النيابة الشرعية لطلبة محاضرات السنة األولى ماستر تخصص قانون

االسرة .

إعداد االستاذة خوادجية سميحة حنان أستاذة محاضرة ب

كلية الحقوق – جامعة قسنطينة

المقدمة : أولت الشريعة اإلسالمية عناية كبيرة بالفئ��ات الض��عيفة و الع�اجزة ،و خاص��ة فئ��ة القصر فوفرت لهم الحماية الالزمة لرعاية ش��ؤونهم و مص��الحهم و الحيلول�ة دون إلحاق الضرر بهم، هذه الحماية و إن كانت تبدأ قب��ل ال��والدة بحماي��ة ح��ق الحم��ل في الحياة و نسبه إلى أبيه، و حفظ ما يؤول إلى ذمته من أموال بطريق الهب��ة أو الوصية، فإن أهميتها تتزايد بعد ذلك إلى أن يبل��غ القاص��ر الرش��د و يح��وز الق��درة

العقلية و الجسدية لتدبر شؤونه بنفسه.

1

و الشك أن نظام الوالية على المال جزء مهم من ه��ذه الحماي��ة، فبموجب��ه ين��وب بعض األش��خاص ال��ذين تت��وفر فيهم ش��روط مح��ددة عن القاص��ر في مباش��رة

التصرفات والعقود التي ينصرف أثرها إليه و ذلك حماية لمصالحه و حقوقه. و حرصا على السير الحسن له��ذا النظ��ام، و حماي��ة للقاص��ر مم��ا ق��د يعت��بره من نقائص أو انحرافات فإن المشرع تدخل ليتناول أحكام النيابة الشرعية في الكتاب

الم���ؤرخ في11-84الث���اني من ق���انون األس���رة الص���ادر بم���وجب الق���انون المتضمن ق��انون األس��رة المع��دل و المتمم م��ؤخرا بم��وجب األمر03/01/1984

(. 19، ص15. )الجريدة الرسمية عدد 2005 فيفري27 المؤرخ في 05-02و من خالل هذه المقدمة سنقسم المحاضرة إلى ثالثة محاور كاآلتي:

.المحور األول : أحكام عامة في الوالية على المال.المحور الثاني: أقسام الوالية على المالالمحور الثالث :الق>>انون ال>>واجب التط>>بيق في مس>>ائل الوالي>>ة

على مال القاصر

المحور األول : أحكام عامة عن الوالية على المال . نتن��اول في االحك��ام العام��ة للوالي��ة على الم��ال مفهومه��ا ، أس��باب الوالي��ة على الم��ال، وت��رتيب الوالي��ة في الفق��ه االس��المي، الس��يما في الق��انون االس��رة

الجزائري ،وشروط الوالية على المال .أوال : مفهوم الوالية على المال .

سنتعرض لتعريف الوالية على المال لغة وفقها وتعريفها من الناحية القانونية .. تعريف الوالية على المال لغة : 1

الوالية مشتقة من الولي، و يعني القرب، فيقال تباع�د بع��د ولي أي بع��د ق��رب، و ولى الشيء و عليه : ملك أمره ، و ولى فالنا و عليه نصره و أحبه، و والية البلد :

التسلط عليه.و الوالية بكسر الواو: يقصد بها القدرة و السلطة و اإلمارة.

. تعريف الوالية فقها: 2

2

وردت عدة تعريفات للوالية على المال عند فقهاء المعاص��رين ، إذ عرفوه��ا بأنه��ا <<السلطة التي يملك بها الولي التصرفات و العقود ال��تي تتعل��ق بم��ال الم��ولى علي���ه من ال���بيع و الش���راء و اإلج���ارة و ال���رهن..>>، أو أنه���ا تتمث���ل في :

المحافظة على المال و تنميته و استثماره و التصرف فيه و إدارت��ه بم��ا يع��ود<<على المولى عليه و مجموع األمة بالربح و الفائدة>>.

أو هي<< " ت��دبير ش��ؤون القاص��ر المالي��ة من اس��تثمار و تص��رف و حف��ظ واتفاق>>"

. التعريف القانوني للوالية على المال: 3 يعرفها رجال القانون بأنها: <<منح س��لطة لش��خص معين ألن يج��ري التص��رفات

القانونية ال لحساب نفسه و لكن لحساب المشمول بواليته و نيابة عنه>>. أو هي:<<سلطة شخص معين مباشرة التصرفات باس��م و لحس��اب األص��يل من

األشخاص عديمي أو ناقصي األهلية>>. ص��فوة الق��ول : الوالي��ة على الم��ال هي النياب��ة الش��رعية يت��ولى بموجبه��ا ال��ولي الشرعي حفظ و تنمية أموال من تحت واليته جبرا لعجزه عن النظر فيه�ا تحقيق�ا

لمصلحة المولى عليه أو مصلحة الغير الذين لهم حقوق على أمواله.ثانيا: أسباب الوالية على المال

هناك عدة أسباب للوالية على المال فمنها ما يرجع إلى نقص أهلية الم�ولى علي�ه أو انع��دامها مث��ل الجن��ون و الص��غر، و ه��ذه األس��باب مح��ل اتف��اق بين الم��ذاهب الفقهية، و منه��ا م��ا يتعل��ق بحماي��ة مص��الح الم��ولى علي��ه و مص��الح الغ��ير، و هي أسباب مختل�ف فيه�ا مث��ل الس�فه و الغفل�ة و ال�دين و الزوجي��ة، كم�ا أن أس��باب الوالية على المال تختلف كذلك من حيث أن بعضها يثبت والي��ة كلي��ة أو مطلق��ة ،

بينما البعض اآلخر ال يثبت إال والية جزئية على مال المولى عليه. على ما يلي " يخض��ع فاق��د األهلي��ة و44و قد نص المشرع الجزائري في المادة

ناقصوها بحسب األحوال ألحكام الوالي��ة أي الوص��اية أو القوام��ة ض��من الش��روطوفقا للتواعد المقررة في القانون"

و عليه ف��إن المعي��ار المعتم��د في إثب��ات الوالي��ة على الم��ال ه��و نقص األهلي��ة أو انع�دامها غ��ير أن�ه ليس المعي�ار الوحي��د، إذ تثبت الوالي�ة المالي��ة قانون�ا على ك�ل

3

مريض مرض الموت، و كذاك المدين و المفق��ود، كم��ا تثبت المس��اعدة القض��ائيةعلى ذوي العاهات المزدوجة.

. الصغر كسبب من أسباب الوالية على المال: 1 إن الص��غر م��وجب للوالي��ة باتف��اق الفقه��اء، و ينقس��م إلى ثالث مراح��ل: مرحل��ة

الحمل، ثم مرحلة عدم التمييز، فمرحلة التمييز.و قد اختلف الفقهاء في مسألة الوالية على مال الحمل إلى قولين :

: و هو عدم الوالية على مال الحمل إال بعد والدته حيا. القول األول:و هو أنه مادام يجوز الوصية للحمل فاألولى أن يعين عليهالقول الثاني

و صي. و الرأي الراجح هو إثبات الوالية على الحمل ، ألنه كما يستحق الوصية و الميراث

و الوقف ، فاألولى حفظ هذا المال بتعيين وصي عليه حفظه و ينميه و يديره. لكن اإلشكال الذي يطرح هنا، هو في حال ما إذا تصرف الوصي في الم��ال ال��ذي تحت يديه، ثم ولد الحمل ميتا، ألنه يش��ترط والدت��ه حي��ا الس��تحقاق الوص��ية فإن��ه يجب إرجاع المال إلى ورثة الموصي و لذلك فقد رجح بعضهم ال��رأي القائ��ل ب��أن األفضل تعيين وصي على الحمل لكن ال يكون له من الص��الحيات إال حف��ظ الم��ال دون التصرف. فهو أمين على المال فق�ط و ذل��ك لغاي��ة والدة الحم��ل حي��ا، و في

حالة ولد ميتا فإن األمين يعيد المال إلى ورثة الموصي. و أما القانون فإن األصل ال تثبت الوالية على مال الجنين إذ ليس له أهلي��ة األداء، كما أن أهلية الوجوب تتوقف على والدته حيا، و م��ع ذل��ك تثبت ل��ه بعض الحق��وق كالنسب و اإلرث و الوصية و الوقف، ألن اكتسابها ال يحتاج إلى قب��ول من��ه و ه��ذا موق��ف المش��رع، إذ ال نج��د نص��ا ي��دل على الوالي��ة على م��ال الحم��ل س��واء في

القانون المدني أو قانون األسرة. و بينما أغلبية المشرعين العرب ذهب إلى إثبات الوالية على الحمل، بهدف عدم

تعطيل المصالح و األرزاق المتعلقة بهذه األحوال. أما المرحلة الثانية من الصغر هي مرحلة عدم التمييز،و تبدأ من الوالدة إلى غاي��ة

سنة، و في هذه المرحلة يعجز الصبي عن تمييز ما يجلب له من13بلوغ سن النفع، مما يجلب له الضرر و عليه تثبت له الوالية على ماله مطلقا النع��دام أهلي��ة

األداء.

4

و أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التمييز، و تبدأ منذ س��ن التمي��يز إلى غاي��ة بل��وغ سن الرشد، و تثبت الوالية على مال الصغير في هذه المرحل��ة و ل��و أنه��ا ليس��ت مطلق��ة ، إذ تص��ح من��ه التص��رفات النافع��ة نفع��ا محض��ا، و يمن��ع علي��ه القي��ام بالتصرفات الضارة ضررا محضا، بينما يتوقف نف��اذ تص��رفاته ال��دائرة بين النف��ع و

الضرر على إجازة وليه. من ق��انون األس��رة << من بل��غ س��ن التمي��يز و لم يبل��غ س��ن83و تنص الم��ادة

من القانون المدني تكون تصرفاته نافذة إذا ك��انت نافع��ة43الرشد طبقا للمادة له، و باطلة إذا كانت ضارة ب��ه، و تتوق��ف على إج��ازة ال��ولي أو الوص��ي فيم��ا إذا

كانت مترددة بين النفع و الضرر، و في حالة النزاع يرفع األمر للقضاء>>. و تنتهي الوالية على القاصر ببلوغه رشيدا، دون حاجة إلى حكم من القاضي برفع الحجر عنه، في حين قال المالكية أنه إذا كان القاصر تحت والية وص��ي أو مق��دم يشترط زيادة على بلوغه الرشد أن يشهد الوص��ي أو المق��دم على ف��ك حج��ره و

رفع الوالية عنه. القانون المدني الجزائري: << كل شخص بلغ سن الرش��د40/01و تنص المادة

متمتع��ا بق��واه العقلي��ة، و لم يحجرعلي��ه ، يك��ون كام��ل األهلي��ة لمباش��رةحقوقه>>.

. الوالية على المال بسبب عوارض األهلية : 2 إن عوارض األهلية تصيب اإلنسان في عقله و هي الجنون و العت��ه، أو في ت��دبيره

فتفسده و هي السفه والغفلة. هو تبذير المال على غ��ير مقتض��ى العق��ل و الش��رع لغلب��ة اله��وى. السفه:2.1

على السفيه، فعلة السفيه أنه مسرف تتسم تص��رفاته بالش��دود في نظ��ر غالبي��ة الناس ،و من المتعارف عليه فقها و قانون��ا الحج��ر على الس��فيه الب��الغ لس��فهه و

" و ال تؤتوا السفهاء أموالكم ال>>تي جع>>لسوء تصرفه لقوله تعالى .الله لكم قيما"

و قد اختلف الفقهاء بشأنه: الحنفية : ال يحجر على الحر البالغ السفيه، و تصرفاته في مال��ه ج��ائزة و إن ك��ان

مبذرا مفسدا يتلف أمواله فيما ال غرض له فيه وال مصلحة.

5

و اإلمام الشافعي رض��ي الل��ه عن��ه : ي��رى الحج��ر على الس��فيه بع��د بلوغ��ه س��ن و ال تؤتوا الس>>فهاءالرش��د، و يحج��ر علي��ه األب أو الج��د لقول��ه تع��الى "

"، و نقل عن الشافعي أيضا أنه يستحب أن يرد أمره إلى األب و الجد،أموالكمفإن لم يكن فسائر العصبات ألنهم أشفق، و ال يرفع الحجر إال إذا رفعه القاضي.

فان آنستمالمالكي��ة : ي��رى الحج��ر على الس��فيه و اس��تدل بقول��ه تع��الى " (، فدل قول��ه على06" )سورة النساء آية رشدا فادفعوا إليهم أموالهم

أن السبب المفضي للحجر هو السفه ،غ��ير أن��ه يوج��د خالف فيمن بل��غ و لم يعلم سفهه من رشده و كان مجهول الحال فقيل أنه محمول على الس��فه ح��تى يت��بين

رشده وهو المشهور. و السفيه و ذو الغفل��ة المحج��ور عليهم��ا حكمهم��ا في الق��انون الجزائ��ري حس��ب

في حكم الصبي المميز.43المادة هو زوال العقل أو ذهاب��ه آلف��ة، ف��المجنون يأخ��ذ حكم الص��غير. المجنون : 2.2

قبل سن التمييز إذا كان جنونه مطبقا أو متقطعا. الشافعية: إن الجنون يرفع باإلفاقة، أما إذا كان جنون مطب��ق ي��وجب الحج��ر في ما تردد بين النفع و الضرر، بمعنى آخر يوجب التوقف على اإلجازة على العم��وم، فإذا باع المجنون شيئا أو اشتراه و هو ال يعقل البيع، فالبيع إن ش��اء أج��ازه إذا

كان فيه مصلحة و إن شاء فسخه. أما المالكية: اعتبر أن المجنون و الصبي ال تصح عقودهما و ال إقرارهما ألن ع��دم الصحة معناه عدم النفاذ، و ال تلحقه اإلجازة و ال يصح منه قبول الهبة و الصدقة و

الوصية و غيرها. و القانون الجزائري يعت��بر المجن��ون فاق��د التمي��يز، فتق��ع تص��رفاته باطل��ة بطالن��ا

الق��انون الم��دني42مطلقا حتى لو ك��انت نافع��ة ل��ه نفع��ا محض��ا، فتنص الم��ادة الجزائ��ري : <<على أن��ه ال يك��ون أهال لمباش��رة حقوق��ه المدني��ة من ك��ان فاق��د

التمييز لصغر في السن أوعته أو جنون>>.. الوالية على المال بسبب موانع األهلية: 3

قد يبلغ اإلنسان سن الرشد، و يكون خاليا من عوارض األهلية، إال ان��ه تحص��ل ل��ه موانع تحول دون ممارسته و مباش��رته التص��رفات و العق��ود بنفس��ه، س��واء ك��ان

6

الم��انع طبيعي��ا أو قانوني��ا أو مادي��ا، و ل��ذلك وجب أن ين��وب عن��ه من يمثل��ه في مباشرة تصرفاته.

. الغيبة: 1.3 المقصود بالغيبة هن��ا الفق��دان، ف��المفقود ه��و الغ��ائب ال��ذي ال يع��رف وض��عه و ال يعرف أ حي هو أم ميت، و يحجر القاضي على الغائب و يبيع ماله لنفقه زوجته و

ولده أو تسديد ديونه. ق��انون109و ق��د ع��رف لن��ا المش��رع الجزائ��ري الغ��ائب و المفق��ود في الم��ادة

األسرة التي تنص على أنه: <<المفقود هو الش��خص الغ��ائب ال�ذي ال يع��رف مكانه و ال يعرف حياته أو موته و ال يعتبر مفق��ودا إال بحكم">>��� و بالت��الي لف��ظ الغيبة كمانع من موانع األهلية إنم��ا يقص��د ب��ه الغ��ائب و المفق��ود مع��ا و ذل��ك ألن مناط الوالية على مال كل منهما متوفر،وهو ال يتعلق بأهليتهما ألنها كامل��ة، و لكن بالض��رر ال��ذي يلح��ق مص��الحهما، و مص��الح األش��خاص الم��رتبطين بهم��ا بس��بب

الغياب. و لذلك يتوجب رفع الضرر عن طريق تعيين نائب أو وكيل عن المفق��ود و الغ��ائب

من ق��انون األس��رة على وج��وب111لذلك يلزم المشرع الجزائري في الم��ادة تعيين القاض��ي في نفس الحكم ال��ذي يقض��ي في��ه بفق��دان الش��خص مق��دما من

األقارب أو غيرهم لتسيير أمواله و استالم ما يستحقه من ميراث. و تنتهي مهمة الوكي��ل عن الغ��ائب أو المفق��ود بع��ودة الغ��ائب أو المفق��ود حي��ا أو

قانون األسرة.113لموته الفعلي أو الحكمي وفقا لنص المادة . العاهة المزدوجة: 2.3

قد يتعذر على اإلنسان بسبب العاهة التعبير عن إرادته بشكل سليم ، لذلك يتقرر له نوع من الوالية المالية و بما يسمى المس��اعدة القض��ائية، و لق�د نص المش�رع

من القانون المدني التي جاء فيها << إذا كان80الجزائري على ذلك في المادة الشخص أصم أبكم أو أعمى أصم أو أعمى أبكم، تع�ذر علي��ه بس��بب تل��ك العاه��ة التعب��ير عن إرادت��ه، ج��از للمحكم��ة أن تعين ل��ه مس��اعدا قض��ائيا، يعاون��ه في

التصرفات التي تقتضيها مصلحته>>. و مناط الوالية على مال صاحب العاهة المزدوجة ه��و تع�ذر تعب��يره عن إرادت��ه، و ليس قصورا في أهليت��ه أو انع��دامها، ل��ذلك يعين ل��ه مس��اعد قض��ائي يعاون��ه في

7

من الق��انون80التصرفات القانونية ال��تي يبرمه��ا، و ه��ذا م��ا أش��ارت ل��ه الم��ادة المدني الجزائ�ري، بحيث تك�ون ل�ه ك�ل التص��رفات ال�تي يبرمه�ا الش�خص ال�ذي تقررت مساعدته قابلة لإلبطال إذا صدرت منه بدون حضور المس��اعد القض��ائي ، فه��ذا األخ��ير ال يعت��بر نائب��ا عن الش��خص ص��احب العاه��ة إذ ال ينف��رد بالتص��رفات القانونية لوحده ،كم��ا أن المس��اعدة تنحص��ر في التص��رفات ال��تي يح��ددها ق��رار

تعيين المساعد القضائي.. العقوبة الجنائية: 3.3

عندما يحكم على شخص ما بعقوبة جنائية، فإن��ه يحج��ر علي��ه حج��را قانوني��ا، تبع��ا لعقوبة سلبه حريته، فالشخص في هذه الحالة و إن ك��ان يتمت��ع بأهلي��ة كامل��ة، إال

أن هذا المانع القانوني ال يخوله مباشرة شؤونه المالية. من ق��انون العقوب��ات، إذ06و هو ما نص عليه المشرع الجزائري بموجب المادة

أثبت على الشخص المحكوم بجناية عقوبة تبعية تتمث��ل في الحج��ر علي��ه و منع��ه من التصرف في أمواله مما يعني أن يت��ولى قيم إدارة أموال��ه و مباش��رة حقوق��ه المالية إلى غاية انته��اء عقوبت��ه، غ��ير أن س��لطة القيم تنحص��ر في إدارة األم��وال

دون التصرف فيها. ثالثا: ترتيب األولياء على المال و شروطهم:

بداية سنتطرق لترتيب الوالية على المال ،ثم الش��روط ال��تي يجب أن تت��وفر فياألولياء .

. ترتيب األولياء على مال قاصر: 1 ستتناول ترتيب األولياء في الفقه اإلسالمي، ثم ترتيب األولياء في القانون.

. ترتيب األولياء في الفقه اإلسالمي: 1.1 لقد اختلف الفقهاء في إثبات الوالية، وترتيب األولياء على مال القاصر،تبعا لت��وفر الولي على شرطين أساسيين،األول هو توفر الش��فقة على القاص��ر،وذل��ك يتعل��قبدرج����������������������������������������������ة القراب����������������������������������������������ة

،والشرط الثاني هو الدراية و القدرة على تسيير أموره المالية.و سنبرز فيما يلي قول كل مذهب فقهي على حدة.

8

الحنفية : يكون حق الوالية على مال القاصر لألب ابتداءا، ثم لوصيه فوصي وصيه، ثم للجد و وصيه، فوصي وصيه ثم للقاضي و وصيه على أنهم ال يثبت��ون الوالي��ة لألم لع��دم

قدرتها و خبرتها باألمور المالية. و عليه يكون األب أحق الناس بالوالية على مال ابنه ألنه أك��ثرهم ش��فقة علي��ه، و تنتقل الوالية بعده مباشرة لوصيه حتى لو وجد الج��د ، فيق��دم الوص��ي علي��ه ألن��ه يجب اح�ترام إرادة األب و ل��و بع�د وفات�ه، وح��تى ل�و ك�ان الج��د أك��ثر ش�فقة من الوصي، ثم يأتي الج��د بع��د الوص��ي و قب��ل القاض��ي ألن��ه أجن��بي عن الص��غير، ثم

القاضي ألنه ولي من ال ولي له. و ال يجوز لغير هؤالء كاألخ و العم الوالية على مال الصغير إال عن طريق الوص��اية

من األب أو الجد أو باختيار من القاضي.المالكية :

و تكون الوالية على مال الصغير عند المالكية لألب أوال ثم لوصيه ثم للقاض��ي ثم وصيه ، فالمالكية بخالف األحناف ال يثبتون الوالية للجد مطلقا ،و بالتالي فال والية

لوصية كذلك . و بذلك بعد األب ووص��يه تنتق��ل الوالي��ة مباش��رة للقاض��ي ، كم��ا ال تك��ون الوالي��ة

لباقي العصبات كاألخ و العم إال عن طريق وصية األب أو وصيه . كما انفرد المالكية بإثبات الوالية المالية للحاضن و الكافل إذا ج��رى ب��ذلك ع��رف بين الناس ،و ذلك ألن العادة في المجتمعات الريفية خاصة أن الن��اس ال يوص��ون على أوالدهم الفتراضهم أن األقارب سيقومون برع��ايتهم ، فتثبت الوالي��ة المالي��ة للكافل أو الحاضن عمال بالعرف ، كما ال يثبت المالكي��ة الوالي��ة المالي��ة لألم ، ب��ل لها الحضانة فقط ، غ��ير أنهم أج��ازوا له��ا أن تك��ون وص��ية على أوالده��ا ، كم��ا أن

الوالية تكون بعض القاضي لكافة المسلمين .الشافعية :

الوالية على مال الصغير عند الشافعية تك��ون لألب ثم الج��د ، ثم وص��ي األب ، ثم وصي الجد ، ألن الشافعي رحمه الله ينزل الجد منزلة األب و عليه تنتق��ل الوالي��ة المالية بعد األب للج��د و ل��و م��ع وج��ود وص��ي األب و ذل��ك عكس الحنفي��ة ال��ذين

يقدمون وصي األب على الجد ألن الجد أوفر شفقة من الوصي .

9

أما والية األم على مال الصغير ففيها قوالن : القول األول : مفاده جواز والية األم على مال ولدها ألنها أحد الوالدين .

القول الثاني : وهو األصح من مذهب الشافعية مفاده أن ال تكون له��ا الوالي��ة ب��لمباشرة للقاضي .

الحنابلة : تكون الوالية على مال الصغير عندهم لألب ثم وصية ثم الح��اكم ) القاض��ي( ألن��ه ولي من الولي ل��ه ، ثم لمن يعين��ه القاض��ي على م��ال الص��غير ، ذل��ك أنهم مث��ل المالكية ال يثبتون الوالية المالية للجد على مال الصغير إذ تنتق��ل الوالي��ة مباش��رة

بعد األب إلى وصيه ثم للقاضي أو من ينيبه . أما بالنسبة لوالية األم : أجاز بعض الفقهاء واليتها ��� إال أن ع��دم ق��درتها و درايته��ا بكيفية حفظ األموال ، جعل األب أح��ق منه��ا في والي��ة م��ال ابن��ه ، وي��رى البعض جواز والية األم ، ألن الفقهاء أجازوا وصايتها على م��ال أوالده��ا ، من جه��ة أخ��رى ظ��روف الم��رأة تغ��يرت بحيث أص��بح ل��ديها بعض المع��ارف فيم��ا يخص إدارة

األموال . -ترتيب االولياء في القانون :1-2

من قانون األسرة الجزائري على مايلي : 87نصت المادة <<يكون األب وليا على أوالده القصر ، و بعد وفاته تحل األم محله قانونا ، و في حالة غياب األب أو حصوله مانع له ، تحل األم محله في القيام باألمور المستعجلة المتعلق��ة ب��األوالد ، و في حال��ة الطالق يمنح القاض��ي الوالي��ة لمن أس��ندت ل��ه

حضانة األوالد >>. فالمشرع الجزائري وافق إجماع الفقهاء على كون األب أول من يس��تحق الوالي��ة على مال أوالده لكنه بعد ذلك يرتب الوالي��ة لألم بع��د األب مباش��رة ، كم��ا أعطى

الحق في الوالية لمن أسندت له الحضانة بعد الطالق . و يبدو أن المشرع قد حرص على اعطاء الحاض��ن ص��الحيات واس��عة،بحيث جم��ع في يديه الوالية المالية و الحضانة وه��و م��ا يخ��دم مص��لحة القاص��ر أك��ثر،ألن منح

الحضانة لشخص و الوالية على المال آلخر من شأنه تعطيل مصالحه . من قانون األسرة نجد أن المشرع أعطى ح��ق92هذا و بالنظر إلى نص المادة

تعيين الوصي لكل من األب و الجد في حالة عدم وج��ود األم ، و ه��ذا ب��الرغم من

10

، و ه�و أم��ر غ��ير87أنه لم يعط للجد حق الوالي��ة على م�ال الص�غير في الم�ادة مستساغ ، فاألصل أنه من ال يملك حق الوالية ال يملك االنابة فيه .

و عليه نستنتج أن ترتيب األولياء على المال في ق��انون األس��رة الجزائ��ري يك��ونكاألتي .

األب أوال ثم األم ، ثم وص��ي األب ، ثم وص��ي الج��د ، ثم القاض��ي ألن��ه ولي من الولي له .

رابعا: شروط األولياء على مال القاصر : سنتناول شروط األولياء في الفقه اإلس��المي ، ثم ش��روط األولي��اء في الق��انون ،

حيث أن هذه الشروط يشترك فيها الولي ، الوصي السيما القيم.

( - شروط األولياء على مال القاصر في الفقه االسالمي :1 من ش��روط االولي��اء على م��ال القاص��ر ،التكلي��ف ،االس��الم والحري��ة ،العدال��ة

والقدرة،الذكورة.– التكليف :

يتحقق التكلي��ف بت��وفر البل��وغ و العق��ل ، وبتحققهم��ا تق��وم الوالي��ة على الم��ال ، فالبلوغ أهم مرحلة من المراحل الطبيعية التي تمر بها حي��اة اإلنس��ان ألن��ه ينتق��ل فيها من طور الصغر إلى طور الكبر ، و يصبح مكلفا ، بحيث يصبح الشخص البالغ

مكتمل العقل و اإلدراك يميز ما ينفعه و يضره . :( اإلسالم و الحرية2

إشترط الفقهاء هذين الشرطين ، واختلفوا في حكمهما ، و مدى جواز اإليحاء إلىالكافر و الذمي و كذلك اإليصاء إلى العبد .

بالنسبة لإلسالم : يشترط في الولي أن يكون مسلما ، كون��ه م��ولى على أم��وال المولى عليه ،فهو كالوارث الذي يش�ترط في�ه إتح��اد ال�دين بين ال�ولي و الم��ولى له ، ف��يرى الملكي��ة أن��ه ال يج��وز الوالي��ة من مس��لم إلى ك��افر لقول��ه تع��الى: " و

المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض " . كم��ا ذهب الحنابل��ة إلى ع��دم ص��حة والي��ة المس��لم إلى الك��افر ألن��ه ليس أه��ل الشهادة و العدال�ة ، لكنه�ا تص��ح من ك�افر إلى ك�افر،ونص األحن��اف على وج�وب

شرط اإلسالم ، فال تصح والية مسلم إلى كافر أو ذمي .

11

اما الحرية ، اشترط الفقهاء الحرية كون العبد ال يمل��ك التص��رف في مص��الحه إال بإذن سيده ، و بالتالي ال يمكنه أن يحفظ أموال غيره ، وهو ما ذهب إليه فقه��اء

الشافعية فهم ال يجيزون الوالية إلى العبد سواء عبد نفسه أو عبد غيره . أما المالكية و الحنابلة ، يجيزون والية العب��د ب��إذن س��يده ألن��ه أه��ل للرعاي��ة على الم��ال و لقول��ه ص��لى الل��ه علي��ه و س��لم " و الخ��ادم في م��ال س��يده راع و ه��و مس�ؤول عن رعيت�ه " و لكن اش�ترطوا إذن س��يده ، و ليس لس�يده الرج�وع بع�د

الرضا .)العدالة و القدرة : 3

حسب فقهاء المالكية، العدالة وازع عن الفساد ، بالتالي ال يص��ح الوالي��ة لخ��ائن ، فإن كان متص��فا بالعدال�ة ثم ط��رأ علي�ه ط��ارئ فإن�ه يع�زل ، فهي عن��د المالكي��ة

تشرط إبتداءا ودوما . و يرى الشافعية أنه ال يجوز الوالية إلى فاسق باإلجماع ، كما أن��ه ال يج��وز الوالي��ة

إلى الخائن .أما الحنابلة : ذهبوا إلى قولين :

جواز الوالية إلى فاسق ، لكن يضم إليه أمين .القول األول : ال تجوز الوالية إلى فاسق ، فحكمه حكم من ال ولي ل��ه، ألن��ه الالقول الثاني :

يجوز تولية خائن على يتيم في حياته و بعد موت��ه ، فالوالي��ة أمان��ة و الخ��ائن ليس من أهلهما ،واشترط األحناف العدالة أيضا ، فإذا ك��ان ال��ذي ت��ولى الوالي��ة خ��ائن،

وجب على القاضي عزله و إقامة آخر مقامه . )القدرة :4

و يقصد بالقدرة الرشد أو الكفاي��ة و الهداي��ة في التص��رف ، كم��ا أن المع��نى ه��و القدرة من الناحي��ة الجس��دية ومن ناحي��ة الكف��اءة في إدارة و تس��يير األم��وال ، وقال الفقهاء يجوز تولى الوصاية من األعمى ألنه يمكنه التوكيل في األم��ور ال��تي ال يقدر عليها، فإذا عجز الولي أو الوصي عجز جزئيا يضم إليه القاضي من يعينه ،

أما إذا كان العجز مطلقا فيبدله بغيره . الذكورة : 5)

12

هذا الشرط عند الفقهاء ينطب��ق على ال��ولي الش��رعي خاص��ة دون الوص��ي ، إذا يجوز أن تتولى الوصاية امرأة ، بما روي عن عمر رضي الله عنه أن أوصى سيدنا

البنته حفصة أم المؤمنين ، فكان دليال على جواز الوصاية للنساء , و ما يستنتج من أق��وال الفقه��اء أن��ه إذا اخت��ار األب ، األم وص��ية على أوالده��ا، أو

عينها القاضي فالوصية صحيحة .)شروط األولياء في القانون : 2

من قانون األسرة الجزائري على شروط الوص��ي، وهي ش��روط93نصت المادة تنطبق على الولي و المقدم و هي اإلسالم و العقل و البلوغ و القدرة و األمان��ة و

حسن التصرف . و إذا كان المشرع الجزائري لم ينص صراحة على الشروط ال��واجب توافره��ا في

من91كل من األب و األم و هما ص��احبا الوالي��ة الش��رعية ، فبم��وجب الم��ادة قانون األسرة، نجد أنه ذكر ح��االت انته��اء الوالي��ة المتمثل��ة في عج��ز ال��ولي ، أو الحجر عليه ، أو إس��قاط الوالي��ة المتمثل��ة في عج��ز ال�ولي أو الحج��ر علي��ه ، أو إسقاط الوالية عنه، مم��ا يفي��د وج��وب ت��وفر الق��درة الجس��دية والعقلي��ة إلدارة و تسيير أموال المحجور عليه، كما يجب أن تتوفر فيه األمانة و االتحاد في ال��دين و

إال أسقطت واليته.خامسا: مفهوم القاصر

سنتطرق إلى تعري��ف القاص��ر لغ��ة، ثم تعريف��ه قانون��ا، بع��دها تعريف��ه في الفق��هاإلسالمي.

لف��ظ القاص��ر مرتب��ط في المع��اجم اللغوي��ة بمفه��وم العج��ز و. القاصر لغة:1 النقصان، و ج��اء في معجم مق��اييس اللغ��ة أن القاص��ر ه��و " ال��ذي ال يبل��غ م��دى

الشيء و نهايته". و القاصر مفرد قاصرون و قصر و هو من لم يبلغ سن الرشد، و قصر عم الشيء

عجز عنه و لم يبلغه.. تعريف القاصر في القانون : 2

يستعمل لفظ القاصر قانونا للداللة على الشخص الذي لم يبلغ س��ن الرش��د بع�د، فكل من ليس راشد يعتبر قاصر، و تذهب مختل��ف الق��وانين بتحدي��د س��ن معين��ة

كمعيار لمعرفة حد الرشد، باإلضافة إلى معيار التمتع بالقوى العقلية.

13

. تعريف القاصر في الفقه اإلسالمي: 3 إن مص��طلح القاص��ر ن��ادر االس��تعمال عن��د الفقه��اء و خاص��ة الق��دماء منهم ،و بالمقابل يستعملون ألفاظا أخرى للداللة على معناه مث��ل لف��ظ الص��بي، الي��تيم و

الصغير. " قالوا كي��فهو اإلنسان منذ والدته إلى أن يفطم، ق��ال تع��الى . الصبي: 1.3

و آتين>>اه الحكم " ق��ال ع��ز و جلو تكلم من ك��ان في المه��د ص��بيا" "صبيا

فالصبا يبدأ منذ الوالدة و ينتهي بالبلوغ سواء للذكر أو األنثى، أم��ا الص��بي المم��يز هو ال��ذي ي��درك مع��اني العق��ود في ع��رف الن��اس و ادنى س��ن التمي��يز هي س��بع سنوات، و الصبي غير المم��يز ه��و ال��ذي ال ي��درك إن ال��بيع س��الب الملكي��ة، و إن

الشراء جالب لها. الي��تيم من أب��اه، و أم��ا من فق�د أم��ه يس��مى عجب��ا ، و من فق��د كالهم�االيتيم :

يسمى لطيما. أما شرعا فاليتيم هم من مات أبوه حتى يبلغ، فإذا بل��غ زال عن��ه اليتم، و ج��اء في

التعريفات إن اليتيم هو المنفرد عن األب ألن نفقته عليه ال على األم. هو قليل الجسم أو الحجم ، و الصغر ضد الك��بر،ومع��نى لف��ظ الص��غيرالصغير :

في اللغة ال يختلف عن معناه في اصطالح الفقه�اء إذ ي�دل على الطف�ل ال�ذي لميبلغ بعد.

وبعد تعريفنا لكل من الصبي و اليتيم و الصغير في اللغة و في اص��طالح الفقه��اء، نجد تقاربا كبيرا بين المصطلحات الثالثة، إذا أن الفقه��اء يقص��دون به��ذه األلف��اظ

طفل اإلنسان منذ والدته إلى غاية بلوغه.

. اإلذن للقاصر )ترشيده(: 4 إن اإلذن في القانون هو التصريح للقاصر بإدارة شؤونه بنفسه و أمواله و االنتفاع

بها في حدود القانون، أو هو " دفع الوالية عنه و منحه أهلية األداء كاملة".

14

هذا و يكون اإلذن كقاعدة عامة من حق كل من يملك الوالية على مال القاص��ر، ضف إلى ذلك اإلذن يكون خاصا بالنوع الذي أذن فيه دون غيره، فمن أذن له في تجارة معينة كان اإلذن خاصا بتل��ك التج��ارة وح��دها، ويش��ترط فيمن ي��ؤذن ل�ه أن يكون مميزا، أو كما قال الفقهاء عارفا بأن البيع س��الب للمل��ك، و الش��راء ج��الب

له. وإجراءات ترشيد القاصر في القانون الجزائري تكون للقاضي وحده وفقا لق��انون األس��رة الجزائ��ري، كم��ا يك��ون ل��ه الح��ق في الرج��وع في اإلذن إذا م��ا رأى م��ا يستوجب ذلك، و يكون هذا اإلذن جزئيا أو كلي��ا بطلب من األب أو األم أو الوص��ي

من ق��انون األس��رة ،حيث ج��اء فيه��ا: "84أو القاصر، و هو ما نصت عليه المادة للقاضي أن يأذن لمن يبلغ سن التمييز في التصرف جزئيا أو كليا في أموال��ه بن��اء

على طلب من له مصلحة، و له الرجوع في اإلذن إذا ثبت لديه ما يبرر ذلك". و الجدير بالذكر، هذه المادة نصت على إمكانية ص��يرورة القاص��ر راش��دا دون أن يمر بمرحلة التمييز، فبعد أن كان ممنوعا من كل التصرفات أمكنه بذلك التصرف في أمواله كلها أو جزء منها دون توفره على الخبرة الالزمة ل��ذلك بمج��رد بلوغ��ه

من الق��انون الم��دني42سن التمييز، الذي حدده المشرع الجزائ��ري في الم��ادة ( سنة.13جزائري المعدل و المتمم بثالثة عشر )

لكن المشرع الجزائري لم�ا ق�رن ترش�يد القاص�ر ببلوغ�ه س�ن التمي�يز وق�ع في تناقض مع نصوص القانون التج��اري ال��تي تش��ترط س��ن ثماني��ة عش��ر س��نة على

من الق��انون التج��اري لم��ا05األقل إلمكان ترشيده، و هو ما جاء في نص المادة جاء فيها " ال يجوز للقاصر المرشد ذكرا أو أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر سنة كاملة و الذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ العمليات التجارية، كما ال يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعه�دات ال�تي يبرمه�ا من أعم�ال تجاري�ة، إذا لم يكن ق�د حص�ل مس��بقا على إذن وال��ده أو أم��ه أو على ق��رار مجلس العائل��ة مص��دقا علي��ه من

المحكمة. فه��ذه الم��ادة تض��ع ش��روطا إض��افية لكي يم��ارس القاص��ر األعم��ال التجاري��ة،

س��نة، يجب حص��وله على اإلذن من وال��ده أو أم��ه أو18فباإلضافة الشتراط سن بقرار من مجلس العائلة في حالة غي��اب األب، و في ه��ذه الحال��ة يجب أن يك��ون

اإلذن مصادقا عليه من المحكمة.

15

سادسا. المال: إن الشيء قد يكون مادي أو غير مادي، واألول موضوع الحق الم��الي لكن��ه ليس المحل الوحيد، فالعمل ك��ذلك مح��ل آخ��ر للح��ق الم��الي، ل��ذلك يجب التمي��يز بين

المال و الشيء خاصة أنه كثيرا ما يقع الخلط بينهما. و ليست كل األشياء تصلح ألن تكون ماال أو محال للحق��وق المالي��ة، فهن��اك أش��ياء تخرج عن التعامل و أخرى ت��دخل في دائ��رة التعام��ل، فالثاني��ة وح��دها تص��لح ألن

من الق��انون الم��دني الجزائ��ري:"82تكون محال للحقوق المالية، و تنص الم��ادة كل شيء غير خارج عن التعامل بطبيعت��ه أو بحكم الق��انون يص��لح أن يك��ون محال للحقوق المالية، و األشياء التي تخرج عن التعامل بطبيعته��ا هي ال��تي ال يس��تطيع أحد أن يستأثر بحيازتها، و أما الخارجة بحكم القانون فهي التي يج��يز الق��انون أن

تكون محال للحقوق المالية". و خروج الشيء من دائرة التعامل يرجع ألن طبيعته ذاته��ا ال تقب��ل أن يس��تأثر ب��ه أحد، و بالتالي يستحيل أن يكون محال للحقوق المالية، فيخرج من دائ��رة التعام��ل

البحر، الهواء ....إلخ. كما يرجع خروج األشياء من دائرة التعامل إلى سبب آخر ه��و نص الق��انون، فهي أشياء يمكن تملكها و حيازتها، لكن المش��رع رأى إخراجه��ا من دائ��رة التعام��ل

ألجل الصالح العام، و من أمثلتها: المواد المخدرة، األسلحة غير المرخصة.

. تقسيم األموال : 1.6تنقسم األموال و األشياء إلى : - ثابتة أو عقارية و منقولة.

- قابلة لالستهالك و غير قابلة له.- مثلية و قيمية.

- مملوكة و غير مملوكة.-حاضرة و مستقبلية.

- أشياء و أموال قابلة للقسمة و غير قابلة لها.- بسيطة و مركبة.

-رئيسية و تبعية.

16

تقسيم األموال إلى عقارية و منقولة : إن الحق��وق المالي��ة تنقس��م ب��دورها إلى منقول��ة و عقاري��ة، فالعق��ار ه��و الش��يء

من الق��انون688/01الثابت غير القاب��ل للنق��ل من مكان��ه ، و ق��د نص��ت الم��ادة المدني الجزائري على أن العقار ه��و ك��ل ش��يء مس�تقر بح��يزه ث�ابت و ال يمكن

نقله بدون تلف، و كل ما ال يعتبر عقارا فهو منقول. و تشمل:684 و01/قفرة 683و العقارات أنواع نص عليها المشرع في المادتين

العقار بطبيعته فيشمل بذلك األرض و كل ما يتصل بها على وجه االستقرار من المباني أو النباتات و األشجار.

و العقار بحسب موضوعه هي الحقوق العينية العقارية، فإذ ورد الح�ق على عقار كان بدوره عق��ارا، و الحق��وق العيني��ة العقاري��ة كح��ق الملكي��ة، وح��ق االنتفاع، وحق االرتفاق، و الحقوق العينية التبعية إذا وردت على عق��ار فهي

عقارا. و يلحق بالحقوق العينية العقارية الدعاوى العينية العقارية، حيث تعتبر ماال عقاريا،

ق م684كدعوى استحقاق العقار، و دعوى انتفاع و ارتفاق، وهو ما أكدته المادة ج على أنه " يعتبر ماال عقاريا كل حق عي��ني وارد على عق��ار بم��ا في ذل��ك ح��ق

الملكية و كذلك كل دعوى تتعلق بحق عيني على عقار". إض��افة إلى ذل��ك يلح��ق بالعق��ارات، العق��ارات بالتخص��ص إذ هي أش��ياء منقول��ة بحسب طبيعتها إذ يمكن نقلها من مك��ان إلى آخ��ر، و م��ع ذل��ك اعتبره��ا المش��رع عقارات بالتخصص ألنها مخصصة لعقار بطبيعته و هي عقار بحكم القانون، ح��تى ال يفصل المنقول عن العقار الذي خصصه مالكه لخدمته ألن هذا االنفص��ال ي��ؤدي إلى تعطيل اس��تغالل العق��ار، ك��المحراث ال��ذي يخصص��ه ص��احبه الس��تغالل أرض

يملكها. أما المنقول: المنقول هو ما ليس بعقار، و قد يكون شيئا أو حق��ا مالي��ا، فك��ل م��ا

المتض�من الق�انون58-75 من االم�ر 683/01عدا العقار هو منقول ) الم�ادة المدني الجزائري (.

و تك��ون المنق��والت بطبيعته��ا األش��ياء القابل��ة للنق��ل أو الحرك��ة ، و تعت��بر ب��ذلك منقوالت بحكم القانون أو بحسب موضوعها جميع الحقوق السخية، فيكون منقوال

17

حصة الشريك في الشركة، كذلك كل القيم المنقولة من أس��هم و س��ندات و ك��لاألوراق المالية التي تتداول.

إضافة إلى ذلك ، األشياء المعدة االنفصال حتما عن أصلها الث��ابت مث��ل الثم��ار و المحاصيل فهي منقوالت بحسب مآلها ،و ذلك أن مصيرها المحتوم االنفص��ال عن

األصل فتفقد طبيعتها العقارية ويضفى عليها صفة المنقول.

تقسيم األشياء و األموال إلى قابلة لالستهالك و غير قابلة له: إن األشياء القابل��ة لالس��تهالك هي ال��تي ينحص��ر اس��تعمالها في اس��تهالكها، و ق��د يكون االستهالك ماديا كالمواد الغذائي��ة أو قانوني��ا كإنف��اق النق��ود و ثم��ة أش��ياء ال تهلك باالنتفاع بها كالتحف الفنية و األثاث و اآلالت و الفيصل في هذا التقسيم هو

االستهالك الفوري.تقسيم األشياء إلى مثلية و قيمية :

إن األشياء و األموال المثلية تتميز بأنها ال تتحرر بذاتها، و لكنه��ا تتح��دد بنوعه��ا، و مثال ذلك أن أبيعك قنطارا من محصول القمح، و تتحدد في التعام��ل بين الن��اس بالع��دد أو المق��اس أو التكيي��ل أو ال��وزن ،أم��ا األش��ياء القيم��ة فهي تتح��دد ب��ذاتها

كقطعة أرض محددة. و أهمية تقسيم األشياء إلى مثلية و قيمية يكمن في أن الملكية تنتقل من األشياء

القيمية فور انعقاد العقد، بينما ال تنتقل في األشياء المثلية إال بعد فرزها.تقسيم األشياء إلى مملوكة و غير مملوكة:

إن األشياء غير المملوكة تنقسم ب��دورها إلى أش��ياء ال تقب��ل أن تك��ون محال لح��ق الملكية كأشعة الشمس و الهواء و البحار بحكم طبيعتها و المواد المخدرة لتحريم

القانون إحرازها و تملكها. و مثال األشياء التي تقبل التملك و تعتبر أشياء مباحة، الطير في الهواء و السمك

في البحار، و األشياء التي يتركها أصحابها متنازلين عن ملكيتها.تقسيم األشياء إلى حاضرة و مستقبلية :

المال الحاضر ه��و ال��ذي يك��ون موج��ودا عن��د التعاق��د في ذم��ة الم��دين، و الم��ال المستقبل هو ال�ذي ال يك��ون موج�ودا وقت التعاق��د في ذم��ة الم�دين س��واء ك�ان

موجودا في ذمة شخص آخر، أو ال يوجد بعد على اإلطالق.

18

المحور الثاني: أقسام الوالية على المال الوالية بالنظر إلى سلطتها نوعان: والية قاصر و والية متعدية.

هذه الوالية تقتص��ر على ق��درة الش��خص في التص��رفأوال: الوالية القاصرة: في حق نفسه و ماله، و تكون للش��خص ال��ذي يتمت��ع بأهلي��ة أداء كامل��ة، عن��د م��ا يكون كامل األهلية و لم يحجر عليه تكون ل��ه والي��ة على جمي��ع ش��ؤونه المالي��ة و

تكون جميع تصرفاته نافذة. هي تصرف الشخص لغيره تصرفا صحيحا ناف��ذا بإناب��ةثانيا: الوالية المتعدية:

الشارع كما في والي�ة األب و الج�د على الص��غير و المجن��ون، أو بإناب��ة الغ�ير م�عإقرار الشارع كالوصاية و الوكالة.

و تنقسم الوالية المتعدية بدورها إلى عدة أقسام: - القسم األول : الوالية العامة و الوالية الخاصة :

تكون للقاضي أو الحاكم أو اإلمام، حيث يكون لك��ل منهم والي��ةالوالية العامة: عامة على من يت�ولى أم��رهم ممن ال ولي خ��اص ل��ه، و من ثم قب��ل أن القاض�ي

ولي من ال ولي له. هي الوالية التي تكون بتس��ليط الش��ارع ابت��داءا كوالي��ة األب والوالية الخاصة:

الجد على الصغير، أو بتسليط من األصل كالوصاية و القوامة.- القسم الثاني: الوالية على النفس و الوالية على المال:

هي القيام و اإلش��راف على مص��الح الم��ولى علي��ه فيم��االوالية على النفس: يختص بنفسه منذ والدته حتى بلوغه و تزويج، و يدخل في نطاقها ثالثة أنواع:

النوع األول: والية الحفظ و الرعاية و تسمى بالحضانة، النوع الثاني: والية التربي��ةو التأديب و التهذيب، النوع الثاني: والية التزويج.

19

تشمل كل ما يتصل ب��أموال الم��ولى علي��ه، فيق��وم ال��وليالوالية على المال: باإلشراف على رعايتها استغاللها و المتاجرة فيها باألوجه المشروعة، و حفظه��ا و

صيانتها من التلف و الضياع.القسم الثالث : الوالية األصلية و الوالية النيابية :

هي الوالية المستمدة من الشارع مباشرة من غير إناب��ة أح��د،الوالية األصلية: و تسمى أيضا بالوالية الذاتية ألنها تثبت للشخص باعتب��ار ذات��ه، و ال يس��تمدها من

الغير. وتتمثل في والية األب و الجد و هي الزمة ال تقبل اإلسقاط و ال التنازل عنها ألنه��ا

شرعية، إذ الشارع هو الذي فرض لهما التصرف ابتداء لكمال شفقتهما. تسمى أيضا بالوالية المكتس��بة ، و هي الوالي��ة المس��تمدة منالوالية النيابية :

الغير بإقرار الشارع كالوصي، و القيم، و هذه الوالي��ة يكتس��بها ص��احبها من الغ��يرنيابة عنه، سواء كان وليا خاصا كاألب و الجد أو عاما كالقاضي.

و الوالية النيابية ال تقوم إال عند غياب الوالية األصلية، فاألولى أصل و الثاني��ة ف��رععنها.

و ما يعنينا من أقسام الوالية على م�ال القاص�ر الوالي�ة األص�لية و النيابي�ة ل�ذلكسنتناول كل واحدة على حدة.

الفرع األول : الوالية األصلية . على مال القاصر أوال و بقوة القانون لولي��ه الش��رعي، و ه��و تثبت الوالية األصلية

من تق��نين92 و 87إم��ا األب أو األم أو الج��د بحس��ب األح��وال طبق��ا للم��ادتين األسرة الجزائري،و سبب أولوية هؤالء للوالية األصلية هو صلة الدم الوثيق��ة ال��تي

تجعلهم أكثر شفقة و رعاية.أوال. الطبيعة القانونية للوالية األصلية على مال القاصر:

والية األب و األم على مال القاصر والية أصلية أثبت لهما القانون لقراب��ة األب��وة، و على ه��ذا ف��إن ك��ل منهم��ا يس��تمد ص��فة الوالي��ة بحكم الق��انون أي دون حاج��ة

لصدور حكم من المحكمة بتعيين أي منهما وليا. و الوالية األصلية حق للولي نظرا إلى ما يفترض فيه من عطف و شفقة و حرص على رعاية شؤون ابنه القاصر، و ذلك بحكم قراب�ة ال�دم ال�تي تربط�ه، و هي في نفس الوقت واجب لمركز الولي، الشيء الذي يفرض عليه القي��ام به��ذه الوالي��ة،

20

وال يجوز له التنحي أو التنازل عنها إال بإذن المحكمة ) نقض مدني مصري المؤرخ ذكره منصور حسن حس��ن، الموس��وعة القض��ائية في مس��ائل24/03/1983في

، ص2000األح��وال الشخص��ية، المجل��د األول، الوالي��ة على الم��ال، االس��كندرية، 809.)

و نتيجة لذلك، والية الولي شخصية ثابتة فيه ال يملك إسنادها إلى غيره، كما أنه��اال تنتقل إلى ورثته بعد وفاته.

و نيابة الولي نيابة قانونية، إذ بين القانون حدود هذه النيابة، و مقتضى ذل��ك يتعين على الولي أن ينصرف العمل الذي يقوم ب��ه القاص��ر أن يك��ون في ح��دود نيابت��ه،

فإذا جاوزها ال ينتج عمله إلى القاصر . إضافة إلى ذلك الوالية على مال القاص��ر هي من النظ��ام الع��ام ال يج��وز التع��ديل في أحكامها باالتفاق كاإلتفاق على تغيير ترتيب األولياء أو تع��ديل ح��دود واليتهم،

ق��رار( و تبقى قائم��ة ح��تى تنقض��ي لس��بب من األس��باب ال��تي أورده��ا الق��انون)30/06/1986المحكمة العليا الجزائرية، غرفة األحوال الشخصية المؤرخة في

و لتكون نيابة الولي قانونية يجب توافر ثالثة شروط هي: حلول إرادة الولي محل إرادة القاصرعدم تجاوز حدود نيابته أن يكون التعاقد باسم القاصر

ثانيا. ثبوت الوالية األصلية على مال القاصر : سنتناول في هذه الفقرة مراتب الولي على مال القاصر في الفقه اإلس��المي، ثم

مراتب الولي في القانون الجزائري.

. ثبوت الوالية األصلية في الفقه اإلسالمي :1 يجمع الفقه��اء على ثب��وت الوالي��ة األص��لية على م��ال القاص��ر لألب ألن��ه أق��رب و أشفق الناس و أشدهم حرصا على مصلحة األوالد، لكنهم اختلف��وا لمن تك��ون ل��ه الوالية بعد وفاته، هل تكون للجد أو الوصي، كما اختلف��وا ح��ول اعتب��ار الج��د ولي��ا

شرعيا ال يحتاج إلى إيصاء، و في ذلك انقسم الفقه إلى رأيين :

21

بالوالية األصلية للجد، فيعد الجد بعد وفاة األب ولياويقر الحنفية و الشافعية شرعيا لتوفر شفقته و عطفه على أحفاده ، إال أن االختالف الذي يق��وم ه��و

في مرتبة الجد، هل قبل الوصي األب أم بعده. يكون حق الوالية على م��ال القاص��ر لألب ابت��داءا ثمبالنسبة للفقه الحنفي:

لوصيه ، فوصي وصيه، ثم للجد و وصيه، ثم للقاضي و وصيه. و يعلل الحنفية تق��ديم وص��ي األب على الج��د ب��أن األب أدرى بمص��الح أبنائ��ه في اختياره لوصي على أوالده، كذلك حتى ل��و وج��د الج��د فيجب تق��ديم الوص��ي ألن��ه يجب احترام إرادة األب ولو بعد وفاته، حتى لو كان الجد أكثر شفقة من الوصي، ثم يأتي الجد بعد الوصي و قبل القاضي ألنه أجنبي عن الصغير ، ثم للقاضي ألن��ه

ولي من ال ولي له. و ال يجوز لغير هؤالء كاألخ و العم الوالية على مال الصغير إال عن طريق الوص��اية

من األب أو الجد أو باختيار من القاضي, يق��دم الش��افعية الج��د على وص��ي األب فتك��ونبالنس>>بة للفق>ه الش>>افعي:

الوالية لألب ثم الجد الصحيح ثم لوصي الباقي منهما، ثم للقاضي فوص��يه، و ذل�ك ألن الجد كاألب أكثر شفقة على أحفاده، و بعد الجد تنتقل الوالي��ة إلى وص��ي من تأخر كوته من األب و الجد، فإذا توفي األب و ك��ان الج��د ولي��ا انتقلت الوالي��ة إلى

وصي الجد و إذا توفي األب بعد الجد انتقلت إلى وصي األب. أما والية األم على مال الصغير فيها قوالن في الفقه الشافعي، األول : جواز والية األم على م��ال الص��غير، أم��ا الث��اني و ه��و الغ��الب ال تك��ون الوالي��ة له��ا و تنتق��ل

للقاضي. بوالية الجد على مال أحفاده القصر، و علة ذل��كواليقر الحنابلة و المالكية :

أنه أبعد منه درجة و أقل عليه شفقة، وبالنسبة للحنابلة تك��ون الوالي��ة على م��ال الصغير عندهم لألب، ثم وصيه ثم للقاضي ألن��ه ولي من ال ولي ل��ه ثم لمن يعين��ه

القاضي على مال الصغير. أما المالكية: نفس الشيء تكون الوالية على مال الصغير عن��د المالكي��ة لألب أوال ثم لوصيه ثم القاضي ثم وصيه، و بذلك بعد األب و وص��يه تنتق�ل الوالي�ة مباش�رة للقاضي، كما تكون الوالي��ة لب��اقي العص��بات ك��األخ و العم إال عن طري��ق إسص��اء

األب.

22

لكن انفرد المالكية بإثبات الوالية المالية للحاضن و الكافل إذا جرى ب��ذلك ع��رف بين الن��اس، ذل��ك أن الع��ادة في المجتمع��ات الريفي��ة أن الن��اس ال يوص��ون على أوالدهم الفتراضهم أن األقارب سيقومون برعايتهم ، فتثبت الوالية المالية للكافل

و الحاضن عمال بالعرف. و ال تثبت الوالية المالية لألم بل لها الحضانة فقط غ�ير أنهم أج�ازوا له�ا أن تك��ون

وصية على أوالدها، كما أن الوالية تكون بعد القاضي لكافة المسلمين. بناء على ما س>>بق ت>>رتيب األولي>>اء في الفق>>ه اإلس>>المي على النح>>و

التالي : األب ثم وصيه ثم الجد فوصيه ثم القاضي فوصيه.الفقه الحنفي:

: األب ثم الجد ثم وصي الباقي منهما، فالقاضي فوصيه.الفقه الشافعي: األب ثم وصيه ثم القاضي فوصيه.الفقه الحنبلي

: األب ثم وص��يه، فالقاض��ي ثم مقدم��ه، أو الكاف��ل عن��د غي��ابالفقه الم>الكيوصي األب و القاضي و وجود عرف بإقرار الوصاية للكافل و الحاضن.

. ثبوت الوالية األصلية على مال القاصر في القانون:2. 84-11 من ق��انون األس��رة الجزائ��ري رقم 87تنص الفق��رة األولى في الم��ادة على أن "يك���ون األب ولي���ا على أوالده02-05المع���دل و المتمم باألم������������ر

القصر، و بعد وفاته تحل األم محله قانونا" و تقضي الفقرة الثانية من ذات المادة نفسها " و في حالة غياب األب أو حص��ول

مانع له، تحل األم محله في القيام باألمور المستعجلة المتعلقة باألوالد". يتض��ح من ه��اتين الفق��رتين أن األب ل��ه الوالي��ة على الم��ال ابت��داء، ثم لألم حيث

تكون وليا قانونيا على أوالدها القصر في حالتين هما: .حالة وفاة األبحالة حياة األب، و لكن ثبت غيابه أو حص��ول م��انع ل�ه ف�إن يك��ون محج��ورا

عليه لجنون أوعته، أما إذا كان األب حيا و و قادرا على القيام بأعباء الوالية .1فإنه الولي الوحيد

إال ان المشرع أضاف حال��ة أخ��رى من ش��أنها أن تزع��زع ه��ذا ال��ترتيب و تخ��الف من87 من الم��ادة 3نصوص الشرع اإلسالمي، هي حالة الطالق، إذ تنص الفقرة

1. معا لهما الوالية فتكون ، مشتركين األبوية سلطتهما الفرنسي القانون في األم و األب يمارس

23

ق��انون األس��رة ان��ه " في حال��ة الطالق يمنح القاض��ي الوالي��ة لمن أس��ندت ل��هالحضانة.

و على ذلك حسب هذه الم��ادة تثبت الوالي��ة على م��ال القاص��ر في حال��ة الطالق لمن تسند له الحضانة، سواء كانت األم أو األب، و هو ما يعني األم قد تك��ون ولي

على مال ابنها رغم وجود األب حيا. 778و والية األم في القانون الجزائري مأخوذ من القانون المدني الفرنسي رقم

منه األم ولي��ا قانوني��ا تس��ري عليه��ا أحك��ام19 الذي اعتبر في المادة 1957سنة الوالية التي تسري على األب، و على األم إعالم القاضي إذا أرادت ال�زواج ليق��وم القاضي باستدعاء مجلس األسرة الذي يق��رر إمكاني��ة احتف��اظ األم بالوالي��ة آخ��ذا بعين االعتبار شخصية الزوج، و إذا ما تقرر احتفاظ الزوجة بالوالي��ة يص��بح ال��زوج

من القانون الملغى(.74شريكا متضامنا في واليتها على ولدها القاصر )المادة

ثالثا. أحكام الوالية األصلية على مال القاصر: إن والية الولي سلطته يستمدها من القانون مباشرة العتبار ذاتي فيه هو القرابة، و ذلك إذا ما توفرت فيه الشروط الالزمة و يك��ون لل��ولي بم��وجب ه��ذه الس��لطة التصرف في أموال القاصر لكن ه��ذه الس��لطة ليس��ت مطلق��ة، فعلى ال��والي أن

يلتزم بعدم مجاوزتها. و من خالل هذه المقدمة سنقسم هذه الفقرة إلى ثالثة أقسام نتن��اول األول في��ه سلطات الولي، و نتعرض في الثاني التزامات الولي و تحقق مسؤوليته ثم ندرس

في الثالث انتهاء الوالية األصلية و وقوفها و عودتها.. سلطات الوالية: 1

يكون للولي بموجب هذه السلطة حق و واجب القيام بالتصرفات التي يعجز عنها القاصر النعدام أو نقص أهليته، و األصل أن تص��رفات ال��ولي غ��ير مطلق��ة إذ أنه��ا

مقيدة بمصلحة القاصر.. سلطات الولي في الفقه اإلسالمي: 1.1

الولي في الفقه اإلسالمي إما األب أو الجد لذلك نتناول سلطات ك��ل منهم��ا علىحدى فيما يلي:

24

أ.سلطات األب: إن تصرفات الولي مقي��دة بمص��لحة القاص��ر ل��ذا فه�و ال يمل��ك إج��راء التص��رفات الضارة ض��ررا محص��نا، ف��إذا أص��درت من��ه ك��انت باطل��ة، بينم��ا يك��ون ل��ه القي��ام بالتصرفات النافعة نفعا محضا، كما يحق له إجراء التصرفات ال��دائرة بين النف��ع و

الضرر على أن ال يكون فيها إضرارا بمصلحة القاصر و إال وقعت باطلة. هذا إجماال لحكم تصرفات األب في المذاهب الفقهية ، غير فقه��اء الحنفي��ة ال��ذين

فصلوا فيها الحاالت الثالث اآلتية:

الص>>نف األول: أب مع>>روف باإلس>>راف و التب>>ذير و دم األمان>>ة علىالمال:

ال تكون له الوالية على أموال أوالده القصر، و إن أسندت له سلبت منه و أسندتلمن يليه في المرتبة أو عين القاضي وصيا لحفظ مال القاصر.

الصنف الثاني : أب أمين لكنه سيئ التدبير فاسد الرأي: تثبت له الوالية على مال وده القاصر بسبب أمانته، و لكن لنقص ت��دبيره و فس��اد

رأيه تقيد تصرفاته الدائرة منها بين النفع و الضرر بشرط المصلحة الظاهرة.أب أمين غير مبذر و هو حسن التدبير و التصرف: الصنف الثالث :

ه��ذا األب تطل��ق ي��ده في التص��رف في أم��وال القاص��ر، بحيث تج��وز ل��ه ك��ل التصرفات المشروعة التي يملكه��ا في مال��ه و ال يس��تثنى منه��ا إال م��ا فيه��ا ض��رر محض كالتبرع��ات، و يمل��ك األب المع��روف بالعدال��ة –بإجم��اع الفقه��اء- القي��ام بأعمال اإلدارة و التصرف لصالح ابنه القاصر و هي األعم��ال ال��دائرة بين النف��ع و

الضرر فله أن يستثمر مال القاصر بجميع التصرفات التي يراها مناسبة.ب. تفصيل سلطات األب في الفقه اإلسالمي:

لألب إبرام عقود المعاوضات من بيع و شراء سواء ك��ان.البيع و الشراء: 1ب. المال عقارا أو منقوال مادام البيع و الش��راء بمث��ل القيم��ة أو بغبن يس��ير )ه��و م��ا يتغابن الناس فيه عادة(. و ال يملك أحد نقض تصرفه حتى القاصر بعد بلوغ��ه ألن��ه

صادر عن والية تامة.

25

أما البيع بغبن فاحش، يقع باطال ألنه فيه معنى التبرع، و عند الحنفية ال ينفذ ال��بيع ألن فيه ضررا ظاهرا على القاصر، و يكون عقد األب باطال إذا باع بأجل بعيد غ��ير

معروف، أو أجل قصير إلى مفلس. و حسب الفقه، يجوز لألب أن يبرم عقد البيع و الشراء بينه و بين ول��ده القاص��ر، فيتولى العقد من الجانبين على أن يخلو التصرف من الغبن الفاحش، و هذا ال��بيع و الشراء استثناء من القاعدة العامة التي تمنع أن يتولى شخص واحد عق��د مالي��ا

من الطرفين. و إذا أبرم عقد معاوضة بين األب و ولده القاصر، أقام القاض�ي وكيال عن القاص�ربقبض البيع من األب ثم يسلمه إياه ثانية، فيصبح المبيع و الثمن أمانة لدى البائع.

. اإليجار و االستئجار: 2ب. يجوز لألب أن يؤجر و يستأجر بمثل الثمن أو بغبن يسير، لكن ال يجوز له أن يكون اإليجار لمدة طويلة، ألنها غالبا ما تكون بأجرة ناقصة مما يضر ب��أموال القاص��ر، و تك��ون الم��دة الطويل��ة إذا زادت عن ثالث��ة س��نوات في األراض��ي الزراعي��ة و

البساتين، و عن السنة في الدور و الحوانيت.. التجارة بأموال القاصر: 3ب.

يجيز الفقهاء لألب استثمار أموال القاصر بالتج��ارة بغ��رض حفظه��ا من التآك��ل، و يقسم الربح بينهما حسب اإلتفاق ، و هذه اإلجازة اس��تنادا لقول�ه تع�الى في اآلي�ة

و يسألونك عن اليت>>امى ق>>ل إص>>الح لهم من س��ورة البق��رة " 22 " و قول��ه علي��ه الص��الة و الس��الم "خير، و إن تخ>>الطوهم ف>>إخوانكم

اتج��روا في أم��وال اليت��امى ح��تى ال تأكله��ا الزك��اة"، و إذا تل��ف م��ال الص��غير فيالتجارة وجب على الولي ضمان أصل المال وال يضمن الربح.

. رهن مال القاصر: 4ب. يتفق الفقه على جواز رهن األب مال ولده ل��دين ث��ابت على الول��د القاص��ر، ألن��ه وفاء و هو مطلوب منه، كما يجوز له أن يبرم عق��د ال��رهن بين��ه و بين ول��ده، لكن اختل��ف الفقه��اء في ج��واز رهن األب م��ال القاص��ر في دين على األب ألجن��بي

فانقسموا إلى رأيين: الرأي األول: أجاز األب رهن مال ولده القاص��ر ل��دين ث��ابت علي��ه ه��و استحس��ان

قياسا على الوديعة.

26

الرأي الثاني: لم يجز هذا التصرف من األب ألنه يؤدي إلى ضياع ج��زء من أم��وال القاصر، كما أن فيه تعطيل لالنتفاع بهذا الج��زء لبقائ��ه محبوس��ا إلى غاي��ة تس��ديد

الدين الذي قد يطول لعجز األب عن التسديد وهذا كله ضرر محض.. عقود التبرع: 5ب.

قلن��ا فيم��ا تق��دم أن لألب إج��راء جمي��ع التص��رفات ال��تي تك��ون ل��ه في مال��ه، و اليستثنى منها ما كان فيه ضرر محض كالتبرعات ألنها إخراج لمال القاص��ر ب��دون

عوض، فإن باشرها كانت باطلة، و على ذلك ال تجوز الهبة باتفاق جميع الفقهاء.. العارية : 6ب.

يجيز الفقهاء عارية اإلستعمال شرط أن يكون المستعير مأمون��ا، و ال يخش��ى من ضياع الشيء المعار، أما عارية االستهالك فال تجوز ألنه��ا ض��رر محض ،كم��ا يج��وز لألب إعارة مال القاصر إذا لم يكن فيه تعطيل لإلجارة مثل إعارة الحيوان أو أداة زراعي��ة لم تع��د لالس��تئجار، أم��ا األم��وال المع��دة لالس��تغالل و الت��أجير فغ��ير

مسموح بإعارتها ألن ذلك تضييع ألجرتها.. اإلقراض: 7ب.

ذهب الرأي الغالب إلى منع إقراض األب م��ال القاص��ر للغ�ير لم��ا في��ه من مع�نى التبرع، ولعدم وجود مصلحة للقاصر في إقراض الغير، كذلك لما في��ه من تعطي��ل ألمواله لبقائها بدون استثمار، على أن بعض الفقهاء أج��ازوا لألب أن يق��رض م��ال ابنه إذا كان في ذلك مصلحة ك�الخوف على الم�ال من متس��لط، أو يخش�ى علي��ه

الفساد أو الضياع. كما جرى خالف حول جواز استقراض األب من مال ولده، فمنعه البعض و أج��ازه

البعض اآلخر.. إنفاق األب من مال ولده: 8ب.

لألب حق النفقة من مال ولده القاصر على نفسه إن كان محتاج ، أما إنفاق األبعلى ولده القاصر فيه تفصيل:

إذا كان للولد مال ، فاألب ينفق على ابنه في حدود ذلك المال، أما إن كان الول��د فقيرا فنفقته تجب على أبيه، و هنا يثار التساؤل إذا أصبح للقاصر مال ه�ل ل��ه أن

يسترد ما أنفقه عليه؟

27

القول في هذا أنه إذا ما أنفق��ه األب يع��د من الض��روريات كالكس��وة و التعليم فال يسترد ماأنفقه من ماله، أما إذا أنفقه يعد من الكماليات كشراء عق��ار ل��ه، حينه��ا

يجوز لألب الرجوع على القاصر، و إال عد متبرعا.ج>. سلطات الجد في الفقه اإلسالمي:

المقصود بالجد هو الجد الصحيح أي أبو األب و إن عال، و في هذا يق��دم الش��افعيالجد على وصي األب، بينما يؤخر الحنفية على وصي األب.

و قد ساوى الفقه الشافعي بين سلطات األب و الجد على مال القاصر، أما أئم��ة المذهب الحنفي و إن اتفقوا على تأخير مرتبة الجد في الوالية على وص��ي األب ،

فقد اختلفوا في تحديد نطاق تصرفاته فانقسموا إلى فريقين: : ي��رى أن الج��د يمل��ك ك��ل التص��رفات ال��تي يملكه��ا األب ألن��ه موف��ور1الفري��ق

الشفقة، كما أن واليته أصلية مستمدة من الشرع، و هو كاألب في عموم واليته وقوتها.

الفريق الثاني: يرى أن الجد ال يمل��ك ك�ل تص��رفات األب ب��ل واليت��ه قاص�رة على التصرفات التي يملكها وصي األب ، ألنه يليه في المرتب��ة، و ل��و ك��ان للج��د نفس

سلطات األب لتاله في المرتبة مباشرة.. سلطات الولي في القانون : 2.1

تضيق سلطات الولي أو تتسع في القانون بحسب طبيعة التص��رف ض��ارا ك��ان أونافعا بالنسبة للقاصر. من قانون األسرة على مايلي: " على الولي أن يتص��رف88و قد جاء في المادة

في أم�وال القاص�ر تص��رف الرج�ل الح��ريص و يك��ون مس�ؤوال طبق�ا لمقتض��يات القانون العام" ،وبهذا المعنى على ال��ولي أن يتص��رف الرج��ل الح��ريص، و يق��وم

بحفظ أموال القاصر، و يتصرف التصرفات التي ال تلحق ضررا بأمواله. من قانون األس��رة التص��رفات ال��دائرة88وقد قيد المشرع الجزائري في المادة

بين النفع و الضرر التي يجب أن تخضع إلذن من القاضي.أ. سلطات الولي المقيدة بإذن من المحكمة:

05 إلى 01 فق��رة 88ال يجوز للولي القيام بالتصرفات التي نص��ت عليه��ا الم��ادة التي تحتاج إلى إذن من المحكمة.

. أعمال التبرع : 1أ.

28

من قانون األسرة على وجوب تصرف في أموال88حسب ما يقتضيه نص المادة القاصر تصرف الرجل الحريص، ال يجوز للولي القي��ام بالتص��رفات الض��ارة ض��ررا محضا كأعمال التبرع، الهبة، الوصية، إبراء المدين، و بما أن ه��ذه التص��رفات من ش��أنها أن تنقص من الذم��ة المالي��ة للقاص��ر دون أن يحص��ل على مقاب��ل، فإن��ه

يستلزم استصدار إذن من المحكمة. الملغى1957 س��نة 778 رقم 1 من الق��انون الجزائ��ري 95و ق��د ك��انت الم��ادة

تمنع األب من القيام بالتبرع مثل الهبة.. أعمال التصرف: 2أ.

يشترط إذن المحكمة لقيام الولي بالتصرفات التالية : * التصرف في عقار القاصر:

من قانون األسرة الجزائ��ري ال��ولي من التص��رف في02 فقرة 88منعت المادة عقار القاصر سواء لنفسه أو ألجنبي إال بإذن المحكمة، فقد نص��ت على م��ايلي: "

و عليه أن يستأذن القاضي في التصرفات التالية: بيع العقار و قسمته و رهنه و إجراء المصالحة.

و في حالة تعارض مصالح الولي مع مصالح القاص��ر، تعين المحكم��ة وص��يا خاص��ا من قانون األس��رة الجزائ��ري ، وعلى90إلجراء التصرف،وفق ما ورد في المادة

من قانون األسرة أن يراعي في اإلذن حال��ة الض��رورة89القاضي حسب المادة و المصلحة،وأن يتم بيع العقار بالمزاد العلني.

أما رهن عقار القاصر: قيد القانون الجزائري و القانون السوري رهن الولي لمال من تق��نين88/02القاصر بالحصول على إذن من المحكم�ة و ذل��ك في الم�ادتين

قانون السوري،و سبب هذا القي��د ه��و تعق��د172األسرة الجزائري يقابلها المادة المعامالت، مما يجع��ل ال��ولي بحاج��ة إلى خب��ير به��ذه األم��ور، و ض��مانا لمص��لحة

القاصر.. أعمال اإلدارة: 3أ.

من تقنين األسرة الجزائري و عليه أن يستأذن القاض��ي في88/03قضت المادة التصرفات التالية:

- استثمار أموال القاصر باإلقراض أو اإلقتراض أو المساهمة في شركة.المادة 1 منعت المصري القانون و 05في القاصر، بمال التبرع من الولي المصري المال على الوالية قانون من

التبرع كان إال و المحكمة، من إذن على الحصول بشرط قيدته لكنها عائلي، أو إنساني واجب ألداء التبرع استثنتباطال.

29

من الق��انون الم��دني الجزائ��ري، ال��ولي من ت��أجير عق��ار88/04ومنعت الم��ادة القاصر لمدة تزيد على ثالث سنوات، أو لمدة تمتد ألكثر من سنة بعد بلوغه س��ن الرشد،وعلة الوالية تنتهي ببلوغ القاصر س��ن الرش��د، وق��د ي��رى القاص��ر حينه��ا التص��رف في عق��اره بطريق��ة مختلف��ة، فيك��ون اإليج��ار تقيي��دا إلرادت��ه، ويك��ون للمحكم����ة منح اإلذن إذا رأت في ذل����ك ) ق����رار المحكم����ة العلي����ا جلس����ة

.(.115 ص 03، العدد 1993، المجلة القضائية لسنة 10/09/1991 من ق��انون األس��رة الجزائ��ري قي��دت ال��ولي88/03إضافة إلى ما سبق، المادة

بإذن المحكمة لالستثمار في تجارة آلت للقاصر، وهذا لما في التج��ارة من أهمي��ةتستدعي مسؤولية القاصر في ماله و لما تتطلبه من خبرة.

و تراعي المحكمة في منح اإلذن نجاح التجارة، وقدرة األب على االس��تمرار فيه��ا ق��انون88/03مع مراعاة حدود اإلذن و عدم تجاوزه، كذلك حس��ب نص الم��ادة

األسرة على الولي أن يستأذن القاضي في المساهمة في شركة، و لم يحدد ن��وعالشركة أهي شركة تضامن أم شركة أموال.

و ال يوجد إشكال في ش��ركة تض��امن فق��د حس��م المش��رع الجزائ��ري في الم��ادة من القانون التجاري عن مسؤولية القاصر فيما يتعلق بديونها حيث قضت :562

<<تنتهي الشركة بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن هناك شرط مخالف في القانون األساسي، و يعتبر القاصر أو القصر من ورثة الشريكة في حالة استمرار الشركةغير مسؤولين عن ديون الشركة مدة قصورهم إال بقدر أموال تركة مورثهم>>.

أما شركة األموال، يمكن للقاصر اإلنضمام إليها بواس��طة ولي��ه و ب��إذن المحكم��ةألنها تقوم على االعتبار المالي ال الشخصي.

. إلتزامات الولي و قيام مسؤوليته: 2في مرحلة أولى سنتناول التزامات الولي ،وفي مرحلة ثانية قيام مسؤوليته .

.إلتزامات الولي: 1.2.تتمثل فيما يلي:

- قيام الولي برعاية أموال القاصر: بالمحافظة عليها و استثمارها و بدل عناي��ةالرجل الحريص.

- تحرير قائمة بما يكون للقاصر من مال أو ما يؤول إليه- التزام الولي أو ورثته برد أموال القاصر عند بلوغه

30

-التزام ال��ولي بتق��ديم حس��اب، و ل��زوم تق��ديم الحس��اب ظ��اهرا في الق��انون قانون إجراءات مدنية و إداري��ة " ترف��ع جمي��ع476الجزائري من خالل المادة

المنازعات المتعلقة بحسابات الوالية و إدارتها أمام قاض��ي ش��ؤون األس��رة" و من قانون االج��راءات المدني��ة واإلداري��ة ترف��ع المنازع��ات477تضيف المادة

المتعلقة بحسابات الوالية من قبل القاصر، بعد بلوغه أو ترشيده أم��ام قاض��يشؤون األسرة."

. قيام مسؤولية الولي في الفقه االسالمي : 2.2لمسؤولية الولي على مال القاصر مصدران هما القرآن و السنة.

: أمر الله عز و ج��ل في الق��رآن الك��ريم بع��دم التص��رف فيأ. القرآن الكريم أموال اليتيم إال بما هو أحسن، و اعتبر أكل مال اليتامى ظلما و مثله بأكل النار و

من34 اآلي��ة  »  و ال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن جاء باآليات التالية: » « إن ال��ذين ي��أكلون أم��وال اليت��امى ظلم��ا إنم��ا سورة اإلسراء، " وقول��ه تع��الى:

من سورة النساء.10 اآلية  » يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا : وردت عدة أحاديث تفيد المسؤولية عن أكل مال القاصرب. السنة المطهرة

و ذك��ر منه��ا أك��ل م��ال « اجتنبوا السبع الموبقات » قوله صلى الله عليه و سلماليتيم.

وإذا تصرف الولي بما ينافي مصلحة القاص�ر عن عم�د أو إهم�ال يك��ون ق�د أخ�ل بواجبه الش��رعي، في��ترتب على ه��ذا اإلخالل ج�زاءان يك��ون للقاض��ي توقيعهم��ا و

يتمثالن في العزل و الضمان. و المراد بالعزل إعفاء الولي من مهامه في إدارة أموال المولى علي��ه القاص��ر، و هو جزاء يتخذه القاض�ي في مواجه�ة ال�ولي إذا رأى أن مص��الح القاص�ر معرض��ة

للضياع. يضمن الولي مال القاصر الذي أضاعه عن عمد أو إهمال من��ه من1 أما الضمان:

ماله الخ��اص ألن المف��رط ه��و أولى بالخس��ارة، و ال ت��برأ ذمت��ه إال بأدائ��ه، إعم��اال1 : الضمان بشأن رأي في يختلفون األربعة المذاهب فقهاء

: جعلوا أنهم غير لذلك، حاجة دون القاصر مال على لتعديهما الوصي و األب مسؤولية الفقهاء يقرر الحنفي المذهب. اليسير الخطأ عن الثاني نسأل بينما الجسيم الخطأ عن إال يسأل فال الوصي، مسؤولية من أخف األب مسؤولية

: أتلف فمن عليه، المولى حقوق من شيء إسقاط يجوز ال و الكبائر من اليتيم مال أكل اعتبروا الشافعي الفقه. الضمان لزمه حق وجه بغير عمدا شيئا

: و ضامنا يجعله ال اإلبن مال على األب استيالء إن فقالوا ضامنا، األب اعتبار عدم إلى فقهاءه ذهب الحنبلي الفقه. الوجهين أصح على أتلفه لو و التملك وجه غير على كان عن

: يعد و عليه، المولى لمال إهمال أو تعد منهع صدر إذا ماله في ضمنا الولي المالكية فقهاء اعتبر المالكي الفقه . القاصر أموال حفظ في المتمثل بالتزامه إلخالله تقصيرية مسؤولية مسؤوال

31

لقواعد المسؤولية التقصيرية،وال يسأل الولي عما ضاع من أموال القاصر بس��ببأجنبي خارج عن إرادته.

ج>.موقف المشرع الجزائري من اإلخالل باإللتزام: من قانون األسرة أن يتص��رف88القانون الجزائري فرض على الولي في المادة

في أم�وال القاص�ر تص��رف الرج�ل الح��ريص و يك��ون مس�ؤوال طبق�ا لمقتض��ياتالقانون العام.

و ب��ذلك تق��وم مس��ؤولية ال��ولي التقص��يرية إذا لم يكن حريص��ا و لم يحاس��به من الخطأ الجسيم الذي يرتكبه الرجل المهمل، بل يكون مسؤوال عن الخطأ اليس��ير،

124فيكون ملزما بالتعويض الضرر الذي لح��ق القاص�ر بس�بب فعل��ه في الم�ادة قانون المدني.

. سلطة الولي في إجازة تصرفات القاصر المميز: 3 سبق و أن رأينا أن تصرفات القاصر الذي بلغ سن التمييز تأخذ ثالثة أحكام تك��ون صحيحة متى كانت نافعة نفعا محضا له و تكون باطلة بطالن��ا مطلق��ا م��تى ك��انت ضارة ضررا محضا، أما التصرفات الدائرة بين النفع و الضرر تكون موقوف��ة على إجازة الولي في الفقه اإلسالمي، و قابلة لإلبطال في بعض القوانين العربي��ة، أم�ا

البعض اآلخر فقد أخذت بفكرة العقد الموقوف على اإلجازة. جاء في المصباح المنير "أنهالتعريف باإلجازة في الفقه اإلسالمي: أ.

جاز العقد نفذ و مض��ى على الص��حة"، فاإلج��ازة لف��ظ يس��تعمل في إنف��اذ العقود الموقوفة بمعنى ترتيب آثارها، أو هي كما ج��اء في فتح الق��دير البن

همام "رفع المانع" الذي يعترض سبيل التصرف الشرعي الموقوف. عرفه��ا البعض بأنه��ا تص��رف إنف��رادي،تعريف اإلج>>ازة في الق>>انون:ب.

يترتب عليه إسقاط حق إبطال العقد القابل لإلبطال، بالنزول عن��ه ص��راحة أو ضمنا ممن خوله القانون ذلك، و صيرورة العقد مؤب��دا بات��ا بع��د أن ك��ان

مهددا بالزوال. و في القانون الجزائري حدث تعارض بين الق��انون الم��دني و ق��انون األس��رة

من التقنين المدني101 و 100،� 99الجزائري، حيث يفهم من نصوص المواد أن تصرفات الصبي المميز الدائرة بين النفع و الض��رر قابل��ة لإلبط��ال لص��الح القاصر الذي له، حسب مواد القانون المدني الح��ق في اس��تعمال اإلبط��ال أو

32

اإلجازة لمدة تمتد من خمس سنوات من بلوغ��ه س��ن الرش��د، في حين تق��نين بفكرة العق�د الموق��وف، بمع��نى تص��رفات القاص��ر83األسرة أخذ في المادة

المميز الدائرة بين النفع و الضرر موقوفة على إجازة ال��ولي أو الوص��ي، و لمتمنح للقاصر حق اإلجازة بعد بلوغه سن الرشد.

مالحظة: إن استعمال مصطلح اإلجازة في غير محله ، فمصطلح إقرار أحسنألن اإلجازة ال تصدر إال ممن هو طرف في العقد.

.جزاء تجاوز الولي سلطاته: 4 يؤدي تجاوز الولي حدود الوالية التي رسمها له القانون إلى عدم إنتاج تصرفه في

ذمة القاصر. و تصرفات الولي المجاوزة لحدود الوالية تكون موقوفة على إقرارها ممن يمل��ك حق اإلقرار، وهو إما المحكمة أو القاصر نفسه بعد بلوغه سن الرش��د، و ب��ذلك ال ت�رتب ه�ذه التص�رفات آثاره�ا إال من وقت إقراره�ا، و ال يك�ون له�ذا اإلق�رار أث�ر

رجعي على الماضي. و في القانون الجزائري، إذ بل��غ علم القاض��ي أي تقص��ير من ال�ولي أو الوص�ي ال سيما المق��دم في أداء مهام��ه يتخ��ذ جمي��ع إج��راءات المؤقت��ة الض��رورية لحماي��ة القاصر بموجب أمر والئي ، و بالتالي يمكن ع��زل ال��ولي، و ه��و م��ا يفهم من نص

المتضمن قانون االجراءات المدنية و اإلدارية <<09-08 من القانون473المادة إذا قص��ر ال��ولي أو الوص��ي أو المق��دم في أداء مهام��ه، يتخ��ذ القاض��ي جمي��ع

اإلجراءات المؤقتة الضرورية لحماية مصالح القاصر بموجب أمر والئي>>..انتهاء الوالية و وقفها و عودتها: 5

تنقضي الوالية األصلية بعدة أسباب يح��ددها الق��انون أو يقره��ا القاض��ي، كم��ا ق��دتوقف الوالية لفترة معينة، إال أنه ثمة مجاال لعودتها بعد انتهاءها أو وقفها.

.انتهاء الوالية األصلية:1.5تنتهي الوالية األصلية بحكم القانون و إما بحكم القضاء.

أ.انتهاء الوالية األصلية بحكم القانون: عدد القانون أسباب اإلنقض��اء الط��بيعي للوالي��ة، فل��و ت��وافرت س��بب منه��ا انتهت

الوالية بقوة القانون دون حاجة إلى صدور حكم قضائي و تتمثل األسباب في:

33

: إذا اكتملت أهلية المولى عليه لمالسبب االول : بلوغ القاصر سن الرشد يعد هناك ما يوجب الوالية على ماله، إذ ال والي��ة على رش��يد، و ق��د ق��ال س��بحانه

من سورة النس��اء: " ف��إن آنس��تم منهم رش��دا ف��ادفعوا إليهم6وتعالى في اآلية أموالهم".

و يتفق الفق��ه الحنفي و الش��افعي و الحنبلي على أن الوالي��ة على الص��غير تنتهيتلقائيا إذا بلغ عاقال و راشدا.

من التق��نين الم��دني على م��ايلي: <<40وفي القانون الجزائري، نصت الم��ادة كل من بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه يكون كام��ل األهلي��ة لمباشرة حقوقه المدنية>> ،في حين تقنين األسرة لم ي�ذكر حال�ة بل��وغ الطف�ل

91سن الرشد كسبب من أسباب انقض��اء الوالي��ة على م��ال القاص��ر في الم��ادة الخاص��ة بح��االت انته��اء مهم��ة ال��ولي، حيث نص��ت على أن��ه: << تنتهي وظيف��ة

- بإس��قاط الوالي��ة عن��ه"، بينم��ا4- ب��الحجر علي��ه، 3- بموت��ه، 2- بعجزه، 1الولي: من نفس التق��نين المتعلق��ة بأس��باب انته��اء96نص��ت على ه��ذه الحال��ة الم��ادة

- زوال أهلي��ة2- بم��وت القاص��ر، 1الوصاية التي جاء فيها " تنتهي مهمة الوص��ي: - بلوغ القاصر سن الرشد ما لم يصدر حكم من القضاء بالحجر3الوصي أو موته،

- بقب��ول ع��ذره في التخلي4- بانتهاء المهام التي أقيم الوصي من أجله��ا، 3عليه، - بعزله بناء على طلب من له مصلحة إذا ثبت من تصرفات الوص��ي5عن مهمته،

ما يهدد مصلحة القاصر>>. :تنتهي الوالي��ة  )1(السبب الثاني: انتهاء الوالية األص>>لية بترش>>يد القاصر

األصلية باإلذن للقاصر المولى عليه بالتصرف في مال��ه أو ج��زء من��ه إذا بل��غ س��نا معينة بغية تعويده على التعامل فيه دفعة واحدة عند بلوغه، و يك��ون تص��رفه في ذلك المال صحيحا مرتب��ا لكاف�ة آث��اره القانوني��ة مثل��ه مث��ل التص�رف الص��ادر عن

شخص راشد. إذا م��ات القاص��ر لم يع��دالسبب الثالث : موت القاص>>ر أو هالك أموال>ه:

للوالية وجود، و تصبح أمواله عبارة عن تركة تقسم على ورثته، كما تنتهي الوالي��ة

المادة : 1 في حكمين نجد القاصر، لترشيد بالنسبة الذي 84مالحظة هو القاضي أن نجد الجزائري األسرة قانونالمادة تنص بينما ماله، في للتصرف للقاصر اإلذن بالتجارة 05يمنح للقاصر اإلذن أن على التجاري القانون من

. األم و األب وجود عدم حالة في المحكمة من عليه مصادقا العائلة مجلس من أو األم أو األب من يكون

34

بهالك أموال القاصر، فالوالية تقوم لحفظ هذه األموال، فإذا هلكت لم يعد للواليةأثر النعدام محلها.

تنتهي الوالية األصلية على م��الالسبب الرابع :موت الولي أو فقد أهليته: القاصر بموت الولي موتا طبيعيا أو محكميا، و الموت الطبيعي هو عام��ل ط��بيعي النتهاء الوالية على المال، و بوفاة الولي تنتقل الوالي��ة إلى من يلي��ه في المرتب��ة، أما الموت الحكمي: تنتهي فيه الوالية بفق��دان ال��ولي، حيث ال يع��رف مكان��ه و ال يعرف حياته من موت��ه. و يج��وز للمحكم��ة أن تص��در حكم��ا بموت��ه، و ب��ذلك تنتهي

واليته على مال القاصر و تنتقل إلى من يليه مرتبة. وتنتهي مهمة الولي بفقدان أهليته، إذ يصبح غير قادر على مباشرة أعباء الوالية و رعاية مصالح القاصر، بل يحتاج هو لمن ي��رعى مص��الحه، و كم��ال األهلي��ة ش��رط

من ق��انون03 فق��رة 91الوالي��ة، و إن تخلفت زالت الوالي��ة،و ق��د نص��ت الم��ادة األسرة على وظيفة الولي تنتهي بالحجر عليه، و ال يكون الحجر إال بحكم قضائي. السبب الخامس :انتهاء الوالية على المال بس>>بب الوالي>>ة على نفس

القاصر: إن سلب الوالية على نفس الصغير تسقط بقوة الق��انون الوالي��ة على الم��ال ، إذ من ال يؤتمن على النفس ال يؤتمن على المال، وفي الق��انون الجزائ��ري نص��ت

من قانون العقوبات على أن��ه << عن��دما يحكم القض��اء على أح��د24/01المادة األصول لجناي��ة أو جنح��ة وقعت من��ه على ش��خص أح��د أوالده القص��ر و يق��رر أن السلوك العادي للمحكوم عليه يعرضهم لخطر مادي أو معنوي، فإنه يج��وز ل��ه أن يقضي سقوط السلطة األبوية، و يجوز أن ينصب ه��ذا الس��قوط على ك��ل حق��وق

السلطة األبوية أو بعضها، و ان ال يشمل إال واحدا أو بعضا من أوالده>>.

السبب السادس انتهاء الوالية األصلية بحكم القضاء: تنتهي الوالية األصلية على مال القاصر بحكم المحكمة لسببين :

رغم أن الوالي��ة إلزامي��ة، أج��از الق��انون لل��ولي طلب إعفائ��ه منه��ا إذا رأى نفس��ه عاجزا عن القيام بأعباء الوالية بسبب ظ��روف أح��اطت ب��ه ك��الكبر أو الم��رض. و

يكون للمحكمة سلطة قبول أو رفض طلب التنحي بعد التحقيق من دواعيه.

35

و ي حال��ة قب��ول المحكم��ة طلب التنحي ت��ؤول الوالي��ة إلى من يلي ال��ولي في من ق��انون91المرتبة، فإن لم يوجد عينت المحكمة مق��دما و ق��د نص��ت الم��ادة

األسرة في فقرتها األولى على انتهاء الوالي��ة بس��بب عج��ز ال��ولي، و يبقى لل��وليحق طلب رد الوالية إذا زالت الظروف و األسباب التي أدت إلى طلب تنحيه.

كذلك تنتهي الوالية االصلية بحكم القضاء بسلب الوالي��ة أو الح��د منه��ا :والس��لب هو إلغاء الوالية في جملتها، بينما الحد من الوالية هو إبقاء جزء منها فق��ط، ل��ذلك الحد من الوالية هو سلب جزئي لها،و الحكمة من سلب الوالية أو الح��د منه��ا هي

أن الوالية منوطة بمصلحة القاصر، فمتى انتفت المصلحة وجب زوال الوالية. و لم يحدد المشرع أسباب سلب الوالية أو الح��د منه��ا تارك��ا ذل��ك لتق��دير قاض��ي

الموضوع. من قانون األسرة الخاصة بانته��اء مهم��ة الوص��ي على أن��ه96/05و تنص المادة

- بعزل��ه على طلب من ل��ه5الوصي على أن��ه تنتهي مهم��ة الوص��ي: تنتهي مهمةمصلحة إذا ثبت من تصرفات الوصي ما يهدد مصلحة القاصر"

من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية :<< اذا قص��ر ال��ولي43و تضيف المادة أو الوص��ي أو المق��دم في أداء مهام��ه يتخ��ذ القاض��ي جمي��ع اإلج��راءات المؤقت��ة

الضرورية لحماية مصالح القاصر بموجب أمر والئي>>. يتضح من هذين النصين أن أموال القص��ر تك��ون في خط��ر إذا ع��رف عن ال��ولي سوء التدبير أو تقصير في رعاية أموال القصر كأن يتركها للغ��ير يض��ع عليه��ا ي��ده

بدون وجه حق، أو يعهد باإلدارة إلى غير مؤتمن". ويكون ألي شخص و لو كان غريبا عن القاصر تقديم طلب س��لب الوالي�ة أو الح�د منها متى كانت لديه أسباب توجب ذلك، و هذا ألن رعاية أموال القاص��ر أم��ر يهم المجتمع، و يمكن تقديم الطلب من النيابة العامة التي تباش��ر التحقي��ق، و ه�و م��ا

قانون اإلجراءات المدنية و اإلداري��ة ال��تي ج��اء فيه��ا: "465يفهم من نص المادة يمكن للقاضي مراقب��ة الوالي��ة من تلق��اء نفس��ه أو بن��اء على طلب ممث��ل النياب��ة

العامة أو بطلب من أي شخص تهمه مصلحة من وضع تحت الوالية. و استنادا إلى معيار المبادرة، إذا كان الطلب تلقائي أي من القاضي أو من النيابة العامة، يجوز للقاضي استدعاء كل شخص يرى سماعه مفيدا، أما في حالة تقديم

36

الطلب من شخص يهمه األمر، فيقع على هذا األخير تحمل عبئ التكليف بالحضور ق االجراءات المدنية و االدارية (.466)المادة

وفي حالة سلب الوالية : إذا كانت من سلبت منه الوالي��ة ه��و األب ت��ؤول الوالي��ة إلى من يليه في المرتبة سواء كان األم أو الوصي المختار أو الوص��ي المعين في

حالة عدم وجودهما. في حالة الحد من الوالية : في حالة الحد من الوالية ، تعين المحكمة وصيا خاص��ا

يباشر *** حد والية الولي عنه.. عودة الوالية : 2. 5

عودة الوالية هي استرداد الولي للوالي��ة بع��د س��قوطها أو س��لبها أو الح��د منه��ا أو وقفها، و ال تعود إال بقرار من المحكمة بع��د التثبت من زوال األس��باب ال�تي دعت

إلى ذلك. كما أن للولي الذي تنحى عن الوالية بإذن المحكمة طلب رد الوالية إليه بعد تغيير

الظروف، و القاضي الموضوع سلطته تقدير تلك الظروف. أما األثر الم��ترتب على ع��ودة الوالي��ة، أن��ه الض��رورة إلص��دار حكم من المحكم��ة بانتهاء الوالية التي آلت إليه الوالية بع��د س��لبها من األب أو تنحيت��ه عنه��ا، إذ تنتهي مهم��ة الوالي��ة تلقائي��ا بع��د اس��ترداد الوالي��ة من ال��ولي المس��لوب الوالي��ة عن��ه أو

المتنحي عنها. و يترتب على استرداد الوالية وجوب تسليم ال�ولي الس�ابق أم�وال القاص�ر ال�ذي

كان يديرها.

(: الوالية النيانية :2الفرع ) اذا لم يكن للقاصر ولي شرعي يتولى شؤونه أو كان له ولي لكنه عز أهل الوالية تولى ش��خص آخ��ر اص��طلح على تس��ميته بالوص��ي لرعاي��ة مص��الحه، و ذل��ك عن

طريق نظام الوالية النيابية، و هو ما يعرف بالوصاية. و حتى يكون الوصي مؤهال للقي��ام بتل��ك الوظيف�ة ال ب�د من ش��روط معين��ة تق��وم المحكمة بالتحقيق من توافرها فيه، و ذلك مهما تكن صفته سواء كان وصيا معينا

أو وصيا مختارا و سواء كان وصيا عاما أو خاصا و وصيا مؤقتا أو دائما.أوال: المقصود بالوالية النيابية:

37

نتناول في هذه الفقرة المقصود بالوصاية لغة و شرعا و قانونا: . الوصاية لغة :1

الوصاية لغة ) بكسر الواو ( هي اسم للوصي، و أوصى ل��ه بش��يء و أوص��ى إلي��هجعله وصيا.

و قد عرفها بعضهم " هي النظام القانوني المقرر لحماية مصالح القاص��ر ال��ذي ال ولي له"، و البعض اآلخر عرفها بأنها " وظيفة اختيارية و مجانية يكلف بها ش��خص بعد التشاور، و تختلف عن الوالية باختالف القواعد المنظمة لك��ل منهم��ا، و أيض��ا

وثيقة التعيين. و قد قام شراح القانون بتعريف الوصاية على أنها عب��ارة عن س��لطة إداري��ة على

مال القاصر لحفظه وإدارته و استثماره".. مصدر مشروعية الوصاية :2

تس��تمد الوص��اية مش��روعيتها في الق��رآن الك��ريم و من الس��نة النبوي��ة و ك��ذلكالقانون :

. مصدر مشروعية الوصاية في الفقه اإلسالمي :1.2 مما يدل على وجوب الوالية على الصغير قوله تعالى " فإن كان الذي عليه الح��ق سفيها أو ضعيفا أو ال يستطيع أن يول هو فليملل ولي��ه بالع��دل"، ومم��ا ي��دل على مشروعية اإليصاء وضرورة حفظ أموال الصغار و القصر، ما جاء في قوله تعالى: << و ليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم، فليتقوا الل��ه، و

ليقولوا قوال سديدا>>. كما تعد الوصاية من األمانات التي أمر الله عز و جل بردها لقول��ه تع��الى << إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالع��دل إن الله نعما يعظكم به إن الله س��ميعا بص��يرا>>، ل��ذلك فعلى وص��ي الي��تيم أن يتصرف له باألصلح كونه مؤتمنا على ماله، و ه�و من ي�رعى ش��ؤون القص��ر نياب�ة

عن األب. و مما يدل على مشروعية اإليص��اء من الس��نة النبوي��ة م��ا روي عن أبي ذررض��ي الله عنه قال : << قلت يا رس��ول الل��ه أال تس��تعملني ق��ال : فض��رب بي��ده على منكبي، ثم قال يا أبا ذر إن��ك ض��عيف، و إنه��ا أمان��ة ، و إنه��ا ي��وم القيام��ة خ��زي و

ندامة، إال من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها>>

38

و قد حث النبي صلى الله عليه و سلم على عدم أكل مال اليتيم و أم�ر برعايت��ه ،: أنا و كافل اليتيم كهذا، و قال بإصبعيه السبابة و الوسطى>>. فقال <<

. الوصاية في القانون :2.2 الوصاية أثناء التطبيق تعت��بر حق��ا مرتبط��ا من حيث المب��دأ بنوعي��ة رب العائل��ة، و

تبدو مختلطة مع السلطة األبوية. المع��دل و المتمم1984 ج��انفي 13 الم��ؤرخ في 11-84و لق��د نظم الق��انون

م�ع ورود98 إلى 92الوصاية في الفص��ل الث�الث من الكت��اب الث��اني من الم�ادة و المتعلقة بسلطات الولي فقد تطرقت هذه الم��واد88،89،90إحالة إلى المواد

إلى من له حق تعيين الوصي ثم شروط تعيينه و السلطات المخولة له، ثم انته��اء مهمته، و في األخير نصت على محاس��بة الوص��ي و تق��ديم حس��اب إلى المحكم��ة

عند انتهاء مهامه.. تمييز الوصاية عما يشابهها:3

يتميز نظام الوصاية عن باقي األنظمة من الوالية التقديم ثم الكفالة.. تمييز الوصاية عن الوالية :1.3

إن أهم ما تتميز به الوالية عن الوصاية أنها تكون من النفس و المال و م��ا يتعل��قبها من تربية و تعليم و زواج، أما الوصاية فهي القيام على المسائل المالية فقط. و أهم الفوارق بينهما أن الوالية ذاتية تستمد ش��رعيتها مباش��رة و تك��ون بتف��ويض من الشارع لشخص بذاته ال يفارقه، و ليس لهذا الشخص ح��ق التن��ازل، و مث��ال ذلك والي�ة األب فواليت��ه ثابت�ة بس�بب ال�والدة، و ه�ذه الوالي�ة ال يمكن التنص��ل أو التن��ازل عنه��ا،أم��ا الوص��اية هي مكتس��بة تس��تمد قوته��ا من الوالي��ة الذاتي��ة أي

بواسطته. الوالية ال تقبل اإلسقاط أو العزل، فإذا تم ذلك يك��ون مؤقت��ا لت��وفر دواعي معين��ة

كالعدالة مثال، أما عزل أو إسقاط الوصي أبدي ال عودة فيه إلى الوصاية. تثبت الوالية في الفقه اإلسالمي لألب ثم للجد سواء على نفس��ه أو مال��ه ، و بع��د

وفاة أبيه تنتقل إلى من يختاره األب أو الجد أو القاضي فهي وصاية .

39

أما الفرق بين الوالية و الوصاية في ق��انون األس��رة الجزائ��ري، ف��األولى هي ذات طابع شخصي و إجباري و تمارس مجانا ألنه��ا ش��رعت لحماي��ة القاص��ر، و الثاني��ة

ليست إلزامية، و للوصي مطلق الحرية في القبول أو الرفض. الوالية هي التمثيل الشرعي للطفل القاصر و هي شخص��ية ال تنتق��ل للورث��ة، أم��ا في الوصاية فاألب أو الجد هما من يقومان بتعيين الوص��ي ، و ق��انون األس��رة لم يجعل الوالية للجد، و إنما أعطاه حق اإليصاء، و يمكن أن يك��ون وص��يا إذا أوص��ى

له األب.. تمييز الوصاية على التقديم :2.3

المقدم هو الشخص الذي ينصبه القاضي للقاصر لتدبير شؤونه المالية لعدم وجود ولي أو وص��ي يق��وم برعايتهم��ا، و في الش��ريعة اإلس��المية يطل��ق فقهاؤه��ا على

المقدم اصطالح القيم. و في قانون األسرة الجزائري، المحكم��ة هي ال��تي تعين المق��دم في حال��ة ع��دم وجود وصي يتولى إدارة أموال فاقد األهلية أو ناقصها بناء على طلب أح��د أقارب��ه أو ممن له مصلحة أو من النيابة العامة، و يق��وم المق��دم مق��ام الوص��ي و يخض��ع

من قانون األسرة.105لنفس أحكامه حسب المادة و بذلك نالح�ظ أن المق��دم يخض��ع لنفس أحك��ام الوص��ي، لكن يختلف�ان من حيث جهة تعيينهم، فالمقدم هو من يعينه القاضي أم��ا الوص��ي المخت��ار يخت��اره األب أو

الجد إذا لم تكن له أم تتولى أموره أو تثبت عدم أهليتها لذلك. واآلراء الفقهية تتفق على كون المقدم أضعف رتبة من الوصي في مجال الوالي��ة على المال، فال يجوز للوصي الختالف سلطات كل منهما من حيث مصدرهما، أما

قانون األسرة الجزائري سوى بينهما.

. تمييز الوصاية حق الكفالة :3.3 من قانون األسرة الكفال��ة بأنه��ا تربي��ة و رعاي��ة القاص��ر على116عرفت المادة

وجه التبرع، فالكفالة تعطي للكافل جميع السلطات التي يتمت��ع به��ا األب��وان على

40

الطفل، فالكفيل يعد مرتبة أبيه، و على ذل��ك تك��ون الوالي��ة على النفس و الم��المعا، أما الوصاية هي والية على المال فقط.

كم��ا أن الكاف��ل يس��تمد قوت��ه من حكم القاض��ي كونه�ا عق��دا. فه�و مس��ؤول عن تصرفاته، و له حق التزويج ، و لكن ليس له حق اإلجبار، أما الوصي فليس ل��ه

هذا الحق..ترتيب األوصياء:3

بعد ترتيب األوصياء من الخصائص التي يتميز به اإليصاء : و يرى االخناف أن الوالية بعد وفاة األب هي لوصيه ال��ذي يخت��اره، و إذا لم يوج��د

يكون للجد الصحيح و بعده لوصيه الذي يختاره ثم للقاضي. الشافعية ذهب إلى ترتيب األوصياء بعد األب و الجد تكون لوصي من ت��أخر موت��ه منهما لقيامه مقامهما، و يقدم وصي األب على وصي الج��د، كم��ا يج��وز أن يك��ون

الوصي أما ثم القاضي و وصيه. و تكون الوصاية عند المالكية بعد موت األب لوصيه ثم لوصي وصيه و إن بع��د ثم

مقدم القاضي، ثم الوصي العرفي متى أقره عرف البلد. و كما سبق ذكره الفق��ه الم��الكي ال والي��ة للج��د على م��ال القاص��ر، و لكن يمكن

للجد أن يكون وصيا إذا عينه األب أو القاضي. و نص فقهاء الحنابلة أن الوصاية بعد موت األب هي لوصيه ثم القاض��ي ألن��ه ولي

من ال ولي له.. ترتيب األوصياء في القانون الجزائري:1.3 من قانون األسرة ، بعد األب و األم تك��ون الوالي��ة لوص��ي92حسب نص المادة

األب ثم وصي الجد، و هذا ما يصطلح على تس��ميته بالوص��ي المخت�ار، و بع�دهايأتي وصي القاضي.

قانون األسرة منحت الوالية لألم في حال��ة غي��اب87و المالحظ من خالل المادة األب أو وفات��ه، كم��ا ع��ززت دوره��ا في حال��ة الطالق ف��إذا ك��انت الحض��انة له��ا

فللقاضي أن يمنحها الوالية. لكن بالنسبة لنظام الوص��اية المش��رع أض��عف دور األم، بحيث لم يمنحه��ا س��لطة

في اختيار وصي ولدها بالرغم من اعترافه لها بسلطة الوالية عليه.. إختيارية الوصاية :4

41

إن جل المذاهب متفق��ة على أن عق��د الوص��اية عق��د غ��ير الزم من حيث إنش��اؤه بحيث يمكن للوصي أن ي�رد الوص�اية م�ادام الوص�ي حي�ا و ه�ذا على اختالف بين

المذاهب األربعة. و يالحظ على نصوص قانون األسرة الجزائري من خالل استقراء المواد المتعلق��ة بالنيابة الشرعة، أن الوصاية اختيارية: بحيث نص القانون انه بعد وف��اة األب يجب

472عرض الوصاية على القاضي لتثبيتها أو رفضها، كما نص�ت على ذل�ك الم�ادة المتضمن قانون االجراءات المدني��ة واإلداري��ة لم��ا ج��اء فيه�ا09-08من قانون

<<يخطر القاضي من قبل الوصي أو ممثل النيابة العام��ة أو القاص��ر ال��ذي يبل��غ سن التمييز أو كل شخص تهمه مص��لحة القاص��ر بتث��بيت الوص��اية أو رفض��ها بع��د

وفاة األب>>. و ما دامت الوصاية ال تتم إال بالتراضي فالبد من حصول التراضي بين المتعاق��دين كما في الوكالة أي تطابق اإليجاب و القبول، كما أنه من الناحية التطبيقية الوصي يعين بن��اءا على عق��د )اتف��اق( مكت��وب عن طري��ق إعالن يتم أم��ام الموث��ق أم��ام حضور شاهدين ، و كل شخص له الحرية في قبول أو رفض الوص��اية، و القاض��ي

من ق��انون األس��رة أن يراج��ع الوص��ي المعين ه��ل93له الحق بناءا على الم��ادة تتوفر فيه الشروط المطلوبة أم ال .

. أنواع األوصياء:5 يتن��وع األوص��ياء من حيث المص��در ال��ذي يس��تمدون من��ه س��لطاتهم، فق��د يك��ون الوصي مختارا إذا عين��ه األب أو الج��د، و ق��د يك��ون معين��ا إذا عين��ه القاض��ي كم��ا يتنوعون من حيث نطاق العمل الذي يكلفون بالقيام به فقد يكون خاصا أو عام��ا، كما قد يكون مؤقتا أو دائما، لذلك س�نتطرق في نقط�ة أولى إلى أن�واع األوص�ياء من حيث جه���ة تع���يينهم، ثم في نقط���ة ثاني���ة إلى أن���واع األوص���ياء من حيث

اختصاصهم.. أنواع األوصياء من جهة تعيينهم:1.5

إذا كان الوصي اختاره األب أو الجد سمي وص��يا مخت��ارا، و إن ك��ان ال��ذي أقام��ه وص��يا ه��و القاض��ي س��مي وص��ي القاض��ي أو الموص��ي المعين ،ل��ذلك س��نتطرق

للوصي المختار، ووصي القاضي.أ. الوصي المختار:

42

هو من يختاره األب أو الجد أو من ل��ه ح��ق الوالي��ة من قبلهم��ا ليك��ون خليف��ة فيالوالية على أوالد، القصر، و على أموالهم بعد وفاته.

بالنسبة لوصي األب، هو من يختاره األب و يوصي إليه بعد وفاته ليك��ون خلف��ا ل��ه على أوالده ليدير شؤونهم المالية، و هو مقدم على الجد عند األحناف و المالكي��ة

و الحنابلة خالفا للشافعية. و الوصي بعد األب كنائبه إذا توافرت شروط واليت��ه فه�و ك��األب م��ا لم ي��رد علي��ه

تخصيص و إال تقيد به. إذا فوصي األب يملك جميع التصرفات التي يملكه�ا األب اال في مس�ائل خاص�ة ال يكون فيها مثله ألن األب شفقته أقوى و أدرى بمصالح أوالده بما أن ل��ه الوالي��تين

معا، الوالية على النفس و الوالية على المال. فبمقتضى هذه الوالية يتصرف في أموالهم التصرفات النافعة نفع��ا محض��ا كقبض ما يوهب لهم أو يوصى إليهم به، و له أن يتصرف التصرفات ال��دائرة بين النف��ع و الضرر من إجازة و مزارع�ة و تج�ارة بص��فة عام�ة ك�ل م�ا في�ه حف�ظ أم�والهم و اس��تثمارها ، و ليس ل��ه أن يتص��رف في أم��والهم التص��رفات الض��ارة، فال يت��برع

بشيء منها أو يتنازل عن حق ثابت لهم. على م��ايلي " يج��وز لألب أو الج��د تع��يين92و قد نص قانون األسرة في الم��ادة

الوصي للولد القاصر إذا لم تكن له أم تت��ولى أم��وره أو تثبت ع��دم أهليته��ا ل��ذلكبالطرق القانونية ..... "

من خالل هذه المادة المشرع نص على أن الوصي المختار هو الذي يختاره األب قبل وفاته أو من يختاره الجد، لكن بشرط عدم وجود أم��ا كامل��ة األهلي��ة تم��ارس

واليتها. و كما سبق اإلشارة هذا الش��خص المخت��ار ال يع��د وص��يا في نظ��ر الق��انون إال إذا عرضت الوصاية بعد وفاته على رئيس المحكمة لتثبيتها أو رفضها و هو م��ا نص��ت

ق��انون االج��راءات المدني��ة و472 من ق��انون األس��رة و الم��ادة 94عليه الم��ادة اإلدارية سالفة الذكر.

و دور القاضي التأكد من أهلية الوص�ي للوص�اية، فل��ه أن ي�رفض تث�بيت الوص�يالمختار و تعيين آخر مكانه.

43

إذا اختاره الجد وصيا على أوالد ابنه، كان لهذا الوصيو بالنسبة لوصي الجد، الوالية المالية التي ك��انت للج��د على م��ال أوالد ابن��ه. ألن��ه اس��تمد واليت��ه من��ه، و وصاية الجد تختلف باختالف آراء الفقهاء بحيث هناك من لم يجعل له الوالية أص��ال

و بالتالي ال وصاية. منه نص على جواز تعيين األب و الجد92أما قانون األسرة الجزائري، في المادة

الوصي للولد القاصر إذا لم تكن له أم تتولى أموره. و باستقرائنا المواد الخاصة بالوصاية، يتبين أن الجد ال والية له على حفيده و لكن له حق اإليصاء في حالة عدم وجود األب، و ع��دم وج��ود أم كامل��ة األهلي��ة تت��ولى

أموره. وقد تم إضعاف دور االم في نظام الوص��اية،حيث في الفق�ه اإلس�المي باس��تثناء

لم يجع��ل الوالي��ة لألم على م��ال القاص��ر، و ق��د ذهب ق��انون األس��رة)1(المالكية الجزائري إلى تنصيب األم ولية على ابنائها القصر بعد وف�اة األب أو حص��ول م�انع له، و لكنه لم يمنح األم حق الوصاية، بحيث لم يمنحها سلطة إختيار وصي لول��دها بارغم من اعترافه لها بس��يطة الوالي��ة علي��ه ، وبالمقاب��ل الق��انون منح الوص��اية

للجد بالرغم من عدم اعترافه له.

هو من يقيمه القاضي نيابة عنه ليتولى إدارة شؤونبالنسبة لوصي القاضي: الصغار الذين ليس لهم ولي شرعي من أب و وصيه أو جد وصيه.

و يسمى في هذه الحالة الوصي المعين أو وصي القاضي و يسمى بالمقدم و عندالفقهاء يسمى القيم.

و ق��د نص فقه��اء الش��افعية و المالكي��ة و الحنابل��ة و األحن��اف على ج��واز تع��يينالقاضي وصي على الولد القاصر.

و يشترط لصحة تعيين الوصي من طرف القاضي شرطان: عدم وجود ولي جبري و ال وصي مختار..1أن يكون القاضي مختصا..2

و قد نص ق��انون األس��رة الجزائ��ري على الوص��ي المعين من ط��رف المحكم��ة و س��ماه المق��دم بحيث إذا لم يكن لفاق��د األهلي��ة أو ناقص��ها ولي أو وص��ي تق��وم

المال : - 1 يكون أن و قليال، به أوصت الذي المال يكون أن ثالثة بشروط ولدها على األم وصاية استحسنوا المالكية. غير ال عنها األوالد ورثة أي عنها، موروثا القليل

44

المحكمة بتعيين مقدم بناء على طلب أحد األقارب أو ممن له مص��لحة في ذل��ك، من قانون األسرة.99أو من النيابة العامة، و هو ما نصت عليه المادة

المتض��من اإلج��راءات المدني��ة و اإلداري��ة،09-08 من قانون469و حسب المادة يعين القاضي طبقا ألحكام قانون األس��رة، مق��دما من بين أق��ارب القاص��ر، و في حالة تعذر ذلك يعين شخصا آخر يختاره، و بذلك فاألولوية عند تعيين المق��دم

أقارب القاصر، و إذا استحال ذلك يعين شخصا آخر يختاره. و يجب في جميع الحاالت أن يكون المق��دم أهال للقي��ام بش��ؤون القاص��ر و ق��ادرا

على حماية مصالحه. المتض�من االج�راءات المدني�ة واإلداري�ة09-08 من القانون 470و طبقا للمادة

يقدم طلب تعيين المقدم في ش��كل عريض��ة من قب��ل األش��خاص الم��ؤهلين له�ذاالغرض. أو على شكل طلبات تقدمها النيابة العامة.

و تجدر اإلش��ارة، أن المق��دم يخض��ع ألحك��ام الوص��ي نفس��ها، و بالت��الي من حيث تنظيم نظام الوالية : األب أو األم ثم الوص��ي المخت��ار من قب��ل األب، ثم الوص��ي المخت��ار من الج��د، و في حال��ة ع��دم وج��ود ولي أو وص��ي ي��أتي المق��دم بتع��يين

المحكمة.. تعدد األوصياء:6

قد يوصي األب أو الجد إلى وصي واحد، فيقوم هذا الوصي بكل التصرفات و لكن يق��ع اإلش��كال إذا أوص��ى إلى أك��ثر من وص��ي، كم��ا إذا ق��ال جعلت فالن��ا و فالن��ا

أوصياء، فيتعدد األوصياء.. تعدد األوصياء في الفقه اإلسالمي:1.6

خالف بين الفقهاء في جواز تع��يين أك��ثر من وص��ي تلبي��ة الحتياج��ات القاص��ر و الرعاية مصالحه المالية.

و قد قسم الفقهاء حالة تعدد األوصياء إلى ثالث حاالت: أن ينص عقد الوصاية على جواز انفراد أحد األوصياء بالتصرف، ففي ه��ذه الحال��ةا-

لكل منهما حق اإلنفراد. نص في عقد الوصاية على عدم جواز انفراد أحد األوصياء بأي عمل كان ص��راحة،ب-

فال يتصرف أحدهما بأي عمل دون الرجوع لآلخر.

45

الحالة الثالثة فهي لو أوصى لعدد من األوصياء دون أن ينص على جواز انفرادهم��اج-أو اجتماعهما معا.

إن الح��التين األولى و الثاني��ة، ال خالف بين الفقه��اء على أن الوص��ي يتقي��د بنصالوصاية باإلنفراد أو االجتماع، أما الحالة الثالثة اختلف بشأنها الفقهاء.

الحنفية يرى أن��ه من أوص��ى إلى اث��نين لم يكن ألح��دهما أن يتص��رف منف��ردا دون صاحبه إال في أشياء معدودة للضرورة ، كتجهيز الموصي بعد موته، الخص��ومة في الحقوق، شراء حاجة الطفل، رد الوديعة ، جمع أموال ضائعة، بيع م��ا يخ��اف علي��ه

التلف. الفقه الشافعي أجاز تعدد األوصياء على المال، بحيث يختص كل وصي بما أوص��ى إليه و ال يتعدى ذلك ، و إذا أوصى بإطالق، فإنه ال يجوز ألحدهما أن ينفرد إال ب��إذن

صاحبه. و لكن إذا جعل الموصي لك��ل منهم��ا الح��ق ب��اإلنفراد بالتص��رف ج��از لهم��ا إج��راء التصرف مجتمعين و منفردين، أما إدا أوصى إليهما و لم يأذن لهما بح��ق التص��رف

منفردين فال يجوز لهما اإلنفراد بالتصرف. و ذهب فقه��اء المالكي��ة: أن الوص��ي إذا أذن الث��نين بلف��ظ واح��د، مث��ل جعلتكم��ا وصيين، أو بلفظين في زمن أو زمنين من غير تقييد،حمل على قص��د التع��اون فال

يستقل أحدهما ببيع أو نكاح أو غير ذلك إال بتوكيل. أما لو قيد الموصي سلطة الوصي بحيث ال يتصرف م��ع غ��يره أو يتص��رف منف��ردا فيعمل بشرطته، كما أنه إذا عين ألحدهما نوعا من المال يستقل به، و عين لآلخ��ر أشياء أخرى ، أو عين ألحدهما بعض األوالد، و عين لآلخر أوالد آخرين، فيجب تنفيذ

رغبة الموصي و الوقوف عند شروطه. تعدد األوصياء في القانون: 2.6

ذهب قانون األسرة الجزائري إلى جواز تعدد األوصياء، فيجوز لألب أو الجد تع��يين أكثر من وصي على شؤون القاصر و أمور التركة و تنفيذ الوصايا، و هذا ما نص��ت

ق��انون األس��رة لم��ا ج��اء فيه��ا: << ..... و إذا تع��دد األوص��ياء92علي��ه الم��ادة من هذا القانون>>.86فللقاضي اختيار األصلح منهم مع مراعاة أحكام المادة

46

و من خالل هذه المادة ، نالحظ تعيين أكثر من وصي يكون لألب، و في حالة عدم وجود األب يختار الجد وصيا أو عدة أوصياء، و يختار القاضي األص��لح منهم حس��ب

مصلحة القاصر و احتياجاته. كما يمكن للقاضي تع��يين أك��ثر من مق��دم يق��وم مق��ام الوص��ي و يخض��ع لألحك��ام

نفسها التي يخضع لها الوصي. إال أن قانون األسرة لم ينص كيف كل وصي هل باإلنفراد أو بالتشاور، في حالة ما إذا لم تحدد المحكمة اختصاص كل واحد منهم، و بالتالي يمكننا الرجوع إلى قواعد

222الفقه اإلسالمي في حالة عدم وجود نص في قانون األسرة ) حس��ب الم��ادة ق األسرة(.

. أركان اإليصاء: 7إن أركان اإليصاء ثالثة هي : الوصي، الموصي، و الموصي فيه و صيغة االيصاء.

.الوصي: 1.7 كما أن الوصي يق��وم نياب��ة عن القاص��ر بالتص��رف و إدارة أموال�ه، ف��إن الش��ريعة اإلسالمية أوجبت ش��روطا ينبغي توافره��ا في الوص��ي، فبتحققه��ا تق��وم وص��ايته و تستمر بزوالها تزول كما تط�رق المش�رع الجزائ�ري في ق�انون األس�رة إلى ه�ذه الشروط و هي واجب��ة ال يج��وز مخالفته��ا لتعلقه��ا بالنظ��ام الع��ام، و ق��د س��بق لن��ا التطرق إليها بشيء من التفصيل في شروط األولياء على مال القاصر و المتمثل��ة

في : التكليف، اإلسالم و الحرية ، العدالة و القدرة.. الموصي: 2.7

يسمى الشخص الذي له والية التصرف على األطفال القاصرين موصيا كاألب. و يشترط في الموصي الشروط العامة كما في الوصي و هي التكلي��ف أي البل��وغ و العقل، كما تشترط الحرية، و أن يكون مسلما ألنه ال والية للكافر على المسلم، إضافة إلى هذه الشروط يشترط الشافعية شرطين اتفق عليهما و هم��ا التمي��يز و

الحرية. و يشترط المالكية في الموصي الشروط العامة السابقة، كما اشترطوا أن يك��ون األب رشيدا غير محجور عليه، و كذلك أن يك��ون الموص��ي من ل��ه والي��ة التص��رف على األطفال كاألب، حيث ال تجوز وصية الجد و األخ لعدم الوالية، كما نص��وا على إمكانية األم أن توصي على أوالدها بشروط ثالث��ة هي أن يك��ون الم��ال قليال، و ان

47

ي��ورث الم��ال عنه��ا ال من غيره��ا، و الش��رط الث��الث أال يك��ون الوص��ي ولي��ا للول��دالموصي عليه من أب أو وصيه.

أما الحنابلة اشترطوا في الموصي الش��روط العام��ة من تكلي��ف إس��الم و حري��ة وعدالة، فيرون أن األب وحده يمكنه أن يوصي دون األم و الجد.

أما الحنفية ، اشترطوا أيضا الش��روط العام��ة، و يك��ون متح��د ال��دين م��ع ول��ده، و األحناف يرون بأنه ال والي�ة لألم و األخ و العم ألنهم ليس لهم والي�ة التص�رف على

الغير في ماله. إال أن الذي وقع خالف بش��أنه ه��و إمكاني��ة الوص��ي االيص��اء بع��ده فمثال األب يعين

وصيا هذا األخير هل له إمكانية لاليصاء بعده ؟إن هذه الدراسة محل خالف، حيث يجب التفرقة بين حالتين:

التي قال بها أكثر الفقهاء و هي حالة ما أذن له باإليصاء كأن يق��ول ل��ه:> 1الحالةأذنت لك أن توصي إلى من شئت ، فله الوصي أن يوصي إلى من شاء.

لم يأذن للوصي باإليصاء و لم ينهه عنه، فعند الحنفية للوصي أن يوصي:2الحالة إلى غيره و إن لم ي�أذن ل�ه الموص�ي ب�ذلك، أم�ا عن�د المالكي�ة فالوص�ي األب أن يوصي غيره عند موته، و يوصي على األوالد الذين كان عليهم لكن وصي القاض��ي

ليس له أن يوصي عند موته. و ذهب الشافعية عكس ما ذهب إليه المالكية و األحناف. حيث إذا حضرت الوصي الوفاة لم يكن له أن يوصي بتلك الوصية إلى غ��يره ألن ال��ولي لم ي��رض بتص��رف

الثاني. وفي ق��انون األس��رة الجزائ��ري ، الموص��ي ه��و األب و الج��د ألنهم��ا يملك��ان ح��ق

، و من حيث ش��روط الموص��ي لم تنص الم��واد92االيص��اء حس��ب نص الم��ادة المتعلقة بالوالية على شروطها ،لكن يشترط في الموصي التكليف و اتحاد ال��دين

و الحرية و القدرة و حسن التصرف و العدالة.

. الموصي فيه : ) والية على المال(:3.7 يصطلح به عند المالكية بالموصي به، و ه��و مح��ل الوص��اية ، و به��ذا المع��نى فهي

والية على المال.

48

و اشترط الشافعية: أن يكون الموص��ي في��ه تص��رفا ج��ائزا، فال يج��وز في معص��ية كبناء كنيسة، كما يصح االيصاء في التصرفات المالية المباحة فيدخل في��ه الوص��ايا بقضاء الديون، لكن ال يصح عندهم تزويج طفل أو بنت مع وجود الج�د ألن الص�غير

و الصغيرة ال يزوجهما غير األب و الجد. أما المالكية يرون عكس ما يراه الشافعية، فالوصي يمكنه إنك��اح البن��ات و ت��زويج كبار أوالده، كما للوص��ي التص��رف الم��الي في قض��اء ال��ديون و تفري��ق الثلث من

الوصية ) والية على المال و على النفس(. الحنابلة يرون أنه ال تصح الوصاية إال في تصرف معلوم، ليعلم الوصي ما وصى به

إليه فيحفظه و يتصرف فيه طول حياته. و حسبهم الوصي يجوز له التصرف المالي مثل قضاء الديون، رد الودائع إلى أهلها و استردادها، كم��ا يص��ح لهم أيض��ا ت��زويج البنت القاص��ر و بالت��الي يص��بح للوص��ي

واليتان، والية على المال و على النفس. أما المشرع الجزائري، عند وضعه ألحكام النيابة الشرعية ذكر ثالث��ة أن��واع للوالي��ة هي الوالية و الوصاية و التقديم. و قد اكتفى المشرع بالجانب المالي عن��د وض��عه

قانون األس��رة على م��ا يلي: " على88ألحكام الوالية الخاصة، و قد نصت المادة الولي أن يتصرف في أموال القاص�ر كتص��رف الرج�ل الح��ريص و يك��ون مس�ؤوال طبقا لمقتضيات القانون العام".،و بالتالي مجال ممارسة الوصي ال تتعدى الحف��ظ و التصرف في أموال القاصر، و بعبارة أخرى يقوم بإدارة أموال القاص��ر و تمثيل��ه

في جميع المعامالت المدينة..صيغة االيصاء: 4.7

االيصاء عبارة عن عقد بين الموصي و الوص��ي، و الص��يغة هي اللف��ظ ال��دال على تفويض األمر للوصي بعد وفاة الموصي، فيك��ون اإليج��اب من الموص��ي و القب��ول من الموصي له، لكن يمكن للموجب )الموصي( أن يعلق الوص��اية ب��زمن معين أو

يحدد شرطا لتمام الوصاية، لذلك سنعالج هاتين النقطتين فيما يلي: اإليجاب و القبول: أ.

يتم االيصاء بإيجاب من الموص�ي و قب��ول الوص�ي بلف�ظ ي��دل علي��ه، و ال تش��ترط ألفاظ خصوصية، و من اإلشكاالت التي تثار حالة عدم تط��ابق اإليج��اب ب��القبول و

تأخر وقت القبول أو حالة العدول عنه، و قد اختلف الفقهاء في ذلك.

49

و يرى المالكية: أن اإليجاب هو الصيغة الدالة على تفويض األمر للوصي بعد موتاألب نحو : وصيت إليك، و فوضت إليك أمر أموالي و أوالدي.

و حسبهم إطالق لف��ظ الوص��ية يتن��اول الوالي��ة على الم��ال و على النفس، و فيم��ايتعلق بوقت القبول فقد ميز المالكية بين ثالث.

أن يقب�ل الوص�ي الوص�اية في حي��اة الموص�ي، ففي ه�ذه الحال�ة يمكن��ه الوص�ي.1 التخلي عن الوصاية بعد قبوله إذا كان الموصي حيا، أم�ا إذا م��ات الموص��ي فال

رجوع عنها. أن يقبل الوصي الوصاية بعد موت الموصي، ففي هذه الحالة ليس ل��ه الرج��وع و.2

تلزمه الوصية.إذا وجد عذر أو عجز عن القيام بها، فله الرجوع و التخلي عنها..3

و يشترط الشافعية : اإليجاب و لفظه أوصيت إلي��ك ، و كأقمت��ك مق��امي في أم��ر أوالدي، كما تنعق��د بلف��ظ الوالي��ة، و تكفي أيض��ا إش��ارة األخ��رس، و لكن يش��ترط

القبول النعقاد االيصاء. و حسبهم قبول الوصي ورده عنهم في حياة الموصي ال يصح ألنه لم ي��دخل وقت

التصرف فيه، بمعنى آخر صحة القبول ال تقوم إال بعد الموت. و يصح عند الحنابلة : قبول الوصي الوصاية في حي��اة الموص��ي، كم��ا يص��ح قبول��ه بعد م��وت الموص��ي، و من قبله�ا ص��ار وص��يا، و ل��و تص��رف بم��ا ي��دل على قبول��ه

الوصاية، قام ذلك مقام اللفظ. فالقبول عند الحنابلة يصح س��واء تم قب�ل م�وت الموص�ي أو بع�ده ص�راحة بلف�ظ مخصوص أو بتصرف يوحي بقبوله للوصاية، و إذا تراجع الوص��ي عن االيص��اء فل��ه ذلك ، أي له مطلق الحرية في عزل نفس��ه م��تى ش��اء في حي��اة الموص��ي و بع��د

موته. و يرى األحناف: أن الوصي ال يخلو حاله من أحد أمور ثالثة، إما أن يقبل في حي��اة الموص��ي و إم��ا أن ي��رد، و إم��ا أن يس��كت، ف��إذا قب��ل الوص��ي االيص��اء في حي��اة الموصي و علم الموصي بقبوله و اس��تمر على ه��ذا القب��ول ح��تى م��ات الموص��ي

لزمته الوصاية و ال يمكنه الخروج منها. : إذا رد الوص��ي االيص��اء في حي��اة الموص��ي بع��د قبول��ه ج��از، فال تلزم��ه2الحال��ة

الوصاية بعد موت الموصي.

50

الحالة الثالثة: إذا س��كت الموص��ي إلي��ه، فيك��ون مخ��يرا بين أم��رين، األول: قب��ولالوصاية و بالتالي التقيد بأحكامها، و الثاني ردها و حينها ال يلزم بشيء.

منه على ما يلي << يجب ع��رض الوص��اية على94أما قانون األسرة في المادة من ق��انون472القاضي بمجرد وفاة األب لتثبيتها أو رفضها>> ،وتضيف الم��ادة

اإلجراءات المدنية و اإلداري��ة" يخط��ر القاض��ي من قب��ل الوص��ي أو ممث��ل النياب��ة العامة أو القاص��ر ال��ذي بل��غ س��ن التمي��يز ، و ك��ل تهم��ه مص��لحة القاص��ر بتث��بيت الوصاية أو رفضها بعد وفاة األب، و في حالة رفض الوصاية، يعين القاضي مق��دما

أعاله أو يتخ��ذ جمي��ع اإلج��راءات التحفظي��ة في انتظ��ار تعين471طبق��ا للم��ادة المقدم....."

فمن خالل ه��ذه الم��واد يت��بين وج��وب ع��رض عق��د اإليص��اء بع��د وف��اة األب على القاضي للبت فيه بالقبول أو بالرفض، و العقد يكون مكتوب��ا في ورق��ة رس��مية أو

عرفية، و القاضي في هذه الحالة يثبت الوصاية أو يرفضها. و يشترط الق��انون تطبيق��ا للقواع��د العام��ة، اإليج��اب من الموص��ي و القب��ول من

الموصي إليه، فهذا األخير حر في قبول الوصاية التي ال تتم إال بالتراضي.التوقيت و التعليق: ب.

الوصاية باعتبارها عقدا يجوز توقيتها بزمن معين أو حدوث فع��ل معين، كم��ا يج��وز تعليقها على ش��رط م�ا لم يكن الش�رط مخالف�ا لمقتض��يات الش�رع أو مص�لحة الموص��ي علي��ه، و الفقه��اء يجمع��ون على ج��واز ت��وقيت الوص��ية أو تعليقه��ا على

شرط. و فيما يتعلق القانون الجزائري، فإنه لم يتطرف إلى تعليق الوص��اية على ش��رط،

من222لذلك يجب الرجوع لقواعد الفقه اإلسالمي حسب ما نصت علي��ه الم��ادة قانون األسرة، و بما أن الفقهاء مجمع��ون على ج��واز تعليقه��ا على ش��رط فيج��وز

ذلك بشرط أن ال يكون مخالفا للنظام العام و اآلداب العامة. 96أما توقيت الوصية بزمن فقد نص قانون األسرة على حالة واح��دة في الم��ادة

في الفقرة الثالثة منه لما جاء فيها: << تنتهي مهم��ة الوص��ي..... بانته��اء المه��امالتي أقيم الوصي من أجلها>>.

51

القانون الواجب التطبيق في الوالية على المالالمحور الثالث :ومدى تحقيقه لمصلحة القاصر :

- سنتناول أوال القانون الواجب التطبيق على والية المال في النظم المقارنة ، ثمالقانون الواجب التطبيق على والية المال في النظام الجزائري .

-القانون الواجب التطبيق على والية المال في النظم المقارنة:1

إن الوالية على المال محل اختالف بين النظم القانوني��ة المقارن��ة ،ف��البعض منه��ا اتخذ قانون محل األموال للوالية على المال ،أما بعض النظم المقارن��ة اتخ��ذت

قانون الجنسية كقاعدة إسناد في الوالية على المال. - إن النظم القانوني��ة المقارن��ة ال��تي تبنت ق��انون مح��ل األم��وال هي انجل��ترا والوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة ،أم��ا ال��دول األوروبي��ة تبنت ق��انون الجنس��ية في

من الق��انون ال��دولي الخ��اص األلم��اني19الوالية على المال ،حيث نصت المادة على خض��وع العالق��ة القانوني��ة ال��تي ترب��ط الطف��ل الش��رعي بأبوي��ه للق��انون

منح الح��ق لألب��وين إدارة أم��وال القص��ر الشخص����ي لألب ،وفي بلجيك��ا وفرنسا واالنتفاع بها ،مع خضوعها لقانون جنسية أطراف العالقة ،ونفس قاع��دة اإلس��ناد

تنطبق على القانون التونسي و القانون اإليطالي .-القانون الواجب التطبيق على والية المال في الجزائر :2

-اختار المشرع الجزائري في األص�ل ض�ابط الجنس��ية لح��ل المنازع�ات المتعلق�ة بنظامي حماية القص��ر وهي المتعلق��ة بمس��ائل األح��وال الشخص��ية ،وعن س��بب اختيار هذا الضابط هو تطبيق القانون الجزائري على الجزائ��ريين على أس��اس

أنه القانون األفضل واألكثر عدالة لتحقيق مصالح القصر . من القانون المدني الجزائ��ري على م��ا يلي :<<يس��ري على15- وتنص المادة

الش��روط الموض��وعية الخاص��ة بالوالي��ة والوص��اية والقوام��ة وغيره��ا من النظم المقررة لحماية القصر وعديمي األهلي��ة والغ��ائبين ق��انون الش��خص ال��ذي تجب

حمايته>> . : <<غ��ير أن��ه يطب��ق الق��انون الجزائ��ري15-وتقضي الفقرة الثانية من المادة

بالنسبة للتدابير المستعجلة إذا كان القصر وع�ديمو األهلي��ة والغ�ائبون موج�ودين في الجزائر ،وقت اتخاذ ه��ذه الت��دابير ،أو تعلقت ب��أموالهم الموج��ود في الجزائ��ر

.<< - يتبين أن الش��روط الموض��وعية الخاص��ة بالوالي��ة على م��ال القص��ر وع��ديمي

األهلية تتضمن قاعدة عامة واستثناءات .

52

- القاعدة العام>>ة هي تب>>ني قاع>>دة ق>>انون الش>>خص ال>>ذي تجب2-1حمايته .

- يسري على التنازع في األحكام العامة للوالية وثبوتها وانتهائها،ال سيما س��لطات الولي والوصي أو القيم ،والتزاماتهم ، قانون الش��خص ال��ذي تجب حمايت��ه ،و إذاكان القاصر متعدد الجنسية يطبق القاضي الجزائري قانون الجنسية الحقيقية .

- والجنس��ية الحقيقي��ة للش��خص هي تل��ك ال��تي يرتب��ط به��ا الش��خص أك��ثر من غيره��ا ،ويظه��ر ذل��ك في ظ��روف الح��ال كاإلقام��ة في إقليم دولته��ا بص��فة منتظم��ة ،أو اتخ��ذ إقليمه��ا موطن��ا لممارس��ة جمي��ع نش��اطاته أو التح��ق بإح��دى

الوظائف العامة . 58-75 من االم��ر 22/03وإذا ك��ان القاص��ر منع��دما الجنس��ية ،نص��ت الم��ادة

المتضمن القانون المدني على تطبيق القاضي ق��انون الم��وطن أو ق��انون مح��ل اإلقامة ،لكن في حالة انع��دام الم��وطن أو مح��ل اإلقام��ة ،كي��ف يتص��دى القاض��ي الذي ينظر في ال�نزاع ؟ ،إن الفقه��اء اعت��بروا ان��ه إذا لم يكن للقاص��ر م��وطن او

محل إقامة وجب تطبيق قانون القاضي . أما الحالة الثالثة التي يمكن تصورها وج��ود للقاص��ر الجنس��ية الجزائري��ة من بين

المتض��من الق��انون58-75 من االم��ر 22/02الجنسيات المتعددة،حس��ب الم��ادة المدني يطبق القاضي الجنسية الجزائرية دون النظر للجنسيات األخرى.

- وبغض النظر عن الحاالت الس�ابقة،تع�رف قاع�دة ق�انون الش�خص ال�ذي تجب حمايته حدودا،فعلى سبيل المثال يطب��ق القض��اء الجزائ��ري الق��انون الشخص��ي للقاص��ر ال��واجب حمايت��ه ألج��ل تقري��ر إذا ك��ان ال��ولي أو الوص��ي أو القيم علي��ه استصدار إذن من المحكمة لبيع عق��ار ال�ذي تجب حمايت��ه،غ��ير أن إج�راءات بي��ع العقار ال تخضع للقانون الشخصي للقاصر، وإنما تخض��ع لق��انون القاض��ي تطبيق�ا

المتضمن القانون المدني الجزائري ال��تي ج��اء58-75من االمر 21لنص المادة فيها : <<يسري على قواعد االختصاص واإلجراءات قانون الدول��ة ال��تي ترف��ع

فيها الدعوى أو تباشر فيها اإلجراءات >>. - وفي هذا الصدد،استندنا على قرار صادر عن محكم��ة النقض الفرنس��ية الم��ؤرخ

،حيث أساء ولي تدبير ثروة أم��وال قص��ر هن��دوس1939أفري����������ل 25في laمتوطنين في réunionوعلى هذا األساس رف��ع ال��نزاع إلى غاي��ة الوص��ول ،

إلى محكم��ة النقض الفرنس��ية ال��تي اطلعت على الق��انون الشخص��ي للقص��ر لتحديد إمكانية سلب الوالية ،بعد التأكد من ذلك قررت المحكمة بمباشرة س��لب

الوالية بمقتضى القانون الفرنسي .

53

- وبذلك يجد القاضي نفسه مجبرا ألجل التوفيق بين أحكام الشروط الموضوعية للوالية التي تخضع لق��انون الشخص��ي للقاص��ر،و أحك��ام اإلج��راءات ال��تي تخض��ع

لقانون القاضي . - من الناحية العملية ،التوفي��ق بين ق��انون القاض��ي والق��انون الشخص��ي للقاص��ر ال��واجب حمايت��ه ي��ترتب علي��ه ص��عوبات ،ذل��ك أن اإلج��راءات ال��تي نص علي��ه الق���انون الشخص���ي ق���د تتع���ارض م���ع اإلج���راءات المتبع���ة في الق���انون الجزائري ،ض��ف إلى ذل��ك ق��د ال تمنح إج��راءات ق��انون القاض��ي حماي��ة كافي��ة

ومماثلة للتي يمكن أن يمنحها القانون الشخصي للقاصر . - وتظهر محدودية قاعدة قانون الشخص الذي تجب حمايته ،إذا ما ت��بين تقص��ير من الولي أو الوصي أو القيم في إدارته أموال القاصر ، وكانت العالقة القانونية يشملها عنصرا أجنبيا ،فيتخذ القاضي الوطني إجراءات ضرورية مؤقت��ة لحماي��ة

،وبالتالي اس��تبعاد ق��انون الش��خص ال��ذي تجب مصالح القاصر بموجب أمر والئي حمايت��ه لص��الح ق��انون القاض��ي التص��ال اإلج��راءات الوقتي��ة بحماي��ة مراك��ز

وحقوق أشخاص ال يتمتعون بكامل األهلية . - وتتجلى أيضا محدودية تطبيق القانون الوط��ني للش��خص ال��ذي تجب حمايت��ه ، إذا وجد الشخص الواجب حمايته بعيدا عن وطن��ه ،ب��ذلك في ه��ذه الحال�ة ق��انون الم���وطن ه��و األفض���ل ألن عالق��ة القاص���ر ب���البالد المت���وطن فيه���ا تك���ون

أقوى ،بشرط أن يكون ذلك في مصلحة القاصر .- االستثناءات :2-2

- تشمل قاعدة الشخص الذي تجب حمايته إستثنائين : :ق��رر المش��رع الجزائ��ري في مس��ألة الوالي��ة على الم��الاالس>تثناء األول-��

استثناء ،إذ منح االختصاص للقانون الجزائري ،إذا تعلق األم��ر بت��دبير إس��تعجالي وك���ان القاص���ر أو ع���ديم األهلي���ة موج���ود في الجزائ���ر وقت اتخ���اذ ه���ذه التدابير ،ويمكن تصور حالة وفاة األبوين في حادث ب��الجزائر ،فيعين القاض��ي ل��ه بص��فة اس��تعجالية وطبق��ا للق��انون الجزائ��ري قيم��ا بص��فة مؤقت��ة يت��ولى إدارة

شؤونه المالية في حدود السلطات الممنوحة له . : يطبق القاضي القانون الجزائري ،إذا تعل��ق ال��نزاع ب��أموال- االستثناء الثاني

موجودة في الجزائر، ومن النتائج المترتب��ة على تط��بيق ه��ذا االس��تثناء، أن ال��ذي يمارس الحضانة، يمكنه أن ال يمارس الوالية حسب القانون الجزائ��ري ،وبالت��الي وجود ازدواجية في الواليتين ،مما يترتب عليه إضعاف السلطة األبوي��ة في حال��ة

عدم ممارسة الواليتين في آن واحد. -وخضوع الوالية على مال القاصر للقانون الجزائري،يثير إشكاليات متع��ددة في حالة تبعثر أموال القاصر في بلدان مختلف��ة،إذ عملي��ا يجب تع��يين قيم في ك��ل

54

جهة قضائية يقع في دائ��رة اختصاص��ها األم��وال،والقيم علي��ه أن يخض��ع للق��انون،واألموال هي األخرى تخضع للنظام القانوني المحلي. المحلي

المراجع :

المؤلفات باللغة العربية :- 1

،دار إحي��اء ال��تراث1-أبي حام��د بن محم��د الغ��زالي ،المستص��فى من علم األص��ول ،ج ه�.1324العربي ،بيروت ،

،تنازع -�� عشر الحادية ،الطبعة األول ،الجزء الجزائري الخاص الدولي ،القانون بلقاسم أعرابسنة ، هومة ،دار .2009القوانين ،الجزائر

.1969 المنجد األبجدي، الطبعة الثانية، دار المشرق، بيروت، لبنان، سنة -

-الرفعي عبد السالم ،الوالية على المال في الشريعة االسالمية )تطبيقاتها في المذهب.223،ص1989المالكي (،إفريقيا الشرق ،دون بلد النشر �سنة

جعفور محمد سعيد ،تصرفات ناقص االهلية المالية في القانون المدني والفقه - .51،ص2002االسالمي ،دار هومة ،سنة

.1965 ،مطبعة النهضة الجديدة،القاهرة ،سنة 2 عبد الفتاح عبد الباقي ،نظرية الحق ،ط- منصور حسن حسن، الموسوعة القضائية في مسائل األحوال الشخصية، المجلد األول،-

.2000الوالية على المال، االسكندرية،

-الرسائل الجامعية 2

- حميدو زكية ،مصلحة المحضون في القوانين المغاربية ،رسالة دكتوراه في القانون.2004/2005الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان،سنة

- موسوس جميلة ،الوالية على مال القاصر والفقه االسالمي ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون فرع العقود والمسؤولية ، كلية الحقوق والعلوم التجارية ، جامعة أحمد بوقرة

2006-2005بومرداس ،السنة الجامعية هشام عليواش،سلطة القاضي في حماية أموال القاصر دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي-

والقوانين العربية ،مذكرة ماجستير الشريعة والقانون ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم.2008 جويلية 09قسنطينة ،،اإلسالمية

-االجتهاد القضائي الجزائري :3رقم- العليا بالمحكمة الشخصية االحوال غرفة في 476515قرار مجلة 01/2009 /14المؤرخ في ،منشور

،سنة االول ،العدد العليا .267-265،ص 2009المحكمة

- النصوص القانونية والتشريعية :4 المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم .26/09/1975 المؤرخ في 58-75- األمر

المتضمن قانون الجنسية الجزائري ،)ج ر عدد86-70 المعدل والمتمم لألمر 01-05األمر - (.27/02/2005 مؤرخة في 15

المتضمن قانون األسرة الجزائري المعدل1984 جوان 09 المؤرخ في 11-84- القانون والمتمم .المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .23/02/2008 المؤرخ في 09-08- القانون

2-Bibliographie   : -le petit Larousse illustré , Maury imprimeur , France ,Année 2007 .

55

-Lucienne Topor, les conflits de lois en matière de puissance parentale , librairie Dalloz , Toulouse , France , 1971.-Ridha Boukhari, la protection de l’enfant en droit international privé tunisien :l’exemple de la garde ou la Hadana , revue Quebécoise de droit international ,N°23.1 ,Année 2010.

56