الئحـة لسـحب الثقـة مـن رئـيس الجمهوريـة

، يوجـب التصـويت 8787Fعليهــا اســتقالة هــذا األخيــر، والحــل التلقــائي للمجلــس

، ونظــرا ألن هــذا اإلجــراء يترتــب عليــه 88

نادرا ما يكمل مجلس العموم عهدته في بريطانيا، حيث تلجأ الحكومة إلى طلب حله من طرف الملكة في الوقت الذي -84

.تراه مناسبا لجلب أغلبية مساندة لها .253ص . 1990سعيد بوشعير، النظام السياسي الجزائري، دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، -85 .1989من دستور 120أنظر المادة -86 .1963من دستور 55المادة -87 .1963من دستور 56المادة -88

43

ي آن واحـد، فقـد وجهـت انتقـادات كثيـرة لواضـعي سقوط أهم مؤسستين دستوريتين في الدولة ف88F، كما اعتبر ذلك خصوصية جزائرية1963دستور

89.

، فقد أصبح المجلس الشعبي الوطني معرضا للحل 1996و 1989أما في دستوري الوجوبي في حالة عدم موافقته على مخطط عمل ثـاني حكومـة عينهـا رئـيس الجمهوريـة، بعـد

لحكومـــة التـــي ســـبقتها والتـــي قـــدم الـــوزير األول اســـتقالتها أن يكـــون قـــد رفـــض مخطـــط عمـــل ا89Fلرئيس الجمهورية نتيجة عدم موافقة نفس المجلس على مخطط عملها

، علـى الـرغم مـن أن 9090Fالدستور يتيح لها تكييفه على ضوء مناقشات النواب

91.

إن تعرض المجلس الشعبي الوطني للحل بهذه الطريقة يعتبـر تقنيـة دسـتورية مرتبطـة 91Fقــات الحكومــة بــالمجلس الشــعبي الــوطنيبعال

، إذ مــن غيــر الممكــن أن يطلــق العنــان لهــذا 92األخيــر وتركــه يـــرفض مخططــات العمـــل التــي تقـــدم لــه للموافقـــة عليهــا مـــن طــرف حكومـــات متعاقبة، قد تكون متباينة من حيث مخططات عملها وتشـكيلتها وانتمائهـا السياسـي، مـن دون

دود مــن شــأنه أن يجعــل النظــام السياســي يــدور فــي حلقــة ســالح رادع؛ ألن الــرفض غيــر المحــ92Fمفرغة

93.

غير أنه تجدر اإلشارة إلى أن المجلس الشعبي الوطني قد ُيدفع إلى رفض مخططات عمــل الحكومــات التــي تعــرض عليــه إذا كانــت هــذه األخيــرة ال تأخــذ برنــامج األغلبيــة النيابيــة

89- Cf., J. Robert, la république algérienne…, op. cit., p. 375; F .Borella, la constitution algérienne…, op. cit., pp. 72-75; M. Bedjaoui, l'l’évolution constitutionnelle de l'Algérie depuis l'indépendance, Corpus constitutionnel ,t. 1, fasc. 1 . 1968, op. cit. p. 178; Zouhir Mdhaffar, le pouvoir législatif au Maghreb, bibliothèque de droit de sciences politiques et économiques, 1987. p. 437.

، جامعة الجزائر، 1963قفة، العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في الدستور الجزائري لسنة عبد هللا بو .334هامش 192، ص 1996

.1963لسنة 67و 66انظر الجريدة الرسمية لمداوالت المجلس الوطني رقم - .1996ر من دستو 82و 81، 80، والمواد 1989من دستور 77و 76أنظر المادتين -90يقدم الوزير األول مخطط عمله إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة "على أنه 1996من دستور 80جاء في المادة -91

الوزير األول أن يكيف مخطط العمل هذا، على ويمكن. وُيجري المجلس الشعبي الوطني لهذا الغرض مناقشة عامة. عليه .".ضوء هذه المناقشة، بالتشاور مع رئيس الجمهورية

92- Cf ., le droit de dissolution dans la constitution de 1989, R.A.S.J.E.P, N°1, 1990, op. cit., p. 49 93- Cf., El Hadi Chalabi. métamorphose d'une constitution, de la constitution programme à la constitution loi, revue sou’ al, N° 9 et 10, 1989., op. cit., p. 28.

44

ذلك، من خالل تعيينه لوزير أول ال يلقـى بعين االعتبار، أو في حالة تعمد رئيس الجمهوريةاإلجماع داخل المجلس الشعبي الوطني، قصد تعريضه للحل اآللي في حالـة رفضـه الموافقـة

.على مخطط عمل الحكومة

إن الحـــل التلقـــائي للمجلــــس الـــوطني فــــي حالـــة إدانتــــه لـــرئيس الجمهوريــــة حالـــة مــــن علــى ذلــك، خوفــا مــن وضــع حــد لعهــدتهم المســتحيل وقوعهــا، نظــرا لتــردد النــواب فــي اإلقــدام

النيابية وما تجلبه من امتيازات، ويرى السيد بوقفة أنه وبـالرجوع إلـى مناقشـة مشـروع الدسـتور يالحـــظ بـــأن جـــل النـــواب المتـــدخلين رأوا بأنـــه فـــي حالـــة وقـــوع خـــالف بـــين رئـــيس الجمهوريـــة

ة تــابعين للحــزب، يــأمر والحـزب، وبعــد نفــاذ طــرق التســوية، وعلــى اعتبـار أن النــواب والحكومــقيــادة الحــزب مســألة الحــل هــذا األخيــر النــواب بتحريــك مســئولية الــرئيس، وبالتــالي أرجعــت

التلقــائي للمجلــس إلــى عــدم كشــف للــرأي العــام بــأن نــواب الحــزب الواحــد مختلفــون حــول أمــر جوهري، لهذا ال يمكن أن يكون داخـل الحـزب نوابـا يصـوتون لصـالح الحـزب وآخـرون ضـده، ومن ثم اعتبـر الحـل التلقـائي للمجلـس إخـراج للحـزب مـن أزمـة سياسـية داخليـة تمكنـه مـن أن

يتحكم في الوضع السياسي

يبقى أن نشير إلى أن النواب قد يتمسكوا بموقفهم في الرفض غيـر آبهـين مـن الحـل التلقـائي، االنتخابـات المسـبقة إذا كانوا متأكدين من أن أغلبية الهيئة الناخبة ستجدد فيهم الثقة بمناسـبة

التاليــة لقـــرار الحــل، خاصـــة وأنهــم يـــدركون أن رئـــيس الجمهوريــة ملـــزم بــاإلعالن عـــن تنظـــيم 93Fانتخابات تشريعية في أجل أقصاه ثالثة أشهر

، وفي هذه الحالة يكـون الضـغط علـى رئـيس 94 .الجمهورية بدال من النواب

:الحل اإلرادي .ب

الشـعبي الـوطني، متـى رأى ذلـك مناسـبا؛ يمتلك رئـيس الجمهوريـة سـلطة حـل المجلـسوبإقدامه على مثل هذا اإلجراء الخطير يكون قد حدد األهداف المتوخاة من وضع حد للعهدة

.التشريعية للغرفة الثانية للبرلمان

.1996من دستور 2فقرة 82المادة -94

45

إن أهم هدف يمكـن تصـوره مـن وراء حـل المجلـس الشـعبي الـوطني مـن طـرف رئـيس مســبقة، مــن شــأنها أن تجلــب أغلبيــة نيابيــة مســاندة الجمهوريــة، هــو تنظــيم انتخابــات تشــريعية

لــرئيس الجمهوريــة، ألنــه ال ُيتصــور أن يغــامر رئــيس الجمهوريــة بمواجهــة النــواب بقــرار الحــل .دون أن يدرك النتائج التي قد تترتب عليه

لــرئيس الجمهوريــة ســلطة تقديريــة للمفاضــلة بــين الحكومــة 1996لقــد أعطــى دســتور ني، وذلــك بعــد رفــض هــذا األخيــر التصــويت علــى الئحــة الثقــة التــي والمجلــس الشــعبي الــوط

يتقدم بها الوزير األول عقب البيان السنوي للسياسة العامة لحكومته؛ حيث يقدم الوزير األول علـــى إثـــر ذلـــك اســـتقالة حكومتـــه لـــرئيس الجمهوريـــة الـــذي خولـــه الدســـتور إمكانيـــة التضـــحية

94Fقالة للحفاظ على الحكومةبالمجلس عن طريق الحل قبل قبول االست

95.

إن سلطة رئيس الجمهورية في حل المجلس الشـعبي الـوطني مقيـدة بـإجراءين هـامين، يتمثل األول في استشارة كل من رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير

.األول، والثاني ضرورة تنظيم انتخابات تشريعية في أجل أقصاه ثالثة أشهر

ارة التي يقوم بها رئيس للجمهورية للشخصيات الثالث تبدو وكأنها مجرد إن االستشإجراء شكلي، ألن االعتراض على الحل من قبل أحد هذه الشخصيات، ال يمكنه التأثير على

95Fقرار الحل الذي يكون رئيس الجمهورية قد اقتنع باإلقدام على اتخاذه

؛ بل أثبتت التجربة 96جانفي 04ة أقدم على حل المجلس الشعبي الوطني في في الجزائر أن رئيس الجمهوري

96Fدون استشارة ال رئيس الحكومة آنذاك، وال رئيس المجلس الشعبي الوطني 1992

97 .

أما في ما يخص اإلجراء الثاني المترتب على حل المجلس الشعبي الوطني فيتمثل لقرار الحل، ومن ثم في ضرورة إجراء انتخابات تشريعية في أجل أقصاه ثالثة أشهر الموالية

.1996من دستور 84المادة -95 .254أنظر سعيد بوشعير، النظام السياسي الجزائري، مرجع سبق ذكره، ص -96رغم معارضة رئيس الجمعية الوطنية 1981ماي 22ونسوا ميتيران بحل الجمعية الوطنية في قام الرئيس الفرنسي فر-

.آنذاك السيد شابان دالماس-Cf., C. Leclercq, droit constitutionnel et institutions politiques, sixième édition, LITEC, 1989, p. 622

جانفي 01آنذاك السيد عبد العزيز بلخادم ليومية الوطن المؤرخة في أنظر تصريح رئيس المجلس الشعبي الوطني -971993.

46

فشغور المجلس الشعبي الوطني المترتب على الحل، ال يمكن أن يتجاوز في أحسن األحوال ثالثة أشهر، وٕاال اعتبر رئيس الجمهورية مخالفا للدستور في حالة تعطله في اإلعالن عن

.تنظيم انتخابات تشريعية في األجل المحدد

وٕاذا كان الدستور قد حدد الفترة القصوى التي يجب أن تجري فيها االنتخابات التشريعية، إال أن المؤسس الدستوري قد أغفل تنظيم الحالة التي ُيستعصى فيها تنظيم هذه االنتخابات، خاصة عندما ال تسمح الظروف األمنية بذلك؛ فهل يعود المجلس المحل

التشريعي ويسترد كامل سلطاته الدستورية، أم يجب تنظيم لالنعقاد تفاديا لتعطل العمل .االنتخابات مهما كانت الظروف؟

198997Fلقد طرح مثل هذا اإلشكال في ظل دستور

سد 1996، غير أن دستور 98هذه الثغرة بمنحه لرئيس الجمهورية سلطة التشريع عن طريق األوامر في حالة شغور

ار شغور المجلس الشعبي الوطني ال يؤثر على المجلس الشعبي الوطني، ومن ثم فاستمر .العملية التشريعية

إذا كان الحل الوجوبي للمجلس الشعبي الوطني من شأنه المحافظة على استقرار 98Fالمؤسسات الدستورية ووحدة النظام السياسي

، فإن الحل اإلرادي قد يتحول إلى سالح 99لشعبي الوطني، لذلك من األهمية خطير يستعمله رئيس الجمهورية للتأثير على المجلس ا

99Fبمكان وضع قيود على استعمال هذا الحق

، فبعض الدساتير تحصن المجلس النيابي 100100Fالمنتخب حديثا من الحل لفترة زمنية معينة

، ولو أن ذلك من شأنه أن يجعل السلطة 101101Fالتنفيذية تحت رحمة المجلس الشعبي الوطني

102.

، وتعليق االنتخابات التشريعية 1992جانفي 04أدى حل المجلس الشعبي الوطني من طرف رئيس الجمهورية في -98

.حلول غير دستورية قبل إجراء دورها الثاني إلى عدم وجود هيئة دستورية تقوم بالتشريع، األمر الذي دفع إلى إيجاد99- Cf . , M. Brahimi, op. cit., p. 85.

هناك من يرى بأن المجلس الشعبي الوطني يكون محصنا من الحل في حالة االجتماع الوجوبي وذلك في الظروف -100 .غير العادية

-Cf., H. Chalabi, op. cit., p. 29. دريس، من اجل تحقيق التوازن المطلوب، مرجع سبق ؛ بوكرا إ576سليمان محمد الطماوي، المرجع السابق، ص -101

.ذكره102- Cf . , C. Leclercq, op. cit., p. 622.

47

الشــعبي الــوطني، ناتجــة عــن انعــدام إن أهميــة حــق الحــل فــي الضــغط علــى المجلــسوسـائل التــأثير فــي مواجهــة رئــيس الجمهوريــة نظـرا لعــدم مســئوليته السياســية، فالرقابــة الوحيــدة التـــــي يمتلكهـــــا المجلـــــس فـــــي مواجهـــــة رئـــــيس الجمهوريـــــة هـــــي فـــــتح نقـــــاش حـــــول السياســـــة

102Fالخارجية

العظمى وعـن ، وحتى مسئوليته الجنائية عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة 103103Fالجنايـات والجـنح التـي يرتكبهـا بمناسـبة تأديـة مهامـه

، تبقـى غامضـة لعـدم صـدور القــانون 104104Fالعضوي الذي يحدد تنظيم وسير المحكمة العليا للدولة

105.

:سلطة رئيس الجمهورية في إجراء مداوالت ثانية للقانون-2

مع اإلشارة من بين السلطات المخولة لرئيس الجمهورية في المجال التشريعي إلختالف تسميات هذه الطريقة في الدساتير المقارنة، هي طلب إجراء مداوالت ثانية للقانون

في الدستور " حق اإلعتراض: "الموافق عليه، ومن بين التسميات التي أطلقت عليه105Fالمصري

من 10في الفقرة الثانية من المادة " طلب إجراء مداولة ثانية"، أما فرنسا سمته 106من دستور 127الدستور وهي التسمية التي جاء بها المؤسس الدستوري الجزائري في المادة

يمكن لرئيس الجمهورية أن يطالب بإجراء مداولة ثانية في قانون تم التصويت : "1996 ...".عليه

تعد القراءة الثانية أو طلب إجراء المداولة بمثابة إعادة النظر في مقترحات القوانين فالقراءة الثانية . السلطة التنفيذية، والتي يفترض أن مصدرها السلطة التشريعيةمن قبل

127تتحول إلى اداة ابتزاز من السلطة التنفيذية في مواجهة السلطة التشريعية، ففي المادة نرى أن المؤسس الدستوري يمنح لرئيس الجمهورية حق طلب إجراء مداولة ثانية في قانون

وتسند مهمة إقرار القانون إلى المجلس الشعبي الوطني دون مجلس تم التصويت عليه،

103- Cf., M. Brahimi, op. cit., p. 56 ; O. Bendourou ,op. cit., p. 1322 ; M. Yousfi, op. cit., p. 1349.

.1996من دستور 158المادة -104األمر المتضمن القانون العضوي للمحكمة التجربة الدستورية الفرنسية حيث صدروهو األمر الذي لم يحدث في -105

العليا المختصة بمحاكمة كل من رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة، بعد مرور ثالثة أشهر فقط على وضع دستور .1996دستور ، في حين لم يصدر هذا القانون في الجزائر على الرغم من مرور أكثر عشر سنوات على وضع 1958

-Cf., L’ordonnance N° 59-1 du 2 janvier 1959 portant loi organique sur la Haute Cour de justice.

.48، ص السلبق المرجعمحمد هاملي، . د -106

48

األمة وترفع نسبة التصويت على قانون عضوي يندرج ضمن مهام الجهاز التشريعي من 106Fاألغلبية المطلقة

2/3من الدستور في الفقرة ما قبل األخيرة، إلى أغلبية 123وفقا للمادة 107فع لعدد النواب المصوتين لصالح القانون محل طلب ومنه نجد أن المداولة الثانية تستلزم ر

هذه المداولة، وقد يكون هذا الرفع لمستوى التصويت تضييقا على فرص تمريره، خاصة أمام 107Fإشكالية التجانس

.في اإلنتماء الحزبي التي قد تعقد من إمكانية تجاوز هذه العقبة بأمان 108

اللجوء إلى االستفتاء: 3

فعالة يلجأ إليها الحكام الستشارة الشعب مباشرة في األمور يعتبر االستفتاء وسيلةالتي تخص الدولة، وذلك بإجابتهم على السؤال المطروح عليهم في ورقة االستفتاء بالموافقة

108Fأو الرفض

صورة من صور ممارسة السلطة من قبل الشعب بطريقة "؛ وهو بهذا الشكل 109 .109F110"مباشرة

يم هذه الصالحية المخولة للسلطة التنفيذية للجوء لقد اختلفت الدساتير في كيفية تنظإلى الشعب مباشرة الستفتائه في قضية من القضايا ذات األهمية الوطنية؛ فمنها من منح

لرئيس الدولة دون قيود، وهو المنحى الذي تبناه المؤسس الدستوري الجزائري؛ هذه السلطةرئيس الدولة (قة قطبي السلطة التنفيذيةومنها من أحاطه بمجموعة من القيود، كاشتراط مواف

قبل اللجوء إلى االستفتاء متى رغب أحدهما في استعماله؛ وعلى هذا النحو ) والوزير األوليرغب في إخضاع حق اللجوء 1958كان المؤسس الدستوري الفرنسي أثناء صياغة دستور

110Fاالستفتاء إلى رقابة الحكومةإلى

نصت في األخير على من الدستور 11، غير أن المادة 111111Fخالف ذلك

112 .

.248، ص السابق المرجعسامري سامية ،. د -107 .248، ص السابق المرجعسامري سامية، . د -108 ،1978النظام الدستوري لجمهورية مصر العربية،دار المطبوعات الجامعية،اإلسكندرية،إبراهيم عبد العزيز شيحا -109

.220ص .260سعيد بوشعير، النظام السياسي الجزائري، مرجع سبق ذكره، ص -110

111- Cf., J .Cadart, op. cit., p. 962. ية أن يعرض على استفتاء الشعب على أنه يمكن لرئيس الجمهور 1958من الدستور الفرنسي لسنة 11تنص المادة -112

كل مشروع قانون متعلق بتنظيم السلطات العامة، أو بالترخيص للمصادقة على اتفاق أو معاهدة بناء على مبادرة من الحكومة أو بمبادرة مشتركة من غرفتي البرلمان؛ حول االستفتاءات التي عرفها النظام السياسي الفرنسي والتي نتج عن

:الرئيس شارل ديغول، أنظرإحداها استقالة -C. Leclercq, op. cit., p. 622 ; A. Hauriou, op. cit., pp .834-838.

49

فمنها من ونظرا لتعدد أنواع االستفتاء، فقد اختلفت الدساتير في تنظيم موضوعه،112Fحدده

113…

113Fومنها من تركه على اإلطالق

، ومنها من جعل امكانية اللجوء إليه حتى للموافقة 114114Fعلى القوانين العادية كما هو الحال في سويسرا

115 .

وصوال إلى 1962 ائري في مناسبات عديدة ابتداء من سنة لقد استفتي الشعب الجز قانون المصالحة الوطنية مرورا بمختلف االستفتاءات حول الدساتير التي عرفتها البالد

115Fوالتعديالت التي طرأت عليها

قد خول لرئيس الجمهورية اللجوء 1963، ولئن كان دستور 116116Fإلى االستفتاء لتعديل الدستور

لتالية جعلته سلطة تقديرية لرئيس ، فإن الدساتير ا117الجمهورية يلجأ إلى استخدامها متى رأى ذلك مناسبا وفي كل قضية ذات أهمية وطنية من

117Fدون أن تشاركه جهة أخرى

118.

وقد يتحول االستفتاء إلى صورة من صور طرح الثقة أمام الشعب، يريد رئيس صالحات على النظام الجمهورية من خاللها الحصول على مساندة الشعب إلدخال إ

118Fالسياسي

، ومن خالل هذه الثقة يتم إضعاف البرلمان و التقليل من دوره في مشاركة 119حقيقية في ممارسة السلطة، خاصة إذا ما قام رئيس الجمهورية بعرض نصوص قانونية على

119Fتمتعه بهذه السلطة دون قيداستفتاء الشعب، خاصة مع

، فقط أن يكون موضوع االستفتاء 120120Fالقضايا ذات األهمية الوطنيةإحدى

121.

.1958من الدستور الفرنسي لسنة 11للمادة كدستور الطوغو ومدغشغر، وهي دساتير استلهمت بعض أحكامها من -113 .وهو النهج الذي تبناه المؤسس الدستوري الجزائري -114

115- Cf . , G. Burdeau, op. cit., p. 136. ، إضافة إلى العديد 1996و 1989و 1976و 1963عرفت الجزائر أربع نصوص دستورية منذ االستقالل سنوات -116

.من التعديالت الدستورية .260أنظر سعيد بوشعير، النظام السياسي الجزائري، مرجع سبق ذكره، ص -117من دستور 8فقرة 77، والمادة 1989من دستور 9فقرة 74، والمادة 1976من دستور 14فقرة 111أنظر المواد -118

1996. 119- Cf., M. Yousfi, op. cit., p. 119. 120- Cf., Jean Louis La Joie, la troisième constitution algérienne, citoyen contre le militant travailleur, RDP, N° 5 ,1989. pp. 1345-1348. 121- Cf., Taleb Tahar, du monocéphalisme dans le régime politique Algérien, R.A.S.J.E.P , N° 4 et 5, 1990. . , p. 736.

50

إن عدم تقييد سلطة اللجوء إلى االستفتاء واستخدامه على النحو الذي رأينا، من شأنه 121Fتقوية السلطة التنفيذية في مواجهة السلطة التشريعية

، وفرض رئيس الجمهورية 122جة ، ليس على البرلمان فحسب بل على باقي السلطات؛ فنتي122F123"باعتباره رأي الشعب"لرأيه

االستفتاء غالبا ما تكون مساندة لمسعى رئيس الجمهورية، هذا األخير الذي ال يمكنه اإلقدام 123Fعلى مغامرة غير معروفة النتائج، ألن خالف ذلك معناه مطالبته باالستقالة

واالستفتاء ؛ 124بهذا الشكل له وجهان، فمن جهة هو استفتاء حول نص قانوني، ومن جهة أخرى تصويت

124Fلرئيس أو عزله، وكل هذا يدفع الناخب إلى مساندة الرئيس في كل الحاالتعلى بقاء ا

125.

وأمام هذا التفوق لرئيس الجمهورية من خالل سلطته غير المحدودة في اللجوء إلى االستفتاء يبقى أمام البرلمان مناسبة وحيدة تمكنه من االعتراض على مشروع االستفتاء،

، حيث يشترط الدستور تصويته على مبادرة الرئيس بنفس ويتعلق األمر باالستفتاء الدستوري125Fالصيغة المطبقة على النص التشريعي

، وهذا معناه إمكانية رفض مشروع القانون 126المتضمن التعديل الدستوري الذي يرغب الرئيس عرضه على استفتاء الشعب، ولو أن

ور يمكنه من اللجوء اعتراض كهذا إن حصل يملك الرئيس خيارا آخر لتجاوزه ما دام الدست126Fإلى إرادة الشعب مباشرة

127.

غير أن الهدف من اللجوء إلى االستفتاء قد يكون تحكيم الناخبين في نزاع بين 127Fالحكومة والبرلمان

، وفي هذه الحالة ال تؤثر نتيجته على رئيس الجمهورية باعتباره حكما 128 .النزاع بين جميع المؤسسات، في الوقت الذي تمتد فيه آثارها إلى طرفي

عرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على استفتاء الشعب القانون المتضمن المصالحة الوطنية، على الرغم من أنه سبق -

عطاء شرعية أكبر للقانون، وكذلك ردا على من شكك في نزاهة انتخابه للبرلمان المصادقة عليه، وقد كان ذلك بهدف إ .نتيجة انسحاب منافسيه قبل انطالق االنتخابات احتجاجا على عدم نزاهتها 1999سنة

122- Cf., M. Yousfi, op. cit., p. 120. .243الثاني، ص الجزء....سعيد بوشعير، عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية -123 .243، ص المرجع نفسهسعيد بوشعير، -124

125- Cf., M. Yousfi, op. cit., p. 120. تنص على 1976من دستور 192، كما كانت المادة 1996من دستور 174، والمادة 1989من دستور 163المادة -126 ".ءهيقر المجلس الشعبي الوطني مشروع التعديل الدستوري بأغلبية ثلثي أعضا"أنه

.4فقرة 7المادة -127128- « L’arbitrage peut s’exercer contre le gouvernement et quelques fois contre le parlement ou contre les deux organes à la fois », M. Prélot ,cité par M. Yousfi, op. cit., p. 120.

51

لقد بات من الضروري مستقبال، وبغية تمكين الشعب من ممارسة حقه في االستفتاء، إعطاء الحق ألعضاء البرلمان القتراح مواضيع لالستفتاء، إلى جانب رئيس الجمهورية،

. ضمانا لتحقيق المساواة بين جميع السلطات في اللجوء إلى إرادة الشعب مباشرة وذلكظمه الدستور يظهر وكأنه غير مقيد، فرئيس الجمهورية يمكنه اللجوء إليه فاالستفتاء كما ن

128Fفي أية مسألة يرى أنها ذات أهمية وطنية وفي أي وقت، معتمدا على سلطته التقديرية

129 ،ولو أن ذلك ال ضرر فيه متى كان رئيس الجمهورية مساند في مسعاه من طرف أغلبية

129Fرة من صور الديمقراطية المباشرةالناخبين، على اعتبار أن االستفتاء صو

130 .

في المجال "مظاهر تقوية مؤسسة رئيس الجمهورية في السلطة التنفيذية : الفرع الثاني "التنظيمي

في المجال " متصدر السلطة التنفيذية"أما عن مظاهر تقوية مكانة رئيس الجمهورية التنظيمية المخولة لرئيس اتساع نطاق السلطة:التنظيمي نتناولها في هذا الفرع من خالل

، "الفقرة الثانية"، ثم تمتع رئيس الجمهوري بُجل صالحيات التعيين "الفقرة األولى" الجمهورية أخيرا سلطة رئيس الجمهورية في الظروف االستثنائية وٕاعالن حالتي الحصار والطوارئ و ".الفقرة الثالثة"

خولة لرئيس الجمهوريةاتساع نطاق السلطة التنظيمية الم: األولىالفقرة

من بين مميزات السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية، إصدار القرارات التنظيمية 130Fوالمعروفة كذلك باللوائح المستقلة ومن أهم مجاالتها تنظيم المرافق العامة

وتسمى هذه . 131مستقلة اللوائح بالمستقلة ألنه تستمد مبدئيا وجودها من الدستور وتتخذ لمعالجة مسائل بصفة

عن أي قانون وهي غير خاضعة في إصدارها ألية شروط سوى لتلك المقررة في 131F132.الدستور

129- Cf., H .Chalabi, op. cit., p. 32

.220أنظر إبراهيم عبد العزيز شيحا، المرجع السابق، ص -130 .111عمارعوابدي، نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري، المرجع السابق، ص .د -131

.136نفس المرجع، ص عمار عوبدي.د- 132

52

ال يمكن لهذه اللوائح المستقلة أن تقوم بتعديل أو إلغاء نص تشريعي قائم وهذا بالرغم من استقالليتها فهذه األخيرة ال تعفيها من الخضوع لمبدأ تدرج القواعد القانونية الذي يعتبر

أهم سمات دولة القانون، وٕاذا ما حصل عكس ذلك فيمكن إبطالها إما عن طريق حكم من قضائي برفع دعوى إلغاء من طرف أصحاب الصفة والمصلحة أمام مجلس الدولة، أو عن

.طريق قرار من المجلس الدستوري طبعا إذا تم إخطاره من قبل الجهات المختصةبر من تلك التي تكتسبها المراسيم التنفيذية تكتسي اللوائح المستقلة أهمية بالغة وأك

وذلك ألنها معبرة عن إرادة الشعب ألنها صادرة من رئيس الجمهورية وبما أنه منتخب باقتراع العام والمباشر فهو كاسب للشرعية ومستمدها من منتخبيه ولهذا السبب ال يمكنه ان

من الدستور 87من أن المادة يفوضها حتى وٕان لم يرد هذا الشأن بصريح العبارة، بالرغمنصت على االختصاصات التي ال يجوز للرئيس أن يفوضها لكنها لم تأت على ذكر المادة

125. اختار السير على نهج النظرية التقليدية 1963فإذا كان الدستور الجزائري لسنة

تنظيمية لتوزيع االختصاصات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بحصره مجال السلطة ال132Fوترك مجاالت تدخل المشرع دون حصر أو تحديد

، مستلهما ذلك من الدساتير الفرنسية 133اختار انتهاج ) 1996(، فإن الدستور الجزائر الحالي لسنة 1958السابقة على الدستور

بحصر وتحديد مجال تدخل 1958النظرية الحديثة التي طبقها الدستور الفرنسي لسنة 133Fالسلطة التنظيمية فيما يخرج عن هذا المجالالبرلمان وٕاطالق يد

134. يمارس رئيس : "وجاء في نصها 125وهو ما يالحظ في الفقرة األولى من المادة

...."الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير مخصصة للقانون

وعليه فإن مجال السلطة التنظيمية يضيق أو يتسع بحسب ضيق أو أتساع نطاق البرلمان بصورة عكسية وٕان كان مجال التنظيم يبقى نطاقه أوسع من مجال التشريع تدخل

وبعض المواد 123و 122طالما أن هذا المجال يبقى محصورا ومحددا في المادتين .المتفرقة في الدستور

.51مرجع السابق، صبوقفة عبد هللا، آليات تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري، ال - 133 .1976وقبله في دستور 1989وهو نفس الحل الذي كان المؤسس الدستوري قد أخذه في دستور - 134

53

كما يرى بعض الفقهاء أن مجال رئيس الجمهورية في السلطة التنفيذية واسًعا ليصل مجال التنظيمي للوزير األول، ال سيما عدم وجود معيار يفصل بين إلى مساس نطاق

اختصاصات رئيس الجمهورية واختصاصات الوزير األول، فعلى سبيل المثال تخول الفقرتان الدفاع : لرئيس الجمهورية صالحيات 1996من دستور 77الثانية والثالثة من المادة

جيهها، وهذا ما يفيد بأن الوزير األول ال يملك الوطني، تقرير السياسة الخارجية لألمة وتو التدخل في هذه المجاالت ال على سبيل التفويض وال على سبيل التنفيذ طالما هذه المجاالت

.تبقى محمية دستوريا

:تمتع رئيس الجمهورية بسلطة التعيين: الفقرة ثانية

ما عدا استثناء إن الدستور الجزائري لم يخص غرفتي البرلمان بصالحيات التعين واحد وهو في تعيين كل غرفة لممثلين عنها في المجلس الدستوري، فإنه بالمقابل منح رئيس الجمهورية صالحية التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية ويعتبر هذا المجال واسًعا جًدا

.يختص به الرئيس لوحده

وكذا أعضاء حكومتهسلطة رئيس الجمهورية في تعيين الوزير األول ونوابه -1

من أهم صالحيات التعيين التي يجوزها رئيس الجمهورية نجد تلك المتعلقة بتعيين يعين رئيس " 1996من دستور 5في فقرتها 77الوزير األول وهذا ما نصت عليه المادة

كما له الحق في تعيين نائبا أو أكثر للوزير األول ..." الجمهورية الوزير وينهى مهامه، كما يملك 7في فقرتها السابعة 77عدته في أداء مهامه، وهذا ما نصت عليه المادةلمسا

صالحية تعيين أعضاء الحكومة وهذا باستشارة الوزير األول، وفي هذه الفقرة نالحظ أن من الدستور الفرنسي، تعيين الوزراء يكون من 8المشرع الدستوري قد أستلهمها من المادة

.كن بناًءا على اقتراح من الوزير األولطرف رئيس الجمهورية ل

يعين رئيس الحكومة الجمهورية : "من الدستور الحالي 79وهو ما أكدته المادة ...".أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير األول

54

إذن لرئيس الجمهورية السلطة التقديرية الكاملة في اختيار وزيره األول وال يوجد ما الحزب الفائز باألغلبية النيابية في البرلمان ، فقد يكون من الحزب يقيده بضرورة إختياره من

فهنا قد يجد نفسه في حرج ألن الوزير األول ملزم بتنفيذ .الذي ال يمثل االغلبية في البرلمانبرنامج رئيس الجمهورية وٕاذا كان في صدد أغلبية نيابة معارضة في المجلس، فقد ال توافق

.ا يستتبع إسقاطهاعل برنامج الحكومة وهو م

أما الواقع في النظام السياسي الجزائري في ظل التعددية الحزبية تثبت بان الوزير عين في العديد من المرات من حزب غير حائز على ) أو رئيس الحكومة سابقا(األول

كوزير أول وهو ينتمي " األغلبية النيابية ومثال ذلك قيام رئيس الجمهورية بتعيين أحمد أويحيإلى حزب التجمع الديمقراطي، في حين أن الحزب الذي كان يحوز على أغلبية النواب في المجلس الشعبي الوطني خالل الفترة التشريعية السادسة هو حزب جبهة التحرير الوطني، وال يختلف األمر عن باقي أعضاء الحكومة إذ ال يوجد نص يقيد رئيس الجمهوري في تعيينهم

.ير األولإال باستشارة الوز

كما أن لرئيس الجمهورية صالحية إنهاء مهام الوزير األول ونوابه أو نائبه وكذا ، 1996من الدستور لسنة 77من المادة 5،7أعضاء حكومته، وهذا ما ورد في الفقرتين

أما بالنسبة إلنهاء مهام الوزراء فليس هناك نص صريح يقضي بذلك لكن ذلك سيستنتج من ".يملك سلطة التعيين يملك سلطة العزلمن : " قاعدة

نجد بأنه ال يتضمن هو األخر قيد يحكم 1958وبالرجوع إلى الدستور الفرنسي لسنة تعيين رئيس الجمهورية لوزير األول، ولو أن العرف الدستوري قد جرى هناك على اختيار

أن فاز 1986الوزير األول من الحزب الحاصل على األغلبية النيابية، فقد حصل في السنة Françoisخابات التشريعية في الوقت كالذي كان فيه أحزاب اليمين في االنت

MITTERRAND) ( المنتمي إلى الحزب االشتراكي رئيسا للجمهورية الفرنسية، وقام الرئيسMITTERRAND بتعيين)Jacques CHIRAC ( وهو يميني كالوزير األول فاضطر

134Fقطب السلطة التنفيذية على التعايش مع بعضها

135.

.76، ص السابق المرجع ،محمد الهاملي. د - 135

55

الفرنسي ال يتيح لرئيس الجمهورية صالحية إقالة الوزير األول والمالحظ أن الدستور حيث ال يكون مجال االنتهاء مهامه إَال بوفاته أو باستقالته طوعية أو بإقرار . أو إنهاء مهامه

مسؤوليته من قبل الجمعية الوطنية، بمعنى أن الوزير األول في الفرنس ال يكون مسؤوال إَال .أمام الجمعية الوطنية

ن من حق الوزير األول أن يرفض أي طلب من الرئيس الجمهورية بتقديم استقالته، لكوأحيانا يضطر إلى اإلذعان إلى مثل هذا الطلب ال سيما إذا كانت الغالبية النيابية في صف الرئيس، ذلك أن هذا األخير وأمام رفض الوزير األول تقديم استقالته قد يلجأ إلى الغالبية

ندة له في الجمعية الوطنية إلسقاط الحكومة عن طريق ملتمس رقابة، وبالتالي النيابية المسا .يخرج الوزير األول خروًجا غير مشرف

:سلطة رئيس الجمهورية بصالحية التعيين في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة -2

باإلضافة على صالحية تعيين الوزير األول ونائبه أو نوابه وكذلك باقي أعضاء حكومة، يحوز رئيس الجمهورية تقريبا على جميع صالحيات التعيين في الوظائف المدنية ال

والعسكرية ومن أهمها، صالحيته في تعيين الثلث الرئاسي ألعضاء المجلس الدستوري طبقا 240 -99من الدستور وكذلك المادة األولى من المرسوم الرئاسي رقم 164ألحكام المادة

135Fالمتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة 1999ر أكتوب 27المؤرخ في

136 ،تعيين الوالة، ومحافظ بنك الجزائر، ومسئولي أجهزة األمن، كذلك عن صالحية تعيين القضاء، وبالنسبة للقضاة ال يقتصر األمر على تعيينهم األول بل إن سلطة الرئيس تمتد

من الدستور التي 138ضاء على الرغم من المادة حتى إلى التعيين في المناصب النوعية للقمن القانون العضوي 50و 49تنص على استقاللية القضاء، ونجد عكس هذا في المادتان

المتضمن القانون األساسي للقضاء على جملة من المناصب التي يعين فيها ) 11 – 04(رقماألعلى للقضاء وبعضها رئيس الجمهورية بمرسوم رئاسي، بعضها بعد مداولة من المجلس

.األخرى حتى بدون استشارته

.1996من الدستور 78/5أنظر إلى المادة - 136

56

، إضافة 1996من دستور 78فا فقد وردت في المادة أما عن التعيينات المذكورة أنإلى ذلك يضطلع رئيس الجمهورية بصالحيات التعيين في العديد من الوظائف الهامة

.األخرى

أن اختصاصات الرئيس في مجال التعيين تمتد لتشمل حتى بعض الوظائف كماالتي من المفترض أنها تتبع الوزير األول أو أعضاء حكومته ونذكر مثال ذلك األمين العام

والذي يعينهما رئيس الجمهورية . واألمين العام للوزراء 6الفقرة 78للحكومة، طبقا للمادة 136Fبشكل مباشر

يوان الوزير األول ومدير ديوانه والذي يعين فيهما بناًءا ، ومنصب رئيس د137137Fعلى اقتراح من الوزير األول

وعليه إن رئيس الجمهورية يضطلع بصالحيات تعيين . 138ال " تمنعه من ذلك 87واسعة جًدا، وبعضها غير قابل للتفويض على اعتبار أن المادة

رؤساء المؤسسات الدستورية يجوز تفويض تعيين الوزير األول وأعضاء حكومته وكذا ، أما باقي الوظائف المدنية "وأعضاءها الذين لم ينص الدستور على طريقة أخرى لتعيينهم

والعسكرية غير المذكورة بشكل صريح في نصوص الدستور فيستطيع التفويض في ممارستها ل حينما نق) 240– 99(ونقلها إلى اختصاص الوزير األول بموجب مرسوم الرئاسي رقم

العديد من صالحيات التعيين التي كانت مخولة سابقا إلى رئيس الحكومة بموجب مرسوم 138Fإلى مجال اختصاصه 44 – 89رئاسي رقم

139.

ال يتيح توسيع مجال سلطة 13وبموجب مادته 1958أما الدستور الفرنسي لسنة ن عضوي، أما التعيين لدى رئيس الجمهورية التي تتم في مجلس الوزراء إال بناءا على قانو

عهد بشكل صريح أن تنظيم التعيين في الوظائف 2012المشرع المصري في دستور .المدنية والعسكرية يختص به المشرع

الحصار تسلطة رئيس الجمهورية في الظروف االستثنائية وٕاعالن حاال: الفقرة ثالثة والطوارئ والحرب

المتعلق بالتعين في الوظائف العسكرية و 240 -99من المرسوم الرئاسي رقم 5وكذلك المادة 3/5أنظر إلى المادة -

.المدنية 137 ،المؤرخ في 76أعاله جريدة رسمية رقم 240-99من المرسوم الرئاسي رقم 5وكذا المادة 5/3أنظرالمادة -13831/10/1999.

.79ص السابق المرجع،محمد الهاملي. د - 139

57

على السلطات المتاحة لرئيس الجمهورية في الظروف العادية، يضطلع رئيس عالوةالجمهورية بصالحيات واسعة في ظل الحاالت االستثنائية، يمكن إجمالها في إعالن حالة الطوارئ والحصار وكذلك إعالن الحرب، وما يتبع ذلك من سلطات تجمع في يده أثناء

.سريان كل حالة

يقرر رئيس : " على 1996من الدستور الجزائري لسنة 91نصت المادة فقد ....".الجمهورية إذا دعت الضرورة الملحة حالة الطوارئ أو الحصار لمدة معينة

والمالحظ أن المؤسس الدستوري لم يميز بين حالة الطوارئ والحصار وقد أخضعهما وية صالحيات كل من وزير الداخلية إلى نفس الشروط واإلجراءات، ويترتب على إعالنها تق

ووالة الجمهورية بينما حالة الحصار تعتبر الخطوة التي تسبق الحالة االستثنائية وبما أنها أكثر خطورة من حالة الطوارئ يترتب على إعالنها انتقال الصالحيات األمنية إلى السلطات

.العسكرية

عدوان فعلي حسب ما من نفس الدستور في حالة وقوع 95و قد نصت المادة وهذا بعد استفاء . نصت عليه ترتيبات األمم المتحدة فيقوم رئيس الجمهورية بإعالن الحرب

شروط شكلية وموضوعية مذكورة في المادة و هو نفس الشيء بالنسبة لحالة إلعالن رئيس .الجمهورية الحالة الطوارئ و الحصار

: خالصة المبحث األول

بعض مجاالت التعاون ووسائل التـأثير التي تمتلكها السلطة من خالل استعراضنا لالتنفيذية في مواجهة السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري، تتبين لنا رغبة المؤسس الدستوري الجزائري في إقامة نظام سياسي تكون فيه للسلطة التنفيذية مكانة هامة،

ما يجعل النظام السياسي الجزائري أقرب مجسدة في رئيس الجمهورية على الخصوص، مأكثر للنظم الرئاسية، وهذا طبيعي بالنظر إلى طريقة انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع المباشر والسري وبالحصول على األغلبية المطلقة ألصوات الناخبين المعبر عنها،

58

ه منتخب على أساس برنامج وهو ما يجعله يتمتع بشرعية ال تنافسه فيها جهة أخرى، كما أن .زكاه الناخبين، وهو ما يتطلب تمكينه من صالحيات واسعة تسمح له بتنفيذ هذا البرنامج

، تم 2008إجراء تعديالت جزئية على الدستور سنة ولعل هذا ما دفع إلى بمقتضاها تركيز السلطة التنفيذية في يد رئيس الجمهورية، وتقليص دور الوزير األول في

ذ لبرنامج رئيس الجمهورية، ولعل هذا يعتبر طبيعي في ظل التناقض الذي فمنسق ومن مجردكان موجودا في الدستور قبل التعديل، على اعتبار أنه كان يمكن أن يحدث تضارب بين

ولة أمام ؤ لجمهورية أم برنامج الحكومة المسمن له األولوية في التنفيذ، برنامج رئيس ا .البرلمان

من كل هذه الصالحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية، إال أن الدستور وعلى الرغم مكن البرلمان من صالحيات عدة تسمح له هو اآلخر بالمشاركة في اختصاصات السلطة

ولية السياسية للحكومة أمامه، وهو ما من ؤ لتأثير عليها من خالل إقرار المسالتنفيذية، بل وا .لسلطتين التشريعية والتنفيذيةشأنه أن يحقق التوازن المطلوب بين ا

ن الجديدين لكل من يور تدسالتغيير مكانة السلطة التنفيذية في :المبحث الثاني تونسو المغرب

قبل التطرق لتفاصيل تغيير مكانة السلطة التنفيذية في كل من المغرب وتونس، يكفي التعريج إلى األحداث التي عرفتها الدول العربية في السنوات األخيرة ادت إلى تغيرات عميقة مست نظامها السياسي وتركيبته القانونية، وهذا بفعل عوامل داخلية تارة وخارجية تارة أخرى،

ت هذه الحركة باالندفاع والعنف في بعض الدول وباإلصالحات المرحلية في دول حيث اتسمأخرى، األمر الذي أدى على زيادة الرغبة لدى الشعوب العربية والقوى السياسية، والمجتمع المدني في المطالبة بالحقوق والحريات الكاملة وفق ما تضمنه الدساتير في الدول

59

ق المؤدية إلى تغيير الواقع الراهن والعالقة بين الفرد والدولة الديمقراطية، ومهما تكن الطر فإنها تمر حتما عبر التعديالت الدستورية التي تضمن حقيقة اإلصالحات السياسية المنشودة

139Fفي الدولة العربية

140.

140Fإندلعت شرارة هذا االنتقال الديمقراطي من تونس

لتعم جميع دول العالم العربي، 141فقد اشترك الجناح الشرقي لشمال إفريقيا في : كما يمكن تقسيم آليات الدخول إلى نوعين

اختيار سبيل الثورة كوسيلة للتغيير، مما عجل بعملية التحول كما هو عليه الحال في كل من إلى تباين في تونس، مصر، وليبيا، مع مالحظة الظروف المختلفة لكل دولة، مما أدى

المنهج المتبع والنتائج في هذه الدول، ولو أنها اشتركت في اللجوء إلى اإلصالح الدستوري .إلستكمال البناء الديمقراطي

أما اإلصالح السياسي في الجناح الغربي لدول شمال إفريقيا، فقد كان سلميا وأخذ استجابة لمطالب الشعوب، صورة العملية اإلستبقائية بمبادرة من السلطات العمومية، ك

ويظهر هذا جليا من خالل مشروع اإلصالح السياسي في كل من الجزائر،المغرب ومريتانيا مع اإلختالف مع رزنامة العملية اإلنتقالية واإلتحاد في الوسيلة، وهي المرور على

.اإلصالحات الدستورية لتأسيس نظام ديمقراطي

ريقيا، وبعد نجاح الثورة في إسقاط رأس على خالف دول الجناح الشرقي لشمال إفالنظام القائم، اختارت اللجوء إلى إنتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبالد، تتحدى

عرفت دول الجناح الغربي لشمال إفريقيا إدارة . معه طبيعة النظام السياسي المرغوب إقامتهن المغرب والجزائر بإصالحات سلمية للتحول من خالل مبادرة السلطة العمومية في كل م

سياسية جذرية، ولقد تجسدت هذه اإلصالحات في المغرب في تعديل الدستور أوال، تلته انتخابات تشريعية، فازت بها المعارضة وتولت تشكيل الحكومة ورئاستها طبقا ألحكام

وع الدستور الجديد، كل هذا يبرز التوجه نحو إقامة ملكية دستورية، في حين ركز مشر

السياسي ،ثقافة التغيير،مؤتمر فيالدلفيا السابع عشر ريم محمد موسى،الثورات العربية و مستقبل التغيير .د- 140

"17"،2012 . 141-Omar Bendourou, la nouvelle constitution marocaine du 29 juillet 2011 :le changement entre mythe et réalité , revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger ,n°3, rdp 2012 , p :640.

60

اإلصالحات السياسية في الجزائر على البدء بتعديالت للقوانين للمؤطرة للممارسة الديمقراطية وبعدها ...كتعديل قانون األحزاب السياسية وتعديل قانون االنتخابات والجمعيات العامة

، على أن يتوج هذا المسار بتعديل دستوري 2011ماي 10نظمت انتخابات تشريعية في 141F142.جذري

الرغم من التباين في نهج اإلصالح في الدول العربية ومسبباته، إال أن الظاهر وعلىأن القاسم المشترك بينها هو االقتناع بضرورة مباشرة تعديالت دستورية جوهرية، تتوج عملية

تحاكي حركة الدسترة التي عرفتها كثير من البلدان سواءا عقب الثورتين . التحول الديمقراطيأو عقب حركة التحرر التي عرفها ) 18(لفرنسية في منتصف القرن الثامن عشراألمريكية وا

العالم في منتصف القرن العشرين، أو كنتيجة للتحوالت التي عرفها المعسكر االشتراكي في .نهاية الثمانينات من القرن المنقضي

تي ولقد كانت طبيعة النظام السياسي القائم إحدى األسباب المباشرة للتحوالت اليعرفها العالم العربي، فتركيز السلطة وشخصنتها في رئيس الدولة أدى إلى التعسف

142Fواالستبداد في غياب الرقابة وانعدام المسؤولية

، لذلك كله كان الشعار األبرز لهذه حراك 143هو إسقاط النظام، فالنظام الرئاسي المتشدد الذي طبع كثير من األنظمة العربية، أصبح

إجماعا في مرحلة ما بعد اإلصالح، وألن التعديالت الدستورية هي الوسيلة اليوم ال يلقي التي تحقق اإلنتقال الديمقراطي سنتطرق من خالل دراسة تغيير مكانة السلطة التنفيذية في

تطور مكانة السلطة التنفيذية : وذلك بتناول" المغرب وتونس" دساتير الدول المغربية األخرى مكانة ل جذري وذلك في المطلب األول وتغيير 2011الجديد لسنة في الدستور المغربي

.في المطلب الثاني 2014السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد لسنة

2011تطور مكانة السلطة التنفيذية في الدستور المغربي الجديد لسنة : المطلب األول

* فترة الربيع العربي ،ورقة قدمت في ندوة ...أمينة المسعودي ،اإلصالحات الدوستورية في دول المغرب العربي- 142

.،مركز الجزيرة للدراسات 2013شباط /فيبراير 18و 17،الدوحة *المغرب العربي والتحوالت اإلقليمية الراهنة www.maghress.com،موقع مغرس،"النتائج ...عوامل النجاح...األسباب"’علي عبده محمود،الثورة التونسية .د- 143

. 16/04/2015،تاريخ الزيارة

61

يعتبر الدستور أسمى قانون في الدولة، فهو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم الحياة السياسية في البالد، وتحدد العالقة بين السلطة في الدولة والعالقة بين الحاكمين

. والمحكومين، ويمكن اعتبار الدستور بمثابة تعاقد بين األمة والحكام

عرفه المجتمع المغربي المطالب بالحرية وفي سياق الحراك الحقوقي الذيليشكل منعطفا جديدا أو عامال 03/2011/ 09ـ: والديمقراطية جاء الخطاب الملكي ـلـ

مساهم في فتح ورش اإلصالح السياسي والدستوري، استجاب التعديل الدستوري لمضامينه، تقوية مكانة رئيس التي فاقت انتظار المواطن الحقوقي والمهتم والعادي حيث تمت دسترة

الحكومة في الجهاز التنفيذي بتخويله صالحيات واسعة، كما تم الحد من صالحيات الملك كذلك ". توسيع صالحيات رئيس الحكومة على حساب تقليص صالحيات الملك"وتقليسها

تمت دسترة ميالد جديد للسلطة القضائية، بارتقائه إلى مستوى سلطة مستقلة عن السلطتين يعية والتنفيذية، قائمة على ركائز متينة إلى جانب عدة تعديالت مست عدة ميادين التشر

كالسلطة التشريعية وذلك بتوطيد مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وديمرقطة وتحديث المؤسسات وعقلنتها، من خالل برلمان نابع من انتخابات حرة ونزيهة يتبوأ فيه مجلس النواب

سيع مجال القانون وتخويله اختصاصات جديدة كفيلة بنهوضه بمهامه مكانة الصدارة مع تو .التمثيلية والتشريعية والرقابية

2011وتكمن دراسة تطور مكانة السلطة التنفيذية في الدستور المغربي الجديد لسنة في تقسيم هذا المطلب إلى فرعين، فنتطرق إلى أهم التعديالت والمستجدات التي أتى بها

في الفرع األول ثم نتطرق إلى تقوية مكانة رئيس 2011المغربي الجديد لسنة الدستور .وهذا في الفرع الثاني 2011الحكومة في الدستور المغربي والجديد لسنة

2011أهم التعديالت التي شهدها الدستور المغربي الجديد لسنة :الفرع األول

فصل بعد التصويت عليه 180فصول إلى 108إنتقل الدستور المغربي الجديد من ، عدد أكبر من الفصول والتغييرات كانت أكثر انفتاحا مقارنة 2011بنعم في شهر يوليوز

بأخر دستور للملك الراحل الحسن الثاني أراد به أن ينهي الصراع مع المعارضة أنذاك، ركزتها يسودها الحق والقانون، وتواصل إقامة مؤسسات الدولة الحديثة، م ةتغييرات كثير

62

وبالرجوع إلى الدستور المغربي الجديد فنجده لم يقطع . المشاركة والتعددية والحكمة الجيدة .مع الدساتير السابقة بل أعتمد خيار التغيير ضمن االستمرارية

، تحول نظام الحكم في 1996من ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية في دستور ديمقراطية برلمانية واجتماعية، يقوم هذا النظام الدستوري المغرب إلى نظام ملكية دستورية

الجديد على أساس الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، والديمقراطية المواطنة والتشاركية وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، كما تستند األمة في حياتها العامة

ين اإلسالمي السمح، الوحدة الوطنية متعددة الروافد على ثوابت جامعة، تتمثل في الدوالملكية الدستورية واالختيار الديمقراطي، أما بخصوص التنظيم الترابي للمملكة فقد أصبح

.تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة

دراسة من حيث الشكل للدستور المغربي الجديد : وعليه نتطرق في الفقرة األولى دراسة من حيث الموضوع للدستور المغربي الجديد لسنة : و في الفقرة الثانية . 2011لسنة

2011.

أهم ( 2011دراسة من حيث الشكل للدستور المغربي الجديد لسنة : الفقرة األولى )التي شاهدها الدستور المغربي الجديد من حيث الشكل التغييرات

عن مبادرة اإلصالح 09/03/2011خطابه لـ أعلن الملك محمد السادس فيالدستوري، وعهد للجنة اإلستشارية تضم تسعة عشر عضوا من فقهاء قانونيين وعلماء

وعلى رأسهم األستاذ المختص في القانون الدستوري عبد اللطيف المنوني والذي السياسة .مشروع الدستور ليرأس اللجنة االستشارية لتعديل الدستور المكلفة بتحريرعينه الملك

143Fاشتغلت اللجنة االستشارية بصفة موازية مع اللجنة السياسية

، تركزت منهاجية عملها 144حزبا سياسيا ولخمس نقابات كبرى وألكثر 32على مقاربة تشاركية إذ استمعت اللجنتين لـ

سلمت اللجنة االستشارية تقريرا، عن .جمعية ومنظمة من المجتمع المدني 150من 2011يونيو من نفس السنة ، وفي يوم الفاتح يوليزو 10الدستوري للملك يوم المشروع

فهذا الدستور .%98,5عرض مشروع الدستور على االستفتاء، تم التصويت لصالحه بنسبة

األحزاب السياسية ومسؤولي النقابات الخمس األكثر تمثيليةضمت اللجنة السياسية أمناء جميع 144

63

الجديد من صنع الشعب المغربي وألجله، عن طريق ممثليه متمتعين بكفاءات وخبرات 144Fقانونية وسياسية عالية

145.

في كونه أول تعديل 2011دراسة الدستور المغربي الجديد لسنة تكمن أهميةدستوري يتم في تاريخ المملكة المغربية وفي عهد الملك محمد السادس منذ اعتالءه العرش

1999145Fسنة

، فهو التعديل السادس في تاريخ المملكة المغربية الحديثة بعد أول دستور 146وأخيرا دستور 1992ثم دستور 1972، ثم دستور 1970، يليه دستور 1962لسنة 1996 .

يبدو خليطا بين 2011وبالنظر إلى منهجية إعداد هذا الدستور الجديد لسنة كما يتضمن الدستور .الطريقة الفرنكوفونية في إعداد الدستور والطريقة األنجلوساكسونية

اسبة كما سبق الجديد بعض سمات دساتير الدول الديمقراطية أهمها ربط المسؤولية بالمحذكره وتقوية المؤسسة التشريعية والتنفيذية، أما عن عدد أبواب الدستور الجديد هو أربعة

فصل في 108باب و 13عوض ) 180(تحتوي على مئة وثمانون فصل 14عشر باب 1996تسعة عشر الوارد في الدستور السابق لسنة 19، وقد تم تقسيم الفصل 1996دستور

من الجدل بين الفاعلين السياسيين، ليصبح فصلين في دستور الفاتح يوليز والذي آثارا لكثيرفاألول يجدد الصالحية الدينية للملك والثاني يجدد الصالحيات 42و 41وهما 2011لسنة

.السياسية للملك وذلك إلزالة الخلط والتداخل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية للملكبابها الثاني من الدستور لصالح الحقوق والحريات األساسية لتشغل كما تنازلت الملكية من

146Fبذلك الباب الثالث

147.

تم التغاضي عن بعض المصطلحات والكلمات التي كانت تثير اللبس في وقد، فبدال من شخص الملك المقدس ال تنتهك حرمته 23في فصله 1996الدستور القديم لسنة

.من هذا الدستور 46كما جاء في الفصل " وللملك واجب التوقير واالحترام

145 - Omar Bendourou, la nouvelle constitution marocaine du 29 juillet 2011 : le changement entre mythe et realité , *les limites de la reforme parlementaire*,revue du droit publicet des siences politiques en France et à l’étranger , n°3, rdp 2012, p 641. 146 -Omar Bendourou, Op cit, p :640. 147 -Dahir n°1-11-91 du du 29 juillet 2011, Bo n°5964 du 30-7-2011, p :1902.

64

:كما تم استبدال بعض المصطلحات ومنها

من 47برئيس الحكومة في الفصل 59في الفصل 1996ل في دستور الوزير األو - .2011دستور

2011، بالسلطة القضائية في دستور )7(في الباب السابع 1996القضاء في دستور - . وتم تبويبها مع التأكيد على إستقالليتها عن السلطتين التنفيذية و التشريعية

180، 2011يوليوز 1حيز التنفيذ في ويضم الدستور المغربي الجديد الذي دخلفصال وثالثة عشر باب في الدستور السابق لسنة 108بابا عوض 14فصال وأربعة عشر

، ومن بين األبواب الجديدة، الباب الثاني المتعلق بالحريات والحقوق األساسية عدد 1996ي عشر المرتبط ، والباب الثان)40إلى الفصل 19الفصل(فصال من 22الفصول المنظمة له

وألول مرة في تاريخ ).171 إلى الفصل 154الفصل(من 19بالحكامة الجيدة عدد فصوله تنص على " تصدير"مقدمة أو ديباجة تحت عنوان 2011الدساتير المغربية، يضم دستور

د المبادئ األساسية التي تقوم عليها الدولة المغربية، كدولة الحق والقانون كما أن الديباجة تع .جزء ال يتجزأ من الدستور

:يعرف الفصل األول من الدستور النظام الدستوري المغربي بما يلي

نظام الحكم بالمغرب نظام الملكية الدستورية، ديمقراطية برلمانية واجتماعية يقوم "النظام الدستوري للمملكة على أساس الفصل بين السلطة وتوازنها وتعاونها،

والتشاركية وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية والديمقراطية المواطنة .بالمحاسبة

كما تستند األمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين اإلسالمي .السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، واالختيار الديمقراطي

ضا على التنظيم الترابي للمملكة تنظيم وقد ورد في الدستور المغربي الجديد أي ".المركزي يقوم على الجهوية المتقدمة

65

أهم التغييرات ( 2011دراسة من حيث الموضوع للدستور المغربي الجديد لسنة : 2الفقرة )التي شهدها الدستور المغربي الجديد من حيث الموضوع

جيدة بين السلطات أفقيا تحقيق عالقة 2011من أهداف الدستور المغربي لسنة وعموديا ، من الناحية الألفقية تتجلى مقاربة التوازن عموديا في الدستور الجديد من خالل

:المنطلقات الخمسة التالية

:المؤسسة الملكية طرف فاعل في التوازن -1

وفي إطار دولة ) 42البند الثالث من الفصل (تمارس الملكية صالحيتها طبقا للدستور طبقا للفقرة األولى من تصدير الدستور كما أن شخص الملك لم يعد نودها الحق والقانو يس

).46الفصل (مقدسا وٕانما أصبح شخصه واجب التوقير واالحترام وال تنتهك حرمته

كما أنه من المالحظ قد تم تقليص بعض اختصاصات وصالحيات الملك بشكل فنص على السلطة الدينية 41أما الفصل . يةواضح وذلك على حساب تقوية السلطة التنفيذ

). 1996عوض رمز األمة كما جاء في دستور (للملك باعتباره أمير المؤمنين ورمز الدولة .ينص على السلطة السياسية للملك باعتباره رئيس الدولة 42أما الفصل

:مؤسسة السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة -2

لتنفيذية في الباب الخامس تحت نفس العنوان ، عولجت السطة ا 2011ففي دستور عوض معالجتها في الباب الرابع تحت تسميه الحكومة ولقد تم إلغاء منصب الوزير األول

.وتعويضه برئيس الحكومة

نظام المغربي قائم على ازدواجية السلطة التنفيذية، بوجود الوزير األول إلى جانب الفذي ساهم في إضعاف الحكومة ومؤسسة الوزير األول، ، الشيء ال"الملك"رئيس الدولة

66

بحكومة منبثقة من البرلمان المنتخب 2011لتجاوز هذا الوضع جاء الدستور الجديد لسنة تحت قيادة رئيس الحكومة، يمارس سلطة تنفيذية فعلية هذا األخير يعينه الملك من الحزب

يبه من لدن األغلبية المطلقة السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب وتنص147Fلمجلس النواب

، وهو مسؤول أمام هذا المجلس، كما تم تبديل تسمية الوزير األول كما 148سبق ذكره برئيس الحكومة، حيث أصبح قائدا حقيقيا وموجها للفريق الحكومي، مع وضع

التعيين اإلدارة رهن تصرفه وممارسته لسلطة تنفيذية حقيقية ولصالحيات واسعة في مجال .في الوظائف المدنية، ودسترة مجلس الحكومة وتوضيح اختصاصه

) 24(ينص فصله 1996يكفي التنويه أنه في دستور المملكة، الذي تم تعديله في على أن الملك يعين الوزير األول ويعين باقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير األول، وله

مبادرة منه أو بناء على استقالتها، أما في أن يعفيهم من مهامهم ويعفي الحكومة ب، فإن الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات 2011الدستور

أعضاء مجلس النواب وعلى أساس نتائجها، ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها، أو أكثر من أعضاء لكن الملك بمبادرة منه، بعد استشارة رئيس الحكومة، أن يعفي عضوا

.الحكومة من مهامهم

كما لرئيس الحكومة أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة، بناءا على استقالتهم الفردية أو الجماعية، وفي حالة استقالة رئيس الحكومة، يتم إعفاء

ارية إلى غاية الحكومة بكاملها، مع مواصلة الحكومة المنتهية مهامها تصريف األمور الج148Fتشكيل الحكومة الجديدة

149.

:السلطة القضائية-3

السلطة على المستوى 2011كما تبرز مظاهر التعديل الدستوري الجديد لسنة والتي نظمها في الباب السابع كما سبق ذكره، فألول مرة تحول القضاء وترقى إلى القضائية

ن السلطة التنفيذية وأن الملك هو السلطة ، بل سلطة مستقلة عن السلطة التشريعية وع

2011من الدستور المغربي الجديد لسنة 46أنظر الفصل - 148 .2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 47الفصل - 149

67

كل تدخل في القضايا 109الضامن الستقالل السلطة القضائية كما يمنع بموجب الفصل المعروضة على القضاء، وال يتلقى القاضي بشأن مهمته القضائية أي أوامر أو تعليمات وال

ألعلى يخضع ألي ضغط، وفي الوقت الذي كان فيه وزير العدل أحد أعضاء المجلس ا: " فقد ورد هذا الفصل على 1996من الدستور 86للقضاء كما ينص على ذلك الفصل

:يرأس الملك المجلس األعلى للقضاء، ويتألف هذا المجلس باإلضافة إلى رئيسه من

.وزير العدل نائبا للرئيس - .الرئيس األول للمجلس األعلى - .الوكيل العام للملك لدى المجلس األعلى - ......"الغرفة األولى في المجلس األعلى رئيس -

115فورد في الفصل 2011أما بالرجوع إلى الدستور الجديد لسنة

:هذا المجلس من فس األعلى للسلطة القضائية، ويتأليرأس الملك المجل - .الرئيس األول لمحكمة النقض، رئيسا منتدبا - .الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض - .الغرفة األولى بمحكمة النقضرئيس - ...."أربعة ممثلين لقضاة المحاكم االستئناف -

وهذا من دالالت .فنالحظ أنه لم يرد في هذا الفصل ضم وزير العدل الئحة المجلسارتقاء القضاء إلى السلطة، كما أكد على تعزيز استقاللية القضاء بالتنصيص بإحداث

لس األعلى للقضاء، كما يكمن كذلك االرتقاء مجلس أعلى للسلطة القضائية بدل المجكما قد أصبح المجلس األعلى للقضاء . باالعتراف بداخل الدستور بكون القضاء سلطة

.مفتوحا على شخصيات ومؤسسات أخرى كالوسيط والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان

وبجدر الوقوف على تغيير جد مهم وهو تحويل المجلس الدستوري إلى المحكمة 149Fوريةدست

حيث تمت معالجة أحكامها في الباب الثامن من الدستور وقد نص على إحداث 150

.2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 129أنظر الفصل - 150

68

محكمة دستورية، تتألف هذه األخيرة من اثني عشر عضوا، يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة لتجديد، كما توجد سلطة تعيين نصف األعضاء من قبل الملك والنصف األخر

النصف األخر من قبل مجلس المستشارين من بين ينتخبون من قبل مجلس النواب، وينتخبالمرشحين الذين يقدمهم مكتب كل مجلس، وذلك بعد التصويت باقتراع السري وبأغلبية ثلثي

150Fاألعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس

، كما يتم تجديد ثلث كل فئة من أعضاء 151فينتخب من بين المحكمة الدستورية كل ثالث سنوات، أما عن رئيس المحكمة الدستورية

.األعضاء الذين تتألف منهم

151Fالسلطة التشريعية -4

152:

وخاصة 2011مارس 09فتماشيا مع المحددات السبع الواردة في الخطاب الملكي لـ المحدد الرابع الذي عبر فيه الملك عن توطيد مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنهما دمقرطتها

برلمان نابع من انتخابات حرة ونزيهة يتبوأ فيه وتحديث المؤسسات وعقلتنها، من خالل مجلس النواب مكانه الصدارة مع توسيع مجال القانون وتخويله اختصاصات جديدة كفيلة

.بنهوضه بمهامه التمثيلية والتشريعية والرقابية

152Fكما قد تم االعتراف بالمعارضة

حيث يضمن لها 2011في الدستور الجديد لسنة 153153Fها حقوقها للنهوض بمهامهاالدستور مكانة تخول

154.

154Fأما فيما يخص أعضاء مجلسي البرلمان

فيجرد من صفه عضو في أحد 155المجلسين، كل من تخلى عن انتمائه السياسي الذي ترشح باسمه لالنتخابات أو عن الفريق

كما التصريح بشعور المقعد يصدر من المحكمة . أو المجموعة البرلمانية التي ينتمي إليها

.2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 130أنظر الفصل - 151

152 - Voir : Nadia Bernoussi , « la constitution marocaine du 29 juillet 2011 : entre continuité et rupture », revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger , p :675et 677.

2011،الفقرة الثانية،الدستور المغربي الجديد لسنة 60أنظر الفصل - 153154 Voir :Omar Bendourou, la nouvelle constitution marocaine du 29 juillet 2011,renforcement des compétences législatives , revue du droit public et de la science politique en France et à l’etranger, p :654.

2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 60أنظر،كذلك الفصل- 155

69

الدستورية وهذا التجريد من صفة العضوية بالبرلمان وضع لمحاربة ظاهرة الترحال السياسي .الذي كان السائد في السابق

وقد جاء الدستور بالتنصيص على ضرورة ربط ممارسة السلطة والمسؤولية العمومية يراقب بالمراقبة والمحاسبة ونص كذلك على أن البرلمان هو وحده المختص بتشريع القانون

الحكومة ويتولى تقييم السياسات العمومية بنظام الثنائية يخول مكانة الصدارة لمجلس النواب الذي له وحده أن يضع مسؤولية الحكومة على المحك وغرفة ثانية ذات عدد مقلص وذات طابع ترابي مع تمثيلية نقابية ومهنية، وتوسيع مجال القانون ليرتفع عدد المجاالت التي يشرع

أما عن األحزاب والنقابات ففي الوقت الذي لم يخصص لها في الدستور السابق سوى . فيهاحرية .... يضمن الدستور لجميع المواطنين حرية التجول" فصل واحد وهو الفصل التاسع

تأسيس الجمعيات وحرية االنخراط في أية منظمة نقابية وسياسية حسب اختيارهم، كما ينص ".ع حد لممارسة هذه الحريات إًال بمقتضى القانونعلى عدم إمكانية وض

155Fإلى أن األحزاب السياسية 2011فيشير الدستور الجديد لسنة

والمنظمات النقابية 156156Fوالجماعات المحلية والغرف المهنية تساهم في تنظيم المواطنين وتمثيلهم

، فالدستور 157عمل على تأطير الجديد خصص عدة فصول، وحسب هذا الدستور األحزاب السياسية ت

المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وفي تدبير الشأن العام وتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين والمشاركة في ممارسة السلطة، على

رية، وال أساس التعددية الحزبية والتناوب، بالوسائل الديمقراطية، وفي نطاق المؤسسات الدستو ديني أو لغوي أو عرقي أو جهوي، وبصفة تؤسس األحزاب الساسية على أساس يجوز أن

عامة على أي أساس من التمييز أو المخالفة لحقوق اإلنسان، كما ال يجوز أن يكون هدفها المساس بالدين اإلسالمي أو بالنظام الملكي أو المبادئ الدستورية أو األسس الديمقراطية أو

157Fالوطنية أو الترابية للمملكة الوحدة

158.

2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 7الفصل - 156 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 8الفصل- 157 2011،الفقرة الثالثة و الرابعة،الدستور المغربي الجديد لسنة 7، الفصل - 158

70

158Fأما فيما يخص الهوية أو هوية الدولة

المملكة فقد ورد في الدستورعلى أن 159إسالمية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تالحم المغربية دولة

المية، اإلس-وتنوع مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكونتها، العربيةواألمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها اإلفريقية واألندلسية والعبرية والمتوسطية، كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوٕا الدين اإلسالمي مكانة الصدارة فيها، وذلك في ظل تشبت

ل بين الثقافات الشعب المغربي بقيم االنفتاح واالعتدال والتسامح والحوار والتفاهم المتباد .والحضارات اإلنسانية جمعاء

م أن اللغة الرسمية للدولة هي اللغة 2011كما نص الدستور المغربي الجديد لسنة 159Fالعربية وتظل األمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة

، كما تعمل الدولة على حماية اللغة 160لغة رسمية للدولة باعتبارها أما عن األمازيغية أيضا . العربية وتطويرها،و تنميته استعمالها

وترك للقانون تنظيم مراحل تفعيل الطابع .رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناءكما .الرسمي لها وكيفية إدماجها في المجال التعليم، وفي مجاالت الحياة العامة ذات األولوية

الثقافية المغربية تعمل الدولة على صيانة الحسانية باعتبارها جزء ال يتجزأ من الهوية .الموحدة، وعلى حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب

أما عن الجهات والجماعات الترابية األخرى، لقد تم تعويض الجماعات المحلية في ، تم النص 2011بالجماعات الترابية في الدستور الجديد لسنة 1996الدستور السابق لسنة

فصول في 3عوض ثالث 146إلى الفصل 135ب التاسع من الفصل عليها في البا160Fفقد نص. الدستور السابق

الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت على أن 161وهذه األخيرة أشخاص اعتبارية، خاضعة للقانون العام تسير .واألقاليم والجماعات الترابية

.شؤونها بكيفية ديمقراطية

مجلس وهيئة وطنية، فبعضها تم تعويضه 12الدستور الجديد على إحداث نص - :وبعضها األخر تم استبداله وآخر تم استحداثه ألول مرة وهم

2011تصدير،الفقرةالثانية،الدستور المغربي الجديد لسنة - 159 2011أنظر الفصل الخامس من الدستور المغربي الجديد لسنة - 160 2011،الدستور المغربيالجديد لسنة 135الفصل- 161

71

.المجلس األعلى لألمن -161Fالمجلس االقتصادي والبيئة -

162 . كما نصب المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي - 162F163نالمجلس الوطني لحقوق اإلنسا -163Fالوسيط -

164 164Fمجلس الجالية المغربية بالخارج -

165 165Fهيئة المناصفة ومحاربة للتمييز -

166 166Fهيئة العليا لالتصال السمعي البصري -

167 167Fمجلس المنافسة -

168 168Fالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها -

169 169Fمجلس استشاري لألسرة والطفولة -

170 170Fالجمعي المجلس االستشاري للشباب والعمل -

171

:مستوى الحقوق والحريات األساسيةأما على

بشكل مقتصر في الباب األول لألحكام 1996أشار الدستور المغربي السابق لسنة 171Fالعامة، على أن الدستور يضمن لجميع المواطنين

حرية التجول وحرية التنقل وحرية 172بجميع أشكاله وحرية االستقرار في جميع أرجاء المملكة وحرية الرأي وحرية التعبير

االجتماع، وحرية تأسيس الجمعيات، وحرية االنخراط في أي منظمة نقابية وسياسية حسب اختيارهم، وأنه ال يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه الحريات إًال بمقتضى القانون، وحقوق

.وحريات أخرى منصوص عليها في ذات الدستور

2011الدستور المغربي الجديد لسنة )153إلى 151(تضمنه الباب الحادي عشر و نصت عليه في الفصول - 162 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 161الفصل أنظر - 163 2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 162أنظر الفصل - 164 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 163أنظر لفصل - 165 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 164و كذلك الفصل 19أنظر الفصل - 166 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 165وكذلك الفصل 28أنظر الفصل - 167 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 166أنظر الفصل - 168 2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 36أنظر الفصل - 169 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 32أنظر الفصل - 170 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 33أنظر الفصل - 171 1996،الدستور المغربي لسنة 9أنظر الفصل - 172

72

بتبويب الحقوق والحريات في الباب الثاني بعد 2011فجاء الدستور الجديد لـ سنةتنازل المالكية عن موقعها في الدستور لصالح الحقوق والحريات األساسية ولكي تشغل

فقد جاء الدستور الجديد بعدد من الحقوق والحريات األساسية التي . الملكية الباب الثالثب دستورية تاريخية، فقد رسخ مبدأ سمو المواثيق الدولية، كما يجب اإلبقاء عليها مكاس

.صادق عليها المغرب على التشريعات الوطنية

لرجال والنساء تعزيز المساواة بين او كما تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة وقد تم ترسيخ ترسانة من . لهذه الغاية، هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التميز تحدثأو

172Fالحقوق والحريات

ترقى إلى مستوى المجتمعات الديمقراطية المتقدمة، كالحق في الحياة 173الحق في محاكمة عادلة، حظر التعذيب بكافة أشكاله، ومن قبل أي أحد جريمة

173Fيعاقب

، ...عليها القانون، كما نص على حرية االجتماع والتجمع والمظاهرة السلمي174صادية واالجتماعية والبيئة، الصحة، الحماية االجتماعية، وباإلضافة إلى توسيع الحقوق االقت

.تعليم حديث وسهل الولوج وذو جودة، سكن الئق بيئة سليمة وتنمية مستدامة

أما بالنسبة للحكامة الجيدة فقد تم النص عليها في الباب الثاني عشر وخصصت لها اإلشارة إلى تحديد ميثاق كما تمت) 170(إلى ) 161(ومن) 160(إلى ) 154(الفصول من

للمرافق العمومية قواعد الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير اإلدارة العمومية والجهات والجماعات 174Fالترابية األخرى واألجهزة العمومية

،كما تتمتع هيئات المكلفة بالحكامة الجيدة 175175Fباإلستقاللية واستفادتها من دعم أجهزة الدولة

176.

كنص، راقية 2011قة الدسترو المغربي الجديد لسنة إن وثي:وخالصة القولومتقدمة عن سابقتها على مستوى الشكل والمضمون مًعا، كما أن دستور المغرب لسنة

يسمو إلى مثياله من الدساتير ذات التقاليد الديمقراطية، فهو ال يقتصر فقط على 2011

173 Voir : Nadia Bernoussi , « la constitution marocaine du 29 juillet 2011 : entre continuité et repture », revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger , p :673. -

2011ي الجديد لسنة ،الدستور المغرب 22،أنظر الفصل - 174 2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 157أنظر الفصل - 175 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 159،أنظر الفصل - 176

73

ة لنظام الحكم بل يتجاوزها إلى التصريح بطابع الملكية الدستورية الديمقراطية اإلجتماعي .تكريس الحقوق والحريات األساسية بشكل أكثر جرأة ووضوًحا والمضمون مًعا

2011تقوية مكانة رئيس الحكومة في الدستور المغربي الجديد لسنة : الفرع الثاني

من أهم التعديالت التي عرفها الدستور المغربي الجديد هي تقوية مؤسسة الحكومة الجهاز التنفيذي، وذلك ابتداء بتغيير تسمية الوزير األول وتعويضها برئيس الحكومة، في

وكذلك توسيع صالحيتها، كما أصبحت الحكومة تملك السلطة التنفيذية ولم تعد تسهر فقط على تنفيذ القوانين، إضافة إلنبثاقها من أغلبية مطلقة ألعضاء مجلس النواب ولكن قبل

عديل الدستوري الجديد على مستوى السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة التطرق لتفاصيل التوكذلك التطرق لمظاهر تقوية السلطة التنفيذية يكفي التذكير بما كانت عليه مؤسسة الحكومة

وذلك بتناولها في الفقرة األولى، ثم أهم التعديالت التي 2011قبل التعديل الدستوري لسنة خالل دراسة مظاهر تقوية مكانة رئيس الحكومة في الدستور شملت السلطة التنفيذية من

.في الفقرة الثانية 2011المغربي الجديد لسنة

2011مؤسسة الحكومة قبل التعديل الدستوري لسنة: الفقرة األولى

عرف المغرب انتقال من دولة المحزن إلى الدولة العصرية ولم يكن هذا االنتقال لم يكن هناك ملك تساعده حكومة بل سلطان محاط 1956باألمر الهين، فقبل سنة

176Fبمخزن

، وكان المخزن يتكون من الحيش واإلدارة، كما كانت توجد وظيفة الصدر األعظم 177الذي احتل في ظروف سياسية معينة مكانة الصدارة في إدارة شؤون البالد كما حصل على

إال بعد عودة المغفور له الملك عهد أبا حامد ولم يعرف المغرب الحكومة بالمفهوم الحديث محمد الخامس من المنفى حيث شكل حكومة إئتالفية برئاسة مبارك البكاي، ثم شكلت بعدها

177-Abdellah Laroui , les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain(1830-1912),ed Maspérro-1977,p67.

74

ست حكومات تباينت وتضاربت طرف اشتغالها في غياب نصوص قانونية دستورية تحدد 177Fوتحمي مجال عملها

178.

14حكومة، 27ب عرف المغر 1996ومنذ ذلك التاريخ إلى غاية قيام دستور سنة منها فقط قدمت برنامجا حكوميا أمام البرلمان أي نصف الحكومات تم تعينها دون األخذ

178Fبعين االعتبار إرادة األمة

، وهو رقم يعبر عن نوع العالقة بين السلطتين ويطرح تساؤل 179 .حول مصدر سلطة الحكومية

179Fحكومة خالل خمسين عام 27إذا كان المغرب قد عرف

عن سنتين بمعدل يقل 180 .خمس دساتير 1996إلى غاية 1962لكل حكومة، وكذلك عرف المغرب منذ سنة

وٕاذا كانت هذه األرقام تعكس حركية المشهد السياسي في المغرب وتغير عالقات القوة داخله وصعوبة االنتقال نحو إقرار دولة عصرية، فإنها تعكس أيضا أن الدستور في

.180F181ةالمغرب لم يلعب الوظيفة الرمزي

ولقد حاولت الدساتير الخمس بلورة صيغا القتسام السلطة والمشاركة فيها، صيغ لقيت الرفض أحيانا، ونسجت على منطق التوافق في أخرى، تركزت في سياق اإلجماع على مؤسسة الوزير األول وحكومته من حيث كيفية اختبارهما وصالحيتهما، وعلى تركيبة البرلمان

181Fوكيفية تشكيلة

182.

كأول حكومة حاولت 23/05/1960و 24/12/1958المرحلة تجربة حكومة بعد هللا إبراهيم ما بين كما عرفت هذه -178

. أن تفعل دورها كسلطة تنفيذية ، و لو خارج دستور يحدد ذلك 326،ص65ل التنمية ، المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،العدد محمد يحيا ، الديموقراطية و سؤا - 179 .1996حكومة إلى غاية صدور دستور سنة 27رب عرف المغ- 180

http:/www.droitplus.net/images/const-lisme.pdf ، نور الدين أشحشاح ،معضلة الدستورانية المغربية - 181

في أعقاب مذكرة قدمها حزبي اإلستقالل و اإلتحاد اإلشتراكي في 1992جاءت التعديالت الدستورية لسنة -182تي طالبت بعدة إصالحات من بينها ضرورة حصول الوزير األول المعين على األغلبية المطلقة قبل و ال 09/10/1991

لم 1992تعيين باقي الوزراء في مسطرة تشبه مسطرة تعيين الحكومة في إسبانيا كما سنرى الحقا لكن مشروع دستور فجاء أعقاب التقارب بين الملك و 1996 يستجب لكل تلك المطالب مما دفع المعارضة إلى عدم المشاركة ،أما دستور

أحزاب الكتلة بعد عودة كل من عبد الرحمان اليوسفي و الفقيه البصري ، و بعد تصويت هذه األحزاب بنعم في اإلستفتاء كبادرة حسن نية في إطار اإلعداد للتوافق حول الدستور و هو األمر الذي تحقق في دستور 15/09/1995الذي أجري في

كبر نسبة لتوافقات أقر بأ

75

1992إطار البحث عن صيغة للمشاركة في الحكم جاء دستور –هذا اإلطار وفي ليعزز مكانة الوزير األول، بمنحه صالحية اقتراح باقي أعضاء الحكومة، أي باقي الوزراء وٕاقرار مسؤوليته على العمل الحكومي وحقه في إحالة القوانين العادية على المجلس

ما جاء في الدستور الذي سبقه، لكنه أدخل تغير ليؤكد 1996الدستوري، ثم جاء دستور 182Fهيكليا على مؤسسة البرلمان إذ أقر برلمانا بغرفتين

، تعديالت أكدت افتتان المشروع 183الدستوري المغربي بالنموذج الفرنسي بهد دسسته ومرجعيات، مع مراعاة الخصوصية

.المغربية المتمثلة أساسا في سمو المؤسسة الملكية

ديالت وما أدخلته أساسا من تغييرات على مؤسسة الحكومة والبرلمان، إن هذه التع .إعادة طرح إشكالية توازن السلطة في الدستور المغربي

ويجب علينا التطرق إلى كيفية تعيين الوزير األول والوزراء في ظل الدساتير السابقة .ير السابقةوكذلك اختصاصات الحكومة وعالقتها بالملك في ظل الدسات 2011لدستور

:تعيين الوزير األول والوزراء: أوالً

ومهمته األساسية هي التنسيق بين الوزرات 1962أحدث هذا المنصب مع الدستور من الدستور المغربي بعد 24واألجهزة اإلدارية وقيادة السياسية الفعلية للحكومة، فالفصل

خوله حق اقتراح أعضاء منح اختصاصا جديدا للوزير األول حيث 1992تعديله سنة ) 1972 – 1970 – 1962(الحكومة عل الملك، بعد أن كانت الدساتير السابقة للمملكة

.تعطي للملك سلطة الوزير األول وباقي الوزراء دفعة واحدة ودون أخذ رأي أي كان

1996،الدستور المغربي لسنة 26الفصل - 183

76

على أن الملك يعين الوزير األول، 1996من الدستور 24وهكذا ينص الفصل الحكومة باقتراح من الوزير األول ويعفي الحكومة بمبادرة منه أو بناًءا وبعين باقي أعضاء

.على استقالتها

من الدستور نقاشا فقهيا وسياسيا أثناء إقراره وتطبيقه حول ثالث 24وقد أثار الفصل :قضايا وهي

:القضية األولى

من 24تتعلق بشخصية الوزير األول الذي يختاره الملك، فالملك موجب الفصل الدستور يعين وال يقترح وهو غير ملزم بأي معيار وال باستشارة أحد في اختياراته وقد أعطى الملك الحسن الثاني لهذا النص تأويال خاصا في خطابه أمام مجلس النواب، بمناسبة افتتاح

إن مقتضيات الدستور: " حينما قال) 1974أكتوبر(الدورة األولى في السنة التشريعية الثانية إن نحن تماشينا معها مفهوما ومنطوقا إذا لم تكن تمنح اختيار الوزير األول خارج البرلمان

وكذا 1992فإنها تحبذ اختباره من داخله وبالتالي فإن ما أثارته النقاشات أثناء إقرار دستور والمتعلقة باختيار الوزير األول أكده التطبيق الواقعي لهذا النص، فأول 1996دستور

عينت من خارج البرلمان، فلم 1993في نوفمبر 1992مة تم تعينها بعد إقرار دستور حكو حيث عين 27/09/2002تكن ال من األقلية وال من األغلبية، وتأكد ذلك بعد انتخابات

الملك السيد إدريس جطو غير المنتمي سياسيا وزيرا أوال، خلفا لعبد الرحمان اليوسفي، مما 183Fستوري يقضي بتعيين الوزير األول من األغلبيةحال دون إقرار عرف د

184.

وٕاذا كان هذا المقتضى بتطابق مع الفصل الثامن من الدستور الفرنسي الذي أعطى صالحية للرئيس في اختيار الوزير األول دون تقييد بأي مقتض، على عكس دستور

ار الحكومي، وحاجة الجمهورية الثالثة والرابعة، فإن األعراف الدستورية، ومتطلبات االستقر الحكومة إلى أغلبية تساندها، جعلت من اختيار زعيم الحزب الحاكم وزيًرا أوًال قاعدة غير

1962184Fمكتوبة، ال يقلل من شأنها خرق هذه القاعدة مرتين سنتي

، ودليل ذلك 1976، و185

خالد الشرقاوي السموني ،اإلشكالية الدستورية المتعلقة بالوزير األول و الوزراء ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية -184 .26:ص ،47العدد ،التنميةو

رايمون يار و كالهما كانا ال ينتميان إلى األغلبية25/8/1976تعيين جورج بمبيدو و بتاريخ 14/4/1962تم بتاريخ - -185

77

نتائج اختيار كل من فرنسوا ميتران وجاك شيراك وزيرين أولين من المعسكر المضاد احتراما ل185Fاالنتخابات

186.

منه على ضرورة 99وعلى عكس ذلك، فإن الدستور اإلسباني ينص في الفصل الملك استشارة رئيس مجلس النواب وباقي الفرق السياسية الممثلة في البرلمان، قبل اقتراح

186Fمرشح لرئاسة الوزراء

187 .

م الحزب الفائز أما في بريطانيا ذات الدستور العرفي والعريق، فإن اختيار الملك لزعيفي االنتخابات كرئيس للوزراء مسألة محسومة، تم تكريسها منذ القرن السابع عشر، ومن ثم فبمجرد اإلعالن عن النتائج االنتخابية يعرف اسم الشخص الذي سيعين في هذا

187Fالمنصب

188.

هو أن الوزير األول وٕان كان هذا األخير هو 24التي يثيرها الفصل :أما القضية الثانيةالذي يقترح الوزراء الذين سيعملون معه، فإن ذلك يبقى مرهونا بإرادة الملك الذي يتملك في

.النهاية صالحية تعيين الوزراء وٕاعفاء هم بدون قيد أو شرط

وعلى الرغم من أن صالحية الوزير األول من اقتراح أسماء الوزراء الذين سيشكلون في ) 24(ن القوة، فإن الفصل الرابع والعشرونالحكومة، تعتبر صالحية قانونية ال تخلو م

حقيقته جعل من قضية تعيين أعضاء الحكومة مسألة توافق، والدليل على ذلك كون الدستور م و ما قبله لم يتضمن أي مقتضى، لحل اإلشكال الناتج عن الخالف 1996المغربي لسنة

.ت الوزير األولحول أعضاء الحكومة، إذا ما بقي للملك في كل مرة يرفض مقترحا

ولقد أثبتت التجربة أن مسألة تعيين الحكومة تبقى مسألة توافق يبدأ العمل في إعدادها قبل تعيين الوزير األول وما يثبت ذلك فشل الحكومة األولى والثانية في تعيين

عين فرانسوا ميتران جاك شيراك وزيرا أوال ،وعين هذا األخير ليونيل جوسبان وزيرا أوال ،و عرفت هذه الظاهرة -186

بالتعايش ليامن الدستور االسباني الح 99عد إلى المدة -187 . ،المرجع السابقالتصويت البرلماني على البرنامج الحكومي منح للثقة المبدئية :وفاء الفاللي -188

78

188Fحكومة التناوب حيث تركز الخالف في احتفاظ الملك ببعض المناصب الوزارية

، بمعنى 189األول وٕان قام باقتراح أسماء معينة على الملك من الناحية القانونية المستطرية، أن الوزير

فإن الملك، هو من يكون قد قام بتحديدها سلفا، وهو األمر الذي تم بالفعل حيث أن حكومة ضمن أسماء 1996عبد الرحمان اليوسفي، كأول حكومة شكلت بعد إقرار دستور سنة

189Fتلةكانت محل اعتراف أحزاب الك

190.

:أما القضية الثالثة

التي تثار بهذا الخصوص فتتعلق باحتفاظ الملك بحق إقالة أو إعفاء الوزراء فلم إلى حق الوزير األول في اقتراح إقالة أعضاء ) 1996(من دستور 24يشير الفصل

حكومته، على عكس ما هو معمول به في الدستور الفرنسي إذ تنص الفقرة الثانية من المادة الثامنة على أن يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة اآلخرين ويعفيهم من

190Fمناصبهم بناءا على اقتراح الوزير األول

، وهو ما دفع ببعض الفقه إلى اعتبار أن الوزير 191العزل، رغم القتسام هذا الحق دستوريا مع رئيس الفرنسي هو مالك قرار التعيين و األول

ان الوزير األول يستند إلى أغلبية، إال أن هذا ال يمنع رئيس الجمهورية الجمهورية، متى ك191Fمن إبداء رأيه بخصوص بعض المناصب الوزارية المرتبطة بالسيادة كالدفاع والخارجية

192.

الحق في 62وبقي أن نشير أن الدستور اإلسباني وٕان منح للملك بموجب المادة هم، فإن هذه السلطة تبقى شكلية، الرتباطها بسلطة تعيين أعضاء الحكومة وٕاعفاء من مهام

.رئيس الحكومة في اقتراح أسماء الوزراء، تحت رقابة البرلمان

تقديم البرنامج الحكومي والمصادفة عليه -

قد تضمن عدة شروط من بينها أحتفاظ الملك بأربعة وزارات السيادة 22/10/1993كان العرض الملكي األول في -189

بالمئة و التضخم و النقل و قد رفضته 1،5ى كما تضمنت شروط تحفظ عجز الميزانية إل" األولى و الخارجية و العدل " .أحزاب الكتلة معدا حزب التقدم و اإلشتراكية

وقد قبلته أحزاب الكتلة إال أن المحاولة فشلت 1994العرض الملكي الثاني لتشكيل حكومة التناوب كان في أكتوبر -190 .ر الداخلية بسبب إعتراضهم على بقاء إدريس البصري وزي

.39، العدد 2003والتنمية ، اإلدارة المحليةمجلة اني ،النظام السياسي المغربي ،أحمد الحرض -191 . 33:خالد شرقاوي ، المرجع السابق ، ص -192

79

على تقديم الوزير األول أمام 1996من الدستور المغربي لسنة ) 60(ينص الفصل لحكومة البرنامج الذي يعتزم تطبيقه، ويعقب ذلك مجلس البرلمان بعد تعيين الملك ألعضاء ا

ويترتب عليه 1996من دستور 75مناقشة لهذا البرنامج والتصويت عليه طبقا للفصل األثر المشار إليه في الفقرة األخيرة من هذا الفصل، فهنا يتولد تسأل عن ما يقصد

ي أن الحكومة تعين من بالتصويت؟ إن كان يقصد به تعينا ثانيا للحكومة من البرلمان، أ طرف الملك ومن طرف البرلمان بقبول برنامجها؟

من دستور 60فلقد ذهب جانب من الفقه المغربي إلى اعتبار أن قراءة الفصل ال تسمح بالقول أن هناك تنصب مزدوج، فالدستور يقر المسؤولية المزدوجة وهناك 1996

ستعمال المشرع الدستوري عبارة يؤدي تمييز واضح بين التنصيب والمسؤولية، فضال على اوٕاذا كانت تنصب من طرف البرلمان إلستعملت عبارة تؤدي إلى " سحب الثقة إلى استقالتها"

. انسحابها

أن مثول الحكومة GeorgesVedelفيما يرى جانب آخر من الفقه كجورج فيديل أمام البرلمان والتصويت عليها ضروري لتنصيب الحكومة، والدستور المغربي متقدم في هذه النقطة على الدستور الفرنسي إذ أن مثول الحكومة أمام البرلمان وتعيينها ليست مسألة

.إجبارية، فهناك حكومات انصرفت ألشغالها بعد التعيين دون تقديم برامجها

إن لكال الرأيين جانبا من الصواب، ذلك أنه على الرغم من ان التعيين وعلى كل ف، فإنه بموجب الفصل 1996من دستور 24للحكومة يتم من طرف الملك، بموجب الفصل

على الحكومة أن تقدم تصريحا على البرلمان، ويخضع هذا 1996من دستور سنة 60 .زلة بين المنزلتينالتصريح وجوبا للتصويت، كرقابة القبلية، وهي من

وما يؤكد هذا الرأي أن صدر ظهيرة بتعيين الوزير األول والحكومة ال يتأخر إلى حين االنتهاء من المصادقة على التصريح الحكومي، كم أن ممارسة الحكومة لمهامها تبدأ

مباشرة بعد التعيين وال تتوقف على تقديم التصريح الحكومي وهو األمر الذي حدث فعال

80

عمد عبد الرحمان اليوسفي إلى إصدار مرسوم بعد يوم من تعيينه، قبل تقديم حيث192Fالتصريح الحكومي، بل وبدون دراسة المرسوم بالمجلس الوزاري

193.

إن مقتضيات الدستورين المغربي والفرنسي في هذا الباب مخالفة تماما للوضع بحصول الحكومة على ثقة والتي تقضي 99و 62الدستوري في إسبانيا طبقا للمادتين

البرلمان قبل تعينها، فإن الملك يقترح الوزير األول عن طريق رئيس مجلس النواب، وبعد .استشارة الفرق السياسية الممثلة في البرلمان

فالملك في " عبارتين هامتين وهي يقترح و مرشح ) 99(وهكذا فقد استعملت المادةحلة األولى بل فقط يقترح مرشحا لشغل هذا المنصب، إسبانيا ال يعين الوزير األول في المر

في فقرتها الرابعة إذ نصت على أن من اختصاصات 62وهو ما يتضح أيضا في المادة الملك اقتراح مرشح لرئاسة الحكومة وكذا تسميته وعزله، ومن تم فإن الملك يقتصر دوره

د حصول مرشح على األغلبية على اقتراح مرشح لرئاسة الحكومة أما تعينه ال يتم إال بعومن ثم ) 99المادة 3الفصل(المطلقة في التصويت األول أو البسيط في التصويت الثاني

فإن مسألة تعيين الوزير األول شكلية فيما يبقى حق قبولها ورفضها فعليا في يد مجلس .النواب

:2011اختصاصات االحكومة في الدساتير المغربية السابقة لدستور :ثانيا

إن قراءة الدستور المغربي بصفة خاصة والدساتير الفرنسية واإلسبانية بصفة عامة، ألنها تعتبر مرجع الدساتير في المغرب العربي وخاصة للدول محل الدراسة هي الدساتير

نجد هذه الدساتير قد ميزت بين اختصاصات الوزير األول بصفته الفردية . الفرنسيةذا يتعين تخصيص كل واحد من الجانبين في عنصر بين واختصاصات الحكومة ككل، ل

.مستقلين

2011اختصاصات الوزير األول في الدساتير المغربية السابقة لدستور -أ

منشور بالجريدة 16/03/1998الصادر بتاريخ 1-98-37عين السيد عبد الرحمان اليسوفي بموجب الظهير الشريف -193ووقع هذا المرسوم بالعطف من طرف فتح هللا و العلو وزير 16/03/1998الصادرة بتاريخ 4571الرسمية عدد

17/04/1998اإلقتصاد و المالية و الحبيب المالكي ،وزير الفالحة و التنمية القروية ،في حين قدم التصريح الحكومي يوم .

81

قد وسع نوعا ما من اختصاصات 1996إذ كان دستور المملكة المغربية لسنة ا فعليا للوزراء، الوزير األول، فإن اختصاصاته تبقى محدودة بالنظر إلى أنه ال يشكل رئيس

هذا االختصاص الذي يبقى في يد الملك ما دام هذا األخير هو من يعينهم ويعفيهم ويترأس ، كما حمل الدستور المغربي لسنة 1996من دستور سنة 24مجلسهم وهذا طبقا للفصل

193Fالوزير األول مسؤولية عمل الحكومة على تنفيذ القوانين 1996

، كما منحه حق اللجوء 194194Fمجلس الدستوري ليتحقق في دستورية القوانين العاديةإلى ال

، فضال عن حقه في التقديم 195بمشاريع القوانين على البرلمان بعد المداولة في شأنه في المجلس الوزاري وهذا ما ورد في

).1996(من دستور) 62(الفصل

السلطة التنظيمية، وعموما إن الوزير األول 63يمارس الوزير األول بموجب الفصل هو المسؤول عن تنسيق النشاطات الوزارية وما يالحظ أن اختصاصات الوزير األول في

: الدستور المغربي تشابه نوعا ما إختصاصات الدستور الفرنسي ومرد ذلك راجع إلى أمرين

سي يشكل المصدر المادي والتاريخي الذي أخذ منه الدستور كون الدستور الفرن: األول .المغربي

كون الدولة الفرنسية والتي يصنفها الفقه الدستوري بكونها نظام شبه رئاسي، وبالتالي :الثاني195Fهناك اقتسام لرئاسة السلطة التنفيذية بين رئيس الدولة والوزير األول،

كما يتحمل الوزير 196مال الحكومة وتنفيذ القوانين ويمارس السلطة التنظيمية كما يعتبر األول مسؤولية إدارة أع

196Fمسؤوال عن الدفاع الوطني

كما ينوب الوزير األول عن رئيس الجمهورية في رئاسة 197مجلس الوزراء بصفة استثنائية على أن يكون ذلك بمقتضى نص صريح و بجدول أعمال

197Fمحدد

لمجالس واللجان المنصوص عليها و ينوب أيضا عن رئيس الجمهورية في رئاسة ا. 198198Fمن الدستور وهي مجاليس الدفاع الوطني) 15(في المادة

، فضال عن حق الوزير في 199

. 1996، الدستور المغربي لسنة 61الفصل - 194 . 1996، الدستور المغربي لسنة 81الفصل - 195

أمحمد مالكي ، القانون الدستوري و المؤسسات السياسية ، الجزء الثاني ، النظم السياسية -196 214:،ص1،1997المعاصرة،طبعة

. 1996، الفقرة األولى ، الدستور المغربي لسنة 21الفصل - 197 . 1996، الفقرة الثانية، الدستور المغربي لسنة 21الفصل - 198 . 1996سنة ، الدستور المغربي ل54الفصل 199

82

االقتراح قوانين وٕاحالة القوانين واالتفاقيات على المجلس الدستوري للنظر في مدى مطابقتها .مع أحكام الدستور

ذ يوجد رئيس الحكومة إلى جانب غم من ثنائية السلطة التنفيذية في فرنسا، إوعلى الر رئيس الجمهورية، فإن عراقة التجربة الدستورية الفرنسية أكدت أنها قادرة على تجاوز مراحل صعبة عاشتها فرنسا في عدة مناسبات وتتعلق بالخصوص بوجود رئيس الجمهورية من

نسوا في عهد فرا 1986معسكر بينما يكون الوزير األول من معسكر آخر كما حدث سنة ميتران حيث عين جاك شيراك وزيرا أوال، وهي الظاهرة التي عرفت بالتعايش والتي تكررت

حيث كان رئيس الجمهورية آنذاك جاك شيراك فيما شكل 2002و 1997في الفترة ما بين منصب الوزير األول اليساري ليونال جوسبان، وهي التجربة التي أثبتت أن وجود رئيس

.آخر معارض تؤدي إلى الحد من سلطات الرئيسجمهورية من معسكر

أما في إسبانيا فال مجال للحديث عن هذا التدخل لكون رئيس الحكومة هو المكرس للسلطة التنفيذية وال يشاركه فيها أحد فهو الوزراء وهو من يدبر العمل الحكومي وينسق بين

199Fأعضاء حكومته دون المساس باختصاص كل واحد منهم

رأس مجلس الوزراء والملك ال ي.200إال بناء على طلب من رئيس الحكومة وباستدعاء من هذا األخير، وٕاذا كان حضوره ال يمنع من إبداء رأيه واقتراحه فإن دعوة الملك تكون في الغالب من أجل األخبار خاصة فيما يتعلق

ماعي بالسياسة العامة للحكومة أو أمرا خطيرا على الصعيد السياسي واالقتصادي واالجت .للدولة

:اختصاصات الحكومة كهيئة جماعية-ب

كما في الدستور الفرنسي، فإن العمل 1996في الدستور المغربي السابق لسنة الحكومي يطرأ في مجلسين وهما المجلس الوزاري، ومجلس الحكومة، وٕاذا كان األول

1996من الدستور ) 65(و) 60(و) 25(منصوص عليه في الدستور من خالل الفصوللم يشر إلى 1996فإن الدستور .والمتعلقة برئاسة المجلس والقضايا التي يتداول فيها

. 1996، الدستور المغربي لسنة 98الفصل - 200

83

المجلس الحكومي مما طرح التساؤل حول موقع هذا المجلس، ومدى تداخل مهامه مع .اختصاصات الحكومة، وجوده في ظل وجود المجلس الوزاري

رنسا، خاصة وأن هذه إن هذه األسئلة كانت موضوع بحث من طرف الدارسين في فاألخيرة عرفت مراحل تاريخية تزايد نشاط أحد المجلسين على حساب أخر، فخالل مرحلة

، ارتفع نشاط المجلس 1995و 1993ومابين 1988و 1986التعايش الممتدة ما بين الحكومي في ظل حكومة قوية ومنسجمة ومن معسكر معارض لمعسكر الرئيس، في الوقت

ظهور المجلس الحكومي نادرا وأصبحت كل القضايا ينظر إليها في إطار الذي أصبح فيه 200Fالمجلس الوزاري وأضحى دور المجلس الحكومي نسبة منعدم

201.

ومع ذلك بقي المجلس الحكومي موجودا حتى من الناحية الدستورية، لكونه اإلطار ور الذي بقي الذي يمارس فيه الوزير األول سلطته كمنسق للعمل الحكومي، فضال على الد

يلعبه هذا المجلس بوصفه إطار لتحضير القضايا التي سيتم عرضها على المجلس الوزاري، واتخاذ تدابير تنفيذ قرارات المجلس الحكومي، وهو ما يمنع تضارب العمل بين المجلسين

201Fويضمن فعالية وانسجام عما الحكومة

202.

اعا ملحوظا مقارنة عرف نشاط المجلس الحكومي، ارتف 2008وهكذا فخالل سنة مشروع ) 42(جلسة تم التداول خاللها في 35حيث عقد المجلس الحكومي 2007بسنة مشروع اتفاقية، في الوقت الذي 96عرضا حكوميا و 96مشروع مرسوم وقدم خاللها 176

عرض 26مشروع مرسوم و) 60( 2007لم يتجاوز نشاط المجلس الحكومي من خالل سنة 202Fاتفاقية 27وزاري و

203.

طار المجلس الوزاري أو المجلس الحكومي فإن دستور المملكة المغربية إوسواء في اختصاصات، فهي تسهر على تنفيذ القوانين وتوضع اإلدارة : أسند للحكومة كهيئة جماعية

المغربي، وتكون المقررات 1996من دستور ) 61(رهن إشارتها وهذا ما ورد في الفصل

. 113:،ص47خالد الشرقاوي السموني ،مؤسسة الحكومة ، المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،العدد - 201 298: ، دار السالم ، ص1994مصطفى قلوش،النظام الدستوري المغربي،الطبعة الرابعة ،- 202،دفاتر وجهة نظر، كراسات 2009-2008، حالة المغرب ،2008العمل الحكومي لسنة محمد الهاشمي ،حصيلة -203

. و ما بعدها 15:استراتيجية ، ص

84

زير األول توقع من طرف الوزراء المكلفين بتنفيذها كما تناقش في التنظيمية الصادرة عن الو وكذلك 1996من دستور 25إطار المجلس الوزاري الذي يرأسه الملك حسب الفصل

التي تحال على المجلسين ) 66(المسائل المنصوص عليها في الفصل 1992دستور :الوزاري وهي

.القضايا التي تهم السياسة العامة للدولة - اإلعالن عن حالة الحصار - .إشهار الحرب - .طلب الثقة من مجلس النواب قصد مواصلة الحكومة تحملها مسؤوليتها - مشاريع القوانين قبل إيداعها بمكتب أي مجلسي البرلمان - .المراسيم التنظيمية -من الدستور ) 55(و) 45(و ) 41(و ) 40(الفصول المراسيم المشار إليها في -

.1996لسنة .مشروع المخطط - .مشروع مراجعة الدستور -

هذا الجانب ممارسة الحكومة اختصاصات تشريعية تتمثل في تقديم مشاريع قوانين كما يمكن أن تصدر مراسيم القوانين باالتفاق مع اللجان أثناء الفترات الفاصلة بين دورات

203Fن على أن تعرض للمصادقة عليها أثناء الدورة العادية التاليةالبرلما

204.

كما أن ترتيب جدول أعمال البرلمان يتم وفق األسبقية التي يحددها البرلمان طبقا يضع مكتب كل من مجلسي البرلمان : (، حيث ورد فيه1996من دستور ) 56(للفصل

يب الذي تحدد الحكومة مناقشته جدول أعماله، ويتضمن هذا الجدول باألسبقية ووفق الترت، ويعتبر أهم ....)مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة واقتراحات القوانين التي تقابلها

:اختصاص الحكومة هو ممارسته للسلطة التنظيمية، والسلطة التنظيمية نوعان

. 1996،الفقرة األولى،الدستور المغربي لسنة 55الفصل -204

85

سطة مراسيم التي تتعلق باتخاذ تدابير عامة لتطبيق القوانين بوا وهي :سلطة تنظيمية فرعيةتطبيقية، وهو اختصاص على جانب كبير من األهمية، ذلك أنه بإمكان الحكومة إذ هي وسيلة لتفعيل القانون أو لتعطيله بإمكانها أن تتأخر في إصدار المراسيم التطبيقية لقانون ما

.مما يعطل تنفيذهكما يمكنها أن تضمن تلك المراسيم شروط تعرقل القانون

من ) 46(فتتعلق بالمجاالت التي يشملها القانون طبقا للفصل :التنظيمية المستقلةالسلطة ومن ثم ال تدخل في اختصاص البرلمان وتحمي الحكومة مجالها هذا في 1996دستور

، الذي أجاز لها صالحية الدفع 1996من دستور ) 53(مواجهة البرلمان بموجب الفصليل ال يدخل في اختصاصات السلطة التشريعية، وعند بعدم القبول أي مقترح قانون أو تعد

.أيام 8الخالف يحال األمر على المجلس الدستوري للبت فيه خالل أجل

كما يمكن تغيير النصوص التشريعية من حيث الشكل بمرسوم بعد موافقة المجلس الدستوري إذا كان مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة

.نظيمية اختصاصاتهاالت

إن هذه األليات المأخوذة من الدستور الفرنسي، والذي حدد مجاالت التشريع بالنسبة اعتبرت من طرف الفقهاء الدستوريين انقالبا 1958من دستور 34للبرلمان بموجب المادة

قانونيا وسياسيا إذ جعل من البرلمان مجرد مشرع استثنائي مقابل الحكومة التي تمتلك 204Fجاالت واسعةم

وجاء ذلك بعد صراع مرير بين المؤسسات الدستورية إذ غالبا ما كانت .205تؤول فيها الغلبة البرلمان الذي ظل مفقودا في ظل الجمهورية الثالثة والرابعة، وهكذا تم تقليص من صالحيات البرلمان لفائدة الحكومة ورئيس الجمهورية، كان أهمها فقدان البرلمان

1962ن رئيس الدولة بموجب تعديل سنة لصالحيات تعيي 205F

206.

أما في إسبانيا فإن المجلس الوزاري له وجود ذاتي مستقل، فالوزراء إلى جانب إشرافهم على الوزرات التي يترأسونها فإنهم مجتمعون يشكلون هيئة تصدر قرارات متميزة عن

لتضامنية للوزراء أمام القرارات التي يصدرها كل وزير على انفراد، وهو ما يبرر المسؤولية ا

. 256:عبد الرحمان القادري ،الوجيزفي القانون ،دون ذكر دار النشر،ص -205 . 209:امحمد مالكي ، مرجع سابق، ص -206

86

206Fمن الدستور اإلسباني 108البرلمان، طبقا للمادة

، ومن بين اختصاصات المجلس 207 :الوزاري الت ينص عليها الدستور صراحة

.88الموافقة على مشاريع القوانين قبل إحالتها على مجلس النواب المادة - .115المداولة في طرح مسألة الثقة على البرلمان المادة - .116إعالن االستثناء المادة -

:1996عالقة الملك بالحكومة في الدستور لسنة :ثالثا

تتميز السلطة التنفيذية في األنظمة السياسي بطابع االزدواجية في كل من الجزائر والمغرب وتونس وفرنسا، ويتقاسمها كل من رئيس الدولة والحكومة، على عكس األنظمة

السلطة التنفيذية من اختصاص الحكومة دون أن ينازعها في ذلك أحد، البرلمانية حيث تكون كما تختلف عن النظام الرئاسي، حيث يعتبر رئيس الدولة رئيسا للحكومة في الوقت ذاته،

لعالقة الملك بالحكومة 1996وللكشف عن طريقة تنظيم الدستور المغربي السابق لسنة ء في خطاب الملك الراحل الحسن الثاني حول نتطرق لتفاصيلها في هذا العنصر، حيث جا

الدستور يضع على عاتقا ملك البالد واجبات ومن بين تلك :" عالقة الملك بالحكومة قوله" وأضاف " الواجبات أن يوجه سياسة البالد وأن يوجه الوزراء الذين يعملون على تطبيقها

لي حكومة كنت دائما وضميري المهني يجعلني، ال أقف عند هذا الحد، بل كلما كانت207Fأمامها، وورائها وعلى شمالها وعلى يمينها

208."

وهذه العبارات لخصت عالقة الملك بالحكومة، فالملك هو الذي يعين الوزير األول 208Fوباقي الوزراء، ويقيلهم متى يشاء

209Fوهو الذي يرأس المجلس الوزراي 209

، حيث تتم مناقشة 210210Fمشاريع الحكومة قبل إحالتها على البرلمان

، والحكومة قبل ذلك وبعده مسؤولة أمام الملك 211211Fوالبرلمان

212.

. 224:مصطفى قلوش ،مرجع سابق ،ص -207 . 1994الخطاب الملكي السامي ،بمناسبة إفتتاح دورة مجلس النواب ،اكتوبر -208 . 1996، الدستور المغربي لسنة 24الفصل -209 .1996، الدستور المغربي لسنة 25الفصل -210 . 1996، الدستور المغربي لسنة 62الفصل -211 . 1996لسنة ،الدستور المغربي 30الفصل 212

87

كما يمارس الملك السلطة التنفيذية في ميادين محددة بصريح نص الدستور، فالملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة الملكية، إضافة إلى المجال الديني، يبقى بدوره خاضعا

212Fلسلطة الملك

دول األجنبية والمنظمات الدولية ولديه ، كما يعتمد الملك السفراء لدى ال213يعتمد السفراء وممثلو المنظمات الدولية، كما يصادق على المعاهدات وكل هذه

والدستور األسبق عليه لسنة 1996االختصاصات وردت في الدستور المغربي لسنة 1992.

ومن ثم فإن المجال الديني والعسكري والدبلوماسي، يبقى من اختصاصات الملك .تخرج عن مجال اختصاص الحكومةو

من خالل ما سبق حاولنا أن نستعرض أهم الناقط لموقع الحكومة في الدستور ، من حيث تشكيلها و إختصاصاتها ، و " 1996دستور " 2011المغربي السابق لدستور

عالقتها بالملك ، فتبين لنا نوع من عدم التوازن بين المؤسسات الدستورية في ظل تبعية كومة للملك،فعدم التوازن هذا يجعل الحكومة غير قوية في مواجهة البرلمان وهذا األخير الح

. وهذا ما يفس العزوف عن المشاركة السياسية .مقيد في عالقته بالحكومة

2011تقوية مكانة رئيس الحكومة في الدستور المغربي الجديد لسنة : الفقرة الثانية

إلى مراحل تطور مؤسسة الوزير األول قبل التعديل بعدما تطرقنا في الفقرة األولىتبين لنا أن مؤسسة الوزير األول في الوثيقة الدستورية 2011الدستوري األخير لسنة

كانت تبدو بال سلطات أو وظائف حقيقية تقريبا، عملها يرتكز على 1996السابقة لسنة .تنسيق النشاطات الوزارية وبعض المهام التنظيمية

هذه الصالحيات الخاصة بالقطب الثاني للسلطة التنفيذية 1996صر دستور وقد حفي بضعة فصول بعدما أن حظي بنعم سياسية من طرف أغلب األحزاب السياسية باستثناء

) 59(منظمة العمل الديمقراطي وكانت اختصاصات الوزير األول محصور ما بين الفصلينير أول ووزراء، ويتقدم الوزير األول أمام كل ، ومن ذلك فإن الحكومة تتألف من وز )65(و

. 223، دار وليلي للطباعة و النشر ،ص 2محمد المعتصم ،النظم السياسية المعاصرة ،جزء -213

88

من مجلس البرلمان بعد تعيين الملك ألعضاء الحكومة و يعرض البرنامج الحكومي الذي يعتزم تطبيقه، ويجب أن يتضمن هذا البرنامج الخطوط الرئيسية للعمل الذي تنوي الحكومة

ين السياسة االقتصادية القيام به في مختلف مجاالت النشاط الوطني وباألخص في مياد . 1996الدستور المغربي لسنة 60واالجتماعية والثقافية والخارجية وهذا ما ورد في الفصل

وهذا الواقع الدستوري الذي لم يرتفع و لم يترقى مستواه منذ التأسيس األول للتجربة والحزبي الدستورية بالمغرب، ظل محل انتقاد من قطاعات واسعة من المجتمع السياسي

والمدني والحقوقي التي لم تفهم كيف تستقيم المنهجية الديمقراطية وسن االنتخابات النزيهة 213Fالتي تنبثق منها مؤسسة ضعيفة ودون صالحيات واسعة للوزراء األول

214.

والذي اعتبره القانونيين 2011مارس 09ولهذا السبب جاء الخطاب الملكي ب يا بكل المقاييس، وأثار عدة تساؤالت عن طبيعة وحجم والمحللين السياسيين خطابا تاريخ

الصالحيات التي يتنازل عنها الملك محمد الخامس في الوثيقة الدستورية القادمة لصالح 214Fالسلطات األخرى

215.

إن جاللة الملك يخاطبكم، ويقول لكم إن القداسة اهللا : فقد ورد في خطاب الملكها محمد المعتصم، المستشار الملكي، ورئيس لجنة ، كلمات نقل"واألنبياء وأنا مجرد مواطن

التتبع والتشاور عن الملك محمد الخامس إلى رؤساء األحزاب السياسية والمركزيات النقابية األكثر تمثيلية، وبها قدم الملك إجابة عن التساؤالت التي أثيرت عن صالحياته، ومهد

بقة وما تضمنته من مقتضيات، كان النتقال المملكة إلى مرحلة القطع مع الدساتير السا .بعضها محل انتقادات وجدل من بينها اختصاصات الملك واألخر الختصاصات الحكومة

:ومنه سنتطرق في هذه الفقرة إلى مظاهر تقوية الحكومة من خالل العناصر التالية

.تعيين رئيس الحكومة وباقي الوزراء: أوال • .تقديم البرنامج الحكومي

يوم www.maghress.com يوسف الساكت، مقال نشر في صحيفة الصباح، موقع اإللكتروني مغرس، -21441/03/2011

215- Voir : Nadia Bernoussi , « la constitution marocaine du 29 juillet 2011 : entre continuité et rupture », revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger , p :663.

89

: اختصاصات الحكومة: ثانيا • اختصاصات رئيس الحكومة .صالحيات الحكومة كهيئة جماعية

ئيس الحكومة و طاقمهار و يتم تعيينها من خالل تعيين : تعيين الحكومة: أوال

:تعيين رئيس الحكومة وباقي الوزراء -أ

طبقا للفصل 1996خالفا على كيفية تعين الوزير األول في الدستور المغربي لسنة يعين الملك الوزير األول، ويعين باقي أعضاء الحكومة بإقتراح من الوزير األول، فلقد 24

قفز المشرع الدستوري المغربي قفزة عالية حيث أصبحت آلية تعيين رئيس الحكومةفي مختلفة عن األلية التي كانت في سلفه، حيث جاء التعديل 2011الدستور المغربي لسنة

وأصبحت رئيس الحكومة 1996يد بتغيير تسمية الوزير األول في الدستور السابق لسنة الجدوالذي يعينه الملك من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب وعلى

يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب ) 47(أساس نتائجها وهذا طبقا لما ورد الفصل ".أعضاء مجلس النواب وعلى أساس نتائجهاالسياسي الذي تصدر انتخابات

وقد ورد في الفقرة الثانية من نفس الفصل أنه يتم تعيين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها للملك، وكذلك ورد في الفقرة الثالثة أن للملك بمبادرة منه أن يعفي عضوا أو أكثر من

حكومة بمبادرة منه أو بناءا أعضاء الحكومة من مهامهم حصريا خاصة به لوحده وٕاعفاء الصالحية لرئيس الحكومة أن 2011من دستور 47على استقالتها، كما جاء في الفصل

215Fيطلب

من الملك إعفاء عضوا أو أكثر من أعضاء الحكومة، بناءا على استقالتهم الفردية 216

216 -voir Omar Bendourou ,op, cité , p :650.

90

إذا أو جماعية ويترتب على استقالة رئيس الحكومة إعفاء الحكومة بكاملها، وفي حالة ماانتهت مهام الحكومة، فتقوم الحكومة المنتهية مهامها، تصريف األمور الجارية إلى غاية

.تشكيل الحكومة الجديدة

:تقديم البرنامج الحكومي -ب

يتقدم رئيس الحكومة، بعد تعيين الملك ألعضائها، أمام مجلسي البرلمان مجتمعين 216Fويعرض البرنامج الذي يعتزم تطبيقه

في نفس الفصل على وجوب تضمن هذا ، كما ورد 217البرنامج الخطوط الرئيسة للعمل الذي تنوي الحكومة القيام به في مختلف مجاالت النشاط الوطني، ويكون البرنامج المقدم من قبل رئيس الحكومة موضوع مناقشته أمام كال المجلسين،

.يعقبها تصويت في مجلس النواب

ا على ثقة مجلس النواب وذلك من خالل التعبير وتعتبر الحكومة منصبة بعد حصوله217Fعنها بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم لصالح البرنامج الحكومي

218.

:اختصاصات الحكومة-ثانيا

كما تقوم يكفي التذكير بممارسة الحكومة الختصاصاتها في إطار السلطة التنفيذية ،بتنفيذ البرنامج الحكومي وذلك تحت سلطة رئيسها، كما تعمل على ضمان تنفيذ القوانين واإلدارة الموضوعة تحت تصرفها، وتقوم أيضا باإلشراف والوصاية على المؤسسات

218F219.والمقاوالت العمومية

2011الدستور المغربي لسنة 88الفصل - 217 2011، الفقرة الثالثة الدستور المغربي لسنة 88الفصل - 2182011من الدستور الجديد لسنة ) 89(الفصل - 219

91

ومن بين مظاهر تقوية القطب الثاني في الجهاز التنفيذي المغربي، هو توسيع صاصات الحكومة بصفة عامة ورئيسها بصفة خاصة، ونتطرق لها من خالل عنصرين اخت

).ب(، ثم اختصاصات الحكومة كهيئة جماعية )أ(وذلك بدراسة اختصاصات رئيس الحكومة

:اختصاصات رئيس الحكومة-1

لقد حمل الدستور الجديد للمملكة، الذي تم التصويت عليه في استفتاء الفاتح يوليو بداية في التسمية الجديدة التي حلت محل . وعيا في اختصاصات رئيس الحكومةتحوال ن

بمقتضى هذا الدستور وثانيا يمكن تلخيص التحول النوعي في أهم صالحيات " الوزير األول :رئيس الحكومة فيما يلي

219Fيقوم رئيس الحكومة بممارسة السلطة التنفيذية ، والسلطة التنظيمية

،و يقوم بذلك 220من نفس 92جلس الحكومة الذي يتداول في القضايا المحددة ضمن الفصل رئاسة م

الدستور وقد جاء فيه، يتداول مجلس الحكومة تحت رئاسة رئيس الحكومة في القضايا :والنصوص التالية

.السياسة العامة للدولة قبل عرضها على المجلس الوزاري، السياسات العمومية، - السياسات القطاعية، - .من مجلس النواب، قصد مواصلة الحكومة عمل مسؤوليتها طلب الثقة - .القضايا الراهنة المترابطة بحقوق اإلنسان وبالنظام العام -مشاريع القوانين، ومن بينها مشروع قانون المالية، قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب، -

.من هذا الدستور 49دون إخالل باألحكام الواردة في الفصل الفقرة ( 65المراسيم التنظيمية، مشاريع المراسيم المشار إليها في الفصول مشاريع -

إذ استمرت جلسات البرلمان أربعة أشهر األقل في كل دورة، جاز ختم الدورة "، )الثانية

2011، الدستور المغربي الجديد لسنة )90(الفصل - 220

92

للقانون أن يأذن للحكومة أن تتخذ في ) " الفقرة الثالثة( 70والفقرة 66والفقرة ". بمرسومولغاية معينة، بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة ظرف من الزمن محدود،

غير أنه يجب عرضها على . باتخاذها، ويجري العمل بهذه المراسيم بمجرد نشرهاالبرلمان بقصد المصادقة، عند انتهاء األجل الذي حدده فقانون اإلذن بإصدارها،

."ويبطل قانون اإلذن إذ ماوقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما .لمعاهدات واالتفاقيات الدولية قبل عرضها على المجلس الوزاريا -تعيين الكتاب العامين مديري اإلدراك المركزية باإلدارة العمومية، ورؤساء الجامعات -

والعمداء، ومديري المدارس والمؤسسات العليا وكذا التعيين في باقي المناصب العليا ).12 – 02(المشار إليها في القانون التنظيمي رقم

ويقوم رئيس الحكومة باطالع الملك على خالصات مداوالت مجلس الحكومة 220F

221Fوله كذلك أن يطلب عقد المجلس الوزاري.221

التوجهات : ، كما يتداول فيه على 222اإلستراتيجية لسياسة الدولة ومشاريع مراجعة الدستور ومشاريع القوانين التنظيمية والتوجهات

اإلطار ومشروع قانون العفو، ومشاريع –ومشاريع القوانين العامة لمشروع قانون الماليةالنصوص المتعلقة بالمجال العسكري، وٕاعالنحالة الحصار و إشهار الحرب، ومشروع مرسوم حل مجلس النواب، والتعيين في بعض الوظائف المدنية وتعيين المسؤولين عن

222Fالمؤسسات والمقاوالت اإلستراتيجية

.2011 من دستور 49، الفصل 223

ومن اختصاصات رئيس الحكومة كذلك أن يرأس مجلس الوزراء على أساس جدول 223Fأعمال محدد

، وذلك بتفويض من الملك وهذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة من نفس 224ويمكن له كذلك، وبتفويض من الملك، أن يرأس المجلس األعلى لألمن على أساس .الفصل

224Fجدول أعمال محدد

225 .

2011،الفقرة األخيرة الدستور المغربي لسنة 92الفصل- 221 2011،الفقرة الثانية ،الدستور المغربي لسنة 48الفصل - 222 2011الدستور المغربي لسنة 49الفصل - 223 2011الدستور المغربي لسنة 48الفصل - 224يرأس الملك هذا المجلس، وله أن يفوض لرئيس " ، 2011، الفقرة الثانية، الدستور المغربي لسنة 54الفصل - 225

".جلس، على أساس جدول أعمال محددالحكومة صالحيات رئاسة إجتماع لهذا الم

93

صاصات األخرى التي خولها له الدستور هي التعيين في الوظائف و من بين اإلختالمدنية، في اإلدارات العمومية وفي الوظائف أساسية في المؤسسات والمقاوالت العمومية،

من الدستور، ويخوله الدستور إمكانية تفويض هذه 49دون اإلخالل بأحكام الفصل 225Fالسلطات

عيين في المناصب المدنية المنصوص كما يقترح رئيس الحكومة المرشحين للت.226 .من الدستور 49عليها في الفصل

226Fوله كذلك أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة

، كما 227بإمكانه أن يطلب من الملك إعفاء عضوا أو أكثر من أعضاء الحكومة بناءا على استقالتهم

الحكومة إعفاء الحكومة بكاملها وتواصل ، الفردية أو الجماعية، ويترتب عن استقالة رئيس .الحكومة المنتهية مهامها، تصريف األمور الجارية إلى غاية تشكيل الحكومة الجديدة

:ومن بين المهام التي يقوم بها رئيس الحكومة إزاء البرلمان

يقدم األجوبة عن األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة أمام مجلس البرلمان الذي يعنيه " مر، وتخصص لهذه األسئلة جلسة كل شهر فلقد ورد في الدستور المغربي الحالي علىاأل

تقدم األجوبة على األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة، وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر، وتقدم األجوبة عنها أمام المجلس الذي يعينه األمر خالل

227F".ية حالة األسئلة إلى الرئيس الحكومةالثالثين يوم الموال

228

كما يقوم رئيس الحكومة بعرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة أمام البرلمان، إما بمبادرة منه أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب أومن أغلبية أعضاء مجلس

228Fالمستشارين

229 .

ح الثقة بشأن في فقرته األولى يخول لرئيس الحكومة التقدم بطلب من 103والفصل تصريح يدلي به في موضوع السياسة العامة، أو بشأن نص يطلب الموافقة عليه، ويؤدي سحب الثقة إلى استقالة جماعية للحكومة، فقد جاء بالتحديد في الفقرة األولى من نفس

2011،الدستور المغربي لسنة 91الفصل -226 2011،الدستور المغربي لسنة 47الفصل - 227 2011، الدستور الغربي الجديد لسنة 100، الفصل 3الفقرة -228

. 2011،الفقرة األولى، الدستور المغربي لسنة 101الفصل - 229

94

يمكن لرئيس الحكومة أن يربط لدى مجلس النواب، مواصلة الحكومة عمل : " الفصليمنح الثقة بشأن تصريح يدلي به في الموضوع السياسة العامة، أو مسؤوليتها بتصويت

."بشأن نص يطلب الموافقة عليه

أما عن الصالحية الجديدة والقوية التي منحت لرئيس الحكومة فتتمثل في إمكانية رئيس الحكومة في حل مجلس النواب بعد استشارة الملك ورئيس المحكمة الدستورية، بمرسوم

على أن ) 104(جلس الوزاري وهذه الصالحية خولتها له الفقرة األولى من الفصليتخذ في المتتبع هذه الصالحية إجراءات وهي تقديم رئيس الحكومة أمام مجلس النواب تصريحا يتضمن

وأخيرا له كذلك حق التقدم باقتراح .بصفة خاصة دوافع حل مجلس النواب وأهداف القرارلرئيس الحكومة وألعضاء : من الدستور فقد نص على 78صل القوانين طبقا لما ورد في الف

".البرلمان على السواء حق التقدم باقتراح القوانين

:إختصاصات الحكومة كهيئة جماعية-2

تمارس الحكومة السلطة التنفيذية، وتعمل تحت سلطة رئيسها على تنفيذ البرنامج تحت تصرفها من أجل القيام الحكومي وعلى ضمان تنفيذ القوانين، واإلدارة موضوعة

الحسن لممارسة مهامها، كما تمارس اإلشراف والوصاية على المؤسسات والمقاوالت 229Fالعمومية

وتعتبر منصبة بمجرد حصولها على ثقة مجلس النواب وهذا األخير يعبر عن .230230Fالثقة بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم لصالح البرنامج الحكومي

231

231Fكما يمكن لرئيس الحكومة أن يفوض بعض سلطاته التنظيمية

للوزراء، وتحمل 232المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة التوقيع بالعطف من لدن الوزراء المكلفين

.بتنفيذ

وتتألف الحكومة من رئيس الحكومة والوزراء، ويمكن أن تضم كذلك كتابا للدولة وهذا د اقتضاء الحاجة، أما القواعد الخاصة المتعلقة بتنظيم وتسيير أشغال األخير يتم تنصيبهم عن

2011، الدستور المغربي لسنة 89الفصل - 230.جديد، الدستور المغربي ال88، الفصل 3الفقرة - 231

2011،الدستور المغربي لسنة 90الفقرة األولى ،الفصل -232

95

الحكومة والوضع القانوني ألعضائها فتحدد بموجب قانون تنظيمي، كما يحدد هذا األخير أيضا حاالت التنافي مع الوظيفة الحكومية وقواعد الحد من الجمع بين المناصب، والقواعد

232Fالجاريةالخاصة، بتصريف الحكومة لألمور

233.

ولقد سبق لنا ذكر في العنصر السابق، تقديم رئيس الحكومة وعرضه للبرنامج الذي يعتزم تطبيقه أمام مجلسي البرلمان مجتمعين شريطة تضمن البرنامج الحكومي الخطوط الرئيسية الذي تنوي الحكومة القيام به في مختلف النشاط الوطني، ويكون هذا البرنامج

233Fاقشة امام البرلمان وبعدها تصويت فيالحكومة موضوع من

.مجلس النواب 234

ويمكن لرئيس الحكومة أن يفوض سلطاته إلى الوزراء في التعيين في الوظائف المدنية في اإلدارات العمومية وفي الوظائف السامية في المؤسسات والمقاوالت العمومية،

234Fهذا الدستور) 49(دون إخالل بأحكام الفصل

235.

235Fكما يقوم الوزراء بإصدار المرسوم

متخذ في المجلس الوزري كل البرلمان من 236طرف رئيس الحكومة، وقد أصبحت هذه الصالحية من اختصاصه إثر التعديل الدستوري الجديد، وقد قيد المؤسس الدستوري هذه الخاصية بشروط ،وهي استشارة الملك ورئيس

.ضافة إلى تحقق شروط أخرى إجرائية و قانونية المجلس ورئيس المحكمة الدستورية، باإل

كما يتداول أعضاء الحكومة في مجلس يعرف بمجلس الحكومة، تحت رئاسة رئيس من ) 92(الحكومة، في القضايا والنصوص والتي سبق ذكرها والمنصوص عليها في الفصل

:الدستور المغربي الجديد وهي

.لس الوزاريالسياسة العامة للدولة قبل عرضها على المج - .السياسات العمومية - .السياسات القطاعية - .طلب الثقة من مجلس النواب، قصد مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها -

2011، الدستور المغربي لسنة 87الفصل - 233.، نفس الدستور88، الفصل 1الفقرة - 234 .2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 1، الفقرة 91الفصل - 235

.2011، الشطر الثالث، الفقرة األولى، دستور المغرب الجديد لسنة 104 الفصل -236

96

.القضايا الراهنة المرتبطة بحقوق اإلنسان وبالنظام العام -مشاريع القوانين، ومن بينها مشروع قانون المالية، قبل إيداعها بمكتب مجلس النواب -

.من الدستور 49ألحكام الواردة في الفصل دون إخالل با .مراسيم القوانين - .مشاريع المراسيم التنظيمية - .من الدستور 70و 66و 65مشاريع المراسيم المشار إليها في الفصول - .المعاهدات واالتفاقيات الدولية قبل عرضها على المجلس الوزاري -دارة العمومية ورؤساء الجامعات تعيين الكتاب العامين، ومديري اإلدارات المركزية باإل -

.والعمداء، ومديري المدارس والمؤسسات العلياويقوم رئيس الحكومة بتقديم خالصات مداوالت مجلس الحكومة للملك لكي يطلع -

236Fعليها

237

:مسؤولية الوزراء -3

إن الوزراء مسؤولون عن تنفيذ السياسة الحكومية في كل قطاع المكلفين به، وفي الحكومي، كما يقومون بأداء المهامهم المسندة لهم من قبل رئيس الحكومة، أطار التضامن

ويطلعون مجلس الحكومة على المهام محل التنفيذ ومدى سيرها كما يمكنهم تفويض جزءا الدولة وهذا قصد تخفيف الضغط ولضمان السير الحسن والسريع ةمن مهامهم إلى كتاب

237Fللمهام

238.

مسؤولون جنائيا أمام محاكم المملكة، عما يرتكبونه من كما أصبح أعضاء الحكومة جنح وجنايات أثناء أدائهم لمهامهم، وقد ترك للقانون تحديد المسطرة المتعلقة بهذه

238Fالمسؤولية

239 .

.، نفس الدستور91الفقرة األخيرة من الفصل - 237 2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 93الفصل - 238 2011، الدستور المغربي لسنة 94الفصل - 239

97

239Fبموجب الدستور الجديد أصبحت الحكومة مسوؤلة أمام البرلمان ، فتقوم بإدالءو

األجوبة 240240Fعلى األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة خالل العشرين

يوم الموالية إلحالة السؤال عليها 241وتقدم األجوبة على األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من .من طرف أعضاء مجلس البرلمان

قبل رئيس الحكومة وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر، وتقدم األجوبة عنها أمام .مجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثين يوم الموالية إلحالة األسئلة إلى رئيس الحكومةال

ومن بين مظاهر مسؤوليتها قيامها بإعداد الحصيلة المرحلية لعملها، ويقوم رئيس الحكومة بعرضها أمام البرلمان، إما بمبادرة من رئيس الحكومة أو بطلب من ثلث أعضاء

241Fبية األعضاء من مجلس المستشارينمجلس النواب أو من أغل

242.

ويمكن للوزراء الحضور مع مسؤولي اإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية التابعة لها والمسؤولة عليها وذلك عند طلب اللجان المعنية في كل المجلسين لالستماع لهذه

لمجلسين يمكن للجان المعنية في كال ا: " صراحة على) 102(القطاعات، وقد نص الفصلأن تطلب اإلستماع إلى مسئولي اإلدارات والمؤسسات العمومية بحضور الوزراء المعنيين

".وتحت مسؤوليتهم

مكانة السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد لسنة ل جذري تغيير: المطلب الثاني2014

لمشروع أطلقت الثورات العربية المتالحقة الجدل القديم الجديد بشأن مرتكزات االنهضوي والتنموي العربي، سواءا لجهة النظام السياسي، أو لجهة المنوال التنموي، واستدعي

وطبيعته، من خالل الدستور ومكانته ودوره في " التأسيس"من جديد الحوار الواسع حول تحديد معالم وطبيعة الدولة العربية القادمة، وقد أشار الجدل الدستوري التأسيسي المتواصل

.لى دالالت وأطروحات كبرى قد ال يعيها حتى الكثير ممن هم أطراف في هذا الجدلع

2011، الدستور المغربي الجديد لسنة 100الفقرة الثانية، الفصل - 240 الفقرة الثانية، نفس الفصل، نفس الدستور - 241 2011،الدستور المغربي الجديد لسنة 101الفصل - 242

98

ولقد أحال الجدل الدستوري التأسيسي الذي قام على فكرة أساسية يبدو أنها قد عكست إلى حد كبير التجربة والخصوصية التونسية في التحول السياسي ، في العصر

سياسي في تونس ارتبط دوما بشكل مباشر أو الحديث والمعاصر، إذ يظهر أن التحول الغير مباشر باجتهاد دستوري، يؤسس لفكرة مركزية وهي الحرص المستمر على أن يكون التحول أو اإلنتقال أو التغير أو حتى الثورة، تحظى بشرعية دستورية بشكل من األشكال،

242Fحتى ال تبدو قفزا في الفراغ أو ارتماء في المجهول

243.

اإلطاللة على التجربة السياسية التونسية الحديثة والمعاصرة، تكشف عن خيط ولعل ناظم يميزها، وهو تأصيل كل عملية تحول أو تغير في مرجعيتها الدستورية، فمع منتصف القرن التاسع عشر، وبداية تشكل معالم الدولة التونسية الحديثة تكرس في التجربة السياسية

.يقوم على محاولة التأسيس على وثيقة دستورية أو ما يماثلهاما يشبه خبرة أو تراثا،

يعد الدستور بمثابة القانون الذي يرتكز عليه نظام الحكم، وينظم العالقة بين هيئات 243Fالدولة المختلفة وفقا لمبدأ المشروعية وكيفية حماية الحقوق والحريات

، وكل دستور ال 244زه عن غيره من الدساتير وتضع الدول هذه يخلو من سمات ومميزات شكلية وموضوعية تمي

السمات بما يتوافق وطبيعة وعادات وتاريخ شعب الدولة التي تريد اختيار األمثل واألنسب لها ولمجتمعها لذلك تقوم بإجراء تعديالت دستورية فتظهر هنا اثر هذه التعديالت على هذه

.الخصائص أو السمات التي يتضمنها الدستور

كا سياسيا، أدى إلى تخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن عاشت تونس حرامنصبه الرئاسي، فبرزت الحاجة الملحة ترمي إلى ضرورة وضع دستورا جديدا للدولة والذي شكل قطيعة مع الدساتير التونسية السابقة، وذلك اعتزازا بنضال الشعب من أجل استقالل

الشعب الحرة وتحقيقا ألهداف الثورة، ثورة الدولة والتخلص من اإلستبداد استجابة إلرادة2011244Fجانفي 14، 2010ديسمبر 17الحرية والكرامة، ثورة

والتي انبثق عنها دستور 245

أكرم فالح أحمد، تعديل الدستور واثره في تغيير خصائص الدساتير،موقعا ألنترنت كلية العلوم السياسية، جامعة -243

www.elmoussal.org.1الموصل، ص ، ص 2014يناير 13التجربة الدستورية، مركز الجزيرة للدراسات، اإلثنين جالل الورغي، تونس قراءة في -244

1.www.eldjazeera.net .2014التوطئة، الدستور التونسي الجديد لسنة -245

99

، أتى بعدة تغييرات دستورية شملت مجاالت عديدة وأهمها 2014تونسي جديد لسنة تونسي الجديد لسنة التعديل الذي طرأ على مستوى السلطة التنفيذية ومكانتها في الدستور ال

ونتطرق من خالل هذا المطلب إلى األسباب المؤدية إلى التعديل الدستوري التونسي . 2014في الفرع األول، ثم نتناول مظاهر تغيير مكانة السلطة التنفيذية في 2014الجديد لسنة

.في الفرع الثاني 2014الدستور التونسي الجديد لسنة

2014ية إلى التعديل الدستوري التونسي الجديد لسنة األسباب المؤد: الفرع األول

شهدت المنطقة العربية منعطف سياسي خطير بات يعرف بالربيع العربي، وهو مصطلح أطلق على األحداث التي تمخضت فيها هذه المناطق ،أدت إلى عدة تغييرات

تساع، ويعني لفظه سياسية و دستورية ، ومفهوم التغيير السياسي يتسم بنوع من الشمولية واإلويقصد به أيضا مجمل . لغة ذلك التحول أو النقل من مكان إلى آخر أو من حالة إلى أخرى

التحوالت التي تتعرض لها البنى السياسية في مجتمع ما بحيث يعاد توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة نفسها أو عدة دول، كما يقصد به أيضا االنتقال من وضع ال ديمقراطي

.ستبدادي إلى وضع ديمقراطيا

قبل التطرق إلى األسباب المؤدية إلى التعديل الدستوري الجديد في تونس البد من التعريج على التجربة السياسية والدستورية التونسية في الفقرة األولى ،ثم نتطرق لألسباب

تناول أهم المجاالت المؤدية إلى التعديل الدستوري الجديد في تونس في الفقرة الثانية، وأخيرا ن . التي عرفت التعديل الدستوري في الفقرة الثالثة

إطاللة تاريخية على التجربة السياسة و الدستورية في تونس :الفقرة األولى

100

ال يمكن نسيان النقلة النوعية في التفكير السياسي للنخبة التونسية ويعني هذا صدور 245Fجانفي 29تونس و ذلك يوم اول دستور في العالم العربي واإلسالمي في

و هذا 2461861ما يعني أن الفكرة الدستورية في تونس لم تكن غريبة على الوعي الوطني، بل تبدو فكرة

.متجذرة لها تاريخها الذي بدأ قبل االحتالل الفرنسي لتونس

وكانت لجنة من رجال الدولة وبعض العلماء قد تولت إعداد هذا الدستور الذي أعلن وحدد يوم 1861جانفي كانون الثاني 29د الصادق باشا باي، حاكم البالد، يوم عنه محم

246Fكتاريخ إلبتداء العمل به 1861أفريل نيسان 26

247.

247Fفصال 114على 1861احتوى دستور

248F، تضمن الباب األول248

منه حقوقا 249249Fوواجبات العائلة المالكة والباب الثاني حقوق وواجبات الملك

ظيم ، والباب الثالث تن 250الوزارات والمحاكم المستخدمة، أما الباب الرابع فضبط المصاريف الخاصة بالملك، والسادس

، الذي يتكون من ستين عضوا ثلثين من )البرلمان(حدد كيفية تعيين أعضاء المجلس الكبير أعيان البالد والثلث اآخر من رجال الدولة، وللمجلس النظر في ميزانية الدولة ومراقبة

ومحاسبتهم، وضبط الفصل التاسع ميزانية الدولة والعاشر الخطط السياسية في حين الوزراءحدد الفصل العاشر النظام الداخلي لموظفي الدولة، أما الفصل الثاني عشر فبين حقوق

.وواجبات الرعية

وبذلك أصبح الباي مسؤوال أمام المجلس األكبر الذي أصبح بوسعه خلع الباي في حالة مخالفته للقانون، كما جعل الدستور السلطة التشريعية مشتركة بين الباي والمجلس األكبر، أما السلطة القضائية فأصبحت مستقلة عن الباي وأسندت إلى عشرة مجالس جنايات

في حين أسندت محكمة ) محكمة استئناف(عرفية ومجلس التحقيق ومحاكم ) محاكم ابتدائية(وكان يشرف على كل هذه المحاكم قضاة قارون ال يمكن . التعقيب إلى المجلس األكبر

،نشر في الشروق www.turess.comعبد اللطيف حناشي،اإلرث الدستوري في تونس و آفاق الثورة ، تورس،.د-.-246 . 26/02/2011:يوم ادل لطفي ،التجربة الدستورية التونسية ، معرفة ،مقا الت ،رأي ،و تحليالت ،مركز الجزيرة لألبحاث ، ع- 247

www.eldjazeera.net 30/07/2014تاريخ الزيارة. إلى ثالثة عشر أبواب 1861قسمت مواد الدستور التونسي لسنة - 248 . فصول 8وقد تضمن هذا الباب - 249 .فصول و قد تضمن هذا الباب عشر 250

101

كما انبثقت عن الدستور مجالس أخر ... عزلهم وبالتالي فهم مستقلون عن السلطة التنفيذية .كمجلس التجارة والحرب

إذ تضمن 1857وقطيعة لعهد األمان الذي صدر سنة امتدادا 1861كان دستور هذا العهد تعهد الباي بحماية أمالك السكان و السهر على أمنهم على اختالف أديانهم وجنسياتهم وضمان سالمتهم، فكان وعدا باإللتزام بمضمون العهد نفسه، في حين مثل

.ة بالسيادةمشروع عمل حدد ممارسة السلطة وضبط فصول ذات عالق 1861دستور

ويمثل هذا اإلنجاز الدستوري ثمرة من ثمرات الحركة الفكرية التنويرية في أوربا الغربية غير أنه مثل في نفس الوقت، أحد مظاهر التدخل األجنبي الذي مارسته القنصليات األوربية المنتصبة في البالد التونسية آنذاك وأحد أشكال الضغط التي مارستها القوى

ية األوربية الصاعدة على حكام البالد التونسية للقيام بهذه اإلصالحات بهدف االستعمار ضمان مصالح جاليتها وفتح أسواق البالد لبضائعها ورؤوس أموالها ورغم ذلك لقي هذا اإلنجاز استحسان النخبة التونسية التي سعت من خالله إلى تجسيد التنظيمات السياسية

حكم بالبالد، غير أن تلك اإلصالحات الدستورية جاءت األوربية وفرصة إصالح نظام المتأخرة نسبيا ذلك أن حدة األزمة االقتصادية واالجتماعية من جهة، وسيطرة مصطفى خزندار على دواليب الحكم من جهة أخرى قد همشا تلك اإلصالحات ثم أجهزت عليها مما

فاغتنم 1864دالع انتفاضة ساهم في تعميق األزمة االقتصادية واالجتماعية وأدى إلى انمحمد الصادق باي انتشار الفوضى التي عمت البالد فعلق المجالس وأمر بإيقاف العمل

250Fبالدستور في نفس السنة

251.

لم يهتم اإلحتالل الفرنسي للبالد التونسية لهذا اإلرث الدستوري، غير أن الحركة االستعمال الفرنسي واستمد أول الوطنية التونسية اعتمدته كمرجع ووظفته في نضالها ضد

كما " الحزب الحر الدستوري التونسي"اسمه من هذا اإلرث 1920حزب سياسي تونسي منذ الديوان "على نفس اإلسم مع إضافة صفة 1934حافظ المنسقون عن الحزب سنة

".السياسي

، مجلة التسامح ، "تونس نموذجا" محمد الحداد ، فكرة الدستور و الدولة الدستورية في الزمن العربي الحديث .د- 251 www.tafahom.com ،موقع التفاهم، 2013،لسنة 39العدد

102

بية أهم المطالب والشعارات التي رفعتها الجماهير الشع" برلمان تونسي"وكان مطلب وتواصل 1938نيسان / أفريل 9في أول مواجهة عنيفة مع السلطة االستعمارية وذلك في

251Fهذا المطلب حتى حصول البالد على استقالله

.ا252

وبعد االستقالل الداخلي تحقق أمل التونسيين بعد أن صادق المجلس القومي 1959حزيران / انالتأسيسي على دستور جديد للبالد التونسية تم اإلعالن عنه في أول جو

، اعتمادا على "بورقيبة"من قبل رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة غير أن النظام الذي أسسه الدستور كان نظاما غير ديمقراطي بامتياز برغم وجود دستور ومؤسسات النظام، إذا نص الدستور في عدة فصول منه واقر مجموعة من الحريات الفردية والسياسية واالقتصادية

، وقد نبه بعض "تقنيات"االجتماعية وأحال األمر إلى القانون لترتيب تلك الحريات وتنظيمها و وجود "المثقفين الدستوريين، في وقته، لخطورة النظام البرلماني الذي أقر بالبالد وذلك نتيجة

زل الذي سيعطل السير العادي لهذا النظام حسب رأيه، ما لم يكن للبرلمان إمكانية ع" بورقيبة" تقليد سيء طالما ظل بورقيبة في الحكم"معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى إرساء " رئيس الجمهورية

.252F253"الدستور الذي صوت عليه لم يكن سوى ديكور براق"كما رأى بعض الباحثين أن

19وفي عهد بورقيبة اجريت على الدستور التونسي ستة تعديالت لعل أهمها تعديل وذلك إلقرار الرئاسة مدى الحياة، فتحول 51و 40الفصلين المتعلق بتنقيح 1975مارس

نيسان / أفريل 8باإلضافة إلى تعديل " جمهورية ملكية"بذلك النظام الجمهوري إلى نظام ) الئحة اللوم(على الحكومة ) البرلمان(، الذي شمل بالخصوص رقابة مجلس األمة 1976

253Fكما مكن رئيس الجمهورية من حل المجلس

254.

نوفمبر 7الدستور بعد حصول زين العابدين بن علي إلى السلطة يوم وتحول ال يتردد مهندسون مختصون في القانون " خرقة"، حسب بعض المختصين، إلى 1987

.ذكره عبد اللطيف الحناشي ،المرجع السابق.د- 252فدوى مرابط ،السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي ،دراسة قانونية مقارنة ،سلسلة أطروحات الدكتوراه .د- 253

. 18،المرجع السابق ،ص . 1959أنظر إلى الدستور التونسي لسنة - 254

103

الدستوري في تفصيل بنوده التي كرست استمرارية الرجل في الحكم مدى الحياة دون الحاجة 254Fلإلعالن عن ذلك بصريح العبارة في الدستور

255.

ون الدخول في تفاصيل تلك التعديالت الكثيرة، التي أجريت على الدستور التونسي ودمنذ وصول بن علي إلى السلطة، نذكر أن التعديل األول الذي صدر في هذا العهد تعلق بحذف بند الرئاسة مدى الحياة وٕالغاء الخالفة وذلك حتى يعطي لنظامه الجديد بعضا من

سابق الحبيب بورقيبة، وفي سياق التعديالت الدستورية سنة الشرعية على حساب الرئيس المن الدستور الذي أجاز للرئيس الدعوة إلى 76تم اإلقرار باستفتاء شعبي طبقا للمادة 2002

إجراء مثل هذا االستفتاء، وقد نصت التعديالت على إلغاء حصر الترشح لثالث واليات 2004لترشح لوالية رابعة سنة رئاسية فقط، وهو ما مكن الرئيس بن علي من ا 255F

، وأتاح له 256 75، كذلك تم رفع سن الترشيح لمنصب الرئاسة إلى 2009إمكانية ذلك في انتخابات سنة

من الدستور، كما 40سنة كما كان سابقا، وهذا ماتم النص عليه الفصل 70سنة عوض لترشحات لرئاسة كرست التعديالت المدخلة على نفس الفصل األخير من الدستور تعددية ا

الجمهورية المتعلق بمزيد دفع المسار الديمقراطي وتدعيم المؤسسات الدستورية، ظاهريا، 1997أيلول / سبتمبر 27وتفعيل دور األحزاب، وكان تعديل القانون الدستوري المؤرخ في

ا الذي حدد دور األحزاب السياسية في الحياة العامة ووسع مجال اللجوء إلى االسفتاء فيم256Fيتعلق بالمسائل المصيرية التي تهم مستقبل البالد

، ووافق مجلس النواب وبصفة استثنائية 257على مشروع قانون يتعلق بتنقيح الفقرة الثالثة من الدستور لتمكين 2008نيسان / في أفريل

سواء كان رئيسا 2009المسؤول األول عن كل حزب من الترشح لإلنتخابات الرئاسية لسنة عاما أو أمينا أول لحزبه شريطة أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية وأن يكون يوم أو أمينا

تقديم مطلب ترشحه مباشرا لها منذ مدة ال تقل عن سنتين متتاليتين على انتخابه لها، وهذا خصيصا الستهداف أحد الشخصيات الوطنية المعارضة حتى ال يترشح للرئاسة وينافس

التعديالت وكان من أهدافها المعلنة خلق واجهات ديمقراطية ثم توالت... الرئيس المخلوع

17:فدوى مرابط، مرجع سابق ،ص- 255ت ،رأي ،و تحليالت ،مركز الجزيرة لألبحاث ، عادل لطفي ،التجربة الدستورية التونسية ، معرفة ،مقا ال - 256

www.eldjazeera.net 30/07/2014تاريخ الزيارة. .ذكره عبد اللطيف حناشي ، مرجع سابق.د- 257

104

شكلية تعددية وتلميع صورة النظام في الخارج تفتقد ألي مضمون فعلي يتوافق وأهم المطالب 257F...الشعبية الشرعية

258

وعلى . التي يشهد لشعبها بثوراته على الظلمفريقيا تعد تونس إحدى دول شمال إ258Fنس العديد من الثوراتمدار تاريخها شهدت دولة تو

، كانت بعضها مذهبية كحال الثورة 259على الدولة العلوية وبعضها سياسية، وكثيرا ما كانت تلك الثورات تمتد لتشمل معظم دول

عندما خضعت دولة تونس للحماية الفرنسية انفجرت 1881المغرب العربي، ففي عام وتأثرت بحركة تركيا الفتاة، 1907 المقاومة الشعبية وتأسست أول حركة سياسية منظمة عام

259Fثم ظهر الحزب الدستوري التونسي خلفا لحزب تونس الفتاة

، وحصلت تونس في مارس 260على استقاللها وتولى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الحكم كأول رئيس لتونس 1956عام

7وفي بإجالء آخر جندي فرنسي عن قاعدة بنزرت، 1963التي استكملت استقاللها عام تولى الرئيس زين العابدين بن علي مقاليد السلطة وفقا ألحكام الدستور، حيث 1987نوفمبر

1959260Fتمت المصادقة على أول دستور للجمهورية التونسية

للعديد من المواد التي 261تضمن حياة كريمة للمواطنين وتضمن حرية الفكر والتعبير وحرية المعتقدات وحرية التنقل،

في معظم الدساتير إال أن ذلك نادرا ما كان يطبق على أرض الواقع في دولة وهو ما يوجد .تونس

وبالتالي كان الواقع هو افتقاد للحريات من حرية التعبير والتحرر من الخوف والتي تنص عليها بعض مواد الدستور التونسي، ورغم ذلك فقد فشل النظام التونسي وحكومته في

ا دفع الشعب التونسي ألن يثور ويطالب بضرورة توفير هذه توفيرها للمواطنين، وهو مالحريات وعمل اإلصالحات السياسية وتحقيق العدالة اإلجتماعية ورحيل رأس النظام زين العابدين بن علي الذي عرف بقمع مواطنيه وسلبهم حرياتهم، بجانب انتشار الفساد في عهده

.ذكره المرجع السابقعبد اللطيف حناشي ،.د - 258: ، موقع مغرس"النتائج...عوامل النجاح...ألسباب "علي عبده محمود ،ا الثورة التونسية .د- 259

www.maghress.com 06/04/2015تاريخ الزيارة ، العدد رقم )الهيئة العامة لإلستعالمات : القاهرة(هنا محمود ،معلومات أساسية عن جمهورية تونس ،أفاق أفريقية -260 . 158: ، ص2011، خريف 07 159: ، ص نفسههنا محمود ، مرجع -261

105

التي دفعت ثورة الشعب في تونس وهو ما بشكل فاق كل حد، إلى جانب العديد من األسباب .سنحاول التعرف عليه من خالل الفقرة التالية

األسباب التي أدت لقيام الثورة في تونس: الفقرة الثانية

في البداية البد من االعتراف بأن ما حدث ليس بجديد على الشعب التونسي الذي ا سبق وذكرنا حافل بالثورات اعتاد الثورة على الظلم خاصة أن التاريخ التونسي وكم

المشابهة، األمر الذي ينفي المقوالت الغربية عن الثورات العربية النادرة والشعوب المستكينة، فالشعب التونسي لم يصبر على الرئيس السابق زين العابدين بن علي إال لعشرين

لثائرة كانت عاما فقط وبعدها ثار عليه ورفضه، كما أن الكثير من الشخصيات األدبية االذي حمست أشعاره الشعب المصري " كالشاعر بيرم التونسي"تنتمي إلى الدولة التونسية

1919261Fلقيام ثورة

262.

والتي بدأت بانتفاضة تكررت عدة 2011-2010م أما عن الثورة التونسية لعامرات في وسط وجنوب البالد، ويعود الفضل في استمرارها إلى عناد أهالي ناحية سيدي بوزيد الذي اختلط لديهم المطلب االجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة التي تمثلت في

.262F263لنفسه رفضا منه تقبل العجز في مواجهة اإلذال) محمد البوعزيزي(حرق الشاب

إن ما حدث ليس وليد اللحظة وٕانما كان له العديد من المؤشرات التي عززت وما كانت قد عرفت . الحدس بقرب اإلنفجار، باإلضافة إلى بلوغ الظلم والفساد أقصى حد

تونس من انتفاضات في العقدين األخيرين مثلت سلسلة من اإلنذارات للرئيس بن علي الذي .نتهاج سياسة القمعلم يستوعبها وتمادى في ا

كان الفساد في تونس موجودا ولكن لم يصل :ومن أهم العوامل التي أدت لقيام ثورة تونسإلى درجة عالية التي وصل إليها في السنوات األخيرة لحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن

من سوء علي، وقد أثبتت األحداث التونسية أن الشعوب تنفر من الفساد وال تعتبره نوعااإلدارة بل تراه من أنواع الظلم الذي يثير فيها من الغضب أكثر مما يثيره الفقر وحده، فقد

www.maktoub.com 2011/04/13-في –ثورة تونس األعنف في تاريخها –مؤرخون -262 . www.aldjazeera.net 2011/04/14 عزمي بشارة ،وجهات نظر بصدد ثورة تونس الشعبية المجيدة ، في -263

106

والفساد الظاهر هو . يرضى الناس باالفقر لحين إذا اعتقدوا أنه واقع غير ناجم عن الظلم أكثر ما يشعر الناس بأن حالة الفقر هي حالة ظلم وحرمان، ولقد امتدت الثورة إلى سائرأرجاء تونس، وجوبهت بالقمع وكان الثمن باهظا ولكن ما إن أدركت الجموع قوتها واكتشفت

263Fشجاعتها التي كانت دائما في حالة كمون حتى أصبح وقفها شبه مستحيل

264.

كما توجد العديد من األسباب التي دفعت بالشعب التونسي إلى التظاهر وعمل معظمها مع العديد من األسباب الموجودة في المسيرات واإلحتجاجات والتي قد تتشابه في

الكيانات العربية األفريقية القائمة، وتتركز أهم األسباب في الفساد الذي أخذ أشكاال متعددة : نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر) منها السياسي واالقتصادي واالجتماعي(ومتنوعة

في الدولة التونسية، ومن ذلك قد هيمنة النخبة الحاكمة على مجتمع المال واألعمال -1عملت العائلة المالكة على تطويع القوانين والتحايل عليها للسيطرة على الممتلكات العامة والحصول على القروض الضخمة بدون ضمانات مما أدى إلى تحويل

264Fالمؤسسات العامة إلى ملكية خاصة لهم

وقد كان النظام يسيطر على األجهزة . 265ية وكان لهذا تأثير كبير أتاح له استغالل النظام اإلقتصادي والقطاع السياسية واألمن

.المالي إثراء نفسهانتشار معدالت البطالة في المجتمع التونسي، فقد أشارت برقيات ويكيليكس إلى -2

تنامي مشاعر اإلشمئزاز بين العديد من التونسيين لوجود الثروات في أيدي القلة في .%30ه البطالة معدالت البطالة المجتمع، في وقت بلغت في

كذلك كان النظام التونسي منتهك لحقوق اإلنسان، حيث لم يبد أي احترام لسيادة -3القانون وهو ما كان أحد األسباب الهامة التي أشعلت نار الثورة لتضع نهاية لمعاناة الشعب التونسي سنوات طويلة، فالنظام لم يترك أي مجال أو هامش لفئات وسطية

الدولة والشعب أو حتى لمعارضات نصف فعلية يمكنها أن تربك حركة الشارع بين265Fبشعارات مزدوجة كما كانت تفعل األحزاب المصرية مثال

266.

www.ALDJEZEERA.NET : ،في الني العبدلي ، قراءة في عوامل الثورة التونسية يج -264زين : لك فرنسا ذ، أنظر ك COM WWW.CNNARABIC.، 13/04/2011ما أساليب ثورة تونس، في -265 2011/01/22األهرام المصرية ، في –بدين بن علي لم يطلب اللجوء االع

.مي بشارة ، مرجع سابق ذكره عز -266

107

الظلم المتزايد والفقر المنتشر في الكثير من المناطق، فالمزارعون يعانون من فقر -4لمتزايد المتمثل في ارتفاع مدقع وبالتالي تدهور القدرة الشرائية للفرد، فالتضخم المالي ا

األسعار وعجز الميزان التجاري بسبب تصاعد الواردات وانخفاض الصادرات أدى 266Fإلى انخفاض القدرة الشرائية للفرد

267. أدت المسحوبية إلى عدم تكافؤ الفرص بين أفراد الشعب الواحد، : المحسوبية والرشوة -5

حقها مع إهدار الفرصة أمام إلى جانب وضع الرجل الغير المناسب في أماكن ال يستمن هو أكفأ منه، كما أدت الرشوة إلى فساد كبير في االقتصاد جعله يتميز بعدم الشفافية وافتقاد مصداقية الكثير من المؤسسات في الدولة خصوصا األمن والقضاء

.واإلدارة

على وقد صنفت الثورة التونسية ضمن ثورات الربيع العربي، وقد أطلق هذا المصطلح الثورات العربية التي مثلت الحركات اإلحتجاجية السلمية الضخمة حيث مست عدة دول

والتي أطاحت 2011وانتهت في بداية سنة 2010عربية، اندلعت في تونس في أواخر سنة بحكم زين العابدين بن علي كما سبق ذكره في تونس، ومحمد حسني مبارك في مصر،

يا وكذلك تنازل الرئيس اليمني علي عبد اهللا صالح عن والعقيد معمر القذافي في ليبصالحياته لنائبه بموجب المبادرة الخليجيةكل هذه الثورات تندرج أيضا في هذا اإلطار، وكان من أسبابها األساسية انتشار الفساد والركود االقتصادي وسوء األحوال المعيشية، إضافة إلى

267Fالنتخابات في معظم البالد العربيةالتضييق السياسي واألمني وعدم نزاهة ا

268.

268Fوهناك أسباب داخلية وخارجية أدت إلى قيام ثورات الربيع العربي تتمثل في

269:

: األسباب الداخلية -أوال

ولها دور مفصل وحاسم في تفجير األحداث واندالع الثورات وهي عديدة منها أسباب .اجتماعية واقتصادية وسياسية وتعليمية وثقافية

WWW.ALHEWAR.ORG 17/04/2011خالد صبيح ،مواقف من ثورة تونس ، في -267 www.Aco.fm أحمد عبد الكريم و هشام المرسي ، حرب لألعنف ، النسخة اإللكترونية ، أكادمية التغيير ، -268

04/07/2007بتاريخ . 1992مصطفى الخشاب ،المدخل إلى علم اإلجتماع ، مكتبة األنجلومصرية ، القاهرة .د -269

108

: سباب االجتماعية واالقتصاديةاأل -1

حيث يعيش معظم سكان منطقة الشرق األوسط في ظل نظام اجتماعي مختلف يعتمد على عالقات القرابة ونواتها األساسية هي القبيلة والذي يتحرك بدافع العرف والعادات

. لفوالتقاليد القديمة، وللخرافات الدينية أيضا دور محوري في تأصيل هذا النظام المخت :وهنالك عاملين وراء تخلف الدول العربية من النواحي االقتصادية واالجتماعية وهما

حيث تعاني معظم دول الوطن العربي وكذلك في معظم دول القارة : اإلقتصاد -اإلفريقية من التخلف االقتصادي خاصة الدول العربية، فهي غالبا ما تعتمد على

الخارجية في حين تغيب التنمية الحقيقة بسبب واردات النفط أو السياحة والمعونات صعوبات تتمثل في ارتفاع معدل تزايد السكان في الدول العربية، نقص الكوادر الوطنية، التفاوت في مستوى التطور االقتصادي واالجتماعي، انخفاض مستوى

.اإلدخار، وفي ظل هذا الوضع المتردي فإن دخل الفرد سيكون متدنيمليون 335م نحو 2009حيث وصل عدد سكان العالم العربي عام : يمالتربية والتعل -

مليون نسمة من األميين هذه االنسبة تشكل فجوة عميقة تؤثر على 100نسمة بينهم .تطور المجتمع العربي، وتترتب عليها نتائج سياسية واجتماعية خطيرة

تقليدي في التلقين كما أن السياسة التعليمية في الشرق األوسط ماعدا إسرائيل بشكل -وعدم إعطاء الطالب فرصة للتفكير المفتوح، وهناك عدم اإلعتناء بالبحث العلمي في الجامعات مما يعني أن أزمة البحث العلمي في العالم العربي تعني التخلف العربي عن ركب الحضارة والنهضة العلمية، والمالحظ أن نسبة اإلنفاق على البحث العلمي

في األقطار العربية كافة لعام 0.5الناتج المحلي اإلجمالي لم تتعد بالنسبة إلى 9.8، بينما في إسرائيل فإن اإلنفاق على البحث العلمي عدا العسكري حوالي 1992

269Fمن الناتج القومي 2.6يوازي " شيكل"مليارات

270.

:األسباب السياسية -2

الثورات العربية :، ورقة بعنوان "السودان–خرطوم -قسم العلوم السياسية جامعة البحري "ريم محمد موسى . د -270

4،ص1012،سنة 17مر فيالدلفيا رقم ومستقبل التغيير السياسي،ثقافة التغيير،مؤت

109

يقع بعضها في القارة معظم بلدان الوطن العربي هي ذات نظم تسلطية واستبدادية اإلفريقية والبعض اآلخر في القارة اآلسياوية، وبالتالي في ظل هذه األنظمة تنعدم مظاهر التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية التعبير واإلعالم، وبالتالي كلها أسباب

.أدت إلى اندالع ثورات الربيع العربي

:األسباب الخارجية -ثانيا

األسباب والعوامل الداخلية التي أدت إلى قيام الثورات العربية هنالك عوامل بجانب مؤثرة خارج حدود الدول التي قامت بها الثورات، وهذه العوامل الخارجية لها دور ال يمكن إغفاله بصورة عامة في إحداث التغيير في الدول التي تأثرت بما يسمى بالربيع العربي ،

وحول مدى تأثير العوامل واألسباب الخارجية هناك . بصفة مباشرة لكن ال يظهر تأثيرها :اتجاهان

إتجاه يرى أن الثورات العربية واالحتجاجات هي صناعة داخلية خالصة لم يكن فيها -1أي دور خارجي، ويذهب أيضا هذا االتجاه إلى أبعد من ذلك ويعتقدون بأن الغرب

رات العربية وٕانما يتم التعامل معها كأمر وخاصة الواليات المتحدة ليست سعيدة بالثو 270Fواقع

271. اتجاه يرى دور العامل الخارجي له قوة مؤثرة في تحريك الشارع العربي وٕاحداث -2

تغييرات فيه، ويعتقد أصحاب هذا االتجاه استنادا إلى وثائق سرية كشفها موقع تدعم أن الواليات المتحدة دفعت ماليين الدوالرات إلى منظمات " ويكيليكس"

الديمقراطية في بعض الدول العربية، والبعض يرى أن هذه الوثائق والموقع نفسه كان له دور فاعل بما حدث في العالم العربي ألن هذه الوثائق كشفت أمور سرية عديدة

271Fحول الحكام وحاشيتهم وعن حجم الفساد الموجود في هذه الدول

272.

:أثار التغيير واإلصالح السياسي-ثالثا

2012يونيو 07، بتاريخ 1221:جاسم الصغير ، األنظمة العربية و اإلصالح السياسي ، الحوار المتمدن العدد- 271 . 13،ص 2011الدار البيضاء ، مطبعة النجاح األيوبية ، –أسئلة الفكر العربي المعاصر –عبد هللا بلقزيز - 272

110

ن آثار الربيع لعربي فقد نجحت معظمها في إسقاط أنظمة الحكم في كل من أما عمصر وليبيا وتونس، أما عن تونس محل الدراسة فقد عرفت بعدما أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، فترة انتقالية صعبة ودقيقة وحساسة، تم من خاللها تحديد

ها إعالن لجنة اإلصالحات الدستورية والسياسية لدستور مستقبل البالد ومصيرها، انبثقت عن، تم بموجبه عدة تنقيح عدة مجاالت سنتطرق لها في 2014تونسي جديد صدر في جانفي

الفقرة الموالية، وقد وقفت اللجنة وقفة خاصة استفادت باألساس من الخبرة التاريخية للتراث الوقفة السياق التاريخي للتجربة الدستوري واستعادت كذلك من خالل هذه و السياسي

.الدستورية التونسية

أهم المجاالت التي عرفت التعديل الدستوري: الفقرة الثالثة

لدستور ا فيهم المجاالت التي حظيت بالتعديل ألدراسة وجيزة و نتناول في هذه الفقرة 2014التونسي الجديد لسنة

ساحقة في المجلس الوطني التأسيسي حظي الدستور الجديد التونسي بتأييد غالبية شعبنا "في التصويت الذي جرى بعد أكثر من سنتين عمل، يؤكد الدستور تمسك ) البرلمان(

، كما تمت اإلشارة إلى طبيعة النظام "بتعاليم اإلسالم ومقاصده المتسمة بالتفتح واإلعتدال272F"نظام جمهوري ديمقراطي تشاركي"الذي يؤسسه الدستور الجديد وهو

، في إطار دولة 273 149وجاء الدستور التونسي في ". مدنية السيادة فيها للشعب عبر تداول سلمي للحكم

.فصول تنقسم إلى عشرة أبواب

بعد ثالث سنوات من سقوط نظام زين العابدين بن علي، تم اعتماد دستور جديد في ليه بأغلبية ساحقة ، وقد تم التصويت ع2014يناير / جانفي 26تونس وذلك يوم األحد

في الجمعية الوطنية ) ضد وأ امتناعات عن التصويت 12صوت، مقابل 200(وذلك 1959، ويحل هذا الدستور الجديد محل الدستور التونسي لسنة ANC( 273F274(التأسيسية

.،الفقرة الرابعة2014نسي الجديد لسنة توطئة الدستور التو -273

274- (ANC) Assemblée nationale constituante.

111

274F، استغرقت هذه الجمعية التأسيسية سنتين وثالثة أشهر2011والذي علق منذ مارس

بعد 275لوضع اللمسات األخيرة على توطئة النص الدستوري وفصوله 2011انتخابها في أكتوبر

واعتبر هذا . أبواب 10، نظمت كما ذكرناه آنفا في 275F276 )149(المئة والتسعة واألربعين الدستور كحال وسطا بين النهضة اإلسالمية التي تصدرت االنتخابات التشريعية والقوى

.السياسية األخرى

المبادئ : الرجوع إلى النقاط األساسية التي عرفت تعديال دستوريا فنذكر منهاوب276Fالعامة وقد جاء فيها أنه قد تم تبني نظام جمهوري ديمقراطي تشاركي

في إطار دولة 277مدنية يحكمها القانون والسيادة فيها تسند للشعب عبر تداول سلمي على الحكم بواسطة

فصل بين السلطات والتوازن بينها، والفصلين األول والثاني االنتخابات الحرة وعلى مبدأ اليحددان طبيعة الدولة والتي تتجلى من خالل أن تونس دولة حرة ومستقلة، ذات سيادة، اإلسالم دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها، وهي دولة مدنية تقوم على المواطنة وٕارادة

.الشعب وعلوية القانون

ة التونسية نظام برلماني مختلط، فقد اصبح لرئيس الجمهورية بعض كما أصبح للدولمن الدستور 77طبقا للفصل ) حل مجلس نواب الشعب(االمتيازات القوية نذكر أحدها

الجديد وتقيد هذا الحق بشروط واردة في الدستور، كما يقوم ويختص بضبط السياسات من القومي المتعلق بحماية الدوية والتراب العامة في مجاالت الدفاع والعالقات الخارجية واأل

الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة وهذا طبقا لما أما السلطة التنفيذية . 2014من الدستور التونسي الجديد لسنة ) 77(ورد في الفصل

وقد نص على هذا فتمارس من طرف رئيس الجمهورية وحكومة يرأسها رئيس الحكومة 277F، وحدد الدستور مدة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة خمسة)71الفصل (

سنوات عن 278طريق االقتراع العام والمباشر، ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين مرشح حزب اإلئتالف اإلنتخابي المتحصل على أكبر عدد من المقاعد بمجلس نواب الشعب، كرئيس للحكومة ومن 275- Libertés, droit des femmes : les avancées de la constitution Tunisienne, par Hélène sallon, le monde : le 277/01/2014, www.lemonde.fr.

2014التونسي الجديد لسنة الدستور -276 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 4التوطئة، الفقرة -277 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 75الفصل -278

112

278Fلك طلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقةبين اختصاصاته كذ

في مواصلة 279 .الحكومة لنشاطها مرتين على األكثر خالل كامل المدة الرئاسية

أما السلطة التشريعية فتمارس من خالل ممثلي الشعب في مجلس نواب الشعب عن را، سريا ويتم انتخاب اعضاء مجلس نواب الشعب انتخابا عاما، حرا مباش. طريق االستفتاء

279Fونزيها وشفافا وفق القانون االنتخابي

280F، لمدة خمسة سنوات280

، ويجوز ألغلبية أعضاء 281مجلس النواب المبادرة بالئحة معللة إلعفاء رئيس الجمهورية من أجل خرق جسيم

281Fللدستور

، كما يمكن لمجلس نواب الشعب على التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة 282282Fلنشاطها

على أن المعارضة ) 60(ور التونسي الجديد في فصله الستون ولقد نص الدست. 283283Fمكون أساسي في مجلس نواب الشعب

، كما لها حقوقها التي تمكنها من النهوض بمهامها 284في العمل النيابي وتضمن لها تمثيلية وفاعلية في كل هياكل المجلس وأنشطته الداخلية

لمكلفة بالمالية وخطة مقرر باللجنة المكلفة والخارجية، كما تسند إليها وجوبا رئاسة اللجنة ا284Fبالعالقات الخارجية

، كما لها الحق في تكوين لجنة تحقيق كل سنة وترأسها ومن واجباتها 285اإلسهام النشيط وبناء العمل النيابي، ومنه نستخلص أن الدستور ضامن للتعددية السياسية

س نواب الشعب المعارضة ولها والحزبية ومكرس لها، ومن بين المكونات األساسية لمجل .دور فاعل وهام في األنشطة الداخلية والخارجية للمجلس

أما عن مكانة الدين اإلسالمي، فقد ورد في توطئة الدستور التونسي الجديد لسنة ، إلتزام الناس بتعاليم اإلسالم وأهدافه ومقاصده المتسمة بالتفتح واإلعتدال وبالقيم 2014

285Fقوق اإلنسان الكونية الساميةاإلنسانية ومبادئ ح

، كما يعترف الفصل األول بمكانة 286اإلسالم أنه دين الدولة، ولم تصبح الشريعة مصدر من مصادر القانون كما أراد اإلسالميون

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2الفقرة 99الفصل -279 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 50الفصل -280 .2014الدستور التونسي الجديد لسنة من 56الفصل -281 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 88الفصل -282 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 99الفصل -283 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1الفقرة 60الفصل -284 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2الفقرة 60الفصل -285 .2014الفقرة الثالثة من توطئة الدستور التونسي الجديد لسنة -286

113

286Fفي البداية

، ويؤكد الفصل الثاني على الطابع المدني للدولة وقيامها على المواطنة وٕارادة 287حظة أنه يجب توفر شرط الدين اإلسالمي في المترشحين الشعب وعلوية القانون مع المال

كما أن الدولة راعية للدين . من الدستور) 74(لإلنتخابات الرئاسية وهذا بموجب الفصل المساجد ودور وكافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، كما تضمن حياد

من الدستور التونسي الجديد لسنة 6فصل العبادة عن التوظيف الحزبي وهذا ما قد ورد في ال، كما أكد الدستور على سهر الدولة لتسير قيم اإلعتدال والتسامح وبحماية المؤسسات 2014

287Fمع النيل منها

288.

أما فيما يخص الحقوق والحريات األسياسية، فقد ورد في توطئة الدستور أن الدولة لية القضاء والمساواة في الحقوق تضمن علوية القانون واحترام حقوق اإلنسان واستقال

والواجبات بين جميع المواطنين والمواطنات والعدل بين الجهات، وكرست كذلك المساواة دون 288Fأي تمييز

بين المواطنين، وتسهر الدولة على ضمان الحقوق والحريات الفردية والجماعية 289289Fوالعامة، وتهيئ لهم ظروف العيش الكريم

290F، وتقدس الحق في الحياة290

، وتحمي الدولة 291291Fكرامة الذات البشرية وحرمة الجسد، تمنع كل من التعذيب المعنوي والمادي

، وتحمي 292292Fالدولة الحياة الخاصة وحرمة المسكن وسرية المواصالت والعطيات الشخصية

، وتمنح 293293Fلكل مواطن حرية اختيار مقر إقامته وتنقله داخل وخارج البالد، ومغادرته للوطن

294 ،294Fحرية تشكيل األحزاب السياسية 2014ن خالل دستورها لسنة ومنحت الدولة م

والنقابات 295295Fوالجمعيات، والحق في التنظيم النقابي وضمان الدولة لحق اإلضراب

، وقد أكد الدستور 296 .على أن التعديل الدستوري ال يمكن أن يمس جوهر الحقوق والحريات

287- Libertés, droit des femmes : les avancées de la constitution Tunisienne, par Hélène sallon, le monde : le 277/01/2014, www.le monde.fr.

.2014التونسي الجديد لسنة من الدستور 2الفقرة 6الفصل -288 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1الفقرة 21الفصل -289 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2الفقرة 21الفصل -290 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 22الفصل -291 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 23الفصل -292 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1رة الفق 24الفصل -293 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2الفقرة 24الفصل -294 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 35الفصل -295 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 36الفصل -296

114

في العالم العربي أما فيما يخص مجال حقوق المرأة، فإن الدستور التونسي واإلسالمي، هو القانون األساسي الذي يوفر بنسبة عالية ضمانات لحقوق المرأة، حيث ورد

من الدستور التونسي، أن الدولة تعمل على ضمان تمثيلية المرأة في 34في الفصل من الدستور على أنه لكل مواطن ومواطنة الحق في 40المجالس المنتخبة، وينص الفصل

.ي ظروف الئقة وبأجر عادلالعمل ف

فقد كرس بصفة صريحة لحماية الحقوق المكتسبة للمرأة والعمل على 46أما الفصل دعمها وتطويرها، وتعمل الدولة على تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة وتحمل مختلف المسؤوليات في جميع المجاالت، كما تسعى الدولة كذلك إلى تحقيق التناصف بين المرأة

جل في المجالس المنتخبة كما تقوم الدولة كذلك بمكافحة جميع اصناف العنف ضد والر 296Fالمرأة

297.

297Fأما الهيئة الدستورية التي استحدثت فهي المحكمة الدستورية

، فقد نصبت بموجب 298، فيعتبر تنصيبها بمثابة قفزة كبيرة نحو الديمقراطية، فقد تم 2014هذا الدستور الجديد لسنة

إعطاء اختصاصات بالغة األهمية للمحكمة الدستورية في مراقبة وربموجب هذا الدست298Fدستورية القوانين

، وتحديد حدود السلطة التشريعية من خالل مراقبة المحكمة الدستورية 299للمشرع التونسي خالل سنه للقوانين لكي ال تتعارض هذه القوانين والدستور وكذلك تجنب

، كما قد حدد الدستور أن المراقبة على دستورية تعارضها مع الحقوق والحريات األساسيةالقوانين تمارس بطلب من السلطات العمومية وذلك من طرف رئيس الجمهورية أو الحكومة

299Fوأ ثالثين عضوا من أعضاء البرلمان

، إن كل مبادرة لتعديل الدستور تعرض من قبل 300300Fرئيس مجلس نواب الشعب على المحكمة الدستورية

301.

يتضمن إنشاء هيئات دستورية مستقلة تعمل على دعم الديمقراطية 125أما الفصل وعلى كافة مؤسسات الدولة تسيير عملها، ويجدر التنويه إلى منح الدستور لهذه الهيئات

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 46الفصل -297 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 118الفصل -298 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 120الفصل -299 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2الفقرة 120الفصل -300 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1الفقرة 144الفصل -301

115

301Fالشخصية القانونية واإلستقاللية اإلدارية والمالية

، وتنتخب من قبل مجلس نواب الشعب 302تقرير سنويا يناقش بالنسبة لكل هيئة في جلسة عامة مخصصة بأغلبية معززة وترفع له

302Fللغرض وقد ترك الدستور طريقة تنظيمها وتزكيتها إلى القانون

303.

مظاهر تغيير مكانة السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد لسنة : الفرع الثاني2014

ية، إشكالية تداول من بين الظواهر الشاذة التي تعرفها مجموعة من األنظمة العربالسلطة، والتي ساهم بطؤها الشديد في موت النخب السياسية لتحتكر أسماء معينة صناعة القرار السياسي بال منافسة، أو منافسة وهمية ضعيفة تفضي في النهاية إلى فوز ساحق للجهات نفسها، هذه الظاهرة سيطرت على النظام التونسي بدوره مدة من الزمن لم تكن

مع الرئيس لحبيب بورقيبة إلى غاية ثورة الربيع ) 1957(ينة منذ نهاية الخمسينات باله-1957(سنة 40العربي مع الرئيس زين العابدين بن علي، إذا خالل هذه الفترة ما يقارب

:ناتونس سوى رئيسلم يتعاقب على حكم ) 2011

1987-1957: الحبيب بورقيبة - .2011-1987: زين العابدين بن علي -

هذه الدائرة المغلقة في الحكم استساغها بعض القانونيين والسياسيين في األنظمة الملكية، حيث توارث العرش ومساطره معينة في انتقال الحكم، ال تخضع للتحديد الزمني المسبق، العكس تماما مع األنظمة الجمهورية التي تنظمها انتخابات دورية بمدد زمنية

.محددة مسبقا

المصاحب للثورة، ثورة على التقاليد الدستورية 2014ر التونسي لسنة شكل الدستو والسياسية التونسية على مستويات عدة، من ضمنها مؤسسة رئاسة الدولة التي ركز عليها

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2 الفقرة 125الفصل -302 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 3الفقرة 125الفصل -303

116

المشرع الدستوري بشكل الفت ومهم، باعتبارها شكلت دوما القلب النابض للنظام السياسي سياسية للدولة واحتكارها للسلطة مع توزيع بعض التونسي، وكذلك لنفاذها داخل كل ال

الوظائف على الجهات األخرى، مستندة في ذلك إلى مشروعيتها الحزبية وشرعيتها هل مازلت مؤسسة الرئاسة في تونس : الدستورية، ومن هنا يجدر بنا طرح التساؤل الموالي

خالل هذا التساؤل نقسم قوية كما كانت سابقا منذ العهد البورقيبي؟، ومن 2014مع دستور التغير : هذا الفرع إلى الفقرتين المواليتين لإلجابة على التساؤل، فنتناول في الفقرة األولى

، وفي الفقرة الثانية نتناول )رئاسة الدولة(على مستوى القطب األول في الجهاز التنفيذي .ومةالتغيير الجوهري على مستوى صالحيات رئيس الدولة وتقوية مؤسسة الحك

)رئاسة الدولة(التغيير على مستوى القطب األول في الجهاز التنفيذي : الفقرة األولى

:وسنتناول في هذه الفقرة العناصر التالية

)مسار تاريخي(انتخاب رئيس الدولة : أوال، 2014إلى غاية دستور 1959التغيرات على مستوى مدة رئاسة الدولة منذ دستور : ثانيا :وذلك 2014دستور قبل -1 .2014مع دستور -2 ).شغور منصب الرئي، التفويض واإلعفاء(خلو منصب الرئاسة وتنظيم الحلول : ثالثا

)مسار تاريخي(انتخاب رئيس الدولة : أوال

شكل المبدأ اإلنتخابي ثورة على تقاليد السياسة التونسية بعد إطاحة النظام الملكي، شروعية التاريخية الوراثية ليتمتع إثر ذلك رئيس حيث حلت المشروعية االنتخابية محل الم

الجمهورية المنتخب بمشروعية شعبية ال تضاهيها إال تلك التي يتمتع بها أعضاء المجلس 303Fالنيابي

304.

سلسبيل القليبي، السلطة التنفيذية في الدستور التونسي، مذكور في الدستور التونسي في الذكرى الربعين إلصداره -304

، )2000قتصادية واالجتماعية إلمركز الدراسات والبحوث ا دستوري،تونس الجمعية التونسية للقانون ال( 1959-1999 .110ص

117

اتسمت الطريقة التي كان ينتخب بها الرئيس التونسي في البداية بالبساطة وعدم من الدستور، والفقرة 39الفصل الذي شمل 2002التعقيد قبل التعديل الدستوري لسنة

ينتخب رئيس الجمهورية لمدة خمسة سنوات، انتخابا عاما حرا : "األولى منه تنص على أنهوعليه فإن طريقة ..." طبق الشروط المنصوص عليها بالقانون االنتخابي... مباشرا سريا

حيث كانت تكلف االقتراع المعتمدة تمثلت في االقتراع الفردي باألغلبية في دورة واحدة،من الدستور بالتصريح بانتخاب المترشح الحائز أوفر عدد 40لجنة خاصة حسب الفصل

).أي الجريدة الرسمية(من األصوات مع نشر نتائج اإلنتخابات بالرائد الرسمي

أما بعد التنقيحات التي وردت على مجموعة من الفصول في الدستور التونسي ما اصبح الفصل 2002ماي 26الستفتاء الدستوري الذي أجري يوم قبل الثورة دائما، إثر ا

انتخابا عاما، حرا، مباشرا، سريا، وباألغلبية ... ينتخب رئيس الجمهورية"ينص على أنه 39المطلقة لألصوات المصرح بها، وفي حالة عدم الحصول على تلك األغلبية في الدولة

موالي ليوم االقتراع، وال يمكن أن يتقدم للدورة األولى تنظم دورة ثانية يوم األحد الثاني الالثانية إال المترشحان المحرزان على أكثر عدد من األصوات في الدولة األولى مع اعتبار

..."االنسحابات عند االقتضاء، وذلك طبقا للشروط المنصوص عليها بالقانون اإلنتخابي

تناول نمط االقتراع بنوع 2002في صيغته السابقة على تنقيح 39وٕاذا كان الفصل من العمومية، حيث سكت عن نسبة األصوات الالزمة لنجاح المرشح في االنتخابات

من القانون اإلنتخابي المتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية قد حاول 70الرئاسية فإن الفصل من هذا 66تعلن اللجنة المنصوص عليها بالفصل : "إزالة ذلك اللبس بنصه على ما يلي

".القانون عن انتخاب المترشح الذي أحرز على اوفر عدد من األصوات

أوفر عدد من األصوات أن نسبة األصوات المطلوبة للفوز "ويستدل من عبارة بالرئاسة هي أغلبية بسيطة، وٕاذا كان الوضع السياسي في تونس المتميز بالمكانة الخاصة

، وبالسيطرة )تعيينه للرئاسة مدى الحياةالذي تم (التي يحظى بها الرئيس الحبيب بورقيبة التي كان يتمتع بها الحزب اإلشتراكي قد حاول دون إقرار نظام دورتين إلنتخاب رئيس

118

304Fالجمهورية

جاء فيما بعد ليضيف نمط االقتراع ويعد له على الشكل 39، فإن الفصل 305 :التالي

أوفر عدد من "ة األغلبية المطلقة يدل على عبار : تحديد األغلبية المطلوبة بـ - "األصوات

نظام الدورتين يدل على الدورة الواحدة، ما يفيد اإلقرار الدستوري للتعددية في - .الترشيح

مسطرة اإلنتخاب لرئاسة الجمهورية عموما لم يطرأ عليها تغيير جذري أو كبير بعد خصوصا في الشق 2014ينتير / كانون الثاني 26أي مع الدستور الحالي لـ –الثورة

الفوز باألغلبية ..." المتعلق باألغلبيات المطلوبة وطريقة االقتراع وٕامكان تنظيم الدروتين، وتحديد اغلبية الدورة 2014من دستور ) 85(المطلقة في الدورة الولى حسب الفصل

من القانون األساسي المتعلق باإلنتخابات 112الثانية بأغلبية األصوات من خالل الفصل ذا األمر ال يفيد طبعا بأن الثورة لم تغير شيئا في هذا الباب، حيث نلمس واالستفتاء، ه

بشكل جلي روحا جديدة تسري على مجموع المقتضيات المؤسسة والمقننة لمؤسسات الحكم، المؤطر لطريقة انتخاب ) 75(مفادها التريث والحذر والرغبة في التغيير توضحت مع الفصل

305Fنتخاب بطريقة شفافة ونزيهةالرئيس حينما اشترط أن يتم اال

كما تم تفصيل هذا . 306فصال مدرجة في القانون األساسي لإلنتخابات في الباب ) 20(المقتضى من خالل ما يناهز

المتعلق بالجرائم اإلنتخابية، وٕاذا تعذر إجراء االنتخابات في موعدها بسبب خطر داهم فإن .اإلنتخاباتالمدة الرئاسية تمدد بقانون إلى أن يتسنى إجراء

في المقابل يمكن أن تجرى االنتخابات قبل انتهاء المدة الرئاسية الجارية وذلك بسبب 306Fشغور منصب رئاسة الجمهورية لسبب من أسباب الشغور الدائم

307.

تونس، مركز الدراسات والبحوث للنشر، كلية الحقوق والعلوم (عبد الفتاح عمر، الوجيز في القانون الدستوري -305

.426-425، ص )1987السياسية، ... خب رئيس الجمهورية انتخابا عاما، حراينت" 2014جانفي / كانون الثاني 26من الدستور التونسي لـ 85الفصل -306

...".نزيها وشفافا .2014من دستور سنة 86، 75أنظر الفصلين -307

119

نظرا إلى األهمية التي أصبحت تكتسبها المؤسسات الدستورية في تونس، ورغبة السياسية، تم فسح المجال للتونسيين المقيمين النظام السياسي في توسيع قاعدة المشاركة

بالخارج من أجل المشاركة في االنتخابات التشريعية والرئاسية واالستفتاء، حيث تجرى عمليات التصويت بالمراكز الدبلوماسية والقنصلية خالل ثالثة أيام متتالية آخرها يوم االقتراع

307Fداخل الجمهورية

ح باب التصويت في وجه التونسيين ، علما انه في وقت سابق كان يفت308308Fالمقيمين بالخارج بمناسبة االنتخابات الرئاسية دون التشريعية

309.

إلى غاية دستور 1959منذ دستور يرات على مستوى مدة رئاسة الدولةالتغي: ثانيا2014

من مسلمات القانون الدستوري وأنظمة الحكم : النخبة الرئاسية بين اإلستقرار والتجديدسي الرئاسة في النظام الجمهوري مؤقت لزمن محدد ومعين قد يمتد من أربع غلى سبع أن كر

سنوات حسب قناعات األنظمة، تحكمه قوانين انتخابية دورية وتؤطره صناديق االقتراع، بينما في النظام الملكي كرسي العرش دائم وراثي تحكمه كذلك قوانين لكنها ليست انتخابية وال

محددة لكيفيات وراثة العرش وانتقال الحكم داخل العائلة الملكية، غالبا ما يتم اقتراعية، وٕانما .التداول بعد الوفاة أو التنازل

إذا كانت القوانين واألنظمة الدستورية عرفت مجموعة من االنحرافات والتغييرات عن ت استساغة القواعد العامة في ما يتعلق بكيفيات اشتغال السلط والعالقات فيما بينها، وتم

ذلك األمر على أساس احترام جوهر السلطة وروح القوانين، فإن تلك االنحرافات قد بلغت ذروتها حينما حاولت مجموعة من األنظمة قلب أسس أنظمة الحكم والقوانين الدستورية

بالجمهوريات الملكية أو الملكيات الجمهورية، حيث نجد رئيس –بابتكار ما أطلق عليه مجازا 309Fة المنتخب يخضع مؤسسة الرئاسة لمساطر وراثة العرشالدول

310.

.من القانون األساسي المتعلق باإلنتخابات 103الفصل -308تونس، مركز (رافع بن عاشور، المؤسسات والنظام السياسي بتونس، : للمزيد من التفاصيل حول الموضوع، أنظر -309 .200، ص )2000ر الجامعي، النشأمينة هكو، مؤسسة الرئاسة في تونس بين الثابت والثورة الدستورية، ةمجلة المستقبل العربي، كلية الحقوق، جامعة -310

.24محمد األول وجدة، المغرب، ص

120

وعليه يجب البحث في كيفية تعامل النظام الجمهوري التونسي مع هذا المعطى، لم إلى غاية 1959تشهد تونس تغييرات على مستوى مدة الرئاسة منذ النص األصلي لدستور

وات، وهي مدة معتدلة ، حيث حددت منذ البداية في خمس سن2014الدستور الحالي لسنة ومعقولة، وبالتالي ال يطرح بخصوص هذا النظام إشكال على مستوى المدة بقدر ما يطرح على مستوى تجديد صالحية رئاسة الدولة، أو ما يعرف اختصارا بالتداول على السلطة، والذي عرف عبر التاريخ التونسي وضعا يتراوح بين المغاالت في إعداة الترشيح، وتأسيس

310Fلرئاسة مدى الحياةا

311.

:2014ما قبل دستور -1

لرئيس الجمهورية أن يجدد ترشحه : "1958من مشروع دستور 73نصت المادة ، ليتم تدارك ذلك األمر باعتبار تمكيين رئيس الجمهورية من أربع مدد متتالية يشكل "للرئاسة

مهورية من أال يتمكن رئيس الج 1959حالل مناسب، لذلك قضى النص األصلي لدستور 311Fتجديد انتخابه أكثر من ثالث مرات متتالية

، وخالل المؤتمر السابع للحزب اإلشتراكي 312من يخلفه في الحكم، ) الحبيب بورقيبة(أثار الرئيس السابق لتونس 1964الدستوري سنة

حين اقترح المؤتمر الثامن للحزب إبقاء 1971ليستمر النقاش حول تلك المسألة إلى غاية جاء القانون الدستوري عدد 1975مارس / وفي آذار. مدى الحياة رئيسا للجمهورية" ةبورقيب"

312F)51(و) 40(لينقح الفصلين -13

مؤسسا بذلك الرئاسة مدى الحياة، ليعقبه بذلك في 313ينتخب : "ضمن المجلة اإلنتخابية لينص على) 66(صدور عدد 1976أغسطس / آب 11

وبهذه النصوص يكون . 313F314"جوز له أن يجدد ترشحهرئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات، ويمن ) 39(المشرع التونسي قد أقر تحديد والية الرئيس دون تحديد انطالقا من الفصل

وبصفة استثنائية، واعتبارا للخدمات الجليلة التي قدمها المجاهد : "الدستور الذي جاء فيه

.24، ص السابق لمرجعاأمينة هكو، . أ -311 .427، ص السابق المرجعالوجيز في القانون الدستوري، عبد الفتاح عمر، -312دستور الجمهورية : ، مذكرة في602، ص )1975مارس / آذار 21-19( 18، العدد )تونس(الرائد الرسمي -313

.2001تونس، منشورات المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية، (التونسية، ، مركز الدراسات تونس، المنشورات العلمية التونسية(عبد الفتاح عمرو قيس سعيد، نصوص ووثائق تونسية -314

.407، ص )1987والبحوث والنشر، كلية الحقوق والعلوم السياسية،

121

رئاسة الجمهورية مدى الحياة يعلن مجلس األمة إسناد ... الحبيب بورقيبة للشعب التونسي ".إلى الرئيس الحبيب بورقيبة

أنه قبل -في الحقبة البورقيبية–المالحظ من تاريخ االنتخابات الرئاسية التونسية ، كان المرشح للرئاسة دوما هو رئيس الحزب 1975دسترة الرئاسة مدى الحياة سنة

نسبة فوزه تزداد مع كل تجديد، وذلك منذ االستقالل، وكانت" الحبيب بورقيبة"الدستوري 314Fنذكر من ذلك

315:

.من األصوات %91.47حصل على 1959سنة - .من األصوات %96.43حصل على 1964سنة - .من األصوات %99.76حصل على 1969سنة - .من األصوات %99.85حصل على 1974سنة -

سمي عن الحكم بواسطة ما " بورقيبة"استمر ذلك الوضع إلى غاية إبعاد الرئيس سنة ) زين العابدين بن علي(الذي قاده وزير الداخلية آنذاك ) اإلنقالب السلمي األبيض(

25لـ 88، حيث تم العدول عن الرئاسة مدى الحياة بموجب التنقيح الدستوري عدد 1987من الدستور يجيز لرئيس الجمهورية أن يجدد 39، وأصبح الفصل 1988يوليو / تموز

ن، كما حددت كذلك السن القصوى التي تحرم كل من تجاوزها إعادة ترشحه مرتين متتاليتي .315F316)40(ترشيح في سبعين سنة بموجب الفصل

تلك المسيرة التي طبعت التاريخ الدستوري التونسي بخصوص إمكان تجديد بعد كلالترشيح والتأسيس للرئاسة مدى الحياة، لم يتمكن المسار التصحيحي الذي حاول ان يقوده

سنة 16من الصمود امام إعزاءات السلطة ألزيد من ) زين العابدين بن علي(السابق الرئيس، ليتم اإلعالن عن استفتاء دستوري 1987نوفمبر / منذ نغيير السابع من تشرين الثاني

أعاد بعث مؤسسة الرئاسة مدى الحياة من خالل الفصل 2002مايو / أيار 26بتاريخ

حميد حنون خالد الساعدي، الوظيفة التنفيذية لرئيس الدولة في النظام الرئاسي، أطروحة دكتوراه في القانون العام، -315

.105، ص 1981كلية الحقوق، جامعة عين شمس، القاهرة، ، ص 1988يوليو 26، 50العدد ) تونس(، الرائد الرسمي 1988جويلية 25مؤرخ في 88قانون دستوري عدد -316

1062.

122

يجوز لرئيس الجمهورية أن يجدد : "منه على النص على أنهالذي اكتفى مع آخر فقرة ) 39(316F"ترشيحه

تم رفع السن ) 2002مايو /أيار 26أي (، وبموجب هذا التنقيح الدستوري 317من الدستور، وقد ) 40(سنة بموجب الفصل 70سنة بدل 75القصوى إلمكان الترشيح إلى

ه إتهام بن علي برغبته وجهت انتقادات كثيرة لذلك التنقيح صبت في مجملها في اتجاالواضحة في البقاء في السلطة واالستقرار في كرسي الرئاسة بشكل قانوني، حيث كان عمر

سنة ولم تبق له فرص كثيرة لترشح، وبالتالي تمديد السن القصوى 65الرئيس حينها يبلغ لذي لم لكن األمر ا 2014سنة كان سيفتح له إمكانات إعادة الترشح إلى غاية سنة 75إلى

والذي تجاوز الذكاء الدستوري للرئيس السابق، هو قيام 2002يتوقعه التنقيح الدستوري لسنة .عصفت بالتحايالت الدستورية والسياسية للطبقة الحاكمة 2014ثورة شعبية قبل سنة

:2014مع دستور -2

عائقا او خلال وجب الوقوف عنده 2014لم تمثل المدة الرئاسية لواضعي دستور لتصويبه، إلدراكهم أن إشكالية الدورة الرئاسية لم تتجسد في عدد سنوات المدة الرئاسية بقدر ما تمثلت بإمكان دوران النخبة وتحركها، أو جمودها وتوقفها إلى أمد غير مسمى أو بعيد

المدة الرئاسية في خمسة أعوام كنظيره 2014من الدستور ) 75(المدى، وعليه حدد الفصل مرورا بكل التنقيحات التي عرفتها الحياة الدستورية التونسية، والتي لم 1959لسنة األصلي

.تغير من هذه المدة

أن يضبطها بشكل 2014في ما تعلق بدورة النخبة الرئاسية حاول مشرع دستور 54يجعل أمر تداول السلطة ممكنا في بلد لم يتعاقب على حكمه ورئاسته سوى رئيسين لمدة

سنوات بمعنى أنه ال يمكن ألي رئيس أن 10وبالتالي حدد أقصى فترة للرئاسة في سنة، ال يجوز تولي رئاسة الجمهورية ألكثر من : "يتولى حكم تونس ألكثر من عشر سنوات

.317F318"دورتين كاملتين

، 2002يونيو / حزيران 3، 45العدد ) تونس(، الرائد الرسمي 2002جويلية 1مؤرخ في 51قانون دستوري عدد -317

.1442ص ).تونس( 2014من دستور عام 5الفقرة 75الفصل -318

123

كان قد ) بن علي(ال يمكن أن نجزم بجدة هذا المقتضى بحكم أن الرئيس السبق ، لكنه لم يلبث أن قام بالتراجع عنه 1988الدستور التونسي لسنة أدخل هذا التنقيح على

.ليعيد فتح إمكان الترشيح بال تحديد 2002خالل التنقيح الدستوري لسنة

، والذي لم تتعرض له أي من التعديالت 2014الجديد إذا على مستوى دستور :الدستورية السابقة بهذا الخصوص، تمثل بما يلي

ة الجمهورية ألكثر من دورتين كاملتين، متصلتين أو منفصلتين، ال يجوز تولي رئاس -بمعنى أنه ال يمكن أن تتجاوز المدة الرئاسية ألي رئيس عشر سنوات إما دفعة واحدة

.أو منفصلةفي حالة استقالة رئيس الجمهورية تعتبر مدته الرئاسية كاملة، بمعنى أن لمدة خمس -

، وبالتالي استقالته وٕان قدمت مع بداية سنوات تحسب على الرئيس بمجرد تنصيبه318Fواليته األولى ال تبقى له سوى فرصة واحدة للترشيح

319. من أجل ضمان دوران النخبة الرئاسية عمد المشرع الدستوري التونسي إلى تحصين -

المقتضيات المذكورة أعاله المتعلقة بالمدة الرئاسية وتعدد الواليات، بتقنية الجمود للدستور، والتي تفيد بمنع إدخال أي تعديل على بعض مواد الدستور الجزئي المطلق

بصفة مطلقة وفي أي من األوقات وهذا ما درج فقه القانون الدستوري على تسميته ".الحظر الموضوعي"

وعليه نص المشرع التونسي على عدم جواز إدخال أي تعديل على عدد الدورات - .دائما 75صل الرئاسية ومددها بالزيادة من خالل الف

الدستوري التونسي عدم ثقته باألشخاص -أو الفكر–بهذه التقنية يؤكد المشرع ، لذلك عمد على حماية المكتسبات الدستورية بهذا الخصوص بالتقنيات واآلليات )الرؤساء(

الدستورية، ولكي تتخلص تونس من شبح الحزب المهيمن الذي اعتبر رافدا خصبا لصانعي في بلد استند بشكل واضح إلى المشروعية الحزبية، كما اعتبر ان اللعبة القرار السياسي

.2014ور التونسي الجديد لسنة من الدست 75الفصل -319

124

السوداء تحتكر صناعة القرار السياسي، حاول المشرع الدستوري أن يفصل بين المسؤوليات 319Fحينما جعل منصب رئاسة الجمهورية يتنافى مع أي مسؤولية حزبية

320.

)التفويض اإلعفاء –الرئاسة شغور منصب: (خلو منصب الرئاسة وتنظيم الحلول: ثالثا

إذا كانت الدساتير تحدد مساطر انتخاب رؤساء الدول، فهي بالمقابل تنظم ظاهرة الشغور، أي تتولى تحديد الحاالت التي ال يتمكن بموجبها رئيس الدولة المنتخب من ممارسة

يحدث الفوضى مهامه والقيام بدوره كرئيس، وذلك لتالفي الفراغ الذي يمكن أن يهدد البالد و .داخل المؤسسات

وتولي الدساتير في أغلب الحيان مهام الرئاسة أثناء الشغور إلى إحدى المؤسسات الدستورية كجهة رسمية مساهمة في صناعة القرار السياسي، وقد تكون إما رئاسة البرلمان

.أو الحكومة، أو نائب رئيس الدولة إن وجد، أو رئيس المجلس الدستوري

يتعلق بأسباب الشغور، فقد تتعدد وتختلفن لكن غجماال يمكن حصرها في أما فيما مؤقتة كمرض غير مزمن مثال، بزواله تنتهي حالة الشغور وتعود األمور : نوعين من الموانع

إلى طبيعتها، أو دائمة، كموت أو عجز دائم أو استقالة، تمتد معها حالة الشغور إلى حين .انتخاب أو تعيين رئيس جديد

م يغفل النظام الدستوري التونسي بدوره تنظيم حالة الشغور لمنصب الرئاسة لكل -قدر اإلمكان–كمقتضى دستوري أساسي أريد به ضمان استمرار المؤسسات، وتالفي

.توتر قد يحدثه كرسي رئاسة فارغ ولو بشكل مؤقت

تم تدارك لم يتعرض النص األصلي للدستور التونسي إال لحالة الشغور المطلق، ولم ي، حيث وقع التمييز بين التعذر الوقتي 1969ديسمبر / ولذلك األمر إال مع تعديل كانون اال

وقع تأكيد التمييز، كما تم تدقيق 1976لرئيس الجمهورية وشغور الرئاسة، ومع تعديل 1969مسألة الحلول التي كرست سنة 320F

321.

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 76الفصل -320 .429-428، ص السابق المرجعالوجيز في القانون الدستوري، عبد الفتاح عمر، -321

125

لرئيس الجمهورية : "كما يلي 2014من دستور ) 83(الشغور المؤقت، أطره الفصل إذا تعذر عليه القيام بمهامه بصفة وقتية أن يفرض سلطاته إلى رئيس الحكومة لمدة تزيد

".عن ثالثين يوما قابلة للتجديد مرة واحدة

ورد غامضا في ما يتعلق بأسباب الشغور المؤقت، حيث 83يتضح أن الفصل فيد سوى نوعية الشغور لتبقى األسباب ، وهو عبارة ال ت"التعذر الوقتي"اكتفى باإلشارة إلى

غير محددة بدقة وبالتالي مفتوحة على عدة احتماالت على نقيض ما هو معمول به عند .العديد من الدول

في رئيس الحكومة وذلك بعد أن يفوضه ) 83(أما جهة الحلول فقد حددها الفصل يد مرة واحدة، أي ما مجموعه رئيس الدولة سلطاته لمدة ال تزيد عن ثالثين يوما قابلة للتجد

يوما على أبعد تقدير، بالتالي فإن الطريقة التي يتم بها الحلول أثناء التعذر الوقتي ال 60تتمثل باإلنتقال اآللي للسلط وٕانما تتم عبر تقنية التفويض حيث يقترن حلول رئيس الحكومة

.بتفويض رئيس الدولة

الدستور القديم الذي كان يشهد فراغا فيما أثارت مسألة التفويض عدة إشكاليات مع لو امتنع رئيس الدولة عن تفويض مهامه للوزير األول أثناء فترة الشغور المؤقت، أو وقع من شأنه ان يحول دون توقيع التفويض، وهي الواقعة التي اصطدمت بها الساحة السياسية

إلى مغادرة " بن علي"رئيس السابق والدستورية التونسية أثناء الثورة األخيرة، حينما عمد ال. 2011يناير / كانون الثاني 14البالد تحت ضغط احتجاجات الشارع التونسي بتاريخ

من الدستور التونسي آنذاك يتولى مهام الرئاسة في حالة الشغور ) 56(واستنادا إلى الفصل مهام الرئاسة آنذاك المؤقت الوزير األول بالتفويض من رئيس الدولة، وبالتالي تولى الغنوشي

الرئاسة المؤقتة للوزير األول كما يقضي به الفصل " الرئيس بن علي"رغم عدم تفويض .من الدستور) 56(

وهو ما حدا به المجلس الدستوري في اليوم الموالي على اإلعالن عن الشغور الدائم مجلس النواب إلى أسند مهام الرئاسة إلى رئيس 57والنهائي للرئيس، وبالتالي طبقا للفصل

.حين إجراء انتخابات جديدة

126

لم تحل إشكالية الحلول المؤقت مع واقعة الرئيس بن علي اثناء الثورة الدستورية ألن الدستور السابق لم ينظم مسألة الحلول في حالة عدم تفويض الرئيس لسلطاته، وبالتالي

.وريااحتجاجات الشارع فرضت الخضوع ألمر واقع وٕان كان مختال دست

وخصوصا أن الحدث 2014لم يكن المشرع الدستوري ليغفل هذا الفراغ مع دستور والذي 2014من دستور 84مازال حديثا وبالتالي تم تنظيم هذه الحالة بموجب الفصل

قضى بأنه لم يقم رئيس الدولة بتفويض سلطاته لرئيس الحكومة اثناء الشغور المؤقت، ر الشغور المؤقت وحلول رئيس الحكومة محل رئيس تجتمع المحكمة الدستورية وتق

تم تنظيمه بموجب : وفي ما يتعلق بالشغور الدائم. الجمهورية لمدة ال تتجاوز ستين يوما :، والذي حدد أسبابه في أربع حاالت2014من دستور 321F322 )84(الفصل

.تجاوز مدة الشغور الوقتي ستين يوما - .الدولة استقالته كتابة إلى رئيس المحكمة الدستورية تقديم رئيس - .الوفاة أو العجز الدائم - .أو ألي سبب من اسباب الشغور النهائي -

إذا كانت األسباب الثالثة األولى واضحة، وتستدعي فعال إعالن الشغور النهائي، التقيد فإن الحالة الرابعة وردت غامضة لتنأى بأسباب الشغور النهائي إلى مجال عدم

بحاالت محددة، واألخذ بقاعدة توسيع األسباب، هذه الحالة الرابعة تعتبر من إضافات دستور ، األمر الذي يوضح رغبة المشرع الدستوري في تحصين مؤسسة رئاسة الجمهورية 2014

.وليس شخص رئيس الجمهورية كما في السابق

من الدستور في ) 84(فصل أما في ما يتعلق بالجهة المكلفة بالحلول، فقد حصرها اليوما على أساس 60يوما و 45رئيس مجلس نواب الشعب لمدة تتراوح بين : جهة وحيدة هي

إذا تجاوز الشغور الوقتي مدة الستين يوما، أو في : "2014من الدستور التونسي الجديد لسنة ) 84(ينص الفصل -322

حالة تقديم رئيس الجمهورية استقالته كتابة إلى رئيس المحكمة الدستورية أو في حالة الوفاة، أو العجز الدائم، أو ألي سبب ىخر من أسباب الشغور النهائي، تجتمع المحكمة الدستورية فورا، وتقر الشغور النهائي، وتبلغ ذلك إلى رئيس مجلس

.الجمهورية بصفة مؤقتة ألجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه ستون يومانواب الشعب الذي يتولى فورا مهام رئيس

127

أن تجري خاللها انتخابات رئاسية، لكن يبدو أن المشرع أغفل بشكل كامل الفراغ الذي قد .يحدث إذا تزامن الشغور الرئاسي مع شغور رئاسة مجلس نواب الشعب

الدستوري وقع في نوع من اإلرتباك بهذا الخصوص حينما نص من يذكر ان المشرعيؤدي اليمين -أي رئيس مجلس نواب الشعب–أن الرئيس بالنيابة ) 85(خالل الفصل

الدستورية امام المحكمة الدستورية في حالة حل المجلس، هنا يطرح التساؤل، هل حينما يتم ذن المشرع لم يوضح بما يكفي هذه حل مجلس نواب الشعب يظل رئيس المجلس قائما؟ إ

.النقطة

يرى بعض القانونيين أن مسألة شغور الرئاسة تبقى عموما من الحاالت التي تخلق أوضاعا غير عادية داخل المجال السياسي للدولة، حيث تكسر السير العادي للمؤسسات خصوصا على مستوى تلك المكلفة بالحلول، كما تحدث تغييرات تمس جوهر بعض

لوظائف التي قد يرتبك سيرها إلى حين عودة األوضاع إلى مجراها، حيث يتم تعطيلها اخالل فترة الحلول كونها من المجاالت المحفوظة لرئيس الدولة الفعلي المنتخب وليس

، وقد ...المنتدب نظرا إلى خطورة اللجوء إليها لما في ذلك من مس بالحريات والحقوقونسي في اقتراح تعديل الدستور اللجوء إلى اإلستفتاء، حل حصرها المشرع الدستوري الت

322Fمجلس نواب الشعب، تقديم الئحة لوم ضد الحكومة

323.

التغيير الجوهري على مستوى صالحيات رئيس الدولة وتقوية مؤسسة : الفقرة الثانية الحكومة

أصبحت السلطة التنفيذية تمارس من 2014بعد التعديل الدستوري الجديد لسنة 323Fرف رئيس الجمهورية وحكومة يرأسها رئيس الحكومةط

، وهذا خالفا لما كان عليه الحال 324

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة ) 86(أنظر بهذا الخصوص الفصل -323 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 71الفصل -324

128

في الدستور التونسي السابق فكانت السلطة التنفيذية تمارس من طرف رئيس الجمهورية 324Fبمساعدة حكومة يرأسها وزير أول

325.

لها دور فالدستور الجديد يقرر الممارسة الفعلية للحكومة للسلطة التنفيذية فأصبح 2014فعال على غرار الدور الذي كانت تلعبه في الدستور التونسي السابق لتعديل

والمتمثل في السهر على تنفيذ القوانين دون المساهمة في ضبط السياسة العامة للدولة وغير .من اختصاصات كانت مخصصة حصريا لرئيس الجمهورية

ة متميزة وخاصة لمؤسسة رئيس ، مكان2011أولى الدستور التونسي لما قبل ثورة الدولة، حيث لم يكتف بالنص على الوظائف التقليدية لهذه المؤسسة وٕانما عمل على تعميقها وتقويتها لتشمل مجاالت أخرى عديدة، مقابل إضعاف باقي المؤسسات الدستورية األخرى

الرئيسين بشكل يجعل توزيع السلطات مختال مصلحة رئيس الدولة الذي ظل طول فترة حكم في موقع صانع السياسة العامة للدولة، والمشرف عليها في كل ) بورقيبة وبن علي(السابقين

مناحيها بشكل يضمن له حرية التصرف ويمنحه هامشا واسعا جدا يسمح له بالتحرك والتنقل .بين كل السلطات الموجدة، إما بالتسيير او بالتوجيه واإلشراف

الثورة وتغير نمط الحكم في الدولة، فإن مؤسسة ولما كان من بين أهم أهدافالرئاسة نالت حظا وافرا من التعديل بما يشبه الثورة المؤسساتية الموازية للثورة الشعبية، حيث

على تجسيد ذلك الهاجس الشعبي الرامي إلى إبعاد هذه المؤسسة من 2014عمل دستور عادة توزيع الصالحيات والوظائف بشكل التحكم المطلق في كل الفعل السياسي، وبالمقابل إ

الحكومة، بصفة كبرى والبرلمان كذلك، على : يهدف إلى تقوية أدوار المؤسسات األخرىحساب أحيانا مؤسسة رئاسة الدولة التي احتكرت لمدة طويلة جدا من الزمن منصب الريادة

ئاسية، وكذلك عن في صناعة القرار السياسي بعيدا من أجواء االنتخابات التشريعية والر حركية المجتمع السياسي التونسي الذي يناضل من أجل حماية الثورة الشعبية وتحقيق اهدافها في التغيير واإلنتقال بتونس من دائرة الحكم المغلق، إلى فضاء النسق السياسي المنفتح والمنضبط للعديد من خصائص األنظمة الديمقراطية، وحتى يتأسس ذلك النظام

.2014من الدستور التونسي قبل الثورة لسنة 37الفصل -325

129

، ...لمحددات الفعل الديمقراطي والمحترم لمقاييس األمن والحرية وحقوق المواطنالخاضع على تقليص اختصاصات مؤسسة رئاسة الدولة التي 2014ركز المشرع الدستوري لسنة

. رأى فيها الشارع التونسي اثناء الثورة بسبب القمع والتسلط وتردي أوضاع الدولة عموماختصاصات أو الوظائف التي أصابها التغير والتقليص وعليه سنركز على بعض هذه اال

.بشكل ملحوظ

:2014صالحيات رئيس الدولة في الدستور التونسي الجديد لسنة -1

والقسم الول " السلطة التنفيذية"في باب 2014حدد الدستور التونسي الجديد لسنة الجمهورية ونص الصالحيات التي يختص بها رئيس " رئيس الجمهورية"منه المتعلق بـ

:الدستور على أن

يتولى تمثيل الدولة وضبط السياسات العامة في مجاالت الدفاع والعالقات الخارجية -واألمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية

325Fوالخارجية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة

326. التي ينص عيها الدستور وال يجوز حل يتولى حل مجلس نواب الشعب في الحاالت -

المجلس خالل الشهر الستة التي تلي نيل أو حكومة ثقة المجلس بعد االنتخابات 326Fخيرة من المدة الرئاسية أو المدة النيابيةالتشريعية، أو خالل الشهر الستة األ

327.

يترأس مجلس األمن القومي ويدعى إليه رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب -327Fالشعب

328. 328Fيترأس القيادة العليا للقوات المسلحة -

329. يتولى إعالن الحرب وٕابرام السلم بعد موافقة مجلس نواب الشعب بأغلبية ثالثة -

اخماس أعضائه وٕارسال القوات إلى الخارج بموافقة رئيس مجلس نواب الشعب

.2014دستور التونسي الجديد لسنة من ال 77الفصل -326 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 3، الفقرة 77الفصل -327 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 4، الفقرة 77الفصل -328 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 5، الفقرة 77الفصل -329

130

أن يعقد المجلس للبث في األمر خالل أجل ال يتجاوز ستين يوما من والحكومة، على 329Fتاريخ قرار إرسال القوات

330. 330Fالقيادة العليا للقوات المسلحة -

331. من ) 80(اتخاذ التدابير التي تحتمها الحالة االستثنائية، واإلعالن عنها طبقا للفصل -

331Fالدستور

332. 332Fالمصادقة على المعاهدات واإلذن بنشرها -

333. 333Fإسناد األوسمة -

334. 334Fالعفو الخاص -

335.

335Fكما يتولى رئيس الجمهورية بأوامر رئاسية

336:

.تعيين مفتي الجمهورية التونسية وٕاعفاءه -. التعيينات واإلعفاءات في الوظائف العليا برئاسة الجمهورية والمؤسسات التابعة لها -

وتضبط هذه الوظائف العليا بقانونالتعيينات واإلعفاءات في الوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية والمتعلقة باألمن -

.وتضبط هذه الوظائف العليا بقانون. لحكومةالقومي بعد استشارة رئيس اتعيين محافظ البنك المركزي باقتراح من رئيس الحكومة، وبعد مصادقة اغلبية -

ويتم إعفاءه بنفس الطريقة أو بطلب من ثلث . المطلقة ألعضاء مجلس نواب الشعب .أعضاء مجلس نواب الشعب والمصادقة تكون باألغلبية المطلقة من األعضاء

4قوانين واإلذن بنشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية في أجل ال يتجاوز ختم ال -أيام من إنقضاء آجال الطعن بعدم الدستورية أو إنقضاء أجل الرد دون ممارسته أو

.2014لسنة من الدستور التونسي الجديد 6، الفقرة 77الفصل -330 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 5، الفقرة 77الفصل -331 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 7، الفقرة 77الفصل -332 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 8، الفقرة 77الفصل -333 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 9، الفقرة 77الفصل -334 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 10، الفقرة 77 الفصل -335 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 78الفصل -336

131

مصادقة المجلس على القانون ثانية دون تعديل أو اإلحالة الوجوبية لمشروع القانون 336Fإلى رئيس الجمهورية

337. القوانين باستثناء الدستورية منها مع التعليل إلى المجلس للتداول فيها ثانية رد مشاريع -

أيام من تاريخ إنقضاء أجل الطعن بعدم الدستورية أو صدور قرار 5خالل 337Fبالدستورية أو اإلحالة الوجوبية لمشروع القانون إلى رئيس الجمهورية

338. االستفتاء مشاريع القوانين يعرض رئيس الجمهورية استثنائيا خالل أجل الرد على -

المتعلقة بالموافقة على المعاهدات أو بالحريات وحقوق اإلنسان أو باألحوال 338Fالشخصية والمصادق عليها من قبل مجلس نواب الشعب

لرئيس الجمهورية في . 339حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمن البالد واستقاللها يتعذر معه السير العادي

أن يتخذ التدابير التي تحتمها تلك الحالة االستثنائية وذلك بعد استشارة لدواليب الدولة رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وٕاعالم رئيس المحكمة الدستورية ويعلن عن التدابير في بيان إلى الشعب ويجب ان تهدف هذه التدابير إلى تامين عودة السير

ر مجلس نواب الشعب في حالة انعقاد ويعتب. العادي لدواليب الدولة في أقرب اآلجالدائم طيلة هذه الفترة وفي هذه الحالة ال يجوز له حل مجلس نواب الشعب أو تقديم

.الئحة اللوم ضد الحكومة

:في عالقة اختصاصات رئيس الجمهورية التونسية بالسلطة التشريعية والحكومة - أ

339Fبإمكان رئيس الجمهورية أن يخاطب مجلس نواب الشعب

، كما بإمكان رئيس 340الجمهورية كذلك أن يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها مرتين على األكثر خالل كامل المدة الرئاسية ويتم التصويت باألغلبية

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 81الفصل -337 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 7الفقرة 81الفصل -338 .2014سنة من الدستور التونسي الجديد ل 1الفقرة 82الفصل -339 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 79الفصل -340

132

340Fالمطلقة ألعضاء مجلس نواب الشعب

، فإن لم يجدد المجلس الثقة في الحكومة اعتبرت 341دئذ يكلف رئيس الجمهورية الشخصية األقدر لتكوين الحكومة في أجل اقصاه مستقيلة وعن

وعند تجاوز األجل ). 89(ثالثون يوما طبقا للفقرات األولى والخامسة والسادسة من الفصل المحدد دون تكوين الحكومة أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب،

ب الشعب والدعوة إلى إنتخابات تشريعية سابقة لرئيس الجمهورية الحق في حل مجلس نوا341Fألوانها في أجل أدناه خمسة واربعون يوم وأقصاه تسعون يوما

، وفي تجديد المجلس الثقة 342342Fفي الحكومة مرتين يعتبر رئيس الجمهورية مستقيال

وعند الشغور النهائي لمنصب رئيس . 343ئيس الجمهورية مرشح الحزب الحكومة ألي سبب عدا حالتي اإلستقالة وسحب الثقة يكلف ر

او اإلئتالف الحاكم بتكوين حكومة خالل شهر وعند تجاوز األجل المذكور دون تكوين الحكومة أو في حالة عدم الحصول على الثقة يكلف رئيس الجمهورية الشخصية األقدر

من ) 89(ليتولى تكوين حكومة تتقدم لنيل ثقة مجلس نواب الشعب طبقا ألحكام الفصل ، تواصل الحكومة المنتهية مهامها تصريف العمال تحت 2014تور التونسي لسنة الدس

إشراف عضو منها يختاره مجلس الوزراء ويسميه رئيس الجمهورية إلى حين مباشرة الحكومة 343Fالجديدة مهامها

344.

:في عالقة إختصاصات رئيس الجمهورية بالسلطة القضائية -ب

رأي مطابق من المجلس العلى للقضاء كما يسمى القضاة بأمر رئاسي بناء على يسمى القضاة السامون بأمر رئاسي بالتشاور مع رئيس الحكومة، بناء على ترشيح حصري

344Fمن المجلس األعلى للقضاء، ويضبط القانون الوظائف القضائية السامية

345.

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1، الفقرة 99الفصل -341 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 2، الفقرة 99الفصل -342 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 3، الفقرة 99الفصل -343 .2014الدستور التونسي الجديد لسنة من 100الفصل -344 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 106الفصل -345

133

تقوية مؤسسة الحكومة والمؤسسات األخرى على حساب أحيانا مؤسسة رئيس : -2 الدولة

-جذريا نقل هذه المؤسسةتغييرا 2014عرف تعيين الحكومة أو تشكيلها مع دستور من السلطة التقديرية المطلقة لرئيس الدولة في التعيين إلى الشرعية الديمقراطية -الحكومة

.القائمة على االختيار الشعبي

ين يملك السلطة التقديرية المطلقة في تعي 2014كان الرئيس في تونس قبل دستور 345Fالحكومة

دون أي قيد أو شرط دستوري، سلطة كانت تخول له –وزير أول ووزراء - 346 .تعيين من يشاء من األسماء في الحكومة وٕان كان بعيدا عن الخريطة السياسية

لم يكن الوزير األول يتمتع بالشرعية الديمقراطية على خالف رئيس الجمهورية ألن انتخاب، بل على تعيين تتحكم فيه اإلرادة الرئاسية إختياره لم يكن قائما على اقتراع أو

التقديرية وغير المشروطة دون إلتزام بإستشارة أي هيئة بما فيها البرلمان الذي ال يملك حق 346Fالتنصيب

عرف تعيين أو تشكيل الحكومة مع دستور تونس الجديد . ، وهذا قبل الثورة 347ية كما سبق ذكره في تمهيد هذه الفقرة من تغييرا جذريا نقل هذه المؤسسة التنفيذ 2014لسنة

سلطة مطلقة لرئيس الدولة في التعيين إلى الشرعية الديمقراطية القائمة على االختيار الشعبي مع االنتخابات التشريعية، وبالتالي أصبح رئيس الحكومة في تونس وألول مرة في التاريخ

347Fالدستوري التونسي

نتخابي المتحصل على اكبر عدد ، وهو مرشح الحزب أو اإلئتالف اإل348من المقاعد بمجلس نواب الشعب، وهو الذي يتكلف بإختيار باقي أعضاء الحكومة بإستثناء

348Fوزارتي الخارجية والدفاع

.اللتين يستشير بخصوصهما رئيس الجمهورية 349

إذا، بعد نتائج اإلنتخابات التشريعية التي تتحدد على أساسها الشخصية التي ستقود ، وبعد إختيار مرشح الحزب الفائز للتشكيلة الوزارية، تتقدم الحكومة أمام مجلس الحكومة

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 50الفصل -346

347- Chafik Said, « chef de l’état et le premier ministère en tunisie », dans les expériences constitutionnelles maghrébines : journées d’études Mustapha Chaker, 26 et 27 avril (Tunis : publications du centre d’études et de recherches et de publications, université de Tunis, 1987, p 96

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 89الفصل -348 .2014لسنة من الدستور التونسي الجديد 1، فقرة 89الفصل -349

134

نواب الشعب لتعرض موجز برنامج عملها أمامه، وفي حالة منحها هذا المجلس الثقة، يتولى .حينئذ رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة وأعضاءها

جذريا عما كان معموال به يتضح إذا أن مسطرة تشكيل الحكومة في تونس إختلفت في السابق، على أساس تغيير موازين القوى بين الفواعل المتحكمة في هذه المسطرة، رئيسي الدولة والحكومة، ودخول فاعل جديد قوي أصبح المتحكم الرئيسي في هذا التكوين وهو

.الفاعل اإلنتخابي الذي على أساسه تتحدد الشخصية التي ستقود الحكومة

غيير الهام جدا أدخل النظام الدستوري التونسي في إطار العائلة الكبرى للنظام هذا التالبرلماني، ومن ضمن التغييرات كذلك التي إستهدفت مؤسستي الرئاسة والحكومة والتي طبعت النظام الدستوري التونسي الجديد بالبرلمانية، بعض الصالحيات التي نتقلت من

:مة على الشكل التاليرئاسة الدولة إلى رئاسة الحكو

كانت الحكومة ال تعمل إال على تنفيذ 2014قبل دستور : ضبط السياسة العامة -أ349Fالسياسة العامة التي يضعها ويضبطها رئيس الجمهورية حسب اختياراته وتوجيهاته

350 ،لتصبح بذلك مجرد أداة للتنفيذ والتطبيق والمساعدة، ولعل هذا األمر كان يفرغ مؤسسة

من أداء أدوار فاعلة وحقيقية في صناعة القرار السياسي، يجعل كفة التوازن تميل الحكومة لمصلحة رئيس الدولة الضامن إلستقالل الوطن وٕاستمرار الدولة، وٕاذا كان الرئيس بورقيبة يتميز بتخليه عن الجزئيات وٕاهتمامه فقط بتوجيه السياسة العامة وخاصة الخارجية، فإن

تف بالتوجيه، بل وأيضا اإلشراف والمتابعة بإستمرار خاصة في نطاق الرئيس بن علي لم يك350Fالمجالس الوزارية الضيقة

351.

أصبح رئيس الحكومة يضبط السياسة العامة للدولة ويسهر على 2014مع دستور تنفيذها، باستثناء مجاالت الدفاع والعالقات الخارجية واألمن القومي المتعلق بحماية الدولة

.2002من الدستور التونسي المعدل لسنة 58الفصل -350 .205-204، ص )2000مركز النشر الجامعي، : تونس(ابن عاشور، المؤسسات والنظام السياسي بتونس، -351

135

ني من التهديدات الداخلية والخارجية، والتي بقيت مجاالت محفوظة لرئيس والتراب الوط351Fالجمهورية، ولكن بعد إستشارة رئيس الحكومة

352.

كان يمارسها سابقا رئيس الجمهورية، كما كان : ممارسة السلطة الترتيبية العامة -ب352Fبإمكانه أو يفوض جزءا منها إلى الوزير األول

2014ر ، لتصبح هذه السلطة مع دستو 353من إختصاص رئيس الحكومة، يمارسها ويصدر األوامر الفردية التي يمضيها بعد مداولة

353Fمجلس الوزراء

، هذا المجلس بدوره الذي إنتقلت رئاسته من رئيس الدولة إلى رئيس 354الدفاع، "الحكومة، ما عدا إذا تعلق إنعقاده بأحد المجاالت المحفوظة لرئيس الجمهورية

، في هذه الحاالت يرأس المجلس رئيس الجمهورية، وكذلك "ة واألمن القوميالعالقات الخارجي354Fإذا رغب في حضور االجتماع فإنه يرأس المجلس

355.

:كما يختص رئيس الحكومة بمهام أخرى ونذكر منها

إحداث وتعديل وحذف الوزارات وكتابات الدولة وضبط إختصاصها وصالحيتها بعد -355Fمداولة مع مجلس الوزراء

356. عضو أو أكثر من أعضاء الحكومة أو البث في إستقالته، وذلك بالتشاور مع إقالة -

356Fرئيس الجمهورية إذا تعلق األمر بوزير الخارجية أو زير الدفاع

357. إحداث أو تعديل أو حذف المؤسسات المنشآت العمومية والمصالح اإلدارية وضبط -

لراجعة إلى رئاسة إختصاصاتها وصالحيتها بعد مداولة مجلس الوزراء، بإستثناء االجمهورية فيكون إحداثها او تعديلها أو حذفها باقتراح من رئيس الجمهورية، كما يقوم

357Fكذلك بإجراء التعيينات واإلعفاءات في الوظائف المدنية العليا

، وتضبط الوظائف 358المدنية العليا بقانون، وعند اتخاذ رئيس الحكومة لقرارات متخذة في إطار

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 91، 77أنظر الفصلين -352 .2002من الدستور التونسي المعدل لسنة 53الفصل -353 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 94الفصل -354 .2014من الدستور التونسي العام لسنة 93الفصل -355 .2014من الدستور التونسي العام لسنة 2، الفقرة 92الفصل -356 .2014من الدستور التونسي العام لسنة 3، الفقرة 92الفصل -357 .2014سي العام لسنة من الدستور التون 5، الفقرة 92الفصل -358

136

دة دستوريا فيعلم رئيس الجمهورية بها، كما خوله كذلك الدستور إختصاصاته المحد .بإبرام االتفاقيات الدولية ذات الصبغة الفنية

358Fأما إختصاص الحكومة كهيئة جماعية فأهمه هو تنفيذ القوانين -

359. أما عن األوامر التي تصدر عن رئيس الحكومة فتسمى باألوامر الحكومية، عند -

طة الترتيبية العامة، يقوم بإصدار أوامر فردية ويمضيها ممارسة رئيس الحكومة للسل359Fبعد المداولة مع مجلس الوزراء

، ويتم اإلمضاء المجاور لألوامر ذات الصيغة 360360Fالترتيبية من قبل كل وزير معني

، ويتولى رئيس الحكومة تأشير القرارات الترتيبية 361361Fالتي يتخذها الوزراء

362.

حكومة أن يفوض بعض صالحياته للوزراء وٕاذا فبإمكان رئيس ال: أما عن التفويض-ج362Fتعذر عليه القيام بمهامه بصفة وقتية

، فبإمكان رئيس الحكومة أن يفوض سلطاته إلى 363363Fأحد الوزراء

364.

مهما كانت اإلستثناءات أو تعددت، تبقى مسألة إنتقال هذه أنه ومنه نستخلصمة من إبداعات الدستور الصالحيات الهامة جدا من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكو

الثوري التونسي، والذي يتشبث بمقتضى مجموعة هامة من فصوله بالدخول بالنظام الدستوري التونسي إلى المجاالت الخصبة للنظام البرلماني، كنظام يقوي ويرجح الكفة

.لمؤسسة رئاسة الحكومة على حساب رئاسة الدولة

تفتقد زعامتها ومحوريتها، 2014دستور إذا أصبحت مؤسسة رئاسة الدولة في تونس مع ليس في ما يتعلق بباب الصالحيات والوظائف، وٕانما كذلك من باب إنتزاع نوع من القدسية

:والسيطرة على هذه المؤسسة بموجب مقتضيات أخرى في الدستور من باب أنه في

.2014من الدستور التونسي العام لسنة 7، الفقرة 92الفصل -359 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 1، الفقرة 94الفصل -360 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 3، الفقرة 94الفصل -361 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 4الفقرة 94الفصل -362 .2014، الفقرة األخيرة من الدستور التونسي الجديد لسنة 92الفصل -363 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 8، الفقرة 92الفصل -364

137

حالة وقوع نزاع بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة تبث المحكمة الدستورية األمر بناء -364Fعلى طلب يرفع إليها مبدأ حرص الطرفين

365. 365Fإمكان تقديم مجلس نواب الشعب الئحة معللة ضد رئيس الدولة إلعفاءه -

366. محاسبة رئيس الجمهورية بتهمة الخرق الجسيم للدستور، بمعنى إمكان إنعقاد -

ته السياسية أمام البرلمان، مع تحديد تهمة الخيانة العظمى على مستوى رئيس مسؤوليالدولة، والتي لم يعترف بها يوما التاريخ الدستوري التونسي سوى بالنسبة إلى أعضاء

الحكومة

من الدستور الحالي دائما نوع العقوبة في العزل مع رفع 88كما حدد الفصل مواطن عادي مع الحرمان من الترشح ألي إنتخابات أخرى الحصانة وبالتالي المعاملة كأي

إذا هي الحاالت . في حال ثبوت التهمة وبالتالي الحرمان من جزء مهم من الحقوق السياسية .ومقتضيات لم تكن واردة حتى ضمن الخيال الدستوري التونسي في العهود السابقة

:خاتمة الفصل األول

ة رئاسة الدولة ومؤسسة الحكومة في المنظومة تطرقنا في هذا الفصل إلى وضعيالدستورية والسياسية المغاربية، فلمسنا تمايزا من حيث المكانة في كل من المغرب وتونس

.مقارنة مع الجزائرفنجد في الجزائر وضعية تبعية الحكومة وخضوعها لرئاسة الدولة، حيث تقوم بتنفيذ

هي إذا ال تشكل جهازا قائما بذاته وال تتمتع بأي توجيهات لرئيس الدولة، وتطبيق برامجه، ف

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 101الفصل -365 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 88الفصل -366

138

استقاللية في تطبيق برامجها، وهذا راجع كون الحكومة ال تنبثق عن المؤسسة التشريعية وال .يشارك البرلمان في تشكيل الحكومة من خالل تعيين الوزير األول وأعضاء حكومته

تمدت قوتها من عوامل وبالرجوع إلى تقوية مؤسسة رئاسة الدولة، فنجدها قد اسعديدة، كعدم مسألتها سياسيا، واستنادها على الشرعية التاريخية، وكذلك السعي الدائم لتكريس إيديولوجية الحزب الواحد رغم تحول الجزائر من نظام األحادية الحزبية إلى التعددية

كن القول بأن الحزبية أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، إال انه يماألحزاب السياسية ال تملك بعد إمكانية الضغط والوصول إلى السلطة كما ليس لها دورا في تشكيل الحكومة أو صنع القرار السياسي، لذا أصبحت هذه األحزاب مجرد تنظيمات تابعة

.للسلطة كما أن األحزاب الحاكمة هي التي ظلت مسيطرة على الحقل السياسي الجزائريعلى 2014، 2011لسنة (لنسبة للدستورين الجديدين لكل من المغرب وتونس أما با

، فهدف اإلصالحات الدستورية هو بث نفس جديدة في الحياة السياسية من خالل )التواليتعيين رئيس الحكومة من الحزب أو اإلئتالف المتحصل على األغلبية في البرلمان، وهذا ما

) رئيس الجمهورية -ملك(تراع، وبعد تسمية رئيس الدولة يعني احترام نتائج صناديق االقلرئيس الحكومة وأعضاءها، يتولى البرلمان تنصيب الحكومة، ويعرض رئيسها البرنامج الحكومي الذي يزعم تطبيقه أمامه من أجل المصادقة عليه إلى جانب توسيع اختصاصات

.رئيس الحكومة على حساب أحيانا مؤسسة رئاسة الدولة .هذه الخطوة تقدما نحو اإلرادة العالية في تطبيق وتكريس مفهوم الديمقراطية وتعد

توصلنا في هذا القسم إلى أن البرلمان الجزائري يتميز بالضعف، حيث أنه خضع إلى العقلنة البرلمانية، إذ تأثر بصفة كبيرة بالدستور الفرنسي في هذه المسألة، فميز بين مجال

لبرلمان ومجال التنظيم الذي تختص به الحكومة، واستخلصنا في القانون الذي يختص به ااألخير إلى أن مجال القانون هو ضيقن بينما مجال التنظيم أوسع، ألن السلطة التنفيذية في الجزائر أصبحت تتدخل في جميع المراحل المسطرة التشريعية، وقد أصبح االقتراح حقا

ية من الناحية النظرية، لكن من الناحية الواقعية نجد مشتركا بين السلطتين التنفيذية والتشريعأن السلطة التنفيذية هي التي تبادر باقتراح مشاريع القوانين، كما توصلنا إلى أن الحصيلة التشريعية للبرلمان الجزائري تنعدم فيها القوانين ذات األصل البرلماني، باإلضافة إلى سيطرة

.ويتالحكومة على عملية المناقشة والتص

139

وبذلك أصبحت السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري مشرعا حقيقيا، سواء تعلق األمر برئيس الدولة أو الحكومة، إذ أصبح البرلمان الجزائري ال يمارس وظيفة سن القوانين إال في نطاق ضيق جدا ومحدودا ال يمكنه تجاوزه مقابل إطالق العنان للسلطة التنفيذية

.المجاالت الخارجية عن المجال المحدد للبرلمان لتشرع بحرية فيفرئيس الدولة في إطار الدساتير الجزائرية يساهم في العملية التشريعية، يمارس السلطة التنظيمية، كما ينفرد بممارسة السلطة التشريعية في األوقات التي تتميز بغياب البرلمان، كالفترة اإلنتقالية، وحالة حل البرلمان وفي الظروف غير العادية، كما يملك حق

نين، وحق إصدار األمر بتنفيذها، وحق اللجوء إلى االستفتاء، وحق حل التصديق على القواالمجلس التشريعي، ورغم تواجد الحكومة الجزائرية في وضعية تبعية وخضوع بالنسبة لرئيس الدولة، فهي تشارك رئيس الدولة والبرلمان في عملية التشريع، وتملك عدة وسائل وتقنيات

تشريعية، فهي تمارس السلطة التنظيمية في شخص الوزير تشارك من خاللها في العملية الاألول، وتشارك البرلمان في ممارسة حق المبادرة بالقوانين وتنفرد بالمبادرة في المجال المالي

ومما سبق نستنتج أن السلطة التنفيذية في . إلى جانب تولي مهمة تنفيذ القوانين ونشرها .ل التشريع على نحو يهدد مركز البرلمانالجزائر أصبحت تقوم بدور ريادي في مجا

140

دساتير دول المغرب اآلثار الناتجة عن تغيير مكانة السلطة التنفيذية في: الفصل الثاني "الجزائر، المغرب، تونس" العربي محل الدراسة

لقد وجد مبدأ الفصل بين السلطات اهتماما كبيًرا من مختلف الدارسين للمسائل المتعلقة بتحديد كل ما هو مرتبط بالسير الحسن لشؤون الدولة، ودون مبالغة في األمر يكاد يكون هذا المبدأ أحد المعالم األساسية المتصلة بتشكيل مفهوم الديمقراطية، ألنه مناط الحكم

. المصالح المرتبطة بأفراد الدولةوٕادارة مختلف

إلى ألهمية ) Jean jacques Rousseau" (جون جاك روسو" وفي هذا الشأن يشيرالفصل بين السلطات باستنكاره لجمع الوظيفة التشريعية والتنفيذية في جهة واحدة، مخافة

366Fالوقوع في االنحراف المرتبط بتأثير حرص هذه الجهة على خدمة مصالحها الخاصة

367 .على حساب المصلحة العامة

ومما ال يخفى أن النظام الديمقراطي بالمفهوم الحديث يرتكز على مقومين جوهريين، يتمثل أولهما في تحديد مجال كل سلطة من خالل الفصل بين السلطات الثالث التشريعية،

شعب عن طريق ممثلي ال –كمفهوم حديث –التنفيذية، القضائية وتطبيق السيادة الشعبية 367Fالحائزين على أغلبية األصوات

، بإضافة إلى الدور الذي ِيؤديه مبدأ الفصل بين السلطات 368368Fبتحديده لطبيعة النظام السياسي السائد

369.

ويقصد بالفصل بين السلطات إنشاء تنظيمات ال توجد بينها أي عالقة وال مهام وظيفة التشريعية دون متبادلة، وتحدد اختصاصات كل جهة على حدة بمنح البرلمان أداء ال

367 - Rousseau (Jean Jacques) , du contrat social, Messidor Edition sociales , 1983 , p : 368- Roques (Xavier), « Système majoritaire et contrôle de la constitutionnalité » pouvoir, « la démocratie majoritaire » Revue Française d’études Constitutionnelles et politiques, № 85, Revue trimestrielle publiée avec le concours national de livre Seuil France, p :101. 369- Burdeau (Georges) , « Droit constitutionnel et institutions politiques », treizième édition, (Paris) : libraire générale de droit et de jurais- prudence, 1968, p :137.

141

369Fأما الوظيفة التنفيذية فيستمد اختصاصها للحكومة. غيرها

ويسهم مبدأ الفصل بين 370370Fالسلطات في تصنيف األنظمة السياسية

371.

قد جاء اإلصرار على العمل بمبدأ الفصل بين السلطات كنتيجة للصراع الذي ميز لذي تجلى من خالل الثورات الحياة السياسية في أوروبا خاصة بين الحكام وشعوبهم، وا

الفرنسية المتتالية، مما أثر على رجال السياسة و فقهاء القانون الدستوري، ودفعهم إلى الحديث على ضرورة إعداد تنظيم سلطات الدولة كدليل على أهمية التفكير في مبدأ

ضمانة المبدأ ك االداعي إلى هذ" مونتسكو"الفقيه االستقاللية، متأثرين في ذلك بنظرية371Fأساسية لتحقيق وحماية الحقوق والحريات

372.

يقصد بالفصل بين السلطات عدم تركيز للسلطة في يد واحدة من خالل إسنادها إلى 372Fهيئات مختلفة ومستقلة، والهدف منه منع إساءة استعمال السلطة

، وتحريفها عن الدور 373فتها، باإلضافة إلى المرجو منها والمتمثل في تحقيق كفاءة األداء بتخصص كل جهة بوظي

:غايات أخرى متمثلة إجماال فيما يلي

ضمان وحماية حقوق المواطنين التي تتحقق بقدر ما كان القضاء مستقال ألن في − .ذلك ضمانة كبيرة لتحقيق العدالة

تحقيق انسجام وتكامل بين مختلف السلطات العامة في الدولة نحو غاية مشتركة، − .كلوهي االستقرار وقوة الدولة ك

تحقيق مناخ نفسي مستقر في استجابة األفراد لتحقيق تكامل في الدولة، من خالل −تفاعلهم مع القوانين باحترامها وأداء ما عليهم من الواجبات والتزامات شتى، وهذا نقيض شعور األفراد بالنقمة على السلطة واتخاذ سلوكيات شتى غير سليمة تمثل

.وتعاملها السلبي معهم وشعورهم بالتهميشردود فعل نتيجة لتجاهلها .العامةحماية الحقوق والحريات −

370- Redore (Marie – Joëlle). « De l’état légal à l’état de droit », collection droit public positif, Edition Economica, 1992, p :155,218. 371- Hamon (Francis) et troper (Michel).opcit, p :100.

.556إدمون رباط، ص . د - 372دار دجلة، الطبعة األولى، ) عمان(، "آليات الدفاع عنهمقومات الدستور الديمقراطي و"سرهنك حميد البرزنجي، . د - 373

.102، ص 2009

142

ثار الناتجة عن تغيير مكانة السلطة التنفيذية في دساتير الدول اآل وبغرض دراسةالسلطة بعالقة السلطة التنفيذية علىاآلثار : المبحث األول لـ الدراسة فسنخصصمحل

ثار على اآل :، ثم خصصنا المبحث الثاني لـ"تونس – المغرب-الجزائر"التشريعية في كل من . الرقابة الدستورية

السلطة التشريعيةب على عالقة السلطة التنفيذية اآلثار : األولالمبحث

يعكس تنظيم العالقة بين السلطات مستوى واستعداد النظام السياسي في تبني ية، وما وتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات بالديمقراطالديمقراطية، لالرتباط الوثيق بين فهم

بشكل أوضح هو 2014قبل التعديل الدستوري الجديد لسنة ميز كل من الجزائر وتونستأثر هذه الدولتين بالمحيط السياسي الداخلي والخارجي الذي كان له دوره في تبني

143

تبط بصفة حقيقية ومطلقة إستراتيجية ُتؤول مبدأ الفصل بين السلطات بكيفية كانت ال تر بمعناه الحقيقي الذي يقوم عليه الفكر الغربي، نتيجة اإليديولوجية االشتراكية التي كانت سائدة قبل وبعد استقالل هذه الدولتين، إلى غاية تقهقرها وتراجعها بداية من الثمانينيات

( لجزائر وتونسلكن ذلك لم يمنع من التشبث مجدًدا رغم اإلصالحات التي عرفتها ا) 80(متبعة المنهج المكرس لتقوية السلطة ) 2014قبل صدور الدستور التونسي الجديد لسنة

.التنفيذية

ولم يسلم المغرب في تجربته من التأويل المحرف هو كذلك لمضمون مبدأ الفصل بين السلطات، حيث بقي هاجس ضمان نفوذ المؤسسة الملكية مهيمنا على ممارسة السلطة لوظائفها قبل وبعد االستقالل، وحتى بعد إقرار اإلصالحات على دساتيرها المتعاقبة ومختلف

...قوانينها

لكن بعد األحداث األخيرة التي عرفها العالم العربي والمعروفة بالربيع العربي، كان لها سية الدول في أنظمتها السيا ةنظر إلى ضرورة إعادةتأثير كبير في إبراز الحاجة الملحة

أدى ذلك إلى وضع عالقة جديدة بين السلطتين " تونس و المغرب" وتعديلها للدستور أما في الجزائر فنحن في إنتظار صدور دستور جديد ربما يضع قطيعة . التنفيذية والتشريعية

.لعالقة السلطة التنفيذية مع التشريعية

السلطة ب لطة التنفيذيةية في عالقة الساإلستمرار :عليه نتطرق في المطلب األول لـو النوعية الجديدة في عالقة السلطة :في المطلب الثاني لتشريعية في الدستور الجزائري، و ا

.تونسي الجديدينالالتنفيذية مع التشريعية في الدستورين المغربي و

االستمرارية في عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في الدستور : المطلب األول ئريالجزا

العالقة بين وتوطيد نوعية وفي هذا المطلب يجب أن نتطرق إلى مظاهر استمرارية، تم نتطرق في )1(السلطة التشريعية في الدستور الجزائري وهذا في الفرع ب السلطة التنفيذية

144

السلطة بالعالقة بين السلطة التنفيذية توطيد نوعية إلى اآلثار الناتجة عن ) 2(الفرع .ي الدستور الجزائريالتشريعية ف

السلطة بالعالقة بين السلطة التنفيذية وتوطيد نوعية مظاهر استمرارية: الفرع األول التشريعية في الدستور الجزائري

ركز النظام السياسي الجزائري منذ االستقالل على التأسيس الدستور للعالقة بين والتأثير بينهما، وهذا برغم التوجيه السلطتين التنفيذية والتشريعية من حيث مظاهر التأثر

وعليه نتناول .الظاهر إلعطاء األولوية للسلطة التنفيذية و هذا يعود إلى عوامل سابقة الذكردراسة العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في الجزائر في فترة األحادية الحزبية

التنفيذية والسلطة التشريعية في الجزائر في في الفقرة األولى، ثم نتناول العالقة بين السلطةأما أدوات الرقابة المخولة للسلطة التشريعية في مواجهة .فترة التعددية الحزبية في الفقرة الثانية

. السلطة التنفيذية نتناولها في الفقرة الثالثة

ادية الحزبيةالعالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في فترة األح: الفقرة األولى

1963العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في دستور : أوالً

طبيعة النظام السياسي الجزائري، وذلك من خالل 1963لقد حدد دستور سبتمبر 373Fتنبيه لألحادية الحزبية، حيث اعتبرت جبهة التحرير الوطني الحزب الطالئعي

الوحيد، 374374Fكما تبنى النظام الجمهوري

توزيع السلطة بين السلطات، وأهمها السلطة القائم على 375375Fالتنفيذية التي يترأسها رئيس الجمهورية الذي يرأس الحكومة

،والسلطة التشريعية التي يقوم 376376Fبتمثيلها مجلسا واحًدا الذي يمارس السيادة نيابة عن الشعب

الشخصية ه، ويعتبر رئيس377377Fالثانية

ولقد حضت السلطة التشريعية بصالحيات معتبرة . في الدولة بعد رئيس الجمهورية378

.1963جبهة التحرير الوطني، الدستور الجزائري، لسنة ) 3(، 23المادة -374 .1963المبادئ واألهداف األساسية، الدستور الجزائري لسنة -1، )01(المادة -375

تمارس الحكومة الوظيفة : 1976دستور 114هورية، المادة ، تمارس السلطة النظامية من رئيس الجم)53(المادة -3 .التنفيذية بقيادة رئيس الجمهورية

المجلس الوطني، الدستور الجزائري لسنة –ممارسة السيدة ) 44(من ) 27(المادة : للمزيد من المعلومات أنظر -377 ...".طنيترشحهم جبهة التحرير الو...السيادة الوطنية للشعب يمارسها بواسطة"، 1963

.1963، الدستور الجزائري لسنة 34المادة -378

145

في هذا الدستور منها ماله عالقة بالجوانب التشريعية، ومنها ماله عالقة بالجوانب السياسية .ذات الصلة بالسلطة التنفيذية

378Fومن أهم الصالحيات إعداد القوانين ومناقشتها والتصويت عليها

، والقيام 379الجانب يشترك مع السلطة التنفيذية التي لها الحق عن بالتعديالت الالزمة، وهو في هذا

من دستور ) 71(طريق رئيس الجمهورية في حق تعديل الدستور وهذا طبقا لنص المادة 1963.

ومن أهم الصالحيات السياسية التي تظهر تأثير المجلس على السلطة التنفيذية ما االستماع إلى الوزراء داخل التي قننت وسائل الرقابة من خالل 38نصت عليه المادة

.اللجان، وكذا األسئلة الشفوية والكتابية المتبوعة بمناقشة

وأهم إجراء في المجال الرقابي يتمثل في إمكانية سحب الثقة من الحكومة، واعتبار مجلس الوطني، ويتجسد ذلك من خالل إيداع الئحة سحب الرئيس الجمهورية مسؤوال أمام

379Fها من طرف ثلثيالثقة التي يجب توقيع

النواب الذين يتكون منهم المجلس، وينتج عن 380هذا الفعل آليا استقالة رئيس الجمهورية والحل التلقائي للمجلس وال يجوز االلتجاء إلى هذا

380Fالتصويت العلني إال بعد مضي أجل خمسة أيام كاملة على إيداع الالئحة

381.

مكانة متميزة للسلطة التشريعية أنه أعطى 1963الخالصة األساسية بالنسبة لدستور وصلت إلى حد إمكانية سحب الثقة من الحكومة ومن خاللها رئيس الجمهورية، وهي مؤشرات على أن هناك عالقة متوازية بين السلطتين، إال أن ظروف مرحلة ما بعد

من الدستور والتي تعطي الحق للرئيس باستخدام الحالة 59االستقالل، ونص المادة ائية في حالة الخطر الوشيك حالت دون تجسيد هذه اآلليات الديمقراطية المتميزة ، إذ االستثن

تم تجميد العمل بالدستور بعد أيام قالئل من بداية العمل به تبعه االنقالب العسكري لسنة مع ظهور ثاني دستور 1976الذي عطل ظهور سلطة تشريعية إلى غاية سنة 1965

.للدولة الجزائر

.1963، الدستور الجزائري لسنة 28المادة -379 .1963، الدستور الجزائري لسنة 55المادة -380 .1963، الدستور الجزائري لسنة 56المادة -381

146

1976العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في دستور : ثانيا

وهو ثاني دستور للجزائر، الحرة المستقلة 1976نوفمبر 22صدر هذا الدستور في ، يعد هو األخر دستور برنامج ال 1976نوفمبر 19صادق عليه الشعب في إستفتاء يوم

لدستوري والمؤسسات السياسية، إذ كرس دستور قانون كما وصفه كثير من أساتذة القانون اهو األخر نظام االشتراكي بل وجعله خياًرا ال رجعة فيه واستحدث هيئات وأجهزة سياسية سامية على المستوى المركزي تعمل جميعها في أحادية أو في وحداوية السلطة معتبرا إياها

عتبًرا السلطات األخر في أدوات لتحقيق وتجسيد المسار االشتراكي وكل ملحقاته وتبعاته، مالدولة مجرد آليات تتولى كل منها وظيفة معينة فأسند بذلك الوظيفة السياسية للحزب والوظيفة التشريعية للمجلس الشعبي الوطني، والوظيفة القضائية للجهات العدلية والوظيفة

ب والدولة معا التنفيذية لرئيس الجمهورية وحده دون سواه، كما كرس أيضا وحدة القيادة للحز واستعمل هذا الدستور مصطلح .في قمة هرم السلطة حتى تتضح معالم هذا الدستور أكثر

الوظائف عوض السلطات، وحدد الوظيفة التشريعية في المرتبة الثالثة بعد الوظيفة السياسية والوظيفة التنفيذية، وهذا على عكس المنطق التسلسلي المعهود في تنظيم السلطات في

.تير المقارنةالدسا

ولهذا الترتيب معنى مهم من حيث مركز هذه المؤسسة التي قلصت صالحياتها في الدفاع 127، إذ حددت مهمتها األساسية وفقا لنص المادة 1963بالمقارنة مع دستور

:ومع هذا فقد خصص ببعض الصالحيات منه. عن الثورة االشتراكية وتعزيزها

381Fتقدم من طرف عشرين نائب على ألقل التي يجب أن: اقتراح القوانين -1

382. تشريع القوانين على أن ال يخالف مبادئ الميثاق الوطني، امتالك الرئيس لحق -2

382Fالمعارضة ألي قانون وطلب إعادة التداول

يوًما من تاريخ 30في مدة ال تتجاوز 383 .إقراره

1976.، الدستور الجزائري لسنة 1، الفقرة 148المادة -382 .1976، الدستور الجزائري لسنة 1، الفقرة 155 المادة -383

147

383Fممارسة الوظيفة الرقابية عن طريق األسئلة الكتابية -3

384F، واالستجواب384

والحق في ، 385إبداء الرأي حول السياسة الخارجية في حالة الطلب، ولكن هذه الرقابة ال يمكن أن

.1963تمتد إلى رئيس الجمهورية مثلما كان عليه الحال في دستور سنة

إذن فالعالقة بين الوظيفتين، هي عالقة في اتجاه واحد، هو تأثير الوظيفة التنفيذية، ي التشريع بين دورات المجلس عن طريق إصدار أوامر إذ رئيس الجمهورية له الحق ف

385Fتعرض على موافقة المجلس الشعبي الوطني في أول دورة مقبلة

، وحق اقتراح 386386Fالقوانين

، كما له كذلك حق االعتراض على القوانين، وطلب إجراء مداولة ثانية حول 387387Fقانون تم التصويت عليه وذلك في إيحال محددة

هيمنة الوظيفة وهذا يجعلنا نؤكد على .388التنفيذية، ومن مبررات هذا التوجه، أنه مع وجود بعض آليات الرقابة، فغن النظام الداخلي

يضاف إلى هذا تأخر الوزراء في الرد على األسئلة لفترة تتجاوز ستة . للمجلس قيد العمل بها388Fأشهر مما يفقد السؤال قوته وأهميته

389.

ية، أن المشرع أكد على أهمية ومكانة الخالصة العامة بالنسبة للمرحلة األحاد389Fالمؤسسة التشريعية من خالل تأكيده على الصالحيات التشريعية والرقابية

إال أن 390الممارسة الفعلية والتحوالت الدستورية أفرزت خلال كبيرا في العالقة بين السلطتين التي مال

.ظام السياسي الجزائري تأثيرها الكبير للسلطة التنفيذية التي كانت مركز الثقل في الن

:العالقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية في فترة التعددية الحزبية: الفقرة الثانية

تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل وهذا الحجم التحوالت الدستورية من جهة، وإلنعكاستها الكثيرة من جهة أخرى على كل المستويات، وخاصة في طبيعة وطرق تسيير

.1976، الدستور الجزائري لسنة 1، الفقرة 161المادة -384 .1976، الدستور الجزائري لسنة 1، الفقرة 162المادة -385 .1976، الدستور الجزائري لسنة 153المادة -386 .1976، الدستور الجزائري لسنة 1، الشطر 148المادة -387 .1976، الدستور الجزائري لسنة 1، الفقرة 155مادة ال -388 .2000محفوظ لعشب، التجربة الدستورية في الجزائر، الجزائر، المطبعة الحديثة للفنون المطبعية، -389سعيد بوشعير، عالقات المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في نظام القانوني في الجزائر، رسالة دكتوراه، جامعة -390 .1984زائر معهد العلوم القانونية الج

148

ام السياسي من خالل االنتقال من األنماط التقليدية في التسيير القائمة على األحادية النظ .الحزبية والتسيير االشتراكي إلى التعددية الحزبية والتسيير الحر االقتصادي

هو ثالث دستور للجزائر الحرة المستقلة، صادق عليه الشعب في 1989إن الدستورويختلف شكًال، 09/1989في الجريدة الرسمية وصدر 1989فيفري 23استفتاء يوم

، فهو يختلف عنهما أوًال في 1976 – 1963ومحتوى، عن الدستورين السابقين أي دستور كونه دستور قانون ال دستور برنامج وهذا بشهادة بعض المختصين في القانون الدستوري

ضوح عدة مبادئ كما يختلف عنهما في كونه قد أقر بصراحة وو .والمؤسسات السياسية" وأسس منها مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية الحزبية ولو أتى ذلك تحت غطاء

بدال من الحزب الواحد ونظام االقتصادي الحر المبني على " الجمعيات ذات الطابع السياسيب إقراره المنافسة بدال من النظام االشتراكي القائم على التخطيط اإلداري المركزي، إلى جان

390Fكذلك مبادئ تنظيم السلطات على أساس الفصل بينها وتوزيعها توزيعا متوازنا فيما بينها

391 .و يتجلى ذلك خاصة من خالل تكليف كل سلطة بممارسة صالحياتها واختصاصاتها دون أن تتدخل في صالحيات أو اختصاصات سلطة أخرى، مقابل تركيزها وجمعها لدى جهة

.احد بما إلى ماال نهاية كما كان سائًدا من قبلواحدة يحتكرها شخص و

ومن هذه المبادئ كذلك إقرار أيضا، تكريس االزدواجية أو الثنائية في قمة السلطة وٕاقراره مسؤولية الجهاز التنفيذي أمام المجلس ) رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة(التنفيذية

رئيسها أية مسؤولية مهما كانت الشعبي الوطني بدل وحداوية هذه السلطة وعدم مسؤولية391Fطبيعتها وضمانا لهذه المبادئ واألسس تم إنشاء مجلس دستوري

، أسندت له صالحيات 392الرئاسية (الرقابة على دستورية القوانين والتنظيمات ومراجعة مدى صحة العمليات االنتخابية

لتي مست هذا ، والهدف من المستجدات ا392F393)والتشريعية وكذلك عمليات االستفتاء الشعبي393Fالدستور

394:

.1989دبباجة، الدستور الجزائري لسنة -391 "، يؤسس المجلس الدستور يكلف بالسهر على احترام الدستوري1989من الدستور الجزائري لسنة 153المادة -392 1989، من الدستور الجزائري لسنة 2، الفقرة153المادة -393 1989بهذا الدستور، الدستور الجزائري لسنة المقصود -394

149

إعطاء ضمانات البد منها لممارسة الحريات الفردية والجماعية المختلفة األشكال -1 .وفي جميع الميادين لممارسة الشعب لسلطة السياسية

.ترسيخ تنظيم السلطة والفصل بين فروعها التنفيذية والتشريعية والقضائية -2واالجتماعي لتداخل هياكل الدولة التحديد الدقيق للمجال السياسي واالقتصادي -3

.والمؤسسات الدستورية

على مبدأ الفصل بين السلطات، فقد نتج عن ذلك الكثير 1989وعند نص دستوري التي فتحت المجال ) 69(من المستجدات في مجال الحريات وأهمها ما نصت عليه المادة

394F)40(أمام تأسيس الجمعيات وحرية التعبير، وكذا المادة

قننت لألول مرة في ، التي395الجزائر التعددية الحزبية السياسية من خالل نصها على حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي، فيما يخص السلطة التشريعية قنن الدستور صالحيات كبيرة للسلطة التشريعية التي

:فتحت أمام التعدد أهمها ما يلي

قشة إذا قدمها عشرون نائبا طبقا للمادة حق المبادرة بالقوانين التي تكون قابلة للمنا - أ 1989من دستور 113

حيث يشرع المجلس في المجاالت التي يخولها إياه الدستور و منها : التشريع - ب 1989من دستور 115المجاالت التنظيمية والمالية طبقا للمادة

فتح مناقشة حول السياسة الخارجية بناء على طلب من رئيس الجمهورية أو رئيس -ج395Fالمجلس، مع إمكانية إصدار الئحة من المجلس الشعبي الوطني

396

الرقابة و ذلك من خالل اآلليات الكثيرة المتعارف عليها في األنظمة السياسية الغربية -دوهي األسئلة الشفوية والكتابية، تشكيل لجان تحقيق االستجواب، سحب الثقة من

تأثيرها يتوقف عند حدود الوزراء و أن الحكومة ورغم أهمية هذه الوسائل الرقابية إالفي حين . رئيس الحكومة ال تصل إلى رئيس الجمهورية الذي ليس للمجلس تأثير عليه

أـن للرئيس وسائل تأثير كبيرة على المجلس من خالل حق اقتراح القوانين واالعتراض

"حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي معترف به" -395 )الجزائر( 1989من دستور 121المادة -396

150

396Fعليها من خالل طلب قراءة ثانية

ف ،أو إحالتها على المجلس الدستوري، يضا397 .إلى هذا إصدار القوانين و حق دعوة البرلمان لدورات طارئة

، نستنتج أنه برغم الصالحيات الكثيرة التي تم 1989من خالل تصفح دستور تخويلها للسلطة التشريعية إال أن تأثير رئيس الجمهورية الذي يمثل قمة هرم السلطة

دود فعل حملته من الجهاز التنفيذية، استمر وزاد حيث أصبح يِؤثر وال يتأثر بأي ر . التشريعي

وهذا بحكم األزمة السياسية و األمنية التي عرفتها الجزائر و بحكم الثغرات القانونية من خالل عدم نصه على الحلول في حالة اقتران استقالة 1989التي ظهرت في دستور

ستور، وهذا ما رئيس الجمهورية مع حل البرلمان، كانت الحاجة ماسة إلى تعديل لهذا الدوهو الدستور الحالي للجزائر، رابع دستور للجزائر الحرة .1996تحقق فعال في نوفمبر

، و يختلف هو اآلخر عن 1996نوفمبر 28المستقلة، صادق عليه الشعب في استفتاء يوم كونه دستور قانون ال دستور برنامج، وأتى بمبادئ وأسس لم تكن 1976و 1963دستور

:ظامنا الدستوري من قبل ومنها على سبيل المثال ال الحصرمعروفة في ن

.التعددية الحزبية مكان الحزب الواحد وهذا بكل صراحة و وضوح −النظام االقتصادي الليبرالي القائم على حرية الصناعة والتجارة والمنافسة الحرة مكان −

.اإلداريالنهج االشتراكي المبني أساسا على التخطيط المركزي والتوجيه الفصل بين السلطات و توزيعها على أساس متوازن ومتكافئ بدل تركيزها وجمعها في −

.جهة واحدة واحتكارها من طرف شخص واحدرئيس (الثنائية و االزدواجية في قمة السلطة التنفيذية مع مسؤولية منسق هذه السلطة −

كما يختلف عن .األخيأمام البرلمان ال سيما المجلس الشعبي الوطني، وهذا )الحكومة :الدساتير من حيث بعض الجوانب األخرى منها

.التشريعية و القضائية: أنه أقر االزدواجية أو الثنائية على مستوى السلطتين −

397 1989من دستور 118المادة -

151

إلى جانب الغرفة األولى ) مجلس األمة(السلطة التشريعية باستحداثه غرفة ثانية − .المجلس الشعبي الوطني ،و هما يشكالن معا البرلمان

السلطة القضائية بإنشاء مجلس الدولة إلى جانب المحكمة العليا ، و المحاكم اإلدارية −إلى جانب المجالس القضائية و المحاكم العادية األخرى ، و هذا على غرار ما فعله

رئيس (هو والدستور الذي سبقه تجاه االزدواجية الخاصة بالسلطة التنفيذية )الجمهورية ورئيس الحكومة

نص على مساءلة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مسؤولية خاصة أنه −عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى وعن " سياسية وجزائية"مركبة

.الجنايات والجنح التي يرتكبها بمناسبة تأديتها لمهامها

قانون عضوي وهذا ألول مرة في تاريخ النظام الدستوري أمام محكمة عليا للدولة، يحدد .تشكيلتها و تنظيمها وسيرها وكذلك اإلجراءات المطبقة أمامها

حقيقة أسس هذا التعديل الدستوري مبدأ الثنائية البرلمانية، و قد كان الهدف المعلن هو مضاعفة المجال التمثيلي الوطني عن طريق ضم منتخبي الجماعات المحلية و كذلك

أن األهداف غير المعلنة، هي التحكم في التوجه العام إال. الكفاءات و الشخصيات الوطنية .و وضع هذه الغرفة كصمام أمان الستمرارية النظام و ديمومته

من الناحية المبدئية أعطى هذا التعديل الدستوري صالحيات كبيرة منها ما نصت اختصاصات تشريعية مرتبطة بالحقوق والواجبات وحماية الحريات " 122عليها المادة

".الفردية، والقواعد العامة المتعلقة باألحوال الشخصية، و القواعد المتعلقة بالتنظيم القضائي

123أما االختصاصات التي لها عالقة بالتغيرات الجوهرية فنصت عليها المادة تنظيم السلطات العمومية، القانون المتعلق باألحزاب السياسية، : ومتعلقة ببعض القوانين منها

.األساسي للقضاء، القانون المتعلق بالمالية، القانون المتعلق باألمن الوطنيالقانون

كما حدد هذا التعديل أيضا مجاالت الرقابة و منها مناقشة برنامج الحكومة الذي يمكن أن يؤدي رفضه إلى استقالة الحكومة، و لذا إمكانية تقديم ملتمس الرقابة الذي يجب

152

المجلس على األقل، وكذلك حق توجيه األسئلة الكتابية سبع عدد أعضاء 1/7أن يوقعه من 134و 133والشفوية وتشكيل لجان تحقيق، وحق استجواب و هذا طبقا لنص المادتين

.التعديل الدستوري

من خالل هذه الصالحيات يظهر تأثيرا أحاديا من البرلمان اتجاه الحكومة فقط، في ديل الدستوري بعيدا عن أي تأثير، ولكن بالمقابل حين أن الرئيس يبقى أيضا في هذا التع

نجده يحتفظ بتأثيره الكبير على البرلمان، فهو الذي يعين ثلث أعضاء مجلس األمة، وهو الذي يمكنه أن يشرع عن طريق األوامر والمراسيم في ما بين الدورات البرلمانية، وهو الذي

397Fفي حل البرلمان له الحق في طلب قراءة ثانية، وبصفة خاصة له الحق

398.

من خالل تتبع مرحلة األحادية و التعددية، يظهر بان السلطة التشريعية كانت محل اهتمام وتركيز من طرف المشرع الجزائري، الذي أعطاها جملة من الصالحيات في المجاالت التشريعية و المالية والرقابية، إال أن حدود مركزها وموقعها يتوقف عند حدود

يس الجمهورية هرم السلطة التنفيذية الذي أعطي له مركز قانوني متميز جعله صالحيات رئمركز الثقل الرئيسي في النظام السياسي الجزائري األمر الذي أدى إلى أن تتميز عالقته

398Fبالسلطة التشريعية بالتأثير األحادي ذو االتجاه الواحد

399.

م الدستوري الجزائري يجب وللتمعن أكثر في اختصاصات السلطة التشريعية في النظاالتطرق إلى الفقرة الموالية ونتناول فيها أدوات الرقابة المخولة للسلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية، ومن خاللها تكون لدينا فكرة دقيقة عن طبيعة عالقة السلطة التنفيذية

.بالسلطة التشريعية

:أدوات الرقابة المخولة للسلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية: الثالثة الفقرة

:وسنذكرها على شكل نقاط ثم نفصل مهامها

.سلطة البرلمان في توجيه األسئلة البرلمانية ألعضاء الحكومة -1

ائي للعدد الرابع، عمر فرحاتي، العالقة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية في الجزائر، مجلة االجتهاد القض. د -398 .60مخبر أثر االجتهاد القضائي على التشريع ، ص

. 61و 60عمر فرحاتي ، نفس المرجع ص . د -399

153

.سلطة البرلمان في استجواب الحكومة -2 .سلطة البرلمان في تكوين لجان تحقيق برلمانية -3 .المصادقة على الالئحة -4 .ملتمس الرقابة -5 .التصويت بالثقة -6

إذا كان المؤسس الدستوري الجزائري قد خص للسلطة التنفيذية بسلطات واسعة تصل إلى حد اإلسهام في العملية التشريعية، فالواضح انه قلص في المقابل من صالحيات السلطة

بها تجاه الحكومة، و كذا تقليص مجال التشريعية، بإضعاف اآلليات الرقابية التي تتمتع .تدخلها في العمل التشريعي في المقابل إطالق مجال الالئحة

، نص الدستور الجزائري جملة من دروسة في هذا البحثالدساتير الم على غراراآلليات التي تكفل للسلطة التشريعية ممارسة دورها الرقابي على الحكومة وفي هذا السياق

المحدد لكيفية ) 03-12(المشرع الجزائري وبموجب القانون العضوي رقم نشير إلى أن توسيع خطوط تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، كان قد حاول توسيع صالحياته الرقابية

على تقديم الحكومة لتقرير تقييمي -من النص األولي- 8بأن نص في المادة الثامنة شعبية البلدية و الوالئية والتشريعية عن مدى احترام للبرلمان عقب كل انتخاب للمجالس ال

النسب التمثيلية التي خصها المشرع للمرأة، غير أن المجلس الدستوري وهو يبت في مطابقة بإلزام الحكومة بتقديم تقرير تقييمي أمام : "...القانون العضوي المتداول للدستور اعتبر أنهموضوع األخطار المعروض على المجلس البرلمان حول مدى تطبيق القانون العضوي

الدستوري للدراسة بعد كل انتخاب للمجالس الشعبية البلدية والوالئية، والبرلمان يكون المشرع قد أسس لنفسه آلية لرقابة العمل الحكومي، واعتبارا أن مبدأ الفصل بين السلطات يقتضي

من 99ور، واعتبارا أن المادة أن تحصر كل سلطة عملها في الحدود المحددة لها في الدستالدستور خولت للبرلمان حق الرقابة على عمل الحكومة ، وحددت على سبيل الحصر في

من الدستور آليات ممارسة هذه الرقابة، واعتبارا بالنتيجة 134و 133و 84و 80المواد المواد المذكورة انه بإقرار آلية الرقابة على عمل الحكومة خارج اآلليات المنصوص عليها في

154

أنفا من الدستور، يكون المشرع قد تعدى مجال اختصاصه، مما يتعين التصريح بعدم 399F..."من القانون العضوي موضوع اإلخطار للدستور 8مطابقة المادة

400.

:سلطة توجيه أسئلة برلمانية ألعضاء الحكومة -1

أكثرها استخداما، وٕان يعتبر السؤال إحدى أهم وسائل الرقابة على أعمال الحكومة و كان البعض يعتبره صورة فقط من صور التعاون و تبادل المعلومات بين السلطتين التشريعية

400Fوالتنفيذية

، و يعرف السؤال حسب بعض الفقه على انه استيضاح إلى أحد الوزراء بقصد 401401Fاالستفسار عن أمر من األمور التي تتعلق بأعمال وزارته

، وعرفه البعض اآلخر على402402Fلفت النظر للحكومة إلى مخالفات حدثت بشأن موضوع معين يدخل في اختصاصها

403 ،بينما يذهب البعض اآلخر إلى تعريفه على أنه اإلجراء الذي بفضله يستطيع أعضاء البرلمان الحصول على المعلومات و طرح االستفسارات على الوزراء المختصين بموضوع

403Fالسؤال

404.

نية المقارنة تعرف عدة أنواع بأسئلة البرلمانية، فإن وٕاذا كانت الممارسة البرلما404Fالواضح أن الدساتير الجزائرية لم تتعرف إال بشكلين لألسئلة

، يتعلق األمر باألسئلة 405

المتعلق بمراقبة مطابقة القانون 2011ديسمبر 22المؤرخ في 11/ ر،م،د/ 05انظر رأي المجلس الدستوري رقم -400

، الصادرة بتاريخ 1لس المنتخبة للدستور، الجريدة الرسمية، العددالعضوي الذي يحدد كيفية توسيع تمثيل المرأة في المجا .45ص 2012يناير 14، 2006عباس عمار، الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظام الدستوري الجزائري، دار الخلدونية، الجزائر، -401النظام البرلماني، عالم الكتب، بدون مكان ، إيهاب زكي سالم، الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في27ص

.27، ص1983نشر،عبد العظيم عبد السالم، الدور التشريعي لرئيس الدولة في التطام المختلط ،دراسة مقارنة،دار النهضة -402

.59ص 2004العربية،القاهرةو الكويتي، دار الجامعة الجديدة محمد باهي أبو يونس، الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري -403

،انظر كذلك عقيلة خرباشي العالقة الوظيفية بين الحكومة والبرلمان، دار الخلدونية، 54ص: 2002للنشر، اإلسكندرية، .37، ص2007: الجزائر

.137عباس عمار، نفس المرجع السابق، ص -404الشكل تنقسم إلى أسئلة شفوية و أسئلة كتابية، أما بحسب فبحسب : تنوع األسئلة البرلمانية بحسب شكلها و أولويتها -405

.األولوية و األهمية فتنقسم إلى أسئلة الحدث أو الساعة

155

405Fالشفوية واألسئلة الكتابية

، والسؤال الشفوي هو الذي يعني اإلجراء الذي من خالله يمكن 406ومة تقديم توضيحات حول موضوع معين، ألحد أعضاء البرلمان أن يطلب من أعضاء الحك

على أن يكون الطلب شفويا و الرد كذلك وفي نفس الجلسة، أما السؤال الكتابي فيقصد به الطالب المتضمن الحصول على معلومات حول موضوع ما موجه من أحد البرلمانيين إلى

406Fعضو من الحكومة يلتزم باإلجابة عليه وفي وقت محدد

407.

برلمانية أهمية كبيرة في أي نظام دستوري، و من خالله تتضح وتكتسي األسئلة ال407Fالرؤية لدى النواب حول كيفية مباشرة الحكومة للشؤون العامة

408.

كما أنها تسمح لهم باإللمام بالمشاكل األساسية التي يتعرض لها المجتمع واإلحاطة قبة واسعة لنشاط بالحلول التي تضعها الحكومة لها، وفي نفس الوقت تمكنهم من ضمان مرا

.اإلدارة وتبيان التجاوزات الحاصلة و من ثم طلب تدخل السلطات إلصالح الوضع

وقد تكون األسئلة البرلمانية وسيلة تمهيدية إلجراء إصالحات تشريعية عندما تكشف اإلجابات الوزارية عن وجود نقص أو خلل في المنظومة القانونية للدولة، ويرى بعض الفقه،

كون بديال لممارسة حق اقتراح القوانين الذي في كثير من األحيان يتم إجهاضه أنها قد تبسبب التعقيدات اإلجرائية كما قد تكون وسيلة هامة لتنبيه الحكومة لتصدر النصوص التطبيقية للقوانين المصادق عليها من قبل البرلمان، ال سيما أن الدستور ال يقرر أي جزاء

عن إصدار هذه المراسيم ، وفي أحيان أخرى قد تكون وسيلة لتنبيه على الحكومة المتناعها الحكومة لخرقها إحدى الحقوق والحريات، كما قد تكون البداية المنطقية لكثير من الوسائل

هذه األهمية هي التي جعلت الدساتير ترفعها لمصاف الحقوق . الرقابية األخرى كاالستجواب408Fالبرلمانية الدستورية

سئلة البرلمانية أساسها في النظام القانوني الجزائري في و تجد األ. 409يمكن ألعضاء البرلمان أن يوجهوا أي سؤال شفوي : "1996من دستور 134نص المادة

، 1989من دستور 125المعدل و المتمم و قبلها المادة 1996من الدستور الجزائري لسنة 134انظر في المادة -406

.لم تكن تعترف إال باألسئلة الكتابية فقط 1976من دستور 162ادة ، مع العلم ان الم1963من دستور 38وقبلها المادة من النظام الداخلي للجمعية الوطنية الفرنسية انظر عباس عمار، المرجع 139وهو التعريف الذي نصت عليه المادة -407

.30نفسه ص .132عبد هللا بوقفة، الدستور الجزائري، المرجع السابق، ص -408محمد باهي أبو يونس ، الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري و الكويتي، نفس المرجع، ص -40955.

156

من القانون 75إلى 68و كذا في المواد من ..." او كتابي إلى أي عضو في الحكومة طني و مجلس األمة وعملها، المحدد لتنظيم المجلس الشعبي الو ) 02-99(العضوي رقم

409Fوكذلك العالقة الوظيفية بينها وبين الحكومة

، كما يحدد نفس القانون العضوي والدستور 410الجزائري شروط وٕاجراءات توجيه األسئلة البرلمانية إلى الحكومة في النظام الدستوري

.الجزائري

سلطة البرلمان في استجواب الحكومة -2

410Fالبرلمانية وليدة المعارضة البرلمانية في انجلتراإذا كانت األسئلة

، فإن االستجواب 411411Fحديث النشأة وهو وليد التجربة الدستورية في فرنسا

، وقد عرفه البعض من الفقه بأنه 412وسيلة دستورية من وسائل الرقابة البرلمانية المخولة للسلطة التشريعية في مواجهة السلطة

يقة حول موضوع من المواضيع التي تهم الدولة، موجه التنفيذية ، تهدف إلى كشف الحق412Fللحكومة المسئولة عن تنفيذ سياستها العامة

، وعرفه جانب من الفقه المصري بإيجاز 413413Fبأنه محاسبة الوزراء أو أحد الوزراء على تصرف في شأن من الشؤون العامة

، بينما 414النائب إلى رئيس مجلس هناك من عرفه على أنه استفسار ينطوي على اتهام يتقدم به

414Fالوزراء، أو أحد نوابه أو الوزراء أو نوابهم بقصد محاسبته وتوجيه النقد إليه

415.

وواضح من خالل هذه التعريفات أن الميزة األساسية لالستجواب تتمثل في النتيجة التي قد يؤدي إليها، حيث ينتهي إما بالتصويت لصالح الحكومة في حال االقتناع بردودها،

ولعل هذا ما يبرر كثرة استعماله من قبل البرلمانيين . بسحب الثقة منها في حال العكسأو

يمارس : " والمتعلق بعضو البرلمان 01 -01يمكن القول بأنها تستند كذلك إلى نص المادة الخماسية من القانون رقم -410

كومة مد تنفيذ برنامجها من خالل اإلجراءات المحدَد في الدستور والقانون عضو البرلمان الرقابة الشعبية على عمل الح .العضوي الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني وجلس األمة وعملها وكذا العالقة الوظيفية بينهما وبين الحكومة

411 - Patrice GELARD, Jacques MEUNIER,OP, Cité, P310. أن الممارسة البرلمانية في بريطانيا عرفت إجراء يتمثل في االقتراح بالتأجيلولو أن البعض من الفقه يقول ب -412

« motion to adjourn » يظهر في شكل سؤال بمناقشة، انظر إيهاب زكي ، الرقابة السياسية على أعمال السلطة .85، ص1983التنفيذية في النظام البرلماني، عالم الكتب، بدون مكان النشر،

413- George VEDEL, MANUEL ELEMNTAIRE DE DROIT CONSTITUTIONNEL, IREY , PARIS, 1945, P 456-457.

المكتب الجامعي -دراسة مقارنة-صادق أحمد علي يحيى، االستجواب كوسيلة للرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة -414 .19، ص2008الحديث، اإلسكندرية

.20-19صالمرجع نفسه صادق أحمد علي يحيا، -415

157

415Fالفرنسيين خاصة خالل الجمهوريتين الثالثة والرابعة

، قبل أن يهجره المؤسس الدستوري 416416Fويكتفي بإجراء ملتمس الرقابة 1958الفرنسي في دستور

417.

الكثير مما جاء في الدستور الفرنسي بالنسبة للجزائر وعلى الرغم من تأثر دستورها ب، إال أن المؤسس الدستوري الجزائري أبى إال أن بنص على االستجواب كآلية 1958لسنة

و التي جاء 1996من دستور 133للرقابة على عمل الحكومة، و كان ذلك في المادة 417F..."يمكن ألعضاء البرلمان استجواب الحكومة في إحدى قضايا الساعة: "فيها

قبل أن 418المحدد للعالقة بين الغرفتين في البرلمان و الحكومة ) 99-02(يتولى القانون العضوي رقم

.تفصيل شروط و إجراءات ممارسة و إبراز آثاره

:سلطة البرلمان في تكوين لجان تحقيق برلمانية -3

قصد من المسلم به في جميع النظم السياسية أن للبرلمان حق مراقبة األجهزة اإلدارية التحقق من أداءها لمهامها وعدم حيادها عن أهدافها التي رسمها لها القانون، وألجل ذلك تم تمكينه من صالحية التحقيق في القضايا التي تهم الشأن العام من خالل لجان تحقيق خاصة، على اعتبار أن اللجان البرلمانية الدائمة ال تملك اآللية الكفيلة بإجراء تحقيق

418Fفعال

419.

للتحقيق البرلماني تعريفات عدة، حيث عرفه البعض على أنه وسيلة لرقابة البرلمان و على الحكومة تمارسها عنه لجنة منه لتستظهر بنفسها ما قد يهم البرلمان من حقائق في موضوع يدخل في اختصاصه ويكون لها في سبيل ذلك كل السلطات التي تخولها لها

في حين عرفه . رفعه للبرلمان صاحب القرار النهائيالنصوص، وتنتهي مهمتها بتقرير تالبعض اآلخر بأنه إجراء تستخدمه الهيئة النيابية للقيام بوظيفتها في رقابة الهيئة التنفيذية، و

طلب 1549فخالل الفترة التشريعية الثانية في فرنسا تقدم نواب الجمعية الوطنية الفرنسية بما مجموعه -416

منها من مناوشات قصيرة ، انظر في ذلك عباس 220منها جمعت و نوقشت بعمق، في حين استفادت 316استجواب، ) 5الهامش رقم ( 156عمار ، المرجع السابق ، ص

417- Pierre-Henri Chalvidan,op , cit, p167 ، مع 1976من دستور 161و قبلها المادة 1989من دستور 124ونشير إلى نفس الصياغة كانت واردة في المادة -418

فلم ينص 1963فارق طبعا أن البرلمان حينها كان مشكال من غرفة واحدة فقط هي المجلس الشعبي الوطني أما دستور . 1958تأثرا بالدستور الفرنسي لسنة على هذه اآللية ربما

419- George VEDEL , OP , cité , p413,414.

158

ذلك عن طريق تشكيل لجنة مكونة من أعضائها تقوم بتجميع المعلومات الضرورية و تقديم 419Fوء هذه النتائج تتخذ الهيئة البرلمانية قرارهاتقرير للنتائج التي توصلت إليها، وعلى ض

420.

وتكتسي لجان التحقيق البرلمانية أهمية بالغة، ذلك أنها تسمح للبرلمان بالوصول إلى الحقيقة بنفسه إذا لم يقتنع بالمعلومات التي تقدمها الحكومة عقب األسئلة واالستجوابات، كما

سير المرافق العامة والوقوف على درجة أنها تسمح ألعضائه بالتعرف على مدى انتظام االختالل أو االنحراف الذي يشوب تسييرها، ولعل هذا ما حذا ببعض الفقه إلى القول بأن

لجان التحقيق البرلمانية هي من وسائل الرقابة التي ال تحتاج إلى نص يقررها على اعتبار مان، وهو ما أكدت عنه المحكمة أنها تستمد وجودها من الوظيفة التشريعية و الرقابية للبرل

العليا األمريكية للكنغرس حيث اعتبرت أن إنشاء لجان تحقيق من الحقوق الطبيعية 420Fللبرلمانات

421.

ومع ذلك فقد اختار المؤسس الدستوري الجزائري النص على حق البرلمانات في 421Fإنشاء لجان تحقيق برلمانية في صلب الدستور نفسه

و التي 161، و هذا بموجب المادة 422يمكن لكل غرفة من البرلمان في إطار اختصاصاتها أن تنشئ في أي وقت : " جاء فيها

86 إلى 76، كما أن المشرع نظمها في المواد "لجان تحقيق في قضايا ذات مصلحة عامةمن القانون العضوي المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان و عالقتهما الوظيفية بالحكومة،

، بينما نظمها النظام 69لنظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني في مادته ونص عليها ا، فكل هذه المواد تحدد إنشاء لجان التحقيق 81،82،83الداخلي لمجلس األمة في المواد

البرلمانية و نطاق عملها، والسلطات التي يخولها لها القانون واآلثار المترتبة عن إتمامها .لمهامها

:التحقيق البرلمانيةسلطات لجان

.94-93عباس عمار، المرجع السابق، ص -420 .108محمد باهي أبو يونس ، المرجع السابق ، ص -421التحقيق لخالف جدير بالذكر هنا كال من المؤسس الدستوري و المشرع الجزائريين ال يتيحان للجان البرلمانية حق -422

.حال في فرنسا

159

ال يمكن للجان التحقيق البرلمانية أن تقوم بعملها على أكمل وجه ما لم تكن تتمتع بسلطات كافية تخولها القيام بمهمتها الرقابية، وفي هذا الصدد جرى العرف في الممارسة

ذي البرلمانية على االعتراف للجان التحقيق بمجموعة من السلطات تتنوع تبعا للموضوع ال422Fترد عليه

423.

ومن السلطات التي تخولها المشرع الجزائري اللجان التحقيق البرلمانية تلك المتعلقة بإمكانية االستماع إلى أي شخص ترى اللجنة المنشأة أن بإمكان شهادته أن تفيد

423Fالتحقيق

غير أن المشرع ربط هذه السلطة ببعض الضوابط فإذا تعلق األمر باالستماع . 424الحكومة أن تحال طلبات االستماع من رئيس المجلس الشعبي الوطني أو إلى أعضاء

رئيس مجلس األمة حسب الحالة إلى الوزير األول، حيث يتم ضبط برنامج االستماع باالتفاق معه، أما بالنسبة لالستماع إلى إطارات المؤسسات و اإلدارات العمومية و أعوانها

ج المعاينات و الزيارات ، يتم عن طريق السلطة فيجب أن يسبقه استدعاء مرفق ببرنامالسلمية التي يتبعونها و ذلك بهدف إطالعهم مسبقا على مضمون البرنامج الذي تنوي اللجنة

424Fإتباعه في تحرياتها

425.

المحدد ) 02-99(من القانون العضوي رقم 83وطبقا لنص الفقرة األخيرة من المادة عالقة الوظيفية بينهما وبين الحكومة، بعد عدم االمتثال لتنظيم غرفتي البرلمان وعملها وال

أمام لجنة التحقيق تقصيرا جسيما يدون في تقريرها و تتحمل السلطة السلمية الوصية كامل مسؤوليتها حياله و بجدر التساؤل عن الجزاء القانوني المقرر لعدم االمتثال؟، والجواب هو

لعدم االمتثال أمام لجنة التحقيق البرلمانية و هذا أن القانون الجزائري ال يتضمن أي جزاءطبعا من شأنه أن يحفز رجال اإلدارة على عدم التعاون مع اللجنة المذكورة ، بالمقابل

المتعلق بممارسة وظيفة المراقبة 04-80من القانون العضوي رقم 28نالحظ أن المادة وفقا لألحكام العقابية -ى معاقبة كانت تنص عل" الملغى"من قبل المجلس الشعبي الوطني

كل من قام بترهيب نائب عضو في لجنة التحقيق أو مراقبة، أو مارس -لقانون العقوبات

.116محمد باهي أبو يونس ، المرجع السابق ، ص -423المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان و كذا العالقة الوظيفية بينهما 02– 99من القانون العضوي رقم 83انظر المادة -424

و بين الحكومةأنظر في ذلك . أعاله 02 -99لقانون العضوي رقم من ا 83جاء ذلك في عرض أسباب تعديل النص األصلي للمادة -425

.127عباس عمار، المرجع السابق، ص

160

ومن . الضغط عليه لجعله يتراجع عن إجراء تحقيق ما أو لحمله على تغيير مضمون معاينةظيم غرفتي المحدد لتن) 02 – 99(السلطات األخرى التي حولها القانون العضوي رقم

البرلمان وعملهما والعالقة الوظيفية بينهما وبين الحكومة للجان التحقيق البرلمانية، سلطة معاينة أي مكان واإلطالع على آية معلومة أو وثيقة ترى اللجنة أن لها عالقة بموضوع

425Fالتحقيق وأخذ نسخة من الوثائق عند االقتضاء

ومع ذلك يجدر التنويه إلى أن حق . 426ع هذا ليس مطلقا إذ ال يسوغ للجنة التحقيق أن تطلع على الوثائق التي تكتسب طابعا اإلطال

سريا وٕاستراتيجيا يهم الدفاع الوطني والمصالح الحيوية لالقتصاد الوطني وأمن الدولة 426Fالداخلي والخارجي

ثم إن المشرع قد خول صالحية تقرير الطابع السري واإلستراتيجي . 427إلدارية المعنية، وٕان كان قد اشترط أن يكون رفض اإلطالع للدواعي للوثائق إلى الجهات ا

المشار إليها معالًال، وطبعا فإن الجبهات المعنية قد تمتنع عن تزويد لجان التحقيق بالوثائق 427Fالتي تريده بحجة طابعها السري واإلستراتيجي وارتباطها بأمن الدولة

، بل وحتى من دون 428 .لم يورد أي جزاء قانوني لهذا االمتناع مبرر، إذ علمنا أن القانون

428Fوعليه يرى بعض أساتذة القانون

من القانون العضوي 84، ضرورة لمراجعة المادة 429المذكور أعاله على النحو الذي يمنح صالحية تقرير سرية الوثائق إلى ) 02 – 99(رقم

ائق التي ال تتسم لجنة خبراء مستقلة، ويلزم اإلدارة بإطالع لجان التحقيق على جميع الوثمن نفس ) 82(بالطابع السري وهذا تحت طائلة عقوبة جزائية، وفي كل األحوال فإن المادة

القانون تكرس أعضاء لجنة التحقيق بالتقيد بالسرية في تحرياتهم ومعاينتهم ومناقشتهم بل المشرع مقابل وحتى ال يتحول طابع السرية إلى معرقل لعمل لجان التحقيق البرلمانية، عمد

2000أفريل 12، معدل بالقانون المؤرخ في 1978جويلية 18الفرنسي بموجب قانون المتعلق بإصالح العالقة بين اإلدارة والمواطن، إلى تخويل صالحية تقرير سرية الوثائق إلى

429Fلجنة خاصة سماها لجنة الحصول على الوثائق اإلدارية

430.

المحدد لتنظم عمل الفرقتين و العالقة الوظيفية بينهما وبين 02 – 99من القانون العضوي رقم 83أنظر المادة -426

.الحكومة .أعاله 02– 99من القانون العضوي رقم 83أنظر المادة -427 .من النظام الداخلي لمجلس األمة ساري المفعول 88تؤكده المادة وهو ما -428 .166، ص 15رأي األستاذ هاملي محمد، نفس المرجع -429 .116أنظال في ذلك محمد باهي أبو يونس، المرجع السابق ص -430

161

نالحظ بأن القانون الفرنسي المؤرخ أما بالنسبة لالستماع إلى األشخاص فال ، ذهب إلى حد منح لجنة التحقيق 1991جويلية 20والمتمم بالقانون 19/07/1977

سلطة استدعاء أي شخص وبالقوة الجبرية إذا ما رأت ضرورة في االستماع إلى شهادته، ء على أنه في حال امتناعه عن الحضور أو حضر وأمتنع عن أداء اليمين أو قام بإدال

430Fبشهادة كاذبة فإنه يجوز لرئيس اللجنة إحضار وزير العدل لتحريك دعوى عمومية ضده

431 ،أكثر من ذلك لقد خول هذا القانون للجنة التحقيق المشكلة من قبل البرلمان حق االنتقال حتى إلى خارج األراضي الفرنسية إذا اقتضى األمر على أن تقع نفقات االنتقال والزيارات

431Fلى المجلس الذي تتبعهالميدانية ع

، لكن في المقابل نص هذا القانون على إحالة أي 432عاًما إلى المحاكمة ) 30(عضو من أعضاء اللجنة يخل بسرية التحقيق خالل مدة ثالثين

.وفقا ألحكام قانون العقوبات

ونشير إلى أن بعض النظم القانونية المقارنة تخول لجان التحقيق البرلمانية نفس التي تتمتع بها السلطات القضائية كما هو الحال في الواليات المتحدة األمريكية الصالحيات

432Fوٕايطاليا وألمانيا

، بل ومن هذه النظم من تقرر عالنية التحقيق كما هو الحال في بريطانيا 433والواليات المتحدة، ففي هاتين الدولتين تتيح القوانين نقل جلسات التحقيق على قنوات

ألمثلة ذلك جلسات االستماع إلى بعض الشخصيات حول الحرب على التلفزيون، ومن COLIN(العراق، كجلسة االستماع إلى وزير الخارجية األمريكي األسبق كولين باول

POWELL (وكذلك جلسة االستماع إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير)TONNY

BLAIRE (433للسبب نفسهF

434.

وبرأي بعض األساتذة في القانون العام، فإن النموذج البريطاني واألمريكي أفضل مثال لإلتباع على إعتبار أن عالنية التحقيق تسمح للرأي العام باإلطالع على كيفية تسيير

وتشكل نوًعا من الضغط المعنوي على الحكومة وتنعكس بالتالي على . الحكومة للشأن العام 431 - Claud Le Clercq ,op cité, P631, Pierre Henri Chalvidan, Op, cité, P188.

.129المرجع السابق، ص عباس عمار، -432ففي ألمانيا مثال حدث أن قامت إحدى لجان التحقيق باستماع إلى المستشار األلماني السابق هلموت كول -433

"HELMUT KOHL " لمدة ناهزت سبع ساعات على الرغم من أن اللجنة كان يرأسها عضو ينتمي لنفس الحزب الذيأبر على االستقالة من رئاسة مجلس النواب ) RAINER – BARZEL(زل ينتمي إليه المستشار، بل إن السيد رينيربار

.127إثر متوله أمام لجنة التحقيق، طابع في ذلك عباس عمار، المرجع السابق نفسه، ص . 129عباس عمار، المرجع السابق، ص - 434

162

يحبذ بعض القانونيين لو أن المشرع الجزائري كرس مبدأ عالنية التحقيق شفافية التسيير، ومع تقييدها في حال تعلق األمر بوثائق أو معلومات ذات طابع سري أو إستراتيجي تتولى

.لجنة مستقلة تحديدها

:المصادقة على الالئحة-4

الدستوري تعتبر اللوائح البرلمانية آلية رقابية حديثة الظهور نسبيا في النظامإثر التعديل الذي طرأ على 1988الجزائري، يرجع تاريخ تكريسها إلى نوفمبر من سنة

من الدستور 114/5، حيث أدرجها المؤسس الدستوري في المادة 1976دستور سنة وبعد ذلك في 1989دستور سنة 80المذكور، قبل أن يعاود النص عليها في المادة

.ساري المفعول 1996ر سنة من الدستو 84و 80المادتين

هذا وقد اعتنى المشرع الجزائري ببيان شروط و إجراءات ممارسة هذه اآللية الرقابية المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان والعالقة بينهما وبين " 02-99"في القانون العضوي

. الحكومة، كما نظم النظام الداخلي لمجلس األمة بعض حاالت اللجوء إليها تماًما

عن بيان األثر القانوني اللوائح المصادق 1996في الواقع لقد غفل دستور سنة المحدد لتنظيم ) 02 – 99(عليها من قبل غرفتي البرلمان، كما غفل القانون العضوي رقم

المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة وعملهما وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين ، ولم يختلف األمر بالنسبة للنظامين الداخلين لكل من المجلس الحكومة عن بيان هذا األثر

434Fالشعبي ومجلس األمة

435.

والواقع أن الالئحة المصادق عليها قد تنطوي إما على تأييد للحكومة أو توجد لوم أو انتقاد لها عن كيفية أدائها لمهامها، وفي الحالتين األخيرتين ال يوجد هناك أي جزاء قانوني

تب عن ذلك، ولذلك ذهب البعض من الشرائح إلى وصفها باللوائح عديمة يمكن أن يتر

اقتراحات اللوائح كآلية رقابية على لقد سبق التنويه إلى أن النظام الداخلي المجلس الشعبي الوطني لم يشر إطالقا إلى -435

.عمل الحكومة

163

435Fاألثر

كونها ال تتضمن أية نتيجة في مواجهة الحكومة، وٕان كانت تتضمن في الواقع نوعا من ، 436 .الجزاء األدبي

جع هذه األخير على أن شئحة تتضمن تأييد الحكومة فهذا سيففي حال كانت الالالمضي قدما في سياستها غير آبهة بآراء القلة المعارضة طالما أنها قد حازت على عدم

أما في حال تضمنت لوًما وانتقادا للحكومة فهذا قد يؤدي إلى إحراج هذه . األغلبية البرلمانيةأن ذلك يشكل األخيرة أما الرأي العام ال سيما بعد نشر محتوى الالئحة، هذا ناهيك عن

إيداع ملتمس رقابة ضدها أو بحسب الثقة منها إن هي لم تقم بمراجعة سياستها إنذارا لها باحتمال 436Fأو عملها االنتقاد

437.

:ملتمس الرقابة -5

إذا كانت السلطة التنفيذية ممثلة في شخص رئيس الجمهورية تملك سلطة حل مجلس الشعبي الوطني، حق اقتراح المجلس الشعبي الوطني، فقد كفل الدستور الجزائري لل

ملتمس الرقابة إلسقاط الحكومة، ويعرف ملتمس الرقابة بأنه أداة دستورية تسمح بتحريك مسؤولية الحكومة عن تنفيذ برنامجها أمام البرلمان وتؤدي إلى إسقاطها متى توافرت الشروط

437Fالمطلوبة فيها

ؤهل المجلس الشعبي ، كما يمكن تعريفه بأنه سلطة رقابية على الحكومة ت438438Fالوطني إسقاطها إن حادت عن التوجهات المحدد في البرنامج الموافق عليه

439.

والواقع أن هذه اآللية الرقابية حديثة الظهور في النظام الدستور الجزائري حيث غابت إذ وردت في 1989ولم تظهر إَال مع اعتماد دستور سنة 1976و 1963في الدستور

من دستور 135ن يعاود المؤسس الدستوري النَص عليها في المادة ، قبل أ126مادته يمكن المجلس الشعبي الوطني لدى مناقشة بيان السياسة العامة : " والتي جاء فيها 1976

ليتولى المشرع فيما بعد تبيان ... أن يصوت على ملتمس رقابة ينصب عل مسؤولية الحكومة – 99(من القانون العضوي رقم 61إلى 57اد شروطها وٕاجراءاتها وكذا أثارها في المو

.194عبد هللا بوقفة، آليات تنظيم السلطة في النظام السياسي الجزائري، المرجع السابق، ص -436 .268عباس عمار، المرجع السابق، ص -437، المؤسسة 1989دستور أحمد وافي، بوكرا إدريس، النظرية العامة للدولة والنظام السياسي الجزائري في ظل -438

.1992الجزائرية للطباعة، الجزائر .395ياسي الجزائري، المرجع السابق، ص سسعيد بوشعير، النظام ال -439

164

المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان والعالقة الوظيفية بينهما وبين الحكومة وهي ) 02 .األحكام التي توضح شروط وٕاجراءات ملتمس الرقابة

) 2/3(قد يفشل المبادرون باقتراح ملتمس الرقابة في الحصول على نصاب الثلثين قابل قد موحينها تستمر الحكومة في أداء عملها بشكل عادي، غير أنه بال المطلوب إلقراره

يحدث ويحصل الملتمس على النصاب المذكور، وهنا نالحظ بأن المؤسس الدستوري ألزم الوزير األول بتقديم استقالة حكومته، 1996من دستور 137الجزائري وبموجب المادة

المحدد لتنظيم غرفتي البرلمان " 02-99"ضوي رقم من القانون الع 61وهو ما أكدته المادة .وعملها والعالقة الوظيفية بينهما وبين الحكومة

ولئن كان الكثير من الشراح يرون بأن الموافقة على ملتمس الرقابة من قبل المجلس الشعبي الوطني ستؤدي حتما إلى سقوط الحكومة، فإننا نعتقد بأن الصياغة التي جاءت بها

أعاله ال ) 02 – 99(فقرة ثالثة من القانون العضوي رقم 61من الدستور و 135 المادتانيفيدان ذلك بالضرورة فكلتا المادتين تشيران إلى ضرورة قيام الوزير األول بتقديم استقالة حكومته غير أنهما ال تنضمان ما يلزم رئيس الجمهورية بقبول هذه االستقالة، بما يفهم منه

رية يملك كامل السلطة التقديرية في قبول استقالة الحكومة، كما قد يتصور بأن رئيس الجمهو أن يلجأ إقالة الحكومة وحل البرلمان ثم تعيين الوزير األول المستقبل ووزرائه السابقين

439Fلتشكيل حكومة جديدة

440 ،

.لتين سوف تفرغ موافقة المجلس على ملتمس الرقابة من محتواهااوفي كلتا الح

في ظل غياب مثال عن ذلك في التجربة الدستورية الجزائرية، نالحظ بأن التجربة الفرنسية قد أثبتت بمناسبة تصويت -440

المستقيلة في (Pompidou ) استمرار حكومة بومبيد 05/10/2002الجمعية الوطنية الفرنسية على ملتمس الرقابة في كلت على إثرها حكومة جديدة من قبل نفس الوزير األول المستقيل تسيير األعمال لحين االنتخابات تشريعية مسبقة ش

بحل الجمعية " شارل ديغول" وضمنت جل الوزراء الذين ضمتهم الحكومة المستقيلة، وهذا بعد ما قام الوزير الفرنسي ة ذلك لم تكن أي أن ملتمس الرقاب. كإجراء مضاد لمصادقتها على ملتمس الرقابة 09/10/1962الوطنية بموجب المرسوم

والمالحظ أن المجلس ولة الفرنسي أقر بشرعية األعمال التي أتتها الحكومة بمناسبة تصريف األعمال . له أية فعالية تذكر :أنظر في ذلك. 19/10/1962بتاريخ ) ROCAS(وهذا إثر بته في قضية

Pierre- Henri Chalvidan ,Op,Cité, P202, Jean-Claud Masclet, Jean-Paul Valette, Op, cité ,P202. Daniel Amson, OP, Cit, P251. Yves Guchet, Jean Catsipis, OP, cité, p176.

كانت تقضي بأنه في حال التصويت على ملتمس 1963من الدستور الجزائري لسنة 56وجدير بالذكر هنا أن النص المادة رية وينحل المجلس وجوبًا، وطبعا هذه األحكام هذه األحكام الرقابة بأغلبية نواب المجلس الوطني يستقيل رئيس الجمهو

كانت تفرغ ملتمس الرقابة من محتواه على إعتبار أنها حسبنا تؤكد عزيمة النواب في التصويت مخافة فقدان عهدتهم .النيابية

165

ض القانونيين بان الراجح هو التزام رئيس الجمهوري بقبول استقالة ولكن يرى بعحكومته، على اعتبار أن المؤسس الدستوري لو راد منح الرئيس السلطة التقديرية في قبول

من الدستور لدى 84هذه االستقالة من عدمه ألشار إلى ذلك صراحة، مثلما فعل في المادة .مةتنظيمه لمسألة طرح الثقة في الحكو

والجدير بالذكر هنا أنه، منذ استحداث حق النواب في التقدم بملتمس الرقابة لم تشهد بمبادئ من 1990الحياة البرلمانية الجزائرية ممارسة هذا الحق سوى مرة واحدة كانت سنة

ولم يوقع عليه أُي نائب " مولود حمروش" ضد الحكومة " عبد القادر شرا" النائب السابق 440Fآخر

441.

:التصويت بالثقة -6

وبعد ذلك 1989من دستور 80هو إجراء رقابي مستحدث تم النص عليه في المادة 1996441Fفي فقرنها الخامسة من دستور 84في المادة

442.

وتلجأ الحكومة إلى هذا اإلجراء للحصول على تأييد النواب لتستمر في تنفيذ مخطط متى شعرت بأن النواب بدؤوا يعارضونها اآلليةلهذه ي أحسن الظروف، كما قد تلجأ عملها ف

ويمتنعون عن تقديم الدعم الالزم لها سواء برفضهم المصادقة على مشاريع القوانين التي تتقدم بها، وبقيامهم بإدخال تعديال على القوانين التي بادرت بهما على نحو يخالف

ي حال وجود نزاع بين رئيس توجهاتها، وقد يتصور لجوء الحكومة إلى هذا اإلجراء أيضا ف442Fالجمهورية ووزيره األول

، حيث يبادر هذا األخير بطلب تصويت بالثقة من المجلس 443

. 1990لسنة 173أنظر الجريدة الرسمية لمداوالت المجلس الشعبي الوطني، رقم - 441للوزير األول يطلب من المجلس الشعبي الوطني "....من الدستور على أنه 84فقرة الخامسة من المادة تنص ال -442

".الوظيفي تصويتا بالثقة .290، أنظر كذلك عباس عمار، المرجع السابق ص 317أحمد وافي، بوكرا إدريس، المرجع السابق، ص -443

166

الشعبي الوطني إلحراج رئيس الجمهورية وثنيه عن إصدار مرسوم بإقالة الحكومة، وهنا قد التصويت تتعقد األمور أكثر إذا ما منح المجلس ثقته للحكومة، ذلك أن الرئيس يتجاهل هذا

.ويقبل الحكومة ويتبع ذلك بحل المجلس الشعبي الوطني

فأيا كانت األسباب والدوافع فإن إلجراء طرح الثقة بالحكومة جملة من الضوابط يتعين إستفاءها كما أن أثاره تختلف بحسب نتيجة التصويت وتستخلص هذه الضوابط من المادة

– 99من القانون العضوي رقم 62،63،64بإضافة إلى المواد 1996من دستور سنة 84 .المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان والعالقة الوظيفية بينها وبين الحكومة 02

بطبيعة الحال إذا كانت نتيجة تصويت نواب المجلس الشعبي الوطني لصالح قد الحكومة فهذا يعتبر بمثابة تجديد للثقة فيها، فتستمر في عملها مع أريحية أكثر، وربما

.تقوم بالمبادرة بسياسات أكثر حساسية مادامت قد حصلت على تأييد األغلبية النيابية

أما إذا كان التصويت ضد منحها الثقة، أو بعبارة أخرى إذا لم تحصل الحكومة على نصاب األغلبية البسيطة المطلوبة وهو نصاب من السهل تحقيقه، فهذا يعني أنها فقدت تأييد

443Fيكون على الوزير األول تقديم استقالة حكومتهالمجلس وبالتالي

444.

من الدستور أن رئيس الجمهورية يملك كامل السلطة 84والمالحظة من نص المادة التقديرية إزاء هذه االستقالة، فقد يقلبها ويلجأ بالمقابل إجراء مضاد وهو حل المجلس الشعبي

أشهر، وقد يتجاهل نتائج الوطني وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة في غضون ثالثة التصويت بعدم منح الثقة للحكومة ويلجأ إلى استعمال سلطته في حل المجلس الشعبي

444Fالوطني

445.

بمعنى أنه يستطيع التضحية بالمجلس الشعبي الوطني حفاظا على حكومته، وذلك أن عدم ثقة المجلس في سياسة الحكومة تعني ضمن عدم ثقته في برنامج الرئيس طالما أن

لم يكن ينص 1989أعاله ونشير هنا إلى أن دستور سنة 02 – 99م من القانون العضوي رق 64وهو ما أكدته المادة -444

.على مصير الحكومة في حال التصويت بالثقة .المعدل والمتمم 1996الفقرة السادسة من الدستور 84أنظر المادة -445

167

445Fالوزير األول ما هو إال منفذ لبرنامج الرئيس

وهذا الحكم يبرز مكانة المجلس الشعبي . 446 .الوطني في الدستور الجزائري مقارنة بمركز السلطة التنفيذية

العالقة بين السلطة التنفيذية مع السلطة توطيد نوعيةالناتجة عن اآلثار: الفرع الثاني :التشريعية

-رئيس الجمهورية-التنفيذية جراء توسعة صالحيات متصدرهالقد تمت تقوية السلطة في النظام السياسي الجزائري في جميع المجاالت على حساب باقي السلطات، بصفة عامة وعلى المجال التشريعي بصفة خاصة، إلى درجة أصبح فيها البرلمان يلعب دور استثناء في

خاللها إلى عدم تكافؤ العالقة بين وظيفة التشريع، وهذه الظاهرة ترتب آثار تؤدي منالسلطات فيما بينها في العموم، وعدم توازن في العالقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وصعوبة تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، في حين إذا رجعنا إلى مقتضيات هذه المبدأ

اآلثار المترتبة عن نجد أن صاحب االختصاص األصلي في التشريع هو البرلمان، وأمااآلثار المترتبة على السلطة التنفيذية في الفقرة : ظاهرة تقوية السلطة التنفيذية فنتطرق إلى

األولى، ثم اآلثار المترتبة على السلطة التشريعية في الفقرة الثانية وأخيرا اآلثار صعوبة .تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات في الفقرة الثالثة

: آلثار المترتبة على مستوى السلطة التنفيذيةا: الفقرة األولى

عند الحديث عن السلطة التنفيذية في الجزائر وفي الدساتير السابقة لكل من 446Fتونس

447Fوالمغرب 447

كما أشرنا –، نجد أن المقصود بها هو متصدر السلطة التنفيذية 448حيث يحتل الرئيس حاليا في الجزائر، والملك في المغرب ، والرئيس في تونس في –سابقا

الدساتير في ظل الدساتير السابقة نجدهم يحتلون الصدارة من خالل وجود ترسانة من هم في السلطة، أدت هذه النصوص إلى تقوية النصوص الدستورية المدعمة لمكانتهم وهيمنت

منصبهم في الدولة ومؤسستهم التنفيذية، سواء كان ذلك في النظام السياسي الجزائري الحالي

.المعدل والمتمم 1996الفقرة ة من الدستور 79أنظر المادة -446

.2014جانفي 26، دستور 2011-2010 قبل صدور دستور ما بعد ثورة -447، إثر االحتجاجات التي عمت الشوارع المغربية والمطالبة بتعديل دستوري 2011قبل صدور دستور الفاتح يوليو -448

.وتفادي الوقوع في ثورات الربيع العربي عد إلى الفصل األول للمزيد من التفاصيل

168

448Fأوفي النظام السياسي المغربي الملكي) كنظامين جمهوريين(وفي النظام التونسي السابق

449 ،المغرب (ياسيين السابقين للدولتين فالنموذج السياسي الجزائري كان يتحد مع النموذجين الس

من خالل القواسم المشتركة التي تجعل معها طبيعة نظام الحكم ال تختلف إال من ) تونس – :ومن آثار إستمرارية عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية نذكر. حيث التسمية فقط

:تكريس أحادية الجهاز التنفيذي -1

لتنفيذي كخاصية من خصائص النظام البرلماني أن متولي من نتائج ثنائية الجهاز ازمام السلطة التنفيذية ليس رئيس الدولة، وٕانما الذي يليه في الجهاز التنفيذي، وهذا ما ال

449Fنجده في الواقع العملي للسلطة في الدول اإلفريقية

عموما، ومنها الجزائر وتونس والمغرب 450، التي لم تشذ عن القاعدة، حيث تم تبني ثنائية )ؤخًراقبل التعديالت الدستورية التي تمت م(

– 15الجهاز التنفيذي في الجزائر باستحداث منصب رئيس الحكومة واستبدل بعد تعديل بتسمية وزير األول، لكن المعطيات تشير إلى أن هذا الطرف ال يملك أيا من 2008 -11

.االستقاللية عضوية كانت أو وظيفية

ختلف في النظام المغربي في السابق، حيث كان الملك يحتل مرتبة والحال كان ال يالريادة المهيمنة، والرجل الثاني في الجهاز التنفيذي ال يملك أي سلطة وٕان كان ممثال لألغلبية بما أن التدابير االحتياطية الدستورية تجعل منه مجرد تابع المؤسسة الملكية

كان سائد في النظام السياسي التونسي السابق حيث المحتكرة للقرار الفصل بإضافة إلى ما .نجد تسمية الرجل الثاني في الجهاز التنفيذي دون أن يكون له دور فعلي يذكر

كذلك من القواسم المشتركة بين األنظمة الثالثة الجمع بين صالحيات رئيس الدولة من السابق ألوانه الجزم والوزير األول، أو أحادية الجهاز التنفيذي على المستوى العملي، ف

من خالل استحداث منصب خاص بالرجل الثاني فيه، ود ثنائية خاصة بالجهاز التنفيذيبوج، ألن الواقع المعيشي من خالل ممارسة ...فقد نجد له تسمية رئيس الحكومة أو وزير أول

.رئيس الدولة لصالحيات واسعة تجعل منه طرفا محتكًرا للجهاز التنفيذي

.في المغرب 2011قبل التعديل الدستوري للفاتح يوليو لسنة -449

450 - André Hauriou ,Op, p 600.

169

امل التي ساعدت على تثبيت هذه الخاصية الطابع اإليديولوجي الذي ساد ومن العو مباشرة بعد االستقرار، وأسهمت الحركة الوطنية والدعم المادي والمعنوي في تواجده، مما نتج عنه ارتباط الدولة بالحزب نتيجة لتأثير إيديولوجية الحزب الواحد، فقد كان الطابع

ائر وعلى األخص دوره في تحديد طبيعة ومكانة الحزب في اإليديولوجي المتبني في الجز المتبنية ...الدولة، وٕان كانت هذه النظرة تختلف عن نظيرتها في الفكر الغربي عموما

ا ذهبت إليه الدول الغربية من خالل مللتعددية، حيث أخذ هذا المفهوم بعدا مخالفا لمن خالل تنافس مختلف التيارات ممارستها، فهو أداة لتحقيق مبدأ التداول عل السلطة،

450Fبينما في الدول محل الدراسة. الحزبية المتواجدة في الساحة السياسية

، بما فيه المغرب، 451فالحزب تحول إلى أداة لثبات واستمرارية احتكار السلطة من قبل الجهاز التنفيذي فلقد أعطى

صوص دستورية نص عليها للحزب مكانة متميزة في النظام السياسي الجزائري انطالقا من ن، ولم تتالشى هذه المكانة المرتبطة بتركيز السلطة حتى بعد فتح 1976و 1963دستورا

مجال التعددية، حيث بقت الممارسة الواقعية بعيدة عن الترجمة الحقيقية للنصوص، فشكل في هذا االنفصال بين النصوص القانونية والواقع العملي، خلفية أضفت نوعا من الضبابية

.محاولة تكيف طبيعة النظام السياسي، نشأ عنها اختالف وجهات النظر بين الباحثين

ونتج عن هذه المكانة هيمنة مبادئ الحزب الواحد حتى أصبح يشكل العمود الفقري للنظام القائم في الدولة، وجعل من جبهة التحرير الوطني مؤسسة دولتيه، كما ارتبطت

ن خالل ترأسه له، وهو رئيس منبثق من اختيار الحزب له، شخصية رئيس الدولة بالحزب م451Fويتم اختياره دون وجود منافس له أي هو المرشح الوحيد

، اختياره كما هو معلوم أقرب 452 .لالستفتاء منه إلى االنتخاب

:غياب كلي للمسؤولية السياسية -2

يعد عامال الوضوح والموضوعية ضروريان للبناء الديمقراطية، وتتجلى أهمية وجودهما خاصة في عملية الرقابة على الحكومة من قبل البرلمان، وغيابهما يقوض مبدأ

.2011دستور جديد سنة 2014دستور جديد سنة : قبل التعديالت الدستورية الجديدة، تونس -451،اإلصالحات الدستورية في المغرب -مقاربة نقدية–نظمة الدستورية والسياسية للدول المغاربية فتح هللا الغازي، األ -452

جامعة القاضي 15،سلسلة ندوات ومناظرات رقم 1999أكتوبر 28-26حمد مالكي ،أعمال ندوة مراكش العربي ،تنسيق أ . 18 -17ص عياض ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ،مركز الدراسات الدستورية و السياسية ،مراكش

170

452Fالمشاركة

، في حد ذاته، وهو من االلتزامات الالحقة لعملية االنتخاب الذي ال يكفي أن 453عن رأي واختيار الشعب بل هناك مرحلة ال تقل ) %100(ئة يكون نزيها ومعبرا مائة بالما

أهمية وهي مدى ممارسة ممثلي الشعب لهذا االختيار عن طريق مساءلة الحكومة .بموضوعية

ومن القواسم المشتركة في مكانة رئيس الدولة في معظم الدول العربية ، هو عدم التنفيذي رئيسا كان أو ملكا، فهذه خضوعه للمسؤولية السياسية بصفته متصدر الجهاز

المكانة جعلته معفى من المساءلة رغم ما يتمتع به من صالحيات واسعة على جميع المستويات، إلى درجة يضفى فيها على النظام السياسي الطابع الرئاسي، و ما يميز األنظمة

453Fاألخذة ببعض خصائص النظام الرئاسي

ة رقابة ، انعكاس ذلك سلبا على مستوى فعالي454454Fالبرلمان على الحكومة، التي تتجاوز حدود النصوص التي يتضمنها الدستور

455 .

فمن اآلثار التي يمكن اإلشارة إليها نجد التناقض المسجل على مستوى المسؤولية السياسية فمما يالحظ النص عليها دستوريا دون أن تجد لها وجودا من حيث الواقع المعيشي

وٕان تحدثنا عن المسؤولية السياسية فإن النظام السياسي الجزائري في الممارسة السياسية،يعتبر معطًال للعمل بالمسؤولية السياسية سواء كان ذلك على مستوى العالقة التي ترتبط الحكومة برئيس الجمهورية كمستوى أول في هذه المسؤولية، ألن الحكومة ما هي في الواقع

ئيس الجمهورية، والمسؤولية التي قد تنجم عن ذلك، فإنها األمر سوى امتداد ألوامر ونواهي ر لن تتعدى المحاسبة على تقصير الحكومة في مستوى أدائها وفقا لما يتماشى مع طموح رئيس الجمهورية في تطبيق البرنامج المسطر، أما المسؤولية السياسية أمام البرلمان كطرف

صوص تمت صياغتها بكيفية خالية من ثان، فإنها ال تترجم فعال النص عليها، ألن الن .اإللزام كمسألة الرد على األسئلة الكتابية أو الشفهية

الديمقراطية ...الديمقراطية الموعودة:طن العربي معوقات اإلنتقال إلى الديمقراطية في الو"، عبد الحسين شعبان -453

مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة الثانية :،بيروت،"المفقودة،مداخل اإلنتقال إلى الديموقراطية في البلدان العربية .76،ص 2005،

.12فتح هللا الغازي المرجع السابق، ص -454مقاربة إصالحية في خدمة حكم –إشكاليات الديموقراطية و التنمية في المنطقة العربية "،و أخرون وسيم حرب. د -455

، 2010منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى،:المركز العربي لتطوير حكم القانون النزاهة ،بيروت " القانون .41ص

171

وقد كان للتحوالت التي عرفها العالم من تقلص الثنائية القطبية بسقوط المعسكر الشرقي في كل دولة، وتبليغ مبادئ التحرر والعدل والمساواة أثرها ، فيما لوحظ على األنظمة

455Fالمغاريبة

فرضها قيودا دستورية على السلطة -موضوع الدراسة –في الدول الثالث ،456456Fالتشريعية من خالل عدم فعالية اآلليات المتاحة لها

وكذا عدم -سبق ذكرها-والتي 457منه يمكن القول أن .....تفعيلها بترتيب جزاء واضح، فتركت النصوص بدون ضبط أو إلزام

لية السياسية للحكومة أمام البرلمان تعتبر معطلة، هذه األدوات المستعملة لتحريك المسؤو فدورها ال يتعدى كونها عبارة عن أداة إعالمية إشهاري عديمة األثر، فكأنها مجرد منهج

كبير نحو إسباغ هذا النوع من ه تأثير لتكريس توجه مستتر نحو النظام الرئاسي الذي كان ل .التعامل مع المسؤولية السياسية

عض خصائص النظام البرلماني يجعل للمعارضة موقعا إلى جانب كما أن تبني ب457Fاألغلبية الحاكمة من الحزب المنافس

، مما يحرف أصل وجودها في الحقل السياسي إلى 458أداء دور مساند للسلطة التي تستعمل هذه المعارضة كواجهة وكمادة إشهارية بوجود تعدد

اهرية أو شكلية يجعل من األسئلة عمال غير فوجود تعددية ظ.....اآلراء بإتاحة المجال لها مجد، نظرا لتداخل فكرتي إثارة المسؤولية السياسية للحكومة، وما قد ينتج عنها من التجانس الحزبي أو اإليديولوجي، وبوجود أغلبية برلمانية من االتجاه السياسي نفسه، مما قد يعيق

....قيمتها القانونيةجدية ونوعية األسئلة ونسبتيها وبالتالي فعاليتها و

بإضافة إلى تحول األسئلة إلى وسيلة دعائية لصالح مثيرها خالل فترة نهاية العهدة البرلمانية إلى التقليص من جدواها يجعله تنصب حول المصالح المحلية أو الشخصية على

عد، والمقصود باألنظمة المغاربية للدول األخرى، ورها لم يعدل بتظامها السياسي ساري المفعول، ودسمازال ن: الجزائر -2

. األنظمة السياسية التي كانت تسود كل من تونس والمغرب قبل التعديالت الدستورية التي عرفتها كلتا الدولتينالعربي،وقائع سلسلة الحوارات العربية،منتدى الفكر "؟....النظام العربي إلى أين"حمد يوسف أحمد،مداخلة في ندوة أ -3

. 58، ص 1ط 2000يونيو /حيزران 11-10الندوة التي عقدت في الجزائر العاصمة في4- Hauriou (André). Droit constitutionnel institutions politiques,Paris :edition Montchretien 1970 p 599.

172

حساب المصلحة العامة في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تؤدي دور الوسيط بين األفراد 458Fوالسلطة، كأن ينقل النواب انشغاالتهم عبر األسئلة للوزارات المعنية

459 ،

وهذا من شأنه أيضا أن يجرد األسئلة من كونها عبارة عن مظهر من مظاهر إثارة المسؤولية السياسية الشكلية للحكومة، ويتحقق هذا بطبيعة الحالف بقدر ما تحرر النواب

بدون شك إلى تسهيل تأثير السلطة التنفيذية، بوجود مؤهالت، ألن ضعف مستواهم يؤدي وتسيير تمرير نفوذها في البرلمان وينعكس هذا بدوره على مستوى النقاش المفترض في

459Fالبرلمان

.، ليؤدي هذا في النهاية كذلك إلى إضعاف مبدأ الفصل بين السلطات460

تجاوز إلى بيان وال تعتبر األسئلة لوحدها أداة إشهاري لصالح السلطة التنفيذية، فقد تعرض حصيلة 21/10/2010السياسية العامة كما حدث األمر في الجزائر، حيث لهم في

أحمد " شهرا المنصرمة، من خالل تقديم الوزير األول 18نشاط السلطة التنفيذية خالل فترة من الدستور، 84أمام المجلس الشعبي الوطني، وفقا للفقرة األولى من نص المادة " أو يحي

انصبت المناقشة في معظمها على أهم اإلنجازات رئيس الجمهورية في قطاعات عديدة و والتعريج على بعض النقائص إلضفاء نوع من .....) كأشغال العمومية، السكن، الصحة(

الموضوعية والمصداقية على العرض، مما أدى إلى استخالص كون البيان عبارة عن فرصة درجة األولى، بعيدا عن احتمال مساءلة الحكومة، ألن أو وسيلة أدت دورا إعالميا بال

في فقرتها ) 79(البرنامج باألساس هو برنامج رئيس الجمهورية، بنص الدستور حسب المدة الثانية وهو مستثنى من هذه مسؤولية، فكيف يقدم هذا البيان المؤسس للمسؤولية السياسية

ة؟للحكومة دون أن يكون هذا الطرف صاحب هذه الحصيل

فالمسؤولية ترتبط ارتباطا مباشرا بصاحب البرنامج األصلي، وهذا يعد من التناقضات ، كما أن توقيته جاء كمحاول إلبراز إنجازات السلطة 1996الواضحة التي يحملها دستور

التنفيذية خالل هذه الفترة، بهدف تهدئة الجبهة االجتماعية التي تعرف دائما أثناء الدخول بمعظم -من االضطراب الصاحب الستئناف الموسم العملي الجديد االجتماعي نوعان

459 - Mdhaffar (Zouhir), Le pouvoir légistif au Maghreb , imprimerie officielle de la republique tunisienne 1989, p 364, 366. 460 - Mdhaffar (Zouhir), IbId,op cit, p 368.

173

وتقابل المسؤولية .بإبراز آفاق المشاريع المستقبلة وانعكاساتها عل المواطنين -القطاعاتلمكانة البرلمان آلية الحل التي تعتبر في الفقه -من الناحية النظرية-السياسية كأداة مقوية

التوازن في العالقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، وهي من الغربي الحديث وسيلة لتحقيقاألدوات التي تمنح لرئيس الجهاز التنفيذي كرئيس الجمهورية في الجزائر لحل البرلمان، وهذا ما يجعل أعضاء البرلمان يتخوفون من اتخاذ تدابير في إطار الرقابة البرلمانية على الجهاز

غياب المسؤولية السياسية كأداة مقابلة في يد أمامة ضغط فتتحول إلى أدا... الحكوميالبرلمان، مما يفسر حالة المسايرة بهدف تعطيل أو منع أسباب اللجوء إلى هذا اإلجراء، الذي يتخذ ولو من الناحية النظرية بعدا عقابيا أكثر منه أداة لإلستمرارية الحسنة لمختلف

قبل السلطة التنفيذية للسلطة التشريعية نتيجة تأثر وجاء هذا االستفراق من.السلطات العامةشكل الحكم بخاصية تركيز السلطة في شخص الحاكم، مما يعطي انطباعا بوجود دور

للمؤسسات الدستورية في الدولة، وال تتمتع في ظل هذا النمط من السلطة استثنائيلسياسية حيث تبقى المؤسسة باالستقاللية وال تؤدي كنتيجة دورا يستحق اإلشارة في الحياة ا

الرئاسية وما يقابلها في النظام الملكي المؤسسة الملكية المركز الحيوي للدولة وال تشكل األحزاب والهيئات التشريعية مجتمعة دورا فعليا، بعيدا عن التبعية والهيمنة المفروضة

460Fعليها

461.

:تحول التشريع بأوامر من استثناء إلى قاعدة -3

لناتجة عن الهيمنة للسلطة التنفيذية، التشريع باألوامر الذي جاء كحل ومن المظاهر اعلى حق رئيس الجمهورية في التشريع عن 124في مادته 1996واقعي، فلقد نص دستور

طريق األوامر، كأداة تشريعية بديلة عند غياب البرلمان، إما من بين الدورات العادية أو اثناء من استثناء إلى قاعدة تشريعية، أمام عدم صياغة نص المادة لكن هذا الحق تحول... غيابه

المذكورة بكيفية تمنع أي لبس أو تأويل خاطئ، كأن يعرض رئيس الجمهورية األوامر التي : لجأ إليها على كل غرفة من البرلمان بعد انعقادها مباشرة وهذا يطرح عدة تساؤالت منها

..." يجب"بالرجوع إلى البرلمان كاستعمال كلمة لماذا يفتقد النص لصياغة قانونية ملزمة ... باإلضافة إلى أن هذه األوامر هي منشئة لمراكز قانونية جديدة، وقد تكسب حقوقا للغير

.232ص مرجع سابق،أسعد مفرج وآخرون، -461

174

فإذا افترضنا عدم موافقة البرلمان عليها، فكيف يتم التعامل مع هذه المعطيات القانونية الجديدة؟

ا مألوفا متجاوزا بذلك الهيئة التشريعية، ومنه كما أن اإلفراط في استعمالها جعلها أمر تحويلها إلى أدوات تشريعية يتم اللجوء إليها لتجنب اعتراض البرلمان على بعض النصوص التي تريد ظهورها، ويؤدي ذلك إلى طغيان كمها على حساب العمل التشريعي للبرلمان،

عدد النصوص الصادرة في شكل ومثال ذلك ما احتوته الفترة التشريعية الرابعة، حيث كان أوامر تفوق بكثير عدد مقترحات النواب، مما يدحض حجة القصد من ورائها بتحقيقي توازن

461Fتشريعي بين السلطتين التشريعيتين والتنفيذية

فالتشريع بأوامر جاء لسد حاجة مرتبطة . 462ولة، لكن باستخالف البرلمان ومرتبط كذلك بحال االستعجال لضمان استقرار مؤسسات الد

هذه الرخصة االستثنائية الممنوحة لرئيس الجمهورية تحولت إلى أداة لتقوية مركزه في .ممارسة مهامه

على سبيل المثال نالحظ تبعية األوامر الختصاص 124وٕاذا تأملنا صياغة المادة ي البرلمان، إذ تأتي كتكملة وكاستثناء للفراغ الزمني الذي يشكله غياب البرلمان في حالت

شغوره وبين الدورتين العاديتين، باإلضافة إلى النص ضمن نفس المادة في فقرتها الثانية على استتباع التشريع باألوامر بعرض رئيس الجمهورية للنصوص التي اتخذها على كل غرفة من البرلمان مباشرة بعد الدورة الموالية لالستعماله لألوامر بغرض الموافقة عليها، وهنا

التي تشير في حقيقة األمر إلى وجود تبعية يفرضها نص " للموافقة عليها"عبارة تستوقفنا .لرئيس الجمهورية اتجاه البرلمان ووجود تدرج في الوظيفة التشريعية 124المادة

ويأتي التشريع بموجب األوامر النيابية من رئيس الجمهورية عن البرلمان كاستثناء ... ه أمام تحديد المجال الزمني الختصاص البرلمانلتوفير إطار تشريعي ال يمكن ضمان

لكن الواقع ال يشير إلى احتمال عرض رئيس الجمهورية لألوامر التي يتخذها بسبب غياب على النتيجة -من المادة نفسها–اإللزام الصريح في ذلك، رغم النص في الفقرة الثالثة

،مذكرة لنيل 2003إلى 1997منذ) الفترة التشريعية األولى(اإلنتاج التشريعي للبرلمان الجزائريلونيس بوجمعة، -462

.134ص ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر، 2006درجة الماجستير في الحقوق ،فرع الدولة و المؤسسات العمومية ،

175

اإللغاء، لكن يبقى التذكير بأن المترتبة عن عدم موافقة البرلمان على هذه النصوص وهي .الواقع ال يشير كذلك إلى هذا االحتمال

توسيعه لصالحيات رئيس 1996من دستور 124وقد نتج عن عمومية نص المادة الجمهورية في التشريع عن طريق األوامر، دون وجود قيود حقيقية تحد من االستعمال

عن األسباب الموضوعية الدافعة له، يشكل فالتشريع بأوامر بعيدا . المفرط لهذا االختصاصانحرافا يمس بمبدأ الفصل بين السلطات، أمام تعذر وجود البرلمان طيلة السنة بأكملها، ألن رئيس الجهاز التنفيذي يمكنه اللجوء إلى هذا الفراغ في الوظيفة التشريعية بموجب أوامر، كما

-كما تمت اإلشارة إليه سابقا– 124دة هو الحال في النظام السياسي الجزائري بموجب الما

وال يعد بذلك اإلفراط في اداء المهام التشريعية خرقا لمبدأ الفصل بين السلطات من 11فحسب، وٕانما تجاوزا إلرادة الشعب التي تعتبر مصدرا للمشروعية حسب المادة

وهو -المفوض من الشعب–، ويمثل كذلك تعطيال لصاحب االختصاص 1996دستور من الدستور نفسه، عند ذكرها في الفقرة الثانية أن ) 14(البرلمان وفق ما نصت عليه المادة

وتجاوزا لإلختصاص ..." المجلس المنتخب هو اإلطار الذي يعبر فيه الشعب عن إرادته"التشريعي على حساب السلطة التشريعية بمثابة تجاوز من السلطة التنفيذية لحدود

.اإلرادة الشعبيةصالحياتها على حساب

:اإلخالل بمبدأ االستقرار القانوني -4

لقد لجأت السلطة التنفيذية في الجزائر إلى استعمال ملفت لإلنتباه وهو تعديل الدستور، كأداة مقوية لمركزها بحجة إدراج تعديالت تتطلبها الظروف التي تحيط بالدولة،

يؤدي إلى التأثير في مستوى لكن تعريض نصوص الدستور إلى التعديل المبالغ فيه،مصداقيته واألخذ به، واحترامه من قبل األفراد ليصبح عرضه للتغيير بمجرد وصول أي

مما يطرح إشكالية مدى ثبات الدستور ... اتجاه ال يرى في نصوصه انسجاما مع توجيهاته462Fوالتأثير فيه أو مدى القدرة على تحقيق ما يسمى باألمن القانوني

463.

.5 ص المرجع السابق ،نيس بوجمعة،لو -463

176

اآلثار المترتبة على السلطة التشريعية: الثانيةالفقرة

مما ال اختالف فيه الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه البرلمان كمؤسسة دستورية تتولى المهمة التمثيلية عن طريق التشريع في الدولة، لكن تقوية السلطة التنفيذية وتخويلها

:التشريعية و ذلك من حيثصالحيات واسعة أدى إلى ترتيب آثار سلبية على السلطة

:تحريف دور البرلمان -1

أدى اإلهمال لدور البرلمان إلى إقصاء إمكانية اعتباره مؤسسة لتحقيق جملة من التوازنات تأتي لتجسيد مبدأ الفصل بين السلطات كمحور وكعنوان كبير لتحقيق الديمقراطية،

ان من الممكن القيام بها على وجاء ذلك كنتيجة طبيعية لتعطيل دوره ضمن المهام التي ك :النحو التالي

:البرلمان كمنبر لمناقشة القضايا ذات اإلهتمام العام -أ

يتجاوز البرلمان المهمة التشريعية كدور أصلي في اعتباره منبرا لمناقشة القضايا ذات 463Fاإلهتمام العام، والسعي لمعالجة مختلف الصراعات التي تقوم في الدولة

، وهذا األداء464المتميز في معالجتها يتطلب دراية وٕالماما واسعين الستخالص المبادرات أو االقتراحات الناضجة والفاعلة، بل إن اإلدراك بوجود خلل ما، يتطلب دائما استعدادا وكفاءة بمستوى

.معين الكتشافه، ناهيك عن إيجاد الحلول التي تتطلب قدرة متميزة وكفاءة عالية

:م السياسات العامة في الدولةالبرلمان كأداة لرس-ب

عبد الرحمن إسماعيل الصالحي، المؤسسات التشريعية في الوطن العربي، بحوث ودراسات المنظمة العربية للتنمية -464

.9، ص 2005، جامعة الدول العربية، )القاهرة(اإلدارية،

177

464Fيفترض أن يؤدي البرلمان دورا هاما لرسم السياسات العامة

للدولة من خالل مدى 465قدرته على إيجاد الحلول وسد الثغرات الناجمة عن وجود فراغ تشريعي واقتراح القوانين التي

ن التضخم ويقاس ذلك بالكم التشريعي بعيدا ع. من شأنها أن تعطي دفعا لنهوض الدولةكظاهرة سلبية وكذا بنوعية اإلنتاج القانوني، ضمن االختصاص المحدد له، وهذا يقودنا إلى

.التطرق إلى قضية الكفاءة بجميع أبعادها

:البرلمان كأداة تمثيلية واسعة ومحققة لإلستقرار -ج

ن يؤدي البرلمان دورا هاما في عملية التمثيل، وال يقصد بالتمثيل المواطنين الذياعتبرت أصواتهم صحيحة، وكان كلها او معظمها أو جزء منها سببا في وصول النواب

465Fللبرلمان بل التمثيل يشمل جميع

من مواطنين دون إقصاء أو تهميش لجهة أو جنس أو 466لون سياسي، مما قد يؤدي إلى التقليص من نتائج القطيعة بين السلطة واألفراد، كانتشار

ب وجود اغتراب حقيقي لدى األفراد مدعومة بآفتي الفقر وكذلك الالمباالة السياسية بسباألمية، ويتجسد هذا االغتراب في عدم اهتمام األفراد بالحياة السياسية وعزوفهم عن كل اشكال المشاركة فيها، وذوبان الشعور باإلنتماء وجعل تلبية اإلهتمامات واالحتياجات الفردية

466Fإلى اإلحباط العام المولد للعنف باإلضافة. محور انشغالهم األساسي

، وانحالل عنصر 467 .الوالء

:البرلمان كمجال الستقطاب الكفاءات -د

دورا في كونه وسيلة هامة للبحث عن الكفاءات -إلى جانب ما ذكر–يؤدي البرلمان 467Fالمؤهلة لإلسهام في ازدهار الدولة

، ويرتبط هذا بطبيعة الحال بمدى الحرص على تقديم 468خالقية والعلمية في المناسبات اإلنتخابية، وبالمقابل ارتباط ذلك بمدى وجود وعي الكفاءة األ

واستعداد لدى الناخبين باالختيار األمثل، نظرا لوجود عالقة تالزمية بين مفهوم العدل

. 13ص المرجع نفسه،لرحمن إسماعيل الصالحي،عبد ا -465موقراطية، ترجمة سمير عزت نصار،مراجعة فاروق منصور، دار الدستورية والديجون الستر وروالن سالجستاد، -466

.91ص النسر للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،دون رقم الطبعة، دار الفكر، :مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي ،سلسلة أطروحات الدكتوراه، دمشق أحمد شكر الصبيحي، -467

.173ص ، 2008الطبعة الثانية، .103ص المرجع السابق، روالن سالجستاد،وجون الستر -468

178

المرتبط كذلك بمدى توفر االختيار األمثل لألشخاص الذين يتولون المناصب العليا في 468Fالدولة

بمدى ما يتمتع به من تأهيل اخالقي وعلمي وفكري وشجاعة، نظرا ويتحقق ذلك . 469لما في ذلك الحرص والتوخي للعذر في اإلختيار من اثر في تحقيق أحسن النتائج بخدمة

...المصلحة العامة بتوفير االستقرار األمني والنفسي واالجتماعي

:إضعاف دور البرلمان -2

لتقليص الدور الكبير للبرلمان فقد ظهرت آثار انعكست على حقيقة مبدأ وكنتيجةالفصل بين السلطات، وكذا على مستوى نوعية الوظيفة التشريعية ذاتها والتي نتعرض لها

:في العناصر التالية من خالل

:إدماج أسلوب الثنائية البرلمانية -أ

ول في السلطة التشريعية فيه إن القول بأن وجود مجلس ثان إلى جانب المجلس األرفع للكفاءة في العمل التشريعي قد ينتج عنه العكس، حيث تكرس نزعة التعالي على غرار

469Fالنزعة األرستقراطية

، ينجر عنها من انسداد نتيجة وجود تفاوت بين الغرفتين، حيث نجد 470ل نسبة االختالف يجع -على األقل–األولى مؤهلة والثانية غير مؤهلة، فمن الناحية النظرية

مرتفعة أمرا واردا، إذا أنه من مبررات وجود الغرفة الثانية رفع مستوى األداء التشريعي، وهو .اعتراف صريح بضعف الغرفة األولى المسماة أيضا بالغرفة السفلى

وكذلك يعد إنشاء غرفة ثانية معيقا للعمل التشريعي والستقالليته من خالل اعتماد التعيين لنسبة معتبرة من أعضاء البرلمان، في حين يفترض تطبيق السلطة على عنصر

الديمقراطية العمل بمبدأ االنتخاب الكامل ألعضاء البرلمان، حيث يتم الجمع بين أسلوبي 470Fاإلنتخاب والتعيين في تشكيل البرلمان مما يؤدي إلى تمكين نفوذ السلطة في البرلمان

471.

السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية،قصر الكتاب ،البليدة،الجزائر،دون سنة ين بن تيمية،شيخ اإلسالم تقي الد -469

.15ص ورقم الطبعة،بية للتنمية اإلدارية المؤسسات التشريعية في الوطن العربي ، بحوث ودراسات المنظمة العر،عبد الرحمان الصالحي. د -470

.12-11ص ، 2005، جامعة الدول العربية ،القاهرة ،دراسة :السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة وفي الفكر السيلسي اإلسالمي سليمان محمد الطماوي، . د -471

.584-583ص ، ) 1986مطبعة جامعة عين شمس .القاهرة ( 5مقارنة ط

179

ر عند إنشاء مجلس األمة، حيث يتم تعيين ثلث فهذه التجربة نجدها كمثال في الجزائعضوا 96عضوا من قبل رئيس الجمهورية، والثلثين المقدرين بـ 48والمقدر بـ أعضاءها

جبهة التحرير "عن طريق االقتراع غير المباشر والسري، وأمام الهيمنة التناوبية بين حزبي على البرلمان، -جهان لعملة واحدةوهما بمثابة و -، "التجمع الوطني الديمقراطي"و" الوطني

حيث يلقيان تأييدا ومناصرة خالية من أي وجه من أوجه االعتراض بحكم القوة العددية على حقيقة جدوى وأهمية التعددية الحزبية المرجحة أيضاالمرجحة لصالحها، مما يؤثر

الخاص –لمفهوم ويعد انحرافا عن ا. لصالحها، ومركزها في السلطتين التشريعية والتنفيذيةوعن مقاصده، يجعلها واجهة شكلية في الدولة ليؤثر هذا الوضع بدوره على -بالتعددية

مستوى أداء المؤسسات البرلمانية التي تحولت عن وظيفتها فأصبحت منبرا لهيمنة نخبة 471Fمحتكرة للقرار الوطني

472.

يدة للرئيس في وهذا التواجد إلشكالية األغلبية الحزبية، أو العصبية الحزبية المؤ البرلمان ليست متعلقة بأنظمة الدول النامية أو المتخلفة فحسب، وٕانما تتعداها إلى الدول المتقدمة التي تعد نموذجا لغيرها من األنظمة، كالنظام الرئاسي في الواليات المتحدة

قيق فهذا االنحياز ال يضبطه إال التفكير في تح... األمريكية أو البرلماني في بريطانياالمصلحة العامة، التي ال يتحقق بدورها بعيدا عن التحرر من التبعية الحزبية، كنمط متجدد

.من العصبية المقيدة ألي عمل موضوعي ونزيه

ن باإلضافة إلى تسامي السلطة وتحورها من كل نزاعات أو الرغبات الذاتية فهذا مة من خالل االحترام وااللتزام يؤهل نحو تحقيق األهداف التي تصبو إليها الجماع نشأنه أ

472Fبالقيم التي يتوجب على القائد والرعية معا اتباعها

أنه " جورج بوردو"وفي هذا اإلطار يرى 473473Fعلى السلطة أن تكون قادرة

على الترفع والتعالي عن المصالح الذاتية لترتقي إلى خدمة 474لسياسي المتسم بثنائية المصلحة العامة للمجتمع ككل وال تطرح فكرة التعايش في النظام ا

قراطية المفروضة والديموقراطية المختارة الخيارات العربية الراهنة في اإلنتقال الى الديموبرهان غليون،. د -472

ديمقراطية، مداخل اإلنتقال إلى الديموقراطية في البلدان العربية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،الطبعة .19ص 1999األولى،

بيرورت ،الطبعة :الجامعية لدراسات والنشر والتوزيع سليم حداد،مجد،المؤسسة.الدولة ،ترجمة دجورج بوردو، -473 .55ص ، 2002الثالثة،

.117ص المرجع نفسه ، جورج بوردو، -474

180

كتسميات -السلطة التنفيذية الشكلية، بوجود رئيس حكومة أو وزير أول أو رئيس وزراءإلى جانب رئيس الجمهورية ويكون انتماؤهما السياسي غير متجانس، -متعددة لشخص واحد

نتميان أي ينتسبان للونين سياسيين أو إيديولوجيين غير متماثلين كاختالف الحزبين اللذين ي474Fلهما

فضرورة تحقيق تعايش بينهما تفرض نفسها بإلحاح عند وجود ما يفرق بينهما من . 475مما يجمعهما، ألن التعايش يعد اختيارا استراتيجيا لدفع المسار السياسي أكثرمبادئ

.والتنموي للدولة ولتحقيق غاية مشتركة وٕان اختلفا وهي المصلحة العامة في الدولة

كرة التجانس السياسي والتعايش المفترض من خالله، تبقى مشكلة وبغض النظر عن فتأثير التعيين في الغرفة الثانية من البرلمان، وٕانعكاس ذلك لصالح السلطة التنفيذية أمرا

لكن قد يؤثر ذلك من جهة ثانية سلبا على النصاب القانوني الواجب تحقيقه في حالة . ممكنااألولى الذي يبقى أمرا واردا، فإذا لم يكن هناك توافق بين وجود اقتراحات قوانين من الغرفة

السلطتين التشريعية والتنفيذية، قد يتم اللجوء إلى استعمال الجزء المعين كاحتياط لترجيح كلمة لصالح السلطة التنفيذية، إما بتمرير مشاريع القوانين أو بعرقلة مقترحات القوانين

...المقدمة من قبل السلطة التشريعية

:محدودية المجال التشريعي للبرلمان -ب

، عمد المؤسس الدستوري 1989غرار النهج الذي سار عليه في دستور سنة علىإلى تبني النظرية الحديثة في توزيع االختصاصات بين 1996الجزائري في دستور سنة

السلطتين التشريعية والتنفيذية، مفضال تحديد مجال تدخل البرلمان وٕاطالق يد السلطة .التنفيذية في ماعدا ذلك

يعتبر البرلمان سلطة 1996من دستور سنة 98في نص المادة طبقا لما جاءالتشريع األصلية وصاحب السيادة في إعداد القانون والتصويت عليه، والواقع أن لهذه السيادة

األول يتمثل في مناقشة مشاريع القوانين التي تحال إليه من الحكومة والتصويت : ثالثة وجوهت على األوامر التي يصدها رئيس الجمهورية خالل غيبة عليها، والثاني يتمثل في التصوي

475- Brahimi Mohamed, le pouvoir en Algerie et ses formes d’expression institutionnelle, Office des publications universitaires, Alger, 1995, p 78.

181

البرلمان أو بين دورتيه، أما الوجه الثالث فيتمثل في تقدم النواب باإلقتراحات للقوانين لتتم .مناقشتها والتصويت عليها فيما بعد

ويعرف حق اقتراح بأنه العمل الذي يضع األسس األولى للتشريع ويحدد مضمونه 475Fوموضوعه

بأنه العمل الذي يجبر السلطة التشريعية على التصرف فال يمكن أن ، أو 476476Fتعفى من البث فيه نفيا أو تأكيدا

، وٕاذا كان مضمون هذين التعريفين يكاد يلقى إجماعا 477من لدن الفقه، فإن هذا األخير قد اختلف بشأن الطبيعة القانونية القتراح القانون، حيث

شريعية وعنصرا أساسيا فيها، بمعنى أنه عمل تشريعي اعتبره البعض جزءا من العملية التوذهب فريق آخر إلى القول بأن االقتراح وٕان كان ال يمثل المرحلة الحاسمة في . محض

حياة القانون فهو مع ذلك يمثل العمل الذي يقدم للتشريع مادته، فهو الذي يضع األسس هب اتجاه فقهي ثالث إلى القول األولى للتشريع ويحدد مضمونه كما سلف القول بالمقابل ذ

بأن اقتراح القانون مجرد عمل تمهيدي وليس اشتراكا بالمعنى الصحيح في االختصاص 477Fالتشريعي فهو يحرك القانون وال يعد منشئا له

478.

يرى بأن اقتراح القانون جزء مهم في العملية : وحسب رأي األستاذ محمد هامليان ممارسة اختصاصه التشريعي إال من خالل التشريعية ككل، فبدونه لن يتأتى لبرلم

التصويت عليها، بعبارة أخرى بدون حق اقتراح القانون سيفقد البرلمان سيادته في إعداد .القانون

:ضعف تمكين السلطة التشريعية من حق المبادرة -ج

يعد المجال التنظيمي مجاال حيويا بالنسبة للسلطة التنفيذية في سن القوانين، فقد بإصدار 1999وماي 1997السلطة التنفيذية خالل الفترة الممتدة ما بين جويلية قامتمرسوما من المراسيم الرئاسية والتنفيذية وكذا المراسيم الخاصة بالموافقة على 758

، ص 1975الدار الجديدة للنشر،اإلسكندرية،ة العربية المتحدة،صطفى أبو زيد فهمي، النظام الستوري في الجمهوريم -476

477. مصر ،فرنسا "اإلختصاص التشريعي لرئيس الدولة في النظام البرلماني ،دراسة مقارنة ،أحمد سالمة بدر، -477

.74ص ، 2003،دار النهضة العربية ،القاهرة "،انجلترا .74-73ص المرجع السابق ، أحمد سالمة بدر، -478

182

478Fنصا تشريعيا صادرا عن الهيئة التشريعية 25االتفاقيات الدولية أمام

باإلضافة إلى تحول .479ع عن طريق المقترحات إلى اإلسهام في الوظيفة التشريعية عن طريق دور النواب من التشري

479Fتعديل مشاريع القوانين التي تبادر بها السلطة التنفيذية

، كما يشكل متنفسا تشريعيا بديال 480للوظيفة األصلية التي عرفت تضييقا كبيرا أمام توسع المهام التشريعية للسلطة التنفيذية على

.حساب السلطة التشريعية

ومن أمثلة التعديالت المقدمة نجد ما تعلق بمشروع القانون العضوي للوظيفة العامة طلبا 112، حيث قدمت بشأنه 1999في الجزائر الذي اقترح من قبل الحكومة سنة

...طلب تعديل 106الذي قدم حوله 2000للتعديل، ومشروع القانون العضوي للقضاء عام

480F

481

وظيفة التشريعية من خالل تحقق تحول حق المبادرة ولقد بدأ اإلنحراف يدب في الالتشريعية من قبل الحكومة إلى قاعدة عامة، بينما تراجعت السلطة التشريعية المتمثلة في

إلى غاية بداية 1997البرلمان من خالل اقتراحاتها لتصبح إستثناءا نادرا مع نهاية سنة مشروع 59قانونا منها 60لمان على وخالل العهدة التشريعية الرابعة صادق البر 2002

481Fقانون ومقترح قانون واحد

482.

وقد يرجع ذلك أيضا إلى عدم تحكم أغلب النواب في صياغة النصوص، مما أدى بدوره إلى عدم القدرة على اإلحاطة الكافية بالمحاور موضوع التقنين، ومنه جاءت الضرورة

وهذا االرتباك في التشريع كان بسبب إلدخال تعديالت كافية على نصوص قانونية حديثة، التسرع وعدم تأهيل النواب، لذلك الدور الحيوي، الذي ادى إلى ظاهرة عدم االستقرار التشريعي ومالها من آثار سلبية على االستقرار من خالل ضعف االستجابة لسد جميع

.الثغرات التشريعية والمعالجة السليمة لها

سلطة المبادرة بالتشريع في النظام السياسي الجزائري ، بحث مقدم لنيل درجة المجاستير في القانون العام ثامري عمر، -479

.21 ص، 2006،كلية الحقوق جامعة الجزائر، .36 صالمرجع السابق ،ثامري عمر، -480 .37ص،المرجع السابق ثامري عمر، -481 .15، 13، 10ص المرجع السابق ،يس بوجمعة، لون -482

183

مة تحسين مستوى اإلنتاج التشريعي الواعي وكان من دواعي إنشاء مجلس األالمدرك، والمكيف مع معطيات الواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي للدولة، بما يحتويه

وباعتبارها كذلك أداة، فهذا لم يمنع من وجود ... ضمن تشكيلته من كفاءات حيوية وهامةر فيها إما بتعديلها أو بإتمامها نسبة مرتفعة ضمن القوانين التي كانت بحاجة إلى إعادة النظ

482Fأو إلغاءها

483.

:المسؤولية السياسية الشكلية كأداة إضعاف البرلمان -د

تعد الرقابة ضمانة أساسية لتطبيق سليم لمفهوم الديمقراطية، وهي تنقسم من حيث رقابة جهاتها إلى رقابة الرأي العام بمظهريها، يتمثل أولهما في الرقابة الشعبية وثانيهما في ال

فالرقابة الشعبية رقابة مصدرها فئات الشعب وتتشكل مما يكونه مجموع األفراد من . الفنيةآراء ومواقف اتجاه السلطة بتأثير من وسائل اإلعالم المختلفة وأماكن اإللتقاء أو التجمع

483Fالمتاحة والممكنة

عمال أما الرقابة الفنية، فيقصد بها الرقابة التي يملكها البرلمان على أ. 484484Fالحكومة وهي تمثل إحدى أهم خصائص النظام البرلماني

485.

مفهوم الديمقراطية ال ينطوي على حكم الشعب فحسب، وٕانما في ممارسة نكما أ485Fعملية الرقابة على الحكومة التي تنوبه

، وتقييم مدى التزامها بهذا التمثيل، ومن الوسائل 486البرلمان نجد السؤال بنوعيه الشفهي والكتابي، لمراقبة المستعملة إلثارة مسؤولية الحكومة أمام

طلب المعلومات وأيضا -كما سبق توضيحه–عمل الحكومة في الجزائر ، ويقصد به 486Fاإليضاحات من طرف البرلمانيين

487.

بكونه اعتبر تعديال 1988نوفمبر 3وتميز تعديل الدستور الذي جاء بعد استفتاء للمساءلة أمام البرلمان " الحكومة"دا في عمل السلطة التنفيذية فقد ادخل تنظيما جدي. جوهريا

.88-83لونيس بوجمعة، المرجع نفسه، ص -483 .164ص ، 1956المبادئ الدستورية العامة ،مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية ،القاهرة ،عثمان خليل، . د -484

485 - Toulemonde (Gilles), institutions politiques comparées,Paris: Elipses éditions Marketing,2006, p 106.

، 297، العدد "الحوار المتمدن"، سلسلة إلكترونية، "التحول الديمقراطي والمجتمع المدني"عبد الوهاب حميد رشيد، -486 .2ص ، www.homforiraqis.se .، 30/01/2004نشر بتاريخ

487- Madhffar Zouhir,le pouvoir legislative au Maghreb ,Imprimerie officielle de la république Tunisienne,1989 , p 362.

184

487Fوليس أمام الحزب

، كما كان معموال به، ليظهر التراجع الملحوظ لدور مكانة الحزب على 488 .األقل من الناحية النظرية

:ضعف اآلليات الرقابية المالية على الحكومة -3

ي تخول نواب المجلس الشعبي من الدستور الجزائر 121على الرغم من أن المادة على نال أنها تتضمن ما يمكن وصفه بلجاالوطني حق المبادرة بالقوانين في المجال المالي إ

ممارسة هذا الحق، حيث نصت على عدم قبول أي اقتراح تكون نتيجة تخفيض الموارد زيادة إيرادات العمومية وزيادة النفقات العمومية ما لم يكن مرفقا بالتدابير التي تستهدف في

.الدولة

فإذا علمنا بأن نواب الشعب يفتقرون إلى التكوين الجيد في العلوم المالية وال يملكون المعارف والمعطيات التي تمكنهم من تجنب القيد الدستوري المشار إليه، فهذا يدفعنا للقول

: دها، وعبارتيبأن حق المبادرة بالقوانين في المجال المالي قاصر فعليا على الحكومة وحويصادق البرلمان "التصويت على ميزانية الدولة ... في المجاالت االتية... يشرع البرلمان

من القانون 44من الدستور و 122الواردتين في المادتين " على مشروع قانون المالية488Fعلى التوالي لم تأتيا عبثا) 02-99(العضوي رقم

، بل تؤكدان في الواقع ان سلطة 489 .ن تجاه قوانين المالية تقتصر على المناقشة والتصويت فحسبالبرلما

من جهة أخرى نالحظ بأن البرلمان وهو يمارس سلطته في الرقابة على مشروع قانون 75المالية المودع من قبل الحكومة مقيد بأجل زمني محدد للمصادقة وهو خمسة وسبعون

قة، جاز لرئيس الجمهورية إصدار بحيث إذا انقضى هذا الميعاد دون حصول المصاد. يوماالمشروع بموجب أمر و بشكل مباشر ودون عرضه على البرلمان من جديد، ثم إنه بغض

من الدستور 124النظر عن ذلك فإن رئيس الجمهورية بإمكانه اللجوء إلى أحكام المادة ه الحالة وٕاصدار قانون المالية بموجب أمر بين دورتي البرلمان أو في حال غيبته، وفي هذ

الوظيفة التشريعية في دول المغرب العربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية سيدي محمد ولد سيد آب، -488

، 2001،الطبعة األولى 25المغرب ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،العددوالتنمية ،دار النشر المغربية ،الدار البيضاء .22ص

.160، ص 2007العالقة الوظيفية بين بين الحكومة و البرلمان دار الخلدونية الجزائرعقيلة خرباشي، -489

185

لن يكون بإمكان البرلمان عند انعقاده أن يدخل أية تعديالت على هذا األمر، على اعتبار المحدد لتنظيم وعمل غرفتي البرلمان ) 02-99(من القانون العضوي رقم 38أن المادة

.وعالقتهما الوظيفية بالحكومة تحظر عليه ذلك

قشة بنود مشروع قانون المالية وٕاذا كان دور البرلمان يكاد يكون محدودا في مناالمودع من قبل الحكومة بسبب الطابع التقني لهذا القانون، فإن الواقع في الجزائر يثبت لنا لجوء الحكومة غير ما مرة إلى تعديل أحكام قانون المالية التكميلي والذي أضحى عرفا

مال تقنية تحويل مستقرا تلجأ إليه الحكومة كل سنة تقريبا، ومرة أخرى عن طريق استع489Fاالعتمادات المالية بموجب مراسيم

وهذا إن دل على شيء إنما يدل على فشل الحكومة . 490في وضع قانون مالية يتسم ببعد النظر ويراعي الظروف االجتماعية واالقتصادية وكذا

.التوازنات واالحتياجات التي تتطلبها القطاعات الوزارية على مدار السنة

له هو عزوف الحكومة في غالب األحيان عن تقديم مشروع واألخطر من ذلك كمن الدستور تنص على ضرورة 160قانون تسوية الميزانية للبرلمان على الرغم أن المادة

اختتام السنة المالية بالتصويت على هذا القانون، وكذا على الرغم من الوعود التي ما فتئ 490Fلصددوزراء المالية المتعاقبون يقدمونها في هذا ا

وطبعا لقانون تسوية الميزانية أهمية . 491بالغة حيث أنه يمّكن أعضاء البرلمان من فحص ما تم تحصيله فعال من إيرادات وما تم صرفه من نفقات، ومقارنة ذلك مع مبالغ اإليرادات والنفقات المرسومة في قانون المالية

إلطالع على مشروع قانون واإلطالع على الفوارق المالية ومصيرها، وعدم تمكينهم من اتسوية الميزانية سيحول دون اكتشافهم ألي تحويل قد يقع للمال العام، ويجعلهم يصوتون

.على قانون المالية الموالي دون العلم بالنتائج المالية للسنة المنقضية

:اإلبقاء على آلية حل البرلمان كأداة مقوية للجهاز التنفيذي-4

لية المعدل والمتمم المتعلق بقوانين الما 1984جويلية 7المؤرخ في ) 17-84(من القانون رقم 32طبقا لنص المادة -490

يم، انظر في ، فإن تحويل االعتمادات المالية يكون بموجب مراس1989ديسمبر 31المؤرخ في ) 24-89(بالقانون رقم .166-165، المرجع السابق، ص يشرح ذلك عقيلة خرباش

، الجريدة 2003لية لسنة أنظر على سبيل المثال تصريح وزير المالية أمام نواب مجلس األمة خالل مناقشة قانون الما -491، ديسمبر 12، الفترة التشريعية األولى، السنة الخامسة، الدورة الخريفية، العدد 5الرسمية لمداوالت مجلس األمة، العدد

.3، ص 2002

186

م البرلماني من قبل الحكومة كميزة من مميزات النظام جاءت آلية الحل في النظاالبرلماني بهدف تفادي أزمة سياسية، لكن الواقع خالف ذلك، حيث ال تجرؤ الحكومة على استعمال الحل للضغط على البرلمان، الذي قد يلجأ إلى استعمال سالح مضاد وهو

طانيا بسبب طبيعة الحياة ويبقى هذا الحل أمرا مستبعدا حتى على بري. التصويت بالثقةالحزبية فيها حيث نجد حزبين عتيقين وهما حزبي العمال والمحافظين، فحيازة احدهما على األغلبية في البرلمان ومنه الحكومة تنبثق عنه، يجعله في وضع بعيد عن ضغط الحزب

491Fاآلخر، الذي يحتل مكانة المعارضة ويؤدي دورها

عملية ، وٕاذا فاز الحزب المعارض تتم 492تبادل األدوار حيث يحتل الحزب المعارض السلطة والحزب الذي كان يقود السلطة إلى

.المعارضة تجسيدا لمبدأ التداول على السلطة

ولرئيس الجمهورية في الجزائر حل المجلس الشعبي الوطني دون مجلس األمة الذي مسألة الحل على من الدستور، واقتصار 129ال يشمله هذا اإلجراء، حسب نص المادة

المجلس الشعبي الوطني دون مجلس األمة والهدف منه تحقيق االستقرار لهذه المؤسسة، لضمان أداء رئيس مجلس األمة للدور الذي ينتظر منه باإلنابة في حالة ثبوت شغور لمنصب رئيس الجمهورية مانع من الموانع التي ذكرها المؤسس الدستوري، وجاء هذا اإلجراء

زي عقب األزمة الدستورية التي عرفتها الجزائر بعد استقالة رئيس الجمهورية آنذاك االحتراالشاذلي بن جديد المتزامنة مع شغور البرلمان وتوقيف المسار اإلنتخابي الذي جاء بعد

.إجراء الدور األول من انتخاب البرلمان الجزائري

التوازن بين السلطات في ونجد أن اإلبقاء على آلية الحل التي تعتبر أداة لتحقيقالنظام البرلماني أو الشبه رئاسي في مواجهة السلطة التشريعية من قبل السلطة التنفيذية، واإلبقاء عليها في ظل تغييب كلي لحق البرلمان في مسألة الحكومة كأداة توازن بين

ة السلطة السلطتين، كذلك كوسيلة مقابلة ومجابهة للسلطة المقابلة، يعد تمكينها لهيمن .التنفيذية في المجال التشريعي

492- Duverger Maurice, « les partis politiques », paris, librairie Armand collin, 1976, p 294.

187

فالهدف من المسؤولية السياسية هو إصالح أجهزة الحكم وتقويمها، ووجودها يعد ضمانة الستقامة الحكم واستشعار مالزم لها بوجود عيون مترصدة لوظائفها، مما يجعلها

للقانون، فإنه يتوجب حذرة من الوقوع في الشبهات المثيرة لمسؤوليتها، ولتحقيق احتكام سليم 492Fعلى الدولة تصحيح األخطاء التي ترتكبها

، ألن هذا التقويم لألخطاء واكتساب شجاعة 493وموضوعية باالعتراف بالمسؤولية الناشئة عن نشاطات الدولة، يسهم في التقليل من أسباب

لدولة االحتقان واإلضطراب في عالقة السلطة باألفراد، ولسد منفذ من منافذ إضعاف قدرات ا .ومعالجة مسؤولية الحكومة أمام البرلمان تندرج ضمن هذا السياق العام... السياسية واألمنية

لكن تبقى هذه المسألة مرتبطة بمدى وجود برنامج سياسي حقيقي في أي نظام سياسي يسند فعال إلى الحكومة، وهذا اإلسناد ال يتعلق بمستوى نصوص الدستور فحسب،

لممارسة السياسية والقانونية للحكومة، من خالل تنفيذها لهذا البرنامج دون وٕانما يمتد ليشمل اوجود أي تبعية عضوية كانت أو وظيفية، حيث ال يمكن فصل التكليف عن المسؤولية، فال

كما أن غياب المسؤولية يتنافى وبذل العناية .تكليف دون مسؤولية، فهما أمران متالزمان .العهدة التي تزاول فيها السلطة المنتخبة مهامهالتحقيق أحسن النتائج، خالل

:صعوبة تكريس مبدأ الفصل بين السلطات:الفقرة الثالثة

حية ن إنجاح أي نظام سياسي مرتبط أساسا بوجود جدية في أية تجربة إصالإمنها الفصل بين السلطات، فلتحقيق تطبيق فعال لهذا المبدأ يتطلب تواجد كضمانة لنجاحها و

. وعة من الضمانات القانونية و السياسية وذلك تفاديا إلنتهاكهمجم

493 - Denoix de Soint Marc Renaud, L’etat que sais-je ? 1ere edition ,2005, Paris ,presses,Université de France, p 40.

188

بالرجوع لمسيرة البناء الديمقراطي للدولة الجزائرية، فلقد بدأت منذ عدة سنوات و ، حيث كرس هذا األخير وللمرة األولى فكرة الفصل 1989وبالتحديد منذ صدور دستور سنة

ما كانت الحقبة السابقة تعرف هيمنة السلطة بين السلطات ولو في شكلها التعاوني، بعدالتنفيذية على باقي السلطتين لتشكل الجزائر حينها وبالفعل نموذجا يحتذى به في االنفتاح

.والديمقراطية على األقل مقارنة بباقي الدول العربية

في الواقع إن األحداث التي عرفتها الجزائر مطلع التسعينات والتي تأزمت خاصة المسار االنتخابي، ألقت بضاللها على فكرة الفصل بين السلطات وبالتالي على عقب وقف

الممارسة الديمقراطية في البالد، حيث سرعان ما قامت السلطة بإصدار مرسوم بإعالن حالة زادت 1996كما وأنه بصدور دستور سنة . الطوارئ قيدت بموجبه الحقوق والحريات العامة

ممثلة في شخص –ة على نحو كبير، خاصة بعد ما تم منحها صالحيات السلطة التنفيذيسلطة التشريع بأوامر وسلطة إصدار قانون المالية بموجب أمر في حال -رئيس الجمهورية

كما تم إنشاء فرقة ثانية . يوما من قبل غرفتي البرلمان 75عدم المصادقة عليه في ظرف مهورية بصالحية التعيين ثلث عهد لرئيس الج" مجلس األمة"بالبرلمان تحت تسمية

أعضاءها، ولنا أن نتصور إثر ذلك على الممارسة الدستورية في البالد خاصة وأن النصاب .المشترط إلقرار هذا المجلس ألي قانون ال يجب أن يقل عن ثالثة أرباع

في مقابل ذلك كرس المؤسس الدستوري فكرة الحد من السلطات الرقابية التي يحوزها تجاه الحكومة، حيث لم يعد بإمكان المجلس الشعبي الوطني إسقاط الحكومة إال بعد البرلمان

) 2/3(النواب وإلقراره موافقة ثلثيهم ) 1/7(التقدم بملتمس رقابة لقبوله توقيعه من قبل ُسبع عليه، مع العلم أن هذا المجلس يملك إسقاط الحكومة كذلك عن طريق اإلمتناع عن منحها

ى مبادرة منها، ولو أن رئيس الجمهورية يستطيع تجاهل نتائج التصويت ويبادر الثقة بناء علفيما عدا ذلك ليس لباقي األدوات الرقابية البرلمانية . في المقابل إلى حل المجلس المذكور

.أي تأثير في سياسة الحكومة

وفي محصلة هذا المطلب نقول بأن مالمح الفصل بين السلطات في الجزائر موجودة وعليه ولضمان . عال ومنذ سنوات عدة، إال أن الكفة ال تزال راجحة لفائدة السلطة التنفيذيةف

189

القدر الكافي من الكبح المتبادل بين السلطة التنفيذية والتشريعية والنهوض ببالدنا إلى .مصاف الدول الديمقراطية، يجب أن تراجع المنظومة القانونية الجزائرية مراجعة جادة

السلطة التشريعية في بعالقة السلطة التنفيذية النوعية الجديدة في : ثانيالمطلب ال الدستورين الجديدين للمغرب وتونس

إن الفصل بين السلطات يختلف باختالف المعطيات الثقافية واالجتماعية هذه االعتبارات تساهم بشكل فكل. واالقتصادية والتاريخية لكل نظام سياسي على حدة

وعلى ضوءه يتم تقسيم السلطات تقسيما . شكل الحكم القائم في كل دولة"مباشر في تحديد ".خل فيهارفض التحكم والهيمنة وتديكفل التوازن والتعاون المشترك بينها، أو تقسيما ي

يعية في كل وبالرجوع إلى النوعية الجديدة لعالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشر ليشكل منعطفا إصالحيا 2011مارس 09من المغرب وتونس، فقد جاء الخطاب الملكي لـ

لمضامين المجتمع المغربي 2011جديدا في المغرب، فقد استجاب التعديل الدستوري لسنة التواق للحرية والديمقراطية، وتمت من خالله دسترة ميالد جديد لعدة مبادئ كرست ضمن

دستور، ومن بينها عالقة جديدة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية مبنية مقتضيات ال493Fوتقوية مؤسسة رئيس الحكومة المعين من األغلبية التعاونو على التوازن

في البرلمان، 494 .وتوسيع اختصاصات البرلمان إلى جانب تقوية مؤسسته

تشريعية قطيعة مع ما كانت أما تونس فعرفت كذلك العالقة بين السلطتين التنفيذية والولتبيان كل -الجديد 2014دستور -عليه في ظل الدساتير السابقة لما قبل دستور الثورة

هذه التجديدات في النوعية الجديدة لعالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية التي تمت الدراسة ، خصصنا الفرع األول في هذه "2014وتونس 2011المغرب "دسترتها مؤخرا

السلطة التشريعية في الدستورين ب لتنفيذيةلمظاهر النوعية الجديدة في عالقة السلطة اتقوية : على التوالي، وتناولنا في الفرع الثاني) 2014-2011(الجديدين للمغرب وتونس

:على التوالي) 2014-2011(المؤسسة التشريعية في الدستورين الجديدين للمغرب وتونس

رئيس الحكومة معين من الحزب أو اإلئتالف المتحصل على األغلبية االنتخابية في البرلمان في كل من المغرب -494

.2014ودستور تونس 2011أنظر دستور المغرب . وتونس

190

السلطة التشريعية في بتنفيذية مظاهر النوعية الجديدة في عالقة السلطة ال: األول الفرع )2014-2011(الدستورين الجديدين للمغرب وتونس

إن قياس نجاعة الوظيفة التشريعية يستلزم بعد حصر مجاالتها، تحديد طبيعة عملها، السلطات داخل المجتمع ومقاربتها من أوجه مختلفة، اعتبارا إلى أن تحقيق التوازن بين

مرهون ليس فقط بتثبيت البرلمان وجلوس البرلمانيين على مقاعدهم، وٕاجراء االنتخابات، وٕاصدار القوانين، وٕانما متوقف على مدى قدرة المؤسسة التشريعية على المساهمة في تفعيل

وتأكيد وظائفها وتطوير أدوات عملها، وتعزيز مكانتها ضمن المؤسسة الدستورية القائمة،وهي أمور مرتبطة . وجودها من خالل إسهاماتها النوعية في تطوير الديمقراطية البرلمانية

في نظر القانونين بطبيعة وواقع العمل التشريعي وبكيفية تجاوز السلبيات التي تؤدي في م غالب األحيان إلى ركود تشريعي، وٕالى فقدان الثقة في البرلمانيين والبرلمان، فضال عن تأزي

.عالقة البرلمان بالمواطن

، وكذلك للبرلمان 2011فالوظيفة التشريعية للبرلمان المغربي في ظل دستور ، قد عرفت نوعا من التطور في عدة اتجاهات، من الصعب 2014التونسي في ظل دستور

توسيع : إنكاره أو تجاهله ولهذا سنحاول استجالؤها من خالل هذا البحث اوال في، و من ثم "الفقرة األولى"مسندة للبرلمان في التعديالت الدستورية الجديدة االختصاصات ال

كمظهر من مظاهر النوعية الجديدة و أخيرا " الفقرة الثانية"التنصيب البرلماني للحكومة ".الفقرة الثالثة"أهمية دور السلطة التشريعية في الموافقة على المعاهدات

توسيع االختصاصات المسندة للبرلمان في التعديالت الدستورية لكل من :األولى الفقرة :على التوالي) 2014دستور – 2011دستور (المغرب وتونس

يطلق لفظ التشريع على كل قاعدة قانونية مكتوبة تصدرها السلطة العامة المختصة يع المصدر الرسمي واألصلي وفقا للقواعد الدستورية المعمول بها في الدولة، ويعتبر التشر

، وهنالك من يعطي الصدارة للعرف " الدول محل الدراسة"للقانون في أغلب دول العالم ومنها كالدول األنجلوسكسونية، لكن المالحظ في العصر الحديث اتساع مجال التشريع وازدياد

وضعتها أيضا على القواعد القانونية نفسها والتي" التشريع"ويطلق اصطالح . أهميته

191

السلطات العامة المختصة في الدولة، أي أن اإلصالح يستعمل أحيانا بمعنى المصدر، .وأحيانا بمعنى القواعد التي تستمد من هذا المصدر

ويتميز التشريع طبقا للتعريف السابق عن باقي مصادر القاعدة القانونية األخرى بمجموعة وكذلك يصدر في صورة مكتوبة، عن سلطة بوضعه للقاعدة القانونية : من الخصائص منها

ويحتل التشريع في العصر الحديث مركز الصدارة بين مصادر القاعدة . عامة مختصةالقانونية، بعد أن كانت العصور القديمة يحتل فيها العرف والدين هذه المكانة، وبعد الثورة

، وأصبح في الوقت ازدادت أهمية التشريع 1804الفرنسية وبعد وضع مدونة نابوليون سنة الحاضر يلعب دورا كبير في الساحة القانونية في معظم بلدان العالم، حتى وصف بحق أنه

ويعد المصدر الوحيد للقاعدة القانونية الجنائية بشكل . المصدر األساسي للقاعدة القانونيةنص إال ب ةبو ال جريمة وال عق: "هخاص ألنه يسود في هذا القانون مبدأ هام يقضي بأن

وبصفة عامة ترجع أهمية التشريع وازدياد سلطانه في العصر الحديث إلى عدة ."قانوني :عوامل منها

توطيد سلطان الدولة وتركيزها، ذلك أن الدولة جمعت في يدها سلطة التشريع وأصبح -1ذلك حكرا عليها بحيث تصدر القواعد القانونية التي تكاد تشمل مختلف أوجه النشاط

تنظيمها، وتكاد ال تترك مسألة تنظيمها القواعد المستمدة من المصادر في المجتمع و .األخرى

األنظمة الديمقراطية المعاصرة تأخذ بمبدأ الفصل بين السلطات و أدى هذا المبدأ إلى -2ظهور سلطة مختصة تتولى مهمة التشريع وأضحى نشاط هذه الهيئة في سن التشريع

.متزايداة أدى إلى ازدياد تدخل الدولة في تنظيم شؤون األفراد بما انتشار األفكار االشتراكي -3

يعود على المجتمع بالفائدة وهذا التدخل من طرف الدولة يتم اصال عن طريق سن التشريع، فكثير من المرافق كالتعليم والصحة وشؤون العمال والضمان االجتماعي

ة فقط، بينما أصبح كانت تعتبر أمورا تهم األفراد وبصفة خاصة األطراف المتعاقداليوم من المهام األساسية للدولة المعاصرة، تصدر فيها تشريعات مختلفة تحقق

.بمقتضاه التوازن اإلجتماعي وتكفل العدل والمساواة لجميع الفئات

192

لقد أصبح التشريع في المجتمعات الحديثة هو المصدر الغالب لقواعد القانون ة وضعه وتعديله وٕالغائه بما يمكن الدولة من مواجهة ويمتاز التشريع بسهولة وسرع. العضوي

مختلف أوجه النشاط في المجتمع ومواجهة أي نوع جديد للعالقات القانونية، وبذلك يستجيب بسرعة لضرورات المجتمع، ألن العملية التشريعية، ال تستغرق وقتا طويال، وقد تقتضي

و إلغاؤها بصفة نهائية، إذا اثبت عدم مصلحة المجتمع تعديل القواعد القانونية القائمة أجدواها ومالءمتها لظروف الحال وذلك بسرعة ويسر كبيرين، وبهذا يتميز التشريع عن العرف الذي ينشأ ويزول بكيفية بطيئة جدا ومن الصعب تغييره أو تعديله بسرعة، بل إنه من

اء في تكوينه أو الصعب أيضا إنشاء قاعدة عرفية ألن عنصر الزمن فيه يعد اساسيا سو .تعديله أو إلغاءه

نه ينشأ قاعدة قانونية مكتوبة وقد رأينا بأن كما يمتاز التشريع كذلك بالدقة والوضوح ألمن أهم خصائص التشريع هو صدوره في وثيقة مكتوبة على يد هيئة مختصة في إصداره،

فة حقوقهم وواجباتهم فيأتي مضمون القاعدة القانونية التي تحكم معامالتهم ويمكنهم من معر وهذا يؤدي إلى االستقرار في المعامالت في عالقات األفراد بعضهم ببعض، ألن كل واحد يعرف حدود نشاطه ويعلم ما يرتبه القانون من جزاءات في حالة مخالفة القواعد القانونية

أن وهذا كله بخالف العرف الذي يقتصر دوره على إنشاء مضمون القاعدة القانونية دون يصوغ هذا المضمون في وثيقة مكتوبة وينجم عن ذلك صعوبة التحقق من وجود العرف كما

.ينشأ الخالف حول تحديد معناه

وأكبر ميزة للتشريع هي تحقيق وحدة القانون في الدولة، فالتشريع يضع قواعد قانونية لمجتمع في عامة ومجردة بواسطة السلطة العامة في الدولة لكي يطبق على كافة أفراد ا

مختلف المناطق واألقاليم والتوحيد القانوني يساعد على التوحيد السياسي للبلد الواحد، وبذلك يكون القانون عامال هاما في تحقيق الوحدة القومية، ولعل موضوع توحيد التشريعات في البلدان العربية بصفة عامة، والمغاربية بصفة خاصة من أهم العناصر في تحقيق الوحدة

.العربية والمغاربية

193

494Fوبالرجوع لمقتضيات الدستور المغربي الجديد

، نجده يتضمن مجموعة من 495المقتضيات الجديدة المتعلقة بعمل مختلف المؤسسات الدستورية، والتي لم تكن واردة في

495Fالدساتير المغربية السابقة

، ومن بين أهمها تنصيص الدستور على باب بعنوان السلطة 496يمارس البرلمان : "على أن 2011بح ينص الدستور المغربي الجديد لسنة التشريعية، فأص

، وذلك بعدما كانت هذه األخيرة في الدساتير المغربية السابقة موزعة 496F497"السلطة التشريعية، أصبح اختصاصا شبه حصري 2011بين الملك والبرلمان والحكومة، فالتشريع في دستور

إلى اكثر من 1996مجاال في دستور 30يرتفع من للبرلمان، حيث توسع مجال القانون لوقد ورد التحديد الدقيق الختصاصات المؤسسة التشريعية . 2011مجاال في دستور 60

وذلك من خالل عمل المشرع الدستوري في الفصل المحدد االختصاصات المؤسسة كثر دقة تفاديا التشريعية على تقويتها بالتدقيق فيها، وذلك من خالل استعماله لمصطلحات أ

:للتنازع في االختصاص بين المجالين التنظيمي والتشريعي وهو األمر المتعلق بما يلي

بعبارة الحقوق والحريات األساسية " الحقوق الفردية والجماعية"استبدال عبارة -أ وبذلك تم . المنصوص عليها في التصدير وفي فصول أخرى من هذا الدستور

أي االنتقال . أن الحقوق والحريات ال يجوز تنظيمها إال بقانون التأكيد على497Fدستوريا من الحريات العامة إلى الحريات األساسية

498. فالنص . النظام اإلنتخابي للجماعات الترابية ومبادئ تقطيع الدوائر االنتخابية -ب

يركز على المبادئ التي ينبغي اعتمادها في التقطيع، والواجب على السلطة التنظيمية احترامها عند قيامها بعملية التقطيع، في حين أن عملية تقطيع الدوائر

.االنتخابية تدخل في اختصاص السلطة التنظيميةتأميم المنشآت ونظام الخوصصة، بدال من مصطلح نقل المنشآت من القطاع -ج

.العام إلى القطاع الخاص

30بتاريخ 5964، الجريدة الرسمية، عدد 2011 ويولي 29بتاريخ 1-11-91شريف رقم الصادر بمقتضى الظهير ال -495

.2011يوليو ، 1972ودستور سنة 1970، دستور سنة 1962دستور سنة : هي 2011الدساتير التي عرفها المغرب قبل دستور -496

.1996، ودستور سنة 1992ودستور سنة .2011، الدستور المغربي لسنة 70األولى من الفصل الفقرة: أنظر -497 19فصال من الفصل 22الحريات والحقوق األساسية ومتضمنا : معنونا بـ 2011حيث جاء الباب الثاني من دستور -498

.40إلى الفصل

194

لم تحظ بتعديالت مهمة جديرة ، أن المؤسسة التشريعية-مما سبق-وبذلك يتبين لنا وهو ما يؤكد لنا أن األسباب الكامنة وراء ذلك، . 2011بالدرس والتحليل إال مع دستور سنة

ناجمة عن رغبة حقيقية في تغيير توازن المؤسسات داخل النظام السياسي المغربي، بتقوية .المؤسسة التشريعية

حظ أن مظاهر التعزيز للسلطة فنال 2014أما في الدستور التونسي الجديد لسنة 498Fالتشريعية تكمن في نصه صراحة على استقاللية اإلدارة والمالية

وكذلك من وضع الدولة 499وتسخيرها على ذمة مجلس نواب الشعب الموارد البشرية والمادية الالزمة وهذا توفيرا للنائب

نح المؤسس الدستوري الشروط الالزمة آلداءه لمهامه وتفرغه الكلي للمهمة النيابية، كما مالتونسي استقاللية مجلس نواب الشعب في ضبطه لنظامه الداخلي والذي 2014لدستور

499Fيصادق عليه باألغلبية المطلقة ألعضائه

500.

500Fكما تكمن مظاهر تعزيز السلطة التشريعية في الدورة النيابية

التي يعقدها مجلس 501دولة خالل شهر أكتوبر وتنتهي خالل نواب الشعب والتي تستغرق عشرة أشهر، تبتدئ هذه ال

شهر جويلية وبما أن العمل التشريعي يشكل أداة لتفعيل مختلف المصالح في الدولة والتي ال يمكن تحديدها بفترة زمنية قصيرة أو بدورتين خالل سنة بأكملها، ألن االحتياجات التشريعية

وقد أبقى المؤسس . مسألة غير محصورة وأمر متوقع اللجوء إليه في أي وقت ممكن501Fالدستوري التونسي على نفس المدة المحددة لدورة انعقاد البرلمان في الدستور السابق

502 .كما أضافت الفقرة األخيرة من الفصل المحدد للفترة الزمنية للدورة العادية للبرلمان على

او من إمكانية اجتماع مجلس نواب الشعب في دورة استثنائية بطلب من رئيس الجمهورية .502F503ةثلث أعضاءه للنظر في جدول أعمال محدد

وبهذا األسلوب يكون المؤسس الدستوري قد عمل على تفادي وقوع السلطة التشريعية في عائق تضييق االختصاص الزمني والمؤدي إلى إخالل التوازن بين السلطات في الدولة،

.2014من الدستور التونسي لسنة 52الفصل -499 .2014ة ، الفقرة الثانية من الدستور التونسي لسن52الفصل -500 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 57أنظر الفصل -501 .2002، دستور 2014من الدستور التونسي السابق لدستور 29الفصل -502 .2014، الفقرة األخيرة، الدستور التونسي لسنة 57أنظر الفصل -503

195

منافسات من قبل السلطة وكذلك تجنب الوقوع في الفراغات التشريعية، وعدم جعله عرضة لل . التنفيذية في مجال التشريع

503Fومن مظاهر تعزيز السلطة التشريعية في الدستور التونسي توسيع الدستور

504 لمجلس نواب الشعب مجاالت التشريع وذلك لتفادي التداخل في التشريع ما بين السلطة

504Fنيةالتشريعية والسلطة التنفيذية، نتيجة انتهاج مبدأ العقلنة البرلما

الستبعاد االختصاص 505المطلق للعمل التشريعي من قبل البرلمان، بحصر اختصاصاته في مجال القانون وٕالى جانبه

505Fاختصاص السلطة التنفيذية في المجال التنظيمي

، فاإلستعمال المفرط لهذا المبدأ يؤدي 506ها، لتوسيع صالحيات السلطة التنفيذية في المجال التشريعي وجعلها تنحرف عن مقاصد

حيث يتولى الجهاز التنفيذي توسيع المجال التشريعي الممنوح له، خاصة إذا ما اقترن األمر القتراح 2014كما خول الدستور التونسي الجديد لدستور . بالتقيد الزمني لعمل البرلمان

506Fالقوانين من طرف عشرة نواب على األقل

في إطار الممارسة التشريعية، ويعد تخفيض 507لنواب المقترحون للقانون كعامل لتشجيع النواب وتحفيزهم للقيام بالوظيفة مقدار عدد ا

.التشريعية

:التنصيب البرلماني للحكومة كمظهر من مظاهر تعزيز السلطة التشريعية: الفقرة الثانية

، يتبين بأن ممارسة الحكومة 2001بالرجوع لمقتضيات دستور الفاتح من يوليو يمكن أن تتم إال بعد تقديم البرنامج الحكومي أمام مجلسي البرلمان لمهامها طبقا للدستور، ال

. مجتمعين والحصول على ثقة األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم مجلس النوابوهذا الشرط الدستوري يجعل من تعيين الملك لرئيس الحكومة وأعضاءها، مجرد إجراء أولي

507Fصيبها من طرف البرلمانيحتاج إلى ضرورة إتمامه بإجراء تن

508.

.2014الدستور التونسي الجديد لسنة -504تونس، دراسة مقارنة، -المغرب-الديمقراطية في دول المغرب العربي الجزائرسامري سامية، تطبيق مفهوم . د -505

.241، ص -بن عكنون–، جامعة الجزائر، كلية الحقوق 2012-2011أطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون العام، رسالة مقدمة لنيل درجة سعيد بوشعير، عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني الجزائري، -506

.202-201دكتوراه دولة في القانون، معهد العلوم القانونية واإلدارية، جامعة الجزائر، ص .2014من الدستور التونسي لسنة 62الفصل -507 manifest-univ-ouargla.dz،.أنظر، أحمد مفيد، الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي في الدستور المغربي -508 . 21/04/2015:، تاريخ الزيارة 14/04/2012خ النشر تاري

196

وفي هذا السياق تجدر اإلشارة إلى الفرق الدستوري بين التعيين والتنصيب، فطبقا يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي ) "47الفصل (للدستور الجديد للمغرب

تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها، ويعين أعضاء الحكومة وهذا ما قام به فعال الملك حينما كلف عبد اإلله بن كيران بتشكيل ". اح من رئيسهاباقتر

، تعيين رئيس وأعضاء الحكومة بشكل رسمي بالقصر 2012يناير 03الحكومة، وتم يوم 508Fوهذه اإلجراءات هي فقط مجرد تعيين. الملكي بالرباط

509.

ص مجلس النواب، أما التنصيب، فال يكون من قبل الملك، وٕانما هو من اختصاالذي له الحق في التصويت على برنامج الحكومة التي يتولى رئيسها تقديمه امام البرلمان

509Fبمجلسيه مجتمعين في جلسة واحدة

، وبناءا على نتيجة التصويت يمكن للحكومة أن 510تباشر عملها طبقا للدستور في حال التصويت لفائدة البرنامج الحكومي باألغلبية المطلقة

أما في حالة العكس، أي عدم حصول البرنامج . عضاء الذين يتألف منهم مجلس النوابلألالحكومي على ثقة األغلبية المطلقة ألعضاء مجلس النواب،يتوجب في هذه الحالة على رئيس الحكومة أن يتقدم للملك باستقالة الحكومة استقالة جماعية، وفي هذه الحالة يمكن

تشكيل حكومة جديدة وصياغة برنامج حكومي جديد، كما يمكن تكليف نفس رئيس الحكومة ب .اللجوء لخيارات أخرى

وبناءا على ما سبق، يمكن القول بأن التأويل الديمقراطي لدستور فاتح يوليوز ، يفترض أن ال تبدأ الحكومة الجديدة في ممارسة مهامها الدستورية إال بعد الحصول 2011

510Fعلى ثقة مجلس النواب

511.

التونسي فنجد أن رئيس الحكومة 2014وبالرجوع لمقتضيات دستور جانفي وأعضائها منبثقين من الحزب أو اإلئتالف اإلنتخابي المتحصل على األغلبية في مجلس

511Fنواب الشعب

، ويتبين لنا من خالل نص الدستور الجديد لتونس أن ممارسة الحكومة 512عرضها موجز برنامج عملها على مجلس نواب لمهامها ال يمكن أن يتم إال بعد تقديمها أو

.2012، 459أحمد مفيد، التأويل الديمقراطي للدستور، جريدة الوطن اآلن، العدد -509 .2011من الدستور المغربي الجديد لسنة 88الفصل -510 .21، ص 2012اير ين 12، بتاريخ 456أحمد مفيد، التأويل الديمقراطي للدستور، جريدة الوطن اآلن، العدد -511 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 89الفصل -512

197

512Fالشعب لنيل ثقة المجلس باألغلبية المطلقة ألعضاءه

، وعند نيل الحكومة ثقة المجلس 513وتكليف رئيس الجمهورية . يتولى رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة وأعضاءها فورا

عد بمجلس نواب مرشح الحزب أو اإلئتالف اإلنتخابي المتحصل على أكبر عدد من المقاالشعب بتكوين الحكومة يعتبر إجراء أولي لتنصيبها فيجب اكتمال التنصيب بحصولها على ثقة مجلس نواب الشعب، ففي حالة عدم تكوين الحكومة في اآلجال المحددة أو عدم نيلها لثقة مجلس نواب الشعب، يجري رئيس الجمهورية مشاورات مع األحزاب واإلئتالفات لتكليف

وقد أعطى الدستور الجديد . صية األقدر من أجل تكوين الحكومة في أجل محددالشخرئيس الجمهورية صالحية حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية 2014التونسي لسنة

513Fجديدة في حالة عدم تقديم البرلمان الثقة للحكومة المكونة للمرة الثانية

514.

:تشريعية في الموافقة على المعاهداتأهمية دور السلطة ال: الفقرة الثالثة

منح الدستور " تشريعي-تنفيذي"–من بين أهم مظاهر النوعية الجديدة في العالقة الجديد لألهمية لدور السلطة التشريعية في موافقتها على المعاهدات الموقعة عليها من طرف

.رئيس الدولة

فنظم المؤسس الدستوري التونسي موضوع المعاهدات في صلب جميع دساتيره ونص على المواضيع المتعلقة بالبناء المغاربي، وهي المعاهدات التي تبرمها الجمهورية التونسية كجزء من المغرب العربي الكبير سعيا لوحدته في نطاق المصلحة المشتركة إذا ترتب عنها

، وتشمل هذه الفرضية إمكانية تطوير البناء المغاربي نحو بناء تحويرها ألحكام الدستوروهي معاهدات ذات انعكاسات هامة على مستقبل . فدرالي أو كنفدرالي أو وحدة اندماجية

514Fواقتضى المشرع التأسيسي. البالد تجسم حق الشعب في تقرير مصيره

ضرورة موافقة 515وص عليها بالدستور أي حسب مجلس نواب الشعب عليها حسب الصيغ والشروط المنص

515Fصيغ تعديله وشروطه

516.

.2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 5، الفقرة 89الفصل -513 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 4، الفقرة 89الفصل -514 .2002المعدل في 1959دستور تونس لسنة -515 .278، ص 2002 دون ذكر الطبعة و دار النش ،السياسية والنظام السياسي التونسي،أنظر أزهر بوعوني، األنظمة -516

198

المعاهدات : "على 32فنجده قد نص في فصله 1959وبالرجوع لدستور تونس لسنة ال تعد نافذة المفعول إال بعد أن يصادق عليها، والمعاهدات المصادق عليها بصفة قانونية

من نفس 33اف الفصل كما أض". اقوى نفوذا من القوانين شريطة تطبيقها من طرف اآلخرمن نفس الدستور 48والفصل . الدستور بأنه تقع المصادقة عى المعاهدات بمقتضى قانون

يختم رئيس الجمهورية المعاهدات، ويشهر الحرب ويبرم السلم بموافقة مجلس : "نص على ".النواب

ويختص : "... 62في الفصل 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي الجديد لسنة س الحكومة بتقديم مشاريع قوانين الموافقة على المعاهدات ومشاريع قوانين المالية رئي

فمن هذه القفرة يستخلص ضرورة تقديم رئيس الحكومة ".ولمشاريع القوانين أولوية النظرلمشاريع قوانين الموافقة على المعاهدات، ومن بين المجاالت التي يشرع فيها مجلس نواب

516Fل قوانين عادية تنظيم المصادقة على المعاهداتالشعب والتي تتخذ شك

، كما تتخذ شكل 517517Fقوانين اساسية الموافقة على المعاهدات

وقد ذكر المؤسس الدستوري التونسي لدستور 518: على سبيل الحصر المعاهدات التي تعرض على مجلس النواب للموافقة عليها وهي 2014

أو بحدود الدولة أو بالتعهدات المالية للدولة أو التجارية والمعاهدات المتعلقة بالتنظيم الدولي518Fبحالة األشخاص أو بأحكام ذات صبغة تشريعية

وقد ورد كذلك في الدستور التونسي أن . 519519Fمن اختصاصات رئيس الجمهورية مصادقته على المعاهدات ويعطي اإلذن لنشرها

520.

أنه لم يتم فما يمكن استخالصه من هذه القراءات للنصوص الدستورية التونسية تحديد صنف معين من المعاهدات وٕانما جميع المعاهدات تتم المصادقة عليها في ظل

، والمصادقة تكون بمقتضى قانون، أما في ظل التعديل الدستوري لعام 1959دستور سنة من نفس الفصل 2، ونص في الفقرة 32أقر المؤسس الدستوري تغييرا شمل الفصل 2002

ال تجوز المصادقة على المعاهدات المتعلقة بحدود الدولة بأنه 2002من دستور والمعاهدات المتضمنة ألحكام ذات صبغة تشريعية أو متعلقة بحالة األشخاص إال بعد

.14، الفقرة 2014من الدستور التونسي لسنة 65الفصل -517 .18، الفقرة 2014من الدستور التونسي لسنة 65الفصل -518 .2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 67الفصل -519 .8، الفقرة 2014نسي لسنة من الدستور التو 77الفصل -520

199

الموافقة عليها من قبل مجلس النواب، وأبقى على ذات الشيء في الدستور التونسي الجديد لمعاهدات والمعاهدات األخرى التي ال ، وعليه المؤسس الدستوري فرق بين هذه ا2014لسنة

تخضع لهذه الموافقة نظرا لما تكتسيه هذه المعاهدات من أهمية ومساسها ألمن وسالمة التراب الوطني، ومصير األمة فأكد على وجوب عرضها على مجلس نواب الشعب لمناقشتها

ونسي قد كرس لنوع وبهذا اإلجراء يكون المؤسس الدستوري الت. والموافقة عليها باسم الشعب .من التعزيز لمجلس نواب الشعب من خالل إبداء موافقته على المعاهدات

إلى 1962في المغرب وبالرجوع إلى الدساتير المغربية السابقة ابتداءا من دستور إلى 1962(الجديد، فنجد أن الدساتير ما بين 2011ثم دستور 1996غاية دستور

520Fمنها 31ات في الفصل قد نظمت موضوع المعاهد) 1996

، فتختص السلطة التشريعية 521بالموافقة على كل معاهدة تترتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولة وذلك قبل المصادقة عليها

والتساؤل هنا يكون حول ماهية مسطرة التمييز بين المعاهدات المكلفة لمالية . من قبل الملكمن 31كام الفقرة الثانية من الفصل الدولة وباقي المعاهدات األخرى؟ ففي نطاق أح

521Fالدساتير

، نجد أن المعاهدات التي يتم إعدادها بين المغرب ممثال في السلطات الحكومية 522المعنية أو سفراء المغرب في الخارج بتنسيق تام مع المصالح المختصة وزارة الخارجية ووزارة

عة من الدول أو منظمة دولية المالية عند االقتضاء وبين الجهات المختصة بدولة أو مجمو أو جهوية يتم عرضها على التوقيع أوال باألحرف األولى من قبل السلطة المنتدبة لذلك والتي تكون غالبا هي السلطة التي تكلفت بإجراء المفاوضات وأن السلطة المختصة بالتوقيع

أي سلطة الرسمي على المعاهدات هو جاللة الملك والذي له الصالحية في تفويض ذلك 522Fأخرى وغالبا ما تكون للوزير األول أو لوزير الخارجية

، ويتم إرسال نص المعاهدة من 523قبل وزراء الخارجية إلى األمانة العامة للحكومة، هذه األخيرة هي التي تميز بين المعاهدات

ة، المكلفة لمالية الدولة عن باقي المعاهدات األخرى، والمعاهدات التي ال تكلف مالية الدولتعرض مباشرة على الملك للمصادقة عليها، في حين يتم إعداد مشاريع قوانين الموافقة على

يوقع الملك على المعاهدات : "على) 1996-1992-1972-1970-1962(من جميع الدساتير 31/2نص الفصل -521ويصادق عليها، غير أنه ال يصادق على المعاهدات التي تترتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولة إال بعد موافقة مجلس

").النواب .1996وسنة 1992وسنة 1972، سنة 1970، سنة 1962من الدساتير لسنة -522، المرجعية الدستورية ومضامين الوظيفة التشريعية، 2عبد اإلله فونتير، العمل التشريعي بالمغرب، الجزء : أنظر -523

.296، ص 2002، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، المغرب، 2سلسلة دراسات وأبحاث جامعية، العدد

200

المعاهدات األخرى المكلفة لمالية الدولة، وبالتالي تعرض على مجلس الحكومة قبل عرضها .على المجلس الوزاري قبل إحالتها على البرلمان للموافقة عليها

لى المعاهدات المكلفة لمالية الدولة فبعد عرض هذا وفيما يخص الموافقة التشريعية عالنوع من المعاهدات على المجلس الوزاري والذي يترأسه الملك يودع مشروع القانون القاضي بالموافقة من حيث المبدأ على مكتب أحد مجلسي البرلمان إما مجلس النواب أو مجلس

القوانين باستثناء ممارسة حق المستشارين، وتطبق عليها نفس اإلجراءات المطبقة علىالتعديل إذ ال يمكن اقتراح أية تعديالت عليها بالنظر إلى وجود اتفاق بين السلطات الوطنية المغربية وبين األطراف األخرى على ذلك، ومناقشة ودراسات المعاهدات تكون طبقا لما نص

523Fانمن الدساتير وكذا أحكام األنظمة الداخلية للبرلم 31عليه الفصل

، والممارسة العملية 524أظهرت الموافقة التلقائية والمباشرة من طرف البرلمان على جميع المعاهدات التي عرضت عليها على الرغم من أنه يملك سلطة رفض الموافقة من حيث المبدأ على هذه االتفاقيات

.والمعاهدات

عاهدات ويصادق وبالرجوع إلى الدستور المغربي الجديد نجد أن الملك، يوقع على المعليها، وال يمكنه أن يصادق على معاهدات السلم أو اإلتحاد، أو التي تهم رسم الحدود وكذلك معاهدات التجارة أو تلك التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة، أو تلك التي ، يستلزم تطبيقها اتخاذ تدابير تشريعية، أو تتعلق بحقوق وحريات المواطنات والمواطنين

العامة أو الخاصة إال بعد الموافقة عليها بقانون، كما أن للملك أن يعرض على البرلمان كل معاهدة أو اتفاقية أخرى قبل المصادقة عليها، ومنه نستخلص وجوب عرض اإلتفاقيات والمعاهدات على البرلمان قبل المصادقة عليها، ونجد أن المؤسس الدستوري في الدستور

أبقى على نفس المنهج المتبع في الدساتير السابقة على إجراءات 2011المغربي لسنة المصادقة على المعاهدات ووجوب عرضها على البرلمان للموافقة عليها، وهذا إلبراز أهمية

.دور البرلمان في تبني الدولة للمعاهدات المصادق عليها

للمغرب وتونس تقوية المؤسسة التشريعية في الدستورين الجديدين: الفرع الثاني

.2006والمعدل عام 2002من النظام الداخلي لمجلس المستشارين لعام 261أنظر المادة -524

201

التونسي، على التنصيص على 2014المغربي ودستور 2011عمل دستور مجموعة من اإلجراءات لتقوية الوظيفة التشريعية المسندة إلى البرلمان بمنح السلطة التشريعية أدوات، صنفها الدستور كحقوق لتمكينها من اإلنتاج القانوني، وتمثلت هذه التقوية

في الدستورين الجديدين لكال البلدين من خالل منح الدستور وضعية للمؤسسة التشريعية ، وكذلك تعزيز آلليات الرقابة البرلمانية على العمل )1فقرة (جديدة للمعارضة البرلمانية

).2الفقرة (الحكومي

:الوضعية الدستورية الجديدة للمعارضة البرلمانية:الفقرة األولى

والدستور التونسي 2011في الدستور المغربي لسنة من بين أهم المقتضيات الجديدة ، والتي تستهدف النهوض بالعمل البرلماني، والعمل على تطويره وعقلنته، تلك 2014لسنة

المتعلقة بالمعارضة البرلمانية، حيث خصها الدستور بمكانة متميزة، وخولها العديد من والرقابة على العمل الحكومي إلى الحقوق، كما جعل منها شريكا أساسيا في صناعة التشريع

524Fجانب األغلبية البرلمانية، وهذا ما يبدو جليا من خالل الفصل العاشر

من الدستور 525، من أن هذا األخير يضمن للمعارضة البرلمانية مكانة تخولها حقوقا، 2011المغربي لسنة

رلماني والحياة من شأنها تمكينها من النهوض بمهامها، على الوجه األكمل، في العمل الب :بصفة خاصة منحها الحقوق التالية 2011السياسية كما نجد دستور المغرب لسنة

حرية التعبير والرأي واإلجتماع؛ - حيز زمني في وسائل اإلعالم الرسمية يتناسب مع تمثيلها؛ - اإلستفادة من التمويل العمومي وفق مقتضيات القانون؛ -السيما عن طريق تسجيل مقترحات قوانين المشاركة الفعلية في مسطرة التشريع، -

بجدول أعمال مجلسي البرلمان؛المشاركة الفعلية في مراقبة العمل الحكومي، السيما عن طريق ملتمس الرقابة، -

ومساءلة الحكومة، واألسئلة الشفوية الموجهة للحكومة، واللجان النيابية لتقصي الحقائق؛

يضمن الدستور المغربي للمعارضة البرلمانية مكانة تخولها : "من الفصل العاشر من الدستور المغربي 1نصت الفقرة -525

".ة السياسيةحقوقا، من شأنها تمكينها من النهوض بمهامها، على الوجه األكمل في العمل البرلماني والحيا

202

اب أعضاء المحكمة الدستورية؛المساهمة في اقتراح المترشحين وفي انتخ - تمثيلية مالئمة في األنشطة الداخلية لمجلسي البرلمان؛ - رئاسة اللجنة المكلفة بالتشريع بمجلس النواب؛ - التوفر على وسائل مالئمة للنهوض بمهامها المؤسساتية؛ -عن القضايا العادلة للوطن المساهمة الفعالة في الدبلوماسية البرلمانية، للدفاع -

525Fومصالحه الحيوية؛

526 المساهمة في تأطير وتمثيل المواطنات والمواطنين، من خالل األحزاب المكونة لها، -

؛2011من الدستور المغربي لسنة 07طبقا ألحكام الفصل الحق في ممارسة السلطة عن طريق التناوب الديمقراطي، محليا وجهويا ووطنيا، في -

.الدستورنطاق أحكام

.يجب على فرق المعارضة المساهمة في العمل البرلماني بكيفية فعالة وبناءة

مكن مؤسسة البرلمان المغربي من آليات فعالة 2011ومن ثمة نالحظ أن دستور مقارنة مع ما كان سائدا في ظل التجارب البرلمانية السابقة، متوخيا مساهمتها في العمل

اءة، خصوصا وأنه نص بشكل واضح في الفقرة األخيرة من الفصل التشريعي بكيفية فعالة وبنعلى أنه تحدد بموجب قوانين تنظيمية أو قوانين او -المشار إليه فيما سبق–العاشر

.بمقتضى النظام الداخلي حسب الحالة كيفيات ممارسة فرق المعارضة لهذه الحقوق

بقوله يحدد النظام 2011من الدستور المغربي لسنة 69أما ما جاء به الفصل :الداخلي بصفة خاصة

قواعد تركيب وتسيير الفرق والمجموعات البرلمانية واإلنتساب إليها والحقوق الخاصة - .المعترف بها لفرق المعارضة

ربما من شأن أن يرفع الحصار والتهميش الذي كان مفروضا على المعارضة داخل البرلمان، والذي كان يدفع بها -526

بعض األحيان إلى البحث عن قنوات وطنية وأجنبية لتسريب ٮراءها ومواقفها، حسب رأي الدكتور مساعد عبد القادر، نفس .المرجع

203

عدد اللجان الدائمة واختصاصها وتنظيمها، مع تخصيص رئاسة لجنة أو لجنتين -ل العاشر من الدستور المغربي للمعارضة، على األقل، مع مراعاة مقتضيات الفص

.2011لسنة

وبذلك أصبح النظام السياسي مقتنعا بدور البرلمان في إرساء دعائم الديمقراطية داخليا وعلى جميع المستويات، وبأن استقرار األنظمة السياسية مرهونة بتقوية المؤسسات

ك أن يخلل قواعد الدستورية، وليس بتخبيس وظائفها أو تهميش أدوارها، ألن من شأن ذلالتوازن المفروض احترامها في كل تعاقد دستوري اساس البناء الديمقراطي والممارسة

فالمقتضيات الدستورية المتعلقة بشأن المعارضة السابقة الذكر، . السياسية المواطنة الحقةلى شكل قطيعة مع الدساتير السابقة ع 2011تؤكد لنا بالملموس بأن الدستور المغربي لسنة

مستويات عدة ومن بين أهمها ما يتعلق في تفعيل دور المعارضة في إطار النظام البرلماني .المغربي الجديد

، نجده قد خصص ضمن فصوله فصال 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي لسنة كامال للمعارضة البرلمانية والتي يعتبرها مكون أساسي في مجلس نواب الشعب، كما خول

ور الجديد حقوق تمكنها بالقيام بمهامها في العمل النيابي والوظيفة التشريعية، لها الدستوتفعيل دورها في السلطة التشريعية، كما يضمن لها تمثيلية مناسبة وفاعلة في كل هياكل

526Fالمجلس

2014وقد اسند الدستور التونسي الجديد لسنة . وأنشطته الداخلية والخارجية 527لجنة المكلفة بالمالية وخطة مقرر باللجنة المكلفة بالعالقات حصريا ووجوبيا رئاسة ال

527Fالخارجية للمعارضة

. وقد خول لها كذلك الحق في تكوين لجنة تحقيق كل سنة وترؤسها.528ومقصد كل هذا التعزيز في مكانة المعرضة وضمان الدستور له ،لنهوضها و قيامها

ريعية والبناء الفعال المسهم في اإلنتاج بواجباتها ومهامها في العمل النيابي والوظيفة التش .التشريعي للبرلمان التونسي

، تكريسه 2014يتضح لنا جليا من خالل مقتضيات الدستور التونسي الجديد لسنة لمكانة مهمة للمعارضة البرلمانية وتمتيعها بوضعية دستورية متميزة، حيث تقوم من خاللها

.في تونس مجلس نواب الشعب: المجلس -527 .2014من الدستور التونسي لسنة 60أنظر، الفصل -528

204

لرقابة على العمل الحكومي، وهذا األمر فيه رفع بالمشاركة في العمل التشريعي، وفي اللحيف والتهميش لهذه الطائفة من الممثلين البرلمانيين الذي كان يمسهم في ظل الدساتير التونسية السابقة، فالوسائل واآلليات التي كان منصوصا عليها في الدساتير السابقة، لم تكن

مكانة التي كانت تحتلها آنفا لم تمنحها ولم لتمكن المعارضة من القيام بمهامها، كما ان التوفر لها الظروف المالئمة لتفعيل دورها في المجلس، وذلك بالنظر للشروط المسطرية المعقدة والنصاب القانوني الكبير المتعلق بأهم آليات الرقابة كتكوين لجنة تحقيق كل سنة

528Fوكذلك رئاستها

...والتشريع 529

:آليات الرقابة البرلمانية على العمل الحكوميتعزيز : الفقرة الثانية-2

إذا كانت الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي، تعد أحد أهم مقومات األنظمة البرلمانية، وشرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية، ووسيلة لمشاركة األقلية في الحياة السياسية،

ارها، فإن تطبيقها بالشكل المتعارف عليه وأداة فعالة للحد من استفراد األغلبية بالسلطة واحتكفي األنظمة العريقة في الممارسة البرلمانية، يختلف كثيرا عن واقع الرقابة المعتمدة في الدول

.غير الديمقراطية والدول التي تعيش حالة تحول ديمقراطي

وهذا الوضع يفرض ضرورة إعادة النظر في أدوار وصالحيات البرلمان في مجال ة على العمل الحكومي من أجل تحقيق الحكامة الديمقراطية، وتطبيق الديمقراطية الرقاب

التشاركية، وضمان فعاليات القوانين والسياسات العمومية التي تتولى وضعها البرلمانات في .الدول السائرة في طريق البناء الديمقراطي

والتونسي على ومن أجل تحقيق ذلك، عمل كل من المؤسس الدستوري المغربي 529Fتخويل البرلمان

عدة صالحيات في مجال الرقابة على عمل الحكومة، كما منح 530وضعية -كما سبق ذكره–المعارضة بالبرلمان في المغرب ومجلس نواب الشعب في تونس

متميزة وحقوق متعددة، ودائما يبقى الهدف األساسي من ذلك هو النهوض بالعمل البرلماني

.، الفقرة األخيرة2014من الدستور التونسي لسنة 60الفصل -529البرلمان في المغرب متكون من مجلسين، مجلس النواب ومجلس المستشارين، اما في تونس فنجد متكون من مجلس -530

.وهو مجلس نواب الشعب: واحد

205

وانين والسياسات العمومية التي يتولى البرلمان تشريعها، ورد االعتبار والرفع من جودة الق .للبرلمان كمؤسسة دستورية الزمة لتحقيق الديمقراطية التمثيلية الحقة وليس الشكلية

وإللقاء الضوء بشكل جلي على مختلف جوانب هذا العنصر سنتناول مختلف آليات نصوص عليها في كال الدستورين المغربي لسنة الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي الم

.2014، والتونسي لسنة 2011

إن الهدف العام للرقابة البرلمانية هو التأكد من مدى مطابقة أعمال الحكومة مع المصلحة العامة ويتحقق من حسن ادائها باعتبار أن السلطة التشريعية هي التي تمثل

ف الخاص من الرقابة فهو يختلف باختالف الوسيلة أما الهد. الشعب وهي المعبرة عن إرادتهالتي يعتمدها البرلمان باستخدام السؤال فالهدف هو االستفهام عن أمر مجهول أو التحقق من واقعة أو الوقوف على امر تعزم الحكومة عليه، وعندما يستخدم وسيلة رقابية وهي طرح

وجهات النظر بين الحكومة فإن الهدف يكون هو التبادل في) موضوع عام للمناقشة(والبرلمان بشأن موضوع ما بهدف الوصول إلى معالجات معينة وٕاصالحات محددة أو تطوير نحو األفضل، اما في حين يستخدم االستجواب، فإن الهدف سيكون المحاسبة والمساءلة ولتقييم أداة الحكومة في الشؤون التي تدخل في اختصاصها، اما عندما يلجأ إلى

االقتراح (قيق البرلماني، فإن الهدف سيكون هو إظهار الحقيقة، وحين يستخدم وسيلة التح .فهو يهدف إلى تحقيق رغبة معينة ال يمكن طلبها إال من خالل هذه الوسيلة) برغبة

وعليه سنتطرق لوسائل الرقابة البرلمانية التي خولها كل من المؤسسين الدستوريين .ورقابة عمل الحكومة في من المغرب وتونس، لمواجهة

في إطار العالقات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، نص المشرع الدستوري : األسئلة-1المغربي، على أن تخصص باألسبقية جلسة في كل أسبوع ألسئلة أعضاء مجلسي البرلمان

530Fوأجوبة الحكومة

، والحكومة ملزمة بالجواب عن أسئلة أعضاء البرلمان خالل العشرين 531يوما الموالية إلحالة السؤال إليها، وجدير بالذكر بأن هذه األسئلة األسبوعية تتعلق اساسا بالقطاعات الحكومية المختلفة، ويتولى كل وزير او من ينوب عنه من أعضاء الحكومة في

.1، الفقرة 2014من الدستور المغربي الجديد لسنة 100الفصل -531

206

حال غياب الوزير المعني لسبب ما، تقديم الجواب في جلسة عامة علنية يتم نقلها عبر والتلفزة العمومية، وذلك بهدف إطالع الرأي العام الوطني على ما تقوم به كل أمواج اإلذاعة

.من الحكومة والبرلمان في مجالي عملهما كل على حدا

أما األسئلة المتعلقة بالسياسة العامة للحكومة، فالدستور المغربي الجديد ينص في سئلة المتعلقة بالسياسة العامة تقدم األجوبة على األ: "على أن 100الفقرة الثالثة من المادة

من قبل رئيس الحكومة، وتخصص لهذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر، وتقدم األجوبة عنها امام المجلس الذي يعينه األمر خالل ثالثين يوما الموالية إلحالة األسئلة إلى رئيس

".الحكومة

دساتير غير أن ما يالحظ على جلسة األسئلة األسبوعية، خصوصا في ظل الالسابقة، هو تكرار نفس األسئلة تقريبا في كال المجلسين، وتقديم الحكومة لنفس األجوبة، مما جعل مسألة الثنائية المجلسية بالمغرب محل سؤال كبير، أدت إلى عدم متابعة المواطنين ألشغال البرلمان خاللها، كما أدت بالعديد من المهتمين بالشأن السياسي والدستوري إلى

لمطالبة بالتخلي عنها، لذا فالمأمول في ظل الدستور الجديد، الذي ميز اإلختصاص بين االمجلسين في البرلمان، أن يتم تجاوز هذا األمر، وذلك من أجل الرفع من جدية وجودة

.العمل البرلماني في مجال الرقابة على عمل الحكومة

أثيراتها السياسية، حيث ال وعموما فآلية األسئلة األسبوعية، أبانت عن محدودية ت531Fيصل األمر فيها إلى مستوى إثارة المسؤولية السياسية كما هو الشأن في ملتمس الرقابة

532.

كما أن وجوب إدالء الحكومة بجوابها على األسئلة خالل العشرين يوما، يعتبر يمكن وجوبا معنويا، مادام لم يرتب المشرع جزاءا على مجاوزة األجل الدستوري، ومادام لم

. البرلماني من وسيلة لمقاضاة الحكومة بسبب تأخرها أو حتى رفضها الجواب على األسئلة

قضايا وإشكاالت، مطبعة طوب : رشيد المدور، العمل البرلماني في المغرب رشيد المدور، نفس المرجع السابق، -532

.73ص 2006، 1بريس، الرباط، الطبعة

207

كما أن هذا الوجوب يضع نتيجة الغياب المتكرر ألعضاء الحكومة بسبب أو بدون 532Fسبب

533.

وكل هذه الممارسات يفترض بطبيعة الحال أن تنقرض، احتراما لروح الدستور الجديد وٕايمانا بأهمية الرسالة والدور الذي تقوم به كل من الحكومة والبرلمان ،2011المغربي لسنة

.في ظل األنظمة الديمقراطية وكذلك في ظل األنظمة الطامحة ألن تكون ديمقراطية

نجده قد خصص فصل منه لألسئلة 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي لسنة 533Fواب الشعب إلى الحكومةالشفهية أو الكتابية التي يتقدم بها أعضاء مجلس ن

، باعتبار أن 534534Fهذه األخيرة مسؤولة أمامه

، وقد ترك ضبط النظام لإلجراءات المتبعة لألسئلة واألجوبة 535535Fللنظام الداخلي للمجلس

536.

:طلب الثقة -2

بهدف التأكد من مواصلة األغلبية البرلمانية، دعمها للعمل الحكومي، يمكن لرئيس النواب، مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها بالتصويت بمنح الحكومة أن يربط، لدى مجلس

الثقة بشأن تصريح يدلي به في موضوع السياسة العامة، أو بشأن نص يطلب فيه الموافقة 536Fعليه

، وواضح من خالل هذه المقتضيات، بأن طلب الثقة يكون بمبادرة من رئيس 537الحكومة، ولكن الموافقة عليها تكون فقط أمام مجلس النواب دون مجلس المستشارين والسبب

وقد . في ذلك يرجع لكون الدستور يجعل مجلس النواب هو المختص بتنصيب الحكومةمن الدستور الجديد 103ية والثالثة من الفصل خص المشرع الدستوري في الفقرتين الثان

على شروط صحة التصويت على طلب الثقة، حيث ال يمكن سحب الثقة من الحكومة أو

.2014، الدستور التونسي لسنة 96الفصل -533 .2014، الدستور التونسي لسنة 95 الفصل -534نزيهة بن زاغو، تقوية : لتفاصيل أكثر في إجراءات طرح األسئلة الشفهية والكتابية في الدستور التونسي السابق، أنظر -535

.364السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب العربي، المرجع السابق، ص ، ص 2006، 1ايا وإشكاالت، مطبعة طوب بريس، الرباط، الطبعة قض: رشيد المدور، العمل البرلماني في المغرب -53673. .2011، من دستور المغرب 1، الفقرة 103الفصل -537

208

ال يقع "رفض النص، إال باألغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم مجلس النواب ووقد رتب المشرع ". التصويت إال بعد مضي ثالثة أيام كاملة على تاريخ طرح مسألة الثقة

الدستوري على سحب الثقة، ضرورة تقديم الحكومة الستقالتها بشكل جماعي، وهذا ما يجعل من اللجوء لطلب الثقة أمرا خطيرا جدا، تترتب عنه مسؤولية سياسية كبيرة ولكن في أ الممارسة العملية، ومادام طلب الثقة أمر اختياري غير إجباري، فإن رئيس الحكومة لن يلج

عمليا لطلب الثقة إال إذا كان متأكدا من موافقة األغلبية المطلقة ألعضاء مجلس النواب على التصريح أو النص الذي يتقدم به أمام مجلس النواب، وتجدر اإلشارة إلى أن هذا

.اإلجراء تضمنته الدساتير السابقة، ولكن لم يسبق ألي وزير أول سابق أن استعمله

ر التونسي، فموضوع نيل الثقة بداية يتم بعد عرض الحكومة وبالرجوع إلى الدستو المنبثقة من الحزب أو اإلئتالف االنتخابي المتحصل على األغلبية في البرلمان لموجز برنامج عملها على مجلس نواب الشعب وعند نيلها ثقة المجلس، يتولى فورا رئيس الجمهورية

537Fتسمية رئيس الحكومة وأعضاءها

ب الثقة كذلك من خالل تخويل الدستور كما ورد طل. 538إمكانية رئيس الحكومة الطرح على مجلس نواب الشعب التصويت بالثقة راجيا منه تزكية

538Fالحكومة في مزاولة المهام المسندة إليها أو لمواصلة تحملها لمسؤولياتها السياسية

و 539با محددة و للحصول على الثقة من مجلس نواب الشعب، إشترط المؤسس الدستوري نصا

هذه الطريقة تتم بمبادرة رئيس الحكومة بواسطة . هي األغلبية المطلقة ألعضاء المجلسرئيسها الذي يعرض على مكتب البرلمان مسألة الثقة ، و عادة ما يتم اللجوء لها عند ما يرفض البرلمان الموافقة على مشروع تقدمت به الحكومة ، أو عند شعورها أنها مضايقة

539Fخل البرلمان أو خارجهسواء دا

وقد نص ذات الدستور وفي نفس المسألة على إمكانية . 540رئيس الجمهورية أن يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة

540Fالحكومة لنشاطها، وذلك يكون مرتين على األكثر خالل المدة الرئاسية

وبهذا يكون . 541صحة التصويت على طلب الثقة، بعدم المشرع الدستوري التونسي قد نص على شروط

.2014، الدستور التونسي لسنة 5، الفقرة 89الفصل -538

سلسلة "ة ،عبد الغاني أعبيزة ،مراقبة العمل الحكومي بالمغرب، منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمي- 539 2006،71، الطبعة األولى ،"مؤلفات و أعمال جامعية

الوجيز في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية دار الكتاب الحديث :لمعلومات أكثر في الموضوع، أنظر - 540 . 208:،ص2003،الجزائر،

.2014، الشطر الثاني، الدستور التونسي لسنة 1، الفقرة 99الفصل -541

209

تجاوز طلبها مرتين على األكثر خالل المدة الرئاسية وكذلك التصويت ال يتم إال باألغلبية .المطلقة ألعضاء مجلس النواب

وقد رتب كذلك المشرع الدستوري التونسي على عدم تجديد مجلس النواب الثقة في الة يكلف رئيس الجمهورية الشخصية األقدار الحكومة باعتبارها مستقيلة، وفي هذه الح

من الدستور التونسي لسنة 89لتكوين حكومة في أجل أقصاه ثالثون يوما طبقا للفصل وفي حالة عدم تكوين حكومة جديدة، أو عدم الحصول على ثقة مجلس نواب 2014

ات تشريعية، الشعب، يخول الدستور لرئيس الجمهورية سلطة حل البرلمان والدعوة إلى انتخاب541Fوأقصاه تسعون يوما) يوم 45(تكون سابقة ألوانها في أجل أدناه خمسة وأربعين يوما

542.

كما قد ورد في ذات الدستور، دائما في نفس الموضوع طلب، وفي حالة تجديد وألن هذا ". المجلس الثقة في الحكومة في المرتين، فيعتبر رئيس الجمهورية مستقيال

طيرا جدا تترتب عنه مسؤولية سياسية كبيرة قد تؤدي إما إلى استقالة الموضوع يعتبر أمرا خالحكومة الجماعية أو استقالة رئيس الجمهورية في حالة منح مجلس نواب الشعب، المرتين، الثقة للحكومة، كما قد تؤدي إلى حال البرلمان في حالة تشكيل حكومة جديدة وعدم منح

رئيس الجمهورية النتخابات تشريعية جديدة، جعل المجلس الثقة لها والذي يرتب دعوةالمؤسس الدستوري من طلب الثقة أمر اختياري فال يتم اللجوء إليه إال إذا كان طالبها متأكد

.من موافقة مجلس نواب الشعب

542Fويجدر التنويه إلى أن موضوع طلب الثقة لم يكن معروفا في تونس

، ولم تتعرض 543، 2014، فالتنصيص عليه ضمن الدستور الجديد لسنة 2014الدساتير السابقة لدستور

يعتبر قفزة عالية من طرف المؤسس الدستوري التونسي وتعزيزه وتقويته الصريحة للمؤسسة .التشريعية، وذلك رغبة منه لإلنتقال إلى الديمقراطية بأبعادها الدولية

: ملتمس الرقابة أو الئحة لوم-3

.2014، الدستور التونسي لسنة 2الفقرة ،99الفصل -542، نفس "الجزائر، المغرب، تونس"دراسة مقارنة : بن زاغو نزيهة، تقوية السلطة التنفيذية في الدساتير المغاربية -543

.345المرجع، ص

210

543Fمن رئيس الحكومةإذا كان طرح الثقة يتم بمبادرة

، فإن ملتمس الرقابة يكون 544من الدستور المغربي الجديد، 105بمبادرة من البرلمان ، وبناءا على مقتضيات الفصل

لمجلس النواب أن يعارض في مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها، "الذي يصرح على أن لى األقل ُخمس بالتصويت على ملتمس الرقابة، وال يقبل هذا الملتمس إال إذا وقعه ع

ال تصح الموافقة على ملتمس الرقابة من قبل مجلس "األعضاء الذين يتألف منهم المجلس، وال يقع التصويت إال "، و"النواب إال بتصويت األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم

لى بعد مضي ثالثة أيام كاملة على إيداع الملتمس، وتؤدي الموافقة على ملتمس الرقابة إاستقالة الحكومة استقالة جماعية، وٕاذا وقعت موافقة مجلس النواب على ملتمس الرقابة، فال

".يقبل بعد ذلك تقديم اي ملتمس رقابة أمامه، طيلة السنة

ويبدو من خالل هذه المقتضيات بأن مجلس النواب الذي يتم انتخابه عن طريق من خالل الموافقة على برنامجها الحكومي، االقتراع العام المباشر، ويتولى تنصيب الحكومة

يتوفر على سلطات دستورية هامة في إطار الرقابة على العمل الحكومي، ويعد ملتمس الرقابة من أهم واخطر اآلليات التي يملكها البرلمان في هذا الصدد، وذلك بالنظر إلى ما

الوجود القانوني يترتب عن إعماله من نتائج سياسية خطيرة، تتجلى أساسا في إنهاءللحكومة، حيث تكون هذه األخيرة ملزمة من الناحية الدستورية بتقديم استقالة جماعية وذلك

.في حالة توفر الشروط القانونية المنصوص عليها في مقتضيات الدستور

ولكن على الرغم من أهمية ملتمس الرقابة، فإن الشروط الواجب احترامها إلعماله، من الصعب إن لم يكن من المستحيل توفرها، ماعدا في حالة وجود تعد شروطا معقدة،

انقسام حاد وغياب تام لإلنسجام داخل األغلبية الحكومية، وهذا ما جعل ملتمس الرقابة لم 544Fيستعمل سوى مرتين فقط

في تاريخ الدستور المغربي، ولكنه لم ينجح وذلك لعدم توفر 545 .ستورالشروط القانونية المنصوص عليها في الد

ورية في ، ويتم بمبادرة من رئيس الجمه2011طلب الثقة يتم بمبادرة من رئيس الحكومة في الدستور المغربي لسنة -544

.2014دستور تونس 98، ومن رئيس الحكومة في الفصل 99في فصله 2014الدستور التونسي لسنة .المرجع السابق ذكره أحمد مفيد. ، د1990وسنة 1964تم تقديم ملتمس الرقابة مرتين وذلك خالل سنة -545

211

وٕاضافة لملتمس الرقابة الذي يمارس من قبل مجلس النواب، يتوفر مجلس المستشارين على الحق في تقديم ملتمس ال تترتب عنه أي مسؤولية سياسية، وهذا ما تنص

لمجلس المستشارين أن يساءل الحكومة "من الدستور والتي تقر بأن 106عليه المادة خمس أعضائه، وال يقع التصويت عليه، بعد مضي بواسطة ملتمس يوقع عليه على القل

يبعث رئيس "، و"ثالثة ايام كاملة على إيداعه، إال باألغلبية المطلقة ألعضاء هذا المجلسمجلس المستشارين على الفور، بنص ملتمس المساءلة إلى رئيس الحكومة، ولهذا األخير

".ه نقاش ال يعقبه تصويتأجل ستة ايام ليعرض امام هذا المجلس جواب الحكومة، يتلو

ويبدو من خالل مقتضيات هذا الفصل، بأن ملتمس مجلس المستشارين ال يمكن أن تترتب عنه استقالة الحكومة، حيث ال يكون متبوعا بتصويت، ويرجع السبب في ذلك لكون هذا المجلس ال يشارك في تنصيب الحكومة ومنحها الثقة، وبالتالي فال يمكنه أن يسحب

كما أن حتى مجرد إعمال هذا الملتمس، ال يعد أمرا سهال، وذلك بالنظر لألغلبية . لثقةمنها ا .الواجب توفرها في المصادقة على تقديم هذا الملتمس وهي األغلبية المطلقة

وتثبت مختلف هذه المقتضيات، قوة الوسائل التي يتمتع بها مجلس النواب في إطار بمجلس المستشارين في الدستور الجديد للمغرب لسنة الرقابة على العمل الحكومي مقارنة

، الذي كان يمنح لمجلسي البرلمان الحق في 1996، وذلك على خالف دستور سنة 2011صحح 2011تقديم ملتمسات رقابة في مواجهة الحكومة، وبهذا يمكن القول بأن دستور

عارف عليها في إطار أوضاع الرقابة البرلمانية، وأرجع األمور إلى نصابها كما هو مت .األنظمة البرلمانية

، فقد ورد فيه على إمكانية مبادرة 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي لسنة 545Fأعضاء مجلس نواب الشعب بالئحة معللة إلعفاء رئيس الجمهورية

من أجل الخرق 546ى الجسيم للدستور، كما علق المؤسس الدستوري هذا الحق المخول لمجلس نواب الشعب عل

شروط ،وتكمن في موافقة المجلس على المبادرة بأغلبية الثلثين من أعضاءه ،أقر كذلك المؤسس الدستوري على اإلحالة الى المحكمة الدستورية التي ال تتم إال بعد موافقة ثلثين من

.2014، الدستور التونسي الجديد لسنة 1، الفقرة 88الفصل -546

212

واليمكن للمحكمة أن تحكم في صورة اإلدانة إال بالعزل وال . أعضاءها حتى تبث في الالئحة546Fك من التتبعات الجزائية عند االقتضاءيعفى ذل

وأضاف كذلك المؤسس الدستوري في . 547هذا المجال على ترتيب الحكم بالعزل فقدان رئيس الجمهورية لحق الترشح ألي انتخابات

547Fأخرى

548.

على إمكانية 2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 97كما أضاف الفصل ضد الحكومة وذلك بعد تقديم طلب معلل تصويت مجلس نواب الشعب على الئحة لوم

لرئيس مجلس نواب الشعب من ثلث األعضاء على األقل، كما أضاف كذلك الدستور شرط وقوع التصويت على الئحة اللوم إال بعد مضي خمسة عشر يوما على إيداعها لدى رئاسة

.المجلس

، فنجد أنه 2002والمعدل في 2014وبالعودة إلى الدستور التونسي السابق لدستور قد ورد في فصوله على إمكانية مجلس النواب من معارضة الحكومة في مواصلة تحمل مسؤوليتها إن تبين له أن الحكومة ال تلتزم بالسياسة العامة للدولة واالختيارات األساسية

وطريقة معارضة مجلس . المنصوص عليها بالفصلين التاسع واألربعين والثامن والخمسين548Fحكومة تكون باالقتراع على الئحة لومالنواب لل

أما اآلجال واإلجراءات التي تخضع لها . 549، فتتمثل في طلب ممثل في الئحة لوم، 2014هذه الالئحة في الدستور السابق لدستور

معلل، وممضى من قبل ثلث أعضاء المجلس على األقل، وال يقع االقتراع على هذه الالئحة 549Fعة على تقديمهاإال بعد مضي ثمان وأربعين سا

، يتم قبول رئيس الجمهورية الستقالة 550الحكومة التي يقدمها الوزير األول إذا وقعت المصادقة على الئحة اللوم باألغلبية المطلقة

550Fألعضاء مجلس النواب

551.

، نجد أن المؤسس الدستوري قد اشترط 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي لسنة موافقة األغلبية المطلقة ألعضاء مجلس النواب من أجل سحب ثقة الحكومة، ثم يتم ترشيح

.2014، الدستور التونسي الجديد لسنة 4الفقرة ،88الفصل -547 .2014، الدستور التونسي الجديد لسنة 5، الفقرة 88الفصل -548 .2002، الدستور التونسي الجديد لسنة 1، الفقرة 62الفصل -549 .2002، الدستور التونسي الجديد لسنة 2، الفقرة 62الفصل -550 .2002، الدستور التونسي الجديد لسنة 3، الفقرة 62 الفصل -551

213

بديل لرئيس الحكومة ويتم المصادقة على ترشيحه في نفس التصويت، وبعد انتهاء هذه 551Fاإلجراءات

552.

89رية بتكليف المرشح البديل بتكوين حكومة طبق أحكام الفصل يقوم رئيس الجمهو ولقد اضاف المشرع الدستوري شرط آخر في حالة عدم . 2014من الدستور التونسي لسنة

وهو عدم إمكانية تقديم أعضاء مجلس نواب . تحقق األغلبية المطلقة الموافقة لسحب الثقة .552F553رالشعب مجددا ضد الحكومة إال بعد مضي ستة أشه

من الدستور التونسي السابق على منح رئيس الجمهورية 63وقد ورد في الفصل حرية إما حل مجلس النواب أو قبول استقالة الحكومة وذلك في حالة ما إذا صادق مجلس النواب على الئحة لوم ثانية بأغلبية ثلثي اعضاءه اثناء نفس المدة النيابية، وفي حالة حل

ينص األمر المتخذ على دعوة الناخبين إلجراء انتخابات جديدة في مجلس النواب يتحتم أن .مدة ال تتجاوز الثالثين يوما

التونسي إلى إمكانية تقديم ثلث 2014لدستور 97وقد أضافت الفقرة األخيرة الفصل 553Fأعضاء

مجلس النواب طلب معلل لرئيس المجلس لسحب الثقة من أحد أعضاء 554 .سحب الثقة باألغلبية المطلقة الحكومة، ويتم التصويت على

:لجان تقصي الحقائق ولجان التحقيق -4

يعد تكوين لجان نيابية لتقصي الحقائق، من اهم آليات الرقابة البرلمانية على العمل يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة، أو تدبير المصالح أو "الحكومي، حيث

554Fٕاطالع المجلس الذي شكلها على نتائج اعمالهاالمؤسسات والمقاوالت العمومية، و

فطبقا ". 555لمقتضيات الدستور، يحق لكل ثلث أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس المستشارين، إضافة للملك، المبادرة بطلب تشكيل لجان نيابية لتقصي الحقائق، وقد نص

.2014، الدستور التونسي الجديد لسنة 2، الفقرة 97الفصل -552 .2014، الدستور التونسي الجديد لسنة 3، الفقرة 97الفصل -553طلب على نصاب ثلث أعضاء مجلس النواب على األقل من أجل تقديم 2014يشترط المؤسس الدستوري في دستور -554

.سحب الثقة .2011، الدستور المغربي لسنة 1، الفقرة 67الفصل -555

214

تكوين لجان نيابة ال يجوز: "على أن 67المشرع الدستوري في الفقرة الثانية من الفصل لتقصي الحقائق في وقائع تكون موضوع متابعات قضائية، مادامت هذه المتابعات جارية، وتنتهي مهمة كل لجنة لتقصي الحقائق، سبق تكوينها، فور فتح تحقيق قضائي في الوقائع

لجان تقصي الحقائق : "على أن 67وتنص الفقرة الثالثة من الفصل ". التي اقتضت تشكيلهاؤقتة بطبيعتها، وتنتهي أعمالها بإيداع تقاريرها لدى مكتب المجلس المعني، وعند االقتضاء م

تخصص جلسة عمومية داخل المجلس "و" بإحالته إلى القضاء من قبل رئيس هذا المجلسومن خالل هذه المقتضيات الدستورية، يتضح ". المعني لمناقشة تقارير لجان تقصي الحقائق

ن لجان لتقصي الحقائق من قبل أحد مجلسي البرلمان، تعد مبادرة محدودة لنا جليا بأن تكويويرجع السبب في ذلك أول لرفع النسبة الواجب توفرها لتشكيل هذه . قع وقليلة األثراالو

1996555Fاللجان رغم كونها قد انخفضت مقارنة مع دستور سنة

وضرورة إيقاف التحقيق . 556قضائي، مع العلم بأن استقاللية ونزاهة القضاء في أية وقائع معينة بمجرد فتح تحقيق

كما أن إحالة التقرير بعد انتهاء اللجنة من عملها على أنظار . مازالت مطروحة بحدة كبيرةالجهات القضائية المختصة، ال يعد شرطا واجب االحترام وٕانما هو مجرد إمكانية، يمكن

مجلس الذي تشكلت في إطاره لجنة اللجوء إليها، كما يمكن طي الملف ووضعه في رفوف التقصي الحقائق، ويتم االكتفاء فقط بعقد جلسة عمومية في المجلس المعني لمناقشة التقرير

556Fدون أن تترتب عن ذلك أية نتائج سياسية قد تهدد استمرارية الحكومة في ممارسة عملها

557.

:ين هامتينفي تونس، وللتعرض للجان التحقيق في دساتيرها يجب التوقف عند مرحلت

2002المرحلة األولى قبل تعديل - .2002المرحلة الثانية بعد تعديل -

:2002قبل التعديل الدستوري لـ -أ

.نزيهة بن زاغو، تقوية السلطة التنفيذية في دساتير دول المغرب، نفس المرجع: لمعلومات أكثر أنظر -556 .22أحمد مفيد، نفس المرجع، ص -557

215

557Fفي هذه المرحلة لم يتعرض الدستور لموضوع لجان المراقبة والتحقيق

، وكان 558منه على تكوين لجان التحقيق ولكن ألغي 50المشروع األصلي للدستور ينص في الفصل

بصدور الدستور بدعوى أن تكوين لجان التحقيق تتعارض مع مبادئ النظام الرئاسي ذلك 1959من دستور 30والفصل . مع العلم أن هذا النظام يأخذ بفكرة لجان التحقيق والمراقبة

558Fينص فقط على اللجان القارة

ولم يتطرق النظام الداخلي أيضا لهذا الموضوع رغم 559559Fه ورغم طلبات بعض النواب إلنشاء مثل هذه اللجانالتعديالت العديدة التي شملت

560.

منه نص 36في الفصل 1999وتجدر اإلشارة إلى أن تعديل النظام الداخلي لعام على إمكانية إحداث لجان أخرى غير قارة لدرس شؤون خاصة كتعديل الدستور أو النظام

.حقيق ومراقبةالداخلي أو غير ذلك لكن لم ينص صراحة على إمكانية إحداث لجان ت

تم إحداثها من طرف مجلس النواب، قد لجان التحقيق إنأما من الناحية العملية فاألولى اختصت بالنظر في تصرفات الوزير األسبق لإلقتصاد والتخطيط والمالية في

29/12/1969560F

1984561F، الثانية أنشئت عام 561

، وتتعلق بالتحقيق في تصرفات السيد 562السابق خالل ما عرف بأحداث الخبز واتهامه بالخيانة العظمى إدريس قيقة وزير الداخلية

ومقاضاته، والثالثة لجان التحقيق أنشئت لإلطالع على اوضاع المنشآت والمؤسسات 562Fأو بعده 07/11/1987العمومية قبل تغيير

563.

2002بعد التعديل الدستوري لعام : المرحلة الثانية -ب

البرلمان التونسي والمتمثلة في مجلس بعد إحداث الغرفة الثانية على مستوى 2002في فقرتيه األولى وأصبحت تنص في دستور 30المستشارين تم تعديل الفصل

ينتخب كل من مجلس النواب ومجلس المستشارين من بين أعضائهما لجانا قارة : "على

558- voir Mdhaffar Zouhir, les commissions parlementaires en Tunisie, centre d’étude de recherches et de publications, Tunis, année 1979, p 70

ينتخب مجلس النواب من بين أعضاءه لجان قارة تعمل بدون انقطاع : على ما يلي 1959من دستور 30أنظر الفصل -559 "حتى أثناء عطلة المجلس

.846ص ،1979مارس 6أنظر مداوالت مجلس النواب جلسة يوم -560 .1979من النظام الداخلي لمجلس النواب لعام 28استنادا على المادة -561 .1979من النظام الداخلي لمجلس النواب لعام 28استنادا على المادة -562 .نزيهة بن زاغون نفس المرجع: لمعلومات في الموضوع أكثر أنظر -563

216

: ىوالتي نصت عل 30وٕاضافة فقرة ثانية للفصل ". تعمل دون انقطاع حتى أثناء عطلتهماينتخب كل من مجلس النواب ومجلس المستشارين من بين أعضائهما لجانا للنظر في "

مخطط التنمية وأخرى للنظر في مشاريع قوانين الميزانية، كما ينتخب كل منهما من بين ، "أعضاءهما لجنة خاصة للحصانة النيابية ولجنة خاصة لوضع النظام الداخلي أو تنقيحه

أن المؤسس الدستوري قد اكتفى بالنص على أن كل غرفة من والمالحظ من هذا الفصل البرلمان يحق لها انتخاب لجان قارة من بين أعضاءها وتعمل بصفة مستمرة دون انقطاع حتى لو كان أحد المجلسين في عطلة ومجال هذه اللجان محدد وهي مجاالت على سبيل

:الحصر تتمثل فيما يلي

النظر في مخطط التنمية، - ي مشاريع القوانين،النظر ف - النظر في موضوع الحصانة البرلمانية، - .النظر في وضع النظام الداخلي او تنقيحه -

، فقد ورد فيه أن يتم تشكيله من مجلس 2014أما الدستور التونسي الجديد لسنة نواب الشعب لجان قارة ولجانا خاصة، تتوزع وتتكون فيها المسؤوليات على اساس التمثيل

نص المؤسس الدستوري صراحة على إمكانية مجلس نواب الشعب تكوين لجان كما. النسبي .تحقيق، وعلى كافة السلطات مساعدة هذه اللجان لتمكينها من القيام بمهامها

والغرض من تكوين هذه اللجان حصول أعضاء البرلمان على المعلومات الغير عضاء مجلس نواب الشعب طلب متوفرة لديهم في إطار مراقبة أعمال الحكومة وهنا يمكن أل

تشكيل لجان خاصة للمراقبة والتحقيق، وجمع المعلومات حول قضية معينة ثم تقديم تقرير بشأنها، وتعتبر آلية لجان التحقيق والمراقبة من االليات الفعالة في ممارسة عملية الرقابة

المراقبة هي لجان منبثقة البرلمانية دون إثارة المسؤولية السياسية للحكومة، ولجان التحقيق و 563Fمن البرلمان مهمتها البحث في قضية أو ملف معين يتعلق بوجود انحراف أو فساد

564.

.375ص السابق، المرجعبن زاغو نزيهة،. د -564

217

، لم يتم بعد إحداث لجان التحقيق في انتظار 2014ولحداثة الدستور التونسي لسنة .إحداثها في المستقبل

:تقييم السياسات العمومية-5

يعد تقييم السياسات العمومية، من أهم االختصاصات الجديدة التي نص عليها 70الدستور المغربي الجديد، وأناطها بالبرلمان، وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل

يصوت البرلمان عل القوانين، "، حيث صرح المؤسس الدستوري فيها بأن 2011من دستور ، وفي نفس السياق، تنص الفقرة الثانية من "م السياسات العموميةويراقب عمل الحكومة، ويقي

تخصص جلسة سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية "على أن 101الفصل يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل "، وهذا مع العلم بأن "وتقييمها

ثلث أعضاء مجلس النواب، أو من أغلبية أعضاء الحكومة،إما بمبادرة منه، أو بطلب من يمكن للجان المعنية في كال "من الدستور أنه 102كما أقر الفصل ". مجلس المستشارين

المجلسين أن تطلب االستماع إلى مسؤولي اإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية، ن التقييم البرلماني وتجدر اإلشارة إلى أ". بحضور الوزراء المعنيين وتحت مسؤوليتهم

للسياسات العمومية، شكل مطلب من بين أهم المطالب التي وردت في مذكرات األحزاب والمنظمات المدنية التي تم رفعها للجنة التي كلفت من قبل الملك ةالسياسية والهيئات النقابي

به على وهو ما تم فعال، وفي ذلك تجاوب مع ما هو معمول. بإعداد مشروع الدستور الجديدالمستوى الدولي في إطار األنظمة البرلمانية حيث ال تنتهي مهمة البرلمان بمجرد منح الثقة للحكومة وتنصيبها، وٕانما يستمر عمله من خالل الرقابة على مدى التزامها بما سبق أن تقدم به رئيسها أمامه في أول جلسة عمومية يعقدها البرلمان مباشرة بعد تعيين رئيس وأعضاء

.الحكومة

فنجد أنه لم ينص صراحة على تخويله للبرلمان 2014أما الدستور التونسي لسنة صالحية تقييم السياسة العمومية وبالتالي يمكن استنتاجها ضمنيا من خالل مقتضيات فصول الدستور وذلك من نصه على أن ضبط السياسة العامة يكون من طرف رئيس

218

77564Fحترامه لمقتضيات الفصل الحكومة ويسهر على تنفيذها مع ا

، وبما أن رئيس الحكومة 565565Fمسؤول أمام البرلمان

تقييم السياسة في إما ن مكدورا هاما وي ، فيفترض أن يؤدي البرلمان566العمومية للدولة من خالل مدى قدرته على إيجاد الحلول وسد الثغرات الناجمة عن وجود

.تعطي دفعا لنهوض الدولةفراغ تشريعي واقتراح القوانين التي من شأنها أن

:مناقشة مشروع القانون المالي وقانون التصفية -6

يصدر قانون المالية الذي "، 2011من الدستور لسنة 75المغرب طبقا للفصل في، وتأتي أهمية القانون "يودع باألسبقية لدى مجلس النواب، بالتصويت من قبل البرلمان

المالي من ارتباطه بمختلف السياسات العمومية ومختلف القطاعات الحكومية، وبالحياة ولهذا فمناقشة القانون المالي تحظى ... مار ومعدل النمواليومية للمواطن، وبنسبة االستث

...باهتمام كبير من قبل الفاعلين من ملك وحكومة وبرلمان ومواطنين ومستثمرين

غير أنه على الرغم من أهمية القانون المالي، فإن دور البرلمان بخصوصه متواضعا التي يتطلبها في مجال يصوت البرلمان مرة واحدة على نفقات التجهيز"ومحدودا، حيث

التنمية، إنجاز المخططات التنموية االستراتيجية، والبرامج متعددة السنوات التي تعدها الحكومة وتطلع عليها البرلمان، وعندما يوافق على تلك النفقات، يستمر مفعول الموافقة

حية لتقديم تلقائيا على النفقات طيلة مدة هذه المخططات والبرامج وللحكومة وحدها الصالإذا لم يتم "، و566F567"مشاريع قوانين ترمي إلى تغيير ما تمت الموافقة عليه في اإلطار المذكور

في نهاية السنة المالية التصويت على قانون المالية، أو لم يصدر األمر بتنفيذهن بسبب م من الدستور، فإن الحكومة تفتح بمرسو 132إحالته إلى المحكمة الدستورية تطبيقا للفصل

االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية، والقيام بالمهام المنوطة بها، على اساس ما هو 567F"مقترح في الميزانية المعروضة على الموافقة

ومن خالل هذه المقتضيات الدستورية . 568يتضح جليا، بأن اختصاصات البرلمان في المجال المالي جد محدودة، حيث يلزم بالتصويت

ى نفقات التجهيز التي قد تهم عدة سنوات، وال يمكنه إطالقا تقديم اية مقترحات مرة واحدة عل

.2014، الدستور التونسي لسنة 91الفصل -565 .2014، الدستور التونسي لسنة 95الفصل -566 .2011، الدستور المغربي لسنة 2، الفقرة 75الفصل -567 .2011، الدستور المغربي لسنة 3، الفقرة 75الفصل -568

219

كما أن تأخر البرلمان في المصادقة . قوانين لتغيير ما تمت الموافقة عليه في هذا الصدد. على القانون المالي، يعطي للحكومة إمكانية التصرف بشكل مريح وكأنه تمت الموافقة عليه

أو زيادة في ... للحكومة أن تفرض، بعد بيان األسباب، المقترحات" هذا مع العلم بأن" .568F569"تكليف موجود

ومن خالل هذه المقتضيات األخيرة يتضح بأن إصالحات البرلمان في الرقابة على القانون المالي جد ضعيفة حيث يمكن للحكومة أن ترفض المقترحات الصادرة من البرلمان

ماال يعجز الحكومة، التي تكون غايتها هي ضمان شريطة تحديد أسباب الرفض وهو المصادقة على القانون المالي كما تم عرضه على البرلمان دون زيادة أو نقصان، وهذا ما

569Fيجعل الدور البرلماني في مجال القانون المالي، شكلي

570.

وٕاضافة إلى قانون المالية، تتولى الحكومة عرض قانون التصفية على البرلمان بشكل : حيث صرح بأن 2011من الدستور المغربي لسنة 76سنوي، وهذا ما نص عليه الفصل

تعرض الحكومة سنويا على البرلمان، قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية خالل "السنة الثانية التي تلي سنة تنفيذ هذا القانون ويتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات

ويمكن اعتبار هذا األمر من أهم مستجدات الدستور ". دة نفاذهاالتجهيز التي انتهت مالجديد في المجال المالي لم تكن الحكومات في الدساتير السابقة تقوم بعرض قانون التصفية على البرلمان في السنة الموالية التي تلي تنفيذ القانون المالي، وهذا ما ادى إلى تراكم العديد

با ما يتم عرضها بعد سنوات متعددة من نفاذ القوانين المالية من قوانين التصفية، وغالالمتعلقة بها، األمر الذي يفقدها راهنيتها ودورها، وال يؤثر في عمل الحكومة، حيث أن العديد من قوانين التصفية السابقة، عرضت في فترات الحقة بعد انتهاء مهمة الحكومات

570Fالتي تقدمت بقوانين المالية المعنية بها

571.

:خاتمة المبحث

.2011، الدستور المغربي لسنة 2، الفقرة 77الفصل -569 .www.univ.ouargla.dzأحمد مفيد، الرقابة البرلمانية على العمل الحكومي في الدستور المغربي الجديد، . د -570 .أحمد مفيد، نفس المرجع. د -571

220

إذا كان الكل متفق على أن الوظيفة التشريعية المسندة إلى البرلمان، ضرورة حتمية فإن . لترسيخ الديمقراطية، ووسيلة أكيدة مصادق عليها إلشراك الشعوب في إدارة الحكم

المعطيات المحددة سواء تلك المرتبطة بموقعها ضمن المؤسسات الدستورية القائمة في البلد -أي حقيقة التمثيل البرلماني لألمة-او تلك المتعلقة بمؤسسة البرلمان نفسها والبرلمانيين

تؤكد لنا في مجملها على أن الوظيفة التشريعية المسندة للبرلمان المغربي والتونسي، عرفت تطورا في عدة اتجاهات، ووفق مقاربات متنوعة، كان للتأثير الخارجي دور كبير في تسريع

ته، وللحراك الداخلي أثر أكبر على والدته، بغية تحويل البرلمان من معمل لتكرير وتير القوانين، إلى مؤسسة قادرة على التقرير في وظيفتها، أي القدرة على اإلبداع واالبتكار في السوق التشريعية، بخلق نوع من التنافسية بين المشاريع والمقترحات من جهة، وبين اطياف

.سية الممثلة في البرلمان، ويبقى المواطن هو المراقب والحكم على جودتهااألحزاب السيا

اآلثار على الرقابة الدستورية: المبحث الثاني

221

إن مبدأ علو الدستور يتطلب أن تحترم السلطات العامة التي أنشاها الدستور ن قد يصبح إلختصاصتها الدستورية، وذلك لما لهذا الدستور من سمو وعلو مطلق، ولك

المبدأ بغير ذي قيمة إذا لم يتحقق نوع من الرقابة على القوانين الصادرة والتأكد من عدم مخالفتها لنصوص الدستور، وانتهى الفقه الدستوري وكذلك الواقع العملي في أغلب الدساتير،

إيجاد إلى ضرورة إيجاد الرقابة على دستورية القوانين، ولكن الفقهاء ما اتفقوا على وجوب الرقابة على القوانين لضمان دستوريتها إلى أن ما لبثوا أن اختلفوا في الهيئة التي يجب أن تمارس هذه الرقابة، فبينما نجد أن البعض ذهب إلى إعطاء الهيئة السياسية تلك المهمة،

.نجد أن البعض اآلخر أعطى تلك المهمة لهيئة قضائية

ر أنجح الوسائل التي ابتكرها العلم الدستوري والرقابة على دستورية القوانين تعتب .لحماية سيادة القوانين

الجزائر، المغرب "وبالرجوع إلى رقابة الدستورية في الدول محل الدراسة الثالث ، فنجد أن المؤسس الدستوري الجزائري قد تبنى مبدأ الرقابة على دستورية القوانين "وتونس

571Fاالستقالل مباشرة بمقتضى أول دستور عرفته البالد بعد

، غير أنه تراجع في ذلك في 572 ).1976(دستور

، والتي 1988إال أن عملية التحول الديمقراطي التي عرفتها البالد ابتداء من سنة 1989572Fتوجت بوضع دستور جديد سنة

، كانت دافعا حقيقيا لعودة الرقابة الدستورية إلى 573573Fمكانتها الطبيعية ضمن أحكام الدستور

تكريسه لمبادئ دولة القانون وعلى ، خاصة مع574رأسها الفصل بين السلطات وتوسيع مجال الحقوق والحريات السياسية منها على

والذي لم يعمر طويال إلى أن ألغي إثر انقالب 1963أول دستور عرفته الجزائر غداة االستقالل هو دستور سنة -572 .عرفته البالد

573- CF. El Hadji Chalabi. Metamorphose d’une constitution, de la constitution programme à la constitution loi, revue 1 Sou’al, n° 9 et 10, 1989. J. Louis La Joie, la troisième constitution Algérienne, citoyen contre le militant travailleur, RPD, N° 1989. Omar Ben Dourou, la nouvelle constitution algérienne du 28/02/1989, RDP, n° 5, 1989 : M. Brahimi, nouveau choix constitutionnels et nouveau besoins politiques, RASJEP, n° 4, 1991. M. Yousfi, le récentes réformes constitutionnelles en Algérie conduiront elles à une démocratisation de la vie politiques, RASJEP, n° 1, 1990. A. Allouache, W. Laggoune, la révision constitutionnelle du 23 février 1989, enjeux et réalité RASJEP, n° 4, 1990. 574- Omar Ben Dourou, le conseil constitutionnel Algérien, RDP, 1991, A. Guesmi, le contrôle de constitutionnalité en Algérie, réalité et perspectives, RASJEP, n° 3, 1991.

222

574Fالخصوص

، وٕاقرار الحماية القانونية لها في ظل استقالل السلطة القضائية، وعلى الرغم 575لى أكمل من بعض القيود التي مازالت تحول دون أداء المجلس الدستوري للدور المنوط به ع

575Fوجه، خاصة ما تعلق منها بتشكيل المجلس وآلية إخطاره

، إال أنه استطاع انتهاز الفرص 576التي أتيحت له، ليؤكد كفالته الحترام الدستور، ومن ثم سموه على بقية القواعد القانونية، مما

م جعله بالفعل ساهرا على تجسيد مبدأ الفصل بين السلطات وحاميا لحقوق األفراد وحرياته576Fعلى الخصوص

، وبما أن لم يطرأ أي تغيير على الدستور الجزائري لحد الساعة، فلقد 577الجزائر، ونلتمس ذلك من حيث الهيئة واستمرارية فيت نفس خصائص الرقابة الدستورية أبقي

.في آليات اإلخطار للرقابة الدستورية

على ) 2014، 2011(وبالرجوع إلى الدستورين الجديدين لكل من المغرب وتونس من حيث منهجية اإلعداد ومن -كما سبق لنا ذكره–التوالي فنجدهما ينفردان بثالثة مميزات

حيث الشكل وفي المضمون، وألول مرة في تاريخ دستوري كال البلدين تم النص على تغيير وقد شكل هذا التغيير قطيعة مع الهيئة الدستورية المختصة . في نظام الرقابة الدستورية

برقابة الدستور، وذلك باالرتقاء بالمجلس الدستوري إلى محكمة دستورية، كذلك شمل هذا حيث أصبحت ذات اختصاصات . التغيير ميكانيزمات عمل هذه الهيئة وآليات إخطارها

تي كانت مخولة له في السابق واسعة تشمل عالوة على صالحيات المجلس الدستوري ال ...اختصاصات أخرى، مراقبة دستورية، االتفاقيات الدولية والبث في المنازعات

بقاء نفس خصائص الرقابة الدستورية في الجزائر: المطلب األول

إن خضوع الدولة للقانون مبدأ يراد من وراءه أن يكون كل من الحكام والمحكومين خاضعين لقوانين الدولة، سواء كانت هذه القوانين عبارة عن وجميع السلطات في الدولة

.1989من دستور 40وعلى رأسها اإلعتراف بالحق في إنشاء األحزاب السياسية، أنظر المادة -575، 4مجلة الحقيقة، عدد ر عمار عباس، تطور الرقابة الدستورية في الجزائر والعوائق التي تحول دون فعاليتها،نظأ -576

2004. ، 21أنظر عبد المالك بشير، مساهمة المجلس الدستوري في حماية مبدأ المساواة أمام القانون في الجزائر، إدارة، رقم -577

فتيحة عويسات، مدى فعالية الرقابة على دستورية القوانين في ضمان الحقوق والحريات العامة، دراسة مقارنة، . 2002 .2011اه، جامعة سيدي بالعباس، رسالة دكتور

223

تشريعات عادية تضعها السلطة التشريعية أو تشريعات أساسية متمثلة في الدستور، هذا في الدول ذات الدساتير الجامدة، يسمو على جميع األخير الذي يعتبر أعلى قانون

ن خصائص دولة القانون تطبيقا القوانين، وهذا السمو لنصوص الدستور يعتبر خاصية م .لمبدأ تدرج القواعد القانونية

إن مبدأ سمو الدستور يراد منه وجود الدستور على قمة هرم النصوص القانونية في مما يقتضي احترام النصوص التشريعية األدنى ألحكام الدستور سواء من الناحية الدولة،

فقط في ظل األنظمة ذات الدساتير ؛ يثار مبدأ سمو الدستور.الشكلية أو الموضوعيةالجامدة، أما تلك التي تأخذ بالدساتير المرنة فال تثار فيها هذه المسألة على اعتبار أن الدستور في هذه األنظمة يتساوى من حيث التدرج مع التشريعات العادية، فنجد أحكامه تعدل

الجهة المختصة أو من حيث بنفس الكيفية التي تعدل بها التشريعات العادية سواء من حيث .اإلجراءات المتبعة

غير أنه رغم اإلقرار للدستور بالسمو على بقية القواعد القانونية إال أن ذلك يبقى مبدأ الناجعة لتجسيد هذا السمو واحترامه، خاصة إذا عرفنا أن القوانين نظريا إذا لم تتوافر اآللية

577Fيعتد بها التي تصدر مخالفة للدستور تعتبر باطلة وال

، وتتجلى هذه اآللية في الرقابة على 578دستورية القوانين التي تقوم بها الجهة المخولة بذلك، بمعنى التأكد من عدم مخالفتها للدستور

.شكال وموضوعا

على هذا األساس فعملية الرقابة على دستورية القوانين هي ذلك التحري الذي تقوم به صد التأكد من احترام القوانين ألحكام الدستور، والتعرف عما الهيئة المكلفة بعملية الرقابة ق

إذا كانت السلطة التشريعية على الخصوص قد التزمت حدود اختصاصاتها المحددة من قبل .الدستور

لقد اختلفت الدساتير في تبني الطريقة التي تتم بها عملية الرقابة، ومن ثم في تحديد رسة هذه الوظيفة، فمن الدساتير من عهد بهذه المهمة لجهة الجهة التي يعهد لها بمما

التشريع المخالف للدستور ليس في الحقيقة قانونا على "قرارا مفاده أن 1886أصدرت المحكمة الفدرالية سنة -578

فهو ال ينشئ حقوقا وال يرتب واجبات وال يمنح حماية وال ينشئ وظيفة وهو من الناحية القانونية منعدم القيمة اإلطالق ".أصالوكأنه لم يصدر

224

قضائية ومنها من جعله في يد هيئة سياسية، في حين هناك من األنظمة من كانت تجعلها .اختصاصا خالصا لهيئة نيابية كما كان عليه الحال في بعض الدول االشتراكية

دستور جامد يتطلب وجود رقابة وبالنظر إلى طرق تعديل الدستور الجزائري يظهر جليا بأنهدستورية لضمان احترامه من طرف النصوص القانونية األدنى، لذلك لم يتردد المؤسس الدستوري الجزائري في تبني هذه الرقابة منذ وضع أول دستور للبالد بعد االستقالل مباشرة،

ين في الجزائر، وبناء على ما سبق يمكننا التساؤل عن مكانة الرقابة على دستورية القوانالفرع :العوائق التي تحول دون فعاليتها؟ ونجيب عن هذا التساؤل من خالل التطرق لـ وعنالمجلس سير: الفرع الثاني: تطور الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر، ثم لـ: األول

المترتبة على النتائج : الفرع الثالث: و كذلك،1996 الدستوري واختصاصاته في ظل دستورالعوائق التي تحد من رقابة المجلس : الفرع الرابع: رقابة المجلس الدستوري، و أخيرا

.الدستوري

تطور الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر: الفرع األول

مبدأ الرقابة على دستورية 1963 لقد تضمن أول دستور للجمهورية الجزائرية في سنةل النص على إنشاء مجلس دستوري يكلف بالرقابة على دستورية القوانين وذلك من خال

578Fالقوانين واألوامر التشريعية

، وقد نص الدستور على أن هذا المجلس يتشكل من سبعة 579579Fأعضاء موزعين كالتالي

580:

ثالث أعضاء يمثلون السلطة القضائية وهم الرئيس األول للمحكمة العليا ورئيسي − بالمحكمة العليا؛الغرفتين المدنية واإلدارية

ثالثة أعضاء يمثلون السلطة التشريعية يعينهم المجلس الوطني؛ − .عضو واحد يمثل السلطة التنفيذية يعينه رئيس الجمهورية −

.1963من دستور 64المادة -579 .1963من دستور 63المادة -580

225

أما رئيس المجلس فينتخب من طرف ومن بين أعضاء المجلس السبعة، وله صوت 580Fمرجح

لكل من رئيس ، وفي ما يتعلق بصالحية إخطار المجلس الدستوري فقد منحت 581الجمهورية ورئيس المجلس الوطني، غير أن المجلس الدستوري لم يتم تنصيبه أصال نظرا

.لتعليق العمل بالدستور بعد ثالثة أسابيع من الموافقة عليه

مبدأ الرقابة على دستورية 1976 فقد أغفل دستور 1963 على خالف دستور ء هيئة تتكفل بالرقابة على دستورية القوانين حيث لم تتضمن أحكامه أي نص على إنشا

القوانين، نظرا ألن فكرة الرقابة على سلطات الدولة من طرف جهة خارجة عن هيئات 581Fالحزب، كانت تبدو مهمة مستحيلة في ظل نظام يهيمن عليه الحزب الواحد

582.

الذي جسدت أحكامه مبادئ دولة القانون، من خالل النص على 1989 أما دستوربين السلطات وتبني التعددية الحزبية وتوسيع مجال الحقوق والحريات مبدأ الفصل

582Fالعامة

، فكان طبيعيا أن ينص على مبدأ الرقابة الدستورية من خالل إنشاء مجلس 583دستوري يكلف بالسهر على احترام الدستور وذلك بالفصل في مدى دستورية القوانين

اخلي للمجلس الشعبي الوطني للدستور، كما والتنظيمات والمعاهدات، وكذا مطابقة النظام الدكلف بالسهر على صحة عمليات االستفتاء واالنتخابات الرئاسية والتشريعية وٕاعالن نتائجها

583Fوتلقي الطعون بشأنها

584.

يتشكل من سبعة أعضاء موزعين 1989 كان المجلس الدستوري في ظل دستور584Fكالتالي

585:

ينهم رئيس الجمهورية بما فيهم رئيس ثالثة أعضاء يمثلون السلطة التنفيذية يع − المجلس؛

.1963من دستور 63من المادة 2الفقرة -581 .405ص. دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع أنظر في هذا الصدد سعيد بوشعير، النظام السياسي الجزائري، -582من خالل نصه على التعددية 1988التحول الديمقراطي الذي عرفته الجزائر عقب حوادث أكتوبر 1989دستور جسد -583

.الحزبية والفصل بين السلطات .1989من دستور 163المادة -584 .1989من دستور 164المادة -585

226

عضوين يمثالن السلطة التشريعية ينتخبهما المجلس الشعبي الوطني من بين − أعضاءه؛

.عضوين يمثالن السلطة القضائية تنتخبهما المحكمة العليا من بين أعضائها −

بقيت صالحية إخطار المجلس الدستوري على ما كان عليه الحال في ظل .، مقصورة على كل من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الشعبي الوطني1963 دستور

قد حافظ على النص على مبدأ الرقابة الدستورية التي يقوم 1996 وٕاذا كان دستوربها المجلس الدستوري، إال أن تشكيل المجلس وصالحياته وٕاخطاره قد عرفت تطورا على ما

.1989 كان عليه الحال في ظل دستور

1996سير المجلس الدستوري واختصاصاته في ظل دستور : الثاني الفرع

كما سبقت اإلشارة إليه، فقد عرف المجلس الدستوري الجزائري، في ظل دستور ، تطورا إن على مستوى تشكيلته أو اختصاصاته، وذلك يعود إلى ظهور مؤسسات 1996

أو من حيث االختصاص، دستورية جديدة، كان من الضروري تمثيلها على مستوى المجلس، نوعا جديدا من القوانين التي يتطلب الدستور خضوعها للرقابة 1996حيث أدرج دستور

.الدستورية القبلية، تتمثل في القوانين العضوية

1996 تشكيلة المجلس الدستوري في ظل دستور.1

:أصبح المجلس الدستوري يتكون من تسعة أعضاء موزعين كالتالي

بينهم رئيس المجلس يعينهم رئيس الجمهورية؛ ثالثة أعضاء من − عضوين ينتخبهما المجلس الشعبي الوطني من بين أعضاءه؛ − عضوين ينتخبهما مجلس األمة من بين أعضاءه؛ − عضو واحد ينتخبه مجلس الدولة؛ − .عضو واحد تنتخبه المحكمة العليا −

227

على أن يضطلع أعضاء المجلس الدستوري بمهامهم مرة واحدة مدتها ست سنوات،يجدد نصفهم كل ثالث سنوات باستثناء رئيس المجلس الذي يعين لفترة مدتها ست

وفي . كما يمكن أن تنتهي عهدة العضو بسبب الوفاة أو االستقالة أو المانع الدائم سنوات،هذه الحاالت، تجرى مداولة يتم عقبها تبليغ السلطة الدستورية المعنية، حسبما إذا العضو

.با أو معيناالمعني منتخ

وحتى يتفرغ أعضاء المجلس لمهامهم ويحتفظوا باستقالليتهم تتنافى العضوية في المجلس مع ممارسة أي عضوية أوظيفة أو تكليف أو مهمة أخرى، أو أي نشاط عام أو

585Fكما يمنع على كل عضو االنخراط في أي حزب سياسي خاص،

، كما يلزم أعضاءه 586586Fبمراعاة واجب التحفظ

ا لهذه االستقاللية يمارس المجلس الدستوري بنفسه السلطة ، وتدعيم587587Fالتأديبية على أعضاءه

588.

اختصاصات المجلس الدستوري -2

زيادة على اختصاصه الرقابي يمارس المجلس الدستوري اختصاصات انتخابية ففي المجال الرقابي يسهر المجلس الدستوري على رقابة دستورية القوانين . واستشارية

نظيمات والمعاهدات، كما يسهر على رقابة مطابقة القوانين العضوية واألنظمة الداخلية والت

.1997اسية لسنة من األمر المتضمن القانون العضوي المتعلق باألحزاب السي 3الفقرة 10المادة -586يجب عـلى أعضاء المجلس الدستوري " من النظام المحدد لقواعد عمل المجلس الدستوري على أنه 54 تنص المادة -587

ومع "، "أن يتقـيدوا بإلزامية التحفظ ، وأن ال يتخذوا أي موقف علني في المسائل المتعلقة بمداوالت المجلس الدستوريذا التشديد وهذه الصرامة بإتاحة اإلمكانية أمام عضو المجلس الدستوري للمشاركة في ذلك، خفف المجلس الدستوري من ه

األنشطة الثقافية والعلمية إذا رغب في ذلك، على أال تؤثر هذه األنشطة على استقاللية المؤسسة النظام المحدد مكرر من 54تنص المادة وفي هذا اإلطار ، www.conseil-constitutionnel.dz :أنظر ،"وحيادها

يمكن رئيس المجلس " على أنه 2009 المضافة بموجب المداولة المؤرخة في يناير لقواعد عمل المجلس الدستوري وإذا كانت لهذه المشاركة الدستوري أن يرّخـص ألحد أعضاء المجلس الدستوري بالمشاركة في األنشطة العلمية والفكرية،

يقدم العضو المعني عرضا عن مشاركته في أّول . عالقة بمهام المجلس وال يكون لها أي تأثير على استقالليته ونزاهته .اجتماع يعقده المجلس الدستوري

اجتماعا الدستورييعقد المجلس " من النظام المحدد لقواعد عمل المجلس الدستوري على أنه 55 المادة تنص " -588يخل بواجباته بحضور كل أعضائه حينما تصبح الشروط المطلوبة لممارسة مهمة أحد أعضائه غير متوفرة، أو عندما

المجلس الدستوري ، إثر المداولة باإلجماع في قضية العضو المعني يفصل" على أنه 56وأضافت المادة .إخالال خطيراخطير، يطلب المجلس الدستوري منه تقديم استقالته، ويشعر السلطة المعنية بذلك وإذا سجل عليه إخالل". دون حضوره

.أدناه 57قصد استخالفه تطبيقا ألحكام المادة

228

588Fللدستور لغرفتي البرلمان

؛ وفي ما يخص االختصاص االنتخابي يتولى المجلس مراقبة 589صحة االنتخابات التشريعية والرئاسية واالستفتاءات ويتلقى الطعون المقدمة بشأنها ويعلن

589Fنتائجها النهائية

590.

أما االختصاص االستشاري للمجلس الدستوري فيتجلى في استشارة المجلس من طرف رئيس الجمهورية قبل إعالنه لحالة الحصار والطوارئ والحالة االستثنائية، كما يتدخل المجلس الدستوري للتأكد من شغور رئاسة الجمهورية في حالة استقالة أو مرض أو وفاة

األمر إلى تولي رئيس المجلس الدستوري لرئاسة الدولة في حالة رئيس الجمهورية، ويصل 590Fتزامن شغور رئاسة الجمهورية مع شغور المجلس الشعبي الوطني

591.

إخطار المجلس الدستوري -3

يخطر من طرف كل من رئيس 1996 أصبح المجلس الدستوري في ظل دستورأنه يجب اإلشارة إلى أن غير. الجمهورية ورئيسي المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة

الدستور قصر مهمة إخطار المجلس الدستوري على رئيس الجمهورية فقط كلما تعلق األمر برقابة المطابقة القبلية واإللزامية التي يمارسها المجلس الدستوري على القوانين العضوية

591Fواألنظمة الداخلية لغرفتي البرلمان

592.

الث شخصيات فقط، مع عدم قدرة المجلس إن تقليص جهات اإلخطار وحصرها في ثالدستوري على التحرك من تلقاء نفسه، كلها عوامل من شأنها التقليل من فعالية المجلس الدستوري، وكان باإلمكان على األقل األخذ بالتجربة الفرنسية في هذا المجال من خالل

.البرلمانتوسيع صالحية اإلخطار إلى كل من رئيس الحكومة ومجموعة من أعضاء

النتائج المترتبة على رقابة المجلس الدستوري: الفرع الثالث

.1996من دستور 165المادة -589 .1996من دستور 163المادة -590 .1996من دستور 94إلى 88أنظر المواد -591 .1996من دستور 165والمادة 165المادة -592

229

إذا ما أخطر المجلس الدستوري من طرف الجهات المختصة بواسطة رسالة إخطار بالنص المطلوب مراقبته عليه أن يجتمع ويتداول في جلسة مغلقة ويعطي رأيه أو مرفقة

لتاريخ اإلخطار، ويترتب على رأيه أو قراره يصدر قراره في ظرف العشرين يوما الموالية :النتائج التالية

في ما يتعلق بالقوانين العضوية واألنظمة الداخلية لغرفتي البرلمان.1

إذا صرح المجلس الدستوري أن القانون المعروض عليه يتضمن حكما غير مطابق -هذا للدستور وال يمكن فصله عن باقي أحكام هذا القانون، فال يتم إصدار

592Fالقانون

؛593إذا صرح المجلس الدستوري أن القانون المعروض عليه يتضمن حكما غير مطابق −

للدستور، والحظ في ذات الوقت بأن الحكم المعني يمكن فصله عن باقي أحكام رئيس الجمهورية أن يصدر هذا القانون باستثناء الحكم لهذا القانون، يمكن

البرلمان قراءة جديدة للنص، وفي هذه الحالة المخالف للدستور، أو أن يطلب من يعرض الحكم المعدل مرة أخرى على المجلس الدستوري لمراقبة مطابقته للدستور؛

إذا صرح المجلس الدستوري بأن النظام الداخلي إلحدى غرفتي البرلمان المعروض −عليه يتضمن حكما مخالفا للدستور فإن هذا الحكم ال يمكن العمل به من طرف

لغرفة المعنية إال بعد تصريح المجلس الدستوري بمطابقته للدستور، ويعرض كل اتعديل للنظام الداخلي إلحدى غرفتي البرلمان على المجلس الدستوري مرة أخرى

.لمراقبة مطابقته للدستور

في ما يخص رقابة القوانين العادية والتنظيمات والمعاهدات -2

دستورية معاهدة أو اتفاق أو اتفاقية فال يتم إذا ارتأى المجلس الدستوري عدم - التصديق عليها؛

، يفقد هذا نظيميا غير دستوريإذا ارتأى المجلس الدستوري أن نصا تشريعيا أو ت - .النص أثره ابتداء من يوم قرار المجلس

.من النظام الداخلي للمجلس الدستوري 2المادة -593

230

العوائق التي تحد من رقابة المجلس الدستوري: الفرع الرابع

على المجلس الدستوري غداة تأسيسه بمقتضى دستور لـقـد عـقـدت آمـال كبيرة ، و ذلك نظرا ألن مهمته األساسية هي السهر على حماية الدستور من خالل رقابة 1989

مدى مطابقة النصوص القانونية له، هذه المطابقة التي تعني حماية الحقوق والحريات على ائفه أثبت بأن هناك عوائق وجه الخصوص، غير أن الواقع ومن خالل ممارسة المجلس لوظ

.عديدة تحول دون تحقيق المجلس لألهداف التي أنشأ من أجلها

في هذا الصدد يمكن مالحظة عدد النصوص القانونية التي نشرت في الفترة الممتدة و كم هو عدد التدخالت التي مارس فيها المجلس عملية الرقابة، 1991إلى 1989من

نصا بما فيها القوانين والمراسيم الرئاسية والمعاهدات لم يخطر 1317حيث نجد من بين المجلس الدستوري سوى سبع مرات، وهو ما يعطينا معدال ضعيفا للتدخالت مقارنة بعدد

0.5593Fالنصوص حيث بلغ هذا المعدل

594.

وسنركز فيما يلي على أهم العوائق التي تحول دون فعالية المجلس الدستوري خاصة .ا يتعلق بتشكيلة المجلس والجهات التي تمتلك صالحية إخطارهفيم

تشكيل المجلس -1

يتكون 1996لقد سبق و أن رأينا بأن المجلس الدستوري الجزائري أصبح في دستور يتكون من سبعة أعضاء فقط؛ 1989من تسعة أعضاء، بعد ما كان في دستور

ن للمجلس يعود كما ذكرنا إلى ظهور مؤسستين إن هذا الرفع في عدد األعضاء المشكلي دستوريتين جديدتين هما مجلس األمة ومجلس الدولة، كما قد يكون لهذا االتساع في

الذي 1958التشكيلة داللته التاريخية تأثرا بالمجلس الدستوري الفرنسي في ظل دستور

594- Yelles Chaouche Bachir, conseil constitutionnel, le temps d'un bilan, EL WATAN du 29/03/93.

231

594Fيتكون من تسعة أعضاء

عليا في الواليات وهو نفس العدد الذي تتشكل منه المحكمة ال ،595المتحدة األمريكية، وأقل من العدد الذي تتشكل منه الهيئات المكلفة بالرقابة الدستورية في بعض الدول األوربية، حيث نجدها في إسبانيا تتكون من اثنا عشر عضوا وفي إيطاليا من

595Fخمسة عشر عضوا وفي ألمانيا من ستة عشر عضوا

596.

ث تمتلك كلها حق تعيين أو انتخاب أعضاء في المجلس ولئن كانت السلطات الثال الدستوري، إال أن المالحظ أن السلطة التنفيذية قد تكون في أغلب األحيان هي الممثلة أكثر في المجلـس، حيث نجد إضافة إلى األعضاء الثالثة الذين يعينهم رئيس الجمهورية بما فيهم

العضوين المنتخبين من قبل مجلس األمة أو رئيس المجلس فإنه ال يستبعد أن يكون كال أحدهما على األقل من ضمن ثلث أعضاء المجلس المعينين من طرف رئيس

596Fالجمهورية

؛على الرغم من أن السلطة التشريعية تمتلك هي األخرى حق انتخاب أربعة 597 .أعضاء موزعين بالتساوي بين كل من مجلس األمة والمجلس الشعبي الوطني

ا يدعونا إلى القول أنه في حالة تحالف األعضاء الثالثة المعينين من طرف كل هذ رئيس الجمهورية على األقل مع عضوين منتخبين من طرف سلطة أخرى أو تحالف األعضاء األربعة الممثلين للسلطة التشريعية مع أعضاء ممثلين لسلطة أخرى، فإن هذا من

أن تتحول ري مما قد يؤدي بهذه المؤسسة إلىشأنه أن يشكل أغلبية داخل المجلس الدستو إلى مجرد هيئة تدور في فلك السلطة التنفيذية أو التشريعة، األمر الذي من شأنه شل عمل

.المجلس

هذا من حيث التشكيلة العددية، أما من حيث التشكيلة النوعية فإننا نالحظ بأن ي العضو المنتخب أو المعين لشغل الدستور الجزائري لم يشترط توفر خصائص معينة ف

.منصب في المجلس الدستوري

.1958من دستور فرنسا لسنة 56المادة -595

596- Henry Roussillon, le conseil constitutionnel, DALLOZ,3eme édition, 1996, p.7. طريق عن األمة مجلس أعضاء )2/3( ثلثا ينتخب "على أنه 1996في فقرته الثانية من دستور 101تنص المادة -597

رئيس ويعين .الوالئي الشعبي والمجلس البلدية الشعبية المجالس أعضاء طرف ومن بين من والسّري المباشر غير االقتراع والثقافية العلمية المجاالت في الوطنية والكفاءات الشخصيات بين من األمة مجلس أعضاء من اآلخر الثلث الجمهورية

".واالجتماعية واالقتصادية والمهنية

232

إن هذا النقص من شأنه أن يدعو إلى طرح بعض األسئلة تتمحور حول سؤال مفاده لماذا لم يشترط المؤسس الدستوري ضرورة انتخاب أو تعيين أعضاء المجلس الدستوري من

الرقابة الدستورية تبحث في بين الكفاءات والـشخصيات المتخصصة في القانون مادامت النصوص القانونية وتتبع إجراءات شبه قضائية، نقول هذا حتى و إن كانت تشكيالت

أثبت الواقع أنها كانت تضم كفاءات 1989المجلس الدستـوري المتتالية منذ تأسيسه سنة المجلس الدستوري الفرنسي من خالل دستور قانونية، وهو نفس الشيء الواقع في

حيث ال نجد في الدستور ما يمنع أو يحث على تعيين المتخصصين في القانون 1958 .لتشكيل المجلس، إال أن أغلبية أعضاءه يغلب عليهم التخصص القانوني

ومن جهة أخرى يمكن توسيع نظام العضوية من خارج الهيئات المشار إليها لتحقيق 597Fتوازن أحسن داخل تركيبة المجلس

الحظة إلى أن رئيس المجلس الدستوري ، وتجدر الم598في الجزائر وعلى غرار نظيره الفرنسي يعين من طرف رئيس الجمهورية على خالف نظيره

598Fفي كل من إسبانيا وٕايطاليا حيث نجده ينتخب من طرف أعضاء المجلس

599.

محدودية الجهات التي تخطر المجلس الدستوري -2

الدستوري مقتصر على رئيس الجمهورية ورئيسي إن جعل حق إخطار المجلس وبالتالي إمكانية مرور غرفتي البرلمان من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل عمل المجلس،

نصوص غير دستورية، خاصة إذا كانت الشخصيات الثالث التي تمتلك حق اإلخطار انونية تنتمي إلى تيار سياسي واحد، مما قد يجعلها تتردد حتما في الطعن في نصوص ق

.زكاها نواب يشاطرونهم نفس التوجه السياسي

وضعية كهذه حدثت في فرنسا ذات التجربة العريقة في المجال الدستوري، خاصة عندما كان إخطار المجلس الدستوري مقتصرا على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة و

.1993فيفري 19إلى 6من 2عدد. أنظر بوكرا إدريس، من أجل تحقيق التوازن المطلوب، أسبوعية الواجهة -598

599- Henry Roussillon, op. cit, p.9.

233

599Fرئيسي غرفتي البرلمان

إلى الدعوة إلى إجراء جيسكار ديستان ، وهو ما دفع بالرئيس600600Fتعديل دستوري قصد توسيع إمكانيات إخطار المجلس الدستوري

601.

لذلك نرى من الضروري مستقبال وفي حالة حدوث تعديل دستوري في الجزائر، توسيع حق اإلخطار إلى جهات أخرى كمنحه لعدد معين من أعضاء غرفتي البرلمان على

.سبيل المثال

الصدد ولما كانت األنظمة الدستورية المقارنة تختلف في العدد المطلوب وفي هذا توفره حتى يمكن ألعضاء البرلمان إخطار المجلس الدستوري، فإنه يمكن أن يخول هذا

601Fالحق إما إلى عشرين نائبا مادام هذا العدد هو نفسه المطلوب القتراح قانون

، كما يمكن 602ه في حالة استجواب الحكومة في إحدى قضايا الساعة االعتماد على العدد المطلوب توافر

602Fوهو ثالثون نائبا

كما يمكن أن يمنح هذا الحق إلى الكتل البرلمانية، وهو ما قد يسمح . 603للمعارضة من تحريك المجلس الدستوري، مع العلم أن المجموعة البرلمانية تتكون من خمسة

.عشر نائبا على األقل

كننا االستفادة من بعض التجارب األوربية حيث نجد الدستور وفي هذا اإلطار يم الفرنسي يمنح حق إخطار المجلس الدستوري إلى ستين نائبا في الجمعية الوطنية أو ستين عضوا في مجلس الشيوخ، أما في إسبانيا فيمنح إلى خمسين عضوا في أحد المجلسين على

.متلكه المعارضةالرغم من أن توفر مثل هذا العدد من الصعب أن ت

وتجدر المالحظة إلى بعض النقائص التي يجب سدها مستقبال من طرف كل من :الدستور والنظام الداخلي للمجلس الدستوري بمكن أن نوردها فيما يلي

600 -« toujours au plan de la science politique , réserver le droit de saisine à ces quatre autorités constitutionnelles présentait un grand risque de blocage puisqu’il était possible qu’elles appartiennent à la même tendance politique .Cette situation s’est effectivement produite de 1974 a 1981 période durant laquelle le SENAT de majorité centriste a cessé d’être anti gaulliste, Henry Roussillon », op. cit p. 22. 601- cf ., Henry Roussillon, op. cit , p.22

عشرون قّدمها إذا للمناقشة، قابلة القوانين اقتراحات تكون" أنه على الثانية فقرتها في 1996 دستور من 119 المادة تنص -602 ".نائب )20(

.من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني 123المادة -603

234

ال يوجد في الدستور ما يوحي بالقوة القانونية لقرارات المجلس الدستوري وآراءه -كس ما هو عليه الحال في فرنسا حيث نجد في مواجهة السلطات األخرى ع

منه نص صراحة على حجية قرارات المجلس فهي غير 62الدستور في المادة قابلة للطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن، كما أن هذه القرارات تكون ملزمة

603Fللسلطات العامة والهيئات اإلدارية والقضائية

، ولو أن هذا النقص قد سده 604 .ي في نظامه الداخليالمجلس الدستور

يمكن مستقبال تمكين المجلس الدستوري من التحرك التلقائي لرقابة بعض القوانين -التي قد يتبين له بأنها مخالفة للدستور مع تحديد الحاالت التي يمكن له أن يتحرك فيها بكل دقة حتى ال يتحول إلى هيئة معرقلة لعمل السلطة التنفيذية

" فاليري جيسكار ديستان"أن الرئيس الفرنسي السابق والتشريعية خاصة، و لوكان هو اآلخر يرغب في إدخال تعديل من هذا النوع على الدستور الفرنسي لتمكين المجلس الدستوري من رقابة القوانين التي يرى بأنها تمس بالحريات العامة التي يضمنها الدستور غير أنه تراجع عن هذا وتمسك فقط بتوسيع حق

604Fطار إلى المعارضة كما سبق وأن رأينااإلخ

605. من الطعن في القوانين المتضمنة أحكاما كما يمكن إتاحة الفرصة للمتقاضين -

605Fماسة بالحقوق والحريات

؛ أو انتهاج ما ذهب إليه الدستور المغربي لسنة 606، بتبني الرقابة القضائية على دستورية القوانين، بإنشاء محكمة دستورية، 2011

طنين التماسها، كلما كان هناك مساس بهذه الحقوق، ولو بطريقة غير يحق للموا606Fمباشرة

607.

تغيير نظام الرقابة الدستورية في كل من المغرب وتونس: المطلب الثاني

604- « Les décisions du Conseil constitutionnel ne sont susceptibles d’aucun recours. Elles s’imposent aux pouvoirs publics et à toutes les autorités administratives et juridictionnelles ». 605- cf ., Henry Roussillon, op. cit, p. 26. 606- Cf., Loi constitutionnelle n° 2008-724 du 23 juillet 2008 de modernisation des institutions de la Ve République ;Rapport du Comité de réflexion et de proposition sur la modernisation et le rééquilibrage des institutions de la Ve République.

تختص المحكمة الدستورية بالنظر في كل دفع متعلق بعدم " على انه 2011من دستور المغرب لسنة 133تنص المادة -607يمس أثناء النظر في قضية، وذلك إذا دفع أحد األطراف بأن القانون، الذي سيطبق في النزاع، قانون، أثيردستورية

".بالحقوق وبالحريات التي يضمنها الدستور

235

خالل العقود الماضية بالظهور البطيء والحذر من " عملية الرقابة الدستورية"تميزت طرف المجلس الدستوري، ومن ناحية أخرى حيث قوة و حجم و طبيعة القررات المتخذة من

بضعف المكانة والوظيفة على مستوى الهندسة القانونية وعدم القدرة على منافسة باقي وهذا ما جعل المجلس الدستوري . المؤسسات الدستورية وبمحدودية مجال ووسائل عملها

.المذكور يتعرض لكثير من النقض واإلعتراض

مجلس الدستوري واإلنتقادات الموجهة لكل من القضاء الدستوري إن هذه المحدودية لرقابة الالمغربي والتونسي، دفعت بالمؤسس الدستوري لكال البلدين إلى النص على مجموعة من

التونسي، بهدف تجاوز هذه الثغرات 2014المغربي ودستور 2011التعديالت في دستور داث محكمة دستورية، وتغيير تكوينها وتدعيم دولة القانون، وذلك من خالل النص على إح

.وتوسيع اختصاصاتها

، تم التنصيص صراحة في الفصل 2011وبموجب الدستور الجديد المغربي لسنة منه على إحداث محكمة دستورية تمارس االختصاص المسند إليها بفصول الدستور 129

إلى المحكمة الدستورية وبأحكام القوانين التنظيمية، حيث أضاف الدستور الجديد اختصاصا لم يكن مألوفا في الدساتير السابقة أو في القوانين العادية ويتعلق األمر باالختصاص المتعلق بالنظر في كل دفع يعلق بعدم دستورية قانون أثير أثناء نزاع، وهذا النوع من الرقابة

".الرقابة عن طريق الدفع أو رقابة االمتناع: "يعرف بـ

على 118، نص صراحة في الفصل 2014الدستور التونسي لسنة وبالرجوع إلى إحداث محكمة دستورية وهي هيئة قضائية تمارس االختصاص المسند إليها بفصول الدستور، كما ترك الدستور مسألة ضبط تنظيم المحكمة الدستورية واإلجراءات المتبعة لديها

607Fوكذلك الضمانات التي يتمتع بها أعضاءها للقانون

608.

عليه سنتناول في هذا المطلب تغيير نظام الرقابة الدستورية في كل من تونس و والمغرب من حيث الهيئة في الفرع األول، ثم نتناول من حيث توسيع االختصاصات

.وميكانيزمات اإلخطار

.2014، الدستور التونسي لسنة 124الفصل -608

236

من حيث تشكيلة (تغيير نظام الرقابة الدستورية من حيث الهيئة : الفرع األولنتناول في الفرع الثاني مدى تمتع أعضاء المحكمة الدستورية ، ثم)المحكمة الدستورية

بضمانات القاضي، ثم نتناول اختصاصات المحكمة الدستورية في الفرع الثالث وذلك من خالل مراقبة صحة العمليات االستفتائية وكذا البث في المنازعات في انتخاب أعضاء

.رية القوانينالرقابة على دستو : مجلس البرلمان، والفرع الرابع

من حيث تشكيل المحكمة (تغيير نظام الرقابة الدستورية من حيث الهيئة : الفرع األول ).الدستورية

لقد تم االرتقاء إثر التعديالت الدستورية التي عرفتها كل من المغرب وتونس بالمجلس الدستوري إلى المحكمة الدستورية وهذا من حيث الهيئة وكذلك بتوسيع

ا عالوة على التي كان يشملها المجلس الدستوري وتوسيع ميكانيزمات عملها اختصاصاتهودائرة إخطارها وذلك للسهر األحسن على القيام بعملية التحقق من مدى تطابق القوانين للدستور، كما خول دستوري البلدين لمجموعة من الجهات الحق في التقدم بطعون في

وقد ترك المؤسس الدستوري تنظيم المحكمة . توريةدستورية القوانين أمام المحاكم الدس .وتسييرها للقانون التنظيمي

066-13أما المحكمة الدستورية المغربية فقد تم إصدار القانون التنظيمي رقم من شوال 16صادر في 1-14-139المتعلق بالمحكمة الدستورية بأمر شريف رقم

.2014أغسطس 13الموافق لـ 1435

يتم بعد إصدار القانون التنظيمي المتعلق بضبط سير المحكمة أما تونس فلمالدستورية واإلجراءات المتبعة لديها والضمانات التي يتمتع بها أعضاؤها وهذا راجع لحداثة الدستور وعدم تنصيب الهيئات الدستورية المنصوص عليها فيه وعليه سنتناول في هذا

لعضوية فيها في الفقرة األولى، التنظيم اإلداري تشكيلة المحكمة الدستورية ومدة ا: الفرع .للمحكمة الدستورية في الفقرة الثانية، سير المحكمة الدستورية في الفقرة الثالثة

237

:تشكيلة المحكمة الدستورية ومدة العضوية فيها: الفقرة األولى

كما سبق –لقد أقر كال من دستوري المغرب وتونس بإحداث المحكمة الدستورية .وتركا للتنظيم ضبط نظام وسير المحكمة الدستورية -ذكره

من الدستور تتألف من إثني 130فنجد أن المحكمة الدستورية المغربية طبقا للفصل عشر عضوا من بين الشخصيات المتوفرة على تكوين عال ومتحصلة على كفاءات عالية

الذين مارسوا مهنتهم لمدة في مجال القانون، وكذلك كفاءة قضائية أو فقهية أو إدارية و منتفوق خمس عشر سنة شريطة أن يكون مشهود لهم بالتجرد والنزاهة، كما يتوزع هؤالء

ستة أعضاء يعينون بظهير من بينهم عضو يقترحه األمين العام : األعضاء على هذا المنوالك للمجلس العلمي األعلى، وثالثة أعضاء ينتخبون من قبل مجلس النواب، وينتخب كذل

مجلس المستشارين ثالثة أعضاء من بينهم للعضوية في المحكمة الدستورية، أما رئيس المحكمة الدستورية فيعينه الملك بظهير شريف من بين األعضاء الذين تتألف منهم

608Fالمحكمة

، كما قد نص القانون التنظيمي على أن ظهير التعيين لرئيس المحكمة ينشر 609و يجب نشر . ذلك ظهائر تعيين أعضاء المحكمة الدستوريةبالجريدة الرسمية، كما ينشر ك

محضري الجلسة العامة لمجلسي البرلمان المتضمنين لنتائج انتخابات أعضاء كل 609Fمجلس

610.

ولقد ورد كذلك في ذات القانون التنظيمي على إمكانية الطعن في عملية نتائج بثمانية أيام منذ إعالن اإلنتخابات أعضاء المحكمة الدستورية وذلك خالل آجال محددة

.النتائج وتبث المحكمة في الطعن خالل ثمانية أيام

610Fأما عن مدة العضوية فهي لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد

ويتم تجديد كل 611فئة من أعضاء المحكمة الدستورية كل ثالث سنوات ويتم تعيين أعضاء كل فئة لمدة ثالث

611Fالثلث األخير لمدة تسع وهذا يتم عند أول تعيين سنوات والثلث الثاني لمدة ست سنوات و

612

1-14-139صادر بظهير شريف رقم المتعلق بالمحكمة الدستورية ال 066، 13المادة األولى من القانون التنظيمي رقم -609 .2014أغسطس 13، 1435من شوال 16الصادر في

2011، الدستور المغربي لسنة 4، الفقرة 130الفصل -610 .المتعلق بالمحكمة الدستورية في المغرب 066-13المادة األولى من القانون التنظيمي رقم -611 .من نفس القانون السابق 3المادة -612

238

و في حالة تعذر على أحد المجلسين أو كالهما إنتخاب هؤالء األعضاء في اآلجال القانونية المحددة، تستمر المحكمة في ممارسة اختصاصها وفق نصاب ال يحتسب فيه األعضاء

612Fالذين لم يقع انتخابهم

المحكمة الدستورية وأعضاءها وقبل مباشرة المهام يؤدي رئيس . 613القسم بين الملك على أن يقوموا بالمهام المسندة إليهم بإخالص وأمانة، كما يمارسوا مهامهم بكامل النزاهة، وكتمان سر المداوالت والتصويت وعدم اتخاذهم ألي موقف علني أو ينفتوا

613Fفي المسائل الداخلة في نطاق المحكمة الدستورية

614.

، فقد ورد على أن المحكمة الدستورية 2014دستور التونسي لسنة وبالرجوع إلى العضوا وهو ذات العدد في المحكمة الدستورية 12تعد هيئة قضائية مستقلة تتركب من

المغربية يتم اختيارهم من ذوي الكفاءات العالية في القانون على أن ال تقل خبرتهم عن بي الذي حدد مدة الخبرة الدنيا لألعضاء عشرين سنة، خالفا على المؤسس الدستوري المغر

.سنة 15أن ال تقل عن

وقد حدد المؤسس الدستوري التونسي مقدار المختصين في القانون بـثالثة أرباع، اما نصاب التعيين، فيعين كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب ورئيس المجلس

.رة واحدةويكون التعيين لفت. األعلى للقضاء أربعة أعضاء

أما مدة العضوية فقد حددها الدستور التونسي الجديد بتسع سنوات، وهي نفس المدة ويجدد ثلث أعضاء المحكمة الدستورية كل ثالث . التي حددها المؤسس الدستوري المغربي

أما رئيس المحكمة الدستورية فيتم انتخابه من بين األعضاء كما يتم انتخاب من بين . سنواتيضا نائبا للرئيس، شريطة أن يكون الرئيس ونائبه من بين المختصين في األعضاء أ

614Fالقانون

615.

ومنه نستخلص أن والية أعضاء المحكمة الدستورية في كل من تونس والمغرب تسع سنوات كاملة، وال يجوز تجديدها، أي ال يمكن تجديد مدة أي عضو كأصل عام وهو ما

يكتمل عدد األعضاء بسبب تعذر انتخاب المجلسين أو أحدهما لهؤالء، فتقوم المحكمة الدستورية بإصدار حتى وإن لم -613

.2011، دستور المغرب 2، الفقرة 130قراراتها، أنظر الفصل .من الدستور المغربي 130من نفس القانون السابق، أنظر كذلك الفصل 4المادة -614 .2014ة ، الدستور التونسي لسن118الفصل -615

239

وكذلك عن . ن التنظيمي للمحكمة الدستورية المغربيةسبق ذكره عن المادة األولى من القانو ويمكن القول أن مدة تسع . 2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 118الفصل

615Fسنوات

، في ذاتها تكفل فكرة االستقرار والخبرة لدى العضو، سيما وهم رجال قانون وكفاءة 616616Fقضائية أو فقهية أو إدارية

617.

اإلداري للمحكمة الدستوريةالتنظيم : الفقرة الثانية

كما هو الشأن بالنسبة لكل الهيئات التي يجب أن تتوفر باإلضافة إلى الجانب البشري على الجانب الهيكلي بغية التسيير الحسن حسب النصوص القانونية المنشئة لها،

دارتها بمجموعة من فإن المحكمة الدستورية المغربية لم تشذ عن هذه القاعدة فنظمت إ617Fمن خالل جملة من النصوص القانونية لهياكال

:وذلك على النحو التالي 618

ين عام، الذي يعين بظهير من بين ثالثة مويقوم باإلشراف عليها أ: األمانة العامة -أأشخاص يقترحهم رئيس المحكمة من خارج أعضائها، يتولى تسيير المصالح اإلدارية

618Fللمحكمة الدستورية تحت سلطة رئيسها

ثل مهام األمين العام للمحكمة الدستورية وتتم. 619بتسجيل اإلحاالت الواردة عليها من السلطات المختصة والعرائض المتعلقة بالنزاعات اإلنتخابية وكذلك تبليغ قرارات المحكمة، كما يقوم األمين العام للمحكمة الدستورية باتخاذ

ضا مسؤولية مسك وحفظ ملفات جميع التدابير الالزمة لتحضير وتنظيم أعمالها، ويتولى اي619Fومستندات المحكمة الدستورية

620Fويلحق باألمانة العامة مكتب يدعى كتابة للضبط. 620

621 .

المحكمة الدستورية ان يقوم بتفويض التوقيع لألمين العام على جميع سويمكن لرئيكما تعد كذلك من أهم مهام األمين العام . التصرفات والقرارات ذات الصبغة اإلدارية

من الدستور التونسي لسنة 118، أنظر كذلك للفصل 2011من الدستور المغربي الجديد لسنة 130أنظر الفصل -616

2014. .066-13، القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية في المغرب، رقم 1أنظر المادة -617بالمحكمة الدستورية بالمغرب الصادر بامر الظهير المتعلق 066-13من القانون التنظيمي رقم 43نصت المادة -618

يحدد التنظيم الداخلي للمحكمة الدستورية وكيفية تسييرها : "أنه 2014أغسطس 13، الصادر في 1-14-139الشريف رقم .بموجب نظام داخلي تضعه المحكمة

.الذكر من القانون السابق 066-13، القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية رقم 43، المادة 2الفقرة -619 .، نفس القانون السابق43الفقرة األخيرة، المادة -620 .، نفس القانون التنظيمي43، المادة 3الفقرة -621

240

للمحكمة الدستورية، تحضير مشروع ميزانية المحكمة ويقوم بعرضه على الرئيس للموافقة .عليه

إن األصل تولي مهمة األمر بصرف اعتمادات المحكمة الدستورية تعد من مهام رئيسها، ويمكن أن يعين األمين العام آمرا مساعدا بالصرف وفق األشكال والشروط

621Fألنظمة المعمول بهاالمنصوص عليها في القوانين وا

622.

يمكن أن يلحق قضاة أو موظفون، يوضعون رهن : القضاة أو الموظفون الملحقون -بإشارة المحكمة الدستورية، حسب الحالة وذلك لمساعدة رئيسها واعضاءها للقيام بمهامهم

ويتم إلحاقهم بقرار مشترك . والسهر على حسن اداء الوظائف المسندة للمحكمة الدستورية622Fذه رئيس المحكة الدستورية والسلطة التي يتبع لها المعنيونيتخ

623.

: المحاسب الملحق بالمحكمة الدستورية -ج

يلحق محاسب بالمحكمة الدستورية بقرار من السلطة الحكومية المكلفة بالمالية، بالقيام بجميع الصالحيات المسندة إلى المحاسبين العموميين بمقتضى القوانين واألنظمة

623Fول بهاالمعم

624.

سير المحكمة الدستورية: الفقرة الثالثة

تجتمع المحكمة الدستورية بدعوة من رئيسها وتبث في القضايا المعروضة عليها بعد االستماع إلى تقرير عضو من أعضاءها يعينه الرئيس، وتكون جلسات المحكمة الدستورية

د في القانون التنظيمي غير علنية ما لم ينص القانون التنظيمي على عكس ذلك، وقد ور على ارتداء أعضاء المحكمة الدستورية بذلة تحدد مميزاتها بقرار لرئيس المحكمة خالل

.الجلسات

.الذكر المرجع، 066-13لقانون التنظيمي رقم من ا 45، المادة 1الفقرة -622 .نفسهمن القانون التنظيمي 46دة الما -623 .نفسهمن القانون التنظيمي 45دة ، الما2الفقرة -624

241

-13أما في حالة تغيب رئيس المحكمة الدستورية فقد نص القانون التنظيمي رقم ، فيتولى رئاسية المحكمة الدستورية أكبر األعضاء سنا من بين أقدمهم عضوية 066

.المحكمة الدستورية، ويدعو اعضاءها لإلجتماعب

أما عن صحة المداوالت، فتكون صحيحة إذا حضرها تسعة من أعضاءها على وفي حالة . األقل، وتتخذ المحكمة الدستورية قراراتها بأغلبية ثلثي األعضاء الذين تتألف منهم

. غلبية المطلقة ألعضاءهاعدم توفر النصاب المحددة بعد دورتين تتخذ المحكمة قراراتها باألوٕاذا تعذر على مجلسي البرلمان أو على أحدهما انتخاب األعضاء داخل األجل القانوني

وتكون المداوالت صحيحة إذا حضرها ستة 2فقرة 130للتجديد تطبق أحكام الفصل أعضاء على األقل وتمارس اختصاصاتها وفق نصاب ال يحتسب فيه األعضاء الذين لم يقع

.نتخابهمبعد ا

أما القرارات الصادرة عن المحكمة الدستورية فتصدر باسم الملك وطبقا للقانون، كما يشترط القانون التنظيمي وجوب تضمن القرارات الصادرة عن المحكمة الدستورية في ديباجتها النصوص التي تستند إليها وأن تكون معللة وموقعة من قبل األعضاء الحاضرين

ت خاللها، ويحث القانون التنظيمي على نشر القرارات الصادرة عن بالجلسة التي صدر المحكمة الدستورية في الجريدة الرسمية في أجل ال يزيد على ثالثين يوما من تاريخ

624Fصدورها

625.

وفي حالة إدراك المحكمة الدستورية لوجود خطأ مادي في قرار من قراراتها جاز لها 625Fتصويبه تلقائيا

قانون على إمكانية طلب كل طرف معني تصويب ، كما ورد في نفس ال626الخطأ المادي الذي شاب في قرار من القرارات الصادرة عن المحكمة الدستورية، وقد علق المشرع المغربي هذا الحق على قيد زمني وذلك بوجوب تقديم الطلب في غضون عشرين

ه المطلوب بعد 38و 31يوما من تاريخ تبليغ القرار المنصوص عليه في المادتين 626Fتصويبه

627.

.المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية 066-13من القانون التنظيمي رقم 17المادة -625 .، المتعلق بالمحكمة الدستورية066-13من القانون التنظيمي رقم 19المادة -626 .الدستورية، المتعلق بالمحكمة 066-13من القانون التنظيمي رقم 20المادة -627

242

مدى تمتع أعضاء المحكمة الدستورية بضمانات القاضي: الفرع الثاني

حظر الجمع بين الوظائف في الفقرة األولى،و بعدها شرط : نتناول في هذا الفرعالحياد في الفقرة الثانية، ثم نتناول واجب التحفظ في الفقرة الثالثة، و نتناول انتهاء مدة

.ة الرابعةالعضوية في الفقر

حظر الجمع بين الوظائف: الفقرة األولى

يخضع أعضاء المحكمة الدستورية لمبدأ التنافي بين الوظائف، أو عدم جواز الجمع 627Fبين الوظائف

، وبعني هذا المبدأ في مدلوله العام، حظر اإلضطالع لمهمتين أو عدة 628وٕالتزام الحياد في أدائها، وهذا إلى مهام في آن واحد، وهو مبدأ يقتضي التفرغ الكامل للمهام

جانب شروط أخرى تم النص عليها في القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية المغربية 628Fكاإلخالص واألمانة، ممارسة المهام بنزاهة وكتمان سر المداوالت والتصويت

629...

ظيمي ، فنجده قد ترك للقانون التن2011وبالرجوع إلى الدستور المغربي الجديد لسنة 629Fتحديد المهام التي ال يجوز الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية

وخاصة منها 630 .ما يتعلق بالمهن الحرة

630Fأما القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية

، فقد نص على عدم جواز الجمع بين 631عضوية المحكمة الدستورية وكذلك عضوية الحكومة أو احد مجلسي البرلمان أو المجلس

على للسلطة القضائية، أو المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي او كل هيئة ومؤسسة األمن المؤسسات والهيئات المنصوص عليها في الباب الثاني عشر من الدستور، كما تم حظر

.الجمع بين عضوية المحكمة الدستورية وممارسة أي وظيفة عامة أخرى أو مهمة انتخابية

المحكمة الدستورية المرتبطة بعمل السلطتين التشريعية تستدعي طبيعة مهاموالتنفيذية، من خالل إخضاع النصوص التشريعية والتنظيمية الصادرة عنهما على التوالي

بمجرد انتخاب أعضاء : "... ، التي تنص164/2بموجب المادة 1996تم إقرار هذا المبدأ في الدستور الجزائري لسنة -628 ...".المجلس الدستوري أو تعيينه من يتوقفون عن ممارسة اي عضوية أو وظيفة او تكليف او مهمة أخرى

.066-13لدستورية المغربية رقم المادة االرابعة، القانون التنظيمي للمحكمة ا -629 .2011، الفقرة األخيرة، الدستور المغربي لسنة 131الفصل -630 .2014أغسطس 13الصادر في 066-13القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية رقم -631

243

كما ال يمكن جمع العضوية في المحكمة الدستورية بشغل منصب مهما كان مقابل . لرقابتهاأجر من قبل دولة أجنبية أو منظمة دولية أجر في شركة تجارية أو مزاولة مهام يؤدي عنها

631Fأو منظمة دولية غير حكومية

أما بالنسبة لألعضاء الذين كانوا يمارسون مهن حرة، فقد . 632ورد في الدستور على تنافي الجمع بين المهامين، ويتم تعليق الممارسة خالل مدة

632Fالعضوية

633.

المؤسس الدستوري على فقد نص 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي الجديد لسنة وقد . الحجر في الجمع بين عضوية المحكمة الدستورية ومباشرة أي وظائف أو مهما أخرى

.ترك المؤسس الدستوري لقانون التنظيم تحديد الضمانات التي يتمتع بها أعضاء المحكمة

ومنه نستخلص أنه بمجرد انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية أو تعيينهم، يتوقفون ارسة أي عضوية أو أي وظيفة، وتكليف أو مهمة أخرى، ومن ثم تتنافى ممارسة عن مم

وظيفة قاضي في المحكمة الدستورية مع ممارسة عهدة برلمانية او وظيفة حكومية أو أي كذلك من بين ضمانات االستقالل والحيدة، ال يحق ألعضاء المحكمة . نشاط خاص أو عام

أي والمشورة أو إعطاء االستشارات والفتاوى في األمور التي الدستورية خالل واليتهم إبداء الر .يمكن أن تعرض عليهم

ومن ناحية ثانية عدم إمكانية الجمع بين العضوية النيابية في مجلس النواب أو 633Fمجلس المستشارين

، أو مجلس نواب الشعب في تونس ضامن هام الستقالل عضو 634رقابة دستورية قانون ساهم هو أصال في صنعه المحكمة، إذ ال يجوز له مثال ان يشارك في

كنائب في البرلمان، فكيف يمكن أن يكون الشخص الذي ساهم في إنجاز عمل، أن يشارك .هو نفسه في رقابته؟ فالبد من الفصل بين الجهتين

وبالرجوع إلى قانون المجلس الدستوري الفرنسي، فالمنع والحظر اقل مدى وقوة، إذ اعضاء المجلس الدستوري الموظفين من اإلحتفاظ بوظيفتهم العامة إذا أن قانونه ال يمنع

كانوا يشغلونها قبل التعيين في المجلس، فقد منع ترقيتهم باإلختيار بعد اختيارهم في

.السابق المرجعللمحكمة الدستورية المغربية، من نفس القانون التنظيمي 5المادة -632 .السابق المرجعللمحكمة الدستورية المغربية، من نفس القانون التنظيمي 6المادة -633 .2011برلمان الدستور المغربي لدستور -634

244

المجلس، ولكنه يمنع من لم يكن موظفا من قبل، ان يتولى وظيفة عامة بعد دخوله من 634Fالمجلس الدستوري

المجلس الدستوري كان جد دقيق وقوي من ومن جهة أخرى قانون. 635القانون الجزائري مثال حيث القانون العضوي للمجلس في فرنسا منع صراحة الجمع بين عضوية المجلس وعضوية المجالس البلدية واإلقليمية المنتخبة من ناحية، كما منع ايضا

زاب السياسية أو األعضاء من الجمع بين عضوية المجلس الدستوري وتولي رئاسة احد األح635Fمنصبا قياديا فيها

636.

شرط الحياد:الفقرة الثانية

إن شرط حياد أعضاء المحكمة الدستورية في أدائهم لمهنتهم أمر في غاية األهمية، فال يمكن لعضو في المحكمة الدستورية أن يكون خاضعا لي سلطة أخرى، أيا كانت، ألن

ال يمكن ألي عضو من المحكمة أن يدين اختيارهم يتم وفقا للسلطات الثالث، وبالتالي636Fبالوالء لمن اختاره خصوصا رئيس الجمهورية

637Fأو الملك 637

فال قيام للقضاء الدستوري أو . 638العدالة دون حياد ذلك العضو، وٕاال مال ميزان العدل إلى اليمين أو إلى اليسار، لذلك تهتم

638Fقوانين السلطة القضائية في كل دولة بضمان حياد القاضي

.زاهتهون 639

وٕاذا حدث خرق ألصول الحياد في إحدى القضايا، وجب على العضو التنحي عن نظر القضية، وٕاذا لم يطلب التنحي من تلقاء نفسه، وجب أو أمكن للخصوم رده عن النظر

فاستقالل القضاء يحقق إلى حد كبير حياده، أو يساهم جديا في تحققه عن . في القضيةمستقل عن التأثير بحصانات وضمانات يكلفها الدستور باقي السلطات ألن القاضي ال

والقانون، يشعر بالطمأنينة والثقة في أحكامه فيحسن أداء وظيفته في إحقاق الحق بال وحل وال خوف، وهو ما يدفعه لإللتزام بالحياد والتجرد في أداء العدالة، فإذا كان القاضي مستقال

ات الحلبي الحقوقية، تقديم الدكتور محمد المجذوب، منشور -دراسة مقارنة–إلياس جوادي، رقابة دستورية القوانين -635

.48، ص 2009، 1ن طبيروت، لبنامحمد رفعت عبد الوهاب، رقابة دستورية القوانين والمجلس الدستوري في لبنان، الدار الجامعية للطباعة والنشر، -636

.332، ص 2000بيروت ، يتولى رئيس الجمهورية تعيين أربعة اعضاء للمحكمة الدستورية، بصفته رئيس 2014بالنسبة للدستور التونسي لسنة -637

.السلطة التنفيذية .اعضاء يعينون بظهير من بينهم عضوا يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى 6المغرب يتولى الملك اختيار في -638 .المقصود بالقاضي، عضو المحكمة الدستورية -639

245

، فالمفروض أال تقبل أي تاثير من أفراد أو عن تدخل أية سلطة رسمية في عمله القضائي639F...جماعات أهلية أو أي انتماء لصداقة أو قرابة

640.

وهذا اإللتزام بعدم فتاوى واستشارات من تلقاء نفس العضو أو بناءا على طلب الغير، منصوص عليه أيضا بالنسبة للمجلس الدستوري الفرنسي، وهو يستهدف بوجه خاص ضمان

القضائي الذي يمارسه األعضاء بالمجلس الدستوري في الرقابة الدستورية، الحيدة في العمل ألنه ال يجوز لمن يجلس مجلس القضي أن يكون سبق وابدى رأيا أو فتوى، في شأن نفس النزاع القضائي الذي مطلوب منه الفصل فيه حتى يكون صافي الذهن ومحايدا عند الفصل

640Fوالحكم، وهو ما توجبه المبادئ العامة

641.

وأهمية تلك الضمانة إلستقالل وحدية األعضاء المحكمة الدستورية ال تخفى، فمن ناحية أولى عدم إمكانية الجمع بين عضوية المجلس وتولي الوزارة، يمنع تأثير وضغط السلطة التنفيذية على المحكمة الدستورية في أداء وظيفتها في رقابة دستورية القوانين،

.لمراسيم التي تتمتع بقوة القانون والتي مصدرها السلطة التنفيذيةوبالذات القرارات أو ا

وأما عدم جواز تولي عضو المحكمة ألي وظيفة عامة أو هيئة رسمية أخرى، فيعتبر غلقا ألي باب يسمح بالتأثير والضغط الحكومي أو الترغيب على أعضاء المحكمة

حياد أعضاء المحكمة الدستورية الدستورية، ألنه في حال ما إذا حدث، سيؤثر سلبا عن ومهنيتهم، ألنه في حال التأثير عليهم معناه تابعيتهم ألحد الوزراء، وهو ما ال يمكن القبول

641Fبه

642.

واجب التحفظ: الفقرة الثالثة

يتعين على أعضاء المحكمة الدستورية التقيد بإلزامية التحفظ وعدم اتخاذ أي موقف ت المحكمة الدستورية، كما يبدو من فحوى هذا الحكم علني في المسائل المتعلقة بمداوال

توفيق واضعي النظام المحدد لقواعد عمل المحكمة الدستورية في وضع صياغة واضحة

.330، ص بدون رقم الطبعة 2007األنظمة السياسية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،د رفعت عبد الوهاب،محم -640 .335المرجع نفسه، ص رفعت عبد الوهاب ، محمد -641 .332-331، ص نفسهد رفعت عبد الوهاب، المرجع محم -642

246

: لهذه الضمانة وقد ورد ذلك في القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية على موما باإلمتناع عن كل ما من شأنه أن يلتزم أعضاء المحكمة الدستورية بواجب التحفظ، وع"

ال يجوز لهم بوجه الخصوص خالل ..." يمس باستقاللهم ومن كرامة المنصب الذي يتقلدوناتخاذ أي موقف علني أو اإلدالء بأي فتوى في القضايا التي سبق للمحكمة : مدة عضويتهم

ي أو نقابة أو أي الدستورية أن قضت فيها، كما ال يجوز لهم أن يشغلوا داخل حزب سياسهيئة ذات طابع سياسي أو نقابي، وال يجوز لهم أيضا أن يسمحوا باإلشارة إلى صفتهم كأعضاء بالمحكمة الدستورية في أي وثيقة يحتمل أن تنشر وتكون متعلقة بأي نشاط

642Fعمومي أو خاص

643.

فقد سكت عن واجب التحفظ، وننتظر صدور 2014أما الدستور التونسي لسنة التنظيمي لمعرفة التفاصيل المتعلقة بتنظيم المحكمة والضمانات الممنوحة ألعضاءها القانون

.

إن الهدف المتوخى من وراء فرض هذا اإللتزام على اعضاء المحكمة الدستورية، والمتمثل في ضمان حياد أعضاءها وكذا إضفاء المصداقية على آراء وقرارات هذه األخيرة

.المتعددة التي يمكن أن تنطوي تحت لواء هذا الواجبمن شأنه أن يكشف عن الصور

يفرض واجب التحفظ على أعضاء المحكمة الدستورية، اإلمتناع عن الكشف عن أسرار المداوالت وما دار في خضمها من نقاش والجهة التي اتخذها صوت كل عضو،

استشارات وٕاعماال لمبدأ التحفظ دائما يتعين على األعضاء تجنب إبداء رأي علني أو 643Fوفتاوى

تتعلق بقضايا ومسائل تبقى إمكانية عرضها على المحكمة الدستورية قائمة لكي 644 .تبث فيها

وما يجب أن ال نغفل عنه في األخير هو، وجوب التصريح كتابيا بالممتلكات 158واألصول التي في حيازة اعضاء المحكمة الدستورية، وهذا طبقا لما ورد في الفصل

، ويتم هذا بمجرد تسلمهم لمهامهم وخالل ممارستها وعند 2011لمغربي لسنة من الدستور ا

.، المرجع السابق066-13من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية رقم 8المادة -643 .ية، المرجع السابق،من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية المغرب ،3الفقرة 8المادة -644

247

على كل تغيير يطرأ : كما يجب على أعضاء المحكمة أن يقوموا بإطالع رئيسها. انتهائهاعلى األنشطة التي يزاولونها خارج المحكمة، في حالة ما إذا كان شأن هذا التغيير مخالفة

.المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية 066-13التنظيمي رقم األحكام الواردة في القانون

انتهاء مدة العضوية: الفقرة الرابعة

يتم تعيين أعضاء المحكمة الدستورية في كل من المغرب وتونس لمدة تسع سنوات 644Fغير قابلة للتجديد

ويمكن انقضاء مدة العضوية بأحد األسباب -كما سبق ذكره- 645، المتعلق 066-13من القانون التنظيمي رقم 12أو المادة 11ادة المنصوص عليها في الم

، ونستخلص من الفصلين نوعين من 2014بالمحكمة الدستورية المغربية الصادر في :اإلنقضاء لمدة العضوية وهي

:اإلنقضاء العادي-أ

وتنتهي مدة العضوية في حالة اإلنقضاء العادي إما بانتهاء المدة المحددة لها أي كما تنتهي مدة العضوية في المحكمة الدستورية، . انقضاء التسع سنوات، أو بوفاة العضو

بطلب العضو لإلستقالة، وتصبح هذه اإلستقالة سارية المفعول ابتداءا من تاريخ انتخاب أو ويجدر التنويه إلى حالة معينة نص عليها القانون . تعيين من يحل محل العضو المستقيل

، على العضو الذي يرغب في الترشح لمهمة عامة انتخابية وجوب 066-13التنظيمي رقم 645Fتقديمه استقالته من العضوية في المحكمة الدستورية قبل إيداع طلب ترشيحه

646 .

: حاالت انقضاء مدة العضوية الغير عادية-ب

يجب على كل شخص، منتخبا كان أو معينا، يمارس : "على 2011من الدستور المغربي لسنة 158ينص الفصل -645

مسؤولية عمومية، أي يقدم طبقا للكيفيات المحددة في القانون، تصريحا كتابيا بالممتلكات واألصول التي في حيازته، بصفة ".سلمه لمهامه، وخالل ممارستها، وعند انتهاءهامباشرة أو غير مباشرة، بمجرد ت

ال تطبق أحكام الفقرة السابقة على : "... السابق 066-13من القانون التنظيمي رقم 11ضيف الفقرة الثانية من المادة تو -646الفقرة األولى، المادة ، أنظر كذلك ..."المهام اإلنتخابية الداخلية في جمعيات وهيئات ليس لها طابع نقابي أو سياسي أو مهني

.، نفس المرجع066-13، القانون التنظيمي رقم 11

248

تتمثل في حاالت االعفاء الذي تبثه المحكمة الدستورية والتي تؤدي إلى إنهاء مثال في حال .حتى وٕان لم يتم انقضاء المدة المحددة لها والمقدرة بتسع سنواتالعضوية

646Fإخالل عضو من أعضاء المحكمة الدستورية بواجباته

، يتم إثبات إعفاء المحكمة 647الدستورية إما بعد إحالة األمر إليها من رئيسها أو من رئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس

وتشمل حاالت اإلعفاء التي تثبتها المحكمة . المكلفة بالعدل المستشارين أو السلطة الحكوميةمزاولة العضو لنشاط أو قبوله منصب أو نيابة انتخابية تتنافى مع عضوية : الدستورية

647Fالمحكمة الدستورية

648F، وكذلك حالة فقدان التمتع بالحقوق المدنية والسياسية648

وأخيرا . 649القيام بمهامه في المحكمة حدوث عجز مستديم يمنع بصورة نهائية العضو من

649Fالدستورية

650.

:الضمانات الممنوحة لألعضاء-ج

بالرجوع إلى الضمانات التي منحها المشرع المغربي ألعضاء المحكمة الدستورية و ولرئيسها، نجد منها ما يتمثل في التعويض الممنوح لهم، فيتقاضى أعضاء المحكمة

رئيس المحكمة الدستورية عالوة على ذلك من الدستورية ما يساوي التعويض النيابي ويستفيدوعند انتهاء . التعويض عن التمثيل ومختلف المزايا العينية المستحقة لرئيس مجلس النواب

وتخضع كل هذه . مهام أعضاء المحكمة الدستورية يحدد لهم بمرسوم تعويض خاص 650Fيبيالتعويضات باستثناء التعويض الخاص عند انتهاء المهام للنظام الضر

651.

اختصاصات المحكمة الدستورية: الفرع الثالث

.، نفس المرجع066-13من القانون التنظيمي رقم 11، المادة 5الفقرة -647 .، نفس المرجع066-13من القانون التنظيمي رقم 11، المادة 6الفقرة -648 .، نفس المرجع066-13من القانون التنظيمي رقم 11، المادة 7 الفقرة -649 .، نفس المرجع066-13من القانون التنظيمي رقم 11، المادة 8الفقرة -650، نفس 2014المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية الصادر بـ 066-13من القانون التنظيمي رقم 15أنظر إلى المادة -651

.المرجع السابق

249

على التوالي جملة من 2014و 2011خول كال الدستورين المغربي والتونسي لسنة االختصاصات والصالحيات للمحكمة الدستورية، فمنها البث في صحة عمليات اإلستفتاء

والفصل 2011ي لسنة من الدستور المغرب 132وٕاجراءات المراجعة الدستورية طبقا للفصل ، ومنها اختصاصات استشارية في شخص 2014من الدستور التونسي لسنة 120

651Fرئيسها

652Fمن الدستور المغربي 59عند إعالن الحالة االستثنائية الفصل (، 652

80والفصل 653653Fمن الدستور التونسي

، وكذلك استشارتها من طرف رئيس الحكومة المغربي عند لجوئه 654واشتراط موافقتها على تغيير النصوص التشريعية من ) 104الفصل إلى حل مجلس النواب

654Fحيث الشكل بمرسوم

الفصل (، إذا كان مضمونها يدخل في مجال اختصاصات تنظيمية 655، إضطالعها بعدة اإلختصاصات موزعة في فصول الدستورين، )من الدستور المغربي 73

.دستورية القوانين ومن أهم اختصاصات المحكمة الدستورية تولي الرقابة على

البث في صحة عمليات اإلستفتاء والمراجعة الدستورية: الفقرة األولى

تم إسناد رقابة صحة اإلستفتاء إلى المحكمة الدستورية المغربية بموجب نص الفصل 655Fمن الدستور في فقرته األولى، حيث تقوم المحكمة بالبث في صحة عملياته 132

656 ،656Fالعام لألصوات المدلى بها في اإلستفتاءفتتولى مراقبة صحة اإلحصاء

، باعتباره شكال 657من أشكال إشراك الشعب في إتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في حياته التي تعلق بأمر

.تعديل دستوري

657Fكما تنظر في جميع المطالبات المضمنة في محاضر العمليات اإلستفتائية

وتقوم 658إذا عاينت المحكمة وجود مخالفات في هذه العمليات بالبث فيها بصورة نهائية، وفي حالة ما

.96ارة الملك لرئيس المحكمة الدستورية في الدستور المغربي عند لجوئه لحل البرلمان، الفصل استش -652 .2011الدستور المغربي لسنة -653 .2014الدستور التونسي لسنة -654 .من الدستور المغربي -655صول الدستور، تمارس المحكمة الدستورية اإلختصاصات المسندة إليها بف: "على 132من الفصل 1تنص الفقرة -656

.وبأحكام القوانين التنظيمية وتبث باإلضافة إلى ذلك في صحة انتخاب أعضاء البرلمان وعمليات اإلستفتاء .السابق 066-13، القانون التنظيمي للمحكمة الدستورية المغربية رقم 1الفقرة 40المادة -657 .السابق، المرجع 066-13، القانون التنظيمي رقم 2، الفقرة 40المادة -658

250

حسب الجسامة، فلها أن تقضي إما بالبقاء على تلك العمليات أو بإلغاءها جميعها أو 658Fبعضها

659.

وتتولى المحكمة الدستورية مراقبة صحة إجراء المراجعة الدستورية التي تعرض على ة أو بعد عرض مشاريع ومقترحات البرلمان بعد استشارة الملك رئيس المحكمة الدستوري

659Fمراجعة الدستور، بمقتضى ظهير قصد اإلستفتاء، والتي تنتهي بعد إقرارها باإلستفتاء

660.

وتقوم المحكمة الدستورية بإلعالن عن نتائج اإلستفتاء بقرار ويشار إلى هذا اإلعالن وافق عليه في الظهير الشريف القاضي بإصدار األمر بتنفيذ نص الدستور المراجع الذي

660Fالشعب أو المصادق عليه من طرف البرلمان بأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم

661.

، فنجد أن كل مبادرة لتعديل الدستور 2014وبالرجوع إلى الدستور التونسي لسنة تعرض من قبل رئيس مجلس نواب الشعب على المحكمة الدستورية لكي تبدي رأيها في

661Fيجوز تعديله حسبما هو مقرر في الدستوركونها ال تتعلق بما ال

662.

البث في منازعات في انتخاب أعضاء مجلسي البرلمان: الفقرة الثانية

من بين اإلختصاصات المخولة للمحكمة الدستورية المغربية من طرف الدستور هو البث في المنازعات في انتخاب أعضاء مجلسي البرلمان طبقا 2011المغربي لسنة

662Fفي فقرته األخيرة 132صل ألحكام الف

ويتم البث في الطعون المتعلقة بانتخاب . 663أعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين خالل سنة ابتداءا من تاريخ انقضاء أجل تقديم

663Fالطعون إليها

664.

.، المرجع السابق066-13، القانون التنظيمي رقم 3، الفقرة 40المادة -659من القانون التنظيمي المتعلق 42، وانظر كذلك المادة 2011من الدستور المغربي الجديد لسنة 174أنظر الفصل -660

.، المرجع السابق066-13بالمحكمة الدستورية رقم .، المرجع السابق066-13من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية رقم 41المادة أنظر -661 .من نفس الدستور 120، وانظر كذلك الفصل 2014من الدستور التونسي الجديد لسنة 144أنظر الفصل -662علقة بانتخاب أعضاء البرلمان، تبث المحكمة الدستورية في الطعون المت: "...في فقرته األخيرة على 132ينص الفصل -663

".المقدم إليها... داخل أجل سنة، ابتداءا من تاريخ .السابق 066-13من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية رقم 33أنظر المادة -664

251

أما عن إجراءات الطعن، فتتم بتقديم عريضة مكتوبة تتضمن اإلسم الشخصي واإلسم وعنوانه واإلسم العائلي للمنتخب أو المنتخبين المنازع في انتخابهم و العائلي للطاعن وصفته

كما تتضمن العريضة بيان الوقائع والوسائل المحتج بها إللغاء اإلنتخاب ويجب . صفاتهم664Fعلى العارض إلحاق الوسائل والمستندات المحتج بها

، ويخول القانون التنظيمي المتعلق 665للطاعن في صحة اإلنتخاب، إمكانية -السابق الذكر– 066-13بالمحكمة الدستورية رقم

665Fاإلستعانة بمحام

، وتبقى السلطة التقديرية للمحكمة الدستورية لمنح الطاعن آجال لإلدالء 666يضيف نفس القانون التنظيمي أن العريضة معفاة من الرسم القضائي . بجزء من المستندات

666Fورية بحسب تاريخ وصولهاوتسجل العرائض بالمحكمة الدست. والدمغة والتسجيل

667.

فيتم إحالة النزاع إلى المحكمة الدستورية عن طريق إيداع العريضة لدى أمانتها العامة، أو والي الجهة أو عامل العمالة أو اإلقليم الذي جرت فيه العمليات اإلنتخابية أو

.لدى كتابة الضبط لدى المحكمة اإلبتدائية التي يجري اإلنتخاب بدائريتها

م مقابل إيداع العريضة في المكتب المختص تقديم وصل للطاعن يحمل تاريح ويت667Fإيداع الطعن، ويتضمن الوثائق والمستلزمات المقدمة من طرف الطاعن تعزيزا لطعنه

668 ،وفي حالة طلب المحكمة الدستورية من كل جهة تم إيداع محاضر العمليات اإلنتخابية

668Fومالحقها، فعليها القيام بذلك

أن تقوم المحكمة الدستورية بإجراء تحقيق في يمكن . 669الموضوع وتكلف أحد أعضاءها أو أكثر بتلقي تصريحات الشهود بعد أدائهم اليمين بين

669Fأيديها

ويمكن للمحكمة الدستورية أن تكلف عضوا أو أكثر للقيام بتحقيق في عين . 670670Fالمكان

.طبقا لألحكام المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية 671

ما عن إشعار رئيسي مجلسي البرلمان من طرف رئيس المحكمة الدستورية أبالعرائض التي وجهت إليه أو أشعر بتلقيها من قبل الجهات األخرى التي تم إيداع العرائض

.من القانون التنظيمي السابق 35أنظر المادة -665 .ظيمي السابق، من القانون التن3، الفقرة 35المادة -666 .، من نفس القانون التنظيمي السابق3، الفقرة 34المادة -667 .، القانون التنظيمي السابق34أنظر الشطر األخير، المادة -668 .، القانون التنظيمي السابق37، المادة 1أنظر الفقرة -669 .، القانون التنظيمي السابق37، المادة 2أنظر الفقرة -670 .، القانون التنظيمي السابق37ة، المادة أنظر الفقرة األخير -671

252

671Fفيها، فيتم فور وصولها أو تسجيلها لدى األمانة العامة بالمحكمة الدستورية

كما تقوم . 672من العريضة ألعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين المحكمة الدستورية توجبه نسخة

المطعون في انتخابهم مع منحهم أجل خمسة عشر يوما لإلطالع على المستندات المرفقة بها في األمانة العامة للمحكمة الدستورية وأخذ نسخ منها ليدلوا كتابة بمالحظاتهم في

672Fشأنها

673Fآلجال الرد عليها لألطراف المعنية وتقوم بتبليغ المذكرات الجوابية مع اإلشارة.673

674.

أما عن البث في المنازعات، ففي حالة جاهزية القضية المتنازع فيها تبث المحكمة 674Fالدستورية بعد اإلستماع إلى تقرير المقرر داخل أجل ستين يوما

، وبإمكانها عدم قبول 675ض تتضمن مأخذ العرائض ورفضها، وعدم القيام بتحقيق في حالة ما إذا كانت هذه العرائ

675Fيظهر جليا أنه لم يكن لها تأثير في نتائج اإلنتخاب

وفي كلتا الحالتين تقوم المحكمة . 676الدستورية بتبليغ قراراتها إلى الجهة اإلدارية التي تسلمت طلب الترشيح وٕالى مجلسي البرلمان

.676F677احسب الحالة وٕالى األطراف المعنية داخل أجل أقصاه ثالثين يوما من تاريخ صدوره

وٕاذا قضت المحكمة الدستورية لفائدة الطاعن، إما أن تلغي اإلنتخاب المطعون فيه وٕاما أن تصحح النتائج الحسابية التي أعلنتها لجنة اإلحصاء وتعلن عند اإلقتضاء المرشح

677Fالفائز بصورة قانونية

678.

: الرقابة على دستورية القوانين : الفرع الرابع

ورقابة قضائية ) قبلية(رقابة سياسية : قوانين تتخذ شكلينإن الرقابة على دستورية ال، ويقصد بها عملية التحقق من مدى تطابق القوانين للدستور، لذلك يصطلح عليها )بعدية(

بالرقابة الدستورية، عن طريق معاينة مطابقة القوانين للدستور، قبل إصدارها ، أو بعد أن الرقابة الوقائية وتمتد أيضا : تورية القوانين طريقتينتصبح نافذة، وبذلك تتخذ مسألة مراقبة دس

.، القانون التنظيمي السابق34أنظر الفقرة األخيرة، المادة -672 .، القانون التنظيمي السابق36، المادة 2و 1أنظر الفقرة -673 .، القانون التنظيمي السابق36أنظر الفقرة األخيرة، المادة -674 .نون التنظيمي السابق، من نفس القا36، المادة 1أنظر الفقرة -675 .، من نفس القانون التنظيمي السابق36، المادة 2أنظر الفقرة -676 .، من نفس القانون التنظيمي السابق36، المادة 3أنظر الفقرة -677 .، القانون التنظيمي السابق39أنظر المادة -678

253

678Fإلى النظام الداخلي لمجلسي النواب والمستشارين الذي ال يخضع لمسطرة االصدار

وهي 679679Fرقابة وجوب بإحالة من طرف رئيس كل مجلس

، عكس القانون العادي الذي ال يخضع 680ي ما تعرف بالرقابة السياسية، و للرقابة الدستورية إال بناء على طعن يمارسه ذوي الصفة وه

الرقابة القضائية التي تكون في شكل مراقبة عن طريق دعوى أصلية أي رقابـة اإللغاء، أو في الحالة التي تقام بشأنها دعوى لدى الهيئة . المراقبة بواسطة الدفع أي رقابة اإلمتناع

ن، إنما يراد من تلك القضائية المختصة للنظر في الطعن المتعلق بعدم دستورية القانو فإذا صرح القضاء بعدم . الدعوى إصدار حكم يقضي بدستورية القانون أو عدم دستوريته

و هذا الطريق من الطعن يعتبره الفقه الدستوري . دستورية القانون فإنه يعلن إبطاله و إلغاءهيقرر القاضي أما الرقابة عن طريق الدفع أو رقابة اإلمتناع فتكون عندما . برقابة اإللغاء

إستبعاد العمل بقانون معين، و ال يعمل بمقتضياته بناء على دفع يثار من أحد أطراف .الخصومة، والقانون الذي استبعد يوصف بأنه غير مطابق للدستور أو كونه غير دستوري

إن ما يميز الرقابة عن طريق الدفع أو رقابة اإلمتناع كونها تمارس من طرف لكن . ال يحتاج األمر التوجه إلى محكمة متخصصة قد تحدث لهذه الغايةالمحاكم العادية، و

الدستور المغربي ذهب عكس ذلك، وأسندها إلى المحكمة الدستورية بمقتضى الدستور الجديد، علما أن الرقابة الدستورية تعتبر أهم وسيلة لضمان حماية حقوق األفراد وحرياتهم

فة رقابية يباشرها ذوي الصفة في تقديم الطعن بعدم من أي تجاوز للسلطة، لكنها تبقى وظي : الدستورية وهم

الملك -1 رئيس الحكومة -2 رئيس مجلس النواب -3 رئيس مجلس المستشارين -4 مجلس النواب خمس أعضاء -5 . أو أربعين عضوا من أعضاء مجلس المستشارين -6

الدستور المغربي، المجلة المغربية من 26مصطفى قلوش ، رقابة دستورية القوانين على ضوء مقتضيات الفصل -679

.44-43، ص 2001، 39-38مزدوج لإلدارة المحلية والتنمية، عدد .من القانون التنظيمي للمجلس الدستوري 21راجع الفقرة الثانية من المادة -680

254

والجهات المخول ) سياسية أو قضائية(إن فلسفة الدستور هي التي تحدد شكل الرقابة لها بممارستها مباشرة عن طريق إقامة الدعوى أمام المحكمة المختصة، أو قد يكون بطريق غير مباشر، بواسطة ممارسة رقابة اإلمتناع أو الرقابة بواسطة الدفع أمام المحاكم العادية،

ن الرقابة لك. مع تحديد الجهات المخول لها بمباشرة مسطرة الرقابة على دستورية القوانين الدستورية قد تنشأ أيضا بمناسبة التنازع االيجابي بين الحكومة والبرلمان فيما يتصل بانعقاد

من دستور 46الفصل (االختصاص في المجال التشريعي إستنادا الى مجال القانون )1996من دستور 47الفصل (ومجال التنظيم ) 1996

لسلطات العامة في الدولة ، وال يجوز إنه من المعلوم أن الدستور يسمو على سائر ا680Fخرق أو إنتهاك أحكامه

، فالسلطة التنفيذية ملزمة التقيد به، و السلطة التشريعية بدورها 681مطلوب منها إحترام مقتضيات الدستور عن طريق إعمال مبدأ تدرج القواعد القانونية بأال

اعتبرت تلك النصوص غير تصدر تشريعات تخالف روح األحكام الدستورية النافذة، و إال ) أي الدستور ( مشروعة يترتب عن ذلك الحكم بعدم دستوريتها لمخالفتها سلطة التأسيس

681Fيتوالها القضاء الدستوري كوظيفة

682.

لحماية الشرعية الدستورية، 1958وهذا النمط من الرقابة أخذ به دستور فرنسا لسنة .وسايرته في ذلك الدساتير المغربية

على القوانين، وعلى النظام الداخلي ) رقابة وقائية ( إن العمل بالرقابة السياسية لمجلس النواب ومجلس المستشارين كسلطة تشريعية ، الغاية من ذلك إصدار نصوص ال تخالف الدستور، وهي رقابة إجبارية تمارسها المحكمة الدستورية التي لها الحق في ذلك

682Fبمقتضى دستوري

683.

681- Abdeltif MENOUNI, Instituions politiques et droit Constitutionnel, Tome I, Editions Toubkal, Casablanca, 1991, pp.99-103.

. 1996من دستور 81إلى 78من الدستور المغربي الجديد تقابلها الفصول من 134إلى 129الفصول من -682يمكن للملك، وكذا لكل من رئيس الحكومة، أو رئيس مجلس ” من الدستور الجديد ) 3فقرة ( 132ينص الفصل -683

المستشارين، أو خمس أعضاء مجلس النواب، أو أربعين عضوا من أعضاء مجلس المستشارين، أو رئيس مجلس النواب، .”القوانين، قبل إصدار األمر بتنفيذها، إلى المحكمة الدستورية، لتبت في مطابقتها للدستور أن يحيلوا

255

لمقابل توجد رقابة اختيارية قد تباشرها الجهة التي تملكها، وقد ال تتوالها لكن في االمحكمة العتبارات معينة، كما هو حال المراسيم بمثابة قوانين التي تخرج من رقابة

683Fالدستورية

، وهذا ما يعزز فرضية إصدار قوانين مخالفة للدستور لم تكن محل رقابة 684ك األمر إال عن طريق األخذ والعمل بمبدأ الرقابة القضائية سياسية سابقة، وقد ال يتم تدار

كرقابة بعدية أو الحقة إلصدار القوانين، ألنه قد يصدر قانون يتضمن مقتضيات مخالفة في حال عدم الطعن فيه من طرف ذوي الصفة، وفي هذا ) القانون العادي ( للدستور

جوبية التي تستلزم تدخل القضاء الدستوري اإلطار نكون أمام رقابة اختيارية عكس الرقابة الو ومجالها القوانين التنظيمية وعمليات االستفتاء، واألنظمة الداخلية ) المحكمة الدستورية (

.لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين

le Contrôle ) :في الرقابة السياسية على دستورية القوانين: الفقرة األولىpréventif)

684Fتسمى بالرقابة السياسية

لكونها رقابة قبلية تتوالها هيئة دستورية تتكون من 685أعضاء ينتدبون عن طريق مسطرة التعيين يفترض فيها االستقاللية عن جميع

لكونها تمارس اختصاصات قضائيـة قبل إصدار التنفيذية والتشريعية والقضائية السلطات لدستوري بالرقابة الوقائية، وظيفتها التحقق من مطابقة ويصفها الفقه ا. القانون ليكون نافذا

فهي بذلك رقابة قبلية أو سابقة على إصدار القانون، بحيث ال يكون . التشريع للدستورالقانون نافذا إال بعد إعمال مبدأ الرقابة من طرف الهيئة المسند إليها ممارسة اإلختصاص

تورية أو المجلس الدستوري أو المحكمة الدستورية، عادة ما تتواله هيئة كالغرفة الدس المذكور ففرنسا تعتبر الوطن األم لنشأة هذا النوع من . و ذلك تبعا لألنظمة الدستورية لكل بلد

685Fالرقابة

، وفقا لما ( Le Conseil constitutionnel) ، يضطلع بها المجلس الدستوري686الوظيفة في البداية الغرفة وفي المغرب اضطلعت بتلك. 56في المادة 1958قرره دستور

، قضت بأن الطعن 1993بر سبتم 10المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية المؤرخ في 41.90من القانون رقم 9المادة -684 ).المجلس األعلى سابقا( المقررات التنظيمية ، والفردية الصادرة عن الوزير األول هو من اختصاص محكمة النقض في

685- Abdeltif MENOUNI, op.cit, p.99. 686- Louis Favoreu , Les Cours Constitutionnelles, 2e édition , Editions PUF , Paris,1992,p.90.

256

686Fالدستورية

والتأكيد عليه في 1992دستور (ثم المجلس الدستوري ، )1962دستور ( 687تسمية الهيئة بالمحكمة الدستورية، وهذا الشكل من 2011ليتقرر في دستور ) 1996دستور

االنتخابات الرقابة عادة ما يفحص دستورية القوانين، والنظر في الطعون االنتخابية التي تهمالتشريعيـة الخاصة بمجلس النواب ومجلس المستشارين، وهي إما رقابة اختيارية أو رقابة وجوبيه تسمى بالرقابة األصلية، لكن قد يحث أن تمارس الهيئة المكلفة بالرقابة الدستورية

. على القوانين رقابة عرضية قد تعاينها بمناسبة النظر في طعن معروض عليها

م بالرقابة الدستورية على القوانين اختصاص مطلق مسند إلى المحكمة إن القيا687Fالدستورية

بمقتضى الدستور، ال يشاركها فيه القضاء بأي شكل من األشكال سواء تعلق 688فالدستور المغربي لم يقرر لإلفراد حق الدفع . األمر بممارسة رقابة اإللغاء أو رقابة االمتناع

القضاء الدستوري مباشرة، وبالمقابل أجاز إثارة الدفع بعدم بعدم دستورية القوانين أمام688Fدستورية قانون معين بمناسبة النظر في قضية معروضة على المحاكم

مدنية، جنائية، ( 689إن القاضي الدستوري ملزم بتحقيق العدالة الدستورية عن طريق إعمال ). إدارية أو تجارية

علما أن المراسيم ال تخضع للرقابة الدستورية مبدأ مراقبة مدى مطابقة القوانين للدستور،المحدث للمحاكم اإلدارية صراحة بأن 41.90للمحكمة الدستورية، بل أقر القانون رقم

689Fالنظر في مشروعية المراسيم هو من اختصاص محكمة النقض

، وبذلك فالدستور 690تورية ، وهي المغربي لم يدرج رقابة دستورية المراسيم من ضمن صالحيات المحكمة الدس

بذلك تندرج ضمن مسطرة رقابة المشروعية كاختصاص مسند إلى القضاء اإلداري وليس الى .القضاء الدستوري

I- القوانين العادية والقوانين التنظيمية كمجال للرقابة الدستورية :

عبد الهادي بوطالب، المرجع في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية ، الجزء األول ، دار الكتاب الدار البيضاء -687

.298، ص 1979 . من الدستور الجديد 133و 132راجع الفصلين -688 . من الدستور 133راجع الفصل -689 . اإلداريةالمحدث للمحاكم 41- 90من القانون رقم 9راجع المادة -690

257

طبقا للفقرة (لقد أشار الدستور المغربي إلى أن القانون يصدر عن البرلمان بالتصويت كوظيفة 2011من دستور 70يقابله الفصل ) 1996من دستور 45لى من الفصل األو

.تشريعية، علما أن العملية التشريعية بمقتضى الدستور، يتقاسمها كل من البرلمان والحكومة

، 1996ومواد أخرى من دستور 46إن مجال القانون العادي تم تحديده بموجب الفصل ،في حين أن مجال القوانين التنظيمية يتميز بأنه 2011من دستور 71يقابله الفصل

اختصاص يمارس بناء على مقتضى دستوري صريح ، بحيث ال يجوز للبرلمان سن قانون تنظيمي إال أمام صراحة المشرع الدستوري، كما أنها تخضع للرقابة الوجوبية القبلية المباشرة

.حكمة للدستوريةللمحكمة الدستورية لكونها من المقتضيات المكملة للم

المجال التشريعي: القوانين العادية كمجال للرقابة الدستورية : أوال

إن الرقابة الدستورية على القوانين العادية مناطهـا التحقـق من مدى مطابقـة مع الدستـور، تمارسهـا المحكمـة الدستوريـة بصفـة قبليـة والتـي تهـم الجانــب القانون 690Fالشكلي

.كما الجانب الموضوعي للقانون، وهي رقابة غير وجوبية أي كونها اختياريـة 691

: 2011من دستور 71من دستور الفصل 46فطبقا للفصل

الحقوق الفردية والجماعية ، تحديد الجرائم والعقوبات الجارية : فمجال القانون يشمل ، النظام األساسي للقضاة، عليها، المسطرة المدنية والمسطرية الجنائية وٕاحداث المحاكم

النظام األساسي للوظيفة العمومية، الضمانات األساسية الممنوحة للموظفين المدنيين والعسكريين، النظام االنتخابي لمجالس الجماعات المحلية، نظام االلتزامات المدنية والتجارية

لي القطاع الخاص، ، إحداث المؤسسات العمومية، تأميم المنشآت ونقلها من القطاع العام إ . التصويت على قوانين اإلطار

.يتعلق األمر باإلجراءات الشكلية كقواعد االختصاص، والمراحل التي يتطلبها القانون للتصويت عليه - 691

258

الفصل ( 1996من 46الفصل تضاف إلى المجال التشريعي المذكور، بمقتضى حدود : اختصاصات أخرى موزعة على أبواب الدستور تتمثل في ) 2011من دستور 71

ان حق ، ضم) 10الفصل ( ، اإلجراءات الجنائية ) 9الفصل ( ممارسة الحريات العامة ، ) 17الفصل ( ، إحداث التكاليف وتوزيعها ) 15الفصل ( الملكية والمبادرة الخاصة

، إصدار ) 49الفصل ( ، قانون اإلذن ) 31الفصل ( المعاهدات التي تلزم مالية الدولة ، اختصاص المجلس األعلى والمجالس ) 50الفصل ( قانون المالية ومخططات التنمية

).99الفصل ( واعد تنظيمها وطريقة سيرها الجهوية للحسابات وق

يستخلص إذن بأن مجال البرلمان في سن القوانين محدود بمقتضى الدستور على 691Fسبيل الحصر مع إسناد ما دون ذلك للسلطة التنظيمية

كما هو ) القوانين التنظيمية ( 692د يختص المجال التنظيمي بالموا« الذي نص 2011من دستور 72ظاهر من الفصل

".ال يشملها اختصاص القانون التي

المجال : كمجال للرقابة الدستورية ( Lois organiques )عضويةالقوانين ال: ثانيا التنظيمي

في التنظيميةالعضوية كما تسمى في الجزائر والترتيبية في تونس و إن سن القوانينيتم إستنادا الى نص دستوري لكونها توصف بالقوانين المكملة للدستور، وهي تخضع المغرب

هذه القوانين التنظيمية ، ال تختلف عن القوانين العادية، إال من . وجوبا للرقابة الدستورية حيث الشكل كمعيار يميزها ، كونها تخضع الى قيود إجرائية غير تلك المعمول بها

شكل انين العادية، وتتمتع بحماية أكبر من القوانين العادية تتخذ مجال إصدار القو في 692Fحماية قبلية ، وحماية بعدية

بالنسبة للحماية القبلية تكون حين تدفع الحكومة بعدم قبول . 693كل اقتراح أو تعديل ال يندرج ضمن صالحيات السلطة التشريعية ، يتولى المجلس الدستوري

أيام بطلب من احد مجلسي 8في الخالف داخل أجل الفصل) المحكمة الدستورية (

شيء من الحقيقة وشيء من الوهم ، المحلية المغربية لإلدارة المحلية : محمد اشركي، المجال التنظيمي المستقل -692 .17.، ص 1998، 22والتنمية، عدد

. 26شيء من الحقيقة وشيء من الوهم ، مرجع سابق ، ص : المجال التنظيمي المستقل محمد أشركي، -693

259

إصدار األمر بتنفيذ القوانين التنظيمية، إال بعد أن البرلمان أو من الحكومة ، ألنه ال يمكن ).85الفصل ( تصرح المحكمة الدستورية بمطابقتها للدستور

أيضا المراسم وتجدر اإلشارة في هذا اإلطار فإنه باإلضافة للقوانين التنظيمية توجد التنظيمية ، فإذا كان المرسوم يستند الى قانون معين يكيف بأنه مرسوم تطبيقي وٕاذا كان

.يستند الى الدستور فهو يعتبر مرسوم تنظيمي مستقل

للحكومة بأن أجاز 1996من دستور 48وتأسيسا على ما سبق ، فإن الفصل وافقة المجلس الدستوري إذا كانت تغير بمرسوم النصوص التشريعية من حيث الشكل بعد م

تدخل ضمن مجال السلطة التنظيمية ويتعلق األمر بالنصوص التي صدرت في شكل قانون، 693Fأو ظهير أو مرسوم ملكي أو ظهير بمثابة قانون أو مرسوم ملكي بمثابة قانون

وبناءا . 694، بعد موافقة بمقتضى مرسوم) التشريع ( ذلك يمكن اللجوء الى مسطرة تغيير القوانين على

، إذا كان مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها المحكمة الدستوريةان مواد الدستور التي ). 2011من دستور 73الفصل ( السلطة التنظيمية اختصاصها

تهم المجال التنظيمي أي القوانين التنظيمية ، عادة ما تكون محصورة، كما هو حال الدستور 694Fوالتي تهم بصفة أساسية تنظيم السلطات العامة وسير المؤسسات الدستورية المغربي

كما 695 62و 49و 44و29و 15و 14و 10و 7و 5 : 2011يالحظ من فصول دستور

، ويستخلص بأن فصول الدستورية التي 153و 146و133و 131و 116و 112و 63و 37و 21و 14( 1996تور في دس 9فصال مقابل 16تتعلق بالقوانين التنظيمية بلغت

وبذلك يبدو أن مجال السلطة التنظيمية قد توسع في ) 95و 92و 80و 50و 42و 38و، لكنهما معا لم يعرفا القوانين العادية أو القوانين 1996الدستور الجديد، مقارنة مع دستور

تور بهذه التنظيمية، علما أن القوانين التنظيمية هي تلك القوانين التي يعترف لها الدس

. 24محمد أشركي ، المرجع السابق ، ص -694دراسة تحليلية في المفهوم واالختصاص، المجلة : موالي هشام إدريسي، القانون والتنظيم في الدستور المغربي -695

. 31ـ 30، ص 2007، 73ـ 72زدوج المحلية والتنمية عدد م المغربية لإلدارة

260

695Fالصفة

وتخضع إلجراءات خاصة أهمها الرقابة الوجوبية أو اإلجبارية للقضاء الدستوري 696.

إختصاصات المحكمة الدستورية في مجال الرقابة الدستورية -2

129الفصل ( 2011تقرر إحداث المحكمة الدستورية في المغرب بمقتضى دستور من الفصل 2و 1ين، إذا تضمنت الفقرتين وتختص بممارسة الرقابة على دستورية القوان

تمارس المحكمة الدستورية االختصاصات المسندة إليها بفصول « من الدستور 132الدستور ، وبأحكام القوانين التنظيمية، وتبت باإلضافة الى ذلك في صحة انتخاب أعضاء

إصدار األمر تحال الى المحكمة الدستورية القوانين قبل. البرلمان وعمليات االستفتاءبتنفيذها، واألنظمة الداخلية لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين قبل الشروع في

كما أضاف الدستور الجديد اختصاص لم يكن مألوفا » تطبيقها لتبت في مطابقتها للدستورفي الدساتير السابقة او في القوانين العادية، ويتعلق األمر باالختصاص المتعلق بالنظر في

هذا النوع من الرقابة يعرف بالرقابة ) 133الفصل ( ل دفع يتعلق بعدم دستورية قانون ك . عن طريق الدفع أو رقابة إمتناع

إنه بمقتضى التعديالت الدستورية تم التأكيد من جديد بأن المحكمة الدستورية تحتكر ) الرقابة السياسية( ة مجال الرقابة على دستورية القوانين سواء تعلق األمر بالرقابة الوقائي

التي تتوخى بأن يصدر القانون يشكل مطابق للدستور أو تعلق األمر بالرقابة عن طريق وعلى هذا األساس يستخلص بأن الدستور المغربي أخذ بالرقابة ). رقابة امتناع(الدفع

السياسية والرقابة عن طريق عن طريق الدفع مع احتكار مجال االختصاص للمحكمة مدنية، جنائية، ( رية لمعنى عدم جواز البث في دستورية القوانين من طرف المحاكم الدستو

فالرقابة الدستورية على القوانين هي اآللية التي تضمن للدستور سموه ). إدارية، أو تجاريةتطبيقا لمبدأ التدرج في قوة القواعد القانونية ، بحيث يتعين وجوبا أن تكون القاعدة األدنى

696Fقاعدة األعلى درجة وٕاال اعتبر باطلةتطابق ال

وهو المبدأ المدني الذي اخذ به دستور 697

، 47مصطفى قلوش، اإلطار القانوني والفقهي للقوانين التنظيمية، المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية، عدد -696 .12ـ11.، ص2002

ص ،1981مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ، 1محمد عرب صاصيال، الموجز في القانون الدستوري، الطبعة -697132.

261

تعتبر دستورية القواعد القانونية، وتراتبيها، ووجوب نشرها ، ” ، مؤكدا 6في فصله 2011 .“ مبادئ ملزمة

إن الرقابة الدستورية يراد منها إقران توازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، في العمل بمبدأ دولة القانون الذي يستلزم القبول بسلطة الدستور دون تعسف من أي إطار

سلطة كانت ، وأعمال الرقابة الدستورية تشمل القوانين التنظيمية والعادية، والقانون الداخلي لمجلس النواب ومجلس المستشارين، نشير الى أن قرارات المحكمة الدستورية غير قابلة

697Fلجميع السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية للطعن، فهي ملزمة

علما أن 698 . الرقابة الدستورية على القوانين نوعان إما إجبارية أو اختيارية

Le Contrôle obligatoire : الرقابة اإلجبارية: أوال

إن أسلوب الرقابة الدستورية على القوانين يستهدف صدور قوانين مطابقة للدستور، 698Fلذلك فهو يتحدد كأسلوب وقائي يحول دون إصدار قوانين تخالف الدستور

، و الذي قد 699يكون إجباريا أو إختياريا، عندما تكون الرقابة إختيارية فالقوانين قد تصدر دون إخضاعها

، و تكون إجبارية أو وجوبية حينما يستحيل )المجلس الدستوري( لرقابة المحكمة الدستورية إال بعد تدخل المحكمة الدستورية و مجالها القوانين التنظيمية تطبيقا للفصل إصدار القانون

ال يمكن إصدار األمر بتنفيذ « ، الذي نص صراحة بأنه 2011من دستور ) 3الفقرة ( 85، و هو ذات »القوانين التنظيمية، إال بعد أن تصرح المحكمة الدستورية بمطابقتها للدستور

الفقرة األولى ( 1958رع الدستوري في فرنسا، بمقتضى دستور الموقف الذي عمل به المش، فالرقابة الوجوبية مناطها التحقق من مطابقة أعمال السلطة التشريعية )61من المادة

للدستور، فالقانون ال يمكنه أن يصدر دون موافقة المحكمة الدستورية كهيئة رقابية، كما أن ون خالل الثالثين يوما التالية إلحالته إلى الحكومة الملك هو من يصدر األمر بتنفيذ القان

، 1958من الدستور الفرنسي لعام 63و 62والمادتين : من الدستور المغربي 134من الفصل 2راجع الفقرة -698

. 1996من دستور 81من الفصل 7و 6والفقرتين ، 1982علي الباز، الرقابة على دستورية القوانين في مصر، دراسة مقارنة، دار الجامعات المصرية، اإلسكندرية، -699

.42 ص،

262

بعد تمام الموافقة عليه، و بعد إصدار األمر بتنفيذ القانون ينشر بالجريدة الرسمية، خالل 699Fأجل أقصاه شهر إبتداءا من تاريخ ظهير إصداره

700.

ضاف إذا كانت الرقابة الوجوبية مجالها الواسع هو القوانين التنظيمية، فإن الدستور أإليها النظام الداخلي لمجلس النواب ومجلس المستشارين الذي ال يمكن العمل بمقتضياته إال بعد معاينة مطابقه للدستور، من طرف المحكمة الدستورية، وهو إجراء وجوبي، هذا النوع من الرقابة اإلجبارية ينصب على القانون شكال و موضوعا، للتأكد من ناحية الشكل بان

700Fوضوع الرقابة استوفى سائر اإلجراءات الشكلية المقررة بمقتضى الدستورالقانون م

، و 701كونه من مشموالت القوانين التنظيمية الواردة حصريا في الوثيقة صلب الدستورية، ومن

ور ناحية الموضوع فإن الرقابة تستهدف فحص القانون مادة مادة للتأكد من مطابقته للدستمن النظام الداخلي لمجلس المستشارين تنص بأنه ) 2فقرة ( 92من عدمه، علما أن المادة

".المجلس الدستوري بمطابقتها للدستور ال يمكن إصدار القوانين التنظيمية إال بعد تصريح «

إن الفقه الدستوري، يعتبر القوانين التنظيمية بأنها تحتل مركزا وسطيا بين الدستور و و أعلى الدستورية، لكن أدنى من القواعد الدستورية، القانون العادي، فهي جزء مكمل للكتلة

هذا المركز الدستوري هو من يصبغ عليها صفة لزوم الرقابة الدستورية . من القوانين العاديةعليها لتكون نافذة، تمارسها المحكمة الدستورية، و على العكس من ذلك فالرقابة االختيارية

)facultatif (يصدر القانون دون أن يخضع للرقابة الدستورية مفادها أنها جوازية، فقد .وعليه يستخلص من مقتضيات الدستور المغربي أن الرقابة على دستورية القوانين سواء كانت وجوبية أو إختيارية بناء على إحالة تكيف بأنها رقابة أصلية تمارسها المحكمة

حالة رقابة خاصة تكيف توجد. الدستورية تتولى بموجبها فحص مطابقة القانون للدستوربأنها رقابة عرضية قد تمارسها المحكمة الدستورية دون أن يكون مطلوبا منها النظر في

.2011من دستور 50راجع الفصل -700يضع كل من المجلسين نظامه « ، الذي نص بأنه 2011من دستور 69و الفصل 1996من دستور 58راجع الفصل -701

".الداخلي و يقره بالتصويت، إال أنه ال يجوز العمل به إال بعد ان تصرح المحكمة الدستورية بمطابقته ألحكام هذا الدستور

263

701Fدستورية القوانين

، إن كال من الرقابة الوجوبية و الرقابة الموازية هي رقابة سياسية وقائية 702 .سابقة على إصدار القوانين

cultatifLe Contrôle Fa الرقابـة الجوازيـة: ثانيا

إن الرقابة اإلختيارية أو الجوازية مفادها إمكانية إصدار القوانين دون عرضها على المحكمة الدستورية، األمر الذي قد تتضمن مقتضيات مخالفة للدستور بسبب عدم فحصها

.ضمن عملية الرقابة السابقة على إصدارها

حالة صريحة على المجلس في فرنسا تمارس الرقابة اإلختيارية على القوانين بإ أو رئيس الدستوري من طرف رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس الجمعية الوطنية

702Fعضوا من الجمعية الوطنية أو مجلس الشيوخ 60أو مجلس الشيوخ

إن كان ذلك 703ضروري و في المغرب تمارس المحكمة الدستورية إختصاص الرقابة الجوازية التي تستهدف

أو رئيس الحكومة، الملك، : ين العادية حينما تحال عليها من طرف ذوي الصفة وهمالقوانأو رئيس مجلس النواب، أو رئيس مجلس المستشارين، أوخمس أعضاء مجلس النواب أو

عضوا من أعضاء مجلس المستشارين و تبث المحكمة الدستورية في الحالة المعروضة 40غير أن هذا األجل يخفض في حالة اإلستعجال . الةعليها داخل أجل شهر من تاريخ اإلح

703Fإلى ثمانية أيام، بطلب من الحكومة

704.

وجدير بالذكر أن رقابة دستورية القوانين في المغرب تستهدف القوانين التنظيمية و القوانين العادية بناء على إحالته أو طعن ، أي تلك القوانين التي يصادق عليها البرلمان بما

القانون التنظيمي، الخاص بمجلس النواب و مجلس المستشارين، و تستثنى منها فيها .القوانين التي يضعها الملك، أو تلك التي تصدر بمرسوم تشريعي

ويستخلص من طبيعة الرقابة على دستورية القوانين بالمغرب بأنها رقابة سياسية رية قد يصدر قانون مخالف وقائية سابقة إلصدار القانون، فعندما تكون الرقابة إختيا

من الدستور المغربي، مرجع سابق، 26قلوش، رقابة دستورية القوانين على ضوء مقتضيات الفصل مصطفى -702 .55.ص .1974كما تم تعديلها في 1958من دستور فرنسا لعام 61راجع المادة -703 .2011من دستور 132من الفصل 4و 3راجع الفقرتين -704

264

للدستور، و هو ما يعني أن المحكمة الدستورية ال يمكنها في هذه الحالة أن تفحص دستورية القانون المذكور لكونها ال تمارس الرقابة الالحقة على دستورية القوانين بإستثناء ما تضمنه

ين عن طريق ، الذي أقر مبدأ الطعن في دستورية القوان2011من دستور 133الفصل الدفع قد يمارسه األفراد والمنظمات النقابية والحقوقية و األحزاب السياسية، يثار بمناسبة النظر في قضية معروضة على المحاكم يطلب منها عدم تطبيق القانون على النزاع لمساسه

.بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ويخالفها القانون فيها

ن على المحكمة الدستورية من طرف الملك قبل إصدار األمر وتمثل إحالة القواني 132بتنفيذها، لتبت في مطابقتها للدستور إحدى الصالحيات المسندة إليه بمقتضى الفصل

، و اإلحالة التي 1996من دستور ) 3الفقرة ( 81، الذي يقابله الفصل 2011من دستور يمارسه و قد ال يمارسه، وهذا النوع من يتوالها الملك هو طعن في دستورية قانون معين قد

لكن قد يحصل أن ال يمارس . الطعن يندرج ضمن الرقابة اإلختيارية للملك على القوانينالملك الطعن في قانون ما، و بعد أن يحال عليه في إطار ما يعرف بمسطرة اإلصدار التي

دستوري أو كون بعض من يتوالها الملك ليكون القانون نافذا، يتبين له أن القانون غير مقتضياته تتعارض مع الدستور، في هذه الحالة أجاز الدستور للملك أن يطلب من كال

تطلب القراءة الجديدة . مجلسي البرلمان ال أن يقرأ قراءة جديدة كل مشروع أو مقترح قانونه يقابل 2011من دستور 95الفصل ( بخطاب، و ال يمكن أن ترفض هذه القراءة الجديدة

، علما أن البرلمان ال يحق له رفض طلب القراءة الجديدة )1996من دستور 69الفصل للقانون ومن صالحيات الملك أيضا حل البرلمان الذي قد يستهدف مجلس النواب أو مجلس

ويتخذ القرار بمقتضى ظهير بعد أن ) من الدستور 96الفصل ( المستشارين أو هما معا .ألمةيوجه الملك خطابا الى ا

الرقابة القضائية على دستورية القوانين: الفقرة الثانية

ة يقصد بالرقابة القضائية تلك التي تمارس من طرف هيئة قضائية مشكلة من قضاالنزاهة في القيام بوظيفتهم القضائية، فهم أكثر مصداقية متمرسين يتصفون باإلستقاللية و

. مدى تطابقها لمقتضيات الدستور من عدمها لتولي مهام فحص دستورية القوانين ومعاينة

265

يسمح لألفراد ضمان حق حرية التقاضي، على العكس منه هذا النوع من الرقابة القضائية لكن الرقابة القضائية . في الرقابة السياسية، لكونها مسطرة مقيدة وهي بحق رقابة غير فعالة

ا تسمح لألفراد المطالبة إما بإسقاط نص يعتبرها الفقه الدستوري رقابة حقيقية بإمتياز، لكونهصيص على ذلك فالرقابة القضائية تمارسها السلطة القضائية حين التن. قانوني، أو بإبعاده

تطعن في التي تكون في شكل رقابة قضائية عن طريق دعوى أصلية صراحة في الدستور، و فالقاضي . غاءاإلل يسمى هذا النوع من الرقابة أيضا برقابةعدم دستورية نص قانوني و

، أو الرقابة القضائية عن طريق الدفع أو )الفرع االول(بإمكانه إبطال القانون غير الدستوري رقابة اإلمتناع و التي بموجبها يقرر القاضي عدم إعمال نص محل تطبيق في القضية

).الفرع الثاني(المعروضة عليه

I- ق الدعوى األصلية أو رقابة اإللغاءالرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طري: ( le Contrôle par voie d’action)

يعرف بأنه الطعن الذي يتقدم به إبتداء رافعه الذي تضرر من قانون معين، بوصفه صاحب المصلحة يطالب بموجبها إلغاء القانون المخالف للدستور، فهو بهذه المناسبة يبادر

رقابة عن طريق الدفع فالمتضرر من القانون يكون في على عكس ما هو عليه األمر في الوضعية دفاعية، يطالب القضاء االمتناع عن تطبيق القانون المطعون فيه على النزاع وليس

. المطالبة بإلغاءه فهذا الشق من الطعن يقدم بواسطة دعوى أصلية أمام المحكمة المختصة

طرف المتضرر يستهدف منه ويقدم هذا الطعن مباشرة إلى المحكمة المختصة منإلغاء القانون المطعون فيه لكونه صدر مخالفا للدستور، فالمحكمة إذا ما ارتأى لها أن القانون المطعون فيه ال يخالف الدستور تقضي برفض الطعن، وفي حال ما إذا تحقق لها

704Fمخالفته للدستور فإنها تصرح بإلغائه

705.

رقابة اإللغاء، إنما يمارس حيادا عن أي إن الطعن في قانون معين بمباشرة دعوى الدعوى ، دعوى رائجة، فهذا النوع من الطعون هو ما يعرف بالرقابة القضائية عن طريق

. عكس ما هو عليه الوضع عند إعمال مبدأ الرقابة عن طريق الدفع

290الدستوري والمؤسسات السياسية، مرجع سابق ص عبد الهادي بوطالب، المرجع في القانوني -705

266

ومن المعلوم أن ممارسة رقابة اإللغاء من طرف األفراد يجب أن يتم التنصيص 705Fلى إسنـاد هذا اإلختصـاص في صلـب الوثيقة الدستورية إلى القضاءصراحة ع

، عادة ما 706تتـواله محكمـة قضائية عليا أو محكمة دستورية مختصة تنحصر وظيفتها في ممارسة الرقابة على دستورية القوانين أو النظر في طعون معينة خصها بها الدستور، ففي مصر أوكل

دستور ( دستورية القوانين إلى المحكمة الدستورية العليا المشرع الدستوري الفصل في 1971.(

إن الرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدعوى األصلية لجديرة بالمالحظة خاصة أن البرلمان قد يصدر قانونا مخالفا للدستور أو على األقل قد يتضمن

بالنسبة للقوانين العادية التي يصدرها مقتضيات مخالفة للدستور، و هذا األمر قد يتحققالبرلمان دون أن تكون موضوع طعن من طرف الجهات المخول لها ذلك بمقتضى

706Fالدستور

الملك أو رئيس الحكومة، أو رئيس مجلس النواب، أو رئيس مجلس ( 707المستشارين، أو خمس أعضاء مجلس النواب أو أربعين عضوا من أعضاء مجلس

رقابة اإلختيارية أي غير الوجوبية، قد يترتب عنها إصدار قوانين وهي فال). المستشارين مخالفة للدستور بالنظر إلى كونها لم تكن محل رقابة سياسية وقائية سابقة إلصداره من

وبالتالي يتولد عن هذا الوضع تعارض ) المجلس الدستوري( طرف المحكمة الدستورية ما أن المحاكم ملزمة باحترام مقتضيات الدستور عن القانون األدنى مع القانون األعلى، عل

طريق اإلمتناع عن تطبيق القوانين المخالفة له، وهذا النوع من الرقابة هو رقابة إمتناع أو .رقابة عن طريق الدفع

:مجال الرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدعوى األصلية: أوال

الرقابة على دستورية القوانين فأسندها إلى هيئة إن الدستور المغربي نظم موضوع بعينها، هي المحكمة الدستورية، التي تنفرد بإحتكار مجال الرقابة الدستورية ال تتقاسمه مع

.أي جهة قضائية أو غير قضائية، فهو اختصاص مطلق

. ، ص 2001امحمد مالكي، الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، المطبعة والوراقة الوطنية مراكش، -70675 .2011من دستور ) 3الفقرة ( 132راجع الفصل -707

267

إن الدعوى األصلية تستهدف إلغاء و إبطال القانون غير الدستوري فهي وسيلة مارسها الطاعن حيادا عن أي نزاع عندما يقرر الدستور للمحاكم ممارسة هجومية ي

. إختصاص رقابة اإللغاء، و على العكس من ذلك فإنه يستعذر عليها مباشرة الرقابة الالحقةخاصة إذا علمنا بان الدستور المغربي ال يجيز لألفراد والمنظمات و األحزاب الطعن بعدم

الرقابة ( لدعوى األصلية سواء تعلق األمر بالرقابة السابقة دستورية القوانين عن طريق اأو الرقابة الالحقة، و عليه فالرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق ) السياسية

الدعوى مجالها القضاء الدستوري يتوالها قبل إصدار األمر بتنفيذها تطبيقا لمقتضيات القوانين ( ي الصفة، عندما تكون الرقابة إختيارية الدستور المغربي بناء على إحالة من ذو

يتعلق األمر بالقوانين التنظيمية، و في هذه أو ضمن آلية الرقابة الوجوبية عندما) العاديةالحالة نكون أمام رقابة اإللغاء السابقة، فرقابة اإللغاء الالحقة المكانة لها في الدساتير

، و المتمثلة في الرقابة عن طريق 2011تي قررها دستور المغربية بإستثناء الحالة الفريدة ال707Fالدفع لكنها لم تسند إلى المحاكم بل أوكلها المشرع الدستوري إلى المحكمة الدستورية

، و 708يفهم من القانون الدستوري المغربي أنه ال ينص على جواز الطعن في دستورية قانون صدر

إلى القضاء للحكم بإلغائه، فهذا و أصبح نافذا عن طريق دعوى ترفع بصفة أصليةضمن آلية رقابة ) المجلس الدستوري( اإلختصاص تتواله حصريا المحكمة الدستورية

إلصداره، فالدول التي تأخذ بنظام رقابة اإللغاء السابقة على إصدار القانون وليس الحقة الدعوى الدستورية اإللغاء الالحقة عن طريق رفع دعوى أصلية عادة ما يتم إسناد الفصل في

إلى محكمة قضائية عليا يضاف إلى جانب إختصاصها القضائي كدستور سويسرا، كما قد يسند الفصل في الدعوى إلى محكمة دستورية متخصصة ينحصر إختصاصها النظر في الطعون المتعلقة بدستورية القوانين دون غيرها من الطعون، وهو الطريق الذي أخذت به

الذي بموجبه تم إسناد الفصل في دستورية 1971الصادر في سنة مصر في دستورها708Fالقوانين إلى المحكمة الدستورية العليا بصفة حصرية

، إال أن النظام الدستوري المغربي لم 709معتمدا بذلك نهج المشرع الدستوري 1962يأخذ بنظرية رقابة اإللغاء الالحقة منذ دستور

لية أي أخذه برقابة اإللغاء السابقة على إصدار القانون و الفرنسي ذات النزعة الرقابية القب

.2011من دستور 133راجع الفصل -708 .367.نظم السياسية و القانون الدستوري، مرجع سابق، صهاني علي الطهراوي، ال -709

268

بذاك ال مجال لممارسة الرقابة القضائية من طرف المحاكم على دستورية القوانين عن طريق .الدعوى األصلية

هذا التأويل يعتبر في نظرنا خاطئ ألنه ال يجد له سند في الدستور ليمكن القول بان ة أعمال الرقابة على دستورية القوانين العادية، خاصة إذا لم المحاكم ليس من حقها ممارس

، أخذا بعين )المحكمة الدستورية( تكن موضوع رقابة سابقة يتوالها المجلس الدستوري 709Fالسلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية و عن السلطة التنفيذية” اإلعتبار بأن

710 الحريات أجازت التشريعات الدستورية المقارنة فإصدار قوانين قد تكون ماسة بالحقوق و .”

الطعن فيها عن طريق الدفع و هو غير طريق الطعن بواسطة دعوى أصلية، في الحالة األولى يستهدف الدفع التصريح بعدم دستورية القانون لعدم تطبيقه على الدعوى وٕابعاده، وفي

.الحالة الثانية الغاية من الطعن إلغاء القانون

لمعلوم أن التشريع الدستوري تسمو قواعده على قواعد القانون العادي، وبناء إنه من اعلى قاعدة تدرج القوانين فالتشريع العادي ال يمكنه أن يعدل أو يلغي مقتضيات تضمنها الدستور لسبب بسيط هو أن الدستور يتم إقراره عن طريق مسطرة اإلستفتاء، و بعد إعالن

( شعب المغربي على مشروع الدستور يصبح ملزم للجميع المجلس الدستوري موافقة الفي المقابل يعرف القانون بأنه كل تشريع يصدر عن ). 1996من دستور 70الفصل 710Fالبرلمان

. ، ألن كل تشريع هو بالضرورة قانون، إال أن كل قانون ليس بالضرورة تشريعا711منها محاولة تبيان التعارض القائم إن التأكيد على هذه المبادئ الدستورية و القانونية الغاية

بين القواعد الدستورية و القواعد القانونية فيما يتصل بإعمال مبدأ الرقابة على دستورية القوانين من طرف المحاكم، فالدستور لم يقرر بأنه يحظر عليها فحص دستورية قانون معين

لمقابل نجد بأن الفصل و با. عند الدفع بها من طرف أحد أطراف الدعوى المعروضة عليهاال يجوز « يقرران أنه 41-90من القانون 50من قانون المسطرة المدنية و الفصل 25

".للجهات القضائية أن ثبت في دستورية القوانين

القضاء مستقل عن « الذي ينص بأن 1996من دستور 82يقابله الفصل 2011من دستور 107راجع الفصل -710

".التشريعية وعن السلطة التنفيذية السلطة .”القانون يصدر عن البرلمان بالتصويت“ينص على أن 1996من دستور 45الفصل -711

269

إن التنصيص على منع المحاكم البث في دستورية القوانين بناء على قانون عادي التنازع بين قانونين متعارضين في المرتبة سنه البرلمان يدفعنا إلى القول بتحقق حالة

711Fوالدرجة

712F، صادرين عن مشرعين مختلفين712

، و هكذا فالمقرر هو أن التشريع 713والعكس غير صحيح، علما أن السلطة ) القانون(يلغي التشريع األدنى ) الدستور( األعلى

.ملزمة الخضوع لمبدأ تدرج القوانين إذ يتقيد األدنى باألعلى

دستورية القوانين يوجب في حالة تعارض قانون أو تشريع مع نص وهكذا فمبدأ 25دستوري فإن هذا القانون أو التشريع يعتبر غير دستوري، و هو ما ينطبق على الفصل

المحدث للمحاكم اإلدارية عند 41.90من القانون 50من قانون المسطرة المدنية و الفصل ي دستورية القوانين، و الحال أن الدستور تنصيصهما على عدم الجواز للمحاكم البث ف

المغربي لم يقرر هذا المنع أو أنكره على القضاء، و البرلمان حين سنه لنص يقضي بحرمان البث في دستورية القوانين يكون قد تجاوز صالحياته بتعديه على سلطة التأسيس القضاء

لطة متفرعة عنه و بذلك فهو وعلى سلطة القضاء، علما أن البرلمان هو بدوره س ) الدستور(ال يحق له بأي حال من األحوال أن يصدر قوانين عادية لزم باحترام مبدأ فصل السلطات، و م

تتعارض مع الدستور فالقضاء يستلزمه احترام الدستور و إهمال القانون العادي عند معاينته والفصل في نونقيام حالة تعارض القانون مع الدستور ، ألن وظيفة تطبيق القاضي القا

المنازعات، فعندما يعرض عليه نزاع يحكمهما قانونين متعارضين، فإنه يأخذ بالقانون األعلى درجة ويستبعد األدنى منزلة، وبهذه المناسبة يكون القضاء قد أهمل تطبيق النص

غاء األدنى وأخذ بالنص األعلى مرتبة احتراما لمبدأ تدرج القواعد القانونية، فهو لم يصرح بإلالقانون و إنما امتنع عن تطبيقه، أي أنه مارس رقابة اإلمتناع أو رقابة عن طريق الدفع

و على . على دستورية القوانين دون المساس بأي مقتضى دستوري قد يساءل عنه القاضيالعكس من ذلك فهو أهمل األخذ بقانون غير دستوري وهذا ما يندرج ضمن صميم عمل

عليها إستبعاد التشريع المخالف للدستور وهذا األمر ال يتعارض القاضي، فالمحاكم واجبمع المبدأ القائل بأن على القضاء أن يحترم التشريع، لكن هذا المعيار يكون ملزما متى كان

من الدستور المغربي، مرجع سابق، 26مصطفى قلوش، رقابة دستورية القوانين على ضوء مقتضيات الفصل -712 .59.ص .7.ص 2001هشام خالد، التنازع اإلنتقالي في تنازع القوانين، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، -713

270

ألنه ال تعارض في رقابة القضاء . التشريع مطابق للدستور ومحترما قاعدة تدرج القوانينالقضائية ملزمتين لط ألن السلطتين التشريعية و صل السعلى دستورية القوانين مع مبدأ ف

713Fباحترام الدستور

، وأن مبدأ فحص دستورية القانون من النظام العام يحق للمحكمة إثارته 714فإنها ملزمة ) أدنى( مع قاعدة قانونية ) أعلى( تلقائيا ألنه في حال تعارض قاعدة دستورية

.تمتنع عن تطبيق القانون المخالف للدستوربتطبيق القاعدة القانونية األعلى و أن

le ) :الرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدفع أو رقابة اإلمتناع -2Contrôle par voie d’exception)

يمارس هذا النوع من الرقابة بمناسبة نظر المحكمة في دعوى معروضة عليها، قد بحيث يتقدم المتهم أو المدعي أو جنائية أو تجارية تكون محكمة مدنية، أو محكمة إدارية

بدفع يتمثل في المطالبة بان تصرح المحكمة بعدم دستورية قانون معين على القضية 714Fموضوع الطعن، ألن القانون المستند إليه في النزاع غير دستوري

وهو نظام رقابي ابتدعه 715اء جريان الدعوى، يلزم القاضي وجوبا إن الدفع بعدم دستورية القانون أثن. القضاء األمريكي

فحص دستوريته و ذلك بالتصريح إما برفض الدفع عندما يتحقق له أن القانون المطعون فيه و عند معاينة تعارض القانون . مطابق للدستور، و يستمر النظر في الدعوى األصلية

ه و عدم تطبيقه، و المنعي عليه مخالفته للدستور، فإن القاضي في هذه الحالة يصرح بإبعادلكن قد يحدث بأن تصرح المحكمة إيقاف البث في النزاع األصلي . يفصل في النزاع

المعروض عليها إذا ما تراءى لها أن القانون المطلوب تطبيقه غير دستوري، فإنها تحدد أجال لألطراف برفع دعوى أصلية أمام المحكمة الدستورية المختصة للنظر في عدم دستورية

نون المذكور إذا ما كان التشريع يسمح بهذا اإلجراء، وقد يتحقق عن طريق اإلحالة من القاالمحكمة التي تنظر في الدعوى على المحكمة الدستورية لتتولى فحص دستورية القانون

. المطعون فيه

.128.، ص1987األمان، الرباط ط، األولى، أسس و مبادئ، دار» مدخل لدراسة القانون« : خالد عبد هللا عيد -714الرقابة على دستورية القوانين معناها حل مشكلة قانونية يتعلق بتنازع قاعدتين قانونيتين ، واحدة دستورية تتميز -715

.بالصحو واألخرى أدنى منها يلتزم بها المطالبة مع الدستور

271

ففي الواليات المتحدة األمريكية، ال توجد محكمة بعينها مسند إليها النظر في دستورية نين، فسائر المحاكم تختص بالفصل في عدم دستورية قانون معين إذا أثير من طرف القوا

715Fأحد الخصوم أثناء نظرها في دعوى معروضة عليها

، فالقاضي ملزم بالجواب على هذا 716اإلعتراض، إذا ثبت له صحة مخالفة القانون المذكور للدستور، فإنه يستبعده من التطبيق

التصريح بإلغاء القانون، و يعتبر القضاء األمريكي صاحب على النزاع، لكن دون إمكانيةالوالية العامة في مباشرة الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع أي العمل برقابة

716Fاإلمتناع

، أي أن القضاء األمريكي ينفرد بممارسة الرقابة على دستورية القوانين من طرف 717على واحدة متخصصة مستبعدا بذلك مركزية الرقابة سائر المحاكم دون إسنادها الى محكمة

.القوانين

وظيفة الرقابة على دستورية القوانين إلى 1971وفي مصر، أسند دستور سنة 174المادتين ( المحكمة الدستورية العليا دون غيرها، كما تتولى تفسير النصوص التشريعية

دستورية قانون معين تفترض وجود فالرقابة عن طريق الدفع بعدم ) . من الدستور 175و وى تستهدف بواسطة دع) مدنية، تجارية ،إدارية ، جنائية ( نزاع معروض على المحاكم

لى القانون، لكن قد يحصل أن يثير صاحب المصلحة دفعا يتمثل في إالمطالبة بحق إستنادا هذه الحالة مطالبة المحكمة عدم تطبيق القانون على الدعوى لكونه مخالف للدستور وفي

وبناء على ذلك فالمحكمة . يكون صاحب المصلحة قد مارس الدفع بعدم دستورية القانونستتولى فحص األمر، فإذا ثبت لديها عدم مطابقة القانون للدستور، فإنها تهمله وتمتنع عن تطبيقه على الدعوى وال تلغي القانون المذكور ألنها ال تملك سلطة اإللغاء بل تملك سلطة

وفقا لما ذكر تتحدد رقابة االمتناع على دستورية القوانين بأنهـا رقابة الحقة . ابة االمتناعرقتمارس بواسطة الدفع يثيره صاحب المصلحة بمناسبة وجود دعوى معروضة على القضاء ، فهذا التفسير لنظرية الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع يعتبرها بأنها حق

لكن هذا الرأي . لقانون المنعي عليه والمحاكم ال يجوز لها أن تثيره تلقائيا للمتضرر من امنتقد ألنه من حق المحاكم األخذ بالقاعدة الدستورية واستبعاد القاعدة العادية الن األولى

. 368، ص 2007ستوري، دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان ، هاني علي الطهراوي، التنظيم السياسية والقانون الد -716، 2006نعمان أحمد الخطيب، الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، -717 .55ص

272

أسمى والثانية أدنى، ولذلك فال شيء يحول دون أن يبحث القضاء تلقائيا دستورية قانون كما أن األمر ال يحتاج الى نص دستوري حتى يتقرر للمحاكم .نظامية معين لكونها مسألة

إعمال مبدأ الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع، فالقضاء أخذ بهذا االختصاص في العديد من األنظمة القضائية ولو لم يخوله الدستور وذلك بنص صريح، كما فعل مجلس

الحق في االمتناع عن تطبيق القانون المخالف الدولة المصري حين شدد بأن للمحاكم717Fللدستور

).1948فبراير 10حكم ( 718

وفي ذات االتجاه قضت محكمة التمييز األردنية في حكمها الصادر في القضية 718Fالمحاكم في ممارسة صالحية مراقبة دستورية القوانين على حق 100/75

، علما أن 719تورية القوانين ولم يقرر إحداث هيئة دستورية يناط ال ينظم الرقابة على دس الدستور األردني

بها هذا االختصاص، ومع ذلك فالقضاء األردني اخذ يتبنى موقفا ايجابيا من إعمال مبدأ واالمتناع عن تطبيق القانون المخالف الرقابة على دستورية القوانين من طرف المحاكم

.للدستور

نين من قبل األفراد يكون عن طريق الدفع إن إعمال مبدأ الرقابة على دستورية القواو هو ما يجعل من . بمناسبة وجود نزاع معروض على القضاء بمقتضى دعوى أصلية

الرقابة عن طريق الدفع مقيدة بوجود دعوى رائجة أمام إحدى المحاكم، سواء كانت عادية أو راد رفع دعوى أصلية ولذلك فإنه يفهم من الرقابة عن طريق الدفع بأنه ال يحق لألف. إدارية

مباشرة إلى المحكمة الدستورية للنظر في دستورية قانون معين، فهي رقابة الحقة إلصدار . القانون تكونه عن طريق الدفع

فالرقابة عن طريق الدفع تتحدد إذن بأنها رقابة إمتناع يلجأ إليها المتضرر للمطالبة هجومية ألنها ال تتوخى إبطال القانون بإستبعاد قانون معين، و هي طريقة دفاعية ، وليست

فالنظر في دعوى رائجة أمام المحاكم عادية أو إدارية ال يسمح لها القانون بأن تتولى إلغاء القانون المتعارض مع مقتضيات الدستور، فدورها ينحصر في اإلمتناع عن تطبيقه على

. 391، ص1988سليمان الطماوي، النظم السياسية والقانون الدستوري، القاهرة، -718 .378علي الطهراوي، مرجع سابق ،أورده هاني -719

273

ال القانون األدنى لتعارضه النزاع، علما أن القاضي ملزم بتطبيق القانون الدستوري و إهم .مع الدستور إعماال لمبدأ سمو الدستور و لمبدأ تدرج القواعد القانونية

:مركز األفراد في مباشرة الطعن في دستورية القوانين في الدساتير المغربية: أوال

، أن األفراد ال يمكنهم 1996إلى 1962أجمعت الدساتير المغربية من دستور الغرفة الدستورية، ثم أمام المجلس الدستوري، للطعن في دستورية قانون معين، التقاضي أمام

). رقابة اإلمتناع( أو عن طريق الدفع ) رقابة اإللغاء( سواء عن طريق رفع دعوى أصلية

أو فالدساتير المذكورة أقرت صراحة عدم أحقية اإلفراد الترافع أمام الغرفة الدستورية أنها لم تحضر على أي جهة قضائية البث في دستورية قانون معين المجلس الدستوري، كما

و هذا عكس ما تم التأكيد عليه صراحة في . بمناسبة نظرها في النزاع المعروض عليهاو ال يجوز للجهات « من قانون المسطرة المدنية الذي ينص 25من الفصل 2الفقرة

من القانون رقم 50مبدأ أخذت به المادة ، وذات ال»القضائية أن تبث في دستورية القوانين .المحدث للمحاكم اإلدارية 41.90

إن العمل بمبدأ الرقابة القضائية على دستورية القوانين أو الرقابة البعدية، لم يكن ، سواء عن طريق الدعوى كطعن 2011ممكنا في ظل الدساتير النافذة قبل العمل بدستور

Voie ) كطعن غير مباشر أو عن طريق الدفع (Voie d’action) مباشر، d’exception).

تعرض لموضوع الرقابة القضائية على دستورية 2011إن الدستور المغربي لسنة ، بعد أن خلت الدساتير السابقة من تنظيم موضوع الرقابة القضائية 133القوانين في الفصل

هو رقابة إلغاء أم رقابة إمتناع ؟ لكن التنصيص على المبدأ هل. على دستورية القوانينمن الدستور لبيان ما 133لإلجابة على السؤال سنعمد إلى فحص منطوق مضمون الفصل

إذا كان األمر يتعلق بالرقابة عن طريق الدفع حصريا، أم انه هناك إمكانية ممارسة الرقابة .عن طريق الدعوى أي رقابة اإللغاء

274

أو رقابة 2011قوانين عن طريق الدفع في دستور الرقابة على دستورية ال -ثانيا :اإلمتناع

، على األفراد مباشرة إمكانية 2011نذكر بأنه لم يكن ممكنا قبل العمل بدستور الطعن في دستورية قانون معين أمام المحاكم العادية أو المتخصصة مباشرة عن طريق

719Fدعوى أصلية، أو غير مباشرة عن طريق الدفع

ه هو إنكار مطلق على فهذا اإلتجا. 720 25المحاكم صالحيته البت في دستورية القوانين، ألنه ليس من حقها ذلك، بصريح الفصل

المحدث للمحاكم اإلدارية 90.41من القانون رقم 50من قانون المسطرة المدنية والمادة انين فالتشريع العادي نص على صيغة منع المحاكم ممارسة مبدأ الرقابة على دستورية القو

في الوقت الذي ينص المشرع الدستوري على ذلك ، الشيء الذي يخلق واقعة التنازع أو هذا الوضع يملي على ). القانون ( وقانون أدنى ) الدستور( التعارض بين قانون أسمى

القاضي أن يهمل القانون غير المطابق للدستور دون األمر بإلغاءه الن الرقابة التي يتوالها .طار هي رقابة امتناع وليست رقابة إلغاءفي هذا اإل

بان المحكمة الدستورية تختص بالنظر في ” 133نص في فصله 2011إن دستوركل دفع متعلق بعدم دستورية قانون، أثير أثناء النظر في قضية، و ذلك إذا دفع أحد

نها األطراف بأن القانون الذي سيطبق في النزاع، يمس بالحقوق و الحريات التي يتضم .”الدستور

يالحظ من مضمون الفصل المذكور تطور موقف المشرع الدستوري في موضوع الرقابة القضائية على دستورية القوانين، ألنه أجاز ألول مرة لألفراد الطعن في دستورية

و بالتالي فهو إنكار عليه إعمال مبدأ الرقابة عن طريق . عن طريق الدفع قانون معيـن، ).رقابة اإللغاء( األصلية الدعوى

األفراد مباشرة الطعن في دستورية قانون معين عن طريق إن تقرير مبدأ جواز حق الدفع، معناه أن هذا الحق حتى و لئن كان مكانه الطبيعي أمام المحاكم العادية و المختصة، فإن أمر البث فيه يعود للمحكمة الدستورية دون سواها وفقا لقراءة مضمون

.89-88.امحمد مالكي، الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، مرجع سابق ص -720

275

هذا اإلتجاه يكرس إنكار حق الرقابة على دستورية القوانين على . من الدستور 133الفصل القضاء، وفي هذه الحالة فالمحكمة الدستورية هي من يتولى فحص دستورية القانون

. المطعون فيه عن طريق الدفع بإحالة من المحكمة العادية بعد أن توقف البت في الدعوى

ه الطعن في دستورية قانون ما، أمام القضاء وعليه فإذا كان المتقاضي بإمكانفإن ذلك ال ، بمناسبة عرض نزاع عليه عن طريق الدفع )جنائي، مدني، إداري، تجاري(

فالقاضي . يعني بأن القضاء قد أسند إليه الدستور مبدأ النظر في دستورية القانون المذكورالدستورية و يوقف النظر في في هذا اإلطار تنحصر وظيفته في إحالة األمر على المحكمة

الدعوى إلى حين البث في الدفع المثار، من طرف المحكمة الدستورية لن يواصل مناقشة القضية إال بعد أن تصدر المحكمة الدستورية قرارها بشأن القانون المطعون في دستوريته

ة عن طريق الدفع، و بذلك فأمر مطابقة القانون للدستور يبقى من إختصاص المحكم . الدستورية دون غيرهـا

إن الدستور الجديد و لئن كان قد أجاز مبدأ الطعن في دستورية القوانين من طرف األفراد عند المساس بحقوقهم و حرياتهم التي يكفلها الدستور، فإن ذلك مقيد بإسناد

لى اإلختصاص للنظر فيه إلى المحكمة الدستورية دون غيرها، مما يعني إنكار هذا الحق عوٕابقاء االختصاص المتعلق ) مدنية، جنائية، تجارية، إدارية( المحاكم العادية أو المتخصصة

. بالرقابة على دستورية القوانين مجال خاص بالمحكمة الدستورية و إنكاره على المحاكم

نستطيع القول بان حصر اإلختصاص على المحكمة الدستورية للبث في دستورية ما يعرف بإعمال مبدأ الرقابة عن طريف الدفع أو رقابة االمتناع ، قانون معين عن طريق

هو تقييد غير مبرر يتعارض مع المبدأ القائل بأنه من حق المحاكم اإلمتناع عن تطبيق وجهة نظرنا ومن . القانون األدنى وٕاهمال حكمه المخالف لمقتضيات الدستور كقانون أسمى

اع عن تطبيق القانون الذي يتعارض مع الدستور، ألن نعتقد بان المحاكم من واجبها اإلمتنالبث في دستورية القانون من النظام العام، وعلى المحاكم إثارته من تلقاء نفسها حتى و لئن

ألنه من المعلوم أن . لم يكن محل طعن من جانب أحد أطراف الدعوى المعروضة عليهايات الدستور فالقاضي ملزم إصدار تشريع عن جهة عير مختصة أو بشكل يخالف مقتض

276

720Fوجوبا أن ال يطبقه فيما قد يعرض عليه من قضايا

يالحظ بأن المشرع الدستوري . 721المغربي ضيق مجال اختتصاص القضاء الدستوري بحيث لم تسند إليه وظيفة تفسير نصوص القوانين العادية كما فعل قانون المحكمة الدستورية العليا في مصر وكذا الدستور

721Fالمصري

إضافة الى أنـه لم يفوض صراحة الى المحاكم القيام بأعمال الرقابة على . 722 . دستورية القوانين عن طريق الدفع

من الدستور الجديد انه قرر مبدأ الطعن في 133يستنتج من مقتضيات الفصل دستورية القوانين من طرف اإلفراد عن طريق الدفع، و ليس عن طريق دعوى ترفع مباشرة إلى القضاء بمناسبة مخاصمة قرار إداري مثال المستند إلى قانون مخالف للدستور ،

دم دستورية القانون المطعون فيه، بل أن إختصاصها فالمحكمة بهذه المناسبة، ال تصرح بعألن القضاء لم يسند إليه . ينحصر في اإلمتناع عن تطبيقه على النزاع المعروض عليها

إختصاص رقابة اإللغاء، لكونه إختصاص يتقرر بمقتضى دستوري، وهو ما تقرر في هل يمكن للمحاكم لكن . الدستور الجديد عند األمر بتفويضه إلى المحكمة الدستورية

القضائية أن تحكم وقف العمل بقانون معين في حال مخالفته للدستور ؟ إن أمر إلغاء قانون هو من إختصاص المحكمة الدستورية مسند إليها بمقتضى الدستور، فالرقابة أو نص

القضائية على أعمال السلطة التشريعية في المغرب تنحصر في الرقابة عن طريق الدفع ا المحكمة الدستورية وال ينصرف هذا االختصاص الى المحاكم على اختالف أنواعها تمارسه

. ودرجاتها

لقد أنكر القانون المغربي على القضاء الحق في ممارسة الرقابة على دستورية 41.90من القانون 50من قانون المسطرة المدنية والمادة 25القوانين بمقتضى الفصل هذا المقتضى ملزمة وجوبا تطبيق القانون النافذ، و ال يحق لها صراحة، فالمحاكم وفقا ل

لكن العمل بمبدأ الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع، أو رقابة . مناقشة دستوريتهاإلمتناع من طرف المحاكم، ال يحتاج إلى نص دستوري يمنحها هذا الحق لكونه من صميم

إن جميع المحاكم األمريكية تمارس رقابة االمتناع سواء كانت اتحادية أو محلية والمواطن األمريكي من حقه أن يدفع -721ين القانون اإلداري والدستور االتحادي، وأمام المحاكم المحلية بالتناقض بين قانون محلي بالتناقض ب أمام المحاكم االتحادية

راجع عبد الكريم علوان، النظم السياسية والقانون الدستوري، دار الثقافة للنشر . والدستور المحلي أو الدستور االتحادي . 319 -318، ص 1999والتوزيع عمان،

.من الدستور 175المحكمة الدستورية العليا والمادة من قانون 26راجع المادة -722

277

ية قررت هذا اإلختصاص، حتى و لئن كان غير فمختلف األنظمة القضائ. عمل القاضيمنصوص عليه صراحة في صلب الوثيقة الدستورية لما في األمر من عالقة اتصال بالنظام العام الذي ال يجوز مخالفته فالحكم القاضي بعدم دستورية قانون معين يترتب عنه عدم

تور وهذا ما يفسر بأن حجيته االخذ به واالمتناع عن تطبيقه على النزاع لمخالفته أحكام الدس .نسبية

وعليه وبمناسبة مناقشة مسألة الطعن في دستورية القوانين عن طريق الدفع في سنتطرق إلى إشكالية تمثيلية الودادية الحسنية للقضاة في ) 2011(الدستور المغربي الجديد

1.11.19المجلس الوطني لحقوق اإلنسان المحدث بمقتضى الظهير الملكي الشريف رقم خاصة بعد تأسيس 1996من دستور 19، بناء على الفصل 2011المؤرخ في فاتح مارس

ال تعكس صفة الممثل تمثيلية الودادية الحسنية ألنه عمليا أصبحت . نادي قضاة المغربالوحيد لقضاة المغرب، علما ان تأسيس كال من الودادية والنادي يحكمهما قانون الحريات

وفي هذا . الي ال يحق ألي منهما التذرع بشمولية التمثيل أو احتكار الشرعية العامة، وبالتمن الظهير المحدث للمجلس ) الفقرة األخيرة ( 35اإلطار نتساءل بشأن دستورية المادة

،في حين أن الدستور 2011الوطني لحقوق اإلنسان ، لكون الظهير صدر في فاتح مارس ، مما يعني أن الظهير صدر قبل الشروع في 2011يوز الجديد أصبح نافذا في شهر يول

تطبيق مقتضيات الدستور الجديد كأسمى قانون، الذي أقر صراحة للقضاة حرية تكوين وبالنظر الى كون تأسيس نادي قضاة المغرب كان في إطار القانون، ووفقا . الجمعيات

تمثيل للقضاة والقاضيات لمقتضيات الدستور الجديد، الشيء الذي يؤكد شرعية التأسيس والمما يجعل من ثمثيلية الودادية الحسنية للقضاة بعضو في المجلس . المنضوين في إطاره إذن فهل يجوز لنادي قضاة المغرب أن يطعن في تمثيلية الودادية . المذكور محل استفهام

المحدث للمجلس الوطني 1.11.19عن طريق الدفع بعدم دستورية الظهير الشريف رقم 722Fلحقوق اإلنسان

أي أن القانون . 1996من دستور 19الذي صدر بناء على الفصل 723المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان هو ظهير ملكي، فهل يجوز الطعن بعدم

لكونها غير دستورية؟ وهل يوجد 34دستوريته؟ أم إن الطعن يجب أن يقتصر على المادة

.2011بتاريخ مارس 5922عدد المغربية الجريدة الرسمية -723

278

صدر بناء ) كقانون(الدفع بعدم دستورية ظهير ملكي في القانون والدستور ما يسمح بمباشرة ؟ وهل توجد سلطة رقابية أعلى من سلطة 1996من دستور 19على مقتضيات الفصل

نص على حرية تأسيس الجمعيات، وأكد الفصل 2011من دستور 29الملك؟ إن الفصل “ يمكن للقضاة االنخراط في جمعيات ، أو إنشاء جمعيات مهنية” منه 111

70حقا إن البرلمان هو الذي يمارس مهام التشريع كسلطة تشريعية، طبقا للفصل لذلك . من الدستور، ويختص المجال التنظيمي بالمواد الذي ال يشملها اختصاص القانون

ألن التشريع هو مناط . يظهر بأن كل تشريع هو قانون ، لكن قانون ليس بالضرورة تشريعا أن إصدار قانون يمكن أن تتواله أكثر من سلطة وفقا للدستور السلطة التشريعية، في حين

وهكذا فالملك يمارس وظيفة التشريع الى . إطار ما يعرف بالقوانين التنظمية المغربي في الن الملك يمارس جانب رئيس الحكومة مهام السلطة التنظيمية إلى جانب رئيس الحكومة ،

بنص الدستور والتي تتمثل في اختصاصات بمقتضى ظهائر السلطة المخولة له صراحةتشريعية وٕادارية وسياسية، وعليه يعتبر الظهير هو الشكل المعبر عن الصالحيات الدستورية

723Fللملك ومن بينها ممارسة السلطة التشريعية

724 .

فنجد أن المؤسس الدستوري قد خص 2014لسنة الدستور التونسيوبالرجوع إلى ل الرقابة على دستورية القوانين و تتم رقابة دستوريتها بناءا على المحكمة الدستورية في مجا

:طلب من

.رئيس الجمهورية - . رئيس الحكومة -724Fثالثين عضوا من أعضاء مجلس نواب الشعب -

725.

يتم عرضها على المحكمة رية مشاريع القوانين الدستورية و كذلك تختص في مراقبة دستو و الشعب لكي تبدي رئيسها في كونها ال تتعلق بما ال الدستورية من طرف رئيس مجلس نواب

725Fيجوز تعديله حسب ما هو مقرر في الدستور

تنظر في المعاهدات التي تعرض عليها و ،726

.1996من دستور ) 2الفقرة ( 72الفصل -724 2014، الدستور التونسي سنة 2، فقرة 120أنظر الفصل - 725 .2014، الدستور التونسي لسنة 2، فقرة 120أنظر الفصل - 726

279

726Fمن طرف رئيس الجمهورية قبل ختم مشروع قانون الموافقة عليها

، و تراقب مدى دستورية 727727Fئيس المجلسالنظام الداخلي لمجلس نواب الشعب بعد عرضه عليها من قبل ر

، وتصدر 728المحكمة الدستورية قراراها في مدى دستورية القوانين محل الرقابة في أجل خمسة وأربعين

728Fيوما من تاريخ الطعن بعدم الدستورية

األجل المحدد إلصدار قرارها انقضاءو في حالة . 729ث فيه تكون ملزمة بإحالة المشروع فورا إلى رئيس الجمهورية كما يحال القانون الذي تب

المحكمة بعدم دستوريته إلى رئيس الجمهورية و منه إلى رئيس مجلس نواب الشعب للتداول فيه ثانية طبقا لقرار المحكمة الدستورية و على رئيس الجمهورية إرجاعه لها للنص في

729Fدستوريته قبل ختمه

، ويجب أن يحتوي قرار المحكمة في موضوع الطعن في الدستورية 730ة على التعليل و اإللزامية لجميع السلطات و إرفاقه بإجراء شكلي وهو أو عدم الدستوري

730Fالنشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية

أما تعهد المحكمة لدفع بعدم دستورية قانون ، 731ما فيقتصر نظرها على المطاعن التي تمت إثارتها وتبث فيها خالل ثالثة أشهر قابلة للتمديد

و يتوقف العمل بالقانون في حدود عدم الدستورية التي .بقرار معللمرة واحدة و يكون ذلك 731Fقضت بها المحكمة الدستورية

732.

:خاتمة الفصل الثاني

تناولنا في هذا الفصل العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ومدى تأثر هذه العالقة بتغيير مكانة السلطة األولى في كل من المغرب وتونس جراء التعديالت الدستورية

2014، الدستور التونسي لسنة 4، الفقرة 120أنظر الفصل - 727 2014، الدستور التونسي لسنة 6 ، الفقرة 120ر الفصل أنظ - 728 .، نفس الدستور 1، فقرة 121أنظر الفصل - 729 .، نفس الدستور 3، فقرة 121أنظر الفصل - 730 .، نفس الدستور 2، فقرة 121أنظر الفصل - 731 .، نفس الدستور 123أنظر - 732

280

التي عرفتها الدولتين، فنجد كال البلدين قد قاما بدسترة ميالد جديد لهذه العالقة، وذلك إضافة إلى تعزيز مكانة الرقابة . تكريس التوازن بين السلطتين والتعاون بينهمابمحاولة

البرلمانية وآلياتها على أعمال الحكومة والجديد الحصري هو منح كال الدستورين مكانة مرموقة للمعارضة البرلمانية في الدستور وتخويلها حقوق عديدة واختصاصات، وهذا بهدف

والعمل على تطوير وعقلنته ألن الرقابة البرلمانية والمعارضة تعد النهوض بالعمل البرلمانيمن أهم مقومات األنظمة البرلمانية وشرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية ويبقى الهدف دائما

.قصد النهوض والرفع من المنتوج التشريعي

ة أما في الجزائر، فيتضح لنا جليا التفوق الواضح للسلطة التنفيذية على السلطالتشريعية، وتأثيرها عليها، األمر الذي لم يسمح لهذه األخيرة بممارسة اختصاصها الرقابي بكل سيادة وهو ما يصعب من إضفاء بعد برلماني على النظام السياسي الجزائري ولعل السبب الرئيسي لهذا التفوق والتأثير الواضح للسلطة التنفيذية على السلطة التشريعية يعود

لى بنية النظام السياسي الجزائري الذي ميزه منذ البداية تفوق الجهاز التنفيذي باألساس إوٕادارته للعالقة مع السلطة التشريعية لصالحه حتى أصبحت هذه األخيرة وكأنها في موضوع

.التبعية له

وبالرجوع إلى الرقابة الدستورية فلمسنا في هذا الفصل أن كال الدستورين قد أحداثا حكمة دستورية وبهذا يكون هذا التغيير في نظام الرقابة الدستورية يشكل قطيعة ألول مرة م

مع الهيئة الدستورية التي كانت مختصة برقابة الدستورية أي اإلرتقاء من المجلس الدستوري إلى المحكمة الدستورية وتوسيع نطاق اختصاصها عالوة عن التي كان يشملها المجلس

.الدستوري السابق

الجزائر فقد عقدت آمال كبيرة على المجلس الدستوري غداة تأسيسه سنة أما في ، بالنظر إلى المهمة األساسية التي عهدت له وهي السهر على حماية الدستور من 1989

خالل رقابته على مدى مطابقة التشريعات المختلفة للدستور، سواء تعلق األمر بقوانين توري الجزائري من انتهاز الفرص التي أتيحت له لقد تمكن المجلس الدس. عضوية أو عادية

عند رقابته على بعض النصوص القانونية، بتأكيد على أداء المهمة المنوطة بها، وهي

281

السهر على حماية الدستور وخاصة عندما قضى بعدم دستورية عديد من األحكام التي ارتأى عيل دوره كقاضي انتخابي من بأنها تمس بالحقوق والحريات المقررة دستوريا، كما تمكن تف

.خالل سهره على صحة هذه اإلنتخابات وفصله في الطعون المقدمة بشأنها

غير أن الواقع ومن خالل ممارسة المجلس لوظائفه اثبت بأن هناك عوائق عديدة تحول دون تحقيقه لألهداف التي أسس من أجلها، ولعل أبرزها يمكن ذكر تقليص آلية

، لذلك "رئيس الجمهورية وغرفتي البرلمان"ثالث جهات ممثلة في اإلخطار و حصرها لدىيكون حريا على المؤسس الدستوري توسيع اإلخطار مستقبال في مرحلة أولى لكل من رئيس الوزراء وعدد من أعضاء البرلمان، على غرار من التجربة الفرنسية والمغربية والتونسية، التي

الت الدستورية األخيرة التي عرفتها هذه الدول والتي عرفت تطورا بارزا من خالل التعديمكنت المواطنين من حق الطعن في النصوص التي تمس بالحقوق والحريات التي يكفلها

.الدستور ولو بطريق غير مباشر

282

:خاتمة

من خالل دراستنا للسلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي الثالث محل الدراسة، لنا وجود تمايز في مكانتها، فإبقاء الجزائر على المكانة السابقة لها واستمراريتها، تبين

وتغيرها في المغرب وتونس نتيجة للتعديالت الدستورية الجديدة المستجيبة لطلبات وتطورها .المواطنين والمجتمع المدني وهذا إلنهاء الصراع بين المواطنين والحكام

بتغييرات كثيرة من أجل بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق فجاءت هذه الدساتير .والقانون، وٕاقامة مؤسسات الدولة الحديثة، مركزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة

معتمدا على نظام ملكية دستورية 2011ولقد أتى الدستور المغربي الجديد لسنة ازيغية لغة رسمية للبالد فكان هذا ألول ديمقراطية برلمانية واجتماعية، ونص على أن األم

مرة، وتحول بموجب هذا الدستور منصب الوزير األول إلى رئيس للحكومة، كما كفل هذا .الدستور حرية الصحافة وحق المواطنين في الولوج إلى المعلومة

فقد تم تبني إثره نظام جمهوري ديمقراطي 2014أما الدستور التونسي الجديد لسنة في إطار دولة مدنية يحكمها القانون والسيادة فيها تسند للشعب عبر التداول السلمي تشاركي

على الحكم، كما نص على أن اللغة العربية هي لغة الدولة وتقوم على المواطنة وٕارادة .الشعب وعلوية القانون

كما نص كال الدستورين على تبني برنامج النظام البرلماني، فأصبح رئيس الحكومة .ن من الحزب أو اإلئتالف المتحصل على األغلبية البرلمانيةيعي

فخالفا على طريقة تعيين الوزير األول في الدستورين السابقين لكال البلدين من طرف كما كان يعين باقي أعضاء الحكومة باقتراح من الوزير األول، ) رئيس –ملك (رئيس الدولة

وتونس قفزة عالية حيث أصبحت آلية تعيين فلقد قفز كال المؤسسين الدستوريين للمغرب رئيس الحكومة وباقي أعضاءها مختلفة عن التي كانت من قبل، حيث أصبح رئيس الدولة

يعينون رئيس الحكومة من الحزب أو اإلئتالف ) الملك في المغرب، الرئيس في تونس(فيتم تعيينهم المتحصل على العدد األكبر من المقاعد في البرلمان، أما أعضاء الحكومة

283

باقتراح من رئيسها بمبادرة منه، كما أصبح رئيس الحكومة بإمكانه دعوة أعضاء الحكومة .لعقد مجلس وزاري للتداول فيه على أهم القضايا التي تهم البالد

أما السلطة التشريعية فتمارس عن طريق ممثلي الشعب ففي تونس تم تبني نظام مجلس المستشارين أما المغرب فأبقى التشكيلة البرلمانية أحادية القطب البرلماني وتم إلغاء

السابقة وخول الدستورين الجديدين للسلطة التشريعية توسيع من اإلختصاصات وهذا يعتبر مظهر من مظاهر تعزيز السلطة التشريعية كما قد تم منح مكانة مرموقة للمعارضة في

ى أعمال الحكومة بهدف وضع التوازن البرلمان وتم تعزيز آليات الرقابة البرلمانية عل .والتعاون بين السلطتين وكذا النهوض بالعمل البرلماني والعمل على تطويره

كما تم اإلرتقاء بالقضاء في المغرب إلى سلطة قضائية وأكد الدستور التونسي على نفيذية مبادئ استقاللية القضاء وأكد كال الدستورين على استقاللية القضاء عن السلطتين الت

والتشريعية وأن الملك في المغرب هو الضامن له، كما منع كال الدستورين التدخل في القضايا المعروضة على القضاء وال يتلقى القاضي بشأن مهمته القضائية أي أوامر أو

.تعليمات وال يخضع ألي ضغط

د تنازل ولقد تمت دسترة في المغرب الحقوق والحريات للمواطنين في الباب الثاني بع .1996باب الملكية لها، بعدما كان منصوص عليها في فصول متفرعة في الدستور سنة

ولقد تم استحداث هيئة دستورية جديدة ومن المهام المنوطة بها مراقبة دستورية القوانين وهذا لمراقبة المشرع خالل سنه للقوانين لكي ال تتعارض هذه القوانين والدستور

الحقوق والحريات إلى جانب إسناد المحكمة الدستورية اختصاصات وتفادي تعرضها مع أخرى كالبث في المنازعات في انتخاب أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين في المغرب ومراقبة صحة عمليات اإلستفتاء وٕاجراء المراجعة الدستورية، باإلضافة إلى رفع

.ورية في تونس لهاالنزاعات التي تقع بين رئيس الحكومة ورئيس الجمه

وكل المقتضيات الدستورية السابقة الذكر، تؤكد بأن الدستورين الجديدين المغرب شكل قطيعة مع الدساتير السابقة على عدة مستويات من بين أهمها 2014، تونس 2011

284

ما يتعلق بالرقابة البرلمانية على العمل الحكومي، ودور المعرضة في إطار النظام البرلماني إضافة إلى المحكمة الدستورية التي أحدثت بموجب التعديالت الدستورية . غربي الجديدالم

) 2011، 2014(الجديدة وهذا وخالصة القول بالنسبة لتعديلين الجديدين لتونس والمغرب يشكالن وثيقة دستورية راقية ومتقدمة عن سابقتها على مستوى الشكل والمضمون معا وهما

ن الدساتير ذات التقاليد الديمقراطية، وخاصة بودر فيهما على صريح يسموان إلى مثياله م .العبارة إلى تكريس الحقوق والحريات األساسية بشكل أكثر جرأة ووضح ومضمون معا

بالرجوع للسلطة التنفيذية في الجزائر فلقد تبين لنا أن مؤسسة رئاسة الدولة في ؤسسة المؤسسات، وقطب الرحى الذي الجزائر تحضى بمكانة عالية ضمن هذه السلطة، م

.تدور عليه باقي المؤسسات األخرى

إن كل المقاربات النظرية التي حاولت تحليل النظام السياسي والدستوري للجزائر، تكشف عن خاصية أساسية لهذا النظام، والمتمثلة أساسا في وجود فاعل محوري يتمتع

ال يمكن الوقوف على مضمونها الحقيقي، بأوسع الصالحيات والسلطات، هذه السلطات التي باإلعتماد على التقنيات الدستورية الكالسيكية المعروفة في األنظمة السياسية لليبرالية، فقد اكتسبت مؤسسة الرئاسة في الجزائر، قوة حقيقية مكنتها من تعزيز مكانتها في الحياة

على حكمها، وقيامها إلى جانب السياسية، وكذا الحفاظ على تواجدها نتيجة إضفاء الشرعية المؤسسات األخرى، وعندما نتحدث عن الشرعية في الجزائر نستحضر الشرعية الثورية التي جعلت من زعيم حزب جبهة التحرير الوطني مصدرا للسلطة، نظرا إلى ما قامت به الجبهة

.من أدوار في حزب التحرير

بالغة، نظرا إلى النظام الرئاسي إن رئاسة الجمهورية في الجزائر تعتبر ذات أهمية، 1988وٕاال غاية 1962الجزائري، منذ تاريخ استالم الرئيس أحمد بن بلة السلطة عام

عاش في ظل نظام الحزب الواحد على الشاكلة السوفياتية، ففي هذه الحقبة عرف النظام ظام الحزب السياسي آنذاك، تبني اقتصاد موجه في إطار ديمقراطية شعبية معتمدة على نوقد 1989الواحد، ثم سيطرة النخبة العسكرية، كقوة للحفاظ على األمن العام وفي عام

تعاقب على الحكم خالل هذه الفترة في الجزائر احمد بن بلة، ثم هواري بومدين، والشاذلي بن

285

جديد الذي عمل على تجديد الدستور وٕاقرار التعددية الحزبية، عرفت الجزائر أكثر من ين حزبا، منها الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ التي فازت في اإلنتخابات التشريعية والبلدية، خمس

، لم تعرف الجزائر استقرارا سياسيا، مما أغرق الدولة في 1992ومنذ ذلك الوقت، أي منذ حمام من الدم، حيث تعاقب على الحكم كل من محمد بوضياف الذي تم اغتياله، وعلي

ه من طرف المجلس األعلى للدولة، وخلفه اليامين زروال الذي تم انتخابه كافي الذي تم تعيينثم ترك السلطة بمحض إرادته، ثم بعد ذلك انتخاب عبد العزيز بوتفليقة عدة 1995في عام

.عهدات متتالية

وبذلك فإن النظام السياسي الجزائري حتى وٕان كان قد عرف بعض التطورات لبعض تعرف الهيكلة نفسها، وهي ثنائية السلطة التنفيذية مع تقوية سلطة المؤسسات إال أنها بقيت

الرئاسة حيث أن رئيس الحكومة ال يمارس أية مسؤولية، كيفما كان نوعها نظرا لوضعه ومكانته داخل هذه األنظمة، كما أن الصالحيات الواسعة التي يمارسها رئيس الدولة تؤكد

يجمع في الواقع بين الصالحيات المخولة له في النظام هذا الدور المحوري الذي يقوم به، إذ الرئاسي، وصالحيات رئيس الحكومة في النظام البرلماني، وهذا الدور الذي تؤديه رئاسة الدولة في الجزائر جعلت من الحكومة أداة في يدها لتقزيم دور البرلمان الذي أصبح مشرعا

يرة بالتجربة البرلمانية المعقلنة، التي سعت من الدرجة الثانية حيث تأثرت الجزائر بصفة كب .بشكل واضح إلى تقليص سلطاته واختصاصاته

كما استعرضنا في هذا البحث مختلف الصالحيات التي يمارسها رئيس الدولة والحكومة في الجزائر حيث يمارس رئيس الدولة صالحيات واسعة تجعل منه مراقبا عاما

وف العادية يمارس صالحيات سياسية وسيادية واسعة، لمختلف مجاالت الحياة، ففي الظر ويمارس في الجانب التنفيذي صالحيات مهمة، حيث يرأس المجلس الوزاري، كما يقوم بتعيين وٕاقالة الحكومة، وتوجيه السياسة العامة للبالد، عالوة على التقنيات الواسعة التي

يمارس تاثيرا واضحا، واصبح يملكها في المجال التنظيمي، وفي المجال التشريعي حيث .الرئيس هو المشرع األول والبرلمان هو المشرع الثاني

286

كما ينفرد رئيس الدولة، بممارسة العديد من المهام لحفظ التوازنات الدستورية والسياسية مثل إصدار العفو، ورئاسة وتنظيم المجالين العسكري والدبلوماسي، والتوقيع على

.عليها، كما يتحكم في وضع الدستور ومراجعتهالمعاهدات والمصادقة

وتزداد هذه الصالحات أهمية واتساعا في الحاالت اإلستثنائية، إذ تسمح هذه الحاالت بتركيز جميع السلطات بين يديه، وتهميش إي جهاز سواءا كان من طبيعة تشريعية أو

دور الحكومة، وتجميد تنفيذية، إذ إن من مميزات هذه الحالة تعطيل عمل البرلمان وتهميشالمؤسسات الدستورية بصفة عامة مما يسمح لرئيس الدولة بممارسة سلطات مطلقة غير خاضعة لية مراقبة كيفما كان مصدرها ومضمونها، وهذا أمر طبيعي ألن المؤسسات

.الدستورية التي توكل إليها أصال هذه المراقبة تكون مجمدة

ية في الجزائر نجد أن الدساتير الجزائرية لم تسمح وانطالقا من متابعة الحياة السياسبالتداول الديمقراطي على السلطة وفق نتائج االقتراع العام، ما يسفر عن اختيارات الناخبين، بحيث إن اإلنتخابات التشريعية ال تفرز بالضرورة مؤسسة الحكومة أو الوزير األول، لن

ن الناحية القانونية باختيار الوزير من األغلبية الدستور الجزائري ال يلزم رئيس الجمهورية مالبرلمانية، ومن تمكين المواطن من حقه الكامل في تقرير مصيره السياسي، واحترام الدور

.التمثيلي لألحزاب السياسية، وٕاضفاء المصداقية الكاملة على االنتخابات

ولة كمؤسسة تنفيذية ونعلم أن النظرية الدستورية الحديثة تنبني على قيام حكومة مسؤ أمام البرلمان، عن طريق تقديم البرنامج الحكومي أمام البرلمان للتصويت عليه وحصوله

بعدها يشكل الوزير األول . على األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم البرلمانم الحكومة ويتقدم بالئحة أعضاءها إلى رئيس الدولة الذي يقوم بتعيينهم، وفي حالة عد

موافقة البرلمان على البرنامج الحكومي يختار رئيس الدولة وزيرا أوال جديدا، وهو ما يجعل ، ومن موافقة أعضاء "التنصيب البرلماني للوزير األول"مسؤولية الحكومة مستمدة من

البرلمان على الخطوط العامة للبرنامج الحكومي، غير أن الجزائر تعرف تنصيبا أحاديا وللحكومة، معلوم أن مسؤولية الحكومة في الفقه الدستوري تعني أن هذه األخيرة للوزير األول

.هي التي تحدد السياسة العامة للبالد وتقودها

287

وكل هذه المالحظات السابقة الذكر ال تمنعنا من الخروج ببعض االقتراحات نراها :كفيلة بإصالح النظام السياسي الحالي

على مستوى الحقوق والحريات :والمرأة الرجل بين مناصفةال

ترتب والذي ،2008 تعديل بمقتضى بارزا تطورا للمرأة السياسية الحقوق عرفت ما بعد

الذي المنتخبة، المجالس في المرأة مشاركة حظوظ لتوسيع اإلجباري الحصص نظام إدراج عنه

مكرر 31تضمن مقترح التعديل الدستوري تعديل المادة ذلك، بعد عضوي بقانون تنظيمه تمتجسيد المناصفة بين الرجل "على إلزام الدولة بالعمل لتنص على 1996من دستور

والمرأة كغاية قصوى، وكعامل لتحقيق ترقية المرأة، وازدهار األسرة، وتالحم المجتمع تعمل على ترقية الحقوق السياسية للمرأة بتوسيع تمثيلها في وفي هذا اإلطار، وتطوره،

".بةالمجالس المنتخ أحكام إطار في تقدما أكثر مرحلة تعتبر والمرأة الرجل بين المناصفة أن المعروف من

المساواة بتحقيق وذلك ،1979 لسنة المرأة ضد التمييز أشكال مختلف القضاءعلى اتفاقية

آنفا المذكورة االتفاقية تعتبره اإلجباري الحصص أو الكوتا نظام أن علما الجنسين، بين التامة

بين التامة المساواة إلى للوصول مرحلي إجراء مجرد وهو،المواطنين بين إيجابيا زاتميي

بين المساواة مبدأ إليه يصل أن يمكن ما أقصى استشراف يحاول التعديل هذا ولعل الجنسين،

قيم على يقوم محافظ مجتمع في التحقيق صعب يبدو كهذا أمر الخصوص؛ على الجنسيين

الحصص نظام مع أصال تتعارض المناصفة أن كما والرجل؛ لمرأةا بين التمييز بعض تقر

.المقترح الدستوري التعديل مشروع في به احتفظ الذي اإلجباري

الشريعة أحكام إطار في"بعبارة بها االحتفاظ حالة في المادة هذه تذييل نقترح لذلك

معها يستقيم ال سالميةاإل الشريعة في الداللة قطعية أحكام هناك أن اعتبار على ،"االسالمية

.والطالق والشهادة الميراث ألحكام بالنسبة الحال هو كما المناصفة، مبدأ

288

الدور الرقابي للبرلمان

على الرغم من الجدل الذي عرفته الساحة السياسية والبرلمانية حول عالقة الحكومات الرقابة الردعية تجاه المتعاقبة مع البرلمان، هذا األخير الذي جرد من استعمال أدوات

الحكومة على الرغم من النص عليها دستوريا، ونعني هنا اقتراح ملتمس رقابة والتصويت بالثقة، وتجلى ذلك بإحجام الكثير من رؤساء الحكومات عن تقديم بيان سنوي عن السياسة

ام العامة لحكوماتهم على الرغم من النص الدستوري الذي يلزمهم بذلك، ولعل هذا اإلحجيستهدف الحيلولة دون استخدام نواب المجلس الشعبي الوطني للمبادرة بملتمس الرقابة نظرا ألن تحريكه مرتبط ببيان السياسة العامة والتصويت عليه بأغلبية الثلثين يترتب عنه استقالة الحكومة، علما أن التصويت بالثقة يكون بطلب من الوزير األول بمناسبة بيان السياسة

.ةالعاملذلك وتفاديا للمخالفات الدستورية المتكررة للحكومات، ندعوا إللزامها بنص دستوري واضح المعنى بتقديم بيانا سنويا عن سياستها العامة أمام المجلس الشعبي الوطني، ألن

المجلس الشعبي الوطني جلسة، في كل دورة، لمراقبة عمل الحكومة اإلكتفاء بتخصيصجوبا، ليس لها معنى، نظرا لغياب الجزاء المترتب على هذه المراقبة، بحضور الوزير األول و

بل أن نية المؤسس الدستوري تبدو واضحة في تجريد هذه الرقابة من الفعالية، ومن ثم ستتحول هذه المناسبة إلى مجرد حوار بين المعارضة والوزير األول، بل أكثر من ذلك

.فرصة لداعمي الحكومة لتثمين جهودهاكما أن النص في الدستور على آجال تلزم أعضاء الحكومة لرد على استجوابات وأسئلة أعضاء البرلمان، ليس له معنى ما دامت هذه اآلجال منصوص عليه في القانون العضوي المنظم للعالقة بين غرفتي البرلمان وبينهما وبين الحكومة، ألن عدم احترام هذه

دأبت على رفض تقديم بيان سنوي عن سياستها العامة رغم اآلجال وارد، مادامت الحكومات .النص عليه دستوريا

كما نرى أنه من األجدر تقوية وسائل الرقابة السهلة االستخدام والغير مرتبطة بمناسبات معينة على غرار لجان التحقيق واألسئلة واالستجوابات وذلك بإزالة كل العراقيل

289

ا أو تحقيقها ألهدافها والمتمثلة في فرض رقابة مستمرة التي من شأنها الحد من استعماله .على الحكومة لدفعها لتقويم عملها

حيث لوحظ من خالل تحليل األسئلة البرلمانية على الخصوص، استعمالها أكثر من طرف األغلبية الحاكمة نظرا للدور الذي قد يلعبه مكتبي غرفتي البرلمان في استبعاد أسئلة

رغم من عدم ترتيب أي جزاء جدي على هذه الوسيلة الرقابية، لذلك نقترح المعارضة على الإدراج أنواع جديدة من االسئلة على غرار أسئلة الساعة، وهي نوع من االسئلة تعطى لها االولوية في جدول األعمال كلما كانت مرتبطة بقضايا الساعة وهي آلية تمكن الحكومة من

.القضايا تقديم مواقفها في هذا النوع من

إعادة التوازن بين غرفتي البرلمانمن المعروف أن نظام الثنائية البرلمانية الذي تبناه المؤسس الدستوري الجزائري بمقتضى

، أقام عالقة تكاملية بين غرفتي البرلمان سواء في ميدان الرقابة أو التشريع 1996دستور ن خالل ضرورة مرور مشاريع ويظهر هذا التكامل في ممارسة الوظيفة التشريعية م

واقتراحات القوانين على الغرفتين لمناقشتها والمصادقة عيها، وكذا عبر العمل الرقابي على عمل الحكومة الذي تقوم به الغرفتين؛ ويظهر التكامل بين الغرفتين في اللجنة المتساوية

عليهما، األعضاء في حالة حدوث خالف بينهما حول أحكام نص من النصوص المعروضةإضافة إلى إمكانية اجتماع البرلمان بغرفتيه تحت رئاسة واحدة، في الحاالت التي حددها

.الدستوروفي مقابل هذا التكامل بين غرفتي البرلمان كان هناك عدم مساواة بينهما سواء في نوعية وسائل الرقابة المخولة لكل غرفة، على اعتبار أن المصادقة على مخطط عمل

واختتام بيان السياسة العامة باقتراح ملتمس رقابة والتصويت على طلب الثقة، والتي الحكومةتترتب عنها المسؤولية السياسية للحكومة، مقتصر استعمالها فقط على المجلس الشعبي الوطني، في مقابل إمكانية تعرضه للحل دون مجلس األمة، إال أن تمكين أعضاء مجلس

في مشروع التعديل الدستوري، مع اإلبقاء على نصاب ثالثة أرباع األمة من اقتراح القوانينلمصادقته على القوانين، من شأنه تكريس نوع من التمايز بين الغرفتين على الرغم من أن

290

الشرعية االنتخابية لنواب المجلس الشعبي الوطني تفوق شرعية أعضاء مجلس األمة .وجود ثلث معين من بينهم المنتخبين باالقتراع غير المباشر زيادة على

لذلك نقترح إعادة النظر في النصاب الذي يصادق به أعضاء مجلس األمة على ، علما أن استحداث مجلس األمة كان من )2/3(إلى الثلثين) 3/4(القوانين من ثالثة أرباع

بين أهدافه جعله كصمام أمان في وجه أي أغلبية متطرفة في المجلس الشعبي الوطني، ن خالل تقنية الربع المعطل، ولو أن هذا الربع المعطل يمكن أن يتشكل من أحزاب وذلك م

المعارضة وعندها يتحول إلى خطر يهدد السير العادي للعملية التشرعية، بما فيها حتى .التعديل الدستوري

حكومة نابعة من األغلبية

وري لتعيين كان منتظرا أن يتم التنصيص على إلزام رئيس الجمهورية بنص دست

الوزير األول من األغلبية المشكلة للمجلس الشعبي الوطني سواء كانت حزبا أو إئتالف عدة أحزاب، إال أن ذلك لم يؤخذ بعين االعتبار في مشروع التعديل الدستوري المقترح، وبقي

.رئيس الجمهورية يتمتع بالسلطة التقديرية في اختيار وتعيين الوزير األول وٕانهاء مهامهعلى الرغم من أنه ال يمكن أن نتصور أن رئيس الجمهورية سيستعمل سلطته

اليحظى بدعم األغلبية المشكلة للمجلس الشعبي الوطني، التقديرية في اختيار وزير أولحتى ولو كان غير منتمي لها سياسيا، إال أن عدم تكليف األغلبية برئاسة الحكومة، من

بي في االنتخابات التشريعية الذي يستهدف الوصول إلى شأنه أن يقضي على التنافس الحز السلطة لتطبيق برنامج الحزب، وتتحول االنتخابات إلى مجرد قناة للوصول إلى البرلمان لالستفادة من االمتيازات المادية والحصانة البرلمانية؛ مع االكتفاء بالمساندة غير المشروطة

.ارضةلحكومة الرئيس، أو المعارضة من أجل المع

-سواء كانت مساندة أومعارضة للرئيس-يضاف إلى ذلك أن عدم وضع األحزاب على المحك لتجريب قدرة كوادرها في إدارة الحكومة، يجعلها في منأى عن المسائلة،

.لرئيس الجمهورية وحكومته بالمسئولية السياسية عن إدارة الشأن العام وترمي

291

بالسلطة في حالة الوصول إليها، أصبح أمرا والقول بالخشية من تمسك المعارضة مردودد عليه بعد إقتراح إدراج مبدأ التداول الديمقراطي في الديباجة؛ كما أن الواقع العملي أثبت في الدول العربية المجاورة كيف اصطدمت التيارات السياسية التي وصلت إلى السلطة

بير بين التنظير والتطبيق، في الوقت حيث ظهر الفارق الك،في هذه البلدان بحقيقة الميدانالذي يؤجل استبعاد التيارات السياسية المعارضة من تولي السلطة الحكم عليها من قبل

.الناخبين وتبقى دائما بديال مطروحا للنظام القائم إلى أجل غير مسمى

تقوية المعارضة

تحتل مكانة مميزة تحظى المعارضة بمكانة هامة في األنظمة الديمقارطية، لذلك فهي في النظام السياسي، حيث يتلخص دورها في كبح الحكومة، وينظر لها دائما بأنها الحكومة البديلة، لذلك غالبا ما تشكل ما يعرف بحكومة الظل، تتألف من برلمانيين يشرفون على

ك بإعداد حقائب وزارية موازية للوزارات التي تتكون منها الحكومة القائمة، فتقوم بناء على ذل .برنامج بديل لبرنامجها

ألجل ذلك هناك مزايا عادة ما تتمتع بها المعارضة الرسمية للحكومة، على غرار الحق في أخذ الكلمة بعد تدخل الحكومة في البرلمان، ومنحها مجاال أوسع لطرح األسئلة

دعم مادي واستجواب الحكومة مقارنة ببقية األحزاب، وفي بعض األحيان تستفيد حتى من لتغطية مصاريف البحث والمستخدمين، لتكوين إطاراتها المرشحة لتولي المناصب العليا في

.الدولة في حالة وصولها للحكمأما في مشروع التعديل الدستوري المقترح، فبغض النظر عن بعض مالمح تمكين

ة تخصيص كل غرفة من غرفتي البرلمان جلس المعارضة من بعض الحقوق كالنص علىشهريا، لمناقشة جدول األعمال الذي تعرضه مجموعة برلمانية من المعارضة، وتمكين أعضاء غرفتي البرلمان من إخطار المجلس الدستوري، والذي إن حدث، سيكون في الغالب من برلمانيين ينتمون للمعارضة؛ لم نجد هناك مؤشرات أخرى على إعطاء مكانة هامة

.منظومة الحكمللمعارضة باعتبارها شريك في

292

يضاف إلى ذلك ففي مقابل أخذ المشروع بعدد تناسبي بين غرفتي البرلمان إلخطار عدد اعضاء مجلس االمة ال يمكن ان (المجلس الدستوري نظرا لعدم تماثلهما في التشكيل

40نائبا أو 70، إال أن اشتراط عدد )يتجاوز نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي الوطنيألمة يبدو صعب التحقيق خاصة من قبل المعارضة في الغرفتين، لذلك عضوا في مجلس ا

في مجلس األمة ألن فكرة 30في المجلس الشعبي الوطني و 50نقترح تخفيضه إلى إعطاء حق اإلخطار للكتل البرلمانية في الغرفتين من شأنه إغراق المجلس الدستوري

.بالطعون ضد القوانين بحجة عدم دستوريتهااإلطار يمكن االستفادة من التوجه الذي ذهب إليه المؤسس الدستوري التونسي في هذا عندما اعتبر المعارضة مكونا أساسيا في مجلس النواب، وأعطاها حقوقها 2014في دستور

التي تمكنها من النهوض بمهامها في العمل النيابي وتضمن لها تمثيلية مناسبة وفاعلة في اخليا وخارجيا، وأكثر من ذلك أسند إليها وجوبا رئاسة اللجنة كل هياكل المجلس وأنشطته د

المكلفة بالمالية ومقرر باللجنة المكلفة بالعالقات الخارجية، وأعطاها الحق كل سنة في .تكوين وترؤس لجنة تحقيق، في مقابل واجبها باإلسهام قي تنشيط وبناء العمل النيابي

تعزيز الفصل بين السلطات

المتعلقة بالعالقة بين السلطات في النظام السياسي الجزائري تشير إلى كل الدراسات

وعلى الرغم من بعض مظاهر التعاون والرقابة ،تفوق السلطة التنفيذية على السلطة التشريعيةكمواجهة حق حل المجلس الشعبي الوطني بالمسؤولية السياسية (المتبادلة بين السلطتين

ت تدخل وتأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية تبدو ، إال أن مجاال)للحكومة أمامهحل أكثر اتساعا، ويظهر ذلك على الخصوص من خالل تمكين رئيس الجمهورية من

المجلس الشعبي الوطني دون قيود موضوعية واللجوء إلى استفتاء الشعب في كل القضايا افة إلى سلطته في االعتراض ذات األهمية الوطنية من دون تحديد على سبيل الحصر، إض

على القوانين وٕاصدارها، فإذا كان االعتراض يمكن تجاوزه بإعادة تصويت المجلس الشعبي الوطني عليها بأغلبية الثلثين، إال أن تأخر رئيس الجمهورية في إصدار القانون ال يترتب

ح تخويل رئيس عليها أي جزاء مما يمكن معه تعطيل دخول القانون حيز النفاذ، لذلك نقتر

293

ثالثين يوما دون إصدارها من المجلس الشعبي الوطني بإصدار القانون في حالة انقضاء .1963 قبل رئيس الجمهورية، كما كان عليه الحال في دستور

ولعل أكبر مثال على اتساع صالحيات رئيس الجمهورية على حساب البرلمان هو بين و الوطني الشعبي المجلس شغور عند(إعطاءه صالحية تشريع بأوامر في حاالت عديدة

بأمر المالية قانون مشروع إصدار إمكانية إلى إضافة ؛ االستثنائية الحالة وفي البرلمان؛ دورتي

على الرغم من أنه كان يمكن تقليص ،)يوما 75 خالل عليه البرلمان مصادقة عد حالة فيور المجلس الشعبي الوطني، ألن هذه الحاالت وحصرها في حالتي الظروف االستثنائية وشغ

تمكين رئيس الجمهورية من التشريع عن طريق األوامر بين دورتي البرلمان رغم إمكانية اجتماع هذا األخير في دورات استثنائية، من شأنه أن يجعل من رئيس الجمهورية سلطة

ض مع نص تشريعية موازية للبرلمان، ويضعف من الدور التشريعي للبرلمان، وهو ما يتناق .الدستور على اأن للبرلمان للسيادة في إعداد القانون والتصويت عليه

تدعيم مبدأ التعاون بين السلطات

على الرغم من تعدد مجاالت التعاون والتأثير المتبادل بين السلطتين التفيذية والتشريعية على الخصوص، إال أن االقتصار على النص على استشارة رئيس الجمهورية

خاصة سلطة التشريعة والمجلس الدستوري عند إقدامه على اتخاذ بعض القرارات الهامة،لل، يبدو أمرا )الحصار والطوارئ والحالة االستثنائية والحرب(منها حاالت الظروف االستثنائية

شكليا أكثر منه إجراء جوهري له تأثير على اتخاذ القرار؛ لذلك نقترح تحديد بعض الحاالت د من موافقة البرلمان قبل إعالنها، نظرا لما قد يترتب عنها من آثار قد تحد من التي ال ب

.حقوق األفراد وحرياتهم

مجال الرقابة على دستورية القوانين

لتفعيل دور المجلس رغم العناية التي أوالها مشروع التعديل الدستوري المقترحالدستوري، والتي تظهر على الخصوص من خالل توسيع حق اإلخطار إلى أعضاء

294

البرلمان، إال أننا نرى أن تمكين الوزير األول من اإلخطار ليس له معنى في ظل الطبيعة مادام مجرد منفذ لبرنامج رئيس الجمهورية، األمر الذي الرئاسية للنظام السياسي الجزائري،

ال يتصور معه إقدامه على الطعن في قوانين قدم هو بنفسه مشاريعها وصادقت عليها .األغلبية البرلمانية المساندة له

كما أن توسيع التشكيلة إلى إثني عشر عضوا لن يكون له أي تأثير على فعالية ذلك لمساواة نظرية في التمثيل بين السلطات الثالث، إذا المجلس بغض النظر عن تحقيق

علمنا أن األربع قضاة المنتخبين والممثلين للسلطة القضائية سبق لهم وأن عينوا كقضاة انتخاب مجلس األمة لعضوين من الثلث الرئاسي، وهو بمرسوم رئاسي، يضاف لهم إمكانية

خاصة إذا أضفنا إلى ذلك أداء أعضاء ما يجعل المجلس يدور في فلك رئيس الجمهورية، .للقسم أمام رئيس الجمهورية المجلس الدستوري

أما التأكيد على حجية آراء وقرارات المجلس الدستوري في مواجهة جميع السلطات رغم اهميتها، إال أن ذلك سبق النص عليه في النظام المحدد إلجراءات عمل المجلس

والقرارات أصبحت بحكم ما تضمنه مشروع التعديل الدستوري، علما أن بعض اآلراء الدستوري المقترح ملغاة، خاصة رأيه المتعلق بفتح العهدات الرئاسية، واشتراط الجنسية

.الجزائرية األصلية لزوج الرئيس

وتبقى في نظرنا أحسن وسيلة لتفعيل المجلس الدستوري في غياب إعطاء الحق المخالفة للدستور أمام المجلس الدستوري، تمكين هذا للمواطنين من الطعن في القوانين

األخير من حق التحرك التلقائي لرقابة أي نص قانوني يرى بأنه يمس بالحقوق والحريات، أو فيه محالفة للدستور، على اعتبار أن القوانين العادية والتنظيمات تخضع للرقابة الدستورية

هو ما قد يفضي إلى صدور نصوص قد تتضمن االختيارية القبلية أوالبعدية لصدورها، و أحكاما مخالفة للدستور ورغم ذلك تصبح نافذة، وحتى وٕان أخطر المجلس بعد صدورها، تكون قد أنشأت حقوقا ومراكز قانونية، نتيجة عدم تحديد أجل لإلخطار بعد دخول القانون

ث ذلك مع النص حيز النفاذ، وهو ما من شأنه تهديد األمن القانوني، وقد سبق أن حدالمتضمن إنشاء محافظة الجزائر الكبرى والذي تم إلغاءه بعد مرور ثالث سنوات من

.إصداره

295

كما أن اإلبقاء على سلطة المجلس الدستوري في إعداد قواعد عمله واإلجراءات الواجب اتباعها امامه، وٕان كان فيه تعزيز الستقالليته، إال انه ال يعقل أن تنفرد جهة مختصة بالفصل في المنازعات بوضع قواعدها اإلجرائية ، لذلك ندعو إلى أن يكون ذلك من

.على غرار التجربة الفرنسية اختصاص البرلمان وبقانون عضوي،

تم بعون اهللا

296

قائمة المراجع

:النصوص والمراجع القانونية

:الدساتير

. 1963سبتمبر 8دستور الجمهورية الجزائرية الصادر في •

. 1976نوفمبر 19دستور الجمهورية الجزائرية الصادر في •

. 1989فيفري 23دستور الجمهورية الجزائرية الصادر في •

. 1996نوفمبر 28دستور الجمهورية الجزائرية الصادر في •

. 1959دستور الجمهورية التونسية الصادر عام •

. 2002دستور الجمهورية التونسية الصادر عام •

. 2014 ورية التونسية الصادر في دستور الجمه •

. 1962دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 1970دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 1972دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 1992دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 1996دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 2011دستور المملكة المغربية الصادر عام •

. 1946دستور الجمهورية الفرنسية الصادر عام •

. 1958دستور الجمهورية الفرنسية الصادر عام •

. 1978دستور المملكة اإلسبانية الصادر عام •

297

: الدستورية قوانينال

،الرائد الرسمي التونسي 1988جويلية 25مؤرخ في 88القانون الدستوري عدد • . 1062،ص 1988يوليو 26، 50العدد

،الرائد الرسمي التونسي العدد 2002جويلية 1مؤرخ في 51القانون الدستوري عدد • .1442،ص 2002يونيو / حيزران 3، 45

Loi constitutionnelle n° 2008-724 du 23 juillet 2008 de modernisation des institutions de la Ve République ;Rapport du comité de réflexion et de proposition sur la modernisation et le rééquilibrage des institutions de la Ve République.

:القوانين العضوية

محدد لتنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة و ال 02-99القانون العضوي • .عملها و العالقات الوظيفية بينهما و بين الحكومة

المتعلق بالمحكمة الدستورية المغربية الصادر في 066-13القانون التنظيمي رقم •-139تنفيذا لألمر الشريف رقم 2014أغسطس 13: الموافق لـ 1435شوال 1614-1 .

1993سبتمبر 10دارية المؤرخ في المحدث بموجبه المحاكم اإل 41-90م القانون رق •

:المراسيم

المتعلق بالتعين في 1999أكتوبر 27المؤرخ في 240-99المرسوم الرئاسي •الصادر بتاريخ 76الوظائف المدنية و العسكرية للدولة ، جريدة رسمية عدد

31/10/1999

Ordonnance n°59 du 2 janvier 1959 portant loi organique sur la Haute Cour de justice.

298

، الجريدة الرسمية عدد 2011يوليوز 29بتاريخ 1-11-91الظهير الشريف رقم • . 2011يوليو 30بتاريخ 5964

،الجريدة الرسمية 13/03/1998الصادر بتاريخ 1-98-37الظهير الشريف رقم • . 16/03/1998،الصادرة بتاريخ 4571رقم

:المراجع العامة

إبراهيم عبد العزيز شيحا، تحليل النظام الدستوري لجمهورية مصر العربية ،دار •

. 1978المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مركز النشر الجامعي، : تونس(ابن عاشور، المؤسسات والنظام السياسي بتونس، •

2000( البحوث والدراسات السياسية، كلية أحمد ثابت، التحول الديمقراطي في المغرب، مركز •

.1994، 1اإلقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، طأحمد سالمة بدر،اإلختصاص التشريعي لرئيس الدولة في النظام البرلماني ،دراسة •

.2003،دار النهضة العربية ،القاهرة "مصر،فرنسا، انجلترا"مقارنة ،للدولة و النظام السياسي الجزائري في ظل أحمد وافي،بكرا إدريس ،النظرية العامة •

. 1992،المؤسسة الجزائرية للطباعة الجزائر،1989دستورالدول وأنظمتها، دار العلم : 1إدمون رباط، الوسيط في القانون الدستوري العام، ج •

.1983، 3للماليين، بيروت طالبلدان العربية، مركز إسماعيل الشطي، الكويت وتجربة اإلنتقال إلى الديمقراطية في •

.2005، 2دراسات الوحدة العربية، بيروتن طإسماعيل قيرة وآخرون، التجربة الديمقراطية في الجزائر، مشروع دراسات الديمقراطية •

.2002، 1في البلدان العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طديم الدكتور محمد المجذوب، تق-دراسة مقارنة-إلياس جوادي ،رقابة دستورية القوانين •

. 2009، 1منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،لبنان ط

299

امحمد مالكي وآخرون، الديمقراطية داخل األحزاب في البلدان العربية، مركز دراسات • .2004، 1الوحدة العربية، بيروت ط

راقة امحمد مالكي، الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، المطبعة والو • 2001الوطنية مراكش،

إيهاب زكي سالم، الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام البرلماني، • .1983عالم الكتب، بدون مكان نشر،

برهان غليون، التحدي الديمقراطي في الجزائر، مستقبل الديمقراطية في الجزائر، •يمقراطية في البلدان العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، مشروع دراسات الد

.2002، 1بيروت، طبرهان غليون، الديمقراطية واألحزاب في البلدان العربية المواقف والمخاوف المتبادلة، •

.1999، 1مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبوكرا إدريس، الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية، دار الكتاب •

.2003ئر، الحديث، الجزا 1مدخل لدراسة القانون ،أسس و مبادئ ،دار األمان ،الرباط ط:خالد عبد اهللا عيد •

،1987 . رابح لونيسي، الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين، دار المعرفة، •

.الجزائر، بدون سنة نشر، وبدون رقم الطبعةوٕاشكاالت، مطبعة طوب بريس، قضايا : رشيد المدور، العمل البرلماني في المغرب •

2006، 1الرباط، الطبعة ، 1سرهنك حميد البرزنجي، مقومات الدستور الديمقراطي وآليات الدفاع عنه، ط •

.، دار دجلة، عمان2009، 2سعيد بو الشعير، النظام السياسي الجزائري، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ط •

1993. النظم السياسية المقارنة ،الجزء الثاني،الطبعة سعيد بوالشعير، القانون الدستوري و •

. 2004السادسة ،دم ج، الجزائر،

300

سعيد بوالشعير،النظام البرلماني السياسي الجزائري، دار الهدى للطابعة والنشر • . 1990والتوزيع ،الجزائر،

، النظرية العامة 1سعيد بوشعير، القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة، ج • .، بدون سنة النشر3والدستور، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، طللدولة

سلسبيل القبيلي، السلطة التنفيذية في الدستور التونسي،مذكور في دستور التونسي في •تونس الجمعية التونسية للقانون الدستوري " 1999-1959الذكرى األربعين إلصداره

. 2000تماعية ،مركز الدراسات و البحوث اإلقتصادية و اإلجالطبعة الخامسة -دراسة مقارنة–سليمان الطماوي، النظرية العامة للقرارات اإلدارية •

. 1984،دار الفكر العربي، القاهرة ،سليمان محمد الطماوي، السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة وفي الفكر •

. 1996،القاهرة 6السياسي اإلسالمي ،دار الفكر العربي ، طبعة ،دار الفكر )دراسة مقارنة(سليمان محمد الطماوي، النظم السياسية والقانون الدستوري •

. 1988العربي، بدون مكان نش، مؤلفات (سيدي محمد ولد سيد آب، الوظيفة التشريعية في دول المغرب العربي، سلسلة •

المغربية لإلدارة ، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، منشورات المجلة)وأعمال جامعية .2001، 1المحلية والتنمية، طبع بمساهمة الوؤسسة األلمانية هانس سايدل، ط

محمد . شيخ اإلسالم بن تيمية، الخالفة والملك، تحقيق حماد سالمة، مراجعة د • .عويضة، شركة الشهاب، الجزائر، دون تاريخ أو رقم الطبعة

إصالح الراعي والرعية، قصر شيخ اإلسالم تقي الدين بن تيمية، السياسة في • .الكتاب، البليدة، الجزائر، دون سنة ورقم الطبعة

صادق أحمد علي يحيى، االستجواب كوسيلة للرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة • 2008المكتب الجامعي الحديث، اإلسكندرية -دراسة مقارنة-

م الدستوري الجزائري،دار عباس عمار ،الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في النظا • . 2006الخلدونية ،الجزائر ،

301

، المرجعية الدستورية ومضامين 2عبد اإلله فونتير، العمل التشريعي بالمغرب، الجزء •، مطبعة المعارف الجديدة، 2الوظيفة التشريعية، سلسلة دراسات وأبحاث جامعية، العدد

. 2002الرباط، المغرب،اإلنتقال إلى الديمقراطية في الوطن العربي معوقات "عبد الحسين شعبان، •

الديمقراطية المفقودة،مداخل اإلنتقال إلى الديموقراطية في ...الديمقراطية الموعودة: . 2005مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة الثانية ،:،بيروت،"البلدان العربية

العربي، بحوث عبد الرحمان إسماعيل الصالحي، المؤسسات التشريعية في الوطن • .2005ودراسات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية، جامعة الدول العربية، القاهرة،

عبد العظيم عبد السالم، الدور التشريعي لرئيس الدولة في التطام المختلط ،دراسة • 2004مقارنة،دار النهضة العربية،القاهرة

الدستوري، الدار الجامعية عبد الغني بسيوني عبد اهللا، النظم السياسية والقانون • .، دون مكان الطبع، ودون رقم الطبعة1994للطباعة والنشر،

تونس، مركز الدراسات والبحوث (عبد الفتاح عمر، الوجيز في القانون الدستوري • ).1987للنشر، كلية الحقوق والعلوم السياسية،

ات العلمية تونس، المنشور (عبد الفتاح عمرو قيس سعيد، نصوص ووثائق تونسية • ).1987التونسية، مركز الدراسات والبحوث والنشر، كلية الحقوق والعلوم السياسية،

الدار البيضاء ، مطبعة النجاح –أسئلة الفكر العربي المعاصر –عبد اهللا بلقزيز • .2011األيوبية ،

الدار البيضاء ، مطبعة النجاح –أسئلة الفكر العربي المعاصر –عبد اهللا بلقزيز • 2011أليوبية ، ا-دراسة مقارنة–عبد اهللا بوقفة ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري •

. 2002دار هومة ،طبعة منقحة ،الجزائر،عبد اهللا بوقفة، القانون الدستوري، تاريخ دساتير الجمهورية الجزائرية مراجعات •

.قانونية، دار الهدى، عين مليلة -سياسية –تاريخية د الهادي بوطالب ،المرجع في القانون الدستوري و المؤسسات السياسية ،الجزء عب •

. 1979األول ،دار الكتاب الدار البيضاء ،

302

عزمي نشارة، في المسألة العربية مقدمة لبيان ديمقراطي عربي، بيروت، مركز • .2007، 1دراسات الوحدة العربية، ط

و البرلمان ،دار الخلدونية ،الجزائر عقيلة خرباشي ،العالقة الوظيفية بين الحكومة •،2007 . علي الباز ،الرقابة على دستورية القوانين في مصر، دراسة مقارنة،دار الجامعات •

1982المصرية ،اإلسكندرية ،، دار الغرب 1962عمار بوحوش، التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية •

.2005، 2اإلسالمي، بيروت، طنظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة و القانون اإلداري ،دار عمار عوابدي، •

. 2005هومة، الجزائر،، 1عمر بندورو، النظام السياسي المغربي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط •

2002. -مقاربة نقدية–فتح اهللا الغازي، األنظمة الدستورية والسياسية للدول المغاربية •

الدستورية في المغرب العربي ،تنسيق أحمد مالكي ،أعمال ندوة مراكش ،اإلصالحات جامعة القاضي عياض 15،سلسلة ندوات ومناظرات رقم 1999أكتوبر 26-28

،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ،مركز الدراسات الدستورية و .السياسية ،مراكش

دان المغرب العربي ،دراسة قانونية مقارنة،سلسلة فدوى مرابط ،السلطة التنفيذية في بل • . 2010أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية،الطبعة األولى،

ج،الطبعة .م.فوزي أوصديق،النظام الدستوري ووسائل التعبير المؤسساتي،د • . 2008الثانية،الجزائر ،

لثالث،السلطات فوزي أوصديق،الوافي في شرح القانون الدستوري،الجزء ا • . 2004ج،الطبعة الثانية ،الجزائر،.م.الثالث،د

محمد باهي أبو يونس، الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة في النظامين المصري • .2002جديدة للنشر، اإلسكندرية، و الكويتي، دار الجامعة ال

303

يروت، محمد رفعت عبد الوهاب، األنظمة السياسية، منشورات الحلبي الحقوقية، ب • .، بدون رقم الطبعة2007

محمد سليمان الطماوي، السلطات الثالث في الدساتير العربية المعاصرة وفي الفكر • .1986، القاهرة، مطبعة جامعة عين شمس، 5السياسي اإلسالمي، دراسة مقارنة، ط

،مطبعة النجاح الجديد 1محمد عرب صاصيال،الموجز في القانون الدستوري ،الطبعة • . 1981لبيضاء ،الدار ا

محمد مالكي وآخرون، البرلمان في الدول العربية، المركز العربي لتطوير حكم • .2007القانون والنزاهة، بيروت،

محمد هاملي، هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام الدستوري •الجامعة الجديدة دار .الجزائري، دراسة مقارنة بالنظامين الدستوري المصري و الفرنسي

. 2014للنشر،اإلسكندرية ، :المراجع المتخصصة

مصطفى أبو زيد فهمي النظم الدستورية ونظم السياسية، دار النجاح للكتاب، الطبعة • . 2005األولى،الجزائر،

مصطفى أبو زيد فهمي، النظام الدستوري في الجمهورية العربية المتحدة،الدار • . 1975الجديدة للنشر،اإلسكندرية،

مصطفى الخشاب ،المدخل إلى علم اإلجتماع ، مكتبة األنجلومصرية ، القاهرة •1992 .

مع (، "1996، 1989، 1976، 1963دساتير "موسى بودهان، الدساتير الجزائرية، • .، كليك للنشر2008، ط )2008تعديل نوفمبر

ار الثقافة نعمان أحمد الخطيب ،الوسيط في النظم السياسية و القانون الدستوري ،د • . 2006للنشر و التوزيع،عمان ،

هاني علي الطهراوي ،التنظيم السياسي و القانون الدستوري ،دار الثقافة للنشر و • . 2006التوزيع ،عمان ،

هشام خالد، التنازع اإلنتقالي في تنازع القوانين، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، •2001 .

304

راطية والتنمية في المنطقة العربية، مقاربة وسيم حرب وآخرون، إشكاليات الديمق •المركز العربية لتطوير حكم القانون النزاهة، "إصالحية في خدمة حكم القانون .2010، 1بيروت، منشورات الحلبي الحقوقية، ط

:المراجع األجنبية المترجمة إلى اللغة العربية

محمد عرب صاصيال، . د أحمد محيو، محاضرات في المؤسسات اإلدارية، ترجمة • 2009، 5دون المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط

سليم حداد، مجد، المؤسسة الجامعية للدراسات . جورج بوردو،الدول، ترجمة د • .2002، 3والنشر والتوزيع، بيروت، ط

جون إلستر وروالن سالجستاد، الدستورية والديمقراطية، ترجمة سمير عزت نصار، •، دار النسر للنشر والتوزيع، عمان، األردن، دون رقم مراجعة فاروق منصور

.1997الطبعة،

:المراجع باللغة الفرنسية

• A. Allouache, W. Laggoune, la révision constitutionnelle du 23 février 1989, enjeux et réalité RASJEP, n° 4, 1990.

• Abdellah Laroui, les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain(1830-1912), ed Maspérro-1977.

• Abdeltif MENOUNI , Instituions politiques et droit Constitutionnel, Tome I, Editions Toubkal, Casablanca, 1991.

• Bachir Yelles Chaouche, conseil constitutionnel, le temps d'un bilan, EL WATAN du 29/03/93.

• C. Leclercq, droit constitutionnel et institutions politiques, sixième édition, LITEC, 1989.

305

• Chafik Said, « chef de l’état et le premier ministère en tunisie », dans les expériences constitutionnelles maghrébines : journées d’études Mustapha Chaker, 26 et 27 avril (Tunis : publications du centre d’études et de recherches et de publications, université de Tunis, 1987.

• Denoix de Saint Marc Renaud, L’état, que-sais-je ? 1ère édition, 2005, paris, presses universitaire de France.

• El Hadj Chalabi. Metamorphose d’une constitution, de la constitution programme à la constitution loi, revue 1 Sou’al, n° 9 et 10, 1989.

• Geneviève Koubi et Raphail Romi ,Etat , Constitution ,Loi ,édition Litec ,Paris ,1993.

• George Vedel, manuel élémentaire de droit constitutionnel, Irey, Paris, 1945.

• Georges Burdeau , la démocratie , édition du seuil, Bruxelles 1956.

• Georges Burdeau, « Droit constitutionnel et institutions politiques », treizième édition, (Paris) : libraire générale de droit et de jurisprudence, 1968.

• Gilles Champagne , l’essentielle du droit constitutionnel , théorie générale du droit constitutionnelle , Paris ,Gualino editeur ,6 emme édition 2007

• J. Louis La Joie, la troisième constitution Algérienne, citoyen contre le militant travailleur, RPD, N° 1989.

306

• Jacques Boudron, Jean Mane Pontier et Jean Claude Ricci, Droit constitutionnel et institutions politiques : théorie générale du droit constitutionnel (paris, eds scientifiques et juridiques 1980.

• Jaques Godechot, « les constitutions de la France depuis 1789 », Garnier Flammarion, 1979.

• Jean Catsiapis, guide du droit constitutionnel, édition Ellipes, paris, 2009, librairie générale de droit et jurisprudence, paris, 1968.

• Jean Jacques Rousseau, du contrat social, Messidor Edition sociales , 1983

• Jean Louis La Joie, la troisième constitution algérienne, citoyen contre le militant travailleur, RDP, N° 5 ,1989.

• Léon Duguit , Droit constitutionnel, Tome deuxième , la théorie génarale de l’état , deuxième édition, imprimerie Y. Cadoret –Bordeaux , 1923.

• Léon Duguit, traité de droit constitutionnel , deuxième édition ;Tome deuxième :la théorie générale de l’état, ancienne librairie Fontemoing G=Le éditeur ,Paris

• Louis Favoreu, Les Cours Constitutionnelles, 2e édition, Editions PUF , Paris,1992.

• M. Brahimi, nouveau choix constitutionnels et nouveau besoins politiques, RASJEP, n° 4, 1991. M. Yousfi, le récentes

307

réformes constitutionnelles en Algérie conduiront elles à une démocratisation de la vie politiques, RASJEP, n° 1, 1990.

• Marie–Joëlle Redore, « De l’état légal à l’état de droit », collection droit public positif, Edition Economica, 1992.

• Maurice Duverger, «les institutions politiques et droit constitutionnel» Presse Universitaire de France, Vendôme (France),1996.

• Mohamed Brahimi ,Le pouvoir en Algerie et ses formes d’expressions institutionnelles, office des publications universitaire .alger 1995 .

• Nadia Bernoussi , « la constitution marocaine du 29 juillet 2011 : entre continuité et repture », le réaménagement des pouvoirs, Parlement , revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger .

• Omar Ben Dourou, la nouvelle constitution algérienne du 28/02/1989, RDP, n° 5, 1989 :

• Omar Bendourou, la nouvelle constitution marocaine du 29 juillet 2011 :le changement entre mythe et réalité , revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger ,n°3, rdp 2012 .

• Omar Bendourou, le conseil constitutionnel Algérien, RDP, 1991, A. Guesmi, le contrôle de constitutionnalité en Algérie, réalité et perspectives, RASJEP, n° 3, 1991.

308

• Pierre Henri Chalvidan, Droit constitutionnel, institutions et régimes politiques, Nathan (5) supérieur (paris Nathan , 1986),

• Roussillon Henry, le conseil constitutionnel, Dalloz, 3eme édition, 1996.

• Tahar Taleb, du monocéphalisme dans le régime politique Algérien, R.A.S.J.E.P , N° 4 et 5, 1990.

• Xavier Boissy , La séparation des pouvoirs , œuvre jurisprudentielle, Bruxelles établissements Emyle Bryant ,2003.

• Xavier Roques,« Système majoritaire et contrôle de la constitutionnalité » pouvoir,« la démocratie majoritaire »,Revue trimestrielle publiée avec le concours national de livre Seuil France.

• Yousfi M’hamed, le pouvoir 1962-1978 serra-graphic, rouiba,algerie

• Zouhir Mdhaffar, les commissions parlementaires en Tunisie, centre d’étude de recherches et de publications, Tunis, année 1979.

:رسائل جامعية :رسائل الدكتوراه

احمد إبراهيم السبيلي، المسؤولية السياسية لرئيس الدولة في النظم الوضعية والفكر • .السياسي اإلسالمي، مجموعة رسائل الدكتوراه، دون مكان وتاريخ الطبع

بي و أفاق الوحدة ،أطروحة لنيل أحمد بنككوس،العالقات بين دول المغرب العر •دكتوراه الدولة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس أكدال ،كلية العلوم القانونية و

. اإلقتصادية و اإلجتماعية ،الرباط المغرب

309

مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي، سلسلة أطروحات / أحمد شكر الصبيحي • .2008 ،2الدكتوراه، دمشق، دار الفكر، ط

دراسة مقارنة، –بن زاغو نزيهة، تقوية السلطة التنفيذية في دول المغرب العربي •، أطروحة من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون العام، كلية 1ج

.2008الحقوق، جامعة الجزائر، حميد حنون خالد الساعدي، الوظيفة التنفيذية لرئيس الدولة في النظام الرئاسي، •

وحة دكتوراه في القانون العام، كلية الحقوق، جامعة عين شمس، القاهرة، أطر 1981.

حميد حنون خالد الساعدي، الوظيفة التنفيذية لرئيس الدولة في النظام الرئاسي، • .أطروحة دكتوراه في القانون العام، كلية الحقوق، جامعة عين شمس، القاهرة

الدول المغاربية،دراسة مقارنة،الجزائر سامري سامية،تطبيق مفهوم الديمقراطية في •المغرب وتونس،أطروحة مقدمة لنيل شهادة درجة دكتوراه في القانون العام،جامعة

. 1،2011/2012الجزائرسعيد بو الشعير، عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني •

القانون، معهد العلوم القانونية الجزائري، رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه دولة في .واإلدارية، جامعة الجزائر

فتيحة عويسات، مدى فعالية الرقابة على دستورية القوانين في ضمان الحقوق • .2011والحريات العامة، دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه، جامعة سيدي بالعباس،

مصطفى قلوش،شروط و طرق تولية رئيس الدولة في نظم الدستورية المعاصرة وفي •الفكر السياسي اإلسالمي ،أطروحة لنيل درجة دكتوراه الدولة في القانون العام، كلية

. 1977العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ،جامعة محمد الخامس،

لسياسية والقانون الدستوري، دار الثقافة نعمان أحمد الخطيب، الوسيط في النظم ا • .2006للنشر والتوزيع، عمان،

310

• Bachir Yeslles chaouche, La rationalisation du contrôle parlementaire en Algerie-L’apport du conseil constitutionnel-thèse pour l’obtention du doctorat d’Etat en droit public,Institut de droit et des sciences administratives,Université d’Oran,1994

• François Borella ,les incertitudes de l’état de droit ou le claire obscure juridique parlementaire en Algerie,-l’apport du conseil constitutionnel-thèse pour l’obtention du doctorat d’etat en droit public, institut de droit et des sciences administratives , Université d’Oran , 1944.

• Hartani Amine khaled , Le pouvoir présidentiel dans la constitution du 28 Novembre 1996, tome2 thèse pour l’obtention du doctorat d’état en droit public, Faculté de Droit, Université d’Alger,2004

مذكرات ماجستير:

بختي نفيسة، عوائق الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر، مذكرة لنيل شهادة •

قوق، المركز الجامعي مصطفى الماجستير في القانون العام، معهد الح .2008-2007اسطمبول، معسكر،

ثامري عمر، سلطة المبادرة بالتشريع في النظام السياسي الجزائري، بحث مقدم • .2006لمنيل درجة الماجستير في القانون العام، كلية الحقوق، جامعة الجزائر،

منذ ) تشريعية األولىالفترة ال(لونيس بوجمعة، اإلنتاج التشريعي للبرلمان الجزائري •، مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق، فرع الدولة 2003إلى 1997

.، كلية الحقوق، جامعة الجزائر2006والمؤسسات ال العمومية، يونس مسعودي، عالقة التحول الديموقراطي باإلمكانات اإلقتصادية في •

سياسية الجزائر،رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العلوم ال

311

سياسات مقارنة،جامعة أبو بكر بالقايد ،كلية الحقوق والعلوم :،تخصص . 2014-2013السياسية ،قسم العلوم السياسية، سنة

:الملتقيات واأليام الدراسية

فترة الربيع ...أمينة المسعودي ،اإلصالحات الدستورية في دول المغرب العربي •-ربي والتحوالت اإلقليمية الراهنةالمغرب الع-العربي، ورقة قدمت في ندوة

.،مركز الجزيرة للدراسات 2013شباط /فبراير 18و 17،الدوحة

بشير يلس شاوش ، صانعو القانون، مداخلة ألقيت في الملتقى الوطني حول •ديسمبر 07و 06، يومي 1996من دستور 120إمكانيات تطبيق المادة

.البرلمان، نشر الوزارة المكلفة بالعالقات مع 2004، "السودان–خرطوم -قسم العلوم السياسية جامعة البحري "ريم محمد موسى •

الثورات العربية ومستقبل التغيير السياسي،ثقافة التغيير،مؤتمر :ورقة بعنوان .1012،سنة 17فيالدلفيا رقم

25-24سليم قاللة، وقائع الندوة الوطنية حول العالقة بين الحكومة والبرلمان، • .، نشر الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان2000ر أكتوب

، -مقاربة نقدية–فتح اهللا الغازي، األنظمة الدستورية والسياسية للدول المغاربية •اإلصالحات الدستورية السياسية في المغرب العربي، تنسيق أمحمد مالكي،

15، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 1999أكتوبر 28-26أعمال ندوة مراكش جامعة القاضي عياض، كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية، مركز

.الدراسات الدستورية والسياسية، مراكش

:المقاالت

2003أحمد الحرضاني ،النظام السياسي المغربي ، مجلة اإلدارة المحلية والتنمية ، •

الدستورية، مجلة المستقبل أمينة هكو، مؤسسة الرئاسة في تونس بين الثابت والثورة • .العربي، كلية الحقوق، جامعة محمد األول وجدة، المغرب

بوكرا ادريس ،المراجعة الدستورية في الجزائر بين الثبات و التغيير ،إدارة ،مجلة • . 1998، 1،العدد 8المدرسة الوطنية لإلدارة ،المجلد

312

زائري ،إدارة ،مجلة المدرسة بوكرا إدريس ،مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الج • . 2000، 1،العدد 10الوطنية لإلدارة ،المجلد

إلى 6من 2عدد. بوكرا إدريس، من أجل تحقيق التوازن المطلوب، أسبوعية الواجهة • .1993فيفري 19

خالد الشرقاوي السموني ،اإلشكالية الدستورية المتعلقة بالوزير األول و الوزراء • .47ارة المحلية والتنمية، العدد ،المجلة المغربية لإلد

سيدي محمد ولد سيد آب، الوظيفة التشريعية في دول المغرب العربي، مؤلفات •منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية، : الدار البيضاء( 25واعمال جامعية

2001.(

: عبد الحسين شعبان ،معوقات اإلنتقال إلى الديموقراطية في الوطن العربي •الديمقراطية المفقودة ،مداخل اإلنتقال إلي الديموقراطية في ...قراطية الموعودةالديمو

. 2005البلدان العربية ،بيروت مركز دراسات الوحدة العربية ،الطبعة الثانية ،

عبد الغاني أعبيزة ،مراقبة العمل الحكومي بالمغرب، منشورات المجلة المغربية لإلدارة • . 2006،71، الطبعة األولى، "مؤلفات و أعمال جامعية سلسلة"المحلية و التنمية ،

عبد المالك بشير، مساهمة المجلس الدستوري في حماية مبدأ المساواة أمام القانون • .2002، 21في الجزائر، إدارة، رقم

التطورات السياسية في الجزائر في عهد الرئيس أحمد بن بلة "عمار بوحوش، •مجلة علمية تصدرها كلية العلوم اإلنسانية، ، "، دراسات إنسانية1962-1965

.2001، 1جامعة الجزائر، العدد

عمار عباس، تطور الرقابة الدستورية في الجزائر والعوائق التي تحول دون فعاليتها، • .2004، 4مجلة الحقيقة، عدد

التطورات السياسية في الجزائر في عهد الرئيس أحمد بن بلة "عمر بوحوش، •، مجلة علمية تصدرها كلية العلوم اإلنسانية، "دراسات إنسانية، 1962-1965

.1جامعة الجزائر، العدد

313

عمر فرحاتي، العالقة بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية في الجزائر، مجلة •االجتهاد القضائي للعدد الرابع، مخبر أثر االجتهاد القضائي على التشريع،دون ذكر

.سنة النشر

ر، مساهمة البرلمان الجزائري في إبرام المعاهدات الدوية، مجلة العلوم قشي الخي •، مجلة سداسية صادرة من جامعة باتنة، الجزائر، 5االجتماعية واإلنسانية، العدد

.1996جوان

شيئ من الحقيقة و شيئ من الوهم، :محمد أشراكي ،المجال التنظيمي المستقل • . 1998، 22المحلية و التنمية، عدد

تونس " محمد الحداد ، فكرة الدستور و الدولة الدستورية في الزمن العربي الحديث • ،موقع التفاهم، 2013،لسنة 39، مجلة التسامح ، العدد "نموذجا

www.tafahom.com

-2008، حالة المغرب ،2008محمد الهاشمي ،حصيلة العمل الحكومي لسنة • ،دفاتر وجهة نظر، كراسات استراتيجية2009

محمد يحيا ، الديمقراطية و سؤال التنمية ، المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية • .65،العدد

من 26مصطفى قلوش ، رقابة دستورية القوانين على ضوء مقتضيات الفصل •، 39-38مزدوج د الدستور المغربي، المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية، عد

2001.

مصطفى قلوش ،اإلطار القانوني و الفقهي للقوانين التنظيمية ،المجلة المغربية • . 2002، 47لإلدارة المحلية و التنمية ،عدد

دراسة تحليلية في : موالي هشام إدريسي ،القانون و التنظيم في الدستور المغربي •-72المحلية و التنمية عدد مزدوج المفهوم و اإلختصاص ،المجلة المغربية لإلدارة

73 ،2007 .

314

الهيئة : القاهرة(هنا محمود ،معلومات أساسية عن جمهورية تونس ،أفاق أفريقية • . 2011، خريف 07، العدد رقم )العامة لإلستعالمات

:المواقع اإللكترونية

أحمد عبد الكريم و هشام المرسي ، حرب لألعنف ، النسخة اإللكترونية ، أكادمية • 04/07/2007بتاريخ www.Aco.fm التغيير ،

،أستاذ القانون الدستوري و " واقع الرقابة البرلمانية في الدساتير المغربية"أحمد مفيد، •األنترنت دي محمد بن عبد اهللا بفاس،المغرب، موقعالعلوم السياسية بجامعة سي ouargla.dz-univ-www.manifest : لجامعة قاصدي مرباح بورقلة

نشر 2011إدريس الفاخوري، إختصاصات البرلمان التشريعية في مشروع دستور • . www.maghress.com 01/07/0112في اإلتحاد اإلشتراكي يوم

أكرم فالح أحمد، تعديل الدستور واثره في تغيير خصائص الدساتير،موقعا ألنترنت • www.elmoussal.org كلية العلوم السياسية، جامعة الموصل

بة في مشروع الدستور و مراقبة القوانين،الحوار أمغار محمد ،المحكمة الدستور • . www.ehewar.org، 04/07/2011نشر في 3416المتمدن ، العدد

جاسم الصغير ، األنظمة العربية و اإلصالح السياسي ، الحوار المتمدن • .2012يونيو 07، بتاريخ 1221:العدد

: جبالني العبدلي ، قراءة في عوامل الثورة التونسية ،في • www.ALDJEZEERA.NET جالل الورغي، تونس قراءة في التجربة الدستورية، مركز الجزيرة للدراسات، اإلثنين •

.2014يناير 13 17/04/2011خالد صبيح ،مواقف من ثورة تونس ، في •

WWW.ALHEWAR.ORG عادل لطفي ،التجربة الدستورية التونسية ، معرفة ،مقا الت ،رأي ،و تحليالت ،مركز •

30/07/2014تاريخ الزيارة www.eldjazeera.netالجزيرة لألبحاث ،

315

عبد اللطيف حناشي،اإلرث الدستوري في تونس و آفاق الثورة • . 26/02/2011:،نشر في الشروق يوم www.turess.comتورس،

رة ،وجهات نظر بصدد ثورة تونس الشعبية المجيدة ، في عزمي بشا • www.aldjazeera.net 2011/04/14 ، موقع "النتائج...عوامل النجاح...ألسباب "علي عبده محمود ،ا الثورة التونسية •

04/2015/ 06 تاريخ الزيارة mwww.maghress.co: مغرساألهرام المصرية ، في –زين العلبدين بن علي لم يطلب اللجوء : فرنسا •

2011/01/22 ، COM WWW.CNNARABIC.، 13/04/2011ما أساليب ثورة تونس، في •

،مقال 4134تمدن، العدد ماجد محمد الزاملي ،ماهية الرقابة البرلمانية ،الحوار الم • . www.ehewar.org ، 25/06/2013نشر في

مساعد عبد القادر،الوظيفة التشريعية للعمل البرلماني المغربي ،مقال نشر في •-www.manifest-univ. : األنترنت لجامعة قاصدي مرباح بورقلة ، موقع2012

ouargla.dz

القرقوري،في العالقات و التوازن بين السلطتين التنفيذية و التشريعية و رهانات معتز • . www.lemaghreb.tnاإلنتخابات القادمة ،

:الجرائد اليومية

سنة 459أحمد مفيد ، جريدة الوطن األن ،التأويل الديموقراطي للدستور العدد •2012 .

Sallon Hélène , droits des femmes :les avancées de la constitution www.lemonde.fr:27/01/2014 tunisienne par le monde

Yelles chaouche Bachir : le conseil constitutionnel , le temps d’un bilan , Elwatan du 29/03/1993

316

الفهرس

الموضوع الصفحة

مقدمة ...........................................................................................

01

دساتير دول المغرب العربي في وتنظيمها التمايز في مكانة السلطة التنفيذية: األولالفصل

محل الدراسة ...........................................................................................

11

مكانة السلطة التنفيذية في الجزائر في تدعيم وترسيخ استمرارية : المبحث األول ...........................................................................................

12

أسباب استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائر: األول المطلب ...........................................................................................

13

1996المرحلة االنتقالية و تعديل دستور :الفرع األول ...........................................................................................

14

ظروف التي مرت بها الجزائر في المرحلة االنتقالية : الفقرة األولى ...........................................................................................

14

317

الفراغ الرئاسي وظهور المجلس األعلى للدولة -أ ...........................................................................................

14

األعلى للدولة اغ الدستوري وٕانشاء المجلس الفر -ب ...........................................................................................

14

محمد بوضياف دالسي مرحلة -ج ...........................................................................................

16

استمرارية النهج الديمقراطي وبناء قاعدة اجتماعية بمساندة المجلس األعلى للدولة -د ...........................................................................................

17

1996التعديالت التي جاء يها دستور: الفقرة ثانية ...........................................................................................

17

: التعديالت التي مست السلطة التنفيذية-أ ...........................................................................................

18

لطة التشريعية و السلطة القضائيةالتعديالت التي مست الس-ب ...........................................................................................

20

التعديالت التي مست السلطة التشريعية -1 ...........................................................................................

20

22...................................................التعديالت التي مست السلطة القضائية-2

318

التعديالت التي مست الرقابة * ...........................................................................................

22

تشاريةالتعديالت التي مست المؤسسات االس* ...........................................................................................

23

العوامل األخرى المؤدية إلى استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الجزائر: الفرع الثاني ...........................................................................................

23

عدم تأثر الجزائر بالربيع العربي: الفقرة األولى ...........................................................................................

24

العوامل التاريخية التأثر ب: الفقرة الثانية ...........................................................................................

25

:اإلستناد إلى الشرعية التاريخية -1 ...........................................................................................

25

إيديولوجية الحزب الواحدكاز على اإلرت -2 ...........................................................................................

26

م لتكريس أحادية الجهاز التنفيذيالسعي الدائ -3 ...........................................................................................

28

319

التملص من المسؤولية السياسية -4 ...........................................................................................

31

مظاهر استمرارية مكانة السلطة التنفيذية في الدستور الجزائري: المطلب الثاني ...........................................................................................

33

مظاهر استمرارية السلطة التنفيذية في المجال التشريعي : الفرع األول ...........................................................................................

34

مــن أهــم (مشــاركة الســلطة التنفيذيــة للســلطة التشــريعية فــي االختصــاص التشــريعي : الفقــرة األولــىــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدخل والتعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاون )مجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاالت الت

........................................................................................... 34

يذية في البرلمان عن طريق النصابتدخل السلطة التنف -1 ...........................................................................................

35

تسلطة رئيس الجمهورية في التشريع عن طريق المصادقة على المعاهدا -2 ...........................................................................................

36

طريق األوامرعن التشريع -3 ...........................................................................................

37

ي إصدار قانون المالية بموجب أمرسلطة رئيس الجمهورية ف -4 ...........................................................................................

38

320

المبادرة بالتشريع -5 ...........................................................................................

39

تحديد جدول األعمال والدعوة لالنعقاد -6 ...........................................................................................

40

حق الحضور والمخاطبة -7 ...........................................................................................

40

وسائل تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية : الفقرة الثانية ...........................................................................................

41

إمكانية اللجوء إلى حل المجلس الشعبي الوطني -1 ...........................................................................................

42

الحل الوجوبي.أ ...........................................................................................

44

الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل اإلرادي .ب ...........................................................................................

46

سلطة رئيس الجمهورية في إجراء مداوالت ثانية للقانون-2 ...........................................................................................

49

321

اللجوء إلى االستفتاء -3 ...........................................................................................

50

في المجال التنفيذية مظاهر تقوية مؤسسة رئيس الجمهورية في السلطة: الفرع الثاني ............................................................................. 53..التنظيمي

اتساع نطاق السلطة التنظيمية المخولة لرئيس الجمهورية: األولىالفقرة ...........................................................................................

53 تع رئيس الجمهورية بسلطة التعيينتم: الفقرة ثانية

........................................................................................... 55

سلطة رئيس الجمهورية في تعيين الوزير األول ونوابه وكذا أعضاء حكومته -1 ...........................................................................................

55

المدنية والعسكرية للدولةسلطة رئيس الجمهورية بصالحية التعيين في الوظائف -2 ...........................................................................................

57

سلطة رئيس الجمهورية في الظروف االستثنائية وٕاعالن حالتي الحصار والطوارئ: الفقرة ثالثة

والحرب ...........................................................................................

59

خالصة المبحث األول ...........................................................................................

60

: محل الدراسة" دساتير دول المغرب العربي تغيير مكانة السلطة التنفيذية في: المبحث الثاني"تونس –المغرب

322

........................................................................................... 61

2011تطور مكانة السلطة التنفيذية في الدستور المغربي الجديد لسنة : المطلب األول 63

2011أهم التعديالت التي شهدها الدستور المغربي الجديد لسنة : الفرع األول 64

أهم التغييرات التي ( 2011دراسة من حيث الشكل للدستور المغربي الجديد لسنة : الفقرة األولى)ور المغربي الجديد من حيث الشكلشاهدها الدست

........................................................................................... 65

أهم التغييرات التي ( 2011دراسة من حيث الموضوع للدستور المغربي الجديد لسنة : 2الفقرة )شهدها الدستور المغربي الجديد من حيث الموضوع

........................................................................................... 67

سسة الملكية طرف فاعل في التوازنالمؤ -1 ...........................................................................................

68

مؤسسة السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة -2 ...........................................................................................

68

القضائية السلطة-3 ...........................................................................................

69

السلطة التشريعية -4 ...........................................................................................

71

323

2011تقوية مكانة رئيس الحكومة في الدستور المغربي الجديد لسنة : الفرع الثاني 76

2011مؤسسة الحكومة قبل التعديل الدستوري لسنة: الفقرة األولى ...........................................................................................

77

تعيين الوزير األول والوزراء: أوالً ...........................................................................................

79

عليهتقديم البرنامج الحكومي والمصادفة - ...........................................................................................

82

2011ير المغربية السابقة لدستور اختصاصات االحكومة في الدسات:ثانيا ...........................................................................................

84

2011اختصاصات الوزير األول في الدساتير المغربية السابقة لدستور -أ 84

اختصاصات الحكومة كهيئة جماعية-ب ...........................................................................................

86

1996ك بالحكومة في الدستور لسنة عالقة المل:ثالثا ...........................................................................................

89

2011انة رئيس الحكومة في الدستور المغربي الجديد لسنة تقوية مك: الفقرة الثانية 91

324

ئيس الحكومة و طاقمهار و يتم تعيينها من خالل تعيين : تعيين الحكومة: أوال ...........................................................................................

93

عيين رئيس الحكومة وباقي الوزراءت -أ ...........................................................................................

93

تقديم البرنامج الحكومي -ب ...........................................................................................

94

اختصاصات الحكومة-ثانيا ...........................................................................................

94

اختصاصات رئيس الحكومة-1 ...........................................................................................

95

إختصاصات الحكومة كهيئة جماعية-2 ...........................................................................................

98

مسؤولية الوزراء -3 ...........................................................................................

100

2014تغيير مكانة السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد لسنة : المطلب الثاني ...........................................................................................

101

325

2014األسباب المؤدية إلى التعديل الدستوري التونسي الجديد لسنة : الفرع األول ...........................................................................................

103

التجربة السياسة و الدستورية في تونسإطاللة تاريخية على :الفقرة األولى ...........................................................................................

104

األسباب التي أدت لقيام الثورة في تونس: الفقرة الثانية ...........................................................................................

109

لعوامل التي أدت لقيام ثورة تونسومن أهم ا ...........................................................................................

109

األسباب الداخلية -أوال ...........................................................................................

112

األسباب االجتماعية واالقتصادية -1 ...........................................................................................

112

األسباب السياسية -2 ...........................................................................................

113

األسباب الخارجية -ثانيا ...........................................................................................

113

326

سيأثار التغيير واإلصالح السيا-ثالثا ...........................................................................................

114

أهم المجاالت التي عرفت التعديل الدستوري: الفقرة الثالثة ...........................................................................................

114

االت التي عرفت التعديل الدستوريأهم المج ...........................................................................................

114

2014مظاهر تغيير مكانة السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد لسنة : الفرع الثاني ...........................................................................................

120

)رئاسة الدولة(يير على مستوى القطب األول في الجهاز التنفيذي التغ: الفقرة األولى ...........................................................................................

121

)مسار تاريخي(انتخاب رئيس الدولة : أوال ...........................................................................................

121

2014إلى غاية دستور 1959منذ دستور 5التغييرات على مستوى مدة رئاسة الدولة : ثانيا ...........................................................................................

124

2014ما قبل دستور -1 ...........................................................................................

125

327

2014مع دستور -2 ...........................................................................................

127

)التفويض اإلعفاء –شغور منصب الرئاسة : (رئاسة وتنظيم الحلولخلو منصب ال: ثالثا ...........................................................................................

129

التغيير الجوهري على مستوى صالحيات رئيس الدولة وتقوية مؤسسة : الفقرة الثانية 133....الحكومة

2014لدستور التونسي الجديد لسنة صالحيات رئيس الدولة في ا -1 ...........................................................................................

134

نسية بالسلطة التشريعية والحكومةفي عالقة اختصاصات رئيس الجمهورية التو -أ ...........................................................................................

137

رئيس الجمهورية بالسلطة القضائيةفي عالقة إختصاصات -ب ...........................................................................................

138

تقوية مؤسسة الحكومة والمؤسسات األخرى على حساب أحيانا مؤسسة رئيس الدولة -2 ...........................................................................................

138

ضبط السياسة العامة -أ ...........................................................................................

139

ممارسة السلطة الترتيبية العامة -ب ...........................................................................................

140

328

أما عن التفويض-ج ...........................................................................................

141

خاتمة الفصل األول ...........................................................................................

143

دساتير دول المغرب العربي اآلثار الناتجة عن تغيير مكانة السلطة التنفيذية في: الفصل الثاني

"الجزائر، المغرب، تونس" محل الدراسة ...........................................................................................

145 اآلثار الناتجة على عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية: األولالمبحث

........................................................................................... 148

االستمرارية في عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في الدستور : المطلب األولالجزائري

........................................................................................... 149

مظاهر استمرارية العالقة بين السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في الدستور : الفرع األولالجزائري

........................................................................................... 149 العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في فترة األحادية الحزبية: األولى الفقرة

........................................................................................... 149

329

1963العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في دستور : أوالً ...........................................................................................

149 1976العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في دستور : ثانيا

........................................................................................... 151

شريعية في فترة التعددية الحزبيةن السلطة التنفيذية والتالعالقة بي: الفقرة الثانية ...........................................................................................

153 يعية في مواجهة السلطة التنفيذيةأدوات الرقابة المخولة للسلطة التشر : الفقرة الثالثة

........................................................................................... 185

ه أسئلة برلمانية ألعضاء الحكومةسلطة توجي -1 ...........................................................................................

160 لطة البرلمان في استجواب الحكومةس -2 ...........................................................................................

162 برلمانيةسلطة البرلمان في تكوين لجان تحقيق -3 ...........................................................................................

163 المصادقة على الالئحة-4 ...........................................................................................

168 ملتمس الرقابة -5 ...........................................................................................

169

330

التصويت بالثقة -6 ...........................................................................................

172 ة التنفيذية مع السلطة التشريعيةاآلثار الناتجة عن استمرارية العالقة بين السلط: الفرع الثاني

........................................................................................... 173

السلطة التنفيذيةرتبة على مستوى اآلثار المت: الفقرة األولى ...........................................................................................

174 تكريس أحادية الجهاز التنفيذي -1 ...........................................................................................

174 غياب كلي للمسؤولية السياسية -2 ...........................................................................................

176 ريع بأوامر من استثناء إلى قاعدةتحول التش -3 ...........................................................................................

180 تقرار القانونياإلخالل بمبدأ االس -4 ...........................................................................................

182 اآلثار المترتبة على السلطة التشريعية: الفقرة الثانية

........................................................................................... 183

تحريف دور البرلمان -1 ...........................................................................................

183

331

اقشة القضايا ذات اإلهتمام العامالبرلمان كمنبر لمن -أ ...........................................................................................

183 لرسم السياسات العامة في الدولة البرلمان كأداة-ب ...........................................................................................

183 تمثيلية واسعة ومحققة لإلستقرار البرلمان كأداة -ج ...........................................................................................

184 ان كمجال الستقطاب الكفاءاتالبرلم -د ...........................................................................................

184 إضعاف دور البرلمان -2 ...........................................................................................

185 إدماج أسلوب الثنائية البرلمانية -أ ...........................................................................................

185 حدودية المجال التشريعي للبرلمانم -ب ...........................................................................................

187 السلطة التشريعية من حق المبادرةضعف تمكين -ج ...........................................................................................

188 ية الشكلية كأداة إضعاف البرلمانالمسؤولية السياس -د ...........................................................................................

190

332

على الحكومةلرقابية المالية ضعف اآلليات ا -3 ...........................................................................................

191 مان كأداة مقوية للجهاز التنفيذياإلبقاء على آلية حل البرل-4 ...........................................................................................

193 ة تكريس مبدأ الفصل بين السلطاتصعوب:الفقرة الثالثة

........................................................................................... 195

النوعية الجديدة في عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في الدستورين : المطلب الثانيللمغرب وتونس الجديدين

........................................................................................... 196

مظاهر النوعية الجديدة في عالقة السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في : الفرع األول)2014-2011(الدستورين الجديدين للمغرب وتونس

........................................................................................... 197

توسيع االختصاصات المسندة للبرلمان في التعديالت الدستورية لكل من المغرب :الفقرة األولىعلى التوالي) 2014دستور – 2011 دستور(وتونس

........................................................................................... 198

من مظاهر تعزيز السلطة التشريعيةالتنصيب البرلماني للحكومة كمظهر : الفقرة الثانية ...........................................................................................

203 ريعية في الموافقة على المعاهداتأهمية دور السلطة التش: الفقرة الثالثة

........................................................................................... 205

333

ستقوية المؤسسة التشريعية في الدستورين الجديدين للمغرب وتون: الفرع الثاني ...........................................................................................

209 جديدة للمعارضة البرلمانيةالوضعية الدستورية ال:الفقرة األولى

........................................................................................... 209

بة البرلمانية على العمل الحكوميتعزيز آليات الرقا: الفقرة الثانية-2 ...........................................................................................

212 ملتمس الرقابة أو الئحة لوم-3 ...........................................................................................

218 لجان تقصي الحقائق ولجان التحقيق -4 ...........................................................................................

222 2002قبل التعديل الدستوري لـ -أ ...........................................................................................

223 2002بعد التعديل الدستوري لعام : رحلة الثانيةالم -ب ...........................................................................................

224 سياسات العموميةتقييم ال-5 ...........................................................................................

226 ع القانون المالي وقانون التصفيةمناقشة مشرو -6 ...........................................................................................

227

334

خاتمة المبحث ...........................................................................................

229

اآلثار على الرقابة الدستورية: المبحث الثاني ...........................................................................................

230 بقاء نفس خصائص الرقابة الدستورية في الجزائر: المطلب األول

........................................................................................... 232

تطور الرقابة على دستورية القوانين في الجزائر: الفرع األول ...........................................................................................

233 1996سير المجلس الدستوري واختصاصاته في ظل دستور : الفرع الثاني

........................................................................................... 235

1996 تشكيلة المجلس الدستوري في ظل دستور.1 ...........................................................................................

235 اختصاصات المجلس الدستوري -2 ...........................................................................................

237 إخطار المجلس الدستوري -3 ...........................................................................................

237 النتائج المترتبة على رقابة المجلس الدستوري: الثالث الفرع

........................................................................................... 238

335

في ما يتعلق بالقوانين العضوية واألنظمة الداخلية لغرفتي البرلمان -1 ...........................................................................................

238 في ما يخص رقابة القوانين العادية والتنظيمات والمعاهدات -2 ...........................................................................................

239 العوائق التي تحد من رقابة المجلس الدستوري: الفرع الرابع

........................................................................................... 239

ل المجلستشكي -1 ...........................................................................................

240 محدودية الجهات التي تخطر المجلس الدستوري -2 ...........................................................................................

242 تغيير نظام الرقابة الدستورية في كل من المغرب وتونس: المطلب الثاني

........................................................................................... 244

من حيث تشكيل المحكمة (تغيير نظام الرقابة الدستورية من حيث الهيئة : الفرع األول..................................................................................)الدستورية

246 كمة الدستورية ومدة العضوية فيهاتشكيلة المح: الفقرة األولى

........................................................................................... 246

التنظيم اإلداري للمحكمة الدستورية: الفقرة الثانية ...........................................................................................

249

336

األمانة العامة -أ ...........................................................................................

249 الملحقون القضاة أو الموظفون -ب ...........................................................................................

250 الدستوريةحاسب الملحق بالمحكمة الم -ج ...........................................................................................

250 سير المحكمة الدستورية: الفقرة الثالثة

........................................................................................... 250

مدى تمتع أعضاء المحكمة الدستورية بضمانات القاضي: الفرع الثاني ...........................................................................................

251 حظر الجمع بين الوظائف: الفقرة األولى

........................................................................................... 252

شرط الحياد:الفقرة الثانية ...........................................................................................

254 واجب التحفظ: الفقرة الثالثة

........................................................................................... 255

ويةانتهاء مدة العض: الفقرة الرابعة ...........................................................................................

257

337

اإلنقضاء العادي-أ ...........................................................................................

257 انقضاء مدة العضوية الغير عاديةحاالت -ب ...........................................................................................

258 الضمانات الممنوحة لألعضاء-ج ...........................................................................................

258 اختصاصات المحكمة الدستورية: الفرع الثالث

........................................................................................... 259

البث في صحة عمليات اإلستفتاء والمراجعة الدستورية: الفقرة األولى ...........................................................................................

259 خاب أعضاء مجلسي البرلمانالبث في منازعات في انت: الفقرة الثانية

........................................................................................... 260

الرقابة على دستورية القوانين : الفرع الرابع ...........................................................................................

263 (le Contrôle préventif ) في الرقابة السياسية على دستورية القوانين: الفقرة األولى

........................................................................................... 266

I- القوانين العادية والقوانين التنظيمية كمجال للرقابة الدستورية ...........................................................................................

267

338

المجال التشريعي: القوانين العادية كمجال للرقابة الدستورية : أوال ...........................................................................................

286 المجال : كمجال للرقابة الدستورية ( Lois organiques ) القوانين التنظيمية: ثانيا

269 التنظيميإختصاصات المحكمة الدستورية في مجال الرقابة الدستورية -2 ...........................................................................................

270 Le Contrôle obligatoire الرقابة اإلجبارية: أوال ...........................................................................................

272 Le Contrôle Facultatif الرقابـة الجوازيـة: ثانيا

........................................................................................... 273

الرقابة القضائية على دستورية القوانين: الفقرة الثانية ...........................................................................................

275 I- الرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدعوى األصلية أو رقابة اإللغاء ( le

Contrôle par voie d’action) ...........................................................................................

276 مجال الرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدعوى األصلية :أوال ...........................................................................................

277 le Contrôle ) االمتناعالرقابة القضائية على دستورية القوانين عن طريق الدفع أو رقابة -2

par voie d’exception) ...........................................................................................

281

339

المغربيةمركز األفراد في مباشرة الطعن في دستورية القوانين في الدساتير : أوال ...........................................................................................

284 االمتناعأو رقابة 2011الرقابة على دستورية القوانين عن طريق الدفع في دستور -ثانيا

........................................................................................... 285

:خاتمة الفصل الثاني ...........................................................................................

291 خاتمة

........................................................................................... 293