اعتقاد فرق المسلمين والمشركين- الرازي

فخر الدين الرازياعتقادات فرق المسلمين والمشركين 1

اعتقادات فرق المسلمين والمشركين

فخر الدين الرازي

www.alwww.al-mostafa.com

www.al


كتاب الفرق في شرح أحوال مذاهب المسلمين بسم اهللا الرحمن الرحيم

لةفي شرح فرق المعتزوالمشركين وهو مرتب على عشرة أبواب الباب األول

وفيه ثالثة فصول

الفصل األول

في بيان ما يشترك فيه سائر فرق المعتزلة

أعلم أن المعتزلة كلهم متفقون على نفي صفات اهللا تعالى من العلم والقدرة

وعلى أن القرآن محدث ومخلوق وأن اهللا تعالى ليس خالقا ألفعال العبد

الفصل الثاني

في أنهم لم سموا معتزلة

عطاء وعمرو بن عبيد من تالمذة الحسن البصري رحل ولما كان واصل بن

أحدثا مذهبا وهو أن الفاسق ليس بمؤمن وال كافر اعتزال حلقة الحسن

البصري وجلسا ناحية في المسجد فقال الناس إنهما إعتزال حلقة الحسن

البصري فسموا معتزلة لذلك قال القاضي عبد الجبار وهو رئيس المعتزلة كلما

القرآن من لفظ األعتزال فإن المراد منه األعتزال عن الباطل فعلم أن ورد في

اسم اإلعتزال مدح وهذا فاسد لقوله تعالى فإن لم تؤمنوا لي فاعتزلوني فإن

المراد من هذا اإلعتزال هو الكفر



في فرق المعتزلة !

فرقة! إعلم أنهم سبع عشرة

الفرقة األولى الغيالنية

ع غيالن الدمشقي وهؤالء يجمعون بين األعتزال واإلرجاء وغيالن هذا هو أتبا

الذي قتله هشام بن عبد الملك سابع خلفاء بني مروان

الفرقة الثانية الواصلية

أتباع واصل بن عطاء الغزال وهو أول من قال إن الفاسق ليس بمؤمن وال كافر

لو شهدا في شيء وال منافق وال مشرك ومن مذهبهم أن عليا وطلحة رضي

واحد فشهادتهما غير مقبولة وإن شهد فيه كل واحد منهما مع شخص آخر

فشهادته مقبولة

الفرقة الثالثة العمرية

أتباع عمرو بن عبيد ومن قولهم إن شهادة طلحة والزبير غير مقبولة بوجه ما

الفرقة الرابعة الهزيلية

تعالى قد انتهت الى حد ال يقدر أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقيه اهللا

أن يخلق شيئا آخر

الفرقة الخامسة النظامية

اتباع إبراهيم بن سيار النظام ومن مذهبهم أن العبد قادر على أشياء ال يقدر

اهللا تعالى على خلقها واإلجماع وخبر الواحد والقياس ليس بحجة عند هؤالء

وال يذكرون الصحابة


وال عليا رضى بسوء

لفرقة السادسة الثماميةا

أتباع ثمامة بن أشرس وكان في زمن المأمون ومن مذهبهم أن الفعل يصح

من غير الفاعل

الفرقة السابعة البشرية

أتباع بشر بن معمر بن عباد السلمي وهم يثبتون النفس الناطقة كما هو

مذهب الفالسفة ويثبتون في الجسم معاني غير متناهية

زداريةالفرقة التاسعة الم

أتباع أبي موسى بن عيسى بن مسيح المزدار وهو تلميذ

بشر وأستاذه جعفر بن الحرث وجعفر بن المبشر

الفرقة العاشرة الهشامية

أتباع هشام بن عمرو القوطي وقد كان يمنع من قول حسبنا اهللا ونعم الوكيل

ألنه ال يجوز إطالق اسم الوكيل على اهللا تعالى

شرة الجاحظيةالفرقة الحادية ع

أتباع عمرو بن بحر الجاحظ ومن قولهم إن المعارف ضرورية

الفرقة الثانية عشرة الجبائية

اتباع أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي ومن مذهبهم أنه يجوز أن يكون

العرض الواحد في حالة واحدة موجودا ومعدوما معا والتزموا هذا من كالم اهللا

تعالى


ابعة عشرة البهشميةالفرقة الر

أتباع أبي بهشم عبد السالم بن أبي على الجبائي وهم يثبتون الحال

ويجوزون أن يعاقب اهللا تعالى العبد من غير أن يصدر عنه ذنب

الفرقة الخامسة عشرة األحشدية

أتباع أحشد بن أبي بكر تلميذ محمد بن عمر الصيمري وهم يكفرون أبا هاشم

وأتباعه

ة عشرة الخياطيةالفرقة السادس

أتباع أبي الحسن عبد الرحيم الخياط وهو استاذ أبي القاسم الكعبي وهم

يقولون إن الجسم في العدم جسم حتى أنهم ألزموه أن يكون راكبا فرسا

معدوما فالتزم ذلك وجوزوه

الفرقة السابعة عشرة الحسينية

عبد الجبار بن أتباع أبي الحسين علي بن محمد البصري وهو تلميذ القاضي

أحمد ثم خالفه ونفى الحال والمعدوم والمعاني وجوز كرامات األولياء ونفى

المريدية وتوقف في السمع والبصر ولم يبق في زماننا من سائر فرق المعتزلة

إال هاتان الفرقتان أصحاب أبي هاشم وأصحاب أبي الحسين البصري


الباب الثاني

في شرح فرق الخوارج

قهم متفقون على أن العبد يصير كافرا بالذنب وهم يكفرون عثمان ساير فر

وعليا رضى وطلحة والزبير وعائشة ويعظمون أبا بكر وعمر رضى

الفرقة األولى المحكمية

وهم الذين قال لعلي رضى لما حكم الحاكمين إن كنت تعلم أنك اإلمام حقا

رضى! وا عليا ومعاوية فلم أمرتنا بالمحاربة ثم انفصلوا عنه بهذا السبب وكفر

الفرقة الثانية األزارقة

أتباع أبي نافع راشد بن األزرق ومن مذهبهم أن قتل من خالفهم جائز

الفرقة الثالثة النجدات

أتباع نجدة بن عامر النخعي وهم يرون أن قتل من خالفهم واجب وأكثر

الخوارج بنجستان على مقالته

الفرقة الرابعة البيهية

بي بيهس ومذهبهم أن من ال يعرف اهللا تعالى وأسماءه وتفاصيل أتباع أ

الشريعة فهو كافر

الفرقة الخامسة العجاردة

أتباع عبد الكريم بن عجرد وعندهم أن سورة يوسف ليست القرآن ألنها في

شرح العشق والعاشق والمعشوق ومثل هذا ال يجوز أن يكون كالم اهللا تعالى


يةالفرقة السادسة الصلت

أتباع عثمان بن أبي الصلت وعندهم أن من دخل في مذهبهم فهو مسلم

وإنما يحكمون بإسالم األطفال من حين بلوغهم

الفرقة السابعة الميمونية

وهو ميمون بن عمران ليتبعوه وهم يجوزون نكاح بناتهم وال يرون أن الشر من

اهللا تعالى

الفرقة الثامنة الحمزية

م يقطعون بأن أطفال الكفار في النارأتباع حمزة بن أدرك وه

الفرقة التاسعة الخلفية

أتباع خلف وهم ال يرون أن الخير والشر من اهللا تعالى

الفرقة العاشرة األطرافية

وهم يقولون إن من لم يعلم أحكام الشريعة من أصحاب أطراف العالم فهو غير

معذور

الفرقة الحادية عشرة الشعبيبة

محمد وهم يقولون إن العبد مكتسب وال يقولون إنه موجد أصحاب شعيب بن

غير أنهم يوافقون بقية الخوارج فيما عدا هذا من البدع

الفرقة الثانية عشرة الحازمية

أصحاب حازم وهم يقولون بالموافاة


الفرقة الثالثة عشرة الثعلبية

وقت وهو ثعلب بن عامر وهم على والية األطفال إال إن ظهر منهم باطل في

التكليف

الفرقة الرابعة عشرة األخنسية

أصحاب أخنس بن قيس وهم يتبرءون من كل من ال يوافقهم

وال يسكن في بالد مخالفهم

الفرقة الخامسة عشرة المعبدية

أصحاب معبد وهم ال يجوزون نكاح كل إمرأة تخالف الدين

الفرقة السادسة عشرة الرشيدية

اء كان السقي من السماء أو من الداليةيوجبون العشر في المعشرات سو

الفرقة السابعة عشرة المكرمية

أصحاب مكرم وهم يقولون إن تارك الصالة كافر ال أنه

ترك الصالة بل ألنه جاهل باهللا

الفرقة الثامنة عشرة المعلومية والمجهولية

وأما أما المعلومية فيقولون من لم يعرف اهللا تعالى بسائر أسمائه فهو كافر

المجهولية فيقولون إن معرفة جميع األسماء ليست بواجبة

الفرقة التاسعة عشرة األباضية


أتباع عبد اهللا بن أباض ظهر في زمن مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية

وقتل عاقبة األمر

العشرون األصفرية

أتباع زياد بن األصفر يجوزون التقية في القول دون العمل

العشرون الحفصيةالفرقة الحادية و

هو أبو جعفر بن أبي المقدام يقولون إن بين اإليمان والشرك خصلة أخرى

وهي معرفة اهللا تعالى

الباب الثالث

الروافض

إنما سموا بالروافض ألن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبي بكر فمنعهم ! رضى خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره عن

لك فرفضوه ولم يبق معه إال مائتا فارس فقال لهم أي زيد بن علي من ذ

رفضتموني قالوا نعم فبقى عليهم هذا اإلسم وهم أربع طوائف الزيدية

اإلمامية الكيسانية أما الزيدية هم المنسبون الى زيد بن علي زين العابدين

فثالث طوائف

األولى الجارودية

بي بكر وعمر رضىأتباع أبي الجارود وهم يطعنون في أ

الثانية السليمانية

! هو سليمان بن جرير وهم يعظمون أبا بكر وعمر رضى ويكفورن


عثمان رض

وأما األمامية فهم فرق

! األولى يقولون إن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا بل المقتول حنى ربي

في صورة علي وصعد على الى السماء وسينزل وسيجيء أبا بكر وعمر

ينتقم منهما ويزعمون أن الرعد صوت على رضى والبرق صوته وهم إذا و

سمعوا صوت الرعد يقولون عليك السالم يا أمير المؤمنين

الثالثة الباقرية

وهم يقولون إن اإلمامة لما بلغت الى محمد بن علي الباقر حتمت عليه وهو

لم يمت وال يموت لكنه غائب

الثانية الناموسية

جعفرا لم يمت لكنه غايب وهو اإلماموهم يقولون إن

الرابعة العمادية

وهم يقولون إن اإلمام بعد جعفر الصادق ولده موسى

الخامسة الشمطية

وهم يقولون إن اإلمام بعد جعفر الصادق ولده موسى

السادسة األسماعيلية

وهم يقولون إن اإلمام بعد جعفر الصادق إسماعيل بن جعفر ولكن لما مات

يل في حال حيوة أخيه عادت اإلمامة الى أخيهإسماع

السابعة المباركية


وهم يقولون إن إسماعيل لما مات انتهت اإلمامة الى ولده محمد بن

إسماعيل دون أخيه الثامنة الممطورية

وهم قوم يقولون إن موسى بن جعفر لم يمت بل هو غائب وإنما سموا بهذا

م قوم واهللا ما أنتم إال كالب ممطورة االسم لما أظهروا هذه المقالة قال له

يعني أنهم كالكالب المبتلة من غاية ركاكة هذه المقالة

التاسعة القطعية

وهم يقطعون بدعوة موسى بن جعفر

العاشرة

وهم الذين وقفوا على علي بن موسى الرضا لما مات ولم ينقلوا اإلمامة الى

ولده

الحادية عشرة العسكرية

ن بإمامة الحسن العسكريوهم قوم يعترفو

والثانية عشرة الجعفرية

يقولون إن اإلمامة انتقلت من الحسن العسكري الى أخيه جعفر

الثالثة عشرة أصحاب االنتظار

وهم الذين يقولون إن اإلمام بعد الحسن العسكري ولده محمد بن الحسن

العسكري وهو غائب وسيحضر وهو المذهب الذي عليه إمامية زماننا هذا

فإنهم يقولون اللهم صلى على محمد المصطفى وعلى


المرتضى وفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى والحسن الزكي والحسين الشهيد

بكربال وزين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى

بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي التقي وعلي بن

الحسن بن علي ومحمد بن الحسن العسكري اإلمام القائم محمد النقي و

المنتظر واإلمامية يزعمون أن المعصومين منهم أربعة عشر وأن األئمة أثنا

عشر وهم يكفرون الصحابة رضى ويقولون إن الخلق قد كفروا بعد النبي صلى

إال عليا وفاطمة والحسن والحسين والزبير وعمارا وسلمان وأبا ذر ومقدادا

بالال وصهيبا وهذا الذي ذكرناه في اإلمامية قطرة من بحر ألن بعض الروافض و

قد صنف كتابا وذكر فيه ثلثا وسبعين فرقة من اإلمامية

وأما الغالة منهم فهم فرق كثيرة

الفرقة األولى السبابية

أتباع عبد اهللا بن سبا وكان يزعم أن عليا هو اهللا تعالى وقد أحرق على رض

اعة وقال إني إذا رأيت أمرا منكرا أججت نارا ودعوت قبرامنهم جم

الثانية البنانية

أصحاب بنان بن اسماعيل الهندي ويزعمون أن اهللا تعالى حل في علي رضى

وأوالده وأن أعضاء اهللا تعالى تعدم كلها ما خال وجهه لقوله تعالى كل من

عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجالل واإلكرام


لثة الحطابيةالثا

وهم يزعمون أن اهللا تعالى حل في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم

في زين العابدين ثم في الباقر في الصادق وتوجه هؤالء الى مكة في زمن

جعفر الصادق وكانوا يعبدونه فلما سمع الصادق بذلك فأبلغ ذلك أبا الخطاب

ر وحل فيه وأنه هو أكمل وهو رئيسهم فزعم أن اهللا تعالى قد انفصل عن جعف

من اهللا تعالى ثم إنه قتل

الرابعة المغيرية

أتباع مغبرة بن سعيد العجلي ادعى اإللهية ثم أحرقوا بالنفط والنار

الخامسة المنصورية

أتباع أبي منصور العجلي وكانوا على مقالة المغيرية وزادوا عليهم بأن أباحوا

الزنا واللواطه ثم إنهم قتلوا

ادسة الجناحيةالس

أتباع عبد اهللا بن الجناحين كانوا يزعمون أن المعرفة إذا حصلت لم يبق شيء

من الطاعات واجبة

السابعة المفوضية

وهم قوم يزعمون أن الباري تعالى خلق روح علي وأرواح أوالده وفوض العالم

إليهم فخلقوا هم األرضين والسموات قالوا ومن ههنا قلنا في الركوع سبحان

ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي األعلى ألن اإلله هو على وأوالده وأما

اإلله األعظم فهو الذي فوض إليهم العالم

الثامنة الغرابية


قالوا علي بمحمد أشبه من الغراب بالغراب وقالوا إن اهللا تعالى أرسل جبريل

الى علي فغلط جبريل وأدى الرسالة الى محمد

بين علي ومحمد عليه السالملتأكد المشابهة

التاسعة

وهم يزعمون أن جبريل عليه السالم أزاغ الرسالة عن علي الى محمد عمدا

وقصدا ال غلطا وسهوا وهؤالء يسيئون القول في جبريل عليه السالم

العاشرة وهم يزعمون أن جبريل ع م أزاغ الرسالة الى علي لكن محمدا كان

به ثم إن محمدا استقل باألمر ودعى أكبر سنا من علي فاستعان علي

الخلق الى نفسه وهؤالء يسيئون القول في النبي ع م

الحادي الحادية عشرة الكاملية

أتباع أبي كامل وهم يزعمون أن الصحابة كلهم كفروا لما فوضوا الخالفة الى

أبي بكر وكفر علي أيضا حيث لم يحارب أبا بكر

مون أن اهللا تعالى كان يحل في علي في الثانية عشرة النصرية وهم يزع

بعض األوقات وفي اليوم الذي قلع علي باب خيبر كان اهللا تعالى قد حل فيه

الثالثة عشرة األسجافية وهم على هذه المقالة وهذه الطائفة باقية في

حلب وفي نواحي الشام الى يومنا هذا

ذلك عمر بن الخطاب الرابعة عشرة األزلية وهم يزعمون أن عليا قديم أزلى وك


أيضا قديم أزلي إال أن عليا كان خيرا محضا وعمر كان شرا محضا وكان يؤذي

عليا دائما وكأنهم اقتبسوا هذه المقالة من المجوس

الخامسة عشرة الكيالية أتباع أحمد الكيال الملحد وقد كان ضاال مضال وقد

صنف كتبا في الضاللة والترهات

الكيسانية

يقولون إن اإلمامة كانت حقا لمحمد بن الحنفية وهؤالء الطائفة وهم الذين

يفترقون فرقا

األولى الكربية أتباع أبي كرب الضرير وهم يزعمون أن اإلمام من بعد علي هو

محمد بن الحنفية وهو حي لم يمت ومأواه رضوى وعن يمينه أسد وعن

هذا الرأي! يساره نمر وكان السيد الحميري الشاعر وكثر الشاعر علي

الثانية المختارية أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي وهم يقولون إن اإلمام بعد

الحسين هو محمد بن الحنفية ثم زعم المختار أنه نائب محمد ودعى الخلق

الى الضاللة وأراد محمد أن يقصد نحوه ويمنعه عن ذلك فلما علم المختار إنه

م قد ذكر أن إمامكم قد قصد نحوكم ومن يريد قصده صعد المنبر وقال يا قو

إمارات اإلمام أن ال يؤثر فيه السيف فإذا أتى فجربوا هذا فلما بلغ ذلك محمدا

وأنه قد قصد بذلك قتله هرب

الثالثة الهاشمية وهم يزعمون أن اإلمام بعد محمد هو أبو هاشم عبد اهللا بن


محمد بن علي بن عبد محمد وهم يقولون انه قد مات وأوصى بالخالفة الى

اهللا بن العباس ولما بلغ هؤالء القوم الى خرسان ودعوا الخلق الى هذه

المقالة كان أبو مسلم صاحب الدعوة حاضرا فقبل تلك الدعوة وال جرم أنه لما

استفحل أمره دعا الخلق الى بني العباس ونتزع الخالفة من بني أمية

وجعلها فيهم

بي هديدة الروندي وهم يزعمون أن األمامة كانت أوال الرابعة الروندية أتباع أ

حقا للعباس وفرق الكيسانية كثيرة وفي هذا القدر الذي ذكرناه كفاية اعلم أن

اليهود أكثرهم مشبهة وكان بدو ظهور التشبيه في اإلسالم من الروافض مثل

بنان بن سمعان الذي كان يثبت هللا تعالى

الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ويونس بن األعضاء والجوارح وهشام بن

عبد الرحمن القمي وأبو جعفر األحول الذي كان يدعى شيطان الطاق وهؤالء

رؤساء علماء الروافض ثم تهافت في ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب

من علم المعقوالت ونحن نذكر فرقهم على الترتيب

عم أن اهللا تعالى جسم وغير الحكمية وهم أصحاب هشام بن الحكم وكان يز

مذهبه في سنة واحدة عدة تغيرات فزعم تارة أن اهللا تعالى كالسبيكة

الصافية وزعم مرة أخرى أنه كالشمع الذي من أي جانب نظرت اليه كان ذلك

الجانب وجهه واستقر رأيه عاقبة األمر على أنه سبعة أشياء ألن هذا المقدار

قاديرأقرب الى االعتدال من سائر الم

الثانية الجواليقية أتباع هشام بن سالم الجواليقي الرافضي وهم يزعمون أنه

تعالى


ليس بجسم لكن صورته صورة اآلدمي وهو مركب من اليد والرجل والعين ألن

أعضاءه ليست من لحم وال دم

الثالة اليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي وهم يزعمون أن النصف

على من اهللا مجوف وأن النصف األدنى منه مصمتاألعلى من

الرابعة الشيطانية أتباع شيطان الطاق وهم يزعمون أن الباري تعالى مستقر

على ا لعرش والمالئكة يحملون العرش وهم وإن كانوا ضعفاء بالنسبة الى اهللا

تعالى لكن الضعيف قد يحمل القوي كرجل الديك التي تحمل مع دقتها جثة

الديك

خامسة الحوارية أصحاب داود الحواري وهو يثبت األعضاء والحركةال

والسكون والسعي هللا تعالى وكان يقول سلوني عن شرح سائر أعضائه

تعالى ما عدا شرح فرجه ولحيته

فصل

اعلم أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه الى اإلمام أحمد بن حنبل

معين وهذا خطأ فإنهم منزهون في رحمه اهللا واسحق بن راهويه ويحيى بن

أعتقادهم عن التشبيه والتعطيل لكنهم كانوا ال يتكلمون في المتشابهات بل

كانوا يقولون آمنا وصدقنا مع أنهم كانوا يجزمون بأن اهللا تعالى ال شبيه له

وليس كمثله شيء ومعلوم أن هذا االعتقاد بعيد جدا عن التشبيه


الباب الخامس

راميةفي فرق الك

وهم أتباع ابي عبد اهللا محمد بن كرام وكان من زهاد سجستان واغتر جماعة

بزهده ثم اخرج هو وأصحابه من سجستان فساروا حتى انتهوا الى غرجة

فدعوا أهلها الى اعتقادهم فقبلوا قولهم وبقى ذلك المذهب في تلك الناحية

وهو فرق كثيرة على هذا التفصيل

حماقية العابدية اليونانية السورمية الهيصمية وأقربهم الطرايقة األسحاقية ال

الهيصمية وفي الجملة فهم كلهم يعتقدون أن اهللا تعالى جسم وجوهر ومحل

للحوادث ويثبتون له جهة ومكانا إال أن العابدية يزعمون أن البعد بينه وبين

أقوال العرش متناه والهيصمية يقولون إن ذلك البعد غير متناه ولهم في الفروع

عجيبة ومدار امرهم على المخرقة والتزوير وإظهار التزهد وألبي عبد اهللا بن

كرام تصانيف كثيرة إال أن كالمه في غاية الركة والسقوط

الباب السادس

في فرق الجبرية

وهم يزعمون أن العبد ليس قادرا على فعله والمعتزلة يسمون أصحاب هذا

خطأ ألنا ال نقول إن العبد ليس بقادر بل نقول إنه الرأي الجبرية والمجبرة وهذا

ليس خالقا

الفرقة األولى من الجبرية الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وكان رجال من


ترمد وكان من قوله إن العبد ليس قادرا البتة وكان يقول إن اهللا تعالى محدث

ولم يطلق على اهللا تعال اسم الموجود والشيء

باع حسين بن محمد النجار وهم يوافقون المعتزلة في الثانية النجارية أت

مسائل الصفات والقرآن والرؤية ويوافقون الجبرية في خلق األعمال

واالستطاعة وهؤالء فرق كثيرة

البرعوسية والزعفرانية والمستدركية والحفصية

الثالثة الضرارية أتباع ضرار بن عمرو الكوفي وكان في بدو أمره تلميذا لواصل

بن عطاء ثم خالفه في خلق األعمال وإنكار عذاب القبر ثم زعم أن اإلمامة بغير

القرشيين أولى منها بالقرشي

الرابعة البكرية أتباع بكر ابن أخت عبد الواحد وهم يزعمون أن األطفال والبهائم

ال يحسون باأللم وهذا الكالم على خالف ما عرف بضرورة العقل

الباب السابع

مرجئيةفي ال

األولى أتباع يونس بن عون وهم يقولون إن اإليمان ال يقبل الزيادة والنقصان

الثانية الغسانية أتباع غسان الحرمي وهم يقولون إن اإليمان غير قابل للزيادة

والنقصان وكل قسم من اإليمان فهو إيمان

تعالى ال الثالثة اليومية وهم يزعمون أنه ال يضر مع اإليمان معصية ما وأن اهللا


يعذب الفاسقين من هذه األمة

الرابعة الثوبانية أتباع ثوبان بن وهم يزعمون أن العصاة من المسلمين يلحقهم

على الصراط شيء من حرارة جهنم لكنهم ال يدخلون جهنم أصال

الخامسة الخالدية أتباع خالد وهم يقولون ان اهللا تعالى يدخل العصاة نار

هم فيها بل يخرجهم ويدخلهم الجنةجهنم لكنه ال يترك

اهللا تعالى ! وأما مذهب أهل السنة والجماعة في هذ الباب فهو أنا نقطع بأنا

سيعفو عن بعض الفساق لكنا ال نقطع على شخص معين من الفساق بأن

اهللا ال بد وأن يعفو عنه ويعلم أنه ال يعاقب أحدا من الفساق دائما

الباب الثامن

صوفيهفي أحوال ال

اعلم أن أكثر من قص فرق األمة لم يذكر الصوفية وذلك خطأ ألن حاصل قول

الصوفية وألن الطريق الى معرفة اهللا تعالى هو التصفية والتجرد من العالئق

البدنية وهذا طريق حسن وهم فرق

األولى أصحاب العبادات وهم قوم منتهى أمرهم وغايته تزيين الظاهر كلبس

لسجادةالخرقة وتسوية ا

الثانية أصحاب العبادات وهم قوم يشتغلون بالزهد والعبادة مع ترك سائر

األشغال


الثالثة أصحاب الحقيقة وهم قوم إذا فرغوا من أداء الفرائض لم يشتغلوا بنوافل

العبادات بل بالفكر وتجريد النفس عن العالئق الجسمانية وهم يجتهدون أن ال

اهللا تعالى وهؤالء خير فرق اآلدميينيخلوا سرهم وبالهم عن ذكر

الرابعة النورية وهم طائفة يقولون إن الحجاب حجابان نوري وناري أما النوري

فاألشتغال باكتساب الصفات المحمودة كالتوكل والشوق والتسليم والمراقبة

واألنس والوحدة والحالة أما الناري فاالشتغال بالشهوة والغضب والحرص

الصفات صفات نارية كما أن أبليس لما كان ناريا فال جرم وقع واألمل ألن هذه

في الحسد

الخاسمة الحلولية وهم طائفة من هؤالء القوم الذين ذكرناهم يرون في

أنفسهم أحواال عجيبة وليس لهم من العلوم العقلية نصيب وافر فيتوهمون أنه

أظهر هذه قد حصل لهم الحلول أو االتحاد فيدعون دعاوى عظيمة وأول من

المقالة في اإلسالم الروافض فإنهم ادعوا الحلول في حق أئمتهم

السادسة المباحية وهم قوم يحفظون طامات ال اصل لها وتلبيسات في

الحقيقة وهم يدعون محبة اهللا تعالى وليس لهم نصيب من شيء من

األشر الحقائق بل يخالفون الشريعة ويقولون إن الحبيب رفع عنه التكليف وهو

من الطوائف وهم على الحقيقة على دين مزدك كما سنذكر بعد هذا

ذكر بعض فرق األسالمية


سؤال فإن قيل إن هذه الطوائف التي عددتهم أكثر من ثلث وسبعين ورسول

اهللا ع م لم يخبر بأكثر فكيف ينبغي أن يعتقد في ذلك

والجواب عن هذا أنه يجوز أن يكون مراده ع م من ذكر

فرق الفرق الكبار وما عددنا من الفرق ليست من الفرق العظيمة وأيضا فإنه ال

أخبر أنهم يكونون على ثلث وسبعين فرقة لم يجز أن يكونوا أقل وأما إن كانت

أكثر فال يضر ذلك كيف ولم نذكر في هذا المختصر كثيرا من الفرق المشهورة

ذكرنا بل ربما وجد في ولو ذكرناها كلها مستقصاة لجاز أن يكون اضعاف ما

فرقة واحدة من فرق الروافض وهم اإلمامية ثالث وسبعون فرقة ولما أشرنا

الى بعض الفرق اإلسالمية فلنشر الى بعض الفرق الخارجية عن اإلسالم

الباب التاسع

في الذين يتظاهرون باإلسالم وإن لم يكونوا مسلمين

هر منهموفرق هؤالء كثيرة جدا إال أننا نذكر األش

فالفرقة األولى الباطنية

اعلم أن الفساد الالزم من هؤالء على الدين الحنيفي أكثر من الفساد الالزم

عليه من جميع الكفار وهم عدة فرق ومقصودهم على اإلطالق إبطال

الشريعة بأسرها ونفي الصانع وال يؤمنون بشيء من الملل وال يعترفون

هذه األشياء إال باآلخرة ونحن نشير الى ابتداء بالقيمة إال أنهم ال يتظاهرون ب


أمرهم فنقول

نقل أنه كان رجل أهوازى يقال له عبد اهللا بن ميمون القداح وكان من الزنادقة

فذهب الى جعفر الصادق وكان في أكثر األوقات في خدمة ولده إسماعيل

فلما مات إسماعيل لزم خدمة ولده محمد

مع محمد بن اسماعيل الى مصر فمات محمد بن بن أسماعيل ثم أنه سافر

اسماعيل ولم يكن له ولد إال أن جاريته كانت حملت منه وكانت لعبد اهللا بن

ميمون أيضا جارية قد حملت منه فقتل عبد اهللا جارية محمد بن اسماعيل

فلما ولدت الجارية قال الناس إنه قد ولد لمحمد بن أسماعيل بن ولما كبر

زندقة وقال للناس إن االمامة صارت من محمد الى ابنه هذا وقد االبن علمه ال

وجب عليكم طاعته وساعده على ذلك بقية من أوالد ملوك العجم من

المجوس لما كان في قلوبهم من عداوة الدين للمسلمين وأضلوا بذلك خلقا

كثيرا واستولى من ذلك القبيل جماعة من المغرب ومصر واسكندرية وانتشرت

م في البالد وأول تملك منهم بمصر المهدي ثم القائم ثم لما كان في دعاويه

زمن المستنصر سار اليه الحسن بن صباح وأخذ منه إجازة الدعوة ورجع الى

بالد العجم وأضل خلقا كثيرا وإن كانت شجرة ملوك مصر قد

انقطعت في زماننا إال أن فتنة الحسن بن صباح قائمة بعد ولنشرع في ذكر

ض فرقهمبع


األولى الصباحية

وهم أتباع الحسن بن صباح واعتمادهم في سائر المسائل على هذه النكتة

وهي أن العقل إن كان كافيا فليس ألحد أن يعترض اآلخر وإن لم يكن كافيا فال

بد من إمام والجواب أن نقول إن كان العقل غير محتاج اليه فكيف يميز المحق

محتاجا اليه فال بد حاجة الى اإلمام ثم نقول هب من المبطل بينهم وإن كان

أن اإلمام محتاج اليه فأين ذلك اإلمام ومن هو ألن الذي ينصون عليه باإلمامة

في غاية الجهل ألن أمراء مصر الذين كانت دعوة الباطنية كان أكثرهم جهال

فساقا

ه خلق الثانية الناصرية وهم أتباع ناصر بن خسرو وقد كان شاعرا وضل بسبب

كثير

الثالثة القرامطية أتباع حمدان القرمطي وكان رجال متواريا صار اليه أحد دعاة

الباطنية ودعوه الى معتقدهم فقبل الدعوة ثم صار يدعو الناس اليها وضل

بسببه خلق كثير واجتمع منهم قوم وقطعوا الطريق على الحج وقتلوهم

شرهم وقتلوا عاقبة األمروأرادوا أن يخربوا مكة فدفع اهللا تعالى

الرابعة البابكية أتباع بابك وهو رجل من أذربانجان اشتدت شوكته على طول

الدهر وأظهر اإللحاد واجتمع عليه خلق كثير وكان في زمن المعتصم وأسروه

بعد محاربات عظيمة واندفع شره

الخامسة المقنعية أتباع مقنع وكان من أصحاب أبي مسلم صاحب الدعوة

عىواد


بعده النبوة وعظم أمره واجتمع عليه خلق كثير ثم ادعى األلوهية وقتل

عاقبةاألمر

السادسة السبعية وهم يقولون أن الدور التام سبعة بدليل أن السموات

واآلرضين سبع وأيام األسبوع سبع واألعضاء سبع ثم قالوا والدور التام لألنبياء

وصيه شيث والثاني نوح ووصيه سام ايضا سبعة فاألول آدم عليه السالم و

والثالث أبراهيم ع م ووصيه اسماعيل وإسحق الرابع موسى ع م ووصيه

هارون الخامس عيسى ع م ووصيه شمعون السادس محمد ع م ووصيه

علي رضى واإلمام األول علي والثاني الحسن والثالث الحسين والرابع زين

العابديه والخامس محمد الباقر

جعفر الصادق والسابع إسماعيل بن جعفر والمقصود من البعثه والسادس

والرساله هو أن يلحق الجثمانيون من نوع من األنس بالروحانيين فلما انتهت

النبوة من اإلبن الى محمد بن إسماعيل ارتفع التكليف الظاهر من الناس

رون فبهذا الطريق يخرجون الخلق من الشريعة وعلى الحقيقة إن جميع ما يذك

من هذا الجنس فإنما يذكرونه من طريق التلبيس وذلك بأنهم ال يؤمنون باهللا

وال برسوله وال باإلمام ولكنهم يضلون الخلق بهذا الطريق


الباب العاشر

في شرح الفرق الذين هم خارجون على اإلسالم بالحقيقة وباإلسم

وهذا الباب مرتب على ستة فصول

الفصل األول

ليهودفي شرح فرق ا

وهم متفقون على أن النسخ غير جائز وكلهم يؤمنون بموسى ع م وهارون

ويوشع وأكثرهم يؤمنون باألنبياء الذين جاؤا بتقرير شرع موسى ع م وبعضهم

ينكر ذلك واألغلب عليهم التشبيه وهم فرق كثيره إال أنا نذكر األشهرين منهم

األولى العنانية

عيسى بسوء بل يقولون إنه كان من أولياء اهللا أتباع عنان بن داود وال يذكرون

تعالى وإن لم يكن نبيا وكان قد

جاء لتقرير شرع موسى ع م واإلنجيل ليس بكتاب له بل اإلنجيل كتاب جمعه

بعض تالميذه

الثانية العبسوية أتباع أبي عيسى بن يعقوب األصفهاني وهم يثبتون نبوة

العرب ال الى العجم وال الى بني محمد ع م يقولون هو رسول اهللا الى

اسرائيل

الثالثة المعادية أتباع رجل من همدان وهم في اليهود كالباطنية في

المسلمين

الرابعة السامرية وهم ال يؤمنون بنبي غير موسى وهارون وال بكتاب غير

التورية وما عداهم من اليهود يؤمنون بالتورية وغيرها من كتب اهللا تعالى وهي

شرون كتابا ككتاب اشعيا وارميا وحزقيلخمس وع



في شرح أحوال النصاري

وهم فرق عظيمة منهم خمس

الملكانية وهم يقولون إن اتحاد اهللا تعالى بعيسى كان باقيا حالة صلبه

الثالثة اليعقوبية وهم يقولون إن روح الباري اختلط ببدن عيسى ع م اختالط

الماء باللبن

بعة الفرفوريوسية وهم أتباع فوفوريوس الفيلسوف وقد أخرج أكثر دين الرا

النصارى على قواعد الفلسفة

الخامسة األرمنوسية بقولون أن اهللا تعالى دعا عيسى ابنا على سبيل

التشريف

الفصل الثالث

في فرق المجوس

األولى الرزادشتية


م بشتاسف بن أتباع زرادشت وهو رجل من أهل اذربيجان ظهر في أيا

لهراسف وادعى النبوة فآمن به بشتاسف وأظهر اسبديار بن بشتاسف دين

زرادشت في العالم وبين المجوس خالف كثير إال أن الكل يتفقون على أن اهللا

تعالى حارب مع الشيطان ألوف سنين ولما طال األمر توسطت المالئكة بينه

لى الشيطان سبعة آالف وبين الشيطان على أن اهللا تعالى يسلم العالم ا

سنة يحكم ويفعل ما يريد وبعد ذلك عهد أن يقتل الشيطان ثم أخذت

المالئكة سيفهما منهما وقرروا بينهما أنه من خالف منهما ذلك العهد قتل

بسيفه وكان هذا الكالم غير الئق بالعقالء لكن المجوس متفقون على ذلك

فصل في الثنوية

ة األولى المانوية أتباع ماني وقد كان رجال نقاشا خفيف وهم أربع فرق الفرق

اليد ظهر في زمن سابور بن ازدشير بن بابك وادعى النبوة وقال إن للعالم

أصلين نور وظلمة وكالهما قديمان فقبل سابور قوله فلما انتهت نوبة الملك

الى بهرام أخذ ماني وسلخه وحشا بجلده تبنا وعلقه وقتل أصحابه إال من

هرب والتحق بالصين ودعوا الى دين ماني فقبل أهل الصين منهم وأهل

الصين الى زماننا هذا على دين ماني

الثانية الريصانية

وهم يقولون بالنور والظلمة أيضا والفرق بينهم وبين المانوية يقولون إن النور


والظلمة حيان والديصانية يقولون إن النور حي والظلمة ميتة

المرتونية وهم يثبتون متوسطا بين النور والظلمة ويسمون ذلك الثالثة

المتوسط المعدل

بن ! الرابعة المزدكية اتباع مزدك بن نامدان كان موبذ موبذان في زمن قباذ

فيروز والد أنو شروان العادل ثم ادعى النبوة وأظهر دين اإلباحة وانتهى أمره

ع بها غيره فتأذى أنو شروان من الى أن ألزم قباذ الى أن يبعث إمرأته ليمت

ذلك الكالم غاية التأذي وقال لوالده اترك بيني وبينه ألناظره فإن قطعني

طاوعته وإال قتلته فلما ناظر مع أنوشروان انقطع مزدك وظهر عليه أنوشروان

فقتله وأتباعه وكل من هو على دين اإلباحة في زماننا هذا فهم بقية اولئك

القوم

خامسالفصل ال

في الصبائية

قوم يقولون إن مدبر هذا العالم وخالقه هذه الكواكب السبعة والنجوم فهم

عبدة الكواكب ولما بعث اهللا أبراهيم ع م كان الناس على دين الصبائية

فاستدل إبراهيم ع م عليهم في حدوث الكواكب كما حكى اهللا تعالى عنه

صنام أحدث من هذا الدين ألنهم في قوله ال أحب اآلفلين واعلم أن عبادة األ

كانوا يعبدون النجوم عند ظهورها ولما أرادوا أن يعبدوها عند غروبها لم يكن


لهم بد من أن يصوروا الكواكب صورا ومثال فصنعوا أصناما واشتغلوا بعبادتها

فظهر من ههنا عبادة الكواكب

الفصل السادس

في أحوال الفالسفة

وعلته مؤثرة باإليجاب وليست فاعله باالختيار مذهبهم أن العالم قديم

وأكثرهم ينكرون علم اهللا تعالى وينكرون حشر األجساد وكان أعظمهم قدرا

ارستطاليس وله كتب كثيرة ولم ينقل تلك الكتب أحد أحسن مما نقله الشيخ

الرئيس أبو علي بن سينا الذي كان في زمن محمود بن سبكتكين وجميع

في تلك الكتب اعتقادات عظيمة وكنا نحن في ابتداء الفالسفة يعتقدون

اشتغالنا بتحصيل علم الكالم تشوقنا الى معرفة كتبهم لنرد عليهم فصرفنا

شطرا صالحا من العمر في ذلك حتى وفقنا اهللا تعالى في تصنيف كتب

تتضمن الرد عليهم ككتاب نهاية العقول وكتاب المباحث المشرقية وكتاب

ح اإلشارات وكتاب جوابات المسائل البخارية وكتاب البيان الملخص وكتاب شر

والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان

وكتاب المباحث العمادية في المطالب المعادية وكتاب تهذيب الدالئل في

عيون المسائل وكتاب إشارة النظار الى لطائف االسرار وهذه الكتب بأسرها

طال شبهات الفالسفة وسائر المخالفين وقد تتضمن شرح أصول الدين وإب


اعترف الموافقون والمخالفون أنه لم يصنف أحد من المتقدمين والمتأخرين

مثل هذه المصنفات وأما المصنفات األخر التي صنفناها في علم آخر فلم

نذكرها هنا ومع هذا فإن األعداء والحساد ال يزالون يطعنون فينا وفي ديننا مع

الجد واإلجتهاد في نصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة ويعتقدون ما بذلنا من

أني لست على مذهب أهل السنة والجماعة وقد علم العالمون أنه ليس

مذهبي وال مذهب أسالفي إال مذهب أهل السنة والجماعة ولم تزل

تالمذتي وال تالمذة والدي في سائر

المذهب الحق وقد أبطلوا جميع أطراف العالم يدعون الخلق الى الدين الحق و

البدع وليس العجب من طعن هؤالء األضداد الحساد بل العجب من األصحاب

واألحباب كيف قعدوا عن نصري والرد على أعدائي ومن المعلوم أنه ال يتيسر

شيء من األمور إال بالمعاونه والمساعدة ولو أمكن ذلك من غير مساعدة لما

عمران أن مع حججه الباهرة وبراهينه القاهرة كان كليم اهللا موسى ع م بن

يقول مخاطبا للرب سبحانه وتعالى أرسله معي ردءا يصدقني يسر اهللا لنا

ولكم التوفيق الى الخيرات وصاننا عما يكون في الدنيا والعقبى سببا

الستحقاق العقوبات بمنه ولطفه والسالم والحمد هللا وحده وصلواته على

وآله وصحبه وسلم تمت الرساله والحمد هللا وحدهالنبي المصطفى محمد

www.alwww.al-mostafa.com

www.al

Documents

اعتقاد فرق المسلمين والمشركين- الرازي