حنو نفس مطمئنة واثقة

لدكتور طارق بن علي احلبيب ا األستاذ املشارك واستشاري

ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب واملستشفيات اجلامعية .جبامعة امللك سعود يف الرياض

مقدمة

" ادخلي جنتي يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي و" قال تعالى

نحو نفس مطمئنة واثقة

..إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح .. إن عالجاتنا النفسية لن تكون كافية وحدها لطمأنينة ابن آدم **

نحو نفس مطمئنة واثقة

..وبجانبه المعرفي .. وبجانبه االنفعالي .. أدعو إلى الدين بجانبه السلوكي **

نحو نفس مطمئنة واثقة

..أفمن شرح اهللا صدره لإلسالم فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اهللا أولئك في ضالل مبين **

نحو نفس مطمئنة واثقة

..النفس لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها **

.. لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبر عن ذاتها **

نحو نفس مطمئنة واثقة

!!أعرف نفسي واثقا أو غير واثق ؟كيف **

..إن المتكبر في األمة أهون خطرا من الضعيف الذليل الخائف أيها الكرام ..

.. إن اإليثار أن تعطي وأنت قادر على المنع **

نحو نفس مطمئنة واثقة

.. وأنت قادر على قول ال إن التواضع أن تتنازل

..المتواضع الحقيقي هذا هو .. هذا هو المؤثر الحقيقي

بسم اهللا الرحمن الرحيم

..الحمد هللا رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ..السالم عليكم ورحمة اهللا وبركاته .. أيها اإلخوة الفضالء

ـ ق فيـه الـنفس أيها اإلخوة األكارم ، إن اهللا سبحانه وتعالى حينما خلق هذا اإلنسان ، خل

..والجسد والروح .. وما كان للنفس أن تستقر حقيقة االستقرار إن لم تطمئن الروح

وما كان لنفس أن تستقر أيضا حقيقة االستقرار إذا كان البدن معنى بأشياء يمكن عالجها ولم ..يستطع أن يتعامل معها ذلك اإلنسان

وتعالى خلق فيه هذه النفس هذا هو الركن األول إذن ، بهذه التركيبة الثالثية اهللا سبحانه

والركن الثاني ـ وليس ترتيبا حسب األهمية ـ هي الروح و األمر الثالث هو ركن الجسد

القمـر والشـمس ( اهللا سبحانه وتعالى حينما خلق هذه األمور أراها كما هي أيها الفضالء

)واألرض لو أن القمر تقدم قليال أو أن الشمس قد تأخرت تسير في منظومة متناسقة متناغمة ، أرأيتم

قليالأو أن األرض قد حادت ذات اليمين أو ذات الشمال فإن هذه المنظومة ـ والشك ـ ستضطرب

!!

.في جسده ، في نفسه ، في روحه : كذلك اإلنسان ..إن لم تتناسق وتتناغم هذه مع بعضها البعض فإن هذا الكيان سيضطرب

م حينما جاء بهذه األطروحة الدينية لم يتجه إلى روح ابن آدم فحسب كما سنرى بعد إن اإلسال

..قليل إن شاء اهللا

..وإنما اتجه إلى نفسه واتجه إلى بدنه أيضا ..إذن ، يجب أن يكون هناك توازن في إشباع كل ركن من هذه األركان الثالثة

:أقول أيها األكارم

خلق فيـه الـنفس والجسـد .. هذا المخلوق .. عالى هذا اإلنسان حينما خلق اهللا سبحانه وت ..والروح

! ..رغباتها ، شهواتها ؟: ما هية هذه النفس : وحينما نتكلم عن النفس وحينما نتكلم عن الروح في تعريفنا لها ألن تعريف النفس والروح كما تعلمون غير واضح

:حتى اآلن بشكله الدقيق ، أقول

..هذا ما نشير إليه ا الذي نعني بها في عالقة الفرد بربه ؟هذه الروح م ولكي يستقر اإلنسان يجب أن يتم اإلشباع الحقيقي.. خلق هذه النفس وخلق الروح والجسد

لكل ركن من هذه األركان الثالثة ..يجب أن يتناسق هذا اإلشباع مع بعضه البعض : والشرط اآلخر

هنا يتحقق االستقرار الحقيقي لهذا اإلنسان ، ولذلك النبي صلى هنا يتحقق المطلب الحقيقي ، اهللا

ما كان يقوي اإليمان في قلوبهم فحسب ، وإنما كـان : عليه وسلم حتى في تربيته للصحابة يبني

:أنفسا بشرية قادرة على العطاء ، قادرة على التحمل ، حتى لو اختل ركن من هذه األركان ..قوي النفس ويحاول أن يقوي الروح لكي يعوض ذلك النقص مثال ركن الجسد فإنه ي

صعد عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه على نخلة وكان دقيق الساقين رحمه اهللا ، فتضاحك

! ينظرون إلى دقة ساقيه وهو في أعلى النخلة : الصحابة في ميزان اهللا من أتضحكون من دقة ساقيه ، إنها أثقل: ماذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

!!جبل أحد ماذا أراد النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟

!أكان إخبارا لنا أن ابن مسعود كان تقيا كان مؤمنا ؟

ما كان مريضا نفسيا رضـي اهللا عنـه .. لكنه كان يعالج في نفس ابن مسعود شيء .. نعم ولكن

ألن الركن الجسدي.. لماذا ؟ .. كان يربي ذاتا عظيمة تستطيع أن تحمل راية ذلك الدين ..نحيل صغير ذلك الصحابي .. فيه ضعف .. فيه نقص عند ابن مسعود

!فأخاف أن تتأثر نفسه تأثرا ولو كان بسيطا ، ماذا فعل النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟ ..اتجه إلى روحه .. اتجه إلى نفس ابن مسعود

!!!هذه بجبل أحد : جلس وحده وينظر ويقول كأني بابن مسعود ينظر إلى دقة ساقيه إذا .. كان يبادر إلى تلك النفوس .. لماذا ؟ إشباع منه صلى اهللا عليه وسلم لنفوس الصحابة

كان يتخولنا في الموعظـة ، : عجبي أيها الكرام من ذلك النبي صلى اهللا عليه وسلم لماذا ؟

!!نبي يتخول صحابته بالموعظة : إنها طامة كبرى ..وليس بالطامة الكبرى .. ال بل هو المنهج الحقيقي .. ا بالنا نحن فم

لكي نحقق اإلشباع الحقيقي .. إن تخول النفوس بالموعظة لكي نحقق المراد من هذه النفس لهذه

..أولم تستقر النفس حقيقة االستقرار الحقيقي إن لم تطمئن الروح ؟ .. النفس

إن عالجاتنا النفسية لـن تكـون كافيـة وحـدها : ي ـ إن عالجاتنا ـ وأقولها كطبيب نفس لطمأنينة ..إن لم يجتمع معها طمأنينة الروح .. ابن آدم

إنما أدعو إلى .. وحينما أقول طمأنينة الروح ال أدعو إلى دين سلوكي يمارسه بعض األفراد :الدين بأركانه الثالثة التي أفترضها تصنيفا كما أقوله لكم

..دين بجانبه السلوكي ، وبجانبه االنفعالي ، وبجانبه المعرفي أدعو إلى ال

..هي ثالث ركعات في المغرب :بجانبه السلوكي ) ..إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر ( :لكن بجانبه المعرفي

..فراجع نفسك أيها اإلنسان .. إن لم يتحقق ذلك .. يشتاق إلى المسجد ) .. ه إلى المساجد رجل معلق قلب( ذلك الشوق :بجانبه االنفعالي

وبذلك كان التكاسل آية من آيات النفاق كما جاء في .. يحبه اليتكاسل .. يعشق ذلك المسجد :أقول .. الحديث النبوي

والنبي صلى اهللا عليه .. إذن يجب أن يتم اإلشباع الحقيقي لكل ركن من هذه األركان الثالثة

ابة وكذلك الصحابة في تلقيهم عن النبي صلى اهللا عليـه وسـلم وسلم في سيرته مع الصح حرصوا أن

..يمارسوا ذلك الشيء

.. لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها .. النفس ..لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبرعن ذاتها

أريد االحترام لـه يخافوننا ، يهابوننا ،! : لم المجاملة في طريقة التربية عندنا مع أوالدنا ؟ ..لذا الخوف في التربية

ما قال لشيء فعله لم فعلته ؟ : أنظر أنس ما وصف النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ما عنفه ..وال شيء تركه لم تركته ؟

لكنه كان يحب بل يعشـق ذلـك .. لم يكن على عالقة خوف مع النبي صلى اهللا عليه وسلم ..في نفسه ذلك الشيء صلى اهللا عليه وسلم فعل: لماذا ؟ .. النبي

..في تربية أنفسنا ألنفسنا .. هذه هي طريقة التربية المناسبة .. أيها الكرام .. إذن

في تربيتك أنت أيتها الزوجة لزوجـك .. من أبنائنا .. من زوجاتنا .. في تربيتنا لمن حولنا ..أيضا

.. زوجها هناك من النساء من قد تساهم في تربية ! ..من األبناء من قد يساهم في تربية أبيه وأمه

فاتجهوا إلى الخير والحـق : إن جيل الصحوة الجديد قد قاموا بتربية آبائهم بطريقة عكسية ..كثير من الفضالء واآلباء

..إن في منهج التربية اإلسالمية أن الذات يجب أن يسمح لها أن تنطق ذاتها

يا رسول اهللا ائذن لي فـي : ة تعرفها ـ إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم جاء شاب ـ والقص ..الزنا

!!عجبي يا كرام ( يأتي إليه رجل من القرون المفضلة بـل مـن أفضـل قـرن .. خاتم األنبياء .. أعظم نبي

!ما هذا ؟!! يستأذن بالزنا .. يصفهم النبي ) أصحابي كالنجوم ال بل هي العظمة أن ينطق ذلك الشاب.. اهللا عليه وسلم أكانت فاشلة تربية النبي صلى

.. بال خوف عند ذلك النبي صلى اهللا عليه وسلم فعلم أن ذلك النبي.. وجد رغبة جامحة خاطئة في ذاته .. وجد شهوة تتأجج في ذاته

فأراد أن يتمدد فوق مشرحة ذلك الجراح العظيم لكي يزيل.. هو مصحح الرغبات الخاطئة ..عترى تلك النفس من آالم ومن أمراض ما ا ! ..ماذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟ !! ) ..ائذن لي في الزنا .. يا رسول اهللا (

.. ما قالها ! : اتق اهللا ؟ ..ما ذكره ! أذكره في آيات الكتاب ؟ ..ما ذكره ! أذكره بأحاديث السنن ؟

!! ..ى ذلك ما قال وكان قادر عل! عمر اقطع رأسه ؟

! ..إلى ماذا اتجه ؟! .. ما فعل النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟؟؟

.. اتجه إلى ماذا ؟ .. اتجه إلى خلفية ذلك العربي ألم يقل النبي صلى اهللا عليه وسـلم .. نعم النخوة العربية من اإلسالم .. إلى النخوة العربية

)إنما بعثت ألتمم صالح األخالق : ( في البخاري ..ومن الغيرة على العرض صالح األخالق .. قالها النبي صلى اهللا عليه وسلم

لم يكن مهيأ بتذكيره ببضع اآليات واألحاديث .. هذا الشاب لم يكن مهيأ أن تناقشه في شهوته ..

إنما هي حالة انفعاليـة ... عرفها النبي صلى اهللا عليه وسلم ، أكان نقصا في الصحابي؟ ال ..فتعامل معها ذلك الجراح العظيم صلى اهللا عليه وسلم .. بها ذلك الصحابي كان يمر

..قال ال -كأني بالشاب ينطقها قوية -أترضاه ألمك ؟ قال ال

..وكذلك الناس ال يرضونه ألمهاتهم : قال النبي بهدوئه صلى اهللا عليه وسلم ..اتهم قال وكذلك الناس اليرضونه ألخو.. أترضاه ألختك ؟ قال ال

..حتى آخر الحديث .. لعمتك لخالتك لكذا لكذا : والنبي يقرر.. والنبي يسأل والشاب ينفي

بعض الناس يقول أنظر ماذا فعل النبي صلى اهللا عليه وسلم ، هذه ..شاهدنا في هذا الحديث شيء

يه قبل هذا انظر إلى مافعله النبي صلى اهللا عل.. لكن الشاهد األكبر في نظري في هذه القصة حق التعبير عن .. حق التعبير عن الذات .. الموقف أن جعل للصحابة حق التعبير على الرأي

فتتوافق حاجات النفس مع حاجات الروح فال تصطدم.. فتعيش نفوسهم مطمئنة .. االنفعاالت الشمس بالقمر باألرض في ذلك المنظومة الكونية التي حدثتكم عنها ابتداء..

ا ال تعبر عن ذاتها ، أن تعبر لمرب ألب ، أيضا لرجل تثق فيه ، فيحاول أن يعالج ما إن نفوس

..أصاب نفسك من الداء ..لعل أحدا أن يساهم في عالج تلك المعاناة .. عن معاناتك الروحية .. أن تعبر عن روحك

فـإن نفسـه أن تعبر عن ما اعتراه جسدك من أمراض ألن الجسد إذا استقر وركد ابن آدموروحه بإذن اهللا تركد ، أرأيت مريضا بمرض مزمن متعب يقلقه الليل والنهـار ، ال يكـون

.. مستقرا في العادة ، إال من قواه اهللا في العبادة ليس بالدرجة أن يصل إلى المرض النفسي ، لكنه متضايق ذلك .. تكون نفسه أيضا متضايقة

..اإلنسان

، أن ال نكرر على الناس ن بحاجة إلى أن نعود إلى أنفسنانحإذن أيها الكرام ، يا أخي صل وزك ؟ : كيف أقوي إيماني : قوي إيمانك، قوي إيمانك ، ثم إذا سألناهم : فقط

!طيب صليت وزكيت ، لكن كيف أصلي وأزكي ؟تها و بالتفكير نريد أن نقدم الصالة المحمدية ، والزكاة المحمدية ، حينما تفعل الصالة بانفعاال

..المصاحب لها نقدمه للناس ، نربي أرواحهم بنفس الوقت وبنفس الحرص أن نربي أنفسهم ..فعلها النبي صلى اهللا عليه وسلم ، تلقفتها أجيال الصحابة رضوان اهللا عليهم بهذه الطريقة

)أيها الناس ، اسمعوا وأطيعوا : ( قام عمر بن الخطاب يخطب في الناس لـيس مـن -بنبرة هادئة -يا أمير المؤمنين: سلمان من بين الصفوف ، فماذا قال ؟ فقام

..الضرورة حينما تنتقد مسؤوال أو رئيسا لك في العمل أو مرب لك أن تهتف وتصرخ

)يا أمير المؤمنين ال سمع وال طاعة : ( قال ـ وكأني أقرأ نبرة أحرف التاريخ بها ـ ال ما قال كذلك ، لماذا ؟ ألن هناك طمأنينة في عالقة الفرد مع! ؟ التفت إليه عمر مزمجرا

..يا أمير المؤمنين ، إنك تلبس ثوبين ونلبس ثوبا واحدا : لم يا سلمان ؟ ، قال : اآلخر :أنظر األدب فما قال ليس من العدل ، قال هكذا ، ماذا قال عمر ؟

..خطب ويهتف في المسجد ينادي ابنه ي.. يا عبد اهللا بن عمر يا عبد اهللا بن عمر

لمن هذا الثوب ؟.. يا عبد اهللا : فقام عبد اهللا من بين الصفوف ، قال ! إنه لي يا أبتاه .. إنه لي يا أبتاه : قال

فالتفت عمر إلى الناس وإذا سلمان ليس بنبرة المنتصر ليس بنشوة المنتصر ، وإنما بنشوة ..البداية الهادئ ، ألن نفسه مطمئنة في

إني رجل طوال ـ أي رجل طويل ـ وال يكفيني ثوب واحد فأحتاج إلى.. أيها الناس : فقال ..ثوبين فأخذت ثوب ابني لكي أستر عورتي وأخطب في الناس

..ينطقها سلمان فيتلقفها عمر .. أستشهد بها على روعة تلك األمة في نطق الذات

ثم ماذا قال سلمان ؟.. ثم يجيب على سلمان والناس بال خوف بال ضجر بال غضب ، فيرده ، .. أنا آسف يا أمير المؤمنين ؟ ال : ليس بنبرة المخطئ .. ليس بنبرة الخاجل

: قال .. معذرة يا أمير المؤمنين ؟ ال ...فجلس سلمان رضي هللا عنه .. اآلن نسمع ونطيع يا أمير المؤمنين

أحدد حاجاتي أيها الكرام .. نتجه إلى حاجاتها.. ن نتأمل نحتاج في تربيتنا لنفوسنا أ.. إذن

.. ..فأدعمه .. أنظر إلى ما أحبه هل يحبه اهللا ورسوله .. أحدد ما أكرهه .. أحدد ما أحبه

ففيه الخسران.. إذا كان أمرا يبغضه اهللا ورسوله فال خير فيه وإن كانت نفسي تميل إليه

..في الدنيا واآلخرة

ال أقولها كمحدث يحدثكم في المسجد ، إنما أقولها كرجـل اسـتقرأ نصـوص .. ام أيها الكرالكتاب والسنة واستقرأ حقيقة ما فيها ، وقرأ أصول هذا العلم ـ أعني به الطب النفسـي ـ

ونظر إليه ..ويتالءم ذلك مع الجسد .. ووجد أن التكامل ال يكون إال حينما تتعانق النفس والروح

.. ية أقولها أيها الكرام ـ أن تستقر النفس إن لم تطمئن الروح ال يمكن ـ ثان )قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ( إلى تزكية النفس: نحتاج إلى ماذا ؟ .. إذن

كيف تكون التزكية ؟

******************************

حة ، وإنمـا بـاألخالق ليس فقط باألعمال الصال :يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في ذلك

إذن في هذه المنظومـة المتكاملـة .. إذن تجتمع األخالق ويتجمع الدين .. الكريمة السامية ..يكون ذلك الطرح اإلسالمي الذي نريده في هذه الحياة

.. وإذا أردنا أن نفهم الذات .. نحتاج أن نفهم ذواتنا .. إذن ! ما تعريف الذات ؟! .. ما مفهوم الذات ؟

.. و ما أحمله من تقديرات عن نفسي أنا أيها اإلنسان ه .. ما تقديراتي لها ؟ ما نظرتي لها ؟ .. هذه النفس

..كيف أرى سلبياتي ؟ كيف أرى إيجابياتي ؟

..إيجابياتي أنتفخ بها وأنفخ شدقي بها أبدا وأنفخ أمام الناس بكلماتي .. تعودنا أيها الكرام ! ..إن هذا اإلنسان ليس بالسوي أيها الكرام .. أحد بها وعيوبي دافع ال يذكرني

وإنما عيوبك حينما تذكر لك ستفرح بهـا .. إنما ذلك ال يضيف لك شيء حينما يذكرك الناس .. ألنك تقومها وتعدلها

أدرك أن في أمتي أن الناس إذا ذكروا المزايا يعظمون لدرجة تصيب بعض الناس بالخيالء ، ..الشعر شعر المديح في أمة العرب ربما يفوق غيره من أمة ولذلك جاء

ورثنا هذا من الموروث السابق ـ أعني بها موروث األمة العربية ـ لكن ليس بالضرورة أن يكون

صحيحا ، وانظر إلى صدر األمة اإلسالمية ، ما كان شعر المديح ظاهرا في تلـك الفتـرة ، وكلما

لزهاد مثل الخليفة عمر كلما أقل من شـأن أولئـك الشـعراء ظهر وأتى خليفة من الخلفاء ا ..المداحين

..أدرك أن في أمتي خطأ في طريقة النقد أيها الكرام : بالمقابل أيضا عند النقد

.. االتجاه إلى اإلنسان ال إلى الفعل .. النقد هو الشتم هو اإلهانة ! أنت نذل ، أنت خسيس أصال : وهذه مشكلة حتى في تربيتنا ألوالدنا

.. ليس هكذا التربية ! لم لم يا كريم ؟إنك تدمره من الداخل من حيث أردت أن تنفع ذلـك ..اتجه إلى فعل الطفل ال إلى ذات الطفل

..الطفل ..وليس ذلك هو الشيء المناسب

. .قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا : هذا التقدير للذات وهذا المفهوم للذات والتصور الخاطئ .. الصحيح أن ترى عيوبك بنفس الدرجة التي ترى فيها مزاياك أيها الكريم

أن تضطرب عندك هذه األمور كما وصفتها لكم أيها الكرام ابتداء .. .. أن نكون قادرين على الحوار مع هذه الذات .. نحتاج أيها الكرام أن نواجه ذواتنا .. إذن

! ..هذه الذات ؟كيف يكون الحوار مع

:حصرتها في جزئيتين صغيرتين أيها الكرام

ما أكرهه .. ما أحبه أنا أيها اإلنسان : العمل بجدية على تحديد القيم التي تمثل ذاتي / األول ..

ليس بالضرورة أنت أيها الشاب من تعمل في حقل دعوي ولك شيخ أو طالب علم تتربى عنده ..

.. يحب الحديث وأنت أحببت الفقه .. يحب ليس بالضرورة أن تحب ما .. ال تمثل نفسك لحب الحديث ال بل حب ما تريد

.. ليس بالضرورة أن تحب ذات الشيء أيها الكريم .. يحب شيئا ما من أمور الدنيا ليس من المنهج أن تلقي بنفس الطريقة إن لم تكن تميل إليها .. يحب أن يلقي بطريقة معينة

.. لكن الذي أهم من االقتداء ـ أعني بـاألمور .. االقتداء باألمور المميزة أمر مبارك الشك أن

..الشخصية ـ هو أن أتوافق مع ذاتي ثم يأتي االقتداء بعد التوافق مع الذات فيتحقق لدي احترام هذه.. أحدد القيم التي تمثل طبيعتي لكي أصبح متوافقا مع ذاتي .. إذن

..النفس من الداخل

:ولقد قلتها ربما مرة سابقة ربما بعضكم سمعها مني .. لكل إنسان له طريقة نظر ..محمد رامي الدرة

..كل إنسان يستقبل ذلك الحدث بطريقته التقييمية الداخلية .. هذا الطفل انظر اليهود الشياطين ماذا! انظر ذلة العربي كيف أصبح : بعض الناس ماذا يقول ؟

..عزة العربي ينتشي ويقاوم ذلك الموقف انتقادا منه ذلك اإلنسان ب! .. يفعلون ..إنه سيبكي عليه ! ماذا سيفعل أبوه ؟.. إنها ستبكي عليه ! ماذا ستفعل أمه ؟: آخر يقول

..ال بلغة النخوة العربية .. بلغة العاطفة

: ثالث ـ وأنا ربما منهم ـ لكن أيها الكرام أليس من الظلم نحن منـا .. ال شك لم يضايقني الموقف كثيرا حزنت عليه و

!نحن المسلمين والعرب أن تتجه تبرعاتنا لبيت محمد رامي الدرة لماذا ؟ ..تحت ذلك الجدار .. ألن يد مصور مبدع ومخرج مبدع استطاع أن يلتقط هذه اللقطة

عشرات األطفـال لكن مات خلف هذا الجدار ربما.. فمات محمد رامي الدرة بطريقة درامية بطريقة

.. أشد درامية أو بطريقة غير درامية

فاتجهت األمـوال .. إن قتل النفس لم ينقل لنا أن تكون درامية أو غير درامية لكي نفعل ذلك والبيـت .. والبيت الذي بجانبه قد مات أبوهم في تلك المعركة .. إلى بيت محمد رامي الدرة

!! ..إنهم أولى بالتبرعات من موت طفل في بيت .. اتت أمه الذي بجانبه ذات الشمال قد مال أقول نغير بل أنطلق مع طريقتي التقييميـة أنـا أيهـا .. نحتاج إلى طريقة تصور .. إذن

..اإلنسان إن لـم تكـن .. أتوافق معها وأتعامل معها وأصححها إن كانت خاطئـة .. لي طريقة معينة

خاطئة ..أعرفها .. فكل إنسان له ميول مختلف عن اآلخر .. مع غيري وليس بالضرورة أن تتوافق

..أتعامل معها ومن خاللها أنطلق في هذه الحياة .. أدركها

بعـض األخـوان حينمـا .. كن رفيقا لطيفا مع ذاتك :الطريقة الثانية في التحاور مع الذات كون حسان بن ثابـت فـي يستمع إلى محاضرة دينية أو نفسية مثل هذه يخرج وقد قرر أن ي

وأن يكون أبي بكر .. في رواية األحاديث ةأبو هرير.. خالد بن الوليد في المعارك .. الشعر إنـك .. وعمر بن الخطاب بنفسه القوية ، هذا االنتعـاش الشـديد .. في نفسه اللينة الهينة

..ستجلد نفسك أيها الكريم ستكون شديدا معها أيها الكريم ..وسنتكلم عن المنهج بطريقة متدرجة بعد ذلك .. طيفا مع ذاتك كن رفيقا ل

إذن يجب أن تحدد أيها اإلنسان ما هي ميوالتي ؟ ما هي تصوراتي ؟ .. وال أنطلق من تصورات الغير التي أعجز عنها

.. إن كانت متميزة وأقدر عليها وال تتعارض مع ذاتي فأنطلق منها وإال أنطلق من تصوراتي ..أن ال تكون خاطئة أو مرضية أو غير منهجية شرط

.. هنيهة أو بل هنيهات .. فأقف عندها .. آية أستمع إليها أو أقرأها في كتاب اهللا "في أنفسهم وسنريهم آياتنا في األفاق "

!!ما بال حرف العطف أتى بالنفس هنا ؟ ..م نعن بالنفس العناية الكافية إننا في أطروحتنا أيها الكرام ل.. إنها قضية كبرى هذه النفس

!وحينما أتت عناية القرآن إلى النفس في هذه اآلية لماذا ؟ .. ألن اإلنسان هو المقصود بالهداية

.. فال بد أن يستكشف هذه النفس .. فإذا أردنا أن نصل باإلنسان لكي يعرف ما له وما عليه

ك أن يعيش في توافق مع هذه النفس ويحقق يدرك مميزاتها فيستطيع من ذل.. يدرك معايبها مطالبها

..ومطالب ذلك الجسد متناغمة متناسقة مع مطالب تلك الروح

!لم نغربل األحداث بعقول الغير ليس بعقولنا ؟: ثانية أؤكد نستشير نعم بل ونستخير أيضا لكن نفوسنا ال نهملها ألنك إن أهملتها فإنك قد تضطر أحيانا

! وهي لم تخطئ .. أن تعاقبها .. ض ضد هذه النفس أن تنتف " وإن لنفسك عليك حقا " إنما أنت أيها الكريم من أخطأ ألنه لم يعطها حقها

ليس معناها كما يظنها بعض الناس فقط أن تنام ال تقوم الليل كله وأن ال تصوم النهار كلـه .. معنى متكامل إنه.. ال تشد عليها أيضا ال تقصر في حقها .. وأنك كذا

.. إني أعجب في أمتي في قراءة النصوص الشرعية قراءة جزئية رغم أن لها طرحا متكامال يستشهد بها علماؤنا األفذاذ في أمر معين فيشيرون إلى ذلك الجانب وال يشيرون إلى الجانب

اآلخراس خطأ منه ألنهم لم فيظن الن.. ألنهم ليس محط االستدالل في ذلك اللقاء أو في ذلك المكان

فيظنون أن معنى هذه .. يفهموا توجيهات علمائنا رحم اهللا من مات منهم وحفظ اهللا من بقي ..اآلية أو ذلك الحديث بهذا المعنى الضيق

"إن اهللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .. قصد علماؤنا ذلك ما.. إنك إذا ما شددت على نفسك بالصالة فإنك لن تصلي : نسمعها

حتى في األطروحات النفسية إن لم تقدم التغيير ! .. ارجعوا إلى كتب التفسير ليس معنى ذلك ..تحتاج إلى جهد منك أنت أيها اإلنسان .. فإنك لن تغير

قسما بالذي رفع سبع سماوات وخفض سبع سماوات لو لم يكن هناك جنة وال نار

! .. لماذا ؟.. الدين ما تبعت غير منهج هذا .. فيه الطمأنينة لك أنت أيها اإلنسان .. منهج هذا الدين فيه الراحة أيها الكرام

في توافقك مع ذاتك مع حاجاتك النفسية والجسدية أيها الكرام .. فيه التوفيق لك أيها اإلنسان .. نقدم أطروحتنا الدعوية ال حينما .. ولذلك حينما نربي الناس ال نربيهم فقط على الجنة والنار

.. واهللا يا أخي الدين كذا والدين كذا : نقدمها بنفس متخاذلة ! .. كأنني أستجديه أن يتبع منهج هذا النبي .. كأني أستعطفه أن ينتسب إلى دين اهللا

حتى يصل إليـه رسـالة غيـر .. أنظر إلى عظمة الدين :بل نقدم أطروحتنا بطريقة راقية

.. مباشرة أدرك نفسك ليس فقط للجنة والنار بل حتى لكي تستمتع بالدنيا أيها الكريم حقيقة االسـتمتاع

.. إنما من يمارسون المعاصي أيها الكرام قد يستمتع بالمعصية في لحظتها لكن بعدها خسـارة

وندامة بل لكـي .. ينتقل من الطبيعي إلى فوق الطبيعي أبدا .. ثم إعادة ثانية لها ليس لكي يستمتع

..ينتقل من التعب إلى الطبيعي الذي أنت تعيش بطبيعتك أيها اإلنسان إنمـا مـع تكـرار .. إن المعاصي ومنها المخدرات ال يأكلها لكي ينتشي انتشـاء زائـدا ال

نزل من المستوى الطبيعي إلـى .. استخدامها يضطر استخدامها لمن عنده أعراض انسحابية ! ..لكي يرتقي إلى الطبيعي فيأخذها.. أدنى من الطبيعي

أنت تعيش الطبيعي في أطروحتك الدينية ترتقي إلى مستوى فوق الطبيعي وتستقر به وتعيش ..به

ما يفعل أعدائي بي ، جنتي فـي صـدري ، ( :قالها أحمد ابن تيمية رحمه اهللا شيخ اإلسالم ..عنده رحمه اهللا ألن القوة والتحكم من الداخل! لماذا ؟) سجني خلوة ، نفيي سياحة

: قالوها رضوان اهللا عليهم بل قالها في موطن آخر ونقلها عنه ابن القيم رحمه اهللا ) .. لو نجد في الجنة ما نجده من هذه الحالوة في الدنيا لكفانا ذلك في الجنة (

ظيم هو يريد أكثر وال شك لكن يعبر لك عن حقيقة الراحة وعن حقيقة المتعة في نفس ذلك الع ..رحمه اهللا

..وفي السير من العظماء في األمة ما يطول االستشهاد فيها

..إذن أيها الكرام .. ليس في بلد كريم هذا وإنما في بالد كثيرة لألسف .. نعيش أزمة حضارية في بالدنا

.. مباني كبيرة مباني عظيمة ! .. لم يسبق البنيان في تطوره اإلنسان ؟نحتاج إلى حضارة تتعانق فيها المادة والروح .. طور اإلنسان تطور البنيان يجب أن يسابق ت

.. .. صاروخ من هنا أو هنا ويهدم بنيان المدن الكبيرة .. ما كان لبنيان أن يخدم أمة

نفوسا محبة تستطيع أن تقوم بواجب هذا البلد الكـريم .. نفوسا واثقة .. لكن نفوسا مطمئنة ..

أيضا في الدعوة ، في البنـاء ، .. ليس فقط في الجهاد .. لذين يحتاجون إليك بواجب أهلك ا .....في العلم ، في التوجيه ، في التربية ، في التعليم ، في الطب

الصادق مع أهله هو الداعية الذي يدعو إلى الناس في .. ليس اإلنسان الصادق مع هذا البلد

.. المساجد طالب الطب الصادق في دراسـة الطـب .. مع الناس في إخالصك إنك أيها الطبيب الصادق

.. الدراسة الحقيقية إنه يعمل بحقيقة ما نريد منه .. كل هؤالء دعاة .. ذلك الموظف الذي يكون أمينا في عمله .. ذلك المهندس

! .. محاضرة في مسجد ؟: من ضيق العمل الدعوي بهذا المفهوم الضيق إن الدعاية لون من ألـوان الـدعوة ) .. م راع وكلكم مسئول عن رعيته كلك.. ( كلكم دعاة

أعنـي بهـا الرجـل .. ووصف النبي صلى اهللا عليه وسلم جميع الجوانب في تلك الحيـاة ..والزوجة راعية في بيت زوجها إلى آخر ذلك الحديث الطويل

الغيـر الواثقـة مـا هذه الـنفس .. هذه النفس أيها الكرام .. نقف وقفة في وصف النفس

!!أعراضها ؟ ! ..وما أعراض النفس الواثقة ؟! حدثني أيها الطبيب ما أعراض النفس الغير الواثقة ؟

ربما هيجت في نفوسنا شيء ! .. ثم أخبرنا كيف نعالج هذه النفس الواثقة بخطوات علمية ؟كيف : -دري أو كثرة ربما قلة ال ن -ربما في نفوس البعض أقول .. من الحاجة إلى التغيير

!!كيف أعرف نفسي واثقا أو غير واثق ؟.. نفهم

.. تعيش إشكالية نفسية وجسدية .. إن النفس الغير الواثقة أيها الكرام

حينما يتواصل بعينه مع اآلخر ال يستطيع أن يتواصل بعينه .. في حركات جسد ذلك اإلنسان ..مع اآلخر بل ينزل ببصره

حتى حركات جسده حينما يجلس غيـر مسـتقرة .. يتواصل التواصل الكافي ال يستطيع أن .. تتحرك يديه تتحرك رجليه

هـذا بجانبـه ..أيضا في جسده فيه انخفاض فيه انحناء فيه انكفاء ذلك اإلنسان أيها الكـرام .. الجسدي

أي كلمة يقولها اآلخر نعم نعم ربمـا قبـل أن .. في بنيته النفسية يميل إلى موافقة اآلخرين يحاول أن يظهر الموافقة يحاول أن يظهر أيضا أن يساير اآلخرين فـي .. يكمل اآلخر كالمه

ال يحمل الطمأنينة الداخليـة أيهـا .. ألنه عنده هيبة من الداخل من اآلخرين ! آرائهم لماذا ؟ ..لكرام ا .. ولذلك يوافق اآلخرين ألنه إن لم يوافقهم ناقشوه وهو مختلف الذات من الداخل

..إن هذه النفوس نفوس مرفوضة أيها الكرام .. إن المتكبر في األمة أهون خطرا من الضعيف الذليل الخانع أيها الكرام

ضعيف الخانع الذليل قـد لكن ال.. ألن المتكبر مكشوف مكروه من الناس كله معروف عاري يلبس علينا دون أن ندري أو يلبس عل نفسه دون أن يدري ثوب المتواضع ثوب المؤثر أيها

! لماذا ؟.. الكرام فننخدع بذلك اإلنسان دون أن يدري وربما دون أن ندري نحن عمر بن الخطاب كان يسير في شوارع المدينة ومعه الدرة ويضرب بعض الناس من كـانوا

كـان .. كانوا صحابة كانوا تابعين ارفع رأسك ينشد منهم أن يعتزوا بدينهم ! يضربهم ؟ من ..يقاوم ذلك أشد المقاومة رضي اهللا عنه

.. إذن النفوس الخانعة النفوس الذليلة لن تكون مؤهلة أن تعيش مستقرة مع ذاتها

.. ؤهلة أن تخدم أهلها لن تكون م.. لن تكون مؤهلة تلك النفوس أن تنفع بلدها الكريم إن الدين في غنى عن نفس مهترئة إن لم تراجع ذاتها .. لن تكون مؤهلة أن تخدم هذا الدين

..

تقوي نفسها بدين اهللا ابتداء وبمناهج نفسية مقللة مبرمجة من عالج معرفي وربما سـلوكي .. الذات إن بلغت حد المرض وإن لم تبلغ فهناك مناهج تدريبية معينة تعزز هذا

.. ولعله إن شاء اهللا ربما أرتب الحقا دورة في فن إدارة الذات وبناء الثقة في النفس

النفوس الغير الواثقة تميل إلى االهتمام بحاجات اآلخرين أكثـر مـن .. تلك النفوس : أقول حاجاتها

ومسـايرة تميل كما قلـت موافقـة .. ألنها ال ترى نفسها شيء وترى اآلخرين شيئا كبيرا وإذعان شديد لماذا ؟ لكي ال تنتقد تلك النفس وهنا تقع تلك المشكلة في تلك النفس ، األثـر

.. هي النفس الذليلة

عندها صفات هي ضد .. النفس الواثقة المطمئنة إلى ذاتها .. النفس الواثقة : مقابل ذلك هي !!ك الثقة في النفس ؟كيف تكون عالمات تل.. تلك الصفات الموجودة عند تلك النفس

بينما مشاعر ذلك اإلنسان بين أحاسيسه وبين سـلوكه .. أن يوجد عند ذلك طمأنينة داخلية زاوية التفكير في ذلـك المثلـث ، : وبين أفكاره ، ال يحدث التناقض بين هذه األمور الثالثة

.. زاوية المشاعر وزاوية السلوك

.. تتفاعل مشاعره بها .. إنما فكرة عند اإلنسان يقتنع بها .. فينزل على أرض الواقع سلوكا يسير به ذلك اإلنسان

أرأيت لو عند إنسان مشاعر طبيعية معينة ثم لم يلبي تلـك .. إنها سلسلة متناغمة متناسقة فال تنزل سلوكا منطقيا على .. المشاعر فإنه سيحجر تلك الفكرة الصحيحة التي كانت في باله

.. واألخطر من ذلك أن تسلك سلوكا مناقضا . .أرض الواقع له صديق يظلمه ، يتعدى عليه ربما يستعير منـه .. أرأيت لو إن إنسان ينتقد اآلخرين مثال

مثال شاب عنده سيارة جديدة ليس من السيارات الفخمة لكن عنده نفـس خانعـة .. حاجاته سيذهب عشـرين : عرف صديقه نفس ذليلة نفس مهينة ، فطلب صديقه منه هذه السيارة ، ي

ثالثين مرة ستتأثر سيارته ربما وبيته هناك ليس طريقا معبدا في اإلسفلت وإنما في الصخور .. والحجارة

إن .. ما استطاع أن يستطيع أن يعبر عن رفضه لـذلك األخ تتأثر سيارته لكن نفسه الذليلةإليه مهشمة أو متأثرة تـأثرا ولـو هذه النفس ستمنعه من التعبير ثم يأخذ السيارة ويعيدها

! بسيطا ثم ماذا يفعل هذا الشاب األول ؟ .. يغضب عليه وال يعبر عن الغضب ألنه خانع من الداخل ثم ينقطع عنه

إن عدم التعبير عن شعوري الداخلي أدى إلى قطيعة و ربما قد يكون بين هذين الفردين .. انقطعت بسبب عدم تعبيره عن شعوره الداخلي

!! إذن ترفض اإليثار في أطروحتك : لعل سؤاال يطرح نفسه في نفوس بعضكم

..ال : أقول .. إن اإليثار أن تعطي وأنت قادر على المنع

..إن التواضع أن تتنازل وأنت قادر على قول ال .. هذا هو المؤثر الحقيقي .. هذا هو المتواضع الحقيقي

..اء لكنك مغصوب ألن نفسك لن تستطع أن تعبر عن حاجاتك لكن تعطي وأنت ال تريد العط .. إنه ليس بالعطاء وإنما هو التقصير

****************************

..هو القادر على التعبير عن أفكاره بوضوح .. المطمئن لها .. الواثق من نفسه

!! نعبر عنها وليس التعبير عن األفكار بوضوح أن يكون عندنا ضجيج صريخ حينما في موروثنا الحضاري في األمة يجب أن نعبر بضجيج وبصريخ .. في أطروحتنا في الحقيقة

حتـى فـي .. وحينما تأتي إلى حياة النبي والصحابة ما كانوا يصرخون حينما يتعاملون .. بال ما : ( خطب الجمعة ما كانوا يهتفون الهتاف والصراخ الشديد في تعاملهم حتى في الخطأ

صلى اهللا عليه وسلم وما كان يغضب ويتمعر وجه إال إذا مس حدا ) .. أقوام يفعلون كذا وكذا .. من حدود اهللا

كان يهتم بها لتربيـة األمـة .. أما في أمور الدنيا فإنه ما كان يعبأ بها صلى اهللا عليه وسلم ..يره عن أفكاره بوضوح ولذلك جاء تعب.. لكن ما كانت تهزه من ذاته صلى اهللا عليه وسلم

! التعبير بوضوح ليس معناه الضجيج كما أخبرتكم من قال أن الوضوح قرينا للضجيج ؟

إن الوضوح في نظري بالمنهج النبوي وبالمنهج النفسي التابع له قرين باللباقة ، وضوح مع .. يكون هادئا إن اإلنسان الهادئ هو اإلنسان القوي إن اإلنسان الواثق في العادة.. لباقة

مسـتقرة تلـك .. انظروا إلى البحار والمحيطات الكبيرة تجدوها راكدة هادئة تلك المحيطات .. المحيطات وفي قاعها اللؤلؤ والمرجان

وانظروا إلى األنهار تسير بقوة ومع ذلك هي ضحلة تلك المياه وليس في قيعانها كما هو في .. اك ونعم وخير أيها الكرام البحار والمحيطات من لؤلؤ ومرجان وأسم

.. إذن ليس الوضوح معناه الضجيج ، معناه الصريخ ال

.. إن الناس يحبون ويستمتعون باإلنسان الهادئ في هذه الحياة الطلب والرفض بأسلوب لبق أعيدها تسـتوعي .. أينما التعبير بلباقة مع الوضوح هذا شيء

إنها طريقة مهمة في التعامل مـع ذاتـك أيهـا .. ان كلمة نعم وال في حياتك أنت أيها اإلنس .. اإلنسان

أنظر إلى اهللا فوقـه تـذكر اهللا سـبحانه ! : أهابه: أن تكون قادرا في التواصل مع اآلخرين وتعالى فيصغر ذلك اإلنسان الذي أمامك بقدرة اهللا سبحانه وتعالى وبمساعدة بعض المنـاهج

.. العالجية والسلوكية

الية النفس الغير الواثقة في العمل قد يحملك نفاقك في العمل عمل وال تستطيع أنهناك إشكلكـن طيـب .. حتى يستخدمونك إنسانا ال تعارض ال تمانع لماذا ؟ إنسان طيـب .. تقول ال

والخالصـة اهللا .. قادرين على تكييفه مـا يقـول ال ) صحيح(بالتعبير قصدهم باللغة العامية ..ذا ويشغلونه الليل والنهار مشغول واهللا ك

إشكالية دينية أن تتنازل عن بعض المبادئ التي يجب أن تتنازل عنها فال تقعد معهـم بعـد ..الذكرى ، الخانع الذليل ال يستطيع أن يقوم حينما توجد المعاصي

.. النفس الواثقة هذه مطلب ديني لك أيها اإلنسان .. إذن النفس المطمئنة

.. قق دين اهللا على األرض مطلب لكي تح .. مطلب لكي تحقق لك السعادة لك أنت أيها اإلنسان

مطلب لكي هي الطريق المعبد بإذن اهللا أو واحد من الطرق المعبدة إلـى الجنـة بـإذن اهللا ..سبحانه وتعالى إن كان معها صحة في المنهج

ي صلى اهللا عليه وسـلم أشـار نحتاج إلى هذه النفوس والنب.. إذن نحتاج إلى نفوس واثقة

)خياركم في الجاهلية خياركم في اإلسالم : ( إليها في مواطن كثيرة ) إذا فقهوا : ( يتكلم عن الشخصية ثم يضيف .. يتكلم عن البنية النفسية

..قالها صلى اهللا عليه وسلم تلـك .. نـة انظر تلـك الشخصـية المتز : وإن أنسى ال أنسى أيها الكرام ثمامة بن هتاف

.. الشخصية المتوافقة مع حاجاتها مع ذاتها حتى قبل إسالمه رضي اهللا عنه لكن عرفوا أنه .. كلن يسير قريبا من المدينة ربما كان تائها فرآه نفر من الصحابة ما عرفوه

.. رجل كافر ذلك الرجل فأخذوه وأتوا به إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم .. عليه وسلم فربطه في سارية من سواري المسجد فعرفه النبي صلى اهللا

) ..يا ثمامة أسلم : ( كان يمر عليه كل يوم فيسأله ) .. إن تعف تعف عن شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم ( قال يا محمد

.. انظر االتزان في التعبير الداخلي .. لننسى أنه كافر أيها الكرام .. انظر إلى النفس المتزنة إن تعف تعف عن شاكر وإن تقتـل : ( بهدوئه بطمأنينة بثقته في نفسه من الداخل لم يصرخ ) ..تقتل ذا دم

فيتركه النبي صلى اهللا عليه وسلم ثم يعود إليه في اليوم الثاني فيسأله فيجيب ثمامة بـنفس .. الجواب

ثمامـة ذات ثم يأتي النبي صلى اهللا عليه وسلم باليوم الثالث فيسأله ذات السـؤال فيجيبـه ..الجواب

فخرج إلى أقرب بئـر مـن المدينـة .. ثم يأمر النبي صلى اهللا عليه وسلم بإطالق سراحه فاغتسل ثم دخل إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم يشهد أن ال إله إال اهللا وأن محمدا رسول اهللا

.. ان يتعامل بها مـع النبـي إن الثقة التي ك.. لم يشهدها بقوة إيمانه ألنه بالكاد اآلن قد أسلم

عليه الصالة والسالم بتلك النفس هي ذات النفس التي أخرجته إلى البئر وعادت به إلى النبي ..صلى اهللا عليه وسلم شاهدا أن ال إله إال اهللا وأن محمدا رسول اهللا

هم لبيك الل( بنفس النفس واسمحوا لي على الجرأة التي دخل بها أول رجل يدخل مكة ملبيا ما كان اإليمان وحده كافيا إنما .. ألنه تربى أياما قليلة عند النبي عليه الصالة والسالم ) لبيك

.. ( فاجتمعت نفـس مـع إيمـان .. كانت تلك النفس القوية ثم غلفت بغالف اإليمان العظيم ) خياركم في الجاهلية خياركم في اإلسالم إذا فقهوا

النفوس ذات الشخصية الحقيقية المنهجيـة هـي .. نفوس السوية ال.. إن النفوس المطمئنة .. مطلب

.. ليست عندي يجب أن أوجدها في ذاتي .. إذا كان عندنا يجب أن ننميها .. أن أبحث عن طريقة أن أستمتع

!! .. مع زوجته مع بنيه أيها الكرام ؟.. ما بال بعض الناس يعيش نكدا مع نفسه إنما مـا .. ليس بالضرورة مريضا نفسيا ذلك اإلنسان أيها الكرام .. رة ألن نفسه غير مستق

! ما نظر ما هي القيم التي يحبها التي يكرهها وتعامل معها .. عاش استقرارا داخليا مع ذاته .. ما حاول ربما أن يفهم حقيقة أطروحة هذا الدين

!ربما بعضهم يشعر أن هذا الدين ثقيال عليه .. استقر سيرة النبي صلى اهللا عليه وسلم .. ين افهم هذا الد

.. ولذلك أنا أتمنى لو في التربية نركز على قراءة السير في تربيتنا ألبنائنا وأجيالنا .. ونركز على حب النبي صلى اهللا عليه وسلم

انفعالية إن العالقة في هذا النبي بهذا الدين بهذا النبي الكريم بهذا الدين الكريم يجب أن تكون ما الذي ثبت عبد اهللا بن حذافة رضي اهللا عنه حينما أتوا به .. فيها قناعة معرفية بهذا الدين

!! عند هرقل الروم :نستمع إلى هذه القصة في التاريخ

!أين عظمة عبد اهللا بن حذافة ؟.. انظر إليه إنه عظيم .. انظر عبد اهللا بن حذافة من الطبيعي أيها الكرام أن ال يفتتن وهـو تحـت حـد .. تتن بها أتوا بامرأة جميلة فما اف

.. من الطبيعي أال يكون عنده نشاط جنسي في تلك اللحظة .. السيف والقدر يغلي من أمامه حاولوا .. يعرف أن النصرة للمسلمين .. ما افتتن أن أولئك الكفار عرضوا أن يكون عندهم

! ..حاولون ويرفض به ثم استمرت القضية تلو القضية ي

وإنمـا -ولم أسرد القصة كلهـا -وحينما أخذوه .. ثم أخيرا أرادوا أن يلقوا به في القدر .. بكى عبد اهللا ابن حذافة !! بكى عبد اهللا .. شاهدي هو أن أرادوا أن يلقوا فيه القدر

..تحطم ذلك الجبل الكريم .. فرح هرقل والروم بكى عبد اهللا أوتوا به إلي !بمعنى أغيرت رأيك يا عبد اهللا ؟) ما يبكيك يا عبد اهللا ؟ ( تعال يا عبد اهللا

ثانية أقول أقرأ نظـرة أحـرف –بهدوئه –ما يقولها بالضجيج والصراخ -لكم تمنيت: قال التاريخ بها ألنفس أولئك المستقرين نفسيا أن فهموا منهج الدين وعبروا عن ذواتهم غايـة

..التعبير كم تمنيت أن كان لو كان لي بكل شعرة في جسدي نفسا تموت في سبيل اهللا يـا هرقـل ، ل(

!! )أينفعكم مثلي هذا عقاب ؟ : ثم انتهت القصة بالتقبيل التي تعرفونها ثم عمر ابن الخطاب قبل رأسه وقال

..حق على كل مسلم أن يقبل رأسه

.. أن نطمئن إلى هذه الذات .. إذن أيها الكرام نحن بحاجة أن نعود إلى ذواتنا .. لكل ذات بنية نفسية خاصة أيها الكرام أيهم أقوى في الحق أبو بكر أو عمر ؟: سؤال أداعب به طالبي في كلية الطب

.. عمر يا دكتور يقولونه الطالب ! أين عمر في حروب الردة ؟: أقول

!أين عمر حينما مات النبي صلى اهللا عليه وسلم ؟ولكني أقارن بأبي بكر ، كان في بنيته .. أكان ضعيف الشخصية حاشا وكال .. تأثر عمر اهتز

أنظر إليه في الجاهلية وفي اإلسالم البنية الشخصية الطبيعة أعني بهـا .. الشخصية الهدوء عمر شخصيته قبل اإلسالم التي هي الشدة هي التي بعد اإلسالم لكن وجههـا .. هي الهدوء

.. للحق

وحتى النبي صلى اهللا عليـه .. نحتاج أن نفهم ذواتنا وأن نقوم فيها ما نستطيع التقويم إذن وسلم علم من ذلك في نفس عمر فوجهها التوجيه المبارك

.. لكي تنفس هذه القوة في الحق في مواطنها الطبيعية

إذن نحتاج ثانية أن نركز على ذلك لماذا ؟ المجاملة ما سموها إنما هو نفاق فيما يتعلـق فـي .. لنفاق ألن ذلك يمنعنا من الوقوع في ا

عالقتي ..استقامتي ..وأيضا من فوائد ذلك أن أجد راحة في نفسي أيها اإلنسان.. أمور الدين .. مع ربي

اللهم : مع نفسه دائما إذا سجد أو ذهب إلى العمرة أو الحج بعض الناس الذي ال يعيش ثقة ... ن اللهم حسن عالقتي مع زوجتي اللهم كذا حسن عالقتي مع زميلي فال

! ال بأس بالدعاء أيها الكرام لكن ما سبب اضطراب عالقته ذلك اإلنسان ؟لو هدأت هذه النفس لنشرت الهدوء في أغلب األحوال ليس .. ألن عالقته مع نفسه مضطربة

.. ه في العمل بالضرورة في كلها على نفسه على من حوله من زوجه من أبنائه من زمالئ

ال متكبر متغطرس وال ذليل خـانع ذلـك اإلنسـان ..راحة داخلية: من فوائد استقرار النفس .. فيستقر

.. قتل للمشاعر السلبية المرضية في نفسي أنا أيها اإلنسان حينما أستقر ة إن الذين عندهم استعداد لإلصابة بـاألمراض النفسـي .. أيضا وقاية من األمراض النفسية

حينما ال يستقروا مع ذواتهم قد تكون فترة من اإلدراك التي تفجر ذلك االستعداد الجينـي أو .. الوراثي لدى ذلك الفرد لإلصابة باألمراض النفسية

! كيف أنمي الثقة في نفسي ؟.. نصل إلى العالج

!كيف أجعل أيها الكرام هذه الثقة جيدة في نفسي ؟.. كيف أنمي هذه الثقة أن تكون صريحا مع ذاتـك أيهـا .. أن تتفق في جلسة صريحة مع ذاتك :بتداء الصراحة ا

الكريم أمام هـذه الـنفس التـي تريـد .. صراحة مباشرة ، ال تكون مجامال ألنك لست أمام غريب

..تقويمها ..إنما يكون هو الحوار الصريح

ثم دعم هذه اإليجابيات ثم الذهاب إلى . . تحديد اإليجابيات.. خطوة أساسية :تحديد السلبيات .. وأبدأ بعالج األهون منها فاألشد فاألكثر شدة .. السلبيات وجعلها في قائمة متدرجة

ألني إذا بدأت باألقل فإني احتمال النجـاح ! هذه طريقة تدرجي في التعامل مع عيوبي لماذا ؟وهذه نظريات من نظريـات علـم واالنتصار على ذلك العيب هو أكبر ثم يأتي مردود نفسي

النفس .. تقوي ذاتي من الداخل فأنطلق وهكذا يكون العالج السلوكي في عالج اإلنسان لذاته

ليس معنى الوضوح عدم قدرتك على التعبير عن فالن أو ضد ..الجمع بين اللباقة والوضوح

: فالن حينما يكلمك أو يخطئ عليك ما لم تقم وتشتمه ال ..أخي الكريم بارك اهللا فيك أنا أعتقد وأرى رأيا آخر أننا لو فعلنا كذا وكذا واهللا يا

أنت عبرت عن رأيك بأسلوب ممتاز بأسلوب جيد فيه ذكر اهللا ذكر النبي صـلى اهللا عليـه وسلم

..فانتشرت السكينة في ذلك اللقاء وفي ذلك الحوار درب جسدك أن تدرب أيضـا عينيـك أن ما تستطيع أن تتواصل بصريا معه يجب أيضا أن ت

اسـتخدام .. تدرب أيضا نبرة صوتك ربما تحتاج إلى مراكز تدريب المهارات ال بأس في ذلك .. أنا جرئ أنا واثق أنا كذا أنا من ساللة النبي : بعض العبارات ترددها على نفسك

ـ : في األطروحات الغربية هناك الكلمات ن ال أرى الـنفس أن أنا جرئ أنا قوي أنا واثق لكأنا قوي أنا عزيز باهللا أنا واثق بنفسي : إنما الروح تمزج معها فتأتي القوة .. تطرح لوحدها

.. أنا أحب النبي أنا على طريقة النبي أنا قادر على التعامل مع اآلخرين ـ .. أنظر حينما نجعل النفس تتناقض مع الروح بإذن اهللا سبحانه وتعالى ر هذه الـروح تنش

..الهدوء على النفس فإننا إذا تعاملنا بطريقة نفسية بحتة فتكون ناشفة من الداخل طريقة تقليديـة ال تكفـي ألن

العالج يجب أن يقوم أيها الكرام على طبيعة المجتمع وال يقوم على طبيعة المجتمعات األخرى ..ما دام عندنا مقومات معينة نوظفها في أساليب العالج ..

ـ وأعيدها ثانية ـ أن اللباقة والوضوح مفهومـان نقتنعساليب أيضا أيها الكرام أن من األ .. فنركز على هذه الحقيقة وأعدتها ألهميتها أيها الكرام .. متكامالن ال متضادان

ماذا يقول الناس عني؟ : ال أنشغل بالطرف اآلخر ..عدم االنشغال بالطرف اآلخرمن الوسائل ! .. ما رأي فالن ؟! ي خارجي ماذا يقول الناس ؟الأجعل مركز تحكم

ال بأس أن االهتمام بعرف الناس أمر حسن لكن االهتمام بأوامر اهللا بأوامر النبي بحاجـاتي النفسية المباحة والشرعية هو أولى من االهتمام بحاجات الناس الطبيعية وليست المفروضة

..أو العرف الشيء الواضح عند الناس

وإذا قلـت ال .. تستوي وأشرنا لها ابتداء عند كال ونعـم ليب أيها الكرام أيضا أن من األساإنها لغة مـن األدب .. واهللا ربما لي رأي آخر أيها الكريم : فقل .. تقولها بصريخ وضجيج

.. ال يا أخي أنا ما أرى هذا الرأي : ليس الخنوع وإن اضطررت فقل ..مة حسب المتلقي اآلخر تقول هذه الكل

حتى في العالقة الزوجية كثيرا من المشكالت الزوجية ، بعض النساء ال تهندس عالقتها مع .. زوجها وبعض الرجال ال يهندس هذه العالقة

واهللا تأخر علينا في البيـت وهـو : يأتي الزوج مثال متأخر ماذا تقول له هذه الزوجة تقول ! .. ينفعلك هذا الشيء ثم يخـرج مـن بيتـه أبتأخر ونص وأنت ما : يشتغل في عمله مثال

..واهللا تتعب نفسك في العمل تتأخر كثير اهللا يعينك : طيب ممكن تقولها بطريقة أخرى ..واهللا يعينكم أنتم علي ، أنا واهللا اللي تعبتكم بهذا التأخر ، إذن أدبته وعادته إلى البيت ليس خنوعا أيها الكريم بهذه الكلمة إنما ..إنما اللباقة الموزونة هو استخدام العبارة

..هو المنطقية وهو التعادل على ( النبي صلى اهللا عليه وسلم حينما رآه رجالن من األنصار وكان يسير مع زوجته صفية

..ما كان في حاجة إليهم ) ..رسلكما إنها صفية نما من فقه التعامل مـن أستشهد في هذا الجزء أو هذا الجانب من الموقف ما كان بحاجة وإ

.. فقه إدراك النفوس أرادها النبي صلى اهللا عليه وسلم .. ويعرض في الناس ثم يواجه حاطب بن بلتعـة "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا " حينما قال

..ثم ماذا فعل مع زوج خولة بنت حكيم حينما جاءت في الظهار

.. فنسايس أنفسنا ومن حولنا لما هو مناسب تختلف طرق التعامل .. إذن تختلف النفوس .. لن تستطيع المسايسة إن لم تبني نفسا واثقة

.. تستقر مع ذاتها .. لن تستطيع التعامل الجيد إن لم تبني نفسا مطمئنة وأن رفض اآلخرين لكالمي ليس .. أن رفضي ألمر ما أيها الكرام ليس رفضي لإلنسان اآلخر

..ما للموضوع الذي تحدثت فيه رفضا لذاتي أنا وإنأنت مخطئ ، يجـب : قلت كالم فقام أحد الفضالء .. يجب أن نفصل بين ذاتي وبين ما قلت

إلى الموضوع محط الحوار ، ! علي أال أتأثر، ما هو الصواب جزاك اهللا خير ، أنقله إلى ماذا ؟ أبعده عن ذاتي

في الرأي بارك اهللا فيك : ي بعض الشيء وكذلك حينما أخاطب اآلخرين قد أختلف مع هذا الرأفي الرأي في الرأي .. جزاك اهللا خير على هذا الرأي لكن في الرأي أعتقد لو فعلنا كذا وكذا

أعديها لكي أخرج الحديث من الشخصية إلى الموضوعية محط الحوار وهو األمر المهم أيها ..الكرام

.. أن حب الذات ليس النرجسية

حينما تلتفت إلى بنائها لست نرجسيا يحب الذات يهـتم .. ناء ذاتك أيها الكريم حينما تهتم بب ..بها ال يهتم باآلخرين

إذا استقررت فـإنهم .. إن أول خطوة في اهتمامك بأبنائك وزوجتك أن تهتم باستقرار ذاتك .. ما بال نساء كثيرات وأبناء كثيرين يتصلون يستشيرون في األمور .. سيستقرون

لو استقرت لهدأ أولئك األبناء .. فس أب غير مستقر أو أوالد يتصلون نفس أم غير مستقرة ن .. أو أولئك األمهات أيها الكرام

وأال نكون أميين في التعامل مع الذات .. إذن نحتاج أن نكون متنورين واعين لحاجات ذواتنا

.. خلف ميم إن صحت العبارة تسـبق أال نعيش خلف شهادات خلف دال تسبق كلمة اإلنسان ،

.. يحميني من الناس أنا أيها طالب علم ) بشت(المهندس أو ألف تبسق أستاذ أو .. يجب أن يحميني ربي ابتداء وتحميني نفس مطمئنة أسير بين الناس وكأن الدنيا هادئة هذه

اتجهوا هـذا االتجـاه .. االنتفاخ واالعتزاز باهللا.. ال ننتفخ بشهاداتنا ال ننتفخ بما حققناه ال .. فتطمئن نفوسنا

إن الوحدة التي تأتي .. أنا أدعوكم أن تستقروا مع أنفسكم حينما تمروا بمرحلة السن الكبير : إليك في السن الكبير لن يحميك إال أمران بعد توفيق اهللا

.. إيمان حقيقي منهجي باهللا ، ونفس مطمئنة هادئة .. افقة مع حاجاتها هذه النفس الهادئة المتو

!أهذا بسيط .. ما بال بعض كبار السن مضطرب قلق ذلك اإلنسان وبعضهم هادئ بسيط ..ليس بالبسيط وإنما متوافق مع حاجاته الداخلية

ليس التوافق مع الحاجات الداخلية أفعل ما أردته من المعاصي بل أقـوم الـذات وأروضـها نفسه أن روضها هللا سبحانه وتعـالى وأطـر هـذه ترويضا كما فعل أبو حفص في ترويض

وجعل هذا القوة فقط بالحق حينما يخطئ بعض النـاس فـي النفس أطرا هللا سبحانه وتعالى ..بعض ممرساتهم

.. وأن تنسق ما تريد مع ما تستطيع ! .. أن تعرف ماذا تريد ؟

.. أريد كذا وكذا : اآلن يجب أن نحدد ماذا تريد !أستطيعه ؟أسأل نفسي هل

وجاوزه إلى ما تستطيع*** إذا لم تستطع شي فدعه أذهب إلى مـا .. إذن أكن ال أستطيع ال أفعله ألنه سيأتي الفشل فتنخدش نفسي من الداخل

..أستطيعه وأمارسه وأحمد اهللا على ما وفقني إليه وما أعطانيه وهذا قدر من اهللا

..مة أظنه يحتاج مراجعة منا عند علمائنا أيها الكرام في األ معنى اإليمان بالقضاء والقدرإن أن نسائلهم ثانية عن معناه الحقيقي قدموه لنا لكن نفوسنا ما شربته تماما ،

لـيس .. إن معنى االحتساب الحقيقي ـ ورددتها كثيرا ـ يجب أن نراجعه فـي أطروحتنـا اهللا وما صار ماذا نفعل وهذه الـدنيا قدر : اإليمان بالقضاء والقدر حينما تصاب أيها اإلنسان

.. إنه مرض إنه خور ليس هذا قبول القضاء والقدر .. وكذا الحمد اهللا ما قدر اهللا إال الخير وكذا ، هو فرح بنفسه ليس فرح بالخير من : ثم إذا أتاه القدر

اهللا وحينما كان المصاب هو ناقم على اهللا لكن ال يعبر بألفاظه .. نفسه تنطق تلك النقمة لكن عينيه لكن

أمر المؤمن ( إذن يجب أيها الكريم أن يستوي في حسك الخير والشر من اهللا سبحانه وتعالى ..واألحاديث في ذلك كثيرة )خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر كله

أن نربـي .. ويـة إذن نحتاج إلى برمجة في مناهجنا الترب.. يأتي االبتالء فيعرف أنه ابتالء .. شبابنا على المعاني ، على القيم الموجودة في نصوص الكتاب والسنة

أنا ال يهمني كثيرا شاب ال يصلي ركعتين بعد المغرب ال يحافظ على السنن الرواتب وهـو ال لو اخترنا واحدة من االثنتين الشك أن فعل االثنتين هو األفضل ال شك أن نربي .. يحب النبي

الثنتين لكن شابا ال يحب النبي ال يشعر بحب النبي صلى اهللا عليه وسلم ال يشعر بعظمة على ا : اهللا

! تخيرني بين من يتربى على حب النبي وعلى عظمة اهللا أو يصلي ركعتي السنن الرواتب ؟ ..أقول هذه لكن ال شك أن الجمع هو األولى

أهل الجنة قالها النبي صـلى اهللا عليـه عبد اهللا بن عمر بن الخطاب سمع أن رجال هو من فذهب إليه يسأل عن ذلك الرجل فاستضافه فجلس عنده وقال إني اختلفت مع عمـر .. وسلم

! أو بيني وبين عمر كما قال خالف فاستضافه ثالثة أيام ما رأى عنده زيادة عمل ألعمال ما جعل النبي ما عندك من ا: فقال له ما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ، بمعنى قوله

! نريد أن نفعل فعلك ! يصفك بأنك من أهل الجنة )ال أنام وفي قلبي على أحد من الناس شيء : ( قال

فأشرق في الطمأنينة على من حوله .. حينما اطمأنت نفسه ! : كيف استطاع ذلك الصحابي ؟نتجه إلى التربية السلوكية ال .. من هنا نستطيع أن نحقق الطمأنينة .. من الناس أيها الكرام

نعم .. مع أبنائنا ربما الطفل قبل المراهقة تسير معها التربية السلوكية يحفظ القرآن وكذا كذا .. يجب أن نشد فيه في تلك الفترة ألنه متلقي مثل المسجل يكون عنده مخزون

عاني ألنه يبـدأ لكن عند ما يقارب على نهاية الطفولة ودخول المراهقة يجب أن أتجه إلى الم .. بفهم المعاني الرمزية

!ولدي تعبني يا طارق : إشكاليتنا بعض الفضالء يتصلون ! لماذا ؟ واهللا يا أخي ما يسمع الكالم

أقول إحفظ القرآن ما يحفظ أقوله كذا وكذا ، ! نعامله كما هو الطفل ! طيب أعلمته معاني اآليات ؟

ه يا أخي ذلك الوقت ما فيه دش ما فيه كذا وكذا ، لو تريـد يا أخي كلنا ما تعلمنا دون معاني .. الفساد ما لقيت الفساد يا أخي الكريم

علمه معاني األشياء ، لما بعض الناس حينما يخرج عن الحدود يمنة أو يسرة وربما يكـون !!فيه شي من الخير والفضل قد يمارس بعض األخطاء ؟

.. عالقتها مع اهللا ما استقرت نفسه ما استقرت في .. .. ما استقرت في فهم حقيقة هذا الدين "أن تعبد اهللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ما استقرت في حقيقة معنى اإلحسان

أعتقد أني أطلت أعتذر على اإلطالة وأسأل اهللا سبحانه وتعالى الذي جمعنا في هـذا المكـان

آخر إخوانا على سرر متقابلين ال يمسهم فيها نصب وما هـم المبارك أن يمن علينا بإجتماع ...........منها بمخرجين وصلى اهللا وسلم على نبينا محمد

ــــــــــــــــــــــــــــ

)نحو نفس مطئنة واثقة ( شريط طارق بن علي الحبيب. د

حوریة الدعوة :حررت بواسطة »ولك بمثل : إ ذا دعا الرجل ألخیھ بظھر الغیب قالت المالئكة « مقال رسول اهللا صلى اهللا علیھ وسل

رواه مسلم وأبو داود