191
1 أرىغافل حتى لست بالول الجزء ا ل ـي مـوسى فـ طف ـ ر ان

ىرأ ىتح لفغلب تسل - SiteW.com...لاو ،لذل ةلم ش ةفرعمب ملي نأ عيطتسي هنأب م نسنأ روصتي نأ ،ن كمب ةلوهسلا نم سيلو:اذه

  • Upload
    others

  • View
    20

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

1

لست بالغافل حتى أرى

الجزء األول

انر ـطفي مـوسى فــل

2

3

4

5

الفهرس

7 ................................................................................................. األهـــداء

9 ................................................................................................... المقدمة

31 ............................................................................. تــمـازج الحضــــــارات

31 .................................................................................. انت ســعـــــادبـــــــ

99 ............................................................................ زهـد و زخـرف و زهـو

333 .............................................................. األخطــــــل و جــرير و الــفرزدق

339 ...................................................................... لـبنى و لـيـلى لهن القيسـيــن

371 ............................................................... لعـــزة الكثير وبثينة لــــها الجميل

6

7

األهـــداء

إلى كل من يريد الهروب

فيلجاء إلى كتاب يتصفحه

معرفةالتسلية واليجد فيه

!فينظر إلى الماضي وروعة التذكر

سترخاءيقع عندها في متعة اللذة واإل

عن باله؟ ه وغاببما عرف

( الرجاء التزود لهذه الرحلة بالمنجد أو قاموس اللغة العربية، ولكم الشكر: مالحظة خاصة)

8

9

المقدمة

أحس في نفسي دبيب الفناء

ولم أصب في العيش إال الشقاء

يا حسرتا إن حان حيني ولم

تح لفكري حل لغز القضاءـي

بهذه الرباعية لعمر الخيام من ترجمة أحمد رامي، أبداء رحلتي العبثية العشوائية، أحمل

بأنني سأصل إلى ما يرضي ،وليس غرور ،وعندي قناعةعلى كتفي فتات زاد ضئيل،

؟رغبة إقتناعي

،في رحلة الهروب هذه، سأقوم باإلبتعاد عن ما يجري حولي من هموم الدنيا ومصائبها

حريف مسارها، وكم هي ينا كحتمية القدر، ال خيار لنا فيها وال حتي في تالتي تنزل عل

التي تنهال علينا، حيث ال حول وال قوة لنا، نجابه تلك الحمولة الوازنة صعبة التحمل

ضرباتها المتكررة اليومية بسالح عدم اإلستطاعة على مجابتها، فنحتمي خلف جدران

لخنوع في نا فيه من رجاالت المجابهة، لقد عشعش ا، فنحن نعيش في واقع لسوهننا وعجزنا

فماذا فالهروب من يوميات حوادثنا وأحداثنا، محزن ومخزي، خلفية عقولنا المتحجرة،

؟ نفعل

فبالدنا أصبحت صادراتها من الدعاة والمبشرين، وتحولت وارداتها إلى جنائز، وكما قال

:الصافي النجفي

بالحافظين مطهـرا ومعقما ها ـندب الفساد لها فرمت أصو

لكن عيـيت بأمـرها فتـركتها لما رأيت فسادها مستحكما

10

، (بدون إستثناء ) أستشرت األمور الملتوية في جميع مجتمعاتنا من الخليج إلى المحيط

". الحبة إلى قبة " وساهمت الفضائيات في الكثير من تحويل

م األعياد، حيث يرتاح رجال السياسة فيها، ويضعون فكم هي على قدر مهم وملحوظ أيا

تهداء تصريحاتهم في األدراج أو على أشرطة التسجيل المريء والمسموع، في تلك الفترة،

وبذلك األعصاب وتستكين العواصف، فرجالنا األشاوس هم بحاجة إلى الراحة مثل سواهم،

التي يحملونها على الحلول لها وادين مخلصين إليجاد التي يعملون ج ،نايركنون هموم

. أكتافهم بال كلل وال ملل

من عناء السفر إلى أوروبا جارتنا، وشرم في فترة األعياد والمناسبات، فيعانون لوحدهم

تنعم عائالتهم بفرصة العيد، وبذلك تصلنا نحن الشظايا المريحة لعدم والشيخ والغردقة،

؟الذم والقدح فيما بينهمب جوههم النيرة وفصاحتهم المبدعةمشاهدة و

في فترة الهدنة هذه، سأدعو من يحب مرافقتي في جولة بعيدة عن األمور الراهنة، وبال

ذكريات الماضي القريب رحلة بين الخيال والماضي البعيد، وبين ال تكاليف، بتكلف و

.المعاصر مع مرور الزمنالمخضرم و

ء هذة األمة، نمت بين قلوبهم قابلية تجوال بين كلمات وروائع مبدعين من رجاالت ونسا

الفكر في ومضة من الزمن، يظنها البعض قد تالشت، ولكنها بعد عبور العقود وعبرها

، فاستوفت حق تواصلت بمثيالتها، فتجددت وصارت الومضة منهجية واسعة األفق والخيال

فلربما سهامها بالقرب ممن يستدرك فهمها، فيعيد رماية تلك السهام، تسقطوجودها،

ة، وأمور هللا جارية على إذاللها، ألن مقدرون العتراف قانأصاب وأجاد فسجل تفوقه بإ

؟سنتها التكرار والتجربة ،للحياة حركة

، فيكون فيها العون لفهم واقعنا ومحور وجدتهال إليها روابط وقواسم مشتركة إن سعيت

من ظواهر الطبيعة اإلنسانية زخم العطاء المدرار في مجاالت عدة، ليزداد تفرس مستقبلنا

.والعلوم واآلداب، فعندما ندرس حركة التحول نعرف كيف تتحرك الحركة

11

كي ابو بين عمر الخيام وأحمد الصافي النجفي و أحمد رامي، و أحمد الصراف وأحمد ز ما

وابراهيم العريض، ووديع البستاني، وعيسى اسكندر ،"عرار"شادي و مصطفى وهبي التل

ب الشرق السيدة أم كلثوم وإلى جوارها كضف إلى هؤالء وغيرهم كوكب من كوامعلوف، أ

، وبيرم التونسي، وعبدهللا الفيصل، ومعهم رياض السنباطي، ومحمد أبو فراس الحمداني

وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وحليم وبليغ حمدي، القصبجي، ومحمد عبد الوهاب،

وفي وأحمد الحفناوي والكثير الكثير الرومي وتوفيق الباشا واألخوة الرحابنة وفيروز،

وخليل الياس أبو شيكة، أبو ماضي، ومي زيادة، اهم جبران خليل جبران، وايليتمقدم

لعقاد، ، وأحمد شوقي، وعباس محمود امطران، وبولس سالمة، ومارون كنعان وسعيد عقل

، ووغيرهم والشيخ علي الزين وجورج جرداق وفي رأس القائمة فؤاد افرام البستاني

ثورة الدمشقي نزار قباني، ثورة بكل ما تحمله معانيها اهرة العصر في القرن العشرينظ

صنام الوزن ونصوص التعبير، فجاش ر والنظم واألدب، حطم فيها نزار أفي إطار الشع

به صدره من عواطف ومشاعر تخطت المحرمات والممنوعات، بعفويته وبما يختلج

الخط األحمر األخالقي؟" ما قالوه"فانهالت عليه التهم بالمجون والعبث، لقد تخطى حدود

! بور عمر الخياماوتناسوا بأن نزار كان على خطى الفارسي ابن نيس

ولكني سأستعيض عن جمع شملها، رحلتي كشكول مقتطفات النهاية لها، فلم ولن أستطيع

!بل هي أحداث حدثت بالفعل والقول جمع الشمل بنوادر وحوادث ليست مبتدعة

بأنه يستطيع أن يلم بمعرفة شاملة لذلك، وال وليس من السهولة بمكان، أن يتصور أنسان ما

:مثل هذايظنن آخر بأن الصدفة أتت ب

فكم توالى الليل بعد النهار

نجم هذا المداروطال باأل

ن هذا الثرىمش الهوينى إفأ

من أعين ساحرة االحورار؟

12

13

اراتــــــازج الحضـمــت

بداع، محمودة التوصيف، بل فضيلة من الفضائل علوم األدب هي رياضة الفكر واإل

وسهولة بعد حدود الخيال، بالوصف وحسن النظر فيها ممارسة التفكير إلى ألمميزة، ا

لشعر فهي اب حركة مجتمعها المعاصر، بالنثر أم ستعمال ألفاظ تعبير عنبإ و المحاكاة،

ر الخيال والطباع، تأثير فعلها فيه حتمية تهذيب النفس البشرية، يصولت واعية نتاج عقول

.وثقافة العقل و تقويم اللسان

عربية التي كانت تسكن لغة األمة الوما اللغة العربية إال إحدى اللغات السامية، وهي

.الجزيرة العربية في الطرف الغربي لقارة آسيا

:على ثالث طبقات كانوا وينطقون باللغة العربية السليقة، الذين سكنوا الجزيرة كانوا

، مجموعة من القبائل " الجاهلية"تسمية ب تعريفهم العرب البائدة، وكان: الطبقة األولى

.عمليق، وعبد ضخم طسم، جديس، عاد، ثمود، :ومنها

كهالن : العرب العاربة وهم بنو قحطان وكانت مضاربهم اليمن ومن قبائلهم: الطبقة الثانية

.وحمير

لممتزجون العرب المستعربة وهم بنو اسماعيل الطارئون على القحطانين وا: الطبقة الثالثة

.ونزارعرفوا بالعدنانين ومنهم قبائل ربيعة ومضر وإياد بهم بالنسب واللغة، و

، أقوام من سالم، فاختلط بهذه الطبقات الثالثجاء التوحيد ونزل الوحي وهيمن اإلثم

ومن وراء ( األخضر ) كانت منتشرة في بقاع األرض من المحيط األطلنطي سالالت

".سومطرة"و " جاواه"بحر فارس ونهر دجلة، ومن أعالي النهرين إلى

شحيح ،، الحجاز قليل الوفر والماءلحجاز واليمنالجزء الغربي من الجزيرة، كان قسمين ا

أما اليمن؟ كان مشهور الغنى ،مكة والمدينة والطائف: أشهر مدنهالعطاء والكالء، ومن

السدود تسبب السيول الجارفة، فأنشأتالتي كانت ،والخصب والحضارة، كثير األمطار

.وعدن ،وجران ،صنعاء :للتحكم بتصريف مياه األمطارالمتجمعة، ومن أشهر مدنه كانت

14

.بالقرب من صنعاء" مأربسد العرم في "كان ،من أشهر السدود و

ان وك" سام بن نوح " من نسل كانتعرب الشمال وعرب الجنوب، أنساب وأحساب

.ينو الحبشي ينواآلرامي ينوالفينيقي ينوالعبراني ينواألشوري ينالبابلي :منهم

( اليمن )بداوة، وعرب الجنوب يعيشون عيشة ( الحجاز ) الشمال وبشكل عام كان عرب

.يعيشون عيشة حضارة

شعب :فاليمانيون يتفرعون من فرعين كبيرين حجازيين ويمانيين، ، :قسمين العربوكان

، طيء، وهمدان ولخم وكندة: من أشهر قبائله تكهالن وشعب حمير، فشعب كهالن كان

.قضاعة، وتنوخ، وكلب :من أشهر قبائله توكذلك شعب حمير كان

بكر وتغلب، : ومن أشهر قبائل شعب ربيعة ربيعة ومضر،: والحجازيون كانوا فرعين

.قريش كبرهاوأ ،قيس، وتميم وهذيل وكنانة: وكان من أشهر شعب مضر قبائل

دة ومختلفة األعداد، ومما وكل قبيلة من تلك القبائل كان ينتمي إليها بطون وأفخاذ متعد

ليه بأن عرب الشمال لم ينحصر تواجدهم في الحجاز فحسب، وكذلك عرب شارة إيجب اإل

الجنوب لم تكن في بالد اليمن فقط مراكز تواجدهم، بل كان هنالك فيما بين الجنوب

، وكان في اليمن والشمال صالت ومصاهرة وترحال، فكان في الحجاز عرب من اليمن

.عرب من الحجاز

ة وحميرية، وكان الفرق بين اللغتين عظيم في األلفاظ وفي كذلك انقسمت لغتهم إلى مضري

، وهي باألصل من اللغة السامية، ولقد جزم الباحثون بأن الصيغ والتراكيب واللهجات

اللغة العربية بكامل فروعها ولهجاتها هي من أقرب اللغات إلى اللغة األصلية التي تفرعت

منها اللغات السامية ؟

لسبب واضح ( " لغة قريش" بعدها لما صار) طغت لغة الحجاز سالم وعندما جاء اإل

وهو نزول القرآن الكريم بلسان عربي مبين، أضف إلى ذلك الدوافع األخرى من األسباب

.السياسية واألقتصادية

15

األدب ) تحت تسمية هفيعركان ت مات آنذاك ظاهرة مميزة وملفتة لفي العصر الجاهلي كان

فه سشتقاق هذه التسمية من الجهل ولما كان يغلب فيه من الء إ، ولربما جا(الجاهلي

ما تناقله الرواة عن الحالة ب واألنساب والعصبية الحادة، وكثر بذلك والفخر ومعاني الحس

.جتماعية في تلك الفترة بواسطة الشعر واألمثال والروايةاإل

إمارة الحيرة في : كان على تخوم جزيرة العرب الشمالية إمارتان كبيرتان وفي حينها

العراق بجوار بالد الفرس، وإمارة الغساسنة في الشام بجوار الرومان، وكان يحكم هاتين

، وكان سكان األمارتين أمراء من العرب يتبعون في نظامهم المحلي نظام الدول المجاورة

د الجنوب يعيشون عيشة حضارة يزرعون ويصنعون، وكان الترف عند الغساسنة في بال

يحتقرون الزراعة والصناعة والتجارة كان أهاليها( بالد الحجاز)أما في الجزيرة م،الشا

و الكالء والمرعى، ويأكلون ، فيسرحون بها نحواألغنام ويعتمدون في معيشتهم على األبل

.األنعام مما تجود به

صب، ألسس الحياة والتع الكياني عيشة الجزيرة كانت قبلية، ووحدة القبيلة كانت البنيان

فالكل ينتسب إلى نسبه ويفاخر به، ويحنو على من يشاركه بذلك، ويسير الجميع على

هلها من العدوان، وتطالب بالثأر، ، فالقبيلة تحمي أمنهج القبيلة في الخطاء والصواب

:فهو مرجع الجميع في تطبيق األعراف الخاصة بقبيلته ،وعلى رأس كل قبيلة سيدها

غويت وإن ترشد غزية أرشد وت وما أنا إال من غزية إن غ

، وغزو وتفاخر بالرجال والمالالعالقة بين القبائل عالقة عداوة وفي األغلب كانت

:وتحالفات حسن جوار قليلة

صبنا أو نغير على وتربنا إن ا فى ـيشتـف ن ـواتري ار علينا ـيغ

فما ينقضي إال ونحن على شطر قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا

هو اإلبانة عما في النفس من األفكار، وفيه مدعاة إلى المعاونة : والتخاطب التكلم

والمعاضدة، والذريعة إلى تسهيل أمور الحياة، ووصف مرافقها للتجول والترحال، ومنه

ن تنبعث شرارة المنازعات والمشاحنات وما يليها من تفاخر وحض على الثأر وتعبير ع

16

نا تأتي براعة الحديث واإلنشاء نتصار، وبالتكلم تنتقل األخبار والقصص، وهنشوة اإل

مع المعنى األصلي عن طريق اإليجاز والتبسيط ستعمال المعاني الوضعية التي تتناسببإ

.العقلي العادي اإلستيعاب بحيث ال تخرج عن قدرة

في الكثير من الحاالت ثر أو بالسجع، و، بالشعر أم بالنالتحدث أوالتكلم، هو المخاطبة اآلنية

.تكون األمثال والحكم نواة التخاطب

، وتعتمد أول والمتلقي مرسلمسافات بين العن بعد وبعدها تأتي الكتابة، وفيها المخاطبة

.كتابته وعامل التنقل بين الطرفينذي بدء على خط الحديث ب

ختصار في المخاطبة اآلنية يكون اإلوالتعبير، وبداع في النص غة واإلتطل البال في الكتابة

بداع في نصوص الكتابةمع التأكيد بأن البالغة واإل سيد الموقف في حالة التحدث العادي،

.معتمد وشاعر كان لكل قبيلة خطيب، فال تختفي في مواقف الخطابة والتوجه إلى الجماعة

لحد األدني يكون بين شخصين، له شرط أدنى ليكون على هذه الصفة، ا التخاطب والتحدث

إن تقلص وة الصفة، شرعي تحدث ومتلقي يتبادالن األدوار فيما بينهما، إن زاد العدد تبقىم

.نتفت صفة التخاطب وصار لها تسميات ذات صفات متعددةإلى شخص واحد، ا

ميع في نفس المكانن الجتحدث المباشر طالما أن ال تأثير لهما في نعوت الاالمكان والزم

حيث بواسطتها ،التقنيات الحديثة من جاءت الخدعة في عصرنا الحاضر،والزمن، و

مكانيات تقنية وهناك إ ،للمتحدث( شاشة تلفزة ) يجتمع بالزمن المتلقي مع صورة ضوئية

لتبادل التخاطب، إن كان الطرفان في أمكنة متباعدة، شريطة أن يكون نقل الصورة

.لتوقيت؟آنية الزمن واالضوئية لكالهما

، ومنها األمكنة العامة متعددة ،(متنوعةالبدون الخدع التقنية )أمكنة التحدث المباشر

، على ومنها الصالونات والديوانيات أو في المجالس الخاصة النوادي والمساجد والكنائس

لحوار بين ارية المفعول طالما هنالك تبادل لتبقى صفة التحدث والتخاطب سو، سبيل المثال

فين، وما عداه فهو خطبة، يلقيها متحدث و يتلقاها شخص أو مجموعة، دون حوار الطر

.فيما بين الطرفين

17

، هي خطبة مباشرة من فم إلى أذن، إن دخلت عليها التقنيات مشترك الخطبة في مكان

الحديثة أصبحت بث مباشر عن بعد، جمع التوقيت بين الطرفين وتباعدت المسافة،

مشترك زمني جامعيوجد في اإلعادة الووبفضل وجود التقنيات يمكن إعادة بث الخطبة،

.بين الخطيب والمتلقي الواحد أو المجموعة ،شخصي

بالصوت )ف، التهاتلة الناقل، وكذلك الكتابة المرسلة بوسي ومنها صل على أنواع،التوا

لكن ، (؟، ولها حدود معينةقوة الصوت وطول المسافة الفاصلةتحكم وذلك ب ،الطبيعي

الفيديو )والمخاطبة المرئية ( التلفون) تيح المخاطبة الغير مرئيةالتقنيات الجديدة يالتخابر ب

المستقبل يسوف تحمله فسوب وشبكات األنترنت بما حملته وما ا، وجاء عصر الح(فون

من أصول تواصل والحصول على المعلومات، و ستصبحمكانيات تقنية لتسهيل المن إ

التحدث والتخاطب والخطبة والكتابة والتدوين والمراسلة؟

خر والف( الغزل)الشعر عند العرب، فكان النسيب فطرة البداوة طبعت ناسها على نظم

في فترة الجاهلية و قبليتها وقبائلها كان نظم الشعر والمدح والرثاء والهجاء والوصف، ف

صناعة وال دراسة علمية، بل كانت تناك اطبع من الطباع من غير معاناة وال تكلف، وم

األلفاظ بمعانيها المتداخلة المتنقلة من غرض إلى آخر فيها تأتي، رتجالية وعفويةإ

.بأقتضاب جالئها وظريف تشبيهها

رت أبحاثهم بقواعد وأوزان وبعدها جاء المتخصصون بأصول اللغة وعلومها، فانهم

:لخليل بن أحمد وتلميذه األخفشللشعر ونظمه، حيث تبين وطبقات

: أن بحور الشعر ستة عشر وهي

المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الطويل،

.المتدارك الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب،

:وبعدها قام أبو الطاهر البيضاوي بنظمها في بيتين من الشعر

ويهزج في رجـز ويرمل مسرعا كامل بالوفر البسط يمد طويل

18

فيفا ضارعا يقتضب لنـا من اجتث من قرب لندرك مطمعافسرح خ

:للسيد أحمد الهاشمي" ميزان الذهب في بحور شعر العرب " في كتاب جاء و

البيت الشعري هو مجموعة كلمات صحيحة التركيب، موزونة حسب علم القواعد "

.والعروض، تكون في ذاتها وحدة موسيقية تقابلها تفعيالت معينة

:ولألبيات ألقاب

وهو بيت الشعر الواحد الذي ينظمه الشاعر مفردا وحيدا: اليتيم -

هي البيتان ينظمها الشاعر: النتفة -

على اثنين إلى ستة أبيات هي ما زاد: القطعة -

هي مجموعة من األبيات الشعرية تتكون من سبعة أبيات فأكثر: القصيدة -

:ولألبيات أجزاء

وء، المشطور، المنهوك، المدور، المرسل أو المصمت، المخلع، التام، المجز: وهي

:وهذه مفاتيح أوزان الشعر كما نظمها وسام اللحام، المقفى و المصرع،

وزنه فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلجميل البحور ما يطول ب: الطويل -

في بحور الشعر زاد المديد فاعالتن فاعلن فاعالت: لمديدا -

اطته مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلفي بس لم أرى قط مبسط: البسيط -

لنا من وافر األبحر عديد مفاعلتن مفاعلتن فعول: الوافر -

19

ما في األنام على األديم بكامل متفاعلن متفاعلن متفاعل: الكامل -

لنا هزج بأعياد مفاعيلن مفاعيل: الهزج -

تفعلن مستفعلمستفعلن مس برعشة من رجزنا قد نطرب: لرجز ا -

لبي نضار فاعالتن فاعالتن فاعالتوطني، رملك في ق: الرمل -

ا غدا عاقل مستفعلن مستفعلن فاعلان السريع م: السريع -

منسرح قد أطل من أفق مستفعلن مفعوالت مفتعل: المنسرح -

لن فاعالتالصبا أطلت الفراق فاعالتن مستفعيا خفيف : خفيفال -

يا جميل مفاعيل فاعالت مضارع: المضارع -

اقتضب بال سبب فاعالت مفتعل: تضبالمق -

ولن تجث الثقات مستفعلن فاعالت: المجتث -

ى الوصول فعولن فعولن فعولن فعولنسع إلى المتقارب: المتقارب -

فعلن فعلعلن أنغام المحدث ساحرة فعلن ف(: أو الخبب المحدث)المتدارك -

واعد الشعر من ق (القليل القليل) ما وردلتصميم والتعمد، كان مع سابق األصرار وا

السبب في ذلك ما كان إال وقفة احترام وتقدير لجميع الشعراء عامةوعلومه، والحق يقال،

وبصورة خاصة إلى شعراء الفطرة والسليقة، وإلى كل من جعل من الكتابة واألدب واللغة

إلى كل هؤالء وغيرهم ممن كتب بلغتنا العربية الشكر والتقدير ،وقواعدها شغله الشاغل

.الجميلة

الشعر والنثر فاليجوز التنكر إلى ما كانت عليه المقدرة اللغوية، في عصر الجاهلية،

في ساحة مكة وحول البيت العتيق، " سوق عكاظ " والخطابة، كان مسرحها السنوي

20

من جاء بمعلقة أو قصيدة أو خطبة، وعندما فمنهم والمنبر كان صعوده متاح للجميع،

تتفرق الجموع يبقى في باطن ذاكرتها ما جاء به كل مبدع من بنات أفكاره بالسليقة

إلى " عكاظ مكة" والفطرة والعفوية، وتنتقل كلمات اإلبداع على كل شفة ولسان من

ذاكرة هو "سهل ممتنع " شعب الجزيرة، وقفارها، تتنقل بين هضاب رمالها بمنقول

.الحفظ والتذكر الخارقة

استعمال األلفاظ في معانيها الوضعية، بما يتناسب مع المعنى األصلي بطريق المجاز،

، وبشكل آخر يصير إلى وضع جديد، لربما يأتي بنفس الفكرة ولكن بصياغة مختلفة

مقدرة يتناسب مع مفهوم األدراك المعاصر له، وال يتأتى ذلك بالصدفة بل بتأثير مفعول

الفهم عند الكائن البشري من خالل اإلستطالع والمطالعة، فيتسع أفق التخزين داخل ذاكرة

العقل الباطني، وتقترب مقدرة الفهم إلى حلقة المعرفة واإللمام، ويبقى ذلك في إطار ضيق

ال حدود نهائية لها، وما قال عاقل بأنه ملم " وسع المدى"مهما تعاظم حجمه، فالمعرفة

". عرفت شيئا وغابت عنك أشياء" كامل، بل قال الجميع وعارف

عندما تكتنز ذاكرة العقل بفعل المثابرة على المطالعة والقراءة، تتولد شرارة تفريغ

من وجهة نظري )المشحون بالتدوين والكتابة عنه، والدافع األساسي لهذه الشرارة

دراك، فينتج عنها التعبير اإلتنشاء من التحدي الذاتي إلختبار درجة الفهم و( ةالخاص

.بالتحدث والكتابة

دراك والفهم، وهنا تأتي مقدرة المخلوق تعبير تتوقف المعرفة عند حدود اإلوفي مراحل ال

وتنوع البشري بالتفاعل بين المتابعة والمثابرة للبحث والتعمق في دهاليز المعرفة

الزمن، زادت المتاهة وعظمت من السابقين لذلك، وكلما كثرت المصادر ومر مصادرها

رغبة حشرية الفهم والتعمق في البحث والمقارنة والمقاربة بين مختلف المصادر المتنوعة

الحقيقة المطلقة ( لم يصل إليه أحد)احل التفكير والتفكر للتقرب من المتعددة، وهنا تبداء مر

، لن يصل (لة المتكاملةكالجريمة الكام )المجردة من شوائب الميول واألهواء، ألن الحقيقة

إال من قام بها، حتى شهود العيان ال يدركون كامل جوانبها، وما عدا ذلك إلى نصاعتها

.تكهنات وتحاليل؟

، كان لكل فترة روادها، ففي الخطابة وعلى سبيل "األدب الجاهلي " في العودة إلى حقبة

رث، وقيس بن جارجة كان كعب بن لؤي، وذو األصبع العدواني خرثان بن مح: المثال

وخويلد بن عمرو العطفاني خطيب يوم خطيب داحس والغبراء، وعامر بن الطفيل،

الفجار، وغيرهم، ولكن من حمل اللواء وكان خطيب العرب قاطبة كان قس بن ساعدة،

21

يؤمن بالتوحيد والبعث، ويدعو العرب المثل في البالغة والحكمة، وكان وكان مضرب

:األوثان، ومن أقوالهإلى نبذ العكوف على

رـصائـب ا ـنـل رونــقـال في الذاهبين األولين من ادرـلها مص ليس للناســـا رأيــت مـواردا لـم تمضي األكابر واألصاغر نحوها قومي رأيتو

ابرـغ ن ـيـاقـالب ن ـم وال إلينا ال يرجع الماضي رـصائ وم ـالق صار ة ـل ا ـمح ال أني ت ـنـقـأي

أما في الكاتبة وفي بنيان كيانها الخط، فأول مرحلة في الخط العربي كانت من الخط

، ومنه انبسق الخط الفينيقي، واشتق منه الخط(عصر الفراعنة وما قبله ) المصري القديم

والصفوي والثمودي، واللحياني في مناطق شمال جزيرة آلرامي، والمسند بأنواعه، ا

العرب، وفي مناطق الجنوب كان الخط الحميري، ولقد ذكر الكثير من رواة الجاهلية بأن

.العرب أخذوا خطهم الحجازي عن أهل الحيرة و األنبار

ثير بحق رجاالت الكتابة، ولم يذكروا الكالرواة في تلك الحقبة تملك بهم البخل واألهمال

الذي كان كاتب ومترجم كسرى؟" بعدي بن زيد العبادي " منهم، ولكن كثر الحديث عن

أما البادية وسكان أواسط الجزيرة، وأغلبيتهم من مضر وقليل من القحطانيين، فكانوا أميين

اليجيدون القراءة، ولقد عرفوا الخط والكتابة في مراحل إنحالل عهد الجاهلية وتحوله إلى

.هضوي الجديدالعهد الن

لم تجدب الجاهلية من باقي الفنون والعلوم، ففي الشمال والجنوب كانت هنالك حضارة

، (في اليمن)ة إليه، من فنون العمارة والري بحاج تفي بالحد األدنى لما هي متواضعة

لمام بعلم النجوم والفلك ولكن اإلوالحساب والطب والبيطرة والقليل من فنون الزراعة،

هتداء في التنقل بين شعب والسبب هو حاجتهم الماسة لإل ،ة مميزة عندهمكان ظاهر

، ففي (ضرورة معرفة النسب واألحوال الشخصية ) وهضاب الجزيرة، وكذلك الفراسة

دغفل بن حنظلة : رواد كان لهم مقدرة خارقة في ذلك ومنهممعرفة األنساب سطعت أسماء

22

وفي علم الفلك كان اللواء معقود الكيس النمري، وابن لسان الحمرة، الشيباني، وزيد بن

.فيه لقبيلة حارثة بن كلب وبنو مرة بن همام الشيباني

:بأنه قال وعن السيد الذهبي :عرب البادية على بديهة وفطرة لفنون وعلوم أشتهروا بها عن سواهم وهي كان)

نسبه وحسبه ولون بشرته وقوله، لمعرفة ستدالل بهيئة اإلنسان وشكلههي اإل: الفراسة

.أخالقه وفضائله ورذائلهو

مسار وخط سير أصحابها هتداء بآثار األقدام على فن من فنون الفراسة وهي اإل: يافةالق

من بشر وحيوان، فكانوا يميزون بين آثار قدم المرأة و الرجل و الشاب و األعمى و

معرفة إلحاق نسب الولد بالنظر إلى والده، البصير واألحمق و الكيس، وكانوا يميزون

واألخ بأخيه، وابن القبيلة ومثيله، ومن األشخاص الذين لمعت مقدرتهم بفن القيافة كان بنو

.مدلج وبنو لهب

وهما القضاء بالغيب، الكهانة كانت للتنبىء بالمستقبل، والعرافة بمعرفة :الكهانة والعرافة

ية يستدلون ببعض حوادث الماضي عرافين في الجاهلشؤون الماضي، وكان الكهان وال

، بل كانوا يزعمون بأنهم يعلمون (حسب قناعاتهم بذلك ) ستدالل بها على ما سيأتي لإل

و طريفة الخير شق أنمار وسطيح الذئبي، من الرجال، : كهان كانالغيب؟، ومن أشهر ال

األبلق األسدي، (عراف نجد)من النساء، ومن كان من أشهرهم سلمى الهمدانية و

.رباح بن عجلة( عراف اليمامة )و

له على الحوادث بقوة ستدالل بأصوات الحيوان، وحركاته، وسائر أحواوهو اإل: الزجر

ومرة ،، وأبو ذؤيب الهذلينلهببنو : سترسال فيه، ومن أشهر الزجارين كانالخيال، واإل

أ به، ومن بينهم وال يعب لزجربين عرب الجاهلية من ال يكترث ل كان هنالك منالكندي، و

:ث قاليلبيد بن ربيعة حعلى سبيل المثال،

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى وال زاجرات الطير ما هللا صانع

:وضابىء بن حارث القائل

يخيب ن ـو ما عالجات الطير تدني من الفتى نجاحا وال عن ريثه

وجيب وللقلب من مخشاتهـن و رب أمـور ال تـضيـرك ضيـرة

تنوب و ال خيـر فيمـن ال يوطـن نفـسـه على نائبات الدهر حين

23

في الليل، رحاب واسع ال ، شمس ضاحية في النهار، كواكب ساطعة سماء صافية األفق

بحرية الخيال والتنقل، ،كيف اليشعر البدوي المقيم في أجوائها ،في بيئة كهذه ،مدى يحده

وما تجيش به فصاحة لسانه التعبير عن ما يجول في خياله ستقالليته بأمور نفسه ووإ

الفخر والتفاخر مرهون بأسراع كل من نجبل كيانه فيها، فوفطرة إ ،عليها طبعنإبعفوية

والمهانة طفولته بقول الشعر والسجع، أشتد ساعده وقوي عوده ونطق لسانه في مقتبل

من ،تكن الشهامة والفروسية و لهفة المناصرة وحدهاحيث لم والذل لمن تأخر عن ذلك،

. أهم منافسات التباهي والفخر

وذلك ، نظم الشعر في مقدتمها وعلى رأس قائمة أولوياتها السارية والمتعارف عليهاكان

.؟منذ أواسط القرن الثاني قبل الهجرة

، تأريخ بالشعر والسجع، ولكل حدث و وصف و هيام وعشق وغزل كان لها فلكل مناسبة

والكل من الكل، كان له شعر ومطوالت من معلقات وقصائد، وتناقلت األلسن أسماء

المهلهل بن ربيعة التغلبي، العنبر بن عمرو بن تميم، دريد بن زيد بن : وألقاب المبدعين

نهند، وأعصر بن سعد بن قيس، وزهير بن جناب الكلبي، والكثير منهم، ألن العرب

عددهم ألن أبيات الشعر كان يقولها الجميع في حاجته تقديراألوائل كان من الصعب

كان المهلهل وحديثه ومحادثته؟، ولربما أول من قصد القصائد بذكر الوقائع واألحداث،

، ومن ثم جاءت التغلبي في قتل أخيه كليب، وأول قصيدة قالها كانت من ثالثين بيت

.المطوالت من القصائد التي عرفت تحت تسمية المعلقات

وهو المال الذي يكرم عليك، تضن " بكسر العين وتسكين الالم" فالمعلقات لغة من العلق)

ئد كانت في قصا: صطالحي فالمعلقاتأما المعنى اإل( النفيس من كل شيء، والعلق هو به

أبياتها، ومنهم من قال بأن عرب الجاهلية قد استحسونها وكتبوها الجاهلية طويلة بعدد

ختالف في عدد المعلقات هنالك إ ، و"الكعبة " ان البيت العتيق جدربالذهب وعلقوها على

وكذلك كان هنالك فارق قليل بعدد أبيات فمنهم من قال بأنها سبعة ومنهم من قال عشرة،

( يتجاوز الثالثين المئة بقليل وكان أقلها ال هابياتكان فيها معلقات تجاوز عدد أ) نهاكل م

:وهي

وتوفي في العام أعشى قيس وكان خفيف البصر)معلقة األعشى معلقة طرفة بن العبد، و

عبيد بن ، ومعلقة زهير بن أبي سلمى، ومعلقة عنترة بن شداد، ومعلقة(السابع بعد الهجرة

وقتله النعمان بن منذر آخر ملوك الجاهلية، وكان األبرص من ،مجهول المولد) األبرص

، (توفي قبل الهجرة بثماني و عشرة سنين) النابغة الذبياني ومعلقة، (معاصري امرؤ القيس

24

، ومعلقة عمر بن كلثوم، ومعلقة اليشكري ومعلقة امرؤ القيس، ومعلقة الحارث بن حلزة

.لبيد بن ربيعة العامري

الذين ،بن األبرص ، وعبيدبن عبدة "الفحل" القيس وعلقمة امرؤ ومن بعد إطاللة،

سلوب والمعاني واأللفاظ، مفعمة بأساليب حديثة اإلر في صورة أخرجوا النمط الجديد للشع

.نطالقة المتجددة للشعر العربيواألوزان، ولربما من هنا كانت اإلمتنوعة من القوافي

(أبيات 301) معلقة عمر بن كلثوم -

اـاألندرين خمور قيـوال تب ا ـفاصبحين أال هبي بصحنك

اـسخين إذا ما الماء خالطها ا ـفيه صـكأن الح ة ـمشعشع اــيلين حتى ها ـذاق ا ـإذا م ه واـن هـاللبانة ع تجور بذي

اــمهين ها ـفي ه ـلمال عليه ترى اللحز الشحيح إذا أمرت أبـا هنـد فال تـعجـل عـليـا وأنـظـرنا نـخـبرك الـيقيــن

الـرايـات بيضـا و نصدرهن حمرا قد روينا بأنـا نـورد فهل حدثت عن جشم بن بكر؟ بنقص في الخطوب األولينا

د عـلقمة بن سيـف أح لنـا حصون المـجد دينـاـورثنا مـج زهير أنعـم زخر الزاخرينـا هـمن ر ـمهلهال والخي ت ـورث

فطامـا تـخر له الجبابرة ساجديناإذا بلغ الرضيع لنا

عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي، وأمه ليلى بنت مهلهل أخي كليب، نشأ عمرو

لة نزاع حب بالجزيرة الفراتية، وساد قومه وهو ابن خمسة عشر سنة، في مرلفي قبيلة تغ

و" تغلب " قبيلة بينوحروب وكانت منها حرب البسوس، وكان الصلح فيها شديد وفتن

على يد أحد ملوك الحيرة عمرو بن هند من آل المنذر، أراد الملك بن هند " بكر" قبيلة

صمم الملك ف، ( شاعر قبيلة بكر )ليشكري بعد تحييزه للشاعر الحارث بن حلزة ا ،وذلك

ن عمرو ب ،، فدعى الملك"تغلب"على إذالل أبن كلثوم وأن يكسر من أنفة عمرو بن هند

أن تستخدم ليلى في قضاء أمر، "هند"، وأغرى أمه "ليلى بنت المهلهل"كلثوم وأمه

أن تعطيها من الماء لتشرب، "ليلى"من مرةبلهجة التعالي واإل طلبت هندو ؟ففعلت

إلى مسامع "ليلى "وصل صراخ ف ،"وآ ذاله " صوتها بأعلى "ليلى"فصاحت عندها

مجلس الرجال، فثار عمرو بن كلثوم وقتل الملك أبن هند في مجلسه، ثم رحل بأهله إلى

00 ة وخمسين سنة ومات قبلعاش ما يقارب المائوأنشد معلقته المطولة، وبر الجزيرة،

.سالمسنة من ظهور اإل

25

أبيات 301)معلقة طرفة بن العبد -

دـتلوح كباقي الوشم في ظاهر الي د ـهمـث رقةـبب اللـأط ولة ـلخ

لدـتج و أسى لك ـته ال يقولون م ـوقوفا بها صحبي على مطيه

دد من بالنواصف سفين خاليا دوة ــغ ة ـالمالكي دوج ـكأن ح

ديـطورا ويهت يجور بها المالح ن ـعدولية أو من سفين ابن يام

(بيت 88) معلقة لبيد بن ربيعة العامري -

امهاـفرج هاـغول د ـتأب عفـت الديـار محلها فمقامهـا بمنى

فمدافع الريان عري رسمهـا خلقا كما ضمن الوحى سالمها

وحرامها حاللها حجج خلون دمـن تجرم بعد عهد أنيسهـا

فرهامها ودق الرواعد جودها رزقت مرابيع النجوم وصابهـا

(بيت 88) اليشكري معلقة الحارث بن حلزة -

الثواء منه اء رب ثاو يمل ـأسمــ ا ـينهـبـتنـا بـآذن

الخلصاء ارها ـدي فأدنى شمـاء بعد عهد لنا ببرقـة

اءـوفـفال بـاذعـف اق ـتـف فالـمحياة فالصفاح فأعناق

ان فاألبالءـــربب فالشعبت فرياض القطا فأودية الشـ

(بيت 83) معلقة امرؤ القيس -

فحومل اللوى بين الدخول بسقط منزل قفا نبكي من ذكرى حبيب و

شمأل و جنوب من نسجتها رسمها لمايعف لم فتوضح فالمقراة

لـلفـف بـح ه ـأنـك ا ـهـانــعـيـعرصاتها وق في األرام بعر ترى

ي ناقف حنظلالح سمرات لدى وا ـتحمل ومـي ن ـالبي داة ـغ كأني

26

آباؤه من ليمانية،اامرؤ القيس وهو الملك أبو الحارث حندج بن حجر الكندي شاعر

انت بنو أسد خاضعة لملوك كندة، وآخر ملك كان عليهم هو أشراف كندة وملوكها، وك

وكانت أمه أخت المهلهل وكليب، نشأ امرؤ القيس في منطقة نجد، حجر أبو امرؤ القيس،

وسلك مسلك المترفين العابثين كبقية أبناء الملوك، يلهو ويلعب ويعاقر الخمرة و يغازل

ل ، فقت"نبأ ثوران بني أسد" حتى جاء وأقصاه، وبعدها طرده "حجر"الحسان، فمقته والده

ضيعني " :حكمه، فقال حينها أمرؤ القيسألنه كان شديد الظلم والتعسف في "حجر"

فذهبت ،"ال سكر غدا، فاليوم خمر وغدا أمرصغيرا، وحملني دمه كبيرا، ال صحو اليوم و

نجد امرؤ القيس بالقبائل واستطاع إدراك تمثال تتناقله األلسنة على مر العصور، وبعدها اس

.هاثأره ألبيه من بني أسد، وبعد ذلك أصابته علة وقروح فمات في

اء في زمنه، ولقد اشتهر بالتشبيه والوصف وسعة رامرؤ القيس كان من فطاحلة الشع

:الخيال في الفحش واإلباحة ومن أشعاره قال

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه فليس لشيء سواه بخزان

وفي معلقته كانت خشونة القول والمعاني واأللفاظ وجفاء التعبير وسهولة المأخذ والفحش

يد فترة ختلف المؤرخون في تحديقل الشعر للكسب والرزق، و لقد أ بالنساء، وكان ممن لم

ع على أنه كان في القرن األخير من عصر الجاهلية، ولقد وجوده بدقة، وتوافق الجمي

، المستشرقين ماستدلوا على سيرته من خالل قصائده الكثيرة التي كانت موضع إهتما

عديدة، ألنها كانت عنوان مقاربة تقدير الشعراء اآلخرين، ومن فقاموا بترجمتها إلى لغات

(:هذهب منها مف القمت بإختيار الخفي) باحة والفحش معلقته بعض من كثير في اإل

المفتل س ـكهداب الدمق وشحم بلحمها يرتمين ذارىـالع فظل

جلمع أو قديد اء صفيف شـو وظل طهاة اللحم من بين منضج

كفاني ولم أطلب قليل من المال ما أسعى ألدنى معيشة أن ولو

د يدرك المجد المؤثل أمثاليـوقــل ؤثـم د ـــلج ى ـعـأس ما ـولكن

:قالوبعدها

لــأسـبم ابـربـأم ال ا ـهـارتـوج ا ـقبله الحويرث أم من كدأبك

لـفـرنـقـال ا ـريـب اـبـالص م ـيــتس ا ـمنهم المسك تضوع قامتا إذا

محملي ى بل دمعي على النحر حت ة ــففاضت دموع العين مني صباب

لــلجــج دارةـب ومــن ا ـيمـس وال صالح أال رب يوم لي من البيض

متحملـال اـورهـك من اـجبـع اـفي ي ـطيتـم ذارىـللع رتـعق ويوم

27

لــمـمثـال ط ــعبيـبال اـإلين ىـؤتـوي ا ـافهـــصح فـديـبالس تدار علينا

يلــرجم إنك الت ـالوي لك قالتـف زة ــعني خدر الخدر دخلت ويم

زلـانـس فـيا أمرأ القيري ـعقرت بعي معا بنا ط ـبيـالغ مال وقد تقول

للـمعـال اكـجن من يـنـعديـتب وال زمامه ي سيـري وأرخلها فقلت

لــعـأب رـغي ب ـنـأش ايا ـالثن ي ـقـن ور ــمن وان ـحـاالق ل ـمثـك ر ـبثغ

ولـمح م ـمائـت ذي عن ا ـهـتـيـهـفأل قد طرقت ومرضع لى ـحب لك ثفم

ولـحـي مـل ا ـهــقـش ي ـتـحـوت ق ـبش إذا ما بكى من خلفها انصرقت له

لـلــحـت م ـل ةـلفــح ت ــــوآل لي ـع ذرت ـعـويوما على ظهر الكثيب ت

أزمعت صرمي فأجملي قد كنت وإن دلل ـالت هذا بعض ال ـمه م ـأفاط

لـفعــي بـلـالق ري ـتأم مهما ك ـوأن اتلي ــق ك ـحب أن ي ـمن رك ـأغ

لـسـنـت كـابـثي نـم ابي ـثي لي ـفس خليقة مني ؤادـالف قسمت وأنك

لــمقت ب ـلـق ار ـشـي أعـف ك ـمـهـبس ضربي ـلت إال اك نعي ذرفت وما

لـمعج ر ـغي ا ـبه و ـله من تمتعت اؤهاــخب يرام ال خدر وبيضة

ليـتـقـم رون ـسـي و ـل اصا رح لي ـع را ـومعش إليها أحراسا تجاوزت

لـصـمفـال اح ـوشـال اء ـنـأث رض ــتع عرضت ـا في السماء تـريـا الثـإذا م

فضلـتـالم ة ــلبس ال رــالست دى ـل يابها ـث ومـلن أنضت وقد فجئت

تنجلي الغواية عنك أرى إن وما لة ــحي لك ا ـم هللا ن ــيمي فقلت

(بيت 50) معلقة عنترة بن شداد -

وهمـت بعد الدار ل عرفت ـأم ه ردم ـادر الشعراء من متـهل غ

ة وأسلميـوعمي صباحا دار عبل مي ـتكل بالجواء ة ـا دار عبلـي

فوقفت فيها نـاقتـي وكأنـهـا فــدن ألقضي حـاجة المتـلـوم

لمثـوتحل عبلـة بالجواء وأهلنـا بالـحـزن فـالـصمـان فـالمـتـ

تقطر من دمي الهند وبيض مني نواهل والرماح ذكرتك ولقد

المـتـبـسـم ثغـرك كبـارق لمعـت ا ـالسيوف ألنه تقبيـل فوددت

لفطاحل، وكانت أمه حبشية اعنترة بن شداد العبسي أحد فرسان الجاهلية ومن شعرائها

حق تلان من العادات في الجاهلية أن اليوأبوه من سادات بني عبس، وك" زبيبة " تسمى

، بل تجعله في عداد العبيد، وكان عنترة من عبيد أبيه يرعى األبل ألمة بنسب القبيلةاأبن

28

والخيل، تعلم عنترة الفروسية وأشتهر بمقدرته في ذلك، ولكنه كان يكره أستبعاد أبيه له

وتلك من عادات الجاهلية ) لغزو بني عبس ،وعدم إلحاقه به، إلى أن أغارت قبيلة

ة واستلبوا على رحلهم بدون مقاومة، ألن رجال قبيلة عبس كانوا ، فأسر الغزا(وطباعها

.يغزون في تلك األثناء قبيلة أخرى

كر يا عنترة؟: ، عقدوا العزيمة ألخذ الثار فقال والد عنترةبعد عودة بنو عبس إلى مرابعهم

العبد ال يحسن الكر، إنما يحسن الحالب والصر؟: فقال له عنترة

كر وأنت حر ؟: لولده عنترةفقال شداد بن عبس

فقاتل عندها عنترة قتال الشجعان واسترجع األبل والسبي، ومن حينها لمع صيته في قبائل

، "الفارس العبد " انوا يقولون عنه رغم تعيير قومه له بسواد بشرته وكعرب الجاهلية،

مات رام بنت عمه عبلة، فأحبها وأحبته،وكان عنترة شاعر وشجاع مقدام ووقع في غ

. حمدية الشريفة بحوالي عشرين عامعنترة قبل الدعوة الم

:عتاب من عنترة لبني عبس

وال ينال العلى من طبعه الغضب و به الرتب ـال يحمل الحقد من تعل

واـويسترضى إذا عتب وه ـفـإذا ج يخالفهم ال قوم د ـعب يكن ومن

واـبـما نككلـاهم ـواليوم أحمي حم قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم

تنسل الـعرب ما قد األكارم من وا ـلـسـن د ـقـل س ـعب در بني هلل

النسب فاتني إذا ما الالنز يوم ب ـنس وادي فهو لي ـلئن يعيبوا س

عطبفي أنيـابها الـعند التقلب ت مالمسها ـاألفاعي وإن الن إن

29

بيت 28) علقة زهير بن أبي سلمى م -

لمـثـتـمـفال دراج ـال ة ـانـومـحـأمن أم أوفى دمنـة لم تكـلم ب

ودار لـها بالـرقـمـتـيـن كـأنها مراجيع وشم في نواشر معصم

وأطالؤها ينهضن من كل مجثم بها العين و األرام يمشين خلفة

توهم بعد الدار عرفت وقفت بها من بعد عشرين حجة فأليا

قبل 88المتوفي في سنة )تواردت العبارة عند عنترة بن شداد " عرفت الدار بعد توهم) "

تواريخ مولده ووفاته، ولقد قيل لم استطع الحصول على، وزهير بن أبي سلمى، (الهجرة

(؟" الحوليات"وكانت قصائده تسمى القصيدة في شهر ويهذبها في سنةعنه بأنه كان ينظم

30

(بيت 94)النابغة الذبياني معلقة -

األبـد الفـالعلياء فالسند أقـوت وطال عليها سبـة ـيـا دار ميـ

دـمن أح الربع ـوما ب جوابا وقفت فيها أصيال كي أسائلها عيت

إال األواري أليا ما أبـيـنـها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد

أدـاة في الثـمسحـبال ردت عليه أقـاصيه، ولبـده ضرب الوليدة

( بيت 11)معلقة األعشى -

لـرجـال اـهـأي ا ــوداع ق ــطيــت ل ـركـب مرتحـل وهـإن ال هـريرة ودع

لـتمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوح عوارضها مصقول غراء فرعاء

لـجـع و ال ثــري ال ة ـابــسحـر الـا مـجـارته بيت من كأن مشـيـتـها

لــزح رق ـشـع ح ـريـب انـتعـاس ا ـمـك تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت

31

(بيت " 82" ولربما " 38) " معلقة عبيد بن األبرص -

أقـفـر من أهـله ملحوب فا لـقـطـبـيـات فالـذنـوب

فــراكـس فـثـعـيـلـبـات فـذات فـرقين فالقـليـب

فـعـردة فـقــفـا حــبـر ليس بها منهـم عـريـب

إن بدلت أهلها وحوشـا وغيـرت حـالها الخطوب

تاريخ الجاهلية لم يكن على قدر كافي من المعلومات، وخاصة تواريخ األحداث وكذلك

كانت من تواريخ تواجد األشخاص، ولكن المعرفة الكاملة بالعادات وطرق المعيشة

، كان في غالبيته تلك "فيما بعد" العموميات، وما تناقلته كتب التاريخ وما كتبه المؤرخون

عطته من روائع بورها في هذه الحياة الدنيا بما أاألشعار والقصائد، ألسماء حفرت مجد ع

الشحيحة عن تلك الفترة الزمنية، المعلومات من رغمبالخالدة تناقلتها األلسن، إلى مابعد، و

فاضت كتب التاريخ واألدب بالكثير الكثير عن بعض الحوادث واألحداث، ولكن أرباب

الشعر في تلك الفترة كان لهم النصيب األوفر، وهذا له داللة على المقدرة الخارقة التي

كان يتمتع بها هؤالء؟

واألفراد من كل حدب وصوب إلى وتوافدت الجماعات ،الجديد المعرفة عصر وبزغ

منبع الدين الحنيف، وكانت اللغة العربية جواز العبور إلى تعاليمه وأدبياته األخالقية،

ن منهمتمكن الكثيروا ما يستعين به، ليغرف منه فراح كل وافد يدلي بدلوه، في بئر اللغة،

بمعجزة بالدين والتفكيرمن قواعد اللغة العربية ونحوها وبالغتها، مما ساعدهم على التفقه

جزاء اإلحسان أصابوه من خير الدنيا واآلخرة، كان لديهم ماوفي مقابل الكتاب المبين،

باإلحسان، ففتحوا جعبهم التي كانت برفقتهم، وما كان في مكنون عقولهم من علوم

، واكتملت حلقة التبادل العلمي والفكري بين أهل الفكر والعلم من علماء حضاراتهم

. قاموا بتعليم لغة بالدهم جزيرة وبين أخوتهم بالدين ثم باللغة التي تعلموها وال

بوادر حلقات التعاون المخلص الصادق المتين والمحبة المتبادلة، ظهرت إلى العلن من

خالل ترجمات علوم متعددة لم يكن أهل المنبع على علم ومعرفة بها، وأنتشرت في أرجاء

وذلك بالتدرج والتكافل والتكاتف ،يم وبيوتات التجارب العلميةالبقاع عامة مدارس التعل

، وبرزت أسماء المعة في شتى المجاالت األدبية والعلوم من كيمياء وجبر من الجميع

.ورياضيات وعلوم الفلك وبراعة العالج والطبابة وغيرها

32

وإنشاده، اللهم ر وقوله من أن الدين حرم أو نهى عن كتابة الشع ،لن أجزم ولست على بينة

وأنهم * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون* والشعراء يتبعهم الغاون) الكريمة سوى اآليات

؟* (يقولون ما ال يفعلون

هللا أعلم بصوابها، وهي أن النزاع والصراع كانا على حدة ،ومن وجهة نظر خاصة

جاهرة بين الجاهلية واألسالم، فكيف يقتنع رجاالت الجاهلية بالتخلي عن أصنامهم

ومعتقداتهم وعاداتهم، فذلك ليس من السهولة بمكان، فراحوا يكابدون ويقاومون للحفاظ

كان ولكن الحديث عن تلك الوسائل على كيانهم بشتى الوسائل، ولربما بالقول والشعر،

: شحيح التفاصيل، ولربما لسببين

.األول عدم وجوده وتواجده

الدعوة ف والثاني هو لربما تحاشى المؤرخون ذكره لما كان فيه من سفاهة وفجور؟

اقواعده المسلمات ألن بنيانيفها من النجاح حلكان والمحمدية كانت بأمر هللا سبحانه،

الحق واألخالق وكرامة اإلنسان، والمساواة بين بني البشر، و كل ما فيه خير للبشرية

جمعاء، التوحيد والتسليم بعبادة الواحد الخالق الجبار، وغيرها من التعاليم والخصال

كثرة بوكذلك الحميدة كانت في صراع مع قبلية جهل وعناد وتمايز في األحساب واألنساب

ألصنام من حجر وخشب وتمر، وتزعم ديكتاتوري القرار وشمولية في المعتقدات والتعبد

الفكر وتعدد األرباب، ثم جاء الفتح وقبله كان التنزيل والكتاب المبين، وفيه ذكر تاريخ

األقدمين واألنبياء والمرسلين، فجاء بقصص الغابرين وما حل بهم، وكل ذلك بتفاصيل

، فراحت الناس بالسعي إلى تفهم وفهم وسماع تستدعي التمعن بعبرتها وتجنب مثيالتها

.له هللا سبحانه على رسوله الكريمودراسة وحفظ ما أنز

فترة عبادة وتأمل وتفكير بالعقل والوجدان، ولم تكن فترة هدنة للنزاع الذي كان على أشده

منذ سنوات قليلة، وأي بالغة وفصاحة مهما عظم شأنها لم يصيبها الخجل من الفارق

من كان ذو مقدرة كل سع المستحيل بمستوى النص والمضمون، حيث اليستطيعالشا

أيقن الجميع بمعجزة عندها، المقارنة والمقاربة مع كلمات الكتاب المبين، (فصاحة وعقل)

، وأي كالم يضاف بعدها حتميته الكتاب الذي لم يترك ال كبيرة وال صغيرة إال وأحصاها

التصنيف بالسذاجة والهذيان؟

ي الفترة الفاصلة بين إندحار الجاهلية وبزوغ العهد الجديد الفكري واألخالقي، كان هنالك ف

: ومنهم شعراء

33

، وكان ممن (ابن عم سيدتنا خديجة بنت خويلد)بن عبد العزى بن قصي ورقة بن نوفل

أعتزل األصنام واألوثان، تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتب العبرانية، وكذلك األنجيل

:اللغة العربية، وكان يقول الشعرب

هيا وتركت أوثان الطـواغي كما ه ـلـثـمـك ربـا يسـل اـرب ك ـنـبـدي

ساهيا ولـم تك عن توحيـد ربك لبتهـط قد الـدين الـذي ك ـوأدرك

يـاـاله كـرامةـبال فيهـا ل ـعـلـت مقامها كريـم دار فأصبحت في

اـهـاوي النار إلى جبارا الناس من تـالقي خليل هللا فيها ولـم تكن

واديا ن ـكان تحت األرض سبعي حمة ربـه ولوقد تـدرك اإلنسان ر

رجائيـا و ربنــا الهــي أنت و رجاءهم كنت الجـن حنانيك إن

أدين لمـن ال يسمع الدهـر داعيا أرى وال يستجيب لـرب أديـن

.تباركت قـد أكـثرت باسمك داعيا بيعة كـل في صليت أقـول إذا

قبل وكان حسان بن ثابت األنصاري الخزرجي، وهو من بني النجار في المدينة المنورة،

كان حسان بن ثابت يفد على الملوك الغساسنة في الشام، وعندما هاجر الرسول ،الهجرة

الكريم إلى المدينة أسلم حسان وكان شاعر الرسول عليه الصالة والسالم، ولد حسان بن

.هجرية 90و 10قبل الهجرة، وتوفي بين عام 20ثابت سنة

:ومن إحدى قصائد مدحه للغساسنة

ق في الزمان األولـبجل ا ـمـتـهــم يومهلل در عـصــابة نـاد

ة الكريم المفضلـر ابن ماريـأوالد جـفنة حول قبور أبيهــم قب

بردى يصفق بالرحيق السلسل يسقون من ورد البريص عليهم

راز األولـم األنوف من الطـش بيض الوجوه كريمة أحسابهــم

لـبـألون عن السواد المقـال يس يـغشون حتى ما تهـر كالبهــم

:وله قصيدة مشهورة

واءـإلى عذراء منزلها خ عفت ذات األصابع فالجواء

تعفيها الروامس والسماء ديارمن بنى الحسحاس قفـر

وكانت ال يزال بها أنيـس خالل مروجها نعم وشاء

ف يؤرقني إذا ذهب العشاءـطيـولكن من ل ،ع هذافد

34

:وفي رثاء رسول هللا قال

هدـتم و ومـو الرسـمنير وقد تعفـد ومعه ول ـللرس م ـة رسـبـيـطـب

بها منبر الهادي الذي كان يصعد و ال تمتحي اآليات من دار حرمة

جدـومس مصلى فيه ه ـل ع ـوربـم عالـم اقيـوب ارــآث ح ـواض و

وقدـوي يستضاء ورـن هللا نـم ا ـينزل وسطه كان بها حجرات

ددـجـت منها اآلي ـف البلى أتاها آيها معارف لم تطمس على العهد

ملحد عرفت بها رسم الرسـول وعهده وقبرا بها واراه في الترب

عدـتس من الجفن مثالها ضللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيون و

حسن الصياغة فال عجب ألن نظم الشعر كان بالفطرة، ولكن الشهرة وذياع الصيت ب

.والتعبير كان الفيصل

فهذا اإلمام علي بن أبي طالب، وكانت أشعاره بمواصفات متميزة، بالغة في التعبير،

وحسن إختيار الكلمات، وقلة المفردات، وقوة الداللة والوصف، والمختصر الكافي الوافي

كالقول المأثور، ومن عالمات النصيحة والحكمة، وكان فيهابما قل ودل، فكانت أشعاره

.فكرة والنصالعديد من التنوع بال

بالء و وة ـنع االن ـجـوس حـاالن شــدة و رخـاء هـي

يخنه عزاء الدهر لم خانه ما ديب اذااذق األوالفتى الح

ي في الملمات صخرة صماءـنإـف بي ة ـلمـم ت ـمـلإن أ

لواءـبـال و م ـيـنعـال دوم ـي ليس ن بأ علما بالبالء عالم

:دة واإلخاء قالووفي الم

و وال يصفو مع الفسق اإلخاءـفـصـت هلل ودة ــم ل ـوك

وء الخلق ليس له دواءـو س دواء لها ـف جراحة ل ـوك

بقاء س له ـؤس ليـولـيـس بـدائـم أبـدا نـعيم كذاك الب

والحياء نفسي التكرم إذا نكرت عهدا من حميم ففي

الجفاء الناس من لهم إذا ما رأس أهل البيت ولى بدا

35

:وفي نسبه قال

ديـمعه ربيت وسبطاه هما ول المصطفى ال شك في نسبي و أنا أخ

ندـوفاطم زوجتي ال قول ذي ف د ـحـتـم هللا ولــرس دـوج دي ـج

من الضاللة واإلشراك والنكد جميع الناس في ظـلم صدقـتـه و

البر بالعبد و الباقي بال أمـد فـردا ال شــريـك لـه الحمــد هلل

:وعن نفسه قال

ق الطير تنجدل انجداالأنـا الصقـر الذي حدثت عنـه عتا

وقاسيت الحروب أنا ابن سبع فلما شبت أفنيت الرجاال

فلم تدع السيوف لنـا عدوا ولم يـدع السخاء لدي ماال

:وفي العلم وأهله قال

واألم حــــــواء آدمأبــــــــوهــــــم أكفاء النــاس مــن جهــة التــمثيل

آبـــاء ولألحســـاب مســـتــودعات أوعـيــــةالنـــاس وإنــما أمـــهات

والــمـاء ينـالطفـيفـــاخــرون بــه شرف أصلهمفـإن يــكن لهــم مـن

اسـتهدى أدالء لمــنعلى الهـــدى إنهم العــلم ألهــلإال الـفــضلمــا

والجـــاهــلون ألهــل العـــلم أعداء يحسنه المــرء مـا قـد كان وقيــمة

مــوتــى وأهـل العلم أحياء فالناس بــــدالفقــم بــعــلم ال تــطلب بــــه

:قال القدروفي

الــقــضـاء فــليــس يــــــحلــــه إالعــلـيك أمرا القــضـــاءإذا عــقـــد

فـــضــاء واســـــعـــــةهللا وأرضفمــــا لــك قــد أقـمـــت بـــــدار ذل

لـــه انتهاء يـــكوننيــا الـــدمــــن شـيء فكــــلتبــــلــغ بـــاليســــير

36

:قال العمل وطلب الرزقفي

ولـــكــن إلــق دلـــوك فــــي الدالء ومـــا طـــلب المعيـــــــشة بالتمني

وقــلــيــــل مـــــاء بحـــمأةتجـــئك ويــــــوما يـــوماتجــئــك بمـــلئها

:قال ام األسبوعأي وفي

إن أردت بـــــال امـــتــراء لصـــيد حـقا السـبت يـــوم اليـــوملنـــعـــم ى هللا فـــي خـــلـــــق الســـماءتبد ألن فـــيــه البـــناء األحـــدوفــــي

وبـــالثـــــراء بـــالنـــجاح ستــظفر وفــــي االثـــنين إن ســـافـرت فيه الدماء حرقاتــــها ففـــي ســـاعـــ ومن يرد الحــجـــامة فالثــــــالثـــا

األربــعــــاء يــــومفنـــعم اليـــــوم دواء يــــومــا امـــرؤوإن شـــرب بـــالــــــدعـاء يــــأذنفـــفـــيه هللا حــاج قضــاءوفي يوم الخمـــيـس ولــذات الــــرجـــال مـــع النــساء وعـرس تــزويجوفـــي الجمـــعات

األنـــبــــياء وصــــــيأو نـــبــــي ـم لـــم يــــعلــمـــــــه إالوهذا العلــ

: ومن أشهر شعراء صدر اإلسالميم الطرماح بن حك واإلمام علي بن أبي طالب، المطلب، و المغيرة بن الحارث بن عبد

.(ولـرسـاعرالــــش)، وحسان بن ثابت كعب بن زهيرو الطائي، شعراء سلم منأ الوحيد الذي وكانوهو شاعر مخضرم، :لبيد بن ربيعة العامريو

:" ق كلمة قالتها العرب كلمة لبيدصدأ" :الكريم الرسول، وقال أحدهم في مجلس المعلقات

ائلوكل نعيم ال محالة ز باطلء ما خال هللا ال كل شيأ

.إال نعيم اآلخرة: وقالفاستدرك رسول هللا صلى هللا عليه وآله

وهذه رباعية من الشعر في صدر اإلسالم، وفيها فن مميز ومقدرة في الصياغة بحيث

القراءة األفقية من القراءة كما هو المتعارف عليه، في حالة ،تكون القصيدة هي ذاتها

وكذلك يكون للقصيدة النص نفسه في حالة القراءة ( اللغة العربية )اليمين إلى اليسار

(: من كل عجز على نحو مماثل)، وثم ( طر الرابعمن الشطر األول حتى الش) العامودية

37

وهـــــــــذا محــــــــــــــــال ألــــــــــــوم صديقـــــــي

يقــــــــــــــــالكـــــــــــالم ه صديقــــــــي أحبـــــــــ

بليــــــــــغ الجمــــــــــــــال وهـــــــــــذا كـــــــــــالم

خيــــــــــــــــال الجمـــــــال محــــــــــال يــــــــــــقال

وغيرها من لقد نسب بعض المؤرخين و كتبة التدوين هذه القصيدة لعلي بن أبي طالب؟"

".القصائد التي فيها غرابة في النظم وقراءته

حرف لكان له نفس النص حرف ( بالمقلوب ) العجز ته من نهايةبيت يتيم إذا تمت قراء و

:بحيث يقراء البيت من الجهتين الحرفي

هول وهل كل مودته تدومكل لمودته تدوم

:وكذلك هذه النتفة سمحوا فما شحت لهم منن حلموا فما ساءت لهم شيم

دم رشدوا فال ضلت لهم سننـق مـسلموا فما زلت له

:وعند قراءة هذه النتفة بعد قلبها كلمة كلمة، تكون كالتالي

امحوا شيم لهم ساءت فما حلمومنن لهم شحت فما س فما سلمواسنن لهم ضلت فال رشدوا قـدم لهـم زلت

( وبقيت نفس الكلمات، وهذا ماينم عن براعة النظم والمقدرة عكسي، دوقصمال لقد صار)

:ما نسب لإلمام علي هذه القصيدة الرائعة ومن مـهاش وسيف ر مخزومـامي ن دارم ـب لـنوف إذا أتيت

مـدراهـأو ال رـانيـالدن ى ـعل الم ــظ لـك لمـه اظـوجدت

مـاتـــالمك ره ــوس ه ـرضـبع جم اوأبخل األعراب واألع

مـالجرائ إذا قضى بالحق في ال يستحي من لوم كل الئم

في جانب الحق وعدل الحاكم و ال يراعي جانب المكارم

ادمــبق دمـق من يكن لم إذا ادم ــه سن النـيقرع من يأتي

38

مدح يدة فتغدو ذم وليس القصيدة من الشطر األول لكل بيت، تنقلب القصوإذا تمت قراءة

مــظال لـك م ـلـاظ وجدته ن دارم ـب لـنوف إذا أتيت) ال يستحي من لوم كل الئم وأبخل األعراب واألعاجم (وال يراعي جانب المكـارم يقرع من يأتيه سـن النـادم

األستاذ جوزيف الهاشم، من قدامى حزب الكتائب اللبنانية، صحافي أسس جريدة العمل

أديب وشاعر ،وكان رئيس تحريرها سينبات للقرن العشرينمالتابعة للحزب في فترة الخ

8002ي مرحلة الثمانيات، وفي عام ، تولى مراكز وزارية لفترة طويلة فوكاتب المع

الفصاحة، وكان من عيون الشعر المشبع باإلحساس وألقى قصيدته العصماء، وكانت

البالغة السحري من تاريخ مجمل القصيدة ككتاب كامل عبر به معالي الوزير على بساط

محطات في أحداث خاصة سالم إلى عصرنا الحاضر، وكانت له وجهة نظرصدر اإل

لدين المسيحي، وله التاريخ الغابر، مع العلم بأن معاليه مؤمن إلى أقصى درجات اإليمان با

.مواقف سياسية يتقاطع فيها ويتباين مع العديد من رجاالت السياسة في لبنان

في التعبير عن معتقده عقالنية صراحة معالي الوزير صاحب مواقف سياسية جريئة، و

، فهو مثال الرجل الصادق مع نفسه ومع الديني، ومنهجه السياسي ورأيه الفكري واألدبي

العالية، فال نزعة مذهبية تعتريه، وال ةرجل حوار وتفاهم من الدرجاآلخرين، وهو

ضنيه؟يتعصب ديني يخفيه، وال قول كلمة الحق

لحمة وهذه قصيدته في علي بن أبي طالب وفيها الداللة بأن العلم والوعي والشعر واألدب

:العيش المشترك وتمازج الحضارات

بـــالنس ل وـرئب األصـن به يشـم يا والـلـقـب ـم ـاالس نـعـم العـلي، ونـعـم

أب و رةــــــح أم : انــيـمـاشــهـوال ما ـهـلـظ سـشمـال احــنـج : انــاذخــبـال

بـــرج ه ـإال باسم زـطفـل، وال اعت ا ، شد"رامـبيت الحال" بعد، في ، اللـال قب

صبـتـنـرك، واألوثـان تالش وغطرس طـغى، و الـكـفـر مـنتشـريـوم الـفسـاد

صـبــنــــام وال نـوال بـمـكـة أص هــــل "ودـجــسـلـل" ، الــهمـــرك للـها

بـركـ وت ـك هـام، وانـطــإال لـرب ـا ســجدتم ،ـــه للــهسـفـن مـنـذورة

بـشــك و الــريــوالدة، أيـن الال منـذ ـوأمـهـالم تــــــى اإلستـ، فاإلمــــامهو

39

سبـتـيك يصـدر الـنبي، وبـوح الوحـ ـهــيــؤرج اقـــا ــديـــن سبـالــ لـقـفـتـ

الشهـب الساطعفي الحرب والسلم، فهو "هــبكــاتـ"ــدرب، ق الــيـرف و ه،عـشـيـر

غـزوتـه، والـجـحــفـل اللــجـب ولـيـث ه، فـارسـ"فـراش الـدرب " بـديـلــه، في

، رايــــات وال قـطــباللــه ـوة ـلـدع خـفـقـت ما ، لواله سيـف الجهـاد، فـتتى

والغلب ،" لــالتأوي" كـان الـقـتال على ـاعدهس "الـتـنـزيل"هــدنـة إن بـردت

بــسحـنـي ليل تحت صليل الزحـفوال "أحـد " "دق خنـ" " ن ـنيح " " در ـب " أيام

بـيرتعـ كاد المـوت " رـخيب" ويــوم اـل في حرب اليـهـود دمـتنـه والخيـل

آلالم تـنـتـحـبا ىـطـخ في ومـريـم هـو كان عاصر عـيـسى في مسيرتول

صلبـوا ، ومن "بيالطس البنطي"أعناق على ارـقـفـذو ال وي ـيه دـرعـكال لثـار

بـخش وال بـلـب، وال صــليـوال ص ةــلـلجـج و د ـلـج درب، وال انـك اـم

اإلعصار والعطب ساعده ومض في تـجسـدت كـل أوصـاف الـكـمـال بــه

األدب وبعضه البـر، أم من بعضه هـلشـمـائ من الصفـح و العفـو بعـض

يجب ما أدق، أنصـف، أدعـى، فـوق النـاس، أقـضاهــم و أعـدلهـــم ةـجـحـم

العشـب الجـوع و مأكـلـه، ووالخـل هـحـطمـم يصوم، يطوي، وزهد األرض

األرب ة ـعـبــاءة اللـه، فـهـي الغـايـ فـي ثوبـه المـرقـوع، مـرتـديـا يختـال

الــذهـب و أقـدامـه، يسـفـح اإلبـريـز عـلى من رضع الهـام بالتقـوى، فـإن

بـالخط ة ــجـواهـره، الصــداح ومن هعـلى مـنـابــره، أشــــذاء خـاطــــــر

ـر الـكـتــبـومـن منـائــره، تـسـتمـط هأوامـــــــر ىــجـومـن مـآثــره، أحـ

السحب اـهت ماءـكالبحر هاج، وهل "بقاصعـة" دارا ـوت هـإن غرد الص

ما يهب على الراح، يـا أسخاه روحا اــله ان ـك أو استـغـاثـت بـه اآليــات

جبـوالحق كالصبح، ال تلهو به الح اـهيعـضـد ،يذود عن هاديات الشـرع

ـدبـمـنـتــ ه،ـالل اث نـبـيرــت ى ـعل ن ــمالميـثـاق، مـؤت لى ـع الـوصـي هو

رتـبـإهلها األهواء وال على ت ـغـط إن "فةـيـقـالس" هـو الخليفـة، ما شــأن

وافـوق مـا طـلبـ قـوال ربـك وقال اــهذرـفأن "ىـبأنذر عـشيـرتـك القر "

ينسكـب سـول، ودمـع القـلـبرـعلى ال غــره الـغـنـم، فاغـتـابـوا تـفـجـعـه ما

بـالعج وذاك المشهد راغ،ــالف ولـه هـبالمـفجـوع، يره شتـان بـيـن لـظـى

فيـه العرض والطـلب يلعـب فـراح ـي أحالمــه شغفـــا ف وبين مـن هـام

بوــن تـلـجـور، وانـأم ن ـيـمـلـسـمـلل يستحق الغبن، مـا سـلمـت أن ما هـم

بــجـتـحـي ســيـل ال،ـظ ة ـالفـخـولل فـكـان للخـلفــــاء، الــدرع واقــيــــة

النجب د ـمرشـال والـول "نفيرال" ومـي لـوال عـلي، لـما اسـتـقـوى بها عـمــر

40

بــعــشـنـم بـعـشـه، والــتـأم ان ـأرك هتكـت ، أن"اإلقطاع"وكان من خطر

السبب هو أل ما ـ؟ فاس...كدبع بعد من اغدو كيف المسلمون هل تساءلت... قف

ضبـتـخـي دمـال در ـهـب ،صـيـمـى قـإل ؟ كيف الغـدر حولـه..ســر عـثمـان ما

دبــهـوال نـيـعـال وشـرم ه ـتـوق اـعم وكيـف زلـت خطى اإلسـالم، وانحـرفـت

بـعوالل شـالطي فيه كم ـحـي شرع ـال و ر ـــــدثـنـمـقــــرآن ؟ وال..مـيـالـتعـأين ال

واــبـرغ اــمـيفـك ، اـداعـخ ا ـوهـرفـحـف والـديـن تــاهـت أحـاديـث الـنبـي بــه

واـبهما ر اللـه وطـيـف ا،ـيهـنـب لىـع ت ـــغــوب لـت أمـة، ـلجـور سـاد، وضوا

ب ـثـكـوال ل ــخـنـال ذوعـج م ـتهـفـقـلـت ومــــزقـت فــرق، إن خــف ركـبـهـــم

اــوربـض هـاعــيـأش م ـه فـيـس أي ــب عـزتـه ـالم ـحـبـا اإلس امســيــف اإلمـ

بـتصـتع ات ـاآليـوب ول، ـرسـال ج ـهـن اـهألـكـيـل إال ة ـعـيـب سغ ـستـي م ـلإ

واــجبـتـاح ما رـالش ود ـنـه، وجـأدران دتــمـخ ا ـر مــشـال ألن ..وهــاومـقـف

بــتعـال ازفـنـال و ـ، وه"جمـن ملـإلب" داـــــي د ــمــــي يـهـإل روح أي ــب

به النجب كالنور في األرض، تستهدي هـمـمـوع وراــتـدس ل ـــبـنـال رـطـسـف

بـحــطـصـي اءــحـاإلي كـلـ، مهـأنـك هدـــي يـف ودـرصـالم ن ــزمـال لـبـوك

ربـقتـي وهو ، إالابـغ ما... بـيـغــي فال اءـسمــال اح ـبـصـم لود، وـخـو الـه

بوالخب والوقع هنا، الصهيل صوت هنا امــاإلم فـيــس ا،ـهن امـإن اإلم

يغترب النجم ليس الضوء، إن غرب جـبـهتـه األفـالك ـط قـتـلـت م ـنجـالـك

مضطرب ق ـتواألف ع مرتف " والحصن" رــمـعـتـك لـيـالل فـإن يـا إمـام، قـم

واـوثب م ـهـتـادنـغدروا، ه م ـتهمـالـس إذا" ارـالمس"ـع فـن، وما الـيهـود هم

؟عرب يا العهد عهدك، أين لكمث هدورتـ التـاريخ عصـرنا في يـدور

الهرب عذر الهارب الوقيعة، وفي عاصـفـة كــل يـم فـحهـبددت ريــت

بـنـعـوال ود ـقـنـعـال ه ــدأب ، ائمـوه هـوتـشـن و ــزه في فيـمنك بين ا ـم

بـوال ره رع ـش ا ـهـردعـي يسـول هاـضـبـقـمـب اح ــرق، سفــشـال ة ـوآف

والعصب ارـالمخت هـعبـش اـإنه.. يا ةــقـاسـف هـالل مــن اسـيـهـصـت تـراح

الكذب يحلو لها حتى على اللـه، كم لـــي دجـف انـر، واإليمـطهـال س ـدنـت

والصلب راس ــاألج برت ـوك ،فرـك لىـع ورـثـاألقصى، ي المسجد جلجل ـف

الخيل، حتى استسلم الغضب انشلت و رةـاغـص اح ـالس اتـبهـها جـل ت ـدان

بـبـق طتـم، واستهبـقم واستقطبت مــأم رتـبـكـتـم، واسـمـه ت ـوعر و

منتصب الطورفوق السيف ها ـكأن اـهـب انـالزم ج ـض ة ثبـو دوت ىـحت

بـحل هـاتـراح لىـع" اـانـق "ن أـك رةـــجـزم امـــث الشـيـل زأرة ـب ت ـجـل

41

قطعت رقب الفتوحات، حتى ب ــكر ه ـب رـــمـي م ـوب، لــــنـج أزر دـشــي

واـغلبوا غدرا، ومن نكب من كل عن دىـاد فـالجه حرب أمة عن اض ـخـف

الهضب ت بها، واهتز الوطيس رج ةــــازجـه راءــسمـال اومة ــمقـال يـه

دبـح وال قــ، ال رف" نـيـريـبـيـخـلل " ردى صوت ات، ـالئيـربـكـال ت انـكـف

الترب أرضنا من لفظها ـت ،سـرجـكال م ــهـمـاجـمـج ذي ـم، هـلولهـف ذي ـه

واندب حزنا، ومن ابكو هم من ـسـئـا بـي ألما ا، قضوى منهمقضـ من قضى إذا

ربــطـوال وـزهـال الى ـوتع ،لـــالبـب صدحت من عندنا وى ـه هيدـش وإن

واـربـش م ـإن ه مـر سـهـنـال اـرنـهـون دم هـفي اءــدم، والم وب ـنـجـال ذا ــه

سربـــال دمــال اجـتـاهـن، فـيـطـسـلـف ترـاء سـدمـرذاذات ال وب ـنـجـال من

وهو مغتصب حق ضاع قد :قال من ةـضبـخـم ات ـاضـفـتـان تـلـسـبـتـواس

الحطب رقـ، فليحتـجـأج إن ارـوالن حطبا وا لهاـكان ىـظـل ا ـدوهـأوق من

الذنب عال حتى ه، ـب رؤوس رت ـخ ن ـزم يـف دلـعـن الـوس امـا إمـي م ـق

ضبالق هاإن حمحم السيف عضت غمد ونــى ارـالفقى ذو ـ، يأبفـيـالس هـنـوس

بـرتكـم وم ـلـظـمـوال ،ةـعدالـال ي ـهـف ةــــالمـظ ابـاإلره رةــابـبـج ادت ـس

يهب ال الشر غير الخير، يسلب من اوـسط ر الضعيفـخي لى ـع اء ـويـاألق

بـقـرتـوي ىـخشـي من ك ـمثل تـأنـف مـهـاملـوع مـهـيـوإل فـاردع بـزنـدك

ستلبي فـيـك رام، ـح ى ـامـتـيـال ال ـم اـنلـامـوع اـنـيـلوإ رك ـأمـب رـوازج

واـبـهـن من داقـأش تـعـتـم ا ـبم إال هدـساع وع ـط ر ـقيـف اـمن اع ـج اـم

"واـبـذه مـهـقالـأخ ت ـبـذه ن ـم ألن" مرجوتك أغضب، على األخالق حضه

القيت هذه القصيدة في دمشق بذكرى مولد اإلمام علي بن أبي طالب، في الحوزة

بعد) ،هجرية 3980، ليلة الثالث عشر من رجب سنة (منطقة السيدة زينب)الزينبية

(مجزرة قانا األولى في جنوب لبنان

42

الوزير جوزيف الهاشم معالي

43

عـــــادــسبـــــــانت

، القرآن الكريم تنزيل من رب غفور رحيم، كتاب أحكمت آياته البينات، واضحة الدالئل

صادقة الخبر، مفعمة بالمواعظ والشرائع، وأسلوب صياغتها يأخذ باأللباب، إذ ليس ألحد

مثل ما جاء به القرآن الكريم؟من البشرمهما بلغ من قدر في الفصاحة والبالغة أن يأتي ب

نزله هللا سبحانه على رسوله األمين ليبلغه لقومه، وهم من فحول البالغة وأمراء لقد أ

، فبهرهم بيانه، فذهلوا وافتتنوا، فإهتدى منهم الكالم، وأباة الضيم، وأرباب األنفة والحمية

ة من رجاالت لغلبا في المقابل كانت ، ولكن ممن صح إداركه وصحت بصيرته وفهم عقله

راحوا بالتحدي والمكابرة، فجاء القران الكريم بالتحدي المضاد، على أن يأتوا ، الذينالقوم

فانقطعوا " ة من مثله هاتوا بسور" مثله فعجزوا، ثم جاء التحدي األكبر سور بعشر

ص عندهم تحت حجة اإلعجاز، فلجاء البعض منهم إلى العنف والتنكيل بأتباعوتراجع النق

فالكل ينظم ) الدين الجديد، ولم يجراء أحدهم بالقول والكالم، اللهم بعض الشعراء منهم

(.الشعر

وكان للقرآن الكريم فضل على اللغة فقد ضمن لها حياة طويلة، وصانها من كل ما يشوه

بفضل بين اللغات، وتعززت قدرة اللغة الها وغضارتها، فأصبحت اللغة العربية خالدةمج

الكتاب الكريم، حيث راح الناس بالقراءة والكتابة في أمور شتى لم يكن لها وجود من قبل،

شتقاق والمعاني والبيان واألدب والشرح أحوال الصياغة والصرف والنحو واإلتحسنت ف

.واألصول والتفسير والفقه

اإلهتراء اابهمادة للمعالجة والتمعن والتفكير، جديدة هي، ألن ما قبلها قد إنتكأمور

لقد قال الناس في وصف الناقة حتى لم يبقى شيء للوصف، فالبراري فوالتكرار والتشابه،

ما موالهضاب والخيام والمرابع والمجالس والحسب والفخر والتقاتل والتنازع، سئمت كلها

صار الناس تتناوله من إجترار وتكرار، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، لقد شاهدنا فيما

عنترة بن شداد العبسي و : سبق توارد الفكرة والوصف عند عمالقين من عمالقة الشعر

البداوة )عصر زهير بن أبي سلمى، والرجلين كانا من المخضرمين، بما يعني نهاية

.تعاليمالوبداية عهد الكتاب و الجاهلية (الجاهلة

44

كما يجزم أهل علوم اللغة واألبحاث، بأن تكون بداية الشعرالعربي ،إذ أنه من المستحيل

ن يكون الشعراء ممن أبدعوا وخرج علينا منهم ل أفي عصر الجاهلية، فمن غير المعقو

ن سبب ابداعهم لسماعهم وقع خفاف الجمال على األرض فحاولوا تقليدها، والكثير أن يك

.نوا يتقدمون القوافل ويرشدونها الطريقوبأنهم اقتبسوا األوزان من حداء الذين كا

ثم تطور بعد ذلك وذهب فريق من العلماء بفنون اللغة وقالوا بأن أصل الشعر هو السجع

إلى الرجز، وراح فريق آخر يقول بأن أصل الشعر هو الغناء، إذ أن البدوي يلجاء في

.ها استصاغ الشعروحدته للترنيم والغناء، فينشد من الكلمات المنتظمة ويغنيها، وبعد

طبقات فحول " الم الجمحي، وهو عالم في النقد واألدب، يشرح في كتابه سابن وعن

ومنتهى حكمتهم، به كان الشعر في الجاهلية عند العرب ديوان علمهم : ) بقوله" الشعر

(.يأخذون وإليه يصيرون؟

ثرت حججه، وعلى والدليل عند علماء اللغة على أن الشعر العربي وجد قبل الجاهلية، ك

:سبيل المثال قول امرؤ القيس

امحذعوجا على الطلل المحيل لعلنا نبكي الديار كما بكى ابن

من قبله، وما عرف فبكاء الديار واألطالل في زمن امرؤ القيس كان منسوخ من ابن حذام

. "طيء"ى أنه كان من قبيلة الكثير عن ابن حذام سو

وة دور في المجتمع، وصار من أسلحة األعالم للدع صار للشعروفي صدر اإلسالم وبعده فكان الشعراء من مجموعة العاملين بتلك المهمات، وكان والحث على الجهاد والفتوحات،

الرسول الكريم يشجع الشعر الجيد المنطوي على مثل عليا، وكان يستمع إليه ويبدي :والبالغة وقيل بأنه قالبه إذا اشتملت الفاظ كلماته على الحكمة اعجا

(.أن من الشعر لحكمة لسحرا و إن من البيان )

اهجهم ومعك ) :أذن له وقالفوقيل بأن حسان بن ثابت قد استأذنه في الرد على المشركين (روح القدس

45

:ويحكى بأنه عليه الصالة والسالم، كان يستزيد الخنساء فيقول (هيه هيه يا خناس؟ )

شجعوا عليه، وما ،ما نفع من الشعر وأفادف ،قتفوا أثرهصحابة األجالء، اوعلى هديه كان ال

ن موقف اإلسالم من الشعر وعاقبوا عليه، وهذا ما يدل على أ نبذوه ،كان فيه ضرر أو قبح

بحرية ضمن حدود تعامل معه ال كان بحيث ،كان عقالني أخالقي ولم يعارض في ذلك

.سيء مرفوضأدبياته األخالقية، فالجيد مقبول وال

بالغة القرآن الكريم، وتعاليم السنة والشريعة نذ بزوغ اإلسالم كانت وما تزال، وم

.السمحاء من أشد مؤثرات اإلنبهار في النفوس والتصرفات ومكارم األخالق

في حقبة صدر اإلسالم وهي الحقبة الممتدة من بداية نزول الوحي حتى نشأة الدولة

غيير واألصالح والصالح، تيتلقفون التحول الجديد للاألموية، كان الجميع في شغل شاغل

مقولة الوليد ابن المغيرة الشهيرة حين وصف كتاب لتزود بأمور الدين وتعاليمه، و ما وا

:وقالل يستند على ذلك حيث سوى دليهللا الكريم

ووهللا إن له لحالوة وإن عليه لطالوة وإن أسفله لمغدق وإن أعاله لمثمر وإنه ليعل"

".وال يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته وما يقول هذا بشر

تقلص عدد الشعراء في تلك الحقبة الزمنية، وعال شأن الخطابة، ولكن كان هنالك نفر من

وكان فيهم المشرك الذي تمادى كغيره من أبناء قريش، الذين كان فتح مكة الشعراء قبل

همهم إرضاء رغبات الغيض والحقد والكراهية في نفوسهم، وكان منهم أمثال عبدهللا بن

، وبعدها ظهر الحق وزهق الباطل، وفتحت مكة وكان بذلك الحد الفاصل بين الزعبري

" اذهبوا فأنتم طلقاء " ريم إلى كل من أساء إليه اإليمان والكفر، وقال عندها الرسول الك

وكان عفوه عند المقدرة من إحدى مكارم األخالق التى خصه هللا سبحانه بها، الرسول

، فكل إساءة له هي شرك وكفر، وجب معاقبتها يوازيه النبي معصوم وليس من مخلوق

.اإلقتصاص من مرتكبها، فهي من الكبائر دون أدنى شكو

هي تماضر بنت عمرو بن الحرث السلمية، لقبت بهذا النعت بسبب ارتفاع الخنساء و

البقرة الوحشية، نسبة إلى عيون البقر الوحشي الخنساء لقبت أرنبتي أنفها، ومنهم من قال

والتي كانت من أجمل العيون في ناظر العرب، وقال غيرهم الخنساء الظبية في إشارة إلى

جمال الضباء

46

تخيلها جبرانالخنساء كما

شاعرة مخضرمة عاصرت نهاية عهد الجاهلية وتوفت في عهد الخليفة ذو النورين عثمان

بن عفان، أسلمت في عهد الرسول الكريم، هي من بني الشريد زعماء قبائل بني سليم في

.ية ومن أعيان تلك الحقبة الزمنيةالجاهل

الخنساء " عنها النابغة الذبياني اشتهرت الخنساء بالرثاء وذاع صيتها في كل مكان، وقال

سات وأبحاث في بالد ت شهرتها فيما بعد وكانت محور درا، فاق"أشعر الجن واإلنس

هاشم و قتل ، عندماة عندها كانتاالغرب، وترجمت قصائدها إلى لغات كثيرة، بداية المأس

األصغر ، فقامت الخنساء بتحريض أخيها بن عمرو أخوه دريد بن حرملة، أخاها معاوية

صخر ليأخذ بثار أخيه، معاوية كان أخوها من األم واألب وصخر كان الشقيق أخو

الخنساء من أبيها، امتثل صخر لتحريضها وقام بقتل دريد بن حرملة ولكن صخر أصيب

من آثار الجراح التي أصابته، ففقدت بذلك الخنساء األخوين بعدها ي المبارزة وتوفيف

والسند، وكان صخر من أحب أهلها إليها ومن أكرمهم عليها، فراحت تبكي أخويها وقيل

.لقد أصيبت من جراء ذلك بالعمى

الخنساء كانت من قبل هذه الحادثة من الفطاحل في المدح والفخر والوصف، ثم تحولت

شهر شعراء العرب في الرثاء وطغى على أشعارها الحزن واألسى، ومن بعد الحادثة إلى أ

:قالت ما هذا القليل من أفضل وأبلغ وأجمل قصائدها في رثاء صخر،

الدار أهلها من خلت إذ ذرفت أم وار ـــع ن ـالعيـب أم ك ـنـعيـذى بـق

درارـم دين ـخـال على ل ـيسي ض ـفي خطرت إذا راهـذكـل ني ـيـع أن ـك

ارــتـأس رب ـالت د ـديـج ن ــم ه ـودون تبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت

47

ارـتـفـم ي ـوه ن ــيـرن ه ـعلي ا ــله عمرت ما تنفك فما خناس تبكي

وفي الحروب حريءالصدر مهصار وا ـمنع إذا ابـوه زة ـالنحي صلب

ارــسعـم روعـال داةـغ وللحروب ورع ل ـكام اــالمحي ل ـجمي د ـلـج

رارجـــ ش ــيـجـلل ة ــديــأن اد ــشه ة ــأودي اطـــبـه وية ـــأل مال ـــح

ارــبـج م ـظـعـلل ة ـيـانـع اك ــكـف ة ـاغيـط اء ـلجـم ة ــراغي ار ــحـن

ارـــيـن و دي ـسـي ده ـوح ب ـاتـعـم له ليس دهر ـال تـرأي ا ـلم قلت ـف

ش أوطارـيـعـلل ا ـفم بـيـأص د ـقـف ب ـسـن د كان خالصتي من كل ذيـق

رارـأح سمكـــوال الـط ن ـم اؤهـآب صورته ليالل تضيء ا المحي جهم

مغوار العزاء في الدسيعة م ـخـض ه ـتـبـقيـن ونـميم د ـمجـال ورثـم

فخار معـلج د اـعن رة ـريـمـال اد ـج مؤتشب غير ريم ـك فرع ـل رع ـف

أحجار رات وـطـمـقـم ه ـسـرم ي ـف تضمنه د ـق م يمق حدـل جوف في

رسول األمين مع قومها بني سليم لحينما علمت الخنساء ببعثة الدعوة والنبوة، قدمت على ا

.فأسلمت معهم، ولقد أجمع الجميع بأن رسول هللا عليه الصالة والسالم كان يعجب بشعرها

قد لخير دليل على صبرها و حسن إيمانها، ف تكان( هجرية 31عام ) معركة القادسية و

عمرة وعمرو : ، وكان معها أبناؤها األربعةبقيادة سعد بن أبي وقاصخرجت مع الجيش

:ومعاوية ويزيد، وقبل بدء القتال أوصت أوالدها وقالت

مرأة الذي ال إله إال هو إنكم بنو إيا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، و وهللا"

حدة، ما خنت أباكم، وال فضحت خالكم، فإذا أصبحتم غدا إنشاء هللا سالمين، فاغدوا إلىوا

فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت نارا علىقتال عدوكم مستبصرين،

في فتيموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند إحتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة أوراقها،

"دار الخلد والمقامة

وعندما أحتدم القتال، ودارت رحى المعركة واشتد وطيسها، أستشهد أوالد الخنساء

:األربعة واحدا تلو اآلخر، وحينما بلغ الخنساء الخبر قالت

."الحمد هلل الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته؟"

مـن غـير نــــزر وفيضـي فيضـة يـا عيـن فانـهمـري بغــدر أال

صبـري وال تـعدي عـزاء بعد صخـر فقـد غلـب العزاء وعيـل

48

زهير بن ابي سلمىلرسم من خيال فنان

بخوش بن بضياف من ساللة نزار من بن ، هو زبيرزهير بن أبي سلمى شاعر مخضرم

ونشأ وترعرع في بني غطفان وتزوج مضر، ولد في بالد مزينة بنواحي يثرب المدينة،

قهاطل ،(أمن أم أوفى )لقته األولى كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع مع: منهم مرتين

من كبشة بنت عمار الغفطانية ورزق منها ،ربسبب موت أوالده منها، و تزوج بعدها زهي

كعب بن زهير والثاني بجير بن زهير، لقد ورث زهير بن أبي سلمى ينبولديه الشاعر

، وكان له أختان هما خاله وعن زوج أمه أوس بن حجر و" ةباشام"أبيه وعمه الشعر عن

هير الخنساء بنت أبي سلمى وسلمى بنت أبي سلمى وكانتا كذلك شاعرتين، ولقد أورث ز

مئة عام، ولقد عاش ما يقارب رين، حيثكان زهير من المعم الشعر إلى ولديه وأحفاده،

:أشعاره حيث قالمن المؤرخون على ذلك لداست

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حوال ال أبا لك يسأم

وعرف عن ابن أبي سلمى بأنه كان داعية الصلح في حرب داحس والغبراء، وكانت له

معشر ودماثة الوحسن القول، من صدققصائد كثيرة بذلك، وكان يمتلك خصال حميدة

.النفس وعفةخلق، ال

49

لمأثرتهم " الحارث بن عوف" و " هرم بن سنان" وكذلك اشتهر زهير بقصائد مدحه

.وسعيهم إلى الصلح وإصالح ذات البين بين قبيلة عبس وقبيلة ذبيان

لهرم بن سنان، ذاع صيت هرم بين العرب ،وبسبب أشعار مديح زهير بن أبي سلمى

زهير، فكان إن سأله أعطاه وإن سلم عليه يكف عن عطاء بأن ال" هرم " ا، فحلف وقبائله

من هرم، فكان حين يراه في جمع قوم أعطاه، مما أخجل زهير وأبت نفسه هذه الهبات

"وخيركم استثنيت؟ ....عموا صباحا غير هرم : " يقول

عالته هرما يلق السماحة منه والندى خلقا من يلق يوما على

أن سيدنا محمد بن عبدهللا رسول هللا ونبيه، قد قابل " ): وقال األصفهاني في كتاب األغاني

وبعد ( اللهم أعذني من شيطانه ) :الرسول عام، فقالالتسعين ير وهو في عمر يفوقزه

ستماع باإلونصحهما ولديه سماع زهير لهذه المقولة امتنع عن قول الشعر، وأوصى

.مات زهير قبل الدعوة والتنزيلوته وبعثته، نب لرسول هللا حين ظهور

فصار عند البعض ( من شيطانه اللهم أعذني) ما قول رسول هللا عليه الصالة والسالمأو

وكذلك كان د نزل على الرسول بالقرآن الكريمبأن الوحي ق: قالوا من علماء المسلمين و

أكدوا بأنهم ،المسيحيين األوائلإيمان في القول بالشعر، وقيل لكل شاعر شيطان يلقنه

( ؟" كهنة الوثنيينالعلى أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه

عن زهير ،عن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب بأنه قال ألحد أبناء هرم بن سنانوذكر

"فيكم القول وأنه كان ليحسن " :قالف

ونحن وهللا كنا نحسن له العطاء؟: فقال له ابن هرم

"قد ذهب ما اعطيتموه وبقي ما أعطاكم : " فقال الفاروقالخليفة عمر بن الخطاب لم يكن من المعجبين بالشعر ولكنه أثنى على زهير ألنه مدح في

: يستحق المديح، وقيل عنه بأنه قالشعره من ". الشعراء، سيدا اتسعت ثروته، وكان ورعا في أيام الجاهلية؟كان زهير أشعر "

50

وقال الغلبة من القوم، ومنهم التبريزي، بأن زهير بن أبي سلمى أشعر شعراء الجاهلية، عكرمة عن أبيه جرير، وإلى ذلك لقد روىامرؤ القيس والنابغة الذبياني، و وقدموه على

:ير ألقى عن المادحين فضول الكالم بقولهبأن زه :ذهب العباس بن األحنف وأضاف همثل

فما يك من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل

زهير بن أبي سلمى : ولقد أجمع الكثرة من العرب وعلماء األدب من شرقيين وغربيين بأن من أبياتبيت ، " أبين " بيت، وصاحب " أصدق" بيت، وصاحب " أمدح" صاحب .الشعر

:قوله فاألمدح

كأنك تعطيه الذي أنت سائله لال ـمته هـا جئتـراه إذا مــت

:واألصدق قوله

خالها تخفى على الناس تعلموإن ومهما تكن عند امرىء من خليقة

:في قولهالبيان، أقوى و

أو جالء أو نفار يمين ثالث هفإن الحق مقطع

في كتابه عن ، "دبليو إي كلوستون"قال عنه زهير إلى لغات عديدة، ولقد ترجمت أشعار

:الشعر العربي

"منذ نعومة أضفاره بنبوغه الشعري ، عن غيره وتميز زهير بن أبي سلمى"

:وقال بأن زهير قد أفلح وأجاد في هذين البيتين

بالـدمسعا ساعيا غيض ابن مرة بعدما تـبـزل ما بين العـشيـرة

عظيمين في عليا معـد هديتما ومن يستبح كنزا من المجد يعظم

51

، كان يعتقد بأن النبوة والدعوة والرسالة، في شخص محمد يقال بأن زهير بن أبي سلمى

.؟وتصديقه بما يقول بإتباع دعوة رسول هللا، بن عبدهللا، ولذلك أوصى ولديه كعب وبجير

كعب، مرحلة بداية الدعوة، ولكن أخوه في بن زهير بن أبي سلمى، جبيراعتنق اإلسالم

.في سجيته، ولم يمتثل لنصيحة والده زهير ةقاتملكت القبلية والحم

ن، وبعد منصرفه عن الطائف، وبداء التجمع في وفي السنة الثامنة لهجرة الرسول األمي

من أهلها ومن المهاجرين ى قدر من القوة بفضل األنصار في المدينةالمدينة حتى صار عل

م القادمين من مكة ومن الوافدين من مختلف البقاع، أمر رسول هللا عليه الصالة والسال

ه من الشعراء، فهام هؤالء على وجوههم من الخوف بمعاقبة كل من كان يؤذيه و يهجي

خوهأ كعب بن زهير، عندها أرسلوتخفوا بالشعب و اإلبتعاد عن المدينة ، وكان من بينهم

ري وهبيرة بن أبي لهب، ومن بعأن عبد هللا بن الز: " ب وقال لهجبير بن زهير بكتا

غيرهم قد هربوا في كل وجه فإن كان لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول هللا، فإنه ينهى

.نج إلى نجائك من األرض؟ئبا، و إن أنت لم تفعل فإعن قتل من جاءه تا

:فأجابه كعب بقيصدته وقال

فويحـك ممـا قلـت ويحـك هـل لكا ة ـرســال ـيرا ـبجـ عنــي ــا بلغأال

غـير ذلـك دلكـا أي شـيء عــلى بفـاعل ـت ـلس لنـا إن كـنت فبيــن

لكـا أبـا ومـا تلفـى عليـه عليــه له أبـا يومـا لـف أ عـلى خـلق لـم

لعـا لكـا إمــا عـثرت وال قــائل ف ـبآس فلسـت تفعـل فـإن أنـت لـم

وعلكـا فــأنهلك المــأمون منهــا ة ـروي كأسـا ونـأمالماك بهـا ـســق

شده والسالم، فأن كره أن يكتمها على رسول هللا عليه الصالة فلما أتت بجير هذه القصيدة،

.أنا المأمون صدق وإنه لكذوب،: " سقاك بها المأمون" إياها، فقال الرسول لما سمع

:وقال لكعب، جبير وبعدها كتب

مزـأح ال وهيـلوم عليها باطـت ي ـفي الت فهل لك كعبا غمبل من

فتنجـو إذا كان النجـاء وتسلم وحده الالت وال العزى إلى هللا ال مطاهر القلب مسلاس إال لنمن ا ت ـبمفل سـو وليـال ينج يوم لدى

وديـن أبي سلمى علي محرم ه زهيـر وهو ال شيء دينـ دينـف

52

وصلت الرسالة إلى كعب فضاقت به األرض، فلم يجد من شيء سوى أن يرجع إلى

المدينة، وحين قدومه نزل على صديق له فيها، وعند الفجر قصد المسجد وصلى الفجر مع

حيث كان يجلس سلمى وتوجه إلى أبي كعب بن زهير بنرسول األمة، وبعد الصالة قام

:رسول هللا عليه الصالة والسالم، فوقف بين يديه وقال

يا رسول هللا، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما، فهل أنت قابل منه إن "

جئتك به؟

!نعم: الغفور الرحيم هللا فقال النبي الكريم و رسول

رسول هللا كعب بن زهير؟ أنا يا: فقال كعب

فقبل منه الرسول الكريم توبته وكساه بردته، عندها قال كعب بن زهير قصيدته العصماء

وهي "البردة " التي صارت تعرف بقصيدة القصيدة ،المدينةإلى التي نظمها قبل قدومه

:"بانت سعاد " يقول بمطلعها قصيدة عصماء،

قصيدة االبردة

ولـكبـم د ـفـي م ـل رها ـإث م ـتيـم ول ـتبـم ومـيـال لبيـقـف عادـس بانت

ولـلمقت سلمى أبي يا ابن إنك م ـهـولــوق هاـيـنابـج واةـغـال ى ـيسع

ولـمشغ ك ـعن إني كـألهين ال ه ــلـآم ت ـنـك قـديـص ل ــك الـوق

ولـمفع نـالرحم در ـق ما فكل م ـكـل اـأب ال قيـريـط لواـخ لتـفق

ولـمحم اء ـحدب آلة على يوما ه ـسالمت طالت وإن أنثى ن ـاب لـك

ولـمأم ول هللا ـرس عند والعفو دني ـــأوع هللا ول ـــرس أن تـئـبـن

لـصيـفـوت مواعيظ فيها رآن ـق ــال لةـناف أعطاك الذي داكـه مهال

اويلـاألق في كثرت ولو أذنب م ـول اةــوشـال وال ــأقـب ذني ـأخـت ال

لـلو يسمع الفي ما وأسمع أرى ه ــب ومــقـي و ـل ا ـقامـم وم ــأق د ـقـل

يكن من رسول هللا تنويل لم إن وادره ـــب وفـخ نـد مـرعـت لـظـل

لـنقمات قوله القي ذي كف في ا ـهـأنازع ما ني ـميـي وضعت حتى

ولـئـومس وبـمنس ك ـإن لـوقي ه ــلمــأك إذ دي ـنـع وفــأخ و ـهـفل

ولـسلـم هللا وف ـسي من مهند ه ــب اءـضـستـي ورـنـل ول ـالرس إن

واـزول واـأسلم لما مكة ببطن م ـلهـقائ الـق من قريش عصبة في

لـعازيـم ل ـمي وال اءـاللق دـعن شف ـك وال اسـأنك زال فما زالوا

التنابيل السود عرد إذا ضرب يعصمهم يمشون مشي الجمال الزهر

ا سرابيلـالهيج نسج داود في من م ـهـوســبـل الـــأبط نـيـالعران م ـش

53

دولـجـم اءـفعـقـال قـلـح أنها ـك ق ـلــح ا ـله شكت قد سوابغ بيض

لواـني إذا مجازيعا وليسوا قوما م ـهـاحـرم ت ـالـن إن مفاريح ليسوا

لـوما لهم عن حياض الموت تهلي م ـورهـحـن يـف إال نـالطع قع ـي ال

نكعب بن زهير بن أبي سلمى كما تخيله جبرا

ى اشتراها معاوية منهم، وتوارثها ما زالت البردة في أهله حت:) الفاخوري حول البردة قال

(. األتراك تى آلت مع الخالفة إلى بني عثمانحاألمويييون فالعباسييون الخلفاء

بقيت في ):عليه الصالة والسالم حول ما آلت إليه بردة النبي قال السيد أحمد الهاشمي،

.(عت للمنصور العباسي بأربعين بي معاوية بعشرين ألف درهم، ثمأهل بيته حتى باعوها ل

ده زهير ينهاه مخافة لبأن كعب قد تحرك وهو يتكلم بالشعر، فكان وا: وقال حطادة الراوية

كانت الخير فيه، وكان يضربه، فكلما ضربه كون لم يستحكم شعره، فيروي منه ماأن ي

: شهوته لنظم الشعر، فحبسه زهير وقال له تزيد عند كعب

ال ضربتك بقسوة لما ينكلك عن ذلك؟والذي أحلف به، ال تتكلم ببيت من الشعر إ

قول فمكث كعب في حبسه مدة أيام عديدة، خاللها نمي إلى مسمع زهير بأن كعب رجع ل

الجمال وهو غالم صغير، وفي له وة شديدة ثم أطلقه ليرعىالشعر، فدعاه إليه وضربه بقس

:وهو يرتجز كعب رجع العودة،إحدى عشيات

من القرى موقرة شعيرا ( عيرا)كأنما أحدو ببهمي

:بيد ولده كعب، يجره خلفه، وقال زهير فخرج إليه زهير وهو غضبان، فأخذ

54

إني لتعديني على الهم جسرة تخب بوصال صروم وتعنق

. أجز يا لكع: وقال له ثم ضرب كعب

:فقال كعب

وآثار نسعيها من الدف أبلق موضع رحلها يرئالق نيانةكب

.!قد أذنت لك في الشعر يا بني: فأخذ زهير بيد ابنه كعب ثم قال له

:و من أجمل قوله

فالسلي يوـق بين مصارع عمرك ماخشيت على أبي ل

يح له في كـجريرة رمح بي أ على خشيت ي ـولكن

يـوغ اد ـــإرشـب ارــر وأمـمم ول ـلمح الفتيان من

بيأ على الباكيات ولهف ل واليتامى ـف األرامـأال له

:، حين قالتعاليم المدرسة اإلسالميةوكان نظمه بعد إسالمه، ينضح من

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر لو كنت اعجب من شيء ألعجبني

رـنتشـم مـهـدة والـس واحـفـنـوال ها ـدركـس يـور ليـيسعى الفتى ألم

رـال تنتهي العين حتى ينتهي األث ه أمل ــدود لـمـاش مـا عـوالمرء م

في م اإلسالبقضاء هللا وقدره، و كيف تملك وحاول كعب بن زهير التعبير عن إيمانه

وإلى لى الحياة الجاهلية ويحول نظرته إ أن يقضي على نزعات ونفسه، وأستطاع هروح

.الواسعة لدن رحمة هللا من ،قريبال هوفرج ، بعطاء هللاالتأمل

هللا الذي وحده يتكفل اإلسالم حيث يوكل أمره إلى تعاليم من ذا راح يستمد زاد أشعارهوهك

:و يقول في ذلكواألفضال، بالعباد، ويمن عليهم بالرزق والنعمة

فقـح وال شـــه شـبـحسـس يـفلي دريـني قـي متى ما يأتـم أنـأعل

لقـم غـسكـما مـايـمنـى للـفتـإذ ال بينا الفتى معجب بالعيش مغتبط

نسحقـيـه فـيـنـفـور ويـدهـمر ال هـم يذهبـي ثـال ينمـوالمرء والم

فضل الذي بالغنى من عنده نثق فال تخافي علينا الفقر وانتظري

رتزقـن نـا نحـوانا ولسنـومن س ا ـنـرزقـاهلل يـدنا فـن ما عنـإن يف

55

األعشى بن قيس هو ميمون بن قيس، من بني قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل، لقب

أعشى قيس : قال لههو الذي ال يرى ليال وي باألعشى ألنه كان ضعيف البصر، واألعشى

وهي " منفوحة " قد ولد ونشأ في لو أبا بصير، للتفاؤل،: يكنى األعشىو واألعشى األكبر،

لعربيه لمملكة ابا"في نجد في ما بات يعرف اليوم وادي حنيفةقريه حضريه على ضفاف

من فحول الشعراء في هو ،الرياضمن مدينه اليوم جزء منفوحةوقد أصبحت طالسعوديه

(. العام السابع للهجرة توفي األعشى في) الجاهلية المخضرمين

: ل يونس عن أشعر الناس فقالسؤ

." امرؤ القيس إذا غضب، والنابغة إذا رهب، وزهير إذا رغب، واألعشى إذا طرب"

".صناجة العرب: "بشعره فسموه فيها غنىيت لألعشى قصائد طويلة

. ح لطلب المالاألعشى هو أول من انتجع بشعره، يقصدون بذلك أنه كان يمدن ويقولون بأ

هوأعظمهم ب شعر،لبا أترابه يسروضعهم ألنه من أ رفعهم، وإذا هجا قومقوم إذا قام بمدح

. المحلق بابيات قالها فيه ج بنات أبييزوفكان له الفضل بت من النصيب المادي،

وزعم أن أباه حدثه عن بعض المحلق مع األعشى،علي بن محمد النوفلي في خبر ذكر

:الكالبيين من أهل البادية قال

56

ولم ،له أخواتفمات وقد أتلف ماله، وبقي المحلق وثالث رفكان ألبي المحلق ش"

. كان يشهد فيهما الحقوق ،رةحيال برودمن واحدة وكسائين ناقةيترك لهم إال

منزله باليمامة، فنزل الماء الذي به المحلق، فقراه فأقبل األعشى من بعض أسفاره يريد

:فأقبلت عمة المحلق فقالت ،أهل الماء فأحسنوا قراه

هذا األعشى قد نزل بمائنا وقد قراه أهل الماء، والعرب تزعم أنه لم يمدح ! يابن أخي "

من من خمر زقحتل في فأنظر ما أقول لك وإ إال وضعهم، قوماإال رفعهم، ولم يهج قوما

ي أبيك؛ فوهللا لئن اعتلج الكبد تعند بعض التجار فأرسل إليه بهذه الناقة والزق وبرد

" يرفعك به لذيشعراالفيه في البردين، ليقولن فيك والسنام والخمر في جوفه ونظر إلى عط

. ؟ما أملك غير هذه الناقة، وأنا أتوقع رسلها: المحلق قال

: عليها فقالحتى دخل حضته،كلما دخل على عمته ف يفعل؟خرج ويهم وال وبقي يدخل وي

"قد ارتحل الرجل ومضى؟ "

ما فحيث (أسود شيخ مولى)تتبعه ذلك مع غالم أبيك ! اآلن وهللا أحسن ما كان القرى : قالت

ت علموعن الماء عند نزوله إياه، وأنك لما وردت الماء لحقه أخبره عنك أنك كنت غائب

. عنده قراه، فإن هذا ألحسن موقعة أنه كان به كرهت أن يفوتك

وأتاه بمن يضمن فلم تزل تحضه حتى أتى بعض التجار فكلمه أن يقرضه ثمن زق خمر

فكلما مر يتبعه،خرج وفوجه بالناقة والخمر والبردين مع مولى أبيه ذلك عنه فأعطاه،

عنده رتحل أمس عنه، حتى صار إلى منزل األعشى بمنفوحة اليمامة فوجد إ: بماء قيل

فهم يشربون (الخمرة المخللة) الفضيخعدة من الفتيان قد غداهم بغير لحم وصب لهم

.منه

انظروا من هذا؟ : إذ قرع الباب فقال

: فدخلوا عليه وقالوا فإذا رسول المحلق يقول كذا وكذا؟ فخرجوا : فقال ل المحلق الكالبي أتاك بكيت وكيت،هذا رسو

57

! ، يرسل إلي بعطاءال قدر له، أعرابي بهدية أرسل إلي أعرابي! ماذا تقولون ويحكم" لم أقل قط لذيشعراالجوفي ألقولن فيه في حملئن اعتلج الكبد والسنام والخمر و الوهللا ل . " مثله

وسقيتنا الفضيخ لغيبة ثم أتيناك فلم تطعمنا لحماغبت عنا فأطلت ا: فواثبه الفتيان وقالوا ؟لهائذنوا : فقال ال نرضى ما بدا منك؟ م والخمر ببابك،واللح

قال، وفدخل فأدى الرسالة وقد أناخ الجزور بالباب ووضع الزق والبردين بين يديه . ، سيأتيك ثناؤنا؟رحموصلتك : السالم وقل لهابلغه عني : للمبعوث

وقام الفتيان إلى الجزور فنحروها وشقوا خاصرتها عن كبدها وجلدها عن سنامها ثم جاءوا بهما، فأقبلوا يشوون، وصبوا الخمر فشربوا، وأكل معهم وشرب ولبس البردين

:ونظر إلى عطفيه فيهما فأنشأ يقول

أعـرقـوا ثـم هـب وام ـأقـ د ـجـفأن فعلـتـم قد سار الذي مسمع أيا وتطلـق ال ـالحب راف ـأط د ـوتعق منزلد األحمال في كل ـهب تعق تحـرق اع ـباليف ار ـن ضوء إلى كثـيرة عيـوند الحت ـلعمري لق

والمحلق دىـار النـالن وبات على ـا ـيصطليانـه لمقرورين ب ـتش فـرقـنت ال وضــع داج مـبأسح تحالـفـا أم ثدي لبان رضيعي

عشـقـم وما بي سقم وما بي من اد الـمـؤرق ـأرقت وما هذا السه أطرق أغادى بما لم يمس عندي و بـحـادث ال أزال أرانـي ولكن

وعندما كان األعشى في سوق عكاظ بمكة، مر به المحلق وألقى عليه التحية والسالم، فقال

يا معاشر العرب هل فيكم : مرحبا ياسيدي وسيد قومه، ثم نادى بأعلى صوته: له األعشى

!.الشريف الكريم أهل بنه إلىإيزوج مذكار

نقضى العام إال وقد تزوجت األخوات الثالث؟ا فما: قالوأضاف النوفلي عن أباه بأنه

أبو العباس اليزيدي قال حدثني عمي عبيد هللا عن ابن حبيب عن ابن األعرابي عن وعن

اسم المحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد هللا بن عبيد وهو : المفضل قال

له حصاناألن " بالمحلق " وإنما سمي عامر بن صعصعة، أبو بكر بن كالب بن ربيعة بن

.حلقةعضه في وجنته فحلق فيه

إلى وسمي بذلك ألنه دخل" قتيل الجوع" كان قيس بن جندل والد األعشى ولقد قيل بأن

من يستظل فيه من الحر، فوقعت صخرة عظيمة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه غار،

.الجوع

58

:يتهاجيان عمرو وهو من بني قيس بن ثعلبة يهجو األعشى، عندما" جهنام " قال

راضعمن خماعة عبدأبوك قتيل الجوع قيس بن جندل وخالك :فأجابه األعشى

ناقصاولكنهم زادوا وأصبحت دعـامةفرع اكان أبويككال

:الشعبي وقال عنمحمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا الرياشي و عن "بيت؟ي لناس في بيت، وأشجع الناس فث اي بيت، وأخبألعشى أغزل الناس فا"

:فقوله بيتفأما أغزل

الهوينى كما يمشي الوجي الوحل عـوارضـهـا تمشي مصقولغراء فرعاء

:ث بيت فقولهوأما أخب

يارجلويلي عليك وويلي منك قالت هريرة لما جئت زائرها

: وأما أشجع بيت فقوله

نزل معشر فإنا أو تنزلون عاداتنا قالوا الطراد فقلنا تلك

:ال ابن مهرويه عن ابن أبي سعدق

األعشى بن قيس في :قالفل عن أشعر العرب، سؤالراوية ةالهيثم بن عدي أن حمادقال "

: هقول

قها خضلراو مزةا وقهوة ئكمتنازعتهم قضب الريحان

عبادي راوية األعشى وكان)لي يحيى بن متى قال :أحمد بن عبيد هللا بن عمار وقال

: والدليل في قول لبيد ،مثبتوكان لبيد قدري كان األعشى ، بأن(نصراني

ومن شاء أضـل لناعم البا من هداه سبل الخير اهتدى

:قال األعشىبينما

عدل وولى المالنة الرجال ــ إستأثر هللا بالوفـاء وبـال

؟في الشعر أين أخذ األعشى مذهبه فمن: بن حرب ليحيى بن متىقال

59

.من قبل العباديين نصارى الحيرة، كان يأتيهم يشتري منهم الخمر فلقنوه ذلك: يحيى قال

حدثنا :قالفمحمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أبو شراعة في مجلس الرياشي وعن

: مشايخ بني قيس بن ثعلبة قالوا

." سوداء لحسان بن عمرو بن مرثد أمةكانت هريرة التي يشبب بها األعشى "

محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن فراس بن الخندف وعن

كانت هريرة وخليدة أختين قينتين كانتا لبشر بن عمرو بن مرثد، وكانتا تغنيانه ": قال

."النصب، وقدم بهما اليمامة لما هرب من النعمان

. رني عمي عن ابن الكلبي بمثل ذلكقال ابن دريد أخب و

:األعشى غزل من

" هيفاء مثل المهرة "

لـبـالمك رـاألسي لـمث ا ـله يكون ا معدبة قتيلى ذكرن م القلبا صح

لـمبت خلق حـسن ي ف ت اعتدل قد بـنـانـه اطــسـب ا، يـر قـدم ا ـلهـ

المتصلصل ا ـالهـلخـخ ى منته ى إل ما عليه مورا حمالل ارـم وساقان

مفضل الخلق من رابي ف الكفا له دت تســان اهـاأربيتـ ت التمس ا إذ

مـكـم قـلـخ فوق الـظ الحسن من لهى ارتفـاع تر فـيه هـدفى إل

فيها الغزل والهجاء والفخر منوعات من شتى أنواع إخضاع الكلمة لمقاصد مختلفة

مشبعة بالمعاني سابنوالتفاخر، حيث كانت الكلمات تبوح وتنضح بالبالغة والفصاحة وت

:ابن قتيل الجوع "األعشى" الجوعقاتل عند

احضـالف وط ـش من أبلتـك ا ألمك بالهجاء أحق منا لم

بـاحالص لـقب قـفيل ت ـوزاف ازعنـف المانعين، إذا األسن

ـاحوجود الخيل تعثر في الرم كتفيهـن ىحت الحي سوام

قـاحالل ور ــخ ت إذا ما حارد ـاانــأت بمنألسنا المقتفين

الـقراح بالماء غص ما إذا لكل كربألسنا الفارجين

احـالصف بالمهندة وأضرب اـإن نسبن نا نحن أكرمسأل

60

تـوقل اء، ـاللق يوم ها، ـبـوراك تياقـن بن شيبان ل ذه ى ـلبن فدى

تـولـت حتى مـرزاهـال ة ـممقد اقرقر حنو و، ــحنـبال ضربوا هم

اة من التيـأيدي السف أشد على ة ـابـصـع من رأى من فلله عينا

تـلفاستق راياتها، تـرفع وقد هاـبيض رقتيب بطحاء ـالهم من ـأتت

لتـفتج ، ةمرـينا غـلع تـاجـوه اـنـنـيـب ة ـيـنـا، والمـرنـــوث ارواثـف

تـحلـف وقوفا، كانت ن علنا ظ تـحـوا حمى ما يمنعون فأصبـوأحم

تــوأذل م ـانهـرسـف ذخت ـوقد ب رة ــم وتـمـمن ال ساكا م ـهوـأذاق

تـم استقلجومثال النض أيمن الب م ـهقـووف ،خفافـض بي م ـوابغهـس

اـاوصاب و شوقا ث النأي لي أحد اــراب حبلهـا وأمسى داـعـس باتت

اابـد شـاليوم ق أسيأن ر لما رأت اـنوهجرت عدى ـس ا صرم وأجمعت

اـــب اها با لـليـل سيــنكهت تخال لــرت بارد ن ـع ا ـلن وـلـتج ام ـأي

طابا وما احلولى ، ما المرد يانع من ا، ـذاهـنوج تقرو مغزلة وجيد

جلبابا الحسن جمال من ةومكس اـفلهأس الرملص ـدع مثل ركولةـه

تغرب ملن حتى كادت الشمستح ك أظغان لـزينب غـدوة ـوشاقت

ربـتـي ربت ـت ي ـالالت أم ن ـأه استقلت قلت نخل ابن يامن املف

بـتنع رـالطي ل منـأبابي هـعلي يق وجبار رواء أصولـهرط

ربـشـوم ورد انــلون جوانبها علون بأنماط عتـاق وعقمـه

زحـق حبـص ن ـم د ـقـل ل ـــــمحين م وا ـيئس قد

فاد بالمال، تـراخى ومـزح ه ـعنـد ذي ملك، إذا قيل ل

كشف الضيقة عنا، وفسـح فلئـن ربـك مـن رحمتـه

دلج الليل وتأخاذ المنـح ليـعـودن لمـعـد عـكـرهـا

فـإذا أصـلحـه هللا صلـح إنمـا نحن كشيء فـاسـد

61

المستشرق إلى لغات عديدة وكانت موضع إهتمام ،ت قصائد األعشى بن قيسترجم

، والقصيدة الثانية عجابه بصورة خاصة بمعلقة األعشى، الذي كان يبدي إ"غاير"األلماني

.وقد عني بشرحها مطوال". دع هريرةو"

األعشى في الجاهلية سيد المهارة والحرفة في نظم الشعر، وبالرغم من ذلك، كانت كان

، إن شرب الخمر كعادته روائعه بعيدة كل البعد عن التصنع والتصنيع الممتهن والمبتذل

لكل جلسة من جلساته الخاصة كانت لها نكهتها الفريدة الخاصة بها، وكان بعيدا كل البعد ف

في تركيب الكلمات واستجالب المعاني النص أو الفكرة و كرار إن كان فيعن الت

.المتجددة، وكانت لديه نفحة من نفحات العقالنية والوعي

فعندما بدأت الناس في مكة تعيش فترة شباب الرسول الكريم وقدوته الحسنة، وذلك من

، كان األعشى في مكتهل العمر ويقطن في خالل تقديرهم لسلوكه وتصرفاته المميزة

ت نفس األعشى نحو األمين الصادق المعصوم، جاش عاب مكة، ولما توافد الناس بالتوجهش

غريب، فهو كغيره ممن يشربون الخمر و يتغزلون ويسفحون، فعلى مثل هذا كانت بشعور

التوجه نحو التعاليم ، عندها عقد األعشى العزم ب(إال عند قلة قليلة منهم ) الطباع السائدة

بالركب في فترة بداية الدعوة الشريفة، فخرج من مقره المعتاد وقصد لتحاقالجديدة واإل

، أعترضه بعض رجاالت قريش من الكارهين مكة وراح يسعى نحو الرسول الكريم

ماهي لك يا أبا : الحاقدين بعد يقينهم بأنه جاء يريد اللحاق برسول هللا، فقال له أحدهم

إن ذلك األمر ما لي فيه من أرب؟، فأجابه وهللا : بصير، إنه يحرم الزنى، فقال األعشى

فوهللا إن في النفس أما هذه : معترضه يا أبا بصير إنه يحرم الخمر؟ عندها قال األعشى

، تعددت المصادر فمنهم من قال بأن األعشى قفل منصرفا من حيث أتى ؟، منها لعالالت

والسالم، فأسلم وأنشد بين ومنهم من قال بأنه تابع سيره والتقى برسول هللا عليه الصالة

:وقال يدي الرسول قصيدته العصماء

داـهـسـم مـالسلي ات ـب ا ـكم وبت دا ــأرم ليلة اكــعين تغتمض ألم

دداـهـم ة ـخل ومـالي لـقب تناسيت عشق النساء وإنما من ذاك وما

داـفأفس عاد، اي ـكف أصلحت إذا ن ـائـر الذي هو خـولكن أرى الده

ردداــت د ـيـك ر ــدهـال ذا ـه ه ـفلل روة ـوث دت ـقـف انا ـبـوش وال ـهـك

وأمردا شبت حين وكهال وليدا أبغي المال مذ أنا يافع زلت وما

داـالنجير فصرخ بين ما مسافة لي ـتعت لـالمراقي يس ـالع وأبتذل

داـموع يثرب أهل في لها فإن ت ــيمم نـأي ليـائـالس ذا ـهـأي أال

داـحفي عن األعشى به حيث أصع رب سائل فيا عني، تسألي فإن

رداـأح ر ـغي ا ــلين ا ـافـخن ا ـداهـي راجعت و النجاء برجليها أجدت

62

داـأصي الظهيرة حرباء خلت إذا ة ــجرفيـع هجرت ما إذا وفيها

داـمـمح تالقي حتى وال من حفى ةـاللـك من ا ـله آوي ال وآليت

ندى فواضله من وتلقي تراحي، اب ابن هاشم ـمتى ما تناخى عند ب

جداـأن و الد ـالب في لعمري أغار ره ـوذك رونـت ال ما يرى ا ـنبي

داـغ ه ـمانع وم ـالي اء ـعط وليس ل ـنائ ب وـغـت ا ـم ات ـدقـص ه ـل

أشهدا و أوصى، حيث اإلله نبي د ـحمـاة مـوص ع ـتسم لم دك ـأج

تزودا د ـق من وت ـت بعد المـوالقي بزاد من التقى ترحل لم أنت إذا

أرصدا كان الذي لألمر فترصد كمثله ال تكون أن على ت ـدمـن

داـحديدا، لتفص سهما تأخذن وال ها ـربنـقـت ال ات ـتـميـال و اك ــفإي

داـاعبـف وهللا ان ـاألوث د ـعبـت وال تنسكنه وب الـالمنص وذا النصب

داـأبـت أو نفانكح اـحرام كـعلي ا ـرهـس ان ـك حرة ن ـربـقـت وال

داـيـقـمـال رـــيـاألس وال ة ـبـاقـعـل ه ـنـتقطع فال القربى الرحم وذا

داـمـفاح وهللا الشيطان تحمد وال وسبح على حين العشيات والضحى

داـخلـللمرء م ال ــالم تحسبن وال رارة ـوال تسخرا من بائس ذي ض

، هو شاعر زخرف القول بال ريب؟"وأعوذ باهلل من شيطانه " هلل در األعشى،

63

( رسم من وهم خيال )لبيد بن ربيعة

مخضرم مقتدر، حكيم معتدل، كان يغرف من بحر اللغة ما يريد، من أصحاب المعلقات

، هو إلى الهداية والتقوى الطيبة في صدر اإلسالم آلت أموره في الجاهلية، وصاحب الكلمة

أحد ،من هوازن بطن عمرو بن صعصعة "ريالعامعقيل أبو"بن مالك، لبيـد بن ربيعة

عمه مالعب األسنة وأبوه ربيعة بن مالك الشعراء الفرسان األشراف في الجاهلية،

. لكرمه " بربيعة المقترن" والمكنى

. عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث: نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثلمن أهل عالية

ولذا يعد من وأسلم بين يديه، (صلى هللا عليه وسلم)أدرك اإلسالم، ووفد على النبي

عمراوسكن الكوفة وعاش ،واحدا بيتاترك الشعر فلم يقل في اإلسالم إال المؤلفة قلوبهم،

، ولكن األصفهاني في "سنة 305بأن لبيد قارب ال" فحسب ما أورده أبن قتيبة طويال،

في عهد معاوية بن ته المنيةفاو و سنة، 390ل بأنه عاش ما يقارب القا" األغاني"كتابه

(م 223)هجرية 93عام أبي سفيان في

وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كالب وإخوته وفد أبو براء مالعب األسنة، في الجاهلية

بيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غالم، على النعمان طفيل ومعاوية وع

تاجر بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل

حسن الحديث أديبا سرجون وكان ،" سرجون بن نوفل " من أهل الشام، يقال له

أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسيالنعمان، وكان إذا والمنادمة، فاستلطفه

.ربيع بن زياد، وكان يدعى الكاملوإلى اله الخاص بيطبالذي كان

64

، وراح النعمان إلى الربيعفقام فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم،

وبعدها شعر أبناء جعفر، بجفاء النعمان ونفوره منهم على ذكر معايبهم،يطعن فيهم، وي

يتمالكهم ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده قد كان يكرمهمف، غير العادة في السابق

.الغضب

لبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى كان و

لهم فسأالربيع، النعمان بما فعله رون أمرانصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاك

؟ أو تخبروني ببعيركم، وال أسرح متاعاكموهللا ال أحفظ : فكتموه، فقال لهم

: ، فقالوا(من بني عبس، كانت يتيمة في حجر الربيع ،" تامرة بنت زنباع" ه كانتأم)

ى أن تجمعوا هل تقدرون عل: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد

. ال يلتف النعمان إليه بعده أبدا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم

:لبقلةا )فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة : وانعم، قال: قال وهل عندك من ذلك شيء؟: فقالوا

.(صقة فروعها باألرض، تدعى التربة دقيقة القضبان قليلة الورق ال

، عودها ضئيل، الجار، وال تسر الدار، وال تؤهل النارهذه التربة التي ال تذكى : فقال

وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها

القوا بي أخا بني عبس، ،في القلع ، وأخبثها مرعى، وأشدها فروع البقول ضائع، أقصر

فقال ا،نصبح فنرى فيك رأين: فقالوا ، وأتركه من أمره في لبس،تعس ونكسأرجعه عنكم ب

فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على انظروا غالمكم، فإن رأيتموه بنائم: لهم عامر

وه فرمق فهو صاحبكم، رأيتموه بساهرلسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا

.حتى أصبح بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحله،

أنت وهللا صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم : أصبحوا قالوا فلما

، ا أحدغدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكالن، ليس معه

فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، من الوفود، والدار والمجالس مملوءة

:رض الربيع في كالمهم، فقام لبيد يرتجز، ويقولحاجتهم، فاعت فذكروا

زعهـقــــــم يـتـامـه وم ـي لـأك هي خير من دعه يا رب هيجا

صعصعه ن ـر بـخيار عام ومن األربعه نـبنيـأم ال وـبن نحن

تحت الخيضعهام ـوالضاربون اله المدعدعه ة ـالجفن المطعمون

عهـبـسـم الداــبـ اوزناـج ك ـإلي يا واهب الخير الكثير من سعه

معه تأكل ال اللعن أبيت مهال فاسمعه رخبي هذا نـيخبر ع

عهـبــــإص ها ـيـف ل ـدخـي ه ـــوإن ملمعه رصـب من ه ـاست إن

مهــعـأط شـيـئا بـلـطـي اـأنمـك أشجعه يواري حتى لها ـيدخ

65

أكذا أنت؟: ، فقالبشزر يرمقه ه التفت النعمان إلى الربيعفلما فرغ من إنشاد

. ال، وهللا، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم: قال

. أف لهذا الغالم، لقد خبث علي طعامي: فقال النعمان

. ؟اللعن، أما إني قد فعلت بأمهأبيت : الربيع فقال

فعل هذا بيتيمة من نت المرء، وأالكالم أهل، وهي من نساء غير فعلأنت لهذا : فقال لبيد

في حجره؟

وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا،

. نصراف إلى أهلهبضعف ما كان يحبوه به، وأمره باإل

إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم : إليه الربيع كتبف

ن حضرك من الناس أني لست كما قال؟حتى تبعث من يجردني فيعلم م

على ما زلت بقادر، وال إنك لست بصانع ألنتفائك مما قال لبيد شيئ: النعمان إليه فأرسل

.؟به األلسن، فالحق بأهلك

منها في الجاهلية وما تبقى في عام تسعون)لبيد في الكوفة بعد إسالمه بقي سالمفي اإلو

:، والبيت الوحيد من الشعر الذي قاله بعد إسالمه( اإلسالم

الحمد هلل إذ لم يأتني أجلي حتى لبست من اإلسالم سرباال

فقرأ ،رهشع في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعض( في عهد الفاروق ) أرسل حاكم الكوفة

منحني هللا هذا عوض " وقال عندما انتهى (سورة آل عمران ) و (سورة البقرة)لبيد

عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ ،"هداني هللا وأنعم علي باإلسالم شعري بعد أن

.كعطاء من بيت المال كان يتقاضها لبيد درهم، 8000درهم إلى 000

اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلى هللا عليه وسلم، وفد عليه وفد قيس وفيهم لبيد

: فأنشد

لترحمنـا مما لقينــــا مــن األزل ها ينـاك يا خيـر البـرية كلتأ

وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل ها أتينـاك والعذراء تدمى لبان

السماء لنا واألمر يبقى على األصل و ترسل بالسقيـا وبالعف فإن تدع

حليمن الجوع صمتا ال يمر وال ي وألقى تكنيه الشجاع استكانـة

66

بين ، أم في فترة الما؟في هذه القصيدة شك بتوقيتها، فهل كانت قبل إشهار لبيد إسالمه)

بعد إسالمه سوى بيت واحد من يقل بأنه لم ، جزممعظم من اهتم بسيرة لبيد، ألن بين

( الشعر؟

في الجاهلية واإلسالم، وكان قد نذر أن ال تهب الصبا إال نحر شريفاكريم النفس كان لبيد

أعينوا أبا عقيل على مروءته، وقيل : وكان المغيرة بن شعبة إذا هبت الصبا يقول ،وأطعم

عقبة بن أبي معيط، وكان والي بن هبت الصبا يوما، ولبيد مقتر مملق، فعلم بذلك الوليد

إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه، : ، فخطب الناس وقالالكوفة في حينها

فأعينوا أخاكم، ثم نزل، فبعث إليه بمائة ناقة، وبعث الناس إليه فقضى نذره، وكتب إليه

: الوليد

يلقــي عـأب اح ـري هبت أرى الجزار يشحذ شفرتـيه إذا

قيلـطويل الباع كالسيف الص أغر الوجه أبيـض عامـري

القلـيل والمال العالت وفى ابن الجعـفري بحلفتـيه على

باألصيل تجاوب ذيول صبا بنحر الكوم إذ سحبت علـيه

:فقالت، أجيبيه، فقد رأيتيني وما أعيا بجواب شاعر: فلما أتاه الشعر قال البنته

الـولـيدا هبتهـا عند ـقـيل دعونا ـي عـأب إذا هبت رياح

أعـان على مروءته لـبـيدا عبشـمـيا أصيد أشم األنف

قـعـودا بني حام نـعليها م بأمثال الهضاب كأن ركـبـا

الـثـريدا ا ـوأطعمن اها ـنحرن أبا وهب جزاك اللـه خـيرا

وظني يا ابن أروى أن تعودا مـعـاد لـه إن الكريم عد ـف

وهللا ما :فقالت! تزدتيهقد أحسنت، لوال أنك اس: ثم عرضت الشعر على أبيها، فقال

.فعلأل سوقة ولوكان ملك، أنه إال استزدته

.سن إسالمهماوكان لبيد بن ربيعة وعلقمة بن عالثة العامريان من المؤلفة قلوبهم وح

:قوله من قصيدة يرثي أخاه أربد يستجاد من شعر علقمةومما

راجع هو من : إذا رحل السفار اـنــظـنـيـت إال كـدريـي ا ـم أعاذل،

الـقـوارع كريم لم تصـبـه وأي للـفـتـى ر ـدهـال ث ـأح اـمم أتجزع

زاجرات الطير ما هللا صانـعوال لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى

سـاطـع بعد ما هـو يحور رمادا وضـوئه كالشهـاب إال المرء وما

ودائعوما المال إال مـعـمـرات التـقـى مضمرات من إال البر وما

67

:يقول سبعا وسبعين سنة أنشد" لبيد " لما بلغ

بعد سبعينـا وقد حملتك سبعا النفس مجهشة باتت تشكى إلي

للثمانـينـا وفاء وفي الثالثل تبلغي أمـ فإن تزادي ثالثا

:قالعام، تسعينال هغوبل وعند

كأني وقد جاوزت تسعين حجة خلعت بها عن منكبـي ردائيا

: وعندما تجاوز المئة عام بقليل قال

عاشها رجل وفي تكامل عشر بعدها عمرأليس في مائة قد

:قالة أعوام، حين بلغ مائة وعشر

ولقد سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس كيف لبيـد

ــم مـمدودئغلب الزمان وكان غيرمغـلب دهر طـويل دا

يعوديوم إذا يأتي علي وليــــلة وكالهما بعد انقضاه

وضعفت وهو شديد ينصرم،و أراه يأتي مثل يوم لقيته لم

" لبيد" ، فذكره عامة اءعرتخفيض راتب الش رادحين أصبح معاوية خليفة أ: قال البعض )

د توفي لكن لبيو ،بكامله المخصصدفع أمر بمعاوية و بذلك تأثرفأنه لن يعيش طويال، ب

بأن لبيد توفي في والية الوليد بن عقبة بن أبي : من قالقبل أن يصل المبلغ الكوفة، ومنهم

معيط، والي الكوفة في عهد خالفة ذو النورين عثمان بن عفان، وبأن الوليد بن أبي معيط،

( .يوم وفاتهفنحرت " لبيد " ي دارة إلعشرين جزور بإرسال قد أمر

68

النــــابغة الذبيـــــــــاني

عاش خريف عمره في فترة نشأة ) ،قبل الهجرة 38سنة ، توفي فيآخر شاعر مخضرم

هو : ) ما ورد عنه في الموسوعة الحرةمالمعلومات عنه قليلة، و (الرسول قبل الدعوة

شاعر مسيحي من ياني الغطفاني المضري، أبو أمامة،زياد بن معاوية بن ضباب الذب

:االطبقة األولى، له قصيدة يعدها البعض من المعلقات، ومطلعه

بدأقوت وطال عليها سالف األ يا دار مية بالعلياء فالسند واختلف النقاد )،ي أبدع في الشعر دفعة واحدةشعر إالنابغة لقب بهذا اللقب ألنه نبغ في ال

:فيذكر أنه لقب بالنابغة لقوله ابن قتيبة، أما (في تعليله وتفسيره

نبغت لهم منا شؤون وحلت في بني القين بن جسر فقد

". حتنك وهلك قبل أن يهترقاله بعد ما إ ونبغ بالشعر،: "تيبة هذا اللقب إلى قولهمورد ابن ق

وربما كان نه لم ينظم الشعر حتى أصبح رجال،وفي رأي البغدادي، أن هذا اللقب لحقه أل

ونبغ ا في الغناء،نبغت الحمامة، إذا أرسلت صوته: قول العرب ، على حداللقب مجاز

.( نبغ الشاعر، والشاعر نابغة، إذا غزرت مادة شعره وكثرت: فقيل الماء إذا غزر،

بأنه كان كريم النفس، من سادة قومه، كان داعية لمصالح : ولقد أجمع الكثير بقولهم عنه

، وكانت له مكانة عالية وتقدير من قبلهم، وكان شامعشيرته وقومه عند الغساسنة ملوك ال

ابن "إلى ملوك الحيرة في عهد ملكهم المنذر الثالث م، إلى أن لجاءالمديح لهيرتزق من

بعد ،في أخر ملكه قبل أندحاره أمام أمام جيش الحارث بن جبلة الغساني، "ماء السماء

أبو قابوس، بعد مقتل عمرو بن واستلم ملك الحيرة النعمان الثالث ،" يوم حليمة" معركة

:لنابغة مكانة رفيعة عند النعمان وأصبح من ندمائه وقال فيهوصار ل (أبن المنذر)هند

فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

69

، وأمر له بمئة ناقة من األبل السود، فيها رعاؤها، ونعم الذبياني فأجزل له النعمان العطاء

من األيام دخل وفي يوم، من الذهب بأواني ويشرب بالرخاء والبذخ حتى صار يأكل

النابغة على النعمان، فوجد عنده زوجته وكانت فائقة الحسن والجمال، وفجاءة سقط

التي نصيف الزوجة، فأستترت بيدها، فقال النعمان للنابغة صفها، فأنشد في حينها قصيدته

:قال فيهاو " المتجردة" صارت تعرف بعنوان

زودـم وغير زاد ذا عجالن د ــتـغـم أو ح ـــرائ ةـآل مي نـمأ

دـق وكأن برحالنا تزل لما ا ـابنـرك ر أنـيـغ ل ـرجـالت دـــأف

ودـاألس الغداف خبرنا وبذاك دا ـغزعـم لتنا ـرح أن وارح ــبال

دـغ في ة ـإن كان تفريق األحب ه ــب الــأه وال دـغـب اـرحبـم ال

والصبح واإلمساء منها موعدي هددا ـم ودع ـت ولم لـالرحي ان ـح

دـتقص فأصاب قلبك غير أن لم ا ـهـمـهـبس ك ـرمت ة ـر غانيـإث في

وددــوت ةـالـرس فـعطـب منها رة ـيـج ك ـل مـإذ ه ذلك ـت بـيـنـغ

مصرد مرنان بسهم ظهر عن ا ـهـحب ن ـم هـقلب ابتــأص د ـولق

دـمقل نـيـتـلـقـالم م ـأح وى ـأح ب ـربـتـم ادن ـش ة ـقلـمـب رتـنظ

دـالموق ابـكالشه د ـتوق ب ـذه رها ـنح نـزيـي سلك في م ـوالنظ

أودـمتـال لوائه ـغ في كالغصن ا ـهـخلق لـمـأك راءـكالسي صفراء

دـعـقـم دي ـبث هـفجـتن بـواألت ه ـطي فـيـلط ن ـكـذو ع ن ــبطلوا

المتجرد ة ـضـب روادفـا الـري ة ـمفاض رـغي نـنيـالمت محطوطة

دـباألسع يوم طلوعها كالشمس له ـك فيـجـس بين راءي ـت قامت

دـجـويس لـيه يرها متى بهج ا ــهـواصـــغ ة ـــيـدفـــص درة أو

دـرمــوق ادـشـت ر ـآجـب تـيـنـب ة ـوعـرفـم ر ـرمـم من ة ـيـدم او

دـــيــالـب اــنـتـقـوإت هـتـاولـنـتـف اطه ـترد إسق النصيف ال ولم سقط

دــقـعـي افةـاللط من يكاد م ـعن ه ـانـنـب كأن صـرخ ب ـضـخـمـب

ودــعـال وجوه إلى نظر السقيم ها ـتقض لم ةـبحاج إليك ظرت ـن

دــمـباألث ةـاثـلث فــــأس ردا ـب ة ــكـأي ة ـمامـح تي ـادمـقـب وـجلـت

ديــن لهـفـوأس ه ـيـالـأع ت ـفـج ه ـائـمـس بـغ داة ـغ وان ـحـكاألق

وردــمـال يـهـش لهـقبـم ذب ـع ارد ــب اـاهــف أنـب امـهمـال م ـزع

ديـالص العطش هاـريق ا ـبري في ـشـيأنـه زعم الهمام ولم أذقه

ردــتسـم عـابـتـتـم ؤـؤلـل ن ـم ه ـمنـظـنـف دهاـقـع ذارى ـالع ذ ـأخ

70

دــبـعـمت رورة ـص هـاإلل د ـعب راهب ألشمط رضت ـع ا ـأنه لو

دــرشـي لم وإن داـرش ولخاله ا ـهـثـديــح ن ـوحس تهاـلبهج رنا ـل

دـلدنت له أروى الهضاب الصخ هــاعـمـس ع ـيـطـستـت وـل م ـلـكـتـب

دـام المسنـعدكالكرم مال على ال ه ـــــتـبـن ثـيـأث ل ـرج م ـاحـفـوب

دــيـال لءـم انه ـمكـب زا ـيـتحـم اثما ـج م ـأجث ت ـلمس تـلمس فإذا

دــرمـمق بالعبير المجسة رابي في مشهدف طعنت ت ـعنـط وإذا

دـاء المحصـنزع الحزور بالرش صف ـإذا نزعت نزعت عن مستحو

الرجال األدرد من عض الكبير ه ـــــائـضـأع ده ـشـت ضـعـي وإذا

دـوقـالم رــالسعي مثل ح ـبلواف يصلى به من جلد ينزع اد ـكـوي

لمورد حور ـي صدر وال عنها در ـمصـل ورـحـي ها ـنـم وارد ال

بالمتجردة ويزعم العامة من الناس بأن نديم يقال له المنخل اليشكري يتهم وكان للنعمان

القد، وجميل منتصب القامة مياس ل، يشبهون المنخل؟، حيث كان المنخد النعمانأوال

ما يستطيع : ، فلما سمع المنخل هذا الشعر، قال للنعمانميم، وكان النعمان قصير ذالوجه

. ؟بيقول مثل هذا الشعر إال من قد جرأن

ة، ولعل عودةنسغساالهرب إلى ، وبلغ النابغة ذلك فخافه وفوقر ذلك في نفس النعمان

على النعمان حقد الملك لسبب آخر غير، كان ( أعداء المناذرة) الغساسنة، النابغة إلى

:، وقال بعضهم بأن النابغة هجا الملك النعمان زوج المتجردة بقولهالشاعر

الجهوالت قبح هللا ثم ثنى بلعن وارث الصائغ الجبان ننت

، وقد أخيهلنابغة في بالط الغساسنة، ينادم ويمدح عمرو بن الحارث األصغر ووأقام ا

امتدح هؤالء بقصائد عديدة، منها القصيدة البائية التي قالها في مدح عمرو بن الحارث

:األصغر والتي مطلعها

وليل أقاسيه بطيء الكواكبلهم يا أميمة ناصب كليني

ت حافلهم، وكانعند الغساسنة مدة من الزمن، ينشدهم شعره، ويشاركهم في م وبقي النابغة

اصطناع ": السياسي"ح كفة ذبيان، على عبس فاستهدف في شعره النابغة أن يرج هدف

. بنو أسداألحالف لقبيلته، من أحياء العرب ومن بينها

71

شاعر كان ي ظروف حرب داحس والغبراء ابغة دور الشاعر السياسي، فالن وكما لعب

الغساسنة في أكثر من ، في التوسط لقومه عند النافذ وصاحب المكانة الرفيعة القبيلة

م ضد كانت بعض القبائل العربية، تنتهز فرصة انشغال الغساسنة في حربه حيث موقف،

لك الغزوات بعض من ت ، وينال بنو ذبيان قبيلة النابغةالمناذرة، فتغير على أرض الغساسنة

.الغنائم

في قع ت كتائب الغساسنة، يأسرون رجاال من هؤالء الغزاة، وفي العديد من المرات يوكان

مكانة رجال من فزارة أقرباء ذبيان، فكان النابغة بما له مناألسرعند الغساسنة، قبضة

.ف في الشفاعة لهم، ويتوسط للعفو عنهمعند أمراء الغساسنة، يتلط

ه امتداح النابغة للغساسنة أعدائه وأيقن أن الذي قذف أن النعمان قد غم:) تيبةوذكر ابن ق

: قولهبه عنده باطل، فبعث يستقدمه إليه من جديد ب

لقد كان ،ي فأقمت فيهم تمدحهم، ولو كنت صرت إلى قومكإنك صرت إلى قوم قتلوا جد"

". إليه إن كنا أردنا بك ما ظننت، وسأله أن يعود ،لك فيهم ممتنع وحصن

زيان بن سيار : مع رجلين من فزارة همانظم النابغة اعتذارياته، ثم جاء أبا قابوس

ار الفزاريين وبينهما وبين النعمان مودة وصفاء وكان الملك قد ضرب لهما ومنظور بن سي

من على إحدى القيان أن تغني وقد أشار النابغة ة، وهو ال يعلم أن النابغة معهما،قب

:ومنها قوله" دار مية يا "قصيدته

72

وال قرار على زأر من األسد أوعدني أنبئت أن أبا قابوس

وسأل عنه، . هذا شعر علوي، هذا شعر النابغة: هذا الشعر قال فلما سمع الملك النعمان

ختالف ومهما يكن من أمر اإل. نه النعمانر مع صديقيه الفزاريين، الذين كلماه فيه، فأمفأخب

استرجع مكانته عند الملك النعمان ب عودة النابغة إلى بالط الحيرة، فإن الشاعر حول أسبا

.( واستأنف مدائحه فيه

أتيه الشعراء كان النابغة يضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، فت ) :يقول األصمعي

ى جميع ل النابغة عليقول من فض: ي عن أبي عبيدة قولهومما رو فتعرض عليه أشعارها،

، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع هو أوضحهم كالما وأقلهم سقطا وحشوا: عراءالش

كان األخطل : "أنه سمع أبا عمرو بن العالء يقول أيضا أبو عبيدةوذكر . ولشعره ديباجة

.(" ه بالنابغةيشب

ان من شعراء الطبقة النابغة النابغة الذبياني، الذي كمن شعر " تشكيلة " باقة مختارة

نتاج والمردود المادي اإل الممتازة األولى، بل كان يختلف عن غيره من أترابه، بغزارة

والترف والبذخ، إن كان هنالك مقياس لتقويم المعادلة بين األخذ والعطاء، لكانت الكفة

ما إذا ما قيس ب راجحة لصالح النابغة، فقد كان يأخذ الكثير من المادة والمكانة والمعاملة،

:من قول له مردود معنوي أو تفاخر؟ كان يعطيه

ألم أقسم عليـك لتخبرنـي أمحمول على النعش الهمام

ءك يا عصامارولكن ما وفإني ال أالم على دخـول

فإن يهلك أبو قابوس يهلك ربيع الناس والشهر الحرام

امـه سنـس لـأجب الظهر لي بذناب عيـش ونمسك بعده

لـكهـا و ربـيـعـهـاـإن يرجع النعمان نفـرح ونبتهـج ويـأت مـعـدا م ى لـو أننــا نستطيعـهـاـويرجع إلى غسان ملـك وسـؤددو تلـك المن

وإن يهـلـك النعمــان تعـر مطيـه و يـلق إلى جنـب الفنـاء قطوعهـا تقضقض منها أو تـكـاد ضـلوعهـا وتنحط حصـان آخر الليـل نحطـة

على إثر خير الناس إن كان هالكـا وإن كان في جنب الفراش ضجيعها ال يبعـد هللا جيـرانـا تركتـهـم مثل المـصـابـيـح تـجلـو ليلـة الظـلـم

اإلمـحـال كـاألدمال يبرمـون إذا مـا األفـق جـلله برد الشتاء من هم الملوك وأبنـاء الملـوك لهـم فضل على الناس في الألواء والنعم أحـالم عـاد وأجســاد مـطهـرة مـن الـمـعـقــة واآلفــات واإلثــم

73

وزبان الذي لم يرع صهري حزيمـا عنـي من مبلغ أال صالءهن صالء جمـر كأن تورا داميـاــوعـ اكـم ــفإي

شعر بـدر من وما رشحتم صنعتـم مـا قد أتاني فإني وبالد حجر ودوني عازب نولكم أن تشقذونـي يك فلم

وفـر منكـم و أنفـس ـب لم يـوم أكـل في هاـفإن جواب بكـر غيـر عـوان واله ـبم ومن يتربص الحدثان تنزل

الحطيئــــــة

جرول بن " ، وأسمه هجرية 90الحطيئة شاعر مخضرم ولد في الجاهلية وتوفي في سنة

و " الياس " المشهور ب " ضر، مالك العبسي من قبيلة م جوية بن مخزوم بن أوس بن

، "ملكية " نته بالنسبة إلى إب" أبو ملكية " ودمامته، كان يكني الحطيئة لقصر قامته هلقب

، وكان له أخوة من أبيه، ولكنهم لم يعترفوا به، فعاش طفولته "تماضر " أمه أمة أسمها

.بالفقر وبما يجود عليه المحسنون، وفي شبابه صار يعتاش من أعمال مضنية وشاقة

ميمة ونفور الناس حالته الذبداء بنظم الشعر وهو فتى، وأول شعره كان الهجاء لسؤ حاله و

. لكي يدفع الظلم والحرمان عن نفسه، جعل من الهجاء سالحهمنه،

يخشى أذى لسانه، فصار الهجاء مورد رزقه الكل دبت الخشية من خبث هجائه، فكان

.ومجلب قوته

74

:للسيد أحمد الهاشمي، يقول" جواهر األدب " وفي كتاب

علول النسب، وكان جشعا سؤوال ملحفا هو أبو ملكية جرول الحطيئة العبسي، منشؤه م)

دنيء النفس، كثير الشر قليل الخير، بخيال قبيح المنظر، رث الهيئة فاسد الدين، وعاش

ثم ارتد وعاد فرجع لإلسالم، عاش متنقال في القبائل مدة في الجاهلية وجاء اإلسالم فأسلم

را إلى بني ذهل،يمدح هذه تارة، ويذم تلك أخرى، وينتسب إلى بني عبس طورا، وطو

بيلة تخطب وده، وتتقي شر لسانه، حتى أن الخليفة قل ويهجو اليوم من يمدحه باألمس، وك

الذي " بن بدر التيمي قانرالزب" سه بعد أن اشتكاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حب

كان يجمع زكاة قومه، فما زال يستشفع إليه بالناس وقول الشعر حتى أطلقه وهدده بقطع

انه إن هجا أحدا، ودفع له ثالثة آالف دينار ثمن الكف عن أعراض المسلمين، ولكن لس

، وبقي الحطيئة على سيرته األولى حتى الحطيئة نكث، وأوغل في الهجاء بعد موت عمر

(.هجرية 04وفاته أوائل خالفة معاوية سنة

لوال ما وصم به الحطيئة من خسة النفس، و دناءة الخلق : ) وعن شعره يقول الهاشمي

وجهالة النسب لكان بإجادته في كل ضرب من ضروب الشعر زعيم شعراء المخضرمين

إال أنه لم يقف ببراعته وفصاحته موقفا هلل والشرف، وقلما يوجد في كالم على اإلطالق؟،

و غضاضة معنى أو اضطراب غامز من ركاكة لفظ، أالحطيئة مظنة ضعف، أو مغمز ل

.(قافية؟

"وما قال لك؟ : " عندما اشتكى الزبرقان بن بدر، الحطيئة، سأله الفاروقف

:لقد قال ،فقال له

الكاسي دع المكارم ال ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم

كاسيا؟ما أراه هجاك، أما ترضى أن تكون طاعما : فقال له عمر

نين إنه ال يكون هجاء أشد من هذا؟يا أمير المؤم: الزبرقان فقال

.فبعث عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك

!المؤمنين ما هجاه ولكن سلح عليه يا أمير: حسان فقال

يا خبيث ألشغلنك عن أعراض المسلمين، ثم شفع فيه عمرو : فعند ذلك حبسه عمر وقال

يقطع إنه أراد أن العهد أن ال يهجو الناس واستتابه، ويقالبن العاص فأخرجه وأخذ عليه

: وقال الزبير بن بكارلسانه فشفعوا فيه حتى أطلقه،

أمر عمر : سلم عن أبيه قالحدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحرامي، عن زيد بن أ

عاص وغيره، فأخرج وأنا حاضر بإخراج الحطيئة من الحبس وقد كلمه فيه عمرو بن ال

:يقول فأنشد

75

شجر وال ال ماء واصلـالح زعب ماذا تـقـول ألفـراخ بـذي مـرخ

عمر يا الناس مليك هداك فارحم غادرت كاسبهـم في قعر مظلمة

رـشـبـال ى ـنهـال د ـاليـمق ك ـإلي ىـألق نت اإلمام الذي من بعد صاحبه أ

رـــاألث ك ـب انت ـك سهم ـفـألن نـلك ؤثروك بها إذ قدموك لهـا ي لم

درـــالق بها شاهمـيغ اطحـاألب ن ـبي بالرمل مسكنهم فامنن على صبية

رـــالخب بها يعمى من عرض وادية نفـسي فـداؤك كم بيـني وبينهم

: ، بكى عمر فقال عمرو بن العاص" ألفراخ بذي مرخماذا تقول "فلما قال الحطيئة

.ما أظلت الخضراء وال أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركه الحطيئة

لئال يهجو به الناس فأجلسه على كرسي وجيء ثم ذكروا أنه أراد قطع لسان الحطيئة

.ال أعود: ال يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا إليه قل: بالموس، فقال الناس

. دع قول الشعر: قال عمر للحطيئة: حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: وقال الزبير

.ال أستطيع: قال

لم؟: قال

.هو مأكلة عيالي، وعلة لساني: قال

.المدحة المجحفة فدع: قال

وما هي يا أمير المؤمنين؟: قال

.تقول بنو فالن أفضل من بني فالن، امدح وال تفضل: قال

.يأوص: لما احتضر الحطيئة، قيل لهوذكر البعض بأنه

:أوصيكم بالشعر، ثم قال: الحطيئة قال

الشعر صعب وطويـل سلمة إذا ارتقى فيه الذي ال يعلمه

إلى الحضيض قدمه والشعر ال يستطبعه من يظلمهزلت بـه

.؟أراد أن يعربه فأعجمه

من يهجيه، كان يهجو الحطيئة إن لم يجدبعد شكوى الزبرقان، وغيرها من قبل ومن بعد،

:عندما نظر إلى صفحة ماء فرأى وجهه فيها قالفنفسه،

نا قائلهأبـت شفتاي اليـوم إال تكلمـا بشر فما أدري لمن أ

أرى لي وجها شوه هللا خلقه فقبـح من وجه وقبـح حامله

76

:وفي هجاء أمه قال

بعيـدا أراح هللا منك العالميناقعـدي تنـحي فأعني

أغرباال إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا

من البنينا جزاك هللا شرا من عجوز ولقاك العقوق

:وقال في أبيه وعمه وخاله

لحـاك هللا ثـم لحـاك حقـــا أبـا ولحـاك من عـم وخـال

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي وبئس الشيخ أنت لدى المعالي

:جه منهميزوت، بعد رفضهم وقال في قبيلة بني جحش

نـيـك فسـاءني في المجلسـوأبـا ب فسؤتني ولقد رأيتك في النساء

رهط ابن جحش في الخطوب الحوس ابه ـرك تزور لمن الذليل إن

يـوم المجيمـر جارهم من فـعـقـس وا ـيمنع لم لة ـه قبيـقبح اإلل

لـــؤم وأن أبــاهم كـــالــهــجــرس نجارهم بأن جحش بن أبلغ

:ومن مديحه الجيد المشهور قوله

أقـلــوا عـلـيـهم ال أبا ألبـيـكـم من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا

أولئك قومي إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

وإن أنعموا ال كدروها وال كدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها

(:صدق أو التصدق)التقى والورع و القناعة

و لست أرى السعادة جمع مال و لكن التقـي هو السعيـد

و تقوى هللا خير الزاد ذخرا و عنـد هللا لألتـقى مزيـد

و لكن الذي يمضي بعيدوما ال بـد أن يـأتي قـريب

77

هو قيس بن عبد هللا بن : مه، فقيلاختلف العلماء في اس النابغة الجعدي، شاعر مخضرم

بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن ربيعة بن جعدة ابن كعبعدس

بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيالن بن

.مضر

بن جابر بن شحنة األسدي، وأخوه ه، وهي فاخرة بنت عمرومنها أمأما عائلته، فذكر

."محارب"اسمه وقي إنوقال المرز وحوح، وقد أشار إليه ابن سالم دون أن يذكر اسمه،

.فقد جاوز المئة سنة ،، وأنه عمر طويال" أبو ليلى "كنيته در ترجمته أنفقت مصاوات

، بني جعدة هم أشرافمن بني المجنون، و امرأةتزوج هأنبابن سالم ا امرأته، فقد ذكرأم

فطلقها وكان يراها في منامه؟ ،فأنزعته وطلبت الطالق

00إنه توفي نحو السنة : الزركلي ، وكذلك سنة وفاته، وقال؟ا سنة والدته، فلم تعرفوأم

أكبر من النابغة الذبياني، ألنه كان في اإلسالم، وكان ، أدركهـجرية، ولد في الجاهلية

ذر الذبياني مع النعمان بن المن ق قبل النعمان بن المنذر، وكان النابغةعهد المنذر بن المحر

.الجعدي، ولم يدرك اإلسالم مات قبلعصره، ولم يكن له قدم إال أنه وفي

78

النابغة وإنما سمي: " األصفهاني ، فقال أبو الفرج" الجعدي النابغة "بـ وأما سبب تسميته

". فقاله نبغ، يقول الشعر، ثمدة الم ألنه أقام

". نبغ: فقيل عاد إليه بعد أن أسلم، كان يقول الشعر، ثم تركه في الجاهلية، ثم: " وقيل

عندما جاء فكانت قصائد النابغة الجعدي، بعد إسالمه، تتميز بالروح اإلسالمية القوية،

:أنشده قائال ،ليشهر إسالمهللنبي محمد بن عبد هللا صلى هللا عليه وسلم،

مجـرة نـيـراـلـو كتابـا كالـتبعت رسول هللا إذ جاء بالهدى ويت

راـا لنرجو فوق ذلك مظهـبلغنا السماء مجـــدنا وجــدودنا وإن

" أين المظهر يا أبا ليلى؟: " صلى هللا عليه وسلم فقال النبي

، " أجل إن شاء هللا: " صلى هللا عليه وسلم ، قال النبي" الجنة: " فقال

:ثم أكمل إنشاده

رايكدفوه أن ـبوادر تحمى ص ه ـن لـوالخير في حلم إذا لم يك

حليم إذا ما أورد األمر أصدرا ه ـوالخير في جهل إذا لم يكن ل

". اليفض هللا فاك مرتين: " عليه الصالة والسالم فقال النبي

في الجاهلية واإلسالم، وهو جعدي شاعر مطبوعكان النابغة ال: " قال وعن السيد الهاشمي

:أول من سبق إلى الكناية في الشعر عن أسم من يعني إلى غيرها وتبعه الناس بعد قوله

أكني بغير اسمها وقد علم هللا خفيات كل مكتتم

، وعاشوكان ممن يصفون الخيل، فال يلحق له في ذلك غبار، حتى ضرب به المثل

، حتى عهد الخليفة عثمان بن عفان، فأحس بضعف في طويال في اإلسالم ، فأقام مهاجر

نفسه، فاستأذن الخليفة في الرجوع إلى البادية، فأذن له، ثم لما كانت خالفة علي بن أبي

".هجرية 08وظاهره بيده ولسانه، ومات بأصبهان سنة " صفين"طالب شهد معه موقعة

هاجى ؟إنغلبى، أنه كان إذا هاج إال ر مقتدرشاع النابغة الجعديكان : ةوقال عمر بن شب

، وليس فيهم وهو أشعر منهم ل، فغلبوه،األخيلية، وكعب بن جعي أوس بن مغراء، وليلى

.م وغيرهسالوكذلك قال فيه ابن من يقرب منه،

79

موسى الزروع، فبعث أبو عامر بالبصرة في يبن انعام رعت: ، قالوذكر الهيثم بن عدي

الجعدي، ومعه عصبة له، فخرج النابغة! يا آل عامر: في طلبهم، فتصارخوا ياألشعر

ما أخرجك؟ : أبوموسى لهفقال

سمعت منادي بني قومي؟: الجعديفقال

: فقال النابغة في ذلكاألشعري بالسوط فضربه

ريناشعبكر األ وأنت أراك كر بكر بني ثمود الب رأيت

مينار األالب بك م يبعث لف فإن تك ألبن عفان أمينا

وناتسمع وـل اـا غوثنـأال ي يه بفيا قبر النبي و صاح

فينا لى األمراءى عوال صل أال صلى إلهكـم عليـكـم

:في الجاهلية عندما هجا ليلى األخيلية

محجـل رـأغـ رامأ ركبت دفق هـال هـال قـوالو لىـيل اـــحيي أال

يشـالف استـك يمأل أذلغي على ليأقبو الرجال اءـتهج عنك يدع

أيـال يلالل آخر من شربت دوق فرهـاـث راذيـنـالب بـل بريـذيـنـة

خيـالأ لخايـاأل شر نكحت وقد نباتـه يمـاوخ قـالـب لتـأك دوق

مكحـال يـزال ال البنان خضيب استه رمحه شاعرا هاجيأ يفكو

ـالمجل الحقيـن وإعطاء وريطا ترفشا انــالره جري تحسبي فال

:هجاء كعب بن جعيل

ذاهب العز أصل إن ب كال في كل له كعب يا

شوارب مكل تقص قوم مـوأنتـ لمـونـعـت ـلــه

بالحالئ الحلب تلبث ال ـهـاإنـ زارةـفـ نـووب

:بني قريع وفي هجاء

هـاد اللـه أضـل لما وليس عـقريـ بنـي سعي هللا أضل

العماد قصر من الركبات على أكـبـوا بيوتهـم دخلـوا ذاإ

80

:باقة بين مدح وغزل

ـلـمالمتثف الصمـان جانـب إلـى إسلمـي بالحروريـة سلمى دار أيا

منشـم عطـر بينهـم ودقـوا تفانوا ـروعام سليـم مـن حي بعد عفت

عيهـمف بهـن ترعـى شعـب إلـى ـوىالل لـىإ الغروب بين ومسكنها

فجـرثـم الـجـواء بيـن منازلهـا تذكـرت ثـم ـه البرديـنب تأقام

لـميتث ـمل كاإلغريـض وأبيـض بفـاحـم الــالرجـ تصطـاد ليالـي

:فخر وافتخار وتحدي األخطل

الخنـان عـام في الفتيان من يـفإنـ ـيعن الـسائـ كـي نـفم

وحجتـان ذاك بعـد رـوعشـ هـفيـ ولـدت امـلع مئة مضت

اليمانـي السيف من تأبق كما مني الدهر صروف أيقنت فقد

اليـدان بقائمـه معـتـج ذاإ رازـجـ ورـمأثـ ـوـوه لـلـتف

فانـي السـن كبير كذبوا أال بأنـي كعـب بنو زعمت أال

عـدانـفال أوارة علـى أتيـن تىح تثليث من الخيل بنالج

الزمان جذب من الوطء خفاف مسكـاتـم ـىالمنق على نـيأت

الدنـان لـقـف اتـهـافـح علـى ظـالل ذو رـأخض يعارضهن

أرونانـي يـوم وانـسف على منـا عمـانـالن نسـوةـل لـوظ

هجـان ـنم جمع كان دق بما ئـنـاـوج لـتـهـليـح اـفأردفنـ

انــتـــنـاث ولـي زةـاقــق هـلـ رىـكسـ نادمت نينكأ فظلت

العنـان ـرك ش أحسابها وفي اهـاـتق فـي قريشـا وشاركنا

أبـان بنـي ءسـان ولدت وما هـالل نـيب نساء ولدت بما

جانـيـه " ـمأخطلك" أن أحقـا رسـوال خلـف بني أبلغ أال

:خصوصيات زوجية

ينـييكف منـك نهـاري إن بالليل تطرقني المجنون إلبنة وما لي ما

والهـون العجـز بـدار مـأقي وال أرأمـه الزعـم وـب وـالب ذعــأخ ال

مجنـون بنـت هنبـاء مجنونـة مولجـه أنـت خباء حشو رـوش

مطحون غير صرفا الحب وتقضم مريرته صنقت مل الوطب تستخبث

81

:بالغة التذكير

ـراكيتذ نأ المحـزون حاجة ومن ـىتللف ـجـتهي والذكـرى ـرتكتذ

مقفرا األرض هرظا منهم اليوم أرى محـرق نبـ المنـذر عنـد ايـندام

كثـراأ كان ذيال الشوق نقصي ولم وبينهـا ينـيب الوصل زمان تقضى

ذراــتـعـ عـلـي اـاؤهـلقـــ مـا إذا جارهـا برؤيـة ألستشفـي ـيوإنـ

ومعشـرا بيـالق لي يكونوا لم وإن الهـوى مسحة جيرانها على وألقي

ـراـبوتـج وةـخــن ردائـي انـوكـ تهـاقيل يـوم الـذل ثـوب ترديت

المسمـرا الـقنـاع الإ لـبـنست ولم ـرةـلح قناعـا نكشـف فلـم ملكنا

ـرىشـتوت اعـتبـ اـفينـ ـمـرائمهـك أصبحـت ذاك ســوى شئنا انأن وول

:رسم بالكلمات

اضـبـالتن لهـنـح ممـن فرـــوأق اذبـفعـ رمـاح يـلـىل نـم دـتأب

ـبلثعالا آرامهـن فـي تجـاوب بسابسـا الـشغـور قارات صبحأف

اكـبر تنور إن نار ضوء وال لسامـع نبـح بالسيدان يمس ولم

ـبمنــاك عليـه مريـخ زل كما ارهـغبـ إال نــدركــي ولـم زلـف

العـب األنابيش تـب كما ضينق مـكــره ـيف سبعـة عن فأعجله

الكواكـب ردتـهـفأ ام إذا سهيل كـأنــه اءــللسمـ وبـاعـذ فبــات

وحاصـب قطـار فيه سبل لها ةـيــشـع ألجأتـه ـروىعب كطاو

النجائـب المحصنات إليها تبار لـةـشم عيطمـوس لديس سديس

صورة قديمة لسوق جعدة في بداية القرن الماضي

82

، كما شهد فتح فارس عهد الرسول وعهد خلفائه االربعة شهد النابغة الجعدي

.ن الزبير يستنجده العطاءبفي صفين، وبعدها الذ بأ لخليفة علي بن ابي طالبلنحازوإ

هللا بن عروة بن ه عبدفعن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمالزبير، ا خبره مع ابنفأم

الزبير في المسجد أقحمت السنة نابغة بني جعدة، فدخل على عبد هللا بن" : الزبير، قال

":الحرام فأنشده

حـكيـت لنـا الصديـق لـما ولـيتـنا وعثمـان والفـاروق فارتـاح معدم

لممظ الليل الكـفي الحق فاستووا فـعـاد صبـاحا حوسويت بين الناس

مالفالة عرمر يل جواب الل ى أتـاك أبـو ليلى تـجوب به الـدجى دجـ

لتـجـبـر منـه جانبـا دعـدعـت بـه صروف الليالي والزمان المصمصم

إن الشعر أهون وسائلك عندنا، أما صفوة ف عليك يا أبا ليلى، أمسك " :فقال له ابن الزبير

ان، حقهللا حق وته فآلل الزبير، ولكن لك في مالا صفشغلتنا عنك، وأم بني أسد مالنا، فإن

. " يئهمرسول هللا؟، وحق لشركتك أهل اإلسالم في ف لرؤيتك

، فجعل النابغة، وأوقر له الركابرقالئص سبعا وفرس وخي ثم أدخله دار النعم، فأعطاه

:يستعجل ويأكل الحب صرفا، فقال ابن الزبير

"لقد بلغ منه الجهد! ويح أبي ليلي"

واسترحمت ،ما وليت قريش فعدلت: سمعت رسول هللا؟ يقولأشهد أني : ل النابغةفقا

ال؟ فراط القادمين إ نفرحمت، وحدثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيو

(النبيين بدرجة في الجنة؟ وذكر كلمة بما معناه بأنهم بعد)

حدثني به محمد بن جرير الطبري من: هذا الحديث، فقال وذكر أبو الفرج األصبهاني

.بإسناده حفظه عن أحمد بن زهير

:ومما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي، في مدحه ألبن الزبير

باقيافتى كملت خيراته غير أنه جواد فال يبقي من المال

وء األعاديافيه ما يسر صديقـه على أن فيه ما يسفتى تم

خير وأوعد هل النابغة وامواله فهدده هذا األر مروان بن الحكم بأخذ أولما ولي معاوية أم

.، قيل إنه مات في أصفهان بفارس؟بني امية بهجائهم فرد له معاوية ما أخذ منه

83

لى جانب المدح والهجاء والحكمة حول االفتخار بأمجاد قومه، ا يدور شعر النابغة الجعدي

سالم ة، تأثر باإليمتاز بقلة التكلف وطول النفس واالقالل من االلفاظ الغريبة الصعبو

.ووردت في شعره ألفاظ قرآنية وبعض اإلشارات الدينية

اروالذكرى تهيج للفتى ومن حاجة المحزون أن يتذك رتذكت

في كتب اللغة واالدب الى ان جمعته المستشرقة شعر النابغة الجعدي موزعابقي و

. م 3401االيطالية ماريا نالينو وطبعته في روما سنة

سالمي لية واعاد تبويبه وقام المكتب اإلوقام عبد العزيز رباح بتحقيق ما جمعته االيطا

.م 3429بنشر عمل رباح سنة

تمر عكاظ، وعهد الرسول الكريم، وتتابع الخالفة الراشدة، ما بين عصر الجاهلية وقمة مؤ

جة الجيدة ولكنهم أقل شهرة من ركان هنالك ما يسمى بالصعاليك، وهم الشعراء من الد

اليك من شعراء المناسبات وطلب الحاجات، وكان عراء النخبة، كان أكثر هؤالء الصعش

عر والسجع والخطابة والرجز الشعر عندهم كما عند غيرهم، فطرة وعلى اللسان، الش

كانوا من أصول التكلم والتخاطب عند الجميع، ولكن الشهرة كانت محصورة في من اتخذ

الشعر مهنة، ومعه من كانت أشعاره لها وقع مميز، من أمثال النابغة الشيباني وعروة بن

.ري، وعدي بن وادع ، وغيرهمي، وابو محجن الثقفي، والراعي النمحزام

: قال أبو جرول الجشمي وكان رأس قومه

:يوم حنين فبينا هو يميز الرجال من النساء إذ وثبت بين يديه وأنشدته( ص)أسرنا النبي

أمنن علينـا رسول هللا في حـرم فإنـك المرء نرجوه ونـنـتـظر

يا أرجح الناس حلما حين تختبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها

إنا لـنشكـر للنعـما إذا كـفـرت وعندنا بعد هذا اليـوم مـدخر

لي ولبني عبدالمطلب فهو هلل ولكم؟أما ما كان ( : ص)فقال

؟وما كان لنا فهو هلل: فقالت األنصار

84

نه شكا لعمر بن الخطاب عمال األقاليم،خضرم، وقيل بأم، شاعر ق الكالبييزيد بن الصع :فقال

رـي واألمـفأنت أمين هللا في النه ةـــالـرس ن ـيـنـر المؤمـيـأم غـلـأب

رـيسيغون مال هللا في األدم والوف والقرى الرساتيق أهل دعن ـفال ت

وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابه

وبعد أن عامل سرق،: الفرات، وجزءامل والمقصود بالحجاج هنا ابن عتيك الثقفي، ع

:واألهواز، والبحرين يقول سابور، واألبلة، وأصبهان، ومناذر،يذكر عمال جند ني

ــروف ذيـب اـوفر، ولسن لهم ى ـفأن وب إذا آبوا ونغزو إذا غزوانؤ من المسك راحت في مفارقهم تجري أرةـبف دي جاءـر الهنـإذا التاج

منك بالشطر اسمتهم ـون إن قـسيرض هـركنـتت ال هللا مال ك ـفدونيـإنن ادةـللشه ونيـدعـت وال

رـدهـال بـجـي أرى عـب، ولكنـأغي

.فبادر عمر إلى أموال هؤالء فأخذ نصفها، وترك لهم نصفها

من من أسرة الخليفة عمر، والوحيد الذي تولى له عمال في حياته وكان النعمان بن عدي،

بلغه عنه أبيات يذكر فيها الشرب قرب البصرة، ف( يسانم)كان عامال له على أسرته و :منها قولهوواللهو،

تنادمنا في الجوسق المتهدم لعل أمير المؤمنين يسوؤه

ذلك، أال إني قد عزلت النعمان من عمله، نعم، وهللا لقد ساءني : فلما سمع عمر األبيات قال ؟أال فليبلغه ذلك أي إنسان يراه

، والباطل باطل، وثمة رجال عرفوا ذلك، وأنصتوا إلى قائليه، وقدروه حق حق حقال ق والعدل في تاريخنا العربي وهو لحوز ارممن وعقله " درة عمر" ما زالت دره، فقما ع دوني، أ، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطلئن عشت ألسيرن في الرعية حوال" :لائقال

"رفونها، وأما هم فال يصلون إليعمالهم فال يع ".الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارامتى استعبدتم : "ل لعمرو بن العاصمن قا وهوليه والية من أعمال هذا أبو األسود الدؤلي، يخاطب حارثة بن بدر الغداني لما أسندت إو

:البصرة قائال فكن جرذا فيها تخون وتسرق أحار بن بدر قد وليت إمارة

يقول بما تهوى، وإما مصدق بفإن جميع الناس إما مكذ

85

:على البحرين قائال( علي)ري عامل ويخاطب النعمان بن العجالن األنصا

فندال زريق المال ندل الثعالب أرى فتنة قد ألهت الناس عنكم يبدد مـال هللا فعل المناهب فإن ابن عجالن الذي قد علمتم

ئة ألف درهم بعد أن رد عمه أبا مروان بن الحكم وأعطاه ما ذو النورين، لما ولي الخالفة

يقلده في مشيته طرده من المدينة ألنه كان يفشي أسراره للمشركين، أو ألنه كان كان النبي

الكوفة والمدينة، مصر، وابني عمه ه، وولى ابن خالته البصرة، وأخوهوبعض حركات

فقال عبد الرحمن بن ،وبذر أموال المسلمين في أقربائه ؟وكان معاوية عامله على دمشق

(:وهو شاعر صحابي جليل)حنبل

ما ترك هللا أمرا سدى وأحلف باهلل جهد اليمين

لىـلكي نبتلى بك، أو تبت ة ـفتن ا ـلن جعلت ولكن لما سنه المصطفى خالفا فأدنيته الطريد دعوت

لسنة من قد مضى خالفاووليت قرباك أمرالعباد منار الطريق عليه الهدى ـابين قد نينـيـاألم فإن وال قسما درهما في هوى ـةغيل درهما أخذا فما

علي بن أبي طالب، حتى تشفع له " خيبر " ولما قال بن حنبل هذه القصيدة، نفي إلى

فسمح له بالعودة إلى المدينة :حتى قال الشاعر ابن أدية

وقد أظهر الجور الوالة وأجمعوا على ظلم أهل الحق بالغدر والكفر فقد ضيقوا الدنيا علينا برحبها وقد تركونـا ال نقـر من الذعـر

الشريعة عندما بعث بقصيدته إلى الحجاج محتكما إلى" الكميت ابن زيد"كما في محاولة

:لامطالبا بالعدل والمساواة، يقو فيا ساسـة هاتـوا لنا من حديثكـم ففيكم لعمري ذو أفانيـن مقـول أأهـل كتـاب نحـن فيـه وأنتـم على الحق نقضي بالكتاب ونعدل

وإذ نحن خلفة فريقـان شتى تسمنـون ونهزلفكيف، ومن أنى،

86

من البادية إلى نجد ومصيف الطائف ومدينة الرسول يثرب، والكوفة والبصرة، وبالد

الشام، وصنعاء اليمن، توحد اللواء، وتآلفت القلوب، وراحت تندحر العصبيات القبلية،

للغة ا توصار( م بما تحمله الصدورلربما في التعامل والمعاملة، وهللا أعل)والنزاعات

رمز وكيان متين ال يأتيه الباطل، وما كان من شعر وأدب وخطابة وبالغة في الجاهلية،

لها أصول صار راحت هذه المواهب تتهذب بنمط من اللغة والتعبير، هي اللغة األم، ولكن

الجديدة في ةجديدة فتهذبت طباعها، وبان طريق الصواب فيها، وتأسست الجامعة القومي

للغة، فالتفت العرب حول صاحب النهج و مبشر المنهاج، وأرتقت الشرائع أعلى ا مفهوم

.مستوياتها الخلقية

نتشار الوعي إلى ما وراء حدود الجزيرة، عن المجتمع بعض الشوائب، وتوسع إ وغابت

إلى عاصمة بادية وتداخلت العادات والتقاليد، أنصهرت وتصاهرت فيما بينها، وأنتقلت ال

.رتقاء المعاني وتغيرت األلفاظ وأساليب التعبيرالهداية، فتجدد إ

بانت ظواهر جديدة، سببها اإلختالط والتواصل، وظهر نصهار، وخالل بداية عملية اإل

اللحن في الكالم، بين المستعربين من الموالي واألجيال الجديدة، فتعربت مفردات فارسية،

طرق العيش الجديدة، وأطلت ادر المعرفة لوعت مصوتفرنجت تعابير عربية، وتن

برع في الخطابة من قبل الترجمات من لغات أخرى، فتوجه الناس إلى التخصص، فمن

مام تعلم البالغة والتفقه بالدين الجديد، وكذلك الشعراء صار أمامهم محاذير وجد نفسه أ

.ة والسفاهةالوصف البعيد عن البذاءبتعبير الومراعاة لعدم خدش الشعور، و

عطيات األمور ودخلت السياسة والسلطة والتنازع على الملك في الحياة تغيرت بعدها م

. الدنيا

مهد تعلم الطالقة والفصاحة والبالغة، صار الكتاب هو ،وكما كانت البادية من قبل

لك ن وبالغة اللغة وقواعدها، وصار ذالمرجع الذي به يحتذى للحسم في أمور الدي

على النص، والتطبع به وليس بالتشابه والتشبيه، وهذا أمر محسوم، ولم يفلح من باإلرتكاز

.أراد أو من حاول التقليد و الشطارة، فتكسر عناده أمام إعجاز الكتاب؟

فمن بداية الدعوة، إلى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، كان اإلنظباط على أشده، وكانت له

. روادع حريصة على عدم تفلته وإنفالته

87

الحقبة )وجاء الملك، وكثرت الفتوحات وتعاظم التخالط واإلختالط، وكبرت أجيال

، ولكن (لناس قاطبةفطرية التواجد بين ا) ،، فالشعر والفصاحة وغيرها(هاوخلفاؤ الراشدة،

هناك من برز وتميز واشتهر، وكان منهم من جعل ذلك مصدر رزقه و مهنته، وبقيت

(.إن صح التعبير ) الحال على هذا النموذج في تدبيج الكالم والحديث

تغيرت األحداث والمعطيات، فتبعتها لغة الكالم وتأقلمت ولربما تطورت أو أصابتها

، ولكن اللغة صارت في قمة مجدها لكثرة الباحثيين في الحداثة في األسلوب والنمط

أكثر من التناقل بالتحدث، وفيها، أسرارها وقواعدها، وشروحات معانيها بالكتابة عنها

هتمام موضع إ كان هذا وذلك من مستوجبات بعد المسافات وشساعة حدود التواجد، و

، ما جموا عنها بلغات بالدهملتعرف عليها وترالعديد من غير أهل هذه اللغة، فقاموا با

ون الشعر واألدب مجتمعاتهم، في فنلوجدوه في اللغة العربية من وسائل حضارة وتقدم

حتى األحاديث والروايات كان لها والرياضيات، علم الفلك والكيمياء،والطب والفلسفة، و

.مكانتها في الترجمات واإلفادة منها

بمراجع قيمة من مصادر حضارة اللغة العربية بل وكم تزخر مكتبات الدول األوروبية،

.وتعاليمها، وذلك سالح ذو حدين؟

وتجدر األشارة إلى مالحظة بديهية، وهي بأن من جرى الحديث عنهم، كان الدافع إليه )

الصدفة والتتابع، وشهرة تلك األسماء في المجتمعات الغربية، وجميعهم جزء بسيط وقليل

(.ئق ممتاز من الشهرة من أمثالهم وعلى مستوى ال

شاعر وشاعرة، ممن لهم ترجمات اعمالهم 150ففي عصر الجاهلية كان هنالك أكثر من

.قصيدة 8048في البالد الغربية وبلغات متعددة، وعدد القصائد المترجمة فاق

(مخضرمين بين الجاهلية وبعدها ) شاعر وشاعرة 11وفي الفترة الراشدة كان ما يقارب

.قصيدة 3299القصائد المترجمة وعدد

.آالف القصائدعشرات الشعراء، و آالف هنالك أكثر من كان ،األمويوفي العصر

األرقام بعدها بالتدرج قمت تفاالعصر العباسي والعهد الفاطمي، و وكذلك كانت األعداد في

!.، واللغة العربية باقية بتطورها وروعتهاواإلزدياد في العصور الالحقة

88

89

وـرف و زهـد و زخـزه

لسياسة، وعلى ا، صارت مهمة الشاعر مواكبة ةلكممو سلطة بعد أن تغيرت الخالفة إلى

ة األعالم الرسمي للدولة وحاكمها، إن كان شاعر البالط أو مقرب منه، وفي عاتقه تقع مهم

والمفاخرة واللهو والعبثالغزل وبين المعسكرين كان ،صحبهاو المقابل كانت المعارضة

ر من خاللهايتعبالكانت الديباجة للملك الحاكم ولقبيلته وعشيرته، و ،والتفاخر والهجاء

.أو ومضة سريعة لفتةب ،قبيلة الشاعرل بالتلميح،

وكما كان إندحار الخمريات والمجونيات، بالتدرج نحو األختفاء، صار ظهورها بالتدرج ؟

وال تخدش الشعور بقولها ،، تلتزم الحشمة واألخالقست بالقليلةوبقيت فئة من الشعراء، لي

الحركات الفكرية والمذهبية ومنها ثرت المذاهب و الفتاوي الدينية، وتنوعت اكتووفعلها

؟والقدرية يةصوفال

ونشأت ،والنصيحة والنصح التطرف والوعظ واإلرشادظهرالتزايد والمزايدة في و

.واإلصتفافات الفكرية والتشريعية لجميع أنواع الملل و اآلراءوالتكتالت التحالفات

، "العصر األموي"في هذه الحقبة الزمنية التي أطلق عليها ه كانوال بد من اإلشارة إلى أن

من قبل، وممن " الحقبة الراشدة" ممن عاصروا الجاهلية و) عدد من الشعراء المخضرمين

وكان هنالك نخبة، بعدت المسافة بينها من الشرق ،("لعصر العباسيا"تخضرموا بعدها في

، ولكن اللغة العربية كانت من أهم (شعراء األندلس وشعراء بالد فارس)إلى الغرب،

، أهاليها في بقاع عديدة ،كتاب الكريم، وكانت اللغة األملل التنزيل عناصر التقارب، ألنها لغة

رى الذين كانوا من حراس تلك اللغة كانوا يعتنقون ديانات سماوية أخرى، ومنهم النصا

.شديدالحرص الوب

90

الحسين بن علي بن أبي طالب، كنيته أبو عبد هللا، حفيد رسول اإلسالم محمد بن عبد هللا

صلى هللا عليه وآله وسلم، ومن أهل بيته، أبوه علي بن أبي طالب ابن عم رسول هللا وأمير

.هللامحمد بن عبد رسول هللا بنت (أم ابيها)الزهراء المؤمنين، أمه فاطمة

. ولد الحسين في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة

:وبأنه كان يقول" الحسين " بأن النبي عليه الصالة والسالم هو من سماه روي

" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "

" هما ريحانتاي من الدنيا إن الحسن والحسين "

" فقد أحبني (أي الحسن والحسين) من أحبهما"

". احسينأحب هللا من أحب ،حسين مني وأنا منه"

(.المذهب األثني عشري الجعفري اإلسالمي ) وهو ثالث األئمة المعصومين عندالشيعة

.الزهراء ، من أمهطالبالحسن بن علي بن أبي اإلمام إخوته كثيرون وأشهرهم

. الزهراء أمه فاطمة عندما توفي رسول هللا ثم توفيت رالسن،كان الحسين ما زال صغي

ين قد تجاوز العشرين من عمره، فوقف مع عندما بويع عثمان بن عفان بالخالفة كان الحس

أخيه اإلمام الحسن على مدخل دارة ذي النورين عندما اشتد حصار الثوار حول الدار؟

كان اإلمام في طليعة الجيش الذي سار لفتح طبرستان بقيادة سعد بن أبي وقاص وقاتل و

في موقعة الجمل كما قاتل معاوية بن أبي سفيان في موقعة صفين وقاتل الخوارج وتنقل مع

جيوش المسلمين لفتح أفريقيا وغزو جرجان وقسطنطينية ويؤكد بعض المؤرخين أن اإلمام

.الخطاب مع جيش الفتح اإلسالمي هد عمر بنالحسين زار مصر في ع

:كثيرة القابكان له

الشهيد، سيد الشهداء، السيد، الزكي، السبط، السبط الثاني، الولي والوصي واإلمام الثالث،

الرشيد، الطيب، الطاهر، السعيد، الوفي، المبارك، التابع لمرضاة هللا، الدليل على ذات هللا،

طهر والطاهر، الراضي والمرضي، الصادق، واجب المودة سيد شباب أهل الجنة، الم

المودود القريب ذو القربى، العروة الوثقى، وحبل هللا، والسبيل إلى هللا، ونور هللا، وهدى

.هللا، وصاحب أو رجل البيت المرفوع، والشجرة الطيبة، واآلية، والبينة، وباب هللا

"نفس أبيه بين جنبيه " ترعرع اإلمام الحسين و

بعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وتنازل اإلمام الحسن عن الخالفة لمعاوبة بن

.أبي سفيان، وبعدها مقتل اإلمام الحسن

91

فاجأ معاوية بن أبي سفيان األمة اإلسالمية بترشيح ابنه يزيد بن معاوية للخالفة من بعده في

عة له في حياته، في سائر األقطار وجود عدد من أبناء كبار الصحابة، وبدأ في أخذ البي

اإلسالمية، ولم يعارضه سوى أهل الحجاز، وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد

. هللا بن عمر، وعبد هللا بن الزبير

اإلمام معه وضع اإلمام الحسين نصب عينيه نصيحة أبيه علي بن أبي طالب عندما أوصاه و

بتقوى هللا وال تطلبا الدنيا وإن طلبتكما وال تأسفا على أوصيكما : " قائالالحسن قبل وفاته

".عونا وللمظلوم ا افعال الخير وكونا للظالم خصمازوي عنكم ،شيء منها

فبعث يزيد إلى واليه يزيد؟، وخلفه ابنه جريةهـ 20توفي معاوية بن أبي سفيان سنة

كما رفض من قبل تعيينه " يزيد" بالمدينة ألخذ البيعة من الحسين الذي رفض أن يبايع

لعهد في خالفة أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت هللا الحرام، فأرسل ا ولي

. قا بأستار الكعبةمتعله سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان بأنإليه يزيد

ته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر حج مراسم فاضطر الحسين لقطع

ه وأطفاله من مكة قاصدا الكوفة بعدما أرسل له اآلالف من أهلها الرسائل بأن أقدم إخوت

.عادل وإنا بحاجة إلى إمام نأتم بهإمام فليس لنا

وأبى أن يكون على رأس ،رثإاإلمام الحسين لم يقبل أن تتحول الخالفة اإلسالمية إلى

، والمشرففالدين هلل ،صحابةاإلسالم يزيد بن معاوية في ظل وجود مجموعة من كبار ال

تراث النبي كان األجدر أن يكون المؤتمن عليه من هو أهله؟على

لمسلمين وأراد أن يعقد الصلح لأنه لما أصبح الحسن بن علي خليفة ن،مؤرخوبعض ال يرى

اإلمام فرفض معاوية، الحسين على الصلح وحث أخاه على قتال اإلمام مع معاوية لم يوافق

".أسد الغابة في معرفة الصحابة"و، " البداية والنهاية" الحسن كما ورد في

بينما يرى جزء آخر من المؤرخين، بأن اإلمام الحسين وافق على صلح أخيه ولم يعترض

سين أيضا بعد وفاة الحسن حيث أن الح" ويرفضون هذه الفكرة عن اإلمام الحسين بن علي

معاوية ولم يخرج إال بعد استالم يزيد الحكم؟أخيه مع كعهد ال استمر على

بالمسير نحو الكوفة، إلى أن اعترضهم الجيش األموي رجالهو ،استمر الحسين عليه السالم

10000جيش قوامه ،واتجه نحو الحسين عليه السالم" الطف " في صحراء كانت تسمى

ووصل "معركة القادسيةبن أبي وقاص قائد "مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد

هذا الجيش األموي بالقرب من خيام اإلمام الحسين عليه السالم وأتباعه في يوم الخميس

. التاسع من شهر محرم

92

في اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن

انت قوات الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وك

وأعطى رايته أخاه العباس بن علي راجل، 90فارس و 18ين عليه السالم تتألف من الحس

وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين عليه السالم وصحبه،

.فلبثوا أياما يعانون العطش

ةهـجري 23العاشر من محرم سنة الجمعة، د استشهد الحسين في معركة كربالء، يوموق

، فحفظ نسل أبيه من (األوسط)ولم ينج من القتل إال علي بن الحسين سنة، 02وله من العمر

.بعده

اإلمام ستشهاديحيي ماليين الشيعة ذكرى إ العاشر، من محرم في كل سنة،يوم الوفي

.الحسين وأصحابه

السالم على هذا النحو مأساة مروعة أدمت وكانت نتيجة المعركة ومقتل اإلمام الحسين عليه

قلوب المسلمين وهزت مشاعرهم في كل مكان، وحركت عواطفهم نحو آل البيت، وكانت

.سببا في قيام ثورات عديدة ضد األمويين

، فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة األبطال وفروسية الفرسان أما شجاعة اإلمام الحسين

قد ضربت به األمثال لف ،واستهانته القتل في سبيل الحق والعز وإباؤه للضيم ومقاومته للظلم

وسارت به الركبان وملئت به المؤلفات وخطبت به الخطباء ونظمته الشعراء وكان قدوة

ومنواال ينسج عليه أهل اإلباء في ،لكل أبي ومثاال يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة سامية

سه الرضا بالدنية وتحمل الذل والخنوع وطريقا يسلكه كل من أبت نف ،كل عصر وزمان

.للظلم

له إلى جانب الزهد والتقوى والورع كان اإلمام الحسين من شعراء الدرجة األولى، وكان

.والبالغة وحسن الصياغة والحكمة من عالمات الهدى ا، وفيهةبالطويل تده ليسائقص

:باقة عطرة من قصائد اإلمام

تتفلتن بل أعلى الناس طرا ق جد بهاف إذا جادت الدنيا عليك

ال البخل يبقيها إذا ما تولتوت أقبل ها إذا هيـفال الجود يغني

*

والربـاب ب دارا تحل بها سكينـة لعمرك إننـي ألحـ

أحبهـما وأبـذل جـل مالـي وليس بالئمي فيهـا عتـاب

نـي التـرابيبغي أو يياتح بوا مطيعا تست لهم وإن علو

93

*

غالاإلشتفي و همهفي زيد ماال المال صاحب زيدما كل

بالـيفـان و كل داريا و ش ـيالعة منغصيا عرفناكد ق

يـالبالـع مـثقـال كانذا إ د ـهالز طلب لزاهدصفو ي يسل

*

ـالحالص مـن ذـأل شيء مافواها ـــه نع نفسك بظلف عليك

واحالـر لىإ شـعيـتال ككأنغـدو ـت يـنـح منيـةـلل ب ـأهـت

بـاحالص بـلـق عاتـهـن هـعتـن صحيـح فينـا ح ـرائ نم مفك

ناحالج عظمن م فيكلى ما ع مـوت ـلـبـق ابـةـاإلنـبر ادـوب

ـالحلفـل شـمـرـت ـنمن ولـكـافى ـجتن مـ الرزانةخو أ وليس

*

إعتزاز نع يفوتفيها اـمو بالمـال زهـوا تىالف عتز أي

خـازيالم ةـمخالف هاودولت جنونـا نياالد دولة ويطلب

ازـالوفلى ع الرحيلا منا ـند كسفـرن فيها م وكل ونحن

ازيـعوالتهاني الت طوللى عرهـا نختب ـمل ن كأ لناهاجه

اإلجـتيـاز غيـر تـعريـجال وفيهـا لبث ن ال بأ منعل م ول

*

صىوأجابني عن صمتهم ترب الح فأسكتـوا ناديت سكـان القبـور

سـارقـت الكـوخ لحمهـم زقت ـم بساكنـي قالت أتدري ما فعلـت

ـذاقـال باليسيـر مـن أذى ـت تـكان بعدمـا أعينهـم ترابـا وحشوت

الشـواحتى تبايـنـت المفـاصـل و زقتـهـا م ـنـي إنف عظـام ـأمـا ال

ـالفتركتها رمما يطوف بهـا الب قـطعـت ذا زاد مـن هــذا كــذا

*

اح مسـاءـبيوتنا صباحا ومن الصبألم ينزل القرآن خلف

األمر حيث يشاء وليس ،زيدـينازعنـي وهللا بـيني وبينـه ي

أمنـاء هـانــأدي لـىـم عـتـه وأنـفيا نصحـاء هللا أنتم والتـ

هـا عـن أهـلهـا الـبـعـداءلاوـيــة سنــة تنأبـأي كـتـاب أم ب

94

قبلـي ـنم هللا لدين ونـوالمرتض لـالرس اتـمـخ جـديو ليـع يـأب

لـي ـلـكيم سـلي من ديـبي الذي إن ـهـــقـنـطي قـرآنـوال ـملـعـي واللـه

لـمـع الو قـول إلـى غـزيـي وال عـذال ـلقائ ال مرئـاب رتجىـي ما

لــــزلـ الو وـفــه مـن اذرـحـي وال وجـال ـرهـس في اـخائف رىـي وال

ثـلـم ـنم اللـه كتاب في هـل أما يرحمهـا ليـس ممن نفسي ويح يا

األول ةـاديـعــال ةـــقالـمـعـال نـمـ تبـرـمع النـاس ثـديـح في هـل أما

رسـل نع هللا رسول ورثت نىأ متـهـشي الـمغبـون الـرجـل أيـها يا

علل من الدين في وما تللتـاع رىـت فــيـمـا آلـه مـن بـه أأنـت أولـى

*

ك في الحاالت راضـك عنـضحـي وربـت ن ـزم أـحـوأصـل ال

اعتيـاض رـيـن خـد مـرشـالتخليـط رشـدا فإن الـاض بـوأن تعت

رتماضا و ول حزنـويردي ويورث طذي يغوي ال ودع عنك

عن الـعـيـنـيـن محبوب الغمـاض د وخذ بالليل حظ النفس واطر

ـائـر للـبهائـم فـي الـغيـاضظنـ وانـي فـإن الـغافـليـن ذوي الـت

*

واألصيل اإلشراق في لك كم خـليـل مـن لـك أف دهـر يا

بالبـديـل يـقـنـع والـدهـــرال قتيـل ومـاجـد صاحـب نـم

الـسبـيـل سـالـك حـي وكـل الجليـل لىإ ذاك في واألمر

*

عـاكـان صانذي الـ هلل أرضم ولخي أ نيسـاءا ـمك ـيءني شسـاءما ف

عـاواقرى األمر تن أ يوما بدال ف قضـاءه ىـمضأ هللا ما ذاإ نولك

عـاشاس األمـر عـــنال إ مقريبهـوا رأمـا لـ فـيـه شــوورت ي ـو أنول

عـاجامالم ـي لإل ك عتجـمو ـلو بهوا رضد قذي بالـرضى أ كلم أو

عـاتاب للصلـح ألقيتما لموسى ب حــزة ذلـك قـبـل ي ـفـنأ حـزو ولـ

*

95

اض واشتباهقـوفي زمن انت والباليـا طايـا عنا في الخـوق

فـاهـم أهـل السـهـذلـز بـخير والصلحاء ذلوا وعفانى الت

ناه عـرف فما عن منكر في الناس رون بكلـاء اآلمـوب

صارالحـر للـممـلوك عبـدا فما للـحر مـن قـدر وجـاهف

وهـذا غـافــل سـكـران اله عمـفهـذا شغـلـه طمـع وج

*

طيليالــدهر دولي دولـي واقصري إن شئت أو أ يا نكبـات

جـليـلـطـب فـادح ل خـرمـيتـنـي رميــة ال مـقـيــل بك

رسـولـبالـ ـل أول ما رزئــت وكــل عـــبء أيــد ثـقـيـ

الوالد البر بنـا الـوصـولو وبعــد بـالطــاهــرة البـتـول

ل والبيت ذي التأويل والتنزيلـليــالجق الحسـن وبالـشـقـيـ

وزورنا المعروف من جبريل فما له في الرزء من عـديـل

ما لـك عني اليوم مـن عـدول وحسبي الرحمن مـن منيـل

*

هأحب ـن اليمـت فـقيـوب ذهــب الـذيــن أحـبـهــم

هظهر المغيب وال أسب ـي ــنـيـسـب يـمـن أراهـف

هـــمـا أربـم ره ـوأمـ يبغي فسادي ما استطاع

هــــأدبا ال ــمـوذاك م ء ارـا يدب إلى الضــحنق

هــيذبال ـن وـطحولي ي ر مـن ـاب الشـرى ذبـوي

*

ـاذنجإلى إ تصيرها زخارف نهـا م كــغرتتي ال ودنياك

فـاذن ذو يها إلصغى أما ف دـبجهها مهالكن عح تزحز

الذم نمنها م كالحذرما ف مـبسـ اـهالوتـحت مزجد قل

ـــذاذل امـأيــب بـونـغـوم نيـا د مـبنعي عجبمل عجبت

رذاذ ذي خصيب بلدلى قفـر ع بأرض المقام ومؤثـر

*

96

ـهيشب بـه زال ـي ال ــوإذا خبا وغر الصـدور ف

ـهلب يـه لإ يثـوب ال ــأف أفــال يــعـيـج بـعقـلـه

ـهغب ور إليـهـسـي ما ـم أفــال يــرى أن فـعـلـه

هما أختشي والبغي حسب حسـبـي بـربـي كافيـا

ـهرب ه ـاللـ اه ــفـك ا ـمه فـيولعل من يبغـي عل

*

انــنــتـام ذو بالبريـة رؤوف ـواهـــــــسـ ـنـاــل ـهــإل ال هـإلـ

وبالـلســان الضميــرب كـرـوش ـدـــمـوحـ إخـالصـب دهـأوحـ

والتـوانـي البطالة إلى وزغـت أصـنهـا لـمو الـحيـاة وأفـنيت

األماني طلب في النفس ظلمت فـإنـي ـيعـن الرضـا وأسألـه

للـعنـــان لعـيـوخـ وإســرافـي وجهلـي نبيذ من توبأ إليه

*

عـالجـن داء ذنبـك مـيس لـل داء ولـــب كـــبـطــتـالـج بــالــعـت

ن راجـقـيــف ويـة خـائــيــنـب سوى ضرع إلى الرحمن محض

ـر داجـسـتـال ــمدلـهـل مـلـيــب و ـفــع البـطــد بـجــهـوطـول ت

من اعوجـاج على ما كنت فيه ـت ـوق ـلـة كــدامــنـهـار الـوإظ

فـائــز مـسـرور نــاجلـعلـك أن تـكــون غــدا عـظيمـا بـبـلغـة

*

ي إلى سـنـن الـسـالمة والخالصيـؤد ما ب عليك من األمور

واصـينجاة بـه وشيـكـا وفوزا يـوم يـؤخذ بالنرجو الوما ت

عاصيعـفــو اللــه إال بتطهير الـنـفوس من الم فـليـس تـنـال

اصـيـاألقو ألدانـي ـصـح لـون وبـر الـمؤمنيـن بـكـل رفـــق

ـاصما لك من منـدل فـعـوإن تـشـدد يـدا بالخيـر تفلـح وإن ت

*

97

حـالال مأ ـكذل انـك اـأسحت يـبالـي وال أصاب ما يبـدر

خـالال دنياـال لك وىـتس فما وذرهــا بالـدنيـا تـغتـر فـال

وبـاال دـغ عدـب ليكـع يكون بمـال شرهـا تـائها أتـبخـل

ماال لديك الخسيس كان وما شـر عـقبـاه الـذي كـان فـما

صـاالـخ وأكملها هاـرفـوأش خيـر بكل األمور من تـفـب

*

الخـالف اديـب لهـك وأمري غيري صدـق بالمالمة صدـقأأ

ـافـعفـال آثـار فيـه ـرـي مـول عاما خمسين امرؤ اشـع إذا

افـيـتجـال ـهتيـبن أردى قـدـف ادـرشـ داـــأب هـل ىـرجـي الـف

اإلنتصـاف في طاقتي وأبلغ ف منـياـنصاإل أبـذل ال ـمول

وافيالق إال لي وليس سـواي عظاتي نفعت إن الويالت لي

*

لـبــوأن لـىـأع اللـه وابــث دارـف ةـســيـفـن عـدـت دنيـاـال انـتـك ئنـل

فضلأ هللا في السيفب امرئ قتلـف ـتأنشئ للموت دانـاألب انتـك وإن

أجمـل الرزق في رءالم عيس فقلة راقـدـم ئاـيـش األرزاق انتـك وإن

يبخــل رءالـم بـه متروك بـال فـما جمعها لتـركل األموال كانت وإن

*

بعـرـبـأرض الدر ـالببـي طالب أ نـب علي نـب نـحسيـالنا أ

ـبرحـم بيـرومو عمرل ـاتـقبـي أ نمـوا أــــلـوتعوا تـرم ــأل

ـينبـال وجـهن ع كـلذ اـليـمج شوف الكـربـك بلـقل زـيم ول

ينبـال ميراث األبعد يطلبأن العجب عجب جبعأن م أليس

باألقر بحفظوصى أد ق وهللا

***

98

على هذا كان اإلمام الحسين، في لحظات الصفاء والوجدان، وفي المصائب والمحن، ثائر

من ، فوكانت الثورة عنده عنوان الصالح واإلصالح، لم يستطيع السكوت على ما يجري،

.؟السكوت والذلة، فهيهات منه جدهعلى تراث ينالمؤتمن من ، فهوأن يثور الواجب عليه

بالعودة إلى شاعر الرسول حسان بن ثابت، من الضرورة ذكر بعض األحداث التي حدثت

:في حياته، ومنها

:قالبأنه حسان بن ثابت ، في حديث منقول عنقال ابن إسحاق

، إذ سمعت يهوديا يصرخ ثمان أعقل كل ما سمعتوهللا إني لغالم يفعة ابن سبع سنين أو "

حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له ويلك ما لك ؟ ،على أطمة بيثرب يا معشر يهود بأعلى صوته

". أحمد الذي ولد به قال طلع الليلة نجم

: فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقلت ،قال محمد بن إسحاقو

" ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينة؟"

، وقدمها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو ابن ثالث وخمسين ابن ستين سنة: " الفق

.؟فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين ،سنة

إن اإلسالم يمنع من : فقال عف شعرك في اإلسالم يا أبا عبد الرحمن،ض: وقيل لحسان

الكذب، وإن الشعر يزينه الكذب، والشعر الجيد يقوم على المبالغة في الوصف، والتزيين

.بغير الحق، وذلك كله كذب

ما بقي من لسانك؟ فأخرج لسانه حتى قرع " : ، قال لهالنبي صلى هللا عليه وآلهوقد قيل بأن

قه، وما عته علي صخر لفلقه، أو على شعر لحلوهللا إني لو وض :بطرفه طرف أرنبته ثم قال

" يسرني به مقول من معد

وكان رسول هللا صلى هللا عليه وآله يضع له منبرا في مسجده الشريف يقوم عليه قائما

إن هللا يؤيد حسان " : قول رسول هللا صلى هللا عليه وآله، وكان يويفاخر عن رسول هللا

." سول هللاما نافح أو فاخر عن ربروح القدس

وكان حسان بن ثابت يلقي أشعاره في مدح الرسول ويتغنى بمآثره وبالوحي الذي انزل على

(.ومنعه من ذلك الخليفة الفاروق في عهد خالفته) ، رسول األمة في المسجد الجامع

كان شاعر األنصار في الجاهلية، : ل حسان على الشعراء بثالثضف: قال عنه أبو عبيدةو

.، وشاعر اليمن كلها في اإلسالم( في أيام النبوة) ي وشاعر النب

ير مع رسولهـخلوا فكل الخ خلوا بني الكفار عن سبيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله نحن ضربناكم على تنزيله

هـلـيـقـن بـؤمـي مـيا رب إن ذهـل الخـليل عن خـليله وي

99

ملك األقباطرسالة النبي الكريم إلى المقوقس

:إلى المقوقس عظيم القبط األمين، النبي أرسل

بسم هللا الرحمن الرحيم، من محمد بن عبدهللا ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سالم "

على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية اإلسالم أسلم تسلم يؤتك هللا أجرك مرتين،

يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أال )فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط،

ن تولوا فقولوا فإمن دون هللا أربابا بعضا، وال يتخذ بعضنا شيئاإال هللا وال نشرك به نعبد

( ".اشهدوا بأنا مسلمون

:قال المقوقس

إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته ال يأمر بمزهود فيه وال ينهى إال عن مرغوب " لة النبوة بإخراج الخبء عنه ولم أجده بالساحر الضال وال الكاهن الكاذب ووجدت معه آ

، " واإلخبار بالنجوى ، وسأنظر

" مارية بنت شمعون "القبطية واسمها أم إبراهيم ،للنبي صلى هللا عليه وسلموأرسل بهدية وغالما اسمه ،وهي أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت " سيرين " ، واسمهاوأختها معها

النبي صلى هللا فيه الماء مأبور وبغلة اسمها دلدل وكسوة وقدحا من قوارير كان يشرب .وكاتبه ،عليه وسلم

ماريا " كان حسان بن ثابت شاعر النبي وزوج أخت أم المؤمنين زوجة النبي الكريم ؟"القبطية

100

يء، ولكنه في قصيدته تميز شعر حسان بالرصانة وحسن الصياغة البعيدة عن الكالم البذ :المشهورة بعد فتح مكة تعرض فيها ألبي سفيان حيث قال

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانـكشف الغطـاء

وإال فـاصبروا لجالد يــوم يـعـيـن هللا فــيــه مـن يشـاء

وقال هللا قـد يـسـرت جنـدا هـم األنصارعرضتها اللقـاء

يـوم مـن مـعـد قـتــال أو سبـاب أو هـجــاء لنـا في كـل

فنحكم بـالقوافي مـن هجانا ونضرب حين تختلط الدماء

وقـال هللا قـد أرسـلت عبدا يـقــول الحق إن نـفـع البـالء

شهدت بـه وقومي صدقوه فقــلتـم ما نـجـيـب وما نشـاء

لـقـدس ليـس له كفاءوجـبـريل أمـين هللا فـيــنا وروح ا

أال أبــلغ أبـا سـفيـان عـني فأنت مـجــوف نـخب هــواء

هجوت محمدا فأجبت عنه وعــند هللا فـي ذاك الـجــزاء

عن ماسبق، فهل قضي األمر، وعفا اإلسالم والرسولبعد فتح مكة فهنا البد من توضيح، ل الفتح؟ قال حسان قصيدته، في مكة أم في الطريق إليها قب

شاعر مخضرم بين )وما الحديث عن حسان بن ثابت الخزرجي، وشعره للمرة الثانية،

في العصر األموي ل نمط شعرهتواص لكونه قد ، بل(عصر الجاهلية وعصر الحقبة الراشدة

الشاعر بن الشاعر وأمه هي سيرين خالة إبراهيم بن ،بأبنه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت

.النبي

:في حسان وابنهوقيل

ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت فمن للقوافي بعد حسان وابنه

في في وهجرية، وت 39فمولد عبد الرحمن بن حسان كان في عهد النبوة، في ما يقارب سنة

.هجرية عن عمر يقارب التسعين عام 309سنة

101

كباقي رعيل حياته، بيه حسان، ولكنه عبد الرحمن نسخ منسوخ من مدرسة أ وكان شعر

في عهد ، فاتاالسياسة واإلصتط و( الغزل وأغلبه من الخيال)التشبب دخل في متاهات

:قام عبد الرحمن بالتشبب بأبنة معاوية، حيث قالفالعصر األموي، بداية معاوية و

كنونـوهر مـج من ، ص هـي زهـراء مثـل لـؤلـؤة الـغـوا

دون مكارم ـمن ال اـفي سن فـإذا مـا نسبـتـهـا لـم تـجـدها

رمر مسنونـفي م تمشي ء ثم خاصرتها إلى القبة الخضرا

: فيها قالو

يا بالتمنـيرنـنا مسـعــطإذ ق زال ـرين يوم غـكذـل هـل تـرم

عنـي يكيسلسوف جلوإن شيئا لـه هللاك عمرإذ تقولين

مني أطمعتكما قد أراك نا حسمنكم يابن أطعمتأم هل

ترى يا أمير المؤمنين ؛ أال: ودخل على معاوية ، فقال فبلغ ذلك يزيد بن معاوية، فغضب

، ويتشبب بنسائنا ؟ بأعراضنا مكإلى هذا العلج من أهل يثرب يته

. ، وأنشده ما قال عبد الرحمن بن حسان: له يزيد قالفومن هو ؟ : معاوية قال

ولكن أمهل حتى ،من أحد أقبح منها من ذوي القدرة ليست العقوبة يا يزيد،: معاوية فقال

يقدم وفد األنصار، ثم ذكرني؟

فلما قدم وفد األنصار ذكره به؟

ة بنت أمير ألم يبلغني أنك تشبب برمل لرحمنيا عبد ا: معاوية ، قالفلما دخلوا عليه

؟ المؤمنين

. بلى، ولو علمت أن أحدا أشرف به شعري أشرف منها لذكرته: قال

وأين أنت عن أختها هند ؟ : معاوية قال

.وإن لها أخت ؟: قال

. (، فيكذب نفسه أراد معاوية أن يشبب بهما جميعا وإنما )؟ نعم: معاوية قال

: له قالوفي ذلك، فأرسل إلى كعب بن جعيل، معاوية أبيه ما كان من م يرضى يزيدفل

. ؟األنصار اهج

!األخطل ،من أمير المؤمنين، ولكن أدلك على الشاعر الكافر الماهر أفرق: كعب فقال

: قالاألخطل وفهجاهم

102

مارـن حمارة وحـش بيـكالجح ه ـلتـوإذا نسبت ابن الفريعة خ

بين صليصل وصداربالجزع ود عصابة ـاإلله من اليه نعـل

ارـمصطـن الـحمرا عيونهم م همـر رأيتـقوم إذا هدر العصي

من أهلها وخذوا مسـاحيكـم بني الـنجارا ارم لستموخلوا المك

واللؤم تحت عـمائـم األنصار الـعالبالمكارم وذهبت قريش

عن خالد بن كلثوم) وفي رواية

زعييم دخل النعمان بن بشيير، هجا األخطل األنصارلما ( :

: رفع عن رأسه عمامته وقال فلما مثل بين يديه ،األنصار على معاوية

:أنشأ يقول ؟ ثم"هل ترى اللؤم يا أمير المؤمنين "

العمائما عليه مشدودا األزد يحل عطنا الحق تعترفـاوي إال تعم

مـاألراق كـعليي تجد الذيا وماذ ةـلـض م ـد األراقـبـعا منـتـشـأي

مـفدونك من يرضيه عنك الدراه هطع لسانـق أر دون ـث لي فما

مـرواغ وفـواألن ريشاـق تـأذل ةـدر وقيعـشهد ببـفإن كنت لم ت

مـائـن كـقوم ابـنا مـع كـيلول اوفنـيـس بدر يوم تبتدركم لم

مـهاش واألمر حقـال ولي نـولك واألمر الذي لست أهله تفما أن

. ، بقطع لسان األخطلمعاوية هفوعد

.وكذلك فعل معاوية ،، فعفا عنهعند النعمان بن بشير لتشفعبن معاوية، هرع ل يزيد ولكن

:فقال األخطل يشكر يزيد ويمدحه

ا ددـيته أن لطانـالس من راضـل الكـأم م ترـعبـاست داة ـوإنى غ

داـــكـأن الشر من حدبارا تجللت يبهـسو لوكـن المـب زيدـي ولوال

اـددبـتـي أن قبل لحمي تـوأدرك مةـظيـني عـع تـدافع الدـأبا خ

دا أغـــذ ألمـر عـاجـــــــز وتـجـر اي نـار نعمان بعدمنوأطفأت ع

اردطوى الكشح إذ لم يستطعني وع ولما رأى النعمان دوني ابن حرة

إن كانت قصيدة حسان قبل فتح مكة، كان باألجدى من عبد الرحمن بن حسان أن يبتعد ف

يزيد قد أمر األخطل بهجاء ، وكذلك لو أن ومدرسته في الشعر على نهج ابيهليبقى عما قاله

، لكان ذلك من الحكمة في تالفي دون شمول األنصار كافة عبد الرحمن بن حسان

.؟ بين خفاياها منها، سوى الفتنة التي راحت تعبث ، النفعوشاتامن

103

وسارت عليه ، المستحدث بسلوكه الجديد ت الطابعأخذ من األسباب التي ،وما ذلك إال عينة

جميع األطراف كافة؟

ومن كتابه األغاني، أستعنت بذكر هذه ) الكثير من المؤرخين ومنهم األصفهاني ولكن

، بأن روح القبلية والجاهلية األولى ما زالت تتأجج في مواوجز وا، أكد(الحوادث وسردها

تواجد تصرفات مثيلة لتلك، بعد أن جب اإلسالم ما قبله وانعكس ذلك فيالنفوس والنوايا،

.، ولكن الطبع قد غلب التطبع؟صياغة ونظم من عادات وتقاليد وطرق

عبد الرجمن بن حسان كان من شعراء الطبقة األولى في بداية حقبة العصر األموي، وكان

.ر اإلنتاج وفصيح البالغة والبيانغزي

:له بذلك ةداشهالها ، وفيمن جودة اشعاره متنوعة ومن ديوانه مقاطع

ابـاـأذن نـاسـال فـروعار ـوص زـعه ـلـ يـلـذلـوال ذليـالزيز ـعـار الـص

ابـاــأرب لنـاسـل نتـمـكم متـى ـكـيـف لـي ـن بيـت تـى ـح مـسـلتـمـل انـي

ابـاـسـن لـمـعـال ديـمـقكـم ـنــا وععن وافسل وا على طلعكم ثم انظروا فارق

ابـاــري لالنسـانر ـدهــلل بـؤسا ـذكـر ي عتـادهـي أو يضحـك وفـفس

جلبابـا مسبـوقـجاجـة للـعـال تحتجعلـوا مـجدهـنوا عن مـقوم إذا راه

وأحسابـا وأعراضا ـصرا وطوالقم ـمتـهــلـعشــبـان شــر كـم ـانشبـ

ابـاـغ ـر إذاـا أمـنــفـي ث مـرهـوش مخبـر يبـشمط الش شـر مطكم ـوش

ن شابـاموك النن ذاق طعم وشرمرهـم ـآخبالـقـول ـم أئـل أو يوصـي

قابـاـأح زرقـاءـم بنـي الـتـلكــم فقد مـكـإمارات فـي قليـال ونا ـتملك ان

البـاـوأس ـرداكانوا لـهـم خــوال بـ نافـلــة األحـرار بنـي يـرون قوم

*

وداج مـن وريدك منعـوا فهم منـا الـخـلـفـــاء قـولـك وأما

داج الغمرات مظلم في هوى حـوت كعظم لكنت ولوالهم

واج فهـرـبال هـرأسـ تـشعـي قـاعـب وتــد مـن أذل وكنـت

بالـخراج فاضةالم ابن يا لنـا نفسـا وطبت قسـرت والهـم

الزجـاج فـلـق عـيـونهـم كأن زرق يـكـأب لـونس جـعد هم

*

ها قديم ومنهـا حـادث مترشـحفبعض لي من همومـطاول ليـت

وأبطـح يـلسلمنازلهم منـا ها وأهلجون الحرق عـإلى تحن

104

*

ديـدـــشئا فـمطـلبها كهـال عـليـه ناشإذا المرء اعيته المروءة

ـم وصعلوك قوم مات وهو حميدوكائن رأينا مـن غـنـى مـذم

*

الصـدورا الحنق أبلغتم فـقد ـربـح بن معاوية أبلغ أال

تدورا أن الدوائر بكم عست ايـاـالمن صدوركم بنا تقون

مستجيـرا إال فـيـقـثـال وال فيها األموي الترى بحرب

*

هااعـواصطن رهاـأج واكماـس تولى حاجتي وأدركت تحمد ولم ذممت

باعها رـخيـال في هللا أضاق سـونف مـقصـر أير الخير لـعـف لك أبى

اعهـاـأط وءـبس متـه وإن عصاها ـرةم خيـرـال لىـع هـتحـثـ هي إذا

أضاعها من سادروا األمور يضيع وإنمـا منهـا تـضيع ما كـفيـكـسي

اعهـاـواصطن رهاـأج واكـس وولى هـاـالئـب سـوء والك مـن ةـوالي

*

فـوقـه حيـن يورب امرئ تـعتـده لك ناصحـا يوليك عـمدا سـهـم

زهقوتصادف منه مصدقا حين ت ومطـرح ال تـأمل الـدهـر نفعـه

طـرقـفيويهـدى لك الشـر البعيد حاضر وقد تأمن الشر الذي هو

*

رجـال خيفة من أبدا مستشعرا له تزال ال ممن الود في خير ال

فعـال او قـال عما وتسأل ظنا بـه سـيءـن رحـتب لم بـغيـت إذا

*

"ينيتيم ين بيت"

لفتى المكارم والعلى ليس الفتى بمغملج الصبيـانإن الفتى

*

نجومهاوإن بني حرب كما قد علمتم مناط الثريا قد تعلت

105

تهيـم اللض في أنـت إنـما مثلي لـتجيب الشاتمي أيها

الكريم الرجال من بذي إن يببـذ فـلسـت تـسبنـني ال

الزنيم يسب أن الموت إنما شفـاء يهـف الكريـم سب إن

يمـلئ غيب بظهر هجاني أم تيس زنبالح أنب أبالي ما

*

يطلب أال من رسـول أصـلح هللا بالـه وأعطي من الحاجات ما كان

ـتـبـكـي ـرــوآخـ ممـل هـا ـلـنحـيـبـلـغ أميـــر المؤمنيـن رســـالـة ت

ـربـتقوال هي ال ترعى فـيـخبـر فـيهـا أن بينـي وبيـنـه أواصر

لـبـالحـق يطا وذو ـابا وال حقـوأن يـزيـدا ليـس يـطلـب عندنـا كت

لـبـغـتـا تـزاول زل عمـي معـوأن يـزيـدا كــان فـي مـتــنــزه وف

بـذهــت وألسنـة كـعـروفــة أيـن نـا رجال أصحاء الجلود مـن الـخ

ـبـأركـليهـا فـع انـاــوأني مما أخـمـد الحـرب تـارة وأحمـل أحي

*

يـصـنـستـتويالت ماذا ـلك ال أال يــا مستـنـيـص العـيس كـدا

قميـصـالك ـتـرى للحـرص تـلهث كل يوم يطير رعابال عن

والشخـوصلب ـقد خط رزق وإن كثر التق ومالك غـيـرما

الحريـصرمـه ـلبه فيحـطـوقد يـأتي الـمـقـيم المال عفـوا وي

صـلـيــنا ـاهــا وإيـدنــاعـبـرأيـت معـيـشة الـدنيــا بــوارا ت

وال غوص يكون كما تغوص وليس كحرصنا حرص عليها

يـصـمصهـم ـاد لـثمــتـهـــا رواء وقوم بالمـجـب ـوامـأقـفـ

وصـاللصراضـا وإن يستمكنوا فهم لهـا م يحسبون وم ـوق

*

حـاـاريـبـتحـب ي من الـالق دوحـاـفـحـب مـلى بالـبتـا مـي

اـمصبوحإال بكأس الشوق نـي ـألتجمه الحب فمـا ينتث

اـفتوحــمكـره ـه ومـا يـنـع ـه مغلقـا بـعجوصـار مـا يـ

يحـارـلشـم والـال مـنهـا اين ت عنده قد حازها من أصبح

ـاـجروحـممنـك ز قلباــوع خليفــة هللا فـسـل الـهـــوى

*

106

الكبائـر ببعـض ؤشبـي لم حـوأصب ةــلــيـل بـات مـن جـدـال دـعيـــس وإن

المناخـر جدع المرء مولى هضيمة إنمـاـف ديـكـل مـضــهـي ال مـوالكـف

اورـالمج ذم األدنين في المرء على بـةـســم ان ـكـمـذمـي ال اركـوجـ

رـوآثـ اديـغــي ممـن امـعـس إلى إهـــفـ ـولـقـت مـا مـلــاعـف تـلـق وإن

رـفاغـ فكاهـة عـن وزلت كـشأت ةـــالــقــم رد عـطـيــسـت ال كـفـإنـ

قـادرـب الـوقـوع قبــل رده علـى همـهـس الـارسـ دـعـب رام سـلي ماـك

حـاذر رـغي في خير الذر ـح على زلـتـ فـال رجالـال تـاديـع تـأن إذا

حافـرـب أـويوطـ يـابـبأن يضـرس ثيـرةـك أمـور يـفـ عـصانـي ال نـوم

ابـرـخـب األمـور نـاءـأحـب وليـس ظهـاـح وللعين اـمخلوق مرءـال رىـت

ناظـر كـل اجيـاـس منـه ويعجب غـهـيـسـم سـتـل البحـر اءـمـك ذاكـف

ربقاه ليس القوم في مشى ما إذا جسمه الرأي الفاضل األصيل وتلقى

ربات الغراريـن مفتـوق دـح على كثـهـم ولـطـ نـع رث نـفـج ذلكـك

رـائـط الدراك ليـهـرجــب كسـاع هـنـالــي ال لـمـا يـهـنـيـعـب اشـوعـ

رـبماه ليـس ربحـال في مــتحقـكم ثـروة غيـر لىـع رباـح زلـنـتـومس

اذرـع غيـر على ـومـاي ذرـكمعت هودـــيــ ال لـمـن ودا ـسـمـتـلـوم

رـواف غيـر لهم ما امىـاليت كوالي ةـمـالمـ ادـعــفـ ذراـعـ ذـخــتـوم

رـفالمسا حـظ ركـبـال اءـثنـ بأن واعلمن مدـالح في سافرت إذا فارع

اعـرـاألب كـالل رمتـم للـذي دىـفـ هـمـل وقـل أرادوا فيمـا وطاوعهم

رابـالمق لـاه ذكر وارفع األجر به فالتمـس المال من ظـح ذا كنت فإن

رـواجهـال حـر ظـلـال ـكقيـي لـظـك ـرهـوذك ـىـنـفـي المـال تـرأي يـفإن

*

عـواسـ بنـي أبـنــاء بـال ما جـئتهـم إن األشتـر بني أبـلغ

عـاقــنـال دمـه فـي مـعتـفـرا بأنـيـابـه يعـلـوه ثــيــوالل

وبالشـاسـع ذاتـيـال النسبـب وهـمـدعـي ـوـوه ـوهـركـت إذ

ارعـالصـ وةــقـ وهـنــي وال ممصروعك الرحمن اليرفع

المرتع هناك ال فزارة فارعي عشيـة البغال بمسلمة راحت

*

107

كالميا ـأال أبـلغ مـعاوية بن صـخر أمير المؤمنين نث

نظوركم إلى يوم التغابن والخصامـوم فإنـا صـابرون

*

بـرومـمـه ضاء اللبالـحـق إن قـ رفـيــتـواع قي باهلليـا أم بـشـر ثـ

المطاعيـمـط أين الكرام المطاعين بـختـموانعـي أبـاك إذا ما قـال

منهـومإن نـال دنـيا وال بالـزاد رح ـمثل السنان لطيف البطن ال م

عـم مظلـومـالم وابـن الـسـرتـه وال يـعثـلال يـسلـم الـجار والمولى

*

بأنزعـا سلي والـوجه الـقفا أغم بيننا الدهر قفـر إن تنكحي ال

عاتبر الرجال أغساس ضن إذا ماجد ألروع أو حبيسا وكوني

*

قصيدة مطولة، من أجود ما قاله عبد ومعركة بدر ومعركة حنين، فخر ومدح وهجاء،

:الرحمن بن حسان

آلر ـيــيـه غـصـف فنـال ذلـتـبقـول يـن ـكـمسنـك يـا ـاني عـأت

ضـالر يطيش لـدى النـمـم وال غـحوت إلى التفاخر غيـر قـدع

الـشمــالتـدل ـعـد البـزم مـديــشـصيـر تـه بـرصـفــة بـقـأخــا ثـ

الـكـمــالل ــه أهــصـر دونــقـي تمـس تلخيـص فخـرـنك فالدوـف

صالمرزوق الخعلى الرسالت عـض لـك كـلـاضلت قبـد نـوق

الـأغـغلـوي مـن ـلـو كـغـا يـوم روداـــسـردي ســلقـى كـمـا يـف

فـعـالن ذوو ـيــعـتابـضـوا متـم صدق حـدود صـدقـفأورثني ال

الـبــف ـــمـة وأعـعـزه طـن وأنــــد ركـــب وأشـــكــنـد مـبآيـ

اكتهـالت الرياسة فـي ـمـكـوإني في الحداثة رسـت عمـرا وأح

ـاللين ويحك فـي الكـكـها مسـكولـي بـن رجـوـة تـلــصـفأيـة خ

الساللعلى األكفاء في الركض معـدمـت ق قـد علـسبـذن الـأخ

مـقـالـــعــن ال لـــجــام تــفعـل قومـي وأيــفعـال بـوأمكنني ال

الــبــتـواشد ـد جــعــت بـافــوخ الب الحـي منـي ـادت كـوقد ح

قـاللسـانــا صـار مـا طـلـق الع مـنـي زرقــاء ـو الـى بنــد القـوقـ

الـتـيــواإلحد ـيــالوعـرهـب بـي ر ـأميـزلهـم ـوم فـواـضـتـان مـا ـف

بـالـق عـطــقـوهـن ولـم يـم يـانـي ولــســل هـوعـدـت لـلـفـي لـم ـف

108

يـالـتـاخ بـال الحـارثـيرب ـهـعلمتـم ب دـب قالمحصف ـيخـي ـوف

يوانتحال ن طـرازيـصائد مـه قـــلـتــوذل حـمـاسـال يـاشـــجـن

محـالـال رــيــغ صـادق بقــولكفانـي ك مـاـقوم بـشن ـي عـول

الـاحتف ذي كـجــري تـهـدما ـف صـدقحـي من راـاعـش كـتإن ـف

تـحـالـان رـيــغ يـنـب لـفـضــل ـكــش ـرـيـغـف ول ـقــا تــا مـأمـف

الحـالل داة علـىـحـاف الـألضي سـرـسـر و يـعال فـي ــمـال بـبـذل

على اإلسالم ليس بـذي اعتقـال جهارا عرضعن الناس وضرب

المـوال نـفشـوالين األقصن ــي مـواألدان دـاعــرغـم األب لىـع

الـالجبـم ـصــن ـم األكــم فـإن ـمـتمي مـن ـك قومـبفخـر ـت إن ـف

الـالجبـواد ــأطــراف ـلى أشـع انـي ـمـن مـروـقيـا عــزيـا ابن مـأن

الـيــتـواخ ـرـخـف لـكـدونـي ـف جـدا ورثـت السمـاء ماء ن ـوم

بـالالذ اضومـت شمسـالورـهـق ادـبــاس ـلنــل ـر ـاهـق خـري ـفـف

رجـالـالـب بـا وسـاراضـعكم ـف نجـد ها من بحـرـض بـضـفـإن تـف

زالـيـــعـال ـواهـأف مـجـك مـجـي عنـاـوط ربـاـض اهمـا ـوسع ما ـف

الـقالص فـاح مـنـالكـوهـا بكفـ قـوم سيـوف لوقع صبروا ما ـف

اللالض ـرتكـمعم ـنجــه الـكري ومــلـيـ ـهـمغـوابــس سـوا لبـ إذا

الـالسح مـس بـادرنـالخ مـكظ بعضـا للمـوت هـم ـضـعـبوبارز

نـزال دعيتـم بصرف الموت إذ ـــرحـاه أنــه ذا ن ـمـ قـن ـيـت

الـالمجـ اديـةـحـرب عـال اةـجنيهـا ـف فرأيـت هـمقدر ت ـاشـوج

البالس يـن علـىـرفـمتـال بـكـت يــنـفـا ــهــول م ـدورهــق ـوزـفـت

الــيــتـواح ـرــأمـنـاد ـع كـلـبا ـــــيـنــلـع مــهـلـك هللا قــوخـلـ

الالحب قـدـهـدوا عـاجـم فـكــيـا إلـعـنــط قـد أو أسلمـوا نـا ـلـقـف

المـش أو يـنـمـيعـن زهـزـهـنيــوم كـل ي ـســمـأو ن نـصـبــح

داللالـ ةــســآن كـل سبـي ـون كـل خـرق فـنـقـتـل زوهـم ـغـنـون

الـــمـثــالام ـأليــ ع جــزوال االـنـما ـلـنـنـ إذا ح فــر ال ــفـ

يالـبـنتـنـا ـبـيـصــت ملـجوإن ا ـلسـنــف ـنـاـيـف مـحـمــدا ألن

السـؤال دعنمى ـشفى العـد يـوق ـدربـبـ بالئـهـــم ـنـائـل عـسـف

اليالص ىإلف ـزيـي م ـهبشـوك اــلـؤيمعهـم ـبـج واــرم داةـغـ

الشمـال فـي فـحـله ـبـشريق ـح ه ـفـي بـشــي شيـمـهـكالكانـوا ـف

ـاللكالـث تفـخـر اهـم ـجمنـه ا ـمـل األحـزاب نهـمـعائـل ـوس

109

الـقـث ولـدان فـالة ضـربـك رحوق مـألـعلـى هـم ضربـون

صـاللكـل تشـب نـارارأوا ـا األحـزاب لما ـد حشدت لنـوق

ـسـر المـنـالـع منهـم لدينـا ـالـنـي تـنـالـل ـهـم فـل ـوا فـول

ـاللب بـال رد الغـي كباغـي وآبــوا نـيـال هـم ـل اـدنـجدــف

ثـقـال واهـضـةـب وطئنـاهـم ـا بأن قـد علمـوا الفتـح ومويـ

كالسعالـىمكـة بيـوت اللـخ تهـوي الخيـل جيادفما برحت

حــالكـل طـفـفنعثنيهـا ـون مــرارا منـهـا نـةـأع كـفـن

تـوال المسلميـن علـى جموع ـت ـول حيـن حنيـنل عن ـفسائ

ـحـالالف آلـفـة نـوببنـا ـنـف ادـمـنــ رتـنـاـنصـب ا ـونـادانـ

الجـمـالـك ةالنبـوإلـى نـؤم ا سوان نم غريـب ا فين وما

الجـالل ه ذيواسمهللا بعون وا شـد فقـال الرسـول فوافينا

تولـوا مجهضيـن عـن القتـال ولـكـن لشدتنـا صبـروا فمـا

الـالحـفـ بيـض المهفهفـةـوبال ارى ـبـاألسـ و هـابنـبالوأبنـا

الليالـي هـا أخـرىمجد ةـبسبق بـنـا ـذه قــد واهـا ــس وأيـام

حـال بكـل ول يق مـا بصدق أتانـا نوم رسـولـال وآسينـا

يـوالـي ـنم ونمنـع كانفـه ـن صـرـون نحن أولـو مـؤازرةـف

اليمـال كالبقـر اإلسـالم عـن ت رد سل عنـا القبائـل حيـنـف

ـزالالـن بمعتـزل ق خـروال مـيـل غيـر زاخـة ـب فوافينـا

ـاللالـعـوب سـقـاةـال بانـهـال ا ـنايــالمحـوض بيننـا وأنـزع

نغـر أبـو حبـال مـن واتكـل جريـضـا ـهـمطليحت فأفلتهـم

الــنـصــالـك جــرد عـلـى تمـيـم يبن بالبطـاح رنـا وز

المـئـال سائـمـةـك ـم ـولكـن وجدناه امتنعـوا وال واتاب فما

حالـي نـهـا خشائشها وتصرف كـلـم ونـرد جيادنـا حـارـت

الـالشـمـ ة ـلسافـيـ خـرقـنـبمديـهـم سوـوم مالـكـا ركـنـاـت

مـالالج بيـض صفايا مصطفيـن مـنبعـد ه مـن عرسزنا وح

ـهـالن ـفـةقـثـم مـن ـرــوسم حـداد وىـأصبـن سـ مهرال ب

والـطــ دـنـهـ مقلـص ـبـقأ طــرف كـللليمامـة دنـا ـوق

ـاللالض علـى المصر مسيلمة مـئـيــل كــذاب لـقـاء ريـدـي

ـاللالضحـت ـغامـرت ت كأسد شعثـا النقـع تحـت ففاجأنـاه

حيـاة إلـى الـزوالـره الـتــؤدي على ك جـرعـا ـميناهـوحاس

110

الــصـنـال هـنـديـب م ــهـنسوقمترفيـهـم الحديقـة وأوردنـا

ضـالالن الخيل مضطلع ركوب خــرق كـلعليهـم وأقحمنـا

بالنكـال ـفتوصعليهـم طماطم ليـس كالحصيد غـدتفكانوا

تـوالـيـبال ـبـعـواقـال دائـرة ـل رهنـا ابالكـذ فيهـموغـودر

صـالفـال أمـدها متـى مراضعتنـاظـر لـم بالسبايـا ورحنـا

عوالـيـال كقومي عنـد مختلـف قومـاكما أعـدوا هـات فهات

مقـالـوال ـلالمضلسوى الرأي رأيـا حيـن تريـح مسكينم ور

النكـال في عيراكفوت الطرف معـد و جاريت قومـك مـنـول

عــال لنـاسـل رـاهــق عـلـوفمجـد فثـم النبـي رهـطوى ـس

رجـالـال ر مشتهـرـعشـال زيرـغ فخـاريجـري ذو راموقبلـك

خـال وهـو منـه كـان أوـشــب روراـسـ بـديـي شامخـاانـا ـأت

فـي العقيـق واإلرتجـال اـفوات اـخشاشـ قصيـد لـهـلنـا بالـجع

الـعــذي اشت حـرك تـرك تركتعنـي يـومـال حيـدـتولـوال أن

الــنـبــبال ـكنبـل ليـس كـفـؤ ذروه يـرـجـاه غـقـول إذا هـي

الــطــاست وحـق غيـر يكولم فحـشـب ك قـد أجبتـك القعيـد

الـلسـفــل كفـجـد ـجلجـتنـه وإن ـمنلـت فإن تنـزع فحظـك

السـؤال عنف فييعلى األقران فـاظـحستبعـث للجـواب أخـا

سـالبالبغب يوصـف الششديد قصفـا هـدوراال الباعرحيب

الخوالـي بقـالحد كان في ــلـم ومجوع ـلـمح هـزانـ أديـب

الـاغتيـ هـل ذوـجـجهـل فـوإن ت سيـمـج حلـمحلـم فـذو ـفـإن ت

****

111

و جــرير و الــفرزدق لــــــاألخطالحقبة الزمنية، ومن النصراني، كان من مخضرمي بداية هذه بن غوث التغلبي األخطل

.هجرية 34بقة، ولد األخطل في سنة مواليد الحقبة السا

ينتمي إلى بني تغلب بن وائل بن ربيعة، من القبائل العربية العريقة، قال الشعر وهو صبي،

صقل األلفاظ وحسن الديباجة، وهو أحد جيدتعمق في الهجاء ووصف الخمرة، وكان ي

.(جرير والفرزدق واألخطل)الثالثة المتفق عليهم، أنهم أشعر أهل عصرهم

كان األخطل رقيق المعاني مبدع بال تكلف، ويتهمه النقاد باإلغارة على معاني من سبقه من

ف لتواء في الشعر، وهو في نظرهم شاعر غير مطبوع بخالواإلالشعراء، والخشونة

.جرير، ولكنه واسع الثقافة اللغوية، تملك من التراث األدبي وأحسن استغالله

اللواء وفينا العز فأضحى شـئـيـمبني ـا لحـبلنـنا عـقـد

النساءة ـالمطلق اعتاد كما دوسا تعتاد عامر وأضحت

الخباء فالصلبنى على يد وق شيئا يـغنينبها وما يـطفـن

في و في دمشق مقر الخالفة األموية،كان األخطل يكثر من التنقل بين الشام و الجزيرة، ف

دوبل ، و ذو العباية ، و : أخرى منها ألقابله كانتو ،الجزيرة حيث يقيم بنو تغلب قومه

. ذو الصليب

اريخه و و قد تضاربت اآلراء حول تسميته باألخطل، و لم تتفق حول سبب هذا اللقب و ت

. أصله

كان إذ، الخطخطل في كالمه يخطل ، ألنه كانسمي األخطل بذلك: " فقال الجواليقي

" . ب الكالم مضطر

" . مضطربه و به لقب الشاعر : أخطل اللسان رجل: " و قال الزبيدي

أن األخطل مشتق من الخطل و هو استرخاء األذن، و منه قيل لكالب " و زعم ابن قتيبة

."الصيد

ذنين األخطل كان طويل األ أنذكر أحداال أعلم : " و قد عقب البطليوسي على ذلك بقوله

". مسترخيهما فيقال إنه لقب باألخطل لذلك

باحثين قد توهموا حين ظنوا أن اإلضطراب معناه الضعف و أما األصمعي فقال أن ال

. ختالل اإل

.لطول لسانهإنما سمي بذلك : " و جاء في لسان العرب

. قبل األخطل ،هو من الخطل في القول لكعب بن جعيل شاعر تغلب: و قيل

112

عتبة بن الوغل أن ب "ابن السكيت"عن :ألبي الفرج األصفهاني" األغاني كتاب" و جاء في

، فأتى قومه يطلب عونهم، فجعل األخطل يتكلم و هو يومئذ غالم فقال التغلبي، حمل حمالة

.غالم األخطل ؟عتبة من هذا ال

: الرجل من قومه، فقال له رجالعن أبي عبيدة أن غياث بن غوث هجا :"األغاني"و في

.ألخطلإنك غالميا

هو الذي لقبه بذلك عندما طرد غنم كعب بن جعيل شاعر تغلب، فغضب أبوهأن ب قيلو

، فارتقب األخطل غفلته و طردها من تغلب فردها إلى الحظيرة بقومكعب و شتمه و استعان

: ثانية، فغضب كعب و قال

؟ كفوا عني هذا الغالم و إال هجوتكم

؟إن هجوتنا هجوناك: فقال األخطل

.قد كنت أقول، ال يقهرني إال رجل له ذكر و نبأ: انزعج كعب وقال

.م أخطلال تحفل به فإنه غال: ثم جاء كعب بعدها مستنكرا صنيع الغالم فقال له أبوه

زمتك تريد أن تقاوم إبن جعيل ؟ أبقر: و لكن أبا األخطل خشي عاقبة إبنه فضربه و قال له

: لج الهجاء بينهما، فقال األخطل فيهوبعدها

سميت كعبا بشر العـظـام وكان أبوك يسمى الجعـل

ست الجملإوإن مـحـلـك مـن وائـل محل القراد من

، وعلم به األخطل؟كالممن ذرءوقع بين ابني جعيل وأمهما : قال القحذمي

: فقال األخطل

لـئيم إلسـتـارا ـــوأمهم لعمرك إنني وابني جعيل

(و كان يومها األخطل يقرزم، أي كان يقول من بيت الشعر إما الصدر أو يكمل العجز )

: فقال له كعب

الحمهشاهد هذا الوجه غب

: فقال األخطل

أمه جعيلاك كعب بن ف؟

ما اسم أمك؟ : كعب له فقال

. ليلى: قال

. أردت أن تعيذها باسم أمي: قال

113

(.وكان اسم أم األخطل ليلى، وهي امرأة من إياد) ،عندهاال أعاذها هللا : قال

: في كعب وأخوه األخطل وقال

ه الهجـاءــيقتلاس ـوأي الن لـهجاني المنتنان ابنا جعـي

فهال جئتم من حيث جاؤوا ستإولدتم بعد إخوتكم من

:تغلبت الحكمة على كعب وقال

مذاهبه رواة ـلل دما مضى واستتبتـبع رةـت على شتمي العشيـندم

كماال يرد الدر في الضرع حالبه فأصبحت ال اسطيع رد الذي مضى

.قبيلة تغلبوصار األخطل بعدها شاعر

. ( ؟كانت الدافع لتسمية األخطل بهذا اللقب ، لربماالرعونة و البذاءة و سالطة اللسان)

أمه فقد ذكر المؤرخون أن ،نوية بالنسبة للقب الذي اشتهر بهأما ألقابه األخرى فإنها تعد ثا

ر أن الخنزير أو الحمار القصير الذنب، و يظهو الدوبل هو "دوبل"لقبته في طفولته

: قد تلقف هذا اللقب فهجاه وقال" جرير"

يبكي من الذل دوبلأال إنما بكى دوبل، ال يرقىء هللا دمعه

وقعحين في قصيدة " بذي العباية" على ألقاب األخطل، لقب جديد "جرير " و أضاف

: و كانت عليه عباءة قذرة و في ذلك يقول جرير "يوم البشر "في األسر األخطل

وانالنش يا ذا العباية إن بشرا قد قضى أال تجوز حكومة

: للفيروزابادي "القاموس المحيط"و قد ورد في " بذي الصليب " األخطلو لقب

و قال األب لويس شيخو في كتابه شعراء النصرانية ،" ذو الصليب لقب األخطل التغلبي"

ما ا، لم ينزعه حتى كهولته، حتى عنداألخطل علقت على صدره صليب أمبعد اإلسالم أن

."بذي الصليب " على الخلفاء، فعرف لذلك يدخل كان

شاعرا )، ولكن القدماء عدوه متعصب لنصرانيتهنصراني، معروف،هو كماواألخطل،

.ألنهم كانوا في تقسيمهم، أو كان معظمهم، يعتمد الزمن ال سواه ،(إسالميا

114

إلسالمي الزمنية اإلسالمية، فال غرو أن يكون الشاعر اوما دام األخطل ممن عاش الحقبة

.عندهم من نشأ في اإلسالم

شعراء اإلسالم :يقول ( راوية ذو ثقة أسمه الواحد بن الواصل البصري) وكان أبو عبيدة

. األخطل ثم جرير ثم الفرزدق

تلك المنزلة ال تمنعه نصرانيته من أن يحتل على صاحبيه، " األخطل" وأبو عبيدة يقدم

(.شعراء اإلسالم)المتقدمة، بالرغم من أن الحديث عن

.جاهلي قديم، ومخضرم، وإسالمي، ومحدث: أربع طبقات كانوا عند النقاد و الشعراء

أجاد األخطل مدح الملوك ووصف الخمرة كما أجاد في الفخر والهجاء، وزعم أبو عمرو

". ا تقدم عليه أحد من الشعراء أن األخطل لو أدرك الجاهلية لم: " بن العالء

.وهجا األنصار ،اتصل باألمويين ومدحهم، واشتغل األخطل بمهاجاة جرير إلى أن مات؟

: حيث يقال

فرفض "بن جعيل كعب" وكان في ريعان شبابه، قد طلب ذلك منبأن يزيد بن معاوية

لكني أدلك ،ال أهجو قوما نصروا رسول هللا علية الصالة والسالم، وآووه: " كعب وقال

"على األخطل

:بطلب األخطل وأمره بهجاء األنصار، فهجاهم بقصيدة منهافبعث يزيد بن معاوية

ذهبت قريش بالسماحة و الندى واللؤم تحت عمائم األنصار

هـا وخذوا مساحيكم بني النجارفدعـوا المكارم لستم من أهـل

وبلغ كبار األنصار ما قاله األخطل، فغضبوا وشكوه إلى معاوية، فوعدهم بقطع لسانه؟،

!، فما زال بأبيه حتى عفا عنه"بيزيد بن معاوية " فأستجار

وبقي يتنقل " شاعر بني أمية" إليه، وأطلق عليه قرب األخطل " يزيد " ولما ورث الملك

األخطل من والية ملك إلى أخرى، حتى عهد عبد الملك بن مروان، الذي كان يستعين به

. على أعدائه، وسمح له بالدخول عليه بال إذن؟، وأجزل له العطاء

من أشعر الناس في اإلسالم؟ :عبد الملك بن مروان للفرزدققال

.؟بن النصرانية إذا مدحك بأكفا: له الفرزدق قالف

بأن عمر بن عبد العزيز، قد سأل سليمان بن عبد الملك، عن جرير واألخطل، فقال وروي

وقد بلغ ع إسالمه قوله،في القول، وإن جرير، وس دينهيق عليه، إن األخطل ض" :سليمان

."األخطل منه حيث رأيت

115

قول منصف، ال ينتقص من فن وهذا ":جواهر األدب " وقال السيد الهاشمي في كتابه

أشبه األخطل : يقولف من يجعل األربعة المشهورين فحول اإلسالم،بيدة، هو فأبو عاألخطل،

يدة لم يقدم تعليال بالحق، ولئن كان أبو عببالجاهلية، أي في مذهبه الشعري، وما أشبه هذا

وليس معنى ذلك أن خلدون النقدي يعلل األمر ويشرحه، ستئناس برأي ابنلذلك، فإن اإل

ثر القرآن الكريم واضح في هللا تعالى، فأ المتمثل في كتاب األخطل لم يسمع الكالم المعجز،

، وظل تأثره بالقرآن الكريم شعره، ولكن معناه أنه لم يتمثل روح القرآن كما تمثلها صاحباه

انيته، فإنه وذلك أمر مفهوم وطبيعي، أما األخطل فعلى الرغم من نصر ظاهر،الو باللفظ

ليس من المعقول أن ينجو من تأثير اإلسالم في شعره، ألنه يحيا في بيئة إسالمية، ويعيش

في بالط الخلفاء المسلمين، فكان البد أن تدخل هذه المؤثرات الدينية المحيطة به في شعره،

:فمن ذلك قوله في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان

الظفر له هللا، فليهنأ أظفره هـــافلوـن دينا ـال تع رئ ـام ى ـإل

به المطر يستسقى خليفة هللا الخائض الغمر، والميمون طائره

ى و هي من أما أمه فاسمها ليل، كان متوسط الحال كغيره من العامة، بن طارقة أبوه غوث

ا يدل أنه اتخذ عليها ضرة مم، لكن والده قبيلة أياد النصرانية، و كانت تحبه و تحنو عليه

، و نستدل من من امرأة ثانية على حياة امرأته في دينه الذي يحرم عليه الزواج كان ضعيفا

، و قد روى أبو الفرج عن ر األخطل أن زوجة أبيه كانت تضن عليه بما تمنحه ألبنائهاشع

و زينب، فيه تمر جراب ، شكوة لبن وخطل، لحظ عند زوجة أبيهرجل من تغلب أن األ

يا أمه، آل فالن يزورونك و يقضون حقك، و أنت ال : جوعه، فقال لها يضيق عليهوكان

بالخير يا بني، لقد جزيت : ، قالت تأتيهم و عندهم عليل، فلو أتيتهم لكان أجمل و أولى بك

، فمضى األخطل إلى الشكوة ففرغ ما نبهت علي مكرمة، وقامت فلبست ثيابها ومضت إليهم

. إلى الجراب فأكل التمر و الزبيب كله، و فيها

: لتضربه بها فهرب و قال ، فعلمت أنه قد دهاها، وعمدت إلى خشبةجاءتو

و سكوتها ، من غياث لم ألم على عنبات العجوز

فضلت تنادي أال و يلهم و تلعن اللعين منها أمـم

116

عرض ؟ أيهما أشعر من اآلخرولما حدثت المهاجاة بين جرير والفرزدق، ليحكم فيهما

تغلب قبيلة بني األخطل بتفضيل الفرزدق، فهجاه جرير، وراح يفضل بني شيبان على

.ةوكانت زق من الخمر" ابن عمير بن عطارد " األخطل، ويغمز بالرشوة التي رشاه بها

:قال جريرعندها

شوانتجوز حكومة الن أاليا ذا العباءة إن بشرا قد قضى

فدعوا الحكومة لستم من أهلها إن الحكومة في بني شيبان

:فرد عليه األخطل

إخسأ إليك كليب إن مجاشعا وأبـا الـفـوارس نـهشال أخـوان

وإذا قذفت أباك في ميزانهـم رجحوا، وشال أبوك في الميزان

، ويرميهم (ط جريرره)على بني كليب ( قوم الفرزدق " دارم" من ) ومجاشع نهشلل يفض

.بالتخلف

:باقة متنوعة من شعر األخطل

البعيد والنسببى اإلضغان أ بـكرا صالحت دق قلتذا ما إ

يـدـتـبال و المخـزيات تبيـد بــواردات الـدماء ومهـراق

*

كالبي حت آل الخصيبوما نب لجيم بن صعب، لم تنلها عداوتي

وابيهـم إلى فجـوات أشرفت ورلأولئك قـوم يرفـعـون مـح

*

بلر غير ذاك وأكيوتهوى نم ة ـراني بغبطـهوى أم بشر أن ت

اكي ملعبـصحاري فيها للمك ن ـقضاعية أحمت عليها رماح

*

فزدها غضبا جنوبا وصبا إن غضبت زيديـح الر يا مـرسل

جربا واكس بني زيد بن عمرو نقبا ليست من البـز، ولـكـن

*

117

شهاب الصيف والسفر الشديد واها وحاجلة العيون طوى ق

*

مـدى اإلمام الهيثـأن الخطيب ل لمقامة شاهدا أك ولم زعموا

الناس عن كلماته بالشام إذا خرج اإلمام األعظم صدرت وفود

*

داهممت بيعلى أن أغشى رأسه حساما إذا ما خالط العظم أقص

*

هبطن مناخا ينتطحن به أحلهن سناما عافيا جشم

*

مامات غكواكب ليلة ، فقد ورد فيها ال ومترعة كأن

*

فـإن صفـاة تغـلب ال تليــن إذا الن الصفا عن طول نحت

*

كان الذي هاج التهاجي بين جرير : قال أبو عبيدة حدثني عامر بن مالك المسمعي قال

وهو أكبر ولده وبه بنه مالكألخطل تهاجي جرير والفرزدق قال ألواألخطل أنه لما بلغ ا

نهما وتأتيني بخبرهما؟نحدر إلى العراق حتى تسمع مإ: كان يكنى

وجدت جرير يغرف من بحر، ووجدت الفرزدق ينحت من : خبر والده وقالوبعودة مالك، أ

. صخر

:الذي يغرف من بحر أشعرهما، وقال يفضل جرير على الفرزدق: فقال األخطل

لما سمعت ولما جاءني الخبـر جنفغير ذي إني قضيت قضاء

ذكـر همن قوم حية نعامـتـه وعضه شالت قد أن الفرزدق

ثم إن بشر بن مروان دخل الكوفة، فقدم عليه : قال أبو عبيدة: وفي رواية ابن األعرابي

األخطل، فبعث إليه محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة بألف درهم وكسوة

يهجو بني دارم؛ فإنك هذا الكلب الذي يال تعن على شاعرنا، واهج: وبغلة وخمر، وقال له

: فقال األخطل. واقض لصاحبنا عليه حبنا، فقل أبياتاقد قضيت على صا

فخرت بحدج حصان كأسيفة تسمو لـه والذي أجرير إنك

ها مع الركبانـنسلت تعارض فلما عـولـيت ربتهاـل عملت

ـانالف األزمـفي س وثناؤها فخـرهـا لغيرك أتعد مأثرة

الـرعـيان مـع وع ـيرب أيام تاج الملوك وفخرهم في دارم

118

:فيه من نقائض جرير واألخطل تغنمما ،قصيدة لألخطل وشرح بعض كلماتها

رجال من السودان لم يتسربلوا كأنهـا شاصيات أناخوا فجروا

إال ليفعلوا وما وضعوا األثقال ألبيكـم أصبحوني ال أبا فقلت

وتـنـزل حـي همــبالل رفعـوتوبارحـا سنيحـاتمر بها األيدي

يقال شصا برجله إذا أكارعها،الشائالت الزقاق، ألنها إذا امتألت شالت : الشاصيات)

.رفعها، وشصا ببصره إذا شخص

. ما جاء عن يمينك يريد شمالك: والسانح والسنيح

. ما جاء عن شمالك يريد يمينك: والبارح

. لك به ما جاء من أمامك مواجهاوالجا

. ما جاء من ورائك: والقعيد والخفيف

.(شبه دور الكأس واختالفها بينهم بالسوانح والبوارح

:مالك ، وقد غناهشعر لألخطل

رفها غـيرـوأزعجتهم نوى في ص خف القطين فراحوا منك أو بكروا

ضمنتها حمص أو جدر من قرقف بـهـم استـبـد ومـي شارب كأنني

كلفاء ينحت من خرطومها المـدر مـتـرعة القـار ذوات بها جادت

الـكـبـر اـهقد ز ممن أنك أيقن إذا الـغـانـيات ل ـوص يا قاتل هللا

اللمة الشـعـر سواد بعد وابيض اـوسي موترهــأعرضن لما حنى ق

. استبد بهم أي علي عليهم

.التي تأخذ شاربها رعدة لشدتها: والقرقف

.الخابية في لونها كلف: والكلفاء

. زهاه وازدهاه: يقال وأضعفه،، يعني استخفه الكبرزها : وقوله

. فكأنه أراد أنه رفعه في علو سنه عما يردن منه رفعه،األصل في زهاه : وقال أبو عبيدة

.الشعر المجتمع : واللمة

119

:يقولف وبني كليب قيس يهجوألخطل ا

صـدر وال رادـإي التفـاخـر ند ـع لـهـا فلـيس وعـيرب بن أما كليب

رواـشعا ـمياء مـوفي ع بغيبوهم أمـرهـم الناس ويقضي ونـمخلف

رـأثـ ـيهـم ـف دارمـي ن ـم ك ـفـين فـمـا الحـياض ارـبأعق ونـملطم

السـكـر المزاء و يهمـف جرى إذا بئس الصحاة وبئس الشراب شربهم

مـضـر بهـا ت ـسب احشةـف ل ـوك ة ـمـخـزي كـل م ـإليه اهت ـتن قوم

ا الخبرـغيب مـون بظهر الـلـوالسائ وحـدهـم زادـالـ ثـيـخب لون ـاآلك

وقد احتاج جرير ،وهذه القصيدة من فاخر شعر األخطل ومقدمه ومما غلب فيه على جرير

بيتين من شعره اهذه القصيدة، وضمنهلإلى سلخ بيته هذا األخير فرده عليه بعينه في نقيضة

: جرير فقال

ـرـم الخـمـواراه ون إذا ـازلـوالن وحـدهـم ـزادـال ث ــخبي لون ـاآلك

ون بظهر الغيب ما الخبرـوالسائل لواـوالظاعنون على العمياء إن رح

:يقول األخطل "عبد الملك بن مروان " مديح وفي

الـظـفـر لـه يهنئ ـلـف ره هللاـفـأظ ـهــلـنـواف نـاـعـريـت ال رئ ـام إلى

الـمـطـر به قى ـسـستـي خليفة هللا رهـطـائ والميمـون الغمر الخائض

بالحزم واألصمعان القلب والحـذر يبـعـثـه ـسـالنـف جي ـن د ـبع مـواله

ه العـشـرـاطـه وفي أوسـفي حافتي غـواربـه جاشـت إذا رات ـالف وما

غـدر آذيه مـن الجآجـيء فوق رياح الصيف واضطربتوزعزعته

زور دونـه ا فـيه ف ـافـيـمنها أك يسـتـره الـروم جبال من مسحنفر

يجـتـهـر حـين ر منهـأجهـب وال هـتـسـألـ ن ـحـي منـه ودـبأج يومـا

أعلى نبتها الشـجـرـما إن يوازى ب ون بـهـاـيعصب شـمن قري نبعة في

خـور عـيدانـهـم فـي نـيبي وال ان حـربـهـمـاألضغذوو لـقـستـال ي

قـدروا إذا مـا وأعظم الناس أحال قـاد لـهـمـتـيس حتى داوة ـعـمس الـش

120

بني لفاء منا ومنأي بيت مدح به الخ: أهله وجلسائه الرشيد قال لجماعة منهارون أن قيل ب

.أمية أفخر؟ فقالوا وأكثروا

: وأفخره قول ابن النصرانية في عبد الملك أمدح بيت: فقال الرشيد

إذا قدروا وأعظم الناس أحالما شمس العداوة حتى يستقاد لهـم

: مروان بن أبي حفصة، قال لالمهديالخليفة العباسي يروى بأن

:قولك في أمير المؤمنين المنصورأين ما تقوله فينا من

إذا كرها فيها عقاب ونـائل له لحظات عن حفافي سريره

: قالو" آدم بن عمر بن عبد العزيز" فاعترضه

:بن هرمة كما قال األخطلأمير المؤمنين أن يقول هذا وال أ هيهات وهللا يا

إذا قدروا أحالماوأعظم الناس شمس العداوة حتى يستقاد لهـم

ثم شتم األخطل؟ !كذب وهللا ابن النصرانية: فغضب المهدي حتى استشاط وقال

ولعل ذلك بسبب ،(الفرزدق وجرير ) لم يتورط األخطل في الفحش واإلقذاع شأن زميليه

ال نصرانياتجاهه بشعره إلى مدح الخلفاء واألمراء، فلم يشأ أن يسف ويقذع، أو لكونه

أو ،على مكانة الدولة العدوانو الحرجالتشنيع بالنساء المسلمات، ألن في ذلك على يجرؤ

.منه، السيما وأن مدرسته الفنية لم تتورط في الفحش والبذاءة توقرلعله

ذلك بالمديح عن ق المجال أمامه في النقائض والمهاجاة، والفخر، فعوضضيهذا كله

ومن شوارد أبياته في بني كليب فنية،لتصوير الحسي، سمة مدرسته الالخمر وا ووصف

:قوله

بولي على النار: قالوا ألمهم كلبهم األضياف استنبحإذا قوم

دارـبمق ال إ لهم ول ـتب ببولتها فال بخال فرجها فضيقت

121

فقد كان األخطل من عبيد الشعر وصناعه، وكأنما هو امتداد ،ومن حيث الصياغة الفنية)

أوس بن حجر، وزهير بن أبي سلمى، وكعب بن : للمدرسة األوسية التي من شعرائها

. زهير، والحطيئة، وغيرهم

وقد اشتهرت هذه المدرسة بالتجويد الفني، وتهذيب القصائد، حتى لقد كانت القصيدة تمكث

دها، ولهذا كانت قصائده تدعى بـ م مناويقود فيها النظر، ، يعيسنة كاملة عند زهير

وكذلك كانت قصائد األخطل من عمل العقل الصانع، ال اإلشراق واإللهام ،(الحوليات)

وفيها تبدو حكمة العقل، وأناة الصنعة، بخالف سهولة قصائد جرير، أو فخامة ،وحده

( قصائد الفرزدق

خيول الرهان الثالثة

122

"األغاني " األصفهاني في كتابه يقول

،وهي التي يرد بها شاعر على شاعر آخر بادره بالهجاء: النقائض مفردها نقيضة )

ويفخر بنفسه وبقومه على ،هجاء الفخر إلىفينقلب ى،اآلخرة تلو الواحد المعانيفينقض

.نفس الوزن والقافية

.بوالحرو في العصر الجاهلي بفعل التعصب القبلي النقائض نشأت

و يقوم بهجاء غيره من ائض هي صياغة شعرية، يفاخر بها شاعر قوما خالصته بأن الن

ض ماذكره ، بالرد ونقالشعراء أوقبيلة غير قبيلته، فينبري له الشاعر المزعوم المعني

، بقصيدة رد، ينقض المعاني ويفضح األكاذيب، الواردة في قصيدة (الشاعرالمتهجم الهاجي)

.ولالشاعر األ

في البحر ،البادئة بالهجاء والمنقوضة ال بد من اتفاق القصيدتينولذلك أصول وقواعد، ف

.وحرف الروي وحركة حرف الروي

ف كثيرة فإنه البديعارمشتمل على تالنقائض يعتمد على نقض المعنى ال وبما أن شعر

، من المعرفة التامة بخفايا وأسرار القبائل ونسبها وتاريخها، فمن خالل تلك النقائضلشاعر

.الشاعر الذي هجاه أو هجا قبيلته يورده يتسنى له نقض كل ماالوقائع،

حول الدين الجديد، والفخر به، وبالمسلمين، بعد أن ، تدورفي الحقبة الراشدة النقائضكانت

.يدور حول مرعى أو طمع أو رياسة أو مورد ماءكان موضوع النقائض في الجاهلية

ولم تختفي بعض المعاني والمفردات، التي كانت سائدة في الجاهلية، لكنها كانت خجولة

.الظهور في الحقبة الراشدة

فالتزم الكثير من الشعراء باألداب اإلسالمية، وابتعدوا عن العنتريات والتكاذب، والكالم

البذيء؟

دائم للشعر وهو سوق المربد منتدى في العصر األموي، وذلك لوجود نقائضازدهر شعر ال

. البصرة في

، إلى مناسبات تسلية، وحماس لهذا وذاك، واعجاب بهذا أو ذاك؟ثم تحولت قصائد النقائض

.على السواء والمعترضين و المعارضين ولقد استغلها الحكام

وجهتي نظر؟ خالل أحداث الماضي من لىاألجيال ععرفت كان لها فائدة الئقة التقدير، فت

أبرعهم ، وفي العصر األموي، كان جرير والفرزدق واألخطل من أشهر شعراء النقائض

.بنقائضه مع الفرزدق واألخطل جرير الذي اشتهركان

123

والنقائض ،خمسة وأربعون عام رير والفرزدق ما يزيد عنج النقائض بيندامت " :وقيل

" ، كانت الشغل الشاغل لألخطل؟ واألخطلجرير بين

التفاعل " اظاهرة قديمة جديدة ظهرت في العصر األموي، وهي التناص، وقيل بأنهثمة

:منها التصنيفات عن التناص، حيث قيل، وكثرت البحوث و"النصي بعينه

متصاص أو تحويل لنصوص إهو ،ستشهاداتاإلمن كالمية كل نص يتشكل من تركيبة"

" أخرى

؟ أو تحوير النص األصلي إلى نص موازي، (األول)ستشهاد بالشكل المطابق األصلي اإل"

. له عالقة بالموضوع األصل، هو نص أقل صراحة منه

وإذا تواجدت النصية المطابقة بين األصيل والمنقول، فهذه الطامة الكبرى وهي السرقة

."األدبية بعينها

لكثرة تنوع اإلحتكاك والتقارب ،هم النقاد ،هعليوحراس وصار بعدها للتناص حرس

فلطالما استعملت نصوص قديمة ضمن والتبادل الثقافي واألدبي بين المجتمعات والثقافات،

ستعملت كلمات تشبيه ن مصدرها األصلي األول، ولطالما أعمال حديثة دون التنويه عأ

أبناء عائلة واحدة بل ، هم" يوطأ بحافر" أو " يوطأ بمنسم" ووصف كالنسخ المنسوخ

. أشقاء؟

هاد بقول من سبق، شريطة ستشابذة البالغة والبيان، أجازوا اإلن جهولكن المتسامحين م

ذكره أو وضع مزدوجين بين النص الجديد والنص القديم، ولكنهم لم التنويه بالمصدر، و

.يتسامحوا في التعبير والفكرة، فذلك حق مشروع لصاحبه ال جدال فيه ؟

للنقائض األموية قيمة تاريخية وفنية، بما كان لها من صلة بالسياسة العامة : " وقال البعض

كما أثارت هذه لبعض القبائل على غيرها،نتصار موية التي قامت على القبلية واإلللدولة األ

، إلى فرق واللغويين من علماء األدب قسم نقدفي هذا الوانقسم قائض حركة شعرية، الن

شغل العصر بشعر الفحول ان، حتى البعضن شعراء النقائض أنفسهم نقادا لبعضهم م والوجع

وبنقائضهم الشعرية التي كانت أشبه بصحافة يومية تظهر فيها أخبار العرب، وأيامهم

تجسيد العيوب الشخصية، وتصوير ومفاخر بعض القبائل، ومخازي بعضها، إضافة إلى

وكانت لمتناقضين، من نسيب وهجاء ومدح وفخر،ذاتية لكل من الشعراء انتصارات الاإل

وضعت و إذ أظهرت مفردات لغوية جديدة، أكسبت المعاجم مادة غزيرة،، لها أهمية لغوية

وثيقة تاريخية عتبار النقائض والتناص،كما يمكن إ، ذخيرة نافعة أمام الشعراء وغيرهم

قد أمدت سوق لو وأخالقه،، وتقاليده، عاداتهجتماعية في ذلك العصر، إلتصور الحياة ا

في الجاهلية، ألنها ( عكاظ)األدبي بمادة شعرية غزيرة هي أضخم من مادة سوق ( المربد)

124

: ضطراب أحزابها المتعددةإ ومي الذي يصور الحياة السياسية والحديث الصحفي الي

صور ، وتنافسهم على السلطة، كما ي(، والموالي، واألمويينالخوارج، والشيعة، والزبيريين)

ة الملك من الحجاز نتقلت عاصمالقيم الجاهلية واإلسالمية، حين إجتماعية في تبدل الحياة اإل

ما حضاري والقيم الجديدة التي غالباستقرار الالدعة والملك واإل إلى الشام، فصارت هناك،

.تنافي القيم القديمة

:فروخويقول الدكتورعمر

في صدر دهار بعد أن كانا قد أهمال قليالزوالنسيب في العصر األموي إلى اإل عاد الغزل "

إلى ، كما عادت الخمريات نسبياالغزل األموي من الغزل الجاهلياإلسالم األول وقد انحدر

األدبية برز الشعر الحسيني ، وفي ظل هذه األجواءشعراء المسلمين من جديدصفوف ال

يه السالم نحو أرض الكرامة كربالء لترسيخ دعائم حركته تجه اإلمام الحسين علحين إ

.؟التصحيحية فكانت معركة الطف األليمة

ه بشعر الحرب والثورة من جهةلتصاقللشعر الحسيني الذي يمكن إ األرضية الخصبة

قد بدأ الشعر الحسيني في معظمه بالرجز حيث أنه ، فلوبالشعر السياسي من جهة أخرى

، والتي هلي ألسباب ال تخفى على أهل الفنياسي المحارب منذ العهد الجاالمطية الفضلى للس

ان المحارب ينشؤه بديهة نسجامه مع الطبع وسيولته فكا سهولة اإلنشاء لمكان تفعيلته وإمنه

شهداء الطف هذا قد نحا، فوالبيتين والمقطوعة والمقطوعتين على البيتيقتصرو رتجاالوإ

. " ستخدم فيه أغراضهأنشأه في ساحة الحرب والقتال إجز المنحى فكان لكل منهم ر

:، منهافي مناهج عديدة( النقائض)في ( التناص)فيها ىتجل بالعودة إلى دراساتو

ما يناظر معاني موازاة المعنى، حيث يضع الشاعر الثاني من معاني الفخر أو الهجاء -

.الشاعر األول

جهها الوجهة التي يراها في الثاني المعاني، ويو توجيه المعنى، وذلك بأن يفسر الشاعر -

رتزاق بأنه بيع لألهل وإ ،ما فسر به الفرزدق موقف جرير مع عيالنمذلك و صالحه،

:فيه ورشوة، حيث قال

وال من تميم في الرؤوس األعاظم فتنبح دونها فما أنت من قيس

:بقوله عليه جرير فكان رد

ارمـدحتي لألكـريم أصفي مـكجاشع قيـن موإني وقيسا يا بن

لدفع األعادي أو لحمل العظائمهم الكهف الذي نستعده وقيس

125

قد ضرب عنق الرومي، مما أضحك الناس، ف ضطراب سيف الفرزدق فيإ وكذلك حين

:حه، حيث قالالمعنى لصال الفرزدق بها، فرد الفرزدق، موجهار ستغل جرير الحادثة، فعيإ

فال نـقتل األسرى ولـكن نـفكهم إذا أثقل األعناق حمل المغارم

فهل ضربة الرومي جاعلة لكم أبا عن كـليب أو أبا مثـل دارم

اط التـمائمـنم ويـقطعـن أحيانـا كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها

لم يعتادوا قتل األسرى حتى يبرعوا في قتلهم، وإنما هم ،قوم من نهأب ،الفرزدق يفاخر

.يفكون األسرى، ويحملون فداءهم

معانيه، الشاعر األول في ذلك بأن يكذب الشاعر الثاني دعاويتكذيب المعنى، وفي -

:النميري في هجاء الراعي فعندما قال جرير

هم غضاباكل حسبت الناس تميم عليك بنو إذا غضبت

:، بقولهالمعنى ليه العباس بن يزيد الكندي يكذبرد ع

اباـها ذبـتـضبـبغ لقد غضبت عليك بنو تميم فما نـكأت

وما فيها من السوءآت شاباعلى تميم لو اطلع الغراب

فيقلبه لصالحه، فلما هلك ر األول قلب المعنى، وذلك بأن يأخذ الشاعر الثاني معنى الشاع -

:جرير فيه قال األخطل،

هافأصبح أهون زوار وزار القبور أبو مالك

:فقلبه لصالحه ضد جرير، وقال ،المعنى ، وأخذالفرزدق فأنبرى له

داة وأوتارهابرغم الع وزار القبور أبو مالك

:جرير رثاها بقصيدة رقيقة مطلعها زوجة" أم حرزة " و عندما ماتت

لـوال الـحيـاء لعادني استعبار ولزرت قبرك، والحبيب يزار

وذوو التمائم من بنيك صغار ولـهت قـلبي إذ عـلتـني كـبـر

يخشى غـوائل أم حزرة جار العشير ولم يكن مةكانت مكر

:لوقا ه، فعكس المعانيتمن جرير وزوجسخر، ونقضهاوهذه المعاني فقلبها، لالفرزدق فقام

ـا خـزي عالنية عليك وعـارهكانـت مـنافقـة الحيـاة ومـوت

جزعا غداة فراقها األعيـار على األتان لقد بكى فلئن بكيت

ك خمارقعساء ليس لها عليتبكي على امرأة وعندك مثلها

126

:فرد عليه جرير بقوله

أفأم حرزة يا فرزدق عتيم غضب المليك عليكم القهار

في العصر األموي كانت الناس قريبة العهد من ظهور اإلسالم، ومن تأثير ذلك ظهرت

في شعره إلى قصص من القرآن إليها أشارلمسات إسالمية في شعر الفرزدق، حيث

.وما فيه الكريم،

:قولهب

وأطول أعزه دعائم بيتا بنى لنا إن الذي سمك السماء

"السماء بناها، رفع سمكها فسواها أأنتم أشد خلقا أم: "قوله تعالى بإشارة إلى

ه النقائض، على هذ( التناص)وكانت عنده غلبة نقض المعاني، وتكرارها، أشتهر جرير بو

ذو حنكة في تحوير و توجيه المعاني يقلب أو يعكس، وكانعن السابق، حيث يأخذ الالحق

لصالحه

:جريرلنقض هوفي قول

أخزى الذي سمك السماء مجاشعا وبنى بناءك في الحضيض األسفل

:بأنه أشعر من جرير عنه زدق، عندما قيليقول الفر و

وأبو يزيد وذو القروح وجرول إذ مضوا وهب القصائد لي النوابغ

:المعنى، فينقضه بقولهيأخذ جرير هذا ف

غا البعيث جدعت أنف األخطلوض سميلما وضعت على الفرزدق مي

أعـــددت لـلشعـراء سـمــا نـاقعــا فـسقـيـــــت آخــــرهم بـكـأس األول

إني انـصبـبـت من السمـاء عـليكم حتى اخـتـطـفـتـك يا فرزدق من عل

:الفرزدق قوليو

المنزل الكتابوقضى عليك به بنسجها عليك العنكبوتضربت

، وإن أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتامثل الذين اتخذوا من دون هللا : "من قوله تعالى

"أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون

:بعدها يقول و

كما بعث هللا النبي محمدا على فترة، والناس مثل البهائم

127

" يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل: "من قوله تعالى

:الفرزدق قوليو

إليه عظيم المشركين األعاجم هنصرت كنصر البيت إذ ساق فيل

" ل، ألم يجعل كيدهم في تضليلألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفي: "من قوله تعالى

:قوليف

من خشية هللا عاصم إلى جبل نوح سأرتقي فكان كما قال ابن

سآوي إلى جبل يعصمني من "من قوله تعالى في قصة ابن سيدنا نوح حين عصى أباه وقال

"الماء، قال ال عاصم اليوم من أمر هللا

في مهاجاته األخطل النصراني، و ،كان يفخر باإلسالمف و كان جرير أكثر تأثرا باإلسالم،

:في قوله

روا إهالالوكب الحجيج شبح ماقبـح اإلله وجـوه تـغـلب كـل

بمحمد وبـجبـرئيـل وكـذبوا ميكاالبوا عبدوا الصليب وكذ

أول من بشر برسالة الرسول عليه وهذا قول مردود على جرير، فلقد كان النصارى )

الصالة والسالم، ولربما كانت فئة من بني تغلب في الجاهلية، يتعبدون للصليب، كما كان

(اآلخرين يعبدون أصنام التمر والحجر؟

:في رثأ جرير لزوجته حين قال السمات اإلسالمية واضحة جلية تظهر

ون عـليك واألبــراروالـصالحـ روا صلى المالئـكة الـذين تـخي

دين وغاروانصب الحجيج ملب وعليك من صلوات ربك كلما

*

افية، ، نابعة من شخصيته النفسية والثق، له سمات خاصة بهالثالثة الشعراءكل شاعر من

ر في شعره هوان أسرته، وفقر قومه، بخالف الفرزدق تميزه عن سواه، فجرير مثال تأث

. الذي كان واقعه مثار فخره واعتزازه، ألنه يستند إلى تراث ماجد

وان التي عانى عقدة الضعة والهجرير إلى الهجاء المقذع، ربما كمتنفس ل ومن هنا التفت

. حياته منها في

128

. ، وذكر العورات، والتعرض للمحارمالفاحش الهجاء وسخط بشدة، فتماهى في

قد هجا الفرزدق مسألة فنية، فقد كان الرجل على صالح، يخشى هللا واليوم اآلخر، فوهذه

بالكفر، ونعته األخطل جرير هجا ،لفرزدقل محالفة األخطل النصرانيبسبب بالزنا، و

.وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير

ستعارات، في الهجاء ، في إبتكار التشبيهات واإلفي النقائض كان خصب الخيال التناقض

أخت الفرزدق " جعثن " فظهرت فواحش هجائية مبالغ فيها، فهذا جرير يتجنى بكالمه عن

:فيقول

اتــــحبـرك بالـخـفـل نسيتم عقـر جعثن واحتبيتـم أال تـبــا

من التبراك، ليس من الصالة اـركبتيه وقـد دميت مواقـع

لعب بالكراتـرك تـتـدأب الـك إسكتاها تـبيت الليـل تسلـق

اتـل عـيـا، واللـفـقـلى أم الـع وحـط المنقري بها فـقـرت

ة وجموح خيال مبالغ، فكان خياله الواسع في التوهم من قصص غرامية، وفيها الفرزدق أما

:في قولهوتجني على نسوة كليب،

للرماة وخليت است أمك نمير زعت إلى هجاء بنيـج

اتـعيـقـة مــواه األزقـبأف ني كـليبـوتـمسي نـسـوة لـب

في نمط جديد، في الهجاء الفاحش، لم يكن له وجود ومكان في الحقبة الراشدة، إن كان

والتجني؟ جاهلية، فهل هو إنفالت عقال الخيال والتعبير الأم النقائض اإلسالمية

.بداية، تتنكر لها األخالق العامة والدينية؟ حوال، وما كانت إآلفتلك ظاهرة في جميع األ

ما لم تكن فهتك الحرمات، ونهش األعراض، والتشنيع بالمخازي، والبذاءة الفاضحة، كلها م

ما أخت الفرزدق من هذا التشنيع الشيء الكثير، ك( جعثن)وقد نال تعرفه النقائض السابقة،

(لن أذكر منها سوى القليل القليل، فقط إلعطاء صورة عن ذلك ) ه،تنال أم جرير وزوج

:أمه بالزنا ينعت، ويهاجي جريريقول الفرزدق حيث

إال اللئيم من الفحولة تفحل أزرى بجريك أن امك لم تكن

وتسفل تعلو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ م الديار وأمهـيلى دـكي عـبـي

129

حيث ذهب الكثير من صاحبه سفاهة، ألقذاع، بما اليقل عنوإ الفحش يدشدن جرير اكو

هوان حسبه، أو شدة بأنه كان عند جرير عوامل عقدة نفسية، لربما كانت ناتجة من ،النقاد

، إذا تعرض له أحدكان كالطائر الجارح ،مزلالأو الغمز بحيث كان ال يحتمل نفعاله،إ

.أظفاره ومخالبه فيه دون رحمة أو شفقةوكالحيوان الكاسر، يكشر عن أنيابه، وتعبث

(:جعثن)عن طريق أخته ، بهجائهالفرزدق بالتجني على على ذلك كانوالدليل

وعجان جعثن كالطريق المعمل يستجير لنفسه بات الفرزدق

لـشـمنـبالها ـدوسـي ريـوالـمـنق برجلها أسلمت جعثن إذ يجر

:، النصيب الوافر من فحش كالم جريررهط الفرزدقل وكان

بنت الحتات لسورة األنفال قامت سكينة للفحول ولم تقم

، ولعل ذلك خشية السبو الفحش ، فكان أقل من صاحبيه، بكالماألخطلولقد تم ذكر

ولكنه لم يكن في ش،في شعره الفح، فقل لمسلمين، باعتباره نصرانيالتعرض ألعراض ا

:كما في قوله يهجو بني كليب رهط جرير حالة غياب،

رحاال وال تقرب لهم أبدا بيوت بني كليب فال تدخل

بالحدق الرجااليكدن ؟؟ تـرى فيها لـوامـع مـبرقات

*

بأمجاد يفخرحسب الرفيع، ولهذا كان على تراث عريق من ال كان الفرزدق ذو مكانة ترتكز

:فيقول رجال قومه،

ومجاشع وأبو الفوارس نهشل هـــائـنـفـب بـيتـا زرارة مـحتـب

برزوا كأنهم الـجبـال الـمثــل يلجون بيت مجاشع وإذا احتبوا

األول ــدعـون إذا يـرمــواألك مـصاهـح األكـــثرون إذا يـعـد

النسيب، حتى لقد ب دورقة طبعه جعلته يجو الرثاء،ب نفسه، وأجاد هذف ،حسن إسالم جرير)

.(به العجوز إلى شبابها يب الذي تحننسقد شغله عن ال الهجاء أسف على أن

130

لزبير، والحجاج، وبني أمية، و وحاجته إلى المال والرعاية حملته على المديح، فمدح ابن ا

إذا مدحتم فال تطيلوا " وكان قد أوصى بنيه وصية فنية، ، ليعيش ملحوظ المكانة،بنو قيس

.("إذا هجوت فأضحك: "وكان يقول". فواالمدحة، وإذا هجوتم فخال

على التقاليد الفنية أكثر من الفرزدق، المحافظين ، منومن حيث الصياغة الفنية كان جرير

قبل أن يصل ي بنية القصيدة، فيبدأها بالنسيب على عادتهم،الجاهليين ف إذ كان يترسم خطى

.ه في النقيضة من المهاجاةإلى غرض

وعلى الرغم من ذلك فسمة شعره األساسية هي السيرورة لسهولته، فقد جرى أكثر شعره

أشعر الناس، كما عنه كما قيلبعد الصيت أكثر من زميليه، فكان على ألسنة الناس، وظفر ب

:في قوله

البافال كعبا بلغت وال ك فغض الطرف إنك من نمير

اتخذ الفرزدق فقد نشأ في أسرة غنية، ذات مآثر معروفة، وقوم ذوي حسب ونسب، فوأما

:عي زعامة تميم، ويحامي عنها، كما في قولهمن ذلك مادة للفخر، وكان يد

إذا ما األمر جل عن العتاب يقوم لكم مقامي أروني من

إلى الحرية، ميلئر الدين، ويمن شعا وعنجهية جاهلية جعلته أكثر تحلالوكان في طبعه كبر

وقد هدد معاوية الخليفة األموي األول، وفخر وتجاوز الحدود، واإلجتراء على المحرمات،

، فهو يخاطب من حياته منفيا مطرودا بعض الخلفاء والوالة، فقضى شطرا عليه، وهجا

:معاوية بجرأة بالغة، في قوله

جامد لك ذائبه ـربوميراث ح أورثا أبوك وعمي يا معاوي

فـيحتـاز التراث تـراثـا أقـاربه فما بـال ميراث الحتات أكـلته

فلو كان هذا األمر في جاهلية علمت من المرء القليل حالئبه

شعره، حيث في تراث عة في الفخراربال ، فتولدت لديهالنسب العريق وبما أنه يفخر بتراث

:يفخر بنفسه وبقومه

131

ضوامن لألرزاق، والريح زفزف اــــــدورنـران أن قـم الجيـلـد عـوق

رفــغـد وتـمـت وط ـعبـمـدورا بـق رىـيفان في المحل بالقللض نـعجـل

واـفنحن أومأنـا إلى الناس وقـ وإن اـما سرنا يسيرون خلفن ترى الناس

ا، ولم تسلم، ففرضت عليها قبيلة تغلب التي ظلت على مسيحيتهوأما األخطل فهو من

بيلة قيس عيالن، وتحتمي ولكنها عاشت في كنف الدولة اإلسالمية، تنافس ق الجزية،

وقد أجاد مدح الخلفاء، وجعله عبد البالط األموي،وكان األخطل شاعرها في بالخلفاء،

.الملك بن مروان شاعره الخاص

يستعيضألعشى، ونها، فقد أجاد في وصفها، يقلد في ذلك اكان يشرب الخمرة، ويكثر م و

الملك، والصليب في عنقه، ولحيته وكان يدخل على عبد بها عن النسيب في مطالع قصائده،

:، فيقولةمن الخمرقطر ت

ثالث زجاجات لهـن هديـر نيإذا مـا نـديمي عـلني ثـم عـل

عليك، أمير المؤمنين، أمير كأنني لذيل زهواا خرجت أجر

أحصنة الرهان كانوا ثالثة، األخطل والفرزدق وجرير، وكانوا في حقبة زمنية متقاربة،

هجري 18عام هجري، والفرزدق ولد في 48هجري وتوفى في عام 34األخطل ولد عام

.هجري 330وتوفي في عام

، عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي التميميجرير هو أبو حرزة جرير بن

والدته قبلهجرية، وضعته أمه بعد حمل كانت مدته سبعة أشهر، و11مواليد سنة من

ما أزعجها، فذهبت إلى العراف لتستفسر عن ذلك، وعند رجوعها المبكرة، رأت أمه بالمنام

: قالت

لـو ليت لم يق ال ،قوفقال لي جل الررؤياي على ذاك قصصت

لـإذا قال فص جزلذا منـطق ل ـــلة مـن الــعضــعـض لـتلـــدن

132

من قبيلة كليب اليربوعية، وهي فرع من " شمال غرب الرياض "نجد منطقة ولد جرير في

ه ألبيه جدان أبوه في عداد الفقراء، ولكن فروع بني تميم، ولم يكن له حسب يفتخر به، وك

. وأبيها أم جرير لحمير، وكان يقرض الشعر هو ومن األغنام وا قطيعكان عنده

الملقب على لسان جده حذيفة بن بدر في صغره نشأ جرير باليمامة وعاش فيها وتعلم الشعر

.بالخطفي

، فتركت في نفسه آثارها، وطبعت النشأة البدوية على أشعارهالبدوية حياته جرير عاش

.الهخيوصوره تجزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، وبداوة فيواضح وهذا أثرها الكبير

إال أن شعر جرير لم يخلص ألثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره، إذ

من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه، كما كان له عنده ما لطف

.أثر في معانيه وأفكاره

بالبالط األموي منذ والية معاوية إلمارة الشام، وبقي في الشام عندما صارت أتصل جرير

.الخالفة ملك وكرس معاوية نفسه خليفة للمسلمين

وكان مديحه لبني أمية، يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث

جاهه السياسي في تالثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر إعن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم

ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر

.الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس

وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي

.تى أنه مدح المواليشخص أفاض عليه نوافله، ح

فهو إذا مدح الحجاج أو األمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة

ء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخا

..ستجداء وما يعانيه من الفاقةفي اإل

.؟ة واالقتباسات القرآنيةاأللفاظ اإلسالميلبني أمية، وتكثر في أماديحه

ذلك أن طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية، ولم يكن لرهطه

أكثر جرير من المديح، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته ف، من الشرف والرفعة

ل ذلك مما المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم، كان ك

دفعه إلى اإلكثار من المدح والبراعة فيه، وكانت أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم

.ووالتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم

133

ضطر أن يفني عمره في مصارعة أن يذود عن شرف وكرامة قبيلته فإ كان على جرير

في عصره، ولم يثبت منهم إال أنه هجى وهزم ثمانين شاعرى قيل الشعراء وهجاءهم حت

؟األخطل والفرزدق

جرير والفرزدق، فقيل و الشعراء الثالثة األخطل" النميري عبيد الراعي"عاصر الشاعر :اءعرعن هؤالء الش يقول كان إن الراعي الشاعر

". الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما"

المناظرة مؤيدا ر والفرزدق الهجاء أكثر منتبادل جري في كان كثير من الشعراء ينزلق شاعرا على االخر، وهذا ما حدث للراعي النميري حيث انحاز إلى الفرزدق على حساب

:حيث قال ( فكان له الويل وكل الويل)جرير

غلب الفرزدق في الهجاء جريرا يا صاحبي دنا الرواح فسيرا

(الراعي كان من قبيلة جرير) ،واألخطل بينه وبين الفرزدقأن ال يدخل فطلب منه جرير،

، واألخطل ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير فوعده بذلك،

فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي فحدث أن رآه ثانية،

.؟وأساء إليه شتم ابن الراعي الشاعر جريرحيث اعتذار أبيه لجرير، وأبى أن يسمع

ولكنه ، فذهب إلى بيتههين إهانة بالغةويؤلمه، فقد أ الطبيعي أن يسوء ذلك جرير وكان من

فأتى ،تدة، فلما أصبح الصباحلم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصي

د مجلس الفرزدق والراعي سرج ناقته عن، فأسوق المربد بعد ان احتل الناس مراكزهم

فكانت القصيدة شؤما على بني نمير حتى صاروا إذا سئلوا عن ، النميري وألقى قصيدته

.بل إلى جدهم عامر؟" نمير"هم إلى يذكرون نسب نسبهم ال

:ألنها أفحمت خصمه "الدامغة" وقد سمى جرير قصيدته هذه

يخضعون لها الرقاباصواعق ي ــنـراء مــشعـلـد هللا لــاع

اتحت من السماء لها انصباب ا البازي المدل على نميرـأن

اصاب القلب أو هتك الحجاب رن ــقـه بـالبـت مخـلقـإذا ع

ابـل ان تصـكالكـح للـوانـج ه ـالطيرالعتاق تظل من ترى

ابـبورهم السحـقيت قـوال س ر ـلى نميـى االله عـلصال ـف

ت ذبابـعلى الميزان ما باغ ر ـلوم بني نميـولو وزنت ح

ابـتـا عـهـد بـواف ال اريــق رماء مني ـطي قـدم حائـسته

134

لتها الجراباـر شعـيشفي حـف يات ـامـم حـواسـهم مـد لـأع

البـلغت وال كـعب بـال كـف فغض الطرف انك من نمير

ثرا وطاباـد كـن قـيـإلى فرع بثت ـلت وخــنة قـدل دمـعـأت

هن غضابـحسبت الناس كل ميم ـليك بنو تـضبت عـاذا غ

كن سيل أوديتي شعاباـولم ي اء تفعمها السواقي ـا البطحـلن غائرها هضابـا بـوأعضمن جد ـمى بنـن اعز حـلم مـستع جاباـي استـاء لـة أريحـوحي خفن زأريـالبالد ياطين ـشي اباــهـني شـدح مـتـقـا تـولم ر ـي نميـنـد بـبـك عـك اليـالي

في مجلس عبدالملك ( في رواية ابن سالم)قال أن جريرا والفرزدق واألخطل قد اجتمعوا ي : وقال لهم

.دينار 000الكيس، وكان فيه هذاليقل كل منكم بيتا في مدح نفسه فأيكم غلب فله الذي وحده يشفي الجربى، ووصف األخطل نفسه " بالقطران" فوصف الفرزدق نفسه

:وقال جرير هذاالبيت ،الذي ال دواء له " بالطاعون"

أنا الموت الذي آتي عليكم فليس لهارب مني نجـاء

: له عبدالملك فقال

". يأتي على كل شيءخذ الكيس فلعمري إن الموت "

:قال اعرابي في مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان وكان عنده جرير

"؟ وفي كلها غلب جرير( مدح وفخر وغزل وهجاء)ربع أبيوت الشعر "

:ففي الفخر قال

حسبت الناس كلهم غضابا اذا غضبت عليك بنو تميم

:وفي المدح قال

واندى العالمين بطون راح ألست خير من ركب المطايا

:وقوله في الغزل

قتلننا ثم لم يحين قتالنا حور ان العيون التي في طرفها

:وفي الهجاء قوله

فال كعب بلغت وال كالبا نك من نمير فغض الطرف إ

135

:وقالت العرب في المفاضلة بين جرير والفرزدق

"من بحر والفرزدق ينحت في الصخر جرير يغرف"

و ذلك داللة على أن شعر جرير ذو طابع رقيق منساب بينما كان شعر الفرزدق يتميز

.بالفخامة وكثرة التنقيح والتدبيج

نه لم يوجد في الشعراء الذين نشؤوا في ملك اء األدب، وأئمة نقد الشعر، على أاتفق علم

هم أشعر، ولكل هوى وميل ختلفوا في أيخطل، وإنما إبلغ من جرير والفرزدق واألاإلسالم أ

صاحبه، فمن كان هواه في رقة النسيب، وجودة الغزل والتشبيب، وجمال اللفظ في تقديم

، ومن مال إلى كانت الغلبة لصالح جرير ،ألسلوب، والتصرف في أغراض شتىا ةولين

الفرزدق، ومن نظر بعد فكان ،، ودقة المسلك وصالبة الشعرإجادة الفخر، وفخامة اللفظ

سن الصوغ إلى إجادة المدح واإلمعان في الهجاء واستهواه وصف الخمر بالغة اللفظ، وح

.جتماع الندمان عليها، حكم لألخطلوا

الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق، ولئن جعلت رقة

.جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاءلقد فالطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة،

فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال، ولهذا

ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه الذي يثيره أقل

.تهويش، وتستفزه المؤثرات العاطفية

.فياضة، فكان شعره ينسكب عن طبع غني وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة

:رائعة جرير هي بال شك قصيدته

"بان الخليط "

بال الصرم اقراناـن حـم اوـطعـوق ان ـوعت ما بـليط ولو طـان الخـب

راناـيـران جـيـجـدار دار وال الـبال دال ـــغي بـتـبـمنازل إذ ال نـحي ال

ين محزاناـبـذار الـن حـا مـروعـم راالظعان ذا طرب ـقد كنت في اث

اــانـعـنـمـرور بــر مســاك واخــب د نعيت له ـو قـئب لـتــكـا رب مـي

أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا ت لنا ـأوي ـلقاـذي نـن التـعلميـو ـل

اـــالنـواع ــؤاى هللا اسـإلوا ـدعــي نته ـفيـلك إذ مالت سـاحب الفـكص

اـت حمالنـغـلـد بـنا قـاتـيـحـغ تـلـه بـتـيـطـزجي مـراكب مـا أيها الـي

اـملن حيرانـحـم يـص لـالئـلى قـع لها ـمـحـف مـنا خـد عـصائـلغ قـب

اــانـن خـأمـتـسـن إذا مـيـت االمـان ا ــنـتـاجـت حـلغـقول إذ بـا نـيمـك

136

اـدانـور مهـغـالـلح بـن مـات مـيهـح هـلـتهدي السالم الهل اغور من م

االعطان اعطاناـلحا وبـح طـلـطـالـب زلة ــزع منـجـذاك الـي بـب الـبـاح

اــــوانـلـوم سـيـاه الـقـسـا فـيـاقـأو س ه لــعـن يـا مـلب القـقـيت ذا الـا لـي

اـانـذي كـب الـل الحـن داخـكـم يـول ا ـهـنـالقـا عـنـقـلـعـم تـل اــهـتـيـأو ل

اــدجن اردانـوم الـاس يــنـب الـيـا اطــن بنا يـليـعـحرجت مما تفـال تـه

اــانـــقـلـوم تـــيـد الـعـك بـالـوال اخ ا ــلقـطـنـت مـنـنا ان كـم بـال:التـق

جالناـا طيب عـاكرا يـا لكم بـفـيـين به ضـمتعـمتاع تل من ـه! يا طيب

اـزانـن احـيـبـدوات الـه غـت لـاجـه رب ــا طـاق اخـشتـنت أول مـما ك

انــــا كـمـلـثـؤادي مـــلي فـردي ع رة ــفــغـزاك هللا مـر جــمـا أم عـي

وم الدجن ارداناـاس يـن النـسـيا اح دم ــن من يمشي على قـألست احس

ان حرماناـسـال وباالحـخـذل بـبـم بالـسرنكـن غبر عـريمكم مـلقى غـي

اـوانـان ألـــا كــــب إذا مـــيـبـحـال درــه غـنـر أمـيـي غـنن فانــال تأم

اــانـه خــوق بـوثـت أول مـنـا كـم قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم

اـتمانـب كـحـذا الـهـع لـطـيـتـال اس وى حتى تهيمني ـمت الهـتـكـد تـقـل

اـدانـيـبـوم بــــي يـنـلـتـقـتـاد يــوك اني ـقتـين يسـلمـانوم ـوى يـاد الهـك

وت قرحاناـمرات الـن زفـت مـنـك و ـلني لـتـواء يقـوى حـوم لـاد يـوك

انـان ما كـد حتى كـهـعـلى الـاال ع كم ـبـسـحـان يـيمن كـارك هللا فـال ب

اـوانــهـان يـو كـم لـركـيـوى امــهـن زلةـنـب مـلمي للحـكم فاعـبـن حـم

اب دنياناـبـم عن اسـاكـيـاب دنـبـاس قطعت ـدنيا إذا انـارك هللا في الـال ب

ليم ويبكي العين أحياناـي الحـصبـي حب عن عرض ـان ان الـثمـيا ام ع

تسفي صدى مستهام القلب صديانا ا ـرعـا شـانت لنـوردة كـمـنت بـض

اـــانـقـلـاك مـقـلـب وال مـريتن قـتالقي وال بالقيظ محضركم مـكيف ال

النـالن سـسـرقا وال الـرق عـكالع نهوى ثرى العرق إذ لم نلقى بعدكم

د نسيانـهـعـلـا وال لـرمـل صـبـللح كم ـن لـميـدهر مما تعلـدث الـا أحـم

يراناـم حـنجـت الـسبـى حـال حتـط أم ةـبـواكـري كـسـل ال تـيـلـل الـأب

واناـكـج شـلـر الـديـا بـليهـزت عـع دت ـو شهـور لـالغـذة بـائـا رب عـي

اــالنـتـن قـيـيـحـم يـم لـا ثـنـنـلـــتـور قـح اـرفهـي طـون التي فـعيـأن ال

اــانــق هللا اركـلـف خـعـن اضــوه ن ذا اللب حتى ال حراك به ـيصرع

انــرمـم وحــكـنـدة مــاعـبـى مــالق م ـكـلبـطـو كان يـضنا لـا رب غابـي

اــانــوم أديـيـل الـبـك قـدنن ـــد كــق ه ـاة بـيـى ال حـتـوت حـمـه الـنـأري

137

هجري، بعد أن بلغ منه الكبر وهانت همته، فتوقف قبل وفاته 311توفي جرير في عام

هجري، وفي عام 48في عام عن مناكفة الفرزدق، بعد وفاة األخطلعن الهجاء، وابتعد

سنأتي على ذكرها في سيرة )هجري توفي الفرزدق، فرثاه جرير بقصيدة عصماء 330

(الفرزدق

:ولكن جرير رثى نفسه قبل مماته وقال

لتبك عـــليه اإلنس والجن إذ ثـوى فتى مضر، في كل غرب ومشرق

فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكـان إلى الخيـر والمجـد يرتـقـي

( "بان الخليط" في قصيدة دتشرح لبعض الكلمات التي ور)

ساألوبطن من : النبيت

قرط، وهو حلقة توضع في األذن من قبل النساء والعبيد، للزينة: نطف

ضرب سريع : اإلرقال. الكحل: اإلثمد. السيف: المهند. اللسان: المذود. القاطع: الصارم

سوق في الحجاز تجتمع فيه القبائل في مواسم : عكاظ. رسالة: مغلغلة. من سير اإلبل

الحداد، وكانت العرب تأنف من ممارسة هذه الصناعة : القين . معلومة للتجارة والشعر

نبيه . الضريبة: اإلتاوة. تكسر: ترضخ. منفاخ الحداد: الكير. ألنها تراها صنعة الخدم

هو الحارث بن زمعة من بني : الحارث. هما شيبة وعتبة: ابنا ربيعة. من بني سهم: ومنبه

. أسقمت: تبلت. سائل: سجام. مجاري الدمع: بالغرو. الجماعة من الناس: الفئام. أسد

الذي : المزبد. الدم: األشقر. الفرس السريعة: الطمرة. الجارية الحسنة الناعمة: الخريدة

: األسل. بارزة للشمس: ضاحية. قوم حسان: بنو النجار. يؤلم ويوجع: ينكى. عاله الزبد

.الثاني الشرب: العلل. الشرب األول: النهل. الرماح

138

ولد في ،بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس، هو همام بن غالب الفرزدق

ويعود نسبه إلى ساللة مضر بن نزار من تميم في نجد في هجري، 18، عام البصرة

وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف، لقب بذلك ،جزيرة العرب

.لجهامة كانت في وجهه، وقيل لقبح ودمامة، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق

جاهلية ثم كان جد الفرزدق يشتري المؤودات في الكان من أجواد العرب، و "غالب"أبوه

قيل ، د منها فصاحته وطالقة لسانهتربى الفرزدق في البادية فاستم أسلم بعد ظهور اإلسالم،

:، وكان شديد الفخر والتفاخر بأهله وعشيرته، حيث قالفي صغرهإنه نظم الشعر

، فعقولنا تساوي بوزنها وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها الشرفو العز قوميإن هللا أعطى "

محاربين ، على أننا في الحروب والدفاع عن كياننا نصبحالرسوخو في الثباتتوازنها

." ؟أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على الغضب

كان الفرزدق واسع الخيال، دقيق المالحظة، جيد القصص، مما ساعده على أن يكون من

ابرع الوصافين في العهد األموي، أما موصوفاته فكثيرة، منها ما هو منتزع من البادية

في ويصطبغ وصف الفرزدق من حياة الحضر كالسفينة والجيش، كالذئب، ومنها ما هو

، كما يمتاز بالتقرب من الحيوان اي يحسن الشاعر سردهبصبغة القصص الت بعض االحيان

ألن يلبس ذلك الوحش بأنه على مقدرة، المفترس والعطف عليه، ففي وصفه للذئب يظهر

.من ثيابه وأن يقاسمه زاده

ركـمشتـاك في زادي لـوإي إنني فلما دنا قلت ادن دونك

على ضوء نار مرة ودخان فبت أسوي الزاد بيني وبينه

ن وي شاة، فدعاه أيشوهو في ليلة أتاهالذي الذئب،فهذان البيتان من قصيدة يصف فيها

عانى من عقوق األصدقاء وبعد األحباب، فكأن يشاركه الطعام المشوي اللذيذ، هو وحيد و

وهو ،(رجح أن الفرزدق قد تخيل هذا الضيفاألو )استأنس بمجيء الضيف الذئب، الشاعر

هذا في قلب الصحراء يشعل ناره للطعام ففضل في قصيدته هذه القصصية أن يكون ضيفه

الفرزدقفوصف ،أكثر من اإلنسان الغادر المخلص، األنيس الوفي، عسى أن يكون الحيوان

يتناول المحسوسات أكثر من المعنويات، كما يمتاز بالدقة وحسن التصوير، فضال عن طابع

.شخصي مبتكر أوجده من خالل قصصه

جتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم زدق متقلبا في مزاجه وعالقاته اإلكان الفر

.ءوهجا ورثاءكان التكسب مرماه في أكثر األحوال، مدح ،آخر

139

فخره بقومه يصفهم بالمكارم التي كان العرب يفاخرون بها، ككثرة العدد وحماية الجار وفي

ثم يعدد ،والبأس في القتال، وشرف المنزلة، وقري الضيف، ونباهة الذكر، ورجاحة العقل

:، فيقولآباءه ويذكر مآثر كل منهم

إذا جمعتنا ياجرير المجامع أولئك آبائي فجئني بمثلهم

كأن أباها نهشل أو مجاشع ا حتى كليب تسبني عجبفيا

بهجاء يمتزجكان فخره في الغالب وستعالء على جرير، اإل كالمهكانت غاية الفرزدق في

..جرير ورهطه

مدح الفرزدق خلفاء بني أمية على أنهم أولى الناس بتراث الخالفة، وأحق الناس بالملك،

يوف هللا التي يضرب بها األعداء، وإذا النصر وهم كالقمر يهتدي به، وسيوفهم هي س

.حليفهم، ألن هللا معهم، وإذا الهدى مشرق من وجوههم، منهم الهادون والمهديون

، وكان لتلك الحرب نصف قرن دارت بين الفرزدق وجرير، حرب هجائية دامت نحو

قسمين، سوق البصرة، وانقسم الناس " المربد" الشعرية صدى واسع في البالد، وضج بها

.كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك

عتذار لها تي هجاه بها خصمه جرير، فيجيد اإلحتى أن الفرزدق يستغل بعض الحوادث ال

، فهو حين عجز عن قتل األسير الرومي الذي دفع إليه بنفسه وعشيرته فخر إلىويحولها

:قال

ارمإذا أثقل األعناق حمل المغ وال نقتل األسرى ولكن نفكهم

:يفخر الفرزدق بنفسه وبقومه، فيقولو

ولــوأط زــأع ه ــمـدعائ ا ـتـيـب اـلن بنى سماءـال سمك الذي إن

لـهـجـا نـم إذا ا ـــتجنا ـالنـخـوت ةــرزان الــجبـال زن ـت ا ـالمنـأح

القروح، وجرولوأبو يزيد، وذو وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا

إن ميزة الهجاء عند الفرزدق هي الفخر أوال، فالشاعر في الهجاء يعتمد على الفخر

قير، كما تحواالستناد عليه، فبالهجاء ينقض الشاعر على خصمه فيوسعه بالشتم والذل وال

يصور قوم منافسه وأهله بأنهم يتصفون بأرذل الصفات وأقبح الطباع، فهم مثال ضعفاء

وبالمقابل يفخر بقومه وبنفسه، كما رأينا في هجاء فرع، متخاذلون، بخالء ال أصل لهم وال

.جرير

، كان من أعيان قومه، وكان مشهود له بالكرم والضيافة، والبذخ والعطاء، حيث الفرزدق

:في الضيافة قولي

140

وم التوالياـيه النجـنـيـعـراعي بـي ه ـوبين بيني ليل ـوال ح ـبـنـستـوم

إلي الصبا قد ظل باألمس طاويا سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته

يب المنادياـجا تنـاردن ـوقـتـألس تجبه كالبنا لم إن لهم ت ـفـلـح

.أبيه وجده صعصعةأنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر وقيل ب

ذه، وكانت ، الهم له إال السعي وراء لذائون واللهوجمكان في ريعان شبابه يعيش حياة ال

ة، ولم تكن له نفس جرير وال عاطفته وال رقة حسه، فكأنما خلصت طبيعته بدوية خشنة جاف

ستأثرت ، فإهيلع نعكاسهاوإوحدها، فكان أسلوبه في شعره صدى لطبيعته نفسه ألثر البادية

به الجزالة والقوة وغرابة األلفاظ، وخشونتها وبداوة الصور، وغلبت هذه الطوابع على

.الرقة والعذوبة يتالئم معشعره عامة حتى على الغزل الذي

الجاهلية في فصاحته أسلوب الفرزدق اتصف بأنه كان صورة ألساليب الفصحاء من شعراء

:وجزالته وغرابة ألفاظه وسعة مفرداته حتى قالوا

." لو ال شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب"

:ورووا عن أبي عمرو بن العالء قوله

." أقام في الحضر إال فسد لسانه غير الفرزدق ورؤبة لم أر بدوي،"

ة جرير، بل نقياد كسليقجابة واإلله، سريعة اإلست كن سليقة الفرزدق الشعرية مطواعةولم ت

:في نظم شعره حتى رووا عنه قوله الشديدعناء الكان يلقى

ي ساعة ونزع ضرس أهون علي من قول أنا عند الناس أشعر الناس، وربما مرت عل"

."؟بيت واحد

وكان للفرزدق ميل إلى إطالة النظر في شعره، كما هو األمر لدى الشاعر زهير بن أبي

أن عنايته بشعره لم تحل دون الوقوع في التعقيد والخروج على قواعد النجاة في سلمى، إال

:كثير من أشعاره، فإذا انتقده أرباب اللغة والنحو أجابهم

." علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا"

ادته اللغوية فحسب، بل عرف إن الفرزدق لم يكن يعرف بسعة م: من اإلنصاف القولو

:م العرب وأخبارهم ووقائعها، حتى قالواطالعه على أيابسعة إ

." لوال الفرزدق لضاع نصف أخبار الناس"

حج على عهد أبيه وطاف " هشام بن عبد الملك" أنبمن الكتب والمراجع، في الكثير ذكرو

بالبيت، وحاول أن يصل إلى الحجر األسود فلم يستطع لشدة الزحام، فنصب له كرسي

اإلمام وفيما هو كذلك أقبل وحوله جماعة من أهل الشام،الناس، وجلس عليه ينظر إلى

فطاف بالبيت، ولما انتهى إلى الحجر انشقت له اإلمام علي بن الحسين، "زين العابدين"

141

من هذا الذي هابه الناس هذه :الصفوف ومكنته من استالمه، فقال رجل من الشام لهشام

الهيبة؟

.(فيه فيرغب الناسخاف أن يذكر اسمه )ال أعرفه، :فقال هشام

.أنا أعرفه: فقال وكان الفرزدق بجانبه

ومن هو يا أبا فراس؟: قال الشاميف

.فقال قصيدته الشهيرة في مدح زين العابدين، فغضب هشام وحبسه، فهجاه الفرزدق

":زين العابدين" مدحبقال الفرزدق حيث

والحرموالبيت يعرفه والحل ذا الذي تعرف البطحاء وطأته ه

مـهذا التقي النقي الطاهر العل هـذا ابـن خيـر عبـاد هللا كـلهــم

واـد ختمـاء هللا قـيـبـده أنـجـب هذا ابن فـاطمـة إن كنت جـاهله

مـشهد كانت الءه نعـتـوال الـل قـط إال فـي تـشـهـده ؟مـا قال ال

ذا ينتهي الكرمـارم هـكـإلى ما إذا رأتــه قـريـش قـال قـائـلـهـ

، وهو جالس في مقعده؟ينشد بين أيدي الخلفاء الفرزدق وكان

ولكن شعر الفرزدق فضال عن قيمته األدبية، ذو قيمة تاريخية كبرى، ألنه يطلعنا على

كثيرة من حياته وحياة خصومه، وعلى أخبار العرب وأيامهم وعاداتهم، وأوضاع ينواح

.الدولة األموية وتصرف عمالها ووالتها، وعلى الفتوحات والجيوش وغيرها

: أن النقائض تقوم على الهجاء، وفن الهجاء بدوره قائم على أمور ثالثةب عليه فارعتالم من

والثاني تناول األغراض وقذف ، قبيلتهواألول أن يذكر الشاعر معايب خصمه ومثالب نفسه

والثالث تصوير الخصم بصورة ساخرة تحمل القارىء أو السامع على ،المحصنات والشتائم

.الضحك

: أبو عبيدة قال وفي حينها" أبان بن عثمان " في إمارة قدم الفرزدق المدينةعندما

لجلوس في المسجد نتناشد األشعار، إذ طلع علينا غالم، "كثير عزة"و "الفرزدق"فإني و"

أيكم الفرزدق؟ : فقصد نحونا فلم يسلم وقال

أهكذا تقول لسيد العرب وشاعرها؟ : فقلت مخافة أن يكون من قريش

. !أقل هذا له لو كان كذلك لم: فقال

من أنت؟ : الفرزدق فقال له

زعم ابن أبي بكر بن حزم، بلغني أنك ت رجل من األنصار ثم من بني النجار، ثم أنا: قال

فأردت أن أعرضه عليك، شعرا" حسان بن ثابت" أنك أشعر العرب، وقد قال شاعرناب

142

منتحل كذاب، ثم أنشدهوأؤجلك سنة، فإن قلت مثله فأنت أشعر العرب كما قيل، وإال فأنت

:حسان يقول جزء منها فيو، قصيدة حسان بن ثابت شاعر النبي

اـلمــة أظـرقـبـداخ، فــع أشــدفــمـب ماـلـكـتـد الـديـجـربع الـأل الـسـم تـأل

وهل ينطق المعروف من كان أبكما اـلمـكـتـي أن يـحـم دار الـــى رسـأب

اـلمـغـتـراض، فـمـل الـتـحـي تـالـيـل اـهـربـؤاد وتـفـاء الــــثـعـشـار لــدي

اـمـظـنـا مـــوادي أراكـع الـــدفـمنـب يـعـرتـع تـدامـوراء المـي حـوإذ ه

ريح أرزماـه الـبت لـشاص، إذا هـن يف، حتى بدا لهاـصـه بالـت بـامـأق

محماـتحـوزه، فـن األرض دان جـم هــــا لـاده، ودنـضــن أعـد أل مـوق

اته البرق، أثجماـافـن، في حـإذا است هـــاللـاع خـربــل الـيـافـطـن مـحـت

اـزمـهـه وتـــركـى بـقـى، وألــداعـت هــل ودقــهـان، وانـربـال تـا عـلمـف

ماـرقـمـل الــدرقـاط الـمـن أنـاليـوع مـولهـت حمـلـقـتـل، فاسـيـادوا بلـتن

يا منمنماـر وشـقطـرود الـواشي بـح رزتـاء، وأبـظبـناق الـن بأعـعسج

اـرمــكـرب مـثـيـا بـيــفـكـد مــعـوأق دة ـصيـام قـل عـها في كـدي لـأهـس

اـر ومعدمـثيـال كـذي العرف ذا مـل هـتـيـف بـولـار يـجـعم الـنـت بـسـال

ضرماـات خـعشيـاض الـيـإذا راح ف هـفـير كـخمطر الـدق تـدمان صـون

اـومـلـى مـندامـضا في الـم أك عـول ني، ووافق شيمتيـه ركـت بـلـوص

معا عرمرماـا، وجـا، وأدراعـيوفـس روب، ورزؤهاـحـر الـقى لنا مـوأب

اـمـلة ، صيـمحـما، في الـابل دهـنـق اد، حول بيوتناـدور الصـت قـسبـح

اـدمـهـوضنا أن يـان، نمنع حـسـوغ بة ـصـد بعـعـن مـا مـزنـا تـى مـتـم

اـرشح المسك والدمـقراع الكماة ، ي ع، الحهـاجـاري األشـتى عـل فـكـب

روق الجوف ينضحن عندماـكأن ع اـدبرتنا الشمس درت متوننـتـاس إذا

اـرم بنا ابنمـالل وأكـا خـنـرم بـأكـف رقـنقاء وابني محـعـي الـنـا بـدنـول

اـعدمـان مــا، وإن كـنـيـه فــروءتـم دتــل، إذا بـيـقلـمال الـود ذا الـسـن

من الشحم، ما أمسى صحيحا مسلما الضيف، إن جاء طارقاوإنا لنقري

اـمـطـحـج مـيـوشـران الـب مـلـقـون وى ـا نرد الكبش عن طية الهـسنــأل

اـرمـحـت ومــن أخـونا، وابـوه أبـأب ة ـانـهـد ذي مـن سيـرى مـائن تـوك

اـدة دمـجـرن من نـطـقـا يـنـافـيـوأس ن بالضحى ـلمعـر يـا الجفنات الغـلن

اــلمــكـرف إال تــــــعـا بالــنـلـائــوق اـأبى فعلنا المعروف أن ننطق الخن

تى تهزماـز، حـيـشـان الـفـلء جـوم اـعنـوك ودفـملـد الـنـا عـاهنـى جـأب

اـم أنعمـنعـا، وبالـاهـؤسـبـؤسى بـبـف شـهـصنعـا بـزينـد جـد قـعـل مـكـف

143

: قال له أنشد القصيدة بكاملها نوبعد ا

يسحب رداءه، يعتليه الغضب، قد أجلتك في جوابها حوال، ثم انصرف وانصرف الفرزدق

: الفرزدق فقال" كثير" وما يدري أي طريق يسلك، حتى خرج من المسجد، فأقبل على

أذكر حديث زلفلم أ ،فصح لهجته وأوضح حجته وأجود شعرهأ قاتل هللا األنصاري ما

، ثم توجهت إلى منزلي، فأخذت أصعد وأصوب في كل فن من األنصاري بقية يومي

حتى إذا نادى المنادي بالفجر وامتطيت ،؟!قط الشعرالشعر، فأرتج علي، فكأني لم اقل

جيش المرجل، كما يناقتي أقصد جبل المدينة وبغتة صحت صيحة مدوية، فجاش صدري

.من الشعر بيت331فما قمت حتى قلت

:قال له الفرزدقإذ طلع األنصاري وسلم، ففبينما هو ينشد

رفــعـت تكـنا مـ راءـحـن مـ رتـكـأنو تعــزف كدتا مو شــاشبـأعـ فـتعـز

فلـيت تكنذي ال تـبيـالي ف موتالى تر ــمـــا كــأنى ــتـح، رانـهجال ـكب ولـج

فـيـتلط نومــو دنــين ـم الـوصلو أخـ ــمـــا إن ،لبـالـوص ليـس صـرم لجاجة

ـرفـــز ومـطــخ درعا هــيـوعـل ـتـدع ى نومة الـضحـن م حدراء انتبهـتإذا

ـفـيـرش حيـــن بــاـطـيـنــايــا ثـال ذابـع ـهبــجـلت ثـم نعــمـان من بـأخـضــر

وجـاتــه يــتــصـــرفـتـنـم ولـحـ مـهـــا ـــهـــا كـأن ،لـلـقـلـــوب ومستـنــفــزات

ـزفـــن ـوالــــكـهــ أو اللــســ مـراض ــهــا الحـيــاء كــأن فــرط مـن يشبهـن

يـقـطــف كــرم كارـأبـ أو الـنـحـلى جـنـ ـه كــأنــ ،الـحــديــث ساقـطـــن هنإذا

ورالـمـشفــشـفالـغـيـ نظـا مـ لفــنخـوي ألهـــلـــهــــا ار، إال لألســـر موانـــع

ـفـــيـن وتـشـغالـمـدنفي تشــف أحــاديـث غيــر ريـبةـن م اليـأس بـعــد حـدثــني

مــســجــفــيـهـن الـحـجـال اللرقــدن ع إذا القنبضات السـود طـوفـن بالـضحى

صـفـنـيـف أو كــاد يـد يـوم الـصـوإن نـبـهـتـهــن الــوالئــد بـــعـــدمــــا تصع

ــواام عـرفـان أيـــن نعــممـ ــا الركبهل ى ـي جـنــتـضبــان األراك الدعـون بـق

فــأعـج ــنى حــيـث ركبـلرقـــاق وأع فـمحـن بــه عـذبــا رضابـا، غــروبـــه

وفـمـف، الــراقعالـ مـن خـز اعــرـشـم ـه ــونلبـســن الــفـرنـد الخـســروانــي د

ـرفــشــــــر مـــواب وقـــصوأ دروب ـه ـــفـكـيـف بمــحـبـوس دعـانـي، ودون

ـت الـعــوالـي مـصـفــفحلـهــم درق تـ مـاحـهـمر وصـهـب لـحاهــم راكــزون

هـن خـواض إلـى الـطــنء مـخــشفيعـل وضـاريـــة مــا مـــــر إال اقـتــسـمـنــه

ـرفــان الـمـطإلـيـنا مــن الـقـصـر الـبــن بـغـيـــر كــالمـــهـــا ـاــنــنــا عــيـبـلـغ

144

ـه أدنــى مــن وريـــدي وألـــطـ دعــوت الـذي سـوى الـســمـوات أيــده ـفــولــلـ

ـدلــهـــه عـنــي وعــنهـــا فـنــســعـــفت لـيــشـغــل عـني بـعـلـهـــا بــزمـــانـــة

مــن الــريـط والـديـباج درع ومــلــحــف ا ــنـنــا، وثـيــابـــدبـــأرض خــــالء وح

ــن مـاء الغــمــامــة قــرقــفوأبــيـض م ســــــالفـــــــة: وال زاد إال فــضـلـتــان

إذا نـحــن شــئــنــا، صــاحـب مــتـألـــف وأشــالء لـحـم مـن حـبـارى، يـصـيدهـا

هــمـوم الـمـنـى والهـوجــل المـتــعــســف ـــا رمـــت بــن إلــيـك أمـيــر الـؤمـنـيـن

واــــفــاس وقـنـى الـا إلــأنـن أومـحـوإن ن يرون خلفناـا يسـرنـا سـاس مـنـرى الـت

ضــوامـن لـألرزاق والــريــح زفـــــزف ـا ــورنقـــد وقــد عـلــم الـجــيــران أن

طـلــيــق ومـكـتــوف الـيـديـن ومــزعـــف فـأصـبـح فـي حـيـث التـقـيـنا شريدهــم

الـمــتــكــنــفـت ــــيــفـوق، وفـيــه الـمـي مـن الفائـق الـمحـبـوس عـنـه لـســانــه

كــارم يـــعــــرفالـمــوأكــرمـهـــم مــن ب الـناس أكـثـرهـم حـصى وجـدنـا أعــز

ومـدت بـأيـديـهــا النـســاء، ولـم يـكــن لـذي حـسـب عــــن قــومـــه مــتــخــلــف

نـــل، دلـــفـــالــنوم، بــقــا، والـنـوالــوأم ــا كفـيـناهـم مــا نــابــهـــم بــحــلــومــن

قــوائـمه فــي الــبـحــر مــــن يــتــخــلــف وتسـيـعـلـم مـن سـامى تميـمـا إذا هـــ

يــنـــزفــال حـضـن يـبـلـى وال البـحــرفـ بال العـز والـبــحــر مــالـــكـفـسـعد ج

الــذي عـلـيه إذا عــد الحصـــى يـتـحـلــف الـغـلـــبـــاء، والــــعــــدد لـنـا العــــزة

ـفـويـسـألـنـا الـنــصف الـذلـيــل فـيــنــص عـــز إال عــزنـا قـــاهــــر لـــــــه وال

وبـيـــت بـأعــلـــى إيــلـــيـــاء مـــشــــرف بـيـــت هللا نــحـــن والتــــــه: وبـيـتـان

ألنـــت الـمـعــنى يــا جــريـــر المــكــلــف فـإنــك إذ تـســعـى لـتــدرك دارمــــــا

ـــفـلـمـخــازي مـــوقوعــــرض لــئـيــم ل أبـى لـجــريـــر ورهــط ســــوء أذلـــة

ضــعــفـبـيبـريــن منـهـم مــن يــزيــد وي ـكـي عـلى سـعـد، وسـعـد مـقــيــمــةتب

ـــوالـمــاجــوا كـمـا مــاج الـجـراد وطــوف ـنـهــمك عد عـلى مـن وراء الـردم لـو

عـلى النـاس أو كــادت تـعـسيـر فـتـنـســف فـهم يعـدلـون األرض لوالهـم اسـتـوت

ولـو أن سـعـــدا أقـبـلـت مـن بــالدهـــا لـجـــاءت بـيـبـريــن الـلــيــالــي تـــزحـــف

(واربعين بيت من أصل مئة وثالثة عشر أبيات ثالثة)

حين بلغ آخرها، قام األنصاري وانصرف، والخجل و ، قصيدته بكامل ابياتها،الفرزدق انشد

عتريه و الفشل يغمره ؟ي

:لمه أنا وكثير، فلما أكثرنا عليه، قالأك فأقبلت على الفرزدق: قال محمد بن إبراهيم

." القرشيفقد وهبتكم لهذا ! اذهبوا"

145

" سعيد بن العاص" ، هرب الفرزدق من عقاب زياد، وقصد المدينة وكان عليهامرةفي و

:له الفرزدق فقال

ي لكما ضالالـب دمـولم أحس ن زياد ـك ومـنـررت مـك فـإلي

أراقب هل أرى النسرين زاال ال ــويـال طـيـم لـم أنـلـت فـأرق

إذا ما األمر في الحدثان غاال الجحاجح من قريشترى الغر

الالــــــه هــرون بـم يـهـأنـك د ـــعيـى سـرون إلـظـنـي اــقيام

.هذا وهللا الشعر: الحطيئة لسعيد فلما قال هذا البيت قال

.رك لتبرزنيا غالم، أدركت من قبلك، وسبقت من بعدك، ولئن طال عم: للفرزدق ثم قال

فراح يهجو عندما بلغ الفرزدق عامه السبعين، و داهمته التوبة والتعفف في أواخر حياته،

:إبليس، وقال

فلما انتهى شيي وتم تمامي أطعتك يا إبليس سبعين حجة

مالق أليام المنون حمامي فررت إلى ربي وأيقنت أنني

بنفسية متناقضة نراها في نزعاته السياسية بأن الفرزدق اتسم) : "أجمع المؤرخون

والمعنوية واألخالقية، فهو متقلب في عاطفته وإخالصه ومتلون في رغباته ومنافعه، لذلك

ال نكاد نلمس صدق العاطفة إال في مدح آل البيت، أما في سواهم فيعمد الشاعر إلى الغلو

."( والمداهنة ليغطي ضعف العاطفة

كان مقدما في الشعراء، وصريحا جريء، يتجلى ذلك بأنه : " النقادوقال عنه الكثير من

:من قوله من الكلمات العربية التي اندثرت، عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير

دقـيص ـه فكل جميل قلتـه فيا أهلـي بما أنـينـكـت فابـإذا م

والفرزدقوقائلة مات الندى وكم قائل مات الفرزدق والندى

:، قال الفرزدقفي الحذر

نايـا فأتـوهنـناري مـوت بـدع وأطلس عسال وما كان صاحبا

ني وإياك في زادي لمشتركانإ ك ــت ادن دونــــــلـا قـا دنـلمـف

146

:نماذج من شعر الفرزدق

نفس كريمـة وأخرى يعاصيها الفتى أو يطيعها: لكل امرىء نفسان

هـاـيعـفـش نارهـل مـن أحرقـك تشفـع للنـدى إذا ـمن نفسي ـكونفس

*

ـسـتنفـزجاجتها، والصبـح لـم ي شمـولة ســاورت آخـر ليـلــة مو

طـرسـتغـالم مذاهـب للفخيـرة وقلت اسقيـانيهـا فــإن أمـامهـــا

ـسـمنف كـلها ذلـفي بدي ـتفيت ي يالت أسقاها وما زلت ساقفما ز

*

دارم الـرزء تحمـل ولكـن لهـدت، أصابهـا ـىسلم أن لـو بمـا صبناأ

الضراغـم الغابتين أسد الموت إلى مـشـوا إذ الخـوافـق تحـت كأنهـم

جـاحـــــم فــؤادك فــي نار تحـرق معـهـاد جـاري العينـان كفـت إذا

*

عـازل بيـن المنتضـى فالمصانــمن بالـهـديـم خالقـ ـوقـك الشـل اجــأه

عــورا حسـان المدامــرا حـقا بـبه ى ترقد ط ولياب الخبعد أسر عفت

م بالشـرائــعـأبيـن أن يسـقـيـنهــيرين الصبا أصحابه فـي خـلالبــة وي

لهجـان األدم ماء الوقائـعا رشـفـنـــه كرشفإذا مـا أتــاهــن الحبيـب

يـكـن أحـاديـــث الـفــؤاد نـهــــاره ويطرقن باألهوال عنـد المضاجـع

*

ـارـونـه بـدائـ لـليـ مـر علـى ـىـضـقـوان ،شـبـابــي أودى إنمـا الأ

قــراري يستلهيـان ال طريـدان معـا ـاوهـم أمـضـيـا، ما لي يـعيـدان

ـوارـنــ الـــبــح إال ه،أــقالئـع االصب نم اعتلقت ما أقضي كدت لقد

وارـحــ كـل مأ ليهـاـع ضربنـا عـكـومـهــا حلـت الشهـبـاء السنة إذا

*

حــرام علـي ثور، أبـي فـدار بإذنهـا دارا الـدار دخلت إما

طـعـام ـسيولـ جباليـا، نبيـذا سقاهم يوما الزور أتاه ما إذا

*

147

هتمت قريبة، يا أخـا األنصـار فاغضب لعرسـك أن تـرد بعـار

اربصـغـ خواعلم بأنك ما أقمت على الذي أصبحـت فيـه، منـو

حريـمـهـا وحليلها يرعـى حـمـى األحـرار إن الحليلـة ال يـحـل

ريبـة ظالمـا ما خـاف صولـة بعلهـا البربـارقولعمر هاتـم فـي

*

شبـابولى عنـك كـل ـت: ـنوقل ن مجلسيـرأيت العذارى قد تكره

ابـيأراهـن في اإلثـآر غيـر نو ا ـــــيـنـرن إذا هـازلـتـهــن، وربـم

الت حـيـن عـتـاب: عتبن على فقد الشباب الذي مضى فقلت لهـن

*

ـاـانـا مـــرارا غـرامـهلـقـوال ســرى عقـابـيـل، ي اسـسـى نـعــمـا أن! أفاطـم

ـاغــراء بـيـض غمامـه ــنوالثـغـر الــذي خـلــت أنـــه تـحـدر م ـيـكلعـيـن

ـافبكـى فـوق الغـصون حمامـه ـتوذكـرنـيـهـا أن سـمــعــت حـمــامــة بك

*

ـافأعتم، ليـال السمـار ساهرا هدعدمـا ب سكينةمن طيف لكى سر

ـاسهـم تجافـيـن أنـضـاء مـذارعدوا توسى حسر بينى حسرـب مـأل

ـاتخـرمــد هـا قفـار، تجـر وبالـة ـاننـيـنبـرالبحـت بالع كـأنـا نـتـفب

*

، وقد ـه339بالبصرة سنة ،عند وفاة الفرزدق، جرير و بين الفرزدقانتهى تبادل الهجاء

.من العمر التسعين تخطى

م من كلى الطريفين، ما كان سوى مباراة ومما يجب اإلعتبار به، بأن المهاجاة والقدح والذ

للتنافس، رغم جنوحها في الكثير من المناسبات إلى ما ال يليق، ولكن المنافسة كانت شديدة

و تدور بروح رياضية، فكان كل واحد منهما ال يتوانى عن استخدام الوسائل وشتى الطرق

:وقال الفرزدق في هذا الصدد واأللفاظ ليكسب رهان السباق،

"فته إلى صالبة شعري، وأحوجني مع فجوري إلى رقة شعره ما أحوج جرير مع غ"

اللغة العربية؟ لوال شعر الفرزدق لذهب ثلث: وبقي القول المأثور

وءة، والتزام ديني قوي متين، حيث قدم وكما نعلم بأن جرير كان يتمتع بخلفية شهامة ومر

:لتي رثا بها الفرزدق وقال فيهافي قصيدته العصماء ا والدليل، البرهانه بنفس

148

بات الدهر موت الفرزدقـعلى نك اـوهده تميمـاجى ـد أشـقـري لـمـعـل

في هوة األرض معمـق جدثإلى هــــشـعـنـلفـراق بـة راحـوا لـيــشـع

لسمـاء محلـقـم فـي اـجـل نـإلى ك لحد من كان ينتميـلقد غادروا في ال

سملـقـشـوم الـطان الغـيـغ شـودام مغـرم ال عن كل ـقـل األثـوى حامـث

قـطــنـبذاخ فـي كـل مـها الـوناطق ـاــــسانـهــلهـا ولـــيـم كــمــمـاد تـع

ل موثـق سالســفي ال وعـان لجار غالب د ابن ـعـن لذوي األرحام بـمـف

بـيـن ودردقـاغــــــال ســـوأم عـيـ وت ابـن غالـبـآم دـعـم بـتيـن ليـوم

قمحنــران ـدر حـشفي صـداه ويـي ومن يطلق األسرى ومن يحقن الدما

ـدقـومص ـاءـوففي والـمـحوكان ـهــلـقــل ثـمـحـت الــغـ دمن ـم مـوك

ـقـــــلــغـه لـم تـوابــإذا مـا أتـى أبوقـة ـوس مـامـهار ـبـن جـصـم حـوك

قــــملـتـه أو ـجـاب دونــر حـيـغـب ـهـــــوجهــملـوك لــتـح أبـواب الـفـت

ومشـرق غـربفي كل مضـرفتى ن إذ ثـوىـنس والجـه األـليـع كـبـتـل

وكان إلى الخيرات والمجـد يرتقـي حجـة جد تسعيـن ـاش يبني المـع فتى

ـقـعـيـر مصـغ ـةـولـص واديـة ـبح لـف وراءهـخيـى لـم ـتـات حـا مـمــف

149

نــقيسـياللى لهن ـيـبنى و لـل

، هو قيس بن ذريح بن سنة بن علي، من بني بكر بن عبد مناة العذري من قبيلة قيس لبنى

تاريخ مولده، ولقد قيل بأنه كانت ترضعه زوجة من زوجات خزاعة، لم يعرف بالتحديد

من أصحاب ، وكان(هـ 10هـ و 80وبذلك لربما كان مولده مابين )اإلمام الحسين بن علي،

.المواشي واألغنام، وكان من فترة إلى أخرى يتفقد قطعانه، في ضواحي يثرب المدينةواسنتده أهل الربع ن أهل الحباب،فأستسقى الماء مفي ربوع بني كعب، مر مر ذات يوم

القد، رائعة الحسن والجمال، فوجدت نفسها فبانت صبية يافعة جميلة بعد أن نزل عن ركبه،

يجر بيده لجام مهرته، أمام فارس مقدام شهم، بهي الطلعة جميل الوجه، في ريعان فتوته

وعرضت ليشرب،وعليه مظاهرالوجاهة والرجولة، طلب الشاب حاجته منها، فأتته بماء

أعدت له مايرتاح عليه من وطاء، عندها جاء وعليه أن يبقى ليرتاح من الحر والقيض،

.الحباب والد الصبية، فأستحسن ما قامت به ابنته من تكريم الضيف واستقباله

شاة وأطعمه وأحسن بعد التعارف بين الحباب وقيس بن ذريح، استضافه الحباب و نحر له

وكانت ابنته لبنى تقوم بخدمتهما، وقيس ينظر إليها بطرف خفي فأعجب بها وخفق تكريمه،

.وبعدها عاد قيس إلى حاجته، وترك قلبه في ربوع الحباب؟ لها قلبه،

تمكن الولع في نفس قيس، وشغف بطلة مضيفته وجمالها، عندها جاشت عواطفه، وراح

.لشعر، مستعينا باعن ما يجول بخاطره من هيام وشغف كتمي

المرة بعد فترة قصيرة المرور في ربوع بني كعب، فأستقبلته الصبية كما في قيس تعمد

سمه، فباح لها وكذلك هي فعلت، فأدرك في حينها بأنها األولى، فعرف إسمها وعرفت إ

.شغفت به أضعاف ما كان يخفيه في صدره

نى بنت الحباب، فقال بيه يشكو إليه ما أصابه من ولع وشغف بلبفعاد من توه ومضى إلى أ

.!دع عنك هذا وتزوج بإحدى بنات عمك: له والده

، حار قيس بأمره فذهب فقصد قيس والدته، فوجد عندها الرغبة المتوافقة مع تمنيات زوجها

إلى اإلمام الحسين يشكو همه وغمه، من أمه وأبيه وولعه بلبنى ورغبته من الزواج منها،

أنا أكفيك؟: فقال له اإلمام

:ى معه إلى ربوع لبنى، فلما بصر الحباب اإلمام الحسين، وثب إليه وأعظمه وقالومض

فآتيك؟بعثت إلي يا بن بنت رسول هللا، ما جاء بك إلي؟ أال"

.، لقيس بن ذريح، وقد عرفت مكانه منيقد جئتك خاطبا ابنتك لبنى: قال اإلمام

150

أمرا، وما بنا عن الفتى رغبة، يا بن بنت رسول هللا، ما كنت ألعصي لك : قال الحباب

ف أن ولكن أحب األمرين إلينا، أن يخطبها ذريح علينا، وأن يكون ذلك عن أمره، فإنا نخا

.ومسبة علينا يسمع أبوه بهذا، فيكون عارا

: فقال. فأتى اإلمام الحسين، ذريح وقومه مجتمعون، فقاموا إليه وقالوا له مثل قول الخزاعي

. بحقي، إال خطبت لبنى البنك قيسيا ذريح، أقسمت عليك

.!السمع والطاعة ألمرك: فقال

، بينهم موتم الزواج وانتقلت لبنى إلى ربوع قيس بن ذريح، واستمر الولع والحب والهيا

.على أعلى درجات المحبة والغرام

قيس بن ذريح كان أبر الناس بأمه، وولعه بلبنى أخذ منه بعض ما كان فيه، فثارت حفيظة

نفسها حسرة هتمام، فوجدت الوالدة في ن يبديه لها من إدة على ولدها، لعكوفه عما كاالوال

نواع الغيرة، وتقول في نفسها شغلت هذه المرأة ولدي عني، فهنت خفية، لربما كانت من أ

.عليه؟

أصيب قيس بمرض عابر أقعده لفترة من الزمن قصيرة، توجست األم خاللها وقالت

فلقد مضى على ك له خلف من بعده،موت واليترخشى على قيس أن يانني أل: لزوجها ذبيح

زواجه ما فيه الكفاية، فلربما قد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذو مال فيذهب مالك إلى

.الكاللة، فزوجه بغيرها لعل هللا يرزقه، بخلفة من غيرها، فهذة المرأة ليست بولود؟

:ريحجمع ذريح قومه ومعهم ابنه قيس، فقال ذ

تزوج من إحدى بنات أي بني، إن المال كثير، وخشيت عليك من مرضك الذي ألم بك،"

عمك لعل هللا يهبك ما تقر به عينك وعيني؟

لن أتزوج غيرها، فسيان عندي ما تسعى إليه؟: فقال قيس

تسرى باإلماء، فالمال كثير؟: قال ذريح

وال أسوؤها بشيء، مما تقول؟: قال قيس

فإني اقسم عليك إال طلقتها؟ :قال ذريح

الموت، وهللا، أسهل علي من ذلك، ولكني اشير عليك أن تتزوج أنت، فلعل هللا : قال قيس

وإن لم تكن لديك رغبة بذلك فدعني أرحل عنكم بأهلي، وأصنع ما كنت ! يرزقك بولد غيري

صانعه لو توفاني هللا في مرضي وعلتي؟

في ربعنا، وارتحل لفترة لربما سلوتها؟الهذا وال ذاك، دع زوجك : فقال ذريح

إن نفسي ما تحب أن اعيش بعيدا عنها، أو أن تغيب عن ناظري؟: فقال قيس

طلقها ، ثم أقسم ان اليجمعه سقف بيت معها، حتى يطلقها ويبقى بين أهله : فثار ذريح وقال

.وربعه؟

151

الحر، فيجيء قيس أظلمت الدنيا في وجه قيس، فكان ذريح يخرج في النهار يقف في حمأة

يء الفيء عنه، وفي المساء يبقى ذريح في موضعه ويعود قيس إلى لبنى بردائه حتى يف

التطع أباك فتهلك، : يشكو همه ويبكي وتبكي معه و تعانقه ويعانقها، وتقول له بحسرة وألم

ما كنت ألطيع أحد فيك؟ :وتهلكني معك، فيجيبها

ح وشارف على الموت، وقيس في حيرة من سنة مرت على هذه الحال، سآت صحة ذري

.أمره، فذهب إلى صاحب ابيه أبن صفوان واشتكى له ما يصيبه

ما حملك على ان تفرق بين قيس ولبنى، أما علمت بما : فقام ابن صفوان إلى ذريح وقال له

. ما أبالي فرقت بين الرجل وامرأته أو مشيت إليهما بالسيف؟" :ليفة بن الخطابقاله الخ

هجرني أبواي، إثنتي : عن ليث بن عمرو، أنه سمع قيس بن ذريح يقول ليزيد بن سليمانو

.!عشرة سنة، أستأذن عليهما، فيرداني، حتى طلقتها

جاء وقد قوض فسطاطها فسأل الجارية عن أمرهم ،الرحيل بعد العدة "لبنى"ت فلما عزم

اة غد ترحل إلى أهلها فسقط مغشيا فأتى إليها فمنعه أهلها وأخبروه أنها غد "لبنى"فقالت سل

:أنشدعليه، فلما أفاق

حذار الذي قد كان أو هو كائن يني بالبكى ـع عـن دمـمفـي لـوإن

م يبن وهو بائنـراق حبيب لـف لة ـليـد ذاك بـعـأو ب داـوا غـالـوق

ان حائنـا حـك إال أن مـيـكفـب وما كنت أخشى أن تكون منيتي

:وقال

قـليها وطلـندم عـال تـر فـخيـب هاـلـبـت قـنـنة كـتـى فــبنـون لـولـقـي

قـملن الشامت المـوأقررت عي فطاوعت أعدائي وعاصيت ناصحي

ل موثقـحملت في رضوانها ك م وـــتـيـصـي عـت هللا أنـيـوددت وب

رقـوج مفـاج مـيت على اثبـأب ر ـلفت خوص البحر والبحر زاخـوك

قـل المتفلـاء الحنظـارة مـعص ا ـدهـعـن بـيـبـكأني أرى الناس المح

ل منطقـويكره سمعي بعدها ك ر ـنظـل مـا كـدهـعـني بـيـكر عـنـتـف

:وسقط غراب بحيث ينظره فنعق حين رحيلها فأنشد

فطار القلب من حذر الغراب ى ـلبن راب ببينـادى الغـد نـلق

ترابـــــد ود واقـعـأى بـنـوت ى ـبنـد دار لـباعـت ال غـداـوقـ

ابـوكان الدهر سعيك في تب فقلت تعست ويحك من غراب

152

على ذلك يقبل أثر بعيرها، فالمه الناس ،ا غابت رجعوتبعها حين ارتحلت ينظر إليها، فلم

:فأنشد

أقبل أثر من وطئ الترابا ت أرضكم ولكن ـببـوما أح

ه الشراباـغ لـا أسيـبالء م لف بلبنىـت من كـد القيـلق

ق له جواباــعييت فال أطي ادى المنادي باسم لبنى ـإذا ن

:فجعل يتململ ويتمرغ في موضعه ويقول ،ولما أجنه الليل أوى إلى مضجعه فلم يطق قرار

وعيـوجرت مذ نأيت عني دم عي ـيـم يا لبينى ضجـت والهـب

وعيـلـؤادي ضـن فـوم عــيـال وتنفست إذ ذكرتك حتى زالت

هل لدهر مضى لنا من رجوع ي وأهلي ـسـفـك نـدتـيا لبينى ف

*

قضلت لبانة ما قضيت فانصرف رف ـلب ال لبناك فاعتـلت للقـقد ق

ل والحلفـقيـف الـرة زيـكثـأف ل ارقهاـدي ال أفـقد كنت أحلف جه

فـنـتـكـش مــن غـم تـأمنـن أبـدا تى تكنفني الواشون فافتلتت الـح

قيق وأمسينا على سرفـعـأهل ال هيهات هيهات قد أمست مجاورة

لفـؤتـر مـل غيـرك شكـذا لعمـه اء منزلها ـطحـبـمانون والـي حـي

*

اةـــــأوحيـ مـوتـب اـإم عـقـف لبنـى حـب يا نيـعذبت قدـل

والشتات دــالتباع على دومــت حياة من أروح وتـالم إنـف

اتيـوف انتـح إذن :لهم فقلت هـاعن تعز :األقربون وقال

*

ييبـدالذي بالحديثي لبق فأوجع ـمبينهب غـرابـال صاح قدـلي عمرـل

رد من كـويح فهل للبين! بريش ا أفصحت، ال طرت بعده: قلت لهف

:يعبن لبنى عنده ويلهينه بالتعرض إلى وصلهن فأنشد من ربعها، بناتبأمه بعثت إليه

يبهاـيعندي ـان عـن كـم اـعجب دني بها ـزيـربها ويـعيني قـر لـقـي

وبهاـوبة ال أتـري تـلك لعمـوت هـعصيتـب فـال تـد قـل قـم قائـوك

بهاـاب عنها حبيـس غـبأول نف علمي فيا نفس صبر ألست وهللا فأ

153

فلم ينصرفن ودمن على ما كن فيه فنادى يا لبنى فقلن ما لك، قال خدرت رجلي وكان من

:خدرت رجل الرجل وذكر لها أحب الناس إليها سكنت ثم قالالمعلوم عند العرب أنه إذا

ـوتــودع اهـباسمى لبن فناديتا ـله من رتتذكي رجل درتـخا إذ

تـيــضـوق ـابهـح مـنا لفارقتهني تطيعسي فـن أن التي لو وتـدع

وبريـتا لهـثـمى رـأخ وريشت ـتشوريى لبن للصيدها لـبـن رتـب

رميـت يـنـح بالسهمها ـوأخطأتـا هـمـبسهصدتنـي ـقأني تـرما لمـف

تـهويـ ثـم عيـوقـالى إل تـقرنـي ـننأ كـف ةــضلـى لبن تـارقـوف

ليت ةالقضي فوت رجعنـت لـوها ــهـراقـبـل فـق تـمي أن يتـلا يـف

يتـكم اةدـعـال بينى وغـال اةدـغ به عثرتي كالذي وشيخ صرتف

تـيــم كنابـالس تحتا ـهسارـوف ـةتـضرر هـناك سوي ولـم فـقامت

الحباب غويت نـب ذريح، يا فقد ةــايـغـوى بـلبني تـهـيام ـكي فـإن

تـــويــح ـاةوالحيى بنـلا ـأن وال فـي رأيـتـــــه أمـلـتا ـم أنـت فال

تـيـقض ،حـذريا ـي دـقبي كأنك نـيفإن نـفسـا مـنكي لـهـلك فـوطـن

البيت، ولما اشتد شوقه وزاد غرامه أفضى به الحال إلى اعتزل قيس الناس وانزوى في

مرض ألزمه الوساد واختالل العقل واشتغال البال، فالم الناس أباه على سوء فعله فجزع

وقينات يسألون عن حاله ويلهونه، فلما أطالو عليه وجعل يتلطف به، فأرسل له طبيبا وندم

:أنشد

ديـدـش داء والحب، قيس داءى ولبن ىلبن حب من قيس عند

دـأري منى أرال : العين قالت الـعوائـــد يـومـاـي عـادنذا وإ

فـيمـن يـعــود تـعــودها ال إنـي ثم أقضي تعودنى لبنـ لـيـت

دمنـه عميـ فالـقـلب خـبـل داءـا ـن منهضتـ لـقـد قـيس ويـح

:فقال له الطبيب مذ كم هذه العلة بك ومذ كم وجدت بهذه المرأة ما وجدت فقال

ا بمنفصم العقدـنـتـس إذا مـيـول تعلق روحي روحها قبل خلقنا

بمنصم المهدا ـنـتـس إذا مـيـول فزاد كـما زدنا وأصـبح نـاميـا

وزائرتي في ظلمة القبر واللحد ادث ـل حـلى كـاق عـنه بـكـول

154

:فقال إنما يسليك عنها تذكر ما فيها من المساوي والمعايب وما تعافه النفس فقال

درـه البـبـن عيب لها شـك مـوحسب شـبهـتـها الـبــدر طالـعــــا هاـتـبـإذا ع

قدرـة الـلـر فضلت ليـف شهـعلى أل ما لـبنـى عـلى الناس مثللـقـد فـضـلت

د على شبرـزيـتى ما تـر حـبهـمن ال من األرض أرجفت إذا ما شئت شبرا

ر الخصرـومتن كغصن البان منضم ت ـشـها إذا مـنـج مــــرتـل يـفـا كـهــل

وهو يخاطب الطبيب بذلك فجعل يؤنبه ويلومه، فلما لم يفد ذلك عرض عليه باه،أ دخلف

:التزويج وأنشد

ان مقنعاـبشيء من الدنيا وإن ك ا ـلقد خفت أن ال تقنع النفس بعده

طلعاـفس إال تـنـها الـيـى إلـوتأب عنها النفس إن حيل دونها وازجر

ياء العرب حفقت آراؤهم على أن يأمروه بتصفح أفاتستشار قومه في دائه س منه إأيفلما

قسموا عليه أن يفعل ففعل وأنه اتفق أن نزل فلعل أن تقع عينه على إمرأة تستميل عقله فأ

وبهجة ن وجهها برقع خز وهي كالبدر حسنابحي من فزارة فرأى جارية قد حسرت ع

جهه بالماء ونضحت وعليه فارتاعت منه فسقط مغشيا " لبنى" فسأل عن اسمها فقالت

أن ينال فلما أفاق استنسبته فإذا هو قيس فأقسمت عليه ؟،فمجنون "قيس " وقالت إن لم تكن

ده وركب فجاء أخوها على أثره فأعلمته القصة فركب حتى استر من طعامها، فتناول قليال

كان الفزاري يعجب به ويعرض عليه الصهارة وأجاب و، وأقسم عليه أن يقيم عنده شهر

دعوني في مثل " :الفزاري لهم حتى المته العرب وقالوا نخشى أن يصير فعلك سنة فيقول

" !هذا الفتى يرغب الكرام

فألح عليه حتى عقد له على ،وقيس يقول له إن فيكم الكفاية ولكني في شغل ال ينتفع بي معه

ذن في الخروج إلى نفسه إليها وال يكلمها ثم استأ أخته ودخل بها فأقام معها أياما ال تميل

أهله فأذنوا له فخرج إلى المدينة وكان له بها صديق فأعمله أن لبنى قد بلغها تزويجه فغمت

؟لذلك وقالت إنه لغدار وإني طالما خطبت فأبيت واآلن أجيب

بنته يشبب بإ له بأن قيس، وعندها ذهب الحباب والد لبنى إلى معاوية في الشام، يشتكي

أن بن الحكم والي المدينة، بهدر دم قيس بن ذريح، وأمر الحباب انإلى مرومعاوية فكتب

يزوج ابنته بخالد بن خلدة الغطفاني وهو كندي حليف قريش فجعل النساء ليلة زفافها

:يغنينها

هـــــر يوازيـال ح لبينى زوجها أصبح

هـاتت تناجيـوقد ب له فضل على الناس

صريع في بواكيه ــس ميت حـقـــاوقي

هــواعيـنــل داـوبع ـــعده هللابـال يــــــف

155

اشتد به الغرام فركب حتى أتى محلة قومها فقالت له النساء ما تصنع هنا ولما بلغ ذلك قيس

:وقد رحلت مع زوجها فلم يلتفت حتى أتى موضع خبائها فتمرغ به وأنشد

د الوالدين يتيمـ بعإلى هللا أشكوا فقد لبنى كما شكا إلى هللا

نحيل وعهد الوالدين قديم جسمه ـربون فـاه األقـفـم جـيـتـي

:وأنشد حين بلغه هدر دمه

رـــيـيد أمـأو وع واشـية ـقالـم اـلهـل دون وصـفإن يحجبوها أو يح

يذهبوا ما قد أجن ضميريولن ا ـم البكـن دائـم ـعوا عـينـيمنـلن يـف

رـيـي وزفـادنـتـعـرب تـن كـوم وى ـــن الهـو ما أالقي مـإلى هللا أشك

رـل الحزن غير قصيـوليل طوي ا ـحشـاطن الـرق للحب في بـومن ح

رــيـق أسـي الوثاـزين فـبكاء ح رة ـزيـن غـعيـسي بـفـكي على نـسأب

رورــة وسـطـبـالي غـم حـيا نع نوى ـظهر الـبل أن يـق وكـنا جـميـعا

قلوبة بظهورـوى مـهـون الـطـب دت لنا ـتى بـون حـواشـرح الـا بـمـف

رورــتاع غــا مـــــدنيـا الـولكنم لقد كنت حسب النفس لو دام وصلنا

:وقال

لـــه سبيـا إليـع مـيـنـاب مـجـح ا ـد أتى دون قربهـك لبنى قـوإن ت

ونبصر قرن الشمس حين تزول ا ــــنـنـع بيـجمـو يـجـم الـيـفإن نس

لــــــقيـار نـــنهـا بالــم أنـلـعـون قي ـتـل في الحين تلـوأرواحنا باللي

ولــا النجوم تجـيهـرى فـسماء ن اــوقنـجمعنا األرض القرار وفـوت

ولــا وذحــــدنـنـها عـرات بغات إلى أن يعود الدهر سلما وتنقضي

بهت فأ ،فتالقيا وصادف خروج قيس للغاية نفسها، ذهبت لبنى لقضاء فريضة الحج،

:عن حاله وتسلم عليه فأعاد السالم والسؤال وأنشدوأرسلت إليه مع امرأة تستخبر

وعهاـلـك طـليـي عـنـيـلـسـإني يــف ار فسلمي ـمس النهـإذا طلعت ش

وعشرإذا اصفرت وحان رجوعها بعشر تحيات إذا الشمس أشرقت

ض منها دموعهاـوارف حزنا طوت لمي ـولي أسـها جارة قـولو أبلغت

:وفي طريق العودة أنشد

رقيب المقسمينوذو العرش فوق وزمزمين بالـمشعـرا ـله حـلفت

لـحـبـيـــبا ـهإنـ حـبـيـبـــا إلـــي صادياان حر الماء بردلئن كان

156

ر لبنى كففيجدونه يت ،ادتهفأكثر الناس من عياصيب قيس بمرض شديد انهكه وخارت قواه،

:عدم رؤيته لها ويقوليتحسر على و

عـــوقـأتا ـم لـحإذا دــغاة دــغتي مصيب كـليـعت لـجد قـلبنى ـأل

طعـقـت ومـي لـك اـوقـش فسيـنـف ه ــبي ـنـنـيوـلـوت الـينـني ـنينتـمـ

ضرعالتهذا طال قدي بدـكا وف ى رــيا ـلم نـيـلـيا م قـط كـلبـوق

طعـوأق للمحبى وأجفري ـمـعـل ةـمـيـلـم تـوأنأني ـشي ف ومكـأل

مدمع للوجد عينيك من فاضا فم تي سرـح يتـم كـيـفأني أخبرت

معـأج كمن لهـي كـان دائـوإن ك ك جاهدا ـيتـولكن لـعمري قـد بـك

جعــفـدات تـعائـلي الـت عـلـظـف صبيحة جـاء الـعـائـدات يـعدنني

زعــنـاه يـنـركـل تـال، ب: ةلـوقائ ـه وقـد قـضى يجــئـنا إل: فـقـائـلة

على ما بي بذكراك تدمعني وعي فما غشيت عينيك من ذاك عبرة

عفأر دا حينـبكي غـال تفـ ديكـل إذا أنــت تـبـكـي عـلـي جـنــازة

يه خفية على ميعاد فاعتذرت عن وخرجت إل فحين بلغتها األبيات جزعت جزعا شديدا

عليه أن يهلك وإال فعندها ما عنده ولكنها زيارته خوفالمته أنها إنما تترك نقطاع وأعاإل

.جلدة

وإذا بشخص فسلمت عليه لم يرد فمضيت ،سمهمررت بربع عفا ر :ابن عباس قالعن

هذا كر أنه تعتريه غيبة العقل أطواراوإذا هو يناديني فرجعت فرد علي السالم واعتذر ثم ذ

:ودمعه يسفح كالغيث فقلت له من أنت قال قيس ابن ذريح وأنشد

ر فبيأس طامعـجـوصل وال هـب أمانيه لبنى ولم يقطع المدى

ك واقعـال ش ـل شـيء حـمأال ك أبى هللا أن يلقي الرشاد متيم

عر دامـدهـها الـن ماقـفؤاد وعي هما برحابي معولين كالهما

فموعدنا قرن من الشمس طالع نا البكاء عشية ـيـنـإذا نحن أف

بال اكتراث، )والسبب هيامه بحبها، فقالت ت لبنى بمرض قيسأخبر: قال الحافظ مغلطاي

؟يتمارض امم و( محدثها بعدم اهتمامها لذلك وهمتل

:فبلغته القصة فأنشد

ذوقــتـه فــلـثـي مـنـلف مـــكتـ ا ــــهـتـيـى ولـنـبـل ودـالـني بـذبـكـــت

ديقــلكم والهدايا المشعرات ص يـت أننـنـقـغيب أيـمين الـلـعـو تـول

قيقــاء حـحيـالـلي بـثـاء ومـيـح ا ـــــهتـتـوق إلـيـك الـنـفـس ثــم أرد

ريقــــك طــليـد إال عــعلى أح ه ـــك ومالـنـس عـفـنـوام الـإذ ود س

تيقـك عــنـه مـوجـرداح وإن ال ادة ـــأنك غـي بـسـفـلى نـدت عـهـش

157

يقـك أطـنـران مـجـهـلـا لـوال أن ة ــابـحـي صـنـن مـزيـجـك ال تـوأن

يقـصف في الحبال وثـرهين ون ه ــــفـصـنـؤاد فـفـت الـمـسـك قـوإن

ريقـاة حـهـي واللـراقـتـن الـوبي ازيم والحشاـن الحيـوى بيـهـكأن ال

ض في الفعال يفوقـوبعض لبع علم فاسأليـلمي الـت لما تعـنـفإن ك

رحلي في الرفاق رفيق وهل ذم ه ـل قالني من خليل صحبتـلى هـس

محشي المعجاج عميق إذا اغبر وهل يجتوي القوم الركام صحابتي

روقــن يــهـزاح بـاح مـــــإذا ب ها ـــتـيـوى فأمـهـرار الــم أسـتـواك

قـريـون طـكـك إال أن يــبأرض فال أرى ـر إال أن أصـدصبـل الـه

وعن طريق الصدفة ليبيعها في سوق المدينة من ابل ناقةبن ذريح، أخذ وروى أن قيس

في دار كثير بن الصلت أقبضك ، ثم قال له ائتني بالغدزوج لبنى وهو ال يعرفهاشتراها

الرجل وأطعمه، ثم غاب الرجل لبعض فأدخله ،وطرق البابقيس في الموعد الثمن، فجاء

.حاجته

اسألي الضيف ما باله شاحب الوجه، ويظهر عليه العناء : فقالت زوجة الرجل لخادمتها

:الصعداء، ثم قال قيس فتنفس ما طلبته سيدتها،والتعب؟ ففعلت الخادمة

. هكذا حال من فارق األحبة

، ففعلت، فراح قيس يحكي ستخبريه عن قصتهثم بعدها طلبت سيدة الدار من خادمتها أن ت

حسبك قد عرفنا :وقالت قصته، وفجاءة دخلت سيدة الدار ورفعت الحجاب عن وجهها

ما بالك عدلت قبض :فاعترضه الرجل وقال ه،وتلثم خرج ،عرفهاقيس عندما فبهت ؟حالك

ما هذا الذي فعلت :زوجته فدخل الرجل فقالت له ،مالك وإن شئت زدناك، فلم يكلمه ومضى

.بن ذريح، فحلف أنه ال يعرفه إنه لقيس

:بعدها وأنشد قيس

ت أقدرـمال أنـا بالـليهـوكنت ع أتبكي على لبنى وأنت تركتها

طون وأظهرـدنيا بـر والـدهـفلل ت ـلبـقـدنيا بلبنى تـكن الـفإن ت

إذا فكرة منها على القلب تخطر ة بين أحبل ـوحـي في أرجـكأن

:بعد ماحصل تطلقت لبنى، من زوجها، بروايات ثالث

اإلمام قصد ابن أبي عتيق وكان أكثر أهل زمانه مروءة في ذلك، فجاء إلى أن قيس ب: حكي

وطلب أن ينجداه عليه " لبنى" وأعلمهما أن له حاجة عند زوج ،الحسينام اإلم الحسن و

158

:شئتم فقال له ابن أبي عتيقفمضيا معه حتى اجتمعوا به وكلموه في ذلك فقال سلوا ما

:، فقال؟قال نعم" ؟أهال كان أو ماال"

وعوضهفاستحيوا منه دي، فقال أشهدكم أنها طالق أريد أن تطلق لبنى ولك ما شئت عن

. الحسن مائة ألف درهم وقال له لو علمت الحاجة ما جئتاإلمام

الفزارية فحلف لها أن عينيه لم ه منعلى تزوج أن لبنى عاتبت قيس،: وفي رواية أخرى

ةتكتحل برؤيتها ولم يكلمها لفظة واحدة وأنه لو رآها لم يعرفها وأخبرته لبنى أنها كاره

فطلقها حين ،بل شفقة على قيس حين أهدر دمه ،غبة فيهزوجها وأعلمته أنها لم تتزوجه ر

؟علم ما بينهما

من خالد طالق لبنى وكان ذلك قبل ،قصد قيس معاوية فمدحه فرق له: يقال في رواية ثالثةو

،ا بطالقها فقال ال ولكن ائذن لي أن أكون ببلدها ففعلهفقال له إن شئت كتبت إلى زوج

غنى بها معبد تحتى ،مدائحه فيها طلق العنان لقصائد، وأدمه قيس حين زال هدرفنزل

.، فطلقها زوجها؟والغريض

:مدح قيس بن ذريح، أبن أبي عتيق حيث قال

على االحسان خيرا من صديق ل ما يجازى جزى الرحمن أفض

فـقـد جـربـت إخـوانـي جـمـيـعا فمـا ألـفـيـت كـابـن أبـي عتيـق

بعد صدع ورأى، حـدت فيـه عن الطريقسعى في جمع شملي

وأطـفـأ لـوعـة كـانـت بـقـلـبـــي أغـصـتـنـي حـرارتـهـا بـريـقي

قيس وبقيت فأكملت عدتها وتزوجها ر ابن أبي عتيق،نقلت إلى العدة بأم لبنى، طلقتتولما

.الموتحتى معه

لم تطل فترة جمع الشمل، فتوفيت لبنى وفجع قيس؟

:وقف على قبرها وأنشدف

وتـرة على الفـسـن حـعـينف لبينى فموتها موتي هل تمات

على ميت داـقضى حياة وج ب ـئـتـكـاء مـأبكي بكــي سـإن

ودفن إلى جانبها وكان ،ة أيامثالثب هاومات بعدإلى داره، ثم بكى حتى أغمي عليه فحمل

.هـ 28ذلك في سنة

. لقاضي التنوخيل" الفرج بعد الشدة". أبو الفرج األصفهاني –المراجع كتاب األغاني )

(داود األنطاكل" تزيين األسواق في أخبار العشاق"و

159

تناص فيه لكمه كان في كان التناص شبه كامل، الشعر ال لسيرة لقيس بن ذريح،في هذه ا"

ضنينة، والكثير مما ذكر هو نسخ و كانت المصادر شحيحة ف السيرة الذاتية، الشاعر، و

"منسوخ مع بعض اللمسات الشخصية الطفيفة

": حديث األربعاء: "الدكتور طه حسين عميد األدب العربي، يقول في كتابه

وكان أهل البادية الحجازية يائسين، وقد تأثروا باإلسالم، وبالقرآن خاصة، فنشأ في نفوسهم "

الخالص، وليس بالبدوي الخالص، ولكن فيه سذاجة شيء من التقوى، ليس بالحضري

بدوية، وفيه رقة إسالمية، وانصرف هؤالء الناس إلى أنفسهم ، إلى شيء من المثل األعلى

".في الحياة الخلقية وظهر هذا المثل األعلى في هذا الغزل العفيف

إلى احترام المرأة وبفعل هذا التفاعل بين الدين اإلسالمي وقيمه وتعاليمه بما فيها من دعوة

فة أنوالحفاظ عليها وعلى كرامتها، وتحديد عالقة الرجل بها، وبين حياة البداوة بما فيها من

وصبر على المكاره، واحتمال الظروف القاسية، وبفعل ردة الفعل بين الشعر الحضري بما

، نشأ وأنفته بها، مما تأباه نفسية البدوي المتمسك بتقاليده، والتغزلض للمرأة تعرفيه من

إلى قبيلة نسبة العذري، أو الغزل (لغزل العفيفا): طلق عليه أمن الشعر الذي ثاني نوع

. "رة التي اشتهر به شعراؤهاعذبني

صاحب )، الذي أسهب في شرحه اليوناني "بالحب البالتوني"وفي عصرنا الحاضر نسمع

ق م، وتوفي في 988في عام المولود " أرستوكلس بالتون " ، (أول تسمية للحب العذري

:ق م، حيث وضع بالتون قواعد الحب العذري وخصائصه 192عام

(:العذريالحب )ومن أهم خصائص هذا

.الوفاء المرأة واحدة حتى النفس األخير -

.عليها وحدها دون سواها من خلق هللا الحب قصر -

.والحديثفي الحب العفة -

.وباإللتفاتة الخاطفة القناعة والرضى بالنظرة العابرة -

160

.ونفيس بالرغم من الحرمان والهجر غالالتضحية بكل -

.(الحب والمشاعر آالم) ،بخلجات النفس واإلكتفاء بها لبوحا -

.لهام ومعنى لحياته وقولهإته وفي األلم مصدر لذفي الحرمان العذرييجد -

ي البشر، والشاهد على ذلك وهذا ما يحملنا بكل تأكيد بأن تلك الخصائص هي فطرية عند بن

.القديمة قدم التاريخ وألكثر من قرون قبل والدة التقويم الميالدي؟" بالتون " دراسة

ميل كل منهما إلى اآلخر، متناسق تجمعه عالئق من التجاذب والتعاطف، ي كوني نظامإنه

تفرد والتوحد ، أدركته حتمية المصير بالطامحال متناثر ستطيع العيش بدونه، وإال كانوال ت

عن القانون ليكون عبرة، وأمثولة لكل من يشذ يبقى منه إال ما يصلحوالتوحش والفناء، وال

.العام الذي فطر هللا مخلوقاته عليه

، دوا بعشقهم عن سائر خلق هللا، الذين تفرالعشاق العذريون الشعراء ومن هؤالء كان

، ومنهم من التفرد والتوحد والتوحش، فكان البديل، ولم يرضوا عنها فتوحدوا بمحبوبة

. قضى حسرة ومعاناة

، أو مجنون بني عامر كما كان يلقب، وكان "لىمجنون لي"ومنهم كان قيس بن الملوح أو

.وجميل بثينة ن وغيرهم ككثير عزةيالقيسي

نها فما ائتلف م ،قة النبيلة بين كل ما خلق هللا من نبات أو جماد أو حيوان أو إنسانانها العال

.سج، وما اختلف منها انفصمتان

جعده بن كعب بن ربيعة عامر بن ح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بنالملوقيس بن

فترة خالفة ولد في بداية ،، من أهل نجدعربي شاعرغزل ،العامري والملقب بمجنون ليلى

، مروانعبد الملك بن عاش في فترة حكم و هـ، 20هـ و 29مابين عام مروان بن الحكم

.هـ 88وتوفي في عام

كان قيس ليلى بنت مهدي بن سعد بن ربيعة بن عامر،عمه كان يرعى الغنم برفقة ابنة

، عند جبل يقال له التوباد وال يزال هذا الجبل في نجد ،هلهماوليلى صبيين يرعيان ماشية أ

:ث يقول قيسبينهما، حي " رمز المحبة" ،فصار هذا الجبل

يــن رآنـيـن حـر للرحمـبـوك توباد حين رأيتهـت للـهشـوأج

دعانيـلى صوته فـونادى بأع وأذرفت دمع العين لما عرفته

وعهدي بذاك الجمع منذ زمان د كان حولك جيرةـه قـفقلت ل

:وعن طفولته مع ليلى يقول

موعــلــقــتها غــراء ذات ذوائــب ولم يبد لألتراب من ثـديها حج

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

161

وصار قيس يتردد ،اآلخر، ولما كبرا، كبر معهما حبهمابودرجا صغيرين، علق كل منهما

نهارا على حي ليلى، ويذكر اسمها في الليل أمام أصحابه، وينظم فيها الشعر، مكتفيا بها عن

مدار حديث)سائر بنات القبيلة، وكلما اقتربت منه إحداهن أعرض عنها حتى صار عشقه

الذي بي إن " :وقال يوماأجابهم ف بالهيام،، ازداد بالمالموحرمانه، وكلما زادوه (أهل الحي

."قائلمطيع لقول ، وال له وا من مالمكم، فلست بسامعفأقل، بهينمن الهوى ليس

حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به ليلىوكما هي العادة في البادية، عندما كبرت

و جوارها، إلى د كما كانت لينعم بالحياةالوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعو

في حب ابنة عمه ،لى وجهه ينشد األشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة األدب لههام قيس ع

. لتزويجه لها الممتنع

ويذكر أن قيس قد تقدم لعمه طالبا يد ليلى وبذل لها خمسين ناقة حمراء، ولكن، حيث كانت

أي تغزل بها في ) من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب العرب تأبى تزويج دالعادات عن

.(شعره

فاجتمع ،ليلى رؤية هلها، وهجاهم وأغلظ في هجائه لحرمانه مناعلى أبيها و، فثارت ثائرته

نفسه، وأخذوا يغرونه بالزواج من فعله، وعلى ما يصنع ب ما عليه أهله وقومه، والموه على

.فيأبى ويستنكر ويظل يلهج بذكرها مرأة غيرها، ويعرضون عليه أجمل بنات الحي،إ

: ليلى إذا ما التقاها، قال ، حين يرىعما يشعر به منه سرفيست جاء أحدهم بأن روي

: ى وقال لي، فبعثني أبي إلى منزل أبي ليلأدامنا ذات ليلة أضياف، ولم يكن عندنا لهم قطر"

: ما تشاء؟ قلت: فقال: به ، فوقفت على خبائه فصحتفأتيته أطلب لنا منه بعض السمن،

يا ليلى، : فقال بعض السمن، عندنا لهم، فأرسلني أبي نطلب منك طرقنا ضيفان وال أدام

أخرجي إليه، فاملئي له إناءه من السمن، فجعلت تصب السمن في إنائي ونحن نتحدث،

". مناستنقعت أرجلنا بالس أل اإلناء وسال وفألهانا الحديث حتى امت

خرقة )النار في عطبة لي شعلتتلفع ببرد لي، فأ، وأنا مقبس نار وأتيتهم في ليلة ثانية أطلب

ةردي خرقمن ب يها ووقفنا نتحدث، فلما احترقت العطبة، خرقتفأعطتن( خذ بها النارتؤ

وجعلت النار فيها، فكلما احترقت خرقت أخرى وأذكيت بها النار حتى لم يبق علي من

."إال ما وارى عورتي، وما أعقل ما أصنع البرد

ملوك، مرأة من قومه وعليه حلتان من حلل البإ ،ناقة له نه مر يوما علىقيل في قصة حبه أ

ن ، فاستنزلنه للمنادمة، فنزل وعقر لهبطلته البهية نوعندها نسوة من بينهن ليلى، فأعجبـ

ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجز بالمدية في كفه

أال تأكلين : ثم قال لها ،ييده ولم يدروهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من

؟ الشواء

162

أنظر إلى اللحم، : على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له طرح من اللحم شيئف. نعم: قالت

؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما هل استوى أم ال

.ناعهاداخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قبعلمت ما

يرسل ال يتحقق ف بشوق شديد، على أمل لقاء ولطالما كانت ليلى تعده بزيارة، ويلبث ينتظر

. !فسوإليها المراسيل، وهي تعد وت

آخر ما نظم نوجلس إلى نسوة من أهلها، وأخذ ينشده منزلها قرب ليلى، هطر حيفأتى

. له حتى بكتت لحاقمن شعر، ولما انتهى تضاحكن متهامسات، فاستحيت ليلى ور

مرأة من في هوى ليلى، وإنما هي إبنفسك ما ترى ما الذي دعاك إلى أن أحللت: فقلن له

النساء؟ وهل لك في أن تصرف هواك عنها إلى إحدانا فنجزيك بهواك، ويرجع إليك ما

ضاع من عقلك، ويصح جسمك؟

. الت ساعة ندامة لو استطعت لعشت براحة: فقال

ما أعجبك منها؟ : له فقلن

:فقال

هي البدر حسنا والنساء كواكب فشتان ما بين البدر والكواكب

:وعندما الحت النسوة عليه بأن ينسى ليلى، قال

اءــأشـ ـي الفان مـهـل قلتـفعنها وقالوا لو تشاء سلوت

دالء ةــأرشيـب تـلقـعما ـبقلبـي كعلق ها وحـبف ـيـوك

ر انتهاءـزج وإن هـليس لـفـؤادي ف أ فيـشـنـب تـلها ح

وفي زجر العواذل لي بالء مالمـا قطعنـيـة تـاذلــوع

، صعب أمره على قلب أمه ض، وعاف الطعام والشراب، وعاش بوحشةاشتد عليه المر

. ليه عقلهعود إو مرة، عله يتوب إلى نفسه ويفذهبت إلى ليلى ترجوها أن تلقاه ول

:ةمن أهلها فقالت له وكانت شاعرة مقلفي غفلة فأتته ليلى

خبرت أنك من أجلي جننت وقد فارقت أهلك لم تعقل ولم تفقأ

:فأنشدها

نـيـانـمجـا بالـمم قالت جننت على رأسي فقلت لها الـحـب أعـظـم

نـالمجنون في الحي الحب لـيس يـفيـق الدهر صاحبه وإنما يصرع

عيني لم تلوميني لو تعلمين إذا ما غـبت ما سقـمي وكـيـف تـسهـر

.عته وكان آخر عهده بها، وطال الحديث بينهما، ثم ودفبكت

صدفة بأهل ربع ليلى في رحيلهم الصدف أن يلتقي قيس ثم مرت األيام وانصرمت، وتشاء

163

، وتالقت العيون عليها نظره ى حتى وقععن ليل يبحثخذ يتفحص الوجوه فأ عن الحي،

لقد : ، فخر قيس مغشي عليه، فرقت لحاله وأرسلت أمة لها لتبلغه سالمها، وتقول لهفعرفته

. !بنفسي منه كالسبيل إلى شفاء دائك لوقيت ا أنت فيه، ولو وجدتم عز علي

أنت، وإن إن دائي! هيهات: وقولي لها أبلغيها عني السالم: فأفاق وجلس وقال للخادمة

.حياتي ووقائي لفي يديك، ولقد وكلت بي شقاء الزم ، وبالء طويل

: في كتابه األغاني األصفهاني أبو الفرج ويقول

ليلى، فوعظوه وناشدوه هللا والرحمعشيرته اجتمعوا إلى أبي إن والد قيس، وأمه ورجال "

ك بذهاب عقله، وإنك فاجعمن الهال، وقبل ذلك ففي أقبح إن هذا الرجل لهالك : "وقالوا له

ثل مال به أباه وأهله، فنشدناك هللا والرحم أن تفعل ذلك، فوهللا ما هي أشرف منه، وال لك م

عل، فأبى وحلف باهلل نفسه إليك من ماله ف أبيه، وقد حكمك في المهر، وإن شئت أن يخلع

.؟وبطالق أمها، إنه ال يزوجه إياها أبدا

؟!م ابنتي بميسم فضيحةيتي ما لم يأته أحد من العرب، وأسأفضح نفسي وعشيرتي وآ: وقال

دقات بني كعب وقشير، ى عمر بن عبد الرحمن بن عوف صوكان مروان بن الحكم قد ول

، قبل أن يستفحل أمره، ورجاه أن يخرجيش، وحبيب، وعبد هللا، فأتاه قيسروجعده، والح

مل في جفي أصحابك، وأت الناساني رأكون معك في هذا الجمع غدا، في: وقال له معه

. عشيرتي بك، وأفخر بقربك؟

به، وإنما يريد أن إنه ال يريد التجمل: "ط ليلىلوال أن جاءه من يقول له من ره فوافقه عمر

لسلطان قد أهدر دمه إن دخل مرأة منهم يهواها، وأن ايدخل عليهم بيوتهم، ويفضحهم في إ

.ئص، فردها عليهفأعرض عنه ابن عوف وأمر له بقال عليهم،

لعب تـقى بقيس يلأف مر بن عبد الرحمن، نوفل بن مساحقى الصدقات مكان عوبعد سنة تول

أتعرفه، : خذ هذا الثوب وألقه على ذلك الرجل، فقال له: تراب وهو عريان، فقال ألحدهمبال

. ؟ال: فداك؟ قال جعلت

. !يزيد على ما تراه يفعله اآلن ، ال وهللا ال يلبس الثياب، والهذا ابن سيد الحي: الرجل قال

ينشده شعره فيها، فعرض عليه نوفل أن نوفل، فأخذ قيس يحدثه عن ليلى و فاقترب منه

لى الثياب فعاد إليه رشده وأسرع إ عند أبي ليلى وأهلها، فيخطبها لهيذهب به ويتوسط له

. ما يكون فلبسها وراح معه كأصح

ما سبق وقالوه لعمر بن عبد الرحمن بن : وقالوا لهبالسالح فبلغ ذلك رهط ليلى، فتلقوه

.وأصروا على موقفهم منه رافضين كل عطاء ابن مساحق عوف،

164

لخطبتها، إسمه ورد ا لرجل موسر من ثقيف كان قد تقدمهووما كادوا ينصرفون حتى زوج

شريفة طاهرة، مبن محمد العقيلي، رغما عنها، درءا للفضيحة، وإعالنا للمأل بأن ابنته

.لزوج المستقبل تحتفظ بأعز ما تملكه فتاة

ه وصل الخبر إلى قيس، فذهب ما بقي من عقله، وجن جنونه، وهام على وجهه يشكو هم

ره بجراحه، وهيامه للصحراء بما فيها من غزالن وظباء، وهديل الحمام على األيك يذك

.وأسراب القطا تحمل سالمه والقمر الساهر ملتقى عيون الحبيبين

ديرـثلي بالبكاء جـت ومـقلـف إلى سرب القطا إذ مررن بي شكوت

لعلي إلى من قد هويت أطير ر جناحه ـن معيـل مـقطا هـرب الـأس

أال كـلنـا يـا مسـتعـيـر مـعير فـجاوبـنـني مـن فـوق غـصن أراكـة

كسير فعاشت بضر والجناح ا ــــهـاحـنـج وأي قـطــاة لـم تـعــرك

ب شكورـمحـره إن الـكـأشـف ة ــــالــؤدي رســــذا يـــمن هــوإال ف

غـداة غـد فيمـن يسيـر تسـير ـت صابـراي القلب إن كنـقاسـفإني ل

يـعـاودني بعـد الـزفيـر زفير فإن لـم أمـت غـما وهـما وكــربـــــة

يشبه عيون ها لما رأى في عيونها ماليعانق أظباءذول، إلى الفالة كسير م عاد قيس وهو

:لاقف ،ليلى

هراأرى ليلى تراءت لنا ظ: فقلت رأيت غزاال يرتقي وسط روضة

اــــرامـح وإنـني ألرى تـصـيـدهـا عـلـي اءـدون الظبـصيـوا يـراح

اــــامـملـهـا بــذاك ذمعـا فأرى عـلــي داـوم أشبهـن مـنـك سـوالـفـا

*

تـالع ـال ورد عــــن تـنـسل وال راعـيـت ال ليلى شبه يا أال

الكراع خمش أو القرن نشوز ـــالالخ إال تهـاـأشبه قـدـل

لم به من حب ليلي أن يشفيه مما أذهب به الي الحج حتي يدعو هللا ، إال أنهيابفما كان من

:وقالستار الكعبه بإ قيسفتعلق ،ن يشفيك منهادعو هللا أاالكعبه و ستاروقال له تعلق بأ

" اللهم زدني لليلي حبا وبها كلفا وال تنسني ذكرها ابدا"

:ولقد قيل بأنه كان يتوهم وجود ليلى في موسم الحج فيقول

ترمي جمارالمحصـب" منى"يـر موقـف سـاعـة ببطن لـى غولم أر لـيـ

بليلـى الغـداة كناظــر مع الصبح في أعقـاب نجـم مغـرفأصبحت مـن

بـي قذفـتي الحصى منهـا إذا ويبد يــا أم مـالـــك غـــادرتـا إنـم أال

165

بـيلــق دوركـمـخ من درـخ أيودج وفي ــــهـ اج بيـت هللا فـي أيـأحج

ـبركـالقلبي في ــدو بحـي مـكـوحادي بـةغر أرضفي الحب أسيرقى أأب

وقد غاب عنه المسعدون على الحب بشجـوه ـيبكـي لمـرجبـا برتــومغ

ـبكالـر حـةرائـبـي فـستشـي سـفـنـت أرضـه نحو من الركب أتاها مإذا

*

ولقد قيل بأن هذه التخيالت المجنونة التي كانت تنتابه، في موسم الحج، كان منبعها من

س بن الملوح من المعجبين التقى لبنى في موسم الحج، وكان قيتأثره بقيس بن ذريح، حين

بقيس بن ذريح ومن المحبين ألشعاره؟

وهو صغير مع عليهسنين قليلة، وركن إلى جبل التوباد، حيث كان يتسامرذهب عقله بعد

عليه أيام وهو هناك يستذكر أيام الصبا ه، فتمرفي يقيملى ذلك الجبل كان يأتي إف، ليلى

.ومالهي الطفولة

، وتجف مقلتاه من صبيب الدموع، فظل سهأنفأوتتقطع ،شديدال فتنتابه لحظات من الجزع

الجبل إلى ذلك على تلك الحال فترة من الزمن حتى زاد به الهيام وهام على وجهه عن

هل تلك فيسأل أ، فيجدها في أرض غريبة عنه ،نفسه ويعود إلىيصحو ، وعندما الشمال

،نت في الشمالأ! بني عامر ؟ نت منض بني عامر فيقول له الرجال أين أاألرض عن أر

له فال يزال هائما على وجهه حتى التي وصفوها فيتوجه إلى الجهة ،عليك بنجم كذا وكذا

عن أرض بني عامر فيجد اإلجابة نفسها فال يزال كذلك حتى يعود إلى فيسأل يأتي الجنوب

:ليقوجهش بالبكاء وجبل التوباد فإذا رآه ي

ومن ذا الذي يبقى على الحدثان فقال مضوا واستودعوني بالدهم

ـانفـراقـك والـحيـان مـجتـمـع وإني ألبكي اليوم من حذري غدا

ا إلى همالنــسجامـا وتــحـوس ةـمـال وديــا ووبـانـهتـاال وتـجـس

بن ي يوم شديد البرودة إلى وردعند قيس، فهام على وجهه، وذهب ف تعاظمت حدة الجنون

:، فوجده مع كبار قومه وقد أوقدوا النار للتدفئة، فقال له قيس"زوج ليلى " محمد العقيلي

اهاـــح أو قبلت فـبـصـل الـيـبـل ضممت اليك ليلي قبربك ه

داهاـــــفي ن ـف القـحـوانـةيـرففت عليك قرون ليلي وهل ر

ق مسك وصوب الغانيات قد شملن فاهاـال وسحيـفـرنـكأن ق

166

أما إذ حلفتني فنعم؟؟: ورد فقال له

.بكلتا يديه علي النار ولم يتركها حتي سقط مغشيا عليه فقبض قيس،

إمراة من قبيلته كانت تحمل له الطعام الي الباديه كل يوم، وتتركه، فإذ عادت في روي أن

اليوم التالي ولم تجد الطعام، فتعلم أنه ما زال على قيد الحياة، وفي أحد األيام لم تري أنه

مس الطعام فابلغت أهله بذلك فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد

:يتين من الشعر عند رأسه خطهما بإصبعه هماتوفي ووجدوا ب

تـوســد احـجار الـمهـامــة والكــفــر ومـات جـريــح الـقـلـب مـنـدمــل الـصـدر

فيـالـيـت هـذا الـحـب يـعـشـق مــره فيري ويعرف ما يالقي الحبيب من الهجر

خلفه األثر والشك؟هـ، وترك 80في عام عن الدنيا "قيس بن الملوح" رحل

"مجنون ليلى " لقد سمي بالمجنون و

(الكنوز الخمسة)منمنمة فارسية من القرن الخامس عشر في تصوير قيس بن الملوح في كتاب بنج غنج

التأثير الكبير "مجنون ليلى"في عشقه لليلى، حيث كان لقصة لقيس بن الملوح ديوان شعر

كانت قصة قيس ف ،تأثير في األدب الفارسي افي األدب العربي، بشكل خاص، كما كان له

أي كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي " بنج غنج " بن الملوح إحدى القصص الخمسة ل

.نظامي كنجوي، كما أنها أثرت في األدبين التركي والهندي وترجمت إلى األدب األردوي

167

:لتعبير واألحساس ومتانة النصتركه قيس، وفيه األخالص الصادق با راث الذيمن الت

وجيـب لها والقلوب بمكة ضجيج لهم والحجيج ذكرتك

قلـوبـال لصـتـأخ وهللا هـب حـرام دـلـب يـف نـونح قلتـف

الذنوب تظاهرت فقد عملت ـمـام رحمـنيا ـكيـإل وبـأت

وبـــتـأ ال يـفإنـ هاـارتـزي وتـركي ليلى وىـه نـم فأما

أنيـب أو نهـاـم كـيـإل وبـأت رهيـن قلبي دهاـنـوع وكيف

*

ـابـنفسج عـاد ينعال جمشته إذا مـضرجا وردا الـخدين ومفرشة

مفـلجـا درا بالـغـنـج لنا فأبـدت رةبعبـ ليلي طول إلـيها ـوتكشـ

تـغـنجـا فـقالت قـلبي بـها أداوي بـقـبـلــة عـلـي منـي لهـا ـقلـتف

اترجرج ما إذا أعضائي يجاذب حمله أستطيع ستل بردف بليت

*

أمــــر على الديار ديار ليلي أقبل ذا الجدار وذا الجدار

سكن الدياروما حــب الديار شغفن قلبى ولكن حب من

*

احكم في عمري لقاسمتها عمري ان وقت حمامها ـاليت إذ حـفي

فحل بنا الفراق في ساعه معا فمت وال تدري وماتت وال ادري

*

:تبادله العشق فقالت فيه "كنيتها أم مالك" كانت ليلى

نـكيـه مـند صاحبـوكل ع كالنا مظهر للناس بغضا

وفي القلبين ثم هوى دفين عيون بما اردناـلا اـتحدثن

: وكان يأنس بتردادها" المؤنسة " العصماء ومن تراث قيس، قصيدته

يانـاه الـلهـولى عـخشى نـال وأيـام يا الـخوالـ نـوالـسنيلى ـيلـ ذكرتت

ياالنواج المطيزجي تضا الغ بذات تي وصحبيلى ل نارت ـالح بثمدين

يايـمـانـ فـردا الـليـل سـوادي ـدا فبـ كوكبا تـالـمح بـصيرالـقوم فـقال

ياـــلدا ـفبها وؤـضامى ـسـتا ـليـعـب ت دـوقـتلى ـيـل ارـنل ـب هـل لتـقـف

اـييالل ابـالركضى ماشى الغ يتلو ضا الغ تقطعم ل القوم ركاب فليت

168

اــيـلدا ـــب نـيـتـمـرقـال ذاتــب فــتـأح الكــم نـب لعمروك لـأمم ـول تـلـقـف

اــــــيادـوس رنـضـتـحـي مـه اوســوس كــــالـم مأا ـي دواكـجن ـم تـدلـبـت

اـــــــــيي وال لـلـم العـكـنـت عـيـلـخـت م ــــكـتـيـوني ولـفرـعـتم ـل مـكـتـيـلـف

اـــيل را فـتغـساان وـش واألكفـنعـلي ال ا ــــــربـقـلى فـيـانوا بلـي إن بـلـليـخ

اـــيـل ردائـضـي فـنـيـى عـلـوردوا ع يــعة مضجـأطـراف األسـنط بـوخ

يارض ذات العرض أن توسعا لمن األ ا ـــــمـكـارك هللا بـي بـدانـسـحـوال ت

اــــيوارـجـات الـرائحــاري الـوم أبـوي ق ـــرنـس مـيـي األنـوم فـومان يـيـف

اــــــيادـك هــحـريـا بـانـايـطـمـل ىـفـك ا ــــنـامـت أمـا وأنـنـجـن أدلـحــإذا ن

اــــييالـلـد الــرا ال أعــت دهـشـد عوقــ ةـــلـيـد لــعـة بـلـيـالي لـيـلـد الــــأع

اـــيـانـات وشـيـاضـقـا الـايـمنـأن الـشـف كــــا أم مالـر يـدهـواك الـا طـإذا م

اـــــيوارــن عـقـلـطـنـى يـتـك حـظامـع وى ـب الحب والهـركـال يـئـدا لـروي

اــــيادـمنـب الـيـجـى ال تـتـرس حـخـوت وى ـالعج الهويأخذك الوسواس من

اـــياعـي نــا لـيـغـابـالي فـيـروف اللـص كـــالـم مى أـلـي إن دارت عـلـليـخ

اــــــــــيـائـقــب انــــبـلــطـاء تــبقــوال ل لـــجـعـم ر ـيـخـاني ال لـركـتـوال ت

اــيامـقـى سـفـشـن تـيـنـيـعـرة الـــى قـإل با لـفاط ن ـعيـرة الــلى قـيـي لـلـليـخ

اــــــيدا لــــــــلى بـيـن آل لـلم مـــإذا ع ا ــــكــبـال كــلـال أم لي ال وهللاـليـخ

اــــيلى وال ما قضى لـيـضى هللا في لـق ذي ــــــــك الـلـلي ال وهللا ال أمـليـخ

اــــيــالنـتـلى ابـيـر لـيـيء غـشـال بـهـف ا ـهحبـالني بـابتري وـغيـا لـاهـضـق

اــــــــيــائــكـم بــرا أن أديـيـثـس كـيـلـف ا ــكــبـم الـكرا دائـنـتـسـلي ال تـليـخ

اــيكاوـضمنه األحزان منها مـا تـحشـال ر ــن من مضمـف وما في العيـيـوك

اــــيـي وال لـــلـا ال عـــــافـفـــون كـكـي اــهبيني وبين الحب ويــا رب سـفي

اـــيتها لـديـرش أهـعـة ذا الـمـعـن نـكـت ا ــــهـلـــي وأهــلا إــهـضـغـبـف وإال

اـــــــــــيادــمـإال تزداد ـك ال يـــــبـوح ضينقـنى وتـفـام تـواأليرـأرى الده

اــيها من كتابـص لـقـانا فـرهـى أجـلـع ا ــهـبـة ذنــيــقـي إن زادت بـا ربـفي

اــــيضى لـا قـاد منهـعـاإلبوق وـشـالـوب ا ـننها لغيرـروف مـضى هللا بالمعقـ

اــيلى ثمانـيـلت لـبـد قــرش قـعـوذي ال ي ـنـإنـف يلى ـل لـعـكم بـيـك فـإن يـف

اـــيؤادـن فـرة عــمـت غـلـر وأجـيـخـب ل عينك لم نزـيني بـت عـلـحـتـإذا اك

اـــــيت بالـمـعـد هللا أنـــعـت بـئـوإن ش يــتصت عيشـوأنت التي إنشئت نغ

اـــــيـيـالى خـقـلـك يـنـاال مــيــل خـعـل ةـسـعـي نـي وما بـشـغـتـي ألسـنإو

اـــــيلى ورائـصـان المـي وإن كـوجهـب اــهحوـت نـت وجهـيذا صلـي إـوإن

169

اـم ثمانيأى ضحـيت الـين صلـتـنـاث ا ــــهـرتـا ذكــــــما أدري إذا مـصلي فأ

اــيداوـمـب الـبيـطـا الـيـعشجى أـال ودــــــعـن حبها كـكـلراك وـا بي إشوم

اــيـدانـه مـنـان مــــو كـه أهـابــشو اـــهق اسمـا وافـاء مــن األسمـب مـأح

ياا هـم أدر مـل لـيـا لـم يـكـتـئـإذا ج ةـمـهـي مـل ةـاجـن حـم مــل كـيـا لــفي

اــــيـا هـمـي كـلـال عــقـها ثـركـأتـف يـــــنردــم أن تـــــكـتـئـبـاف إذا نــأخ

اــيدائـت بــرفـصـا إآل انــصرهــبأف رةــظـنـي بـائـفـي شـغـا أبـهـتـئـوما ج

اـيخالي األنيس وـلي فـيـاري ولـهـن ةـن حجـريـشـاس عـنـه الــوت إلـــدع

اـــيـالـلم حـعـتـا فـنهـني مـصفـنـيـف ي ـــتـيـلـل بـثـمـلى بـيـلى لـتــبـي تـكــل

اـيوم إآل تمادـيـي الـضـغـوما زاد ب وةـا بدعـواهـن هـب لي مـجـتـسـلم يـف

اـــيـا بـاس مـى النـلـى عـفـخـوال ي أتــني أسـزعم أنـت مـلى ثـيـل بـذنـوت

اــــيـوالــوة ومــــلى إخـيـت للـلـتـق يـنـأنـالمي كـن كـلى عـيـرض لـعـوت

اــــيـل هـبى ـت أنـلـوى قـروم سلـي رـــــامـون عـنـجـل مـاس عــول أنـقـي

اــيـوائــاب ســه داء أصـلـثـا مــوم ي ــــــنـابـام أصـيـهـلـوم داء لـيـي الــب

ياوافـا والقـكـبـي الـنـوا عـعـمنـفلم ت ا ـهثـن حديـسـلى وحـيـوا لـعـنـمـإن تـف

اـيــكانـن مـيـمـالالئـوى بـت الهـيـفل ةـــــــــالـهـها جـيـوام فـلـني الـومـلـــي

اـيد عصانـوى قـن الهـكـول تـأطع ني لى أطاعـيـوى في حب لـهـأن ال وـل

اـيحران ساه قلبـريح الـت جـيـبـي ولي مثل ما في شعر من كان ذا هوى

يالى طيب النفس راضـيـصدق بلـت هــــل لـقـلى فـيـعل لـكم بـيـك فـإن يـف

اـيا لـدهـنـما عـدي فـنـا عتهـهذا لـف ا ـــــهـبـأح ي ــــأن د هللاــنــد عـهــشأـف

اـــــيا لـيـقـبـال تـوا فـق ـلي وإن أبـع ا ــــيـأغـلـف لى ـيـوا بلـلـي إن أغـلـليـخ

اـــيدوا شمالـميني وإن زادوا فزيـي اـــيـطـأعفـ يـدي دىـحـوا إلوإن سـأ

اــيـرانـلى أن تــا عرمـذ جـخـتـمو ا ـهأزور لى أنـلى عـيـة لـروبـضـأم

اـيؤادـي فـرم فـضـتـج مســلهـا وه تحـؤادي فأصبـذكت نار شوقي في ف

اـيلليلى إذا ما الصيف ألقى المراس لــــزنـم اءــمـيـي أن تــمانـت رـبـوخ

اـيي بليلى المرامـرمـوى تـنـما للـف تد انقضـهذي شهور الصيف عنا قـف

اــييب المداوـبـطـذا الـا هـجبـا عـفي م ـطبيبه لي واـحب أضناني دعـإذا ال

اــيـكان شفائـفسي مـت نـلمـد عـوق دواؤه ا ـــــــيـاع د ــداء قه ـوا بـالـوق

اــيعالنى ض واإلبرام حتـنقـبي ال ل زـــي لو الحب حينا فلم ـوقد كنت أع

اــيذي في فؤادـب الـن الحـلما ظع كـــــالـم ا أم ـاب يـبـن األحــإلن ظع

اــيمون دوائـلـا ال يعـداء مــن الـم يــب تـيـول عا ـيـمـا جـنـا كـنـتـيـأال ل

170

اــيحان حـريـلت لـل إلآل بـيـمن الل اـهمن ارض ما هبت الريح الجنوبـف

ياـي ردائـعـل دمـــاس إآل بـن النم ةـميـن سـا مـهـدي لـنـت عـيـمــوال س

اـيل موتي عالنـبـلى قـيـي بلـن لـمـف لـــــــــاتــقـلى فـيـب لـا حـي أمـيلـلـخ

اـيوداري بأعلى حضرموت اهتدى ل ة دارهـــــــامــيمـالـان واش بــو كــلـف

يالى حبالـيـصريم لـي تـف مـن الـحـظ م ـــهـظـفـن هللا حـسـم ال أحـهـاذا لـمو

اـيي ومالـسـفـروه نـمكــا من الـداهـف رـون عامـجنـت مـيـمـا سـلهـن أجـوم

اـيادـــمنـت الـبـي أجـنــادتـنـم فـــأص صافلو كنت أعمى أخبط األرض بالع

اــيل خالـيـس يا لـفـنـك الـنـدث عـأح ي ــنـلـعـوت لـيـبـن الـيـن بـرج مـوأخ

اــــيدا لــام إال بــشـل الـل ألهــيـهـس داق وال بـشـن دمـال مـيـرت مـوال س

اـــيا لـرهـا ذكــجـيـرق إآل هـبـوال ال هـــدى بـتـهـذي يوال طـلـع الـنجـم الـ

ياه ما سقانـتـيـسقـتـر واسـبحـلى الـع تهـيـي أتـو أنـن لـي مـلـوأهي ـسـفـنـب

اـيـانـفــه وجـــي بــالنــت خـوصرم ه جماعةـاس فيـصيت النـد عومـن قـ

اـيـانـرمــي لـنـونـرمــرضا يـهم غـل نيونـفـنـتـكـداء يـو رأى األعـن لـوم

اـيتى احتضنت السوارـة حــوبـوال ت نى ار وال غـقـتـلى افـيـي لـسنـنـم يـول

اــــيـها لـنـرضـم عـلى ثـيـه لـبـشـتـل داـــعـلـداء جـبـن كـغـبـوة صـسـوال ن

اـيـافـالن حــت هللا رجـيـبـوف بــأط وةـــــلـخـلى بـيـت لـيـت إلن القـلفـح

ياي هيامـفـشـا ال شك تـهـرت بـظـن رةـــــظـك نـتـأيذ رربي إــكرت لــش

في اللغة العربية؟" الحب "بأن قيس بن الملوح هو أول من استحدث كلمة : يحكى ويقال)

.(فكان له التراث واألثر

:وكما قال الجاحظ

غالي ر اسمه قيس بن الملوح ومنهم من يعر لشاعإن نفرا من النقاد يشككون بنسبة هذا الش"

منقيل في ،مجهول القائل شعراما ترك الناس ،وينفي وجود شاعر اسمه قيس بن الملوح

بنى إال نسبوه إلى قيس بن شعر، قيل في ل إلى المجنون، وكل، إال نسبوه ليلى كان اسمها

."ذريح

آخر يثبت وجوده ووجود شعره وديوانه وكلهم يعتمدون في تحقيقاتهم على ما وهناك فريق

ورد في كتاب األغاني ألبي الفرج أو في طبقات الشعراء البن المعتز أو في مسالك

.لداوود األنطاكي" عشاقفي تزيين األسواق في أخبار ال"األبصار أو

171

رجالن ما :األصمعي ، ولكن الدليل في ما قاله"مهدي " ومنهم من يقول أن اسمه كان

أيوب بن زيد بن قيس القريةمجنون بني عامر، وابن : مجنونالفا في الدنيا قط إال باسم عر

.طليق اللسان في الشعر والخطابة وكان (ة أمهوالقري)

هو قيس بن الملوح، أبن عم ليلى العامرية، ولقد " بني عامر مجنون"منهم من جزم بأن و

:نسب إليها هذا القول

فراجع مستقل قيس رحلمتى أال ليت شعري والخطوب كثيرة

ة حيأبي كلوثةوثة لبه كانتولكن بمجنون،لم يكن : األصمعي عن ة،شبمر بن وقال ع

. النميري

بني عامر عن مجنون بني عامر فما في جميع بطون سألت: بأنه قال أيوب بن عبابةوعن

؟.يعرفه منوجدت

: قال دأبعن المدائني عن ابن و

؟ شيئاأتعرف المجنون وتروي من شعره من بني عامر، قلت لرجل

! إنهم لكثير ! نا من شعر العقالء حتى نروي أشعار المجانينفرغأوقد : قال

العشق؟ليس هؤالء أعني إنما أعني مجنون بني عامر الشاعر الذي قتله : فقلت

قلوبها، الضعافبنو عامر أغلظ من ذاك، إنما يكون هذا في هذه اليمانية ! هيهات: فقال

.فال نزارؤوسها، فأما ر لعةالصالسخيفة عقولها،

: يه عن جده قالعن ابن أبي سعد بن سليمان بن نوفل بن مساحق عن أب"الحزامي عن

وأتيتعلى بني عامر فرأيت المجنون ( على قبض الزكاة منهم عامالأي خرجت ) سعيت

من شعره؟ به وأنشدني

كان يهوى ابنة عم له، وكان يكره أن يظهر ما المجنون فتى من بني أمية؟: وقال غيرهم

.؟ون ونسبها إليهبينه وبينها، فوضع حديث المجنون وقال األشعار التي يرويها الناس للمجن

أخبرني أبو سعد الحسن بن علي بن زكريا " علينا من كتاب األغاني، من يقول عثم يطل

أنه سأل األصمعي عنه، حدثنا حماد بن طالوت بن عباد،: الق "العدوي

، بل كانت به لوثة يحدثها العشق فيه، كان يهوى امرأة من قومه يقال بمجنونلم يكن : فقال

؟.واسمه قيس بن معاذلها ليلى،

عيب بن السكن عن يونس النحوي أن اسمه قيس بن الملوح، قال أبو عمرو شوذكر

وحدثني رجل من أهل اليمن أنه رآه ولقيه وسأله عن اسمه ونسبه، فذكر أنه قيس : الشيباني

.بن الملوح

فعقر وذكر هشام بن محمد الكلبي أنه قيس بن الملوح، وحدث أن أباه مات قبل اختالطه،

:على قبره وقال في ذلك

172

األقاربلما أن جفاه السرحبذي ناقتي ح الملوعلى قبر عقرت

راكبأمشي وباألمس راجل غدا فإنني عقيرا وني ـلها ك وقـلت

شاربال شك بكأس الموت فكل مزاحم يا بن هللا دنكـبعـيفال

:ثنا األصمعي قالحد: ة قالشبعمر بن وعن

: من بني عامر بن صعصعة عن المجنون العامري فقال أعرابياسألت

وا بالجنون، فعن أيهم تسأل؟ رمعن أيهم تسألني؟ فقد كان فينا جماعة

بليلى؟ بيشبعن الذي كان : فقلت

بليلى؟شبب يكلهم كان : فقال

:فأنشدني لبعضهم، فأنشدني لمزاحم بن الحارث المجنون: قلت

تمائمه عـقطتلم داـيـوللى ـيـبل هائما لـجذي ـال القلـبا ـأال أيه

تالئمه طبيبالك اليوم أن تلقى قد أفاق العاشقون وقد أنى أفق

تقادمه ولـطـي دـهـعوال مــلمـة تلـملى ـيـل تـنـسكال أجـدك

:فأنشدني لغيره منهم، فأنشدني لمعاذ بن كليب المجنون: قلت

تـبـوع للـحسـان قـلبإلى اللهو ادنيـلى وقـيـل العـبتا ـطالمأال

دمـوع تـسـتـجد دمـوعا نـزفـت لماكـعيني الشوقوطال امتراء

صدوعبها من هوى ليلى الغداة فقد طال إمساكي على الكبد التي

يوزنفوهللا إن في واحد من هؤالء لمن ! حسبك: فأنشدني لمن بقي من هؤالء، فقال: قلت له

.؟بعقالئكم اليوم

كان : قال ابن األعرابي: از قالالخرثنا أحمد بن الحارث حد: قال وكيعمحمد بن خلف عن

ال قيلي، فقالعزاحم بن الحارث مه في حبها وشرك، وكان يحب ليلى، مجنونامعاذ بن كليب

:مزاحم للمجنون

الترابمن ليلى وفيك بفي لىـيـب لـحـاذ يـعـا يا مـالنـــــك

وحظك من مودتها العذاب في هوى من كان حظي شركتك

مصاب مخبولبقلبي فهو ثـنـت م ـؤادك ثــــف خـبـلـتد ـقـل

.في عقله وخولط التبسإنه لما سمع هذه األبيات : قال

.؟بهتف بهذه األبيات، فكانت سبب جنونه الليل هاتفاأنه سمع في : وذكر أبو عمرو الشيباني

ومنها ما قيل عن األصمعي وابن شبة؟وهذة كتفي بهذا القدر من التناقضات في األحاديثن

في النصوص ومصداقية المصادر، فلقد نقلت النصوص من عدة " التناص"تبرئة لي من

خترت النوادر منها التي تقاطعت في ثالثة مراجع، وبذلك برئت من عيب طاعن مراجع، فأ

.ومتتبع للعيوب؟

173

لعـــزة الكثير وبثينة لــــها الجميل

من خزاعة وأمه جمعة بنت األشيم المدني بن األسود بن مليح كثير بن عبد الرحمن

، وهي " ةكلي" في بأنه ولد ختالف، فمنهم من قال، فيه تضارب وإتاريخ والدته، الخزاعية

عمر الفاروق أي في أواخر خالفة) هـ 89أو 81سنة ،من قرى الحجاز بين مكة والمدينة

غير أن مشاركته في هـ، 90 ومنهم من قال في سنة( عثمان بن عفان ذي أو أوائل خالفة

من عمره هـ، وقد بلغ األربعين 20الحياة العامة على الصعيد الشعري لم تحصل قبل سنة

."كثير"أو تجاوزها، وهي سن متأخرة لشاعر من مستوى

كفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من اإلبل ف ،وتوفي والده وهو صغير السن

. وكان منذ صغره سليط اللسان ،حتى يحميه من طيشه ومالزمته سفهاء المدينة

: وهي ،فعرف بها وعرفت به ،(تغزل)، فلقد تتيم بها وشبب بها واشتهر بحبه لعزة

، في شعره "كثي" وكان ،ميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسبحبنت "عزة"

.وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة ،ةالضميريويسميها تارة " أم عمرو" يطلق عليها كنية

:فقيل ،هجـ300من سنة توفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم

كان البعض يقدمه على الفرزدق وغيره من كبار )، " مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس"

(.الشعراء

ه بعزة بنت حميل، و تعرفمختلفة، تحدث المؤرخون فيها عن م روايات عديدة من مصادر

:كيف بدأ تعلقه بها، ومنها

وهي " عزة"نه مر ذات يوم بنسوه من بني حمزة ومعه قطيع أغنام فأرسلن إليه يقولون أ

: بعد صغيره فقالت له

.؟مهلنا في دفع ثمنه حتى تعود، وتا كبشا من هذه الغنمبعتن ، أالتقول لك النسوة

.كبش الغنم وانصرفتها افأعطفسألها كثير عن أسمها فقالت له عزة،

: همه فقال لها امرأة منهن بدرجاءته إ ثانية ، فلما رجععره، ودغدغت مشافي قلبه فوقعت

أين الصبية التي أخذت مني الكبش؟

؟همكادر هذهبها؟ لك وما :قالت

.المرأة نصرفتإف الكبش؟ اهمي إال ممن دفعت إليهاخذ درال أ: فقال

:هو ينشدراح و

وعزة ممطول معني غريمها قضي كل ذي دين فوفى غريمه

.ةها له وهي كارهفأبرزت ؟أبيت إال عزة: له ثم عادت المرأة ومعها عزة وقالت

174

أمضى فترة ال بأس بها من ف واألغنام، من اإلبل قطيع عمه اشترى: وفي رواية أخرى

، وهي منطقة على "الجار"إلى القطيعحياته في خدمة عمه، وفي إحدى المرات كان يسوق

وقف على نسوة من بني ضمرة، فسألهن "الخبت"ساحل البحر األحمر، فلما بلغ موضع

عن أقرب ماء يورد إليه غنمه، وكانت فيهم فتاة صغيرة السن تكلفت بإرشاده إلى الماء،

،ها في قلبه من يومئذ والتي كتب فيها أجمل ما قال من غزلحبوكانت هي عزة التي نشب

عره في عزة يجري في ذكر مطالها في الوعد، ألنه لم ينل منها ما نال العشاق من ومعظم ش

:، فقالمعشوقاتهم، وكل ما ظفر به منها أنها وعدته مرة بقبلة

عوداق العذاب حذرن م يبكون م ين عهدتهـذوال مـديـن رهـبان

وداـجوس ركعـا لـعـزةوا خـر ها كالم سمعتما ك يسمعونلو

.شهر شعراء اآلالم في زمانهأنه أ :وإلى جانب الغزل والكالم العذب، كان يقال عنه

وتعمدوا ،العديد من رعيله يعيبونه بذلك كان، و، شديد القصر المفرطوكان قصير القامة

نه اريت كثير يطوف بالبيت فمن حدثك أوي :بتصغير إسمه، وذهب أحدهم بالقولتسميته

. !تصدقة يزيد عن ثالثه أشبار فال

: الخليفة يقول له "الملك بن مروان عبد"دخل علي إذ " كثير" وكان

"؟سك حتى ال يصيبه السيفطأطي رأ"

:، كثير العجب والزهو والخيالءعتداد بنفسهإلا نه كان شديدفون أيويض

إذا حل أمر ساحتي لطويل أن أراك قصيرا في الرجال فأنني

.؟وسرعة البديهة وسعة المعرفة بالجرأة،ونه صفي وكانوا

رأيت ابنة الضمري عـزة أصبحت كـمحـتـطب ما يـلـق بالليل يحـطب

وكـــانت تــمنـيـنـا وتـــزعـم أنهـــا كبيض األنوق في الصفا المتنصب

رجعت بها عني عشية برمة شماتة أعـــــــــداء شـــــهـــود وغــيـــــب

متزحزح هيدبنا ذي الس عريض بارق ضوءعمري هل ترى وإنك

أذرحة ــبـجـبي ــحابـوأص رــمــب أشـيـمـــه الـعشـاء ذات لـه قـعـدت

بأقدح مـفـيضا ـفكـى الكـر بـعـيـد هــــأنـك عــمـل دورانذي ــب هـومن

الهـجـان المكشح أهـل بـها لـيـروو ومـيـضه رأيـتا لمــ لـهـم ـلـتقـف

175

المضيح هـضاب يوماوا اجتمعإذا كأنهـم عمروبن كعبمن قـبائــل

حنصفم دـهـبش مــصاهـأق نكـومس ا ـبــــشـالـف انودــبم ــيهـأدان لـحـت

صحيح غير منك زمانا عمرت ا بعدم زــعا ي منكي لبرئ تـجبـع

حيـيمر ذاك كان إن برئت فقد ة راح منكلي النفس برء كان فإن

ريحـسـلي لـنجـيي ؤادـف طاءـغ كـدي ولمي عن الرأس غطاءى تجل

ريحـبما ابن صغراهمن ولقيت ة حقب بعدا كبراهم عن بلالق ســال

يـة روحـقيبـع انتـبإذا نـبيـت ني إنيبة ـقـندي عـروا عــذكـال تـف

*

الموعودا حـبـيـبه صـدق الصفـاء وأنجـز إن الــمـحـب إذا أحــب

مزيدا هللا يــعــلـم لــــو أردت زيــــادة فـي حـب عـزة مـا وجدت

عودايـبكـون مـن حـذرالعـذاب قـ مرهـبـان مـدين والـذين عـهدتهـ

ـجـوداخـــروا لـعـزة ركـعـا وس اـهكالم لو يـسمعون كما سمعت

وداــلخ يـراك نوالـميت يـنشر أن تمـس عظامه مـســا ويـخـلـد أ

*

ممردصرح فوقمن مشتإذا ما نعمة ظلفي الضمريابنة تظل

دــرقـم لـكفي المـاألحنا ـجمعـوت لة ـيـل لـكا ـاها الصبـريـب جيءـي

دـمتوقـال دـصيهـالي ـا فـبن ذبـجـب نا مقيل مطيـال باجـوأثي ـضحـون

دـمـعـتـمـال لـقاتـال لـعـف كـفيـكـيـف تهـرقـهو عمر أميا اـدمدي ـيـأق

ديـتـغـت و روحـت ارــفـأسة زور باكرـب تمـلغـبا ـى معدـتـي نـول

دـرتـم لـك رأتـمـتـواسا هـتـنـظـم تبتغي غراباتـال نافـبأكت فـظل

دـموع يرـغى لـع الـلي هـبي غـبـوت قـلبت الليل آخـرن ـم خشبوذا

دعـبـم ولـهـاللى ـع ذافـقة ـطيـم ة شـمـلـي ـافالـفي عـرضة مناقـل

*

ادـصة ابـالصب رانـحة ــابـصب تـنـيـبـوتها ـدي بـوج رأتا ولم

الدـج رـغي الناس أن سبـحـوت الدة ـــدها وجـنـع بـصبــر أدلـت

ؤاديـف يــلـعي ردأو ؤادكــف ني يودى حت القلبي صاد عزا في

*

يجهدلهم نصحتا غشوا هرأظ وإن ا ــــهجالل نـما ـومهـقى ـألرعي ـوإن

يحقـدها قـوملى ـع أحمل ولم صديقا ـــا هلقوم نتـلكومي ـق واـاربـح وـول

176

قد حدا بأهلها إلى تزويجها بأول خاطب، فأمعن الشاعر في ،ويبدو أن تشهير كثيرة بعزة

وصبابة بعد رحيل عزة مع زوجها جوعا، ثم ازداد معابقوة اليأس والتحدي مدفوعاغزله

.وقومها إلى مصر

قرب المدينة في األيام التي ال تنسى، حيث أدرك " باألثيل" واديوهو " الشبا"وقد ظل يوم

ه على تأن يثبت لها وحد محاوال واجماالشاعر فيه صاحبته وهي ترحل إلى مصر، فوقف

: فراقها وهو معتصر القلب وقد جفت دموعه شاهدة على مشاعره الملتهبة

دـوالـفـرائص تـرع ســحولـلـدمع ضالى الغـولـما وقـفنا والـقلوب ع

ردـمـكان الـشجا مـا إن تـبوح فـتب اة حــرارةـوبـيـن الـتـراقي والـلـه

ال يرى من غائب الوجد يشهد ماب هـلـأقــول لـمـاء الـعـين أمـعـن لـع

دـجمـغداة الشبا من العج الوجد ت اــهـراقفـلـم أدر أن الـعـين قـبـل ف

دـعـلي وال مـثلي على الدمع يحس هابمائـم أرى مـثل الـعين ضـن لو

بـكيت ولم يترك لذي الشجو مقعـد نييرين مالبين أن ل ليـاوى عـوسـ

دفـقـمـن كـسـالـى مـشـيـهــن تـــأو برحلـة نـادوا ولـما تـدانى الـصبح

*

ارـفـق ونـعفقد دارساتم ــــنع ارــــدي ريقــخــــالـب روـمـع أم نمـأ

صوار اجـعـالن لـيـــطافــلمبها من بطن بيشة وأخرى بذي المشروح

إزار نـــيـومتـخرطـال عـدفـمنـب ا ــــهكـأنـ األنـيـس خـفد ــراها وقــت

مزار وشـــط دار شاحطتوإن ليلة عـشـتا ـم أنـســاكال فأقـسـمـت

ارـــعـوت هــبى ـلــبأ تـتـبـثا وم ة ـــجــيوشـ بنـــجـد دامـتا م حـبــكأ

نوار اليدين عصماء الوحش من جرتوما السراب رقـراق استنوما

*

ؤاديـف عرضابغير مشورة وادي ـة الغغاضر انـأظعا شج

يوسادى لع العائدات جنوء مـنتـباة دـغ دتـشه لو أغاضر

ادــزنــلبـــا ذعـلــت ذهـــوافـن هـيـمـكـشـت مـل قـاشـعـل تـأوي

براد رتل عن العصب رداء وكفت سفرت دـق لـالخي ومـوي

سوادر في نظـوت تـدمعإذا بياضفي عـدمـت الءـنج نـوع

جعادر ذـعذي النبت ثـأثي لثج العقصفي متكاوس وعن

الدـبـرالـقطا ـهدون حـوأصب ا ـنـأتـن وإناة دــغـالة رـاضـوغ

اديصوا ـبه نـبـلل لـوا إليه سي نف وبـنـاتة، ظـعـيـنـ بـأح

177

يقال إن عزة دخلت على أم البنين ابنة العزيز، وهي أخت عمر ابن عبد العزيز وزوجة

:أرأيت قول كثير: فقالت لها الملك، يد بن عبدالول

وعزة ممطول معنى غريمهـا قضى كل ذي دين فوفى غريمه

ما كان ذلك الدين؟

.وعدته قبلة فحرجت منها؟: عزة قالت

. أنجزيها وعلي إثمها: فقالت أم البنين

.ثم ندمت أم البنين فاستغفرت هللا تعالى وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة

، فأعطى عزة ة، وربما باع نساء العرب بتمهل دفع الثمنلكثير غالم عطار بالمدين وكان

حضرت إلى حانوته في نسوة ، واطلته أليام بالدفعمن العطر، فم شيئ ،وهو ال يعرفها

فطالبها؟

:حبا وكرامة، ما أقرب الوفاء وأسرعه، فأنشد متمثال: فقالت له

ول معنى غريمهـاوعزة ممط قضى كل ذي دين فوفى غريمه

اتدري من غريمتك؟ : النسوة له فقالت

!.أشهدكن هللا أنها في حل مما لي قبلها: هي وهللا عزة فقال: ال وهللا، فقلن: قال

.ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك

نوت العطر، فكان ذلك من وأنا أشهد هللا أنك حر لوجهه، ووهبه جميع ما في حا: فقال كثير

.؟تفاقعجائب اإل

:ولكثير في مطالها بالوعد شعر كثير، فمن ذلك قوله

وشر الغانيات ذوو المطـال ت دينـيـلـزيز مطـأقول لها ع

ه بـمـالـت لـا ذهبـغريما م فقالت ويح غيرك كيف أقضي

:وله

يرـز ال يتغـومن ذا الذي يا ع وقد زعمت أني تغيرت بعدها

عهدت ولم يخبر بسرك مخبر جسمي والخليقة كالـذيـر تغي

خرج من عند عبد الملك بن "كثير"بهاني صاحب كتاب األغاني أن وحدث أبو الفرج األص

،مروان وعليه مطرف، فاعترضته عجوز في الطريق اقتبست نارا في روثة، فتأفف كثير

:ألست القائل: زة، فقالتـكثير ع: من أنت؟ قال: في وجهها، فقالت

دى جثجاثها وعرارهـاـج النـمـي طيبة الثرىراء ـفما روضة زه

إذا أوقدت بالمندل الرطب نارها زة موهـنـاـبأطيب من أردان ع

178

، فناولها لو وضع المندل الرطب على هذه الروثة لطيب رائحتها: نعم، فقالت: فقال لها كثير

.ه؟الذي كان علي طرفالم "كثير"

ليتلقف أخبار عزة أو يلتقي بها، وفي مرة جاء ، يكثر من زياراته إلى مصر "كثير"كان

إليها فسافر نحوها، فلقيها في بالمدينة، فاشتاق قد ذهبت إلى كانت زةـوع فيها إلى مصر،

انفصلت وهي متوجهة إلى مصر، وجرى بينهما كالم يطول شرحه، ثم إنها العودة، طريق

مرسال من أتاهطريقه نحو المدينة، وبعدها بفترة "كثير"إلى مصر، وأكمل وعادت عنه

:، فقالبأنها مريضة وهي عاتبة عليهفيه تخبره "زة ـع"

تقلب للهجر طرفا غضيضا زة قد أقـبـلـتــــأال تلك ع

وكيف يعود مريض مريضا تقول مرضت فما عدتـنـي

وأناخ راحلته عنده، فوافاها والناس ينصرفون من جنازتها فأتى قبرها ،إلى مصروتوجه

:ومكث ساعة، ثم رحل وهو ينشد أبياتا منها

ن تسفـحـعيـليك سالم هللا والـع أقول ونضوي واقف عند قبرها

فأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح ةـراقك حيـوقد كنت أبكي من ف

:وفي رواية أخرى

ببعض الطريق لقيه زة مريضة وانها تشتاقه فخرج يريدها، فلما صار ـأن ع وبلغ كثير،"

يا أبا صخر، أين تريد؟: أعرابي من نهد فقال

!.زةـأريد ع: قال

فهل رأيت في وجهك شيئ؟ : قال

غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه؟ ال، إال اني رأيت: قال

إلى مصر فوافاها ثم مضى "كثير"تهره زة، فانـتوافي مصر وقد ماتت ع: له األعرابي قال

:فقال "عزة"من جنازة والناس منصرفون

رهـتف أعلى ريشـه ويطـايـنـي رأيت غرابا ساقطا فوق بـانة

بنفسي للنهدي هل أنت زاجره اء زجـرتـهـفقلت ولو أني أش

ن من حبيب تعاشـرهـوبان فبي فقال غراب الغتراب وفـرقة

وازجره للطير ال عز ناصره فما أعيف النهـدي ال در دره

على الخروج إلى محاربة مصعب بن الزبير بن مروان لما عزم عبد الملكروي بأنه

ناشدته زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية أن ال يخرج بنفسه، وأن يستنيب غيره في حربه

ولم تزل تلح عليه في المسألة وهو يمتنع من اإلجابة، فلما يئست أخذت في البكاء حتى بكى

179

(عني كثيرت)قاتل هللا ابن أبي جمعة : الملك يها وحشمها، فقال عبدمن كان حولها من جوار

:كأنه رأى موقفنا هذا حين قال

حصان عليها نظم در يزينهـا إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه

بكت فبكى مما شجاها قطينها ي عـاقـهـر النهـم تـه فلما لـنهت

وكانت ،"كثير"يكثرون اإلحسان إلى هيزيد بن المهلب بن أبي صفرة وجماعة من أهل كان)

بن المهلب، في السنة الثانية بعد المائة من الهجرة دخل يزيدلهم مودة خاصة لديه، و

الملك، و حاول البصرة و اعتقل عدي بن أرطاة الفزاري عاملها للخليفة يزيد بن عبد

تحت إمرة ة عنه لما سلف، فجهز الخليفة جيشهصفح الخليفغتصاب الخالفة ليأسه من إ

ء عند الكوفة، و حمي و طيس مسلمة، فالتقى الجيشان في عقر بابل بالقرب من كربال أخيه

ثمانية أيام، دارت الدائرة بعدها على العراقي و (الشامي و العراقي)الحرب بين الجيشين

يفة في الشام، فبكت الجمهرة من الناس يزيدقتل يزيد بن المهلب و احتز رأسه و أرسل للخل

: عندها قال كثير ، إذ فقدوا به بطال يحمي حماه، و سخيا يغمر نداه،بن المهلب

(".ضحي بنو أمية بالدين يوم كربالء، و بالكرم يوم العقر"

اإلمام ملك بن مروان وينشده، وكان من أنصار وجماعةيدخل على عبد ال ،"كثير" وكان

.لبني هاشمشديد التعصب بن أبي طالب، وعلي

على عبد الملك فقال له عبد في يوم دخل "كثير " أن : قتيبة في طبقات الشعراء حكى ابن

، أن تروي لي أعجب خبر لك مع عـزة؟بحق علي بن أبي طالب : الملك

معها ولم يعلم أحد "عزة"يا أمير المؤمنين حججت ذات سنة وحج زوج :فقال كثير

فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعام لرفقته فجعلت ، حبهبصا

ما ، فلتعلم إنها خيمتي وكنت أبري سهما تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلي وهي ال

، لما علم به والدم يجريراعي وأنا ال أنظر اليها حتى بريت ذرأيتها جعلت أبري لحمي وأ

، وكان عندي نجئ سمن سكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبهافامعلمت ذلك دخلت إلي

، وجاء زوجها فلما رأي الدم سألها عن خبره فكاتمته فحلفت لتأخذه فأخذته( وعاء سمن)

،ليفوقفت ع ضربها وحلف عليها لتشتمني في أمامهحتى حلف عليها لتصدقنه فصدقته ف

(؟؟؟؟)يا ابن : وقالت لي وهي تبكي

( " تائية كثير عزة" ما صارت تسميته ) ذه الحادثة ، بعد هأنشدتف

:قالحيث

180

تــــــقلوصيكما ثم انظرا حيث حل الـــخليـلـي هـذا رسـم عــزة فـاعــق

تـــــا وبيتا وظال حيـث باتـت وظلــومسا تـرابـا كان قـد مـس جـلـده

تــــــإذا صليتـما حيـث صلا ذنـوبا ـــوال تـيأسـا أن يمـحـو هللا عـنكـم

تــــــا وال موجعات القلب حتى تولـــوما كنت أدرى قبل عزة ما البك

تـلـن وصـيــريـش غـداة المأزمـه قـرت لـد حـلفت جـهدا بمـا نـحـفـق

بـفـيـفــا غــزال رفــقـــة وأهــــلت ك ما حـج الحـجـيـج وكبـرتـأنـادي

ع الحبـل بيني وبـيـنها كنــــاذرة نــذرا فــأوفــت وحـــلتوكـانت لـقطـ

فـقلـت لـهـا يـا عــز كـل مـصـيـبة إذا وطـنـت يـومـا لها النـفـس ذلت

ولـم يـلـق إنسـان من الـحب مـيعة تـعــم وال غــــــــمــاء إال تــجــلت

لصم لو تمشي بها العصم زلتكأني أنادي صخرة حين أعرضت من ا

صفـوحـا فـما تـلقــاك إال بـخـيـلـة فـمـن مـل مـنهـا ذلك الوصل مـلت

أبـاحت حمى لم يرعه الناس قبلها وحلــت تـالعا لـم تـكـن قـبـل حلت

فـلـيت قــلوصي عند عــزة قـيـدت بحـبـل ضـعـيف عــز منـها فضلت

المقيمين رحلها وكـان لـهــــا بــاغ ســـواي فـبــلت وغـودر في الحي

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجــل رمـى فـيـها الـزمان فشلت

وكـنت كـذات الظـلع لمـا تحـاملت على ظـلـعـها بـعـد الـعثــار استقلت

ـا عـنـدها المكث ملتأريــــــد الـثـواء عـنـدها وأظـنـها إذا مــا أطــلن

فـما أنـصفت أما الـنساء فبـغـضت إلــي وأمــــــــا بالـنـــوال فـضـنـت

يـكـلـفها الـغيـران شـتـمي وما بها هـــوانـي ولـكـن للـمـلـيـك استـذلت

هنـيـئا مــريئـا غـيـر داء مـخـامـر لعــزة مـن أعــراضـنا ما استـحلت

فو هللا مـا قـاربـت إال تـبــاعــدت بـــصـرم وال أكــثـــرت إال أقـــلت

فـإن تـكـن العـتـبى فأهال ومرحبا وحـقــت لـهــا الـعتـبى لـديـنا وقلت

وإن تـكـن األخـرى فـإن وراءنـا منـادح لـو سـارت بهـا الـعيس كلت

ـحـت قـلـوصيـكـما ونـاقـــتــي قــد أكــلتخـليـلـي إن الـحاجـبـيـة طــل

فـال يـبعـدن وصل لعزة أصبحت بـعـاقـبــة أســبـابـــه قــــــد تـــولت

أسـيـئي بـنا أو أحـسني ال مـلومة لـديـنــا وال مــقـلـيـــة إن تـقــــــلت

خــلـــة كـانت لـديكـم فطـلتولكـن أنـيـلي واذكـري مـن مـودة لــنــــا

فإنـي وإن صـدت لـمـثـن وصادق عـليــها بـمـــا كـــانـــت إلـيـنا أزلت

فمـا أنـا بالـداعي لعــزة بـالـجـوى وال شــامـت إن نـعـــل عــــزة زلت

181

تـجلفـتـبعــــزة كـانـت غــمـرة يــابتـالواشـون أن صب يـحسـب فال

تـكـما أدنـفـت هـيـماء ثـم استـبل ن دنـف بهـا ـت مــفأصبحت قـد أبلل

تـوال بعـدها مـن خـلة حـيث حل ا ـهللا مـا حـل قـبـلـهـ هللا ثـــم فــــو

تـام أخـرى وجلـظمت أيـوإن ع ا ــومهـيــوم عـلي كـي ومـا مـر مـن

تـفال القـلب يسالها وال العين مل ؤاده ــفق من ـت بأعلى شاهـوأضح

تـف ذلـيـنت كـس لما وطـفـنـولل هـرافــتـيف اعـللقلب ك باـجـا عـفي

تــــلـخـوت اـننـيـا بـمـت مـيـلـخـتا ـدمـعـزة بــي بعــامـيـهـوتي ــوإن

تـــلـحـل اضمـقيـا للمـنهـوأ مـبـت لماـك ةـغمامـل الـي ظـرتجـالم لك

تــــلـه استهـاوزتـلما جـا فـاهـرج ل ــحـمـم ةـابـحـا سـاهــي وإيــأنــك

تـــتسلـليت فـر ســس حـفـل نــقـف ا ـهجرته مـون فيــواشـأل الـإن سـف

كثر من عدد كان أ عند موته" كـثـير" ه أن عدد من النساء اللواتي شيعنوكما يضيف الروا

.؟، وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهنالرجال

ذريـجميل بن معمر بن الحارث بن ظبيان الع

عذرة، بل مقدما عليهم اليكاد يكون جميل بن معمر أشهر ذوي الصبابة والعشق من شعراء

وكانت أسرته ، ينتهي نسبه إلى قضاعةرأي ابن سالم صاحب طبقات الشعراء، جميعا في

على جانب مرموق من الجاه والثروة وكان هو غض الشباب وسيم الطلعة فنشأ موفور

العيش يتيه بقومه وينعم بالرخاء ويزهو بشبابه، وكان شأنه في حداثته شأن سائر أبناء

البادية يسرح بأغنام قومه ويأتي بها مواضع الكأل وقد لقي بثينة ألول مرة في بعض تلك

، ويتخذه اعرية ويقدمه على نفسهبالش "لجميل بثينة"يعترف "زةـعكثيـر"وكان ،المراتع

؟ له إماما

، لذا "بثينة " كان يميل الى حب ابنة عمه هجرية،90ولد جميل بن معمر، بالحجاز سنة

، فقال فيها الشعر، وكان شعره فصيح ورقيق سهل التراكيب وواضح "جميل بثينة"ـ عرف ب

: ، ذكره حسان بن ثابت وقالالمعاني

وجميع شعره ، حد منهم مثل هجائه ونسيبه، وهللا ما ألاإلسالمهل الجاهلية وجميل أشعر أ"

."في الغزل اال مقاطع شعرية قليلة قالها في هجاء زوج بثينة وقومها

يؤكد أن العشق العارم طريف، خبرذلك بأما كيف وقع جميل بحب بثينة فكتب األدب تورد

: لألصفهاني جاء في األغاني الشحناء،قد ينبثق من بعض األحيان في

182

وادي،ب بأم الجسير، وكان أول ما علق بثينة أنه أقبل بإبله حتى أوردها ينسكان جميل "

، فأقبلت بثينة ، فاضطجع وأرسل إبله مصعده، وأهل بثينة بذنب الوادي"بغيض"يقال له

وهي إذ ذاك (أي نفرتهن) متهنفعرروك بصال له فوجارية لها واردتين الماء، فمرتا على

:ها فقالسبابلح إليه فمجويرية صغيرة، فسبها جميل، فافترت عليه،

سباب بثينيا بغيضا بوادي ـودة بينـنـالم قـادا ـوأول م

وابـج بـثـيـنيا مكـال لكـل فجاءت بمثله قواللنا لها وق

:وفي رواية أخرى

جميل ابن عبدهللا ابن معمر وابنة عمه بثينه، التهب العشق بينهما بكل نزاهه وشرف )

، عرفها عداءالنفس، شجاع القلب الذي يرهب األ وعفة، فقد عرفها ذاك الفتى جميل شريف

القرى، فعشقها منذ كان يعيش في وادي " البدوي"يام االعياد، حيث كان جميل في يوم من أ

ها حيمدنه كان ، ولكن رد عن طلبه ألا العشق فتجرأ وخطبها من عمهمغالما حتى كبر معه

بثينه ن تعلق، أقدار والظروفعند القوم شيء معيب، حتى شاءت األفي شعره وكان هذا

تبع ن يومازاد ذلك في جميل اال األلم والعذاب والحسرة، وكا امت،صالعشقها في قلبه بمن

.؟(حبوا ماتوانا من قوم إذا أ)قوله الشهير

ن عزت علي يمينييميني وإيـوما بثينــة تبتغي رسلتفـلو أ

عطيتها ما جاء يبغي رسولها وقلت لها بعـد اليميـن سلينيأل

الكثير من العشاق أرخت بظاللها لى كلمة الحب تعني الصفاء والنقاء والعفه والطهارة التي

نوعيه فريده الى وى الذي يلهب العشاق وينقلهم نقلةوولعتهم بنار اله، يمين تحت كنفهاالمت

.!ساطير وخيالعالم كله أ

غير أن التقاليد البدوية وكيد العاذلين حاصرت هذين المتحابين اللذين بات الهوى شغلهما،

كبر خطبها عشق جميل بثينة منذ الصغر فلما ،فراح قوم بثينة يمنعونها من لقاء جميل

هدروا دمه حفظا فأ مانعوا في زواجها منه بعد أن ذكرها في شعره وردد أسمها على لسانه،ف

:فحذرته بثينة فاستخفى وقال، الشعر فيها ينظم واستمر ،لعرض بثينه

م الحسين لحينوال أسليمى ن ليس القيالقد ظن هذا القلب أ

ن لقونيـيـثـبقتلي ياب وهموا دمي فيك قد نذروا فليت رجال

183

ولم عماه حبهاولم تنقطع محاوالت جميل فقد أ ومرت االيام والسنين حتى اقرح الحب قلبه،

، ففر ليهموا عرآه قومها فهج، فن يلقاها بمنزلها في وادي القرىفحاول أ يكن يطيق فراقها

:وقال منهم،

حارب مزمع قتليل ـياري وكـغ لهمنة كـيـثـفلو أن الغـادون ب

لو قطعت رجلي سرى ليل و وإما مجاهرا نهاراحاولتها إما ــل

مروان ليقطعن لسانه، فنذرعندها، أشتكوه عند كبير القوم مروان ابن الحكم،

:وهو يومئذ عامل المدينة، وقال ،مروان بن الحكموكذلك ،هجا قومهاف

اــيلسانن م عـاطــق مقيـــد دمــي أو هـــــنأ بـيـالغـــروان بــن مـي عـانــأت

اـــــيانـالمث نــهلإذا نحـــن رفعنــا بـففي العيش منجاة وفي األرض مذه

ياالدبن معطوف الهوى ممن الحب نيزـفـتـاس ىـتـحورد الـهـوى أثـنــان

رتحال، فذهب إلى ثم أن أهله أرغموه على اإل ،جذوة هواه وألهب شاعريتهفأضرم ذلك

لى بالده وكان يختلف إليها المدينة، فأنصرف إ هناك حتى عزل مروان عن مصر ولبث

.بالسر

اش عشق أخت جميل وتواعد للمفاخرة فغلبه جميل، ولما اجتمعوا كان لبثينة أخ يقال له حو

واد الجمل، وال تقل في جميل في نفسك ماشئت، فأنت الباسل الجقل يا : لذلك قال أهل تيماء

تيماء في شملة ال تواري لبسته، وقالوا لحواش قل، وأنت دونه في أبيك شيئ فإنه كان لص

".صلى هللا عليه وسلم"نفسك وفي أبيك ما شئت فقد صحب النبي

هل بينك وبينها عالمة؟ : مع بثينة، قلت خذ لي موعدا: في يوم قال لي جميل: عـزةقال كثير

بالفناء، ابهم، فأتيتهم فوجدت أباها قاعداعهدي بهم وهم بوادي الدوم يرحضون ثي: قال

:فسلمت، فرد وحادثته ساعة حتى استنشدني فأنشدته

لكعلى نأي دار والرسول مو بيصاح وقلت لها ياعـز أرسل

أفعل تأمريني بالذي فيه وأن بأن تجعلي بيني وبينك موعـدا

بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل نيلقيت وآخـــر عـهـد منك يـــوم

ت بثينة جانب الستر، وقالت إخسأ، ولما تساءل والدهافضرب

ا نوم الناس من وراء هذه الرابيةكلب يأتينا إذ: قالت

.وأخبرته أنها وعدته وراء الرابية إذا نام الناس فأتيت جميل : الكثير قال

184

(أنثى الحمار) على أتان من تيماء فرأيت إمرأة عجوز،خرجت ): قال روي ابن عياش

نعم، كنا : هل تروين عن جميل ومحبوبته شيئ فقالت :من عذرة، قلت: قالت: فقلت من أنت

جيوش تجيء من الشام إلى الحجاز، عتزلنا مخافة بئر الجناب وقد أتقينا الطريق وأ على ماء

، وقد أنحدر الغلمان عشية إلى الغلمان و األحداثوقد خرج رجالنا في سفر، وخلفوا عندنا

صرم لهم قريب منا ينظرون إليهم، ويتحدثون عن جوار منهم فبقيت أنا وبثينة، إذا انحدر

ظرت فإذا برجل نعلينا منحدر من هضبة حذاءنا فسلم ونحن مستوحشون فرددت السالم، و

وهللا لقد عرضتنا ونفسك : إي وهللا، قلت: أجميل؟ قال: فدنا فأثبته فقلت واقف شبهته بجميل،

هذه الغول التي وراءك وأشار إلى بثينة، وإذا هو ال يتماسك فقمت : فما جاء بك؟ قالالشر

" إلى قعب فيه إقط مطحون وتمر، وإلى عكة فيها شيء من سمن فعصرته على األقط

أصب من هذا وقمت إلى سقاء لبن فصببت له في قدح ماء بارد : ، وأدنيته منه فقلت"لجبنا

ت مصر فجئت أودعكم أرد: لقد جهدت فما أمرك؟ فقال: وناولته، فشرب وتراجع فقلت له

وأنا وهللا في هذه الهضبة التي ترين منذ ثالث ليال أنظر أن أجد فرصة حتى وأسلم عليكم،

(.انطلق، فحدثنا ساعة ثم ودعنا والعهدالعشية، فجئت ألحدث بكم رأيت منحدر فتيانكم

:وأنشد

هايحـا صحـمـقيـفسي سـنن م حـوأصب هاذرفت عيني وطال سفوحد لق

هايجاور في الموتى ضريحي ضريح تمـنإن و ميعاـجحيا ـننا يتـأال ل

هاحـيـفـصيها لـعي وـسـد ق لـإذا قي براغب الحياة طولا في ـنأما ـف

هاوروح منـامي الـروحي ف لـمع اللي يـقـلتـوي اـمستهامهاري ـن لـأظ

هاـــوحـأبـو ل ةــوحـب ينـعـنفــتـل هو ةـبي راحـمان حتـهل لي في كـف

، بعد زواجها من غيره، حبها قلبهعلى فراق من أ فهو مجبر رحيله مؤلم وكان جميل رحلو

وقد ،هجـ 88في مصر سنة حتى مات ثم غادر الى مصر يبحث عن دواء لمرض العشق

:نعى نفسه لبثينة حين أرسل لها بأبيات

ميتفـعاذبـا ـيها كـنت فـإن كـحـلفـت يـمـيـنـا يا بـثـيـنــــة صادقـا ف

ار شريتـعالـشاشرني دون ـوب إذا كـان جـلـد غـير جـلـدك مـسنـي

ي بكم وعنيتـسـفـن شـقيـتقد ـحـلفـت لـهـا بالبـدن تـدمى نحورها ل

ن حييتـيـناطقـي الـا فـمنطقهـولو أن راقي الموت يرقي جنازتي ب

185

:وصل الخبر الى بثينه فقالت، وروحه الى بارئها ولكنه نال الدواء حين صعدت

حان حينها حانت وال من الهدر ال هـل لساعتـى عن جميوان سلو

هاـينـاة ولــحيـال اءـــســت بـأاذا م رــن معمبواء علينا ياجميل اـس

لقد خفقف ،رحل جميل وانتهت روايته التي خفقت مع قلبه كما تخفق الورقه في مهب الريح

قالت ما قالته، كما خفقت حين حين بعد موته هحت روومن ثم خفق ،لبثينه منذ صغرهم قلبه

:وبقيت الذكرى عنه حين زواجها من غيره؟ حلتر

نـتـوبـال ســـا قابـــإنـبدنيـا ف في العام يا بثن ديننا نبعتعالي

ا من دون ذاك قريـبـالنـوآج ه ـعـيـبـا يا جميـل نـلعـن: فقالت

ابـبسن ـيا بثي بغيضوادي ـب نـنـا ـيـة بودـــالمـاد ـوأول ما ق

وابـــثيـن جـا بـي كـالمل ـكـل فجاءت بمثله والــقت لها ـوقل

*

الحب الرجل يقتلهل سائلكمأ وا هـب ويـحـكمام النـوها أيـأال

ـبليـران ليس له ـركه حـويت عظامه يسلى حتنعم : فقالوا

*

من قتيل الغانيات بأشرف قتيلالنساء على بكتوما

*

وللصدق خير في األمور وأنجح ادق ـحلفت لكي تعلمن أني ص

لـحـــذ وأمــدي ألـنـهـا عـتـورؤي د ـينـة واحـن بثـليم يـوم مـتكـل

محــطـين يـأعالج قلبـا طامحا ح ا ـوإنم بكنو ـمن الدهر لو أخل

ملـحــوء مــســالت بـو قـإلينا ول ا ـل حديثهـالت و كـقد قوبثنـة

ن عمي ونفضحيابنخزى وإياك ودون أنني ـسـوان يــرجال ون

فـرحـيـن إال سـنهـتـن وما مـمـش بريبة ذكرتوحولي نساء إن

يقرحن حـب بثنة ـدي مـبـأرى ك محبيـن كالذي ـباد الـرح أكـأتق

*

ريحـتـروي ما به فـمن المزن ت ى بشربة مسقهل الحائم العطشان

ـوحـبـتــف هـا ـأعـدائـي ب رـخبـت ناك شربة ـقيـفنخشى إن س: فقالت

إلى أجلي عضب السالح سفوح ادني ـمنـايـا و قـني الـتـاحـإذن فأب

186

*

رــمالي بما دون ثوبهـا خب اه له ـــــبـال والذي تـسجد الج

رـوالنظ كان إال الحديث ما ا ـوال بفيها، وال هممت بهـــــ

*

سبيـح بعض ذا الداء يا بـثـيـنة فحسبي قائل ارحميني، فقد بليت

بيـ، فقد أقرح الحب قلــك يا بـثـيـنة صحبي ال تلوموايـني فـالم

*

مما وهللا يا بثينة ما أرى فيك شيئ: لها دخلت على عبد الملك بن مروان فقالروى أن بثينة

يل؟كان يقول جم

.رأسك ؟؟بعينين ليستا في يا أمير المؤمنين، إنه كان يرنو إلى: قالت

:أجمل قصائده ومن

واصـلوخذي بحظك من كـريم حي ـجـت فأسـلكـد مـك قـن انـأبثي

ازلــهـول الـقـه بـطـلـخـد تـبالج نا وصلها ـــليـارضة عـرب عــفل

ليــاغـحبي بثينة عن وصالك ش ر ـستـد تـعـول بــــقــها بالـبتـأجـف

ليـائـفضال وصلتك أو أتتك رس هـالمــدر قـقـي قلبي كـو كان فـل

ليــبائـيوم الحجون وأخطأتك ح م ـــكـن حبالـصادت فؤادي يا بثي

لــوجعلت عاجل ما وعدت كآج ي ـنـتـيـنـا مـت مــلويـني فـتـيـنـم

وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي رتني ـجـواذال فهـت في عـو أطع

لـاقـثـتـن مـذلك مـي بـب الـبـأح ي ــفـلـــا رأت كـمـت لــلـاقـثـو ت

لـين باخـن ضنــداك مـسي فـفـن ة ـلـيـخـن بــثيـك يا بـن انـلـقـو ي

لـمنها فهل لك في اجتناب الباط يت بباطلـد رضـك قـلن انـقـو ي

اذلـىىبـض الــيـبغـن الـــي مـــال و لباطل ممن أحب حديثه أشهى

لـت وان جهدن بفاعـسـي ولـنـم م ـكـبل وصالـت حـنني ألبـاولـح

لـاصـوق نــأفـه بـن لـيـعـما سـل هجركم ـن بـعيـد سـن وقـهـفرددت

ووددت لو يعضضن صم جنادل عي أنامال ـظ لـيـيعضضن من غ

لـــزائـواي بـما هـت فـويـاذا هـف واي ثم يصلنني ــك هـنـن عـليزل

187

:و من روائعه أيضا

رـنشـبة الـيـياب طـذبة األنـعلى ع سلما ـتى تـوم حـيـوجا الــي عـلـليـخ

ريـي قبـيب فـتى أغـا حـكمـشكرت ة ـــاعـــي سـا لـمـتـجـما إن عـكــفإن

رـطـغ القـن سائـاها هللا مـها سقـعلي ا ـلمــوس يـا لــــعـفـم أشـها ثـما بـأل

ريـش إلى ذكـهـاح يوما أم تـرتـأت را ـظـة وأنـنـند بثـذكري عـوحا بـوب

ولم تنس ما أسفلت في سالف الدهر ود بيننا ـوى الـطع قـقـم تكن تـان لـف

ها يجريـعـدامـرب من مـن وغـبيـب تياق ولوعة ـها اشـرى منـوف يـسـف

وأصغت الي قول المؤنب والمزري ا ـالت عن العهد بعدنـد حـك قـوأن ت

درـغـة والـخيانـل الـن أهـسي مـفـنـب ن ـكـم تـفسوف يرى منها صدود ول

ريـي وال حشـياتـى حـة في أدنــببثن وى ـنـشحط الـهم أن تـك اللـوذ بـأع

ريـوتي إذا جاورت قبـذا مـا حبـفي ا ـهـنـيـيني وبـت بـا مـاور إذا مـوج

درـــر فضلت ليله القـف شهـعلى أل ما ـثلـلقد فضلت حسنا على الناس م

ن صبرـوأصبر ؟ مالي عن بثينة م ه ــفـن فقد ألـك مـمام األيـكي حـبـأي

رـحـون وال سـوأقسم ما بي من جن ا ــرهذـن بــجــور يــسحـم: يقولون

رـخمـن بالـثـكما شغف المخمور ياب م ــذكركـن بـد شغفت نفسي يا بثيـلق

درـبـدامع كالـمـوراء الـف حـعلى ك ا ـبان قابضـه الـيلـي لـقامـرت مـذك

الدمع مني على نحرياض ـأهيم وف ة ــابــا صبـهـيـلك الـم أمـدت ولـكـف

رـجـفـاطع الـرى سـتى نـلتنا حـليـك ة ــن ليلـت شعري هل أبيتـيـا ل يـف

رـغـثـن الـاب مـرضـتجود علينا بال ارة ـــث وتـديـحـالـا بـنـيـلـود عـجـت

ريــكـد ذلك ما شـنـي عـلم ربـعـيـف رة ـضى ذاك مـد قـت ربي قـيـفيا ل

ريـــوجدت بها إن كان ذلك من أم ا ـهـتـذلـاتي بـيـني حـت مـألـو سـول

رـــدهـر الـدا آخـي خالـاتـيـن حـيـوب ه ـينـر بـيـو أخـان لـي زمـضى لـم

غفلة الواشين ثم أقطعوا عمريعلى ة ـنــــيـثـاعة وبـــي ســذرون: لقلت

قبرـن الـقاموا مـموتى لـه الـداوى بـي ا ـهـقـو أن ريـاب لــيــجة األنــفلــم

ريــاوعني شعــطـها أن يـيـى وأبـأب ا ـذكرهإذا ما نظمت الشعرفي غير

حشرـلتقى المـى دنيا إلـا الـنـت لـودام ا ـفال أنعمت بعدي وال عشت بعده

*

مـريــب بـثـيـنيا كالنا: فقلت أربتني جـمـيـلا يـ: قالتبثينة

يغيب حين األسرار يحفظوال ةــانـي أميـؤدن ال مـا ـنـبوأريـ

فـقريب ةـاجـى ذي حـلـا عوأم حاجة يطلب ليسمن ىعل بعيد

188

ينـدف بطن يجتزنطا القـ هـوي منىالراقصات إلى برب حـلفت

حيـنـل الـحسيـن أمسليمى، وال القيـا ليسأن القلبهذا ظـنلقد

ونيقــل نـيـثـبيا قتليـوا بوهـمـ دمـيذروا ـقد ن فيك رجاال فليت

رفونيـعن هذا؟ وقد ـم: يقولون ـيةنـمن ث طالعـــاي ـا رأونـإذا م

ونيــلـتا ـخـاليي ـروا بـفـولو ظ ومرحبا وسهال أهال: يقولون لي

يدونيـف ةــدهــهم ذو نمالـوال يــــدماؤهم ـوفي دمـوال ت يفــوك

يـودون هـنـدون مـعـد حــروب تـــأعرض من ربيعة ثناياـال وغـر

يـنـفس ثقالى مرسن ـم لـحمت ا ـــأنمـــك ديالـثـ ماءن ـم ـنلـحمـت

رونـق بذاتال ليست الـم اءظـب اـــظاللهفي جت ـأول خدورـال أنـك

يند صالح واألحساب العتقمع اـــبهنمى حور األعجاز رجحإلى

ونــنـوف ةـأكأيى في ضح اممح شى ـما ــمـك الحجال أبواب ـبادرني

، وجبينواضح انـــــــبـل كلــب لنهـدخا لم مــخيـال صاصـخ ددنـس

ينلحـ بصيرـال نـراهـيا ان ـوم ـظرتينق دـصـفو، عمرأبا وتـدع

نــــديــسـب تـــعـفـل ذراه أنـك دونهم امرــأحن ـم نـرك رضـوأع

جينه برق البرق اليمين وذات اـلهـك عشيرةـذا ال االـمـش، نـرضـق

نـيـمـيـل مـهـاديـحا ـحـن االـمـش انتحتحتى إذا سراءفي وأصعدن

تريني حيث لسن، تأمل: فقلت ـافالـصمن اتـطالع: ليـليـوقال خ

يميني ليـعت زـعوـول يمينيغي ـتـبـة تـنـيـثـب يوما، تـأرسلو ـول

سليني: يمينـعد الـبها ـل لتـوق ولهاـرسيبغي اءـجا ما ـتهـيـطـألع

نينض لـك الـالمد ـنـن عـيـبـيا ـمـإنـف نــيـثـبا ـي يــــالـي مـنـليـس

، لم تسلينيبظهر الغيب غدرتي ـنــأن سـناـالر ـبـخا ـمـل، لكا ـمـف

يـونـأنهم ظلم من الناس، عدل دـــاهــشـب يءـأجأو ذراــع يـلـأبـف

عونـم أي نـالواشيرة ـثـعلى ك هـــــــزمتـلإن الي ــــزمـال نــيـثـب

نـيـمت رـيـغ، مدإن هبلـح ومن عنده وعدـال عـفـنـين ال ـا هللا مـحــل

نـيمي لـكـبالف ـح دـعهـالعلى دائمـبس ـيـن لـيـهـو ذو وجـن هـوم

لينيص، نيبثيا : صرملها بعد لــائـقــب ليــعت زــعوإن تـسـول

*

ـت فيها الدهر وهو جديديـوأبل وعدها وأفنيت عمري بانتظار

ها فيما يبيــــد يبيـــــــدـوال حب اـما جئت طالبفال أنا مردود ب

189

تعابير إحساس وشعور تترجمها كلمات منمقة بصدق مكنون قلوب هتفت بما تعاني من حب

ينعكس من خاللها نمط عيش في مجتمع متعدد النشاطات والهموم واألفراح و وألم،

المناسبات، فكان الشعر فيها وسيلة تكريس تراث ذلك المجتمع وتدوين حوادثه التي مازالت

تعيش في ذاكرة األجيال التي توالت بعدها متجاهلة مرور الزمن لتحفر في تراث التاريخ

ها ينبع إلهام التعبير بتصوير األحداث في األيام القادمة، تحكي الماضي ومن لمحات عذبة

. فمنها نستفيد ونطل من نافذة التاريخ لنعيش أحداث ما مضى؟

جميل بن معمر رسم من خيال فنان

190

" أرى حتى بالغافل لست" من الثاني الجزء يليه

.م 8004 سنة أيار من العاشر في باريس

191