السعودية العربية المملكة العالي التعليم وزارة المنورة بالمدينة اإلسالمية الجامعة

الدين وأصول الدعوة كلية التربية قسم مسائي ماجستير

البحث عنوان

اإلسالمية التربية /تاريخ مادة فيالبالدي صالح مسلم /يوسف الطالب إعدادالجهني الفايدي عيد حجيج الدكتور/ عيد بأشراف

األولى الشعبة الثالث– المستوى

الجامعي العاماالول الدراسي الفصل

هـ1435 ـ1434

وتقدير شكروبعد: تبعه ومن وصحبه آله بعده, وعلى نبي ال من على والسالم والصالة وحده لله الحمد الله أحمد أن إال (! اثم.. الظن بعض إن) بـــ له المعنون البحث هذا اكتمال بعد يسعني ال

فيها, وأن لي يبارك أن تعالى منته, وأسأله نعمته, وجليل عظيم على وأشكره وتعالى سبحانه يجعلها القدير أستاذي تعالى الله شكر بعد ألشكر ومرضاته, وإنني طاعته, ومحبته على لي عونا الدين وأصول الدعوة بكلية التربية قسم في األستاذ الجهني الفائدي حجيج عيد الدكتور سعادة

1

!أثم .. الظن بعض إن

يدخر لم الذي جميع على اهتمامه ويوزع ، جيد وعرض شيق بأسلوب المادة تقديم في وسعا أوقات اغلب وفي ، والتقدير واالحترام الكالم من نصيبه جليس كل ويعطي ، الدارسين زمالئي

األستاذ نعم فكان الكثير وعلمه خلقه من استفدت ولقد, الدارسين مع مبتسما يكون المحاضرة على لي مشجع معاملته, أكبر صدره, وطيب القيمة, ولرحابة ألرائه كان المربي, ولقد ونعم.واألجر المثوبة الله ومن الشكر جزيل مني , فلهبحثال هذا إتمام

المحتوياتفهرس الصفحةالموضوع

2

المقدمة.-الدراسة. موضع-الدراسة. أسئلة-الدراسة. أهمية-الدراسة. أهداف-التمهيد-الدراسة. منهج-الدراسة. مصطلحات-

4445556677

االول الفصل ضوء في السوء ناألول.: ظ المبحث-

الكريم القران ضوء في السوء الثاني. :ظن المبحث-

السنة موقف ضوء في الظن سوء الثالث: -المبحث

منه الصالح السلف

89

1011

الثاني الفصل16-12السوء. ظن آثار-

السوء ظن عالج: الثالث الفصلالمجتمع. عالج االول: المبحث- به المظنون الثاني: عالج المبحث-الخاتمة: النتائج-والمراجع. المصادر-

17-2122-24

25 26

الرحيم الرحمن الله بسم:المقدمة

ومن أنفسنا شرور من بالله ونعوذ ونستغفره ونستعينه نحمده لله الحمد إن وأشهد له، هادي فال يضلل ومن له، مضل فال الله يهده من أعمالنا، سيئات

. ورسوله عبده محمد أن3

هذه شاعت .وقد الظن إساءة وهي أال خطيرة، مسألة حول موجز بحث فهذا كبير حد إلى المسألة األعراض في الحديث فأصبح ، الناس بين جدا

. بالله والعياذ المجالس في به يؤنس حديث والمعتقدات والحرمات الكثير عند أصبحت فالحرمات أمرا أو خاطر، بباله خطر من فكل سهال، هينا

ثم الزائفة، الظنون به ظن مخالف، له وجد أو زلة، رأى أو فكرة، بخلده جالت أساسها على حكم أهم هو األمر . وهذا المستعان . والله باطلة جد أحكاما

به ينفعني أن الله عل الموضوع هذا في أكتب جعلتني التي األمور أوال. عليه والقادر ذلك ولي والله ؛ عليه أطلع أو قرأه من به ،وينفعالبحث)الدراسة( : أهمية

في الظن اقسام من نتناوله فيما والمجتمع واالسرة الفرد تربية في -تكمن1 نحياه الذي بالواقع تطبيقية صورة

مع التعامل في سوي سلوك الى سوي غير سلوك من والسلوك الواقع -تغير2. المجتمع افراد

: الدراسة أهدافبأنواعه. الظن لمفهوم االسالم نظرة على /التعرف1 على ليحصل نبيه وسنة الله كتاب مصدره بمنهج سكناته بكل المسلم حياة /ربط2

. الدارين سعادةالتالية : األسئلة عن اإلجابة إلى الدراسة سعت وقد

؟/ 1 وأقسامه وحاالته الظن تعريف ما

؟/ 2 المطهرة والسنة الكريك القران ضوء في ظن عن تعرف ماذا

والمجتمع؟/ 3 الفرد على الظن اثار ماهي

؟السوء ظن عالج كيفية / ماهي4: البحث منهج

البحث هذا في اتخذت منهجا القرآنية لآليات تحليلي وصفي استقرائي علميا. الصالح السلف علماء عليه وقف وما النبوية واألحاديث

: اآلتي النحو على فيه خطتي كانت وقدمحاور: ثالثة : ويشمل اوال-التمهيد

4

. الظن األول:تعريف المبحثالظن. :حاالت الثاني المبحثالبحث. في منه ،والمراد الظن الثالث: أقسام المبحث

الظن .. إن: ثانيا-الموضوع !أثمبعض: فصول ثالث . ويشمل

. الكريم القرآن ضوء في السوء االول/ ظن األول:المبحث الفصل النبوية. السنة ضوء في السوء / ظن الثاني المبحث منه. الصالح السلف موقف و السوء / ظن الثالث المبحث

. السوء ظن : آثار الثاني الفصل. األمة من إلزالتهاالول/ :المبحث السوء ظن الثالث: عالج الفصل

المبتلى عالجالثاني/ المبحث

موقف أن في والشك به، المضنون أي نفسه بالمتهم يتعلق فيما وذلك خاص وبشكل عام، بشكل إزالته على يعين أصابه مما به المضنون . أيضا

كان لو فيما به المضنون يجعل قد . الطريق عن يحيد جزعا؛ ضعيفا. البحث :نتائج الخاتمة-والمصادر المراجع –

:التمهيد

5

الظن تعريف اوال:

( 1. )جازم الغير اإلعتقاد طرفي بين الراجح التردد هو : الظن تعريف

تدبر، يقين هو إنما عيانا، بيقين ليس أنه إال ويقين شك هو : منظور ابن وقال ( 2 . )علم إال فيه يقال فال العيان يقين فأما

. التهمة بالكسرة : الظنة

.التهمة به تظن الذي المتهم : والظنن

.أحد بكل الظن السيئ: وقيل. الظن السيئ� الرجل: والظنون

.أتهمه: وأظنه

.التظن�ن� وأصله الظن إعمال : والتظني

(.3.)للتهمة عرضته: وأظننته

:األصوليين تعريف أما

( .4.)قطع غير من اآلخر من النفس في االحتمالين أحد ترجح هو: اآلمدي قال

ة� يحتمل حكمي، ذكر عنه ما: وقيل الذاكر قدر لو أي )بتقديره النقيض متعلق� لكان النقيض كونه مع( عنده محتمال ( 5. )راجحا

(6.)مرجوح ضد احتمال مع الشيء إدارك- : الله رحمه -عثيمين ابن وعرفه

:الظن ثانيا: حاالت

أحكام وأكثر بها الحكم فيجوز األدلة وجوه من بوجه وتقوى تعرف - حالة1 المتلفات قيم من ذلك .... وغير كالقياس الظن غلبة على مبنية الشريعةالجنايات. وأروش

فهذا ضده من أولى ذلك يكون فال داللة غير من شيء النفس في يقع - أن2(7عنه) المنهي وهو به الحكم يجوز فال الشك هو

الظن ثالثا:أقسامبلوغه. عند به المظنون من الظان دين معه سلم ما - محمود: هو1- مذموم: ضده.2

تعالى: [ وقوله12إثم( ]الحجرات: الظن بعض تعالى: )إن قوله - بداللة3 [12خيرا( ]النور: بأنفسهم والمؤمنات المؤمنون ظن سمعتموه إذ )ولوال

6

وكنتم السوء ظن )وظننتم تعالى وقوله [ وقال12بورا( ]الفتح: قوما أحدكم كان : )) إذاوسلم عليه الله صلى النبي وال كذا أحسب فليقل مادحا.(8أحدا(( الله على أزكي

حرج ال وأنه يجوز ال الخير ظاهره بمن القبيح الظن أن على العلماء وأكثر قسمه من وبعضهم(9)المهدوي قاله القبح ظاهره بمن القبيح الظن فيفقط: أقسام ثالثة إلى

المعاشية. األمور في -مباح: كالظن1 دليل بغير الثابتة الواجبة العمليات من فيه قاطع ال حيث -واجب: كالظن2

بالله. الظن وحسن قطعي السوء وظن قاطع يخالفه وحيث والنبوات اإللهيات في - محرم: كالظن3

)(.بالمؤمنين

األول وأشملها أوضحها أن إال متقاربة التقسيمات هذه وجميع. أعلم والله

.أثم .. الظن بعض إن بالبحث والمقصود

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 1213: ص ابادي . الفيروز المحيط القاموس(1) . 2762-2712: . ص منظور إلبن العرب لسان(2) . 1213ص: المحيط القاموس( 3) . 15ص: لآلمدي األحكام أصول في اإلحكام(4) الخبري. الكالم مفهوم .أي76 ص: 1ج المنير الكوكب شرح (5) . 13ص: عثيمين البن األصول علم من االصول(6)

7

. 16/330 القرطبي (تفسير7) رجل زكى إذا باب الشهادات كتاب في البخاري أخرجه(8) إذا المدح عن النهي الزهد. باب . مسلم: كتاب7/87 التمادح من مايكره باب األدب . كتاب3/158كفاه. رجال

االدب، كتاب داوود . أبو18/125 الممدوح على فتنة منه وخيف افراط فيه كان 3789ص: المدح باب االدب، ابواب ماجة وابن ،4/255 التمادح كراهية في باب

بكرة. أبي . عن47 ،46 ،45 ،5/41 أحمد األمام مسند ،2/323. 16/331 القرطبي (تفسير7)

. 26/176لأللوسي المعاني ،روح8/122 السعود ابي (تفسير9) االول الفصل

الكريم القرآن ضوء في السوء ظن: األول المبحث اجتنبوا ءامنوا الذين أيها تعالى: )يا قال الظن بعض إن الظن من كثيرا بعضكم يغتب وال تجسسوا وال إثم أخيه لحم يأكل أن أحدكم أيحب بعضا

الذين أيها .)يا(1 )رحيم(( تواب الله إن الله واتقوا فكرهتموه ميتا بهذا الحكم وتصدير المؤمنين لعباده وجل عز الله من ءامنوا(: نداء

على: أهميته. يدل النداء وأن اإليمان، من العمل هذا أن يدل اإليمان باسم المؤمنين نداء -إن2

اإليمان. ينقص مما مخالفته .(2)الحكم التزام على الحث -اإلغراء: يعني3

تعالى الله فيقول التهمة وهو الظن، من كثير عن المؤمنين عباده ناهيا يكون ذلك بعض ،ألن محله غير في والناس واألقارب لألهل والتخون

إثما فليتجنب محضا منه كثيرا .(3)احتياطا ثم منه جانب على كان أي اجتنبه، وأصله عنه، تباعدوا )اجتنبوا(: أي

(4 )له. الالزم التباعد في شاع

إلى فيعدى جانب، في جعله ،وحقيقته عنه أبعده الشر: إذا جنبه يقالمفعولين.

الشر اجتنب االصنام(( ومطاوعه نعبد أن وبني تعالى: ))واجنبني قال فنقص .(5)الظن بعض باجتنابه والمأمور مفعوال

أنه يعلم حتى ،ويتأمل ظن كل في ليحتاط نكرة )كثيرا( جاءت وقوله األمور في كالظن اتباعه يباح ما الظن من فإن القبيل أي من

في كالظن يحرم ما ومنه بالله، الظن كحسن يجب ما ومنه المعاشية،. 12الحجرات: سورة ( ?)1عثيمين. البن النور سورة تفسير ( ?)2. 6/398ج كثير ابن تفسير ( ?)3.26/176 ج المعاني روح ( ?)4. 3/398ج الجليل القرآن تفسير ( ?)5

8

بالمؤمنين. وفي السوء وظن قاطع، يخالفه وحيث والنبوات، االلهيات به يظن وأن وعرضه دمه المسلم من حرم الله أن على يدل ما الحديث

عنها الله رضي عائشة وعن(6 )خيرا. إال بأخيه الظن أساء )من مرفوعا )اجتنبوا يقول تعالى الله إن ، الظن بربه أساء فقد الظن( من كثيرا

(7)..... يتهم كمن يوجبها لها سبب ال التي التهمة مجرد هنا الظن(: الظن )من

.(7)ذلك ينفي ما عليه يظهر ولم الفواحش من بشيء

تجسسوا( وذلك تعالى: )وال قوله التهمة بمعنى هنا الظن كون ودليل عنه، ويبحث ذلك خبر يتجسس أن ويريد ابتداء، التهمة خاطر له يقع أنه

التهمة. تلك من له وقع ما له ليتحقق له تعرف لم ما كل أن سواه، عما اجتنابه يجب الذي الظن يميز والذي كان لو فيما يكون وهذا حراما، كان ظاهر وسبب صحيحة إمارة

في األمانة منه ،وأونست والصالح التستر منه شوهد ممن به المظنونمحرم. والخيانة به الفساد فظن الظاهر،

(.8)بالخبائث والمجاهرة بالفساد الناس بين اشتهر من بخالف

الظن، من كثير باجتناب األمر من قبلها لما إثم(: تعليل الظن بعض )إن .(9)الخير بأهل السوء ظن هو وهذا

أ في الشريعة بينته ما على الظن هذا عرض هو ذلك في والمعيار عليه دل وما األمة، علماء عليه أجمعت وما والسنة، الكتاب من حكامها

من معرفة ذلك خالل من فيمكن ، الشريعة ومقاصد الصحيح، االجتهاد.(10 )سواه. ممن الظن لسوء أهل هو

شرور من األمر ذلك على يترتب سبحانه-ما– لعلمه بذلك الله أمرنا وقدبأسرها. األمة إلى تسري قد جسيمة وأخطار عظيمة،

إال به نظن وأن فيها ليس أخرى بألفاظ حنبل بن وأحمد البر في والترمذي األدب، كتاب في داوود وابو البر، كتاب في مسلم وذكره خيرا(. إال به نظن وأن ودمه، ماله منك حرمة الله عند أعظم المؤمن لحرمة بيده محمد نفس والذي ، حرمتك أعظم وما أعظمك ،ما ريحك وأطيب ، أطيبك )ما ويقول بالكعبة يطوف وسلم عليه الله صلى الله رسول راى أنه عنه الله رضي عمرو بن الله عبد فعن398حد/ ،2/364 وماله المؤمن دم حرمة باب الفتن كتاب في ماجه ابن رواه حديث عليه يدل ( ?)6 (. خيرا.566-6/565النجار وابن مردويه ابن أخرجه وقال المنثور الدر في السيوطي ذكره ( ?)7 5/64الشوكاني: . وتفسير16/320 القرطبي تفسير ( ?)8. 5/64الشوكاني: تفسير ( ?)9

. 26/251والتنوير: التحرير تفسير ( ?)109

ال ما يقول حتى بصاحبه يزال ال القلب في الذي الظن سوء أن وذلكينبغي. ال ما ويفعل ينبغي،

يترتب قد لما كبير إثم وهو العقوبة، من الظان يستحقه ما )إثم(: هو .(11)معروف تعطيل أو سوء فعل أو باطل قول من عليه

نفعل. أو نقول ما كل تعالى- عن– الله أمام مسئولون ونحن قال ووهم، وظن جهل على مبني السيئ قولنا يكون أن ينبغي فال

كل والفؤاد والبصر السمع إن علم به لك ليس ما تقف : ))وال تعالى[ 36مسئوال(( ]االسراء: عنه كان أولئك

والقذف والظنون الحدس وتتبع ، علم به للمرء ليس بما اآلخرين فذم.(12)النهي هذا في داخل ذلك كل بالباطل،

ما سمعت : لم له فيقال جوارحه، أفعال عن يسأل القيامة يوم والمرء ولم إليه!؟ النظر لك يحل ال ما إلى نظرت ولم سماعه!؟ لك يحل ال

عليه!؟... العزم لك يحل لم ما على عزمت عز قوله تعالى- منها– الله كتاب في كثيرة آيات المعنى هذا على ويدل من ذلك [. ونحو93تعملون(( ]النحل: كنتم عما )) ولتسألن وجل

.(13)اآليات كان بالمسلمين الظن سوء من الكتاب موقف أن لنا يتبين سبق ومما

موقفا بارزا واضحا به. التساهل أو اإلستهانة ينبغي ال جليا

الثاني المبحثالسنة: ضوء في السوء ظن

لها كان كذلك المطهرة السنة إن موقفا هو فها السوء ظن مع حاسما أكذب الظن فإن والظن يقول: )إياكم وسلم عليه الله صلى الله رسول

(.14 )الحديث(

. 4/295الجزائري: تفسير ،5/64الشوكاني: تفسير ( ?)11. 258-1/257القرطبي: تفسير ( ?)12.590-3/589الشنقيطي: تفسير ( ?)13 اجتنبوا ءامنوا الذين أيها )يا والتدابر التحاسد من ينهى ما باب األدب، كتاب البخاري، ( ?)14 ـ6066-6064،حد: 10/484الظن( من كثيرا

10

دينه في السالم بالمسلم السوء ظن عن صريح نهي الحديث هذا ففي(15 )وعرضه.

السوء ظن الحديث: أن ومعنى أكذب فيكون الواقع خالف يكون غالبا يجوز لها مستند بال القلب في تقع التي النفس أحاديث من أي الحديث، .(16) اتباعها النقص يقبل فال الواقع، خالف الكذب أن ،مع الحديث أكذب كونه ومعنى اكثر الظن أن أي وضده، الحديث إثم من أزيد الظن هذا إثم أن أو ، كذبا

المجزومات. من أكثر فيها الكذب يقع التي المظنونات أن أو الكاذب،(17)

الله رضي أصحابه على وسلم عليه الله صلى الله رسول خاف وقد إلى يفضي قد مما الشيطان ووسوسة به الظن سوء من عنهم

يوصل معتكفه من خرج كان وقد صحابيان لقيه عندما فقال هالكهم،الله- سبحان– الله رسول صفية( فقاال: يا عنها-)إنها الله رضي– صفية

أن خشيت وإني الدم، مجرى آدم ابن من يجري الشيطان قال: )إن قلوبكما في يقذف (18 )فتهلكا( شيئا

هذه خير عليهم-وهم الله رضوان– للصحابة بالنسبة الحال هذا كان وإذا حرمة األمر،ومراعاة هذا مغبة من أكثر الحذر نحن لنا فينبغي األمة،

عليه الله صلى– الله رسول عنها قال عظيمة حرمة فهي المؤمن، يومكم كحرمة حرام عليكم وأعراضكم وأموالكم دماءكم وسلم-: ))إن

.(19 )هذا(( بلدكم في هذا شهركم في هذا

. 6066 ،6064 ،حد484 ،10/481 الباري فتح ( ?)15. 19/158: داوود أبي حل في المجهود بذل ( ?)16. 6/106االحوذي: تحفة ( ?)17 رؤي من باب ، السالم كتاب مسلم ،6219 ،10/958 العجب عند والتسبيح التكبير باب األدب كتاب البخاري حديث تخريج ،10/484الباري: فتح ( ?)18 25-24 ،حد4/156 زوجه كانت بامرأة خاليا .. 30 ،11/170 واألموال واألعراض الدماء تحريم تغليظ القسامة. باب : كتاب مسلم ،7447 ،13/424 ناظرة( ربها إلى ناضرة يومئذ )وجوه تعالى الله قول التوحيد. باب البخاري: كتاب ( ?)19

11

الثالث المبحثمنه الصالح السلف موقف ضوء في الظن سوء

الكتاب في بما عليهم-عاملين الله رضوان– الصالح السلف كان لقد منه محذرين أنفسهم، منه السوء،مانعين ظن عن النهي من والسنة

غيرهم. واألفعال األقوال من جملة عنهم عليهم-ت�نقل الله رضوان– فهاهمذلك. على الدالة بن عمر قول ، السوء ظن من التحذير على الدالة أقوالهم فمن

به أساء من يلومن فال للتهمة تعرض عنه-: )من الله رضي– (20)الخطاب الخيار كان أفشاه ومن إليه، الخيار كان سره كتم ومن الظن،

تظنن وال يغلبك، ما منه يأتيك حتى أحسنه، على أخيك أمر عليه،وضع إال المؤمن أخيك من خرجت بكلمة الخير في لها تجد ،وأنت خيرا ( محمال

(21). تعالى الله أبيه-: )نهى وعن عنه الله رضي– (22)عباس بن قال وكذا

.(23 )شرا( بالمؤمن يظن أن المؤمن الحجرات: )هو آلية تفسيره الله- في رحمه–( 24)جبير بن سعيد وقال

أخيه من يسمع الرجل يدخل أو سوء، به يريد ال كالما به يريد ال مدخال.(25 )سوء( به فيظن المسلم أخوه فيراه سوء

(. 1/746الصفوة: )صفة هـ23 التراويح... توفي على الناس جمع من وأول للمسلمين، التاريخ كتب من وأول المؤمنين، بأمير دعي خليفة أول لؤي بن كعب بن رباح بن العزى عبد بن نفيل بن الخطاب بن عمر الخطاب: هو بن عمر ( ?)20. 7/566المنثور: الدر ( ?)21(. 1/746 الصفوة: )صفة هـ68 توفي األمة حبر وكان سنة عشرة ثالث ابن ×-وهو– النبي وتوفي سنين بثالث الهجرة قبل × ولد الله رسول عم ابن عباس بن الله عبد هو عباس ابن ( ?)22. 6/379كثير: ابن تفسير ( ?)23(. 4/77 الصفوة صفة ،2/371 األعيان )وفيات ،94 وقيل ،95 سنة توفي علمه إلى مفتقر وهو إال أحد األرض وجه على وما جبير بن سعيد الحجاج عنه: قتل حنبل بن أحمد قال الحجاج، قتله عمر، وابن عباس ابن عن العلم أخد التابعين، أعالم أحد األسدي هشام بن جبير بن سعيد جبير: هو بن سعيد ( ?)24.7/469المسير: زاد ( ?)25

12

السوء ظن آثارالثاني: الفصل ومن واألمة، والمجتمع الفرد على وجسيمة خطيرة آثار له السوء ظناآلثار: هذه

الظن إساءة أن حيث وخطير، عظيم أمر والبغضاء: وهو -العداوة1بخالفها. مأمور والمرء وعداوته به المظنون بغض توجب الله-: رحمه–(26)السعدي ناصر الرحمن عبد الشيخ يقول هذا وفي

تعالى: )إن قال حيث بالمؤمنين السيئ الظن من كثير عن الله ))نهى وكظن والقرينة، الحقيقة من الخالي كالظن إثم( وذلك الظن بعض

بقاء فإن المحرمة، واألفعال األقوال من كثير به يقترن الذي السوء حتى به يزال ال بل ذلك، مجرد على صاحبه يقتصر ال بالقلب السوء ظن

ذلك وفي ينبغي ال ما ويفعل ينبغي ال ما يقول بالمسلم ظن إساءة أيضا (27 )منه(( بخالفها المأمور وعداوته وبغضه

ولي فالمؤمن المؤمنين، بين فيما والمحبة الوالية هو المأمور نعم يدعي وال معه، ويتعاون وينصره، اآلخر، يحب منهما واحد كل المؤمن

. (28)أولياء والمؤمنات المؤمنون هكذا باطلة، دعوى عليه وهم عن الناتجة الباطلة والظنون المجرد، الهوى تحكيم يجوز وال

الله دين تحكيم يجب بل البراء، و الوالء وهو أال المبدأ هذا في وحدسشيء. كل في

(. 13/396 المؤلفين معجم1/5و)تفسيره: هـ1376 وفاته اإلسالم محاسن في المختصرة الدرة األسباب، وأيسر الطرق بأقرب الفقه لمعرفة واأللباب البصائر أولي ارشاد المنان، كالم تفسير في الرحمن الكريم مصنفاته: تسير هـ. من1307 عام عنيزة في ولد تميم قبيلة من سعدي آل الله عبد بن ناصر بن الرحمن عبد الله عبد ابو السعدي: هو ناصر الرحمن عبد ( ?)26.7/137الرحمن: الكريم تيسير ( ?)27باز. البن شريط المؤمنات و المؤمنين اخالق ( ?)28

13

يتمسك أن المسلم على الله-: )يجب رحمه–(29) باز ابن الشيخ يقول األحوال، جميع في واإلختالف الفرقة أسباب يحذر وأن كله، باإلسالم

يحكم أن يجب الله دين والصديق..، العدو الله.. مع شرع تحكم أن فعليك اآلخر وتعادي كذا، في وافقك ،ألنه أخاك توالي أن وإياك شيء، كل في رضي– فالصحابة اإلنصاف من هذا فليس مسألة، أو رأي في خالفك ألنه بينهم الصفاء في ذلك يؤثر لم ذلك ومع مسائل، في عنهم-اختلفوا الله

ويقدمه بالحق ويدين الله بشرع يعمل فالمؤمن والمحبة، والمواالة إنصافه وعدم أخيه، ظلم على ذلك يحمله ال ولكن بالدليل، أحد كل على

.(30 )دليلها( يخفى قد التي االجتهاد مسائل في الرأي في خالفه إذا ترك وفضل علم ذا اآلخر وكان سوء بأحد ظن المنفعة: فمن -تفويت2

ظنه بمن االنتفاع منفعته،فيخسر عليه يفوت مما منه، االستفادة ضارا ظنه ممن علم تحصيل أو ضاال، ظنه بمن االهتداء أو ، (31)ذلك ونحو جاهال

. فاإلنسان والحزن الضيق إلى يؤدي السوء والحزن: فظن -الضيق3

. ويحزن يتضايق الذي هو الظن يسيء الذي

لو فيما يمثل قد وذلك يبال لم أو غريبة نظرة لآلخر أحدهم نظر مثال له... كاره أنه اآلخر فيظن ذلك، نحو أو منزله يأت لم أو عليه، سلم حين

إلى يؤدي الظن فحسن ، ويحزن فيضيق الظنون من ذلك نحو أو( .32)الظن سوء بعكس القلب طمأنينة

في والقطيعة والخالف الشقاق إلى يؤدي السوء -القطيعة: فظن4 تعالى: ))واعتصموا فقال ذلك من الله حذرنا وقد المسلمين، صفوف

الله بحبل [1عمران: تفرقوا((]آل وال جميعا الظن لسوء يجعل أن ينبغي فال األمة. أفراد بين للتفرقة سبيال

القرني(. عائض الشيخ )المم يضادها وما الصحيحة العقيدة البدع،، من التحذير الفرضية، المباحث في الجلية مؤلفاته: الفوائد من اليوم واإلفتاء العلمية للبحوث الدائمة اللجنة رئيس وهو العتيق محمد بن سعد الشيخ، آل اللطيف عبد بن مشايخه: محمد من هـ1330 الرياض في ولد باز بن العزيز عبد الله عبد أبو باز: هو بن العزيز عبد ( ?)29. بإختصار347 – 346 ومقاالت فتاوى مجموع ( ?)30.26/251والتنوير. التحرير تفسير ( ?)31.41-4والسنة: الكتاب ضوء على واالكتئاب الحزن انظر ( ?)32

14

-فقال: )تفتحوسلم عليه الله صلى– الله رسول ذلك من حذرنا وقد بالله يشرك ال عبد لكل فيغفر الخميس ويوم االثنين يوم الجنة أبواب إال شيئا .(33 )شحناء( أخيه وبين بينه كانت رجال فحسب، مسلما امرء به المظنون كان لو فيما خطورته له األمر وهذا األرحام ذوي من به المظنون كان لو فيما خطورة األمر يزداد ولكن

الذي الله تعالى: ))واتقوا فقال األرحام بصلة الله أمرنا وقد واألقارب، تعالى: فقال قطيعتها من وحذرنا[1]النساء: واألرحام(( به تساءلون

أرحامكم، وتقطعوا األرض في تفسدوا أن توليتم إن عسيتم ))فهل قاطع الجنة يدخل -)الوسلم عليه الله صلى– الرسول وقال[ 23 ،22]محمد: .(34 )رحم(

من كثير في الظن سوء على يترتب أمر والنميمة: والغيبة -الغيبة5 عن بالنهي وأردف الظن إساءة الحجرات آية في الله ذكر وقد أحيانه،الغيبة. بعضكم يغتب تعالى: ))وال فقال أخيه لحم يأكل أن أحدكم أيحب بعضا

[.12فكرهتموه(( ]الحجرات: ميتا أحسن من الله-: )هذا رحمه– (35)القيم ابن يقول اآلية هذه وفي

كان لحمه،ولما بتمزيق األخ عرض تمزيق شبه فإنه التمثيلي القياس المغتاب بكونه نفسه عن دفعه عن عاجزا كان ذمه، مجلس عن غائبا ولما نفسه عن يدفع أن يستطيع وال لحمه يقطع الذي الميت بمنزلة

المغتاب عليها فعلق والتناصر، والتواصل التراحم األخوة مقتضى كان لحم تقطيع نظير ذلك والطعن: كان والعيب الذم من مقتضاها ضد

المغتاب كان عنه.ولما والذب وصيانته حفظه تقتضي واألخوة أخيه، وذمه، بغيبته متفكها أخيه بعرض متمتعا لحم بآكل شبه بذلك متحليا

.(36 )تقطيعه...( بعد أخيه قالوا: الله الغيبة؟ ما -: )أتدرونوسلم عليه الله صلى– الله الرسول وقال

في كان إن فقيل: أرأيت يكره، بما أخاك قال: ذكرك أعلم، ورسوله

.36-35 ،16/122 الشحناء عن النهي باب واآلداب والصلة البر : كتاب مسلم ( ?)33 ،19-18 ،114-16/113 قطيعتها وتحريم الرحم صلة باب واآلداب، والصلة البر مسلم: كتاب ،5984 ،10/414 القاطع إثم باب األدب، البخاري: كتاب ( ?)34(7/246 والنهاية ( )البداية9/106 المؤلفين )معجم وغيرها الموقعين أعالم الشيطان مكايد من اللهفان إغاثة العباد، خير هدي في المعاد زاد منها عديدة مؤلفات وله691 سنة ولد الحنبلي الدمشقي ثم أيوب بن بكر أبي بن محمد القيم: هو ابن ( ?)35ـ.170-1/169 الموقعين أعالم ( ?)36

15

فيه يكن لم وإن اغتبته فقد تقول ما فيه كان فقال: إن أقول؟ ما أخي.(37 )بهته( فقد يظن فهذا النميمة، نشر إلى يؤدي الظن سوء وكذا ظنا به يسير مشينا خطير النميمة الناس. وأمر بين تعالى: فقال منها الله حذرنا وقد جدا

[ وقال11-10بنميم(( ]القلم: مشاء هماز مهين حالف كل تطع ))وال(.38 )نمام(( الجنة يدخل ))ال وسلم عليه الله صلى الرسول

ثم الظن فيسيء الظن إلساءة آخر أثر والسخرية: وهو -التحقير6 ويسخر يحتقر من قوم يسخر تعالى: ))ال قال ومغبته، ذلك إثم متناسيا

يكونوا أن عسى قوم [11منهم...(( ]الحجرات: خيرا أن الشر من امرئ -)بحسبوسلم عليه الله صلى– الله رسول وقال(.39 )المسلم(( أخاه يحقر

يكون وقد للظن، التالية الحركة يكون قد والتجسس: أمر -التحسس7 عن والكشف االستار عن البحث هوايته كانت لمن ابتدائية حركة

بالله- والعياذ– العورات تجسسوا(( تعالى: ))وال فقال الدنيء العمل هذا عن نهى تعالى والله

[.12]الحجرات: ولم بلسانه، أسلم من معشر -: )ياوسلم عليه الله صلى– الرسول وقال تتبعوا وال تعيروهم، وال المسلمين تؤذوا ال قلبه، إلى اإليمان يفض

يتبع ومن عورته، الله تتبع المسلم أخيه عورة تتبع من فإنه عوراتهم، وعيد الحديث هذا وفي(40 )رحله( جوف في ولو يفضحه عورته الله

وسلوكه. ديدنه هذا كان لمن شديد على يدل عليهم-ما الله رضوان– الصالح السلف عن ورد قد كما

أتي عنه-أنه الله رضي– (41)مسعود ابن ،فعن األمر هذا باجتناب عنايتهم نهينا الله: )قد عبد فقال خمرا، لحيته تقطر فالن له: هذا فقيل برجل،

(.42 )به( نأخذ شيء لنا يظهر إن ولكن التجسس عن

.70 ،16/142 الغيبة تحريم باب واآلداب، والصلة البر كتاب مسلم ( ?)37.168 ،1/142 النميمة تحريم غلظ بيان باب اإليمان، كتاب مسلم ( ?)38.32-16/120 وماله وعرضه ودمه واحتقاره وخذله المسلم ظلم تحريم باب ، واآلداب والصلة البر كتاب مسلم ( ?)39.1655 ،2/200 المؤمن تعظيم في جاء ما باب البر، الترمذي: كتاب صحيح ( ?)40×-– الرسول دخول قبل أسلم الرحمن، عبد أبا يكنى مسعود بن الله عبد مسعود: هو ابن ( ?)41 وشهد الهجرتين، الحبشة إلى وهاجر األرقم، دار – الله رسول صاحب وكان كلها، والمشاهد بدرا (.1/395 الصفوة )صفة هـ32 سنة مات عالما، وكان ونعليه وسواكه ×-ووساده.60/379 كثير ابن تفسير ( ?)42

16

والذنوب الفواحش عن الحديث كثرة أن الفاحشة: وذلك -شيوع8 هي وأوهام ظنون على مبناها وإنما صحيحة غير كانت وإن واآلثام،

وشيوعها. الفاحشة تفشى في كبير سبب يصبح حتى الفحش حديث يتكرر يزال فال أمرا أحد، يستنكره ال مألوفا الحديث يستمرئ حتى يزيد قد بل

السنة موقف كان ولذا فقال والذنوب بالفواحش المجاهرة من حاسما المجاهرون( إال معافى أمتي -: )كلوسلم عليه الله صلى– الرسول

. أثره وكبير ، خطره لعظم إال التوعد ذلك كان وما ،(43) الواهية الظنون فإن األعراض: وهكذا وانتهاك األنساب في -الطعن9

تصبح قد يوم فبين األعراض وانتهاك األنساب، في الطعن في سببا إال ذاك وما ، نسبه في مقدوح عرضه، في متهم المرء يصبح قد وليلة؛

فالن: أظن قال األول اليوم في ألنه اليوم وفي خبيثا، أو زانيا، فالنايقينا. ذاك التالي: أصبح

المنهج تاركين الجرائم، هذه عن ويتغافلون الناس يتناسى وهكذا كفر: بالناس هما -: )اثنتانوسلم عليه الله صلى– الرسول قال السديد، .(44 )الميت( عل والنياحة النسب، في الطعن حرام، وأعراضكم وأموالكم دماءكم والسالم: )إن الصالة عليه وقال

.(45 )هذا( بلدكم في هذا، شهركم في هذا يومكم كحرمةالمستعان. .والله السديد المنهج هذا من هو فأين صنيعه هذا كان ومن

إليه، التنبه ينبغي سبقه، مما أخطر أمر والتفسيق: هو -التكفير10 رجل يرمي ال-)وسلم عليه الله صلى– الرسول قال منه، والحذر رجال

كذلك( صاحبه يكن لم إن عليه ارتدت إال بالكفر يرميه وال بالفسوق،(46).

في يسير له العنان وترك فيه، التساهل ينبغي ال خطير أمر هو نعم وفق يسير صحيح؟ أساس وال سليم، ضابط بال يسير يشاء؟ كيف األمةموهم. وظن مجرد، هوى

.52 ،18/119 نفسه ستر اإلنسان هتك عن النهي باب الزهد، كتاب . مسلم6069 ،10/486 نفسه عن المؤمن ستر باب األدب، البخاري: كتاب ( ?)43.121 ،1/57 والنياحة النسب في الطعن على الكفر اسم إطالق باب اإليمان، مسلم: كتاب ( ?)44ص: تخريجه سبق ( ?)45.6045 ،10/464 والفسوق السباب عن النهي باب األدب، البخاري: كتاب ( ?)46

17

فسقه. أو كفره يسير، هين أمر في ولو يخالفه، من أحدهم رأى فإذا من كثير في يتنازعون السلف زال الله-: )وما رحمه–تيمية ابن قال وال بفسق وال بكفر أحد على منهم أحد يشهد ولم المسائل، هذه

ومسألة -ربه،وسلم عليه الله صلى– النبي رؤية معصية...،كمسألة(.47 )ذلك( وغير أهله، ببكاء الميت ،وتعذيب الحي كالم الميت سماع

اإلسالم شرائع من كان وما والمحرمات، الواجبات عدا فيما وهذا الظاهرة،

(.48)يقاتل بل بجحودها الواحد يكفر شك، بال فهذا كان الخطورة بهذا األمر كان وإذا منهج على والسير فيه، التثبت لزاما

صالح بن محمد الشيخ لنا يذكره كما هو النهج وهذا فيه، سديد ليس والتفسيق بالتكفير قال: )الحكم الله- حيث رحمه– (49)العثيمين

من -فهووسلم عليه الله صلى– تعالى- ورسوله– الله إلى هو بل إلينا فيه التثبت فيجب ، والسنة الكتاب إلى مردها التي الشرعية األحكام

أو كفره على والسنة الكتاب دل من إال يفسق وال يكفر فال التثبت، غاية عدالته وبقاء إسالمه، بقاء العدالة الظاهر المسلم في واألصل فسقه،

يجوز وال الشرعي، الدليل بمقتضى عنه ذلك زوال يتحقق حتىعظيمين: محذورين ذلك في ألن تفسيقه، أو تكفيره في التساهل

في عليه المحكوم وعلى الحكم في الله على الكذب األول: افتراءبه. نبزه الذي الوصف

كان إن أخاه به نبز فيما والثاني: الوقوع فيجب هذا منه... وعلى سالما أمرين: أحدهما: في ينظر أن فسق أو بكفر المسلم على الحكم قبل أو للكفر الموجب الفعل أو القول هذا على والسنة الكتاب داللة

الفسق. بحيث المعين الفاعل أو ، المعين القائل على الحكم هذا والخر: انطباق

.(50 )الموانع..( وتنتفي حقه في التفسيق و التكفير شروط تتم

واختصار. يسير . بتصرف231-3/229الفتاوى: مجموع ( ?)47.55-53أحاديث: لثالثة الفهم سوء من التوحيد على شبهات دحض ( ?)48البراك( فهد البورابي، فهد )علماؤنا رجب ابن قواعد في األرب نيل األحكام، عمدة شرح األحكام آيات تفسير الجزرية، تلخيص مؤلفاته من باز، وابن السعدي، الرحمن عبد مشايخه، من هـ1347 عام عنيزة في ولد الوهيبي، عثمين بن محمد بن صالح بن محمد العثيمين: هو صالح بن محمد ( ?)49 .89-78الحسنى: وأسمائه الله صفات في المثلي القواعد ( ?)50

18

أهدرت وأموال أزهقت، نفس األموال: فكم وإهدار األنفس -إزهاق11 أبشع من النفس المستعان- وقتل والله– خرجت وبهتان زور بكلمة

قتل تعالى: ))من قال الجرائم األرض في فساد أو نفس بغير نفسا[.32جميعا(( ]المائدة: الناس قتل فكأنما من فسحة في المرء يزال -: )الوسلم عليه الله صلى– الرسول وقال يصب لم ما دينه (.51 )حراما( دما الناس غرم وكذا تخفى، ال حرمة له والمال خاطئة، بظنون طائلة أمواال[29بالباطل((]النساء: بينكم أموالكم تأكلوا تعالى: ))وال قال

األرض من شبر قيد ظلم -: )منوسلم عليه الله صلى– الرسول وقال .(52 )أرضين( سبع من طوقه

منه: واالستفادة األمر لهذا األعداء -استغالل12 الشكوك وإثارة المسلمين بين التفرقة في األمر هذا األعداء يستغل قد

والتغلب جانبهم، إلى النفوس ضعاف اجتذاب ثم ومن الصفوف، بينعليهم.

يتضح وهذا بين التفرقة سوى أراد ما آثارها فمن االفك، حادثة من جليامنهم. والنيل المسلمين

العلماء بعض حسد الله-حيث رحمه– (53)تيمية ابن محنة من يتضح وكذا وتحرق النار فيه ينفث الذي الحطب الحسد وجد وقد الجليل العالم ذلكالمحسود. بها

ذلك أغضبها الكثيرة الطوائف لسانه، على يجري كان الذي الحق فقول ممن هؤالء والصوفية... فكان كالشيعة الباطل ألهل محاربته وأغضبها

المرة، بعد المرة منه بالشكوى األمراء اوأزعجو الصدور، وأوغروا ثاروا.(54)يريدون ما حوله... لينالوا الغبار وأثاروا

يقتل تعالى: ))ومن الله قوله باب الديات، البخاري: كتاب ( ?)51 مؤمنا .6862 ،12/1871 جهنم(( فجزاؤه متعمدا ظلم من إثم باب المظالم، البخاري: كتاب ( ?)52 .142 ،11/50 المساقاة : كتاب مسلم ،2453 ،5/13 األرض من شيئا53.51-50وفقهه: وآراؤه وعصره حياته تيمية انظر: ابن(53(54

19

الله- فلما -رحمه(55)لوهاب عبد بن محمد– للشيخ بالنسبة الحال وكذا ونشرها القيمة المؤلفات وألف الكثيرة، الكتابات وكتب الشيخ اشتهر

وظهر ومخالفيه، حساده من كبيرة جماعة ظهر الناس بين أعداء أيضا العلم باسم عادوه قسمين: قسم وخصومه أعداؤه وصار آخرون

العلم باسم تستروا ولكن السياسة، باسم عادوه وقسم واإليمان اإلجماع... يخرق وتارة الخوارج، من أنه عنه يقولون فتارة ؛ والدين.(56)وهكذا

السوء ظن :عالج الثالث الفصلالمجتمع. االول:عالج المبحث

األمر( هذا عظم )معرفةاألول: بأمور:األمر يكون ذلك قبل الشرع وحكم وأثره، خطورته ومدى األمر، هذا عظم فمعرفة

واجتنابه. تركه في عظيم سبب شك بال فيه، بد فال الدواء. يعرف حتى الداء معرفة من دوما

السلف نهج من كان وما والسنة، الكتاب موقف وما األمر، هذا علم فإذا العالج تسطير أمكن الجسيم؟ وأذاه البالغ تأثيره مدى وما فيه، الصالحالله-. بأذن– به العمل ثم ومن وذكرهوالمراقبة( والورع )التقوىالثاني: األمر

طاعة، كل عمل في أساسيات هذه كل والمراقبة، والورع فالتقوىمعصية. كل وترك ما كل يكون أن وحرص وأفعاله، أقواله هذب المرء الله اتقى فمتى.– تعالى– الله مرضاة في يصنعه

أن فالبد أعماله ويسجل حركاته، يحصي معه الله أن فرد كل أحس ولو وهو معه، الناس ألن ال وقلبه، شعوره وينضبط وفكره، سلوكه ينضبط هو ))إال معه الله ألن وإنما ومنضبطا، تقيا يكون أن إزاءهم مضطر[.7كانوا(( ]المجادلة: أينما معهم

(.7/137 للزركلي )األعالم هـ1206 توفي الله، إال إله ال أن شهادة وتفسير الفاتحة وتفسير الشبهات كشف ورسالة التوحيد منها: كتاب رسائل أكثرها مصنفات وله بنجد العيينة في ونشأ هـ1115 ولد العرب جزيرة في الحديثة اإلصالحية الدينية النهضة زعيم النجدي التميمي سليمان بن الوهاب عبد بن محمد الوهاب: هو عبد بن محمد(54)55.369-1/368باز: البن ومقاالت فتاوى مجموع(55)56

20

صفت الذين والنساء الرجال من بنماذج حافل اإلسالمي والتاريخ ينال أن منهم الفرد مقدور في يكن ولم سرائرهم، وطهرت أنفسهم،

))ما يسجل وحديثه يكتب، كالمه أن يعلم وهو غيبته، في غيره من حركة كل مسجل [ رقيب18عتيد(( ]ق: رقيب لديه إال قول من يلفظ

عنه كان أولئك كل والفؤاد والبصر السمع كلمة... ))إن كل همسة، كل(57 )[36مسئوال(( ]اإلسراء:

كلها. جوارحه أفعال عن القيامة يوم سيسأل بأنه موقن فهواستدعاؤه(: )عدمالثالث: األمر

يبدأ فالظن اإلنسان خاطر في يحصل فهو كخاطرة؛ غالبا عن اضطرارا.(58)اختيار غير

وإنما يضر، ال الخواطر ورود أن الله-)واعلم رحمه– القيم ابن قال وقد لم فإن الطريق، على كالمار فالخاطر ومحادثته، استدعاؤه يضر

بحديثه، سحرك استدعيته وإن عنك، وانصرف مر وتركته تستدعه وأثقل الباطلة، الفارغة النفس على شيء أخف وهو وغره، وخدعه،

(.59 )المطمئنة( السماوية الشريفة والنفس القلب على شيء

تشاء كما تركها وعدم الخواطر، مراعاة لزم كذلك، األمر كان وحيثعليه. استدالل وال له سند ماال على بها فيحكم وقلبه، المرء بعقل تلهوالغمز( استماع عن األذن )صونالرابع: األمر

من وما الظنون، مساوئ يورث مما واللمز، الغمز استماع أن شك وال أشد هي جارحة سمعه. من لسانه بعد العبد على ضررا

القائل: صدق وقد(60)فانتبه لقائله شريك القبيح استماع عند فإنك

.291-290سعود/ بن محمد اإلمام جامعة عقدته الذي اإلسالمي الفقه لمؤتمر المقدمة البحوث من أخرى وبحوث اإلسالمية، الشريعة في االجتهاد انظر ( ?)57.260/251 والتنوير التحرير تفسير ( ?)58.138الكافي: الجواب ( ?)59.274والدين: الدنيا أدب ( ?)60

21

حادثة فوائد من ذكره ما الله-ضمن رحمه– (61)حجر ابن قال وقد إن السيما يتعاطاها من وزجر سماعها، وذم الغيبة، ذم اإلفك: )وفيه

.(62 )منه( يقع لم بما المؤمن تهمة تضمنت دون إليها وااللتفات النفس عيوب بعالج :)االشتغال الخامس األمر

أو داع، بال وتفصيلها اآلخرين عيوب إلى اآلخرين( فااللتفات عيوبالظنون. إلساءة دافع هوى هو أنما مبرر،

عن بإصالحها اشتغل نفسه عرف الله-: )من رحمه– القيم ابن قال وقد.(63 )نفسه( هوى عن به اشتغل ربه عرف ومن الناس، عيوب

تتبع عن وتقويمها وتهذيبها بإصالحها اشتغل نفسه عرف من نعم الله رضي– (64)هريرة أبو ذكر كما حاله كان ولما وزالتهم، الناس أخطاء

نفسه( عين في الجذع وينسى أخيه عين في القذاة أحدكم عنه-)يبصر(65).

عيوب على التجسس ترك السالمة من كان : )وإذا(66)حاتم أبو وقال عيوب عن بعيوبه اشتغل فإن نفسه، عيوب بإصالح االشتغال مع الناس، عليه هان لنفسه عيب على اطلع فكلما قلبه، يتعب ولم بدنه أراح غيره،

عمى نفسه، عيوب عن الناس بعيوب اشتغل ومن أخيه، من مثله يرى ما.(67 )نفسه( عيوب ترك عليه وتعذر بدنه، وتعب قلبه،الناس( عيوب )ستر السادس األمر ،أو وإذاعته إشاعته وعدم ستره، فعليه أخيه في عيب ألحد ظهر فإذا

مجلس. كل وفي حين كل في به التكلم الفاحشة تشيع أن يحبون الذين تعالى: ))إن قال عنه منهي ذلك وكل ال وأنتم يعلم والله واآلخرة الدنيا في أليم عذاب لهم ءامنوا الذين في

[19تعلمون(( ]النور: (5/326 الحفاظ الثامنة)تذكرة المائة أعيان في الكامنة ،الدرر الباري :فتح منها مصنفا وخمسين مائة على والفقه واألدب والتريخ الحديث في معظمها التي تصانيفه زادت852 وتوفي773 عام ولد شاعر أديب مؤرخ ،محدث الشافعي العسقالني الكناني محمد بن علي بن أحمد حجر:هو ابن ( ?)61.8/482الباري: فتح ( ?)62.104الفوائد: ( ?)63(.1/685 الصفوة )صفة وخمسين تسع وقيل هـ57 سنة توفي المحدثين أكثر من وهو بها، فكنى صغيرة هرة له وكان الله، عبد اإلسالم في فسمي عامر بن شمس عبد وأشهرها قوال، عشر ثمانية على أبيه واسم اسمه في هريرة: اختلفوا أبو ( ?)64.13للبخاري: المفرد األدب ( ?)65(.1/166 النبالء أعالم سير ،3/920 الحفاظ )تذكرة هـ354 توفي القبلة معرفة الحديث، في الصحيح المسند الثقات، تصانيفه من واعظ لغوي فقيه مؤرخ حافظ محدث السبتي أحمد بن حبان بن حاتم: محمد أبو ( ?)66.125الفضالء: ونزهة العقالء روضة ( ?)67

22

سمع لمن تأديب وهذا منه شيء بذهنه فقام السيئ، الكالم من شيئايذيعه. وال يشيعه وال منه، يكثر فال به، ،وتكلم برد وأمرهم واآلخرة، الدنيا في األليم بالعذاب ذلك فعل من الله وتوعد(68 )ليرشدوا. إليه كلها األمور

باللسان هذا مثل تلقي عن نهي اآلية الله-)وفي رحمه–تيمية ابن وقال تعالى: ))وال ،لقوله علم به له ليس ما اإلنسان يقول أن عن ،ونهي

الفاحشة فعل في جعل [ والله36علم((]اإلسراء: به لك ليس ما تقف(.69 )المعاصي( من شيء في يجعله لم ما العقوبة من والقذف

الحسن( الظن )تقديم السابع األمر وهذا والمؤمنات المؤمنون ظن سمعتموه إذ تعالى: ))لوال لقوله امتثاال

بأنفسهم [.12مبين((]النور: أفك هذا وقالوا خيرا الظن يقدموا أن إخوانهم عن سوء سمعوا إذا المؤمنين على فيجب

مبين. أفك هذا ويقولون بهم، والخير الحسن يتبين أن إلى صدقه في والتشكك والتمحيص )التثبتالثامن: األمر

موجبه(الشريعة( بينته ما على يعرضه )أنالتاسع: األمر وجد إذا المرء فإن سبقه، لما تابع أمر وهو شيئا ال يراه، كما قادحا

أن ،قبل الشريعة بينته ما على يعرضه أن عليه بل هو، برؤيته يكتفيالنهائي. القرار يقرر المسلم على الحكم قبل -)يجب الله رحمه–عثيمين ابن الشيخ يقول هذا وفيأمرين: في ينظر أن فسق، أو بكفر

موجب الفعل أو القول هذا أن على السنة أو الكتاب أحدهما: داللةالفسق. أو للكفر

(.70 )المعين...( الفاعل أو المعين القائل على الحكم هذا الثاني: انطباق

والتجسس( التحقق )عدم العاشر األمر ولكن والتمحيص، التثبت على حث من سبق ما يخالف هذا أن يظن وقد

أما يوجبه، أمر ظهور بعد يكون والتمحيص فالتثبت كذلك، ليس األمر.5/70 كثير ابن تفسير ( ?)68.15/331الفتاوى: ( ?)69.89-87الحسنى: وأسمائه الله صفات في المثلى القواعد ( ?)70

23

يكون أن دون واألستار، الخبايا عن البحث فهو هنا المقصود التجسس أساس ،ال وظنون وخواطر أوهام األمر في ما كل بل يوجبه، ما هناك

باطلة. بل لها والتجسس التحسس وهو السلوك وهذا غيره يتهم من إليه يلجأ ما كثيرا

حق، بغير غيره على فيتجسس أتحقق أن فيقول: سأحاول بسوء، يرتكب وبذلك آخر، ذنبا له تحقق نتيجة إلى ،يصل التجسس بعد وأحيانا وهكذا آثام، ثالث فيرتكب بسوء، ويذكره المسلم، أخاه فيغتاب ظنه، من مادته ويقطع المرء، يبتره لم ،إن عديدة آثام إلى السوء ظن يجر

جذورها. الظن سوء عن النهي ،بعد والغيبة التجسس عن الله نهى ولذلك ،تنبيها

للمسلم، الظاهر بالمسلم الظن سوء يجره فيما التورط من له وتحذيرا(71 )المستور. العدالة

به( والتحدث بموجبه العمل )عدم عشر الحادي األمر لنا يكون ما قلتم سمعتموه إذ تعالى: ))ولوال الله يقول األمر هذا وفي

[.16عظيم((]النور: بهتان هذا سبحانك بهذا نتكلم أن على السوء ظن من شيء بنفسه علق إن للمرء الله من تأديب فهذا(.72)به يتكلم أن ينبغي فال خياال، أو وسوسة، أخيه،

الشيطان له وسوس من فكل األمر، هذا في الناس من كثير ويستهين تحفظ بغير الناس بين ويذيعه به، يحدث أخذ خاطر بباله خطر أو بشيء،

على يسهل قد أنه إذ العجيبة، األمور من وهذا اعتبار، أو احتراز أو والسرقة والزنى والظلم الحرام أكل من التحفظ عليهم ويهون هؤالء، اللسان حركة من التحفظ عليهم ويصعب ذلك، الخمر... وغير وشرب

يتكلم وهو والعبادة، والزهد بالدين إليه يشار منهم الواحد نرى أننا حتى ما أبعد منها الواحدة بالكلمة يزل باال، لها يلقي ال الله سخط من بالكلمة

؛ والظلم الفواحش عن متورع من نرى وكم والمغرب، المشرق بينيقول. ما يبالي ،وال واألموات األحياء الناس أعراض في يفري ولسانه

.92اإلسالم: في االجتماعي السلوك ( ?)71.5/70كثير: ابن تفسير ( ?)72

24

ال رجل: والله -: )قالوسلم عليه الله صلى– قوله ذلك على يدل ومما ال أني علي يتألى الذي ذا وجل-من عز– الله فقال لفالن، الله يغفر (.73 )عملك( وأحبطت له غفرت قد لفالن؟ أغفر الواحدة الكلمة هذه أحبطت يعبده، أن شاء ما الله عبد الذي العابد فهذاكله؟ عمله سمع فمن كان إذا السيما ويحدث به، يخبر فال أحد في سوء يقول قائال

عيابة القائل نفسه عن معرة دافع أو اللسان، ،سليط الناس في وقاعا(74 )جدا. كثير وهذا الناس في أمثاله يكثر أن يريد ،

(75 )بالحق. إال اإلنسان يحدث فال وبالجملة

الظن( إساءة إلى الدافعة األسباب أهم )عالجعشر: الثاني األمرأربعة: أمور الظن إساءة إلى الدافعة األسباب أهم من

-الحسد4 بالنفس -العجب3 -الجهل2 -الهوى1 خالط :فما الهوى أما واألخبار األقوال في وقع وإذا فسده، أ إال شيئا

كان تلقونه تعالى))إذ ؛قال الظن وسوء واالفتراء الكذب إلى دافعا وتحسبونه علم به لكم ليس ما بأفواهكم وتقولون بألسنتكم وهو هينا

[.15عظيم((]النور: الله عند أهم من كان وقد كذلك، الظن لسوء سببان والحسد: فهما الجهل وأما

الشيخ حول الشكوك وإثارة الظن، أساءة في دفعت التي األسباب رحمه–باز بن العزيز عبد الشيخ يقول -حيثالله رحمه–الوهاب عبد بن محمد

الحرمين وعلماء نجد، في العلماء من كثيرون دعوته )فأجاب: قصته ذكره الله-أثناء دعى ما ،وعابوا آخرون وخالفه بالموافقة، إليه وكتبوا ، وغيرهم اليمن وعلماء

أمرين: بين وهم عنه ونفروا وذموه، إليه يعرف وإنما التوحيد، يعرف وال الله، دين يعرف ال خرافي جاهل بين ما والبدع والشرك، والضالل الجهل من وأجداده آباؤه عليه هو ما

آباءنا وجدنا ))إنا أولئك أمثال وجل-عن عز– الله قال ،كما والخرافات[.23مقتدون((]الزخرف: آثارهم على وإنا أمة على

.16/174،137 تعالى: الله رحمه من اإلنسان تقنيط عن النهي باب واآلداب، والصلة البر مسلم: كتاب ( ?)73.138الكافي: الجواب ( ?)74.39الرذائل: في والزهد األخالق وتهذيب النفوس مداواة ( ?)75

25

ردوا أخري وطائفة عنادا تنكروا لم بالكم العامة: ما يقول لئال وحسدا وأنتم الحق على وصار الوهاب عبد ابن جاء لماذا الشيء؟ هذا علينا

وأظهروا العامة، من وخجلوا الباطل؟! فحسدوه هذا تنكروا ولم علماء للحق، العناد إيثارهم في باليهود واقتداء اآلجل، على للعاجل إيثارا(.76 )والسالمة( العافية الله نسأل اآلخرة، على الدنيا

إساءة أسباب من عظيمان سببان شك ،بال والحسد الجهل وهما األمران وهذاوإشاعتها. وإثارتها الظنون

ذوو المرض، بهذا يصاب من أكثر أن بالنفس: فذلك للعجب بالنسبة أما عمل في والمشتركون والمترفون واألغنياء؛ والوجاهات المناصب

.(77)واحديلي: فكما شديد باختصار األربعة األمور هذه عالج وأما ويحرص باطنه، المرء يصلح فعالجه: أن بالنفس والعجب الهوى فأما ومراقبته، وخوفه الله بخشية ،وعليه وطهارته قلبه استقامة على

به. واإليمان له واإلخالصالنافع. العلم طلب هو للجهل: فعالجه بالنسبة وأما رحمه–تيمية ابن اإلسالم شيخ يذكره كما للحسد: فعالجه بالنسبة وأما

نفسه في وجد الله-: )فمن التقوى معه يستعمل أن ،فعليه لغيره حسدا ال دين عندهم الذين الناس من وكثير نفسه، من ذلك فيكره والصبر، ولكنهم ظلمه، من يعينون فال المحسود، على يعتدون يقومون ال أيضا

يذكروا ولم ذمه، على يوافقوه لم أحد ذمه إذا بل حقه، من يجب بما المأمور ترك في مدينون وهؤالء لسكتوا، أحد مدحه لو وكذلك محامده،

يبخسون أنهم ،وجزاؤهم عليه معتدون ال ذلك في مفرطون حقه، في ينصفون فال حقوقهم ظلمهم، من على ينصرون وال مواضع، في أيضا

فذلك فعل أو بقول اعتدى من ،وأما المحسود هذا ينصروا لم كما.(78 )يعاقب(

الثاني المبحث به المظنون عالج

)التقوى( األول األمريسير. بتصريف363-1/362ومقاالت: فتاوى مجموع ( ?)76.92اإلسالم: في االجتماع السلوك انظر ( ?)77.10/125 الفتاوى مجموع ( ?)78

26

له جعل الله اتقى فمن اآلخرة، ومضائق الدنيا مضائق من مخرجا تعالى: قال والبهتان؛ الظلم كربة ومنها الكرب، كل لتفريج باب فالتقوى

[.2مخرجا((]الطالق: له يجعل الله يتق ))ومنواالحتساب( الثاني: )الصبر األمر

قال وقد والبقاء، الجزاء دار هي واآلخرة وفناء، ابتالء دار الدنيا الحياةيفتنون(( ال وهم ءامنا يقولوا أن يتركوا أن الناس تعالى: ))أحسب

[.2]العنكبوت: وعدم واالحتساب، والثبات بالصبر االبتالء هذا مقابلة على الله حثنا وقد

االنحراف. أو السخط أو الجزع االبتالء هذا في عظيمة حكما تعالى لله بأن الجازم العلم من بد وال

سبحانه-– حكمته تأملت الله-: )وإذا رحمه–القيم ابن يقول هذا ،وفي وأكمل الغايات، أجل إلى به ساقهم بما ، وصفوته عباده به ابتلى فيما

االبتالء من جسر على إال إليها يعبرون يكونوا لم التي النهايات. واالمتحان

،فصورته والكرامة حقهم في المنهج عين واالمتحان االبتالء ذلك وكان نعمة من لله فكم والنعمة، الرحمة فيه وباطنه وامتحان، ابتالء صورة

(79 )والمتحان( االبتالء قطوف من تجنى عظيمة، ومنة جسيمة

عبوديته به وتظهر األدواء، منه ،يستخرج له كالدواء للمؤمن فاالبتالء.(80)إليه وافتقاره له وانكساره لله وذله)الدعاء( الثالث األمر من كثير عنه يغفل والمقاصد، المطالب لحصول عظيم سبب وهذا

قائل- من عز– فقال باالستجابة وواعدنا بالدعاء أمرنا الناس،فالله[. 60لكم((]غافر: استجب ))أدعوني

بالحسنى( أساء من الرابع: )مقابلة األمر

يسير بتصريف301-1/299السعادة: دار مفتاح ( ?)79.149-2/148اللهفان: إغاثة ( ?)80

27

الله-: رحمه– (81)الشنقيطي األمين محمد الشيخ يقول األمر هذا وفي أفراده من فرد يسلم ال المجتمع كان ))ولما مناوىء من كان من كائنا ضد من يخلو ليس والجني، اإلنسي مجتمعه من يعاديه، ومعاد ، يناؤه

فرد كل وكان الجبل، رأس في العزلة حاول ولو هذا عالج إلى محتاجا من مواضع ثالثة في تعالى-عالجه– أوضح البلوى، به عمت الذي الداء إساءته، عن هو: اإلعراض اإلنسي مناوأة عالج أن فيها بين كتابه

بالله االستعاذة إال لدائه عالج ال الجن شيطان وأن باإلحسان، ومقابلتهاشره. من

اإلنسي: ))خذ في األعراف أخريات في تعالى األول: قوله الموضع[.169الجاهلين((]األعراف: عن وأعرض بالعرف وأمر العفو

بالتي : ))ادفع اآلية في فيه قال المؤمنين سورة الثاني: في الموضع[.96يصفون((]المؤمنون: بما أعلم نحن السيئة أحسن هي

العالج ذلك بأن التصريح تعالى فيه زاد وقد فصلت الثالث: في الموضوع فيه وزاد الشيطاني، الداء ذلك يقطع السماوي العالج ذلك أن أيضا األوفر النصيب صاحب إال يعطاه ال بل الناس لكل يعطي ال السماوي

الذي فإذا أحسن هي بالتي اآلية: ))ادفع في فيه قال األكبر والحظ حصل ذلك عمل [ ومن34حميم((]فصلت: ولي كأنه عداوة وبينه بينك.(82)كثير(( خير على

بد ال كان الله-: )ولما رحمه–السعدي ناصر الرحمن عبد الشيخ وقال ، عنهم باإلعراض الله أمر الفعل، أو بالقول له الجاهلين أذية من للعبد ومن تؤذه، فال فعله أو بقوله آذاك فمن بجهلهم، الجاهلين مقابلة وعدممعه. فاعدل ظلمك ومن فصله، قطعك ومن تحرمه، فال حرمك

ومن وسكونه، القلب راحة ومن الله، من الثواب من لك يحصل فبذالك مكارم من التبوء ومن صديقا، العدو انقالب ومن الجاهلين، من السالمة.(83 )نصيب( وأوفر حظ، أكبر أعالها األخالق

سلف(: قد بمن )التأسي الخامس األمر(1 الجزء البيان )أضواء هـ1393 توفي واإلعجاز للتعبد المنزل في المجاز جواز ومنع الكتاب، آي من االضطراب إيهام رفع الناظر، روضة على األصول مؤلفات: مذكرة من للرابطة، التأسيسي المجلس عضو وكان العلماء، كبار هيئة أحد وكان النبوي، المسجد في درس اآلن، اإلسالمية موريتانيا دولة وهو شنقيط المسمى القطر من هـ1325 عام ولد المختار، بن محمد بن القادر عبد بن المختار أبيه: محمد واسم ولقبه: آبا، األمين محمد الشنقيطي: اسمه األمين محمد ( ?)81.6كامل: دين اإلسالم ( ?)82.43-42المنان: اللطيف تيسير ( ?)83

28

،التأسي االبتالءات من سواه ما ،أو األمر بهذا للمبتلى األمور أنفع منوسلف. سبق بمن

البد بل يصب، لم من بيت أي في وال بل مدينة، أو قرية من ما أنه وليعلم أصيب من ومنهم مرة، أصيب من فمنهم أصيب، من هناك يكون أن مرارا

الجميع. على يأتي حتى بمنقطع ذلك ؛وليس نظر إن فإنه تقدمه، ممن بأمثاله أسوة فيصاب المصاب، نفس حتى علم فلو حسرة، إال يرى فال يسرة نظر وإن محنة، إال يرى فال يمنة

أو محبوب بفوات أما مبتلى، إال فيهم ير لم العالم فتش لو أنه المصاب أضحكت إن زائل، كظل أو نوم، أحالم الدنيا فسرور مكروه، حصول

(.84)وتصبرت نفسه سلت ذلك علم إن كثيرا، أبكت قليال

آدم ابتلى الله فإن الله صلوات– ومحمد وعيسى وموسى ونوحا من يخلص أنه أحد يظن ،فال مكنهم صبروا أجمعين-فلما عليهم وسالمه

.(85)معرفته ينبغي عظيم أصل وهذا البتة األلم يوجب مما األمة، هذه خير من هم ممن كثير خاصة األمر بهذا ابتلي وقد

والتعزية. والصبر التسليةأولئك: من نماذج ثالث وهذه

الله رسول زوج المؤمنين أم هي عنها-: فها الله رضي– (86)أوال: عائشة ذي عنه-هاهي الله رضي– الصديق بكر أبي -بنتوسلم عليه الله صلى–

وال لشيء تحتاط ال غافلة بريئة وهي ترمى ووفائها، أمانتها في ترمي لحكمة مدة يتلبث والوحي به، رميت مما يبرؤها ما تجد فال شيئا، تتوقعالعظيم. االبتالء وهذا الخطير، الموقف هذا مثل في وهي الله، يريدها

بعد: فإنه لها: ) أما - يقولوسلم عليه الله صلى– ورسوله لها لله ويا كنت تعالى-وإن– الله فسيبرؤك بريئة كنت فإن وكذا، كذا عنك بلغني قد

ثم بذنبه أعترف إذا العبد فإن إليه، وتوبي الله فاستغفري بذنب ألممت.(87 )عليه( الله تاب تاب،

.21-20المصائب: أهل انظر: تسلية ( ?)84.155-154الفوائد: انظر ( ?)85.(3/16األعيان: وفيات ،2/15 الصفوة )صفة هـ58 سنة معاوية خالفة في بالبقيع، دفنت فقيه، عالمة وكانت الله، عبد أم تكنى سنة عشر ثمان بنت وهي عنها وقبض سنين، ست لها وكان سنين، بثالث الهجرة قبل بمكة وسلم-تزوجها عليه الله صلى– الله رسول زوج المؤمنين أم عنها-هي الله رضي– عائشة ( ?)86.8/452..(( يكون ما قلتم سمعتموه إذ تعالى: ))لوال الله قول باب التفسير، كتاب البخاري ( ?)87

29

وحساسيته، وقاره عنه-في الله رضي– الصديق بكر أبو ذا هو وهاابنته... في عرضه، في يرمي وهو األلم، يلزمه نفسه وطيب

بل– زوجه في - يرمى وسلم عليه الله صلى – الله رسول ذا هو وهانستطع. لن األمر ذلك نصور أن أردنا ومهما(88)إليه زوجاته أحب

رحمه– تيمية ابن اإلسالم شيخ ذا هو الله-: فها رحمه– تيمية ثانيا: ابن أن عنه يقال وتارة الزندقة، إلى وتارة التجسم، إلى تارة الله-ينسب

كله ذلك من مبتدع... وهو أنه يقال وتارة الكبرى، لإلمامة يسعى.(89)بريء

الفاضل الشيخ وهذا الوهاب عبد بن ثالثا: محمد بغض إليه نسب أيضا الله، إال إله ال بمعنى جاهل مضل، ضال أنه فيه وقيل واألنبياء، األولياء

الباب من يأتها ولم تكفيرها، وهو الضيق الباب من األمة أتى وأنه(.90)االفتراءات من ذلك غير ؛إلى الواسع

والعياذ– السوء ظن بهم وظن عليهم، افتري ممن نماذج ثالث وهذه مبتلى كل بالله-فليكن لم ممن األخيار من سواهم ،ومن بهؤالء متأسيا

المستعان-. والله– يذكروا

.2499-4/2498 القرآن ظالل في ( ?)88.47-43اإلسالم: شيخ حياة ( ?)89.298 المفيدة الرسائل ،1/369 مقاالت فتاوى مجموع ( ?)90

30

الخاتمة

المرسلين أفضل على والسالم والصالة العالمين رب لله الحمدأجمعين. وصحبه آله وعلى محمد نبينا

بعد: أما أمور نستنتج السوء ظن الموجز البحث هذا في استعراضنا فبعد

منها: عدةمحرم. العدالة الظاهر بالمسلم السوء ظن أن-1 كان ما هو السوء ظن أن-2 ال مجرد،مما هوى أو وهم على مبنيا

. زائفة أباطيل سوى عليه يعتمد له أساس نهى فقد األمر، هذا من وحاسم حازم موقف والسنة للكتاب أن-3

صلى – محمد نبينا ذلك عن ،ونهى عدة بأمور نهيه وأكد عنه، الله ومن دوافعه وبعض وبهتانه، كذبه مدى - وبين وسلم عليه الله

الدم. مجرى آدم ابن من يجري الذي الشيطان هو أهمها بالمنهج التزموا عليهم-ممن الله رضوان– الصالح السلف أن-4

كذلك لهم كان السليم، السديد � موقفا األمر، هذا تجاه صحيحا مقاييس ووضعوا بأنفسهم هم واجتنبوه غيرهم، منه فحذرواغيره. من السوء ظن لهم تحدد دقيقة

األمة. هذه جداعلى وخطيرة كثيرة آثاره: وهي-5 أصولها، من الذنب هذا جذور لتجتث لألمة عالج - العالج: وهو6

يضعف ال لكي للمجتمع آخر ،وعالج ذلك على التغلب وتستطيعكان. مهما الباطل على ويتغلب ويخور

المرسلين أفضل على والسالم ،والصالة العالمين رب لله والحمدوصحبه. آله وعلى محمد نبينا

31

والمراجع المصادر

تفسير, ابن/1 ط,1403الكريم, القرآن كثير , المعرفة دار, 4هـ بيروت, لبنان تفسير في الرحمن الكريم تيسير, ناصر بن عبدالرحمن, سعدي ابن/2

المؤسسة, كالم الرياض, السعدية المنان

محمد, ابن/3 تفسير, عاشور ط,1988والتنوير, التحرير الطاهر الدار,2متونس, للنشر التونسية

سنن, ابي/4 ,1408داوود, ابي داوود دار, , ط بيروت, لبنان الريان5, مجدالدين/ القاموس, الفيروزابادي دار,1989المحيط, محمد الكتاب م

القاهرة, مصر, العربي

محمد, ابن/6 االصول, عثيمين ط, علم في صالح طيبة دار,,1409,2االصولالرياض,

علي, الحسن ابو/7 أدب, بن الماوردي والدين, الدنيا محمدالبصريط,1398 بيروت, الكتب دار,4م العلمية

علي, ابوالحسن/8 االحكام, الآلمدي ط,1978االحكام, اصول في محمد م1, , مصر, القاهرة دارالحديثروضة, حبان ابوحاتمبن/9 دار,1337الفضالء, ونزهة العقالء البسنفي هـ

بيروت, الكتب لبنان, العلمية

محمد, ابن/10 المنير, الكوكب شرح, التنوحي احمد بن النجار1400, جامعة, ط المكرمة مكه القرى ام هـ

محمد, القيم ابن/11 , ابي بن الجوزية الفوائد, الريان دار,1ط,1987بكرمصر, القاهرة, للتراث

الفقه لموتمر المقدمة البحوث من, االسالمية الشريعة في االجتهاد/12جامعة, سعود بن محمد االمام االسالمي

مجموعة, بن لعزيز عبدا/13 ط,1407, ومقاالت فتاوي باز ابن موسسة,2هـالرياض, الخيرية باز

32

أخالق, ابن/14 درس, المؤمنين باز الموقع, مسجل علمي والمؤمناتالله رحمه باز بن عبدالعزيز لشيح الرسمي

صالح, ابن/15 سوء, بن عبدالله حميد محاضرة, حميد الموقع, الظن مسجلةحميد بن صالح لشيخ الرسمي

33