نيرجنتي، أصدر ا»يخ القراءةتار« الشهيردهشبه ا بعد كتالكتاب،قتفي أثر ذلك اي ت التعمال من اً دابرطو مانغويل، عد ألتعة،لنقد بالتاريخ وبازج ا دة التيته الفري منهجياكي و ق ذاتية صرفة.ّ ارعة بنزعة تذويمية البتعلربة القا ح اّ وتسلت سونستيفن« ،» ً كتبة ليا« :مثلةى سبيل اقد أصدر، عل لقاموس« ،» همنغوايً عاودا« ،»ة بورخيسصحب« ،»نخيلر ال أشجا القصيرة الروايةس: أنطولوجيات الفردوبا اّ بو« ،» لةّ َ تخيكن اما ا...»ن كروزوبنسومكتبة رو« و»روتيكيةي اه مباشرة، فيستماع إليحت لي بهجة ا، أتي2001 ربيع وفيحدث آنذاك:به ايس، يحاضر عن كتاة هنا في باركيمريكتبة ا ا يسعى إلى. وهذا عمل» والكراهيةّ بريخ الصورة: تاقراءة ا« ون يهوى الفندي، الذيلعاهد المشاف الذائقة البصرية ل إنصاة، ولكنه مضطرلعمارغراف واالفوتو النحت وية وأعمالتشكيل الضها رطانةي تفراد التستبدط ااا أو ذاك من أضوع لهذ إلى اون.سفة الفنقد ونظريات فل النريرتين الفنال، تبدأ من اعماد من اضمن قراءات في عدلكتاب يت ا العصورلكبر خسكندر ا رسم جدارية لنوس، الذي فيلوكسيتنر،ة ماريانا غارعاصرة الكندية ااننتهي عند الفنسيكية، وت الكذه. وهخادينو وأليجون ميتشل وبيكاسو و بأمثال كارباشيوً ورا مرتة أو النصبنحورة، أو اطن الصو في باً ب عميقاّ تنق قراءات الصورةوط ترميز جامعة، حوللص خطستخ، لكي تلتذكاري ا ، أوً ستيعابا ، أو اً هدا ، أو أحجية، أو شاً ة، أو غيابا بوصفها حكاي... ً كرة، أو مسرحالسفة، أو ذا ، أو فً ا ، أو تهدً ، أو عنفاً نعكاسا ا يقل نه ، هنا أتوقف عندهو لي أن يحل الذيلثانيب الكتا ات قارئمفكرة قراءة: تأم« ، هوً وجدة في آن معا وطرافةً إدهاشا نّ ان، يدووحي بذلك العنو. وكما قد ي»ة من الكتب شغوف حول سن وقتً ، وأحياناً وم تقريبا بيً ت سنة كاملة، يومائع قراءايل وقا مانغوعيى النحو الطبييس عل، ولكن ليلل والعشية والح والظهيرةلصبا ايقوم به بعضنا قام وّ عل ، أو لً ى بالنا جميعا قد يخطر عل الذيط ـ حولرأ أو يقرأ، بلت حول ما ق ن مذكراّ يدو فعل. إنه بالئي من القراءة.ستثنا فريد وا دّ ول نسق ـ محد ي أقول: حّ عل ولكاية: إليكم اعيد قراءة واحد من الكتب مانغويل ي، كان2002 ن عام م ذات يوم الكثيركتاب يحمل اكتشف أن هذا الفضلة عنده، حسيكية ا الكعيشها صاحبنا ية التيئع اليوميلوقاس في اغزى الراهن لي من ا يتحدر منه مؤلفد الذيبل الدها يشهحداث التي، بل في ا فحسبر مانغويل . وهكذا قرً سع أيضاق وام على نطالعالب، والكتا ذلك ا يحبها، الكتب التي من أمهات21 : سوف يختارقوم بالتالي أن يلكتاب ـ فيدة قراءة ا على شهر، ثم يبدأ ـ أثناء إعاسيوزع كل كتاب ولكتابضمون ا مت بت وروابط ودن أي ص تأمل ورصد وتدوي،)...لعامةلة الرساز واالرموزمنة وت والشخصياية واكاا( ي ذلك الشهر.فعللم اللعاة في افعليئع اللوقاضمون ا ومة التيلعاليرة اهانب تلك اس في جا، ليفعلة بالصيلة مذهل ا، بلالواقعي فحسب ل وّ َ تخي ا، في الربط بى بها مانغويلل ها أصحاب تلكلى ب ة التيلعالي العبقرية ا فيً وأساساً أيضانسانية اد فيها خالدةح أعمال لهم اجترااحتب، وأت الكتمور. لت اّ ر وتبدأنى انصرمت الدهوقبة، ونت ا كاً ضالتها أياختارها مانغويل التي اعمالدو بعض ا تب ولى، قدلوهلة ا ول منعظم السواد ا يقا فيين، ور الكثير رأي في»خالدة« . غيرً حتى مجهو أوً أو عادياً غمورادو بعضها مراء. وقد يب القئ اسمه ألبرطوة قار : تلك ذائقً ديدا هاهنالعبة يكمن أن بعض الً ذه أيضا؛ ولكن ه سواه وليس هو حصيلة قراءتهذهيل، وه مانغولتمسها اعمال، كما تلك اتمتع بها وتعتت ود التيل حصيلة ا صاحبنا.اختراع« :اريسوي كاسلفو بيلتالي: أدوتضمن ائحة ت ال،»كيم« :، روديارد كبلنغ»روة الدكتور موجزير« :، هـ. ج. ولز» موريلمةع« :ان دويلثر كون، آر»اء القبرات من ورمذكر« : شاتوبريانح فيالري« :هام، كنيث غرا»نتقائيةت اص« :، غوته»ربعة اسهب« :نو بوزاتي، دي»ن كيخوتةدو« :يرفانتس، س»صاف الصف،»الطفو« :ود أتوغريت، مار» ةّ خدب اكتا« :اغون، ساي شون»لتتار اباس بعد وفاتهمذكرات براس كو« :يس ماشادو دو أسواكيم وي،»كاية؟ السرد واّ يلة... أمة وليلولكن أين ألف ل« : قائلد يقول وق وقد يتابع»؟»وديسةا« وأين»لياذةا« أين« : أو قد يهتف آخر نَ الطبع، م نعدم، ب.. ولن»؟»عوليس«يس ون جيمس جوبل أي« :الث ث القصيرة؟سرح؟ أين القصةأين الشعر؟ أين ا« :وف يستنكر سلقدر ذاته، عند طارحيها، ولكنها باً اما ذه أسئلة مشروعة هذه الذائقةل في هد مانغويحرى عنيل، أو باد مانغوافلة عن نن الشعر، يتحدث ع أن كتابهً عني أبدا ي . ذلكً ديدا القرائيةلشعر؟ هنالك، إلى ايل لدة في النثر، أعمال خا ف يعقل كيْ إذ قصد،ثر عن سابقحو منتثر مبعكتاب وعلى ن ال فصولّ طي ستيفنز، رامبو،سنغ، وأ، كيتس، براون ويتمانم عن والت كلسيابكر اتون، بدر شا، بروينة، ريلكة، رامبو آنا أخماتوفا، هاد درويش.حمو ومشجون!ون شؤون.. و ما يقرؤلقراء فية أخرى، ل في عبارباريسقيم بباحث سوري م كاتب وشجون!لقراءة شؤون.. و ل2013 يناير10 الخميسl 47 د العد12 دي حدي صبحيابعات مت لويس أراغونلشاعررحيل اثون ل الذكرى الثبتي حبيا ستمنحنيعندم« »ستالين« ون كلمة مولودا ستك»ا له نهّ ولى التي سألق ا مرئياتنبوشتى أمينة ب أفكار.. عندما2050 سنةسانن بعد ا ما)1( إنسانا أعلىُ ساننصير ا يدريئة العد د عاش في مغارة وأكلحيل شاعر رضطرت وعمرها ه اّ من مزبلة وأمش في مقبرة سنة إلى العي72 لدعارةرسة اما وملكتابة عصب ا حفيظ بودى ميتني حيث أن أكتب منل أجل كتاب لكتونيه برو أندرّ "نادجا" نصبوطيخط العالمملكة هذا ا مومي اليت في تأمكيد سلي خال)2( كيمري اوليب الحب ل إّ الحب مالهعتصم بال الم جمالز حفيظ بودى العزييرح ا صبارك هذا، فأنتختياة. أحترم ايارقت ا أنك فالفايسبوكيوم قرأت على ا ال ر،ّ ا نتصوا كن ياة أتفه بأي وهم، واتشبثي لست من ان تعرف أنان سيضيفه لكذا كلطوعية. مادرة اغالنهائي باارك اك أحييك على قر لذلياة في ذراعك. انسولفية من ا ر فقط بغرز حقنة إضاّ يوم زائد؟ ستفك أحد هنا يعترفقودين. فف اءهاكون شعرا ن أنّ ستحق ت . ّ ستحق ت ، وفهمت خالطتهم وجه، وأنتاه و الناس هنا هائمة ب بأحد. ا. هم أبطال تعرفهم واحدا واحدا كنتلتافهونقتلة ا يجب. اللدرس كما اك. لست قصيدتته في كما وصف»حب زائف جنديعصر شا« ، هذا العصرحة، وكلما طتني صراّ ؟ أنت ورّ تها إليتي أرسلرك ال سأفعل بأشعاذا أدري ماى فعل يقوى عل ي مجرد نذلنحسست بأن أو رسالة لك، أ قرأت قصيدةني عندما قرأت، غير التشهير بك؟ أعترف لك أنتنظر مني تذا كنت شيء. مات أنك مزبلة، تيقن عشت في مغارة وأكلت من فيها أنككي لتك التي رسانا جميعا أحسسنا فيها تؤويرة التيرة الكبيغاذه اقي. فه حقي مغربي رّ ن أبر أحتاج .صيرك تك وتركاد. أنا هاجرتضطه وطعم اوع باشمال. أعودم بالق بشخص كان يحللي موتا آخر يّ رحت عليني اقت لك أنركتهموتى الذين تئي ا. أحضن أحبانقاضت ا ميعحضن ا اليومم وقصائدهم.تحدثون مع ثيابه ييما عندلسان وتصبح رم عظمة الّ بقوة هل تصفرم. وأتساءل اليو ترحلحيل كل شاعر؟ ر خارج دورةح بعيداغة وكنسته الريلعرا آخر، سقط من شجرة الفتقدنا شا اّ ا؟ هل يحسراحل مغربيعر اللشا أن يكون اعنيذا يلطبيعية. مادب ا ائهم وأدبائهم؟بة بفقدان شعراغار االقرب ون بّ ر . شعراء حقيقيون كثرتذكر بعضناا نوت يجعلن وحده اشة أرواحهمنا.كبرياؤهم وهشا بحاجة إلي إليهم. إنهم ليسوانتبه ن منا ولغةى وجه الاءهم عل، يشرطون أسمء بذواتهمكتفا لون اّ علهم يفض حونهانهم قصائد حية وم من عونّ انا يقط ة، وأحيّ ادل اما ا بسك بدية. لون ذلكشعراء. هم يفعلب واللكتا من ا موتانا عننعج إلى ا نحتا سون فيّ ة، ويتنفت الروحيلمنتوجاوت ل في مصنع ا ياومُ كم لوحدهم وآخر ميت؟ّ شاعر مغربي حي الفرق ب. مااباتهم كتاق، وآخرونسوشون في اباتنا وهم أحياء و خون مكتّ موتى كثر يلطناعهم أنا نكتشف م رجعة، لكننا دوننعتقد أنهم رحلويهم التراب، و نردم علهم وكتبهم التيوطاتال في مخطمء، يزفرون احياات وهم اموحن ا ن أحد.ها وصية ل تركوخرى.ي الضفة ا له فت لصديقي، لكنه اعتذار ا حفيظ بودى أعتذر إليكي. سأختاري بحوزتئدك التف كل قصا الرأي بإتك ستوافقنيكد أننا متأ أ عونّ اء يقطحيء انا. ستتركها لهؤ هّ ء يستحق شي .ة تليق بها لها نهايوانة التي بعنتك الشعريجع. في شذرفك ا جون على أّ أوصالها ويتفرالنسبةلغة ب، لذلك فال»ستمرموتي ارتي/و تسع حي إنها« : قلت»لغةال« ارة نفسك تضحك في قرَ ل مرة واحدة. كنتستعمقة ت د شفرة حّ إليك مجر، ّ ستحقا ت حونها أكثرن ،لغة قون كقردة شجرة الّ ذين يتسلء ال على هؤ فةّ متخف كانتل قصائدكذكار. كيتلون اعبد وينهم قرب ايضعون قراب وتها بعينيك رأيومة التيقاأمك انت واضحة وبسيطة ك ثقيل، كا من أي إرث على هذاد حنقاق، لكنني أزدا رتك بجرح عميّ ي إن ذكة. أعذرنة في مقبر حيذا كنت ما»تي؟لكتابة قضيوي اهل تسا« : قلتهاحقك. أنت يست د الذيبل الصب وأنت غتُ يرى وطنه يحمل قضية. هو كاند درويش كان يحمو تقصد؟ مقارنة!هول ا ك. يا لّ ترى أم كنتُ عندما جلست« : َ بت كتيسيا، لذلكج نصا تأسثقف جديد ينت لم َ كنتاز صوت على إني مقبل شعوري أنن كانكتب هذا الديوا في مغارة، وحديتي لقضيي واحتراميامات، لطبيعة اهتمص جنوبيجي ون أركيولوّ ول مرة أحسلباهظة ا بتكاليفهالهامش أخيربة ا ثلج، إنها كالّ لثالثة. أحس من الدرجة ا في ملعب كرةغربيته كعلم حّ يلو غربي ء،. حفيظ بودى أنت كل هؤمتوسطيقي، و، وإفريهودي، ويغي بجوبا أمازيحن جميعا، نَ ة. حفيظ بودى أنت كل شرقنة أو غربنّ نا جميعا، ضدّ وضدوت.شبع من ات ونو عندما أحد ينتظر أحدا شيئا، فنتظر مني ت .خيرةت اكلماظ ترعبني ال حفيت قطقة عظاميتك رسالتي وط يعتذر. إن وصل وت. أعتذر. ا هناحياء هناك.ء من اصفياكل امي لرض، أبلغ س اول مرة لصادمة تنشرئله ادى: أشعاره ورسا حفيظ بوعر المغربيلشا رحيل ا ء ا ضي ب ة قا ط ب تاـ ي ئ ر م فهمي هشامHicham_fahmi@hotmail.com رسالة من شاعر ميت لثقافيملحق ا ال وجه فوتوغرافية بريهاتى بورتنبوشتة أمينة بان الفننبوشتىة أمينة بان الفن وجه فوتوغرافية بريهات بورتد أسليمحم م حسن ملهبي72 ضطرت وعمرها ه اّ من مزبلة وأم عاش في مغارة وأكللدعارةرسة ااش في مقبرة و سنة إلى العي

الملحق الثقافي عدد 2

Embed Size (px)

DESCRIPTION

العدد الثاني من الملحق الثقافي لجريدة الأخبار المغربية

Citation preview

Page 1: الملحق الثقافي عدد 2

بعد كتابه املدهش الشهير »تاريخ القراءة«، أصدر األرجنتيني ألبرطو مانغويل، عددا من األعمال التي تقتفي أثر ذلك الكتاب، وحتاكي منهجيته الفريدة التي متزج النقد بالتاريخ وباملتعة،

وتسلح املقاربة التعليمية البارعة بنزعة تذوق ذاتية صرفة. لقد أصدر، على سبيل األمثلة: »املكتبة ليال«، »ستيفنسون حتت

أشجار النخيل«، »صحبة بورخيس«، »وداعا همنغواي«، »قاموس لة«، »بوابات الفردوس: أنطولوجيا الرواية القصيرة األماكن املتخي

اإليروتيكية« و»مكتبة روبنسون كروزو«...وفي ربيع 2001، أتيحت لي بهجة االستماع إليه مباشرة، في

املكتبة األمريكية هنا في باريس، يحاضر عن كتابه األحدث آنذاك: »قراءة الصورة: تاريخ احلب والكراهية«. وهذا عمل يسعى إلى إنصاف الذائقة البصرية للمشاهد العادي، الذي يهوى الفنون

التشكيلية وأعمال النحت والفوتوغراف والعمارة، ولكنه مضطر إلى اخلضوع لهذا أو ذاك من أمناط االستبداد التي تفرضها رطانة

النقد ونظريات فلسفة الفنون. الكتاب يتضمن قراءات في عدد من األعمال، تبدأ من الفنان اإلرتيري

فيلوكسينوس، الذي رسم جدارية لإلسكندر األكبر خالل العصور الكالسيكية، وتنتهي عند الفنانة الكندية املعاصرة ماريانا غارتنر،

مرورا بأمثال كارباشيو وبيكاسو وجون ميتشل وأليخادينو. وهذه قراءات تنقب عميقا في باطن الصورة، أو املنحوتة أو النصب التذكاري، لكي تستخلص خطوط ترميز جامعة، حول الصورة

بوصفها حكاية، أو غيابا، أو أحجية، أو شاهدا، أو استيعابا، أو انعكاسا، أو عنفا، أو تهدميا، أو فلسفة، أو ذاكرة، أو مسرحا...

الكتاب الثاني الذي يحلو لي أن أتوقف عنده هنا، ألنه ال يقل إدهاشا وطرافة وجدة في آن معا، هو »مفكرة قراءة: تأمالت قارئ شغوف حول سنة من الكتب«. وكما قد يوحي بذلك العنوان، يدون

مانغويل وقائع قراءات سنة كاملة، يوما بيوم تقريبا، وأحيانا وقت الصباح والظهيرة والعشية والليل، ولكن ليس على النحو الطبيعي

الذي قد يخطر على بالنا جميعا، أو لعل بعضنا قام ويقوم به بالفعل. إنه ال يدون مذكرات حول ما قرأ أو يقرأ، بل حول منط ـ

ولعلي أقول: حول نسق ـ محدد فريد واستثنائي من القراءة.إليكم احلكاية:

ذات يوم من عام 2002، كان مانغويل يعيد قراءة واحد من الكتب الكالسيكية املفضلة عنده، حني اكتشف أن هذا الكتاب يحمل الكثير من املغزى الراهن ليس في الوقائع اليومية التي يعيشها صاحبنا فحسب، بل في األحداث التي يشهدها البلد الذي يتحدر منه مؤلف

ذلك الكتاب، والعالم على نطاق واسع أيضا. وهكذا قرر مانغويل أن يقوم بالتالي: سوف يختار 21 من أمهات الكتب التي يحبها،

وسيوزع كل كتاب على شهر، ثم يبدأ ـ أثناء إعادة قراءة الكتاب ـ في تأمل ورصد وتدوين أي صالت وروابط ودالالت بني مضمون الكتاب

)احلكاية والشخصيات واألزمنة والرموز والرسالة العامة...(، ومضمون الوقائع الفعلية في العالم الفعلي ذلك الشهر.

احلصيلة مذهلة بالفعل، ليس في جانب تلك املهارة العالية التي ل والواقعي فحسب، بل حتلى بها مانغويل، في الربط بني املتخيأيضا وأساسا في العبقرية العالية التي حتلى بها أصحاب تلك

الكتب، وأتاحت لهم اجتراح أعمال خالدة جتد فيها اإلنسانية ضالتها أيا كانت احلقبة، وأنى انصرمت الدهور وتبدلت األمور.

وللوهلة األولى، قد ال تبدو بعض األعمال التي اختارها مانغويل »خالدة« في رأي الكثيرين، ورمبا في يقني السواد األعظم من

القراء. وقد يبدو بعضها مغمورا أو عاديا أو حتى مجهوال. غير أن بعض اللعبة يكمن هاهنا حتديدا: تلك ذائقة قارئ اسمه ألبرطو

مانغويل، وهذه حصيلة قراءته هو وليس سواه؛ ولكن هذه أيضا حصيلة اخللود التي متتعت وتتمتع بها تلك األعمال، كما التمسها

صاحبنا.الالئحة تتضمن التالي: أدولفو بيوي كاساريس: »اختراع

موريل«، هـ. ج. ولز: »جزيرة الدكتور مورو«، روديارد كبلنغ: »كيم«، شاتوبريان: »مذكرات من وراء القبر«، آرثر كونان دويل: »عالمة

األربعة«، غوته: »صالت انتقائية«، كنيث غراهام: »الريح في الصفصاف«، سيرفانتس: »دون كيخوتة«، دينو بوزاتي: »سهب

التتار«، ساي شوناغون: »كتاب املخدة«، مارغريت أتوود: »الطفو«، ويواكيم ماشادو دو أسيس: »مذكرات براس كوباس بعد وفاته«. وقد يقول قائل: »ولكن أين ألف ليلة وليلة... أم السرد واحلكاية؟«،

أو قد يهتف آخر: »أين »اإللياذة« وأين »األوديسة«؟« وقد يتابع ثالث: »بل أين جيمس جويس و»عوليس«؟«.. ولن نعدم، بالطبع، من

سوف يستنكر: »أين الشعر؟ أين املسرح؟ أين القصة القصيرة؟«. هذه أسئلة مشروعة متاما عند طارحيها، ولكنها بالقدر ذاته، نافلة عند مانغويل، أو باألحرى عند مانغويل في هذه الذائقة

القرائية حتديدا. ذلك ال يعني أبدا أن كتابه ال يتحدث عن الشعر، إذ كيف يعقل ألعمال خالدة في النثر، أال حتيل إلى الشعر؟ هنالك،

طي فصول الكتاب وعلى نحو منتثر مبعثر عن سابق قصد، كالم عن والت ويتمان، كيتس، براوننغ، وأالس ستيفنز، رامبو، آنا أخماتوفا، هاينة، ريلكة، رامبو، بروتون، بدر شاكر السياب

ومحمود درويش. في عبارة أخرى، للقراء في ما يقرؤون شؤون.. وشجون!

كاتب وباحث سوري مقيم بباريس

للقراءة شؤون.. وشجون!

العدد l 47 الخميس 10 يناير 2013 12

صبحي حديدي

متابعات الذكرى الثالثون لرحيل الشاعر لويس أراغون

»عندما ستمنحني حبيبتي مولودا ستكون كلمة »ستالين«

األولى التي سألقنها له«

مرئيات أمينة بنبوشتى

أفكارما بعد اإلنسان سنة 2050.. عندما

يصير اإلنسان إنسانا أعلى )1(

دريئة العددرحيل شاعر عاش في مغارة وأكل من مزبلة وأمه اضطرت وعمرها 72 سنة إلى العيش في مقبرة

وممارسة الدعارة

عصب الكتابةأكتب من حيث أنني ميت حفيظ بودى

لكل أجل كتاب "نادجا" نص أندريه بروتون

األخطبوطي

مملكة هذا العالمتأمالت في اليومي

األمريكي )2( خالد سليكيما الحب إال للحبيب األولجمال المعتصم بالله

العزيز حفيظ بودى صباح اخلير

اليوم قرأت على الفايسبوك أنك فارقت احلياة. أحترم اختيارك هذا، فأنت تعرف أنني لست من املتشبثني بأي وهم، واحلياة أتفه مما كنا نتصور، لذلك أحييك على قرارك النهائي باملغادرة الطوعية. ماذا كان سيضيفه لك يوم زائد؟ ستفكر فقط بغرز حقنة إضافية من األنسولني في ذراعك. احلياة ال تستحق. ال تستحق أن نكون شعراءها املفقودين. فال أحد هنا يعترف وفهمت خالطتهم، وأنت وجه، وال اجتاه بال هائمة هنا الناس بأحد. الدرس كما يجب. القتلة التافهون كنت تعرفهم واحدا واحدا. هم أبطال هذا العصر، »عصر شاحب زائف جندي« كما وصفته في قصيدتك. لست أدري ماذا سأفعل بأشعارك التي أرسلتها إلي؟ أنت ورطتني صراحة، وكلما قرأت قصيدة أو رسالة لك، أحسست بأنني مجرد نذل ال يقوى على فعل شيء. ماذا كنت تتنظر مني، غير التشهير بك؟ أعترف لك أنني عندما قرأت رسالتك التي حتكي فيها أنك عشت في مغارة وأكلت من مزبلة، تيقنت أنك مغربي حقيقي. فهذه املغارة الكبيرة التي تؤوينا جميعا أحسسنا فيها باجلوع وطعم االضطهاد. أنا هاجرت وتركتك ملصيرك. ال أحتاج ألن أبرر لك أنني اقترحت علي موتا آخر يليق بشخص كان يحلم بالشمال. أعود اليوم ألحضن اجلميع حتت األنقاض. أحضن أحبائي املوتى الذين تركتهم

يتحدثون مع ثيابهم وقصائدهم.ترحل اليوم. وأتساءل بقوة هل تصفر عظمة اللسان وتصبح رميما عند

رحيل كل شاعر؟ افتقدنا شاعرا آخر، سقط من شجرة اللغة وكنسته الريح بعيدا خارج دورة الراحل مغربيا؟ هل يحس الشاعر أن يكون الطبيعية. ماذا يعني األدب

املغاربة بفقدان شعرائهم وأدبائهم؟وحده املوت يجعلنا نتذكر بعضنا. شعراء حقيقيون كثر ميرون بالقرب منا وال ننتبه إليهم. إنهم ليسوا بحاجة إلينا.كبرياؤهم وهشاشة أرواحهم اللغة وجه على أسماءهم يشرطون بذواتهم، االكتفاء يفضلون جتعلهم بسكني اجلمال احلادة، وأحيانا يقطعون من حلمهم قصائد حية ومينحونها

لألبدية.ذلك يفعلون والشعراء. هم الكتاب اإلعالن عن موتانا من إلى ال نحتاج لوحدهم كمياومني في مصنع املوت للمنتوجات الروحية، ويتنفسون في

كتاباتهم. ما الفرق بني شاعر مغربي حي وآخر ميت؟ موتى كثر يلطخون مكتباتنا وهم أحياء وميشون في األسواق، وآخرون نردم عليهم التراب، ونعتقد أنهم رحلوا دون رجعة، لكننا نكتشف معهم أننا نحن األموات وهم األحياء، يزفرون اجلمال في مخطوطاتهم وكتبهم التي

تركوها وصية لال أحد.حفيظ بودى أعتذر إليك، لكنه اعتذار امليت لصديق له في الضفة األخرى.

أنا متأكد أنك ستوافقني الرأي بإتالف كل قصائدك التي بحوزتي. سأختار لها نهاية تليق بها. ال شيء يستحق هنا. ستتركها لهؤالء األحياء يقطعون أوصالها ويتفرجون على أملك املفجع. في شذرتك الشعرية التي بعنوان »اللغة« قلت: »إنها ال تسع حيرتي/وموتي املستمر«، لذلك فاللغة بالنسبة إليك مجرد شفرة حالقة تستعمل مرة واحدة. كنت في قرارة نفسك تضحك على هؤالء الذين يتسلقون كقردة شجرة اللغة، مينحونها أكثر مما تستحق، ويضعون قرابينهم قرب املعبد ويتلون األذكار. كل قصائدك كانت متخففة من أي إرث ثقيل، كانت واضحة وبسيطة كأمك املقاومة التي رأيتها بعينيك حية في مقبرة. أعذرني إن ذكرتك بجرح عميق، لكنني أزداد حنقا على هذا البلد الذي ال يستحقك. أنت قلتها: »هل تساوي الكتابة قضيتي؟« ماذا كنت تقصد؟ محمود درويش كان يحمل قضية. هو كان يرى وطنه يغتصب وأنت

كنت ترى أمك. يا لهول املقارنة! كنت حتلم مبثقف جديد ينتج نصا تأسيسيا، لذلك كتبت: »عندما جلست في مغارة ألكتب هذا الديوان كان شعوري أنني مقبل على إجناز صوت أركيولوجي ونص جنوبي، لطبيعة اهتماماتي واحترامي لقضيتي، وحدي أحس مرة ألول الباهظة«. بتكاليفها أخي الهامش جتربة إنها كالثلج، مبغربي ال يلوح مبغربيته كعلم في ملعب كرة من الدرجة الثالثة. أحس بجوبا أمازيغي، ويهودي، وإفريقي، ومتوسطي. حفيظ بودى أنت كل هؤالء، وضدنا جميعا، ضد كل شرقنة أو غربنة. حفيظ بودى أنت نحن جميعا،

عندما منوت ونشبع من املوت. حفيظ ترعبني الكلمات األخيرة. ال تنتظر مني شيئا، فال أحد ينتظر أحدا عظامي حتت وطقطقة رسالتي إن وصلتك يعتذر. ال املوت أعتذر. هنا.

األرض، أبلغ سالمي لكل األصفياء من األحياء هناك.

رحيل الشاعر المغربي حفيظ بودى: أشعاره ورسائله الصادمة تنشر ألول مرة

بطاقة بيضاء

مرئيـات

هشام فهمي [email protected]

رسالة من شاعر ميت

الملحق الثقافي

الفنانة أمينة بنبوشتى بورتريهات فوتوغرافية بال وجه

الفنانة أمينة بنبوشتىبورتريهات فوتوغرافية بال وجه

حسن ملهبيمحمد أسليم

عاش في مغارة وأكل من مزبلة وأمه اضطرت وعمرها 72 سنة إلى العيش في مقبرة وممارسة الدعارة

Page 2: الملحق الثقافي عدد 2

األخبار

لرحيل الثالثني الــذكــرى الــيــوم، فرنسا تستعيد شاعرها الكبير لويس أراغون، إذ تخصص له ملفات الندوات واللقاءات ثقافية كاملة، وتعقد وصفحات األدبية، كما أن دور النشر تتنافس، بدورها، في أن تكون سباقة إلى النبش عن اجلديد الذي لم يكشف

عنه بعد في أعماله وسيرته.تطرح العودة إلى منجز لويس أراغون الكثير من األسئلة امللتبسة، إذ يصعب تصنيفه أو وضعه في خانة نقدية محددة، فهو العابر بني األزمنة واملخترق للنظريات والتيارات األدبية. لويس أراغون الشاعر الشيوعي الــســريــالــي ورفــيــق احلـــزب والـــروائـــي، كل هؤالء إنه والعاشق. للنازية املقاوم الفرنسي، وأكثر، حتى إن البعض يعتبره شاعر فرنسا الكبير، بعد أن أصبح من الكالسيكيات اعتبار فيكتور هوغو فرنسا شاعر حقا هو فهل الشعري. فرنسا وجــه

األول اآلن؟ الشعر حــق فــي مجحفة التصنيفات هــذه تبدو ما مع باملقارنة لها، نقدية أهمية وال والشعراء، أجنزه كل شاعر وساهم به إلثراء الشعرية الفرنسية

والعاملية.بإحدى ضواحي 1897 أراغــون سنة لويس ولد بـــاريـــس، وعــــاش طــفــولــة مـــؤملـــة، إذ رفـــض أبـــوه الناس إلــى أمــه تقدمه وكانت كابن، به االعــتــراف على أنه أخوها. هذا الوضع االجتماعي والنفسي، ــاومــا شــرســا لــكــل مــظــاهــر جــعــل مـــن أراغــــــون مــقالشيوعي باحلزب فالتحق والبرجوازية، الطبقية الفرنسي سنة 1927، وبقي وفيا اللتزامه السياسي الثقافي واعتبر شاعر احلزب وصوته والنضالي، أنــدري الشاعر رفيقه أن رغــم حياته، نهاية حتى الشيوعي، باحلزب بــدوره التحق الــذي بــروتــون، الثالثينات، نهاية في ذلــك عن تراجع ما سرعان

وهو الذي ساهم مع أراغون في تأسيس الدادائية والسوريالية. هذا املسار السياسي كان مثار أسئلة إطار في بالثقافي. السياسي عالقة حــول كثيرة أراغــون، لويس لرحيل الثالثني بالذكرى االحتفاء الشيوعي، زعماء احلزب أحد بيير جوكان، أصدر دار الفرنسي«، عن املصير »أراغون، بعنوان كتابا حياة من سنة أربعني فيه يرصد مارتينيير«، »ال أراغون، يقول عنه: »إنه في نفس اآلن، أهم فاعل في ينضاف العميق، والشاعر املعاصر فرنسا تاريخ إلى ذلك الروائي والصحافي والباحث وناقد الفن، وحتى املؤرخ )لالحتاد السوفياتي(. كل هذا يندرج هوغو، فيكتور أمــام فهو املشترك، تراثنا ضمن األغنية، ووظفه األكثر ورودا في الفرنسي الشاعر عدد كبير من امللحنني«. في حوار مع بيير جوكان، يتحدث أوبسرفاتور«، »لونوفيل أسبوعية نشرته هذا األخير بتفصيل عن رفيق دربه أراغون، لنكتشف أن الشاعر كان يفضل ستالني على الروائي مارسيل بروست. لكن األسبوعية ستطرح عليه السؤال األكثر إحــراجــا فــي حــيــاة أراغــــون، عــنــدمــا كــتــب قصيدة وقال ستالني، لشرطة متجيدا احلــمــراء« »اجلبهة مــولــودا، محبوبتي ستمنحني »عندما بــاحلــرف: بيير يــرد لـــه«، ألقنها كلمة أول ستالني ستكون جوكان بأن أراغون »كان يريد أن يكون ماياكوفسكي الستالينية، في دافع عن احملاكمات لقد الفرنسي. تريولي، إلــزا برمياكوف، صهر اجلنرال كان حني باسم ذلـــك. بكل أراغــــون آمــن لقد املتهمني. أحــد اليد أقطع أن لي »هل يوما: قال الفاشية. معاداة التي كتبت هذه األشياء؟ أراغون شخصية مأساوية

في تراجيديا الشيوعيني«. بعد ثالثني سنة على رحيل »مجنون إلزا«، سنتذكر الفرنسيني، املغنيني كبار بها تغنى التي أشعاره أمثال براسنس وليو فيري، سنتذكر رواياته وأفكاره املقاومة. لذلك يبقى أراغون شخصية متعددة، ميكن

أن نراها من زوايا نظر مختلفة. فعاشق »عيني إلزا« وضع نفسه دائما في قلب الصراع والسجال، وكانت واليوم كثيرة، انتقادات مثار امللتبسة شخصيته جديد من النقاش يفتح الثالثني ذكــراه في أيضا حول غموض شخصية أراغون، عندما اتهم دانييل بونيو، املشرف على أعمال أراغون الروائية الكاملة، الشاعر جان ريستا، منفذ وصية أراغون، على أنه دانييل كتاب من السابع الفصل حــذف وراء كــان بونيو »أراغون، بلبلة األجناس«. هذا الفصل املثير أراغون، دانييل بونيو عن حكايته مع فيه يتحدث أحد داخــل 1973 سنة جنسيا بــه عندما حتــرش سنة، بعد أن أصدر 29 الفنادق ولم يتجاوز عمره كتابه األول عن أراغون، وأبهجه ذلك كثيرا الى درجة له شخصيته »كشف بونيو، دانييل يقول كما أنه، بالغة التعقيد«. اعتبر أن رقابة جان ريستا »سلوك يعود الى عصر آخر، إنها االحتاد السوفياتي«، وأن كتابه »أراغون، بلبلة األجناس«، ال يقصد فقط البلبلة البلبلة بني بل أراغــون، عند األدبية األجناس بني »أهم يبقى أراغــون أن الذكورة واألنوثة، ويضيف لكن جان العشرين«، القرن في إثارة كاتب واألكثر ريستا ال يرى في ما فعله رقابة، ورد على أن دانييل بونيو بإمكانه إصدار ما نشره في دار نشر أخرى، وأن دوره يقتضي أن تقرأ أعمال أراغون على نطاق لنبدأ أراغـــون، على فـ«قبل احلكم وبــرأيــه واســع، بقراءته أوال، وباخلصوص رواياته الثالث املهمة«. رمبا كان جان ريستا يحاول تفادي التشويش على تهم حياته الروائية، بقضية هامشية أراغون عمل احلميمية واخلاصة، لكن نقادا فرنسيني يرون غير عن يكشف احملــذوف الفصل أن ويعتبرون ذلــك، جانب مهم من حياة شاعر وروائي كبير، ترك أثره في املشهد الفرنسي والعاملي، غير أن آخرين يرون أنه ال ميكن اختزال منجز أراغون األدبي الرصني في

سلوكه الشخصي واألخالقي.

ترجمة : محمد أسليم

سلسلة من البحوث العلمية يقدمها ويترجمها على أسليم، محمد املغربي والباحث الكاتب حلقات، تنقل ألول مرة إلى العربية على جريدة »األخـــبـــار«، حـــول نــظــريــات مــا بــعــد اإلنــســان. فاإلجنازات التكنولوجية تغزو حياتنا إلى حد ستخلق معه نوعا بشريا جديدا. هذا هو أمل أنصار حركة اإلنسانية العابرة، وهي عائلة من اصو اخللود. الباحثني ورثة اخليال العلمي وقنالتقت مجلة »L'illustre« بأحد سفراء وقد

احلركة.كزافييه فيليب، 15 – 02 - 2012

»مــزيــدون«، األطــراف االصطناعية، كلنا بشر وأجــهــزة ضــبــط نــبــضــات الــقــلــب، والــعــدســات وتصحح آالمــنــا، وتخفف تصلحنا، الالصقة النعومة على قسوة قليال من عيوبنا، وتضع وجودنا األرضي املفتقد إلى الكمال. ولكن هل تغيير درجــة إلــى أنفسنا ــن نــحــس أن ميكننا وقابلني ذكـــاء أكــثــر نصير بحيث طبيعتنا، ــد، ومــا بعد لإلصالح، واإلنــعــاش بعد أن جنــم

إنسانيني؟ ثم، هل هذا ضروري؟ فــي مــفــتــرق طـــرق الــعــلــم، جتــيــب عــائــلــة من ون باإلنسانيني العلماء بنعم بدون عقدة. يتسمالعابرين Transhumanistes، وهم يتحدرون في أغلبهم من تربة الثقافة األمريكية املضادة ــغــذون فـــي معظم ــت لــســنــوات الــســتــيــنــات، ويالعلمي، معلمون روايــات اخليال األحيان من في بعض األحيان، ورؤيــاويــون شيئا ما، كما أنهم علماء متمرسون، بيولوجيون وفيزيائيون لهم جامعاتهم اخلاصة في وادي أو فالسفة. السليكون )جامعة راي كورزويل اخلصوصية(، أو في أكسفورد )معهد نيك بوسطروم إلنسانية

املستقبل(.بجوليو »L'illustre« مــجــلــة الــتــقــت وقـــد يقيم، عاما( في بودابست، حيث بريسكو )45 هو من أنصار اإلنسانية العابرة حتى النخاع، ورب ولطيفة، وديــة أجـــواء مــن قليال، أصلع وعضو معلوماتي، ومهندس فيزيائي عائلة، سابق في »CERN« ، وعمل في وكالة الفضاء األوربية، وهو اليوم مستشار في مجال الواقع اإلنسان جذريا تعديل »إن يقول: االفتراضي. التكنولوجيات اجلديدة، هو ممكن باستخدام ومرغوب في آن واحــد«. وقــد قمنا معه برسم

بورتريه اإلنسانية 2.0.البراغماتية. مــن مــن جرعة بــد ال ــك، ذل قبل مـــا يــضــفــي عــلــى حــلــم اخلـــلـــود عــنــد مـــا بعد اإلنسانيني، صبغة الواقعية هو القدرة الهائلة التي يكتشفها ويطورها اليوم ما يسمى بتقارب »اإلن بي إي سيNBIC«، أي تكنولوجيا النانو وتكنولوجيا الــبــيــولــوجــيــة والــتــكــنــولــوجــيــا الهائل والنمو املعرفية. والعلوم املعلومات التكنولوجيا مجال في البحوث تعرفه الــذي املعلوماتية دال في هذا الصدد: فقوة احلواسيب

تتضاعف في كل ثمانية عشر شهرا.وقد أعطانا اخليال العلمي ألف حملة عما ميكن لإلنسان أن يكونه في عام 2050 وما بعده، من اء إلى شريط تقرير األقلية، من فيلم شفرة عــدرحــلــة إلــى مــركــز الــذاكــرة، إلــى فيلم الــصــورة الرمزية. كيف يرى ما بعد اإلنسانيون تطورنا؟ أي مظهر سنأخذه وأي قدرات ستكون لنا؟ هل سنكون سايبورغات بدماغ بشري؟ أم سنكون على العكس أجسادا بيولوجية تدعمها وتشرف عليها أجهزة حواسيب؟ هل نحن فعال بصدد لتغيير استعداد الداروينية، وعلى مع القطع

تراثنا اجليني لتغيير نوعنا البشري؟ جسد شاب وقوي

قابلون ولكننا للكسر، قــابــلــني غــيــر لسنا

لــــإلصــــالح. وبــفــضــل الـــتـــقـــدم احلـــاصـــل في اآللي اإلنــســان وصناعة العظام طب مجاالت والسيبرنطيقا، ميكن القول إن اإلنسان البيوني البيولوجيا واإللكترونيك، هو الذي ميزج بني بــوك« »أوتـــو مختبرات ففي بالفعل. مــوجــود بالنمسا الرائدة على مستوى العالم في صناعة األطراف االصطناعية، مت جتهيز شاب بأطراف م فيها بالفكر، بعد أن اصطناعية روبوتية، يتحك

فقد ذراعيه على إثر صعقة كهربائية.اختيار المرء لجسده

املنحى الــتــدخــل ذي مــن ــنــوع ال هـــذا يتيح الروبوتات، مثل قويا املــرء جعل اإلصالحي، تواضعا أكثر بطريقة وإن - احلــال هــو كما التي طورتها جامعة الهياكل اخلارجية - مع »بركلي« لصالح اجليش األمريكي، والتي تتيح للجندي اخلارق أن يحمل أثقاال هامة في جبال أفغانستان بدون تعب. في الرياضة، تثير حالة اء اجلنوب أفريقي أوسكار بيستوريوس، العدكربون اصطناعيني، بطرفي مت جتهيزه الذي ى تكنولوجيا، مسألة احلدود بني اإلنسان املرقومنافسه العادي الذي لم يخضع ألية زيادة. إذا الثاني، فهل تكون كان األول يجري أسرع من م األرقام القياسية عاهته امتيازا له؟ هل ستتحطبتر عمليات بفعل مستقبال، للعدو العاملية الساقني الطوعية وتعويضهما بسبائك خفيفة؟

الهولندية الباحثة مت آخر، صم في مجال جليلة السعيدي، التي تعتبر نفسها من فناني »البيو آرت« )أي الفن البيولوجي(، جلدا بشريا ال بحيث القوة من هو العنكبوت، حرير من 923 بسرعة تطلق س مسد رصاصة تخترقه مترا في الثانية. ويبقى أن جميع هذه الثورات التكنولوجية الصغيرة، التي يأمل اإلنسانيون العابرون في تنفيذها على اجلميع، ليست سوى الفكرة في املتمثل لطرحهم اخلفية الــشــرارة

املذهلة، وهي أن يصنع اإلنسان بدل أن يولد.الرجوع إلى الشباب أو العيش ألف عام

للشيخوخة بدورها، األدويــة املضادة تعرف املــجــال، ال فــي هــذا ازدهــــارا كبيرا ومفاجئا. التغذية، إجنـــازات سجل بني للمقارنة مجال وأمـــراض الــغــدد الــصــمــاء، والــطــب التجميلي واإلمكانيات التي توظفها البحوث في بيولوجيا الشيخوخة. ففي عام 2010، حقق معهد مكافحة هارفارد، بجامعة الطب مدرسة في السرطان إجناز تشبيب فئران، إذ أوقف الباحثون إنتاج الــفــئــران تــفــرزهــا الــتــي الــتــيــلــومــيــراز، جزيئة بشكل طبيعي، والتي تبطئ عملية الشيخوخة. وبإعادة تنشيطها، الحظ الباحثون أن الدوائر قد الــتــجــارب ــئــران ف لـــدى الــتــالــفــة العصبية الفئران قد استعادت استعادت وظائفها، وأن واألمعاء والكبد الطحال وأعضاء خصوبتها دت. وكانت تلك هي املرة األولى لديها قد جتــدالشيخوخة ســيــرورة أن فيها يــالحــظ الــتــي وضع مت لقد للعكس. قابلة طبيعة ذات هي الفكرة في سيناريو فيلم قصة بنجامني باتون الغريبة، حيث يستعيد البطل )براد بيت( شبابه مبرور الوقت. هي فكرة ال تزال مجرد استيهام بالنسبة إلى اإلنسان، ولكن أوبري دي غراي، في متخصص بريطاني عــابــر إنساني وهــو بيولوجيا الشيخوخة عصامي، هو من نوع من العلماء أشباه املجانني، له هيأة هيبي، ويجري أبــحــاثــا على املـــدى الــطــويــل فــي علم الــوراثــة وبيولوجيا اخلاليا، جلعلها حقيقة اجلزيئية سبعة »SENS«مشروعه حــدد ــد وق واقــعــيــة. أسباب للشيخوخة، باعتبارها مرضا، ويهدف عبر اإلنسان جذريا، عمر متوسط إلى متديد في تتسبب التي اجلينية املجموعات حتييد أن اإلنسان أوبــري دي غــراي، إتالفنا. ويــرى الذي سيعيش ألف عام، هو موجود بيننا اليوم

بالفعل.

ــة الــغــربــيــة مــلــوثــة بكل ــي ــعــقــالن الـــبـــدائـــيـــة لـــإلنـــســـان: اخلـــصـــائـــص الأما عدوان، مصلحة، خرافة، مركزية.. العقالنية العربية فـ»سحرية« في أحسن

أحوالها..!!> > > > >

عمومه، في رتيب األمريكي اليومي الــفــردنــة... كل ــراري بسبب حــالــة ــك تالمجال للقانون.. تخضع السلوكات للحرية إال في حدود عواملك الداخلية..لهدر وآلــة فمدمر العربي اليومي أما الــوقــت، والــعــمــر، واســتــنــزاف الطاقة مجانا... في حني يبقى السلوك خاضعا لــلــمــزاج والمـــكـــان لــلــفــردنــة..اجلــمــاعــة

وحدها صاحبة الكلمة..!> > > > >

الكتابة فــي تكوينية دورات هــنــاك السردية والشعرية والنقدية.. إن كانت للثقافة ازدهــــارا ظــاهــرهــا فــي حتمل األدبية األمريكية وحبها، فإنها جتلي درجـــة الــفــســاد الـــذي طــال كــل مناحي احلياة وجعلها مجرد دورة اقتصادية..

كل شيء فيها خاضع للبيع والشراء..سلعة سيلر« »البست ثقافة صــارت

رائجة..

ال أخطر من هذا األدب الذي يخضع إنــه فاسد ــدورة االقتصادية.. ال جلــدل الفلسفي للعمق فــيــه أثـــر ال ومــلــوث

املطلوب من األدب أن يقعره..!> > > > >

الــفــرد هــو الـــذي يهمش اجلــمــاعــة..تلتزم أن أمــام اجلماعة ســوى وليس

باحترام القانون وحرية الفرد..!> > > > >

أمريكية.. أو أمــريــكــي ــى إل تتحدث اللغوية بأخطائك معني غير هو/هي الفرنسي مــثــل لــيــس ارتــكــبــتــهــا، إذا التي يخشى عليها من بلغته املريض االنقراض.. يؤمن األمريكي بأنه مجرد اجلديد العالم إلى جاء ملهاجر سليل لغة يتكلم إنه بلغة غير اإلجنيلزية... هو بحاجة دائمة إلى تطويرها.. يريدك أن تساهم في تطويرها بانزياحاتك كي

يتخلص من االستعمار اللغوي..!

> > > > >

نــيــويــورك، ألنها جعلت من أحــب ال احلرية مجرد مزار يلتقط فيه السياح أحـــب حريتي لكني لــلــذكــرى. صـــورا الصخب وســط مانهاتن شـــوارع فــي واملارين... حيث تقف لدقائق كي تشرب أنــواع كــل أمــامــك كــأس قهوتك، فتمر تختزله كله العالم البشرية. املالمح قطعة أرض وقطعة زمنية... إنها متحف

لتاريخ اللحظة..!الرأسمالية ضحية جــســدا، املــــرأة، القضيبي الذكوري والعقل املتوحشة الــــذي يــتــجــســد بــكــل مــظــاهــر الضبط والهيمنة.. واحلركات النسائية تواجه، تقاوم، وتفضح من أجل حترير اجلسد األنــثــوي مــن »الــتــســلــيــع«، الـــذي طاله للعقل السياسي االقتصادي قبل من

الرجولي..للمرأة.. لذلك، ليس هناك يوم عاملي

السنة كلها نضال من أجل التحرر من الوعي القضيبي البطرياركي!

> > > > >الثقة منعدمة في أمريكا، كما في باقي املجتمعات. وكل معاملة، أو سلوك، أو طائلة يكون حتت أن ينبغي تصرف،

القانون..لكن القاعدة العامة واملبدئية مؤسسة

على الثقة!مـــشـــاكـــلـــك ـــــل ك أن حتـــــل ـــك ميـــكـــنــــف، واحلـــــصـــــول عــلــى ــــهــــات ـــر ال عـــبعبر بــنــكــيــة تــســهــيــالت أو ـــــروض ق

الهاتف..ازديــاد أو أبــدا، عقد لم يطلب مني،

شهادة سكنى..!والــثــقــة سالحا كــم تصبح احلــريــة خطرا على الفرد إن لم يتعامل معه بكل

أنواع القيود.. تــصــبــح احلـــريـــة هـــي الــســالــبــة لكل

احلريات!

> > > > >

كثير مــن األصـــدقـــاء الــعــرب، ســواء الــذيــن جـــاؤوا في أو يقيمون الــذيــن رحلة سياحية، مثقفون وغير مثقفني.. فأمريكا اإلحباط.. من بنوع يصابون

التي في تصورهم غير الواقع..ثمة مثل مغربي بليغ يقول: »السوق أنت وما تسوقت«.. لكنني أعتقد.. بناء على معطيات ودراسات، أن »الصعقة«، االنتظار والدهشة، وخيبة والصدمة،

مطلوبة!لن أشرح ولن أخوض في التفاصيل، إمنا يروق لي أن أشير إلى مثال السيد الــذي طــرأ عليه بعد قطب؟! والتحول فيها اإلقامة وبعد أمريكا، من عودته

ملدة..كاتب وباحث مغربي مقيم بأمريكا

الذكرى الثالثون لرحيل الشاعر الفرنسي لويس أراغون ال تخلو من مفاجآت

»عندما ستمنحني حبيبتي مولودا ستكون كلمة »ستالني« األولى التي سألقنها له«

ما بعد اإلنسان سنة 2050.. عندما يصير اإلنسان إنسانا أعلى )1(

الفنانة أمينة بنبوشتى بورتريهات فوتوغرافية بال وجه

13 العدد l 47 الخميس 10 يناير 2013

الملحق الثقافي

خالد سليكي

تأمـالت أمريكيـة نزهة المشتاق2في اختراق اآلفاق

األخبار

متعددة، أمكنة فــي امـــرأة لبورتريهات فوتوغرافية صــور بعضها ملتقطة في صالونات مغربية أنيقة وبقفاطني مغربية، لكن املدهش أننا ال نرى وجهها أبدا، عوض ذلك نراها تخفيه بأباجورة أو حتفة فنية. إنها سلسلة من األعمال الفوتوغرافية عرضتها الفنانة املغربية أمينة بنبوشتى بـ«ماتيس أرت غاليري« بالدار البيضاء. ويبدو أن الفنانة حتاول التعامل مع فضاءات حتيل إلى هوية مغربية ما، وتستعمل األشياء األكثر حميمية

وقربا من الذاكرة.أمينة بنبوشتى من مواليد 1963 بالدار البيضاء، من أب مغربي وأم فرنسية، حاصلة على دبلوم في األنثروبولوجيا والدراسات

الشرق أوسطية بجامعة ماك غيل مبونريال الكندية سنة 1986، كما أنها كانت حتضر كمستمعة حرة

اجلميلة للفنون الوطنية املدرسة دروس إلى بباريس، ما بني سنتي 1988 و1990، وكانت في املختصة »Les Alignés« مجلة تدير

الثقافة واملوضة.عرضت أمينة بنبوشتى أول أعمالها الفنية الفن إلــى جانب 1986، وهــي جتــرب سنة التشكيلي وسائط أخرى، كمن قبيل الفيديو

والفوتوغرافيا وفن التجهيز. يعتبرها بعض النقاد أقرب فنيا إلى الفنان املغربي فؤاد بالمني.

فلوحاتها التشكيلية تبدو وكأنها غير مكتملة، أو أنها فكرة أولية ملشروع لوحة، لكنها بدأت، في السنوات

األخيرة، ترسم لنفسها مسارات جديدة أكثر عمقا، وتنفتح على الفضاء وتقنيات جديدة. ففي تقدمي ملعرضها بعنوان »املساحة والقلب«، يقول عنها الكاتب والناقد الفني برنار كولي، املولود بالدار البيضاء واملقيم بفرنسا، والذي أشرف على العديد من املعارض الفنية املغربية: »إنها أبعد عن كل إغراء أو لون مغرق في اجلمالية، وتزعج عن طيب خاطر مسبقا كل ذوق.. تدفعنا أمينة بنبوشتى إلى عالم ذهني، حيث نرى آثار الهوية والذاكرة،

وأيضا إمياءة جسد قدمي يتحرر«.

مرئيـاتأفكار

متابعات

Page 3: الملحق الثقافي عدد 2

bbb

إعداد : هشام فهمي

أقرأ هذه األيام على حائط »الفايسبوك«، املغربي حفيظ بودى قد رحل. الشاعر أن اخلبر تناقله بعض الشعراء، لكنه بقي خبرا معلقا وغير مؤكد، يشبه غصة في احللق. بعدها كتبت للصديق الذي أعلن عن اخلبر، فأكد لي أن حفيظ بودى ترك فعال احلياة،

وانصرف إلى شؤونه اخلاصة. اليوم تخصص »األخبار« ملفا عن الشاعر املغربي الراحل، سنقرأ له مختارات شعرية من ديوانه األول »هكذا تكلم جوبا«، وسنقرأ أيضا بعض أشعاره من مخطوطة »أشعار احلكومة البيضاء«، التي لم يسبق نشرها، مع الكشف عن أفكاره ورؤيته الشعرية، من خالل بعض مراسالته التي تنشر ألول مرة.

رسالة إلى »الغارة الشعرية« ،1999 سنة الشعرية« »الغارة توصلت أحد، يعرفه ال مغربي شاعر من برسالة اسمه حفيظ بودى. ثمة لعنة تالحق الكثير من الشعراء املغاربة احلقيقيني، فقد يقضي الشاعر دهرا دون أن يسمع عنه أحد، »يكتب لنفسه فقط«، كناسك في دير مهجور، وحتى أطلق أنه األول، تظن كتابه عندما يصدر

بيانا شعريا ضد نفسه وضد العالم.أدهــشــنــي نــص حفيظ بـــودى الــشــعــري.

أن أتعرف على الشخص. لم يكن يعنيني وأعــلــنــت صــداقــتــي مــع نــصــوص شعرية ملفتة، ومختلفة متاما عما يكتب من شعر مغربي. قرأت ديوانه الشعري األول »هكذا تكلم جوبا«، وبعدها وجدت نفسي مدفوعا إليه والكتابة عنه. أحسست الكتابة نحو فكتبت كتفي. على يسقط أشــعــاره بثقل عنه بعض السطور وأرسلتها إلى جريدة »الــقــدس الــعــربــي«، نــشــرت فــي عــدد نهاية أبريل من سنة 25 - 24 ليومي األسبوع

1999، بعنوان »زمني خارج املساحة«.

هكذا تكلم حفيظ بودى 1960 مواليد مــن شاعر بـــودى، حفيظ مبدينة األسف الكبير، آسفي. اشتغل معلما وكان مصابا بداء السكري، حسب ما ورد »يــوم مع بعنوان له في رسائله وقصيدة األنسولني«، والتي أهداها لطبيبه. صدرت ،1997 سنة األولـــى الشعرية مجموعته عن ،1998/ 724 قــانــونــي إيــــداع بــرقــم جند غالفها على بآسفي، الكتاب مطبعة هكذا اجلنوبي، »الديوان التالي العنوان تكلم جوبا«، مذيل بتاريخ كتابة النصوص ما بني سنوات 1990 و1997. عدد صفحات املــجــمــوعــة خــمــس وســـتـــون صــفــحــة، في املجموعة يفتتح عنوان األولــى الصفحة »أكتب من حيث أنني ميت«، ويتوزع الباقي على خمسة عناوين رئيسية أو خمسة كتب، من »الكتاب األول« إلى »الكتاب اخلامس«، ارتباك في ثمة لكن فرعية، تليها عناوين تشفع جماليتها أن غير العناوين، وضع لها، مثلما نعثر في صفحة 41 على صفحة بيضاء بعنوان »الديناصور«، فال نعرف إن تخلى عن التقسيم اخلماسي للكتب، أم أنه يستأنف بعنوان جديد مثل األول الذي بدأ

أية حــال، ما يأسر في به املجموعة. على املجموعة، هو بساطة تصميمها املنسجمة مع بساطة لغوية ال تدعي أي شيء، حتى الشاعر ال يعلن عن نفسه بأنا متضخمة، بل هو شاعر حسب دورة الطبيعة واملزاج، كما نقرأ في بداية املجموعة: »عند كل خريف أحتول إلى شاعر/يكتب لنفسه فقط«. إنها على بعمق تعمل ومقتضبة صلبة جمل احلفر في الذات وخبطها بجدار العالم، فهو يقول في هذا املقطع: »عصر شاحب زائف جندي/غالبا ما تتصل إرادتي بعبث قاتل«. البداية أن عنوان املجموعة سنالحظ منذ الذي يحيل على الكتاب النيتشوي، »هكذا تكلم زرادشت«، يضعنا مباشرة في العالم

الفلسفي للشاعر حفيظ بودى.

ال أعاني سلطة األدب ال حزب ال نقابة ال تصويت

طرد الفيلسوف أفالطون الشعر والشعراء مزيفون أنــهــم يــرى كــان مــن جمهوريته. للحقيقة، ويحاكون عاملا موجودا فقط في الفلسفة التقاطب بني عاملي خيالهم. رغم الــلــوغــوس مــن األول ينهل إذ والــشــعــر، يلتقيان في فإنهما امليتوس، والثاني من مــا حتــدث عنه رامبو الــعــالــم، وهــو تأمل بالفصل بني شعر الرؤية والرؤيا. فحفيظ بــــودى يـــبـــدو، فـــي الــكــثــيــر مـــن قــصــائــده، ويحضنه العالم يستشرف رائيا شاعرا »املغارة«: يقول في قصيدة املستقبل، في »هنا ال شيء يحيط بي/غير أفكاري/الذات وعاء مطلق لتواجد/ الوجود/ للنطق باسم العالم/ باسم اخلوف األخير«. مثلما هي الشاعر قلق تعكس بــودى حفيظ قصائد الفلسفي في عالقته بالذات واآلخر والعالم، فمقاالته ورسائله، أيضا، تكشف بوضوح أفــكــارا املــتــوحــد، يحمل الــشــاعــر أن هــذا مختلفة وأحيانا غريبة وضد التيار. يقول في رسالته: »لم أكن أبدا شاعرا ينتهي في األدب، ال على مستوى التكوين وال االهتمام، واملرجعيات، وهذا مهم جدا توضيحه«، ثم يراقب مبدع مواطن »إنني قائال: يضيف ويختلط ثم يحلل ذلك بالكائن البعدي الذي يطبعني، داخل فضاء فلسفي وشخصي.« في نفسه عن يعلن بــودى حفيظ الشاعر بــأنــه شاعر الــرســائــل، فــي كما القصيدة مختلف يقطع مع السائد، ونفهم كيف أن بحثه عن حرية الفكر والذات جعاله خارج الثقافية واالجتماعية. يقول السلطات كل في رسالته: »ال أعاني من سلطة األدب علي، ال حزب، ال نقابة، ال تصويت، ال جمعيات، األمــر«. وانتهى ما يستطيع يــرى مواطن باستقاللية يبدأ كبير، درس شعري هــذا الذات، لينتهي إلى حترر النص، فال متيز الذات دون حتصني إبداعيني، انفراد وال وبحثها الدائم عن حريتها واستقالليتها.

شاعر يسكن مغارة ويأكل من مزبلة وأمه تضطر و عمرها 72 سنة

إلى ممارسة الدعارة في مقبرةإحــدى رسائله، بــودى في يحكي حفيظ

ــني بكل ع إنــه إذ كــان يشتغل معلما، أنــه مــن تـــافـــراوت ومــيــر الــلــفــت، بــني ســنــوات و1986، وانتقل إلــى مدينة آسفي 1982و1999، 1987 سنوات بني بها واستقر العمل عــن لتوقيفات سيتعرض بعدها بدون أجرة، ال يذكر أسبابها بني سنوات أنــه سيتشرد، مما املــؤلــم و1997. 1991العجوز بأمه التكفل سيجعله ال يستطيع التي انفصل عنها أبوه، الذي كان جنديا، سنة 1975، ليضطر إلى السكن في مغارة، الرسالة )انظر واألكل من األزبال مباشرة املرفقة(، وستلجأ أمه، مضطرة، إلى العيش امــرأة الــدعــارة في مقبرة وهــي وممارسة عجوز. املفجع أن هذه املرأة كانت مقاومة، لكن ال أحد اعترف لها بذلك، رغم أنها كانت ثم اشتغلت االستقالل، إلــى حــزب تنتمي والفرنسيني الــيــهــود بــيــوت ــي ف خــادمــة أصبحت بعدها واإلســبــان، والبرتغاليني الشاعر يقول الــســرديــن. مبصانع عاملة حفيظ بودى في رسالة له: »أبي انفصل عن ثم معها، 1875. عشت سنة منذ والدتي تكفلت بها، وعند سنة 1990 سوف نتشرد، وقد توفيت أثناء التوقيفات بعد إصابتها بالسكري، وقد تشردت هي كذلك وأصبحت رغما عاهرة إلــى وحتولت املقبرة تسكن أخي تعرف أنــت سنة. 72 وعمرها عنها عالم املقبرة.. مقابل عيش!! وعاشت حقوق اإلنسان !! بعد 1998 سويت وضعيتي بكل برودة.. بعد أن جرحت في كرامتي كمواطن

وإنسان«. كــل هـــذه الــفــظــاعــة الــصــادمــة والــتــي ال تـــصـــدق، عــاشــهــا حــفــيــظ بــــودى لــوحــده، األســود، وكأنها املغربي مواجها مصيره لعنة ال تقاوم نلمسها في نصوصه الشعرية نقرأ حلفيظ كبير. ونحن املكتوبة بصدق

بــودى، نلمس تلك املــرارة وهي تنغرز في اللحم، كأنها مشي بقدمني حافيتني على باالضطهاد إحساس إنــه مكسور. زجــاج سنكتشفه سياسي، سخط إلــى سيتحول »أشــعــار حكومة فــي مخطوطته واضــحــا القصائد التي ننشر منها بعض بيضاء«، إلــى املــجــمــوعــة يحيل عــنــوان مـــرة، ألول صعود حكومة التناوب نهاية التسعينات، لذلك سيفتح بودى النار في قصائده، على بعض الوزراء والسياسيني بسخرية الذعة. الشاعر املغربي حفيظ بودى اسم متفرد في نفسها، إال تشبه ال لغته املغربي، الشعر املغربي الثقافي الهامش رموز أحد وهو

بدون منازع.

الرسالة األولى: لم يسبق لي أن قرأت ديوانا مغربيا واحدا

أخي الكرمي هشام فهمي فــرحــت أخــي بــرســالــتــك، وهــو تقدير لن اكتشفت شاعرا، أشعر أبــدا، وكما أنساه كذلك بأنني وجدت ناقدا بعديا قادرا على نفسيا قــادرا ناقدا النقدي، متيزه إنتاج الكتابة بــوعــي اخلــــروج عــلــى وفلسفيا األدبية باملغرب، من متخيل نقدي تاريخي التاريخ بثقافة بعدي نقدي متخيل إلــى العام للمغرب، ليس فقط مبضمون الدورة املغرب ميارسها التي العامة اآلســيــويــة قرنا، كمرحلة لعقل مغربي شرقي منذ 15 وطني مفتوح، يعلن اآلن نهاية دورته في السابقة الوطني، متاما كاملراحل التاريخ التركيبية، وأن املستقبل واحلداثة واملناعة التاريخ رهينة مبضمون وحدة الفلسفية األولى أركيولو جيته منذ للمغرب، العام

التاريخ في وجودنا وباستمرار املمكنة، واجلغرافيا وطبيعة النصوص املستعملة.لم أكن أبدا شاعرا ينتهي في األدب، ال على مستوى التكوين وال على مستوى االهتمام، واملــرجــعــيــات، وهــذا مهم جــدا توضيحه، وأستطيع أن أقول لك، أخي هشام، إنه لم يسبق لي أن قرأت ديوانا مغربيا واحدا، التعليمية الثقافة إلى أنتمي أنني ال كما بعد مــا طيلة أشــرفــت التي ومواضيعها العقل تــوجــهــات معظم على االســتــقــالل، الثقافي املغربي. إنني مواطن مبدع يراقب ويختلط ثم يحلل ذلك بالكائن البعدي الذي

يطبعني، داخل فضاء فلسفي شخصي.مــن جهازي غنائيتي؟ أســتــمــد ــن أي مــن النفسي باعتباره تاريخا شخصيا وتاريخا عاما، إن الكتابة بشخص املواطن، الواضح طبقيا وفلسفيا وجماليا تعلو بداخلي على أعاني ال ممــكــن. شــعــري مثقف مصطلح نقابة، ال حــزب، ال علي، األدب من سلطة ما يــرى ال تصويت، ال جمعيات.. مواطن يستطيع وانتهى األمر، إن شعوري مييل إلى االستقالل، ما دمت قد حققت لنفسي حريتي الفكرية، بفضل »املواطن« النظري الذي قاد أسئلتي ومزاجي وعالقتي بالثقافة املغربية والشرقية اإلنشائية التعليمية املعاصرة والليبرالية، مثل والفرنسية واالشتراكية الفاعلني، ألنهم متعلمون جميع املواطنني

ومبواقف وعقليات وأقدار.أخي

نصوصهم املــغــاربــة ينتج أن يستحيل إذا والعالقة، والفكر للوعي التأسيسية التفكير إلى نفسيا وحضاريا ينتقلوا لم اخلاص والعام، من خالل فضاء تاريخهم العام، كما اكتشفته بداخلي ألغترب داخلي.أصــولــنــا اإلبــداعــيــة مــن األركــيــولــوجــيــا

وليس من الشرق والغرب، هذه مجرد عالقة وتاريخ دولي ومكسب يخصنا، أي شعب ينطلق ويبدأ من زمنه األول في جغرافيته، الوحيدة إفريقيا شمال تستمر حني في عامليا، التي تفكر مبعطيات تاريخها العام وفضائه اخلصب، الضامن لعلمانية وطنية غير متناقضة مع أي نص من نصوصها بــاعــتــبــاره عقال املــغــربــي، للعقل املــكــونــة فلسفيا تنظيميا ومرجعيا. عندما جلست في مغارة ألكتب هذا الديوان، كان شعوري أنني مقبل على إجناز صوت أركيولوجي ــــص جـــنـــوبـــي، لــطــبــيــعــة اهــتــمــامــاتــي ونإن كالثلج، وحــدي لقضيتي، واحــتــرامــي الرهيبة.. بتكاليفها أخي الهامش جتربة عندما تكون القضية بوضوحها الفلسفي.

الرسالة الثانية: أنا لست عربيا.. المغربي إفريقي

أمازيغي متوسطي 24 مــن الصفحتني عــلــى تــطــلــع عــنــدمــا الصداقة، هــذه فــي شــأن ستقرر 34 إلــى على يعرفنا الــعــام التاريخ أحـــس. هكذا الكائن اليهودي الذي يوجد داخل مكونات الشخصية املغربية، ووحده النص الشرقي فينا حوله فلسفيا، إلى »آخر« خارجي. إنني أتعقل الشرق مبعطيات الشخصية الوطنية، وليس من خالل الوعي الشرقي جتاه نفسه، وهذا هو املهيمن بفضل سياسيني ومثقفني قادوا هذا القرن الفكري املغربي، في غياب

وعي ذاتي مستقل نظريا وفلسفيا. أنا لست عربيا، املغربي إريقي أمازيغي لنصوص تاريخي ومستعمل متوسطي، القوى االمبراطورية الزراعية البحرية، ثم العلم واالقتصاد أمــام ظاهرة فقير تلميذ

واحلداثة والتنظيم، وال يعرف ماذا يريد.إن قيامي بإحالل األركيولوجيا الوطنية مــحــل األســــطــــورة والــــالهــــوت الــشــرقــي، العربية، سوف جتعلني ضمن بنية لغتي مــادام الشرقية، اإلبــداعــيــة خـــارج سلطة سلطة نفسه هو العام تاريخنا مضمون اإلبــداعــيــة املــغــربــيــة، مــن حــق النصوص البعض في الشرقية أن تصطدم ببعضها الطبيعية األماكن الطبيعي، ال في مكانها لآلخرين. إن االستقالل الفلسفي عن فلسفة اتخاذ موقع الشرقي متكنني من التاريخ موضوعي، فاليهودي ليس عدوي الفلسفي بالنسبة الشأن ألنه واضح فلسفيا، كذلك

إلى الفلسطيني، أو أي جماعة بشرية.

صديقي الكرمي طريقي ليست سهلة، لكن إرادتي واضحة، بعدية فكرية مدرسة إلــى حاجة في إننا الواقع املعرفي فائض خبرته ميارس بها احلــضــاريــة، بــالــتــاريــخ واألنــــا والــتــطــور،

بأجياله اجلديدة والقادمةمع احترامي وتقديري الكبير، إن تعارفا

مباشرا مفيد لنا.إلـــى قــصــيــدة ضمن الــشــاعــر هــنــا يشير لم تكلم بودى« »هكذا الشعرية مجموعته العنوان إليها يضيف لكنه معنونة، تكن اجلميلة«، »الــيــهــوديــة يـــده: بــخــط التالي

ويعتقد أن ذلك سيؤثر على صداقتنا ) هشام فهمي(

I الخريف رقمعند كل خريف أحتول إلى شاعر

يكتب لنفسه فقط تتنوع املذكرات اليومية إذن

تـــضـــطـــرب أمـــــام رائــــحــــة املــــوت واجلوع واإلهانة

عصر شاحب زائف جنديغالبا ما تتصل إرادتي بعبث قاتل

فالطيور تقلوالغابات تتسمم

وفرحتي تتسخاخلــريــف يــربــط بــصــري بــاألرض

والطريقالــعــام سؤالي الــزمــن مــن يجعل

الفلسفيعن العظام والنحاس والورق وأنا

وخلية منل كدست استعدادها بانتظار تصور جديد للسفر

بعت كل عاملي اخلاص أنا بدون ذاكرة أو نص

دائمة أسئلة عند تــوقــف الــزمــن احلضور

ــكــر بــــاملــــاء والـــلـــعـــب واحلــــب ــف يواملساحة

هذه الطرقات واألجساد الداخلية تشتتت

خرج الطفل من الطفل الســتــعــمــال اخلشب حــاجــتــي إن

ستزداد جنونااألحــوال مدونة طردتني أن بعد

الشخصية من حديث املقاهي

من جدية البقال وخبزه الصباحي لي كشخص الناس احترام ومن

في مالبسهإنه حصار الصمت الذي اختصر

األحالمداخــل معطف شتوي بها ورمــى

تهابه الرؤوس الدافئة

يفكر بثالث قارات زائد ملحلـــقـــد أصـــبـــح خـــوفـــي اآلســـيـــوي

مشكلتي هذه املرة كذلكالعنب وصحنا اشتهي الذي أنا

لكل راسفـــي مــتــحــف بــطــنــجــة واجــهــتــنــي

ثالثيةزمن منفي

جوبا كرسي

دليل كيف أكتب بهؤالء فيوأفتح لذاكرتي زمني؟

لقطةساعدني صديق

أجلس مبقهى الباهيةشــرطــي يــحــرس الــبــنــك املــركــزي

ببدلته فقطالسجائر بائع الطفل على نــادى

وأخذ واحدة ألنه شرطيإلـــى سجائر الــســيــجــارة أضـــاف

أخرى في الصندوق اخلشبي واملطر الشمس من يحميه الــذي

وعيون املارةبأناشيد تتسول ضخمة امـــرأة

وطنية وطفلها ذو األربـــع ســنــوات فــي كيس من

البالستيك مشدوداحلــديــقــة ورود يـــالعـــب بــحــبــل

بصوتهأحمق أسود ينظف الشارع

شرطي سري يتحدث مع الشرطيالشرطي يشير إلى جيبه

يفترقانيأخذ سيجارة

أشعل واحدةحزين بشكل مقدس

جائع إفريقي خارج تاريخ اخلردة

واليانصيبهاهي أجساد مثلي تناقش يومها

اإلسبرطي أحسوا اليوم بجرحي متدفقا على

حصيرنا املشتركهذا يؤلف جملة للفرح احملايد

هــــذا يـــعـــرض عـــلـــي قــطــعــة خبز وسيجارة

مثل نفسه فكوم الغريب ذاك أما يقول أن انتظار فــي خريف ورقــة

شيئا..ثم نام

أيــهــا الــفــقــر الــعــظــيــم فــي الــزمــن الرهيب

أيها اجلرح النهائي يا سيد الصقيع وغياب املرايا

مثلي املــاليــني عبور أثــنــاء إنني آلخر رصيف

إنني في ظالم الليل وغبار األسئلة يتطاير أملي بحائط شبه أصفر

فتدرك العني أنها اللوحة املطلوبة لرصيف وتالل من ورق بغمولة

ال فرق بني صندوق أو قبر يعتبر

جسدي لذته القصوىــائــي ــمــا وطـــئـــت قــــدمــــاه أشــي ــل ك

اخلاصةـــي تــركــتــهــا خــــــارج قــبــعــتــي ـــت ال

الشتوية الزرقاءهل تساوي الكتابة قضيتي؟

هل لي شجرة؟

المغارة هنا ال شيء يحيط بي

غير أفكاريالذات وعاء مطلق لتواجد الوجود

للنطق باسم العالمباسم اخلوف األخير

هذا التراب الذي يحتويني تلك الفتحة التي أمامي

مجال سؤالي بعد نهايتي لـــم أعـــد أتـــوهـــم الــســيــر بــاجتــاه

املستقبلأنا املستقبل

سأقول كلمتي هذا القرنســــأعــــرف ظـــلـــي حتــــت مـــطـــر مــن

صنعيوأبدأ سفري إلى ذلك الكوكب

حيث تكفي الرغبة لزرع سنبلةولسان بقرة

أفريقيأنا احلياة

املوت ال يخيفنيأهاجر خارج التاريخ واجلغرافيا

والضميرووطني دفن جماعي

أصبح للذباب علم ونشيدوطوابع بريد

وألنني مررت من هنابسؤال ونصف قلب

أصبح نصيبي من الكرنفالجرمية

أشعار احلكومة البيضاء

ــم نــفــس ســنــة أولـــى حــكــومــة عــلداخلي

متخزنوا تسلمواال حتاكموا كثيرا

كونوا، نحن، كذلكمر صيف وخريف

انطلق قطار بطاقمه فقطدخل محطة بالتيلكس

استقبله جلباب متزق عن آخرهبداخله مقاوم على الرصيف

أيتها احلكومة البيضاءحر في سجنه من يتلثم بوطنه!!

السيد نوبير املائدةلم يعد في حاجة إلى قراءة املوطأ

فاملقاول الهوت اللحظةلذتها ساحرة

وكالمه نص حيساخن كهذه الظهيرةنقابتك طبقة تشققت

كراسي قدمية في إسمنت شبه عاريحرسها مناضل

بدون أجرة

املطران عبد السالم ياسنييخرجون من جلبابك

ألنك ال تفكر بهمويغلب عليك األديب

هل أنت رجل دولة معاصر؟هل تتعقل العالم بالفيزياءبالعقل الشرقي الذي فيك؟

املطران في ديرهيتخيل بلذة طفولة توقفت

ال شمسال قصبة

أيها الشاعر املمكنغير محل إقامتك؟

لكي تكون رجل دولةفكر بتاريخك العام وامنحك

عطلة رومانية كذلكتخيل نفسك في سفينة

من خشب غابتك القادمةوقناعك الليلي

ال تكن صغيرا أمام عقلكوضميرك وشرفك

أيها الرجل اجلديداملاء جاهز

العدد l 47 الخميس 10 يناير 142013

الملحق الثقافي

أكتب من حيث أنني ميتحفيظ بودى

رحيل الشاعر المغربي حفيظ بودى: أشعاره ورسائله الصادمة تنشر ألول مرة

عاش في مغارة وأكل من مزبلة وأمه اضطرت وعمرها 72 سنة إلى العيش في مقبرة وممارسة الدعارة

دريئة العدد

عصب الكتابة

Page 4: الملحق الثقافي عدد 2

حسن ملهبي

»نادجا«، هل هو نص روائي؟»نــادجــا« أن األولــى للوهلة يبدو ال قــد العربية، إلى نقله الذي بروتون، ألندريه نصا ،)*( وســاط مبارك املتميز الشاعر لفن راهنة ــراءة ق منظور من استثنائيا الرواية، إذ عرف هذا األخير في النصف الثاني من القرن العشرين، حتوالت كبيرة جتريبية أراض الــكــتــابــة أمــــام فــتــحــت »نــص« فــي االستثنائي لكن شــاســعــة... ــون يــبــدأ أوال مــن احلــقــبــة واملــنــاخ ــروت ب ،8291 ســنــة فــفــي فيهما. الــلــذيــن صــدر تاريخ صدور الطبعة األولى من »نادجا«، كـــان الــســريــالــيــون فــي أوجـــهـــم، وكــانــوا كانت التي ألوربــا الثقافية الواجهة في التي بــطــروحــاتــهــم بـــاريـــس، عاصمتها والتحطيم، التجاوز من بالكثير اتسمت

إضافة إلى أنها كانت خالقة. فكتاب »نادجا« للشاعر الفرنسي أندريه منظر احلركة ،)6691 - 6981( بروتون ــر، هــو جــزء مــن موقف الــســريــالــيــة األكــبالسرياليني إدانــة في يتمثل أكثر شموال وفي .)4291 )بيان أدبــي كنوع للرواية »نادجا« اعتبار نص السياق، ميكن هذا ــة ــة املــضــادة، رواي ــرواي إذن نــوعــا مــن الــة. وهــو، إلــى جــانــب أعمال ــرواي تــديــن النثرية أخرى لبروتون، رهان أمام الكتابة أراد فبروتون السردية وحول ممكناتها. احلسم مع البناء الكالسيكي للشخصيات، ــوب بــخــوضــه لــتــجــربــة مـــا أســـمـــاه »أســلاملالحظة الطبية«، حيث الكثير من التقشف أية أمكن، عن ما االبتعاد، مع األسلوبي »الرواية« قارئ لغوية. وسيالحظ زخرفة بأسلوب تتسم مقاطعها مــن الكثير أن التجريد ــى إل تــقــريــري، وتــنــزاح أحــيــانــا فكر يبرز إذ النظري، والتحليل الذهني العديد من النقدية مواقفه ومعه بروتون األخيرة املقاطع فيما جاءت القضايا، من من النص بدفق لغوي شعري ونبرة غنائية اعتمد الكاتب أن إلى إضافة هذا عالية. يضم إذ الفوتوغرافي، التصوير تقنية توثيقية صــورة خمسني حــوالــي الكتاب املاضي، القرن عشرينات خــالل لباريس بحاناتها ومقاهيها ومعاملها، وللعديد من )أرادها املؤلف أن الشخصيات واألحداث التي الرؤية زوايــا ملتقطة بحسب تكون كان قد شاهدها شخصيا أثناء لقاءاته مع نادجا(، »تلك املخلوقة امللهمة وامللهمة على الدوام، والتي لم تكن حتب سوى أن تكون في الشارع، باعتباره حقل التجربة الوحيد

املالئم بالنسبة إليها...« )ص 821(.

النـزول إلى األعماق السفلى للذهن

كـــتـــاب »نـــــادجـــــا« لـــيـــس أيـــضـــا كــتــابــا عليه، املتعارف باملعنى أوتوبيوغرافيا الــروح )أو الغامضة املــرأة فنادجا، هــذه الهائمة كما تسمي نفسها(، التي يقدمها بروتون هي ملهمة الكتاب، »ستكتب رواية العبارة تورط ذلــك«. بهذه عني. أؤكــد لك ليكتب ذريعته هي تكون وهكذا الكاتب، للكتابة ذريعة الرواية وتكون »الرواية«، مــقــطــع أول مسهب فــبــعــد ـــادجـــا... ن عــن عدة بني بروتون فيه ينتقل الكتاب، من شبيهة ونفسية، وواقعية شعرية عوالم النـزول »لكن رامــبــو، إلــى جحيم بهبوط

إلى حيث ال للذهن، السفلى القيعان إلى لينجلي...« الليل ويعود يهبط مجال ألن امـــرأة بــنــادجــا، الــكــاتــب يلتقي ص54. غريبة األطوار صادفها في شوارع باريس، وتوطدت ديلكور، ليونا اسمها احلقيقي العالقة بينهما لشهور، قبل أن تنتهي هي فيها رأى املــرأة هــذه عقلية. في مصحة ألفــكــاره، فهي كثيرة انعكاسات بــروتــون سريالية دون أن تدعي ذلك، وتقول ما في الكتب دون أن تكون قد قرأتها. امرأة قادت بروتون إلى عالقة شبيهة بغموضها: »من الذي الواقع الواقع؟ هذا أمــام كنا نحن، قــرب قدمي نادجا أنــه متمدد أعــرف اآلن في نــرى ال مـــراء« ص321. ونحن ككلب حياة ــة أي قليلة- –باستثناءات الــنــص

أخرى للكاتب سوى حياته في عالم نادجا، وهو يتسكع معها في الشوارع واحلانات واملقاهي واألفكار. ومع انتهاء عالقته بها، »ما النص عند عاملها: تبدأ مالمح نهاية كان لعالقتنا أن تؤول إال إلى ما آلت إليه، الذي كان عالم نادجا، العالم إلى بالنظر حــيــث كــل شـــيء كـــان يعلو وســـرعـــان ما

يهوي...« ص151.النص بعد بــروتــون كتابة هــذا باشر وبعد نــادجــا، وبــني بينه العالقة انتهاء هذه وعند عقلية، مصحة فــي انتهائها الــنــقــطــة يــظــهــر جــلــيــا مـــوقـــف بـــروتـــون العقلية، املــصــحــات مــن )والــســريــالــيــني( أدانـــوا كل إذ العقلي، للطب وازدراؤهــــم أشــكــال الــعــزل واالحــتــجــاز: »كــل احتجاز

تــعــســفــي«. ويـــواصـــل بـــروتـــون فـــي آخــر »..فــعــدم وجود االحتجاز: إدانــة الكتاب ــوم، بني حــــدود واضـــحـــة، كــمــا هـــو مــعــلمهيئ غير يجعلني واجلنون، الالجنون إلضفاء قيمتني مختلفتني على ما يدفع إليه إدراكــات وأفكار«. ص361. كل منهما من ويقر مبا يدين لهذه املرأة بكونه استطاع معها أن يتوجه إلى نفسه، »إلى ذلك القادم من أبعد البعيد في اجتاه ذاتي، رافعا من عقيرتي )...( أهي أنت، نادجا؟ أصحيح أن العالم اآلخر، كل العالم اآلخر، هو في هذه

الدنيا؟« ص361. نص »نادجا« نص أخطبوطي، تالمس الكثيرة عدة عوالم في نفس اآلن، أذرعــه ــوة ومــهــارة ومــن خــاللــه تتأكد لــلــقــارئ قبروتون اللغوية واخليالية. فرغم الصرح تــنــادي مــن خالله الـــذي الكبير الــنــظــري نتعرف فإننا اآللية، بالكتابة السريالية في هذا النص، كما في كتابات أخرى، إلى

بروتون »املؤلف« والقارئ الكبير. هذه القوة واملهارة اللغوية، وهذا أمر الترجمة في قابلها به، التنويه من البد العربية متاسك قوي لبنية النص، من خالل واملترجم الشاعر أجنزها متينة ترجمة برصانتها تتميز وســاط، مبارك املغربي وبإبداعيتها، وهذا ليس أمرا غريبا على الذين يتابعون جتربة مبارك وســاط، من ومن الترجمة، حقل في راكمه ما خــالل النصوص مــن للعديد اخــتــيــاراتــه خــالل الفرنسية العصية على التعريب، إذ وسم اخلصائص من بالكثير الكتاب املترجم العربية لغوية كانت أو شعرية، دون إهمال ما أغنى به النص األصلي من هوامش أتت كإضاءات ملا يزخر به الكتاب من إشارات

وإحاالت ضمنية.)*( أندري بروتون: نادجا – ترجمة مبارك وساط- منشورات اجلمل 2102

15 العدد l 47 الخميس 10 يناير 2013

الملحق الثقافيلكل أجل كتاب

»نادجا« نص أندريه بروتون األخطبوطينقلها إلى العربية الشاعر المغربي مبارك وساط

ة اخلامسة. ما احملبة إال للحبيبة اخلامسة. ما احملبة إال للقصت ألكثر من ربع قرن. كلهن عبرن هذه القصة قصتها التي امتدلفترات تطول أو تقصر ومضني، وبقيت هي، هي والقصة، بعد

ذلك انصرفت هي وها هي القصةباقية حية تكتب.»فتاة املوبيليت 103 واجللباب البنفسجي« لم تكن ال جميلة إلى بلدية متيل ومــاحلــة، مبالمح مليحة كانت ذميمة، وال

اجلنوب، وبهيئة وكأنها خرجت من إحدى لوحات دوالكروا.كنا ننتمي إلى نفس احلومة، ولكن في بدايات الثمانينات، لم يكن من الالئق التالقي داخل أسوار احلومة، فكنا نلتقي، للمستقبل إلحــداث بضع ذكريات أو إلجنــاز بعض األســرار بها نذهب أن على وعولنا قنا قصتنا أننا صد ذلك البعيد، بعيدا، فكنا إذن نلتقي في غرفتني، واحدة منها، معتمة وضيقة مثل مغارة، كانت غرفتي: أقنعت أمي بأنه من األفضل استقبال قاء شر أن جتمعنا الراف )سيارة الفتيات أيضا بغرفتي وذلك ات

شرطة األخالق (.كان محمود درويش يحكي عن أحمد الزعتر، وكان الشيخ إمام يفتح شهيتنا إلى البيصارة، وضمنا إلى الثورة الشعبية، ي وكيف نحب ريتا. فيما كان مارسيل خليفة يعلمنا كيف نغنا نحب ماركس ولينني وغيفارا وكنا نريد أن نعيش كل شيء كن

على أساس هذا احلب.فتاة كانت البنفسجي«، واجللباب 103 املوبيليت »فتاة جديدة في جلباب قدمي مفروض من طرف األب كلباس للخروج / عسى أن أكون قد قلت كل شيء عن األب عندما ذكرته باالسم !

في غرفتي، كانت »فتاة املوبيليت 103 واجللباب البنفسجي«، أحيانا، تغمض عينيها وتقول: »إنني أراه معنا، أبي !«

في املرة األولى كنا أحمرين من شدة الصهد واخلجل، قلت لها: »أضع جنمة على جبهتك« فقبلت جبهتها، ثم »وأضع جنمة

أخرى على شفتيك« وقبلتها ألول مرة.العتيقة، العريقة دكالة، احلومة باب كنا نحن، بنت وولد حبة« بيننا قليال من اجلدة وقليال نحاول أن نضفي على »الصمن الرومانسية املسؤولة، حتى القبلة في ذلك الوقت، كانت

تخضع للنقاش »املسؤول« فما بالك باجلسد !اجلسد.. كنا نعرفه كما نريد ومنارسه كما يريدون: مبتورا

وقلقا ومحاصرا باملخافات. كنا نتجنب اخلوض في املواضيع العميقة مخافة السخط!

واجللباب رتني »فتاة املوبيليت 103 بعد ذلك بسنوات، ذكقبلة الشفتني، قبلة قبل الــرأس قبلة بالقبلتني: البنفسجي«

الفكر قبل قبلة اجلسد.أكان حبا ثقافيا؟أكان حبا دائريا؟

أم تراه كان حبا كتابيا؟كتبت عن »فتاة املوبيليت 103 واجللباب البنفسجي« كثيرا.

عنها وإليها.علمت عندما كتبت. افترقنا وكلما ونــفــتــرق، نلتقي كنا بهجرتها إلى كندا، كتبت، وعندما جاءت إلى املغرب ذات عطلة

التقينا من جديد، جديدين.كانت العودة قوية، سميناها »العودة القوية«، وعلى أساسها العيش حلما: كــان ما في الكبار ية بجد التفكير إلــى عدنا

املشترك.من أجل أن نعيش معا كان لزاما علينا أن ندخل حتت العباءة مونتريال بني لسنوات ممزقني وعشنا فتزوجنا، الشرعية،

ومراكش في انتظار الفيزا.الــذي يحاول املــتــأزم العربي املــواطــن فــي »وضعية كنت 301 »فــتــاة هاتفتني حينما واحــــدة«، دفعة التناقض حــل الفيزا. بعد لتخبرني بحصولي على البنفسجي« واجللباب شهور اجتمعنا اجتماع السقف املشترك، واألشياء املشتركة،

واحلساب املشترك. وبدأنا. خالل األسابيع األولى، كتبت عن السعادة وصدقتها، كتبت عن احللم حتى كدت أراه، وطبعا كتبت عن احلب وعن مسرات اجلسد، وأيضا عن مسافات البحر واللغات، كما وأنني عدت

إلى الغناء وإلى نزار قباني.على وسقطت أقصاها القوية الــعــودة بلغت شهور، بعد رؤوسنا مسافات أخرى وأقفال أخرى. حينما لم نكن معا كنا

نكبر، كل بطريقته، كل في يأسه اخلاص.لت عليك الوجد ومسراته، ذكرتني بالذي مضى! وك

شاعر مغربي يقيم في كندا

ما الحب إال للحبيب األولكتـاب وشعـراء يـروون قصـة حبـهم األولـى

احلبيبة اخلامسة

جمال المعتصم بالله

يف المكتبات

»النساء واملعرفة في املتوسط« للباحثة املغربية فاطمة صديقي

»استخدام اخلرائب« مشروع موسوعي عن حروب العالم جلان إيف جوانيه

»سوسيولوجيا األعيان« لعبد الرحيم العطري

املغربية فاطمة للكاتبة والباحثة صدر حديثا النشر صديقي، كتاب باللغة اإلجنليزية عن دار البريطانية »روتليدج«، بعنوان »النساء واملعرفة في منطقة البحر األبيض املتوسط«. صفحة يتناول هذا الكتاب، الذي يقع في 272 املــرأة بــني املعقدة العالقة الكبير، احلجم مــن واملعرفة في منطقة البحر األبيض املتوسط، كما يثير مسألة املعرفة النسوية غير املعترف بها في

سجالت التاريخ الرسمي للمنطقة.أجــزاء، أربعة الــذي يتضمن الكتاب، ويكشف أن املرأة في منطقة البحر األبيض املتوسط، »لم بل الكالسيكية، املعارف إنتاج في فقط تسهم أبدعت في شتى املجاالت وأنتجت معارف حتمل

بصماتها«. وجاء في ورقة تقدميية لهذا الكتاب، أن عالقة املرأة باملعرفة في منطقة البحر األبيض املتوسط، يعود تاريخها إلى العصر الفرعوني، حيث كانت الشفوية دائما جزءا ال يتجزأ من حياة املعرفة النساء اليومية والتقاليد والطقوس والفنون التي ومع ظهور حقوق للبشرية. عامليا تراثا تعتبر البحر نساء أضــافــت والتكنولوجيا، اإلنــســان والدينية القانونية املعرفة املتوسط األبــيــض »وفي أنه إلى واإلعالمية، مشيرة واالقتصادية النساء املــعــرفــة، تنتج مــن ـــواع األن جميع هــذه معارف ليس فقط كنساء ينتمني إلى بيئات معينة، ولكن أيضا كنساء ميررن رسائل إنسانية كونية«.

يفتتح الباحث عبد الرحيم العطري كتابه اجلديد، الذي اختار له عنوان »سوسيولوجيا األعيان: آليات إنتاج الوجاهة السياسية«، باألسئلة التالية: »ملاذا يرتفع الطلب السياسي على األعيان عشية كل موعد انتخابي؟ وما الذي يجعلهم فاعلني مؤثرين داخل بها يضطلع التي األدوار ومــا نفوذهم؟ مجاالت يشتغلون؟ عينيتهم؟ وكيف وما مصادر األعيان؟ وكــيــف يــعــمــلــون عــلــى بــنــاء وجتـــذيـــر الــوجــاهــة جديد؟«. وهي من تدويرها وإعـــادة االجتماعية، األسئلة، التي حاول اإلجابة عنها في هذا البحث الرمزي نظامها عــن والكشف السوسيولوجي،

إنتاجها، إنتاجها وإعادة آليات واملادي، وحتليل »التكيف من متكنها التي الوسائل في والبحث

والتفاوض مع الواقع«.صفحة ــع فــي 166 ــواق يــتــوزع هـــذا الــكــتــاب، المــن احلــجــم املــتــوســط، عــلــى ســبــعــة فــصــول تهم الوجاهة، أنثروبولوجيا النخبة، سوسيولوجيا النخبة احمللية، قراءة الوجاهة السياسية، العينية والزبونية، والعينية والعينية القائدية والنبالة،

فضال عن العني و«السياسي«.

»استخدام اخلرائب« عن املنشورات العمودية 2012، مؤلف جديد للكاتب والناقد الفني جان ،»Art press« إيف جوانيه، رئيس حترير مجلةكان التي »التعامدية«، املجلة وأحد مؤسسي أحد املساهمني فيها، الشاعر املغربي املقيم في

باريس عبد اإلله الصاحلي.

فــكــرة الــكــتــاب بـــدأهـــا إيـــف جــوانــيــيــه منذ احملــاضــرات مــن سلسلة عــبــر ،2008 ســنــة يستكشف احلـــــــروب«، »مـــوســـوعـــة ســمــاهــا العسكرية كل احلــروب أدبــي ساخر بأسلوب ــــاذة حــتــى حــرب ــــي ـــن اإلل ـــــدءا م الـــعـــاملـــيـــة، ب

هيروشيما.

1. طلعة املؤلف )الهيئأة أو طريقة اللباس(2. الدعابة )نقطة واحدة لكل ضحكة عالية(3. احلياة الشخصية للمؤلف )على سبيل املثال، نقطة حسنة إن كان قد انتحر وهو

شاب(4. العاطفة )نقطة لكل دمعة مراقة(

)عندما والغرابة اللطف، و االفتتان، .5تقول »آه كم هو جميل«، من دون القدرة على

شرح ملاذا(والفقرات قاتلة، أفــوريــزمــات 6. حضور التي أرغب في تدوينها، وحفظها عن ظهر على تأثير لها لقولة واحـــدة )نقطة قلب

النساء(

7. اإليجاز )نقطة واحدة إضافية إذا كان الكتاب أقل من 051 صفحة(

8. السنوبيزم )اخليالء( والوقاحة )نقطة املــؤلــف أســطــورة غامضة، كــان إذا حسنة ونقطتان إذا كان يتحدث عن شخص أجهله، وثالث نقاط إذا كان العمل يجري في أماكن

من املستحيل ولوجها(9. الشر، و اإلزعـــاج، والغضب، والطفح اجللدي )نقطة واحدة إذا شعرت باحلاجة

إلى رمي الكتاب من النافذة(01. اإلغراء، والنثر املثير للشهوة )نقطة عند واثنتان االنتصاب، حالة في واحــدة

االنتعاظ دون استعمال اليدين(.

عشرة معايير للسقوط في حب كتاب حسب فريديرك بيغبيدي