4
�ذه، ومنذ��ة الزمنية هون، وف�ي ادنا عنيرة التطرف وتْ ثة، علتلثاللفية ا مطلع ا فّ ى هذا التطر، حيث هيمنت عللغوي الستعمري تك التية، تلمبريال�ف�ردة ا انسانيخر وتلغي شرطه ا حرية الكولونيالية، ا، بقوة سطوتها ل�هّ �و ومية. الظ في كمائنهاً قعا واً كائنان�امل صفة ا �ف�ردة ال�ت�ي�ذه ا إن ه�ى عبرن�ي، ت�س�عال�ن�ف�وذ ال�ك�ع�ل�ي�ا و ال�راءاتف�تتغذى من الشائعة، إل�ى أن ت ا ال�ش�رس ال�ذي�ي�الط�ي�ل، وم�ن اب�ا واخرمن في الكا الضوء ا يبطلْ يحاول أنفردة�ذه اسلطة، ه د من الّ جر الفرد ار،ئن الكام ا تظهر بقوة أمااليةمبري ا�ن ت�دف�ع�ه وت�زي�ح�ه م�ن ا ل�ت�ح�اص�ره ث�ملرحابمش، لتطرده من مواقع الها الى استشرير ال���ى زاوي����ة يئ�ع ال��ن��و وط�ب�اة ووسائلئع ال�ق�و�ب�روت وطبا ا فيها�اف�ل�ةئ��ل ال��وس��ا���ذه ااد، هس���ت���ب���د الناحية ات�ه�انية وأدوانسالشيطنة ا باخر،بعة في القانيرة اكلمة ا إلى كتم الء الوهجس معناها وإطفا في اخراً بتغاء اتهارازها وإشارمو من مقاصدها ولطالع ائلية. الدفلت من تنالية ح�نمبري�ف�ردة ا اً إذا�ض ل�غ�وي ب�ف�ي�س�ق�يس����ود ا ا ح�ق�ل�ه�اقتله تّ معناه كائن ، متطرف خياليةل مسارها ص�ورة أو ترسم خج�واءتل القا أنها تهيئ للمقتلة، أي لم بها تصفية سيتقة التيصة والطريا انيرة.كلمة احب الستنير صاعقل ا التجه ت من مفرداتن نلمسه ا هو ما هذا معيارء وشعراء لهم مفكرين وأدبا صوبب��داع��ي�ن�ج�زه�م ا ك�ب�ي�ر ع�ب�ر م ج�م�ال�ي يتعرضة التيملمالي كا والفكري وا سيل ج�ارف من بواسطة لها أدون�ي�س، وه�ي ترسم�ل�غ�وي ال�ت�ط�رف ال م�ف�رداتوع منصن ا هاّ لوحة بسمقتلة، م صورة ازرق الذي هو السيوف. إنه السم اعان ستعديقتل ويت ينطق بالفرداذه ا حبر هز الىنحيالتمذهب وائي با ويتهم الرا أدونيسي، وأن وّ ئفة ذات بعد أقل ملة وطا ب�ش�ع�ل�ة ه�رم�س�ي�ة، ال���ى ال�ه�ج�س ��الّ م��يعة، بينماشايبتداع وا باطنية تقول بائية رائدرسة واسوقيقة ا هو في اب�داع�ي�ل�ق ا عملية ا�س�ي وم��ن م�ؤسً داثة تنظيراع ا، ومن أشد أشيا العربي بالتغيير يهجس إ ، ً ع�ابة وإب�دا وكتا�دي�د واخ�ت�راعص�رة اب�ت�ك�ار وم�ن�ا وا في كتبهي دحضتصرة التعار افكا اادي عبررتد اسلفينهج ال العديدة اطلق مننعلمي ابية ونقده الدته ا نظريانهجها معاصرة، دح�رت حديثة نظرةالرسوخلثبات و عقلية ا لّ تحو الفكري اتماثل. والقاتلةفردة الستطيع ا إلى بدء، تً ع�ودا وأتي ، مجرد أن يً ومبدعاً حو مفكرا أن شرير، يلتقطها عقل والعنيفلطاغيلغوي ا من هذا الفيض الً اّ ل�م ي�ق�رأ نصا ف�ي عقل ج�اه�ل هّ فيصبعماه صوب بً ، ليذهب مدفوعا حياته في كنجيب محفوظ ليطعنهيل مبدع شيخ جل ف�ي جملة وردتً ك�ون�ه ق�ال رأي��ا بسكناته في مقطع لسان إح�دى شخصي على ح�م�ل�ة شبهّ م�ن رواي����ة. أو ش��ن ص�غ�ي�ر يوسفر سعديلشاع دموية على مواقف اً يرالسائد، مغا لً مخالفاً ما�ذي قال ك الل�ده�م�اء، حتىة القطعنة، ورأي اعقلي لتهمةات ال�دام�ي�ة، م�ف�ردت عليه انهال اة يدافعة مذهبيع نحو جه ��اه بالنزوّ إيا هو لم آخ�ر، بينم مكونا وه�ي من عنهية س�وى ذلكعملته ال حيا فيً يكن يوما حياتهّ �ذي أفنى ج�ل العنيد الساري اليستبد منذ يفاعه وحتىرب�ة ا ف�ي م�ح�االية.وخته ا شيخاد،�ت إل�ى ب�غ�د ي�وس�ف ح�ن ذه�ب س�ع�دي، عن سرثقفنئفة من ا سألتني عنه طاً يؤيد مذهباً هل هو حقاضاد، و موقفه اكت حينها وقلت: وي��ؤازره، فضحً معينا ، اعتنقهً ماركسياً زر مذهبا أجل إنه ي�ؤا ينافح عنهن الى ا يزالذ كان فتى و منتاحة لديه ول�م يفهبية الكتائله ا بوساذيةلغة نبي ب طيلة حياته وكما أعرفه إية قرنفلية. ذات ذهنى عقلية برهان يوسف الا تصدى سعدي واص به،ل رأيه االة ما، وقاون في مق غليذاا ، ترىْ وأخرستصوات تلك ات خفتهاجمة سعديص�وات عن م�ذه ا ت هّ كفنها كانت بساطة الدموية، بتهافردا لطائفية. امل نبرتها زيد،ال مع نصر حامد أبيذلك هو ا وكمتبحر في علومهر ومي متنو مفكرإس هو�ق، طالته كلمة اء في ق�ول وج�ريً مته قسراة واتهميت�ف�ردات ا اً أي�ض�ا����روج ع��ن ال�دي�ند وا��اع��ن��وة ب��ا وقل فيا ه�و ل�م يعة، بينم�س الشري وأس�ة والفقهيةت�ه ال�ف�ك�ريلسلة م�ن�ظ�وم�ا س السديد، فهوجمة سوى بالرأيدلي والي ��ر، وف��ق ن�ه�ج تأويّ ��فُ نف م�ري�ع وك بع��ت ال�ف�ك�رة�ت�م ح�ي�ث ع��و وس�ل�ف�ي م�عؤتي ثمارها،ضيئة بأخرى س�وداء لت اا إبعادهزينة، أقلهية النها وترسم له المنفى.دي لليهنم ا إلى اقاتلةفردة ال ا2013 فبراير28 الخميسl 88 د العد5 ظبي والدوحة ونزوى.أبوت أحلم بدبي و أصبح نة كاملة فيّ مدينة ملوني درهما وتأتي خمسة عشر أدف�علثقافةار وان�وريس ااف. لم تعد باكي شفستيوف ب ملفها دبي شيئا. وحدان لي تعنيلثانيل وطني ا مونريا أولتزحلقدية لعات جليصنع منتجلعالم وت أن تبهر ا بإمكانها يحترمنا أكثر، الكنديقيراء. أصبح صديب الصح في قلهو الذيري، وسطو اكتشف برج دبي ارب، عندماحن الع نرح إبل إرهابين. مجرد سواتخيلنا كان يليج. ريب من اافية قادمة ب الثورة الثقلعاصمة الكويت اثمان فينع بأرخص اصُ فة العربية تلثقا اافية تشبه فنادقت ثقن ذات�ه. مج التي هي دول�ة في امس صفحاتها بأصابع تزلقتللباذخة. تل ا الوليد بن طعرب يطلونء الدب��اثقفن وار ا اع. كباّ لمى ال�ورق ال عل شاعرنا أدونيس إلى آخررزة. ب�دءا منلبا بصورهم ا هنانتخب القوميبراميل. ا الص في حملزق متخص مثقف مرتعرف أن هذا هو نهم وآخ�رونلعرب. كتاب نحترمب الكتا ل متنوعةتلس وتقرأ مقا . ينجزوه أنكن أقصى ما بن يديك؟تختفيجلة فة. تقفل ا أعمدة نور خافتت شاريعهت ا. انت»دابا» و»مواقف« و»كرملال« انتهى عهد1994 ة. سنةلونفة ا لثقا عصر اكبرى، ودخلنافية ال لثقا ازالت ما»مواقف« كش، وكانت مجلة حضر أدونيس إلى مرا قصيدة النثر نقادستمعنا إلى أشعاره، ولفتني أحد حية، ادونيس كأنهشعار أ هو يسمعدن و ، يدنجلس خلفي كان يلشاعر.م هذا ا أحد يفه ذاا وقتهانشد صوفي، فهمت مام أمظة خاطفة مع أدونيس الشعرية سرقتء القراءةنتها بعد ا أستاذ« : ضخمةأسه حشرةوقاحة شاب تنغل في رت له ب وقل، صمت»مواقف« ئة في ردي تنشر قصائدونيس لقد أصبحت أدندهاشا: جعلني أكثر اا عليّ لكبار، رد، وبحكمة ا قليرجل الا على حقأنت ر« لشاعر كأنه مأثرةط صورة مع التقا تزاحم جموعا تركت ت، أو»تحولبت والثاا« ثيةتظرني ث تن البيتة. في سياحي بعد هذاربية. أسابيعفة العلثقاضاد لسي ادونين البيا امواقف« عن توقف مجلةلقاء سمعت ال تصنعليج أندمة من القافية الثقات اجذه اكن له هللشعرية، إنها ا ملفاتهاعرا واعدا؟ أشك في ذلك. اقرؤوا شاوصافة العربيتن، خصلثقالغة واط النحطات اما من علفصاحة.بطي أفصح من ا يصبح الشعر الن عندماثر من ذل�ك، إلى�ا أكى م�ال، ورفة العربية إللثقاج اتا وما حقيقياجلة بوديعل ا ، دةّ أف�ك�ار فيها روح م�ت�ج�دسماءص وتلمع افس النصوتناب�داع حيث تفة والثقا لركات انتعش فيهاخية تظة تاري �دي�دة، وتخلق ارات.لتيا وا بقوة،لثقافةبض على عنق اة م�ن يق أح�س أن ثم ال�ي�ومختنقا ننع�ت�راف بأنج إل�ى ا نحتا . ويضغط متى ش�اءن وهم. نستيقظ محتاج أيضا إلى أن ن برائحة النفط، ولكه بن قيء حقي شي .فاني كنن غسانحن داخل خزا ند فقط وأتركس�وبيض وا أرى اا موتنا. رنا غير أيديري.صقة لغيلوان الت ا عدسالكتاب ق صور اّ فية أنها تسورات اجذه ا ها تضمنه منفقة لمموال اذه ا ب كيف أن هّ أفكارهم، ونتعج لكبار ان الذيبحمد ابه من قطر اسمخل. شاعر مفة الدا تصنع ثقاسة عشر عاما ليصبح خمكمؤبد ثم يستأنف ا يحكم با قصيدة أندا في يرون تهديء الذينب قصيدة. كيف لهؤسب بدانهم؟ ألم نصدقطية خارج بلقرا حرة ود ثقافة يصنعوا النفط يصنعكتشف ب�أن م�ال، لن»عاكسه ا��اا« م إعث�وراتات صقيلة وق�ن�وت صقيلة، وم�دن�ا صقيلة، و مج صقيلة، وأنظمة صقيلة؟ل�ق�ارئ بإمكانه ذل��ك، أن أص��دق أن ا�ى أن أص��دق ك�ل�ن أ ،قابل، بثمن فقره. باب العربلكتاكل اوم أن يقرأ ل اليياتج تدرس في الوليل في اس. أجياتأس أرى ثقافة تتت�ه�ا. مج ع�ن ذا�ام�ا مقطوعةطانيا و�ت�ح�دة وبري ال�دع�اةرج، وت�ص�ن�ع ا���ا م�ن ان محترفن�س�ت�ورد مثقف تهم،ليج نحترمب وشعراء من اخل. كتالدالشيوخ با وا م�ون فيّ َ �وَ م�عفة العربية، لكنهملثقا�زوه ل ما أ ونحترمهاصقيلة أرادن الت اع. مج سمُ ت أصواتهماد و السوية العمر، مريح بعد نها لقضاء تقاعد ثقافيجعات مجرد منت قلبي أن أكون مخطئا.ى من كلن وأ د د ع ل ا ةئير د ء ا ضي ب ة قا ط ب فهمي هشامHicham_fahmi@hotmail.com دنت ا مجصقيلة ال لثقافيملحق ا الدنم في لن مقيعر عراقي هاشم شفيق شالثقافةظم: ايل نال عبد اودي نفق مسدغرب ف باغربلثقافية بات اج اوتدة وا جدلية الولثالثةلفية ا منذ مطلع الغوييرة التطرف ال وتْ علت فّ ى هذا التطر حيث هيمنت علك التيية تلمبريال المفردة اخر وتلغيستعمر حرية ا تنساني شرطه ا، بقوة سطوتها لهّ تحو و فيً قعا واً يالية، كائنا الكولونمية الظ كمائنها بطاقة بيضاءفتتاحية افاقق في اختراق المشتا نزهة ال أجل كتاب لكقاتلة المفردة ال هاشم شفيقصقيلةت المدن ال مجء البيت الخار فيسررق ا سا أيوب المزينابكوف يحاضر عن ن)2( تشيكوفبيل منصر ن حلم بورخيس أحمد بوزفور الحبنميلودحمد ب فريدة مودي نفق مسدالمغرب فلثقافة بظم: ايل ناجل عبد الدريئة العد دلثقافية جدليةت ا المجالموت؟دة و الوغربية مافية الملثقامجلة ا ال اليوم؟ مصيرها قيد الطبعوليب الحب ل إّ الحب مالناشر مع ا

الملحق الثقافي العدد 9

Embed Size (px)

DESCRIPTION

هشام فهمي

Citation preview

Page 1: الملحق الثقافي العدد 9

ومنذ ه��ذه، الزمنية اآلون���ة وف��ي عندنا، مطلع األلفية الثالثة، علْت وتيرة التطرف التطّرف هذا على هيمنت حيث اللغوي، تستعمر التي تلك األمبريالية، امل��ف��ردة

حرية اآلخر وتلغي شرطه اإلنساني الكولونيالية، سطوتها بقوة وحت��ّول��ه،

كائنًا واقعًا في كمائنها الظالمية.األن��ا ال��ت��ي حتمل صفة امل��ف��ردة ه��ذه إن ال��ع��ل��ي��ا وال��ن��ف��وذ ال��ك��الن��ي، ت��س��ع��ى عبر االف��ت��راءات من تتغذى أن إل��ى الشائعة، واألب��اط��ي��ل، وم��ن اخل��ي��ال ال��ش��رس ال��ذي يحاول أْن يبطل الضوء الكامن في اآلخر املفردة ه��ذه السلطة، من املجّرد الفرد –األمبريالية تظهر بقوة أمام الكائن احلر، ل��ت��ح��اص��ره ث��م ت��دف��ع��ه وت��زي��ح��ه م��ن امل��ن الرحاب مواقع من لتطرده الهامش، الى يستشري زاوي�����ة ال���ى ال���ن���ور وط��ب��ائ��ع ووسائل ال��ق��وة وطبائع اجل��ب��روت فيها االس����ت����ب����داد، ه����ذه ال���وس���ائ���ل احل��اف��ل��ة الناحية وأدوات��ه��ا اإلنسانية بالشيطنة إلى كتم الكلمة املنيرة القابعة في اآلخر، ابتغاًء في اخراس معناها وإطفاء الوهج الطالع من مقاصدها ورموزها وإشاراتها

الدالئلية.من تنفلت ح��ن األمبريالية امل��ف��ردة إذًا ح��ق��ل��ه��ا األس�����ود امل��س��ق��ي ب��ف��ي��ض ل��غ��وي

متطرف، جتاه كائن معّن تقتله خيالية ص��ورة مسارها خ��الل ترسم أو األج��واء للقاتل تهيئ أنها أي للمقتلة، اخلاصة والطريقة التي سيتم بها تصفية

العقل املستنير صاحب الكلمة املنيرة.هذا هو ما نلمسه اآلن من مفردات تتجه صوب مفكرين وأدباء وشعراء لهم معيار ج��م��ال��ي ك��ب��ي��ر ع��ب��ر م��ن��ج��زه��م اإلب���داع���ي والفكري واجلمالي كاحلملة التي يتعرض من ج��ارف بواسطة سيل أدون��ي��س لها م��ف��ردات ال��ت��ط��رف ال��ل��غ��وي، وه��ي ترسم صورة املقتلة، ملوحة بسّمها املصنوع من ملعان السيوف. إنه السم األزرق الذي هو حبر هذه املفردات ينطق بالقتل ويستعدي الى واالنحياز بالتمذهب الرائي ويتهم ملة وطائفة ذات بعد أقّلوي، وأن أدونيس م���ّي���ال ال���ى ال��ه��ج��س ب��ش��ع��ل��ة ه��رم��س��ي��ة، بينما واملشايعة، باالبتداع تقول باطنية هو في احلقيقة احملسوسة واملرئية رائد اإلب��داع��ي م��ؤس��س��ي عملية اخل��ل��ق وم��ن العربي، ومن أشد أشياع احلداثة تنظيرًا بالتغيير إال يهجس ال وإب��داع��ًا، وكتابة واإلب��ت��ك��ار وم��ن��اص��رة اجل��دي��د واخ��ت��راع كتبه في دحضت التي املعاصرة األفكار االرتدادي عبر – السلفي املنهج العديدة نظرياته األدبية ونقده العلمي املنطلق من مبنهجها دح��رت معاصرة، حديثة نظرة والرسوخ الثبات عقلية املتحّول الفكري

والتماثل.القاتلة املفردة تستطيع بدء، إلى وع��ودًا يأتي أن مجرد ومبدعًا، مفكرًا أن متحو

عقل شرير، يلتقطهامن هذا الفيض اللغوي الطاغي والعنيف نّصًا ي��ق��رأ ل��م ج��اه��ل عقل ف��ي فيصّبها

صوب بعماه مدفوعًا ليذهب حياته، في شيخ جليل مبدع كنجيب محفوظ ليطعنه وردت ف��ي جملة رأي���ًا ق��ال ك��ون��ه بسكن مقطع في شخصياته إح��دى لسان على ص��غ��ي��ر م��ن رواي�����ة. أو ش���ّن ح��م��ل��ة شبه دموية على مواقف الشاعر سعدي يوسف

مغايرًا للسائد، مخالفًا كالمًا قال ال��ذي حتى ال��ده��م��اء، ورأي القطعنة، لعقلية متهمة ال��دام��ي��ة، امل��ف��ردات عليه انهالت يدافع مذهبية جهة نحو بالنزوع إّي���اه لم هو بينما آخ��ر، مكون من وه��ي عنها ذلك س��وى العملية حياته في يومًا يكن حياته ج��ّل أفنى ال��ذي العنيد اليساري

وحتى يفاعه منذ املستبد م��ح��ارب��ة ف��ي شيخوخته احلالية.

س��ع��دي ي��وس��ف ح��ن ذه��ب��ت إل��ى ب��غ��داد، سر عن املثقفن، من طائفة عنه سألتني موقفه املضاد، وهل هو حقًا يؤيد مذهبًا وقلت: حينها فضحكت وي��ؤازره، معينًا اعتنقه ماركسيًا، مذهبًا ي��ؤازر إنه أجل منذ كان فتى وال يزال الى اآلن ينافح عنه يفه ول��م لديه املتاحة الكتابية بوسائله نبيذية بلغة إال أعرفه وكما حياته طيلة

ذات ذهنية قرنفلية.وملا تصدى سعدي يوسف الى عقلية برهان غليون في مقالة ما، وقال رأيه اخلاص به، خفتت تلك األصوات وأخرسْت، ترى ملاذا مهاجمة سعدي عن األص��وات ه��ذه كّفت كانت ألنها ببساطة الدموية، مبفرداتها

حتمل نبرتها الطائفية.وكذلك هو احلال مع نصر حامد أبي زيد، علومه في ومتبحر متنور مفكرإسالمي كلمة احل��ق، طالته هو ق��ول وج��ريء في قسرًا واتهمته املميتة امل��ف��ردات أي��ض��ًا وع��ن��وة ب���اإلحل���اد واخل�����روج ع��ن ال��دي��ن في يقل ل��م ه��و بينما الشريعة، وأس��س والفقهية ال��ف��ك��ري��ة م��ن��ظ��وم��ات��ه سلسلة فهوجم السديد، بالرأي سوى واجلدلية تأويلي ن��ه��ج وف���ق وُك���ّف���ر، م��ري��ع بعنف وس��ل��ف��ي م��ع��ت��م ح��ي��ث ع���وجل���ت ال��ف��ك��رة ثمارها، لتؤتي س��وداء بأخرى املضيئة إبعاده أقلها النهاية احلزينة، له وترسم

إلى اجلهنم اجلليدي للمنفى.

املفردة القاتلة

5العدد l 88 الخميس 28 فبراير 2013

أصبحت أحلم بدبي وأبو ظبي والدوحة ونزوى.في كاملة ملّونة مدينة وتأتيني درهما عشر خمسة أدف��ع والثقافة األن��وار باريس تعد لم شفاف. بالستيكي ملفوف دبي وحدها شيئا. لي تعنيان الثاني وطني مونريال أو بإمكانها أن تبهر العالم وتصنع منتجعات جليدية للتزحلق أكثر، يحترمنا الكندي صديقي أصبح الصحراء. قلب في نحن العرب، عندما اكتشف برج دبي األسطوري، وهو الذي

كان يتخيلنا مجرد سوارح إبل إرهابين. الثورة الثقافية قادمة بال ريب من اخلليج.

الثقافة العربية ُتصنع بأرخص األثمان في الكويت العاصمة فنادق تشبه ثقافية مجالت ذات��ه. اآلن في دول��ة هي التي تزلق بأصابع صفحاتها تتلمس الباذخة. طالل بن الوليد يطلون العرب واألدب���اء املثقفن كبار اللّماع. ال��ورق على آخر إلى أدونيس شاعرنا من ب��دءا البارزة. بصورهم هنا مثقف مرتزق متخصص في حمل البراميل. املنتخب القومي هو هذا أن نعرف وآخ��رون نحترمهم كتاب العرب. للكتاب متنوعة مقاالت وتقرأ جتلس ينجزوه. أن ميكن ما أقصى

حتت أعمدة نور خافتة. تقفل املجلة فتختفي بن يديك؟ انتهى عهد »الكرمل« و»مواقف« و«اآلداب«. انتهت املشاريع 1994 سنة امللونة. الثقافة عصر ودخلنا الكبرى، الثقافية مازالت »مواقف« مجلة وكانت مراكش، إلى أدونيس حضر النثر نقاد قصيدة أحد ولفتني أشعاره، إلى استمعنا حية، كأنه أدونيس ألشعار يسمع وهو يدندن خلفي، يجلس كان أمام منشد صوفي، فهمت وقتها ملاذا ال أحد يفهم هذا الشاعر. بعد انتهاء القراءة الشعرية سرقت حلظة خاطفة مع أدونيس وقلت له بوقاحة شاب تنغل في رأسه حشرة ضخمة: » أستاذ أدونيس لقد أصبحت تنشر قصائد رديئة في »مواقف«، صمت الرجل قليال، وبحكمة الكبار، رّد علي مبا جعلني أكثر اندهاشا:

»أنت رمبا على حق«.تركت جموعا تتزاحم اللتقاط صورة مع الشاعر كأنه مأثرة »الثابت واملتحول«، أو البيت تنتظرني ثالثية سياحية. في البيان األدونيسي املضاد للثقافة العربية. أسابيع بعد هذا

اللقاء سمعت عن توقف مجلة »مواقف«. هل ميكن لهذه املجالت الثقافية القادمة من اخلليج أن تصنع إنها الشعرية، اقرؤوا ملفاتها ذلك. شاعرا واعدا؟ أشك في خصوصا العربيتن، والثقافة اللغة انحطاط عالمات من

عندما يصبح الشعر النبطي أفصح من الفصاحة. إلى ذل��ك، من أكثر ورمب��ا م��ال، إلى العربية الثقافة حتتاج حقيقيا بوديوما املجلة جتعل م��ت��ج��ّددة، روح فيها أف��ك��ار األسماء وتلمع النصوص تتنافس حيث واإلب��داع للثقافة احلركات فيها تنتعش تاريخية حلظة وتخلق اجل��دي��دة،

والتيارات.بقوة، الثقافة عنق على يقبض م��ن ثمة أن أح��س ال��ي��وم نختنق بأننا االع��ت��راف إل��ى نحتاج ال ش��اء. متى ويضغط وهم. من نستيقظ أن إلى أيضا نحتاج وال النفط، برائحة نحن داخل خزان غسان كنفاني. ال شيء حقيقي منلكه بن وأترك فقط واألس��ود األبيض أرى رمبا موتنا. غير أيدينا

عدسات األلوان الالصقة لغيري. ما تضمنه هذه املجالت اخلرافية أنها تسّوق صور الكتاب الكبار ال أفكارهم، ونتعّجب كيف أن هذه األموال املنفقة لم تصنع ثقافة الداخل. شاعر من قطر اسمه محمد ابن الذيب عاما ليصبح خمسة عشر احلكم يستأنف ثم باملؤبد يحكم بسبب قصيدة. كيف لهؤالء الذين يرون تهديدا في قصيدة أن ألم نصدق يصنعوا ثقافة حرة ودميقراطية خارج بلدانهم؟ يصنع النفط م��ال ب��أن لنكتشف املعاكس«، »االجت��اه إع��الم وث��ورات صقيلة وق��ن��وات صقيلة، وم��دن��ا صقيلة، مجالت

صقيلة، وأنظمة صقيلة؟ ال��ق��ارئ بإمكانه أن ذل���ك، أن أص���دق ك��ل أمت��ن��ى أن أص���دق ال باملقابل، فقره. بثمن العرب، الكتاب لكل يقرأ أن اليوم الواليات في تدرس اخلليج في أجيال تتأسس. ثقافة أرى مجالت ذات��ه��ا. ع��ن مت��ام��ا ومقطوعة وبريطانيا امل��ت��ح��دة ال��دع��اة وت��ص��ن��ع اخل����ارج، م��ن محترفن مثقفن ت��س��ت��ورد نحترمهم، اخلليج من وشعراء كتاب بالداخل. والشيوخ في م��ون م��َع��َوّ لكنهم العربية، للثقافة أجن��زوه ما ونحترم أراها الصقيلة املدن مجالت ُتسمع. ال وأصواتهم السواد مجرد منتجعات لقضاء تقاعد ثقافي مريح بعد نهاية العمر،

وأمتنى من كل قلبي أن أكون مخطئا.

دريئة العدد

بطاقة بيضاء

هشام فهمي [email protected]

مجالت املدن الصقيلة

الملحق الثقافي

هاشم شفيق شاعر عراقي مقيم في لندن

عبد اجلليل ناظم: الثقافة باملغرب في نفق مسدود

املجالت الثقافية باملغرب جدلية الوالدة واملوت

منذ مطلع األلفية الثالثة علْت وتيرة التطرف اللغوي

حيث هيمنت على هذا التطّرف المفردة األمبريالية تلك التي تستعمر حرية اآلخر وتلغي

شرطه اإلنساني وتحّوله، بقوة سطوتها

الكولونيالية، كائنًا واقعًا في كمائنها الظالمية

بطاقة بيضاء

نزهة المشتاق في اختراق اآلفاقاالفتتاحية لكل أجل كتاب

المفردة القاتلة هاشم شفيق

سارق األسرار في البيت الخالء مجالت المدن الصقيلةأيوب المزين

نابكوف يحاضر عن تشيكوف )2(

حلم بورخيس نبيل منصر

فريدة محمد بنميلودالحب أحمد بوزفور عبد الجليل ناظم: الثقافة بالمغرب في نفق مسدود

دريئة العددالمجالت الثقافية جدلية

الوالدة والموت؟المجلة الثقافية المغربية ما

مصيرها اليوم؟ما الحّب إال للحبيب األولقيد الطبع مع الناشر

Page 2: الملحق الثقافي العدد 9

القرن والتسعينات من الثمانينات في ثقافية مغربية م��ج��الت ول���دت امل��اض��ي، كثيرة ك«بيت احلكمة« و«جسور« و«البديل« و«فضاءات و«امللتقى« املقاالت« و«عيون إذ و«ع��الم��ات«، و«فكرونقد« مستقبلية« مع جميعا، أس��م��اءه��ا ن��ذك��ر أن يصعب االعتذار مسبقا للمجالت احملترمة التي

لم نذكرها في هذه العجالة.مجالت خلق الثقافي املشهد سيعرف ف���روع م��خ��ت��ل��ف ف���ي متخصصة ع��ل��م��ي��ة ف��ب��ع��د أن ساهمت ال��ع��ل��وم اإلن��س��ان��ي��ة، املجلة الثقافية في البلورة الفعلية للثقافة أيضا دوره��ا سيكون باملغرب، احلديثة مهما في تطوير املعرفة والبحث العلمين. مع ذلك، تنطرح علينا العديد من األسئلة ونحن نحاول تركيب فكرة تقريبية حول السياقات التي خلقت منوذجا محددا من مناذج إل��ى مستندين الثقافية، املجالت نراها تعّبر بقوة عن حلظتها التاريخية، لكن احملّير هو أن مشروع املجلة الثقافي بل يواجه السلطة، رقابة يعد يواجه لم اليوم التفكير الصعب ومن فقط، نفسه يشبه باملغرب، ثقافية مجلة إص��دار في ذلك متاما االرمت��اء من علو مرتفع، فمن أجل من ووقته يغامر مباله أن بإمكانه مآله االصطدام تأسيس مشروع سيكون ب��ج��دار م��ح��ق��ق، ف��ال��دع��م ال��ه��زي��ل ل���وزارة الثقافة ال يضمن ملجلة االستمرار في بناء مشروع ثقافي حقيقي، خصوصا أن أغلب مسؤولي املجالت الثقافية ال ينظرون إلى املجلة كمنتوج يحتاج إلى فكر استثماري وتسويقي، ولو سّلمنا بأن املنتوج الثقافي بضاعة كاسدة، فماذا فعلنا لضخ الروح نواكب كي الكتاب وصناعة القراءة في ال��ع��ص��ر وت��ط��ل��ع��ات األج���ي���ال اجل��دي��دة املسطحة؟ الرقمية بالشاشات امللتصقة جديا تهتّم الثقافية املجالت ه��ذه وه��ل بتوسيع دائرة القراء، أم أنها تكتفي بعينة

محددة ال تخرج عن الوسط اجلامعي؟»عالمات« التحّول وبروز املجلة العلمية

املتخصصةأنه برسم سنة الثقافة أعلنت وزارة لقد 2012 سيتم دعم »عددين من املجلة املوافق املبلغ األقصى اخلاص بكل عليها، ويحدد من كلفة النشر، على أن ال % 50 عدد في

يتعدى خمسة وثالثن وألف درهم لكل عدد.« املالحظ أن دعم املجالت »الرصينة«، حسب الوزارة، ال نعرف شيئا عن ميزانيته العامة املخصصة له سنويا، وموقع الوزارة توقف عن حتديث معطياته عند سنة 2007 ملعرفة بالدعم في السنوات التي حظيت املجالت األخيرة. بهذا اخلصوص، توجهنا ببعض سعيد السيميائيات أس��ت��اذ إل��ى األسئلة ب��ن��ك��راد، م��ؤس��س م��ج��ل��ة »ع���الم���ات« سنة 1994، وهي من أولى املجالت املتخصصة متّثل إن��ه��ا السيميائية، ال���دراس���ات ف��ي اجليل اجلديد من املجالت التي ظهرت بعد خفوت اخلطاب االيديولوجي وتبّخر أحالم التغيير، فكان سؤالنا األول عن سّر استمرار مجلته أطول رغم أن دعم وزارة الثقافة غير ك��اف؟ ثم هل حتصل مجلة »عالمات« على ال����وزارة؟ وك��م بالضبط؟ ك��ان رّد دع��م م��ن التمويل تفاصيل ولم يكشف عاما بنكراد الثقافة وزارة دع��م أن واعتبر بالضبط، مشروعه، استمرارية في هاما دورا لعب

ن��ك��ران��ه، ونحن ق��ال »ه���ذا أم��ر ال ميكن إذ راضون بهذا الدعم ونتمنى أن يستمر وأن لم يتوصل بأنه للتذكير يتطور«، ثم يعود بهذا الدعم إال في العدد اخلامس عشر، أي على سنوات العشر يقارب ما مضي بعد صدورها، ويقول »لم يكن لنا من دعم طيلة آمنوا الذين قرائنا السنوات س��وى ه��ذه مبشروعنا«. ويضيف :« لقد اخترنا قراءنا، الكثير هم قليلون ولكنهم دائمون، خذلتنا من املؤسسات التي تنفق املال الوفير على درهما تنفق ال ولكنها فولكلورية، أنشطة واحدا في مشروع ذي مصداقية. وخذلتنا املشروع هو أن املؤسسات اجلامعية، مع القائمن وأن املغربية، اجلامعة من ج��زء عليه جامعيون، واملادة التي يقدمها جلمهور الكثيرون أحيانا القراء مادة علمية يشكو

أنها » متعالية«. م��ج��ل��ة ب��ن��ك��راد ع��الم��ة م��ن »ع��الم��ات« التحول التي عرفها املغرب الثقافي دون الثمانينات، نهاية تأثير عن تنفصل أن

على املثقفن من الكثير استفاق »عندما أكذوبة اجلواب اإليديولوجي الذي يشفي »فأغلب ق��ول��ه، ح��س��ب األدواء« ك��ل م��ن ك��ان��وا يحملون امل��ج��الت امل��ش��رف��ن على وراءهم جتربة السجن أو النفي أو حرقة النضال في سنوات الرصاص. وتلك هي املعرفي مشروعنا جعلت التي البداية ال��دف��اع عن ج��زءا من مشروع وطننا في احلرية والكرامة وإرساء قواعد دميقراطية استنادا تبنى ب��ل العاطفة، حتكمها ال ميدان في اإلنساني الفكر منجزات إلى

العقالنية والعلمانية واألنوار.« وفي نفس السياق، سألنا أستاذ املناهج بكلية بوحسن أح��م��د احلديثة النقدية اآلداب بالرباط، الذي كان رأيه في املجالت الثقافية املغربية أنها »حتملت مسؤوليتها التاريخية والفكرية والسياسية« ويضيف »وملا كانت تسير في االجتاه الذي يخلخل التجأت آن��ذاك، املتبعة السياسة ويفند كما وإس��ك��ات��ه��ا قمعها إل���ى ال��س��ل��ط��ات

الشرفاء السياسين تقمع أن ح��اول��ت والدميوقراطين التقدمين.«

عرف تاريخ مجالتنا الثقافية جتاذبات أن رغم بأحالم جماعية ارتبطت كثيرة، مؤسسيها أفراد كانت لهم أيضا أفكارهم استمرارها وع��دم الذاتية، وطموحاتهم كانت له أسباب متعددة، حتى ال نحصره ومؤسس ف��ق��ط، السياسية ال��رق��اب��ة ف��ي »ع�����الم�����ات« ال ي���ع���رف س���ب���ب والدت���ه���ا أوموتها، ويرّجح عدة احتماالت من بينها التي لعبت دورا »الصراعات بن األف��راد في ذلك، أو نتيجة أزمة مالية لم يستطع القائمون عليها جتاوزها. أوهناك أسباب أخرى مرتبطة بهجانة املشروع ذاته. وقد إلى أسباب راجعا املجالت يكون توقف أع��م��ق م��ن ك��ل م��ا ذك����رت.« ال��ن��اق��د أحمد وي��رى مختلفة، نظر وجهة ل��ه بوحسن أن معظم املجالت التي ظهرت في مغرب مجالت هي االستقالل ومغرب احلماية مستقلة قائمة على املجهودات الفردية أو

املجموعات. بعض أو اجلمعيات بعض وهذه ظاهرة مهمة من ناحية استقاللها ال أخ���رى ناحية م��ن ولكنها وح��ري��ت��ه��ا، تقوى على االستمرار ومتويل نفسها ملدة

طويلة.«ال��ب��اح��ث��ان ن��ق��اط يلتقي ح��ول��ه��ا ث��م��ة وهي »ضعف املبيعات وضعف استهالك امل��ج��الت م��ن ط���رف ال��ق��راء امل��غ��ارب��ة، ثم إلى املغربية امل��ج��الت تصدير صعوبة إلى الكتاب. إضافة اخل��ارج، مثلها مثل أن معظم املجالت في املشرق ممولة من طرف الدولة، باستثناء بعض البلدان مثل أمرا آخر لبنان.« ويضيف سعيد بنكراد »خلق على قدرتنا عدم األهمية هو بالغ ما يسمى في الدول املتقدمة ب«املجموعة العلمية«، تلك املؤسسة غير املرئية ولكنها العلمية من خالل القيم التي حتمي هي قوانن ليست مسطرة في دساتير ولكنها من القوة لدرجة أن من يكتب في تخصص الذي ما يجب عليه احترام احلد األدن��ى يشترطه هذا امليدان ويجعل نصه يصنف ضمنه. ووجود هذه املؤسسة هو الذي كان وراء صدور مجالت متخصصة في الغرب تنطق باسم تيار فكري، ال باسم مجموعة من األفراد.« مع ذلك، ينبهنا الناقد أحمد بوحسن إلى التمييز بن املجلة الثقافية والفكرية العلمية املجلة وب��ن ال��ع��ام��ة اجلامعات عن تصدر التي املتخصصة ولها ضوابطها العلمية اخلاصة وكتابها

من الباحثن املتخصصن. لو قمنا مبسح شامل للمجالت املنتشرة أغ��ل��ب��ه��ا ال حتمل أن ن��ك��ت��ش��ف ال���ي���وم، مشاريع حقيقية، فهي تتشابه وبال روح وتفتقر ب��أف��راد مرتبطة مجالت أوأف���ق، تضمن ومنظمة قوية هيآت حترير إل��ى لها االستمرار عند غياب مؤسسيها، أما فيبدو بعينها، مبؤسسات املرتبطة تلك أنها جتمع نصوص بعض املقربن إليها ويكررون ما يروج في اجلامعة، بال هدف حتريري وال مشروع ثقافي واض��ح، مما يفقدها كل مصداقية في أن تكون منصات ح��ق��ي��ق��ي��ة ل��ت��ب��اري األف���ك���ار وال��ن��ص��وص األدبية وصناعة مستقبل لألدب والثقافة

املغربين.

6الملحق الثقافي

العدد l 88 الخميس 28 فبراير 2013

إعداد هشام فهمي

صدورها توقف عن البيروتية »اآلداب« مجلة أعلنت عندما »كّلما توّقفت مجّلة اللبناني أنسي احلاج مؤخرا، كتب الشاعر الثقافة أدبّية عن الصدور متوت في نفوسنا حورّية«. حوريات املغربيات كثيرات، بعضهن مّت خنقهن بدم بارد في ظرف تاريخي والنفقات امل��ال بحائط وأخ��ري��ات اصطدمن وسياسي عصيب، التي أثقلت ظهر األفراد من املثقفن وهم يتحّملون هّم النهوض

مبشاريع ثقافية جادة. علينا ميليها التي وبالسرعة قليال، ول��و نتوقف هنا نحن الثقافية املساهمة في العمل الصحفي، لنسترجع زمن املجالت بناء املعرفة والثقافة احلديثتن باملغرب. املجالت الثقافية املغربية التي كان دورها رائدا في طرح األسئلة الراهنية، وفي اكتشاف بعد على ما التي عملت في املرموقة والفكرية األدبية األسماء

توسيع أفق الثقافة املغربية. إنها بانوراما تعريفية بأهم املجالت الثقافية املغربية والسياق التاريخي الذي أنتجها، مع التذكير بأن موضوع املجالت الثقافية لتطور جتربة علمية وق��راءة أشمل تقييم إلى يحتاج املغربية

املطبوعات الثقافية باملغرب منذ عهد احلماية إلى اليوم.

مجالت عصرية بهاجس »وطني«بدايات باملغرب في ثقافية أن نتخيل ص��دور مجالت ال ميكننا القرن املاضي، في مرحلة ما زالت مطبوعة باالنغالق من تاريخنا الثقافة هاجس املستعمر جعل ال��ص��راع ضد فاحتدام احل��دي��ث، الوطنية يتصاعد شيئا فشيئا، رغم أن البعد السياسي والتحرري الوقت بقيت الثقافة في ذلك إن لم نقل إن أكثر، له األولية كانت حبيسة نظرة تنقيصية من دورها في مجابهة األطماع االستعمارية، باملشرق، ثقافية عصرية متأخرة مقارنة لذلك جاءت نشأة مجلة كما يؤكد ذلك الباحث واملترجم محمد البكري في مقالة له بعنوان »املجالت الثقافية في عهد احلماية« وهي تقدمي مع آَخرين قام بهما كل من الباحثن أحمد بوحسن وعبد الصمد بلكبير للتعريف مبجلة 1958 و1959( والتي )ال��ص��ادرة ما بن سنتي األدي��ب« »رسالة بالرباط في إطار عت أعدادها كلية اآلداب والعلوم االنسانية َجَمّسلسلة »ذخائر املكتبة«، يقول محمد البكري في تقدميه:« لقد نشأت في وقت كانت مجالت ك�»الهالل« و»املقتطف« و»البالغ« و»الرسالة« لثقافة والتأسيس التجارب مراكمة في أشواطا قطعت الخ..قد وطنية وقومية وعصرية ومتنورة..ضمن مشروع حتديثي عام.« كان اجلهد املبذول وقتها للتأسيس ملجلة ثقافية عصرية، يطبعه ارتباك »ك��أول وسيلة ومنبر توظفه األشكال املجلة البدايات واستعمال التنظيمية واجلنينية للوطنية املغربية الفتية«، فقد حتولت الثقافة إلى سالح فعال لشحذ الهمم وخللق نخبة سياسية وثقافية ورّص صفوفها في إطارات تنظيمية ملواجهة الترسانة االستعمارية، رغم لطبيعة ثقافية حقيقية، آليات بتشكيل وقتها يسمح أن ال شيء الغرب املجتمع املغربي املغرقة في احملافظة، واصطدامه بحداثة

االستعماري املفروضة واملخترقة لبنياته اإلقطاعية.في تلك البدايات األولى نشأت مجالت ثقافية نذكر منها: مجلة اجلديد« »املغرب مجلة ،1933 سنة بتطوان الصادرة »السالم« بتطوان سنة 1935، مجلة »الثقافة املغربية« بالرباط سنة 1941، »األنيس« بتطوان سنة 1942، مجلة املغرب« سنة »رسالة مجلة الدين« 1947، مجلة »لسان »املعرفة« بتطوان سنة 1946، مجلة االسبانية-املغربية »امل��ع��ت��م��د« مجلة ث��م ،1945 سنة ب��ت��ط��وان بالعرائش سنة 1947، ومجلة »األنوار« بتطوان سنة 1946. أغلب »السالم« قاوم من أجل االستمرار، فمجلة الشهرية هذه املجالت داود »مت منع توزيعها في العالمة محمد يديرها كان التي مثال بأمر عسكري والتضييق على مديرها ونفيه« السلطانية املنطقة وكان من كتابها عبد الله كنون وعالل الفاسي. أما بخصوص مجلة »الثقافة املغربية« التي صدرت ما بن سنتي 1941-1942، فيشير محمد البكري إلى أن هدف تأسيسها هو »مساندة وتأييد فرنسا في احلرب ضد دول احملور )1939(« ومؤسسها هو محمد بن غبريط »عضو احلزب الوطني لتحقيق املطالب إلى املقيم العام« وهي املجلة، حسب البكري، التي »مت إحياؤها في ما بعد، وجعلتها وزارة الثقافة

مجلتها الرسمية«.

»رسالة األديب« المغربي بعد االستقالل، بدأت فكرة تأسيس »مجلة« ثقافية تنضج أكثر، آنذاك أسئلة وحتديات جديدة في املثقفة النخبة حيث واجهت الذي استمر اإلرث االستعماري املغربية ومواجهة ال��ذات بناء عّبر ما نفسه، وهو »االستقالل« في التشكيك درج��ة إلى بثقله عنه مخاض األفكار الوطنية والنهضوية واإلصالحية التي حاول

مثقفو املرحلة تعميمه كأفراد أوكتنظيمات سياسية وليدة. كان حلم النخبة إحداث النقلة الكبرى واللحاق بالثقافات املتحررة واحلديثة، وفي نفس اآلن الرجوع إلى املاضي املؤسس لتراث األمة وجعله أداة استقطابية ورمزية يرتكز عليها اخلطاب الوطني. من املشاريع الالفتة وقتها تأسيس مجلة »رسالة األديب« مبدينة مراكش، والتي بدأ إصدارها األول في يناير 1958 وتوقفت في ماي 1959، كانت مدة حياتها قصيرة، الثقافية اجلامعة املجلة أن هذه رغم أن تبلور مشروعا ثقافيا إال أن نضجها كان مدهشا واستطاعت افتتاحيتها في ذلك استراتيجية محددة، ونلمس يعتمد حقيقيا األولى غير املوقعة، واملفترض أن يكون صاحبها هو مدير املجلة الفرقاني احلبيب محمد والسياسي الكاتب حتريرها ورئ��ي��س وعنونها ب»خطتنا« ويقول فيها: »إن االمتخاضات التي تتعرض لها أمتنا في الظروف احلالية واحلالة النفسية التي يعيش اجلميع عليها كرد فعل لتحقيق االستقالل- لفي أشد احلاجة وأعنفها ملن يكشف مطالبنا الروحية من خاللها، وملن يعطي ثورتنا احلاضرة تفسيراتها الفلسفية ومرابطها الروحية العامة، لتتحول مداركنا إلى مظاهر، بل شحنات من احليوية واحلماس«. هذه الروح العالية الفلسفية سيصبح اللحظة باملعرفة إلى تأطير أسئلة والطموحة نهجا ستقتفيه جل مشاريع املجالت الثقافية والفكرية التالية، وهو وثقافي يكشف ومينح إعالمي منبر إلى امللحة يبرز احلاجة ما اخلبر وينير العقول املتعطشة للتحرر، تقول االفتتاحية في موقع آخر: »املعركة في الواقع هي معركة احلرية..« وتضيف: »دور الثقافة

وخدمة شؤون الفكر واألدب، امنا يقع من املسؤوليات إزاء هذا كله في أشقها، ومن األمانة في أثقلها حمولة وتبعة، خصوصا في أمة كاألمة املغربية، تقف من كل شيء في بداية النشوء والتكون، دون أن تكون لها سابقة من تقاليد أو عوائد في شؤون الثقافة واحلضارة األدي��ب« املغربي اجلديدة، واملسؤول عن إنها »رسالة العصرية«. إيصالها إلى املغاربة بكل أمانة، وهو أمر ليس بالهّن، فهي معركة ثقافية حقيقية ستخوضها النخبة املثقفة والسياسية، وستكلفها

الكثير وستواجهها حتديات ال تعّد وال حتصى.

حلم المجلة التي يهتم بها الجميععندما نتصفح األعداد األولى من مجلة »رسالة األديب«، وهي والناضجة املضيئة التأسيسية البدايات متثل جامعة مجلة ملشروع مجلة ثقافية وطنية، نتفاجأ بالوعي السياسي اإلصالحي إلى العدد األول ع��ارم، فنراها تدعو منذ املرافق لطموح ثقافي تأسيس »رابطة أدباء املغرب«، وتلح على الفكرة في العدد الثاني، القومي واضحة، الفكر االشتراكي والعروبي ونعثر على بوادر املتقدمة والفلسفية الفكرية ابراهيم الله عبد كتابات فنقرأ واملنادية »بثقافة حتررية«، وباملوازاة قد نعثر على العالمة عبد الله كنون يفتح زاوية للتعريف بشخصيات أدبية مغربية قدمية كالشاعرين ابن القابلة السبتي وابن البغلة املريني. وستدهشنا املتابعة الرصينة لكل جديد فنجد املجلة تعرف بالشعر العربي

احلديث والشعر احلر، فالروح التجديدية واحلداثية طاغية بشكل قوي، ونحن نتصفح األعداد نعثر على الروائي محمد برادة مازال

شابا يوقع نصوصه كطالب يدرس بالقاهرة. كل هذا اجلهد الثقافي املبذول، يوازيه وعي استثماري وتسويقي للمجلة، فنجد شعارها يتكرر في كل األعداد كالتالي: »املجلة التي انتباه جميع الطبقات، ويهتم بها تغزو جميع األوساط، وتثير

اجلميع«.بعد سياسية، بسبب صراعات املجلة هذه ستتوقف لألسف أن ملسنا الوعي املبكر لدور الثقافة التنويري والتأسيس للثقافة في بقوة املغربي اليسار بها سينادي كما والشعبية الوطنية

السبعينات.

قالع »الثقافة الجديدة« و»أنفاسها« المخنوقةإحباطا والسياسية الثقافية النخبة م��ن كبير ج��زء ع��اش السبعينات كاسحا بعد احلصول على االستقالل، سيتفاقم في للصراع أكثر من واجهة املاضي خالقا القرن والثمانينات من مع دولة »املخزن« وهي تنوب عن االستعمار أو تستمّد منه آليات السيطرة بيٍد من حديد على املجتمع املغربي، وسيأخذ هذا التوتر أبعادا مختلفة، ضمنها البعد الثقافي في جدليته مع السياسي، كما سيبلور ذلك »اليسار اجلديد« بتنظيماته السرية املتأثرة باملّد الشيوعي املنتشر في العالم بزعامة »االحتاد السوفياتي« سابقا، إلى املتعطشن املثقف وأدبائه الشباب أفكاره على تأثير فكان التحليل أدوات اكتشفوا علبة أن بعد الفعل واملمارسة عميقا، املاركسي السحرية للواقع املغربي، فارتفعت حمى الثورة في جسد مريض وُمَجرثم بسبب نفوذ األخطبوط اإلقطاعي الذي اعتبرته

القوى التقدمية يلبس لبوس »االستعمار اجلديد«. الثقافة ملّحا، التاريخي احملتدم سيكون دور في هذا السياق وستعلن عن نفسها كسالح سياسي ضاغط، بالنسبة إلى أولئك

الذين لم يعودوا يرون جدوى في أفكار االصالح واملطالبة به. »ثقافة جديدة« ستتأسس، تنشد احلرية والتغيير اجلذري، وتتطلع إلى مجتمع دميقراطي وحداثي، لذلك ستولد مشاريع مجالت ثقافية كمجلة »األقالم« سنة 1964 أسسها كل من عبد الرحمان بن عمرو ومحمد عابد اجلابري وأحمد السطاتي، وسنالحظ رمزية السياسي االشتراكي عبد الرحمان بن عمرو بعد انشقاقه عن حزب االحتاد »األق��الم« بعد هذا احلدث 1983 ستتوقف مجلة االشتراكي سنة

مباشرة.ومؤسسها 1966 سنة »أن��ف��اس« مجلة آخ��ر ستمنحه ن��َف��ٌس واملثقفن الكتاب من ثلة اللعبي مبساهمة اللطيف عبد الشاعر أمثال مصطفى النيسابوري ومحمد خير الدين والطاهر بن جلون، فهذه التجربة حملت »آمال ثورة ثقافية مغربية« كما عنونت دراستها حول املجلة، الباحثة والصحافية كنزة الصفريوي، والتي ستصدر بالفرنسية قريبا. مجلة »أنفاس« سيتّم خنقها سنة 1973 بعد أن أصدرت عشرين عددا بالفرنسية وثمانية بالعربية، وكانت تتبنى العاملة الطبقة أوج��اع عكست حيث وسياسيا اجتماعيا بعدا وخطابها، وكانت تتابع عن كثب أخبار احملاكمات السياسية وتنقلها

على صفحات املجلة. سنة 1974 سيؤسس الشاعر محمد بنيس مجلة »الثقافة اجلديدة« املسناوي كمصطفى املثقفن من ثلة هيئة حتريرها في وساهم ومحمد البكري وعبد الكرمي برشيد والشاعر عبد الله راجع ومحمد »الثقافة اجلديدة« من أن العشيري ويوسف فاضل. متكنت مجلة تصنع حلظة ثقافية وإبداعية حقيقية في قلب الصراع السياسي، وتستفيد من التكوين اجلامعي واألكادميي للمساهمن فيها حيث واكبت آخر النظريات األدبية والقضايا الفلسفية وكل االجتهادات مغربية قصيدة إل��ى خلق وك��ان طموحها اإلنسانية، العلوم في طافحا، فاقترحت ما يسمى بالقصيدة البصرية أو »الكاليغرافية« االنفتاح وخلق إشعاع في املغربي، وجنحت اليد املكتوبة بخط عربي حيث اعتبرها الشاعر أدونيس »أختا ملجلة »مواقف« إلى أن صدر أمر مبنعها سنة 1984 بعد أحداث الدار البيضاء املعروفة، فتضامنت معها مجلة »الكرمل« بعد مصادرة العدد الثالثن، ونشرت ُنشر بعددها احلادي عشر، الثقافية باملغرب« »املسألة ملفا حول في نفس السنة ستتعرض مجلة »الزمان املغربي« )1979( لنفس نفس أخذ ثقافي كمشروع علوش أسسها سعيد والتي املصير،

املنحى النقدي واحلداثي. مساحة توسيع في كبيرا، املغربية الثقافية املجلة دور كان وك��ان س��ؤال احلرية للفكر واملعرفة، النقدي ومختبرا اخلطاب حاسم، وتاريخي سياسي وض��ع قتامة مواجهة ف��ي محوريا فتحّولت، رمبا رغما عنها، إلى قلعة ثقافية مزعجة للسلطة، وهذا ما عّجل بإجهاض مشاريعها وعرقلة استمرارها وخنق أصوات

مثقفيها وتقليم أظافرهم.

املجالت الثقافية باملغرب

جدلية الوالدة واملوت دريئة العدد

عبد اللطيف اللعبيمحمد عابد الجابري

محمد بنيس سعيد علوش

املجلة الثقافية املغربية ما مصيرها اليوم؟لو قمنا بمسح شامل

للمجالت المنتشرة اليوم، نكتشف أن أغلبها ال تحمل

مشاريع حقيقية، فهي تتشابه وبال روح أوأفق، مجالت

مرتبطة بأفراد وتفتقر إلى هيآت تحرير قوية ومنظمة

تضمن لها االستمرار عند غياب مؤسسيها، أما تلك المرتبطة

بمؤسسات بعينها، فيبدو أنها تجمع نصوص بعض

المقربين إليها ويكررون ما يروج في الجامعة، بال هدف تحريري

وال مشروع ثقافي واضح سعيد بنكرادأحمد بوحسن

Page 3: الملحق الثقافي العدد 9

7الملحق الثقافي

العدد l 88 الخميس 28 فبراير

الحبيداي ممدودتان. أنا كلي يدان.... متتدان إليك يا حبيبي، وحتيطان بك وترعيانك. أنا عشك الذي ُيكنك الذي عشك ياحبيبي. تكون حيث تطير منه وتطير فيه... ثم تطير إليه. انظر إلي ياحبيبي. ما أزال جميلة كما عرفتني... خفيفة ورشيقة. زهرة أكون في الصباح تفوح لك، وشجرة ُتظلك، ثم النهار ف��ي وس��ط أع���ود أصير في الليل موسيقى... تدوزن

أنغامك وتعزفك.لكنني في كل ذلك يدان ... يدان من زهر ومن شجر وموسيقى... يدان مالمحك. وتتقّريان إليك مت��ت��دان متوحش، كعشب األك����رت ش��ع��ُرك أتسكع فيه وأضل وأختفي كمارقة... كآبقة... كسارقة. جبيُنك املعرورق أمسحه وأرش عليه ماء الورد وأربت عليه حتى تبتسم عيناك. أغمضهما ألراك. حن أراهما مفتوحتن أغرق فيهما وال أرى شيئا. عيناك بحيرتان باألساطير. مترعتان أفريقيتان التقّري... وأتابع أغمضهما وأن��ا أال حتس ياحبيبي. أراك باللمس

بي؟ أنا أمر .. أمتّرر على بشرتك كل يوم كريح الصبا... خفيفة ُرخاء تَهب وال تُهّب. ولكنك تكبر بسرعة ياحبيبي. ملاذا أنت هكذا دائما؟ متهور طائش مستعجل ث��ائ��ر؟ ك��أن ل��ك م��وع��دا م��ع ال��ق��در تخشى بالطول، بالعرض ال أن تخلفه، فتعيش وتغرق أيامك في اخلمر واحلشيش، وفي السفر والتجوال، وفي.... في النساء. هل تريد أن تنساني؟ هيهات ياحبيبي.. حتى لو تزوجت عشرا وصاحبت خمسن أو مائة... فسأبقى في قلبك دائما. أنا كرة خضراء في دم��ك ياحبيبي ال مت��وت وال

ف��ت��ت��ذّرر فيك، أن���ت، تبلى ح��ت��ى مت���وت القمح سنابل لتنبت تربتك وتخصب

التي تعشقها:‘‘أحب الورد لكني

أحب القمح أكثر ،،أال تزال تردد هذا املقطع الشعري؟ ملاذا تكبر بسرعة إذن وتبتعد عني؟ أنا ما أزال جميلة كما عرفتني . ال أكبر وال أذبل ألني خارج الزمن. أتفتح كل صباح لك، وأضوع في خيالك. ما أزال صبية ألعب على الثلج كشادي فيروز. هل تذكر ش��ادي؟ قل لي ياحبيبي، أال تزال حتب األطفال؟ ال تكبر

األط��ف��ال لتلدهم. ت��ت��زوج وال إذن ال ياحبيبي، من يحبهم ك��األزه��ار يلدهم، ومن يحب األزهار ال يقطفها.

من 2يشتريها. ال امل��وس��ي��ق��ى ي��ح��ب ثم بها، ويستمتع إليها يستمع يذهب ليعيش مع أصدائها. احلب يالذاكرة نعيش. ياحبيبي. ذك��رى

وحن منوت، ففي الذكرة نخلد.ياحبيبي. بسرعة تكبر ولكنك شعرك يتساقط، وأسنانك تتخلع، ومفاصلك تكسل. أين الفتى اجلميل الذي عرفته وأحببته؟ لم يبق منه تبهت مالمحها إال ص��ورة عجوز

وتتجعد وتضعف كل يوم. أنا كنت أحبك أنت ال هذه الصورة العجوز. كنت أحب إنسانا من حلم ودم، ال شخصية متخيلة باردة في قصة اجنليزية. هل تريد أن تلحق بي بسرعة؟ أيها األحمق، أنا أريدك هناك. أريدك فتيا نضرا كما كنت دائما: تنظر في الصباح إلى السماء الزرقاء، وإلى السحب والشياه السنابل إلى البيضاء... وال��غ��اب��ات... وإل���ى األف���ق الغامز ال���غ���اوي. وت��ن��ام، ح��ن ت��ن��ام، في حضن اجلمال احلي والليل املقمر واملوسيقى. وحولك احلركة واحلياة في

كل حن.هنا ليس ياحبيبي؟ هنا تنشد م���اذا آه واآله... والوحشة والبرد الظالم إال ياحبيبي... لقد كذبت عليك، فاغفر لي. أنا لم أع��د جميلة كما كنت، وال صبية، وال زهرة فواحة، وال حتى صورة عجوزا تهرم كل صباح.... وال يدين لي. أنا مجرد ذرات ت��راب ب��اردة في قبر. وليس عندي حتى

مرآة ألبصر فيها عدمي.ابق هناك ياجبيبي.. ابق هناك. صر

عجوزا إذا شئت، لكن ... ال متت.

إل���ى ب��ي��ات��ري��س، ع��ازف��ة احل��ل��ي��ب على نخاعي الّشوكي.

كثيرة وأسنانه وثقيل، واح��د اإلقليد ال��ّدي��ر أب���دًا. ص��ّك��وا في ال تفتح أب���واب مقبضه فيلة صغيرة وديكًا بُعرٍف ذهبي، واألعراف قاسمة جامعة، ثم قالوا للمسافر الكتاب: »ال ميراث لك في بيتنا، كما في ألّنك ابن إمرأة غريبة«. يجلس الهالكون مثله إلى جدران مبهمة، يسترقون الّسمع املفتاح حّداد فيكتور، الّراهب ويلعنون وحارس القرية من املارد احلزين. نواياَك أم سجاياهم، يا حامل اإلبريق، أم جنوى اليوم بعد تبصق ال الّتعيس؟ اخلامس في األواني الفخارية، ودع سالسل اإلنس تبلعهم األح��ق��اف، ف��ي للهائمن واجل���ّن رمالها وتكويهم. ها قد وجلت اآلن، لوالها وسارية املعقوف اخلنجر ل��َك فعلت، ملا ال��ّرخ��ام وق��ف��ل امل���زالج وح��ك��اي��ات اجل��ّدة الريسا عن زواج آنيكوتزا من صوفنوريل في للكنيسة الشيوعين اضطهاد وعن شرق والدافئ الفقير الّشرق مولدافيا: أورب�����ا، ال����ذي ُي���ذّك���رك مب���رح ال��ّس��ك��ارى ألمير الغجر« »زمن فيلم في والعاشقن املشرع، الباب من دخلَت كوستوريتسا. العتبة، على األول���ى ال��ق��دم تضع أراَك العلوية من الغرفة والعزف يتصاعد في بيانو خازنة الثوم وتقسيمات شوبان في احلقيبة الّزرقاء. تتقّدم فوق الّدرج، وفي األسرار تخوم تخترق تتخّطاه، متر كّل تشرب وأن��ت فيكتور خشية بال وتسّب »هذا الّثمينة: كأسه في الثقيلة اجلّعة دمك يا خادم اإلله. فأس في الّرأس وهمزة

تهجو األلف، وغياُب الباء في إسمك«.شبه حافلة في ونصف ساعات ث��الث روماني، ومرافق أملاني بسائق فارغة، مالت. أْن إلى الّشمس استواء من وقت وصلت بروكسيل ضيفًا، أترّنح في محّطة نزلت ال��اّلئ��ي إل��ى وأميل ب���ردًا، الّشمال يدردشن الكالم، قليالت سّيدات عليهن: والفرنسية. اجلّدة بالروسية املطبخ في الريسا ال حتّب موسيقى اجليش األحمر،

اغتالوا اإلمي���ان، قتلة امل��الح��دة، أؤل��ئ��ك »حّتى ال��ب��الد: وخ��ّرب��وا بينهم، ��ة احمل��بّآخر إل��ى س��اف��روا رفيقهم، ت��روت��س��ك��ي، في ال��ّش��اي نحتسي لتصفيته«. الدنيا غرفتها ونسافر من موضوع آلخر: زواج ال��ق��دام��ى امل��ص��ري��ن وح��ض��ارة املثلين خالل الّطقس وتوّقعات املغرب ويهود واضعة األّم فيرونيكا، إق��ام��ت��ي. ف��ت��رة ن����ادرًا م��ا نسمع ص��وت��ه��ا أو ال��ق��ان��ون، ن��ل��ح��ظ وج���وده���ا ب��ي��ن��ن��ا، ل��ك��ّن��ه��ا دائ��م��ة وبيتاريس، أنا نقاشاتنا، في احلضور عن الفن والتربية وعن إغراءات احلياة. إّنها سّيدة مثيرة، أستاذة بيانو شقراء، فيها وللّرجال ال��ّراب��ع، عقدها بداية في سلطة تناول بعد الّظهيرة، عند شهوة. وطبق حلم مقلي، غادرنا املسكن مبنطقة »وولوو-سان-لومبير« للتجول في متنزه مقبرة أنقاض على املبني هنري جورج .7981 سنة ش��ّي��دت التي »إيتيربيك«،

قراءة ونحاول املقابر بقايا على منشي أس��م��اء ب��ع��ض ال��ع��ائ��الت ال��ه��ال��ك��ة، دون جدوى، فقد مألت األعشاب نقش احلروف على احلجر. مضينا من املتنزه إلى مقهى، ترى فهم: رؤية وعالمة والّشراب شاهد غير بحفاوة ال��ّس��الم يتبادلون الغرباء في أفّكر عندما بحّق. صادمة معتادة، البئيسة، ب��اري��س ال��ف��رن��س��ي��ن، ب����رودة – وامللغومة املصطنعة ضيافتنا وف��ي

البقاء رغ��ب��ة أستشعر امل��غ��ارب��ة- ن��ح��ن ببروكسيل، هذه القرية الهادئة بإيقاعها

وأنواع وخضرتها بسكانها والفسيحة البيرة فيها، ولذلك هي عاصمة األوربين: ث��م��ل��ٌة، غ���ارق���ة ف���ي االس��ت��ق��ب��ال. أح��ي��ت البارحة ليلة موسيقّيا حفاًل بياتريس في حانة بحي »مادو« رفقة كورال عربي. يشتغل معظم العازفن على آالت اإليقاع في البناء طول اليوم، تعب املطارق وثقل الّنهار الطويل ال تخّفف اإلسمنت وعرق منه إاّل مختارات شوبان وليسْت وأغنيات بها حناجر الصادق شقارة تصدح عبد

الطنجاويات في بلدية »سان-جوس«. ال��ب��دء، ف��ي ال��ث��م��ال��ة ج���اءت أّن ل��و آه تعّددها في واالستحالة االختالف لكان األم��ر ف��ي ل��ك��ن أي��ض��ًا. املتخّلفن عملة كّلها، في األش��ي��اء ملح السر وف��ي س��ر، أن تريد حتالفات معًا: والبيت املدينة واالب��ن��ة، وبن األم واجل��دة تفهمها بن امل��ع��م��ار ال��ف��الم��ان��ي امل��س��ك��ون ب��أش��ك��ال وذك��ري��ات م���ّرة ألّول تكتشفها جبسية ف��ي��ك��ت��ور ال����ّراه����ب ب��ل��ح��ي��ت��ه ال��ب��ي��ض��اء كما ت��ش��رد، الكبير. احل��دي��دي وصليبه العادة، بذهنك وترى بعض الّلقطات من كوليش الفرنسي الكوميدي سكيتشات وال��ع��رب البلجيكين م��ن يسخر وه���و والّسود، حّتى والّراقصة حتّرك جسدها ق��اع��ة احل��ف��ل تهتز ال��ط��اول��ة، وك���ّل على تفّكر أنَت وأثداًء طازجة، رقصًا وخمرًا في احلرب، وتعود إلى أنفك رائحة الفحم املعاهدات في النصية الغرابة وح��دود

املوقّعة بعد 5491. أقلعت عن متابعة ما يحدث في البالد، س��ئ��م��ت ب����ؤس ال���ّس���ي���اس���ة وش��ط��ح��ات في الّليل كما النهار أمضي امل��ؤّل��ف��ن. وكتاب وال��ق��رآن ال��ق��دمي العهد مطالعة الواقعة قرية سادوفا اجلّدة الريسا عن العنب، ب��ك��رم��ات م��غ��ّط��اة ع��ل��ى ه��ض��اب وأتّردد بن الفينة واألخرى على الّساحة كوبرا كافكا وحانة مقهى الكبرى حيث ومحاّلت البطاطس املقلية والشوكوالته. كوثر وس��ارة إل��ى وكّلما ش��ّدن��ي حنن وح��ّن��ة وزه����راء وخ��ن��س��اء، واألخ��ري��ات املشحونة السر في مساحات الواقعات

باملرارة، أنشدت كالما من قبيل: أنا ابن صانع الّذهب.

أنُفث في النار،أحّدد قوالب األشكال،

وأضيف إلى السائل األصفر خدًعا من نحاس.

أنا ابن حائكة الّدم،أرّصع اجلواهر بالبياض،

امل���ت���رّددات على سحنتي أن��ام��ل أب��ل��ع الشاحبة،

بعدما ُألِبسهّن حديدًا فاقعًا.كاتب مغربي في إقامة أدبية بباريس

أيوب املزين

سارق األسرار في البيت اخلالءنزهة المشتاق في اختراق اآلفاق قيد الطبع

» السيدة صحبة الجرو«صدرت قصة »السيدة صحبة اجلرو« سنة 1899، تتألف نابوكوف. ميالد عرفت التي السنة في أي من 24 صفحة مقسمة إلى أربعة أقسام )أو حركات، كما يسميها احملاضر( جتري في فضاءات متنوعة القرى( إح��دى بترسبورغ، س��ان موسكو، )يالطا، وتعكس في صمت حركة زمنية مرهفة لكنها حاسمة

ومؤثرة.في مستهل قراءته لهذه القصة يالحظ نابوكوف إلى بالنسبة حزينة تبدو تشيخوف قصص أن القراء الذين تعودوا على فكاهة مجريات احلياة، لكنها، في واقع األمر، تتوفر على دعابة ممزوجة الدعابة جانب استيعاب من بد ال ول��ذا باألسى، ف��ي أع��م��اق تلك ال��ذي يرقد ال��دف��ن إلدراك احل��زن القصص. إثر ذلك ينتقل إلى تلمس مالمح »السيدة استئذان دون تبدأ أنها فيالحظ اجل��رو« صحبة األول��ى ال��ف��ق��رة ي��ال��ط��ا، وأن ف��ن��دق مبصطاف ف��ي منها تكشف الشخصية الرئيسية وهي املرأة )أّنا( إلى اإلش��ارة تتم ذلك إثر التي تصطحب اجل��رو. )غوروف( الذي يشعر، رغم خياناته الكثيرة، بنفور حاد حيال زوجته، بل يسخر من النساء عامة حيث يعتبرهن »ساللة متدنية«. وعندما يعود هذا األخير إلى غرفته في الفندق، بعد أن تبادل مع املرأة ذات يعمد رغبته، على دالة لكنها قليلة كلمات اجلرو يتذكر )أّنا( بصورة حسية حيث في التفكير إلى رقة جيدها حن انعطافه وكذا عينيها الرماديتن. وصف هنا آث��ر تشيخوف أن نابوكوف ويالحظ نظر وجهة من للمرأة املادية اخلصائص بعض ألنه عليم راٍو نظر من وجهة وليس )غ���وروف( لم يكن يعتبر تطورات القصة أحداثا خارجية بل

لصيقة الصلة مبزاجي شخصيتيها الرئيسيتن.)أّن��ا( ب��ن األول اللقاء أس��ب��وع على م��رور إث��ر امليناء ملشاهدة رسو إلى و)غوروف( يذهبان معا ال��زح��ام، يضيع من السفن، وهناك، وس��ط إح��دى )أّنا( منظار الرؤية عن بعد. ال يلح تشيخوف على أهمية هذا احلدث، لكنه يوحي للقارئ، عن طريق تخبطا حيال وضعها تعاني امل��رأة بأن التلميح، لاللتحاق زوجها مجيء عدم من منزعجة وأنها بها. يعودان إلى الفندق، ثم إلى غرفة املرأة حيث مي��ارس��ان اجل��ن��س، وع��ق��ب ذل��ك ت��ش��رع )أّن����ا( في احلديث عن ماضيها بتأثر، لكن )غوروف( يستنتج أن حديثها ساذج وعاطفي، ويعبر عن ذلك بوقاحة حن ينصرف إلى أكل الفاكهة التي كانت موضوعة على الطاولة وسط الغرفة دون مراعاة ملشاعر املرأة

التي كانت ال تزال مسترسلة في احلديث.حياة إل��ى القصة م��ن الثالثة املرحلة تدخلنا املآدب العائلية، مشاغله موسكو. في )غ��وروف( والنوادي واحلانات. يشير تشيخوف إلى كل ذلك باختصار رائع. بعد ذلك يسترجع )غوروف( حادثة وعندما اجل��رو، ذات اجلميلة امل��رأة على تعرفه يحاول احلديث عن ذلك يشعر بعجز كبير. ذات مرة شرع يتحدث عن مغامرته في مصطاف )يالطا( إلى أحد أصدقائه، لكن هذا األخير لم يعر أي اهتمام لذلك، بل عبر فقط عن استحسانه للسمكة التي كانا يطعمانها وهما في أحد املطاعم. ويرى نابوكوف أن استعراض تشيخوف لبعض مالمح االحتباس في شخصية )غوروف( كان وسيلة بليغة لالنتقال االجتماعي لوضعه اخلاصة مقاربته وصف إلى واللهو باملاديات حافل عالم وس��ط يعيش حيث

عن منه وتعبيرا هكذا، القيم. وتالشي وال��ف��راغ ميالد عيد لتقاليد ب��اال يلقي ال ذل��ك، لكل رفضه املسيح العائلية، فيغادر موسكو في اجتاه القرية التي تقيم فيها )أّنا(. يحجز لنفسه حجرة في أحد وعوض منزلها، عن بعيد غير املصنفة الفنادق )غوروف( املضطرب يلح تشيخوف على مزاج أن بسبب غموض اختياراته، يعمد إلى تقدمي بعض ال��رم��ادي في البساط ذل��ك: الدالة على األوص��اف على املنتشر والغبار احلبر، وبقع الفندق، غرفة الالشيء، »هذا معلقا: نابوكوف ويقول الطاولة. هو كل شيء بالنسبة إلى التعبير األدبي األصيل«. وعندما يصل )غوروف( إلى منزل )أّنا( يشرع قلبه اسم نسي متاما أنه يتذكر إذ بعنف النبض في بأنها فتخبره القرية في مسرح يلتقيان جروها.

قادمة إلى موسكو ملالقاته هناك.إلى )أّن��ا( القصة، تصل الرابعة من املرحلة في ذات بها. لاللتحاق برسالة إليه وتبعث موسكو

ابنته ك��ان بصحبة إليها، طريقه ف��ي وه��و ي��وم، تنتابه املدرسة. إلى يوصلها أن عليه كان التي ال��زائ��ف امللمح أن ي��الح��ظ عندما ش��دي��دة ح��ي��رة وال��ن��ادي ف��ي��ه، يعمل ال���ذي )امل��ص��رف م��ن حياته عليه التي االجتماعية والواجبات يرتاده، ال��ذي إجنازها( يحدث في العلن، بينما امللمح احلقيقي األنظار. عن خفيا يظل بأن محكوم منها والهام له حياتان. واحلياة كانت لقد « نابوكوف: يعلق لذلك ورمب��ا السرية، على تعتمد بالفرد اخلاصة يلتقي وع��ص��ب��ي��ا«. قلقا املتحضر ال��رج��ل ي��ك��ون العاشقان فتبكي )أّنا( ويشعر )غوروف( باإلحراج وحينئذ وضعيتهما، عن يتحدثان تصرفها. من أخذ فقد بسرعة مي��ر ال��زم��ن أن العاشق يالحظ األفق في هنالك ال حل وأن��ه ، يبيُضّ رأس��ه شعر ي���راوح م��ك��ان��ه ب��ن الكينونة ال���ذي ال��ه��وى ل��ه��ذا

والظاهر.

مالحظاتلقد كان هدفي من وراء استعراض كيفية معاجلة صحبة »السيدة لقصة محاضرته ف��ي نابوكوف التالية املالحظات تقدمي مرحلة، مرحلة اجل��رو«، حول طبيعة هذه املعاجلة احلافلة بالبصائر العميقة:• يهتم نابوكوف بإبراز ما ميكن تسميته »املسار الطبيعي للقصة«، وكيف أن سردها يتميز بكونه يقوم

على تعثرات مقصودة في احلكي. منفصل غ��ي��ر الشخصيات أن وص���ف ي��الح��ظ •عن مزاجها، وأن هنالك توازنا للصفات عن طريق

اإلحلاح على الهامشي الدال على الهام والعميق.ت��ق��وم على سلسلة موجات القصة أن ي��الح��ظ •نفسية وليس على منظومة قضايا، وأن األوضاع

االجتماعية تعتمل في اخللف وليس في الواجهة.يتراوح السرد في القصة بن حلظات شاعرية •املزاوجة تعبر عن وأخ��رى نثرية عادية، وأن هذه ت��ذب��ذب ع��الق��ات )غ����وروف( و )أّن����ا( ب��ن االكتمال

واالنقطاع. • ليس هنالك من نهاية منظورة للقصة، وبذلك يعبر الناس في عالقات تشيخوف عن صعوبة احلسم

بعضهم ببعض ما دام الزمن مسترسال ال يتوقف.

خاتمةبقيت نقطة بيو- بيبليوغرافية ال بأس من اإلشارة نابوكوف محاضرات نشرت لقد اخلتام. في إليها بعد وفاته في ثالثة أجزاء )1980، 1981، 1983(. ي��ن��وي نشرها كما ه��ي، أي ل��م يكن أن��ه وامل��ع��روف كمحاضرات، بل كان يفكر في إعادة صياغتها بصورة جذرية على شكل دراسة عن الرواية العاملية وعن كّتابه املفضلن وغير املفضلن )دوستويفسكي و جوركي( . لقد عمد املشرف على النشر، فريدسن بوويرز، إلى للرواية م��ن ه��ذه احمل��اض��رات تكريس اجل��زء األول الثاني األوروب��ي��ة، وأف��رد اجل��زء القصيرة والقصة لألدب الروسي حيث عالج نابوكوف القصة القصيرة ل���دى ك��ل م��ن غ��وغ��ول وت��ش��ي��خ��وف، وال���رواي���ة ل��دى و جوركي، وتولستوي ودوستويفسكي تورغينيف لرواية » ضون الناشر الثالث فخصصه أما اجل��زء كيخوطي«. واملالحظ أن هذا األخير لم يجد صعوبة تذكر في إخراج هذه احملاضرات إلى الوجود لكونها نابوكوف ك��ان إذ الكاتبة، اآلل��ة على مرقونة كانت عاجزا عجزا تاما عن االرجتال، وهو ما بدا واضحا في حلقة » أبوستروف« التي كرسها بيرنارد بيفو له. والواضح من مراجعة محاضرات نابوكوف أنه لم يكن يعتمد في قراءاته على أية مراجع )إذا استثنينا سير الكّتاب(، بل كانت ذائقته هي مرجعه الوحيد حيث كان ينفر من كافة املنظومات الفكرية ك)السوسيولوجيا والتحليل النفسي( ومن هنا عبارته الشهيرة: »املهم

في األدب هو دقة التفاصيل ال غير«.

من مجموعته القصصية اجلديدة »نافذة على الداخل«

لكل أجل كتاب

نابوكوف يحاضر عن تشيخوف )2(إبراهيم اخلطيب

مقتطفات من كتب نتلقّفها من الناشر حصريا قبل أن تصدر

أحمد بوزفور

لو أّن الثمالة جاءت في البدء، لكان االختالف واالستحالة

في تعّددها عملة المتخّلفين أيضًا. لكن في األمر سر، وفي السر ملح األشياء كّلها، في المدينة والبيت معًا: تحالفات

تريد أن تفهمها بين األم والجدة واالبنة، وبين المعمار الفالماني المسكون بأشكال

جبسية تكتشفها ألّول مّرة وذكريات فيكتور الّراهب بلحيته البيضاء وصليبه

الحديدي الكبير

لقد نشرت محاضرات نابوكوف بعد ،1981 ،1980( أجزاء وفاته في ثالثة 1983(. والمعروف أنه لم يكن ينوي

نشرها كما هي، أي كمحاضرات، بل كان يفكر في إعادة صياغتها بصورة جذرية على شكل دراسة عن الرواية المفضلين كّتابه وع��ن العالمية )دوستويفسكي المفضلين وغير

و جوركي( .

Page 4: الملحق الثقافي العدد 9

8 العدد l 88 الخميس 28 فبراير 2013

الملحق الثقافيمع الناشر

اس��ت��ع��ارة بورخيسية ه���ذه ك��ت��اب. احل��ل��م ط��ارد م��ا كثيرا فبورخيس ال��ن��س��ب. م��ؤك��دة الشعراء، بحثا عن نطفها أح��الم في يقظته اجلينيالوجية. إنها، برأيه، استعارات نووية لكن ال��ش��ع��راء. ب��ن م��وزع��ة مبقادير مجهولة بورخيس، لم يكف، مع ذلك، عن احللم بكتابه اخل���اص، ف��ي ك��ل م��ا سطره قلمه. ك��ان يرغب قطعة م��ن الشخصي، كتابه يقتطع أن ف��ي احللم السرابية واملُتالشية أمامه. كل ما كان ن��وع خاص املوغلة في ينبض بن س��ط��وره، كتابة بانتساب يفشي كان امليثولوجيا، من بورخبس الستعارة احللم � الكتاب. لعله ذلك الوسواس الذي يلوي أعناق الكلمات، ليجعلها حاكه ال��ذي الشخصي، ِلقدرها قلقة تنصرف فتنة يقظته أح��الم أكثر في األعمى، هذا لها

وإحلاحا. استعارة ف��ي تقيم بورخيس وس���اوس ك��ل احللِم الكتاِب هذه. فإذا كان الكتاُب يغفو في رآه مب��ا يحلم ف��ألن��ه اخل��اص��ة، ظلمته ثنايا فيها عَبر التي يقظته، منامات ف��ي الشاعر غامضة خطوط من أكثر تكن لم بكر، أراٍض في مخطوط ضائع. لعَلّه أحد جتليات »كتاب الشخصي، بطُله عليه قايض ال���ذي ال��رم��ل« ثم الغريب، ال��رم��ادي الرجَل ذل��ك القصة، في حار في كيفية حمايته من لؤم البشر، سارقي النفائس. وعندما أخذته غفوة، جاءت لتنتشله

من بئر األرق واخلوف، وجد نفسه يحلم بذلك نهائي وال مستحيل ه��و املستحيل. الكتاب متاما كاحللم، الذي ليس له بداية وال نهاية، ال قعر وال سطح، والذي يتالشى خارج أسوار

الكلمات، مع أول خيوط الفجر. ر، أمام حيرِته الشديدة، بطُل هذه القصة فَكّفي إحراق الكتاب. لكنه خِشَي أن يخنق بُدخانه الالمتناهي الكوكب. خوٌف أصيل، لكنه أغفل لذلك لالشتعال. قابلٍة غير احُللم كلماِت أن القصة، نهاية ف��ي ال��رم��ل، كتاب مصيُر ك��ان )بالتأكيد بطله، أو فبورخيس الضياع. هو في الكتاب أض���اع ب��اآلخ��ر( حلم أحدهما أن

املكان ذلك في بإخفائه، هَمّ الذي الوقت ذات السراديبي املُجلل بأرواح الُكتب وطلع الغبار. يبدو هذا املصير أليفا في احللم، فما أن متتد أيدينا عادة لإلمساك بالكنز، حتى جنده يغور في هوة سحيقة، نستيقظ من صدمتها بذعر

وحلق ناشف.لم يكن بورخيس واثقا ِمن ُوجوده اخلاص. كان، في الواقع، كَمن َيحلم بنفسه، ويحتاج إلى ضوء الفجر ليتأكد من كينونته. ها هي اليد تصافح أختها في حماس وتشجيع، ولكن. ها هي القدم حتمل األخرى في عزم وتصميم، ومع ذلك. كجيتو بورخيس يتحقق بقلب ديكارتي حتديدا. موجود غير ألن��ه يفكر فهو أصيل، ومتلما يحتاج احللُم إلى كلماٍت لُيصبح ِقصة احمُلللن، ِم��ن وغيرهم الفرويدين أي��دي بن كذلك يحتاج بورخيس إلى مثل هذه الكلمات ليوجد. بيد أن املفارقة هنا ذات قعر ال ُيدرك: هي ال��وج��ود، ال��ك��ات��َب متنُح التي فالكلماُت ذاتها التي تنتشله من حياته اخلاصة، لتحوله إلى ُمجرد ُحلم. إلى س��راٍب تضيُع في طياته

تفاصيل سيرة حياة غير مؤكدة.بهذا االرتياب اقترَب بورخيس ِمن الكلمات. باَبها ط��َرَق لكنه خطواته، من واثقا يكن لم املُغبر َوطلَب الضيافة. َلْم يكن َينو أن يغسَلها ِمن آثار الزمن، هذا القَدر، الذي يصعب إيقاف ض��رب��ات إزم��ي��ل��ه اخل��ف��ي. ب��ل رغ���ب ف��ق��ط في تعليمها ُلعبة احللم، لكنها صارت حتلم بالزمن في املتوهجة والنمور باملوسوعات واألبدية. الرملية. وال��س��اع��ات بالهبات ال��ذاك��رة. غابة وامل��راي��ا. باملتاهات اللغة. وفقه ب��اخل��رائ��ط مبلوك الهند وبيادق الشطرجن. بوهج الليالي، شهرزاد، حكايات واد من فجرها يطلع التي حيث يلعُب سيف احلكمة الشرقية لعبة احلياة وامل����وت. ب��ه��ذه امل��وض��وع��ات وغ��ي��ره��ا، مضت كلمات بورخيس تتحسس طريقها نحو وجود هش، لتقتطع من احللم ما مينح الكاِتب دريئة

للعيش إن لم يكن للوجود.ارتاب بورخيس في كثير من األشياء. ارتاب في أمر نفسه ذاتها. لم يكن كل هذا ترفا من ج��ان��ب��ه. ب��ل ت��ورط��ا ف��ي ش��رك وج����وٍد ضاعت ج��اءت، الكتابة اخل��ل��ق. ب��داي��ة منذ تقاسيمه في الواقع، لترمم املزق، لكن قدرتها على ذلك ظ��ل��ْت م��ح��دودة. وه��ن��ا تكن م��أس��اة ه��ي أصل الوجود. ما يحلم به بورخيس أكبر من طاقة لكن نهائية، ال الكلمات كانت رمب��ا كلماته. ال��ذات ال حترك ظاللها إال بقدر هن. من هنا ترك بورخيس كلماته حتلم. ومن ذلك الليل، من تلك اليقظة، انتشل كتبه، التي بقدر ما منحته الوجود، بقدر ما جعلت وجود ليس أكثر من استعارة. استعارة متشي بأقدام من حبر، لتدل

على حلم انسان مَرّ من هنا.

حاورته: سعيدة شريف

السياسة تنتهج توبقال« »دار زال��ت ما هل >نفسها إلى اآلن؟ وما جديد الدار؟

وهي عهدها، على مازالت توبقال« »دار ثقافي فعل وأبدا على خلق دائما حترص تثبت وإص��دارات��ه��ا وم��ب��دع، عربي حديث ذل���ك. وق��د أك���دت ال��ت��ط��ورات احل��دي��ث��ة في العالم العربي أن هذا االجتاه هو الصحيح. وب��خ��ص��وص اإلص����دارات اجل��دي��دة ل��ل��دار، فهي متنوعة وجتمع بن الدراسات األدبية والقصصي، ال��ش��ع��ري واإلن��ت��اج وال��ف��ك��ر، وإعادة طبع مجموعة من الكتب والدراسات طرف من واإلقبال باالهتمام التي حظيت لكتاب ث��ان��ي��ة طبعة بينها وم���ن ال���ق���راء، »احلداثة املعطوبة« حملمد بنيس، و»الفلسفة العالي، بنعبد السالم لعبد للعيش« فنا و»جامعة املستقل« حلفيظ بوطالب جوطي، و»أتكلم جميع اللغات، لكن بالعربية« لعبد الفتاح كليطو، في ترجمة إلى العربية لعبد السالم بنعبد العالي، إضافة إلى مجموعة من الكتب األخرى، التي توجد قيد الطيع، وستكون حاضرة في املعرض الدولي للنشر

بالدارالبيضاء. والكتاب

الدولي املعرض تأجيل من ال��دار موقف ما >للنشر والكتاب بالدارالبيضاء؟

أنا من املدافعن للحفاظ على وتيرة دورية يتعلق األول لسببن، للمعرض سنوية ال��دخ��ول ألن امل��غ��رب��ي��ة ال��ث��ق��اف��ة بوضعية الدولي باملعرض يقترن باملغرب الثقافي للكتاب. ومن جهة أخرى فإن احلفاظ على املغرب يجعل للمعرض السنوية الدورية حاضرا في أجندة املهنين واملهتمن باحلقل الثقافي. أما إلى ندعو فإننا التأجيل حصل وق��د اآلن االس��ت��م��رار ف��ي احل����وار ال���ذي ب���دأه وزي��ر الثقافة مع كل الفاعلن للوقوف على املشاكل خاصة في نوعية العالقة مع مكتب معارض الدار البيضاء، التي واجهها الوزير بنفسه، بديلة إلى صيغة التوصل وذلك في سبيل

تخدم الكتاب والثقافة. وما نتأسف له هنا هو عدم متكن املغرب من إرساء بنية حتتية إيجابيات، م��ن ت��راك��م م��ا تساير للثقافة وتفتح أفقا واسعا لإلشعاع الثقافي، وإذا فإننا وص��دق بصراحة ال��واق��ع نواجه لم سنجد أنفسنا نبدأ دائما من الصفر، وهذا امل��س��دود. فعوض أن الباب إل��ى ي��ؤدي ما منها، ونستفيد السابقة التجارب نراكم نلغيها ونؤسس ألخرى في انتظار حتقيق أب��دا. فهذا األم��ر ال��ذي ال يحدث ال��ت��راك��م، الثقافية في املغرب في نفق يجعل املسألة مسدود، ال يبدو املخرج منها واضحا، ليس العربي، العالم في بل املغرب فحسب، في على سلبي بشكل ال���ث���ورات أث���رت ح��ي��ث غير ثورة وكل واملعرفي، الثقافي الوضع هي ومعرفي، ثقافي مشروع بأي مقرونة

ثورة معرضة للعطب.

امل��غ��رب��ي في ال��ك��ت��اب تقييمك حل��ض��ور وم��ا >املعارض؟

عن أية معارض نتحدث في ظل التحوالت ل��م ينعكس ال��ع��رب��ي ال��رب��ي��ع إن ال��راه��ن��ة؟ وفترة املأمول، الثقافي« »الربيع على بعد االنتقال التي نتمني أال تطول تتطلب تضافر اجلهود لتخطي الفترة الصعبة، علينا إذن الفعل على ألقل أو تواجدنا على احلفاظ احلالية. املرحلة ف��ي ال��ض��روري الثقافي الوضع اليوم في ظل وأية معارض توجد م��ازال القاهرة فمعرض ال��راه��ن، العربي يعاني املشاكل نفسها، وتونس تعاني أيضا الوضع نفسه، أما اجلزائر فذلك مشكل آخر ودائم. وفي ظل هذه الظروف يظل معرض الرياض إلى حد ما معرضا مستقرا، يحظى واإلق��ب��ال. باالهتمام املغربي الكتاب فيه والكتاب املغربي بشكل عام يعرف اهتماما ألنه العربي، القارئ طرف من استثنائيا فإذا ول��ه��ذا، النوعية. قيمته على يحافظ باخلارج، اإلشعاع يحقق أن املغرب أراد وأال يفوت فرصا تاريخية ثمينة، فعليه أن في الالزمة أهميته الثقافي الشأن يعطي

البلد.

حلم بورخيس

أول حب كان عمري أربع سنوات وال أتذكر من احلبيبة إال اسمها وأنفها الدقيق الذي يشبه أنف متثال رخامي. وت��ط��وف ف��ري��دة. حتملني اس��م��ه��ا ك��ب��ي��رة بنتا ك��ان��ت خياطة ماكينة قبالة تستقر أخيرا احلجرات. بن بي قدمية تصدر صوتا كصوت إقالع دراجة نارية معطلة.

وأمتاّلها ألتأملها الكتيم خشبها على فوقها تضعني وه��ي مت��رر ال��ث��وب حت��ت اإلب���رة وت��دي��ر دواس���ة املاكينة بقدمها بالتواتر فتصدر صوتا لذيذا يسري في جسدي كرعشة الدفء. أتأمل رموشها الطويلة ودقة أنفها. إنها حقا إلهة ميثولوجية اسمها فريدة أحببتها قبل أن أتعلم الكالم واملشي. نسيت أين كانت تلك الدار.أتذكر فقط أنها كانت دارا كبيرة وغامضة. مليئة بالبنات الكبيرات. لكن وال واحدة منهن كانت كفريدة. وال واحدة منهن تذكرت اسمها أو مالمحها. كن بالنسبة لي مجرد خياالت تخيف

سنوات خمس عمر في أحيانا. رحلنا. أم��ي وأب��ي وأن��ا إل��ى دار أخرى. تركنا جيراننا. تركنا دار فريدة املليئة باحلجرات والظالل وأص��ي��ص ال��ن��ب��ات��ات. ظ��ل حبي من بئر ف��ي عميقا س��را لفريدة الضباب. لذة أولى في حلم. رمبا أمامي مرة ذات مالبسها غيرت إغراء األكثر البرود ذلك ببرود. من اإلغراء.أن تغير امرأة ثيابها في غرفة مغلقة جيدا دون غنج. وأنت تطل من ثقب الباب. أنا كنت جالسا فوق السرير قبالتها.أطل من ثقب عيني.وفريدة اعتبرتني لم كاألثاث احملايد. كقط صغير. تكن تدري أنها حتفر في روحي أج���م���ل ال���ل���وح���ات اإلن��ط��ب��اع��ي��ة ال��ق��دمي��ة. ظ��ن��ت��ن��ي ب��ري��ئ��ا. كنت لم ذاك��رت��ي فقط ب��ري��ئ��ا. بالفعل تكن بريئة. بعد ذلك عرفت نساء كثيرات. بناتا رومنسيات ونساء وح��ي��دات ف��ي أس��رة داف��ئ��ة. اآلن ذاكرتي كلهن. نسيتهن تقريبا لم تعد تسعفني ألتذكر ولو مثال

شعبيا شائعا. لكن حن سأصاب بالزهامير سأظل أتذكر قليال املائلة شعرها مبشطة وص��ف��اء. ب��وض��وح ف��ري��دة بصمتها العسلّية. بابتسامتها تكّلف. دون اليسار إلى عند امل��ش��دودة ال��س��وداء الطويلة بفساتينها امل��ط��ل��ق. لم تكن زوجة ألحد. كانت فقط بنتا اخلصر من اخللف. كبيرة. تضعني أمي على عتبة بابنا في الصباح املشرق. كانت احلبو. في مغامرة أو حركة دومن��ا امل��ارة ألتأمل أمي تكنس الباحة مصدرة صوتا منتظما مبكنسة الدوم.

ب��األوراق مليئة كرزمة ورزي��ن��ا هادئا أجلس أن��ا وكنت املالية املزورة. كقنينة غاز زرقاء صغيرة وفارغة. كشاعر صغير مهذب. أعتقد جازما أني كنت أنتظر بشوق وحرقة على لتضغطني ذراعيها. بن لتحملني فريدة تأتي أن ا ساقّي على جذع شجرتها. تفاحتي صدرها الصلبتن الًفّتقربني أكثر من عينيها وأنفها. ألتأملها على مسافة شبر دون أن أرمش. لتقبلني على خدي. لتشتري لي شكالطة من يعقد ال���ذي فستانها أم��ام��ي لتغير ل��ي. وتفتحها اخللف بخيط على شكل فراشة ذابلة. ألرى سرتها وثنية رك��ب��ت��ه��ا ف��ي ض���وء ال��ص��ب��اح. جالسا بثيابي أخ��رس. كببغاء سريرها على ال��ط��ف��ول��ي��ة امل��زرك��ش��ة. ك��ان��ت أم���ي قد فطمتني دون شفقة. وأظن أني متنيت فريدة حليبها أن ترضعني بقوة سرا أن بالتبني. أمي تصير أن السحري. كنت لقد بالفم. الرضيع زوج��ة تصير ط��ف��ال ش��ري��را.أح��ب��ب��ت اب��ن��ة اجل��ي��ران السر الصفات. وكتمت كاملة اجلميلة األول بدهاء ذئب رضيع. لم تفطن لذلك أمي لتأنبني.حتى حن كنت أبكي دون كان للسبب. تفطن أمي تكن لم سبب بيدها بابنا احلبيبة تطرق أن يكفي كأصابع الطويلة بأصابعها املرمرية. العازفة. ألكف فجأة عن البكاء وأبتسم بن طويال وتنزهني لتأخذني مبكر. احل���ج���رات ال���واس���ع���ة. جت��ل��س أم���ام ماكينة اخلياطة. بظهر مستقيم كظهر عازفة البيانو. تعزف لي وحدي. متشط العاج. مبشط أمامي الطويل شعرها هدهدتني ف��ري��دة أن أذك���ر ال ل��ألس��ف على السرير في حضنها ألنام. لألسف العميق لم تكن متحرشة أطفال. كانت من أكثر نقية وشاحبة. بريئة ميثولوجية إلهة مجرد الالزم. حتملني بيد. وتسقي الزهور في األصيص باليد األخرى. وأنا أمتسك بتفاحها حتى ال أسقط في الظالم. فريدة. اآلن أي��ن هي أع��رف حتى ال أسقط من اجلنة. ال أراها أن أن تكون قد ظلت عازبة كراهبة. أمتنى أمتنى على حافة سريرها. قليال باجللوس لي أن تسمح اآلن. ألتأملها بصمت وبراءة تفوق براءة الطفولة تغير ثيابها. ألتأملها متشط شعرها األشيب مبشط العاج. لتنزل دمعة

وحيدة من عيني.أسقي بها الزهور.

ما الحّب إال للحبيب األول

قصـة حبـهم األول كتـاب وشعـراء يـروون

فريدةمحمد بنميلود

يف المكتبات

رواية لعبد اإلله بلقزيز عن حركة 20 فبراير

التاريخ السري حلرب الريف

عزيز احلدادي يصدر كتابا بعنوان خادع

ببيروت يصدر امل��ع��ارف« »منتدى دار عن بلقزيز االل��ه عبد املغربي واملفكر الباحث روايته الثانية بعنوان »احلركة« وهي النص األدبي الثالث له بعد »رائحة املكان« )2010( )2011(، وهو عمل يؤرخ و»صيف جليدي« أحداثها ويعيد صياغة فبراير، 20 حلركة الدميوقراطية النضالية من أجل وجتربتها بشكل روائي، معيدا رسم شخصيات شبابها وعالقاتهم مبحيطهم االجتماعي والسياسي. إنها مقاربة تخييلية لفترة حاسمة من تاريخ حلم م��ن لالقتراب مثقف بها يقوم امل��غ��رب

اجليل اجلديد وإحباطاته.

ف��ي ع��دده��ا ال��ث��ان��ي ع��ش��ر م��ن سلسلة »ض��ف��اف« ع��ن م��ن��ش��ورات ال��زم��ن، يصدر السري »ال��ت��اري��خ بعنوان مترجم كتاب حل��رب ال��ري��ف )امل��غ��رب..احل��ل��م امل��زع��ج(« مل��ؤل��ف��ه »خ����وان ب���ان���دو« وت��رج��م��ة سناء الشعيري، ويسلط الضوء من جديد على األرشيف الريف من خ��الل مأساة ح��رب 475 الكتاب في السري اإلسباني، يقع صفحة، ويتكون من مقدمة وسبعة فصول كرنولوجيا ملحق إلى إضافة وخامتة،

األحداث وفهرس األعالم واألماكن.

بصفحتها خ��ب��را السفير ج��ري��دة ن��ش��رت ال��ث��ق��اف��ي��ة ب��ع��ن��وان »ال��ف��الس��ف��ة وال��ن��س��اء« ل��ل��ح��دادي..ت��زوي��ر ال��ع��ن��وان« وق��ع��ه صفوان للباحث بكتاب جديد األمر حيدر، ويتعّلق »الفالسفة بعنوان احل���دادي عزيز املغربي والنساء« يصدر عن دار رياض جنيب الريس، نصوص تبدو « الكتاب ع��ن حيدر وي��ق��ول أو احتيااًل على عنوانه الكتاب خديعة هذا مداركه تسلب من يستسيغها قد اجل���ذاب، من املستمدة الفاحشة اجلنسية األل��ف��اظ األدب الشعبي ال من لغة التفلسف، فيستمتع الفضائحية للمجالت القارئ استمتاع بها ملن ومحبط مخيب الكتاب لكن اجلنسية، يريد أن يغوص ويستكشف املعاني والصفات وال��ع��الق��ات ب��ن ع��وال��م ال��ف��الس��ف��ة وع��وال��م

النساء.«

نبيل منصر

ما نتأسف له هنا هو عدم تمكن المغرب من إرساء بنية تحتية للثقافة تساير ما تراكم من إيجابيات وتفتح أفقا واسعا لإلشعاع الثقافي وإذا لم نواجه الواقع بصراحة وصدق فإننا سنجد أنفسنا نبدأ دائما من الصفر

إن الربيع العربي لم ينعكس بعد على »الربيع الثقافي« المأمول، وفترة االنتقال التي نتمني أال تطول تتطلب تضافر

الجهود لتخطي الفترة الصعبة

أحببت ابنة الجيران الجميلة كاملة الصفات وكتمت السر األول بدهاء ذئب

رضيع لم تفطن لذلك أمي لتؤنبني حتى حين كنت أبكي دون سبب لم تكن أمي تفطن للسبب كان يكفي أن تطرق الحبيبة

بابنا بيدها المرمرية بأصابعها الطويلة كأصابع

العازفة ألكف فجأة عن البكاء وأبتسم بمكر

ارتاب بورخيس في كثير من األشياء. ارتاب في أمر نفسه

ذاتها. لم يكن كل هذا ترفا من جانبه. بل تورطا في شرك

وجوٍد ضاعت تقاسيمه منذ بداية الخلق. الكتابة جاءت،

في الواقع، لترمم المزق، لكن قدرتها على ذلك ظلْت محدودة

عبد اجلليل ناظم: الثقافة باملغرب في نفق مسدودعضو هيأة »دار توبقال للنشر« قال لـ إنه يجب الوقوف على المشاكل الحقيقية لتأجيل المعرض

منذ تأسيسها سنة 5891 من طرف كتاب وجامعيين مغاربة، و»دار توبقال للنشر« تعمل من أجل خدمة الكتاب المغربي الحداثي، وإشعاع الثقافة المغربية، حيث احتضنت العديد من الكتاب المغاربة، وأقدمت على نشر العديد من األعمال الشعرية، التي يرفضها عادة الناشرون ويعتبرونها تجارة

بائرة. في هذا الحوار مع الملحق الثقافي لـ »األخبار«، يضع عبد الجليل ناظم عضو هيأة الدار، أصبعه على المشاكل الحقيقية التي يعانيها قطاع النشر والكتاب والمعرفة بشكل عام في العالم العربي، والمغربي بشكل خاص، ويدعو للحفاظ على الوتيرة السنوية للمعرض الدولي للنشر والكتاب

بالدارالبيضاء، وفتح الحوار من أجل الوقوف على المشاكل الحقيقية لهذا التأجيل غير المقنع.